إنباه الرواة على أنباه النحاة

القفطي، جمال الدين

الجزء الأول

الجزء الأول [مقدمات التحقيق] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* تصدير عنى كثير من علماء المسلمين وأدبائهم بجمع كثير من الحقائق المبعثرة فى بطون الكتب، أو التى تلقوها بالرواية والسماع، أو خبروها بأنفسهم. ثم نسقوا هذه الحقائق، ونظموا كل طائفة متشاكلة منها فى سلك واحد؛ فدوّنوا السير وتراجم العلماء والحكماء والأطباء والأدباء ورواة الحديث والقرّاء والفقهاء والنحاة. ووصفوا البلدان والأقطار التى ارتادوها، أو قرءوا عنها أو سمعوا بها؛ كما وصفوا الحيوان والنبات؛ فكان من وراء ذلك كله طائفة كبيرة من كتب السير والطبقات والمعاجم المنوّعة والموسوعات الجامعة فى شتى نواحى العلم؛ حتى أصبحت اللغة العربية من أغنى لغات العالم كلها بمثل هذه الكتب؛ إن لم تكن أغناها. ومع ذلك لم يكن العرب هم أوّل من استحدثها؛ إذ أنهم لم يأخذوا فى مثل هذا التدوين إلا منذ القرن الثانى للهجرة (الثامن الميلادى) عندما وضع أبو بكر بن إسحاق سيرة النبىّ الهاشمىّ- عليه الصلاة والسلام-، ثم اعتمد عليه ابن هشام المتوفى سنة 213 هـ. ثم جاء ابن سعد وابن سلّام فألف كل منهما طبقاته، وتتابع ظهور أمثال هذه الكتب، وتعدّدت مناحيها وموضوعاتها. وفى القرن السابع زادت وكثرت على الرغم مما حل فيه بالحضارة الإسلامية والثقافة العربية من نكبات؛ فصار لدينا كتب متعدّدة عن كل عظيم نابه، وكل فئة خاصة أو طبقة معينة من العلماء والأدباء فى مختلف القرون أو فى قرن بعينه. وإنّ نظرة واحدة إلى فهارس المكتبات العربية لتقنعنا بالكثرة الوافرة من الكتب التى وضعها العرب فى هذه الناحية من التأليف.

وقد كان لهذه السير والتراجم والطبقات قيمتها للعلم والأدب والتاريخ؛ إذ يسرت للباحث والعالم والمؤرّخ الوصول إلى كثير من الحقائق التى يقوم عليها بحثه، وبيّنت للعالم مدى إقبال المسلمين وكتّاب العربية فى مختلف العصور على البحث والتدوين، وما عانوا فيه من مشقة وجهد علمىّ مشكور؛ كما بينت للخلف مقدار ما تركه له أسلافه من ثروة ثقافية ضخمة يفخر بها كما يفخر كل محب للعلم والبحث. ومما يؤسف له كل الأسف أن الشطر الأعظم من هذه الثروة العلمية الضخمة قد ضاع فى تلك النكبات التى حلت بالعالم الإسلامى من غزوات متكررة وحروب وثورات ومجاعات وحرائق وسرقات وجهل الحكام وطمع الطامعين. وإنى لأرجو من الله أن تتاح لنا أو لغيرنا الفرصة لجمع كل أسماء الكتب العربية الموجودة والضائعة التى أشار إليها المؤلفون فيما وصل إلينا من كتبهم، وتنسيقها فى ثبت شامل يكون مرجعا للباحثين وهاديا لهم؛ فلعل التوفيق يوافى طائفة منهم بالعثور على بعضها والاستفادة منها. ومما يذكر أن القدامى فى الزمن السالف قد درجوا على محو ما لديهم من بعض الكتب ليستغلوا رقوقها فى كتابة تأليف جديد من عندهم، أو تدوين مذكرات خاصة بهم، وقد تكررت هذه العملية مرات؛ لأن قراطيس البردى والرقوق كانت غالية الثمن على الكثيرين. وإذ قد توصل العلم الحديث إلى إستعادة هذه الكتابة الممحوّة مما تركته وراءها من آثار فى البردىّ أو فى الرقوق، فقد استطاع العلماء الأوربيون الحصول على نسخ من مؤلفات قيمة ظنوا أنها ضاعت، ولا سبيل إلى العثور عليها. ففى المتحف البريطانى مثلا مخطوطات سريانية أخذت من أديار وادى النطرون؛ منها مخطوط ألفه ساويرس الأنطاكى فى القرن التاسع الميلادى كان مكتوبا عليه إلياذة

هو ميروس وإنجيل لوقا، وعلى أوراق كان عليها هندسة إقليدس مكتوبة فى القرنين السابع والثامن. وقد تكون ثمة كتب عربية كثيرة قد أصابها مثل ذلك فمحيت وكتب عليها غيرها أحدث منها وأقل قيمة. ومهما يكن من الأمر فمن الخير للعلم والإنسانية أن يضاعف العاملون منا جهودهم فى جمع المتفرّق من التراث الثقافىّ العربىّ من مظانه، ونشر القيم منه، وهو كثير حافل، وما لم ينشر منه إلى اليوم لا يزال كثيرا. فمثلا جمال الدين أبو الحسن على القفطىّ المصرى وزير الأيوبيين فى حلب، المتوفى سنة 646 قد خلف لنا قرابة الثلاثين كتابا ضاع أكثرها، ولم يصل الينا منها سوى كتاب واحد كامل، ومختصران له اختصرهما غيره «1»، ومختصر لكتاب «2» آخر، وقطعة «3» من كتاب ثالث. والكتاب الكامل هو الذى بين يدى القارئ الجزء الأوّل منه، وهو يشمل الكثيرين من علماء النحو واللغة وغيرهم، منهم من سبق لنا معرفتهم ومنهم من لم نعرف. ولما كان الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم قد توفر سنين طويلة على دراسة هذا الكتاب، وكان حضرته قد تمرّس بنشر الكتب وتحقيقها من قبل،

انتهزنا هذه الفرصة وعهدنا إليه بمراجعة هذا الكتاب وإعادة تحقيقه، وإعداده للنشر، فقام بذلك بهمة ملحوظة وأمانة مشكورة، باذلا فيه غاية الجهد، وكان نصيبه التوفيق. هذا وسيظهر الكتاب في أربعة أجزاء، يشمل آخرها الفهارس المنوّعة التي دأبنا على العناية بها تسهيلا للباحث وتوفيرا لوقته؛ فلا يخفى أنّ كتابا مثل هذا يفقد جزءا كبيرا من فائدته المرجوّة إذا ظهر خلوا من الفهارس. هذا، وأرجو من كل باحث يعنى بهذا الكتاب أن يتفضل مشكورا ويبعث إلينا بما قد يعنّ له من ملاحظات على هذه الطبعة لنستدركه في الطبعة التالية إن شاء الله؛ فكلنا يسعى إلى الاقتراب من المثل الأعلى في كل ما يعمل. أيدنا الله بعون من عنده حتى نضاعف جهودنا في سبيل الثقافة العربية، ونحقق بعض ما نصبو إليه من خير لها. والله ولي التوفيق

مقدمة المحقق

مقدّمة المحقق (1) ترجمة المؤلف [1] حياته: قفط بلدة بالصعيد الأعلى بمديرية قنا، تبعد قليلا عن الشاطئ الشرقى للنيل، شمالى قوص. وكانت معروفة فى التاريخ المصرى القديم، ودار حولها كثير من القصص والأساطير. ولما كان الفتح الإسلامىّ وارتبطت مصر ببلاد العرب ارتباطا وثيقا صار لها شأن خاص، وأصبحت ممرّا للتجار والرّحالين والحجاج، فى طريقهم ذاهبين إلى عيذاب وجدّة فبلاد العرب والهند، أو عائدين من هذه البلاد إلى مصر والمغرب وبلاد الأندلس. فأثرى أهلها، وحفلت أسواقها، واستفاض العمران بها، واجتذبت إليها كثيرا من العلماء ممن كان يذهب إلى مكة للحج أو يعود. وأقيمت بها حلقات الدروس، وامتلأت مساجدها ونواديها بأفضل العلماء، وجهابذة الأدباء، ونشطت فيها الحركة العلمية؛ كما نشطت فى قنا وقوص وأدفو وأسوان وغيرها من بلاد الصعيد.

_ [1]. مصادر الترجمة: إعلام النبلاء 4: 414 - 426 بغية الوعاة 358 تاريخ علم الفلك عند العرب لنلينو 50 - 64 حسن المحاضرة 1: 238 شذرات الذهب 5: 236 الطالع السعيد 237 - 238 عيون التواريخ (مخطوط) وفيات سنة 646 فوات الوفيات 2: 121 معجم الأدباء 15: 175 - 204 معجم البلدان 3: 55 - 56.

فى هذه البلدة ولد الصاحب جمال الدين أبو الحسن على بن يوسف بن إبراهيم ابن عبد الواحد الشيبانىّ، ونسب إليها، وصار يعرف بالقفطىّ فيما بعد، ويلقب بالقاضى الأكرم. وكان مولده فى أحد ربيعى سنة 568 على ما ذكر أخوه إبراهيم مؤيد الدين «1»، وقضى بها شطرا من طفولته، ثم ذهب إلى القاهرة، وتعلم بمدارسها، وأخذ عن شيوخها وعلمائها، ثم عاد إليها فى ربيع شبابه، وقضى بها حقبة من الزمن، نهل من موارد العلم، وقبس من ضياء المعرفة، وتخرّج على من كان بها من العلماء. وهو عربىّ صريح النسب، كريم النبعة، ينتمى قومه إلى شيبان. وقد نزحوا من الكوفة مع القبائل العربية التى توافدت على مصر بعد الفتح أرسالا، وهاجر إليها أفرادها جماعات، ثم انتشروا فى شمال الوادى وجنوبه، وطاب لهم العيش، وامتدّت بهم أسباب الحياة. وأبوه يوسف بن إبراهيم الملقب بالقاضى الأشرف. كان كاتبا ناصع البيان، متصرفا فى ضروب الإنشاء، حسن الترسل، مليح الخط. ولد بقفط سنة 548، وقضى بها صدرا من حياته، نابه الذكر، مرعىّ المكانة، سامى الرتبة. ولما نشبت الفتنة «2» بها، وأعلن أهلها خروجهم على السلطان صلاح الدين الأيوبىّ نزح عن البلاد

طلبا للعافية، وإيثارا للسلامة. ثم ذهب إلى القاهرة، واتصل بالملوك الأيوبيين، فأنزلوه منزلة كريمة، وولوه أعمالا بالصعيد ثم بلبيس وبيت المقدس، وناب عن القاضى الفاضل بحضرة صلاح الدين. ولما ملك العادل الشام لم تطب للقاضى الأشرف الإقامة ببيت المقدس، وغادرها إلى حرّان. وهناك استوزره الملك الأشرف موسى بن العادل، ثم استأذنه فى الحج فأذن له على أن يعود؛ ولكنه امتنع من العود، وذهب إلى اليمن، فاستوزره أتابك سنقر، وأقام فى الوزارة زمنا؛ ثم بدا له أن ينقطع عن خدمة الملوك، فذهب إلى ذى جبلة «1»، وآثر العزلة عن الناس، والإخلاد إلى الوحدة. فأقام بها منفردا بنفسه، بعيدا عن الخاصة والعامّة إلى أن توفى سنة 624. وكانت القاهرة حين وفد القفطىّ إليها معمورة بالمدارس، مأهولة بالعلماء، زاخرة بالكتب، فأخلى ذرعه للدرس، وقصر نفسه على العلم، وأحاط منه بقدر صالح كبير. ولقى كثيرا من العلماء وأخذ عنهم؛ وكان ممن لقيه محمد بن محمد بن بنان الأنبارىّ، وكان شيخا فاضلا عالما، تصدّر للإقراء، فلزمه وأخذ عنه سماعاته، وأجازه فى رواياته، وسمع منه كتاب الصّحاح للجوهرىّ. وترامت إليه أخبار أبى طاهر السّلفىّ نزيل الإسكندرية وعالمها فى ذلك الحين، فارتحل إليه، وانتظم فى حلقة الطلاب الذين وفدوا عليه من أطراف البلاد، وكان صغيرا فى ذلك الحين؛ إلا أنه أفاد منه، وتحدّث عنه فى كتاب الإنباه. ثم عاوده الحنين إلى وطنه، واشتاق إلى ملاعب طفولته، ومنبت أهله وعشيرته، فسافر إلى قفط، وكان قد اكتمل عقله، وأوفى على الغاية استعداده. وهناك خالط علماءها، وناظر أدباءها، والتقى بصالح بن عادى العذرىّ نزيلها.

وكان ابن عادى ممن حذق النحو، وتقصّى مسائله، وجمع أشتاته، وأحاط بأصوله وفروعه، ونقّب عن مقيسه وشاذه. فلزمه واستفاد منه، وحمل عنه علما كثيرا. ثم عاد إلى القاهرة ليقضى بها مدة قصيرة ويرحل عنها فلا يعود. ففى سنة 591 سافر أبوه إلى بيت المقدس واليا عليها من قبل الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين، فصحبه فى سفره، ونزل معه ببيت المقدس، وطاب له المقام فيها زمانا؛ وهناك عايش أهلها، ولابس رجالها، ولقى عندهم جوارا كريما، ومنزلا طيبا، ولقوا منه رجلا محمود الصحبة، جميل العشرة، لطيف الطبع، أديبا بارعا عذب الموارد، وعالما فاضلا جمّ الفوائد، يتجمّل بالخلق الكريم، والطبع السرىّ النبيل، فأحبهم وأحبوه، واطمأنّ إليهم واطمأنوا إليه. ثم رغبوا إليه فى أن يتولى شيئا من أمور الملك فأبى عليهم، وآثر أندية العلم، ومجامع الأدب والفضل، وزهد فى مجالس الحكم وديوان السلطان. وعصفت ببيت المقدس أقدار، وتقلبت عليها أهوال، وانتهت إلى أن دخلت فى حوزة الملك العادل ووزيره ابن شكر. ولم يكن أبوه القاضى الأشرف من شيعة العادل، ولا ممن يوادّون ابن شكر، فتوجس منهما خيفة، وخرج منها بليل، وذهب إلى حرّان. وعندئذ تعذّر على القفطى المقام بعد أبيه، ونبا به المنزل، فترك بيت المقدس، وقصد إلى حلب مع من قصد إليها. وكان السلطان صلاح الدين قد أعطى ولاية حلب لابنه الملك غازى المعروف بالظاهر «1» فى حياته، ثم ظلت فى حكمه بعد وفاة أبيه، وتوارثها أولاده من بعده،

فكانت بعيدة عن الفتن التى شجرت بين خلفاء صلاح الدين، والحال فيها خير من الحال فى مصر والعراق وبقية بلاد الشام؛ فازدهرت فيها الآداب، وأينعت العلوم، ورحل إليها العلماء؛ ممّا طابت له نفس القفطىّ، ووافق هواه، ووجد المكان الذى يطمئن له العيش فيه. وفى صدر أيامه بحلب كان مصاحبا لميمون القصرىّ صديق أبيه، ورفيقه فى الرحلة إلى حلب، وأحد الولاة الذين صار لهم نصيب من السلطان. فلازمه على سبيل الصداقة والمودّة، لا على سبيل العمل والخدمة. وفى هذه المدّة اجتمع بجماعة من العلماء المقيمين بحلب والواردين عليها، واستفاد بمحاضرتهم، وفقه بمناظرتهم. ثم جدّ فى شراء الكتب وسعى فى اقتنائها وجلبها، واستطارت شهرته بذلك فى الآفاق، وتوافد عليه الورّاقون والناسخون وباعة الكتب، كما توافد عليه العلماء والشعراء وذوو الفضل. وكان ممّن وفد إليه فى ذلك الحين ياقوت ابن عبد الله الحموىّ صاحب معجم الأدباء. فآواه إلى ظله، وأنزله فى داره، وأفرد له مكانا من مجلسه. وعرف فيه ياقوت الفضل والعلم؛ فأذاع بفضله فى كل محفل، وروى عنه فيما صنف من الكتب، وأهدى إلى خزانته كتابه معجم البلدان. وبينما كان القفطىّ مطمئنا إلى هذه الحياة الهادئة الخصيبة، يجالس العلماء، ويأخذ عنهم ويأخذون عنه، ويقتنى الكتب ويقرؤها ويستوعب ما فيها، ويحصّل العلوم ويؤلف فى شتى نواحيها؛ وإذا بميمون القصرىّ يموت وزيره فيلزمه أن يحل مكانه؛ فيقبل على كره، وفى ذلك يقول ياقوت «1»: «ألزمه ميمون القصرىّ خدمته، والاتّسام بكتابته، ففعل ذلك على مضض واستحياء، ودبّر أموره أحسن تدبير، وساس جنده أحسن سياسة، وفرغ بال

ميمون من كل ما يشغل به بال الأمراء، وأقطع الأجناد إقطاعات رضوا بها، وانصرفوا شاكرين له، لم يعرف عنه- منذ تولى أمره إلى أن مات ميمون القصرىّ- جندىّ اشتكى أو تألم. وكان وجيها عند ميمون المذكور، يحترمه ويعظم شأنه، ويتبرك بآرائه إلى أن مات ميمون سنة 610». وعندئذ عاد إلى منزله، والتزم العزلة أكثر من عام، يطالع وينسخ ويستفيد. ولكنه ألزم بالخدمة مرّة أخرى، فظل متوليا أمور الديوان حتى مات الملك غازى سنة 613، وتولى الملك ابنه العزيز «1»، فعاد إلى داره، ومكث ملتزما الخلوة والبعد عن السلطان. وشهاب الدين طغريل وزير العزيز يجرى عليه رزقا يستعين به على الانقطاع والخلوة، إلى أن كانت سنة 616؛ حيث ألزمه الأمير تولى أمور الديوان، فلم يجد من قبول ذلك بدّا. وطالت أيامه فى هذه المدّة؛ فإنه ظل من سنة 616 إلى سنة 628، يسوس الأمور أحسن سياسة، وينصح للأمير، ويرعى مصالح الرعية. روى عنه ياقوت: «أنه مر فى طريقه بصعلوك شكا إليه أنه قد اتهم بسرقة الملح، وأخذت دابته، ثم طولب بجباية. فلم يكد يستمع إلى شكواه حتى ذهب إلى شهاب الدين طغريل، وقال له: أيها الأمير، روى عن النبىّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ثلاثة أشياء مباحة، الناس مشتركون فيها: الكلأ والماء والملح، وقد جرى كيت وكيت، ولا يليق بمثلك وأنت عامّة وقتك جالس على مصلّاك أن تكون مثل هذه الأشياء فى بلدك!».

«فقال: اكتب الساعة إلى جميع النواحى برفع الجبايات ومحو اسمها، وأمر الولاة أن يعملوا بكتاب الله وسنة رسوله. ومن وجب فيه حدّ من الحدود الشرعية يقام فيه على الفور، ولا يلتمس منه شئ آخر، ومر الساعة بإراقة كل خمر فى المدينة، ورفع ضمانها، واكتب إلى جميع النواحى التى تحت حكمى بمثل ذلك، وأوعد من يخالف ذلك عقوبتنا فى الدنيا عاجلا، وعقوبة الخالق فى الآخرة آجلا». قال القفطىّ: «فخرجت وجلست فى الديوان، وكتبت بيدى- ولم أستعن بأحد من الكتاب فى شىء من ذلك- ثلاثة عشر كتابا إلى ولاة الأطراف». ولا تكتب بكفّك غير شىء ... يسرّك فى القيامة أن تراه وكأنه رأى أن طول هذه المدّة قد أقصاه عن المطالعة، وصرفه عن التأليف، وحال بينه وبين الانقطاع إلى مدارس العلم، فأعفى نفسه من تكاليف السلطان، وخلع عن عنقه ربقة الإمارة، و «انقطع «1» فى داره مستريحا من معاناة الديوان، مجتمع الخاطر- على شأنه- للمطالعة والفكرة وتأليف الكتب، منقبضا عن الناس، محبا للتفرّد والخلوة، لا يكاد يظهر لمخلوق». ولكن الملك العزيز حينما جاوز حداثته، واستقل بالملك وحده لم يلبث أن دعاه إليه، واتخذه وزيره، وألقى إليه زمام أموره؛ مطمئنا إلى نفاذ بصيرته، وأصالة رأيه. فأصفى له النصح، واجتهد فى المشورة، وتوخى مناهج الرشد، والتزم القصد والسداد. ومات العزيز وتولى بعده ابنه الناصر «2»، لم تجاوز سنه سبع سنوات، فاستمرّ

علمه وثقافته

القفطىّ فى تدبير المملكة، وفيا بالعهد، قائما بمصالح الملك، بعيد الصيت، مرعىّ الجانب، إلى أن توفّى سنة 646، ودفن بالمقام بحلب. علمه وثقافته: كان القفطىّ أديبا جيدّ الملكة، وافر المحفوظ، عالما طويل الباع، واسع الاطلاع، غزير المادّة واضح القصد، مصنفا سديد المنهج جامعا لأشتات الفوائد، ومنثور المسائل؛ جال فى كل فنّ، وشارك فى كل ناحية من نواحى المعرفة. قال ياقوت: «اجتمعت «1» بخدمته فى حلب، فوجدته جمّ الفضل، كثير النبل، عظيم القدر، سمح الكف، طلق الوجه، حلو البشاشة. وكنت ألازم منزله ويحضر أهل الفضل وأرباب العلم، فما رأيت أحدا فاتحه فى فنّ من فنون العلم، كالنحو واللغة والفقه والحديث وعلم القرآن والأصول والمنطق والرياضة والنجوم والهندسة والتاريخ والجرح والتعديل وجميع فنون العلم على الإطلاق، إلّا قام به أحسن قيام، وانتظم فى وسط عقدهم أحسن انتظام». وقد تضافرت ظروف نشأته وحياته، وتعدّد أسفاره ورحلاته، واتصاله بشيوخه فى حلقات الدرس، ومناظرته للعلماء والأدباء فى مجالس الأدب والعلم، وعمله فى ديوان الإنشاء، وقراءته الموصولة فى الكتب والأسفار على تكوين ذوقه الأدبىّ، وتمكينه من المعرفة الشاملة، وذلك المحصول الوافر. كانت أمه بدوية من عرب قضاعة، فصيحة مطبوعة تحفظ الشعر وترويه، وكان أبوه على ما عرفناه كاتبا، من كتّاب ديوان الإنشاء، فنشأ أديبا صافى الديباجة فتيق اللسان حرّ البيان. وكانت القاهرة حينما ارتحل إليها منهلا للعلم والمعرفة، وموردا للفنون والآداب، حافلة بالعلماء، وقبلة للشعراء والأدباء، ودور الكتب ميسّرة لكل

دارس، ومعاهدها مفتوحة لكل وافد، والملوك الأيوبيون من وراء ذلك يشيدون المدارس، ويعقدون المناظرات، ويشجعون الدارسين، ويرفدون العلماء بالهبات والأعطيات. فتهيأ له من كل ذلك دراسة كاملة، ومعرفة شاملة؛ درس القرآن، وتلقى الحديث، وحذق النحو، وحفظ اللغة، ووعى التاريخ، وأحاط بقسط وافر من الفلسفة والحكمة وعلم الكلام. ثم كانت المحاضرات التى عقدت بمجلسه فى حلب، والأحاديث التى دارت حول المعقول والمنقول فى مسائل العلوم، والتحدّث بالغرائب والطرائف. وكتبه التى عكف عليها فى داره، فاستجلى غوامضها، واستلهم أسرارها، واستقصى ما فيها استقصاء الدارس الحصيف، ونقدها نقد الصيرفىّ الخبير. من هذه المنابع الصافية تكوّنت ثقافته، وتلاقت معارفه، وانسجمت أفكاره وخواطره، وتألفت منها تلك الكنوز التى نثر منها فى مجالسه الخاصة، وأودعها كتبه المتنوّعة. أدبه: وكان القفطىّ صاحب نثر وشعر؛ أما النثر فقد تخرّج فيه على أبيه، وتمرّس به فى ديوان الإنشاء، وأثر عنه كثير من الرسائل، وجرى قلمه بشىء منه فى كتاب الإنباه. وقد اعتنق طريقة القاضى الفاضل، وسار على نهجه؛ من تنميق اللفظ والاحتفال بالسجع، والقصد إلى التورية والجناس، والاستشهاد بالنظم فى أثناء المنثور؛ سواء فى ذلك رسائله الإخوانية أو الديوانية، أو ما سال به قلمه فى بعض التراجم. ومن رسائله التى أوردها ياقوت «1»: «وأما سؤاله عن سبب التأخر والتجمّع، والتوقّف عن التطاول فى طلب الرياسة والتوسّع، والتعجب من التزامى قعر البيت، وارتضائى بعد السبق

بأن أكون السّكيت «1»، فلا تنسبّنى فى ذلك إلى تقصير، وكيف ولسانى فى الّلسن غير ألكن وبنانى فى البيان غير قصير! ولقد أعددت للرياسة أسبابها، ولبست لكفاح أهلها جلبابها، وملكت من موادّها نصابها، وضاربت أضرابها، وباريتهم فى ميدان الفضائل، فكنت السابق وكانوا الفساكل «2». وظننت أنى قد حللت من الدولة أمكن مكانها، وأصبحت إنسان عينها وعين إنسانها، إذا الظنون مخلفة، وشفار العيون إلى الأعداء مرهفة، والفرقة المظنونة بالإنصاف غير منصفة، وصار ما اعتقدته من أسباب التقريب مبعدا، ومن اعتقدته لى مساعدا غدا علىّ مسعدا «3»، ومن أعددته لمرادى موردا أصبح لمثالبى موردا. وجست مقاصد المراشد فوجدتها بهم مقفلة، ومتى أظهرت فضيلة اعتمدوا فيها تعطيل المشبهة وشبه المعطّلة «4»». «وإذا ركبت أشهب النهار لنيل مرام، ركبوا أدهم الليل لنقض ذلك الإبرام، وإن سمعوا منى قولا أذاعوا، وإن لم يسمعوا اختلقوا من الكذب ما استطاعوا. وقد صرت كالمقيم وسط أفاع لا يأمن لسعها، وكالمجاور لنار يتّقى شرها ويستكفى لذعها. والله المسئول توسيع الأمور إذا ضاقت مسالكها، وهو المرجوّ لإصلاح قلوب الملوك على مماليكهم؛ إذ هو رب الملكة ومالكها. وهأنا جاثم جثوم الليث فى عرينه، وكامن كمون الكمىّ فى كمينه. وأعظم كانت النار لهبا إذا قلّ دخانها، وأشدّ ما كانت السفن جريا إذا سكن سكّانها «5» والجياد تراض ليوم السباق، والسهام تكنّ فى كائنها لإصابة الأحداق، والسيوف لا تنتضى من الأغماد إلا ساعة الجلاد، واللآلئ لا تظهر من الأسفاط «6» إلا للتعليق

على الأجياد. وبينما أنا كالنهار الماتع «1» طاب أبرداه «2»، إذ ترانى كالسيف القاطع خشن حدّاه. ولكل أقوام أقوال، ولكل مجال أبطال نزال. وسيكون نظرى بمشيئة الله الدائم ونظرهم لمحة، وريحى فى هذه الدولة المنصورة عادية «3» وريحهم فيها نفحة. وهأنا مقيم تحت كنف إنعامها، راج وابل إكرامها من هاطل غمامها، منتظر لعدوّى وعدوّها أنكأ سهامها من وبيل انتقامها». وأما شعره فقد كانت تبدو عليه الصنعة. ويشيع فيه التكلّف. وكان مقلا، محدود الغرض، ضيق المجال. ومن قوله فى تصوير نفسه: ضدّان عندى قصرا همّتى ... وجه حيىّ ولسان وقاح «4» إن رمت أمرا خاننى ذو الحيا ... ومقولى يطمعنى فى النجاح فأنثنى فى حيرة منهما ... لى مخلب ماض وما من جناح شبه جبان فرّ من معرك ... خوفا وفى يمناه عضب الكفاح ومن قوله فى المدح: إذا أوجفت منك الخيول لغارة ... فلا مانع إلا الذى منع العهد نزلت بأنطاكيّة غير حافل ... بقلّة جند إذ جميع الورى جند فكم أهيف «5» حازته هيف رماحكم ... وكم ناهد أودى بها فرس نهد «6» لئن حلّ فيها ثعلب الغدر لاون ... فسحقا له قد جاءه الأسد الورد وكان قد اغتر اللعين بلينكم ... وأعظم نار حيث لا لهب يبدو

جنى النحل مغترا وفى النحل آية ... فطورا له سم وطورا له شهد تمدّك أجناد الملوك تقرّبا ... وجند السخين العين جزر ولا مدّ ومن قوله فى الغزل: تبدّت فهذا البدر من كلف بها ... - وحقك- مثلى فى دجى الليل حائر وماست فشق الغصن غيظا ثيابه ... ألست ترى أوراقه تتناثر غرامه بالكتب: وقد أغرم القفطى بالكتب إغراما شديدا، ونافس فى اقتنائها، وبذل النفيس فى شرائها، وأنفق وقته فى حفظها وترتيبها، وأصبحت داره فى حلب قبلة الورّاقين، ومقصد النساخين. يجلبون له الكتب والأسفار. وهو يضاعف لهم الثمن، ويجزل العطاء. وله فى تلك البابة أعاجيب. قال ابن شاكر «1»: «جمع من الكتب ما لا يوصف، وقصد بها من الآفاق، وكان لا يحب من الدنيا سواها، ولم تكن له دار ولا زوجة، وأوصى بكتبه للناصر صاحب حلب، وكانت تساوى خمسين ألف دينار». وروى أنه اقتنى نسخة من كتاب الأنساب للسمعانىّ حرّرت بيد المؤلف؛ إلا أن فيها نقصا. وبعد الاطّلاب المديد والافتقاد الطويل حصل على الناقص، إلا أوراقا بلغه أن قلانسيا قد استعملها قوالب لقلانسه فضاعت، فتأسف غاية الأسف على هذا الضياع؛ حتى كاد يمرض، وامتنع أياما عن خدمة الأمير فى قصره. فصار عدّة من الأفاضل والأعيان يزورونه تعزية له، كأنه قد مات أحد أقار به المحبوبين. وفى كتابه الإنباه نجده كثيرا ما يفخر بأنه اقتنى كتابا بخط مؤلف معروف، أو ناسخ مشهور، أو عثر على نسخة فريدة من كتاب لا توجد عند سواه.

مؤلفاته

وقد جمع مقدارا وافرا من التعليقات والفوائد والطرف التى تعوّد العلماء أن يضعوها على ظهور الكتب. ولما اجتمع له قدر صالح منها رأى أنها تستأهل أن تكون كتابا، فكان كتاب نهزة الخاطر ونزهة الناظر فى أحاسن ما نقل من ظهور الكتب. مؤلفاته: (1) إخبار العلماء بأخبار الحكماء. ذكره ابن أصيبعة فى عيون الأنباء (2: 87) واختصره محمد على بن الزورنىّ، وسماه المنتخبات الملتقطات من كتاب تاريخ الحكماء، ذكر ذلك صاحب كشف الظنون (2: 536 طبعة إستانبول سنة 1311). طبع هذا المختصر فى ليبسك سنة 1903، وبمطبعة السعادة بمصر سنة 1326. (2) أخبار المتيمين. ذكره ياقوت فى معجم الأدباء. وأورده باسم الدرّ الثمين فى أخبار المتيمين، وابن شاكر فى عيون التواريخ وفوات الوفيات، وابن العماد الحنبلى فى شذرات الذهب. (3) أخبار المحمدين من الشعراء. منه نسخة بدار الكتب المصرية برقم 2217 تاريخ تيمور، مصوّرة عن نسخة بخزانة باريس. وأصل النسخة كتبت سنة 1156. كانت بالأزهر، وقفها محمد بك الألفى على رواق الصعايدة. والموجود بها من أول الكتاب من ترجمة «محمد بن أحمد الرقى» إلى «محمد بن سعيد البغداذىّ»، وذكر كاتبه بآخره أن ذلك آخر ما وجد بخط المصنف. وكتب العلامة أحمد تيمور على ظهر النسخة: «ولا يدرى أكتب المصنف شيئا بعد ذلك أم ضاعت بقية النسخة؛ لأنه أحال فى مواضع على أسماء بعد هذا الحرف». (4) أخبار مصر من ابتدائها إلى أيام صلاح الدين. ذكره ياقوت والأدفوى فى الطالع السعيد، والسيوطى فى حسن المحاضرة وبغية الوعاة. وذكره

ابن شاكر أيضا وقال: إنه يقع فى ستة مجلدات. وسماه صاحب كشف الظنون تاريخ مصر. ونقل عنه صاحب النجوم الزاهرة فى مواضع كثيرة. (5) أخبار السلجوقية منذ ابتدائهم إلى نهايته. ذكره ياقوت وابن شاكر والسيوطى فى حسن المحاضرة. وذكره صاحب كشف الظنون وسماه تاريخ آل سلجوق. (6) أخبار المصنفين وما صنفوه. ذكره ياقوت والأدفوى وابن شاكر. وسماه صاحب كشف الظنون الدرّ الثمين فى أسماء المصنفين. (7) أشعار اليزيدين. ذكره الأدفوىّ. (8) إصلاح خلل الصحاح. ذكره ياقوت والسيوطى فى بغية الوعاة، وابن العماد وصاحب كشف الظنون. (9) إنباه الرواة على أنباه النحاة. وسيأتى وصفه. (10) الأنيق فى أخبار ابن رشيق. ذكره المؤلف فى كتاب الإنباه (1: 303). (11) الإيناس فى أخبار آل مرداس. ذكره ياقوت وابن شاكر. (12) تاريخ بنى بويه. ذكره الأدفوى والسيوطى فى حسن المحاضرة. (13) تاريخ القفطى. ذكره صاحب كشف الظنون وقال: هو تاريخ كبير، رتبه على السنوات ولخصه تاج الدين أحمد بن عبد القادر بن مكتوم المتوفى سنة 749. ويظهر أنه هو الكتاب المتقدّم ذكره باسم تاريخ مصر. (14) تاريخ محمود بن سبكتكين وبنيه إلى حين انفصال الأمر عنهم. ذكره ياقوت وابن شاكر. (15) تاريخ المغرب ومن تولاها من أتباع ابن تومرت. ذكره ياقوت وابن شاكر.

(16) تاريخ اليمن ذكره ياقوت والأدفوى وابن شاكر وصاحب كشف الظنون (17) الذيل على أنساب البلاذرىّ. ذكره فى ترجمته أخوه مؤيد الدين. (18) الردّ على النصارى فى مجامعهم. ذكره ياقوت وابن شاكر. (19) «شرح المفصل»، ذكره صاحب كشف الظنون ص 1775. (20) كتاب الضاد والظاء. ذكره ياقوت وابن شاكر والسيوطى فى حسن المحاضرة وصاحب كشف الظنون. (21) الكلام على صحيح البخارى. ذكره ياقوت وابن شاكر وابن العماد، وقالوا: إنه لم يتم. (22) الكلام على الموطأ. ذكره ياقوت وابن شاكر، وقالا: إنه لم يتمّ. (23) المحلى فى استيعاب وجوه كلا. ذكره ياقوت وابن شاكر والسيوطى فى بغية الوعاة وصاحب كشف الظنون. (24) مشيخة تاج الدين الكندى. ذكره ياقوت وابن شاكر. (25) المفيد فى أخبار أبى سعيد. ذكره المؤلف فى ترجمة أبى سعيد السيرافىّ فى كتاب الإنباه (1: 314). (26) من ألوت الأيام إليه فرفعته، ثم ألوت عليه فوضعته. ذكره ياقوت وابن شاكر. (27) نهزة الخاطر ونزهة الناظر فى أحاسن ما نقل من ظهور الكتب. ذكره ياقوت وابن شاكر وابن العماد. وهذه الكتب على كثرتها وعظيم خطرها وتنوّع موضوعاتها لم يصل إلينا منها إلا كتاب إنباه الرواة، ومختصر إخبار العلماء بأخبار الحكماء، وقطعة من أخبار المحمدين. أما بقيتها فقد أدركه الضياع، أو أنه مغمور فى دور الكتب لم تكشف عنه الأيام.

(2) كتاب إنباه الرواة

وربما كانت المحن التى توالت على حلب وتعرّضها لغزو التتار على يد هولاكو سنة 658، وانقراض دولة الأيوبيين بها، وتعرّضها لغزو التتار مرة أخرى سنة 801، وما تبع ذلك من تخريب مدارسها وإبادة مكاتبها وتقويض قلاعها- أضاعت كتب القفطى كما ضاعت كتب الجاحظ وأبى العلاء وغيرهما من أعلام الإسلام، وكما ضاعت الكتب التى كانت تزخر بها مكاتب بغداد ودمشق والقاهرة والأندلس وصقليّة. ولو وصلت إلينا هذه الكتب لوصل إلينا علم وافر، وذخائر ثمينة؛ هيهات أن تعوّض على وجه الزمان. (2) كتاب إنباه الرواة وكتاب إنباه الرواة يصوّر ناحية من نواحى التأليف ظهرت فى القرنين السادس والسابع تصويرا صحيحا، فقد تميز هذا العصر بالتوسع فى المعاجم التاريخية؛ نتيجة لكثرة المعارف، وتنوّع الفنون، ووفرة الكتب، واتصال العلماء بعضهم ببعض، وتوفر ثقافة علمية واسعة تنتظم ما بين الأندلس غربا إلى آخر حدود فارس فى شرقا. وقد تميزت هذه المعاجم بجمع الحقائق المنثورة فى تضاعيف الكتب، وتنسيق المعارف التى وردت على ألسنة الرواة، وحشد المشاهد التى وقعت للعلماء حول موضوعات خاصة مرتبة على حسب حروف المعجم، حرصا على الاستقراء والحصر، وقصدا إلى تيسير الإفادة والنفع، مع خلوّها من الإسناد، كما كان ذلك متعارفا فيما قبلها من الكتب. فكان كتاب الأنساب للسمعانى، واللباب لابن الأثير، ومعجم البلدان ومعجم الأدباء لياقوت، وإنباه الرواة وأخبار الحكماء للقفطى، وعيون الأنباء لابن أصيبعة، ووفيات الأعيان لابن خلكان.

وكتاب إنباه الرواة معجم شامل لتراجم «مشايخ «1» علمى النحو واللغة، ممن تصدر لإفادتهما تصنيفا وتدريسا ورواية»؛ من عصر أبى الأسود الدؤلىّ حتى عصر المؤلف فى القرن السابع. وقد تضمن أيضا تراجم كثيرة للقراء والفقهاء والمحدثين والمتكلمين والمتصوّفين والعروضيين والأدباء والشعراء والكتاب والمؤرّخين والمنجمين؛ ممن كان له أدنى مشاركة فى اللغة أو معرفة بالنحو. وبهذا اجتمع فيه قرابة ألف ترجمة من تراجم العلماء. ولم يختص هذا المعجم بعصر دون عصر، أو إقليم دون آخر، بل شمل كل من كان له شأن مذكور فى «أرض «2» الحجاز واليمن والبحرين وعمان واليمامة والعراق وأرض فارس والجبال وخراسان وكرمسير وغزنة وماوراء النهر وأذربيجان والمذار وإرمينية والموصل وديار بكر وديار مضر والجزيرة والعواصم والشام والساحل ومصر وعملها وإفريقية ووسط المغرب وأقصاه وجزيرة الأندلس وجزيرة صقلية». وقد اعتمد المؤلف فى معارفه التى أودعها فى هذا الكتاب على مصدرين أساسيين: (1) الكتب المؤلفة قبله فى التراجم والسير والأخبار مثل تاريخ بغداد للخطيب، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وتاريخ مصر لابن يونس، وتاريخ نيسابور لابن البيّع، وتاريخ همذان لشيرويه، وتاريخ غرس النعمة للصابى، وطبقات الأمم لصاعد الأندلسى، والمقتبس فى تاريخ الأندلس لابن حيان، ورجال الأندلس لابن حزم، والصلة لابن بشكوال، وأخبار النحويين لابن درستويه، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدى، والمقتبس فى أخبار النحويين واللغويين للمرزبانى، والفهرست لابن النديم، وطبقات الشعراء لابن سلام، والمختلف والمؤتلف لابن حبيب،

والأنموذج لابن رشيق، ويتيمة الدهر وتتمة اليتيمة للثعالبى، ودمية القصر للباخرزى، ووشاح الدمية للبيهقىّ، وخريدة القصر للعماد الأصفهانى، وغيرها؛ يصرح بالنقل عنها تارة، وينقل من غير تصريح تارة أخرى، مما نبهت عليه فى موضعه. (2) معارفه الخاصة التى استمدّها من شيوخه فى القاهرة والاسكندرية وقفط، أو شاهدها فى أسفاره بين مصر والشام، أو أفادها من مجالسه فى حلب، أو كاتبه بها العلماء من مختلف الأمصار. وكثير من الحقائق التى نثرها فى كتابه قد انفرد بها، أو نقلها من كتب لم تصل إلينا. فهو بذلك يختص من بين الكتب المتداولة بقيمة تاريخية علمية نادرة المثال. وليست للمؤلف فى تراجمه طريقة خاصة أو منهج محدود؛ وهو فى الغالب يذكر المترجم باسمه، ثم يتبعه بشهرته، ويستطرد بعد ذلك بذكر أخباره، ويعدّد كتبه، ويذكر سنة وفاته، وإقليمه الذى عاش فيه، وقد يذكر سنة ولادته فى بعض الأحيان، وربما ترجم للشخص مرتين؛ مرة باسمه ومرة بكنيته أو شهرته، وهذا قليل. ولا يقف فيما يذكره عند حدّ الرواية أو النقل، بل يتجاوز ذلك إلى النقد والتحليل، وكثيرا ما أبدى رأيه فيمن ترجم لهم- وخاصة المعاصرين له منهم- فى صراحة، وتناول كتبهم بالوصف. وكثير من هذه الكتب لا يعرف إلا من طريق هذا الكتاب. والكتاب وإن كان موضوعا على حسب حروف المعجم؛ إلا أنه لم يرتب ترتيبا دقيقا؛ فيذكر مثلا إبراهيم بن عبد الله قبل إبراهيم بن إسحاق، والخليل بن أحمد قبل خلف بن محرز؛ ومثل هذا كثير. وقد صرح المؤلف بأن الترتيب لم يكن من عمله، بل كان من عمل الناسخ، قال: «وقد «1» ترجمت أنباءهم على الترتيب فى أوراق

مفردة فى أوّل الجزء ليبيضه الناسخ له على ذلك الترتيب. فإن الجمع عند التأليف قد أعجل عن ترتيبه على الوجه، فليعلم ذلك من يريد العمل موفقا إن شاء الله». ويؤخذ على المؤلف أنه كرر بعض التراجم بأسماء مختلفة، كما فعل فى ترجمة إبراهيم بن صالح الورّاق، فإنه ذكره وذكر أخباره مع من يسمى إبراهيم، ثم عاد فى حرف الصاد فذكر هذه الترجمة بعينها لصالح بن إبراهيم الورّاق. وقد نبه ابن مكتوم على بعضها فى التلخيص، وأشرت إلى ما ظهر لى من ذلك فى الحواشى. ويظهر أنه تقلبت على الكتاب أسماء مختلفة، فإن المؤلف يسميه فى كتاب أخبار الحكماء ص 113 باسم أخبار النحاة وكذلك سماه ياقوت فى معجم الأدباء (12: 46 - 47)، وصرّح بالنقل عنه، والأدفوى فى الطالع السعيد ص 195. وذكره السيوطى فى البغية وحسن المحاضرة وصاحب الفلاكة باسم تاريخ النحاة، وذكره ياقوت مرة أخرى فى ترجمته للقفطىّ باسم أخبار النحويين، وكذلك سماه ابن شاكر فى الفوات وعيون التواريخ. ثم استقرّ أخيرا باسم إنباه الرواة على أنباه النحاة «1» كما هو على ظهر المجلد الأوّل من النسخة المصوّرة عن مكتبة «طوپ قپوسراى» والمجلد الثانى من النسخة المصوّرة عن مكتبة «فيض الله»، وكما نص عليه ابن مكتوم فى التلخيص، وهو أيضا يوافق ما فى الطالع السعيد ص 238. ولم أقف على نص صريح يشير إلى التاريخ الذى بدأ فيه المؤلف الكتاب أو انتهى منه. ويظهر أنه ألفه فى فترات طويلة، وتناوله بالزيادة على مرّ الأزمان إلى أن انتهى إلى وضعه الأخير. والثابت أن الكتاب كان موجودا قبل سنة 626، وهى السنة التى توفى فيها ياقوت، وقد ذكره فى كتابه معجم الأدباء. والثابت أيضا أن النسخة التى اعتمدت عليها فرغ منها قبل سنة 638، وهى السنة التى كتبت فيها.

(3) نسخ الكتاب

(3) نسخ الكتاب (1) نسخة كاملة مصوّرة محفوظة بدار الكتب المصرية بالقاهرة، فى تسع مجلدات، تحتوى على 1081 لوحة محفوظة برقم 2579، وهى منقولة عن الأصل المحفوظ بمكتبة «طوپ قپوسراى» باستانبول برقم 2858، تقع فى خمسة أجزاء من تجزئة المؤلف، مكتوبة بقلم النسخ، مضبوطة بالشكل. وأسماء المترجمين فيها بخط كبير، وعلى هامشها بعض تصحيحات قليلة، وتعليقات بخط مخالف. وفى آخرها: «تمت كتابتها فى العاشر من جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وستمائة، على يد أبى المحاسن بن سعيد بن سعيد السنحى». ومتوسط السطور فى كل صفحة 19 سطرا. ومتوسط الكلمات فى كل سطر 10 كلمات. (2) نسخة تحتوى على الجزء الرابع والخامس، فى مجلد واحد، تحتوى على 211 لوحة، محفوظة بدار الكتب المصرية برقم 110604 ح، مصوّرة عن النسخة الخطية المحفوظة بمكتبة «فيض الله» بإستانبول تحت رقم 1382، مكتوبة بخط النسخ الواضح، كتبها محمود بن على بن محمد المعروف بابن اليمنى المعلم، وفى آخرها: «وقع الفراغ من نسخ هذا الكتاب خامس شهر رجب المبارك من سنة ست وأربعين وستمائة»، وذكر أنه كتبها من نسخة قرئت على المؤلف. وعناوين الأسماء فيها بخط أكبر. وعلى الصفحة الأولى تملكات ومطالعات لبعض العلماء، منها مطالعة لهذا المجلد وما قبله للعلامة جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصارى، صاحب المغنى المتوفى سنة 761. هذا نصها: «طالعه والجزء الذى قبله عبد الله ابن هشام الأنصارىّ غفر الله ذنوبه». وبآخرها خط العلامة أحمد بن عبد القادر ابن مكتوم القيسى المتوفى سنة 749، ونص ما كتب: «لخص هذا المجلد لنفسه أحمد بن مكتوم القيسى». وعدد الأسطر لكل صفحة 21 سطرا، ومتوسط الكلمات فى كل سطر 10 كلمات.

(3) نسخة من كتاب أخبار النحويين واللغويين المذكورين فى كتاب الإنباه. لخصه وكتبه بخطه أحمد بن مكتوم القيسى المتوفى سنة 749. محفوظة بدار الكتب المصرية برقم 2069 تاريخ تيمور، مكتوبة بقلم معتاد، بها نقص يسير من آخرها، وبأثنائها خروم، وبالنسخة أكل عث وأرضة. وأكثر أسماء المترجمين فيها بعلامة باللون الأحمر، ومتوسط أسطر الصفحة 18 سطرا، ومتوسط الكلمات 11 كلمة فى كل سطر. وحين بدأت العمل فى هذا الكتاب اعتمدت على النسخة المصوّرة عن مكتبة «طوپ قپوسراى» واتخذتها أصلا باعتبارها النسخة الكاملة الوحيدة. ولما مضيت فى العمل وأخذت فى التحقيق، هالنى ما فيها من تحريف واقتضاب وغموض، وخطأ فى النحو والرسم مما يتعذر الاعتماد عليها وحدها؛ ليظهر الكتاب على الوجه الكامل، فعمدت إلى مراجعة الكتب التى نقل عنها المؤلف، والكتب الأخرى التى شاركته فى موضوعه، وأخذت أقابل النصوص بمثلها، والعبارات بما يشبهها. وبهذه الطريقة أمكن إصلاح الخطأ، وردّ الكلمة المصحفة إلى أصلها، مع إكمال الناقص، وشرح المبهم. وقد انتفعت فى ذلك بتلخيص ابن مكتوم أيما انتفاع، وخاصة فإن النسخة المذكورة بخط مؤلفها؛ وهو عالم جليل، ومؤلف ثقة ثبت معروف، وله تعليقات جيدة، وتحقيقات قيمة أثبتها فى حواشى الكتاب. وقد عنيت عناية كبرى بذكر مراجع التراجم فى الكتب الأخرى، ونسبت الأشعار لقائليها، ودللت على مواضعها فى أصولها. ثم طرزت الكتاب بحواشى ضمنها اختلاف العبارات، وتراجم الأعلام، وشرح ما خفى من الكلمات، وما اقتضاه المقام من التعليق على الكتاب. وقد وضعت الزيادة بين علامتين وأشرت إلى مصدرها، وأهملت الإشارة إذا كانت الزيادة مما يقتضيه السياق.

وقد أشرت فى تعليقاتى إلى النسخة المصوّرة عن مكتبة «طوپ قپوسراى» بأنها (الأصل)، ورمزت إلى النسخة المصوّرة عن مكتبة «فيض الله» بحرف (ب)، وإليهما معا (بالأصلين). وأما الفهارس العامة، ومراجع الضبط والتحقيق، فسيذكر كل ذلك في آخر الكتاب. وبعد فإن هذا الكتاب الجليل، ظهر مطبوعا بعد أن ظل محجوبا عن الناس أجيالا عديدة وسنين طويلة لا يعرفه إلا القليل، وهو أيضا يدخل في عداد الكتب النادرة القيمة. وأسأل الله أن يجعله عملا نافعا مقبولا. محمّد أبو الفضل إبراهيم

مقدمة المؤلف

[مقدمة المؤلف] (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) * (وبه توفيقى) الحمد لله خالق الأمم، وبارىء النسم؛ علّم الإنسان ما لم يعلم، وألهمه البيان؛ فهو يورده تارة باللسان ومرة بالقلم؛ سبحانه من قادر قاهر، أعاد إلى العدم عادا ولم ترمّم بعدها إرم «1». قال الشيخ الأجل الإمام الواثق بعفو ربه، جمال الدين أبو الحسن علىّ بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيبانىّ القفطىّ- عفا الله عنه-: أما بعد، فقد كان بعض منتحلى «2» صناعة التصنيف قد أجرى ذكر أخبار النحاة [و] رغب فى جمعها، وكان عادم الموادّ، فسأل إعارته بعض ما أنعم الله به من أوعية «3» العلوم، فأجبته إلى ملتمسه، ونبّهته على الترتيب والتبويب، وأعنته غاية إمكانى. فلما فرغ منه أو كاد، طلب ورقا ليبيّض منه نسخة لأجلى، فمكّنته من ذلك. ثم بلغنى أنه أباع «4» الورق، وتعلّل عن النّسخ لهذا المجموع وغيره، فذهب كالمغضب، فالتقمه حوت الموت وهو مليم «5»؛ فأرجو ألّا يكون من كذبه ولؤمه فى العذاب الأليم.

وقد شرعت- بتأييد الله وتوفيقه- فى جمع ما أمكن من ذلك، واستثارة كامنه من مكامنه، واستنباط وارده من موارده، والتورّد على مناهله فى مجاهله، واختراف «1» أثماره من أشجاره، واقتطاف نوّاره من أزهاره؛ بعد أن استوعبت جهد الإمكان؛ حسب ما وقع إلىّ من الموادّ على تطاول الزمان، وذكرت مشايخ علمى النحو واللغة، ممّن تصدّر لإفادتهما تصنيفا وتدريسا ورواية، فى أرض الحجاز، واليمن، والبحرين، وعمان، واليمامة، والعراق، وأرض فارس، والجبال «2»، وخراسان «3»، وكرمسير «4»، وغزنة «5»، وما وراء النهر «6»، وأذربيجان «7»، والمذار «8»، وإرمينية «9»، والموصل «10»، وديار بكر، وديار مضر «11»، والجزيرة «12»، والعواصم «13»، والشام، والساحل «14»، ومصر

وعملها، وإفريقية «1»، ووسط المغرب وأقصاه، وجزيرة الأندلس، وجزيرة صقلّيّة «2». وبالله أسترشد، ومنه أستمدّ الإعانة والتوفيق. وقد جعلته على حروف المعجم؛ ليسهل تناوله، بحول الله وقوته؛ إله العزة لا إله غيره، ولا ربّ سواه.

التراجم

[التراجم] ذكر أول من وضع النحو وما قاله الرواة فى ذلك الجمهور من أهل الرواية على أنّ أوّل من وضع النحو أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب- كرم الله وجهه- قال أبو الأسود الدّؤلىّ رحمه الله: دخلت على أمير المؤمنين علىّ- عليه السلام- فرأيته مطرقا مفكّرا؛ فقلت: فيم «1» تفكر يا أمير المؤمنين؟ فقال: سمعت ببلدكم لحنا، فأردت أن أصنع كتابا فى أصول العربيّة. فقلت له: إن فعلت هذا أبقيت فينا «2» هذه اللغة العربية، ثم أتيته بعد أيام، فألقى إلىّ صحيفة فيها: بسم الله الرحمن الرحيم. الكلام كلّه اسم وفعل وحرف؛ فالاسم ما أنبأ عن المسمّى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمّى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل. ثم قال: تتّبعه وزد فيه ما وقع لك. واعلم أن الأشياء «3» ثلاثة: ظاهر، ومضمر، وشىء ليس بظاهر ولا مضمر؛ وإنما يتفاضل العلماء فى معرفة ما ليس بمضمر ولا ظاهر. فجمعت أشياء وعرضتها عليه، فكان من ذلك حروف النصب، فذكرت منها: إنّ، وأنّ، وليت، ولعلّ، وكأنّ. ولم أذكر لكنّ، فقال: لم تركتها؟ فقلت: لم أحسبها منها. فقال: بلى هى منها، فزدها فيها.

هذا هو الأشهر من أمر ابتداء النحو. وقد تعرّض الزجّاجىّ أبو القاسم إلى شرح هذا الفصل من كلام علىّ، كرم الله وجهه. ورأيت بمصر فى زمن الطلب بأيدى الورّاقين جزءا فيه أبواب من النحو، يجمعون على أنها مقدّمة علىّ بن أبى طالب التى أخذها عنه أبو الأسود الدّؤلىّ. وروى أيضا عن أبى الأسود قال: دخلت على أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب- عليه السلام- فأخرج لى رقعة فيها: الكلام كلّه اسم وفعل وحرف جاء لمعنى. قال: فقلت: ما دعاك إلى هذا؟ قال: رأيت فسادا فى كلام بعض أهلى؛ فأحببت أن أرسم رسما يعرف به الصواب من الخطأ. فأخذ أبو الأسود النحو عن على- عليه السلام- ولم يظهره لأحد. ثم إن زيادا سمع بشىء مما عند أبى الأسود، ورأى اللحن قد فشا؛ فقال لأبى الأسود: أظهر ما عندك ليكون للناس إماما. فامتنع من ذلك، وسأله الإعفاء، حتى سمع أبو الأسود قارئا يقرأ: أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِهِ بالكسر؛ فقال: ما ظننت أمر الناس آل إلى هذا. فرجع إلى زياد فقال: أنا أفعل ما أمر به الأمير؛ فليبغنى «1» كاتبا لقنا «2» يفعل ما أقول، فأتى بكاتب من عبد القيس «3»، فلم يرضه، فأتى بكاتب آخر- قال المبرّد: أحسبه منهم- فقال له أبو الأسود: إذا رأيتنى قد فتحت فمى بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه، وإن ضممت فمى فانقط نقطة بين يدى الحرف، وإن كسرت فاجعل نقطة من تحت الحرف، وإن مكّنت «4» الكلمة بالتنوين فاجعل أمارة ذلك نقطتين. ففعل ذلك، وكان أوّل ما وضعه لهذا السبب.

وقد قيل: إن الذى رآه أبو الأسود ونكره، أنه مرّ به سعد- وكان رجلا فارسيّا من أهل نوبندجان «1» - كان قدم البصرة مع جماعة [من] أهله، فادّعوا لقدامة «2» بن مظعون أنهم أسلموا على يديه؛ فإنّهم بذاك من مواليه. ولما مرّ سعد بأبى الأسود- وكان يقود فرسا له- قال له أبو الأسود: ما لك لا تركبه يا سعد؟ قال: «إن فرسى ظالعا». وأراد أن يقول: «ظالع» «3» قال: فضحك به بعض من حضر، فقال أبو الأسود: هؤلاء الموالى قد رغبوا فى الإسلام ودخلوا فيه، فصاروا لنا إخوة، فلو علّمناهم الكلام! فوضع باب الفاعل والمفعول. وأهل مصر قاطبة يرون بعد النقل والتصحيح أنّ أوّل من وضع النحو علىّ بن أبى طالب- كرّم الله وجهه- وأخذ عنه أبو الأسود الدّؤلىّ، وأخذ عن أبى الأسود الدّؤلىّ نصر بن عاصم البصرىّ، وأخذ عن نصر أبو عمرو بن العلاء البصرىّ، وأخذ عن أبى عمرو [الخليل بن أحمد، وأخذ عن الخليل] «4» سيبويه أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر «5»، وأخذ عن سيبويه أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط، وأخذ عن الأخفش أبو عثمان بكر بن محمد المازنىّ الشيبانىّ وأبو عمر الجرمىّ، وأخذ عن المازنىّ والجرمىّ أبو العباس محمد بن يزيد المبرّد، وأخذ عن المبرّد أبو إسحق الزجّاج وأبو بكر بن السرّاج، وأخذ عن ابن السّراج أبو على الحسن ابن عبد الغفار الفارسىّ؛ وأخذ عن الفارسىّ أبو الحسن على بن عيسى الرّبعىّ؛ وأخذ عن

الرّبعىّ أبو نصر القاسم بن مباشر الواسطىّ؛ وأخذ عن ابن المباشر طاهر بن أحمد ابن بابشاذ «1» المصرىّ. وأخذ أيضا عن الزجّاج أبو جعفر النحّاس أحمد بن إسماعيل المصرىّ؛ وأخذ عن النحّاس أبو بكر الأدفوىّ «2»، وأخذ عن الأدفوىّ أبو الحسن على ابن إبراهيم الحوفىّ؛ وأخذ عن الحوفىّ طاهر بن أحمد بن بابشاذ «3» النحوىّ؛ وأخذ عن ابن بابشاذ أبو عبد الله محمد بن بركات النحوىّ المصرىّ، وأخذ عن ابن بركات وعن غيره أبو محمد بن برّىّ، وأخذ عن ابن برّىّ جماعة من علماء أهل مصر، وجماعة من القادمين عليه من المغرب وغيرها؛ وتصدّر فى موضعه بجامع عمرو بن العاص تلميذه الشيخ أبو الحسين النحوىّ المصرىّ المنبوز بخرء الفيل. ومات فى حدود سنة عشرين وستمائة. ومن الرواة من يقول: إنّ أبا الأسود هو أوّل من استنبط النحو، وأخرجه من العدم إلى الوجود، وإنه رأى بخطه ما استخرجه، ولم يعزه إلى أحد قبله. فممّن قال ذلك محمد بن إسحاق أبى يعقوب أبو الفرج المعروف بابن النديم «4»، وكان كثير البحث والتفتيش عن الأمور القديمة، كثير الرغبة فى الكتب وجمعها وذكر أخبارها وأخبار مصنّفيها، ومعرفة خطوط المتقدمين، قال «5»: «كان بمدينة الحديثة «6» رجل يقال له محمد بن الحسين، ويعرف بابن أبى بعرة، جمّاعة للكتب، له خزانة لم أر لأحد مثلها كثرة، تحتوى على قطعة من الكتب العربية

فى النحو واللغة والأدب والكتب القديمة، فلقيت هذا الرجل دفعات، فأنس بى- وكان نفورا ضنينا بما عنده، خائفا عليها من بنى حمدان- فأخرج لى قمطرا كبيرا، فيه نحو ثلاثمائة رطل؛ جلود وصكاك «1»، وقرطاس مصرىّ، وورق صينىّ، وورق تهامىّ وجلود أدم «2» وورق خراسانىّ، فيها تعليقات لغة عن «3» العرب، وقصائد مفردات من أشعارهم، وشىء من النحو والحكايات والأخبار والأنساب والأمهات، وغير ذلك من علوم العرب وغيرهم. وذكر أن رجلا من أهل الكوفة، ذهب عنى اسمه، كان مستهترا «4» بجمع الخطوط القديمة، وأنه لما حضرته الوفاة خصّه بذلك لصداقة كانت بينهما، وإفضال من محمد بن الحسين عليه، ومجانسته بالمذهب، فإنه كان شيعيا». قال ابن النديم: «فرأيتها وقلّبتها فرأيت عجبا! إلا أن الزمان قد أخلقها وعمل فيها عملا؛ درسها «5» وأحرفها «6». وكان على كل جزء أو ورقة أو مدرجة «7» توقيع بخطوط العلماء؛ واحدا بعد واحد، يذكر فيه خط من هو، وتحت كل توقيع توقيع آخر، خمسة وستة من شهادات العلماء على خطوط بعض لبعض، ورأيت فى جملتها مصحفا بخط خالد بن أبى الهياج، صاحب على عليه السلام «8». ورأيت فيها بخطوط الأئمة «9» من [آل] الحسن وآل الحسين- عليهم السلام- ورأيت عنده

أمانات وعهودا بخط أمير المؤمنين علىّ- عليه السلام-، وبخط غيره من كتّاب النبى صلّى الله عليه وسلم. ورأيت من خطوط العلماء فى النحو واللغة، مثل أبى عمرو بن العلاء، وأبى عمرو الشيبانىّ، والأصمعىّ، وابن الأعرابىّ [و] سيبويه، والفرّاء، والكسائىّ، ومن خطوط أصحاب الحديث مثل سفيان بن عيينة وسفيان الثّورىّ والأوزاعىّ وغيرهم. ورأيت ما يدل على أن النحو من «1» من أبى الأسود، ما هذه حكايته، وهى أربع أوراق، وأحسبها من ورق الصين. ترجمتها: هذه فيها كلام فى الفاعل والمفعول من أبى الأسود- رحمة الله عليه- بخط يحيى بن يعمر، وتحت هذا الخط بخط عتيق: هذا خط علّان النحوىّ، وتحته: هذا خط النّضر بن شميل». قال ابن النديم: «ثم لما مات هذا الرجل فقدنا القمطر وما كان فيه، فما سمعنا له خبرا، ولا رأيت منه «2» غير المصحف؛ هذا على كثرة بحثى عنه». فقد تعيّن إذا ذكر أمير المؤمنين على بن أبى طالب- كرم الله وجهه- وذكر مختصر من خبره؛ ثم أتبعه بذكر أبى الأسود الدؤلىّ وشىء من أخباره، ثم أذكر النحاة بعد ذلك على حروف المعجم؛ ليسهل تناول أخبارهم لطالب ذلك. وإذا ذكرت الشخص منهم فى بابه علم من خبره وزمانه من أىّ الطبقات هو؟ والله الموفّق؛ إنه على كل شىء قدير؛ وبالإجابة جدير، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

1 - ذكر أخبار أمير المؤمنين على كرم الله وجهه [1]

1 - ذكر أخبار أمير المؤمنين علىّ كرم الله وجهه [1] هو علىّ بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصىّ ابن كلاب بن مرة بن كعب [بن لؤىّ] بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار ابن معدّ بن عدنان. واسم أبى طالب عبد مناف. وأم علىّ فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ابن قصىّ. وقالوا: هى أول هاشمية ولدت لهاشمىّ «1»، أسلمت وهاجرت إلى النبىّ صلى الله عليه وسلم وماتت، وشهدها النبىّ صلى الله عليه وسلم. وقال محمد بن المهلّب: حدّثنا عبد الله بن رجاء، أخبره إسرائيل عن أبى إسحق «2»، قال: انطلق بى أبى يوم الجمعة [إلى المسجد]؛ فلما خرج علىّ بن أبى طالب فصعد

_ [1]. ترجمته فى أسد الغابة 4: 16 - 40، والإصابة 4: 269 - 271، وتاريخ الإسلام للذهبى 2: 191 - 207، وتاريخ بغداد 1 - 133 - 138 وتاريخ أبى الفدا 1: 181 - 182، وتاريخ الطبرىّ 6: 88 - 91، وتاريخ ابن كثير 7: 332 - 361 و 8: 1 - 13، وتذكرة الحفاظ 1: 10 - 13، وتقريب التهذيب 184، وتهذيب الأسماء واللغات 1: 344 - 349، وتهذيب التهذيب 7: 334 - 339، وحلية الأولياء 1: 61 - 87، وخلاصة تذهيب الكمال 232، رالرياض النضرة 2: 153 - 249، وشذرات الذهب 1: 49 - 51، وشرح ابن أبى الحديد 1: 4 - 10، وصفة الصفوة 1: 119 - 144، وطبقات ابن سعد 6: 6، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 546 - 547، ومروج الذهب 2: 45 - 50، والمعارف 88 - 92، ومعجم الأدباء 14: 41 - 50، ومعجم الشعراء 279 - 280، ومقاتل الطالبيين 24 - 45، والنجوم الزاهرة 1: 119 - 120. وتوفى فى رمضان سنة 40، كما فى النجوم الزاهرة وسائر كتب التاريخ.

المنبر قال لى: يا عمرو، قم فانظر إلى أمير المؤمنين. قال: فقمت، ونظرت إليه قائما، فإذا هو فى إزار ورداء؛ ليس عليه قميص؛ وإذا هو رجل ضخم البطن، أبيض الرأس واللحية، فلم يرفع يده كما يرفع هؤلاء، ولم يجلس على المنبر حتى نزل. وذكر حبّة العرنىّ «1» قال: سمعت عليا قال: «أنا أول رجل صلى مع النبىّ صلى الله عليه وسلم». وروى مسلم الملائىّ «2» عن أنس قال: بعث النبىّ- صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين، وأسلم علىّ يوم الثلاثاء. وعن ابن إسحاق قال: ثم كان أول من أسلم بعد خديجة علىّ بن أبى طالب، وهو يومئذ ابن عشر سنين، وبويع بالخلافة سنة خمس وثلاثين للهجرة، فأقام فى الخلافة خمس سنين إلا ثلاثة أشهر. ولما ولى علىّ الخلافة بعد عثمان أراد الانحدار إلى العراق؛ فقال له عبد الله ابن سلام «3»: أقم عند منبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولا أراك تتحرك «4»،

ولا تنحدر إلى العراق، فإنك إن انحدرت لم ترجع. فهمّ به ناس من أصحابه؛ فقال: دعوه فإنه منّا أهل البيت. فانحدر إلى العراق، فكان من أمره ما كان. فلما قتل قال عبد الله بن سلام: هذا رأس الأربعين، وسيكون مصلح، وما قتلت أمّة نبيّها إلا قتل الله به منهم سبعين ألفا، ولا قتلوا خليفة- أو قال خليفتهم- إلا قتل به منهم خمسا وثلاثين ألفا. وقال عبد الله بن رافع: سمعت عليا- واجتمع الناس عليه حتى أدموا رجله- فقال: «اللهم إنى قد كرهتهم». قال: فما مات إلا تلك الليلة. وروى أبو معشر قال: قتل علىّ بن أبى طالب- عليه السلام- فى شهر رمضان يوم الجمعة لسبع عشرة منه. وكان علىّ يخرج إلى الصبح وبيده درّة يوقظ بها الناس، فخرج، فضربه ابن ملجم، فأخذ، فقال علىّ: «أطعموه واسقوه، وأحسنوا إساره، فإن أصبح فأنا ولىّ دمى، أعفو إن شئت، وإن شئت استقدت، فإن أنا هلكت، فبدا لكم أن تقتلوه فلا تمثّلوا به». وقتل على- عليه السلام- وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وقيل ابن سبع وخمسين سنة، وقيل ابن ثلاث وستين سنة. ولو أردت أن أجعل أخباره فى عدة مجلدات لوجدت من المواد ما يعين على ذلك، بمنّ الله وجوده، ولكننى اقتصرت «1» على هذه النّبذة؛ لتكون لائقة بهذا المختصر، وبه أستعين.

2 - أخبار أبى الأسود الدؤلى رحمه الله [1]

2 - أخبار أبى الأسود الدؤلىّ رحمه الله [1] أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان، وقيل: ظالم بن عمرو بن جندل بن سفيان، وقيل: ابن سفيان بن جندل بن عمرو بن عدىّ بن الدّئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وقيل: اسمه عثمان. وقيل: ابن عمرو بن حلبس «1» بن نفاثة- وقيل حلس «2». وابن حبيب «3» ينسبه فيقول: الديلىّ (بكسر الدال وإسكان الياء)، وأما المبرّد وغيره فيقولون: الدئلىّ (بضم الدال وكسر الياء والهمزة). وكذلك قال ابن سلّام.

_ [1]. ترجمته فى أخبار النحويين البصريين 13 - 20، وأسد الغابة 3: 69 - 70، والإصابة 3: 304 - 305، والأغانى 11: 101 - 119، والأنساب 233 ا، وبغية الوعاة 274، وتاج العروس (دأل)، وتاريخ الإسلام 3: 94 - 96، وتاريخ ابن عساكر 18: 481 - 522 وتقريب التهذيب 288 وتلخيص ابن مكتوم 4 - 5، وتهذيب الأسماء واللغات 2: 175 - 176، وتهذيب التهذيب 12: 10 - 11، وجمهرة الأنساب 175، وخزانة الأدب 1: 136 - 138، وخلاصة تذهيب الكمال 381، وابن خلكان 1: 240 - 241، وروضات الجنات 341 - 345، وسرح العيون 191 - 192، وشذرات الذهب 1: 114 - 116، والشعر والشعراء 707 - 709، وطبقات ابن سعد 5: 70، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 345 - 346، وطبقات الزبيدىّ 5 - 9، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 323 - 329، وفهرست ابن النديم 40، واللباب 1: 429 - 430، ومختصر تاريخ ابن عساكر 7: 104 - 117، ومراتب النحويين 11 - 19، والمزهر 2: 397، 418، 461، والمعارف 192، ومعجم الأدباء 12: 34 - 38، ومعجم الشعراء 151، والنجوم الزاهرة 1: 184، ونزهة الألباء 6 - 14، مسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 267.

قال ابن سلّام «1» الجمحىّ: «أوّل «2» من أسس العربية وفتح بابها وأنهج سبيلها ووضع قياسها أبو الأسود الدّئلىّ؛ وهو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدىّ بن الدّئل. وكان رجل أهل البصرة، وكان علوىّ الرأى». وقال بعض أهل الضبط: هم ثلاثة: الدّول من حنيفة بن لجيم، من ربيعة الفرس (ساكن الواو)، والدّيل فى عبد القيس (ساكن الياء)، والدّئل (بكسر الياء وهمزها) فى كنانة، رهط أبى الأسود. وقال المبرّد: الدّؤلىّ (مضمومة الدال مفتوحة الواو «3»)، من الدّئل (بضم الدال وكسر الياء)، وامتنعوا من أن يقولوا الدّئلىّ لئلا يوالوا بين الكسرات- فقالوا: الدّؤلىّ، كما قالوا: فى النّمر النّمرىّ. والدّئل: الدابّة «4»، ويقال: دويبّة. ويقال عن محمد بن حبيب أيضا إنه قال: «فى ربيعة بن نزار الدّول بن حنيفة [ابن] لجيم بن صعب بن علىّ بن بكر بن وائل، وفى الأزد الدّيل بن هداد بن زيد مناة ابن الحجر، وفى عنزة الدّول بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر «5» بن عنزة «6»، وفى تغلب الدّيل بن زيد بن غنم بن تغلب، وفى إياد بن نزار الدّيل بن أمية بن حذاقة بن زهيرة «7» بن إياد، وفى الأزد الدّول بن سعد مناة بن غامد، وفى ضبّة بن أدّ الدّول

ابن ثعلبة بن سعد بن ضبّة، وفى للرّباب الدّول بن جلّ «1» بن عدىّ بن عبد مناة بن أدّ، وفى كنانة بن خزيمة الدّيل «2» بن بكر بن عبد مناة؛ رهط أبى الأسود الدّيلىّ، واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدىّ بن الدّيل؛ ويقال: اسمه عثمان بن عمرو بن سفيان، وفى عبد القيس الدّيل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، وفى الهون بن خزيمة بن مدركة الدّئل- مهموز مثل فعل- بن محلّم بن غالب بن يثيع «3» بن الهون بن خزيمة». وهذا كله من كتاب المختلف والمؤتلف «4» لابن حبيب. وقيل لأبى الأسود: من أين لك هذا العلم؟ - يعنون النحو- فقال: لقنت حدوده من علىّ بن أبى طالب- عليه السلام- وكان أبو الأسود من القرّاء، قرأ «5» على أمير المؤمنين علىّ- عليه السلام. وقد اختلفت روايات الناس فى سبب وضعه النحو، فمن ذلك ما تقدّم ذكره، ومنه ما روى أنه جاء إلى زياد قوم فقالوا: أصلح الله الأمير! توفّى أبانا وترك بنون. فقال زياد: توفى أبانا وترك بنون! ادع لى أبا الأسود؛ فقال: ضع للناس العربية. وقيل: إنه كان استأذنه فى وضع كتاب، فنهاه، فلما سمع هذا أمره بوضعه.

وقيل: إن زياد ابن أبيه قال لأبى الأسود: إن بنىّ يلحنون فى القرآن، فلو رسمت لهم رسما. فنقط المصحف. فقال: إن الظئر «1» والحشم قد أفسدوا ألسنتهم. فلو وضعت لهم كلاما. فوضع العربية. وقيل: إن ابنة لأبى الأسود قالت له: يا أبت ما أشدّ الحر! فى يوم شديد الحر- فقال لها: إذا كانت الصّقعاء من فوقك، والرمضاء «2» من تحتك. فقالت: إنما أردت أن الحرّ شديد. فقال لها: فقولى إذن ما أشد الحرّ! والصقعاء: الشمس. وقيل: إنه دخل إلى منزله، فقالت له بعض بناته: ما أحسن السماء! قال: أىّ بنية، نجومها، فقالت: إنى لم أرد أىّ شىء منها أحسن؟ وإنما تعجبت من حسنها؛ فقال: إذا فقولى: ما أحسن السماء! فحينئذ وضع كتابا «3». قال أبو حرب بن أبى الأسود: أوّل باب رسم أبى من النحو باب التعجب. وقيل: أوّل باب رسم باب الفاعل والمفعول، والمضاف، وحروف الرفع والنصب والجر والجزم. قيل: وأتى أبو الأسود عبد الله بن عباس، فقال: إنى أرى ألسنة العرب قد فسدت؛ فأردت أن أضع شيئا لهم يقوّمون به ألسنتهم. قال: لعلك تريد النحو؛ أما إنه حق، واستعن بسورة يوسف. وحدّث أبو الحسن المدائنىّ عن عباد بن مسلم عن الشعبىّ قال: كتب عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- إلى أبى موسى: «أما بعد؛ فتفقهوا فى الدين؛ وتعلموا السّنة؛ وتفهّموا العربية، وتعلّموا طعن الدّرية «4»؛ وأحسنوا عبارة الرؤيا، وليعلّم أبو الأسود أهل البصرة الإعراب».

وكان أبو الأسود من المتحقّقين بولاية أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب- عليه السلام- ومحبّته وصحبته ومحبّة ولده، وشهد معه الجمل وصفّين وأكثر مشاهده؛ وهو الذى يقول لبنى قشير- وكانوا أخواله وأصهاره، وكانوا يردّون عليه قوله فى علىّ- عليه السلام «1»: يقول الأرذلون بنو قشير ... طوال الدهر لا تنسى عليّا فقلت لهم: وكيف يكون تركى ... من الأعمال «2» ما يجدى عليّا أحب محمدا حبّا شديدا ... وعبّاسا وحمزة والوصيّا وجعفر إن جعفر خير سبط ... شهيدا فى الجنان مهاجريّا بنو عمّ النبى وأقربوه ... أحبّ الناس كلّهم إليّا فإن يك حبّهم رشدا أصبه ... ولست بمخطئ إن كان غيّا فقالت له بنو قشير: شككت يا أبا الأسود فى قولك: «فإن يك حبّهم». فقال: أما سمعتم قول الله تعالى: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ. وتمام الشعر: هم أهل النصيحة من لدنّى «3» ... وأهل مودّتى ما دمت حيّا هوى أعطيته لمّا استدارت ... رحى الإسلام لم يعدل سويا أحبهم كحبّ الله حتّى ... أجيب إذا بعثت على هويّا «4» رأيت الله خالق كلّ شىء ... هداهم واجتبى منهم نبيّا

هم آسوا رسول الله حتّى ... تربّع أمره أمرا قويّا «1» وأقوام أجابوا الله لمّا ... دعا لا يجعلون له سميا مزينة منهم وبنو غفار ... وأسلم أضعفوا معه بليّا «2» يقودون الجياد مسوّمات ... عليهنّ السوابغ والمطيا «3» واستعمله أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب- عليه السلام- على البصر واستعمل زيادا على الديوان والخراج؛ وكان زياد يسبع «4» أبا الأسود عند على- عليه السلام- فقال فى ذلك أبو الأسود أشعارا؛ منها: رأيت زيادا ينتحينى بشرّه ... واعرض عنه وهو باد مقاتله ويعجبه صفحى له وتحمّلى ... وذو الفحش يحذو «5» الجهل من لا يماثله وفيها: وذى خطل فى القول ما يعترض له ... من القول من آرابه فهو قائله «6» وثمّ ظنون «7» مستظنّ ملعّن ... لحوم الصديق لهوه ومآكله تجاوزت عمّا قال لى واحتسبته ... وكان من الذنب الذى هو نائله فقلت لنفسى والتذكر كالنهى: ... أتسخط ما يأتى به وتماثله فكرّ قليلا ثم صدّ وقد نثت «8» ... على كرهه أنيابه وأنامله

فما إن ترانى ضرّنى إذ تركته ... بظهرى، وأشقى الناس بالجهل فاعله وصاحب صدق ذى حياء وجرأة ... ينال الصديق نصره وفواضله كريم حليم يكسب الحمد والندى ... إذا الورع «1» الهيّاب قلّت نوافله مددت بحبل الود بينى وبينه ... كلانا مجدّ «2» ما يليه وواصله وولى أبو الأسود القضاء بالبصرة فى ولاية عبد الله بن العباس، واستخلفه حين خرج إلى الحكمين. وقال أبو الأسود حين قتل علىّ- عليه السلام «3»: ألا أبلغ معاوية بن حرب ... فلا قرّت عيون الشامتينا أفى الشهر الحرام فجعتمونا ... بخير الناس طرّا أجمعينا قتلتم خير من ركب المطايا ... وأكرمهم «4» ومن ركب السفينا ومن لبس النعال ومن حذاها «5» ... ومن قرأ المثانى والمبينا «6» إذا استقبلت وجه أبى حسين ... رأيت البدر راق الناظرينا وقد علمت قريش حيث «7» كانت ... بأنك خيرها حسبا ودينا وقال يرثى حسينا ومن أصيب معه من بنى هاشم- عليهم السلام: أقول لعاذلتى مرّة ... وكانت على ودّنا قائمه إذا أنت لم تبصرى ما أرى ... فبينى وأنت لنا صارمه «8»

ألست ترين بنى هاشم ... قد افنتهم الفئة الظالمه وأنت ترثّيهم بالهذاء «1» ... وبالطفّ «2» هام بنى فاطمه فلو كنت راسخة فى الكتاب ... وبالحرب خابرة عالمه علمت بأنهم معشر ... لهم «3» سبقت لعنة حاتمه سأجعل نفسى لهم جنّة «4» ... فلا تكثرى لى من اللائمه أرجىّ بذلك حوض الرسو ... ل والفوز بالنعمة الدائمه أرجىّ بذلك حوض الرسو ... ل والفوز بالنعمة الدائمه لتهلك إن هلكت «5» برّة ... وتخلص إن خلصت غانمه وأصاب أبا الأسود الفالج بالبصرة، فقال له عبيد الله بن زياد بعد ما فلج: لو وجدتك صحيحا لاستعملتك، قال: إن كنت تريد الأمانة والغناء فعندى، وإن أردت المراهنة؛ فليس عندى! ومات أبو الأسود بالبصرة سنة تسع وستين «6»؛ وهو ابن خمس وثمانين سنة فى طاعون الجارف «7». ويقال: مات قبل الطاعون؛ لأنه لم يسمع له فى فتنة مسعود «8» وأمر المختار «9» خبر.

أخبار منثورة من أخبار أبى الأسود

وولد لأبى الأسود عطاء وأبو حرب؛ فأما عطاء «1» فكان على شرط أبيه بالبصرة، ثم بعج «2» العربية هو ويحيى بن يعمر العدوانى بعد أبى الأسود؛ ولا عقب لعطاء. وأما أبو حرب فكان عاقلا شجاعا، ولّاه الحجّاج جوخا «3»، وقال له: أما والله لو أدركت أبا الأسود لقتلته؛ لأنه كان شيعيّا. فقال: أصلح الله الأمير! أو يأتى عليه عفوك «4» كما أتى عليه عفو من قبلك. قال: وذاك. فلم يزل على جوخا إلى أن مات الحجّاج. فولد أبو حرب جعفرا؛ فكان أسرى إخوته؛ وله عقب بالبصرة. ومات أبو حرب؛ وهو اسمه، سنة تسع ومائة «5». أخبار منثورة من أخبار أبى الأسود كان لأبى الأسود جار سوء- لعن الله الجار السوء وأباده وكاده، ونقصه ولا زاده، وأساء له البدء والإعادة، ولا أعاده، وقرّب إبعاده، وأنجز إيعاده، وسلب عنه السيادة، وسعادة الشهادة؛ يا ذا الجلال والإكرام، استجب دعائى عاجلا غير آجل- وكان جار أبى الأسود من بنى جندل بن يعمر بن حلبس بن نفاثة ابن عدىّ بن الدّئل، وكان هذا الجار قد أولع برمى أبى الأسود بالحجارة؛ كلما أصبح وكلما أمسى، فشكا أبو الأسود ذلك إلى قومه وغيرهم، فكلّموا جاره، فكان

فيما اعتذر به إليهم أن قال: إن الله يرميه لقطيعته الرحم وسرعته إلى الظلم. فقال أبو الأسود: والله لا أجاور رجلا يقطع رحمى، ويكذب على ربّى، ولو رمانى الله لأصابنى. فباع داره واشترى دارا له فى هذيل، فقال له قومه: يا أبا الأسود، بعت دارك: فقال لم أبع دارى وإنما بعت جارى؛ فأرسلها مثلا، ولذلك قيل: «الجار قبل الدار». ومن أبى الأسود أخذ مالك قوله: «تركت الدار من سوء الجوار». وقال أبو الأسود فى ذلك: رمانى جارى ظالما برميّة ... فقلت له: مهلا فأنكر ما أتى وقال: الذى يرميك ربّك جازيا ... بذنبك والأذناب «1» تعقب ما ترى فقلت له: لو أن ربى برمية ... رمانى لما أخطا إلهى ما رمى جزى الله شرا كل من نال سوءة ... وينحل فيها ربّه الشّرّ والأذى «2» قال: وخاصمت امرأة أبى الأسود أبا الأسود إلى زياد فى ولدها- وكان أبو الأسود طلّقها، فقالت له: أنا أحقّ بولدى، فقال أبو الأسود: أنا أحق بولدى؛ حملته قبل أن تحمله، ووضعته قبل أن تضعه. فقالت: صدق- أصلحك الله- حمله خفّا وحملته ثقلا، ووضعه شهوة ووضعته كرها، فقال زياد: خصمتك «3»؛ هى أحقّ بولدها ما لم تتزوّج.

وقال أبو الأسود: ما غلبنى قط إلّا رجل أخذت منه ثوبا بعشرين، ومررت بجماعة سألونى عنه، فقلت: أخذته بأربعين، فلما وفّيت الرجل العشرين قال: ما آخذ إلّا أربعين، وهؤلاء الشهود عليك! وقال ابن دأب «1»: بلغنى أن معاوية قال لأبى الأسود الدّؤلىّ: إن عليا- كرّم الله وجهه- أراد أن يدخلك فى الحكومة؛ فعزمت عليك إلّا أخبرتنى أىّ شىء كنت تصنع فى ذلك؟ قال: كنت آتى المدينة؛ فأجمع ألفا من المهاجرين وألفا من الأنصار؛ فإن لم أجدهم أتممتهم من أبنائهم، وأستحلفهم بالله الذى لا إله إلا هو: المهاجرون أحقّ بها أم الطّلقاء؟ فقال معاوية: إذن والله لا يختلف عليك اثنان. وفى الصّدق نجاة حس ... ين لا ينجيك إحسان «2» وقال الزبير بن بكّار: بلغنى أن أبا الأسود الدّؤلىّ قال لرجل هنّأه بتزويج: باليمن والبركة، وشدّة الحركة، والظفر عند المعركة. ورأى عبيد الله بن أبى بكرة القاضى «3» على أبى الأسود الدّؤلىّ جبّة رثّة، فقال له: يا أبا الأسود، ما تملّ هذه الجبّة! فقال: ربّ مملول لا يستطاع فراقه! فوجّه إليه بمائة ثوب، فأنشأ أبو الأسود يقول: كسانى ولم أستكسه «4» فشكرته ... أخ لك يعطيك الجزيل وناصر «5» وإن أحقّ الناس إن كنت شاكرا ... بشكرك من أعطاك والعرض وافر

(حرف الألف)

(حرف الألف) 3 - أحمد بن إبراهيم السيّارىّ [1] خال أبى عمر الزاهد صاحب ثعلب. كان نحو يا لغويّا صاحب رواية؛ روى عنه أبو عمر أخبارا عن الناشى «1» وابن مسروق الطوسىّ «2» وأبى العباس المبرّد وغيرهم. قال أبو بكر بن حميد: قلت لأبى عمر الزاهد: من هو السيّارىّ؟ قال: خال لى كان رافضيّا «3»، مكث أربعين سنة يدعونى إلى الرّفض «4» فلم أستجب له، ومكثت أربعين سنة أدعوه إلى السّنة فلم يستجب لى.

_ [1]. ترجمته فى الأنساب 321 ا، وتاريخ بغداد 4: 12، وتلخيص ابن مكتوم 5، وروضات الجنات 57، وطبقات ابن قاضى شهية 1: 189، واللباب 1: 584. والسيارىّ، بفتح السين وتشديد الياء: منسوب إلى سيار أحد أجداده.

4 - أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود [1]

4 - أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود [1] أحد النحاة الأدباء من الأعراب. أخذ عنه أبو العباس ثعلب، وكان له شعر، ولم يكن له شهرة المبرّد. كان بصرىّ النحو؛ أنشد له علىّ بن يحيى المنجّم: أضبحت بين حسيب ما له أدب ... يسمو به وأديب ما له حسب فصار يحسدنى هذا على الحسب الز ... اكى ويحسدنى هذا على الأدب «1» 5 - أحمد بن إبراهيم الشيبانىّ أبو رياش اللغوىّ [2] من أهل اليمامة، وسئل عن مولده فقال: ولدت باليمامة، ولعبت بالخضرمة، وتأدبت بالبصرة. والخضرمة: بستان فى ناحية اليمامة، له خاصيّة فى عظم البصل. روى عن مشايخ زمانه بالبصرة، وكان فصيح اللسان. روى عنه عبد السلام البصرىّ وطبقته.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 126، وتلخيص ابن مكتوم 6، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 184، ومعجم الأدباء 2: 204 - 218. كان خصيصا بالمتوكل ونديما له، وذكر له ياقوت من الكتب المصنفة: أسماء الجبال والمياه والأودية، وكتاب بنى مرة بن عوف، وكتاب بنى نمر بن قاسط، وكتاب طىء، وكتاب شعر العجير السلولىّ وصنعته، وكتاب شعر ثابت بن قطنة، وكتاب بنى عقيل، وكتاب بنى عبد الله بن غطفان. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 178، وتلخيص ابن مكتوم 6، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 188، والوافى بالوفيات ج 2 مجلد 2: 191 - 192، ومعجم الأدباء 2: 123 - 131، واليتيمة 2: 324 - 326، وترجم له المؤلف ترجمة أخرى فى الكنى. عدّه السيوطى فيمن سمى بإبراهيم، وهو خطأ، ونقل ياقوت عن كتاب «نشوار المحاضرة» أن اسمه أحمد بن أبى هاشم، ثم قال: «وجدت بخط بعض أدباء مصر أن اسمه أحمد بن إبراهيم الشيبانىّ؛ ولعل أبا هاشم كنية إبراهيم». ونقل أيضا عن أبى غالب همام بن الفضل بن مهذب المعرىّ أن وفاته كانت سنة 339.

قال ابن خالويه: قدم أبو رياش علينا ببغداذ، وقال: إنى أريد أن أدخل على أبى عمر الزاهد، ولا تعلمه بمكانى إذا دخلت عليه- وكانت فى أبى عبد الله ابن خالويه دعابة. قال: فلما حضر أبو رياش عرّفت أبا عمر الزاهد بمكانه، فقال: إذا رآنى أبو رياش زاد فى ريشى ورياشى؛ يا أبا رياش: ما الرّيش والرّيش والرّيش والرّياش «1»؟ وما معنى قول الراجز: أقول والعيس تشجّ الصّمدا «2» ... وهى تشكّى وجعا ولهدا لتنتجنّ عرضا «3» أو نقدا ... أو لتحوّين برجل قردا «4» فأشار أبو رياش له إلى ظهره، ولم يزد على ذلك. وإنما قصد تفسير اللهد؛ من قولهم: لهد البعير الحمل «5»؛ إذا ثقل على ظهره حتى يحدث به وهن أو ظلع. وشرح أبو رياش الحماسة على سبيل النّكت فلم يأت بشىء، ووقع وهم فى الذى أورده من ذلك. واعتذر له عبد السلام البصرىّ- وكان خصيصا به- أنّ الوهم إنما دخل من النّقل؛ وذلك أنهم كانوا يستأذنون أبا رياش فى نقل الأخبار من الكتب، فيأذن لهم فى ذلك، ويلحقونها فى المواضع التى يحتمل أن تكون فيها ممّا وضعه أبو تمّام.

6 - أحمد بن إبراهيم بن أبى عاصم أبو بكر اللؤلؤى النحوى القيروانى [1]

6 - أحمد بن إبراهيم بن أبى عاصم أبو بكر اللؤلؤى النحوىّ القيروانىّ [1] كان من العلماء النقّاد فى العربيّة والغريب والنحو والحفظ لذلك، والقيام بأكثر دواوين العرب، وكان كثير الملازمة لأبى محمد المكفوف النحوىّ «1»، وعنه أخذ، وكان صادقا فى علمه، صادق البيان لما يسأل عنه، وألّف كتابا فى الضاد والظاء، فحسّنه وبيّنه، وكان شاعرا مجيدا؛ وكان يحتذى «2» فى كثير من شعره على أشعار العرب ومعانيها، وكان والده موسرا فلم يكن يمدح أحدا لمجازاته، وترك الشعر فى آخر عمره، وأقبل على طلب الحديث والفقه، وهو القائل المحسن: أيا طلل الحىّ الذين تحمّلوا ... بوادى الغضى كيف الأحبة والحال! وكيف قضيب البان والقمر الذى ... بوجنته ماء الملاحة يختال كأن لم تدر ما بيننا ذهبيّة ... عبيريّة الأنفاس عذراء سلسال ولم أتوسّد ناعما بطن كفّه ... ولم يحو جسمينا مع الليل سربال فبانت به عنّى ولم أدر بغتة ... طوارق صرف البين، والبين قتّال فلما استقلّت ظعنهم وحدوجهم «3» ... دعوت ودمع العين فى الخدّ هطّال سقيت نقيع السم» إن كان ذا الذى ... أتاك به الواشون عنّى كما قالوا «5»

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 127، وتلخيص ابن مكتوم 6، وسلم الوصول 62، وطبقات الزبيدىّ 165، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 188، ومعجم الأدباء 2: 218 - 224، والوافى بالوفيات ج 2 مجلد 1: 81. واللؤلؤىّ منسوب إلى بيع اللؤلؤ.

7 - أحمد بن إبراهيم أبو نصر الباخرزى [1]

وله أيضا: لا تقتل الصّبّ فما حلّ لك ... يا مالكا أسرف فيما ملك وتوفى سنة ثمانى عشرة وثلاثمائة، وله ست وأربعون سنة. 7 - أحمد بن إبراهيم أبو نصر الباخرزىّ [1] الكاتب المعروف بالأعرابىّ، ولقب بذلك لشبهه بالأعراب فى المخاطبة «1»، وكان يؤدّب أبا على الحسن بن أبى الطيب الباخرزىّ، وكان أديبا فاضلا، ذا بيان ومعرفة تامة باللغة والعربية، واتصل بالأمير أحمد الأعرابىّ «2» حينا من الدهر. وله شعر كثير؛ فمن ذلك قوله: ألا لا تبال بصرف الزمان ... ولا تخضعنّ لدور الفلك وساخف زمانك واسخر به ... فما العيش إلّا الذى طاب لك ومن شعره إلى [أبى] الفضل بن العميد: سلام عليك غياث العباد ... غدوت علينا غدوّ العهاد «3» قدمت فأقدمت فصل الربيع ... وخضّرت وجه الزمان الجماد وألبسته الوشى حتى غدا ... تسرّده «4» فى متون النّجاد وتجلو عرائسه «5» فى الرياض ... مزيّنة بحلى المستفاد وأنبهت ناعس «6» نوّاره ... وكان ولوعا بحب الرّقاد

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 7، ودمية القصر 262، والوافى بالوفيات ج 2 مجلد 1: 86. والباخرزىّ، بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر الزاى: منسوب إلى باخرز، من نواحى نيسابور.

8 - أحمد بن إبراهيم بن سمكة القمى [1]

وأضحكته ببكا المعصرات «1» ... وصوب السماء وزجر الرّعاد وأطلعت للحقّ سعد السعود ... بوجه يروّى نفوس الصّوادى كسوت الزمان ثياب العروس ... وقد كان من قبل ذا فى حداد وأصلحت بين الورى والزمان ... وأضحى يصافحهم بالوداد 8 - أحمد بن إبراهيم بن سمكة القمّىّ [1] النحوىّ اللغوىّ، كان إماما فاضلا مذكورا فى وقته، صاحب تصانيف حسان، انقطع إلى [آل «2»] العميد لتأديبهم، وصنّف لهم. فمن تصانيفه الحسان: كتابه فى الأمثال، وهو كتاب جامع على الأبواب، ككتاب أبى عبيد القاسم بن سلّام، إلا أنه أكبر وأكثر شرحا وبيانا، وله كتاب العسل؛ المستوفى فيه ما جاء فى ذكر العسل وصفته، وما قيل فى النحل، وما ورد فى ذلك عن العرب، واستوفى هذا الباب حق الاستيفاء، إلى غير ذلك من تصانيفه. مات فى حدود سنة خمسين وثلاثمائة. 9 - أحمد بن إسحاق النحوىّ المصرىّ [2] ويعرف بالجفر «3» الحميرىّ. أبو الطاهر. تصدر لإقراء هذا النوع، ومات بمصر سنة إحدى وثلاثمائة.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 7. والقمىّ، بضم القاف وتشديد الميم: منسوب إلى قم، وهى بلدة بين أصبهان وساوة. مصرت فى أيام الحجاج سنة 83. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 128، وتلخيص ابن مكتوم 7، وطبقات الزبيدىّ 148، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 191، ومعجم الأدباء 2: 226. والحميرىّ: منسوب إلى حمير، وهو أصل من أصول عرب قحطان باليمن.

10 - أحمد بن إسحق بن موهوب بن أحمد بن محمد ابن الخضر الجواليقى البغداذى [1]

10 - أحمد بن إسحق بن موهوب بن أحمد بن محمد ابن الخضر الجواليقىّ البغداذىّ [1] أبو العباس بن أبى طاهر بن أبى منصور. من بيت أهل علم وفضل وصلاح ورواية، سمع من أبى بكر محمد بن عبد الله «1» بن الزاغونىّ «2»، وأبى الوقت عبد الأوّل ابن عيسى السّجزىّ «3»، وغيرهم. وكان فيه فضل وعلم وتقدّم، وتصدر لإقراء الأدب ببغداذ. وتوفّى شابا قبل سنّ الرواية. وكانت وفاته فى ذى القعدة من سنة سبع وثمانين وخمسمائة، ودفن عند جدّه وأبيه بمقبرة باب حرب. 11 - أحمد بن أبان بن سيّد اللغوىّ [2] صاحب الشرطة بقرطبة، يكنى أبا القاسم. عالم فاضل لغوىّ. روى عن أبى علىّ البغداذىّ وسعيد بن جابر الإشبيلىّ وغيرهما. وحدث بكتاب الكامل

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 7 - 8، والوافى بالوفيات ج 2 مجلد 1: 86 - 87. والجواليقىّ، بفتح الجيم والواو، وكسر اللام بعد الألف وسكون الياء وكسر القاف: منسوب إلى الجواليق؛ جمع جوالق. قال فى اللباب (1: 244): ولعل بعض الأجداد المنتسب إليهم كان يبيعها أو يعملها. [2] ترجمته فى بغية الملتمس 159، وبغية الوعاة 126، وتلخيص ابن مكتوم 8، وروضات الجنات 65، وسلم الوصول 62، والصلة لابن بشكوال 7 - 8، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 183، وكشف الظنون 1121، ومعجم الأدباء 2: 203، والوافى بالوفيات ج 2: مجلد 1: 80، وترجم له المؤلف ترجمة أخرى فى الكنى. و «سيد»: ضبطه ابن قاضى شهبة بفتح السين وتشديد الياء المكسورة.

12 - أحمد بن أبى الأسود النحوى القيروانى الإفريقى [1]

عن سعيد بن جابر، وأخذ «1» عنه أبو القاسم بن الإفليلىّ، وأخذ عن أبى «2» علىّ كتاب النوادر وغير ذلك. وكان معتنيا بالآداب واللغات وروايتهما وتصنيفهما؛ مقدّما فى معرفتهما وإتقانهما، وكان مطلق القلم بالتصنيف؛ فمن تصنيفه كتاب العالم فى اللغة. مائة مجلد على الأجناس «3». كتاب العالم والمتعلم فى النحو. كتاب شرح كتاب الكسائىّ «4» فى النحو. وقد سقت خبره فى باب من عرف بأبيه عند كتاب الكنى آخر هذا الكتاب، فانظره هناك. وتوفى سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. 12 - أحمد بن أبى الأسود النحوىّ القيروانىّ الإفريقىّ [1] كان غاية فى علم النحو واللغة، وهو من أصحاب أبى الوليد المهرىّ «5»، وله أوضاع فى النحو والغريب، ومؤلّفات حسان. وكان شاعرا مجيدا، وكان قد عتب على ابن الزندىّ «6» بعد مودّة وتواصل، فركب إليه ابن الزندىّ، وسأله الرجعة إلى ما كان عليه، فلم يجبه إلى ذلك، وكاتبه مرارا، وجاء إليه رسوله مرّة

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 128، وتلخيص ابن مكتوم 8، وطبقات الزبيدىّ 158، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 191، ومعجم الأدباء 2: 230. والقيروانىّ: منسوب إلى القيروان، وضبطها السمعانىّ وابن خلكان بفتح القاف وسكون الياء وفتح الراء والواو. وهى مدينة عظيمة بإفريقية، ذكر ابن كثير (8: 45) أن عقبة بن عامر أسسها سنة 50.

13 - أحمد بن أسباط النصيبى النحوى [1]

ببطاقة، وعنده جماعة من طلّاب الأدب، فلما قرأها مدّ يده إلى القلم فأخذه، وكتب اليه: «أما بعد فإن طول المناجاة «1» تورث الملال، وقلّة غشيان الناس أفضل، لقوله صلى الله عليه وسلم: زر غبّا تزدد حبّا. وللقلوب نبوة، فإن أكرهت لم يكن لما يتولد منها لذة، ولا بدّ من استجمامها إلى غاياتها. أسأل الله أن يجعلها منّا عزمة، ومنك سلوة، والملتقى- إن شاء الله- فى داره وجواره، حيث لا تحاسب ولا تصاحب، والسلام». 13 - أحمد بن أسباط النّصيبى النحوىّ [1] أديب عالم خبير بالعربية، شاعر. لقيه أبو القاسم عبد الصمد بن حنيش «2» الحمصىّ، «3» وكتب عنه شعرا هذه الأبيات: ضحكت سرّ لاعتراض المشيب ... وثنت طرف ناظر مستريب سرّ، إن تعجبى لشيبى فما االشي ... ب بمستنكر ولا بعجيب أنا ملقى على طريق الليالى ... بين أحداثها وبين الخطوب قبّح الله الشيب أىّ جراح ... فى فؤادى منه وأىّ لهيب! كالنهار المضىء فى العين إلّا ... أنه ليل ظلمة فى القلوب

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 8 - 9.

14 - أحمد بن إسماعيل بن بشر النحوى التجيبى الأندلسى المعروف بابن الأغبس [1]

14 - أحمد بن إسماعيل بن بشر النحوىّ التّجيّبىّ الأندلسىّ المعروف بابن الأغبس [1] كان فقيها على مذهب الشافعىّ، ومائلا إلى الحديث، وكان عالما بكتب القرآن، من جهة التفسير والعربية واللغة والقراءة. وكان حافظا للغة والعربية، كثير الرواية، جيّد الخط ضابطا للكتب. وأخذ عن العجلىّ والخشنىّ وابن الغازى وطاهر بن عبد العزيز. توفى سنة ست وعشرين وثلاثمائة «1». 15 - أحمد بن جعفر أبو علىّ الدّينورىّ [2] نزيل مصر، النحوىّ. أصله من دينور؛ وقدم البصرة، وأخذ عن المازنىّ، وحمل عنه كتاب سيبويه، ثم دخل إلى بغداذ، فقرأ على أبى العباس المبرّد، وكان ختن «2» ثعلب، وكان يخرج من منزل ختنه أبى العباس ثعلب، فيتخطّى أصحابه، ويمضى ومعه محبرته ودفتره يقرأ كتاب سيبويه على المبرّد، وكان يعاتبه ثعلب

_ [1]. ترجمته فى بغية الملتمس 161، وبغية الوعاة 129، والديباج المذهب 33، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 40، وتاج العروس 4: 201، وتلخيص ابن مكتوم 9، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 191، وطبقات الزبيدىّ 194، وعلماء الأندلس لابن الفرضىّ 1: 32، ومعجم الأدباء 2: 235 - 236. والتجيبى. بضم التاء وكسر الجيم: منسوب إلى تجيب، وهى قبيلة من كندة، ولهم خطة بمصر سميت بهم. معجم البلدان (2: 367). والأغبس، على وزن أفعل، من الغبس، وهو الظلام. قال ابن مكتوم: «وصوابه أحمد بن بشر بن محمد إسماعيل». [2] ترجمته فى بغية الوعاة 130، وتلخيص ابن مكتوم 9، وشذرات الذهب 2: 170، 294، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 192، وسلم الوصول 74 - 75، وطبقات الزبيدىّ 145 - 146، وكشف الظنون 108، 1087، 1914، ومعجم الأدباء 2: 239 - 240، والوافى بالوفيات ج 2 مجلد 2: 197. والدينورىّ، بكسر الدال وسكون الياء وفتح النون: منسوب إلى الدينور، وهى من بلاد الجبل. وقال السمعانىّ: إنّ الدال من الدينور مفتوحة، وتابعه ابن الأثير فى اللباب. قال ابن خلكان: والأصح الكسر.

16 - أحمد بن الحسن بن العباس بن الفرج بن شقير أبو بكر النحوى البغداذى [1]

على ذلك ويقول: إذا رآك الناس تمضى إلى هذا الرجل، وتقرأ عليه يقولون ماذا؟ فلم يكن يلتفت إلى قوله. وكان أبو علىّ حسن المعرفة، ثم قدم مصر، وألّف كتابا فى النحو سماه المهذّب، وذكر فى صدره اختلاف الكوفيين والبصريين، وعزا كل مسألة إلى صاحبها، ولم يعتلّ لواحد منهم، ولا احتجّ لمقالته، فلما أمعن فى الكتاب ترك الاختلاف، ونقل مذهب البصريين، وعوّل فى ذلك على كتاب الأخفش سعيد [بن مسعدة]، وله كتاب مختصر فى ضمائر القرآن، استخرجه من كتاب المعانى للفرّاء «1». ولما قدم علىّ بن سليمان الأخفش مصر خرج عنها أبو علىّ الدّينورىّ، ثم عاد إليها بعد خروج الأخفش إلى بغداذ. وتوفى الدّينورىّ بمصر سنة تسع وثمانين ومائتين. 16 - أحمد بن الحسن بن العبّاس بن الفرج بن شقير أبو بكر النحوىّ البغداذىّ [1] روى عن أحمد بن عبيد بن ناصح تصانيف الواقدىّ، وكان ممن اشتهر برواياتها. وحدّث عنه إبراهيم بن أحمد الخرقىّ وأبو بكر بن شاذان وغيرهما. وقال الدار قطنىّ: أحمد بن حسن بن شقير النحوىّ، بغداذىّ يروى عن أبى عصيدة

_ [1]. ترجمته فى أخبار النحويين البصريين 109، وبغية الوعاة 130، وتاج العروس 3: 313، وتاريخ بغداد 4: 89، وتلخيص ابن مكتوم 9، وسلم الوصول 75، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 193 - 194، ومعجم الأدباء 3: 11، ونزهة الألباء 315، والوافى بالوفيات ج 2 مجلد 2: 64. ذكر له ياقوت من التصانيف: كتاب مختصر فى النحو، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب المذكر والمؤنث ثم قال: «قرأت فى كتاب ابن مسعدة أن الكتاب الذى ينسب للخليل ويسمى الجمل من تصانيف ابن شقير».

17 - أحمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن إسحاق أبو طاهر النقار الحميرى [1]

أحمد بن عبيد بن ناصح عن الواقدىّ المغازى والسير وغير ذلك. توفى فى سنة خمس عشرة وثلاثمائة. قال الخطيب أحمد بن على بن ثابت «1»: «وهم أبو الحسن فى ذكر وفاته لأنها كانت فى سنة سبع عشرة وثلاثمائة، كذلك ذكر أبو الفتح عبيد الله بن أحمد النحوىّ المعروف بجخجخ. وذكر «2» طلحة بن محمد بن جعفر قال: مات أبو بكر ابن شقير النحوىّ فى صفر سنة سبع عشرة». 17 - أحمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن إسحاق أبو طاهر النقار الحميرىّ [1] ولد بالكوفة سنة ثمان عشرة وأربعمائة، ونشأ ببغداذ؛ وكان يحفظ القراءات السبع، قرأ على خاله أبى طالب بن النجار الكوفىّ النحوىّ، وقرأ النحو على أبى القاسم بن برهان الأسدىّ؛ وانتقل إلى دمشق وسكنها مدّة مفيدا، ورحل إلى مصر، ولقى بها جماعة من الفقهاء على مذهب الشافعىّ، ثم سكن طرابلس، وعاد إلى دمشق سنة سبع وتسعين وأربعمائة. أنشد ابنه أبو محمد قال: أنشدنى أبى لنفسه: يا خليلىّ أقصرا عن ملامى ... قلّ صبرى وفلّ غرب اعترامى «3» وبدا الدهر كاشرا لى عن أن ... يابه باهتضام كلّ الأنام

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 10.

18 - أحمد بن حاتم أبو نصر النحوى [1]

معرضا لى خطوبه من ورائى ... إن تلفتّ تارة وأمامى ولعمرى إن الزمان كفيل ... لبنيه بالنّقض والإبرام لا ترع إن أتتك منه سهام ... طالما عطّلت أكفّ الرامى وقال ابنه: إنه توفى فى ليلة الجمعة، مستهلّ شهر رمضان سنة إحدى وخمسمائة بدمشق، ودفن بظاهر باب الفراديس على أبيه. 18 - أحمد بن حاتم أبو نصر النحوى [1] صاحب الأصمعىّ «1». روى عن الأصمعىّ كتب اللغة والأدب، وصنف كتبا فى اللغة. وحكى عن الأصمعىّ أنه كان يقول: ليس يصدق علىّ أحد إلا أبو نصر. حدث عنه إبراهيم الحربىّ الشيح الصالح- رضى الله عنه- وأبو العباس ثعلب، وكان ثقة. قيل إنه مات فى سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وبلغ من العمر نيّفا وسبعين سنة- رحمه الله- وفيها مات ابن «2» الأعرابىّ، وعمرو بن أبى عمرو الشيبانىّ صاحب الأصمعىّ. ومن تصانيفه: كتاب الشجر والنبات. كتاب الإبل. كتاب الخيل. كتاب ما يلحن فيه العامة. كتاب الزرع والنخل. كتاب أبيات المعانى «3».

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 130، وتاريخ بغداد 4: 114، وتلخيص ابن مكتوم 10، وطبقات الزبيدىّ 127 - 128، والفهرست 56، ومراتب النحويين 134 - 135، والمزهر 2: 408، ومعجم الأدباء 2: 283 - 285، وكشف الظنون 102، والنجوم الزاهرة 2: 259، والوافى بالوفيات ج 2 مجلد 2: 207، وترجم له المؤلف ترجمة أخرى فى الكنى، وذكره ابن كثير فى وفيات سنة 231.

19 - أحمد بن عبد العزيز بن فرج بن أبى الحباب أبو عمر القرطبى النحوى [1]

قال أحمد بن يحيى ثعلب: كان أبو نصر صاحب الأصمعىّ يملى شعر الشّمّاخ؛ وكنت أحضر مجالسه؛ وكان يعقوب بن السّكّيت يحضرها قبلى؛ لأنه كان قد قعد عن مجالسهم، وطلب الرياسة؛ فجاءنى إلى منزلى، وقال: اذهب بنا إلى أبى نصر حتى نقفه على ما أخطأ فى بيت كذا، وصحّف فى حرف كذا- وأنا ساكت. فقال: ما تقول؟ فقلت له: ليس يحسن هذا، نحن بالأمس نرى على باب الشيخ نسأله ونكتب عنه؛ ثم نمضى إليه ونخطّئه ونهجّنه! فقال: لا بدّ من ذلك؛ فمضينا إليه، فدققنا الباب عليه، فخرج الشيخ فرحّب بنا، وأقبل عليه يعقوب، فقال: كيف تنشد هذا البيت للشمّاخ؟ فقال: كذا. فقال: أخطأت. ثم قال: وكيف تقول فى هذا الحرف من شعره؟ قال: كذا. قال: أخطأت. قال: فلما مر ثلاث أو أربع مسائل اغتاظ الشيخ، ثم قال: يا مصّان، «1» تستقبلنى بمثل هذا، وتقوى نفسك على مثل هذا، وأنت بالأمس تلزمنى حتى يتهمنى الناس بك! ونهض أبو نصر، فدخل داره وردّ الباب فى وجوهنا، فاستحيا يعقوب، فأقبلت عليه، وقلت له: ما كان أغنانا عن هذا! فما نطق بحلوه ولامرّه. وقلت له: لا مقام لك ها هنا؛ تخرج إلى سرّ من رأى، واكتب إلىّ ما تحتاج إليه لأسأل عنه وأعرّفك إياه. «2» 19 - أحمد بن عبد العزيز بن فرج بن أبى الحباب أبو عمر القرطبىّ النحوىّ [1] من أهل العربية والأدب؛ كان أستاذا متقدّما لإفادة هذا الشأن، وكان مع حذقه ذا غفلة فى غير ذلك من أموره، وكان من نحاة الدولة العامريّة، لزم أبا علىّ

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 10، وبغية الوعاة 140، والصلة لابن بشكوال 20. وفى الأصل: «فرحة»، وما أثبته عن الصلة وبغية الوعاة.

20 - أحمد بن حذيفة أبو الحسن النيسابورى البستى [1]

القالىّ؛ وأخذ عنه، وكان عالما باللغة والأخبار، حافظا لها. توفّى ليلة الجمعة، ودفن فى يومها سلخ المحرّم سنة أربعمائة، ودفن فى مقبرة الرّصافة «1»، وصلّى عليه القاضى أحمد بن ذكوان، وكان قارب السبعين سنة، وكان فى غفلته من آيات ربّه، وكان معلم المظفّر عبد الملك بن أبى عامر، ونسبه فى مصمودة «2» من البرابر- رحمه الله. 20 - أحمد بن حذيفة أبو الحسن النّيسابورىّ البستىّ [1] الأديب الفاضل. ذكره الحافظ ابن البيّع «3» فى تاريخ نيسابور، وسماه: الأديب، وقال: العاقل، فى وصفه. [نادم] الأمير الماضى إسماعيل بن أحمد، وأمير المؤمنين المعتضد، وكان أمير المؤمنين يرضى عقله وينادمه. سمع بخراسان إسحق بن منصور، ومحمد بن يحيى، وبالعراق الحسن بن محمد الصباح. روى عنه أبو العباس إسماعيل بن عبد الله الميكالىّ، وأبو زكريا يحيى بن محمد العنبرىّ. توفى ببست سنة ست وثلاثمائة.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 10. والبستى بضم الباء وسكون السين: منسوب إلى بست، وهى مدينة بين سجستان وغزنين، ويقال لنا حيّبا كرم سير. معجم البلدان (2: 170).

21 - أحمد بن الحطيئة أبو العباس المغربى [1]

21 - أحمد بن الحطيئة أبو العباس المغربىّ [1] المقرئ العبد الصالح. مولده بفاس «1» من أرض المغرب، ورحل إلى الشام ودخلها، وحجّ ونزل مصر واستوطنها، وكان رأسا فى القراءات السبع والأدب والعربية، وكان لا يقبل لأحد برّا، ولا يرزق على إقراء، ونزل خارج مدينة مصر فى مسجد كبير، يعرف بمسجد راشدة. وكانت له زوجة وابنة يكتبان خطا مثل خطه، وإذا شرعوا فى كتاب أخذ كل واحد «2» منهم جزءا من الكتاب، وكتب؛ فلا يفرق بين خطوطهم، ثم نسخوا الكثير بالأجرة والبيع، وكان خطه- رحمه الله- خطا صحيحا، كتب جملة من كتب الآداب والفقه والحديث؛ وخطه مرغوب فيه من أئمة العلم بمصر، لصحّته وتحقيقه. وكان إذا غلا شىء من المأكول تركه واشترى غيره، ويقول: إذا تعدّى الحدّ وفى غيره عنه غنى كان اشتراؤه سفها. واتفقت بمصر مجاعة اشتد فيها الحال؛ فمشى أجلّاء المصريين إليه، وسألوه قبول شىء، فامتنع غاية الامتناع، وأجمعوا رأيهم أن خطب أحدهم البنت، وكان يعرف بالفضل بن يحيى الطويل، وكان عدلا بزّازا «3» بالقاهرة، فتزوجها وسأل أن تكون أمّها عندها مدّة، فأذن لها فى ذلك، فخفّفوا عنه من العائلة، وبقى بنفسه ينسخ ويأكل من نسخه إلى أن زالت الشدّة- رحمه الله، ورضى عنه.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 11، وحسن المحاضرة 1: 192، وابن خلكان 1: 54 - 55، وسلم الوصول 89، وشذرات الذهب 4: 188، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 71، والنجوم الزاهرة 5: 370. وفى ابن خلكان اسمه: «أحمد بن عبد الله بن أحمد بن هشام بن الحطيئة اللخمىّ الفاسىّ». قال: «والحطيئة، بضم الحاء المهملة وسكون الياء المثناة وبعد الهمزة هاء».

22 - أحمد بن حمزة التنوخى العرقى أبو الحسن النحوى اللغوى [1]

ولم يزل على قدم المجاهدة إلى أن توفى بمصر فى آخر المحرم سنة ستين وخمسمائة. قرأ القرآن العزيز على شيخه ابن الفحام وعلى غيره، وسمع الحديث على أبى عبد الله الحضرمىّ وأبى الحسن بن المشرف وغيرهما. 22 - أحمد بن حمزة التّنوخىّ العرقىّ أبو الحسن النحوىّ اللغوىّ [1] رحل عن الشام إلى مصر، واستفاد هذا الشأن وأفاده. سمع بإسكندرية من السّلفى الأصبهانىّ أبى طاهر «1» كثيرا من الحديث، وعلق عنه السّلفىّ فوائد أدبية، وذكر أنه رأى ابن الصوّاف المقرئ وأبا إسحاق الحبّال «2» الحافظ المصرىّ، وأبا الفضل بن الجوهرىّ الواعظ، وقرأ القرآن على أبى الحسين الخشّاب، واللّغة على ابن القطّاع، والنحو على المعروف بمسعود الدولة الدمشقى النحوىّ، نزيل مصر. وولى أبوه القضاء بمصر. وكان مولده- أعنى أحمد بن حمزة هذا- سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وتوفى بإسكندرية، وحمل فى تابوت إلى مصر.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 11، ومعجم البلدان (6: 156). والعرقىّ، بكسر العين وسكون الراء: منسوب إلى عرقة، وهى بلدة بالشام قريبة من طرابلس.

23 - أحمد بن خالد أبو سعيد البغدادى الضرير [1]

23 - أحمد بن خالد أبو سعيد البغدادىّ الضرير [1] اللغوىّ الفاضل الكامل. لقى ابن الأعرابىّ «1» وأبا عمرو الشيبانىّ، وحفظ عن الأعراب نكتا كثيرة. وكان طاهر بن عبد الله استقدمه من بغداذ إلى نيسابور، وأقام بها، وأملى بها كتبا فى معانى الشعر والنوادر، وردّ على أبى عبيد حروفا كثيرة من كتاب غريب الحديث، وقدم على القتيبىّ «2» وأخذ عنه. وكان شمر وأبو الهيثم شيخا العجم فى اللغة والعربية يوثّقانه ويثنيان عليه، وكان بينه وبين أبى الهيثم الرازىّ اللغوىّ فضل مودّة. 24 - أحمد بن داود أبو حنيفة الدّينورىّ [2] من أهل الدّينور، أخذ عن البصريين والكوفيين، وأكثر أخذه عن ابن السّكّيت وأبيه، وكان مفتّنا فى علوم كثيرة، منها النحو واللغة والهندسة والهيئة والحساب، ثقه فيما يرويه ويمليه، معروفا بالصدق، وله من الكتب كتاب الفصاحة. كتاب الأنواء. كتاب حساب الدور «3». كتاب الردّ على الأصبهانىّ «4». كتاب البحث فى حساب الهند. كتاب البلدان،

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 131 - 132، وتلخيص ابن مكتوم 11 - 12، ومعجم الأدباء 3: 15 - 26، ونكت الهميان 96 - 98. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 132، وتلخيص ابن مكتوم 12، وخزانة الأدب 1: 26، وسلم الوصول 82، والفهرست 78، وكشف الظنون 280، 664، 1399، 1446، 1466، ومعجم الأدباء 3: 26 - 32، ونزهة الألباء 305 - 306، وذكره ابن كثير وأبو الفدا فى وفيات سنة 282.

كبير. كتاب الجمع [والتفريق «1»]. كتاب الجبر والمقابلة. كتاب نوادر الجبر. كتاب الوصايا. كتاب الشعر والشعراء. كتاب لحن العامة. كتاب الكسوف، ملكته بخطه. كتاب تاريخ الأخبار الطوال «2». كتاب النبات «3». نقلت من خط ياقوت الموصلىّ «4» الكاتب ما مثاله: «وجدت على ظهر الجزء الأول من كتاب النبات لأبى حنيفة الدينورىّ بخط أبى محمد عبد الله بن أحمد ابن أحمد بن الخشاب ما هذه حكايته فنقلته: وجدت بخط أبى عبد الله الحسين ابن محمد بن جعفر الخالع الشاعر- رحمه الله- ما هذه حكايته، فنقلته: قرأت هذا الكتاب على القاضى أبى سعيد السّيرافىّ ورواه لى عن مسبّح بن الحسين بن أخت أبى حنيفة الدينورىّ، وذكر أنه قرأه على خاله أبى حنيفة. وقرأ عليه بهذه الرواية كتاب الأنواء، وسمعته قراءة عليه. وقرأناه على أبى عبد الله الحسين بن هارون القاضى الضبىّ بهذه الرواية أيضا، وبقراءة أبى أحمد عبد السّلام بن الحسين البصرىّ، وسمع أبو الحسين السّمسمىّ، وسمع الشريف المرتضى أبو القاسم. نقله أحمد ابن أحمد «5» فى جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. وبخطه أيضا على ظهر النسخة المذكورة: قرأ جميع هذه المجلّدة- وعددها سبع عشرة كراسة على الشيخ يحيى

ابن الحسين ابن أحمد بن البناء من أوّلها إلى البلاغ المقابل لنسخة الخالع بروايته عن أبى القاسم على بن أحمد السّرىّ، إجازة عن [أبى] عبد الله الضبىّ، وإجازة عن مسبّح بن الحسين عن أبى حنيفة- عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب فى مجالس آخرها يوم الأحد سابع رجب من سنة سبع وعشرين وخمسمائة، والباقى وجادة؛ «1» لأنه لم يقابل بالمسموع من الضبىّ. وأثبت بحمد الله نقل المذكور جميعه ياقوت ابن عبد الله فى سابع رجب من سنة ست وستمائة بمدينة الموصل». توفى أبو حنيفة أحمد بن داود ليلة الاثنين لأربع بقين من جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين ومائتين- رحمه الله. وحكى ابن رواحة البروجردىّ «2» قال: زعموا أن أبا العباس المبرّد ورد الدّينور زائرا لعيسى بن ماهان، فأوّل ما دخل إليه وقضى سلامه قال له: أيها الشيخ، ما الشاة المجثّمة التى نهى النبىّ صلى الله عليه وسلم عن أكل لحمها؟ فقال: هى الشاة القليلة اللبن مثل الّلجبة «3»، فقال: هل من شاهد؟ فقال: نعم، قول الراجز: لم يبق من آل الجعيد «4» نسمه ... إلّا عنيز لجبة مجثّمه فإذا بالحاجب يستأذن لأبى حنيفة الدّينورىّ، فأذن له، فلما دخل قال له عيسى ابن ماهان: ما الشاة المجثّمة التى نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن أكلها؟ فقال: هى التى جثّمت على ركباتها ونحرت من قفاها. فقال: كيف تقول وهذا شيخ العراق- يعنى أبا العباس المبرّد- يقول: هى مثل اللّجبة، وهى القليلة اللبن،

25 - أحمد بن سليمان المعبدى [1]

وأنشد البيتين «1». فقال أبو حنيفة: أيمان البيعة تلزم أبا حنيفة إن كان هذا الشيخ سمع هذا التفسير، وإن كان البيتان إلا لساعتهما هذه. فقال أبو العباس المبرّد: صدق الشيخ أبو حنيفة، أنفت أن أرد عليك من العراق، وذكرى ما قد شاع، فأوّل ما تسألنى عنه لا أعرفه. فاستحسن منه هذا الإقرار وترك البهت «2». 25 - أحمد بن سليمان المعبدىّ [1] أبو الحسين. أحد العلماء بهذا الشأن الثقات. روى عن على بن ثابت، عن أبى عبيد. وله خط صحيح يرغب فيه العلماء، وهو مشهور العلم بين العالم. 26 - أحمد بن سعيد الدّمشقىّ [2] النحوىّ الأخبارى الفقيه العلامة، أحد أفراد الدهر فى فنون متعدّدة من العلوم وكان يؤدّب أولاد «3» المعتز، فتحمّل أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البلاذرىّ «4» على قبيحة أم المعتز بقوم سألوها أن تأذن له أن يدخل إلى ابن المعتز وقتا من النهار، فأجابت أو كادت تجيب. فلما اتصل الخبر بأحمد بن سعيد جلس فى منزله غضبا، فكتب إليه أبو العباس عبد الله بن المعتز، وله إذ ذاك ثلاث عشرة سنة:

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 12، ومعجم الأدباء 3: 64، وانظر رقم 31. والمعبدىّ. منسوب إلى معبد بن العباس بن عبد المطلب. وذكر ياقوت أنه توفى سنة 292. [2] ترجمته فى تاريخ بغداد 4: 171 - 172، وتلخيص ابن مكتوم 12، ومعجم الأدباء 3: 46 - 49، وذكره صاحب النجوم الزاهرة فى (3: 166) ضمن مؤدّبى ابن المعتز. وكانت وفاته سنة 306، كما ذكره الخطيب فى تاريخ بغداد.

27 - أحمد بن شريس القيروانى الإفريقى [1]

أصبحت يا بن سعيد خدن «1» مكرمة ... عنها يقصّر من يحفى وينتعل سربلتنى حكمة قد هذّبت شيمى ... وأججّت غرب ذهنى فهو مشتعل أكون «2» إن شئت قسّا فى فصاحته ... أو حارثا «3» وهو يوم الفخر مرتجل وإن أشأ فكزيد «4» فى فرائضه ... أو مثل نعمان «5» إمّا ضاقت الحيل أو الخليل عروضيّا أخا فطن ... أو الكسائىّ نحويّا له علل تغلى بداهة ذهنى فى مركّبها ... كمثل ما عرفت آبائى الأول وفى فمى صارم ما سلّه أحد ... من غمده فدرى ما العيش والجذل عقباك شكر طويل لا نفاد له ... تبقى معالمه ما أطّت الإبل «6» 27 - أحمد بن شريس القيروانىّ الإفريقىّ [1] جدّ بنى أبى ثور النجار لأمهم، وكان ذا علم بالعربية واللغة والأخبار، وكان من أصحاب حمدون النعجة «7» وتلاميذه، وتوفى سنة سبع وتسعين ومائتين. 28 - أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة أبو جعفر الكاتب [2] ولد ببغداذ، وروى عن أبيه كتبه المصنفة. حدّث عنه أبو الفتح بن المراغىّ النحوىّ «8»، وعبد الرحمن بن إسحق الزّجاجىّ النحوىّ مصنف كتاب الجمل

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 133، وتلخيص ابن مكتوم 12 وطبقات الزبيدىّ 165. [2] ترجمته فى تاريخ بغداد 4: 229، وتاريخ ابن كثير 11: 180، وحسن المحاضرة 1: 156، والديباج المذهب 35، وشذرات الذهب 2: 170، ومعجم الأدباء 3: 103 - 104، والنجوم الزاهرة 3: 246.

29 - أحمد بن عبد الله بن سليمان أبو العلاء المعرى [1]

فى النحو وغيره، وغيرهما. وولّى أحمد بن عبد الله بن قتيبه قضاء مصر، وأقام بها إلى أن وافاه أجله. ذكر أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرّزاذ النّجيرمىّ النحوىّ اللغوىّ، أديب مصر ونزيلها: أن أبا جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة حدّث بكتب أبيه كلها بمصر، ولم يكن معه كتاب، روى ذلك عن أبى الحسن المهلّبىّ، وكان المهلّبىّ يروى عن ابن قتيبة. ورد مصر قاضيا فى سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وتوفّى بمصر وهو على القضاء فى شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة- رحمه الله. 29 - أحمد بن عبد الله بن سليمان أبو العلاء المعرىّ [1] كتب إلىّ أبو اليمن «1» زيد بن الحسن بن زيد الكندىّ- رحمه الله: أخبرنا القزّاز «2»، أخبرنا أحمد بن على «3» فى كتابه قال «4»:

_ [1]. ترجمته فى الأنساب 110 ا- 110 ب وبغية الوعاة 136 - 137، وتاريخ بغداد 4: 240 - 241، وتاريخ أبى الفدا 2: 176 - 177، وتاريخ ابن كثير 12: 72 - 76، وتتمة اليتيمة 1: 9، وابن خلكان 1: 33 - 35، ودمية القصر 50 - 52، وروضات الجنات 37، وسلم الوصول 89، وشذرات الذهب 3: 28، وكشف الظنون 992، 1272، 1548. واللباب 1: 184. ومعاهد التنصيص 1: 136 - 145، ومعجم الأدباء 3: 107 - 218، والنجوم الزاهرة 5: 61 - 62، ونزهة الألباء 425 - 427، ونكت الهميان 101 - 110 وهو فيما سقط من تلخيص ابن مكتوم. والمعرّى: منسوب إلى معرّة النعمان، وهى مدينة قديمة مشهورة من أعمال حمص، بين حلب وحماة. معجم البلدان (8: 6).

«أحمد بن عبد الله بن سليمان، أبو العلاء التّنوخىّ «1» الشاعر، من أهل معرّة النعمان. كان حسن الشعر، جزل الكلام، فصيح اللسان، غزير الأدب، عالما باللغة حافظا لها. وذكر لى القاضى أبو القاسم التّنوخىّ «2»، أنه ورد بغداذ فى سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وأنه قرأ عليه دواوين الشعراء ببغداذ. وقال لى التّنوخىّ: هو أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان بن أحمد ابن سليمان بن داود بن المطهّر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور ابن أسحم بن أرقم بن النّعمان بن عدىّ بن غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. أنشدنى القاضى أبو القاسم على بن المحسّن قال: أنشدنا أبو العلاء المعرّى لنفسه يرثى بعض أقاربه «3»: غير مجد فى ملّتي واعتقادى ... نوح باك ولا ترنّم شاد وشبيه صوت النعىّ إذا قس ... ت «4» بصوت البشير فى كل ناد أبكت تلكم الحمامة أم غنّ ... ت على فرع غصنها الميّاد صاح هذى قبورنا تملأ الأر ... ض «5» فأين القبور من عهد عاد

خفّف الوطء ما أظن أديم ال ... أرض إلا من هذه الأجساد وقبيح بنا وإن قدم العص ... ر «1» هوان الآباء والأجداد سر إن اسطعت فى الهواء رويدا ... لا اختيالا على رفات «2» العباد ربّ لحد قد صار لحدا مرارا ... ضاحك من تزاحم الأضداد ودفين على بقايا دفين ... فى طويل الزّمان «3» والآباد فاسأل الفرقدين عمن أحسّا ... من قبيل وآنسا من بلاد كم أقاما على زوال نهار ... وأنارا لمدلج فى سواد تعب كلّها الحياة فما أع ... جب إلا من راغب فى ازدياد إنّ حزنا فى ساعة الموت «4» أضعا ... ف سرور فى ساعة الميلاد خلق الناس للبقاء فضلّت «5» ... أمّة يحسبونهم للنّفاد إنما ينقلون من دار أعما ... ل إلى دار شقوة أو رشاد والقصيدة طويلة. حدّثنى أبو الخطّاب العلاء بن حزم الأندلسىّ «6» قال: ذكر لى أبو العلاء المعرّى أنه ولد فى يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. وكان أبو العلاء ضريرا، عمى فى صباه، وعاد من بغداذ إلى بلده معرّة النعمان وأقام بها إلى حين وفاته، وكان يتزهّد ولا يأكل اللحم، ويلبس خشن الثياب، وصنّف

كتابا فى اللغة، وعارض سورا من القرآن. وحكى عنه حكايات مختلفة فى اعتقاده، حتى رماه بعض الناس بالإلحاد. وبلغنا أنه مات فى يوم الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الأوّل، سنة تسع وأربعين وأربعمائة». انقضى كلام أحمد بن على فى كتابه. وذكر غيره أن أبا العلاء جدر فى السنة الثالثة من عمره، وكفّ من الجدرىّ. وقال: لا أعرف من الألوان إلا الأحمر، فإننى ألبست فى مرض الجدرىّ ثوبا مصبوغا بالعصفر، فأنا لا أعقل غير ذلك، وكل ما أذكره من الألوان فى شعرى ونثرى إنّما هو تقليد الغير، واستعارة منه. ولما كبر أبو العلاء، [و] وصل إلى سنّ الطلب، أخذ العربية عن قوم من بلده، كبنى كوثر، أو من يجرى مجراهم من أصحاب ابن خالويه وطبقته، وقيّد اللّغة عن أصحاب ابن خالويه أيضا. وطمحت نفسه إلى الاستكثار من ذلك، فرحل إلى طرابلس الشام، وكانت بها خزائن كتب قد وقفها ذوو اليسار من أهلها، فاجتاز باللّاذقيّة «1»، ونزل دير الفاروس «2»، وكان به راهب يشدو شيئا من علوم الأوائل، فسمع منه أبو العلاء كلاما من أوائل أقوال الفلاسفة، حصل له به شكوك لم يكن عنده ما يدفعها «3» به، فعلق بخاطره ما حصل به بعض الانحلال، وضاق عطنه عن كتمان ما تحمّله من ذلك، حتى فاه به فى أول عمره، وأودعه أشعارا له، ثم ارعوى ورجع، واستغفر واعتذر، ووجّه الأقوال وجوها احتملها التأويل. ولم يكن من ذوى الأحوال «4» فى الدنيا، وإنما خلّف له وقف يشاركه فيه غيره من قومه. وكانت له نفس تشرف عن تحمّل المنن، فمشى حاله على قدر الموجود،

فاقتضى ذاك خشن الملبوس والمأكل، والزهد فى ملاذّ الدنيا. وكان الذى يحصل له فى السنة مقدار ثلاثين دينارا، قدّر منها لمن يخدمه النّصف، وأبقى النّصف الآخر لمؤونته؛ فكان أكله العدس إذا أكل مطبوخا، وحلاوته التّين، ولباسه خشن الثياب من القطن، وفرشه من لبّاد فى الشتاء، وحصيره من البردىّ فى الصيف، وترك ما سوى ذلك. ولما عورض فى الوقف المذكور بيد بعض نوّاب حلب سافر إلى العراق شاكيا ذلك فى سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. واشتهر ذكره ببغداذ، وقرئ عليه كتابه سقط الزّند، واجتمع بالشريف الرضىّ والمرتضى، ولدى أبى أحمد، وشهدا بفضله وفطنته وفرط ذكائه. وحضر خزانة الكتب التى بيد عبد السلام البصرىّ، وعرض عليه أسماءها، فلم يستغرب فيها شيئا لم يره بدور العلم بطرابلس، سوى ديوان تيم اللّات، فاستعاره منه، وخرج عن بغداذ، وقد سها عن إعادته، ولم يذكره حتى صار بالمعرّة، فأعاده إليه، وفى صحبته القصيده التائية التى أوّلها «1»: هات الحديث عن الزّوراء أوهيتا ... وموقد النار لا تكرى بتكريتا «2» يقول فيها: اقر السّلام على عبد السّلام فلى ... جيد إلى نحوه ما زال «3» ملفوتا وذكر فيها ديوان تيم اللات فقال:

[سألته قبل يوم السّير مبعثه ... إليك ديوان تيم اللّات ماليتا «1»] ولما عاد إلى المعرّة فى سنة أربعمائة لازم منزله، وشرع فى التّصنيف، وأخذ عنه الناس، وسار إليه الطّلبة من الآفاق، وقدّر له ابن أبى «2» هاشم، فكتب عنه تصانيفه من غير أجرة. وكاتبه العلماء والوزراء والفضلاء وأهل الأقدار، واختاروا عليه التصنيفات ففعل، وكان نادرة زمانه. ولما دخل إلى العراق قصد من أكابرها الإعانة بجاههم على بلوغ أغراضه؛ من كف من تطرق أذاه إليه فى أمر وقفه، فلم يجد منهم ذلك. أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهانىّ، «3» أذننا إذنا عاما، قال فى كتابه: أخبرنا أبو محمد عبد الله «4» بن الوليد بن غريب الإيادىّ، بالإسكندرية- وأبو محمد هذا، على ما حكاه لى ولد بالمعرّة، ودخل أصبهان وغيرها من بلاد الشرق، ثم استوطن مصر، وقد حج ورأى نفرا من أدباء بلده، وكان يحفظ من شعرهم يسيرا، من جملتهم أبو العلاء التّنوخىّ- سمعته يقول: دخلت على أبى العلاء وأنا صبىّ مع عمى أبى طاهر، نزوره، فرأيته قاعدا على سجادة لبد، وهو شيخ، فدعا لى ومسح على رأسى، وكأنى أنظر إليه الساعة، وإلى عينيه: إحداهما نادرة» ، والأخرى غائرة جدا، وهو مجدّر الوجه، نحيف الجسم.

وذكر لى أحد نقلة العلم مذاكرة: أن مشايخ الأدب باليمن يذكرون أنّ أبا العلاء كان يحفظ ما يمرّ بسمعه، وكان عنده من الطلبة من يطالع له التصانيف الأدبية، لغة وشعرا وغير ذلك، وكان لا يكاد ينسى شيئا مما يمرّ بسمعه. ويذكرون أن رجلا منهم وقع إليه كتاب فى اللغة، سقط أوّله، وأعجبه جمعه وترتيبه، فكان يحمله معه ويحجّ، فإذا اجتمع بمن فيه أدب أراه إياه، وسأله عن اسمه، واسم مصنّفه، فلا يجد أحدا يخبره بأمره، واتفق أن وجد من يعلم حال أبى العلاء، فدلّه عليه. فخرج الرجل بالكتاب إلى الشام، ووصل إلى المعرّة، واجتمع بأبى العلاء، وعرّفه ما حاله، وأحضر الكتاب، وهو مقطوع الأوّل. فقال له أبو العلاء: اقرأ منه شيئا. فقرأه عليه. فقال له أبو العلاء: هذا الكتاب اسمه كذا، ومصنّفه فلان، ثم قرأ عليه من أوّل الكتاب إلى أن وصل إلى ما هو عند الرجل، فنقل عنه النقص، وأكمل عليه تصحيح النّسخة، وانفصل إلى اليمن، فأخبر الأدباء بذلك. وقد قيل إن هذا الكتاب هو ديوان الأدب للفارابىّ «1» اللغوىّ، وهو مضبوط على أوزان الأفعال، ومصنّفه كان يسكن ما وراء النهر. ويقال: إنه خال الجوهرىّ، مصنف كتاب الصحاح. وقيل إن الجوهرىّ خاله، والأوّل أشبه. والله أعلم. وقرأت على نسخة من هذا الكتاب وردت من ترمذ، «2» بخط خطيب ترمذ، أن الفارابىّ مصنفه مات فى سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة «3». وأهل اليمن يهمون «4» فيه،

ويقولون: مات بعد سنة أربعمائة، ويزعمون أنه دخل اليمن. «1» وكأنهم خلطوا، وظنوا أن الذى دخل به من عند أبى العلاء هو المصنّف، وليس كذلك، وإنما هو المصحّح، ولم يحققوا أمره لغفلتهم. ولأهل اليمن بهذا [الكتاب] عناية تامة: يقرءونه، وينسخونه ويتكلمون على فوائده، حتى شرحه منهم القاضى نشوان بن سعيد، «2» فجاء كتابه فى شرحه كبيرا حسنا، كثير الفوائد، وسماه إعلام العلوم وشفاء كلام العرب من الكلوم. وشاهدت على ظهر جزء من ديوان الأعشى بخط ابن وداع، «3» وحواشيه بخط أبى عبد الله بن مقلة، فى شهور سنة تسع «4» وثمانين بقفط: أن صالح بن مرداس صاحب حلب، خرج إلى المعرّة وقد عصى عليه أهلها، فنزل عليها، وشرع فى قتالها، ورماها بالمجانيق «5». فلما أحسّ أهلها التغلّب سعوا إلى أبى العلاء، وسألوه الخروج إليه والشفاعة فيهم عنده، فخرج متوكّئا على يد قائد له. وقيل لصالح: إن باب المدينة قد فتح، وخرج منها رجل يقاد كأنّه أعمى. فقال صالح: هو أبو العلاء! بطّلوا القتال، إلى أن نرى فى أى أمر جاء. فلما وصل إلى الخيمة أذن له، وأكرمه عند دخوله عليه، وعرّفه شوقه إلى نظره. ولما استقر بمجلسه قال له: ألك حاجة؟ فقال له أبو العلاء: الأمير- أطال الله بقاه- كالسيف القاطع، لان متنه

وخشن حدّاه، وكالنهار الماتع، «1» قاظ وسطه وطاب أبرداه «2». خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ فقال صالح: قد وهبتها لك يا أبا العلاء. ثم قال له صالح: أنشدنا شيئا من شعرك يا أبا العلاء، لنرويه عنك. فأنشد ارتجالا فى المجلس: «3» تغيّبت فى منزلى برهة ... ستير العيوب فقيد الحسد فلمّا مضى العمر إلا الأقلّ ... وحمّ «4» لروحى فراق الجسد بعثت شفيعا إلى صالح ... وذاك من القوم رأى فسد فيسمع منّي سجع الحمام ... وأسمع منه زئير الأسد فلا يعجبنّى هذا النّفاق «5» ... فكم نفّقت محنة ما كسد فقال صالح: بل نحن الذين تسمع منا سجع الحمام، وأنت الذى نسمع منك زئير الأسد. ثم أمر بخيامه فوضعت، وبأثقاله فرفعت، ورحل عنها. فرجع أبو العلاء إلى المعرّة، وهو ينشد: «6» نجّى المعرة من براثن «7» صالح ... ربّ يداوى كلّ داء معضل ما كان لى فيها جناح بعوضة ... الله ألحفهم «8» جناح تفضّل ولما صنف أبو العلاء كتاب اللامع العزيزى فى شرح شعر المتنبى، وقرئ عليه، أخذ الجماعة فى وصفه. فقال أبو العلاء: رحم الله المتنبىّ! كأنما نظر إلىّ بلحظ الغيب، حيث يقول: «9»

كأنّما نظر الأعمى إلى أدبى ... وأسمعت كلماتى من به صمم وسمع الجماعة يوما يذكرون بطّيخ حلب، فتكلّف وسيّر من ابتاع له منه حملا، وأحضرهم إيّاه، فأفردوا له منه عددا يسيرا، وتركوه فى سرداب له كان إذا أراد الأكل نزل إليه وأكل مستترا، ويقول: الأعمى عورة، والواجب استتاره فى كلّ أحواله. ولما كان بعد أيام نزل خادمه إلى تفقّد المغارة؛ [و] «1» وجد البطّيخ بحاله لم يعرض له وقد فسد، فراجعه فى ذلك فلم يجبه. واستدل الجماعة بذلك على أنه ما كان يتفكّه. وربّما كان يتناول ما يقوم بالأود من أيسر الموجودات. وذكر أنّه نزل إلى السّرداب، وأكل شيئا من ربّ أو دبس، «2» ونقط على صدره منه يسير وهو لا يشعر به. فلما جلس للإقراء لمحه بعض الطلبة فقال: يا سيّدى، أكلت دبسا! فأسرع بيده إلى صدره ومسحه، وقال: نعم، لعن الله النّهم! فاستحسن منه سرعة فهمه بما على صدره، وأنه الذى أشعر به. وكان الطّلبة إذا قصدوه أنفقوا على أنفسهم من موجودهم، ولم يكن له من السّعة ما يبرّهم به. وأهل اليسار من أهل المعرّة يعرفون بالبخل، فكان- رحمه الله- يتأوّه من ذلك، ويعتذر إلى قاصديه. ولقد قصده من الطلبة رجل أعجمى يعرف بالكردانىّ، وكتب عنه فيما كتب ذكرى حبيب. فتقدم أبو العلاء إلى بعض نسبائه بما كتبه له على الكتاب المذكور وهو: «قال أحمد بن عبد الله بن سليمان التّنوخىّ، من أهل معرة النعمان: قرأ علىّ هذا الجزء، وهو الجزء الثانى من الكتاب المعروف بذكرى حبيب الشيخ الفاضل

أبو الحسن يحيى بن محمد الرازىّ، أدام الله عزّه، من أول الجزء إلى آخره، ووقع الاجتهاد منى فى تصحيح النسخة، وكان ابتداؤه بقراءته لسبع بقين من شعبان سنة ست وأربعين وأربعمائة، وفرغ من قراءته لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة سبع وأربعين وأربعمائة، وأجزت له أن يرويه عنى على حسب ما قرأه. ويشهد الله أنى معتذر إلى هذا القارئ من تقصيرى فيما هو علىّ مفترض من حقوقه، والاعتراف بالمعجزة تمنع من اللائمة المنجّزة. وكتب جابر بن زيد بن عبد الواحد ابن عبد الله بن سليمان، بإذن أحمد بن عبد الله بن سليمان المعرىّ، فى المحرم سنة ثمان وأربعين وأربعمائة». وأحضرنى بعض البغداذيين بالبلاد الشامية أوراقا تشتمل على ذكر تصانيف أبى العلاء، وتقادير أكثرها، فنقلتها على فصّها، وهى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) * «أسماء الكتب التى صنّفها الشيخ أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان- رحمه الله. قال الشيخ أبو العلاء رضى الله عنه: لزمت مسكنى منذ «1» سنة أربعمائة، [واجتهدت] «2» أن أتوفّر على تسبيح الله وتحميده، إلا أن أضطرّ إلى غير ذلك، فأمليت أشياء تولى نسخها الشيخ أبو الحسن على بن عبد الله بن أبى هاشم، أحسن الله معونته، ألزمنى بذلك حقوقا جمّة، وأيادى بيضاء؛ لأنه أفنى [معى] زمنه، ولم يأخذ عما صنع ثمنه، والله يحسن له الجزاء، ويكفيه حوادث الزمان والأرزاء. وهى على ضروب مختلفة، فمنها ما هو فى الزهد والعظات، وتمجيد الله سبحانه، من المنظوم والمنثور. فمن ذلك: الكتاب المعروف بالفصول والغايات. وهو كتاب

موضوع على حروف المعجم، ما خلا الألف؛ لأن فواصله مبنية على أن يكون ما قبل الحرف المعتمد فيها ألفا، ومن المحال أن يجمع بين ألفين، ولكن تجىء الهمزة وقبلها ألف، مثل: الغطاء وكساء؛ وكذلك السراب والشباب، فى الباء، ثم على هذا الترتيب. ولم يعتمد فيه أن تكون الحروف التى بنى عليها مستوية الإعراب، بل تجىء مختلفة. وفى الكتاب قواف تجىء على نسق واحد، وليست الملقّبة بالغايات؛ وإنما سميت بغاية البيت، وهى قافيته. ومجيئها على قرىّ «1» واحد؛ مثل أن يقال: لهامها وغلامها، وأمرا وتمرا، وما أشبهه. وفيه فنون كثيرة من هذا النوع. ومقدار هذا الكتاب مائة كراسة. كتاب أنشئ فى غريب هذا الكتاب وما فيه من اللّغة، وهو كتاب مختصر لقبه السادن «2». ومقدار عشرون كراسة. وكتاب آخر لطيف مقصور على تفسير اللغز، لقبه إقليد الغايات. ومقداره عشر كراريس. وكتاب يعرف بالأيك والغصون. وهو كتاب كبير يعرف بكتاب الهمز والرّدف، بنى على إحدى عشرة حالة من الحالات: الهمزة فى حال انفرادها وإضافتها، وتمثال ذلك: السماء، بالرفع، والسماء، بالنصب، والسماء، بالخفض، سماء، يتبع الهمزة التنوين، سماؤه، مرفوع مضاف، سماءه، منصوب مضاف، سمائه، مجرور مضاف، ثم سماؤها [وسماءها] «3» وسمائها، على التأنيث، ثم همزة بعدها [هاء] «4» ساكنة، مثل: عباءة وملاءة. فإذا ضربت أحد عشر فى حروف المعجم الثّمانية والعشرين

خرج من ذلك [ثلاثمائة فصل وثمانية فصول] «1». وهى مستوفاة فى كتاب الهمز والرّدف. وذكرت فيه الأرادف الأربعة بعد ذكر الألف، وهى الواو المضموم ما قبلها، والواو التى قبلها فتحة، والياء المكسور ما قبلها، والياء التى قبلها فتحة. ويذكر لكلّ جنس «2» من هذا أحد عشر وجها، كما ذكر للألف «3». ويكون مقدار هذا الكتاب ألفا ومائتى كراسة. والكتاب المعروف بالفصول «4». ومقدار هذا الكتاب أربعمائة كراسة. والكتاب المعروف بتاج الحرة. وهو فى عظات النّساء خاصّة، وتختلف فصوله. ويكون مقدار هذا الكتاب أربعمائة كراسة. وكتاب يعرف بسيف الخطب «5» المشتمل على الخطب الست. وفيه: خطب الجمع، والعيدين، والخسوف، والكسوف، والاستسقاء، وعقد النكاح. وهى مؤلفة على حروف من حروف المعجم، وفيها خطب عمادها الهمزة، وخطب بنيت على الباء، وخطب على التاء، والدال، وعلى الزاى، وعلى اللام، والميم، والنون، وتركت «6» الجيم والحاء وما جرى مجراهما؛ لأن الكلام المقول فى الجماعات ينبغى أن يكون سجيحا «7» سهلا. مقداره أربعون كراسة. وكتاب تسميته: خطب الخيل. يتكلم [فيه] على ألسنتها. مقداره عشر كراريس.

وكتاب يعرف بخطبة الفصيح. يتكلم فيه على أبواب الفصيح. مقداره خمس عشرة كراسة. وكتاب يشرح فيه ما جاء فى هذا الكتاب من الغريب، يعرف بتفسير خطبة الفصيح. وكتاب يعرف برسيل الراموز «1». مقداره ثلاثون كراسة. وكتاب يعرف بلزوم ما لا يلزم. وهو فى المنظوم، بنى على حرف المعجم، ويذكر كل حرف سوى الألف بوجوهه الأربعة، وهى الضم، والفتح، والكسر، والوقف. ومعنى لزوم ما لا يلزم أن القافية يردّد فيها حرف لو غيّر لم يكن ذلك مخلّا بالنظم، كما قال كثيّر: «2» خليلىّ هذا ربع عزّة فاعقلا ... قلوصيكما «3» ثم انزلا حيث حلّت فلزم اللام قبل التاء، وذلك لا يلزمه. ولم يفعل كما فعل الشنفرى فى قصيدته على التاء، لأنه لم يلتزم قبلها حرفا واحدا، ولكنه خالف بين الحروف التى قبل الروىّ، فقال: «4» أرى أمّ عمرو أزمعت فاستقلّت «5» ... وما ودّعت جيرانها يوم ولّت وقال فيها: بريحانة من نبت حلية «6» نوّرت ... لها أرج من حوله غير مسنت «7»

وقال فيها: لها وفضة فيها ثلاثون سيحفا ... إذا آنست أولى العدىّ اقشعرّت «1» مقدار هذا الكتاب أربعة أجزاء، مائة وعشرون كراسة. وكتاب فيما يتعلق بهذا الكتاب اسمه زجر النابح «2». مقداره أربعون كراسة. وكتاب يتعلق به أيضا، تسميته نجر الزجر «3». مقداره كذا «4». وكتاب يعرف براحة اللزوم. يشرح فيه ما فى كتاب لزوم ما لا يلزم من الغريب. «5» مقداره مائة كراسة. كتاب لطيف يعرف بملقى السبيل. مقداره أربع كراريس. وكتاب آخر يعرف بخماسيّة الراح فى ذم الخمر خاصة. ومعنى هذا الوسم أنه بنى على حروف المعجم، فذكر لكلّ حرف يمكن حركته خمس سجعات مضمومات، وخمسا مفتوحات، وخمسا مكسورات، وخمسا موقوفات. يكون مقداره عشر كراريس. وكتاب لطيف يعرف بمواعظ الستّ «6». ومعنى هذا اللقب أن الفصل الأول منه فى خطاب رجل، والثانى فى خطاب اثنين، والثالث فى خطاب جماعة،

والرابع فى خطاب امرأة، والخامس فى خطاب امرأتين، والسّادس فى خطاب نسوة. مقداره خمس عشرة كراسة. كتاب يعرف بتظلّم السّور «1». مقداره ست كراريس. وكتاب يعرف بالجلّىّ والحلّىّ. عمل لرجل من أهل حلب يعرف بأبى الفتح ابن الجلّىّ «2». مقداره عشرون كراسة. كتاب يعرف بسجع الحمائم. مقداره ثلاثون كراسة. كتاب يعرف بجامع الأوزان الخمسة التى ذكرها الخليل بجميع ضروبها، ويذكر فيه قوافى كلّ ضرب. مثال ذلك أن يقال: للضرب الأول من الطويل أربع قواف: المطلقة المجردة، مثل قول القائل: «3» ألا يا اسلمى يا هند هند بنى بدر ... وإن كان حيّانا عدى آخر الدّهر والقافية المردفة، مثل قول امرئ القيس: «4» ألا انعم صباحا أيّها الطّلل البالى والمقيّدة المجرّدة، وذلك مفقود فى الشعر القديم والمحدث، وإنما جاء به المحدثون على النحو الذى يسمى مقصورا، كما قال ابن عبد القدّوس، «5» وهو فى السجن:

إلى الله أشكو إنه موضع الشّكوى ... وفى يده كشف المصيبة والبلوى خرجنا من الدّنيا ونحن من اهلها ... فما نحن بالأحياء فيها ولا الموتى إذا ما أتانا زائر متفقّد ... فرحنا وقلنا جاء هذا من الدنيا ويعجبنا الرّؤيا فجلّ حديثنا ... إذا نحن أصبحنا- الحديث عن الرؤيا فإن حسنت لم تأت عجلى وأبطأت ... وإن قبحت لم تحتبس وأتت عجلى ثم [القافية المقيدة المؤسسة، مثل أن] «1» يكون العادل والقائل، وذلك مرفوض متروك. [ثم] على هذا النحو إلى آخر الكتاب. ومقدار هذا الكتاب ستون كراسة. وتكون عدد أبيات الشعر المنظومة نحوا من تسعة آلاف بيت. كتاب لطيف يشتمل على شىء نظم قديما فى أول العمر يعرف بسقط الزّند. مقداره خمس عشرة كراسة، تزيد الأبيات المنظومة فيه عن ثلاثة آلاف بيت. وكتاب فيه تفسير ما جاء فى هذا النظم [من] الغريب، يعرف بضوء السّقط. مقداره عشرون كراسة «2». وكتاب يعرف برسالة الصّاهل «3» والشّاحج. يتكلم فيه عن لسان فرس وبغل. مقداره أربعون كراسة. وكتاب لطيف فى تفسير المقدّم ذكره بالصاهل والشّاحج يعرف بلسان الصاهل والشاحج. وكان الذى عمل له الكتاب يدعى عزيز الدولة «4».

وكتاب يعرف بالقائف على معنى كليلة ودمنة؛ ألّفت منه أربعة أجزاء، ثم انقطع تأليفه بموت من «1» أمر بعمله، وهو عزيز الدولة المقدّم ذكره. ومقدار هذا الكتات ستّون كراسة. وكتاب يعرف بمنار القائف فى تفسير ما جاء فيه من اللّغز والغريب. مقداره عشر كراريس. كتاب يعرف بالسّجع السّلطانى. يشتمل على مخاطبات الجنود والوزراء وغيرهم من الولاة. ومقداره ثمانون كراسة. كتاب يعرف بسجع الفقية. ومقداره ثلاثون كراسة. كتاب يعرف بسجع المضطرّين. وهو كتاب لطيف عمل لرجل تاجر يستعين به على شؤون دنياه. كتاب يعرف برسائل المعونة. كتاب يعرف بذكرى حبيب. تفسير شعر أبى تمام «2» حبيب بن أوس الطائىّ. مقداره ستون كراسة. كتاب يتصل بشعر البحترىّ يعرف بعبث الوليد. وكان سبب إنشائه أن بعض الرؤساء «3» أنفذ نسخة ليقابل له بها، فأثبت ما جرى من الغلط ليعرض ذلك عليه. مقداره عشرون كراسة.

كتاب يعرف بالرياشىّ المصطنعىّ «1». فى شرح مواضع من الحماسة الرياشية. عمل لرجل يلقب بمصطنع «2» الدولة. مقداره أربعون كراسة. كتاب يعرف بتعليق الخلس. مما يتصل بكتاب أبى القاسم الزجّاجىّ عبد الرحمن بن إسحاق، المعروف بالجمل. كتاب يتعلق بهذا الكتاب أيضا يعرف بإسعاف الصديق. كتاب يتصل بالكتاب المعروف بالكافى الذى ألفه أبو جعفر أحمد بن محمد النحاس، ولقبه قاضى الحق. كتاب يعرف بالحقير النافع فى النحو. مقداره حمس كراريس. كتاب يتصل به يعرف بالظّل الطّاهرىّ. عمل لرجل يكنى أبا طاهر «3»، من أهل حلب. كتاب يتصل بكتاب محمد بن سعدان «4»، لقبه المختصر الفتحىّ «5». عمل لولد كاتبه أبى الفتح محمد بن على بن أبى هاشم.

كتاب «1» يعرف بالّلامع العزيزىّ فى شرح غريب شعر أبى الطيّب أحمد بن الحسين المتنبىّ. عمل للأمير عزيز الدولة أبى الدوام ثابت «2» [بن] «3» الأمير تاج الأمراء معزّ الدولة أبى العلوان ثمال بن نصر بن صالح بن مرداس. مقداره مائة وعشرون كراسة. كتاب فى العظة والزهد والاستغفار، يعرف بكتاب استغفر واستغفرى منظوم. مقداره مائة وعشرون كراسة، يشتمل على نحو من عشرة آلاف بيت. كتاب ديوان الرسائل، وهو ثلاثة أقسام: الأول رسائل طوال تجرى مجرى الكتب المصنّفة، مثل رسالة الملائكة، والرسالة السّندية، «4» ورسالة الغفران، ورسالة الغرض «5»، ونحو ذلك. والثانى دون هذه فى الطول مثل رسالة المنيح «6» ورسالة الإغريض «7». والثالث رسائل قصار، كنحو ما تجرى به العادة فى المكاتبة. ومقداره ثمانمائة كراسة. كتاب يعرف بخادم الرسائل. فيه تفسير بعض ما جاء فيها من الغريب. دعاء يعرف بدعاء ساعة. دعاء الأيام السبعة.

رسالة على لسان ملك الموت. كتاب جمع فيه بعض فضائل علىّ عليه السلام. رسالة تعرف بأدب العصفورين. كتاب لطيف يعرف بالسجعات العشر، موضوع على كل حرف من حروف المعجم عشر سجعات فى الوعظ. كتاب يعرف بعون الجمل فى شرح شئ من كتاب الجمل. شرحه لمحمد ابن على بن أبى هاشم، وهو آخر شىء أملاه. كتاب يعرف بشرف السيف. عمل لأمير الجيوش «1». مقداره عشرون كراسة. كتاب يشرح فيه كتاب سيبويه، غير كامل. مقداره خمسون كراسة. ومن الأمالى التى لم تتمّ، ولم يفرد لها اسم ما مقداره مائة كراسة. فذلك الجميع خمسة وخمسون مصنّفا. العدد بتقريب، سوى ما لم يذكره. «أربعة آلاف ومائة وعشرون كراسة». قلت: وأكثر كتب أبى العلاء هذه عدمت، وإنما يوجد منها ما خرج عن المعترة قبل هجم «2» الكفار عليها، وقتل من قتل من أهلها، ونهب ما وجد لهم. فأما الكتب الكبار التى لم تخرج عن المعترة فعدمت، وإن وجد شىء منها فإنّما يوجد البعض من كل كتاب. فمن ذلك كتاب الأيك والغصون. ولم أجد أحدا يقول رأيته، ولا رأيت شيئا منه، إلى أن نظرت فى فهرست وقف نظام الملك الحسن بن إسحاق الطّوسىّ، الذى وقفه ببغداذ، فرأيت فيه من كتاب الأيك والغصون ثلاثة وستّين مجلدا.

وأما إسعاف الصديق وقاضى الحق فإننى رأيت أجزاء من الإسعاف من تجزئة ما؛ أرانيها أحد بنى حرب الحلبيّين، ومن قاضى الحق من تجزئة سبعة مجلدات، أرانيها المذكور. ثم سألت عنها بعد مدة، فذكر أنها أحرقت فى مقام إبراهيم عند ما احترق، فذهبت، ولم أر بعدها من الكتابين سواهما. فأما الذى رأيته أنا من كتبه فهو ما أنا ذاكره: لزوم ما لا يلزم. وزجر النابح. وملقى السبيل. وخماسيه الراح فى ذم الراح، هو الذى ذكره ابن الخطيب [أبى] هاشم، وهو خماسية الراح. كتاب جامع الأوزان. سقط الزّند. الصاهل والشاحج. لسان الصاهل والشاحج، ذاكرنى به ولد أبى هاشم خطيب حلب، وذكر أنه عنده. كتاب القائف. كتاب السجع السلطانى. كتاب سجع الفقيه. ذكرى حبيب. عبث الوليد. الرياشىّ «1» المصطنعىّ. إسعاف الصّديق. قاضى الحق. الحقير النّافع. الظل الطّاهرىّ. اللّامع العزيزىّ. استغفر واستغفرى. كتاب فى الرسائل يعرف بالسجع السلطانى «2». رسالة الغفران. رسالة التعزية إلى بعض الحلبيّين فى ولد له مات. الرسالة السّندية. رسالة الملائكة. رسالة المنيح. رسالة الإغريض. كتاب السادن. كتاب الإقليد. ... ورأيت فى أوراق منقولة عن المعرّيين أنه مات- سامحه الله- فى يوم الجمعة لليلتين خلتا من شهر ربيع الأوّل من سنة تسع وأربعين وأربعمائة.

كتب إلىّ أبو الضياء شهاب بن محمد بن منصور المروزىّ الشّيبانىّ رحمه الله، من خراسان: أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزىّ، رحمه الله، فى كتابه بقراءة أبى النصر الفامىّ عليه ونحن نسمع، أنشدنا أحمد بن المبارك بن عبد العزيز الأرجىّ من لفظه إملاء، أنشدنى أبو زكريا يحيى بن على الخطيب الشيبانىّ، أنشدنى أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعرىّ لنفسه، بمعرة النعمان؛ من شعره «1»: منك الصّدود ومنّى بالصّدود رضا ... من ذا علىّ بهذا فى هواك قضى بى منك ما لو غدا بالشّمس ما طلعت ... من الكآبة أو بالبرق ما ومضا جرّبت دهرى وأهليه فما تركت ... لى التجارب فى ود امرئ غرضا وقد غرضت «2» من الدنيا فهل زمنى ... معطى حياتى لغرّ بعد ما غرضا إذا الفتى ذمّ عيشا فى شبيبته ... فما يقول إذا عصر الشباب مضى وقد تعوّضت عن كلّ بمشبهه ... فما وجدت لأيام الصّبا عوضا أنبأنا الشيبانىّ قال: أخبرنى المروزىّ، أنشدنى أبو عثمان المبارك بن أحمد ابن عبد العزيز الأنصارىّ إملاء من حفظه، أنشدنا أبو زكريا يحيى بن على الشيبانىّ التّبريزىّ، أنشدنا أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعرّى لنفسه «3»: وصفراء لون التبر «4» مثلى جليدة ... على نوب الأيام والعيشة الضّنك تريك ابتساما دائما وتجلّدا ... وصبرا على ما نابها وهى فى الهلك ولو نطقت يوما لقالت أظنّكم ... تخالون أنى من حذار الرّدى أبكى فلا تحسبوا دمعى «5» لوجد وجدته ... فقد تدمع الأحداق من كثرة الضّحك

شاهدت على نسخة من كتاب إصلاح المنطق، يقرب أن يكون بخط المعرّيين، أن الخطيب أبا زكريا يحيى بن على بن الخطيب التّبريزىّ قرأه على أبى العلاء، وطالبه بسنده متصلا، فقال له: إن أردت الدّراية «1» فخذ عنى ولا تتعدّ، وإن قصدت الرّواية فعليك بما عند غيرى. وهذا القول من أبى العلاء يشعر أنه قد وجد من نفسه قوة على تصحيح اللّغة، كما وجدها ابن السّكيت مصنّف الإصلاح، وربما أحسّ من نفسه أوفر من ذلك، لأن ابن السّكيت لم يصادف اللغة منقّحة مؤلّفة، قد تداولها العلماء قبله، وصنّفوا فيها وأكثروا، كما وجدها أبو العلاء فى زمانه. وقد روى أبو العلاء، ولم يكن مكثرا، وذلك أننى شاهدت بخط ابن كهبار الفارسىّ، صاحب الخطيب أبى زكريا التبريزىّ، والآخذ عنه- وكان ذكيا فاضلا محققا لما ينقله، حاكيا عن صاحبه فى تصنيفه لتهذيب غريب الحديث لأبى عبيد: قال الخطيب التّبريزىّ: وكنت قرأت هذا الكتاب، سنة خمس وأربعين وأربعمائة، على أبى العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخىّ المعرىّ، قال: قرأ علينا سنة خمس وثمانين وثلاثمائة كتاب غريب الحديث القاضى أبو عمرو عثمان ابن عبد الله الكرجىّ، وذكر أنه سمعه من أبى عمير عدىّ بن عبد الباقى، وسمعه أبو عمير من علىّ بن عبد العزيز صاحب أبى عبيد. كنت «2» فى سن الصبا- وذلك فى حدود سنة خمس وثمانين وخمسمائة- أقدح فى اعتقاد أبى العلاء؛ لما أراه من ظواهر شعره، وما ينشد له فى محافل

الطلب، فرأيت ليلة فى النوم، كأننى قد حصلت فى مسجد كبير، فى شرقيّه صفّة «1» كبيرة، وفى الصّفة سلّ الحصر مفروش من غير نسج، وعليه رجل مكفوف سمين متوسّط البياض، ورأسه مائل إلى جهة كتفه الأيسر، وهو مستقبل القبلة فى جلسته، وإلى جانبه طفل، وكأننى فهمت أنّه قائده، وكأنّنى واقف أسفل الصّفة، ومعى ناس قليل، ونحن ننظر إليه، وهو يتكلّم بكلام لم أفهم منه شيئا. ثم قال فى أثناء كلامه مخاطبا لى: ما الذى يحملك على الوقيعة فى دينى؟ وما يدريك لعل الله غفر لى؟! فخجلت من قوله، وسألت عنه من إلى جانبى، فقال لى أحدهم: هذا أبو العلاء المعرّىّ. فابتسمت متعجّبا للرؤيا، واستغفرت الله لى وله، ولم أعد إلى الكلام فى حقّه إلا بخير. ومرت على ذلك سنون، فلما كان فى سنة خمس وستمائة، أرسلنى من كنت فى صحبته بحلب، إلى القوم المقيمين فى جبل بهراء «2» فى حصونهم، لإصلاح ما بينهم وبين أمير من أمراء الدولة، يعرف بأحمد بن على بن أحمد، وكان قد خشى عاديتهم، فلمّا عدت اجتزت بالمعرّة، فدخلت للصلاة فى جامعها. وعند ما شاهدته رأيته قريبا مما رأيته فى المنام، فأذكرنى من ذلك ما أنسيته على طول المدة، ونظرت فإذا الصّفّة إلى جانبه الشرقىّ، وهى قريب مما رأيته، وإذا فيها رجل عليه هيئة الرّهبان؛ وبيده قشّ يفتله، فقصدته وسألته عما يفعله، فقال: إن هذا الجامع إذا احتاج إلى حصر حصّل له النوّاب هذا البردىّ، وعلى رهبان الدّير الذين أنا منهم عمل ذلك، وقد آلت النوبة إلىّ، فحضرت لذلك. فعجبت من أمر الرؤيا، وقربها مما رأيته من الصحة بعد حين.

وسألته عن قبر أبى العلاء، فقال: لا أعرفه، ولم أعلم حال المقبره ومن بها. وبينما أنا معه فى الحديث إذ حضر رجل من أهل المعرّة يعرف بساطع، كنت أعرفه بحلب قبل ذاك، فسألته عن قبر أبى العلاء، فقصدت إليه، وإذا هو فى ساحة من دور أهله، وعلى الساحة باب، فدخلنا إليه، فإذا القبر لا احتفال لأهله به، ورأيت على القبر خبّازى قد طلعت «1» وجفّت، والموضع على غاية ما يكون من الشّعث والإهمال، فزرته وقرأت عنده، وترحمت عليه، واعتذرت إليه مما تقدم- رحمه الله. وذكر أنه قرئ بحضرته يوما أن الوليد لما تقدّم بعمارة جامع دمشق، أمر المتولين بعمارته ألّا يصنعوا حائطا إلا على جبل، فامتثلوا، وتعسّر عليهم وجود جبل لحائط جهة جيرون، وأطالوا الحفر امتثالا لمرسومه، فوجدوا رأس حائط مكين العمل، كثير الأحجار، يدخل فى عملهم، فأعلموا الوليد أمره، وقالوا: نجعل رأسه أسّا، فقال: اتركوه واحفروا قدامه، لتنظروا أسه وضع على حجر أم لا. ففعلوا ذلك، فوجدوا فى الحائط بابا عليه حجر مكتوب بقلم مجهول، فأزالوا عنه التراب بالغسل «2»، ونزّلوا فى حفره «3» لونا من الأصباغ، فتميّزت حروفه، وطلبوا من يقرؤها، فلم يجدوا ذلك، وتطلّب الوليد المترجمين من الآفاق، حتى حضر منهم رجل يعرف بقلم اليونانية الأولى، المسمّى ليطين، فقرأ الكتابة الموجودة فكانت: «باسم الموجد الأوّل أستعين. لمّا أن كان العالم محدثا، لاتّصال أمارات الحدوث «4» به، وجب أن يكون له محدث، لا كهؤلاء كما قال ذو السّنّين وذو اللّحيين وأشياعهما، [فوجبت عبادة خالق المخلوقات «5»].

حينئذ أمر بعمارة هذا الهيكل، من صلب ماله، محبّ «1» الخيل، على مضىّ ثلاثة آلاف وسبعمائة عام لأهل الأسطوان «2». فإن رأى الداخل إليه ذكر بانيه عند باريه بخير، فعل، والسلام». فأطرق أبو العلاء عند سماع ذلك، وأخذ الجماعة فى التعجّب من أمر هذا الهيكل، وأمر الأسطوان المؤرّخ به، وفى أىّ زمان كان. فلمّا فرغوا من ذلك رفع أبو العلاء رأسه، وأنشد فى صورة متعجّب: «3» سيسأل قوم ما الحجيج ومكّة ... كما قال قوم ماجد يس وما طسم «4» وأمر بسطر الحكاية، فسطرت على ظهر جزء من استغفر واستغفرى بخط ابن أبى هاشم كاتبه. وأكثر من نقل الكتاب نقل الحكاية على مثل [ما على] الجزء الذى هى مسطورة عليه. وذكره الباخرزىّ «5» فى كتابه، وسجع له فقال:» «أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعرىّ التنوخىّ، ضرير، ماله فى الأدب ضريب، ومكفوف، فى قميص الفضل ملفوف، ومحجوب، خصمه الألدّ محجوج. قد طال فى ظلال الإسلام آناؤه،

ولكن ربما رشح «1» بالإلحاد إناؤه، وعندنا خبر بصره، والله العالم ببصيرته، والمطّلع على سريرته. وإنما تحدّثت الألسن بإساءته، لكتابه الذى- زعموا- عارض به القرآن، وعنونه بالفصول والغايات، [و] «2» محاذاة السور والآيات، وأظهر من نفسه تلك الجناية، وجذّ تلك الهوسات كما يجذّ البعير الصّلّيانة «3»، حتى قال فيه القاضى أبو جعفر محمد بن إسحاق البحّاثىّ الزّوزنىّ «4» قصيدة أولها: كلب عوى بمعرّة النعمان ... لما خلا عن ربقة الإيمان أمعرة النعمان ما أنجبت إذ ... أخرجت منك معرّة العميان أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ الأصبهانىّ «5» فى إجازته العامة: سمعت أبا الحسن علىّ ابن بركات بن منصور التاجر الرّحبىّ، بالذّنبة، «6» من مضافات دمشق يقول: سمعت أبا عمران يقول: عرض على أبى العلاء التّنوخىّ الكفيف كفّ من اللّوبيا، فأخذ منها واحدة ولمسها بيده، وقال: ما أدرى ما هى، إلا أنى أشبّهها بالكلية. فتعجّبوا من فطنته وإصابة حدسه. قال محمد بن طاهر المقدسىّ: سمعت الرئيس أحمد بن عبدوس الوفراوندىّ بها يقول: سألت شيخ الاسلام أبا الحسن على بن أحمد بن يوسف الهكّارىّ، «7» عن أبى العلاء بن سليمان التّنوخىّ المعرّىّ- وكان رآه- فقال: رجل من المسلمين.

ولما وصلت إلى هذا الموضع من خبره، وسقت ما سقته من أثره، قال لى بعض من نظر: لو سقت شيئا مما نسب إليه من أقواله التى كفّر بها، لكنت قد أتيت بأحواله كاملة، فإنّ النفس إذا مرّ بها من الأقوال ما مرّ، اشتهت أن تقف على فحواه. فأجبته إلى ملتمسه، وذكرت ما ساقه غرس النعمة محمد بن الرئيس هلا «1» ابن المحسن بن إبراهيم، فى كتابه «2»، فإنه قال: «وفى يوم الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الأول- يعنى من سنة تسع وأربع وأربعمائه- توفّى بمعرّة النعمان من الشام أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليم التّنوخىّ المعرىّ الشاعر، الأديب الضرير. وكان له شعر كثير، وفيه أدب غزير ويرمى بالإلحاد، وأشعاره دالة على ما نزل به من ذلك. ولم يك يأكل لحوم الحيوان ولا البيض، ولا اللبن، ويقتصر على ما تنبت الأرض، ويحرّم إيلام الحيوان ويظهر الصوم زمانه جميعه. ومولده فى يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. ونحن نذكر طرفا مما بلغنا من شعره، ليعلم صحّة ما يحكى عنه من إلحاده فمن ذلك «3»: صرف الزمان مفرّق الإلفين ... فاحكم إلهى بين ذاك وبينى أنهيت عن قتل النفوس تعمّدا ... وبعثت أنت لقبضها ملكين وزعمت أنّ لها معادا ثانيا ... ما كان أغناها عن الحالين

ومنه «1»: يد بخمس مىء من عسجد فديت ... ما بالها قطعت فى ربع دينار تناقض ما لنا إلا السّكوت له ... وأن نعوذ بمولانا من النار ومنه «2»: قران المشترى زحلا «3» يرجّى ... لإيقاظ النّواظر من كراها وهيهات! البريّة فى ضلال ... وقد فطن اللّبيب لما اعتراها تقضّى الناس جيلا بعد جيل ... وخلّفت النّجوم كما تراها تقدّم صاحب التوراة موسى ... وأوقع بالخسار من اقتراها «4» فقال رجاله وحى أتاه ... وقال الآخرون بل افتراها وما حجّى إلى أحجار بيت ... كؤوس الخمر تشرب فى ذراها إذا رجع الحكيم «5» إلى حجاه ... تهاون بالمذاهب وازدراها ومنه «6»: عقول تستخفّ بها سطور «7» ... ولا يدرى الفتى لمن الثّبور كتاب محمد وكتاب موسى ... وإنجيل ابن مريم والزّبور ومنه «8»: إذا كان لا يحظى برزقك عاقل ... وترزق مجنونا وترزق أحمقا فلا ذنب يا رب السماء على امرئ ... يرى منك ما لا يشتهى فتزندقا

ومنه «1»: ضحكنا وكان الضّحك منّا سفاهة ... وحقّ لسكان البسيطة أن يبكوا تحطّمنا الأيام حتى كأننا ... زجاج ولكن لا يعاد لنا سبك ومنه «2»: خبر المقابر فى القبور ومن لهم ... بمبشّر يأتى بصدق المحشر هيهات يرجى ميّت فى قبره ... لو صحّ ذاك لكان عين المتجر خسرت تجارتهم فهل من ميّت ... يرجو التجارة من ضريح الحفر ومنه «3»: فى كل أمرك تقليد تدين به ... حتى مقالك ربّى واحد أحد وقد أمرنا بفكر فى بدائعه ... فإن تفكّر فيه معشر لحدوا ومنه «4»: لولا التنافس فى الدنيا لما وضعت ... كتب التناظر لا المغنى ولا العمد «5» ومنه «6»: أستغفر الله فى أمنى وأوجالى ... من غفلتى وتوالى سوء أفعالى قالوا هرمت ولم تطرق تهامة فى ... مشاة وفد ولا ركبان أجمال فقلت إنى ضرير والذين لهم ... رأى أروا غير فرض حجّ أمثالى ما حجّ جدى ولم يحجج أبى وأخى ... ولا ابن عمى ولم يعرف منى خالى

وحجّ عنهم قضاء بعد ما ارتحلوا ... قوم سيقضون عنّى بعد ترحالى فإن يفوزوا بغفران أفز معهم ... أولا فإنى بنار مثلهم صالى ولا أروم نعيما لا يكون لهم ... فيه نصيب وهم رهطى وأشكالى فهل أسرّ إذا حمّت محاسبتى ... أو يقتضى الحكم تعناتى وتسآلى من لى برضوان أدعوه أرخّمه «1» ... ولا أنادى مع الكفار يا مال «2» يقول فى آخرها: سأعبد الله لا أرجو مثوبته ... لكن تعبّد إعظام وإجلال ومنه «3»: هفت الحنيفة والنّصارى ما اهتدت ... ويهود حارت والمجوس مضلّله اثنان أهل الأرض: ذو عقل بلا ... دين وآخر ديّن لا عقل له ومنه «4»: كأنّ منجّم الأقوام أعمى ... لديه الصحف يقرؤها بلمس لقد طال العناء فكم نعانى ... سطورا عاد كاتبها بطمس أتى عيسى فعطّل دين موسى ... وجاء محمد بصلاة خمس وقيل يجىء دين بعد هذا ... وأودى الناس بين غد وأمس ومن لى أن يعود الدين غضّا ... فينقع من تنسّك بعد خمس «5»

ومهما كان من دنياك أمر ... فما يخليك من قمر وشمس لحاها الله دارا لا تدارى ... بمثل المين فى لجج وقمس «1» وأوّلها بآخرها شبيه «2» ... ونصبح فى عجائبها ونمسى قدوم أصاغر ورحيل شيب ... وهجرة منزل وحلول رمس إذا قلت المحال رفعت صوتى ... وإن قلت اليقين أطلت همسى ومنه «3»: ما بال ذا الحيوان يؤكل لحمه ... ويقدّ جلدته ويهشم عظمه إن كان ذا أكل فأكلك أكله ... أو كان ذا شرب فشربك شربه قل للمريق نجيعه من نحره ... ما شأنه ما ذنبه ما جرمه الله يقتصّ الجرائم كلّها ... ويعيدها فى نحر من ذا دأبه ومنه «4»: قلتم لنا خالق قديم ... صدقتم هكذا نقول «5» زعمتموه بلا زمان ... ولا مكان ألا فقولوا هذا كلام له خبىء ... معناه ليست لكم «6» عقول ومنه «7»: دين وكفر وأنباء تقال «8» وفر ... قان ينصّ وتوراة وإنجيل فى كل جيل أباطيل يدان بها ... فهل تفرّد يوما بالهدى جيل

ومنه «1»: شهدت بأن الكلب ليس بنابح ... يقينا وأن الّليث فى الغاب ما زأر وأنّ قريشا ليس منها خليفة ... وأن أبا بكر شكا الحيف من عمر وأنّ عليا لم يصلّ بصحبه ... وما هو والله العظيم من البشر ومنه «2» - وقد قيل إن هذا من الإلغاز: الحمد لله [قد] أصبحت فى لجج ... مكابدا من هموم الدّهر قاموسا «3» قالت معاشر لم يبعث إلهكم «4» ... إلى البريّة لا عيسى ولا موسى وإنّما جعلوا الرحمن مأكلة ... وصيّروا دينهم للملك ناموسا «5» ولو قدرت لعاقبت الّذين طغوا ... حتى يعود حليف الغىّ مغموسا «6» ومنه «7»: فلا تحسب مقال الرّسل حقّا ... ولكن قول زور سطّروه وكان الناس فى عيش رغيد ... فجاءوا بالمحال فكدّروه ومنه «8»: والنفس أرضية «9» فى رأى طائفة ... وعند قوم ترقّى فى السموات تمضى على هيئة الشخص الذى سكنت ... فيه إلى دار نعم «10» أو شقاوات

وكونها فى ضريح الجسم أحوجها «1» ... إلى ملابس عنّتها «2» وأقوات وإنما حمّل التوراة قارئها ... كسب الفوائد لا حبّ التّلاوات إن الشرائع ألقت بيننا إحنا ... وأورثتنا أفانين العداوات وهل أبيحت نساء الروم «3» عن عرض ... للعرب إلا بأحكام النّبوّات ومنه «4»: لعمرى لقد طال هذا السّفر ... على وأصبحت أحدو النّفر «5» أأخرج من تحت هذى السماء ... فكيف الإباق وأين المفر لحى الله قوما إذا جئتهم ... بصدق الأحاديث قالوا: كفر وإن غفرت موبقات الذنوب ... فكلّ مصائبهم تغتفر هنيئا لجسمى إذا ما استقرّ ... وصار لعنصره «6» فى العفر «7» وله كتاب سماه الفصول والغايات، عارض به السور والآيات، لم يقع إلينا منه شىء فنورده. وحدثنى الوزير فخر الدولة أبو نصر بن «8» جهير. قال: حدثنى المنازىّ «9» الشاعر قال: اجتمعت بأبى العلاء المعرىّ بمعرّة النعمان، وقلت له: ما هذا الذى يروى عنك

ويحكى؟ فقال: حسدنى قوم فكذبوا علىّ، وأساءوا إلىّ. فقلت له: على ماذا حسدوك وقد تركت لهم الدنيا والآخرة؟ فقال: والآخرة أيها الشيخ! قلت: إى والله. ثم قلت له: لم تمتنع من أكل اللحم، ولم تلوم من يأكله؟ فقال: رحمة للحيوان. قلت: لا! ولعمرى بل تقول إنه من شره «1» الناس! إنهم يجدون ما يأكلون، ويتجزّون «2» به عن اللّحمان ويتعوّضون. فما تقول فى السباع والجوارح التى خلقت لا غذاء لها غير اللّحوم من النّاس والبهائم والطير، ودمائها وعظامها؛ ولا طعام تعتاض به عنها ولا تتجزّى به، حتى لم يخلص [من] ذاك حشرات الأرض؟ فإن كان الخالق لها الذى نقوله نحن فما أنت بأرأف منه بخلقه، ولا أحكم منه فى تدبيره. وإن كانت الطبائع المحدثة لذاك- على مذهبك- فما أنت بأحذق منها، ولا أتقن صنعة، ولا أحكم عملا، حتى تعطّلها، ويكون رأيك وعملك وعقلك أوفى منها وأرجح، وأنت من إيجادها «3»، غير محسوس عندها! فأمسك». قال غرس النعمة: «وأذكر عند ورود الخبر بموته، وقد تذاكرنا أمره، وإظهاره الإلحاد وكفره، ومعنا غلام يعرف بأبى غالب بن نبهان، من أهل الخير والسلامة، والفقه والديانة، فلما كان من غد يومنا حكى لنا- وقد مضى ذلك الحديث بسمعه عرضا- فقال: أريت البارحة فى منامى رجلا شيخا ضريرا، وعلى عاتقه أفعيان متدلّيتان إلى فخذيه، وكل منهما يرفع فمه إلى وجهه، فيقطع منه لحما يزدرده وهو يصيح ويستغيث، فقلت: من هذا؟ - وقد أفزعنى ما رأيت منه، وروّعنى ما شاهدته عليه- فقيل لى: هذا المعرىّ الملحد. فعجبنا من ذلك واستطرفناه بعقب ما تفاوضناه من أمره وتجاريناه».

قرأت بخط المفضّل بن مواهب بن أسد الفازرىّ الحلبىّ، المسمى بشاعر آل محمد، حدّثنى الشيخ أبو عبد الله الأصبهانىّ «1»، قال: لما حضرت الشيخ أبا العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التّنوخىّ الوفاة أتاه القاضى الأجلّ أبو محمد عبد الله التنوخىّ «2» بقدح شراب، فامتنع من شرابه، فحلف القاضى أيمانا مؤكّدة لابدّ من أن يشرب ذلك القدح، وكان سكنجبينا، فقال أبو العلاء مجيبا له عن يمينه: أعبد الله، خير من حياتى ... وطول ذمائها «3» موت مريح تعلّلنى لتسقينى فذرنى ... لعلّى أستريح وتستريح وكان مرضه ثلاثة أيام، ومات فى اليوم الرّابع، ولم يكن عنده غير بنى عمّه، فقال لهم فى اليوم الثالث: اكتبوا. فتناولوا الدّوىّ والأقلام، فأملى عليهم غير الصواب. فقال القاضى أبو محمد: أحسن الله عزاءكم فى الشيخ، فإنه ميّت. فمات فى غداة غده. وإنما أخذ القاضى هذه المعرفة من ابن بطلان «4»، لأن ابن بطلان كان يدخل على أبى العلاء، ويعرف ذكاءه وفضله، فقيل له قبل موته بأيام قلائل: إنه أملى شيئا فغلط فيه. فقال ابن بطلان: مات أبو العلاء. فقيل: وكيف عرفت ذلك؟ فقال: هذا رجل فطن ذكىّ، ولم تجر عادته بأن يستمرّ عليه سهو أو غلط، فلمّا أخبرتمونى بأنه غلط علمت أن عقله قد نقص، وفكره قد انفسد، وآلاته قد اضطربت، فحكمت عليه عند ذلك بالموت. والله أعلم.

30 - أحمد بن عبد الله بن أحمد بن طريف بن سعد [1]

ومن شعره أيام مرضه، فى القاضى أبى محمد عبد الله التّنوخىّ: «1» وقاض لا يزال الليل عندى ... وطول نهاره بين الخصوم «2» يكون أبّر بى من فرخ نسر ... بوالده وألطف من رحيم سأنشر شكره فى يوم حشر ... أجل، وعلى الصّراط المستقيم هذه آخر أخبار أبى العلاء بن سليمان. 30 - أحمد بن عبد الله بن أحمد بن طريف بن سعد [1] من أهل قرطبة، يكنى أبا الوليد. روى عن القاضى سراج بن عبد الله بقرطبة وطبقته، وكان نحويّا فاضلا أديبا لغويا، وله تصنيف فى الأفعال. واختلف الناس فى ذلك القطر إليه، واستفادوا منه. وتوفى- رحمه الله- هناك يوم الجمعة. ودفن يوم السبت بعد صلاة العصر بمقبرة سلمة سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. «3» 31 - أحمد بن عبد الله المعبدىّ النحوىّ [2] صاحب ثعلب، من ولد «4» معبد بن عباس بن عبد المطلب «5» وكان بارعا.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 14، والصلة لابن بشكوال 1: 79 - 80. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 160، وتلخيص ابن مكتوم 14. وطبقات الزبيدىّ 111، والفهرست 79، ومعجم الأدباء 3: 105، وهو الذى ترجم له المؤلف ص 79 باسم «أحمد بن سليمان المعبدىّ». قال ياقوت عند الكلام على ترجمته: «وقد تقدم ذكر آخر يقال له أحمد بن سليمان، لا أدرى: أهو هذا ونسب إلى جد له أعلى يقال له سليمان، أم هو غيره؟». مات سنة 292؛ كما ذكره ياقوت والسيوطىّ.

32 - أحمد بن عبيد الله بن الحسن بن شقير أبو العلاء البغداذى النحوى [1]

32 - أحمد بن عبيد الله بن الحسن بن شقير أبو العلاء البغداذىّ النحوىّ [1] روى عن أبى عمر الزاهد، وأبى بكر بن الأنبارى، وابن دريد، وأحمد بن فارس، وغيرهم من مشايخ الحديث. 33 - أحمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر أبو جعفر النحوىّ [2] مولى بنى هاشم، ويعرف بأبى عصيدة، وهو ديلمىّ الأصل. حدّث عن الواقدىّ والأصمعىّ والحسين بن علوان «1» وغيرهم، وأكثر من السماع من المشايخ. كان نحويا متصدرا للإقراء بسرّ من رأى، وهو معدود فى نحاة الكوفة، وروى عنه أبو محمد «2» قاسم الأنبارىّ. ولما أراد المتوكل أن يأمر باتخاذ المؤدّبين لولديه:

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 144، وتلخيص ابن مكتوم 14 ومعجم الأدباء 3: 243. [2] ترجمته فى الأنساب 90 ب، وبغية الوعاة 144، وتاريخ بغداد 4: 258 - 268، وتقريب التهذيب 8، وخلاصة تذهيب الكمال 8، وتهذيب التهذيب 1: 16، وروضات الجنات 55، وسلم الوصول 99، وطبقات الزبيدىّ 143، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 224 - 225، والفهرست 73، واللباب 1: 143، ومراتب النحويين 158، ومعجم الأدباء 3: 228 - 232، وهو فيما سقط من تلخيص ابن مكتوم. وبلنجر، على وزن غضنفر، كما فى القاموس. وضبطه السمعانىّ بضم الجيم، وتابعه ابن الأثير فى اللباب. وكانت وفاته سنة 273؛ كما قاله ياقوت.

المنتصر والمعتز جعل ذلك إلى إيتاخ، فأمر إيتاخ «1» كاتبه بتولى ذلك، فبعث إلى الأحمر «2» والطّوال «3»، وابن قادم «4»، وأحمد بن عبيد، وغيرهم من الأدباء، فأحضرهم مجلسه، فجاء أحمد بن عبيد فقعد فى آخر الناس، فقال له من قرب منه: لو ارتفعت. فقال: حيث انتهى بى المجلس. فلما اجتمعوا قال لهم الكاتب: لو تذاكرتم وقفنا على موضعكم من العلم. فألقى لهم بيت ابن غلفاء «5»، وهو: ذرينى إنما خطئى وصوبى ... علىّ وإنّ ما أنفقت مال وقال: ارتفع «مال» بماذا؟ فقيل: ارتفع «مال» بما؛ إذا كانت موضع الذّى، ثم سكتوا. فقال أحمد بن عبيد: هذا الإعراب، فما المعنى؟ فأحجم القوم. فقيل له: ما المعنى عندك؟ فقال: أراد ما لومك إياى؛ إنما أنفقت ما لا، ولم أنفق عرضا «6»، والمال لا ألام عليه فى إنفاقه. فجاء خادم من صدر المجلس، فأخذ بيده حتى تخطّى به إلى أعلى المجلس، وقال: ليس هذا موضعك، فقال: لأن أكون فى مجلس أرفع منه إلى أعلاه أحبّ

34 - أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس أبو اليمن الأطرابلسى [1]

إلىّ من أن أكون فى مجلس أرتفع منه إلى آخره، ثم أحطّ عنه. واختير وآخر معه، وهو ابن قادم. وله من الكتب المصنفة كتاب الزيادات فى معانى الشعر ليعقوب، وإصلاحه «1». وكتاب المقصور والممدود، وكتاب المذكر والمؤنث «2». 34 - أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس أبو اليمن الأطرابلسىّ [1] النحوىّ اللغوىّ الأديب. حدّث بصور فى سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. ذكره أبو طاهر الصورىّ فى جملة الشيوخ الذين أدركهم بطرابلس قال: أبو اليمن أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس. عاصر ابن خالويه، وكان يدرس العربية واللغة، ومات بطرابلس، وخلّف ولدا شخص إلى العراق وتقدم هناك. 35 - أحمد بن عبد الرحمن بن محمد المعروف بالهيثم أبو العباس النحوىّ المصرىّ [2] كان من أهل الديار المصرية، وكان أديبا ومتصرفا فى علم الأدب والعربية؛ شاعرا حسنا، له يد فى الغزل، وكان فى عصر كافور الإخشيدىّ، وربما مرّ له فى هذا الكتاب ذكر. ومن شعره: إذا ما نلت من دنياك حظا ... فأحسن للغنىّ وللفقير ولا تمسك يديك على قليل ... فإنّ الله يأتى بالكثير

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 139. وهو فيما سقط من تلخيص ابن مكتوم. والأطرابلسى، بفتح الألف وسكون الطاء وضم الباء واللام: منسوب إلى أطرابلس، وهى مدينة مشهورة على ساحل الشام. وقد تسقط منها الألف، كما ذكره ياقوت فى معجم البلدان. قال السيوطىّ إنه كان حيا سنة 413. [2] لم أعثر له على ترجمة فى غير هذا الكتاب، وهو فيما سقط من تلخيص ابن مكتوم.

36 - أحمد بن عبد السيد بن على النحوى البغدادى أبو الفضل [1]

36 - أحمد بن عبد السيد بن على النحوىّ البغدادىّ أبو الفضل [1] يعرف بابن الأشقر. كان ينزل بالقطيعة «1» من باب الأزج. أديب فاضل، له معرفة بالأدب والنحو واللغة والعربية. قرأ على أبى زكريا يحيى بن على الخطيب التبريزىّ، ولازمه حتى حصّل معرفة الأدب، وسمع شيئا من الحديث من شيوخ زمانه. وكان من رآه يصفه بالفضل والمعرفة، وكان أبو محمد بن الخشّاب النحوىّ يقصد ابن الأشقر هذا ويذاكره، ويسأله عن أشياء، ويبحث معه. قرأ عليه جماعة وأخذوا عنه؛ منهم أبو العباس أحمد بن هبة الله، المعروف بابن الزاهد. 37 - أحمد بن على بن محمد بن بطّة البغداذىّ الأديب [2] قرأ الأدب بالعراق، وروى عن أبى بكر بن دريد، وقدم دمشق فى سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وروى بها عن أبى بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدىّ. سمع منه أبو بكر أحمد بن محمد بن سرام الغسانىّ النحوىّ، وأبو علىّ الحسن بن على الصّقلّىّ النحوىّ. ولابن بطّه شعر، منه: إذا كنت ترضى من أخ ذى مودّة ... إخاء بلا شىء فواخ المقابرا فلا خيرها يرجى ولا الشرّ يتّقى ... ولا حاسدا منها تظل محاذرا

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 140، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 221 - 222، ومعجم الأدباء 3: 219 - 220، وهو فيما سقط من تلخيص ابن مكتوم. [2] ترجمته فى تاج العروس 5: 109، وتهذيب ابن عساكرا 1: 409، وهو فيما سقط من تلخيص بن كلتوم. وبطة، بفتح الباء، كما ضبطه صاحب تاج العروس.

38 - أحمد بن على بن محمد أبو عبد الله النحوى الرمانى المعروف بالشرابى الأديب [1]

ومن شعره: لا تصنعنّ إلى اللئام صنيعة ... فيضيع ما تأتى من الإحسان وضع الصنائع فى الكرام فشكرها ... باق عليك بقيّة الأزمان ومن شعره: ما شدّة الحرص وهو قوت ... وكلّ ما بعده يفوت لا تجهد النفس فى ارتياد ... فقصرنا أنّنا نموت 38 - أحمد بن على بن محمد أبو عبد الله النحوىّ الرّمّانىّ المعروف بالشّرابىّ الأديب [1] دمشقى الدار، حدّث بكتاب إصلاح المنطق ليعقوب بن السّكّيت، عن أبى جعفر محمد بن أحمد الجرجانىّ، عن أبى علىّ الحسن بن إبراهيم الآمدىّ عن أبى الحسن على بن سليمان الأخفش، عن ثعلب، عن ابن السّكّيت، رواه عنه أبو نصر بن طلّاب الخطيب. توفى أحمد بن على الرمّانىّ النحوىّ بدمشق يوم الجمعة ليومين مضيا من ربيع الآخر سنة خمس عشرة وأربعمائة. 39 - أحمد بن على بن هبة الله [2] ابن الحسين بن على بن محمد بن يعقوب بن الحسين بن المأمون العباسىّ. «1» ابن أبى الحسن الهاشمى المعروف بابن الزوال. «2» والأصل فيه الزّول، وهو الرجل الشجاع،

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 151، وتهذيب ابن عساكر 1: 410، ومعجم الأدباء 3: 270 - 271. وهو فيما سقط من تلخيص ابن مكتوم. والرمانىّ: منسوب إلى الرمان وبيعه. والشرابى منسوب إلى الشراب. واشتهر بهذه النسبة جماعة كان أجدادهم يصنعون الشراب ويحفظونه. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 151، وروضات الجنات 82، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 228، وهو فيما سقط من تلخيص ابن مكتوم.

40 - أحمد بن على أبى جعفر بن أبى صالح البيهقى المعروف ببو جعفرك [1]

ونطق الناس فيه بزيادة الألف. فاضل حافظ للقرآن المجيد، قرأ بالقراءات على أبى بكر المرزوقىّ وغيره، وله معرفة حسنة بالأدب، [و] قرأ على الشيخ أبى المنصور ابن الجواليقىّ وأكثر؛ حتى صار من متميّزى أصحابه. وسمع الحديث من مشايخ زمانه وأكثر، وحدّث بالكثير، وصنف اللغة، وأقرأ الأدب، وتولى قضاء دجيل «1»، وكان ينزل بالحظيرة «2» من نواحى دجيل، ويقدم بغداذ فى أكثر الأوقات. سئل عن مولده فقال: فى ضحا نهار الثلاثاء ثالث عشر ذى القعدة من سنة تسع وخمسمائة ببغداذ بدرب فيروز. وتوفى يوم السبت تاسع عشر شعبان من سنة ست وثمانين وخمسمائة، ودفن بباب حرب. 40 - أحمد بن علىّ أبى جعفر بن أبى صالح البيهقىّ المعروف ببو جعفرك [1] نزيل نيسابور. كان إماما فى القراءة والتفسير والنحو واللغة، وصنّف التصانيف فيها، وانتشرت فى البلاد. منها كتاب تاج المصادر «3»، وظهر له أصحاب وتلامذة نجباء، وتخرّجوا عليه، وكان لازما بيته فى المسجد القديم بنيسابور، لا يخرج إلا فى أوقات الصلوات، ولا يزور أحدا، بل كان يزار ويتبرّك به، وكانت ولادته فى حدود سنة سبعين وأربعمائة. وتوفى يوم الثلاثاء بعد العصر، آخر يوم

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 150، وسلم الوصول 106، وطبقات المفسرين 4، وكشف الظنون 269، ومعجم الأدباء 4: 49 - 51. والبيهقىّ، بفتح الباء وسكون الياء: منسوب إلى بيهق، وهى قرى مجتمعة بنواحى نيسابور. وكلمة «بو» بالفارسية هى «أبو» بالعربية؛ كما فى معجم استينجاس 204، والكاف فى «جعفرك» للتصغير، بالفارسية. قاله ياقوت فى معجم الأدباء، والسيوطىّ فى بغية الوعاة.

41 - أحمد بن على حمويه النيسابورى [1]

من شهر رمضان سنة أربع وأربعين وخمسمائة عن مرض قليل، وصلى عليه يوم العيد فى الدهليز المتصل بالجامع القديم، وتزاحم الناس عليه، ودفن بمقبرة نوح. 41 - أحمد بن على حمّويه النيسابورىّ [1] ذكره ابن البيّع الحافظ فى تاريخه، وسماه النحوىّ، وقال عنه: سمع أبا معاذ الفضل بن خالد النحوىّ، وحفص بن عبد الله السلمىّ، وروى عنه محمد بن عبد الوهاب العبدىّ، وإبراهيم بن عيسى الذّهلىّ. 42 - أحمد بن عمر بن بكير النحوىّ [2] نحوىّ مذكور متصدر لإقراء العلم، عاصر أبا عبيدة معمر بن المثنّى التيمىّ والأصمعىّ ونصر بن على الجهضمىّ. ووطئ بسط الأمراء والكبراء والوزراء. وروى عنه أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب وطبقته. قال أبو العباس أحمد بن يحيى: أخبرنى «1» أحمد بن عمر بن بكير النحوىّ، قال: لما قدم الحسن بن سهل العراق قال: أحبّ أن أجمع قوما من أهل الأدب، فيخبرون «2» بحضرتى فى ذلك، فحضر معمر بن المثنّى التيمىّ أبو عبيدة، والأصمعىّ، ونصر بن علىّ الجهضمىّ، وحضرت معهم. فابتدأ الحسن ينظر فى رقاع كانت بين يديه للناس فى حاجاتهم، ووقّع عليها فكانت خمسين رقعة، ثم أمر فدفعت إلى الخازن، ثم أقبل علينا فقال: قد فعلنا خيرا، ونظرنا فى بعض ما نرجو نفعه من أمور الناس والرّعية، فنأخذ الآن فيما نحتاج إليه.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 147، وتلخيص ابن مكتوم 15. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 15، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 225.

43 - أحمد بن عمار بن أبى العباس المهدوى المغربى [1]

فأفضينا فى ذكر الحّفاظ، فذكرنا الزّهرى وقتاده ومررنا، فالتفت أبو عبيدة فقال: ما الغرض أيها الأمير فى ذكر ما مضى؟ وإنما نعتمد فى قولنا على حكاية عن قوم، ونترك ما نحضره. ها هنا من يقول: إنه ما قرأ كتابا قطّ فاحتاج أن يعود فيه، ولا دخل قلبه «1» شىء فخرج عنه، فالتفت الأصمعىّ وقال: إنما يريدنى بهذا القول أيها الأمير، والأمر فى ذلك على ما حكى، وأنا أقرّب عليه، قد نظر الأمير فيما نظر من الرّقاع، وأنا أعيد ما فيها وما وقّع به الأمير على رقعة رقعة، على توالى الرّقاع. قال: فأمر، فأحضر الخازن الرّقاع، وإذا الخازن قد شكّها «2» على توالى نظر الحسن، فقال الأصمعىّ: سأل صاحب الرقعة الأولى كذا واسمه كذا ووقّع له بكذا، وسردهم على التوالى، حتى مرّ على نيّف وأربعين رقعة، فالتفت إليه نصر ابن على فقال: يأيها الرجل، أبق على نفسك من العين. فكفّ الأصمعىّ. 43 - أحمد بن عمّار بن أبى العباس المهدوىّ المغربىّ [1] النحوىّ اللغوىّ المفسر. أصله من المهديّة من بلاد إفريقية. روى عن الشيخ الصالح أبى الحسن القابسىّ، ودخل الأندلس فى حدود الثلاثين والأربعمائة. وكان عالما بالأدب، والقراءات، متقدما فيها، وألف كتبا كثيرة النفع، مثل كتاب التفصيل، وهو كتابه الكبير فى التفسير، ولما أظهر هذا الكتاب فى الأندلس قيل لمتولّى الجهة التى نزل بها من الأندلس: ليس الكتاب له، وإذا أردت علم ذلك فخذ الكتاب إليك، واطلب منه تأليف غيره. ففعل ذلك، وطلب غيره؛

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 152، وتلخيض ابن مكتوم 15، والصلة لابن بشكوال 89 - 90، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 92، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 227، وطبقات المفسرين 5، ومعجم الأدباء 5: 39 - 40. والمهدوىّ: منسوب إلى المهدية، بينها وبين القيروان مرحلنان؛ بناها أحمد بن إسماعيل المهدىّ على ساحل البحر. وذكر السيوطىّ أنه مات سنة 440.

44 - أحمد بن فارس بن زكريا أبو الحسين [1]

فألّف له التحصيل، وهو كالمختصر منه، وإن تغيّر الترتيب بعض تغير. والكتابان مشهوران فى الآفاق، سائران على أيدى الرّفاق. وله كتاب تعليل القراءات السبع، وهو كتاب جميل، ذاكرات به بعض أدباء عصرنا فقال: هو عندى أنفع من الحجة لأبى علىّ الفارسىّ. فقلت له: وهو صغير الحجم؟ فقال: إلا أنه كثير الفوائد، حسن الاختصار، يصلح للمبتدى والمنتهى، وإنّ الواقف على كتاب الحجة إذا نظر إلى «1» أبى علىّ على مألك، وما تصرف به القول فيها صدّ؟؟؟ عن النظر فى شىء بعده «2». 44 - أحمد بن فارس بن زكريا أبو الحسين [1] المقيم بهمذان «3». من أعيان أهل العلم، وأفراد الدهر، وهو بالجبل كابن لنكك «4» بالعراق، يجمع إتقان العلماء وظرف الكتاب والشعراء، وله كتب بديعة، ورسائل

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 153، وتاريخ ابن كثير 11: 535، وتلخيص ابن مكتوم 15 - 16، وابن خلكان 1: 35 - 36، ودمية القصر 257 والديباج المذهب 36 - 37، وروضات الجنات 64 - 65، وسلم الوصول 112، وشذرات الذهب 3: 132 - 133، والفلاكة والمفلوكين 108 - 110، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 230 - 232، وطبقات المفسرين 5، والفهرست 80، وكشف الظنون 1064، والمستفاد 20 - 21 ومعجم الأدباء 4: 80 - 98، والنجوم الزاهرة 4: 212 - 213، ونزهة الألباء 392 - 396، واليتيمة 3: 365 - 371.

مفيدة وأشعار جيدة، وتلامذة كثيرة «1»، منهم بديع الزمان الهمذانىّ. وكان شديد التعصب لآل العميد، وكان الصاحب بن عبّاد يكرهه لأجل ذلك. ولما صنّف للصاحب كتاب الحجر، وسيّره إليه فى وزارته قال: ردّوا الحجر من حيث جاء، وأمر له بجائزة ليست سنية. ولابن فارس شعر جميل، ونثر نبيل، فمن شعره: سقى همذان الغيث لست بقائل ... سوى ذا وفى الأحشاء نار تضرّم ومالى لا أصفى الدعاء لبلدة ... أفدت بها نسيان ما كنت أعلم نسيت الذى أحسنته غير أنّنى ... مدين وما فى جوف بيتى درهم وله أيضا: وقالوا كيف حالك قلت خير ... تقضّى حاجة وتفوت حاج إذا ازدحمت هموم الصّدر قلنا ... عسى يوما يكون لها انفراج نديمى هرّتى وأنيس نفسى ... دفاتر لى ومعشوقى السّراج وله أيضا: وصاحب لى أتانى يستشير وقد ... أراد فى جنبات الأرض مضطربا قلت اطلّب أى شىء شئت واسع ورد ... منه الموارد إلّا العلم والأدبا وذكره أبو الحسن الباخرزىّ وسجع له فقال: «2» «أبو الحسين بن فارس: إذا ذكرت اللغة فهو صاحب مجملها، لا؛ بل صاحبها المجمل [لها] «3»، وعندى أن تصنيفه ذلك من أحسن ما صنّف فى معناها، وأن مصنفها إلى أقصى غاية من الإحسان تناهى».

ورأيت ترجمة لأحمد بن فارس فى بعض تصانيف المتأخرين، وقد لقفها من أماكن متعددة، فنقلتها على صورتها وهى: «أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب أبو الحسين الرازىّ- وقيل القزوينىّ الزهراوىّ الأشتاجردىّ. واختلفوا فى وطنه؛ فقيل كان من قزوين، ولا يصح ذلك؛ وإنما قالوه لأنه كان يتكلم بكلام القزاونة. وقيل كان من رستاق الزهراء، من القرية المدعوّة كرسف جياناتاذ. كان واسع الأدب، متبحرا فى اللغة العربية، فقيها شافعيا، وكان يناظر فى الفقه، وكان ينصر مذهب مالك بن أنس. وطريقته فى النحو طريقة الكوفيين، وإذا وجد فقيها أو متكلما أو نحويا كان يأمر أصحابه بسؤالهم إياه، ويناظره فى مسائل من جنس العلم الذى يتعاطاه، فإن وجده بارعا جدلا جرّه فى المجادلة إلى اللغة، فيغلبه بها، وكان يحث «1» الفقهاء دائما على معرفة اللغة ويلقى عليهم مسائل، ذكرها فى كتاب سماه كتاب فتيافقيه العرب، ويخجلهم بذلك؛ ليكون خجلهم داعيا إلى حفظ اللغة ويقول: من قصّر علمه عن اللغة وغولط غلط». قال أبو عبد الله الحميدىّ: «2» سمعت أبا القاسم سعد بن على بن محمد الزّنجانىّ «3» يقول: كان أبو الحسين أحمد بن فارس الرازىّ من أئمة أهل اللغة فى وقته محتجّابه فى جميع

الجهات غير منازع، منجبا فى التعليم، ومن تلاميذه بديع الزمان الهمذانى وغيره. وأصله من همذان، ورحل إلى قزوين إلى أبى الحسن إبراهيم بن على بن إبراهيم ابن سلمة بن فخر، الإمام الفقيه الجليل الأوحد فى العلوم، فأقام هنالك مدة، ورحل إلى زنجان «1» إلى أبى بكر أحمد بن الحسن بن الخطيب رواية ثعلب، ورحل إلى ميانج. «2» ومن شيوخه أحمد بن طاهر بن المنجّم أبو عبد الله. وكان أبو الحسين بن فارس يقول عن أبى عبد الله هذا: إنه ما رأى مثله، ولا رأى هو مثل نفسه. واستوطن أبو الحسين الرّىّ بأخرة، «3» وكان سبب ذلك أنه حمل إليها من همذان، ليقرأ عليه مجد الدولة أبو طالب بن فخر الدولة، فسكنها واكتسب مالا، وبلغ ذلك «4» بتعليمه من النجابة مبلغا مشهورا. وكان ابن فارس كريم النفس جواد اليد، لا يكاد يردّ سائلا حتى يهب ثيابه وفرش بيته، ومن رؤساء أهل السنة المجوّدين «5» على مذهب أهل الحديث، وتوفّى بالرّى فى سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. ودفن مقابل مشهد القاضى علىّ بن عبد العزيز الجرجانىّ رحمهما الله تعالى. أنشد أبو الفتح سلم بن أيوب الفقيه الرازىّ بصور قال: أنشدنى أبو الحسين ابن فارس لنفسه: إذا كنت تأذى بحرّ المصيف ... ويبس الخريف وبرد الشتا ويلهيك حسن زمان الربيع ... فأخذك للعلم قل لى متى وله مقطعات متعددة من الشعر، توجد فى كتب من صنّف أخبار الشعراء.

45 - أحمد بن قاسم النحوى المعروف بابن الأديب [1]

45 - أحمد بن قاسم النحوىّ المعروف بابن الأديب [1] من أهل قرطبة، من مقبرة كلع. سكن المرّية، «1» يكنى أبا عمر. كان من أهل العناية بالعلم والأدب، كفّ بصره فى حداثة السن. وتوفى بالمرّية ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة بقيت لذى القعدة سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ودفن بعد صلاة الظهر يوم الثلاثاء فى الشريعة، وصلى عليه القاضى أبو الوليد الزّبيدىّ. 46 - أحمد بن كليب النحوىّ [2] أديب شاعر أندلسى، قد أفرط فى حب أسلم «2» بن قاضى الجماعة، إلى أن مات بذلك، وكان يقول فيه أشعارا خفية؛ ثم اشتهرت؛ حتى زمر بها زامر عندهم يعرف بالنكورىّ فى الأعراس، وهى. أسلمنى «3» فى هوا ... هـ أسلم هذا الرشا «4» غزال له نبلة «5» ... يصيب بها من يشا

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 16، والصلة لابن لشكوال 1: 56. [2] ترجمته فى بغية الملتمس 189 - 192، وتاريخ ابن كثير 12: 38، وتزيين الأسواق 162، وتلخيص ابن مكتوم 16، ومصارع العشاق 194 - 197، ومعجم الأدباء 4: 108 - 126، والنجوم الزاهرة 4: 281 - 282. وكانت وفاته سنة 426، كما ذكره ابن تغرى بردى وابن كثير.

47 - أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور بن كعب ابن يزيد أبو بكر القاضى [1]

وشى بيننا حاسد ... سيسأل عمّا وشى ولو شاء أن يرتشى ... على الوصل روحى ارتشى وكان معه مغنّ حسن يسايره فيها، ولما شاع ذلك استحى أسلم، وانقطع عن الظّهور لأحد، وتحيّل أحمد بن كليب عليه أن جاءه فى زىّ فلّاح بالليل، ومعه دجاج، وما يشبهها ممّا يؤتى به من الضّياع، وكلّمه وتحدّث معه، ثم ظهر له أنه «1» أحمد بن كليب، فتركه ودخل داره كارها لما جرى. فمرض أحمد «2» عقيب ذلك لمّا استمرّ على عدم رؤيته، ومات من مرضه. ولما حضرته الوفاة قال لشيخه «3» فى الأدب، وهو عنده: اسمع منّى: أسلم يا راحة العليل ... رفقا على الهائم النّحيل وصلك أشهى إلى فؤادى ... من رحمة الخالق الجلبل «4» وفارق الدنيا عقبها، وبقى أسلم «5» زائرا لقبره فى يوم مطير، لا يكاد احد أن يمشى فيه. 47 - أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور بن كعب ابن يزيد أبو بكر القاضى [1] أحد أصحاب محمد بن جرير الطبرىّ، وكان من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن، والنحو والشعر، وأيام الناس، وتواريخ أصحاب الحديث. وله مصنّفات فى أكثر ذلك «6».

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 153 - 154، وتاريخ بغداد 4: 357 - 359، وتلخيص ابن مكتوم 16، وسلم الوصول 113، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 98، والفهرست 32، ومعجم الأدباء 4: 102 - 108.

48 - أحمد بن محمد الحلوانى بن عاصم [1]

قال أبو الحسن بن رزقويه: لم تر عيناى مثله. قال ابن كامل: ولدت فى سنة ستين ومائتين، وأنشد: عقد الثمانين عقد ليس يبلغه ... إلا المؤخّر للأخبار والعبر وأنشد ابن كامل لنفسه: ليس لى عدّة تشدّ قوامى ... غير ذى الطّول عدّتى وظهيرى هو ذخرى لكلّ ما أرتجيه ... وغياثى وراحمى ونصيرى وأنشد لنفسه أيضا: صرف الزّمان تنقّل الأيام ... والمرء بين محلّل وحرام وإذا تقشّعت الأمور تكشّفت ... عن فضل إنعام وقبح أثام مات أحمد بن كامل يوم الأربعاء لثمان خلون من المحرم سنة خمسين وثلاثمائة، ودفن فى يومه. 48 - أحمد بن محمد الحلوانىّ بن عاصم [1] كان قريبا لأبى سعيد السكّرىّ، وروى عنه كتبه، وأخذ عنه الأدب، وله خطّ فى غاية القبح والرداءة، إلا أنه خطّ عالم.

_ [1]. ترجمته فى تاريخ بغداد 5: 76، وتلخيص ابن مكتوم 17، ومعجم الأدباء 4: 187 - 188. وكانت وفاته سنة 333؛ كما ذكر الخطيب فى تاريخ بغداد.

49 - أحمد بن محمد بن الوليد ولاد أبو العباس النحوى التميمى المصرى [1]

49 - أحمد بن محمد بن الوليد ولّاد أبو العباس النحوىّ التميمىّ المصرىّ [1] أصله من البصرة، وانتقل جدّه إلى مصر. وهو نحوىّ ابن نحوىّ ابن نحوىّ «1». وكان نحوىّ مصر وفاضلها. خرج إلى العراق، وسمع من أبى إسحاق الزّجّاج وطبقته، ورجع إلى مصر، وأقام بها يفيد ويصنّف إلى أن مات- رحمه الله. وله سماع كثير. وكان يقول: ديوان رؤبة رواية لى عن أبى عن جدّى. وروى أبو العباس عن أبيه عن جدّه قال: كان رؤبة بن العجّاج يأتى مكتبنا بالبصرة، فيقول: أين تميميّنا؟ فأخرج إليه، ولى ذؤابة، فيستنشدنى شعره. ولأبى العباس كتاب الانتصار لسيبويه من المبرّد، وهو من أحسن الكتب. وكان أبو العباس ممّن أتقن الكتاب على الزجّاج وفهمه، وكان أبو إسحاق يسأله عن مسائل، فيستنبط لها أجوبة يستفيدها أبو إسحاق منه. وله كتاب المقصور والممدود على حروف المعجم، وقد كان قد أملى كتابا فى معانى القرآن، وتوفّى ولم يخرج منه إلا بعض سورة البقرة. قال الزّبيدىّ «2»: «كان أبو إسحاق الزجّاج يفضّل [أبا] «3» العباس بن ولّاد، ويقدّمه على أبى جعفر بن النّحاس، وكانا جميعا تلميذيه، وكان الزّجاج لا يزال يثنى

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 169، وتلخيص ابن مكتوم 17، وحسن المحاضرة 1: 228، وسلم الوصول 141، وطبقات الزبيدىّ 148 - 149، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 246 - 247، ومرآة الجنان 2: 311 - 312، ومعجم الأدباء 4: 201 - 203، وشذرات الذهب 2: 332.

عليه عند من قدم بغداذ من المصريّين، ويقول لهم: لى عندكم تلميذ من حاله وشأنه ... ، فيقال له: أبو جعفر بن النّحاس، فيقول: هو [أبو] «1» العباس ابن ولّاد». قال: «وجمع بعض ملوك مصر بين ابن ولّاد وأبى جعفر بن النّحاس، وأمرهما بالمناظرة، فقال ابن النّحاس لأبى العباس: كيف تبنى مثال: «افعلوت» من رميت؟ فقال له أبو العباس: ارمييت، فخطّأه أبو جعفر، وقال: ليس فى كلام العرب «افعلوت»، ولا «افعليت»؛ فكأنّه غالطه التمثيل. وابن الوليد مثّل على تقدير السّؤال، وإن لم يكن له أصل، وهو صحيح. وقال أبو العباس: إنّما سألتنى أن أمثّل لك بناء، [ففعلت]. وإنّما تغفّله أبو جعفر بذلك». قال الزّبيدىّ: «وأحسن أبو العباس فى قياسه حين قلب الواو ياء، وقال فى ذلك بالمذهب المعروف؛ [لأنّ الواو تنقلب فى المضارعة ياء لو قيل؛ ألا ترى أنّك كنت تقول فيه: يرمى؛ فلذلك قلت: ارمييت، ولم تقل: ارميوت «2»]. والذى ذكره أبو جعفر: أنّه لا يقال: «افعليت» «3» صحيح، فأمّا ارعويت ونحوه فهو على مثال: «افعللت» مثل احمررت، فانقلبت الواو الثانية ياء لانقلابها فى المضارعة- أعنى يرعوى- ولم يلزمها الإدغام، كما لزم احمرّ، لانقلاب المثل الثانى ألفا فى ارعوى. وقد بيّنت ذلك فى كتابى المؤلّف فى أبنية الأسماء والأفعال».

50 - أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادى أبو جعفر النحاس النحوى المصرى [1]

وأبو العباس بن ولّاد تبع سنّة الأخفش سعيد «1» بن مسعدة، فإنّه كان يبنى عن الأمثلة ما لا مثال له؛ يفعل ذلك إذا سئل أن يبنى عليه. وقوله فى ذلك من الأقوال التى رغب عنها جماعة النحويّين. وتوفى أبو العباس بن ولّاد بمصر فى سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. 50 - أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادىّ أبو جعفر النحّاس النحوىّ المصرىّ [1] كان من أهل العلم بالفقه والقرآن. رحل إلى العراق، وسمع من الزجّاج، وأخذ عنه النحو وأكثر، وسمع من جماعة ممّن كان بالعراق فى ذلك الأوان، كابن الأنبارىّ ونفطويه وأمثالهما. وله مصنّفات فى القرآن؛ منها كتاب الإعراب، وكتاب المعانى، وهما كتابان جليلان أغنيا عما صنّف قبلهما فى معناهما، وكتاب اشتقاق أسماء الله عز وجل، وتفسير أبيات كتاب سيبويه، ولم يسبق إلى مثله، وكلّ من جاء من بعده استمدّ منه، وكتاب الكتّاب، وكتاب الكافى فى النحو، ومختصر فى النحو أيضا اسمه التفاحة، وفسّر عشرة دواوين وأملاها، وله سماع كثير عن علىّ بن سليمان الأخفش وغيره.

_ [1]. ترجمته فى الأنساب 555 ا، وبغية الوعاة 157، وتاريخ ابن كثير 11: 222، وتلخيص ابن مكتوم 17، وحسن المحاضرة 1: 228، وابن خلكان 1: 29، وروضات الجنات 60، وطبقات الزبيدىّ 149 - 150، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 236 - 238، والفلاكة والمفلوكين 80، وكشف الظنون، 123، 426، 1379، 1391، 1427، 1740، 1809، 1920، ومرآة الجنان 2: 311، والمزهر 2: 420، 466، والمستفاد 22، ومعجم الأدباء 4: 224 - 230، والنجوم الزاهرة 3: 300، ونزهة الألباء 363 - 365، وشذرات الذهب 2: 346.

وذكر أنه جلس على درج المقياس «1» بمصر على شاطئ النيل وهو فى مدّه وزيادته، ومعه كتاب العروض، وهو يقطّع منه بحرا، فسمعه بعض العوام، فقال: هذا يسحر النيل، حتى لا يزيد، فتغلو الأسعار، ثم دفعه برجله، فذهب فى المدّ، فلم يوقف له على خبر. قال الزّبيدىّ: «كان «2» النّحاس واسع العلم، غزير الرواية، كثير التأليف، ولم يكن له مشاهدة، وإذا خلا بقلمه جوّد وأحسن، وله كتب فى القرآن مفيدة. منها كتاب المعانى فى القرآن، وكتاب إعراب القرآن، جلب فيه الأقاويل وحشد الوجوه، ولم يذهب فى ذلك مذهب الاختيار والتقليد. وكان لا يتكبّر أن يسأل الفقهاء وأهل النظر، ويناقشهم عمّا أشكل عليه فى تأليفاته، وكان يحضر حلقة ابن الحدّاد الفقيه الشافعىّ، «3» وكانت لابن الحدّاد ليلة فى كل جمعة، يتكلّم فيها عنده فى مسائل الفقه على طريق النحو، وكان لا يدع حضور مجلسه تلك الليلة. وله كتاب تفسير أسماء الله عز وجلّ، [أحسن فيه] «4»، ونزع فى صدره لاتّباع السنة والانقياد للآثار. وله ناسخ القرآن ومنسوخه، كتاب حسن.

وله كتاب سماه المقنع «1» فى اختلاف البصريين والكوفيين فى النحو، حسن، وكتاب سمّاه الكافى فى أصول النحو، صويلح، وكتاب صناعة الكتّاب، فيه حشو وتقصير فيما يحتاج إليه، وكتاب الاشتقاق، حسن، وشرح أبيات سيبويه، فيه علم كثير طائل جليل، وشرح المعلّقات، وزيادة قصيدتين، وكتاب فى أخبار الشعراء، شريف. قال أبو بكر الزّبيدىّ: «وحدّثنى قاضى القضاة المنذر بن سعيد البلّوطىّ «2» قال: أتيت ابن النحاس فى مجلسه، وألفيته يملى فى أخبار الشعراء شعر قيس بن معاذ المجنون، حيت يقول: خليلىّ هل بالشام عين حزينة ... تبكّى على نجد لعلّى أعينها قد اسلمها الباكون إلا حمامة ... مطوّقة باتت وبات قرينها فقلت: باتا يفعلان ماذا؟ أعزّك الله! فقال لى: وكيف تقول أنت؟ فقلت: «بانت وبان قرينها»، فسكت، وما زال يستثقلنى بعدها حتى منعنى كتاب العين، وكنت قد عزمت على الانتساخ من نسخته؛ فلما قطع بى قيل لى: أين أنت عن أبى العباس بن ولّاد، فقصدته، فلقيت رجلا كامل العقل والأدب، حسن المروءة، وسألته الكتاب فأخرجه لى. ثم تندّم أبو جعفر حين بلغه إباحة [أبى] «3» العباس كتابه لى، وعاد إلى ما كنت أعرفه منه. وكان أبو جعفر النحّاس لئيم النفس، شديد التقتير على نفسه، وكان ربّما وهبت له العمامة فقطّعها ثلاث عمائم، وكان يلى شرى حوائجه بنفسه، ويتحامل فيها على أهل معرفته. وتوفّى بمصر لخمس خلون من ذى الحجة، سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة».

51 - أحمد بن محمد المدينى المغربى النحوى [1]

وذكره أبو سعيد بن يونس «1» - مؤرخ مصر ومحدّثها- فى تاريخه، فقال: «أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس النحوىّ، يكنى أبا جعفر المعروف بابن النحّاس. كان يقول فى نسبه: المرادىّ. كان عالما بالنحو حاذقا، وكتب الحديث عن الحسن بن غليب وطبقته، وخرج إلى العراق، ولقى أصحاب المبرد. وله تصانيف فى النحو وفى تفسير القرآن، جياد مستحسنة. توفّى فى ذى الحجة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة». 51 - أحمد بن محمد المدينىّ المغربىّ النحوىّ [1] من أهل تونس، وكان عروضيا نحويا، يؤدّب الصبيان، ويقفهم على حدود العربية، وله أشعار حسان. 52 - أحمد بن محمد بن أحمد بن سلمة، أبو بكر بن أبى العباس الغسانىّ المعروف بابن سرام النحوىّ [2] سمع من مشايخ الرواية، وأخذ النحو عن أبى القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجّاجىّ، صاحب كتاب الجمل، نزيل دمشق، ومن أحمد بن على بن محمد الرمّانىّ النحوىّ، وتصدّر للإقراء والإفادة، وكتب بخطّه الكتب الأدبية، وكان خطا حسنا صحيحا، رأيت منه جزءا من أمالى أبى القاسم الزّجّاجىّ، وتصفّحته، فكان محكم الصحة- رحمه الله.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 170، وتلخيص ابن مكتوم 17، وطبقات الزبيدىّ 161. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 155، وتلخيص ابن مكتوم 17، ومعجم الأدباء 4: 263 - 264. وفى تلخيص ابن مكتوم: «ابن شرام»، بالشين.

53 - أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ الحنفى اللغوى أبو الطيب الصعلوكى [1]

ولم يزل على إفادة أهل دمشق العربية إلى أن توفّى فى يوم الثلاثاء لعشر خلون من شعبان سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. 53 - أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ الحنفىّ اللغوىّ أبو الطيب الصّعلوكىّ [1] عمّ الأستاذ أبى سهل «1»، من أهل نيسابور. ذكره الحافظ أبو عبد الله «2» فى تاريخ نيسابور، وقال: «كان مقدّما فى معرفة اللغة ودرس الفقه، وأدرك الأسانيد العالية، وصنّف فى الحديث، وأمسك عن الرواية والتحديث بعد أن عمّر، وكنا نراه بأخرة «3»، وتوفّى لسبع بقين من رجب سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وصلّى عليه أبو الحسن المبارك، ودفن فى مقبرة باعك. شهدت الصلاة عليه». 54 - أحمد بن محمد بن عبد الله أبو عمرو الزّردىّ [2] ذكره الحافظ أبو عبد الله «4» فى تاريخ نيسابور فقال: «الأديب اللغوىّ العلّامة، أبو عمرو الزردىّ. والزّرد: قرية من قرى أسفرايين، من رساتيق «5» نيسابور. وكان

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 18، وطبقات الشافعية 2: 98. وهو منسوب إلى صعلوك؛ بضم الصاد وسكون العين؛ كما ذكره ابن خلكان والسمعانىّ، ونقله عنه ابن الأثير فى اللباب. [2] ترجمته فى الأنساب 273 ا، وبغية الوعاة 160، وتلخيص ابن مكتوم 18، وروضات الجنات 64، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 242 - 243، واللباب 1: 498، ومعجم الأدباء 4: 209 - 211.

55 - أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقى أبو على النحوى [1]

أبو عمرو واحد هذه الديار فى عصره بلاغة وبراعة وتقدّما فى معرفة أصول الأدب. وكان رجلا ضعيف البنية مسقاما، يركب حميّرا ضعيفا، ثم إذا تكلم تحيّر العلماء من براعته. سمع الحديث الكثير، وتوفّى فى شعبان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة». 55 - أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقىّ أبو علىّ النحوىّ [1] أحد علماء وقته فى الأدب والنحو، أخذ الناس عنه، واستفادوا منه، وحثّوا إليه آباط الرّحال، وكان الحجة فى وقته، وصنف التصانيف الجليلة فى علم العربية. فمن تصنيفه: كتاب شرح الحماسة، وهو الغاية فى بابه، وشرح الفصيح، وهو كتاب جميل فى نوعه، ومفردات متعددة فى النحو «1». توفّى فى ذى الحجة سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. 56 - أحمد بن محمد بن أحمد بن شهمردار البصرىّ [2] كان أديبا فاضلا، بارعا فى الأدب، يجلس للإفادة، وعلّم جماعة من رؤساء أصبهان وأجلّائها، وكان فصيحا كثير السماع، حسن الخط، صاحب أصول. توفّى بأصبهان فى شوال سنة ست وأربعين وأربعمائة.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 159، وتلخيص ابن مكتوم 18، وروضات الجنات 67، وسلم الوصول 123، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 239، وكشف الظنون 1273، ومعجم الأدباء 5: 34 - 35. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 18، ومعجم الأدباء 5: 44. وفى الأصل: «شهمردان»، وما ذكرته يوافق ما فى التلخيص ومعجم الأدباء.

57 - أحمد بن محمد أبو حامد الخارزنجى البشتى [1]

57 - أحمد بن محمد أبو حامد الخارزنجىّ البشتىّ [1] ذكره الحافظ أبو عبد الله بن «1» البيع فى تاريخ نيسابور، فقال: «إمام أهل الأدب بخراسان فى عصره بلا مدافعة، ولما حجّ بعد الثلاثين والثلاثمائة شهد له أبو عمر الزاهد ومشايخ العراق بالتّقدمة. وكتابه المعروف بالتكملة البرهان فى تقدّمه وفضله. سمع الحديث من أبى عبد الله محمد بن إبراهيم البوسنجىّ وأقرانه، وبلغنى أنه حدّث. توفّى فى رجب سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. سمعت أبا حامد الخارزنجىّ يقول فى قول الله عزّ وجلّ: وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا بالتشديد مُتْرَفِيها : فيها ثلاث لغات: أمّرنا، وآمرنا، وأمرنا (بالتخفيف)، فمن قرأ أمّرنا (بالتشديد) يقول: كثّرنا، ومن قرأ آمرنا (بفتح الألف والمد) يريد شاورنا، ومن قرأ أمرنا (بالتخفيف) يقول من الأمر». وذكره أبو منصور الأزهرىّ «2» فقال: «وممن ألّف فى عصرنا هذا فصحّف وغيّر، وأزال العربية عن وجهها رجلان: أحدهما يسمى أحمد بن محمد البشتىّ، ويعرف بالخارزنجىّ، والآخر يكنى أبا الأزهر البخارىّ «3». فأما البشتىّ، فإنه ألّف كتابا سماه

_ [1]. ترجمته فى الأنساب 1184، وبغية الوعاة 169 - 170، وتلخيص ابن مكتوم 18، وروضات الجنات 61 وسلم الوصول 143، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 247 - 248، واللباب 1: 335، ومعجم الأدباء 4: 203 - 208. والخارزنجىّ، بسكون الراء وفتح الزاى وسكون النون: منسوب إلى خارزنج، وهى قرية بنواحى نيسابور. والبشتىّ، بضم الباء وسكون الشين: منسوب إلى بشت، وهى من نواحى نيسابور أيضا.

التكملة، أومأ إلى أنه كمّل بكتابه كتاب العين المنسوب إلى الخليل بن أحمد. وأما البخارىّ فإنه سمّى كتابه الحصائل، وأعاره هذا الاسم، لأنه قصد تحصيل ما أغفله الخليل «1». ونظرت فى أول كتاب البشتىّ، فرأيته أثبت فى صدره الكتب المؤلّفة التى استخرج كتابه منها، فعدّدها وقال: منها للأصمعىّ: كتاب الأجناس، وكتاب النوادر، وكتاب الصفات، وكتاب اشتقاق الأسماء، وكتاب فى السّقى والموارد «2»، وكتاب فى الأمثال، وكتاب ما اختلف لفظه واتّفق معناه. وقال: ومنها لأبى عبيدة: كتاب النوادر، وكتاب الخيل، وكتاب الدّيباج. ومنها لابن شميل: كتاب معانى الشعر، وكتاب غريب الحديث، وكتاب الصفات. قال: ومنها مؤلفات أبى عبيد: المصنّف، والأمثال، وغريب الحديث. ومنها مؤلفات ابن السّكّيت: كتاب الألفاظ، وكتاب الفروق، وكتاب الممدود والمقصور، وكتاب إصلاح المنطق، وكتاب المعانى، وكتاب النوادر.

وقال: ومنها لأبى زيد: كتاب النوادر بزيادات أبى مالك. ومنها: كتاب الصفات لأبى خيرة. ومنها كتب لقطرب، وهى الفروق، والأزمنة، واشتقاق الأسماء. ومنها النوادر لأبى عمرو الشيبانىّ، والنوادر للفرّاء. ومنها: النوادر لابن الأعرابىّ. قال: ومنها: نوادر الأخفش، ونوادر اللّحيانىّ، والنوادر لليزيدىّ. ومنها: لغات هذيل لعزيز بن الفضل الهذلىّ. قال: ومنها كتب أبى حاتم السّجزىّ. ومنها: كتاب الاعتقاب لأبى تراب. ومنها: نوادر الأعاريب الذين كانوا مع ابن طاهر بنيسابور، رواها عنهم أبو الوازع محمد بن عبد الخالق. كان عالما بالنحو والغريب، صدوقا، يروى عنه أبو تراب وغيره. قال أحمد بن محمد البشتىّ: استخرجت ما وضعته فى كتابى من هذه الكتب. ثم قال: ولعل بعض الناس يبتغى العنت بتهجينه والقدح فيه، لأنى أسندت ما فيه إلى هؤلاء العلماء من غير سماع. قال: وإنما إخبارى عنهم إخبار «1» عن صحفهم، ولا يزرى ذلك على من عرف الغثّ من السمين، وميّز بين الصحيح والسقيم، وقد فعل مثل ذلك أبو تراب صاحب كتاب الاعتقاب، فإنه روى عن الخليل بن أحمد، وأبى عمرو بن العلاء، والكسائىّ، وبينه وبين هؤلاء فترة، وكذلك القتيبىّ، روى عن سيبويه والأصمعىّ وأبى عمرو، وهو لم ير منهم أحدا».

قال الأزهرىّ: «قلت أنا: قد اعترف البشتىّ بأنّه لا سماع له فى شىء من هذه الكتب، وأنه نقل ما نقل إلى كتابه «1» [من صحفهم «2»]، واعتلّ «3» بأنه لا يزرى ذلك بمن عرف الغثّ من السمين. وليس كما قال، لأنه اعترف بأنه صحفىّ، «4» [والصّحفىّ] «5» إذا كان رأس ماله صحفا قرأها، فإنه يصحّف فيكثر؛ وذلك أنه يخبر عن كتب لم يسمع «6» بها، ودفاتر لا يدرى: أصحيح ما كتب فيها أم لا! وإنّ أكثر ما قرأنا من الصّحف الّتى لم تضبط بالنقط «7» الصحيح، ولم يتولّ تصحيحها أهل المعرفة لسقيمة لا يعتمد عليها «8» إلا جاهل. وأما قوله: إن غيره من المصنّفين رووا فى كتبهم عمّن لم يسمعوا منه، مثل أبى تراب والقتيبىّ «9» فليس رواية هذين الرجلين عمّن لم يرياه حجة له، لأنهما وإن كانا لم يسمعا من كلّ من رويا عنه فقد سمعا من جماعة من الثقات المأمونين؛ فأما أبو تراب فإنه شاهد أبا سعيد الضّرير سنين كثيرة، وسمع منه كتبا جمّة، ثم رحل إلى هراة، فسمع من شمر بعض كتبه. هذا، سوى ما سمع من الأعراب الفصحاء لفظا، وحفظه عن أفواههم خطابا، فإذا ذكر رجلا لم يره، ولم يسمع منه سومح فيه، وقيل: لعلّه حفظ ما رأى له فى الكتب من جهة سماع ثبت له، فصار قول من لم يره تأييدا لما كان سمعه من غيره، كما يفعل علماء المحدّثين، فإنهم إذا صحّ لهم فى الباب حديث رواه لهم الثقات أثبتوه واعتمدوا عليه، ثم ألحقوا به ما يؤيّده من الأخبار التى أخذوها إجازة.

وأما القتيبىّ فإنه رجل سمع من أبى حاتم السّجزىّ كتبه، «1» ومن الرّياشىّ سمع «2» فوائد جمة- وكانا من المعرفة والإتقان بحيث يثنى بهما الخناصر «3» - وسمع من أبى سعيد الضّرير، وسمع كتب أبى عبيد، وسمع من ابن أخى الأصمعىّ، وهما «4» من الشهرة وذهاب الصّيت والتأليف الحسن بحيث يعفى لهما عن خطيئة غلط، ونبذ «5» زلّة تقع فى كتبهما، ولا يلحق بهما [رجل من أصحاب الزّوايا، لا يعرف إلا بقريته، ولا يوثق بصدقه ونقله الغريب الوحشىّ من نسخة إلى نسخة، ولعلّ النسخ التى نقل عنها ما نسخ كانت سقيمة. والذى ادّعاه» ] البشتىّ من تمييزه بين الصحيح والسقيم، ومعرفته الغثّ من السمين دعوى» «7». قال الأزهرىّ: «وبعض ما قرأت من كتابه دلّ على ضدّ دعواه. وأنا ذاكر لك حروفا صحّفها، وحروفا أخطأ فى تفسيرها، من أوراق يسيرة كنت تصفّحتها من كتابه لأثبت عندك أنه مبطل فى دعواه، متشبّع بما لا يفى به. فممّا عثرت عليه من الخطأ فيما ألّف وجمع: أنه ذكر فى باب العين والثاء أن أبا تراب أنشد: «8» إن تمنعى صوبك صوب المدمع ... يجرى على الخدّ كضيب الثّعثع فقيده البشتىّ «الثّعثع»، بكسر الثاءين [بنقطه «9»]، ثم فسر «ضيب الثّعثع» أنه شىء له حبّ يزرع، فأخطأ فى كسر الثاءين، وفى تفسيره إياه.

والصواب أنه «الثّعثع»، بفتح الثاءين، وهو اللؤلؤ. قال ذلك أبو العباس أحمد بن يحيى، ومحمد بن يزيد المبرّد، رواه عنهما أبو عمر الزاهد. قالا: وللثعثع فى العربية وجهان آخران لم يعرفهما البشتىّ، وهذا أهون، وقد ذكرت الوجهين الآخرين فى موضعهما من باب العين والثاء. قال: وأنشد البشتىّ: «1» فبآمر وأخيه «2» مؤتمر ... ومعلّل وبمطفئ الجمر قال البشتىّ: سمى أحد أيام العجوز «آمرا»، لأنه يأمر الناس بالحذر منه، قال: وسمّى اليوم الآخر «مؤتمرا» لأنه يأتمر الناس، أى يؤذنهم» «3». قال الأزهرىّ: «قلت: وهذا خطأ محض؛ لا يعرف فى كلام العرب ائتمر بمعنى آذن، وفسّر قول الله عز وجل: إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ على وجهين: أحدهما: يهمّون بك، والثانى: يتشاورون فيك. وائتمر القوم، وتآمروا؛ إذا أمر بعضهم بعضا، وقيل لهذا مؤتمر؛ لأن الحىّ يؤامر بعضهم بعضا للظّعن والمقام، فجعلوا المؤتمر نعتا لليوم، والمعنى: أنه مؤتمر فيه، كما قالوا: ليل نائم، أى ينام فيه، ويوم عاصف، أى تعصف فيه الريح، ومثله قولهم: نهاره صائم، إذا كان يصام فيه. ومثله كثير فى كلامهم. وذكر فى باب العين واللام: أبو عبيد عن الأصمعىّ: أعللت الإبل، فهى عالّة، إذا أصدرتها ولم تروها.

قلت: وهذا تصحيف منكر، والصواب أغللت الإبل (بالغين)، وهى إبل غالّة، أخبرنى المنذرىّ عن أبى الهيثم عن نصير الرازىّ قال: صدرت الإبل غالّة وغوالّ، وقد أغللتها، من الغلّة والغليل، وهو حرارة العطش. وأما أعللت الإبل وعللتها فهما ضدّ أغللتها، لأن معنى أعللتها وعللتها أن تسقيها الشّربة الثانية، ثم تصدرها رواء، «1» وإذا علّت الإبل فقد رويت، ومنه قولهم: عرض علىّ سوم عالّة «2». وقد فسّر فى موضعه. وروى البشتىّ فى باب العين والنون، قال الخليل: العنّة: الحظيرة، وجمعها العنن، وأنشد «3»: ورطب يرفّع فوق العنن قال البشتىّ: العنن هاهنا: حبال تشدّ ويلقى عليها لحم القديد» «4». قال الأزهرىّ: «قلت: والصواب فى العنّة والعنن ما قاله الخليل- إن كان قاله- وقد رأيت حظرات «5» الإبل فى البادية تسوّى من العرفج والرّمث «6» فى مهبّ الشّمال كالجدار المرفوع قدر قامة لتناخ الإبل فيها، وهى تقيها برد الشّمال، ورأيتهم يسمونها عننا، لاعتنانها مغترضة فى مهبّ الشّمال، فإذا يبست هذه الحظرات فنحروا جزورا نشروا لحمها المقدّد فوقها فيجفّ عليها. ولست أدرى عمّن أخذ

ما قاله فى العنّة إنه الحبل الممدود، ومدّ الحبل من فعل الحاضرة. ولعل قائله رأى فقراء الحرم يمدّون الحبال بمنى، فيعلّقون عليها لحوم الهدى والأضاحى التى يعطونها، ففسّر قول الأعشى بما رأى. ولو شاهد العرب فى باديتها لعلم أن العنّة هى الحظار من الشّجر. وأنشد أحمد البشتىّ: يا ربّ شيخ «1» منهم عنّين ... عن الطّعان وعن التّجفين قال البشتىّ فى قوله «عن التجفين»: هو من الجفان؛ أى لا يطعم فيها». قال الأزهرىّ: «قلت: والتّجفين فى هذا البيت من الجفان والإطعام فيها خطأ، والتّجفين ها هنا [كثرة] «2» الجماع، ورواه أبو العباس عن ابن الأعرابىّ. قال: وقال أعرابىّ: «أضوانى دوام التّجفين»، أى أنحفنى وأهزلنى «3» الدّوام على الجماع. ويكون التّجفين فى غير هذا الموضع نحر الناقة وطبخ لحمها وإطعامه فى الجفان. يقال: جفّن فلان ناقته؛ إذا فعل ذلك. وذكر البشتىّ: أن عبد الملك بن مروان قال لشيخ من غطفان: صف لى النساء، فقال: خذها ملسّنة «4» القدمين، مقرمدة الرّفغين. قال البشتىّ: المقرمدة: المجتمع قصبها، «5» وذلك لالتفاف فخذيها». قال الأزهرىّ: «قلت: وهذا باطل، ومعنى المقرمدة الرّفغين: الضّيّقتهما، وذلك لالتفاف فخذيها [واكتناز بادّيها] «6». وقيل فى قول النابغة يصف ركب امرأة: رابى المجسّة بالعبير مقرمد

إنه الضّيّق، وقيل: هو المطلىّ بالعبير، كما يطلى الحوض بالقرمد إذا ضرّج. ورفغا المرأة: باطنا أصول فخذيها. وقال البشتىّ فى كتاب العين والباء: أبو عبيد: العبيبة: الرائب من الألبان». قال الأزهرىّ: «قلت: وهذا تصحيف قبيح، وإذا كان المصنّف لا يميّز بين العين والغين استحال ادّعاؤه التمييز بين السقيم والصحيح. وأقرأنى أبو بكر الإيادىّ عن شمر لأبى عبيد فى كتاب المؤلّف: «1» الغبيبة (بالغين المعجمة): الرائب من اللبن. وسمعت العرب تقول للّبن البيّوت: «2» [فى السقاء] «3» إذا راب من الغد: غبيبة، ومن قال عبيبة (بالعين) فى هذا فهو تصحيف فاضح. وروينا لأبى العباس عن ابن الأعرابىّ أنه قال: الغبب: أطعمة النّفساء (بالغين معجمة)، واحدها غبيبة. قال: والعبب (بالعين): المياه المتدفّقة. وقال غيره: العبيبة (بالعين): لبن يقطر من المغافير» «4». قال الأزهرىّ: «وقال البشتىّ فى باب العين والهاء والميم: العوهج، الحية فى قول رؤبة: «5» حصب الغواة العوهج المنسوسا «6» قال الأزهرىّ: «قلت: وهذا تصحيف دالّ على أن صاحبه أخذ عربيّته من كتب سقيمة، ونسخ غير مضبوطة ولا صحيحة، وأنه كاذب فى دعواه الحفظ

والتمييز. والحيّة يقال «1» له: العومج (بالميم)، ومن صيّره العوهج (بالهاء) فهو جاهل ألكن، وهكذا روى الرواة بيت رؤبة. وقيل للحية: عومج لتعمّجه فى انسيابه؛ أى لتلوّيه. ومنه قال الشاعر يشبّه زمام البعير بالحية فى انسيابه «2»: تلاعب مثنى حضرمىّ «3» كأنه ... تعمّج شيطان بذى خروع قفر وقال فى باب العين والقاف والزاى، قال يعقوب بن السّكّيت: يقال: قوزع الديك، ولا يقال قنزع. قال البشتىّ: معنى قوله قوزع الديك: أنه نفش برائله «4»، وهى قنازعه». قال الأزهرىّ: «قلت: غلط فى قوله قوزع؛ أنه يعنى «5» تنفيشه قنازعه، ولو كان كما قال لجاز فنزع، وهذا حرف لهج به عوامّ أهل العراق وصبيانهم، [يقولون: فنزع الديك؛ إذا فرّ من الديك الذى يقاتله] «6»، وقد وضع أبو حاتم هذا الحرف فى باب المذال» المفسد، وقال: صوابه قوزع. وكذلك ابن السّكّيت وضعه فى باب ما يلحن فيه العامة «8». وروى أبو حاتم عن الأصمعىّ أنه قال: العامة تقول للديكين إذا اقتتلا فهرب أحدهما: فنزع الديك، وإنما يقال: قوزع الديك إذا غلب، ولا يقال قنزع». قال الأزهرىّ: «قلت: وظنّ البشتىّ بحدسه وقلة معرفته أنه مأخوذ من القنزعة، فأخطأ فى ظنه، وإنما قوزع «فوعل»، من قزع يقزع؛ إذا خفّ فى عدوه؛ كما يقال قونس، وأصله قنس».

قال الأزهرىّ: «وقال البشتىّ فى باب العين والضاد: العيضوم: المرأة الكثيرة الأكل. قلت: وهذا تصحيف قبيح، دالّ على قلة مبالاة المؤلف إذا صحّف، والعيصوم (بالصاد) هو «1» الصواب، وكذلك رواه أبو العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابىّ. وقال فى موضع آخر: هى العصوم، والمرأة إذا كثر أكلها قيل لها: عصوم وعيصوم؛ لأن كثرة أكلها يعصمها من الهزال «2». وقال فى باب العين والضاد مع الباء: يقال: مررت بالقوم أجمعين أبضعين (بالضاد). وهذا [أيضا «3»] تصحيف فاضح، يدلّ على أن قائله غير مميّز ولا حافظ كما زعم. أخبرنى أبو الفضل المنذرىّ، عن أبى الهيثم الرازىّ أنه قال: العرب تؤكد الكلمة بأربع تواكيد، فتقول: مررت بالقوم أجمعين أكتعين أبصعين أبتعين. هكذا رواه بالصاد، وكذلك رواه أبو العباس عن ابن الأعرابىّ؛ قال: وهو مأخوذ من البصع؛ وهو الجمع. وقرأته فى غير كتاب من كتب حذّاق النحويين، هكذا بالصاد». قال الأزهرىّ: «وقال فى باب العين والقاف مع الدال. قال: يعقوب ابن السّكّيت: يقال لابن المخاض حين يبلغ أن يكون ثنيّا: قعود «4» وبكر، وهو من الذكور كالقلوص من الإناث.

قال البشتىّ: ليس هذا من القعود التى يقتعدها الراعى، فيركبها ويحمل عليها زاده وأداته، وإنما هو صفة للبكر إذا بلغ الإثناء. قلت: أخطأ البشتىّ فى حكايته كلام ابن السّكّيت، ثم أخطأ فيما فسره من كيسه «1» فى قوله إنه غير القعود التى يقتعدها الراعى من وجهين آخرين؛ فأما يعقوب بن السّكّيت فإنه قال: يقال لابن المخاض حتى يبلغ أن يكون ثنيّا قعود وبكر، وهو من الذكور كالقلوص من الإناث. فجعل البشتىّ «حتى» «حين»، ومعنى حتى إلى، وهو انتهاء الغاية، وأحد الخطأين من البشتىّ فيما قال كيسه تأنيثه القعود [ولا يكون القعود «2»] عند العرب إلا ذكرا، والثانى أنه لا قعود فى الإبل تعرفه العرب غير ما فسّره ابن السّكّيت. ورأيت العرب تجعل [القعود «3»] البكر من الإبل حين يركب، أى يمكّن ظهره من الركوب، وأقرب ذلك أن يستكمل سنتين إلى أن يثنى، فإذا أثنى سمّى جملا. والبكر والبكرة بمنزلة الغلام والجارية اللّذين لم يدركا، ولا تكون البكرة قعودا. وقال ابن الأعرابىّ فيما أخبرنى المنذرىّ عن ثعلب عنه: البكر: قعود مثل القلوص فى النوق إلى أن يثنى. وهكذا قال النّضر بن شميل فى كتاب الإبل». قال الأزهرىّ: «قلت: وقد ذكرت لك هذه الحروف التى أخطأ فيها، والتقطتها من أوراق قليلة؛ لتستدلّ بها على أن الرجل لم يف بدعواه، وذلك أنه ادّعى معرفة وحفظا يميّز بهما الغثّ من السمين، والصحيح من السقيم، بعد اعترافه أنه استنبط كتابه من صحف قرأها. فقد أقرّ أنه صحفىّ، لا رواية له ولا مشاهدة،

58 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن مالك السهلكى الأديب أبو الفضل الصفار النيسابورى [1]

[و «1»] دلّ تصحيفه وخطؤه على أنه لا معرفة له ولا حفظ. فالواجب على طلبة هذا العلم ألا يغتروا بما أودع كتابه، فإن فيه مناكير جمّة، ولو استقصيت تهذيبها اجتمعت منها دفاتر كثيرة، والله يعيذنا أن نقول ما لا نعلمه، وندّعى ما لا نحسنه، أو نتكثّر بما لم نؤته. وفقنا الله للصواب، وأداء النصح فيما قصدناه، ولا حرمنا ما أمّلناه من الثواب». 58 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن مالك السّهلكىّ الأديب أبو الفضل الصّفّار النيسابورىّ [1] شيخ أهل الأدب فى عصره. ولد سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وتخرّج به جماعة من الأئمة، منهم الإمام أبو الحسن على بن أحمد الواحدىّ، وغيره. 59 - أحمد بن محمد بن إبراهيم الأستاذ أبو إسحاق الثعالبىّ [2] ويقال: الثعلبىّ. المقرئ المفسّر الواعظ الأديب الثّقة الحافظ، صاحب التصانيف الجليلة، العالم بوجوه الإعراب والقراءات. توفّى سنة سبع وعشرين وأربعمائة.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 160، وتتمه اليتيمة 2: 23، وتلخيص ابن مكتوم 18، ومعجم الأدباء 4: 261 - 263. وفى تلخيص ابن مكتوم: «أحمد بن محمد بن عبد الله بن سهلك السهلكىّ». والكاف فى آخر الاسم للتصغير بالفارسية. وقد ذكر ياقوت أن وفاته كانت بعد سنة 416. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 154، وتلخيص ابن مكتوم 19، وابن خلكان 1: 22، وتاريخ ابن كثير 12: 40، وروضات الجنات 68، وسلم الوصول 115، وطبقات الشافعية 3: 23، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 233 - 234، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 100، وكشف الظنون 1131، واللباب 1: 194، ومعجم الأدباء 5: 36 - 39، والنجوم الزاهرة 4: 283. قال ابن الأثير فى اللباب: الثعلبىّ لقب له، وليس بنسب.

60 - أحمد بن محمد بن على الشيخ أبو طالب الأدمى البغداذى [1]

وله التفسير الكبير، والعرائس فى قصص الأنبياء، ونحو ذلك. وسمع منه الواحدىّ التفسير، وأخذ عنه. قال زين الإسلام أبو القاسم القشيرىّ: رأيت ربّ العزة عز وجل فى المنام «1»، وكان يخاطبنى وأخاطبه، فكان فى أثناء ذلك إذا قال الرب تعالى اسمه: أقبل الرجل الصالح، فألتفت فإذا أحمد الثعلبىّ- أو الثعالبىّ- مقبل. 60 - أحمد بن محمد بن على الشيخ أبو طالب الأدمىّ البغداذى [1] الإمام فى النحو والتصريف. خادم الشيخ أبى عبد الله الجرجانىّ. قدم نيسابور فى شهور سنة ثلاثين وأربعمائة، وأقام بها، وأفاد واستفاد، وكانت له مقامات مع الأئمة، واختصاص بالإمام زين الإسلام، ورسم فى المناظرة فى النحو والأدب بحضوره، وكان يتكلّم فى دقائق النحو بمجالس النظر، وينبط المسائل، وبقى فى نيسابور إلى أن توفّى بعد الخمسين وأربعمائة. وله شعر قد ذكر الباخرزىّ «2» منه شيئا فى كتابه دمية القصر «3». نكتب منه عند التّبييض إن شاء الله «4».

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 162، وتاريخ بغداد 5: 129، وتلخيص ابن مكتوم 19، ودمية القصر 88 - 89. والأدمىّ، بفتح الألف والدال: منسوب إلى بيع الأدم، وهو الجلد المدبوغ.

61 - أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو الفضل الميدانى النيسابورى [1]

61 - أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو الفضل الميدانىّ النيسابورىّ [1] إمام أهل الأدب فى عصره. ويقال له الميدانىّ، لأنّه سكن المحلّة بأعلى ميدان زياد بن عبد الرحمن «1»، وقد اشتهر بأدبه، وعرف فى البلدان بتصانيفه الحسان المشهورة. قرأ الأصول وأحكمها، ثم أخذ فى التّصنيف، فأحسن كلّ الإحسان فيما جمعه وصنّفه، وأربى على من تقدّم بالترتيب والتحقيق، واستدرك على بعض من زلّ قبله من المصنّفين، وأصلح مواضع الغلط، وتخصّص بصحبة الإمام علىّ بن أحمد الواحدىّ، والأخذ عنه، وسماع التفسير منه، وقراءة النحو عليه. وقرأ على غيره، وكتب عن الإمام أبى الحسن على بن فضال المجاشعىّ النحوىّ القادم على نيسابور عند منصرفه من غزنة «2» سنة سبعين وأربعمائة.

_ [1]. ترجمته فى الأنساب 548 ا، وتلخيص ابن مكتوم 19، وابن خلكان 1: 46، وتاريخ ابن كثير 12: 194، وروضات الجنات 80، وسلم الوصول 117، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 234 - 235، والفلاكة والمفلوكين 99، وكشف الظنون 974، 1597، 1703، 1943، ومعجم الأدباء 5: 45 - 51، ونزهة الألباء 466 - 467، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 253.

وله يد باسطة فى أنواع الأدب، وصنّف التصانيف الجليلة، مثل: الهادى فى الحروف والأدوات، والسامى فى الأسامى، وكتاب الأمثال. ومن شعره: حننت إليهم والديار قريبة ... فكيف إذا سار المطىّ مراحلا وقد كنت قبل البين- لا كان بينهم- ... أعاين للهجران فيهم دلائلا وتحت سجوف الرّقم أغيد ناعم «1» ... يميس كخوط «2» الخيزرانة مائلا وينضو «3» علينا السّيف من جفن مقلة ... يريق دم الأبطال فى الحبّ باطلا ويسكرنا لفظا ولحظا كأنما ... بفيه وعينيه سلافة بابلا وشعره كثير. توفّى- رحمه الله- يوم الأربعاء الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وخمسائة. وصلى عليه الإمام شاهقور، ودفن بالمقبرة بأعلى ميدان زياد ابن عبد الرحمن. وذكره البيهقىّ «4» فى الوشاح، فقال: «الإمام صدر الأفاضل، أحمد بن محمد الميدانىّ، صدر الفضلاء، وقدوة الأدباء، قد صاحب الفضل فى أيام نفد زاده،

وفنى عتاده، وضاعت عدّته، وبطلت أهبته، فقوّم سناد العلوم بعد ما غيّرتها الأيام بصروفها، ووضع أنامل الأفاضل على خطوطها وحروفها، ولم يخلق الله تعالى فاضلا فى عصره إلا وهو فى مأدبة آدبه ضيف، وله من بابه وداره شتاء وصيف، وما على من عام لجج البحر الحضمّ «1»، واستشرف الدّرر ظلم وحيف». وأنشد له: شفة لماها زاد فى آلامى ... فى رشف ريقتها شفاء سقامى قد ضمّنا جنح الدّجى وللثمنا ... صوت كقطّك أرؤس الأقلام وأنشد له: تنفّس صبح الشيب فى ليل عارضى «2» ... فقلت عساه يكتفى بعذار «3» فلمّا فشا عاتبته فأجابنى ... ألا هل ترى صبحا بغير نهار وله أيضا: يا كاذبا أصبح فى كذبه ... أعجوبة أية أعجوبه وناطق ينطق فى لفظة ... واحدة سبعين أكذوبه شبّهك الناس بعرقوبهم «4» ... لمّا رأوا أخذك أسلوبه فقلت كلا إنه كاذب ... عرقوب لا يبلغ عرقوبه ولما صنّف الميدانىّ كتاب الأمثال وقف عليه الزّمخشرىّ فحسده، وأخذ القلم، وزاد فى لفظة «الميدانىّ» سنينة «5»، فصار «النّميدانىّ». معناه بالفارسية: الذى

62 - أحمد بن محمد العروضى أبو الفضل المعروف بالصفار [1]

لا يعرف شيئا. فلما وقف الميدانىّ على ذلك أخذ بعض تصانيف الزمخشرىّ، وزاد فى نسبته «1» سنينة، وأبدل الميم نونا، فصار «الزّنخشرىّ». معناه بائع زوجته، بالفارسية. ومن تصنيف الميدانىّ: كتاب جامع الأمثال، وكتاب السامى فى الأسامى، وكتاب الأنموذج «2» فى النحو، وكتاب الهادى للشادى، وكتاب النحو الميدانىّ، وكتاب المصادر، وكتاب نزهة الطرف فى علم الصرف، وكتاب شرح المفضّليات، وكتاب منية الراضى فى مسائل القاضى. 62 - أحمد بن محمد العروضىّ أبو الفضل المعروف بالصّفار [1] إمام الأدب خنّق «3» التسعين، وأنفق عمره على مطالعة العلوم، وتدريس متأدّبى نيسابور، واحتراز الفضائل والمحاسن، وهو القائل فى صباه: أوفى على الدّيوان بدر الدّجى ... فسل نجوم السّعد ما حظّه أخطّه أملح أم خدّه ... ولحظه أفتن أم لفظه

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 160، وتتمة اليتيمة 2: 23، وتلخيص ابن مكتوم 20، ومعجم الأدباء 4: 261 - 262. والعروضى، بفتح العين وضم الراء: منسوب إلى العروض؛ وهو العلم بأوزان الشعر. ويظهر لى أنه مكرر 58، والأخبار التى ذكرت هنا وهناك ذكرها ياقوت مجتمعة فى ترجمة واحدة.

63 - أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو سليمان الخطابى البستى [1]

63 - أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو سليمان الخطابىّ البستىّ [1] كان يشبّه فى عصره بأبى عبيد القاسم بن سلّام علما وأدبا، وزهدا وورعا، وتدريسا وتأليفا. ومن مشهور كتبه فى اللغة: كتاب غريب الحديث، وهو غاية فى بابه، وله معالم السّنن فى شرح سنن أبى داود، وأعلام السّنن فى شرح البخارىّ، وكتاب الشّجاج، وغير ذلك «1». وله شعر جيّد، منه: وما غربة الإنسان فى شقّة النّوى ... ولكنّها والله فى عدم الشكل وإنى غريب بين بست وأهلها ... وإن كان فيها أسرتى وبها أهلى مات الخطابىّ فى بست، فى حدود سنة أربعمائة «2».

_ [1]. ترجمته فى الأنساب 80 ب، وبغية الوعاة 239، وتذكرة الحفاظ 3: 209 - 210، وتلخيص ابن مكتوم 20، وخزانة الأدب 1: 282، وابن خلكان 1: 166 - 167، وطبقات الشافعية 2: 218، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 233 - 234، وكشف الظنون 108، 545، 1005، 1032، 1205، 1439، واللباب 1: 122، ومعجم الأدباء 4: 246 - 260، ومعجم البلدان 1: 172، ويتيمة الدهر 4: 310 - 311. والخطابىّ: منسوب إلى جدّه الخطاب؛ إذ هو من ذرية زيد بن الخطاب، أخى عمر بن الخطاب. والبستى، بضم الباء وسكون السين: منسوب إلى بست، وهى مدينة بين هراة وغزنة. وقد ذكره لمؤلف فى باب الأحمدين تبعا للثعالبىّ وأبى عبيد الهروىّ، وتابعهما ياقوت فى معجم الأدباء ومعجم البلدان. والصحيح أن اسمه «حمد». قال ابن البيّع: سألت أبا القاسم المظفر بن طاهر بن محمد البستىّ عن اسم أبى سليمان الخطابىّ: أحمد، أو حمد؟ فقال: سمعته يقول: اسمى الذى سميت به «حمد»، ولكن الناس كتبوا أحمد، فتركته عليه.

64 - أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدى أبو جعفر [1]

64 - أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدىّ أبو جعفر [1] كان متقنا فى العلوم، راوية للشعر والأخبار، شاعرا. قال: أصبحت فى يوم غيم ورذاذ، ففكّرت فيمن أبعث إليه، فخطر بقلبى أبو جعفر محمد ابن الفضل، فأخذت الدواة لأكتب إليه، فإذا الغلام يقول: أبو جعفر محمد بن الفضل بالباب، فقلت: يدخل، فلما دخل قمت إليه، والقلم والقرطاس فى يدى، فقلت: هذا والله كتابى إليك، فالحمد لله الذى جاء بك، فقال: ليس أقيم عندك، ولا تقعد من قيامك؛ حتى توافينى إلى البيت، ولست أنتظرك، فإن عندى إنسانا يشتاقك وتشتاقه، ثم قال: يا غلام أسرج الدابة، واذهب أنت يا غلام، فجئ بثيابه، ثم مضى وتركنى، ولحقت به. فدخلت وهو قاعد على مصلّى عند باب الرّواق، وبحذاء المصلّى آخر عليه مخارق المغنّى، وقد أخلى لى الصّدر، فلما دخلت قام إلىّ مخارق فسلّم علىّ، ثم جلس،

_ [1]. ترجمته فى الأغانى 18: 91 - 94، وبغية الوعاة 169، وتاريخ بغداد 5: 117، وتلخيص ابن مكتوم 20، وطبقات الزبيدىّ 53، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 247، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 133، والفهرست 50 - 51، ومعجم الأدباء 4: 139 - 143، والوافى بالوفيات ج 2 مجلد 3: 437. واليزيدىّ منسوب إلى يزيد بن منصور بن عبد الله بن يزيد الحميرىّ، خال المهدىّ العباسىّ، وكان جدّه يحيى بن المبارك بن المغيرة منقطعا إليه، مؤدبا لأولاده، فنسب إليه، وكانت وفاته قبل سنة 260؛ كما ذكره السيوطىّ فى بغية الوعاة. واليزيديون جماعة: يحيى وأولاده: محمد، (وهو المقدم منهم)، وإبراهيم، وإسماعيل، وعبد الله؛ وهؤلاء الأربعة برعوا فى اللغة والعربية، ويعقوب وإسحاق، وهذان زهدا وتعلما الحديث. ثم أولاد محمد بن يحيى المذكور، وعددهم اثنا عشر: أحمد، والعباس، وجعفر، والحسن، والفضل، وسليمان، وعبيد الله، (وهؤلاء برعوا)، وعبد الله، وعلىّ، وعيسى، ويوسف، والحسين. انظر الفهرست ص 50، والأنساب ص 600 ا، وبغية الوعاة ص 439.

فأقبلنا نتذاكر أيامنا، فقال محمد بن الفضل: يا غلام، ما عندك من الطعام؟ فقال: جدى بارد، وفراريج وشرائح «1»، فقال: ائتنا بما حضر، ولا تحبسنا بانتظار شىء. ثم بعث إلى الجوارى فخرجن إلينا، ومع كل واحدة وصيفة تحمل عودها، وأخذن عيدانهنّ، وكان إذا مرّ بى الصوت استحسنته من مخارق، واستعدته. فغنىّ مخارق: يقول أناس لو تبدّلت غيرها ... لعلّك تسلو إنما الحبّ كالحبّ فاستحسنته، واستعدته مرّات، فقال لى مخارق يا أبا جعفر، كأنه كان لك! قلت: نعم: قال: ففيه عيب، قلت: وما ذاك يا أبا المهنّأ؟ قال: هو بيت فرد، ويجب أن يكون له رفيق، فقلت: فقلت لهم لو أنّ قلبى يطيعنى ... فعلت ولكن لا يطاوعنى قلبى فأخذه، وغنّاه فأحسن. وذكره الحافظ أبو القاسم بن عساكر «2» فقال: «أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدىّ النحوىّ، كان من ندماء المأمون وقدم معه دمشق، وتوجّه منها غازيا للروم. سمع أباه «3»، وأبا زيد الأنصارى سعيد بن أوس، وكان مقرئا؛ وروى عنه أخواه عبيد الله والفضل ابنا محمد، وابن أخيه محمد «4» بن العباس بن محمد، وعون بن محمد الكندىّ، ومحمد بن عبد الملك الزيات».

65 - أحمد بن محمد بن سنام أبو العباس الضبعى النحوى البغداذى [1]

65 - أحمد بن محمد بن سنام أبو العباس الضّبعىّ النحوىّ البغداذىّ [1] حدّث عن قاسم بن محمد بن بشّار الأنبارىّ أخبارا وحكايات تتعلق بالأدب، وكان متصدرا لإقراء النحو فى زمانه. روى عنه الحسن بن الحسين بن على النّوبختىّ. 66 - أحمد بن محمد بن يزديار بن رستم بن يزديار أبو جعفر النحوىّ الطّبرىّ [2] سكن بغداذ، وحدّث بها عن نصير بن يوسف، وهاشم بن عبد العزيز صاحبى على بن حمزة الكسائىّ. وسمع منه ببغداذ فى سنة أربع وثلاثمائة. وكان متصدّرا لإقراء النحو وإفادته الطلبة، وله من الكتب: كتاب غريب القرآن، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب المذكر والمؤنث، وكتاب صورة الهمز، وكتاب التّصريف، وكتاب النحو. 67 - أحمد بن محمد العروضىّ [3] أديب قيّم بعلم العروض، له أنسة «1» بالعربيّة، يقرئها ويفيدها. وكان متصدرا ببغداذ، وروى عن عبيد بن عبد الواحد بن شريك. وروى عنه ابن الثّلّاج. مات فى سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة «2».

_ [1]. ترجمته فى تاريخ بغداد 5: 30، وابن مكتوم 21. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 169، وتاريخ بغداد 5: 125 - 126، وتلخيص ابن مكتوم 21، وسلم الوصول 143، وطبقات القراء لابن لجزرىّ 1: 114، والفهرست 60، ومعجم الأدباء 4: 193 - 194. ورستم بضم التاء وفتحها. [3] ترجمته فى تاريخ بغداد 5: 140، وتاريخ ابن مكتوم 21، ومعجم الأدباء 4: 233 - 234.

68 - أحمد بن محمد بن منصور أبو بكر الخياط النحوى [1]

68 - أحمد بن محمد بن منصور أبو بكر الخياط النحوىّ [1] أخذ عن المبرّد، وله تصنيف حسن. 69 - أحمد بن محمد أبو العباس المهلبىّ [2] مقيم بمصر بعد الثلاثمائة، وكان نحو يا مجيدا، وصنّف. فمن تصنيفه: كتاب شرح علل النحو «1». 70 - أحمد بن محمد العمركىّ الهمذانىّ [3] ذكره شيرويه «2» فى كتاب طبقات علماء همذان. فقال: «أحمد بن محمد العمركىّ أبو عبد الله اللغوىّ. روى عن عبد الرحمن بن حمدان الجلّاب، وأبى الحسين محمد الجزرىّ صاحب أبى شعيب الحرّانىّ وغيرهما. وروى عنه عبد الله الإمام وغيره». 71 - أحمد بن محمد بن الحسين بن سليمان بن أحمد بن محمد بن القاسم ابن سليمان بن سليط بن يربوع [4] أبو الحسين السّليطىّ النّيسابورىّ. العدل الأديب، إمام فى العربية. فاضل فيها، متقن لها، معروف بها. انتفع به أهل ذلك المصر، وهو من أهل البيت المعروف.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 21، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 246. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 170، وتلخيص ابن مكتوم 21، والفهرست 84، ومعجم الأدباء 4: 189 - 190. [3] ترجمته فى بغية الوعاة 170، وتلخيص ابن مكتوم 21، ومعجم الأدباء 5: 43 - 44. [4] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 21. والسليطىّ، بفتح السين وكسر اللام: منسوب إلى سليط، أحد أجداده.

72 - أحمد بن محمد بن حمدان أبو الطيب الحمدانى الأديب الأسفرايينى [1]

روى الحديث عن الأصمّ «1» وطبقته، وتصدّر لإفادة علم العربية؛ وتوفّى بناحية أستوا «2»، وحمل إلى نيسابور فى جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. 72 - أحمد بن محمد بن حمدان أبو الطيب الحمدانىّ الأديب الأسفرايينىّ [1] شيخ العربية فى زمانه، وإمام أهل اللغة والنحو فى أوانه. كان بخراسان، وربما روى الحديث، ومات بعد سنة أربعمائة. 73 - أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحارث الإمام أبو بكر التميمىّ الأصبهانىّ [2] المقرئ النحوىّ، المحدّث الدّيّن الزاهد، الورع الثّقة، الإمام، الحقيقة، فريد عصره. تخرّج عليه العلماء والنحاة والأدباء، وكان يعقد المجالس، ويملى العلوم، وتخرّج به الرؤساء والأجلّاء، وظهرت بركته على طلبته. وكان مولده بأصبهان

_ [1]. ترجمته فى ابن مكتوم 22. والأسفرايينىّ: منسوب إلى أسفرايين، بفتح الألف، وهو يوافق ما فى معجم البلدان. وفى الأنساب واللباب وابن خلكان ومعجم استينجاس بكسر الألف. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 22. والأصبهانىّ، بفتح الهمزة وكسرها: منسوب إلى أصبهان؛ وهى مدينة عظيمة من نواحى الجبل.

74 - أحمد بن منصور بن راشد الحنظلى أبو صالح المروزى [1]

فى سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وتوفّى بنيسابور ليلة الثلاثاء، التاسع عشر من شهر ربيع الأوّل سنة ثلاثين وأربعمائة فى مدرسة البيهقىّ، فى سكة سار، ودفن فى مقبرة شاهنبر «1»، بقرب الشيخ أبى إسحاق الأرموىّ- رحمه الله. 74 - أحمد بن منصور بن راشد الحنظلىّ أبو صالح المروزىّ [1] ذكره الحافظ أبو عبد الله «2»، وقال: «الملقب بزاج، صاحب النّضر بن شميل وراويه، وسمع فى رحلته [إلى] الكوفة الحسين «3» بن علىّ الجعفىّ ومحمدا ويعلى ابنى عبيذ، وبالبصرة عمر بن يونس بن القاسم اليمانىّ وأبا عامر العقدىّ «4» وروح ابن عبادة، وروى عنه مسلم بن أبى طالب». وقال: «مات فى شهر ذى الحجة سنة سبع وخمسين ومائتين».

_ [1]. ترجمته فى تاريخ بغداد 5: 150 - 151، وتلخيص ابن مكتوم 22، وتهذيب الأسماء واللغات 1: 113، وتهذيب التهذيب 1: 82 - 83، وخلاصة تذهيب الكمال 11. والمروزىّ، بفتح الميم والواو، وبينهما راء ساكنة: منسوب إلى مرو الشاهجان، على غير قياس.

75 - أحمد بن محمد بن القاسم بن خذيو أبو رشاد الأخسيكثى [1]

75 - أحمد بن محمد بن القاسم بن خذيو أبو رشاد الأخسيكثىّ [1] الملقب بذى الفضائل. مات فجأة ليلة الأحد الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. وأخسيكث «1»: مدينة من فرغانة، مما وراء النهر، يقال فى اسمها بالتاء والثاء. وكان هو وأخوه «2» أديبين غير مدافعين، شهد لهما بذلك أهل الأدب. قدما مرو، وسكناها إلى أن ماتا بها. وكان ذو الفضائل هذا شاعرا أديبا مصنفا كاتبا، ومرسلا فى ديوان السلاطين، وله تصانيف؛ منها كتاب فى التاريخ، وكتاب فى قولهم: «كذب عليك كذا «3»»، وكتاب زوائد فى شرح سقط الزّند، وغير ذلك. ذكره أبو سعد السمعانىّ «4» فى مشيخته وقال: «كان له الباع الطويل فى معرفة النحو، وكان أكثر فضلاء خراسان قرءوا عليه الأدب، وتلمذوا له. وكانت ولادته فى حدود سنة ستين وأربعمائة». قلت: وله شعر أديب «5»، أكثر منه.

_ [1]. ترجمته فى الأنساب 21 ب، وسلم الوصول 135، واللباب 1: 26، ومعجم الأدباء 5: 52 - 55، ومعجم البلدان 1: 150.

76 - أحمد بن محمد بن جعفر بن مختار الواسطى أبو على النحوى [1]

76 - أحمد بن محمد بن جعفر بن مختار الواسطىّ أبو علىّ النحوىّ [1] الشاهد العدل. أخذ النحو عن أبى غالب محمد بن بشران النحوىّ الواسطىّ «1». توفّى بعد سنة خمسمائة. وروى عنه أبو طاهر السّلفىّ «2» وخميس الحوزىّ «3»، وكان يرتزق بالطحن، له طاحونة بمشرعة التنانيريّين. 77 - أحمد بن محمد بن علىّ أبو محمد العاصمىّ [2] من أهل خراسان. أديب فاضل، تميّز فى النحو والتصريف، وله مصنفات حسان، منها كتاب البهجة شرح المفضليات «4»، وله كتاب المهجة فى أصول التصريف. مولده فى سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. وله شعر كشعر الأدباء، منها أبيات يصف فيها كتابه المهجة استبردتها واسترذلتها، فلم أوردها.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 158، وتلخيص ابن مكتوم 26، ومعجم الأدباء 5: 59 - 62. [2] ترجمته فى ابن مكتوم 26. والعاصمىّ: منسوب إلى عاصم، أحد أجداده.

78 - أحمد بن محمد بن الحداد الهروى [1]

78 - أحمد بن محمد بن الحداد الهروى [1] من أهل هراة. أبو نصر الأديب. كان إماما فى زمنه، مبرّزا فى علم العربية، مقدّما عند أهل بلده بالفضل والمعرفة. قال أبو النصر عبد الرحمن ابن عثمان الفامىّ الهروىّ: أنشدنا أبو النصر أحمد بن محمد الحدّاد الأديب لنفسه: أيابن العلا والمجد لا بل أبوهما ... وحسبهما فخرا بهذا ولا فخر فقل لصروف الدهر ما شئت فافعلى ... فمن عندك السّوءى ومن عندى الصبر 79 - أحمد بن محمود بن عبديل أبو بكر الأديب العبديلىّ [2] من أهل أصفهان. إمام فى الأدب وعلم العربية واللغة، وافر المعرفة، فاضل. وله شعر أجود من شعر الأدباء؛ منه ما قاله فى الحافظ أبى موسى: قلت لسعدى حين ودّعتها: ... كلم فؤادى عند من يوسى «1»؟ فجاوبتنى إذ رأتنى لقى «2» ... من حادثات الدهر مأبوسا «3» عند الإمام الحافظ المقتدى ... الناقد الحبر أبى موسى 80 - أحمد بن محمد بن الجرّاح أبو بكر [3] صاحب أبى بكر الأنبارىّ، وكان يروى أكثر تصانيفه ورواياته عنه. قال هلال بن المحسّن بن إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن هارون «4»: سمعت منه. توفى فى يوم الجمعة الرابع عشر من جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.

_ [1]. ترجمته فى ابن مكتوم 26. والهروىّ: منسوب إلى هراة، وهى مدينة مشهورة بخراسان. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 26. [3] ترجمته فى تاريخ بغداد 5: 81 - 82، وتلخيص ابن مكتوم 22.

81 - أحمد بن مغيث بن أحمد بن مغيث الصدفى [1]

81 - أحمد بن مغيث بن أحمد بن مغيث الصّدفىّ [1] من أهل طليطلة. يكنى أبا جعفر. من جملة علمائها، يعلم علوما كثيرة؛ منها اللغة والإعراب والتفسير وعقد الشروط، «1» وله فيه كتاب حسن، اسمه المقنع. وكان كلفا بجمع المال. توفّى فى صفر سنة «2» سبع وخمسين وأربعمائة. ومولده سنة ست وأربعمائة. 82 - أحمد بن مطرّف الطائىّ اللغوىّ المغربىّ [2] أظنه من الأندلس. كان واسع النّفس فى علم العربية واللغة. صنّف فى اللغة كتابا كبيرا، سمّاه ديوان الكلم. رأيت منه المجلّد العشرين فى الأسماء المعتلّة، فرأيت منه ما يستدلّ به [على] سعة ما عنده من هذا النوع. ولقد حاضرت «3» به يوما الخطيب أبا الحسن علىّ بن أحمد بن جعفر بن عبد الباقى الأموىّ العثمانىّ «4»، من ولد أبان بن عثمان، نزيل قفط، هو وسلفه من قديم- وهو أنبه من رأيت، وأنصف وأعلم بالعربية نحوا ولغة، كثير المحفوظ- فلما سمع كلام الطائىّ هذا وتحقيقه لمواضع مشكلة من اللغة، واتساعه فيما يتصرّف فيه من الكلمات اللغوية على الأصول النحوية قال لى: هذا مثل تصنيف رأيته فى هذا النوع، وقد كان الكلام الذى طالعناه منه: «أسا الجرح يأسوه»، وشاهدنا من اتساعه فى هذا الحرف شيئا لم نشاهده من غيره.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 22، وسلم الوصول 152، والصلة لابن بشكوال 1: 62، وطبقات المفسرين 6، وكشف الظنون 1809. وفى الأصل «أحمد بن شعيب»، وهو تحريف. [2] ترجمته فى تاريخ علماء الأندلس 1: 42 - 43، وتلخيص ابن مكتوم 22 - 23.

83 - أحمد بن موسى الرازى الأندلسى [1]

وقد ذكر الحميدىّ «1» فى علماء الأندلس رجلا يعرف بأحمد بن مطرّف بن عبد الرحمن، وعظّمه بالعلم والفضل والتقدّم عند ولاة الأمور بالأندلس. وذكر وفاته فى سنة نيّف وخمسين وثلاثمائة، فلا أدرى أهو هذا أم لا، ورأيت كتابا فى القراءات معلّلا، ليس بالكبير، لأحمد بن مطرّف الطائىّ؛ يدلّ على فضل وتضلّع من العربية، شاهدته فى حلب يباع فى مجلّدين متوسطين. 83 - أحمد بن موسى الرازىّ الأندلسىّ [1] النحوىّ اللغوىّ الأخبارىّ. كان نحويا لغويا كاتبا بليغا غزير الرواية، حافظا للأخبار، وله كتاب فى أخبار أهل الأندلس، وتواريخ دول الملوك فيها، بلغ الغاية من استيعابه لكلّ ذلك، والتّقصّى فيه. وجدّه من أهل الرىّ، دخل إلى الأندلس وأقام به. توفّى الرازىّ هذا فى رجب سنة أربع وأربعين وثلاثمائة. 84 - أحمد بن معدّ بن عيسى بن وكيل التّجيبىّ الأندلسىّ المعروف بالأقليشىّ [2] المحدّث النحوىّ اللغوىّ، أبو العباس. أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ «2»، أنشدنى أبو العباس أحمد بن معدّ بن عيسى بن وكيل التّجيبىّ الأندلسى بالثغر- يعنى

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 172، وتلخيص ابن مكتوم 23، وطبقات الزبيدىّ 209. والرازىّ: منسوب إلى الرىّ على غير القياس. والرىّ: قصبة بلاد الجبال. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 171، وتلخيص ابن مكتوم 23، وسلم الوصول 152، ومعجم البلدان 1: 313، ونفح الطيب 3: 355 - 356. والأقليشى، بضم الهمزة وسكون القاف وكسر اللام: منسوب إلى أقليش، وهى بلدة من أعمال طليطلة بالأندلس.

الإسكندرية؛ قال: أنشدنى أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيّد اللغوىّ لنفسه بالأندلس: قل لقوم لا يتوبون ... وعلى الإثم يصرّون خفّفوا ثقل المعاصى ... أفلح القوم المخفّون لن تنالوا البر حتّى ... تنفقوا مما تحبون ثم قال السّلفىّ: أبو العباس هذا يعرف بالأقليشىّ. كان من أهل المعرفة باللغات والأنحاء والعلوم الشرعية. ومن جملة أسانيده أبو محمد البطليوسىّ، وأبو الحسن ابن سبيطة الدانىّ وأبو محمد القلنّىّ وآخرون، وله شعر جيد ومؤلّفات حسنة «1»؛ قدم علينا الإسكندرية سنة ست وأربعين وخمسمائة، وقرأ علىّ كثيرا، وتوجّه إلى الحجاز، وبلغنا أنه توفى «2» بمكة- رحمه الله. قال السّلفىّ: ومن شعره: أنشدنى أبو العباس أحمد بن معدّ بن عيسى بن وكيل الأندلسىّ التّجيبىّ لنفسه، وكتب بخطه: كان حقى ألّا أذكّر غيرى ... وأنا ما كفيت شرّى وضيرى غير أنى برحمة الله ربّى ... أرتجى أن يفيدنى كلّ خير قال: وأنشدنى لنفسه: تتحدّر العبرات من أحداقه ... فترى لها فى خدّه آثارا ولربّما امتزجت دما من قلبه ... حتى كأنّ الدمع يطلب ثارا

85 - أحمد بن هبة الله بن العلاء بن منصور المخزومى [1]

85 - أحمد بن هبة الله بن العلاء بن منصور المخزومىّ [1] النحوىّ اللغوىّ، أبو العباس المعروف بابن الزاهد البغداذىّ. كان أحمد هذا أديبا فاضلا، له معرفة بالنحو واللغة والعربية وأشعار العرب وغير ذلك. قرأ على أبى الفضل الأشقر «1» النحوىّ وعلى أبى محمد بن الخشاب «2»، ولازمه مدة، وسمع الحديث، وروى واستفاد الطلبة منه. توفّى يوم الاثنين ثالث عشر رجب، من سنة إحدى عشرة وستمائة، وقد نيّف على الثمانين، وله شعر منه: فما رفع الهندىّ «3» وهو حديدة ... على التّبر إلا ضربه «4» بالمطارق ولو رمت ما راموه بالعلم لم يكن ... وجيههم «5» فى حلبة المجد لاحقى «6» 86 - أحمد بن يحيى بن زيد بن سيّار، أبو العباس النحوىّ الشيبانىّ مولاهم المعروف بثعلب [2] إمام الكوفيين فى النحو واللغة. سمع إبراهيم بن المنذر الحزامىّ، ومحمد بن سلّام الجمحىّ، ومحمد بن زياد الأعرابىّ، وعلىّ بن المغيرة الأثرم، وسلمة بن عاصم، وعبيد الله بن عمر القواريرىّ، والزّبير بن بكّار، وغيرهم.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 172، وتلخيص ابن مكتوم 23 - 24. ومعجم الأدباء 5: 84 - 86. [2] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 11 - 12، وبغية الوعاة 172 - 174، وتاريخ بغداد 5: 204 - 212، وتاريخ أبى الفدا 2: 60، وتاريخ ابن كثير 11: 98 - 99، وتلخيص ابن مكتوم 24 - 25، وتذكرة الحفاظ 2: 214 - 215، وتهذيب الأسماء واللغات 2: 275، وابن خلكان 1: 30، وسلم الوصول 158، وشذرات الذهب 2: 207 - 208،-

روى عنه محمد بن العباس اليزيدىّ، وعلى بن سليمان الأخفش، وإبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدىّ، وأبو بكر الأنبارىّ، وعبد الرحمن بن الزّهرىّ، وأبو عمر الزاهد، وغيرهم. وكان ثقة حجة صالحا ديّنا مشهورا بالحفظ «1» وصدق اللهجة، والمعرفة بالغريب ورواية الشعر القديم، مقدّما عند الشيوخ مد هو حدث. ويقال: إنّ أبا عبد الله الأعرابىّ كان يشكّ فى الشىء فيقول: ما عندك يا أبا العباس فى هذا! ثقة بغزارة حفظه. ولد فى سنة مائتين. وكان يقول: طلبت العربية واللّغة فى سنة ست عشرة ومائتين، وابتدأت بالنظر فى حدود «2» الفرّاء «3» وسنّى ثمان عشرة سنة، وبلغت خمسا وعشرين سنة، وما بقى علىّ مسألة للفرّاء إلا وأنا أحفظها، وأحفظ موضعها من الكتاب، ولم يبق شىء من كتب الفرّاء فى هذا الوقت إلّا قد حفظته. قال: سمعت من عبيد الله بن عمر القواريرىّ مائة ألف حديث. وقال: مات معروف الكرخىّ سنة مائتين، وفيها ولدت.

وقال أبو محمد الزهرىّ: كان لثعلب عزاء ببعض أهله، فتأخرت عنه إذ لم أعلم، ثم قصدته معتذرا؛ فقال لى: يا أبا محمد، ما بك حاجة إلى تكلّف عذر؛ فإنّ الصديق لا يحاسب، والعدوّ لا يحتسب له. وكان لا يتكلّف إقامة الإعراب فى كلامه إذا لم يخش لبسا فى العبارة، وذكر ذلك لإبراهيم الحربىّ «1» - رحمه الله، فقال: أيش «2» يكون إذا لحن فى كلامه! كان هشام النحوىّ يلحن فى كلامه، وكان أبو هريرة يكلّم صبيانه بالنّبطية «3». ودخل عليه رجل جاهل، فقال له: يا أبا العباس، قد هجاك المبرّد، فقال: بماذا؟ فأنشد: أقسم بالمبتسم العذب ... ومشتكى الصّبّ إلى الصبّ لو كتب النحو عن الرّبّ ... ما زاده إلا عمى القلب قال الرازىّ: فقال أبو العباس: أنشدنى من أنشده أبو عمرو بن العلاء: شاتمنى عبد بنى مسمع ... فصنت عنه النّفس والعرضا ولم أجبه لاحتقارى به ... ومن يعضّ الكلب إن عضا «4» قال أبو العباس محمد بن عبيد «5» الله بن عبد الله بن طاهر: [قال لى أبى «6»]: حضرت مجلس أخى محمد بن عبد الله بن طاهر، وحضره أبو العباس أحمد بن يحيى،

وأبو العباس محمد بن يزيد النحوىّ، فقال أخى: قد حضر هذان الشيخان، وإنى أودّ أن أعلم أيّهما أعلم، فاجلس فى الدار الفلانية، واجمع بينهما، واسمع كلامهما. قال: ففعلت ذلك، وتناظرا، ثم عدت إلى أخى، فسألنى عن أمريهما، فقلت: لمّا شرعا فى النظر شاركتهما فى فهم ما قالا، ثم دقّقا، فلم أفهم من كلامهما الدقيق شيئا، وما يعلم أيّهما أفضل إلا من هو أعلم منهما «1». فقال أخى: إنصافك أدقّ من كلامهما. وسئل أبو بكر بن السّراج- رحمه الله: أيّهما أعلم؟ فقال: ما أقول فى رجلين، العالم بينهما! ولما مات المبرّد- رحمه الله- وقف رجل على حلقة أبى العبّاس أحمد ابن يحيى ثعلب، وأنشد: بيت من الآداب أصبح نصفه ... خربا وباقى نصفه فسيخرب مات المبرّد وانقضت أيامه ... ومع المبرّد سوف يذهب ثعلب وأرى لكم أن تكتبوا ألفاظه ... إذ كانت الألفاظ فيما تكتب «2» وذكر أن رجلا سأل ثعلبا عن مسألة فقال: لا أدرى، فقال: مثلك يقول: لا أدرى! فقال: لو أنّ لأمّك عدد ما للا أدرى بعرا لاستغنت «3». وقال ابن عبد الملك التاريخىّ «4»: ثعلب فاروق النحويين، والمعاير على اللّغويين من الكوفيين والبصريين؛ أصدقهم لسانا، وأعظمهم شأنا، وأبعدهم ذكرا؛

وأرفعهم قدرا، وأصحّهم علما، وأوسعهم حلما، وأثبتهم «1» حفظا، وأوفرهم حظا فى الدين والدنيا. وقال المفضّل «2» بن سلمة بن عاصم الضبىّ: رأس أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب النحوىّ، واختلف الناس إليه فى سنة خمس وعشرين ومائتين. وقال ابن عبد الملك التاريخىّ: سمعت إبراهيم الحربىّ- وقد تكلم الناس فى الاسم والمسمّى- يقول: بلغنى أن أبا العباس أحمد بن يحيى النحوىّ قد كره الكلام فى الاسم والمسمّى، وقد كرهت لكم ما كره أحمد بن يحيى؛ ورضيت لكم ولنفسى ما رضى. قال: وسمعت المبرّد يقول: أعلم الكوفيين ثعلب. فذكر له الفرّاء، فقال: لا يعشره «3». قال التاريخىّ: وكان [أبو الصّقر] «4» إسماعيل بن بلبل الوزير الشيبانىّ «5» قد ذكر أبا العباس أحمد بن يحيى للناصر لدين الله الموفّق بالله «6»، فأخرج له رزقا سنيّا سلطانيّا، فحسن موقع ذلك من أهل العلم والأدب، وقال قائلهم لأبى الصّقر [و] «7» أبى العباس، فى أبيات ذكرها:

فيا جبلى شيبان لازلتما لها ... حليفى «1» فخار فى الورى وتفضّل فهذا ليوم الجود والسيف والقنا ... وأنت لبسط العلم غير مبخّل عليك أبا العبّاس «2» كلّ معوّل ... لأنك بعد الله خير معوّل فككت حدود النحو بعد انغلاقه ... وأوضحته شرحا وتبيان مشكل فكم ساكن فى ظلّ نعمتك التى ... على الدهر أبقى من ثبير ويذبل «3» فأصبحت للإخوان بالعلم ناعشا ... وأخصبت منه منزلا بعد منزل وقال بعض الطاهرية «4» يوما لثعلب: لو علمت ما لك من الأجر فى إفادة الناس العلم لصبرت على أذاهم؛ فقال: لولا ذاك ما تعذّبت، ثم أنشد بعد هذا: يعابثن «5» بالقضبان كلّ مفلّج ... به الظّلم «6» لم يفلل لهنّ غروب «7» رضابا كطعم الشّهد يجلو متونه ... من الضّرو «8» أو غصن الأراك قضيب أولئك لولا هنّ ما سقت نضوة «9» ... لحاج ولا استقبلت برد جنوب «10» وقال أبو بكر بن مجاهد «11» المقرئ- رضى الله عنه وأرضاه: قال لى أبو العباس ثعلب: يا أبا بكر، اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه

ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعرى ماذا يكون حالى فى الآخرة! فانصرفت من عنده، فرأيت تلك الليلة النبىّ صلى الله عليه وسلم فى المنام، فقال لى: أقرئ أبا العباس عنى السّلام، وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل. قال أبو عبد الله الروذبارىّ «1»، العبد الصالح، رضى الله [عنه]: أراد أنّ الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل، وأنّ جميع العلوم مفتقرة إليه. مات أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب- رحمه الله- يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين، وكان مولده سنة مائتين، ودفن فى مقبرة باب الشام، وقبره هناك ظاهر معروف. وسئل الرياشىّ حين انصرف من بغداذ إلى البصرة فقال: ما رأيت فيهم أعلم من الغلام المنبّز «2» (أعنى ثعلبا). وكان ثعلب يدرس كتب الفرّاء والكسائىّ درسا، فلم يكن يعلم مذهب البصريين، ولا مستخرجا للقياس، ولا طالبا له؛ وكان يقول: قال الفرّاء، وقال الكسائىّ؛ فإذا سئل عن الحجة والحقيقة لم يأت بشىء. وكان ختنه أبو علىّ «3» الدينورىّ زوج ابنته يخرج من منزله وهو جالس على باب داره يتخطّى أصحابه، ويمضى ومعه محبرته؛ يقرأ كتاب سيبويه على المبرّد فيعاتبه ثعلب على ذلك ويقول له: إذا رآك الناس تمضى إلى هذا الرجل وتقرأ عليه يقولون ماذا؟ فلم يكن يلتفت إلى قوله.

وكان أبو علىّ هذا حسن المعرفة؛ قال له إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم المصعبىّ: يا أبا علىّ، كيف صار محمد [بن] يزيد النحوىّ أعلم بكتاب سيبويه من أحمد بن يحيى ثعلب؟، فقال: لأنّ محمد بن يزيد قرأه على العلماء، وأحمد بن يحيى قرأه على نفسه. وكتب أبو نصر الطوسىّ «1» إلى أبى أحمد «2» من سرّ من رأى يقول: شككا فى حرف كذا وكذا، فصر إلى أبى العبّاس فسله عنه، فإنّه كان أحفظ لما سمعه منا. وكان أبو العباس مع سعة رزقه، وكثرة موجوده ضيّق النفقة، مقتّرا على نفسه، ولم يكن مع علمه موصوفا بالبلاغة، وكان إذا كتب كتابا إلى أحد لم يخرج عن طباع العوام فى كتبهم، فإذا سئل عن علم الكسائىّ والفرّاء نقل العجب. وكان هو ومحمد بن يزيد المبرّد شيخى وقتهما، وكان المبرّد يودّ الاجتماع به والمذاكرة، فيمتنع ثعلب من ذلك. وسئل ختنه الدّينورىّ عن ذلك، فقال: المبرّد حسن العبارة؛ فإذا اجتمعا حكم للمبرّد؛ فإن مذهب ثعلب مذهب المعلمين. قال ثعلب: دخلت يوما إلى محمد بن عبد الله بن طاهر وعنده أبو العباس محمد بن يزيد- وكان محمد بن عيسى وصفه له- فلما قعدت قال لى محمد بن عبد الله: ما تقول فى بيت امرئ القيس: «3» له متنتان خظاتا كما ... أكبّ على ساعديه النّمر

قال ثعلب: فقلت يقال: خظابظا، إذا كان صلبا مكتترا، وصف فرساء وقوله: «كما أكبّ»؛ أى فى صلابة ساعد النّمر إذا اعتمد على يده، والمتن: الطريقة «1» الممتدّة عن يمين الصّلب وشماله. والذى فيه من العربية أنه قال: خظتا، فلما تحرّكت التاء أعاد الألف من أجل الحركة والفتحة. قال: فأقبل محمد بن عبد الله بوجهه على محمد بن يزيد، فقال له: أعز الله الأمير! إنما أراد فى «خظاتا» «2» الإضافة؛ أضاف خظاتا إلى «كما». فقلت له: ما قال هذا أحد. فقال محمد بن يزيد: بل سيبويه يقوله، فقلت لمحمد بن عبد الله: لا والله، ما قال هذا سيبويه قطّ، وهذا كتابه فليحضر، ثم أقبلت على محمد بن عبد الله؛ فقلت: ما حاجتنا إلى كتاب سيبويه! أيقال: مررت بالزيدين صديقى «3» عمرو، فيضاف نعت الشىء إلى غيره؟ فقال محمد بن عبد الله- بصحة طبعه: لا، والله ما يقال هذا- ونظر إلى محمد بن يزيد- فأمسك ولم يقل شيئا. وقمت، ونهض المجلس. قال البصريون: والقول ما قاله المبرّد، وإنما ترك الجواب أدبا مع محمد بن عبد الله بن طاهر لمّا تعجّل اليمين وحلف: لا يقال هذا. وهذا مما يدلّك على أنّ المبرّد كان خبيرا بمجالسة الأجلاء والخلفاء والملوك وآداب صحبتهم. وقال ثعلب: صحبت أحمد بن سعيد بن سلم- وكان ظريفا يشبه الناس- فى سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وفارقته سنة خمس وعشرين ومائتين، وصحبت العباس بن بوكردان «4» إلى سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وصحبت محمد بن عبد الله

ابن طاهر فى هذه السنة أوّل يوم من المحرّم، وصحبته ثلاث عشرة سنة إلى أن توفّى- رحمه الله. وقال: أقعدنى محمد بن عبد الله بن طاهر مع ابنه طاهر، وأفرد لى دارا فى داره، وأقام لنا وصيفة، وكنت أقعد معه إلى أربع ساعات من النهار، وأنصرف إذا أراد الغداء، فنمى ذلك إليه، فوجّه فكسا البهو والأروقة والمجالس الخيش «1»، وأضعف ما كان يعدّ من الألوان والثلج والفاكهة والخوان «2»، فلما حضر وقت الانصراف انصرفت، فنمى ذلك إليه، فقال للخادم الموكّل بطاهر: نمى إلىّ انصراف أحمد بن يحيى فى وقت الطعام والفاكهة، فظننت أنه استقلّ ما كان نحضره، وأنه لم يستطب الموضع، فأضعفنا ما كان يقام، وزدنا «3» فى الخيش، ثم نمى إلىّ أنه قد انصرف بعد ذلك، فتقول له عن نفسك: بيتك أبرد من بيتنا! أو طعامك أطيب من طعامنا! وتقول له عنّى: انصرافك إلى منزلك فى وقت الغداء هجنة «4» علينا. فلما عرّفنى الخادم ذلك أقمت، فكنت على هذا الحال ثلاث عشرة سنة، وكان يتغدّى معنا من يحضر من خاصّته، مثل أبى عون وغيره، وكان يقيم لى مع ذلك كل يوم سبع وظائف «5» من الخبز الخشكار «6»، ووظيفة من الخبز السّميذ «7»، وتسعة

أرطال من اللحم، وعلوفة رأس «1»، وأجرى لى فى الشهر ألف درهم، وكان يتفقّد من يجرى عليه القوت من الخبز واللحم؛ حتى يصل ذلك إليه فى وقته، ولا يتأخر عنه. خلّف ثعلب- رحمه الله- أحدا وعشرين ألف درهم وألفى دينار، ودكاكين بباب الشام؛ قيمتها يومئذ ثلاثة آلاف دينار، فردّ ماله على ابنه وابنته. وأوصى إلى علىّ بن محمد الكوفىّ من تلاميذه، وتقدّم إليه فى دفع كتبه إلى أبى بكر أحمد بن إسحاق بن سعيد القطربّلىّ، فقال إبراهيم الزجّاج للقاسم بن عبيد الله: هذه كتب جليلة فلا تفوتنّك، فأحضر خيران الورّاق، فقوّم ما يساوى عشرة دنانير بثلاثة دنانير، فبلغت أقلّ من ثلاثمائة دينار، [فأخذها القاسم بها] «2». وكان أبو سعيد السكرىّ كثير الكتب جدا، وكتب بخطه [ما] لم يكتبه أحد، وكان إذا لقى الرجال لا يفارقه كتاب، وكان أحمد بن يحيى ثعلب لا يرى بيده كتاب، ويتّكل على حفظه. فأما إقتاره على نفسه، فإنّه كان غاية فيه. قال بعض أصحابه: دخلت عليه يوما، وقد احتجم، وبين يديه طبق فيه ثلاثة أرغفة وخمس بيضات وبقل وخلّ، وهو يأكل؛ فقلت له: يا أبا العباس، قد احتجمت؛ فلو أخذ لك رطل واحد من لحم، فأصلحت به قديرة «3» لكان أصلح، فقال: رطل لحم، وثمن توابل، ومثله أيضا للعيال، ما له معنى! قال ثعلب: دخلت على يعقوب بن السّكّيت، وهو يعمل بعض كتبه، فسألنى عن شىء من الإعراب، فتكلمت فيه، فلم يقع له فهمه، فصحت، فقال: لا تصح، فإنما أريد أن أتعلّم، فاستحييت.

وكان محمد بن عبد الله بن طاهر قد أجرى على ثعلب كما ذكرنا فى كلّ شهر ألف درهم، وعلى خليفته خمسمائة درهم، وعلى ختنه ثلاثمائة درهم. قال ثعلب: سألنى محمد بن زياد الأعرابىّ- رحمه الله: كم لك من الولد؟ فقلت: ابنة، وأنشدته «1»: لولا أميمة لم أجزع من العدم ... ولم أجب فى الليالى حندس الظّلم «2» تهوى حياتى وأهوى موتها شفقا ... والموت أكرم نزّال على الحرم وكان ثعلب لا يكاد يجتمع مع المبرّد فى مجلس، للسبب الذى تقدّم ذكره، فإذا تلاقيا فى الطريق تواقفا وتساءلا- رحمهما الله. وكانت بنت أبى العباس قد استهلكت له ألف دينار من ألفى دينار، فطالبها بذلك أشدّ مطالبة، وأغلظ لها، وجمع عليها أصحابه، وناظرها بحضرتهم، فقالت له من وراء السّتر: أنت أعرف بموضع الدنانير، كان الوقت صيفا كما علمت، وكنت تخرج عنا بكرا «3»؛ فإذا انتصف النهار ترجع إلينا؛ فتخلع ثيابك، وتقول: عندكم شىء نأكله؟ فتخرج إليك الجارية مائدة، عليها أرغفة سميذ؛ وقطعة من جدى أو دجاجة، أو بذج «4»، وفضلة من جام «5»، حلواء، فتأكل من ذلك، ولا تقول: من أين لكم هذا، فلا يزال ذلك دأبك، ولا تسأل عمّا يقدّم إليك، ولا عمّا ترى من الفاكهة والطّيبات؛ يا أصحابه، قولوا له: تلك الدنانير ذهبت فيما كنت تأكله ولا تسأل عنه؛ نأكل ونطعمك. فافترقا، وقد أوجبت عليه الحجّة، ولم يصل منها إلى درهم واحد.

وكان أبو العباس فى آخر عمره قد ثقل سمعه، وساء خلقه، ولمّا مات دفن فى باب الشام، فى حجرة اشتريت له، وبنيت بعد ذلك. وكان سبب وفاته- كما شاء الله- أنه كان يوم جمعة قد انصرف من الجامع بعد صلاة العصر، وكان يتبعه جماعة من أصحابه إلى منزله، فلما صار إلى درب بناحية باب الشام اتّفق أن ابنا لإبراهيم بن أحمد البادرانىّ «1» يسير على دابة، وخلفه خادم على دابة، وقد قلق واضطرب، وكان أبو العباس هذا قد صمّ، ما يكاد يسمع الكلام إلا بعد تعب، وكان فى يده دفتر ينظر فيه، وقد شغله عما سواه، فصدمته دابّة الخادم، وهو لا يسمع حسّها لصممه، فسقط على رأسه فى هوّة من الطريق قد أخذ ترابها، فلم يقدر على القيام، فحمل إلى منزله، وهو كالمختلط يتأوّه من رأسه، وكان سبب وفاته من ذلك- رحمه الله. قال ثعلب- رحمه الله: رأيت المأمون لمّا قدم من خراسان، وذلك سنة أربع ومائتين، وقد خرج من باب الحديد، وهو يريد قصر الرّصافة، والناس صفان إلى المصلّى. قال: فحملنى أبى على يده، فلما مر المأمون رفعنى على يده، وقال لى: هذا المأمون، وهذه سنة أربع، فحفظت ذلك عنه إلى الساعة، وكان سنى يومئذ أربع سنين. وله من الكتب والتصنيف: كتاب المصون. كتاب اختلاف النحويين «2». كتاب معانى القرآن. كتاب الموفّقى «3» فى مختصر النحو. كتاب ما تلحن فيه العامة. كتاب القراءات. كتاب معانى الشعر.

87 - أحمد بن يحيى بن سهل بن السرى أبو الحسين الطائى المنبجى [1]

كتاب التصغير. كتاب ما ينصرف وما لا ينصرف أو كتاب ما يجرى وما لا يجرى. كتاب الشواذ. كتاب الأمثال «1». كتاب الأيمان. كتاب الوقف والابتداء. كتاب استخراج الألفاظ [من الأخبار] «2». كتاب الهجاء. كتاب الأوسط «3». كتاب إعراب القرآن. كتاب المسائل. كتاب حدّ النحو. كتاب تفسير كلام ابنة الخسّ «4». كتاب المجالس «5». 87 - أحمد بن يحيى بن سهل بن السّرىّ أبو الحسين الطائىّ المنبجىّ [1] الشاهد المقرئ النحوىّ. سكن دمشق، وكان وكيلا فى الجامع، وروى بها عن عدّة من المشايخ الذين روى عنهم، وروى عن الأدباء اللغويين، منهم

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 172، وتلخيص ابن مكتوم 24، ومعجم الأدباء 5: 150 - 151. والمنبجىّ، بفتح الميم وسكون النون وكسر الباء: منسوب إلى منبح إحدى بلاد الشام.

88 - أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان بن المهاجر المصرى مولى قيسبة بن كلثوم السومى [1]

أبو العباس «1» أحمد بن فارس، وتوفّى بدمشق سنة خمس عشرة وأربعمائة، ووثّقوه فى روايته. 88 - أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان بن المهاجر المصرىّ مولى قيسبة بن كلثوم السّومىّ [1] يكنى أبا عبد الله. كان عالما بالشعر والأدب والأخبار وأيام الناس والأنساب والفقه. وكان يجالس عبد الله بن وهب، وكان مولده فى سنة إحدى وسبعين ومائة. وتوفّى فى شوّال سنة خمسين ومائتين فى حبس ابن المدبّر صاحب الخراج- لخراج كان عليه- ودفن يوم الأحد لاثنتين وعشرين ليلة خلت من شوّال. 89 - أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهانىّ أبو جعفر النحوىّ المعروف ببزرويه [2] غلام نفطويه. أصبهانىّ سكن بغداذ. روى عن أبى خليفة الفضل بن الحباب، ومحمد بن العباس اليزيدىّ، وتصدّر لإقراء النحو والعربية إلى أن مات فى رجب سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. ذكر ذلك أبو بكر بن شاذان.

_ [1]. ترجمته فى الأنساب 318 ا، وبغية الوعاة 174، وتلخيص ابن مكتوم 25، وتهذيب التهذيب 1: 89، وخلاصة تذهيب الكمال 12، واللباب 1: 578، ومعجم الأدباء 5: 149 - 150. والسومىّ، بفتح السين المشدّدة وسكون الواو: منسوب إلى بنى سوم، قبيلة يمنية. وفى اللباب: «مولى بشر بن كلثوم السومىّ». [2] ترجمته فى بغية الوعاة 175، وتاريخ بغداد 5: 226، وتلخيص ابن مكتوم 25 - 26، ومعجم الأدباء 5: 152 - 153، ونزهة الألباء 365. و «برزويه» كعمرويه يوافق ما فى معجم الأدباء وبغية الوعاة، وتاريخ بغداد. وفى الأصل «بزويه».

90 - أحمد بن عبد الله بن شبيل بن الردينى أبو رياش بن أبى هاشم القيسى الربعى اللغوى اليمامى [1]

90 - أحمد بن عبد الله بن شبيل بن الرّدينىّ أبو رياش بن أبى هاشم القيسىّ الرّبعىّ اللغوىّ اليمامىّ [1] هكذا نقلت نسبه. واليمامة: مدينة بالبادية من بلاد العوالى، «1» وكان من المتوسّعين فى الحفظ، حتى قيل إنه حفظ من اللغة خمسة آلاف ورقة، ومن الشعر عشرة آلاف بيت، وله شعر كان يحذو فيه حذو الأوائل. وكان بينه وبين ابن لنكك «2» البصرىّ ملاحاة شديدة، وعداوة متباينة، وهجاه ابن لنكك، ولم يجبه أبو رياش، وكان منقطعا إلى الوزير أبى محمد الحسن بن محمد المهلّبىّ. وتوفّى فى سنة خمسين وثلاثمائة. ومن شعره يمدح أبا حامد ورقاء بن محمد بن ورقاء الشيبانىّ من قصيدة: إلى ماجد لم يبق فى الأرض مشرق ... ولا مغرب إلّا له فيه حامد فتى من بنى شيبان أوفى به العلا ... فأشرف خال لا يسامى ووالد ومنها: ترى الناس أفواجا إليه لكلّهم ... عليه من المعروف حاد وقائد فما ضلّ منتاب «3» ولا خاف عائذ ... ولا ذيد «4» هيمان ولا خاب رائد جميل المحيّا يجعل المال جنّة ... لأعراقه ما وحّد الله ساجد

_ [1]. سبق أن ترجم له المؤلف فى هذا الجزء برقم 5 ص 60 باسم: «أحمد بن إبراهيم الشيبانىّ أبى رياش اللغوىّ»، وترجم له أيضا فى باب الكنى. والأخبار التى أوردها متفرقة فى التراجم الثلاث ذكرها ياقوت مجتمعة فى ترجمة واحدة. انظر معجم الأدباء (2: 123 - 131).

91 - أحمد بن عبد الله بن عبد الجليل التدميرى الأندلسى اللغوى أبو العباس [1]

91 - أحمد بن عبد الله بن عبد الجليل التّدميرىّ الأندلسىّ اللغوىّ أبو العباس [1] من أماثل النحاة واللغويين، عالم بالعربية واللغة، أديب فاضل، يدلّ على فضله شرحه لمقصورة أبى بكر بن دريد، فإنه أودعها علما جمّا من أنواع علم العربية، حتى إنه لم يشرحها أحد من العلماء كشرحه، وله فى خطبتها شعر يمدح به من صنّفها له، ومنه: إمام همام ما استمرّت مريرة «1» ... من الأمر إلا منذ كان أميره 92 - إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق الغزّال الهمذانىّ اللغوىّ [2] كان من أئمة اللّغة والعربية، وفيه فضل وأدب. أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ فى إجازته العامّة. قال: أنشدنى أبو القاسم الحسن بن الفتح بن حمزة الهمذانىّ قال: أنشدنى إبراهيم بن عبد الله الغزّال اللّغوىّ لنفسه، وكان يتبجّح «2» بهما: والبرق فى الديجور أهطل مزنة «3» ... أبدت نباتا أرضه كالزّرنب «4» فوجدت بحرا فيه نار فوقه ... غيم يرى فيه كليل الغيهب «5»

_ [1]. لم أعثر له على ترجمة، ولم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص؛ ولكنى وجدت فى بغية الوعاة ص 138، وسلم الوصول ص 93، والمعجم لابن أبار ص 41، وكشف الظنون ص 508، 604، 1273 ترجمة لأحمد بن عبد الجليل بن عبد الله أبو العباس التدميرىّ، وذكروا له من المصنفات: التوطئة فى النحو، وشرح أبيات الجمل، وشرح الفصيح. ولم يذكر واحد من هؤلاء أنه شرح مقصورة ابن دريد، ولم يذكره صاحب كشف الظنون فيمن شرحوها. والتدميرىّ: منسوب إلى تدمير، وهى من بلاد الأندلس، ضبطها ياقوت بضم التاء، وضبطها السمعانىّ وابن الأثير فى اللباب بالفتح. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 182، ومعجم الأدباء 1: 202، ولم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص.

93 - إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير بن عبد الله بن ديسم أبو إسحاق الحربى [1]

93 - إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير بن عبد الله بن ديسم أبو إسحاق الحربىّ [1] العالم الكامل، الفاضل، اللغوىّ، المحدّث. ولد فى سنة ثمان وتسعين ومائة. روى عن العالم الجمّ من العلماء، وروى عنه من الأدباء أبو بكر بن الأنبارىّ النحوىّ، [و] أبو عمر الزاهد صاحب ثعلب. وكان إماما فى العلم، رأسا فى الزهد، عارفا بالفقه، بصيرا بالأحكام، حافظا للحديث، قيّما بالأدب، جمّاعا للّغة. وصنّف كتبا كثيرة؛ منها: غريب الحديث، وهو أجلّ كتاب، وأكبر ما صنّف فى هذا النوع. «1» وكان أصله من مرو. قال: أمّى تغلبيّة، وكان أخوالى نصارى أكثرهم. وصحبت قوما من الكرخ على الحديث «2» - وعندهم ما جاز قنطرة العتيقة «3» من الحربيّة- فسمونى «الحربىّ» بذلك.

_ [1]. ترجمته فى الأنساب 162 ا، وبغية الوعاة 178، وتاريخ بغداد 6: 27 - 40، وتاريخ أبى الفدا 2: 58، وتاريخ ابن كثير 11: 79، وتلخيص ابن مكتوم 27، وشذرات الذهب 2: 190، وصفة الصفوة 2: 228 - 232، وطبقات الشافعية 2: 26 - 27، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 163 - 164، وفهرست ابن النديم 231 - 232، وفوات الوفيات 1: 4 - 5، وكشف الظنون 1205، 1424، ومرآة الجنان 2: 209 - 210، ومعجم الأدباء 1: 112 - 129، ومعجم البلدان 3: 245، والنجوم الزاهرة 3: 116، ونزهة الألباء 276 - 278. والحربىّ، بفتح الحاء: منسوب إلى الحربية، وهى محلة كبيرة ببغداد.

وورث أموالا كثيرة، فأنفقها على طلب الحديث. ومن زهده أنّه ما احتفل فى ملبسه ولا فى مأكله يوما قطّ، ولا شكا مرضا يجده إلى أحد من أهله. وأقام سنين ينظر بفرد عين، وما أعلم أحدا بذلك، وأفنى من عمره ثلاثين سنة لا يأكل سوى رغيفين؛ إن جاءته أمّه وأخته بهما، وإلا بات جوعان «1». واقتنع ثلاثين أخرى برغيف فى كلّ يوم، إن جاءه أكل، وإلا بات جوعان، وربّما مشى قطعة من زمانه بنصف رغيف وأربع عشرة تمرة. وغابت امرأته عنه عند بنته زائرة لمرضها، فكانت مؤنته فى الشهر بدرهم ودانقين «2» ونصف. واشترى صابونا، ودخل الحمام بدانقين، فقامت نفقة الشهر- وهو رمضان- بدرهم وأربعة دوانق [ونصف]. وقال: «3» ما كنا نعرف من هذه الصّباغ «4» شيئا سوى باذنجانة مشوية، أو لعيقة بنّ، «5» أو باقة فجل. وما تروّح بمروحة قط، ولا روّح، ولا أكل من شىء واحد فى يوم مرتين. وجاء إنسان «6» إلى إبراهيم الحربىّ يشكو إليه ضائقة أدركته؛ فقال له إبراهيم: لا تقنط؛ فإن مع العسر يسرا، ولقد ضقت مرة حتى عدمنا القوت، فقالت لى امرأتى: إن الصبيّين لا يصبران على ما نصبر عليه، فأعطنى شيئا من كتبك

نبعه، ونتفرّج به، فشحّت نفسى بالكتب، وقلت لها: أمهلينى «1» بقيّة اليوم والليلة، فالله مرجوّ الفرج، فما دخل الليل حتى دقّ الباب، فقلت: من؟ قال: رجل، قلت: ادخل. قال أطف «2» السراج؛ قال: فكببت على السراج شيئا، ودخل فوضع شيئا كان معه إلى جانبى، [وانصرف] «3»، فرفعت الغطاء عن السّراج، فإذا شىء ملفوف، فكشفته فإذا هى أطعمة، وإذا فيها قرطاس فيه خمسمائة درهم، فقلت للمرأة: أنبهى الصّبيّين ليأكلا، وأوفى ما علينا من دين. فلما أصبحت جلست على باب الدار، وإذا رجل معه جملان محمّلان، وكان الحاجّ» الخراسانىّ قد قدم، وهو يسأل عن بيت إبراهيم الحربىّ، فقلت له: أنا إبراهيم، فقال: قد سيّر إليك رجل من خراسان هذين الحملين، وهما ورق خراسانىّ، فقلت: من هو؟ فقال: قد أحلفنى ألّا أذكر لك اسمه، فأخذتهما منه، ودعوت الله لمرسلهما وللحامل. وسيّر إليه المعتضد «5» عشرة آلاف درهم، فلم يقبلها، فقيل له: فرّقها فى جيرانك، فقال للرسول: قل لأمير المؤمنين: هذا مال ما تعبنا فى جمعه، فلا نتعب فى تفريقه، فإن تركنا أمير المؤمنين، وإلا رحلنا من جواره. وسيّر إليه المعتضد وهو مريض ألف دينار، فلم يقبلها وردّها، فخاصمته بنته، فقال لها: أتخشين إذا متّ الفقر؟ فقالت: نعم. قال لها: فى تلك الزاوية اثنا عشر ألف جزء حديثية ولغويّة وغير ذلك، كتبتها بخطّى، فبيعى منها كلّ يوم جزءا بدرهم. ومن له اثنا عشر ألف درهم ليس بفقير!

94 - إبراهيم بن إسماعيل الطرابلسى اللغوى المغربى الإفريقى المعروف بابن الأجدابى [1]

وقال ثعلب: ما فقدت إبراهيم الحربىّ من مجلس لغة أو نحو خمسين سنة. وقال له رجل- وقد رأى كتبه: كيف قويت على جمعها؟ فغضب إبراهيم وقال: بلحمى ودمى، وبلحمى ودمى!. ومات إبراهيم الحربىّ- رحمه الله- يوم الاثنين لسبع بقين من ذى الحجة، ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من ذى الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين. وصلّى عليه يوسف بن يعقوب القاضى فى شارع باب الأنبار، وكان الجمع كثيرا جدا. وكان يوم مطر، وحمل ودفن فى بيته. 94 - إبراهيم بن إسماعيل الطرابلسىّ اللغوىّ المغربىّ الإفريقىّ المعروف بابن الأجدابىّ [1] من أهل اللغة، وممن تصدّر فى بلده، واشتهر بالعلم. وأجدابية «1»: قرية من قرى إفريقية ينسب سلفه إليها، وكانت له يد جيّدة فى اللغة وتحقيقها وإفادتها، وهو متأخر، وصنّف فى اللغة مقدّمة لطيفة، سماها كفاية المتحفّط يشتغل بها الناس فى الغرب ومصر «2». 95 - إبراهيم بن أحمد بن محمد أبو إسحاق الطبرىّ النحوىّ [2] يعرف بتيزون «3». كان من أهل الفضل والأدب، وسكن بغداذ، وصحب أبا عمر الزاهد صاحب ثعلب، وأخذ عنه وعن غيره علما كثيرا «4». وذكر أبو القاسم بن

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 178، وتلخيص ابن مكتوم 27، وكشف الظنون 1399، 1500، ومعجم الأدباء 1: 130، ومعجم البلدان 1: 123. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 177، وتاريخ بغداد 6: 17، ومعجم الأدباء 1: 109 - 111، ونزهة الألباء 405 - 406.

96 - إبراهيم بن السرى بن سهل أبو إسحاق الزجاج النحوى [1]

الثّلّاج أنه حدّثه عن إبراهيم بن عبد الوهاب الأبزارىّ «1» الطبرىّ صاحب أبى حاتم السّجستانىّ، وكان يكتب خطا حسنا صحيحا، ينافس فى تحصيله الرّغبة فى الأدب. نقلت من خط ابن الرّزّاز «2» البغداذىّ فى الوفيات التى جمعها «وفيها- يعنى سنة خمس وخمسين وثلاثمائة- توفى أبو إسحاق الطبرىّ النحوىّ- يعرف بتيزون- وذلك فى جمادى الأولى». 96 - إبراهيم بن السرىّ بن سهل أبو إسحاق الزّجّاج النحوىّ [1] صاحب كتاب معانى القرآن «3». كان من أهل الفضل والدين، حسن الاعتقاد، وله مؤلّفات حسان فى الأدب. قال أبو محمد بن درستويه النحوىّ: حدّثنى الزّجاج قال: كنت أخرط الزّجاج، فاشتهيت النحو، فلزمت المبرّد لتعلّمه- وكان لا يعلّم مجانا، ولا يعلّم

_ [1]. ترجمته فى أخبار النحويين البصريين للسيرافىّ 108، وإشارة التعيين الورقة 2، والأنساب 272 ا، وبغية الوعاة 179 - 180، وتاريخ بغداد 6: 89 - 95، وتاريخ أبى الفدا 2: 72، وتاريخ ابن كثير 11: 148 - 149، وتلخيص ابن مكتوم 28 - 29، والتهذيب للأزهرىّ 1: 13، وتهذيب الأسماء واللغات 2: 170 - 171، وابن خلكان 1: 11 - 12، وروضات الجنات 44 - 45، وسلم الوصول 18، وشذرات الذهب 2: 259 - 260، وطبقات الزبيدىّ 81 - 82، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 165 - 168، والفهرست 60 - 61، وكشف الظنون 575، 723، 1391: 1399، 1428، 1438، 1445، 1446، 1447، 1451، 1459 1980، واللباب: 1: 397، ومراتب النحويين 136، والمزهر 2: 409، 420، 465، ومعجم الأدباء 1: 130 - 151، والنجوم الزاهرة 3: 208، ونزهة الألباء 308 - 312.

بأجرة إلا على قدرها- فقال لى: أىّ شئ صناعتك؟ قلت: ألخرط الزجاج، وكسبى فى كل يوم درهم ودانقان، أو درهم ونصف، واريد أن تبالغ فى تعليمى، وأن أعطيك كلّ يوم درهما، وأشرط لك أنى أعطيك إياه أبدا، إلى أن يفرق الموت بيننا: استغنيت عن التعليم أو احتجت إليه. قال: فلزمته، وكنت أخدمه «1» فى أموره مع ذلك، فأعطيه الدرهم، فينصحنى فى العلم حتى استقللت، فجاءه كتاب بعض بنى مارمة «2» من الصّراة «3»، يلتمسون معلّما نحويّا لأولادهم، فقلت: أسمنى لهم، فأسمانى، فخرجت، فكنت أعلّمهم، وأنفذ إليه فى كل شهر ثلاثين درهما، وأتفقّده بعد ذلك بما أقدر عليه. ومضت مدة على ذلك، فطلب منه عبيد الله بن سليمان «4» مؤدّبا لابنه القاسم. فقال له: لا أعرف لك إلا رجلا زجّاجا بالصّراة، مع بنى مارمة. قال: فكتب إليهم عبيد الله، فاستنزلهم عنى، فنزلوا له، فأحضرنى، وأسلم القاسم إلىّ. فكان ذلك سبب غناى، وكنت أعطى المبرّد ذلك الدرهم فى كلّ يوم إلى أن مات، ولا أخليه من التفقّد معه بحسب طاقتى. وحكى أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن عيّاش القاضى: حدثنى أبو إسحاق الزّجاج قال: كنت أؤدّب القاسم «5» بن عبيد الله فأقول له: إن بلّغك الله مبلغ أبيك، وولّيت الوزارة ماذا تصنع بى؟ فيقول: ما أحببت، فأقول له: تعطنى عشرين ألف

دينار- وكانت غاية أمنيّتى- فما مضت إلا سنون حتى ولى القاسم الوزارة، وإنّى على ملازمتى له، وقد صرت نديما له، فدعتنى نفسى إلى إذكاره بالوعد؛ ثم هبته، فلما كان فى اليوم الثالث من وزارته قال لى: يا أبا إسحاق، لم أرك أذكرتنى بالنّذر! فقلت: عوّلت على رعاية الوزير- أيّده الله- وأنّه لا يحتاج إلى إذكار لنذر عليه فى أمر خادم واجب الحق، فقال لى: إنه المعتضد، ولو لاه «1» ما تعاظمنى دفع ذلك كلّه إليك فى مكان واحد، ولكن أخاف أن يصير لى معه حديث، فاسمح لى بأخذه متفرّقا، فقلت: يا سيدى افعل. فقال: اجلس للناس، وخذ رقاعهم فى الحوائج الكبار؛ واستجعل «2» عليها، ولا تمتنع من مسألتى شيئا تخاطب فيه، صحيحا كان أو محالا، إلى أن يحصل لك مال النّذر. قال: ففعلت ذلك، وكنت أعرض عليه كلّ يوم رقاعا، فيوقّع فيها، وربما قال لى: كم ضمن لك على هذا؟ فأقول: كذا وكذا، فيقول: غبنت! هذا يساوى كذا وكذا، ارجع فاستردّ، فأراجع القوم، فلا أزال أماكسهم «3» ويزيدوننى، حتى أبلغ الحدّ الذى رسمه. قال: وعرضت عليه شيئا عظيما، فحصلت عندى عشرين ألف دينار وأكثر منها فى مديدة. فقال لى بعد شهور: يا أبا إسحاق، حصل مال النّذر؟ فقلت: لا، فسكت، وكنت أعرض عليه؛ فيسألنى فى كل شهر أو نحوه: هل حصل المال؟ فأقول: لا، خوفا من انقطاع الكسب، إلى أن حصل عندى ضعف ذلك المال. وسألنى يوما، فاستحييت من الكذب المتّصل، فقلت: قد حصل ذلك ببركة الوزير، فقال: فرّجت والله عنى، فقد كنت مشغول القلب إلّا أن يحصل لك.

قال: ثم أخذ الدواة، فوقّع لى إلى خازنه بثلاثة آلاف دينار صلة، فأخذتها، وامتنعت أن أعرض عليه شيئا، ولم أدر كيف أقع منه، فلما كان من غد جئته، وجلست على رسمى، فأومأ إلىّ: هات ما معك؛ يستدعى منى الرّقاع على الرسم، فقلت: ما أخذت من أحد رقعة؛ لأن النّذر قد وقع الوفاء به- ولم أدر كيف أقع من الوزير- فقال: يا سبحان الله! أترانى كنت أقطع عنك شيئا قد صار لك عادة، وعلم به الناس، وصارت لك به منزلة عندهم وجاه، وغدوّ إلى بابك ورواح، ولا يعلم سبب انقطاعه، فيظنّ ذلك لضعف جاهك عندى، أو تغيّر رتبتك! اعرض علىّ على رسمك، وخذ بلا حساب. فقبّلت يده، وباكرته من غد بالرقاع، فكنت أعرض عليه كلّ يوم شيئا إلى أن مات، وقد تأثّلت حالى هذه- رحمه الله. قال أبو على الفارسىّ: دخلت مع شيخنا أبى إسحاق الزجّاج على القاسم بن عبيد الله الوزير، فورد إليه خادم، وسارّه بشىء استبشر له، ثم تقدّم إلى شيخنا أبى إسحاق بالملازمة إلى أن يعود، ثم نهض، فلم يكن بأسرع من أن عاد، وفى وجهه أثر الوجوم «1»، فسأله شيخنا عن ذلك، لأنس كان بينه وبينه، فقال له: كانت تختلف إلينا جارية لإحدى المغنيات، فسمتها «2» أن تبيعنى إياها، فامتنعت من ذلك، ثم أشار عليها أحد من ينصحها بأن تهديها إلىّ، رجاء أن أضاعف لها ثمنها، فلما وردت أعلمنى الخادم بذلك، فنهضت مستبشرا لافتضاضها، فوجدتها قد حاضت، فكان منّى ما ترى. فأخذ شيخنا الدواة من بين يديه وكتب: فارس ماض بحربته ... حاذق بالطّعن فى الظّلم رام أن يدمى فريسته ... فاتّقته من دم بدم

وذكر أنه جرى بين الزّجاج وبين «1» مسينة- وكان من العلماء- شرّ استحكم حتى خرج الزّجاج إلى حدّ الشتم، فكتب إليه مسينة: أبى الزجّاج إلا شتم عرضى ... لينفعه فآثمه «2» وضرّه وأقسم صادقا ما كان حرّ ... لينطق لفظه فى شتم حرّه ولو أنى كررت لفرّ منى ... ولكن للمنون علىّ كرّه فأصبح قد وقاه الله شرّى ... ليوم لا وقاه الله شرّه فلما اتصل هذا بالزجاج قصده معتذرا إليه، وسأله الصفح. واجتاز يوم نيروز بشارع الأنبار راكبا، فصبّ عليه بعض الصبيان ماء، فأنشأ يقول، وهو ينفض رداءه من الماء: إذا قلّ ماء الوجه قلّ حياؤه ... ولا خير فى وجه إذا قلّ ماؤه وسأل الجماعة «3»، فقيل هو الزجّاج. قال أبو الفتح عبيد الله بن أحمد النحوىّ: توفّى أبو إسحاق إبراهيم بن السرىّ الزجّاج النحوىّ فى جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. وقال غيره مات يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من الشهر، وقيل: توفى ببغداذ فى سنة ست عشرة وثلاثمائة، وقد أناف على الثمانين. وكان الزجّاج نديما للمكتفى. وقال الأوارجىّ «4» الكاتب: وحدّثنى بعض أصحابنا أن الزجّاج قال: لازمت خدمة عبيد الله بن سليمان الوزير ملازمة قطعتنى عن أبى العباس المبرّد وعن برّه

وإجرائى عليه ما كان تعوّده منى، ثم مضيت إليه يوما، فقال لى: هل يقع حسد الإنسان إلا من نفسه؟ فقلت: لا، قال: فما معنى قول الله عز وجل: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ، فلم أدر ما وجه ذلك، فقال: ينبغى أن تعلم أن هاهنا أشياء قد بقيت عليك، فاعتذرت إليه، ووعدته بالرجوع إلى ما تعوّده منى «1». وكانت «2» درجة الزجاج قد ارتفعت، ونادم المعتضد. وسبب اتصاله به أن بعض الندماء وصف للمعتضد كتاب جامع النطق الذى عمله محمد «3» النّديم، وهو محمد بن يحيى [بن أبى عبّاد] «4»، ويكنى أبا جعفر، واسم أبى عباد «5» جابر «6» بن يزيد بن الصباح العسكرىّ، وكان حسن الأدب، ونادم المعتضد، وجعل كتابه جداول، فأمر المعتضد قاسم بن عبيد الله أن يتطلّب من يفسّر تلك الجداول، فبعث إلى ثعلب، وعرضه عليه، فلم يتوجّه إلى حساب الجداول، وقال: لست أعرف هذا، فأعطى للزجاج ففكّه، وتقدّم به، وصار له به رزق فى الفقهاء، ورزق فى الندماء «7».

وله من التصانيف كتاب ما فسّر من جامع النطق. كتاب معانى القرآن. كتاب الاشتقاق. كتاب القوافى. كتاب العروض. كتاب الفرق. كتاب خلق الإنسان. كتاب خلق الفرس. كتاب مختصر فى النحو. كتاب فعلت وأفعلت. كتاب ما ينصرف وما لا ينصرف. كتاب شرح أبيات سيبويه. كتاب النوادر. كتاب الأنواء. وذكر أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدىّ الأصل، البصرىّ المنشأ، أحد أئمة الأدب، قال: حدّثنى أبو إسحاق الزجّاج، قال: كنا ليلة بحضرة القاسم بن عبيد الله نشرب- وهو وزير- فغنّت بدعة جارية عريب: أدّل فأكرم به من مدلّ ... ومن ظالم لدمى مستحلّ إذا ما تعزّز قابلته ... بذلّ وذلك جهد المقلّ فأدّت فيه صنعة حسنة جدا، فطرب القاسم عليه طربا شديدا لجودة الصنعة والشعر، وأفرط، فقالت له بدعة: يا مولاى! إن لهذا الشعر خبرا حسنا، أحسن منه، قال: وما هو؟ قال: هو لأبى خازم القاضى. قال: فعجبنا من ذلك؛ من شدّة تقشف أبى خازم وورعه وتقبّضه «1»، فقال الوزير: بالله يا أبا إسحاق، اركب إلى أبى خازم، واسأله عن هذا الشعر وسببه، فباكرته، وجلست حتى خلا وجهه، ولم يبق إلا رجل بزىّ القضاة، عليه قلنسوة، فقلت له: بيننا شىء أقوله على خلوة، فقال: ليس هذا ممّن أكتمه شيئا، فقصصت عليه الخبر، وسألته عن الشعر والسبب، فتبسم، وقال: هذا شىء قلته فى الحداثة، فى والدة هذا- وأومأ إلى القاضى الجالس، وإذا هو ابنه- وكنت إليها مائلا، وكانت لى مملوكة، فأمّا الآن فلا عهد لى بمثله منذ سنين، ولا عملت شعرا منذ دهر طويل، وأنا أستغفر الله مما مضى.

97 - إبراهيم بن سفيان الزيادى [1]

قال: فوجم الفتى حتى ارفضّ عرقا، وعدت إلى القاسم فأخبرته، فضحك من خجل الابن، وكنّا نتعاود ذلك زمانا. 97 - إبراهيم بن سفيان الزّيادىّ [1] ورأيت فى بعض كتب المغاربة «سفيان»، وقد سماه «شقيرا»، وهو تصحيف، وإنما هو سفيان الزيادىّ أبو إسحاق النحوىّ. قال أبو العباس المبرّد: هو أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان بن سلم بن [أبى] «1» بكر ابن عبد «2» الرحمن بن زياد بن أبيه. هكذا نسبه المبرّد. وكان الزيادىّ قرأ كتاب سيبويه ولم يتممه. وقرأ على الأصمعىّ، وعلى غيره. قال الزيادىّ: قرأت على الأصمعىّ هذا البيت: «3» أغنيت شأنى فأغنوا اليوم شأنكم «4» ... واستحمقوا فى مراس الحرب أو كيسوا «5» فصحّفت، فقلت: «أغنيت شاتى»، فقال الأصمعىّ: «فاغنوا اليوم تيسكم». قال ابن السّكّيت: قال أبو الحسن: «6» الزيادىّ نسيج وحده، «7» الذى ينفرد برأيه، ولا يكاد يخطئ؛ وهو مدح من مدائح الرجال.

_ [1]. ترجمته فى أخبار النحويين البصريين للسيرافىّ 88 - 89، والأنساب 283 ا، وبغية الوعاة 181، وتلخيص ابن مكتوم 29، وطبقات الزبيدىّ 69، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 169 - 170، والفهرست 58، وكشف الظنون 501، 1427، 1467، واللباب 1: 515، ومراتب النحويين 122، والمزهر 2: 408، ومعجم الأدباء 1: 158 - 161، ونزهة الألباء 269. وذكر ياقوت أن وفاته كانت سنة 249.

98 - إبراهيم بن زادرة أبو إسحاق السجلماسى [1]

وقال محمد بن إسحاق النديم فى كتابه: «1» «الزيادىّ، هو أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان ابن أبى بكر بن عبد الرحمن بن زياد بن أبيه، قرأ على الأصمعىّ وغيره من العلماء». وله من الكتب: كتاب إخراج نكت كتاب سيبويه. كتاب الأمثال. كتاب النّقط والشكل. كتاب تنميق الأخبار. كتاب أسماء السحاب والرياح والأمطار. 98 - إبراهيم بن زادرة أبو إسحاق السّجلماسىّ [1] كان من العلماء المتقدّمين فى علم النحو واللغة، أديبا فاضلا، وله شعر. أنبأنا الحافظ أبو طاهر السّلفىّ فى إجازته العامة قال: «2» أخبرنا أبو شاكر أحمد بن محمد العثمانىّ، قال: أنشدنى أبو عبد الله محمد بن على بن زياد السّجلماسىّ المجاور بمكة- شرفها الله تعالى- بباب دار العجلة، قال: أنشدنى إبراهيم بن زادرة النحوىّ بسجلماسة لنفسه. زعموا أن من تباعد يسلو ... ولقد زادنى التباعد وجدا إنّ وجدى بكم وإن طال عهدى ... وجد يعقوب حين أصبح فردا 99 - إبراهيم بن سعيد بن الطيب أبو إسحاق الرفاعىّ [2] من عبد القيس، من ربيعة الفرس. أخبرنا أبو طاهر السّلفىّ، قال: سألت أبا الكرم «3» خميس بن على بن أحمد الحوزىّ «4» عن أبى إسحاق الرّفاعىّ فقال: هو من عبد القيس.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 34. والسجلماسىّ: منسوب إلى سجلماسة، وهى مدينة فى جنوب المغرب، فى طرف بلاد السودان. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 180، وتلخيص ابن مكتوم 34 - 35، وطبقات القرّاء لابن الجزرىّ 1: 15، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 168 - 169، ومعجم الأدباء 1: 154 - 157، ونكت الهميان 88 - 89. وذكر ابن الجزرىّ أنه مات سنة 394، وقال ياقوت فى معجم الأدباء: إنه مات سنة 411، وعنه نقل الصفدىّ فى نكت الهميان، والسيوطىّ فى بغية الوعاة.

وكان ضريرا، قدم صبيا ذا فاقة إلى واسط، فدخل الجامع، وجلس فى حلقة عبد الغفار الحضينىّ، «1» فتلقّن القرآن، وكان معاشه من أهل الحلقة، ثم أصعد «2» إلى بغداذ، فصحب أبا سعيد السّيرافىّ، وقرأ عليه شرح كتاب سيبويه، وسمع منه كتب اللغة والدواوين، وعاد إلى واسط، وقد مات عبد الغفار، فجلس صدرا يقرئ الناس فى الجامع. ونزل محلّة الزّيدية «3» من واسط، وهناك تكون الشّيعة، فنسب إلى مذهبهم، ومقت على ذلك، وجفاه الناس. «4» وكان شاعرا حسن الشعر جيّده. قال أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوىّ، أنشدنى أبو إسحاق الرفاعىّ لنفسه: وأحبّة ما كنت أحسب أنّنى ... أبلى بينهم فبنت وبانوا نأت المسافة فالتذكّر حظّهم ... منّى وحظّى منهم النسيان

100 - إبراهيم بن سعدان بن حمزة الشيبانى [1]

100 - إبراهيم بن سعدان بن حمزة الشيبانىّ [1] ذكره ابن عليل العنزىّ، «1» ونسبه هذه النسبة. وكان إبراهيم بن سعدان يؤدّب المؤيّد «2»، وكان ذا منزلة عنده. وقال ابن أبى طاهر: كان إبراهيم بن سعدان النحوىّ يؤدّب ولد المؤيّد بسرّ من رأى، ومنزله بقرب دار وصيف التركىّ، فلما استتر صالح بن وصيف فى أيام المهتدى هجم الأتراك على منزله لطلب صالح، فلم يجدوه فيه. وقال أحمد بن محمد بن حسان فى حمار إبراهيم بن سعدان: ألا أيّها العير «3» المصرّف لونه ... بلونين فى قرّ الشتاء وفى الصيف هلمّ وقال الله من كل آفة ... إلى مجد مولاك الشفيق على الضّيف 101 - إبراهيم بن صالح أبو إسحاق النيسابورىّ الورّاق الأديب [2] كان من مذكورى الأدباء بنيسابور، وهو تلميذ أبى نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهرىّ، ومن شعره يهجو ابن زكريا المتكلّم الأصفهانىّ:

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 180، وتاريخ بغداد 6: 99، وتلخيص ابن مكتوم 29، ومعجم الأدباء 1: 151 - 154، وذكره صاحب الأغانى فى 18: 138، و 20: 187. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 35، ودمية القصر 304، 308، وسماه باسم أبى صالح الوراق، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 170، ومعجم الأدباء 1: 162. وترجم له المؤلف ترجمة أخرى باسم: «صالح بن الوراق النيسابورىّ» رقم 305 من هذا الكتاب.

102 - إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق البغداذى النحوى النجيرمى [1]

أبا أحمد يا أشبه الناس كلّهم ... خلاقا وخلقا بالرّخال «1» النواسج «2» لعمرك ما طالت بتلك اللّحى لكم ... حياة ولكن بالعقول الكواسج «3» وقال فى معنى دود القزّ: وبنات جيب ما انتفعت بعيشها ... ووأدتها «4» فنفعننى بقبور ثم انبعثن عواطلا فإذا لها ... قرن الكباش إلى جناح طيور 102 - إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق البغداذىّ النحوىّ النّجيرمىّ [1] ونجيرم التى ينسب إليها هى محلّة بالبصرة؛ قاله الإمام أبو سعد السمعانىّ. وأقول أنا: إنّ نجيرم قرية على ساحل البحر الهندىّ، فى طريق فارس من البصرة، وهى وسيراف على هذا المجرى، وأهل اللغة اليوم يسمونها نيرم، فإن كان أحد من أهلها استوطن البصرة، فعرفت محلّتهم بهذا الاسم فيمكن، وإلا فالمشهور ما ذكرته. صحب إبراهيم بن عبد الله هذا أبا اسحق إبراهيم بن السرىّ الزجّاج، وأخذ عنه وأكثر، ونبغ فيمن نبغ من تلاميذه، وكان حسن الرواية، جميل التصنيف، حلو الشعر، ورحل عن بغداذ إلى مصر فى أيام كافور الإخشيدىّ، وكان كافور يعرف

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 181، وتلخيص ابن مكتوم 35، ومعجم الأدباء 1: 198 - 200

103 - إبراهيم بن على الفارسى النحوى اللغوى أبو إسحاق [1]

قدره، ويكثر برّه، وكان يتّجر فى الخشب، ويكتسب منه، وتبعه على ذلك جماعة من أهل بيته. حضر يوما عند كافور، ودخل أبو الفضل بن عيّاش، «1» فدعا أبو الفضل لكافور بأن قال: «أدام الله أيام مولانا»، بخفض أيام، فتبسم كافور، ونظر إلى أبى إسحاق النّجيرمىّ- وقد فطن للّحن- فقام أبو إسحاق النّجيرمىّ، وأنشد ارتجالا: لا غرو أن لحن الداعى لسيدنا ... وغصّ من هيبة بالرّيق والبهر «2» فمثل سيدنا حالت مهابته ... بين البليغ وبين القول بالحصر «3» فإن يكن خفض «الأيام» من دهش ... من شدّة الخوف لا من قلّة البصر فقد تفاءلت فى هذا لسيدنا ... والفأل نأثره عن سيد البشر «4» فإنّ أيامه خفض بلا نصب «5» ... وإنّ دولته صفو بلا كدر فأمر له كافور الإخشيدىّ بثلاثمائة دينار، ولابن عيّاش بمثلها. 103 - إبراهيم بن على الفارسىّ النحوىّ اللغوىّ أبو إسحاق [1] من الأعيان فى علم اللغة والنحو. ورد بخارى، فأجل وبجّل، ودرس عليه أبناء الرؤساء والكتّاب بها، وأخذوا عنه، وولى التّصفّح فى ديوان الرسائل، ولم يزل يليه إلى أن استأثر الله به.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 184، وتلخيص ابن مكتوم 26، وسلم الوصول 25، ومعجم الأدباء 1: 204 - 205، ويتيمة الدهر 4: 140.

104 - إبراهيم بن عثمان أبو القاسم النحوى القيروانى المعروف بابن الوزان [1]

وله شعر؛ منه ما كتب به إلى بعض الرؤساء يستهدى جبّة خزّ بيضاء، غير لبيس: «1» وأعن على برد الشتاء بجبّة ... تذر الشتاء مقيّدا مسجونا سوسيّة «2» بيضاء يترك لونها ... ألوان حسادى شواحب جونا «3» عدراء لم تلبس ككفّك فى العلا ... تؤتى «4» عذاراها وتأبى العونا «5» تسبى ببهجتها عيونا لم تزل ... تسبى قلوبا فى الهوى وعيونا» وأخذ إبراهيم هذا عن أبى سعيد السّيرافىّ فأكثر، وكان قيّما بالكتاب. 104 - إبراهيم بن عثمان أبو القاسم النحوىّ القيروانىّ المعروف بابن الوزّان [1] إمام الناس فى النحو بذلك القطر، وكبيرهم فى اللغة العربية والعروض، مع قلّة ادّعاء، وصدق لهجة، وخفض جناح، وصحّة ودّ، ونقاء صدر.

_ [1]. ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 2، وبغية الوعاة 183، والديباج المذهب 91، وسلم الوصول: 22، وشذرات الذهب 2: 372، وطبقات الزبيدىّ 168 - 169، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 171 - 172، ومعجم الأدباء 1: 203 - 204.

وانتهى من علم النحو فى حداثته إلى أن كان أبو محمد عبد الله بن محمد الأموى المكفوف؛ إذ وردت عليه مسائل من النحو سأله عنها، وطلب منه الإجابة فيها، وأقرّ له بالتقدّم فى ذلك، وانتهى من اللّغة والعربية إلى ما لعلّه لم يبلغ أحد قبله، وأمّا فى زمانه فما يشكّ فيه. وحفظ كتاب العين للخليل بن أحمد، وقد حفظ قبل ذلك كتاب سيبويه، وكتاب المصنّف لأبى عبيد، وإصلاح المنطق لابن السّكّيت، وغيرها من كتب اللغة، ثم كتب الفرّاء، وكان يميل إلى قول أهل البصرة، مع علمه بقول الكوفيين، وكان يفضّل المازنىّ فى النحو، وابن السّكّيت فى اللغة. قال بعض أهل الفضل هناك: ولو أن قائلا قال: إنه أعلم من المبرّد وثعلب أصدقه من وقف على علمه ونفاذه. قال: وسمعت جماعة ممّن جالس ابن النحاس النحوىّ المصرىّ من أهل بلدنا وأهل المشرق، ثم جالس أبا القاسم يزعمون أنه أعلم من ابن النحاس، وأكمل نظرا، وكان أعلم من خلق الله، وهو مع ذلك حسن الاستخراج، ولقد كان يستخرج من مسائل النحو والعربية أمورا لم يتقدمه فيها أحد، وأمره فى ذلك يفوق كلّ أمر، وكان غاية فى استخراج المعمّى، وكان مقصّرا فى صناعة الشعر، ولم يكن يتعرّضه، «1» وربما أتى منه بشىء، ولا يحب أن يوسم به؛ وإنما صنعه فى آخر عمره. وله أوضاع فى النّحو واللغة. وسأله رجل عن هذا البيت «2» وتقطيعه: رجل بمكة قتل رجلا وسر ... رق الّذ كان فى عمامة يوسفا

105 - إبراهيم بن الفضل الهاشمى أبو إسحاق الأديب [1]

فقال: يتفعّل من الطويل والكامل؛ فتفعيله من الطويل على هذا التقطيع: «1» رجلن بمكّتن قتر رجلنوسر ... رقلّل ذكانفى عمام تيوسفا ومن الكامل: «2» رجلنبمكّ كتنقتر رجلنوسر ... قللذكا نفيعما متيوسفا والعرب تقول: رجل ورجل، وهى لغة بنى تميم وربيعة. قال شاعرهم: وأحفظ من أخى ما حفظ منى ... ويكفينى البلاء إذا بلوت وكان إذا سئل عن حرف من اللغة أورده ووسّع فيه. وتوفّى فى يوم عاشوراء من سنة ست وأربعين وثلاثمائة. 105 - إبراهيم بن الفضل الهاشمىّ أبو إسحاق الأديب [1] ذكره الحافظ أبو عبد الله بن البيّع «3» فى تاريخ نيسابور وقال: «أقام بنيسابور سنة خمس وسبعين [وثلاثمائة] «4»، وسمعته يذكر سماعه من أبى محمد بن صاعد:

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 184، وتلخيص ابن مكتوم 30، ومعجم الأدباء 1: 207.

106 - إبراهيم بن قطن المهرى القيروانى [1]

سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن الفضل، سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن دريد ينشد لنفسه: ودّعته حين لا تودّعه ... روحى «1» ولكنّها تسير معه ثمّ افترقنا وفى القلوب له ... ضيق مكان وفى الدّموع سعه 106 - إبراهيم بن قطن المهرىّ القيروانىّ [1] كان عالما بالعربية، متصدّرا لإفادة هذا الشأن بمدينة القيروان، وقصده الناس لطلب ما عنده، واستفاد منه جماعة، وخمل ذكره بإشهار ذكر أخيه أبى الوليد عبد الملك بن قطن، «2» وهو كان سبب طلبه للعلم، وذلك أن أبا الوليد دخل على أخيه إبراهيم، ومدّ يده إلى كتاب من كتبه ينظر فيه- ولم يكن يعلم شيئا من هذا الشأن- فجذبه إبراهيم من يده، ووبّخه بالجهل به، فغضب أبو الوليد لما قابله به أخوه إبراهيم، وأخذ فى طلب العلم حتى علا عليه وعلى أهل زمانه، واشتهر ذكره، فخمل ذكر إبراهيم؛ حتى جهله الناس لشهرة أخيه، وكان إبراهيم يرى دين الإباضيّة. «3»

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 185، وتلخيص ابن مكتوم 30، وطبقات الزبيدىّ 153 - 154، ومعجم الأذباء 1: 208.

107 - إبراهيم بن ليث بن إدريس التجيبى أبو إسحاق الأندلسى المعروف بالقويدس [1]

107 - إبراهيم بن ليث بن إدريس التّجيبىّ أبو إسحاق الأندلسىّ المعروف بالقويدس [1] كان من أهل قلعة «1» أيوب، ثم خرج عنها واستوطن طليطلة، وتأدّب بها، وبرع فى علم العربية، وأدّب بها الناس، وأفاد الطلبة زمانا طويلا، وكان عالما بعلم العدد والهندسة والفرائض، وكان بصيرا بعلم الهيئة، هيئة الأفلاك وحركات النجوم. قال القاضى صاعد بن الحسن: وعنه أخذت كثيرا من ذلك. وتوفّى- رحمه الله- ليلة الأربعاء لثلاث بقين من رجب سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وهو ابن خمس وأربعين سنة. 108 - إبراهيم بن محمد الشمّاسىّ النحوىّ [2] فى طبقة المبرّد، ونظر فى كتاب سيبويه، ولم يشتهر شهرة المبرّد. 109 - إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلّب بن أبى صفرة أبو عبد الله العتكىّ الأزدىّ الواسطىّ الملقّب نفطويه النحوى [3] سكن بغداد. حدّث وحدّث عنه، وكان صدوقا، وله مصنّفات كثيرة، وله شعر، منه:

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 30. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 31. [3] ترجمته فى إشارة التعين الورقة 2 - 3، وبغية الوعاة 187 - 188، وتاريخ بغداد 6: 159 - 162، وتاريخ أبى الفدا 2: 83، وتاريخ ابن كثير 11: 183، وتلخيص ابن مكتوم 31 - 32، وتهذيب اللغة للأزهرىّ 1: 13، وابن خلكان 1: 11، وروضات الجنات 43 - 44، وسلم الوصول 33 - 34، وشذرات الذهب 2: 298 - 299،-

أستغفر الله ممّا يعلم الله ... إن الشقّى لمن لم يسعد الله هبه تجاوز لى عن كلّ مظلمة ... واسوءتا من حياتى «1» يوم ألقاه وله أيضا: كم قد خلوت بمن أهوى فيمنعنى ... منه الحياء وخوف الله والحذر كم قد خلوت بمن أهوى فيقنعنى ... منه الفكاهة والتّحديث والنظر أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم ... وليس لى فى حرام منهم وطر كذلك الحبّ لا إتيان معصية ... لا خير فى لذة من بعدها سقر قال أبو بكر بن شاذان: بكّر إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه يوما إلى درب الرّواسين، «2» فلم يعرف الموضع، فتقدّم إلى رجل يبيع البقل، فقال له: أيّها الشيخ، كيف الطريق إلى درب الرّواسين؟ قال: فالتفت البقلىّ إلى جار له، وقال: يا فلان، ألا ترى إلى الغلام، فعل الله به وصنع! احتبس «3» علىّ، فقال: وما الذى تريد منه؟ فقال: لم يبادر ويجيئنى بالسّلق، «4» بأى شىء نصفع هذا العاضّ بظر أمّه! لا يكنى. قال: فتركه ابن عرفة، وانصرف ولم يجبه بشىء.

ذكر «1» أنه توفّى يوم الأربعاء لست خلون من صفر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، ودفن فى يوم الخميس فى مقابر باب «2» الكوفة، وصلى عليه البربهارىّ «3» رئيس الحنابلة. وذكر أن مولده سنة أربعين ومائتين، وكان يخضب «4» بالوسمة. «5» وقيل: إنه دفن فى يومه، وكان موته فى اليوم المقدّم ذكره بعد طلوع الشمس بساعة. كان- رحمه الله- متقنا فى العلوم، وكان ينكر الاشتقاق «6» فى كلام العرب ويحيله، «7» وله فى ذلك مصنّف، وكل حجّة فيه مدخولة. وكان أبو بكر بن السرّاج فى طرف آخر فى هذا النوع، يتهافت فى الاشتقاق وإثباته واستعماله تهافتا يخرجه عن حدّ الحقيقة الماشية على أصول من تقدّم. وقال الزّبيدىّ: «كان «8» نفطويه أديبا مفتنّا «9» فى الأدب، حافظا لنقائض جرير والفرزدق وشعر ذى الرّمّة وغيرهم من الشعراء، وكان يروى الحديث، وكان ضيّقا النحو، وكان يخضب رأسه ولحيته إلى أن مات، وكان سمج المنظر. وتوفّى ببغداذ سنة ثلاث وثلاثمائة لست خلون من صفر».

وقال رجل يهجوه: «1» أحرقه الله بنصف اسمه ... وصيّر الباقى نواحا عليه «2» وقال محمد بن إسحاق النديم فى كتابه: «3» «أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة ابن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلّب العتكىّ الأزدىّ. أخذ عن ثعلب والمبرّد، وسمع من محمد بن الجهم، وعبد الله بن إسحاق بن سلام، وأصحاب المدائنىّ. وأمّه من ولد خالد بن عبد الله المزنىّ، الطحّان المحدّث، ومولده سنة أربع وأربعين ومائتين. وكان طاهر الأخلاق، حسن المجالسة، وخلط نحو الكوفيين «4» بنحو البصريين، وكان مجلسه فى مسجد الأنباريّين بالغدوات، وتفقّه على مذهب داود «5»

ورأس فيه. وتوفى فى صفر لست منه، سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، ودفن فى ثانى يوم موته بباب الكوفة، وصلى عليه ابن البربهارىّ. وله من التصانيف: كتاب التاريخ. كتاب الاقتضابات «1». كتاب غريب القرآن. كتاب المقنع فى النحو. كتاب الاستيفاء «2» فى الشروط. كتاب الأمثال. كتاب الشهادات. كتاب يبطل الاشتقاق. كتاب الردّ على من قال بخلق القرآن. كتاب الردّ على المفضّل فى نقضه على الخليل «3». وذكره أبو عبد الله محمد بن عمران «4» المرزبانىّ فى كتابه فقال: «وأبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة المهلّبىّ الواسطىّ. حدّثنى أبو الحسن على بن مالك قال: أبو عبد «5» الله إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن عبد الله بن قبيصة «6» بن المهلّب ابن أبى صفرة، وأمه من ولد خالد بن عبد الله المزنىّ الطحّان، ومولده فى سنة أربع وأربعين ومائتين. وحدّثنى أبو عبد الله قال: أبو الهيثم خالد بن عبد الله المزنىّ جدّ جدّى لأمى، وتوفى سنة تسع وسبعين ومائة، وفيها مات حمّاد بن زيد؛ ومالك بن أنس بن أبى عامر الأصبحىّ، وأبو الأحوص سلام بن سليم.

وحدّثنى أحمد بن كامل القاضى قال: هو إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان ابن المغيرة بن حبيب بن المهلّب بن أبى صفرة، ومولده فى سنة خمس ومائتين. والأوّل أثبت وأصح. وتوفّى- رحمه الله- يوم الأربعاء لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. حضرت جنازته عشاء، ودفن فى مقابر باب الكوفة، وصلى عليه البربهارىّ- رحمه الله. وكان- رحمه الله- يخضب بالوسمة، وكان من طهارة الأخلاق، وحسن المجالسة والصدق فيما يرويه على حال ما شاهدت عليها أحدا ممّن لقيناه. وكان يقول: جلست إلى هذه الأسطوانة «1» منذ خمسين سنة (هى مجلسه بجامع المدينة «2»). وكان حسن الحفظ للقرآن أوّل ما يبتدئ به فى مجلسه بمسجد الأنباريّين بالغدوات إلى أن يقرئ القرآن على قراءة عاصم، «3»، ثم الكتب بعدها، وكان فقيها عالما بمذهب داود الأصفهانىّ، رأسا فيه، سلّم له ذلك جميع أصحابه، وكان مسندا «4» فى الحديث، ثقة صدوقا؛ لا يتعلق عليه بشىء من سائر ما رووه. وكان حسن المجالسة للخلفاء والوزراء، متقن الحفظ للسّير وأيام الناس وتواريخ الزمان، ووفاة العلماء، وكانت له مروءة وفتوّة وظرف، ولقد هجم علينا يوما فى بستان كان له بالزّبيدية «5» فى سنة عشرين أو إحدى وعشرين وثلاثمائة، فرآنا على حال تبدّل، فانقبضت، وذهبت أعتذر إليه، فقال لى: التغافل عن النبيذ سخف «6».

وكان يقول من الشعر المقطّعات فى الغزل، وما جرى مجرى ذلك؛ كما يقول المتأدّبون؛ فمن ذلك ما أنشدنا لنفسه سنة اثنتى عشرة وثلاثمائة: غنج الفتور «1» يدور «2» فى لحظاته ... والورد غضّ القلب فى وجناته وتكلّ ألسنة الورى عن وصفه ... أو أن تروم بلوغ بعض صفاته لا يعرف الإسعاف إلا خطرة ... لكنّ طول الصدّ من عزماته لا يستطيع «نعم» ولا يعتادها ... بل لا تسوغ «لعلّ» فى لهواته «3» وله فى العفة: كم قد خلوت «4» بمن أهوى فيقنعنى ... منه الفكاهة والتّحديث والنظر أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم ... وليس لى فى حرام منهم وطر كذلك الحبّ لا إتيان معصية ... لا خير فى لذة من بعدها سقر وأنشدنا لنفسه: تشكو الفراق وأنت تزمع رحلة ... هلّا أقمت ولو على جمر الغضا فالآن عذ بالصّبر أو مت حسرة ... فعسى يردّ لك القضا «5» ما قد مضى «6»

110 - إبراهيم بن محمد بن زكريا الزهرى النحوى الأندلسى أبو القاسم المعروف بابن الإفليلى [1]

110 - إبراهيم بن محمد بن زكريا الزّهرىّ النحوىّ الأندلسىّ أبو القاسم المعروف بابن الإفليلىّ [1] روى عن أبى بكر محمد بن الحسن الزّبيدىّ كتاب النوادر لأبى علىّ القالىّ. وكان متصدّرا بالأندلس، يقرئ علم الأدب، ويقرأ عليه، ويختلف فيه إليه. وكان مع علمه بالنحو واللغة يتكلّم فى معانى الشعر وأقسام البلاغة والنقد لها. وله كتاب شرح فيه معانى شعر المتنبّى، وهو كتاب حسن. ذكره ابن بشكوال «1» فى الصّلة فقال: «إبراهيم بن محمد بن زكريا بن مفرّج ابن يحيى بن زياد بن عبد الله بن خالد بن سعد بن أبى وقّاص القرشىّ الزّهرىّ، «2» المعروف بابن الإفليلىّ. من أهل قرطبة، يكنى أبا القاسم. قال الطّبنىّ: «3» أخبرنى أن إفليلا قرية من قرى الشام، كان هذا النّسب إليها. روى عن أبيه، وعن أبى عيسى الليثىّ، وأبى محمد القلعىّ، وأبى زكريا بن عائذ، وأبى عمر «4» بن [أبى] «5»

_ [1]. ترجمته فى بغية الملتمس 199، وبغية الوعاة 186، وتلخيص ابن مكتوم 32، وابن خلكان 1: 12، والذخيرة لابن بسام 1: 241 - 242، وسلم الوصول 32، وشذرات الذهب 3: 266، والصلة لابن بشكوال 1: 93 - 94، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 175 - 176، ومعجم الأدباء 2: 4 - 9، ومعجم البلدان 1: 306 - 307.

الحباب، وأبى القاسم أحمد بن أبان، وغيرهم. وولى الوزارة «1» للمستكفى بالله بالأندلس. وكان حافظا للأشعار واللغة، قائما عليها، عظيم السلطان على شعر حبيب الطائىّ وأبى الطّيب المتنبى، كثير العناية بهما خاصة، على عنايته الوكيدة بسائر كتبه. «2» وكان ذاكرا للأخبار وأيام الناس، وكان عنده من أشعار أهل بلده قطعة صالحة، وكان أشدّ الناس انتقادا للكلام ومعرفة برائقه، «3» وعنى بكتب جمة، كالغريب المصنّف «4» والألفاظ «5» وغيرهما. وكان صادق اللهجة، حسن الغيب، صافى الضّمير، حسن المحاضرة، مكرما لجليسه. لقى جماعة من أهل العلم والأدب، وجماعة من مشاهير المحدّثين. ولد فى شوّال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وتوفّى- رحمه الله- فى آخر الساعة الحادية عشرة وأوّل الساعة [الثانية] عشرة من يوم السبت الثالث عشر من ذى القعدة سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، ودفن يوم الأحد بعد صلاة العصر فى صحن مسجد حرب، عند باب عامر، وصلى عليه محمد بن جهور بن محمد بن جهور «6».

111 - إبراهيم بن محمد بن العلاء الكلابزى [1]

111 - إبراهيم بن محمد بن العلاء الكلابزىّ [1] له فضل وعلم بالأدب؛ ورواية. فى طبقة ابن دريد. توفّى فى سنة ست عشرة وثلاثمائة. 112 - إبراهيم بن محمد بن سعدان بن المبارك النحوىّ [2] جمّاعة للكتب، وقد ذكرته فى موضع آخر من هذا الكتاب. صحيح الخط، صادق الرواية، جمع بين المذهبين فى النحو، وصنّف كتاب الخيل، لطيف «1». وكان لسعدان بن المبارك ابن يسمىّ إبراهيم، روى عن أبيه النّقائض، ورواها عنه أبو سعيد السّكرىّ. 113 - إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن على بن الحسين بن على ابن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن على بن أبى طالب [3] من أهل الكوفة. شريف فاضل، عارف باللغة والنحو والأدب. سافر إلى الآفاق، وأقام بمصر زمانا طويلا، وفاق على المصريين، ورجع إلى وطنه بالكوفة، وسكنها إلى أن توفّى. وسمع الحديث، وكان له شعر جزل.

_ [1]. ترجمته فى الأنساب 491 ب، وبغية الوعاة 188، وطبقات الزبيدىّ 129، ومعجم الأدباء 2: 3. سماه السمعانىّ فى الأنساب: «إبراهيم بن حميد»، وقال: «والكلابزىّ، بفتح الكاف واللام والباء الموحدة المكسورة وفى آخرها الزاى، هذه النسبة إلى حفظ الكلاب وتربيتها والصيد بها». [2] ترجمته فى بغية الوعاة 186، وتلخيص ابن مكتوم 33، وسلم الوصول 32، والفهرست 79، ومعجم الأدباء 1: 215 - 216. [3] ترجمته فى بغية الوعاة 188، وتلخيص ابن مكتوم 33، ومعجم الأدباء 2: 1 - 14.

ولما كان بمصر ضاق صدره، فأنشد: فإن تسألينى كيف أنت فإنّنى ... تنكّرت دهرى والمعاهد» والصّحبا وأصبحت فى مصر كما لا يسرّنى ... بعيدا عن الأوطان منتزحا غربا «2» وإنّى فيها كامرئ القيس مرّة ... وصاحبه لمّا بكى ورأى الدّربا «3» فإن أنج من بابى زويلى فتوبة ... إلى الله أن لا مسّ خفّى لها تربا قال ولده «4»: قال لى أبى: قلت هذه الأبيات بمصر، وما كنت ضيّق اليد- وكان قد حصل من المستنصر «5» خمسة آلاف دينار مصرية- وصنف شرحا للّمع «6» متوسط فى الجودة، ومات بالكوفة فى شوال سنة ست وستين وأربعمائة، وله ثلاث وعشرون سنة «7».

114 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم النسائى الفراوى أبو إسحاق [1]

114 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم النّسائىّ الفراوىّ أبو إسحاق [1] شيخ ظريف فاضل، له معرفة تامة بالأدب والشعر. كان بنيسابور، ورحل عنها، ورجع إلى خراسان، وأفاد واستفاد. وكان يروى عن العلاء بن عبد العزيز ابن محمد بن أبى نصر شعرا كثيرا لعبد القاهر الجرجانىّ النحوىّ «1». فمن ذلك ما قال: أنشدنى شيخى وأستاذى أبو نصر عبد العزيز بن محمد العلاء، للإمام عبد القاهر الجرجانىّ: خلع الناس إهابا ... وتبدّوا فى إهاب «2» إن إثراء «3» من الما ... ل بلثم للتراب ليس من خيم الكريم ... الخيم والمحض اللّباب «4» ليس بالإقبال ما ني ... ل بتقبيل الكلاب إنّ باغى الربح والخس ... ران من باب وباب تاجر غير بصير ... بمقادير الحساب وقال أيضا: أنشدنى عبد العزيز بن محمد العلاء لعبد القاهر الجرجانىّ: لا تأمن النّفثة من شاعر ... مادام حيّا سالما ناطقا فإنّ من يمدحكم كاذبا ... يحسن أن يهجوكم صادقا

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 186، وتلخيص ابن مكتوم 33، ومعجم الأدباء 2: 14. والنسائىّ: منسوب إلى نسا، وهى بلدة بخراسان، والفراوىّ: منسوب إلى فراوة؛ وهى بلدة مما يلى خوارزم؛ ضبطها السمعانىّ وابن الأثير فى اللباب بضم الفاء، وضبطها ياقوت بفتحها.

115 - إبراهيم بن محمد العمرى النحوى [1]

وقال: أنشدنى أبو نصر العلاء لعبد القاهر: لا يوحشنّك أنهم ما ارتاحوا ... مما جلاه عليهم المدّاح فهم كقوم علّقت بإزائهم ... بيض المرائى والوجوه قباح 115 - إبراهيم بن محمد العمرىّ النحوىّ [1] أظنه شاميّا. روى عنه خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسىّ، وسماه النحوىّ، وكانت روايته عنه بصنعاء دمشق، وهى محلة خارجها بقرب العقيبة، خربت الآن، والله أعلم. أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ الأصبهانىّ، نزيل الإسكندرية فى إجازته العامة، لمن يقول فى وقت الإجازة- وذلك فى عام موته: «لا إله إلا الله محمد رسول الله «1»». وكان عمرى إذ ذاك ثمانية أعوام، أخبرنا أبو الحرم مكىّ بن الحسن ابن المعافى الحبيلىّ بدمشق، أخبرنا أبو القاسم على بن محمد بن أبى العلاء المصّيصىّ، أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم التميمىّ الدمشقى، حدّثنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسىّ، حدّثنا إبراهيم بن محمد العمرىّ النحوىّ بصنعاء، حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن يوسف الحذاقىّ، حدثنا عبد الملك بن الصباح بن الوليد، عن سفيان الثّورىّ، عن الأعمش، عن عطية العوفىّ، عن أبى سعيد الخدرىّ أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إن أهل الدرجات العلا يراهم من تحتهم كما ترون النجم فى الأفق من آفاق السماء وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما «2»».

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 33 - 34.

116 - إبراهيم بن مسعود بن حسان أبو إسحاق الضرير الملقب بالوجيه الذكى [1]

116 - إبراهيم بن مسعود بن حسان أبو إسحاق الضرير الملقّب بالوجيه الذكىّ [1] من أهل الرّصافة «1»، وجدّه حسان، يعرف بالشاعر. كان إبراهيم هذا من أكثر أهل زمانه محفوظا، وأتمهم فهما للنحو، وأحسنهم معرفة به مع صباه، حفظ أكثر الكتب الصغار المصنّفة فيه، وأتى على كتاب سيبويه إلا يسيرا منه. وكان سريع الحفظ، ثابت الذهن، حاضر الجواب. قرأ على مصدق بن شبيب النحوىّ «2» وغيره، وكان ابن شبيب يراجعه فى أشياء تشكل عليه، وكان مشهورا فى فنّه، معترفا له بالفضل والمعرفة. توفى شابا فى يوم الثلاثاء، عاشر جمادى الأولى من سنة تسعين وخمسمائة، وصلّى عليه يوم الأربعاء، ودفن بالمقبرة المعروفة بالمالكية، المنسوبة إلى أحمد بن مالك الخزاعى، قريبة من الرّصافة ببغداذ، وعمره على ما قيل- سبع وعشرون سنة وثلاثة أشهر. 117 - إبراهيم بن يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو إسحاق بن أبى محمد المعروف بابن اليزيدىّ [2] بصرىّ سكن بغداذ، وكان ذا قدر وفضل، وحظ وافر من الأدب. سمع من أبى زيد الأنصارىّ، وأبى سعيد الأصمعىّ.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 189، وتلخيص ابن مكتوم 34، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 180، ومعجم الأدباء 2: 14 - 15، ونكت الهميان 91. ولقبه الصفدىّ فى نكت الهميان بالوجيه الصغير، وقال: لأنه كان ببغداد نحوىّ آخر يعرف بالوجيه الكبير، واسمه المبارك. [2] ترجمته فى الأغانى 18: 87 - 91، والأنساب 600 أ، وبغية الوعاة 189 - 190، وتاريخ بغداد 6: 210، وتلخيص ابن مكتوم 34، وسلم الوصول 38، وطبقات القرّاء لابن الجزرىّ 1: 29، والفهرست 50 - 51، وكشف الظنون 1462، 1572، ومختصر تاريخ ابن عساكر 2: 308 - 310، والمزهر، 2: 419، 462، ومعجم الأدباء 2: 97 - 104، ونزهة الألباء 223 - 226. واليزيدىّ: منسوب إلى يزيد بن منصور الحميرىّ خال المهدى الخليفة العباسىّ، وكان أبوه مؤدب ولده، معروفا به، وانظر حاشية ص 161 من هذا الجزء.

وله كتاب مصنّف، يفتخر به اليزيديون، وهو: ما اتفق لفظه واختلف معناه نحو من سبعمائة ورقة، رواه عنه ابن أخيه عبيد الله بن محمد بن أبى محمد اليزيدىّ، وذكر إبراهيم أنه بدأ يعمل ذلك الكتاب، وهو ابن سبع عشرة سنة، ولم يزل يعمله إلى أن أتت عليه ستون سنة، وله كتاب مصادر القرآن، وكتاب فى بناء الكعبة وأخبارها، وكان شاعرا مجيدا. قال إبراهيم بن أبى محمد: كنت يوما عند المأمون، وليس معنا إلا المعتصم، فأخذت الكأس من المعتصم، فعربد «1» علىّ، فلم أحتمل ذلك، فأجبته، فأخفى ذلك المأمون، ولم يظهره ذلك الإظهار. فلما صرت من غد إلى المأمون، كما كنت أصير إليه قال لى الحاجب: أمرت ألا آذن لك. فدعوت بدواة وقرطاس، وكتبت: أنا المذنب الخطّاء والعفو واسع ... ولو لم يكن ذنب لما عرف العفو سكرت «2» فأبدت منّى الكأس بعض ما ... كرهت وما إن يستوى السّكر والصّحو ولا سيما إذ كنت عند خليفة ... وفى مجلس ما إن يليق به اللّغو «3» ولولا حميّا «4» الكأس كان احتمال ما ... بدهت «5» به لا شكّ فيه هو السّرو «6» تنصّلت من ذنبى تنصّل ضارع «7» ... إلى من إليه يغفر العمد والسهو فإن تعف عنى ألف خطوى واسعا ... وإلا يكن عفو فقد قصر الخطو فأدخلها الحاجب، ثم رجع فأدخلنى، فمدّ المأمون باعيه، فأكببت على يديه، فقبلتهما، فضمنى إليه وأجلسنى.

118 - إسماعيل بن أحمد النحوى المعروف بابن الدجاجى [1]

وقيل: إن المأمون وقّع على ظهر هذه الأبيات: إنّما مجلس الندامى بساط ... للمودات بينهم وضعوه فإذا ما انتهوا إلى ما أرادوا ... من حديث ولذة رفعوه والذى ألفه إبراهيم بن أبى محمد يحيى بن المبارك من الكتب: كتاب ما اتفقت ألفاظه واختلف معناه. كتاب بناء الكعبة. كتاب المقصور والممدود. كتاب مصادر القرآن، وبلغ فيه إلى سورة «الحديد». ومات «1» - رحمه الله. 118 - إسماعيل بن أحمد النحوىّ المعروف بابن الدّجاجىّ [1] فاضل من النحاة، فى طبقة المبرّد، ولم يشتهر شهرته، ونظر فى كتاب سيبويه، وأفاد، واستفاد منه جماعة. 119 - إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الرّبعىّ اليمنىّ [2] النحوىّ اللغوىّ الشاعر. من أهل صنعاء اليمن، وكان مؤدّبا لأولاد ملوك الصّليحيّين، «2» وله قصيدة فى غريب اللغة، جعل ترتيبها على ترتيب كتاب العين،

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 35. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 193، وتلخيص ابن مكتوم 35، وسلم الوصول 188، وكشف الظنون 1367.

120 - إسماعيل بن إبراهيم القيروانى اللغوى الزويلى [1]

وسماها قيد الأوابد «1»، أورد فيها خلال التفسير نوادر من محاسن الأخبار، وأنشد فيها محاسن من الأشعار، مما يليق بموضعه من فصول الكتاب، وأوّلها: أجيبوا يا ذوى التّحصي ... ل للآداب من يسأل عن العيهق والعوه ... ق والعنجه والعيهل «2» وهى قصيدة طويلة، تشتمل على أكثر كتاب العين. كان موجودا فى أوائل المائة الخامسة للهجرة «3». 120 - إسماعيل بن إبراهيم القيروانىّ اللغوىّ الزّويلىّ [1] زويلة: رملة المهديّة «4». وطىء الأكناف، تقدّم فى علم الغريب وطلبه وعلوّ سماعه. لقى شيوخا جلة من العلماء ببلده وغيره من ناحية المشرق فى أيام حجّه، وبحث عن المشذوذ بحثا شديدا، وإلى أمّهات كتبه ترجع جميع النّسخ، وبها تقابل، [و] «5» عليها تصلح. وطريقته فى الشعر طريقة العلماء؛ فمن ذلك قصيدة مدح بها المعز بن باديس الصّنهاجىّ «6» الحميرىّ ملك إفريقية:

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 35.

121 - إسماعيل بن الحسين بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله بن نوح الكرمانى بديع الزمان [1]

وله ذؤابة حمير وسناؤها ... وسنام يعرب الرّفيع العالى ويحلّ فى قحطان أعلى ذروة ... يعيا «1» محاولها وليس بآل ما زال يبتاع العلا متغاليا ... إنّ العلا وأبيك علق غال أضحت به الدّنيا عروسا تجتلى ... وتبلّجت عن زهرة الآمال وإذا تراءى للعيون بداله ... سعد السّعود وطالع الإقبال بذّ الملوك جلالة ومهابة ... وعلا على النّظراء والأشكال كان إسماعيل هذا حيّا فى سنة عشرين وأربعمائة بإفريقية؛ لأنه مدح المعزّ ابن باديس. 121 - إسماعيل بن الحسين بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله بن نوح الكرمانىّ بديع الزمان [1] إمام ملك كرمان» ، النحوىّ اللغوىّ. فى الفضل كبير الشأن، نسيج وحده فى قوّة الخاطر وحدّة الفهم. كان فى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة حيّا، وله شعر، منه قوله: طوق الحمامة صدغاه «3» إذا انعطفا ... وإنّنى مثل باز «4» طار فى أثره لا بل كمخلب باز صدغه وأنا ... أطير مثل حمام الأيك من حذره وشعره كثير جيد.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 37.

122 - إسماعيل بن حماد الجوهرى [1]

122 - إسماعيل بن حمّاد الجوهرىّ [1] من أعاجيب الدنيا؛ وذلك أنه من الفاراب، إحدى بلاد الترك، وهو إمام فى علم اللغة؛ وخطّه يضرب به المثل فى الحسن، ويذكر فى الخطوط المنسوبة كخطّ ابن مقلة «1»، ومهلهل، واليزيدىّ، ثم هو من فرسان الكلام، وممّن آتاه الله قوّة بصيرة، وحسن سريرة وسيرة، وكان يؤثر السفر على الوطن، والغربة على السّكن والمسكن، ويخترق «2» البدو والحضر، ودخل ديار ربيعة ومضر، فى طلب الأدب، وإتقان لغة العرب؛ وحين قضى وطره من قطع الآفاق، والاقتباس من علماء الشام والعراق، عاود خراسان، وتطرّق الدّامغان «3»، فأنزله أبو الحسين بن على- وهو من أعيان الكتّاب وأفراد الفضلاء- عنده، وبذل فى إكرام مثواه وإحسان قراه جهده، وأخذ من آدابه وخطّه حظّه، ثم سرّحه «4» بإحسان إلى نيسابور، فلم

_ [1]. ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 4 - 5، وبغية الوعاة 195، وتلخيص ابن مكتوم 37، ودمية القصر 300، وسلم الوصول 193، وشذرات الذهب 3: 142 - 143، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 262 - 265، وكشف الظنون 1071 - 1073، ومعجم الأدباء 6: 151 - 165، ومعجم البلدان 6: 322، والمزهر 1: 97 - 99، والنجوم الزاهرة 4: 207 - 208، ونزهة الألباء 418 - 421، ويتيمة الدهر 4: 373 - 374.

يزل مقيما بها على التدريس والتأليف، وتعليم الخط الأنيق وكتابة المصاحف والدفاتر اللطائف، حتى مضى لسبيله، عن آثار جميلة، وأخبار حميدة. وله كتاب الصّحاح «1» فى اللغة، أكبر وأقرب متناولا من مجمل «2» اللّغة؛ وفيه يقول أبو محمد إسماعيل بن محمد النيسابورىّ «3» - وكان عنده الكتاب بخط مؤلّفه: هذا كتاب الصّحاح سيّد ما ... صنّف قبل الصّحاح فى الأدب يشمل أنواعه ويجمع ما ... فرّق فى غيره من الكتب وهذا كتاب الصّحاح «4» قد سار فى الآفاق، وبلغ مبلغ الرّفاق، ولمّا دخلت منه «5» نسخة إلى مصر نظرها العلماء، فاستجودوا مأخذها وقربه، ولمحوا فيها أوهاما

كثيرة انتدبوا «1» لإصلاحها، وزادوا فيها بعض ما لعلّه أخلّ به من ألفاظ لغوية، الحاجة داعية إليها، فلا شبهة فى أنه نقلها من صحف فصحّف، وانفرد فى تصريف الكلم برأيه فحرّف. وقيل إنه اختلط فى آخر عمره، ومات متردّيا من سطح داره بنيسابور فى شهور سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. ورأيت فيما رأيت أنه مات فى حدود سنة أربعمائة. وله شعر أنشد له أبو منصور الفرّاء «2» فى كتابه «3»: لو كان لى بدّ من الناس ... قطعت حبل الناس بالياس العزّ فى العزلة لكنّه ... لابدّ للنّاس من النّاس وله أيضا: فها أنا يونس فى بطن حوت ... بنيسابور فى ظلم «4» الغمام فبيتى والفؤاد ويوم دجن «5» ... ظلام فى ظلام فى ظلام وله أيضا: رأيت فتى أشقرا أحمرا ... قليل الدّماغ كثير الفضول يفضّل من حمقه دائما ... يزيد «6» بن هند على ابن البتول «7»

وله أيضا: يا صاحب الدّعوة لا تجزعن ... فكلّنا أزهد من كرز «1» والماء كالعنبر فى قومس ... من عزّه يجعل فى الحرز فسقّنا ماء بلا منّة ... وأنت فى حلّ من الخبز ومن العجيب أن أهل مصر يروون كتاب الصّحاح عن ابن القطّاع الصّقلىّ متصل الطريق إلى الجوهرىّ، ولا يرويه أحد من أهل خراسان. وقد قيل: إن ابن القطّاع لما دخل إلى مصر سئل عن الكتاب فقال: ما وصل إلينا إلى العرب. ولما رأى رغبة المصريين فيه، وكثرة اشتغالهم له، ركّب عليه طريقا ورواه لهم، فنسأل الله السّتر والسلامة بمنّه وطوله. وذكره الباخرزىّ فى كتابه «2» فى فصل الأدباء من أهل العربية، وسجع له، فقال: «أبو نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهرىّ، صاحب صحاح اللغة، لم يتأخر فيها عن شرط أقرانه، ولا انحدر عن درجة أبناء زمانه. أنشدنى الأديب يعقوب بن أحمد، قال: أنشدنى الشيخ أبو إسحاق بن صالح الورّاق «3» الجوهرىّ تلميذ الجوهرىّ «4» له: يا ضائع العمر بالأمانى ... أما ترى بهجة «5» الزّمان فقم بنا يا أخا هموم ... «6» نخرج إلى نهر بشتقان «7»

123 - إسماعيل الضرير النحوى البغداذى أبو على [1]

لعلّنا نجتنى سرورا ... حيث جنى الجنّتين دان كأننا والقصور فيها ... بحافتى كوثر الجنان والطير فوق الغصون تحكى ... بطيب أصواتها الأغانى وراسل الورق عندليب ... كالزّير والبمّ والمثانى «1» وبركة حولها تآخت «2» ... عشر من الدّلب «3» واثنتان وعمرك «4» اليوم فاغتنمه ... فكلّ يوم سواه فان 123 - إسماعيل الضرير النحوىّ البغداذىّ أبو علىّ [1] كان إماما فى هذا الشأن، تصدّر للإفادة ببغداذ، وحضر مجالس الوزراء، وكان خصيصا بالوزير أبى القاسم رئيس الرؤساء بن المسلمة «5» وزير القائم. وسئل إسماعيل عن الوزير رئيس الرؤساء كيف تراه فى النحو؟ فقال: يتكلّم فيه كلام أهل الصّنعة، وسئل رئيس الرؤساء عن إسماعيل النحوىّ هذا فقال: ما أرى مفتوح الفكّ فى النحو إلا هذا المغمض العين. وكان إسماعيل هذا موجودا فى حدود سنة خمسين وأربعمائة «6».

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 198، ومعجم الأدباء 6: 150 - 151، ونكت الهميان 119، ولم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص، وهو إسماعيل بن المؤمل بن الحسين بن إسماعيل الإسكافىّ أبو غالب الضرير؛ كما ذكره الصفدىّ فى نكت الهميان.

124 - إسماعيل بن سيده النحوى اللغوى الأندلسى [1]

124 - إسماعيل بن سيده النحوىّ اللغوىّ الأندلسىّ [1] والد أبى الحسن بن سيده اللغوىّ، من أهل مرسية «1». لقى أبا بكر الزّبيدىّ، وأخذ عنه مختصر العين، وكان من النحاة، ومن أهل المعرفة والذكاء، وكان أعمى، وتوفى بمرسية بعد الأربعمائة بمدة. قلت: قوله «2» أعمى، إن صحّ ذلك فهو أعمى، وولده أعمى. وولده صاحب كتاب المحكم فى اللغة، وقد ذكرته فى هذا الكتاب. 125 - إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال [2] ذكره الحافظ أبو عبد الله فى تاريخ نيسابور، فقال: «أبو العباس الأديب الشريف، شيخ خراسان ووجيهها وعينها فى عصره. سألت الرئيس أبا محمد بن أبى العباس عن نسب ميكال فى العجم، فقال: ميكال بن عبد الواحد بن جبريل بن القاسم بن بكر بن ديواتشى «3»، وهو شور الملك بن شور بن شور، [بن شور] «4»، أربعة من الملوك، بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام بن جور.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 37، والصلة لابن بشكوال 1: 109. [2] ترجمته فى الأنساب 548 ب- 548 ا، وتتمة اليتيمة 2: 107، وتلخيص ابن مكتوم 37، وشذرات الذهب 3: 41، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 174، ومعجم الأدباء 7: 5 - 12.

ولد «1» الشيخ أبو العباس بنيسابور، فلما قلّد أمير المؤمنين المقتدر أباه عبد الله ابن محمد الأعمال بكور الأهواز حمل إلى حضرة أبيه، فاستدعى أبا بكر محمد بن الحسن الدّريدىّ لتأديبه، فأجيب إليه إيجابا له، وبعث بأبى بكر الدّريدىّ إليه، فهو كان مؤدّبه، وهو أوحد عصره. وفى عبد الله بن محمد بن ميكال وابنه أبى العباس قال الدّريدىّ قصيدته المشهورة فى الدنيا التى مدحهم بها «2». وتوفى- رحمه الله- ليلة الاثنين الخامس

126 - إسماعيل بن عبد الله بن الحارث بن عمر البزاز [1]

عشر من صفر سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وصلّى عليه ابنه الرئيس أبو محمد، ودفن فى مقبرة باب معمر، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة». 126 - إسماعيل بن عبد الله بن الحارث بن عمر البزّاز [1] يكنى أبا على. دخل العراق واليمن وخراسان وغيرها، ولقى الأبهرىّ وغيره، واستكثر الرواية عن العلماء، وكان علم اللغة والعربية أغلب عليه، وكان من أهل الدّين والفضل، ورحل إلى الأندلس تاجرا سنة ثلاثين وأربعمائة، ومولده فى حدود سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. 127 - إسماعيل بن عبّاد أبو القاسم [2] الوزير المشهور المذكور، وإنما ذكرته فى جملة هذه الجماعة؛ لأنه صنّف كتابا فى اللغة العربية، كثّر فيه الألفاظ، وقلّل الشواهد، فاشتمل من اللغة على جزء متوفّر، وهو مرتّب على الحروف، وهذا الكتاب فى وقف بغداذ. وذكر لى ياقوت الرومىّ الناسخ أنه نسخ منه نسخة بالأجرة فى سبعة مجلدات، استنسخه إياها تاج الدين بن حمدون كاتب السكّة «1» ببغداذ، واتصل بى أنها أبيعت فى تركة المذكور.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 37، والصلة لابن بشكوال 1: 110 - 111. والبزاز فى الأصل: من يبيع البز، وهو الثياب. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 196 - 197، وتاريخ ابن خلدون 4: 466، وتاريخ أبى الفدا 2: 130، وتاريخ ابن كثير 11: 314 - 317، وتلخيص ابن مكتوم 38، وابن خلكان 1: 75 - 76، وروضات الجنات 104 - 110، وسلم الوصول 196، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 266 - 274، والفهرست 135، وكشف الظنون 619، 901، 1376، 1621، ومرآة الجنان 2: 421 - 424، والمستفاد 26 - 27، ومعاهد التنصيص 4: 111 - 136، ومعجم الأدباء 6: 168 - 317، والنجوم الزاهرة 4: 169 - 171، ونزهة الألباء 397 - 401، ويتيمة الدهر 3: 169 - 260، وهو المشهور بالصاحب، قيل: لقب بذلك لأنه صحب مؤيد الدولة بن بويه منذ الصبا، وسماه الصاحب، فاستمرّ عليه هذا اللقب، واشتهر به.

وهذا الصاحب بن عبّاد ممّن اشتركت الألسن فى وصفه، وسلّم إليه أهل البلاغة ما عاناه من نثره ونظمه، وحسن ترتيبه ورصفه، وأطال مؤرّخو أخبار الوزراء فى ذكره، وشرحوا ما شرحوه من مستحسن أمره، ورزق من السعادة ما لازمه إلى رمسه، وما لقى يوما من الأيام إلا وكان فيه أجلّ من أمسه. وقيل: إن كلّ من مات نقصت حرمته لعدم ما يرجى منه إلا ابن عبّاد؛ فإنّه لمّا أخرج تابوته للصلاة عليه خرّ الدّيلم سجودا له. وكان ممّن قنا «1» العلوم وأكثر منها، حتى حكى أبو الحسين محمد بن الحسين الفارسىّ النحوىّ قال: سمعت الصاحب يقول: أنفذ إلىّ أبو العباس تاش الحاجب رقعة فى السّر بخط صاحبه نوح بن منصور ملك خراسان يريدنى فيها على الانحياز إلى حضرته، ليلقى إلىّ مقاليد ملكه، ويعتمدنى لوزارته، ويحكّمنى فى ثمرات بلاده. قال: وكان مما اعتذرت به من تركى امتثال أمره ذكر طول ذيلى، وكثرة حاشيتى، وحاجتى لنقل كتبى خاصة إلى أربعمائة جمل، فما الظنّ بما يليق بها من تحمّلى. مات- رحمه الله- ليلة الجمعة الرابع والعشرين من صفر سنة خمس وثمانين وثلاثمائة بالرّىّ وحمل إلى أصبهان، ودفن فى قبة بمحلة تعرف بباب دريه. قال لى ابن البندارى الأصبهانىّ نزيل دمشق: هى عامرة معروفة إلى الآن، والعلويّون من ولد «2» بنته يبتاعون لها فى الوقت بعد الوقت كلسا «3» أصبهانيا يبيّضونها به.

128 - إسماعيل بن على أبو على الحظيرى [1]

واسم كتابه فى اللغة المحيط، وله الوقف والابتداء، والعروض، وجوهرة الجمهرة، ورسائله وشعره، وغير ذلك. 128 - إسماعيل بن على أبو على الحظيرىّ [1] سكن بغداذ، وقرأ الأدب على أبى محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشّاب النحوىّ، وأبى الحسن على بن عبد الرحيم السّلمىّ الرّقى المعروف بابن العصّار، وغيرهما. وله ترسّل وخطب وشعر. توفّى يوم السبت عاشر صفر سنة ثلاث وستمائة. 129 - إسماعيل بن على بن يوسف الحميرى المهدوىّ المغربىّ أبو الطاهر [2] من أهل المهديّة، من أرض إفريقية. فيه فضل وأدب من النحو واللغة، يعرف ذلك معرفة تامة، وله ترسّل. قرأ فى بلاده، ورحل إلى المشرق، وخالط العلماء والفضلاء، وحضر مجالسهم وروى عنهم، ورووا عنه، وله شعر يروى عنه، فمن شعره فى جارية صوّر على خدّها بالغالية «1» صورة حيّة: تبدّت لنا من جانب السّجف «2» غادة ... لها الشمس وجه والملاحة خال فقلت وقد لاح الهلال بوجهها ... متى طلعت شمس الضّحى وهلال الهلال الأوّل: من أسماء الحية، والهلال الثانى: هلال الأفق.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 197، وتلخيص ابن مكتوم 38، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 275، ومعجم الأدباء 7: 23 - 24. والحظيرىّ، بفتح الحاء وكسر الظاء: منسوب إلى الحظيرة، وهى قرية كبيرة من أعمال بغداد، من ناحية دجيل. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 38.

130 - إسماعيل بن القاسم بن هارون بن عيذون أبو على القالى المعروف بالبغداذى [1]

130 - إسماعيل بن القاسم بن هارون بن عيذون أبو علىّ القالىّ المعروف بالبغداذىّ [1] نزيل مصر. الإمام الفاضل، الراوى النحوىّ اللغوىّ العلّامة. أصله ومولده بمناز «1» كرد من إرمينية، ودخل إلى بغداذ فى طلب العلم؛ فى صحبة أهل قاليقلا «2»، فأكرموا، وأكرم معهم، لموضعهم من الثّغر «3»، وعرف فى بغداذ بالقالىّ. وأدرك المشايخ ببغداذ كابن الأنبارىّ، وابن درستويه، وابن دريد، ومن فى عصرهم، وأكثر الرواية عن مشايخ الوقت، وخرج إلى الأندلس إلى عبد الرحمن

_ [1]. ترجمته فى إشارة التعيين 4 - 5، والأنساب 439 ب، وبغية الملتمس 216 - 218، وبغية الوعاة 198، وتاريخ علماء الأندلس 1: 65 - 66، وسلم الوصول 199، وشذرات الذهب 3: 18، وطبقات الزبيدىّ 130 - 133، وطبقات ابن قاضى شهبة: 1 - 275 - 277، وفهرست ابن خير 395، وكشف الظنون 165، 216، 1383، 1447، 1462، 1740، 1778، واللآلى 1: 4، ومرآة الجنان 2: 359، والمزهر 2: 420، 448، 465، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 238 - 239، ومعجم الأدباء 7: 25 - 33، ومعجم البلدان 7: 17، ونفح الطيب 4: 70 - 75. و «عيذون»، ضبطه ابن خلكان بفتح العين وسكون الياء وضم الذال. وفى الأصل، «عبدون»، تحريف.

الناصر الأموىّ «1»، فأكرمه وقدّمه «2»، وصنّف له ولولده الحكم المستنصر «3»، وبثّ علومه هناك. قرأ على ابن درستويه كتاب سيبويه أجمع، واستفسره جمعه، وناظره فيه، ودقّق النظر، وكتب عنه تفسيره، وعلّل العلّة، وأقام عليها الحجّة، وأظهر فضل البصريين على الكوفيين، ونصر مذهبه على من خالفه من البصريّين أيضا، وأقام الحجّة. قال أبو علىّ: وقرأ معى الكتاب أجمع أبو جعفر بن أبى محمد بن درستويه تعليما ورواية. وله أوضاع كثيرة أملاها عن ظهر قلبه، منها كتابه فى الأخبار والحكايات المعروف بالنوادر والأمالى أملاه ظاهرا من قلبه فى الأخمسة بجامع الزّهراء «4»

بقرطبة، وارتجل تفسير ما فيه، وهذا الكتاب غاية فى معناه، وهو أنفع الكتب؛ لأنّ فيه الخبر الحسن، والمثل المتصرّف، والشعر المنتقى فى كل معنى، وفيه أبواب من اللّغة مستقصاة، وليست توجد فى شىء من كتب اللغة مستقصاة مثل ما هى فى هذا الكتاب، وفيه القلب والإبدال مستقصى، وفيه تفسير الإتباع، وهو ممّا لم يستيقظ إليه أحد، إلى فوائد فيه كثيرة «1». ومنها كتابه فى المقصور والممدود، بناه على التّفعيل ومخارج الحروف من الحلق، مستقصى فى بابه، لا يشذّ عنه شىء من معناه، لم يوضع له نظير، ومنها كتابه فى الإبل ونتاجها، وما تصرّف معها، ومنها كتابه فى حلى الإنسان والخيل وشياتها. ومنها كتابه فعلت وأفعلت، ومنها كتابه فى مقاتل الفرسان، ومنها كتابه فى تفسير القصائد والمعلّقات، وتفسير إعرابها ومعانيها، إلى كتب كثيرة. وارتجل جميعها، وأملاها عن ظهر قلب كلّها. وألّف كتاب البارع فى اللغة، فبناه على حروف المعجم، وجمع فيه كتب اللغة، وعزا كلّ كلمة من الغريب إلى ناقلها من العلماء، واختصر الإسناد عنهم، وهو يشتمل على خمسة آلاف ورقة، ولا يعلم أحد من العلماء المتقدّمين والمتأخرين ألّف مثله فى الإحاطة والاستيعاب، وتوفى قبل أن ينسخه، فاستخرج «2» من المسوّدة، وأظنه لم يتم.

قال الزّبيدىّ: «1» «وسألت أبا على عن مولده ونسبه، فقال: أنا إسماعيل ابن القاسم بن عيذون بن هارون بن عيسى بن محمد بن سليمان، مولى عبد الملك بن مروان، ولدت بمنازكرد «2» من ديار بكر سنة ثمان وثمانين ومائتين، ورحلت إلى بغداذ سنة ثلاث وثلاثمائة، فأقمت بالموصل، وكتبت عن أبى يعلى الموصلىّ وغيره، ثم دخلت بغداذ سنة خمس وثلاثمائة، فأقمت بها إلى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة أكتب الحديث، فممن كتبت عنه: أبو بكر عبد الله بن أبى داود السّجستانىّ، وأبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وأبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب القاضى، وأبو القاسم عبد الله محمد بن عبد العزيز البغوىّ المعروف بابن بنت منيع، وإبراهيم بن عبد الصّمد بن موسى الهاشمىّ من ولد الإمام، «3» وأحمد بن إسحاق البهلول القاضى، وأبو عبد الله الحسين القاضى، وأبو عبيد أخوه القاسم ابنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الضّبىّ المعروف بالمحاملىّ. «4» وأبو بكر بن يوسف بن يعقوب بن البهلول الأزرق الكاتب، وأبو بكر أحمد [بن محمد] «5» البستنبان، «6» وابن قطن الإسكافىّ، وأبو سعيد الحسن «7» بن على بن زكريا بن يحيى العدوىّ. قال: وسمعت الأخبار واللغة من أبى بكر محمد بن دريد الأزدىّ البصرىّ، وأبى بكر محمد بن القاسم الأنبارىّ، وأبى عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة المعروف

بنفطويه، ومن أبى بكر محمد بن السّرىّ النحوىّ، ومن أبى بكر محمد بن شقير النحوىّ، ومن أبى إسحاق إبراهيم بن السرىّ بن سهل الزّجّاج النحوىّ، ومن أبى الحسن على بن سليمان بن الفضل الأخفش، ومن أبى بكر محمد بن أبى الأزهر، ومن أبى محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه أخذت منه كتاب سيبويه عن المبرّد، ومن أبى جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة أخذت منه كتب أبيه، ومن أبى بكر أحمد بن محمد بن موسى بن مجاهد المقرئ قرأت عليه القرآن بحرف أبى عمرو ابن العلاء غير مرة، وأخذت كتابه فى القراءات السبع وغير ذلك، ومن أبى عمر محمد بن عبد الواحد المطرّز غلام ثعلب، حدّثنا عن ثعلب، ومن أبى بكر محمد بن عبد الملك التّاريخىّ، ومن أحمد بن يحيى المنجّم الأديب النديم أخذت منه كتب أبيه وغير ذلك، ومن الطوسىّ على بن الحسن بن على بن نصر أخذت منه كتاب الزّبير بن بكّار فى النسب، ومن الدّمشقىّ أحمد بن سعيد، ذكرلى أنه سمع منه. قال أبو علىّ: وخرجت من بغداذ سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ثم دخلت إلى الأندلس سنة ثلاثين وثلاثمائة، ثم دخلت إلى قرطبة فى شعبان لثلاث بقين منه سنة ثلاثين وثلاثمائة». قال الزّبيدىّ: «وسألت أبا علىّ: لم قيل له القالىّ؟ فقال: لمّا انحدرنا إلى بغداذ كنا فى رفقة فيها أهل قاليقلا، فكانوا يحافظون لمكانهم من الثّغر، فلما دخلت بغداذ تنسّبت «1» إلى قاليقلا، وهى قرية من منازكرد، ورجوت أن أنتفع بذلك عند العلماء، فمضى علىّ القالىّ. وتوفّى فى ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاثمائة بقرطبة، ودفن بمقبرة متعة، وصلّى عليه أبو عبيد الجبيرىّ» ».

وكان مولده سنة ثمانين ومائتين، وقيل سنة ثمان وثمانين. وشوهد بخط ولده ما مثاله: ابتدأ أبى- رحمه الله تعالى- بعمل كتاب البارع فى رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، ثم قطعته علل وأشغال، ثم عاود النظر فيه بأمر أمير المؤمنين وتأكيده عليه، فعمل فيه من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، فأخذه بجدّ واجتهاد، وكمل له، وابتدأ بنقله، فكمل لنفسه إلى شوّال سنة خمس وخمسين وثلاثمائة كتاب الهمز، وكتاب الهاء، وكتاب العين، ثم اعتلّ فى هذا الشهر. وتوفّى إلى رحمة الله إسماعيل بن القاسم بن عيذون بن هارون بن عيسى بن سليمان البغداذىّ ليلة السبت لسبع خلون من جمادى الأولى سنة ست وخمسين وثلاثمائة، ومولده سنة ثمان وثمانين ومائتين فى جمادى الآخرة، ودخل قرطبة لثلاث بقين من شعبان سنة ثلاثين وثلاثمائة، وكان وصوله إلى بجاية «1» فى رجب من هذا العام. وكان مولده بمنازكرد من ديار بكر فى التاريخ المذكور، ورحل إلى بغداذ سنة ثلاث وثلاثمائة، وأقام بالموصل، ودخل بغداذ سنة خمس وثلاثمائة، وخرج إلى الأندلس من بغداذ سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وكان يعرف بالقالىّ، وكان يقول- رحمه الله: لما خرجنا من بلدنا كان فى جملتنا جماعة من قاليقلا، وكانت معهم خيل، فكلّما دخلنا بلدا حافظ أهله أهل قاليقلا، وكانت معهم دوابّ، فأراد بعض العمال أخذها منهم، فلما انتسبوا إلى قاليقلا تركوها، ورأيت الناس يعظّمونهم، فلما دخلت بغداذ انتسبت إلى قاليقلا، ورجوت أن ينفعنى ذلك عند العلماء، فلم انتفع بذلك، وعرفت بالقالىّ.

131 - إسماعيل القزاز المصرى النحوى [1]

131 - إسماعيل القزّاز المصرىّ النحوىّ [1] قريب العهد فى زماننا، أدركته بالقاهرة، وهو متصدّر لإقراء القرآن والعربية بالجامع الأزهر، وله على ذلك رزق من الديوان، وكان مزوّجا إلى بنت الشيخ المقرئ عساكر «1»، ورأيتهما يسكان فى دار واحدة بحارة الدّيلم «2»، وله عدّة أولاد منها، لم يفلح أحد منهم فى القرآن ولا العربية، وكان كثيرا ما يسألنى عن شيخنا صالح ابن عادىّ العذرىّ الأنماطىّ نزيل قفط، ويقول: هو رفيقى فى الطّلب على أكثر مشايخى. ولم يزل- رحمه الله- على الإفادة والتعليم، إلى أن مات فى حدود سنة ست وثمانين وخمسمائة فى القاهرة المعزّية. 132 - إسماعيل بن موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقىّ أبو محمد بن أبى منصور اللغوىّ [2] شيخ فاضل، له معرفة بالأدب، حافظ للقرآن الكريم، وقور، صاحب سكينة وسمت حسن، وطريقة حميدة، وكان له خدمة واختصاص بدار الخلافة فى أيام

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 139. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 199 - 200، وتاريخ ابن كثير 12: 305، وتلخيص ابن مكتوم 40، وشذرات الذهب 4: 249 - 250، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 279 - 280، ومعجم الأدباء 7: 45 - 47. والجواليقى، بفتح الجيم والواو، وكسر اللام بعد الألف وسكون الياء وكسر القاف: منسوب إلى الجواليق، جمع الجوالق. وانظر حواشى ص 65 من هذا الجزء.

133 - إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح بن عبد الرحمن أبو على الصفار [1]

المستضىء «1»، يؤمّ بباب الحجرة الشريفة. قرأ الأدب على أبيه، وسمع الحديث من غيره من مشايخ زمانه، وأقرأ الناس العربية بعد أبيه، وحدّث، فسمع الناس منه. كان مولده فى شعبان سنة اثنتى عشرة وخمسمائة، وتوفّى يوم الجمعة بعد صلاة العصر الخامس عشر من شوّال سنة خمس وسبعين وخمسمائة، وصلّى عليه يوم السبت سادس عشره بجامع القصر «2»، وحمل إلى الجانب الغربىّ، فدفن بباب «3» حرب، عند أبيه. 133 - إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح بن عبد الرحمن أبو علىّ الصفّار [1] صاحب المبرّد. روى عن جماعة منهم ممن تقدّمه، وروى عنه جماعة؛ منهم الدّار قطنىّ وجماعة نحوه، وتصدّر ببغداذ لإقراء الأدب، وكان واسع الرواية، وعمّر. قال الدار قطنىّ: صام إسماعيل الصفّار أربعة وثمانين رمضان، وكان متعصّبا للسنّة. قال المرزبانىّ: أنشدنى إسماعيل بن محمد الصفّار لنفسه: إذا زرتكم لقّيت «4» أهلا ومرحبا ... وإن غبت حولا لا أرى لكم رسلا وإن غبت لا أعدم ألا «5» قد جفوتنا ... وقد كنت زوّارا فما بالنا نقلى

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 188، وتاريخ بغداد 6: 302 - 303، وتاريخ ابن كثير 11: 226، وتلخيص ابن مكتوم 40، وشذرات الذهب 2: 358، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 277 - 278، ومعجم الأدباء 7: 33 - 36، والنجوم الزاهرة 3: 309، ونزهة الألباء 354 - 356.

أفى الحق أن أرضى بذلك منكم ... بل الضّيم أن أرضى بها منكم فعلا ولكنّنى أعطى صفاء مودّتى ... لمن لا يرى يوما علىّ له فضلا وأستعمل الإنصاف فى الناس كلّهم ... فلا أصل الجافى ولا أقطع الخلّا وأخضع لله الذى هو خالقى ... ولن أعطى «1» المخلوق من نفسى الذّلا ولد الصفّار فى سنة سبع وأربعين ومائتين فى ليلة الاثنين لليلتين خلتا من شهر رمضان من هذه السنة، وقيل فى سنة ثمان وأربعين، وتوفّى سحر يوم الخميس الرابع عشر من المحرّم. وقيل توفّى يوم الأربعاء، ودفن يوم الخميس لسبع خلون من المحرّم سنة إحدى وأربعين، ودفن مقابل معروف الكرخىّ، بينهما عرض الطريق، دون قبر أبى بكر الأدمىّ وأبى عمر الزاهد- رضى الله عنهم أجمعين. كتب إلىّ أبو الضياء شهاب بن محمود الهروىّ الورّاق من هراة، أخبره تاج الإسلام بن محمود المروزىّ فى كتابه، أخبرنا عبد الله بن علىّ القيسرانىّ، يعنى القصرىّ «2» بقراءتى عليه بحلب، أخبرنا أبو القاسم على بن أحمد بن محمد بن زيان الرزّاز قراءة عليه ببغداذ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزّاز، حدّثنا أبو على إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفّار النحوىّ، حدّثنا الحسن بن عرفة بن يزيد، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن يحيى بن سعيد عن خالد بن معدان،

134 - إسماعيل بن أبى محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدى [1]

عن كثيّر بن مرة الحضرمىّ، عن عقبة بن عامر الجهنىّ- رضى الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول: «الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمستسرّ بالقرآن كالمستسرّ بالصدقة». 134 - إسماعيل بن أبى محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدىّ [1] أحد أولاده الخمسة «1» النّجباء. كان فاضلا كإخوته، عالما بالعربية، خبيرا بأخبار الشعراء «2». ألف كتاب طبقات الشعراء. 135 - إسماعيل بن يوسف القيروانىّ النحوىّ المعروف بالطّلّاء «3» المنجم [2] كان من ذوى العلم بالعربية، وغاية فى النّجامة «4»، وهو أوّل من أدخل العراقىّ بالقيروان، وتلطّف فى علمه [بالعراق «5»]؛ إذ هم يضنّون بصناعتهم.

_ [1]. ترجمته فى الأنساب 600 ا، وتاريخ بغداد 6: 283 - 284، وتلخيص ابن 40، وطبقات القرّاء لابن الجزرىّ 1، 170، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 280، والفهرست 50 - 51، ومعجم الأدباء 7: 47 - 50. واليزيدىّ: منسوب إلى يزيد بن منصور الحميرىّ، خال المهدى الخليفة العباسىّ، وكان أبوه مؤدّب ولده، معروفا به، فنسب إليه. وانظر حواشى هذا الجزء ص 161، 224. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 200، وتلخيص ابن مكتوم 40، وطبقات الزبيدىّ 164 - 165. وما أورده المؤلف فى هذه الترجمة يوافق ما فى طبقات الزبيدىّ.

ابن يوسف هذا قد لازمهم، فكانوا يخرجون إليه وإلى أصحابه من التلاميذ العقاقير للدقّ [مختلطة]، «1» فتحيّل [إسماعيل «2» بن] يوسف، حتى حقّق أوزانها بطريق لطيف من التحيّل، حتى استرق الصناعة «3». وغزا مع إبراهيم بن الأغلب «4» أمير إفريقية غزوة المجّان «5»، وشهد حرب طبرمين «6»، وأقام الطّالع يوم فتحها، وقد انصرف إبراهيم عن حربها منتصف النهار، فأعلمه أنه يفتحها للوقت، ونظر إبراهيم أيضا فى ذلك فوافقه- وكان إبراهيم ينتحل علم النّجامة- فعاود الحرب، ففتحها للوقت، ووهب للطّلاء ثمانية عشر رأسا من السّبى. واتّهم أنه عمل دنانير خارج دار الضرب بالقيروان، وخاف لأجل ذلك، فانهزم إلى الأندلس. وكان يرمى بالخروج عن الملة.

136 - إسحاق البغوى النحوى الكوفى [1]

136 - إسحاق البغوىّ النحوىّ الكوفىّ [1] من أصحاب الكسائىّ؛ أخذ عنه طرفا وافرا من نحو نحاة الكوفة، وله بينهم ذكر. 137 - إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ أبو محمد [2] أحد العلماء باللغة والغريب وأخبار الشعراء وأيام الناس، وكان شاعرا مجيدا، وقد روى من العلم والأخبار قطعة حسنة. يروى عنه مصعب بن عبد الله الزبيرىّ «1»، والزبير بن بكّار «2» وغيرهما من رواة العلم أخبارا عجيبة. فأما نسبه؛ فإنه قال: نحن فرس، من أهل أرّجان «3»، وموالينا قوم من الجنظليّين «4»، كانت لهم ضياع عندنا.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 192، وتلخيص ابن مكتوم 40، وطبقات الزبيدىّ 95. والبغوىّ: منسوب إلى بغشور- ويقال لهابغ- على غير قياس، وهى من بلاد خراسان. [2] ترجمته فى الأغانى 5: 49 - 134، وتاريخ بغداد 6: 338 - 345، وتاريخ ابن كثير. 1: 314 - 315، وتلخيص ابن مكتوم 40، وابن خلكان 1: 65 - 66، وسلم الوصول 174: 175، وشذرات الذهب 2: 82 - 84، والفهرست 140 - 141، واللآلى 137 - 138، ومختصر تاريخ ابن عساكر 2: 414 - 427، ومسالك الأبصار ج 6 مجلد 1: 168 - 197، ومعجم الأدباء 6: 5 - 58، والنجوم الزاهرة 2: 288، ونزهة الألباء 227 - 232.

وقولهم: الموصلىّ أنه لما نشأ وأدرك صحب الفتيان، واشتهى الغناء وطلبه، فاشتدّ عليه أخواله فى ذلك، وبلغوا منه، فهرب منهم من الكوفة إلى الموصل، فأقام بها نحوا من سنة، فلما رجع إلى الكوفة قال إخوانه من الفتيان: مرحبا بالفتى الموصلىّ، فلصق به هذا الاسم «1». وهو من بيت شرف وقدر فى العجم «2»، وانتقل جدّه ماهان «3» إلى الكوفة، ومات فى الطاعون الجارف «4»، وخلف ولده إبراهيم صبيا، ابن سنتين أو ثلاث، وأخوين أكبر منه. وولد إسحاق سنة خمسين ومائة، ومات سنة خمس وثلاثين ومائتين، وكانت سنة خمسا وثمانين سنة. قال أحمد بن يحيى النحوىّ: رأيت لإسحاق الموصلى ألف جزء من لغات العرب سماعه، وما رأيت اللغة فى منزل أحد قطّ أكثر منها فى منزل إسحاق، ثم فى منزل ابن الأعرابىّ.

وقال إسحاق بن إبراهيم: قال لى الأصمعىّ ونحن نريد الرقّة «1» مع الرشيد: كم حملت معك من كتبك؟ قلت: خفّفت، فحملت ثمانية عشر صندوقا، فقال لى: أو هذا تخفيف! هذا نهاية التثقيل. وقال عمر بن شبّة: ما رأيت مثل إسحاق بن إبراهيم قطّ، قال: وسألته عمّا عنده من الكتب فقال: عندى مائة قمطر. وقال أحمد بن أبى خيثمة: كان «2» أبى ويحيى بن معين يجلسان بالعشيّات إلى مصعب الزبيرىّ، وكنت أحضر، فمرّبنا رجل على حمار فاره «3»، فسلّم ووقف، فقالوا له: إلى أين يا أبا الحسن؟ قال: إلى من يملأ أسماعنا علما وأكمامنا دنانير، فقال له يحيى: من هو؟ قال: إسحاق الموصلىّ. قال يحيى: ذلك والله أصحّ الناس سماعا، وأصدقهم لهجة «4»، فسألت عن الرجل، فإذا هو المدائنىّ «5». ومدح إسحاق الرشيد يوما بشعر؛ منه: وآمرة بالبخل قلت لها اقصرى ... فذلك شىء ما إليه سبيل وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأى أمير المؤمنين جميل فقال: لا كيف إن شاء الله، ثم التفت إلى الفضل بن الربيع، فقال: أبا العباس «6»، أعطه مائة ألف درهم، فلله درّ أبيات تأتينا بها، ما أحكم أصولها، وأحسن

فصولها! فقلت: كلام أمير المؤمنين أحسن من شعرى، فقال: أحسنت والله! يا فضل، أعطه مائة ألف أخرى. ودخل «1» إسحاق الموصلىّ على يحيى بن «2» أكثم، فتفاوضا فى الحديث، إلى أن قال إسحاق ليحيى: أيها القاضى، أما ترى ظلم الناس لى؛ ينسبوننى إلى الغناء وحده، وهو أقلّ آلاتى، وإن كان من العلوم النّفيسة الشريفة، ولا يذكروننى بسائر ما أعلمه من اللغة والحديث والشعر وأيام الناس، وغير ذلك من سائر العلوم! فقال له يحيى: الجواب فى هذا على أبى عبد الرحمن العطوىّ «3»، فقال أبو عبد الرحمن- وكان حاضرا- وما أنا وهذا! قال: أقسمت عليك لما أجبته فيما أحب أن يعلمه من هذا الأمر! فقال له أبو عبد الرحمن: أخبرنى عنك، إذا قيل: من أفقه الناس؟ فما تظنهم يقولون؟ إسحاق أفقه من أبى محمد يحيى ومن بشر المريسىّ «4»؟ قال: أبو محمد وبشر «5». [قال]: فإذا قيل: من أعلم الناس بالحديث؟ يقولون: علىّ بن المدينىّ «6»

ويحيى «1» بن معين أو إسحاق؟ قال: بل هذان. قال: فإذا قيل: من أعلم الناس بالشعر؟ يقال: الأصمعى وابن الأعرابىّ أو إسحاق؟ قيل: بل هما. قال: فإذا قيل: من أعلم الناس بالغناء؟ أيجوز أن يقول قائل: فلان أعلم من إسحاق؟ قال: لا. قال: فبهذا صرت أولى أن تذكر به. وفضائل إسحاق كثيرة جدا. وجالس الرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق، وبقى إلى صدر أيام المتوكل، ومدحه. وعمى إسحاق قبل أن يموت بسنتين. وتوفى فى شوّال سنة ست وثلاثين ومائتين- عفا الله عنه، وتجاوز عن سيئاته «2».

138 - إسحاق بن السكيت أبو يعقوب [1]

138 - إسحاق بن السّكّيت أبو يعقوب [1] كان دائم الصمت، يعرف بالسّكّيت: قال ابن الكوفىّ «1»: لما مات الكسائىّ اجتمع أصحاب الفرّاء، وسألوه الجلوس لهم، وقالوا: أنت أعلمنا، فأبى أن يفعل، فألحّوا عليه فى ذلك بالمسألة، فأجابهم. واحتاج أن يعرف أنسابهم، ليرتّب كلّ رجل منهم على قدر مجلسه، فكان فيمن سأله عن نسبه السّكّيت، فقال: ما نسبك؟ فقال: خوزىّ «2» - أصلحك الله! من قرى دورق، من كور الأهواز. فبقى الفرّاء أربعين يوما فى بيته لا يظهر لأحد من أصحابه؛ فسئل عن ذلك، فقال: سبحان الله! أستحى أن أرى السّكّيت، لأنّى سألته عن نسبه، فصدقنى عن ذلك، وفيه بعض القبح «3». وكان عالما، وكان ابنه يقول: أنا أعلم من أبى بالنحو، وأبى أعلم منى بالشعر واللغة. 139 - إسحاق بن الجنيد البزّاز البصرىّ الورّاق اللغوىّ [2] صاحب أبى بكر بن دريد. كان يورّق لابن دريد، وياخذ عنه. ويعرف بورّاق ابن دريد.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 40 - 41، والفهرست 72. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 191، وتلخيص ابن مكتوم 41، وطبقات الزبيدىّ 130، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 259.

140 - إسحاق بن مرار أبو عمرو الشيبانى اللغوى [1]

140 - إسحاق بن مرار أبو عمرو الشيبانىّ اللغوىّ [1] صاحب العربية. كوفىّ نزل بغداذ، روى عنه ابنه عمرو، وأحمد بن حنبل، وأبو عبيد القاسم بن سلّام. وقيل: لم يكن شيبانيا «1»؛ وإنما كان معلّما مؤدّبا لأولاد ناس من بنى شيبان، فنسب إليهم. وكان من أعلم الناس باللغة، موثّقا فيما يحكيه، جمع أشعار العرب ودوّنها. قال عمرو بن أبى عمرو: ولما جمع أبى أشعار العرب كانت نيّفا وثمانين قبيلة، فكان كلما عمل منها قبيلة وأخرجها إلى الناس كتب مصحفا، وجعله فى مسجد الكوفة؛ حتى كتب نيّفا وثمانين مصحفا بخطه. وقال أبو العباس ثعلب: كان مع أبى عمرو من العلم والسّماع عشرة أضعاف ما كان مع أبى عبيدة، ولم يكن من أهل البصرة مثل أبى عبيدة فى السماع والعلم.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 192، وتاريخ بغداد 6: 329 - 332، وتاريخ ابن كثير 10: 265، 267، وتقريب التهذيب 308، وتلخيص ابن مكتوم 41، وتهذيب اللغة للأزهرىّ 1 - 6، وتهذيب التهذيب 12: 182 - 184، وخلاصة تذهيب الكمال 384، وابن خلكان 1: 65، وسلم الوصول 179، وشذرات الذهب 2: 23، 31، وروضات الجنات 100، وطبقات الزبيدىّ 134 - 135، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 259 - 260، والفهرست 68، وكشف الظنون 104، 722، 1209، 1383، 1410، 1415، 1466، 1980، ومرآة الجنان 2: 57، ومراتب النحويين 148، والمزهر 2: 411، 419، 463، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 223 - 224، والمعارف 237، ومعجم الأدباء 6: 77 - 84، والنجوم الزاهرة 2: 191، ونزهة الألباء 120 - 125.

وكان أبو عمرو يعرف فى وقته بين العلماء بصاحب ديوان اللغة والشعر، وكان خيّرا فاضلا صدوقا. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان أبى يلزم مجالس أبى عمرو ويكتب أماليه. قال أبو عمرو الشيبانىّ: كنت أسير على الجسر ببغداذ؛ فإذا أنا بشيخ على حمار مصرىّ مسرج بسرج مدينىّ، فعلمت أنه من أهلها؛ فكلّمته؛ فإذا فصاحة وظرف؛ فقلت: ممّن أنت؟ فقال: من الأنصار، أنا ابن المولى، «1» الشاعر- إن كنت سمعت به. قال: قلت: إى والإله! لقد سمعت به؛ أنت الذى تقول: ذهب الرّجال فما أحسّ رجالا ... وأرى الإقامة بالعراق ضلالا قال: نعم، قلت: كيف قلت: يا ليت ناقتى التى أكريتها «2» ... نحزت وأعقبها النّحاز «3» سعالا قال: لم أقل كذا، وإنما قلت: وأعقبها القلاب «4» سعالا فدعوت عليها بثلاثة أدواء.

وكان أبو عمرو فى مجلس سعيد بن سلم الباهلىّ «1»، وفيه الأصمعىّ، فأنشد الأصمعى بيت الحارث بن حلّزة: عننا باطلا وظلما كما تع ... نز عن حجرة الرّبيض الظّباء «2» فقال للأصمعىّ: وما معنى «تعنز»؟ قال: تنحّى، ومنه قيل: «العنزة» التى كانت تجعل قدّام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال أبو عمرو: الصواب «كما تعتر عن حجرة الرّبيض»، أى تنحر فتصير عتائر «3». فوقف الأصمعىّ، فقال أبو عمرو: والله لا تنشد بعد اليوم إلا «تعتر». قال يونس بن حبيب: دخلت على أبى عمرو الشيبانىّ، وبين يديه قمطر فيه أمناء «4» من الكتب يسيرة، فقلت له: أيّها الشيخ، هذا جميع عملك! فتبسم إلىّ، وقال: إنه من صدق كثير.

وقال أبو العباس ثعلب: دخل أبو عمرو إسحاق بن مرار البادية، ومعه دستيجان «1» حبرا، فما خرج حتى أفناهما بكتب سماعه عن العرب. وكان أبو عمرو الشيبانىّ نبيلا فاضلا عالما بكلام العرب، حافظا للغاتها، عمل كتاب شعراء «2» ربيعة ومضر واليمن إلى ابن هرمة «3»، وسمع من الحديث سماعا واسعا، وعمّر عمرا طويلا أناف على التسعين، وهو عند الخاصة من أهل العلم والرواية مشهور معروف. والذى قصّر به عند العامة من أهل العلم أنه كان مشتهرا بالنبيذ والشرب له. وسمع الناس من عمرو بن أبى عمرو عن أبيه سنين- وأبوه [أبو] عمرو فى الأحياء- وهو يحدّث عن أبيه. مات أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيبانىّ النحوىّ سنة عشر ومائتين، يوم السّعانين «4». وصنف أبو عمرو كتاب الحروف فى اللغة، وسماه كتاب الجيم، وأوّله الهمزة، ولم يذكر فى مقدّمة الكتاب لم سمّاه الجيم، ولا علم أحد من العلماء ذلك.

ولقد ذكر لى أبو الجود حاتم بن الكنانىّ الصّيداوىّ «1» نزيل مصر- وكان كاتبا يخالط أهل الأدب، وأسنّ رحمه الله- قال: سئل ابن القطّاع السّعدىّ «2» الصّقلىّ اللّغوىّ- نزيل مصر- عن معنى الجيم، فقال: من أراد علم ذلك من الجماعة فليعطنى مائة دينار؛ حتى أفيده ذلك، فما فى القوم من نبس بكلمة. ومات ابن القطّاع، ولم يفدها أحدا. ولمّا سمعت ذلك من أبى الجود- رحمه الله- اجتهدت فى مطالعة الكتب والنظر فى اللغة، إلى أن عثرت على الكلمة فى مكان غامض من أمكنة اللغة، فكنت أذاكر الجماعة، فإذا جرى اسم الجيم أقول: من أراد علم ذاك فليعط عشرة دنانير، فيسكت الحاضرون عند هذا القول «3». فانظر إلى قلة همة الناس وفساد طريق العلم، ونقض العزم! فلعن الله دنيا تختار على استفادة العلوم! فأمّا أبو منصور الأزهرىّ الهروىّ- رحمه الله- فإنه ذكر فى مقدّمة كتابه فى اللغة الذى سماه التهذيب أسماء جماعة من علماء العربية؛ منهم أبو عمرو الشيبانىّ- عفا الله عنه- فأخطأ فى اسم أبيه، وأورده مصحّفا، فقال: «مراد»، وهو خطأ كبير من مثله، وروى ذلك بخطه فى مقدّمة الكتاب.

أخبرنى ياقوت «1»، واسمه ياقوت الرومىّ مولى عسكر الحموىّ، قال: شاهدت بمرو نسخة من الكتاب، بخط الأزهرىّ عند بنى السمعانىّ «2»، وفيها «مراد»، وكتب هذا المذكور من هذه النسخة نسخة، وأحضرها فى صحبته من خراسان- رحمه الله ورضى الله عنه. ونقلت من كتاب اليمنىّ «3» فى طبقات النحاة واللغويين أن كتاب الجيم هو كتاب الحروف الذى صنّفه أبو عمرو، وجمع فيه الحوشىّ، ولم يقصد المستعمل. قال: وجميع ما فيه خارج عن كتابه النوادر، وفيهما «4» علم كثير. قال الجاحظ: إنما قيل له الشيبانىّ لانقطاعه إلى ناس من بنى شيبان، وليس له نسب فيهم، وتوفّى سنة ست عشرة ومائتين «5». وقيل لأبى زيد الأنصارىّ: إن أبا عمرو الشيبانىّ يروى هذا الحرف للأعشى «6»: بساباط حتى مات وهو محزرق «7» بكسر الراء، فقال: إنها نبطيّة، وأمّ أبى عمرو نبطيّة، فهو أعلم بها منا.

وقال أبو بكر محمد بن الحسن الأندلسىّ «1» فى كتابه: «إنّ أبا عمرو الشيبانىّ هو إسحاق بن مرار، من رمادة الكوفة، وجاور شيبان، فنسب إليهم». «ودخل الأصمعىّ على أبى عمرو الشيبانىّ فى منزله ببغداذ، وهو جالس على جلد فراء، فأوسع له أبو عمرو، فجرّ الأصمعىّ يده على الفراء، ثم قال: يا أبا عمرو، ما يعنى الشاعر بقوله «2»: بضرب كآذان الفراء فضوله ... وطعن كإيزاغ المخاض تبورها «3» فقال: هى هذه التى تجلس عليها يا أبا سعيد، فقال الأصمعىّ لمن حضر: يا أهل بغداذ، هذا عالمكم! والفراء هاهنا جمع فرأ، وهو الحمار الوحشىّ، وكانت رواية أبى عمرو «كآذان الفراء»، فتغفّله الأصمعىّ بغير روايته، فزلّ؛ يقال: فرأ وفراء، بالمد والقصر. ولأبى عمرو بنون وبنو بنين، كلّهم رووا عنه. وله من التصانيف: كتاب الخيل. كتاب اللغات، وهو الجيم، ويعرف بكتاب الحروف، غريب. كتاب النوادر الكبير ثلاث نسخ. كتاب غريب «4» الحديث. كتاب النحلة «5». كتاب الإبل. كتاب خلق الإنسان «6».

وقال يعقوب بن السّكّيت: مات أبو عمرو الشيبانىّ، وله مائة سنة وثمانى عشرة سنة، وكان يكتب بيده إلى أن مات. قال: وكان ربّما استعار منّى الكتاب، وأنا إذ ذاك صبىّ آخذ عنه، وأكتب من كتبه. وقال ابن كامل: مات أبو عمرو فى اليوم الذى مات فيه أبو العتاهية وإبراهيم الموصلىّ سنة ثلاث عشرة ومائتين. قال الأزهرىّ: «كان «1» يقال له: أبو عمرو الأحمر [جاور بنى شيبان بالكوفة، فنسب إليهم، ثم] «2» قدم بغداذ، وسمع منه أبو عبيد، وروى عنه الكثير ووثّقه. وكان قرأ دواوين الشعراء على المفضّل الضبىّ، وسمعها منه أبو حسان، وابنه عمرو بن أبى عمرو، وكان الغالب عليه النوادر وحفظ الغريب وأراجيز العرب. وله كتاب كبير فى النوادر قد سمعه «3» أبو العباس أحمد بن يحيى من ابنه عمرو عنه، وسمع أبو إسحاق الحربىّ هذا الكتاب أيضا من عمرو بن أبى عمرو. [وسمعت أبا الفضل المنذرىّ يروى عن أبى إسحاق عن عمرو بن أبى عمرو] جملة من الكتاب». وذكره المرزبانىّ «4» فقال: «إسحاق بن مرار (بكسر الميم) أبو عمرو، مولى وليس من بنى شيبان؛ ولكنّه كان مؤدّبا لأولاد ناس من بنى شيبان، فنسب إليهم؛ كما نسب اليزيدىّ إلى يزيد بن منصور الحميرىّ، حين أدّب ولده».

«وأبو عمرو راوية أهل بغداذ، واسع العلم باللغة والشعر، ثقة، كثير الحديث كثير السماع، وله كتب كثيرة فى اللغة جياد؛ منها النوادر، ومنها كتاب الحروف الذى لقّبه بالجيم ومصنّفات فى خلق الإنسان والخيل والإبل وسائر فنون اللغة، وأخذ عنه دواوين أشعار القبائل كلّها، وله بنون وبنو بنين يروون عنه كتبه، وأصحاب علماء ثقات، وكان ممّن يلزم مجلسه ويكتب عنه الحديث أحمد بن حنبل». وقال أحمد بن يحيى النحوىّ ثعلب: كان عند أبى عمرو الشيبانىّ ما يحتاج إليه، وما لا يحتاج إليه لكثرة ما طلب وجمع. قال أبو عمرو إسحاق بن مرار: توفى ابنى محمد، فرأيته فى النوم، فقلت: مازلت أعرفك مسرفا، كنت تفعل كذا وكذا، فقال: أيارب إن تغفر فإنّك أهله ... وإن تكن الأخرى فإنّى مجرم قال: فقال لى شيخ من ناحية: هو أفقه منك! قال محمد الكندىّ: بلغ أبو عمرو الشيبانىّ مائة سنة وعشر سنين، ومات سنة ست أو خمس ومائتين. وقال يعقوب بن السكّيت: مات أبو عمرو الشيبانىّ، وله مائة وثمانى عشرة سنة، وكان يكتب بيده إلى أن مات، وربما استعار منّى الكتاب، وأنا إذ ذاك صبىّ، آخذ عنه، وأكتب من كتبه. وقال أحمد بن كامل القاضى: توفّى أبو العتاهية الشاعر فى سنة ثلاث عشرة ومائتين، وفى يوم مات فيه أبو عمرو الشيبانىّ وإبراهيم الموصلىّ المغنى، والد إسحاق، وكانت وفاته ببغداذ. وروى أن أبا عمرو مات سنة ست عشرة ومائتين، وله مائة سنة وسنتان.

141 - إسحاق بن موهوب بن محمد بن الخضر الجواليقى أبو طاهر بن أبى منصور [1]

141 - إسحاق بن موهوب بن محمد بن الخضر الجواليقىّ أبو طاهر بن أبى منصور [1] أخو إسماعيل «1». شارك أخاه فى السّماع والأدب، وتصدّر للإفادة، وكان أصغر من أخيه إسماعيل. ولد فى شهر ربيع الأوّل سنة سبع عشرة وخمسمائة، وتوفّى يوم الأربعاء حادى عشر شهر رجب سنة خمس وسبعين وخمسمائة، وصلّى عليه يوم الخميس ثانى عشره، وحمل إلى مقبرة باب حرب، ودفن عند أبيه. 142 - أسعد بن علىّ الحسينىّ النحوىّ [2] موصلىّ الأصل، مصرىّ الدار، هاجر إليها، واتخذها سكنا. وكان أديبا فاضلا، متصدّرا لإفادة هذا الشأن، مع رفعة المكانة، وجلالة التصدّر عند الخلفاء العلويين، وأدرك أيام الصالح بن رزّيك، «2» ومدحه، ومن شعره: ومن يهو إدراك المعالى فإنه ... يعدّ المنايا من ملابسه طمرا «3» قريع الرزايا والقنا يقرع القنا ... خطير العطايا يستقلّ الجدا خطرا «4» ويحفظ بالخطّىّ فى النّقع موطنا ... يحوز العلا والموت يلحظه شزرا «5»

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 41، ومعجم الأدباء 6: 88 - 89. والجواليقىّ، بفتح الجيم والواو وكسر اللام بعد الألف: منسوب إلى الجواليق جمع جوالق، وانظر ص 65 من هذا الجزء. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 41.

143 - أسعد بن مهذب بن زكريا بن مماتى أبو المكارم [1] الكاتب المصرى

143 - أسعد بن مهذّب بن زكريا بن ممّاتى أبو المكارم [1] الكاتب المصرىّ من أقباط مصر فى عصرنا، وجدّه ممّاتى كان جوهريا بمصر، وكان يصبغ البلّور صبغة الياقوت؛ فلا يعرفه إلا الخبير بالجواهر، ولقد حكى لى رجل كان يعرف بالرشيد الصائغ أنّ الفصّ من عمل ممّاتى كان إذا نودى عليه فى سوق الصاغة تشوّفت نحوه العيون أكثر من تشوّفها إلى غيره من الجواهر لجودته، وحسن منظره. وجدّه الأبعد أبو مليح كاتب الأفضل «1»، وصاحب ديوانه، وهو الذى قال فيه ابن مكنسة «2» الشاعر: طويت سماء المكرما ... ت وكوّرت «3» شمس المديح [وتناثرت شهب العلا] «4» ... مذ «5» قيل مات أبو المليح «6»

_ [1]. ترجمته فى أعلام النبلاء 4: 323 - 328، وتاج العروس 3: 543، وتاريخ ابن كثير 13: 53، وتلخيص ابن مكتوم 41 - 42، وحسن المحاضرة 1: 242 - 243، وخطط المقريزى 3: 260 - 261، وابن خلكان 1: 68 - 69، وسلم الوصول 180 - 181، وشذرات الذهب 5: 20، وكشف الظنون 1015، 1215، ومعجم الأدباء 6: 100 - 126. ومماتى ضبطه ابن خلكان بفتح الميمن، والثانية منهما مشدّدة، وبعد الألف تاء مكسورة.

أسلم هذا أسعد وأبوه الخطير «1» مهذّب فى صدر الدولة الغزّية» ، عند استيلائها على الأعمال المصرية. وتولى ديوان الإقطاعات المدة الطويلة، سالما فى نفسه وجاهه ومآله إلى أن استولى على الأمر عبد الله بن علىّ بن مقدام الدّميرىّ «3» - وكان عامّيا أحمق، قليل التدبير، حاسدا لكلّ ذى فضيلة- فقبّح أثره عند مخدومه «4»، فلحقته إهانة، فخرج من مصر مختفيا بعد شدّة أدركته، وقصد حلب، فأتى إلى من «5» بها بقديم الصحبة، فأخفق مسعاه، وأجدب مرعاه، وعاش بشجاه، إلى أن أدركته الوفاة، فمات بها فى شهور سنة ست أو سبع وستمائة، ودفن بالمقبرة المعروفة بالمقام على جانب الطريق المسلوك إلى دمشق خارج تربة رجل متمحل، يعرف بعلىّ بن أبى بكر الهروىّ الموصلىّ الخرّاط. ولما ورد إلى حلب اطّرحوا قدره، واستبردوا نظمه ونثره، وتحاموا محاضرته، وقلّلوا مكاثرته؛ فكان فيها غريبا على التحقيق، عادم التصديق والصديق؛ وإلا

فهو كما قال فيه محمد بن محمد بن حامد «1» عندما وصفه: «ذو الفضل الجلىّ، والشعر العلىّ، والنظم السوىّ، والخاطر القوىّ، والروىّ الروىّ، والقافية القافية أثر الحسن، والقريحة المقترحة صور اليمن، والفكرة المستقيمة على جدد البراعة، والفطنة المستمدّة من مدد الصناعة، شابّ الأدب رابّ؛ وعن الفضل ذابّ، وله شعر حسن، منه قوله يوم فتح الخليج «2» بالقاهرة: خليج كالحسام له صقال ... ولكن فيه للرائى مسرّه رأيت به الصّغار تجيد عوما ... كأنّهم نجوم فى المجرّه وله فى غلام نحوىّ: وأهيف أحدث لى نحوه ... تعجّبا يعرب عن ظرفه علامة التأنيث فى لفظه ... وأحرف العلّة فى طرفه وقوله فى غلام خيّاط: وخيّاط نظرت إلي ... هـ مفتونا بنظرته أسيل الخدّ أحمره ... بقلبى ما بوجنته وقد أمسيت ذا سقم ... كأنّى خيط إبرته وأحسد منه ذاك الخي ... ط فاز برىّ ريقته

وكان السديد أبو القاسم الكاتب فى ديوان الإنشاء من فضلاء المتصرّفين، قد عمل قصيدة لامية مقيّدة؛ فقال فيها الأسعد هذا: تبكى قوافى الشعر لاميّة ... بيّضتها من حيث سوّدتها لما «1» علا وسواس ألفاظها ... ظننتها جنّت فقيّدتها وله فى جماعة لا يجتمعون إلا فى مجلس الشراب: أراكم كحباب الكأس منتظما ... فما أرى جمعكم إلّا على قدح وشعره ونثره كثير طيّب، وليس هذا موضع التكثير منه، وإنما ذكرته فى هذا التصنيف؛ لأنه تعرّض إلى تهذيب أفعال ابن طريف «2» فى اللغة، فاختاره وأجاده، وأتى فيه بالحسنى وزيادة. وقد كانت تصانيفه «3» كثيرة لطيفة، ومقاصده فيها طريفة «4».

144 - أسعد بن نصر بن أسعد أبو منصور الأديب [1]

144 - أسعد بن نصر بن أسعد أبو منصور الأديب [1] يعرف بابن العبرتىّ، منسوب إلى عبرتا، ناحية بالنّهروان. قرأ النحو على الشيخ أبى محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب، ومن بعده على الشيخ الكمال أبى البركات عبد الرحمن بن محمد الأنبارىّ، وصارت له به معرفة حسنة، وتصدّر له، وأقرأه، وله شعر لا بأس به، فمنه: قل لمن يشكو زمانا ... حاد عما يرتجيه لا تضيقنّ إذا جا ... ء بما لا تشتهيه ومتى نابك دهر ... حالت الأحوال فيه فوّض الأمر إلى اللّ ... هـ تجد ما تبتغيه وإذا علّقت آما ... لك فيه ببنيه حرت فى قصدك حتى ... قيل ماذا بنبيه توفّى أسعد بن العبرتىّ يوم السبت رابع عشر شهر رمضان سنة تسع وثمانين وخمسمائة «1».

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 193، وتلخيص ابن مكتوم 42 - 43 - ، ومعجم البلدان 6: 110.

145 - آدم بن أحمد بن أسد الهروى الأسدى أبو سعيد [1]

145 - آدم بن أحمد بن أسد الهروى الأسدىّ أبو سعيد [1] من أهل هراة، سكن بلخ. كان أديبا فاضلا، عالما بأصول اللغة، صائنا حسن السيرة، ورد بغداذ حاجّا سنة عشرين وخمسمائة، وقرأ بها الحديث والأدب، وجرى بينه وبين أبى منصور الجواليقىّ منافرة فى مذاكرة الأدب، واختلفا فى شىء، وشرّقت بينهما القضية، إلى أن قال الأسدىّ للجواليقىّ: أنت لا تحسن أن تنسب نفسك، فإن الجواليقىّ نسبة إلى الجمع، والنّسبة إلى الجمع لا تصحّ. وعاد إلى بلخ، وتصدّر للإفادة بها، فاستفاد منه الناس، إلى أن توفى- رحمه الله- فى عصر يوم الجمعة الخامس والعشرين من شوّال سنة ست وثلاثين وخمسمائة. 146 - إقبال بن علىّ بن أبى بكر واسمه أحمد بن برهان أبو القاسم المقرئ النحوىّ اللغوىّ [2] يعرف بابن الغاسلة، من أهل واسط، قرأ النّحو على مشايخ عصره، وورد بغداذ مرارا، وقرأ بها الأدب على موهوب الجواليقىّ وغيره. قال إقبال: كنت حاضرا فى حلقة أبى منصور الجواليقىّ ببغداذ فى جامع القصر الشريف يوم جمعة بعد الصلاة، فسأله رجل عن هذا البيت:

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 176، وتلخيص ابن مكتوم 43، ومعجم الأدباء 1: 101 - 107. والهروىّ: منسوب إلى هراة، وهى من أمهات مدن خراسان. [2] ترجمته فى تاريخ الإسلام للذهبى، وفيات 584، وتلخيص ابن مكتوم 43، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 282 - 283، وذكره باسم «إسماعيل».

147 - أسامة بن سفيان النحوى السجزى [1]

يحاولن منّى عادة قد عرفنها ... قديما فما يضحكن إلّا تبسّما وقيل له: كيف تستثنى التبسّم من الضحك؟ فقال: يكون حرف الاستثناء- وهو إلّا هاهنا- بمعنى لكن التى معناها الاستدراك؛ ويكون معنى البيت: فما يضحكن لكن يتبسّمن. قال إقبال بن على: هذا، ومثله قوله تعالى: إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ معناه: لكن من ظلم. ولد إقبال فى ثامن رمضان من سنة ثمان وتسعين وأربعمائة بواسط، وتوفّى بها ليلة الاثنين يوم عيد الأضحى من سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وصلّى عليه بعد صلاة العيد بجامع واسط، ودفن بمقبرة سكة الأعراب بواسط. 147 - أسامة بن سفيان النحوىّ السجزىّ [1] من نحاة سجستان فى العهد القريب، وكان متصدّرا هناك لإفادة العربية طالبيها، وله شعر مذكور؛ إلا أنه كشعر النحاة، فمنه: أبى النّاى إلا أن يجدد لى ذكرا ... لمن ودّعتنى وهى لا تملك العبرا «1» وقالت: رعاك الله ما خلت أنّنى ... أراك تسلّى إذ تطيق لنا هجرا وكنت ترى فرط العلاقة ساعة ... تغيّبها عنا- وإن قصرت- شهرا وتجزع من وشك الفراق فمالنا ... على فرقة الأحباب أن نظهر الصبرا

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 191، وتلخيص ابن مكتوم 43، ومعجم الأدباء 5: 186 - 188. والسجزىّ، بكسر السين وسكون الجيم: منسوب إلى سجستان، على غير قياس.

148 - الأعشى النحوى الأندلسى [1]

148 - الأعشى النحوى الأندلسىّ [1] ما عرفت اسمه. كنيته أبو محمد، ولقبه أشهر من كنيته، فذكرته لأجلها فى الألف، وله شعر منه: ملك إذا ادّرع الدّلاص «1» حسبته ... لبس الغدير وهزّ منه جدولا فحذار ليثا لا ينهنه باسلا ... تجد الصّوارم غيله والذّبّلا «2» 149 - الإمام المغربىّ النحوىّ [2] ذكره صاحب كتاب الوشاح «3»، ولم يسمّه، وقال فى وصفه: «سلّ فى بلاد خراسان مع الأفاضل سيوف المنازعة والبغضاء، وحال عن الرضا والارتضاء، ورمى إلى الأئمة بسهام الملام، وغادر بينهم كلام «4» الكلام، ولبعض الأئمة فصول فى التنصّل عما نسبه هذا الإمام إليه، وحكم به عليه، وفى الخلاف بين الجهال ذكر؛ ولكنه بين العقلاء شىء نكر، وأما من أحيا ذكره بالخلاف وخلّده، فإنه فرّق شمل الإنصاف وبدّده».

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 43، وخريدة القصر 12: 10. [2] لم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص، ولم أعثر له على ترجمة فيما لدى من الكتب.

150 - الأهنومى النحوى اليمنى [1]

وأنشد الإمام محمد بن شاهقور قال: أنشدنى هذا الإمام لنفسه: سقى روحى بكأس الهجر ساقى ... وبلّ الوجه من مطر المآقى فتندبنى الطيور لما أعانى ... وترحمنى «1» النجوم لما ألاقى أفيقا لائمىّ فلست ممّن ... يفيق من الهوى قدر الفواق «2» 150 - الأهنومىّ النحوىّ اليمنىّ [1] نزيل الديار المصرية، بالقاهرة المعزّية. رجل يعرف طرفا من النحو، وشيئا من اللغة، قدم إلى الإقليم المصرى فى زماننا، وتصدّر بالجامع الأزهر لإفادة هذا النوع، وقرأ عليه الناس، وكان شخت الحلقة «3»، قصيرا دميما، يقول شعرا متوسّطا من أشعار النحاة، يتوصّل به إلى قضاء حوائجه، وكان ضيّق العطن، عسر الإجابة عند السؤال، وكنت قد مشيت إليه لطلبة الإفادة فلم أجد عنده شيئا، فتركته ثم اجتمعت به فى شهور سنة ست وثمانين، أو سبع وثمانين فى «4» مدرسة القاضى الفاضل عبد الرحيم بن على البيسانىّ- رحمه الله- وكان يتكرر

_ [1]. لم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص، ولم أعثر له على ترجمة، إلا ما ذكره ياقوت فى معجم البلدان (5: 336) حينما ذكر أبا الخير الصبرىّ، وقال عنه: «شيخ الأهنوىّ الذى كان بمصر»، والأهنوىّ: منسوب إلى أهنوم، وهى سوق ببلاد اليمن، كما فى صفة جزيرة العرب للهمدانىّ ص 113.

إليها لإقراء ولده الأشرف بها الدين أحمد. وتجاذبنا ذكر الألغاز، فأنشدتهم بيتا واحدا فى ذلك، وقلت له: لست المقصود بذلك الجواب؛ وإنما هذا مذاكرة بين الطلبة، فأبى إلا أن يتعرّض للجواب، فكان كلّما قال قولا رددته عليه، وأظهرت موضع الخطأ منه، فلما عىّ عن الجواب دمعت عيناه، وكادت نفسه أن تذهب خجلا لضيق عطنه، فقلت له: قد قلت لك: لست المقصود به، فزاده ذلك حنقا وغيظا وخجلا، وسأل الجماعة ذكر الجواب، فذكرته، فلم يكن له عليه دخل، وتحقّق به أن قوله كان هذرا، فأطرق منكّسا، وتركته ولم أره بعد ذلك، وبلغنى أنه مات فى حدود سنة تسعين وخمسمائة بالقاهرة، وخلّف عائلة عالّة؛ فإنه كان مقلّا مقتّرا، عليه حرفة الأدب بادية- رحمنا الله وإياه. وكنت قد سألته يوما: على من قرأت؟ أو سئل بحضورى، فقال: على شيخ من مشايخ بلادى، يقال له أبو الخير الصّبرىّ، أو قال: ابن أبى الخير. وسئل عن النسبة، فقال: هو منسوب إلى جبل صبر، عمل بمخاليف اليمن.

(حرف الباء)

(حرف الباء «1») 151 - البرّ النحوىّ القرقيسىّ [1] من أهل قرقيسياء «2»، نزيل سنجار، نحوىّ خامل الذكر، مجهول المكانة. كان بسنجار من بلاد الجزيرة «3» بعد طلبه هذا الشأن. قرأ عليه علىّ بن دبابا السّنجارىّ النحوىّ، واستفاد منه، وتصدّر بعده بسنجار لإفادة هذا الشأن، وذلك فى أوائل المائة السادسة من الهجرة بعد العشرين والخمسمائة، وذلك تقديرا لا تحريرا، والله أعلم؛ فإن تلميذه علىّ بن دبابا مات بعد أن أفاد فى حدود ستين وخمسمائة. 152 - بزرج بن محمد العروضىّ الكوفىّ [2] كان حافظا راوية، وكان كذّابا، يحدّث بالشىء عن رجل، ثم يحدّث به عن غيره، وكان يونس النحوىّ يقول: إن لم يكن بزرج النحوىّ أروى الناس فهو أكذب الناس.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 43. وفى الأصل: «البربن»، وما أثبته عن المؤلف فى ترجمة على بن دبابا السنجارىّ. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 44، ولسان الميزان 2: 11، ومعجم الأدباء 7: 71 - 75. و «بزرج» ضبطه ابن حجر بضم الباء وسكون الراء.

وكان منقطعا إلى الفضل بن يحيى. وهو من الكوفيين، مذكور فى أخبار علماء الكوفة. وذكر أحمد بن أحمد المعروف بابن أخى «1» الشافعىّ ورّاق الجهشيارىّ «2» - وكان محقّقا- أن لبزرج من التصانيف كتاب العروض الكبير. كتاب العروض الصغير. كتاب بناء الكلام فى جلود «3». كتاب النقض على الخليل وتغليطه فى كتاب العروض. كتاب تفسير الغريب «4». وذكره المرزبانىّ محمد بن عبيد الله قال: «بزرج العروضىّ مولى بجيلة». وقال الصولىّ: بزرج بن محمد، أظنه من موالى كندة. وقال عبد الله بن جعفر «5»: «من علماء الكوفة بزرج بن محمد العروضىّ، وهو الذى صنف كتابا فى العروض، فنقض فيه العروض- بزعمه- على الخليل، وأبطل «6» الدوائر والألقاب [والعلل] «7» التى وضعها الخليل للأوزان فى كتابه، واستشهد على ذلك بأشعار رواها مولّدة، وضعها [ونسبها] «8» إلى قبائل العرب، وكان كذّابا».

153 - بشار النحوى الضرير الأندلسى [1]

وكان الناس قد أكبّوا عليه لكثرة حفظه، فساء ذلك حمّادا» وجنّادا «2»، فدسّا إليه من اختبره؛ فإذا هو يحدّث بالحديث عن رجل فعل شيئا، ثم يحدّث به عن رجل آخر. فتركه الناس حتى كان يجلس وحده. ولبزرج أشعار مروية، منها: ليس بينى وبين صحبى إلا ... أنّنى فاضل لهم فى الذكاء حسدونى فزخرفوا فىّ قولا ... تتلقّاه ألسن البغضاء كنت أرجو العلاء فيهم بعلمى ... فأتانى من الرّجاء بلائى شدّة استفدتها من رخاء ... وانتقاض جنيته من وفاء 153 - بشّار النحوىّ الضرير الأندلسىّ [1] كان نحويا أستاذا فى العربية، شيخا من شيوخ الأدب، وكان مختصا بمجاهد ابن عبد الله العامرىّ، المدعو بالموفّق «3»، ومنقطعا إليه، وله مع أبى العلاء صاعد

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 44، وبغية الملتمس للضبىّ 234 - 235.

154 - بكر بن حبيب السهمى [1]

الموصلىّ الأديب الطارئ على المغرب حكاية «1» ظريفة، وكان صاعد يتّهم بالكذب فيما يذكره من اللغة، ويأتى به من الغرائب. وذلك أنه لما ورد صاعد دانية «2» وافدا على الأمير الموفّق- وكان يوصف بسرعة الجواب فيما يسأل عنه، ويتّهم فيما يجاوب به- قال بشّار للموفّق: أيها الأمير، أتريد أن أفضح أبا العلاء بحضرتك فى حرف من الغريب لم يسمع قط؟ فقال له الموفّق: الرأى لك ألّا «3» تتعرّض له، فإنه سريع الجواب، وربما أتى ما تكره؛ فأبى إلا أن يفعل. فلما اجتمعوا عنده، واحتفل المجلس قال بشار: أبا العلاء! قال: لبيك، قال: حرف من الغريب، قال: قل، قال: ما الجرنفل فى كلام العرب؟ ففطن «4» له أبو العلاء، فأطرق، ثم أسرع فقال: هو الذى يفعل بنساء العميان- لا يكنى، ولا يكون الجرنفل جرنفلا [حتى] «5» لا يتعدّاهنّ إلى غيرهن. فحجل بشّار وانكسر، وضحك من كان حاضرا، وتعجّب. وقال له الموفّق: قد خشيت عليك مثل هذا! 154 - بكر بن حبيب السّهمىّ [1] وهو والد عبد الله المحدّث. كان عالما بالعربية فى طبقة أبى عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر، وهو أكبر من الخليل بن أحمد، ولم يكن له شهرته.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 202، وتلخيص ابن مكتوم 45، وطبقات الزبيدىّ 23، ومعجم الأدباء 7: 86 - 90. والسهمىّ: منسوب إلى سهم بن عمرو بن ثعلبة، وهو بطن من باهلة.

واختلف عيسى بن عمر وأبو عمرو بن العلاء فى سطر «1» وسطر، وكانا عند بلال ابن أبى بردة «2»، فأرسلوا إلى بكر بن حبيب السهمىّ فحكّموه، فقال: سطر (مخفف) أفصحهما «3»، ومن قال: سطرا (بالتخفيف) جمعه على سطور، ومن قال سطرا (بالتحريك) جمعه على أسطار. وكان بكر بن حبيب سهميا، من سهم باهلة. قال بكر: عرضت لى حاجة إلى بلال ابن أبى بردة، فأتيته فيها، وكان يحسد على الفصاحة، فطاولنى الكلام، فجعلت لا أزيده على المطاولة إلا فصاحة، فقال لى يابكر: لجاد ماتخذك أهلك! فقلت: أصلح الله الأمير! أرادوا جمال أمرى، وقضاء حاجتى. وسألته الحاجة، فقال: والله لا ترجع بها، فقلت: أصلح الله الأمير! لو علمت لحضّجت «4» حضجات أبى شيخ ابن العرق الفقيمىّ- وكان لحّانا- قال: فلقينى أبو شيخ، فقال: يا أخا باهلة، أما وجدت أحدا يضرب به المثل غيرى! هلا ضربت المثل بابن عمك عمير بن سلم حين يقرأ: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الظالّون. وقال ابن أبى إسحاق لبكر بن حبيب «5»: ما ألحن فى شىء، فقال له: لا تفعل. قال: فخذ علىّ كلمة، فقال: هذه «6»، قل: كلمه. وقربت منه سنّورة، فقال اخسى، فقال له: أخطأت؛ إنما هو اخسئ «7».

155 - بكر بن محمد بن بقية، وقيل بكر بن محمد بن عدى بن حبيب أبو عثمان المازنى النحوى [1]

155 - بكر بن محمد بن بقية، وقيل بكر بن محمد بن عدىّ بن حبيب أبو عثمان المازنىّ النحوىّ [1] من بنى مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علىّ بن بكر ابن وائل. من أهل البصرة، وهو أستاذ أبى العباس المبرّد. روى عن أبى عبيدة والأصمعىّ وأبى زيد الأنصارىّ ومحبوب بن الحسن، وروى عنه الفضل بن محمد اليزيدىّ والمبرّد وعبد الله بن أبى سعد الورّاق. ورد بغداذ، فأخذ عنه أهلها، وروى عنه منهم الحارث بن أبى أسامة، ومحمد ابن أبى الجهم السّمّرىّ «1»، وموسى بن سهل الجونىّ. قال أبو الفضل ميمون بن هارون: إن أبا عثمان المازنىّ قدم بغداذ فى أيام المعتصم. وروى أنّ قدومه بغداذ كان فى أيام الواثق.

_ [1]. ترجمته فى أخبار النحويين البصريين 74 - 85، وإشارة التعيين الورقة 5، والأنساب 500 ب، وبغية الوعاة 202 - 203، وتاريخ بغداد 7: 93 - 94، وتاريخ أبى الفدا 2: 41، وتاريخ ابن كثير 10: 352 - 353، وتلخيص ابن مكتوم 45، وابن خلكان 1: 92 - 93، وشذرات الذهب 2: 113 - 114، وطبقات الزبيدىّ 57 - 64، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 281 - 284، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 179، والفلاكة والمفلوكين 70 - 71، والفهرست 57، وكشف الظنون 412، 1396، 1428، 1438، 1451، ولسان الميزان 2: 57، والمزهر 2: 408، 419، 444، 464، ومسالك الأبصار، ج 4 مجلد 2: 285 - 287، ومعجم الأدباء 7: 107 - 128، والنجوم الزاهرة 2: 263، 329، ونزهة الألباء 242 - 250، والوافى بالوفيات ج 3 مجلد 1: 159 - 164.

قال أبو عثمان المازنى: دخلت على الواثق، فقال لى: يا مازنىّ، ألك ولد؟ قلت: لا، ولكن لى أخت بمنزلة الولد، قال: فما قالت لك؟ قلت: ما قالت بنت «1» الأعشى للأعشى «2»: فيا أب لا تنسنا غائبا ... فإنّا بخير إذا لم ترم أرانا إذا أضمرتك البلا ... د نجفى ويقطع منّا الرّحم قال: فما قلت لها؟ قال: قلت لها ما قال جرير: «3» ثقى بالله ليس له شريك ... ومن عند الخليفة بالنّجاح قال: أحسنت! أعطه خمسمائة دينار. وللمازنىّ من التصانيف: كتاب ما يلحن فيه العامة، وكتاب الألف واللام، وكتاب التصريف، وكتاب العروض، وكتاب القوافى، وكتاب الديباج، على خلاف كتاب أبى عبيدة. قال أبو جعفر الطحاوىّ المصرىّ الحنفىّ «4»: سمعت القاضى بكّار بن قتيبة- رحمه الله- يقول: ما رأيت نحو يا قطّ يشبه الفقهاء إلا حبّان بن هلال «5» والمازنىّ- يعنى أبا عثمان. قال أبو سعيد السكّرىّ: توفى المازنىّ سنة ثمان وأربعين ومائتين. وقال غيره: مات سنة تسع وأربعين بالبصرة.

وكان أبو العباس المبرّد يصف المازنىّ بالحذق بالكلام والنحو. قال: وكان إذا ناظر أهل الكلام لم يستعن بشىء من النحو، وإذا ناظر أهل النحو لم يستعن بشىء من الكلام. وقال الجاحظ فى كتاب البلدان، وقد ذكر فضل البصرة ورجالها: «وفينا اليوم ثلاثة رجال نحويّون ليس فى الأرض مثلهم، ولا يدرك مثلهم- يعنى فى الاعتلال والاحتجاج والتقريب؛ منهم أبو عثمان بكر بن محمد المازنىّ، والثانى العباس بن الفرج الرياشىّ، والثالث أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن الزيادىّ. وهؤلاء لا يصاب مثلهم فى شىء من الأمصار». وكتب كتابه «1» هذا فى شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وأربعين ومائتين. وكان المازنىّ من فضلاء الناس ورواتهم وثقاتهم، وكان متخلّقا «2» رفيقا بمن يأخذ عنه، فذكر محمد بن يزيد عنه قال: قرأ علىّ رجل كتاب سيبويه فى مدّة طويلة، فلما بلغ آخره قال لى: أمّا أنت فجزاك الله خيرا، وأما أنا فما فهمت منه حرفا. وذكره المبرّد قال، قال المازنىّ: قرأت على يعقوب بن إسحاق الحضرمىّ القرآن، فلما ختمت رمى إلىّ بخاتمه وقال: خذه، ليس لك مثل، وكذلك فعل يعقوب بأبى حاتم، ختم عليه سبع ختمات، وقيل خمسا وعشرين ختمة، فأعطاه خاتمه، وقال: أقرئ الناس. وكان الواثق كتب فى حمله من البصرة إلى سرّ من رأى، فأراده على النظر والكلام، فأبى وقال: أنا تارك، فأعفوه. ووهب له الواثق مالا، وردّه إلى البصرة.

وروى أيضا أن السبب فى حمله غير هذا، وقد يجوز أن يكون قد حمل مرتين؛ وذلك أن جارية غنّت الواثق: أظليم «1» إنّ مصابكم رجلا ... أهدى السّلام تحيّة ظلم فردّ بعض الحاضرين عليها نصبها «رجلا»، وظنّ أنه خبر إن، وإنما هو مفعول المصدر، و «مصابكم» فى معنى «إصابتكم»، و «ظلم» خبر إن، فقالت: لا أقبل هذا ولا أغيّره، وقد قرأته كذا على أعلم الناس بالبصرة، أبى عثمان المازنىّ. فتقدم «2» الواثق بإحضاره. قال المازنىّ: لما دخلت على الواثق قال: باسمك؟ يريد: ما اسمك؟ قال المازنىّ: وكأنه أراد أن يعلمنى معرفته بإبدال الباء مكان الميم فى هذه اللغة، فقلت له: بكر بن محمد المازنىّ. قال: مازن شيبان أم مازن تميم «3»؟ قلت: مازن شيبان، فقال: حدّثنا، فقلت: يا أمير المؤمنين، هيبتك تمنعنى من ذلك، وقد قال الراجز «4»: لا تقلواها وادلواها دلوا ... إنّ مع اليوم أخاه غدوا «5»

قال: فسّره لنا، قلت: لا تقلواها: لا تعنّفاها فى السير: يقال: قلوته؛ إذا سرت سيرا عنيفا، ودلوت: إذ سرت سيرا رفيقا. قال: ثم أحضر التّوّزىّ «1» - وكان فى دار الواثق- وكان التّوّزىّ يقول: «إن مصابكم رجل»، يظنّ أن «مصابكم» مفعول، «2» و «رجل»، خبر، فقال له المازنىّ: كيف تقول: «إن ضربك زيدا ظلم»؟ فقال التوّزىّ: حسبى، وفهم. وكان عبد الصمد بن المعذّل «3» قد هجا المازنىّ لأمر أوجب ذلك، وأفحش، وكان فى آخر القصيدة بيت، وهو: هممت» أعلو رأسها وأدمغه «5» فبلغ أبا عثمان هذا الهجاء، فقال: قولوا له الجاهل: بم نصبت: «وأدمغه»؟ لو لزمت مجالسة أهل العلم كان أعود عليك. وقال المازنىّ: حضرت يوما مجلس المتوكل، وحضر يعقوب بن السّكّيت، فقال المتوكل: تكلّما فى مسألة نحوية. فقلت له: اسأل، فقال: اسأل أنت، فقلت له: ما وزن «نكتل» اللفظة الواردة فى الآية المذكورة فيها قصة إخوة يوسف؟ قال: فتسرّع، وقال: وزنها: «نفعل»، فقلت له: اتّئد وانظر،

قال: فأفكر «1»، ثم قال: وزنها «نفتعل». قال: فقلت له: «نكتل» أربعة أحرف، و «نفتعل» خمسة أحرف، فكيف تقدر الرباعىّ بالخماسىّ! قال: فبهت «2»، ولم يحر جوابا «3»، فقال له المتوكل، فما تقول أنت يا مازنىّ؟ قال: قلت: وزنها فى الأصل «نفتعل»؛ لأنها «نكتيل»، فلما تحرّك حرف العلة، وهو الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، فصارت «نكتال»، ولما دخل الجازم صارت «نكتل». فقال المتوكل: هذا هو الحق، وانخزل ابن السكيت ووجم، وظهر ذلك عليه، وقمنا، فلما خرجنا قال ابن السكيت فى الطريق: بالغت اليوم فى أذاى! فقلت له: لم أقصدك بشىء ممّا جرى، وإنما مسألة كانت قريبة من خاطرى، فذكرتها. وذكر أن بعض تلامذة المازنىّ دخل عليه، وهو يعالج نفسه، قال: فقلت له: امرخ «4» صدرك يلين؛ لأنى سمعت فى حلقه حشرجة، فقال لى: امرخ صدرك يلن. قال المازنىّ: قال له الواثق: إن ها هنا قوما يختلفون إلى أولادنا فامتحنهم، فمن كان منهم عالما ينتفع بعلمه ألزمناه إياهم، ثم أمر فجمعوا، فامتحنتهم، فما وجدت طائلا، وخافوا، فقلت: لا بأس على أحد، فلما رجعت إليه قال: كيف رأيتهم؟ قلت: يفضل بعضهم بعضا، وكلّ يحتاج إليه، فقال: لله درّك يا بكر!، وأمر لى بصلة جزلة، وأجرى لى فى كل شهر مائة دينار، فكنت بحضرته. قال المازنىّ: قلت لابن قادم، أو لابن سعدان لمّا كابرانى: كيف تقول: «نفقتك دينارا أصلح من درهم؟»، فقال: «دينار» بالرفع، قلت: فكيف تقول: «ضربك زيدا خير لك؟»، فنصب زيدا، فقلت له: فرّق بينهما، فانقطع، وكان ذلك عند الواثق.

وشاهدت فى بعض المجاميع «1» ذكر دخول المازنىّ على المتوكل- وهو أصحّ- فى إنشاده «لا تقلواها»، من أن يكون أنشدها عند الواثق. قال المازنىّ: ذكرت للمتوكل، فأمر بإشخاصى، فلما دخلت عليه رأيت من العدّة والسلاح والأتراك ما راعنى- والفتح بن خاقان بين يديه- وخشيت أنى إن «2» سئلت عن مسالة ألّا أجيب فيها، فلما مثلت بين يديه، وسلّمت قلت: يا أمير المؤمنين، أقول كما قال الأعرابىّ: لا تقلواها وادلواها دلوا ... إنّ مع اليوم أخاه غدوا قال المازنىّ: فلم يفهم عنى ما أردت، واستبردت فأخرجت، ثم دعانى بعد ذلك، فقال: أنشدنى أحسن من شعر الأعرابىّ، فأنشدته قصيدة أبى ذؤيب الهذلىّ: أمن المنون وريبها تتوجّع «3» فقال: ليست بشىء، ثم أنشدته قصيدة متمّم بن نويرة: لعمرى وما دهرى بتأبين مالك «4»

فقال: ليست بشىء، ثم أنشدته عدّة قصائد فى هذا الفن «1»، وهو يقول مثل قوله فسكتّ، فقال: من شاعركم اليوم بالبصرة؟ قلت: عبد الصمد بن المعذّل ابن غيلان، قال: فأنشدنى له، فأنشدته أبياتا قالها فى قاضينا ابن «2» رياح: أيا قاضية البصره ... قومى فارقصى قطره ومرّى برواشنك «3» ... فماذا البرد والفتره أراك قد تثيرين ... عجاج القصف يا حرّه بتحذيفك خدّيك ... وتجعيدك للطرّه قال المازنى: فاستحسنها المتوكل، واستطار لها سرورا وابتهاجا، وأمر لى بجائزة؛ فكنت أتعمّل له حفظ مثل ذلك، واستدللت على نقصه، وكمال الواثق. قال ابن الفرّاء المصرىّ: وتوفّى المازنىّ سنة تسع وأربعين ومائتين بالبصرة. هكذا ذكره فى تاريخه. وقال أحمد بن أبى يعقوب بن واضح الكاتب «4»: توفى المازنىّ سنة ست وثلاثين ومائتين، ذكره فى كتابه الكبير. قال أبو عثمان المازنىّ: قال لى أبو عبيدة: ما أكذب النحويين! فقلت له: لم قلت ذلك؟ قال: يقولون: إن هاء التأنيث لا تدخل على ألف التأنيث، وإن

الألف التى فى «علقى» «1» ملحقة ليست للتأنيث. قال: فقلت: وما أنكرت من ذاك؟ قال: سمعت رؤبة «2» ينشد: فحطّ فى علقى وفى مكور «3» فقلت له: ما واحد العلقى؟ فقال: علقاة «4». قال أبو عثمان: فلم أفسّر له؛ لأنه كان أغلظ من أن يفهم مثل ذلك. وحقّ ذلك أن يكون علقى جمعا موضوعا على غير علقاة، ولكن كالشاء من شاة «5». ومن زعم- وهو قول أبى العباس- أن شاء جمع شاة على لفظها كتمرة وتمر؛ فإنما يقول الهمزة بدل من الهاء لازم؛ وذلك أن شاة حذفت منها هاء. ولو جاء على تمرة وتمر لقلنا فى الجمع شاه، فاعلم، فوصلنا بالهاء؛ لأن حق شاة شاهة، وقد كانت الهمزة تبدل من الهاء للمجاورة فقط، وبدلها هاهنا لنفى اللبس؛ ألا ترى أنها مبدلة فى قولك ماء، فاعلم، فإذا صغّرت قلت مويه، فإذا جمعت قلت أمواه ومياه. ومن هذا قولهم للشاء شوىّ؛ مما تقاربت ألفاظه بمداخلتها، وليس من لفظ شاة وشاء على هذا القول.

قال محمد بن يزيد: فقلت للمازنىّ: فما تقول أنت؟ قال: القول فيه أن علقى إذا لم تنصرف فى النكرة؛ فإنما هو اسم مأخوذ من لفظ علقى الذى ينصرف، وليس به، والألف فيه ملحقة، فعلّق على التأنيث فهو مشتق من لفظه، ومعناه كمعناه؛ ألا ترى أنك تقول: سبطر فهو بمعنى السّبط «1» ولفظه، وليس هو إياه بعينه، ولا مبنيا عليه، وإنما هو بمنزلة اسم وافق اسما فى معناه، وقاربه فى لفظه، وكذلك لّال لصاحب اللؤلؤ، وهذا البناء لا يكون فى ذوات الأربعة، وإنما هو اسم مشتق من اللّؤلؤ، وفى معناه، وليس بمبنىّ عليه. وإذا كانت الألف فى علقى للتأنيث لم يجز أن يكون واحدها علقاة؛ لأن تأنيثا لا يدخل على تأنيث. وقال المازنىّ: قلت للأخفش سعيد بن مسعدة: كيف تقول: «لقضو الرجل «2»»؟. قال: كذلك أقول [قلبت] الياء واو الضمة الضاد. قال: فقلت له: كيف تسكّنها فى قول من قال: «علم «3» الأمر»، فقال: أقول «لقضو الرجل»، فأسكن. قلت: فلم لا تردّ الواو إلى الأصل إذا كانت الضمة فى الضاد قد ذهبت؟ فقال: إنى إنما أسكنتها من فعل، فأنا أنوى فيها الضمة. فقلت: فكيف تصغر سماء؟ قال: سميّة. قلت: أليس هى محذوفة من سمّيية؟ قال: بلى! قلت: فلم لا تحذف «4» الهاء؟

156 - البكرى أبو الفضل محمد بن أبى غسان [1]

ألأنك لا تنوى الياء التى حذفتها؟ قال: ليس هذا مثل «لقضو الرجل». قال: فسألت الفضل فلم يكن عنده شىء، فسألت أبا عمر الجرمىّ، فشعّب علىّ. قال أبو عثمان: إن هذا لا يلزم؛ لأن التصغير عندى يستأنف على حدّ آخر: قال أبو العباس: ولم يصنع أبو عثمان شيئا، قال: ونحن نقول: «لقضو الرجل»، و «لقضو الرجل»، فنسكن ونحرّك، ولم نقل قطّ فى مثل سماء سميّية، نحو تصغير عطاء، لا نقول «عطيّى»، فلما لم نقله صار بمنزلة ما ليس فى الكلام، فكأننا حقّرنا شيئا على ثلاثة أحرف، ليس فيها هاء التأنيث، كما تقول فى هند هنيدة، وفى دلو دليّة. 156 - البكرىّ أبو الفضل محمد بن أبى غسان [1] ونسبه أشهر من اسمه. نحوىّ مذكور فى وقته، مصنّف، ومن تصنيفه كتاب مختصر فى النحو. 157 - بندار الأصبهانىّ [2] لغوىّ، راوية للأخبار والأشعار، مكثر حافظ لآثار العرب ونوادرها، سمع منه ابن كيسان. وقال محمد بن القاسم بن بشار الأنبارىّ: قال أخبرنى: أبى، القاسم بن بشار أبو محمد، قال: كان بندار يحفظ سبعمائة قصيدة، أوّل كل قصيدة «بانت سعاد». 158 - بقاء بن غريب النحوىّ المقرئ [3] عراقىّ. وصفه بهذه الصفة المبارك بن كامل فى كتابه، واستنشده أبياتا عن يحيى بن إبراهيم الواعظ.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 45، والفهرست 89. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 45، وروضات الجنات 136، ومعجم الأدباء 7: 128 - 134. [3] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 45، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 280 - 281.

159 - بندار بن عبد الحميد بن لرة [1]

159 - بندار بن عبد الحميد بن لرّة [1] ولرّة «1» لقب أبيه. عالم من علماء الجبل «2»، لغوىّ نحوىّ، خلط المذهبين. ويكنى بندار بأبى عمرو، وله ذكر وفضل فى قطره، وله تصانيف، منها: كتاب معانى الشعر. كتاب شرح معانى الباهلىّ. كتاب جامع اللغة.

_ [1]. ترجمته فى الإكمال لابن ماكولا 1: 79، وبغية الوعاة 208، وتلخيص ابن مكتوم 45، والفهرست 83.

(حرف التاء)

(حرف التاء) 160 - توفيق بن محمد بن الحسين بن عبيد الله [بن] محمد بن زريق أبو محمد الأطرابلسىّ النحوىّ [1] كان جدّه محمد بن زريق يتولّى الثغور الشامية من قبل الطائع «1» لله، وانتقل ابنه عبيد الله إلى الشام. وولد توفيق بأطرابلس، وانتقل إلى دمشق، وسكنها. وكان أديبا فاضلا حاسبا هندسيا عالما بعلم الهندسة وتسيير الكواكب. يعلم كلام الأوائل ومقاصدهم ومذاهبهم، ويفيد علم العربية. قرأ عليه عالم من الأدباء، ونحرّجوا به، وكان له شعر جيد، فمن شعره: وجلّنار «2» كأعراف الديوك، على ... خضر يميس كأذناب الطواويس مثل العروس تجلّت يوم زينتها ... حمر الحلى على خضر الملابيس فى مجلس لعبت أيدى السرور به ... لدى عريش يحاكى عرش «3» بلقيس سقا الحيا أربعا تحيا النفوس بها ... ما بين مقرى إلى باب الفراديس «4»

_ [1]. ترجمته فى أخبار الحكماء 74، وبغية الوعاة 209، وتلخيص ابن مكتوم 45 - 46، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 285 - 286، ومختصر تاريخ ابن عساكر 3: 360 - 361، ومعجم الأدباء 7: 138 - 139.

161 - تمام بن غالب المعروف بابن التيانى أبو غالب الأندلسى المرسى اللغوى [1]

توفّى توفيق فى صفر سنة عشر وخمسمائة، ودفن فى مقابر باب «1» الفراديس، وروى عنه أبو القاسم علىّ بن عساكر» الحافظ شيئا من شعره، وروى عنه محمد بن نصر بن صغير القيسرانىّ «3» الشاعر شيئا من شعره، وقرأ عليه شيئا من علوم الحكماء فى تسيير النجوم وتأثيرها. ورأيت نسخة من زيج «4» كشيار «5»، وقد حقّقها بقراءتها عليه. ذكره محمد بن محمد بن حامد «6»: فقال: «رأيت من تلاميذه مشايخ، وهم يقولون: كان توفيق ذا توفيق، وعلم وتحقيق، ونظر وتدقيق، وله تصانيف، وشعر حسن لطيف» «7». 161 - تمام بن غالب المعروف بابن التّيّانىّ أبو غالب الأندلسىّ المرسىّ اللغوىّ [1] كان إماما فى اللغة، ثقة فى إيرادها، مذكورا بالديانة والعفّة والورع، وله كتاب مشهور، جمعه فى اللغة، لم يؤلّف مثله اختصارا أو إكثارا.

_ [1]. ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 5، وفى بغية الملتمس للضبىّ 236، وبغية الوعاة 209، وتلخيص ابن مكتوم 46، وابن خلكان 1: 97، وروضات الجنات 140 - 141، والصلة لابن بشكوال 1: 124، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 285، وكشف الظنون 481، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 298 - 299، ومعجم الأدباء 7: 135 - 138. قال ابن خلكان: «والتيانىّ؛ أظنه منسوبا إلى التين وبيعه».

ولما غلب أبو الجيش مجاهد بن عبد الله العامرىّ «1» على مرسية وجّه إلى غالب ألف دينار، وأبو غالب يومئذ ساكن بمرسية، وطلب منه أن يزيد فى ترجمة هذا الكتاب: «ممّا ألّفه أبو غالب تمّام بن غالب لأبى الجيش مجاهد»، فردّ الدنانير وامتنع من ذلك، وقال: لا أستجيز الدنيا بالكذب «2»؛ فإننى إنما صنّفته للناس عامة. وذكره ابن حيّان «3»، فقال: «وكان أبو غالب هذا مقدّما فى علم هذا الشأن أجمعه، مسلّمة له اللغة، شارعا مع ذلك فى أفانين من المعرفة، وله كتاب جامع فى اللغة سماه: تلقيح «4» العين، جمّ الإفادة. وكان بقية مشيخة أهل اللغة، الضابطين لحروفها، والحاذقين بمقاييسها، وكان ثقة صدوقا عفيفا. وتوفى بالمريّة «5» فى أحد الجمادين من سنة ست وثلاثين وأربعمائة».

(حرف الثاء)

(حرف الثاء) 162 - ثابت بن أبى ثابت أبو محمد اللغوىّ [1] من أصحاب أبى عبيد القاسم بن سلّام، وثابت أثبت أصحابه فيما أخذه عنه. وله كتاب فى خلق الإنسان؛ أجاد فيه حقّ الإجادة، وأحسن فيه ما شاء، وأربى على من تقدّمه. وأحسن حالات المتأخرين الأخذ منه. واسم أبيه أبى ثابت سعيد، وقيل محمد «1». لقى ثابت فصحاء الأعراب، وأخذ النحو من كبار النحويين. وله من التصانيف: كتاب خلق الإنسان. كتاب الفرق «2». كتاب الزّجر «3». كتاب خلق الفرس. كتاب العروض. كتاب الوحوش. كتاب مختصر العربية.

_ [1]. ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 5 - 6، وفى بغية الوعاة 210، وتلخيص ابن مكتوم 46، وروضات الجنات 142، وطبقات الزبيدىّ 143، وطبقات القرّاء لابن الجزرىّ 1: 188، والفهرست 69، ومعجم الأدباء 7: 140 - 141. وذكر السيوطىّ فى بغية الوعاة ص 210. بعد هذه الترجمة ترجمة أخرى باسم «ثابت بن أبى ثابت علىّ بن عبد الله الكوفىّ، ثم قال: «قلت: وأنا أظنه الذى جاء قبله، وجاء الخلاف فى اسم الأب».

163 - ثابت بن عبد العزيز الأندلسى [1] وولده قاسم

163 - ثابت بن عبد العزيز الأندلسىّ [1] وولده قاسم كانا من أهل العلم بالعربية والحفظ للّغة والتفنّن فى ضروب العلم، من علم الدين وغيره. ورحلا إلى المشرق، فلقيا رجال الحديث ورجال اللغة، وجمعا هنالك علما كثيرا. وهما أوّل من أدخل كتاب العين الأندلس. وألّف قاسم بن ثابت كتابا فى شرح الحديث، سماه كتاب الدلائل «1»، وبلغ فيه الغاية من الإتقان والتجويد حتى حسد عليه. وذكر الطاعنون أنه من تأليف غيره من أهل المشرق. ومات قبل إكماله، فأكمله أبوه ثابت بن عبد العزيز. وقال أبو علىّ إسماعيل بن القاسم القالىّ- رحمه الله-: لم يؤلّف بالأندلس كتاب أكمل من كتاب ثابت فى شرح الحديث، وقد طالعت كتبا ألّفت فى الأندلس، ورأيت كتاب الخشنىّ فى شرح الحديث وطالعته، فما رأيته صنع شيئا، وكذلك كتاب عبد الملك بن حبيب. قال أبو بكر الزّبيدىّ: «2» «ولو قال إسماعيل: إنه لم ير بالمشرق كتابا أكمل من كتاب قاسم فى معناه لما رددت مقالته؛ على أنّ لأبى عبيد فى هذا الفن «3» فضل السبق إليه». وكان ثابت وقاسم ولده من أهل الفضل والورع والعبادة. ومن جمعهما كتاب غريب الحديث ممّا لم يذكر أبو عبيد ولا ابن قتيبة.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 46، وطبقات الزبيدىّ 195 - 196، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 286. وفى بغية الوعاة 210، والديباج المذهب 102، وتاريخ علماء الأندلس 1: 88 - 89 ترجمة لثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى العوفىّ، ونسبوا إليه أو لابنه قاسم كتاب الدلائل. وانظر بغية الملتمس للضبىّ 238، والفهرست لابن خير 191، وكشف الظنون 760.

164 - ثابت بن عمرو بن حبيب [1]

164 - ثابت بن عمرو بن حبيب [1] مولى [على «1» بن] رابطة «2». صحب أبا عبيد القاسم بن سلّام، وروى عنه كتبه كلّها. 165 - ثابت بن محمد الجرجانىّ العدوىّ أبو الفتوح النحوىّ [2] رحل فى طلب العلم، ولقى العلماء، وروى عن جلّة من أهل الرواية، وكان إماما فى العربية، متمكنا فى علم الأدب، مذكورا بالتقدّم فى علم المنطق. رحل بعد تمكنه من العلوم إلى الأندلس، وروى لهم بها عن أبى أحمد عبد السلام البصرىّ «3» وأبى الفتح عثمان بن جنّىّ وأبى الحسن على بن عيسى بن الفرج الرّبعىّ، وروى كثيرا من الأدب واللغات، وأملى بالأندلس كتابا فى شرح الجمل لأبى القاسم الزجاجىّ.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 47، والفهرست 72. وانظر طبقات القرّاء لابن الجزرىّ 1: 188. [2] ترجمته فى الإحاطة 1: 285 - 288، وبغية الوعاة 210، وتلخيص ابن مكتوم 47، والصلة لابن بشكوال 1: 127 - 128، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 287، وكشف الظنون 604، ومعجم الأدباء 7: 145 - 148.

وقتل بالمغرب، قتله باديس بن حيّوس البربرىّ «1» لتهمة اتّهمه بها، وهى أنه يقوم عليه مع ابن عمه يديربن «2» حباسة «3». وكان مولده فى سنة خمسين وثلاثمائة، وكان قتله فى ليلة السبت لليلتين بقيتا من المحرم سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.

(حرف الجيم)

(حرف الجيم) 166 - جعفر بن شاذان النحوىّ البصرىّ أبو القاسم [1] فاضل فى النحو، كامل فى علم الأدب. تصدّر بمصر عند ارتحاله إليها، وأفاد قاصديه هذا النوع، وروى لهم. قال ابن الطحّان المصرىّ المؤرّخ الراوى: أنشدنا أبو القاسم جعفر بن شاذان النحوىّ البصرىّ، أنشدنا القاضى أحمد بن خلف بن شجرة، أنشدنا محمد بن يزيد المبرّد: إذا نلت الإمارة فاسم فيها ... إلى العلياء بالأمر الوثيق ولاتك عندها حلوا فتحسى ... ولا مرّا فتنشب فى الحلوق فكلّ إمارة إلا قليلا ... مغيّرة الصديق على الصديق 167 - جعفر بن علىّ بن محمد السعدىّ الصّقّلىّ اللغوىّ أبو محمد المعروف بابن القطّاع [2] أحد العلماء باللغة، المبرّز فيها، المتصرّف فى علم العربية، القادر عليها. وله فى الترسّل طبع نبيل، وفى المعانى ونقد الشعر حظ جزيل؛ فمن شعره قوله من قصيدة يتغزّل فيها، أوّلها: بنيّة قد والله زاد بى الحال ... وأرّقنى شوق إليك وبلبال أكابد هذا الليل أرعى نجومه ... يسامرنى فيه هموم وأوجال

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 47. [2] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 6، وتلخيص ابن مكتوم 47.

168 - جعفر بن محمد بن إسماعيل بن أحمد بن ناصر بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب [1]

فقد صار قلبى للصّبابة موطنا ... معاهدها فيه غدوّ وأوصال فو الله لا أشكوك ما هبّت الصّبا ... ولو كثرت فىّ الأحاديث والقال وشعره كثير. وقد كان فى وسط المائة الخامسة موجودا بصقلّيّة، والله أعلم. 168 - جعفر بن محمد بن إسماعيل بن أحمد بن ناصر بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب [1] التّهامىّ المكىّ أبو محمد. كان عارفا بالنحو واللغة؛ شاعرا يمتدح الأكابر، طالبا لرفدهم، وكان فى رأسه دعاوى وخيوط خارجة عن الحدّ. رحل من الحجاز إلى العراق، وجاب الآفاق. وجرى يوما وهو حاضر فى بعض محافل الأدب والمذاكرة حديث أحمد بن يحيى ثعلب النحوىّ وتبحّره فى اللغة، فقال: ومن ثعلب! أنا أفضل من ثعلب. دخل خراسان، وأقام بها مدّة، ثم عاد إلى العراق، ودخل واسط، وسار عنها إلى أرض فارس، ولم يعلم له خبر بعد ذلك، فمن شعره: أما لظلام ليلى من صباح ... أما للنّجم فيه من براح كأنّ الأفق سدّ فليس يرجى ... له نهج إلى كلّ النواحى كأنّ الشمس قد مسخت «1» نجوما ... تسير مسير أذواد طلاح «2»

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 212، وتلخيص ابن مكتوم 47، والوافى بالوفيات ج 3 مجلد 2: 257 - 258.

169 - جعفر بن محمد بن مكى بن أبى طالب بن محمد بن مختار القيسى اللغوى [1]

كأنّ الليل منفىّ طريد ... كأنّ النّسر مكسور الجناح «1» خلوت ببيت بثّى فيه أشكو ... إلى من لا يبلّغنى اقتراحى وكيف أكفّ عن نزوات دهرى ... وقد هبّت رياح الإرتياح وإنّ بعيد ما أرجو قريب ... سيأتى فى غدوّى أو رواحى 169 - جعفر بن محمد بن مكى بن أبى طالب بن محمد بن مختار القيسىّ اللغوىّ [1] من أهل قرطبة. وجدّه مكىّ بن أبى طالب القيروانىّ، المقرئ المصنّف المذكور. كان جعفر عالما بالأدب واللغات، ذاكرا لها، متقنا لما قيّده منها، ضابطا لما جمعه من ذلك، وعنى به عناية تامة، وجمع من ذلك كتبا كثيرة، وهو من بيت علم ونباهة. ولد بعد الخمسين والأربعمائة بيسير، وتوفّى- رحمه الله- ليلة الخميس، ودفن بعد صلاة العصر من يوم الجمعة لتسع بقين من محرّم سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، ودفن بالرّبض «2».

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 212، والصلة لابن بشكوال 1: 131، وتلخيص ابن مكتوم 47، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 288، والوافى بالوفيات ج 3 مجلد 2: 272.

170 - جعفر بن موسى أبو الفضل النحوى [1]

170 - جعفر بن موسى أبو الفضل النحوىّ [1] يعرف بابن الحدّاد. كتب الناس عنه شيئا من اللغة وغريب الحديث، وما كان كتب عن أبى عبيد، مما سمعه من أبى عبد الله أحمد بن يوسف التغلبىّ «1»، وغير ذلك. كان من ثقات المسلمين وخيارهم. توفى يوم الأحد بالعشىّ، ودفن يوم الاثنين لثلاث خلون من شعبان سنة تسع وثمانين ومائتين، وصلّى عليه أبو موسى الأنصارىّ ثم الزّرقىّ، ودفن فى الدّويرة «2» قريب منزله، عند ساباط «3» حسن وحسين، ظهر قنطرة «4» البردان- رحمه الله. 171 - جعفر بن هارون بن زياد أبو محمد النحوىّ [2] فاضل عارف بفنون الأدب، راو للحديث. أخذ عن المشايخ وأخذ عنه. روى ببغداذ. روى البرقانىّ «5» أبو بكر عن أبى أحمد الحسين بن على النيسابورىّ عنه، وقال: حدثنا ببغداذ.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 212، وتاريخ بغداد 7: 192، وتلخيص ابن مكتوم 48، ومعجم الأدباء 7: 205، والوافى بالوفيات ج 3 مجلد 2: 281. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 48، وتاريخ بغداد 7: 225.

172 - جعفر بن هارون بن إبراهيم بن الخضر بن ميدان أبو محمد النحوى الدينورى [1]

172 - جعفر بن هارون بن إبراهيم بن الخضر بن ميدان أبو محمد النحوىّ الدينورىّ [1] نزل بغداذ، وكان يؤدّب بها أولاد ابن عبد العزيز الهاشمىّ، سمع عليه الحديث فى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة. 173 - الجعد وهو أبو بكر محمد بن عثمان [2] ولقبه أشهر من اسمه. صاحب ابن كيسان. نحوىّ خلط المذهبين، وله شهرة فى العلم، وتقدّم فى الفهم. وله من التصانيف: كتاب معانى القرآن. كتاب القراءات. كتاب المقصور والممدود. كتاب الهجاء. كتاب المذكر والمؤنث. كتاب مختصر فى النحو. كتاب العروض. كتاب خلق الإنسان. كتاب الفرق «1».

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 212، وتاريخ بغداد 7: 225، ومعجم الأدباء 7: 205، ونزهة الألباء 345. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 72، وتاريخ بغداد 3: 47، وتلخيص ابن مكتوم 48، وكشف الظنون 1457، ومعجم الأدباء 18: 250، ونزهة الألباء 382. قال ياقوت: إنه مات سنة نيف وعشرين وثلاثمائة.

174 - الجنيد بن محمد بن المظفر الحنفى الطايكانى الغزنونى أبو القاسم بن أبى بكر الخبازى [1]

174 - الجنيد بن محمد بن المظفّر الحنفىّ الطّايكانىّ الغزنونىّ أبو القاسم بن أبى بكر الخبّازىّ [1] من أهل سرخس «1». كان شيخا حسن السيرة، عفيف النفس، قانعا مرضىّ الطريقة، له معرفة بالحديث واللغة. سافر الكثير، وحج وسمع من المشايخ فى طريقه، وعاد إلى سرخس واستوطنها، وأفاد الطلبة من علمه وروايته. كتب إلىّ الشهاب أبو الضياء محمود الشديانىّ الهروىّ الورّاق من هراة، أخبرنا تاج الإسلام عبد الكريم بن محمد المروزىّ التميمىّ فى كتابه، حدّثنا الجنيد ابن محمد بن المظفر من لفظه بسرخس، أنبأنا أبو السعادات أحمد بن محمد بن عبد الواحد الهاشمىّ ببغداذ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الحافظ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمىّ قال: قرأت على أبى حاتم محمد بن يعقوب عن [ابن] «2» أبى نعم، قال: كنت عند ابن عمر، فسأله رجل عن دم البعوض، فقال: أتانى هذا يسألنى عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم،! وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «هما ريحانتاى من الدنيا». توفى الجنيد بن أبى بكر- رحمه الله- فى شهر ربيع الأوّل سنة أربعين وخمسمائة بسرخس، ودفن عند الشيخ أبى الفضل بن الحسن- رحمه الله.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 48، والجواهر المضية 1: 181. والطايكانىّ بفتح الطاء وسكون الألف والياء: منسوب إلى طايكان، وهى بلدة بنواحى بلخ من كور طخارستان.

175 - جهم بن خلف المازنى [1]

175 - جهم بن خلف المازنىّ [1] راوية عالم بالغريب والشعر فى زمن خلف والأصمعىّ، وكانوا ثلاثتهتم يتقاربون فى علم الشعر والغريب، وله شعر فى الحشرات والجارح من الطير، وكان من آل أبى عمرو بن العلاء. ولابن مناذر «1» يمتدح جهما: سمّيتم آل العلاء لأنكم ... أهل العلاء ومعدن العلم ولقد بنى آل العلاء لمازن ... بيتا أحلّوه من النّجم 176 - جودىّ بن عثمان النحوىّ المغربى المورورىّ [2] مولى لآل طلحة العنبسيّين، من أهل مورور. رحل إلى المشرق، ولقى الكسائىّ والفرّاء وغيرهما، وعاد وقد صار معه طرف من هذا الشأن. وسكن قرطبة من مدن الأندلس بعد قدومه من المشرق، وأخذ الناس عنه، وتصدّر لإقراء الأدب، وألف تأليفا فى النحو. وفى حلقته أنكر على عبّاس بن ناصح قوله: يشهد بالإخلاص نوتّيها ... لله فيها وهو نصرانى

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 213، وتلخيص ابن مكتوم 48، ومعجم الأدباء 7: 211 - 212، والوافى بالوفيات ج 3 مجلد 2: 344. [2] ترجمته فى إشارة التعين الورقة 6، وبغية الوعاة 213، وتلخيص ابن مكتوم 48، وطبقات الزبيدىّ 174، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 290، ومعجم الأدباء 7: 213 - 214.

177 - الجرفى [1]

فلحّن حيث لم يشدّد ياء النسب، وكان بحضرتهم رجل من أصحاب عباس، وكان مسكنه بالجزيرة، فسار إلى عباس، فلما طلع عليه، قال له عباس: ما أقدمك- أعزّك الله- فى هذا الأوان؟ قال: أقدمنى لحنك، قال عباس: وكيف ذلك؟ فأعلمه بما جرى من القول فى البيت، قال: فهلّا أنشدتهم بيت عمران بن حطّان: يوما يمان إذا لاقيت ذا يمن ... وإن لقيت معدّيا فعدنانى فلما سمع الرجل البيت كرّ راجعا. فقال له عباس: لو نزلت فأقمت عندنا! قال: ما بى إلى ذلك من حاجة. ثم قدم قرطبة، واجتمع بجودىّ وأصحابه، فأعلمهم. وتوفى جودىّ سنة ثمان وتسعين ومائة. 177 - الجرفىّ [1] بضم الجيم. نحوىّ مشهور بالأندلس، وله كتاب شرح فيه كتاب الكسائىّ فى النحو. ذكره أبو محمد على بن أحمد «1»، وأثنى عليه.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 49.

(حرف الحاء)

(حرف الحاء) 178 - الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان أبو على الفارسىّ النحوىّ [1] ولد بفسا «1» من أرض فارس، وقدم بغداذ فاستوطنها، وأخذ من علماء النحو بها، وعلت منزلته فى النحو، حتى قال قوم من تلامذته: هو فوق المبرّد وأعلم. وصنّف كتبا عجيبة حسنة لم يسبق إلى مثلها، واشتهر ذكره فى الآفاق، وبرع له غلمان حذّاق، مثل عثمان بن جنىّ وعلى بن عيسى الشّيرازىّ وغيرهما. وخدم الملوك، ونفق عليهم، وتقدّم عند عضد الدولة، حتى قال عضد الدولة «2»: أنا غلام أبى علىّ النحوىّ الفسوىّ فى النحو، وغلام أبى الحسين الرازىّ الصّوفىّ «3» فى النجوم،

_ [1]. ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 13، وبغية الوعاة 216 - 217، وتاريخ بغداد 7: 275 - 276، وتاريخ أبى الفدا 2: 124 - 125، وتاريخ ابن كثير 11: 306، وتلخيص ابن مكتوم 49، وابن خلكان 1: 131 - 132، وذيل كشف الظنون للبغدادىّ 1: 288، وشذرات الذهب 3: 88 - 89، وطبقات الزبيدىّ 86، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 295 - 296، وطبقات القرّاء لابن الجزرىّ 1: 206 - 207، والفهرست 64، وكشف الظنون 131، 211، 384، 470، 1068، 1462، 1667، 1670، والمزهر 2: 420، ولسان الميزان 2: 195، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 301 - 302، ومعجم الأدباء 7: 232 - 261، ومعجم البلدان 6: 376، والنجوم الزاهرة 4: 151، ونزهة الألباء 387 - 389.

وكان متّهما بالاعتزال. وتوفّى- رحمه الله- فى يوم الأحد السابع عشر من شهر ربيع الأوّل سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ببغداذ. وله من الكتب: كتاب التذكرة «1»، كبير. كتاب الإيضاح والتكملة، صنّفه لعضد الدولة «2». كتاب المقصور والممدود. كتاب الحجّة فى القراءات. كتاب الأغفال «3»، فيما أغفله الزجّاجىّ فى المعانى. كتاب العوامل المائة. كتاب المسائل الحلبيّات. كتاب المسائل البغداذيات. كتاب المسائل الشّيرازيات. كتاب المسائل القصريات «4». كتاب المسائل العسكرية. كتاب المسائل البصرية. كتاب نقض الهاذور. كتاب المسائل المجلسيات. كتاب المسائل الكرمانية. كتاب المسائل الذهبيات «5». وذكر الرّبعىّ فى صدر شرحه الإيضاح نسب أبى على، فقال: «أبو [على] الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان الفارسىّ. وأمّه من ربيعة الفرس، سدوسيّة، من سدوس شيبان».

179 - الحسن بن أحمد الفزارى أبو عبد الله اللغوى [1]

قال: «كان أوّل من سمع الإيضاح ورواه- بإذن ممن ألّف له- أنا وأبو أحمد بن الجلّاب؛ رسم لنا أخذه عن أبى على، ثم خرج إلى الناس من بعد». وقال أبو القاسم بن أحمد الأندلسىّ: جرى ذكر الشعراء، فقال أبو علىّ- وأنا حاضر: إنى لأغبطكم على قول الشعر، فإنّ خاطرى لا يوافقنى على قوله، مع تحقّقى بالعلوم التى هى من موادّه. فقال له رجل: فما قلت قطّ شيئا منه البتّة! قال: ما أعلم أن لى شعرا إلا ثلاثة أبيات فى الشّيب، وهى قولى: خضبت الشّيب لما كان عيبا ... وخضب الشيب أولى أن يعابا ولم أخضب مخافة هجر خلّ ... ولا عيبا خشيت ولا عتابا ولكنّ المشيب بدا ذميما ... فصيّرت الخضاب له عقابا 179 - الحسن بن أحمد الفزارىّ أبو عبد الله اللغوىّ [1] مشتهر بين أئمة العلم بالفضل، روى وروى عنه. 180 - الحسن بن أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الحوثرىّ أبو علىّ بن أبى العباس [2] ولد ببغداذ، ونشأ بها، وقرأ بها القرآن، وسمع بها الحديث. قرأ الأدب على أبى محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد الخشّاب وأبى الحسن على بن عبد الرحيم بن العصّار، وانتقل فى آخر عمره إلى واسط، وسكّنها إلى حين وفاته، وقرأ عليه قوم من أهلها الأدب، وتخرّجوا به، وكان يديم الصوم، ويكثر العبادة، وله شعر، منه:

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 49. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 49 - 50، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 297.

181 - الحسن بن أمد بن عبد الله بن البناء المقرئ الحافظ اللغوى أبو على [1]

غرامى غرامى والهوى ذلك الهوى ... وحبّى لكم حبّى ووجدى بكم وجدى وليس محبّا من يدوم وداده ... على القرب لكن من يدوم على البعد أحبّاى منّوا بالوصال فإنّنى ... على هجركم غير الصبور ولا الجلد صرمتم حبالى حين واصلت حبلكم ... وأسكرتمونى إذ صحوتم من الوجد توفّى الحسن بن أحمد الحوثرىّ بواسط، يوم الخميس ثانى عشر ذى الحجة من سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وصلّى عليه الجمع الكثير بغد، ودفن فى مسجد زنبور بها. 181 - الحسن بن أمد بن عبد الله بن البنّاء المقرئ الحافظ اللغوىّ أبو علىّ [1] أخذ عن الأعيان المشار إليهم فى الزمان، فى علوم القرآن والقراءات والتجويد والحديث وطرقه واللغة. وله معرفة بالحديث، وقد صنّف فى العلوم التى يعلمها عدّة مصنفات. وحكى عنه أنه قال: صنّفت خمسمائة مصنف. وكان حلو العبارة، متصدّرا للإفادة فى كل علم عاناه. وكان حنبلىّ المعتقد، وقد تكلّموا فيه. وسأل: هل ذكره الخطيب «1» فى التاريخ؟ ومع من ذكره؟ أمع الكذّابين أم مع أهل الصدق؟ فقيل له: ما ذكرك أصلا، فقال: ليته ذكرنى ولو مع الكذّابين.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 216، وتلخيص ابن مكتوم 50، وشذرات الذهب 3: 338 - 339، ومختصر طبقات الحنابلة 397، وطبقات القرّاء لابن الجزرىّ 1: 206، ومعجم الأدباء 7: 265 - 270، ولسان الميزان 2: 195 - 196.

182 - الحسن بن أحمد الطبسى النيسابورى أبو سعيد [1]

توفّى فى يوم السبت الخامس من رجب سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، ودفن فى مقبرة باب حرب. 182 - الحسن بن أحمد الطبسىّ النيسابورىّ أبو سعيد [1] من تلامذة أبى بكر الخوارزمىّ «1». وذكره الباخرزىّ «2»، وسجع له فقال «3»: «رأيته فى مجلس الرئيس أبى القاسم عبد الحميد بن يحيى الزّوزنىّ شيخا، أخذ منه الهرم فصار فرخا وزاد على السنين صبا وحسنا ... كما رقّت على العتق الشّمول فالقدّ من الكبر حنىّ؛ ولكن نور الظّرف جنىّ، ومذاق العشرة هنىّ. ومن مسموعاته التى رغب العامّ فى استفادتها والخاص، حتى شرق بهم مجلسه الغاصّ كتاب الغريبين، من تأليف أبى عبيد الهروىّ؛ فإنّه سمع ذاك من مؤلّفه، واستملاه من مصنّفه».

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 50 - 51. والطبسىّ، بفتح الطاء والباء: منسوب إلى طبس، وهى مدينة بين نيسابور وأصبهان. وقد أورد الباخرزىّ فى دمية القصر ص 305 - 307 هذه الترجمة للموفق بن سيار.

ومن شعره ما قاله فى مرثيّة أستاذه أبى بكر الخوارزمىّ: شيّب فرط الأسى قذالى ... وكدّر الدهر صفو حالى «1» وارتجع الدّهر ما حباه ... وحيعل المجد بالزّوال وعادت النّيّرات بهما ... وناحت العصم فى الجبال «2» فقلت: يا صاحبىّ ماذا ... أتت به كرّة الليالى أقام ربى النّشور أم قد ... دعا إلى العرض والسؤال أم الهمام الإمام أودى ... به حمام، فبيّنا لى لهفى على الشّعر والمعانى ... لهفى على ناقد الرجال ربّ الفيافى أبى القوافى ... عمّ المعانى أخى العوالى حاربه الدهر وهو حرب «3» ... لمّا رآه بلا مثال يا أهل خارزم من يعزّى ... أنتم أم المجد والمعالى أم القوافى أم المذاكى «4» ... أم التعاليق والأمالى مضى الذى لو رآه قسّ ... يوما لأصحى بلا مقال وفلّ منه الردى حساما ... ما فلّه كثرة النّزال وأنضب الدهر منه بحرا ... يموج بالدّرّ واللآلى يا من غدا يدّعى المعالى ... قد رفع الفخّ «5» لا تبالى صلّى على روحه إلا هى ... مادام يتلو البيان تال وما سرى فى الظلام سار ... وشدّ بالكور والرّحال

183 - الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف بن داود [1]

183 - الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف بن داود [1] ابن سليمان، المعروف بذى الدّمينة بن عمرو بن الحارث بن أبى حبش بن منقذ ابن الوليد بن الأزهر بن عمرو بن طارق بن أدهم بن قيس بن ربيعة بن عبد ابن عليان بن أرحب «1» بن الدّعام بن مالك بن ربيعة بن الدّعام بن مالك بن معاوية ابن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان. الأديب النحوىّ الطبيب المنجّم الأخبارىّ اللغوىّ اليمنىّ المعروف بابن الحائك .. نادرة زمانه، وفاضل أوانه، الكبير القدر، الرفيع الذّكر، صاحب الكتب الجليلة، والمؤلفات الجميلة. لو قال قائل: إنه لم تخرج اليمن مثله لم يزلّ؛ لأن المنجّم من أهلها لا حظّ له فى الطبّ، والطبيب لا يد له فى الفقه، والفقيه لا يد له فى علم العربية وأيام العرب وأنسابها وأشعارها، وهو قد جمع هذه الأنواع كلّها، وزاد عليها. فأما تلقيبه بابن الحائك؛ فلم يكن أبوه حائكا، ولا أحد من أهله، ولا فى أصله حائك؛ وإنما هو لقب لمن يشتهر بقول الشعر. وكان جدّه سليمان بن «2» عمرو المعروف بذى الدّمينة شاعرا؛ فسمى حائكا لحوكه «3» الشعر.

_ [1]. ترجمته فى أخبار الحكماء 113، وبغية الوعاة 217، وتلخيص ابن مكتوم 51 - 52، وذيل كشف الظنون للبغدادى 1: 362، وروضات الجنات 238، وطبقات الأمم لصاعد الأندلسىّ 58 - 59، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 319، وكشف الظنون 144، 1338، 1415، 1822، 2050، ومعجم الأدباء 7: 230 - 231. وترجم له السيوطىّ فى البغية ص 232 ترجمة أخرى باسم «الحسين بن أحمد بن يعقوب أبى محمد الهمدانىّ»، وذكره ابن قاضى شهبة وصاحب روضات الجنات باسم «حسين» أيضا.

وكان آباؤه ينزلون المراشى «1» من بلاد بكيل «2»، ثم انتقل داود بن سليمان ذى الدّمينة إلى الرّحبة «3» من نواحى صنعاء، ثم إلى صنعاء، وكان بها ولده. وكان رجلا محسّدا فى أهل بلده، وارتفع له صيت عظيم- أعنى الحسن ابن أحمد هذا- وصحب أهل زمانه من العلماء، وراسلهم وكاتبهم. فمن العلماء الذين كان يكاتبهم ويعاشرهم أبو بكر محمد بن القاسم بن بشّار الأنبارىّ، وكان يختلف بين صنعاء وبغداذ، وهو أحد عيون العلماء باللغة والعربية وأشعار العرب وأيامها، وكذلك أبوه القاسم؛ على ما ورد فى أخبارهم. وكان يكاتب أبا عمر النحوىّ صاحب ثعلب، وأبا عبد الله الحسين بن خالويه. وأقام بمكة دهرا طويلا، وسار إلى العراق، واجتمع بالعلماء، واجتمعوا به فيما قيل. وسار فى آخر زمانه إلى ريدة «4» من البون «5» الأسفل من أرض همدان، وبها قبره وبقية أهله. وكان ملوك اليمن وأجلّاؤها يكرّمونه ويقرّبونه، وكان خائفا من العلويّين المستولين على صعدة «6»؛ لكلام بلغهم عنه.

وقصد مرة أحد أجلّاء اليمن- ويعرف بابن الرويّة «1» المرادىّ- من مذحج، وامتدحه فى سنة شديدة، فأكرمه، وأنزله أجمل منزل، وطوّل عليه فى تأخير، فأقام شهرا، وهو فى قلق من أمر أهله، وما تركهم عليه من الإعسار فى ذلك الوقت. فلما انقضى الشهر استأذنه فى الرجوع إلى أهله، فأذن له، فرجع كئيبا صفر اليد، ممّا قصده له. ولما صار قريبا من أهله تلقّاه بنوه وقرباؤه على هيئة جميلة، ومراكب نفيسة، فأعجب بذلك، وسألهم عن سببه، فقالوا: هو ما بعثت لنا. ففطن للأمر؛ وسألهم صورة ما سيّر إليه، فذكروا جملة كثيرة، من مال وملبوس ومركوب ومفترش. ففرح وأمعن فى مدح ابن الرويّة المذكور، وبالغ فى وصفه، واشتهرت هذه المكرمة بالبلاد اليمنية، وسار مديحه له. وكان ابن الرويّة هذا قد ولى أعمال صنعاء زمانا، ثم استقرّ أمره بالسّرّ «2»، وبها ولده. وممّن كان يكرمه من ملوك اليمن ويرعى حقّه إسماعيل بن إبراهيم النبعىّ الحميرىّ، وهو من آل ذى نبع بن الحارث بن مالك بن اليشرج «3» بن يحصب بن دهمان ابن مالك بن سعد بن عدىّ بن مالك بن زيد بن شدد بن زرعة بن سبأ الأصغر، ثم من ولد شرحبيل بن ذى نبع. والأنبوع ممن ولى الملك باليمن، وكان ينزل بضبا من أعمال التّعكر «4»، وفيه يقول: يطلبن من عرض البلاد وطولها ... بلدا به النّبعىّ إسماعيل فضياء غرّته وريح نواله ... لوجوههنّ إلى حماه دليل وكان مصنّفا للكتب فى كل فنّ؛ فمن ذلك كتابه فى السّير والأخبار، وكتابه المسمى باليعسوب فى فقه الصيد وحلاله وحرامه والأثر الوارد فيه وكيفية الصيد،

وعمل العرب فيه، وغريب ذلك ونحوه، والشعر فيه؛ وهو كتاب جيد جدا، مفيد للمتأدّبين. وكتابه فى معارف اليمن وعجائبه وعجائب أهله، المسمى بالإكليل، وهو عشرة أجزاء: الجزء الأوّل فى المبتدأ ونسب مالك بن حمير، والجزء الثانى فى أنساب ولد الهميسع من ولد حمير ونوادر من أخبارهم، والجزء الثالث فى فضائل اليمن ومناقب قحطان، والجزء الرابع فى سيرة حمير الأولى، والجزء الخامس فى سيرة حمير الوسطى، والجزء السادس فى سيرة حمير الأخيرة إلى الإسلام، والجزء السابع فى ذكر السيرة القديمة والأخبار الباطلة المستحيلة، والجزء الثامن فى القبوريات، وعجائب ما وجد فى قبور اليمن وشعر علقمة بن ذى جدن وأسعد تبّع، والجزء التاسع فى كلام حمير وحكمهم وتجاربهم المروية بلسانهم، الموضوع للرطانة عندهم. والجزء العاشر فى معارف همدان وأنسابها ونتف من أخبارها. وهو كتاب جليل جميل، عزيز الوجود، لم أر منه إلا أجزاء متفرّقة وصلت إلىّ من اليمن، وهى الأوّل، والرابع يعوزه يسير، والسادس، والعاشر، «1»، والثامن «2». وهى على تفرّقها تقرب من نصف التصنيف؛ وصلت فى جملة كتب الوالد «3» المخلّفة عنه، حصّلها عند مقامه هناك.

وقيل: إن هذا الكتاب يتعذّر وجوده تاما، لأن المثالب المذكورة [فيه]، فى بعض قبائل اليمن، [و] أعدم أهل كل قبيلة ما وجدوه من الكتاب، وتتبعوا إعدام النسخ منه، فحصل نقصه لهذا السبب. وكتابه فى أيام العرب كتاب جميل. وكتابه فى المسالك والممالك باليمن «1»؛ وعندى منه نسخة وردت فى الكتب اليمنيّة- رحم الله مخلّفها. وكتابه فى الطب المسمى بكتاب القوى «2». وكتابه فى صناعة النجوم، المسمى بسرائر الحكمة «3». وكتاب الجواهر العتيقة «4». وكتابه فى الطالع والمطارح. وزيجه الموضوع. وله من التصانيف الشاذة إلى البلاد ما يكثر ولا يكاد يعرفه أهل اليمن. وله كتاب القصيدة الدامغة النونية «5» على معدّ والفرس، وهى قصيدة طويلة، وقد شرحها ولده، فيها علم جمّ؛ ولله الحمد، أحضرت فى جملة الكتب اليمنية أيضا- رحم الله مخلفها- وهذه القصيدة أحدثت له العداوة من النزاريّة والمتنزّرة. وله شعر جميل كثير.

184 - الحسن بن إسماعيل النحوى المصرى [1]

ولما دخل الحسين بن خالويه الهمذانىّ النحوىّ إلى اليمن، وأقام بها بذمار «1» جمع ديوان «2» شعره وعرّبه وأعربه. وهذا الديوان بهذا الشرح والإعراب موجود عند علماء اليمن، وهم به بخلاء. وشعره يشتمل فى الأكثر على المقاصد الحسنة، والمعانى الجزلة الألفاظ، والتشبيهات المصيبة الأغراض، والنعوت اللاصقة بالأعراض، والتحريض المحرّك للهمم المراض، والأمثال المضروبة، والإشارات المحجوبة، والتصرّف فى الفنون العجيبة «3». قال القاضى صاعد بن الحسن الأندلسىّ قاضى طليطلة- رحمه الله- فى كتابه «4»: «وجدت بخط أمير الأندلس الحكم المستنصر بالله بن الناصر عبد الرحمن الأموىّ أن أبا محمد الهمدانىّ توفّى بسجن صنعاء فى سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة». 184 - الحسن بن إسماعيل النحوىّ المصرىّ [1] نحوى مشهور فى وقته، متصدّر لإفادة هذا النوع. قال الحسن بن إسماعيل هذا: ذكر لى عبد الوهاب أبو سهل بن غوث كاتب محمد بن عبده أبى عبيد الله وأمينه على تنّيس «5» ودمياط «6» وأعمالها أنه يقيم مائة يوم وعشرين يوما فى الشتاء

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 52.

185 - الحسن بن بشر الآمدى - رحمه الله [1]

لا يشرب الماء، وفى الصيف ثمانين كذلك لا يشرب الماء، وأنه يأكل من الطعام المالح والحلو والحامض. قال: وسألته عن البول، فذكر أنه يبول فى كل يوم مرتين. 185 - الحسن بن بشر الآمدىّ- رحمه الله [1] هو أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدىّ الأصل، البصرىّ المنشأ. إمام فى الأدب، وله شعر حسن، واتساع تام فى علم الشعر ومعانيه [رواية] ودراية وحفظا، وصنّف كتبا فى ذلك حسانا. وكان فى البصرة كاتبا للقضاة من بنى عبد الواحد، صحب المشايخ والجلّة، مثل أبى إسحاق الزجّاج وطبقته. قال: حدّثنى «1» أبو إسحاق الزجّاج قال: كنا ليلة بحضرة القاسم «2» بن عبيد الله نشرب- وهو وزير- فغنّت بدعة جارية عريب: أدلّ فأكرم به من مدلّ ... ومن ظالم لدمى مستحلّ إذا ما تعزّز قابلته ... بذلّ وذلك جهد المقلّ «3»

_ [1]. ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 14، وبغية الوعاة 218، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 370)، وتلخيص ابن مكتوم 52، وروضات الجنات 219، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 298 - 299، والفهرست 155، وكشف الظنون 462، 1447، 1637، 1889، 1928، ومعجم الأدباء 8: 75 - 93، ومعجم البلدان 1: 62. والآمدىّ: منسوب إلى آمد، وهى أعظم مدن ديار بكر.

فأدّت فيه صنعة حسنة، فطرب القاسم عليه طربا شديدا، واستحسن فيه الصنعة جدا والشعر، فأفرط. فقالت له بدعة: يا مولاى، إن لهذا الشعر خبرا حسنا أحسن منه. قال: وما هو؟ قالت: هو لأبى خازم «1» القاضى. قال: فعجبنا من ذلك مع شدّة تقشّف أبى خازم وورعه وتقبّضه. فقال له الوزير: بالله يا أبا إسحاق! اركب إلى أبى خازم، واسأله عن هذا الشعر وسببه. فباكرته، وجلست حتى خلا وجهه، ولم يبق إلا رجل بزىّ القضاة، عليه قلنسوة، فقلت له: بيننا شىء أقوله على خلوة، فقال: فليس هذا ممّن أكتمه شيئا. فقصصت عليه الخبر، وسألته عن الشعر والسبب، فتبسّم، وقال: هذا شىء قلته فى الحداثة، كنت قلته فى والدة هذا- وأومى إلى القاضى الجالس، فإذا هو ابنه- وكنت إليها مائلا، وكانت لى مملوكة، ولقلبى مالكة، فأما الآن فلا عهد لى بمثله منذ سنين، ولا عملت شعرا منذ دهر طويل، وأنا أستغفر الله مما مضى. فوجم الفتى حتى ارفضّ عرقا، وعدت إلى القاسم، فأخبرته، فضحك من خجل الابن. وكنّا نتعاود ذلك زمانا. كان قد ولى القضاء بالبصرة فى سنة نيّف وخمسين وثلاثمائة رجل لم يكن عندهم بمنزلة من صرف به، لأنه قد ولّى صارفا لأبى الحسن محمد بن عبد الواحد الهاشمىّ، فقال فيه أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدىّ هذا- كاتب القاضيين أبى القاسم جعفر وأبى الحسن محمد بن عبد الواحد:

رأيت قلنسية «1» تستغي ... ث من فوق رأس تنادى: خذونى وقد قلقت فهى طورا تمي ... ل من عن يسار ومن عن يمين فطورا تراها دوين «2» القفا ... وطورا تراها فويق الجبين فقلت لها: أىّ شىء دهاك؟ ... فردّت بقول كئيب حزين دهانى أن لست فى قالبى ... وأخشى من الناس أن يبصرونى وأن يعبثوا بمزاح معى ... وإن فعلوا ذاك بى قطّعونى فقلت لها: مرّ من تعرفين ... من المنكرين لهذى الشؤون ومن كان يشهق إمّا رآك ... ويخرج من جوفه كالرنين ومن كان يصفع «3» فى الله لا ... يملّ ويشتدّ فى غير لين ويسلح ملأك كيل التما ... م إمّا على صحة أم جنون ففارقها ذلك الإنزعاج ... وعادت إلى حالها فى السكون وكان الآمدىّ يكتب خطا حسنا من خطوط الأوائل، وهو أقرب خط إلى الصحة. وكتب الكثير. وصنف كتبا حسانا، منها كتاب الموازنة بين أبى تمام والبحترىّ، وهو كتاب كبير حسن فى فنه، وكتاب المختلف والمؤتلف فى أسماء الشعراء، وهو كتاب جليل، وكتاب الردّ على قدامة «4» فى نقد الشعر، وهو كتاب جليل ظريف، وكتاب الحروف فى اللغة.

ورأيت فى بعض المجاميع ما صورته: الحسن بن بشر بن يحيى أبو القاسم الآمدىّ الكاتب النحوىّ؛ من أهل البصرة، وهو صاحب كتاب الموازنة بين الطائيين. كان حسن الفهم جيد الدّراية والرواية، سريع الإدراك، وصنّف كتبا كثيرة؛ منها كتاب المؤتلف والمختلف فى أسماء الشعراء، وكتاب نثر المنظوم، وكتاب فى أن الشاعرين لا تتفق خواطرهما، وكتاب [ما] «1» فى عيار الشعر [من الخطأ] «2»، ردّ فيه على ابن طباطبا «3»، وكتاب فرق ما بين الخاص والمشترك من معانى الشعراء، وكتاب تفضيل امرئ القيس على الجاهليين، وكتاب فى شدة حاجة الإنسان إلى أن يعرف قدر نفسه، وكتاب تبيين غلط قدامة بن جعفر فى كتاب نقد الشعر، وكتاب معانى شعر البحترىّ، وكتاب الرّد على ابن عمار فيما خطّأ فيه أبا تمام، وكتاب ديوان شعره، وغير ذلك «4». وكان مولده بالبصرة، وقدم بغداذ، وأخذ عن الحسن بن على بن سليمان الأخفش وأبى إسحاق الزجاج وأبى بكر بن دريد وأبى بكر بن السراج اللغة والأخبار. واتسع فى الآداب وبرّز فيها، وانتهت رواية الشعر القديم والأخبار فى آخر عمره بالبصرة إليه. وكان يكتب بمدينة السلام لأبى جعفر بن هارون بن محمد الضبىّ خليفة أحمد ابن هلال صاحب عمان بحضرة المقتدر بالله، وكانت وفاته سنة سبعين وثلاثمائة، وكان يتعاطى مذهب الجاحظ فيما يعمله من الكتب.

ومن شعره يستدعى صديقا له: عندى أخى وأخوك فى الأدب ... نسب له فضل على النسب فى ساحة للهو نعمرها ... بالجدّ أحيانا وباللعب ولنا حديث بيننا حسن ... كالنّور بين منابت العشب وكأنما كاساتنا شهب ... تهوى إلى الأحزان والكرب وبدالنا المنثور «1» فى حلل ... يدعو إلى اللّذات والطرب كم منظر للعين فيه وكم ... فيه لذى الآراب من أرب يحكى قشور الدرّ أبيضه ... والصّفر منه قراضة الذهب وله ضروب أشبهت فلق ال ... ياقوت حين هوت من السّخب يوم يطيب إذا حضرت وإن ... غيّبت عنا فيه لم يطب فاجمع بوجهك شمل لذّتنا ... يا قدوة فى العلم والأدب واعلم بأنك إن أجبت ولم ... تكن الجواب لنا فلم تجب وقوله أيضا: يا واحدا بان فى الزمان ... ممّن يجاريه أو يدانى دعنى من نائل وبرّ ... يعجز عن شكره لسانى ولست والله مستميحا «2» ... ولا أخا مطمع ترانى وهب إذا كنت لى وهوبا ... من بعض أخلاقك الحسان وقال يرثى المعمرىّ: يا عين أذرى الدموع وانسكبى ... أصبح ترب العلوم فى التّرب لقيت بالمعمرىّ يوم ثوى ... أوّل رزء بآخر الأدب كان على أعجمىّ نسبته ... فضيلة من فضائل العرب

186 - الحسن بن بندار أبو محمد التفليسى الأديب [1]

186 - الحسن بن بندار أبو محمد التّفليسىّ الأديب [1] درس الأدب والعربية خمسين سنة؛ كما ذكر عن نفسه فى كتابه المسمى بالمناقب والمثالب؛ صنّفه للأمير المظفّر أبى الحسن على بن جعفر. وعمل أيضا رسالة كبيرة فى المفاخرة والمكاثرة، وهى ما بين ابن الرومى وأبى الطيب المتنبى خاصة. وله رسالة سماها المسابقة والمسارقة، بيّن فيها ما أخذه المتنبى من الشعراء. وكان عالما بذلك، خبيرا بنقد الشعر ومعانيه. وكان شيعيا مغاليا فى ولايته، وله قصائد مطوّلة فى ذكر التشيّع والأئمة، عليها تكلّف وبرد كشعر النحاة، فلم أرد كتب شىء منها؛ إذ لم يكن هذا موضعها «1». 187 - الحسن بن إسحاق بن أبى عبّاد اليمنىّ النحوىّ [2] كان من وجوه أهل اليمن. صحب الفقيه يحيى بن أبى الحسين الصّبرىّ «2»، وصنّف مختصرا فى النحو، مشهورا فى اليمن، يقرؤه المبتدئون. وكان قريب العهد، تقارب وفاته سنة تسعين وخمسمائة. ومما نسب إليه من شعره قوله: لعمرك ما الفخر «3» من شميتى ... ولا أنا من خطإ ألحن ولكنّنى قد عرفت الأنام ... فخاطبت كلّا بما يحسن

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 52. والتفليسىّ: منسوب إلى تفليس. قال ابن الأثير فى اللباب: «وهى آخر بلاد أذربيجان، مما يلى الثغر». [2] ترجمته فى بغية الوعاة 218، وتلخيص ابن مكتوم 53، وروضات الجنات 222، ومعجم الأدباء 8: 53 - 54.

188 - الحسن بن تميم الصفار الأصبهانى أبو على [1]

188 - الحسن بن تميم الصفّار الأصبهانىّ أبو علىّ [1] ذكره الحافظ أبو نعيم «1» فى تاريخ أصبهان «2»، وقال: «النحوىّ، حدّث عن البصريّين، منهم عبد الواحد بن غياث، وأبو مروان العثمانىّ» «3». روى أبو نعيم، عن أحمد بن إبراهيم بن يوسف أبى جعفر، عنه «4». 189 - الحسن بن الحسين بن عبد الله بن عبد الرحمن بن العلاء بن أبى صفرة بن المهلّب بن أبى صفرة أبو سعيد السكرىّ النحوىّ [2] سمع يحيى بن معين وأبا حاتم السّجستانىّ والعباس بن الفرج الرياشىّ ومحمد ابن حبيب وعمر بن شبّة وغيرهم. وكان ثقة ديّنا صادقا، يقرئ القرآن. وانتشر عنه من كتب الأدب شىء كثير.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 218 - 219، وتاريخ أصبهان لأبى نعيم 1: 264، وتلخيص ابن مكتوم 53. [2] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 14، وبغية الوعاة 218 - 219، وتاريخ بغداد 7: 296 - 297، وتاريخ أبى الفدا 2: 54، وتاريخ ابن كثير 11: 54، وتلخيص ابن مكتوم 53، وطبقات الزبيدىّ 129، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 300 - 301، والفهرست 78، 157، 158، وكشف الظنون 5، 1469، ومعجم الأدباء 8: 94 - 99، والمنتظم (وفيات سنة 275)، ونزهة الألباء 274 - 275.

كتب إلىّ زيد بن الحسن بن زيد: أخبرنا أبو منصور القزّاز، حدّثنا أحمد ابن على بن ثابت من كتابه، أخبرنا الحسن بن أبى بكر، حدّثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطّان، حدّثنا أبو سعيد السّكرىّ، حدّثنا الرّياشىّ، حدّثنا ابن أبى رجاء عن الهيثم عن عمر بن مجاشع عن تميم بن الحارث عن أبيه، عن علىّ: أنه كان يكره أن يتزوّج الرجل أو يسافر إذا كان القمر فى محاق «1» الشهر أو العقرب «2». قال الهيثم: والمحاق لثلاث بقين من الشهر. ولد سنة اثنتى عشرة ومائتين، ومات- رحمه الله- فى سنة خمس وسبعين ومائتين. وذكر ابن قانع «3» أنه مات فى سنة تسعين. والأوّل أقرب إلى الصحة، والله أعلم. ولما مات نعى إلى ثعلب، فقال: المرء يخلق وحده ... ويموت يوم يموت وحده والناس بعدك إن هلك ... ت كمن رأيت الناس بعده كان السّكّرىّ حسن المعرفة باللغة والأنساب، مرغوبا فى خطه لصحته. وله من الكتب: كتاب المناهل والقرى «4». كتاب الوحوش، جوّده. كتاب النبات «5». وجمع عدّة أشعار ودوّنها لشعراء العرب، وهى: ديوان امرئ القيس،

ديوان النابغتين «1». ديوان قيس بن الخطيم ديوان تميم بن أبىّ بن مقبل. أشعار اللصوص «2». ديوان شعراء هذيل «3». ديوان هدبة بن خشرم. ديوان الأعشى. ديوان مزاحم العقيلىّ. ديوان الأخطل «4». ديوان زهير. ديوان أبى نواس وشرحه «5»، نحو ألف ورقة «6».

190 - حسن بن أسد الفارقى الشيخ أبو نصر [1]

190 - حسن بن أسد الفارقىّ الشيخ أبو نصر [1] معدن الأدب، ومنبع كلام العرب، فاضل مكانه، وعلّامة زمانه، له النثر الرائع، والنظم الذائع، والنحو المعرب عن مشكل الإعراب. وله التصنيف البديع فى شرح اللّمع، إلى غير ذلك ممّا ليس لأديب فى مثله طمع. كان فى زمان نظام الملك الحسن بن إسحاق الطّوسىّ «1» الوزير، والسلطان ملكشاه. «2» وكان مستوليا على آمد «3» فى ديوانها، متولّيا لجباية أموالها، وقبض عليه وصودر، وتوسّط الطبيب الكامل فى خلاصه، والتنبيه على مكانته من الفضل.

_ [1]. ترجمته فى إشارة التعيين 13 - 14، وبغية الوعاة 218، وتلخيص ابن مكتوم 53 - 54، وروضات الجنات 221، وشذرات الذهب 3: 380، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 298، وفوات الوفيات 1: 149 - 151، وكشف الظنون 1563، ومعجم الأدباء 8: 54 - 75. والفارقى: منسوب إلى ميافارقين، وهى مدينة بديار بكر، وخريدة القصر 2: 172 - 183.

وشعره سائر فى الآفاق، تتناشده رفقة الرفاق؛ فمنه قوله فى شمعة: ونديمة لى فى الظلام وحيدة ... مثلى، مجاهدة كمثل جهادى فاللون لونى والدموع مدامعى «1» ... والقلب قلبى، والسّهاد سهادى لا فرق فيما بيننا لو لم يكن ... لهبى خفيّا وهو منها بادى أخبرنا أبو طاهر السّلفىّ فى إجازته العامة، أنشدنى أبو الحسن على بن السند الفارقىّ الشّروطىّ بميّا فارقين، أنشدنا أبو نصر الحسن بن أسد الفارقىّ النحوىّ لنفسه: يا من هواه بقلبى ... مقداره ما يحدّ وجدت له ما صورته: الحسن بن أسد بن الحسن أبو نصر الفارقىّ النحوىّ، الشاعر الأديب. كان من أهل ميّا فارقين، وكان ذا أدب غزير، وفضل كثير. وله كتاب شرح اللّمع، أجاد فيه وزاد، وأورده زائدا عن المراد. وإذا أنعم الناظر فيه النّظر وجده قد شرح كلام ابن جنّى المجموع بكلامه المبسوط، وأو جز فى العبارة حتى صار كالإشارة. وإذا أردت تحقيق هذا فانظر كلامه فيه على الكلام والقول تجده قد اختار ما ورد فى صدر كتاب الخصائص. وإذا نظرت إلى كلامه فى العوامل وجدته قد اختار الكلام على الحروف فى سرّ الصناعة. ومن أين لابن أسد فى ميّافارقين إلا ما ينقله من كتب المصنّفين! وإنما هو من تصنيف أبى سعيد «2»، وبعض تصانيف ابن جنّى. وليس ذلك بقليل، فإنه نقل شرح أبى سعيد بخطه، وهو فيما بلغنى وقف بخزانة جامع ميّافارقين.

وكان فى زمان نظام الملك وملكشاه قد تولّى الديوان بآمد، وأساء التدبير فيه لكوهنة تتداخله، فحوقق «1» واعتقل؛ إلى أن شفع فيه طبيب كان حظيّا بحضرة ملكشاه، فأطلق سراحه، وانتقل إلى ميّافارقين، وقد باضت الرياسة فى رأسه وفرّخت. وجرت بميّافارقين حركة طلب لأجلها من يتولّى من قبل السلطان، فاجتمع أهل المدينة على من يولّونه، واجتمع رأيهم على رجل من بيت آل نباتة «2» الخطباء، ليتولى الإصلاح بين المتخاصمين، فأقام أياما، ثم رأى الأمر لا يستقرّ على ما هو عليه، فاعتزل الأمر، ولزم منزله، فتهيأ لها ابن أسد الفارقىّ، ونزل القصر بها، وحكم وما أحكم، وجرت أحوال قضت له بالانفصال على غير جميل، وخاف سطوة السلطان، فخرج عنها إلى حلب، وأقام مدّة، ثم حمله حبّ الرياسة والوطن، فعاد طالبا لها. ولما حصل بحرّان قبض عليه نائب السلطان وشنقه. ومن أعجب ما اتّفق أنه قال عند عزمه على المسير من حلب أبياتا كانت طيرة «3» عليه، وهى: لو أنّ قلبك لمّا قيل قد بانوا ... يوم النوى صخرة صمّاء صوّان لعيل صبرك مغلوبا ونمّ بما ... أخفيته مدمع للسر صوّان «4» زجرت «5» أشياء فى أشياء تشبهها ... إذ بينهنّ رضاعات وألبان فقال لى الطّلح «6» يوم طالح ونوى ... وحقّق البين عندى ما وأى البان»

واستحلبت حلب جفنىّ فانحلبا ... وبشّرتنى بحرّ القتل حرّان «1» فالجفن من حلب ما انفكّ من حلب ... والقلب بعدك من حرّان حرّان وكان قتله بحرّان فى شهور سنة سبع وثمانين وأربعمائة. وله أشعار كثيرة ومقطّعات يتعمّد فى أكثرها التجنيس، إلى أن صار له بذلك أنسة تامة، وعناية عامة. وله كتاب فى الألغاز «2» مشهور. وكان عزبا مدّة عمره، يكره النّسل. وممّا يحكى من كوهنته أنه كان إذا رأى صغيرا قد لبس وزيّن، واجتيز به عليه يبالغ فى سبّ أبويه ويقول: هما عرضاه لى، يرغّبانى فى مثله. ومن كوهنته أيضا ما حكى عنه أهل بلده، وهو أنه كان يجلس فى دهليز «3» له إلى جانب شبّاك يشرف على الطريق المسلوك، فسمع ليلة رجلا سكران ينشد نصف بيت من «الكان وكان» «4»، وهو: غسلت له فركت له ماجا إلىّ ولا التفت

191 - الحسن بن رشيق القيروانى [1]

وانتظر من ابن أسد إتمام البيت، فلم يتمّه، وسار فى قصده، فخرج ابن أسد يخبّ فى الطين والظلمة، والمزاريب على رأسه، وهو يسير خلفه يسمع تمام البيت، فسار طويلا. واتفق أن السّكران زلق [و] وقع، فقال عند وقوعه: مشيه يعجب وخطوه، زلق وقع فى الطين فقال له: يا ظالم! كنت قلت هذا من قريب. ثم رجع. 191 - الحسن بن رشيق القيروانىّ [1] الفاضل الأديب، الجليل القدر، مصنّف كتاب العمدة فى صناعة الشعر، وغيره. ووجدت له ما صورته: هو الحسن بن رشيق الإفريقىّ المعروف بالقيروانىّ. من أهل مدينة من مدن إفريقية، تعرف بالمحمّدية «1». وأبوه رشيق، مملوك رومىّ لرجل من أهل المحمّدية، من الأزد. ولد الحسن بن رشيق بالمحمّدية فى شهور سنة سبعين وثلاثمائة، ونشأ بها، وعلّمه أبوه صنعته، وهى الصياغة. وقرأ الأدب بالمحمّدية، وقال الشعر قبل أن يبلغ الحلم، واشتاقت نفسه إلى التزيّد من ذلك وملاقاة أهل الأدب، فرحل إلى

_ [1]. ترجمة فى إشارة التعيين الورقة 14، وبغية الوعاة 220، وتلخيص ابن مكتوم 54 - 55، والحلل السندسية 100 - 102، وابن خلكان 1: 133، وروضات الجنات 217 - 218، وشذرات الذهب 3: 297 - 298، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 301، وكشف الظنون 185، 301، 973، 1029، 1169، 1907، 1918، ومعجم الأدباء 8: 110 - 121. وألف الأستاذ حسن حسنى عبد الوهاب رسالة سماها: «بساط العقيق فى حضارة القيروان وشاعرها ابن رشيق»، والأستاذ عبد العزيز الميمنى رسالة سماها: «ابن رشيق»، وأخرى سماها: «النتف من شعر ابن رشيق وابن شرف». وانظر فوات الوفيات 2: 255.

القيروان، وعمره ستّ عشرة سنة، وامتدح بها. واشتهر بجودة الخاطر، وصدق الفريحة، وحسن المحاضرة. وامتدح صاحب القيروان ابن باديس «1» فى سنة سبع عشرة وأربعمائة بقصيدة، ذكر فيها بناء ابتناه فى منزله «2» بصبرة، وهى منظرة جليلة أنيقة. أوّلها: ذمّت لعينك أعين الغزلان ... قمر أقرّ لحسبها القمران ومشت فلا والله ما حقف النّقا «3» ... مما أرتك ولا قضيب البان «4» يقول فيها: وثن الملاحة غير أنّ ديانتى ... تأبى علىّ عبادة «5» الأوثان يابن الأعزّة من أكابر حمير ... وسلالة الأملاك من قحطان من كلّ أبلج آمر بلسانه ... يضع السيوف مواضع التيجان وذكر بناء المنظرة بصبرة- وهى محلة الملك بالقيروان- فقال: وحللت من علياء صبرة موضعا ... أكرم به من موضع ومكان زادت بناه على الخورنق بسطة ... وحوت أعزّ حمى من النعمان «6» وغدا ابن ذى يزن بسفل «7» دونه ... همما نزلن به على غمدان «8»

ولما تحقّق ابن باديس مكانته من الأدب ومحلّه من قول الشعر قرّبه، فامتدحه بقصيدة صاربها فى جملته، ونسب لأجلها إلى خدمته، ولزم ديوانه وأخذ الصلة منه، وحمل على مركب يميّز به، فمن قوله فى مديحها: لدن الرماح لما تسقى أسنتها ... من مهجة القيل أو من مهجة البطل «1» لو أورقت من دم الأعداء سمرقنا ... لأورقت عنده سمر القنا الذّبل إذا توجّه فى أولى كتائبه ... لم تفرق العين بين السّهل والجبل فالجيش ينفض حوليه أسنّته ... نفض العقاب جناحيها من البلل يأتى الأمور على رفق وفى دعة ... عجلان كالفلك الدّوار فى مهل ومن قوله من قصيدة فى العتاب: أجدّك لم أجد للصّبر بابا ... فتدخله على سعة وضيق بلى وأقلّ ما لاقيت يسلى ... ولكن لا أرى عتب الصديق نهضت بعبء إخوانى فزادوا ... وأثقل ما يرى حمل المطيق ولكن ربّ إحسان وبرّ ... دعا بعض الرجال إلى العقوق فإن أصبر فعن إفراط جهد ... وإن أقلق فحسبك من قلوق يقول فيها: حصلت من الهوى فى لجّ بحر ... بعيد القعر منخرق عميق سأعرض عنك إعراضا جميلا ... وأبدى صفحة الوجه الطّليق ولا ألقاك إلا عن تلاق ... بعيد العهد بالذكرى سحيق لتعلم أننى عفّ السجايا ... عزوف النفس متّبع البروق وأنى مذ قصرت يدىّ طالت ... إليك يد العدوّ المستفيق

وله فى الرثاء قصيدة يرثى بها قاضى بلدة المحمّدية طاهر بن عبد الله، وقد بلغته وفاته بالقيروان، منها: العفر «1» فى فم ذاك الصارخ النّاعى ... ولا أجيبت بخير دعوة الدّاعى فقد نعى ملء أفواه وأفئدة ... وقد نعى ملء أبصار وأسماع أما لئن صحّ ما جاء البريد «2» به ... ليكثرنّ من الباكين أشياعى يا شؤم طائر أخبار مبرّحة ... يطير قلبى لها من بين أضلاعى مازلت أفزع من يأس إلى طمع ... حتى تربّع يأسى فوق أطماعى فاليوم أنفق كنز العمر أجمعه ... لمّا مضى واحد الدّنيا بإجماع توفّى الطاهر القاضى فوا أسفا ... إن لم يوفّ تباريحى وأوجاعى فللديانة فيه لبس ثاكلة ... وللقضاء عليه قلب ملتاع وله فى الهجو أبيات يهجو بها رجلا اسمه فرات- وأحسن فيها- وهى: قالوا رأينا فراتا ليس يوجعه ... ما يوجع الناس من هجو به قذفا فقلت: لو أنه حىّ لأوجعه ... لكنّه مات من جهل وما عرفا وما هجوت فراتا غير تجربة ... وذو الرماية من يستصغر الهدفا وكان بين ابن رشيق وبين محمد بن شرف «3» الشاعر مباينة بعد مواصلة، وذلك أنهما كانا شاعرى ابن باديس، ودخلا إليه، واتّصلا بخدمته فى وقت واحد. وكان

ابن شرف ممن لا ينكر حدقه، ولا يدفع فى هذا النوع صدقه، ولم يزل بينهما مكاتبات ومخاطبات. فمن شعر ابن شرف قصيدة كتب بها إلى ابن رشيق، وهو بالمهديّة يتشوّقه، أولها: عدمناك من بعد وإن زدتنا قربا ... على أنّ فيما بيننا سبسبا سهبا «1» وكتب إليه ابن رشيق جوابا عنها قصيدته التى أوّلها: عتابا عسى أنّ الزمان له عتبى «2» ... وشكوى فكم شكوى ألانت لنا قلبا إذا لم يكن إلّا إلى الدمع راحة ... فلا زال دمع العين منهملا سكبا «3» وكانت القصيدة التى تقدم بها ابن شرف، واتصل بخدمة ابن باديس: قفا فتنسما عطر النسيم ... برسم الدار من بعد الرّسيم «4» أنيخا الناعجين «5» ولا تروما ... فما السلوان بالأمر العظيم قفا تريا السبيل إلى التصابى ... لمغناها وكيف صبا الحليم يقول- حين وصل إلى مدحه- فيها: هو الشرف الذى نسب المعالى ... إليه وهو ذو الشّرف القديم شهاب الحرب يهلك كلّ باغ ... ومحرق كلّ شيطان رجيم تقطّع دونه البيض المواضى ... وتجفل عنه إجفال الظّليم «6» ويجلو عنه ليل النّقع وجه ... كبدر التّم فى الليل البهيم

ثم إن المنافسة أوقعت بينهما، وتخارجا فى الهجاء، وعمل ابن رشيق عدة تصانيف «1» فى الردّ عليه وإخراج معايب أقواله، سأستوفى لمحها وملحها فى كتابى الذى أسميه الأنيق فى أخبار ابن رشيق بمشيئة الله وعونه. ولم يزل ابن رشيق على ما هو عليه من إقامة سوق الأدب، والتنبيه على فضل لغة العرب، بما يصنّفه فيها ويؤلفه، ويحرّره ويرصفه، مرة فى لغتها، ومرة فى معانيها الواردة فى أشعارها وأمثالها وأخبارها إلى أن هجم العرب على القيروان «2»، وقتلوا من بها، وخرّبوا منازلها، وانتهبوا أموالها؛ فعند ذلك فرّ عنها إلى ساحل البحر المغربىّ، ولم يمكنه المقام هناك، فعدّى البحر إلى جزيرة صقلّيّة، ونزل بمازر «3» إحدى مدنها على أميرها ومتوليها ابن مطكود «4»، فأكرمه واختصّه، وقرأ عليه كتبه. ومن جملة ما رأيته من قراءاته عليه كتاب العمدة فى صنعة الشعر، وهو أجلّ كتبه وأكبرها. ورأيت خطّ ابن رشيق على نسخة منها، ولم يزل عنده إلى أن مات بمازر فى حدود سنة خمسين «5» وأربعمائة- رحمه الله تعالى.

192 - الحسن بن رجاء الدهان المعروف بالأديب [1]

فمن تصانيفه: كتاب العمدة فى صناعة الشعر أربعة مجلدات، اشتمل من هذا النوع على ما لم يشتمل عليه تصنيف من نوعه، وأحسن فيه غاية الإحسان. وذكر هذا الكتاب بحضرة القاضى الأجل الفاضل عبد الرحيم بن على البيسانىّ فقال: هو تاج الكتب المصنّفة فى هذا النوع. وله كتاب قراضة الذهب فى صناعة الأدب، وهو كتاب لطيف الجرم، كثيف العلم، لطيف العبارة، متين الإشارة، صادق القصد، هنىّ الورد. وله كتاب الشذوذ «1»، فى اللغة، ذكر فيه كلّ كلمة جاءت شاذة فى بابها، عربية فى معناها، دلّ به على كثرة اطّلاعه، ومتانة اضطلاعه «2». 192 - الحسن بن رجاء الدهّان المعروف بالأديب [1] بغداذىّ، عالم بالعربية، متصدّر لإفادتها، قائم بأصولها وفروعها وفصولها. له ذكر فى زمانه، ووجاهة بالأدب فى مكانه، ولم يزل على قدم الإفادة والتدريس، إلى أن أتاه أجله ببغداذ فى يوم الاثنين الثالث من جمادى الأولى سنة سبع وأربعين وأربعمائة.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 56، وبغية الوعاة 229، والجواهر المضية 1: 202 - 203، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 314 - 315.

193 - الحسن بن صافى بن عبد الله بن نزار بن أبى الحسن النحوى البغداذى ملك النحاة [1]

193 - الحسن بن صافى بن عبد الله بن نزار بن أبى الحسن النحوىّ البغداذىّ ملك النحاة [1] كان أبوه لرجل يسمى حسين الأرموىّ «1». ولد الحسن بالجانب الغربىّ من مدينة السلام بشارع دار الرقيق، فى سنة تسع وثمانين وأربعمائة. ثم انتقل إلى الجانب الشرقىّ، واشتغل بالعلم، فقرأ علم الكلام على أبى عبيد الله محمد بن أبى بكر القيروانىّ (مغربىّ قدم بغداذ، وأقام بها)، والأصول على أبى الفتح أحمد بن على بن برهان، والخلاف «2» على أسعد بن أبى نصر الميهنىّ «3»، والنحو على أبى الحسن علىّ بن [أبى] زيد الفصيحى.

_ [1]. ترجمته فى إشارة التعيين 14 - 15، وبغية الوعاة 220 - 221، وتاريخ أبى الفدا 3: 54، وتاريخ ابن كثير 12: 272، وتلخيص ابن مكتوم 56 - 57، وابن خلكان 1: 134 - 135، والحلل السندسية 102 - 104، وخريدة القصر 1: 88 - 92، وروضات الجنات 221 - 222، وشذرات الذهب 4: 227، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 302 - 304، وطبقات الشافعية 4: 210 - 211، وكشف الظنون 624، 628، 815، 1170، 1849، 1787، ومختصر تاريخ ابن عساكر 4: 166 - 170، ومرآة الجنان 3: 386، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 316 - 322، ومعجم الأدباء 8: 122 - 139، والنجوم الزاهرة 6: 68.

برع فى النحو حتى صار أنحى أهل طبقته، وكان فهما ذكيا فصيحا، له نظم ورصف حسن؛ إلا أنه كان عنده عجب بنفسه، وتيه بعلمه. لقّب نفسه «ملك النحاة»، وكان يسخط على من يخاطبه بغير ذلك. وخرج عن بغداذ بعد العشرين وخمسمائة، وسكن واسطا مدّة، وأخذ عنه جماعة من أهلها أدبا كثيرا، ووصفوه وأثنوا عليه بالفضل والمعرفة مع خرق فيه، وصار منها إلى شيراز وكرمان، وتنقل فى البلاد سنين؛ حتى استقرّ به الحال بدمشق، فسكنها إلى حين وفاته، وله شعر، منه: حنانيك «1» إن جاءتك يوما خصائصى ... وهالك أصناف الكلام المسخّر فسل منصفا عن قالتى غير جائر ... يجبك بأنّ الفضل للمتأخّر «2» توفى أبو نزار النحوىّ بدمشق يوم الثلاثاء من شوال سنة ثمان وستين وخمسمائة، ودفن يوم الأربعاء تاسعه بمقبرة الباب الصغير. ومن شعره عند مقامه بواسط «3» وارتحاله عنها؛ يتشوّقها: أراجع لى عيشى الفارط ... أم هو عنى نازح شاحط! ألا وهل تسعفنى أوبة ... يسمو بها نجم المنى الهابط أرفل فى مرط «4» ارتياح وهل ... يطرق سمعى: «هذه واسط» «5»!

يا زمنى عد لى فقد رعتنى ... حتى عرانى شيبى الواخط «1» كم أقطع البيداء فى ليلة ... يقبض ظلّى خوفها الباسط أأرقب الراحة أم لا وهل ... يعدل يوما دهرى القاسط «2»! أيا ذوى الودّ أما اشتقتم ... إلى إمام جأشه رابط «3» وهل عهودى عندكم غضّة ... أم أنا فى ظنى إذا غالط لتهنكم ما عشتم واسط ... إنى لكم يا سادتى غابط وله أيضا: الحشّ «4» والبرم «5» الكثير ... منظوم ذلك والنثير ودخان عود الهند والشمع ... المكفّر «6» والعبير ورشاش ماء الورد قد ... عرفت «7» به تلك النحور ومثالث العيدان يسعد ... حسنها بمّ وزير «8» وتخافق النايات يقلق ... بينها الطبل القصير والشرب بالقدح الكب ... ير يحثّه القدح الصغير أحظى إلىّ من الأبا ... عر والحداة بها تسير للعبد أن يلتذّ فى ... دنياه والله الغفور

كتب إلىّ محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازىّ: أخبرنا أبو القاسم على بن الحسن بن هبة الله الدمشقىّ «1» من كتابه: «الحسن بن أبى الحسن، واسم أبى الحسن صافى، مولى حسين الأرموىّ التاجر، أبو نزار البغداذىّ المعروف بملك النحاة. ذكر لى أنه ولد ببغداذ سنة تسع وثمانين وأربعمائة، فى الجانب الغربىّ بشارع دار الرقيق، ثم نقل إلى الجانب الشرقىّ، إلى جوار حريم الخلافة، وهناك قرأ العلوم، وسمع الحديث من الشريف أبى طالب الزينبىّ، وقرأ المذهب على أحمد الأشنهىّ «2». وأصول الدين على أبى عبد الله القيروانىّ، وأصول الفقه على أبى الفتح بن برهان، وعلم الخلاف على أسعد الميهنىّ، والنحو على أبى الحسن على بن [أبى] زيد الفصيحىّ الأستراباذىّ، وقرأ الفصيحىّ على عبد القاهر الجرجانىّ». «وفتح له الجامع، ودرس فيه، ثم سافر إلى بلاد خراسان وكرمان وغزنة، ثم دخل الشام، وقدم دمشق، ثم خرج منها، ثم عاد إليها واستوطنها إلى أن مات بها. توفى يوم الثلاثاء، ودفن يوم الأربعاء التاسع من شوال سنة ثمان وستين وخمسمائة، ودفن بمقبرة الباب الصغير». «وكان صحيح الاعتقاد كريم النفس. ذكر لى أسماء مصنفاته: الحاوى فى النحو، مجلّدتان. العمد فى النحو، مجلدة. المنتخب فى النحو، مجلّدة، وهو كتاب نفيس. المقتصد فى التصريف، مجلدة ضخمة. أسلوب الحق فى تعليل القراءات العشر وشىء من الشواذ، مجلدتان. التذكرة السّفرية، انتهت إلى أربعمائة كرّاسة. العروض، مختصر محرّر. مصنف فى الفقه على

مذهب الشافعىّ، سمّاه الحاكم، مجلدتان. مختصر فى أصول الفقه مختصر فى أصول الدين. ديوان مجموع من شعره «1». أنبأنا محمد بن محمد بن حامد «2» فى كتابه «3» - وذكر ملك النحاة هذا- فقال: «أحد الفضلاء المبرّزين؛ بل واحدهم فضلا، وماجدهم نبلا، وكبيرهم قدرا، ورحيبهم صدرا. قد غلبت عليه سمة ملك النحاة، وشهدت بفضله خلّانه والعداة، سمح البديهة فى المقاصد النبيهة، عزيز النفس كثير الأنفة عن المطامع الدنية بالمطالب النّزيهة، والمراتب الوجيهة. ولقد كانت نجابته للنّحاة بضاعة وافية، وبراعة يراعته للكفاة كافية، يأخذ القلم فيمشق الطّرس «4» فى عرضه نظما يعجز، ونثرا يعجب، ونكتا ترقص. ونتفا تطرب. طاف بلاد العجم، ولقى كرماء كرمان، ووصل فى سنة إحدى وأربعين إلى أصفهان، وسافر إلى دمشق، فأقام بها إلى آخر عمره فى رعاية نور الدين محمود بن زنكى «5» - رحمه الله». «وكان مطبوعا متناسب الأحوال والأعمال، يحكم على أهل التمييز بحكم ملكه فيقبل ولا يستثقل؛ يقول: [هل] «6» سيبويه إلا من رعيّتى وحاشيتى! ولو عاش

194 - الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكرى أبو أحمد اللغوى [1]

ابن جنّى لم يسعه إلا حمل غاشيتى. مرّ الشّيمة، حلو الشتيمة، يضم من الذهب يده على المائة والمائتين، ويمسى وهو منها صفر اليدين، مولع باستعمال الحلاوات السّكرية وإهدائها لجيرانه وإخوانه، مغرم مغرى بإحسانه إلى خلصائه وخلّانه». «وتوفى بدمشق سنة ثمان وستين وخمسمائة، وقد ناهز الثمانين، ولقى العرانين، وجرّب «1» الغث والسمين؛ أذكره وقد وصلت إليه خلعة مصرية، وجائزة سنية، فأخرج القميص الدّبيقىّ «2» إلى السوق، فبلغ دون عشرة دنانير، فقال: قولوا: هذا قميص ملك كبير، أهداه إلى ملك كبير، ليعرف الناس قدره، فيحلوا عليه البدر «3» على البدار «4»، وليجلّوا قدره فى الأقدار. ثم قال: أنا أحقّ به إذا جهلوا حقّه، وتنكّبوا سبل الواجب وطرقه». 194 - الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكرىّ أبو أحمد اللغوىّ [1] العالم الفاضل الكامل، الرواية المتقن، صاحب التصانيف الحسان. من أهل عسكر مكرم «5». روى عن أبى بكر بن دريد وطبقته من الأدباء وأجلّة الأجلاء.

_ [1]. ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 15، والأنساب 390 ب، وبغية الوعاة 221، وتاريخ ابن الأثير 7: 188 - 189، وتاريخ أبى الفدا 2: 133، وتاريخ ابن كثير 11: 320 - 321، وتلخيص ابن مكتوم 58، وخزانة الأدب 1: 97 - 98، وابن خلكان 1: 132 - 133، وروضات الجنات 216، وشذرات الذهب 3: 102 - 103، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 104 - 305، وكشف الظنون 411، 675، 829، 956، 1548، 1637، واللباب 2: 136 - 137، ومرآة الجنان 2: 415 - 416، ومعجم الأدباء 8: 233 - 267، ومعجم البلدان 6: 176 - 177، والنجوم الزاهرة 4: 163. والعسكرى: منسوب إلى عسكر مكرم، وهى مدينة من كور الأهواز.

وكانت بينه وبين الصاحب «1» بن عبّاد مكاتبات ومخاطبات «2». وله من الأتباع والأصحاب علماء أعلام؛ كأبى هلال العسكرىّ «3» ومثاله. دوّخ البلاد، واستفاد وأفاد. وله من الكتب كتاب المختلف والمؤتلف مما يدخل منه الوهم على المحدّثين «4»، وهو كتاب جليل، وكتاب ما لحن فيه الخواصّ من العلماء، وهو كتاب معتبر، وكتاب علم النظم «5»، وهو فى غاية الجودة، ومن أحسن ما يستعمله الشعراء، إلى غير ذلك من التصانيف. عاش إلى حدود سنة ثمانين وثلاثمائة «6».

ومن تصانيفه كتاب: الحكم والأمثال، وكتاب الزواجر «1».

195 - الحسن بن عبد الله بن المرزبان أبو سعيد القاضى السيرافى النحوى [1]

195 - الحسن بن عبد الله بن المرزبان أبو سعيد القاضى السّيرافىّ النحوىّ [1] سكن بغداذ، وكان يسكن الجانب الشرقىّ، وولى القضاء ببغداذ، وكان أبوه مجوسيا أسلم، واسمه بهزاذ، فسماه أبو سعيد عبد الله. وكان يدرس القرآن والقراءات وعلوم القرآن والنحو واللغة والفقه والفرائض والكلام والشعر والعروض والقوافى والحساب، وعلوما سوى هذه. وكان من أعلم الناس بنحو البصريين، وينتحل فى الفقه مذهب أهل العراق. قرأ على أبى بكر بن مجاهد القرآن، وعلى أبى بكر بن دريد اللغة، ودرسا جميعا عليه النحو. وقرأ على أبى بكر بن السراج وعلى أبى بكر المبرمان النحو، وقرأ عليه أحدهما القراءات، ودرس الآخر عليه الحساب. وكان زاهدا لا يأكل إلا من كسب يده، ولا يخرج من بيته إلى مجلس الحكم، ولا إلى مجلس التدريس فى كل يوم إلا بعد أن ينسخ عشر ورقات، يأخذ أجرها

_ [1]. ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 15، والأنساب 321 ب، وبغية الوعاة 221 - 222، وتاريخ ابن الأثير 7: 97، وتاريخ بغداد 7: 341 - 342، وتاريخ أبى الفدا 2: 130، وتاريخ ابن كثير 11: 294، وتلخيص ابن مكتوم 58 - 59، والجواهر المضية 1: 196 - 197، وابن خلكان 1: 130 - 131، وروضات الجنات 218 - 219، وشذرات الذهب 3: 65، وطبقات الزبيدىّ 86، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 307 - 308، والفلاكة والمفلوكين 71، والفهرست 62 - 63، وكشف الظنون 140، 150، 1107، 1427، 1470، واللباب 1: 586، ومرآة الجنان 2: 390 - 391، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 300 - 301، ومعجم الأدباء 8: 145 - 232، ومعجم البلدان 5: 193، والنجوم الزاهرة 4: 133 - 134، ونزهة الألباء 379 - 382. والسيرافىّ، بكسر السين وسكون الياء: منسوب إلى سيراف، وهى من بلاد فارس على ساحل البحر مما يلى كرمان.

عشرة دراهم، تكون قدر مؤونته، ثم يخرج إلى مجلسه. وكان يذكر عنه الاعتزال ولم يكن يظهر ذلك. وكان نزها عفيفا، جميل الأمر، حسن الأخلاق. وكانت سنّه يوم توفى ثمانين سنة. توفى- رحمه الله- فى يوم الاثنين الثانى من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة. وكانت وفاته بين صلاتى الظهر والعصر من اليوم المذكور، ودفن فى مقبرة الخيزران بعد صلاة العصر من هذا اليوم. وقد ذكرت أخباره هنا مختصرة، وأفردت لها مصنّفا سميته: المفيد فى اخبار أبى سعيد، وهو كتاب ممتع. ومن تصانيفه كتاب شرح سيبويه، كبير. كتاب أخبار النحاة «1»، لطيف. كتاب الإقناع فى النحو، مات ولم يكمله فكمّله ولده يوسف. كتاب ألفات الوصل والقطع، مقداره ثلاثمائة ورقة «2». قال ولده أبو محمد يوسف بن سعيد- رحمه الله: أصل أبي من سيراف، وبها ولد، وبها ابتدأ يطلب العلم، وخرج عنها قبل العشرين، ومضى إلى عمان، وتفقّه بها، ثم عاد إلى سيراف، ومضى إلى العسكر، فأقام عامه، وأتى «3» محمد بن عمر الصّيمرىّ «4» المتكلّم، وكان يقدّمه ويفضّله على جميع أصحابه. وكان فقيها على

196 - الحسن بن على بن يوسف المحولى أبو على [1]

مذهب العراقيين. ودخل بغداذ، وخلف القاضى أبا محمد بن معروف على قضاء الجانب الشرقىّ، ثم الجانبين، ثم الجانب الشرقىّ. وكان الكرخىّ الفقيه «1» يقدّمه ويفضّله، وعقد له حلقة يقرئ فيها، ومولده قبل التسعين والمائتين، وتوفّى فى رجب لليلتين خلتا منه سنة ثمان وستين وثلاثمائة. 196 - الحسن بن على بن يوسف المحوّلىّ أبو علىّ [1] أديب فاضل، له معرفة حسنة بالنحو واللغة العربية. قرأ على أبى محمد بن الحسين بن شبل، وروى عنه. قرأ عليه شرف الدولة أبو الحسن على بن الوزير أبى على بن صدقة، وروى عنه الشيخ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب، وغيرهما. 197 - الحسن بن على المدائنىّ النحوىّ [2] متحقق بهذا الشأن، متصدّر للإفادة، مذكور بين أهله. كنيته أبو محمد. مات يوم الثلاثاء لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 59، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 311. والمحوّلى، بضم الميم وفتح الحاء: منسوب إلى المحوّل، هى قرية على فرسخين من بغداد. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 225، وتلخيص ابن مكتوم 59، ومعجم الأدباء 9: 27.

198 - الحسن بن على بن بركة بن أبى عبيد الله أبو محمد ابن أبى الحسن المقرئ النحوى [1]

198 - الحسن بن على بن بركة بن أبى عبيد الله أبو محمد ابن أبى الحسن المقرئ النحوىّ [1] من أهل الجانب الغربىّ من بغداذ. كان يسكن بالكرخ فى درب رياح. مقرئ حسن القراءة جيد الأداء، له معرفة بالنحو. قرأ القرآن الكريم ببغداذ بالقراءات على أبى منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون الدّباس، وعلى أبى محمد عبد الله بن علىّ، سبط أبى منصور الخياط، وبالكوفة على الشريف أبى البركات عمر بن إبراهيم العلوىّ اليزيدىّ، وقرأ النحو على الشريف أبى السعادات هبة الله ابن علىّ بن الشّجرىّ العلوىّ، وسمع الحديث منهم ومن غيرهم من مشايخ وقته. وكانت له معرفة بالفرائض وقسمة التركات. أقرأ الناس مدّة القرآن المجيد، وتخرّج به جماعة فى علم النحو والفرائض، وسمعوا منه. وتوفى يوم الخميس ثامن عشرين شوّال سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة. 199 - الحسن بن على بن غسّان اللغوىّ أبو عمر [2] أظنه بصريا. روى أبو طاهر السّلفىّ الأصبهانىّ «1» عن أبى الحسن على بن أحمد ابن الحسين بن عمر المالكىّ، إمام جامع البصرة، عنه.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 223 - 224، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات 582)، وتلخيص ابن مكتوم 59، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 301 - 302، وطبقات القرّاء لابن الجزرىّ 1: 224، ومعجم الأدباء 9: 40 - 43، وفى طبقات ابن قاضى شهبة وطبقات القرّاء لابن الجزرىّ: «بركة بن عبيدة»، بفتح العين. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 59 - 60.

200 - الحسن بن على بن عبد الر من الميداسى النحوى [1]

200 - الحسن بن علىّ بن عبد الر من الميداسىّ النحوىّ [1] نزيل مصر. نحوىّ مشهور فى وقته، مذكور. كان متصدرا لإفادة هذا النوع بمصر. وكنيته أبو محمد. تصدّر فى الأيام الكافورية، وأدرك الدولة القصرية، وقرأ عليه أجلّاء مصر من أهل مصر والطارئين عليها؛ فمنهم أبو العلاء عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين بن مهذّب، الطارئ على الدولة العلويّة. أخذ عن ابن الميداسىّ «1» وأكثر. ومات الميداسىّ «2» هذا بمصر فى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، ذكر ذلك القاضى الموفق يوسف بن الخلّال «3»، كاتب الإنشاء بالدولة القصرية. 201 - الحسن بن علىّ بن محمد بن محمد بن عبد العزيز الطائىّ [2] من أهل مرسية. يكنى أبا بكر، ويعرف بالفقيه الشاعر، لغلبة الشعر عليه، وكان نحويا متحققا بالنحو، له فى النحو كتاب سماه المقنع فى شرح كتاب ابن جنّى. وله غير ذلك من التواليف. ولد فى سنة اثنتى عشرة وأربعمائة، وتوفى فى رمضان سنة ثمان وتسعين وأربعمائة. 202 - الحسن بن عليل بن الحسين بن على بن حبيش ابن سعد أبو على العنزىّ [3] الأديب اللغوىّ الأخبارىّ، صاحب النوادر عن العرب. روى عن يحيى

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 60. ويظهر لى أنه «الحسن بن على المدائنى» المترجم برقم 197؛ إذ فيه اتفاق فيه الاسم والأب والكنية وسنة الوفاة، ولم يذكر ياقوت والسيوطى سوى ترجمة واحدة بهذا الاسم. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 225، وتلخيص ابن مكتوم 60، وذيل كشف الظنون للبغدادىّ 2: 548 والصلة لابن بشكوال 1: 140. [3] ترجمته فى تاريخ بغداد 7: 398، وتلخيص ابن مكتوم 61.

203 - الحسن بن الفرج القاضى النحوى [1]

ابن معين، وهدبة بن خالد، وأبى خيثمة زهير بن حرب، وعبد الله بن مروان بن معاوية، وقعنب بن المحرز الباهلىّ، وأبى الفضل الرّياشىّ. روى عنه قاسم بن محمد الأنبارىّ وغيره. وكان صدوقا. واسم أبيه علىّ، ولقبه عليل، وهو الغالب عليه. وله شعر منه: كلّ المحبين قد ذمّوا السّهاد وقد ... قالوا بأجمعهم: طوبى لمن رقدا! وقلت: يا ربّ لا أهوى الرّقاد ولا ... ألهو بشىء سوى ذكرى له أبدا! إن نمت نام فؤادى عن تذكّره ... وإن سهرت شكا قلبى الذى وجدا مات- رحمه الله- فى سلخ المحرّم أو صفر سنة تسعين ومائتين بسرّ من رأى. فمما رأيته من تصنيفه- وهو بخطه، وملكته ولله الحمد- كتاب النوادر. 203 - الحسن بن الفرج القاضى النحوىّ [1] بصرىّ معروف بهذا النوع. ذكره أبو إسحاق الحبّال فى الوفيات. توفى يوم عاشوراء من سنة ثلاثين وأربعمائة. 204 - الحسن بن محمد التميمىّ النحوىّ اللغوىّ النّسابة الإفريقىّ [2] أصله من مدينة تاهرت «1»، وطلب الأدب بالقيروان. وكان أبو عبد الله التميمىّ محمد بن جعفر النحوىّ المعروف بالقزّاز القيروانىّ قد عنى به محبة له، فبلغ به نهاية الأدب، وعلم الخبر والنّسب، وله فى ذلك تأليف مشهور.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 60. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 230، وتلخيص ابن مكتوم 60، وعيون التواريخ (وفيات سنة 420

205 - الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان أبو محمد الحربى النحوى [1]

وكان شاعرا مقدّما قوىّ الكلام خبيرا باللغة. صحب بنى أبى العرب على يد عبد المجيد بن مهذّب، وأبى البهلول بن سريج، فتقدّم تقدما كثيرا. وله من قصيدة يمدح بها محمد بن أبى العرب: فلمّا التقى الجمعان واستمطر الأسى ... مدامع منا تمطر الدمع والدما بدا مأتم للبين غنّى به الهوى ... بشجو وحنّ الشوق فيه فأرزما «1» تصدّت فأشجت ثم صدّت فأسلمت ... ضميرك للبلوى عقيلة أسلما «2» قال الحسن بن رشيق: كفى بهذا الشعر شاهدا بالحذق؛ لما فيه من القوّة والاندفاع، وجزالة اللفظ، والمجانسة بين «تصدّت» و «صدّت»، وبين «أسلمت» و «أسلم». 205 - الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان أبو محمد الحربىّ النحوىّ [1] وهو أخو علىّ بن محمد الأكبر. روى عن إسماعيل بن إسحاق القاضى كتاب النوادر، وسئل أبو نعيم الحافظ «3» عن أبى محمد بن كيسان فقال: كان ثقة. وقال ابن شاذان: توفّى الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوىّ لأيام خلون من شوال سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. وقال محمد بن أبى الفوارس: توفّى يوم السبت لأربع خلون من شوّال.

_ [1]. ترجمته فى تاريخ بغداذ 7: 422، وتلخيص ابن مكتوم 60 - 61 والنجوم الزاهرة 4: 28.

206 - الحسن بن محمد بن يحيى بن عليم [1]

206 - الحسن بن محمد بن يحيى بن عليم [1] من أهل بطليوس «1». يكنى أبا الحزم، وكان مقدّما فى علم اللغة والأدب والشعر، وله شرح «2» فى كتاب أدب الكاتب لابن قتيبة، أخذ الناس عنه. 207 - الحسين بن إبراهيم بن أحمد أبو عبد الله النّطنزىّ الأديب الأصبهانىّ [2] الفاضل الكامل، العالم بفن العربية، المتصدّر لإفادتها من شبابه. وكان يلقّب فى زمانه بذى اللسانين. أنفق عمره فى العلم والتعليم. مات فى المحرم سنة سبع وتسعين وأربعمائة «3». 208 - الحسين بن أحمد الزّوزنىّ البصير النحوىّ الأصولىّ [3] بصير بالأدب خبير، وضرير ماله فى دهره نظير، له يد فى الأصول الكلامية، ومنزلة رفيعة فى العلوم الأدبية. وله كتاب المصادر «4»، وهو تصنيف جميل فى نوعه، وله كتاب فى الأصول سماه القانون، وله شعر منه:

_ [1]. ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 15، وبغية الوعاة 229 - 230، وتلخيص ابن مكتوم 61، والصلة لابن بشكوال 1: 139. [2] ترجمته فى الأنساب 564 ا، وبغية الوعاة 231، وعيون التواريخ (وفيات 499)، وتلخيص ابن مكيوم 61، ومعجم البلدان 8: 297. والنطنزىّ، بفتح النون والطاء وسكون النون الأخرى: منسوب إلى نطنز، وهى بلدة بنواحى أصبهان. وفى عيون التواريخ ذكره باسم «الحسن» وقال فى نسبته: «الطنزىّ». [3] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 61، وكشف الظنون 1703.

209 - الحسين البيهقى [1]

فتى لا يقتنى غير المعالى ... ولا يرضى سوى العلياء جارا حوى من كل مكرمة نصيبا ... وأنجد فى العلوم كما أغارا فلو كانت مكارمه هلالا ... لما لاقى محاقا أو سرارا «1» ولو كانت فضائله نجوما ... لما رضيت لها الفلك المدارا ولو كانت شمائله مداما ... لما ألقت لشاربها خمارا «2» كان هذا الشيخ موجودا فى المائة السادسة من الهجرة. 209 - الحسين البيهقىّ [1] ذكره الباخرزىّ فقال: «شيخ غزير الفضل، عزيز النفس. رأيته فى دار عميد الحضرة يؤدب ولده أبا الفتح مسعودا، ويستطلع من أفلاك نجابته سعودا «3». وحدّثنى أبو القاسم مهدىّ بن أحمد الخوافىّ قال: دخلت عليهما؛ فأملى الحسين على تلميذه الرئيس مسعود بيتين فى الثناء علىّ، وهما: بمهدىّ بن أحمد تمّ أنسى ... وكنت إليه كاللهج الحريص وإذ شاهدته شاهدت منه ال ... خليل مع المبرّد فى قميص قال الأديب أبو القاسم مهدى بن أحمد الخوافىّ: فعرضت الدّرج «4» المحلّى بالبيتين، الموشّى بالخط الذى يزيد فى نور العين على والده والى الحضرة، وقلت: إن البيتين لولدك، والخطّ خطّ من هو فلذة من كبدك. فسرّ بذلك سرورا برقت له أساريره وخرجت من عنده، وقد حظيت بما شئت منه.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 61، ودمية القصر 227 - 228، ورد ذكره فيها باسم «الحسن».

210 - الحسين بن حميد بن الحسين الحموى المعرى النحوى [1]

210 - الحسين بن حميد بن الحسين الحموىّ المعرّىّ النحوىّ [1] نزيل مصر. كان ضرير البصر، وله حلقة فى جامع عمرو بن العاص بمصر لإقراء القرآن والنحو، وكان يسمع الحديث على مشايخ. قال أبو طاهر السّلفىّ «1»: كان ثقة يسمع عندى الحديث علىّ وعلى من قرأ عليه من الشيوخ. وقال: أنشدنى الحسين ابن حميد بن الحسين الحموىّ الضرير لنفسه بمصر: بصرت بقبر الشافعىّ محمد ... فأبصرت قبرا قد حوى خير ناطق وأرسلت دمع العين لمّا رأيته ... كأنّى منه فى سماء الرقائق ومن ذا الذى لا يسبل الدمع لحظه ... إذا ما رأى الجوزاء تحت السّمالق «2» إمام تقىّ عالم متورّع ... يحصّن دين الله من كل مارق أقام على التقوى صبورا على الأذى ... تخلّى عن الدّنيا لنيل الحقائق ومن عرف الدنيا تحقّق أمرها ... شراب وما فيها فليس برائق وكلّ التذاذ باللّباس وغيره ... ينسّيه أهل الذّكر حسن الخلائق فلا زال رضوان الإله دليله ... إلى جنّة حفّت له بحدائق 211 - الحسين بن حميد بن عبد الرحمن أبو على الخطيب النحوىّ [2] حدّث عن أبى خيثمة زهير بن حرب وغيره. روى عنه أحمد بن كامل القاضى- وكان عنده- أخبار المأمون، من تصنيف أبى على هذا

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 233، وتلخيص ابن مكتوم 61، ومعجم السفر 1: 29. والحموىّ: منسوب إلى حماة، من مدن الشام. [2] ترجمته فى تاريخ بغداد 8: 39، وتلخيص ابن مكتوم 61 - 62.

212 - الحسين بن سعد بن الحسين أبو على الآمدى الأديب [1]

212 - الحسين بن سعد بن الحسين أبو على الآمدى الأديب [1] فريد عصره فى وقته. نزل أصبهان. وأفاد واستفاد الناس منه، وحدّث بها عن أبى محمد الجوهرى وأبى طالب القارى وغيرهما. وتوفى فى ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وأربعمائة «1». 213 - الحسين بن علىّ النّمرىّ البصرىّ الشاعر النحوىّ الأديب [2] من مشاهير الأدباء وأجلّة الشعراء. قال أبو محمد بن حسان: حدّثنى أبو عبد الله الحسين بن على النّمرىّ البصرىّ قال: قصدت ذا الكفايتين أبا الفتح بن «2» العميد إلى الرّىّ بعد أن ألحّ فى استدعائى، وأنفذ من حملنى. فاتّفق فى بعض الأيام أن جاء مطر ضعيف؛ إلّا أنّ الريح كان ينفضه إلينا، فانتقلنا من مكان إلى مكان، فقلت: يابن العميد اشرب على أخيكا ... فيما تراه وأخى أبيكا فقال: اسكت أيها الشيخ. ثم قال: أتاك يحكيك كما يحييكا

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 233، وتلخيص ابن مكتوم 62، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 320، وعيون التواريخ (وفيات 499)، ومعجم الأدباء 9: 266 - 269. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 235، وتلخيص ابن مكتوم 62، ويتيمة الدهر 2: 331 - 334.

214 - الحسين بن على بن محمد أبو الطيب النحوى المعروف بالتمار [1]

فقلت: أيها الأستاذ، من خاطرى أخذته. والذى يدلّ على ذلك البيت الذى بعده. فقال لى: الشيخ- أيده الله- لا يدافع فى هذا ولا ينازع، وهو: أتاك يحكيك كما يحييكا ... لأنّنى صادفته ركيكا 214 - الحسين بن على بن محمد أبو الطيب النحوىّ المعروف بالتّمّار [1] تصدّر ببغداذ لإقراء الأدب ورواية الحديث. 215 - الحسين بن على بن الحسين بن المرزبان أبو علىّ النحوىّ [2] أديب متصدر لإقراء الأدب. روى عنه منصور بن جعفر بن ملاعب الصّيرفىّ، ومحمد بن أبى بكر الإسماعيلىّ. وكان صدوقا. 216 - الحسين بن محمد بن خالويه النحوىّ اللغوىّ أبو عبد الله [3] من أهل همذان «1»، ودخل بغداذ، وأدرك أجلّة العلماء بها؛ مثل أبى بكر بن الأنبارىّ وابن مجاهد وأبى عمر الزاهد وابن دريد. وقرأ على أبى سعيد السّيرافىّ،

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 235، وتاريخ بغداد 8: 70، وتلخيص ابن مكتوم 62. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 62. [3] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 16 - 17، وإعلام النبلاء 4: 54 - 56، وبغية الوعاة 231 - 232، وتلخيص ابن مكتوم 62، وابن خلكان 1: 157 - 158، وروضات الجنات 237، وشذرات الذهب 3: 71 - 72، وطبقات الشافعية 2: 212 - 213، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 317 - 319، والفلاكة والمفلوكين 101 - 102، والفهرست 84، وكشف الظنون 123، 602، 1397، 1454، 1461، 1808، ومرآة الجنان 2: 394 - 395، والمزهر 2: 421، 466، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 243 - 244، ومعجم الأدباء 9: 200 - 205، والنجوم الزاهرة 4: 139، ونزهة الألباء 383 - 385، ويتيمة الدهر 1: 88 - 89؛ وهو فى جميع هذه الكتب، عدا تلخيص ابن مكتوم مذكور باسم «الحسين بن أحمد».

وكان منتصرا له على أبى علىّ الفارسى. وانتقل إلى الشام، وصحب سيف «1» الدولة ابن حمدان، وأدّب بعض أولاده وتصدر بحلب وميّافارقين وحمص للإفادة والتصنيف، وعاش بعد سيف الدولة فى صحبة ولده شريف وغيره من آل حمدان، ومات بحلب فى سنة سبعين وثلاثمائة. وله من التصانيف: كتاب الاشتقاق. كتاب الجمل فى النحو. كتاب اطرغشّ «2». كتاب القراءات. كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن العزيز «3». كتاب المقصور والممدود. كتاب المذكر والمؤنث. كتاب الألفات «4». كتاب الأسد. كتاب ليس. كتاب تقفية ما اختلف لفظه واتفق معناه لليزيدىّ. كتاب المبتدأ فى النحو. كتاب شرح المقصورة. كتاب اشتقاق خالويه. كتاب تذكرته، وهو مجموع، ملكته بخطّه «5». وذكره شيرويه «6» فى علماء همذان فقال: «الحسين بن محمد بن خالويه، أبو على الأديب. رفيق عبد الرحمن بن حمدان الجلّاب بالشام. روى عن ابن دريد

والصولىّ وغيرهما. روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدىّ الحافظ، وقال: رأيته ببيت المقدس، وكان إماما، أحد أفراد الدهر فى كل قسم من أقسام العلم والأدب، وكان إليه الرّحلة من الآفاق. سكن حلب، وكان آل حمدان يكرمونه، ومات بها- رحمه الله». وذكره اللحجىّ «1» اليمنىّ فى كتاب الأترجّة عند ذكره ابن الحائك اليمنىّ، ووصف شعر ابن الحائك، وقال: «ومن الشاهد على ذلك أنّ الحسين بن خالويه الإمام لما دخل اليمن ونزل ديارها، وأقام بها شرح ديوان ابن الحائك «2»، وعنى به، وذكر غريبه وإعرابه». قلت: ولم أعلم أنّ ابن خالويه دخل اليمن إلا من كتاب الأترجّة هذا، وهو كتاب غريب قليل الوجود، اشتمل على ذكر شعر اليمن فى الجاهلية والإسلام، إلى قريب من زماننا هذا، وما رأيت به نسخة ولا من ذكره؛ إلا نسخة واحدة جاءت فى كتب الوالد، أحضرت بعد وفاته من أرض اليمن. وذكر الرئيس أبو الحسن محمد بن علىّ بن نصر الكاتب فى كتاب المفاوضة «3»: «حدثنى «4» أبو الفرج عبد الواحد بن نصر الببغاء قال: كان أبو الطيب المتنبى يأنس

217 - الحسين بن محمد بن الحسين أبو عبد الله الصورى الضراب النحوى

بى، ويشكو عندى سيف الدولة، ويأمننى على غيبته له، فكانت الحال بينى وبينه صافية عامرة دون باقى الشعراء، وكان سيف الدولة يغتاظ من عظمته وتعاطيه، ويجفو عليه إذا كلّمه، والمتنبى يجيبه فى أكثر الأوقات، ويتغاضى فى بعضها». قال: «وأذكر ليلة، وقد استدعى سيف الدولة بدرة، فشقها بسكّين الدواة، فمدّ أبو عبد الله بن خالويه النحوىّ جانب طيلسانه، وكان صوفا أزرق، فحثا «1» فيه سيف الدولة شيئا صالحا، ومددت ذيل درّاعتى «2»، وكانت ديباجا، فحثا إلىّ فيها، وأبو الطيب حاضر، وسيف الدولة ينتظر منه أن يفعل مثل فعلنا، أو يطلب شيئا منها، فما فعل، فغاظه ذلك، فنثرها كلها. فلما رأى المتنبى أنها قد فاتته زاحم الغلمان يلتقط معهم، فغمزهم عليه سيف الدولة فداسوه، وركبوه، وصارت عمامته وطرطوره «3» فى عنقه، واستحى، ومضت له ليلة عظيمة، وانصرف». «وخاطب أبو عبد الله بن خالويه سيف الدولة فى ذلك، فقال: ما يتعاظم تلك العظمة، ويتّضع إلى مثل هذه المنزلة إلا لحماقته». 217 - الحسين بن محمد بن الحسين أبو عبد الله الصّورىّ الضرّاب النحوىّ [1] كان فى وقته نحوىّ بلده ومدرّسه. وكانت له حال واسعة، وسمع الحديث، ورواه ببلده. توفى سنة أربع عشرة- أظن- وأربعمائة. وكان غيث بن على الأرمنازىّ «4» روى خبره.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 235 - 236، وتلخيص ابن مكتوم 62، ومختصر تاريخ ابن عساكر 4: 456. والضراب: منسوب إلى ضرب الدنانير.

218 - الحسين بن محمد أبو الفرج النحوى الدمشقى المعروف بالمستور [1]

218 - الحسين بن محمد أبو الفرج النحوىّ الدمشقىّ المعروف بالمستور [1] نحوى أديب، متصدّر للإفادة. وله شعر مذكور فى مصره. وتوفى سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. 219 - الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد ابن الحسن بن عبد الله بن القاسم بن عبيد الله بن سليمان ابن وهب الدّبّاس [2] أبو عبد الله المعروف بالبارع. المقرئ النحوىّ اللغوىّ الشاعر. أديب فاضل، أحسن المعرفة باللّغة والأدب، وكان مقرئا، قرأ جماعة عليه القرآن، وكان يسكن البدريّة، إحدى المحالّ الشرقية ممّا يلى دار الخلافة والشطّ. وكبر وأسنّ، وأفاد عالما. ولد فى سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة فى صفر. وشعره كثير، فمنه: كلّ غصن مال جانبه ... فكأنّ الغصن سكران فى غدير من مقبّله ... ومن الصّدغين بستان

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 236، وتلخيص ابن مكتوم 62 - 63، ومختصر تاريخ ابن عساكر 4: 359، ومعجم الأدباء 10: 163 - 166. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 236، وتاريخ ابن كثير 12: 201، وتلخيص ابن مكتوم 63، وخريدة القصر 1: 85، وابن خلكان 1: 158 - 159، وروضات الجنات 248 - 249، وشذرات الذهب 4: 69، وطبقات القراء 1: 251، ومعجم الأدباء 10: 147 - 154، والنجوم الزاهرة 5: 236. والدباس، بفتح الدال وتشديد الباء؛ يقال لمن يعمل الدبس أو يبيعه. والدبس: عسل التمر.

220 - حماد بن سلمة بن دينار النحوى اللغوى [1]

وكان قد أضرّ فى آخر عمره. توفى يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الآخرة، ودفن يوم الأربعاء ثامن عشر جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين وخمسمائة. أنبأنا محمد بن محمد بن حامد بن محمد فى كتابه، وذكر البارع فقال «1»: «من أهل بيت السّودد «2»، الكريم المحتد. كان نحوىّ زمانه، عديم النّظير فى أوانه. وله مصنفات ومؤلفات، وديوان شعر، وكان قد أضرّ فى آخر عمره، وتوفّى سابع عشر جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين وخمسمائة. ومولده فى صفر سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. والله أعلم». 220 - حمّاد بن سلمة بن دينار النحوىّ اللغوىّ [1] كان إماما فاضلا قديم العهد. قيل ليونس النحوىّ: أيّما أسنّ، أنت أو حمّاد بن سلمة؟ قال: هو أسنّ منى، ومنه تعلّمت العربية. وقال حمّاد بن سلمة: مثل الذى يطلب الحديث ولا يعرف النحو مثل الحمار عليه مخلاة ولا شعير فيها.

_ [1]. ترجمته فى أخبار النحويين البصريين 42 - 44، وبغية الوعاة 240، وتذكرة الحفاظ 1: 189 - 190، وتقريب التهذيب 64، وتلخيص ابن مكتوم 63، وتهذيب التهذيب 3: 11 - 16، والجواهر المضية 1: 225، وخلاصة تذهيب الكمال 78، وروضات الجنات 262، وشذرات الذهب 1: 262، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 325 - 327، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 258، ومرآة الجنان 1: 353، ومعجم الأدباء 10: 254 - 258، والنجوم الزاهرة 2: 56، ونزهة الألباء 50 - 53.

221 - حماد بن الزبرقان [1]

وقال يونس بن حبيب: كان حمّاد رأس حلقتنا، ومنه تعلّمت العربية. وسأله سيبويه فقال: أحدّثك هشام بن عروة عن أبيه فى رجل رعف فى الصلاة؟ فقال: أخطأت يا سيبويه؛ إنما هو رعف «1»، فانصرف سيبويه إلى الخليل شاكيا ما لقيه به حمّاد، فقال: صدق حماد، أمثله يلقى بمثل هذا! ولأبى محمد يحيى بن المبارك اليزيدىّ قصيدة «2» يمدح فيها نحويّى البصرة، منها فى حمّاد: يا طالب النحو ألا فابكه ... بعد أبى عمرو وحمّاد يعنى أبا عمرو بن العلاء وحمّاد بن سلمة «3». 221 - حمّاد بن الزّبرقان [1] ذكره ثعلب عن محمد بن سلّام فى ترتيب النحويين البصريين [فقال]: «وحماد بن الزّبرقان «4»؛ وكان يونس بن حبيب يفضّله».

_ [1]. ترجمته فى أخبار النحويين البصريين 44، وتلخيص ابن مكتوم 63، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 325، ولسان الميزان 2: 347. وانظر الأغانى 5: 157، و 13: 70، و 15: 25، وأمالى المرتضى 1: 92، والشعر والشعراء 743، 744، 754.

وكان حمّاد حلو المحاضرة. لطيف العبارة، ظريف المفاكهة والمداعبة. قال يوما لحمّاد الراوية: إن أحسن أبو عطاء السّندىّ «1» أن يقول: «جرادة»، و «زجّ»، و «شيطان» فبغلتى وسرجها ولجامها لك. قال حمّاد الراوية: ألست إنما تريد أن يتكلم بها؟ قال: بلى. فأتياه، فقال له حمّاد: يا أبا عطاء، كيف علمك بالأوابد «2»؟ قال: سلنى، قال: وما صفراء تكنى أمّ عوف ... كأنّ رجيلتيها منجلان قال أبو عطاء: هى «زرادة» «3»، فقال حمّاد: ... أتعرف مسجدا لبنى تميم فويق السّال «4» دون بنى أبان

222 - حمدون بن أبى سهل المقرئ أبو محمد النحوى النيسابورى [1]

قال أبو عطاء: ذاك مسجد بنى «سيطان» «1»، بالسين غير معجمة، قال حمّاد: فما اسم حديدة فى رأس رمح ... دوين الصدر ليست بالسّنان فقال أبو عطاء: هى «ززّ» «2»، قال: فلم يستحق البغلة ولا السرج ولا اللجام. 222 - حمدون بن أبى سهل المقرئ أبو محمد النحوىّ النيسابورىّ [1] ذكره ابن البيّع «3» فى كتابه فقال: «ومسكنه ميدان زياد، ومسجده معروف به. حديثه عن النضر بن أبى عاصم، وعمرو بن عاصم الكلابىّ وعفّان بن مسلم. روى عنه أبو عمرو المستملى ومحمد بن إسحاق بن خزيمة. وكان محمد بن يحيى يقول لحمدون المقرئ: أنا لحّان، فإذا لحنت فقوّمنى. 223 - حمدون النحوىّ، واسمه محمد بن إسماعيل أبو عبد الله القيروانىّ المغربىّ الإفريقىّ [2] كان مقدّما فى الأدب بالقيروان بعد المهرىّ؛ لأنه كان يحفظ كتاب سيبويه، وله كتب فى النحو وأوضاع فى اللغة، وكان أحد المتشدّقين فى كلامه، والمتقعّرين

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 239، وتلخيص ابن مكتوم 63، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 261. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 22، وتلخيص ابن مكتوم 63 - 64، وطبقات الزبيدىّ 158 - 159؛ وما ذكره المؤلف هنا يوافق ما فى الطبقات.

فى خطابه، وكان معلّمه المهرىّ على خلاف ذلك، وكان حمدون فى العربية والغريب والنحو الغاية، ولم يكن مرضىّ العقل. وله شعر ضعيف متكلّف. وحكى أبو إسحاق بن قيّار عن حمدون قال: كنت جالسا عند أبى الوليد المهرىّ، فأردت شربة ماء، وكانت له جارية تسمى سلّامة، وربما سماها «سل لئيمة» إذا غضب عليها، فقلت: يا سلّامة، اسقينى ماء. فأبطأت، فقلت: أرى «سل لئيمة» قد أبطأت فقال المهرىّ: وعلة إبطائها للكسل «1» ... فلا تعملن نظرا فى الكتاب وما شئت من نحو «2» علم فسل فقلت أنا: فإنك بحر لنا زاخر ... يظلّ وأمواجه ترتكل «3» فقال المهرىّ: كريم النّجار إذا جئته ... تلقّاك بالبشر لا بالزّلل فإن يك حمدون ذا فطنة ... فقد كان فيما مضى قد غفل فقلت أنا: فأنت بفضلك أحييته ... وكان قديما به قد جهل وتوفى بعد المائتين «4».

224 - حمدون بن أحمد بن خورمرد الغندجانى أبو نصر النحوى اللغوى [1]

224 - حمدون بن أحمد بن خورمرد الغندجانىّ أبو نصر النحوىّ اللغوىّ [1] وغندجان «1» من نواحى فارس. كانت له معرفة تامة بالأدب واللغة، وكان علّامة فى ذلك الوقت. 225 - حمد بن محمد بن فورّجة البروجردىّ [2] إمام فاضل، عالم كامل، مطّلع على أنواع العربية أيّما اطلاع، قائم باللغة ومعنى الشعر. رحل إلى أبى العلاء بن سليمان بمعرّة النّعمان، وأخذ عنه الأدب واللغة، وتصدّر لإفادة هذا الشأن، وصنّف الكتابين المشهورين فى الردّ على ابن جنّى فى شرح شعر المتنبى؛ أحدهما: الفتح على أبى الفتح، والآخر التجنّى على ابن جنّى، وهما- وإن صغر جرمهما- فقد كبر فهمهما؛ اشتملا على أنواع من الأدب غزيرة، وقف عليهما عمق بحره، والسّحر الصادر عن صدره وسحره. وله شعر رواه عنه أبو عامر الجرجانىّ فاضل خراسان. قال: أنشدنى ابن فورّجة لنفسه:

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 64. [2] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 18، وبغية الوعاة 39 و 239، وتتمة اليتيمة 1: 123 - 125، وتلخيص ابن مكتوم 64، وفوات الوفيات 2: 247 - 248، وكشف الظنون 810، 1233، ومعجم الأدباء 18: 188 - 189. وما ذكره من اسمه يوافق ما فى إشارة التعيين وتلخيص ابن مكتوم والبغية ص 239، وفى بقية الكتب والبغية ص 39 اسمه «محمد بن حمد». و «فورّجة»، ضبطه ياقوت بضم الفاء وسكون الواو وتشديد الراء وفتح الجيم. وفى فوات الوفيات «فوزجة» بالزاى. والبروجردىّ، بالفتح ثم الضم والسكون وكسر الجيم وسكون الراء: منسوب إلى بروجرد، وهى من بلاد الجبل، قريبة من همذان.

226 - حمزة بن الحسن الأصبهانى المؤدب [1]

دعنى أمرّ لطيّتى «1» ... لا تعقلنّ مطيّتى هذا الذى فى عارض ... ىّ فضول مسك ضفيرتى أتميتنى وجدا وأن ... ت سمىّ محيى الميّت تقبيل ثغرك منيتى ... ولو انّ فيه منيّتى سهل علىّ مناله ... لكن بلائى عفّتى وتعجّبى لأليّتى «2» ... بهواك وهو بليّتى وكان هذا الشيخ متصدّرا للإفادة بالرّىّ فى سنة أربعين وأربعمائة «3» 226 - حمزة بن الحسن الأصبهانىّ المؤدّب [1] الفاضل الكامل، المصنف المطلع، الكثير الروايات. كان عالما فى كل فنّ، وصنّف فى ذلك، وتصانيفه فى الأدب جميلة، وفوائده الغامضة جمة، وله كتاب الموازنة بين العربى والعجمىّ؛ وهو كتاب جليل، دلّ على اطلاعه على اللغة وأصولها، لم يأت أحد بمثله، صنّفه للملك عضد الدولة «4» فنّاخسرو بن بويه، وكان ينسب إلى الشّعوبية «5»، وأنه يتعصّب على الأمة العربية.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 64، والفهرست 139.

227 - حمزة بن غاضرة الأسدى البغداذى [1]

وله كتاب تاريخ أصبهان، وهو من الكتب المفيدة العجيبة الوضع، الكثيرة الغرائب. ولكثرة تصانيفه «1» وخوضه فى كل نوع من أنواع العلم سماه جهلة أصبهان «بائع الهذيان». وما الأمر والله كما قالوا، ومن جهل شيئا عاداه. 227 - حمزة بن غاضرة الأسدىّ البغداذىّ [1] ترامت به الأسفار إلى فوشنج «2» فأقام بها، وبنيت له مدرسة بها، وانثالت التلامذة عليه. وكان أديبا نحويا، وله شعر الأدباء والنحاة، وكان حيا فى سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. ومن شعره قوله: أضعت الشباب وخنت المشيب ... برفض الوقار وخلع الرسن ولم ترع سمعا إلى واعظ ... فحتى متى ذا أما آن أن! وله شعر ليس بالكثير. ولما لقى يومه وافق ذلك وفاة الإمام أبى الحسن على بن طالوت البلخىّ، وكانا معا فردى دهر هما، فرثاهما شرف السادة أبو الحسن البلخىّ بقصيدة أولها:

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 64 - 65، والوافى بالوفيات ج 4 م 1: 109.

228 - حامد الباهسى السنجارى [1]

لا تسلم العصم «1» فى خلقاء «2» راسية ... طودولا «3» الحقب «4» فى يهماء «5» سبروت «6» منها: نكا «7» ابن غاضرة إذ شدّ أرحله ... قرحا بقلبى من شدّ ابن طالوت نجمان فى أفق الآداب قد أفلا ... والدهر يرجع يوما كلّ ما يوتى 228 - حامد الباهسىّ السّنجارىّ [1] والقرية التى ينسب إليها من قرى سنجار. كان رجلا أديبا يقرأ عليه العربية وعلى أخيه، وهو أنحى من أخيه، وكان يرتزق من ملك له، وهو قريب من زماننا هذا، قريب الوفاة؛ ولم يزل على الاشتغال والإفادة إلى أن توفّى- رحمه الله. 229 - حبشىّ بن محمد بن شعيب الشيبانىّ أبو الغنائم الضّرير النحوىّ [2] من أهل واسط، من قرية تعرف بالأفشوليّة «8» غربىّ واسط، بينها وبين البلد نحو فرسخ. جالس بواسط أبا لحسن على بن العنبرىّ محمد المعروف بابن دوّاس القنا الشاعر، وسمع منه، وقدم بغداذ واستوطنها إلى أن مات بها.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 65. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 214 - 215، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات 565)، وتلخيص ابن مكتوم 65، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 291 - 292، ومعجم الادباء 7: 214 - 216، ونكت الهميان 133 - 134، والوافى بالوفيات ج 4 مجلد 1: 65. و «حبشى»، ضبطه الذهبى بفتح الحاء وسكون الباء وشين مكسورة.

230 - الحرمى أبو العلاء المكى، واسمه أبو عبد الله أحمد ابن محمد بن إسحاق بن أبى خميصة [1]

وقرأ النحو على الشريف أبى السعادات هبة الله على بن الشجرىّ، واللغة على الشيخ أبى منصور بن الجواليقىّ، وسمع منهما ومن غيرهما، وأقرأ الناس النحو مدّة. ووصفه مصدّق بن شبيب النحوىّ بالفضل والمعرفة، وذكر أنه أخذ عنه وانتفع به. وتوفّى- رحمه الله- يوم الثلاثاء سادس عشر ذى القعدة، من سنة خمس وستين وخمسمائة، وصلّى عليه بالمدرسة النظامية «1»، ودفن بالشّونيزىّ «2»، وقبره بصفّة «3» رويم بن أحمد الصوفىّ «4» أعلى المقبرة مما يلى الطريق. 230 - الحرمىّ أبو العلاء المكّىّ، واسمه أبو عبد الله أحمد ابن محمد بن إسحاق بن أبى خميصة [1] «5» أحد العلماء، وله خطّ حسن يرغب فيه لجودة ضبطه. وكان أخباريا «6». ورأيت من الموفّقيّات «7» للّزبير بن بكّار «8» جزءا بخطه، وهو على نهاية الصحة، وحسن الترصيع- رحمه الله «9».

_ [1]. ترجمته فى تاريخ بغداد 4: 390 - 391، وشذرات الذهب 2: 275، ومعجم الأدباء 4: 208 - 209. ولم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص. والحرمىّ؛ بفتح الحاء والراء: منسوب إلى حرم الله تعالى.

231 - الحزنبل [1]

231 - الحزنبل [1] لقبه أشهر من اسمه. وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عاصم التميمىّ. عالم راوية؛ روى عن ابن السّكيت كتاب السّرقات «1». وله خط جيد معروف بين العلماء بالصحة والتحقيق، متوافر القيمة. 232 - حسّان بن الجاحظ القيروانىّ النحوىّ [2] تصدّر فى ذلك القطر وأفاد، وأخذ عنه موسى الطّرزىّ «2». 233 - الحكم بن معبد بن أحمد بن عبيد بن عبد الله ابن الأحجم الخزاعىّ أبو عبد الله [3] ذكره أبو نعيم فى كتابه تاريخ أصبهان، وقال: «[يتفقه «3» على مذهب الكوفيين]. صاحب أدب وغريب. توفى سنة خمس وتسعين ومائتين». 234 - حمران بن أعين الطّائىّ المقرئ النحوىّ أبو عبد الله [4] قال المرزبانىّ: «أخبرنى محمد بن يحيى، قال: من علماء الكوفة حمران ابن أعين سنبس «4»، مولى الطائيين، يكنى أبا عبد الله.

_ [1]. ترجمته فى تبصير المنتبه لابن حجر 136، والفهرست 73. ولم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص. و «الحزنبل» ضبطه ابن حجر بفتح الحاء والزاى وسكون النون، وهو فى الأصل القصير من الرجال. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 65، وطبقات الزبيدىّ 158. [3] ترجمته فى بغية الوعاة 238 - 239، وتاريخ أصبهان لأبى نعيم 1: 298، وتلخيص ابن مكتوم 65. [4] ترجمته وتلخيص ابن مكتوم 65، وتقريب التهذيب 64، وتهذيب التهذيب 3: 25، وخلاصة تذهيب الكمال 79. وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 261.

وقال عبد الله بن جعفر عن أحمد بن يحيى عن الفراء: «وابن حمران من موالى جعفر. قارئ نحوىّ حسن الصوت شاعر». قال عبد الله وقال غيره: كان حمران ضعيفا فى النحو والقراءة والرواية، قال: وكان يتشيّع، وهو من شيعة جعفر بن محمد- رضى الله عنهما. ويقال إنه حضر عند جعفر بن محمد- رضوان الله عليهما- فاستقرأه، فقرأ وأحسن، ثم تكلم فى العلوم، ففزع أهل المجلس، فقال من حضر: إنما أراد جعفر أن يرينا مثله من شيعته. قرأ حمران على أبى الأسود، وقرأ أبو الأسود على علىّ بن أبى طالب- كرم الله وجهه- وعلى عثمان بن عفان، رضى الله عنه. وقال حمزة» الزيات: سمعت حمران بن أعين يقول، لا تأمننّ على صحيفة قارئا، ولا جمّالا على حبل. ومن شعر حمران يرثى جعفر بن محمد- رضى الله عنهما: بكيت على خير ما «2» لاحق ... بسابقه صفوة الخالق بكيت على ابن نبىّ الهدى ... بدمع على وجنتى سابق ربيع البلاد وغيث العباد ... لسارب صبح وللطارق ووارث علم نبىّ الهدى ... وميزان حقّ به ناطق فصلّى الإله على روحه ... وأكرم مثواه من صادق

(حرف الخاء)

(حرف الخاء) 235 - الخليل بن أحمد بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الفراهيدىّ الأزدىّ [1] من الفراهيد بن مالك بن فهم بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث. وقيل: هو منسوب إلى فرهود «1» بن شبابة بن مالك بن فهم. وقد نسب [إلى] الفراهيد على غير هذا الوجه؛ يقال رجل فراهيدىّ. وكان يونس يقول: فرهودىّ مثل قردوسىّ «2». والفراهيد: «3» صغار الغنم.

_ [1]. ترجمته فى أخبار النحويين البصريين للسيرافىّ 38 - 40، وإشارة التعيين الورقة 18 - 19، والأنساب 421 ا، وتاريخ أبى الفدا 2: 8، وتاريخ ابن كثير 10: 161 - 162، وتقريب التهذيب 72، وتلخيص ابن مكتوم 65 - 66، وتهذيب الأسماء واللغات 1: 177 - 178، وتهذيب التهذيب 3: 163 - 164، وتهذيب اللغة للأزهرى 1: 4 - 5، وخلاصة تذهيب الكمال 91، وابن خلكان 1: 172 - 175، وروضات الجنات 272 - 276، وسرح العيون 184 - 187، وشذرات الذهب 1: 275 - 277، وشرح مقامات الحريرى للشريشى 2: 246 - 248، وطبقات الزبيدىّ 22 - 25، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 335 - 338، وطبقات القرّاء لابن الجزرىّ 1: 275، والفلاكة والمفلوكين 69 - 70، والفهرست 42 - 43، وكشف الظنون 1441 - 1444، واللباب 2: 201، ومرآة الجنان 1: 362 - 367، ومراتب النحويين 43 - 64، والمزهر 2: 401 - 402، 461، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 273 - 276، والمعارف 236، ومعجم الأدباء 11: 72 - 77، والنجوم الزاهرة 1: 311 - 312 و 2: 82، ونزهة الألباء 54 - 59.

نحوىّ لغوىّ عروضىّ، استنبط من العروض «1» وعلله ما لم يستخرجه أحد، ولم يسبقه إلى علمه سابق من العلماء كلّهم. وقيل إنه دعا بمكة أن يرزق علما لم يسبقه إليه أحد، ولا يؤخذ إلا عنه، فرجع من حجّة، ففتح عليه بالعروض «2». وللخليل بن أحمد قصيدة على «فعلن فعلن» ثلاثة متحركات وساكن. وله قصيدة أخرى على «فعلن فعلن» متحرك وساكن، فالتى على ثلاثة متحركات وساكن قصيدته التى فيها: سئلوا فأبوا فلقد بخلوا ... فلبئس لعمرك ما فعلوا أبكيت على طلل طربا ... فشجاك وأحزنك الطّلل والتى على «فعلن» ساكنة العين قوله: هذا عمرو يستعفى من ... زيد عند الفضل القاضى فانهوا عمرا إنى أخشى ... صول الليث العادى الماضى ليس المرء الحامى أنفا ... مثل المرء الضّيم الراضى

فاستخرج المحدثون من هذين الوزنين «1» وزنا سمّوه «المخلّع»، وخلطوا فيه من أجزاء هذا وأجزاء هذا «2». واستنبط أيضا من علم النحو ما لم يسبق إليه، وحصر علم اللغة بحروف المعجم وسماه كتاب العين. وله علم بالإيقاع، وله كتاب فيه. ومعرفته بالنّغم ومواقعها أحدث له علم العروض. وأما كتاب العين «3» فقد اختلف الأئمة فيه؛ فمنهم من ينسبه إليه، ومنهم من يحيل نسبته «4» إلى الخليل، وقد استوفى ابن درستويه الكلام فى ذلك فى كتاب له مفرد لهذا النوع، ملكته بخط تيزون «5» الطبرىّ، وهو تصنيف مفيد.

وكان الخليل من الزّهاد، وقال: إن لم تكن هذه الطائفة- يعنى أهل العلم- أولياء الله، فليس له ولىّ. وذكر النسابون أنهم لا يعرفون بين النبىّ وأبى الخليل من اسمه أحمد سواه. ووهم يحيى بن معين، وقال فى نسب أبى السّفر «1»: «ابن أحمد»، وهو أقدم من أبى الخليل. والصحيح فى اسمه «[ابن] «2» يحمد». وكان الخليل عفيف النفس؛ لا يختار صحبة الملوك والأمراء. ووجّه إليه سليمان بن حبيب بن المهلّب من السّند «3» يستزيره- وكان له عليه جار «4» فكتب إليه «5»: أبلغ سليمان أنّى عنه فى دعة «6» ... وفى غنى غير أنى لست ذا مال سخّى «7» بنفسى أنّى لا أرى أحدا ... يموت هزلا «8» ولا يبقى على حال الرزق عن قدر لا الضعف ينقصه ... ولا يزيدك فيه حول محتال والفقر فى النّفس لا فى المال تعرفه ... ومثل ذاك الغنى فى النفس والمال فلما بلغ سليمان قطع جاريه عليه عنه، فقال: إنّ الذى شقّ فمى ضامن ... لى الرزق حتّى يتوفّانى حرمتنى خيرا كثيرا فما ... زادك فى مالك حرمانى

فبلغت سليمان فأقامته وأقعدته، وكتب إلى الخليل يعتذر، وأضعف جائزته، فقال الخليل: وزلّة يكثر الشيطان إن ذكرت ... منها التعجّب جاءت من سليمانا لا تعجبنّ لخير زلّ عن يده ... فالكوكب النّحس يسقى الأرض أحيانا وأنشد له المبرّد فى معناه: صلب الهجاء على امرئ من قومنا ... إذ حاد عن سنن السبيل وحادا أعطى قليلا ثم أقلع نادما ... ولربّما غلط البخيل فجادا وقال النّضر بن شميل: أقام الخليل فى خصّ «1» من أخصاص البصرة، لا يقدر على فلس، وأصحابه يكسبون بعلمه الأموال؛ ولقد سمعته يقول: إنى لأغلق علىّ بابى، فما تجاوزه همّتى. وقال وهب بن جرير: كان الخليل بن أحمد يكثر إنشاد بيت الأخطل «2»: وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ... ذخرا يكون كصالح الأعمال وقيل: لم يكن بعد الصّحابة أذكى من الخليل، ولا أجمع لعلم العرب. واجتمع الخليل وابن المقفّع ليلة بطولها يتذاكران وافترقا؛ فسئل الخليل عن ابن المقفع، فقال: رأيت رجلا علمه أكثر من عقله، وقيل لابن المقفع: كيف رأيت الخليل؟ فقال: رأيت رجلا عقله أكثر من علمه. وللخليل- رحمه الله- أخبار صالحة، ونوادر مفيدة، لا يسوغ استيفاؤها فى هذا الموضع.

ولد- رحمه الله- سنة مائة، وتوفى سنة خمس وسبعين ومائة «1». وكان سبب موته أنه قال: أريد أن أقرّب نوعا من الحساب تمضى به الجارية إلى البقّال، فلا يمكنه ظلمها، ودخل المسجد، وهو معمل فكره فى ذلك، فصدمته سارية، وهو غافل عنها بفكره؛ فانقلب على ظهره، فكانت سبب موته. وقيل: بل كان يقطّع بحرا من العروض. والله أعلم أىّ الأمرين كان. والذى تحقّق أنّ الخليل صنّفه: كتاب العين فى اللغة، مشهور. كتاب العروض. كتاب الشواهد. كتاب النقط والشكل. كتاب النغم «2»، كتاب فى العوامل، منحول عليه. وقال الأصمعىّ: قال الخليل بن أحمد: العلوم أربعة؛ فعلم له أصل وفرع، [وعلم له أصل ولا فرع له، وعلم له فرع] ولا أصل له، وعلم لا أصل له ولا فرع. فأما الذى له أصل وفرع فالحساب؛ ليس بين أحد من المخلوقين فيه خلاف، وأما الذى له أصل ولا فرع له فالنجوم؛ ليس لها حقيقة يبلغ تأثيرها فى العالم- يعنى الأحكام والقضايا على الحقيقة- وأما الذى له فرع ولا أصل له فالطبّ؛ أهله منه

236 - خليل بن محمد بن عبد الرحمن النحوى أبو محمد النيسابورى الرمجارى [1]

على التجارب إلى يوم القيامة، والعلم الذى لا أصل له ولا فرع فالجدل. قال أبو بكر الصّولى: يعنى الجدل بالباطل. وقال الخليل بن أحمد: أربع تعرف بهنّ الآخرة؛ الصّفح قبل الاستقالة «1»، وتقديم حسن الظنّ قبل التّهمة، والبذل قبل المسألة، ومخرج العذر قبل العتب. 236 - خليل بن محمد بن عبد الرحمن النحوىّ أبو محمد النّيسابورىّ الرّمجارىّ [1] ذكره ابن البيّع فى كتابه، وسماه النحوىّ، وقال: «سمع من عبد الله بن المبارك «2». روى عنه محمد بن عبد الوهاب «3»». وقال: «سمع محمد بن عبد الوهاب يقول: سمعت الخليل أبا محمد يقول: كان ابن المبارك إذا خرج إلى مكة يقول: بعض الحياء وخوف الله أخرجنى ... وبيع نفسى بما ليست له ثمنا إنى وزنت الذى يبقى ليعدله ... ما ليس يبقى فلا والله ما اتّزنا

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 245، وتلخيص ابن مكتوم 66. والرّمجارىّ، بفتح الراء وسكون الميم: منسوب إلى رمجار، وهى محلة بنيسابور.

237 - خلف الأحمر بن حيان بن محرز أبو محرز [1]

237 - خلف الأحمر بن حيان بن محرز أبو محرز [1] مولى بلال «1» بن أبى بردة بن أبى موسى الأشعرىّ. من أبناء الصّغد «2» الذين سباهم قتيبة «3» بن مسلم، فوهبه سلم بن قتيبة بن مسلم لبلال. وهو أحد رواة الغريب واللغة والشعر ونقّاده والعلماء به وبقائليه وصناعته. وله صنعة فيه. وهو أحد الشعراء المحسنين؛ ليس فى رواة الشعر أحد أشعر منه. وكان يبلغ من حذقه واقتداره على الشعر أن يشبّه شعره بشعر القدماء؛ حتى يشبّه بذلك على جلّة الرواة، ولا يفرقون بينه وبين الشعر القديم؛ من ذلك قصيدته التى نحلها ابن أخت تأبّط شرا، التى أولها» :

_ [1]. ترجمته فى إشارة التعيين 18، والأمالى لأبى على القالى 1: 156 - 157، وبغية الوعاة 242، وتلخيص ابن مكتوم 66، وتهذيب اللغة للأزهرى 1: 4، وروضات الجنات 270، والشعر والشعراء 763 - 765، وطبقات الزبيدى 113 - 116، وطبقات ابن قاضى شهبة 1 - 334، والفهرست 50، واللآلى لأبى عبيد البكرى 412 - 413، والمزهر 2: 403، والمعارف 237، ومعجم الأدباء 11: 66 - 72، ونزهة الألباء 69 - 71. وانظر الأغانى 3: 43، و 9: 39، و 14: 31، و 17: 11، 12، و 18: 77، 80، 81. ويطلق «الأحمر» على أربعة، أشهرهم اثنان: خلف بن حيان وعلى بن حسن الكوفىّ. والثالث أبان ابن عثمان الطولوى والرابع أبو عمرو إسحاق بن مرار.

إن بالشّعب الذى دون سلع ... لقتيلا دمه ما يطلّ «1» جازت على جميع الرواة، فما فطن بها إلّا بعد دهر طويل بقوله: خبر ما نابنا مصمئلّ ... جلّ حتى دقّ فيه الأجلّ «2» فقال بعضهم: جلّ حتى دقّ فيه الأجلّ من كلام المولّدين. فحينئذ أقرّ بها خلف «3». وخرج خلف الأحمر يوما على أصحابه، فأنشدهم قول النّمر بن تولب «4»: ألمّ بصحبتى وهم هجود ... خيال طارق من أم حصن وقال: لو كان مكان «أم حصن» «أم حفص» كيف يكون قوله: لها ما تشتهى عسل مصفّى ... وإن شاءت فحوّارى بسمن «5»

فقالوا: لا ندرى، [فقال]: وإن شاءت فحوّارى بلمص واللّمص: الفالوذج. ووصفه العلماء بعلم «1» الشعر. وقد أغنانا المبرّد فى الروضة عن التطويل فى ذكره، وكان قد تعبّد فى آخر عمره. وكان أبو نواس تلميذا له، ويفتخر به، ورثاه فى ديوانه «2». وصنف كتاب جبال العرب وما قيل فيها من الشعر.

238 - خلف بن مختار الأطرابلسى المغربى النحوى الإفريقى [1]

238 - خلف بن مختار الأطرابلسىّ المغربىّ النحوىّ الإفريقىّ [1] كان صاحب نحو ولغة، بخيلا بعلمه. قال سعيد بن إسحاق الجشمىّ: سألت خلف بن مختار أن أقرأ عليه قصيدة النابغة: «يا دارمية» «1» فقال: افعل، فأنشدته حتى انتهيت إلى قوله: وظل يعجم أعلى الروق منقبضا ... فى حالك اللّون صدق غير ذى أود «2» فقال لى: لتخبرنّى- وقد علمت ما أراد-: ما الصّدق؟ فقلت: لا أعلم، قال: فما الصّدق؟ (بالكسر) قلت: الصّدق من القول. فقال لى: فيجب عليك أن تروى ما تعرف، وتدع ما لا تعرف، فأنشدته بالكسر، لأعلم ما يكون منه، فرأيته يبتسم، وكان إنشادى لها ليلا فى المسجد الجامع،- وكنت أحفظها- فقلت له: لم تبسمت؟ الصّدق: الصّلب، وكذلك الرواية؛ ولكن تجاهلت لك لأعلم ما يكون منك. فخجل من ذلك، وقال أنشد ما أحببت؛ فإنى لا أخفى عنك شيئا. فكان بعد تلك الليلة كما وعد. وكان يقرض الشعر، ويجيد المعانى، وكان مولده سنة خمس عشرة ومائتين، وتوفى سنة تسعين ومائتين.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 243، وتلخيص ابن مكتوم 67، وطبقات الزبيدىّ 161 - 162. وما ذكره هنا يوافق ما فى طبقات الزبيدىّ.

239 - خلف بن زريق الأموى القرطبى أبو القاسم النحوى اللغوى [1]

239 - خلف بن زريق الأموىّ القرطبى أبو القاسم النحوىّ اللغوىّ [1] أخذ عن مكى بن أبى طالب القيروانىّ، وأبى بكر بن مسلم بن أحمد الأديب، ورحل إلى المشرق وحجّ، ولقى بمصر أبا محمد بن الوليد، وأجاز له ما رواه. وكان أديبا نحويا لغويا، وكان إماما بمسجد الزّجاجين بقرطبة وصاحب الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة. وكان يقرئ القرآن، ويعلم العربيّة، وكان حسن التلقين، جيّد التعليم، نفع الله به. توفّى- رحمه الله- يوم الخميس لست خلون من ذى الحجة ست خمس وثمانين وأربعمائة، ودفن عشية يوم الجمعة فى مقبرة الرّبض العتيقة، وصلى عليه ابنه عبد الرحيم، وكان مولده سنة سبع وأربعمائة. 240 - خالد بن كلثوم الكوفىّ [2] لغوى راوية لأشعار القبائل وأخبارها، وعارف بالأنساب والألقاب وأيام الناس، وله صنعة فى الأشعار والقبائل. هكذا ذكر عنه على بن الكوفىّ. وله من التصانيف: كتاب الشعراء المذكورين. كتاب أشعار القبائل، يحتوى على عدّة قبائل.

_ [1]. ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 67، والصلة لابن بشكوال 1: 172 - 173، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 334 - 335. وما ذكره المؤلف يوافق ما فى كتاب الصلة. [2] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 18، وبغية الوعاة 241، وتلخيص ابن مكتوم 67، وطبقات الزبيدىّ 134، والفهرست 66.

241 - خزعل بن عسكر بن خليل المصرى [1]

241 - خزعل بن عسكر بن خليل المصرىّ [1] من سواديّة مصر؛ من أهل قرية شمالية تعرف بدار البقر «1». رحل إلى العراق، وقرأ على ابن الأنبارىّ عبد الرحمن المدعو أبا [البركات] الكمال، وروى عنه بعض تصانيفه. رأيت ذلك بخطه. وخرج عن العراق إلى مكة، وركب البحر إلى مصر، فوصل إلى صعيدها فى حالة رثة. اجتمعت به فى جامع قفط، فرأيته كثير الدعوى، غثّ العبارة، قد تعلق بأطراف من علم العربية. وحضر حلقة شيخنا أبى البقاء صالح بن عادى العذرىّ النحوىّ، واحتفل فى مسألة سأله عنها ليس فيها طائل، وذلك أنه قال: ما الذى منع العرب أن تقول: «منتن»، وقالت: «منتن»؟ فقال له الشيخ بعد أن استردأ سؤاله: الجواب عن سؤالك من ثلاثة أوجه: أحدها أنه سؤال لا يرد؛ لأنها لو قالت كما قلت لتوجّه السؤال على خلافه، فتصير المسألة دورا. والثانى أن واضع اللغة لا اعتراض عليه، ولو توجه عليه الاعتراض لجاز أن يقال فى جميع أوزان

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 241، وتلخيص ابن مكتوم 67 - 68، والذيل على الروضتين لأبى شامة 149، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 333 - 334، والوافى بالوفيات ج 4 مجلد 2: 250، و «خزعل»، ضبطه السيوطى بفتح الخاء والعين وسكون الزاى.

اللغة مثل ذلك. والثالث هو أضعف الوجوه: أنهم كرهوا الخروج من الأخفّ إلى الأثقل. فسكت خجلا ولم يعاود الحلقة بعدها. ثم رأيته بعد سنين ببيت المقدس يرتزق فى مدرسة بها على طلب فقه الشافعى، ويزعم أنه يفيد النحو لطالبيه، وما رأيت قارئا له عليه. وبلغنى أنه رحل عن المقدس إلى دمشق، وصار بها أحد من يحضر عقود الأنكحة؛ إلى أن مات فى حدود سنة عشرين وستمائة «1».

242 - خشاف اللغوى الكوفى [1]

242 - خشّاف اللغوىّ الكوفىّ [1] كان من علماء أهل الكوفة باللغة، وهو قديم العهد. قال القاسم «1» بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الكوفىّ العلامة: عدت خشّافا فى مرضه الذى مات فيه، فقال: يا أبا عبد الله، ما أشوقنى إليك! لو كان لى نهوض خرجت إليك، ولولا أن بيتى قد أوأل «2» وأكرس لأحببت أن تدخله. يريد بالوألة بعر الشاء، كما قال بشر بن أبى خازم: عليه وألة «3» الضّان وأكرس: من الكرس «4»، وهو السّرجين. قال العجّاج «5»: يا صاح هل تعرف رسما مكرسا ... قال نعم أعرفه وأبلسا «6» وكان موت القاسم بن معن الراوى عن خشّاف هذا ما رويناه فى سنة خمس وسبعين ومائة برأس «7» عين؛ لأنه كان قد خرج مع بعض أبناء الرشيد إلى الرّقة.

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 241، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات 175)، وتلخيص ابن مكتوم 68، والنجوم الزاهرة 2: 82.

243 - الخضر بن ثروان بن أحمد بن أبى عبد الله الثعلبى التوماثى أبو العباس [1]

243 - الخضر بن ثروان بن أحمد بن أبى عبد الله الثعلبىّ التّوماثىّ أبو العباس [1] وتوماثا: قرية عند برقعيد «1». ولد بجزيرة «2» ابن عمر من أرض الموصل، ونشأ بميّافارقين، وقرأ بها الأدب على جماعة، ثم انحدر إلى بغداذ، وقرأ الأدب على الشيخ أبى منصور بن الجواليقىّ، والنّحو على الشريف أبى السعادات بن الشجرىّ ولازمهمها. وكان ضريرا حافظا لأصول اللغة، عالما بها. وكان يحفظ المجمل، وشعر الهذليّين وأخبار الأصمعى وشعر رؤبة بن العجاج وذى الرّمة وغيرهما من المخضرمين وأهل الإسلام والجاهلية. وسار بعد ذلك إلى خراسان، وأقام بنيسابور، ودخل مرو وبلخ. وكان مولده فى المحرم سنة خمس وخمسمائة، وله شعر منه: أنت فى غمرة النعيم تعوم ... لست تدرى بأنّ ذا لا يدوم كم رأينا من الملوك قديما ... همدوا فالعظام منهم رميم ما رأينا الزمان أبقى على شخ ... ص شقاء فهل يدوم النعيم والغنى عند أهله مستعار ... فحميد منهم به وذميم

_ [1]. ترجمته فى بغية الوعاة 241، وتلخيص ابن مكتوم 68، 69، وروضات الجنات 270، ومعجم الأدباء 11: 59 - 61، ومعجم البلدان 2: 431، ونكت الهميان 149، والوافى بالوفيات ج 4 مجلد 2: 273.

244 - خطاب بن أحمد بن عدى بن خطاب بن خليفة بن عبد الله ابن وليد بن أبى الوليد التلمسانى أبو الحسين اللغوى الأديب [1]

ومن شعره أيضا: كتبت وقد أودى المداد بمقلتى ... وقد ذاب من شوقى إليكم سوادها فما وردت لى نحوكم من رسالة ... وحقّكم إلا وذاك مدادها ومن شعره أيضا: لا تعجبوا من نزول الشّيب فى شعرى ... فإنه لم ينازلنى من الكبر لكن رأى مقلتى قد شاب ناظرها ... فجاءنى ليعزينى على النظر 244 - خطّاب بن أحمد بن عدى بن خطّاب بن خليفة بن عبد الله ابن وليد بن أبى الوليد التّلمسانىّ أبو الحسين اللّغوىّ الأديب [1] إمام فاضل، رحل عن بلاده إلى المشرق، وورد العراق. وكان له شعر حسن، وله يد باسطة فى اللّغة؛ فمن شعره: حرام على نفسى لذاذة عيشها ... إلى أن تقرّ النفس عينا بما تدرى بعلم يزكّى النفس عند مليكها ... وتؤنسها أنواره فى دجى القبر 245 - الخطّابىّ القديم [2] نسبه أشهر من اسمه. اسمه عبد الله بن محمد بن حرب بن الخطّاب النحوىّ. من نحاة الكوفة، ويعرف بالخطّابىّ. مذكور فى نحاة الكوفة. وله من التصانيف: كتاب النحو الكبير، وسماه الحدود. كتاب النحو الصغير. كتاب المكتم فى النحو. كتاب عمود النحو وفصوله.

_ [1]. ترجمته فى الأنساب 108 ا، وتلخيص ابن مكتوم 69، واللباب 1: 179، ومعجم البلدان 2: 409. والتلمسانىّ، بكسر التاء واللام وسكون الميم: منسوب إلى تلمسان؛ وهى مدينة من مدن المغرب، أنشأها الملثمون ملوك المغرب. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 287، والفهرست 70، وكشف الظنون 1173، 1812.

246 - خليفة بن محفوظ بن محمد بن على المؤدب اللغوى الأنبارى أبو الفوارس [1]

246 - خليفة بن محفوظ بن محمد بن على المؤدّب اللّغوىّ الأنبارىّ أبو الفوارس [1] من أهل الأنبار. يعلّم الصبيان القرآن واللغة والخطّ، شيخ صالح حسن السيرة ومطبوع الأخلاق. ولد فى سنة خمس وستين وأربعمائة- بالظن- بالأنبار. 247 - خلوف بن عبد الله بن البرقىّ النحوى المقرئ [2] نزيل صقلّية. عالم بالقراءات والإعراب، متفنّن فى سائر الآداب، وله شعر صالح. وكان فى وسط المائة الخامسة؛ فمن شعره قوله: يأيها المغرور ده ... رك كم تقيم على الغراره إذ جمع شملك للشتا ... ت وربح مالك للخساره وقوله أيضا: كتبت إليك مشتاقا ... كثير الوجد توّاقا سئولا داعيا للّ ... هـ آصالا وإشراقا بإن تبقى على الأيا ... م للا قران سبّاقا 248 - خميس بن علىّ بن أحمد بن على بن الحسن الحوزىّ أبو الكرم [3] من أهل واسط. سمع الكثير، ونقل بخطّه، وكانت له معرفة بالحديث واللغة. وله شعر رائق، وفصاحة وبلاغة. وتوفى شابا قبل أوان الرواية «1». فمن شعره:

_ [1]. لم أعثر له على ترجمة، ولم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 69. [3] ترجمته فى بغية الوعاة 245 - 246، وتلخيص ابن مكتوم 70، وخريدة القصر 1: 415 - 417، ومعجم الأدباء 11: 81 - 83، ومعجم البلدان 3: 362، ومعجم السفر للسلفىّ 1: 43.

وصاحب كنت أستشفى برؤيته ... فآض عن كثب من أدوأ الدّاء حالت به الحال من بعد الصّفاء إلى ... أن صار يتبع حسادى وأعدائى أطلعته طلع أحوالى على ثقة ... بأنه لا يبادينى بنكراء فحين غيّره صرف الزمان بدا ... يبثّ ذلك عودا بعد إبداء والله لا وثقت نفسى إلى أحد ... من بعده فبلائى من أودّائى والحوز «1» الذى ينسب إليه: قرية بإزاء واسط من شرقيها الأعلى. وكان حوزىّ الأصل، واسطىّ المولد، ومؤدّبا بها. أنبأ محمد بن محمد بن حامد «2» فى كتابه- وقد ذكر الحوزىّ-: «كان معلما، لم يزل يعرف فضله معلما، ومؤدّبا مهذبا كل متأدب إلى ورد علم خميس خامس «3»، وبه أنار بواسط لأهلها كلّ ليل من الجهل دامس. فرد هو فى خميس «4» من الفضائل، متفرّد، من مكتبه خرج الكتاب والأفاضل».

الفهارس

[الفهارس] فهرس التراجم [بحسب ورودها فى الكتاب] رقم الترجمة الصفحة 1 - ذكر أخبار أمير المؤمنين على كرم الله وجهه 45 2 - أخبار أبى الأسود الدؤلىّ رحمه الله 48 أخبار منثورة من أخبار أبى الأسود 56 (حرف الألف) 3 - أحمد بن إبراهيم السيارىّ 59 4 - أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود 60 5 - أحمد بن إبراهيم الشيبانىّ أبو رياش اللغوىّ 60 6 - أحمد بن إبراهيم بن أبى عاصم أبو بكر اللؤلؤىّ النحوىّ القيروانىّ 62 7 - أحمد بن إبراهيم أبو نصر الباخرزىّ 63 8 - أحمد بن إبراهيم بن سمكة القمىّ 64 9 - أحمد بن إسحاق النحوىّ المصرىّ 64 10 - أحمد بن إسحاق بن موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقىّ البغداذىّ 65 11 - أحمد بن أبان بن سيد اللغوىّ 65 12 - أحمد بن أبى الأسود النحوىّ القيروانىّ الإفريقىّ 66 13 - أحمد بن أسباط النصيبىّ النحوىّ 67 14 - أحمد بن إسماعيل بن بشر النحوىّ التجيبىّ الأندلسىّ المعروف بابن الأغبس 68

15 - أحمد بن جعفر أبو على الدينورىّ 68 16 - أحمد بن الحسن بن العباس بن الفرج بن شقير أبو بكر النحوىّ البغداذىّ 69 17 - أحمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن إسحاق أبو طاهر النقار الحميرىّ 70 18 - أحمد بن حاتم أبو نصر النحوىّ 71 19 - أحمد بن عبد العزيز بن فرج بن أبى الحباب أبو عمر القرطبىّ النحوىّ 72 20 - أحمد بن حذيفة أبو الحسن النيسابورىّ البستىّ 73 21 - أحمد بن الحطيئة أبو العباس المغربىّ 74 22 - أحمد بن حمزة التنوخى العرقى أبو الحسن النحوىّ اللغوىّ 75 23 - أحمد بن خالد أبو سعيد البغداذىّ الضرير 76 24 - أحمد بن داود أبو حنيفة الدينورىّ 76 25 - أحمد بن سليمان المعبدىّ 79 26 - أحمد بن سعيد الدمشقىّ 79 27 - أحمد بن شريس القيروانى الإفريقىّ 80 28 - أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة أبو جعفر الكاتب 80 29 - أحمد بن عبد الله بن سليمان أبو العلاء المعرىّ 81 30 - أحمد بن عبد الله بن أحمد بن طريف بن سعد 118 31 - أحمد بن عبد الله المعبدىّ النحوىّ 118 32 - أحمد بن عبيد الله بن الحسن بن شقير أبو العلاء البغداذىّ النحوىّ 119 33 - أحمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر أبو جعفر النحوىّ 119 34 - أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس أبو اليمن الأطرابلسىّ 121

35 - أحمد بن عبد الرحمن بن محمد المعروف بالهيثم ابو العباس النحوىّ المصرىّ 121 36 - أحمد بن عبد السيد بن على النحوىّ البغداذىّ أبو الفضل 122 37 - أحمد بن على بن محمد بن بطة البغداذىّ الأديب 122 38 - أحمد بن على بن محمد أبو عبد الله النحوىّ الرمانىّ المعروف بالشرابىّ الأديب 123 39 - أحمد بن على بن هبة الله بن الحسين بن على بن محمد المعروف بابن الزوال 123 40 - أحمد بن على أبى جعفر بن أبى صالح البيهقىّ المعروف ببو جعفرك 124 41 - أحمد بن على حمويه النيسابورىّ 125 42 - أحمد بن عمر بن بكير النحوىّ 125 43 - أحمد بن عمار بن أبى العباس المهدوىّ المغربىّ 126 44 - أحمد بن فارس بن زكريا أبو الحسين 127 45 - أحمد بن قاسم النحوىّ المعروف بابن الأديب 131 46 - أحمد بن كليب النحوىّ 131 47 - أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور بن كعب بن يزيد أبو بكر القاضى 132 48 - أحمد بن محمد الحلوانىّ بن عاصم 133 49 - أحمد بن محمد بن الوليد ولاد أبو العباس النحوىّ التميمى المصرىّ 134 50 - أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادى أبو جعفر النحاس النحوىّ المصرىّ 136 51 - أحمد بن محمد المدينىّ المغربىّ النحوىّ 139 52 - أحمد بن محمد بن أحمد بن سلمة أبو بكر بن ابى العباس الغسانىّ المعروف بابن سرام النحوىّ 139

53 - أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ الحنفىّ اللغوىّ أبو الطيب الصعلوكىّ 140 54 - أحمد بن محمد بن عبد الله أبو عمرو الزردىّ 140 55 - أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقىّ أبو على النحوىّ 141 56 - أحمد بن محمد بن أحمد بن شهمردار البصرىّ 141 57 - أحمد بن محمد أبو حامد الخارزنجىّ البشتىّ 142 58 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن مالك السهلكىّ الأديب أبو الفضل الصفار النيسابورىّ 154 59 - أحمد بن محمد بن إبراهيم الأستاذ أبو إسحاق الثعالبىّ 154 60 - أحمد بن محمد بن على الشيخ أبو طالب الأدمىّ البغداذىّ 155 61 - أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو الفضل الميدانىّ النيسابورىّ 156 62 - أحمد بن محمد العروضىّ أبو الفضل المعروف بالصفّار 159 63 - أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو سليمان الخطابى البستىّ 160 64 - أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدىّ أبو جعفر 161 65 - أحمد بن محمد بن سنام أبو العباس الضبعىّ النحوىّ البغداذىّ 163 66 - أحمد بن محمد بن يزديار بن رستم بن يزديار أبو جعفر النحوىّ الطبرىّ 163 67 - أحمد بن محمد العروضى 163 68 - أحمد بن محمد بن منصور أبو بكر الخياط النحوىّ 164 69 - أحمد بن محمد أبو العباس المهلبىّ 164 70 - أحمد بن محمد العمركىّ الهمذانىّ 164 71 - أحمد بن محمد بن الحسين بن سليمان بن أحمد بن محمد بن القاسم ابن سليمان بن سليط بن يربوع 164 72 - أحمد بن محمد بن حمدان أبو الطيب الحمدانى الأديب الأسفرايينىّ 165

73 - أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحارث الإمام أبو بكر التميمىّ الأصبهانىّ 166 74 - أحمد بن منصور بن راشد الحنظلىّ أبو صالح المروزىّ 166 75 - أحمد بن محمد بن القاسم بن خذيو أبو رشاد الأخسيكثىّ 167 76 - أحمد بن محمد بن جعفر بن مختار الواسطىّ أبو على النحوىّ 168 77 - أحمد بن محمد بن على أبو محمد العاصمىّ 168 78 - أحمد بن محمد بن الحداد الهروىّ 169 79 - أحمد بن محمود بن عبديل أبو بكر الأديب العبديلىّ 169 80 - أحمد بن محمد بن الجراح أبو بكر 169 81 - أحمد بن مغيث بن أحمد بن مغيث الصدفىّ 170 82 - أحمد بن مطرف الطائىّ اللغوىّ المغربىّ 170 83 - أحمد بن موسى الرازىّ الأندلسىّ 171 84 - أحمد بن معد بن عيسى بن وكيل التّجيبىّ الأندلسىّ المعروف بالأقليشى 171 85 - أحمد بن هبة الله بن العلاء بن منصور المخزومىّ النحوىّ اللغوىّ أبو العباس المعروف بابن الزاهد 173 86 - أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار أبو العباس النحوى الشيبانىّ مولاهم المعروف بثعلب 173 87 - أحمد بن يحيى بن سهل بن السرىّ أبو الحسين الطائىّ المنبجىّ 186 88 - أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان بن المهاجر المصرىّ مولى قيسبة ابن كلثوم السومىّ 187 89 - أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهانى أبو جعفر النحوىّ المعروف ببزرويه 187 90 - أحمد بن عبد الله بن شبيل بن الردينىّ أبو رياش بن أبى هاشم القيسى الربعىّ اللغوىّ اليمامىّ 188

91 - أحمد بن عبد الله بن عبد الجليل التدميرىّ الأندلسىّ اللغوى أبو العباس 189 92 - إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق الغزال الهمذانىّ اللغوىّ 189 93 - إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير بن عبد الله بن ديسم أبو إسحاق الحربىّ 190 94 - إبراهيم بن إسماعيل الطرابلسىّ اللغوىّ المغربىّ الإفريقىّ المعروف بابن الأجدابىّ 193 95 - إبراهيم بن أحمد بن محمد أبو إسحاق الطبرىّ النحوى 193 96 - إبراهيم بن السرىّ بن سهل أبو إسحاق الزجاج النحوىّ 194 97 - إبراهيم بن سفيان الزيادىّ 201 98 - إبراهيم بن زادرة أبو إسحاق السجلماسىّ 202 99 - إبراهيم بن سعيد بن الطيب أبو إسحاق الرفاعى 202 100 - إبراهيم بن سعدان بن حمزة الشيبانىّ 204 101 - إبراهيم بن صالح أبو إسحاق النيسابورىّ الوراق الأديب 204 102 - إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق البغداذىّ النحوىّ النجيرمىّ 205 103 - إبراهيم بن على الفارسى النحوىّ اللغوىّ أبو إسحاق 206 104 - إبراهيم بن عثمان أبو القاسم النحوىّ القيروانىّ المعروف بابن الوزان 207 105 - إبراهيم بن الفضل الهاشمىّ أبو إسحاق الأديب 209 106 - إبراهيم بن قطن المهرىّ القيروانىّ 210 107 - إبراهيم بن ليث بن إدريس التجيبى أبو إسحاق الأندلسىّ المعروف بالقويدس 211 108 - إبراهيم بن محمد الشماسى النحوىّ 212 109 - إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان أبو عبد الله العتكى الأزدىّ الواسطى الملقب نفطويه النحوىّ 213

110 - إبراهيم بن محمد بن زكريا الزهرىّ النحوىّ الأندلسى أبو القاسم المعروف بابن الإفليلىّ 218 111 - إبراهيم بن محمد بن العلاء الكلابزىّ 220 112 - إبراهيم بن محمد بن سعدان بن المبارك النحوىّ 220 113 - إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن على بن الحسين بن على ابن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن على بن أبى طالب 220 114 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم النسائىّ الفراوىّ أبو إسحاق 222 115 - إبراهيم بن محمد العمرىّ النحوىّ 223 116 - إبراهيم بن مسعود بن حسان أبو إسحاق الضرير الملقب بالوجيه الزكىّ 224 117 - إبراهيم بن يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو إسحاق بن أبى محمد المعروف بابن اليزيدىّ 224 118 - إسماعيل بن أحمد النحوىّ المعروف بابن الدّجاجىّ 226 119 - إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الربعىّ اليمنىّ 226 120 - إسماعيل بن إبراهيم القيروانى اللغوىّ الزويلىّ 227 121 - إسماعيل بن الحسين بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله بن نوح الكرمانىّ بديع الزمان 228 122 - إسماعيل بن حماد الجوهرىّ 229 123 - إسماعيل الضرير النحوىّ البغداذى أبو علىّ 233 124 - إسماعيل بن سيده النحوى اللغوىّ الأندلسىّ 234 125 - إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال 234 126 - إسماعيل بن عبد الله بن الحارث بن عمر البزاز 236 127 - إسماعيل بن عباد أبو القاسم 236 128 - إسماعيل بن على أبو على الحظيرىّ 238 129 - إسماعيل بن على بن يوسف الحميرىّ المهدوىّ المغربى أبو الطاهر 238

130 - إسماعيل بن القاسم بن هارون بن عيذون أبو علىّ القالىّ المعروف بالبغداذىّ 239 131 - إسماعيل القزاز المصرىّ النحوىّ 245 132 - إسماعيل بن موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقىّ أبو محمد بن أبى منصور اللغوىّ 245 133 - إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح بن عبد الرحمن أبو على الصفّار 246 134 - إسماعيل بن أبى محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدىّ 248 135 - إسماعيل بن يوسف القيروانىّ النحوىّ المعروف بالطّلاء المنجم 248 136 - إسحاق البغوىّ النحوىّ الكوفىّ 250 137 - إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ أبو محمد 250 138 - إسحاق بن السّكيت أبو يعقوب 255 139 - إسحاق بن الجنيد البزاز البصرىّ الورّاق اللغوىّ 255 140 - إسحاق بن مرار أبو عمرو الشيبانىّ اللغوىّ 256 141 - إسحاق بن موهوب بن محمد بن الخضر الجواليقىّ أبو طاهر بن أبى منصور 265 142 - أسعد بن على الحسينىّ النحوىّ 265 143 - أسعد بن مهذب بن زكريا بن ممّاتى أبو المكارم الكاتب المصرىّ 266 144 - أسعد بن نصر بن أسعد أبو منصور الأديب 270 145 - آدم بن أحمد بن أسد الهروىّ الأسدىّ أبو سعيد 271 146 - إقبال بن على بن أبى بكر واسمه أحمد بن برهان أبو القاسم المقرئ النحوىّ اللغوىّ 271 147 - أسامة بن سفيان النحوىّ السّجزىّ 272 148 - الأعشى النحوى الأندلسىّ 273

(حرف الباء)

149 - الإمام المغربىّ النحوىّ 273 150 - الأهنومىّ النحوىّ اليمنىّ 274 (حرف الباء) 151 - البرّ النحوى القرقيسىّ 276 152 - بزرج بن محمد العروضى الكوفىّ 276 153 - بشار النحوىّ الضرير الأندلسىّ 278 154 - بكر بن حبيب السهمىّ 279 155 - بكر بن محمد بن بقية، وقيل بكر بن محمد بن عدىّ بن حبيب أبو عثمان المازنىّ النحوىّ 281 156 - البكرى أبو الفضل محمد بن أبى غسان 291 157 - بندار الأصبهانىّ 291 158 - بقاء بن غريب النحوىّ المقرئ 291 159 - بندار بن عبد الحميد بن لرة 292 (حرف التاء) 160 - توفيق بن محمد بن الحسين بن عبيد الله بن محمد بن زريق أبو محمد الأطرابلسىّ النحوىّ 293 161 - تمام بن غالب المعروف بابن التّيّانىّ أبو غالب الأندلسىّ المرسىّ اللغوىّ 294 (حرف الثاء) 162 - ثابت بن أبى ثابت أبو محمد اللغوىّ 296 163 - ثابت بن عبد العزيز الأندلسىّ وولده قاسم 297 164 - ثابت بن عمرو بن حبيب 298 165 - ثابت بن محمد الجرجانىّ العدوىّ أبو الفتوح النحوىّ 298

(حرف الجيم)

(حرف الجيم) 166 - جعفر بن شاذان النحوىّ البصرى أبو القاسم 300 167 - جعفر بن على بن محمد السعدىّ الصقلىّ اللغوىّ أبو محمد المعروف بابن القطاع 300 168 - جعفر بن محمد بن إسماعيل بن أحمد بن ناصر بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن ابن الحسن بن على بن أبى طالب 301 169 - جعفر بن محمد بن مكّى بن أبى طالب بن محمد بن مختار القيسىّ اللغوىّ 302 170 - جعفر بن موسى أبو الفضل النحوىّ 303 171 - جعفر بن هارون بن زياد أبو محمد النحوىّ 303 172 - جعفر بن هارون بن إبراهيم بن الخضر بن ميدان أبو محمد النحوىّ الدينورىّ 304 173 - الجعد وهو أبو بكر محمد بن عثمان 304 174 - الجنيد بن محمد بن المظفر الحنفىّ الطايكانىّ الغزنوىّ أبو القاسم ابن أبى بكر الخبازىّ 305 175 - جهم بن خلف المازنىّ 306 176 - جودىّ بن عثمان المغربىّ المورورىّ 306 177 - الجرفىّ 307 (حرف الحاء) 178 - الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان أبو على الفارسىّ النحوىّ 308 179 - الحسن بن أحمد الفزارى أبو عبد الله اللغوىّ 310 180 - الحسن بن أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الحوثرىّ أبو على ابن أبى العباس 310

181 - الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء المقرئ الحافظ اللغوىّ أبو على 311 182 - الحسن بن أحمد الطبسىّ النيسابورىّ أبو سعيد 312 183 - الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف بن داود اليمنىّ المعروف بابن الحائك 314 184 - الحسن بن إسماعيل النحوىّ المصرىّ 319 185 - الحسن بن بشر الآمدىّ 320 186 - الحسن بن بندار أبو محمد التّفليسىّ الأديب 325 187 - الحسن بن إسحاق بن أبى عباد اليمنىّ النحوىّ 325 188 - الحسن بن تميم الصفّار الأصبهانىّ أبو علىّ 326 189 - الحسن بن الحسين بن عبد الله بن عبد الرحمن بن العلاء بن أبى صفرة بن المهلب بن أبى صفرة أبو سعيد السكرىّ النحوىّ 326 190 - حسن بن أسد الفارقىّ الشيخ أبو نصر 329 191 - الحسن بن رشيق القيروانىّ 333 192 - الحسن بن رجاء الدهان المعروف بالأديب 339 193 - الحسن بن صافى بن عبد الله بن نزار بن أبى الحسن النحوىّ البغداذى ملك النحاة 340 194 - الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكرىّ أبو أحمد اللغوىّ 345 195 - الحسن بن عبد الله بن المرزبان أبو سعيد القاضى السيرافىّ 348 196 - الحسن بن علىّ بن يوسف المحوّلى أبو علىّ 350 197 - الحسن بن على المدائنىّ النحوىّ 350 198 - الحسن بن على بن بركة بن أبى عبيد الله أبو محمد بن أبى الحسن المقرئ النحوىّ 351 199 - الحسن بن على بن غسان اللغوىّ أبو عمر 351 200 - الحسن بن على بن عبد الرحمن الميداسى النحوىّ 352

201 - الحسن بن على بن محمد بن محمد بن عبد العزيز الطائىّ 352 202 - الحسن بن عليل بن الحسين بن على بن حبيش بن سعد أبو علىّ العنزىّ 352 203 - الحسن بن الفرج القاضى النحوىّ 353 204 - الحسن بن محمد التميمى النحوىّ اللغوىّ النسابة الإفريقىّ 353 205 - الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان أبو محمد الحربىّ النحوىّ 354 206 - الحسن بن محمد بن يحيى بن عليم 355 207 - الحسين بن إبراهيم بن أحمد أبو عبد الله النّطنزىّ الأديب الأصبهانىّ 355 208 - الحسين بن أحمد الزوزنىّ البصير النحوىّ الأصولىّ 355 209 - الحسين البيهقىّ 356 210 - الحسين بن حميد بن الحسين الحموىّ المعرىّ النحوىّ 357 211 - الحسين بن حميد بن عبد الرحمن أبو على الخطيب النحوىّ 357 212 - الحسين بن سعد بن الحسين أبو علىّ الآمدىّ الأديب 358 213 - الحسين بن على النّمرىّ البصرى الشاعر النحوىّ الأديب 358 214 - الحسين بن على بن محمد أبو الطيب النحوىّ المعروف بالتّمار 359 215 - الحسين بن على بن الحسين بن المرزبان أبو على النحوىّ 359 216 - الحسين بن محمد بن خالويه النحوىّ اللغوىّ أبو عبد الله 359 217 - الحسين بن محمد بن الحسين أبو عبد الله الصورى الضراب النحوىّ 362 218 - الحسين بن محمد أبو الفرج النحوىّ الدمشقىّ المعروف بالمستور 363 219 - الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب الدباس 363 220 - حماد بن سلمه بن دينار النحوىّ اللغوىّ 364 221 - حمّاد بن الزّبرقان 365 222 - حمدون بن أبى سهل المقرئ أبو محمد النحوىّ النيسابورىّ 367

(حرف الخاء)

223 - حمدون النحوىّ واسمه محمد بن إسماعيل أبو عبد الله القيروانىّ المغربىّ الإفريقىّ 367 324 - حمدون بن أحمد بن خورمرد الغندجانىّ أبو نصر النحوىّ اللغوىّ 369 225 - حمد بن محمد بن فورّجة البروجردىّ 369 226 - حمزة بن الحسن الأصبهانى المؤدب 370 227 - حمزة بن غاضرة الأسدىّ البغداذىّ 371 228 - حامد الباهسىّ السنجارى 372 229 - حبشى بن محمد بن شعيب الشيبانىّ أبو الغنائم الضرير النحوىّ 372 230 - الحرمىّ أبو العلاء المكى، واسمه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إسحاق بن أبى خميصة 373 231 - الحزنبل 374 232 - حسان بن الجاحظ القيروانىّ النحوىّ 374 233 - الحكم بن معبد بن أحمد بن عبيد بن عبد الله بن الأحجم الخزاعىّ أبو عبد الله 374 234 - حمران بن أعين الطائى المقرئ النحوىّ أبو عبد الله 374 (حرف الخاء) 235 - الخليل بن أحمد بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الفراهيدىّ الأزدىّ 376 236 - خليل بن محمد بن عبد الرحمن النحوىّ أبو محمد النيسابورىّ الرمجارىّ 382 237 - خلف الأحمر بن حيان بن محرز أبو محرز 383 238 - خلف بن مختار الأطرابلسىّ المغربىّ النحوىّ الإفريقىّ 386 239 - خلف بن زريق الأموى القرطبى أبو القاسم النحوىّ 387 240 - خالد بن كلثوم الكوفىّ 387

341 - خزعل بن عسكر بن خليل المصرىّ 388 242 - خشاف اللغوىّ 390 343 - الخضر بن ثروان بن أحمد بن أبى عبد الله الثعلبىّ التوماثىّ أبو العباس 391 244 - خطاب بن أحمد بن عدى بن خطاب بن خليفة التلمسانىّ 392 245 - الخطابى القديم (عبد الله بن محمد بن حرب بن الخطاب) 392 246 - خليفة بن محفوظ بن محمد بن على المؤدب اللغوى الأنبارىّ أبو الفوارس 393 247 - خلوف بن عبد الله بن البرقىّ النحوى المقرئ 393 248 - خميس بن على بن أحمد بن على بن الحسن الحوزىّ أبو الكرم 393

فهرس الأعلام المترجمة فى الحواشى

فهرس الأعلام المترجمة فى الحواشى (ا) إبراهيم بن الأغلب 249 إبراهيم بن هرمة 259 أبو أحمد- محمد بن محمد بن أحمد ابن إسحاق الحاكم أحمد بن أحمد الورّاق 78 أحمد بن رياح 288 أحمد بن طلحة المعتضد بالله (الخليفة العباسى) 192 أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق أبو نعيم الأصبهانىّ 326 أحمد بن عطاء بن أحمد الروذبارىّ 179 أحمد بن على بن ثابت الخطيب 70 أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو طاهر السلفىّ 75 أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم الشريف المعروف بابن طباطبا 323 أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب أبو بكر البرقانىّ 303 أحمد بن محمد بن سلامان أبو جعفر الطحاوي 282 أحمد بن محمد بن مسروق الطوسىّ 59 أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد أبو بكر 178 أحمد بن يحيى بن جابر البلاذرىّ 79 أحمد بن يوسف أبو نصر المنازىّ 115 إسرائيل بن يونس 45 أسعد بن أبى نصر الميهنىّ 340 أسلم بن قاضى الجماعة 131 إسماعيل بن محمد النيسابورىّ 230 الأصم- محمد بن يعقوب بن يوسف الأفضل بن بدر الجمالىّ 266 أفلح بن يسار أبو عطاء السندى 366 أمير الجيوش- أبو منصور التركىّ أنوشتكين الدزبرىّ أنوشتكين الدزبرى أمير الجيوش 101 إيتاخ التركى 120 (ب) الباخرزىّ- على بن الحسن بن على ابن أبى الطيب الباخرزىّ باديس بن حيوس البربرىّ 299 ابن باديس الصنهاجى- المعز بن باديس البرقانى- أحمد بن محمد ابن أحمد بن غالب بشر بن غياث المريسىّ 253 ابن بشكوال- خلف بن عبد الملك ابن بطلان- المختار بن الحسن ابن بطلان أبو بكر الخوارزمىّ- محمد بن العباس

(ت)

أبو بكر بن الحداد المصرىّ 137 أبو بكر الزاغونىّ- محمد بن عبد الله أبو بكر بن مجاهد المقرئ- أحمد ابن موسى بن العباس بلال بن أبى بردة 280 ابن البيع- محمد بن عبد الله الضبى النيسابورىّ البيهقىّ- على بن زيد بن أبى القاسم (ت) التاريخىّ- محمد بن عبد الملك التاريخىّ (ث) الثعالبىّ- عبد الملك بن محمد ... (ج) أبو جعفر الطحاوىّ- أحمد بن محمد ابن سلامان جناد بن واصل 278 (ح) حبان بن هلال الباهلى 282 حبة العرتىّ 46 ابن الحداد الشافعى- أبو بكر ابن الحداد أبو حرب بن أبى الأسود 56 الحسن بن إسحاق الطوسىّ نظام الملك 329 الحسن بن على الجعفىّ 166 الحسن بن يوسف المستضئ بأمر الله (الخليفة العباسى) 246 أبو الحسين الرازى الصوفى- عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سهل الصوفى الحسين بن علوان 119 الحكم بن عبد الرحمن الناصر (الخليفة الأموى بالأندلس) 240 حماد بن ميسرة المعروف بحماد الراوية 278 حمزة الزيات 375 الحميدى- محمد بن أبى نصر فتوح ابن عبد الله الحميدى حيان بن خلف بن حسين بن حيان (مؤرّخ الأندلس) 295 (خ) أبو خازم القاضى- عبد الحميد ابن عبد العزيز أبو الخطاب- العلاء بن حزم الأندلسىّ الخطيب- أحمد بن على بن ثابت خلف بن عبد الملك بن مسعود ابن بشكوال 218 (د) داود بن على بن خلف الأصبهانى 214 ابن دأب- عيسى بن يزيد بن بكر (ر) رويم بن أحمد الصوفى 373 ابن رياح- أحمد بن رياح

(ز)

(ز) الزبير بن بكار 250 (س) أبو سعد السمعانى- عبد الكريم ابن أبى بكر محمد أبى المظفر سعد بن على بن محمد الزنجانى أبو القاسم 129 سعيد بن أبى السفر 379 سعيد بن سلم الباهلى 258 أبو سعيد بن يونس- عبد الرحمن ابن أحمد بن يونس السلفىّ الأصبهانىّ- أحمد بن محمد ابن أحمد بن إبراهيم سلفة أبو سهل الصعلوكىّ- محمد بن سليمان ابن سليمان سيف الدولة- على بن عبد الله ابن حمدان (ش) ابن شرف القيروانىّ- محمد بن شرف ابن شكر- عبد الله بن مقدام الدميرىّ شيرويه بن شهردار بن شيرويه 360 (ص) الصليحيون (ملوك اليمن) 226 (ط) أبو طاهر- المسلم بن على بن تغلب أبو طاهر السلفى- أحمد بن محمد ابن أحمد بن إبراهيم الطائع لله- عبد الكريم بن الفضل ابن طباطبا- أحمد بن محمد بن إبراهيم الطبنىّ- عبد الملك بن زيادة الله طلائع بن رزيك 265 طلحة بن المتوكل بن المعتصم 177 (ظ) الظاهر- غازى بن يوسف (ع) عاصم بن بهدلة أبى النجود 216 أبو عامر العقدى- عبد الملك بن عمرو القيسى العقدى عبد الأوّل بن عيسى السجزىّ أبو الوقت 65 عبد الحميد بن عبد العزيز القاضى أبو خازم 321 عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفى أبو سعيد 139 أبو عبد الرحمن العطوى- محمد ابن عطية عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سهل الصوفى 308 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيبانى المعروف بالقزاز 81 عبد الرحمن بن محمد الناصر (الخليفة الأموى بالأندلس) 240 عبد الصمد بن أحمد بن حنيش الحمصىّ 67 عبد الصمد بن المعذل 285 عبد الكريم بن أبى بكر محمد بن أبى المظفر السمعانىّ 167

(غ)

عبد الكريم بن الفضل المطيع لله (الخليفة العباسى) 293 أبو عبد الله الحميدى- محمد بن أبى نصر فتوح بن حميد الأندلسى أبو عبد الله الروذبارىّ- أحمد ابن عطاء بن أحمد عبد الله بن سلام الخزرجىّ 46 عبد الله بن على القيسرانى القصرىّ 247 عبد الله بن على بن مقدام الدميرىّ المعروف بابن شكر 267 عبد الله بن المبارك 282 عبد الملك بن عمرو القيسى العقدىّ 166 ابن عبد الملك التاريخىّ- محمد بن عبد الملك التاريخىّ عبد الملك بن زيادة الله أبو مروان الطبنىّ 218 عبد الملك بن محمد الثعالبى أبو منصور 231 عبيد الله بن الحسين بن دلال أبو الحسن الكرخى الفقيه 350 عبيد الله بن سليمان (وزير المعتضد) 195 عزيز الدولة- فاتك بن عبد الله الرومى ابن عساكر- على بن الحسن بن هبة الله عساكر بن على بن إسماعيل أبو الجيوش 245 عضد الدولة- فنا خسرو بن ركن الدولة بن بويه أبو عطاء السندىّ- أفلح بن سيار العلاء بن حزم الأندلسى أبو الخطاب 83 على بن أحمد بن حزم الأندلسى أبو محمد 307 على بن أحمد بن يوسف الهكارىّ 108 على بن الحسن بن أبى الطيب الباخرزىّ 107 على بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر 162 على بن الحسين بن أحمد أبو القاسم ابن المسلمة (وزير القائم الخليفة العباسى) 233 على بن زيد بن أبى القاسم البيهقىّ 157 على بن عبد الله بن حمدان التغلبىّ المعروف بسيف الدولة 360 على بن عبد الله بن جعفر المدينىّ 253 على بن محمد بن الحسين بن محمد أبو الفتح بن العميد 358 على بن محمد بن عبد الله المدائنى 252 على بن المحسن بن على التنوخى أبو القاسم 82 العماد الأصفهانى- محمد بن محمد ابن حامد عمرو بن عبد الله السبيعىّ الكوفىّ أبو إسحاق 45 عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب 58 (غ) غازى بن يوسف صلاح الدين بن أيوب الظاهر (ملك حلب) 267 (ف) فاتك بن عبد الله الرومى أبو شجاع المعروف بعزيز الدولة 97

(ق)

أبو الفتح بن العميد- على بن محمد ابن الحسين بن محمد فخر الدولة- محمد بن محمد بن جهير فنا خسرو بن ركن الدولة بن بويه الديلمى (عضد الدولة) 308 (ق) أبو القاسم الزنجانى- سعد بن على ابن محمد الزنجانى أبو القاسم التنوخى- على بن المحسن ابن على التنوخى القاسم بن عبيد بن سليمان (وزير المعتضد) 195 أبو القاسم بن عساكر- على بن الحسن ابن هبة الله أبو القاسم بن مسلمة- على ابن الحسين بن أحمد القاسم بن معن 390 قتيبة بن مسلم بن عمرو الباهلىّ 383 قدامة بن جعفر 322 قدامة بن مظعون الجمحىّ 41 القزاز- عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الواحد الشيبانىّ (ك) الكرخى الفقيه- عبيد الله بن الحسين ابن دلال كليب بن على أبو غالب المعروف بمصطنع الدولة 99 (ل) اللحجى اليمنى- مسلم بن محمد اللحجى ابن لنكك- محمد بن محمد بن جعفر (م) مجاهد بن عبد الله العامرى 278 محمد بن إسحاق أبى يعقوب أبو الفرج المعروف بابن النديم 42 محمد بن جهور بن محمد بن جهور 219 محمد بن سليمان بن محمد أبو سهل الصعلوكى 140 محمد بن شرف القيرواني 336 محمد بن العباس أبو بكر الخوارزمى 312 محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله المستكفى بالله (الخليفة الأموىّ بالأندلس) 219 محمد بن عبد الرحمن بن عطية العطوىّ 253 محمد بن عبد الله الزاغونىّ 65 محمد بن عبد الله الضبى النيسابورىّ المعروف بابن البيع 73 محمد بن عبد الله بن مسلم بن المولى 257 محمد بن عبد الملك التاريخىّ 176 محمد بن عبد الوهاب بن حبيب النيسابورىّ 382 أبو محمد على بن أحمد- على بن أحمد ابن حزم محمد بن على بن الحسين بن مقلة 229 محمد بن عمر الصيمرىّ 349

(ن)

محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق أبو أحمد الحاكم 180 محمد بن محمد بن جعفر البصرىّ المعروف بابن لتكك 127 محمد بن محمد بن جهير 115 محمد بن محمد بن حامد (العماد الأصفهانى) 268 محمد بن محمد بن يوسف أبو النصر الطوسى 180 محمد بن مناذر 306 محمد بن نصر بن صغير القيسرانىّ 294 محمد بن أبى نصر فتوح بن حميد الأندلسى 129 محمد بن يعقوب بن يوسف المعروف بالأصم 165 محمود بن زنكى نور الدين 344 المختار بن الحسن بن بطلان 117 المختار بن أبى عبيد الثقفى 55 المدائنى- على بن محمد بن عبد الله المدائنى المستضىء بأمر الله (الخليفة العباسى) - الحسن بن يوسف المستكفى بالله- محمد بن عبد الرحمن ابن عبد الله المستنصر- معد بن أبى الحسن ابن مسروق الطوسى- أحمد بن محمد ابن مسروق مسعود بن عمرو بن عدى 55 المسلم بن على بن تغلب 99 مسلم بن كيسان الملائى 46 مسلم بن محمد اللحجىّ اليمنى 361 مصطنع الدولة- كليب بن على مصعب بن عبد الله الزبيرىّ 250 المعتضد (الخليفة العباسى) - أحمد بن طلحة معد بن أبى الحسن المستنصر بالله (الخليفة الفاطمىّ) 221 المعز بن باديس الصنهاجى 227 ابن مقلة- محمد بن على بن الحسن ابن مقلة ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقى 329 المنازى- أحمد بن يوسف أبو نصر المنازى أبو منصور الفراء- عبد الملك ابن محمد الثعالبىّ ابن المولى- محمد بن عبد الله بن مسلم ابن المولى (ن) الناصر لدين الله الموفق بالله- طلحة ابن المتوكل ابن النديم- محمد بن إسحاق أبو نصر بن جهير فخر الدولة- محمد ابن محمد بن جهير أبو نصر الطوسى- محمد بن محمد ابن يوسف بن الحجاج نظام الملك- الحسن بن إسحاق الطوسىّ أبو نعيم الأصبهانىّ- أحمد بن عبد الله ابن أحمد بن إسحاق التمر بن تولب 384 نور الدين بن زنكى- محمود بن زنكى

(هـ)

(هـ) ابن هرمة- إبراهيم بن هرمة هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابى 169 (و) أبو الوقت- عبد الأوّل بن عيسى السجزىّ (ى) ياقوت بن عبد الله الموصلىّ 77 يحيى بن أكثم 253 يحيى بن معين 254 يوسف بن إبراهيم الشيبانى القفطى 317 يوسف بن الخلال القاضى الموفق 352

موضوعات هذا الجزء

موضوعات هذا الجزء تصدير 5 مقدّمة محقق الكتاب 11 «المؤلف 35 ذكر أوّل من وضع النحو وما قاله الرواة فى ذلك 39 «أخبار أمير المؤمنين على كرم الله وجهه 45 أخبار أبى الأسود الدؤلى رحمه الله 48 «منثورة من أخبار أبى الأسود 56 التراجم: حرف الألف 59 «الباء 276 «التاء 293 «الثاء 296 «الجيم 300 «الحاء 308 «الخاء 376 فهرس التراجم 395 «الأعلام المترجمة فى الحواشى 409

الجزء الثاني

الجزء الثاني [تتمة التراجم] (حرف الدال) 249 - دماذ أبو غسّان اللغوىّ [1] من أصحاب أبي عبيدة. وكان قد قرأ من النحو إلى باب الواو والفاء. ومن قول الخليل وأصحابه: أنّ ما بعدهما «1» ينتصب بإضمار أن. فساء فهمه عنه. قال عبد الله بن حيّان النحوىّ: كتب دماذ إلى المازنىّ «2»: تفكرت في النحو حتى مللت ... وأتعبت نفسى» به والبدن وأتعبت بكرا «4» وأصحابه ... بطول المسائل «5» فى كل فنّ [فمن علمه ظاهر بيّن ... ومن علمه غامض قد بطن «6»] فكنت بظاهره عالما ... وكنت بباطنه ذا فطن «7»

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 248، وتلخيص ابن مكتوم 71، وسمط اللآلى 3: 57، وطبقات الزبيدىّ 128، والفهرست 54.

250 - دومى الكوفى النحوى اللغوى العروضى [1]

خلا «1» أن بابا عليه العفا ... ء للفاء يا ليته لم يكن وللواو باب إلى جنبه ... من المقت أحسبه قد لعن إذا قلت: هاتوا لماذا يقا ... ل: «لست بآتيك أو تأتين» «2» أجيبوا لما «3» قيل هذا كذا ... على النصب قالوا: بإضمار أن [وما إن رأيت لها موضعا ... فأعرف ما قيل إلا بظنّ «4»] [فقد خفت يا بكر من طول ما ... أفكّر فى أمر «أن» أن أجنّ] ودماذ لقب؛ واسمه رفيع بن سلمة. وكان كاتب أبى عبيدة فى الأخبار، وكان من أوثق الناس عن أبى عبيدة فى الأخبار. وكان أبو حاتم إذا ذوكر فى شىء منها قال: عليكم بذاك الشيخ- يعنى أبا غسّان. ويقال: إن المازنىّ نقل قدميه إلى أبى غسّان يسمع منه الأخبار. 250 - دومى الكوفىّ النحوىّ اللغوىّ العروضىّ [1] اسمه عمر بن محمد «5» بن جعفر الزعفرانىّ، ويكنى أبا أحمد. كان له معرفة باللغة والنحو وفنون الشعر. وصنّف وروى عن ثعلب، وتأخر بعد زمانه طويلا.

_ [1] ترجمته فى الفهرست 84.

251 - دهمج بن محرز البصرى [1]

وله من التصنيف: كتاب العروض؛ كبير. كتاب أىّ؛ طوّل فيه وأحسن. كتاب القوافى. وكان يكتب خطا حسنا جميلا صحيحا فى غاية الصحة- رحمه الله. خلط المذهبين فى النحو. 251 - دهمج بن محرز البصرىّ [1] من بنى نصر بن قعين، من بنى أسد بن خزيمة. فصيح لغوىّ. أفاد الناس فى زمانه، ونقلوا عنه. وصنّف فى الغريب كتاب النوادر. قال محمد بن إسحاق النديم: «رواه عنه الحجاج «1» بن نصير الأنبارىّ. رأيته فى نحو مائة وخمسين ورقة، وفيه إصلاح [بخط «2»] أبى عمر الزاهد».

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 70، والفهرست 46؛ وذكره باسم «دهمج بن محرر».

(حرف الذال)

(حرف الذال) 252 - الذاكر النحوىّ المصرىّ [1] نحوىّ مشهور، كثير التفنن فيه. صاحب نكّت وهوامش وتعليقات مفيدة. نقل عنه الكاتب الأديب المصرىّ فى مجموعه فوائد جمة. وكان الذاكر هذا قد أخذ عن ابن جنّى أبى الفتح علما كثيرا، واستوطن مصر، وأفاد بها، وتصدّر لإقراء هذا الشأن. وله شعر، منه ما هجا به أبا سعد التّسترىّ «1»: تعاطيت تدبير الأمور سفاهة ... وأنت بدار الضّرب «2» والصّرف أعرف وإنى لأرجو أن أراك مجدّلا «3» ... وريد المنايا من نجيعك يرعف «4» فكان الأمر فيه كما تمنّاه؛ فإنه قتل فى الموكب. عاش الذاكر إلى حدود أربعين وأربعمائة، ومات بمصر فى زمن المستنصر.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 70 - 71.

(حرف الراء)

(حرف الراء) 253 - ربيعة البصرىّ [1] بدوىّ تحضّر. كان قيّما باللغة، فصيحا شاعرا مصنّفا، راوية للأخبار. صنّف كتاب ما قيل فى الحيّات «1» من الشعر والرّجز. كتاب حنين الإبل إلى الأوطان.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 71، والفهرست 50.

(حرف الزاى)

(حرف الزاى) 254 - زيد بن الحسن بن زيد بن الحسين بن سعيد بن عصمة ابن حمير بن الحارث بن ذى رعين الأصغر، التاج أبو اليمن الكندى [1] البغداذىّ مولدا ومنشأ، الدمشقى دارا ووفاة. شيخ فاضل، حفظ القرآن الكريم فى صغره، وقرأ بالقراءات الكثيرة وله عشر سنين «1» على جماعة؛ منهم الشيخ أبو محمد عبد الله بن على بن أحمد، سبط أبى منصور الخياط. وروى عن عالم من المشايخ «2»، وله مشيخة كبيرة على حروف المعجم. «3» وقرأ النحو على الشريف أبى السعادات بن الشّجرىّ وأبى محمد عبد الله بن الخشاب، واللغة على أبى منصور بن الجواليقىّ.

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 19، وبغية الوعاة 249 - 250، وتاريخ ابن الأثير 9: 312، وتاريخ أبى الفدا 3: 117، وتاريخ ابن كثير 13: 71 - 74، وتلخيص ابن مكتوم 71 - 72، وابن خلكان 1: 196 - 197، وخريدة القصر 1: 100 - 101، والذيل على الروضتين 95 - 98، وروضات الجنات 300 - 301، وشذرات الذهب 5: 54 - 55، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 341 - 346، وطبقات القراء 1: 297 - 298، وكشف الظنون 1070، 1925، ومرآة الجنان 4: 25 - 27، ومعجم الأدباء 11: 171 - 175، والنجوم الزاهرة 6: 216 - 217.

وسافر عن بغداد فى شبابه. وآخر ما كان بها فى سنة ثلاث وستين وخمسمائة، ودخل حلب، واستوطنها مدّة، وصحب بها بدر الدين حسن بن الداية النووىّ واليها، وكان يبتاع الخليع «1» من الملبوس، ويسافر به إلى بلد الروم، ويعود إلى حلب. ثم انتقل إلى دمشق، وصحب الأمير عز الدين فرّخشاه بن شاهنشاه بن أيوب، «2» ابن أخى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، وتقدّم عنده، واختص به، وسافر فى صحبته إلى الديار المصرية، واقتنى من كتب خزائنها- عند ما أبيعت فى الأيام الناصرية- كلّ نفيس، على قلّة ما ابتاعه. وعاد إلى دمشق واستوطنها، «3» وقصده الناس، ورووا عنه. وكان ليّنا فى الرواية، معجبا بنفسه فيما يذكره ويرويه ويقوله، وإذا نوظر جبّه بالقبيح، واستطال بغير الحقيقة. ولم يكن موفّق القلم فيما يسطّره «4»، وقد رأيت له أشياء قد ذكرها لا تخلو من برد فى القول وفساد فى المعنى واستعجال فيما يخبر به. ولقد أخبرنى بعض أهل الأدب من أهل حلب قال: حضرت عنده، وجرت مسألة، فقال فيها الخطأ، فقلت: قد قال فيها ابن جنّى كذا، فقال: ما قال بهذا

أحد. فطلبت منه سرّ الصناعة لابن جنى، فأحضرها، وأخرجت منها الكلمة على ما قلت، فوقف عليها وتأمّلها، وكان جوابه: قد كنت أظن أنّ ابن جنى محقق إلى الآن! ولم يقم على تخطئته دليلا. واشتهر عنه أنه لم يكن صحيح العقيدة. والله أعلم. كتب إلىّ بالإجازة غير مرة- عفا الله عنه- وذكر أن مولده فى سنة عشرين وخمسمائة، فى العشرين من شعبانها. وتوفى بدمشق ضحوة يوم الاثنين السادس من شوّال من سنة ثلاث عشرة وستمائة، وصلى عليه بعد صلاة العصر من هذا اليوم بجامعها، ودفن عشيته بجبل قاسيون، «1» عن ثلاث وتسعين سنة وستة عشر يوما «2». أنبأنا محمد بن محمد بن حامد فى كتابه «3» - وذكر الكندىّ- فقال: «عالم شاعر نحوى عروضىّ متفنّن، متقن للأدب محسن، خبير بالنقد والتّزييف، مدقّق فى التقوية والتضعيف، ولم يزل متقربا عند الملوك، متاجرا فى سوق الفضل

من غرره بالتبر المسبوك «1» والوشى «2» المحوك؛ ما يكاد يسلم ذو أدب من محاككته ومحاققته، ومضايقته فى الطرق الخفية ومدافعته». وأنشد له أشعارا منها «3»: هذه مبتدا الرسا ... ئل بل أوّل الخدم ليس إلا التزام ما ... كان مولاى قد رسم أيها العالم الذى ... شيّد المجد والكرم والذى فضله أقا ... م مديحى على قدم قد رزينا وصالكم ... والرزايا لها قيم فلهذا دموعنا ... بعدكم فيضهنّ دم وكان بحلب قبل مسيره إلى مصر متخصّصا بالأمير بدر الدين حسن، أخى مجد الدين بن الداية، ثم كتب إليه بعد مفارقته، يعرب عن معاتبته: بنفسى من أعلقت كفى بحبله ... فأصبح لى فى ذروة المجد غارب «4» وجدت به مولى مريعا «5» جنابه ... منيعا ترجّى من يديه المواهب تعمّد إيناسى إلى أن لقيته ... كأنّى له من ضجعة المهد صاحب وأدنى سرارى من سرائر «6» قلبه ... فلم يبق من دون الضميرين حاجب

255 - زيد بن القاسم بن أسعد العامرى النيسابورى أبو الحسن الأديب [1]

وكان عصا موسى لدىّ وداده ... أظلّ ولى ما عشت فيه مآرب فصار يرى بالظنّ فىّ معايبا ... توهّمها فى ودّ مثلى معايب ولا عجب إن غيّر الدهر صاحبا ... فكلّ تصاريف الزمان عجائب رمانى بأمر لا أبوح بذكره ... وأقبل بالإعراض عنى يعاقب وأظهر لى حسن اللقاء تكلّفا ... ومن تحت إحسان اللقاء عقارب وإنى على عتبى عليه لشيّق ... وإنى على شوقى إليه لعاتب ولا ذنب منّى غير أنى ذخرته ... لدهرى ألا إنى إلى الدهر تائب سيعلم والأيام فيها كفاية ... إذا ملت عنه قدر من هو ذاهب وإن هو بعدى جرب الناس كلّهم ... ليحظى بمثلى ندّمته التجارب «1» 255 - زيد بن القاسم بن أسعد العامرىّ النيسابورىّ أبو الحسن الأديب [1] لا يشقّ فى اللغة غباره، ولا تحلق فى الاداب آثاره، وهو وأبوه وأبو العباس عمه، كلّهم أدباء نجباء فضلاء، متصدّرون فى الأدب، وإفادة علم العرب. ولزيد شعر؛ منه فى الهجاء؛ وهو ما أنشده القاضى أبو جعفر البحّاثىّ «2»: الله أغنانى بعزّ جلاله ... عن جعفر والمبتغى من ماله لا يعجبنّك قدّه وجماله ... فمناكر «3» الأدباء تحت جماله

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 72.

256 - زيد بن سليمان الحجرى النحوى الأندلسى أبو الربيع المعروف بالبارد [1]

لا تنظرنّ إلى أبيه وجدّه ... وانظر إلى المذموم من أفعاله وانظر إلى محبوبه وقرينه ... لترى خساسته وفرط سفاله يا لائمى فى بغضه وهجائه ... أقصر فلم تعرف حقيقة حاله 256 - زيد بن سليمان الحجرىّ النحوىّ الأندلسىّ أبو الربيع المعروف بالبارد [1] كان عالما بالعربية واللغة؛ حسن الضبط للكتب؛ متقنا لها، وهو الذى جمع بين الأبواب فى كتاب الأخفش، واقتدى الناس به، وكانت الأبواب مفرّقة. وتوفى سنة [ثلاثمائة] «1». 257 - زيد بن عطية الصّعدىّ اليمنىّ اللغوىّ [2] من أهل صنعاء «2»، ونسبه فى الربيعة من خولان، ومولده بناحية صعدة «3». وكان لغويا شاعرا منجّما حاسبا هندسيا، يسلّم إليه المنجمون هناك فى ديار صنعاء وصعدة النجوم والحساب. وله تصانيف فى ذلك؛ منها زيجان كبير وصغير، وأحكام نجومية، وفصول.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 250، وتكملة الصلة 1: 73 - 74، وتلخيص ابن مكتوم 72، وطبقات الزبيدىّ 195. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 72.

وله شعر جيد متداول بين أدباء اليمن. مدح الأمير فاتك بن جياش بن نجاح «1» بزبيد «2»، بقصيدة أوّلها: لما رأت وضحا فى الرأس أفوافا ... ظلّت شموسا كأنّ الموت قد وافى «3» ما أنكرت من نجوم الليل طالعة ... يضمّها منه أوساطا وأطرافا تجردت فى شواتى «4» وهى طالعة ... كما سللت من الأغماد أسيافا ولست خالع ثوب اللهو ما بقيت ... إن أنصف الشيب فى فودىّ أو حافا «5» منها فى الخروج إلى المدح: ثم ادّلجنا على حدب معطّفة ... شوازب كقسىّ النّبع إخطافا «6» تطوى بنا البيد أجزاعا وصفصفة ... مع الحزونة أسفاحا وأشعافا «7» حتى انتهينا على كدّ إلى ملك ... يقرى الضيوف ويعطى المال إسرافا

258 - زيد بن على النحوى الفارسى أبو القاسم [1]

258 - زيد بن علىّ النحوىّ الفارسىّ أبو القاسم [1] ابن أخت [أبى] على الفارسىّ النحوىّ. نحوىّ كامل فاضل، أخذ النحو عن خاله، وروى عنه كتاب الإيضاح من تصنيفه. وخرج عن فارس إلى العراق، وقصد الشام، واستوطن حلب لإقراء النحو بها؛ فقرءوا عليه، واستفاد أهلها منه، وعمّر إلى أن قرأ عليه الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد الزيدىّ الكوفى النحوىّ كتاب الإيضاح بحلب عند رحلته إليها من الكوفة فى شهر رجب سنة خمس وخمسين وأربعمائة. وروى الناس كتاب الإيضاح عن هذا الشريف عن أبى القاسم المذكور المدّة الطويلة بالكوفة. قال أبو القاسم علىّ الدمشقىّ «1» فى كتابه «2»: «زيد بن علىّ بن عبد الله أبو القاسم الفسوىّ الفارسىّ النحوىّ اللغوىّ. سكن دمشق مدّة، وأقرأ بها النحو واللغة، وأملى بها شرح الإيضاح لأبى على الفارسىّ، وشرح الحماسة. وحدّث عن الشيخ أبى الحسن بن أبى الحديد الدمشقىّ، وسمع منه جدّى القاضى أبو الفضل عمر بن أبى الحسن الدّهستانىّ «3» وأبو الحسن على بن طاهر النحوىّ». «توفى بطرابلس فى ذى الحجة سنة سبع وتسعين وأربعمائة. قاله لنا ابن الأكفانىّ». قلت: فى هذا القول نظر؛ فإنه يكون قد مات قبل ذلك.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 250 - 251، وتلخيص ابن مكتوم 72 - 73، وروضات الجنات 300، ومختصر ابن عساكر 6: 25، ومعجم الأدباء 11: 176 - 177. .

259 - زيادة الله بن على بن حسين التميمى الطنبى [1]

259 - زيادة الله بن علىّ بن حسين التميمىّ الطّنبىّ [1] نزيل قرطبة. يكنى أبا مضر. كان من أهل العلم بالآداب واللغات والأشعار. روى الناس عنه علما كثيرا، وكان كثير الإغراب. كان مولده فى شعبان من سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وتوفى- رحمه الله- لعشر خلون من ربيع الأوّل سنة خمس عشرة وأربعمائة. 260 - زنجى بن المثنّى النحوىّ القيروانىّ [2] كان مؤدّبا لكثير من رجال السلطان فى تلك الناحية، عالما بالعربية واللغة. 261 - زهير بن ميمون الفرقبىّ النحوىّ الكوفىّ [3] من علماء الكوفة. نحوىّ قارئ، همدانىّ؛ وإنما قيل له الفرقبىّ؛ لأنه كان يتّجر إلى ناحية فرقب، «1» فنسب إليها. وكان من أهل الكوفة، وكان مولى للنّخع. وقيل لغيرهم. وقال أبو بكر بن عياش: قلت لزهير الفرقبىّ بمكة: أنّى لك النحو؟ قال: سمعناه من أصحاب أبى الأسود فأخذناه. قال: ومات زهير سنة خمس وخمسين ومائة. وقيل: سنة ست وخمسين ومائة.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 73، والصلة لابن بشكوال 1: 192. والطبنى، بضم الطاء وسكون الباء: منسوب إلى طبنة، وهى بلد فى طرف إفريقية فتحها موسى بن نصير. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 249، وتلخيص ابن مكتوم 73، وطبقات الزبيدى 166. [3] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 73، وطبقات القرّاء 1: 295.

وقال الهيثم بن عدىّ: رأيت زهيرا الفرقبىّ، وقد اجتمع عليه ناس يسألونه عن القراءات والعربية، وهو يجيبهم ويحتجّ على ما يقول بأشعار العرب. وكان يروى كثيرا من ذلك عن ميمون الأقرن. وكان أبو جعفر الرؤاسىّ يأخذ عنه، وكان عالما بالنّسب. قال: ورأى النبى صلى الله عليه وسلم فى النوم وهو يقول: «يا زهير، عليك بالقرآن». فلم يكن بعد ذلك يتكلم فى غيره.

(حرف السين)

(حرف السين) 262 - سليمان بن معبد أبو داود النحوىّ السّنجىّ المروزىّ [1] سمع النّضر بن شميل، والنّضر بن محمد الجرشىّ، «1» وسيار بن حاتم «2»، والهيثم «3» بن عدىّ، وعبد الرزاق «4» بن همّام، والأصمعىّ، وغيرهم. ورحل فى طلب العلم إلى العراق والحجاز ومصر واليمن، وذاكر الحفّاظ، مثل يحيى بن معين «5»، وروى عنه مسلم بن «6» الحجاج وأبو بكر بن أبى «7» داود وأمثالهما. وكان ثقة. وكان له شعر، فمنه:

_ [1] ترجمته فى الأنساب 313 ا، وبغية الوعاة 263 - 264، وتاريخ بغداد 9: 51 - 52، وتقريب التهذيب 102، وتلخيص ابن مكتوم 73، وتهذيب التهذيب 4: 219 - 220، وخلاصة تذهيب الكمال 131، وشذرات الذهب 2: 136، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 359 - 360، واللباب 1: 570، ومعجم الأدباء 11: 257 - 258، ومعجم البلدان 5: 147، والمنتظم (وفيات 257)، والنجوم الزاهرة 3: 27، والوافى بالوفيات ج 5 مجلد 1: 137. والسنجىّ، بكسر السين وسكون النون وجيم: منسوب إلى سنج؛ وهى من قرى مرو.

263 - سليمان بن محمد بن أحمد أبو موسى النحوى المعروف بالحامض [1]

يا آمر الناس بالمعروف مجتهدا ... وإن رأى عاملا بالمنكر انتهره ابدأ بنفسك قبل الناس كلّهم ... فأوصها واتل ما فى سورة البقرة أتأمرون ببرّ تاركين له ... ناسين، ذلك دأب الخيّب الخسره وإن أمرت ببرّ ثم كنت على ... خلافه لم تكن إلّا من الفجره من كان بالعرف أمّارا وتاركه ... فذاك يسبق منه سيله مطره قال أبو رجاء محمد بن حمدويه بن موسى: سليمان بن معبد من أهل السّنج. جالس الأصمعىّ وجلّة الفقهاء. مات فى سنة سبع وخمسين ومائتين. زاد غيره فى ذى الحجة. 263 - سليمان بن محمد بن أحمد أبو موسى النحوىّ المعروف بالحامض [1] كان أحد المذكورين من العلماء بنحو الكوفيين. أخذ عن أبى العباس ثعلب،- وهو المقدّم من أصحابه- ومن خلفه بعد موته، وجلس مجلسه. وصنّف كتبا حسانا فى الأدب. روى عنه أبو عمر الزاهد وأبو جعفر الأصبهانىّ المعروف ببزرويه «1»، غلام نفطويه. وكان ديّنا صالحا.

_ [1] ترجمته فى الأنساب 152 ا، وبغية الوعاة 262 - 263، وتاريخ بغداد 9: 61، وتلخيص ابن مكتوم 73 - 74، وابن خلكان 1: 214 - 215، وطبقات الزبيدىّ 110 - 111، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 358 - 359، والفهرست 79، وكشف الظنون 723، 1469، واللباب 1: 271، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 292، ومعجم الأدباء 11: 253 - 255، والمنتظم (وفيات 305)، والنجوم الزاهرة 3: 193، ونزهة الألباء 306 - 307. قال ابن خلكان: «وإنما قيل له الحامض لأنه كانت له أخلاق شرسة، فلقب الحامض لذلك. ولما احتضر أوصى بكتبه لأبى فاتك المقتدرىّ، بخلابها أن تصير إلى أحد من أهل العلم».

264 - سليمان بن محمد بن سليمان أبو الربيع الخلى اليمنى [1]

قال أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التميمى «1»: «وأما أبو موسى الحامض فكان أوحد الناس فى البيان والمعرفة بالعربية واللغة والشعر». «قال أبو المعالى النقار: دخل الكوفة أبو موسى، وسمعت منه كتاب الإدغام عن ثعلب عن سلمة عن الفرّاء. قال أبو علىّ: فقلت له: أراك تلخّص الجواب تلخيصا ليس فى الكتب. قال: هذا ثمرة صحبة ثعلب أربعين سنة». توفى أبو موسى الحامض ليلة الخميس لسبع بقين من ذى الحجة سنة خمس وثلاثمائة، وكان قد أخذ عن البصريين، وخلط النحوين، وكان حسن الوراقة فى الضّبط، وكان يتعصّب على البصريين فيما أخذ عليهم فى عربيتهم. فمن تصنيفه: كتاب خلق الإنسان. كتاب النبات. كتاب الوحوش. كتاب مختصر النحو «2». 264 - سليمان بن محمد بن سليمان أبو الربيع الخلّى اليمنىّ [1] من موضع باليمن؛ يعرف بالخلّة، قريب من بلد بنى مسلية، من مذحج. قرأ النحو باليمن، وانتقل فى مدنها فى حالة إقتار وغلاء، وخرج إلى مصر، وتوصّل إلى ملكها الكامل «3»، وحضر مجلسه- وللكامل غرام بعلم النحو؛ يشتهى أن يخالط

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 263، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات 650)، وتلخيص ابن مكتوم 74، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 358، ومعجم البلدان 3: 460.

265 - سليمان بن سليمان بن حجاج بن عمير أبو أيوب [1]

النحاة ليستفيد منهم، ويكره نحاة مصر- فقرّب هذا الغريب على بعد داره، وقرّر له معلوما هو بالنسبة إلى العدم قريب، فقنع به المذكور. وسمعت أنه اجتاز بحلب فى شهور سنة سبع وعشرين وستمائة، واجتمع بنحاتها فلم يجدوا عنده شيئا يوجب التصدّر، ثم عاد إلى مصر عند عودة العساكر الكاملية عن البلاد الجزريّة «1» بعد أخذ آمد «2» فى سنة ثلاثين وستمائة، وهو مقيم بمصر فى الصّحبة على حاله. «3» 265 - سليمان بن سليمان بن حجاج بن عمير أبو أيوب [1] كان له حظ من معرفة النحو واللغة، من مشاهير الأندلسيين فى قطره. وله شعر «4» مذكور متداول بينهم، يتناشدونه فى أنداء «5» الأدب هناك. وله خطابة وبلاغة، وقال الشعر بعد أن أسنّ، فمن شعره فى ابن عم له:

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 74، وطبقات الزبيدىّ 207 - 208.

266 - سليمان بن أحمد بن محمد السرقسطى أبو الربيع الأندلسى المقرئ اللغوى [1]

قريب رحم بعيد مرحمة «1» ... ما نالنى من أذى فمنه وبه أخذ علمه من الأدب عن أبى الغازى وغيره من العلماء. توفى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. 266 - سليمان بن أحمد بن محمد السّرقسطىّ أبو الربيع الأندلسىّ المقرئ اللغوىّ [1] رحل إلى المشرق، وروى عن جماعة من مشايخ بغداذ وغيرهم؛ كأبى بكر أحمد ابن على بن ثابت الخطيب وغيره. وروى عنه الناس، وأقرأ القرآن وأفاد اللغة. وتكلموا فيه. أخبرنا عبد الكريم بن محمد المروزىّ فى كتابه سماعا عليه ببلخ، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن الإخوة العطّار بقراءتى عليه فى داره، أخبرنا أبو الربيع سلمان ابن أحمد بن محمد السّرقسطىّ قراءة عليه وأنا أسمع، أخبرنا أبو بكر «2» أحمد بن على ابن ثابت الحافظ، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن فضالة الحافظ، أخبرنا الحسين ابن جعفر بن محمد، حدّثنا أحمد بن أبى طلحة، حدّثنا أحمد بن على السيارىّ،

_ [1] ترجمته فى الأنساب 296 ب، وتلخيص ابن مكتوم 74، ولسان الميزان 3: 75 - 76، وميزان الاعتدال 1: 366، والمنتظم (وفيات سنة 489)، والوافى بالوفيات ج 5 مجلد 1: 49، والسرقسطى، بفتح السين والراء وضم القاف وسكون السين الثانية: منسوب إلى سرقسطة، وهى مدينة على ساحل البحر من بلاد الأندلس.

حدّثنا نصر بن على الجهضمىّ قال: كان فى جيرانى رجل طفيلىّ. وكنت إذا دعيت إلى مدعاة ركب لركوبى، فإذا دخلنا الموضع أكرم من أجلى. فاتخذ جعفر ابن سليمان أمير البصرة دعوة، فدعيت إليها، وقلت فى نفسى: والله إن جاء هذا الرجل معى لأخزينّه. فلما أن ركبت ركب لركوبى، ثم دخلت الدار، فدخل معى، وأكرم من أجلى. فلما حضرت المائدة قلت: حدّثنا درست بن زياد عن أبان بن طارق عن نافع عن ابن عمر- رضى الله عنه- عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من مشى إلى طعام لم يدع إليه مشى فاسقا وأكل حراما» قال: فقال الطّفيلىّ: استحييت لك يا أبا عمرو، مثلك يتكلّم بهذا الكلام على مائدة الأمير! فليس هاهنا أحد إلا يظنّ أنك رميته بهذا الكلام ثم إنك لا تستحى، تتحدّث عن درست «1» بن زياد، ودرست كذاب لا يحتج بحديثه، عن أبان بن طارق، «2» وأبان كان صبيا من صبيان أهل «3» المدينة يلعبون. ولكن أين أنت عما حدّثنا أبو عاصم النبيل عن ابن جريج «4» عن أبى الزبير «5» عن جابر «6» - رضى الله عنه- عن النبى

267 - سليمان بن أبى طالب عبد الله بن الفتى الحلوانى النهروانى أبو عبد الله [1]

صلى الله عليه وسلم قال: «طعام الواحد يكفى الاثنين، وطعام الاثنين يكفى الأربعة»!. قال نصر بن على: فكأنى ألقمت حجرا. فلما خرجنا من الدار أنشأ الطّفيلىّ يقول: ومن ظنّ ممّن يلاقى الحروب ... بألّا يصاب فقد ظنّ عجزا توفى أبو الربيع السّرقسطىّ الأندلسىّ فى يوم الجمعة تاسع شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وأربعمائة ببغداد، ودفن من يومه. 267 - سليمان بن أبى طالب عبد الله بن الفتى الحلوانىّ النهروانىّ أبو عبد الله [1] والد الحسن «1» بن سليمان الفقيه المدرس بالنظامية «2». كان له حظ وافر من العربية، ومعرفة تامّة باللغة والأدب.

_ [1] ترجمته فى الإكمال لابن ماكولا 1: 218 ب، وبغية الوعاة 260، وتلخيص ابن مكتوم 75، ودمية القصر 87 - 88، وشذرات الذهب 3: 399، وطبقات المفسرين للداودى 82 ا- 82 ب، وطبقات المفسرين للسيوطى 13، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 355 - 356، وعيون التواريخ (وفيات سنة 494)، وكشف الظنون 1313، ومرآة الجنان 3: 156، ومعجم الأدباء 11: 351 - 353، والوافى بالوفيات ج 4 مجلد 2: 369 - 370.

نزل أصبهان وسكنها. وأكثر أئمة أصبهان وفضلائها قرءوا عليه الأدب. ذكره يحيى بن منده «1» فى تاريخ أصبهان، فقال: «سليمان بن عبد الله بن الفتى، البغداذىّ. قدم أصبهان، واستوطن بها. وكان جميل الطريقة، فاضلا أديبا، حسن الخلق، إماما فى اللغة والنحو. صنف كتاب التفسير «2». مسكنه فى باب الوزير قريب من الجامع». وذكره الأمير ابن ماكولا «3» فقال: «وأما الفتى «4»، أوّله فاء مفتوحة بعدها تاء معجمة باثنين من فوقها، فهو أبو عبد الله سليمان «5» بن عبد الله. يعرف بابن الفتى. من أهل النّهروان؛ دخل بغداذ بعد سنة ثلاثين وأربعمائة، وتشاغل بالأدب، وقرأ على أبى الخطاب الجبلىّ والثمانينى وغيرهما من أدباء ذلك الوقت. وحضر عندى وتأدّب، وقال الشعر،

وسافر إلى الجبل، وشاهدته بالرّىّ دفعات وبهمذان، ووجدته فاضلا مليح الشعر حسن الأدب حافظا». وذكره الباخرزىّ «1» فقال: «عاشرته «2» بالنّهروان سنة ثلاث وستين، ووجدته لطيف العشرة، وفتّشته عما يتحلّى به من علم الإعراب، فمدّ «3» فيه أطناب «4» الإطناب، حتى كاد يكون مكانه من المبرّد والزّجّاج، مكان الأسنّة من الزّجاج «5». وهو مع هذا أشعر أبناء جنسه. فممّا أنشدنى لنفسه «6» من قصيدة نظامية: يا ظبية حلّت بباب الطاق «7» ... بينى وبينك أوكد الميثاق فوحقّ أيام الصّبى ووصالنا ... قسما بها وبنعمة الخلّاق ما مرّ من يوم ولا من ليلة ... إلا إليك تجدّدت أشواقى سقيا لأيام جنى لى طيبها ... ورد الخدود ونرجس الأحداق وإذا أضرّت بى عقارب صدغها «8» ... كانت مراشف ريقها ترياقى

268 - سليمان بن حبون النحوى الشاعر [1]

268 - سليمان بن حبّون النحوىّ الشاعر [1] من أهل الرّحبة «1». نزل حرّان «2»، وقطن بها، وتصدّر لإفادة هذا الشأن. وكان مستوحشا من الناس، منقطعا عنهم، يقول شعرا مصنوعا قريب الحال، يقصد به الاستعطاء. رأيته بحلب فى سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، وقد حضر إليها من حرّان ليمدح الملك الظاهر غازى بن الملك الناصر «3» صلاح الدين- سقى الله عهده- ونزل عند رجل من أهلها يعرف بابن خرخاز، ورأيته ينسخ فى كتاب القوافى للزجّاج، وذاكرته فى النحو، فرأيته نزقا «4» لا يرغب أن يباحث فيه. وسألته: من لقيت من المشايخ؟ فقال: اصطحبت أنا والمهذّب بن العطّار فى الكلك «5» إلى بغداذ؛ لم يزدنى على ذلك. وتوجه بعد أن أخذ الجائزة عن مدحه إلى حرّان. ومات قريبا من ذلك فيما بلغنى، وخلّف بها بنات. وكان ظاهر أمره الإقلال. وسمعت أنه امتدح العادل

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 75.

269 - سعيد بن أوس بن ثابت أبو زيد الأنصارى [1]

أبا بكر «1» بن أيوب عند ملكه حرّان، فلم يجزه شيئا، فذكر أبياتا عرّض له فيها بأنك جواد ما زلت؛ ولكنّ أرضنا غيّرتك، فقال: هجانا هذا الرجل بطريق لطيف. وبيت القصيدة: قسما بآل محمد ... ما فوق ذلك من قسم إن المليك محمدا ... لولاه ما عرف الكرم يعطى اليراع براعة ... كالسيف «2» يخضبه بدم لكنّ تربة أرضنا ... نقلته عن تلك الشّيم 269 - سعيد بن أوس بن ثابت أبو زيد الأنصارىّ [1] صاحب النحو واللغة. حدّث عن عمرو بن عبيد وأبى عمرو بن العلاء. روى عنه أبو عبيد القاسم بن سلّام، ومحمد بن سعد الكاتب، وأبو حاتم

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 19 - 20، وأخبار النحويين البصريين 52 - 57، وبغية الوعاة 254 - 255، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 215)، وتاريخ بغداد 9: 77 - 80، وتاريخ أبى الفدا 2: 30، وتاريخ ابن كثير 10: 269 - 270، وتلخيص ابن مكتوم 76، وتقريب التهذيب 90، وتهذيب التهذيب 4: 3 - 5، وتهذيب اللغة للأزهرى 1: 5 - 6، وخلاصة تذهيب الكمال 115، وابن خلكان 1: 207 - 208، وشذرات الذهب 2: 34 - 35، وطبقات الزبيدى 116 - 117، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 349 - 351، وطبقات القراء لابن الجزرى 1: 305، وطبقات المفسرين للداودى 76 ب- 77 ا، وعيون التواريخ (وفيات سنة 215)، والفهرست 54 - 55، وكشف الظنون 1383، 1409، 1447، 1454، 1459، 1465، 1466، 1472، ومراتب النحويين 67 - 70، ومرآة الجنان 2: 58 - 59، والمزهر 2: 402، 419، 461، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 224 - 225، والمعارف 237، ومعجم الأدباء 11: 212 - 217، والنجوم الزاهرة 2: 210، ونزهة الألباء 173 - 179.

السّجستانىّ وأبو زيد عمر بن شبة، وأبو حاتم الرازىّ. وكان ثقة ثبتا «1» من أهل البصرة. قال ابن القدّاح «2»: أبو زيد النحوى، سعيد بن أوس بن ثابت بن زيد ابن قيس بن زيد بن النعمان «3» بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج. وشهد ثابت ابن زيد أحدا والمشاهد بعدها. وهو أحد العشرة الذين بعث عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- مع أبى موسى الأشعرى إلى البصرة، وأحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبى صلى الله عليه وسلم «4». هكذا نسب أبى زيد فى هذه الرواية. وفيه إخلال؛ والصواب ما ذكره محمد ابن سعد «5»، قال: «[أخبرنا «6»] أبو زيد النحوى، واسمه سعيد بن أوس بن ثابت ابن بشير بن أبى زيد [قال «7»]: ثابت «8» بن زيد بن قيس [هو جدّى؛ وقد شهد أحدا «9»]».

قال أبو عثمان المازنىّ: كنا عند أبى زيد، فجاء الأصمعىّ، فأكبّ على رأسه وجلس، وقال: هذا عالمنا ومعلّمنا منذ عشر سنين «1». قال أبو زيد الأنصارىّ: وقفت على قصّاب وعنده بطون، فقلت: «بكم البطنان يا غلام؟» قال: «بدرهمان يا ثقيلا». وقال أبو زيد: وقفت بباب سليمان بن أبى العاص الثقفىّ على قصّاب، وقد أخرج بطنين سمينين موفورين، فعلّقهما، فقلت: بكم البطنان؟ فقال: بمصفعان يا مضرطان. قال: فغطيت رأسى وفررت؛ لئلا يسمع الناس فيضحكوا منى. قال أبو زيد الأنصارىّ: كنا ببغداذ، فأردت الانحدار إلى البصرة، فقلت لابن أخى: اكترلنا. فجعل ينادى: «يا معشر الملاحون»؛ فقلت له: ويلك! ما تقول؟ قال: جعلت فداك! أنا مولع بالرفع «2». وقال روح بن عبادة: كنا عند شعبة «3»، فضجر من الحديث، فرمى بطرفه، فرأى سعيد بن أوس فى أخريات الناس، فقال: يا أبا زيد: استعجمت «4» دارمىّ ما تكلّمنا ... والدّار لو كلّمتنا ذات أخبار

إلىّ أبا زيد. فجاءه، فجعلا يتناشدان الأشعار، فقال بعض أصحاب الحديث: يا أبا بسطام، نقطع إليك ظهور الإبل لنسمع منك حديث رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- فتدعنا وتقبل على الأشعار! قال: فرأيت شعبة قد غضب غضبا عليه وسلّم- فتدعنا وتقبل على الأشعار! قال: فرأيت شعبة قد غضب غضبا شديدا؛ ثم قال: يا هؤلاء، أنا أعلم بالأصلح لى. أنا والله الذى لا إله إلا هو فى هذا أسلم منى فى ذاك! قال أبو زيد: لقيت أبا حنيفة، فحدّثنى بحديث فيه: «يدخل الجنة قوم حفاة عراة منتنين قد أحمشتهم النار»، فقلت له: «منتنون قد محشتهم «1» النار». فقال: ممّن «2» أنت؟ قلت: من أهل البصرة، قال: كل أصحابك مثلك؟ قلت: أنا أخسّهم حظّا فى العلم، فقال: طوبى لقوم تكون أخسّهم! وسرق أصحاب الحديث نعل أبى زيد، فكان إذا جاء أصحاب الشعر والعربية والأخبار رمى بثيابه ولم يتفقدها، وإذا جاء أصحاب الحديث جمعها كلها، وجعلها بين يديه وقال: ضمّ يا ضمّام، واحذر لا تنام. مات أبو زيد الأنصارى سنة أربع عشرة ومائتين. وقيل سنة خمس عشرة ومائتين، وله ثلاث وتسعون سنة، بالبصرة. وكان أبو زيد من أهل العدل والتشيّع، وكان ثقة، وكان عالما بالنحو، ولم يكن مثل سيبويه والخليل. وكان يونس أعلم منه بالنحو، وكان مثله فى اللغات. وكان أبو زيد أعلم من الأصمعى وأبى عبيدة بالنحو. وكان يقال [له]: أبو زيد النحوىّ. وله كتاب فى تخفيف الهمز على مذهب النحويين. وفى كتبه المصنفة فى اللغة وشواهد النحو عن العرب ما ليس لغيره.

وكان كثير السماع من العرب. وقال أبو زيد: سألنى الحكم بن قنبر عن «تعاهدت ضيعتى»، فقلت: «تعهّدت»، فقال: لا- وكان عنده ستة من الأعراب الفصحاء- فقلت: اسألهم. فسألهم «1». فكلّ قال: «تعهّدت». فقال: يا أبا زيد، علم كنت سببه، أو كلاما نحو هذا. ولم يأخذ أحد من علماء البصريين عن الكوفيين إلا أبا زيد، فإنه روى عن المفضّل فى أوّل كتابه «النوادر» «2»، قال: أنشدنى المفضّل لضمرة بن ضمرة: بكرت «3» تلومك بعد وهن فى النّدى ... بسل عليك ملامتى وعتابى «4» وكان أبو زيد يلقّب أصحابه، فلقّب الجرمىّ بالكلب لجدله واحمرار عينيه، ولقب المازنى «تدرج» «5» لمشيته، ولقب أبا حاتم برأس البغل «6»، ولقب التوّزىّ

أبا الوذواذ لخفة حركته وذكائه، ولقّب الزيادىّ طارقا، لأنه كان يأتيه بليل. وكان هؤلاء أخذوا عن أبى زيد. قال أبو زيد: أتيت بغداذ حين قام المهدى، فوافاه العلماء من كل بلدة بأنواع العلوم، فلم أر رجلا أفرس ببيت شعر من خلف، ولا عالما أبذل لعلمه من يونس. وتوفى أبو زيد فيما قاله محمد بن إسحاق النديم سنة خمس عشرة ومائتين. وقال: ««1» وله من الكتب المصنفة كتاب إيمان عثمان. كتاب حيلة ومحالة. كتاب القوس «2» والتّرس. كتاب مسائية «3». كتاب المعزى. كتاب الإبل «4». كتاب خلق الإنسان. كتاب الأبيات. كتاب المطر. كتاب المياه. كتاب الغرائز. كتاب النبات والشجر. كتاب اللغات. كتاب قراءة أبى عمرو. كتاب النوادر. كتاب الجمع والتثنية. كتاب اللبن. كتاب بيوتات العرب. كتاب تخفيف الهمز. كتاب حياة «5». كتاب المقتضب «6». كتاب الوحوش. كتاب الفرق. كتاب فعلت وأفعلت. كتاب غريب الأسماء. كتاب الهمز. كتاب المصادر «7». كتاب الحلبة. كتاب نابه ونبيه. كتاب معانى القرآن. كتاب النحو الكبير. كتاب الصفات «8»».

270 - أخبار أبى الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط [1]

270 - أخبار أبى الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط [1] هو أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعىّ، مولى مجاشع «1». أخذ النحو عن سيبويه- وكان أكبر منه- وصحب الخليل أولا، وكان معلّما لولد الكسائىّ. وسبب ذلك أنه لما جرى بين الكسائىّ وسيبويه ما جرى من المناظرة «2» رحل سيبويه إلى الأهواز. «3»

_ [1] ترجمته فى أخبار النحويين البصريين للسيرافى 50 - 51، وإشارة التعيين الورقة 20، وبغية الوعاة 258، وتاريخ أبى الفدا 2: 29، وتلخيص ابن مكتوم 77، وابن خلكان 1: 208، وشذرات الذهب 2: 36، وطبقات الزبيدىّ 45 - 46، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 355، وعيون التواريخ (وفيات سنة 210)، والفهرست 52، وكشف الظنون 201، 1391، 1438، 1451، 1463، 1670، 1729، 1730، ومراتب النحويين 109، ومرآة الجنان 2: 61، والمزهر 2: 405، 419، 444، 463، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 283 - 284، والمعارف 227 - 228، ومعجم الأدباء 11: 224 - 230، ونزهة الألباء 184 - 188. والأخفش فى اللغة: الصغير العينين مع سوء بصرهما. قال السيوطى فى بغية الوعاة ص 436: «الأخفش أحد عشر: أشهرهم ثلاثة: عبد الحميد بن عبد المجيد [الأكبر]، والأوسط سعيد بن مسعدة، والأصغر على بن سليمان، والرابع أحمد بن عمران، والخامس أحمد بن محمد الموصلىّ، والسادس خلف بن عمر، والسابع عبد الله بن محمد، والثامن عبد العزيز بن أحمد، والتاسع على بن محمد المغربى الشاعر، والعاشر على بن إسماعيل الفاطمى، والحادى عشر هارون بن موسى بن شريك». وقال ابن خلكان: «كان يطلق على سعيد بن مسعدة الأخفش الأصغر، فلما ظهر على بن سليمان المعروف بالأخفش أيضا صار هذا وسطا».

قال الأخفش «1»: فلما دخل إلى شاطئ البصرة وجّه إلىّ فجئته، فعرّفنى خبره مع البغداذىّ، وودّعنى ومضى إلى الأهواز، فتزوّدت وجلست فى سمارية «2» حتى وردت بغداذ، فوافيت مسجد الكسائىّ، فصلّيت خلفه الغداة، فلما انفتل من صلاته، وقعد فى محرابه- وبين يديه الفرّاء والأحمر وهشام وابن سعدان- سلّمت عليه، وسألته عن مائة مسألة، فأجاب بجوابات خطّأته فى جميعها. فأراد أصحابه الوثوب علىّ، فمنعهم من ذلك، ولم يقطعنى ما رأيتهم عليه ممّا كنت فيه. فلما فرغت من المسائل قال لى الكسائىّ: بالله أنت أبو الحسن سعيد ابن مسعدة الأخفش؟ قلت: نعم، فقام إلىّ، وعانقنى وأجلسنى إلى جانبه، ثم قال لى: أولادى أحبّ أن يتأدّبوا بك، ويخرّجوا «3» على يديك، وتكون معى غير مفارق لى. وسألنى ذلك فأجبته، إليه. فلما اتصلت الأيام بالاجتماع، سألنى أن أؤلف له كتابا فى معانى القرآن، فألفت كتابى فى المعانى، فجعله إماما، وعمل عليه كتابا فى المعانى، وعمل الفرّاء كتابه فى المعانى عليهما. وقرأ عليه الكسائىّ كتاب سيبويه، ووهب له سبعين دينارا. قال أبو حاتم سهل بن محمد السّجستانىّ- رحمه الله-: وأخذ الأخفش كتاب أبى عبيدة فى القرآن، فأسقط منه شيئا، وزاد شيئا، وأبدل منه شيئا، قال: فقلت له:

اىّ شىء هذا الذى تصنع من هذا؟ من أعرف بالعربية؟ أنت أو أبو عبيدة؟ فقال: الكتاب لمن أصلحه، وليس لمن أفسده. قال: فلم يلتفت إلى كتابه، وصار مطّرحا. قال أبو حاتم: وكان الأخفش رجل سوء، قدريّا شمريا. وهم صنف من القدرية «1»، نسبوا إلى [أبى] شمر «2»، ولم يكن يغلو فيه. وقال أيضا: كتابه فى المعانى صو يلح؛ إلا أن فيه مذاهب سوء فى القدر. وكان أبو حاتم يعيب كتابه فى القرآن فى جمع الواحد. وقال أبو حاتم فى كتابه فى القراءات؛ حيث ذكر القرّاء والعلماء: «كان فى المدينة علىّ الملقّب بالجمل وضع كتابا فى النحو لم يخلّ شيئا «3»، فذهب. وأظن الأخفش هذا وضع كتابه فى النحو منه، ولذلك قال فيه: الزيت رطلان بدرهم. والزيت لا يذكر بالبصرة؛ لأنه ليس بإدام لهم». وقال الأخفش: لما دخلت بغداذ أتانى هشام الضرير، فسألنى عن مسائل عملها، وفروع فرّعها، فلما رأيت أن اعتماده واعتماد غيره من الكوفيين على المسائل عملت كتاب المسائل الكبير، فلم يعرفوا أكثر ما أوردته فيه.

وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: أوّل من أملى غريب كل بيت من الشعر تحته الأخفش- وكان ببغداذ- والطوسىّ مستمليه. قال: ولم أدركه؛ لأنه قبل عصرنا. وكان يقال له: الأخفش الراوية. وتوفى سنة خمس عشرة ومائتين. أنبأنى الشريف النقيب محمد بن أسعد النحوىّ الجوّانىّ «1»، أخبرنا عبد السلام ابن مختار اللغوىّ عن ابن بركات السعيدىّ، أخبرنا محمد بن سهل الهروىّ، أخبرنا محمد بن الحسين اليمنىّ «2» من كتابه قال: «أخبرنى أبو العباس أحمد بن محمد بن الوليد قال: أخبرنا أبو إسحاق الزّجّاج عن المبرّد قال: سعيد بن مسعدة مولى بنى مجاشع؛ وهو من أهل بلخ- وكان أجلع فيما أخبرنا به عن أبى حاتم- والأجلع: الذى لم تنطبق شفتاه. وكان يقول بالعدل». قال أبو العباس المبرّد: أخبرنى المازنى قال: كان الأخفش أعلم الناس بالكلام وأحذقهم بالجدل، وكان غلام أبى شمر، وكان على مذهبه. قال أبو العباس أحمد بن يحيى: حدّثنى سعيد بن سلم قال: دخل الفرّاء على سعيد بن سلم، فقال: قد جاءكم سيد أهل اللغة، وسيد أهل العربية. فقال الفرّاء: أما مادام الأخفش- يعنى سعيد بن مسعدة- يعيش فلا. والأخفش أحذق أصحاب سيبويه، وهو أسنّ منه، ولقى من لقيه من العلماء إلا الخليل. والطريق إلى كتاب سيبويه الأخفش؛ وذلك أن كتاب سيبويه لا يعلم أحد قرأه على سيبويه، ولا قرأه عليه سيبويه؛ ولكنه لما مات قرئ على الأخفش فشرحه وبينه. ولم يكن أيضا ناقصا فى اللغة. وله كتب مستحسنة.

وكان أخذ عن أبى مالك النّميرىّ. وذكر المبرّد عن المازنىّ قال: قال الأخفش: سألت أبا مالك عن قول أمية بن [أبى] الصلت «1»: سلامك ربّنا فى كلّ فجر ... بريئا ما تغنّثك الذّموم «2» فقلت: ما «تغنّثك»؟ فقال: ما تتعلّق بك. وكان فيمن قرأ كتاب سيبويه أبو عمر الجرمىّ وأبو عثمان المازنىّ. وذكر ابن مجاهد قال: حدّثنا ثعلب عن سلمة عن الأخفش قال: جاءنا الكسائىّ إلى البصرة، فسألنى أن أقرأ عليه كتاب سيبويه ففعلت، فوجه إلىّ خمسين دينارا. قال: وكان الأخفش يعلّم ولد الكسائىّ. وقال المبرّد: الأخفش أكبر سنا من سيبويه؛ إلا أنه لم يأخذ عن الخليل، وكانا جميعا يطلبان، فجاءه الأخفش، فناظره بعد أن برع، فقال له الأخفش: إنما أناظرك لأستفيد لاغير. قال: أترانى أشكّ فى هذا! وكان أبو العباس ثعلب يفضّل الأخفش ويقول: كان أوسع الناس علما. وله كتب كثيرة فى العروض والنحو والقوافى. قال ثعلب: ومات الأخفش بعد الفرّاء، ومات الفرّاء سنة سبع ومائتين، بعد دخول المأمون العراق بثلاث سنين. وذكر ابن عبد الملك التاريخى فى كتابه: «حدّثنى الحسين بن إسماعيل البصرىّ، قال: سمعت العباس بن الفرج الرياشىّ يقول: أخبرنى الأخفش قال: يهمز الحرف إذا كان فيه ألف وقبلها فتحة، وأنشد للعجاج «3»:

وخندف «1» هامة هذا العألم فى قصيدته التى يقول فيها: يا دار سلمى يا سلمى ثم اسلمى فلما همز «العألم» للفتحة التى قبلها لم يكن مؤسّسا «2»؛ لأنهم يجعلون الهمزة بمنزلة سائر الحروف [مثل] العين والقاف». قال: «وكان أبو حية النميرىّ ممّن يهمز مثل هذا. قال: والواو إذا كانت قبلها ضمة همزوها، مثل «يؤقن». قال: فقلت له: فالياء إذا كانت قبلها كسرة؟ قال: لا أدرى». وذكر الجاحظ أن أبا الحسن الأخفش كان يعلم ابنا للمعذّل بن غيلان يقال له: عبد الله، فكتب إلى المعذّل، وقد استجفى الغلام: أبلغ أبا عمر إذا جئته ... بأنّ عبد الله لى جاف قد أحكم الآداب طرّا فما ... يجهل شيئا غير إنصافى فكتب إليه المعذّل: إن يك عبد الله يجفوكم ... يكفيك إلطافى وإتحافى وذكر محمد بن إسحاق النديم فى «3» كتابه قال: «مات الأخفش سنة إحدى عشرة ومائتين، بعد الفراء». قال: «وقال البلخى فى كتاب فضائل خراسان: أصله من خوارزم، ويقال: توفّى فى سنة خمس عشرة ومائتين. وروى الأخفش عن حمّاد بن الزبرقان- وكان بصريا».

وله من الكتب المصنفة: كتاب الأوسط فى النحو. كتاب تفسير معانى القرآن. كتاب المقاييس، فى النحو. كتاب الاشتقاق. كتاب الأربعة. كتاب العروض. كتاب المسائل الكبير. كتاب القوافى. كتاب الملوك، كتاب معانى الشعر. كتاب وقف التمام. كتاب المسائل الصغير. كتاب الأصوات. كتاب صفات الغنم وعلاجها وأسنانها. [كتاب التّصريف «1»]». ووقف أعرابى على مجلس الأخفش، فسمع كلامهم فى النحو، فحار وعجب وأطرق ووسوس «2»، فقال له الأخفش: ما تسمع يا أخا العرب؟ قال: أراكم تتكلمون بكلامنا فى كلامنا بما ليس فى كلامنا، فأنشد الأخفش لبعض العرب: ماذا لقيت من المستعربين ومن ... تأسيس نحوهم هذا الذى ابتدعوا إن قلت قافية فيما يكون لها ... معنى يخالف ما قاسوا وما صنعوا قالوا: لحنت وهذا الحرف منخفض ... وذاك نصب وهذا ليس يرتفع وحرّشوا بين عبد الله واجتهدوا ... وبين زيد فطال الضّرب والوجع إنى نشأت بأرض لا تشبّ بها ... نار المجوس ولا تبنى بها البيع «3» ولا يطا القرد والخنزير ساحتها ... لكن بها العين والذّيال والصّدع «4» ما كل قولى معروف لكم فحذوا ... ما تعرفون وما لا تعرفون دعوا

كم بين قوم قد احتالوا لمنطقهم ... وآخرين على إعرابهم طبعوا وبين قوم رأوا شيئا معاينة ... وبين قوم رأوا بعض الذى سمعوا قال الأخفش سعيد بن مسعدة: كان أمير البصرة يقرأ: (إنّ الله وملائكته يصلّون) «1» بالرفع، فيلحن، فمضيت إليه ناصحا له، فزبرنى «2» وتوعّدنى، وقال: تلحّنون أمراءكم!. ثم عزل وولى محمد بن سليمان، فكأنه تلّقاها من فم المعزول. فقلت فى نفسى: هذا هاشمىّ، ونصيحته واجبة، فخشيت أن يلقانى بما لقينى به الأوّل، ثم حملت نفسى على نصيحته، فصرت إليه وهو فى غرفة، ومعه أخوه والغلمان على رأسه؛ فقلت: أيها الأمير، جئت لنصيحة، قال: قل، قلت: هذا- وأومأت إلى أخيه- فلما سمع ذلك قام أخوه، وفرّق الغلمان عن رأسه- وأخلانى- فقلت: أيها الأمير، أنتم بيت الشرف وأصل الفصاحة، وتقرأ: (إنّ الله وملائكته) بالرفع، وهذا غير جائز، فقال: قد نصحت ونبهت، فجزيت خيرا، فانصرف مشكورا. فلما صرت فى نصف الدّرجة إذا الغلام يقول لى: قف مكانك، فقعدت مروّعا، وقلت: أحسب أن أخاه أغراه بى؛ فإذا بغلة سفواء «3» وغلام وبدرة وتخت «4» ثياب وقائل يقول: البغلة والغلام والمال لك، أمر به الأمير. فانصرفت مغتبطا بذلك «5».

هشام «1» للمظفر «2» بن أبى عامر. قال: فقال لى ابن القزاز: إن هشاما لضعيف. هذه الجنة المذكورة هى أوّل أصل اتخذه عبد الرحمن «3» بن معاوية، وكان فيها نخلة أدركتها بنفسى، ومنها ولدت كل نخلة بالأندلس. وفى ذلك يقول عبد الرحمن- وقد تنزه إليها، فرأى تلك النخلة فحنّ: يا نخل أنت غريبة مثلى ... فى الغرب نائية عن الأصل فابكى وهل تبكى ملثّمة ... عجماء لم تطبع على خبل لو أنها مثلى إذا لبكت ... ماء الفرات ومنبت «4» النخل لكنّها ذهلت وأذهلنى ... بغضى بنى العباس عن أهلى وكان أبو عثمان هذا حافظا للغة والعربية، حسن القيام بهما، ضابطا لكتبه، متفنّنا فى نقله. وله كتاب فى الردّ على صاعد بن الحسن اللغوىّ البغداذىّ ضيف محمد ابن أبى عامر، فى مناكير كتابه فى النوادر والغريب؛ المسمى بالفصوص، وأكثر التحامل عليه فيه. وكان ثقة من أجلّ أصحاب أبى على القالى، ومن طريقته صحّت اللغة بالأندلس بعد أبى علىّ، ومن طريق أبى على بن أبى الحباب وأبى بكر الزّبيدىّ.

274 - سعيد بن عيسى الأصفر الاندلسى [1]

وفقد أبو عثمان- فى وقعة قفلش، فلم يوجد حيا ولا ميتا- يوم السبت للنصف من ربيع الأوّل سنة أربعمائة؛ كذا ذكر ابن حيان وغيره. وذكر ابن عبد البرّ أن وفاته كانت فى أربع أو خمس وتسعين وثلاثمائة- رحمه الله. 274 - سعيد بن عيسى الأصفر الاندلسىّ [1] ساكن طليطلة. أبو عثمان. كان عالما بالنحو واللغة والأشعار، و [له] مشاركة فى المنطق وكتب الأخبار. وله شرح الجمل للزّجّاجىّ. توفى نحو الستين والأربعمائة. 275 - سعيد بن المبارك بن على بن الدهان البغداذىّ أبو محمد [2] من أهل المقتدية، إحدى المحال الشرقية. رجل عالم فاضل، كيس نبيه نبيل، له معرفة كاملة بالنحو، ويد باسطة فى الشعر. رحل إلى أصبهان، وسمع بها، واستفاد من خزائن وقوفها. وكتب الكثير من كتب الأدب بخطه، وعاد إلى بغداد، واستوطنها زمانا، وأخذ الناس عنه

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 78، وروضات الجنات 272، والصلة لابن بشكوال 1: 222. [2] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 20، وبغية الوعاة 256 - 257، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 569)، وتلخيص ابن مكتوم 77، وخريدة القصر 1: 82 - 83، وابن خلكان 1: 209 - 210، وروضات الجنات 314 - 315، وشذرات الذهب 4: 233، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 352 - 354، وطبقات المفسرين للداودى 78 ا، والفلاكة والمفلوكين 126 - 127، وكشف الظنون 72، 116، 212، 438، 752، 872، 960، 1156، 1212، 1265، 1438، 1563، 1630، 1977، ومرآة الجنان 3: 390، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 255 - 247، ومعجم الأدباء 11: 219 - 223، والنجوم الزاهرة 6: 72، ونكت الهميان 158 - 159.

شرح الإيضاح فى النحو لأبى على الفارسى، فى ثلاثه وأربعين مجلدا، وشرح اللمع شرحا كبيرا فى عدّة مجلدات، وصنف غير ذلك. وخرج عن بغداذ قاصدا دمشق، واجتاز الموصل، وبها وزيرها جمال الدين الجواد «1» الأصبهانىّ، فارتبطه عنده، ومعه الاجتياز بالإحسان، وصدّره بالموصل للإقراء والإفادة والتصنيف. وكان آخر كتبه ببغداذ، وهى التى أتعب فيها خاطره وناظره، وبلغه أن الغرق قد استولى على بغداذ، فسير من يحضر كتبه إن كانت سالمة، فوجدها قد غرقت فيما غرق، وزادها على الغرق أنّ خلف مسكنه مدبغة فاض الماء منها إلى منزله؛ فأهلك الكتب زيادة على هلاكها، فلما أحضرت إليه أخذ فى تأملها على نتنها وتغير لونها. فأشير عليه بأن يبخّر ما سلم منها على فساده بشىء مما يغير الرائحة، فشرع فى تبخيرها باللّاذن، «2» ولازم ذلك إلى أن بخّرها بما يزيد على ثلاثين رطلا من اللّاذن. فطلع ذلك إلى رأسه وعينيه، فأحدث له العمى، فانكف بصره قبل موته- رحمه الله- ونعوذ بالله من سوء التقدير، إنه هو اللطيف الخبير. وكان مولده فى رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة بنهر طابق «3».

قال تاج الإسلام أبو سعيد عبد الكريم بن محمد المروزىّ «1»: سمعت أبا القاسم على بن الحسين بن هبة الله «2» الحافظ الدّمشقى من لفظه بدمشق يقول: سمعت سعيد ابن المبارك بن الدّهان بنهر طابق ببغداذ يقول: رأيت فى النوم شخصا أعرفه، وهو ينشد شخصا كأنه حبيب له: أيها الماطل دينى ... أملّى وتماطل علّل القلب فإنّى ... قانع منك بباطل قال: فرأيت سعيد بن المبارك بن الدّهان، وعرضت عليه هذه الحكاية، فقال: ما أعرفها. ولعل ابن الدهان نسى. وأبو القاسم على بن القاسم الدمشقى من أوثق الرواة، جمع له الحفظ والمعرفة. قلت: وقد سمعت من يذكر عمّن حضر هذه الحكاية أن ابن الدّهان استملاها من ابن السمعانىّ. وقال: أخبرنى ابن السمعانىّ المروزىّ قال: أخبرنى أبو القاسم بن عساكر الدمشقىّ عنى أنى أخبرته ... وساق باقى الحكاية؛ فكأنما روى عن رجلين عن نفسه، وهو أغرب ما وقع فى طريق الرواية. ومن شعر سعيد بن المبارك بن الدّهان: أهوى الخمول لكى أظلّ مرفّها ... مما يعانيه بنو الأزمان إن الرياح إذا عصفن رأيتها ... تولى الأذيّة شامخ الأغصان وأنشد سعيد بن المبارك النحوىّ لنفسه: بادر إلى العيش والأيام راقدة ... ولا تكن لصروف الدهر تنتظر فالعمر كالكأس يبدو فى أوائله ... صفو وآخره فى قعره كدر

ومن شعره أيضا: أرى الفضل منّاح التأخّر أهله ... وجهل الغنى يسعى له فى التقدم كذاك أرى الخفّاش ينجيه قبحه ... ويحتبس القمرىّ حسن الترنم وشعره كثير. وتوفى- رحمه الله- بالموصل فى شهور سنة تسع وستين وخمسمائة. ومن مصنفاته: كتاب شرح الإيضاح، ثلاثة وأربعون مجلدا، وكتاب شرح اللمع، ثلاثة مجلدات. كتاب شرح بيت من شعر الصالح صنفه للصالح بن رزّيك «1»، مجلد. كتاب العروض، مجلد. كتاب الدّروس «2» فى النحو، مجلد. كتاب الفصول «3» فى النحو، مجلد. كتاب الرسالة السعيدية فى المآخذ الكندية يشتمل على سرقات المتنبى، مجلد. كتاب تذكرته، وسماه زهر الرياض، سبعة مجلدات، رأيتها وملكتها بخطه «4».

276 - سعيد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميدانى النيسابورى [1]

أنبأنا محمد بن محمد بن حامد «1» فى كتابه قال: «الشيخ أبو محمد بن الدّهان النحوىّ، من أهل بغداذ، سعيد بن المبارك بن على بن الدّهان: بحر لا يغضغض «2»، وحبر لا يغمض «3»، سيبويه عصره، ووحيد دهره. لقيته ببغداذ فى وقت انتقالنا إليها، وكانت داره بالمقتدية فى جوارنا، وكان يقال حينئذ: النحويون ببغداذ أربعة: ابن الجواليقىّ وابن الشّجرىّ وابن الخشاب وابن الدّهان. وكان جماعته يتعصّبون له، ويفضّلونه على غيره، ويقصدون نحوه لنحوه، ثم قصد الموصل فى زمان جمال الدين الجواد، وسكن فى ظلّه الوارف، وحظى من فضله الوافر، وأقام بعده بها إلى أن توفى سنة تسع وستين وخمسمائة، وقد أضرّ بصره، واختلّ نظره- رحمه الله». 276 - سعيد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميدانىّ النيسابورىّ [1] ولد الميدانىّ «4» الأديب المشهور، صاحب كتاب الأمثال وغيره. وولده هذا ذكره البيهقىّ فى الوشاح فقال فى وصفه: «من حطّ الرّحال [عنده] يوما للتحصيل والتعليم، فلا شكّ أنه يخيّم فى فضاء التبجيل والتعظيم، ولا يبقى صفر الراحة من المال، معطّل الباحة من حسن الحال،

_ [1] ترجمته فى الأنساب 548 ا، وبغية الوعاة 254، وتلخيص ابن مكتوم 78، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 349. والميدانى، بفتح الميم وسكون الياء: منسوب إلى محلة تعرف بميدان زياد بنيسابور. قال السمعانى إنه توفى فى حدود سنة 540. وفى بغية الوعاة وطبقات ابن قاضى شهبة أنه توفى سنة 539.

وهذا الإمام تأدّب بآداب أبيه اللائحة، واجتهد فى سلوك سبله الواضحة؛ حتى تحقق فيه قول القائل: «ما أشبه الليلة بالبارحة». ومن منظومه قصيدة قالها فى الإمام فخر الدين عبد العزيز الكوفىّ: غرض «1» العذول وملّ من تعنيفى ... وأماط عنه حبائل التخويف لما رأى ألّا أريم «2» من الضّنى ... مثواى رقّ لجسمى المنزوف «3» لانت عريكته «4» وذلّ شماسه «5» ... لمتيمّ رهن الغرام لهيف من لى بقلب المستهام ومن له ... بجميل صبر للغرام رديف طاف الهوى بهما جميعا مثل ما ... [طافت على] الأرواح ريح خريف ومنها: قالت خليلك رهطه «6» كوفيّة ... فلأجل ذا بوفائه لا يوفى قلت اخسئ فلقد نرى متوفّرا ... كلّ الوفاء لدى الامام الكوفى شمس يعمّ الخافقين إياتها «7» ... مأمونة من غيبة وكسوف خاض العباب إلى العلوم فنالها ... موفورة والناس عند السّيف «8» لا زال صدر الدين فيه موشّحا ... بقلائد التيجان والتشريف أضحى كمثل الشمس فى فلك العلا ... والشمس تستغنى عن التعريف

277 - سعيد بن محمد الغسانى النحوى القيروانى أبو عثمان [1]

277 - سعيد بن محمد الغسّانى النحوىّ القيروانىّ أبو عثمان [1] كان أستاذا فى كل فنّ، عالما بالعربية واللغة والجدل- وكان الجدل أغلب الفنون عليه- وكان دقيق النظر جدا، ثابت الحجّة، شديد العارضة «1»، حاضر الجواب، صحيح الخاطر. وله كتب كثيرة: منها كتاب توضيح المشكل فى القرآن، وكتاب المقالات ردّ فيه على المذاهب أجمعين، وكتاب الاستيعاب، وكتاب الأمالى، وكتاب عصمة الدينيين، وكتاب العبادة الكبرى والصغرى، وكتاب الاستواء، إلى كتب كثيرة جملتها فى الاحتجاج على الملحدين. وله مع أبى عبد الله المعلّم مسائل برز فيها، وظهرت حجته فيها، ثم أملاها سعيد على أصحابه، وسماها المجالس. وكان العراقيون يوجهون إليه مع تلاميذهم من يعنّته ويسأله، فحدّث بعض أهل القيروان قال: أتوه يوما فألفوه فى الحمام، فتلقوه وهو خارج منه، فقالوا: أعزك الله! كيف وجدت الحمام؟ فقال لهم: غاية فى الطّيب. فقالوا له: من جهة الذوق طيبه- أصلحك الله-؟ فقال لهم: يا حثالة الزنادقة، وإخوان المدابير، وتلاميذ الملحدين، أرأيتم قول الله تعالى: (حَتَّى «2» إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ )، أمن قبل الذوق وجد طيب الريح!.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 257، وتلخيص ابن مكتوم 78، وروضات الجنات 314، وطبقات الزبيدىّ 162 - 164، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 354 - 355. وفى طبقات الزبيدىّ اسمه: «ابن الحداد سعيد بن محمد الغسانى»، وما ذكره هنا المؤلف فى ترجمته يوافق ما فى الطبقات.

وكان لسعيد بالقيروان فى أوّل دخول الشيعة مقامات محمودة، ناضل فيها عن الدّين، وذبّ عن السّنن، حتى مثّله أهل القيروان فى حاله تلك بأحمد بن حنبل «1» أيام المحنة «2»، وكان يناظرهم ويقول: قد أوفيت على التسعين، وما بى إلى العيش من حاجة، ولا بدّ لى من المناضلة عن الدين، وأن أبلغ فى ذلك عذرا. ففعل. وكان المعتمد عليه فيها؛ وذلك أنهم لما ملكوا البلد وأظهروا تبديل الشرائع، وإحالة السّنن، بدروا إلى رجلين كبيرين من أصحاب سحنون «3» فقتلوهما، وعرّوا أجسادهما، ثم نودى عليهما: هذا جزاء من ذهب مذهب مالك «4».

278 - سعيد بن عبد الله بن دحيم الأزدى القرشى النحوى أبو عثمان [1]

278 - سعيد بن عبد الله بن دحيم الأزدىّ القرشىّ النحوىّ أبو عثمان [1] سكن إشبيلية. كان عالما بالآداب والأخبار، إماما فى كتاب سيبويه، ذا حظّ وافر فى علم اللغة، وشروح الأشعار وضروب الآداب والأخبار. وشيوخه فى ذلك الوقت أبو نصر هارون بن موسى ومحمد بن عاصم وابن أبى الحباب ومحمد ابن خطاب وغيرهم. وذكره ابن خزرج. وتوفى يوم السبت لتسع خلون من شوال سنة تسع وعشرين وأربعمائة. 279 - سعدان بن المبارك النحوىّ الكوفىّ أبو عثمان [2] مولى عاتكة، مولاة المهدى بن المعلّى بن أيوب بن طريف. والمبارك من سبى طخارستان «1». من علماء الكوفيين ورواتهم. وقد روى عن أبى عبيدة من البصريين. وتوفى «2». وله من الكتب: كتاب خلق الإنسان. كتاب الوحوش. كتاب الأمثال. كتاب النقائص، رواه عن أبى عبيدة. كتاب الأرضين والمياه والجبال والبحار «3».

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 255، وتلخيص ابن مكتوم 78، والصلة لابن بشكوال 1: 219. وفى تلخيص ابن مكتوم: «سعيد بن عبد الله بن دحم». [2] ترجمته فى بغية الوعاة 254، وتاريخ بغداد 9: 203، وتلخيص ابن مكتوم 78 - 79، والفهرست 71، ونزهة الألباء 206. وما ذكره يوافق ما فى الفهرست وتاريخ بغداذ.

280 - سلمة بن عاصم أبو محمد النحوى [1]

280 - سلمة بن عاصم أبو محمد النحوىّ [1] من نحاة الكوفة. روى عن يحيى بن زياد الفرّاء كتبه. وحدّث عن أحمد ابن يحيى ثعلب، وكان أديبا فاضلا عالما. قال إدريس بن عبد الكريم: قال لى سلمة بن عاصم: أريد أن أسمع كتاب العدد من خلف «1». فقلت لخلف، فقال: فليجئ، فلما دخل رفعه لأن يجلس فى الصّدر، فأبى وقال: لا أجلس إلا بين يديك. وقال: هذا حقّ التعلّم، فقال له خلف: جاءنى أحمد بن حنبل يسمع حديث أبى عوانة «2»، فاجتهدت أن أرفعه، فأبى وقال: لا أجلس إلا بين يديك، أمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه. وقال ثعلب: كان سلمة حافظا لتأدية ما فى الكتب، وكان ابن قادم حسن النظر فى العلل، وكان الطّوال حاذقا بإلقاء العربية. وقال محمد بن القاسم بن بشار الأنبارىّ: كتاب سلمة أجود الكتب- يعنى كتابه فى معانى القرآن- قال: لأن سلمة كان عالما، وكان لا يحضر مجلس الفرّاء يوم الإملاء، ويأخذ المجالس ممّن يحضر ويتدبّرها، فيجد فيها السهو، فيناظر عليها الفرّاء، فيرجع عنه.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 260، وتلخيص ابن مكتوم 79، وطبقات الزبيدى 96، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 356، وطبقات القرّاء لابن الجزرى 1: 311، والفهرست 67، وكشف الظنون 1730، ومعجم الأدباء 11: 242 - 243، ونزهة الألباء 204 - 205. قال ابن الجزرى: «توفى بعد السبعين ومائتين فيما أحسب»، وذكر صاحب كشف الظنون أنه توفى سنة 310. وذكر ياقوت له من الكتب المصنفة: معانى القرآن، والمسلوك فى العربية، وغريب الحديث.

وكان ثعلب سمع كتاب المعانى للفرّاء من سلمة بن عاصم عن الفراء. والحدود فى النحو ستون حدا، سمعها من سلمة عن الفرّاء أيضا. وأنشد ابن شقير «1» الشاعر فى سلمة: لو تلفّفت فى كساء الكسائى ... وتفرّيت فروة الفرّاء وتخلّلت بالخليل وأضحى ... سيبويه لديك عبد سباء «2» وتلبّست من سواد أبى الأس ... ود ثوبا يكنى أبا السوداء لأبى الله أن يراك ذوو الأل ... باب إلا فى صورة الأغبياء ورأيت فى المجموع الذى نقلت منه هذه الأبيات أبياتا أخرى؛ فلا أدرى: أهى فى سلمة أم فى مثله من النحاة؛ وهى: يا غليظ الطّباع يا أبرد النا ... س إلى اليوم منذ كنت صبيا لو يقوم الخليل أو يبعث الل ... هـ من القبر يونس النحويّا فأفاداك كلّ باب من النح ... وبعلاته لكنت غبيّا أنت نىّ غثّ ركيك ولمّا ... تستحبّ النفوس ما كان نيّا وقال أحمد بن يحيى ثعلب النحوىّ: جئت سلمة وهو غضبان، فقلت له: مالك يا أبا محمد؟ فقال: جاءنى شيخ يزعم أن الفرّاء أخطأ قولهم «قائمين كان الزيدون» إذ كان لا يجيز «قائما ضربت زيدا». فقلت: عدّ عن هذا، إنما جاز «قائمين كان الزيدون» لأن «قائمين» خبر لكان، ولم يجز «قائما ضربت زيدا» لأن «قائما» ليس خبرا «لضربت»: ورئى فى كمّ سلمة بن عاصم شعر العباس بن الأحنف، فقيل له: مثلك- أعزّك الله- يحمل هذا! فقال: ألا أحمل شعر من يقول:

281 - سلمة بن سعد النحوى الأندلسى القرطبى [1]

أسأت «1» إذ أحسنت ظنى بكم ... والحزم سوء الظن بالناس يقلقنى «2» شوقى فآتيكم ... والقلب مملوء من الياس 281 - سلمة بن سعد النحوى الأندلسىّ القرطبىّ [1] يكنى أبا القاسم، يروى عن أبى الحسن الأنطاكىّ المقرئ وأبى بكر الزبيدىّ ومحمد بن يحيى الرّياحى ومحمد بن أصبغ النحوىّ. كان مشهورا بمعرفة الأدب؛ أخذ عنه أبو محمد قاسم بن إبراهيم الخزرجىّ كثيرا. 282 - سهل بن محمد أبو حاتم السّجستانىّ الجشمىّ النحوىّ اللغوىّ المقرئ [2] نزيل البصرة وعالمها. قال المبرّد: سمعته يقول: قرأت كتاب سيبويه على الأخفش «3» مرتين. وكان كثير الرّواية عن أبى زيد وأبى عبيدة والأصمعىّ، عالما

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 79. [2] ترجمته فى أخبار النحويين البصريين للسيرافىّ 93 - 96، وإشارة التعيين الورقة 21، والأنساب 291 ب، وبغية الوعاة 265، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 250)، وتقريب التهذيب 104، وتلخيص ابن مكتوم 79 - 80، وتهذيب التهذيب 4: 257 - 258، وابن خلكان: 1: 218 - 219، وشذرات الذهب 2: 121، وطبقات الزبيدى 64 - 67، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 361 - 364، وطبقات القراء لابن الجزرى 1: 320 - 321، وطبقات المفسرين للداودى، 89 ب، وعيون التواريخ (وفيات سنة 250)، والفلاكة والمفلوكين 86، والفهرست 58 - 59، وكشف الظنون 33، 115، 123، 1383، 1429، 1436، 1439، 1446، 1449، 1452، 1454، 1457، 1458، 1466، 1469، 1577، 1781، ومراتب النحويين 123، 130 - 134، ومرآة الجنان 2: 156، والمزهر 2: 408، 419، 445، 464، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 233 - 234، ومعجم الأدباء 11: 263 - 265، والنجوم الزاهرة 2: 332، ونزهة الألباء 251 - 254. والسجستانى، بكسر السين والجيم وسكون السين الثانية: منسوب إلى سجستان. وهو إقليم بين فارس والسند. وقال بعضهم: بل هو منسوب إلى سجستانة، من قرى البصرة. والجشمىّ، بضم الجيم وفتح الشين: منسوب إلى جشم، وهو يطلق على عدّة قبائل: قال ابن خلكان: «ولا أدرى إلى أيها ينسب أبو حاتم المذكور».

باللغة والشعر، حسن العلم بالعروض وإخراج المعمّى. وله شعر جيّد، ويصيب المعنى، ولم يكن حاذقا فى النحو. وله مصنفات كثيرة فى اللغة والقرآن. قال المبرّد: ولو قدم [بغداذ «1»] لم يقم له منهم أحد. وكان إذا التقى هو والمازنىّ فى دار عيسى «2» بن جعفر الهاشمىّ تشاغل أو بادر خوفا من أن يسأله المازنىّ عن النحو. وكان جّماعة للكتب، وكان يتّجر «3» فيها. قال أبو العباس المبرّد: أتيت السّجستانىّ وأنا حدث، فرأيت منه بعض ما ينبغى أن تهجر حلقته له. فتركته مدّة، ثم صرت إليه، فعمّيت له بيتا لهرون الرشيد، فأجابنى «4»: أيا حسن الوجه قد جئتنا ... بداهية عجب فى رجب فعمّيت بيتا وأخفيته ... فلم يخف بل لاح مثل الشهب فأظهر مكنونه الطّيطوى «5» ... وهتّك عنه الحمام الحجب فذلّل ما كان مستصعبا ... لنا فتناولته من كثب أيا من إذا ما دنونا له ... نأى وإذا ما نأينا اقترب عذرناك إذ كنت مستحسنا ... وبيتك ذو الطير بيت عجب

[سلام على النازح المغترب ... تحيّة صبّ به مكتئب «1»] وله شعر كثير، وعليه اعتمد ابن دريد فى أكثر اللغة. وتوفى أبو حاتم سنة خمس وخمسين ومائتين. كان يقرأ عليه كتب الأخفش فيردّ فيها ردا حسنا. قال ابن الغازى: ثم رأيتها تقرأ على أبى الفضل الرياشىّ؛ فلا حول ولا قوّة إلا بالله، أىّ ندف كان يندفها. قال الرياشىّ على قبر أبى حاتم: ذهب بعلم كثير. قيل له: كتبه؛ فقال الرّياشىّ: الكتب تؤدّى ما فيها، ولكن صدره! وقيل لأبى زيد: على من يقرأ بعدك؟ فقال: على أبى سهل. وكان أبو حاتم يتّهم بحب الصبيان، وكان بريئا من ذلك؛ إنما كان كثير الدّعابة، فوجد ذلك السبيل إلى عرضه. وقال أبو عثمان الخزاعىّ: رأيت كأنى بين النائم واليقظان، وسمعت قائلا يقول «2»: أبو حاتم عالم بالعلوم ... وأهل العلوم له كالخول «3» عليكم أبا حاتم إنّه ... له بالقراءة علم جلل فإن تفقدوه فلن تدركوا ... له ما حييتم بعلم بدل «4»

ودخل أعرابى مسجد البصرة، فتفقد أبا حاتم- وكان يختلف إليه- فأعلم بموته، فقال «1»: يا بانى الدّنيا للذّاته ... أعظم بذكر الموت من هادم أما ترى الإخوان قد سارعوا ... بقادم منهم على قادم ومرّ من قد كنت تزهى به ... ولست مما ذاق بالسّالم وليس نقص الأرض من جاهل «2» ... مات ولكن ذاك من عالم أما العراقان «3» فقد أقفرا ... لحادث حلّهما قاصم من كان للخطبة يعنى بها ... وللغريب المشكل القائم [قد ذهب العلم بأعلامه ... والنحو من بعد أبى حاتم «4»] من للدواوين «5» إذا حصّلت ... وكتب أملاك بنى هاشم مفتاح قفل ضلّ مفتاحه ... ولؤلؤ «6» يبقى بلا ناظم يا مسجد البصرة لم تبكه ... بواكف من دمعك السّاجم قال أبو بكر بن دريد: مات أبو حاتم بالبصرة فى رجب سنة خمس وخمسين «7» ومائتين ودفن بسرّة المصلّى، وصلى عليه سليمان بن جعفر بن سليمان بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب- وكان والى البصرة يومئذ.

وقال مروان بن عبد الملك: توفى أبو حاتم فى المحرّم من هذا التاريخ. وقال آخر: مات فى هذا التاريخ، وكان يوما مطيرا، وصلى عليه سليمان بن القاسم أخو جعفر بن القاسم. وله من الكتب: كتاب إعراب القرآن. كتاب ما تلحن فيه العامة. كتاب الطير. كتاب المذكر والمؤنث. كتاب النبات. كتاب المقصور والممدود. كتاب الفرق. كتاب القراءات. كتاب المقاطع والمبادئ. كتاب الفصاحة. كتاب النخلة «1». كتاب الأضداد «2». كتاب القسىّ والنبال والسهام. كتاب السيوف والرماح. كتاب الدرع والترس. كتاب الوحوش. كتاب الحشرات. كتاب الهجاء. كتاب الزرع. كتاب خلق الإنسان. كتاب الإدغام، كتاب اللّبأ «3» واللبن الحليب. كتاب الكرم. كتاب الشتاء والصيف. كتاب النحل والعسل. كتاب الإبل. كتاب العشب «4». كتاب الإتباع. كتاب الخصب والقحط. كتاب اختلاف المصاحف. كتاب الشوق إلى الأوطان. كتاب الحرّ والبرد والشمس والقمر والليل والنهار. كتاب الفرق بين الآدميين وبين كل ذى روح.

وكتابه فى القراءات مما يفخر به أهل البصرة؛ فإنه أجلّ كتاب صنّف فى هذا النوع إلى زمانه. ولأبى حاتم كتاب كبير فى إصلاح المزال والمفسد، مشتمل على الفوائد الجمة. وما رؤى كتاب فى هذا الباب أنبل منه ولا أكمل «1». وقال أبو حاتم سهل بن محمد السّجستانىّ: كنت «2» عند أبى الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش وعنده التّوّزىّ، فقال لى: يا أبا حاتم، ما صنعت فى كتاب المذكر والمؤنث؟ قلت: قد عملت فى ذلك شيئا، فقال: فما تقول فى الفردوس؟ قلت: ذكر. قال: فإن الله عز وجل يقول: (الفردوس «3» هم فيها خالدون). قال: قلت: ذهب إلى الجنة فأنّث. فقال لى التّوّزىّ: يا غافل، أما تسمع الناس يقولون: أسألك الفردوس الأعلى! فقلت له: يا نائم، الأعلى هاهنا «أفعل» وليس «بفعلى». وذكر أبو حاتم سهل بن محمد قال: «كان «4» جزئى على يعقوب «5»، ومنزلتى عنده فيمن يقرأ أن أجلس إلى جنب من يقرأ عليه، فإذا فرغ أخذت من الموضع الذى يتركه، فأقرأ عليه. فجئت ذات يوم، ورجل يقرأ عليه من «سورة البقرة» حتى انتهى إلى قوله: (وقال لهم نبيّهم «6»). فابتدأت من هذا المكان، حتى انتهيت إلى قوله: (فلمّا جاوزه هو

283 - سلمويه النحوى الكوفى [1]

والذين آمنوا معه)، فحصبنى وقال: أحسن [أحسن]، فأعدت الحرف من غير إدغام، وقد كنت قرأت عليه الإدغام مرارا كثيرة، فقلت له: هذا لا يجوز الإدغام فيه، فقال: لم- وحدّثنى غير واحد عن أبى عمرو أنه كان يدغم؟. فقلت له: اتّهم الرواة، فإنهم لم يضبطوا عنه. فقال- وحدّثنى وأكثر منه. فقلت له: هذا لا يجوز [لأنّ] «1» بينهما واوا، وكيف تدغم الحرف فى الحرف وبينهما حرف آخر! فقال: اقرأ. فقرأت. وكان الأخفش النحوىّ يجلس خلف أسطوانة يعقوب، فصرت إلى الأخفش، فسلمت عليه، فقال لى: يا رأس البغل، لعنك الله؛ تأبى إلا أن تعلم ما يعلم المشايخ! والله لا قرأ يعقوب إلا كما قلت». واتفق أن ابن اللّيث الصّفّار «2» صاحب سجستان ملك بعد موت أبى حاتم شيراز والأهواز، وخاف منه أهل البصرة أن يستولى على بلدهم. وسمع ابن الصّفار بموت أبى حاتم، واشتاقت نفسه إلى كتبه، فسيّر من ابتاعها من ورثته، ووقف أهل البصرة عن المزايدة فيها، خشية من ابن الصفّار ومصانعة له، فأبيعت بقيمة أربعة عشر ألف دينار، ونقلت إلى يعقوب، لم يترك منها شىء. 283 - سلمويه النحوىّ الكوفىّ [1] تلميذ الكسائى، أخذ عنه جزءا من النحو، وتصدّر لإفادته الطلبة.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 80، وبغية الوعاة 260، وطبقات الزبيدى 95.

284 - سماك بن حرب بن أبى سعيد [1]

284 - سماك بن حرب بن أبى سعيد [1] محدّث «1» راوية. قال حمّاد «2» الكاتب: كنا نأتى سماك بن حرف فنسأله عن الشعر، ويأتى أصحاب الحديث، فيقبل علينا ويدعهم ويقول: هؤلاء ثقلاء. 285 - السّرخسىّ [2] من نحاة الكوفة، ونسبه أشهر من اسمه. واسمه عبد العزيز بن محمد، ويكنى أبا طالب. كان جارا لهشام الضرير، وكان يجلس للإفادة فى مسجد الترجمانية. وله تصنيف فى النحو كبير، غير موجود.

_ [1] ترجمته فى تاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 123)، وتلخيص ابن مكتوم 80، وتقريب التهذيب 103، وتهذيب التهذيب 4: 232 - 234، وخلاصة تذهيب الكمال 132، وشذرات الذهب 1: 161، وطبقات الزبيدى 113، وعيون التواريخ (وفيات سنة 123)، ومرآة الجنان 1: 259 - 260، والنجوم الزاهرة 1: 290، والوافى بالوفيات ج 5 مجلد 1: 158. وما ذكره المؤلف من اسمه وترجمته يوافق ما فى طبقات الزبيدىّ. واسمه فى بقية كتب التراجم: سماك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلىّ البكرىّ. [2] ترجمته فى الفهرست 70.

286 - سراج بن عبد الملك بن سراج أبو الحسين اللغوى الأندلسى [1]

286 - سراج بن عبد الملك بن سراج أبو الحسين اللغوىّ الأندلسىّ [1] قرطبىّ نحوى مشهور فى زمانه، متصدّر للإفادة فى إقليمه، يقرأ عليه. أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ «1» فى إجازته العامة، حدّثنى أبو الوليد يوسف بن المفضل ابن الحسن الأنصارىّ القبذاقىّ «2» بالإسكندرية بعد قفوله من الحجاز وتوجهه إلى الأندلس، حدّثنى أبو بكر يحيى بن محمد بن زيدان القرطبىّ بها، قال: حضرت مجلس أبى الحسين سراج بن عبد الملك بن سراج اللغوىّ، فقرئ عليه فى الموطّأ «3»: «لا قطع فى ثمر ولا كثر» «4»، فأنشد لصاعد بن الحسن الرّبعىّ «5»: ومهفهف أبهى من القمر ... قهر الفؤاد بفاتر النّظر خالسته تفّاح وجنته ... فأخذتها منه على غرر فأخافنى قوم فقلت لهم: ... «لا قطع فى ثمر ولا كثر»

_ [1] ترجمته فى بغية الملتمس للضبى 290 - 291، وبغية الوعاة 251 - 252، وتلخيص ابن مكتوم 80، والديباج المذهب 126، والصلة لابن بشكوال 1: 226، والمعجم لابن أباره 305 - 307، ومعجم الأدباء 11: 181 - 182. قال ابن مكتوم: «توفى أبو الحسن سراج يوم الإثنين لسبع بقين من جمادى الآخرة من سنة ثمان وخمسمائة بقرطبة، ومولده سنة تسع وثلاثين وأربعمائة- رحمه الله ورضى عنه».

287 - سالم بن أحمد بن سالم بن أبى الصقر أبو المرجى النحوى العروضى العراقى [1]

287 - سالم بن أحمد بن سالم بن أبى الصقر أبو المرجى النحوىّ العروضىّ العراقىّ [1] كانت له معرفة بالنحو وبقول الشعر، ويعرف عروضه وأوزانه. وله فى ذلك يد جيدة. سافر الكثير، ولقى جماعة من الأدباء، وأخذ عنهم، ونظم أرجوزة فى النحو على الأبواب كملحة أبى محمد الحريرىّ البصرىّ، وامتدح جماعة بقصائد من شعره. وتوفى ببغداذ يوم الأحد خامس ذى القعدة سنة إحدى عشرة وستمائة، وصلى عليه فى هذا اليوم، وحمل إلى الجانب الغربىّ، ودفن فى مشهد موسى ابن جعفر. 288 - سلامة بن غيّاض [2] بغين معجمة، وياء آخر الحروف مشدّدة. ابن أحمد. أبو الخير النحوىّ الشامىّ. من أهل كفر طاب. «1» كان أديبا فاضلا، له معرفة جيدة بالنحو واللغة، وله فى النحو تصانيف. قرأ بمصر على أبى الحسن على بن جعفر العرقىّ وابن القطّاع الصّقلّىّ اللغوىّ وغيرهما. وقدم العراق بعد سنة عشرين وخمسمائة، وأقام ببغداذ مدّة، وقرأ عليه قوم بها وسمعوا منه، ثم سار إلى واسط وأقام بها، ودرس بها النحو فى جامعها؛ علّقه عنه أبو الفتح بن زريق الحدّاد وجماعة معه، ورحل إلى

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 251، وتلخيص ابن مكتوم 80 - 81، ومعجم الأدباء 11: 178، والوافى بالوفيات ج 4 مجلد 2: 304. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 259، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 533)، وتلخيص ابن مكتوم 81، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 367 - 368، ومعجم الأدباء 11: 233 - 234، وكشف الظنون 393.

289 - سالم بن أبى الصقر أحمد بن سالم العروضى الملقب بالمنتجب [1]

البصرة، ثم رحل إلى بلاد العجم، وجال فى أقطارها، وعاد بعد ذلك إلى الشام، واستوطن حلب، ومات بها فى شهور سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وخلف بها عقبا. ومن بنات ابنه من هو باق إلى الآن، ويعرفون بالعالمات النحويات، نسبة إليه. وكان- رحمه الله- حسن الضبط والخط، كثير التنقيب والتحقيق، [وله رسالة فى فضل العربية والحث على تعليمها «1»]، وقعت إلىّ بخطه، وهى فى غاية الجودة والصحة وحسن النّقيبة «2». 289 - سالم بن أبى الصقر أحمد بن سالم العروضىّ الملقب بالمنتجب [1] من ساكنى درب القرنفليّين ببغداذ. كانت له معرفة جيدة بالأدب والعروض وصناعة الشعر. قرأ على الشيخ أبى البقاء النحوىّ، وعلى الشيخ أبى الخير مصدّق بن شبيب، وعلى أبى البركات عبد الرحمن بن الأنبارى الشيخ الصالح النحوىّ، وصحب الوجيه النحوىّ، وسافر إلى بلاد العجم، وعاد إلى بغداذ، وتوفى بها فى اليوم الخامس من ذى القعدة، يوم الأحد سنة إحدى عشرة وستمائة، ودفن بمشهد موسى بن جعفر.

_ [1] هو مكرر رقم 287.

290 - ساتكين بن أرسلان أبو منصور التركى المالكى الأديب [1]

290 - ساتكين بن أرسلان أبو منصور التركىّ المالكى الأديب [1] نزيل دمشق. كانت له فى النحو يد، وصنف فيه مقدّمة لطيفة. ذكره الحافظ أبو القاسم على بن عساكر فى تاريخه «1». 291 - سليم بن أيوب بن سليم أبو الفتح الرازىّ الفقيه الأديب [2] سكن الشام مرابطا محتسبا لنشر العلم، وصنف كتابا فى غريب الحديث. قال سليم: دخلت بغداذ فى حداثتى لطلب علم اللغة، فكنت آتى شيخا (ذكره)، فبكّرت فى بعض الأيام إليه، فقيل لى: هو فى الحمام. فمضيت نحوه، فعبرت فى طريقى على الشيخ أبى حامد الأسفرايينىّ «2» وهو يملى، فدخلت المسجد وجلست مع الطلبة، فوجدته فى كتاب الصيام فى هذه المسألة: «إذا أولج ثم أحس بالفجر فنزع». فاستحسنت ذلك وعلّقت الدرس على ظهر جزء كان معى، فلما عدت إلى منزلى

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 251، وتاريخ ابن عساكر 15: 14، وتلخيص ابن مكتوم 81، والوافى بالوفيات ج 4 مجلد 2: 291. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 81، وابن خلكان 1: 212 - 213، وطبقات الشافعية 3: 168، والوافى بالوفيات ج 5 مجلد 1: 28. والرازى: منسوب إلى الرىّ، وهى مدينة عظيمة من بلاد الديلم. والنسبة على غير القياس.

وجعلت أعيد الدرس حلا لى، وقلت: أتمّ هذا الكتاب- يعنى كتاب الصيام- فعلّقت كتاب الصيام، ولزمت الشيخ أبا حامد حتى علّقت عنه جميع التعليق. وكان قد استوطن صور، وكان يقول: وضعت منى صور، ورفعت من أبى الحسن المحاملىّ «1» بغداذ. وكان سليم ببغداذ ترد عليه الكتب من الرّىّ فلا يقرؤها؛ إلى أن استكمل ما أراد من أنواع العلم، ثم فتحها فوجد فيها من موت أهله وحدوث ما يشغل خاطره أمرا لو قرأه لاشتغل به عن الطلب. وكان فى أوّل أمره يطلب الأدب، ثم تفقه بعد الأربعين من عمره. قال غيث بن على الأرمنازىّ الصّورىّ «2»: غرق سليم بن أيوب الفقيه فى بحر القلزم «3» عند ساحل جدّة بعد عوده من الحج، فى صفر سنة سبع وأربعين وأربعمائة، وكان قد نيّف على الثمانين، ودفن فى جزيرة بقرب الجار «4» عند المخاضة.

292 - سيبويه السنجارى النحوى [1]

292 - سيبويه السّنجارىّ النحوىّ [1] قريب العهد فى زماننا هذا. رحل عن سنجار إلى بغداذ، وأخذ عن الكمال الأنبارىّ وعن عبد الرحيم العصار، وعاد إلى بلده سنجار، وتصدّر لإفادة هذا الشأن. وكان ممن أدركته حرفة الأدب، وأحوجته الحاجة إلى الارتزاق بالتفقه على مذهب النعمان، وابتلى مع عيشه الأنكد بمدرّس يمتهنه فى المحافل، ويمنحه الإلواء عنه والتغافل، وله عائلة تحمله على الذلّ، وعنده إقلال صيّره الأخسّ الأقل. ولم يزل مكابد الفقر إلى أن صار إلى قبره. فسبحان من رزق الجاهل، وحرم الفاضل؛ صنع لا يفهم معناه، وحكم لا يستحلى مجناه؛ يفعل الله ما يشاء، ويحكم ما يريد، فله الحمد إذ لا يحمد على المكروه سواه. وكانت وفاته بسنجار فى حدود سنة ست وستمائة.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 81 - 82. والسنجارىّ، بكسر السين وسكون النون: منسوب إلى سنجار؛ وهى من بلاد الجزيرة.

(حرف الشين)

(حرف الشين) 293 - شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية التميمىّ النحوىّ المؤدب البصرىّ [1] سكن الكوفة زمانا، ثم انتقل عنها إلى بغداذ، وحدّث بها عن الحسن البصرىّ «1» وقتادة، وكان يؤدّب سليمان بن داود الهاشمى ببغداذ. وكان شيبان النحوىّ ينسب إلى بطن يقال لهم نحو، وهم بنو نحو بن شمس (بضم الشين)، بطن من الأزد. وذكر أبو الحسين بن المنادى: المنسوب إلى القبيلة من الأزد التى يقال لها نحو، هو يزيد النحوىّ، لا شيبان. وقال أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث: يزيد النحوىّ، هو يزيد بن أبى سعيد، وهو من بطن من الأزد يقال لهم بنو نحو، ليس من نحو العربية. ولم يرو منهم الحديث إلا رجلان: أحدهما يزيد هذا. وسائر من يقال له النحوىّ

_ [1] ترجمته فى الأنساب 556 ا، وتاريخ بغداد 9: 271 - 274، وتذكرة الحفاظ 1: 202 - 203، وتقريب التهذيب 110، وتلخيص ابن مكتوم 82، وتهذيب التهذيب 4: 273 - 274، وخلاصة تذهيب الكمال 142، وشذرات الذهب 1: 259، وطبقات ابن سعد 6: 262، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 2 - 3، وطبقات القرّاء لابن الجزرى 1: 329، ومعجم الأدباء 11: 275 - 276، ونزهة الألباء 38 - 41.

294 - شيث بن إبراهيم بن الحاج القفطى [1]

فمن نحو العربية؛ شيبان بن عبد الرحمن، وهارون بن موسى النحوىّ وأبو زيد النحوى. قال يحيى بن معين: شيبان ثقة. وهو صاحب كتاب صحيح «1». يقال إنه مات ببغداذ فى خلافة المهدى، ودفن فى مقابر الخيزران. توفى سنة أربع وستين ومائة. 294 - شيث بن إبراهيم بن الحاج القفطىّ [1] الفقيه النحوى الزاهد العالم المتفنن. كان من أهل مدينة قفط، من صعيد مصر، وأهله أهل قرآن وخير وصلاح، أصحاب سنة وجماعة، أرباب تعصب فى ذلك، وقد كانوا يتظاهرون به فى الدولة العلوية القصرية، وعلم منهم ذلك فلم يعارضوا. وكان أخوه الفقيه محمد المقرئ «2» ممن سلمت إليه صناعة القرآن فى الروايات وجودة التلاوة وطيب النغمة، ولم يزل مفيدا للناس فى مسجد له بمحلّة «3» مفردة له ولأهله، تعرف بحارة ابن الحاج. وكان الفقيه شيث هذا قيّما بعلم النحو، وله تصنيفان: أحدهما اسمه المختصر، وآخر أخصر منه سماه المعتصر من المختصر، وقد جدول فى المختصر جدولا لعوامل الإعراب، أجمع من رآه أنه لم يأت أحد بمثله. وله مسائل نحوية؛ أجوبة عن مآخذ أخذها عليه بعض النحاة، سماها حز الغلاصم «4» وإفحام المخاصم «5».

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 267، وتلخيص ابن مكتوم 82، والطالع السعيد 137 - 139، والديباج المذهب 127 - 129، ومعجم الأدباء 11: 277 - 281، ونكت الهميان 168 - 170.

وكان يتفقه على مذهب مالك بن أنس. وله مسائل وتعاليق فى الفقه جميلة، وله كلام فى الرقائق. وقد كان- رحمه الله- حسن العبارة مخلوقا من حذر، لم يره أحد ضاحكا قط ولا هازلا، وكان يسير فى أفعاله على سنن السلف الصالح، وكان ملوك البلاد يجلون قدره، ويرفعون ذكره. وكان [القاضى] الفاضل عبد الرحيم بن علىّ البيسانىّ «1» يعرف قدره، ويعظم ذكره، ويقبل إشارته فى حق من يشفع فيه، وله إليه مكاتبات ومخاطبات يشهد بها ترسّله، وانتقل فى آخر عمره إلى مدينة قريبة من مدينته اسمها إقنا، وأقام بها لاشتهار كلمة السّنة بها، إلى أن توفىّ- رحمه الله- فيما بلغنى قريبا من سنة ستمائة «2»، بعد أن طعن فى السن، وكف بصره.

295 - الشمر بن نمير النحوى المقرىء [1]

295 - الشّمر بن نمير النحوىّ المقرىء [1] كان من أهل العلم بالعربية واللغة، ورحل من قرطبة بعد التأدب بها إلى المشرق، فلقى رجالا من أهل الحديث، منهم حسين «1» بن [أبى «2»] ضميرة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. واستوطن مصر، وروى عنه عبد الله بن وهب «3» وغيره من نظرائه، وتوفى هنالك. وبقى له بالأندلس ابن يسمى عبد الرحمن، وكان يؤدّب ابن أبى عبده، واتصل بالأمير عبد الرحمن «4» بن الحكم قبل أن يلى الأمر، فلما ولى قربه من تخصصه، وأنسه به. وكان من ألطف الناس محلا عنده، وكان شاعرا مفلقا. وروى أن عبد الرحمن ابن الحكم أجنب فى بعض غزواته فلما قضى طهره، بعث فى طلب عبد الرحمن ابن الشّمر، فدخل [و «5»] الوصيف يخفّف شعره، فقال له ابن الشّمر: شاقك من قرطبة السّارى ... فى الليل لم يدر به دار

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 267، وتاريخ علماء الأندلس 1: 166، وتلخيص ابن مكتوم 82 - 83، وطبقات الزبيدى 175، ولسان الميزان 3: 153، وميزان الاعتدال 1: 404. وما ذكره المؤلف هنا يوافق ما فى طبقات الزبيدى.

296 - شبيل بن عزرة الضبعى [1]

فأجابه بديهة: زار فحيّا فى ظلام الدّجى ... أهلا به من زائر سار فانصرف من غزوته، واستناب على الجيش من يقدم به إلى جلّيقية «1» 296 - شبيل بن عزرة الضّبعىّ [1] من خطباء الخوارج وعلمائهم. صاحب غريب، وهو القائل قصيدة الغريب. وكان أوّلا شيعيا نحو سبعين سنة، ثم انتقل إلى الشّراة «2»، وقال: برئت من الروافض فى القيامه ... وفى دار المقامة والسلامه أقام بالبصرة، وأخذ الناس عنه الغريب، ولم يزل بها إلى أن مات. وخلّف بها عقبا. 297 - شبيل بن عبد الرحمن الأديب النحوىّ النيسابورىّ [2] ذكره الحاكم أبو عبد الله بن البيّع فى تاريخ نيسابور، وسماه «النحوى»، وقال عنه: «سمع أبا عاصم الضّحّاك بن مخلد، وعبد الملك بن قريب الأصمعىّ. وروى عنه الحسن بن منصور السّلمىّ ومحمد بن عبد الوهاب العبدىّ».

_ [1] ترجمته فى الاشتقاق 193، والبيان والتبيين 1: 343، وتلخيص ابن مكتوم 83، والحيوان 1: 313 - 314، والفهرست 45، واللآلى 194 - 195. وانظر الأغانى 21: 57، والأمالى 1: 48، وخزانة الأدب 1: 43. وما ذكر المؤلف يشبه ما فى البيان والتبيين والحيوان والفهرست. وقد ورد اسمه محرّفا فى الخزانة (شبل بن عمر)، وفى الأمالى (شبيل بن عمرو)، وفى الفهرست (شبيل بن عرعرة)، وفى القاموس (شبيل بن عروة)، والصواب ما ذكره المؤلف؛ كما ضبطه ابن دريد فى الاشتقاق ص 193، ونبه عليه الزبيدى فى تاج العروس. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 83.

298 - شمر أبو عمرو بن حمدويه الهروى اللغوى [1]

298 - شمر أبو عمرو بن حمدويه الهروىّ اللغوىّ [1] الأديب الفاضل الكامل. إليه الرحلة فى هذا الفنّ من كل مكان، وكانت له عناية صادقة بهذا الشأن. رحل إلى العراق فى عنفوان «1» شبابه، فكتب الحديث، ولقى ابن الأعرابى وغيره من اللغويين، وسمع دواوين الشعر من وجوه شتى، ولقى جماعة من أصحاب أبى عمرو الشيبانىّ وأبى زيد الأنصارىّ وأبى عبيدة والفرّاء؛ منهم الرّياشىّ وأبو حاتم وأبو نصر وأبو عدنان وسلمة بن عاصم وأبو حسان. ثم لما رجع إلى خراسان لقى أصحاب النّضر بن شميل، والليث بن المظفّر، فاستكثر منهم. ولما ألقى عصاه بهراة «2» ألف كتابا كبيرا فى اللغات أسسه على حروف المعجم، وابتدأ بحرف الجيم، فأشبعه وجوّده، إلا أنه طوّله فى الشواهد والشعر والروايات الجمة على أئمة العرب وغيرهم من المحدثين، وأودعه من تفسير القرآن بالروايات عن المفسرين، ومن تفسير غريب الحديث أشياء لم يسبقه إلى مثلها أحد تقدّمه، ولا أدرك شأوه فيه من بعده. ولما أكمل الكتاب ضنّ به فى حياته، ولم ينسخه طلابه، فلم يبارك له فيما فعله، حتى مضى لسبيله، فاختزل بعض أقار به ذلك الكتاب من تركته، واتصل بيعقوب «3» بن الليث السّجزىّ، فقلده بعض أعماله، واستصحبه إلى فارس ونواحيها، وكان لا يفارقه ذلك الكتاب فى سفر ولا حضر.

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 21 - 22، وبغية الوعاة 226 - 227، وتهذيب اللغة للأزهرى 1: 12، وكشف الظنون 1410، ومعجم الأدباء 11: 274 - 275، ونزهة الألباء 259 - 261. وما ذكره المؤلف يوافق ما فى مقدّمة تهذيب اللغة للأزهرى.

299 - شريح بن أحمد الشجرى الأديب [1]

ولما أناخ يعقوب بن الليث بسيب بنى ماوان من أرض السّواد وحطّ بها سواده، وركب فى جماعة من المقاتلة من عسكره مقدّرا لقاء الموفّق «1» وأصحاب السلطان فجّر الماء من النّهروان «2» على معسكره، فغرق ذلك الكتاب فى جملة ما غرق من سواد العسكر. قال الأزهرىّ: «ورأيت أنا من أوّل ذلك الكتاب تفاريق أجزاء بخط محمد بن قسورة، فتصفّحت أبوابها فرأيتها فى غاية الكمال. والله يغفر لأبى عمرو، ويتغمد زلّته. والضنّ بالعلم غير محمود ولا مبارك فيه». وتوفى شمر سنة خمس وخمسين ومائتين. 299 - شريح بن أحمد الشّجرى الأديب [1] ذكره الباخرزىّ وسجع له فقال: «أنجبت «3» به ولاية نيمروز «4»، فسار ذكره وطار، وملأ الأقطاب والأقطار، فكم من أدب أفاد، وشرح به كاسمه الفؤاد. وكان فى الشّعر قصير النّفس، ولم يكن يظفر به الرواة إلا فى الخلس، فمما أنشدنى له بهراة قوله فى العبدلكانى الزوزنىّ: عبدلكانينا محلّى ... بالعلم والجانب العفيف

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 83، ودمية القصر 308، وذكره باسم «شريح بن عليم».

مكحّل العين زوزنىّ ... [مذهبه «1»] مذهب المضيف وله فى الزهد: قد طال فى الذنب عمرى ... وما ارعويت فويحى وفاض دمعى بسيل ... إذ جاد طرفى بسيح وقد عدمت صريح ال ... تّقى فجئت بصبح وليس يجدى صراخى ... وليس ينفع صيحى فمنّ يا ربّ واشرح ... بالعفو صدر شريح

(حرف الصاد)

(حرف الصاد) 300 - صالح بن اسحاق أبو عمر الجرمىّ النحوىّ [1] صاحب الكتاب المختصر فى النحو. بصرىّ قدم بغداذ، وناظر بها يحيى بن زياد الفرّاء. وقيل: إنه مولى بجيلة بن أنمار بن أراش بن الغوث بن خثعم. وقيل له الجرمىّ؛ لأنه نزل فى جرم. وكان ممّن اجتمع له مع العلم صحة المذهب وصحة الاعتقاد. وقيل إنه مولى لجرم «1» بن ربّان. وجرم من قبائل اليمن. أخذ أبو عمر عن الأخفش وغيره. ولقى يونس بن حبيب، ولم يلق سيبويه. وأخذ اللغة عن أبى عبيدة وأبى زيد والأصمعى وطبقتهم. وكان ذا دين وأخا ورع.

_ [1] ترجمته فى أخبار أصبهان 1: 346 - 347، وأخبار النحويين البصريين للسيرافى 72 - 74، وإشارة التعيين الورقة 22، والأنساب للسمعانى 128 ا، وبغية الوعاة 268، وتاريخ بغداد 9: 313 - 315، وتلخيص ابن مكتوم 84، وابن خلكان 1: 228، وروضات الجنات 334 - 335، وشذرات الذهب 2: 57، وطبقات الزبيدى 46 - 47، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 4 - 5، وطبقات القرّاء لابن الجزرى 1: 332، وعيون التواريخ (وفيات سنة 225)، والفهرست 56 - 57، وكشف الظنون 4، 493، 1630، واللباب لابن الأثير 1: 222 - 223، ومراتب النحويين 122، ومرآة الجنان 2: 90 - 91، والمزهر 2: 408، 419، 428، 463، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 284 - 285، ومعجم الأدباء 12: 5 - 6، والنجوم الزاهرة 2: 243، ونزهة الألباء 198 - 203.

قال المبرّد: كان الجرمىّ أثبت القوم فى كتاب سيبويه، وعليه قرأت الجماعة، وكان عالما باللغة، حافظا لها، وله كتب انفرد بها، وكان جليلا فى الحديث والأخبار، وله كتاب فى السيرة عجيب. قال ابن قادم: قدم أبو عمر الجرمىّ على الحسن بن سهل، فقال لى الفرّاء: بلغنى أن أبا عمر الجرمىّ قدم، وأنا أحبّ أن ألقاه. فقلت له: فإنى أجمع بينكما. فأتيت أبا عمر فأخبرته، فأجاب إلى ذلك، وجمعت بينهما، فلما نظرت إلى الجرمىّ قد غلب الفرّاء وأفحمه، ندمت على ذلك. قال ثعلب: قلت له: ولم ندمت؟ فقال: لأن علمى علم الفرّاء، فلما رأيته مقهورا قل فى عينى، ونقص علمه عندى. مات الجرمىّ فى سنة خمس وعشرين ومائتين. وكان أبو عمر فقيها فى الدين. وله فى النحو كتاب جيد يعرف بالفرخ، معناه فرخ كتاب سيبويه. وكان أغوص على الاستخراج من المازنىّ. وكان المازنىّ أخذ منه. وإليه وإلى المازنىّ انتهى علم النحو فى زمانهما. واجتمع الأصمعىّ والجرمىّ، فقال الأصمعىّ: يا أبا عمر، كيف تنشد قول الشاعر «1»: قد كنّ يخبأن الوجوه تسترا ... فاليوم حين بدين «2» للنظّار «3»

أو «بدأن»؟ فقال له: بل «بدأن». قال الأصمعى،: أخطأت؛ إنما هو «بدون»، أى برزن وظهرن «1». وقال له أبو عمر الجرمىّ: يا أبا سعيد؛ كيف تصغر «مختارا» فقال الأصمعى: «مخيتير»، فقال له الجرمىّ: أخطأت، إنما هو «مخيّر» لأن التاء فيه زائدة. وللجرمىّ من الكتب التى صنفها: كتاب الفرخ. كتاب الأبنية. كتاب العروض. كتاب مختصر نحو المتعلمين. كتاب غريب سيبويه. وذكره الحافظ أبو نعيم فى تاريخ أصبهان فقال: «صالح بن إسحاق أبو عمر الجرمىّ النحوىّ. قدم أصبهان مع فيض بن محمد عند منصرفه من الحج، فأعطاه يوم مقدمه عشرين ألف درهم. وكان يعطيه كل سنة اثنى عشر ألف درهم.

301 - صالح بن عادى العذرى الأنماطى المصرى النحوى [1]

يؤخذ عنه النحو والغريب. روى عن يزيد «1» بن زريع وعبد الوارث بن سعيد والبصريين «2»». 301 - صالح بن عادى العذرىّ الأنماطىّ المصرىّ النحوىّ [1] العبد الصالح. شيخى نزيل قفط. أصله من قرى مصر الشمالية، وسكن سلفه مصر، وعانى هو صناعة الأنماط، وقرأ على المتأخرين من مشايخ ابن برّىّ

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 269، وتلخيص ابن مكتوم 84 - 85، والطالع السعيد 139 - 140. والأنماطى، بفتح الألف وسكون النون: منسوب إلى بيع الأنماط، وهى الفرش التى تبسط.

302 - صيغون أبو محمد الخيارى النحوى القيروانى الإفريقى المغربى [1]

- رحمه الله- وأكمل الصناعة على ابن برّىّ، وكان النحو على خاطره طريا، وكتب بخطه أصوله وحشّاها، وكانت فى غاية التحقيق والصحة. وكان كثير المطالعة لكتب النحو، وكان على غاية من الدين والورع والنزاهة وقيام الليل ولزوم سمت المشايخ الصالحين، مستجاب الدعوة. وكان قد حج، واجتاز بعد الحج بقفط، فرغّبه أهلها فى المقام بين أظهرهم للإفادة، فأقام. وأخذه إليه القاضى الخطيب أبو الحسن على بن أحمد بن جعفر بن عبد الباقى العثمانىّ «1»، من ولد أبان بن عثمان القفطىّ، الذى ما رأيت أكمل منه أدبا، ولا أغزر فضلا وذكاء. وضمن له كفايته، فأقام عنده مقدار خمسين سنة على غاية ما يكون من الرفاهية والإكرام، وخلطه بأهله، وكان يخدمه بنفسه على جلالة قدره؛ والتزم له أدبا ما التزمه أحد لشيخه- فرحمهما الله، وعفا عنهما. قرأنا عليه، واستفدنا منه. وكان يجلس للإفادة ما بين الظهر والعصر بجامع قفط، وانتفع ببركته كلّ من صحبه، وأدركه فى آخر عمره نوع من الفالج فاعتقل له لسانه عن بعض النطق. وبعد ذلك ما أخّر مجالسه المفيدة للطلبة. ولم يزل على إقامة وظائفه من العبادة والإفادة إلى أن توفى- رحمه الله- فى شهور سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، وقد بلغ سنا عالية، ودفن بقفط- غفر الله له، وأعاد على كل مستحقّ الرحمة والتوفيق. 302 - صيغون أبو محمد الخيارىّ النحوىّ القيروانىّ الإفريقىّ المغربىّ [1] أحد النحاة فى ذلك القطر، وله بينهم اشتهار وذكر.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 85. والخيارى، بكسر الخاء وفتح الياء آخر الحروف وبعده ألف وراء: منسوب إلى الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان.

303 - صعودا [1]

303 - صعودا [1] ولقبه أشهر من اسمه. واسمه محمد بن هبيرة الأسدىّ أبو سعيد. أحد العلماء بالنحو الكوفىّ واللغة، وكان منقطعا إلى عبد الله بن المعتز. وصنف كتاب مختصر ما يستعمله الكاتب، وهذبه عبد الله بن المعتز «1». 304 - صاعد بن الحسن الرّبعىّ اللغوىّ أبو العلاء [2] من بلاد الموصل. قرأ ببلاده اللغة على مشايخها، وحفظ منها الكثير، وتفنن فى فنون من الأدب. وكان فصيح اللسان، حاضر الجواب سريعه؛ يجيب عن كل ما يسأل عنه؛ غير متوقّف؛ فنسب لإكثاره إلى الكذب. وبلغه أن اللغة بالأندلس مطلوبة، والآداب هناك مرغوب فيها من ملوكها ورعيتها، فارتحل إلى الأندلس، ودخلها فى حدود سنة ثمانين وثلاثمائة. والمستولى على ولاية الأندلس يومئذ من بنى أمية

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 110، (وترجم له ترجمة أخرى فى صفحة 92 باسم محمد بن القاسم)، وتاريخ بغداد 3: 370 - 371، وتلخيص ابن مكتوم 85، والفهرست 74، ومعجم الأدباء 19: 105. [2] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 22، وبغية الملتمس 306 - 311، وبغية الوعاة 267 - 268، وتلخيص ابن مكتوم 85، وجذوة المقتبس الورقة 102 - 103، وابن خلكان 1: 229، والذخيرة لابن بسام ج 4 مجلد 1: 2 - 13، وروضات الجنات 333 - 334، وشذرات الذهب 3: 206 - 207، والصلة لابن بشكوال 1: 235 - 236، والفلاكة والمفلوكين 76 - 77، وكشف الظنون 1261، والمعجب 19 - 24، ومعجم الأدباء 11: 281 - 286، والمكتبة الصقلية 625 - 626، 644، 659، ونفح الطيب 4: 75 - 84، 93 - 96.

هشام «1» بن الحكم المؤيّد، وواليه على ما وراء بابه المنصور بن أبى عامر «2» - وكان صاعد حسن الشعر فكه المجالسة- فأكرمه المنصور، وأحسن إليه وزاد. وكان صاعد حسن الطريقة فى استخراج ما فى أيدى الناس من الأموال، جميل التوصّل إلى ذلك؛ فمن ذلك أنه عمل قميصا من خرق الصّلات التى وصلت إليه من المنصور بن أبى عامر، ولبسه بحضرته، وأتبعه الشكر والثناء. فشكره المنصور على ذلك، وزاد فى رفده. وقد ألف كتاب الفصوص على مثل نوادر أبى على القالىّ. وكان يصنّف كتبا فى أخبار العشاق، ويسمى أسماء غريبة لا أصل لها، وينسب إليها كلاما منظوما ومنثورا؛ يرصّعها من قوله وقول غيره؛ فمنها كتاب الهجفجف «3»، وكتاب الجوّاس. وكان المنصور مغرما بكتاب الجوّاس «4»، يقرأ عليه كل ليلة شىء منه.

ولما مات المنصور لم يحضر صاعد مجلس أنس بعده. وقد كان أولاده تولوا الأمر، فاعتذر عن الحضور بألم ادّعاه فى ساقه، وكان يمشى على عصا، والتزم ذلك. ومن شعره «1» فى هذا المعنى: إليك حدوت ناجية «2» الرّكاب ... محمّلة أمانى كالهضاب وبعت ملوك أهل الشرق طرّا ... بواحدها وسيّدها اللّباب «3» ومنها: إلى الله الشّكيّة من شكاة ... رمت ساقى «4» وجلّ بها مصابى وأقصتنى عن الملك المرجّى ... وكنت أرمّ «5» حالى باقتراب حسبت المنعمين على البرايا ... فألفيت اسمه صدر الحساب وما قدّمته إلا كأنى ... أقدّم تاليا أمّ الكتاب ومما وجدته أن المنصور سأله يوما: هل رأيت فيما وقع لك من الكتب كتاب «القوالب والزوابل» لمبرمان بن يزيد؟ فقال: نعم رأيته ببغداذ فى نسخة لأبى بكر بن دريد، بخط كأكرع النمل، فى جوانبها علامات للوضاع هكذا وهكذا. فقال له: أما تستحى أبا العلاء من هذا الكذب! هذا كتاب عاملنا ببلد كذا يذكر فيه أن الأرض قد قلبت وزبلت. فأخذت من قوله ما سألتك عنه. فأخذ يحلف أن القول صادق حقيقة.

وسأله يوما- وقدّامه تمر يأكل منه-: ما «التمركل» فى كلام العرب؟ فقال: يقال: «تمركل» الرجل؛ إذا التف بكسائه، فقال: إنما ركّبت له اسما من التّمر والأكل؛ فقال: قد وافق ذلك أمرا كان. وله من هذا كثير. ولولا مزحه وكثرة ما كان يأتى به فى تصانيفه ما كان إلا عالما. وقد اختبرت الكتب المطولة فى اللغة وغيرها، فوجد فيها حقيقة ما اتهم فيه. وكان صاعد غير صاعد؛ فى النحو مقصرا، وباللغة قيما. وله يد طولى فى استنباط معانى الشعر. ومن عجيب سعادته أنه أهدى إلى المنصور بن أبى عامر أيّلا، «1» وكتب معه: يا حرز كلّ مخوّف وأمان ك ... لّ مشرّد ومعزّ كلّ مذلّل جدواك إن تخصص به فلأهله ... وتعمّ بالإحسان كلّ مؤمّل كالغيث طبّق «2» فاستوى فى وبله ... شعث البلاد مع المراد «3» المبقل الله عونك ما أبرّك للهدى ... وأشدّ وقعك فى الضّلال المشعل ما إن رأت عينى- وعلمك شاهدى ... شروى علائك فى معمّ مخول «4» أندى بمقربة كسرحان الغضا «5» ... ركضا وأوغل فى مثار القسطل مولاى مؤنس غربتى متخطّفى ... من ظفر أيامى ممنّع معقلى عبد نشلت بضبعه «6» وغرسته ... فى نعمة أهدى إليك بأيلّ «7»

سميته «غرسية» وبعثته ... فى حبله ليتاح فيه تفاؤلى فلئن قبلت فتلك أسنى نعمة ... أسدى بها ذو منحة وتطوّل صبحتك غادية السرور وجلّلت ... أرجاء ربعك بالسحاب المخضل فقضى فى سابق علم الله أن غرسية بن شانجة من ملوك الروم- وهو أمنع من النّجم- أسر فى ذلك اليوم بعينه الذى بعث فيه صاعد بالأيّل، وكان ذلك فى ربيع الآخر سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. وخرج صاعد عن الأندلس فى أيام الفتنة، وقصد جزيرة صقلّيّة، فمات بها قريبا من سنة عشر «1» وأربعمائة- وقد أسنّ. قال ابن حيّان «2» مؤرّخ الأندلس: «وجمع أبو العلاء صاعد للمنصور محمد بن أبى عامر كتابا سماه الفصوص، فى الأدب والأشعار. وكان ابتداؤه له فى شهر ربيع الأوّل سنة خمس وثمانين، وأكمله فى شهر رمضان المعظم، وأثابه عليه بخمسة آلاف دينار فى دفعة، وأمره أن يسمعه الناس بالمسجد الجامع بالزهراء، واحتشد له جماعة أهل الأدب ووجوه الناس «3»».

305 - صالح الوراق النيسابورى أبو إسحاق [1]

قال ابن حيّان: «وقرأته عليه منفردا سنة تسع وتسعين وثلاثمائة». قال أبو محمد بن حزم «1»: «توفى صاعد- رحمه الله- بصقلّيّة فى سنة تسع عشرة وأربعمائة». 305 - صالح الورّاق النيسابورىّ أبو إسحاق [1] هو تلميذ الشيخ أبى نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهرىّ. كان أديبا فاضلا وصاحب خط جيّد صحيح. لازم الجوهرىّ، وأخذ عنه كتابه فى اللغة المسمّى الصّحاح، وغيره. وكان صاحب أدب وشعر؛ فمن أشعاره ما أنشده له الأديب يعقوب بن أحمد- وهو أحسن ما قيل فى معنى دودة القزّ: وبنات جيب ما انتفعت بعيشها ... ووأدتها «2» فنفعننى بقبور ثم انبعثن عواطلا فإذا لها ... قرن الكباش إلى جناح طيور وله يهجو ابن زكريا المتكلم الأصبهانىّ: أبا أحمد يا أشبه الناس كلّهم ... خلاقا وخلقا بالرّخال «3» النواسج «4» لعمرك ما طالت بتلك اللّحى لكم ... حياة ولكن بالعقول الكواسج «5»

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 35، ودمية القصر 304، 308، (وذكره باسم أبى صالح الورّاق)، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 170، ومعجم الأدباء 1: 162. وسبق للمؤلف ترجمته فى الجزء الأوّل ص 169 - 170 واسمه هناك «إبراهيم بن صالح أبو إسحاق النيسابورى الورّاق».

(حرف الضاد)

(حرف الضاد) 306 - الضحاك أبو عاصم النبيل [1] كان قد نيّف على التسعين «1»، وهو ذكىّ بعلم الأدب والشعر وأيام العرب. وهو أحد الرواة للحديث «2». وقال أبو زيد الأنصارىّ: كان أبو عاصم ضعيف العقل فى حديثه، وكان يطلب العربية، فيقال له: كيف تصغّر الضحاك؟ وهو اسمه- فيقول: «ضحيكيك»، ثم «3» تنبّل، فكان يزرى على غيره.

_ [1] ترجمته فى الأنساب 552 ب- 553 ا، وبغية الوعاة 270، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 212)، وتذكرة الحفاظ 1: 333 - 334، وتقريب التهذيب 116، وتلخيص ابن مكتوم 86، وتهذيب التهذيب 4: 450 - 453، والجواهر المضية 1: 263 - 265، وخلاصة تذهيب الكمال 149 - 150، وطبقات الزبيدى 28 - 29، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 6 - 7، وعيون التواريخ (وفيات سنة 212)، ومروج الذهب 2: 340، ومعجم الأدباء 12: 15، والنجوم الزاهرة 2: 204، 207. وهو- كما فى الأنساب-: الضحاك بن مخلد بن الضحاك ابن مسلم بن رافع بن رفيع بن الأسود بن عمرو بن رالان بن سلال بن ثعلبة بن شيبان الشيبانى النبيل البصرى. واختلفوا فى سبب تلقيبه بالنبيل؛ فروى السمعانى فى الأنساب أنه سئل: لم سميت نبيلا، قال: كنا أبوى عاصم عند ابن جريج، وكنت أتجمل فى الثياب، فقال يوما: أين أبو عاصم النبيل؟ فسميت بنبيل. وفى تذكرة الحفاظ: «سمى نبيلا لنبله وعقله». وفى الجواهر المضية: «لقبته جارية لزفر الفقيه بذلك».

(حرف الطاء)

(حرف الطاء) 307 - الطّوال النحوىّ الكوفىّ [1] ويكنى أبا عبد الله. من أصحاب محمد بن زياد الفرّاء النحوىّ. قال أبو العباس ثعلب: كان الطّوال حاذقا بإلقاء المسائل العربية، وكان سلمة «1» حافظا لتأدية ما فى الكتب، وكان ابن قادم «2» حسن النظر فى العلل؛ وهؤلاء الثلاثة الأجلّاء من أصحاب الفرّاء. ولم يشتهر للطّوال تصنيف. 308 - طالب بن عثمان بن محمد بن أبى طالب أبو أحمد الأزدىّ النحوىّ المقرىء المؤدّب [2] بغداذىّ. تصدر لإقراء القرآن والنحو. وتأدّب به جماعة، وكفّ بصره فى آخر عمره. وكان ثقة فى الرواية. مات فى سنة ست وتسعين وثلاثمائة.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 20، وتلخيص ابن مكتوم 85، وطبقات الزبيدى 96، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 339، والفهرست 68. قال ابن مكتوم: «واسم الطوال محمد بن أحمد أبو عبد الله. من أهل الكوفة. قدم بغداد، ولقى الأصمعى وروى عنه، وسمع منه أبو عمر حفص بن عمر المقرئ. ومات يوم الجمعة سلخ محرم سنة ثلاث وأربعين ومائتين». [2] ترجمته فى بغية الوعاة 271، وتاريخ بغداد 9: 365 - 366، وتلخيص ابن مكتوم 86، وطبقات القرّاء لابن الجزرىّ 1: 338، ومعجم الأدباء 12: 16 - 17، ونزهة الألباء 409 - 410.

309 - طلحة بن كردان النحوى [1]

309 - طلحة بن كردان النحوىّ [1] نحوى عراقى مشهور. تصدر للإقراء والإفادة والرواية. من أصحاب أبى سعيد السّيرافىّ. [قال]: أنشد أبو بكر بن دريد لنفسه «1»: لا تحتقر عالما وإن قصرت ... رتبته عن لحاظ رامقه «2» وانظر إليه بعين ذى كرم «3» ... مهذّب الخلق «4» فى طرائقه فالمسك بينا تراه ممتهنا ... بفهر «5» عطّاره وساحقه حتى تراه بعارضى ملك ... وموضع التاج من مفارقه 310 - طلحة بن محمد بن النّعمانىّ أبو محمد [2] من النّعمانية؛ بلدة بين بغداذ وواسط. كان فاضلا عارفا باللغة والأدب، حسن الشعر، رقيق الطبع، كثير المحفوظ. خرج إلى خراسان، وأقام ببلادها مدّة، وكانت ألسنة الفضلاء بها متفقة على الثناء عليه، والإطناب فى جودة شعره، وسرعة خاطره بالنّظم. ودخل خوارزم

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 86. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 273، وتلخيص ابن مكتوم 86، وخريدة القصر 1: 52 - 59، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 9، وعيون التواريخ (وفيات سنة 509)، ومعجم الأدباء 12: 26 - 27، ونزهة الألباء 460 - 461.

311 - طاهر بن محمد الرقبانى الصقلى اللغوى [1]

وكان يوما يمشى فى سوق العشاق، فاستقبلته عجلة» عليها حمار ميّت يحمله الدبّاغون إلى الصحراء لسلخه، فقال أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد البقالىّ- وكان يمشى معه- فى ذلك: يا حاملا صرت محمولا على عجله فقال أبو محمد طلحة بن محمد بن النّعمانىّ مجيبا له: وافاك موتك منتابا على عجله وبلغ قولهما إلى الشريف أبى القاسم الفخر بن محمد العلوىّ، فقال: والموت لا تتخطّى الحىّ رميته ... ولو تباطأ عنه الحىّ أزعج له 311 - طاهر بن محمد الرقبانىّ الصّقلىّ اللغوىّ [1] من أهلها المقيمين بها. تغلبىّ يدعى الوزير. لم يكن فى زمانه أعلم منه بلغة العرب وكلامها، ونثرها ونظامها. وكان رئيسا مقدّما جليلا معظما، وقصدته العلماء من كل مكان، فلقوا منه بحرا خضرما، «2» وانتجعته الشعراء فوردوا قليبا «3». وله شعر كان يخفيه، منه: ألا أيّها القاضى الرفيع مناره ... ويا واطئا مجدا مناط الكواكب أغثنى برأى منك يفرج كربتى ... وحل محسنا بينى وبين النوائب وداركنى «4» نحس الزمان فنحّه ... فما زلت قرنا «5» للزمان المحارب وعش سالما للجود ترأب صدعه ... طوال الليالى منعما غير سالب

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 87، ومختصر المنتخل من الدرة الخطيرة الورقة 8، والمكتبة الصقلية 645. والرقبانىّ (فى الأصل): عظيم الرقبة.

312 - طاهر بن أحمد بن بابشاذ أبو الحسن النحوى المصرى [1]

312 - طاهر بن أحمد بن بابشاذ أبو الحسن النحوىّ المصرىّ [1] العلامة المشهور المذكور. أصله من العراق، وكان جدّه أو أبوه قدم مصر تاجرا. وكان جوهريا فيما قيل. وطاهر هذا ممن ظهر ذكره؛ وسارت تصانيفه؛ مثل المقدّمة «1» فى النحو وشرحها، وشرح الجمل «2» للزّجّاجىّ؛ سار كل منهما مسير الشمس. وقد كان يتولى تحرير الكتب الصادرة عن ديوان الإنشاء فى الدولة القصرية بالديار المصرية إلى الأطراف؛ ليصلح ما لعلّه يجد بها من لحن خفىّ. وكان له على ذلك رزق سنىّ؛ مع رزقه على التصدّر للإقراء فى جامع عمرو بن العاص. واشتمل على العبادة والمطالعة.

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 22 - 23، وبغية الوعاة 272، وتلخيص ابن مكتوم 87 - 88، وحسن المحاضرة 1: 228، وابن خلكان 1: 235، وروضات الجنات 338، وشذرات الذهب 3: 333 - 334، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 7 - 8، والفلاكة والمفلوكين 116، وكشف الظنون 111، 423، 603، 1612، 1804، ومرآة الجنان 3: 98، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 3: 459 - 461، ومعجم الأدباء 12: 17 - 19 والنجوم الزاهرة 5: 105، ونزهة الألباء 432 - 433، والوافى بالوفيات ج 5 مجلد 1: 205. قال ابن خلكان: «وبابشاذ، بباءين موحدتين، بينهما ألف ثم شين معجمة، وبعد الألف الثانية ذال معجمة. وهى كلمة عجمية، تتضمن الفرح والسرور».

وجمع فى حالة انقطاعه تعليقة كبيرة فى النحو؛ قيل لنا: لو بيّضت قاربت خمسة عشر مجلدا، وسماها النحاة بعده الذين وصلت إليهم تعليق الغرفة وانتقلت هذه التّعليقة إلى تلميذه أبى عبد الله محمد بن بركات السعيدىّ النحوىّ اللغوىّ المتصدّر بموضعه والمتولى للتحرير. ثم انتقلت بعد ابن البركات المذكور إلى صاحبه أبى محمد عبد الله بن برّىّ النحوىّ المتصدّر فى موضعه والمتولّى للتحرير. ثم انتقلت بعده إلى صاحبه الشيخ أبى الحسين النحوىّ المنبوز بثلط «1» الفيل، المتصدّر فى موضعه. وقيل إن كل واحد من هؤلاء كان يهبها لتلميذه المذكور، ويعهد إليه بحفظها. ولقد اجتهد جماعة من طلبة الأدب فى انتساخها، فلم يمكن. ولما توفى أبو الحسين النحوىّ المقدّم ذكره، وبلغنى ذلك وأنا مقيم بحلب أرسلت من أثق به، وسألته تحصيل تعليق الغرفة بأى ثمن بلغت، وكتاب التذكرة لأبى علىّ. فلما عاد ذكر أن الكتابين وصلا إلى ملك مصر الكامل محمد «2» بن العادل أبى بكر بن نجم الدين أيوب، فإنه يرغب فى النحو وغريب ما صنّف فيه. وذكر أن سبب تزهّد طاهر بن بابشاذ- رحمه الله- أنه كان له قطّ قد أنس به وربّاه أحسن تربية، فكان طاهر الخلق، لا يخطف شيئا، ولا يؤذى على عادة القطط. وأنه يوما اختطف من يديه فرخ حمام مشوىّ، فعجب له، ثم عاد بعد أن غاب ساعة، فاختطف فرخا آخر وذهب؛ فتتبعه الشيخ إلى خرق فى البيت، فرآه قد دخل الخرق، وقفز منه إلى سطح قريب، وقد وضع الفرخ بين يدى قطّ هناك. فتأمله الشيخ فإذا القط أعمى مفلوج لا يقدر على الانبعاث.

فتعجّب، وحضره قلبه، وقال: من لم يقطع بهذا القط- وقد سخّر له غيره يأتيه برزقه، ويخرج عن عادته المعهودة منه لإيصال الراحة إليه- لجدير ألّا يقطع بى! وأجمع رأيه على التخلّى والانفراد بعبادة الله. وضمّ أطرافه وباع ما حوله، وأبقى ما لا بدّ من الحاجة إليه، وانقطع فى غرفة بجامع عمرو، وأقام على ذلك مدّة. ثم خرج ليلة من الغرفة إلى سطح الجامع، فزلّت رجله من بعض الطاقات المؤدّية للضوء إلى الجامع، فسقط وأصبح ميتا قد رزق الشهادة- رحمه الله. قيل: وكان ذلك فى سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وقيل بعد ذلك «1». والله أعلم.

(حرف العين)

(حرف العين) 313 - عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الخبرىّ المعلّم أبو حكيم [1] وخبر إحدى بلاد فارس. كان يسكن درب الشاكرية ببغداذ، وكانت له معرفة تامة بالفرائض والأدب واللغة، وكان مرضىّ الطريقة ديّنا. سمع الكثير من مشايخ زمانه. وهو جدّ محمد بن ناصر السّلامىّ «1» لأمه. وروى عنه محمد. وكان يكتب خطا حسنا صحيحا «2».

_ [1] ترجمته فى الأنساب 188 ا، وبغية الوعاة 276، وتلخيص ابن مكتوم 88، وطبقات الشافعية 3: 203 - 204، وكشف الظنون 692، 779، واللباب 1: 343، ومعجم الأدباء 12: 46 - 47.

314 - عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب أبو محمد النحوى البغداذى [1]

314 - عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب أبو محمد النحوىّ البغداذىّ [1] كان أديبا فاضلا عالما، له معرفة جيدة بالنحو واللغة والعربية والشعر والفرائض والحساب والحديث، حافظا لكتاب الله عز وجل، قد قرأه بالقراءات الكثيرة. أخذ النحو عن أبى بكر بن جوامرد القطّان، ثم عن أبى الحسن على بن أبى زيد الفصيحىّ الأستراباذىّ، ثم عن الشريف أبى السعادات الشّجرىّ، وقاطعه وردّ عليه فى أماليه. وقرأ اللغة على أبى على الحسن بن على المحوّلىّ، وعلى أبى منصور الجواليقىّ وغيرهما. وسمع الحديث من مشايخ وقته وأكثر، وكان حريصا على السماع، مداوما بالقراءة على المشايخ فى علوّ سنه. أقرأ الناس مدة، وتخرّج به جماعة فى علم النحو، وحدّث الكثير، ووصف بالفضل والعلم والمعرفة، وكان مطّرحا للتكلف فى مأكله وملبسه وحركاته، فيه بذاذة «1»، وكان يكثر لعب الشّطرنج، ويقعد لذلك أين وجده، ولا يراعى خسّة اللاعب والموضع، ويقف على حلق الطرق والمشعوذين وغير ذلك، وكان كلامه فى حلق الإفادة أجود من قلمه.

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 23، وبغية الوعاة 276 - 277، وتاريخ ابن الأثير 9: 114، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 567)، وتاريخ أبى الفدا 3: 52، وتلخيص ابن مكتوم 88 - 89، وخريدة القصر 1: 82، وابن خلكان 1: 267 - 268، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 17 - 20، والفلاكة والمفلوكين 78 - 79، وكشف الظنون 108، 602، 1563، 1791، 1795، ومرآة الجنان 3: 381 - 382، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 311 - 316، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد الورقة 40، ومعجم الأدباء 12: 47 - 53، والمنتظم (وفيات سنة 567)، والنجوم الزاهرة 6: 65.

وكان ضيّق العطن ضجورا؛ ما صنّف تصنيفا فكمله. شرح كتاب الجمل لعبد القاهر الجرجانىّ، وترك أبوابا من وسط الكتاب ما تكلّم عليها، وقرئ عليه المصنّف، وكتب بخطه عليه وهو على هذه الصورة، غير معتذر من ذلك بعذر. وشرح المقدّمة التى صنّفها الوزير ابن هبيرة «1»، وقطعها قبيل الإتمام، ووصل منها إلى باب النونين: الثقيلة والخفيفة، وعمل فى شرح اللمع «2» مثل ذلك «3». وكانت له دار عتيقة ولأخ له ومن شاركهما فى ورثة أبيه، وله منها صفّة «4» كبيرة منفردة، وبها بوارىّ «5» قصب مفروشة، وفى صدرها ألواح من الخشب، مرصوص عليها كتب له، أقامت عدّة سنين ما أزيل عنها الغبار، وكانت تلك البوارىّ قد استترت بما عليها من التراب، يقعد فى جانب منها، والباقى على تلك الحالة. وقيل إن الطيور عششت فوق الكتب وفى أثنائها، وكان إذا تكلم على

مسألة فى النحو منفردة ربما أجاد فى بعض الأوقات إذا خلا من ضجره، وكان لا يقتنى من الكتب إلا أردأها صورة، وأرخصها ثمنا. وله وظيفة فى بعض الأماكن ببغداذ. وتدل كتبه على صحّة ما ذكرته. وله شعر كشعر النحاة، فمنه ما قال ملغزا فى الكتاب: وذى أوجه لكنّه غير بائح ... بسرّ وذو الوجهين للمرء يظهر تناجيك بالأسرار أسرار «1» وجهه ... فتفهمها ما دمت بالعين تنظر وله فى الشمعة: صفراء لا من سقم مسّها ... كيف وكانت أمها «2» الشافيه عريانة باطنها مكتس ... فاعجب لها كاسية عاريه توفى- رحمه الله وتجاوز عنه- فى عشية الجمعة، ثالث شهر رمضان سنة سبع وستين وخمسمائة بباب الأزج بدار أبى القاسم بن الفرّاء، وصلّى عليه يوم السبت بجامع السلطان، وتقدّم فى الصلاة عليه أبو النجم بن القابلة، ودفن بمقبرة أحمد، بباب حرب. قال عبد الكريم بن محمد المروزىّ «3»: عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب أبو محمد، من ساكنى باب المراتب الشريفة، شاب «4» كامل فاضل، له معرفة تامّة

بالأدب واللغة والنحو والحديث، ويقرأ الحديث قراءة «1» حسنة صحيحة مفهومة. سمع الكثير بنفسه، وجمع الأصول الحسان. قال الإمام أبو شجاع عمر بن أبى الحسن البسطامىّ ببخارى: لما دخلت بغداذ قرأ علىّ أبو محمد الخشاب كتاب غريب الحديث لأبى محمد القتيبىّ قراءة ما سمعت قبلها مثلها فى الصحة والسرعة، وحضر جماعة من الفضلاء سماعها، وكانوا يريدون أن يأخذوا عليه فلتة لسانه، فلم يقدروا على ذلك. أنبأنا محمد بن محمد بن حامد فى كتابه «2» قال: «عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن عبد الله الخشاب. من أهل بغداذ. شيخنا فى علم الأدب، أعلم الناس بكلام العرب، وأعرفهم بعلوم شتى من النحو واللغة والتفسير والحديث والنسب، الطود السامى، والبحر الطامى. كان فضله على أفاضل الزمان، كفضل الشمس على النجوم، والبحر على الغدران. وله المؤلفات العزيزة، والمصنفات الحريزة، والكتب المفيدة، والفكر المجيدة. وإذا كتب كتابا بخطه يشترى بالمئين، وتتنافس عليه بواعث المستفيدين. وهو ألين سجيّة من الماء العذب، وأخشن حميّة من الغرار «3» العضب. وما أظن أن الزمان يسمح بمثله، وأنّ الدهر العقيم ينتج أحدا فى فضله. كان كثير الإفادة، غزير الإجادة؛ غير أنه ينبو عن جواب سؤال الممتحنين، نبوة المستحقر المهين، ويعزّ على المتكبّر، ويذلّ للمتكّرم، متواضع عند العامة، مرتفع عند الملوك والخاصة. توفى ببغداذ سنة ثمان وستين وخمسمائة «4»، فرأيته

315 - عبد الله بن أسعد بن على بن عيسى أبو الفرج الموصلى الفقيه الشافعى المعروف بابن الدهان [1]

ليلة فى المنام كأنى أقول له: ما فعل الله بك؟ فقال: خيرا، فقلت: وهل يرحم الله الأدباء؟ قال: نعم، قلت: وإن كانوا مقصرين؟ قال: يجرى عتاب كثير ثم يكون النعيم». 315 - عبد الله بن أسعد بن على بن عيسى أبو الفرج الموصلىّ الفقيه الشافعىّ المعروف بابن الدّهان [1] نحوىّ أديب، فاضل فقيه، شاعر. قدم الشام فى صحبة أبى سعد بن أبى عصرون «1» - وكان يلزم درسه- وسمع الحديث، وكتب بخطه، إلا أنه كان ضيّق العطن، ما كتب تصنيفا إلا اختصره برأيه، ولا يعنّ فيه أنه اختصره. وكان يمدح الملوك. وهو الذى مدح الصالح بن رزّيك «2» وزير مصر، وسيّر إليه المدحة، «3» فسير إليه جملة.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 89 - 90، وخريدة القصر 3: 89 - 99، وابن خلكان 1: 256 - 257، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 23 - 24، والنجوم الزاهرة 5: 365 - 366.

316 - عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمى، مولاهم [1]

وآخر أمره أنه تولى التدريس بحمص، وأقام بها إلى أن مات «1» هناك. وله أشعار. واستفيدت منه العربية، ودرسها بحمص فى جملة الفقه. 316 - عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمىّ، مولاهم [1] المقرئ النحوىّ العلامة فى علم العربية. بصرىّ؛ وهو فى أوّل الطبقة الرابعة من النحاة؛ لأنه أقدم اخذا فيمن شاركه فى الطبقة وأقدمهم موتا.

_ [1] ترجمته فى أخبار النحويين البصريين للسيرافى 25 - 28، وبغية الوعاة 282، وتاريخ ابن الأثير 4: 292، وتاريخ أبى الفدا 1: 208، وتقريب التهذيب 125، وتلخيص ابن مكتوم 90، وتهذيب التهذيب 5: 148، وخزانة الأدب 1: 115 - 116، وخلاصة تذهيب الكمال 162، وطبقات الزبيدىّ 11 - 13، وطبقات الشعراء لابن سلام 11 - 13، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 22 - 23، وطبقات القرّاء لابن الجزرىّ 1: 410، والفهرست 41، ومراتب النحويين 20، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 269 - 270، والمعارف 230، والنجوم الزاهرة 1: 303، ونزهة الألباء 22 - 25.

والذين شاركوه فى العصر وعدّوا من الطبقة الرابعة أبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر الثقفىّ وحماد بن سلمة وحمّاد بن الزّبرقان ومسلمة بن عبد الله. وكان لتقدّمه فى وقت الطلب زاحم عنبسة وميمونا الأقرن فى آخر عصرهما، فجعل فى أوّل هذه الطبقة. أخذ قراءته عن يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم. وقيل هو مولى حضرموت، وقيل مولى آل الحضرمىّ، وهم حلفاء بنى عبد شمس بن عبد مناف، ولذلك قال الفرزدق: فلو كان عبد الله مولى هجوته ... ولكنّ عبد الله مولى مواليا «1» وسئل يونس بن حبيب عن ابن أبى إسحاق وعلمه، فقال: هو والنحو سواء، أى هو الغاية، وقيل له: فأين علمه من علم الناس اليوم؟ قال: لو كان اليوم فى الناس أحد لا يعلم إلا علمه لضحك منه، ولو كان فيهم من له ذهنه ونفاذه ونظره كان أعلم الناس. وقال أبو خليفة: قال ابن سلام: أوّل من بعج النحو ومدّ القياس وشرح العلل عبد الله بن أبى إسحاق، وكان معه أبو عمرو بن العلاء، وكان ابن أبى إسحاق أشدّ قياسا، وأبو عمرو أوسع علما بكلام العرب ولغتها وغريبها، وكان بلال بن

أبى بردة جمع بينهما وهو على البصرة عامل لخالد بن عبد الله القسرىّ أيام هشام ابن عبد الملك. قال يونس: قال أبو عمرو: فغلبنى ابن أبى اسحاق يومئذ بالهمز، فنظرت فيه بعد ذلك، وبالغت فيه. وحكى يونس أن أبا عمرو بن العلاء كان أشدّ تسليما للعرب، وكان ابن أبى إسحاق وعيسى بن عمر يطعنان على العرب، وكان عيسى يقول: أساء النابغة فى قوله حيث يقول: «فى أنيابها السم «ناقع» «1»؛ يقول: موضعها «ناقعا» «2». وكان ابن سيرين «3» يبغض النحويين، وكان يقول: لقد بغّض إلينا هؤلاء المسجد، وكانت حلقته إلى جانب حلقة ابن أبى إسحاق. وبلغ ابن أبى إسحاق أنه يعيب عليه تفسير الشعر ويقول: ما علمه بإرادة الشاعر! فقال ابن أبى إسحاق: إن الفتوى فى الشّعر لا تحلّ حراما، ولا تحرّم حلالا؛ وإنما نفتى فيما استتر من معانى الشعر، وأشكل من غريبه وإعرابه بفتوى سمعناها من غيرنا، أو اجتهدنا فيها آراءنا؛ فإن زللنا أو عثرنا فليس الزلل فى ذلك كالزلل فى عبارة الرؤيا، ولا العثرة فيها كالعثرة فى الخروج عما أجمعت عليه

الأئمة من سنة الوضوء، وكرهته الجماعة من الاعتداء فى الطّهور. فبلغ ذلك ابن سيرين، فأقصر عما كان عليه من الإفراط فى الوضوء. وكان إذا جاءه الرجل يسأله عن الرؤيا، قال: هات حتى أظنّ لك. وكان ابن أبى إسحاق بعد أن بلغه كلام ابن سيرين يقول: أظن الشاعر أراد كذا، واللغة توجب كذا. ثم اجتمع هو وابن سيرين فى جنازة، فقال ابن سيرين: (كذلك «1» إنّما يخشى الله من عباده العلماء «2»). فقال ابن أبى إسحاق: كفرت يا أبا بكر بعيبك على هؤلاء الذين يقيمون كتاب الله. فقال ابن سيرين: إن كنت أخطأت فأنا أستغفر الله. ورجع إلى حلقته. وكان ابن أبى إسحاق يعتمد الإعراب فى عبارته حرفا واحدا، فمرّت به سنوّرة فقال: اخسى، فقال له: هذه، ألا قلت اخسئ «3»!. توفى عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمىّ- رحمه الله- سنة سبع عشرة «4» ومائة، وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وصلى عليه بلال بن أبى بردة وهو أمير البصرة. وورث هذه العدة من السنين جماعة من نسله، فمنهم زيد بن عبد الله بن أبى إسحاق،

317 - عبد الله بن أبى سعيد الأنصارى الأندلسى النحوى الغريشى [1]

مات وهو ابن ثمان وثمانين سنة، ومات يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله ابن أبى إسحاق وهو إمام البصرة فى القراءة وهو ابن ثمان وثمانين سنة. ومات عبد الله بن أبى إسحاق وقتادة بن دعامة فى يوم واحد، فشيّع الأدباء والأشراف جنازة ابن أبى إسحاق، وشيع النّساك والفقهاء جنازة قتادة بن دعامة. قال ابن سلّام: قلت ليونس: هل سمعت من ابن أبى إسحاق شيئا؟ قلت له: هل يقول أحد الصّويق- يعنى السّويق؟ قال: نعم، عمرو بن تميم تقولها. وما تريد [إلى] «1» هذا؟ عليك بباب من النحو يطّرد وينقاس. 317 - عبد الله بن أبى سعيد الأنصارى الأندلسىّ النحوى الغريشىّ [1] نحوى فاضل. قرأ على مشايخ بلاده، ورحل إلى الشرق، ودخل مصر، وأفاد بها ونزل الإسكندرية. أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ نزيل الإسكندرية- رحمه الله- أنشدنا الفقيه الأديب أبو محمد عبد الله بن أبى سعيد الأنصارى الأندلسى النحوىّ- أبقاه الله- بمصر، أنشدنى عبد الحليم بن عبد الواحد الكاتب السّوسىّ بصقلّيّة لنفسه- وكتب لى بخطه:

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 282 - 283، وتلخيص ابن مكتوم 90 - 91، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 36، ومعجم السفر للسلفىّ 1: 157 - 158. والغريشىّ، ضبطه ابن قاضى شهبة بفتح الغين المعجمة وكسر الراء ثم مثناة وشين معجمة.

يقولون كثّر عبد الحليم ... فألّا اقتصادا وألا اقتصارا «1»! وفضل أبى القاسم المجتبى ... كفانى احتجاجا لهم واعتذارا «2» ألم يعلموا أنّ فيض السماء ... على الأرض كثّر منها الثمارا مآثر طالت فأضحى الطّوا ... ل من حلل المدح عنها قصارا ومجد ينوب ثنائى مطارا ... وجود يغرّق شعرى بحارا هو الشمس تجلو نهار العلا «3» ... ومن لى بحلى يعمّ النّهارا وفضل يعدّ نجوم السماء ... وزهر الرّياض ويحصى القطارا تغار العلا لابن متكودها «4» ... فلا تقبل المدح فيه اختصارا ثم قال السّلفىّ: «أبو محمد عبد الله بن الغريشىّ هذا، كان ساكنا فى المحرس المشهور بالقشميرىّ، وكان من محارس الإسكندريه، ونسبته مستفادة تذكر مع العريشىّ. توفى فى محرم سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وقد علقت «5» عنه فوائد جمّة- رحمه الله. وكان عفيفا من أهل القرآن».

318 - عبد الله بن أبى سعيد أبو محمد النحوى الأندلسى المعروف بالكاسات [1]

318 - عبد الله بن أبى سعيد أبو محمد النحوىّ الأندلسىّ المعروف بالكاسات [1] نحوىّ، قرأ النحو فى بلاده، وانتقل إلى الشرق، واستوطن مصر. وكان له بجامع عمرو بن العاص حلقة للإقراء والإفادة. وله شعر «1» كثير. توفى سنة عشرين وخمسمائة فى صفر بمصر. 319 - عبد الله بن برىّ بن عبد الجبار بن برىّ النحوىّ اللغوىّ [2] المصرى المولد والمنشأ، المقدسىّ الأصل. سلفه من القدس، وولد هو بمصر سنة تسع وتسعين وأربعمائة، وبها نشأ، وقرأ العربية على مشايخ زمانه من المصريين والقادمين على مصر، وحصل له من ذلك ما لم يحصل لغيره، وانفرد بهذا الشأن، وقصده الطلبة من الآفاق.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 90، وخريدة القصر 2: 171 - 173. [2] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 23 - 24، وبغية الوعاة 278 - 279، وتاريخ ابن الأثير 9: 175، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 582)، وتاريخ أبى الفدا 3: 71، وتاريخ ابن كثير 12: 319 - 320، وتلخيص ابن مكتوم 91، وحسن المحاضرة 1: 228 - 229، وابن خلكان 1: 268 - 269، وشذرات الذهب 4: 273 - 274، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 24 - 27، والفلاكة والمفلوكين 79، وكشف الظنون 741، 1072، ومرآة الجنان 3: 424، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 3: 461 - 463، ومعجم الأدباء 12: 56 - 57، والنجوم الزاهرة 6: 103. قال ابن خلكان: «ويرىّ، بفتح الباء الموحدة وتشديد الراء المكسورة وبعدها ياء؛ وهو اسم علم يشبه النسبة».

وكان جمّ الفوائد، كثير الاطلاع، عالما بكتاب سيبويه وعلله، وبغيره من الكتب النحوية، قيّما باللغة وشواهدها. وكان إليه التصفح فى ديوان الإنشاء؛ لا يصدر كتاب عن الدولة إلى ملك من ملوك النواحى إلا بعد أن يتصفّحه، ويصلح ما لعلّه فيه من خلل خفى. وكان ينسب إلى الغفلة فى غير العلوم العربية؛ حتى ما يقوم بمصالح نفسه. ويحكى عنه حكايات فى التغفل أجلّه عنها، وعن ذكر شىء منها. وكانت كتبه فى غاية الصّحة والجودة، وإذا حشّاها أتى بكل فائدة. ورئى جماعة من تلاميذه متصدّرين متميزين. وأكثر الرؤساء بمصر استفادوا منه، وأخذوا عنه. وكان قليل التصنيف؛ لم يشتهر له شىء سوى مقدّمة سماها اللّباب «1»، وجواب المسائل العشر «2» التى سأل عنها أبو نزار ملك النحاة، وحاشيته على كتاب الصّحاح فإنها نقلت عن أصله وأفردت فجاءت ستة مجلدات «3»، وسماها من أفردها التنبيه والإيضاح عما وقع فى كتاب الصّحاح «4». ولما مات- رحمه الله- وأبيعت كتبه حضرها الجمّ الغفير من الأجلّاء بمصر فى ذى القعدة سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.

320 - عبد الله بن ثابت بن يعقوب بن قيس بن إبراهيم ابن عبد الله أبو محمد العبقسى المقرئ النحوى التوزى [1]

320 - عبد الله بن ثابت بن يعقوب بن قيس بن إبراهيم ابن عبد الله أبو محمد العبقسىّ المقرئ النحوىّ التّوّزىّ [1] سكن بغداذ، وروى بها عن أبيه «1» عن هذيل «2» بن حبيب تفسير مقاتل «3» بن سليمان. وروى أيضا عن عمر بن شبة «4» النميرىّ. حدّث عنه أبو عمر بن السماك وغيره. ولد فى سنة ثلاث وعشرين ومائتين فى آخرها، ومات فى سنة ثمان وثلاثمائة، ودفن بالرملية «5».

_ [1] ترجمته فى تاريخ بغداد 9: 426، وتاريخ ابن كثير 11: 130 - 131، وتلخيص ابن مكتوم 91، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 26 - 27، وطبقات القراء لابن الجزرى 1: 411 - 412، والنجوم الزاهرة 3: 199. والعبقسى: منسوب إلى عبد القيس، وهى قبيلة من أسد، والتوزى، بفتح التاء وتشديد الواو: منسوب إلى توّز (ويقال توج أيضا)، وهى مدينة فى فارس عند بحر الهند.

321 - عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان أبو محمد الفارسى الفسوى النحوى [1]

321 - عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان أبو محمد الفارسىّ الفسوىّ النحوىّ [1] نحوىّ جليل القدر، مشهور الذكر، جيّد التصانيف. روى عن جماعة من العلماء؛ منهم من مشايخ الأدب أبو العباس المبرّد، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة. وكان فسويا، سكن بغداذ إلى حين وفاته. قرأ على المبرّد الكتاب وبرع، وكان نظّارا. وكان شديد الانتصار لمذهب البصريين فى اللغة والنحو. وأما تصانيفه ففى غاية الجودة والإتقان؛ منها تفسير كتاب الجرمىّ، وهو غاية فى بابه، ومنها كتابه فى النحو الذى يدعى الإرشاد، ومنها كتابه فى الهجاء وهو من أحسن كتبه، ومنها شرح الفصيح، وهو فى غاية الحسن والجودة يدلّ على الاطّلاع التام، وله ردّ على المفضّل فى الردّ على الخليل، كتاب مفيد. كتاب الهداية، كتاب المقصور والممدود. كتاب غريب الحديث. كتاب معانى الشعر. كتاب الحىّ والميت. كتاب التوسّط بين الأخفش

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 24، والإكمال لابن ما كولا الورقة 277، وبغية الوعاة 279 - 280، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 347)، وتاريخ بغداد 9: 428 - 429، وتاريخ أبى الفدا 2: 102، وتاريخ ابن كثير 11: 233، وتلخيص ابن مكتوم 91 - 92، وابن خلكان 1: 251 - 252، وطبقات الزبيدىّ 85 - 86، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 27، وعيون التواريخ (وفيات سنة 347)، والفهرست 63، وكشف الظنون 115، 506، 700، 839، 1108، 1272، 1415، 1451، 1461، 1729، 1730، 2041، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 299 - 300، والنجوم الزاهرة 3: 321، ونزهة الألباء 356 - 357. و «درستويه»، ضبطه ابن ماكولا بفتح الدال والراء والواو. وضبطه السمعانى بضم الدال والراء وسكون السين وضم التاء وسكون الواو وفتح الياء. والفسوىّ: منسوب إلى فسا، وهى من مدن فارس.

وثعلب فى تفسير القرآن واختيار أبى محمد فى ذلك. كتاب شرح المفضّليات، لم يتممه. كتاب شرح المقتضب، لم يتممه. كتاب تفسير السّبع الطوال، لم يتممه. كتاب المعانى فى القرآن، لم يتممه. كتاب تفسير الشىء، لم يتممه. كتاب نقض الراوندىّ على النحويين. كتاب الردّ على بزرج العروضىّ. كتاب الأزمنة، لم يتممه. كتاب الردّ على ثعلب فى اختلاف النحويين. كتاب خبر قسّ بن ساعدة وتفسيره. كتاب شرح الكلام ونكته، لم يتممه. كتاب الردّ على ابن خالويه فى الكلّ والبعض. كتاب الردّ على ابن مقسم فى اختياره. كتاب فى الأضداد. كتاب أخبار النحويين. كتاب الردّ على الفرّاء فى المعانى. كتاب جوامع العروض. كتاب الاحتجاج للفرّاء. كتاب تفسير قصيدة شبيل «1» بن عزرة. كتاب رسالة إلى نجيح الطولونى فى تفضيل العربية. كتاب الكلام على ابن قتيبة فى تصحيف العلماء. كتاب الردّ على أبى زيد البلخىّ فى النحو. كتاب الردّ على من قال بالزوائد وقال يكون فى الكلام حرف زائد. كتاب النصرة لسيبويه على جماعة النحويين، هو كبير لم يتممه. كتاب الانتصار لكتاب العين وأنه للخليل «2». قال: [عبد الله بن] جعفر: ولدت فى ثمان وخمسين ومائتين. وتوفى- رحمه الله- يوم الاثنين لسبع بقين من صفر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.

322 - عبد الله بن الحسن أبو شعيب الحرانى اللغوى [1]

322 - عبد الله بن الحسن أبو شعيب الحرّانى اللغوىّ [1] لغوىّ صدوق. أخذ من يعقوب بن السّكّيت وطبقته. قال الحرّانىّ: كتبت عن يعقوب بن السّكيت من سنة خمس وعشرين- يعنى ومائتين- إلى أن قتل. قال: وقتل قبل المتوكل بسنة، وقتل المتوكل «1» سنة سبع وأربعين، وكان ما كتبه عنه مدّة إحدى وعشرين سنة «2». 323 - عبد الله بن الحسن بن عشير اليابسىّ النحوىّ [2] من جزيرة يابسة «3»، من نحاة بلد الأندلس. قرأ بالأندلس على أبى الحسين سليمان بن محمد بن طراوة السّبائىّ المالقىّ النحوىّ بالأندلس؛ وقال: لم أر مثله. وكان يعظمه جدا. ورحل إلى الشرق، وتصدّر للإفادة بجامع الإسكندرية لإقراء القرآن والنحو. وكان له شعر كثير. دفن «4» بمقبرة باب البحر بالإسكندرية، ووصى أن يصلّى عليه أبو طاهر السّلفىّ، فلم يمكنه ذلك لوحل ومطر كان فى ذلك اليوم.

_ [1] ترجمته فى تاريخ بغداد 9: 435 - 437، وتاريخ ابن مكتوم 92. والحرانى، بفتح الحاء وتشديد الراء: منسوب إلى حران، وهى مدينة بالجزيرة، من ديار ربيعة؛ ينسب إليها جماعة كثيرة من العلماء. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 280، وتلخيص ابن مكتوم 92، ومعجم البلدان 8: 490.

324 - عبد الله بن الحسين أبو المظفر النحوى [1]

324 - عبد الله بن الحسين أبو المظفر النحوىّ [1] يعرف بالبغداذىّ، وهو مروزىّ الأصل. نشأ ببغداذ، وسكن سمرقند وتصدّر لإقراء العربية، وكان يذكر أنه كتب ببغداذ عن مشايخها، ولم يكن معه أصل. ومات بسمرقند «1»، وكان ينشد عن أبى الطيّب المتنبّى. 325 - عبد الله بن الحسين بن عبد الله أبو البقاء النحوىّ الضرير [2] العكبرىّ الأصل، البغداذى المولد والدار. كان نحويا فقيها مرضيا. تفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وأخذ النحو عن أبى محمد بن الخشّاب وغيره، وروى عن مشايخ زمانه. وكان جمّاعة لفنون من العلم والمصنفات.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 281، وتاريخ بغداد 9: 442، وتلخيص ابن مكتوم 92. وما ذكره المؤلف يوافق ما فى تاريخ بغداد. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 281، وتاريخ ابن الأثير 9: 328، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 616)، وتاريخ أبى الفداء 3: 124، وتاريخ ابن كثير 13: 85، وتلخيص ابن مكتوم 92، وابن خلكان 1: 266 - 267، وروضات الجنات 453 - 455، وشذرات الذهب 5: 67 - 69، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 30 - 34، وكشف الظنون 81، 98، 108، 122، 212، 214، 253، 399، 424، 440، 480، 518، 692، 714، 811، 1273، 1428، 1543، 1563، 1774، 1789، 1820، ومرآة الجنان 4: 32 - 33، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد الورقة 41، ومعجم البلدان 6: 203 - 204، والنجوم الزاهرة 6: 246، ونكت الهميان 178 - 180. والعكبرى، بضم العين وسكون الكاف وفتح الباء: منسوب إلى عكبرا، وهى بلدة على دجلة، فوق بغداد بعشرة فراسخ.

وله مصنفات حسان فى إعراب القرآن وقراءته، وإعراب الحديث والنحو واللغة والعربية. وشرح المقامات الحريرية، وشعر أبى الطيب المتنبى، وغير ذلك. ولد فى سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وتوفى ليلة الأحد ثامن شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وستمائة، ودفن يوم الأحد بباب حرب. ومن تصانيفه: كتاب إعراب القرآن والقراءات «1». كتاب شرح الإيضاح. كتاب شرح اللّمع. كتاب اللّباب فى علل النحو. كتاب شرح المفصّل، لطيف. كتاب إعراب شعر الحماسة. كتاب شرح المتنبى «2». كتاب إعراب الحديث، لطيف.

326 - عبد الله بن حمود الزبيدى الأندلسى [1]

ومن شعره فيما قاله فى الوزير ناصر بن مهدىّ العلوىّ: بك أضحى جيد الزمان محلّى ... بعد أن كان من حلاه مخلّى لا يجاريك فى نجاريك «1» خلق ... أنت أعلى قدرا وأعلى محلّا دمت تحيى ما قد أميت من الفض ... ل وتنفى فقرا وتطرد محلا وقال داود بن أحمد بن يحيى الملهمىّ الشاعر يهجو أبا البقاء من أبيات: وأبو البقاء عن الكتاب مخبّرا ... وتراه إن عدم الكتاب محيّرا وكان- رحمه الله- إذا أراد التصنيف أحضرت له المصنفات فى ذلك الفن، وقرئ عليه منها، فإذا حصله فى خاطره أملاه. فكان يخلّ بكثير من المحتاج إليه. وما أحسن ما وصفه بعض الأدباء فقال: «أبو البقاء تلميذ تلاميذه»، أى هو تبع لهم فيما يلقونه عليه من القراءة عند الجمع من كلام المتقدّمين. 326 - عبد الله بن حمّود الزّبيدىّ الأندلسىّ [1] صاحب أبى على الفارسىّ الذى يذكره فى تصانيفه، الذى يقول: «سألنى الأندلسىّ»، و «قال الأندلسىّ». كان عبد الله هذا قد صحب أبا على القالىّ بالأندلس، وأخذ عنه، ثم رحل إلى المشرق، فصحب أبا سعيد السّيرافىّ إلى أن مات، وصحب أبا على الفارسىّ فى مقامه وسفره إلى فارس وغيرها، وأخذ عنه وأكثر وبرع.

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 24، وبغية الوعاة 282، وتلخيص ابن مكتوم 93، وتكملة الصلة 2: 439 - 440.

ومن خبره مع أبى علىّ أن أبا علىّ غلّس يوما إلى الصلاة فى المسجد، فقام إليه عبد الله بن حمّود هذا من مذود- وكان لدابة أبى على خارج داره، وكان عبد الله قد بات فيه ليدلج إليه قبل الطلبة طلبا للسبق والأخذ من علمه- فارتاع منه أبو علىّ، وقال له: ويحك! من تكون؟ قال: أنا عبد الله الأندلسىّ، فقال: إلى كم تتبعنى! والله إن على وجه الأرض أنحى منك!. وذكر على بن عيسى بن الفرج الربعىّ صاحب [أبى] على، عبد الله بن حمّود الزّبيدىّ هذا فقال: «قرأ «1» على أبى على فى نوادر الأصمعىّ «أكأت الرجل «2»» إذا رددته عنك، فقال له أبو على: ألحق هذه الكلمة بباب «أجأ»، فإنى لم أجد لها نظيرا غيرها. فسارع من حوله إلى كتابتها. قال الربعىّ: [فقلت] «3» أيها الشيخ، ليس «أكأ» من «أجأ» فى شىء. قال: وكيف ذلك؟ قال: قلت لأن إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ وقطربا حكما أنه يقال: «كاء «4» الرجل»؛ إذا جبن. فخجل الشيخ وقال: إذا كان كذا فليس منه. فضرب كل واحد منهم على ما كتب. ولم يرجع عبد الله بن حمود الزبيدىّ الأندلسىّ إلى بلاده، وما زال بالعراق إلى أن مات بها- رحمه الله. «5»

327 - عبد الله بن رستم اللغوى

327 - عبد الله بن رستم اللغوىّ [1] مستملى يعقوب بن السّكّيت. كان قد استفاد من يعقوب وطبقته، وكتب بخطه الكثير، وأفاد الطالبين. 328 - عبد الله بن سعيد الأموىّ اللغوىّ [2] لقى العلماء، ودخل البادية، وأخذ عن فصحاء الأعراب، وأخذ عنه العلماء وأكثروا فى كتبهم. وكان ثقة فى نقله. وصنف كتبا، منها: كتاب النوادر. وكتاب رحل البيت. وكان جالس أعرابيا من بنى الحارث بن كعب، وسألهم عن النوادر والغريب، وكان مع ذلك حافظا للأخبار والشعر وأيام العرب. 329 - عبد الله بن سعيد بن مهدى الخوافىّ الكاتب أبو منصور [3] أديب شاعر، لغوى فرضى حاسب. كان من أتم الناس مروءة وأكبرهم نفسا، كثير الرواية لكتب الأدب، وله فى اللغة تصانيف، وجمع مجاميع فى كل فن. ومن شعره: وخود «1» جلا التوديع عندم خدّها ... كما فتقت أكمام ورد مضرّج

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 282، وتاريخ بغداد 10: 81، وتلخيص ابن مكتوم 93، وطبقات الزبيدىّ 144. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 282، وتلخيص ابن مكتوم 93، وطبقات الزبيدىّ 134، والفهرست 48. [3] ترجمته فى الأنساب 210 ب، وبغية الوعاة 282، وتلخيص ابن مكتوم 93 - 94، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 35 - 36، ونزهة الألباء 331 - 332. والخوافىّ، بفتح الخاء والواو: منسوب إلى خواف؛ وهى من نواحى نيسابور، ينسب إليها كثير من العلماء. وقد ذكر السيوطىّ أن وفاته كانت سنة 480.

330 - عبد الله بن عبد الله الأندلسى المعروف بالبرقى [1]

ولم أر بدرا قبلها عضّ فى الدّجى ... على عنم بالأقحوان المفلّج تضاهى الدّجى فرعا وعينا وحاجبا ... سوى أنها كالصّبح عند التبلّج رحلنا على اللذات من جانب الصّبا ... وقلت لأحداث الزّمان ألا اخرجى وبتنا على رغم النّوى ننشر الهوى ... ونطوى رداء الليل طيّا وننتجى «1» فلما تجلّى الصبح ثارت كأنّها ... غزال صريم لا غزالة منبج «2» 330 - عبد الله بن عبد الله الأندلسىّ المعروف بالبرقى [1] كان عالما بالنحو واللغة، إماما فيهما، [عالما] بالعدد والهندسة. وله كتاب مشهور فى المسبّع. وكان رجلا ناسكا، ينسب إليه علم صناعة الكيمياء. وكان الحكم المستنصر «3» يعظّمه ويوقره ويروم الإسكار معه، فيقبضه ورعه، ويكفّه عن مداخلته زهده- رحمه الله ورضى عنه وأرضاه. 331 - عبد الله بن عبد الله النحوىّ القياس [2] كان نحويا قياسيا. وأصله من الأندلس، وسكن القيروان. وكان سرىّ الأخلاق، كثير المصادقة لمن صحب. وله أشعار حسنة، وكان من يحسده يقول: هى من أشعار الأندلسيين. وكان متصلا بابن أبى جعفر المروزىّ ومادحا لابنه كثيرا.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 94. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 94.

332 - عبد الله بن على بن أحمد بن عبد الله المقرئ أبو محمد ابن بنت أبى منصور الخياط [1]

332 - عبد الله بن على بن أحمد بن عبد الله المقرئ أبو محمد ابن بنت أبى منصور الخياط [1] إمام مسجد ابن جردة، قرأ القرآن بروايات، وتخرّج عليه جماعات كثيرة «1» ختموا عليه كتاب الله. وله معرفة بالنحو واللغة. روى كتاب سيبويه عن أبى الكرم بن فاخر «2»، ورواه لنا عنه زيد «3» بن الحسن ابن زيد الكندىّ إجازة منه لنا، وقرأه عليه ابن سعدون القرطبىّ وابن البندار. ووقع إلىّ الأصل بذلك، بحمد الله ومنه وكرمه. وكان أبو محمد هذا متودّدا متواضعا، حسن القراءة والتلاوة فى المحراب، خصوصا فى ليالى رمضان يحضر عنده الناس للاستماع. وكان يقول شعرا قريبا. وصنف تصانيف «4» فى علوم القراءات، وأغرب فيها، فشنّع عليه بها، وخولف فيها، فرجع عنها.

_ [1] ترجمته فى الأنساب 214 ب، وتاريخ ابن كثير 12: 222، وخريدة القصر 1: 83 - 84، وتلخيص ابن مكتوم 94، وشذرات الذهب 4: 128 - 129، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 42 - 44، وطبقات القرّاء لابن الجزرىّ 1: 434 - 435، وكشف الظنون 206، 338، 1344، 1499، 1582، والمنتظم (وفيات سنة 541)، ومرآة الجنان 4: 275، ونزهة الألباء 482 - 484.

333 - عبد الله بن على بن إسحاق الصيمرى النحوى أبو محمد [1]

وكان مولده فى ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من شعبان سنة أربع وستين وأربعمائة، وتوفى بكرة يوم الاثنين الثامن والعشرين من ربيع الآخر من سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب عند جدّه على دكّة الإمام أحمد بن حنبل، وصلّى عليه فى جامع القصر، فى جامع المنصور، وكان الجمع كثيرا جدا يفوت الإحصاء، وأغلق أكثر البلد فى ذلك اليوم؛ فمن شعره: أأنصحكم على أوفى يقينى ... وسوء الظن منكم يعتريني إذا ما جئتكم لأداء نصح ... أتانى الغشّ منكم فى الكمين سأصبر ما حييت على أذاكم ... وأحفظ ودّكم فى كلّ حين وله أيضا: أيها الزائرون بعد وفاتى ... جدثا ضمنّى ولحدا عميقا سترون الذى رأيت من المو ... ت عيانا وتسلكون الطريقا 333 - عبد الله بن على بن إسحاق الصّيمرىّ النحوىّ أبو محمد [1] قدم مصر، وحفظ عنه شىء من اللغة وغيرها. وكان فهما عاقلا. وصنف كتابا فى النحو؛ سماه التبصرة «1»، وأحسن فيه التعليل على مذهب البصريين. ولأهل المغرب باستعماله عناية تامة، ولا يوجد به نسخة إلا من جهتهم. وقد ذكرته فى غير موضع من هذا الكتاب.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 285، وتلخيص ابن مكتوم 94، وكشف الظنون 339. والصيمرىّ، بفتح الصاد وسكون الياء وفتح الميم: منسوب إلى صيمرة؛ موضع بالبصرة، أو بلد بين ديار الجبل وديار خوزستان.

334 - عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن أحمد بن سعيد بن سليمان ابن محمد بن أبى حبيب الأنصارى الخزرجى أبو محمد ابن أبى بكر الأندلسى [1]

334 - عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن أحمد بن سعيد بن سليمان ابن محمد بن أبى حبيب الأنصارىّ الخزرجىّ أبو محمد ابن أبى بكر الأندلسىّ [1] ولد بشلب، «1» ونشأ بإشبيلية من بيت العلم والوزارة، وصرف وجهه إلى طلب العلم حتى حصل له ما لم يحصل لغيره؛ وولى القضاء بالأندلس مدة، ثم خرج منها على عزم الحج، ودخل مصر وتوجّه إلى مكة فحج وجاور بها سنة، ثم قدم العراق وأقام ببغداذ مدّة، ثم سافر إلى خراسان فنزل هراة مدّة ومرو مدّة. وكان خبيرا بالحديث والفقه والأدب والنحو، وسمع بخراسان وسمع منه، وأفاد واستفاد؛ وشهد له علماؤها بالفضل والأدب والنبل. وكان مولده بشلب، إحدى مدن الأندلس فى ربيع الأوّل فى سنة أربع وثمانين وأربعمائة «2». أنبأنا أبو الضياء شهاب بن محمود الشاذمانى فى كتابه من هراة قال: أخبرنا عبد الكريم بن محمد المروزىّ من كتابه الجامع القديم بهراة بقراءة أبى النّصر الفامىّ قال: حدّثنا أبو محمد بن أبى حبيب الحافظ من لفظه بجامع هراة، حدّثنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد البلخى إملاء فى جامع بلخ، أخبرنا القاضى أبو على الحسن ابن محمد الوحشىّ سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفىّ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهانىّ، أخبرنا أبو جعفر أحمد ابن مهران بن خالد الأصبهانىّ، حدّثنا محمد بن الصباح، حدّثنا إسماعيل

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 286، وتاريخ الإسلام الذهبىّ (وفيات سنة 546) وتلخيص ابن مكتوم 94 - 95، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 21.

335 - عبد الله بن عمرو بن صبح المعروف بابن أبى صبح المرى [1]

ابن زكريا عن الحسن بن الحكم النخعىّ عن عادى بن ثابت عن أبى حازم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن، وما ازداد عبد من سلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا». توفى- رحمه الله- بهراة فى شعبان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة. 335 - عبد الله بن عمرو بن صبح المعروف بابن أبى صبح المرّىّ [1] أعرابى بدوىّ لغوىّ، فصيح. دخل من البادية، ونزل بغداذ، ولم يزل مقيما بها حتى مات وأخذ منه. وكان شاعرا فصيحا، وله مع الفقسىّ «1» أخبار ظريفة. قال دعبل: حضر الفقعسىّ دارا فيها وليمة، وحضرها ابن أبى صبح الأعرابىّ فازدحما على الباب، فغلب ابن أبى صبح، ودخل قبل الفقعسىّ، وقال: ألا يا ليت أنّك أمّ عمرو ... شهدت مقامتى كى تعذرينى ودفعى منكب الأسدىّ عنى ... على عجل بناجية زبون «2» بمنزلة كأن الأسد فيها ... رمتنى بالحواجب والعيون «3» وكنت إذا سمعت بحق خصم ... منعت الخصم أن يتقدّمونى 336 - عبد الله بن فزارة النحوى [2] بصرى تصدّر بها لإفادة هذا النوع، وتوفى بها سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 95، والفهرست 49. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 286، وتلخيص ابن مكتوم 95، وطبقات الزبيدىّ 147، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 45.

337 - عبد الله بن القاسم بن على بن محمد بن عثمان الحريرى أبو القاسم [1]

337 - عبد الله بن القاسم بن على بن محمد بن عثمان الحريرىّ أبو القاسم [1] من أهل البصرة، سكن بغداذ، وهو ولد صاحب المقامات، وكان يسكن باب المراتب. شاب فاضل متميز، له حظ من الأدب واللغة، مليح الخط، قليل الحظ. ولد سنة تسعين وأربعمائة. 338 - عبد الله بن محمد بن هارون أبو محمد التوّزىّ [2] مولى قريش. وكان يدعى بالقرشىّ. وقال المبرّد: قرأ التّوّزىّ كتاب سيبويه على أبى عمر الجرمىّ. قال: ما رأيت أعلم بالشعر منه. وكان أعلم من الرياشىّ والمازنىّ وأكثرهم رواية عن أبى عبيدة. وقد قرأ على الأصمعى وغيره. وتزوّج التوّزىّ أم أبى ذكوان النحوىّ، فكان أبو ذكوان إذا قيل له: من التوّزى منك؟ يقول: كان أبا إخوتى. فمن تصانيفه كتاب الأمثال. كتاب الأضداد. كتاب الخيل وأسنانها وعيوبها وإضمارها ومن نسب إلى فرسه وسبقها. كتاب فعلت وأفعلت. كتاب النوادر. وهو منسوب إلى موضع من بلاد فارس اسمه توّز، وهم يسمّونه اليوم توّج. توفى- رحمه الله- سنة ثلاثين ومائتين.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 95، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد الورقة 42. [2] ترجمته فى أخبار النحويين البصريين للسيرافى 85 - 87، وبغية الوعاة 290، وتلخيص ابن مكتوم 95، وطبقات الزبيدىّ 69، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 51، والفهرست 57 - 58، ومراتب النحويين 122، والمزهر 2: 408، 445، 464، ونزهة الألباء 232 - 233. والتوزى، بفتح التاء وتشديد الواو: منسوب إلى توّز، وهى موضع عند بلاد الهند مما يلى فارس.

339 - عبد الله بن محمد بن هانئ أبو عبد الرحمن النيسابورى اللغوى [1]

339 - عبد الله بن محمد بن هانئ أبو عبد الرحمن النيسابورىّ اللغوىّ [1] عالم بهذا الشأن. أدرك الصدر الأوّل، وروى عن أبى زيد سعيد بن أوس الأنصارىّ، وروى عنه كتاب النوادر، وأشعار العرب، وأكثر عنهم الرواية لهذا النوع، وكان فى طبقة أبى عبيد القاسم بن سلّام وأبى حاتم سهل ابن محمد السّجستانى. قال عبد الله بن محمد بن هانئ النيسابورىّ هذا: أنفق أبى على الأخفش اثنى عشر ألف دينار. وكان جمّاعة للكتب، كثير الحفظ لها إلى أن صارت جملة عظيمة، وأبيعت بأربعمائة ألف درهم، وكان قد أعدّ فى حياته دارا لكل من يقدم من المستفيدين، فيأمر بإنزاله فيها، ويزيح علّته فى النسخ والورق، ويوسّع النّفقة عليه. وله كتاب كبير يوفى على ألفى ورقة، فى نوادر العرب وغرائب ألفاظها، وفى المعانى والأمثال. 340 - عبد الله بن محمد بن عيسى بن وليد النحوىّ الأندلسىّ [2] من أهل مدينة الفرج «1»؛ أبو محمد. كان من أهل العلم بالعربية واللغة، متحقّقا ربما، بارعا فيهما، مع وقار مجلس ونزاهة نفس. وكان قد شرع فى شرح كتاب

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 290، وتاريخ بغداد 72 - 73، وتلخيص ابن مكتوم 95 - 96. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 291، وتلخيص ابن مكتوم 96، وكشف الظنون 463.

341 - عبد الله بن محمد أبو العباس المعروف بابن شرشير الناشى الكبير [1]

الواضح للزّبيدىّ، فبلغ منه النصف، ومات قبل إكماله. وله كلام على أصول «1» النحو. وكان يختم كتاب سيبويه فى كل خمسة عشر يوما- رحمه الله. «2» 341 - عبد الله بن محمد أبو العباس المعروف بابن شرشير الناشى الكبير [1] الشاعر النحوى العروضى المتكلم. أصله من الأنبار، وأقام ببغداذ مدّة طويلة، ثم خرج إلى مصر فنزلها إلى آخر عمره. كان يعلّم العلوم ويتبحّر فيها، علم النحو وأحكمه، ونظر فى علله وهو متكلّم، فتبين له بقوّة الكلام نقض أصوله، فنقضها وصنّف فيها. وكذلك العروض أدخل على قواعده شبها ناقضة لها، ومثّله بأمثلة غير أمثلة الخليل، وأحسن والله فى كل ذلك، وأظهر قوّة. وكذلك فعل بالكتب المنطقية. وإذا وقف الواقف على تصانيفه وأنصف ظهر له أثر الاجتهاد والإمتاع، حتى إن الغير «3» منصف ينسبه إلى التّهوّس. وليس الأمر كذلك، وإنما هى قوّة وفطنة.

_ [1] ترجمته فى تاريخ ابن الأثير 6: 115، وتاريخ بغداد 10: 92 - 93، وتاريخ أبى الفدا 2: 61، وتاريخ ابن كثير 11: 101، وتلخيص ابن مكتوم 96، وحسن المحاضرة 1: 240، وابن خلكان 1: 263 - 264، وشذرات الذهب 2: 214 - 215، ومراتب النحويين 139، والمزهر 2: 409، والمنتظم (وفيات سنة 297)، والنجوم الزاهرة 3: 158 - 159. والناشى، بفتح النون وبعد الألف ياء: لقب غلب عليه. وشرشير (بكسر الشين الأولى والثانية) فى الأصل: اسم طائر يصل إلى الديار المصرية فى البحر زمن الشتاء؛ وهو أكبر من الحمام بقليل، كثير الوجود بساحل دمياط؛ وجعل اسما عليه.

وله شعر كثير يتضمن فوائد، وله قصيدة مطوّلة فى فنون من العلم على روىّ واحد وقافية واحدة، تبلغ أربعة آلاف بيت. وله مصنّفات جميلة. فمن شعره ما أنشده له محمد بن خلف بن المرزبان، وقد أحضرت له مغنيّة حسناء: فديتك لو أنّهم أنصفوك ... لردّوا النواظر عن ناظريك تردّين أعيننا عن سواك ... وهل تنظر العين إلّا إليك وهم جعلوك رقيبا علينا ... فمن ذا يكون رقيبا عليك ألم يقرءوا- ويحهم- ما يرو ... ن من وحى حسنك فى وجنتيك! قال ابن المرزبان: فشغفت بالأبيات. فقال ابن أبى طاهر: أحسنت والله وأجملت! قد والله حسدتك على هذه الأبيات «1». قال سليمان بن أحمد الطّبرانىّ: أنشدنا الناشى لنفسه بمصر سنة ثمانين- يعنى ومائتين: ليس شىء أحرّ فى مهجة العا ... شق من هذه العيون المراض والخدود المضرّجات اللّواتى ... شيب جريالها «2» بحسن البياض ورنوّ الجفون والغمز بالحا ... جب عند الصّدود والإعراض وطروق الحبيب واللّيل داج ... حين همّ السّمّار بالإغماض «3» مات أبو العباس الناشى بمصر سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

342 - عبد الله بن محمد بن طاهر الطريثيثى أبو بكر القاضى [1]

342 - عبد الله بن محمد بن طاهر الطّريثيثىّ أبو بكر القاضى [1] من أهل طريثيث. أحد الأفاضل، وكانت له يد باسطة فى اللغة والأدب. طاف البلاد، وخدم الأكابر، وورد العراق، ولقى بالإكرام والاحترام. وكان ذلك قبل سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة. وصنف كتابا سماه الموازنة بين أبى طاهر وطاهر يمدح فيه أبا طاهر الخوارزمىّ، ويذم طاهرا الطّريثيثىّ. وهو كتاب كثير الفوائد من المنثور والمنظوم والحكايات المفيدة وأحوال الناس، وأودعه قطعة صالحة من شعره «1». 343 - عبد الله بن محمد بن رستم أبو محمد اللغوىّ [2] مستملى يعقوب بن السّكّيت. كان مذكورا بالعلم والفضل، وروى عن يعقوب. حدّث عنه قاسم بن محمد الأنبارىّ، وكان ثقة. 344 - عبد الله بن محمد بن سفيان أبو الحسين الخزاز النحوىّ [3] حدث عن أبى العباس المبرّد وأبى العباس ثعلب وغيرهما. روى عنه عيسى ابن على بن عيسى الوزير «2»، وكان ثقة.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 288، وتلخيص ابن مكتوم 96، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد الورقة 43. والطريثيثىّ، بضم الطاء وفتح الراء وسكون الياء: منسوب إلى طريثيث، وهى ناحية كبيرة من نواحى نيسابور. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 282، وتلخيص ابن مكتوم 93، وطبقات الزبيدىّ 134، والفهرست 48؛ وهو مكرر 327. [3] ترجمته فى بغية الوعاة 287 - 288، وتاريخ بغداد 10: 123، وتلخيص ابن مكتوم 96 - 98، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 344، وكشف الظنون 1458، 1730.

345 - عبد الله بن محمد بن هانئ أبو عبد الرحمن النحوى النيسابورى [1]

وله مصنّفات فى علوم القرآن «1» غزيرة الفوائد. وكان صاحب إسماعيل القاضى «2» وورّاقه. قرأ على المبرّد كتاب سيبويه؛ أى أسمعه إياه من لفظه. مات عبد الله بن محمد بن سفيان يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شهر ربيع الأوّل سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. 345 - عبد الله بن محمد بن هانئ أبو عبد الرحمن النحوىّ النيسابورىّ [1] صاحب الأخفش. ذكره بهذا أبو عبد الله بن البيّع فى تاريخه، وقال عنه: «سمع محمد بن جعفر، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ويحيى بن سعيد، ويوسف بن سعيد، ويوسف بن عطية، ومبارك بن سحيم وأقرانهم من البصريين». روى عنه محمد بن عبد الوهاب الفرّاء، وعلى بن الحسين الهلالىّ ومن بعدهما، مثل إبراهيم بن أبى طالب وطبقته وأصحابه. ومسجده مسجد هانئ، وفيه كان يحدّث. مات فى جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ومائتين.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 290، وتاريخ بغداد 10: 72 - 73، وتلخيص ابن مكتوم 95 - 96؛ وهو مكرر 339.

346 - عبد الله بن محمد البخارى النحوى الفقيه الشاعر المعروف بالبافى [1]

346 - عبد الله بن محمد البخارىّ النحوىّ الفقيه الشاعر المعروف بالبافى [1] كان من أفقه الناس فى وقته على مذهب الشافعىّ، وله معرفة بالنحو والأدب مع عارضة «1» وفصاحة. وكان حسن المحاضرة، حاضر البديهة، يقول الشعر المطبوع من غير تكلّف، ويعمل الخطب، ويكتب الكتب الطوال من غير رويّة. قال أبو بكر البرقانىّ «2» - رحمه الله-: قصد أبو محمد البافىّ صديقا له ليزوره فلم يجده فى داره، فاستدعى بياضا ودواة وكتب إليه: كم حضرنا فليس يقضى التّلاقى ... نسأل الله خير هذا الفراق إن أغب لم تغب وإن لم تغب غب ... ت كأنّ افتراقنا باتفاق وله أيضا: ثلاثة ما اجتمعن فى رجل «3» ... إلّا وأسلمنه إلى الأجل ذلّ اغتراب وفاقة وهوى ... وكلّها سائق على عجل يا عاذل العاشقين إنّك لو ... أنصفت أعفيتهم «4» عن العذل فإنهم لو عرفت صورتهم ... عن شغل «5» العاذلين فى شغل

_ [1] ترجمته فى الأنساب 61 ا، وتاريخ بغداد 10 - 139 - 140، وتلخيص ابن مكتوم 97، والجواهر المضية 1: 283 - 286، وشذرات الذهب 3: 152، وطبقات الشافعية 2: 232 - 234، والباب 1: 90، ومعجم البلدان 2: 43، والمنتظم (وفيات سنة 398)، والنجوم الزاهرة 4: 219. والبافىّ، بفتح الباء وفاء مكسورة وياء مشدّدة. منسوب إلى باف، وهى إحدى قرى خوارزم.

347 - عبد الله بن محمد بن الحسين بن ناقيا أبو القاسم الأديب الشاعر اللغوى [1]

وله إلى صديق له يستنجزه وعدا: توسّع مطلى والزمان يضيق ... وأنت بتقديم الجميل حقيق فإمّا «نعم» يحيى الفؤاد نجاحها ... وإمّا إياس فالغريب رقيق فإنّ مرجّى البرّ فى الأسر موثق ... وإن طليق اليأس منك طليق مات فى النصف من محرّم سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة ببغداذ. 347 - عبد الله بن محمد بن الحسين بن ناقيا أبو القاسم الأديب الشاعر اللّغوىّ [1] كان فاضلا. له ترسّل وشعر وأدب ومقامات وتصنيفات فى الأدب. شرح كتاب الوسيط شرحا متوسطا ممتعا. وله كتاب فى ملح الممالحة وهو كتاب حسن فى نوعه «1». كان يعرف بالبندار. وتوفى ليلة الأحد رابع محرّم سنة خمس وثمانين وأربعمائة ببغداذ، ودفن فى مقابر باب الشام. ومولده فى ذى القعدة من سنة عشر وأربعمائة. وله شعر سائر، فمن شعره: أخلّاى ما صاحبت فى العيش لذّة ... ولا زال عن قلبى حنين التّذكّر ولا طاب لى طعم الرقاد ولا اجتنت ... لحاظى مذ فارقتكم حسن منظر ولا عبثت كفّى بكأس مدامة ... يطوف بها ساق، ولا جسّ مزهر «2»

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 292، وتلخيص ابن مكتوم 97، وخريدة القصر 1: 142، وابن خلكان 1: 266، وكشف الظنون 129، 594، 1273، 1817، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد الورقة 42. وناقيا؛ ضبطه ابن خلكان، بفتح النون وبعد الألف قاف مكسورة ثم ياء.

348 - أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد اليزيدى العدوى المعروف بابن اليزيدى [1]

348 - أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد اليزيدىّ العدوىّ المعروف بابن اليزيدىّ [1] كان عالما بالنحو واللغة. أخذ عن أبى زكرياء يحيى بن زياد الفرّاء وغيره وصنّف كتابا فى غريب القرآن، وكتابا فى النحو مختصرا، وكتاب الوقف والابتداء، وكتاب إقامة اللسان على صواب المنطق. وأخذ عنه ابن أخيه الفضل بن محمد اليزيدىّ. قال أبو العباس ثعلب: ما رأيت فى أصحاب الفرّاء أعلم من عبد الله بن محمد اليزيدىّ، فى القرآن خاصة. ذكره ابن الأنبارىّ- رحمه الله. 349 - عبد الله بن محمد بن وداع بن زياد بن هانئ الأزدىّ [2] ويكنى أبا عبد الله. حسن المعرفة بالأدب، صحيح الخط؛ يرغب فيه الناس ويتغالون فى ثمنه لإتقانه، من زمانه وذلك فى حدود سنة ثلاثين ومائتين، وإلى يومنا هذا، وهو حدود ثلاثين وستمائة. وكان له دكان ببغداذ يورّق فيه، ويجتمع إليه عامة أهل الأدب، ويحصل فيه بينهم من المحاضرة والمذاكرة ما لا يحصل فى غيره من أندية الأدب، ولقد اقتنيت بخطه كتاب الأمثال لأبى عبيد، فرأيت من الإتقان والتحقيق ما لا شاهدته لغيره، واقتنيت بعد ذلك غيره من الكتب الأدبية بخطه. وقيل إن خطه فى زمانه كان يباع بالثمن الغالى، وكذلك اليوم عند من يعرفه.

_ [1] وردت هذه الترجمة فى هامش الأصل ص 396 من الجزء الأوّل. وترجمته فى الفهرست 57 - 58، ونزهة الألباء 226 - 227. وانظر نسب اليزيدىّ فى الجزء الأوّل ص 161. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 97 - 98، والفهرست 80.

350 - عبد الله بن محمد بن سفيان أبو الحسين الخزاز النحوى [1]

350 - عبد الله بن محمد بن سفيان أبو الحسين الخزاز النحوىّ [1] كان معلّما فى دار أبى الحسن على بن عيسى «1»، مليح الخط صحيحه، من النحويين الذين خلطوا المذهبين. وهو الذى عمل كتاب على بن عيسى فى القرآن ونحله إياه، ورأيت بخطه كتاب شعر أبى تمام، وهو فى غاية الإتقان والجودة. وصنّف؛ فمن تصنيفه. كتاب المختصر فى علم العربية. كتاب معانى القرآن. كتاب المقصور والممدود. كتاب المذكر والمؤنث. كتاب فى علم اللغة ومنظومها. كتاب أخبار أعيان الحلم «2»، ألفه لأبى الحسن «3» عمر ابن محمد بن حماد بن أبى عمرو. كتاب السرارى الذهبيّات «4» والمسكيات. كتاب أعياد النفوس فى ذكر المعلم «5». كتاب رمضان وما قيل فيه. 351 - عبد الله بن محمد بن شقير أبو بكر النحوى [2] خلط المذهبين، وهو مشهور بين النحاة، مذكور. تصدّر فأفاد، وصنف. وله من التصنيف. كتاب مختصر نحو. كتاب المقصور والممدود. كتاب المذكر والمؤنث.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 287 - 288، وتاريخ بغداد 10: 123، وتلخيص ابن مكتوم 96 - 97، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 46 - 47، والفهرست 82، وكشف الظنون 1458، 1461. وذكر الخطيب وابن مكتوم وابن قاضى شهبة أن وفاته كانت سنة 325، وهو مكرر 344. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 98.

352 - عبد الله بن محمد الأزدى أبو القاسم [1]

352 - عبد الله بن محمد الأزدىّ أبو القاسم [1] من أهل البصرة. نحوىّ مذكور مصنّف، فمن نصنيفه كتاب المنطق. 353 - عبد الله بن محمد بن على بن محمد أبو القاسم ابن أبى عبد الله الأديب الراقطائىّ [2] ويعرف بابن الخوارزمىّ. وراقطا: إحدى بلاد البطائح «1». ووالده قدم من خوارزم، وسكن هذه الناحية، وولد منه عبد الله هذا بها. وطلب العلم وقرأ الأدب على أبيه وغيره، وروى عن مشايخ وقته، وأفاد بها بواسط فى سنة خمسمائة، وقدم بغداذ فى سنة عشر وخمسمائة، وروى بها شيئا من شعره وتصانيفه؛ فمن شعره: ربّ ليل فريت فروته ... أحبّه وهو بارد بارد على سناد سناد كلكلها ... عند الونى مثل ساعد ساعد وما افتقرت المطىّ مفتقرا ... عمرى وما كل واجد واجد إن تنكرى يا قتيل قتلك لى ... فلى على ذلك شاهد شاهد تغيير لونى ولمّتى شهدا ... أن الذى طلّ عامد عامد أقول إذ زارنى وودّعنى ... قل لى متى أنت عائد عائد وعاد أبو القاسم بن الخوارزمىّ إلى بلده بعد قدومه بغداذ، وتوفى بعد ذلك بيسير. والله أعلم.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 98. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 98.

354 - عبد الله بن محمد بن محمد بن هبة الله بن على ابن أبى عيسى [1]

354 - عبد الله بن محمد بن محمد بن هبة الله بن علىّ ابن أبى عيسى [1] من أهل شهرابان «1»، بلدة من أعمال طريق خراسان. من بيت عدالة وقضاء وأدب، وكانت له معرفة بالأدب حسنة. قرأ على أبى محمد عبد الله بن أحمد ابن أحمد بن أحمد بن الخشاب النحو واللغة [و] العربيّة، وحصل له من ذلك طرف صالح، وسمع الحديث من بعض مشايخ زمانه، وله شعر منه: نحن قوم قد تولّى حظّنا ... وأتى قوم لهم حظّ جديد وكذا الأيام فى أفعالها ... تخفض الهضب فتستعلى الوهود إنما الموت حياة لامرىء ... حظّه ينقص والهمّ يزيد وإذا قام لأمر مكثب ... قعد الحظ به فهو بعيد ولد ليلة الخميس ثانى عشر شهر رمضان من سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، ومرض فى بغداذ فى رجب من سنة ستمائة، فحمل مريضا إلى شهرابان، فمات قبل الوصول إليها بموضع يعرف بالحصن، فى ليلة السبت سادس عشر الشهر المذكور، فحمل ميّتا، ودفن بشهرابان- رحمه الله. 355 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن على الأشيرىّ أبو محمد المغربىّ [2] أصله من أشير زيرى من برّ العدوة. «2» وأشير زيرى مدينة قبالة بجاية «3» وقبلتها،

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 98. [2] ترجمته فى تاريخ فى تاج العروس، 3: 14، وتاريخ الإسلام للذهبىّ (وفيات سنة 561)، وتلخيص ابن مكتوم 98 - 99، وشذرات الذهب 4: 198، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 48 - 49، واللباب لابن الأثير 1: 55، ومرآة الجنان 3: 347، ومعجم البلدان 1: 264 - 265، والنجوم الزاهرة 5: 372.

بينهما ثلاثة أيام فى بلاد صنهاجة. «1». وزيرى الذى عمرها واختطّها هو زيرى بن مناد «2»، أحد مقدّمى صنهاجة فى وقته، وقد بقى الأمر فى ولده وولد ولده مدّة مديدة. والمعز بن باديس بن بلجّين «3» من نسله، وهو الذى استولى على بلد إفريقية بعد الفرقة الشيعية المنتقلين إلى مصر عن إفريقية، وسلموها إلى جدّة نيابة، فانفرد بها. وكان عبد الله بن محمد الأشيرىّ هذا يخدم فى بعض الأمور بدولة عبد المؤمن «4» ابن على، ولما حصل مع القوم بالأندلس جرى له أمر خشى عاقبته، فانصرف عنهم منهزما منهم، ومعه أهله وكتبه وما أمكنه استصحابه، وقصد الشام، فخرج إلى اللاذقيّة «5»، وبها الفرنج، وسلّمه الله إلى أن وصل إلى حلب، ونزل على العلاء

محمود الغزنوىّ المدرّس بمدرسة الحلاويين ظاهر باب الجامع، وأقام عنده مدّة وسمع منه الفوائد المغربية، وروى لهم عن ابن العربى «1» والقاضى عياض بن موسى اليحصبى «2» وأمثالهم، وأقام إلى سنة تسع وخمسين، واتفق أن يحيى بن هبيرة الوزير صنّف كتاب الإفصاح، وجمع له علماء المذاهب، وطلب فقيها مالكيا، فدلّوه على الأشيرىّ، فطلبه من نور الدين محمود بن زنكىّ «3»، فسيّره إليه، فأكرمه وأنزله وأجرى له نزلا «4»، وحضر قراءة كتاب الإفصاح «5»، فمرّت مسألة- سأذكرها- واختلف كلامه وكلام ابن هبيرة، فسبقه عليه ابن هبيرة، وجرت بعد ما سأذكره بعد تمام ترجمته، إن شاء الله. وحج من بغداذ سنة ستين وخمسمائة، وزار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعياله معه، وضاق بهم وبه الحال، فخرج من المدينة، وترك أهله هناك، وذلك فى وسط السنة، وقصد الشام، ولقى نور الدين بظاهر حمص، وذكر له حاله، فوعده بخير. واتفق أنه مرض ومات فى شهر رمضان من سنة إحدى وستين

وخمسمائة، وقيل إنه دفن بظاهر سور حمص قريبا منه. وقال لى ابن الأستاذ عبد الرحمن: إنه دفن بقبر إلياس فى البقاع. والله أعلم. وسيّر نور الدين إلى أهله نفقة، وخيّرهم فى المقام أو الحضور إلى الشام، فحضروا صحبة ولد له اسمه محمد، ونزلوا حلب وباعوا كتبه فى وفاء دين عليه، وكانت فى غاية الجودة والصحة، وخدم ولده جنديا مع الأمير عز الدين بن جرديك، ومات فى خدمته. وإنما ذكرت الأشيرىّ فى اللّغويين لأنه صنف كتابا هذّب فيه الاشتقاق الذى صنفه المبرّد،- ورأيته- فأحسن فيه، وهو عندى بخطه- رحمه الله- وذكره الحافظ أبو القاسم «1» على فى كتابه فقال: «عبد الله بن محمد بن عبد الله أبو محمد الصنهاجىّ المعروف بابن الأشيرىّ. كامل فاضل، سمع بالأندلس أبا جعفر بن غزلون. وأبا بكر محمد بن عبد الله بن محمد ابن العربى الإشبيلىّ وغيرهما، وحصلت له كتب حسان، وكان يكتب لصاحب المغرب، فلما مات صاحبه استشعر، فأخذ كتبه وأهله وتوجه إلى الشام، وقدم دمشق، وأقام بها مديدة، وحدّث بالموطأ وغيره، وسمع منّى وكتب عنّى، وعلّقت عنه شيئا. وكان أديبا، وله شعر جيّد. ثم توجه إلى حلب. ذكره أبو الليث شاكر بن عبد الله التنوخىّ لنور الدين محمود بن زنكى، والأمير أبو يعقوب يوسف بن على الملثم وهما فى صحبته فى الزيارة بالبقاع، «2» وأثنيا عليه خيرا كثيرا، ورغّباه فى ترتيبه بحلب لتقوية السّنة بها، ولحاجة أهلها إلى مثله، فنقله الملك العادل إلى حلب، وقرّب له كتابته، وأقام يروى الحديث سنتى ثمان وتسع، وسافر إلى الحج فجاور سنة ستين، ثم قدم فى سنة إحدى وستين، وخلف ولده وزوجته

356 - عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسى النحوى [1]

بمكة، وتوجه إلى حلب مستميحا، واجتمع بمحمود بن زنكى بحلب، وسار بمسيره إلى حمص، وتخلّف بالمرض، ثم تبعه فثقل فى مرضه، وتوفى باللبوة يوم الأربعاء خامس عشرين شوّال سنة إحدى [وستين وخمسمائة]. واستأذن رفقته نور الدين فى دفنه، فرسم لهم بحمله إلى بعلبك، ودفن بظاهر باب حمص شمالى بعلبك. وزار قبره. وخاطبه أبو اليسر «1» فى أمر عيال الأشيرىّ واجتذابهم إلى ظله بالشام شفقة عليهم من ضيقة المعيشة بالحجاز، فرسم لمتولى السبيل أن يجتمع بهم ويقول لهم: إن شئتم حملتكم إلى الشام، ويقرّر الملك لكم كفايتكم، فإن أجابوا نقلهم. فقدموا فى قافلة الحاج، وبعثهم إلى حلب، وقرّر لهم كفايتهم. 356 - عبد الله بن محمد بن السّيد البطليوسىّ النحوىّ [1] من أهل بطليوس. مدينة من مدن الأندلس، أبو محمد. سكن بلنسية. كان عالما بالآداب واللغات، متبحّرا فيها، مقدّما فى معرفتها، يجتمع الناس إليه، ويقرءون عليه، ويقتبسون منه. وكان حسن التعليم، جيّد التلقين، ثقة حافظا ضابطا.

_ [1] ترجمته فى أزهار الرياض 3: 101 - 149، وبغية الوعاة 288، وتلخيص ابن مكتوم 99 - 100، وابن خلكان 1: 265، والديباج المذهب 140 - 141، وشذرات الذهب 4: 64 - 65، والصلة لابن بشكوال 1: 287، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 47 - 48، وطبقات القرّاء لابن الجزرى 1: 449، وعيون التواريخ (وفيات سنة 521) وقلائد العقيان 193 - 202، وكشف الظنون 48، 488، 603، 992، 1587، 1907، ومرآة الجنان 3: 228، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 3: 404 - 405، ومعجم البلدان 2: 217. والسيد، بكسر السين وسكون الياء، من أسماء الذئب، سمى به جده. والبطليوسىّ، بفتح الباء والطاء وسكون اللام وفتح الياء وسكون الواو: منسوب إلى بطليوس، مدينة جليلة بالأندلس.

وألف كتبا حسانا؛ فمن ذلك كتاب الاقتضاب فى شرح أدب الكتاب «1». كتاب الأسباب الموجبة لاختلاف الأمة «2» كتاب شرح الموطّأ. كتاب المثلث «3» فى اللغة، كبير. كتاب شرح سقط الزّند «4». كتاب إصلاح الخلل الواقع فى شرح الجمل «5». كتاب شرح أبيات الجمل «6». كتاب التذكرة الأدبية «7». وله شعر حسن منه: أخو العلم حىّ خالد بعد موته ... وأوصاله تحت التراب رميم وذو الجهل ميت وهو ماش على الثّرى ... يظنّ من الأحياء وهو عديم وكان قد سكن قرطبة فى أيام محمد بن الحاج صاحب قرطبة، وكان كاتبه علىّ الكاتب، ومدار الأمور بقرطبة عليه، وكان له بنون ثلاثة؛ يسمى أحدهم

357 - عبد الله بن مسلم بن قتيبة أبو محمد الكاتب الدينورى النحوى اللغوى العالم [1]

عزون، والثانى رحمون، والثالث حسون، وكانوا صغارا فى حدّ الحلم، وكانوا من أجمل الناس صورا، وكان شكل شعورهم قطاطىّ مضفورة، وكانوا يقرءون القرآن على المقرئ، ويختلفون إلى الجامع إليه فى ذلك، وكان أبو محمد بن السّيد قد أولع بهم، ولم يمكنه صحبتهم إذ كان من غير صنفهم ولا منهم. وكان يجلس فى الجامع تحت شجرة يتعلّل فى كتاب يقرأ فيه، فقال فيهم بيتين وهما: أخفيت سقمى حتى كاد يخفينى ... وهمت فى حبّ عزّون فعزّونى ثم ارحمونى برحمون فإن ظمئت ... نفسى إلى ريق حسّون فأحسونى وخاف على نفسه بسبب أبيهم، ففرّ من قرطبة وخرج إلى بلنسية، وأقرأ بها، وألّف بها تواليفه إلى أن توفّى- رحمه الله- منتصف رجب من سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. ومولده سنة أربع وأربعين وأربعمائة. 357 - عبد الله بن مسلم بن قتيبة أبو محمد الكاتب الدينورىّ النحوىّ اللغوىّ العالم [1] صاحب التصانيف الحسان فى فنون العلوم. مروزىّ الأصل. ولد ببغداذ، ونشأ بها وتأدّب، وأقام بالدّينور مدّة فنسب إليها.

_ [1] ترجمته فى الأنساب 443 ا، وبغية الوعاة 291، وتاريخ ابن الأثير 6: 66، وتاريخ بغداد 10: 170 - 171، وتاريخ أبى الفدا 2: 54، وتاريخ ابن كثير 11: 48، 57، وتذكرة الحفاظ 2: 187، وتفسير سورة الإخلاص لابن تميية 104، 120 - 221، 133 - 134، وتلخيص ابن مكتوم 100، وتهذيب الأسماء واللغات 2: 281، وتهذيب اللغة للأزهرى 1: 15، وابن خلكان 1: 251، وذيل كشف الظنون 2: 146، 506، وروضات الجنات 447، وشذرات الذهب 2: 169 - 170، وطبقات الزبيدى 129، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 52 - 54، وطبقات المفسرين للداودى 103 ا- 104 ب؛ والفهرست 77 - 78،

روى عن العلماء أمثال إسحاق بن راهويه «1»، ومحمد «2» بن زياد الزيادىّ، وأبى حاتم السّجستانىّ. روى عنه العلماء كولده أحمد «3»، وأبى محمد عبد الله بن جعفر ابن درستويه الفارسىّ. وكان عبد الله بن مسلم بن قتيبة ثقة ديّنا فاضلا. فمن تصانيفه: غريب القرآن «4». غريب الحديث «5». مشكل القرآن «6». مشكل الحديث.

_ - وكشف الظنون 32، 47، 108، 470، 760؛ 807، 1102، 1184، 1204، 1392؛ 1399، 1469، 1695، 1724، واللباب لابن الأثير 2: 242، ولسان الميزان 3: 357 - 359، ومراتب النحويين، 137 - 138، ومرآة الجنان 2: 191 - 192، والمزهر 2: 409، 420، 465، والمنتظم (وفيات سنة 276)، وميزان الاعتدال 2: 70، والنجوم الزاهرة 3: 75 - 76، ونزهة الألباء 272 - 74. قال ابن خلكان: «والدينورى، بكسر الدال (وقال السمعانى بفتحها وليس بصحيح) وبسكون الياء وفتح النون والواو، وهذه النسبة إلى دينور، وهى من بلاد الجبل عند قرميسين، خرج منها خلق كثير».

أدب الكاتب «1». عيون الأخبار «2». المعارف «3». طبقات الشعراء «4». الأشربة «5». إصلاح الغلط «6». كتاب الفرس «7». معانى الشعر «8».

كتاب التفقيه «1». كتاب الخيل. كتاب النحو «2». كتاب إعراب القرآن «3». كتاب الأنواء «4». كتاب التسوية بين العرب والعجم. كتاب الفقه «5». كتاب المسائل والجوابات «6». كتاب العلم. كتاب الميسر والقداح «7». كتاب النحو الصغير. كتاب الردّ على المشبهة «8». أكل- رحمه الله- هريسة فأصاب حرارة، ثم صاح صيحة شديدة ثم أغمى عليه إلى وقت صلاة الظهر، ثم اضطرب ساعة، فما زال يتشهد إلى وقت السحر، ثم مات، وذلك أوّل ليلة من رجب سنة ست وسبعين ومائتين.

358 - عبد الله بن مسلم القيروانى النحوى أبو محمد [1]

قال محمد بن إسحاق النديم فى كتابه: «إن ابن قتيبة كوفىّ؛ وإنما سمى الدّينورىّ لأنه كان قاضى الدّينور، وكان يغالى فى [مذهب] البصريين؛ إلا أنه خلط المذهبين، وحكى فى كتبه عن الكوفيين، وكان صادقا فيما يرويه، عالما باللغة والنحو وغريب القرآن ومعانيه [و] الشعر والفقه، كثير التصنيف والتأليف. وكتبه بالجبل مرغوب فيها. ومولده فى مستهلّ رجب، وتوفى سنة سبعين ومائتين». 358 - عبد الله بن مسلم القيروانىّ النحوىّ أبو محمد [1] كانت له معرفة بالنحو واللغة، وندب إلى درسها بدار الكتب بمدرسة النظامية ببغداذ، واستفاد منه قوم. وهو مستور الحال. 359 - عبد الله بن محمود أبو محمد المكفوف النحوىّ القيروانىّ [2] كان من أعلم خلق الله تعالى بالعربية والغريب والشعر وتفسير المشروحات وأيام العرب وأخبارها ووقائعها. وأدرك المهرىّ «1» وأخذ عنه، ثم صحب من بعده حمدون» النعجة، فكان لا يبارحه، ولم يمت حمدون حتى علا المكفوف عليه، وفضله فى أشياء كثيرة.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 291، وتلخيص ابن مكتوم 100. وذكر السيوطى أن وفاته كانت سنة 488. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 290، وتلخيص ابن مكتوم 100 - 101؛ وطبقات الزبيدىّ 159، 160، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 52، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 3: 396، ونكت الهميان 184 - 185. وما ذكره المؤلف فى ترجمته يوافق ما فى طبقات الزبيدىّ.

وله كتب كثيرة أملاها فى اللغة والعربية والغريب، وله كتاب فى العروض يفضّله أهل العلم على سائر الكتب المؤلّفة فيه، لما بيّن [فيه] «1» وقرّب. وعليه قرأ الناس المشروحات، وإليه كانت الرحلة من جميع إفريقية والمغرب، وكان يجلس مع حمدون فى مكتبه، فربما استعار من بعض الصبيان كتابا فيه شعر أو غريب أو شىء من أخبار العرب فيقتضيه صاحبه إياه، فإذ ألحّ عليه أعلم أبا محمد المكفوف بذلك فيقول: اقرأه علىّ، فإذا فعل قال: أعده ثانية، ثم يقول: ردّه على صاحبه، ومتى شئت تعال حتى أمليه عليك. وقيل: أبطأ عنه أبو القاسم بن عثمان الوزان النحوىّ أياما كثيرة ثم أتاه، فلامه على تخلّفه عنه، فقال له أبو القاسم: نحن كنا سبب ما أنت فيه من العلم، وقد علمت كيف كنت أخصّك وأوثرك على غيرك، فلما صرت إلى هذه الحال قطعتنا عنك. فقال له: أصلحك الله! أعذر، فقد كان لى شغل، قال: وما هو؟ قال: لى اليوم أكثر من شهر أختلف إلى رقّادة «2» إلى دار فلان- وذكر بعض السلاطين- أشكل له كتبا وأصححها، فقال: سررتنى والله، قال: بماذا سررتك؟ قال: بما يكون من برّه ومكافأته على اختلافك إليه وتصحيحك لكتبه. فضحك وقال: والله ما هو إلا أنّه أكترى دابة إذا مررت وإذا رجعت من مالى. فعجب من ذلك، وقال: تدرى كم وصل إلىّ من ابن الصائغ صاحب البريد؟ قال: لا. قال: نحو خمسمائة دينار، سوى الخلع وقضاء الحاجات والبرّ والإكرام؛ وما كان يسألنى عن شىء إلا أنه إذا كان يوم الجمعة بعث فى طلبى ابنه ودابته وأحضر مائدته.

360 - عبد الله بن مخلد بن خالد بن عبد الله التميمى النيسابورى أبو محمد النحوى [1]

وكان أبو محمد المكفوف أصله من سرت «1»، فهجاه إسحاق بن خنيس فقال: ألا لعنت سرت وما جاء من سرت ... فقد حلّ من أكنافها جبل المقت فى شعر طويل له، فقال المكفوف فيه مجيبا له: إن الخنيسىّ يهجونى لأرفعه ... اخسأ خنيس فإنى غير هاجيكا لم تبق مثلبة تحصى إذا جمعت ... من المثالب إلا كلّها فيكا ولأبى محمد أشعار فصيحة وأراجيز غربية. وله كتاب فى شرح صفة أبى زبيد الطائىّ للأسد جوّد فيه وحسّنه. وتوفى سنة ثمان وثلاثمائة. 360 - عبد الله بن مخلد بن خالد بن عبد الله التميمى النيسابورىّ أبو محمد النحوىّ [1] ذكره الحافظ أبو عبد الله فى تاريخ نيسابور، وسماه «النحوى»، وقال: «سمع بخراسان علىّ بن الحسين بن شقيق وعبدان وحفص بن عبد الرحمن ومكىّ ابن إبراهيم ويحيى بن يحيى وغيرهم، وبالبصرة من عفان وبشر بن محمد السكرىّ ومسلم وغيرهم، وبالكوفة من أبى نعيم وأبى غسّان وغيرهما، وبالحجاز من عبد العزيز الأويسى وإسماعيل بن أبى أويس وغيرهما». «وهو راوى كتب أبى عبيد القاسم بن سلّام عنه بخراسان. روى عنه أبو بكر الجارودىّ ومحمد بن إسحاق بن خزيمة». «قرأت فى بعض كتب أصحابنا: توفى عبد الله بن محمد سنة ستين ومائتين، ومسكنه بباب فراشة».

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 29، وتلخيص ابن مكتوم 101، وخلاصة تذهيب الكمال 181.

361 - عبد الله بن مؤمن بن مؤمل بن عنافر التجيبى المزوكى النحوى الإشبيلى الأندلسى أبو محمد [1]

361 - عبد الله بن مؤمن بن مؤمل بن عنافر التجيبىّ المزوكىّ النحوىّ الإشبيلىّ الأندلسىّ أبو محمد [1] عالم بالنحو والشعر والحساب والعروض، حافظ للقرآن، كثير التلاوة، مذهبه جميل، وطريقته قويمة. وله شعر كثير فى الزهد. 362 - عبد الله بن مهران بن الحسن أبو بكر النحوىّ [2] سمع هوذة بن خليفة بن عفان بن مسلم، وعاصم بن علىّ، وعلى بن الجعد، ومعلى بن مهدىّ. روى عنه أبو عمرو بن السماك، ومحمد بن العباس بن نجيح وأحمد بن كامل القاضى، وأبو بكر الشافعىّ. وكان ثقة يسكن سويقة نصر ببغداذ. وكان ضريرا. وذكر ابن كامل أنه سمع منه فى سنة سبع وتسعين ومائتين. وكان ثقة. وقال الدار قطنىّ: لا بأس به. 363 - عبد الله بن هارون بن يحيى النيسابورىّ [3] ذكره الحافظ أبو عبد الله فى تاريخه وقال: «أبو بكر النحوىّ، سمع إسحاق ابن إبراهيم الحنظلىّ وعمرو بن فزارة. روى عنه أبو عبد الله بن دينار. توفى فى رجب سنة تسع وثمانين ومائتين». 364 - عبد الله بن يس أبو محمد التميمىّ النحوىّ الأديب [4] من أهل الأدب. قرأ منه قطعة صالحة على أبى منصور الجواليقىّ وابن الشجرىّ ببغداذ، وقدم دمشق، ثم خرج منها، وعاد إليها، وكان يكتب خطا

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 291، وطبقات الزبيدى 201؛ ولم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص. [2] ترجمته فى تاريخ بغداد 10: 178 - 179؛ ولم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص. [3] لم أعثر له على ترجمة، ولم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص. [4] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 101.

365 - عبد الله بن يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو عبد الرحمن ابن أبى محمد العدوى المعروف بابن اليزيدى [1]

حسنا، ويذهّب المصاحف. ثم توجه إلى بلاد العجم وقطن خوارزم، ونفق على صاحبها، وكسب من جهته مالا، ومات هناك. 365 - عبد الله بن يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو عبد الرحمن ابن أبى محمد العدوىّ المعروف بابن اليزيدىّ [1] كان أديبا عارفا بالنحو واللغة. أخذ عن ابن زياد الفرّاء، وصنف كتابا فى غريب القرآن حسنا فى بابه، ورأيته فى ستّة مجلدات، يستشهد على كل كلمة من القرآن بأبيات من الشعر؛ ملكته بخطه، وقد كتب عليه أبو سيف القزوينى المعتزلىّ شيئا بخطه أخطأ فيه، وذلك أنه نسبه إلى أبى محمد أبيه. وصنّف عبد الله أيضا كتابا فى النحو مختصرا، وكتاب الوقف والابتداء وكتاب إقامة اللسان على صواب المنطق. روى عنه أخوه الفضل بن محمد اليزيدىّ. قال أحمد بن يحيى النحوىّ: ما رأيت فى أصحاب الفرّاء أعلم من عبد الله بن محمد اليزيدىّ وخاصّة فى القرآن ومسائله.

_ [1] ترجمته فى تاريخ بغداد 10: 198 - 199، وتلخيص ابن مكتوم 101 وطبقات القراء 1: 463، والفهرست 50 - 51، ونزهة الألباء 226 - 227، وما ذكره المؤلف يوافق ما فى تاريخ بغداد. وانظر نسبة اليزيدىّ فى حواشى الجزء الأوّل ص 161.

366 - عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد ابن حيويه الجوينى ثم النيسابورى أبو محمد [1]

366 - عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد ابن حيّويه الجوينىّ ثم النيسابورىّ أبو محمد [1] الأديب النحوىّ المفسر؛ أوحد زمانه. تأدّب على أبيه. توفى فى ذى القعدة سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة «1». 367 - عبيد الله بن أحمد بن محمد أبو الفتح [2] يعرف بجحجح «2» النحوىّ. سمع أبا القاسم البغوىّ وطبقته، وأبا بكر بن دريد ومن بعده، وحدّث بشىء يسير. سمع منه أبو الحسين بن الفرات، ومحمد ابن أبى الفوارس، وروى عنه إبراهيم بن مخلد، وكان ثقة صحيح الكتاب. قال محمد بن العباس بن الفرات: مولد أبى الفتح عبيد الله بن أحمد بن محمد النحوىّ

_ [1] ترجمته فى الأنساب 144 ب، وتلخيص ابن مكتوم 101، وابن خلكان 1: 252 - 253، وطبقات الشافعية 3: 208 - 219، وطبقات المفسرين للسيوطى 15، وطبقات المفسرين للداودىّ الورقة 106 ب- 107 ا، وكشف الظنون 339، 385، 445، 610، 996، 1626، 1910، واللباب لابن الأثير 1: 256، 257. قال ابن خلكان: «وحيويه، بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء المثناة من تحتها وضمها وسكون الواو وفتح الياء الثانية وبعدها هاء. والجوينى، بضم الجيم وفتح الواو وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون. هذه النسبة إلى جوين، وهى ناحية كبيرة من نواحى نيسابور، وتشتمل على قرى كثيرة مجتمعة». [2] ترجمته فى بغية الوعاة 319، وتلخيص ابن مكتوم 101 - 102، وروضات الجنات 466، وكشف الظنون 26، 1439، 1591، ونزهة الألباء 378 - 379.

368 - عبيد الله بن فرج الطوطالقى النحوى القرطبى أبو محمد [1]

سنة ست وثمانين. وتوفى ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة «1». 368 - عبيد الله بن فرج الطوطالقى النحوىّ القرطبىّ أبو محمد [1] روى عن أبى على القالىّ وأبى عبد الله الرياحىّ وابن القوطية ونظرائهم، وتحقق بالأدب واللغة، وعنى بذلك؛ وألف كتابا مختصرا فى المدوّنة «2»، استحسن؛ وتوفى يوم الاثنين النصف من رجب سنة ست وثمانين وثلاثمائة، ودفن صبحة يوم الثلاثاء بمقبرة مومرة. 369 - عبيد الله بن محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو القاسم العدوىّ المعروف بابن اليزيدىّ اللغوىّ [2] سمع عبد الرحمن بن أخى الأصمعى، وروى عن عمه إبراهيم بن يحيى وأخيه أحمد بن محمد عن جده أبى محمد اليزيدىّ عن أبى عمرو بن العلاء حروفه فى القرآن.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 102، والصلة لابن بشكوال 1: 294 - 295، ومعجم البلدان 6: 72. والطوطالقى، بضم أوّله وسكون ثانيه: منسوب إلى طوطالقة، وهى بلدة بالأندلس من إقليم باجة. [2] ترجمته فى تاريخ بغداد 10: 338، وتلخيص ابن مكتوم 102، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 121، وطبقات القراء لابن الجزرى 1: 492 - 493، ومعجم الأدباء 12: 59 - 61.

370 - عبيد الله بن محمد بن جرو الأسدى الموصلى أبو القاسم النحوى [1]

روى عنه ابن أخيه محمد بن العباس اليزيدىّ وغيره. وكان ثقة، وكان يعلّم النحو ويسمى النحوىّ. قال سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبرانى: «1» حدّثنا عبيد الله بن محمد بن أبى محمد اليزيدىّ أبو القاسم البغداذىّ النحوىّ «2». وسماه النحوىّ. وقال ابن المنادى «3»: عبيد الله بن محمد بن يحيى أبو القاسم؛ كان اليزيدىّ جدّه، كتب عنه الحروف، وشيئا من اللغة، وأكثر من الحديث فى أصناف الكتب. توفى فى المحرّم سنة أربع وثمانين- يعنى ومائتين. 370 - عبيد الله بن محمد بن جرو الأسدىّ الموصلىّ أبو القاسم النحوىّ [1] من أصحاب أبى علىّ «4» وتلك الحلبة. قرأ وأكثر الأخذ عن النحاة، وشدا شيئا من اللغة، وتصدر لإقراء هذا الشأن.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 320، وتاج العروس 10: 71، وتلخيص ابن مكتوم 102، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 120 - 121، وطبقات المفسرين للسيوطى 22، وطبقات المفسرين للداودى الورقة 158، وكشف الظنون 1774، 1904، ومعجم الأدباء 12: 62 - 68.

371 - عبد الباقى بن محمد بن بانيس النحوى [1]

نقلت من خط ابن عياض النحوى الشامى الكفر طابىّ: أنشد أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن جرو الأسدىّ الموصلىّ فى مسألة ياءات الإضافة: ويسقط «1» بينها المرئى «2» لغوا ... كما أسقطت فى الدية الحوارا «3» وذكر هلال بن المحسن فى كتابه تاريخ بغداذ قال: «وفى يوم الثلاثاء لأربع بقين من رجب سنة سبع وثمانين وثلاثمائة توفى أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن جرو الأسدى «4»». 371 - عبد الباقى بن محمد بن بانيس النحوىّ [1] عراقى، لقى الجماعة المذكورين: أبا سعيد، وأبا على، ويوسف بن أبى سعيد، وعلى بن عيسى بن علىّ الرمانى. وعاصر ابن جنى والربعىّ وأمثالهما. وكان نحويا متصدّرا للإفادة. قال هلال بن المحسن بن إبراهيم فى كتابه: «ولعشرين بقين من ربيع الأوّل سنة أربعمائة مات عبد الباقى بن محمد بن بانيس النحوىّ».

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 294، وتلخيص ابن مكتوم 102. واسمه فى بغية الوعاة: «عبد الباقى ابن الحسن بن عبد الله النحوىّ»، وذكر أنه مات سنة نيف وتسعين وثلاثمائة. وحكى أنه نقل ذلك عن الصفدىّ.

372 - عبد الباقى بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا البندار الشاعر [1]

372 - عبد الباقى بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا البندار الشاعر [1] من أهل الحريم الطاهرىّ «1»، يسكن شارع التوفيق من درب العوج. شاعر مجوّد رقيق الشعر جواد الخاطر والطبع. ولشعره ديوان كبير، وله فى العربية يد باسطة. وصنف كتبا جميلة منها: تفسير الفصيح لثعلب، وملح الممالحة. وكتب بخطه كتبا كثيرة فى الأدب، وينسب إلى التعطيل وذهاب مذهب الأوائل، وصنف فى ذلك مقالة، وكان كثير المجون، روى شيئا من الحديث عن بعض مشايخ زمانه. روى عنه ابن السمرقندىّ ومحمد بن ناصر السلامى. وقال غيره: كان قليل الدين، وكان يسمى عبد الله أيضا، وقد ورد ذكره فى تبيين من اسمه عبد الله. سئل عن مولده فقال: فى النصف من ذى القعدة سنة عشر وأربعمائة. ومن شعره: خلعت التّصابى واستراح عذولى ... وصار سبيل الناسكين سبيلى فياربّ لهو قد شهدت وفتية ... صحبتهم صرفا بكأس شمول وقد يرد الحانات زقّى مقدّما ... ويكرم دون الطارقين رسولى

_ [1] ترجمته فى تاريخ ابن كثير 12: 141، وخريدة القصر، 1: 142، وابن خلكان 1: 266، وطبقات المفسرين الداودى 107 ا- 107 ب، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 58 - 59، وكشف الظنون 769، 1173، 1817، ولسان الميزان 3: 384 - 385، والمنتظم (وفيات سنة 485)، وميزان الاعتدال 2: 82. وانظر ص 133 من هذا الجزء. و «ناقيا» ضبطه ابن خلكان: «بفتح النون وبعد الألف قاف مكسورة ثم ياء مثناة من تحتها نون مفتوحة وبعدها ألف».

373 - عبد الحميد بن عبد المجيد أبو الخطاب الأخفش الكبير النحوى [1]

وخمّارة لاذت برحلى تكرما ... فكان مبيتى عندها ومقيلى أظلّ إذا فار الهجير ببيتها ... وصحبى فى ظلّ هناك ظليل ندير أباريق الشّمول وللدّجى ... نجوم على الآفاق غير أفول فيغنين عن ضوء المصابيح أكؤسا ... قناديلها تذكى بغير فتيل ومحسنة أمّا إذا شئت غردّت ... فبين خفيف تارة وثقيل أرى الذّكر بعد المال يخلد باقيا ... ولم أر ذكرا صالحا لبخيل قال محمد بن ناصر: مات أبو القاسم بن ناقيا يوم الأحد رابع المحرم سنة خمس وثمانين وأربعمائة ودفن بباب الشام. قال أبو الحسن على بن محمد بن أحمد الدهّان المرتّب بجامع المنصور: دخلت على الشيخ أبى القاسم بن ناقيا بعد موته لأغسله، فوجدت يده اليسرى مضمومة، فاجتهدت حتى فتحتها، وفيها كتابة بعضها على بعض، فتمهلّت حتى قرأتها، فإذا فيها مكتوب: نزلت بجار لا يخيّب ضيفه ... أرجّى نجاتى من عذاب جهنم وإنّى على خوف من الله واثق ... بإنعامه والله أكرم منعم 373 - عبد الحميد بن عبد المجيد أبو الخطاب الأخفش الكبير النحوى [1] أخذ عنه يونس، وهو من أئمة اللغة والنحو، وله ألفاظ لغويّة انفرد بنقلها عن العرب. والأخافش المشهورون من النحاة ثلاثة، أكبرهم هذا، والأوسط

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 26، وبغية الوعاة 296، وتلخيص ابن مكتوم 102، وطبقات الزبيدىّ 17، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 61، ومرآة الجنان 2: 61، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 272، ونزهة الألباء 53 - 54. ولم يعرف تاريخ وفاته.

374 - عبد الدائم بن مرزوق بن جبير اللغوى [1]

سعيد بن مسعدة الآخذ عن سيبويه، والأخير علىّ بن سليمان. وقال اليمنى: «هو الأوسط» «1»، وغلط وقال: «هو مولى من أهل هجر، وكان نحويا لغويا أخذ عنه أبو عبيدة معمر بن المثنّى وسيبويه وغيرهما». روى ذلك عن يوسف ابن يعقوب السكيت عن الجماز». وقال: «هو فى طبقة عيسى بن عمر ويونس، وأخذ عنه سيبويه». 374 - عبد الدائم بن مرزوق بن جبير اللغوىّ [1] الأندلسى المنزل، القيروانىّ الأصل. يكنى أبا القاسم. نزل المريّة، وكان قد روى كثيرا من كتب الأدب واللغة. وكان قد رحل إلى المشرق، ودخل العراق، وأخذ عن علمائها فى سنة ست وعشرين وأربعمائة، ولقى أبا العلاء المعرّىّ وأخذ عنه شيئا من الأدب، وروى عنه شيئا من شعره سقط الزّند فى سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. وكان حيا «2» فى سنة سبع وستين وأربعمائة؛ فإنه كتب شيئا بخطه فى هذا التاريخ. 375 - عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان الخولانىّ النحوىّ العروضىّ الخشاب المصرىّ أبو عيسى [2] يروى عن النّسائى «3» وغيره. كان أديبا فاضلا متصدّرا بمصر لإفادة هذا الشأن، وله شعر أجود من شعر النحاة، فمنه ما قاله يرثى به الحافظ عبد الرحمن بن يونس

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 269، وتلخيص ابن مكتوم 103، وبغية الملتمس للضبىّ 386؛ واسمه فيها: «عبد الدائم بن مرزوق بن جبر». [2] ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 139.

ابن عبد الأعلى المصرى «1» المحدّث المؤرّخ- رحمه الله- وكان قد حضر جنازته فى يوم الاثنين لست وعشرين ليلة مضت من جمادى الآخرة من سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وصلى عليه أبو القاسم بن حجاج: بثثت «2» علمك تشريقا وتغريبا ... وعدت بعد لذيذ الأنس مندوبا أبا سعيد وما نألوك إن نشرت ... عنك الدواوين تصديقا وتصويبا ما زلت تلهج بالتاريخ تكتبه ... حتى رأيناك فى التاريخ مكتوبا أرّخت موتك فى ذكرى وفى صحف ... لمن يؤرّخنى إذ كنت محسوبا نشرت عن مصر من سكانها علما ... مبجّلا بجمال القوم منصوبا كشفت عن فخرهم للناس ما سجعت ... ورق الحمام على الأغصان تطريبا أعربت عن عرب نقّبت عن نجب ... سارت مناقبهم فى الناس تنقيبا نشرت ميّتهم حيّا بنسبته ... حتى كأن لم يمت إذ كان منسوبا إن المكارم للإحسان موجبة ... وفيك قد ركّبت يا عبد «3» تركيبا حجبت عنّا وما الدنيا بمظهرة ... شخصا وإن جلّ إلا عاد محجوبا كذلك الموت لا يبقى على أحد ... مدى الليالى من الأحباب محبوبا قال ابن الطّحان المصرى «4» فى تاريخه: «توفى عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله ابن سليمان الخولانىّ النحوىّ العروضى الخشاب فى صفر سنة ست وستين وثلاثمائة».

376 - عبد الرحمن بن إسحاق ويعرف بالزجاجى أبو القاسم [1]

376 - عبد الرحمن بن إسحاق ويعرف بالزجّاجىّ أبو القاسم [1] نهاوندىّ، من أهل الصّيمرة «1» أصله، وانتقل إلى بغداذ، ولزم الزّجاج أبا إسحاق، وقرأ عليه النحو، وانتقل إلى الشام، فأقام بحلب مدّة، ثم انتقل إلى دمشق، وأقام بها وصنّف، وخرج مع ابن الحارث عامل الضّياع الإخشيدية، فمات بطبريّة «2» فى شهر رمضان سنة أربعين وثلاثمائة- رحمه الله. وكانت طريقته فى النحو متوسطة، وتصانيفه يقصد بها الإفادة. ولما وردت له مسائل إلى العراق مع بعض الطلبة وقف عليها أبو على الفارسىّ- وقد كان رفيقه- فقال: لو رآنا الزجاجى لاستحيا منا. وقد واخذه جماعة فى تصانيفه، فمنها كتاب فى شرح مقدّمة أدب الكاتب ردّ عليه فيها جماعة من العلماء، وكتابه فى النحو المسمى الجمل «3» تعرض له البطليوسىّ، وصنف فيه كتابا سماه الحلل، فى إصلاح الخلل، الواقع فى كتاب الجمل، وقد نكت ابن بابشاذ فى شرحه نكتا فى الردّ عليه، والكتاب مبارك ما اشتغل به أحد إلا انتفع.

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 26 - 27، والإكمال لابن ماكولا 2: الورقة 11 ا، والأنساب 272 ا، وبغية الوعاة 297، وتاريخ ابن عساكر 22: 354 - 358، وتلخيص ابن مكتوم 104، وابن خلكان 1: 288، وروضات الجنات 425، وطبقات الزبيدى 86، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 65 - 66، وعيون التواريخ (وفيات سنة 340)، والفهرست 80، وكشف الظنون 48، 164، 210، 603، 1625، واللباب 1: 497، والمزهر 2: 421، 448، 466، ونزهة الألباء 379. والزجاجىّ، بفتح الزاى وتشديد الجيم: منسوب إلى الزجاج أبى اسحاق إبراهيم بن السرى؛ لملازمته له.

377 - عبد الرحمن بن أخى الأصمعى [1]

وسمعت من لفظ الشيخ أبى البقاء صالح «1» بن عادى العذرىّ الأنماطىّ النحوىّ نزيل قفط أن الزّجاجىّ- رحمه الله- صنف الجمل بمكة، حماها الله. وكان إذا فرغ من باب طاف به أسبوعا، ودعا الله أن يغفر له، وأن ينفع به قارئه؛ فلهذا انتفع به الطلبة. وهو كتاب المصريين وأهل المغرب وأهل الحجاز واليمن والشام إلى أن اشتغل الناس باللمع لابن جنّى، والإيضاح لأبى على الفارسى. «2» 377 - عبد الرحمن بن أخى الأصمعىّ [1] ويكنى أبا محمد، وقيل يكنى أبا الحسن. وكان من الثقلاء؛ إلا أنه كان ثقة عمّا يرويه عن عمه وعن غيره من العلماء. وكان عمه إذا أكثر أنكر عليه؛ وربما كذّبه. وقيل إن رجلا لقيه فى الطريق فقال: ما يصنع عمك؟ فقال: ها هو قاعد فى غرفته يكذب على العرب. وصنف عبد الرحمن هذا كتاب معانى الشعر. 378 - عبد الرحمن بن بزرج اللغوىّ [2] كان حافظا للغريب والنوادر. صنف كتابا فى النوادر. قال أبو منصور الأزهرىّ الهروىّ فى كتابه تهذيب اللغة، وذكره فقال:

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 299، وتلخيص ابن مكتوم 104، وطبقات الزبيدىّ 127، والفهرست 56. وذكر الزبيدىّ أن اسمه «عبد الرحمن بن عبد الله». [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 104، وتهذيب اللغة للأزهرىّ 1: 9.

379 - عبد الرحمن بن عبيد الله بن أحمد بن أبى الحسن الخثعمى ثم السهيلى الأندلسى النحوى اللغوى الأخبارى [1]

«وقرأت له كتابا بخط أبى الهيثم الرازىّ فى النوادر فاستحسنته، ووجدت فيه فوائد كثيرة، ورأيت له حروفا فى كتب شمر «1» التى قرأتها بخطه؛ فما وقع فى كتابى لابن بزرج فهو من هذه الجهات». 379 - عبد الرحمن بن عبيد الله بن أحمد بن أبى الحسن الخثعمىّ ثم السّهيلىّ الأندلسىّ النحوىّ اللغوىّ الأخبارىّ [1] فاضل كبير القدر فى علم العربية، كثير الاطلاع على هذا الشأن. سمعت أنه كان مكفوفا- والله أعلم. وتصنيفه فى شرح سيرة ابن هشام يدل على فضله ونبله وعظمته وسعة علمه. وكان قريبا من زماننا؛ فإنه كان حيا بالأندلس فى سنة تسع وستين وخمسمائة، وصنّف كتابه هذا، ووسمه باسم يوسف «2» بن عبد المؤمن بن علىّ المستولى على أرض المغرب، وسمى كتابه هذا الروض الأنف «3»

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 27، وبغية الوعاة 298 - 299، وتاريخ ابن كثير 12: 318 - 319، وتلخيص ابن مكتوم 104، وابن خلكان 1: 280، والديباج المذهب 150 - 151، وشذرات الذهب 4: 271 - 272، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 69 - 70، وطبقات القرّاء 1: 371، وكشف الظنون 421، 917، 1924، ومرآة الجنان 3: 422 - 423، ومعجم البلدان 5: 188، ونفح الطيب 4: 370 - 371، ونكت الهميان 187 - 188. قال ابن خلكان: «والخثعمىّ، بفتح الخاء المعجمة وسكون الثاء المثلثة وفتح العين المهملة وبعدها ميم، هذه النسبة إلى خثعم بن أثمار، وهى قبيلة كبيرة. والسهيلى، بضم السين المهملة وفتح الهاء وسكون الياء المثناة من تحتها، وبعدها لام، هذه النسبة إلى سهيل، وهى قرية بالقرب من مالقة».

والمنهل الرّوى، «1» فى ذكر من حدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى «2». قال فى صدره: «فإننى انتحيت فى هذا الإملاء بعد استخارة ذى الطّول، والاستعانة بمن له القدرة والحول، إلى إيضاح ما وقع فى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم التى سبق إلى تأليفها أبو بكر محمد بن [إسحاق] «3» المطّلبىّ، «4» ولخصها عبد الملك بن «5» هشام المعافرىّ المصرىّ النسّابة النحوىّ، مما بلغنى علمه ويسّر لى فهمه؛ من لفظ غريب، أو إعراب غامض، أو كلام مستغلق، أو نسب عويص، أو موضع فقه ينبغى التنبيه عليه، أو خبر ناقص وجد «6» السبيل إلى تتمته». ثم قال: «وذلك مستخرج من نيّف على مائة وعشرين ديوانا؛ سوى ما لقّنته [عن] «7» مشيختى، ونقّحه فكرى، ونتجه نظرى، من نكت علمية لم أسبق إليها، ولم أزحم عليها» «8».

380 - عبد الرحمن بن عتيق بن خلف المقرئ الصقلى النحوى المعروف بابن الفحام [1]

روى عن أبى بكر محمد بن عبد الله بن العربىّ «1» - رحمه الله- وعن أبى مروان عبد الملك بن سعيد بن بونه القرشىّ العبدرىّ، وأبى بكر محمد بن طاهر الإشبيلىّ وطبقتههم «2». 380 - عبد الرحمن بن عتيق بن خلف المقرئ الصّقلّىّ النحوىّ المعروف بابن الفحّام [1] من كبار القرّاء، وممّن رحل من المغرب إلى المشرق فى طلب القراءة على الشيوخ، فأدرك بمصر ابن «3» الهاشمىّ وابن نفيس «4» وعبد الباقى بن «5» فارس،

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 105، وحسن المحاضرة 1: 211، وشذرات الذهب 4: 49، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 74 - 75، وطبقات القراء لابن الجزرى 1: 374 - 375، وعيون التواريخ، وكشف الظنون 354، ومرآة الجنان 3: 213، ومعجم السفر للسلفى 1: 157 - 158، والنجوم الزاهرة 5: 225.

381 - عبد الرحمن بن عيسى بن حماد الكاتب اللغوى [1]

وأبا الحسين «1» الرازىّ وآخرين سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة. وتلمذ لطاهر بن بابشاذ فى النحو، وأملى عليه شرح مقدّمته. وله تأليف حسن سماه التجريد «2» فى بغية المريد. وكان حافظا للقراءات، صدوقا متقنا، عالما كبير السن، أقام بالإسكندرية على قدم الإفادة. قال أبو الربيع سليمان بن عبد العزيز المقرئ الحمصىّ، حمص الأندلس: ما رأيت أعلم بالقراءات ووجوهها منه؛ لا بالمغرب ولا بالمشرق؛ وإنه ليحفظ القراءات كما نحفظ نحن القرآن. وكان قد بقى بمصر للقراءة وطلب العلم من سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة إلى سنة أربع وخمسين. وتوفى- رحمه الله- فى ذى القعدة سنة ست عشر وخمسمائة. 381 - عبد الرحمن بن عيسى بن حماد الكاتب اللغوىّ [1] صاحب ألفاظ عبد الرحمن، أبو الحسن الهمذانىّ «3». ذكره شيرويه «4» فى طبقة

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 105، والفهرست 137، والوافى بالوفيات ج 6 مجلد 1: 86؛ وذكر أن وفاته كانت سنة 320، وله ترجمة أيضا فى مقدّمة كتابه الألفاظ الكتابية.

382 - عبد الرحمن بن محمد بن معمر اللغوى الأندلسى أبو محمد وأبو الوليد [1]

الهمذانيين وقال: «كان أديبا فاضلا أخباريّا، صاحب ألفاظ عبد الرحمن «1»، قديم المولد». «2» وألفاظه هذه من الألفاظ اللغوية المختارة، وهى أحسن ما يستعمله الكتاب «3». وقد عنى جماعة بشرحها فى الآفاق، ففى مصر شرحها رجل من أهل الفضل فى المائة الخامسة يعرف بالعميدىّ، وقفت على الجزء الأوّل منها. وشرحها من فضلاء خراسان الإمام مهدى الخوافىّ «4»، وهو فى المائة الخامسة أيضا، ووقفت على كتابه كاملا فى الشرح، وهو أجود كتاب فى فنه- رحمهم الله أجمعين. 382 - عبد الرحمن بن محمد بن معمر اللغوىّ الأندلسىّ أبو محمد وأبو الوليد [1] كان واسع الأدب، كثيّر التفنن فى اللغة وضبطها ونقلها وإتقانها؛ أفادها، وعرف فى قطره باللغوىّ، وألف كتاب تاريخ الدولة العامرية إلى آخرها. توفى بجزائر الأندلس الشرقية فى شوّال سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 105.

383 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عزيز بن محمد بن يزيد ابن محمد أبو سعيد المعروف بابن دوست [1]

383 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عزيز بن محمد بن يزيد ابن محمد أبو سعيد المعروف بابن دوست [1] أحد أئمة العصر فى الأدب ورواية كتبه، والمعتمد عليه، والمرجوع إليه. صنّف فى ذلك الكتب «1» وصحح الأصول بنيسابور. ولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وتوفى فى ذى القعدة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. ذكره عبد الغافر الفارسىّ «2» فى سياق تاريخ نيسابور. 384 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن على بن عبد الغفار ابن الإخوة البيّع أبو الفتح بن أبى الغنائم [2] له معرفة تامة بالأدب واللغة، وله خط مليح، وكان يحفظ أشعارا كثيرة وأحوالا للناس عجيبة من المنامات وغيرها. خرج من بغداذ وتغرب،

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 302، وتلخيص ابن مكتوم 105، ودمية القصر 186، وفوات الوفيات 1: 336، وعيون التواريخ (وفيات سنة 431)، والوافى بالوفيات ج 6 مجلد 1: 100 - 101، ويتيمة الدهر 4: 389 - 391. قال الصفدى: «ودوست لقب جده محمد». [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 105، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 73، والوافى بالوفيات ج 6 مجلد 1: 121.

وسافر وسكن أصبهان وأفاد الناس بها. وكان أبوه سبط الشاعر المعروف بأبى على ابن شبل «1». قال أبو الفتح عبد الرحمن بن الإخوة هذا: رأيت فى المنام منشدا ينشدنى شعرا: وأعجب من صبرى القلوص «2» التى سرت ... بهودجك المزموم أنى استقلّت وأطبق أحناء الضّلوع على جوى ... جميع وصبر مستحيل مشتّت فلما انتبهت جعلت دأبى [البحث] عن قائل هذين البيتين مدّة، ولم أجد بهما مخبرا، فلما مضى على هذه القضية عدّة سنين اتفق نزول الرئيس أبى الحسن ابن مشهر الموصلىّ فى ضيافتى، فتجارينا فى بعض الليالى ذكر المنامات وما يراه الإنسان فى نومه، وما يسمعه من نظم ونثر، فذكرت له حال المنام، وأنشدته البيتين، فقال: أقسم إنهما لمن شعرى من جملة قطعة هى: إذا ما أسال الدمع نمّ على الهوى ... فليس بسرّ ما الضلوع أجنت فوالله ما أدرى عشية ودعت ... أناحت حمامات اللّوى أم تغنّت وأعجب من صبرى القلوص التى سرت ... بهودجك المزموم أنى استقلّت أعاتب فيك اليعملات «3» على النوى «4» ... وأسأل عنك الريح من حيث هبّت وألصق أحناء الضّلوع على جوى ... جميع وصبر مستحيل مشتت

385 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن أبى سعيد الأنبارى أبو البركات الملقب بالكمال النحوى [1]

وقال: وأخبرنى أبو الحسن بن مشهر الموصلىّ عن أبى الحسن بن العين زربىّ «1» أنه رأى فى منامه منشدا ينشد هذين البيتين، وهما: وهموم الناس إن رقدت ... آض همّى وهو يقظان كيف يرجى الصحو من ثمل ... كلّ عضو منه سكران وعاد ابن الإخوة من تغربه إلى بغداذ، ومات بها ليلة السبت ثامن عشرين صفر، ودفن من الغد بباب حرب سنة تسع وخمسين وخمسمائة. 385 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن أبى سعيد الأنبارىّ أبو البركات الملقب بالكمال النحوىّ [1] الشيخ الصالح، صاحب التصانيف الحسنة المفيدة فى النحو وغيره؛ وكان فاضلا عالما زاهدا. سكن ببغداذ من صباه إلى أن توفى بها، وتفقه على مذهب الشافعىّ على ابن الرّزاز «2» بالمدرسة النظامية، وأعاد بها الدرس بمدرسها، وقرأ النحو على النقيب

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 27 - 28، وتاريخ ابن الأثير 9: 155، وتاريخ أبى الفدا 3: 63، وتاريخ ابن كثير 12: 310، وتلخيص ابن مكتوم 106 - 107، وابن خلكان 1: 279، وروضات الجنات 425 - 426، وشذرات الذهب 4: 258 - 259، وطبقات الشافعية 4: 248، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 76 - 80، وفوات الوفيات 1: 335، وكشف الظنون 130، 182، 212، 228، 285، 500، 605، 621، 690، 728، 1858، 1899، 1918، 1940، 1983، 2002، 2030، ومرآة الجنان 3: 408، والمزهر 2: 421، 468، والنجوم الزاهرة 6: 90، والوافى بالوفيات ج 6 مجلد 1: 70 - 75.

أبى السعادات ابن الشجرىّ وغيره، ولم يكن ينتمى فى النحو إلا إليه، وقرأ اللغة على الشيخ أبى منصور موهوب بن الخضر الجواليقىّ، وبرع فى الأدب حتى صار شيخ وقته، ودرس فى المدرسة النّظامية النحو مدّة، ثم انقطع فى منزله مشتغلا بالعلم والعبادة، وأقرأ الناس العلم على طريقة سديدة، وسيرة جميلة، من الورع والمجاهدة والتقلل والنسك وترك الدنيا ومحاسنة أهلها، واشتهرت تصانيفه، وظهرت مؤلفاته، «1» وتردّد الطلبة إليه، وأخذوا عنه، واستفادوا منه، وكان مقيما برباط له بشرقىّ بغداذ، فى الخاتونية الخارجة. وله شعر منه: تدرّع بجلباب القناعة والياس ... وصنه عن الأطماع فى أكرم الناس وكن راضيا بالله تحيا منعّما ... وتنجو من الضّراء والبؤس والباس

فلا تنس ما أوصيته من وصيّة ... أخىّ، وأىّ الناس من ليس بالناسى وله أيضا: دع الفؤاد بما فيه من الحرق ... ليس التّصوّف بالتلبيس والخرق بل التصوّف صفو القلب من كدر ... ورؤية الصّفو فيه أعظم الخرق وصبر نفس على أدنى مطامعها ... وعن مطامعها فى الخلق بالخلق وترك دعوى بمعنى فيه حقّقه ... فكيف دعوى بلا معنى ولا خلق كان مولده فى شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وتوفى فى ليلة الجمعة تاسع شعبان من سنة سبع وسبعين وخمسمائة، ودفن يوم الجمعة بباب أبزر بتربة الشيخ أبى إسحاق الشيرازىّ «1».

386 - عبد الرحمن بن هرمز بن ابى سعد المدنى المقرئ النحوى [1]

386 - عبد الرحمن بن هرمز بن ابى سعد المدنىّ المقرئ النحوىّ [1] قال أهل العلم: إنه أوّل من وضع علم العربية؛ والسبب فى هذا القول أنه أخذ عن أبى الأسود الدؤلىّ، وأظهر هذا العلم بالمدينة، وهو أوّل من أظهره وتكلّم فيه بالمدينة. وكان من أعلم الناس بالنحو وأنساب قريش، وما أخذ أهل المدينة النحو إلا منه، ولا نقلوه إلا عنه، وإليه أشار ابن برهان النحوىّ فى أوّل شرحه فى كتاب اللّمع «1» بأن قال: «النحاة جنس تحته ثلاثة أنواع: مدنيون، بصريون، كوفيون». أراد أن أصل النحو نتج من أوّل علماء هذه المدن. ولقد رأيت نحوىّ «2» حلب، المتصدر للإفادة، الشارح للكتب، وقد سأله سائل عن قول ابن برهان وقال: من المدنيون من النحاة؟ فسكت طويلا، وقال: لا أدرى لأهل المدينة مقالة فى النحو. وسبق إلى خاطره أن المراد ذكر أرباب الخلاف من النحاة فى هذه الأماكن، وليس المراد إلا من نتج عنه هذا العلم من أوائل العلماء فى هذه البقاع المعينة. ويروى أن مالك بن أنس إمام دار الهجرة رضى الله عنه اختلف إلى عبد الرحمن بن هرمز عدّة سنين فى علم لم يبثه فى الناس، فمنهم من قال: تردّد

_ [1] ترجمته فى أخبار النحويين البصريين للسيرافى 21 - 22، والأنساب 44 ا، وبغية الوعاة 303، وتاريخ ابن الأثير 4: 224، وتاريخ ابن عساكر 23: 463 - 473، وتذكرة الحفاظ 1: 91 - 92، وتقريب التهذيب 159، وتلخيص ابن مكتوم 107، وتهذيب الأسماء واللغات 1: 305 - 306، وتهذيب التهذيب 6: 290 - 291، وخلاصة تذهيب الكمال 200، وشذرات الذهب 1: 153، وطبقات الزبيدى 9، وطبقات ابن سعد 5: 209، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 81 - 82، وطبقات القراء لابن الجزرى 1: 381، والفهرست 39، واللباب لابن الأثير 1: 60، ومرآة الجنان 1: 250، والنجوم الزاهرة 1: 276، ونزهة الألباء 18 - 19.

387 - عبد الرءوف بن وهب الأندلسى السناط أبو وهب [1]

إليه لطلب النحو واللغة قبل إظهارهما، وقيل كان ذلك من علم أصول الدين، وما يردّ به مقالة أهل الزيغ والضلالة. والله أعلم. وعبد الرحمن بن هرمز مدنىّ تابعىّ، أخذ عنه نافع بن أبى «1» نعيم القراءة فى جماعة من أهل المدينة، وكان عبد الرحمن أخذ القراءة عن عبد الله بن العباس وأبى هريرة. قال ابن الجزار «2» القيروانىّ فى تاريخه: «مات أبو داود عبد الرحمن بن هرمز الأعرج مولى محمد «3» بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بالإسكندرية، ودفن بها فى سنة سبع عشرة ومائة». 387 - عبد الرءوف بن وهب الأندلسىّ السّناط أبو وهب [1] بصير بالعربية، حاذق فيها. طالع كتاب سيبويه، وله شعر حسن فى مدح السّناط، منه: ليس بمن ليست له لحية ... بأس إذا حصلته ليسا

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 319، وتلخيص ابن مكتوم 107، وطبقات الزبيدى 204 - 206. قال ابن مكتوم: «صوابه عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرءوف، وزير الناصر عبد الرحمن ابن محمد؛ وما ذكره القفطى من أن اسمه عبد الرءوف خطأ، والصواب ما ذكرته». وتحقيق ابن مكتوم يوافق ما فى بغية الوعاة وطبقات الزبيدى. والسناط، بالضم والكسر: من لا لحية له أصلا، مثل الكوسج.

388 - عبد الرازق بن على القيروانى النحوى أبو القاسم [1]

وصاحب اللحية مستقبح ... يشبه فى طلعته التّيسا إن هبّت الريح تلاهت بها ... وماست الريح بها ميسا وكان ذا كبر عظيم، ويظهر مع ذلك زهدا، وولى الوزارة فى قطره، فكان يرمى المسائل النحوية على بوّابه وكتابه، حتى تبرموا منه، واستعفوا من ذلك. 388 - عبد الرازق بن علىّ القيروانىّ النحوىّ أبو القاسم [1] ذكره ابن رشيق فى كتابه «1»، وسماه النحوىّ، وقال: «هو شاعر مشهور، قادر لطلب الطباق والتجنيس طلبا شديدا، بالتصريف وتبديل الحروف، ويستعمل القوافى العويصة». وقال: «كتب إلىّ لما صنفت هذا الكتاب صحبة نبذ أنفذها إلىّ لأثبتها: يا مبرزا إبريز خير سبيكة ... ومكلّلا إكليل خير متوّج ومميزا جنسى مقدّمة النّهى ... إن أشكلا من عاقر أو منتج ومطرّزا حلل البلاغة معجزا ... كلّ الورى ببلاغة الأنموذج فكأنه للسمع لفظ أحبّة ... وكأنه للعين روض بنفسج وكأنه للقلب سحر علاقة ... فى مهجة تخشى الصدود وترتجى خصّصت أهل الأرض منه بمشرق ... بأقرّ من شمس النهار وأبهج رتّبت بين ذوى الفصاحة منهم ... وفصلت بين مرتّب ومثبّج «2» وكشفت عن شعرى لتلحقه به ... فاستر على خلّ لسترك محوج

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 107 - 108، ومسالك الأبصار ج 11 مجلد 2: 362 - 363.

389 - عبد السلام بن إسماعيل النحوى اللغوى الخراسانى أبو مطيع الجمعى الرامى [1]

389 - عبد السلام بن إسماعيل النحوىّ اللغوىّ الخراسانىّ أبو مطيع الجمعىّ الرامىّ [1] قريب العهد. كان فى المائة السادسة. صاحب اللغة والنحو والإعراب والورع الموفور، والتقى المشكور. وله شعر كشعر النحاة: أغالب بالصبر دهرى فعزّ ... وفى مثل قيل: «من عزّ بزّ» «1» وقد دهمتنى صروف الزّمان ... فمن لى بصبر وقد كان عزّ فقالوا فهل لك فيما دهاك ... مجير عليه فقلت الأعزّ غدوت إلى بابه لائذا ... كما لاذ بالدّرّ والسّىء فزّ «2» علىّ علا فامتطى فى العلاء ... مناط الثريا إذا ماركز 390 - عبد السلام بن الحسين بن محمد أبو أحمد البصرىّ اللغوىّ [2] سكن بغداذ، وحدث بها عن محمد بن إسحاق بن عباد التمار وجماعة من البصريين. حدّث عنه عبد العزيز الأزجىّ وغيره. وكان صدوقا عالما ديّنا قارئا للقرآن، عارفا بالقراءات. وكان يتولى ببغداذ النظر فى دار الكتب، وإليه حفظها والإشراف عليها.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 108. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 305 - 306، وتاريخ ابن الأثير 7: 275، وتاريخ بغداد 11: 57 - 58، وتلخيص ابن مكتوم 108، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 83 - 84، وطبقات القراء 1: 385، والمنتظم (وفيات سنة 405)، والنجوم الزاهرة 4: 238، ونزهة الألبا 412 - 413.

391 - عبد الصمد بن عبد القاهر بن نصر بن عيسون السنجارى النحوى [1]

ذكره أبو العلاء بن سليمان فى كتاب شرحه للحماسة فقال: كان يلقب بالوجكا «1»، وقال أبو القاسم عبيد الله بن على الرّقى الأديب: كان عبد السلام البصرىّ من أحسن الناس تلاوة للقرآن، وإنشادا للشعر. قال: وكان سخيا، ربما جاءه السائل وليس معه شىء يعطيه فيدفع إليه بعض كتبه التى لها قيمة كبيرة وخطر كبير. قال على بن المحسن التّنوخىّ: إن عبد السّلام البصرىّ توفى فى يوم الثلاثاء التاسع عشر من المحرم سنة خمس وأربعمائة. قال غيره: ودفن فى مقبرة الشّونيزىّ عند قبر أبى علىّ الفارسىّ. وكان مولده فى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة «2». 391 - عبد الصمد بن عبد القاهر بن نصر بن عيسون السّنجارىّ النحوىّ [1] تصدر فى قراءة النحو بسنجار، وكانت عنده فنون، منها الفقه. وتولى حكم سنجار فى زمن محمود بن زنكى. وكان- حفظه الله- كثير التسلّط على العلوم بذكائه، ويقال إن فقيها قدم سنجار بطريقة غريبة فى الخلاف، وحضر عنده، وأغرب فى الدليل، فأعرض وسأله هل وقف على الطريقة قبل ذلك، فأنكر أن

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 108.

392 - عبد الصمد بن محمد بن حيويه البخارى [1]

يكون وقف عليها. وكان حسن الضبط لما يكتبه من العربية، وإذا أفاض فى شىء من العوامل استوفاه، وبسط القول فيه. وكان أهل سنجار قسمين: قسم يتردّد فى طلب العربية إليه، وقسم يتردّد إلى الشيخ أبى الحسن على بن دبابا النحوىّ السّنجارىّ. وكان موجودا فى وسط المائة السادسة من الهجرة. 392 - عبد الصمد بن محمد بن حيّويه البخارىّ [1] ذكره الحافظ أبو عبد الله فى تاريخ نيسابور فقال: «أبو محمد الأديب الحافظ النحوىّ. وكان من أعيان الرّحالة فى طلب الحديث، وسمع فى بلده أبا حاتم سهل بن السرىّ الحافظ وأقرانه، وبمرو عمر بن علك وأقرانه». «قدم علينا نيسابور سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وأقام عندنا إلى سنة سبع، ثم خرج إلى العراق ودخل الشام ومصر، وجمع الحديث الكثير، وانصرف إلى بغداذ سنة أربعين، ودخلتها وهو بها سنة إحدى وأربعين؛ ثم اجتمعنا بعد ذلك بنيسابور، ثم كتبنا عنه ببخارى سنة خمس أو ست وخمسين. وكان قلّما يفارقنا بها سنين. وله عندى قصيدة مدح بها شيخنا أبا أحمد التميمىّ. ثم انصرفت إلى نيسابور. وتوفى ببخارى فى شهر رمضان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة». قال الحافظ أبو عبد الله: «سمعت «1» عبد الصمد بن محمد البخارىّ، سمعت أبا بكر ابن حرب شيخ أهل الرأى يقول: كثيرا ما أرى أصحابنا فى مدينتنا هذه يظلمون أهل الحديث. كنت عند حاتم [العتكىّ] «2»، فدخل عليه شيخ من أصحابنا من أهل الرأى، فقال: أنت الذى تروى أن النبىّ صلى الله عليه وسلم أمر بقراءة فاتحة الكتاب خلف الإمام؟ فقال: قد صح الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك- يعنى قوله:

_ [1] ترجمته فى الإكمال لابن ماكولا الورقة 184، وبغية الوعاة 306، وتاريخ ابن عساكر 24: 161 - 163، وتلخيص ابن مكتوم 108 - 109.

393 - عبد الصمد بن يوسف بن عيسى النحوى أبو محمد الضرير [1]

«لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب» - فقال له: كذبت؛ إن فاتحة الكتاب لم تكن فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وإنما نزلت فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه. 393 - عبد الصمد بن يوسف بن عيسى النحوىّ أبو محمد الضرير [1] من قرية من السّواد تعرف برقبينا «1». سكن بغداذ، وحفظ القرآن الكريم، وقرأ النحو على أبى محمد بن الخشاب، ثم صار إلى واسط، فسكنها إلى آخر وفاته. وكان يقرأ النحو، وكان كثير التلاوة للقرآن المجيد. له أوراد من الصلاة- رحمه الله- وأوقات من الذكر. توفّى بواسط فى شهر ربيع الأوّل من سنة ست وسبعين «2» وخمسمائة، ودفن بسكة الأعراب. 394 - عبد العزيز بن أبى سهل الخشنىّ النحوىّ اللغوىّ القيروانىّ المعروف بابن البقّال الضرير [2] ذكره ابن رشيق القيروانىّ فى كتابه فقال فى وصفه: «كان مشهورا باللغة والنحو جدا، مفتقرا إليه فيهما، بصيرا بغيرهما من العلوم، ولم ير ضرير «3» أطيب منه نفسا، ولا أكثر حياء. أدركته وقد جاز السبعين «4»، والتلاميذ يكلمونه فيحمرّ

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 306 - 307، وتلخيص ابن مكتوم 108 - 109، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 87، ونكت الهميان 194. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 308، وتلخيص ابن مكتوم 109 - 110، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 90 - 91، ومسالك الأبصار ج 11 مجلد 2: 311 - 312، ونكت الهميان 194 - 195، والوافى بالوفيات: ج 5 مجلد 2: 224.

خجلا. وكان شاعرا مطبوعا، يلقى كلامه إلقاء، ويسلك طريق أبى العتاهية فى سهولة الطبع، ولطف التركيب، وقرب مآخذ الكلام، ولا غنى لأحد من الشعراء الحذّاق عن العرض عليه، والجلوس بين يديه؛ أخذا للعلم عنه، واقتباسا للفائدة منه. وكان سيدنا نصير الدولة «1» عارفا بحقّه، مقرّبا له، مقبلا عليه، لزمه بالقيروان مغرم فترك بسببه ألوف دنانير تناهز العشرة، بل تجاوز البدرة». ومن شعره لعبد الله بن محمد الكاتب وقد أراد إدخاله الدعوى: لكم علىّ وفاء ما حييت ولا ... أعدو رضاكم ولا أرضى بكم أحدا لا تسألونى من دينى فأسخطكم ... لا بعت دينى بدنياكم إذا أبدا فأعرض عنه، ولم يعرض له بعدها. وله: قال العواذل قد طوّلت حزنك إذ «2» ... لو شئت إخراجه عن سلوة خرجا ولن أطيق خروج الحزن من خلدى «3» ... لأننى أنا لم آمره أن يلجا ومن شعره: لما تحمّل قطّان الحمى تركوا ... عندى وساوس قد فضّلن بالحرق وفى هوادجهم سرب أوانس قد ... دخلن فى الوحش بالأجياد والحدق من كل مطلعة شمسا بلا فلك ... حسنا ويهززن أغصانا بلا ورق ومن شعره: يا غصنا غضّا من الآس ... ودرّة وهى من الناس صوّرك الله على صورة ... كانت بها أسباب وسواسى

395 - عبد العزيز بن أحمد بن أبى الحباب النحوى الأندلسى [1]

ترديد ذكرى لك فى خاطرى ... أكثر من ترديد أنفاسى نسيت ودّى وتناسيتنى ... وليس قلبى لك بالناسى وليس لى منك سوى حسرة ... تجول بين الشوق والياس وله، وهو من رقيق شعره: ولست كمن يجزى على الهجر مثله ... ولكننى أزداد وصلا على هجرى وما ضرّنى إتلاف عمرى كلّه ... إذا نلت يوما من لقائك فى عمرى 395 - عبد العزيز بن أحمد بن أبى الحباب النحوىّ الأندلسىّ [1] قرطبىّ يكنى أبا الإصبع. روى عن أبيه أبى عمرو بن الحباب كتبا من روايته، ولم يكن بالضابط لها. وتوفى ودفن يوم الأربعاء لعشر خلون من ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وأربعمائة. ذكره ابن حيان «1» مؤرّخ الأندلس. 396 - عبد العزيز بن خلوف النحوىّ المغربى [2] من إفريقية فى أيام باديس، المستولى على إفريقية، وممن عاصر ابن رشيق وابن شرف وطبقتهما. تصدّر لإفادة هذا الشأن بمدينة القيروان، وتقدّم هناك فى عصره، وله شعر منه: لقوم ببلدتنا شيمة ... نحاجى بها الناس أهل الذكاء تماح «2» الدّلاء بآبارهم ... وآبار غيرهم بالدلاء

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 110، والصلة لابن بشكوال 1: 362. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 307، وتلخيص ابن مكتوم 110، ومسالك الأبصار ج 11 مجلد 2: 303 - 304.

وذكره الحسن بن رشيق فى كتابه فقال: «عبد العزيز بن خلوف النحوىّ الحرورى «1». شاعر متقن، ذو ألفاظ حسنة، ومعان متمكّنة، مثقّف نواحى الكلام رطبها، حلو مذاقة الطّبع عذبها؛ يشبّه فى المنظوم والمنثور بأبى على البصير، «2» وله فى سائر العلوم حظوظ وافرة، وحقوق ظاهرة، أغلبها عليه علم النحو والقراءات، وما تعلق بها. وفيه ذكاء يخرج عن الحدّ المحدود». وقوله من قصيدة يمدح بها سيدنا- أدام الله سلطانه- أوّلها (قلت: يعنى بسيدهم المعز بن باديس): أبلحظ طرف هذه الأنضاء «3» ... شقيت إذن بالأعين الأعضاء تتمثّل الغيد الحسان ببعض ما ... جرّت عليه الغادة الحسناء تصبو الجمادات الموات لوجهها ... طربا فكيف النّطّق الأحياء منها: سارت وقد بنت الأسنّة حولها ... سورا يجاز بحدّه الجوزاء ولما مدح المعز بن باديس بها وأطال فى المدح ختمها بقوله: فتحت لنا نعماك كلّ بلاغة ... فجرى اليراع وقالت الشعراء وقال ابن رشيق فى وصف هذه القصيدة: «وما حسبت أنّ أحدا من أهل عصرنا يبلغ هذه البلاغة، أو يصوغ الكلام هذه الصياغة، وإن كثيرا من أشعار المتقدّمين فى هذا الوزن والروىّ ليضعف ويقصر دون بنيتها».

قال: ومن جيد شعره قوله من نسيب قصيدة فى بعض الكتاب: ومن دونها طود من السّمر شامخ ... إلى النجم أو بحر من البيض متأق «1» وأسود لا تبدو به النار حالك ... وبيداء لا تجتازها «2» الريح سملق» وقال فى مدحتها: ينام عن المال «4» التّلاد وإنه ... إذا عرضت أكرومة لمؤرّق أخو نظر أما لدفع ملمة ... فسام «5» وأمّا من حياء فمطرق رمى ثغر الحسّاد عن قوس همة ... تحدّث عن حيث السّماك فتصدق ومنها- وذكر القلم- فقال: به السّحب تزجى «6» والصّواعق تتّقى ... وماء الحيا «7» ينهلّ والنار تحرق وله فى الغزل: مروا أن يروّح هذا الأسي ... ر بالقتل إن كان لا يطلق أيتلف ذا العبد لا رغبة ... يباع ولا حسبة يعتق وإنى من فقره موته ... لأنى من كبدى أنفق لقد فتقت يد سحر العيو ... ن فتقا على العقل لا يرتق قال ابن رشيق واصفا له: «وفى شعره من القوّة والتصرف والتصنّع ما ليس فى شعر غيره من أصحابنا، وهو مع ذلك كثير».

397 - عبد العزيز بن عبد الله بن ثعلبة أبو محمد السعدى الأندلسى الشاطبى [1]

397 - عبد العزيز بن عبد الله بن ثعلبة أبو محمد السعدىّ الأندلسىّ الشاطبىّ [1] قدم دمشق طالب علم، وسمع بها الحسن بن أبى الحديد «1» وطبقته، ورحل إلى العراق، فسمع بها أبا محمد الصّريفينىّ «2» وطبقته، وصنف غريب الحديث لأبى عبيد القاسم بن سلّام على حروف المعجم، وجعله أبوابا، وروى عنه جماعة من الدّمشقيين، ومات فى سنة خمس وستين وأربعمائة، فى شهر رمضان، فى حرّان «3» 398 - عبد العزيز القارى الملقب ببشكست المدنىّ النحوىّ الشاعر [2] أخذ عنه أهل المدينة النحو، وكان يذهب مذهب الشّراة «4»، ويكتم ذلك؛ فلما ظهر أبو حمزة الشّارى «5» بالمدينة خرج معه؛ فقتل فيمن قتل.

_ [1] ترجمته فى تاريخ ابن عساكر 24: 194 - 195، وتلخيص ابن مكتوم 110، ونفح الطيب 3: 391. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 110، وتاريخ ابن عساكر 24: 273 - 275.

399 - عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين بن مهذب النحوى اللغوى أبو العلاء [1]

وكانت وقعة أبى حمزة الشارى فى سنة ثلاثين ومائة فى أيام مروان «1»، فقال أحد الشعراء فى بشكست: لقد كان بشكست عبد العزيز ... من أهل القراءة بالمسجد فبعدا لبشكست عبد العزيز ... وأمّا القران فلا يبعد 399 - عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين بن مهذب النحوى اللغوىّ أبو العلاء [1] قدم هو وأبوه وعمه على الدولة المصرية العلوية؛ فأما عبد الرحمن أبوه فإنه توفى فى سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وصلى عليه عبد العزيز. وتوفى أبو جعفر محمد أخوه فى صدر سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. وكان يتولى بيت المال. وأما أبو العلاء عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين بن مهذب هذا فإنه أخذ اللغة بمصر عن أبى حسين المهلبىّ اللغوىّ وأكثر عنه، وامتدحه شاكرا لما أولاه، مما أفاده إياه. وصنف أبو العلاء هذا كتابا فى اللغة، هو موجود بالديار المصرية، وقرأ النحو على أبى محمد الحسن بن عبد الرحمن المنداسىّ النحوىّ بمصر وأكثر عنه، وله شعر جيد- أعنى عبد العزيز هذا- منه: إنّ البخيل يعيش فى ... دنياه عيش الأشقياء

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 111.

400 - عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغداذى أبو منصور [1]

وحسابه فى دار أخرا ... هـ حساب الأغنياء فبلغتم قبل الثرى ال ... أنفاق أصحاب الثراء فالمرء يرحل كلّ يو ... م رحلة نحو الفناء وله فى سفرة طست: لله درّ غلام جاء يخدمنا ... بسفرة من رفيع الصّوف قوراء بفروز «1» أزرق من حول دارتها ... تحار فيه وفيها مقلة الرائى كأنها روضة خضراء مزهرة ... من حولها جدول جار من الماء وله أيضا: وما طربت لمشروب ألذّ به ... ولا لعشق ظباء العجم والعرب لكن طربت إلى دهر أنال به ... غنى فأبذله فى عصبة الأدب 400 - عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغداذىّ أبو منصور [1] الأستاذ الكامل ذو الفنون، الفقيه الأصولىّ الأديب الشاعر النحوىّ، الماهر فى علم الحساب، العارف بالعروض. ورد نيسابور مع أبيه أبى عبد الله طاهر «2» بن محمد البغداذىّ التاجر. وكان ذا مال وثروة. أنفق عبد القاهر ماله على أهل العلم، ولم يكتسب بماله علما.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 111، وابن خلكان 1: 298 - 299، وطبقات الشافعية للسبكى 3: 238 - 242، وفوات الوفيات 1: 379 - 380، وكشف الظنون 254، 335، 462، 471، 1274، 1432، 1769، 1820، 1970.

401 - عبد القاهر بن عبد الله بن الحسين أبو الفرج الشيبانى الحلبى النحوى الشاعر المعروف بالوأواء [1]

درس تسعة عشر نوعا من العلوم «1»، واستفاد منه الناس. خرج عن نيسابور فى أيام التّركمانية إلى أسفرايين «2»، فمات بها سنة تسع وعشرين وأربعمائة، ودفن عند الأستاذ أبى إسحاق «3» بها. 401 - عبد القاهر بن عبد الله بن الحسين أبو الفرج الشيبانىّ الحلبىّ النحوىّ الشاعر المعروف بالوأواء [1] وليس بالوأواء المشهور. أصله من بزاعة «4»، ونشأ بحلب، وتأدّب بها، وكانت بينه وبين أبى عبد الله الطّليطلىّ النحوىّ نزيل شيزر «5» مكاتبات. وتردّد إلى دمشق

_ [1] ترجمته فى إعلام النبلاء 4: 244 - 247، وبغية الوعاة 310، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 551)، وتاريخ ابن عساكر 24: 298 - 301، وشذرات الذهب 4: 158، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 94، وكشف الظنون 812، والنجوم الزاهرة 5: 322 - 323.

غير مرة، وكان يقرئ بها النحو، ويشرح شعر المتنبىّ ويعربه، وله شعر، أنشد منه ابنه أبو محمد عبد الصمد قوله «1»: أظنّوا أنهم بانوا ... وهم فى القلب سكان تولّى النوم إذ ولّوا ... وكان العيش إذ كانوا أناديهم وقد حثّوا ... ودمع العين هتّان أحبّ البعد أحباب ... وخان العهد إخوان وقالوا شفّك الدهر ... وهم للدهر أعوان ويحيا المرء إن راعت ... هـ أسياف وخرصان ولا يحيا إذا راعت ... هـ أحداق وأجفان وأغيد فاتن الألحا ... ظ صاح وهو نشوان وريان من الحسن ... إلى الأنفس ظمآن إذا لاح فما البدر! ... وإن ماس فما البان! وذكر أن والده توفى فى آخر شوّال سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بحلب «2».

402 - عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجانى أبو بكر النحوى [1]

402 - عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجانىّ أبو بكر النحوىّ [1] فارسى الأصل، جرجانىّ «1» الدار، عالم بالنحو والبلاغة. أخذ النحو بجرجان عن الشيخ أبى الحسين محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الوارث الفارسىّ «2»، نزيل جرجان، ابن أخت الشيخ أبى على الفارسى، وأكثر عنه، وقرأ ونظر فى تصانيف النحاة والأدباء، وتصدّر بجرجان، وحثّت إليه الرّحال، وصنف التصانيف الجليلة. وكان- رحمه الله- ضيّق العطن، لا يستوفى الكلام على ما يذكره مع قدرته على ذلك. فمن تصانيفه: كتاب المقتصد «3» فى شرح الإيضاح «4» وهو مقتصد من مثله على ما سماه، لم يأت فى الإيضاح بشىء له مقدار. ولما تبرع فى التكملة لم يقصّر بنسبته إلى ما عهد منه، فلو شاء لأطال.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 310 - 311، وتلخيص ابن مكتوم 112 - 113، وروضات الجنات 143، وشذرات الذهب 3: 340، وطبقات الشافعية: 242، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 94 - 95، وطبقات المفسرين للداودى 140 ب، وفوات الوفيات 1: 378 - 379، وكشف الظنون 83، 120، 212، 602، 1169، 1179، 1769، ومرآة الجنان 3: 101، ونزهة الألباء 434 - 436.

وله شرح كتاب العوامل «1»، سماه الجمل، ثم صنف شرحه، فجرى على عادته فى الإيجاز. وله إعجاز «2» القرآن دل على معرفته بأصول البلاغات ومجاز الإيجاز. وله مسائل منثورة أثبتها فى مجلد، هو كالتذكرة له، لم يستوف القول حق الاستيفاء فى المسائل التى سطرها «3». ومع هذا كله فإن كلامه وغوصه على جواهر هذا النوع يدل على تبحره وكثرة اطلاعه. ولم يزل مقيما بجرجان يفيد الراحلين إليه، والوافدين عليه إلى أن توفى فى سنة إحدى وسبعين وأربعمائة «4». ومن تلاميذه المذكورين الواردين إلى العراق والمتصدّرين ببغداذ على بن زيد الفصيحىّ- رحمه الله- وقد تخرج به جماعة كثيرة، واستفادوا منه ما استفاده من عبد القاهر. ولعبد القاهر شعر مدح به نظام الملك الحسن بن إسحاق: لو جاود الغيث غدا ... بالجود منه أجدرا أو قيس عرف عرفه ... بالمسك كان أعطرا ذو شيم لو أنها ... فى الماء ما تغيرا وهمة لو أنّها ... للنّجم ما تغوّرا لو مس عودا يابسا ... أورق ثم أثمرا

403 - عبد الكريم بن إبراهيم بن محمد بن الحسن النحوى الرازى أبو سعيد [1]

وله يشكو الزمان وأهله: أىّ وقت هذا الذى نحن فيه ... قد دجا بالقياس والتشبيه كلما سارت العقول لكى تق ... طع تيها توغّلت فى تيه وأشعاره كثيرة فى ذم الزمان وأهله. وكان هذا الأمر هو السبب فى تقصيره إذا صنف؛ إذ لم يجد راحة ممن جمع لهم وألف. قال ابن غياض الشامىّ الكفرطابىّ النحوىّ- ونقلته بخطه فى تذكرته فى آخر نسخة المقتصد لعبد القاهر الجرجانى بالرّى مكتوبا ما حكايته: «قرأ علىّ الأخ الفقيه أبو نصر أحمد بن إبراهيم بن محمد الشجرىّ- أيده الله- هذا الكتاب من أوّله إلى آخره قراءة ضبط وتحصيل، وكتبه عبد القاهر بن عبد الرحمن بخطه فى شهر رمضان المبارك من سنة أربع وخمسين وأربعمائة، حامدا لربه، ومصليا على محمد رسوله وآله» «1». 403 - عبد الكريم بن إبراهيم بن محمد بن الحسن النحوىّ الرازى أبو سعيد [1] نحوىّ، أفاد ببلده، ورحل إلى العراق وسمع بها أبا طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز، ودخل الشام، ونزل بيت المقدس، وروى به عن ابن غيلان المذكور. قرأ عليه نصر بن إبراهيم القدسىّ «2» الفقيه العالم الزاهد الورع بالمسجد الأقصى، وسمع جماعة بقراءته.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 113.

404 - عبد الكريم بن الحسن بن المحسن بن الفضل بن المسلم ابن المؤمل بن سوار المقرئ النحوى التككى المصرى [1]

404 - عبد الكريم بن الحسن بن المحسن بن الفضل بن المسلم ابن المؤمل بن سوّار المقرئ النحوى التّككىّ المصرىّ [1] مقرئ فاضل، من فضلاء القرّاء، ومن العارفين بالقرآن وعلومه وتفسيره، سمع أبا إسحاق الحبّال، وأبا الحسين الخلعىّ. وأستاذه فى القراءات أبو الحسن على بن محمد بن حميد الواعظ. أدركه أبو طاهر السلفىّ، واشتركا فى السماع على أبى صادق، وسمع عليه السلفىّ كتاب معانى القرآن لأبى جعفر النحاس بكماله، وكان يرويه عن الخلعىّ عن الحوفىّ عن ابن الأدفوىّ عن النحاس. سئل عن مولده فى سنة سبع عشرة وخمسمائة، فقال: لى ستون سنة. توفى- رحمه الله- فى شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وخمسمائة، وجلس ولده مكانه فى حلقته فى جامع عمرو بن العاص يقرئ. 405 - عبد الكريم بن على بن محمد بن الطفال أبو محمد القضاعىّ النحوىّ الإسكندرىّ المكفوف البارع [2] كان نحويا متصدّرا، صاحب حلقة الجامع بالإسكندرية لإقراء النحو. وله شعر حسن. أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ فى إجازته العامة، أنشدنى أبو محمد عبد الكريم بن محمد بن الطّفال القضاعىّ بالثغر لنفسه ابتداء قصيدة: ليس الوقوف على الأطلال من شغلى ... إنى وشغلى ذوات الأعين النّجل عين أعنّ على قلبى فقلبه ... داعى الصّبا فصبا للهو والغزل

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 113، وحسن المحاضرة 1: 211، وطبقات القرّاء 1: 400، ومعجم السفر للسلفى 2: 249 - 250. والتككى، بكسر التاء وفتح الكاف الأولى: منسوب إلى التكك، جمع تكة، وهى رباط السراويل. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 114، ومعجم السفر للسلفى 1: 243 - 244، ونكت الهميان 195.

من كل فاترة الألحاظ فاتنة الأل ... فاظ تسحب ذيل الدّل والكسل قيد القلوب تخال العقل صورتها ... مراد كل فؤاد فتنة المقل قال السّلفىّ: عبد الكريم هذا كانت له حلقة فى الجامع للنحو، وكان مائلا إلى الخير، وله شعر فى غاية الجودة، وعندى منه مقطّعات أنشدنيها، وكان كفيف البصر. وقال أيضا: أنشدنا أبو محمد عبد الكريم بن على بن محمد بن القضاعىّ النحوى لنفسه بالثغر: من يكرم الله يصبح عرضة الألم ... كذا النبيون مذ كانوا على القدم وذاك أن الرضا والسخط منزلة ... لم يحوها قطّ إلا أشرف الأمم إن المصائب عنوان الأجور «1» فمن ... يصب يفز بنعيم غير منصرم كذا الملوك إذا اختاروا لخدمتهم ... عبدا أصاروا إليه أجهد الخدم فالحمد لله كلّ منه تكرمة ... فالبرء والسقم معدودان فى النّعم ثم قال السّلفىّ: «عبد الكريم هذا يعرف بابن الطّفال، وينعت بالبارع، وكان عفيفا كفيفا، وله فى الجامع حلقة لإقراء النحو. وشعره كثير، وقد علّقت منه جملة- رحمه الله- وكان قرأ على أبى على الحضرمىّ، وقال لى على بن عبد الرحيم: كان عبد الكريم فى ابتداء أمره على طريقة لو بقى عليها فاق أهل زمانه من الاشتغال بقراءة الحقائق؛ من كلام الحارث المحاسبى «2» وغيره، ولزوم الصمت، وإعراضه عن الدنيا. ثم تزوّج ورزق أولادا فصار يمدح ويستميح ضرورة. وتغيرت عليه الأحوال».

406 - عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة ابن محمد القشيرى أبو القاسم [1]

406 - عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة ابن محمد القشيرىّ أبو القاسم [1] الإمام مطلقا، المفسر الأديب النحوىّ الكاتب الشاعر. لسان عصره، وسيّد وقته فى كل فن. صنف التفسير الكبير «1» قبل العشر وأربعمائة. 407 - عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن على بن أبى سعد البغداذى [2] الموصلىّ الأصل، البغداذىّ المولد، أبو محمد بن أخى سليمان الموصلىّ، المدعو بالموفّق الملقّب بالمطجّن «2». كان يدّعى معرفة النحو واللغة والعربية وعلم الكلام

_ [1] ترجمته فى الأنساب للسمعانى 453 ب، وتاريخ ابن الأثير 8: 118، وتاريخ بغداد 11: 83، وتاريخ أبى الفدا 2: 190، وتاريخ ابن كثير 12: 107 - 108، وتلخيص ابن مكتوم 114، وابن خلكان 1: 299 - 301، ودمية القصر 194 - 196، وروضات الجنات 444، وشذرات الذهب 3: 318 - 319، وطبقات الشافعية 3: 243 - 248، وطبقات المفسرين للداودىّ 143 ب- 147 ب، وطبقات المفسرين للسيوطى 21 - 22، وكشف الظنون 520، 882، واللباب فى الأنساب 2: 264، ومرآة الجنان 3: 91 - 93، ومسالك الأبصار ج 5 مجلد 1: 89 - 91، والمنتظم (وفيات 465)، ومعجم السفر 1: 17، والنجوم الزاهرة 5: 91. والقشيرىّ، بضم القاف وفتح الشين وسكون الياء: منسوب إلى قشير ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة؛ وهو أبو قبيلة كبيرة، ينسب إليها كثير من العلماء. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 311، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 629)، وتلخيص ابن مكتوم 114 - 117، وحسن المحاضرة 1: 232 - 233، وشذرات الذهب 5: 132، وطبقات الشافعية 5: 132، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 98 - 99، وعيون الأنباه 2: 201 - 213، وفوات الوفيات 2: 9 - 11، وكشف الظنون 30، 696، 714، 1169، 1274، 1315، 1361، 1397، 1466، 1715، 1937، 1996، ومرآة الجنان 4: 68، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد الورقة 50، والوافى بالوفيات ج 6 مجلد 2: 300 - 303.

والعلوم القديمة والطب. أسمعه والده فى صباه من جماعة كأبى الفتح محمد بن عبد الباقى «1» بن البطىّ وأبى زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسىّ «2». خرج عن بغداذ إلى الشام، وقدم مصر بعد سنة ثمانين، ونزل فى مسجد باب زويلة، وتعرّف بالحاجب لؤلؤ، وادّعى ما ادعاه، فمشى طلبة المصريين إليه واختبروه، فقصّر فى كلّ ما ادعاه فجفوه، وأقام بها مدة لا يعبأ به. ثم نفق على شابين كوفيين بعيدى الخاطر يعرفان بولدى إسماعيل بن حجاج المقدسىّ كاتب الجيش، فنقلاه إليهما، وأخذا عنه من العربية ما زادهما يبسا وعمى قلب ولكنة لسان. ثم خرج بعد ذلك إلى دمشق، وادعى الرواية، فقرأ عليه بعض المبتدئين. وكان دميم الخلقة نحيلها، قليل لحم الوجه قصير الخلقة. ولما رآه زيد ابن الحسن الكندى لقّبه المطّجن- والألقاب تنزل من السماء- فشاعت ولم يعرف بعد ذلك إلا بها. وكان يدّعى تصانيف كتب «3» ما فيها مبتكر، وإنما يقف على تصانيف غيره، فإما أن يختصر أو يزيد ما لا حاجة إليه، وهى

فى غاية البرودة والركاكة. وكان إذا اجتمع بصاحب علم فرّ من الكلام معه فى ذلك العلم، وتكلم فى غيره مغربا، ولم يكن محققا فى شىء مما يقوله ويدّعيه.

ولقد اجتمعت به واختبرته فرأيته فيما يدّعيه كالأعمى الذى يتحسس ويدّعى حدّة النظر؛ وما وثقت من روحى بذلك حتى سألت جماعة من أهل علوم متفرقة قد كان يدّعيها، فذكروا من أمره بعد نظره وكلامه نظير ما علمته منه. ومن أسوأ أوصافه قلة الغيرة- ونعوذ بالله من ذلك- وقطن حلب فى آخر عمره، وأجرى له بها رزق على الطب؛ وهو لا يعلمه. وخطر له فى شهور سنة ثمان وعشرين وستمائة السفر إلى العراق ليحج، فمرض ببغداذ، وأخذ فى مداواة نفسه بطبه، فمات- كما شاء الله- فى شهور سنة تسع وعشرين وستمائة، وأبيعت كتبه بحلب، فوقعت على شىء منها، وهى فى غاية الانحطاط عن رتبة الكمال. ونعوذ بالله من فتنة الدعوى. كان مولده سنة سبع وخمسين وخمسمائة «1».

408 - عبد الملك بن قريب أبو سعيد الأصمعى [1]

408 - عبد الملك بن قريب أبو سعيد الأصمعىّ [1] عبد الملك بن قريب «1» بن عبد الملك بن علىّ بن أصمع بن مظهّر «2» بن رباح بن عمرو

_ [1] ترجمته فى أخبار النحويين البصريين للسيرافى 58 - 67، وإشارة التعيين الورقة 129، والأنساب للسمعانى 51 ا- 52 ب، وبغية الوعاة 313 - 314، وتاريخ ابن الأثير 5: 220، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 216)، وتاريخ أصبهان لأبى نعيم 2: 130، وتاريخ بغداد 10: 410 - 420، وتاريخ ابن عساكر 24: 414 - 429، وتاريخ أبى الفدا 2: 30، والتصحيف والتحريف 45 - 64، وتقريب التهذيب 165، وتلخيص ابن مكتوم 117 - 118، وتهذيب التهذيب 6: 415 - 417، وتهذيب اللغة للأزهرى 1: 6 - 7، وجمهرة الأنساب لابن حزم 234، وخلاصة تذهيب الكمال 207 - 208، وابن خلكان 1: 288 - 290، وروضات الجنات 458 - 462، وشذرات الذهب 2: 36 - 38، وطبقات الزبيدى 117 - 124، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 101 - 106، وطبقات القرّاء 1: 470، وطبقات المفسرين للداودى الورقة 151، وعيون التواريخ (وفيات سنة 216)، والفهرست 55 - 56، وكشف الظنون 11، 114، 115، 722، 723، 1240، 1355، 1388، 1395، 1396، 1399، 1432، 1454، 1461، 1466، 1469، 1472، 1916، 1979، 1981، واللباب فى الأنساب لابن الأثير 1: 56، ومرآة الجنان 2: 64، ومراتب النحويين 74 - 105، والمزهر 2: 404 - 405، 419، 423، 462، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 225 - 227، والمعارف لابن قتيبة 236 - 237، والنجوم الزاهرة 2: 190، 217، ونزهة الألباء 150 - 172، والوافى بالوفيات ج 6 مجلد 2: 354 - 359، والأصمعى: منسوب إلى جدّه أصمع.

ابن عبد شمس بن أعيا بن سعيد بن عبد [بن] «1» غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان، أبو سعيد الأصمعىّ «2»، صاحب اللغة والنحو والغريب والأخبار والملح. سمع شعبة «3» بن الحجاج والحمادين «4» ومسعر بن «5» كدام وغيرهم. روى عنه ابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله، وأبو عبيد القاسم بن سلّام، وأبو حاتم السّجستانىّ، وأبو الفضل الرّياشىّ، وأحمد بن محمد اليزيدىّ «6» وغيرهم. وكان من أهل البصرة، وقدم بغداذ فى أيام هارون الرشيد. قال عمر بن شبّة «7»: سمعت الأصمعىّ يقول: أحفظ ست عشرة ألف أرجوزة.

قال الأصمعى: بعث «1» إلىّ محمد الأمين- وهو ولىّ العهد يومئذ- وقال: إن أمير المؤمنين قد استدعاك على دوابّ البريد- وبين يديه السندىّ بن شاهك- فقال: خذه «2» وسر. فسرت، فلما وصلت إلى الرّقّة «3» أحضرنى الفضل بن «4» الربيع إلى الرشيد، وهو منفرد، وسلّمت، فردّ واستدنانى وقال: أهديت إلىّ جاريتان وأردت أن تختبرهما- وأمر بإحضارهما، وهما أحسن شىء- فسألت إحداهما عن كل فن من فنون الأدب، فأجابت بجواب حسن، فاستنشدتها «5» فأنشدت: يا غياث البلاد فى كل محل ... ما يريد العباد إلّا رضاك

لا ومن شرّف البلاد وأعلى ... ما أطاع الإله عبد عصاك واختبرت الأخرى فوجدتها دونها؛ فقلت: ما تبلغ منزلة هذه، وإذا روّضت بالتعليم جادت. فأمر بتجهيز الموصوفة وتحسينها لينال منها «1»، ثم قال: أخبرنى «2» بشىء من أعاجيب ما سمعت من أخبار الناس، فقلت: صاحب لنا فى بدو بنى فلان، قد أتت عليه ست وتسعون سنة، وهو أصحّ الناس ذهنا، وأجودهم أكلا، وأقواهم بدنا، غبت «3» عنه مدّة وعدت إليه، فوجدته من سوء الحال على خلاف ما وصفت، فسألته: ما الذى نزل به؟ فقال: لمحت جارية قد لاثت رأسها، وطلت بالورس ما بين قدميها إلى رأسها، وعليها قميص وقناع مصبوغان، وفى عنقها طبل توقّع عليه، وتنشد هذا الشعر: محاسنها سهام للمنايا ... مريّشة بأنواع الخطوب برى ريب المنون لهنّ سهما ... تصيب بنصله مهج القلوب فأجبتها: قفى شفتى فى موضع الطّبل ترتعى «4» ... كما قد أبحت الطّبل فى جيدك الحسن

هبينى عودا أجوفا تحت شنّة «1» ... تمتّع فيها بين نحرك والذّقن فلما سمعت الشعر منى نزعت الطبل فرمت به فى وجهى، وبادرت إلى الخباء. فدخلت، فلم أزل واقفا إلى أن حميت الشمس على مفرق «2» رأسى؛ لا تخرج إلىّ، ولا ترجع جوابا، فقلت: أنا والله معها كما قال الشاعر: فوالله يا سلمى لطال قيامتى ... على غير شىء يا سليمى أراقبه ثم انصرفت قريح العين سخينها. فهذا الذى ترى من التغير لعشقى لها. فضحك الرشيد، ثم قال: يا عباسىّ، أعط عبد الملك مائة ألف درهم، وردّه إلى مدينة السلام «3». فقبضتها وأتتنى صلة الجارية التى وصفتها ألف دينار مع خادم، وأمر لى الفضل بن الربيع من ماله بعشرة آلاف درهم. وأخبار الأصمعى كثيرة مدوّنة. قال المبرّد: كان أبو زيد الأنصارىّ صاحب لغة وغريب ونحو، وكان أكثر من الأصمعى فى النحو، وكان أبو عبيدة أعلم من أبى زيد والأصمعىّ بالأنساب والأيام والأخبار، وكان الأصمعىّ بحرا فى اللغة لا يعرف مثله فيها وفى كثرة الرواية، وكان دون أبى زيد فى النحو. وقيل لأبى نواس: قد أشخص أبو عبيدة والأصمعى إلى الرشيد. قال: أما أبو عبيدة فإنهم إن أمكنوه من سفره «4» قرأ عليهم أخبار الأوّلين والآخرين، وأما الأصمعى فبلبل يطربهم بنغماته.

قال الأصمعى: حضرت أنا وأبو عبيدة عند الفضل بن الربيع، فقال لى: كم كتابك فى الخيل؟ فقلت: مجلد واحد، فقال لأبى عبيدة عن كتابه فى الخيل فقال: خمسون مجلدا، فقال له: قم إلى هذا الفرس وأمسك عضوا عضوا منه واذكر، فقال: لست ببيطار، وإنما هذا شىء أخذته عن العرب، فقال لى: قم يا أصمعىّ وافعل ذلك، قال: فقمت وأمسكت ناصية الفرس، وشرعت أذكر منه عضوا عضوا ويدى على ذلك العضو، وأنشد ما قالته العرب، إلى أن فرغت منه. فقال: خذه، فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبته إليه. قال محمد بن إسحاق النديم فى كتابه «1»: «مات الأصمعى فى سنة عشر «2» ومائتين. وله من الكتب: كتاب خلق «3» الإنسان. كتاب الأجناس «4». كتاب الأنواء. كتاب الهمز «5». كتاب المقصور والممدود. كتاب الفرق «6». كتاب الصفات. كتاب الأبواب «7». كتاب الميسر والقداح. كتاب خلق الفرس. كتاب الخيل «8». كتاب الإبل «9». كتاب الشاء «10».

كتاب الأخبية [والبيوت «1»]. كتاب الوحوش «2». كتاب فعل وأفعل. كتاب الأمثال. كتاب الأضداد «3». كتاب الألفاظ. كتاب السلاح. كتاب اللغات. كتاب مياه العرب. كتاب النوادر. كتاب أصول الكلام. كتاب القلب والإبدال «4». كتاب جزيرة العرب. كتاب الدلو. كتاب الاشتقاق. كتاب الرحل. كتاب معانى الشعر. كتاب المصادر «5». كتاب الأراجيز. كتاب النحلة «6». كتاب النبات «7» [والشجر «8»]. كتاب ما اختلف لفظه واتفق معناه. كتاب غريب الحديث، [نحو مائتى ورقة، رأيته بخط السكرىّ «9»]. كتاب السرج واللجام [والشوى والنعال] «10» والترس والنبال. كتاب غريب «11» الحديث. كتاب الكلام الوحشىّ. كتاب نوادر الأعراب. كتاب المذكر والمؤنث. وعمل الأصمعىّ قطعة كبيرة من أشعار العرب ليست بالمرضية عند العلماء «12» لقلة غريبها واختصار روايتها».

ذكره الحافظ أبو نعيم فى كتاب تاريخ أصبهان وقال: «توفى سنة اثنتى عشرة ومائتين». قال الأصمعىّ: بعث إلىّ محمد بن هارون «1»، فدخلت عليه، وفى يده كتاب يديم النظر إليه، ويتعجب منه، ثم قال: يا عبد الملك، أما تعجب من هذا الشاب وما يجىء به! فقلت: من هو؟ فقال: عباس بن الأحنف، ثم رمى بالكتاب إلىّ فإذا فيه شعر قاله عباس «2»: إذا ما شئت أن تصن ... ع «3» شيئا يعجب الناسا فصوّر هاهنا فوزا ... وصوّر ثمّ عباسا «4» ودع «5» بينهما شبرا ... وإن زدت فلا باسا فإن لم يدنوا حتى ... ترى رأسيهما راسا فكذّبها بما قاست ... وكذبه بما قاسى قال الأصمعى: وكان بينى وبين عباس شىء، فقلت: مسترق يا أمير المؤمنين، فقال: ممن؟ قلت: من العرب والعجم، قال: ما كان من العرب؟ قلت: رجل يقال له عمر، هوى جارية يقال لها قمر، فقال: إذا ما شئت أن تصن ... ع شيئا يعجب البشرا فصوّر هاهنا قمرا ... وصوّر هاهنا عمرا

فإن لم يدنوا حتّى ... ترى بشريهما بشرا فكذبها بما ذكرت ... وكذّبه بما ذكرا قال: فما كان من العجم؟ قلت: رجل يقال له «فلقاء» هوى جارية يقال لها «زورق»، فقال: إذا ما شئت أن تصن ... ع شيئا يعجب الخلقا فصوّر هاهنا زورق ... وصوّر هاهنا فلقا فإن لم يدنوا حتى ... ترى خلقيهما خلقا فكذبها بما لاقت ... وكذّبه بما يلقى قال الأصمعىّ: فبينا نحن كذلك إذ جاء الحاجب، فقال: عباس بالباب، فدخل فقال: يا عباس، تسرق معانى الشعر وتدّعيه، فقال: ما سبقنى إليه أحد. فقال محمد: هذا الأصمعىّ يحكيه عن العرب والعجم، ثم قال: يا غلام، ادفع الجائزة إلى الأصمعىّ «1». فلما خرجا قال العباس: كذبتنى وأبطلت جائزتى! فقلت له: أتذكر يوم كذا! وأنشأت أقول: إذا وترت امرأ فاحذر عداوته ... من يزرع الشوك لا يحصد به عنبا «2»

409 - عبد الملك بن حبيب السلمى الأندلسى [1]

409 - عبد الملك بن حبيب السّلمىّ الأندلسىّ [1] كان قد جمع علم الفقه والحديث وعلم الإعراب واللغة والتصرف فى فنون الأدب، وله تصانيف جمة فى أكثر الفنون، منها كتابه فى إعراب القرآن، وكتابه فى شرح الحديث إلى غير ذلك «1». وقيل لسحنون «2» بن سعيد: مات عبد الملك بن حبيب، فقال: مات عالم الأندلس؛ بل والله عالم الدنيا. ولم يكن من أهل السعة فى دنياه، بل كان من المقتّر عليهم رزقهم، وله فى ذلك: صلاح أمرى والّذى أبتغى ... هين على الرّحمن فى قدرته ألف من البيض فأقلل بها ... لعالم أزرى على بغيته زرياب قد يأخذها قفلة «3» ... وصنعتى أشرف من صنعته

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 29، وبغية الوعاة 312، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 238)، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضى 1: 225 - 228، وتذكرة الحفاظ للذهبى 2: 107 - 108، وتلخيص ابن مكتوم 119، والديباج المذهب 154 - 156، وشذرات الذهب 2: 90، وطبقات الزبيدىّ 176 - 177، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 100، وعيون التواريخ (وفيات سنة 238). وكشف الظنون 1205، 1996، ولسان الميزان 4: 59 - 60، ومرآة الجنان 2: 122، ومطمح الأنفس 36 - 37، وميزان الاعتدال للذهبى 2: 133، والنجوم الزاهرة 2: 293، ونفح الطيب 2: 214 - 217، والوافى بالوفيات ج 6 مجلد 1: 21.

410 - عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج [1]

وزرياب «1» هذا رحل من المشرق إلى الأندلس، ونال بها أموالا من ولاة الأمر «2». 410 - عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج [1] مولى بنى أمية، من أهل قرطبة، يكنى أبا مروان. أقام اللغة بالأندلس غير مدافع. روى عن أبيه «3» وابن الإفليلىّ «4» ومكىّ بن أبى طالب القيروانىّ «5» وأبى مروان ابن حيان «6» وغيرهما.

_ [1] ترجمته فى بغية الملتمس للضبى 367 - 368، وبغية الوعاة 312، وتلخيص ابن مكتوم 119، والديباج المذهب 157، والصلة لابن بشكوال 1: 357 - 358، والوافى بالوفيات ج 6 مجلد 2: 351.

411 - عبد الملك بن طريف اللغوى الأندلسى [1]

كان عالما بالأدب ومعانى القرآن والحديث، وقرئت عليه كتب اللغة والغريب والأدب، وقيّد ذلك كلّه عنه. وكانت الرحلة فى ذلك الوقت إليه، ومدار أصحاب اللغة والآداب عليه، وكان وقور المجلس مهيبا. وأكثر مؤرّخو الأندلس من وصفه فى كتبهم. ولد لاثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الأوّل سنة أربعمائة، وتوفى- رحمه الله- ليلة عرفة، ودفن يوم عرفة سنة تسع وثمانين وأربعمائة، ودفن بالرّبض «1». 411 - عبد الملك بن طريف اللغوىّ الأندلسىّ [1] من أهل قرطبة، يكنى أبا مروان، أخذ عن أبى بكر بن القوطيّة «2» وغيره، وكان حسن التصرف فى اللغة، أصلا فى تثقيفها. وله كتاب حسن فى الأفعال؛ وهو كثير بأيدى الناس، هذّب فيه أفعال أبى بكر ابن القوطية شيخه. وتوفى نحو الأربعمائة، وقد ذكر فى الكنى فى آخر الكتاب لشهرته بابن طريف.

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 29، وبغية الوعاة 313، وتلخيص ابن مكتوم 119 - 120، والصلة لابن بشكوال 1: 357، وكشف الظنون 1394، والوافى بالوفيات ج 6 مجلد 1: 12.

412 - عبد الملك بن قطن المهرى القيروانى النحوى [1]

412 - عبد الملك بن قطن المهرىّ القيروانى النحوىّ [1] شيخ أهل اللغة والعربية هناك، وراوى القوم وعميدهم ورئيسهم، والمقدّم فى بلده وزمانه. وكان من أحفظ الناس لأنساب العرب وأشعارهم ووقائعهم وأيامهم. وكانت الأشعار المشروحة تقرأ عليه مجرّدة من الشرح فيشرحها ويفسّر معانيها، فلما دخلت المشروحة إلى إفريقية نظر طلبة العلم من العربية والنحو فيها، وفيما كانوا رووا عنه فيها، فلم يجدوا فى شرحه خلافا لما قال أصحاب الشرح، ولا وجدوا عليه فى روايته وتفسيره شيئا من الخطأ. وكان لقى جماعة من العلماء بالعربية والمعروفين بالرواية؛ منهم ابن الطرمّاح «1» الأعرابىّ وأبو المنيع الأعرابىّ. وله كتب كثيرة ألّفها؛ من ذلك كتاب فى تفسير مغازى الواقدىّ، وكتاب يسمى كتاب الألفاظ، وكتاب فى اشتقاق الأسماء؛ مما لم يأت به قطرب. وكان شاعرا خطيبا بليغا، وكان من عقلاء العلماء. وقام بخطبة- بين يدى زيادة الله بن محمد بن الأغلب «2» - وهو أمير إفريقية يومئذ- طويلة فصيحة؛ ذهب فيها إلى تقريظه، ووصلها بشعر فيه. وكان نهما لا يقصد فى مطاعمه؛ فلا يمسك درهما ولا دينارا؛ على كثرة ما يوصل ويحبى. واستمر على حاله هذه حتى مات. وكان بليغا؛ كتب إليه رجل كتابا وأطاله، ولم يأت بطائل، فكتب إليه: «خير من الإطالة السكوت؛ وفى القصد إلى الحاجة قطع لمسافة الإطالة».

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 29، وبغية الوعاة 314، وتلخيص ابن مكتوم 120، وطبقات الزبيدىّ 154 - 157، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 107 - 108. وكشف الظنون 102. وما ذكره المؤلف يوافق ما فى طبقات الزبيدىّ.

وقال حمدون النحوىّ الملقب بالنعجة «1»: كنا عند المهرىّ يوما، فقال: اخرجوا بنا إلى مأجل «2» مهريّة نتفرّج، وكانت داره بالقرب من سوق الأحد، فخرجنا فجلسنا حوله؛ إلى أن مرّ بنا نحو عشرين بغلا أو أكثر، ومعها رجل راكب؛ فلما رأى المهرىّ عدل إليه ونزل، ثم قال: يقرأ مولاى عليك السلام، وقد وجّه إليك بهذه الدوابّ وهى محمّلة طعاما وعسلا وخلّا وزيتا، وبهذه العشرين دينارا. فقبضها منه تكرّها؛ ثم دمع وقال: ذهب الناس! (إنّا لله وإنّا إليه راجعون)! أبو علىّ ابن حميد يوجّه إلىّ بهذا! قال حمدون: فقلت له احمد الله واشكره، فإنّ هذا كثير. قال: فنظر إلىّ وهو مغضب، ثم قال: هو كثير لك ولأمثالك، فأمّا لى فلا! وقال أبو عبد الله الدارونىّ: مرّ المهرىّ بناحية القيسارية عند الصيارفة، فقام إليه فنى كان يختلف إليه، ويستمع منه، فقال له: إلى أين أصلحك الله يا أبا الوليد؟ قال: إلى سوق الطعام، أشترى بهذين الدينارين قمحا. فمدّ الفتى يده إلى صرّة. وكانت فى كمة، فدفعها إليه وقال: استعن بها- أصلحك الله- على شرائك القمح. فأخذها ثم مضى غير بعيد، وهو يظن أنها دراهم، ففتحها فإذا فيها خمسون دينارا، فانصرف إليه، فلما رآه الرجل تلقاه، فأخرج المهرىّ الصرّة وقال: أخاف أن تكون قد غلطت؛ إنها دنانير، فقال: ما غلطت- أصلحك الله- وإنى لمحتشم من التقصير. وقال الدارونىّ: مشيت يوما مع أبى الوليد المهرىّ، إلى أن مررنا بالجزارين، فقام إليه رجل منهم، فقال: يا أبا الوليد، أضررت بى؛ لأن بضاعتى كلّها عندك، ولا بدّ من قبض مالى قبلك، فاعتذر إليه وسأله الصبر فأبى. فمرّ بنا رجل فقال: كم لك على الشيخ؟ فقال: عشرة دنانير، فقال: هى علىّ، مرّ حتّى

413 - عبد الملك بن هشام بن أيوب الذهلى النحوى [1]

أدفعها إليك. فمضى معه، فظننت أنه من إخوان المهرىّ، [وظنّ المهرىّ أنه «1»] من أجلى فعل به ذلك. فلما صرنا إلى داره، قال: الرجل الذى أدّى عنى الدنانير من هو؟ قلت: ما أعرفه، وما كنت أظنّ إلا أنك عارف به. قال: فسل عنه، فسألت، فإذا هو رومىّ من أهل العطارين. وكان الناس من تعظم العلم والأدب على خلاف ما هم عليه اليوم. وعمّر المهرىّ عمرا طويلا، وتوفى فى يوم الجمعة لعشر خلون من شهر رمضان سنة ست وخمسين ومائتين. «2» 413 - عبد الملك بن هشام بن أيوب الذّهلىّ النحوىّ [1] يكنى أبا محمد. صاحب المغازى، مغازى «3» ابن إسحاق «4». بصرىّ، قدم مصر وحدّث بها بالمغازى وغيرها. روى المغازى عن زياد بن عبد الله البكّائى «5» عن محمد ابن إسحاق. وكان ثقة.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 315، وتاريخ أبى الفدا 2: 29 - 30، وتلخيص ابن مكتوم 120 - 121، وحسن المحاضرة 2: 228، وابن خلكان 1: 290، والروض الأنف 5، وشذرات الذهب 2: 45، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 111 - 112، وعيون التواريخ (وفيات سنة 213)، وكشف الظنون 179، 1012، والوافى بالوفيات ج 6 مجلد 1: 26. والذهلىّ، بضم الذال وسكون الهاء: منسوب إلى ذهل بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع، وهو بطن من كندة.

توفّى بمصر لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة ثمان عشرة ومائتين. وهذه السيرة «1» التى يرويها عن ابن إسحاق قد هذّب منها أماكن مرّة بالزيادة، ومرّة بالنقصان، وصارت لا تعرف إلا بسيرة ابن هشام. وللمصريّين بها فرط غرام وكثرة رواية، وعن المصريّين نقلت إلى سائر الآفاق. وذكر السّهيلىّ «2» الأندلسىّ ابن هشام هذا فقال: «وأما عبد الملك بن هشام فمشهور بحمل العلم، متقدّم فى علم النّسب والنحو؛ وهو حميرىّ معافرىّ «3» من مصر. وأصله من البصرة، وتوفّى بمصر سنة ثلاث عشرة ومائتين». وله كتاب فى شرح أنساب حمير وملوكها «4»، وكتاب ما وقع فى أشعار السّير من الغريب فيما ذكر لى والحمد لله [كثيرا وصلواته على نبيه محمد وسلامه]». قلت: هذا الذى ذكره السّهيلىّ على سبيل الحدس، والمعوّل على نسبه الأوّل ووفاته الأولى؛ فإن الناقل لذلك هو أبو سعيد عبد الرحمن بن يونس المصرىّ «5» إمام مصر فى الحديث والتاريخ، ذكره فى تاريخ الغرباء القادمين على مصر حسب ما ذكرته أوّلا، والله أعلم. «6»

414 - عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطى أبو الفتح المقرئ النحوى [1]

414 - عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطى أبو الفتح المقرئ النحوىّ [1] من أهل الجانب الشرقى من بغداذ، ناحية الرّصافة «1». سمع أبا بكر بن إسماعيل الورّاق وأبا محمد بن معروف القاضى وعيسى بن على بن عيسى وإسماعيل بن سعد بن سويد. كان ثقة عالما بوجوه القراءات «2» بصيرا بالعربية؛ حافظا لمذاهب القرّاء. سئل عن مولده فقال: ولدت يوم الاثنين السادس عشر من رجب سنة سبعين وثلاثمائة. ومات- رحمه الله- فى يوم الأربعاء الخامس والعشرين من صفر سنة خمس وأربعمائة، ودفن من يومه فى مقبرة الخيزران. 415 - عبد الواحد بن على بن برهان أبو القاسم العكبرىّ النحوىّ [2] كان من العلماء القائمين بعلوم كثيرة، منها النحو واللغة ومعرفة النّسب والحفظ لأيام العرب وأخبار المتقدّمين، وله أنس شديد بعلم الحديث، ولم يرو شيئا من الحديث.

_ [1] ترجمته فى تاريخ بغداد 11: 17، وتلخيص ابن مكتوم 121، وشذرات الذهب 3: 285، وطبقات القراء لابن الجزرى 1: 473 - 474، وكشف الظنون 383، ونزهة الألباء 427 - 428. [2] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 29، والإكمال لابن ماكولا الورقة 52، وبغية الوعاة 317، وتاريخ ابن الأثير 8: 100، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 456)، وتاريخ أبى الفدا 2: 185، وتاريخ ابن كثير 12: 92، وتلخيص ابن مكتوم 121 - 122، والجواهر المضية 1:

مات فى يوم الأربعاء ودفن فى مقبرة الشّونيزىّ يوم الخميس سلخ جمادى الأولى من سنة ست وخمسين وأربعمائة. ذكره الباخرزىّ فى كتابه وسجع له فقال: «هو أبو القاسم عبد الواحد بن الحسين بن برهان النحوىّ. رأيته ببغداذ سنة خمس وخمسين وأربعمائة شيخا بادّ «1» الهيئة، رثّ الكسوة، يمشى وقد شمل العرى [طرفيه] «2»، ونظم رأسه وقدميه، وقصدته زائرا- ولم أكن عهدته- فإذا أنا فى باب المراتب بشيخ على ما وصفت، فلم أشكّ فى أنه ضالّتى المنشودة- وفراسة المؤمن لا تخطئ- فاقتفيت أثره إلى مسجد اجتمعت فيه تلاميذه ينتظرونه، وكمه أعجر بأجزاء النحو، فدخل عليهم وقاموا إليه، واستند إلى المحراب، وتكلم فى العلم الذى لقّب فيه، والفن الذى عقد بنواصيه، والضّرب الذى أحاط به من جميع نواحيه، فقل فى القرم «3» الهائج هادرا، أو البحر المائج زاخرا. وكان فى نفسى أن أختلف إليه، وأغترف ممّا لديه؛ فقامت العوائق تدفع فى صدر الأمانى، والأسفار تسيّرنى سير السّوانى «4»، وما كان عندى أن له شعرا تتعاطاه الأفواه، وتتهاداه الشفاه؛ حتى نسب إليه أبو الفرج الغندجانىّ هذه الأبيات:

416 - عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبى هاشم أبو طاهر المقرئ النحوى [1]

أحبّتنا بأبى أنتم ... وسقيا لكم أينما كنتم أطلتم عذابى بميعادكم ... وقلتم نزور وما زرتم فان لم تجودوا على عبدكم «1» ... فإنّ المعزّى به أنتم وذكره محمد بن هلال فى كتابه فقال: «فى يوم الأربعاء لليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ست وخمسين وأربعمائة توفى أبو القاسم عبد الواحد بن على بن عمر بن برهان النحوىّ، وقد أناف على الثمانين، ولولا شراسة خلق كانت فيه على من يقرأ عليه ويستمليه لكانت له آثار باقية وكتب مروية؛ لما كان فيه من الفضائل القوية. ولم يك يلبس سراويل، ولا يترك على رأسه غطاء، ولا يقبل لأحد عطاء». 416 - عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبى هاشم أبو طاهر المقرئ النحوىّ [1] من مدينة أبى جعفر. قرأ على ابن درستويه بعض كتاب سيبويه، ولم ير بعد ابن مجاهد «2» مثله. وكان يقرئ فى سكّة عبد الصمد بن على بن عبد الرحمن ابن العباس ببغداذ، وكان كوفىّ المذهب، وتوفى سنة أربع وأربعين «3» وثلاثمائة.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 317، وتاريخ بغداد 11: 7 - 8، وتلخيص ابن مكتوم 122. وطبقات القراء لابن الجزرى 1: 475 - 477، والوافى بالوفيات ح 6 مجلد 2: 411.

417 - عبد الواحد بن محمد الكرمانى النحوى أبو القاسم [1]

417 - عبد الواحد بن محمد الكرمانىّ النحوىّ أبو القاسم [1] روى عن ابن حبّان «1» وابن المقرئ «2» وأبى بكر محمد بن عبد الله بن الأسقاطىّ وأحمد ابن عبيد الله السهرديرىّ وعمر بن سيف البغداذىّ وغيرهم. روى عنه ابن المأمون، وذكره شيرويه بن شهمردار فى طبقات الهمذانيين، وسماه «النحوىّ». 418 - عبد الوارث بن عبد المنعم الأبهرىّ النحوىّ اللغوىّ الأديب أبو المكارم [2] صاحب أبى العلاء بن سليمان المعرّى. رحل من أبهر إلى أبى العلاء بمعرّة النعمان من أرض الشام، ولازمه وأخذ عنه جميع فنون الأدب، وبرع واستقلّ، ورجع إلى بلده، وتصدّر للإقراء والإفادة، وأخذ عنه أهل تلك الناحية أدبا كثيرا وبرع عليه جماعة؛ منهم فرامرز بن ميشة الأبهرىّ الأديب المشهور المذكور. وكان لعبد الوارث شعر منه: مراغ «3» بالمراغة «4» فى ثراها ... أحبّ إلىّ من رىّ برىّ وأوشال «5» بها أجدى وأندى ... على الأزمان من جىّ «6» بجىّ «7»

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 122. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 122.

419 - عبد الودود بن عبد الملك بن عيسى النحوى المغربى [1]

419 - عبد الودود بن عبد الملك بن عيسى النحوىّ المغربىّ [1] نحوىّ مذكور مشهور، انتقل إلى المشرق، ودخل مدن الشام وتصدّر بها، وأقام بحلب مدّة، وجرى له بحلب قضية، وذلك أنه نظر إلى صبىّ مستحسن بها، فذهب رشده، وسقط إلى الأرض، وأفاق خجلا مما جرى عليه «1»، وخرج إلى العراق، وقرأ عليه الناس ببغداذ. أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ فى الإجازة العامة «2»: «قرأت على أبى الحسن عبد الودود ابن عبد الله بن عيسى النحوىّ اللغوىّ المغربىّ ببغداد ياقوتة التصريف للأستاذ أبى عبد الله محمد بن أحمد الأردستانىّ، ومن جملة ما أورده فيه قال: ليس فى الكلام على فعل (بضم الفاء وكسر العين) إلا واحد، وهو اسم «دئل»، وهى دويّبة، وبها سميت قبيلة أبى الأسود الدّؤلىّ». وقال أيضا: «قرأت على أبى الحسن عبد الودود بن عبد الملك بن عيسى النحوىّ المغربىّ ببغداذ لما قدمها شيئا من التصريف، وكان متفننا، ولم أستنشده شيئا من شعره، وكان من المجيدين، وهو الذى له القصيدة السائرة يهجو فيها أحد الرؤساء، وأوّلها: تسلّ فللأيام بشر وتعبيس ... وأيقن فلا النّعمى تدوم ولا البوس

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 318، وتلخيص ابن مكتوم 122 - 123، ومعجم السفر للسلفىّ 1: 216.

420 - عبد الوهاب بن أصبغ النحوى اللغوى الأندلسى [1]

420 - عبد الوهاب بن أصبغ النحوىّ اللغوىّ الأندلسى [1] معروف بهذا الشأن، صحب أبا على القالىّ وكتب عنه الكثير، وسمع عليه من تصانيفه كتاب المقصور والممدود. وكتب له أبو علىّ خطّه بذلك على نسخة الأصل التى بخطه، وهو يجرى مجرى من صحبه؛ كمحمد بن أبان بن سيّد، ومحمد بن الحسن الزّبيدىّ، ومحمد بن إبراهيم بن معاوية القرشىّ. وكان متن هذا الكتاب بخط عبد الوهاب بن أصبغ؛ كذا ذكر أبو على القالىّ بخطه، وإنما أشار إلى أن المتن بخطه لسكونه إلى إتقانه وضبطه. 421 - عبد الوهاب بن حريش أبو مسحل الهمذانىّ النحوىّ اللغوىّ [2] كان من أهل العلم بالقرآن ووجوه إعرابه، عارفا بالعربية. وحدّث عن ابن حمزة الكسائىّ، روى عنه محمد بن يحيى الكسائىّ المقرئ، ويقال: إنه كان يكنى أبا محمد، ويلقّب أبا مسحل، وكان أعرابيا قدم بغداذ وافدا على الحسن بن سهل. 422 - عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله بن محمد بن على بن الحسن ابن يحيى بن السّيبىّ أبو الفرج [3] له معرفة بالأدب واللّغة، وكان يؤدّب أولاد الخليفة، وكان مولده فى سنة سبع عشرة وأربعمائة، وأدّب المقتفى «1»، وروى المقتفى عنه عن أبى محمد عبد الله

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 123. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 318، وتاريخ بغداذ 11: 25، وتلخيص ابن مكتوم 123، وطبقات القراء لابن الجزرى 1: 478. وفى بغية الوعاة «عبد الوهاب بن أحمد». [3] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 123. والسيبى، بكسر السين: منسوب إلى سيب. قال السمعانى: وظنى أنها قرية بنواحى قصر ابن هبيرة، نسب إليها جماعة.

423 - على بن إبراهيم بن سعيد أبو الحسن النحوى الحوفى المصرى [1]

ابن محمد بن هزارمرد الصّريفينىّ «1». وروى أبو منصور موهوب بن الخضر الجواليقىّ عن المقتفى عنه عن الصّريفينىّ خبرا. مات أبو الفرج عبد الوهاب السّيبىّ فى يوم السبت ثالث المحرّم سنة أربع وخمسمائة بالحجاز عند عوده من الحج وقبل وصوله إلى المدينة بيوم واحد، وحمل إلى المدينة، وصلّى عليه بها، ودفن بالبقيع- رحمه الله. 423 - على بن إبراهيم بن سعيد أبو الحسن النحوىّ الحوفىّ المصرىّ [1] فاضل عالم بالنحو والتفسير، قيّم بعلل العربية أتم قيام، من أهل ضيعة من حوف مصر، واسمها شبرا اللّنجة «2». دخل إلى مصر فطلب العربية، وقرأ على أبى بكر الأدفوىّ، وأخذ عنه وأكثر، وطالع الكتب، ولقى جماعة من علماء المغرب القادمين على مصر وغيرهم،

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 31، والأنساب للسمعانى 181 ا، وبغية الوعاة 328، وتلخيص ابن مكتوم 124، وحسن المحاضرة 2: 228، وابن خلكان 1: 332، وشذرات الذهب 3: 247، وطبقات المفسرين للداودى 162 ب، وطبقات المفسرين للسيوطى 25، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 132، وكشف الظنون 241، 1905، واللباب فى الأنساب 1: 239، ومعجم الأدباء 12: 221 - 222، ومعجم البلدان 3: 367، ومعجم السفر للسلفى 2: 301 والحوفى، بفتح الحاء وسكون الواو: منسوب إلى حوف مصر. قال ياقوت: «والحوف بمصر حوفان؛ الشرقى والغربى، وهما متصلان، أول الشرقى من جهة الشام، وآخر الغربى قرب دمياط، يشتملان على بلدان وقرى كثيرة».

424 - على بن إبراهيم بن الحسن بن على النحوى الصقلى المعروف بابن المعلم [1]

وتصدّر لإفادة هذا الشأن، وصنّف فى النحو مصنفا كبيرا عنى «1» [به] النحويون، استوفى فيه العلل والأصول، وصنّف مصنفات أصغر منه، رأيت المصريين يشتغلون بها، وصنف تصنيفا كبيرا فى إعراب القرآن، أبدع فيه، يتنافس العلماء هناك فى تحصيله. وسمعت أن أحد المشتهرين بهذا النوع ابتاع منه نسخة بمصر فى عشرة مجلدات، وأحضرها إلى مدينته بالشام، وهو غير عالم بقدرها، ولا عارف بمصنفها؛ ولما تنبّه على جلالتها اشتدّ حفظه لها، وضنّه بها تقليدا، وادّخرها لولده إن طلع من أهل هذا الشأن. وعاش الحوفىّ- رحمه الله- إلى بعد الأربعمائة «2». أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ الأصبهانىّ نزيل الإسكندرية، أخبرنا الشيخ أبو بكر عتيق بن على بن مكى السّمسطاوىّ النيدىّ «3» بالإسكندرية، أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الرازىّ، أخبرنا على بن إبراهيم بن سعيد النحوىّ حدّثنا محمد بن عبد الله النيسابورىّ، حدّثنا أحمد بن شعيب الشيبانى، أخبرنا إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الرحمن عن مالك عن ابن شهاب عن أبى إدريس الخولانى عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من توضأ فلينثر، ومن استجمر فليوتر». 424 - على بن إبراهيم بن الحسن بن علىّ النحوىّ الصّقلىّ المعروف بابن المعلم [1] أجاد النحو واللغة، وتصدّر للإفادة، وقرأ الطب وتعبير الرؤيا. وكان له حظ حسن، وأبوه صقلّىّ وجدّه أصبهانى، واستوطن علىّ هذا مصر إلى أن مات بها.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 124، ومعجم السفر للسانى 2: 261 - 262، 300 والمكتبة الصقلية 645 - 646، والصقلىّ: ضبطه السمعانى بفتح الصاد والقاف؛ منسوب إلى جزيرة صقلية فى بحر الروم.

425 - على بن إبراهيم بن على التبريزى المعروف بابن الخازن أبو الحسن [1]

وذكر أبو الحسين بن الموفقى الكتبىّ أنه توفى فى أواخر شهور سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وكان دمث الأخلاق. أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ فى إجازته العامة: «قلت لأبى الحسين على بن إبراهيم ابن على النحوىّ المعروف بابن المعلم الصّقلىّ: رأيت فى المنام كأنى أطعم والدتى حلواء، ثم ألعق أصابعى فلا أجد لها الحلاوة الصادقة. فقال: هو خير يصل منك إليها، وهى المخصوصة به، فقلت: صدقت، فإنى بعد صلاة المغرب أصلّى ركعتين أقرأ فى كل ركعة الفاتحة وسورة الإخلاص ست مرات والمعوذتين مرة وأهب ثوابها لوالدتى، فقال: هو ذلك «1»». 425 - على بن إبراهيم بن على التّبريزىّ المعروف بابن الخازن أبو الحسن [1] طاف البلاد، وتقدّم فى علم العربية، وروى عن علماء زمانه، ورحل إلى الأندلس، وأسمع أهلها. وكان من أعلم الناس بالأدب واللّغات، حسن الخطّ عالما بفنون العربية، ثقة فيما يرويه. وكانت عنده غرائب، وكان شافعىّ المذهب. مولده سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. 426 - على بن إسماعيل بن سعيد بن أحمد بن لبّ بن حزم الخزرجى الشّارقىّ الأندلسىّ النحوىّ [2] وشارقة «2» حصن بقرب سرقسطة من مدن الأندلس. قرأ النحو على [ابن] «3» طراوة المالقىّ. وكان أبوه إسماعيل مقرئا نحويا. وكان على هذا حفظة. رحل إلى المشرق

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 124. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 124، ومعجم السفر للسلفى 1: 190.

427 - على بن أحمد المهلبى أبو الحسن [1]

وسمع منه الحافظ أبو طاهر السّلفىّ الأصبهانى. وقد كان سمع على ابن عطية الغرناطى «1» الحديث، وسمع أيضا من السلفىّ. 427 - على بن أحمد المهلّبىّ أبو الحسن [1] نزيل مصر. كان أديبا نحويا لغويا فاضلا كاملا، أحد علماء هذا النوع، روى عنه المصريون وأكثروا، وتنافسوا فى خطه والرواية عنه إلى زماننا هذا، ووصل لهم رواية كتب كثيرة من كتب الأدب. قال عبد الرحمن بن إسماعيل العروضىّ أبو عيسى نزيل مصر: حدّثنى أبو الحسين على بن أحمد المهلّبىّ عن أبى الحسن محمد بن عبد الرحمن الروذبارىّ حدّثنى أبو بكر محمد بن عبد الملك التاريخىّ، قال: حدّثنى يوسف بن يعقوب بن السكيت، حدّثنى أبو عبد الله محمد بن عمرو الحمار التيمىّ بالبصرة سنة إحدى وأربعين ومائتين وله تسع وتسعون سنة قال: الخليل بن أحمد من الفراهيد، من الأزد، ولد سنة مائة، وتوفى سنة خمس وسبعين ومائة. 428 - على بن أحمد الدّريدىّ [2] صاحب أبى بكر بن دريد، وأكثر من صحبته حتى عرف به. أصله من فارس، وكان ابن دريد يحبه ويريده، وأوصى بكتبه له، فصارت إليه.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 328، وتلخيص ابن مكتوم 125، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 138، ومعجم الأدباء 12: 224 - 226. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 328، وتلخيص ابن مكتوم 125، وطبقات الزبيدى 130، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 138، ومعجم الأدباء 12: 223.

429 - على بن أحمد الواحدى أبو الحسين [1]

429 - على بن أحمد الواحدىّ أبو الحسين [1] الإمام المصنف، المفسر النحوىّ. أستاذ عصره. قرأ الحديث على المشايخ وأدرك الإسناد العالى، وسار الناس إلى علمه، واستفادوا من فوائده. وصنف التفسير الكبير، وسماه البسيط، وأكثر فيه من الإعراب والشواهد واللغة، ومن رآه علم مقدار ما عنده من علم العربية. وصنف الوسيط فى التفسير أيضا، وهو مختار من البسيط أيضا، غاية فى بابه. وصنف الوجيز «1» وهو عجيب، «2» وصنف شرح ديوان المتنبى «3» وهو غاية فى بابه «4».

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 31، وبغية الوعاة 327 - 328، وتاريخ ابن الأثير 8: 123، وتاريخ أبى الفدا 2: 192، وتاريخ ابن كثير 12: 114، وتلخيص ابن مكتوم 125، وابن خلكان 1: 333، ودمية القصر للباخرزى 203 - 204، وروضات الجنات 484، وشذرات الذهب 3: 330، وطبقات الشافعية 3: 289 - 290، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 135 - 138، وطبقات القرّاء لابن الجزرى 1: 523، وطبقات المفسرين للداودى الورقة 165 ا- 166 ا، وطبقات المفسرين للسيوطى 23، والفلاكة والمفلوكين 117، وكشف الظنون 76، 245، 355، 809، 2002، ومرآة الجنان 2: 96 - 97، ومسالك الأبصار ج 4 م 2: 307 - 309، ومعجم الأدباء 12: 257 - 270، والنجوم الزاهرة 6: 104. والواحدى، بفتح الواو وبعد الألف حاء مكسورة. قال ابن خلكان: «لم أعرف هذه النسبة إلى أى شىء هى، ولا ذكرها السمعانى. ثم وجدت هذه النسبة إلى الواحد بن الديل بن مهرة. ذكره أبو أحمد العسكرى».

ومرض مرضة غير طويلة، ومات بنيسابور فى سنة ثمان وستين وأربعمائة. وقد ذكره الباخرزىّ وسجع له فقال: «الشيخ «1» أبو الحسين «2» على بن أحمد الواحدىّ، مشتغل بما يعنيه، وإن كان استهدافه للمختلفة يعنّيه، ولقد خبط ما عند أئمة الأدب، من أصول كلام العرب، خبط عصا الراعى فروع الغرب، «3» وألقى الدلاء فى بحارهم حتى نزفها، ومدّ البنان إلى ثمارهم إلى أن قطفها. وله فى علم القرآن وشرح غوامض الأشعار تصنيفات، بيده لأعنتها تصريفات، وقل «4» ما يعرض على الرواة ما يصوغه من الأشعار، وبلأى تتفتح أكمامها عن النوّار، فمما أنشدنى لنفسه، وقد دخل على الشيخ الإمام أبى عمر سعيد بن هبة الله الموفق وهو فى كتابه يتعلّم الخط ويكتب: إن الرّبيع بحسنه وبهائه ... يحكيهما خطّ الرئيس أبى عمر خطّ غدا ملء العيون ملاحة ... متنزّها للحظّ قيدا للبصر فكأنه فى الدّرج «5» يرقم كاتبا ... أولى لطاف بنانه فتق الزّهر أخزت نقوش الصين بدعة صنعه ... فتعطلت ورقوم موشىّ الحبر وسأله عبد الكريم الجيلىّ أبياتا يصف فيها خطه، فقال: لعبد الكريم خطوط أنيقه ... يجيز لهن بحذق ونيقه «6» يطرّز بالخطّ قرطاسه ... كما طرّز السّحب لمع العقيقه «7» سطورا إذا ما تأملتها ... تخيّلت منها غصونا وريقه وغارسها مرهف ناحل ... يمجّ عليها بسنّيه ريقه

430 - على بن أحمد، وقيل ابن إسماعيل أبو الحسن النحوى اللغوى المعروف بابن سيده الضرير الأندلسى [1]

وبنيسابور نوع من الخوخ يقال له مزورة، أهدى منه شيئا إلى بعض أصدقائه، وكتب معه إليه: الخوخ أرسل رائدا متقدّما ... ما مثله فى طيبه باكوره هو زائر فى كل عام مرّة ... عند المصيف فلم يقال مزوره 430 - على بن أحمد، وقيل ابن إسماعيل أبو الحسن النحوىّ اللغوىّ المعروف بابن سيده الضّرير الأندلسىّ [1] إمام فى اللّغة والعربية. جمع فى اللغة كتاب المحكم، يقارب عشرين مجلدا «1»، لم ير مثله فى فنه، ولا يعرف قدره إلا من وقف عليه، وهو فى وقف التاج البندهىّ بدمشق فى رباط الصوفية؛ لو حلف الحالف أنه لم يصنّف مثله لم يحنث. وله غير ذلك من الكتب الأدبية. وكان نادرة وقته، وله شعر جيد، وكان منقطعا إلى الأمير أبى الجيش مجاهد ابن عبد الله العامرىّ. «2» ولما مات حدثت له نبوة ممّن خلفه، فرحل عن مستقرّه

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 32، وبغية الملتمس للضبى 405 - 406، وبغية الوعاة 327، وتاريخ أبى الفدا 2: 186، وتاريخ ابن كثير 12: 95، وتلخيص ابن مكتوم 125، وجذوة المقتبس للحميدى الورقة 133 - 134، وابن خلكان 1: 342، والديباج المذهب 204 - 205، وشذرات الذهب 3: 305 - 306، والصلة لابن بشكوال 2: 410 - 411، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 138 - 140، وكشف الظنون 691، 1616، 1617، 1639؛ 1997، ومرآة الجنان 3: 83، ولسان الميزان 4: 205 - 206، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 259 - 260، ومطمح الأنفس 60، ومعجم الأدباء 12: 231 - 235، ونفح الطيب 4: 351، ونكت الهميان 204 - 205، و «سيده» ضبطه ابن خلكان بكسر السين وسكون الياء وفتح الدال وبعدها هاء ساكنة.

إلى بعض الأعمال المجاورة، ثم استعطفه بقصيدة طويلة، «1» صرّف القول فيها. فعطف له ورجع، ومات قريبا من سنة ستين وأربعمائة. وذكره ابن بشكوال فقال: «على «2» بن إسماعيل، يعرف بابن سيده. من أهل مرسية؛ يكنى أبا الحسن. روى عن أبيه «3» وأبى عمر الطّلمنكىّ «4» وصاعد اللغوىّ «5» وغيرهم. وله تواليف حسان، منها كتاب المحكم فى اللغة، وكتاب المخصص «6»، وكتاب الأنيق فى شرح الحماسة، وغير ذلك «7»». وذكر الوقّشىّ «8» عن أبى عمر الطّلمنكىّ قال: «دخلت مرسية، فتشبث بى أهلها ليسمعوا علىّ غريب المصنف، فقلت لهم: انظروا من يقرأ لكم،

431 - على بن أحمد بن خلف الأنصارى النحوى الأندلسى الغرناطى [1]

وأمسك أنا كتابى، فأتونى برجل أعمى يعرف بابن سيده، فقرأه علىّ من أوّله إلى آخره، فعجبت من حفظه». وكان أعمى ابن أعمى. وتوفى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. وقال القاضى صاعد: توفى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وقد بلغ ستين سنة أو نحوها. 431 - على بن أحمد بن خلف الأنصارىّ النحوىّ الأندلسىّ الغرناطىّ [1] كان من أهل المعرفة بالأدب واللغة والتقدم فى علم القراءات والضبط بالروايات. «1» وكان حسن الخط، جيّد التّقييد، أفاد النّاس هذا الشأن، فاستفادوا وسمعوا منه كثيرا. وتوفّى- رحمه الله- ليلة الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من المحرم، ودفن يوم الاثنين صلاة العصر من سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. ومولده فى شوّال سنة أربع وأربعين وأربعمائة.

_ [1] ترجمته فى بغية الملتمس للضبى 406 - 407، وبغية الوعاة 326 - 327، وتلخيص ابن مكتوم 125، والديباج المذهب 205 - 206، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 133، وطبقات القرّاء لابن الجزرىّ 1: 518 - 519، وكشف الظنون 111، 1379، ومعجم السفر للسلفى 1: 2 - 3.

432 - على بن أحمد بن محمد بن محمد المقرئ المؤدب أبو الحسن [1]

أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ، أنشدنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن كوثر «1» البخارىّ الغرناطىّ بديار مصر، قال: أنشدنا أبو الحسن علىّ بن أحمد بن خلف النحوىّ لنفسه بالأندلس فى كتاب الإيضاح لأبى علىّ الفارسىّ: أضع الكرى لتحفّظ الإيضاح ... وصل الغدوّ لفهمه برواح هو بغية المتعلمين ومن بغى ... حمل الكتاب يلجه بالمفتاح لأبى علىّ فى الكتاب إمامه ... شهد الرواة لها بفوز قداح يقضى على أسراره بنوافذ ... من علمه بهرت قوى الأمداح فيخاطب المتعلمين «2» بلفظه ... ويحلّ مشكله بومضة «3» واح مضت العصور وكلّ نحو ظلمة ... وأتى فكان النحو ضوء صباح أوصى ذوى الإعراب أن يتذاكروا ... بحروفه فى الصّحف والألواح وإذا همو سمعوا النصيحة أنجحوا «4» ... إن النّصيحة غبّها لنجاح 432 - على بن أحمد بن محمد بن محمد المقرئ المؤدّب أبو الحسن [1] البغداذىّ الدار، الأحدب. شيخ صالح فاضل، له معرفة بالأدب، يعلّم الصبيان اللغة بالمقتدية.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 126.

وسئل عن مولده فقال: ولدت ليلة الجمعة رابع عشر صفر سنة أربع وسبعين وأربعمائة بالجانب الشرقىّ. وقال- رحمه الله: رأيت فى النوم عجوزا صفراء زرقاء معرقة تقول لى: أنشدنى أبى المختار قال: كتب جدّى الأشرف بن فخر الملك إلى أخيه الأعز بأصبهان كتابا فيه هذه الأبيات: إنّ الذى قسم الوراثة بيننا ... جعل الحلاوة والمرارة فينا لكن أراك وردت ماء صافيا ... ووردت من جون الحوادث طينا إن كنت أنت أخى فقل لى يا أخى ... لم بتّ جذلانا وبتّ حزينا! ألّا اقتسمنا بيننا الفرح الذى ... كنّا اقتسمنا فى حياة أبينا! وكان لهذا الشيخ شعر، فمنه ما قال: أنشدت بيتا وهو: وإن لم يكن بينى وبينكم هوى ... ولم يك موصولا بحبلكم حبلى قال: فأجزته: ولم يجتمع فى الدهر يوما وليلة ... بشملكم يا بثن فى مجمع شملى قال: وأنشدت أبياتا وهى: إذا أبقت الدّنيا على المرء دينه ... فما فاته منها فليس بضائر إذا أنت لم تؤثر رضا الله وحده ... على كل ما تهوى فلست بصابر إذا أنت لم تحدث على كل نعمة ... لموليكها شكرا فلست بشاكر إذا كنت بالدّنيا بصيرا فإنّما ... بلاغك منها مثل زاد المسافر قال: فأجزته ببيت واحد فقلت: ولا تفرحن منها بعيش وطيبه ... فإنّ قصاراه سكون المقابر

433 - على بن أحمد بن عبد العزيز بن طنيز أبو الحسن الأنصارى الميورقى الأندلسى الفقيه اللغوى [1]

433 - على بن أحمد بن عبد العزيز بن طنيز أبو الحسن الأنصارىّ الميورقىّ الأندلسىّ الفقيه اللغوىّ [1] رحل عن بلده إلى المشرق، ودخل الشام. روى بدمشق عن غانم «1» بن وليد المالقىّ النحوىّ المخزومىّ، وأبى عمر بن عبد البر النمرىّ، «2» وأبى الحسن على «3» ابن عبد الغنى القيروانىّ الضرير، وجماعة من أهل بلاده. روى عنه عبد العزيز الكتانىّ «4»، وأبو بكر الخطيب، وأبو محمد الأكفانىّ «5»، وكان ثقة، وله شعر، منه: وسائلة لتعرف كيف حالى ... فقلت لها بحال لا تسرّ دفعت إلى زمان ليس فيه ... - إذا فتّشت عن أهليه- حرّ

_ [1] ترجمته فى تاج العروس 4: 84، وتاريخ ابن عساكر 28: 433، وتلخيص ابن مكتوم 126، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد الورقة 52، ومعجم البلدان 8: 231. و «طنيز»، كزبير؛ هكذا ضبطه صاحب تاج العروس. ونقل عن ابن النجار أنه «طنز» بالطاء وتشديد النون والراء. والميورقى، بالفتح ثم الضم وسكون الواو والراء: منسوب إلى ميورقة، وهى جزيرة فى شرقى الأندلس.

434 - على بن أحمد بن على أبو الحسن البغداذى [1]

وصفه ابن الأكفانىّ فقال: كان عالما باللغة. سافر إلى بغداذ من دمشق فى أواخر شهور سنة ثلاث وستين وأربعمائة، وأقام بها إلى أن توفّى هناك فى سنة سبع وسبعين وأربعمائة، وكان من أهل مدينة ميورقة. 434 - على بن أحمد بن على أبو الحسن البغداذىّ [1] يعرف بابن هبل. الأديب الطبيب. ولد ببغداذ، ونشأ بها، وقرأ الأدب والطبّ، وسمع وروى عن مشايخ وقته، منهم ابن السّمرقندىّ، ثم صار إلى الموصل، وخرج إلى أذربيجان، وأقام بخلاط «1» عند صاحبها شاه «2» أرمن يطبّه، وقرأ الناس عليه هناك الحكمة والأدب، ثم عاد إلى الموصل- وقد تموّل- فأقام بها إلى حين وفاته. وحدّث بها وأفاد وعمّر حتى كبر وعجز عن الحركة، فلزم منزله بسكّة أبى نجيح قبل وفاته بسنتين. وكان فاضلا. سئل عن مولده فقال: ولدت ببغداذ بباب الأزج، بدرب ثمل فى ثالث عشرين ذى القعدة سنة خمس عشرة وخمسمائة. وتوفّى بالموصل ليلة الأربعاء ثالث عشر المحرم سنة عشر وستمائة، ودفن بها بمقبرة المعافى بن عمران. وصنف كتابا حسنا كبيرا فى الطب، سماه المختار «3».

_ [1] ترجمته فى أخبار الحكماء للقفطى 159 - 160، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 610)، وتلخيص ابن مكتوم 127، وشذرات الذهب 5: 42، وكشف الظنون 1622، والنجوم الزاهرة، 6: 209، ونكت الهميان 205 - 206. و «هبل»، ضبطه الصفدى بفتح الهاء والباء وبعدها لام.

435 - على بن أحمد بن منصور بن محمد بن عبد الله بن محمد أبو الحسن بن أبى العباس الغسانى المعروف بابن قبيس [1]

435 - على بن أحمد بن منصور بن محمد بن عبد الله بن محمد أبو الحسن بن أبى العباس الغسّانىّ المعروف بابن قبيس [1] الفقيه المالكى الزاهد. دمشقىّ، سمع أباه وأبا بكر الخطيب وطبقتهما. وكان ثقة، متحرّزا منقطعا عن الناس، ملازما لبيته فى درب النقاشة، ومتخليا فى بيته فى المنارة الشرقية. وكان يفتى على مذهب مالك، ويقرئ النحو، ويعرف الفرائض والحساب. ولد- رحمه الله- ليلة الأحد لتسع خلون من شوّال سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وتوفّى- قدس الله روحه- يوم عرفة تاسع ذى الحجة سنة ثلاثين وخمسمائة، ودفن بعد صلاة العصر من يومه بباب الصغير. 436 - على بن الأخضر النحوىّ الحمصىّ (حمص الأندلس) المغربىّ التّنوخىّ أبو الحسن [2] كان فى المائة الخامسة من الهجرة، وله تقدّم وتصدّر فى إقليمه. روى أبو طاهر السّلفىّ عن واحد، عنه.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 127 - 128، وتاريخ ابن عساكر 26: 450، وشذرات الذهب 4: 95، ومرآة الجنان 3: 257 - 258، والنجوم الزاهرة 5: 259. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 127، وبغية الوعاة 341، والصلة لابن بشكوال 1: 418. وهو مكرر 469. قال ابن مكتوم: «هو على بن عبد الرحمن بن محمد بن مهدى بن عمران التنوخى الإشبيلىّ. روى عن أبى الحجاج الأعلم، وعنه أخذ علم العربية، وعن أبى على الغسانى. ذكرهما أحد الناس عنه، وتوفى يوم الخميس سلخ سنة أربع عشرة وخمسمائة. وقد ذكره القفطى بعد ذلك فى هذا الكتاب مكررا، وذكره أبو القاسم بن بشكوال وغيره.

437 - على أبو الحسين الطبرونى الضرير النحوى الأديب [1]

أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ فى إجازته العامة، سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الرزاق ابن يوسف الحمصىّ «1» (حمص «2» الأندلس) - وكان ثقة من أهل المعرفة بالحديث- قال: أنشدنى أبو الحسن على بن الأخضر التنوخىّ النحوىّ بحمص الأندلس، قال: أنشدنى أبو محمد على بن أحمد بن سعيد «3» [بن حزم] الحافظ لنفسه: من لم ير العلم أغلى ... من كلّ شىء يصاب فليس يفلح حتّى ... يحثى عليه التّراب قال السّلفىّ: «وبعد أن أنشدنى ابن عبد الرزاق هذين البيتين كتب إلىّ شريح بن محمد بن شريح الرّعينىّ «4» من الأندلس قال: أنبأناه أبو محمد على بن أحمد [بن سعيد] ابن حزم الظاهرىّ لنفسه». 437 - على أبو الحسين الطبرونىّ الضرير النحوىّ الأديب [1] نزيل المراغة «5»، من أذربيجان؛ كان يشبّه فى وقته بأبى العلاء المعرىّ لتبحّره فى النحو والأدب وعلومه. أدركه أبو طاهر السّلفىّ بالمراغة، وروى عنه ووصفه.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 128، ومعجم السفر للسلفى 2: 281 - 282.

438 - على السنجارى [1]

438 - على السّنجارىّ [1] من آل أبى جحش. سنجارىّ نحوىّ، انحدر إلى بغداذ، وأخذ النحو عن الكمال عبد الرحمن بن الأنبارىّ، وقرأ اللغة على علىّ بن عبد الرحيم بن العصار، وكان كثير الحفظ لكلام المعرىّ؛ النثردون النظم. وكان لطيف الأخلاق، تصدّر بجامع سنجار لإفادة العربية، وقدّر له من الرزق ستون درهما فى كل شهر، وكان كثير الحفظ، حسن المحاضرة والمذاكرة، ولقى من ضيق الرزق بسنجار شدّة من نكد أهلها، وكان فى زماننا هذا. 439 - على بن بشرى اللغوىّ الكاتب الصّقلىّ [2] من أهلها المقيمين بها. كان فى النظم والنثر سابقا لا يجارى، وفى اللغة والإعراب لا يبارى، وله من الشعر قوله: وتعجبنى الغصون إذا تثنّت ... ولا سيما وفيهنّ الثّمار إذا ارتجت نهود فى قدود ... فقل للحلم قد ذهب الوقار وقوله أيضا: ملكتنى المدامة الخندريس «1» ... وغزال يرنو وطرف يميس إنما يملك النفوس فتعصى «2» ... ناصحيها ما تشتهيه النفوس قد ألفت الصّبا وإن لحظتنى ... فيه من عاذلى لواحظ شوس «3»

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 128 [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 129، ومختصر الدرة الخطيرة الورقة 7.

440 - على بن ثروان بن زيد بن الحسن الكندى أبو الحسن [1]

ربّ يوم لهوت فيه بأبكا ... رحسان كأنهنّ شموس حضرتنا السّعود فيه وغابت ... عن ذرانا فلم تطرنا «1» النّحوس للقمارى به غناء وللرو ... ض ابتسام وللغيوم عبوس 440 - على بن ثروان بن زيد بن الحسن الكندىّ أبو الحسن [1] ابن عم أبى اليمن زيد بن الحسن الكندىّ. كانت له معرفة حسنة بالأدب وبقول الشعر، وهو الذى أفاد زيد «2» بن الحسن ابن عمه، وأحضره مجالس مشايخ الأدب والرواية، ورغّبه فى ذلك، وحثّه عليه من صغره. وأصلهم من بلد الخابور «3». قدم بغداذ وأقام بها، وقرأ الأدب على أبى منصور ابن الجواليقىّ اللّغوى وعلى غيره، وسمع الحديث، وانتقل بعد ذلك إلى دمشق وسكنها، واستفاد الناس منه، وتقدّم عند أمرائها. وتوفّى بدمشق قريبا من سنة خمس وستين وخمسمائة. وكان يكتب خطا صحيحا يشبه خط أبى منصور بن الجواليقى فى الجودة والصحة. رأيت بخطه كتاب الحماسة، وهو فى غاية الحسن والإتقان.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 331، وتلخيص ابن مكتوم 129 - 130، وروضات الجنات 485 - 486، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 142، ومعجم الأدباء 12: 275 - 277.

441 - على بن جعفر بن على السعدى الصقلى المعروف بابن القطاع اللغوى النحوى الكاتب [1]

441 - على بن جعفر بن علىّ السعدىّ الصّقلّىّ المعروف بابن القطاع اللغوىّ النحوىّ الكاتب [1] مولده بصقلّية، فاضل ابن فاضل. ولد بصقلّية فى سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وقرأ الأدب على فضلائها كابن البرّ «1» اللغوىّ وأمثاله. وأجاد النّحو غاية الإجادة، وصنّف التصانيف الجميلة، ورحل عن صقلّية لما أشرف على تملّكها الفرنج، ووصل إلى مصر فى حدود سنة خمسمائة. وأكرم فى الدولة المصرية. وتصدّر للإفادة والاستفادة. وقد كان نقدة المصريين يسمونه بالتساهل فى الرواية، فمن ذلك أنه لما دخل إلى مصر سئل عن كتاب الصّحاح فى اللغة للجوهرىّ، فذكر أنه لم يصل إليهم، ثم لما رأى اشتغال الطلبة به، ورغبة الناس فيه ركّب فيه طريقا فى روايته، وأخذ الناس عنه مقلدين له؛ إلا الأقل من محققى النقل فى ذلك الوقت. وكان ذكيا، قال الشعر صبيا سنة ست وأربعين وأربعمائة، فمن شعره ما قاله فى الغزل، وأضمر اسم حمزة: يا من «2» رمى النار فى فؤادى ... وأنبط العين بالبكاء

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 31، وبغية الوعاة 331 - 332، وتلخيص ابن مكتوم 130، وحسن المحاضرة 1: 228، وخريدة القصر 11: 33 - 36، وابن خلكان 1: 339 - 340، وروضات الجنات 484 - 485، وشذرات الذهب 4: 45 - 46، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 143 - 144، وكشف الظنون 133، 739، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 259، ومرآة الجنان 2: 212 - 213، ومعجم الأدباء 12: 279 - 283، والمكتبة الصقلية 415، 589، 627، 646، 676، 700.

اسمك تصحيفه بقلبى ... وفى ثناياك برء دائى أردد سلامى فإنّ نفسى ... لم يبق منها سوى ذماء «1» وارفق بصبّ أتى ذليلا ... قد مزج اليأس بالرّجاء أنهكه فى الهوى التجنّى ... فصار فى رقّة الهواء أقام بمصر على الإفادة والتصنيف إلى أن مات بها فى حدود سنة خمس عشرة وخمسمائة. فمن تصانيفه: كتاب تهذيب أفعال ابن القوطيّة «2» فى اللغة. كتاب شرح الأمثلة. كتاب الدّرة الخطيرة فى شعر أهل الجزيرة. كتاب المجموع الأدبى «3» له. أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ الأصبهانىّ نزيل الإسكندرية فى إجازته العامة؛ سمعت أبا الحسين هبة الله بن على بن الحسن الكاتب الفرضى بمصر يقول: سمعت أبا القاسم على بن جعفر بن علىّ اللغوىّ الصّقلىّ يقول: كتب إلىّ أبو الفضل يوسف بن حسداى «4» الوزير الهارونىّ بسرقسطة من مدن الأندلس حين دخلها: أعيذك بالله من فاضل ... أديب تداهى على صحبه فأعرض محتقرا بزّهم ... وكلّ ينافس فى جلبه

فلما أذاع لدينا سرائ ... ر ما كان أودع فى قلبه جلا كل معجزة من نظيم ... لآلئه وحلى عصبه فهل جاز سمعا ولم يلهه ... ومرّ بقلب ولم يصبه! فأجبته مرتجلا: بدأت بفضل أتاه الكريم ... ولا غرو منك ابتداء به لأنك مغرى بفعل الجميل ... مهين لما عزّ فى كسبه أتتنى أبياتك الرائقات ... بشأو بعيد على قربه ونظم جلا النّظم فى أنقه ... وحلّى له الجدى فى قطبه فأنطقنى حسنه واجترأت ... وقلت من الشعر فى ضربه وعوّلت فيه على فضله ... وما خصّه الله من إربه وذكر القاضى الموفق يوسف بن «1» الخلال كاتب الإنشاء فى الدولة القصرية بالديار المصرية أبا القاسم على بن جعفر بن على السعدىّ المعروف بابن القطاع هذا، قال: مولده بجزيرة صقلّية سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، ووفاته بمصر سنة خمس عشرة وخمسمائة. نقل من خط الشيخ أبى القاسم على بن جعفر بن القطاع حكاية هذا معناها: رأيت فى المنام كأنى جالس مع الفقيه عبد الرحمن بن أبى بكر السّرقوسىّ إذ دخل علينا شاب ومعه غلام أسود طوال، فسلّم وجلس، فقال له الفقيه: ما هذا العبد الأسود؟ فقال: اشتريته للخدمة، فقال له الفقيه: ما يصلح هذا للخدمة، فقال له الشاب: هذا هو المال، فقال الفقيه ارتجالا: قد جاء عبّاد بعبد له

442 - على بن جعفر الكاتب أبو الحسن الفارسى النحوى الشاعر [1]

ثم قال: أجز، فقلت: فقال لى هذا هو المال فقال الفقيه: فقلت إن العذر فى مثله ثم قال: أجز، فقلت: يصعب والإنسان يحتال فقال الفقيه: والناس قد قالوا ومن ذا الّذى ثم قال: أجز، فقلت: يردّ قيل الناس إن قالوا وانتبهت. 442 - علىّ بن جعفر الكاتب أبو الحسن الفارسىّ النحوىّ الشاعر [1] ذكره الحافظ أبو عبد الله فى تاريخ نيسابور قال: «وكان من أعيان الأدباء من أهل العلم، علّقت عنه من كلامه، ولم أعرفه بالرواية. سكن نيسابور». 443 - علىّ بن الحسن التّنوخىّ النحوىّ القيروانىّ المعروف بالحروفى [2] كان معلما يؤدّب بعض أولاد السلاطين هناك. وكان حافظا للأشعار شاعرا مقتدرا.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 131، وبغية الوعاة 332، ومعجم الأدباء 12: 277 - 279. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 131، وبغية الوعاة 332، وطبقات الزبيدىّ 165.

444 - على بن الحسن المعروف بعلان النحوى المصرى [1]

444 - علىّ بن الحسن المعروف بعلّان النحوىّ المصرىّ [1] كان من ذوى النظر والتدقيق فى المعانى، وكان قليل الحفظ لأصول النحو؛ فإذا حفظ الأصل تكلم عليه، وأحسن وجوّد فى التعليل، ودقّق القول ما شاء. توفى بمصر فى شوّال سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. 445 - علىّ بن الحسن أبو الحسن الهنائىّ الأزدىّ [2] ويعرف بكراع النمل؛ فإنه كان دميم الحلقة. كان لغويا نحويا من علماء مصر، خلط المذهبين، وأخذ عن النحويين البصريين والكوفيين، وكان إلى قول البصريين أميل، وصنّف كتبا فى اللغة، روى فيها عن أبى يوسف الأصبهانىّ عن أبى عبيد القاسم بن سلّام «1». وكتبه فى مصر مرغوب فيها، وكذلك فى المغرب، وكان خطه حسنا صحيحا قليل الخطأ، وكان يورّق تصانيفه، لم أر له خطا فى غيرها، ورأيت جزءا من كتابه المنضد من خطه، وقد كتب فى آخره أنه أكمل وراقة وتصنيفا فى سنة تسع وثلاثمائة. فمن تصنيفه كتاب المنضّد فى اللغة، كبير، على الحروف، ملكته. كتاب المجرّد بغير استشهاد، ملكته. كتاب المنجد فيما اتفق لفظه واختلف معناه، ملكته. كتاب الأوزان، أتى فيه باللغة على وزن الأفعال، ملكته والحمد لله.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 333، وتلخيص ابن مكتوم 131، وطبقات الزبيدىّ 151، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 147، ومعجم الأدباء 13: 18. [2] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 33، وبغية الوعاة 333 - 334، وتلخيص ابن مكتوم 131، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 146 - 147، والفهرست 83، وكشف الظنون 1862، ومعجم الأدباء 13: 12 - 13. والهنائى، بضم الهاء وفتح النون: منسوب إلى هناءة بن مالك بن فهم ابن غنم بن درس. قال ابن مكتوم: «كنية كراع أبو الحسن. ولقب كراع النمل لقصره».

446 - على بن الحسن بن الحسن بن أحمد أبو أهتم بن أبى الفضل الكلابى الفقيه الشافعى المقرئ النحوى الفرضى الدمشقى المعروف بابن الماسح [1]

446 - على بن الحسن بن الحسن بن أحمد أبو أهتم بن أبى الفضل الكلابىّ الفقيه الشافعىّ المقرئ النحوىّ الفرضىّ الدمشقىّ المعروف بابن الماسح [1] ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وقرأ القرآن بحرف ابن عامر «1» على أبى الوحش سبيع بن المسلم، «2» وقرأ على غيره بحروف كثيرة، وسمع من مشايخ زمانه، وتفقه على أبى الحسن على بن «3» المسلم ونصر الله «4» بن محمد الفقيهين، وحلّق فى المسجد الجامع بدمشق قديما.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 332، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 562)، وتلخيص ابن مكتوم 132، والدارس 203، وطبقات الشافعية 4: 272، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 161 - 162، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 530. وفى الدارس أن شهرته «ابن المانح»، وذكره فى مكان آخر: باسم «ابن الماصح».

447 - على بن الحسن بن إسماعيل بن الحسن العبدى المعروف بابن العلماء [1]

وكان يقرئ القرآن، ويذكر دروسا من الفقه والتفسير والنحو، وصار معيدا للفقيه أبى الحسن فى المدرسة الأمينية «1»، ثم درس بعد فى الجامع «2» مدّة، وتولّى التدريس فى المدرسة المجاهدية «3» مدّة مديدة، وكان حريصا على الإفادة، ذا عصبية ومروءة. وكان يعرف الفرائض والمناسخات، وحدّث. مات يوم الأحد، مستهلّ ذى الحجة سنة اثنتين وستين وخمسمائة، ودفن فى مقبرة باب الفراديس. 447 - على بن الحسن بن إسماعيل بن الحسن العبدىّ المعروف بابن العلماء [1] على بن الحسن بن إسماعيل بن الحسن بن أحمد بن معروف بن جعفر بن محمد ابن صالح بن حسان بن خضر بن معلّى بن أسد بن عمرو بن مالك بن عامر بن معاوية ابن عبد الله بن مالك بن عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز ابن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمىّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ابن معدّ بن عدنان. أبو الحسن العبدى، من أهل البصرة. يعرف بابن العلماء «4».

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 132 - 133، ومعجم الأدباء 13: 88 - 90.

448 - على بن الحسن بن عنتر بن ثابت أبو الحسن الحلى الأديب [1]

شيخ فاضل، له معرفة بالأدب والعروض، وله فى ذلك مصنّفات، ويقول الشعر ويترسّل. قرأ الأدب بالبصرة على أبى على بن الأحمر وأبى العباس بن الحريرىّ، وأبى المعزّ بن أبى الدنيا، وتصدّر ببلده البصرة، وأقرأ الناس الأدب والحديث والعروض؛ ونعم الشيخ كان فضلا وثقة. ومن شعره: شميتى أن أغضّ طرفى فى الدّا ... ر إذا ما دخلتها لصديق وأصون الحديث أودعه صو ... نى وسرّى ولا أخون رفيقى وله أيضا: لا تسلك الطرق إذا أخطرت ... لو أنّها تفضى إلى المملكة قد أنزل الله تعالى: «ولا ... تلقوا بأيديكم إلى التّهلكه» سئل عن مولده فقال: ولدت فى شهر ربيع الأوّل من سنة أربع وعشرين وخمسمائة بالبصرة، وتوفى بها فى اليوم الرابع والعشرين من شعبان سنة تسع وتسعين وخمسمائة. 448 - على بن الحسن بن عنتر بن ثابت أبو الحسن الحلّى الأديب [1] يلقب شميما «1». قدم بغداذ، وأقام مدّة يقرأ النحو على أبى محمد بن الخشاب وغيره من الأدباء؛ حتى حصل طرفا من النحو واللغة والعربية، وحفظ جملا من أشعار العرب، وقال شعرا جيدا.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 323، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 601)، وتاريخ ابن كثير 13: 41 - 42، وتلخيص ابن مكتوم 133، وابن خلكان 1: 344 - 345، والذيل على الروضتين 52، وشذرات الذهب 5: 4 - 6، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 162، والفلاكة والمفلوكين 90 - 91، وكشف الظنون 197، 1563، 1788، والنجوم الزاهرة 6: 188، ومعجم الأدباء 13: 50 - 72.

سافر إلى الشام ومدح أمراءها، وديار بكر ومدح أكابرها، وجمع من شعره كتابا سماه الحماسة، وكان مهوّسا «1»، ناقص الحركات، سيّئ العقيدة، يتحرّك فى مجلسه بحركات يضحك منها وهو لا يضحك، فلا يغضب من ضحك الجماعة، ويصرف ضحكهم إلى أنه يعجب منه ومن جودة ما يأتى به، إلى أمثال ذلك من السّخف فى الفعل والقول. أخبرنى أبو البركات سعيد بن أبى جعفر الهاشمىّ الحلبىّ قال: جاءنا الشّميم إلى حلب، فدخلنا عليه مستفيدين، قال: فرأيته يوما وقد أنشد لنفسه شعرا كثّرنا الاستحسان له، فقام إلى أحد أركان المنزل، ونام على ظهره، ورفع رجليه إلى الحائط، ولم يزل يرتفع حتى صار واقفا على رأسه، ثم جاءنا وقال: هكذا يشكر الله على النعمة، وهو أن يقف الإنسان على رأسه لا على رجليه. وقال لى ابن الحيرانىّ النحوىّ الحلبىّ: اختبرت الشّميم الحلىّ عند وروده علينا فى النحو فلم أجده قيّما به. قال: ورأيته يكتب فى خطه «الحلوىّ»، فسألته عن ذلك، فقال: أليس تقول فى تصريفها: «حلّ حلولا»؟ قال: فلم أردّ عليه لحمقه وخرقه، أو قال كلاما هذا معناه؛ فإننى كتبته من حفظى. وكان قد اكتسب مالا من عطاء المرفدين له، وكان لا ينفق منه ولا يفارقه، [يضعه] فى جمدان «2» كبير له لا يزاوله. وحكى لى ياقوت الحموىّ عتيق عسكر التاجر؛ قال لى الشّميم الحلىّ يوما- وقد خلوت به: قد أنست بفضلك وعقلك، ومعى فى هذا الجمدان بين ثيابى ستة آلاف دينار مصرية- أو قال ثلاثة آلاف دينار مصرية (الشك منى) - وقد عزمت على أنى أعطيك منها جزءا متوفرا تتجّر فيه لتجد به مرفقا، ومتى غنيت أعد إلىّ رأس المال. قال: فامتنعت من ذلك.

وذكر لى أبو البركات سعيد الهاشمىّ قال: رأيته يوما ونحن عنده وقد جرى ذكر نصيبين ووخمها، فقال: حضرتها فى بعض أسفارى سنة، وقد وخمت واشتد وخمها، ومات أهلها، فكنت كثيرا ما أرى الجنائز وخلفها النساء ينحن؛ فأصغيت إليهن، فلم يعجبنى قولهن، فصنّفت لهن نواحا ينحن به. ثم قام على قدميه وأمرنا بالقيام، ووقف على صفّة ونحن فى وسط القاعة وقال: قولوا كما أقول، والطموا على خدودكم كما ألطم، فأجبناه إلى ذلك، فقال: بسّى نقوعك وبسّى حبّ رمّانك ... كم تحملين الدوا قد كلّت اقدامك بسّى نقوعك وبسّى تمر هنديك ... كم تعملين الدوا قد كلّت ايديك قال: وأخذ يلطم على خدّيه، ونحن نشير إلى خدودنا بمثل ذلك. وأخبرنى العماد بن السابق الكتبىّ بحلب قال: أخبرنى أبو الخطاب بن دحية المغربىّ قال: ما رأيت أكفر من شميم؛ فإننى اجتمعت به وذاكرته، فقال: قد قيل فى «الدهده» كذا، وتلا آية من القرآن؛ فقلت: ما معنى قولك الدهده؟ فقال: الدهده فى كلام العرب: الهذيان (تعالى الله عما يقول علوا كبيرا) ومن شعره: لا تسرحنّ الطرف فى بقر المها ... فمصارع الآجال فى الآجال «1» كم نظرة أردت وما أخذت يد ال ... مصمى «2» لمن قتلت أداة قتال سنحت وما سمحت بتسليم، وإق ... لال التحية فعلة المغتال أضللت قلبى عندهنّ ورحت أن ... شده بذات الضّال «3» ضلّ «4» ضلالى

ألوى بألوية العقيق على الطّلو ... ل مسائلا من لا يجيب سؤالى «1» تربت يدى فى مقصدى من لا يدى ... قودى وأولى لى بها أولى لى «2» يا قاتل الله الدّمى» كم من دم ... أجرين حلّا كان غير حلال أثّلن ذلّ اليتم فى الأشبال ... وفتكن بالآساد فى الأغيال «4» ونفرن حين ذكرت إقبالى ولو ... أنى نفرت لكان من إقبالى لكن أبى رعيى ذمام الحبّ أن ... أولى الوفاء قطيعة من قال «5» وكان إذا حصل له من يقوم به أقام عنده، وسكن إلى ذلك، حافظا لما معه من المال، غير منفق منه بخلا به. واتفق أنه دخل الموصل، وعلم به رجل ورّاق يعرف بابن الحدوس البقال، وتحقق ما معه من المال، وأنزله فى مسجد له، وقام به إلى أن توفى وفاز بموجوده، وغفلت عنه الظلمة فى المطالبة به. وقيل: إنه ظهر ذلك فى ثروته. وكانت وفاته بالموصل فى العشر الأخير من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وستمائة «6».

449 - على بن الحسن بن الوحشى الموصلى النحوى [1]

449 - على بن الحسن بن الوحشىّ الموصلىّ النحوىّ [1] أنبأنا أبو طاهر السلفىّ فى إجازته العامة، أنشدنى أبو الفرج هبة الله بن محمد ابن المظفر بن الحدّاد الكاتب بثغر آمد، قال: أنشدنى أبو الفتح على بن الحسن ابن الوحشىّ الموصلىّ النحوىّ لنفسه فى بكائه على الربع «1»: لا تلحنى فى بكائيه فساكنه ... لم ألفه هاجرى يوما فأهجره 450 - على بن الحسين الضرير النحوىّ الأصبهانىّ المعروف بجامع العلوم [2] سجع له بعض الفضلاء «2» فقال فى وصفه: «هو فى النحو والإعراب كعبة لها أفاضل العصر سدنة، وللفضل فيه بعد خفائه أسوة حسنة». «قال لى عمر بن قشام الحلبىّ: أخبرنى الصفىّ الحنفىّ الأصبهانىّ نزيل همذان وصاحب الطريقين أنه والده- يعنى جامع العلوم- ولا عجب أن يكون فضل الصفىّ، من ذلك المنهل الروىّ».

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 333، وتلخيص ابن مكتوم 132، ومعجم الأدباء 13: 32 - 32، [2] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 33، وتلخيص ابن مكتوم 133، وكشف الظنون 263، ومعجم الأدباء 13: 164 - 166، ونكت الهميان 211.

وكان جامع العلوم هذا قد سيّر إلى خراسان يسأل عن معنى بيت شعر من شعر الفرزدق «1» وهو: وليست خراسان التى كان خالد ... بها أسد «2» إذ كان سيفا أميرها فلم يبق فاضل من فضلاء خراسان إلا وكتب لهذا البيت شرحا. وكان تسيير هذا البيت إلى خراسان من جهة جامع العلوم فى شهور سنة خمس وثلاثين وخمسمائة. وهذا البيت قد اختلف النحاة فى معناه وإعرابه، فذكره ابن جنّى فى خصائصه «3»، وابن فضّال المجاشعىّ فى السيرة، وسأذكر له آخر الترجمة ما قاله جمهور النحاة فيه، وما يقتضيه التحقيق من معناه إن شاء الله. فأما هذا الإمام جامع العلوم؛ فإنه استدرك على أبى علىّ الفارسىّ، وعلى عبد القاهر الجرجانىّ. وله شرح اللمع، عجيب المأخذ، قد حصر فيه الأصول

451 - على بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن موسى ابن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب أبو القاسم العلوى [1]

وما تفرّع عليها، وهو غاية فى الإفادة والإيجاز. وله غير ذلك من التصانيف «1» فى العربية؛ من وقف عليها علم فضله. وله شعر منه: أحبب النحو من العلم فقد ... يدرك المرء به أعلى الشّرف إنّما النحوىّ فى مجلسه ... كشهاب ثاقب بين السدف يخرج القرآن من فيه كما ... تخرج الدّرة من بين الصّدف 451 - على بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن موسى ابن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب أبو القاسم العلوىّ [1] يلقب المرتضى ذا المجدين. وكانت إليه نقابة الطالبيين، وكان شاعرا مشتهرا كثير الشعر، يعرف النحو واللغة، وله تصانيف فى علم الكلام على مذهب الشيعة. روى عن جماعة من النحاة العلماء، وروى عنه. وكتابه المسمى بالغرر والدّرر «2» - وهى مجالس أملاها، تشتمل على فنون من معانى الأدب، تكلم فيها على النحو

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 335 - 336، وتاريخ ابن الأثير 8: 40 - 41، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 436)، وتاريخ بغداد 12: 402 - 403، وتاريخ أبى الفداء 2: 2: 167، وتاريخ ابن كثير 12: 53، وتتمة اليتيمة 1: 53 - 56، وتلخيص ابن مكتوم 134 - 135، وجمهرة الأنساب لابن حزم 56، 57، وابن خلكان 1: 336 - 338، ودمية القصر 75 - 76، وروضات الجنات 387، وشذرات الذهب 3: 256 - 258، وكشف الظنون 748، 794، 1991 - 912، ولسان الميزان 4: 223 - 224، ومرآة الجنان 3: 55 - 57، ومعجم الأدباء 13: 146 - 157، والمنتظم (وفيات سنة 436)، والنجوم الزاهرة 5: 39.

واللغة وغير ذلك- كتاب ممتع، يدلّ على فضل كثير، وتوسع فى الاطلاع على العلوم. وشعره عدّة مجلدات «1». مولده سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، ومات فى يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الأوّل سنة ست وثلاثين وأربعمائة، ودفن فى داره عشية ذلك اليوم «2».

452 - على بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم أبو الفرج الأصبهانى [1]

452 - على بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم أبو الفرج الأصبهانى [1] على بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله ابن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبى العاص؛ أبو الفرج الأموىّ الكاتب المعروف بالأصبهانىّ الأخبارىّ النحوىّ اللغوىّ الشاعر. روى عن عالم من العلماء يطول تعدادهم، وكان عالما بأيام الناس والأنساب والسيرة، وكان شاعرا محسنا. قال التّنوخىّ «1»: ومن الرواة المتشيعين الذين شاهدناهم أبو الفرج على بن الحسين الأصبهانىّ؛ فإنه كان يحفظ من الشعر والأغانى والأخبار والآثار والأحاديث المسندة والنسب ما لم أر قط من يحفظ مثله. وكان شديد الاختصاص بهذه الأشياء، ويحفظ دون ما يحفظ منها من علوم أخر؛ منها اللغة والنحو والخرافات والسيرة والمغازى، ومن آلة المنادمة شيئا كثيرا؛ مثل علم الجوارح والبيطرة، ونتفا من الطب والنجوم والأشربة وغير ذلك.

_ [1] ترجمته فى تاريخ ابن الأثير 7: 25، وتاريخ أصبهان 1: 22، وتاريخ بغداد 11: 398 - 400، وتاريخ أبى الفدا 2: 108، وتاريخ ابن كثير 11: 263، وتلخيص ابن مكتوم 135، وجمهرة الأنساب لابن حزم 98 - 99، وابن خلكان 1: 334 - 335، وروضات الجنات 487، وشذرات الذهب 3: 19 - 20، وعيون التواريخ (وفيات سنة 356)، والفهرست 115، وكشف الظنون 26، 129، 130، 161، 204، 419؛ 756، 1951، ولسان الميزان 4: 221 - 222، ومرآة الجنان 2: 359 - 360، ومعجم الأدباء 13: 94 - 146، والمنتظم (وفيات سنة 356)، وميزان الاعتدال 2: 200 - 201، والنجوم الزاهرة 4: 15 - 16، ويتيمة الدهر 3: 96 - 100.

وصنف كتبا كثيرة؛ منها كتاب الأغانى الكبير «1»، ومقاتل الطالبيّين «2»، وأخبار الإماء الشواعر، وكتاب الحانات، وكتاب الديارات، وآداب الغرباء، وكتاب القيان. وحصل له ببلاد الأندلس كتب قد صنفها لبنى أمية المقيمين بها هناك، وسيّرها إليهم سرا، وجاءه الإنعام والعطاء سرّا أيضا، منها كتاب نسب بنى عبد شمس. كتاب أيام العرب؛ فيه ألف وسبعمائة يوم. كتاب التعديل والانتصاف فى مآثر العرب ومثالبها. كتاب جمهرة النسب. كتاب نسب بنى شيبان. كتاب نسب المهالبة. كتاب نسب بنى تغلب. كتاب نسب بنى كلاب. كتاب الغلمان المغنين. كتاب مجرّد الأغانى «3». قال أبو الفرج على بن الحسين بن محمد الأصبهانى: بلغ أبا الحسن «4» جحظة أن مدرك بن محمد الشيبانى الشاعر ذكره بسوء فى مجلس كنت حاضره، فكتب إلىّ:

أبا فرج أهجى لديك ويعتدى ... علىّ فلا تحمى لذاك وتغضب! لعمرك ما أنصفتنى من مودّتى ... فكن معتبا إن الأكارم تعتب «1» فكتب إليه: عجبت لما بلّغت عنّى باطلا ... وظنّك بى فيه لعمرك أعجب ثكلت إذا نفسى وعزّى وأسرتى ... بفقدى ولا أدركت ما كنت أطلب فكيف بمن لا حظّ لى فى لقائه ... وسيّان عندى وصله والتجنّب فثق بأخ أصفاك محض مودّة ... تشاكل منها ما بدا والمغيّب وكان أبو الحسن البستىّ يقول: لم يكن أحد أوثق من أبى الفرج. قال أبو نعيم الحافظ الأصبهانىّ: «توفّى أبو الفرج على بن الحسين الاصبهانىّ الكاتب ببغداذ فى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة». وقال محمد بن أبى الفوارس «2»: «توفى أبو الفرج الأصبهانىّ الكاتب يوم الأربعاء لأربع عشرة خلون من ذى الحجة سنة ست وخمسين وثلاثمائة. ومولده سنة أربع وثمانين ومائتين. وكان قبل أن يموت خلط. وكان أمويا، وكان يتشيّع، وهذا القول هو الصحيح فى وفاته، والله أعلم.

453 - على بن الحسين بن بلبل النحوى العسقلانى أبو الحسن [1]

453 - على بن الحسين بن بلبل النحوىّ العسقلانى أبو الحسن [1] أستاذ كبير الشأن فى علم العربية، أخذ النحو عن علىّ بن عيسى بن الفرج النحوىّ صاحب أبى علىّ الفارسىّ، وتصدّر للإقراء بعسقلان «1»، فاستفاد منه الطلبة، ونبغ له عدّة أصحاب، أهل فضل وأدب، وله شعر أجود من شعر النحاة، منه قوله فى محبوب أزرق العينين: قدّك كالذابل حسنا وفى ... طرفك ما فى طرف الذّابل أزرق كالأزرق يوم الوغى ... كلاهما يوصف بالقاتل ومن شعره: شعر الذؤابة والعذار ... قاما بعذرى واعتذارى بأبى الذى فى خدّه ... ماء الصّبا «2» ولهيب نار سكرت لواحظه وقل ... بى ما يفيق من الخمار «3» عابوا امتهانى «4» فى الهوى ... حتى كأنّى باختيارى ومن الصواب- وها عذا ... رى شائن- خلع العذار ومن شعره: أيا راحتى ما إن أرى لك راحة ... فلا «ليتنى» تجدى علىّ ولا «علّى» وله فى أسنانه، وقد شرعت تتقلع أوّل أوّل: كلّ يوم لى سنّ ... آذنتنا برحيل

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 335، وتلخيص ابن مكتوم 134 - 135.

454 - على بن حازم اللحيانى [1]

لى فم أصبح بعد ال ... أنس كالرّبع المحيل طال عمرى والذى أك ... ره فى العمر الطويل وله فى ابن حباب: تعرف فى وجهه إذا ما ... رأيته نضرة النعيم كأنما خدّه حباب «1» ... بتّ له ليلة السليم ولى غريم لوى ديونى ... ليت غرامى على غريمى 454 - على بن حازم اللّحيانى [1] وقيل على بن المبارك. لغوىّ مذكور، وأخذ عنه العلماء. عاصر الفرّاء وتصدّر فى أيامه، وكان إذا دخل على الفرّاء وهو يملى كتابه النوادر أمسك الفرّاء عن الإملاء حتى يخرج اللّحيانى، فإذا خرج قال: هذا أحفظ الناس للنوادر. وللحيانىّ كتاب فى النوادر حسن جليل، وأخذ عنه القاسم بن سلّام. 455 - على بن حبيب اللغوىّ الصّقلّىّ أبو الحسن [2] من أهلها المقيمين بها، أحد رجال اللغة المعدودين والعلماء بها المبرزّين، وممن تناول المرمى البعيد بقريب فهمه، وأوضح المهمات بنور علمه، وكان مضطلعا بنقد الشعر ومعانيه، ناهضا بأعباء الغريب ومبانيه؛ فمن شعره: أهاب الكأس أشربها وإنّى ... لأجرأ من أسامة فى النّزال أراوغها مراوغة كأنّى ... ألاقى عند ذاك شبا العوالى

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 346، وتلخيص ابن مكتوم 136، وتهذيب اللغة للأزهرى 10، وطبقات الزبيدى 135، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 144، ومراتب النحويين 144، والمزهر 2: 410، ومعجم الأدباء 14: 106 - 108، ونزهة الألباء 235 - 237، واللحيانى: منسوب إلى بنى لحيان بن هذيل. وقيل سمى اللحيانى لعظم لحيته. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 136.

456 - على بن حمزة أبو الحسن الأسدى المعروف بالكسائى النحوى [1]

456 - على بن حمزة أبو الحسن الأسدىّ المعروف بالكسائىّ النحوىّ [1] أحد الأئمة القراء من أهل الكوفة. استوطن بغداذ. كان الكسائى من أهل باحمشا «1»، ودخل الكوفة وهو غلام، وكان يعلّم بها الرشيد ثم الأمين من بعده. وكان قد قرأ على حمزة الزيات «2»، فأقرأ زمانا بقراءة حمزة، ثم اختار لنفسه قراءة فأقرأ الناس بها، وقرأ عليه بها خلق كثير ببغداذ وبالرّقة وغيرهما من البلاد وحفظت عنه.

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 33 - 34، والأنساب 482 ا- 482 ب، وبغية الوعاة 336 - 337، وتاريخ بغداد 11: 403 - 415، وتاريخ أبى الفدا 2: 17، وتاريخ ابن كثير 11: 201 - 202، وتلخيص ابن مكتوم 137 - 139، وتهذيب اللغة للأزهرى 1: 7 - 8، وابن خلكان 1: 330 - 331، وروضات الجنات 471، وشذرات الذهب 1: 321، وطبقات الزبيدى 88 - 91، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 147 - 154، وطبقات القرّاء 1: 535 - 540، وطبقات المفسرين للداودى 169 ب، 171 ا، وعيون التواريخ (وفيات 189)، والفهرست 29، 30، 65، 66، وكشف الظنون 1730، واللباب فى الأنساب 3: 40، ومراتب النحويين 120 - 122، ومرآة الجنان 1: 421 - 422، والمزهر 2: 407، 419، 423، 463، والمعارف لابن قتيبة 237، ومعجم الأدباء 13: 167 - 203، ومعجم البلدان 2: 28، 4: 293، والنجوم الزاهرة 2: 130، ونزهة الألباء 81 - 94.

وصنف معانى القرآن، والآثار فى القراءات. وكان قد سمع من سليمان بن أرقم «1» وأبى بكر بن عياش «2» ومحمد بن عبيد الله العرزمىّ «3» وسفيان «4» بن عيينة، وغيرهم. روى عنه أبو توبة ميمون بن حفص «5» وأبو زكريا الفرّاء وأبو عبيد القاسم ابن سلّام وأبو عمر حفص بن عمر «6» الدّورىّ، وجماعة. قال أبو بكر محمد بن يحيى الصولىّ: على بن حمزة الكسائىّ، هو على بن حمزة ابن عبد الله بن بهمن بن فيروز، مولى بنى أسد. قال الفرّاء: إنما تعلّم الكسائىّ النحو على الكبر؛ وكان سبب تعلّمه أنه جاء يوما وقد مشى حتى أعيا، فجلس إلى الهبّاريّين- وكان يجالسهم كثيرا- فقال: قد عيّيت، فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن! قال: كيف لحنت؟ قالوا له: إن كنت أردت من التعب، فقل: «أعييت»، وإن كنت تريد من انقطاع

الحيلة فقل: «عييت» (مخفّفة). فأنت من هذه الكلمة لحنت «1». ثم قام من فوره ذلك يسأل عمن يعلّم النحو، فأرشدوه إلى معاذ الهراء «2»، فلزمه حتى أنفد ما عنده. ثم خرج إلى البصرة، فلقى الخليل وجلس فى حلقته، فقال له رجل من الأعراب: تركت أسد الكوفة وتميمها وعندهما الفصاحة، وجئت إلى البصرة! فقال للخليل: من أين أخذت علمك هذا؟ فقال: من بوادى الحجاز ونجد وتهامة. فخرج [ورجع] «3» وقد أنفذ خمس عشرة قنّينة حبر فى الكتابة عن العرب سوى ما حفظ. فلم يكن له همّ غير البصرة والخليل، فوجد الخليل قد مات، وقد جلس موضعه يونس النحوىّ، فمرت بينهم مسائل أقرّ له يونس فيها موضعه وصدّره. وسئل: لم سميت الكسائىّ؟ فقال: لأنى أحرمت فى كساء. وقد قيل: إنه دخل الكوفة، فجاء إلى مسجد السّبيع- وكان حمزة بن حبيب الزيات يقرئ فيه- فتقدّم الكسائىّ مع أذان الفجر؛ فجلس وهو ملتفّ بكساء من البرّكان «4» الأسود، فلما صلّى حمزة قال: من تقدّم فى الوقت يقرأ؟ قيل له: الكسائىّ أوّل من تقدّم- يعنون صاحب الكساء- فرمقه القوم بأبصارهم، وقالوا: إن كان حائكا فسيقرأ «سورة يوسف»، وإن كان ملّاحا فسيقرأ «سورة طه»، فسمعهم فابتدأ بسورة يوسف، فلما بلغ إلى قصّة الذئب، قرأ: (فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) «5» بغير همز، فقال له حمزة الزيّات: [الذّئب] «6» بالهمز، فقال له الكسائىّ: وكذلك أهمز الحوت (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ) «7»؟ قال: لا. قال: فلم همزت «الذّئب» ولم تهمز

«الحوت» وهذا (فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) وهذا (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ) ؟ فرفع حمزة بصره إلى خلّاد الأحول «1» - وكان أجمل غلمانه- فتقدّم إليه فى جماعة من أهل المجلس فناظروه، فلم يصنعوا شيئا. فقالوا: أفدنا- رحمك الله! فقال لهم الكسائىّ: تفهّموا عن الحائك؛ تقول إذا نسبت الرجل إلى الذّئب: قد استذأب الرجل، ولو قلت: قد استذاب- بغير همز- لكنت إنما نسبته إلى الهزال، تقول: قد استذاب الرجل إذا استذاب شحمه (بغير همز)، فإذا نسبته إلى الحوت [تقول: قد استحات الرجل أى كثر أكله، لأن الحوت «2»] يأكل كثيرا، ولا يجوز فيه الهمز. فلهذه العلة همز الذئب، ولم يهمز الحوت. وفيه معنى آخر: لا يسقط الهمز من مفرده ولا من جمعه، وأنشدهم: أيها الذئب وابنه وأبوه ... أنت عندى من أذؤب ضاريات قيل: فسمّى الكسائىّ من ذلك اليوم. وكان السبب فى اتصاله بالرشيد أنه كان عند المهدىّ مؤدّب يؤدّب الرشيد. فدعا المهدىّ به يوما وهو يستاك، فقال له: كيف تأمر من السّواك؟ فقال: «استك» يا أمير المؤمنين. فقال المهدىّ: (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) «3»! ثم قال: التمسوا لنا من هو أفهم من ذا. فقالوا: رجل يقال له علىّ بن حمزة الكسائىّ من أهل الكوفة، قدم من البادية قريبا. فكتب بإشخاصه من الكوفة. فساعة دخل عليه قال: يا علىّ بن حمزة، ما تأمر من السواك؟ قال: سك «4» يا أمير المؤمنين. قال: أحسنت وأصبت. وأمر له بعشرة آلاف درهم.

وذكر أن أبا يوسف القاضى «1» كان يقع فى الكسائىّ ويقول: أيش يحسن! إنما يحسن شيئا من كلام العرب. فبلغ الكسائى ذلك. فالتقيا عند الرشيد- وكان الرشيد يعظّم الكسائىّ لتأديبه إياه- فقال لأبى يوسف يا يعقوب: بأيش تقول فى رجل قال لامرأته: أنت طالق طالق طالق؟ قال: واحدة. قال: فإن قال لها: أنت طالق أو طالق أو طالق. قال: واحدة. قال: فإن قال لها: أنت طالق ثم طالق ثم طالق. قال: واحدة. قال: فإن قال لها: أنت طالق وطالق وطالق. قال: واحدة. قال [الكسائى] «2»: يا أمير المؤمنين، أخطأ يعقوب فى اثنتين وأصاب فى اثنتين. أما قوله: طالق طالق طالق، فواحدة؛ لأن الثانيتين تأكيد؛ كما تقول: أنت قائم قائم قائم، وأنت كريم كريم كريم. وأما قوله: أنت طالق أو طالق أو طالق فهذا شكّ، وقعت فى الأولى التى تتيقّن. وأما قوله: طالق ثم طالق ثم طالق، فثلاث؛ لأنها نسق، وكذلك طالق وطالق وطالق. وقال الشافعىّ رضى الله عنه: من أراد أن يتبحّر فى النحو فهو عيال على الكسائىّ. وقال أبو حاتم سهل بن محمد السّجستانىّ: ورد علينا عامل من أهل الكوفة لم أر فى عمّال السلطان بالبصرة أبرع منه، فدخلت مسلّما عليه، فسألنى: من

علماؤكم بالبصرة؟ قلت: الزّيادىّ «1» أعلمنا بعلم الأصمعىّ، والمازنىّ «2» أعلمنا بالنحو، وهلال «3» الرأى أفقهنا، والشاذكونىّ «4» من أعلمنا بالحديث، وأنا- رحمك الله- أنسب إلى علم القرآن، وابن الكلبىّ «5» من أكتبنا للشروط. قال: فقال لكاتبه: إذا كان الغداة فاجمعهم إلىّ. قال: فجمعنا إليه، فقال: أيكم المازنىّ؟ قال أبو عثمان: هأنذا- يرحمك الله- قال: هل يجزئ فى كفّارة الظّهار «6» عتق عبد أعور؟ فقال المازنىّ: فلست صاحب فقه- يرحمك الله- إنما أنا صاحب عربية. فقال: يا زيادىّ، كيف تكتب بين رجل وامرأة خالعها «7» على الثلث من صداقها؟ قال: ليس هذا من علمى، هذا من علم هلال الرأى.

قال: يا هلال، كم أسند «1» ابن عون «2» عن الحسن؟ «3» قال: ليس هذا من علمى، هذا من علم الشاذكونىّ. قال: يا شاذكونىّ من قرأ: (تثنونى صدورهم) «4»؟ قال: ليس هذا من علمى، هذا من علم أبى حاتم. قال: يا أبا حاتم، كيف تكتب كتابا إلى أمير المؤمنين [تصف] «5» فيه خصاصة «6» أهل البصرة وما أصابهم فى الثمرة، وتسأله لهم النّظر والنّظرة؟ فقال: لست- يرحمك الله- صاحب بلاغة وكتابة، أنا صاحب قرآن. فقال: ما أقبح الرجل يتعاطى العلم خمسين سنة ولا يعرف إلّا فنّا واحدا، حتى إذا سئل عن غيره لم يحل فيه ولم يمرّ! ولكنّ عالمنا بالكوفة الكسائىّ لو سئل عن كلّ هذا لأجاب. قال الكسائىّ: صلّيت بهارون الرشيد فأعجبتنى قراءتى، فغلطت فى آية ما أخطأ فيها صبىّ قط؛ أردت أن أقول: (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) «7»، فقلت: لعلهم «يرجعين». قال: فو الله ما اجترأ هارون أن يقول لى: أخطأت؛ ولكنه لما

سلّمت قال لى: يا كسائىّ، أىّ لغة هذه؟ قلت: يا أمير المؤمنين، قد يعثر الجواد. فقال: أمّا هذا فنعم! قال خلف «1»: كان الكسائىّ إذا كان شعبان وضع له منبر فقرأ هو على الناس فى كلّ يوم نصف سبع «2»؛ يختم ختمتين فى شعبان، وكنت أجلس أسفل المنبر، فقرأ يوما فى سورة الكهف: (أنا أكثر) «3» [فنصب «أكثر» «4»] فعلمت أنه قد وقع فيه، فلما فرغ أقبل الناس يسألونه عن العلة فى (أكثر) لم نصبه؟ فثرت «5» فى وجوههم: إنه أراد فى فتحه أقلّ (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا) «6». فقال الكسائىّ (أَكْثَرُ) ، فمحوه من كتبهم. ثم قال لى: يا خلف، يكون أحد من بعدى يسلم من اللحن؟ قال: قلت: لا؛ إنما إذا لم تسلم منه أنت، فلم يسلم منه أحد بعدك، قرأت القرآن صغيرا، وأقرأت الناس كبيرا، وطلبت الآثار فيه والنحو. وقال الفرّاء: سمعت الكسائىّ يقول: ربما سبقنى لسانى باللحن فلا يمكننى أن أردّه. أو كلاما نحو هذا. واجتمع الكسائىّ واليزيدىّ «7» عند الرشيد فحضرت صلاة يجهر فيها، فقدّموا الكسائىّ يصلّى، فأرتج عليه قوله: (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) فلما سلّم قال اليزيدىّ: قارئ أهل الكوفة يرتج عليه (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) ! فحضرت صلاة يجهر فيها فقدّموا اليزيدىّ فأرتج عليه فى سورة «الحمد» فلما سلّم قال: احفظ لسانك لا تقول فتبتلى ... «إن البلاء موكّل بالمنطق» «8»

قال الفرّاء: قال لى قوم: ما اختلافك إلى الكسائىّ وأنت مثله فى العلم؟ فأعجبتنى نفسى فناظرته وزدت؛ فكأنى كنت طائرا أشرب من بحره. قال خلف: أولمت وليمة، فدعوت الكسائىّ واليزيدىّ، فقال اليزيدىّ للكسائىّ: يا أبا الحسن، أمور تبلغنا وحكايات تتصل بنا، ننكر بعضها. فقال الكسائىّ: أمثلى يخاطب بهذا! وهل مع العالم من العربية إلا فضل بصاقى هذا! ثم بصق. فسكت اليزيدىّ. قال أبو بكر الأنبارىّ: اجتمعت للكسائىّ أمور لم تجتمع لغيره؛ فكان واحد الناس فى القرآن يكثرون الأخذ عنه؛ حتى لا يضبط الأخذ عليهم. فيجمعهم ويجلس على كرسى، ويتلو القرآن من أوّله إلى آخره وهم يسمعون؛ حتى كان بعضهم ينقط المصاحف على قراءته، وآخرون يتبعون مقاطعه ومبادئه فيرسمونها فى ألواحهم وكتبهم. وكان من أعلم الناس بالنحو وواحدهم فى الغريب. قال الكسائىّ: بعد ما قرأت القرآن على الناس رأيت النبىّ صلى الله عليه وسلم فى المنام، فقال لى: أنت الكسائىّ؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: علىّ ابن حمزة؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: الذى أقرأت أمتى بالأمس القرآن؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: فاقرأ علىّ، قال: فلم يتأتّ على لسانى إلا: (وَالصَّافَّاتِ) ، فقرأت عليه: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا فَالزَّاجِراتِ زَجْراً فَالتَّالِياتِ ذِكْراً). فقال: أحسنت، ولا تقل (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) نهانى عن الإدغام، ثم قال لى: اقرأ، فقرأت حتى انتهيت إلى قوله تعالى: (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ) فقال: أحسنت ولا تقل (يَزِفُّونَ) «1» ثم قال: فلأباهيّن بك- شكّ الكسائىّ- القرّاء أو الملائكة.

واجتاز الكسائىّ بحلقة يونس بالبصرة- وكان شخص مع المهدىّ إليها- فاستند إلى أسطوانة تقرب من حلقته، فعرف يونس مكانه، فقال: ما تقول فى قول الفرزدق «1»: غداة أحلّت لابن أصرم طعنة ... حصين عبيطات «2» السّدائف والخمر «3» على أىّ شئ رفع «الخمر»؟ فأجاب الكسائىّ. فقال يونس: أشهد أن الذين رأسوا رأّسوك باستحقاق. وقال القعقاع المقرئ: كنت عند الكسائىّ، فأتاه أعرابىّ فقال: أنت الكسائىّ؟ قال: نعم، قال (كَوْكَبٌ) «4» ماذا؟ قال: (دُرِّيٌّ) ، و (درّىّ) و (درّئ). فالدّرىّ يشبّه بالدّرّ، والدّرىّ جار، والدّرّئ «5» يلمع، قال: ما فى العرب أعلم منك. قال أبو عمر الدّورىّ «6»: قرأت هذا الكتاب- معانى الكسائىّ- فى مسجد السوّاقين ببغداذ على أبى مسحل وعلى الطّوال وعلى سلمة وجماعة، فقال أبو مسحل: لو قرئ هذا الكتاب عشر مرات لاحتاج من يقرؤه أن يقرأه.

قال الفرّاء: لقيت الكسائىّ يوما فرأيته كالباكى، فقلت له: ما يبكيك؟ فقال: هذا الملك يحيى «1» بن خالد، يوجّه إلىّ فيحضرنى، فيسألنى عن الشئ؛ فإن أبطأت فى الجواب لحقنى منه عتب، وإن بادرت لم آمن الزلل. قال: فقلت له ممتحنا: يا أبا الحسن، من يعترض عليك! قل ما شئت، فأنت الكسائى. فأخذ لسانه بيده وقال: قطعه الله إذا إن قلت ما لا أعلم! قال أبو عمر الدّورىّ: لم يغيّر الكسائىّ شيئا من حاله مع السلطان إلا لباسه قال: فرآه بعض علماء الكوفيين وعليه جربّانات «2» عظام، فقال له: يا أبا الحسن، ما هذا الزّىّ؟ فقال: أدب من أدب السلطان، لا يثلم دينا، ولا يدخل فى بدعة، ولا يخرج عن سنّة. وذكر ابن أبى طاهر أنّ الكسائىّ النحوىّ كتب إلى الرشيد بهذه الأبيات،- وهو يؤدّب ولده محمدا- واحتاج إلى التزويج: قل للخليفة ما تقول لمن ... أمسى إليك بحرمة يدلى ما زلت مذ صار الأمين معى ... عبدى يدى ومطيّتى رجلى وعلى فراشى من ينّبهنى ... من نومتى وقيامه قبلى أسعى برجل منه ثالثة ... موقورة منّى بلا رحل وإذا ركبت أكون مرتدفا ... قدام سرجى راكبا مثلى فامنن علىّ بما يسكّنه ... عنى وأهد الغمد للنّصل فأمر له الرشيد بعشرة آلاف درهم وجارية حسناء بآلتها وخادم معه برذون بسرجه ولجامه.

قلت: وهذا من الكسائىّ قبيح من وجوه: أحدها: «يدلى» لفظة قبيحة ولا سيّما فى هذه الحالة التى تعرّض لوصفها، ثم كونه ناط هذا الأمر بكون الأمين معه تغفّل، وقبيح معناه المفهوم منه: إذا رأى الأمين تحرّكت جوارحه؛ وهذا فى غاية الشّناعة. ووصف نفسه بالشّبق ردئ جدّا لمن يروم التعليم أو مقابلة الخليفة، ووصف كبر قمدّه وشدّة انتصابه أردأ وأقبح، ثم سؤاله عمّن يسكّنه عنه؛ إنما يسأل مثل هذا العرّ من يقود العاهرات. فسبحان من أذهب رشده فى هذه الصورة «1»! ومن شعر الكسائىّ فى وصف النحو: إنما النحو قياس يتّبع ... وبه فى كلّ أمر ينتفع فإذا ما أبصر النحو الفتى ... مرّ فى المنطق مرّا فاتسع فاتقاه كلّ من جالسه ... من جليس ناطق أو مستمع وإذا لم يبصر النحو الفتى ... هاب أن ينطق جبنا فانقطع فتراه ينصب الرفع وما ... كان من نصب ومن خفض رفع يقرأ القرآن لا يعرف ما ... صرّف الإعراب فيه وصنع والذى يعرفه يقرؤه ... وإذا ما شكّ فى حرف رجع ناظرا فيه وفى إعرابه ... فإذا ما عرف اللحن صدع فهما فيه سواء عندكم ... ليست السّنّة منا كالبدع كم وضيع رفع النحو وكم ... من شريف قد رأيناه وضع قال الكسائىّ: وقفت على نجار فقلت: بكم هذان البابان؟ فقال: بسلحتان، فحلفت ألّا أكلم عامّيا إلا بما يصلح.

مات الكسائىّ- رحمه الله- فى صحبة الرشيد ببلد الرّىّ فى سنة ثمانين ومائة. وقيل فى سنة ثلاث وثمانين ومائة. وفيها مات محمد بن الحسن «1». وقال ثعلب: ماتا فى يوم واحد، ودفنهما الرشيد بقرية اسمها رنبويه «2». وقال: اليوم دفنت الفقه والنحو؛ فرثاهما اليزيدىّ «3» فقال فيهما: تصرّمت الدنيا فليس خلود ... وما قد ترى من بهجة سيبيد سيفنيك ما أفنى القرون التى مضت ... فكن مستعدا فالفناء عتيد أسيت على قاضى القضاة محمد ... فأذريت دمعى والفؤاد عميد وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا ... بإيضاحه يوما وأنت فقيد! وأوجعنى موت الكسائىّ بعده ... وكادت بى الأرض الفضاء تميد وأذهلنى عن كل عيش ولذّة ... وأرّق عينى والعيون هجود هما عالمان أوديا وتخرّما ... وما لهما فى العالمين نديد قال الفراء: لما صار الكسائى إلى رنبويه، وهو مع الرشيد فى سفره إلى خراسان اعتلّ فتمثّل «4»:

قدر أحلّك ذا النّجيل «1» وقد أرى ... - وأبىّ «2» - مالك ذو النّجيل بدار «3» إلّا كداركما بذى بقر «4» الحمى ... هيهات ذو بقر من المزدار «5» وبها مات. ويقال: بل مات بطوس هو ومحمد بن الحسن. ولما رجع الرشيد إلى العراق قال: خلفت الفقه والنحو برنبويه. وقيل: إنهما توفيا فى سنة تسع وثمانين، وبلغ عمره سبعين سنة. قال أبو مسحل عبد الوهاب بن حريش: رأيت الكسائىّ فى النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لى بالقرآن. قلت: ما فعل حمزة الزيات وسفيان الثورىّ؟ قال: فوقنا، ما نراهم إلا كالكوكب الدّرّى. قال محمد بن يحيى: فلم يدع قراءته حيا ولا ميتا. وحضر الكسائىّ حلقة يونس بالبصرة؛ فقال الكسائىّ ليونس: لم نصبت «حتّى» الفعل المستقبل؟ فقال له يونس: هذا حالها من يوم خلقت. فضحك منه الكسائىّ. ولقى الرشيد الكسائىّ يوما فى بعض طرقه، فوقف عليه وسأله عن حاله فقال له الكسائىّ: لو لم أجتن من ثمرة الأدب إلا ما وهبه الله لى من وقوف أمير المؤمنين علىّ لكان كافيا.

وذكر أن الكسائىّ والفراء لم يقولا شعرا قطّ. وكان الكسائىّ فصيح اللسان، يتكلّم ولا يخيّل إليه أن يعرب عبارته، وهو يعرب. وذكر محمد بن إسحاق النديم الكسائى فقال: «هو أبو الحسن على بن حمزة بن عبد الله بن عثمان- وقيل بهمن- بن فيروز. وقيل يكنى بأبى عبد الله. كوفىّ أخذ عن الرّؤاسىّ وعن جماعة. وقدم بغداد، فضمه الرشيد إلى ولديه المأمون والأمين «1»». «ولما اشتدّت علة الكسائىّ بالرّى جعل الرشيد يدخل إليه يعوده دائما. فسمعه يوما ينشد هذين البيتين: قدر أحلّك ذا النّجيل وقد أرى ... - وأبيك- مالك ذو النّجيل بدار إلا كداركم بذى بقر الحمى ... هيهات ذو بقر من المزدار فقال «2» الرشيد بعد خروجه: مات الكسائى والله. قيل: وكيف يا أمير المؤمنين؟ قال: لأنه حدّثنى أن أعرابيا كان ينزل عليه فاعتل، فتمثّل شعرا قد أنشده الآن، ومات عنده. قال: فمات «3» الكسائىّ من يومه». «وسمى الكسائىّ لأنه كان يحضر مجلس معاذ الهرّاء، والناس عليهم الحلل، وعليه كساء روذبارىّ».

«وله من التصانيف والكتب: كتاب معانى القرآن «1». كتاب مختصر النحو. كتاب «القراءات». كتاب مقطوع القرآن وموصوله. كتاب اختلاف العدد. كتاب الهجاء. كتاب النوادر الأوسط. كتاب النوادر الكبير. كتاب هاءات الكناية «2» فى القرآن. كتاب الحدود فى النحو. كتاب العدد «3»». ذكره المرزبانىّ فقال: «أبو الحسن على بن حمزة بن عبد الله بن بهمن ابن فيروز مولى بنى أسد. روى أنه قيل للكسائىّ: لم سميت الكسائىّ؟ قال: لأنى أحرمت فى كساء». قال محمد بن داود بن الجراح: «ورد علىّ بن حمزة الكسائىّ بغداذ، وأدّب محمد بن الرشيد. وهو إمام أهل الكوفة فى النحو وفى القراءة، وأستاذ الفراء وعلى ابن المبارك الأحمر». وجمع الرشيد بينه وبين سيبويه البصرىّ فخطأه الكسائىّ وغلاماه «4»، فأمر الرشيد بصرف سيبويه، ووصله بعشرة آلاف درهم. فلم يدخل البصرة، واستحيا مما وقع عليه، ومضى إلى فارس، فمات بها. وقال الجاحظ: تعلّم الكسائىّ النحو بعد الكبر، فلم يمنعه ذلك من أن برع فيه. ولقى أعراب الحطمة «5»، وكثر سماعه منهم، وقرأ القرآن وبرع فيه؛ حتى

قوى عليه وعرف إعرابه، واختار حرفا «1» فقرأ به. وكتب فى النحو كتبا مفهومة حسنة الشرح. وكان أثيرا عند الخليفة؛ حتى أخرجه من طبقة المؤدّبين إلى طبقة الجلساء والمؤانسين. وقال يحيى الفرّاء: مدحنى رجل من النحوييّن وقال لى: ما اختلافك إلى الكسائىّ فأنت أعلم منه، أو مثله فى العلم!. قال: فأعجبتنى نفسى، فناظرته وسألته؛ فكأننى كنت طائرا يغرف من البحر. وقال ابن قادم: قلت للفراء: قد بقى فى نفسك شىء من النحو؟ قال: أشياء كثيرة. قال: فمن تحب أن تلقى فيها؟ قال: كنت أحبّ لو بقى الكسائىّ- وكان قد مات- رحمه الله. وكان أبو زيد سعيد بن أوس الأنصارىّ يقول: كان الكسائىّ إذا أخذ معى فى اللغة والشعر هوى، وإذا أخذ فى النحو علا. وقال الأصمعىّ: أرسل إلىّ الكسائىّ بأبى نصر، وقال: لست أعرض لك فى الشعر والغريب والمعانى، فدعنى والنحو. فوجّهت إليه: ما كلمتك قطّ فى النحو إلا بحجة أصحابى، وقد تركت ذلك لك. وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ: ما رأيت فى الصّنعة أحذق من أربعة: الأصمعىّ بالشعر، والكسائىّ بالنحو، ومنصور زلزل بضرب العود، وبرصوما «2»

بالزمر. قيل له: وما بلغ من حذقهم؟ قال: كنت إذا رأيت كتاب إنسان منهم فى صناعته لم تنازعك نفسك إلى أن تكون فى تلك الصناعة على أكثر مما سمعت. وقال الأخفش سعيد بن مسعدة: قدم الكسائىّ إلينا البصرة مرتين؛ كان فى الأولى كذا وكذا؛ فأما فى الثانية فلم يتعلّق عليه بشىء. وقال أحمد بن الحارث الخزّاز: كان الكسائىّ ممّن وسم بالتعليم، واكتسب به مالا كثيرا، وكان سخيا جميل الأخلاق. وقال أبو حاتم: سمعت الكسائىّ يقول: رأيت بالبادية أعرابيين؛ أحدهما أسود والآخر أحمر، فسألت الأسود فلم أجد عنده شيئا، وسألت الأحمر فكأنما يأخذ العلم من شاربه. فقال لى الأحمر: ما رأيت رجلا أعلم بكلمة إلى جنبها كلمة أشبه شىء بها، أبعد شىء منها منك. قال: فكتبت هذا الكلام عنه. وروى الفرّاء عن الكسائىّ قال: كنت أسأل أعرابيا عن كلمة صواب، وأسأله عن كلمة خطأ يقارب لفظها؛ أمتحنه بذلك، فقال لى: ما رأيت رجلا يأتى بكلمة إلى جنبها كلمة، أشبه شىء بها، أبعد شىء منها منك. وروى إبراهيم بن إسماعيل الكاتب قال: قال أبو زياد الكلابىّ: ما رأيت أحدا أوقع على كلمة إلى جنبها كلمة أقرب شىء بها أبعد شىء منها منك. وروى سلمة «1» عن الفراء عن الكسائىّ: قال: كنت بالبادية، فرآنى أعرابىّ وأنا أكتب فقال لى: ما رأيت رجلا يكتب الكلمة ومعها أخرى تشبهها كأنها أختها أو أمها مثلك. وروى سلمة عن الأخفش قال: كان الكسائىّ جاءنا البصرة، فسألنى أن أقرأ عليه، أو أقرئه كتاب سيبويه ففعلت. فوجه إلىّ خمسين دينارا وجبة وشى.

457 - على بن الحضرمى النحوى [1]

وقال أبو زيد الأنصارىّ: قدم الكسائىّ البصرة، فأخذ عن أبى عمرو ابن العلاء وعن يونس بن حبيب وعيسى بن عمر علما كثيرا صحيحا، ثم خرج إلى بغداذ، وقد قدم أعراب الحطمة، «1» وأخذ عنهم شيئا فاسدا، فخلط هذا بذاك فأفسده. ولما أتى أبا زيد موت الكسائىّ قال: يرحمه الله! مات بموته علم كثير. 457 - على بن الحضرمىّ النحوىّ [1] كان من سواحل إفريقية. فيه نباهة وفضل، وكان ربّما علّم فى بعض الأوقات. وكان بقربه رجل قد نظر فى النحو أيضا؛ فكانا يتراسلان بالمسائل فى النحو. ومما كتب به إليه علىّ بن الحضرمىّ: لما أتانى كتاب واضح حسن ... فى النحو منك أبا إسحاق قد صنعا كيما تغلّطنى فيه وتفحمنى ... ولست فى النّحو ممّن يبتغى الشّنعا أمسكت خوف مراء لست تحمله «2» ... حلما ولم أك عنه ممسكا فزعا 458 - على بن الحارث البيارىّ الخراسانىّ [2] ذكره الباخرزىّ وسجع له فقال «3»: «عنده مفصّل الفضل ومجموعه، ومرئىّ الأدب ومسموعه، ومعدن العلم وينبوعه. والذى تشدّ إليه الرحال، وتزمّ «4» نحوه الجمال، ويقصد محلّه القصّاد، وينثال على مناهله الروّاد».

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 140، وبغية الوعاة 359، وطبقات الزبيدىّ 162. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 140، ودمية القصر 302. والبيارىّ فى الأصل منسوب إلى بيار، وهى مدينة من أعمال قومس.

459 - على بن دبيس النحوى الموصلى الشيخ أبو الحسن [1]

«حدّثنى تلميذه أبو العباس محمد بن على البادغوسىّ «1» قال: كتب إليه الوزير الحسن المصعبىّ مهيبا به إلى جنابه، ليجنى من الأدب ألذّ الجنى به، فترفّع عن إجابته؛ إذ لم يكن قصد ذلك الباب من بابته، وصدّر كتاب المصعبىّ بهذه الأبيات: قد تدبرت ما أشرت إليه ... وهو الخير لا غبار عليه غير أن المشيب من برد المو ... ت وخيط الرقاب فى كفّيه فلماذا تريد ما لم أرده ... فى شبابى ولم أحنّ إليه قال: وأنشدنى أيضا له، قال: أنشدنيه لنفسه: ماذا أقول لربّى حين يسألنى ... فيم ابتغيت حراما بعد سبعين لا همّ إن طمعت نفسى فلا طعمت ... فيما ابتغت غير زقّوم وغسلين من تصنيفه: كتاب شرح الحماسة. كتاب صناعة الشعر. 459 - على بن دبيس النحوىّ الموصلىّ الشيخ أبو الحسن [1] قرأ على ابن وحشىّ «2»، وابن وحشىّ قرأ على أبى الفتح بن جنّىّ. تصدّر ببلده لإفادة هذا الشأن. وله شعر، منه قوله فى قوّاد: يسهّل كلّ ممتنع شديد ... ويأتى بالمراد على اقتصاد فلو كلّفته تحصيل طيف ال ... خيال ضحى لزار بلا رقاد

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 140، وبغية الوعاة 337، ومعجم الأدباء 3: 218.

460 - على بن سليمان بن الفضل أبو الحسن الأخفش الصغير النحوى [1]

ومن شعره: ما ساعفتك بطيفها هند ... إلّا لكى يتضاعف الوجد ومنها فى مدح سعد الدولة أخى شرف الدولة مسلم «1» بن قريش: والوجد ينمى فى الفؤاد كما ... ينمى لسعد الدولة السّعد 460 - على بن سليمان بن الفضل أبو الحسن الأخفش الصغير النحوىّ [1] سمع أبوى العباس ثعلبا، والمبرّد، وفضلا اليزيدىّ، وأبا العيناء الضرير. «2» روى عنه علىّ بن هارون القرميسينىّ، وأبو عبيد الله المرزبانى، والمعافى بن زكريا الجريرىّ. وكان ثقة. توفى أبو الحسن علىّ بن سليمان الأخفش فى ذى القعدة سنة خمس عشرة وثلاثمائة.

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 33، والأنساب 21 ب- 22 ا، وبغية الوعاة 238، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 315)، وتاريخ بغداد 12: 433، وتاريخ ابن عساكر 29: 188 - 189، وتاريخ ابن كثير 11: 157، وتلخيص ابن مكتوم 140، وابن خلكان 1: 332 - 334، وشذرات الذهب 2: 270، وطبقات الزبيدىّ 84 - 85، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 156 - 157، والفلاكة والمفلوكين 65، والفهرست 83، وكشف الظنون 1427، واللباب فى الأنساب 1: 26 - 27، ومرآة الجنان 2: 267 - 268، ومعجم الأدباء 13: 246 - 257، والمنتظم (وفيات سنة 315)، والنجوم الزاهرة 3: 219، ونزهة الألباء 312 - 313. وانظر حواشى ص 36 من هذا الجزء.

قال الأخفش: طلب إبراهيم «1» بن المدبّر من المبرّد محمد بن يزيد جليسا يجمع له بين تأديب ولده وإمتاعه بمؤانسته، فندبنى المبرّد لذاك، وكتب إليه معى كتابا: قد أنفذت إليك- أعزك الله-[فلانا] «2»، وجملة أمره كما قال الشاعر: إذا زرت الملوك فإنّ حسبى ... شفيعا عندهم أن يخبرونى وكان علىّ بن سليمان يتعرّض لابن الرومى الشاعر، ويباكر داره، ويقول عند بابه كلاما يتطيّر به فلا يخرج- وكان كثير التطير- فهجاه ابن الرومىّ بأهاج هى مثبتة فى ديوانه «3». وكان علىّ بن سليمان الأخفش يتحفّظها ويوردها فى جملة ما يرويه استحسانا لها، وافتخارا بأنه نوّه بذكره إذ هجاه. ولما علم ابن الرومىّ ذلك أقصر عنه. وقدم الأخفش مصر سنة سبع وثمانين ومائتين، وخرج منها سنة ست وثلاثمائة إلى حلب مع على بن أحمد بن بسطام صاحب الخراج، ولم يعد إلى مصر. وتوفّى ببغداذ سنة خمس عشرة وثلاثمائة. وقيل سنة ست عشرة وثلاثمائة، وهو ابن [ثمانين سنة] «4»، ودفن فى مقبرة قنطرة البردان. وذكر هلال بن المحسّن «5» فى كتابه، قال: «حكى أبو الحسن ثابت بن سنان قال: كان أبو الحسن على بن سليمان الأخفش يواصل المقام عند [أبى] «6» على

ابن مقلة «1»، ويراعيه أبو على ويبرّه، فشكا إليه فى بعض الأيام ما هو فيه من شدّة الفاقة، وزيادة الإضاقة، وسأله أن يكلّم أبا الحسن على بن عيسى- وهو يومئذ وزير- فى أمره، ويسأله إقرار رزق عليه فى جملة من يرتزق من أمثاله، فخاطبه أبو علىّ فى ذلك، وعرّفه اختلال حاله، وتعذّر القوت عليه فى أكثر أيامه، وسأله أن يجرى عليه رزقا برسم الفقهاء. فانتهره علىّ بن عيسى انتهارا شديدا، وأجابه جوابا غليظا- وكان ذلك فى مجلس حافل ومجمع كامل- فشقّ على أبى علىّ ما عامله [به]، وقام من مجلسه، وقد اسودّت الدنيا فى عينه، وصار إلى منزله لائما نفسه على سؤاله علىّ بن عيسى ما سأله، وحلف أن يتجرّد فى السعى عليه. ووقّف الأخفش على الصّورة، فاغتم بها، وانتهت به الحال إلى أكل السّلجم «2» النّىء. فقيل إنه قبض على فؤاده: قلبه، فمات فجأة- رحمه الله- وكان موته فى شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة». وذكره المرزبانىّ فقال: «لم يكن بالمتّسع فى الرواية للأخبار والعلم بالنحو وما علمته صنّف «3» شيئا البتة، ولا قال شعرا. وكان إذا سئل عن مسئلة فى النحو ضجر وانتهر من يواصل مساءلته. وشاهدته يوما وصار إليه رجل من أهل حلوان كان يكرمه، فحين رآه قال له: حيّاك ربك أيها الحلوانى ... وكفاك ما يأتى من الأزمان ثم التفت إلينا، وما يحسن من الشعر إلا هذا وما جرى مجراه. ودفع كتابا له إلى بعض من فى مجلسه عليه اسمه، فقال له: أبو الحسن خفش خفش.

461 - على بن سعيد بن عثمان بن جار الخير بن دبابا [1] السنجارى

461 - على بن سعيد بن عثمان بن جار الخير بن دبابا [1] السّنجارىّ بسم الله الرحمن الرحيم. كتبت فى هذه الكراسة ما وجدته من شعر الشيخ أبى الحسن علىّ بن سعيد بن عثمان بن جار الخير- رضى الله عنهم أجمعين- وحصل لى ذلك من أوراق من كتاب العين فى اللغة، وجدتها بخطه منذ زمان قديم. فمن ذلك أبيات دالية، وهى: لمن طلل أضحت قفارا معاهده ... أكاتمه برح «1» الهوى وأناشده وقفت به صحبى طويلا أبثّه ... لفرط الأسى والشوق ما أنا واجده فأعيا جوابا واحتملت وللهوى ... بقلبى ولوع ما يزال يعاوده ولست بناس يا أميمة عهدكم ... ولا خائنا إن خان عهدا معاهده ولا هائبا صرف الزّمان إذا سطت ... بأحداثه أحداثه وشدائده وكيف أخاف الدهر من بعد ما غدا ... كفيلا بنجح السّعى والقصد ماجده هو السّيّد المرجوّ والمورد الذى ... بوادره محمودة وموارده جواد إذا حدّثت عنه بمدحة ... تضافرنى فيما أقول حواسده سحاب على الأعداء فيه صواعق ... وبحر نوال ما تغبّ «2» عوائده فتى شرفت همّاته وسما به ... إلى ذروة المجد الأصيل محامده تعالى علوّا إن يساجل فما يرى ... له فى الّذى يأتيه ندّ يعانده أنار سبيل العرف بعد ظلامه ... وقام به بعد التّثاقل قاعده وأضحى به شمل الرّعية بعد ما ... تشعّب «3» مجموعا وأرست «4» قواعده

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 141.

جرىء على الخصم الجرىء مساعد ... إذا قصرت عن نصرة الكفّ ساعده بصير بوجه القصد والأمر مظلم ... إذا خفيت يوما عليك مقاصده له شيمة تعلو على كلّ شيمة ... ومورد جود لا يخيّب وارده إليك ابن منصور زجرت ركائبى ... وقد شردت بى عن مسيرى شوارده وما خاب مسعى من غدوت رجاءه ... ولا ضلّ ركب أمّ بابك قاصده وله رحمة الله عليه: نمّت دموعى بما أكاتمه ... وعاد جسمى لبينهم سقم وظلت فى الدّار بعد بعدهم ... ذا لوعة فى الفؤاد تضطرم وعاذل بات فيك يعذلنى ... وبى عن العذل فى الهوى صمم أذقته حرّ لومه فغدا ... ذا كبد ما تكاد تلتئم يا جائرا فى هواه محتكما ... أسرفت فى الحكم أيّها الحكم أطعت قول الواشى ولم أك فى ... حبّك ممن يطيع قولهم فلا سقوا حيث حلّ سربهم ... ولا استهلّت «1» عليهم الدّيم» ولا غدا بالنجاح طائرهم ... ولا سعى بالعلا لهم قدم وله رضى الله عنه ورحمه: أمغنى «3» الهوى أصبحت مغنى النّوائب ... وقد كنت مغنى للحسان الكواعب وأمسيت من بعد الأحبّة موحشا ... وكنت أنيسا فيك مسرى الحبائب أبعد مشيب الرأس يعتادنى الصّبا ... وأمسى زميلا للخليع المصاحب! وبعد خليلىّ اللذين تحمّلا ... أبيت قرير العين عذب المشارب!

من مدحها: وكنت قبيل الإلتقاء معظّما ... لما سار عنكم من جزيل المناقب فلما تلاقينا رأيت مخبّرى ... لتقصيره فى الوصف فى زىّ كاذب وله رحمة الله عليه: روحى الفداء لزائر متفضّل ... شفعت مكارمه إليه فأنعما سمحت به نفس الزّمان وطالما ... بخلت علىّ بأن أراه مسلّما فطفقت أحمده وأشكر سعيه ... وأعدّ زورته الحميدة مغنما وعلمت أن الدهر يعقب شهده ... فى الكأس من بعد الحلاوة علقما أين الّذين علوا على أحداثه ... وتوقّلوا «1» خوف المنيّة سلّما أخنى بكلكله فأفنى جمعهم ... وغدا مشيد بنائهم متهدّما فاعمل لنفسك إن قدرت ولا تكن ... فرقا وكن حيث الأمور مسلّما سمعت من أخوال الشيخ أبى الحسن على بن سعيد بن دبابا- رحمه الله- أنه كان رجلا متدينا كثير العقل. فمن دينه أنه سمع إنسانا يفضله على بعض نحاة سنجار «2»، وهو عبد الصمد بن عيسون، فلما حضر للقراءة عليه أقسم أنه لا يقرئه وهو على هذه الحالة فى تفضيله والمغالاة فيه. وأيضا فإنه كان يتّجر ويختلف إلى دمشق، فباع فى بعض سفراته على نوّاب أسد الدين شيركوه «3» متاعا، غلط أصحابه بمائتى دينار صوريّة. فعمل حسابه فوجد الغلط، فحمل الذهب إليهم، فجزوه خيرا وشكروه.

وطلبه عماد الدين صاحب سنجار- رحمه الله- وألحّ فى طلبه، فلم يمض إليه، وقال: هو يرانى بعين، وأخشى أن أنقص من عينه إذا اجتمعنا. وتحيّل مجاهد الدين النائب بسنجار عليه فى الاجتماع به؛ حتى كان يقدم فى الوقت يوم الجمعة لأجل الاجتماع به. وروى أنه اجتاز بسوق سنجار، فرآه بعض البغداذيين، وقال: من هذا الرجل؟ فقيل: هذا يقال له علىّ بن دبابا، فقال: يحتاج هذا الرجل إلى قلّة عقل. وذكر أن رجلا من أهل سنجار يقال له ابن جبلة، خرج من مقصورة من مقاصير جامع سنجار يوم جمعة إلى صحن الجامع، فقال: سبحان الله! ما فى هذا الجمع مسلم! ثم نظر فإذا الشيخ أبو الحسن، فقال: ما كان لى أن أقول هذا والشيخ أبو الحسن حىّ. وكان يناظر مع الفقهاء فيجيد بقوته فى علوم الفقه على وجه التسلّط. وكانت استراحته فى كلامه مثلا. وعلى الجملة، لأهل سنجار فيه من العقيدة ما لم يسمع لها مثال. وكان رجلا طويلا ضخما آدم اللون جهورىّ الصوت حسن التسميع، [ذا] نفس «1» كبيرة- رحمه الله. وحكى أنّ مماته كان بريح الخمرة، فقال يوما: اليوم أشتمّ شيئا وأموت، فجاء الطبيب فقال: قوّوه، فشويت عنده شريحة لحم، فشمّها. وتوفى- رحمه الله- فى حدود سنة ستين وخمسمائة تقريبا.

462 - على بن طاهر بن جعفر بن عبد الله أبو الحسن القيسى السلمى النحوى الدمشقى [1]

وكان يحضر مع جماعة من معتبرى سنجار فى وادى سنجار، على بيت بجانب بستان لرجل يقال له ابن الخردل، فاطلع عليه ابن الخردل يوما فقال: قد حضرنى شىء؛ أقوله أم لا؟ فقال له الشيخ: قل، فقال: يا علىّ بن دبابا ... ليس ذا شيئا صوابا تأخذ الدّر من البح ... ر وتلقيه الخرابا هذا الشيخ- رحمه الله- كان نحويا بمدينة سنجار، يفيد النّحو بغير أجر. وكان نزه النفس، مشتغلا بأمره، يرتزق من صنعة يده، ويصبر على المأكل الخشن والملبس المتوسط. وكان يصنع الجفنات «1» الحمر بيده ويرتزق بها. وكان ذا دين ومروءة. قرأ النحو ببلده على البر «2» النحوىّ القرقيسىّ نزيل سنجار، وعلى أبى جحش السنجارىّ النحوىّ. ولم يزل ببلده يفيدها إلى أن مات- رحمه الله. 462 - علىّ بن طاهر بن جعفر بن عبد الله أبو الحسن القيسىّ السّلمىّ النحوىّ الدّمشقىّ [1] سمع من مشايخ زمانه، وكان ثقة، وكانت له حلقة بجامع دمشق يفيد فيها العربية. ووقف فى موضع حلقته خزانة كتب له. وسأله أبو محمد بن صابر عن مولده، فقال: فى سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. وذكر ابن الأكفانى «3» أن أبا الحسن [بن] طاهر النحوىّ توفى يوم الثلاثاء الحادى والعشرين من ربيع الأوّل سنة خمسمائة.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 339، وتلخيص ابن مكتوم 142، ومعجم الأدباء 13: 257 - 259.

463 - على بن طاهر بن الرقبانى أبو الفضل اللغوى الصقلى [1]

463 - على بن طاهر بن الرّقبانىّ أبو الفضل اللغوىّ الصّقلىّ [1] من أهلها المقيمين بها. حافظ للّغة وأيّام العرب، جامع لأدوات الأدب. فمن شعره يمدح الأمير صمصام الدولة، وقد وصلت إليه ألقاب كثيرة، وخلع شريفة من مصر: من قبل ذى الألقاب كنت شريفا ... إذ لم تزدك بكثرة تعريفا لكنها عذبت فنحن بذكرها ... نرتاح لو كانت تعدّ ألوفا يا سيّد الأملاك والعلم الذى ... ترك القوىّ من العصاة ضعيفا لا زلت مسعودا وجدّك صاعدا ... حتى ترى فوق النجوم منيفا 464 - على بن طلحة بن كردان النحوىّ أبو القاسم [2] صاحب أبى علىّ الفارسىّ وعلىّ بن عيسى الرمّانى. قرأ عليهما كتاب سيبويه. والواسطيّون يفضّلونه على ابن جنّى والرّبعىّ. صنّف كتابا كبيرا فى إعراب القرآن؛ قال لى شيخنا أبو الفتح: كان يقارب خمسة عشر مجلدا، ثم بدا له فيه فغسله قبل موته. مات سنة أربع وعشرين [وأربعمائة «1»]، وكان متنزها [متصوّنا] ركب إليه [فخر الملك] أبو غالب محمد بن علىّ بن خلف وزير بهاء الدولة وهو سلطان الوقت، وبذل له فلم يقبل. وكان قد جرت بينه وبين القاضى أبى تغلب أحمد بن عبيد الله العاقولىّ [صديق الوزير المغربىّ وخليفة السلطان والحكام على واسط فى وقته «2»] خصومة- وكان معظما [مفخما] «3» - فقال له ابن كردان: إن صلت علينا بمالك صلنا عليك بقناعتنا.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 142، والمكتبة الصقلية 646. والرقبانى فى الأصل: العظيم الرقبة. [2] هذه الترجمة مذكورة فى هامش الأصل ص 515، ولم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص، وله ترجمة أخرى فى بغية الوعاة 339، ومعجم الأدباء 13: 259 - 264.

465 - على بن عبد الله بن سنان التيمى الطوسى اللغوى [1]

آخر من حدّث عنه أبو المعالى محمد بن عبد السلام بن شاندة. ذكر ذلك كله خميس الحوزىّ جوابا للسّلفىّ. 465 - على بن عبد الله بن سنان التيمىّ الطّوسىّ اللغوىّ [1] من أصحاب أبى عبيد القاسم بن سلّام. وكان من أعلم أصحابه وأكثرهم أخذا عنه أبو الحسن. عالم راوية لأخبار القبائل وأشعار الفحول، ولقى مشايخ الكوفيين والبصريّين. وكان أكثر مجالسته وأخذه عن ابن الأعرابىّ. وله ولد سلك طريقته فى العلم والحفظ. وكان الطّوسىّ عدوّا لابن السكّيت، لأنهما أخذا عن نصران «1» الخراسانىّ. واختلفا فى كتبه بعد موته. ولم يكن له مصنّف «2». 466 - على بن عبد الله بن محمد بن عبد الباقى بن أبى جرادة العقيلىّ أبو الحسن [2] شيخ العلماء فى وقته بحلب. له خطّ حسن ويد فى الحساب والهندسة على ما شاهدته بخطّه. وكان يميل إلى علم الأوائل، ويكتب منه الكثير، ولم يكن من أهل العربية على التحقيق؛ وإنما ذكرته هاهنا لأنه تعرّض إلى غريب الحديث لأبى عبيد القاسم بن سلّام- رضى الله عنه- فقفّاه على حروف.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 340، وتلخيص ابن مكتوم 142، وطبقات الزبيدىّ 144، والفهرست 81، ومعجم الأدباء 13: 268 - 271، ونزهة الألباء 241 - 242. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 142 - 143، ومعجم الأدباء 14: 5 - 8.

فشارك بهذا التّصنيف أهل اللّغة، فذكرته فى هذا المصنف، وملكت هذا التّصنيف وفيه ما فيه. وكان جدّه المدعوّ بأبى جرادة من أهل الفضل، وكان ورّاقا بحلب. ورأيت مجموعا على سبيل التذكرة لابن خالويه بخطّه. وقد كتب فيه نسخة «1» كتاب منه [إلى] «2» الخالديّين «3» [يسألهما انتساخ كتابه المبتدأ «4»] فى النحو يقول فيه: وقد كنت عند إملائى كتاب المبتدأ فى النحو لم أحصّل به نسخة وعند كما نسخة منه فأسألكما انتساخها؛ وليكن الناسخ لها أبو جرادة الورّاق الحلبىّ؛ فإنّ خطّه حسن صحيح، وكذلك ضبطه، وكان حاضر الإملاء. وكان أبو الحسن هذا- رحمه الله- محبّا للعلوم، جامعا للكتب الحسان. وسألت عنه ابن الحرّانى نحوىّ بلده، فقال: لم يكن عالما بالنحو. وكان علمه بغير العربية أبلغ من علمه بها. ثم قال لى: رأيت شهادته فى بعض الكتب، وقد قال فيها: أشهدنى الموقف «5» على نفسه. وسمع من مشايخ بلده المقيمين بها، والقادمين عليها. ورحل إلى بغداد حاجا، فسمع بها وبطريقها. وكان مولده فى المحرّم سنة إحدى وستين وأربعمائة بحلب.

467 - على بن عبد الله أبو الحسن الآمدى النحوى الفقيه [1]

وله شعر قليل، منه: يا ظباء البان «1» قولا بيّنا ... من لنا منكم بظبى من لنا مشبه البدر بعادا وسنا ... من نفى عن مقلتىّ الوسنا فتكت ألحاظه فى مهجتى ... فتك بيض الهند أو سمر القنا يصرع الأبطال فى نجدته ... إن رمى عن قوسه أو إن رنا دان أهل الدّلّ والحسن له ... مثل ما دانت لمولانا الدّنا ذكر أنه توفّى بحلب سنة ست وأربعين وخمسمائة. وقيل سنة ثمان وأربعين والله أعلم. 467 - على بن عبد الله أبو الحسن الآمدىّ النحوىّ الفقيه [1] نزيل خلاط. نحوىّ مجوّد، وفقيه مسدّد. أدركه بخلاط «2» أبو طاهر السّلفىّ الأصبهانىّ، وأخذ عنه. أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ قال: «سمعت أبا الحسن على بن عبد الله الآمدىّ النحوىّ الفقيه بثغر خلاط فى مجلس القاضى أبى معاذ يقول: «لم يذكر الشيخ أبو إسحاق الشيرازىّ «3» فى المهذّب [فى المذهب «4»] مسألة إلا بعد أن صلّى ركعتين

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 143، ومعجم السفر 1: 201. والآمدى بمد الألف وكسر الميم: منسوب إلى آمد، وهى مدينة من ديار بكر.

468 - على بن عبيد الله بن عبد الغفار أبو الحسن اللغوى السمسمانى [1]

واستخار الله تعالى فيها؛ كما فعل البخارىّ فى الصحيح. فلم ينكر ذلك أبو معاذ قاضى خلاط، وكان من أخلّاء أبى إسحاق وأئمّة تلامذته». 468 - علىّ بن عبيد الله بن عبد الغفار أبو الحسن اللّغوى السّمسمانىّ [1] سمع أبا بكر بن شاذان وأبا الفضل بن المأمون. وكان صدوقا، صاحب خطّ متقن فى الصّحة، مرغوب فيه لتحقيقه. كتب الكثير، وتصدّر ببغداذ للرواية، وأقرأ الأدب. وأكثر كتبه بخطّه. حصلت عند ابن دينار الواسطىّ الأديب وأدركها عرق ففسد أكثرها. وكان صدوقا ثقة فى الرواية- رحمه الله. توفى يوم الأربعاء لأربع خلون من المحرم سنة خمس عشرة وأربعمائة. 469 - على بن عبد الرحمن بن محمد بن مهدىّ بن عمران التنوخىّ الإشبيلىّ النحوىّ اللغوىّ أبو الحسن المعروف بابن الأخضر [2] كان من أهل اللغة والأدب والعربية، حافظا لذلك مقدّما. روى ذلك عن أبى الحجاج يوسف بن سليمان الأعلم- وعليه عوّل- وعن أبى علىّ القالى «1» وغيرهما.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 343، وتاريخ بغداد 12: 10، وتلخيص ابن مكتوم 143، وابن خلكان 1: 336، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 158، 167، ومعجم الأدباء 14: 58 - 61. والسمسمانى، قال ابن خلكان: «ولا أعرف نسبته إلى ماذا هى، وهى بكسر السينين المهملتين، وسكون الميم الأولى وفتح الثانية وبالنون، ثم وجدت فى درّة الغواص للحريرى ما مثاله: ويقولون فى النسبة إلى الفاكهة والباقلاء والسمسم فاكهانى وباقلانى وسمسمانى، فيخطئون فيه- وبين وجه الخطأ- ثم قال بعد ذلك: ووجه الكلام أن يقال فى المنسوب إلى السمسم سمسمى. وتمم الكلام إلى آخره. فلما وقفت على هذا علمت أن نسبة أبى الحسن المذكور إلى السمسم، وأنه استعمل على اصطلاح الناس». [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 128، وبغية الوعاة 341، والصلة لابن بشكوال 1: 418، وهو مكرر 436.

470 - على بن عبد الرحمن بن هارون بن عيسى بن هارون ابن الجراح الرئيس أبو الخطاب المقرئ النحوى اللغوى [1]

وأخذ عنه جماعة الطلبة فى زمانه وأثنوا عليه، ووصفوه بالمعرفة واليقظة والدّين والفضل. توفّى يوم الخميس سلخ سنة أربع عشرة وخمسمائة. 470 - على بن عبد الرحمن بن هارون بن عيسى بن هارون ابن الجراح الرئيس أبو الخطّاب المقرئ النحوىّ اللغوىّ [1] حسن الإقراء. وأخذ الناس عنه، وختم عليه الجمع الكثير ببغداذ. وكان يقول الشعر، ويفيد علم النحو واللغة. وسمع من مشايخ وقته، كأبى القاسم عبد الملك ابن محمد بن بشران الواعظ «1»، وأبى بكر محمد بن عمر بن بكر النجار «2»، وغيرهما. روى عنه عبد الوهاب بن المبارك الأنماطىّ وطبقته. اجتمع هو وأبو إسحاق الشيرازىّ، وأتا [هـ] بثلجيّة فيها ماء بارد، فأنشأ الشيخ أبو إسحاق الشيرازىّ يقول: ممتّع وهو فى الثلاج ... فكيف لو كان فى الزّجاج فأجابه الرئيس أبو خطاب: ماء صفا رقّة وطيبا ... ليس بملح ولا أجاج

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 142، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 159 - 160، وطبقات القراء 1: 548 - 549.

471 - على بن عبد الرحمن الصقلى النحوى العروضى [1]

سئل عن مولده فقال: فى سنة عشر وأربعمائة. ومات سحرة يوم الثلاثاء العشرين من ذى الحجّة سنة سبع وتسعين وأربعمائة. ودفن من يومه فى مقبرة باب برز، وصلّى عليه فى جامع القصر. 471 - علىّ بن عبد الرحمن الصّقلىّ النحوىّ العروضىّ [1] نزيل الإسكندرية. عالم بعلمى النحو والعروض، قيّم بهما، بليغ فيهما، مشارك فى جميع الأنواع الأدبية، متصدّر لإفادة هذا النوع، وله شعر. أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ الأصبهانى فى إجازته العامة قال: «قال لى أبو الحسن على بن الحسن بن يوسف الدمراوىّ اللخمىّ بالإسكندرية: كنت أقرأ على أبى الحسن على بن عبد الرحمن الصّقلىّ العروضىّ النحوىّ، فعملت أبياتا وعرضتها عليه، فأضاف إليها بيتا واحدا. فالتى لى: قالت سعاد وقد جدّ الوداع بنا ... ودمعها واكف ينهلّ كالبرد كم من شجاع بلا سيف ولا ترس ... ومن جبان بآلات من العدد ومن كريم بلا مال يجود به ... ومن لئيم كثير المال والصّفد «1» والذى له: جاد الزمان على هذا وضنّ على ... هذا فأصبح لا يخلو من الكمد إن الأمور على الأقدار جارية ... وكل ذى أمل يسعى إلى أمد

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 144.

472 - على بن عبد الرحيم بن الحسن السلمى أبو الحسين ابن أبى الحسين المعروف بابن العصار [1]

472 - على بن عبد الرحيم بن الحسن السّلمىّ أبو الحسين ابن أبى الحسين المعروف بابن العصّار [1] الرّقىّ الأصل، البغداذى المولد والدار، المعروف بابن العصّار اللغوىّ. من ساكنى دار الخلافة المعظمة بالمطبق. شيخ فاضل، له معرفة تامة باللغة [و] العربية. قرأ على أبى منصور بن الجواليقىّ، وعلى الشريف أبى السعادات بن الشجرىّ، ولازمهما حتى برع فى فنه، وأشير إليه فى ذلك. وسمع الحديث من مشايخ زمانه وروى عنهم. وأقرأ الناس زمانا، وتخرّج عليه فى الأدب جماعة، وسافر إلى مصر، واجتمع بها بأبى محمد بن برىّ النحوىّ والقاضى الموفق يوسف بن الخلال كاتب الإنشاء، وروى عنه. وقال له ابن برّىّ: ما رأيت فى طريقك؟ قال: رأيت ما بين بغداذ ومصر سوادا. وكان يتّجر ويذكر بالبخل والإمساك، وكتب بخطه الكثير من كتب اللغة وشعر العرب. وقد كان يقع فى خطّه الغلط مع كثرة ضبطه واحترازه. وقيل: إنه لم يكن ذكيّا، وإن النحو لم يتهيّأ له معرفة ما قرأ منه على الوجه. ورأيت فى خطّه وهما فى الإعراب يدلّ على ذلك. وكانت طريقته فى النسخ حسنة، والناس يتنافسون فى خطّه ويغالون به. وقد كان- رحمه الله- حريصا على الفوائد وطلبها، ويسطّرها على كتبه المنتسخة بخطّه. وكانت ولادته فى سنة ثمان وخمسمائة. ومات- رحمه الله- فى يوم السبت بعد صلاة الظهر ثالث المحرّم سنة ست وسبعين وخمسمائة. وصلى عليه الخلق

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 341، وتلخيص ابن مكتوم 144 - 145، وشذرات الذهب 5: 257، ومرآة الجنان 3: 405، ومعجم الأدباء 14: 10 - 11، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 164 - 165، والعصار: منسوب إلى عصر الدهن.

473 - على بن عبد العزيز [1]

الكثير يوم الأحد رابع المحرم بجامع القصر، ومرة أخرى بالمدرسة النظاميّة. ودفن فى الجانب الغربىّ بمقبرة الشونيزىّ إلى جنب قبر أبيه «1». 473 - على بن عبد العزيز [1] صاحب أبى عبيد القاسم بن سلام، والراوى عنه كتبه هو وأخوه «2». وأصلهم من باغ شور «3» من خراسان. ومات سنة سبع وثمانين ومائتين. 474 - على بن عبد الجبار بن سلامة بن عيذون الهذلىّ اللغوىّ التونسىّ المغربىّ [2] من أهل تونس. إمام فى اللغة كامل فاضل حافظ لها؛ حتى لو قيل: لم يكن فى زمانه ألغى منه لما استبعد. وكانت له قدرة على نظم الشعر؛ خرج عن بلده

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 145، وطبقات الزّبيدىّ 144، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 166، ومعجم الأدباء 14: 11 - 14. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 340 - 341، وتلخيص ابن مكتوم 145، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 158، ومعجم السفر 2 - 286 - 287، ومعجم الأدباء 14 - 8 - 10. و «عيذون»، ضبطه ابن قاضى شهبة: «بفتح العين المهملة والمثناة من تحت، الساكنة، والذال المعجمة المضمومة»، وقال: «قيده كذلك ابن نقطة وغيره».

475 - على بن عمر بن أحمد بن عبد الباقى بن بكرى أبو الحسن [1]

إلى صقلّيّة، ولقى بها ابن رشيق الشاعر الفاضل متغرّبا عن القيروان، مقيما فى كنف ابن مدكود «1» بمدينة مازر «2». ورأى ابن البر «3» اللغوىّ، ولم يأخذ عنه تعفّفا، لما كان عليه ابن البر من التخلّى والتبدّد فى أمر دينه؛ على ما ورد فى خبره. وأخذ عن أبى القاسم بن القطاع الصّقلّى، وقال: لم أرقط أحفظ للعربية واللغة منه. وكان مولد على بن عبد الجبار بن سلامة بتونس يوم عيد النحر من سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. وتوفى بالإسكندرية فى أواخر ذى الحجة سنة تسع عشرة وخمسمائة. روى لنا عنه أبو طاهر السّلفىّ الأصبهانىّ نزيل الإسكندرية، ووصفه وذكره بالعلم فى اللغة والإتقان لها. وذكر عنه أن له قصيدة فى الرد على المرتدّ البغداذىّ- لعنه الله- فيها أحد عشر ألف بيت على قافية واحدة. 475 - على بن عمر بن أحمد بن عبد الباقى بن بكرىّ أبو الحسن [1] خازن دار الكتب بالمدرسة النظامية. من أهل باب الأزج. كانت له معرفة حسنة بالأدب. قرأ النحو على الشريف أبى السعادات بن الشجرىّ، واللغة [و] العربية على أبى منصور بن الجواليقىّ وغيرهما. وكان يكتب خطا جيدا. تولى الخزن سنين كثيرة. ورأيت بخطه أجزاء متعدّدة من كتاب الأزهرىّ، وفيها وهم وغلط. ولا شكّ فى موته قبل إتمامه ومقابلته. وتوفّى يوم الثلاثاء عشرين من شهر رمضان سنة خمس وسبعين وخمسمائة.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 145، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 174.

476 - على بن عيسى بن على بن عبد الله أبو الحسن النحوى المعروف بالرمانى [1]

476 - علىّ بن عيسى بن على بن عبد الله أبو الحسن النحوىّ المعروف بالرمانىّ [1] حدث عن أبى بكر بن دريد وأبى بكر بن السراج. روى عنه التّنوخىّ «1» والجوهرىّ «2» وهلال «3» بن المحسّن الكاتب. وكان من أهل المعرفة، مفتنا فى علوم كثيرة من الفقه والقرآن والنحو واللغة والكلام على مذهب المعتزلة. وله التصانيف المشهورة فى التفسير والنحو واللغة. وكان مولده فى سنة ست وتسعين ومائتين. ومات- رحمه الله- فى ليلة الأحد الحادى عشر من جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 34، والأنساب 258 ب، وبغية الوعاة 344، وتاريخ ابن الأثير 7: 166، وتاريخ بغداد 12: 16 - 17، وتاريخ أبى الفدا 2: 129، وتاريخ ابن كثير 11: 314، وتلخيص ابن مكتوم 145 - 146، وابن خلكان 1: 331 - 332، وروضات الجنات، 480 - 181، وشذرات الذهب 3: 109، وطبقات الزبيدى 86، وطبقات بن قاضى شهبة 2: 174 - 175، وطبقات المفسرين للداودى الورقة 176 ب- 177 ا، وطبقات المفسرين للسيوطىّ 24، وعيون التواريخ (وفيات سنة 384)، والفهرست 63 - 64، وكشف الظنون 111، 120، 1397، 1427، واللباب لابن الأثير 1: 475، ومرآة الجنان 2: 420 - 421، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 302: 3 - 304، ومعجم الأدباء 14: 73 - 78، والمنتظم (وفيات سنة 384)، والنجوم الزاهرة 4: 168، ونزهة الألباء 389 - 392. قال ابن خلكان: «والرمانىّ، بضم الراء وتشديد الميم وبعد الألف نون، هذه النسبة يجوز أن تكون إلى الرمان وبيعة، ويمكن أن تكون إلى قصر الرمان، وهو قصر بواسط معروف. وقد نسب إلى هذا وهذا خلق كثيرون، ولم يذكر السمعانى أن نسبة أبى الحسن المذكور إلى أيهما. والله أعلم».

ومن تصانيفه فى كل فن: كتاب شرح سيبويه كبير. كتاب شرح الأصول لأبى بكر بن السراج. كتاب شرح الموجز، له عدّة نسخ. كتاب شرح الجمل لابن السراج. كتاب التصريف. كتاب شرح الألف واللام للمازنىّ. كتاب الاشتقاق الكبير. كتاب الاشتقاق المستخرج. كتاب شرح الهجاء لابن السراج. كتاب شرح المدخل للمبرّد. كتاب شرح المقتضب للمبرّد. كتاب الحروف. كتاب الألفات. كتاب الإيجاز فى النحو. كتاب شرح مختصر الجرمىّ. كتاب المبتدأ فى النحو. كتاب الخلاف بين النحويين. كتاب شرح مسائل الأخفش الكبير والصغير، مصنفان. كتاب الخلاف بين سيبويه والمبرّد. كتاب نكت سيبويه. كتاب أغراض سيبويه. كتاب المخزومات. كتاب التّصريف. كتاب الجامع فى علم القرآن. كتاب النّكت فى إعجاز القرآن. كتاب شرح معانى الزجاج. كتاب المختصر فى علم السور القصار. كتاب المتشابه فى علم القرآن. كتاب جواب ابن الإخشيد فى علم القرآن. كتاب شرح الشكل والنقط لابن السراج. كتاب غريب القرآن. كتاب جواب مسائل طلحة فى علم القرآن «1». كتاب المسائل والجواب من كتاب سيبويه. كتاب فى تهذيب أبواب كتاب سيبويه. ومن كتب الكلام: كتاب صنعة الاستدلال، يشتمل على سبعة كتب. كتاب نكت المعونة بالزيادات لابن الإخشيد «2». كتاب شرح المعونة، لم يتم. كتاب الأسماء والصفات لله عز وجل. كتاب ما يجوز على الأنبياء وما لا يجوز. كتاب الرويّة فى النقض على الأشعرىّ. كتاب نقض التثليث على يحيى بن عادى. كتاب تجانس الأفعال. كتاب استحقاق الذم.

كتاب الإمامة. كتاب الرؤية. كتاب السؤال والجواب، غير الذى تقدّم. كتاب الأكوان. كتاب نقض استحقاق الذم فى الرد على أبى هاشم. كتاب تحريم المكاسب. كتاب الحظر والإباحة. كتاب مسائل أحمد بن إبراهيم البصرىّ. كتاب مسائل ابن جابى. كتاب جوامع العلم فى التوحيد. كتاب صفات النفس. كتاب شرح الأسماء والصفات لأبى علىّ. كتاب الإرادة. كتاب نكت الإرادة. كتاب المعلوم والمجهول والنفى والإثبات. كتاب الأسباب. كتاب الحقيقة والمجاز. كتاب نقدات الاجتهاد. كتاب المجالس فى استحقاق الذم. كتاب مجالس ابن الناصر. كتاب مسائل أبى على بن الناصر فى علم القرآن. كتاب نكت الأصول. كتاب الأصلح الكبير. كتاب الأصلح الصغير. كتاب تهذيب الأصلح. كتاب المسائل والجواب فى الأصلح الواردة من مصر. كتاب المسائل فى اللطيف من الكلام. كتاب أدب الجدل. كتاب أصول الجدل. كتاب أصول الفقه. كتاب الرد على الدّهرية. كتاب المنطق. كتاب الرسائل فى الكلام. كتاب القياس. كتاب مسائل أبى العلاء. كتاب مبادئ العلوم. كتاب المباحث. كتاب المعرفة. كتاب صغير فى الصفات. كتاب العلوم. كتاب الأوامر. كتاب الأسماء والصفات. كتاب العلل. كتاب العوض. كتاب أدلة التوحيد. كتاب التوبة. كتاب مقالة المعتزلة. كتاب الأخبار والتمييز. كتاب تفضيل علىّ. كتاب الردّ على من قال بالأحوال. كتاب الرد على المسائل البغداذيات لأبى هاشم. كتاب التعليق. كتاب فى الطبائع. كتب أماليه. كان أصله من سرّ من رأى. ومولده ببغداذ سنة ست وتسعين ومائتين. وكان أكثر ما يصنفه يؤخذ عنه إملاء.

477 - على بن عيسى بن الفرج بن صالح أبو الحسن الربعى النحوى [1]

477 - على بن عيسى بن الفرج بن صالح أبو الحسن الرّبعىّ النحوىّ [1] صاحب أبى على الفارسىّ. بغداذىّ المنزل، شيرازىّ الأصل. درس ببغداذ الأدب على أبى سعيد السّيرافىّ، وخرج إلى شيراز، فدرس بها على أبى على الفارسىّ مدة طويلة، ثم عاد إلى بغداذ فلم يزل مقيما بها إلى آخر عمره. قال على بن محمد بن الحسن المالكىّ: خرج على بن عيسى الرّبعىّ إلى فارس، وأقام على أبى علىّ النحوى عشرين سنة يدرس النحو. فقال أبو علىّ: ما بقى له شىء يحتاج أن يسأل عنه. قال التّنوخىّ: سمعت من أبى زيد- وكان ابن أخت أبى على الفارسىّ النحوىّ- يقول: كان أبو علىّ يقول: قولوا لعلى البغداذىّ: لو سرت من الشرق إلى الغرب لم تجد أنحى منك. كان مولد على بن عيسى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. ومات فى ليلة السبت لعشر بقين من المحرم سنة عشرين وأربعمائة. وتصانيفه: شرح مختصر الجرمىّ «1».

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 34 - 35، وبغية الوعاة 344 - 345، وتاريخ بغداد 12: 17 - 18، وتاريخ ابن كثير 12: 27، وتلخيص ابن مكتوم 146، وابن خلكان 1: 343 - 344، وروضات 483، وشذرات الذهب 3: 216، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 175 - 177، وعيون التواريخ (وفيات سنة 420)، والفلاكة والمفلوكين 113 - 114، وكشف الظنون 212، ومعجم الأدباء 14: 78 - 85، والنجوم الزاهرة 4: 271.

478 - على بن عساكر بن المرجب بن العوام أبو الحسن المقرئ النحوى الضرير [1]

478 - على بن عساكر بن المرجّب بن العوّام أبو الحسن المقرئ النحوىّ الضرير [1] من أهل البطائح. والبطائح «1» ما بين واسط والبصرة. وكان نسبه فى عبد القيس، وولد بقرية تعرف بالمحمّدية، «2» قريبة من الصّليق «3» بالبطائح. قدم بغداذ، وخفظ القرآن الكريم بالقراءات الكثيرة على أبى العز القلانسىّ الواسطىّ «4»، وعلى البارع «5» بن الدّبّاس، وعلى المزرقىّ «6»، وسبط أبى منصور «7» الخياط. وسمع الحديث من مشايخ زمانه، وحدّث الكثير، وأجاز للإمام الناصر «8» أحمد، وكانت له جماعة بجامع القصر، وأفاد الناس فى علوم القرآن والنحو، وكانت له معرفة حسنة.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 343، تاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 572)، وتاريخ ابن كثير 12: 296، وتلخيص ابن مكتوم 146، وشذرات الذهب 4: 242، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 169، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 556، ومعجم الأدباء 14: 61 - 62، والمنتظم (وفيات سنة 572)، والنجوم الزاهرة 6: 80، ونكت العميان 214 - 215.

479 - على بن فضال أبو الحسن المجاشعى [1]

كان مولده فى سنة تسعين وأربعمائة، أو سنة تسع وثمانين. وتوفى ليلة الثلاثاء ثامن عشرين شعبان سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، ودفن فى باب حرب. 479 - على بن فضّال أبو الحسن المجاشعىّ [1] علىّ بن فضّال بن على بن غالب بن جابر بن عبد الرحمن بن محمد بن عمرو بن عيسى بن حسن بن زمعة بن هميم «1» بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد ابن سفيان بن مجاشع القيروانىّ النحوىّ أبو الحسن المجاشعىّ. هجر مسقط رأسه، ودوّخ الأرض، ذات الطول والعرض، مصر وشأما، وعراقا وعجما؛ حتى وصل إلى مدينة المشرق غزنة «2»، فتقدّم بها، وأنعم عليه أماثلها، واختاروا عليه التّصانيف، وشرع فى ذلك، وصنّف لكل رئيس منهم ما اقتضاه، ثم انكفأ راجعا إلى العراق، وانخرط فى جماعة نظام الملك الحسن بن إسحاق الطوسىّ «3» الوزير، ولم تطل أيامه بعد ذلك، حتى ناداه اللطيف الخبير فأجاب.

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 34 - 35، وبغية الوعاة 345، وتاريخ ابن كثير 12: 132، وتلخيص ابن مكتوم 146 - 148، وروضات الجنات 485، وشذرات الذهب 3: 363، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 177 - 178، وطبقات المفسرين للداودىّ الورقة 176 ب- 177 ا، وطبقات المفسرين للسيوطى 24 - 25، وكشف الظنون 1027، 1179، ومرآة الجنان 3: 132، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ... ، ومعجم الأدباء 14: 90 - 98، والمنتظم (وفيات سنة 479)، والنجوم الزاهرة (5: 124). وفضال، ضبطه ابن قاضى شهبة بفتح الفاء وتشديد الضاد المعجمة.

كان- رحمه الله- إماما فى النحو واللغة والتصريف والتفسير، موفّقا فى التصنيف. صنّف التواليف المفيدة. صنف التفسير المسمى البرهان العميدىّ فى عشرين مجلدا، وصنف النّكت فى القرآن، وصنف كتابا فى شرح بسم الله الرحمن الرحيم. وصنف فى النحو: إكسير الذهب فى صناعة الأدب، كبير فى عدّة مجلدات، وكتاب العوامل والهوامل فى النحو، وصنف الفصول فى معرفة الأصول، وكتاب الإشارة إلى تحسين العبارة، وشرح عنوان الإعراب، والمقدّمة فى النحو، وكتاب العروض، وشرح معانى الحروف، وغير ذلك من الكتب النحوية المحتوية على الفوائد. وصنف فى التفسير كتابا آخر غير الأوّل سماه الإكسير فى علم التفسير خمسة وثلاثون مجلدا «1». أقام- رحمه الله- ببغداذ مدّة، ودرس عليه النحو اللغة. مات علىّ بن فضّال المجاشعىّ ببغداذ فى يوم الثلاثاء ثانى عشرين شهر ربيع الأوّل سنة تسع وسبعين وأربعمائة، ودفن فى مقبرة باب برز. قال محمد بن طاهر المقدسىّ «2»: سمعت إبراهيم بن عثمان، الأديب العربىّ بنيسابور يقول: لما دخل أبو الحسن على بن فضّال النحوىّ نيسابور اقترح عليه الأستاذ أبو المعالى الجوينىّ «3» أن يصنف باسمه كتابا فى النحو، فصنفه وسماه

الإكسير، ووعده بأن يدفع إليه ألف دينار، فلما صنفه وفرغ منه ابتدأ بقراءته عليه، فلما فرغ من القراءة انتظره أياما أن يدفع إليه ما وعده أو بعضه، فلم يدفع إليه شيئا، فأنفذ إليه يقول: إن لم تف بما وعدت، وإلا هجوتك. فأنفذ الأستاذ إليه رسالة على يد الرسول كتب فيها: «عرضى «1» فداك». ولم يدفع إليه حبة واحدة «2».

480 - على بن قاسم السنجانى الخراسانى [1]

480 - على بن قاسم السّنجانىّ الخراسانىّ [1] وسنجان قصبة خواف «1». أبو الحسن صاحب مختصر العين، ومحله من الأدباء محل العين من الإنسان [والإنسان «2»] من العين، وقد سهل طريقة اللغة على طالبيها، وأدنى قطوفها من متناوليها باختصاره، ولا تكاد ترى حجور المتأدّبين منه خالية؛ لا بل تراها أبدا به حالية. وله شعر الزهاد، وقد جرى فيه «3» على سمت العبّاد، ونسج فيه على منوال أولى الاجتهاد، فمنه قوله:

_ [1] ترجمته فى الأنساب 210 ب، وبغية الوعاة 346، وتلخيص ابن مكتوم 149 - 150، واللباب فى الأنساب 1: 392، ومعجم الأدباء 14: 104 - 106، ومعجم البلدان 3: 480.

خليلىّ قوما فاحملا لى رسالة ... وقولا لدنيانا التى تتصنع عرفناك يا خدّاعة الخلق فاغربى ... ألسنا «1» نرى ما تصنعين ونسمع فلا تتحلّى للعيون بزينة ... فإنّا متى ما تسفرى نتقنع نغطى بثوب اليأس منك عيوننا ... إذا لاح يوما من مخازيك مطمع وهل أنت إلا متعة مستعارة ... وهل طاب يوما بالعوارى تمتع رتعنا وجلنا فى مراعيك كلّها ... فلم يهننا مما رعيناه مرتع وأنت خلوب كالغمامة كلّما ... رجاها مرجّى الغيث ظلّت تقشّع طلوع قبوع «2» كالمغازلة التى ... تطلّع أحيانا وحينا تقبّع وهذا لعمرى كلام لو دعى به الصخر لأجاب، ولو قرع به سمع عفريت لتاب وله أيضا يرثى نفسه: دبت إلىّ بنات الأرض مسرعة ... حتى تمشّين فى قلبى وفى كبدى قد وسّد الترب خدّى فهو مضطجعى ... وصار فيه مهادى أوعر المهد «3» والعين منّى فويق الخدّ سائلة ... وطالما كنت أحميها من الرّمد وله أيضا: عن قليل سرائر الخلق تفشو» ... فى مقام يشيب فيه الوليد أىّ يوم هناك يومى إذا ما ... جمع الخلق موقف مشهود

481 - على بن قاسم بن يونش الإشبيلى المقرئ المعروف بابن الزقاق [1]

481 - على بن قاسم بن يونش الإشبيلىّ المقرئ المعروف بابن الزقاق [1] قرأ القرآن على أبيه، وأخذ طرفا من العربية على شيوخ بلاده، وانتقل إلى الجزيرة، وخطب برأس عين «1» الخابور مدة. وسكن دمشق هو وأخ له، ثم انتقل إلى حلب، وأقام بها، وتصدّر بها لإقراء القرآن بجامعها برزق قرّر له. وابتاع له دارا بها واستوطنها، وأولد بها عقبا غير صالح. وكان عسر الخلق كثير الدعوى، بعيدا من الخير، شحيحا على جمع الدنيا، قليل الحياء فى ذلك، أغلف اللسان، يخطىء فيما يعانيه، ولا يرجع إذا ردّ عليه. صنف فى النحو شرحا لكتاب الجمل للزجاجىّ فى أربع مجلدات كبار، ملكته بخطه. وله مفردات فى القراءات. وكان أبوه قاسم من المقربين المذكورين فى قطره. أخبرنى أبو الخطاب بن دحية الكلبىّ قال: قاسم الزقاق، كان أبوه عبدا روميا لبعض أهل إشبيليّة اسمه يونش، وكان قد قرأ على شريح «2» وصحبه المدة الطويلة، وكان شريح مجاب الدعوة، فدعا عليه يوما يبليه الله بالفقر والغربة، فاستجيبت دعوته. وذلك أنه كان يركب حمارا له، وينتقل من بلد إلى بلد من أرض الأندلس يقرئ الناس، لا يستقر

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 346، وتلخيص ابن مكتوم 150، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 181 - 182، وكشف الظنون 604. و «يونش»، ضبطه السيوطى بالشين المعجمة.

482 - على بن محمد السمسمانى الأديب البغداذى [1]

ببقعة، ولم يزل فقيرا مدقعا. وقال: إنما سمى الزقاق لأنه كان سمينا كبير البطن، وكان الطلبة يسمونه زق الخراء، ثم أنفوا من التصريح بذلك، فدعوه بالزقاق، وصار علما له، ولم يزل علىّ ولده هذا على ما هو عليه من الإقراء بحلب؛ إلى أن حج فى حدود سنة خمس وستمائة، ومات عائدا بطريق مكة. 482 - علىّ بن محمد السّمسمانىّ الأديب البغداذىّ [1] كان فاضلا عالما متوفرا على إفادة علم الأدب، متصدرا ببغداذ. كتب بخطه الكثير، وكان فى غاية الضبط والإتقان. وله شهرة عند أهل هذا الشأن. مات ببغداذ فيما ذكره هلال بن المحسّن فى يوم الأربعاء الخامس من المحرم سنة خمس عشرة وأربعمائة. 483 - على بن محمد بن الزّبير الأسدىّ المعروف بابن الكوفىّ النحوىّ اللغوىّ [2] عالم، صحيح الخطّ، راوية، جماعة للكتب، صادق الرواية، منقّر بحاث. من أصحاب أبى العباس ثعلب المختصّين به. وكان أبوه من أهل ذوى اليسار من أهل الكوفة، واشتغل ولده هذا بطلب العلم من يومه. ولما مات أبوه خلّف له- فيما يقال- زائدا عن خمسين ألف دينار، فصرفها كلّها فى طلب العلم وتحصيل الكتب اشتراء واستنساخا وكتابة، وصرف

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 343، وتاريخ بغداد 12: 10، وتلخيص ابن مكتوم 151، وابن خلكان 1: 336، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 158، 167، ومعجم الأدباء 14: 58 - 61. وانظر ترجمة أخرى له فى هذا الجزء ص 288 وحواشيها. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 350، وتاريخ بغداد 12: 81، وتلخيص ابن مكتوم 151، وشذرات الذهب 2: 379، والفهرست 79، وكشف الظنون 1729، ومعجم الأدباء 14: 153 - 156. وذكر الخطيب وياقوت والسيوطى وابن العماد أن وفاته كانت سنة 348.

484 - على بن محمد السعيدى الأستاذ الأديب أبو الحسن البيارى [1]

من ذلك جزءا صالحا لفقراء طلبة العلم، وكان منزله مغشيا منهم، ونفقاته عليهم واسعة. فأما كتبه ففى غاية الجودة والإتقان، والموجود منها فى زماننا هذا إذا تؤمّل دلّ على تيقظ وبحث ورغبة. وقد كانت لكثرتها يعيّن لكلّ نوع منها موضعا مخصوصا من خزائنه، ويكتبه على أوّل الكتاب ليجده إذا طلبه، ويعيده إلى موضعه المعلوم إذا غنى عنه- رحمه الله، فما كان أسنى فعاله! وشغله طلبه الفوائد عن التصنيف، فلم ير له إلا تصنيف واحد فى معانى الشعر واختلاف العلماء فى ذلك «1». 484 - على بن محمد السّعيدىّ الأستاذ الأديب أبو الحسن البيارىّ [1] رجل فاضل. من أهل بيت الفضل والأدب. وله شرح الحماسة، جميل، أحسن فيه غاية إمكانه. 485 - علىّ بن محمد بن علىّ أبو الحسن بن أبى زيد النحوىّ المعروف بالفصيحىّ [2] من أهل أستراباذ، بلدة من أطراف خراسان. قرأ النحو على عبد القاهر الجرجانىّ، وبرع فيه حتى صار من أعرف أهل زمانه به.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 152، ومعجم الأدباء 15: 58. والبيارىّ، بالكسر: منسوب إلى بيار، وهى مدينة من أعمال قومس، خرج منها جماعة من العلماء. [2] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 35، وبغية الوعاة 351 - 352، وتلخيص ابن مكتوم 152، وابن خلكان 1: 344، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 187 - 188، ومعجم الأدباء 15: 66 - 75. قال ياقوت: «سمى الفصيحىّ لكثرة دراسته كتاب الفصيح لثعلب».

486 - على بن محمد بن السيد النحوى [1]

قدم بغداذ، واستوطنها إلى أن توفى بها. ودرس النحو بالمدرسة النظامية مدّة، وأخذ عنه الناس، وتخرّج به جماعة. سمع منه أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهانىّ ببغداذ، وقال: جالسته وسألته عن أحرف من العربية. توفى الفصيحىّ يوم الأربعاء ثالث عشر ذى الحجة من سنة ست عشرة وخمسمائة ببغداذ. وكان- رحمه الله- يكتب خطا صحيحا، رأيت بخطه شرح الحماسة للبيارىّ، وهى فى غاية الجودة والصحة. 486 - علىّ بن محمد بن السّيد النحوىّ [1] من أهل بطليوس. أبو الحسن، ويعرف بالخيطال، وهو أخو الشيخ أبى محمد عبد الله بن السّيد البطليوسىّ «1». روى عن أبى بكر بن الفرات. أخذ عنه أبو محمد كثيرا من كتب الأدب وغيرها. وتوفى بقلعة رباح «2» معتقلا من قبل ابن عكاشة قائدها سنة ثمان وثمانين وأربعمائة أو نحوها. وكان مقدّما فى علم اللغة وحفظها والضبط لها.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 348، وتلخيص ابن مكتوم 152، والصلة لابن بشكوال 2: 414 - 415، ومعجم الأدباء 15: 56. والسيد، بكسر السين وسكون الياء، من أسماء الذئب، سمى به جدّه.

487 - على بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان أبو الحسن التنوخى القاضى المعرى المقرئ الفقيه اللغوى النحوى [1]

487 - على بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان أبو الحسن التنوخىّ القاضى المعرىّ المقرئ الفقيه اللغوىّ النحوىّ [1] ولد علىّ أبو الحسن بن أبى طالب محمد بن أحمد بن إسحاق ببغداذ فى شوّال سنة إحدى وثلاثمائة، وتوفى بها فى شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. وكان حافظا للقرآن، قرأ على أبى بكر بن مقسم بحرف حمزة «1»، ولقى أبا بكر بن مجاهد وقرأ عليه بعض القرآن، وسمع منه حديثا، وتفقّه على مذهب أبى حنيفة. وحمل من النحو واللغة والأخبار والأشعار عن جدّه القاضى جعفر بن البهلول وعن أبى بكر بن الأنبارىّ ونفطويه والصولىّ وغيرهم. وقال الشعر، وتقلد القضاء بالأنبار وهيت «2» من قبل أبيه فى سنة عشرين وثلاثمائة أو قبلها، ثم تنقلت به الأحوال إلى أن تولى القضاء فى عدة أماكن «3». 488 - على بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بشر أبو الحسن الأنطاكىّ المقرئ النحوىّ الفقيه [2] قرأ القرآن بأنطاكيّة «4» على أبى إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق المقرئ «5»، ورحل إلى الأندلس، فأدخل إليها علما كثيرا من القراءات والرواية لحديث كثير عن الشاميين والبصريين. وكان بصيرا بالعربية والحساب، وله حظ من الفقه على مذهب الشافعىّ، قرأ الناس عليه بالأندلس، وكتبوا عنه، وسمعوا منه.

_ [1] ترجمته فى تاريخ بغداد 12: 82، وتلخيص ابن مكتوم 152، والجواهر المضية 1: 369 - 370. وما ذكره المؤلف يوافق ما فى تاريخ بغداد. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 153، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 564 - 565.

489 - على بن محمد الجزرى النحوى الأديب [1]

وكان مولده بأنطاكيّة فى سنة تسع وسبعين ومائتين. وتوفى بقرطبة يوم الجمعة يوم تسعة وعشرين من ربيع الأوّل سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ودفن فى مقبرة الرّبض «1». 489 - على بن محمد الجزرىّ النحوىّ الأديب [1] نزيل باخرز «2» من أعمال نيسابور. فاضل وقع من بعض أقطار الجزيرة إلى باخرز، وعلم فضله، فارتبطه أهلها للتأديب. وبقى بين كبرائها موفور النصيب. وكان غاليا «3» فى التشيّع، ومقت لذلك. فخرج عن باخرز، وقصد الشام ونزل دمشق، ولازم قبر معاوية بن سفيان، وهو فى القبّة الخضراء، وفى ذلك اليوم فيما قيل دكان لفقّاعىّ، فأقام ملازما للقبر مدّة ليزيل عنه اسم التشيع. ثم غلبه الطبع فلم يزل ينتهز الفرصة فى أن يخلو بالقبر. فلمّا خلا به فى بعض الأيام أسال عليه ميزابه، ونفض عليه عيابه، وألقى عليه جنينه، وخلط بذى بطنه طينه. وخرج عنه خائفا يترقب، قال: رب نجنى من القوم الظالمين «4». وفى هذا المعنى يقول: رأيت بنى الطوامث «5» والزّوانى ... بمقت ينظرون إلىّ شزرا «6» لأنى بالشآم أقمت حولا ... على قبر ابن هند كنت أخرا

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 153، ودمية القصر 52 - 53.

490 - على بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله أبو الحسن الضرير النحوى القهندزى النيسابورى [1]

490 - على بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله أبو الحسن الضّرير النحوىّ القهندزىّ النيسابورىّ [1] من أصحاب أبى عبد الله «1». شيخ فاضل من الأدباء، سمع الحديث الكثير، وسمع منه الناس، وقرأ عليه الأئمة، وتخرّجوا به. 491 - على بن محمد بن عبد الله بن الهيثم بن بختيار بن خرزاد ابن سنين بن سينات بن الهيثم المعروف بأبى القاسم بن أبى جعفر الأديب الأصبهانىّ المدينىّ [2] راوية لكتب اللغة. يروى كتب أبى عبيد القاسم بن سلام، سمعها من الطبرانىّ. ومات بأصبهان فى ذى القعدة سنة سبع وعشرين وأربعمائة. 492 - على بن محمد بن عبدوس الكوفىّ [3] نحوىّ. له ذكر هناك، وصنف كتبا، منها كتاب ميزان الشعر بالعروض «2». كتاب البرهان فى علل النحو. كتاب معانى الشعر.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 346، وتلخيص ابن مكتوم 153 - 154، ومعجم الأدباء 15: 57 - 58، ونكت الهميان 215. والقهندزىّ، بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة: منسوب إلى قهندز نيسابور. وقهندز: اسم الحصن أو القلعة فى وسط المدينة. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 154. [3] ترجمته فى بغية الوعاة 350، وتلخيص ابن مكتوم 154، والفهرست 86، وكشف الظنون 242، 1729، 1918، ومعجم الأدباء 14: 157.

493 - على بن محمد الهروى النحوى [1]

493 - على بن محمد الهروىّ النحوىّ [1] من أهل هراة. قدم مصر واستوطنها روى عن الأزهرىّ. وهو أوّل من أدخل نسخة من كتاب الصحاح للجوهرىّ مصر- فيما قيل- ووجد فيها خللا ونقصا، فهذبه وأصلحه. وصنف كتابا كبيرا فى النحو، عدّة مجلدات، وهو موجود بمصر. وصنف كتابا فى معانى العوامل سماه الأزهية «1» رأيته بخط ولده أبى سهل، وملكته والحمد لله. وله مختصر فى النحو سماه المرشد، رأيته وملكته وعليه خطه «2». 494 - على بن محمد السّخاوىّ المصرىّ المقرئ النحوىّ [2] نزيل دمشق. من أهل سخا؛ إحدى قرى الناحية الشمالية من مصر «3». قرأ القرآن العزيز بمصر على أبى القاسم بن فيّره «4» الشاطبىّ المقرئ المشهور، ولازمه مدّة طويلة،

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 355، وتلخيص ابن مكتوم 155، وكشف الظنون 73، 822، ومعجم الأدباء 14: 249. والهروى، بفتح الهاء والراء: منسوب إلى هراة، وهى إحدى مدن خراسان المشهورة. [2] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 36، وبغية الوعاة 349 - 350، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 643)، وتاريخ أبى الفدا 4: 174، وتاريخ ابن كثير 13: 17، وتلخيص ابن مكتوم 154 - 155، وحسن المحاضرة 1: 173، وابن خلكان 1: 345، وروضات الجنات 492 - 493، وشذرات الذهب 5: 222 - 223، وطبقات الشافعية 5: 126، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 183 - 187، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 568 - 571، وطبقات المفسرين للداودى الورقة 1179، وطبقات المفسرين للسيوطى 25 - 26، وكشف الظنون 593، 647، 1236، 1327، 1775، ومرآة الجنان 4: 110،- 111، ومعجم الأدباء 15: 65 - 66، ومعجم البلدان 5: 46 - 47، والنجوم الزاهرة 6: 354.

واستفاد منه، وقرأ النحو على نحاة زمانه من الشاطبىّ وغيره، وخرج عن مصر، واستوطن دمشق، وتصدّر بجامعها للإقراء والإفادة، فاستفاد الناس منه، وأخذوا عنه. وصنف فى علم القراءات «1»، وشرح قصيدة «2» شيخه فى القراءات شرحا كافيا، ونقل عنه. وشرح المفصل «3» للزمخشرى شرحا حسنا، وطيئ الألفاظ، أراد به وجه الله تعالى، فالنفوس تقبله؛ إذ لم يعتمد فيه القعقعة الأعجمية، ولا التقاسيم المنطقية «4». وهو مقيم على حالته فى الإفادة بدمشق فى زماننا هذا، وهو سنة اثنتين وثلاثين وستمائة «5».

495 - على بن المبارك الأحمر النحوى [1]

495 - على بن المبارك الأحمر النحوىّ [1] صاحب على بن حمزة الكسائىّ. كان مؤدب الأمين، وهو أحد من اشتهر بالتقدّم فى النحو واتساع الحفظ. وجرت بينه وبين سيبويه مناظرة لما قدم بغداذ.

_ [1] ترجمته فى الأنساب للسمعانى 20 ا- 21 ب، وبغية الوعاة 334، وتاريخ بغداد 12: 104 - 105، وتلخيص ابن مكتوم 155 - 157، وطبقات الزبيدى 95، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 180، ومراتب النحويين، والمزهر 2: 410، ومعجم الأدباء 13: 5 - 11. واسمه فى معجم الأدباء: «على بن الحسن». والأحمر فى الأصل: صفة للرجل الذى فيه الحمرة. قال السيوطى فى البغية ص 436: «الأحمر أربعة؛ أشهرهم اثنان: خلف البصرىّ وعلى بن الحسن الكوفى. والثالث أبان بن عثمان الطولونىّ والرابع أبو عمرو الشيبانىّ إسحاق ابن مرار».

قال أبو العباس أحمد بن يحيى: كان علىّ بن المبارك الأحمر مؤدب «1» الأمين يحفظ أربعين ألف بيت شاهد فى النحو سوى ما كان يحفظ من القصائد وأبيات الغريب. ولما أحضر سيبويه فى دار يحيى بن خالد البرمكىّ لمناظرة الكسائىّ حضر الأحمر قبل حضور الكسائىّ، فألقى الأحمر على سيبويه مسألة. فأجاب فيها. فقال له الأحمر: أخطأت. وألقى عليه أخرى فأجاب، فقال له: أخطأت،- وكان الأحمر حادا حافظا- فغضب سيبويه، فقال له الفراء: [إن «2»] معه عجلة. وأخذ الفراء فى الكلام مع سيبويه «3». وقال على بن المبارك الأحمر هذا: قعدت مع الأمين ساعة من نهار، فوصل إلىّ فيها ثلاثمائة ألف درهم. فانصرفت وقد استغنيت. ولم يصر إلى أحد قط من التأديب ما صار إليه. وقد ذكر أن اسمه على بن الحسن. قال عبد الصمد بن المعذّل: رأيت الأصمعىّ بمكة، وقد جاءه الأحمر؛ فألقى إليه مسائل من الغريب، فجعل يجيبه. وكان الأحمر كأنه مجنون فى سؤاله وحركته. ولما انقضت المسائل تمثل بشعر ابن مقبل «4»: وقد بريت قداحا أنت مرسلها ... ونحن راموك فانظر كيف ترمينا ثم سأله الأصمعىّ عن بيت فلم يجبه، فسأله عن ثان فلم يجبه، ثم سأله عن ثالث فلم يجبه وتلجلج، فقال الأصمعىّ «5»:

تلجلج مضغة فيها أنيض ... أصلّت فهى فوق الكشح داء «1» غصصت بنيئها فبشمت عنها ... وعندى لو طلبت «2» لها دواء فقال الأحمر للأصمعىّ: ما يتعرض لك فى اللغة إلّا مجنون. وكان الأحمر هذا فى أوّل أمره من الجند، من رجالة النوبة على باب الرشيد، وكان يحب علم العربية ولا يقدر على مجالس الكسائى إلا فى أيام غير نوبته، وكان يرصد مصير الكسائىّ إلى دار الرشيد، ويعرض له فى طريقه كل يوم؛ فإذا أقبل تلقّاه وأخذ بردائه حتى ينزل، ثم أخذ بيده وماشاه إلى أن يبلغ إلى الستر، وسأله فى طريقه عن المسألة بعد المسألة، فإذا دخل الكسائىّ رجع إلى موضعه، فإذا خرج الكسائى من الدار تلقاه إلى الستر، وأخذ بيده فماشاه، وسأله حتى يركب ويتجاوز الموضع، ثم ينصرف إلى مكانه. ولم يزل كذلك يتعلم المسألة بعد المسألة حتى قوى وتمكن. وكان فطنا حريصا، فلما أصاب الكسائىّ الوصح «3» فى وجهه وبدنه كره الرشيد ملازمته أولاده، وأمره أن يرتاد لهم من ينوب عنه ممن يرتضى به. وقال له: إنك قد كبرت، ونحن نحبّ أن نريحك؛ لسنا نقطع عنك جاريك «4»، فجعل يدافع بذلك، وينوى أن يأتيهم برجل فيغلب على موضعه. إلى أن ضيق عليه الأمر وشدد وقيل له: إن لم تأتنا أنت من أصحابك برجل ارتدنا لهم من يصلح- وكان قد بلغه أن سيبويه يريد الشخوص إلى بغداذ والأخفش- فقلق لذلك، وأراد أن يدخل إليهم من لا يخشى عاقبته، فقال للأحمر: هل فيك خير؟ قال: نعم،

قال: قد عزمت على أن أستخلفك على أولاد الرشيد، فقال الأحمر: لعلى لا أفى بما يحتاجون إليه. فقال له الكسائىّ: إنما يحتاجون فى كل يوم إلى مسألتين فى النحو، وبيتين من معانى الشعر وأحرف من اللغة، وأنا ألقّنك فى كل يوم قبل أن تأتيهم ذلك، فتحفظه وتعلّمهم، فقال: نعم. فلما ألحوا عليه قال: قد وجدت لكم من أرضاه، وإنما أخّرت ذلك حتى وجدته- وأسماه لهم- فقالوا له: اخترت لنا رجلا من رجال النوبة، ولم تأت بأحد متقدّم فى العلم. فقال: ما أعرف فى أصحابى فى الفهم والصيانة مثله، ولست أرضى غيره لكم. فأدخل الأحمر إلى دار، وفرش له البيت الذى فيه بفرش وخيش. وكان الخلفاء إذا أدخلوا مؤدّبا إلى أولادهم فجلس أوّل يوم أمروا عند قيامه بحمل كل ما فى المجلس إلى منزله مع ما يوصل به، ويوهب له. فلما أراد الأحمر الانصراف إلى منزله دعى له بحمّالين، فحمل معه ذلك كله مع بزّ كثير. فقال الأحمر: والله ما يسع بيتى هذا، وما أنا إلا فى غرفة ضيّقة فى بعض الخانات ليس فيها من يحفظه غيرى، وإنما يصلح هذا كلّه لمن له دار وأهل وكلّ شىء يشاكله. فأمر بشراء دار له وجارية، وحمل على دابة، ووهب له غلام، وأقيم له جار له ولمن عنده. وجعل يختلف إلى الكسائىّ كل عشيّة، فيتلقّن ما يحتاج إليه أولاد الرشيد ويغدو عليهم فيلقّنهم. وكان الكسائىّ يأتيهم فى الشهر مرّة أو مرّتين، فيعرضون عليه بحضرة الرشيد ما علّمهم الأحمر. وكان الكسائىّ لا يسألهم إلّا عمّا لقّنهم الأحمر، فيجيبوه عنه، فيثنى على الأحمر بذلك ويرضاه. ولم يزل الأحمر كذلك حتى صار نحويّا، وحسنت حاله، وعرف بالأدب حتى قدّم على سائر أصحاب الكسائى. ولم يكن قبل ذلك له ذكر، ولا يعرف. ولما تمكّن

فى الرياسة صارت له الهيئة الجميلة، والتجمّل التام، والجماعة المتوقّرة، والطعام السرىّ. وإذا حضر الطلبة إلى منزله رأوا منزلا كمنازل الملوك ينفح منه الطيب، ويوسّع لهم فى المأكل والورق والأقلام والمداد، ويريهم بشرا وسرورا؛ فلا ينفصل أحد عنه إلّا شاكرا. وكان ينصرف من مكتبه يوم الثّلاثاء فينقطع فى ذلك اليوم عن الخروج، ويجمع إليه إخوانه وأصحابه، ويوسعهم فضلا وإفضالا، فلذلك قال أبو فقعس أو أبو الجراح: قالوا: ثلاثاؤه خصب [ومكرمة] ... وكلّ أيّامه يوم الثلاثاء والأحمرىّ إذا لاذوا فملوذه ... من الطّريق ندى فى رأس ميثاء وجاءته قريبة الدّبيريّة تسأله فلم [يفهم] ما أرادت، فقالت: الأحمرىّ الأحمق الطّرماذ «1» ... أحمق شخص ضمّه بغداذ ليس له من خزيه ملاذ وكان بين الفرّاء والأحمر وحشة؛ وذلك أن الأحمر كان قد اقترض من الفرّاء عشرة آلاف درهم، وردّها عليه مقطّعة، فاستوحشا لذلك. ولما مات الأحمر بطريق مكّة نعى إلى الفراء، فذكره بخير وأثنى عليه. فقال أهل زمانه: لم يذكره لمحبّته له، وإنما ذكره ليكاثر أهل البصرة بأهل الكوفة. قال الطّوال: ومات الأحمر قبل الفرّاء بمدّة. قال: أحسبه سنة أربع وتسعين ومائة، ومات الفراء سنة أربع ومائتين.

496 - على بن المبارك بن عبد الباقى بن بانويه أبو الحسن النحوى [1]

496 - على بن المبارك بن عبد الباقى بن بانويه أبو الحسن النحوىّ [1] يعرف بابن الزاهدة «1». من ساكنى الظّفرية «2». قرأ النحو على الشريف أبى السعادات بن الشجرىّ العلوى، [و] «3» أبى جعفر «4» المعروف بالتّكريتى، ثم على أبى محمد بن الخشّاب. وصارت له به معرفة جيدة، وأقرأ الناس مدّة، وتخرج به فيه جماعة؛ منهم أبو البركات محمد بن محمد الشهرستانىّ ثم البغداذىّ وغيره. وكان قد انقطع قبل وفاته بمنزله، وسمع الناس منه فى حال انقطاعه. وتوفّى يوم الثلاثاء ثالث ذى الحجة من سنة أربع وتسعين وخمسمائة ودفن عند والدته برباط لهم بدرب البقر بالظّفرية.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 364، وتلخيص ابن مكتوم 157، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 279، ومعجم الأدباء 14: 108 - 110. وبانويه، ضبطه ابن قاضى شهبة بالموحدة وبعد الألف نون مفتوحة.

497 - على بن المغيرة أبو الحسن الأثرم [1]

497 - على بن المغيرة أبو الحسن الأثرم [1] صاحب النحو والغريب واللغة. سمع أبا عبيدة معمر بن المثنى وأبا سعيد الأصمعىّ. روى عنه الزبير بن بكار «1»، والحسن «2» بن مكرم، وأحمد بن أبى خيثمة «3»، وأبو العباس ثعلب وغيرهم. روى الأثرم هذا عن أبى عبيدة البصرىّ قال: مرّ أبو عمرو بن العلاء [بالبصرة] «4»، فإذا أعدال مطروحة مكتوب عليها: «لأبو فلان» فقال أبو عمرو: يا ربّ، يلحنون ويرزقون! قال أبو بكر بن الأنبارىّ: وكان ببغداذ من رواة اللّغة اللّحيانى والأصمعىّ وعلى بن المغيرة الأثرم. قال أبو مسحل: كان إسماعيل بن صبيح أقدم أبا عبيدة فى أيام الرشيد من البصرة إلى بغداذ، وأحضر الأثرم- وكان ورّاقا فى ذلك الوقت- وجعله فى دار من دوره، وأغلق عليه الباب، ودفع إليه كتب أبى عبيدة، وأمره بنسخها. قال: فكنت أنا وجماعة من أصحابنا نصير إلى الأثرم، فيدفع إلينا الكتاب من

_ [1] ترجمته فى الأنساب للسمعانى 119، وبغية الوعاة 355، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 232)، وتاريخ بغداد 12: 107 - 108، وتلخيص ابن مكتوم 157 - 158، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 190، والفهرست 56، واللباب لابن الأثير 1: 21 - 22، والمزهر 2، 12، ومعجم الأدباء 15: 77 - 79، والنجوم الزاهرة 2: 263، 265، ونزهة الألباء 218 - 221. والأثرم: من كانت سنه متفتتة.

تحت الباب، ويفرّقه علينا أوراقا، ويدفع إلينا ورقا أبيض من عنده، ويسألنا نسخه وتعجيله، ويوافقنا على الوقت الذى نردّه عليه فيه، فكنا نفعل ذلك. وكان الأثرم يقرأ على أبى عبيدة، ويسمعها. قال: وكان أبو عبيدة من أضنّ الناس بكتبه، ولو علم بما فعله الأثرم لمنعه منه، ولم يسامحه. مات الأثرم فى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فى جمادى الأولى. قال محمد ابن إسحاق النّديم فى كتابه: «أبو الحسن علىّ بن المغيرة الأثرم. روى عن جماعة من العلماء، وعن فصحاء الأعراب، وروى كتب أبى عبيدة والأصمعىّ- وكان لا يفارقها». «قال ثعلب: كنا عند الأثرم صاحب الأصمعىّ، وهو يملّ «1» شعر الراعى. قال: فلما استتم المجلس وضع الكتاب من يده- وكان معى يعقوب بن السّكيت- فقال: لا بد من أن أسأله عن أبيات. قال: فقلت: لا تفعل، فلعله لا يحضره جواب، فتكون قد هجنته على رءوس الملأ. قال: لا بدّ من ذلك. فقال: ما تقول فى قول الراعى «2»:

498 - على بن منصور بن عبيد الله بن على الخطيبى أبو الحسن [1]

وأفضن بعد كظومهنّ بجرّة ... من ذى الأبارق إذ رعين حقيلا «1» قال: فلجلج الشيخ [وتنحنح] «2»، ولم يجب بشىء. فقال: ما تقول فى بيته: كدخان مرتجل بأعلى تلعة ... غرثان ضرّم عرفجا مبلولا «3» قال: فعاد إلى تلك الصورة، ورأيت فى وجهه الكراهة والإنكار». وتوفّى الأثرم سنة ثلاثين ومائتين. وله من الكتب: كتاب النوادر. كتاب غريب الحديث. 498 - على بن منصور بن عبيد الله بن علىّ الخطيبىّ أبو الحسن [1] الأصبهانىّ الأصل، البغداذىّ المولد والدار، اللغوىّ. فاضل له معرفة تامة بالأدب. قرأ على أبى الحسن على بن عبد الرحيم السّلمىّ المعروف بابن العصّار، وعلى أبى البركات عبد الرحمن بن محمد الأنبارىّ. وبرع فى ذلك حتى صار يشار

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 356، وتلخيص ابن مكتوم 158، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 190 - 191، ومعجم الأدباء 15: 81 - 83. والخطيبىّ بفتح الخاء وكسر الطاء: منسوب إلى الخطيب. قال السمعانىّ عند ذكر هذه النسبة: «ولعل بعض أجداد المنتسب إليه كان خطيبا».

499 - على بن المغربى النحوى [1]

إليه فى معرفة اللّغة العربيّة، ونقلها حفظا «1» وعلما، مع حفظ القرآن المجيد ومعرفة الفقه على مذهب الشافعىّ. ولد فى سنة سبع وأربعين وخمسمائة فى شوّال «2». 499 - على بن المغربى النحوىّ [1] المقيم بقلعة جعبر «3»، من أرض الجزيرة. كان متصدّرا بها لإفادة هذا الشأن. وكان أديبا فاضلا فى المائة السادسة من الهجرة، وله شعر جيّد منه: ما كنت لولا كلفى بالعذار ... أصبو إلى الشرب بكأس العقار «4» سال كذوب المسك فى وجنة ... ورديّة تجمع ماء ونار هذا وما تمّ غرامى به ... فكيف لو تمّ بها واستدار وفاتن الألحاظ ما زلت من ... نواظر الناس عليه أغار

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 158.

500 - على بن نصر بن سليمان أبو الحسن البرنيقى النحوى [1]

ملّكته رقّى على أنّه ... يجير قلبى فتعدّى وجار ويلاه من صحة أجفانه ... وما بها من مرض واحورار 500 - على بن نصر بن سليمان أبو الحسن البرنيقىّ النحوىّ [1] نزيل مصر. وبرنيق مدينة على ساحل البحر المالح المغربىّ بين الإسكندرية وبرقة. وهى إحدى المراسى للمراكب الواردة من المغرب على رأس الجون المعروف بجون زنديق. كان نحويا لغويا فاضلا، مشهورا بالأدب. وكتب بخطه الكثير. وكان الناس يتنافسون فى خطه وتحصيله، وذلك مستمرّ إلى زماننا هذا. ولقد رأيت نسخة بخطه من كتاب الجمهرة لابن دريد. وقد أبيع فى تركة الجمال البجلىّ البغداذى المعروف بابن الفضل الكرخى مدرّس المدرسة الحنفية بالقاهرة المعزّيّة بما مبلغه أربعة وعشرون دينارا مصريا. ولولا الحياء ممن تعرّض له، وهو مبارك ابن منقذ التبريزىّ أحد أمراء الدولة الصلاحيّة- وكان يتولّى الدواوين، وتحت يديه أرزاق المرتزقين بها من جهة السلطان- لكان ثمنها قد زاد على ذلك. وكان خطه خطا قاعدا عاقلا بين الخطوط، كثير الضبط، فى غاية التحقيق والتنقيب والتصحيح. حدّث البرنيقىّ عن سعيد بن السكن الحافظ.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 357، وتلخيص ابن مكتوم 158، ومعجم الأدباء 15: 97، ومعجم البلدان 2: 155.

501 - على بن هارون بن نصر أبو الحسن النحوى المعروف بالقرميسينى [1]

501 - على بن هارون بن نصر أبو الحسن النحوىّ المعروف بالقرميسينىّ [1] حدّث عن علىّ بن سليمان الأخفش. روى عنه عبد السّلام بن الحسين البصرىّ. وكان عنده عن أبى الحسن الأخفش أشياء كثيرة، وكان ثقة جميل الأمر. وكان مولده سنة تسعين ومائتين، وكان يسكن الرحبة ببغداذ، وتوفى فى جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. 502 - عمر بن إبراهيم بن محمد العلوىّ الزيدىّ أبو البركات [2] عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علىّ بن الحسين بن على بن حمزة بن يحيى بن الحسين ذى الدمعة بن زيد الإمام الشهيد بن على زين العابدين بن السّبط أبى عبد الله الحسين بن على بن أبى طالب، عليهم السلام. أبو البركات. من أهل الكوفة. يسكن محلّة يقال لها السّبيع «1»، ويصلّى بالناس فى مسجد أبى إسحاق السّبيعىّ «2». شيخ مسنّ كبير فاضل، له معرفة بالفقه والحديث والتفسير

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 358، وتاريخ بغداد 12: 120 - 121، وتلخيص ابن مكتوم 159، ومعجم الأدباء 15: 111. والقرميسينىّ، بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم: منسوب إلى قرميسين؛ وهى مدينة بجبال العراق. [2] ترجمته فى الأنساب للسمعانى 283 ب، وبغية الوعاة 359، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 539) وتاريخ ابن عساكر 30: 483 - 484، وتاريخ ابن كثير 12: 219، وتلخيص ابن مكتوم 159، وشذرات الذهب 4: 122 - 123، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 194، واللباب فى الأنساب 1: 517، ومعجم الأدباء 15: 257 - 262، والمنتظم (وفيات سنة 539)، والنجوم الزاهرة 5: 276.

والنحو واللغة والأدب. وله التصانيف الحسنة السائرة فى النحو. وهو خشن العيش، صابر على الفقر والقلّة، قانع باليسير. وكان يقول: أنا زيدىّ المذهب، وأفتى على مذهب أبى حنيفة. واسع الرواية، أدرك المشايخ الجلّة، كأبى بكر الخطيب وطبقته. وسافر إلى الشام، وأقام بدمشق مدّة، ثم بحلب مدّة، وقرا بها الإيضاح لأبى على الفارسىّ فى سنة خمس وخمسين وأربعمائة، على رجل يقال له أبو القاسم زيد بن علىّ الفارسىّ عن خاله أبى علىّ الفارسىّ. وروى هذا الشريف الكتاب- أعنى الإيضاح- بهذا الطريق بالكوفة المدّة الطويلة، وأخذه عنه بهذا السّبيل الجمّ الغفير من علماء الرواة والنحاة. وكان هذا الشريف عمر متيقّظا حسن الاستماع، يكتب خطّا جميلا. وكان حافظا للسانه، تكرّر إليه المحدّثون ونقلوا عنه الأحاديث والأخبار لسعة روايته، ولم يسمعوا منه شيئا مما يتعلّق باعتقاد الشيعة. قال المسلم بن نجم بن علىّ الرّسىّ الكوفىّ: كان الشريف عمر بن إبراهيم الكوفىّ يغرس فسيل «1» النخل فى أجمة له، وهو شيخ كبير، ومعه جماعة من شبّان محلّته يعينونه على ذلك كما جرت العادة. فوقف رجلان من طيّئ شيبان من بعيد من أبناء السبيل ينظران إلى العمل، فقال أحدهما لصاحبه: ترى من يغرس هذا الفسيل؟ فقال له: ذلك الشيخ الكبير. فقال البدوىّ: أذلّه الله! أيرجو هذا الشيخ أن يأكل من جناه! فسمع الشريف ما قال، وأحزنه ذلك، وقال له: يا بنىّ، كم من كبش فى المرعى وخروف فى التّنور! ففهم أحدهما دون الآخر كلام الشريف. فقال الذى لم يفهمه لصاحبه الذى فهم: أيش قال الشيخ؟ فقال

البدوىّ: قال الشيخ: كم من ناب يسقى فى جلد حوار «1»! ففهم البدوىّ ما قال وأعجبه ذلك. قال أبو الغنائم: وعاش الشريف إلى أن أدرك الفسيل وأكل من تمره سنين كثيرة. وذاكر الشريف عمر هذا يوما بعض أصحاب الحديث الآخذين عنه، وقال: دخل أبو عبد الله الصّورىّ «2» الكوفة، وكتب عن أربعمائة شيخ. وقدم علينا هبة الله بن المبارك السّقطىّ «3»، فأفدته عن سبعين شيخا من الكوفيّين، وما فى الكوفة اليوم أحد يروى الحديث غيرى. ثم أنشد: لما دخلت اليمنا ... لم أر فيه حسنا قلت: حرام بلدة ... أعلم من فيها أنا وكان أبو محمد عبد الله بن على بن أحمد المقرئ سبط أبى منصور الخياط قد قرأ على الشّريف عمر النحو؛ لأن الشريف كان علامة فى النحو، وقرأ عليه جماعة من مشايخ العراق النحو أيضا. ومدحه أبو محمد عبد الله بأبيات، منها: أحيا بكوفان علما كان مدروسا ... وقام بالحق فيها وهو خاطبه فما له فى الورى شكل يماثله ... وما له فى التّقى عدل يناسبه سئل عن مولده فقال: ولدت فى سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة بالكوفة.

503 - عمر بن أحمد بن محمد بن الحسن الكشانى الأديب أبو حفص [1]

وتوفّى رحمه الله يوم الجمعة السابع من شعبان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. ودفن يوم السبت فى المسبلة المعروفة بالعلويين، وصلّى عليه كل من فى الكوفة. وقدّر الجمع بثلاثين ألفا. أنبأنا أبو طالب السّلفىّ فى إجازته العامّة- لمن يقول فى وقت الإجازة: «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وذلك فى سنة ست وتسعين وخمسمائة- وكنت فى ذلك الحين ابن ثمان سنين: أخبرنى أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد العلوىّ الزيدىّ بالكوفة وروى عنه حديثا. وقال: الشريف عمر هذا أديب نحوىّ، وفى المذهب زيدىّ، وكان يفتى بالكوفة على مذهبه، وسمع معنا على جماعة من شيوخنا الكوفيين. وكان من عقلاء الرجال، حسن الرأى فى الصحابة، مثنيا عليهم، متبرئا ممن يتبرّأ منهم. والزيديون فى تشيّعهم القديم يقولون بخلافة أبى بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علىّ، ويرون أن عليا أفضل، ويجوز تقديم المفضول على الفاضل». 503 - عمر بن أحمد بن محمد بن الحسن الكشانىّ الأديب أبو حفص [1] شيخ معروف مشهور بالتأديب، له تلامذة. ولد سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة وتوفى يوم السبت سادس شعبان سنة ست وخمسين وأربعمائة.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 160، والكشانى، بالفتح ثم التخفيف: منسوب إلى كشانية، وهى بلدة بنواحى سمرقند.

504 - عمر بن حسن النحوى الصقلى أبو حفص [1]

504 - عمر بن حسن النحوىّ الصّقلىّ أبو حفص [1] شيخ فى اللغة والنحو، طويل الباع فيهما؛ أخذا ورويا عنه. وتصدّر للإفادة ببلرم «1»، وهى مدينة جزيرة صقلّيّة فى الأيام الفرنجية، وأصيب من الفرنج بما قضى بسجنه. وقال يمدح رجّار «2» ملك صقلّية، وهو فى حبسه: طلب السلوّ لو أنّ غير سعاده ... حلّت سويدا قلبه وفؤاده ورجا زيارة طيفها فى صدّها ... وغرامه يأبى لذيذ رقاده والله لولا الملك رجّار الذى ... أهدى «3» لحبّيه عظيم وداده ما عاف كأس المجد يوم فراقها ... ورأى محيّا المجد فى ميلاده منها فى المديح: يهتزّ للجدوى اهتزاز مهنّد ... يهتزّ فى كفّيه يوم جلاده ويضىء فى الدّيجور ضوء جبينه ... فتخال ضوء الشمس من حسّاده ومطالع الجوزاء أرض خيامه ... والنجم والقمران من أوتاده وإذا الأمور تشابهت فلعضبه ... خطّ يبيّض سودها بمداده يأيّها الملك الذى ثنيت به ... قدما الفظاظة فى صفا أصلاده ودعته أرواح العدى فرمى بها ... لعبا تلقتها ظبى أغماده والله يغفر لهذا الشاعر فى مدحه الملك الكافر؛ ولكنه معذور؛ إذ هو مأسور.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 160، وخريدة القصر 11: 32، والمكتبة الصقلية 587 - 588، 646.

505 - عمر بن خلف بن مكى الصقلى [1]

505 - عمر بن خلف بن مكّىّ الصّقلى [1] فقيه محدّث لغوىّ عالم بالعربيّة، مصنّف فى اللغة. صنّف فى اللغة كتابا سمّاه تلقيح الجنان وتثقيف اللسان فى نهاية الملاحة والبيان، يدل على وفور حظّه من هذا الشأن. رحل إلى تونس من برّ العدوة، فاستوطنها، وولى قضاءها. وكان يجيد الخطب، يخطب فى كل جمعة بخطبة من إنشائه؛ تفوق خطب ابن نباته. وله شعر يروق، منه ما قاله فى القناعة: يا حريصا قطع الأيّام فى ... بؤس عيش وعناء وتعب ليس يعدوك من الرزق الّذى ... قسم الله فأجمل فى الطلب وقال: أتطمع فى ودّ امرئ وهو قاطع ... لأرحامه هيهات قد فاتك الرّشد إذا لم يكن فى المرء خير لوالد ... ولا ولد لم يرجه أحد بعد 506 - عمر بن عثمان بن شعيب الجنزى [2] من ثغر جنزة. قرأ على الأبيوردىّ «1». وهو أحد أئمة الأدب، وله باع طويل فى النحو ومعرفة كلام العرب. ورد بغداذ والبصرة وخوزستان؛ وذاكر الفضلاء

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 160، وخريدة القصر 11: 74 - 76، والمكتبة الصقلية 597، 646. [2] ترجمته فى الأنساب 137 ب، وبغية الوعاة 262، وتلخيص ابن مكتوم 161 - 162، واللباب فى الأنساب 1: 241 - 242، ومعجم البلدان 3: 151. والجنزى، بفتح الجيم وسكون النون وبعدها الزاى: منسوب إلى جنزة؛ وهى من قرى أذربيجان.

507 - عمر بن عثمان بن محمد بن عمير بن حبيب الأندلسى النحوى المعروف بابن الجرار [1]

حتى صار علّامة زمانه وواحد عصره. وشرع فى إملاء تفسير لو تمّ لم يوجد مثله. وتوفى بمرو سنة خمسين وخمسمائة فى شهر ربيع الأول. ومن شعره: بدا ونسيم صبحى برق عيد ... خيال زائر من برقعيد «1» وقرّعنى على طول التنائى ... وجرّعنى عتاب المستزيد ففضّ الدرّ فوق الورد نثرا ... وغصّ الورد بالدرّ النضيد وبات وبتّ معتنقين شوقا ... يبدّد منه ضمّى سقط جيد فلى طوقان لكن من لجين ... وطوقاه من التّبر الجديد 507 - عمر بن عثمان بن محمد بن عمير بن حبيب الأندلسىّ النحوىّ المعروف بابن الجرار [1] كان من أهل البلاغة والشعر، وكان ذا حظ من اللغة والنحو، وله رسالة ناقض فيها عبد الله بن المقفّع فى اليتيمة، وظهر فضله فيها. وكان يرمى بالزندقة. وكان ضئيل الخلقة؛ فلأجل ذلك كتب إلى ربّ الأمر فى زمانه، وقد كان مبعدا غير مقرّب: يا لباب اللّباب من عبد شمس ... ومحلّ الحياة من كلّ نفس إن يكن مبعدى قماءة شخصى ... وروائى ففى حديثى أنسى

_ [1] ترجمته فى بغية الملتمس للضبى 415 - 416، وتلخيص ابن مكتوم 161. واسمه فى بغية الملتمس: عمرو بن عثمان بن سعيد بن الجرز، (بالجيم والراء قبل الزاى).

508 - عمر بن محمد بن عمر أبو حفص الفرغانى [1]

508 - عمر بن محمد بن عمر أبو حفص الفرغانى [1] من فرغانة تركستان ممّا وراء النهر، وإنما [ذكرت] بلده؛ خشية اللبس؛ وذلك [أن] فى قرى أصبهان فرغانة- وربما قيل فرغان- ينسب إليها جماعة من المحدّثين. وعمر هذا قرأ النحو العربىّ فى بلاد العجم على عدّة مشايخ، وعرف منه طرقا. وقرأ المنطق اليونانى أيضا على الفخر الرازىّ «1» وطبقته، وأجاد النوعين، وشارك فيما سواهما مشاركة بليغ. وهو حسن النّقل فى الألفاظ البليغة، وربما خرج فى المؤاخذة إلى حدّ يرتفع به مجاز الكلام والاتساع فى العبارة والاستعارة. رماه المقدار إلى مدينة سنجار، ورزق بها على تدريس ما يعلّمه، فتصدّر وأفاد الطلبة بجامعها علم النحو، والفقه على مذهب النعمان بن ثابت، والمنطق. وفيه كبر وعسر فى الإفادة، واطّراح لجانب الجهلة المتكبرين. واتفق أن جرى على رسمه السائر، فى قطع وصل ابن مهاجر. [و] لما استمر الفرغانى هذا على إهمال جانبه، وألقى حبله على غاربه، توسط له فى أمر رزقه بما هو أهله، وحمله على اطّراح علمه جهله، وأشار على صاحب البلد بإبعاده، ورماه عنده بكفره وإلحاده، فتقدم إليه بالرحلة عن سنجار؛ فتركها غير مكترث بها وسار. ولما حصل ببغداذ نال بها المآرب والملاذ، وتصدر للتدريس والإفادة، وبذلت له الحسنى وزيادة.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 161، والجواهر المضية 1: 396.

509 - عمر بن محمد بن عمر بن عبد الله أبو على الشلوبينى الأندلسى [1]

وهو فى وقتنا هذا مرتّب فى المدرسة الجديدة المستنصرية «1»، يلقى الدروس، وتطأطأ نحوه الرءوس، وذلك فى سنة اثنتين وثلاثين وستمائة. وأصبح الناقص ابن مهاجر يقلّب من الندم على فعله فى حقّه كفّيه، ويتميّز غيظا إذ بلغه ما انتهى أمره إليه. ولما توفرت لديه السعادات، وساغ [له] أن يعيش مات، فى أوائل سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، ولم يخلف ولدا «2». 509 - عمر بن محمد بن عمر بن عبد الله أبو على الشّلوبينىّ الأندلسىّ [1] نزيل إشبيلّية والمتصدّر بها. نحوىّ فاضل كامل، من قرية من قرى إشبيلية، اسمها شلوبينية «3».

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 37 - 38، وبغية الوعاة 364، وتاريخ الإسلام للذهبىّ (وفيات سنة 645)، وتاريخ ابن كثير 13: 173، وتلخيص ابن مكتوم 162 - 165، وابن خلكان 1: 382، وروضات الجنات 501، وشذرات الذهب 5: 232 - 233، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 200، وكشف الظنون 508، 1428، 1800، ومرآة الجنان 4: 113: 114، ومعجم البلدان 5: 290، والنجوم الزاهرة 6: 358. وفى ابن خلكان: «هذه النسبة إلى الشلوبين، وهو بلغة أهل الأندلس الأبيض الأشقر». وحكى ابن مكتوم عن شيخه ابى حيان: «لا يقال له الشلوبينىّ؛ إنما هو الشلوبين (بالشين المشوبة) غير منسوب، وذلك لقب عليه». ثم قال: «وليس قول من قال إنه منسوب إلى شلوبينية بشىء. والقول ما قالت حزام».

قال لى مخلص بن الظّل الغرناطىّ لما قدم علينا حلب: خرجت من إشبيلية أنا وعمر الشّلوبينىّ النحوىّ، وكنت قاصدا مالقة لأركب منها البحر إلى بر العدوة، وكان الشلوبينىّ راكبا على حمار قصير تكاد رجلاه تلمس الأرض، وعليه برنس يغطّيه ويغطى الحمار، فلما كنا ببعض الطريق عرّج إلى ناحية قريته ومضيت إلى مالقة. وهذا الشّلوبينىّ له فى بلاده ذكر كثير، وهو متصدّر هناك، وسألت عنه من رآه من أهل النحو فقال لى: لم تكن عبارته بليغة، وإن قلمه فى التصنيف لأجود من عبارته. وقيل إنه صنف شرحا لكتاب سيبويه لم يظهر بعد، وصنف شرحا «1» للجزولية «2»، رأيت منه فصولا قد أوردها الجيّانىّ «3» النحوى فى شرحها منسوبة إليه، لم يكن فيها كبير أمر. والذى وقع لى أنه غير عاشق فى هذه الصناعة، وإنما يريدها للارتزاق؛ وذلك أنه لما قدم علينا أبو العباس أحمد بن مفرج بن الرومية العشّاب «4» الإشبيلىّ «5»

وهو أثبت من رأيت وأسكن، وهو أحد القائلين بمذهب ابن حزم الظاهرىّ الأندلسىّ. أخبرنى أنه لما عزم على الخروج إلى المشرق للحج ابتاع من عمر الشلوبينىّ الأندلسى كتاب العالم فى اللغة لأحمد بن أبان بن سيّد الأشبيلىّ الأندلسىّ فى اللغة فى أربعين مجلدا، وهو كتاب غريب عجيب لا يسوغ لعالم عاشق فى علم العربية أن يخرج عن يده، واستدللت بهذا على ما قلت «1».

510 - عثمان بن جنى أبو الفتح الموصلى النحوى اللغوى [1]

وهو حى فى زماننا هذا بإشبيليّة يفيد هذا الشأن، ويقرأ عليه السّوقة والأعيان؛ لم تبلغنا وفاته، وذلك فى سنة اثنتين وثلاثين وستمائة «1». 510 - عثمان بن جنى أبو الفتح الموصلىّ النحوىّ اللغوىّ [1] المشهور المذكور، صاحب التصانيف البديعة فى علم الأدب. وأبوه جنّى مملوك رومىّ لسليمان بن فهد بن أحمد الأزدىّ الموصلىّ. وفى ذلك يقول عثمان ابن جنى: فإن أصبح بلا نسب ... فعلمى فى الورى نسبى

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين 30 ا، وبغية الوعاة 322، وتاريخ ابن الأثير 7: 219، وتاريخ بغداد 11: 311 - 312، وتاريخ أبى الفدا 2: 136، وتاريخ ابن كثير 11: 331، وتلخيص ابن مكتوم 165 - 166، وابن خلكان 1: 313 - 314، ودمية القصر 297 - 298، وروضات الجنات 466، وشذرات الذهب 3: 140 - 141، والشعور بالعور 131 - 137، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 123 - 126، وعيون التواريخ (وفيات سنة 392)، وكشف الظنون 384، 411، 412، 416، 481، 493، 691، 692، 706، 810، 988، 1272، 1457، 1462، 1562، 1612، 1712، 1793، 1850، 1882، 1914، ومرآة الجنان 2: 445، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 307، ومعجم الأدباء 12: 81 - 115، والمنتظم (وفيات سنة 392)، والنجوم الزاهرة 4: 205، ونزهة الألباء 406 - 409، ويتيمة الدهر 1: 89. قال ابن خلكان: «وجنى، بكسر الجيم وتشديد النون، وبعدها ياء».

على أنى أؤول إلى ... قروم سادة نجب قياصرة إذا نطقوا ... أرمّ «1» الدهر «2» ذو الخطب «3» أولاك دعا النبى لهم ... كفى شرفا دعاء نبى صحب أبا على الفارسىّ وتبعه فى أسفاره، وخلا به فى مقامه، واستملى منه، وأخذ عنه، وصنّف فى زمانه، ووقف أبو علىّ على تصانيفه واستجادها. واستوطن أبو الفتح دار السلام، ودرس بها العلم إلى أن مات. وكانت وفاته ببغداد على ما ذكره أحمد بن علىّ التّوّزىّ «4» فى يوم الجمعة لليلتين بقيتا من صفر سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. فمن تصانيفه: كتاب اللمع «5». كتاب سر الصناعة «6». كتاب المنصف «7» فى شرح كتاب المازنى فى التصريف. كتاب الخصائص «8». كتاب التلقين فى النحو. كتاب التعاقب. كتاب الكافى فى شرح قوافى الأخفش. كتاب المذكّر والمؤنث. كتاب المقصور والممدود. كتاب التمام فى شعر

الهذليين. كتاب إعراب الحماسة. كتاب المنهج «1» فى اشتقاق أسماء شعراء الحماسة «2». كتاب الصبر «3» فى شرح شعر المتنبى. مختصر العروض. مختصر فى القوافى. كتاب هذا القدّ، وهو ما استملاه من أبى علىّ. كتاب المسائل الخاطريات. كتاب التذكرة الأصبهانية. مختار تذكرة أبى على وتهذيبها. كتاب المقتضب فى المعتل العين «4». وذكره الباخرزىّ فى كتابه فقال:

ابن جنّى» هو أبو الفتح عثمان، ليس لأحد من أئمة الأدب فى فتح المقفلات وشرح المشكلات ما له؛ ولا سيّما فى علم الإعراب، فقد وقع منها على ثمرة الغراب «1». ومن وقف «2» على مصنّفاته وقف «3» على بعض صفاته. فوربّى إنه كشف الغطاء عن شعر المتنبى. وما كنت أعلم أنه ينظم القريض، أو يسيغ ذلك الجريض «4»؛ حتى قرأت له مرثية فى المتنبى، أوّلها: غاض القريض وأودت نضرة الأدب ... وصوّحت «5» بعد رىّ دوحة الكتب منها: سلبت ثوب بهاء كنت تلبسه ... لما تخطّفت بالخطّية السلب «6» ما زلت تصحب فى الجلّى إذا نزلت ... قلبا جميعا وعزما غير منشعب وقد حلبت لعمرى الدهر أشطره «7» ... تمطو بهمّة لا وان ولا نصب من للهواجل تحيى ميت أرسمها ... بكل جائلة التصدير والحقب «8» قبّاء خوصاء محمود علالتها ... تنبو عريكتها بالحلس والقتب «9»

أم من لسرحانها تقريه فضلته ... وقد تضوّر بين البأس والسّغب «1» أم من لبيض الظّبا توكافهنّ دم ... أم من لسمر القنا والزّغف واليلب «2» أم للجحافل تذكى جمر جاحمها «3» ... حتى يقرّبها من ساطع اللهب أم للمحافل إذ تبدو فتعمرها ... بالنّظم والنّثر والأمثال والخطب أم للصواهل محمرّا سرابلها ... من بعد ما غربت معروفة الشّهب أم للمناهل والظلماء عاكفة ... تواصل الكرّ بين الورد والقرب «4» أم للقساطل تعتمّ الحزون بها ... أم من لضغم الهزبر الضّيغم الحرب «5» أم للضّراب إذا الأحساب دافع عن ... تدنيسها شفرات الوكّف القضب أم للملوك تحلّيها وتلبسها ... حتى تمايس فى أبرادها القشب نابت وسادى أطراب تؤرّقنى ... لما غدوت لقى «6» فى قبضة النوب عمرت خدن المساعى غير مضطهد ... ومتّ كالنصل لم يدنس ولم يعب فاذهب عليك سلام الله ما قلقت ... خوص الركائب بالأكوار والشّعب - الشّعب: جمع شعبة، وهى المزادة الضخمة. قاله أبو حاتم السّجزىّ- موفّق لسبيل الرشد متّبع ... يزينه كلّ ما يأتى ويجتنب تسمو العلوم إليه كلما انفرجت ... للناس عن وجهه الأبواب والحجب له خلائق بيض لا يغيّرها ... صرف الزمان كمالا يصدأ الذهب

وخدم أبو الفتح بن جنّى البيت البويهىّ: عضد الدولة «1» وولده صمصام «2» الدولة، وولده شرف «3» الدولة، وولده بهاء «4» الدولة، وفى زمانه مات. وكان يلازمهم فى دورهم وييايتهم. وحكى أبو غالب بن بشران النحوىّ الواسطىّ محمد بن أحمد بن سهل قال: ورد أبو الفتح بن جنى عثمان إلى واسط، ونزل فى دار الشريف أبى على الجوّانىّ نقيب العلويين، وكنا نتردّد إليه ونسائله، ويملى علينا مسائل سماها الواسطية. وورد بعد ذلك أبو الحسن على بن عيسى الربعىّ إلى واسط، ونزل حجرة فى جوار شيخنا أبى إسحاق إبراهيم بن سعيد الرفاعىّ، وكنت أتردّد إليه، وأسأله، فقال لى يوما أبو إسحاق: قد انعكفت على هذا المجنون! فقلت له: إنه يحكى عن أبى علىّ النحو كما أنزل. فقال: صدقت «5»!.

511 - عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد الأموى المقرئ الدانى المعروف بابن الصيرفى [1]

511 - عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد الأموىّ المقرئ الدانىّ المعروف بابن الصيرفىّ [1] من أهل قرطبة؛ أبو عمرو. سكن دانية «1»؛ المقرئ شيخ زمانه، وعلّامة أوانه وصدر عصره ومكانه. روى عن علماء بلاده فأكثر، ورحل إلى المشرق، فسمع بمصر ومكة. وكان أحد الأئمة فى علم القرآن ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه. وجمع فى معنى ذلك كله تواليف حسانا مفيدة؛ يكثر تعدادها، ويطول إيرادها «2». وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله ونقلته. وكان حسن الخط جيّد الضبط، من أهل الفضل

_ [1] ترجمته فى بغية الملتمس للضبى 399 - 400، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 444) وتذكرة الحفاظ 3: 298 - 300، وتلخيص ابن مكتوم 166 - 167، والديباج المذهب 188، وشذرات الذهب 3: 272، والصلة لابن بشكوال 1: 398 - 400، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 127، وطبقات القراء 1: 503 - 505، وطبقات المفسرين للداودى الورقة 159 ا- 160 ب، وطبقات المفسرين للسيوطى 159، وعيون التواريخ (وفيات سنة 444)، وكشف الظنون 135، 355، 520، 538، 1105، 1471. 1612، 1617، 1809، ومعجم البلدان 4: 28، ومرآة الجنان 3: 62، ومعجم الأدباء 12: 121 - 124، والنجوم الزاهرة 5: 53، ونفح الطيب 2: 335 - 337.

512 - عثمان بن على بن عمر السرقوسى الصقلى النحوى [1]

والعلم والذكاء والفهم، متفننا فى العلوم، جامعا لها، معتنيا بها. وكان ديّنا فاضلا ورعا مجاب الدعوة، مالكىّ المذهب. وقال رحمه الله: «ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وابتدأت بطلب العلم بعد سنة خمس وثمانين وأنا ابن أربع عشرة سنة، وتوجهت إلى المشرق لأداء فريضة الحج يوم الأحد الثانى من المحرم سنة سبع وتسعين، وحججت سنة ثمان. وقرأت القرآن وكتبت الحديث وغير ذلك فى هذين العامين، وهى ابتداء الفتنة الكبرى التى كانت بالأندلس فى ذى القعدة سنة تسع وتسعين، وانصرفت إلى الأندلس سنة تسع وتسعين؛ والحمد لله على كل حال «1»». وتوفى- رحمه الله- بدانية يوم الاثنين فى النصف من شوّال سنة أربع وأربعين وأربعمائة. وكان دفنه بعد صلاة العصر فى اليوم الذى توفى فيه، ومشى السلطان أمام نعشه، وكان الجمع فى جنازته عظيما. 512 - عثمان بن على بن عمر السّرقوسىّ الصّقلىّ النحوىّ [1] كان عالما نحويا لغويا مقرئا. قرأ القرآن على ابن الفحام «2» وابن بليّمة «3» وغيرهما. وله تواليف فى القراءات والنحو والعروض. وكانت له فى جامع مصر حلقة للإقراء وانتفع به الناس، ونقلوا كلامه، وكتبوا تصانيفه، وتنافس فيها أهل العلم. وكان

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 323، وتلخيص ابن مكتوم 167، ومعجم الأدباء 12: 130 - 135، ومعجم السفر للسلفىّ 1: 184. والسرقوسى: منسوب إلى سرقوسة، وهى من مدن صقلية المشهورة.

513 - عثمان البتى [1]

قريبا من زماننا هذا فى المائة السادسة للهجرة. لقيه الحافظ السّلفىّ بمصر، وشاركه فى السماع على أبى صادق وابن بركات والفرّاء الموصلّى. ومن مصنفاته التى شاهدتها: الحاشية على كتاب الإيضاح. وهى فى غاية الجودة، ومختصر عمدة «1» ابن رشيق؛ وشاهدت هذا المختصر بحلب بخطه عند ابن القيسرانىّ، وقد زاد فيه أبوابا أخلّ بها ابن رشيق، وهى واقعة موقعها من التصنيف. وله شعر. أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ فى إجازته العامة قال: أنشدنى أبو عمر عثمان بن على ابن عمر السّرقوسىّ النحوىّ لنفسه بالثغر- يعنى الإسكندرية- وكتب لى بخطه: إنّ المشيب من الخطوب خطيب ... ألّا هوى بعد المشيب يطيب! خطب الخضاب على قضيبك خطبة ... لا غصن من بعد الخضاب رطيب فدع الصّبا فمن المصيبة أن ترى ... صبّا وصيّب مقلتيك يصوب إنّ الخضاب لعين عين ضدّه ... ببنانهنّ وكفّهن خضيب ضحك المشيب بلمّتى فبكت له ... عينى فمنى ضاحك وقطوب ضدّان مجتمعان فى وقت معا ... فى ذات مرء إن ذا لعجيب 513 - عثمان البتىّ [1] ذكره أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكرى فى كتاب شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف فيما وهم فيه أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ فقال:

_ [1] ترجمته فى الأنساب للسمعانى 65 ب، وتهذيب التهذيب 12: 154 - 155، وخلاصة تذهيب الكمال 223، واللباب فى الأنساب 1: 96 - 97، والوافى بالوفيات ج 5 مجلد 2: 303. واسمه عثمان بن مسلم أبو عمرو. والبتى، بفتح الباء وكسر التاء مشددة: منسوب إلى البت. وهو موضع. قال السمعانى: «أظنه بنواحى بالبصرة. وقد ذكر ابن حجر فى تهذيب التهذيب أن وفاته كانت سنة 143. وهذه الترجمة وردت فى هامش الأصل ص 559.

514 - عثمان بن عيسى بن منصور النتاج البلطى النحوى الموصلى [1]

«سمعت من يحكى عن ابن دريد ولم أسمع هذه الحكاية منه [أنه] «1» قال: وجدت للجاحظ فى كتاب البيان والتبيين تصحيفا شنعا فى الموضع الذى يقول فيه: حدثنى محمد بن سلّام قال: سمعت يونس يقول: ما جاءنا عن أحد من روائع الكلام ما جاءنا عن النبىّ صلى الله عليه وسلم. قال أبو بكر «2»: وإنما هو عن البتّى؛ أى عن عثمان البتّى، وكان فصيحا، وأما النبىّ صلى الله عليه وسلم فلا شك عند الملىّ والذمى أنه كان أفصح الناس. أخبرنا ابن دريد حدثنا أبو حاتم عن الأصمعىّ قال: كان عثمان البتّى نحويا؛ وكان يسمى عثمان العربىّ من فصاحته، فسمعه ابن أبى إسحاق ينشد: [كورهاء] «3» مشنىّ إليها حليلها فقال: أخطأ عربيّكم؛ إنما هو «مشنوء» «4». 514 - عثمان بن عيسى بن منصور النتاج البلطىّ النحوىّ الموصلىّ [1] أصله من بلد، إحدى قرى الموصل، ويقال لها بلط بلغة النّبط. مولده فى بنى مائدة بالموصل فى سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وانتقل إلى الشام وأقام بدمشق

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 323، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 599)، وتلخيص ابن مكتوم 167 - 168، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 129 - 131، وفوات الوفيات 2: 40 - 42، وكشف الظنون 1142، 1337، ومعجم الأدباء 12: 141 - 167.

برهة من عمره يتردّد إلى الزبدانى للتعليم. ولما ملك العزيز مصر انتقل إليها، ورتب له صلاح الدين على جامعها كل شهر جاريا لإقراء النحو. رأيته بمصر وهو يفيد الطلبة علمى النحو والعروض؛ فإنه كان بهما قيّما، ولم أسمع أحدا يذكر صيانته. وكان متّهم الخلوة؛ لا يردّه ملام عن رشف المدام، ولا يسمع الكلام فى ذمّ الغلام. ولم يزل عزبا قذر الهيئة، خشن الملبوس، مبدّد الأطراف، فى تصرفه ما يدل على نقص مروءته. وكان شريف النفس فى أمر واحد، وهو قلة الاكتراث بأهل المناصب، وترك السعى إليهم. وبلغنى أنه كان حلو المحاضرة مفيد المخاطبة والمناظرة. وله شعر مذكور مشهور، منه قوله: حكّمته ظالما فى مهجتى فسطا ... وكان ذلك جهلا شبته بخطا هلّا تجنبته والظلم شيمته ... ولا أسام به خسفا ولا شططا ويلاه من تائه أفعاله صلف ... ملوّن كلما أرضيته سخطا أبثّه ولهى صدقا ويكذبنى ... وعدا وأقسط عدلا كلما قسطا واختصر كتاب الأغانى اختصارا جميلا أحسن فيه. «1» ومات فى حدود سنة ستمائة بالقاهرة المعزية «2».

515 - عمرو بن عثمان بن قنبر المعروف بسيبويه [1]

515 - عمرو بن عثمان بن قنبر المعروف بسيبويه [1] عمرو بن عثمان بن قنبر،» مولى بنى الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد- ويكنى أبا بشر وأبا الحسن. ومعنى سيبويه «2» بالفارسية رائحة التفاح. أخذ النحو عن الخليل بن أحمد الفرهودىّ الأزدىّ، ولازمه، وتتلمذ له. وقد كان أخذ شيئا من النحو عن عيسى بن عمر الثقفىّ وعن يونس، وأخذ عن غيرهما. وأخذ اللغة عن أبى الخطاب الأخفش الكبير وغيره، وعمل كتابه المنسوب

_ [1] ترجمته فى أخبار النحويين البصريين 48 - 50، وإشارة التعيين الورقة 38 - 39، وبغية الوغاة 366 - 367، وتاج العروس 1: 305، وتاريخ ابن الأثير 5: 142، وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 180)، وتاريخ بغداد 12: 195 - 199، وتاريخ أبى الفدا 2: 15، وتاريخ ابن كثير 10 - 176 - 177، وتلخيص ابن مكتوم 168 - 173، وتهذيب اللغة للأزهرى 1: 9، وابن خلكان 1: 385 - 386، وروضات الجنات 503 - 503، وشذرات الذهب 1: 252 - 255، وطبقات الزبيدىّ 38 - 45، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 206 - 211، وطبقات القراء لابن الجزرى 1: 602، والفلاكة والمفلوكين 83، والفهرست لابن النديم 51 - 52، وكشف الظنون 1426 - 1428، ومراتب النحويين 105 - 17، ومرآة الجنان 1: 348، والمزهر للسيوطى 2: 405، 426، 454، 462، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 277 - 280، والمعارف لابن قتيبة 237، ومعجم الأدباء 16: 114 - 127، والنجوم الزاهرة 2: 99 - 100، ونزهة الألباء 71 - 81، والوافى بالوفيات ج 5 مجلد 3: 530 - 537.

إليه فى النحو، وهو مما لم يسبقه إليه أحد. وقد قيل إنه أخذ كتاب عيسى بن عمر المسمى بالجامع، وبسطه وحشّى عليه من كلام الخليل وغيره، وأنه كان كتابه الذى اشتغل به، فلما استكمل بالبحث والتّحشية نسب إليه. ويستدلّ القائل بهذه المقالة بما نقل أن سيبويه لمّا فارق عيسى بن عمر ولازم الخليل سأله الخليل عن مصنّفات عيسى بن عمر، فقال له سيبويه: قد صنف نيّفا وسبعين مصنفا فى النحو، وأن بعض أهل اليسار جمعها وأتت عليها عنده آفة فذهبت، ولم يبق منها فى الوجود سوى تصنيفين؛ أحدهما اسمه الكامل وهو بأرض فارس عند فلان، والجامع، وهو هذا الكتاب الذى أشتغل فيه عليك، وأسألك عن غوامضه. فأطرق الخليل ساعة ثم رفع رأسه، وقال: رحم الله عيسى! ثم أنشد ارتجالا: ذهب النحو جميعا كلّه ... غير ما أحدث عيسى بن عمر ذاك إكمال وهذا جامع ... فهما للناس شمس وقمر فأشار إلى الإكمال بالإشارة إلى الغائب فى قوله: «ذاك»، وأشار [إلى الجامع] بالإشارة إلى الحاضر بقوله: «وهذا». وذكر ابن إسحاق النديم فى كتابه قال: «قرأت بخط أبى العباس ثعلب: اجتمع على صنعة كتاب سيبويه اثنان وأربعون إنسانا؛ منهم سيبويه. والأصول والمسائل للخليل». «1»

وقدم سيبويه أيام الرشيد إلى العراق، وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة، وتوفى وله نيّف وأربعون سنة بفارس. وكان وروده العراق لقصده يحيى بن خالد «1» البرمكىّ. ولما قيل ليحيى بن خالد: هذا فاضل نحاة البصرة اشتاقت نفسه إلى سماع كلامه. فقيل له: اجمع بينه وبين نحوىّ الكوفة الكسائى. فجمع بينهما، وحضر نحاة الكوفة، وحضر الأخفش الأوسط سعيد، وحضر الفرّاء والأحمر صاحبا الكسائىّ، وسألاه عن مسائل تلجلج فى جوابها. فقال يحيى بن خالد: من يحكم بين هؤلاء؟ فتراضوا بالأعراب، فأحضر من فصحائهم من قدم على باب السلطان، وهم أبو فقعس وأبو دماذ وأبو الجراح وأبو ثروان، فحكموا بما قاله الكسائىّ، فقال الكسائى ليحيى بن خالد: هذا رجل قدم عليك يريد من دنياك. فأجازه بعشرة آلاف درهم، فأخذها وعاد إلى البصرة، وخرج منها إلى فارس، فمات هناك فى سنة تسع وسبعين ومائة. وكان المبرّد إذا أراد أحد أن يقرأ عليه كتاب سيبويه يقول له: هل ركبت البحر! تعظيما له، واستعظاما لما فيه. وكان المدينىّ يقول: من أراد أن يعمل كتابا كبيرا فى النحو بعد كتاب سيبويه فليستحى.

أخبرنى الشريف النقيب النّسابة محمد بن أبى البركات الحسين بن أسعد الحسينى الجوانىّ إجازة شافهنى بها بداره؛ بقرافة «1» مصر فى شهور سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، قال أخبرنى عبد السلام بن مختار اللغوى قال أخبرنى ابن بركات السعيدىّ قال أخبرنى أبو سهل محمد بن علىّ بن محمد الهروىّ قال أخبرنى أبو عبد الله محمد ابن الحسين اليمنىّ فى كتابه، قال: «أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الوليد قال حدّثنا إبراهيم بن السرىّ الزّجاج قال: قال محمد بن يزيد المبرّد: سيبويه يكنى أبا بشر، واسمه عمرو بن عثمان بن قنبر، مولى لبنى الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد، وقيل: كان يكنى أبا الحسين وأبا عثمان. والأوّل أشبه وأثبت». وقال أبو حاتم: هو عمرو بن عثمان. وسيبويه بالفارسية «رائحة التفّاح». وهو لقب. وكان فى لسانه حبسة، وقلمه أبلغ من لسانه. وهو أثبت من أخذ عن الخليل بن أحمد، وهو أستاذه، وأخذ أيضا عن يونس بن حبيب، وعيسى بن عمر وغيرهم. وأخذ اللغة عن أبى الخطاب الأخفش وغيره. وسمع الحديث، وكان شديد الأخذ، وكان يستملى على حماد بن سلمة. كتبت من خط محمد بن عبد الملك «2»: حدّثنى محمد بن موسى بن حماد قال: حدّثنا محمد بن منصور الطوسىّ قال: سمعت عفان بن مسلم يقول: قال سيبويه

لشعبة- ورادّه فى حديث- فقال شعبة: لأن أخرّ من السماء أحبّ إلى من أن أدلّس. قال نصر بن علىّ: كان سيبويه يستملى من حماد بن سلمة يوما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أحد من أصحابى إلا وقد أخذت عليه، ليس أبا الدرداء. فقال سيبويه: «ليس أبو الدرداء»، فقال: لحنت يا سيبويه، فقال سيبويه: لا جرم! لأطلبنّ علما لا تلحّننى فيه أبدا، فطلب النحو ولم يزل يلازم الخليل. كتبت من خط محمد بن عبد الملك: حدّثنا إبراهيم بن مهدىّ قال حدّثنا سهل بن محمد قال سمعت أبا زيد الأنصارىّ يقول: كان سيبويه غلاما يأتى مجلسى وله ذؤابتان. قال: وإذا سمعته يقول: حدّثنى من أثق بعربيّته- فإنّما يعنينى. وكتبت من خط محمد بن عبد الملك: حدّثنى محمد بن على بن حمزة قال حدّثنا الرياشىّ قال سمعت الأخفش يقول: كان سيبويه إذا وضع شيئا من كتابه عرضه علىّ وهو يرى أنى أعلم منه- وكان أعلم منى- وأنا اليوم أعلم منه. وكتبت من خطه: حدّثنى أحمد بن محمد النحوىّ قال حدّثنى محمد بن سلام قال حدّثنى الأخفش: أنه قرأ كتاب سيبويه على الكسائىّ فى جمعة، فوهب له سبعين دينارا. قال: وكان الكسائىّ يقول لى: هذا الحرف لم أسمعه فاكتبه لى، فأفعل. قال أبو العباس: وكان الأخفش يؤدّب ولد الكسائى، وكان الجاحظ قد سمع هذا الخبر فقال فيما يعدّده من فخر أهل البصرة على أهل الكوفة: هؤلاء يأتونكم بفلان وفلان، وسيبويه الذى اعتمدتم على كتبه وجحدتم فضله-

وذكر الجاحظ كتاب سيبويه- لم يكتب الناس فى النحو كتابا مثله، وجميع كتب الناس عليه عيال. وكان سيبويه لشهرته وفضله علما عند النحويّين، وكان يقال بالبصرة: قرأ فلان الكتاب؛ فيعلم أنه كتاب سيبويه، ولا يشك أنه كتاب سيبويه. كتبت من خط محمد بن عبد الملك: حدّثنى المروزىّ عن الجاحظ قال: «أردت الخروج إلى محمد بن عبد الملك الزيات، ففكّرت فى شىء أهديه إليه فلم أجد شيئا أشرف من كتاب سيبويه. فقلت له: أردت أن أهدى إليك شيئا، ففكرت فإذا كل شىء عندك دونه، فلم أر أشرف من كتاب سيبويه. وهذا كتاب سيبويه اشتريته من ميراث الفرّاء. فقال: والله ما أهديت إلىّ شيئا أحبّ إلىّ منه «1»». وشاهدت بخط السلالى النحوىّ القرشىّ الكوفىّ الورّاق أن الجاحظ لما قدم من البصرة فى بعض قدماته أهدى إلى محمد بن عبد الملك الزيات فى وزارته نسخة من كتاب سيبويه، وأعلم بإحضارها صحبته قبل أن يحضرها مجلسه، فقال له ابن الزيات: أو ظننت أن خزائننا خالية من هذا الكتاب؟ فقال: ما ظننت ذاك؛ ولكنها بخط الفرّاء ومقابلة الكسائىّ وتهذيب عمرو بن بحر الجاحظ. فقال له ابن الزيات: هذه أجلّ نسخة توجد وأغربها. فأحضرها إليه، فسرّ بها، ووقعت منه أجمل موقع. وكتبت من خط محمد بن عبد الملك التاريخىّ: حدّثنى ابن الأعلم قال حدّثنا محمد بن سلّام قال: كان سيبويه النحوىّ جالسا فى حلقته بالبصرة، فتذاكرنا شيئا من حديث قتادة، فذكر حديثا غريبا فقال: لم يرو هذا إلا سعيد بن

أبى العروبة، فقال بعض ولد جعفر بن سليمان: ما هاتان الزائدتان يا أبا بشر؟ فقال: هكذا يقال؛ لأن العروبة هى الجمعة، ومن قال: عروبة فقد أخطأ. قال ابن سلام: فذكرت ذلك ليونس فقال: أصاب، لله درّه!. «1» وكتبت من خط محمد بن عبد الملك: حدّثنى إبراهيم بن إسحاق الحربىّ قال: سمعت ابن عائشة يقول: كنا نجلس مع سيبويه النحوىّ فى المسجد- وكان شابّا جميلا نظيفا قد تعلّق من كل علم بسبب، وضرب فى كل أدب بسهم، مع حداثة سنه وبراعته فى النحو- فبينا نحن عنده ذات يوم إذ هبّت ريح أطارت الورق، فقال لبعض أهل الحلقة: انظر أىّ ريح هذه؟ وكان على منارة، تمثال فرس «2» من صفر، فنظر ثم عاد فقال ما يثبت الفرس على شىء. فقال سيبويه: العرب تقول فى مثل هذا: قد [تذاءبت الريح و «3»] تدأّبت الريح؛ أى فعلت فعل الذئب، وذلك أنه يجىء من هاهنا وهاهنا ليختل، فيتخيل للناظر أنه عدّة ذئاب. وكتبت من خطّه: حدّثنا بشر بن موسى، حدثنا ابن النّطّاح قال: كنت عند الخليل بن أحمد فأقبل سيبويه، فقال: مرحبا مرحبا بزائر لا يملّ. فقال أبو عمر المخزومى- وكان كثير المجالسة للخليل: ما سمعت الخليل يقولها لأحد إلا لسيبويه. كتبت من خط ابن عبد الملك: سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى يقول: كان سيبويه يخطئ فى اسمه؛ يقول: سيبويه وسيبويه آخر؛ والكسائى يقول سيبويه وسيبويه آخر؛ لأنه أعجمىّ فلا يجرى، وزيلويه وزيلويه آخر، ويثنى زيلويهان

و [يجمع] زيلوهات، لأن الجمع بالواو والنون للحيوان الذى يعقل من الذّكران، والألف والتاء لما يعقل من الإناث ولما لا يعقل، ولا يعرف باللام. وقد قيل زيلويه وذو زيلويه وذوات زيلويه ورأيت زيلويه وذوى زيلويه وذوات زيلويه. ومن خطه: حدثنى أبو أحمد التّبريزىّ قال: حدثنا الفضل بن الحسن قال حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبرىّ قال: جاء سيبويه إلى حمّاد بن سلمة فقال له: أحدّثك هشام بن عروة عن أبيه فى رجل رعف فى الصلاة؟ فقال: أخطأت يا سيبويه! إنما هو رعف. «1» قال: فانصرف إلى الخليل فشكا إليه ما لقيه به حمّاد، فقال: صدق، ومثل حماد يقول هذا. ورعف يجوز إلا أنها ضعيفة، والكلام رعف. قال أبو العباس المبرّد: كان الأخفش أكبر سنا من سيبويه؛ وكانا جميعا يطلبان، فجاءه الأخفش يناظره بعد أن برع، فقال له الأخفش: إنما ناظرتك لأستفيد لا غير، قال: أترانى أشك فى هذا! ومات سيبويه قبل جماعة قد كان أخذ عنهم كيونس وغيره؛ فأما يونس فمات فى سنة ثلاث وثمانين ومائة، ومات أبو زيد بعد موت سيبويه بنيّف وثلاثين سنة. وكانت وفاة سيبويه- على ما ذكر محمد بن عمرو الجماز- فى سنة ثمانين ومائة «2» بفارس، فى أيام الرشيد، وقبره بشيراز قصبة فارس. وكان قدم بغداذ، وجمع له النحويون فناظروه، فاستزلّ، فعاد إلى فارس ومات هناك.

ونجم من أصحاب سيبويه أبو الحسن الأخفش سعيد بن مسعدة، وأبو علىّ محمد بن المستنير قطرب. أنبأنا زيد بن الحسن بن زيد النحوىّ فيما كتب به إلى: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن القزاز، حدثنا أحمد بن علىّ من كتابه قال: «عمرو بن عثمان بن قنبر أبو بشر المعروف بسيبويه النحوىّ من أهل البصرة. كان يطلب الآثار والفقه، ثم صحب الخليل بن أحمد، فبرع فى النحو، وورد بغداذ، وجرت بينه وبين الكسائىّ وأصحابه مناظرة». «1» أنبأنى الكندىّ أخبرنا القزاز حدثنا أحمد بن على فى كتابه: «أخبرنا محمد ابن عبد الواحد بن على البزاز، أنبأنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزبانىّ، أخبرنى الصّولىّ وعبد الله بن جعفر قالا: حدثنا محمد بن يزيد النحوىّ قال: أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر مولى بنى الحارث بن كعب بن عمرو بن جلد بن مالك بن أدد بن علة. قال المرزبانىّ: وحدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن يزيد المبرّد قال: سيبويه يكنى أبا بشر وأبا الحسن، وهو من مولى بنى الحارث بن كعب. قال المرزبانىّ: ويقال: وهو مولى آل الربيع بن زياد الحارثى. وتفسير سيبويه بالفارسية رائحة التفاح». «2» أنبأ الكندىّ إجازة قال: أخبرنا عبد الرحمن القزاز سماعا عليه قال حدثنا أحمد بن علىّ من كتابه: «أخبرنا العتيقىّ، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا سليمان ابن إسحاق الجلاب قال: وسمعته- يعنى إبراهيم الحربىّ- يقول: سمى سيبويه لأن وجنتيه كانتا كأنهما تفاح «3»».

وبالإسناد قال أحمد بن على: «أخبرنا القاضى أبو العلاء الواسطىّ قال: قال: محمد بن جعفر بن هارون التميمىّ: كان سيبويه فى أول أيامه صحب الفقهاء وأهل الحديث، وكان يستملى على حمّاد بن سلمة، فلحن فى حرف، فعاتبه حمّاد، فأنف من ذلك، ولزم الخليل. وكان من أهل فارس، من البيضاء «1» ومنشؤه بالبصرة، واسمه عمرو بن عثمان بن قنبر، وكنيته أبو بشر، ولقبه سيبويه، وتفسيره ريح التفاح لأن «سيب»: التفاحة، و «ويه»: الريح. وكانت والدته ترقّصه وهو صغير بذلك». «2» وبالإسناد قال أحمد بن علىّ فى كتابه: «أخبرنى التّنوخىّ، حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التّنوخىّ، حدثنا أبو سعد داود ابن الهيثم بن إسحاق بن البهلول، حدثنا حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد عن نصر بن على قال: برز من أصحاب الخليل أربعة: عمرو بن عثمان أبو بشر المعروف بسيبويه، والنّضر بن شميل، وعلى بن نصر، ومؤرّج السدوسىّ «3»». وبالإسناد قال أحمد بن على: «أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن على، أخبرنا المرزبانىّ، أخبرنا أبو بكر الجرجانىّ، حدثنا محمد بن يزيد قال: كان سيبويه وحماد بن سلمة فى النحو أكثر من النّضر بن شميل والأخفش، وكان النّضر أعلم الأربعة باللغة والحديث «4»». وبالإسناد قال أحمد بن علىّ: «قرأت بخط القاضى أبى بكر بن الجعابىّ، وأخبرناه الصيمرىّ، حدثنا أحمد بن علىّ الصيرفىّ، حدثنا ابن الجعابىّ، حدثنا الفضل (هو ابن الحباب) عن ابن سلّام قال: كان سيبويه النحوىّ مولى بنى الحارث

ابن كعب غاية الخلق فى النحو، وكتابه هو الإمام فيه، وكان الأخفش أخذ عنه، وكان أفهم الناس فى النحو». «1» وبالإسناد قال أحمد بن علىّ فى كتابه: «أنبأنى القاضى أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعىّ المصرىّ؛ أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إسماعيل ابن خرّوزاد النّجيرمىّ، أخبرنا أبو الحسين على بن أحمد المهلبىّ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن الروذبارىّ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك التاريخىّ قال: حدّثنى المروزىّ (يعنى محمد بن يحيى بن سلمة) «2»، وذكر حكاية الجاحظ التى تقدّمت فى إهداء الكتاب إلى محمد بن عبد الملك الزيات «3». وبالإسناد قال أحمد بن على فى كتابه: «أخبرنا القاضى أبو الطيب الطبرى وأحمد ابن عمر بن روح قالا: أخبرنا المعافى بن زكريا، حدّثنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو الحسن بن كيسان قال: سهرت ليلة أدرس، قال: ثم نمت فرأيت جماعة من الجن يتذاكرون بالفقه والحديث والحساب والنحو والشعر، قلت: أفيكم علماء؟ قالوا: نعم، قال: فقلت- من همّى بالنحو-: إلى من تميلون من النحويين؟ قالوا: إلى سيبويه. قال أبو عمر: فحدّثت بها أبا موسى- وكان يغيظه لحسد كان بينهما- فقال لى أبو موسى: إنما مالوا إليه لأن سيبويه من الجن» «4»». وبالإسناد قال أحمد بن على: «أخبرنا القاضى أبو العلاء الواسطى، أخبرنا محمد بن جعفر التميمى حدّثنا أبو العباس محمد بن الحسن، حدّثنا ثعلب عن سلمة قال: لما دخل من البصرة إلى مدينة السّلام أتى «5» حلقة الكسائىّ وفيها غلمانه:

الفرّاء وهشام ونحوهما، فقال الفراء للكسائى: لا تكلّمه ودعنا وإياه، فلما جلس سيبويه سأل عن مسائل والفرّاء يجيب، ثم قال له الفراء: ما تقول فى قول الشاعر: نمتّ بقربى الزينبين كلاهما ... إليك وقربى خالد وسعيد فلحق سيبويه حيرة «1» السؤال وقال: أريد أمضى لحاجة وأدخل. فلما خرج قال الفراء لأهل الحلقة: قد جاء وقت الانصراف فقوموا بنا، فقاموا. فخرج سيبويه فذكر علة «2» البيت فرجع، فوجدهم قد انصرفوا «3». أنبأنا زيد بن الحسن أخبرنا عبد الرحمن، حدّثنا الخطيب من كتابه: «أخبرنا هلال بن المحسّن الكاتب، أخبرنا أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز، وأخبرنا محمد ابن محمد بن على الوراق؛ حدّثنا المعافى بن زكريا، حدّثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنبارىّ، أخبرنا أبو بكر مؤدّب ولد الكيّس بن المتوكل، حدّثنا أبو بكر العبدىّ النحوىّ قال: لما قدم سيبويه إلى بغداد فناظر الكسائى وأصحابه فلم يظهر عليهم سأل: من يبذل [من] «4» الملوك ويرغب فى النحو؟ فقيل له طلحة بن طاهر، فشخص إليه إلى خراسان، فلما انتهى إلى ساوة «5» مرض مرضه الذى مات فيه، فتمثل عند الموت: يؤمل دنيا لتبقى له ... فوافى المنية دون الأمل حثيثا يروّى أصول الفسيل ... فعاش الفسيل ومات الرجل وبالإسناد قال أحمد بن علىّ «أخبرنا «6» عبد الله بن يحيى السكرىّ، أخبرنا جعفر ابن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطىّ، حدّثنا أبو محمد الحسن بن على بن المتوكّل،

أخبرنا أبو الحسن المدائنىّ قال: قال أبو عمرو بن يزيد: احتضر سيبويه النحوىّ فوضع رأسه فى حجر أخيه فأغمى عليه. قال: فدمعت عين أخيه، فأفاق، فرآه يبكى فقال: وكنّا جميعا فرّق الدهر بيننا ... إلى الأمد الأقصى فمن يأمن الدهرا! قال أبو إسحاق إبراهيم بن السرىّ الزجاج: إذا تأملت الأمثلة من كتاب سيبويه تبينت أنه أعلم الناس باللغة. وقال أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش والمبرّد وثعلب: إن سيبويه لما قدم العراق على أبى على يحيى بن خالد البرمكىّ سأله عن خبره والحال التى ورد لها. فقال: جئت لتجمع بينى وبين الكسائىّ، فقال له: لا تفعل، فإنه شيخ مدينة السّلام وقارئها ومؤدّب أمير المؤمنين، وكلّ من فى المصر له ومعه. فأبى إلا الجمع بينهما. فعرف الرشيد خبره، فأمره بالجمع بينهما، فوعده بيوم. فلما كان ذلك اليوم غدا سيبويه وحده إلى دار الرشيد، فوجد الفرّاء وهشاما والأحمر ومحمد بن سعدان قد سبقوه، فسأله الأحمر عن مائة مسألة، فأجابه عنها، فما أجابه بجواب إلا قال: أخطأت يا بصرىّ: فوجم [لذلك] «1» سيبويه وقال: هذا سوء أدب. ووافى الكسائىّ- وقد شق أمره عليه- ومعه خلق كثير من العرب، فلما جلس قال له: يا بصرىّ، كيف تقول: خرجت فإذا زيد قائم؟ فقال: خرجت فإذا زيد قائم، فقال الكسائىّ: أيجوز: فإذا زيد قائما؟ قال: لا. قال الكسائىّ: كيف تقول: قد كنت أظن أن العقرب أشدّ لسعة من الزنبور، فإذا هو هى، أو فإذا هو إياها؟. فقال سيبويه: فإذا هو هى؛ ولا يجوز النصب. فقال الكسائىّ: لحنت! وخطّأه الجميع. وقال الكسائىّ: العرب

نرفع ذلك كلّه وتنصبه. فدفع سيبويه قوله. فقال يحيى بن خالد: قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما، فمن يحكم بينكما وهذا موضع مشكل؟ فقال الكسائىّ: هذه العرب ببابك؛ قد جمعتهم من كل أوب، ووفدت عليك من كل صقع، وهم فصحاء العرب، وقد قنع بهم أهل المصريين، وسمع منهم أهل الكوفة والبصرة، فيحضرون ويسألون. فقال يحيى وجعفر: قد أنصفت، وأمر بإحضارهم، فدخلوا، وفيهم أبو فقعس، وأبو ثروان، وأبو دثار، فسئلوا عن المسائل التى جرت، فتابعوا الكسائى. فأقبل يحيى على سيبويه فقال: قد تسمع أيها الرجل. فانصرف المجلس عن سيبويه، وأعطاه يحيى عشرة آلاف درهم وصرفه. فخرج وصرف وجهه إلى فارس، ولم يعد إلى البصرة، وأقام هناك إلى أن مات غما بالذّرب «1»، ولم يلبث إلا يسيرا. قال أبو الحسن على بن سليمان الأخفش: وأصحاب سيبويه إلى هذه الغاية لا اختلاف بينهم أن الجواب كما قال سيبويه، وهو: «فإذا هو هى»؛ أى فإذا هو مثلها، وهذا موضع رفع، وليس هو موضع نصب. فإن قال قائل: فأنت تقول: خرجت فإذا زيد قائم، وقائما، فتنصب «قائما»، فلم لم يجز: فإذا هو إياها؛ لأن «إيّا» للمنصوب و «هو» للمرفوع؟ والجواب فى هذا أن «قائما» انتصب على الحال وهو نكرة، و «إيّا» مع ما بعدها مما أضيفت إليه معرفة؛ والحال لا يكون إلا نكرة، فبطل «إيّاها» والحال لا يكون إلا نكرة، فكيف تقع «إياها» وهى معرفة فى موضع ما لا يكون إلا نكرة، وهذا موضع الرفع! وقال أصحاب سيبويه: الأعراب الذين شهدوا من أعراب الحطمة الذين كان الكسائى يقوم بهم ويأخذ عنهم. وقد حكى أبو زيد الأنصارىّ: قد كنت أظنّ أن العقرب أشدّ لسعة من الزنبور فإذا هو إيّاها.

516 - عمرو بن أبى عمرو الشيبانى اللغوى [1]

قال أبو سعيد الطّوال: رايت على قبر سيبويه رحمه الله هذه الأبيات مكتوبة، وهى لسليمان بن يزيد العدوىّ: ذهب الأحبّة بعد طول تزاور ... ونأى المزار فأسلموك وأقشعوا تركوك أوحش ما تكون بقفرة ... لم يؤنسوك وكربة لم يدفعوا قضى القضاء وصرت صاحب حفرة ... عنك الأحبة أعرضوا وتصدّعوا قال أبو عبد الله بن طاهر العسكرىّ: سيبويه اسم فارسىّ كأنه فى المعنى ثلاثون رائحة، وكان- فيما يقال- طيّب الرائحة 516 - عمرو بن أبى عمرو الشّيبانىّ اللغوىّ [1] روى عن أبيه وغيره من أهل العلم، وأملى فى حياة أبيه سنين متعدّدة. وكان ثبتا، واسع الرواية مفيدا. وتوفّى سنة إحدى وثلاثين ومائتين. سمع منه أحمد بن يحيى ثعلب كتاب النوادر لأبيه، وسمع منه أبو إسحاق الحربى الشيخ الصالح الزاهد رحمه الله ووثّقه كل واحد منهما. 517 - عمرو بن كركرة أبو مالك الأعرابىّ [2] دخل الحاضرة، وأخذ الناس اللغة عنه، وله كتاب فى خلق الإنسان جيد، وكان يعلّم فى البادية ويورّق فى الحضر. وكان مولى لبنى سعد؛ ويقال: إنه كان يحفظ اللغة كلّها. وكان بصرىّ المذهب.

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 365، تلخيص ابن مكتوم 194، وتهذيب اللغة للأزهرىّ 1: 10 وطبقات الزبيدىّ 143، ومعجم الأدباء 16: 73 - 74. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 367، وتلخيص ابن مكتوم 174، وطبقات الزبيدىّ 112 - 113، والفهرست 44، وكشف الظنون 722، ومعجم الأدباء 16: 131 - 132.

518 - عياض بن عوانة بن الحكم بن عوانة الكلبى النحوى [1]

وقال الجاحظ: كان عمرو بن كركرة أبو مالك أحد الطّياب، «1» يزعم أن الأغنياء عند الله عز وجل أكرم من الفقراء. ويقول: إن فرعون عند الله أكرم من موسى. وكان يلتقم الحارّ الممتنع فلا يؤلمه. ومن تصنيفه: كتاب خلق الإنسان. كتاب الخيل. قال أبو سعيد السكرىّ يوما: إن عمرو بن كركرة سمع من أبى عمرو بن العلاء وغيره. 518 - عياض بن عوانة بن الحكم بن عوانة الكلبىّ النحوىّ [1] نزيل القيروان. وكان جدّه الحكم بن عوانة عالما بأيام العرب وأنسابها. وكان له قدر وحال. وولى ولايات كثيرة. وكان أبو عوانة عالما أديبا، وكان من أهل الكوفة، وعنه أخذ المهدى القيروانىّ كثيرا من النحو والشعر. وكانت المهالبة «2» ولاة القيروان يكرّمونه. وروى عنه أنه قال: أقمت زمانا لا عهد لى بصلة روح ابن حاتم «3»؛ حتى أرملت وأملقت، فركبت يوما بغلة وخرجت حتى رقيت على الكدية «4» السوداء المطلّة على القنطرة- وكانت العرب تضع أثقالها فى دخول إفريقية

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 368، وتلخيص ابن مكتوم 174، وطبقات الزبيدىّ 152 - 153

بالقيروان «1»؛ فسمّيت القيروان؛ لأنها الأثقال فى كلام العرب- فإنى لعلى الكدية إذ أتى رسوله يشتد إلىّ؛ فقال: أجب يابن عوانة. فمضيت وما أحسب أن بعثته إلىّ ابتداء من غير أن أكون توسلت للوصول إليه إلا لأمر نمى إليه عنى من القول، فلما أتيت نزلت على بابه؛ فاستؤذن لى، فصعدت، وإنه لمع جاريته طلّة الهندية، فسلمت فأحسن الرد، فكأن روعى سكن. ثم قال: ما حالك؟ فقلت: مقلّ معدم أبو عيال، ولا مال. فقال: قد بلغت الغيث، فتخيّم؛ أى ألق خيمنك، فقلت: الحمد لله؛ ذاك والله المأمول المرجوّ من الأمير. قال: مالك من العيال؟ قلت: ثلاثون- قال: وكان أبو هريرة قهرمانه أكرم حضير ومشير- فقال: هم أكثر من ذلك إلى السبعين؛ بين قرابة وأصهار، يأملون كلهم رأى الأمير ويرجونه، وما هو بذى ماشية ولا غاشية ولا بتاجر. قال: قد أمرت لك بخمسمائة دينار، فادفعها إليه يا أبا هريرة، ومن القمح والشعير والتبن والطلاء والزيت والخلّ ما قال إنه يقوم به إلى رأس الحول. قال: فنزلنا، فوزن لى المال، وقال لأصحاب الخراج: احسبوا كم له فى هذه السنة ممّا أمر له، فجعلوا يعدون ويعقدون،- وكان السعر قد نزا «2» - فقال لى أبو هريرة: هل لك إلى ما هو أقرب من هذا؟ تأخذ ثمنا. قلت: ما أكره ذلك؛ فأعطانى خمسمائة دينار أخرى ومضيت، [وما أنسى طلّة] «3» يومئذ وقولها: عالم البلد أهل لكل ما أسدى إليه، فانصرفت بأحسن حال. وكان عياض يقرض الشعر ويجيده. وذكر المرزبانى فى كتابه: «أن عوانة «4» بن الحكم كان يقول لأخ له يقال له عياض: نحوىّ، لا تعمّق فى النحو؛ فإنه لم يتعمق أحد فيه الإصار معلّما». قال: «فصار

519 - عياض بن موسى بن عياض اليحصبى المغربى [1]

عياض ذلك معلّما بإفريقية لولد المهلّب «1». فعلى هذا الخبر يكون عياض أخا عوانة ابن الحكم، لا ولده. والله أعلم. 519 - عياض بن موسى بن عياض اليحصبىّ المغربىّ [1] من أهل سبته، «2» يكنى أبا الفضل، إمام عالم فاضل كامل مصنّف. أخذ عن مشايخ المغرب بالأندلس والعدوة «3»، وجمع من الحديث كثيرا.

_ [1] ترجمته فى الإحاطة فى تاريخ غرناطة 2: 167، وبغية الملتمس للضبى 425، وتاج العروس (حصب) وتاريخ الإسلام للذهبى (وفيات سنة 544)، وتاريخ أبى الفدا 3: 22، وتاريخ قضاة الأندلس للنباهى 101، وتاريخ ابن كثير 12: 225، وتذكرة الحفاظ للذهبى 4: 96 - 99، وتلخيص ابن مكتوم 175 - 177، وابن خلكان 1: 392 - 393، والديباج المذهب 168 - 172، وروضات الجنات 506 - 507، وشذرات الذهب 4: 138 - 139، والصلة لابن بشكوال 1: 446 - 447، وكشف الظنون 127، 158، 248، 395، 593، 577، 1052، 1186، 1211، 1779، 1961، والمعجم لابن أبار 294 - 298، والنجوم الزاهرة 5: 285 - 286، والوافى بالوفيات ج 5 مجلد 3: 596 - 597. ووضع أحمد بن محمد المقرى كتابا كبيرا فى سيرته أسماه: أزهار الرياض فى أخبار القاضى عياض أداره حول هذه الأبواب: روضة الورد فى أوّلية هذا العالم الفرد، وروضة الأقحوان فى ذكر حاله فى المنشأ والعنفوان. وروضة البهار فى ذكر جملة من شيوخه الذين فضلهم أظهر من شمس النهار، وروضة المنثور فى بعض ما له من منظوم ومنثور، وروضة النسرين فى تصانيفه العديمة النظير والقرين، وروضة الآس فى وفاته وما قابله به الدهر الذى ليس لجرحه من آس، وروضة الشقيق فى جمل من فوائده ولمع من فرائده المنظومة نظم الدرّ والعقيق، وروضة النيلوفر فى ثناء الناس عليه وذكر بعض مناقبه التى هى أعطر من المسك الأذفر؛ (وقد طبع منه ثلاثة أجزاء فى مطبعة لجنة التأليف والترجمة بمصر سنة 1358). واليحصبىّ، ضبطه ابن خلكان بفتح الياء وضم الصاد وفتحها وكسرها: منسوب إلى يحصب بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس، قبيلة من حمير.

وهو من أهل التّفنّن فى العلم والذكاء والفطنة والفهم. واستقضى ببلده مدّة طويلة؛ حمدت سيرته فيها. ثم نقل عنها إلى قضاء غرناطة «1»؛ فلم يطل مقاسه بها، ورحل عنها إلى قرطبة فى ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. وأخذ الناس بها عنه بعض ما عنده. وكانت ولادته فى نصف شعبان من سنة ست وعشرين وأربعمائة، وتوفى بمرّاكش مغرّبا عن قرطبة وسط سنة أربع وأربعين وخمسمائة. وله من التصانيف شرح خبر أم زرع «2» مجلد. كتاب مشارق الأنوار «3» كبير. تمام المعلم «4» فى شرح كتاب مسلم كبير «5».

520 - عباس بن ناصح الأندلسى النحوى [1]

520 - عبّاس بن ناصح الأندلسىّ النحوى [1] ساكن الجزيرة الخضراء «1». كان من أهل العلم والعربيّة، ومن ذوى الفصاحة فى شعره ولسانه، ويذهب فى شعره مذاهب العرب، وولى قضاء شذونة «2» والجزيرة ووليها ابنه عبد الوهاب بن عباس، ثم ابنه محمد بن عبد الوهاب. قال عبد الرحمن بن عباس بن ناصح: كان أبى لا يقدم من المشرق قادم إلا كشفه عمّن نجم من الشعراء بعد ابن هرمة «3»؛ حتى أتاه رجل من التجار، فأعلمه بظهور الحسن بن هانئ وارتحاله من البصرة إلى بغداذ، والمحلّ الذى ناله من الأمين وبنى برمك، وأتاه من شعره بقصيدتين؛ إحداهما قوله «4»: جريت مع الصّبا طلق الجموح «5» والثانية «6»: أما ترى الشّمس حلّت الحملا «7» فقال: إنّ هذا أشعر الجنّ والإنس؛ لا يحبسنى عنه حابس، وتجهّز نحو المشرق. قال: فلما دخلت بغداذ سألت عن منزل الحسن بن هانئ، فأرشدت إليه، فإذا

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 276، وتاريخ علماء الأندلس 1: 245، وتلخيص ابن مكتوم 177، وطبقات الزبيدىّ 1: 245، 177 - 179 وطبقات ابن قاضى شهبة 20: 16 - 17 ...

قصر عليه حفدة وخدّام وحوله أكثر متأدّبى بغداذ، فسلّمت وجلست حيث انتهى بى المجلس، وأنا فى هيئة السّفر، فلما كاد المجلس ينقضى قال: من الرجل؟ قلت: باغى أدب، قال: أتروى من شعر أبى المخشى «1» الذى قاله عندكم؟ قلت: نعم، قال: أنشدنى، فأنشدته: «كنت الذرى إلى الذرى» «2» قال: هذا الذى طلبته الشعراء فأضلّته. ثم قال: أنشدنى لأبى الأجرب، «3» فأنشدته، ثم قال أنشدنى لبكر الكنانىّ فأنشدته، ثم قال: شاعر البلد اليوم عباس بن ناصح؟ قلت: نعم، قال: أنشدنى له، فأنشدته: فأدت القريض ومن ذا فأد فقال لى: عبّاس! قلت: نعم، فنهض إلىّ فتلقيته، فعانقنى وضمّنى إلى نفسه، وانحرف لى عن مجلسه، فقال له من حضر المجلس: من أين عرفته أصلحك الله فى قسم بيت؟ قال: إنى رأيته عند إنشاده لغيره، فرأيته لا يبالى ما حدث من استحسان واستقباح، فلما أنشدنى لنفسه استبنت عليه وجمة، فقلت إنه صاحب

521 - العباس بن الفرج أبو الفضل الرياشى [1]

الشعر. قال عباس: ثم أتممت الشعر، فقال: هذا أشعر العرب، ثم نقلنى إلى نفسه فى ضيافته عاما. ثم قدم عبّاس الأندلسى، فتكرر على الحكم بن هشام بالمدح، ثم تعرض للخدمة فاستقضاه على بلده. 521 - العباس بن الفرج أبو الفضل الرياشىّ [1] مولى محمد بن سليمان بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. من أهل البصرة. سمع الأصمعىّ وأبا معمر المقعد «1» وعمرو بن مرزوق، «2» وروى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربىّ وأبو بكر بن أبى الدنيا وأبو بكر محمد بن أبى الأزهر النحوىّ وأبو بكر بن دريد وأبو روق الهزانىّ «3» وغيرهم.

_ [1] ترجمته فى أخبار النحويين البصريين للسيرافى 89 - 93، وإشارة التعيين الورقة 23، والأنساب 264 ب، وبغية الوعاة 275 - 276، وتاريخ ابن الأثير 5: 364، وتاريخ بغداد 12: 138 - 140، وتاريخ أبى الفدا 2: 48، وتاريخ ابن كثير 11: 29 - 30، وتلخيص ابن مكتوم 178، وابن خلكان 1: 246، وشذرات الذهب 2: 136، وطبقات الزبيدىّ 67 - 69، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 14 - 15، والفلاكة والمفلوكين 116، والفهرست 58، واللباب فى الأنساب 1: 484، ومعجم الأدباء 12: 44 - 46، والمنتظم (وفيات سنة 257)، والنجوم الزاهرة 3: 27 - 28، ونزهة الألباء 262 - 264. والرياشىّ بكسر الراء وفتح الياء: منسوب إلى رياش: وهو اسم رجل من جذام، كان والد المنتسب إليه عبدا له فنسب اليه.

وكان من أهل الأدب وعلم النحو بمحل عال. وكان يحفظ كتب أبى زيد والأصمعىّ كلها، وقرأ على أبى عثمان المازنىّ كتاب سيبويه. وكان المازنىّ يقول: قرأ علىّ الرياشىّ الكتاب وهو أعلم به منى. وقدم بغداذ، وحدّث بها، وكان ثقة. جاء أبو شراعة» إلى الرّياشىّ فقال له: إن أبا العباس الأعرج قد هجاك، فقال: إن الرياشىّ عباسا تعلّم بى ... حوك القصيد وهذا أعجب العجب يهدى لى الشّعر جبنا من سفاهته ... كالتمر يهدى لذات الليف والكرب «2» فقال الرياشىّ: هلا ردد ثم عنى، أما سمعتم قول أبى نواس «3»: لا أعير الدهر سمعى ... أن يعيبوا لى حبيبا لا ولا أحفظ عندى ... للأخلّاء العيوبا فإذا ما كان كون ... قمت بالغيب خطيبا احفظ الإخوان يوما ... يحفظوا منك المغيبا «4» قال أبو سعيد السيرافىّ: «الرّياشىّ أبو الفضل عبّاس بن الفرج، مولى محمد بن سليمان بن على الهاشمىّ. ورياش رجل من جذام؛ كان أبو العباس عبدا له فبقى عليه نسبه إلى رياش. وكان عالما باللّغة والشعر، كثير الرواية عن الأصمعىّ. وروى أيضا عن غيره، وقد أخذ عنه أبو العباس محمد بن يزيد- يعنى المبرّد- وأبو بكر ابن دريد» «5». وقال «6» أبو بكر بن أبى الأزهر- وكان عنده أخبار الرياشىّ- كنا

نراه يجيء إلى [أبى] العباس المبرّد فى قدمة قدمها من البصرة، وقد لقيه أبو العباس ثعلب، وكان يقدّمه ويفضّله. قال أبو سعيد: «ومات الرّياشىّ- فيما حدّثنى به أبو بكر بن دريد- سنة سبع وخمسين ومائتين بالبصرة، قتلته الزّنج «1»». دخلوا عليه المسجد بأسيافهم والرّياشىّ قائم يصلى الضّحا، فضربوه بأسيافهم، وقالوا: هات المال، فجعل يقول: أىّ مال، أىّ مال! حتى مات. فلما خرج الزّنج عن البصرة، ودخلها من فرّ عنها، فمرّ منهم من مرّ ببنى مازن الطحّانين- وهناك كان ينزل الرّياشىّ- فدخلوا مسجده، فإذا به ملقى وهو مستقبل القبلة، كأنما وجّه إليها وإذا شملته تحرّكها الريح قد مزّقت، وإذا جميع خلقه صحيح سوىّ، لم تنشقّ له بطن، ولم يتغير له حال، إلّا أن جلده قد لصق بعظمه ويبس. وذلك بعد مقتله بسنين- يرحمنا الله وإياه. وذكر محمد بن موسى الحمّادى قال: رأيت الرياشىّ فى مسجده هذا، فرأيت رجلا طوالا آدم اللون، عليه قلنسوة، وحين قدم بغداذ نزل على يعقوب بن شيبة، فأقام على ابن السرىّ صاحب الكلبىّ شهرا، حتى كتب عنه ما أراد، ثم رجع إلى البصرة. قال المازنىّ: قرأ الرياشىّ علىّ كتاب سيبويه فما بلغ النصف منه حتى كان أعلم به منى.

قال مروان بن عبد الملك: سمعت العباس بن الفرج الرياشىّ يقول: حفظت كتب أبى زيد ودرستها إلا أنى لم أجالسه مجالستى للأصمعىّ، وأما كتب الأصمعىّ فإنى حفظتها لكثرة ما كانت تتردّد على سمعى لطول مجالستى له. قال: وكنت أقرأ على أبى زيد، ولعلّ حفظى قريب من حفظه. قال: وقال لى يوما: عمن تأخذ؟ قلت له: عن فلان، فاجتمعنا عنده يوما أنا وذلك، فتناظرنا، فقال لى: تقول لى إنك تأخذ عن هذا وأنت أعلم منه!. وقال الخشنىّ: كان المازنىّ فى الإعراب، وأبو حاتم فى الشعر والرواية، وكان الرياشىّ فى الجميع. وكان أهل البصرة إذا اختلفوا فى شىء قالوا ما قال فيه أبو الفضل الرياشىّ، انقيادا لفضله وروايته. وكان من أهل الفضل، لا تخرج البصرة مثل الرياشىّ. وحمل الرياشىّ إلى سرّ من رأى فى أيام المتوكل، لتولّى قضاء البصرة فاستعفى، وقال شعرا مدح به المتوكل، وذكر فيه خلوّ مسجده منه، فأعفاه وأعطاه ووسع له وأعاده. وقرأ عليه الفتح بن خاقان الوزير، وأعطاه مالا جسيما، وعاد إلى البصرة. وقال يحيى: رأيت أبا حاتم يعظم الرّياشىّ تعظيما كثيرا، وأبو حاتم أسنّ منه. وسئل الرّياشىّ فى عقيب ذى الحجة سنة أربع وخمسين ومائتين: كم تعد؟ قال: أظنّ سبعا وسبعين. وكانت قتلته فى شوّال سنة سبع وخمسين ومائتين- رحمه الله. قال أبو الفتح محمد بن جعفر النحوى: قرأ الرّياشىّ النصف الأوّل من كتاب سيبويه على المازنى. وقال أبو بكر بن دريد: رأيت رجلا من الورّاقين بالبصرة يقرأ كتاب إصلاح المنطق لابن السكّيت، ويقدّم الكوفيين، فقلت للرّياشىّ-

وكان قاعدا فى الوراقين- بما قال، فقال: إنما أخذنا اللغة من حرشة «1» الضّباب وأكلة اليرابيع «2»، وأخذوا اللغة من أهل السواد، وأكلة الكواميخ «3» والشواريز. «4» وله من الكتب: كتاب الخيل. كتاب الإبل. كتاب ما اختلفت أسماؤه من كلام العرب. قال أحمد بن يحيى ثعلب: كنت أصير إلى الرّياشىّ لأسمع ما كان يرويه، فقال لى يوما: كيف تروى هذا البيت: «بازل عامين»، «أو بازل»، أو [بازل]؟ يعنى قول الشاعر «5»: ما تنقم الحرب العوان «6» منّى ... بازل «7» عامين حديث سنّى لمثل هذا ولدتنى أمّى قال ثعلب: تقول لى هذا فى العربيّة؛ إنما أصير إليك لهذه المقطّعات والخرافات! وقلت له: يروى «بازل عامين»، «وبازل عامين»، [وبازل عامين]، فأمسك. الرفع على الاستئناف، والخفض على الإتباع، والنصب على الحال.

وقال ثعلب أيضا: قدم الرياشى بغداذ فى سنة ثلاثين ومائتين، فأتيته لأكتب عنه، فقال: أسألك عن مسألة؟ فقلت: قل، قال: «نعم الرجل يقوم»؛ قلت: الكسائىّ يضمر «رجلا يقوم» والفرّاء لا يضمر، لأن «نعم» عنده اسم، وعند الكسائىّ فعل، و «يقوم» من صلة الرجل، وسيبويه يقول: إنه ترجمة. قال: صدقت، قلت: فتقول: «يقوم نعم الرجل»؟ قال: نعم، قلت: هذا مخالف لقول صاحبك «1»، والكسائىّ والفراء يجيزانه؛ لأن الترجمة إذا تقدّمت فسد «2» الكلام؛ لأنه إنما أتى بها فى آخره، ليظهر معنى الكلام؛ فاقصد لما أتيت له. ثم قال: إنى أسألك عن مسألة سألنا عنها الأخفش: لم قالت العرب: «نعم الرجلان أخواك»، فثنّوا «الرجل» وهو جنس من الرجال على «أخواك»؟ والمعبّر «3» عن الجنس لا يثنّى ولا يجمع؟ فقلت له: لمّا صرف الفعل إلى الرجل جرى مجرى الفاعل، فثنّى وجمع لذلك. فقال: هكذا قال الأخفش. قلت له: وجالست الأخفش؟ قال: نعم، وأنا أرى أنّى أعلم منه. فما أعجبتنى هذه الكلمة من الرّياشىّ؛ لأنى وجدته أفرط فيها. فجاريته الأخبار والأشعار وأيام الناس، ففجّرت به ثبج بحر. وجرت مناظرة فى مجلس فيه الأخفش سعيد والعبّاس بن الفرج الرّياشىّ، فقال الأخفش: إن «منذ» إذا رفعت بها كان اسما مبتدأ وما بعده خبره، وإذا جررت بها كان حرفا جاء لمعنى. فقال له الرياشى: فلم لا تكون فى حال ما يرفع ويجر جميعا اسما؛ كما تقول: «ضارب زيدا، [وضارب زيد]»، فقد رأينا الاسم ينصب الاسم ويجره. فلم يأت الأخفش بمقنع. فلما سمع المازنىّ هذا الكلام [قال:]

أقول أنا: إنه لا يشبه الأسماء، وذلك لأنى لم أر الأسماء على هذه الهيئة، فقد رأينا الأسماء المبتدأة تزول عمّا هى عليه، ولا تلزم موضعا واحدا، لا يغيّر عن مكانه الذى هو فيه؛ وإنما هو الحرف الذى جاء لمعنى؛ فهو حرف جاء لمعنى؛ مثل: أين، وكيف ألزم شيئا واحدا. قال أبو يعلى بن أبى زرعة: فقلت لأبى عثمان: حرف جاء لمعنى، هل رأيته قط يعمل عملين: جرّا ورفعا؟ فقال: قد رأيته يعمل عملين؛ ينصب ويجر؛ مثل قولك: «أتانى القوم خلا زيد، وخلا زيدا». قال أبو عثمان: أقول العوامل [و] هى الأفعال؛ إنما ترفع الشىء الواحد؛ ولم أرها رفعت شيئين إلا بحرف عطف؛ مثل: «قام زيد وعمرو»؛ ولا يجوز أن ترفع بالابتداء المبتدأ وخبره. قلنا له: فإنّ الصّفة هى مرتفعة أيضا إذا قلت: «قام زيد العاقل»، فقد رفعت شيئا بغير حرف عطف، فقال: الموصوف قد اشتمل على الصفة. قال أبو عثمان: ألا [ترى] أنك لو حملت كوزا فيه ماء كنت قد حملت الماء؟ وأهل بغداذ يقولون: «إن زيدا منطلق» إنّ ناصب «زيد» «إنّ» و «منطلق» لم تعمل فيه «إن»، والحجة عليهم فى ذلك أن تقول: «إن زيدا لمنطلق»، وهذه اللام لا تدخل إلا على ما تعمل فيه «إن». قال أبو عثمان المازنىّ: سألنى الرياشىّ: «الله». ما أنكرت أن تكون «الإله» فخفف فقيل: «أللاه»، ثم أدغمت اللام فى اللام الساكنة؛ كما أجزت فى «الناس» أن يكون تخفيفا من «الأناس»، ثم أدغمت؟ فقلت له: من قبل أن «الناس» على معنى «الأناس»، وكذلك كل شىء خففت من الهمزة فهو على معناه مخففا، وأنت إذا قلت «اللاه»، فليس يعلم الله عزّ وجلّ، فلو كان «الله» هو «الإله» مخففا لبقى على معناه، فلما جاء «الله» على غير معنى «إلاه» علمنا أن هذا ليس مخففا.

522 - العباس بن رداد بن عمر البندنيجى أبو الفضل النحوى [1]

522 - العباس بن رداد بن عمر البندنيجىّ أبو الفضل النحوىّ [1] كانت له معرفة حسنة بالنحو. قرأ على أبى الغنائم حبشى بن محمد الواسطىّ الضرير النحوىّ، ثم على أبى محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب، وأقرأ الناس، وتخرّج به جماعة، ومما أنشدنيه العباس لبعضهم: أقبلت فى غلالة زرقاء ... لازرديّة كلون السماء فتأملت فى الغلالة منها ... قمر الصيف فى ليالى الشتاء 523 - عيسى بن عمر البصرىّ الثقفىّ المقرئ النحوىّ [2] اختلف فى نسبه، فقيل هو مولى لبنى مخزوم، وهو من ولد الحكم بن عبد الله الأعرج «1» الذى روى الحديث. وقيل كان من ثقيف، لخالد بن الوليد، وقيل هو مولى خالد بن الوليد المخزومىّ ونزل فى ثقيف.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 179. والبندنيجىّ، بفتح الياء وسكون النون وفتح الدال وكسر النون: منسوب إلى بندنيجين، وهى بلدة قريبة من بغداد. [2] ترجمته فى أخبار النحويين البصريين للسيرافى 31 - 33، وإشارة التعيين الورقة 39 - 40، وبغية الوعاة 270، وتاريخ ابن الأثير 5: 28، وتاريخ أبى الفدا 2: 5، وتاريخ ابن كثير 10: 105 - 106، وتلخيص ابن مكتوم 179 - 180، وابن خلكان 1: 393 - 394، وروضات الجنات 557 - 558، وشذرات الذهب 1: 224 - 225، وطبقات الزبيدىّ 17 - 21، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 212 - 215، وطبقات القراء لابن الجزرىّ 1: 613، وعيون التواريخ (وفيات 149) والفهرست 41 - 42، ومراتب النحويين 32، ومرآة الجنان 1: 307 - 309، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 270 - 271، والمعارف لابن قتيبة 235، ومعجم الأدباء 16: 146 - 150، والنجوم الزاهرة 2: 11، ونزهة الألباء 25 - 29، والوافى بالوفيات ج 5 مجلد 3: 643 - 645.

وكان من قرّاء أهل البصرة ونحاتها. وكان عالما، أخذ عن ابن إسحاق. وكان عيسى بن عمر فى طبقة أبى عمرو بن العلاء، وعنه أخذ الخليل بن أحمد. وله فى النحو نيّف وسبعون تصنيفا، عدمت؛ ومنها تصنيفان كبيران؛ اسم أحدهما الإكمال والآخر الجامع. ويقال إن الجامع هو كتاب سيبويه، زاد فيه وحشاه. وسأل مشايخه عن مسائل منه أشكلت عليه فذكرت له فأضافها، وإنه لما أحضره إلى الخليل بن أحمد ليقرأه عليه عرفه الخليل، وأنشد: بطل النحو جميعا كلّه ... غير ما أحدث «1» عيسى بن عمر ذاك (إكمال) وهذا (جامع) ... فيهما للناس شمس وقمر فأشار إلى الجامع بما يشار به إلى الحاضر، وهى لفظة هذا. وقال أحد العلماء لعيسى بن عمر: أخبرنى عن هذا الذى وضعته فى كتابك؛ يدخل فيه كلام العرب كلّه؟ قال: لا، قلت: فمن تكلم خلافك واحتذى ما كانت العرب تتكلم به تراه مخطئا؟ قال: لا، قلت: فما ينفع كتابك! وقال محمد بن سلام الجمحىّ: «كان عيسى بن عمر ينزع إلى النصب إذا اختلفت العرب». «2» ويقال: إنّ أبا الأسود لم يضع من النحو إلا باب الفاعل والمفعول فقط، وإن عيسى بن عمر وضع كتابه على الأكثر وبوّبه وهذّبه، وسمى ما شدّ عن الأكثر لغات. وكان يطعن على العرب، ويخطّئ المشاهير منهم؛ مثل النابغة فى بعض أشعاره «3» وغيره.

وكان صاحب تقعير فى كلامه، واستعمال للغريب فيه. وكان بعض جلساء خالد بن عبد الله القسرىّ «1» قد استودعه وديعة، فنمى ذلك إلى يوسف «2» بن عمر، فكتب إلى واليه بالبصرة يأمره أن يحمله إليه مقيّدا، فدعى به، ودعى بالحداد وأمره بتقييده، فلما قيّد قال له الوالى: لا بأس عليك؛ إنما أرادك الأمير لتأديب ولده. قال: فما بال القيد إذن! فبقيت هذه الكلمة مثلا بالبصرة. فلما أتى به يوسف «3» بن عمر سأله عن الوديعة فأنكر، فأمر به فضرب بالسياط؛ فلما أخذه السوط جزع، فقال: أيها الأمير؛ إنما كانت ثيابا فى أسيفاط؛ «4» فتسلّمها عشّارك «5»، فرفع السوط عنه، ووكل به حتى أخذت الوديعة منه. وأدركه بعد ذلك ضيق النفس؛ فكان يداويه بإجّاص يابس وسكّر يضعه فى فيه فيسكّن ما به، وكان دقيق الصوت. قال يحيى بن معين: عيسى بن عمر بصرىّ ثقة. وجمع الحسن بن قحطبة «6» عند مقدمه مدينة السلام الكسائىّ والأصمعىّ وعيسى بن عمر؛ فألقى عيسى بن عمر على

524 - عيسى بن أبى جرثومة أبو الأصبغ الخولانى الأندلسى النحوى [1]

الكسائىّ مسألة، فذهب الكسائىّ يوجّه احتمالاتها، فقال له عيسى: عافاك الله! إنما أريد كلام العرب، وليس هذا الذى تأتى به بكلامها «1». قال الأصمعىّ: وجاء عيسى بن عمر يوما إلى أبى عمرو بن العلاء فقال له: مررت بقنطرة قرّة، فلقينى بعيران مقرونان فى قرن، فما شعرت شعرة حتى وقع قرانهما فى عنقى، فلبج «2» بى، فافرنقع عنى والناس قيام ينظرون. قال: فكاد أبو عمرو ينشقّ غيظا من فصاحته. وذكر عنه أن ضيق النفس الذى كان به أدركه يوما وهو فى السوق فوقع، ودار الناس حوله يقولون: مصروع، مصروع! فبين قارئ ومعوّذ من الجانّ. فلما أفاق من غشيته نظر إلى ازدحامهم فقال لهم: ما لى أراكم تتكأكئون علىّ تكأكؤكم على ذى جنّة! افرنقعوا. فسمع أحد الجمع وهو يقول: إن جنّيّه هذا يتكلم بالهندية. توفى عيسى بن عمر سنة تسع وأربعين ومائة قبل أبى عمرو بن العلاء بخمس سنين أو ست. 524 - عيسى بن أبى جرثومة أبو الأصبغ الخولانىّ الأندلسىّ النحوىّ [1] كان عالما بالنحو واللغة والحساب والعروض والقراءات، مفيدا لكل ذلك، متصدّرا للإفادة. وكان فاضلا خيّرا ديّنا شاعرا محسنا.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 180.

525 - عيسى بن يللبخت الجزولى المغربى [1]

525 - عيسى بن يللبخت الجزولىّ المغربىّ [1] البربرىّ النسب. وجزولة قبيلة من قبائل البربر مشهورة الذكر هناك. وربما قالوا كزولة (بالكاف). أبو موسى. رجل فاضل كامل ديّن خيّر. رحل من المغرب إلى المشرق وحج وعاد إلى مصر، وقرأ مذهب مالك والأصول على الفقيه أبى المنصور ظافر المالكىّ الأصولىّ «1». وقرأ النحو على الشيخ أبى محمد عبد الله بن برىّ النحوى المصرىّ الدار، إمام وقته، ولما قرأ عليه كتاب الجمل للزجّاجى سأله عن مسائل على أبواب الكتاب، فأجابه عنها، وجرى بحث فيها بين الطلبة أنتج قولة علقها الجزولىّ مفردة، فجاءت كالمقدّمة، فيها كلام غامض، وعقود لطيفة، وإشارات إلى أصول صناعة النحو غريبة. ولما عاد إلى المغرب نقلها الناس عنه، واستفادوها منه. وبلغنى أنه كان إذا سئل عنها: هل هى من تصنيفك؟ قال: لا؛ لأنه كان متورّعا. ولما كانت هذه من نتائج خواطر الجماعة عند البحث فى مجلس الشيخ أبى محمد بن برىّ، ومن كلام ابن برىّ لم يسغ له أن يقول: هى من كلامى وتصنيفى، وإنّما هى منسوبة إليه؛ لأنها من استفادته ومساجلته وكونه أثبتها دون الجماعة.

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 39، وبغية الوعاة 369 - 370، وتلخيص ابن مكتوم 180 - 181، وابن خلكان 1: 394 - 395، وشذرات الذهب 5: 26، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 211 - 212، والفلاكة والمفلوكين 91 - 93، وكشف الظنون 1800 - 1801، والوافى بالوفيات ج 5 مجلد 3: 633. ويللبخت، ضبطه ابن خلكان: «بفتح الياء واللام الأولى وسكون الثانية وفتح الباء وسكون الخاء». وهو اسم بربرىّ.

وأخبرنى صديقنا النحوىّ اللورقىّ الأندلسىّ قال: اجتزت به فى طريقى ببعض مدن العدوة- وأسماها لى وأنسيتها أنا- قال: وقد كان مقيما بها، فأرشدت إلى منزله، فدققت عليه بابه، فخرج إلىّ فرأيته فى هيئة متألّه، فسألته عن مسألة فى مقدّمته، أظنه قال فى باب التعجب أو فى باب الحكاية- السهو منّى- قال: فأجابنى عنها، وتركته وانصرفت. وقد عنى الناس بشرح هذه المقدّمة؛ فممن شرحها «1» صديقنا هذا المعلّم وأجاد. وشرحها أبو علىّ عمر الشّلوبينىّ،» نزيل إشبيليّة ونحويّها، ولم يطل، وشرحها نحوىّ من أهل العدوة من أرض المغرب، ووصل شرحه إلى الشأم وقال: من وقف عليها: لم يأت بطائل. وشرحها شاب نحوىّ من أهل جيّان من الأندلس متصدّر بحلب لإفادة هذا الشأن، فجمع فيه بعض أقوال هؤلاء المقدم ذكرهم وأحسن فى الإيجاز «3». ومات الجزولىّ- رحمه الله- بالمغرب، فى حدود سنة خمس وستمائة؛ قبلها أو بعدها بقليل؛ والله أعلم. واجتمعت بالمعلّم أبى القاسم بن الموفّق النحوىّ اللورقىّ الأندلسىّ المقدّم ذكره، وسألته عنه ثانية فقال: كان اجتماعى به بتونس، وقدم فى صحبة صاحب المغرب لقصد المهدىّ وقال: كان الجزولىّ مزوارا، ومعنى المزوار بالبربرية مقدّم جماعة. وسألته عن المسألة التى سأله عنها، فقال: هى فى التعجب من مقدّمته، وهى المثلية أو المثليّة «بالتحريك» قال: فقال له: هى المثليّة. وسألته عن سنة اجتماعه به

526 - عيسى بن المعلى الحجة بن مسلمة الرافقى اللغوى النحوى الشاعر [1]

فقال: كان ذلك فى أوائل سنة إحدى وستمائة. ثم سألته: هل حقّقت وفاته فقال: لم أحقق السنة؛ ولكن أخبرت أنه لم يعش بعدى إلا سنيّات قلائل، ما بين الثلاث إلى الأربع، فيكون تقدير وفاته ما ذكرناه «1». 526 - عيسى بن المعلّى الحجة بن مسلمة الرافقى اللغوىّ النحوىّ الشاعر [1] عربىّ الأصل. كان كثير الشعر، يمدح أمراء الدولة الأتابكية والنورية، ومدح مظفّر الدين «2» بن زين الدين، وهو ممن فات العماد ذكره فى الخريدة، وصنّف كتبا فى اللغة لطافا، وصنف فى النحو كتابا لطيفا سماه المعونة، وشرحه بكتاب سماه القرينة فى شرح المعونة «3». وكان يحضر إلى حلب، ويمدح المعمّمين والمشربشين؛ فممن مدح الرئيس صفىّ الدين طارق بن أبى غانم بن الطربزة بقصائد شهد بها ديوانه. نقلت من خط ولده الصارم إبراهيم بن الحجة هذا على ظهر كتاب القرينة فى شرح المعونة: «توفى والدى- رحمه الله- ليلة الجمعة ثالث ربيع الآخر سنة خمس وستمائة». 527 - عطاء بن أبى الأسود الدؤلىّ النحوىّ [2] عالم بالنحو والعربية، وهو الذى اتفق بعد موت أبيه هو ويحيى بن يعمر على بسط النحو وتعيين أبوابه، وبعج مقاييسه. ولما تولى أبوه البصرة من قبل علىّ

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 270، وتلخيص ابن مكتوم 181، ومعجم الأدباء 16: 151. [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 181.

528 - عنبسة بن معدان الفيل [1]

وابن عباس كان على شرط أبيه عطاء، ولم يعقب. ولما استوفى هو ويحيى بن يعمر جزءا متوفرا من أبواب النحو نسب بعض الرواة إليهما أنهما أول من وضع هذا النوع. 528 - عنبسة بن معدان الفيل [1] من بنى أبى بكر بن كلاب. وقيل إنه ينتهى إلى مهرة بن حيدان. قال المبرّد قال عنبسة: اختلف الناس إلى أبى الأسود يتعلّمون منه العربية؛ فكان أبرع أصحابه عنبسة بن معدان المهرىّ. واختلف الناس إلى عنبسة فكان أبرع أصحابه ميمون الأقرن. وكان عنبسة بن معدان يعرف بالفيل؛ وذلك أن زياد بن أبيه كانت له فيلة ينفق عليها فى كل يوم عشرة دراهم، فأقبل رجل من ميسان «1» يقال له معدان، فقال: ادفعوها إلىّ وأكفيكم المئونة وأعطيكم عشرة دراهم فى كل يوم، فدفعوها إليه فأثرى وابتنى قصرا، ونشأ له ولد يقال له عنبسة وفصح، وهو هذا الذى نحن فى ذكره. فروى الأشعار، وروى شعر جرير والفرزدق وانتمى إلى بنى بكر بن كلاب. وقيل للفرزدق: هاهنا رجل من بنى كلاب يروى شعر جرير ويفضّله عليك، ووصفوه له. فقال: رجل من بنى كلاب على هذه الصفة لا أعرفه، فأرونى داره، فأروه، فقال: هذا ابن معدان الميسانىّ، ثم قصّ عليهم قصته، وقال: لقد كان فى معدان والفيل زاجر ... لعنبسة الراوى علىّ القصائدا فروى البيت بالبصرة.

_ [1] ترجمته فى إشارة التعيين الورقة 39 - 40، وأخبار النحويين البصريين للسيرافى 23 - 24، وبغية الوعاة 368، وتلخيص ابن مكتوم 181 وطبقات الزبيدىّ 11، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 211، ومراتب النحويين 19، والمزهر 2: 398، 426، ومعجم الأدباء 16: 133 - 135.

529 - عمار بن إبراهيم بن محمد بن حمزة العلوى الكوفى النحوى [1]

ولقى أبو عيينة بن المهلّب عنبسة، فقال له عنبسة: ما أراد الفرزدق بقوله: لقد كان فى معدان والفيل زاجر فقال: إنما قال: لقد كان فى معدان واللؤم زاجر فقال أبو عيينة: وأبيك إن شيئا فررت منه إلى اللؤم لعظيم! وقد اختلف الناس فى تقديم ميمون على عنبسة، وفى تقديم عنبسة على ميمون الأقرن فى الفضل والعلم وسعة الرواية. وهو من الطبقة الثالثة، فإنه يروى عن أبى الأسود، وأبو الأسود عن علىّ كرم الله وجهه. وهذه الطبقة حسب ما حصر الرواة، ممن أخذ عن أبى الأسود، عنبسة بن معدان هذا، وميمون المعروف بالأقرن، وعطاء بن أبى الأسود، وأبو نوفل بن أبى عقرب «1»، ويحيى بن يعمر، وقتادة بن دعامة السّدوسى، وعبد الرحمن بن هرمز، ونصر بن عاصم، كل هؤلاء أخذوا عن أبى الأسود، وتتفاوت مقاديرهم فى العلم بهذا النوع من العربية. 529 - عمار بن إبراهيم بن محمد بن حمزة العلوىّ الكوفىّ النحوىّ [1] أخو عمر بن إبراهيم «2»؛ وهما زيديّا المذهب، وعمر أكبرهما سنا، وأظهرهما معرفة؛ كان يدرس النحو ببلده. أدركه أبو طاهر السّلفىّ وروى عنه. وقال: أفادنا أخوا ابن المعمر الحبال وغيره.

_ [1] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 182، وقال: «كذا فى الأصل، والصواب تقديم عامر على عمار؛ فاعرفه».

530 - عسل بن ذكوان النحوى اللغوى [1]

530 - عسل بن ذكوان النحوىّ اللغوىّ [1] فى طبقة المبرد وفى زمانه، ولم يشتهر شهرته. وكان مقيما للإفادة بعسكر مكرم، وأخذ عنه الناس ورووا عنه. وهو مذكور هناك. وله تصانيف؛ منها كتاب الجواب المسكت. كتاب أقسام العربية. وكان من أصحاب المازنىّ، وقرأ عليه كتاب سيبويه. 531 - عامر بن إبراهيم بن العباس الفزارىّ النحوىّ الشاعر اللغوىّ القيروانىّ الإفريقىّ [2] كان شاعرا بصيرا باللغة مع خبث وإقدام ورأى ومكر. وكان يلى أمور الأموال لملوك تلك الجهات، وجبى خراجا فى بعض سواحل إفريقية، فلما استكمله أخذه وهرب إلى مصر. وفى ذلك يقول محمد التونسىّ فى ولده أبى القاسم: دعىّ فزارة من لؤمه ... إلى طلعة اللؤم ما أسبقه أب هارب بخراج الإمام ... وجدّ قتيل على الزندقه وكان ينتسب إلى حمل بن بدر؛ حتى أعلمه أبو بكر الحسن بن أحمد بن نافذ أن حمل ابن بدر لم يعقب، وأراه ذلك فى بعض الكتب، فحلّى عن ذلك وقال: نحن من ولد عيينه بن حصن. وكان أبو القاسم ولده بصيرا بالآداب، وله أشعار كثيرة، يغلب عليها الهجاء، وكان يزعم أنه من [ولد] «1» أسماء بن خارجة «2».

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 324، ومراتب النحويين 137، ومعجم الأدباء 12: 168 - 169. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 274، وتلخيص ابن مكتوم 182، وطبقات الزبيدى 170 - 171، وطبقات ابن قاضى شهبة 2: 13 وما ذكره المؤلف يوافق ما فى الطبقات.

532 - عرام [1]

532 - عرام [1] لقب مشهور له. وهو المفضّل بن العباس بن محمد. وكان خفيف العقل مزلزله. وكان يتعاطى بعد تسميته بالنحوىّ المنادمة وأسبابا تجرّ الطنز واللهو. 533 - عاصم بن أيوب الأديب البطليوسىّ الأندلسىّ أبو بكر [2] روى عن أبى بكر محمد بن الغراب، ومكى بن أبى طالب القيروانىّ. وكان من أهل الآداب والمعرفة باللغات، ضابطا لذلك؛ مع خير وفضل وفقه. توفى فى سنة أربع وتسعين وأربعمائة. 534 - عيينة بن عبد الرحمن أبو المنهال المهلبى النحوىّ اللغوىّ [3] ذكره الحافظ بن البيّع النيسابورىّ فى تاريخ نيسابور فقال: «صاحب العربية وتلميذ الخليل بن أحمد، مؤدب الأمير أبى العباس عبد الله بن طاهر بن الحسين «1»، ورد معه نيسابور، وتوفى بها.

_ [1] لم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص، ولم أعثر له على ترجمة أخرى. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 274، وتلخيص ابن مكتوم 182، والصلة لابن بشكوال 2: 444 - 445. [3] ترجمته فى بغية الوعاة 270، ومعجم الأدباء 16: 165 - 167؛ ولم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص.

535 - عالى بن عثمان بن جنى أبو سعد بن أبى الفتح النحوى [1]

روى عن داود «1» بن أبى هند، وسفيان بن عيينة، وسعيد بن أبى عروبة «2» ويحيى بن سليم. «3» وكان من قوله: لا تتصدر إلى فائق أو مائق»: «4» 535 - عالى بن عثمان بن جنّى أبو سعد بن أبى الفتح النحوىّ [1] أخذ العربية عن أبيه وعن أبى علىّ الفارسىّ. وأكثر عن أبيه، وتقدم وأفاد هذا العلم، وانتقل إلى مدينة صور، «5» الثغر الشامىّ، فنزله، وأفاد الناس به وروى عن مشايخ وقته العراقيّين والشاميّين، وكتب بخطه كثيرا، وكان محقّقا لما يكتبه. كان حيّا بصور فى سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة «6». ونقلت من على ظهر جزء بخط أحمد بن علىّ بن ثابت: أنشدنى الشيخ أبو محمد جعفر بن عبد الله بن على بن المفيد، قال: أنشدنى أبو سعد عالى بن عثمان بن جنّى ولد أبى الفتح بن جنى بصور لنفسه:

_ [1] ترجمته فى بغية الوعاة 274، وتلخيص ابن مكتوم 182 - 183، ومعجم الأدباء 12: 39.

536 - العماد المغربى [1]

ألا لله ما أشقى حياتى ... فشيب مفارقى ممّا أقاسى كأن طوالعى شربت دواء ... فطول الدهر تسلح فوق راسى قال: وأنشدنى أيضا لنفسه بمنزله بصيداء «1»: منزل لا أرى بعينى أدنى ... منه قدرا فى سائر الأمصار فرشى فيه فقحة «2» ووطائى ... حين أمسى غرائب الأفكار وإذا لم أجد أنيسا من النا ... س تفيهقت «3» فى عتاب الفار 536 - العماد المغربىّ [1] شاب من أهل المغرب، رحل إلى المشرق، وكان يعلّم العربية علما جيدا. وقرأ على ابن يونس الموصلىّ شيئا من علوم الأوائل؛ ودخل سنجار، وأقام بها مدّة، وقرئ عليه بها. وكان نزيل قاضيها الكردىّ المعروف بالبدر. واجتمع بيعمر الفرغانىّ النحوىّ المنطيقىّ، وتناظرا فى شىء من ذلك. وكان ذكيّا حسن المباحثة، وهو فى زماننا هذا. 537 - العبدىّ النحوىّ [2] نسبته أشهر من اسمه، وقد ذكرته فى باب «أحمد بن بكر» «4»، وكنيته أبو طالب. فاضل فى هذا الشأن، صحب أبا علىّ الفارسىّ النحوىّ وأخذ عنه، وحضر مجلس أبى سعيد السّيرافىّ، واستفاد منه. وكان اختصاصه بأبى علىّ وانتسابه إليه أكثر، وتعصّبه له أوفر. أخذ عن أبى علىّ جل ما عنده.

_ [1] لم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص، ولم أعثر له على ترجمة. [2] ترجمته فى بغية الوعاة 129، وكشف الظنون 212، ومعجم الأدباء 2: 236 - 238، ونزهة الألباء 410 - 411، ولم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص.

وكان وطئ العبارة، حسن الغوص، جميل التصنيف، اعتنى بكتاب شيخه أبى علىّ، وهو الكتاب المسمى بالعضدىّ «1»، وهو: الإيضاح، والتكملة، وشرحه شرحا كافيا شافيا، أتى فيه بغرائب من أصول هذه الصّناعة، وحقّق أماكن؛ حتى يقال: إنه شرح كتاب أبى علىّ بكلام أبى علىّ؛ لكثرة اطّلاعه على كتبه وفوائده. وإذا أنصف المنصف، وأجمل النظر، واطّرح الهوى رأى أن كلّ من تعرّض لشرح هذا الكتاب إنما اقتدى بالعبدىّ وأخذ منه، وإن غيّر الألفاظ فيما خرج عن القصد الذى قصده. وكنت قد سألت عالمين بهذا الشأن عن كتاب العبدىّ وكتاب الجرجانىّ «2» فى شرح الإيضاح، فسكتا مليّا وقال أحدهما: قد سمّى الجرجانىّ كتابه المقتصد، وهو كما سمّاه؛ فإنّ فوائده مختصرة. وقال الآخر: أحسن العبدىّ فى الكلام على العوامل، وقصّر فيها الجرجانىّ، وأحسنا فى التصريف، وكلام الجرجانىّ أبلغ وأبسط. وكان العبدىّ رحمه الله قد أدركه خمول الأدب، ولم يحصل [له] من السمعة ما حصل لابن جنّى والرّبعىّ. وكان كثير الشكوى لكساد سوقه وسوق الأدب فى زمانه. قال العبدىّ: وعهدى بنفسى حاضرا مجلس هذا الشيخ- يعنى أبا علىّ- وهناك من يقرأ كتاب سيبويه، دون غيره من المتوسّطات ثلاثون رجلا وأكثر؛ ما فيهم إلا من يطلق عليه اسم العامل، ثم ما يحسنونه من اللغة والشعر غير

538 - عباد بن كسيب [1]

مذكور، ومجلس الشيخ أبى سعيد الحسن بن عبد الله السيرافىّ وعدد أهل المجلس ومن معنا السبّق للقراءة يزيدون على المائة، ومجلس الشيخ أبى الحسن على بن عيسى النحوىّ جميع أهل السنة رحمه الله، رحمنا [الله] وأعاننا على إصلاح ديننا، وجعل ذلك خالصا لوجهه. وهأنذا فى زمان لا أفتح عينى على طالب علم تحقيقا سوى اثنين أو ثلاثة. ولم يكن للعبدىّ رحمه الله أنسة بشىء من العلوم القديمة؛ ودليل ذلك أنه لما عاب كتاب الأصول لابن السراج «1» قال: أفسده بالتّقسيمات الهندسية، والهندسة لا تقسيمات فيها، وإنما التّقسيم والترتيب وتعريف الأجناس والأنواع والخاصة والفصل والعرض ... إلى أمثال ذلك من ألفاظ أهل المنطق فيما فوق الهندسة والمنطق. وإنما كان متعب الخاطر فى معرفة العبارة العربية؛ غير مشتغل بسواها، فلا جرم أنه أجادها. ومن العجب أنه كان يحضر مجلس أبى الحسن على بن عيسى الرمانى، وكان عالما بالمنطق مستعملا له فى عبارته النحوية والكلامية وما استفاد منه ما يفرق به بين التقسيم المنطقىّ والهندسىّ. عاش العبدىّ إلى قريب سنة عشرين وأربعمائة- فيما قيل- والله أعلم. 538 - عباد بن كسيب [1] لغوىّ فيمن دخل البادية. أخذا الناس عنه طرفا من اللغة الفصحى. وهو قديم العهد؛ قد يرد اسمه فى كتب اللغويين، وأسندوا إليه جملة من الغريب.

_ [1] لم أعثر له على ترجمة، ولم يذكره ابن مكتوم فى التلخيص.

(حرف الغين)

(حرف الغين) 539 - غانم بن وليد المخزومىّ المالقىّ النحوىّ الأستاذ أبو محمد الأديب [1] فاضل نحوىّ شاعر متصدّر ببلده مالقة من ساحل الأندلس، له نباهة وذكر هناك، متصدّر للإفادة، عالم بالعربية «1»، له شعر، فمن شعره: ثلاثة يجهل مقدارها ... الأمن والصحة والقوت فلا تثق بالمال من غيرها ... لو أنه درّ وياقوت 540 - الغورىّ [2] منسوب إلى الغور، وهو عمل إلى جانب مدينة غزنة، فيه عدّة مدن وقرى. لا أعرف من حال هذا المذكور شيئا، وإنما ذكر لى ياقوت الحموىّ مولى عسكر الحموىّ التاجر، نزيل بغداذ؛ قال: رأيت بمرو فى بعض خزائن وقفها- فلا أدرى: أقال لى فى خزانة المشرف المستوفى أو فى خزانة الفقّاعىّ- كتابا كبيرا فى اللغة

_ [1] ترجمته فى بغية الملتمس للضبى 447 - 428، وبغية الوعاة 371، وتلخيص ابن مكتوم 183، وجذوة المقتبس للحميدى الورقة 140 والصلة لابن بشكوال 2: 450 - 451، ومطمع الأنفس للفتح 60 - 61، ومعجم الأدباء 16: 166 - 167. وقال ابن مكتوم: «هو غانم بن وليد بن عمر بن عبد الرحمن. روى عن أبى عمر يوسف بن عبد الله ابن خيرون، وعن أبى عبد الله بن السراج. وتوفى رحمه الله سنة سبعين وأربعمائة. وذكره الحميدى وابن بشكوال، وأثنيا عليه». [2] ترجمته فى تلخيص ابن مكتوم 183.

فى عدّة مجلدات من تصنيف الغورىّ. قال: وتأملت الكتاب، فرأيته أجمع كتاب، كثير الألفاظ، قليل الشواهد. وأظنه قال: هو على الأوزان «1». والله أعلم. وهذا كتاب لم يظهر له ذكر؛ لا بالعراق ولا بالشام ومصر. وأظن أن مصنفه قريب العهد، والله أعلم «2».

الفهارس

[الفهارس] فهرس التراجم [بحسب ورودها فى الكتاب] (حرف الدال) رقم الترجمة الصفحة 249 - دماذ أبو غسان اللغوىّ 5 250 - دومىّ الكوفىّ النحوىّ اللغوىّ العروضىّ 6 251 - دهمج بن محرز البصرىّ 7 (حرف الذال) 252 - الذاكر النحوىّ المصرىّ 8 (حرف الراء) 253 - ربيعة البصرىّ 9 (حرف الزاى) 254 - زيد بن الحسن بن زيد بن الحسين التاج أبو اليمن الكندىّ 10 255 - زيد بن القاسم بن أسعد العامرىّ النيسابورىّ أبو الحسن الأديب 14 256 - زيد بن سليمان الحجرىّ النحوىّ الأندلسىّ أبو الربيع المعروف بالبارد 15 257 - زيد بن عطية الصعدىّ اليمنىّ اللغوىّ 15 258 - زيد بن علىّ النحوىّ الفارسىّ أبو القاسم 17 259 - زيادة الله بن علىّ بن حسين التميمىّ الطبنىّ 17 260 - زنجىّ بن المثنى النحوىّ القيروانىّ 17 261 - زهير بن ميمون الفرقبىّ النحوىّ الكوفىّ 18

(حرف السين)

(حرف السين) رقم الترجمة الصفحة 262 - سليمان بن معبد أبو داود النحوىّ السنجىّ المروزىّ 20 263 - سليمان بن محمد بن أحمد أبو موسى النحوى المعروف بالحامض 21 364 - سليمان بن محمد بن سليمان أبو الربيع الخلى اليمنىّ 22 265 - سليمان بن سليمان بن حجاج بن عمير أبو ايوب 23 266 - سليمان بن أحمد بن محمد السرقسطىّ أبو الربيع الأندلسى المقرئ اللغوىّ 24 267 - سليمان بن أبى طالب عبد الله بن الفتى الحلوانى النهروانى أبو عبد الله 26 268 - سليمان بن حبون النحوىّ الشاعر 29 269 - سعيد بن أوس بن ثابت أبو زيد الأنصارىّ 30 270 - سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط 36 271 - سعيد بن محمد بن عبد الله بن قرة 44 272 - سعيد بن معاوية بن عبد الجبار بن عياش الأموىّ النحوىّ 44 273 - سعيد بن عثمان بن سعيد بن محمد بن سعيد بن عبد الله ابن يوسف بن سعيد البربرى اللغوىّ 44 274 - سعيد بن عيسى الأصغر الأندلسىّ 47 275 - سعيد بن المبارك بن على بن الدهان البغداذى أبو محمد 47 276 - سعيد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميدانى النيسابورى 51 277 - سعيد بن محمد الغسانىّ النحوىّ القيروانىّ أبو عثمان 53 278 - سعيد بن عبد الله بن دحيم الأزدىّ القرشى النحوىّ أبو عثمان 55 279 - سعدان بن المبارك النحوىّ الكوفىّ أبو عثمان 55 280 - سلمة بن عاصم أبو محمد النحوىّ 56 281 - سلمة بن سعد النحوىّ الأندلسىّ القرطبىّ 58

(حرف الشين)

رقم الترجمة الصفحة 282 - سهل بن محمد أبو حاتم السجستانىّ الجشمىّ النحوى المقرئ 58 283 - سلموية النحوىّ الكوفىّ 64 284 - سماك بن حرب بن أبى سعيد 65 285 - السرخسى 65 286 - سراج بن عبد الله بن سراج أبو الحسين اللغوىّ الأندلسىّ 66 287 - سالم بن أحمد سالم بن أبو الصقر أبو المرجى النحوىّ العروضى العراقى 67 288 - سلامة بن غياض بن أحمد أبو الخير النحوىّ الشامىّ 67 289 - سالم بن أبى الصقر أحمد بن سالم العروضىّ الملقب بالمنتخب 68 290 - ساتكين بن أرسلان أبو منصور التركىّ المالكىّ الأديب 69 291 - سليم بن أيوب بن سليم أبو الفتح الرازىّ الفقيه الأديب 69 192 - سيبويه السنجارىّ النحوىّ 71 (حرف الشين) 293 - شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية التميمى النحوى المؤدب البصرىّ 72 294 - شيث بن إبراهيم بن الحاج القفطىّ 73 295 - الشمر بن نمير النحوىّ المقرئ 75 296 - شبيل بن عزرة الضبعى 76 297 - شبيل بن عبد الرحمن الأديب النحوىّ النيسابورىّ 76 298 - شمر أبو عمرو بن حمدويه الهروىّ اللغوىّ 77 299 - شريح بن أحمد الشجرىّ الأديب 78 (حرف الصاد) 300 - صالح بن إسحاق أبو عمر الجرمىّ النحوىّ 80 301 - صالح بن عادى العذرىّ الأنماطىّ المصرىّ النحوىّ 83

(حرف الضاد)

رقم الترجمة الصفحة 302 - صيغون أبو محمد الخبارىّ النحوىّ القيروانى الإفريقىّ المغربى 84 303 - صعودا 85 304 - صاعد بن الحسن الربعىّ اللغوىّ أبو العلاء 85 305 - صالح الوراق النيسابورىّ أبو إسحاق 90 (حرف الضاد) 306 - الضحاك أبو عاصم النبيل 91 (حرف الطاء) 307 - الطوال النحوىّ الكوفىّ 92 308 - طالب بن عثمان بن محمد بن أبى طالب أبو أحمد الأزدى المقرئ المؤدب 92 309 - طلحة بن كردان النحوىّ 93 310 - طلحة بن محمد النعمانىّ أبو محمد 93 311 - طاهر بن محمد الرقبانىّ الصقلىّ 94 312 - طاهر بن أحمد بن بابشاذ أبو الحسن النحوىّ المصرىّ 95 (حرف العين) 313 - عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الخبرىّ المعلم أبو حكيم 98 314 - عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب أبو محمد البغداذى 99 315 - عبد الله بن أسعد بن علىّ بن عيسى أبو الفرج الموصلىّ الفقيه الشافعىّ المعروف بابن الدهان 103 316 - عبد الله بن أبى إسحاق الحضرىّ مولاهم 104 317 - عبد الله بن أبى سعيد الأنصارىّ الأندلسىّ النحوى الغريشى 108

رقم الترجمة الصفحة 318 - عبد الله بن أبى سعيد أبو محمد النحوىّ الأندلسىّ المعروف بالكاسات 110 319 - عبد الله بن برّىّ بن عبد الجبار بن برىّ النحوىّ اللغوىّ 110 320 - عبد الله بن ثابت بن يعقوب بن قيس بن إبراهيم بن عبد الله أبو محمد العبقسىّ المقرئ النحوىّ التوّزىّ 112 311 - عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان أبو محمد الفارسىّ الفسوىّ النحوىّ 113 322 - عبد الله بن الحسن أبو شعيب الحرانىّ اللغوىّ 115 323 - عبد الله بن الحسن بن عشير اليابسىّ النحوىّ 115 324 - عبد الله بن الحسين أبو المظفر النحوىّ 116 325 - عبد الله بن الحسين بن عبد الله أبو البقاء النحوىّ الضرير 116 326 - عبد الله بن حمود الزّبيدىّ الأندلسىّ 118 327 - عبد الله بن رستم اللغوى 120 328 - عبد الله بن سعيد الأموىّ اللغوىّ 120 329 - عبد الله بن سعيد بن مهدى الخوافى الكاتب أبو منصور 120 330 - عبد الله بن عبد الله الأندلسى المعروف بالبرقى 121 331 - عبد الله بن عبد الله النحوىّ القياس 121 332 - عبد الله بن على بن أحمد بن عبد الله المقرئ أبو محمد، ابن بنت أبى منصور الخياط 123 333 - عبد الله بن على بن إسحاق الصيمرىّ النحوىّ أبو محمد 123 334 - عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن أحمد بن سعيد بن سليمان الأنصارىّ الخزرجى أبو محمد بن أبى بكر الأندلسىّ 124 335 - عبد الله بن عمرو بن صبح المعروف بابن أبى صبح المرّىّ 125 336 - عبد الله بن فزارة النحوىّ 125 337 - عبد الله بن القاسم بن على بن محمد بن عثمان الحريرى أبو القاسم 126

رقم الترجمة الصفحة 338 - عبد الله بن محمد بن هارون أبو محمد التوّزىّ 126 339 - عبد الله بن محمد بن هانئ أبو عبد الرحمن النيسابورىّ اللغوىّ 127 340 - عبد الله بن محمد بن عيسى بن وليد النحوىّ الأندلسىّ 127 341 - عبد الله بن محمد أبو العباس المعروف بابن شر شير الناشى الكبير 128 342 - عبد الله بن محمد بن الطريثيثى أبو بكر القاضى 130 343 - عبد الله بن محمد بن رستم أبو محمد اللغوىّ 120 344 - عبد الله بن محمد بن سفيان أبو الحسين الخزاز النحوى 130 345 - عبد الله بن محمد بن هانئ أبو عبد الرحمن النحوىّ النيسابورى 131 346 - عبد الله بن محمد البخارى النحوىّ الفقيه الشاعر المعروف بالبافى 132 347 - عبد الله بن محمد بن الحسين بن ناقيا أبو القاسم الأديب الشاعر اللغوىّ 133 348 - عبد الله بن محمد اليزيدى العدوىّ أبو عبد الرحمن المعروف بابن اليزيدى 134 349 - عبد الله بن محمد بن وداع بن زياد بن هانئ الأزدىّ 134 350 - عبد الله بن محمد بن سفيان أبو الحسين الخزاز النحوىّ 135 351 - عبد الله بن محمد شقير أبو بكر النحوىّ 135 352 - عبد الله بن محمد الأزدىّ أبو القاسم 136 353 - عبد الله بن محمد بن على بن محمد أبو القاسم بن أبى عبد الله الأديب الراقطائىّ 136 354 - عبد الله بن محمد بن محمد بن هبة الله بن علىّ بن أبى عيسى 137 355 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علىّ الأشيرىّ أبو محمد المغربى 137 356 - عبد الله بن محمد السيد البطليوسىّ النحوىّ 141 357 - عبد الله بن مسلم بن قتيبة أبو محمد الكاتب الدينورىّ النحوىّ اللغوىّ 143 358 - عبد الله بن مسلم القيروانىّ النحوىّ أبو محمد 147

رقم الترجمة الصفحة 359 - عبد الله بن محمود أبو محمد المكفوف النحوىّ القيروانىّ 147 360 - عبد الله بن محمد بن خالد بن عبد الله التميمىّ النيسابورىّ أبو محمد النحوىّ 149 361 - عبد الله الله بن مؤمن بن مؤمل بن عنافر التجيبىّ المزوكىّ النحوىّ الإشبيلىّ الأندلسىّ أبو محمد 150 362 - عبد الله بن مهران بن الحسن أبو بكر النحوىّ 150 363 - عبد الله بن هارون بن يحيى النيسابورىّ 150 364 - عبد الله بن يس أبو محمد التميمىّ النحوىّ الأديب 150 365 - عبد الله بن يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو عبد الرحمن بن أبى محمد العدوىّ المعروف بابن اليزيدىّ 151 366 - عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد حيويه الجوينى ثم النيسابورىّ أبو محمد 152 367 - عبيد الله بن أحمد بن محمد أبو الفتح المعروف بجحجح النحوىّ 152 368 - عبيد الله بن فرج الطوطالقى النحوىّ القرطبىّ أبو محمد 153 369 - عبيد الله بن محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو القاسم العدوىّ المعروف بابن اليزيدى اللغوىّ 153 370 - عبيد الله بن محمود بن جرو الأسدىّ الموصلى أبو القاسم النحوى 154 371 - عبد الباقى بن محمد بن بانيس النحوىّ 155 372 - عبد الباقى بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا البندار الشاعر 156 373 - عبد الحميد بن عبد المجيد أبو الخطاب الأخفش الكبير النحوى 157 374 - عبد الدايم بن مرزوق بن جبير اللغوىّ 158 375 - عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان الخولانى النحوى العروضىّ الخشاب المصرىّ أبو عيسى 158 376 - عبد الرحمن بن إسحاق ويعرف بالزجاجىّ أبو القاسم 160 377 - عبد الرحمن بن أخى الأصمعىّ 161

رقم الترجمة الصفحة 378 - عبد الرحمن بن بزرج اللغوىّ 161 379 - عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أبى الحسن الخثعمى ثم السهيلى الأندلسى النحوىّ اللغوىّ الأخبارىّ 162 380 - عبد الرحمن بن عتيق بن خلف المقرى الصقلىّ النحوى المعروف بابن الفحام 164 381 - عبد الرحمن بن عيسى بن حماد الكاتب اللغوىّ 165 382 - عبد الرحمن بن محمد بن معمر اللغوىّ الأندلسىّ أبو محمد وأبو الوليد 166 383 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عزيز بن محمد يزيد بن محمد أبو سعيد المعروف بابن دوست 167 384 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن على بن عبد الغفار بن الإخوة البيع أبو الفتح بن أبى الغنائم 167 385 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن أبى سعيد الأنبارى أبو البركات الملقب بالكمال النحوىّ 169 386 - عبد الرحمن بن هرمز بن أبى سعد المدنى المقرئ النحوىّ 172 387 - عبد الرءوف بن وهب الأندلسىّ السفاط أبو وهب 173 388 - عبد الرازق بن علىّ القيروانىّ النحوىّ أبو القاسم 174 389 - عبد السلام بن إسماعيل النحوىّ اللغوىّ الخراسانى أبو مطيع الجمعى الرامى 175 390 - عبد السلام بن الحسين بن محمد أبو أحمد البصرىّ اللغوىّ 175 391 - عبد الصمد بن عبد القاهر بن نصر بن عيسون السخاوىّ النحوىّ 176 372 - عبد الصمد بن محمد بن حيويه البخارىّ 177 373 - عبد الصمد بن يوسف بن عيسى النحوىّ أبو محمد الضرير 178 394 - عبد العزيز بن أبى سهل الخشتىّ النحوى اللغوىّ القيروانىّ المعروف بابن البقال الضرير 178

رقم الترجمة الصفحة 395 - عبد العزيز بن أحمد بن أبى الحباب النحوىّ الأندلسىّ 180 396 - عبد العزيز بن خلوف النحوىّ المغربىّ 180 397 - عبد العزيز بن عبد الله بن ثعلبة أبو محمد السعدىّ الأندلسىّ الشاطبى 183 398 - عبد العزيز القارى الملقب ببشكست المدنىّ النحوىّ الشاعر 183 399 - عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين بن مهذب النحوىّ اللغوىّ أبو العلاء 184 400 - عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادى أبو منصور 185 401 - عبد القاهر بن عبد الله بن الحسين أبو الفرج الشيبانى الحلبى النحوى الشاعر المعروف بالوأواء 186 402 - عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجانىّ أبو بكر النحوىّ 188 403 - عبد الكريم بن إبراهيم بن محمد بن الحسن النحوىّ الرازىّ أبو سعيد 190 404 - عبد الكريم بن الحسن بن المحسن بن الفضل بن المسلم بن المؤمل بن سوّار المقرئ النحوىّ التككىّ المصرىّ 191 404 - عبد الكريم بن علىّ بن محمد بن الطفال أبو محمد النحوىّ الإسكندرانىّ المكفوف البارع 191 406 - عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد بن القشيرىّ أبو القاسم 193 407 - عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن على بن أبى سعد البغداذى 193 408 - عبد الملك بن قريب أبو سعيد الأصمعىّ 197 409 - عبد الملك بن حبيب السلمىّ الأندلسىّ 206 410 - عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج 207 411 - عبد الملك بن طريف اللغوىّ الأندلسىّ 208 412 - عبد الملك بن قطن المهرىّ القيروانىّ النحوى 209

رقم الترجمة الصفحة 414 - عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطى أبو الفتح المقرئ النحوىّ 213 415 - عبد الواحد بن علىّ بن برهان أبو القاسم العكبرىّ النحوىّ 213 416 - عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبى هاشم أبو طاهر المقرئ النحوىّ 215 417 - عبد الواحد بن محمد الكرمانىّ النحوىّ أبو القاسم 216 418 - عبد الوارث بن عبد المنعم الأبهرىّ النحوىّ اللغوىّ الأديب أبو المكارم 216 419 - عبد الودود بن عبد الملك بن عيسى النحوىّ المغربىّ 217 420 - عبد الوهاب بن أصبغ النحوىّ اللغوىّ الأندلسىّ 218 421 - عبد الوهاب بن حريش أبو مسحل الهمذانىّ 218 422 - عبد الوهاب بن عبد الله بن محمد بن محمد بن على بن الحسن بن يحيى بن السيبى أبو الفرج 218 423 - على بن إبراهيم بن سعيد أبو الحسن النحوىّ الحوفىّ المصرىّ 219 424 - على بن إبراهيم بن الحسن بن علىّ النحوىّ الصقلىّ المعروف بابن المعلم 220 425 - على بن إبراهيم بن على التبريزىّ المعروف بابن الخازن أبو الحسن 221 426 - علىّ بن إسماعيل بن سعيد بن أحمد بن لب بن حزم الخزوجى الشارقىّ الأندلسىّ النحوىّ 221 427 - على بن أحمد المهلبى أبو الحسن 222 428 - على بن أحمد الدريدىّ 222 429 - على بن أحمد الواحدى أبو الحسين 223 430 - على بن أحمد، وقيل ابن إسماعيل أبو الحسن النحوىّ اللغوىّ المعروف بابن سيده الضرير الأندلسىّ 225 431 - على بن أحمد بن خلف الأنصارىّ النحوىّ الأندلسىّ الغرناطىّ 227

رقم الترجمة الصفحة 432 - على بن أحمد بن محمد بن محمد المقرئ أبو الحسن 228 433 - على بن أحمد بن عبد العزيز بن طنيز أبو الحسن الأنصارىّ الميورقىّ الأندلسىّ الفقيه اللغوىّ 230 434 - على بن أحمد بن على أبو الحسن البغداذى 231 435 - على بن أحمد بن منصور بن محمد بن عبد الله بن محمد أبو العباس ابن أبى العباس الغسانىّ المعروف بابن قبيس 232 436 - على بن الأخضر النحوىّ الحمصىّ، حمص الأندلس المغربى التنوخىّ أبو الحسن 232 437 - على أبو الحسين الطبرونىّ الضرير النحوىّ الأديب 233 438 - علىّ السنجارىّ 234 439 - على بن بشرى اللغوىّ الكاتب الصقلىّ 234 440 - علىّ بن ثروان بن يزيد بن الحسن الكندىّ أبو الحسن 235 441 - على بن جعفر بن على السعدىّ الصقلىّ المعروف بابن القطاع اللغوىّ النحوىّ الكاتب 236 442 - على بن جعفر الكاتب أبو الحسن الفارسىّ 239 443 - على بن الحسن التنوخىّ النحوىّ القيروانىّ المعروف بالحروفى 239 444 - على بن الحسن المعروف بعلان النحوىّ المصرىّ 240 445 - على بن الحسن أبو الحسن الهنائىّ الأزدىّ 240 446 - على بن الحسن بن الحسن بن أحمد أبو أهتم بن أبى الفضل الكلابى الفقيه الشافعى المقرئ النحوىّ الفرضىّ الدمشقىّ المعروف بابن الماسح 241 447 - على بن الحسن بن إسماعيل بن الحسن العبدى المعروف بابن العلماء 242 448 - على بن الحسن بن عنتر بن ثابت أبو الحسن الحلى الأديب 243 449 - على بن الحسن بن الوحشى الموصلى النحوىّ 247

رقم الترجمة الصفحة 450 - على بن الحسين الضرير النحوىّ الأصبهانىّ المعروف بجامع العلوم 247 451 - على بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن جعفر ابن محمد بن علىّ بن الحسين بن على بن أبى طالب أبو القاسم العلوى 249 452 - على بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم أبو الفرج الأصبهانى 251 453 - على بن الحسين بن بلبل النحوى العسقلانى أبو الحسن 254 454 - على بن حازم اللحيانى 255 455 - على بن حبيب اللغوى الصقلى أبو الحسن 255 456 - على بن حمزة أبو الحسن الأسدى المعروف بالكسائى النحوى 256 457 - على بن الحضرمى النحوى 274 458 - على بن الحارث البيارى الخراسانى 274 459 - على بن دبيس النحوى الموصلى الشيخ أبو الحسن 275 460 - على بن سليمان بن الفضل أبو الحسن الأخفش الصغير النحوى 276 461 - على بن سعيد بن عثمان بن جار الخير بن دبابا السنجارى 279 462 - على بن طاهر بن جعفر بن عبد الله أبو الحسن القيسى السلمى النحوىّ الدمشقى 283 463 - على بن طاهر الرقبانى أبو الفضل اللغوى الصقلى 284 464 - على بن طلحة بن كردان النحوى أبو القاسم 284 465 - على بن عبد الله بن سنان التيمى الطوسى اللغوى 285 466 - على بن عبد الله بن محمد بن عبد الباقى بن أبى جرادة العقيلى أبو الحسن 285 467 - على بن عبد الله أبو الحسن الآمدى النحوى الفقيه 287 468 - على بن عبيد الله بن عبد الغفار أبو الحسن اللغوى السمسمانى 288 469 - على بن عبد الرحمن بن محمد بن مهدى بن عمران التنوخى الإشبيلى النحوىّ اللغوى أبو الحسن المعروف بابن الأخضر 288

رقم الترجمة الصفحة 470 - على بن عبد الرحمن بن هارون بن عيسى بن هارون الجراح الرئيس أبو الخطاب المقرئ النحوى اللغوى 289 471 - على بن عبد الرحمن الصقلى النحوى العروضى 290 472 - على بن عبد الرحيم بن الحسن السلمى أبو الحسين بن أبى الحسين المعروف بابن العصار 291 473 - على بن عبد العزيز 292 474 - على بن عبد الجبار بن سلامة بن عيذون الهذلى اللغوى التونسى المغربى 292 475 - على بن عمر بن أحمد بن عبد الباقى بن بكرى أبو الحسن 293 476 - على بن عيسى بن على بن عبد الله أبو الحسن النحوى المعروف بالرمانى 294 477 - على بن عيسى بن الفرج بن صالح أبو الحسن الربعى النحوى 297 478 - على بن عساكر بن المرجب بن العوّام أبو الحسن المقرئ النحوى الضرير 298 479 - على بن فضال أبو الحسن المجاشعى 299 480 - على بن قاسم السنجانى الخراسانى 302 481 - على بن قاسم بن يونش الإشبيلى المقرئ المعروف بابن الزقاق 304 482 - على بن محمد السمسمانى الأديب البغداذى 305 483 - على بن محمد بن الزبير الأسدى المعروف بابن الكوفى النحوى اللغوى 305 484 - على بن محمد السعيدى الأستاذ الأديب أبو الحسن البيارى 306 485 - على بن محمد بن على أبو الحسن بن أبى زيد النحوى المعروف بالفصيحى 306 486 - على بن محمد بن السيد النحوى 307 487 - على بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان أبو الحسن التنوخى القاضى المعرى المقرئ الفقيه اللغوى النحوى 308

488 - على بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بشر أبو الحسن الأنطاكى المقرئ النحوى الفقيه 308 489 - على بن محمد الجزرى النحوى الأديب 309 490 - على بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله أبو الحسن الضرير النحوى القهندزى النيسابورى 310 491 - على بن محمد بن عبد الله بن الهيثم بن بختيار بن خرزاد بن سنين ابن سينات بن الهيثم المعروف بأبى القاسم بن أبى جعفر الأديب الأصبهانى المدينى 310 492 - علىّ بن محمد بن عبدوس الكوفى 310 493 - علىّ بن محمد الهروىّ النحوىّ 311 494 - على بن محمد السخاوىّ المصرىّ المقرئ النحوىّ 311 495 - على بن المبارك الأحمر النحوىّ 313 496 - على بن المبارك بن عبد الباقى بن بانويه أبو الحسن النحوىّ 318 497 - على بن المغيرة أبو الحسن الأثرم 319 498 - على بن منصور بن عبيد الله بن على الخطيبىّ أبو الحسن 321 499 - على بن المغربىّ النحوىّ 322 500 - على بن نصر بن سليمان أبو الحسن البرنيقىّ النحوىّ 323 501 - على بن هارون بن نصر أبو الحسن النحوى المعروف بالقرميسينى 324 502 - عمر بن إبراهيم بن محمد العلوىّ الزيدى أبو البركات 324 503 - عمر بن أحمد بن محمد بن الحسن الكشانىّ الأديب أبو حفص 327 504 - عمر بن حسن النحوىّ الصقلى أبو حفص 328 505 - عمر بن خلف بن مكى الصقلى 329 506 - عمر بن عثمان بن شعيب الجنزىّ 329 507 - عمر بن عثمان بن محمد بن عمير بن حبيب الأندلسىّ النحوىّ المعروف بابن الجرار 330

رقم الترجمة الصفحة 508 - عمر بن محمد بن عمر أبو حفص الفرغانىّ 331 509 - عمر بن محمد بن عمر بن عبد الله أبو علىّ الشلوبينىّ الأندلسى 332 510 - عثمان بن جنى أبو الفتح الموصلىّ النحوى اللغوى 335 511 - عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد الأموى المقرئ الدانىّ المعروف بابن الصيرفىّ 341 512 - عثمان بن على بن عمر السرقوسى الصقلىّ النحوى 342 513 - عثمان البتىّ 343 514 - عثمان بن عيسى بن منصور النتاج البلطىّ النحوى الموصلى 344 515 - عمرو بن عثمان بن قنبر المعروف بسيبويه 346 516 - عمرو بن أبى عمرو الشيبانىّ اللغوىّ 360 517 - عمرو بن كركرة أبو مالك الأعرابىّ 360 518 - عياض بن عوانة بن الحكم بن عوانة الكلبىّ النحوىّ 361 519 - عياض بن موسى بن عياض اليحصبىّ المغربى 363 520 - عباس بن ناصح الأندلسىّ النحوىّ 365 521 - العباس بن الفرج أبو الفضل الرياشى 367 522 - العباس بن رداد بن عمر البندنيجى 374 523 - عيسى بن عمر البصرىّ الثقفىّ النحوىّ 374 524 - عيسى بن أبى جرثومة أبو الإصبغ الجولانى الأندلسىّ النحوى 377 525 - عيسى بن يللبخت الجزولى المغربى 378 526 - عيسى بن المعلى الحجة بن مسلمة الرافقىّ اللغوىّ النحوى الشاعر 380 527 - عطاء بن أبى الأسود الدؤلىّ النحوىّ 380 528 - عنبسة بن معدان الفيل 381 529 - عمار بن إبراهيم بن محمد العلوىّ الكوفى النحوى 382 530 - عسل بن ذكوان النحوىّ اللغوى 383

(حرف الغين)

رقم الترجمة الصفحة 531 - عامر بن إبراهيم بن العباس الفزارى النحوىّ الشاعر اللغوى القيروانىّ الإفريقىّ 383 532 - عرام (المفضل بن العباس بن محمد) 384 533 - عاصم بن أيوب الأديب البطليوسى الأندلسى أبو بكر 384 534 - عيينه بن عبد الرحمن أبو المنهال المهلبى النحوى اللغوى 384 535 - عالى بن عثمان بن جنى أبو سعد بن أبى الفتح النحوى 385 536 - العماد المغربى 386 537 - العبدى النحوى 386 538 - عباد بن كسيب 388 (حرف الغين) 539 - غانم بن وليد المخزومى 389 540 - الغورى 389

فهرس الأعلام المترجمة فى الحواشى

فهرس الأعلام المترجمة فى الحواشى صفحة (ا) أبان بن طارق 25 إبراهيم بن عبد الرازق أبو إسحاق المقرئ 318 إبراهيم بن عبد العزيز 292 إبراهيم بن على بن يوسف أبو إسحاق الشيرازى 287 إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران أبو إسحاق الأسفرايينى 186 إبراهيم بن المدبر 277 أبو الأجرب جعونة الكلابى أحمد بن إبراهيم بن أبى خالد الطبيب المعروف بابن الجزار 173 أحمد بن جعفر بن محمد أبو الحسن المعروف بابن المنادى 154 أحمد بن جعفر بن موسى المعروف بجحظة البرمكى 253 أحمد بن أبى خيثمة 319 أحمد بن سعد بن أحمد بن نفيس 164 أحمد بن شعيب بن على أبو عبد الرحمن النسائى 158 أحمد بن على بن هاشم المعروف بابن الهاشمى 164 أحمد بن محمد بن أحمد الأسفرايينى 69 صفحة أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم أبو الحسن الضبى 70 أحمد بن محمد بن بكر أبو روق الهزانى 367 أحمد بن محمد بن حنبل 54 أحمد بن محمد بن شراعة 368 أحمد بن محمد بن عبد الله أبو عمر الطلمنكى 227 أحمد بن محمد بن كوثر أبو جعفر البخارى الغرناطى 228 أحمد بن مفرّج بن الرومية العشاب الإشبيلى 333 أحمد الناصر لدين الله بن المستضىء بأمر الله (الخليفة العباسى) 298 ابن إسحاق محمد بن إسحاق بن يسار المطلبى أبو إسحاق الأسفرايينى إبراهيم ابن محمد بن إبراهيم بن مهران الأسفرايينى إسحاق بن راهويه 144 أبو إسحاق الشيرازى إبراهيم بن على ابن يوسف الشيرازى أسد الدين شيركوه بن محمد أسد بن عبد الله القسرى 248 أسماء بن خارجة الفزارى 383 إسماعيل بن إسحاق البصرى 131

(ب)

صفحة إسماعيل القاضى إسماعيل بن إسحاق البصرى (ب) باديس بن المنصور بن بلكين الحميرىّ الصنهاجىّ الملقب بنصير الدولة 179 برصوما الزامر 272 أبو بكر بن داود عبد الله بن سليمان أبو بكر بن عياش شعبة بن عياش أبو بكر بن نجم الدين أيوب بن شادى 30 ابن بليمة الحسن بن خلف بهاء الدولة بن عضد الدولة الديلمى 340 (ج) جابر بن عبد الله الأنصارى 25 جحظة البرمكى أحمد بن جعفر ابن موسى ابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز ابن جريج ابن الجزار القيروانى أحمد ابن إبراهيم بن أبى خالد الطبيب جعفر المتوكل على الله بن المعتصم ابن الرشيد (الخليفة العباسى) 115 جعونة الكلابى المشهور بأبى الأجرب 366 جمال الدين جواد الأصبهانىّ محمد ابن على بن أبى منصور المعروف بالجواد الأصبهانىّ الجواد الأصبهانى محمد بن على ابن أبى منصور الجوهرى الحسن بن على بن محمد صفحة (ح) الحارث بن أسد المحاسبى 192 أبو حامد الأسفرايينى أحمد ابن محمد بن أحمد الأسفرايينى ابن حبان محمد بن حبان بن أحمد ابن حبان الحسن بن أبى الحديد 183 الحسن بن أبى الحسن البصرى 262 الحسن بن خلف بن عبد الله المعروف بابن بليمة القيروانى 342 الحسن بن سليمان الفقيه 26 الحسن بن على بن محمد بن على الجوهرى 294 الحسن بن قحطبة بن شبيب الطائى 376 أبو الحسن المحاملى أحمد بن محمد ابن أحمد بن القاسم الحسن بن مكرم بن حسان أبو على البزاز 319 أبو الحسين الرازى نصر ابن عبد العزيز بن أحمد الحسين بن أبى ضميرة 75 حفص بن عمر الدورى أبو عمر 257 الحكم بن عبد الله بن عبد الله بن إسحاق الثقفى الأعرج 374 الحمادان حماد بن سلمة بن دينار وحماد بن زيد بن درهم حماد بن زيد بن درهم الأزدى 198 أبو حمزة الشارى يحيى بن المختار

(خ)

صفحة (خ) خالد بن عبد الله القسرى 376 الخالديان محمد وسعيد ابنا هاشم ابن وعلة خلاد الأحوال 259 خلف بن هشام الأسدى 263 (د) داود بن أبى هند القشيرى 285 درست بن زياد البصرى 25 (ر) الراعى عبيد بن حصين رجار (ملك صقلية) 328 ابن الرزاز سعيد بن محمد بن عمر ابن منصور بن الرزاز أبو روق الهزانى أحمد بن محمد ابن بكر الهزانى (ز) أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس زرياب على بن نافع زياد بن عبد الله البكائى 211 زيادة الله بن محمد بن الأغلب 209 زيرى بن مناد 138 (س) سبيع بن مسلم أبو الوحش 241 سحنون عبد السلام بن سعيد صفحة أبو سعد بن أبى عصرون عبد الله ابن محمد بن هبة الله الفقيه الشافعىّ سعيد بن أبى عروبة 285 سعيد بن محمد بن عمر بن منصور ابن الرزاز 169 سعيد بن هاشم بن وعلة أبو عثمان الخالدى 286 سفيان بن عيينة 257 سليمان بن أحمد بن أيوب الطبرانى 154 سليمان بن أرقم 257 سليمان بن داود بن بشر المعروف بالشاذ كونى 261 سيار بن حاتم 20 ابن سيرين محمد بن سيرين (ش) الشاذكونى سليمان بن داود بن بشر شاكر بن عبد الله بن محمد التنوخى الدمشقى أبو اليسر 141 شاه أرمن بن سكمان صاحب خلاط 231 ابن الشبلى محمد بن الحسن ابن عبد الله بن الشبلى أبو شراعة أحمد بن محمد بن شراعة شرف الدولة بن عضد الدولة الديلمى 340 شريح بن محمد بن شريح الرعينى المقرئ 304 شعبة بن الحجاج الأزدى العتكى 198 شعبة بن عياش بن سالم أبو بكر 257 أبو شمر 38

(ص)

صفحة شيركوه أسد الدين بن محمد بن أسد صاحب حمص 281 (ص) الصريفينى عبد الله بن محمد صمصام الدولة أبو كاليجار ابن عضد الدولة (ط) طاهر بن محمد البغداذى أبو عبد الله 185 طاهر بن محمد بن طاهر أبو زرعة المقدسى 194 ابن الطحان المصرى يحيى بن على الحضرمى أبو القاسم (ظ) ظافر أبو المنصور المالكى 378 الملك الظاهر غازى بن صلاح الدين (ع) الملك العادل أبو بكر بن نجم الدين أيوب بن شادى عاصم بن زيد المعروف بالمخشى 366 ابن عامر عبد الله بن عامر ابن يزيد اليحصبى عبد الباقى بن فارس 164 ابن عبد البر يوسف بن عبد البر عبد الحق بن غالب بن عبد الملك ابن غالب بن تمام بن عطية المعروف بابن عطية الغرناطى 222 عبد الرازق بن همام بن نافع 20 صفحة عبد الرحمن بن الحكم بن هشام 75 عبد الرحمن بن معاوية أبو المطرف 46 عبد الرحيم بن على البيسانى المعروف بالقاضى الفاضل 74 عبد السلام بن سعيد المعروف بسحنون 54 عبد العزيز بن أحمد الكتانى 230 عبد الغافر بن إسماعيل الفارسى (صاحب السياق) 167 عبد الله بن سليمان أبو بكر بن أبى داود السجستانىّ 20 أبو عبد الله الصورى محمد بن على الصورى عبد الله بن طاهر بن الحسين 384 عبد الله بن عامر بن يزيد اليحصبى 241 عبد الله بن عمرو أبو معمر المقعد البصرى 367 عبد الله بن عون المزنى 262 عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفينى 183 عبد الله بن محمد بن هبة الله أبو سعد المعروف بابن أبى عصرون 103 عبد الله بن وهب بن مسلم القرشى 75 عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح 25 عبد الملك بن محمد بن بشران أبو القاسم الواعظ 289 عبد الملك بن يوسف أبو المعالى الجوينى 300 عبد المؤمن بن على 138 عبيد بن حصين بن معاوية الراعى الشاعر 320

(غ)

صفحة ابن العربى محمد بن عبد الله بن محمد المعروف بابن العربى أبو العز القلانسى الواسطى محمد ابن الحسين بن بندار ابن عطية الغرناطى عبد الحق ابن غالب على أبو البصير الفضل بن جعفر ابن الفضل على بن عبد الغنى أبو الحسن القيروانى الضرير 230 على بن عيسى بن داود بن الجراح الوزير 135 على بن المسلم الفقيه 241 على بن نافع المعروف بزرياب المغنى 207 على بن هبة الله بن على بن جعفر أبو نصر المعروف بابن ماكولا 27 أبو عمر الدورى حفص بن عمر عمر بن شبة النميرى 112، 198 أبو عمر الطلمنكى أحمد بن محمد ابن عبد الله عمرو بن مرزوق الأزدى 367 عوانة بن الحكم 362 أبو عوانة الواسطى الوضاح ابن عبد الله ابن عون عبد الله بن عون عيسى بن جعفر بن المنصور 59 عيسى بن على بن عيسى بن الجرّاح الوزير أبو القاسم 130 أبو العيناء الضرير محمد بن القاسم ابن خلاد صفحة (غ) غازى بن صلاح الدين يوسف الأيوبى المعروف بالملك الظاهر 29 غيث بن على بن عبد السلام الأرمنازى 70 (ف) أبو الفتح البطى محمد بن عبد الباقى الفخر الرازى محمد بن عمر بن الحسين الرازى فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب 11 أبو الفرج غيث بن على الفضل بن جعفر بن الفضل المعروف بأبى على البصير 181 الفضل بن الربيع بن يونس 199 (ق) قاسم بن أصبغ 45 القاسم بن فيره أبو محمد الشاطبى المقرئ 311 القاضى الفاضل عبد الرحيم ابن على البيسانى (ك) أبو كاليجار بن عضد الدولة الملقب بصمصام الدولة الديلمى 340 الملك الكامل محمد بن العادل أبى بكر محمد بن أيوب ابن الكلبى هشام بن محمد بن السائب الكلبى

(م)

صفحة (م) ابن ماكولا على بن هبة الله ابن على بن جعفر ابو نصر المتوكل (الخليفة العباسى) جعفر المتوكل على الله بن المعتصم ابن الرشيد محمد بن إبراهيم بن على بن عاصم المشهور بابن بكر المقرئ 216 محمد بن إسحاق بن يسار المطلبى (صاحب السيرة) 163، 211 أبو محمد الأكفانى هبة الله ابن أحمد بن محمد الأنصارى محمد بن حبان بن أحمد بن حبان 216 محمد بن الحسن الشيبانى صاحب أبى حنيفة 268 محمد بن الحسين بن بندار أبو العز القلانسى 298 محمد بن الحسين بن على أبو بكر الشيبانى المزرقى 298 محمد بن زياد الزيادى 144 محمد بن سعيد بن منيع الهاشمى 31 محمد بن سيرين البصرى 106 أبو محمد الصريفينى عبد الله بن محمد ابن عبد الله الصريفينى محمد بن العادل أبى بكر محمد بن أيوب المعروف بالملك الكامل 22 محمد بن عبد الباقى البطى أبو الفتح 194 محمد بن عبد الرزاق بن يوسف أبو عبد الله الحمصى 233 صفحة محمد بن عبد الله بن محمد أبو بكر المعروف بابن العربى 139 محمد بن عبد الله بن محمد أبو محمد الصريفينى 219 محمد بن عبد الله العرزمى 257 محمد بن على الصورى أبو عبد الله 236 محمد بن على بن أبى منصور المعروف بالجواد الأصبهانى 48 محمد بن عمر بن بكر النجار 289 محمد بن عمر بن الحسين الرازى الملقب فخر الدين 231 محمد بن أبى الفوارس 253 محمد بن القاسم بن خلاد المعروف بأبى العيناء الضرير 276 محمد بن المستظهر بالله المعروف بالمقتفى لأمر الله (الخليفة العباسى) 218 محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير المكى 25 محمد بن ناصر السلامى 98 محمد بن هاشم بن وعلة أبو بكر الخالدى 286 أبو المخشى عاصم بن زيد المزرقى محمد بن الحسين بن على أبو بكر مسعر بن كدام الهلالى الراوى 198 مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيرىّ 20 المظفر بن أبى عامر 46 أبو المعالى الجوينى عبد الملك ابن يوسف

(ن)

صفحة أبو معمر المقعد عبد الله بن عمرو البصرى مقاتل بن سليمان 112 المقتفى محمد بن المستظهر بالله ابن المقرئ محمد بن إبراهيم بن على ابن المنادى أحمد بن جعفر بن محمد منصور زلزل ضارب العود 272 مهران اليشكرى سعيد بن أبى عروبة (ن) الناصر أحمد بن المستضىء بأمر الله النسائى أحمد بن شعيب نصر بن إبراهيم المقدسى 190 نصر بن عبد العزيز بن أحمد أبو الحسين الفارسى الشيرازى 165 نصر الله بن محمد الفقيه 241 نصير الدولة باديس بن المنصور ابن بلكين النضر بن محمد الجرشى 20 ابن نفيس أحمد بن سعد بن أحمد ابن نفيس (هـ) ابن الهاشمى أحمد بن على بن هاشم هبة الله بن أحمد بن محمد أبو محمد الأكفانى 230 صفحة الهذيل بن حبيب 112 هشام بن أحمد بن هشام الكنانى المعروف بالدقشى 226 هشام بن الحكم بن عبد الرحمن الأموى الملقب بالمؤيد (الأندلسى) ... هشام بن عبد الرحمن الداخل 46 هشام بن محمد بن السائب الكلبى 261 هلال بن يحيى بن مسلم المعروف بهلال الرأى 261 الهيثم بن عدىّ الطائىّ 20 (و) أبو الوحش سبيع بن مسلم الوضاح بن عبد الله اليشكرى أبو عوانة 56 الوقشى هشام بن أحمد بن هشام الكنانى (ى) يحيى بن خالد البرمكى 348 يحيى بن سليم 385 يحيى بن عبد الوهاب أبو زكريا المعروف بابن منده 27 يحيى بن على الحضرمى أبو القاسم المعروف بابن الطحان 159

صفحة يحيى بن المختار أبو حمزة الشارى 183 أبو اليسر شاكر بن عبد الله يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضى 260 يوسف بن حسداى أبو الفضل الوزير الهارونى 237 صفحة يوسف بن عبد البر 45 يوسف بن عبد المؤمن بن على 162 يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم الثقفى 386 أبو يوسف القاضى يعقوب ابن إبراهيم الأنصارى

موضوعات هذا الجزء

موضوعات هذا الجزء حرف الدال 5 حرف الذال 8 حرف الراء 9 حرف الزاى 10 حرف السين 20 حرف الشين 76 حرف الصاد 80 حرف الضاد 91 حرف الطاء 92 حرف العين 98 حرف الغين 389 فهرس التراجم 391 الأعلام المترجمة فى الحواشى 407

الجزء الثالث

الجزء الثالث [تتمة التراجم] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* (حرف الفاء) 541 - الفضل بن الحباب أبو خليفة الجمحىّ «1» كان [1] أحد أصحاب الحديث، واسع الرواية. ولى قضاء البصرة، وكان من علم الشعر واللغة بمكان عال. وكان أهل الحديث يأتونه يقرءون عليه، فإذا أتاه أهل اللغة تحوّل إليهم، وترك أهل الحديث وقال: هؤلاء غثاء. قال: ولما تهاجى أبو بكر بن دريد [2] والباهلىّ [3] بالبصرة، تفاقم الأمر بينهما وتنافرا إلى أبى خليفة، فاجتمع لذلك وجوه أهل البصرة، ثم أنشد كل واحد منهما، فكان فيما أنشد الباهلىّ:

_ [1] من هنا يبدأ الجزء الرابع من تجزئة المؤلف، وأوّله: «بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين. الجزء الرابع من كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة. فيه حرف الفاء والقاف والكاف واللام والميم». [2] أورد جامع ديوان ابن دريد ص 87 القصيدة التى يعرّض فيها بالباهلى، ومطلعها: ديار الحى بالرس ... إلى العمرين فالأبرق وهى طويلة تقع فى 56 بيتا. [3] لعله محمد بن أبى زرعة الباهلى أحد أصحاب المازنى، ولد سنة 257؛ وانظر طبقات الزبيدى ص 80، وبغية الوعاة ص 42.

542 - الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسى الخراسانى

أبا بن دريد يقيسوننى ... لقد ضربونى بسيف كهام فقال أبو خليفة: أراك قد جعلت نفسك ضريبة، وجعلته سيفا! ثم غلّب ابن دريد عليه، وانصرف أهل البصرة عن مجلسه، وهم يرون أنه قد أصاب [1]. 542 - الفضل بن الحسن بن الفضل الطّبرسىّ الخراسانى «1» نحوىّ مفسر [2]؛ قطن بيهق [3]، وتصدّر للإفادة بها، وقصده الطلبة، فأفادهم من موفور علمه، واستفادوا من بلاغته فى النثر والنظم. ذكره البيهقىّ [4] فى الوشاح فقال: «أما الأدب فمنه توقّد جمره، وأما النحو فصدره وكره، وله شعر منه قوله: أطيّب يومى بذكراكم ... وأسعد نومى برؤياكم لئن غبتم عن مغانيكم ... فإن فؤادى مغناكم فلا بأس إن ريب دهرى أتى ... بما لا يستر رعاياكم

_ [1] ذكر ياقوت فى معجم الأدباء والصفدى فى نكت الهميان والذهبى فى تذكرة الحفاظ والعماد فى شذرات الذهب أن وفاته كانت سنة 305. [2] له كتاب مجمع البيان فى تفسير القرآن، طبع فى العجم سنة 1314، وطبع مرة أخرى فى صيدا سنة 1354، و 1357، والكافى الشافى، وجوامع الجامع مختصر منهما، تم تأليفه سنة 534، وطبع فى العجم سنة 1321. [3] بيهق: من نواحى نيسابور، وقد أخرجت كثيرا من الفضلاء والعلماء والفقهاء والأدباء، وكان الغالب على أهلها مذهب الرافضة الغلاة. [4] هو على بن زيد بن أبى القاسم البيهقى؛ تقدّمت ترجمته والتعريف بكتابه فى حواشى الجزء الأوّل ص 157.

543 - الفضل بن محمد بن أبى محمد يحيى بن المبارك أبو العباس اليزيدى

فنصر من الله يأتيكم ... وفضل من الله يغشاكم وعقد ولائى لكم شاهد ... بأنى فتاكم ومولاكم لكم فى جدودكم أسوة ... إذا ساءكم عيش دنياكم وكم مثلها أفرجت عنكم ... وحطّ بها من خطاياكم كما صفّى التبر فى كوره ... كذلكم الله صفّاكم وله: قل للذى يبغى إلى قصر العلا ... درجا على لغب به وقصور أقصر فقد خلق المحامد والعلا ... لمحمد بن أخى العلا منصور غيث إذا غيض المكارم خضرم [1] ... ليث إذا حمى الحمام هصور وتقاصرت أيدى الورى عن مبتغى ... كرم عليه سوى الورى مقصور لو عصر من خدّيه ماء حيائه ... قدح [2] العلا من مائه المعصور كان هذا الشيخ موجودا فى المائة السادسة [3] من الهجرة. 543 - الفضل بن محمد بن أبى محمد يحيى بن المبارك أبو العباس اليزيدىّ «1» حدّث عن أبيه، وعن إسحاق بن إبراهيم الموصلى، ومحمد بن سلّام الجمحىّ وأبى عثمان المازنى، ومحمد بن صالح بن النطّاح [4]. روى عنه محمد بن العباس اليزيدىّ

_ [1] الخضرم: الكثير. [2] قدح: غرف، وأراد: أخذ العلا. [3] ذكر صاحب روضات الجنات أن وفاته كانت فى سنة 548، أو 502. [4] هو أبو عبد الله محمد بن صالح بن مهران النطاحى مولى بنى هاشم المعروف بابن النطاح. كان أخباريا نسابة راوية للسير. مات سنة 252. اللباب (3: 230).

ومحمد بن موسى بن حماد البربرىّ [1]، ومحمد بن عبد الملك التاريخىّ [2]، وعلى بن سليمان الأخفش، وأبو عبد الله الحكيمىّ [3]، وأبو على الطومارىّ [4]. وكان أديبا نحويا عالما فاضلا. مات فى سنة ثمان وسبعين ومائتين. قال الفضل اليزيدىّ: كان محمد بن نصر بن ميمون بن بسام الكاتب أسرى الناس منزلا وآلة وطعاما وعبيدا، وكان ناقص الأدب، وكنت أختلف إلى ولده وولد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ليقرءوا علىّ الأشعار. وكان عبد الله أيضا سريا جاهلا فدخلت يوما والستارة مضروبة، وهو وعبد الله يشربان، وأولادهم بين أيديهم، وكانوا قد تأدّبوا وفهموا وطوّفوا، فغنّى بشعر جرير: ألا حىّ الديّار بسعد إنى ... أحبّ لحبّ فاطمة الديارا [5] فقال عبد الله بن إسحاق لمحمد بن نصر: لولا جهل العرب، ما كان معنى ذكر السّعد هاهنا! فقال محمد بن نصر: لا تفعل يا أخى، فإنه يقوى معدهم ويصلح أسنانهم [6]. قال الفضل اليزيدىّ: فقال لى على بن محمد بن نصر: بالله يا أستاذ، اصفعهما، وابدأ بأبى [7]!.

_ [1] فى الأصلين: «اليزيدى»، تصحيف. ذكره السمعانى فى هذه النسبة، وقال عنه: «حدث عن على بن الجعد، وعبيد الله بن عمر القواريرى، وكان أخبار يا له معرفة بأيام الناس». [2] تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الأول ص 176. [3] هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن قريش بن حازم الحكيمى، بغدادى، روى عن محمد بن إسحاق الصغانى، وروى عن الدار قطنى. توفى سنة 330. اللباب (1: 310). [4] هو أبو على عيسى بن محمد بن أحمد الطومارى البغدادى، قال ابن الأثير: «لم يكن ثقة، وكان مخلطا فى روايته». توفى سنة 360. اللباب (2: 93). [5] سعد، ذكر البكرى فى (معجم ما استعجم) أنه موضع بنجد، واستشهد بالبيت. [6] ظن أن المراد في البيت نبات السعد، وهو نبت له أصل تحت الأرض. [7] ذكر الخطيب أنه مات سنة 278 فى أيام القائم.

544 - الفضل بن محمد بن على بن الفضل النحوى

544 - الفضل بن محمد بن على بن الفضل النحوىّ «1» إمام فى هذه الأنواع مشهور، متصدّر، وفى إفادتها مذكور [1]. 545 - فرسان بن لبيد بن هوّال العايشىّ أبو علىّ» الأديب الشاعر. من أهل الحلّة السّيفية [2]. كان له معرفة بالنحو واللغة والعربية وبقول الشعر. قدم بغداذ، وسمع بها كتاب إصلاح المنطق ليعقوب ابن إسحاق السكّيت من أبى القاسم بن بوش، وعاد إلى بلده ومات هناك. 546 - الفقعسىّ، واسمه محمد بن عبد الملك الأسدىّ «3» ونسبته أشهر من اسمه. راوية بنى أسد وصاحب مآثرها؛ وكان شاعرا. أدرك المنصور ومن بعده، وعنه أخذ العلماء مآثر بنى أسد، ومن شعره يمدح الفضل بن الربيع: الناس مختلفون فى أحوالهم ... وابن الربيع على طريق واحد وصنّف؛ فمن تصنيفه: كتاب بنى أسد وأشعارها.

_ [1] الحلة السيفية، ويطلق عليها حلة بنى مزيد: مدينة كبيرة بين الكوفة وبغداد، وكان أول من عمرها ونزلها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن على بن مزيد الأسدى. معجم البلدان (حلة بنى مزيد). [2] قال ياقوت: إنه مات سنة 444، وذكر أن له تصانيف؛ منها: كتاب فى النحو، وكتاب حواشى الصحاح، ذكره صاحب كشف الظنون، وكتاب الأمالي، وكتاب أشعار العرب وسماه باسم: الصفوة.

(حرف القاف)

(حرف القاف) 547 - القاسم بن إسماعيل المعروف بأبى ذكوان «1» فى عصر المبرّد وطبقته، وكنيته أشهر من اسمه. وقد ذكرته فى موضعين لذلك. وقع إلى سيراف [1] أيام الزّنج [2]. وكان علّامة أخباريا، قد لقى جماعة ونظر فى كتاب سيبويه، ولم يشتهر اشتهار المبرّد. وكان التّوزى [3] زوج أمه على ما قد ذكرته فى موضعه من هذا المجموع. ومن تصنيفه: كتاب: معانى الشعر [4]. 548 - القاسم بن أحمد بن على السابزوارىّ الخراسانى «2» نزيل نيسابور أبو جعفر. قال الأستاذ يعقوب بن [5] أحمد: كان هذا الأديب جميل العشرة غزير المحفوظ، مستوفيا من أصول الأدب وفروعه أتمّ الحظوظ،

_ [1] سيراف: مدينة على ساحل بحر فارس؛ كانت فرضة الهند. [2] انظر حواشى الجزء الثانى ص 369 [3] هو عبد الله بن محمد بن هارون التوزى. تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 126. [4] رواه عنه ابن درستويه. [5] هو أبو يوسف يعقوب بن أحمد النيسابورى، ذكره الثعالبى فى التتمة (2: 20)، والباخرزي في الدمية ص 190.

تختلف إليه أبناء المياسير فتقرّ به عيونها، ويجلو بمدوس [1] تأديبه صدأهم حتى كأنهم «صفائح بصرى أخلصتها قيونها [2]». قال: وكتب إلىّ: قولا ليعقوب شمس الفضل والكرم ... ومنبع المجد والآداب والحكم مالى كتبت إلى مأنوس مجلسه ... فلم يجبنى بما يجلو صدا غممى أنبوة عن خلالى بعد ما ظهرت ... له خلالى ودلّته على شيمى ما ضرّه لو سما بى رقم أنملة ... وأنه وسم الحسّاد بالرّقم [3] ألم تكن نسبة الآداب تجمعنا ... والفضل يوجب رعى العهد والذمم أصبحت والبين يذوينى ويكلمنى ... فداو كلمى فدتك النفس بالكلم ولو أجاب على المكتوب محتسبا ... لانجاب عنّى ظلام الرّيب والتّهم يا حبّذا معشر أضحوا وقد جمعوا ... بنور وجهك بين الرّوض والدّيم هم بقربك فى روح وفى دعة ... يا ليتنا معهم أو ليتنا بهم وقد فزعت إليك اليوم معتصما ... بحبل فضلك يا كهفى ومعتصمى بليت بالحرفة الممقوت صاحبها ... شوهاء طلعتها كالغول فى الظّلم إذا نسبت إليها ذبت من خجل ... كأنّنى سارق الحجّاج فى الحرم وهذه نفثة المصدور أرسلها ... إليك صاحبها فاعذر ولا تلم لا زلت فى عزّة قعساء راسية ... قد زيّنت بطراز الفضل والنّعم

_ [1] المدوس: خشبة يشد عليها مسن يدوس بها الصيقل السيف حتى يجلوه. [2] الصفائح: سيوف عريضة، وبصرى: موضع تنسب إليه جياد السيوف، والقين: الحداد. وهو صدر بيت للحصين بن الحمام المرى فى اللسان (بصر)، والمفضليات ص 66، وعجزه: ومطردا من نسج داود محكما [3] الرقم: الداهية.

549 - قاسم بن ثابت السرقسطى اللغوى

فأجابه يعقوب عنها بقطعة أوّلها: الروض روض الرّبا فاحت رواتحه ... وقد سقاها أصيلا واكف الدّيم 549 - قاسم بن ثابت السّرقسطىّ اللغوىّ «1» مرّ ذكره مع ذكر أبيه ثابت فى حرف الثاء [1]. 550 - القاسم بن سلّام أبو عبيد اللغوىّ «2» الفقيه المحدّث. كان أبوه عبدا روميا لرجل من أهل هراة [2]. ويحكى أن سلّاما خرج يوما وأبو عبيد مع ابن مولاه فى الكتّاب، فقال للمعلّم: علّم القاسم فإنها كيّسة [3].

_ [1] انظر الجزء الأول ص 297. [2] هراة: مدينة قديمة بناها الإسكندر المقدونى على نهر آريوس، وفتحها الأحنف بن قيس فى خلافة عمر، وخربها التتار سنة 618. [3] فى تاريخ بغداد: «علمى القاسم فإنها كيسة»، بضمير المؤنث، وهى لهجة أعجمية، لأن أباه كان روميا.

طلب أبو عبيد العلم وسمع الحديث، ودرّس الحديث والأدب، ونظر فى الفقه وأقام ببغداد مدّة. ثم ولى القضاء بطرسوس [1]، وخرج بعد ذلك إلى مكّة فسكنها حتى مات بها، رحمه الله. ولد أبو عبيد بهراة، وكان [أبوه [2]] يتولّى الأزد، وكان ينزل فى بغداذ بدرب الرّيحان، وخرج إلى مكّة فى سنة أربع وعشرين ومائتين. قال المرزبانىّ: «و [3] ممّن جمع صنوفا من العلم وصنّف الكتب فى كل فنّ من العلوم والأدب فأكثر وشهر أبو عبيد القاسم بن سلّام، وكان مؤدّبا لآل هرثمة [4]، وصار فى ناحية عبد الله بن طاهر، وكان ذا فضل ودين وستر ومذهب حسن روى عن أبى زيد الأنصارىّ وعن أبى عبيدة والأصمعىّ واليزيدى وغيرهم من البصريّين. وروى عن ابن الأعرابى وأبى زياد الكلابىّ وعن الأموىّ وأبى عمرو الشيبانىّ والكسائىّ والأحمر والفرّاء». وروى الناس من كتبه المصنّفة بضعة وعشرين كتابا فى القرآن والفقه، وغريب الحديث والغريب المصنّف، والأمثال، ومعانى الشعر. وله كتب كثيرة لم ترو فى أصناف الفقه كله. وكان إذا ألّف كتابا أهداه إلى عبد الله بن طاهر [5]، فيحمل إليه مالا جزيلا استحسانا لذلك. وكتبه مستحسنة مطلوبة فى كل بلد. والرواة عنه مشهورون ثقات ذوو ذكر ونبل.

_ [1] طرسوس: من بلاد الشام قرب عكا. [2] تكملة من تاريخ بغداد. [3] فى الأصل: «ومن»، وصوابه من ب. [4] هو هرثمة بن أعين، كان من كبار القواعد على عهد الرشيد والمأمون، قتله المأمون سنة 200. انظر ابن الأثير حوادث سنة 200. [5] تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص 384.

وقد سبق إلى أكثر مصنفاته؛ فمن ذلك: الغريب المصنف [1]، وهو من أجلّ كتبه فى اللغة، فانه احتذى فيه كتاب النّضر بن شميل المازنىّ الذى يسميه كتاب الصفات، وبدأ فيه بخلق الإنسان، ثم بخلق الفرس، ثم بالإبل. فذكر صنفا بعد صنف؛ حتى أتى على جميع ذلك. وهو أكبر من كتاب أبى عبيد وأجود. ومنها كتابه فى الأمثال [2]، وقد سبقه إلى ذلك جميع البصريّين والكوفيّين، والأصمعىّ وأبو زيد وأبو عبيدة والنضر بن شميل والمفضّل الضبىّ وابن الأعرابىّ؛ إلا أنه جمع رواياتهم فى كتابه، وبوّبه أبوابا، وأحسن تأليفه. وكتاب غريب الحديث [3] أوّل من عمله أبو عبيدة معمر [بن [4]] المثنى وقطرب والأخفش والنضر بن شميل، ولم يأتوا بالأسانيد. وعمل أبو عدنان النحوىّ البصرىّ كتابا فى غريب الحديث ذكر فيه الأسانيد، وصنفه على أبواب السّنن والفقه، إلا أنه ليس بالكبير، فجمع أبو عبيد غاية ما فى كتبهم وفسّره وذكر الأسانيد، وصنّف المسند على حدته، وأحاديث كلّ رجل من الصحابة والتابعين على حدته، وأجاد تصنيفه، فرغب فيه أهل الحديث والفقه واللغة لاجتماع ما يحتاجون [إليه [4]] فيه. وكذلك كتابه فى معانى القرآن؛ وذلك أن أوّل من صنّف فى ذلك من أهل اللّغة أبو عبيدة معمر بن المثنى، ثم قطرب بن المستنير، ثم الأخفش. وصنف

_ [1] منه نسخ مخطوطة بدار الكتب المصرية وغيرها. [2] طبع منها قسمان: الثامن والسابع عشر، ومعهما ترجمة باللغة اللاتينية بعناية الأستاذ برتوفى غوطا سنة 1836 م، وطبعت كلها فى مجموعة التحفة البهية والطرفة الشهية بمطبعة الجوائب بالآستانة سنة 1302. [3] منه نسخة مخطوطة فى مكتبة كبرى لى بالآستانة، ونقلت عنه نسخة مصوّرة محفوظة بدار الكتب المصرية. [4] ليست فى الأصل.

من الكوفيين الكسائى ثم الفرّاء. فجمع أبو عبيد من كتبهم، وجاء فيها بالآثار وأسانيدها وتفاسير الصحابة والتابعين والفقهاء. وروى النصف منه، ومات قبل أن يسمع منه باقيه، وأكثره غير مروىّ [1] عنه. وأما كتبه فى الفقه فإنه عمد إلى مذهب مالك والشافعى، فتقلّد أكثر ذلك وأتى بشواهده، وجمعه من حديثه ورواياته، واحتج فيها باللغة والنحو فحسّنها بذلك. وله فى القراءات كتاب جيّد، ليس لأحد من الكوفيّين قبله مثله. وكتابه فى الأموال [2] من أحسن ما صنّف فى الفقه وأجوده. قال أبو الحسن محمد بن جعفر بن هارون التميمىّ النحوى: «كان طاهر [3]. الحسين حين مضى إلى خراسان نزل بمرو [4]، فطلب رجلا يحدّثه ليلة، فقيل: ما هاهنا إلا رجل مؤدّب، فأدخل عليه أبو عبيد القاسم بن سلّام، فوجد أعلم الناس بأيام الناس والنحو واللغة والفقه. فقال له: من الظلم تركك بهذا البلد، ودفع إليه ألف دينار وقال له: أنا متوجّه إلى خراسان إلى حرب، ولست أحب استصحابك شفقا عليك، فأنفق هذه إلى أن أعود إليك. فألّف أبو عبيد غريب المصنّف إلى أن عاد طاهر بن الحسين من خراسان، فحمله معه إلى سرّ من [5] رأى».

_ [1] فى الأصل: «راوى»، وصوابه عن ب. [2] طبع فى مصر بمطبعة حجازى سنة 1353 [3] هو أبو الطيب طاهر بن الحسين الخزاعى؛ كان أكبر أعوان المأمون، وكان جوادا شجاعا ممدّحا. توفى سنة 207. ابن خلكان (1: 235)، وشذرات الذهب (2: 16). [4] هى مرو الشاهجان، أشهر مدن خراسان وقصبتها. [5] سرّ من رأى، وتسمى سامراء: مدينة بين بغداد وتكريت شرقى دجلة، وهى مدينة قديمة جدّد بناءها المعتصم.

وكان أبو عبيد ديّنا ورعا جوادا، وأنفذ أبو دلف [1] إلى ابن طاهر يستهديه أبا عبيد مدّة شهرين، فأنفذ أبا عبيد إليه، فأقام شهرين، فلما أراد الانصراف وصله أبو دلف بثلاثين ألف درهم، فلم يقبلها وقال: أنا فى جنبة [2] رجل ما يحوجنى إلى صلة غيره، ولا آخذ ما فيه علىّ نقص. فلما عاد إلى طاهر بن الحسين وصله بثلاثين ألف دينار بدل ما وصله أبو دلف، فقال له: أيها الأمير، قد قبلتها ولكن قد أغنيتنى بمعروفك وبرّك وكفايتك، وقد رأيت أن أشترى بها خيلا وسلاحا وأوجّهها إلى الثغر ليكون الثواب متوفّرا على الأمير، ففعل. ولما عمل أبو عبيد كتاب غريب الحديث وعرضه على عبد الله بن طاهر استحسنه وقال: إنّ عقلا بعث صاحبه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق ألّا يحوج إلى طلب المعاش. فأجرى له عشرة آلاف درهم فى كل شهر. قال أبو عبيد: مكثت فى تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة. وربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال فأضعها فى موضعها من الكتاب، فأبيت ساهرا فرحا منّى بتلك الفائدة، وأحدكم يجيئنى فيقيم عندى أربعة أشهر، فيقول: قد أقمت الكثير! وأوّل من سمع هذا الكتاب من أبى عبيد يحيى بن معين [3]، وعرض هذا الكتاب على أحمد بن حنبل فاستحسنه وقال: جزاه الله خيرا. وكتب أحمد كتاب غريب الحديث الذى ألفه أبو عبيد أوّلا.

_ [1] هو أبو دلف العجلى، واسمه القاسم بن عيسى بن إدريس، كان شجاعا جوادا ممدّحا، وهو الذى قال فيه على بن جبلة. إنما الدنيا أبو دلف ... بين باديه ومحتضره فإذا ولى أبو دلف ... ولت الدنيا على أثره توفى سنة 225. النجوم الزاهرة (2: 243). [2] الجنبة: الناحية. [3] تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 254.

وكان طاهر بن عبد الله يودّ أن يأتيه أبو عبيد ليسمع منه كتاب غريب الحديث فى منزله، فلم يفعل إجلالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان هو يأتيه. وقدم على بن المدينى [1] وعباس العنبرىّ [2]، فأرادا أن يسمعا غريب الحديث، فكان يحمل كلّ يوم كتابه ويأتيهما فى منزلهما، فيحدّثهما فيه إجلالا لعلمهما؛ وهذه شيمة شريفة، رحم الله أبا عبيد! «قال جعفر بن محمد بن علىّ بن المدينى: سمعت أبى يقول: خرج أبى إلى أحمد بن حنبل يعوده وأنا معه، قال: فدخل عليه وعنده يحيى بن معين- وذكر جماعة من المحدّثين- قال: فدخل أبو عبيد القاسم بن سلّام، [فقال له يحيى بن معين: اقرأ علينا كتابك الذى عملته للمأمون [3] فى غريب الحديث، فقال: هاتوه، فجاءوا به [4]]، فأخذه أبو عبيد، فجعل يبدأ يقرأ الأسانيد، ويدع تفسير الغريب. قال: فقال له أبى: يا أبا عبيد، دعنا من الأسانيد، نحن أحذق بها منك. فقال يحيى بن معين لعلىّ بن المدينى: دعه يقرأ على الوجه؛ فإن ابنك محمدا معك، ونحن نحتاج إلى أن نسمعه على الوجه. فقال أبو عبيد: ما قرأته إلا على المأمون؛ فإن أحببتم أن تقرءوه فاقرءوه. قال: فقال له علىّ ابن المدينى: إن قراءته علينا أولى، وإلّا فلا حاجة [لنا [4]] فيه- ولم يعرف أبو عبيد علىّ ابن المدينى- فقال ليحيى بن معين: من هذا؟ فقال: هذا علىّ بن المدينى.

_ [1] تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 253. [2] هو عباس بن عبد العظيم العنبرى البصرى. مات سنة 246 خلاصة تذهيب الكمال ص 160 [3] فى الأصل: «المأثور»، وما أثبته عن تاريخ بغداد. [4] ما بين القوسين ساقط من ب.

فالتزمه وقرأه علينا. فمن حضر ذلك المجلس جاز أن يقول: «حدّثنا»، وغير ذلك فلا يقول [1]». «وقال أبو عمرو بن الطّوسىّ: قال لى أبى: غدوت إلى أبى عبيد ذات يوم فاستقبلنى يعقوب بن السّكّيت، فقال لى: إلى أين؟ فقلت: إلى أبى عبيد، فقال: أنت أعلم منه. قال: فمضيت إلى أبى عبيد فحدّثته بالقصّة، فقال لى: الرجل غضبان، قال: قلت: من أى شىء؟ فقال: جاءنى منذ أيام فقال لى: اقرأ علىّ غريب المصنف، فقلت: لا؛ ولكن تجىء مع العامة، فغضب [2]». «وقال أبو بكر بن الأنبارىّ: كان أبو عبيد يقسّم الليل أثلاثا، فيصلى ثلثه، وينام ثلثه، ويصنع الكتب ثلثه [3]». «وقال الهلال بن العلاء الرّقى: منّ الله على هذه الأمة بأربعة فى زمانهم؛ بالشافعىّ تفقّه فى [4] حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأحمد بن حنبل ثبت فى المحنة؛ لولا ذلك كفر الناس، وبيحيى بن معين نفى الكذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأبى عبيد القاسم بن سلّام فسّر الغريب من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، لولا ذاك لأقحم [5] الناس فى الخطأ [6]». وسئل أبو قدامة عن الشافعىّ؛ وأحمد بن حنبل وإسحاق وأبى عبيد فقال: أما أفهمهم فالشافعىّ؛ إلا أنه قليل الحديث، وأما أورعهم فأحمد بن حنبل، وأما أحفظهم فإسحاق [7]، وأما أعلمهم بلغات العرب فأبو عبيد.

_ [1] الخبر منقول عن تاريخ بغداد (12: 407). [2] الخبر فى تاريخ بغداد (12: 408). [3] تاريخ بغداد (12: 410). [4] فى تاريخ بغداد: «تفقه بحديث رسول الله». [5] فى الأصل: «لاقتحموا الناس فى الخطأ»، وما أثبته عن ب، وفى تاريخ بغداد: «لاقتحم الناس». [6] تاريخ بغداد (12: 410). [7] هو إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن راهويه، تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى 144.

وقال إسحاق بن إبراهيم الحنظلى: أبو عبيد أوسعنا علما، وأكثرنا أدبا، وأجمعنا جمعا؛ إنا نحتاج إلى أبى عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج إلينا [1]. «وقال إسحاق [2]: [الحقّ [3]] يحبّه الله عز وجل، أبو عبيد القاسم بن سلّام أفقه منّى وأعلم منّى. وإن الله لا يستحيي من الحق، أبو عبيد [أعلم منّى [4]] ومن ابن حنبل والشافعىّ. وقال ثعلب: لو كان أبو عبيد فى بنى إسرائيل لكان عجبا». «وقال أحمد بن كامل القاضى: كان أبو عبيد القاسم بن سلّام فاضلا فى دينه وفى علمه، ربّانيّا متفننا [5] فى أصناف علوم الإسلام: من القرآن والفقه والعربية والأخبار؛ حسن الرواية صحيح النقل؛ لا أعلم أحدا من الناس طعن عليه فى شىء من أمره ودينه [6]». وكان أبو عبيد يؤدّب غلاما فى شارع بشر وبشير، ثم اتصل بثابت [7] بن نصر ابن مالك الخزاعىّ يؤدّب ولده، ثم ولى ثابت طرسوس ثمانى عشرة سنة، فولى أبو عبيد القضاء بطرسوس ثمانى عشرة سنة، واشتغل عن كتابة الحديث [8]. وانصرف أبو عبيد يوما من الصلاة، فمرّ بدار إسحاق الموصلىّ، فقالوا له: يا أبا عبيد، صاحب هذه الدار يقول لك: إن فى كتابك غريب المصنف

_ [1] انظر تاريخ بغداد (12: 411). [2] هو إسحاق بن راهويه، وانظر تاريخ بغداد (12: 411). [3] تكملة من تاريخ بغداد (12: 411). [4] تكملة من ب. [5] فى الأصل: «متقنا»، وما أثبته عن ب، وهو يوافق ما فى تاريخ بغداد. [6] تاريخ بغداد (12: 411). [7] كان يتولى إمارة الثغور، ويذكر عنه فضل وصلاح، وتوفى سنة 208. تاريخ بغداد (7: 142). [8] انظر تاريخ بغداد (12: 413).

ألف حرف خطأ، فقال أبو عبيد: كتاب فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف ليس بكثير، ولعل إسحاق عنده رواية وعندنا رواية فلم يعلم فحطّأنا، والروايتان صواب؛ ولعلّه أخطأ فى حروف وأخطأنا فى حروف فيبقى الخطأ شىء يسير [1]. وقال أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش: أبو عبيد القاسم بن سلام من أبناء أهل خراسان، وكان صاحب نحو وعربية، طلب الحديث والفقه، وولى قضاء طرسوس أيام ثابت بن نصر بن مالك، ولم يزل معه ومع ولده. وقدم بغداذ فسمع الناس منه علما كثيرا، وحج وتوفى بمكّة سنة ثلاثين أو ثلاث وعشرين ومائتين فى خلافة المعتصم. وقيل: توفى بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين، وبلغ سبعا وستين سنة. ورثى عبد الله بن طاهر أبا عبيد فقال: يا طالب العلم قد أودى ابن سلّام ... قد كان فارس علم غير محجام أودى الّذى كان فينا ربع أربعة ... لم يلف مثلهم إستار [2] أحكام خير البريّة عبد الله عالمها ... وعامر ولنعم التّلو يا عام [3] هما أنافا بعلم فى زمانهما [4] ... والقاسمان: ابن معن وابن سلّام

_ [1] كذا فى الأصول، ومقتضى الإعراب النصب، وانظر تاريخ بغداد (12: 413). [2] فى الأصلين وكذا فى تاريخ بغداد: «إسناد»، وصوابه عن معجم الأدباء، والإستار كلمة فارسية تطلق على الأربعة، وانظر المعرّب للجواليقى ص 43. [3] عبد الله بن عباس، وعامر الشعبي، وانظر تاريخ بغداد (12: 214). [4] فى تاريخ بغداد: هما اللذان أنافا فوق غيرهما

وسئل عنه يحيى بن معين، فبسم وقال: أعن أبى عبيد أسأل؟ أبو عبيد يسأل عن الناس. وسئل عنه أحمد بن حنبل فقال: أبو عبيد عندنا يزداد كلّ يوم خيرا. وذكر أن أبا عبيد قدم مكة حاجّا؛ فلما قضى حجّه وأراد الانصراف اكترى إلى العراق ليخرج صبيحة الغد. قال أبو عبيد: فرأيت النبىّ صلى الله عليه وسلم فى رؤياى وهو جالس، وعلى رأسه قوم يحجبونه والناس يدخلون ويسلمون عليه ويصافحونه. قال: فكلما دنوت لأدخل مع الناس منعت، فقلت لهم: لم لا تخلّون بينى وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا لى: لا والله، لا تدخل عليه، ولا تسلم عليه، وأنت خارج غدا إلى العراق. فقلت لهم: إنى لا أخرج إذا. فأخذوا عهدى ثم خلّوا بينى وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم. فدخلت وسلمت عليه وصافحنى، وأصبحت ففسخت الكراء وسكنت مكّة. ولم يزل بها إلى أن توفّى رحمه الله ودفن فيها فى دور جعفر فى المحرم سنة أربع وعشرين ومائتين، وعاش ثلاثا وسبعين سنة. قال الزّبيدىّ: «عددت حروف الغريب المصنف لأبى عبيد فى اللغة، فوجدت فيه سبعة عشر ألف حرف وتسعمائة وسبعين حرفا». وعادت بركة أبى عبيد رحمه الله على أصحابه، فكلهم نبغ فى العلم واشتهر ذكره، وأخذ عنه وتصدّر للإفادة؛ فمنهم أبو عبد الرحمن أحمد بن سهل [1]، وأحمد بن عاصم [2]، وعلىّ بن أبى ثابت، وأبو منصور نصر بن داود الصّاغانى [3]، ومحمد بن وهب

_ [1] هو أحمد بن سهل التميمى، حدّث عن أبى عبيد وعبد الصمد بن يزيد، وروى عنه هارون ابن يوسف وغيره. تاريخ بغداد (4: 184). [2] هو أحمد بن عاصم البغدادى، ذكره الخطيب فى تاريخ بغداد (4: 335). [3] هو نصر بن داود بن منصور أبو منصور الصاغانى، ويعرف بالخلنجى، صاحب أبى عبيد. توفى سنة 271. تاريخ بغداد (13: 292).

[المنازى [1]] ومحمد بن سعيد الهروىّ، ومحمد بن المغيرة البغداذى، وعبد الخالق بن منصور النيسابوىّ، وأحمد بن يوسف التغلبىّ [2]، وأحمد بن القاسم [3]، وإبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الرحمن البغوىّ وأخوه علىّ بن عبد العزيز. ولأبى عبيد القاسم بن سلّام من التصانيف: كتاب غريب المصنف، كتاب غريب الحديث، كتاب غريب القرآن، كتاب معانى القرآن، كتاب الشعراء، كتاب المقصور والممدود، كتاب القراءات، كتاب المذكر والمؤنث، كتاب النسب، كتاب الأحداث، كتاب أدب القاضى، كتاب عدد آى القرآن، كتاب الأيمان والنذور، كتاب الحيض، كتاب الطهارة، كتاب الحجر والتفليس، كتاب الأموال، وله غير ذلك من الكتب الفقهية. أما كتابه الغريب المصنف فإن أبا عبيد قال: مكثت فى تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة أتلقّف ما فيه من أفواه الرجال؛ فإذا سمعت حرفا عرفت له موقعا فى الكتاب بتّ تلك الليلة فرحا. وأقبل على الجماعة فقال: أحدكم يستكبر أن يسمع منى فى سبعة أشهر.

_ [1] زيادة فى ب. [2] هو أبو عبد الله أحمد بن يوسف التغلبى، صاحب أبى عبيد، توفى سنة 273. تاريخ بغداد (5: 219). [3] هو أحمد بن القاسم، ويعرف بصاحب أبى عبيد، روى عن أبى عبيد وابن حنبل، وكان من أهل العلم والفضل. تاريخ بغداد (4: 349).

551 - القاسم بن على بن محمد بن عثمان الحريرى أبو محمد

وقال شمر: ما للعرب كتاب أحسن من مصنّف أبى عبيد. وكان أبو عبيد يخضب بالحناء، أحمر الرأس واللحية. وكان له وقار وهيبة. وقيل كانت وفاته بمكة سنة ثلاث وعشرين ومائتين. 551 - القاسم بن على بن محمد بن عثمان الحريرىّ أبو محمد «1» من أهل البصرة. كان يسكن بنى حرام [1]، إحدى محالّ البصرة مما يلى الشّط [2]. أحد أئمّة أهل الأدب واللغة، ومن لم يكن له فى فنّه نظير فى عصره. فاق أهل زمانه بالذكاء والفصاحة وتنميق العبارة وتحسينها.

_ [1] قال ياقوت: «بنو حرام: خطة كبيرة بالبصرة تنسب إلى حرام بن سعد بن عدى بن فرارة بن ذبيان بن بغيض، وقد نسب أبو سعد السمعانى إلى هذه الخطة أبا محمد القاسم بن على بن محمد بن عثمان الحريرىّ الحرامىّ صاحب المقامات. والمعروف أنه من أهل المشان بالبصرة. وبنو حرام فى البصرة كثير، وأنا شاك فى خطة البصرة؛ هل هى منسوبة إلى من ذكرنا أو إلى غيرهم، وإنما يغلب على الظن أنها منسوبة إلى هؤلاء لأنى وجدت فى بعض الكتب أن بنى حرام بن سعد بالبصرة». [2] هو شط عثمان، موضع بالبصرة، كان سباخا مواتا فأحياه عثمان بن أبى العاص التقفى، بأمر من عثمان بن عفان فنسب إليه.

وأنشأ المقامات [1] المنسوبة إلى الحارث بن همّام [2]، الّتى سار فى الآفاق ذكرها وانتشرت، وكتبت بها النّسخ الكثيرة المتعدّدة. ومن تأملها علم أن صاحبها ومنشئها كان بحرا فى علم النحو واللغة [3]. كانت ولادته فى حدود سنة ست وأربعين وأربعمائة. كتب إلىّ أبو الضياء شهاب بن محمد الشّروطىّ الهروىّ من هراة: أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزىّ بهراة بقراءة أبى النضر الفامىّ عليه من كتابه بالجامع القديم، أنشدنى أبو العباس أحمد بن بختيار المندائىّ قاضى واسط ببغداذ وأبو الفضل عبد الوهاب بن هبة الله البغداذىّ بسمرقند قالا: أنشدنا القاسم بن على الحريرىّ لنفسه- قال المندائى بالبصرة، وقال البغداذىّ ببغداذ:

_ [1] أورد ابن خلكان سبب إنشاء هذه المقامات، فقال: «وكان سبب وضعه لها ما حكاه ولده أبو القاسم عبد الله قال: كان أبى جالسا فى مسجده ببنى حرام، فدخل شيخ ذو طمرين عليه أهبة السفر رث الحال، فصيح الكلام، حسن العبارة، فسألته الجماعة: من أين الشيخ؟ فقال: من سروج، فاستخبروه عن كنيته فقال: أبو زيد، فعمل أبى المقامة المعروفة بالحرامية، وهى الثامنة والأربعون، وعزاها إلى أبى زيد المذكور، واشتهرت، فبلغ خبرها الوزير شرف الدين أبا نصر أنو شروان بن محمد ابن خالد بن محمد القاشانى، وزير الإمام المسترشد بالله، فلما وقف عليها أعجبته وأشار على والدى أن يضم إليها غيرها، وأتمها خمسين مقامة. وإلى الوزير المذكور أشار الحريرى فى خطبه المقامات بقوله: فأشار من إشارته حكم وطاعته غنم إلى أن أنشىء مقامات أتلو فيها تلو البديع، وإن لم يدرك الظالع شأو الضليع». قال ابن خلكان: «هكذا وجدته فى عدّة تواريخ. ثم رأيت فى بعض شهور سنة ست وخمسين وستمائة بالقاهرة المحروسة نسخة مقامات وجميعها بخط مصنفها الحريرى، وقد كتب بخطه أيضا على ظهرها أنه صنفها للوزير جمال الدين عميد الدولة أبى على الحسن بن أبى العز على بن صدقة وزير المسترشد أيضا، ولا شك أن هذا أصح من الرواية الأولى لكونه بخط المصنف». [2] قال صاحب شذرات الذهب: «وأما تسمية الراوى بالحارث بن همام فإنما عنى به نفسه، وهو مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم: كلكم حارث وكلكم همام؛ لأن كل واحد كاسب ومهتم بأموره». وانظر ترجمة المطهر بن سلام، للمؤلف فيما يأتى. [3] أورد صاحب كشف الظنون ص 1787 - 1791 أسماء جمهور من العلماء الذين شرحوا المقامات المطولة والمختصرة، ومن هؤلاء أحمد بن عبد المؤمن الشريشى المتوفى سنة 619، وطبع هذا الشرح ببولاق سنة 1284، وفى المطبعة الخيرية سنة 1300، 1306، وفى مطبعة مصر سنة 1314. وقد انتقد ابن الخشاب البغدادى المقامات، وانتصر له ابن برى، وطبع النقد والرد في رسالة ملحقة بالمقامات، طبعة الحسينية بمصر سنة 1326.

وقلت للائمى أقصر فإنى ... سأختار المقام على المقام [1] وأنفق ما جمعت بأرض جمع ... وأسلو بالحطيم عن الحطام [2] وكان القاسم- رحمه الله- من ذوى اليسار، له ملك حسن بالمشان يقال إنه كان له ثمانية عشر ألف نخلة. وكان لفكرته فى الأدب يشتغل بجذب لحيته؛ فينتفها وهو غافل لفكرته. وله من التصانيف: كتاب المقامات [3]. كتاب درّة الغوّاص فى أوهام الخواصّ [4]. كتاب ملحة الإعراب [5]. كتاب شرح الملحة [6]. ترسّله [7]، وهو ينحطّ [8] عن المقامات وبلاغتها. مجموع شعره.

_ [1] المقام، بفتح الميم يريد به البيت الحرام، وبضمها يريد به الإقامة. [2] أرض جمع، هى المزدلفة، سمى جمعا لاجتماع الناس به. والحطيم: هو ما بين الركن والمقام. والحطام: ما فى الدنيا من مال قليل أو كثير. [3] طبعت المقامات فى أوربا والهند والشام ومصر مرارا. وانظر معجم المطبوعات العربية ليوسف سركيس 749 - 750. [4] طبعت فى ليبسك سنة 1871 م، وفى مصر سنة 1273، وطبعت مع شرح الشهاب الخفاجى بالآستانة سنة 1299. وللشيخ محمود الآلوسى المتوفى سنة 1270 شرح عليها سماه كشف الطرّة عن الغرّة طبع بدمشق سنة 1301. ولأبى منصور الجواليقى تكملة وذيل عليها؛ منه نسخة محفوظة بدار الكتب المصرية برقم (198 مجاميع م لغة). ولمحمد بن إبراهيم الحنبلى ذيل أيضا سماه سهم الألحاظ فى وهم الألفاظ منه نسخة مخطوطة محفوظة بدار الكتب المصرية (برقم 254 لغة)، وفى دار الكتب المصرية أيضا حواش عليها تنسب إلى ابن برى وابن ظفر برقم (198 مجاميع م لغسة)، وانظر كشف الظنون ص 741. [5] هى منظومة فى النحو، أولها: أقول من بعد افتتاح القول ... بحمد ذى الطول شديد الحول طبعت مرارا فى باريس ومصر وبيروت. وانظر معجم المطبوعات ص 750. [6] طبع هذا الشرح فى بلاق سنة 1292، ومطبعة شرف بمصر سنة 1302، والميمنية سنة 1306، وشرحها أيضا بحرق الحضرمى المتوفى سنة 930، وسمى شرحه: تحفة الأحباب وطرق الأصحاب وطبع بمصر مرارا. وذكر صاحب كشف الظنون ص 1817 أسماء كثير ممن تداولوها بالشرح والتعليق والاختصار. [7] أورد ياقوت قطعة منها فى ترجمته، وطبعت منها الرسالة الشينية والرسالة السينية فى آخر المقامات، طبعة الحسينية بمصر سنة 1326 [8] فى الأصل: «يسخط»، وصوابه عن ب.

وكان يحضر إلى بغداذ فى الأحيان لأجل ما يلزمه من الخراج؛ فسمع عليه كتاب المقامات بها، وحضره الجمّ الغفير. ولمّا علمت بلاغته تقدّم إليه الخليفة بأن يجعل كاتب إنشاء، فتقدم إليه بالحضور إلى الديوان، ورسم له أن يكتب كتابا إلى صاحب خراسان، وأجلس على دكّة هناك، وأحضر الدّواة والدّرج [1]، فأخذه وقعد وقتا طويلا، فأرتج عليه، ولم يعلم الاصطلاح والقواعد فلم يسطّر شيئا، وتركه وانصرف. فتعجّب الناس من أمره. وقال شاعرهم فيه- وأظنه ابن الفضل: شيخ لنا من ربيعة الفرس [2] ... ينتف عثنونه من الهوس أنطقه الله بالمشان [3] وقد ... ألجمه فى العراق بالخرس [4] ووقع الناس فيه بعد ذلك وقالوا: ما المقامات من تصنيفه، وإنما هى لرجل مغربىّ من أهل البلاغة مات بالبصرة، ووقعت أو راقه إليه فادّعاها- وكان الذى ظهر من ذلك الوقت أربعين مقامة؛ صنّفها لأنو شروان [5] بن خالد

_ [1] الدرج: ما يكتب فيه. [2] ربيعة الفرس هو ابن نزار بن معد بن عدنان أبو قبيلة. [3] ورد هذان البيتان فى ابن خلكان ونسبهما إلى أبى القاسم على بن أفلح العبسى المتوفى سنة 535. وقال أيضا إنهما لابن جكينا الحريمىّ البغدادى. وفى الفلاكة والمفلوكين أن جكينا يعرف بالبرغوث. [4] المشان، بفتح الميم والشين: بلدة فوق البصرة، كثيرة النخل، وكان أصل الحريرى منها. [5] هو أنوشروان بن خالد الوزير أبو نصر، وزير المسترشد والسلطان محمود، كان من ذوى اليسار، ومن عقلاء الرجال ودهاتهم، وفيه جود وحلم ودين مع تشيع قليل؛ وكان محبا للعلماء، وله تاريخ لطيف سماه: صدور زمان الفتور وفتور زمان الصدور. توفى سنة 532. ابن خلكان (1: 421)، وشذرات الذهب (4: 101).

552 - القاسم بن محمد بن رمضان العجلانى النحوى

الوزير، وقد رأيت منها نسخة كتبت لسيف الدولة صدقة، بخط الأمير أرسلان ابن شارتكين المعروف بابن المجد- ولما بلغ الحريرىّ ما قاله الناس عمل العشر الأخر؛ تمّم بها خمسين مقامة، واعتذر عن أمر الكتاب الذى لم يكتبه بالديوان وقال: كرهت كتابته لئلا ألتزم بالمقام ببغداذ، وأنشب فى خدمة السلطان، وتضيع علىّ أموالى التى ثمّرتها بالبصرة، وأبعد عن أهلى، ويتشعّث علىّ وما رممته فى المدّة الطويلة. سئل ولده أبو القاسم عبد الله بن أبى محمد [2] عن وفاة أبيه فقال: توفى فى سنة ست عشرة وخمسمائة ببنى حرام من البصرة، وكان له وقت توفّى سبعون سنة، رحمه الله. 552 - القاسم بن محمد بن رمضان العجلانىّ النحوىّ «1» أحد النحاة البصريين بعد الثلاثمائة [3]. وكان قيّما بنحو البصريّين، منتصرا له مفيدا فيه. تصدّر للإفادة وصنّف.

_ [1] هو سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن على بن مزيد الأسدى الناشرى، كان يقال له ملك العرب بالعراق. وكان ذا بأس وسطوة وهيبة، نافر السلطان ملكشاه وأفضت الحال إلى الحرب، وفيها فتل سنة 501. ابن خلكان (1: 229)، وشذرات الذهب (4: 2). [2] تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 126. [3] قال ياقوت: «كان فى عصر ابن جنى وطبقته».

553 - القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن بن بيان بن سماعة بن فروة بن قطن بن دعامة أبو محمد الأنبارى

وله من التصنيف: كتاب المختصر [1] فى النحو للمتعلّمين. كتاب المقصور والممدود. كتاب المذكّر والمؤنث. كتاب الفرق. 553 - القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن بن بيان بن سماعة بن فروة بن قطن بن دعامة أبو محمد الأنبارىّ «1» سكن بغداذ. وهو والد محمد بن القاسم الأنبارىّ أبى بكر. كان صدوقا أمينا عالما بالأدب موثّقا فى الرواية. وروى عن جماعة من العلماء وروى عنه ولده. ومات فى صفر سنة خمس وثلاثمائة. قال الزّبيدىّ الأندلسىّ فى كتابه [2]: «كان القاسم بن محمد محدّثا ثقة، صاحب لغة وعربية، وبرع ابنه، وألّف الكتب، وسمع عليه فى حياته؛ لأن أبابكر كان يملى فى سنة إحدى وثلاثمائة [2]». توفى القاسم ببغداذ سنة أربع وثلاثمائة، وهو من أهل الأنبار، لقى سلمة [3] وأمثاله من أصحاب الفرّاء. ولقى جماعة من اللغويّين والنحويّين. وله تصانيف، منها: كتاب خلق الفرس. كتاب خلق الإنسان. كتاب الأمثال. كتاب المقصور والممدود. كتاب المذكر والمؤنث. كتاب غريب الحديث [4].

_ [1] فى الأصل: «المبصر»، وما أثبته عن ب، وهو يوافق ما فى فهرست ابن النديم. [2] طبقات النحويين واللغويين ص 144. [3] هو سلمة بن عاصم، تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى 156. [4] ذكر له ياقوت أيضا كتاب: شرح السبع الطوال، وقال: إنه رواها أبو غالب بن بشران عن على بن كردان عن أبى بكر أحمد بن محمد الجراح الخزاز عن أبى بكر عن أبيه.

554 - قاسم بن محمد بن حجاج بن حبيب بن عمير أبو عمرو النحوى الأندلسى

554 - قاسم بن محمد بن حجاج بن حبيب بن عمير أبو عمرو النحوى الأندلسىّ «1» كان من أهل العلم بالنحو واللغة والحفظ لأيام العرب. وكان متقدّما فى علم العروض وعلم النحو، وكان مستعملا للغريب، شديد التقّعير فى كلامه وكان يكره لذلك. ودخل يوما على بعض أجلّاء بلده، فقال له الجليل: ما أبطأ بك عنّا؟ فقال: أوجعنى ظنبوبى، فقال: وما هو؟ فقال: مقدّم الساق- وكان بين يديه سفرجل- فقال للغلمان: اضربوه بالسّفرجل على ظنبوبه عقابا له على هذا التقعير. فاستعفاه وسأله حتى أمرهم بتخليته. وكان من إشبيليّة، وبها مات. 555 - القاسم بن محمد بن الصباح الأصبهانىّ النحوىّ «2» ذكره أبو نعيم الأصبهانىّ فى كتابه وقال: «كان رأسا فى النحو والعربية، روى عن سهل بن عثمان [1]، وعبد الله بن عمران [2] وغيرهما. توفى سنة ست أو سبع وثمانين»؛ يعنى ومائتين [3].

_ [1] هو سهل بن عثمان بن فارس العسكرى. قدم أصبهان سنة 230، وخرج عنها سنة 232 إلى الرى، ثم رجع إلى العراق وتوفى بعسكر مكرم. تاريخ أصبهان (2: 338). [2] هو عبد الله بن عمران بن أبى على الأسدى، أصبهانى سكن الرى، وحدث بأصبهان سنة 225. تاريخ أصبهان (2: 46). [3] من هذه الترجمة إلى ترجمة محمد بن ثابت بن يوسف ساقط من تلخيص ابن مكتوم.

556 - القاسم بن محمد أبو محمد الديمرتى الأصبهانى النحوى

556 - القاسم بن محمد أبو محمد الديمرتىّ الأصبهانىّ النحوىّ «1» وديمرت قرية من قرى أصبهان. كان فاضلا عالما نحويا لغو يا عالما بمعانى الشعر، معروف المكانة فى الأدب، مشهور الاسم فى الآفاق. وله كلام على الكتب الأدبية، وردّ على العلماء كاف، وتصانيف جميلة، ومسائل على مفردات فى أماكن من النحو. فمن تصنيفه: كتاب تقويم الألسنة. كتاب العارض فى الكامل. كتاب تفسير الحماسة [1]. 557 - القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن مسعود النحوىّ القاضى الكوفىّ «2» كان على قضاء الكوفة، ولّاه المهدىّ. وكان لا ينفق من رزقه شيئا؛ وإذا أخذه قسّمه. وقيل إنه لم يرزق على القضاء. وكان عفيفا صارما فى قضائه.

_ [1] زاد ياقوت: كتاب الإبانة، وكتاب تهذيب الطبع، (وذكره صاحب كشف الظنون)، وكتاب الصفات.

558 - القاسم بن القاسم الكيال الواسطى النحوى

وكان فقيه البلد؛ ثقة جامعا للعلم، راوية للشعر، عالما بالعربية والنحو عاقلا. وكتب الحديث ولم ينشر عنه. وكان أبوه خيّرا. وقال عبد الله بن مسلم بن قتيبة: «كان القاسم بن معن على قضاء الكوفة. وكان عالما بالفقه والحديث والشعر والنّسب وأيام الناس، وكان يقال له شعبىّ [1] زمانه [2]». قال وكيع [3]: كان القاسم من أشدّ الناس تنقيبا فى الآداب كلّها، وكانت له فروة خشنة، وكان ينظر فى الحديث؛ إن رأى الرأى فأهله، وفى الشعر فأهله، وفى الأخبار أهلها، وفى الكلام أهله. وكان يجالس أبا حنيفة، فقيل له: أترضى أن تكون من غلمان أبى حنيفة؟ فقال: ما جلس الناس إلى أحد أنفع من مجالسة أبى حنيفة. أخذ عنه محمد بن زياد الأعرابى اللغوىّ الراوية. 558 - القاسم بن القاسم الكيّال الواسطىّ النحوىّ «1» نزيل حلب، من أهل واسط. وكان كيّالا بها؛ ولقى بعض أدباء أهلها وأخذوا عنه طرفا قريبا من النحو، وقال شعرا هو أجود من شعر النحاة، وقصد

_ [1] هو أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبى، من أهل الكوفة، وكان من كبار التابعين وفقهائهم، مات سنة 109. اللباب (2: 21). [2] المعارف ص 109. [3] هو محمد بن خلف بن حيان بن صدقة أبو بكر الضبى القاضى المعروف بوكيع، تأتى ترجمته.

به الناس، وارتزق منه فى أكثر أوقاته، وانتقل إلى حلب فأقام بمدرسة الحلاويين يرتزق على فقه أبى حنيفة، ثم قرّر له على إقراء العربية رزق فى جامعها، فأقرأ جماعة ما فيهم من جاد ولا ساد، وكان نحوه عجيبا فى براءته، يسقط منه ما يحترز منه الأطفال المبتدئون. فمن ذلك أنه قعد مرة فى مجلس السلطان الملك الظاهر أبى الفتح غازى بن يوسف بن أيوب [1]- سقى الله عهده- لينشده قصيدة عيديّة- وكان شهر رمضان، وتذاكر حاضرو المجلس لفظة العيد، وما أصلها، فقال هو: أصلها «عود»، من عاد يعود، تحرك حرف العلة وانكسر ما قبله، فانقلبت ياء. فقال له أحد نحاة حلب: لو كان أصلها «عود» لصحّت ولم تعلّ قياسا على «عوج»، وإنما أصلها «عود» سكن حرف العلّة وانكسر ما قبله، فقلبت ياء. فأخذ فى المكابرة والمغالبة، وانفصل المجلس على أنه لم يقع فيه من يحقّق قول أحدهما من الآخر. ونزل إلى الجامع فى بكرة تلك الليلة، وتعاودوا المسألة، وشرقت القضية بينهما إلى أن تدافعا فى وسط الجامع، وفرق بينهما العوامّ. وكان كثير الإعجاب بنفسه، يرى أنه لم يعرف حقّه، فلا يزال شاكيا متأوّها متعقّبا على القضاء والقدر. وكان مع هذا مذموم الطريقة فى الاستهتار [2] بشرب الخمر، واتخاذ علوج ليسوا بحسان الخلق، ينحشى فى محاش رديئة من محالّ الفسوق، ويخالط جماعة على ذلك. نعوذ بالله من النظر إليهم.

_ [1] تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 267. [2] المستهتر بالشىء: المولع به؛ لا يبالى بما قيل فيه وشتم له.

وفى آخر أمره سافر إلى الجهة الشمالية يروم تصدّرا، وارتزق من بيت قليج [1] أرسلان فلم يقدّر له ذلك، وعاد إلى حلب لعيشه الذى كان قديما فلم يحصل له، فسألنى النظر [2] فى حاله مع عنت كان يبلغنى عنه، فصرفته فى باب الخان السلطانىّ يرتزق، فلم يزل قانعا به إلى أن مات قريبا من سنة خمس وعشرين وستمائة. وقد كان له شىء- كما قيل- وهبه لغلامين له نعوذ بالله من النظر إليهما. صنّف شرحين للمقامات الحريرية شرحها فيهما، وصنّف شرحا لديوان المتنبىّ غاية أمره فيه أنه اختاره من شرح الواحدىّ، وأضاف إليه من مصنّف ابن وكيع [3] فى سرقات المتنبى.

_ [1] هو السلطان قليج أرسلان بن مسعود بن قليج أرسلان السلجوقى صاحب بلاد الروم، طالت أيامه واتسعت ممالكه، ولما أسن أصابه الفالج، فتعطلت حركته، وتنافس أولاده فى الملك، وحكم عليه ولده قطب الدين، وقتل كثيرا من خواصه، ثم قاتله وانتهى الأمر بوفاته سنة 588. والنجوم الزاهرة (6: 118). [2] ذكر ياقوت أنه أنشده لذلك قصيدة يمدحه فيها ويلتمس منه أن يرتبه فى خدمة؛ ومطلعها: يا سيدى قد رميت من زمنى ... بحادث ضاق عنه محتكمى وهى قصيدة طويلة أوردها فى ترجمته. [3] هو أبو محمد الحسن بن على بن أحمد بن محمد بن خلف الضبى، المعروف بابن وكيع التنيسى الشاعر، أصله من بغداد، ووكيع لقب جدّه محمد بن خلف. له ديوان شعر جيد، وكتاب فى مرقات المتنبى سماه المنصف وتوفى بتنيس سنة 393. ابن خلكان (1: 137).

559 - القيلوى النحوى

559 - القيلوىّ النحوىّ «1» لا أعرف اسمه، ونسبته أشهر. من أصحاب ابن الخشّاب، قرأ عليه النحو، وتصدّر لإفادته. وكان رجلا طويلا فقيرا كثير التسنّن إلى أن لعنه الشيعة فى المشاهد. وقيلوية التى ينتسب إليها من قرى نهر الملك [1]. وكان كثيرا ما يحضر حلقة الشيخ فخر الدين، غلام ابن المنى الحنبلىّ، ويشارك فى الفقه مشاركة قريبة. وسأله يوما بعض تلاميذ فخر الدين عن بيت لابن حيّوس [2]؛ وهو: طال ما قلت للمسائل عنهم ... واعتمادى هداية الضّلّال [3] هل يجوز «هداية» بالنصب ويكون خبر المبتدأ محذوفا تقديره: «واعتمادى أنا» أو يكون النصب على أنه مفعول للمصدر؟ فقال: لا، بل هو مبتدأ، وخبره «هداية». وحضر هذا القيلوىّ يوما عند عز الدين بن مبادر رئيس السنيّة ببغداذ، وجرى ذكر الأئمة، فأظهر من السنيّة ما نسب فيه إلى النّصب [4]، وكان ابن مبادر هذا يتشيع تشيع عاقل، فقال له: أيها الشيخ- وهو لا يعرفه- إن سمع بك المتشيّعة لعنوك كلعنتهم

_ [1] نهر الملك: كورة واسعة ببغداد بعد نهر عيسى؛ يقال إنه يشتمل على ثلاثمائة وستين قرية على عدد أيام السنة. (ياقوت). [2] هو أبو الفتيان محمد بن سلطان بن محمد المعروف بابن حيوس، أحد الشعراء الشاميين، لقى جماعة من الملوك ثم انقطع إلى بنى رواس أصحاب حلب. وله ديوان شعر كبير (منه نسخة فى دار الكتب المصرية؛ من أوله إلى حرف النون). توفى سنة 473. ابن خلكان (2: 10). [3] من قصيدة مدح بها أبا الفضائل سابق بن محمود؛ وبعده: إن ترد علم حالهم عن يقين ... فالقهم فى مكارم أو نزال تلق بيض الوجوه سود مثار النّقع خضر الأكفاف حمر النصال [4] أهل النصب: المتدينون ببغضة علىّ رضي الله عنه، لأنهم نصبوا له، أى عادوه. (القاموس).

560 - قتادة بن دعامة السدوسى

للقيلوىّ. فحجل القيلوىّ، وقال بعض الحاضرين لابن مبادر: هذا هو القيلوىّ المشار إليه. فاستحيا من قوله، واعتذر إليه. وذكر لى الفقيه شمس الدين على بن الحسين بن على بن دبابا السنجارىّ وفقه الله قال: رأيت القيلوىّ عند فخر الدين، غلام ابن المنى، وحكى له أن امرأة من ناحيتهم تزوّج زوجها عليها؛ فعملت أبياتا حسنة تقول فيها: وقد تبدّلت مغترّا فكن حذرا ... إن التغيّر فى أثنائه الغير مات هذا القيلوىّ فى حدود سنة عشر وستمائة ببغداذ- رحمه الله. 560 - قتادة بن دعامة السّدوسىّ «1» تابع بصرىّ مقدّم فى علم العربية والعرب. عالم بأنسابها وأيامها، لم يأت عن أحد من ذلك أصح مما أتى عنه فى علم العرب. وهو إمام فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يروى عن أنس بن مالك. وقد كان الرّجلان من بنى أمية يختلفان فى البيت من الشعر، فيبردان بريدا إلى قتادة بن دعامة، فيسألانه عن ذلك.

وقال أبو عوانة [1]: شهدت عامر بن عبد الملك [2] يسأل قتادة عن أخبار العرب وأيامها وأحاديثها، فاستحسنته. فعدت إليه فجعلت أسأله عن ذلك، فقال: مالك ولهذا! دع هذا، دع هذا العلم لعامر، وعد إلى شأنك. وروى بعض الرواة قال: رأيت راكبا قدم من الشام، فأناخ على باب قتادة فسأله: من قتل عمرا وعامرا التغلبيّين يوم قصّة [3]؟ فأجاب. ثم أعيد إليه الرسول: كيف قتلهما؟ قال: اعتوراه، فطعن هذا بالسّنان وهذا بالرمح [4]. وكان أبو بكر الهذلىّ يروى هذا العلم عن قتادة. وروى أبو عمرو بن العلاء عن قتادة قال: أول راية انتقلت من الحرم إلى نجد راية بنى تغلب. وذلك حين سار الناس من الحرم فتوسعوا فى نجد.

_ [1] هو أبو عوانة الوضاح بن خالد اليشكرى الواسطى، روى عن قتادة وغيره، وتوفى سنة 176. تذكرة الحفاظ (1: 218)، والخبر فى طبقات الشعراء لابن سلام ص 51. [2] عامر بن عبد الملك بن مسمع الجحدرى، وكان جدّه مالك بن مسمع أنبه الناس. قال رجل لعبد الملك بن مروان: لو غضب مالك لغضب معه مائة ألف لا يسألونه فيم غضب، فقال عبد الملك: هذا وأبيك السؤدد! وكان عامر نسابة، وأخوه مسمع بن عبد الملك- ولقبه كردين- علامة بالنسب والشعر. المعارف 214، الجمهرة 301، الموشح 109، 118. [3] قضة، بكسر القاف وتشديد الضاد (وقد تخفف): عقبة بعارض اليمامة، وكانت فيه وقعة بين بكر وتغلب، ويسمى يوم تحلاق اللمم. العقد الفريد (5: 220). [4] رواية الخبر فى معجم الأدباء (17: 10) عن ابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه الأصمعى عن ابن سلام عن عامر بن عبد الملك المسمعى: «لقد كان الرجلان من بنى مروان يختلفان فى بيت شعر فيرسلان راكبا إلى قتادة يسأله، قال: ولقد قدم عليه رجل من عند بعض الخلفاء من بنى مروان فقال لقتادة: من قتل عمرا وعامرا؟ فقال: قتلهما جحدر بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، قال: فشخص إليه ثم عاد، فقال: أجل، قتلهما جحدر، ولكن كيف قتلهما جميعا؟ فقال: اعتوراه، فطعن هذا بالسنان وهذا بالزج، فعادى بينهما». وانظر الطبقات ص 51.

561 - قتيبة النحوى الكوفى

وقال أبو عمرو: كان قتادة من أنسب الناس؛ كان قد أدرك دغفلا [1]. وقال أبو عمرو بن العلاء: ما كنا نفقد راكبا يقدم من عند بنى مروان إلى قتادة يسأله عن شعر أو نسب أو حديث أو فقه. 561 - قتيبة النحوىّ الكوفىّ «1» أخذ عن الكسائىّ نحو الكوفة، وله ذكر بينهم [2]. 562 - القمّىّ «2» ونسبته أشهر من اسمه، واسمه إسماعيل بن محمد، من أهل قمّ [3]، نحوىّ لغوىّ مفيد فى قطره. وصنّف؛ فمن تصنيفه: كتاب الهمز [4].

_ [1] هو دغفل بن حنظلة بن يزيد الشيبانى الذهلىّ النسابة؛ يقال إن له صحبة، وقال الترمذى: لا يعرف له سماع، وقال محمد بن سيرين: كان عالما ولكن اغتلبه النسب، وقال ابن سعد. كان له علم ورواية بالنسّب. وانظر الإصابة (2: 164). [2] قال ابن الجزرى: «قال الحافظ أبو عبد الله: مات قتيبة بعد المائتين. قلت: أقول إنه جاوزها بقليل من السنين؛ والله أعلم». [3] قمّ، بالضم وتشديد الميم: مدينة افتنحها أبو موسى الأشعرى، وهى بين أصبهان وساوة، وكان بده تمصيرها فى أيام الحجاج بن يوسف سنة 73. [4] ذكر له ياقوت أيضا: كتاب العلل.

(حرف الكاف)

(حرف الكاف) 563 - كيسان، واسمه معرّف بن دهشم اللغوىّ «1» كان مولى لامرأة من بنى الهجيم [1]، وكان أصله خراسانيا، وكان راوية فيه غفلة. قال أبو عبيدة: كيسان يسمع من الناس [فيعى [2]] غير ما يسمع، ويكتب فى الألواح غير ما وعى، ثم ينقله من الألواح فى الدفتر بغير ما كتب، ثم يقرأ من الدفتر غير ما فيه. وقرأ بعض أصحاب الأصمعىّ على الأصمعىّ شعر النابغة الجعدىّ [3]، حتى انتهى إلى قوله: إنك أنت المحزون فى أثر لل ... حىّ فإن تنونيّهم تقم [4] فقال الأصمعىّ: معناه: فإن تنونيّهم نقم صدور الإبل وتظعن نحوهم؛ كما قال الآخر: أقم لها صدورها يا بسبس فقال كيسان: كذبت! أما إنك سمعت من أبى عمرو بن العلاء؛ ولكن نسيت؛ إنما أراد أنهم قد نووا فراقك فذهبوا وتركوك؛ فإن تنولهم مثل ما نووا

_ [1] هم بنو الهجيم بن عمرو بن تميم بن مرّ بن أدّ. [2] تكملة من طبقات الزبيدى، والخبر فيه يرويه محمد بن سلام عن أبى عبيدة. [3] النابغة الجعدى، اسمه قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة، ويكنى أبا ليلى، صحب النبى صلى الله عليه وسلم وروى عنه ومدحه. اللآلى ص 247، الشعر والشعراء ص 247. [4] البيت والخبر فى اللسان (نوى)، وفى الأصلين: «فإن تنو فيهم» تصحيف.

564 - الكرنبائى

فيك من القطيعة تقم فى دارك ومكانك، ولا ترحل نحوهم ولا تطلبهم؛ كما قال الآخر: إذا اختلجت عنك النوى ذا مودة ... قربن بقطّاع من البين ذا شعب [1] أذاقتك مرّ العيش أومتّ حسرة ... كما مات مسقىّ الضّياح على ألب [2] ألب يألب ولاب يلوب واحد. يقول: إذا باعدت بينى وبين من أحب قربن- يعنى إبلى- قربت إلى منزلى ووطنى ومياهى ولم أتبع من فارقنى لأنى صبور على الفراق جلد متعوّد ذلك. 564 - الكرنبائىّ «1» من كرنبا [3]. نحوىّ كوفىّ؛ نسبته أشهر من اسمه. واسمه هشام بن إبراهيم ويكنى أبا علىّ. أخذ عن الأصمعىّ وغيره من الكوفيين، وتصدّر للإفادة. صنّف؛ فمن تصنيفه كتاب الحشرات. كتاب الوحوش. كتاب خلق الخيل [4]. حكى عنه الفضل [5].

_ [1] يعنى بالقطاع نفسه لأنه يقطع من قطعه، واختلجت: اقتطعت. والشعب: الصدع. [2] الضياح: السم يمزج بالماء، وأورد صاحب اللسان البيت فى (ألب) بهذه الرواية: وحل بقلبى من جوى الحب ميتة ... كما مات مسقىّ الضياح على ألب وقال: لم يفسره ثعلب إلا بقوله ألب يألب إذا اجتمع، وتألب القوم تحمعوا. [3] كرنبا: موضع بنواحى الأهواز؛ كانت به واقعة بين الخوارج وبين أهل البصرة؛ بعد واقعة دولاب. [4] زاد صاحب الفهرست: كتاب الوحوش. كتاب النبات. [5] هو الفضل بن الحباب؛ تقدمت ترجمته للمؤلف فى هذا الجزء ص 5.

565 - الكشى

565 - الكشّىّ «1» أعجمىّ من نواحى خراسان. قرأ على علماء ذلك القطر. وكان حسن التصنيف. فمن تصنيفه: تخلط المذهبين. كتاب فعلت وأفعلت، على حروف المعجم، كبير حسن. كتاب التصاريف كبير أيضا حسن. 566 - الكيشىّ «2» منسوب إلى جزيرة كيش؛ إحدى جزائر البحر الهندىّ قد اشتهرت تسميتها بذلك، وهو على غير الأصل. والحقيقة فى تسميتها جزيرة قيس، منسوبة إلى قيس ابن عميرة، من ربيعة الفرس؛ كان قد نزلها واستوطنها هو وأهله بعده. ثم استولت عليها بعد ذلك الأعاجم، وملكها قوم من فارس من أولاد الأساورة [1]، وسموها كيش؛ عجّموا قيسا [2]. وهذا الكيشىّ الذى ذكرته لا أعرف شيئا من حاله، ولا تحققت اسمه وإنما حكى لى ياقوت الحموىّ الرومىّ الجنس، مولى عسكر الحموىّ التاجر نزيل

_ [1] الأساورة: جمع أسوار، وهو قائد الفرس. [2] قال ياقوت: «هى مدينة مليحة المنظر، ذات بساتين وعمارات جيدة، وهى مرفأ مراكب الهند و؟؟؟ فارس، وجبالها تظهر منها للناظر، ويزعمون أن بينهما أربعة فراسخ، رأيتها مرارا. وشربهم من آبار فيها، ولخواص الناس صهاريج كثيرة لمياه المطر، وفيها أسواق وخيرات، ولملكها هيبة وقدر عند ملوك الهند، لكثرة مراكبه، ولبسه مثل الديلم، وعنده الخيل العراب الكثيرة والنعمة الظاهره، وفيها مغاص على اللؤلؤ».

567 - كامل بن الفتح بن ثابت بن سابور أبو التمام الضرير النحوى ظهير الدين

بغداذ- وكان ياقوت هذا راغبا فى طلب الأدب، ويتّجر لمولاه- قال: لما دخلت إلى كيش فى تجارة رأيت عند بعض أهلها كتابا جامعا- أظنه قال فى مجلدين أو أكثر- وهو يشتمل على ما اتفق لفظه واختلف معناه. قال: ووقفت عليه فرأيته أجمع ما صنّف فى هذا المصنف، وسألت الذى الكتاب عنده عن مصنّفه فقال: رجل كان عندنا يقوم باللغة والعربية، ومات بعد قريب. هذا معنى لفظ ياقوت؛ فإنى كتبته من حفظى. والله أعلم. 567 - كامل بن الفتح بن ثابت بن سابور أبو التمام الضرير النحوىّ ظهير الدين «1» من أهل بادرايا [1]. قدم بغداذ، وكان أديبا فاضلا نحويا، وقد سمع شيئا من الحديث، وله شعر حسن وترسّل؛ كتب الناس عنه أدبا كثيرا. فمن شعره: وفى الأوانس من بغداذ آنسة ... لها من القلب ما تهوى وتختار ساومتها نفثة من ريقها بدمى ... وليس إلا خفىّ الطرف سمسار عند العذول اعتراضات ولائمة ... وعند قلبى جوابات وأعذار

_ [1] بادرايا: قرية من أعمال واسط.

(حرف اللام)

(حرف اللام) 568 - الليث بن نصر بن سيّار الخراسانىّ اللغوىّ النحوىّ «1» صاحب الخليل بن أحمد، أخذ عنه النوعين، وأملى عليه- فيما قيل- ترتيب كتاب العين فى اللغة، وسدّد فيه أماكن، وقال للّيث: اسأل الأعراب وسدّ. ففعل، فجاء فيه خلل؛ لأنه سأل عن لغته أعراب خراسان وقد خالطوا الأعاجم، فجاء فيه خلل هذّبه العلماء بعد ذلك. وقد روى عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلىّ المعروف بابن راهويه [1] أنه قال: إن اللّيث كان رجلا صالحا، وإنه أخذ عن الخليل أصول كتاب العين، ومات الخليل قبل إتمامه، فأراد الليث إتمامه وتنفيقه باسم الخليل، فسمّى لسان نفسه الخليل، فإذا قال: أخبرنى الخليل فهو يعنى الخليل بن أحمد، وإذا قال: [قال] الخليل، فهو يعنى لسانه. فجاء فى الكتاب خلل من جهة خليله [2].

_ [1] تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص 144. [2] وقد روى ياقوت عن ابن المعتز ما يلى: «كان الخليل منقطعا إلى الليث بن رافع بن نصر بن سيار، وكان الليث من أكتب الناس فى زمانه، بارع الأدب، بصيرا بالشعر والغريب والنحو، وكان كاتبا للبرامكة، وكانوا معجبين به؛ فارتحل إليه الخليل وعاشره، فوجده بحرا، فأغناه، وأحب الخليل أن يهدى إليه هدية تشبهه، فاجتهد الخليل فى تصنيف كتاب العين فصنفه له، وخصه به دون الناس، وحبره وأهداه إليه، فوقع منه موقعا عظيما، وسرّ به، وعوّضه عنه مائة ألف درهم واعتذر إليه، وأقبل الليث ينظر فيه ليلا ونهارا، لا يمل النظر فيه حتى حفظ نصفه- وكانت ابنة عمه تحته- فاشترى الليث جارية نفيسة بمال جليل، فبلغها ذلك، فغارت عليه غيرة شديدة، فقالت: والله لأغيظنه ولا أبقى غاية، ثم قالت: إن غظته فى المال، فذاك ما لا يبالى به، ولكننى أراه مكبا ليله ونهاره على هذا الدفتر، والله لأفجعنه به. فأخذت الكتاب وأضرمت نارا،-

569 - لغذة الأصبهانى

وقد تعرّض للردّ على هذا الكتاب جماعة فأتوا بقليل لا يعبأ به فى كثير مما جاء به. وقد انتدب جماعة لنصرته؛ منهم ابن درستويه ومحمد بن الحسن الزّبيدىّ وأمثالهما مما سأذكره إن شاء الله [1]. 569 - لغذة الأصبهانىّ «1» لقبه أشهر من اسمه، واسمه أبو علىّ الحسن بن عبد الله الأصبهانىّ. دخل بغداذ، وأخذ عن مشايخ أبى حنيفة الدينورىّ، وتصدّر فى مصره، وأفاد وصنّف فى اللغة والنحو، وخلط المذهبين. وصنّف كتبا هى موجودة مفيدة منها: كتاب الرد على الشعراء، كتاب النطق، كتاب علل النحو، كتاب المختصر فى النحو، كتاب الصفات، كتاب الهشاشة والبشاشة، كتاب التسمية [2]، كتاب شرح معانى الباهلىّ، كتاب نقض علل النحو.

_ وألقته فيها، وأقبل الليث إلى منزله، ودخل إلى البيت الذى كان فيه الكتاب، فصاح بخدمه وسألهم عن الكتاب فقالوا: أخذته الحرّة، فبادر إليها- وقد علم من أين أتى- فلما دخل عليها ضحك فى وجهها وقال لها: ردّى الكتاب، فقد وهبت لك الجارية، وحرمتها على نفسى- وكانت غضبى- فأخذت بيده، فأدخلته رماده، فسقط فى يد الليث، وكتب نصفه من حفظه، وجمع على الباقى أدباء زمانه، وقال لهم: مثلوا عليه واجتهدوا، فعملوا هذا النصف الذى بأيدى الناس». [1] راجع المزهر (1: 76 - 92) ففيه كلام كثير حول كتاب العين. [2] فى فهرس ابن النديم: علل التسمية.

(حرف الميم)

(حرف الميم) (حرف الألف فى آباء المحمّدين) 570 - محمد بن أحمد بن سهل الحنفىّ العدل النحوىّ الواسطىّ أبو غالب المعروف بابن بشران «1» ويعرف بابن الخالة أيضا؛ من أهل واسط. كان أحد أئمّة اللغة، وكان فاضلا بارعا مكثرا من كتب الأدب. قرأ على جماعة كثيرة من أئمة الأدب، ثم صار شيخ العراق فى اللغة فى وقته، وكان الناس يرحلون إليه ويسمعون منه ويقرءون عليه. قال القاضى أبو الفرج محمد بن عبد الله بن الحسن البصرىّ: اجتزت بواسط فى شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، واجتمعت مع الشيخ أبى غالب محمد بن أحمد بن سهل؛ إلا أنه كان اجتيازا خفيفا لم يتسع الزمان فيه لمباحثه وسؤاله. فلما اجتمعنا فى جمادى سنة ستين سألته أوّلا عن سبب تجنبه الانتساب إلى ابن بشران وهو به مشهور، فقال: هو جدّى لأمى. وهو ابن عم ابن بشران المحدّث الذى كان ببغداذ. وسألته عن مولده فقال: مولدى سنة ثمانين وثلاثمائة، وكان فى صحبتى فى هذا الاجتياز من الكتب التى تصلح أن تقرأ عليه الحماسة وشعر أبى الطيب، وغريب الحديث عن أبى عبيد القاسم بن سلّام، فسألته وقلت: «أيها الشخ، لا بدّ من قراءة أحد هذه الكتب عليك، ثم استجازتك جميع

ما ترويه من الكتب لأرويه عنك. فوقع الاقتصار على الحماسة لأنها أصغر حجما من الآخرين. فبدأت بقراءته عليه يوم الجمعة رابع عشر جمادى الأولى سنة ستين وأربعمائة وسألته عن إسناده فيها فقال: قرأتها على أبى الحسين على بن محمد بن عبد الرحيم ابن دينار عن أبى القاسم الحسن بن بشر الآمدىّ الكاتب عن أبى المطرف الأنطاكىّ عن أبى تمام. قال: وسمعتها أيضا من أبى عبد الله الحسين بن علىّ بن الوليد النحوىّ- وكان صاحبا لأبى على الفارسىّ- عن أبى رياش أحمد بن أبى هاشم عن أبى مطرف الأنطاكىّ عن أبى تمام. فسألته عن روايته لكتب الأدب، فذكر الشىء الكثير. وروى عنه جماعة؛ منهم أبو عبد الله محمد بن أبى نصر الحميدىّ الأندلسىّ. وآخر من روى عنه فضل الله بن محمد العراقىّ فأكثر. وتوفى ابن بشران بواسط فى سنة اثنتين وستّين وأربعمائة. وله شعر قريب منه: يا شائدا للقصور مهلا ... أقصر فقصر الفتى الممات لم يجتمع شمل أهل قصر ... إلّا وقصراهم الشتات [وإنما العيش مثل ظلّ ... منتقل ما له ثبات [1]]

_ [1] هذا البيت لم يذكر إلا فى ب

571 - محمد بن أحمد أبو سعيد العميدى الأديب النحوى اللغوى

571 - محمد بن أحمد أبو سعيد العميدىّ الأديب النحوىّ اللغوىّ «1» كان فاضلا مصنّفا؛ سكن مصر، وولى بها ديوان الترتيب، وعزل عنه فيما ذكره الروذبارىّ سنة ثلاث عشرة وأربعمائة فى أيام الظاهر [1]، ووليه ابن ميسر. ثم ولى ديوان الإنشاء فى أيام المستنصر [2] عوضا من ابن خيران [3] فى صفر سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وولى بعده أبو الفرج الذهلىّ. وتوفى أبو سعيد يوم الجمعة لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. وله فى الأدب مصنفات منها: كتاب تنقيح البلاغة [4] فى عشرة مجلدات. كتاب الإرشاد إلى حل المنظوم. كتاب الهداية إلى نظم المنثور.

_ [1] هو أبو هاشم- وقيل أبو الحسن- على بن الحاكم بأمر الله أبى على منصور بن العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله معد بن المنصور إسماعيل بن القائم محمد بن المهدى الفاطمى، الملقب بالملك الظاهر لإعزاز دين الله، رابع خلفاء مصر من بنى عبيد. ولد سنة 355، وتوفى سنة 355. النجوم الزاهرة (4: 247 - 282). [2] هو أبو تميم معد بن الظاهر لإعزاز دين الله؛ الملقب بالمستنصر بالله، خامس خلفاء مصر من بنى عبيد، توفي سنة 487. راجع ترجمته في النجوم الزاهرة (5: 1 - 139). [3] هو أبو محمد ولى الدولة، أحمد بن على بن خيران الكاتب المصري صاحب ديوان الإنشاء بمصر بعد أبيه، ولى للظاهر ثم للمستنصر وتوفى سنة 431، معجم الأدباء (4 - 5). [4] كذا فى الأصل. وهو يوافق ما فى معجم الأدباء وبغية الوعاة وكشف الظنون، وفى الوافى: تنقيح العبارة.

572 - محمد بن أحمد بن محمد الصفار الأديب النحوى اللغوى الأصبهانى

كتاب انتزاعات القرآن. كتاب العروض. كتاب القوافى كبير. وسرقات المتنبى، وهو كتاب حسن يدل فيه على اطّلاع كثير. قال على بن مشرف: أنشدنا أبو الحسين محمد بن حمود بن الدليل بن الصواف بمصر قال: أنشدنا أبو سعيد العميدىّ لنفسه: إذا ما ضاق صدرى لم أجد لى ... مقرّ عبادة إلّا القرافه لئن لم يرحم المولى اجتهادى ... وقلّة ناصرى لم ألق رافه 572 - محمد بن أحمد بن محمد الصفار الأديب النحوىّ اللغوىّ الأصبهانىّ «1» كان فى أوّل أمره يعظ الناس، ثم اشتغل بإفادة الأدب للمتعلّمين إلى أن مات. كان أديبا فاضلا بارعا فى الأدب حسن الخلق مائلا إلى الخيرات. مات فى شهر ربيع الأوّل سنة سبعين وأربعمائة. 573 - محمد بن أحمد بن الحسين الميبذىّ أبو عبد الله «2» وميبذ بلدة من كورة إصطخر [1]، قريبة من يزد [2]. سمع الكثير، ونسخ بخطّه، وكانت له معرفة باللغة والأدب.

_ [1] إصطخر: مدينة بفارس، كانت عاصمة البلاد قديما، وإليها ينسب أبو إسحاق الإصطخرى صاحب كتاب مسالك انمالك فى الجغرافيا. [2] يزد: مدينة متوسطة بين نيسابور وشيراز وأصبهان، معدودة فى أعمال فارس.

574 - محمد بن أحمد بن سلم الخراسانى التميمى أبو الفتوح

روى عنه محمد بن ناصر السّلامىّ [1] وقال: مات شيخنا أبو عبد الله الميبذىّ فى يوم الاثنين السابع والعشرين من ذى القعدة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ودفن فى مقبرة المارستان بالقرب من جامع المدينة- رحمه الله. 574 - محمد بن أحمد بن سلم الخراسانىّ التميمىّ أبو الفتوح «1» من أهل خراسان. كان واعظا فصيحا عارفا بالعربية والنحو واللغة. طاف بلاد العراق وكور الأهواز واليمن وديارا فى أذربيجان، ولقى الهول التامّ فى هذه البلاد. وحج ثمان عشرة حجة، وجاور ستين سنة، ومات قبل سنة خمسمائة. 575 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الخازن أبو منصور «2» خازن دار العلم [2]. من أهل الكرخ [3]؛ كان له معرفة بالأدب واللغة، وكان يتفقّه على مذهب الشّيعة. سئل عن مولده فقال: فى سنة ثمان عشرة وأربعمائة فى شوّال، وسأله آخر فقال: سنة سبع عشرة. قال أبو بكر المفيد: توفى أبو منصور بن أحمد الخازن فى شعبان سنة عشر وخمسمائة رحمه الله.

_ [1] السلامى، بفتح السين، والسلامىّ منسوب إلى مدينة السلام؛ تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى (2: 98). [2] دار العلم: وقفها سابور بن أزدشير، ثم آلت إلى المرتضى أبى القاسم على بن الحسن الموسوى نقيب الطالبيين. وانظر معجم الأدباء (18: 267). [3] الكرخ: محلة ببغداد بناها أبو جعفر المنصور.

576 - محمد بن أحمد أبو المظفر الأبيوردى

576 - محمد بن أحمد أبو المظفّر الأبيوردىّ «1» محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن الحسن بن منصور ابن معاوية بن محمد بن عثمان بن عقبة بن عنبسة بن أبى سفيان صخر بن حرب الأموىّ أبو المظفر بن أبى العباس الأبيوردىّ المعاوىّ، أوحد عصره، وقريد دهره فى معرفة اللغة والأنساب وغير ذلك. وأورد فى شعره ما عجز عنه الأوائل؛ من معان لم يسبق إليها. وأليق ما وصف به بيت أبى العلاء المعرىّ: وإنّى وإن كنت الأخير زمانه ... لآت بما لم تستطعه الأوائل [1] وله تصانيف كثيرة. منها تاريخ أبيورد ونسا [2]، والمختلف والمؤتلف

_ [1] شروح سقط الزند ص 525. [2] نسا: مدينة بخراسان قريبة من أبيورد؛ خرج منها جماعة من العلماء؛ منهم أبو عبد الرحمن أحمد النسائى المحدث المتوفى سنة 303.

وطبقات كل فن، وما اختلف وائتلف فى أنساب العرب، وله فى اللغة مصنّفات ما سبق إليها [1]. وكان حسن السيرة جميل الأمر منظرانيا من الرجال، ذكره أبو زكريا بن منده [2] فى تاريخ أصبهان فقال: «فخر الرؤساء، أفضل الدولة، حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، متصرف فى فنون جمة من العلوم، عارف بأنساب العرب، فصيح الكلام، حاذق بتصنيف الكتب وافر العقل، كامل الفضل، فريد دهره، ووحيد عصره. وكان فيه تيه وتكبر وعزة نفس. وكان إذا صلّى يقول: اللهم ملّكنى مشارق الأرض ومغاربها. قال البديع الهمذانىّ [3]: فلمته على ذلك، فكتب إلىّ بهذه الأبيات: يعيّرنى أخو عجل إبائى ... على عدمى وتيهى واختيالى ويعلم أننى فرط لحىّ ... حموا خطط المعالى بالعوالى [4]

_ [1] وذكر منها ياقوت من مصنفاته أيضا: قبسة العجلان فى نسب آل سفيان، ونهزة الحافظ والمجتبى من المجتنى فى رجال كتاب أبى عبد الرحمن النسائى فى السنن المأثورة وشرح حديثه، وتعلة المشتاق إلى ساكنى العراق، وكوكب المتأمل يصف فيه الخيل، وتعلة المقرور فى وصف البرد والنيران وهمذان والدرة الثمينة وصهلة القارح رد فيه على المعرى. وله فى دار الكتب الصرية كتاب فى المحاضرات، يعرف بزاد الرفاق يشتمل على مناظرات مع أرباب النجوم ونقض لجحجهم، مخطوط برقم (582 أدب). [2] هو أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب المعروف بابن منده، تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص 27. [3] هو أبو على أحمد بن سعيد بن على العجلى الهمذانى. ذكره السمعانى وأورد بعض أخباره مع الأبيوردىّ. وقال عنه: «إمام فاضل لطيف الطبع مليح الشعر عرف بالبديع، وأدرك الشوخ وأكثر من الحديث، وسمعته منه فى النوبة الأولى بهمذان». الأنساب ص 385 ا. [4] عوالى الرماح: أسنتها. والفرط هنا: المتقدم على القوم. وفى الأصلين: «من فرط» وصوابه من معجم الأدباء.

فلست لحاصن إن لم أزرها ... على نهل شبا الأسل الطّوال وإن بلغ الرجال مداى فيما ... أحاوله فلست من الرجال وقال البديع أيضا: أردت يوما القيام فشدّ الأبيوردىّ عضدى حتى قمت، ثم قال: أموىّ يعضد عجليا، كفى بذلك شرفا! وكتب الأبيوردىّ قصة إلى الخليفة وكتب عليها: «العبد المعاوىّ» نسبة إلى معاوية الأصغر بن محمد بن عثمان بن عقبة، فكره الخليفة هذه النسبة، وأمر فكشطت الميم، فصار: «العاوى»، وردّها. وقال الأبيوردىّ: أقمت ببغداذ عشرين سنة حتى أمرّن طبعى بالعربية، وبعد فأنا أرتضخ لكنة. وقال أحمد بن سعيد العجلىّ: ركبت يوما أمضى إلى العسكر ظاهر همذان والسلطان كان نازلا على بابها، فرأيت الأديب الأبيوردىّ راجعا من العسكر، فقلت له: من أين؟ فأنشد ارتجالا: ركبت طرفى [1] فأذرى دمعه أسفا ... عند انصرافى منهم مضمر الياس وقال حتّام تؤذينى فإن سنحت ... حوائج لك فاركبنى إلى الناس وشعره كثير [2]، قد فنّنه فنونا على البلاد؛ فمنه العراقيات [3]، ومنه النجديّات [4] إلى غير ذلك [4].

_ [1] الطرف: الكريم من الخيل. [2] من ديوانه نسخ مخطوطة متعدّدة بذار الكتب المصرية. وطبع بالمطبعة العثمانية فى لبنان سنة 1217، وبالمطبعة الأنسية ببيروت سنة 1327، وطبع جزء منه باسم مقطعات الأبيوردى فى الافتخار وشكوى الزمان وفى الأوصاف والمخاطبات وغير ذلك. كما شرح هذا الجزء الشيخ عمر بن القوام المعروف بالنظام من علماء القرن الثانى عشر، وسماه: جهد المقل وجهد المستدل، ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم (527 أدب). [3] أكثر العراقيات فى مدح المقتدر والمستظهر ووزرائهما، ومنها نسخة فى باريس وأيا صوفيا. وانظر تاريخ آداب اللغة العربية لزيدان 3: 29. [4] ومنه جزء يعرف بالوجديات، ومنه نسخ فى برلين ومنشن وأكسفورد. (زيدان 3:؟؟؟).

577 - محمد بن أحمد بن جوامرد

وتوفّى رحمه الله- فى شهر ربيع الأوّل سنة سبع وخمسمائة بأصبهان فى يوم الخميس لعشرين منه بين الظهر والعصر، وصلّى عليه فى الجامع العتيق بأصبهان. 577 - محمد بن أحمد بن جوامرد «1» الشيرازىّ الأصل، البغداذى المولد والدار، أبو بكر القطّان النحوىّ. قرأ على أبى الحسن على بن فضّال المجاشعىّ القيروانىّ [1] النحو، وعلى غيره. وكان متصدّرا لإقراء النحو. وقرأ عليه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب [2]، وعنه أخذ، وعليه كان يعتمد؛ حتى نقل أنه لم يقرأ النحو على غيره. قال أبو المظفر الحسن بن هبة الله بن المطلب الملقب بفخر الدولة: أبو بكر ابن جوامرد القطّان شيخنا، كان يتردّد إلينا، ونقرأ عليه النحو أنا وإخوتى. وكان فاضلا له معرفة جيدة بالنحو والعربية. وأثنى عليه. وقال أبو طاهر السّلفىّ: «محمد بن أحمد بن جوامرد الشيرازىّ النحوىّ. كان مشتهرا بالأدب والنحو، رافقته، وكان يحضر عند شيخنا أبى محمد بن السراج، وكان يكرمه، وسمع معنا عليه فوائد، وأظن أنى علّقت عنه شيئا؛ لكنى لم أجده فى تعليقاتى [3]».

_ [1] تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 299. [2] تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 99. [3] قال ياقوت- ونقل عنه السيوطى فى البغية-: أنه توفى بعد عشر وخمسمائة.

578 - محمد بن أحمد بن هبة الله بن ثعلب الفزرانى النحوى

578 - محمد بن أحمد بن هبة الله بن ثعلب الفزرانىّ النحوىّ «1» منسوب إلى قرية تعرف بفزرينيا [1] من قرى نهر ملك [2]، مقرئ عارف بالنحو. قرأ على أبى محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب وغيره، وسمع من أبى منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين [3]. وكان يلقّب بالمهجة. سئل عن مولده فقال: ولدت فى سنة ثلاثين وخمسمائة. وتوفّى يوم الثلاثاء سابع عشر صفر سنة ثلاث وستمائة، ودفن فى باب حرب بمقابر الشّهداء، رحمه الله. 579 - محمد بن أحمد بن على بن يزيد النحوىّ الباوردىّ أبو يعقوب «2» يروى عن أبى مسلم [4] وغيره. دخل مصر، وتصدّر بها وروى. قال ابن الطّحان [5]- وذلك فى تاريخ الغرباء-: «حدّثونا عنه [6]».

_ [1] قال ياقوت: «فزرانيا، بكسر أوله وسكون ثانيه وبعد الألف نون مكسورة وياء آخر الحروف: قرية من قرى نهر الملك من ضواحى بغداد، وأكثر ما يتلفظ به أهلها بغير الألف، فيقولون «فزرينيا»، كأنهم يميلون الألف فترجع ياء؛ ينسب إليها محمد بن أحمد بن هبة الله بن ثعلبة الفزرانى». [2] نهر الملك: كورة واسعة ببغداد بعد نهر عيسى؛ يقال: إنه يشتمل على ثلاثمائة وستين قرية. [3] هو أبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين أبو منصور الشيبانى البغداذى، مقرىء كاتب محدث. ولد سنة 466، وتوفى سنة 555. طبقات القراء (2: 296). [4] هو أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجى. ذكره ابن الأثير وقال: سمع عفان بن مسلم وعمرو بن حكام وغير هما، وعاش كثيرا حتى أكثر الناس الرواية عنه. اللباب (3: 29). [5] هو أبو القاسم يحيى بن على الحضرمى المعروف بابن الطحان. تقدمت ترجمته والتعريف بكتابه فى حواشى الجزء الثانى ص 159. [6] ذكر الخطيب أن وفاته كانت سنة 349.

580 - محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو عمرو النيسابورى النحوى المعروف بأبى عمرو الصغير

580 - محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو عمرو النيسابورىّ النحوىّ المعروف بأبى عمرو الصغير «1» رفيق أبى علىّ [1] النيسابورىّ فى الرحلة. سمع الكثير من مشايخ وقته [2]. روى عنه الحاكم أبو عبد الله. 581 - محمد بن أحمد بن منصور الخياط النحوىّ «2» من أهل سمرقند. قدم إلى بغداذ، واجتمع مع إبراهيم بن السرىّ الزجّاج وجرت بينهما مناظرة، وكان يخلط المذهبين. وقد ذكرته فى هذا المجموع فى موضع آخر. وله تصانيف؛ منها: كتاب النحو الكبير. كتاب معانى القرآن. كتاب «المقنع [3]».

_ [1] هو أبو على الحسين بن على بن زيد النيسابورىّ الصائغ، رحل فى طلب العلم والحديث، وسمع الكثير وصنف، سمع بنيسابور وهراة ونسا وجرجان والرىّ وبغداد والكوفة وواسط والأهواز، ودخل الشام ومكة. توفى سنة 349. معجم البلدان (8: 359). [2] روى الخطيب عن أبى القاسم بن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا فى سنة 339. [3] وذكر له ياقوت أيضا كتاب الموجز فى النحو، وذكر أيضا أن وفاته كانت سنة 320.

582 - محمد بن أحمد بن على النيسابورى الأديب

582 - محمد بن أحمد بن علىّ النيسابورىّ الأديب «1» ذكره الحافظ أبو عبد الله فى تاريخه، وقال: «أبو بكر الكحلىّ»، وسمّاه: «الأديب». «سمع الحسين بن الفضل البجلىّ [1] وأقرانه. وكان يروى كتب الأدب بالسماع وقد رأيته غير مرّة ولم أسمع منه. روى عنه ابنه أبو يعلى وغيره». «سألت أبا يعلىّ عن وفاته فذكر أنه توفّى فى شهر رمضان سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة- رحمه الله». 583 - محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد «2» ذكره أبو عبد الله بن البيّع فى تاريخ نيسابور، فقال: «النحوىّ. أبو عمرو الصغير، كان كبيرا فى العلوم والعدالة. وإنما لقّب بالصغير لأنهما كانا أبوى عمرو [2]، ولا يزايلان مجلس أبى بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة [3] وهو أصغرهما. وكان أبو بكر يقول: «أبو عمرو الصغير»، فبقى عليه». «رحل إلى العراق، وسمع من البغوىّ، ودخل الشام والجزيرة. وتوفى يوم الثلاثاء الخامس من جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وهو ابن ثلاث وستين سنة».

_ [1] فى الأصل: «البلنحى»، وصوابه من الأنساب واللباب ولسان الميزان وهو أبو على الحسين ابن الفضل البجلى الكوفى المفسر. ذكره ابن حجر فى الميزان (2: 307). [2] فى الأصل: «أبو عمر» وصوابه فى ب. [3] هو أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابورى، روى عنه البخارى ومسلم فى غير الصحيح، ومصنفاته تزيد على 140 كتابا. توفى سنة 311. الوافى بالوفيات (2: 196 طبع إستانبول).

584 - محمد بن أحمد بن عبدوس بن أحمد بن حفص ابن مسلم بن يزيد بن على الحرشى الزكى

قال الحافظ ابو عبد الله: «انشدنى أبو عمرو النحوىّ قال: أنشدنا أحمد ابن عبد الله الدارمىّ بأنطاكية: يا لائم الدهر على ما بنا ... لا تلم الدهر على غدره فالدهر مأمور له آمر ... ينصرف الدهر إلى أمره كم كافر تأتيه أمواله ... يزداد أضعاما على كفره ومؤمن ليس له دانق ... يزداد إيمانا على فقره لا خير فيمن لم يكن عاقلا ... يبسط رجليه على قدره 584 - محمد بن أحمد بن عبدوس بن أحمد بن حفص ابن مسلم بن يزيد بن علىّ الحرشىّ الزكىّ «1» ذكره أبو عبد الله [1] فى كتابه [2] فقال: «أبو بكر بن أبى علىّ بن عبدوس الأديب الفقيه النحوىّ». وقال: «ما رأيت فى شهودنا أجمع منه. وتوفى يوم السبت العاشر من شعبان، ودفن يوم الأحد الحادى عشر منه، سنة ست وتسعين وثلاثمائة- رحمه الله».

_ [1] هو محمد بن عبد الله الضبى النيسابورى المعروف بابن البيع؛ تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 73. [2] هو تاريخ نيسابور. قال ابن السبكى فى طبقاته: «وهو التاريخ الذى لم ترعبنى تاريخا أجل منه؛ وهو عندى سيد الكتب الموضوعة للبلاد؛ كثر فيه من يذكره من أشياخه أو أشياخ أشياخه. وذكر فيه أيضا من ورد خراسان من الصحابة والتابعين ومن استوطنها، واستقصى ذكر نسبهم وأخبارهم. ثم اتباع التابعين، ثم القرن الثالث والرابع؛ جعل كل طبقة منهم إلى ست طبقات، فرتب قرن كل عصر على حدة على الحروف إلى انتهت إلى قوم حدثوا بعده من سنة عشرين وثلاثمائة إلى ثمانين، فجعلهم الطبقة السادسة. ثم ذيله عبد الغافرين إسماعيل الفارسى إلى سنة ثمانى عشرة وخمسمائة». وانظر «كشف الظنون ص 308».

585 - محمد بن أحمد بن على بن محمد بن إبراهيم بن يزيد ابن حاتم أبو يعقوب النحوى البغداذى

585 - محمد بن أحمد بن علىّ بن محمد بن إبراهيم بن يزيد ابن حاتم أبو يعقوب النحوىّ البغداذىّ «1» أديب معروف بهذا الشأن. خرج عن بغداذ إلى جهة مصر، وحدّث فى طريقه إليها. وسمع منه أبو الفتح بن مسرور [1] بتدمر من تلك المناظر فى أطراف برّيّه الشام؛ حدّثه عن أبى مسلم الكجّىّ. وقال: توفى بمصر يوم الأربعاء لليلة بقيت من شهر ربيع الأوّل سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. 586 - محمد بن أحمد بن كيسان أبو الحسن النحوى «2» أحد المذكورين بالعلم الموصوفين بالفهم. ذكر أبو القاسم عبد الواحد بن علىّ بن برهان [2] أن كيسان ليس باسم جدّه، وإنما هو لقب أبيه. والله أعلم. وكان يحفظ مذهب البصريين فى النحو والكوفيين؛ لأنه أخذ عن المبرّد وثعلب. وكان أبو بكر بن مجاهد المقرىء يقول: أبو الحسن بن كيسان أنحى من الشيخين- يعنى ثعلبا والمبرّد.

_ [1] هو الحافظ أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن مسرور البلخى توطن مصر ومات سنة 378 هـ (حسن المحاضرة 1: 148). [2] تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 213.

ومزج النحوين، فأخذ من كل واحد منهما ما غلب على ظنه صحّته، واطّرد له قياسه، وترك التعصّب لأحد الفريقين على الآخر. وصنّف كتبا كثيرة فى هذا النوع؛ كلّها جيّد بديع، فيه غرائب القياسات. وذكر أن القاضى إسماعيل [1] كان مفتتا بما يأتى به من مقاييسه فى العربية. وكان له معه مجلس عقيب صلاة الجمعة فى جامع المنصور. فقال له يوما: يا أبا الحسن، ما تقول فى قراءة الجمهور- إلا أبا عمرو [2]: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ [3] ما وجهها على ما جرت به عادتك من الإغراب فى الإعراب؟ فأطرق ابن كيسان مليّا، ثم قال: نجعلها مبنيّة لا معربة، وقد استقام الأمر. قال له إسماعيل القاضى: فما علة بنائها؟ قال ابن كيسان: لأن الفرد منها «هذا» وهو مبنىّ، والجمع «هؤلاء»، وهو مبنىّ، فيحتمل التثنية على الوجهين. فعجب القاضى من سرعة جوابه وحدّة خاطره وبعيد غوصه، وقال له: ما أحسنه يا أبا الحسن لو قال به أحد! قال: ليقل به القاضى. وقد حسن ومشى. فمن مصنّفاته المشهورة: كتاب المهذّب. كتاب الحقائق. كتاب المختار. كتاب غريب الحديث. كتاب الشادانىّ فى النحو. كتاب المذكّر والمؤنّث. كتاب المقصور والممدود. كتاب البرهان.

_ [1] هو إسماعيل بن إسحاق البصرى القاضى الفقيه المالكى، له ترجمة فى الديباج المذهب 93، وتقدمت ترجمته أيضا فى حواشى الجزء الثانى 2: 131 [2] هو أبو عمرو بن العلاء، وقراءته: إن هذين لساحران، وهى قراءة رويت أيضا عن عثمان وعائشة. وانظر توجيه القراءتين فى كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبى (11: 216). [3] سورة طه آية 63

كتاب الوقف والابتداء. كتاب الهجاء. كتاب القراءات. كتاب التصاريف. كتاب مختصر النحو. كتاب معانى القرآن. كتاب حد الفاعل. كتاب نحو اختلاف البصريين والكوفيين. كتاب الكافى فى النحو [1]. قال الزّبيدىّ أبو بكر محمد بن الحسن الأندلسىّ: «ليس ابن كيسان هو القديم الذى له فى العروض والمعمّى كتاب». قال أبو بكر مبرمان: قصدت ابن كيسان لأفرأ عليه كتاب سيبويه فامتنع وقال: اذهب إلى أهله؛ يشير إلى الزّجّاج. قال أبو علىّ القالى: كان أبو بكر بن الأنبارىّ شديد التعصّب على ابن كيسان وكان يقول: خط فلم يضبط مذهب الكوفيّين ولا البصريّين. وكان يفضّل الزجّاج عليه. وقال أبو على: «سمعت أبا بكر بن مجاهد يقول: كان أبو الحسن بن كيسان أنحى من الشيخين: ثعلب والمبرّد». توفى سنة تسع وتسعين ومائتين فى خلافة المقتدر بالله. قال الزّبيدىّ: «وهذا التاريخ لوفاته غلط».

_ [1] وذكر له ياقوت من الكتب أيضا: كتاب غلط الكاتب. كتاب مصابيح الكتاب. كتاب: اللامات. ونشر له تاب باسم تلقيب القوافى وتلقيب حركاتها ضمن مجموعة جرزة الحاطب وتحفه الطالب، بعناية وليم ريط فى ليدن سنة 1852. وانظر معجم؟؟؟؟ ص 1966.

587 - محمد بن احمد بن عبد الله النحوى

587 - محمد بن احمد بن عبد الله النحوىّ «1» بغداذى؛ كان مؤدّبا، وفيه فضل ونبل. روى عنه الخطيب أحمد بن ثابت البغداذىّ مذاكرة. قال الخطيب فى كتابه: «حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله النحوىّ المؤدّب مذاكرة من حفظه، قال: حدّثنى أبى قال: سمعت أبا بكر بن الأنبارى يقول: دخلت المارستان بباب المحول، فسمعت صوت رجل فى بعض البيوت يقرأ: أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ [1]»، وذكر الحكاية بطولها، وهى مستوفاة فى خبر أبى بكر محمد ابن القاسم بن محمد بن بشار الأنبارىّ [2]. وقد ذكره أحمد بن على فى ترجمته- ولم يسمّه النحوىّ- فقال: «محمد بن أحمد بن عبد الله أبو بكر المؤدّب الأعور- يعرف بابن أبى العبّاس الصابونى. سمع أبا بكر بن مالك القطيعى [3] وأحمد بن إبراهيم بن شاذان وأبا القاسم بن حبابة. كتبت عنه شيئا يسيرا. وكان سماعه صحيحا». وأورد عنه خبرا فى اللّفمة إذا سقطت [4]. ثم قال: «سألت ابن أبى العباس عن مولده فقال: فى سنة ثلاث أو أربع وخمسين وثلاثمائة- شكّ فى ذلك- ومات فى شوّال من سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة».

_ [1] سورة العنكبوت آية 19. [2] انظر تاريخ بغداد (3: 185). [3] القطيعى، بفتح القاف وكسر الطاء: منسوب إلى القطيعة، وتطلق على عدة محال ببغداد. وهو أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعى، يروى عن إسحاق وإبراهيم الحرميين وعبد الله بن أحمد ابن حنبل وغيرهم مات سنة 368 اللباب (2: 273). [4] الحديث بسنده: «أخبرنى محمد بن أبى العباس المؤدّب قال: حدّثنا عبيد الله محمد بن إسحاق البرازى قال: حدّثنا عبد الله بن محمد البغوى قال: حدّثنا هدية بن خالد قال: حدّثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا بدعها للشيطان».

588 - محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى أبو الطيب النحوى

588 - محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى أبو الطيّب النحوىّ «1» يعرف بابن الوشّاء الأعرابىّ. من أهل الأدب، حسن التصانيف، مليح الأخبار. روى عن أبوى العبّاس المبرّد وثعلب وغيرهما من الأئمة الأثبات. وكان يعلّم فى دار الخلافة. روت عنه منية [1] الكاتبة، جارية خلّافة أمّ ولد المعتمد على الله. كتب إلىّ أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ الدّارفزّىّ [2]، أخبرنا الشيخ الإمام أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون قال: حدّثنا أحمد بن علىّ من كتابه: «أخبرنى أبو الفرج الحسين بن علىّ الطناجيرىّ قال: حدّثنى أبو محمد عبد الله ابن الحسين بن عبد الله بن هارون البزّاز الأنبارىّ بها قال: حدّثتنى منية الكاتبة جارية خلّافة أم المعتمد إملاء من لفظها قالت: حدّثنى أستاذى محمد بن إسحاق ابن يحيى النحوىّ المعروف بابن الوشّاء قال: حدّثنى عبد الله بن عمر الورّاق، قال: حدّثنا عمر بن شبة قال: حدّثنا أبو غسان محمد بن يحيى قال: أخبرنى عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبى حبيبة عن داود بن الحصين عن الأعرج عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السخاء شجرة فى الجنّة، فمن

_ [1] ذكرها الخطيب فى نساء بغداد المشهورات بالفضل ورواية العلم وقال عنها: «حدّثت عن أبى الطيب محمد بن إسحاق الوشاء، وروى عنها عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن البزاز الأنبارىّ، تاريخ بغداد (14: 441). [2] الدارقزى: منسوب إلى دار القز، وهى محلّة كبيرة ببغداد فى طرف الصحراء.

589 - محمد بن إبراهيم بن خلف اللخمى الأديب

كان سخيّا أخذ بغصن منها فلم يتركه الغصن حتى يدخله الجنة، والشّحّ شجرة فى النار فمن كان شحيحا أخذ بغصن منها فلم يتركه حتى يدخله النار». وللوشّاء من التصانيف الحسنة المشهورة كتاب الموشّى [1] فى البلاغة وما ورد منها فى كلام البلغاء قديمها وحديثها. كتاب الفاضل فى شىء من هذا النوع. وله كتاب زهرة الرياض وهو كبير فى عدّة مجلّدات، ملكت منها نسخة قيل إنها بخطّه فى عشر مجلّدات، وتشتمل على أنواع وأبواب من المنظوم والمنثور فى حسن اختيار تدل على كثرة الاطلاع والبحث. ومن تصانيفه كتاب. مختصر النحو. كتاب جامع النحو. كتاب المقصور والممدود. كتاب المذكر والمؤنث. كتاب الفرق. كتاب خلق الإنسان. كتاب خلق الفرس. كتاب المثلث. كتاب أخبار صاحب الزّبح. كتاب الزاهر والأزهار. كتاب الحنين إلى الأوطان. كتاب حدود الطب الكبير. كتاب أخبار المتظرّفات. كتاب السّلوان. كتاب المذهب. كتاب الموشّح. كتاب سلسلة الذهب. 589 - محمد بن إبراهيم بن خلف اللّخمىّ الأديب «1» يعرف بابن زروقة أبو عبد الله. أندلسىّ من أهل النحو والأدب المعنيّين بأحكامه وجمعه وتحقيقه، ومن المشهورين فيه والمتصدّرين لإفادته. وممن يقول الشعر الحسن. وله تأليفات فى الآداب والأخبار. أخذ عن أبى نصر النحوىّ وابن أبى الحباب. وتوفّى فى حدود سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، وهو ابن سبع وستين سنة.

_ [1] طبع فى بريل بعناية رودلف برونو سنة 1302 (1886 م)، وطبع فى مصر بالمطبعة الحسينية سنة 1324 باسم الظرف والظرفاء. وانظر معجم المطبوعات ص 1919.

590 - محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سليمان بن سمرة ابن جندب الفزارى أبو عبد الله

590 - محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سليمان بن سمرة ابن جندب الفزارىّ أبو عبد الله «1» عالم بالأدب، متصدّر لإفادته، صحيح الخط والضبط [1]. 591 - محمد بن إبراهيم بن أبى عامر أبو عامر الصّورىّ النحوىّ «2» رحل إلى دمشق، وسمع بها جماعة من مشايخ الحديث. روى عنه أبو القاسم الطبرانىّ [2] وموسى بن عبد الرحمن المقرىء البيروتى [3]. 592 - محمد بن إبراهيم بن معاوية القرشىّ اللغوىّ الأندلسىّ «3» مذكور فى هذا الكتاب. صحب أبا علىّ إسماعيل بن القاسم القالى وأخذ عنه، وأكثر الملازمة له. وورّق تصانيفه.

_ [1] لم يذكر المؤلف تاريخ حياته أو وفاته؛ ولكن يؤخذ مما ذكر فى ترجمته فى أخبار الحكماء أنه كان معاصرا لأبى جعفر المنصور. وذكر السيوطى أنه أخذ عن المازنى، وقرأ على الأصمعى كتاب الأمثال. [2] هو أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمى، حافظ عصره. مات سنة 360. اللباب (2: 80). [3] ذكره ابن الجزرى فى طبقات القرّاء (2: 320).

593 - محمد بن إبراهيم بن يحيى أبو بكر الكسائى

شوهد على كتاب المقصور والممدود للقالى بخط القالى: «قرأ جميع الممدود والمقصور محمد بن إبراهيم بن معاوية القرشىّ، ومحمد بن أبان بن سيّد، وعبد الوهاب ابن أصبغ، ومحمد بن حسن الزّبيدىّ- أعزهم الله- وأعانوا بانتساخه ونقله من طوامير تخريحى له، وقابلوا به كتبهم. وكثير من تعاليق هذا الكتاب مخرّج بخط القرشىّ منهم. ومتن هذا الديوان بخط عبد الوهاب بن أصبغ منهم. وسمعه سائر أصحابهم بقراءة القرشىّ له علىّ، وسمعوه خاصة بقراءتى لهم. جعله الله علما نافعا مقربا منه. 593 - محمد بن إبراهيم بن يحيى أبو بكر الكسائى «1» ذكره الحافظ أبو عبد الله فقال: «الأديب. وكان من قدماء الأدباء بنيسابور، وتخرّج به جماعة فى الأدب. ثم إنه على كبر السنّ حدّث بكتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج من كتاب جديد بخط يده عن إبراهيم بن محمد بن سفيان فأنكرته فحضرنى وعاتبنى، فقلت: أنت أحد مشايخنا من الأدباء. والمعرفة بيننا منذ أكثر من خمسين سنة، فلو أخرجت أصلك العتيق، أو أخبرتنى بالحديث فيه على وجهه. فقال لى: قد كان والدى حضر فى مجلس إبراهيم لسماع هذا الكتاب، ثم لم أجد سماعى». وذكر حديثا عنه طويلا [1]. قال الحافظ: «فلما سمعت ذلك منه قلت: هذا لا يحلّ لك، فاتق الله فيه. فقام من مجلسى وشكانى بعد ذلك. توفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة».

_ [1] تفصيل الخبر مذكور فى كتاب الأنساب.

594 - محمد بن إبراهيم بن عبد الله

594 - محمد بن إبراهيم بن عبد الله «1» ذكره الحافظ أبو عبد الله فى تاريخ نيسابور، فقال «أبو سعيد الأديب: درّس الأدب على أبى حامد الخارزنجىّ [1]، وخرّجت له الفوائد. وحدّث. توفّى فى جمادى الآخرة من سنة سبع وتسعين وثلاثمائة». 595 - محمد بن إبراهيم النحوىّ القاضى المعروف بالعوامىّ «2» نحوىّ أديب فاضل، حسن المذاكرة والمحاضرة. كان ببغداذ وأفاد. ذكره محمد بن إسحاق النديم، وقال: «كان صديقى». وقال: «له مصنف كتاب الإصلاح والإيضاح [2] فى النحو». 596 - محمد بن إسماعيل ابو عبد الله الحكيم النحوىّ الحاسب الأندلسىّ «3» كان دقيق النظر، غاية فى علم العربيّة والحساب وحدّ المنطق، لطيف الاستخراج، صحيح الخاطر. ولم يكن أحد من أهل زمانه يتقدّمه فى علمه ونظره. ونجب على يده جملة من الطلبة والشعراء والكتاب. وكان بكىّ اللّفظ، عيّا

_ [1] هو أحمد بن محمد أبو حامد الخارزنجى البشتى. تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأوّل ص 142. [2] كذا فى الأصلين، وهو يوافق ما فى البغية ومعجم الأدباء وكشف الظنون، وفى الفهرست: الإصلاح والإفصاح.

597 - محمد بن إسحاق بن على بن داود البحاثى بن حامد أبو جعفر القاضى الزوزنى النحوى اللغوى الشاعر

بالمخاطبات، ثقيلا فى إملاء النحو، فإذا أخذ فى إثارة المعانى اللطيفة، والمسائل الدقيقة، لم يقاومه أحد من أهل زمانه، بل كان ألحظهم [في] فهم ما يقوله، والتّلقين لما يورده. وأخذ من محمد الغازى [2] ما جلبه من الأشعار المشروحة رواية عنه. ولم يلتق له فى قرض الشّعر كبير حظّ. وأورد الرواة له منه شيئا قليلا [3]. وعاش حتى بلغ ثمانين عاما. وأدّب الحكم [4] الأمير، وأعقب ولدا، وتوفّى لعشر خلون من ذى الحجّة سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. 597 - محمد بن إسحاق بن على بن داود البحّاثىّ بن حامد أبو جعفر القاضى الزوزنىّ النحوىّ اللغوىّ الشاعر «1» صاحب التصانيف العجيبة المفيدة؛ جدّا وهزلا، والفائق أهل عصره ظرفا وفضلا. وكان ينسخ كتب الأدب بخط مقروء صحيح أحسن النسخ.

_ [1] هو محمد بن عبد الله بن الغازى بن قيس؛ من أهل قرطبة؛ رحل إلى المشرق، ودخل البصرة، ولقى أبا حاتم السجستانى وأبا الفضل الرياشى وجماعة من أهل الحديث ورواة الأشعار وأصحاب اللغة والمعانى، ثم عاد إلى الأندلس، فأخذوا عنه ما حمل من الشعر والغريب والخبر. مات سنة 296. تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضى (1: 323). [2] أورد الزبيدىّ طائفة منه فى الطبقات 189. [3] هو الحكم المستنصر بالله بن الناصر لدين الله عبد الرحمن. تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 240.

قال عبد الغافر الفارسىّ [1]: «لقد رأيت نسخة من كتاب يتيمة الدهر فى خمس مجلّدات [بخطه [2] المليح] لأبى منصور الثعالبىّ بيعت بثلاثين دينارا نيسابورية. وكانت تساوى أكثر من ذلك. ولقد كتب نسخة من غريب الحديث لأبى سليمان الخطّ [3] بىّ، وقرأها على جدّى الشيخ أبى الحسن عبد الغافر بن محمد الفارسىّ قراءة سماع، وعلى الحاكم الإمام أبى سعد [4] قراءة تصحيح وإتقان؛ أقطع أنه لم يبق من ذلك الكتاب نسخة أبين ولا أملح منها، وهى برسم الكتب الموضوعة فى الجامع القديم، موقوفة على المسلمين». توفى بغزنة [5] سنة ثلاث وستين وأربعمائة. ومن تصانيفه المفيدة: كتاب شرح ديوان البحترىّ، وهو كبير مشتمل من الفوائد على ما لم يشتمل عليه غيره. ومن شعره: يرتاح للمجد مهتزّا كمطّرد ... مثقّف من رماح الخطّ عسّل [6] فمرّة باسم عن ثغر برق حيا ... وتارة كاشر عن ناب رئبال [7] فما أسامة مطرورا براثنه ... ضخم الجزارة يحمى خيس أشبال [8]

_ [1] تقدّمت ترجمته والتعريف بكتابه فى حواشى الجزء الثانى ص 167. [2] زيادة من معجم الأدباء فيما نقل عن عبد الغافر الفارسى. [3] هو أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو سليمان الخطابى؛ تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأول ص 160، وفى حواشيه تحقيق الخلاف فى اسمه. [4] هو عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن دوست، تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 167، وكناه هناك بأبى سعيد. [5] غزنة: مدينة عظيمة وولاية واسعة فى طرف خراسان. [6] المثقف من الرماح: المقوّم. والخط: مرفأ السفن بالبحرين؛ تنسب إليه السفن. والعسال: الشديد الاهتزاز والاضطراب. [7] الحيا: المطر. والرئبال: الأسد. [8] المطرور: المحدد، يقال: طررت السنان إذا حددته. والجزارة: الأطراف. والخيس: بيت الأسد.

598 - محمد بن إسحاق بن أسباط أبو النضر النحوى المصرى

يوما بأشجع منه حشو ملحمة ... والحرب تصدم أبطالا بأبطال ولا خضارة سخّابا غواربه ... تسمو أواذيّه حالا على حال [1] أندى وأسمح منه إذ يبشّره ... مبشّروه بزوّار ونزّال وله أيضا: وذى شنب لو أن خمرة ظلمه ... أشبّهها بالخمر خفت به ظلما [2] قبضت عليه خاليا واعتنقته ... فأوسعنى شتما وأوسعته لثما وله يصف البرد: متناثر فوق الثّراء حبابه ... كثغور معسول الثنايا أشنب برد تحدّر من ذرى صخّابة ... كالدرّ إلّا أنه لم يثقب 598 - محمد بن إسحاق بن أسباط أبو النضر النحوىّ المصرىّ «1» أخذ عن الزجّاج، وتصدّر بمصر لإفادة هذا النوع من العلوم. وصنّف فى النحو كتابا سمّاه كتاب العيون والنّكت، ذهب فيه إلى حدّ الاسم والفعل والحرف. وتلا ذلك بذكر شىء من أبواب الياء والواو، ولم يصنع فيه شيئا [3].

_ [1] خضارة بالضم: البحر، وسمى بذلك لخضرة مائه، وهو معرفة لا يجرى. والسخب: الصخب، اختلاط الأصوات. والغوارب: أعالى الموج. والأواذىّ: الأمواج. [2] الشنب هنا: ماء يجرى على الثغر. والظلم: الريق. [3] ذكر له ياقوت أيضا: كتاب المغنى فى النحو، والموقظ والتلقين.

599 - محمد بن أرقم النحوى الأندلسى

599 - محمد بن أرقم النحوىّ الأندلسىّ «1» من أهل العلم بالعربية واللغة والكلام فى معانى الشعر. وكان مؤدّبا [1]، وكان أبوه يؤدّب أولاد ملوك الأندلس، ولما أمر عبد الرحمن الأموىّ أمير الأندلس بإنشاد شعر حبيب [2] أحضره وأحضر جماعة من الأدباء: منهم موسى بن محمد الحاجب [3]، ومحمد بن يحيى القلفاظ [4]، وابن فرج المعروف بابن البيسارىّ- وكان ابن فرج معروفا بالعلم والعربية، وكان لا يناظر الحكيم [5] والقلفاظ من أهل زمانه غيره- فشاورهم أىّ القصائد يقدّم فى أوّل الكتاب؟ فقال له ابن أرقم: إنما يفضل الشعر ويقدّم لغرابة معناه. وشعره الذى وصف به القلم [6] له معنى لم يتقدّمه

_ [1] قال الزبيدى: «إنه كان مؤدّبا لأمير المؤمنين عبد الرحمن الناصر». [2] هو أبو تمام حبيب بن أوس بن الحارث الطائى، الشاعر المشهور، ولد سنة 190 بجاسم من أعمال دمشق، وتوفى بالموصل سنة 231. ابن خلكان: (1: 121). [3] هو موسى بن محمد بن حدير أحد وزراء الخليفة الناصر عبد الرحمن وحجابه توفى سنة 219 هـ (الحلة السيراء ص 123). [4] تأتى ترجمته. [5] هو محمد بن إسماعيل أبو عبد الله الحكيم، تقدمت ترجمته. [6] أبيات من قصيدة يمدح فيها محمد بن عبد الملك الزيات: قال فيها يصف القلم: لك القلم الأعلى الذى بشباته ... تصاب من الأمر الكلى والمفاصل له ريقة طل ولكن وقعها ... بآثاره فى الشرق والغرب وابل فصيح إذا استنطقته وهو راكب ... وأعجم إن خاطبته وهو راجل إذا ما امتطى الخمس اللطاف وأفرغت ... عليه شعاب الفكر وهى حوافل أطاعته أطراف القنا وتقوّضت ... لنجواه تقويض الخيام الحجافل إذا استغزر الذهن الذكى وأقبلت ... أعاليه فى القرطاس وهى أسافل وقد رفدته الخنصران وسدّدت ... ثلاث نواحيه الثلاث الأنامل رأيت جليلا شأنه وهو مرهف ... ضنى، وسمينا خطبه وهو ناحل وانظر الديوان ص 258.

600 - محمد بن أبى الأزهر أبو بكر النحوى

إليه متقدّم، ولا لحقه فيه متأخّر. فوقعوا جميعا عليه، وقالوا: الوضيع [1] يتعصّب للوضيع- يعنون ابن الزيات [2]- فأخجلوه. وبينما هم كذلك إذا استؤذن لأبى عبيد الله الغابى فأذن له، فلما استوى فى الجلوس، سئل عما جرى من القول، فقال: أخبرنى أبو الحسن المغنّى أن أهل بغداذ لا يفضّلون على شعره الّلامىّ [3] الذى ذكر فيه القلم شيئا؛ لغرابة معناه، ولم يكن الغابى يعلم شيئا من اختلافهم فى ذلك؛ وإنما سئل عما يجب تقديمه- فاستطال ابن أرقم، وقال: مثلى مع هؤلاء كما قال حبيب بن أوس: كلاب أغارت فى فريسة ضيغم ... طروقا وهاما أطعمت صيد أجدلا [4] وإنما يغّمنى أن أكون ببلد يتحكّم علىّ فيه من لا يعرف ما أقول. 600 - محمد بن أبى الأزهر أبو بكر النحوى «1» مستملى أبى العباس المبرّد. 601 - محمد بن أبى جعفر المنذرى الخراسانىّ اللغوىّ العدل أبو الفضل «2» طلب علم العربية، ورحل فى إدراكها، وحصّل منها خيرا كثيرا. وكان ثقة فيما يرويه، ثبتا فيما يؤخذ عنه. روى عنه أبو منصور الأزهرىّ فى كتاب

_ [1] يريد أبا تمام؛ إذ كان أبوه سقاء، وابن الزيات إذ كان جده يجلب الزيت من بغداد. [2] هو محمد بن عبد الملك بن أبان، المعروف بابن الزيات. كان وزير المعتصم، وله شعر سائر جيد، وديوان رسائل، وتوفى سنة 233. ابن خلكان (2: 54). [3] فى الأصلين: «السلامى» تصحيف. [4] ديوانه 254. الضيغم: الأسد. والأجدل: الصقر.

602 - محمد بن أبى الحسن الأندلسى

التهذيب كثيرا، وروى عن أبى الحسن الصيداوىّ، وروى الصيداوىّ عن الرياشىّ [1]. 602 - محمد بن أبى الحسن الأندلسى «1» رئيس جليل، عالم باللغة والأدب. كان فى أيام الحكم المستنصر أثيرا بالعلم عنده. وتقدّم إليه الحكم المستنصر بمقابلة كتاب العين للخليل بن أحمد مع أبى علىّ إسماعيل بن القاسم القالى وابنى سيّد [2] فى دار الملك التى بقصر قرطبة، وأحضر من الكتاب نسخا كثيرة فى جملتها نسخة القاضى منذر بن سعيد البلّوطىّ التى رواها بمصر عن ابن ولّاد. وسألهم يوما الحكم عن النسخ فقالوا: [إن] نسخة القاضى أشدّ النسخ تصحيفا وخطأ وتبديلا، فسألنا تبيين ذلك له، فأنشدوه أبيانا مكسورة، وأسمعوه ألفاظا مصحّفة. فسأل أبا علىّ القالى عن حقيقتها، فأخبره على قول الجماعة. واتّصل المجلس بالقاضى منذر، فكتب إلى الحكم المستنصر رقعة، وفيها: جزى الله الخليل الخير عنّا ... بأفضل ما جزى فهو المجازى وما خطأ الخليل سوى المغيلىّ ... وعضروطين فى ربض الطّراز [3] فصار القوم زرية كلّ زار ... وسخريّا وهزأة كل هازى [4]

_ [1] ذكر ياقوت للمترجم من المصنفات كتاب: الشامل، وكتاب الفاخر، وكتاب الزيادات التى زادها فى معانى الفراء، وكتاب زيادات أمثال أبى عبيد، وكتاب ما زاد فى المصنف وغريب الحديث. [2] هما أحمد بن أبان بن سيد اللخمى، وقد ترجم له المؤلف فى الجزء الأول ص 65 وأخوه محمد بن أبان بن سيد؛ ترجم له السيوطى فى البغية ص 4، وقال عنه: «كان عالما بالعربية واللغة حافظا للأخبار والآثار، أخذ عن أبى على البغدادى. وتوفى سنة 354». [3] المغيلىّ، وهو أبو بكر المغيلىّ، وكان فى أيام الحكم المستنصر، وله ترجمة فى بغية الملتمس ص 503 والعضروطان: مثنى بمضروط، وهو الخادم على بطنه. [4] أى هازىء بالهمز، وخففها ضرورة.

فقال لهم المستنصر: إن القاضى قد هجاكم؛ فقلنا: نجلّ القاضى عن ذكره فى مجلس مولانا، فقال: قد بدأكم، والبادى أظلم. فقلنا: إن رام المحافقة بحضور الشيخ أبى على القالى حافقناه على وهمه، ومدّ محمد بن أبى الحسين يده إلى الدّواة وكتب: هلمّ فقد دعوت إلى البراز ... وقد فاخرت قرنا ذا نجاز [1] ولا تمش الضّراء فقد أثرت ال ... أسود الغلب تخطر باحتفاز [2] وأصحر للّقاء تكن صريعا ... بماضى الحدّ مصقول الجراز [3] رويت عن الخليل الوهم جهلا ... بجهلك بالكلام وبالمجاز دعوت له بخير ثم أنحت ... يداك على مفاخر بالعزاز [4] تهدّمها وتجعل ما علاها ... أسافلها، ستجزيك الجوازى جزى الله الإمام العدل عنّا ... جزاء الخير فهو له مجازى به وريت زناد العلم قدما ... وشرّف طالبيه باعتزاز وجلّى عن كتاب العين دجنا ... وإظلاما بنور ذى امتياز بأستاذ اللغات أبى علىّ ... وأحداث بناحية الطّراز بهم صحّ الكتاب وصيّروه ... من التصحيف فى ظلّ احتراز وعرضت على المستنصر فرآها وضحك وقال: قد انتصرت، وأمر بها فختمت، ثم وجه بها إلى القاضى، فلم يسمع له بعد ذلك كلمة.

_ [1] القرن، بالكسر: كفؤك فى الشجاعة. [2] الضراء، بالفتح والمدّ: الشجر الملتف فى الوادى؛ ويقال: فلان يمشى الضراء إذا مشى مستخفيا. والغلب: جمع أغلب، وهو الأسد الغليظ الرقبة. [3] الجراز: السيف القاطع. [4] العزاز فى الأصل: الأرض الصلبة.

603 - محمد بن أبى العافية النحوى المقرىء الإشبيلى

603 - محمد بن أبى العافية النحوىّ المقرىء الإشبيلىّ «1» الإمام بجامع إشبيلّية أبو عبد الله. أخذ عن أبى الحجاج الأعلم الأدب وغيره. وكان من أهل المعرفة والأدب؛ أخذ الناس عنه ذلك. توفى سنة تسع وخمسمائة. وقد ذكر فى باب الكنى أيضا، وقيل هناك: ابن العافية. 604 - محمد بن أبى الفرج الكنانىّ المالكىّ الصّقلىّ أبو عبد الله المعروف بالزكىّ المغربىّ «2» من أهل صقلّية. كان فاضلا عارفا باللغة والأدب، وكان آية فى النحو وعلومه ورد العراق، ثم خرج منها إلى خراسان، وجال فى أقطارها، وأقام بها مدة، وخرج إلى غزنة وبلاد الهند، وانصرف عنها. وخرج إلى أصبهان ومات بها. وجرى بينه وبين جماعة من علماء خراسان محاورات ومناظرات. وكان يذكر الغزالىّ [1] بشرّ. وقرىء عليه كتاب الشهاب للقضاعىّ [2]. وسئل عن النّردشير الوارد فى الخبر [3]

_ [1] هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالى، الملقب حجة الإسلام، صاحب كتاب إحياء علوم الدين، وغيره من الكتب المصنفة فى الفقه والتصوف والفلسفة. ولد سنة 450 وتوفى سنة 505. ابن خلكان (1: 463). [2] هو كتاب شهاب الأخبار فى الحكم والأمثال والآداب، لمؤلفه القاضى أبى عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن على بن حكمون القضاعى الشافعىّ المتوفى سنة 454. قال فى مقدمته: «جمعت فى كتابى هذا مما سمعته من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف كلمة من الحكمة فى الوصايا والآداب والمواعظ والأمثال، وجعلتها مسرودة يتلو بعضها بعضا، مبوّبة أبوابا على حسب تقارب الألفاظ ثم زدت مائتى كلمة، ثم ختمت الكتاب بأدعية مروية عنه عليه الصلاة والسلام، وأفردت الأسانيد جميعها فى كتاب يرجع فى معرفتها إليه». طبع ببغداد سنة 1327. [3] رواه مسلم فى صحيحه (2: 199) من حديث بريدة مرفوعا، ولفظه: «من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده فى لحم خنزير ودمه». ورواه بنحوه أبو داود وابن ماجه.

605 - محمد بن أبى محمد بن محمد بن ظفر

فقال: هو النرد، وأول من لعب به أردشير [1]، فنسب إليه. وفى هذا القول نظر؛ فإن النّرد أقدم من أردشير المشهور. وكان ينفرد بأشياء من تفسير الأخبار وغيرها، لا يتابعه أحد فيها. وسببه إعجابه بنفسه. توفّى بأصبهان فى حدود سنة عشر وخمسمائة. 605 - محمد بن أبى محمد بن محمد بن ظفر» المكى الأصل، المغربىّ المنشأ. سكن الشام فى الشطر الآخر من عمره؛ يلقب بالحجّة. أقام بحماة [2] وأمّه الطلبة بها، وصنّف التصانيف الجميلة فى أنواع الآداب، وفسّر القرآن تفسيرا جميلا فى مصنّف سماه الينبوع [3]، ومات بحماة فى سنة سبع أو ثمان وستين وخمسمائة [4]. وأدركت ولده بحلب فى حاضرها يعلّم الصبيان وهو أكسد من باقل، لا ينقل عنه من أهلها ناقل. واستجزت منه رواية كتب أبيه التى رواها عنه، وكتب لى بذلك خطه، وهو عندى. ثمّ مات رحمه الله فى حدود سنة ستمائة بعدها بقليل.

_ [1] هو أردشير بن بابك، من الطبقة الرابعة من ملوك الفرس؛ وهم الأكاسرة الساسانية، وجميع الأكاسرة الذين كان آخرهم يزدجرد بن شهريار من ولده. وانظر تاريخ أبى الفداء (1: 47). [2] حماة: مدينة بالشام على نهر العاصى، وهى مولد أبى عبد الله ياقوت الحموى صاحب معجم الأدباء. [3] سماه صاحب كشف الظنون: ينبوع الحياة ومنه ثلاثة جزاء مخطوطة فى دار الكتب المصرية رقم 310 تفسير. [4] فى ابن خلكان أن وفاته كانت سنة 575.

دخل صقليّة فى سنة أربع وخمسين وخمسمائة، وصنف بها كتاب سلوان المطاع فى عدوان الأتباع [1]. بلغنى عن أبى اليمن زيد بن الحسن الكندىّ أنه قال: أحلت برزق لى على ديوان حماة، فسرت إليها لأجل ذلك، فلما حللتها جمع الجماعة بينى وبين الحجّة، وجرت بيننا مناظرة فى النحو واللغة، فأوردت عليه مسائل فى النحو لم يمش فيها. وكان حاله فى اللغة قريبا، فلما كاد المجلس أن يتقوّض قال الحجّة: الشيخ تاج الدين أخبر منّى بالنحو، وأنا أخبر باللغة منه، فقلت: الأوّل مسلّم، والثانى ممنوع، وقمنا عن المجلس. وسألت من رآه فقال: كان رجلا دميم الخلقة قصير القامة جدا، لم يكن صبيح الوجه. ورأيت له شرح المقامات [2] قد صنّفها لأهل المغرب، وقد نقل ألفاظها من نسخة سقيمة، فصحّف وشرح التصحيف، وسمعت أنه كان يعتذر من ذلك إذا قيل له ويقول: هو أمر أحدثه العجلة وبعد الدار. ولمّا خوطب نور الدين محمود بن زنكى [3] فى تقرير رزق له يستعين به على إفادة العلم بحماة، اقتضت مكارمه أن يطلق له فى كل شهر سبعين قرطاسا، يكون عليها سبع الدراهم فضّة فى كل شهر. وهذا غاية ما يكون من الخسّة. وأهل حماة

_ [1] صنفه لبعض القواد بصقلية سنة 554، ورتبه على خمس سلوانات: فى التفويض ونتائجه، والتأسى وفوائده، والصبر وعوائده، والرضا وميامنه، والزهد. طبع بمصر فى سنة 1278، وطبع فى تونس سنة 1279، وفى بيروت سنة 1300؛ وترجمه إلى اللغة الايطالية أمارى، وطبع بفلورنسا سنة 1851 م، ومنها ترجم إلى اللغة الإنجليزية، وطبع بلندن سنة 1852 م، ونقله إلى التركية قره خليل زاده، وطبع فى الآستانة سنة 1285 هـ. ومنه نسخ خطية متعدّدة بدار الكتب المصرية. وانظر معجم المطبوعات 149، ودائرة المعارف الإسلامية 1: 218. وقد نظمه أبو عبد الله بن على السنجارى المتوفى سنة 799. [2] ذكره صاحب كشف الظنون ص 1788، وسماه التنقيب على ما فى المقامات من الغريب. [3] تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 344.

قوم لا يعرفون كرما، ويعتدّون البذل مغرما، فبقى فى غمرات الفقر شطر عمره. ولقد بلغنى أنه زوّج بنته من الحاجة لغير كفء، وأن الزوج رحل بها عن حماة، وباعها ببعض البلاد. فسبحان من يصرّف الأحوال على ما يعلمه عز وجل! وله شعر، منه: فنحن بقربه فيما اشتهينا ... وأحببنا فما اخترنا وشينا يقينا ما نخاف وإن ظننّا ... به خيرا أراناه يقينا وله أيضا: على قدر فضل المرء تأتى خطوبه ... ويعرف عند الصبر فيما يصيبه ومن قلّ فيما يتّقيه اصطباره ... فقد قلّ فيما يرتجيه نصيبه وله من التصانيف: كتاب الينبوع فى تفسير القرآن، كبير. كتاب سلوان المطاع فى عدوان الأتباع. كتاب البشر بخير البشر [1]. كتاب أنباء نجباء الأبناء [2]. كتاب الحاشية على درّة الغوّاص. كتاب شرح المقامات صغير. كتاب شرح المقامات، كبير [3].

_ [1] فى علامات النبوّة، طبع بمصر سنة 1280. [2] طبع بمطبعة التقدم بمصر (بدون تاريخ). [3] ذكر له ياقوت من المصنفات أيضا: التفسير الكبير، وهو غير كتاب ينبوع الحياة، والاشتراك اللغوى، والاستنباط المعنوى، والقواعد والبيان فى النحو، وأساليب الغاية فى أحكام آية، وإكسير كيمياء التفسير، وأرجوزة فى الفرائض، وملح الفقه وهو فيما اتفق لفظه واختلف معناه، ومعاقبة الجرىء على معاتبة البرىء. وزاد الصفدى فى الوافى: كتاب الجنة من فرق أهل السنة فى الاعتقاد، والمعادات، والبشخين فى أصول الدين، وكشف الكسف فى نقص الكتاب المسمى بالكسف، والإنباء عن الكتاب المسمى بالإحياء، وممالك الأذكار فى مسالك الأفكار، والخوذ الواقية والعوذ الراقية، ونصائح الذكرى، والإشارة إلى علم العبارة، ومختصر النحو.

606 - محمد بن أبى الوفا بن أحمد القرشى الموصلى ابن أبى طاهر العدوى أبو عبد الله النحوى

606 - محمد بن أبى الوفا بن أحمد القرشىّ الموصلىّ ابن أبى طاهر العدوىّ أبو عبد الله النحوىّ «1» يعرف بابن القبيصى. من أهل الموصل. والقبيصة من قرى الموصل. حافظ للقرآن المجيد، قد قرأ بالقراءات على جماعة من الشيوخ، وقرأ النحو على أبى الحرم مكىّ بن ريّان الماكسينى الضرير [1] نزيل الموصل وأديبها، ورحل إلى بغداذ، فسمع من جماعة ذلك الوقت المشايخ، كل ذلك بعد سنة ثمانين وخمسمائة، واستوطن إربل [2] وأقرأ بها النحو بدار الحديث بها.

_ [1] تأتى ترجمته للمؤلف. [2] إربل، بالكسر ثم السكون: مدينة عظيمة، حولها عدّة قلاع، وبينها وبين بغداذ مسيرة سبعة أيام للقوافل.

(حرف الباء فى آباء المحمدين)

(حرف الباء فى آباء المحمدين) 607 - محمد السعيدىّ بن بركات النحوىّ البصرىّ السعيدىّ «1» نحوىّ مصر. ذكره ابن الزبير [1] فى كتاب جنان الجنان، وقال: «كان عالى المحلّ فى النحو واللغة وسائر فنون الأدب، منحطّا فى الشعر إلى أدنى الرتب». وذكره أبو حامد محمد بن محمد بن حامد الأصبهانىّ فى كتابه فقال: «كان- يعنى ابن بركات- فى عصرنا الأقرب، وهو نحوىّ مصر والمغرب. له فى مسافر العطّار: يا عنق الإبريق من فضة ... ويا قوام الغصن الرطب هبك تجافيت فأقصيتنى ... تقدر أن تخرج من قلبى! قال القاضى الفاضل عبد الرحيم بن على- قدس الله روحه-: ليس له أحسن من هذين البيتين. وذكر القاضى الموفق يوسف بن الخلال [2] كاتب الإنشاء فى زمانه بالدولة المصرية. ابن بركات هذا فقال: «الشيخ أبو عبد الله محمد بن بركات السعيدىّ النحوىّ

_ [1] هو أبو الحسين الرشيد أحمد بن على بن إبراهيم المعروف بابن الزبير الغسانى الأسوانى، كان من أهل الفضل والنباهة والرياسة، ولى النظر بثغر الإسكندرية فى الدواوين السلطانية سنة 559، وقتل مظلوما سنة 563. ابن خلكان (1: 51). وكتابه جنان الجنان ورياض الأذهان، ذكره صاحب كشف الظنون وقال عنه: إنه ألفه فى شعراء مصر، وجعله ذيلا لليتيمة. [2] تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 344

اللغوىّ. ولد بمصر فى سنة عشرين وأربعمائة، وتوفى بها فى سنة عشرين وخمسمائة. أخذ النحو عن أبى الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ- رحمه الله- وغيره. وأخذ اللغة عن أصحاب أبى يوسف يعقوب بن خرّزاذ النّجيرمىّ وغيرهم. وأدرك ابن خرّزاذ ورآه وهو صبىّ، فلم يهتد للأخذ عنه لصبوته. قال لى: ورأيته ماشيا فى طريق القرافة شيخا أسمر، كبير اللّحية، مدوّر العمامة، وبيده كتاب وهو يطالع فيه فى مشيته. وكان الغالب على شعر ابن بركات طريقة أصحاب اللغة. ومذهبه فى الشعر مذهب من يرضى بالجائز، ويندر له القليل». وأنشد له البيتين المتقدمين قوله: «يا عنق الإبريق ... ». وأنشد له أيضا فى صفة الحمر من قصيدة مدح بها الأفضل بن أمير الجيوش: شعاعها المستطير منها ... قد ضمّخ الجوّ بالخلوق

(حرف الثاء فى آباء المحمدين)

(حرف الثاء فى آباء المحمّدين) 608 - محمد بن ثابت بن يوسف بن عيسى أبو بكر النحوىّ الواسطىّ «1» من أهل واسط،. قدم بغداذ وأقام بها مدّة يقرأ على مصدّق بن شبيب النحوىّ [1]. وطلب الأدب، وسمع الحديث من أبى العباس أحمد بن على ابن المامون [2]، وسمع من مشايخ واسط، وعاد إلى واسط يقرأ عليه بها القرآن والنحو. وهو فقيه فاضل، له معرفة حسنة بالنحو، تخرّج به جماعة بواسط، وأخذوا عنه.

_ [1] تاتى ترجمته للمؤلف. [2] هو أحمد بن على بن هبة الله، المعروف بابن الزوال، تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأوّل ص 123.

(حرف الجيم فى آباء المحمدين)

(حرف الجيم فى آباء المحمدين) 609 - محمد بن جعفر الصّيدلانىّ النحوىّ «1» صهر أبى العباس المبرّد على ابنته. وكانوا يلقبونه برمة. كان نحويا أديبا شاعرا متصدرا للإفادة. روى عن أبى هفّان [1] الشاعر أخبارا، حدث عنه أبو الفرج الأصبهانىّ وغيره. قال القاضى ابن كامل: أنشدنى محمد بن جعفر برمة النحوىّ ختن المبرّد على ابنته لنفسه: أما ترى الروض قد لاحت زخارفه ... ونشّرت فى رباه الرّيط [2] والحلل واعتمّ بالأرجوان النبت منه فما ... يبدو لنا منه إلا مونق خضل [3] فالنرجس الغضّ ترنو من محاجره ... إلى الورى مقل تحيا بها مقل تبر حواه لجين فوق أعمدة ... من الزمرّد فيها الزهر مكتهل فعج بنا نصطبح يا صاح صافية ... صهباء فى كأسها من لمعها شعل فقد تجلّت لنا عن حسن بهجتها ... رياض قطربّل [4] واللهو مشتمل

_ [1] هو أبو هفان عبد الله بن أحمد بن حرب المهزمىّ العبدىّ، راوية عالم بالشعر والغريب، من أهل البصرة وسكن بغداد، وهو من شعراء الدولة الهاشمية، وشعره جيد إلا أنه مقل. اللآلئ 335، وتاريخ بغداد (9: 370). [2] الريط: جمع ريطة، وهى كل ثوب لين رقيق. [3] الخضل: الندىّ. [4] قطربل: قرية بين بغداد وعكبرا ينسب إليها الخمر.

610 - محمد بن جعفر أبو بكر العطار النحوى

وعندنا شادن شدّت قراطقه ... على نقا وقضيب فهو معتدل [1] يدور بالكأس بين الشّرب آونة ... ما دام للشرب منها العلّ والنّهل [2] وقينة إن تشأ غنّتك من طرب: ... «ودّع هريرة إن الركب مرتحل [3]» وإن أشرت إلى شىء تكرره: ... «إنّا محيّوك فاسلم أيّها الطّلل [4]» ليست بمظهرة تيها ولا صلقا ... وليس يغضبها التجميش والقبل فنحن فى تحفة منها وفى غزل ... مما يغازلنا طرف لها غزل هذا نعيم ذوى اللّذات ما نعموا ... فى عيشهم وإليهم ينتهى المثل 610 - محمد بن جعفر أبو بكر العطار النحوىّ «1» يلقب حرتك [5]. من أهل المخرّم [6]، نحوىّ أديب متصدر لإفادة الطلبة. روى عن جلّة الرّواة، وروى عنه.

_ [1] الشادن: ما قوى من أولاد الظباء وطلع قرناه. والقرطق: شبيه بالقباء، فارسى معرّب. والنقا: القطعة المحدودبة من الرمل. والقضيب: الغصن. [2] الشرب: جماعة الشاربين، والعلل: الشربة الأولى، والنهل: الشربة الثانية. [3] مطلع قصيدة للأعشى، وعجزه: وهل تطيق وداعا أيها الرجل ديوانه 41. [4] مطلع قصيدة للنطامى، وعجزه: وإن بليت وإن طالت بك الطيل الجمهرة 313. [5] الحرتك: الصغير الجسم. [6] المخرّم: محلّة كانت ببغداذ بين الرصافة ونهر المعلى.

611 - محمد بن جعفر بن محمد أبو الفتح الهمذانى

611 - محمد بن جعفر بن محمد أبو الفتح الهمذانىّ «1» يعرف بابن المراغىّ، النحوىّ اللغوىّ. سكن بغداذ، وروى بها عن أبى جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة. حدّث عنه القاضى أبو الحسين محمد بن أحمد ابن القاسم المحاملىّ، وذكر أنه سمع منه فى سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. وكان من أهل الأدب، عالما بالنحو واللغة، وله كتاب صنّفه وسماه كتاب البهجة على مثال الكامل للمبرد. وله شرح كتاب الجمل فى النحو، لطيف. وقيل شرح كتاب الجمل لمراغىّ آخر [1]. وروى على ظهر كتاب الجمل للمراغىّ بخطّ يده: اعذر أخاك على رداءة خطّه ... واغفر رداءته لجودة ضبطه فالخط ليس يراد من تعظيمه ... ونظامه إلّا إقامة سمطه وإذا أبان عن المعانى خطّه ... كانت ملاحته زيادة شرطه 612 - محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن فروة بن ناجية بن مالك أبو الحسن التميمىّ النحوىّ المعروف بابن النجار «2» من أهل الكوفة، روى عن أبى بكر بن دريد ونفطويه ومحمد بن يحيى الصّولى وغيرهم. وسمع منه ببغداذ فى سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. ذكر أنه ولد فى سنة ثلاث وثلاثمائة

_ [1] ذكر له ابن النديم أيضا: كتاب الاستدراك لما أغفله الخليل. وروى السيوطى فى بغية الوعاة أنه توفى سنة 371.

613 - محمد بن جعفر أبو عبد الله التميمى النحوى القيروانى المعروف بالقزاز

فى المحرم لست عشرة ليلة خلت منه بالكوفة، وتوفى فى سنة اثنتين وأربعمائة، وهو آخر من حدّث عن الأشنانىّ [1]. وكانت وفاته فى جمادى الأولى من السنة المذكورة. ورأيت له كتاب تاريخ الكوفة، على الأسماء، وليس بكبير [2]. 613 - محمد بن جعفر أبو عبد الله التميمىّ النحوىّ القيروانىّ المعروف بالقزاز «1» كان الغالب عليه علم النحو واللغة والافتنان فى التأليف الذى فضح المتقدّمين، وقطع ألسنة المتأخّرين. وكان مهيبا عند الملوك والعلماء وخاصة الناس، محبوبا عند العامة، قليل الخوض إلا فى علم دين أو دنيا، يملك لسانه ملكا شديدا، وكان له شعر جيد مطبوع مصنوع ربما جاء به مفاكهة وممالحة من غير تحفّز له ولا تحفّل، يبلغ بالرفق والدعة، على الرّحب والسعة أقصى ما يحاوله أهل القدرة على الشعر من توليد المعانى، وتوكيد المبانى، بمفاصل الكلام، وفواصل النظام؛ من ذلك قوله يتغزّل: أما ومحلّ حبّك من فؤادى ... وقدر مكانه فيه المكين لو انبسطت لى الآمال حتى ... تصيّر من عنانك [3] فى يمينى

_ [1] هو أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص الأشنانى، مقرئ مشهور ثقة، ولد سنة 221، وتوفى سنة 315. طبقات القرّاء (2: 130). [2] ذكر له ياقوت من المصنفات أيضا كتاب القراءات، ومختصر فى النحو، والملح والنوادر، والتحف والطرف، والملح والمسارّ، وروضة الأخبار ونزهة الأبصار. [3] رواية ياقوت وابن خلكان: «تصير لى عنانك».

لصنتك فى محلّ سواد عينى ... وخطت عليك من حذر جفونى فأبلغ منك غايات الأمانى ... وآمن فيك آفات الظنون على نفس تجرّع كلّ حين ... عليك بهن كاسات المنون إذا أمنت قلوب الناس خافت ... عليك خفىّ ألحاظ العيون وكيف وأنت دنيائى ولولا ... عقاب الله فيك لقلت دينى وله، وهو لطيف فى نوعه: أضمروا لى ودّا ولا تظهروه ... يهده منكم إلىّ الضمير ما أبالى إذا بلغت رضاكم ... فى هواكم لأىّ حال أصير وختن عبد الوهاب بن حسين بن الحاجب ولده وعبد الله ولد حسن أخيه، فاستدعى [1] الناس وأغفل أبا عبد الله؛ إمّا سهوا وإما حملا عليه. واجتاز به بعض أصحابه مضمّخا طيبا، فعرّفه القصّة، فصنع من وقته: واحسرتا! مات أترابى وأقرانى ... وشتّت الدهر أصحابى وأخدانى وغيّرت غير الأيام خالصتى ... والمنتضى الحرّ من أهلى وإخوانى وصار من كنت فى السرّاء أذكره ... بل لست أنساه فى الضّراء ينسانى هذا أخى وشقيقى المرتضى ويدى ال ... يمنى وموضع إسرارى وإعلانى دعاهم للورى طرّا وأسقطنى ... إسقاطك النونّ فى ترخيم عثمان وكنت فى النّقرى أدعى فصرت لقى ... لا أوّل الجفلى أدعى ولا الثانى [2] وركب إلى عبد الوهاب، فلما رآه عبد الوهاب تلقّاه ورفع مجلسه، ودهش منه، فهنأه أبو عبد الله القزّاز، ثم أنشده الأبيات، وأقسم بأيمان مؤكّدة أنه لا يحضر

_ [1] كذا فى ب، وفى الأصل: «فاستأذن». [2] قال ابن مكتوم: «النقرى: الدعوة الخاصة، والجفل: الدعوة العامة، ويقال فيهما الأجفل». والملقى: المطروح.

وليمته أبدا. فشقّ ذلك على عبد الوهاب مشقة كبيرة. توفّى بالقيروان سنة اثنتى عشرة وأربعمائة. وله من التصانيف: كتاب الجامع فى اللغة، وهو أكبر كتاب صنّف فى هذا النوع، ومنه نسخة فى وقف الفاضل عبد الرحيم بن على بالقاهرة المعزّية. كتاب شرح المقصورة [1]. وفى سنة إحدى وستّين وثلاثمائة أمر معدّ أبو تميم [2] المدعو بالمعزّ المتولّى على إفريقية عسلوج بن الحسن الدنهاجى العامل أن يأمر القزّاز النحوىّ هذا بأن يؤلّف كتابا يجمع فيه سائر الحروف التى ذكر النحويون أن الكلام كلّه اسم وفعل وحرف جاء لمعنى، وأن يقصد فى تأليفه إلى شرح الحرف الذى جاء لمعنى، وأن يجرى ما ألفه من ذلك على حروف المعجم، فسارع لما أمر به، وجمع المفرّق فى الكتب النفيسة من هذا المعنى على أقصد سبيله، وأقرب مأخذه، وأوضح طريقه، فبلغ جملة الكتاب ألف ورقة، ورفع صورا منه إلى معدّ، فأعجبه ورضيه وقال له: اذكر ما يجىء من

_ [1] وذكر له ياقوت من المصنفات أيضا: كتاب أدب السلطان والتأدّب له، عشر مجلدات، كتاب التعريض والتصريح مجلد، كتاب أبيات معان فى شعر المتنبى، كتاب ما أخذ على المتنبى من اللحن والغلط، كتاب الصاد والظاء. وله كتاب ضرائر الشعر منه نسخة مصوّرة بدار الكتب المصرية برقم 8316 ا (ب) وكتاب الحلى ذكر فيه الحلى والألوان وأوصاف الانسان، طبع فى صيدا سنة 1241. [2] هو أبو تمم معد، الملقب بالمعز لدين الله الفاطمى بن المنصور، صاحب إفريقية ومصر، ولد بالمهدية سنة 341، وهو الذى بعث جوهرا القائد لفتح مصر بعد موت كافور الإخشيدى، ففتحها سنة 358. وفى سنة 362 دخل القاهرة وأصبحت مقر ملكه، وبها توفى سنة 365. ابن خلكان (2: 101).

614 - محمد بن جعفر بن محمد الهمذانى أبو الفتح - وقيل أبو الحسن المعروف بابن المراغى النحوى الأديب

الكلمات لمشاكلة الصّور فى الأمر والنهى والصفة والجحد والاستفهام التى يدلّ على المراد بها إعرابها على ما تقدّمها وتلاها من القول. فقال محمد بن جعفر القزاز: ما علمت أن أحدا سبق إلى تأليف مثل هذا الكتاب، ولا اهتدى أحد من أهل هذه الصنعة إلى تقريب البعيد، وتسهيل المأخذ، وجمع المفرّق على مثل هذا المنهاج. فلما كان يوم الثلاثاء لثمان عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان من السنة المقدّم ذكرها دخل محمد بن جعفر النحوىّ القزاز هذا بالكتاب الذى أمر بتأليفه على يد عسلوج؛ فوقف عليه المعزّ وأعجبه، وقال للمصنف: إنى أرى فى أوّله فألا حسنا؛ فلا أدرى أوقع أم اعتمدته، وهو أنّك لما ذكرت اسما جئت به مرفوعا، فكان أحسن من أن تأتى به مخفوضا بالإضافة، فقلت: الحمد لله الذى وفّق لما يرضى [1]. 614 - محمد بن جعفر بن محمد الهمذانىّ أبو الفتح- وقيل أبو الحسن المعروف بابن المراغىّ النحوىّ الأديب «1» كان معلّم عز الدولة أبى منصور [2] بن بويه، وكان حافظا نحو يا بليغا أخباريا فى نهاية التستر والحرمة. وصنف، فمن تصنيفه كتاب البهجة على مثل كتاب الكامل. وأظنه لأوّل المذكور، والله أعلم.

_ [1] فى هامش الأصل ص 6 وبخط مخالف: «وله شرح رسالة الشيخ أبى جعفر العدوىّ؛ وهى رسالة حسنة تتضمن ألفاظا لغوية غريبة؛ وقعت على الشرح، وانتخبت منه فوائد كثيرة، وهو كتاب ليس بالضخم». وذكر الصفدى أن وفاته كانت سنة 412. [2] هو عز الدولة أبو منصور بختيار بن معز الدولة أحمد بن بويه الديلمىّ، ولى ملك العراق بعد أبيه، وكان شجاعا قويا، وقامت بينه وبين ابن عمه عضد الدولة منافسات وحروب على الملك. وتوفى ستة 367. النجوم الزاهرة (4: 129).

615 - محمد بن الجهم بن هارون أبو عبد الله السمرى الكاتب النحوى

615 - محمد بن الجهم بن هارون أبو عبد الله السمرى الكاتب النحوىّ «1» روى عن أبى زكريا يحيى بن زياد الفراء تصانيفه. وكان ثقة صدوقا، روى عن جماعة من الأئمة وروى عنه الأئمة، ووثقه أئمة الحديث، وله أدب غزير وشعر جميل؛ منه قصيدة يرثى بها يحيى بن زياد الفراء، وهى: ... [1] مات محمد بن الجهم أول يوم من رجب يوم الاثنين سنة سبع وسبعين ومائتين. وقيل: سلخ جمادى الآخرة، وله تسع وثمانون سنة.

_ [1] بياض بالأصلين؛ وقد رجعت إلى الكتب التى ترجمت لمحمد بن الجهم؛ فلم أعثر على شعر له فى رثاء الفراء؛ حتى القفطى نفسه فى أخبار المحمدين من الشعراء لم يذكر شيئا من ذلك، والذى فيه وفى بعض المراجع الأخرى أبيات له فى مدحه وهى: نحوه أحسن النحو فما في ... هـ معيب ولا به إزراء ليس من صنعة الضعائف لكن ... فيه فقه وحكمة وضياء حجة توضح الصواب وما قا ... ل سواه فباطل وخطاء ليس من قال بالصواب كمن قا ... ل بجهل والجهل داء عباء وكأنى أراه يمل علينا ... وله واجبا عليا الدعاء: «كيف نومى على الفراش ولما ... تشمل الشام غارة شعواء» «تذهل المرء عن بليه وتبدى ... عن خدام العقلية العذراء» ولعل هذه الأبيات من القصيدة التى يرثيه فيها، أو أن الناسخ أخطأ مكتب «يرثى» بدل «يمدح».

616 - محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب أبو جعفر الطبرى

616 - محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب أبو جعفر الطبرىّ «1» العالم الكامل الفقيه المقرىء النحوىّ اللغوىّ الحافظ الأخبارىّ. جامع العلوم، لم ير فى فنونه مثله، سمع ببلده وبلاد الأعاجم والعراق والشام ومصر والحجاز الجمّ الغفير، واستوطن بغداذ، وصنّف التصانيف الكبار؛ منها تفسير القرآن [1] الذى لم ير أكبر منه ولا أكثر فوائد، وكتاب التاريخ [2]، وهو أجل كتاب فى بابه.

_ [1] يسمى جامع البيان فى تفسير القرآن. قال السيوطى فى الإتقان: «وكتابه أجل التفاسير وأعظمها؛ فإنه يتعرض لنوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض والإعراب والاستنباط، فهو يفوق بذلك على تفاسير الأقدمين». ونقل صاحب كشف الظنون عن ابن جرير أنه قال لأصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: كم يكون قدره؟ فقال: ثلاثون ألف ورقة. فقالوا: هذا مما يفنى الأعمار قبل تمامه، فاختصره فى نحو ثلاثة آلاف ورقة. طبع بالمطبعة الميمنية بمصر سنة 1321، وعلى هامشه تفسير النيسابورى، وطبع بمطبعة بلاق من سنة 1323 إلى سنة 1330. [2] هو كتاب تاريخ الأمم والملوك. قال صاحب الفهرست: «آخر ما أمل منه إلى سنة 302»، طبع فى ليدن من سنة 1879 م إلى سنة 1898 م فى 28 مجلدا بتحقيق الأستاذ دى غويه وجماعة من المستشرقين مع مقدّمة باللغة اللانينيه وفهارس بالعربية وتعليقات بجزأين، وطبع أيضا فى ليدن منه طبعة أخرى من سنة 1879 م إلى سنة 191 م. وطبع بمصر بالمطبعة الحسينية سنة 1339، وطبع بمطبعة الاستقامة بمصر سنة 1358، وقد ذيل عليه عريب بن سعد الكاتب القرطبى (كان موجودا-

وكتاب لطيف القول [1] فى الفقه، وله مقالة فى الفقه عملت بها العلماء؛ إلى غير ذلك من المصنّفات الجليلة الجميلة. وكتاب شرح الآثار [2] لم يتمه، وهو كتاب أعيا العلماء إتمامه [3]. وما منعنى من استيفاء خبره إلّا ما صنفته فى ذلك مفردا، وسميته كتاب التحرير فى أخبار محمد بن جرير، وهو كتاب ممتع. مات- رحمه الله- ببغداذ يوم السبت بالعشىّ، ودفن يوم الأحد بالغداة فى داره لأربع بقين من شوال سنة عشر وثلاثمائة، وقد ذكرت فى موته روايات استوفيتها فى التحرير.

_ سنة 331، ابتدأه من سنة 291 فى أخبار بنى العباس، وانتهى فيه إلى آخر سنة 320، وطبع مع التاريخ فى طبعاته المختلفة بليدن ومصر. وذيل عليه محمد بن عبد الملك الهمذانى المتوفى سنة 251، وأتمه إلى سنة 487، وسماه تكملة تاريخ الطبرى، ومنه نسخة خطية بمكتبة باريس. [1] سماه الصفدى: لطف القول فى أحكام شرائع الإسلام، ثم قال: «هو مذهبه الذى اختاره وجوّده، وهو ثلاثة وثمانون كتابا». [2] كذا فى الأصلين، والذى فى الفهرست ومعجم الأدباء والوافى: تهذيب الآثار. قال ياقوت: «لم أرسواء فى معناه». [3] ذكر له الصفدى من الكتب أيضا: كتاب القراءات، والعدد والتنزيل، وتاريخ الرجال من الصحابة ولتابعين إلى شيوخه، ولطائف القول وخففه فى شرائع الإسلام، ومسند ابن عباس، واختلاف علماء لأمصار، وكتاب اللباس، وكتاب الشاب، وكتاب أمهات الأولاد، وأمثلة العدول فى شروط، وبسيط القول، وآداب النفوس، والردّ على ذى الأسفار، والردّ فيه على داود، ورساله البصير فى معالم الدين، وصريح السنة، وفضائل أبى بكر، ومختصر الفرائض، والموجز فى الأصول، ومناسك الحج، والتبصير فى أصول الدين. وذكر له ياقوت كتاب ذيل المذيل وقال عنه: «إنه اشتمل على تاريخ من قتل أو مات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حياته أو بعده على ترتيب الأقرب فالأقرب منه أو من قريش من القبائل، ثم ذكر موت من مات من التابعين والسلف بعدهم ثم الخالفير إلى أن لمغ شيوخه الذين سمع منهم وجملا من أخبارهم ومذاهبهم». وذكر أيضا أن عبد العزيز بن محمد الطبرى أفرد له كتابا فى سيرته، وكذلك أفرد له أبو بكر بن كامل كتابا فى أخباره، وعن هذين الكتابين نقل ياقوت معظم الأخبار التى أوردها فى ترجمته.

(حرف الحاء فى آباء المحمدين)

(حرف الحاء فى آباء المحمدين) 617 - محمد بن الحسن بن الطش النحوىّ اليمنىّ «1» والطش لقب لجدّه. من أهل حضور [1]، وكان نحويا أديبا شاعرا، يرى رأى الزيدية [2]. وكان يجيد الهجاء أكثر من المدح، وشعره باليمن كثير، وكان إذا عاتب وتهدّد بالغ؛ فمن ذلك قوله لمحمد بن المدافع بن حزابة اليامىّ [3]، وكان بيده جبل نمير بن المعافر وأعماله، فأتاه فحرمه ولم يأذن له فى الدخول عليه، ثم عاد إليه بعد مرور الدهر ففعل به مثل ذلك؛ فمرّ به مرّة أخرى، وكتب إليه: قد زرت بابل مرتين وهذه ... يابن المدافع كرّة لى ثالثه والمال ما اكتسب الفتى فيه الثنا ... لا ما اقتناه لوارث أو وارثه فقدّمه وأكرمه وأعطاه. 618 - محمد بن الحسن الأحول «2» من العلماء باللغة والشعر. وكان ناسخا يورّق لحنين بن إسحاق [4] فى منقولاته؛ وله ذكر بين أئمة اللغة والعربية، وله رواية نقلت عنه فى كتب العلماء بهذا الشأن

_ [1] حضور، بالفتح ثم بالضم: بلدة باليمن من أعمال زبيد؛ سميت بحضور بن عدى بن مالك ابن زيد بن سدود بن حمير بن سبأ. [2] الزيدية: فرقة من الشيعة؛ وهم المنسوبون إلى زيد ابن على بن زين العابدين؛ وهم ثلاث فرق: الأولى الجارودية، أصحاب أبى الجارود، والثانية السليمانية أصحاب سليمان بن جرير، والثالثة البيترية أصحاس بيتر التومى، وما بعد ذلك مقلدون لهم. وانظر كشاف اصطلاحات الفنون ص 678. [3] اليامى: منسوب إلى يام بن أصبى بن رافع، أبو بطن من همدان. [4] هو أبو زيد حنين بن إسحاق العبادى الطبيب. كان إمام وقته فى صناعة الطب، وكان يعرف اللغة اليونانية معرفة تامة، ونقل وصحح كثيرا من الكتب اليونانية إلى العربية والسريانية. وتوفى سنة 264. ابن أبى أصيبعة (1: 184 - 200).

619 - محمد بن الحسن بن دريد

فى طبقة ثعلب. وله تصانيف؛ منها: كتاب علوم الأوائل. كتاب الدواهى. كتاب السلاح. كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه. كتاب فعل وأفعل. ديوان شعر ذى الرّمة. دواوين جماعة من العرب [1]. 619 - محمد بن الحسن بن دريد «1» أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد [2] بن عتاهية بن حنتم [3] بن الحسن بن حمامىّ [4] بن جرو ابن واسع بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدىّ بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم

_ [1] وذكر له ابن النديم أيضا كتاب: الأشباه. وذكر الصفدى عن أبى العباس المبرّد أنه قرأ عليه ديوان عمرو بن الأهتم سنة 250. [2] قال ابن خلكان: «دريد، بضم الدال وفتح الراء: تصغير أدرد، والأدرد: الذى ليس فيه سن، وهو تصغير ترخيم». [3] كذا ضبطه ابن خلكان، وقال: «والأصل فى الحنتم الجرة المدهونة الخضراء، وبها سمى الرجل». [4] كذا ضبطه ابن خلكان، وقال أبو نصر بن ماكولا: «هو أوّل من أسلم من آبائه».

ابن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان. وحمامىّ جدّه أوّل من أسلم، وهو من السّبعين راكبا الذين خرجوا مع عمرو ابن العاص من عمان [1] إلى المدينة لمّا بلغهم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدّوه [2]؛ وفى هذا يقول قائلهم: وفينا لعمرو يوم عمرو كأنّه ... طريد نفته مذحج والسّكاسك [3] ولد أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بالبصرة فى سكة صالح سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ونشأ بعمان، وتنقل فى الجزائر البحرية ما بين البصرة وفارس، وطلب الأدب وعلم النحو واللغة. وكان أبوه من الرؤساء من ذوى اليسار؛ ورد بغداذ بعد أن أسنّ فأقام بها إلى آخر عمره. حدّث عن عبد الرحمن بن أخى الأصمعىّ وأبى حاتم السجستانىّ وأبى الفضل الرياشىّ. وكان رأس أهل العلم، والمقدّم فى حفظ اللغة والأنساب وأشعار العرب، وله شعر كثير. روى عنه أبو سعيد السّيرافىّ وعمر بن محمد بن سيف [4] وأبو بكر بن شاذان [5] وأبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزبانىّ وغيرهم الجمّ الغفير.

_ [1] عمان، بضم أوّله وتخفيف ثانيه: كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند. [2] أوصلوه. والخبر فى الإصابة (2: 64). [3] السكاسك: قبيلة من قبائل بنى زيد بن كهلان. [4] عمر بن محمد بن سيف أبو القاسم الكاتب؛ ذكره الخطيب وقال عنه: إنه انتقل إلى اليصرة فى آخر عمره، وسكها حتى توفى بها سنة 374. تاريخ بغداد (11: 209). [5] هو أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان، جمع من كلام أهل التصوّف وأكثر، واتهم فى روايته؛ توفى سنة 376. وانظر لسان الميزان (5: 230).

فمن شعر ابن دريد ما قاله، وهو أوّل شىء قاله [1]: ثوب الشباب علىّ اليوم بهجته ... وسوف تنزعه عنّى يد الكبر أنا ابن عشرين ما زادت ولا نقصت ... إن ابن عشرين من شيب على خطر وكان أعلم الشعراء، وأشعر العلماء. قال ابن دريد: كان أبو عثمان الأشناندانىّ معلّمى، وكان عمّى الحسين بن دريد يتولّى تربيتى، فإذا أراد الأكل استدعى أبا عثمان يأكل معه، فدخل عمّى يوما- وأبو عثمان المعلّم يروى قصيدة الحارث ابن حلّزة التى أولها [2]: آذنتنا ببينها أسماء فقال له عمّى: إذا حفظت هذه القصيدة وهبت لك كذا وكذا، ثم دعا بالمعلم يأكل معه، فدخل إليه، فأكلا وتحدّثا بعد الأكل ساعة. قال: فإلى أن رجع المعلّم حفظت ديوان الحارث بن حلّزة بأسره، فخرج المعلم، فعرّفته بذلك فاستعظمه، وأخذ يعتبره علىّ، فوجدنى قد حفظته، فدخل إلى عمى فأخبره، فأعطانى ما كان وعدنى به. وكان أبو بكر واسع الرواية؛ ما رأى الرواة أحفظ منه، وكان يقرأ عليه دواوين العرب، فيسابق إلى إتمامها بالحفظ لها.

_ [1] ديوانه 68. [2] هو الحارث بن حلزة اليشكرى، من بنى يشكر، من بكر بن وائل، شاعر جاهلى، اشتهر بقصيدته: آذيتنا ببينها أسماء ... رب ثاو يمل منه الثواء يقال إنه ارتجلها بين يدى عمرو بن هند ارتجالا، فى شىء كان بين بكر وتغلب بعد الصلح؛ وكان ينشده من وراء السجف للبرص الذى كان به، فأمر برفع السجف بينه وبينه استحسانا لها. الشعر والشعراء ص 150.

سئل عنه الدار قطنىّ [1]: أثقة هو أم لا؟ فقال: تكلّموا فيه؛ وقيل: إنه كان يتسامح فى الرواية عن المشايخ. فيسند إلى كلّ واحد ما يخطر له. وقال أبو منصور الأزهرىّ الهروىّ مصنف كتاب التهذيب فى اللغة: «دخلت على ابن دريد فرأيته سكران فلم أعد إليه». وقال ابن شاهين: كنّا ندخل على ابن دريد، ونستحيى مما نرى من العبدان المعلقة والشراب المصفّى- وقد كان جاز التسعين سنة. وذكر أن سائلا سأل ابن دريد شيئا فلم يكن عنده غير دنّ من نبيذ، فوهبه له؛ فأنكر عليه أحد غلمانه، وقال: تتصدّق بالنبيذ؟ فقال: لم يكن عندى سواه. وأهدى له عقب ذلك عشرة دنان من النبيذ فقال لغلامه: تصدقنا بدنّ فجاءنا ليلة اثنتى عشرة. مات ابن دريد يوم الأربعاء سنة اثنتى عشرة بقيت من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. وحضر دفنه جحظة البرمكىّ [2]، فأنشد الجماعة لنفسه [3]: فقدت بابن دريد كل فائدة ... لما غدا ثالث الأحجار والتّرب وكنت أبكى لفقيد الجود منفردا ... فصرت أبكى لفقد الفضل والأدب ولما توفّى ابن دريد حملت جنازته إلى مقبرة الخيزران ليدفن فيها.

_ [1] الدار قطنى؛ منسوب إلى دار القطن؛ محلة كانت ببغداد. وهو أبو الحسن على الدار قطنى الحافظ. كان أديبا يحفظ عدة من الدواوين؛ منها ديوان السيد الحميرىّ، فنسب إلى التشيع، وتفقه على مذهب الشافعىّ. وتوفى سنة 385. معجم البلدان (4: 11). [2] هو أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى المعروف بجحظة البرمكى؛ تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص 252. [3] تاريخ بغداد 2: 197، والنزهة 326، ومرآة الجنان 2: 284. ورثاه بعض البغداد بين بقصيدة ذكرها القالى فى الأمالى (3: 229)، ومطلعها: يلوم على فرط الأسى ويفند ... خلىّ من الوجد الذى يتجدّد

وكان قد جاء فى ذلك اليوم طشّ [1] من مطر، وإذا بجنازة اخرى مع نفر قد أقبلوا بها من ناحية باب الطّاق، فنظروا فإذا هى جنازة أبى هاشم [2] الجبّائى، فقال الناس: مات علم اللغة والكلام بموتهما، ودفنا جميعا فى الخيزرانة. وله من النصانيف: كتاب الجمهرة [3] فى اللغة. كتاب السرج واللجام [4]. كتاب الاشتقاق [5]. كتاب الخيل الكبير. كتاب الخيل الصغير. كتاب الأنواء. كتاب المجتنى [6]. كتاب المقتبس. كتاب الملاحن [7]. كتاب رواة العرب. كتاب ما سئل عنه لفظا فأجاب عنه حفظا. كتاب

_ [1] الطش: المطر الضعيف فوق الرذاذ. [2] هو أبو هاشم عبد السلام بن محمد الجبائى، منسوب إلى جباء، إحدى قرى البصرة. كان هو وأبوه من كبار المعتزلة، ولهما مقالات على مذهب الاعتزال، وكتب الكلام مشحونة بمذاهبهما واعتقادهما. توفى سنة 321. ابن خلكان (1: 292). [3] ذكر ابن دريد أنه ألف الجمهرة لأبى العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال، بدأ بالثنائى ثم بالثلاثى ثم بالرباعى ثم ملحق الرباعى، وكذا الخماسى والسداسى وملحقاتها، وجمع النوادر فى باب منفرد. ويقال: إنه أملاها فى فارس ثم البصرة ثم بغداد من حفظه، ولم يستعن عليها بالنظر فى شىء من الكتب إلا فى الهمزة واللفيف؛ فلذلك تختلف النسخ. اختصرها شرف الدين محمد بن نصر بن عنين الشاعر المتوفى سنة 630، واختصرها أيضا الصاحب بن عباد فى كتاب سماه الجوهرة. وقد طبعت الجمهرة فى حيدر أباد سنة 1351. وانظر المزهر (1: 92)، وكشف الظنون. [4] طبع ضمن مجموعة جرزة الحاطب وتحفة الطالب فى ليدن سنة 1859 م. [5] طبع بتحقيق وستنفلد فى غوتا 1853 م. [6] طبع فى حيدرآباد سنة 1342. [7] طبع فى ليدن سنة 1859 م بتحقيق الأستاذ ريت وفى غوتا 1882 م بتحقيق تربكى وبمصر بتحقيق الأستاذ إبراهيم اطفيش فى المطبعة السلفية سنة 1347.

اللّغات. كتاب السلاح. كتاب غريب القرآن، لم يتممه. كتاب أدب الكاتب، على مثال كتاب ابن قتيبة. ولم يجرده من المستودة فلم يخرج [1]. وكان أبو على [2] بن مقلة وابن حفص قد قرأا على ابن دريد كتاب البارع للمفضّل بن سلمة فى الردّ [على] الخليل فى العين، وكان يقول فى بعض الأماكن: صدق أبو طالب، وفى بعضها كذب أبو طالب، فجمع ابن حفص هذا الكلام فى نحو مائة ورقة، وترجمه بالتوسط. وكتابه الجمهرة أشرف كتبه، وهو كثير الاختلاف فى الزيادة والنقص. وسبب اختلافه أنه نقله بفارس من حفظه، وأملّه كذلك ببغداذ، فلما كثر الإملاء زاد ونقص، والتامّة التى عليها المعوّل هى النسخة الأخيرة. وآخر ما صح من النسخ نسخة أبى الفتح عبيد الله بن أحمد النحوىّ؛ لأنه كتبها من عدّة نسخ، وقرأها عليه.

_ [1] زاد ابن النديم: كتاب الوشاح ونقل عنه صاحب المزهر. وسماه صاحب كشف الظنون الوشاح فى الآداب، وكتاب المقتنى، وكتاب فعلت. وذكر له صاحب كشف الظنون كتاب صفة السرج واللجام، (وطبع ضمن مجموعة جرزة الحاطب). وكتاب تقويم اللسان، وكتاب المطر. وكتاب المقصور والممدود (وهى قصيدة طبعت ضمن ديوانه)، وكتاب غريب القرآن، وكتاب الأمالى؛ ذكره صاحب كشف الظنون وقال: إن السيوطى اختصره فى كتاب أسماه قطف الوريد: وجمع السيد محمد بدر الدين العلوى شعره فى ديوان وطبعه فى مطبعة لجنة التأليف والترجمة بمصر سنة 1365 (1946 م). وله المقصورة المشهورة التى عرفت بمقصورة ابن دريد، يمدح فيها عبد الله بن محمد بن ميكال وولده إسماعيل؛ ومطلعها: يا ظبية أشبه شىء بالمها ... ترعى الخزامى بين أشجار النقا وعدد أبياتها 229 بيتا، وقد طبعت فى أوربا ومصر مرارا. وانظر حواشى الجزء الأول ص 235، ومعجم المطبوعات ص 102. [2] هو أبو على محمد بن على بن الحسن بن مقلة. تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الأول ص 229

قال أبو عبد الله المرزبانىّ: «محمد بن دريد ولد بالبصرة، وبها تأدّب، وعلم اللغة وأشعار الشعراء، وقرأ على علماء البصريين؛ وصار إلى فارس فسكنها مدّة، ثم قدم بغداذ». «وقال أبو الحسين على بن أحمد غلام ابن دريد: مولد أبى بكر بن دريد بالبصرة فى سكّة صالح سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وتوفى- رحمه الله- ببغداذ سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. ودفن فى المقبرة المعروفة بالعباسية من الجانب الشرقىّ فى ظهر سوق السلاح بالقرب من الشارع الأعظم». قال: «ثم مضى إلى عمان، وأقام بها مدّة، ثم صار إلى جزيرة ابن [1] عمر فسكن مدة، ثم صار إلى فارس، فقطنها ثم قدم بغداذ». «قال أبو بكر بن دريد: خرجت أريد زهران بعد دخول البصرة، فمررت بدار كبيرة قد خربت؛ فكتبت على حائطها: أصبحوا بعد جميع فرقا ... وكذا كلّ جميع مفترق [2] فمضيت ورجعت؛ فإذا تحته مكتوب: ضحكوا والدهر عنهم صامت ... ثم أبكاهم دما حين نطق قال: «وخرجنا نريد عمان فى سفر لنا؛ فنزلنا بقرية تحت نخل؛ وإذا بفاختتين [3] على نخلة تتزاقّان، فسنح لى أن أقول [4]: أقول لورقاوين فى فرع نخلة ... وقد طفّل الإمساء أو جنح العصر [5] وقد بسطت هاتا لتلك جناحها ... ومرّ [6] على هاتيك من هذه النحر

_ [1] جزيرة ابن عمر: بلدة فوق الموصل، وأوّل من عمرها الحسن بن عمر بن خطاب التغلبى، وكانت له إمرة الجزيرة، وذلك قرابة سنة 250. (ياقوت). [2] ديوانه 87. [3] الفاختة: طائر من ذوات الأطواق. [4] ديوانه 66. [5] طفل الإمساء: دنا. [6] فى الديوان: «وحال».

لبهنكما أن لم تراعا بفرقة ... وما دبّ فى تشتيت شملكما لدهر فلم أر مثلى فطّع الشوق قلبه ... على أنه يحكى قساوته الصّخر وقال المرزبانىّ: «أخبرنى محمد بن الحسن بن دريد أبو بكر الأزدىّ قال: سقطت من منزلى بفارس فانكسرت ترقوتى [1]، فسهرت ليلتى، فلما كان فى آخر الليل حملتنى عينى فرأيت رجلا طويلا أصفر الوجه كوسجا [2] دخل علىّ وأخذ بعضادتى [3] الباب وقال: أنشدنى أحسن ما قلت فى الخمر، فقلت: ما ترك أبو نواس شيئا. فقال: أنا أشعر منه، فقلت: ومن أنت؟ قال: أنا أبو ناجية من أهل الشام، وأنشدنى [4]: وحمراء قبل المزج صفراء بعده ... أتت بين ثوبى نرجس وشقائق حكت صفرة المعشوق صرفا فسلطوا ... عليها مزاجا فاكتست لون عاشق [5] فقلت له: أسأت، قال: ولم؟ قلت لأنّك قلت: «وحمراء»، فقدمت الحمرة. ثم قلت: «بين ثوبى نرجس وشقائق»، فقدمت الصّفرة على الأخرى؟. فقال: وما هذا الاستقصاء فى هذا الوقت يا بغيض!». «وكتب أبو بكر بن دريد إلى أبى علىّ أحمد بن محمد بن رستم، وكان قد حجبه [6]: حجابك صعب يجبه المرء دونه ... وقلبى إذا سيم المذلّة أصعب وما أزعجتنى نحو بابك حاجة ... فأجشم نفسى رجعة حين أحجب

_ [1] الترقوة: مقدم الحلق فى أعلى الصدر حيثما يترقى فيه النفس. [2] الكوسج: الذى لا شعر على عارضيه. [3] عضادتا الباب: الخشبتان المنصوبتان عن يمين الداخل منه وشماله. [4] ديوانه 86. [5] رواية الديوان: حكت وجنة المعشوق قبل مزاجها ... فلما مزجناها حكت لدن عاشق [6] ديوانه 38.

620 - محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين ابن محمد بن سليمان بن داود بن عبيد الله بن مقسم أبو بكر المقرىء النحوى العطار البغداذى

وله يرثى عمّه الحسين بن دريد [1]: نجم العلا بعدك منقضّ ... وركنه الأوثق منهضّ يا واحدا لم تبق لى واحدا ... يرجى به الإبرام والنّقض أديل بطن الأرض من ظهرها ... يوم حوت جثمانه الأرض ولّى الردى يوم تولّى به ... ووجهه أزهر مبيضّ وله من قصيدة بيت ذكر فيه نسب رجل واسمه: عباد بن عمرو بن الحليس بن جابر ب ... ن زيد بن منظور بن زيد بن حارث وشعره كثير؛ قال لى من رآه: فى خمس مجلدات؛ وقيل أكبر من ذلك. والله أعلم. 620 - محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين ابن محمد بن سليمان بن داود بن عبيد الله بن مقسم أبو بكر المقرىء النحوىّ العطّار البغداذىّ «1» سمع من ثعلب وأبى علىّ بن شاذان [2] ومن جماعة من أئمة الرواة، وكان ثقة. وكان أحفظ الناس لنحو الكوفيين وأعرفهم بالقراءات. وله فى التفسير ومعانى القرآن

_ [1] ديوانه 71. [2] هو أبو على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان. سمع عبد الله بن إسحق البغوى وعبد الله بن جعفر بن درستويه وأبا بكر بن مقسم، وكتب عنه الخطيب البغدادى وأبو بكر اليرقانى وغيرهما. ولد سنة 339 وتوفى سنة 426. انظر تاريخ بغداد (7: 279).

كتاب جليل سمّاه كتاب الأنوار، وله فى النحو والقراءات تصانيف عدّة [1]. وكان قد اختار لنفسه قراءة مفردة، وذكر أنها تجوز فى اللّغة، فأنكر ذلك عليه، ورفع أمره إلى السلطان فأحضر، واستتيب بحضرة القراء والفقهاء، فأذعن بالتوبة، وكتب محضر توبته، وأثبت جماعة ممن حضر المجلس خطوطهم فيه بالشهادة عليه. وقيل إنه لم ينزع عن تلك الحروف، وإنه أقرأ بها إلى حين وفاته. وقد ذكر حاله أبو طاهر بن أبى هاشم المقرىء [2] صاحب أبى بكر بن مجاهد [3] فى كتابه الذى سماه كتاب البيان فقال: «وقد نبغ نابغ فى عصرنا هذا، فزعم أن كلّ من صح عنده وجه فى العربية لحرف من القرآن يوافق خطّ المصحف فقراءته جائزة فى الصلاة وغيرها، وابتدع بقيله ذلك بدعة ضلّ بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه فى مزلّة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله، وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه؛ إذ جعل لأهل الإلحاد فى دين الله بسيء رأيه طريقا إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراءات من جهة البحث

_ [1] ذكر منها ابن النديم: كتاب المدخل إلى علم الشعر. كتاب احتجاجات القراءات. كتاب فى النحو. كتاب المقصور والممدود كتاب المذكر والمؤنث. كتاب الوقف والابتداء. كتاب عدد التمام. كتاب المصاحف. كتاب أخبار نفسه. كتاب مجالسات ثعلب. كتاب مفرداته. كتاب الانتصار لقراء الأمصار. كتاب شفاء الصدور. كتاب الأوسط. كتاب اللطائف فى جمع هجاء المصاحف. كتاب السبعة الكبير كتاب السبعة الأوسط. وزاد ياقوت: كتاب فى قوله تعالى: ومن يقتل. كتاب الرد على المعتزلة. كتاب عقلاء المجانين، كتاب الموضح. [2] هو أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبى هاشم تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 215. [3] هو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد. تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الأول ص 178.

والاستخراج بالآراء دون الاعتصام والتمسك بالأثر المفترض. وقد كان أبو بكر شيخنا نضّر الله وجهه نسله من بدعته المضلّة باستتابته منها، وأشهد عليه الحكام والشهود المقبول قولهم عند الحكام بترك ما أوقع فيه نفسه من الضلالة بعد أن سئل البرهان على صحة ما ذهب إليه فلم يأت بطائل، ولم يكن له حجة قوية ولا ضعيفة، فاستوهب أبو بكر تأديبه من السلطان عند توبته وإظهاره الإقلاع عن بدعته المضلّة، ثم عاود فى وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه، واستغوى من أصاغر المسلمين ممّن هو فى الغفلة والغباوة دونه، ظنا منه أن ذلك يكون للناس دينا، وأن يجعلوه فيما ابتدعه إماما؛ ولن يعدو ما جاء به مجلسه؛ لأن الله قد أعلمنا أنه حائظ كتابه من الزائغين وشبهات الملحدين، بقوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ [1]. ثم ذكر أبو طاهر كلاما كثيرا، وقال بعده: وقد دخلت عليه شبهة لا تخيل بطولها وفسادها على ذى لبّ وفطنة صحيحة؛ وذلك أنه قال: كان لخلف [2] بن هشام وأبى عبيد وابن سعدان [3] أن يختاروا، وكان ذلك لهم مباحا غير منكر، وكان ذلك لى أيضا مباحا غير مستنكر، فلو كان حذا حذوهم فيما اختاروه، وسلك طريقا كطريقهم كان ذلك مباحا له ولغيره غير مستنكر، وذلك أن خلفا ترك حروفا من حروف حمزة [4]، واختار أن يقرأها على مذهب نافع [5]. وأما أبو عبيد وابن سعدان فلم يتجاوز واحد

_ [1] سورة الحجرات آية 15. [2] هو خلف بن هشام بن ثعلب أبو محمد الأسدى، أحد القراء العشرة، ولد سنة 150، ومات سنة 229. طبقات القراء لابن الجزرى (1: 274). [3] هو محمد بن سعدان أبو جعفر الضرير تأتى ترجمته. [4] هو حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات، تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الأول ص 375. [5] هو نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم، أحد القراء السبعة، أخذ القراءة عن تابعى المدينة، انتهت إليه رياسة القراءة بها، وصار الناس إليها. توفى سنة 169. طبقات القراء لابن الجزرى (2: 334).

621 - محمد بن الحسن بن المظفر أبو على النحوى اللغوى المعروف بالحاتمى الكاتب

منهما قراءة أئمة القراءة بالأمصار. ولو كان هذا الغافل نحا نحوهم كان مسوغ ذلك غير ممنوع منه ولا معيب عليه؛ إنما كان النّكر عليه شذوذه عمّا عليه الأئمة الذين لهم الحجة فيما جاءوا به مجتمعين ومختلفين. قال أبو أحمد الفرضىّ [1]: رأيت فى المنام كأنى فى المسجد الجامع أصلّى مع الناس وكان محمد بن مقسم قد ولّى ظهره القبلة، وهو يصلى مستدبرها، فأوّلت ذلك مخالفته الأمة فيما اختاره لنفسه من القراءآت. توفى أبو بكر بن مقسم يوم الخميس لثمان خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة؛ توفى على ساعات من النهار، ودفن بعد صلاة الظهر من يومه. 621 - محمد بن الحسن بن المظفر أبو علىّ النحوىّ اللغوىّ المعروف بالحاتمىّ الكاتب «1» كان يكتب لجلّة الأمراء ببغداذ، وله تقدّم فى ذلك وتمكّن من علم المعانى الأدبية، وله اجتماع مع المتنبى ببغداذ ومؤاخذات آخذه بها. وصنّف فى ذلك كتابا سماه جبهة الأدب [2]. روى عن أبى عمر الزاهد، وله أخبار أملاها فى مجالس الأدب.

_ [1] هو أبو أحمد الفرضى عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرىء، شيخ بغداد. قال الخطيب كان ثقة ورعا دينا، توفى سنة 406. شذرات الذهب (3: 181). [2] فى أخبار المحمدين: «فى أمر المتنبى وما جرى له معه»، ولعلها الرسالة المعروفة بالحاتمية، وقد ذكر ياقوت وابن خلكان شيئا منها.

قال على بن المحسّن القاضى التنوخىّ: «مات الحاتمىّ يوم الأربعاء لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة». وذكر الحاتمىّ أنه اعتلّ فى بعض السنين، فتأخر عن مجلس شيخه أبى عمر الزاهد المطرّز غلام ثعلب- رحمه الله- قال: فسأل عنّى لما تراخت الأيام، فقيل له: إنه كان عليلا، فجاءنى من الغد يعودنى، فاتفق أنّى كنت قد خرجت من دارى إلى الحمام، فكتب بخطه على بابى بإسفيداج [1]: وأعجب شىء سمعنا به ... عليل يعاد فلا يوجد وذكره هلال بن المحسن فى كتابه [2] فقال: «توفّى فى يوم الأربعاء لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة توفى أبو على محمد بن الحسن الحاتمىّ اللغوىّ، وكان أديبا فاضلا، وشاعرا مترسلا [3]».

_ [1] الإسفيداج؛ ويقال الإسفيديا: طين يجلب من أصفهان يكتب به الصغار. انظر الألفاظ الفارسية لإدّى شير ص 10. [2] هو ذيل تاريخ ثابت بن قرة الصابى، بدأه من بعد سنة 363، وانتهى إلى سنة 447. [3] ذكر ياقوت من مصنفاته: كتاب حلية المحاضرة فى صناعة الشعر، وكتاب الهلباجة فى صنعة الشعر. وكتاب سر الصناعة فى الشعر. وكتاب الحالى والعاطل أيضا. وكتاب المجاز فى الشعر. وكتاب الرسالة الناجية. وكتاب مختصر العربية. وكتاب عيون الكاتب. وكتاب الشراب. وكتاب منتزع الأخبار ومطبوع الأشعار. وكتاب المعيار والموازنة. وكتاب المغسل فى خصال أبى الحسن البتى. وكتاب فى اللغة؛ لم يتم. وذكر القفطى فى أخبار المحمدين أن له الرسالة المشهورة فيما أخذه من كلام أرسطاليس ونظمه فى شعره.

622 - محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد المقرىء اللغوى النحوى الأديب المغربى الأندلسى الدانى

622 - محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد المقرىء اللغوىّ النحوىّ الأديب المغربىّ الأندلسىّ الدّانىّ «1» سمع ببلده الأندلس عبد العزيز بن عبد الملك [1]، ورحل إلى المشرق، ودخل الإسكندرية، فروى عنه أبو طاهر السّلفىّ ووصفه فقال: «أبو عبد الله مقرىء كامل مشهور بالأندلس بالمعرفة، ويعرف بابن غلام الفرس [2]. ومن شيوخه فى القراءات أبو الحسين [3] ابن البياز القرطبىّ وأبو الحسن بن الدّش [4] الشاطبىّ وأبو داود [5] المؤيدىّ، وأجاز هؤلاء الثلاثة جميع رواياتهم وتواليفهم. وقرأ اللغة والآداب على مالك العتبىّ [6]

_ [1] هو عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع أبو الحسن المرى الأندلسى. قال ابن الجزرى: «مقرىء حاذق مجدّد؛ أخذ القراءات عن أبى مجاهد عبد الله بن سهل، وقرأ عليه أبو عبد الله محمد بن الحسن ابن غلام الفرس ومات فى سنة 514». طبقات القراء (1: 294). [2] قال ابن الجزرى: «الفرس إنسان تاجر من أهل دانية؛ وهو أستاذ سعيد المذكور». [3] كناه ابن الجزرىّ بأبى الحسن، وهو يحيى بن إبراهيم بن أبى زيد المرسى المعروف بابن البياز؛ إمام كبير، قرأ على أبى عمرو الدانى وعبد الرحمن بن الخزرجى، وقرأ عليه محمد بن الحسن بن غلام الفرس، وتصدّر للإقراء وعمر دهرا. ومات بمرسية سنة 496. طبقات القراء (2: 364). [4] قال ابن الجزرى: «الدوش بضم الدال المهملة بعدها واو ساكنة، بعدها شين معجمة ساكنة، وربما تحذف الواو لالتقاء الساكنين، ويقال: ابن أخى الدوش»، وهو على بن عبد الرحمن بن أحمد ابن الدوش أبو الحسن الشاطبىّ، أخذ عن أبى عمرو الدانى وابن عبد البر، وسمع منه ابن غلام الفرس وسليمان بن يحيى القرطبى، وأبو عبد الله المكانس. قال ابن بشكوال: «أقرأ الناس وأسمعهم، وكان ثقة فيما رواه، ثبتا فيه، دينا فاضلا. مات بشاطبة سنة 496». طبقات القراء لابن الجزرى (1: 548). [5] هو أبو داود سليمان بن نجاح الأموىّ، مولى المؤيد بالله بن المستنصر الأندلسىّ؛ شيخ القراء. أخذ عن أبى عمرو الدانى ولازمه كثيرا، وسمع منه غالب مصنفاته. ولد سنة 413، وتوفى ببلنسية سنة 496. طبقات القراء لابن الجزرى (1: 316). [6] هو مالك بن عبد الله بن محمد العتبى اللغوىّ: تأتى ترجمته.

وابن العوّاد [1] بقرطبة. وبها تفقّه وسمع الحديث الكثير، وكتب، ومن جملة ذلك كتاب المحتسب لابن جنى؛ كتبه وقال: لم أره بالأندلس فى جدى فى طلبه. أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ الأصبهانىّ نزيل الإسكندرية فى إجازته العامة قال: «سمعت أبا عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد المقرىء الدانىّ قدم علينا الثّغر قال: سمعت عبد العزيز بن عبد الملك المقرىء بالأندلس يقول: أملى أبو الحسن الحصرىّ القروىّ [2] سائلا قراء الأندلس والمغرب: سألتكم يا مقرئى الغرب كلّه ... وما لسؤال الحبر عن علمه بدّ بحرفين ذا مدوا وما المدّ أصله ... وذا لم يمدّوه ومن أصله المدّ وقد جمعا فى كلمة مستبينة ... على مثلكم [3] تخفى ومن مثلكم تبدو قال أبو عبد الله [4]: هما قوله عز وجل: سَوْآتِهِما [5] * وقوله: سَوْآتِكُمْ [6].

_ [1] كذا فى الأصلين، وفى معجم ابن الأبار: «ابن عناب». [2] الحصرىّ؛ بضم الحاء وسكون الصاد: منسوب إلى الحصر؛ وهو جمع حصير. والقروى؛ بفتح القاف والراء: منسوب إلى القيروان، وهو على بن عبد الغنى أبو الحسن الفهرىّ القيروانى الحصرىّ. ذكره الحميدىّ وقال: شاعر رخيم الشعر دخل الأندلس ولقى ملوكها، وشعره كثير وأدبه موفور. وهو ابن خالة أبى إسحاق الحصرى صاحب زهر الآداب. والبيتان من قصيدة نظمها فى قراءة نافع، فى 209 بيتا. توفى بطنجة سنة 488. الصلة لابن بشكوال (2: 425)، وطبقات القراء لابن الجزرى (1: 550). [3] فى هامش ب: «لعله مثلنا». [4] أبو عبد الله كنية المترجم، قال ابن مكتوم: «مولد ابن غلام الفرس بدانية ليلة الحادى والعشرين من رمضان سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، وتوفى بها عصر يوم الأحد ثالث عشر محرم سنة سبع وأربعين وخمسمائة. والفرس: لقب رجل من تجار أهل دانية اسمه موسى المرادى، كان سعيد جد أبى عبد الله المذكور مولى له». [5] من قوله تعالى: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما ، سورة الأعراف آية 20. [6] من قوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى. سورة الأعراف آية 26.

623 - محمد بن الحسن الطوبى أبو عبد الله الصقلى

623 - محمد بن الحسن الطّوبى أبو عبد الله الصّقلىّ «1» مقيم بصقلّية، يتولّى الإلشاء، نحوىّ أربى فى النّحو على نفطويه [1]. وفى الطّب على [ابن] ماسويه [2]؛ جامع للفضائل، عالم بالرسائل، وكلامه فى نهاية الفصاحة، وشعره فى غاية الملاحة. وله مقامات تزرى بمقامات البديع [3] وإخوانيّات كأنّها زهر الربيع؛ مع خطّ كالطّرز [4] المعلمة، والبرود المثمنة. وكان الشعر طوع عنانه، وخديم جنانه. ومدحه ابن القطّاع الصّقلىّ بقوله: أيها الأستاذ فى الط ... يّب وإعراب الكلام لك فى النحو قياس ... لا يساميه مسام ثمّ فى الطب علاج ... دافع الداء العقام أنت فى النثر البديه ... ىّ وفى النظم السّلامى [5] فاضل لآباء والنّف ... يس عظامىّ عصامى ومن شعر محمد بن الحسن قوله: أخشى عليك الحسن يا من به ... أصبح كلّ الناس فى كرب ألا ترى يوسف لما انتهى ... فى حسنه ألقى فى الجبّ

_ [1] هو أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة، تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأوّل ص 231. [2] هو أبو زكرياء يوحنا بن ماسويه، كان طبيبا فضلا، مقدما عند الملوك، عالما مصنفا؛ خدم المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل؛ وصنف كثيرا من الكتب فى الطب؛ ذكرها ابن النديم فى الفهرست ص 296. [3] هو أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذانى، المعروف بديع الزمان، صاحب المقامات والرسائل، روى عن أحمد بن فارس صاحب المجمل وغيره، وسكن هراة من بلاد خراسان، وبها توفى سنة 391. ابن خلكان (1: 39). [4] الطرز: جمع طراز، وهو علم الثوب. [5] البديهىّ: هو أبو الحسن على بن محمد البديهى، ذكره الثعالبى فى اليتيمة: (3: 309)، وقال عنه: «من شهر زور، كثير الشعر، نابه الذكر، خليفة الخصر»، وأورد طائفة من شعره. ولسلامى، هو أبو الحسن محمد بن عبد الله السلامى. قال الثعالبى: «من أشهر أهل العراق قولا على الاطلاق، وشهادة بالاستحقاق»، وأورد طائفة من شعره. وانظر ليتيمة 2: 364.

624 - محمد بن الحسن الزبيدى النحوى الأندلسى أبو بكر

وقال فى صبى نصرانىّ من نصارى الفرنج واسمه نسطاس: أقول وقد مرّ نسطاس بى ... وقلبى فيه عذاب أليم وقد ماس كالبان فوق الكثيب ... وأقبل يرنو بألحاظ ريم [1] لئن كان فى النار هذا غدا ... فإنى أحبّ دخول الجحيم وقوله: انظر إلى حسن وحسن عذاره ... لترى محاسن تسحر الأبصارا فإذا رأيت عذاره ... لترى محاسن تسحر الأبصار فإذا رأيت عذاره فى خدّه ... أبصرت ذا ليلا وذاك نهارا [2] كان هذا الفاضل موجودا فى سنة خمسين وأربعمائة بصقلّية، وأظنه عاش بعد ذلك مدّة [3]. 624 - محمد بن الحسن الزّبيدىّ النحوىّ الأندلسىّ أبو بكر «1» من الأئمة فى اللّغة والعربية. ألّف فى النحو كتابا سماه الواضح [4] واختصر كتاب العين [5] اختصارا حسنا، وجمع كتابا فى الأبنيه، وكتابا فى لحن العامة.

_ [1] ماس: تبختر: والبان: شجر ينمو ويطول فى استواء، والريم: الظبى الخالص البياض؛ وأصله بالهمز. [2] العذار: الشعر النازل على الذقن. [3] قال ابن مكتوم: «محمد بن الحسن الطوبى صاحب ديوان الإنشاء بصقلية لعلى بن الحسين الكليبين كذا ذكره صاحب الديباجة، وذكره ابن القطاع فى كتاب الدرة الخطيرة وأورد له صاحب الديباجه أشعارا كثيرة منها قوله: إحذر صديقك إنه ... يخفى عليك ولا يبين إن الصدور مبارز ... لك والصديق هو الكمين. وقوله: كأنما عذاره ... والخدّ منه أحمر غلالة وردية ... فيها طراز أخضر [4] من هذا الكتاب نسخة مصورة بدار الكتب المصرية عن الأصل المحفوظ بمكتبة الجامع المقدس بصنعاء. [5] نشر في روما سنة 1890 م بتحقيق الأستاذ جويدي. من هذا المختصر نسخ خطية متعددة بدار الكتب المصرية وانظر كشف الظنون ص 1442.

وكتابا فى أخبار النحويين [1]. ورسالة الانتصار للخليل [2]؛ فيما ردّ عليه فى العين. إلى غير ذلك [3]، وله شعر جميل كثير، فمن ذلك ما كتب به إلى أبى مسلم بن فهد: أبا مسلم إن الفتى بجنانه ... ومقوله لا بالمراكب واللّبس وليس ثياب المرء تغنى قلامة ... إذا كان مقصورا على قصر النفس وليس يفيد العلم والحلم والحجا ... أبا مسلم طول القعود على الكرسى وكان الحكم المستنصر استدعاه من إشبيليّة إلى قرطبة لفضله والاستفادة منه، واستأذنه فى العود إلى وطنه فلم يأذن له. فكتب إلى جارية له هناك اسمها سلمى: ويحك يا سلم لا تراعى ... لا بدّ للبين من زماع لا تحسبينى صبرت إلّا ... كصبر ميت على النّزاع ما خلق الله من عذاب ... أشدّ من وقفة الوداع ما بينها والحمام فرق ... لولا المناجاة والنواعى إن يفترق شملنا وشيكا ... من بعد ما كان ذا اجتماع فكلّ شمل إلى فراق ... وكل شعب إلى انصداع وكل قرب إلى بعاد ... وكل وصل إلى انقطاع توفى أبو بكر الزّبيدىّ قريبا من الثمانين والثلاثمائة. روى عنه ابنه أبو الوليد محمد وأبو القاسم إبراهيم بن محمّد بن زكريا الزهرىّ المعروف بابن الإقليلىّ.

_ [1] منه نسخة مصوّرة بدار الكتب المصرية رقم 876 تاريخ، عن نسخة مخطوطة بمكتبة نوو عثمانية بإستانبول، وله مختصر نشر فى مجلة الدروس الشرقية يروما بتحقيق الأستاذ كرنكو سنة 1919 م ونشر فى مجلد صغير. وانظر معجم المطبوعات ص 962، وفهرس دار الكتب المصرية (4: 333). [2] هو جزء من كتابه مختصر العين وسماه السيوطى فى المزهر، (1: 79) استدراك الغلط الواقع فى كتاب العين، ونقل جزء منه، وعلق عليه. [3] وذكر السيوطى أنه ألف كتابا فى الرد على ابن مسرة وأهل مقالته؛ سماه هتك ستور الملحدين.

625 - محمد بن الحسن الجبلى النحوى الأندلسى

625 - محمد بن الحسن الجبلىّ النحوىّ الأندلسىّ «1» أديب شاعر كثير القول. كان يقرأ عليه النحو بالأندلس، وله شعر منه: وما الأنس بالإنس الذين عهدتهم ... بأنس ولكن فقد أنسم أنس إذا سلمت نفسى ودينى منهم ... فحسبى أنّ العرض منّى لهم ترس وروى عنه محمد بن فتّوح الحميدىّ [1]. 626 - محمد بن الحسن بن فورك الأديب المتكلم الأصولىّ الواعظ النحوىّ أبو بكر الأصبهانىّ «2» أقام أوّلا بالعراق إلى أن درس مذهب الأشعرىّ [2]، ثم لما وردّ الرىّ سعت به المبتدعة، فعقد أبو محمد الثقفىّ مجلسا، وجمع [أهل] السّنّة.

_ [1] «هو أبو عبد الله محمد ابن أبى نصر فتوح بن عبد الله بن حميد الأندلسى، صاحب جذوة المقتبس. تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الأول ص 46. [2] هو أبو الحسن على بن إسماعيل الأشعرىّ، صاحب الأصول وإليه تنسب الطائفة الأشعرية. كان فى أوّل أمره معتزليا، ثم رجع عن القول بالعدل وخلق القرآن ودعا إلى مذهب أهل السنة. توفى سنة 324 ببغداد. ابن خلكان (1: 326).

627 - محمد بن الحسن بن الحسين الوثابى الوركانى أبو جعفر الأديب النحوى اللغوى الأصبهانى

قال الحافظ أبو عبد الله بن البيّع النيسابورىّ: «وتقدّمنا إلى الأمير ناصر الدولة أبى الحسن محمد بن إبراهيم والتمسنا منه المراسلة فى توجهه إلى نيسابور ففعل، وورد نيسابور، فبنى له الدّار والمدرسة فى خانكاه أبى الحسن البوشنجىّ، وأحيا الله به بلدنا أنواعا من العلوم لما استوطنها، وظهرت بركته على جماعة من المتفقهة، وتخرجوا [1] به». 627 - محمد بن الحسن بن الحسين الوثّابىّ الوركانىّ أبو جعفر الأديب النحوىّ اللّغوىّ الأصبهانىّ «1» من أهل أصبهان، المقيم بها. كان أحد الفضلاء الأدباء النحاة واللغويين الشعراء، وكان مبارك النّفس فى التعليم. قرأ عليه جماعة من فضلاء أصبهان وبرعوا ببركاته وسادوا، وهو والد أبى المعالى [2] الوركانىّ الفقيه المناظر. ولما حج أبو جعفر محمد بن الحسن هذا- رحمه الله- تعلّق بأستار الكعبة شرّفها الله وعظّمها، وأنشد من قوله: تقبّل بحقّ البيت يا رب توبتى ... وجد بالرضا إنى من النّار أفزع وأفرغ علينا سجل عفوك منعما ... فليس سوى أبواب فضلك أقرع

_ [1] فى الأصل: «وتبحر جوابه»، صوابه من تبيين كذب المفترى. قال ابن مكتوم: «كان ابن فورك قد اختص بابن عباد بأصبهان قبل الستين والثلاثمائة، وصنف له كتبا، ثم بعضد الدولة بن بويه بشيراز، وصنف له كتبا، ثم دخل نيسابور وحدث هناك بمسند أبى داود الطيالسى عن عبد الله بن جعفر ابن فارس، وروى عنه الحاكم وأبو القاسم القشيرى وغيرهما، ومات بطريق بست عام ست وأربعمائة». [2] هو محمد بن محمد بن الحسن؛ ذكره السمعانى فى الأنساب، وقال إنه سمع منه.

628 - محمد بن أبى الحسن بن محمد بن الكوفى الأديب النحوى الفاضل أبو نصر

وعمّر- رحمه الله- إلى أن ارتعشت يده عن الكتابة من الكبر، وتغير خطه فقال: من الثمانين وأطوارها ... غيّر من خطّى ما استحسنا كذاك عمر المرء كالكأس فى ... آخرها يرسب ما استخشنا مات بأصبهان فى الثالث عشر من شوّال سنة إحدى عشرة وخمسمائة. 628 - محمد بن أبى الحسن بن محمد بن الكوفى الأديب النحوىّ الفاضل أبو نصر «1» من أهل مرو. شيخ فاضل متقن ثقة، فاضل مفيد. أنفق عمره فى الاستفادة والإفادة والتعلّم والتعليم، وانتفع [به] جماعة كثيرة، وتخرّجوا عليه. ولد فى سنة اثنتين وستين وأربعمائة. ومات الأديب محمد بن الحسن الكوفىّ فى معاقبة الغزّ فى أواخر رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة. 629 - محمد بن الحسن بن رمضان النحوىّ اللغوى «2» له ذكر بين علماء وقته، وصنف. فمن تصنيفه: كتاب أسماء الخمر وعصيرها [1]. 630 - محمد بن الحسين النحوىّ اليمنىّ «3» رحل إلى الشام وسمع، ودخل مصر واستوطنها، واستفاد وأفاد، وقرّر هو وجنادة [2] الهروىّ بدار العلم [3] بالقاهرة المعزّية، وصنّف كتابا فى أخبار النحاة وطبقاتهم؛

_ [1] وذكر له ابن النديم أيضا كتاب الديرة. [2] له ترجمة فى بغية الوعاة ص 213. [3] انظر الكلام على دار العلم فى خطط المقريزى (1: 313).

631 - محمد بن الحسين بن على الجفنى أبو الفرج النحوى اللغوى المعروف بابن الدباغ

لم يأت فيه بكبير أمر؛ لأنه قليل الأسماء، وقد كثّر من رواية بعضهم، وطال الكتاب بذلك. وروى عنه أبو سهل الهروىّ المؤذن بجامع عمرو بن العاص. وهو أحد الأدباء [1] هو وأبوه. 631 - محمد بن الحسين بن علىّ الجفنىّ أبو الفرج النحوىّ اللغوىّ المعروف بابن الدباغ «1» من أهل الكرخ. أديب فاضل، له معرفة باللغة والعربية، وله ترسّل حسن وشعر حسن. قرأ على الشريف أبى السعادات هبة الله بن على الشجرىّ وغيره؛ وأقرأ الناس مدة، ومن شعره: خيال سرى فازدار منى لدى الدجى ... خيالا بعيدا عهده بالمراقد عجبت له أنّى رآنى وإننى ... من السّقم خاف عن عيون العوائد ولولا أنينى ما اهتدى لمضاجعى ... ولم يدر ملقى رحلنا بالفراقد [2] توفى أبو الفرج الجفنىّ فى يوم الجمعة سابع عشرين رجب سنة أربع وثمانين وخمسمائة [3].

_ [1] قال ابن مكتوم: «محمد بن الحسين بن عمر اليمنى النحوى، ذكره المسبحى فى تاريخه، وذكر أنه أخذ عن أبى جعفر الطحاوى وغيره، ووفاته كانت فى يوم الجمعة التاسع عشر من ربيع الآخر سنة أربعمائة. وله كتاب فى الأمثال على أفعل، وسماه الغايات بديع فى فنه. وقال: «روى محمد بن الحسين اليمنى عن أبى إسحاق النجيرمى وأبى على الحسين بن إبراهيم الآمدى وأبى يعقوب محمد بن أحمد الأباوردى النحوى وأبى العباس أحمد بن محمد بن ولاد، وأبى جعفر بن النحاس وغيرهم. وصنف تاريخا للنحويين». [2] فراقد، بالضم: شعبة قرب المدينة. [3] كذا فى الأصلين، وفى بغية الوعاة وطبقات ابن قاضى شهبة أن وفاته كانت سنة 534. وقال ابن مكتوم: «ذكره ابن المستوفى فى تاريخ إربل، وقال: إن وفاته فى سلخ رجب من السنة المذكورة وأنشد له أبياتا فى مدح إبراهيم بن على بن عبد السلام من قصيدة أوّلها: لهجت بليلى حبها وودادها ... وأكرم بها فى قربها وبعادها وقال: ذكره ابن الدبيثى فى تاريخه».

632 - محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم ابن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على ابن أبى طالب أبو الحسن العلوى

632 - محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم ابن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على ابن أبى طالب أبو الحسن العلوىّ «1» نقيب الطالبيين ببغداذ؛ المعروف بالرضىّ ذى الحسبين، وهو أخو المرتضى، وهما ولدا أبى أحمد [1]. وكان الرضىّ من أهل الفضل والأدب والعلم والذكاء وحدّة الخاطر من صغره. ذكره أبو الفتح بن جنّى فى مجموع له جمعه، وذكر فى بعض مجاميعه أن هذا المجموع سرق منه فى طريق فارس، وتأوّه عليه كثيرا، ومات وهو عادم له؛ ثم إنّ هذا المجموع حصل فى بعض وقوف مدينة أصبهان، ولما توجه إليها سعيد بن الدّهان البغداذىّ وجد المجموع المذكور، فنقل منه مجلدا واحدا، ولم أر سواه بخط سعيد المذكور. ذكر فيه أبو الفتح بن جنّى أن الرضىّ أحضر إلى ابن السّيرافىّ [2] وهو طفل صغير جدا لم يبلغ عمره عشر سنين؛ فلقّنه النحو. وقعد معه يوما فى الحلقة فذاكره بشىء من الإعراب على عادة التعليم، فقال له: إذا قلنا: «رأيت عمر» ما علامة النصب فى عمر؟ قال له الرضىّ: بغض علىّ! فعجب [ابن] السّيرافىّ والحاضرون من حدّة خاطره.

_ [1] كان أبو أحمد عظيم المنزلة فى دولة بنى العباس ودولة بنى بويه، وولى نقابة الطالبيين خمس دفعات، ومات سنة 400. شرح نهج البلاغة (1: 10). [2] هو يوسف بن الحسن بن عبد الله، المعروف بابن السيرافى، تأتى ترجمته.

633 - محمد بن الحسين بن عبيد الله بن عمر بن حمدون أبو يعلى المعروف بابن السراج المقرىء النحوى

وذكر أنه تلقّن القرآن بعد أن دخل فى السنّ، فحفظه فى مدّة يسيرة. وصنّف كتابا فى معانى القرآن يتعذر وجود مثله؛ دلّ على توسعه فى علم النحو واللغة، وصنف كتابا فى مجازات القرآن، فجاء نادرا فى نوعه. وكان شاعرا محسنا مكثرا. قال: قال جماعة من أهل الأدب: الرّضىّ أشعر قريش. وكان فى قريش من يجيد الشعر إلا أنه غير مكثر. وديوان الرضىّ مشهور [1] قد عنى جماعة بجمعه؛ وأجود الجامعين له أبو حكيم الخبرىّ [2]. ولد الرضىّ ببغداذ فى سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، ومات فى يوم الأحد السادس من المحرم سنة ستّ وأربعمائة، ودفن فى داره بمسجد الأنباريين. 633 - محمد بن الحسين بن عبيد الله بن عمر بن حمدون أبو يعلى المعروف بابن السرّاج المقرىء النحوىّ «1» أحد الحفاظ لحروف القرآن ومذاهب القرّاء وعلم النحو؛ يشار إليه فى ذلك، وله مصنّف فى القراءات. ولد فى أحد الربيعين من سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة يوم الأحد بعد العصر. ذكر أنه وجد بخط والده ذلك. ومات رحمه الله ليلة الجمعة الثامن والعشرين من

_ [1] طبع ديوانه فى بمباى سنة 1306، وفى بيروت سنة 1307. وجمع كتاب نهج البلاغة من كلام الإمام على، وهو مشهور طبع مرارا فى مصر والعجم وبيروت. وذكر له السيد حسن صدر الدين من المصنفات أيضا: حقائق التنزيل ودقائق التأويل والمتشابه فى القرآن، وتعليق خلاف الفقهاء، وخصائص الأئمة، والتعليق على إيضاح أبى على، والزيادات فى شعر أبى تمام، وسيرة والده الطاهر، وانتخاب شعر ابن الحجاج، وما دار بينه وبين أبى إسحاق من الرسائل، والمجازات النبوية، طبع فى بغداد سنة 1324، وفى مصر سنة 1356. [2] تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 98.

634 - محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الوارث الفارسى النحوى أبو الحسين ابن اخت أبى على الفارسى النحوى

ذى الحجة سنة سبع وعشرين وأربعمائة، ودفن صبيحة تلك الليلة فى مقبرة باب حرب، وكان منزله بباب الشام. 634 - محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الوارث الفارسىّ النحوىّ أبو الحسين ابن اخت أبى على الفارسىّ النحوىّ «1» أحد أفراد الدهر وأعيان العلم وأعلام الفضل. وهو الإمام فى النحو بعد خاله أبى علىّ، ومنه أخذ، وعليه درس؛ حتى استغرق علمه واستحق مكانه. وكان أبو علىّ أوفده على الصاحب القاسم بن عباد، فارتضاه وأكرم مثواه، وقرّب مجلسه. وكتب إليه فى بعض أيامه هذه المعمّاة [1]: «ما أسود غربيب [2]، بعيد الدار قريب، يقدّم فحواه على نجواه، ويتأخّر لفظه عن معناه؛ له طرفان: أحدهما جناح نسر، والآخر خافية [3] صقر؛ يلقاك من ميامنه بارح، ومن مياسره سانح [4]، تجودك أنواؤه [5] والسنون جماد [6]، وتستقيك سماؤه والعيش جهاد [7]؛ بينا تراه على كواهل الجبال؛ حتى يتهيّل تهيّل الرمال؛ قد تجافى قطراه عن واسطته، وانضمّ ساقاه على راحلته؛ يخونك

_ [1] يقال: عمّى الشىء إذا أخفاه، والتعمية أن تعمى على إنسان شيئا فتلبسه عليه تلبيسا. [2] أسود غربيب: حالك. [3] الخافية، واحدة الخوافى، وهى ريشات إذا ضم الطائر جناحيه خفيت. [4] البارح من الصيد: ما مر من ميامنك إلى مياسرك، والسانح: ما مر من مياسرك إلى ميامنك. [5] الأنواء: جمع نوء؛ وهو النجم الذى يكون به المطر. [6] السنة الجماد: التى لا مطر فيها. [7] الجهاد، بالفتح: الأرض المجدية.

إن وفى لك الشباب، ويفى لك إن جهدك الخضاب؛ رفعته رفعة المنابر، ورفقته رفقة المحابر؛ يزوى عن الأحمر [1]، وإن شئت عن يحيى بن يعمر؛ أفضى بك إلى روضة غناء ينعم رائدها، وشريعة زرقاء يكرع واردها، أخرجه أبو الحسين، أسرع من خطفة عين». ولما استأذن الصاحب فى الصدر وقّع فى رقعته: «استبقاؤك يا أخى على الملال، أقوى من سرعة الارتحال، لكنّا نقبل العذر وإن كان مرفوضا، ونبسطه وإن كان مقبوضا، ولا أمنعك عن مرادك ووفاقك، وإن منعت نفسى عن مرادها بفراقك؛ فاعزم على ذلك وفّقك الله فى اختيارك، ووصل النجح بإيثارك». وأصحبه كتابا إلى خاله أبى على هذه نسخته: «كتابى- أطال الله بقاء الشيخ وأدام جمال العلم والأدب بحراسة مهجته، وتنفيس مهلته- وأنا سالم، ولله حامد، وإليه فى الصلاة على النبى وآله راغب، وللشيخ أيده الله بكتابه الوارد شاكر، وأما أخونا أبو الحسين- فديته- فقد ألزمنى بإخراجه إلىّ أعظم منّة، وأتحفنى قربه بعلق مضنّة [2]؛ لولا أنه قلّل المقام، واختصر الأيام. ومن هذا الذى لا يشتاق ذلك المجلس وأنا أحوج من كافّة حاضريه إليه، وأحقّ منهم بالمثابرة عليه! ولكن الأمور مقدّرة، وبحسب المصالح ميسّرة؛ غير أنا ننتسب إليه على البعد، ونقتبس فوائده عن قرب، وسيشرح هذا الأخ هذه الجملة حقّ الشّرح بإذن الله. والشيخ- أدام الله عزّه- يبرد غليل شوقى إلى مشاهدته بعمارة ما افتتح من البرّ بمكاتبته، ويقتصر على الخطاب الوسط، دون الخروج فى إعطاء الرتب إلى الشّطط؛ كما يخاطب الشيخ المستفاد منه التلميذ الآخذ عنه، ويبسط إليه فى حاجاته؛ فإنى أظنّنى أجدر إخوانه بقضاء مهمّاته. إن شاء الله».

_ [1] هو على بن الحسن الكوفى صاحب الكسائى. [2] يطلق على الشىء النفيس المضنون به علق مضنة، بكسر الضاد وفتحها، أى أنه شىء مضنون به ويتنافس فيه.

وتصرفت بأبى الحسين أحوال جميلة فى معاودة حضرة الصاحب وأخذه بالحظ الوافر من حسن آثارها. ثم ورد خراسان، ونزل نيسابور دفعات، وأملى بها فى الأدب والنحو ما سارت به الركبان. ثم قدم على الشابّ صاحب غوزستان [1]، وحظى عنده ووزر له، ثم وزر للأمير إسماعيل بن سبكتكين، ثم أتى غزنة وعاد إلى نيسابور حاجّا، وجاور بمكة ثم رجع إلى غزنة، ثم جاء منها إلى نيسابور؛ وأقام بأسفرايين، ثم فارقها ونزل جرجان واستقربها، وأخذ عنه أهلها فضلا كثيرا. ومن تلامذته عبد القاهر الجرجانىّ إمام وقته. وله شعر منه: وما كتبت سطرا من الوجد أدمعى ... على الخدّ إلا وهو بالدم معجم فمالى ألقى فى جنابك غلّة ... وحوضك للعافين غيرى مفعم وقد يغتدى الروّاد يبغون نجعة ... فيرزق مرتاد وآخر يحرم [2]

_ [1] غوزستان؛ ويقال لها خوزستان، تطلق على بلاد الخوز، بين فارس والبصرة وواسط. [2] فى نسخة ابن مكتوم وبخط مخالف: «وحكى عن أبى الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الوارث النحوىّ أنه قال: قول الشاعر: ديار التى كانت ونحن على منى ... تحل بنا لولا نجاء الركائب هذا فى معنى قول الآخر: قد عقرت بالقوم أم الخزرج يريد أنها استولت على قلوبهم فوقفوا ينظرون إليها؛ حتى إنها عقرت رواحلهم فعجزوا عن المضى، وإلى هذا ذهب أبو الطيب فى قوله: وقفنا كأنا كل وجد قلوبنا ... تمكن من أدوارنا فى القوائم المعنى أنهم وقفوا بالمنازل يقضون لها حق التذكر للعهود السالفة، ويحيون داعية الشوق، فكأن ما فى قلوبهم من الشوق والحزن قد حصل فى قوائم ظهورهم حتى عجزت عن المشى كما كان المعنى هناك أنّ المرأة قد عقرت رواحلهم وأعجزتها عن السير، حتى كأنها شوقتها كما شوّقت أصحابها». وذكر له ياقوت من المصنفات كتاب الهجاء، كتاب الشعر.

635 - محمد بن حارث بن أحمد ميمويه النحوى

635 - محمد بن حارث بن أحمد ميمويه النحوىّ «1» سرقسطىّ، أبو عبد الله. كان من جلّة أهل الأدب، ومن أهل الحفظ والمعرفة والتقدّم فى ذلك. كان يفيد هذا العلم سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة [1]. 636 - محمد بن حبيب «2» وحبيب اسم أمّه فى أكثر الروايات. ووجد بخطّ العلماء «حبيب» غير مصروف لأجل التأنيث والعلميّة، وبعضهم يصرفه بناء على أنه اسم أبيه. وكان محمد عالما بالنسب وأخبار العرب، مكثرا من رواية اللغة، موثّقا فى روايته. وذكر أبو طاهر القاضى أن محمد بن حبيب صاحب كتاب المحبّر حبيب أمه، وهو ولد ملاعنة [2].

_ [1] عبارة ابن بشكوال: «حدّث عنه أبو الحسن على بن أحمد المقرىء، لقيه بغرناطة وأخذ عنه منها سنة 473». [2] الملاعنة بين الزوجين: هى أنه إذا قذف الرجل امرأته، أو رماها برجل أنه زنى بها؛ فالإمام يلاعن بينهما، ويبدأ بالرجل ويقفه حتى يقول: أشهد أنها زنت بفلان؛ وإنه لصادق فيما رماها به، فإذا قال ذلك أربع مرات قال فى الخامسة: وعليه لعنة الله إن كان من الكاذبين فيما رماها به. ثم تقام المرأة فتقول أيضا أربع مرات أشهد بالله أنه من الكاذبين فيما رمانى به من الزنا، ثم تقول فى الخامسة: وعلىّ غضب الله إن كان من الصادقين. فإذا فرغت من ذلك بانت منه، ولم تحل له أبدا، وإن كانت حاملا فجاءت بولد فهو ولدها ولا يلحق بالزوج.

وقال ثعلب: حضرت مجلس ابن حبيب فلم يملّ، فقلت: ويحك! أملّ، مالك! فلم يفعل؛ حتى قمت. وكان والله حافظا صدوقا، وكان يعقوب أعلم منه، وكان هو أحفظ للأنساب والأخبار منه، وكان بغداذيا. وقال أبو سعيد السّكّرى: توفى محمد بن حبيب يوم الخميس لسبع بقين من ذى الحجة سنة خمس وأربعين ومائتين بسرّ من رأى. وقال ثعلب: بلغنى أن محمد بن حبيب يملى شعر حسان بن ثابت فأتيته، ولما عرف موضعى قطع الإملاء، فانصرفت وعدت إليه، فترفقت به، فأملى. وكان لا يقعد فى المسجد الجامع، فعذلته على ذلك، ولم أزل به حتى قعد فى جمعة من الجمع، واجتمع الناس، فسأله سائل عن هذه الأبيات [1]: أزحنة عنى تطردين تبددت ... بلحمك طير طرن كلّ مطير [2] قفى لا تزلّى زلة ليس بعدها ... جبور وزلّات النساء كثير فإنى وإياه كرجلى نعامة ... على كلّ حال من غنى وفقير [3] ففسّر ما فيه من اللغة. فقيل له: كيف تقول: «من غنى وفقير». وكان يجب أن تقول: «من غنى وفقر»؟ فاضطرب. فقلت للسائل: هذا غريبة، وأنا أنوب عنه، وبيّنت العلة [4] وانصرف، ثم لم يعد للقعود بعد ذلك، وانقطعت عنه [5].

_ [1] الأبيات فى المضاف والمنسوب 352، مع تقديم البيت الأوّل على الثانى؛ منسوبة إلى بعض الأعراب يخاطب امرأته؛ وهى أيضا فى طبقات الزبيدى ومعجم الأدباء ومجالس العلماء. [2] زحنة: اسم أخى الشاعر، وكانت امرأته تجفوه وتطرده. [3] أخبر أنه وأخاه كرجلى نعامة؛ إن أصاب أحدهما شىء بطلت الأخرى؛ ورجلا النعامة يضرب بهما المثل للاثنين، لا يستغنى أحدهما عن الآخر بحال. قال الجاحظ: «كل ذى أربع إذا اندقت إحدى قائمتيه ظلع وتحامل ومشى، وإذا استكره نفسه واحتاج أن يستعين بالصحيحة فعل، إلا النعامة فإنها متى انكسرت إحدى رجليها عمدت إلى السقوط». وانظر الحيوان (5: 218)، وطبقات الزبيدى ص 98، ومعجم الأدباء (18: 115). [4] قال الزبيدى فى شرح العلة: «والأسماء ترد على المصادر والمصادر على الأسماء؛ لأن المصادر إنما ظهرت لظهور الأسماء وتمكن الإعراب فيها». [5] الخبر فى مجالس العلماء ص 55 - 56.

قال أبو رؤبة: عبرت إلى ابن حبيب فى مكة- وهو يعلّم ولد العباس ابن محمد- فقال: إذا قلت للرجل: ما صناعتك؟ فقال: معلم فاصفع، وأنشد: إن المعلّم لا يزال معلّما ... لو كان علّم آدم الأسماء من علم الصبيان أصبوا عقله ... حتى بنى الخلفاء والخلفاء وقيل: كان ابن حبيب يغير على كتب الناس فيدّعيها، ويسقط أسماءهم [1].

_ [1] قال ابن النديم: «ولابن حبيب من الكتب: كتاب النسب. كتاب الأمثال على أفعل، ويسمى: المنمق. كتاب السعود والعمود. كتاب العمائر والربائع فى النسب. كتاب الموشح. كتاب المختلف والمؤتلف فى أسماء القبائل. كتاب المحبر. كتاب المقتنى. كتاب غريب الحديث. كتاب الأنواء. كتاب المشجر. كتاب من استجيبت دعوته. كتاب الموشى. كتاب المذهب فى أخبار الشعراء وطيقاتهم. كتاب نقائض جرير وعمر بن لجأ. كتاب نقائض جرير والفرزدق. كتاب المفوف. كتاب تاريخ الخلفاء. كتاب من سمى ببيت قاله. كتاب مقاتل الفرسان. كتاب الشعراء وأنسابهم. كتاب العقل. كتاب كنى الشعراء. كتاب السمات. كتاب أيام جرير التى ذكرها فى شعره. كتاب أمهات أعيان بنى عبد المطلب. كتاب المقتبس. كتاب أمهات السبعة من قريش. كتاب الخيل. كتاب النبات. كتاب ألقاب القبائل. كتاب الأرحام التى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى العصبة. كتاب ألقاب اليمن ومضر وربيعة. كتاب القبائل الكبيرة والأيام. وقال ياقوت: «ومن صنعه فى أشعار العرب: كتاب ديوان زفر بن الحارث. كتاب شعر الشماخ. كتاب شعر الأقيشر. كتاب شعر الصمة. كتاب شعر لبيد العامرى». وذكر له صاحب كشف الظنون: كتاب الخيل، وكتاب خلق الإنسان وأسماء أعضائه وصفاته وهو فى مكتبة برلين. وقد نشر من كتبه كتاب المختلف والمؤتلف من أسماء القبائل؛ نشره وستنفلد وطبع فى غوتا سنة 1850 م. ونشر المستشرق ج ليفى دلافيدا كتاب من نسب إلى أمه من الشعراء فى مجلة الجمعية الشرقية الأمريكية سنة 1942، وحققه الأستاذ عبد السلام هارون ونشره فى المجموعة القيمة الأولى من نوادر المخطوطات سنة 1951. ونشرت جمعية دائرة المعارف كتاب المحبر وطبع فى حيدرآباد سنة 1361. وفى دار الكتب المصرية رسالة له مخطوطة تعرف باسم المغتالين من الأشراف.

637 - محمد بن حبان بن أحمد بن حبان التميمى أبو حاتم البستى القاضى

637 - محمد بن حبّان بن أحمد بن حبان التميمى أبو حاتم البستىّ القاضى «1» ذكره الحافظ أبو عبد الله فقال: «وكان من أوعية العلم فى اللغة والفقه والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال. قد كان قدم نيسابور سنة ثلاثمائة، فسمع بها، ثم دخل العراق فأكثر عن أبى خليفة [1] وأقرانه. ودخل الشام ومصر والحجاز، ثم صنّف، فخرج له من التصنيف فى الحديث ما لم يسبق إليه. وولى القضاء بسمرقند وغيرها من المدن بخراسان، ثم ورد نيسابور سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، ونزل دار أبى إسحاق المهتدى». قال الحافظ أبو عبد الله: «وحضرنا يوم جمعة بعد الصلاة، فلما سألنا فى الحديث نظر إلى الناس وأنا أصغرهم سنا فقال: استمل، فقلت: نعم، فاستمليت عليه، ثم أقام عندنا وخرج إلى القضاء، إلى نسا وغيرها. وانصرف إلينا سنة سبع وثلاثين، وأقام بنيسابور، وبنى الخانكاه فى باغ البزازين المنسوب إليه، فبقى بنيسابور. قرأ عليه جماعة من مصنفاته [2]، ثم خرج من نيسابور سنة أربعين، وانصرف إلى وطنه ببست. وكانت الرحلة بخراسان إلى مصنفاته. وتوفى- رحمه الله- ليلة الجمعة لثمان بقين من شوّال سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.

_ [1] هو الفضل بن الحباب أبو خليفة الجمحى؛ تقدّمت ترجمته للمؤلف فى هذا الجزء ص 5. [2] أورد أسماء كتبه ياقوت فى معجم البلدان 2: 174 - 176

(حرف الخاء فى آباء المحمدين)

(حرف الخاء فى آباء المحمدين) 638 - محمد بن خالد بن بختيار الرزاز أبو بكر المقرىء النحوىّ الضرير «1» من باب الأزج [1]، شيخ فاضل له معرفة بالأدب، قد قرأ القراءات الكثيرة على جماعة، منهم أبو عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس المعروف بالبارع [2]، وأبو محمد عبد الله بن على بن [3] أحمد، سبط الشيخ أبى منصور الخياط، وأبو محمد دعوان بن على الجبّائى [4] وغيرهم. وسمع الحديث منهم ومن أبى الفضل عبد الملك بن علىّ بن يوسف. وأبى الفضل محمد بن ناصر السّلامىّ [5] وأمثالهم. وأقرأ الناس مدّة، وحدّث بشىء من مسموعاته، وتخرّج به جماعة فى النحو وأخذوا عنه. وكان ثقة صدوقا ذا معرفة بوجوه القراءات والعربية. وتوفى رحمه الله فى سنة ثمانين وخمسمائة.

_ [1] باب الأزج: محلة كبيرة ببغداد. [2] تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأوّل ص 363. [3] تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 123. [4] كان من أعيان الأضراء، ومن فضلاء القرّاء، منسوب إلى قرية جبّة من أعمال النهروان، قرأ القرآن بالروايات على أبى طاهر أحمد بن على بن سوّار وغيره. وروى عنه عبد الرازق بن عبد القادر الجبلى، وختّم خلقا كثيرا كتاب الله تعالى، وتوفى سنة 542. اللباب (1: 208)، ونكت الهميان ص 150. [5] تأتى ترجمته للمؤلف.

639 - محمد بن خلف بن حيان بن صدقة بن زياد أبو بكر الضبى القاضى المعروف بوكيع

639 - محمد بن خلف بن حيان بن صدقة بن زياد أبو بكر الضبىّ القاضى المعروف بوكيع «1» كان عالما فاضلا نبيلا فصيحا من أهل القرآن والفقه والنحو والسّير وأيام الناس وأخبارهم. وله مصنفات كثيرة فى أخبار القضاة، وفى عدد آى القرآن. فمن تصانيفه: كتاب الطريق [1]، وكتاب الشريف [2]، وكتاب عدد آى القرآن والاختلاف فيه، وكتاب الرمى والنضال، وكتاب المكاييل والموازين، وغير ذلك [3]. وله شعر كشعر العلماء، فمنه: إذا ما غدت طلّابة العلم تبتغى ... من العلم يوما ما يخلّد فى الكتب غدوت بتشمير وجدّ عليهم ... ومحبرتى أذنى ودفترها قلبى مات فى يوم الأحد لست بقين من شهر ربيع الأوّل سنة ست وثلاثمائة. وكان يتقلد القضاء على كور الأهواز كلها. 640 - محمد بن خطاب أبو عبد الله النحوىّ الأزدىّ الأندلسىّ «2» كان من الأدباء المشهورين والنحاة المذكورين، وكان يختلف إليه فى علم العربية أولاد الأكابر وذوو الجلالة، وكان له شعر مأثور. كان قبل الأربعمائة [4].

_ [1] قال ابن النديم: «ويعرف أيضا «بالنواحى»، ويحتوى على أخبار البلدان ومسالك الطرق». [2] قال ابن النديم: «يجرى مجرى المعارف لابن قتيبة». [3] وذكر له ابن النديم من المصنفات أيضا: كتاب أخبار القضاة وتاريخهم وأحكامهم، وكتاب الأنواء، وكتاب التصرف والنقد والسكة، وكتاب البحث، وكتاب العزو، وكتاب المسافر. [4] قال ابن مكتوم: «روى عن أبيه وأبى على البغدادى وأبى بكر بن القوطية وأبى عبد الله الرياحى. وقال ابن عزيز: كان منحاشا إلى بنى حدير وقفا عليهم فى تعليم أبنائهم».

641 - محمد بن خلصة الشذونى أبو عبد الله البصير الأندلسى

641 - محمد بن خلصة الشّذونىّ أبو عبد الله البصير الأندلسىّ «1» نزيل دانية. كان من النحويين المتصدّرين، والأساتيذ المشهورين، والشعراء المجدّدين؛ عاش إلى بعد الأربعين والأربعمائة [1]؛ فمن شعره: أمدنف نفس ذو هوى أم جليدها ... غداة غدت فى حلبة البين غيدها وقد كنفت منهنّ أكناف منعج ... عباديد سادات الرجال عبيدها [2] يبادرن أستار القباب كما بدت ... بدور ولكنّ البروج عقودها تخدّ [3] بألحاظ العيون خدودها ... ويرهب أن تنقدّ لينا قدودها فيا لدماء الأسد تسفكها الدّمى ... وللصّيد من عفر الظباء تصيدها [4]! وفوق الحشايا كلّ مرهفة الحشا ... حشت كبدى نارا بطيئا خمودها [5] وهى قصيدة طويلة. وله شعر كثير مدح به واستماح وأحكم فيه الصنعة [6].

_ [1] عبارة ابن الأبار: «رأيته بدانية بعد الأربعين وأربعمائة». [2] العبابيد: الفرق من الناس. [3] فى الأصلين: «فخذ»، وصوابه من جذوة المقتبس وأخبار المحمدين. [4] الدمى فى الأصل: جمع دمية، وهى الصورة المنقوشة من الرخام، والصيد: جمع أصيد؛ وهو الملك الذى يميل عنقه كبرا وتيهاء والعفر: جمع أعفر؛ وهو من الظباء ما يعلو. [5] انظر تتمة القصيدة فى كتاب أخبار المحمدين للمؤلف. [6] قال ابن مكتوم: «ذكر المؤرّخ العالم ابن الأبار أنه رأى فى ديوان شعره قصيدة له على روىّ الهاء، يهنىء فيها أحمد بن سليمان بن هود بدخول دانية وتملكها سنة 468».

(حرف الراء فى آباء المحمدين)

(حرف الراء فى آباء المحمدين) 642 - محمد بن آدم بن كمال أبو المظفّر الهروىّ «1» الأستاذ الكامل الإمام فى الأدب والمعانى، مقدّم زمانه فى شرح الأبيات والألفاظ والأمثال وتحرير من التحقيق فى غرائب التفسير حتى يضرب به فى ذلك المثل. ومن تأمّل ما نقل عنه وكتب فى فوائده فى شرح الحماسة، وكتاب الإصلاح، وأمثال أبى عبيد، وديوان أبى الطيب وغيرها [1] اعترف له بالانفراد والتمييز عن الأقران بذلك. وكان يقعد للتدريس فى النحو والتصريف وشرح الدواوين والتفسير. وكان يشق الشعر فى الغرائب وألطاف المعانى. توفى بغتة سنة أربع عشر وأربعمائة. رحمه الله. 643 - محمد الريمقىّ النحوىّ «2» إمام غزنة فى النحو والإعراب واللغة والآداب، وله شعر حسن جميل، وقدره عند أهل ذلك القطر جليل. فمن شعره ما كتبه إلى الأمير محمد بن أبى الوزير من قصيدة منها: وافى الربيع الطلق ذو الأضواء ... فكسا الرياض مطارف الأنواء وأذاب كافور الشتاء بحرّه ... وغدا يبثّ المسك فى الأرجاء

_ [1] ذكر له صاحب كشف الظنون ص 108 كتاب شرح كتاب إصلاح غلط أبى عبيد لابن قتيبة.

والعود عاد إليه ناضب مائه ... فالعيش رطب العود صافى الماء ألقت على الأرض السماء دموعها ... لمّا بكت فتبسمت ببكاء قصر الربيع وحسنه عن سيد ... طال الورى بالنفس والآباء وأبى ليكسب قرّة ومسرة ... لفؤاده ولعينه الكحلاء قد قلت حين سمعت صنعة شعره ... أهدى إلينا الوشى من صنعاء ورأيت سؤدده فقلت لصاحبى ... جاز الأمير مناكب الجوزاء

(حرف الزاى فى آباء المحمدين)

(حرف الزاى فى آباء المحمدين) 644 - محمد بن زيد الطرطائى الصّقلىّ «1» المقيم بها. أخذ من كل العلوم بالحظ الوافى؛ متقدّم فى علم الأوزان والقوافى. ولم يكن فى وقته من يدانيه فى ذلك إلا الشيخ العروضىّ الصّقلىّ؛ فإنهما كانا فى وقتهما فرسى رهان وشريكى عنان. وله مع ذلك شعر صالح؛ منه قوله: يكلأ الله من جفانى وجدا ... وسبانى بغنجه ثم صدّا إن يكن غاب لم يغب عن ضميرى ... عين قلبى تراه قربا وبعدا حلّ منّى محلّ روحى منه ... ليته أعقب التجنّب ودّا وقال: عبرتى فيك مالها من نفاد ... وزفيرى ولوعتى فى ازدياد ما وصول الغداة يغرى سقيما ... باتصال الأسى وهجر الرقاد عبدك المحض ودّه لك تقصي ... هـ لتشفى به قلوب الأعادى! كيف ترضى خلاف حسنك يا من ... حسنه فاق حسن كلّ العباد 645 - محمد بن زياد الأعرابىّ أبو عبد الله «2» مولى العباس بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس [1]. وكان أحول، وكان

_ [1] كان من رجالات بنى هاشم، ولى الجزيرة فى أيام الرشيد؛ وكان من أجود الناس رأيا، وفيه يقول الرشيد: عمى العباس بن محمد يذكرنى بأسلافنا. وله يقول بعض الشعراء:

ناسبا نحويا كثير السماع، راوية لأشعار القبائل، كثير الحفظ، لم يكن فى الكوفيين أشبه برواية البصريين منه. [وكان [1]] يزعم أن الاصمعى وأبا عبيدة لا يحسنان قليلا ولا كثيرا. وقيل لأبى زيد الإقليدسىّ [2]: لم لم تأت ابن الأعرابىّ ولم تقرأ كتبه؟ قال: بلغنى أنه كان ينتقص الشّيخين- يعنى الأصمعىّ وأبا عبيدة. وقال محمد بن الفضل بن سعيد بن سلم: حدّثنى أبى قال: كان ابن الأعرابى يؤدّبنا أيام أبى سعيد بن سلم [3]، فكان الأصمعىّ يأتينا مواصلا، فيناظره ابن الأعرابىّ، فيرتجل [4] ذلك. وكان أعلم بالإعراب منه، وكان الأصمعىّ يفتر فيه ويغريه بالشّعر ويسلكه مسلكه فى جهة المعانى؛ فإذا وقع هذا الباب وبرىء من الإعراب التهمه فلم يغترف من بحره. قال [أبو حاتم [1]]: وكان الأصمعىّ يأتى سعيد بن سلم وابن الأعرابىّ مؤدّب لولده؛ فيفارق المجلس، ويسأله سعيد الإملاء على ولده فيفعل، فإذا زال الأصمعىّ خرج ابن الأعرابى فيقول: اعرضوا علىّ ما أفادكم الباهلىّ. قال: ثم يكتبه. وأنشد ابن الأعرابى فى الكتب: لنا جلساء ما نملّ حديثهم ... ألّباء مأمونون غيبا ومشهدا

_ لو قيل للعباس يابن محمد ... قل: لا- وأنت مخلد- ما قالها إن السماحة لم تزل معقولة ... حتى حللت براحتيك عقالها وإذا الملوك تسايرت فى بلدة ... كانت كواكبنا وأنت هلالها توفى سنة 186. (تاريخ بغداد 12: 125). [1] من طبقات الزبيدى. [2] الإقليدسى: منسوب إلى إقليدس، قال السمعانى فى هذه النسبة: لعله كان يعرف هذا الكتاب، أو نسخه فنسب إليه. [3] هو سعيد بن مسلم بن قتيبة بن مسلم الباهلى؛ تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 258. [4] فى الأصلين: «فيرتج ذلك»، وصوابه من طبقات الزبيدىّ، والخبر منقول من هناك.

يفيدوننا من علمهم مثل ما مضى ... وعقلا وتأديبا ورأيا مسدّدا بلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة ... ولا نتّقى منهم لسانا ولا يدا فإن قلت هم موتى فلست بكاذب ... وإن قلت أحياء فلست مفندا وقال ابن الأعرابى: إنما سمى الشّجر شجر الاختلاف أغصانه؛ ومنه اشتجرت الرماح إذا اختلفت بالطّعن، وقد شجر بينهم أمر إذا اختلف؛ قال الله عز وجل: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ [1]. وكان رحمه الله يقول: جائز فى كلام العرب أن يعاقبوا الظاء بالضاد؛ فلا يخطئ من جعل هذه فى موضع هذه، وينشد: إلى الله أشكو من خليل أودّه ... ثلاث خلال كلّها لى غائض بالضاد، ويقول: هكذا سمعت من فصحاء الأعراب. وتوفى ابن الأعرابى، رحمه الله سنة إحدى وثلاثين ومائتين. ويروى من خط أبى عبد الله بن مقلة [2]: قال أبو العباس ثعلب: شاهدت مجلس ابن الأعرابىّ- رحمه الله- وكان يحضر زهاء من مائة إنسان، وكان يسأل ويقرأ عليه، فيجيب من غير كتاب. قال: فلزمته تسع عشرة سنة، ما رأيت بيده كتابا قط. ومات بسرّ من رأى وقد جاوز الثمانين. قال أبو العباس: وقد أملى على الناس أحمالا [3]، ولم ير أحد فى علم الشعر أغزر منه، وأدرك الناس [4].

_ [1] سورة النساء آية 65. [2] تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 229. [3] عبارة ابن خلكان: «ولقد أملى على الناس ما يحمل على أجمال». [4] تتمه الخبر كما فى ابن خلكان: «ورأى فى مجلسه يوما رجلين يتحادثان؛ فقال لأحدهما: من أين أنت؟ فقال: من إسبيجاب (مدينة أقصى بلاد المشرق)، وقال للآخر من أين أنت؟ فقال: من الأندلس، فعجب من ذلك وأنشد: رفيقان شتى ألف الدهر بيننا ... وقد يلتقى الشتى فيأتلفان

قرأ على القاسم بن معن، وسمع من المفضّل بن محمد، وكان يذكر أنه ربيب المفضل؛ وكانت أمّه زوجة له. وقال ابن الكوفى [1]: قال ثعلب: سمعت ابن الأعرابى فى سنة خمس وعشرين يقول: ولدت فى الليلة التى مات فيها أبو حنيفة. ومات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وكان عمره إحدى وثمانين سنة وأربعة أشهر وثلاثة أيام. فمن تصانيفه: كتاب النوادر، كبير. كتاب الأنواء. كتاب صفة النخل. كتاب صفة الزرع. كتاب النبات. كتاب الخيل. كتاب تاريخ القبائل. كتاب معانى الشعر. كتاب تفسير الأمثال. كتاب الألفاظ. كتاب نسب الخيل. كتاب نوادر الزبيريين. كتاب نوادر بنى فقعس. كتاب الديات. وذكره أبو منصور الأزهرىّ فى كتابه فقال: «محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابىّ، كوفىّ الأصل، وكان رجلا صالحا ورعا زاهدا صدوقا. وأخبرنى بعض الثقات أن المفضّل بن محمد الضبىّ كان تزوّج أمّه، وأنه ربيبه. وقد سمع من المفضّل دواوين الشّعر وصحّحها عليه، وحفظ من الغريب والنوادر ما لم يحفظه غيره. وكانت له معرفة بأنساب العرب وأيامها. سمع من الأعراب الذين

_ ثم أمل على من حضر مجلسه بقية الأبيات، وهى: نزلنا على قيسية يمنية ... لها نسب فى الصالحين هجان فقالت وأرخت جانب الستر بيننا ... لأية أرض أم من الرجلان فقلت لها أما رفيقى فقومه ... تميم وأما أسرتى فيمانى رفيقان شتى ألف الدهر بيننا ... وقد يلتقى الشتى فيأتلفان [1] هو على بن محمد بن الزبير الأسدى المعروف بابن الكوفى. تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 305

[كانوا [1]] ينزلون بظاهر الكوفة؛ بنى أسعد وبنى عقيل فاستكثر. وجالس الكسائىّ وأخذ عنه النوادر والنحو». «وأخبرنى المنذرىّ [2] عن المفضّل بن سلمة عن أبيه أنه قال: جرى ذكر ابن الأعرابى عند الفرّاء فعرفه وقال: هنىّ [3] كان يزاحمنا عند المفضّل، وكان الغالب عليه الشعر ومعانيه والنوادر والغريب. وكان محمد بن البغداذىّ جمع عليه كتاب النوادر ورواه عنه؛ وهو كتاب حسن. وروى عنه أبو يوسف يعقوب ابن السكيت، وأبو عمرو شمر بن حمدويه، وأبو سعيد الضرير، وأبو العباس أحمد ابن يحيى الشيبانى الملقب بثعلب». «وأخبرنى أبو الفضل المنذرىّ أن أبا الهيثم الرازى حثّه على النهوض إلى أبى العباس. قال: فرحلت إلى العراق، ودخلت مدينة السلام يوم الجمعة ومالى همة غيره، فأتيته وعرفته خبرى وقصدى إياه، فاتخذ لى مجلسا فى النوادر التى سمعها من ابن الأعرابى؛ حتى سمعت الكتاب كله منه». «وقال: وسألته عن حروف كانت أشكلت على أبى الهيثم فأجابنى عنها. وكان شمر بن حمدويه جالس ابن الأعرابى دهرا، وسمع منه دواوين الشعر وتفسير غريبها. وكان أبو إسحاق الحربىّ سمع من ابن الأعرابى وسمع المنذرىّ منه شيئا كثيرا [4]». وقال: «أبو عبد الله بن الأعرابىّ مولى بنى مجالد موالى أمير المؤمنين، وكان زياد عبدا سنديا مملوكا لسليمان بن مجالد وابن أخيه إبراهيم بن صالح، وإن منزله

_ [1] تكملة من تهذيب اللغة. [2] هو محمد بن أبى جعفر، تقدّمت ترجمته للمؤلف فى هذا الجزء ص 70. [3] فى الأصلين: «هنا»، وما أثبته من التهذيب. [4] بقية الخبر كما فى التهذيب: «فما وقع فى كتابه لابن الأعرابى فهو من هذه الجهات».

كان بربض سليمان بن مجالد عند دار بنى الحلّاج الأطباء. وكان سليمان رجلا من أهل بلخ [1]. ويقال: إن ابن الأعرابى ادّعى فى بنى أسد. وروى فى خبر من أخبار ابن الأعرابى أنه من موالى بنى شيبان». وقال الجاحظ: كان محمد بن زياد مولى للعباس بن محمد، ولم يكن عربيا. وكان أحول، وكنيته أبو عبد الله، وكان مؤدّبا، وكان ناسبا عالما بالشعر واللغة نحويا، كثير السماع من المفضل الضبىّ، راوية لأشعار القبائل. وروى أن ابن الأعرابى كان أحول أعرج، وحضر أعرابى يوما مجلسه، وذمّ أخويه وقال: كان أخواى لا يوسعان لى فى الفناء ولا فى الإناء. فقال له الأعرابى: هما أعلم بك، فقال: الأعرابى يعرض بابن الأعرابى. قال أحمد بن يحيى ثعلب النحوىّ: سمعت أبا عبد الله بن الأعرابى فى سنة خمس وعشرين ومائتين يقول: ولدت ليلة توفى أبو حنيفة الفقيه لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة خمسين ومائة. ومات ابن الأعرابى لأربع عشرة خلت من شعبان سنة إحدى وثمانين ومائتين. وكان عمره إحدى وثمانين سنة وثلاثة أشهر وثلاثة أيام. وكان ابن الأعرابى يطعن على الأصمعىّ، وسببه أن الأصمعىّ دخل يوما على سعيد بن سلم وابن الأعرابى يؤدّب حينئذ ولده، فقال لبعضهم: أنشد أبا سعيد، فأنشد الغلام لرجل من بنى كلاب شعرا رواه ابن الأعرابىّ وهو [2]: رأت نضو أسفار أميمة قاعدا ... على نضو أسفار فجنّ جنونها [3]

_ [1] بلخ: مدينة بخراسان. [2] الخبر والأبيات فى أمالى المرتضى (2: 149)، يرويها عن ابن الأعرابى، ووردت فى اللسان (ضحا)، ووردت أيضا فيه متفرقة فى (حقن، نعم، حبن). [3] النضو: الدابة التى أهزلتها الأسفار، وأذهبت لحمها. وفى الأمالى واللسان: «أميمة شاحبا».

فقالت: من اىّ الناس أنت ومن تكن ... فإنك راعى صرمة لا تزينها [1] فقلت لها: ليس الشحوب على الفتى ... بعار ولا خير الرجال سمينها عليك براعى ثلّة مسلحبّة ... يروح عليه محضها وحقينها [2] سمين الضواحى لم تؤرقه ليلة ... وأنعم أبكار الهموم وعونها ورفع «ليلة» فقال له الأصمعىّ: من روّاك هذا؟ فقال: مؤدّبى، فأحضره واستنشده البيت فأنشده، ورفع «ليلة»، فأخذ ذلك عليه، وفسّر البيت فقال: إنما أراد «لم يؤرقه ليلة أبكار الهموم». و «عونها»: جمع عوان. و «أنعم» أى زاد على هذه الصفة. وقوله: «سمين الضّواحى» يريد ما ظهر منه وبدا سمين. ثم قال لابن سلم: من لم يحسن هذا المقدار فليس موضعا لتأديب ولدك، فنحّاه [3]. ودخل ابن الأعرابى على الواثق [4] بالله؛ قال: وقرأ علىّ الفتح بن خاقان [5] شعر طرفة [6]، فقال:

_ [1] الصرمة: القطعة من الإبل؛ ما بين العشرين إلى الثلاثين. ورواية اللسان: فإنك مولى أسرة لا يدينها [2] الثلة، بالفتح: جماعة الغنم. والمسلحبة: المنبطحة. والمخض: اللبن الخالص، والحقين: اللبن الحبيس فى الوطب، وقد ورد البيت فى اللسان (حقن)، ونسبه للمخبل. والرواية فيه: وفى إبل ستين حسب ظعينة ... يروح عليه محضها وحقينها [3] الخبر فى المجالس المذكورة للعلماء ص 9. [4] هو الواثق بالله هارون بن محمد المعتصم، الخليفة العباسى. كان من أفاضل خلفاء بنى العباس. وكان أيضا فصيحا شاعرا؛ وكان يتشبه بالمأمون فى حركاته وسكناته، ولما ولى الخلافة أحسن إلى بنى عمه الطالبيين وبرهم. توفى سنة 233. الفخرى ص 209. [5] هو الفتح بن خاقان بن أحمد بن غرطوح؛ كان شاعرا فصيحا مفوها موصوفا بالشجاعة والكرم والرياسة والسؤدد، وله أخبار كثيرة فى الجود والوفاء والمكارم والظرف. وكانت له خزانة كتب جمعها له على بن يحيى المنجم؛ لم ير أعظم منها كثرة وحسنا. وكان يحضر داره فصحاء الأعراب وعلماء الكوفيين والبصريين. توفى سنة 247. معجم الأدباء (16: 174)، وفوات الوفيات (2: 153). [6] هو طرفة بن العبد بن سفيان. قال ابن قتيبة: «هو أجودهم طويلة، وهو صاحب: لخولة أطلال ببرقة ثهمد وله بعدها شعر حسن، وليس عند الرواة من شعره وشعر عبيد إلا القليل». الشعر والشعراء ص 137.

تذكرون إذ نقاتلكم ... إذ لا يضرّ معدما عدمه [1] قال: فقلت له: زد فيها ألفا «أتذكرون». قال: فقال لى الحسين بن الضحاك [2]- وهو نديم الواثق. وكان معه محمد بن عمر الرومى- قد خزم [3] مرة بقوله: «إذ» ويخزم بألف أخرى فى أوّله؟ قال: فقلت له: العرب تخزم أوّل الشعر إذا احتاجت إلى أن تصله بما قبله، خزمته بالحرف والحرفين، وقد خزمه طرفة فى أوّله وأوسطه؛ الألف الأولى والثانية. قال: وأنشدته قول امرىء القيس [4]: فلعمرك ما سعد بخلّة آثم ... ولا نأنأ يوم الحفاظ ولا حصر [5] فخزم بالفاء. وأنشدته قول قدّ بن مالك الوالبىّ [6]: تعالوا نجمع الأموال حتى ... نجحدل من قبيلتنا المئينا [7] [وإلا [8]] فتعالوا نجتلد بمهنّدات ... نشقّ بها الحواجب والشئونا [9]

_ [1] ديوانه ص 17، والبيت من البحر المديد. قال ابن السكيت: «يقول: يقاتلكم الغنىّ منا ليدفع عن ماله، والفقير يقاتلكم ليغنم». [2] هو أبو على الحسين بن الضحاك بن ياسر، الشاعر البصرى المعروف بالخليع. شاعر ما جن مطبوع حسن التفنن فى ضروب الشعر وأنواعه، اتصل بمجالس الخلفاء، وله فى ذلك نوادر وأخبار. توفى سنة 250. ابن خلكان (1: 154). [3] الخزم (بالزاى) فى الشعر: زيادة حرف فى أوّل الجزء أو أكثر. [4] هو حندج بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر الأكبر، وامرؤ القيس لقب له، والقيس معناه الشدة بلغة اليمن، وأمه فاطمة بنت ربيعة بن الحارث، أخت مهلهل وكليب؛ ومن قبل خاله أتاه الشعر. اللآلى ص 38. [5] ديوانه 138. الخلة: الصداقة والمودة. والنأنأ: الضعيف المقصر فى الأمر. والحصر: الضيق الصدر عن تحمل أمر. يقول: ما خلة سعد بخلة آثم ولا ضعيف يوم الغضب. [6] هو قد بن مالك بن أربد الوالبى؛ أحد شعراء بنى أسد؛ ذكره المرزبانى فى معجم الشعراء ص 339. [7] نجحدل: نقبض ونجمع. والبيت فى اللسان (جحدل). [8] تكملة من المجالس المذكورة للعلماء. [9] الشئون: جمع شأن؛ وهو مجرى الدمع إلى العين.

فخرم بقوله: «وإلا» ولم يقل: «تعالوا نجتلد» وخزم بالفاء التى فى «فتعالوا»؛ فخزم مرتين. وأنشدته لبعض بنى تميم: إذا أنت لم تستقبل الأمر لم تجد ... لك الدهر فى أدباره متعلّقا وإذا أنت لم تترك أخاك وزلّة ... إذا زلّها أو شكتما أن تفرّقا فخزم بالواو. وقال: وقرأ قصيدة عنترة [1]: نهد تعاوره الكماة مكلّم [2]- وكان روّاه أبو مسلم المغرب [3]-. فقال أبو عبد الله: «نقذ [4] تعاوره الكماة» قال أبو مسلم: ما سمعت بهذا إلا هكذا. قال أبو عبد الله بن الأعرابى: يروى هذا وهذا جميعا؛ و «نقذ» أجود القولين وأشعر. وأنشدته فى ذلك قول عمرو بن كلثوم [5]: وتحملنا غداة الرّوع جرد ... عرفن لنا نقائذ وافتلينا [6]

_ [1] هو عنترة بن عمرو بن شدّاد العبسىّ، صاحب قصيدة: هل غادر الشعراء من متردّم وكانوا يسمونها المذهبة، وهو أحد أغربة العرب؛ وكان قد شهد حرب داحس والغبراء، فحسن فيها بلاؤه وحمدت مشاهده. الشعر والشعراء 206. [2] من المعلقة. النهد: المرتفع الجنبين، وتعاوره: تداوله. والكماة: جمع كمىّ وهو الشجاع. والمكلم: المجروح. وصدره: إذ لا أزال على رحالة سابح [3] كذا ضبطت هذه الكلمة بالقلم فى المجالس المذكورة للعلماء. [4] يقال فرس نقذ؛ إذا أخذ من قوم آخرين. [5] هو عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب التغلبىّ، فارس شاعر جاهلىّ، أحد فتاك العرب؛ وهو صاحب المعلقة المشهورة: ألا هبى بصحنك فاصبحينا ساد وهو ابن خمس عشرة سنة، ومات وهو ابن مائة وخمسين سنة. اللآلى ص 635. [6] من المعلقة. والروع: الحرب، والجرد: جمع جرداء، وهى الفرس القصيرة الشعر. وافتلين: فطمن.

يقول: استنقذناهنّ من أعدائنا فصارت لنا؛ فهى نقائذ؛ وذلك أعزّ لهم أن يكونوا غالبين أبدا؛ إنما هم على خيول غنموها من آخرين ونتجت عندهم. قال: ثم قرأ قصيدة عمرو بن كلثوم: «ألا هبى»، قال: وكان قد علّمه: فصالوا صولة فيما يليهم ... وصلنا صولنا فيما يلينا قال ابن الأعرابى: فرددت «صولة» وقلت: «فصالوا صولهم»؛ ألا ترى قوله: «وصلنا صولنا». قال ابن الأعرابى: فأعجب ذلك أمير المؤمنين. وقال الجماعة: هو أعلم بهذا منا يا أمير المؤمنين. فجزّانى أمير المؤمنين خيرا، وأمر لى بعشرة آلاف درهم [1].

_ [1] الخبر فى المجالس المذكورة 15 - 17. قال ابن مكتوم: «وحكى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قال: اجتمع عندى أبو نصر أحمد بن حاتم وابن الأعرابى؛ فتجار يا الحديث إلى أن حكى أبو نصر أن أبا الأسود الدؤلى دخل على عبيد الله بن زياد وعليه ثياب رثة، فكساه ثيابا جددا؛ من غير أن عرض له بسؤال؛ فخرج وهو يقول: كساك ولم تستكسه فحمدته ... أخ لك يعطيك الجزيل وياصر فإنّ أحق الناس إن كنت مادحا ... لمدحك من أعطاك والعرض وافر فأنشد أبو نصر قافية البيت الأوّل، «وياصر» بالياء؛ أى ويعطف. فقال له ابن الأعرابى: إنما هو «وناصر» بالنون لا بالياء، فقال: دعنى يا هذا وياصرى وعليك بناصرك».

(حرف السين فى آباء المحمدين)

(حرف السين فى آباء المحمدين) 646 - محمد بن سعيد بن أبى عتبة أبو عبد الله القشيرىّ النحوىّ الأندلسىّ «1» من أهل قرطبة. من أهل العلم بصنوف من العلم مختلفة غامضة؛ كثير الكتب، كتب بخطه الكثير، ولم يجاره أحد فى صحة ضبطه وحسن نقله، وأفاد علم الأدب وغيره، وتصدر لذلك. وتوفى سنة سبع وسبعين وثلاثمائة فى ربيع الأوّل يوم الأحد بعد صلاة العصر. ودفن فى مقبرة منية المغيرة. وفى هذا العام توفى أبو بكر الزّبيدىّ بحاضرة إشبيليّة؛ ذكر ذلك ابن الفرضىّ [1].

_ [1] قال ابن مكتوم: «أخذ عن أبى على البغدادى وأبى عبد الله الرباحى؛ ذكره ابن بشكوال وقال: ذكره أبو عبد الله بن عابد. وقال: توفى سنة سبع وسبعين. وما ذكره ابن الفرضى أصح». وقال: «عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر الأزدى الحافظ، من أهل قرطبة؛ يكنى أبا الوليد، ويعرف بابن الفرضى، وهو مؤلف تاريخ علماء الأندلس. روى بقرطبة عن أبى جعفر أحمد بن عون الله؛ والقاضى أبى عبد الله بن مفرج، وأبى محمد عبد الله بن قاسم بن سليمان الثغرى، وأبى محمد بن أسد، وخلف بن القاسم، وسليمان بن الحسن بن الطويل، وعباس بن أصبغ، وأبى عمر بن عبد البصير، وأبى زكريا يحيى بن مالك، وأبى محمد بن جرير، وجماعة كثيرة سواهم يكثرون. ورحل إلى الشرق سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، فحج، وأخذ بمكة عن أبى يعقوب يوسف بن أحمد بن الدخيل المكى. وأبى الحسن على بن عبد الله ابن جهضم وغيرهما. وأخذ بمصر عن أبى بكر أحمد بن إسماعيل البنا وأبى بكر الخطيبى وأبى الفتح بن سيبخت وأبى محمد الحسن بن إسماعيل الضراب وغيرهم، وبالقيروان على أبى محمد بن أبى زيد الفقيه وأبى جعفر أحمد بن دحمون وأحمد بن نصر الداودى وغيرهم، ثم انصرف إلى قرطبة وقد جمع كثيرا من صنوف العلم. وصنف كتبا فى التاريخ والمختلف والمؤتلف وأسماء شعراء الأندلس ومشتبه النسبة وغير ذلك. حدث عنه أبو عمر بن عبد البر وقال: كان فقيها عالما فى جميع فنون العلم فى الحديث وعلم الرجال وحدث عنه أيضا أبو عبد الله الخولانى. وقال: كان من أهل العلم، جليلا ومقدما فى الآداب نبيلا. قال أبو مروان

647 - محمد بن سعد بن محمد بن محمد الديباجى أبو الفتح

647 - محمد بن سعد بن محمد بن محمد الديباجىّ أبو الفتح «1» من أهل مرو. نحوىّ كاتب، له معرفة جيدة بالنحو، وله فيه تصنيف. وشرح المفصّل فى النحو؛ تصنيف محمود بن عمر الزمخشرىّ. وسماه: المحصّل فى شرح المفصل، وغير ذلك [1]. وهو مشهور عند أهل بلده بالفضل والمعرفة. وأقرأ الأدب ببلده، وحدّث هناك، وأفاد الأدباء. وقال لى ياقوت مولى عسكر الحموىّ: لما دخلت مرو، حضرت الجامع فرأيت به خزانة كتب، وقفا يعرف بوقف الفقّاعىّ، وفيها كتب جميلة، خازنها ختن هذا الرجل، فذاكرته بتصنيفه فقال: قد كان صنّف شرحا للمفصل، فطلبته منه فقال لى: لم يأت فيه بغريب، ولم يتكلم على عبارة المصنف، وإنما أتى بنفس النحو. قال: فسألته أن يرينى منه، فأرانى كراسة

_ ابن حيان: قتل يوم فتح قرطبة يوم الاثنين لست خلون من شوال سنة ثلاث وأربعمائة. ووورى متغيرا من غير غسل ولا كفن ولا صلاة. وعنه: تعلقت بأستار الكعبة، وسألت الله الشهادة ثم انحرفت مفكرا فى هول القتل، فندمت وهممت أن أرجع فأستقيل الله ذلك، فاستحييت». «قال ابن بشكوال: قال أبو محمد- يعنى ابن حزم: فأخبرنى من رآه بين القتلى ودنا منه، فسمعه يقول بصوت ضعيف: لا يكلم أحد فى سبيل الله- والله أعلم بمن يكلم فى سبيله- إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون دم، والريح ريح المسك. قال: ثم قضى نحبه على أثر ذلك. رحمه الله ورضى عنه». وانظر ترجمة ابن الفرضى فى الصلة (1: 248 - 252). [1] وذكر له السيوطى من المصنفات أيضا: شرح الأنموذج، وتهذيب مقدمة الأدب، والقانون الصلاحى فى أودية النواحى، وفلك الأدب، ومنافع أعضاء الحيوان.

648 - محمد بن سعدان أبو جعفر الضرير النحوى

بخط المصنّف من مسوّداته، وأحضرها إلى حلب فى صحبته فرأيتها، فكان الأمر كما قال. مولده فى محرم سنة سبع عشرة وخمسمائة فى ثالثه. وتوفى بمرو فى يوم الأحد ثامن عشر صفر سنة تسع وستمائة، وعمره اثنتان وتسعون سنة وشهر ونصف شهر. 648 - محمد بن سعدان أبو جعفر الضرير النحوىّ «1» كان أحد القرّاء، وله كتاب مصنف فى النحو، وكتاب كبير فى القراءات. روى عنه محمد بن سعد كاتب الواقدىّ [1]، وعبد الله بن أحمد بن حنبل [2] وغيرهما. وكان ثقة، ذكره أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادى [3] فى تسمية قراء أهل مدينة السلام. قال: «وكان أبو جعفر محمد بن سعدان النحوىّ الضرير يقرأ بقراءة حمزة [4]، ثم اختار لنفسه ففسد عليه الأصل والفرع؛ إلا أنه كان نحويا. مات فى سنة إحدى وثلاثين ومائتين فى يوم عرفة. وكان بغداذىّ المولد كوفىّ المذهب». ومن تصنيفه كتاب القراءات. كتاب مختصر النحو. كتاب الحدود، على مثل حدود الفرّاء، لا يرغب الناس فيها.

_ [1] تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص 31 [2] هو عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانى أبو عبد الرحمن البغدادى الحافظ عن أبيه المسند والتفسير، وروى عن يحيى بن عبد ربه وخلف بن هشام ويحيى بن معين وخلائق، ولم يكتب عن أحد إلا بأمر أبيه. قال ابن المنادى: مات سنة تسعين ومائتين. خلاصة تذهيب الكمال ص 161. [3] تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص 154. [4] هو حمزة بن حبيب الزيات، تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 375.

649 - محمد بن سليمان ابو موسى الحامض النحوى البغداذى

649 - محمد بن سليمان ابو موسى الحامض النحوىّ البغداذىّ «1» صاحب أبى العباس أحمد بن يحيى ثعلب. كان بارعا فى اللغة والنحو على مذهب الكوفيين، وكان فى اللغة أبرع، وكان ضيّق العطن سيّئ الخلق. وتوفى سنة خمس وثلاثمائة. ودفن بمقبرة باب التبن ببغداذ، وأوصى بدفاتره لابن فاتك المعتضدى ضنّا بها أن تصير إلى أحد. وذكر أن أبا إسحاق الزجاج دخل على أبى العباس أحمد بن يحيى ثعلب يعوده فى مرض له، فوجد عنده أبا موسى الحامض؛ فقال ثعلب للزجاج: قد بلغنى أن صاحبكم الخلدىّ [1]- يعنى المبرد- قد أملى كتابا فى النحو- يعنى المقتضب- وما أرى لسانه يطوع به. فقال له الزجاج: ما يشك أحد فى سعة علم أبى العباس المبرّد فى هذا النوع، ولا ينكر فصاحة لسانه وجميل بيانه. فقال أبو موسى الحامض: فصاحبكم الأكبر- يعنى سيبويه- كان أغلف اللسان عييّا عن البيان؛ ذكر لى من أثق بقوله أنه سمعه بالبصرة يقول لجارية له: هاتى ذيك الماء من ذاك الحبّ [2]، فآزر ثعلب قوله، وقال: قد رأيت فى كتابه مثل هذا- وذكر موضعا من كتابه يناسب ما حكاه الحامض أو يقاربه- واغتاظ أبو إسحاق الزجاج وقال: أمّا نحن فلا نذكر حدود الفراء لأن خطأه فيها أكثر من أن يعد، ولكن استعملت الفصيح للمبتدىء، وهو عشرون ورقة، وقد أخطأت فى عشرة مواضع منه، وذكرها له ثم خرج من عنده. واشتهر ما دار بينهم فى مجالس أهل الطلب

_ [1] الخلدىّ، بضم أوّله وتسكين ثانيه: منسوب إلى الخلد، محلة ببغداد. [2] فى المزهر ومعجم الأدباء: «الجرة».

650 - محمد بن سالم الأطرابلسى الإفريقى النحوى المعروف بالعقعق

فما قرىء الفصيح بعد ذلك على ثعلب [1]. ثم كثر القول فى الألفاظ التى ردها أبو إسحاق الزجاج، ولهجت بها الألسن إلى أن سئم ثعلب الفصيح وأنكر أن يكون له. 650 - محمد بن سالم الأطرابلسىّ الإفريقىّ النحوىّ المعروف بالعقعق «1» من أهل أطرابلس. كان صاحب نحو ولغة وترسل وبلاغة وعلم بالجدل ونظر فيه، وكان معتزليا. 651 - محمد بن سنديلة النحوىّ الأصبهانى «2» يعرف بممشاذ. ذكره أبو نعيم الحافظ، وقال: «صاحب غريب، وسماه النحوىّ وقال: من أهل جرواءان [2]. حدّث عن محمد بن بكير [3] وسهل والشّاذكونى [4] ومحمد بن الفضل بن شاذكويه النحوىّ الأصبهانى أبو مسلم. ذكره أبو نعيم الحافظ وسماه النحوىّ. روى عن سليمان بن أحمد [5] عنه».

_ [1] الخبر فى المزهر (1: 202)، ومعجم الأدباء (ترجمة إبراهيم الزجاج). [2] جرواءان: محلة كبيرة بأصبهان. [3] هو محمد بن بكير بن واصل، ذكره أبو نعيم، وقال: «قدم أصبهان سنة ست وعشرين ومائتين». تاريخ أصبهان (2: 176). [4] الشاذكونى، هو سليمان بن داود بن بشر، تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص 261 [5] هو سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير أبو القاسم الطبرانى. قال أبو نعيم: «قدم أصبهان سنة تسعين ومائتين، فخرج منها ثم قدمها ثانيا فأقام بها محدّثا سنين سنة. وكان مولده سنة ستين ومائتين وتوفى فى ذى القعدة لليلتين بقينا منه سنة ستين وثلاثمائة». تاريخ أصبهان (1: 335).

652 - محمد بن سلام بن عبيد الله بن سالم أبو عبد الله البصرى الجمحى

652 - محمد بن سلّام بن عبيد الله بن سالم أبو عبد الله البصرىّ الجمحىّ «1» مولى قدامة بن مظعون الجمحىّ، وهو أخو عبد الرحمن بن سلام [1]. كان من أهل اللغة والأدب، [روى عن] الجمّ الغفير [2]. وله كتاب فى طبقات الشعراء [3] مروىّ [4]. روى عنه مشايخ الأدب أبو العباس ثعلب وغيره [5]. وكان صدوقا يختلف إليه يحيى بن معين ليستفيد منه.

_ [1] هو أبو حرب عبد الرحمن بن سلام مولى قدامة بن مظعون، روى عن إبراهيم بن طهمان والربيع ابن مسلم وحماد بن سلمة وغيرهم، وروى عنه مسلم وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم. قال ابن حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان فى الثقات وقال مات سنة 232 تقريبا. تهذيب التهذيب (6: 192). [2] ذكر الخطيب أنه روى عن حماد بن سلمة، ومبارك بن فضالة، وزائدة بن أبى الرقاد، وأبى عوانة. [3] نشره فون جوزف هل ومعه مقدمة باللغة الألمانية، وطبع فى ليدن سنة 1916 م، ثم طبع بمطبعة السعادة بمصر سنة 1920 م، ثم قامت بنشره دار المعارف بالقاهرة باسم طبقات فحول الشعراء؛ بتحقيق الأستاذ محمود محمد شاكر سنة 1952 م؛ وذكر له ابن النديم من المصنفات أيضا: كتاب الفاضل. وكتاب بيوتات العرب. وكتاب الحلاب. وكتاب أجر الخيل. [4] رواه عنه أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحى، وانظر مقدّمة الأستاذ محمود محمد شاكر. [5] وذكر الخطيب أنه روى عنه أيضا أبو بكر بن أبى خيثمة وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو بكر المطوعى وأبو العباس أحمد بن على الأبار.

قال الحسين بن فهم [1]: قدم علينا محمد بن سلّام سنة اثنتين وعشرين ومائتين، فاعتلّ علة شديدة فما تخلّف عنه أحد، وأهدى إليه الأجلّاء أطباءهم. وكان ابن ماسويه ممن أهدى إليه؛ فلما جسّه ونظر إليه قال له: ما أرى العلة كما أرى من الجزع، فقال له: والله ماذا بحرص على الدنيا مع اثنتين وثمانين سنة؛ ولكن الإنسان فى غفلة حتى يوقظ بعلّة، ولو وقفت بعرفات وقفة، وزرت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم زورة؛ وقضيت أشياء فى نفسى لرأيت ما اشتدّ علىّ من هذا قد سهل. فقال له ابن ماسويه: لا تجزع فقد رأيت فى عرقك من الحرارة الغزيرة وقوتها ما إن سلّمك الله من العوارض بلّغك عشر سنين أخرى. قال الحسين بن فهم: فوافق كلامه قدرا. فعاش محمد عشر سنين بعد ذلك ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. قال الفضل بن الحباب أبو خليفة القاضى: ابيضّت لحية محمد بن سلّام ورأسه وله سبع وعشرون سنة. قال: وسمعته يقول: أفنيت ثلاثة أهلين؛ تزوّجت وأطفلت فماتوا، ثم فعلت مثل ذلك فماتوا، ثم فعلت الثالثة فماتوا؛ وهأنا فى الرابعة ولى أولاد. وكان أبو خليفة إذا حدّث بهذا الحديث أنشد بعقبه شعرا للنابغة الجعدىّ [2]:

_ [1] هو الحسين بن فهم، صاحب محمد بن سعد. ذكره ابن حجر فى لسان الميزان (2: 308) وقال: «سمع محمد بن سلام الجمحى ويحيى بن معين وخلف بن هشام وطائفة. وقال ابن كامل: كان يحسن المجلس مفتنا فى العلوم حافظا للحديث والأخبار والأنساب والشعر عارفا بالرجال متوسطا فى الفقه. توفى سنة 289». وانظر تاريخ بغداد (8: 93). [2] من قصيدة ذكرها ابن قتيبة فى الشعر والشعراء ص 254 - 255، وقبله: لبست أناسا فأفنيتهم ... وأفنيت بعد أناس أناسا

653 - محمد بن السرى أبو بكر النحوى المعروف بابن السراج النحوى

ثلاثة أهلين أفنيتهم ... وكان الإله هو المستآسا والمستآس: المستعان. وقال محمد بن قانع: مات محمد بن سلّام ببغداذ سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وذكر الزّبيدىّ أنه مات بالبصرة فى التاريخ. 653 - محمد بن السرىّ أبو بكر النحوىّ المعروف بابن السراج النحوىّ «1» كان أحد العلماء المذكورين بالأدب وعلم العربية. صحب أبا العباس المبرّد وأخذ عنه العلم، روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزّجاجى وأبو سعيد السّيرافى وعلى بن عيسى الرمانىّ النحوىّ. وكان ثقة. قال على بن عيسى بن على النحوىّ: كان أبو بكر بن السّراج يقرأ عليه كتاب الأصول الذى صنّفه، فمرّ فيه باب استحسنه بعض الحاضرين، فقال: هذا والله أحسن من كتاب المقتضب، فأنكر عليه أبو بكر ذلك وقال: لا تقل هذا. وتمثل ببيت- وكان كثيرا ما يتمثل فيما يجرى له من الأمور بأبيات حسنة- فأنشد حينئذ:

ولكن بكت قبلى فهاج لى البكا ... بكاها فقلت الفضل للمتقدّم [1] وقال: وحضر فى يوم من الأيام بنىّ له صغير، فأظهر من الميل إليه والمحبّة له ما يكثر من ذلك، فقال له بعض الحاضرين: أتحبّه أيها الشيخ؟ فقال متمثلا: أحبّه حبّ الشحيح ماله ... قد كان ذاق الفقر ثم ناله قال أبو الفتح عبيد الله بن أحمد النحوىّ: إن أبا بكر محمد بن السرىّ السرّاج مات فى يوم الأحد لثلاث بقين من ذى الحجة سنة ست عشرة وثلاثمائة. وله كتب فى النحو مفيدة، منها كتابه فى أصول النحو، وهو غاية فى الشّرف والفائدة، ومختصره فى أصول العربية، وجمع مقاييسها. وكان ابن السرّاج أديبا شاعرا عالما. وكان يحبّ أم ولده. وكانت فى القيان، فأنفق عليها ماله. وتهيأ أن قدم المكتفى من الرّقة فى الوقت الذى ولى فيه الخلافة. قال الأوارجىّ الكاتب: فجلست أنا وابن السراج وأبو القاسم عبد الله بن حمدان الموصلىّ الفقيه فى روشن [2]، فلما وافى [المكتفى به [3]] الماء استحسناه.

_ [1] البيت لعدىّ بن الرقاع العاملى؛ وقبله: ومما شجانى أننى كنت نائما ... أعلل من فرط الكرى بالتنسم إلى أن دعت ورقاء فى غصن أيكة ... تردّد مبكاها بحسن الترنم فلو قبل مبكاها بكيت صبابة ... بسعدى شفيت النفس قبل التندم ولكن بكت ... وانظر شرح مقامات الحريرى للشريشى (2: 14). [2] الروشن: فارسى معرب؛ ومعناه الفرضة، وهو مرسى المراكب والسفن، وفى الأصل: «روشن»، وحذف النون فى آخر الكلمة جائز فى الفارسية مثل: «جوارشن» و «جوارش». [3] من طبقات الزبيدىّ، وهو المكتفى بالله أبو محمد على بن المعتضد، بويع بالخلافة سنة 289. وتوفى سنة 295. الفخرى ص 227.

وكانت هذه الجارية قد جفته، فقال: قد حضرنى شىء فاكتبه، فكتبته وهو قوله: قايست بين جمالها وفعالها ... فإذا الملاحة والخيانة لا تفى [حلفت لنا ألّا تخون عهودنا ... فكأنما حلفت لنا ألّا تفى [1]] والله لا كلّمتها ولو انها ... كالشمس أو كالبدر أو كالمكتفى [2] قال: ومرّ لهذا زمن طويل. وكان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن زنجى [3] الكاتب يهوى قينة، فكان يدعوها كلّ جمعة. وكان لا يحتشم أن يحدّث أبا العباس أحمد بن محمد بن الفرات بحديثه معها، فحدّثنى زنجى أنه غدا يوم سبت إليه، فقال له أبو العباس: ما كان خبرك مع صاحبتك أمس؟ قال: فحدّثته باجتماعنا. قال: فما كان صوتك عليها؛ فقلت: كان: قايست بين جمالها وفعالها وأنشدته بيتى ابن السرّاج. فقال: هما لمن؟ فقلت لعبد الله بن المعتز. وركب إلى القاسم بن عبيد الله وأنشده البيتين، وصار معه إلى بعض الطريق فانصرف إلى ديوانه، فلما علم أنه قد قرب انصرافه خرج فتلقاه، فحدّثه أنه أنشد المكتفى البيتين، وأنه سأله عن قائلهما فقال: هما لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر. قال: فأمرنى المكتفى أن أحمل إليه ألف دينار. قال: فقلت: إنما أنشدتك هذا على أنه لعبد الله بن المعتز، فصرفته إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر. فقال: والله ما ظننت إلا ما ذكرته لك، وهذا رزق قد رزقه الله إياه وأنفذه إليه.

_ [1] من ابن خلكان. [2] قال ابن خلكان: «وجدت هذه الأبيات له؛ ولها قصة عجيبة؛ وهى أن أبا بكر المذكور كان يهوى جارية فجفته، فاتفق وصول الإمام المكتفى فى تلك الأيام من الرقة، فاجتمع الناس لرؤيته، فلما رآه أبو بكر استحسنه وأنشد لأصحابه الأبيات المذكورة». [3] فى طبقات الزبيدى: «يحيى»، وهو تصحيف، ويحدث عنه الصابى كثيرا فى تاريخ الوزراء.

قال زنجىّ: فلما انصرف أبو العباس حدّثنى بالحديث وقال: خذ هذه الألف دينار وسربها إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر وقل: هذا رزق رزقك إياه من حيث لم تحتسب. فأوصلته إليه، فشكر الله عز وجل، وشكر أبا العباس. فقلت أنا لزنجىّ: ما رأيت أعجب من هذا! يعمل هذا الشعر محمد بن السراج النحوىّ؛ ويكون سببا لرزق عبيد الله بن عبد الله بن طاهر! فعجب من ذلك؛ وهو مما يعجب منه فى أسباب الرزق. قال: وأنشدنى ابن السراج لنفسه لما حضر ابن يانس [1] المغنى- وكان من أحسن الناس وجها، وكان قد علق به وهويه-: يا قمرا جدّر لما استوى ... فزادنى حزنا وزادت همومى أظنه غنّى لشمس الضحى ... فنقّطته طربا بالنّجوم قال أبو محمد بن درستويه: كان ابن السراج من أحدث غلمان المبرّد سنا مع ذكائه وفطنته، وكان المبرّد يميل إليه ويقرّبه وينشرح له، ويجتمع معه فى الخلوات والدعوات ويأنس به. قال: ورأيت ابن السراج يوما وقد حضر عند الزجاج مسلّما عليه بعد موت المبرد، فسأل رجل الزجّاج عن مسألة، فقال لابن السراج: أجبه يا أبا بكر، فأجابه فأخطأ، فانتهره الزجّاج وقال: والله لو كنت فى منزلى لضربتك؛ ولكن المجلس لا يحمل هذا، وقد كنا نشبّهك فى الذكاء والفطنة بالحسن ابن رجاء، وأنت تخطئ فى مثل هذا! فقال: قد ضربتنى يا أبا إسحاق وأدّبتنى وأنا تارك مادرست مذ قرأت الكتاب- يعنى كتاب سيبويه،- لأنى شغلت

_ [1] فى طبقات الزبيدىّ: «ابن ياسر».

عنه بالمنطق والموسيقى، وأنا أعاود، فعاود وصنف ما صنف. وانتهت إليه الرياسة بعد موت الزجاج. وله من التصنيف: كتاب الأصول الكبير. كتاب مجمل الأصول. كتاب الموجز صغير. كتاب الاشتقاق. كتاب شرح سيبويه. كتاب احتجاج القرّاء. كتاب الشعر والشعراء. كتاب الرياح والهواء والنار. كتاب الجمل. كتاب المواصلات فى الأخبار والمذاكرات. قال أبو الحسن علىّ بن عيسى الرمانىّ- رحمه الله- جرى بحضرة ابن السّرّاج ذكر كتابه فى الأصول النحوية الذى صنفه فقال قائل: هو أحسن من كتاب المقتضب للمبرّد، فقال أبو بكر بن السراج له: لا تقل هذا؛ فإنما استفدنا ما استفدناه من صاحب المقتضب، وأنشد: ولكن بكت قبلى فهيّج لى البكا ... بكاها فقلت الفضل للمتقدّم قال أبو عبد الله المرزبانى: «صنف- يعنى ابن السراج- كتابا فى النحو سماه الأصول انتزعه من أبواب كتاب سيبويه، وجعل أصنافه بالتقاسيم على لفظ المنطقيين، فأعجب بهذا اللفظ الفاسفيون. وإنما أدخل فيه لفظ التقاسيم؛ فأما المعنى فهو كله من كتاب سيبويه على ما قسمه ورتّبه؛ إلا أنه عوّل فيه على مسائل الأخفش [1] ومذاهب الكوفيين، وخالف أصول البصريين فى أبواب كثيرة لتركه النظر فى النحو وإقباله على الموسيقى. وصنّف على ما بلغنى كتبا غير ذلك. ولم تطل مدّته؛ ولكن اعتبط. وكان الأخفش [2] يغتابه وينشد أهاجيه على رسم الأخفش فى العبث».

_ [1] هو الأخفش الأوسط، أبو الحسن سعيد بن مسعدة. [2] هو الأخفش الصغير، أبو الحسن على بن سليمان، وكان معاصرا له.

654 - محمد بن سدوس أبو عبد الله النحوى الكاتب الصقلى

654 - محمد بن سدوس أبو عبد الله النحوىّ الكاتب الصّقلىّ «1» برع فى النحو على أهل زمانه، وكان النظم والنثر طوع عنانه؛ فمن شعره قوله يعاتب أبا الحسن الكاتب الصّقلىّ من أبيات يقول فيها: وكنت ترانى الرئيس الجليل ... وكنت أراك الرئيس الجليلا إلى أن قصدت هضاب الإخاء ... فصيرتهنّ كثيبا مهيلا تشيع علىّ الذى لم أقله ... وتسمعه الخلق جيلا فجيلا وهبنى قد قلته مخطئا ... أما فى المروءة ألّا تقولا! وله يهجو بعض كتاب القاضى أبى الفضل بصقلّية: قل لمن يقضى ويمضى ... ويرى الرأى الجزيلا أنت كالمسك ولكن ... جئت بالحسن عديلا لو كما يجهل يدرى ... كان لله رسولا وله: تطاول هذا الليل حتى كأنّما ... هو الدهر لا صبح ينير ولا فجر وضنّ علىّ الطيف بالوصل فى الكرى ... فيا عجبا حتى الخيال له هجر! وله: يقولون طال الليل جهلا ولم يطل ... ولكنّ أشواقى إليك تطول ولى أدمع كالقطر تبكيك كثرة ... ونوم إذا نام الخلىّ قليل [1]

_ [1] قال ابن مكتوم «كان محمد بن سدوس النحوى هذا كاتبا للكلبيين بصقلية مشارا إليه فى النحو بالإجازة. كذا فى كتاب الديباجة لأبى عبد الله الأركسى».

(حرف الشين فى آباء المحمدين)

(حرف الشين فى آباء المحمدين) 655 - محمد بن شقير أبو بكر النحوىّ «1» ....

(حرف الصاد فى آباء المحمدين)

(حرف الصاد فى آباء المحمدين) 656 - محمد بن صدقة المرادىّ النحوىّ الأطرابلسىّ الإفريقىّ «1» كان عالما باللغة شاعرا، متقعّرا فى كلامه متشدّقا. دخل يوما على أبى الأغلب بن أبى العباس بن إبراهيم بن الأغلب، وهو أمير طرابلس؛ فتكلم وأغرب وتجاوز المقدار، فقال له أبو الأغلب: أكان أبوك يتكلّم بمثل هذا الكلام! فقال: نعم، أعز الله الأمير، وأمّيه! يريد: وأمى أيضا تتكلم بمثل ذلك. فقال الأمير: ما ينكر أن الله يخرج بغيضا من بغيضين!

(حرف الطاء فى آباء المحمدين)

(حرف الطاء فى آباء المحمدين) 657 - محمد بن طيفور السجاوندىّ الغزنوىّ المفسر النحوىّ اللغوىّ «1» قريب العهد منا، كان فى وسط المائة السادسة للهجرة النبوية. صنّف كتابا فى تفسير القرآن العزيز سماه عين التفسير، ذكر فيه النحو وعلل القراءات والأبيات ومعانيها واللغة إلى غير ذلك من معانى التفسير فى مجلدات، أعدادها قليلة وفوائدها كثيرة جليلة، واختصر ولده هذا التفسير، وسماه إنسان العين. ولمحمد بن طيفور هذا شعر كشعر النحاة؛ منه: أزال الله عنكم كلّ آفه ... وسدّ عليكم سبل المخافه ولا زالت نوائبكم لديكم ... كنون الجمع فى حال الإضافه 658 - محمد بن طاهر بن على بن عيسى أبو عبد الله الأنصارىّ الأندلسىّ الدانىّ النحوى «2» قدم دمشق سنة أربع وخمسمائة، وأقام بها مدّة. وكان يقرىء النحو، وكان شديد الوسواس فى الوضوء؛ وكان لا يستعمل من ماء نهر ثورة ما يخرج من تحت الرّبوة، لأجل السقاية التى بالربوة. وخرج عن دمشق إلى بغداذ، وأقام بها إلى أن مات. وقيل إنه كان يقيم أياما لا يصلى؛ لأنه لم يكن يتهيأ له الوضوء على الوجه الذى يريده. توفى ببغداذ فى سنة تسع عشرة وخمسمائة.

659 - محمد بن طوسى القصرى النحوى

659 - محمد بن طوسىّ القصرىّ النحوىّ «1» صاحب أبى على الفارسىّ. صحب أبا على وأخذ عنه وأكثر، وسأله المسائل المعروفة بالقصرية، وهى أكثر مسائل أبى على؛ مع اختصار ألفاظها. وقد قيل إنها من مسائل التذكرة لأبى على. كتبت من خط أبى الخير سلامة بن غياض النحوىّ ما مثاله: كان على ظهر الجزء الأوّل من التذكرة: قال أبو الحسن أحمد بن رضوان: هذه النسخة كتبتها من خط منصور بن محمد الأشروسنىّ [1]؛ فكان فى آخر الجزء الأوّل منها هذا الذى ذكرته: كان الشيخ أبو على سمّى هذا الكتاب روزنامه بالفارسىّ. وقال: كان محمد بن طوسىّ المعروف بالقصرىّ نسخ إلى آخر الكراسة السابعة من هذه الكراريس فنسخت وشاعت تسميته، وجعل كل عشر كراريس من هذا الكتاب جزءا منه. وبلغ الكل إلى آخر سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، مائة وخمسا وعشرين كراسة. وابتدأ فى السادسة فى سنة ست وسبعين. وهذه الأجزاء التى سماها القصريات هذا الجزء أوّلها والسابع آخرها. وقد كان القصرىّ قرأها على الشيخ أبى على واستفسر فيها مواضع، وترك مواضع، فهى على خلاف هذا الترتيب فى أيدى الناس.

_ [1] منسوب إلى أشروسنة؛ وهى بلدة كبيرة بما وراء النهر.

(حرف العين فى آباء المحمدين)

(حرف العين فى آباء المحمدين) 660 - محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن شاذان الأعرج الأديب الأصبهانىّ «1» حافظ النحو واللغة. وروى الحديث واستفاد الناس منه، وأخذوا عنه مدة طويلة. وكان مولده فى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة. ومات فى ليلة الاثنين الثانى من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وصلى عليه أبو الطيب الإمام. 661 - محمد بن عبد الله بن محمد بن موسى الكرمانىّ أبو عبد الله اللغوىّ «2» كان عالما باللغة متقنا لها، محققا للنحو، خلط المذهبين. مليح الخط صحيح النقل يرغب الناس فى خطه، وكان يورّق. رأيت بخطه كتاب المعارف لابن قتيبة وملكته، وهو فى غاية الحسن والصحة. وصنّف- رحمه الله- كتبا حسانا مفيدة، منها: كتاب ما أغفله الخليل فى كتاب العين [1]، وما ذكر أنه مهمل وهو يستعمل وضدّه. كتاب الجامع فى اللغة؛ كتاب فى النحو، لم يتمه [2]. 662 - محمد بن عبد الله الحطابىّ أبو بكر النيسابورىّ «3» ذكره الباخرزىّ فى كتابه وسجع له فقال: «حق للأدب أن يعرّف به، وينسب إليه؛ لأن الحطابىّ هو الحاطب فى حبله، والرائش لنبله، والمستمطر لوبله. وكان

_ [1] سماه ياقوت: الجامع فى اللغة. [2] فات المؤلف مما ذكره ابن النديم كتاب الموز فى النحو، وقال ياقوت: إنه توفى سنة 329.

663 - محمد بن عبد الله أبو عبد الله النحوى الكوفى المعروف بابن قادم

فى عصره المدرّس بنيسابور، وتشهد بفضله المحاضر، وتنزف بفوائده المحابر، ولم يكن عند الفضلاء ما عنده من علم حماسة ابى تمام، فكان- رضي الله عنه- يفتح منها الغلق، ويسيغ الشّرق. ولم يبلغنى من شعره إلا ما أفادنيه الأديب يعقوب بن أحمد، قال: أنشدنى الأديب الحطابىّ لنفسه: لنا صاحب مولع بالمراء ... كثير الزيارة للأصدقاء تشبه خفته بالأباء [1] ... وتأباه نفسى كلّ الإباء يزور فيزورّ عنه الصديق ... ويؤذى المزور بزور الثناء له خلق خلق الخائنين ... وطبع به طبع الأغبياء ونفس تسفّ لأدنى الأمور ... وأدنى المراتب للأدنياء وكلّفه لى أخ زورتى ... وذاك يعاض بسوء القضاء فقال سألقاه حتى يملّ ... فقلت لقد ملّ قبل اللقاء 663 - محمد بن عبد الله أبو عبد الله النحوىّ الكوفىّ المعروف بابن قادم «1» وقيل اسمه أحمد، وجدّه قادم. نحوى كوفىّ، وهو أستاذ ثعلب، قال أبو جعفر أحمد بن إسحاق البهلول القاضى الأنبارىّ [2]: دخلت أنا وأخى البهلول [3] مدينة السلام

_ [1] الأباء: جمع أباءة؛ وهى القصبة. [2] من أهل الأنبار، عظيم القدر، واسع الأدب، تام المروءة، حسن المعرفة بمذهب أهل العراق؛ ولكنه غلبه الأدب. ولد بالأنبار سنة 231، وتوفى سنة 317. تاريخ بغداد (4: 31). [3] هو البهلول بن إسحاق البهلول أبو محمد التنوخىّ، سمع إسماعيل بن أبى أويس وإبراهيم بن حمزة وغيرهما. وروى عنه أخوه أحمد وابنا أخيه يوسف الأزرق وإسماعيل ابنا يعقوب. ولد سنة 240، ومات سنة 298. تاريخ بغداد (7: 109).

سنة خمس وخمسين ومائتين، فدرنا على الحلق يوم الجمعة، فوقفنا على حلقة فيها رجل يتلهّب ذكاء، ويجيب عن كلّ ما يسأل عنه من مسائل القرآن والنحو والغريب وأبيات المعانى، فقلنا: من هذا؟ فقالوا: أحمد بن يحيى ثعلب؛ فبينا نحن كذلك إذ ورد شيخ يتوكّأ على عصا، فقال لأهل الحلقة: أفرجوا للشيخ، فأفرجوا له حتى جلس إلى جانبه، ثم سأله عن مسألة فقال: قال أبو جعفر الرؤاسىّ: فيها كذا، وقال الكسائىّ: فيها كذا، وقال هشام: فيها كذا، وقلت أنا: كذا. فقال له الشيخ: إن [1] ترانى أعتقد فى هذه المسألة إلا جوابك، فالحمد لله الذى بلّغنى هذه المنزلة فيك. فقلنا: من هذا؟ فقالوا: محمد [2] بن قادم. وكان مع إسحاق بن إبراهيم المصعبىّ؛ قال ثعلب: وكان ابن قادم يشبه الناس فى خلقه وعلمه. قال: وجّه إلىّ إسحاق يوما فأحضرنى فلم أدر ما السبب، فلما قربت من مجلسه تلقّانى ميمون بن إبراهيم كاتبه على الرسائل وهو على غاية الهلع والجزع، فقال لى بصوت خفىّ: إنه إسحاق، ومرّ غير متلبّث ولا متوقف حتى رجع إلى مجلس إسحاق، فراعنى ذلك، فلما مثلت بين يديه قال لى: كيف يقال: «وهذا المال مالا» أو «هذا المال مال»؟ فعلمت ما أراد ميمون، فقلت له: الوجه «[وهذا [3]] المال مال»، ويجوز «وهذا المال مالا»، فأقبل إسحاق على ميمون بغلظة وفظاظة، ثم قال: الزم الوجه فى كتبك، ودعنا من يجوز ويجوز. ورمى بكتاب كان فى يده، فسألت عن الخبر فإذا ميمون قد كتب إلى المأمون وهو

_ [1] فى طبقات الزبيدى: «لن ترانى». [2] فى طبقات الزبيدى: «فقالوا: أستاذه محمد بن قادم». [3] من طبقات الزبيدى.

ببلاد الروم عن إسحاق، وذكر مالا حمّله إليه، فكتب: «وهذا المال مالا»، فخط المأمون على الموضع من الكتاب، ووقع بخطه فى حاشيته: تخاطبنى [1] بلحن! فقامت القيامة على إسحاق. فكان ميمون بعد ذلك يقول: ما أدرى كيف أشكر ابن قادم، أبقى علىّ روحى ونعمتى. قال ثعلب: فكان هذا مقدار العلم، وعلى حسب ذلك كانت الرغبة فى طلبه والحذر من الزلل. قال: وهذا [المال [2]] مالا ليس بشىء، ولكن أحسن ابن قادم فى التأتّى لخلاص ميمون. وكان ابن قادم يعلّم المعتز [3] قبل الخلافة، فلما ولى الخلافة بعث إليه، فجاء الرسول وهو فى منزله شيخ كبير، فقيل له: رسول أمير المؤمنين، فقال: ليس أمير المؤمنين ببغداذ- يعنى المستعين [4].- قالوا: لا، قد ولى المعتزّ. وكان المعتزّ قد حقد عليه عقيب تأديبه، فخشى من تأديبه، وقال لعياله: عليكم السلام. وخرج فلم يرجع إليهم؛ وهذا فى سنة إحدى وخمسين ومائتين. وله من الكتب المصنفة من تصنيفه: كتاب غريب الحديث. كتاب الملوك فى النحو.

_ [1] فى طبقات الزبيدى: «تكاتبنى». [2] من طبقات الزبيدىّ. [3] هو أبو عبد الله محمد بن المتوكل المعروف بالمعتز بالله الخليفة العباسى، بويع بالخلافة سنة 252 عقب خلع المستعين، ولم يكن بسيرته وعقله بأس؛ إلا أن الأتراك كانوا قد استولوا منذ قتل المتوكل على المملكة، واستضعفوا الخلفاء، فلما تولى المعتز ثاروا وطلبوا منه مالا فاعتذر إليهم، وقال: ليس فى الخزانة شىء، فاتفقوا على خلعه وقتله، وقتلوه سنة 255. الفخرى ص 214. [4] هو أحمد بن محمد بن المعتصم المعروف بالمستعين، الخليفة العباسى. بويع بالخلافة بعد وفاة المنتصر. وكان مستضعفا فى رأيه وعقله وتدبيره، وكانت أيامه كثيرة الفتن، ودولته شديدة الاضطراب، وخلع سنة 252، وقتل بعد ذلك. الفخرى ص 212.

664 - محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله أبو يحيى الكوفى الأسدى المعروف بابن كناسة

664 - محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله أبو يحيى الكوفىّ الأسدىّ المعروف بابن كناسة «1» محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله بن خليفة بن زهير بن نضلة [1] بن معاوية بن مازن بن كعب بن دويبة بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان [2]. ويعرف بابن كناسة أبو يحيى الكوفى الأسدىّ. ويقال إن كناسة لقب أبيه عبد الله. وقيل لقب جده عبد الأعلى. وهو ابن أخت إبراهيم ابن أدهم [3] الزاهد.

_ [1] فى الأغانى: «نضلة بن أنيف بن مازن بن صهبان، واسم صهبان كعب بن دويبة». [2] هو دودان بن أسد بن خزيمة. [3] روى صاحب الأغانى عن مصعب الزبيرىّ قال: قلت لمحمد بن كناسة الأسدى ونحن بباب أمير المؤمنين: أأنت الذى تقول فى إبراهيم بن أدهم العابد: رأيتك ما يغنيك ما دونه الغنى ... وقد كان يغنى دون ذاك ابن أدهما وكان يرى الدنيا صغيرا عظيمها ... وكان لحق الله فيها معظما وأكثر ما تلقاه فى القوم صامتا ... فإن قال بذ القائلين وأحكما فقال محمد بن كناسة: أنا قلتها، وقد تركت أجودها، فقال. أهان الهوى حتى تجنبه الهوى ... كما اجتنب الجانى الدم الطالب الدما وهو إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد العجلىّ، أبو إسحاق البلخى. أحد الزهاد والأعلام. قال البخارى: إنه مات سنة 160. خلاصة تذهيب الكمال ص 13، وفوات الوفيات (1: 3).

كان عالما بالعربية وأيام الناس والشعر. وروى عن الأئمة الأثبات فى وقته. وروى عنه الجمّ الغفير. وكان متواضعا، رآه بعض الناس وهو يحمل بطن شاة بيده، فقال له: أنا أحملها عنك، فأنشده: ما ينقص الكامل من كماله ... ما جرّ من خير إلى عياله قال إسحاق بن إبراهيم [1]: أتيت إلى محمد بن كناسة لأكتب عنه، فكثر عليه أصحاب الحديث، فتضجر بهم وتجهمهم، فلما انصرفوا عنه دنوت منه، فهش إلىّ واستبشر بى، وبسط من وجهه، فقلت له: عجبت من تفاوت حالتيك، فقال: أضجرنى هؤلاء بسوء آدابهم، فلما حييتنى أنت انبسطت إليك وأنشدتك. وقد حضرنى فى هذا المعنى بيتان، وهما: فىّ انقباض وحشمة فإذا ... صادفت أهل الوفاء والكرم أرسلت نفسى على سجيّتها ... وقلت ما قلت غير محتشم فقلت: وددت والله أن هذين البيتين لى بنصف ما أملك. فقال: قد وفّر الله عليك مالك، والله ما سمعهما أحد، ولا قلتهما إلا لك الساعة؛ فقلت له: فكيف لى بعلم ينسى أنهما ليسالى [2]!. قال إسحاق: فأذكرت ابن كناسة هذين البيتين بعد، فقال: لكنى أقول اليوم: ضعفت عن الإخوان حتى جفوتهم ... على غير زهد فى الإخاء ولا الودّ ولكنّ أيامى تخرّمن قوتى ... فما أبلغ الحاجات إلا على جهدى وسئل يحيى بن معين عن محمد بن كناسة فقال: ثقة. وقال على بن المدينىّ: كان ابن كناسة شيخا ثقة صدوقا.

_ [1] هو إسحاق بن إبراهيم أبو محمد الموصلى. تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأوّل ص 250. [2] الخبر فى تاريخ بغداد (5: 406 - 407).

وقال محمد بن أحمد بن يعقوب: حدثنا جدّى قال: محمد بن كناسة أسدىّ من أنفسهم، وهو ثقة صالح التثبّت، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزاهد، وكان له علم بالعربية والشعر وأيام الناس. ولد ابن كناسة فى سنة ثلاث وعشرين ومائة، ومات بالكوفة لثلاث ليال خلون من شوّال سنة سبع ومائتين فى خلافة المأمون. وقال ابن قانع: مات فى سنة تسع ومائتين. والأول أصح، والله أعلم. قال ابن الكوفىّ: أبو يحيى محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الأسدىّ من أهل الكوفة، انتقل إلى بغداد وأقام بها، وأخذ عن جلّة الكوفيين، ولقى رواة الشعر وفصحاء بنى أسد مثل جزىّ [1] وأبى الموصول وأبى صدقة. وكل هؤلاء من بنى أسد، وعنهم أخذ، وكان شاعرا. وله من التصانيف كتاب الأنواء. كتاب معانى الشعر. كتاب سرقات الكميت من القرآن وغيره. قال أبو عبد الله المرزبانىّ: الصحيح أن كناسة هو عبد الله أبو محمد بن كناسة وأم محمد بن كناسة عجلية، وهى حسنة بنت موسى بن جابر. وكان يكنى بأبى يحيى، ولد له ولد، ومات يحيى قبله، فرثاه بقوله: تفاءلت لو يغنى التفاؤل باسمه ... وما خلت فألا قبل ذاك يفيل فسميته يحيى ليحيا ولم يكن ... إلى قدر الرحمن فيه سبيل قال محمد بن كناسة: أتيت امرأة من بنى أود فكحلتنى وقالت لى: اضطجع ولتهدأ؛ حتى يبلغ الكحل فى عينيك، فاضطجعت وقلت [2]: أمخترمى ريب المنون ولم أزر ... طبيب بنى أود على النأى زينبا قال: فقالت: أتدرى فيمن قيل هذا الشعر؟ قلت: لا، قالت: [فىّ والله قيل [3]] وأنا والله زينب [التى عناها [3]؛ وأنا] طبيب بنى أود [4].

_ [1] فى الأصلين: «هوسى» وهو تصحيف، صوابه من الفهرست. [2] فى الأغانى: «ثم تمثلت قول الشاعر». [3] من الأغانى. [4] الخبر فى الأغانى (12: 109)، وبقية الخبر: «أفتدرى من الشاعر؟ قلت: لا، قالت عمك أبو سماك الأسدىّ».

665 - محمد بن عبد الله أبو عبد الله المكفوف الأندلسى المعروف بابن الأصفر

665 - محمد بن عبد الله أبو عبد الله المكفوف الأندلسىّ المعروف بابن الأصفر «1» مولى قريش، كان مفيدا للقرآن والشعر والنحو. وكان حظّه من علم النحو متوفرا، وكان له فى علم الكلام تقدّم وبصر بمعانى الشعر؛ شعر حبيب وغيره من أشعار المحدثين، وكان له شعر. وهو بذىء اللسان شديد النيل من الأعراض، وكان مقامه بإشبيلية، ثم رحل إلى قرطبة، فسكنها حتى توفى بها. وله فى جهور [1]: وإنى امرؤ أستغفر الله كلّما ... هجوت امرأ إلا أبا الحزم جهورا وكان بالأندلس وزير قد استناب فى ضياعه ثلاثة رجال كواسج عور العيون ولما دخلوا أنكر عليهم بعض أمورهم، وألوى عنهم، فكتب إليه يقول: لله [أنت] فقد أحسنت ما شينا ... أعطيتنا كرما أقصى أمانينا وإنهم لمساكين سواسية ... والله أوصاك أن تعطى المساكينا إن الكواسجة العور العيون أتوا ... وأنت تزورّ عنهم حين يأتونا أدوا عشورك واستبقوا على وجل ... وليس عندهم شىء يؤدونا [2]

_ [1] هو الوزير أبو الحزم جهور بن محمد بن جهور، ذكره الفتح ابن خاقان فى المطمح ص 14، وقال: «هو جهور، أهل بيت وزارة، اشتهروا كاشتهار ابن هبيرة وفزارة، وأبو الحزم أمجدهم فى المكرمات، وأنجدهم فى الملمات»، ولى الوزارة فى أيام الدولة العامرية بالأندلس إلى أن انقرضت، فاعتزل العمل مدة، ثم استمال إليه فريقا من أهل التقوى والوجاهة، ودعاهم إلى مبايعة هشام المعتمد بالله فوافقوه، واستولوا على قرطبة، ثم خلع المعتمد بالله، وانقضت الدولة الأموية بالأندلس، واستقل أبو الحزم بقرطبة إلى أن مات سنة 435. [2] قال ابن مكتوم: «هو من تلامذة جابر بن غيث اللبلى النحوى؛ ذكرهما أبو بكر أحمد بن محمد ابن موسى الرازى فى كتابه المستقصى فى أخبار الأندلس.

666 - محمد بن عبد الله المقرىء النحوى اللغوى الصقلى أبو بكر

666 - محمد بن عبد الله المقرىء النحوىّ اللغوىّ الصّقلى أبو بكر «1» من أهلها المقيمين بها. وكان من أهل القرآن والتفسير والورع والتعفف. له فى النحو فهم صاف، وفى اللغة قسم واف؛ ابتلى بحب فتى من أبناء قوّاد صقليّة، فهام به، وسلب لبه، وفقد أربه، ولم يزل جسمه ينحل ويضنى، ويذبل ويفنى وعيل فى حبه صبره؛ إلى أن نفث الدم صدره. وكان يصنع فيه الشعر طول أيامه، ومدّة غرامه؛ إلى أن فارق دنياه، وصار إلى أخراه؛ من دون ذنب فى حبّه ارتكبه، ولا عيب فى نفسه اكتسبه، أعاضه الله الجنة من شبابه، وغفر له يوم حسابه. فمن شعره فيه قوله من قصيدة أوّلها: هذا خيالك فى الجفون يلوح ... لو كان فى الجسم المعذب روح يا سالما مما أقاسى فى الهوى ... هل يشتفى من قلبى التبريح غادرتنى غرض الرّدى وتركتنى ... لا عضو لى إلّا وفيه جروح لله ما صنعت لواحظ جفنه ... لو بلغت نفسى الردى فتريح ويقول فيها: لو عاينت عيناك قذفى من فمى ... كبدى ودمعى مع دمى مسفوح لرأيت مقتولا ولم تر مقتلا ... ولخلت أنى من فمى مذبوح يا ويح إنى قد جرحت وما دروا ... أنى بأسياف الجفون جريح قل للذى منه علقت منيتى ... أأباح قتلى يا ظلوم مبيح! كبدى على صدرى جرت فإلى متى ... أغدو أعذّب فى الهوى وأروح! ومن ذلك قوله: حسبوا دموعى إذ رأوها من دمى ... عن علة حدثت لفرط بكاء تالله ما هى غير أن بليتى ... من مقلتى أفضت إلى أحشائى فتقطعت كبدى وغيضت أدمعى ... فجرى إلى عينىّ فيض دمائى

667 - محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن محمد ابن محمد بن مكيال

667 - محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن محمد ابن محمد بن مكيال «1» ذكره الحافظ أبو عبد الله فى تاريخ نيسابور فقال: «أبو جعفر الأديب، وهو الرئيس ابن الرئيس الأوحد؛ الذى جلّ عن الرياسة. وجدّه [1] الشيخ أبو العباس. قد قدّمت ذكر سلفه عند [2] ذكر جدّه [3] وابنه على نحو ما قالت الخنساء: كأنه علم من فوقه نار [4] «فأما أبو جعفر؛ فإنه أديب شاعر لغوىّ. وقد تفقه عند قاضى الحرمين أبى الحسن، وسمع أحمد بن كامل القاضى، وأحمد بن سليمان الفقيه وعبد الله بن إسحاق الخراسانى وأقرانهم ببغداذ. وحدّث، وعقد له الإملاء سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، ودفن فى دار الشيخ أبى محمد. أنشدنى أبو جعفر الميكالى: اشرح لمكروه بدا صدرا فقد ... يكفيك ربّ قد كفى ما قد مضى واعلم بأنك لو أتيت بكل من ... وطئ الحصى لم يدفعوا ما قد قضى وإذا تحققت الذى قد قلته ... فاستبدل الحزن المبرّح بالرضا [5]

_ [1] فى الأصلين: «وهو» تحريف. [2] فى الأصلين: «عن» تحريف. [3] تقدمت ترجمة جدّه إسماعيل بن ميكال للمؤلف فى الجزء الأوّل ص 234؛ وذكر أباه عبد الله صاحب الدمية (4: 382) وقال: «هو أشهر، وذكره أسير، وفضله أكثر من أن ينبه عليه، وله مع كرم حسبه، وتكامل شرفه فضيلة علمه وأدبه». [4] عجز بيت وصدره: وإن صخر لتأتم الهداة به [5] قال ابن مكتوم: «غلط أبو جعفر رحمه الله فى إدخال الباء على «الرضا» والصواب إدخالها على «الحزن» ونصب «الرضا» لأن المنصوب هو العوض الحاصل، وما دخلت عليه الباء هو المعوّض عنه الذاهب، هذا كلام العرب، قال الله تعالى: وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ . وقال: «أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ» ، وقال: وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ أى يستبدل بكم وقال الراجز: أبدلك الله بلون لونين فلو قال: «فاسنبدلن بحزنك البرح الرضا» لأجاد، وقد غلط فى هذا كثير من المصنفين والفقهاء والأدباء».

668 - محمد بن عبد الله المذكر أبو بكر الطائى

668 - محمد بن عبد الله المذكر أبو بكر الطائى «1» الأديب البارع؛ من مشاهير الأدباء والفضلاء بنيسابور. قرأ عليه أولاد المشايخ كتب الأدب. وكان يؤدّب أولاد الرئيس منصور بن رامش، ويقرأ لهم ولغيرهم الأحاديث. ذكره عبد الغافر الفارسىّ. 669 - محمد بن عبد الله أبو الحسن الورّاق النحوىّ «2» عالم بالنحو وعلله. وكان بغداذيا، وصنف فى النحو كتبا حسانا: كتاب علل النحو مشهور. كتاب الهداية فى شرح مختصر الجرمى. قال هلال بن المحسن فى تاريخه: «فى سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة مات أبو الحسن محمد بن عبد الله الورّاق النحوىّ [1]». 670 - محمد بن عبد الرحمن بن أبى المعالى الوارينى أبو عبد الله «3» من أهل قزوين. له معرفة بالنحو واللغة وبالشروط، مات ببلده. 671 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن جعفر بن محمد أبو سعد ابن أبى بكر الكنجروذىّ الفقيه الأديب النحوىّ النيسابورىّ «4» شيخ مشهور من أهل الفضل، وله قدم فى الطب والفروسية وأدب السلاح، وكان بارعا فى وقته لاجتماع فنون العلم عنده، كثير الأسانيد فى الأدب وغيره. لقى

_ [1] قال ابن مكتوم: «هو محمد بن عبد الله بن العباس بن الورّاق، ختن القاضى أبى سعيد السيرافى على ابنته. قرأ القرآن بالروايات على أبى بكر محمد بن مقسم وروى عنه. قرأ على أبى على الأهوازى وروى عنه، ومات يوم الأحد الرابع من جمادى الأولى من عام أحد وثمانين وثلاثمائة».

672 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسعود بن أحمد بن الحسين ابن محمد البنجديهى أبو عبد الله

ببغداذ أئمة النحو واللغة والأدب، وله سفر حسن، وتصدر بنيسابور للإفادة زمانا طويلا. توفى سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. 672 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسعود بن أحمد بن الحسين ابن محمد البنجديهىّ أبو عبد الله «1» وقيل أبو سعيد. من أهل بنجديّه؛ من أعمال مرو الروذ، ومعناه الخمس قرى، وهى القرى التى تخرج الحرير الكثير فى ذلك القطر. له أدب وفقه وفضل؛ محدّث جوّال، دخل العراق وخرج إلى الشام وديار مصر، وأقعد لتأديب الملك الأفضل [1] بن الناصر الملك صلاح الدنيا والدين أبى المظفر يوسف بن أيوب. وألف شرح المقامات، فأشبع الشرح من اللغة والعربية والمعانى، وهو أبسط شروحها [2]؛ وقنى كتبا جميلة الوصف، واستعان بجاه الملك على قنيتها. أخبرنى أبو البركات الهاشمى الحلبىّ قال: لما دخل صلاح الدين حلب سنة سبع وسبعين وخمسمائة نزل البنجديهىّ إلى الجامع إلى خرانة الوقف بها، واختار منها جملة أخذها، لم يمنعه منها مانع، ورأيته وهو يحشرها فى عدل. وحصّل من كتب

_ [1] هو الملك الأفضل على بن السلطان صلاح الدين يوسف، ولد بمصر سنة 565، وملك الشام فى حياة أبيه ثم من بعده، وتنقلت به الأحوال إلى أن صار صاحب سميساط، وكان فاضلا شاعرا؛ إلا أنه كان قليل الحظ غير مسعود فى حركاته. توفى سنة 622. النجوم الزاهرة (6: 262). [2] قال صاحب كشف الظنون: أوله «الحمد لله الذى خمر أساجيع الكلم فى ضمائر الفصحاء ... » قال: «وسميته بمغانى المقامات فى معانى المقامات».

673 - محمد بن عبد الرحيم بن يعقوب أبو عبد الله بن أبى خلف

اللغة والأدب كل جميل. ومما حصله كتاب المحكم فى اللغة لابن سيده الأندلسىّ؛ وهو كتاب كبير فى عدّة مجلدات يقارب العشرين. وكانت هذه النسخة للأشيرىّ [1] المغربىّ، واشتراها من تركة المجد بن جهبل الحلبىّ وأخذها منه بالجاه، وهى فى وقفه بدمشق، وكان أهل الحديث يستلينونه فى الحديث. وكان لقبه التاج؛ أدركته بمصر يسمع عليه، ويستفاد منه. وهو نازل بدار سعيد السعداء التى جعلت للصوفية بالقاهرة تجاه دار السلطان. وذكر أن مولده فى سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. وتوفى بدمشق فى ليلة السبت تاسع عشرين شهر ربيع الأوّل من سنة أربع وثمانين وخمسمائة، ودفن بسفح جبل قاسيون [2]. ووقف كتبه بها على رباط الصوفية المعروف بالسّميساطىّ [3]. والله أعلم. 673 - محمد بن عبد الرحيم بن يعقوب أبو عبد الله بن أبى خلف «1» الأرّجانىّ الأصل الهمذانى المولد. والأرّجان من نواحى الرىّ. له معرفة باللغة وأشعار العرب، وسافر الكثير، واستفاد وأفاد. ولقى علماء أهل البلاد فى خراسان والشام والعراق والحجاز والجزيرة وما وراء النهر. وخرج من الموصل

_ [1] تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 137. [2] قاسبون: هو الجبل المشرف على مدينة دمشق. قال ياقوت: «وفيه عدة مقابر، وفيها آثار الأنبياء وكهوف، وفى سفحه مقبرة أهل الصلاح؛ وهو جبل مقدس، يروى فيه آثار، وللصالحين فيه أخبار». [3] السميساطى: منسوب إلى سميساط، مدينة على شاطئ الفرات فى طرف بلاد الروم؛ ولعلها دار أبى القاسم على بن محمد السميساطى المتوفى بدمشق سنة 453، ذكره ياقوت فى معجم البلدان (5: 138): وقال: «ودفن فى داره بباب الناطفانيين، وكان قد وقفها على فقراء المؤمنين والصوفية، ووقف علوها على الجامع».

674 - محمد بن عبد الخالق أبو الوازع الخراسانى اللغوى النحوى

طالبا تكريت [1]. وتوفى بها فى يوم الأربعاء التاسع والعشرين من جمادى الأولى من سنة خمس وستمائة، ودفن بمقبرة المشهد ولم يبلغ الأربعين [2]. 674 - محمد بن عبد الخالق أبو الوازع الخراسانى اللغوىّ النحوى «1» كان عالما بالنحو والغريب، صادقا فيما يروى. روى عنه أبو تراب وغيره. وروى ابن الوازع نوادر الأعراب الذين كانوا مع ابن طاهر [3] بنيسابور، وجمعها ورويت عنه. 675 - محمد بن عبد السلام أبو عبد الله الأديب النحوىّ المعروف بالتّدميرىّ «2» سكن قرطبة. انتفع به فى علوم الأدب. وتوفى فقيدا فى وقعة قنتيش [4] سنة أربعمائة مع أبى عثمان بن القزاز. ذكره ابن حيان مؤرّخ الأندلس وذكر فى وصفه: «كان خيّرا ورعا عابدا متقشفا متفننا فى العلوم، ذا حظ من الأدب والمعرفة، وكان قد نظر فى شىء من الحدثان».

_ [1] تكريت: بلد بين بغداد والموصل، افتتحها المسلمون فى سنة 16. [2] قال ابن مكتوم: «كان يذكر أنه من ولد أبى يوسف القاضى، وكان كيسا حسن الأخلاق متودّدا إلى الناس، مولده بهمذان فى سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة». [3] هو عبد الله بن طاهر، تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص 384. [4] قنتيش: اسم جبل عند وادى الحجارة عن أعمال طليطلة (ياقوت).

676 - محمد بن عبد العزيز بن محمد بن محمود بن سهل بن منده أبو نصر التميمى الأصبهانى النحوى المعروف بسيبويه

676 - محمد بن عبد العزيز بن محمد بن محمود بن سهل بن منده أبو نصر التميمىّ الأصبهانىّ النحوىّ المعروف بسيبويه «1» حسن الأدب، أحد وجوه العلم؛ عالم بالنحو واللغة. حدّث عن زيد ابن عبد الله بن رفاعة [1] الهاشمىّ وأبى الخير أحمد بن زكريا الفارسىّ الأديب، وأبى الحسين بن فارس اللغوىّ الأديب. قال ابن منده [2]: سمعت أبا نصر النحوىّ يقول: سمعت أبا الحسين بن فارس الأديب يقول: دخلت بغداذ طالبا للحديث، فحضرت مجلس بعض المحدّثين، فرأيت شابا وعليه سمة جمال، وليست معى قارورة، فاستأذنته فى كتب الحديث من قارورته، فقال: من انبسط إلى الإخوان بالاستئذان، فقد استحق الحرمان. قال: وسمعته يقول: سمعت أبا الحسين بن فارس يقول: سمعت أبا محمد بن أبى اليسار يقول: أبو أحمد العسكرىّ يكذب على الصّولىّ [3] مثل ما كان الصولىّ يكذب على الغلابىّ [4]؛ مثل ما كان الغلابىّ يكذب على سائر الناس. قال ابن منده أيضا: وأنشدنا أبو نصر الملقب بسيبويه قال: أنشد أبو الحسين أحمد بن فارس رحمه الله:

_ [1] قال أبو حيان التوحيدىّ: «كان زيد بن رفاعة ذا ذكاء وذهن وقاد، ويقظه واتساع فى الفنون، من النظم والنثر والكتابة والبراعة فى الحساب والحفظ لأيام الناس، ومعرفة بالمقالات وتبصر فى الآراء، وتصرف فى كل فنّ؛ لكنه لا ينسب لمذهب؛ لجيشانه فى كل شىء، وغليانه فى كل باب، وكان قد صحب المقدسى والمهرجونى والريحانى وغيرهم، وهم الذين كانوا وضعوا رسائل إخوان الصفاء، ورامو الجمع بين الفلسفة والشريعة». وانظر لسان الميزان (2: 506)، وتاريخ بغداد (8: 450). [2] هو أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب المعروف بابن منده؛ تقدّمت ترجمته فى حواشى الثانى ص 27. [3] هو أبو بكر محمد بن يحيى الصولى، تأتى ترجمته للمؤلف. [4] هو أبو جعفر محمد بن زكريا الغلابىّ البصرىّ الأخبارىّ، ذكره ابن حجر فى لسان الميزان (1: 168)، وقال إنه تكلم فيه.

677 - محمد بن عبد الملك بن على بن عيسى النحوى أبو سعيد البغداذى

إذا كنت فى حاجة مرسلا ... وأنت بها كلف مغرم فأرسل حكيما ولا توصه ... وذاك الحكيم هو الدّرهم وقال أيضا: لا تلمنى على ركاكة عقلى ... إذ تيقنت أننى همذانى 677 - محمد بن عبد الملك بن على بن عيسى النحوىّ أبو سعيد البغداذىّ «1» سمع أبا الحسن على بن أحمد بن عمرو بن الحمامىّ [1]، وأبا الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزاز [2] وأبا على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز [3] وطبقتهم. وكان نحويا، حدّث بشىء يسير، وما انتشرت عنه الرواية. ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد العاصمىّ النّخشبىّ [4] فى معجم شيوخه وقال: «أبو سعيد النحوىّ كهل ليس من أهل السنة، سمع ابن بشران [5] وأبا بكر البرقانىّ [6] وجماعة. كان يكتب معنا الحديث».

_ [1] ذكره ابن تغرى بردى فى وفيات سنة 418. وقال: «كان إماما محدثا كبير الشأن، سمع وحدث». النجوم الزاهرة (4: 265). [2] ولد فى سنة 339، وكان فى الفقه على مذهب العراق؛ توفى سنة 419، تاريخ بغداد (3: 231). [3] ولد فى سنة 339، وكان يفهم الكلام على مذهب الأشعرى. وتوفى سنة 416. تاريخ بغداد (7: 297). [4] فى الأصلين: «التخشيبىّ»، تصحيف؛ والنخشبىّ، بالفتح ثم السكون: منسوب إلى نخشب، مدينة من مدن ما وراء النهر. ذكره ياقوت فى معجم البلدان (8: 272)، وروى عن ابن الأكفانى أنه توفى سنة 456. [5] هو أبو بكر القرشىّ محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران؛ ذكره الخطيب، وقال: سألته عن مولده فقال: فى جمادى الآخرة من سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة». توفى سنة 448. تاريخ بغداد (2: 348). [6] هو أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقانى، تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 303.

678 - محمد بن عبد الواحد بن أبى هاشم أبو عمر اللغوى الزاهد المعروف بغلام ثعلب

678 - محمد بن عبد الواحد بن أبى هاشم أبو عمر اللغوىّ الزاهد المعروف بغلام ثعلب «1» فاضل كامل، حافظ للّغة. روى الكثير عن الأئمة الأثباث وروى عنه الجم الغفير. وكان اشتغاله بالعلوم واكتسابها قد منعه عن اكتساب الرزق والتحيّل له؛ فلم يزل مضيّقا عليه، وكانت صناعته التطريز. وكان ابن ماسى ينفذ إليه فى الوقت بعد الوقت ما ينفقه عليه، ثم قطع عنه ذلك مدّة لعذر عارضه. ثم أنفذ إليه بعد ذلك جملة ما أخره عنه. وكتب إليه رقعة يعتذر فيها عن تأخيره ذلك، فردّ عليه ما سيّره، وأمر بعض من بين يديه أن يكتب على ظهر رقعته: «أكرمتنا فملكتنا؛ وتركتنا فأرحتنا». وابن ماسى هذا هو إبراهيم بن أيوب، والد أبى محمد. والله أعلم. وكان أبو عمر- رحمه الله- يحثّ الطلبة على مكارم الأخلاق، وكان يقول لهم: ترك حقوق الإخوان مذلة، وفى قضاء حقوقهم رفعة، فاحمدوا الله على ذلك، وسارعوا إليه، وبالغوا فى قضاء حوائجهم ومسارّهم تكافئوا على ذلك.

وكان مغاليا فى حبّ معاوية، وعنده جزء من فضائله. وكان إذا ورد إليه من يروم الأخذ عنه ألزمه قراءة ذلك الخبر. وكان جماعة يكذّبونه فى أكثر رواياته اللغة ويقولون: لو طار طائر لقال أبو عمر: «حدّثنا ثعلب عن ابن الأعرابى ... »، ويذكر فى معنى ذلك شيئا. فأما رواية الحديث فالمحدّثون يوثّقونه على ذلك. وكان حافظا مكثرا من اللغة أملى جميع ما ينسب من التصانيف من لسانه من غير صحيفة، وكتبها الرواة عنه ومن غير إملائه. ويقال: إنه أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة لغة؛ فلذلك الإكثار نسب إلى الكذب. وكان يسأل عن شىء قد تواطأ الجماعة على وضعه فيجيب عنه، ثم يترك سنة ويسأل عنه، فيجيب ذلك الجواب بعينه. فمما جرى له فى ذلك أنّ جماعة قصدوه للأخذ عنه؛ فتذاكروا فى طريقهم عند قنطرة هناك [1] إكثاره وكذبه، فقال أحدهم: أصحّف له اسم هذه القنطرة وأسأل عنه؛ فانظروا ماذا يجيب؟ فلما دخلوا عليه قال له: أيها الشيخ، ما «الهرطنق [2]» عند العرب؟ فقال: كذا وكذا. فضحك الجماعة سرّا وانصرفوا. وبعد شهر تركوا من سأله عنها فقال: ألست سألت عن هذه المسألة من مدّة كذا وكذا، وأجبت عنها بكذا! فعجب الجماعة من فطنته وذكره للمسألة والوقت، وإن لم يتحققوا صحة ما ذكره. وكان أبو الحسن معز الدولة بن بويه [3] قد قلّد شرطة بغداذ لغلام له اسمه خواجا، فبلغ أبا عمر الزاهد الخبر- وكان يملى كتاب الياقوته»، فلما جلس للإملاء قال:

_ [1] فى تاريخ بغداد: «قنطرة الصراة»، والصراة: نهر ببغداد. [2] فى الأصلين: «القنطرة» وهو تصحيف، وما أثبته عن معجم الأدباء. [3] هو معز الدولة أبو الحسن أحمد بن بويه بن فناخسرو، أحد ملوك دولة بنى بويه، ملك بغداد نيفا وعشرين سنة، وتوفى سنة 356. شذرات الذهب (3: 18)، والنجوم الزاهرة (4: 14).

اكتبوا ياقوتة خواجا، الخواج فى أصل لغة العرب الجوع، ثم فرّع على هذا بابا وأملاه؛ فاستعظم الناس ذلك من كذبه، وتتبعوه فى كتب اللغة. قال أبو على الحاتمىّ الكاتب اللغوىّ: أخرجنا فى أمالى الحامض عن ثعلب عن ابن الاعرابى: الخواج: الجوع. وكان أبو عمر الزاهد يؤدّب ولد القاضى أبى عمر محمد بن يوسف [1]. فأملى يوما على الغلام نحوا من ثلاثين مسألة فى اللغة، وذكر غريبها وختمها ببيتين من الشعر. وحضر أبو بكر بن دريد وأبو بكر بن الأنبارى وأبو بكر بن مقسم عند أبى عمر، فعرض عليهم تلك المسائل؛ فما عرفوا منها شيئا، وأنكروا الشعر. فقال لهم القاضى: ما تقولون فيها؟ فقال له ابن الأنبارى: أنا مشغول بتصنيف مشكل القرآن، ولست أقول شيئا. وقال ابن مقسم مثل ذلك واحتج باشتغاله بالقراءات. وقال ابن دريد: هذه المسائل من موضوعات أبى عمر، ولا أصل لشىء منها فى اللغة؛ وانصرفوا. وبلغ أبا عمر ذلك فاجتمع مع القاضى وسأله إحضار دواوين جماعة من قدماء الشعراء عيّنهم لهم؛ ففتح القاضى خزانته وأخرج له تلك الدواوين، فلم يزل أبو عمر يعمد إلى كلّ مسألة ويخرج لها شاهدا من بعض تلك الدواوين ويعرضه على القاضى حتى استوفى جميعها، ثم قال: وهذان البيتان أنشدهما ثعلب بحضرة القاضى، وكتبهما القاضى بخطه على ظهر الكتاب الفلانىّ. فأحضر القاضى الكتاب فوجد البيتين على ظهره بخطّه كما ذكر أبو عمر. وانتهت القصة إلى ابن دريد، فلم يذكر أبا عمر بلفظة حتى مات.

_ [1] هو أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب القاضى الأزدىّ. ولى قضاء بغداذ والأعمال المتصلة بها سنة 284؛ ثم نقل إلى قضاء الشرقية سنة 296، ثم صرف عنها سنة 297، ولازم منزله، ثم عاد إلى القضاء بعد ذلك، ونقل الناس عنه علما من الحديث والفقه والأخبار، وتوفى سنة 320. تاريخ بغداد (3: 401).

قال رئيس الرؤساء [1]: وقد رأيت أشياء كثيرة مما استنكر على أبى عمر ونسب إلى الكذب فيها مدوّنه فى كتب أئمّة أهل العلم، وخاصة فى غريب المصنف لأبى عبيد، أو كما قال. وقال عبد الواحد بن على بن برهان الأسدىّ أبو القاسم [2]: لم يتكلّم فى علم اللغة أحد من الأوّلين والآخرين أحسن من كلام أبى عمر الزاهد. قال: وله كتاب غريب الحديث، وصنفه على مسند أحمد بن حنبل، وكان يستحسنه جدا. قال أبو الفتح عبيد الله بن أحمد [3] النحوىّ: أنشدنا أبو العباس بن اليشكرىّ فى مجلس أبى عمر محمد بن عبد الواحد اللغوىّ يمدحه: أبو عمر أوفى من العلم مرتقى ... يزل مساميه ويردى مطاوله [4] فلو أننى أقسمت ما كنت كاذبا ... بأن لم ير الراءون بحرا يعادله هو الشّخت [5] جسما والفضائل جمّة ... فأعجب بمهزول سمين فضائله [6] تضمّن من دون الحناجر زاخرا ... تغيب على من لجّ فيه سواحله إذا قلت شارفنا أواخر علمه ... تفجّر حتى قلت هذا أوائله

_ [1] هو أبو القاسم على بن الحسن بن أحمد المعروف بابن مسلمة، استكتبه الخليفة القائم بأمر الله واستوزره، ولقبه رئيس الرؤساء، شرف الوزراء، جمال الورى، وكان عالما بفنون كثيرة. قتله أبو الحارث البساسيرى سنة 451، فى قصة مشهورة. (انظر تاريخ بغداد 12: 491)، و (النجوم الزاهرة 5: 64). [2] تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 213. [3] تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 152. [4] المرتقى: المكان العالى. ومساميه: مفاخره. ومطاوله: مغالبه. [5] الشخت: الضامر من غير هزال. [6] روايته فى معجم الأدباء: هو الشخت جسما والسمين فضيلة ... فأعجب بمهزول سمان فضائله

مولد أبى عمر- رحمه الله- فى سنة إحدى وستين ومائتين. وتوفى- رحمه الله- يوم الأحد، ودفن فى يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من ذى القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، ودفن فى الصّفة التى دفن فيها بعده أبو بكر الأدمىّ القارىء، وهى مقابلة قبر معروف الكرخى؛ بينهما عرض الطريق. كان ينزل فى سكة أبى العنبر ببغداد، وبلغ من السّن ستا وثمانين سنة. ولمّا صنّف كتاب الياقوت فى اللغة، زاد فيه مرّة بعد مرّة. رئى [1] من خطّ أبى الفتح عبيد الله بن أحمد النحوىّ، [عليه]، وكان صدوقا بحاثا [منقرا [2]]، قال: «وكان أبو عمر محمد بن عبد الواحد صاحب أبى العباس ثعلب ابتدأ بإملاء هذا الكتاب كتاب الياقوت يوم الخميس لليلة بقيت من المحرّم سنة ست وعشرين وثلاثمائة فى جامع المدينة، مدينة أبى جعفر، ارتجالا من غير كتاب ولا دستور [3]، فمضى فى الإملاء مجلسا [مجلسا [2]] إلى أن انتهى إلى آخره، وكتبت ما أملى مجلسا يتلو [4] مجلسا، ثم رأى الزيادة [فيه [2]] فزادنى أضعاف ما أملى. وارتجل يواقيت أخر؛ واختص بهذه الزيادة أبو محمد الصفار، لملازمته وتكرير قراءته لهذا الكتاب على أبى عمر؛ فأخذت الزيادات منه. ثم جمع الناس على قراءة أبى إسحاق [5] الطّبرىّ له، وسمّى هذه القراءة الفذلكة، فقرأه عليه وسمعه الناس. ثم زاد فيه بعد ذلك، فجمعت أنا فى كتابى

_ [1] فى الأصلين: «فرأى»، والخبر فى فهرست ابن النديم، والعبارة فيه: «كتاب الياقوت فى اللغة. خبر هذا الكتاب وكيف صح، قرأت بخط أبى الفتح عبيد الله بن أحمد النحوىّ عليه- وكان صدوقا بحاثا منقرا ... »، وساق بقية الخبر. [2] من الفهرست. [3] الدستور فى أصل اللغة: النسخة المعمولة للجماعة. [4] فى ابن النديم: «مجلسا مجلسا». [5] هو إبراهيم بن أحمد بن محمد أبو إسحاق الطبرى، صاحب أبى عمر الزاهد. تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأوّل ص 193.

الزيادات كلها، وبدأت بقراءة الكتاب عليه يوم الثلاثاء لثلاث ليال بقين من ذى القعدة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة إلى أن فرغت منه فى شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. وحضرت النسخ كلّها عند قراءتى نسخة أبى إسحاق الطبرىّ ونسخة أبى محمد الصّفار ونسخة أبى محمد بن سعد القطربلىّ ونسخة أبى محمد الخفاجىّ [1] وزادنى [2] فى قراءتى عليه أشياء، وتوافقنا فى الكتاب من أوله إلى آخره. ثم ارتجل بعد ذلك يواقيت أخر وزيادات فى أضعاف الكتاب، واختص بهذه الزيادة أبو محمد وهب لملازمته [3]، ثم جمع الناس ووعدهم بعرض أبى إسحاق الطبرىّ عليه هذا الكتاب، ويكون آخر جزء [4] منه يتقرّر عليه هذا الكتاب، ولا يكون بعدها زيادة، وسمى هذه العرضة المحرابية [5]. واجتمع الناس يوم الثلاثاء من جمادى الأولى من سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة فى منزلى [6] بحضرة [7] سكة أبى جهير، فأملى على الناس ما نسخته»: «قال أبو عمر محمد بن عبد الواحد: هذه العرضة هى التى تفرد بها الأستاذ [أبو] إسحاق الطبرىّ آخر عرضة أسمعها؛ فمن روى عنى فى هذه النسخة وهذه العرضة حرفا وليس هو من قولى فهو كذاب علىّ، وهى من الساعة إلى الساعة من قراءة أبى إسحاق على سائر الناس، وأنا أسمعها حرفا [حرفا]». قال أبو الفتح: «وبدأ بهذه العرضة يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة».

_ [1] فى الفهرست «الحجازىّ». [2] فى الفهرست: «وزاد لى». [3] فى الأصل «لمابان»، وصوابه من الفهرست. [4] فى الفهرست: «وتكون آخر عرضة يتقرر عليها الكتاب». [5] فى الفهرست: «البحرانية». [6] فى الفهرست: «منزله». [7] فى الفهرست: «قطيعة أبى العنبر».

679 - محمد بن عمر بن عبد الوارث القيسى أبو عبد الله

ولأبى عمر بعد الياقوت من الكتب التى صنفها: كتاب [شرح [1] كتاب] الفصيح. كتاب فائت الفصيح. كتاب المرجان. كتاب غريب الحديث [2]، على الكلمات، عمله للحصرىّ ونحله إياه. كتاب الموضح [3]. كتاب الساعات. كتاب يوم وليلة. كتاب المستحسن. كتاب العشرات. كتاب الشورى. كتاب البيوع. كتاب تفسير أسماء الشعراء. كتاب القبائل. كتاب المكنون والمكتوم. كتاب التفاحة. كتاب المواعظ. كتاب المداخل. كتاب حل المداخل. كتاب النوادر. كتاب فائت العين. كتاب فائت الجمهرة والرّد على ابن دريد. كتاب ما أنكرته الأعراب على أبى عبيد فيما رواه وصنفه. 679 - محمد بن عمر بن عبد الوارث القيسىّ أبو عبد الله «1» يعرف نحال الشرفى، قرطبىّ. كان من أهل هذا الشأن المتقدمين فيه، مع خير وصلاح؛ مولده فى سنة سبع عشرة وثلاثمائة. ومن صلاحه وخيره أنه كان قد احتفر قبره قبل وفاته بيوم، وقد أعدّ أكفانه وجهازه، وقال: يوم الجمعة أدخل قبرى إن شاء الله؛ فكان كذلك. وتوفّى سنة تسع وأربعمائة.

_ [1] من الفهرست. [2] قال فى معجم الأدباء: «صنفه على مسند أحمد بن حنبل». [3] فى الفهرست وكشف الظنون: «الموشح».

680 - محمد بن عمر بن عبد العزيز

680 - محمد بن عمر بن عبد العزيز «1» يعرف بابن القوطية [1]. أبو بكر. كان إماما فى العربية بالأندلس، صحب أبا على القالى البغداذى بالأندلس [2] وتلمذ له. وله كتاب فى الأفعال [3]؛ لم يؤلّف مثله. سمع قاسم بن أصبغ [4] وطبقته، وروى عنه القاضى أبو الحزم خلف [5] بن عيسى بن سعيد الخير الوشقى.

_ [1] نسبه كما فى ابن خلكان: «أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم. والقوطية، بضم القاف وسكون الواو وكسر الطاء وتشديد الياء هى جدّة أبى بكر المذكور، وكانت وفدت على هشام بن عبد الملك بالشام متظلمة من عمها أرطباس بالأندلس، فتزوّجها عيسى بن مزاحم، من موالى عمر بن عبد العزيز، وسافر معها إلى الأندلس، ثم غلب اسمها على ذريتها». وذكر ابن خلكان أنه توفى سنة 367. [2] روى ابن خلكان: «وكان أبو على القالى لما دخل الأندلس اجتمع به، وكان يبالغ فى تعظيمه حتى قال له الحكم بن الناصر لدين الله عبد الرحمن صاحب الأندلس يوما: من أنبل من رأيته ببلدنا هذا فى اللغة؟ فقال: محمد بن القوطية». [3] نشره الأستاذ جويدى باسم كتاب الأفعال وتصاريفها، وطبع فى ليدن سنة 1894 م. قال ابن خلكان: «وهو الذى فتح هذا الباب، فجاء من بعده ابن القطاع وتبعه» وذكر له ياقوت أيضا كتاب شرح أدب الكتاب، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب تاريخ افتتاح الأندلس؛ (طبع فى مدريد سنة 1868 م، وفى باريس سنة 1889 م). [4] تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص 45. [5] فى الأصلين: «خالد»، تصحيف؛ كان من أهل مدينة وشقة، بلدة بالأندلس، وله حلة؛ ذكره الضبىّ فى بغية الملتمس ص 270.

681 - محمد بن عمران بن زياد بن كثير أبو جعفر الضبى النحوى الكوفى

681 - محمد بن عمران بن زياد بن كثير أبو جعفر الضبىّ النحوىّ الكوفىّ «1» سكن بغداذ، وكان مؤدّب عبد الله بن المعتزّ [1]. وحدّث عن محمد بن كناسة الأسدىّ وغيره من أئمة العلم والحديث. وكان الغالب عليه الأخبار وما يتعلّق بالأدب، وروى عنه الناس فى زمانه. فمن نوادره التى أفادته أنه حفّظ ابن المعتزّ وهو يؤدّبه «والنازعات»، وقال له: إذا سألك أمير المؤمنين أبوك: فى أىّ شىء أنت؟ فقل: أنا فى السورة التى تلى «عبس» ولا تقل: أنا فى «والنازعات». قال: فسأله أبوه: فى أى شىء أنت؟ قال: فى السورة التى تلى «عبس»، فقال له: من علّمك هذا؟ قال: مؤدّبى. فأمر له بعشرة آلاف درهم. وكان محمد بن عمران الضبىّ هذا على اختيار القضاة للمعتزّ، فاجتمع إليه القضاة والفقهاء؛ الخصّاف [2] وغيره من [القضاة [3] و] الفقهاء. وكان الضبى [هذا [3]] معلّما كما تقدّم ذكره قبل ذلك، فنعس، ثم رفع رأسه وقال: تهجّوا لنا- على عادته فى الكتّاب قديما- وكان شيخا حلوا يحفظ الأخبار والملح ولا يحفظ حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ثقة [4].

_ [1] هو أبو العباس عبد الله بن المعتز بالله الخليفة بن المتوكل على الله الخليفة، صاحب الشعر البديع والتشبيهات الرائعة، بويع بالخلافة بعد خلع الخليفة المقتدر، وخلع من يومه. ثم قتل سنة 296. النجوم الزاهرة (3: 164). [2] هو الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن مهير الشيبانى المعروف بالخصاف، توفى سنة 261. (الجواهر المضية 1: 87 - 88). [3] تكملة من ب. [4] ذكر ابن قاضى شهبة أنه مات سنة 255.

682 - محمد بن عمران بن موسى بن عبيد أبو عبيد الله الكاتب المعروف بالمرزبانى

682 - محمد بن عمران بن موسى بن عبيد أبو عبيد الله الكاتب المعروف بالمرزبانىّ «1» من بيت رياسة ونفاسة. كان أبوه نائب صاحب خراسان بالباب ببغداذ. وابنه هذا فاضل كامل ذكىّ راوية مكثر، مصنّف جميل التصانيف، كثير المشايخ، ممتع المحاضرة والمذاكرة، مقدّم فى الدّول وعند أهل العلم. وله التصانيف المشهورة فى فنون الآداب والمعارف، وهو وإن لم يتخصص بعلمى النحو واللغة فقد ألف فى أخبار جامعيها ومصنّفيها والمتصدّرين لإفادتها كتابا كبيرا، سماه: المقتبس، يقارب العشرين مجلدا. وورد فى أثنائه من المسائل النحوية، والألفاظ اللغوية ما يعدّ به من أكبر أهله. وكان حسن الترتيب لما يجمعه، وكان يقال فى زمنه: إنه أحسن تصنيفا من الجاحظ.

قال على بن أيوب [1]: دخلت يوما على أبى على الفارسىّ النحوىّ فقال: من أين أقبلت؟ قلت: من عند أبى عبيد الله المرزبانىّ. فقال: أبو عبيد الله من محاسن الدنيا. وكان عضد الدولة فناخسرو بن بويه على كبره وتعظّمه يجتاز بباب أبى عبيد الله فيقف بالباب حتى يخرج إليه أبو عبيد الله، فيسلّم عليه، ويساله عن حاله. قال ابن أيوب: وسمعت أبا عبيد الله يقول: سوّدت عشرة آلاف ورقة، فصح لى مبيضا منها ثلاثة آلاف ورقة. وقال: سمعت أبا عبيد الله المرزبانىّ يقول: كان فى دارى خمسون ما بين لحاف ودواج [2] معدّة لأهل العلم الذين يبيتون عندى. وقيل إن أكثر أهل الأدب الذين روى عنهم سمع منهم فى داره. وكان- عفا الله عنه- مستهترا، فيشرب الخمر [3]، فذكر عنه أنه كان يضع بين يديه قنينة حبر وقنينة خمر، فلا يزال يشرب ويكتب. وسأله مرة عضد الدولة عن حاله فقال: كيف حال من هو بين قارورتين! يعنى قارورة الحبر وقارورة الخمر [3]. وكان أبو عبيد الله معتزليّا، وصنف كتابا فى أخبار المعتزلة كبيرا. وآخذه أهل الحديث بأن أكثر روايته كانت إجازة، ولا يبين فى تصانيفه الإجازة من السماع، بل يقول فى كل ذلك: «أخبرنا». وهذا قريب من الاحتجاج، وقد رأى ذلك جماعة من الرواة.

_ [1] هو على بن أيوب بن الحسين أبو الحسن القمى، ذكره الخطيب فيمن روى عن المرزبانى. ولد بشيراز سنة 347، ومات ببغداد سنة 430، وكان رافضيا. تاريخ بغداد (11: 351). [2] الدواج: كرّمان وغراب: ضرب من الثياب [3] فى ب «النبيذ».

توفى ليلة الجمعة، وقيل فى يوم الجمعة الثانى من شوّال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. وكان مولده فى سنة ست وتسعين ومائتين. وصلى عليه أبو بكر الخوارزمىّ الفقيه، ودفن بداره بشارع عمرو الرومى فى الجانب الشرقى. ثبت ما صنّفه المرزبانىّ كتاب الموثق فى أخبار الشعراء المشهورين؛ من الجاهليين والمخضرمين والإسلاميين إلى الدولة العباسية، مستوفى الأخبار، خمسة آلاف ورقة. كتاب المستنير فى أخبار الشعراء المحدثين المشهورين؛ أوّلهم بشّار، وآخرهم ابن المعتزّ، عشرة آلاف ورقة. كتاب المفيد، وهو مفيد كاسمه فى أخبار المقلّين من الشعراء وكناهم ومذاهبهم، إلى غير ذلك من الفنون، خمسة آلاف ورقة. كتاب المعجم [1] فى أسماء الشعراء ونتف من أشعارهم وبعض أخبارهم على الاختصار، ألف ورقة. كتاب الموشح [2]، فيه ذكر المآخذ من العلماء على الشعراء فى عدّة أنواع من صناعة الشعر، ثلاثمائة ورقة. كتاب الشعر، يشتمل على ما يتعلق بصناعة الشعر، أكثر من ألفى ورقة. كتاب أشعار النساء، خمسمائة ورقة. كتاب أشعار الخلفاء، مائتا ورقة. كتاب أشعار تنسب إلى الجنّ، مائة ورقة. كتاب المقتبس فى أخبار النحويين واللغويين والناسبين ثلاثة آلاف ورقة. كتاب المرشد فى أخبار المتكلمين، ألف ورقة. كتاب الرياض فى أخبار المتّيمين والعاشقين، ثلاثة آلاف ورقة. كتاب الرائق فى أخبار الغناء والأصوات ونسبتها وأخبار المغنّين، ثلاثة آلاف ورقة. كتاب

_ [1] عنى بنشره حسام الدين القدسىّ وطبع بالقاهرة سنة 1354، ومعه كتاب المؤتلف والمختلف فى أسماء الشعراء للحسن بن بشر الآمدى، بتصحيح الدكتورف. كرنكو. قال صاحب كشف الظنون: «وذيله أبو البركات مبارك بن أبى بكر بن الشعار الموصلى المتوفى سنة 154، وسماه تحفة الوزراء». [2] طبع بالمطبعة السلفية سنة 1343.

الأزمنة فى ذكر الفصول الأربعة، وما قالته العرب فى كل فصل منها، وما ذكره الحكماء منها، وذكر الأمطار والاستسقاء والرواد، نحو ألفى ورقة. كتاب الأنوار والثمار فى أوصافها وما قيل فيها وفى الفواكه، خمسمائة ورقة. كتاب أخبار البرامكة، خمسمائة ورقة. كتاب التهانى خمسمائة ورقة. كتاب التسليم والزيارة، أربعمائة ورقة. كتاب العيادة، أربعمائة ورقة. كتاب التعازى، ثلاثمائة ورقة. كتاب المراثى، خمسمائة ورقة. كتاب المعلى، فى فضائل القرآن، مائتا ورقة. كتاب المفضل فى البيان والفصاحة، نحو ستمائة ورقة. كتاب أخبار من تمثل بالأشعار، أكثر من مائة ورقة. كتاب تلقيح العقول مبوّب أبوابا، ثلاثة آلاف ورقة. كتاب المشرّف فى آداب النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة رضى الله عنهم والوصايا وحكم العرب والعجم، ألف وخمسمائة ورقة. كتاب الشباب والشيب، ثلاثمائة ورقة. كتاب المتوّج فى العدل وحسن السيرة، ثلاثمائة ورقة. كتاب المديح فى الدعوات ومجالس الشرب والشراب، خمسمائة ورقة. كتاب الفرج، مائة ورقة. كتاب الهدايا، ثلاثمائة ورقة. كتاب المزخرف فى الإخوان والأصحاب، أكثر من ثلاثمائة ورقة. كتاب أخبار أبى مسلم صاحب الدعوة مائة ورقة. كتاب الدعاء، مائتا ورقة. كتاب الأوائل، مائة وخمسون ورقة. كتاب المستطرف فى نوادر الحمقى، أكثر من ثلاثمائة ورقة. كتاب أخبار الأولاد والزوجات والأهل ومن مدح [ودّهم [1]]، مائتا ورقة. كتاب الزهد وأخبار الزهاد مائتا ورقة. كتاب حب الدنيا مائتا ورقة. كتاب المنير فى التوبة والعمل الصالح، أكثر من ثلاثمائة ورقة. كتاب

_ [1] تكملة من ب.

683 - محمد بن عثمان بن مسبح أبو بكر الشيبانى النحوى

المواعظ وذكر الموت، أكثر من خمسمائة ورقة. كتاب أخبار المحتضرين، نحو مائة ورقة [1]. 683 - محمد بن عثمان بن مسبّح أبو بكر الشيبانىّ النحوىّ «1» يعرف بالجعد، صاحب ابن كيسان النحوىّ. كان من علماء الناس وأفاضلهم. وصنف كتابا فى ناسخ القرآن ومنسوخه، وهو من أحسن الكتب وأجودها. وقال أبو طاهر محمد بن علىّ بن محمد الواعظ [2]: محمد بن عثمان بن الجعد، بغداذىّ، وله كتاب صنّفه فى غريب القرآن. وكان لما فرغ من عمله أخذ نفسه بحفظه، فلم يمكنه إلا يسيرا حتى توفى [3]، فلم يخرج الكتاب عنه. وقال غيره: إن الجعد صنف كتبا عدّة؛ منها كتاب القراءات، وكتاب الهجاء، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب المذكّر والمؤنّث، وكتاب العروض، وكتاب خلق الإنسان، وكتاب الفرق، ومختصر فى النحو [4].

_ [1] زاد ياقوت من الكتب: أخبار عبد الصمد بن المعذل. أخبار محمد بن حمزة العلوى. شعر حاتم. ذم الحجاب. المغازى. نسخ العهود إلى القضاة. وقال ابن خلكان: وهو أول من جمع ديوان يزيد بن معاوية بن أبى سفيان واعتنى به، وهو صغير الحجم، يدخل فى مقدار ثلاث كراريس». [2] ذكره الخطيب فى تاريخه وقال: «كتبت عنه وكان صدوقا مستورا ظاهر الوقار». توفى سنة 442. تاريخ بغداد (3: 105). [3] ذكر ياقوت أنه توفى سنة نيف وعشرين وثلاثمائة. [4] زاد ياقوت عن الكتب: كتاب الألقاب. ومعانى القرآن.

684 - محمد بن على بن أحمد أبو عبد الله المعروف بابن حميدة

684 - محمد بن على بن أحمد أبو عبد الله المعروف بابن حميدة «1» من أهل الحلّة المزيدية، أديب فاضل، له معرفة حسنة بالنحو والعربية. قرأ ببلده على شيخ كان هناك يعرف بخزيمة [1]، وقدم بغداذ، وقرأ على أبى محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب، ولازمه مدّة، وأخذ عنه النحو. وكان له شعر حسن، أخذ الناس عنه ببلده علما كثيرا وآدابا متوفرة، وتخرّج به جماعة فى علم النحو ورووا شيئا من شعره، ووصفوه بالفضل والمعرفة والأدب [2]. 685 - محمد بن على بن أحمد أبو العباس الكرخىّ «2» ذكره أبو عبد الله بن البيّع فى تاريخ نيسابور فقال: «الأديب أبو العباس الكرخى مؤدّبنا. وكان من الأدباء الزهاد والعلماء، قلّ ما رأيت أورع منه، ولم يكن بعد ابن سلمة للتأديب بنيسابور مثله. كان يبكّر من منزله إلى أن يجىء إلى مدرسته فى سكّة الدّهانين، يقرأ نصف سبع، ثم يقعد إلى أن نقرأ وردنا من الأدب عليه، ولقد اختلفت إليه أربع سنين؛ من سنة اثنتين وثلاثين إلى سنة ست فما رأيته قط أفطر

_ [1] قال ابن مكتوم: «خزيمة المذكور هو خزيمة بن محمد بن خزيمة الأسعدىّ من أهل الحلة المزيدية، ذكره غير واحد، وأهمله القفطىّ فلم يذكر له ترجمة، وإنما ذكره هناك». [2] قال ابن مكتوم: «ذكره ابن النجار، ولم يذكر وفاته، وقال إنه شرح اللمع، ومقامات الحريرى». وقال ياقوت: صنف كتبا، منها شرح أبيات الجمل لأبى بكر السراج، وشرح اللمع لابن جنى، وشرح المقامات الحريرية. وكتاب التصريف، والروضة فى النحو، والأدوات فى النحو أيضا، وكتاب الفرق بين الضاد والظاء. وقال إن مولده سنة 486، ووفاته سنة 550.

686 - محمد أبو بكر بن على بن أحمد الأدفوى المصرى النحوى المفسر

إلا يومى العيد وأيام التشريق. وكان يتعمم ويرتدى السنة، ويرخى عمامته خلف ظهره. تفقه عند أبى عبد الله اليزيدىّ بالبصرة. وكان إماما فى الفرائض، وسمع من أبى خليفة. وقد كان أتى أبا محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة وأخذ عنه. توفى فى ذى الحجة من سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة». 686 - محمد أبو بكر بن علىّ بن أحمد الأدفوىّ المصرىّ النحوىّ المفسر «1» أصله من أدفو، مدينة من مدن صعيد مصر فى آخره، قريب من أسوان. سكن مصر، وكان صالحا يرتزق من معيشته، وكان خشّابا، وصحب أبا جعفر النحاس المصرىّ، وأخذ عنه وأكثر، وروى كلّ تصانيفه، وأخذ عن غيره من أهل العلم والقرآن والحديث والعربية. وكان سيد أهل عصره فى مصره وغير مصره وقرأ عليه الأجلّاء، واعتاد على مجلسه الرؤساء والفضلاء. وصنف فى التفسير كتبا مفيدة، منها كتابه الاستغناء وهو أكبر كتاب صنف فى التفسير، جمع فيه من العلوم ما لم يجتمع بغيره. ولقد بلغنى أن متخلّفا من متخلفى منتحلى العلوم- وكان قاضيا فى بعض مدن الشام- دخل إلى مصر فى رسالة من صاحب بلده، فسمع أهلها به، وكان بمصر سمسار للكتب اسمه شرف، ويلقب زحف الصبر [1]، فظن بهذا القاضى أنه من أهل المروءات والعلم، فأحضر إليه هذا التفسير على جمل فى فردتى خوص، وعدّته مائة وعشرون مجلدا، وعليه خط المصنّف الأدفوىّ المذكور

_ [1] كذا فى الأصلين.

فنظر فيه نظر جاهل به، ودفع فيه ثمنا يضحك منه ومن دافعه؛ فتحقق الرجل غلطه، وغالطه واستعاد الكتاب، وأباعه على بعض محبى الكتب بمصر بأمثال تلك القيمة، وقال: تحقّقت أن أهل مصرنا هم خير أهل الأمصار. ومن العجب أن هذا القاضى المذكور كان يحكى هذه الحكاية عن نفسه، ثم يعتذر ويقول: إنما تقاعدت فيه ظنا منى أن أهل مصر قد جهلوه. ولعمرى إن هذا غاية الجهل من هذا المذكور، فرحم الله التراب، ماذا يستر من الفضائح، ويغطّى من القبائح! ووقف القاضى الفاضل عبد الرحيم بن على البيسانىّ- رحمه الله- نسخة من هذا الكتاب على مدرسته بالقاهرة المعزيّة، رأيت ذكره فى فهرستها، وعاتبه بعض من يدلّ عليه من أهل الفضل فى إخراجه عن مجلسه فقال: هو كتاب كبير يغنى عنه غيره مما هو ألطف منه. ولما سمعت هذا القول ما أعجبنى، وتعجبت منه واستدللت على ضيق عطن الرجل، ثم زاده ذلك عندى مقتا ما حكى عنه أنه قال: يجب أن يلحق فى تراجم ثلاثة من الكتب: «عين، نون، هاء». فأوّلها كتاب الاستغناء للأدفوىّ، فإذا اتبعت الترجمة عنه صار الاستغناء عنه، وإن يلحق مثل ذلك فى كتاب إخوان الصفاء فيصير إخوان الصفاعنة [1]. وأن يزاد مثل ذلك فى ترجمة معانى القرآن للفرّاء، فتصير معانى القرآن للفراعنة، إشارة إلى قوّة الفرّاء والكوفيين المنقول عنهم ذلك النوع. وأنشد عند هذه الأقوال: ومن ذا الذى ترضى سجاياه كلّها

_ [1] الصفاعنة: جمع صفعان؛ وهو الذى يصفع.

687 - محمد بن على بن إبراهيم بن زبرج أبو منصور النحوى العتابى

ولا شبهة فى أن الشهوات تفرضها أخلاط رديئة فتحدث فسادا، وإن كان المزاج صحيحا. كان الأدفوىّ حيا، يقرأ عليه بمصر فى شهر ربيع الأوّل سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. وذكر الشيخ الصالح أبو إسحاق الحبال [1] المصرىّ الحافظ فى وفاته فى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة: «توفى أبو بكر محمد بن على الأدفوىّ المقرىء النحوىّ صاحب ابن النحاس يوم الخميس لثمان بقين من ربيع الأوّل». 687 - محمد بن على بن إبراهيم بن زبرج أبو منصور النحوىّ العتابىّ «1» من أهل محلّة العتابّيين، إحدى محالّ الجانب الغربىّ. سكن الجانب الشرقىّ، وكانت له معرفة بالنحو واللغة والعربية، وله الخط المليح الفصيح الصحيح الذى يتنافس فيه أهل العلم وجماعو الكتب؛ وكتب الكثير. قرأ على الشريف أبى السعادات هبة الله بن على بن الشّجرىّ، وعلى الشيخ أبى منصور موهوب بن الخضر الجواليقى، وسمع الحديث من مشايخ وقته، وتوفى- رحمه الله- ليلة الثلاثاء خامس عشرين جمادى الأولى من سنة ست وخمسين وخمسمائة [2]. وكان مولده فى شهر ربيع الأوّل من سنة أربع وثمانين وأربعمائة.

_ [1] هو أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله النعمانى المعروف بالحبال. ذكره السيوطى فى حسن المحاضرة (1: 148) فيمن كان بمصر من حفاظ الحديث ونقاده. وقال إنه مات سنة 482. [2] ذكر ابن قاضى شهبة أنه مات سنة 550.

688 - محمد بن على بن إسماعيل أبو بكر - ويلقب مبرمان - النحوى العسكرى

688 - محمد بن على بن إسماعيل أبو بكر- ويلقّب مبرمان- النحوىّ العسكرىّ «1» من عسكر مكرم [1]. نزل البصرة، وأخذ عن محمد بن يزيد المبرّد وطبقته، وهو لقّبه مبرمان لكثرة ملازمته له وسؤاله إيّاه؛ قال ابن شيران: كان مبرمان ساقط الهمّة، [فاقد الهيبة [2]]، دنىء النفس، كثير الطّلب والتثقيل على المستفيدين. وكان قد أقام بالأهواز مدّة يفيد الناس على هذه الصورة، ومن مهانته أنه كان إذا أراد أن يمشى إلى منزله استأجر حمّالا بطبلية [3] وقعد فيها، وحمله الحمّال من غير عجز عن السعى، وريما بال على رأس الحمّال، فإذا عاتبه يقول: احسب أنك حملت رأس غنم وبال عليك. وكان ربما استصحب معه تمرا مما يعطاه فيأكله وهو على رأس الحمّال، ويحذف به الناس الذين يجتاز بهم فى طريقهم؛ إلى أمثال هذا من الأفعال السخيفة. ومع هذا فقد أخذ عنه النحو جماعة من العلماء الصدور كأبى على الفارسىّ وأبى سعيد السّيرافىّ ومن فى طبقتهما. ومات فى سنة ست وعشرين وثلاثمائة [4] أو قريب منها بالأهواز.

_ [1] عسكر مكرم: بلد بنواحى خوزستان، منسوب إلى مكرم بن معزاء، من بنى عامر بن صعصعة (ياقوت). [2] تكملة من ب. [3] الطبلية: سلة؟؟ الطعام (مستدرك تاج العروس- طبل). [4] ذكر ياقوت أنه مات سنة 345، وقال ابن قاضى شهبة: إنه توفى سنة 327.

689 - محمد أبو بكر بن على بن الحسن بن البر اللغوى الصقلى التميمى الغوثى

وله من التصانيف كتاب العيون. كتاب النحو المجموع على العلل. كتاب شرح كتاب سيبويه ولم يتّمه. كتاب شرح شواهد كتاب سيبويه. كتاب المجازى، لطيف. كتاب صفة شكر المنعم [1]. 689 - محمد أبو بكر بن على بن الحسن بن البرّ اللغوىّ الصّقلىّ التميمى الغوثىّ «1» فاضل كامل. ولد بصقلّيّة، ورحل عنها فى طلب العلم إلى جهة المشرق، وروى كثيرا من اللغة، ثم استوطن صقلّية، وصحب ابن متكود [2] صاحب مازر من مدن صقلّيّة، فقرّبه وأدناه، وأكرم محلّه وأجلّ مثواه، وكان ابن متكود هذا على غاية من الصيانة والدّين والزهد، وبلغه عن ابن البرّ أنه يشرب الخمر سرا، فعزّ عليه ذلك وسيّر إليه: إننا إنما أردناك لعلمك ودينك، وأردنا منك الصيانة، وإذا كان ولا بدّ من شرب الخمر فهذا النوع ببلرم كثير، وربما يعزّ وجوده هاهنا. فخجل من قوله وارتحل إلى بلرم، وهى مدينة من مدن صقلّيّة، وأقام بها للإفادة، وكان موجودا هناك إلى سنة خمسين وأربعمائة. وممّن أخذ عنه وأكثر تلميذه على بن جعفر بن على السّعدىّ المعروف بابن القطّاع اللغوىّ الصّقلىّ نزيل مصر. وكتاب الصّحاح بمصر لا يروى إلا من طريق ابن البرّ هذا. والله أعلم بصحة هذا الطريق.

_ [1] قال الزبيدى إن له كتابا فى تفسير كتاب الأخفش، النسخة الوسطى. [2] هو القائد أبو الحسن بن عمر بن متكود؛ ذكره العماد فى الخريدة (11: 71)، وأورد له شعرا.

690 - محمد بن على بن شعيب بن الدهان أبو شجاع اللغوى الفرضى

أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ قال: سمعت على بن عبد الجبار بن سلامة الهذلىّ اللغوىّ التونسىّ بالإسكندرية يقول: رأيت أبا بكر محمد بن على بن البرّ الغوثىّ اللّغوى بمدينة مازر من جزيرة صقلّيّة، وكنت على أن أقرأ عليه لما اشتهر من فضله وتبحّره فى اللغة، فاتصل بابن متكود صاحب البلد أنه يشرب الخمر- وكان يكرمه- فشقّ عليه وصار يكرهه، وأنفذ إليه وقال: المدينة أكبر، والشراب بها أكثر. فأحوجته الضرورة إلى الخروج منها، ولم أقرأ عليه شيئا. 690 - محمد بن على بن شعيب بن الدهان أبو شجاع اللغوىّ الفرضىّ «1» أخو الشيخ محمود بن على، كان فيه فضل ونبل، وله يد فى النحو واللغة والحساب وحلّ الزيج، وانتقل عن بغداذ إلى الموصل، وأقام بها مدّة، وصحب جمال الدين الأصبهانى [1] وزير الموصل، وقال فيه شعرا؛ ما خرج فيه على صنعته [2]، وهو: رأيته فاعتدلت سطورى ... وكنت فى مربّع التعذير

_ [1] هو أبو جعفر محمد بن على بن أبى منصور المعروف بالجواد الأصبهانى، تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص 48. [2] فى ب «عن الصنعة».

وسيّر رسولا من الموصل من بيت أتابك [1] إلى صلاح الدين، وعاد إليهم ولم يقض ما سيّر فيه، فتغيروا عليه، فانتقل عنها إلى صلاح الدين، فولاه ديوان ميّافارقين، فلم يسغ له المقام بها مع سنقر الخلاطىّ أحد المماليك، وقد كان ولى أمرها، فرحل إلى دمشق وأقام، وأجرى له بها رزق لم يكن كافيا، فكان يمشّى حاله- فيما قيل- تمشية ظاهرها التجمل، وتشعر بالتكلّف. ووجد بدمشق زيد بن الحسن بن زيد الكندىّ النحوىّ، فكان يذاكره ويحاضره، وامتدحه بقوله: يا زيد زادك ربّى من مواهبه ... نعماء يعجز عن إدراكها الأمل لا غيّر الله حالا قد حباك به ... ما دار بين النحاة «الحال» و «البدل» النحو أنت أحقّ العالمين به ... أليس باسمك فيه يضرب المثل! وارتحل إلى مصر فى شهور سنة ست وثمانين، ونزل على قاضيها عبد الملك بن درباس المارانى [2] الكردىّ، وأنزله فى دار فى قبلة الجامع الأزهرىّ، بينها وبين الجامع عرصة درب غير نافذ؛ ودخل الناس إليه للأخذ، وكنت فيمن دخل عليه، فرأيته شيخا دميم الخلقة، مسنون الوجه، مسترسل اللحية خفيفها، أبيض تعلوه صفرة. وحضر من قرأ عليه منبرا فى الفرائض من جدولته، وكان القارىء له علىّ ابن جلال الدولة بن الدورىّ؛ شاب نشأ يطلب العلم ولم يعمّر، وأخرج إلينا كتابا فى ستة عشر مجلدا لطافا، فيه غريب الحديث له، وقد عمل فيه رموز الحروف

_ [1] أتابك، أصله «أطابك»، مركب من لفظين تركيين، أطا بمعنى أب، وبك بمعنى أمير، وكانت الكلمة فى عهد السلاجقة تطلق على كبير الأمراء، وفى أيام المماليك كانت تطلق على مقدّم العساكر. وانظر صبح الأعشى (4: 18)، وهامش السلوك (1: 146). [2] منسوب إلى ماران، قبيلة من الأكراد، قدم الديار المصرية مع السلطان صلاح الدين، وولاه القضاء بها سنة 566، وتوفى سنة 605. رفع الأصر لابن حجر، الورقة 171 - 172.

691 - محمد بن على بن عبد الله الزوزنى أبو جعفر الأديب

يستدل بها على أماكن الكلمات المطلوبة فى اللغة، وكأن قلمه كان أبلغ من فمه، ولم ترتفع له بمصر درجة؛ فإنه حضر إليه جماعة من أهل العلوم التى يدّعيها وحاضروه فيها فقصّر، فلم ينفق، وهجره الناس، فخرج من مصر بغير طائل، وعاد إلى دمشق، وأقام بها إلى حين موت الملك الناصر صلاح [1] الدين فى سنة تسع وثمانين وخمسمائة، فخرج بعد موته عن دمشق إلى مكّة، ووقف وقفة تلك السنة، وخرج إلى العراق، ولما وصل إلى الحلّة المزيدية عثر جمله على [جسر [2]] هناك، فأصاب وجهه بعض خشب المحمل، فمات لوقته، وذلك فى صفر سنة تسعين وخمسمائة- عفا الله عنه. 691 - محمد بن علىّ بن عبد الله الزّوزنىّ أبو جعفر الأديب «1» كان يؤدّب أولاد أبى إسحاق المزكّى [3] النيسابورىّ. ومحمد بن على هذا هو المعروف بالبحّاث، وإليه ينسب البحّاثيون من أولاده وأولاد أولاده، وكلهم أهل أدب وفضل ونباهة وشعر. وسيرد فى هذا المصنّف ذكر بعضهم إن شاء الله تعالى. توفى أبو جعفر البّحاث ببخارى سنة سبعين وثلاثمائة.

_ [1] هو السلطان أبو المظفر صلاح الدين يوسف بن أيوب نجم الدين بن شادى. وانظر أخباره فى النجوم الزاهرة (6: 1 - 119). [2] تكملة من ب. [3] هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكّى (بضم الميم وفتح الزاى وآخرها الكاف المشددة): شيخ نيسابور فى عصره. توفى سنة 322. ولقب «المزكى» يطلق على من يزكى الشهود ويبحث عن حالهم ويبلّغ القاضى أمرهم. (السمعانى 526 ا).

692 - محمد بن على بن عمر الجبان أبو منصور اللغوى الرازى

692 - محمد بن علىّ بن عمر الجبان أبو منصور اللغوىّ الرازىّ «1» الفاضل الكامل العلّامة، شيخ وقته فى اللغة واستفادتها، وله رواية. واستفاد الناس منه، وأخذوا الكثير عنه. قدم أصبهان وروى بها وأخذ عنه، وقرىء عليه مسند الرّويانىّ [1]. وله تصنيف فى اللغة سماه الشامل، وهو كتاب كبير على الحروف، ملكت منه بعضه، وهو تصنيف كثير الألفاظ قليل الشواهد. وقصده فيه جمع الألفاظ اللغوية، والكثير منها [2]. وورد اسمه أيضا فى باب الكنى. 693 - محمد بن علىّ بن محمد بن الحسين بن مهرايزد أبو مسلم النحوىّ الأصبهانىّ «2» صنّف التفسير؛ وكان عارفا بالنحو، غاليا فى مذهب الاعتزال، آخر من حدّث بأصبهان عن ابن المقرىء [3]. سكن باب كوشك، ومات فى سنة تسع وخمسين وأربعمائة. كان هذا التفسير أحضر من أصبهان مع بعض التجار الجهلة به، وهو فى عشرين مجلّدا أو نحوها، فافترق منه أوّله، وأبيع باقيه بدمشق، وكان تاجره من أهل

_ [1] هو أبو بكر محمد بن هارون الرويانى؛ المتوفى سنة 307. مرآة الجنان (2: 249)، وانظر كشف الظنون ص 1683. [2] وذكر له ياقوت فى المصنفات أيضا: كتاب أبنية الأفعال؛ وشرح الفصيح، وكتابا سماه: انتهاز الفرص فى تفسير المقلوب من كلام العرب. [3] هو محمد بن إبراهيم بن على المعروف بابن المقرىء. تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص 216.

694 - محمد بن على بن محمد أبو سهل الهروى النحوى اللغوى

الرصافة (رصافة هشام [1])، فابتاعه منه رجل أندلسىّ من أهل مرسية يعرف بابن أبى الفضل. ولما وصل الكتاب إلى مصر استغر به أهلها وجهلوا مصنّفه، فأبردوا إلىّ بريدا من مصر يسألون عنه، فكتبت إليهم بخبره، ناقلا ذلك عن كتاب يحيى بن منده فى تاريخ أصبهان، وحمدت الله عزّ وجلّ الذى أبقى فى العالم من يبحث عن شىء من العلم. 694 - محمد بن علىّ بن محمد أبو سهل الهروىّ النحوىّ اللّغوىّ «1» نزيل مصر؛ كان نحويّا، وله رياسة المؤذّنين بجامع عمرو بن العاص، وله خطّ صحيح يتنافس فيه أهل العلم، كتب الكثير من كتب اللّغة والنحو، وكان مفيدا، وحدّث [2]. وكان مولده فى اليوم السابع من رمضان سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وتوفى فى الثالث عشر من المحرّم سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة [3].

_ [1] رصافة هشام: غربىّ الرقّة، بناها هشام بن عبد الملك لما وقع الطاعون بالشام، وكان يسكنها صيفا. [2] ذكر ياقوت له من الكتب: المختصر فى النحو، وشرح شواهد الكتاب، وكتاب شرح الفصيح، ومختصر الفصيح، وأسماء الأسد، وأسماء السيف. [3] فى هامش تلخيص ابن مكتوم: «أخذ عن أبى عبيد الهروى كتاب الغريبين له، وأخذ عن أبى أسامة جنادة، وعن أبى يعقوب النجيرمىّ، وله شرح الفصيح وكتاب الأسد مجلد نحو ثلاثين كراسة، ذكر فيه ستمائة اسم».

695 - محمد بن على المراغى

695 - محمد بن علىّ المراغىّ «1» من أهل مراغة [1]، نزل الموصل، وأطال المقام به، واتصل بأبى العباس [2]، وكان عالما ديّنا. قرأ على أبى إسحاق الزّجاج، وله من التصنيف كتاب مختصر النحو. كتاب شواهد سيبويه وتفسيرها. 696 - محمد بن على بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد ابن الفراء القزوينىّ أبو منصور «2» كان يسكن الجانب الشرقىّ من بغداذ، وكان شيخا صالحا، وكان له معرفة باللغة والعربيّة والقرآن، وكان أقرأ الناس. سمع أباه وأبا طالب محمد بن محمد ابن إبراهيم بن غيلان البزّاز، وأبا إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكىّ، وأبا الطيب طاهر ابن عبد الله الطبرىّ، وأبا طالب محمد بن على بن الفتح العشارىّ، وأقضى القضاة أبا الحسن على بن محمد بن حبيب الماوردىّ، وأبا محمد الحسن بن على الجوهرىّ وغيرهم. وروى عنه جماعة، وسئل عنه عبد الوهاب بن المبارك الأنماطىّ، فأثنى عليه ووصفه. وتوفّى ليلة الأحد تاسع عشرين شوّال سنة عشر وخمسمائة، ودفن بباب حرب.

_ [1] فى هامش الأصل: «مدينة مشهورة من بلاد أذربيجان». [2] كذا فى الأصلين؛ وهذه الترجمة توافق ما فى كتاب الفهرست لابن النديم؛ والذى فيه: «واتصل بأبى العباس ذكاء».

697 - محمد بن عيسى أبو عبد الله العمانى النحوى

697 - محمد بن عيسى أبو عبد الله العمانىّ النحوىّ «1» من أهل الأدب، من أصحاب أبى إسحاق الزّجّاج. روى عن أبى إسحاق الزجّاج كتاب فعلت وأفعلت، ورواه الناس عنه. حدّث عنه به علىّ بن محمد ابن الحسن بن قشيش [1] المالكىّ. 698 - محمد بن عاصم أبو عبد الله «2» نحوىّ مشهور، إمام فى العربية بالأندلس. ذكره أبو محمد على بن أحمد وأثنى عليه وقال: «كان لا يقصّر عن أكابر أصحاب محمد بن يزيد المبرّد». 699 - محمد بن عاصم النحوىّ المعروف بالعاصمىّ القرطبىّ أبو عبد الله «3» كان من كبار الأدباء وعلمائهم، وكانت الدّراية أغلب عليه من الرواية. حدّث عنه أبو القاسم بن الإفليلىّ. كان نحويا مشهورا إماما فى العربية، وكان لا يقصّر عن أصحاب المبرّد. وتوفى سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.

_ [1] كذا ضبطت بالقلم فى هامش الأصل.

700 - محمد بن عطاء الله النحوى القرطبى أبو عبد الله

700 - محمد بن عطاء الله النحوىّ القرطبىّ أبو عبد الله «1» أخذ عن أبى بكر الزّبيدىّ. كان بصيرا بالنحو مقدّما فيه، وهو الغالب عليه، وله يد لطيفة فى الأستاذيّة والتفهيم. وتوفّى رحمه الله فى بعض مدائن الثّغر فى بعض غزوات المظفّر عبد الملك بن أبى عامر [1]- وكان غازيا معه فيها- سنة أربع وتسعين وثلاثمائة أو نحوها؛ ذكره أبو عبد الله بن عائد- رحمه الله. 701 - محمد أبو عبد الله بن العباس بن أبى محمد يحيى ابن المبارك اليزيدىّ «2» فاضل كامل، حسن المذاكرة، غزير الأدب، من بيت فضل وعلم وذكر وتقدّم فى الدّول، وتصدّر وصنف وأفاد، وأخذ عنه المستفيدون والرواة، ودعى فى آخر عمره إلى تعليم ولد المقتدر [2] بالله فلزمهم مدّة. ولقيه بعض أصحابه الآخذين عنه، المتلمذين له، بعد اتصاله بالسلطان، فسأله أن يقرئه بعض ما كان يرويه، فقال له: «تجاوزت الأحصّ وشبيثا [3]»؛ أى أنا مشتغل عن ذلك.

_ [1] تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص 46. [2] هو أبو الفضل جعفر بن المعتضد، المقتدر بالله، الخليفة العباسىّ، بويع بالخلافة سنة 295، وجرت بينه وبين مؤنس المظفر أمير الجيوش منافرة أدت إلى حرب قتل فيها سنة 320. الفخرى ص 233. [3] الأحص وشبيث: موضعان بنجد من منازل ربيعة، وهو مثل. وأول من قاله عمرو المزدلف ابن أبى ربيعة، قاله لكليب بن ربيعة حين قتل جساس بن مرة. وانظر معجم البلدان (1: 139).

والذى صنّفه من الكتب: كتاب مختصر نحو. كتاب الخيل. كتاب أخبار اليزيديّين. كتاب مناقب بنى العباس [1]. وتوفّى رحمه الله فى سنة عشر وثلاثمائة.

_ [1] وذكر له صاحب كشف الظنون كتاب أخبار يزيد بن معاوية؛ وأظنه: أخبار اليزيديين. وقال ابن مكتوم: «وله أيضا كتاب النوادر فى اللغة، فى جزءين لطيفين، كبير الفائدة، وهو عندى والحمد لله». وروى ديوان الأخطل عن أبى الحسن السكرىّ، ونشره الشيخ يعقوب الصالحانى سنة 1891 م، وله مجموعة مختارة من القصائد والمراثى، قامت بنشرها دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد سنة 1369، بعنوان أمالى اليزيدى. وانظر مقدّمة الكتاب لعبد الله بن أحمد العلوىّ.

(حرف الفاء فى آباء المحمدين)

(حرف الفاء فى آباء المحمّدين) 702 - محمد بن الفضل بن أحمد بن على بن محمد بن يحيى بن أبان ابن الحكم العنبرىّ الأصبهانىّ أبو عدنان الأديب الكاتب «1» يرجع [فى] [1] علم النحو واللّغة إلى معرفة تامّة، حسن الوجه والدين، جميل الطريقة. أفاد الناس، وعادت بركة تعليمه عليهم لديانته وأمانته. مات بأصبهان سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة [فجأة] [1]. 703 - محمد بن الفضل بن عيسى أبو عبد الله الهمدانىّ النحوىّ «2» نزل بغداذ، وحدّث بها عن محمد بن مزيد التميمىّ. كتب عنه محمد بن عبد الله ابن نجيب، وذكر أنه سمع منه فى جامع الرّصافة. 704 - محمد بن فرح (بالحاء المهملة) الغسانىّ النحوىّ «3» يكنى أبا جعفر. كان أحد العلماء بنحو الكوفيين، وحدّث عن سلمة بن عاصم صاحب الفرّاء، وعبد الله بن أحمد بن شيبويه المروزىّ. وروى عنه محمد بن عبد الملك التاريخىّ، وأبو الحسن بن المنادى؛ وكان ثقة.

_ [1] تكملة من ب.

(حرف القاف فى آباء المحمدين)

(حرف القاف فى آباء المحمّدين) 705 - محمد بن القاسم بن محمد بن بشار أبو بكر الأنبارى «1» محمد بن القاسم بن محمد [1] بن بشّار بن الحسن بن بيان بن سماعة بن فروة بن قطن ابن دعامة، أبو بكر بن الأنبارىّ النحوىّ. كان من أعلم الناس بالنحو والأدب وأكثرهم حفظا له. ولد فى يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة إحدى وسبعين ومائتين. سمع عالما من الأئمّة فى زمانه، وروى عنه مثل ذلك. وكان صدوقا فاضلا ديّنا خيّرا من أهل السّنّة، وصنّف كتبا كثيرة فى علوم القرآن وغريب الحديث والمشكل والوقف والابتداء.

_ [1] كذا فى ب، وفى الأصل: «محمد بن القاسم بن بشار»، وفى حاشيته: «فى نسخة كمال الدين العطار محمد بن القاسم بن محمد بن بشار». وبخط آخر: «صوابه ما فى الحاشية».

روى عنه أبو عمر بن حيويه وأبو الحسين بن البوّاب وأبو الحسن الدار قطنى وأبو الفضل بن المأمون وأحمد بن محمد بن الجراح ومحمد بن عبد الله، ابن أخى ميمى [1]، وغيرهم. وبلغنى أنه كتب عنه وأبوه حىّ، وكان يملى فى ناحية من المسجد وأبوه فى ناحية أخرى، وكان [يحفظ] [2]- فيما ذكر- ثلاثمائة ألف بيت من الشعر شاهدة فى القرآن، وكان يملى من حفظه لا من كتاب، وكانت عادته فى كل ما يكتب عنه من العلم هكذا، فى كتبه المصنّفة وأماليه المشتملة على الفوائد اللّغوية والنحوية والأخبار والتفاسير والأشعار. ومرض دفعة فانزعج عليه أبوه انزعاجا شديدا، وقيل له فى ذلك فقال: كيف لا أجزع لعلّة من يحفظ جميع ما ترون- وأشار لهم إلى حيرى [3] مملوء كتبا. وكان رحمه الله مع حفظه زاهدا متواضعا. وحكى أبو الحسن الدار قطنىّ أنّه حضره فى مجلس أملاه يوم جمعة، فصحّف اسما أورده فى إسناد حديث- إمّا كان «حيان» فقال «حبان»، أو «حبان» فقال «حيان» - قال الحسن: فأعظمت أن يحمل عن مثله فى فضله وجلالته وهم، وهبته أن أوقفه على ذلك. فلما انقضى الإملاء تقدّمت إلى المستملى، وذكرت له وهمه، وعرّفته صواب القول فيه وانصرفت. ثم حضرت الجمعة الثانية مجلسه فقال أبو بكر للمستملى: عرّف جماعة الحاضرين أنا صحّفنا الاسم الفلانى لمّا أملينا حديث كذا فى الجمعة الماضية، ونبّهنا ذلك الشابّ على الصواب وهو كذا، وعرّف ذلك الشابّ أنا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قال [4].

_ [1] ذكره الخطيب فى تاريخه وقال: «توفى ابن أخى ميمى فى ليلة الجمعة الثامن والعشرين من شعبان سنة تسعين وثلاثمائة. وكان ثقة مأمونا دينا فاضلا». تاريخ بغداد (5: 469). [2] من تاريخ بغداد. [3] كذا فى الأصلين وتاريخ بغداد، وفى القاموس: الحير: شبه الحظيرة. [4] الخبر فى تاريخ بغداد (3: 182).

وحكى أبو الحسن العروضىّ قال: اجتمعت أنا وأبو بكر بن الأنبارىّ عند الراضى [1] بالله على الطعام- وقد كان الطباخ عرف ما يأكل أبو بكر، وكان يشوى له قلّية [2] يابسة- قال: فأكلنا نحن من أنواع الطعام وأطايبه، وهو يعالج تلك الفليّة. ثم فرغنا فأتيناه بحلواء فلم يأكل منها، وقام وقمنا إلى الخيش فنام بين يدى الخيش ونمنا نحن فى خيش ينافس فيه، ولم يشرب ماء إلى العصر. فلمّا كان العصر قال لغلام: الوظيفة، فجاءه بماء من الحب [3]، وترك الماء المزمّل بالثلج، فغاظنى امره، فصحت صيحة، فأمر أمير المؤمنين بإحضارى وقال: ما قصتك؟ فاخبرته وقلت: هذا يا أمير المؤمنين يحتاج أن يحال بينه وبين تدبير نفسه؛ لأنه يقتلها ولا يحسن عشرتها. قال: فضحك وقال: له فى هذا لذّة، وقد جرت به العادة، وصار إلفا فليس يضرّه. ثم قلت: يا أبا بكر، لم تفعل هذا بنفسك؟ قال: أبقى على حفظى. قلت له: قد أكثر الناس فى حفظك فكم تحفظ؟ قال: احفظ ثلاثة عشر صندوقا. قال محمد بن جعفر: وهذا ما لا يحقه لأحد من قبله ولا من بعده. وكان أحفظ الناس للغة والنحو والشعر وتفسير القرآن. وحدّث أنه كان يحفظ عشرين ومائة تفسير من تفاسير القرآن بأسانيدها. وقال أبو الحسن العروضى: كان يتردّد ابن الأنبارى إلى أولاد الراضى بالله، وكان يوما من الأيام قد سألته جارية عن شىء من تفسير الرؤيا، فقال: أنا حافن،

_ [1] هو أبو العباس أحمد بن المقتدر بن المعتضد، المعروف بالراضى، الخليفة العباسى بويع سنة 322، وتوفى سنة 329. الفخرى ص 246. [2] القلية، كغنية: مرقة تتخذ من لحوم الجزور وأكبادها. [3] الحب، بضم الحاء: إناء معروف للماء (عن الخفاجى).

ثم مضى، فلما كان من الغد عاد وقد صار معبّرا للرؤيا، وذلك أنه مضى من يومه فدرس كتاب الكرمانىّ [1] وجاء. وكان يأخذ الرطب يشمّه ويقول: أما إنك لطيّب؛ ولكن أطيب منك حفظ ما وهب الله لى من العلم. قال محمد بن جعفر: ومات ابن الأنبارى فلم نجد من تصنيفه إلا شيئا يسيرا؛ وذلك أنه إنما كان يملى من حفظه. وقد أملى كتاب غريب الحديث، قيل إنه خمس وأربعون ألف ورقة. وكتاب شرح الكافى، وهو نحو ألف ورقة. وكتاب الهاءات وهو نحو ألف ورقة. وكتاب الأضداد، وما رأيت أكبر منه. وكتاب المشكل، أملاه وبلغ إلى «طه» وما أتمّه، وقد أملاه سنين كثيرة. والجاهليات سبعمائة ورقة. والمذكّر والمؤنث، ما عمل أحد أتمّ منه. وعمل رسالة المشكل؛ ردّا على ابن قتيبة وأبى حاتم ونقضا لقولهما. ومضى يوما فى النخّاسين ورأى جارية تعرض حسنة كاملة الوصف. قال: فوقعت فى قلبى ومضيت إلى دار أمير المؤمنين الراضى بالله، فقال لى: أين كنت إلى الساعة؟ فعرّفته، فأمر بعض أسبابه فمضى فاشتراها وحملها إلى منزلى؛ فجئت فوجدتها فعلمت الأمر كيف جرى. فقلت لها: كونى فوق إلى أن أشتريك [2].

_ [1] هو إبراهيم بن عبد الله الكرمانى، كان معاصرا للخليفة المهدى العباسى وفسر له بعض الرؤى. وذكره ابن النديم فى الفهرست ص 316. وفى كشف الظنون ص 755 ورد اسم كتابه «الدستور فى التعبير لإبراهيم الكرمانى المتوفى سنة ... » ولم يذكر تاريخ وفاته. وفى كتاب القادرى فى التغيير (نسخة التيمورية رقم 43 غيبيات) لأبى سعيد نصر بن يعقوب الدينورى- الذى ألف للقادر بالله العباسى سنة 377 - جاء ذكره فى الطبقة السادسة من المعبرين أصحاب التأليفات. ويوجد فى المكتبة الأهلية بباريس مختصر لهذا الكتاب برقم 2758 لمحمد بن على الصقلى الملقب بالحاج الشاطبى. [2] فى تاريخ بغداد: «أستبرئك».

وكنت أطلب مسألة قد اختلّت علىّ، فاشتغل قلبى فقلت للخادم: خذها وامض بها إلى النخّاس فليس قدرها أن تشغل قلبى عن علمى، فأخذها الغلام. فقالت: دعنى أكلّمه بحرفين، فقالت: أنت رجل لك عقل، وإذا أخرجتنى ولم تبيّن [1] لى ذنبى لم آمن أن يظن الناس بى ظنا قبيحا. فعرّفنيه قبل أن تخرجنى، فقلت لها: ما لك عندى عيب غير أنك شغلتنى عن علمى، فقالت: هذا أسهل عندى. قال: فبلغ الراضى بالله أمره فقال: لا ينبغى أن يكون العلم فى قلب أحد أحلى منه فى صدر هذا الرجل. ولما وقع فى علّة الموت أكل [كلّ] [2] شىء يشتهى وقال: هى علّة الموت. قال أبو بكر بن محمد بن أحمد بن عبد الله النحوىّ المؤدّب: حدّثنى أبى قال: سمعت أبا بكر بن الأنبارىّ يقول: دخلت المارستان بباب المحوّل، فسمعت صوت رجل فى بعض البيوت يقرأ: أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ [3] فقال: أنا لا أقف إلا على قوله: كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ، فأقف على ما عرفه القوم وأقرّوا به؛ لأنهم لم يكونوا يقرّون بإعادة الخلق، وأبتدئ بقوله: ثُمَّ يُعِيدُهُ فيكون خبرا. وأما ما قرأه على بن أبى طالب: واذكر بعد أمة [4] فهو وجه حسن؛ لأن الأمّة النسيان. وأما أبو بكر بن مجاهد فهو إمام فى القراءة، وأما ما قرأه الأحمق- يعنى ابن شنبوذ [5]: إن تعذّبهم فإنّهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنّك أنت الغفور الرّحيم [6]

_ [1] فى تاريخ بغداد «تعين». [2] تكملة من ب. [3] سورة العنكبوت آية 19. [4] سورة يوسف آية 45. [5] هو أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ، شيخ الإقراء بالعراق توفى سنة 328. طبقات القراء (2: 54). [6] سورة المائدة آية 118. والقراءة الصحيحة: وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، وانظر توجيه هذه القراءة فى تفسير القرطبى (6: 377).

فخطأ؛ لأن الله تعالى قد قطع لهم العذاب فى قوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ* [1] قال: فقلت لصاحب المارستان: من هذا الرجل؟ فقال: هذا إبراهيم الموسوس محبوس. فقلت: ويحك! هذا أبىّ بن كعب [2]، افتح الباب عنه، ففتح الباب فإذا أنا برجل منغمس فى النجاسة، والأدهم فى قدميه، فقلت: السلام عليكم، فقال: كلمة مقولة، فقلت: ما منعك من ردّ السلام علىّ؟ فقال: السلام أمان، وإنى أريد أن أمتحنك، ألست تذكر اجتماعنا عند أبى العباس- يعنى ثعلبا- فى يوم كذا وفى يوم كذا؟ وعرّفنى ما ذكرته وعرفته، وإذا به رجل من أفاضل أهل العلم، فقال لى: هذا الذى ترانى منغمسا فيه ما هو؟ فقلت: الخرء يا هذا، فقال: وما جمعه؟ فقلت: خروء، فقال لى: صدقت! وأنشد: كأن خروء الطير فوق رءوسهم [3] ثم قال: والله لو لم تجبنى بالصواب لأطعمتك منه، فقلت: الحمد لله الذى أنجانى منك. وتركته وانصرفت. ولد أبو بكر بن الأنبارىّ سنة إحدى وسبعين ومائتين، وتوفى ليلة النحر من ذى الحجة من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.

_ [1] سورة النساء آية 48. [2] أبى بن كعب، أبو المنذر الأنصارى المدنىّ، سيد القرّاء، قرأ على النبىّ صلى الله عليه وسلم، وقرأ عليه للإرشاد والتعليم. توفى سنة 19 على المشهور. طبقات القرّاء (1: 31). [3] بقيته: إذا اجتمعت قيس معا وتميم وبعده: متى تسأل الضبىّ عن شرقومه ... يقل لك إن العائذىّ لئيم وانظر اللسان (خرأ).

قال أبو علىّ القالىّ: كان أبو بكر بن الأنبارىّ يحفظ فيما ذكر ثلاثمائة ألف بيت شاهدة فى القرآن. وله أوضاع شتى كثيرة. وكان ثقة ديّنا صدوقا. وكان ممن تقدّم من الكوفيين. وقال غيره: كان ابن الأنبارىّ شحيحا، وكذلك أبو عبد الله نفطويه؛ إلا أن نفطويه كان يعاشر الناس ويحضر مجالسهم. وكان ابن الأنبارىّ لا يفعل ذلك. وكان يأكل كلّ جمعة طباهجة [1] تصلح له بلحم أحمر ومرّىّ [2]، وما أكل له أحد قطّ شيئا، وكان ذا يسار وحال واسعة، ولم يكن له عيال. وكان لنفطويه جوار إحداهن قارئة بالألحان، وكانت له بنت. ووقف أبو يوسف المعروف بالأقسامى على أبى بكر بن الأنبارىّ يوما فى جامع المنصور ببغداذ، فقال له: يا أبا بكر، قد أجمع سبع فراسخ ناسا على شىء- يعنى أهل بغداذ- فأعطنى درهما حتى أفرّق الإجماع، فقال: وما هذا الإجماع يا أبا يوسف؟ قال: أجمع أهل البلد عن آخرهم على أنك بخيل. فضحك ولم يعطه شيئا. قال الزّبيدىّ: «توفى أبو بكر بن الأنبارىّ سنة سبع وعشرين وثلاثمائة يوم الأضحى» وكأنّ الأوّل أثبت، والله أعلم. قال محمد بن إسحاق النديم فى كتابه: «أخذ محمد بن بشار عن أبيه وعن أبى جعفر أحمد بن عبيد، وأخذ النحو عن ثعلب. وكان أفضل من أبيه وأعلم، فى نهاية الذكاء والفطنة وجودة القريحة وسرعة الحفظ، وكان مع ذلك ورعا من الصالحين، لا تعرف له زلّة. وكان يضرب به المثل فى حضور البديهة وسرعة الجواب. وكان أكثر ما يملّه عن غير دفتر ولا كتاب، ولم يمت عن سنّ عالية. مات عن دون الخمسين كثيرا. توفى سنة ثمان وعشرين من ذى القعدة ودفن فى داره».

_ [1] الطباهجة: اللحم المشرح، معرب «تباهة». القاموس. [2] المرىّ كدرىّ: إدام كالكامخ يؤتدم به. وهو يستعمل لتشهى الطعام (شرح القاموس).

«وله من الكتب: كتاب المشكل فى معانى القرآن، لم يتمّه. كتاب الأضداد [1] فى النّحو. كتاب الزاهر [2]. كتاب الكافى فى النحو. كتاب أدب الكاتب، لم يتمّه. كتاب المقصور والممدود. كتاب المذكر والمؤنث كتاب الموضح فى النحو. كتاب نقض مسائل ابن شنبوذ. كتاب غريب الحديث لم يتمّه. كتاب الهجاء. كتاب اللامات. كتاب الوقف والابتداء [3]. كتاب الهاءات فى كتاب الله عز وجل [4]. كتاب السبع الطوال [5]، صغير. كتاب المجالس. كتاب شرح المفضّليات [6]. وعمل عدّة أشعار ودواوين [7] من أشعار العرب [8]».

_ [1] طبع فى ليدن سنة 1881 م، بتحقيق الأستاذ هو تسما، وطبع بالمطبعة الحسينية بمصر سنة 1907 م. [2] كتاب الزاهر فى معانى الكلمات التى يستعملها الناس فى صلاتهم ودعائهم وتسبيحهم وعبادة ربهم، منه نسخة خطية بمكتبة كوبريلى بالأستانة، وعنها أخذت نسخة مصوّرة فى دار الكتب المصرية برقم 588 لغة. واختصره أبو القاسم الزجاجى وسماه بهذا الاسم، ومنه أيضا نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم 557 لغة. [3] منه نسخة خطية فى المتحف البريطانى ونسخة فى كوبريلى. وانظر دائرة المعارف الإسلامية (الأنبارى). [4] منه نسخة فى باريس، وانظر دائرة المعارف الإسلامية. [5] فى دار الكتب المصرية نسخة مختصرة منه برقم 153 ش، ونشر شرح معلقة زهير له بمجلة الشرقيات. وانظر معجم المطبوعات ص 41. [6] طبع فى مطبعة الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1920 م. [7] وذكر الداودى فى طبقات المفسرين أنه شرح شعر الأعشى والنابغة وزهير؛ وصنع ديوانا من شعر الراعى. [8] فى هامش الأصل (2: 152)، وهامش ب (2: 69) ما يأتى: «وحكى أن أبا بكر بن الأنبارى حضر مع جماعة من العدول ليشهدوا على إقرار رجل، فقال أحدهم: ألا أشهد عليك؟ فقال: نعم، فشهدت الجماعة عليه، وامتنع ابن الأنبارىّ وقال: إن الرجل منع أن يشهد عليه بقوله: «نعم»، لأن تقدير جوابه: «لا أشهد علىّ»؛ لأن حكم «نعم» يرفع الاستفهام. ولهذا قال ابن عباس فى قوله تعالى: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى فلو أنهم قالوا نعم لكان التقدير: نعم لست ربنا، وهو كفر، وإنما دل على إيمانهم قولهم: «بلى»؛ لأن معناها يدل على رفع النفى؛ وكأنهم قالوا: «أنت ربنا، لأن «أنت» بمنزلة الناء فى لست». وورد فى هامش ب (2: 70) «المؤدب رحمه الله يقول: سمعت أبا العباس محمد ابن الحسن بن يعقوب الأنبارىّ يقول: حضرت مجلس أبى بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنبارىّ النحوىّ رحمه الله، وسئل عن قوله عليه السلام «خلق الله آدم على صورته» فقال: ذكر أصحاب الروايات أن الله عزّ وجل لما لعن إبليس غير خلقته عن خلقة الملائكة إلى خلقة الشياطين، وأن آدم لما فطره جل ذكره على أحسن تقويم، فأسكنه جنته، وخلق منه زوجته، وأكرمه بجواره فعصاه بمشيئته النافدة، وأخرجه منها ثم تاب عليه بفضله لم يغير صورته عن الفطرة الأولى؛ كما غير خلقة إبليس؛ لكن أمره عليها. فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله آدم على صورته»، أى قطعه، ومثله فى الدنيا على الصورة الأولى التى خلقه عليها حين كان فى الجنة لم يغير منها شيئا».

(حرف الميم فى آباء المحمدين)

(حرف الميم فى آباء المحمدين) 706 - محمد بن محمد بن محمد بن بنان «1» الأنبارىّ الأصل، المصرىّ المولد والمنشأ، القاضى الأثير ذو الرياستين ابن ذى الرياستين. تولى هو وسلفه المراتب السامية هناك، وتنقّلت به الأحوال، وسار إلى اليمن متوزّرا لسيف الإسلام طغتكين [1] بن أيوب المستولى على اليمن، وجاء منه فى رسالة إلى بغداذ فى سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة، وفارق من هناك وعاد إلى الشام ثم إلى مصر، وأقام بداره فى القاهرة المعزّيّة على العطلة، وأدركه من الإقلال كلفة، ومات فى الضائقة فى شهور سنة ست وتسعين وخمسمائة. وقد ذكرت خبره مفرّقا فى عدّة تصانيف. وهو [و] إن كان فى مراتب الوزراء إلا أنه كان يقرىء كتاب الصّحاح للجوهرىّ فى اللغة رواية ودراية، إلى غير ذلك من كتب الأدب. قعد وتصدّر لإقراء هذا العلم- رحمه الله. دخلت إليه وسمعت بحضرته، وأخذت عنه، واستفدت من مذاكرته ولفظه. وما أحسن ما وصفه محمد بن محمد بن حامد وأثنى عليه فقال: «ذو الرياستين محمد ابن بنان، مرموق بالوجاهة، معذوق [2] بالنباهة، لقيته بمصر متولّيا للقصر، وهو من

_ [1] طغتكين، ضبطه ابن خلكان (ج 1 ص 237) بضم الطاء وسكون الغين وكسر التاء والكاف. وهو أبو الفوارس سيف الإسلام طغتكين بن أيوب بن شادى، أخو السلطان صلاح الدين، كان واليا على اليمن من قبل أخيه منذ سنة 577، وتوفى سنة 593 بالمنصورة، إحدى مدن اليمن. [2] معذوق بالنباهة: موسوم بها.

707 - محمد بن محمد بن الحسين أبو البركات بن أبى حفص النحوى

أرباب مناصبها الكبار، وأصحاب مراتبها الخيار، له رواء وبهجة؛ ورواية ولهجة، ومنظر يروق، ومخبر يفوق، وطول وطائل، وقبول وفضائل. وله شعر كالسّحر، ونثر كنظم الدرّ؛ فمما وجدت له قوله يصف مغارة على جبل: وشاهقة خاضت حشا الجوّ مرتقى ... تشير إلى زهر الكواكب من عل محاسنها شتّى ولكن أخصّها ... وآثرها ذكرى حبيب ومنزل [1] 707 - محمد بن محمد بن الحسين أبو البركات بن أبى حفص النحوىّ «1» الشّهرستانىّ الأصل، البغداذىّ المولد والدار. قرأ على أبى محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب وجالسه ومن بعده، وعلى أبى الحسن على بن المبارك بن بابويه المعروف بابن الزاهدة النحوىّ، ولازمه حتى حصّل معرفة هذا العلم.

_ [1] ذكر له الصفدى من الكتب: كتاب تفسير القرآن المجيد، وكتاب المنظوم والمنثور. وقال ابن مكتوم: «حدّث أبو طاهر بن بنان فى بغداد بكتاب الصحاح عن أبى البركات محمد بن حمزة العرقى عن أبى القاسم بن القطاع عن أبى بكر بن البرعن بن عبدوس عن الجوهرىّ، وبكتاب السيرة لعبد الملك ابن هشام عن والده أبى الفضل محمد بن محمد عن أبى إسحاق الحبال. سمع منه أبو الفتوح بن الحصرىّ والمبارك بن أنوشتكين الجوهرىّ. وسئل عن مولده فقال: سنة سبع وخمسمائة بمصر. ومات بها فى ليلة السبت ثالث ربيع الآخر من سنة ست وتسعين وخمسمائة رحمه الله. ومن شعره وقد رأى خط بعضهم، «وكتب فلان بخط يده»: أفسدت معرفتى بفرط تخلف ... ونسخت بالتشكيك صدق يقينى لو كان قوم يكتبون برجلهم ... لبسطت عذرك يا سخين العين

وله شعر منه: خليلىّ عوجا عرّضا لى بذكر من ... بها ينقضى عمرى وأدفن فى رمسى ونوحا بشجو واندبا لى فرقتى ... ليال تقضّين فهل راجع أمس غداه افترقنا غاب عقلى فما أرى ... لى اليوم من عقل صحيح ولا حسّ ألا إنّ نور الشمس من نور وجهها ... فما لى أراها تستظلّ من الشمس! وله أيضا [1]: لمّا جفا من كنت آمل وصله ... ظلما، وصدّ فديته من ظالم أخفيت زرقة ملبسى من حاسدى ... ولبستها من خشية فى الخاتم ولد فى شهر رمضان سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وتوفى فى يوم الأحد سابع عشر شهر ربيع الأوّل سنة ثمان عشرة وستمائة، ودفن بالوردية. وقد ورد له فى هذا الكتاب ذكر فى غير هذا الموضع. وله شعر حسن، منه: جمّعت من غرر البلاغة لمعة ... أهديتها للكامل ابن الكامل أهديت للبحر الفرات لآلئا ... والدّرّ فى تيّاره والسّاحل وكذاك صيحانىّ تربة يثرب ... يهدى إلى نخل العراق الحامل [2] ومتى تأملت الثمار لديهما ... أبصرت كلّ غريبة فى الحاصل وقبول ذلك خير قلب مؤمل ... لقبوله وكياسة فى القابل لا زال كهفا للعفاة وملجأ ... للقاصدين وعدّة للامل

_ [1] قال صاحب البغية: «مما يكتب على فص أزرق». [2] الصيحانىّ: نوع من تمر المدينة أسود صلب المضغة.

708 - محمد بن محمد بن عباد أبو عبد الله النحوى العراقى

وصنف كتابا فى الضاد والظاء، وأهداه إليه، وكتب عليه: الفرق بين الضاد قل والظاء ... أهدى إلى ذى الطّول والنّعماء يحيى بن جعفر الزعيم أخى التّقى ... والمجد ربّ جلالة وبهاء فكأننى أهديت ما هو حفظه ... لكنّنى ذاكرت فى إهدائى جهد المقلّ وهل رأيت أخا حجا ... للبحر يهدى قطرة من ماء! أم هل رأيت أخا سداد متحفا ... للبدر حال كماله بضياء! لكن أخو الفضل الغزير محقّق ... لذوى الفضائل صورة الأشياء 708 - محمد بن محمد بن عبّاد أبو عبد الله النحوىّ العراقىّ «1» نحوىّ فاضل كامل، كثير المحفوظ، واسع النّفس، متبحر فى هذا النوع، خامل فى زمانه، لا يعرفه إلا أقلّ الناس. قال أبو أحمد عبد السلام البصرىّ: سألت الشيخ- أيده الله- أظنه يعنى السّيرافىّ- عن محمد بن محمد بن عبّاد هذا فأخبرنا أنه سأله عن عمره فقال: استوفيت سبعا وثلاثين. وتوفى آخر يوم من سنة أربع وثلاثين- يعنى وثلاثمائة- فى يوم الجمعة، وعبر الدّيلمىّ يوم السبت. وتوفّى على بن عيسى الوزير [1]، والشّبلىّ [2] فى ذلك الوقت؛ إما قبله بيوم، أو فى يومه- رحمهم الله.

_ [1] على بن عيسى بن داود بن الجرّاح الوزير، تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص 135. [2] هو أبو بكر الشبلىّ، دلف بن جحدر، وقيل جعفر بن يونس، شيخ الصوفية؛ أصله من الشبلية، قرية بالعراق. المنتظم (وفيات 334).

709 - محمد بن محمد بن عمران أبو الحسن الرقام البصرى اللغوى الراوية

قال: وجرى بين يدى محمد بن محمد بن عباد هذا ذكر من يملى من حفظه، فذكر أنه لو أراد أن يملى من حفظه عشرين ألف ورقة لأملى. قال: واستكتبنى كتاب الوقف والابتداء له، فكتبت له من نسخة، وتركت المواضع المشكلة، فلم أشكلها، فشكلها بخطّه. وله مصنّفات كثيرة عملها بحضرتى. وسمعت أكثرها، وأجاز لى جميعها؛ منها كتاب تفسير عن أربعة أنفس من المفسّرين، وكتاب فى النحو، عشرين جزءا، لأبى عبد الله الكوفىّ كاتب ابن رائق [1]، وكتاب فى العروض، وكتاب الياءات والهاءات، وكتابه فى الوقف والابتداء هو خير كتاب صنّف فى هذا الباب. 709 - محمد بن محمد بن عمران أبو الحسن الرقّام البصرىّ اللغوىّ الراوية «1» صاحب أبى بكر بن دريد. أخذ عنه وأكثر. 710 - محمد بن محمد بن مواهب الخراسانىّ النحوىّ العروضىّ الشاعر «2» أديب فاضل مفيد. له شعر كثير، وله بادرة حسنة فى جواباته وابتداءاته، يتذاكرها العلماء ببغداذ. وابتيع ديوان شعره بخطه [2].

_ [1] هو الأمير أبو محمد بن رائق والى دمشق. توفى سنة 330. (النجوم الزاهرة 3: 275). [2] أورد له ابن مكتوم من شعره: أنا راض منكم بأيسر شىء ... يرتضيه لعاشق معشوق وسلام على الطريق إذا ما ... جمعتنا بالاتفاق الطريق

711 - محمد بن المحسن بن سهل الكارزينى أبو الحسن

قرأ الأدب على أبى منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقىّ، وعلى غيره. وكان ذا معرفة بالعروض وصنعة الشعر. وتغيّر فى آخر عمره، وأصابه ما يصبب الشيوخ من السهو. مولده فى سنة أربع وتسعين وأربعمائة؛ والأظهر أنه قبل ذلك، والله أعلم. وتوفى فى يوم الاثنين مستهلّ شهر رمضان من سنة ست وسبعين وخمسمائة، ودفن بالوردية. أنبأنا محمد بن محمد بن محمد بن حامد فى كتابه، وذكر ابن الخراسانىّ هذا فقال: «علّامة الزمان فى الأدب والنحو، متبحّر فى علم الشعر، قادر على نظمه، له خاطر كالماء الجارى، يقدر على نظم ما شاء فى ساعة واحدة. ديوانه يشتمل على خمسة عشر مجلّدا، وهو واسع العبارة، كثير النظم، غزير العلم، ذكىّ الفهم [1]». 711 - محمد بن المحسّن بن سهل الكارزينىّ أبو الحسن «1» وكارزين من نواحى فارس؛ مما يلى البحر. أحد الفضلاء المعمّرين، كانت له معرفة تامة باللغة والأدب. ورد بغداذ وأقام بها إلى أن توفّى. وكتب بخطه الكثير، وجمع مجاميع أدبية كثيرة الفوائد، رأينا منها قطعة متوفّرة بالبلاد الشامية. 712 - محمد بن مسعود بن محمد المالينىّ الهروىّ أبو يعلى الأديب «2» ومالين [2] من رستاق هراة. له معرفة بالنحو واللغة، ويقول الشّعر الجيّد بالفارسيّة والعربيّة، ويذهب إلى مذهب الكرّامية [3]، وحجّ فى سنة ثمان وستّمائة،

_ [1] أورد الصفدى من مؤلفاته: كتاب العروض، والنوادر المنسوبة إلى حدّة الخاطر. [2] مالين: قرى مجتمعة من أعمال هراة، يقال لجميعها مالين، وأهل هراة يقولون: «مالان». [3] الكرامية: فرقة نجمت بخراسان، ينسبون إلى محمد بن كرام، وآراؤهم مبسوطة فى كتاب الفرق بين الفرق ص 202 - 214.

713 - محمد بن مضاء النحوى القرطبى أبو عبد الله

فحجّ وعاد إلى بلده. وقيل عنه: إنه لم يكن محمود الطريقة، وإنه كان يتسامح فى الأمور الدينيّة. ومن شعره: أصون المحيّا لا أرقرق ماءه ... إذا ابتذلت عند الطماعة أوجه أأنزل بالأدنى ومن تحت أخمصى ... من الفلك الأعلى تطامن أوجه! وسئل عن مولده فلم يذكره [1]. 713 - محمد بن مضاء النحوىّ القرطبىّ أبو عبد الله «1» روى عن ابن التّيّانىّ [2] وغيره. وكان من كبار النحويين فى وقته، ورؤساء المتأدّبين، وأخذ عنه أهل وقته جزءا كبيرا من نوع الأدب [3].

_ [1] قال ابن مكتوم: «ذكره ابن النجار الحافظ وقال: إنه رآه بقرية من مالين، وذكر له أنه دخل بغداد وأنشده عند ما حج شيئا من شعره، ومنه قوله: ماذا تؤمل من زمان لم يزل ... هو راغب فى خامل عن نابه نلقاه ضاحكة إليه وجوهنا ... فنراه جهما كاشرا عن نابه فكأنما مكروه ما هو نازل ... عنه بنا هو نازل عنا به [2] هو تمام بن غالب المعروف بابن التيانى؛ ترجم له المؤلف فى الجزء الأوّل ص 294 - 295. [3] قال ابن مكتوم: «هو محمد بن عمر بن مضاء النحوى، له رواية عن أبى زكريا بن الأشج وعن فضل الله صهر القاضى أبى الحكم بن سعيد وابن التيانى وغيرهم. أخذ عنه أبو بكر المصحفى كثيرا من كتب الأدب. ذكره أبو القاسم بن بشكوال فى الصلة من تأليفه». قلت: لم يذكره ابن بشكوال فى الصلة، والذى ذكره ابن مكتوم إنما هو عن ابن الفرضى فى تاريخ علماء الأندلس.

714 - محمد بن موسى بن هاشم بن يزيد النحوى الأندلسى

714 - محمد بن موسى بن هاشم بن يزيد النحوىّ الأندلسىّ «1» مولى المنذر [1]. كان متصرفا فى علم الأدب والخبر، ورحل إلى المشرق فلقى أبا جعفر [2] الدينورىّ وانتسخ كتاب سيبويه من نسخة واحدة، وأخذه عنه رواية، وروى كتب ابن قتيبة عن إبراهيم بن جميل الأندلسىّ [3]، أخذها عنه بمصر. وله كتب فى الأدب، منها كتاب شواهد الحكم، وكتاب طبقات الكتاب. توفى فى رجب سنة سبع وثلاثمائة. 715 - محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد ابن جعفر بن عبد الجبار بن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبد الله ابن عبد المجيد التميمىّ المروزىّ «2» والد تاح الإسلام [4]، أبو بكر بن أبى المظفّر بن أبى المنصور السمعانىّ. من أهل مرو. الإمام ابن الإمام [5] ابن الإمام [6]. شابّ نشأ فى عبادة الله. حظى من الأدب

_ [1] هو المنذر بن محمد بن عبد الرحمن أمير الأندلس، ولى الملك بعد أبيه سنة 273، وتوفى سنة 275. نفح الطيب (1: 329). [2] هو أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة، تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأوّل ص 80. [3] هو إبراهيم بن موسى بن جميل، مولى بنى أمية، أصله من تدمير، ورحل إلى المشرق، ودخل مكّة وبغداد ثم سكن مصر إلى أن توفى بها سنة 300. تاريخ علماء الأندلس (1: 15). [4] هو أبو سعد عبد الكريم السمعانى، صاحب كتاب الأنساب؛ تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 167. [5] هو أبو المظفر منصور بن محمد الفقيه، ذكره السمعانى وابن الأثير؛ وتوفى سنة 489. الأنساب الورقة 308 ا، واللباب لابن الأثير (1: 563). [6] هو ابو منصور محمد بن عبد الجبار، ذكره السمعانى فى الأنساب ص 308 ا، وأثنى عليه.

والنحو، وقال نظما ونثرا، وتصدّر للإفادة، وسطر بقلمه ما سارت فوائده، وانتظمت فرائده، وتفقّه فأجاد وزاد، وروى الحديث، وتصدّر بمرو فى خلافة والده بمدرسته. وأخذ الناس عنه كلّ هذه العلوم، وسادوا بالأخذ عنه. وكان معتنيا باللغة، وحصل له كتاب التهذيب للأزهرىّ فى اللغة وعليه خطه، وبقى عند مخلفيه إلى أن وقعت فتنة التّرك بخراسان فى سنة ست عشرة وستمائة، فغاب خبره فيما ذهب من أمثاله من تلك الخطة. وقد ذكره عبد الغافر الفارسىّ فوصفه وأطال، وقال لمّا أمكنه المقال: «أنبأنا أبو طاهر بن أحمد بن محمد بن الحافظ الأصبهانىّ نزيل الإسكندرية فى إجازتة العامة لمن قال فى وقت الإجازة: «لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم» ما قاله فى محمد بن منصور السّمعانىّ: هو المزنىّ [1] إبّان الفتاوى ... وفى علم الحديث التّرمذىّ [2] وجاحظ عصره فى النثر صدقا ... وفى وقت التّشاعر بحترى وفى النحو الخليل بلا خلاف ... وفى حفظ اللغة الأصمعىّ ولد فى سنة ستّ وستين وأربعمائة ليلة الأحد بعد مضىّ ربع من الليل التاسع من جمادى الآخرة. مات رحمه الله فى يوم الجمعة بعد فراغ الناس من الصلاة فى يوم الثانى من صفر سنة عشر وخمسمائة، ودفن يوم السبت عند والده بسنجدان، إحدى مقابر مرو، وكان له من العمر ثلاث وأربعون سنة وأشهر.

_ [1] هو أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق المزنى، صاحب الإمام الشافعى. توفى بمصر سنة 264. ابن خلكان (1: 71). [2] هو أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذىّ الضرير، صاحب كتاب الجامع فى الحديث. توفى سنة 279. وتهذيب التهذيب (1: 387).

716 - محمد بن مؤمن بن محمد بن مؤمن الكندى البرقى النحوى أبو بكر

716 - محمد بن مؤمن بن محمد بن مؤمن الكندىّ البرقىّ النحوىّ أبو بكر «1» كتب الحديث والنحو وأكثر. وكان رجلا صالحا، ذكره ابن الطّحان المصرىّ فى تاريخ الغرباء القادمين على مصر، وقال: «توفى فى ربيع الأوّل من سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وقد قارب الثمانين» - رحمه الله. 717 - محمد بن ميمون النحوىّ الأندلسىّ المعروف بمركوش «2» كان مشهورا بالأدب [1]، وله شعر منه: تبسّم عن مثل نور الأقاحى ... وأقصدنا بمراض صحاح [2] ومرّ يميس كما ماس غصن ... تلاعب عطفيه هوج الرّياح [3] وقصّر من ليله ساعة ... فأعقب ذلك ضوء الصباح وإنى- وإن رغم العاذلو ... ن- من خمر أجفانه غير صاح [4]

_ [1] ذكر ياقوت له من المصنفات: شرح الجمل، وشرح مقامات الحريرىّ. [2] أقصدنا: أصابنا. [3] هوج: جمع هوجاء؛ وهى الريح القوية. [4] الرغم هنا: الكره.

718 - محمد بن المستنير أبو على المعروف بقطرب النحوى اللغوى

718 - محمد بن المستنير أبو علىّ المعروف بقطرب النحوىّ اللغوىّ «1» أحد العلماء بالنحو واللغة، أخذ عن سيبويه وعن جماعة من العلماء البصريين. ويقال: إن سيبويه لقّبه قطر بالمباكرته له فى الأسحار، قال له يوما: ما أنت إلا قطرب ليل. والقطرب: دويبّة تدبّ ولا تفتر. نزل قطرب بغداذ، وسمع منه بها أشياء من تصانيفه، وروى عنه محمد بن الجهم السّمّرىّ [1]. وكان موثّقا فيما يمليه. ومات فى سنة ست ومائتين. وقيل إنه مولى سلم بن زياد، وكان له شعر أجود من شعر العلماء على قلّته؛ فمنه ما روى أن أبا القاسم المهلّبى- وكان من تلاميذ قطرب- جعل لقطرب جعلا على أن يقدّمه على نفسه ويقرّ له بالعلم ويقول فى ذلك شعرا؛ فأجابه إلى ذلك قطرب وقال: [ذا ما أقرّ به قطرب ... على نفسه لأبى القاسم [2]] وأشهد هودا وجهما عليه ... وأشهد غزوان مع عاصم

_ [1] تقدمت ترجمته للمؤلف فى هذا الجزء ص 88. [2] زيادة من طبقات الزبيدىّ، والخبر هنا يوافق ما هناك.

بأن قال [1] قد بدّنى فى القياس ... وصيرت فى يده خاتمى فأعلم بالنحو من سيبويه ... وأجود بالمال من حاتم بديهته عند ردّ الجواب ... تزيد على فطنة العالم فصرت على السنّ تلميذه ... وصار أبو قاسم عالمى وقال محمد [2] بن إسحاق النديم فى كتابه: «هو أبو علىّ محمد بن المستنير ويقال أحمد بن محمد ويقال الحسن بن محمد، والأوّل أصح [حكاية [3]]». قال: «وكان قطرب يعلم ولد أبى دلف القاسم بن عيسى العجلىّ صاحب الكرخ. وكان ابنه الحسن [4] بن قطرب يؤدّبهم فيما بعد». «وله من الكتب المصنفة: كتاب معانى القرآن. كتاب الاشتقاق. كتاب القوافى. كتاب النوادر. كتاب الأزمنة. كتاب المثلث [5]. كتاب الفرق. كتاب الأصوات. كتاب الصفات. كتاب العلل فى النحو. كتاب الأضداد. كتاب خلق الفرس. كتاب خلق الإنسان. كتاب غريب الحديث [6]. كتاب الهمز. كتاب فعل وأفعل. كتاب الردّ على الملحدين فى تشابه القرآن [7]».

_ [1] فى الأصلين: «فإن قبل»، وصوابه عن طبقات الزبيدىّ. [2] فى الأصلين: «أحمد»، تصحيف. [3] من الفهرست. [4] فى الفهرست: «الحسن». [5] طبع بعناية الأستاذ ويلمار فى مربورغ سنة 1857 م، وانظر معجم المطبوعات ص 1517 [6] فى الفهرست: «غريب الآثار». [7] فاته مما ذكره ابن النديم: إعراب القرآن. ونشر له الأستاذ جاير وكتاب ما خالف فيه الإنسان البهيمة» وطمع له فى ويانا سنة 1888 م. وانظر معجم المطبوعات.

(حرف النون فى آباء المحمدين)

(حرف النون فى آباء المحمدين) 719 - محمد بن ناصر بن محمد بن أحمد بن هارون اليزدىّ الصائغ الصوّاف أبو منصور «1» من أهل يزد؛ بلدة بين أصفهان وكرمان، من نواحى اصطخر فارس. شاب ورد بغداذ بعد الخمسمائة، وسمع الكثير، ونسخ بخطه. وكانت له معرفة بالحديث والأدب واللغة. وكان فيه كبر وعزّة نفس، وعاد بعد سنة خمس وخمسمائة إلى يزد، وظهر له ثمّ قبول. وحكى عنه أنه قال بقدم الرّوح. وذكره أبو الفضل بن ناصر السّلامىّ فقال: كان فيه تساهل فى الحديث. ومن شعره: إنى بليت بقوم لا خلاق لهم ... وكلّهم وعدهم ميعاد عرقوب فقل لمن يرتجى جهلا نوالهم ... نوالهم للمرجّى مخّ عرقوب [1] قبض عليه علاء الدولة كرشاسپ بن علىّ بن فرامرز [2]، وحمله إلى طبس [3] فقتله، ثم دفن فى تلك البرية بعد العشرين وخمسمائة؛ ورئى حول قبره نور يصعد رحمه الله.

_ [1] مخ العرقوب، يضرب مثلا لما لا يكون؛ لأن العرقوب لا مخ له (ما يعول عليه). [2] هو أبو كاليجار كرشاسب (الثانى) بن على بن فرامرز بن كاكويه أحد أمراء بنى كاكويه، تولى من سنة 488 إلى سنة 513. (معجم الأنساب لزامباور 2: 328). [3] طبس: مدينة فى برية بين نيسابور وأصبهان وكرمان. (ياقوت).

720 - محمد بن ناصر بن محمد بن على بن عمر السلامى أبو الفضل

720 - محمد بن ناصر بن محمد بن على بن عمر السّلامىّ أبو الفضل «1» ساكن درب الشاكرية ببغداذ إحدى محالّ الشرقية. حافظ الحديث متقن، له حظّ كامل من اللّغة. قرأ الأدب على أبى زكريا يحيى بن على الخطيب التّبريزىّ. وكان خبيرا برجال الحديث فى زمانه، يتكلّم فيهم من طريق التجريح والتعديل، وله خط فى غاية الصحة والإتقان، كثير البحث عن الفوائد وأثباتها، روى الناس عنه وأكثروا. وسئل عن مولده فقال: فى ليلة السبت الخامس عشر من شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة. وجدّه لأمه أبو حكيم الخبرىّ الفرضىّ، ويقال إن أباه كان أحسن شباب بغداد فى زمانه، وإن الخطيب أحمد بن على بن ثابت [1] كان يميل إليه لحسنه. وقيل إن ولده هذا كان يعرف ذلك، وربما قاله ووصفه بالحسن مع الصّبابة. وقيل له يوما: إن الخطيب أحمد بن على بن ثابت كان يميل إلى ابن خيرون لجمله، فقال: كان ميله إلى أبى أكثر. أوّل سماعه من أبى طاهر بن أبى الصقر فى سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة. ومات- رحمه الله- ليلة الثلاثاء الثامن عشر من شعبان سنة خمسين وخمسمائة.

_ [1] تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 70.

وأخرج من الغد، وصلّى عليه بالقرب من جامع السلطان ثلاث مرات، وعبربه إلى جامع المنصور، فصلّى عليه، ثم حمل إلى الحربيّة فصلّى عليه بها، ودفن بباب حرب تحت السّدرة بجنب أبى منصور بن الأنبارى الواعظ [1].

_ [1] أورد صاحب كشف الظنون من مصنفاته كتابه أمالى أبى الفضل. وقال: «هى فى الحديث».

(حرف الواو فى آباء المحمدين)

(حرف الواو فى آباء المحمدين) 721 - محمد بن الوليد (والوليد يعرف بولّاد) المصرىّ النحوىّ التميمىّ «1» صاحب التصانيف. فاضل كامل نبيل، رحل فى طلب النحو إلى بغداذ، وقرأ كتاب سيبويه على المبرّد. وكانت له فيه قصة؛ كان يأخذ من ابن المبرّد كراسة كراسة، ينسخها ويدفع له درهما، وذلك خفية من المبرّد؛ لأنه كان يبخل بالكتاب، فطلب المبرّد يوما بعض الكراريس فلم يجدها وكشف أمرها فوقف على ما جرى، فركب إلى صاحب الجيش، وذكر له أن رجلا غريبا استغوى ابنه، وأخذ بعض كتبه فأحضر، وكان له صديق له جاه، فسيّر إلى صاحب الجيش ألّا يعرض له إلا بخير، فلما عرف موضعه عنّف أبا العباس وقبح له ما جرى، فاعتدر بأنه لم يعرفه، وأقرأه الكتاب بعد ذلك. وكان المبرّد لا يقرىء الكتاب إلا بمائة دينار، فإذا اجتمعت له من جماعة أو من واحد لم يحضر ذلك غير من وزن. ولما عاد ابن ولّاد إلى مصر وتصدّر لإقراء العلم وحضرته الوفاة- رحمه الله- أوصى أن يدفن معه كتاب سيبويه، وصار الكتاب بعد موته إلى ابنه أبى العباس، وانتقل بعد موته إلى رجل يعرف بالدقّاق كان جمّاعة للكتب، ابتاعه بمائة دينار من ورثة أبى العباس، ومات الدقاق، فانتقل بعده الكتاب إلى

722 - محمد بن الوليد النحوى القرطبى المعروف بالقشطالى أبو عبد الله الأديب

خزانة الوزير أبى الفضل جعفر بن الفضل بن حنزابة بن الفرات [1]، وزير الإخشيد [2]. قال الزّبيدىّ: «أخذ محمد بن الوليد بمصر عن أبى على الدينورىّ، ومحمد ابن حسان، وغيرهما، ثم دخل العراق فأقام بها ثمانية أعوام، ولقى المبرّد وثعلب وقرأ على المبرّد كتاب سيبويه، وكان حسن الخطّ، جيّد الضبط. وتزوّج أبو على الدينورىّ أمّه. وله كتاب فى النحو سماه المنمّق، لم يصنع فيه شيئا. وتوفى أبو الحسين محمد بن الوليد سنة ثمان وتسعين ومائتين بمصر، وكان قد بلغ الخمسين، وغلب عليه الشيب وكان يخمع [3] من رجله». 722 - محمد بن الوليد النحوىّ القرطبىّ المعروف بالقشطالىّ أبو عبد الله الأديب «1» من أهل قرطبة. كان يعلّم العربية بقرطبة، وكان لها حافظا ذاكرا مقدّما فى معرفتها. تعلم أبو محمد بن عتّاب منه العربية. قال ابن حيّان: «توفى ودفن يوم السبت لسبع بقين من المحرّم سنة ستّين وأربعمائة».

_ [1] تقلد الوزارة للإخشيد ثم كافور ومن بعده؛ وكان محبا للعلماء والأدباء، وله فى ذلك أخبار كثيرة. توفى سنة 391. وحنزابة، بكسر الحاء: هى أم أبيه الفضل. ابن خلكان (1: 110). [2] هو محمد بن طغج المعروف بالإخشيد، مؤسس الدولة الإخشيدية بمصر. ولد ببغداد سنة 268، وولى إمرة مصر سنة 321، وتوفى سنة 334. وأخباره فى النجوم الزاهرة (3: 235 - 290)، وابن خلكان (2: 41 - 44). [3] فى الأصلين: «يجتمع من رحله» وصوابه من طبقات الزبيدىّ. والخماع: العرج؛ وأصله فى الضباع.

723 - محمد بن واصل أبو على المقرىء النحوى المؤدب

723 - محمد بن واصل أبو على المقرىء النحوىّ المؤدّب «1» كان مؤدّبا بغداد، عالما بالنحو؛ وهو ممّن قرأ على حمزة الزيات. روى عنه القراءة أبو مسلم عبد الرحمن بن واقد الواقدىّ [1]. 724 - محمد بن واصل والد أبى العباس المقرىء «2» وقيل إن اسمه أحمد. قرأ على علىّ بن حمزة الكسائىّ، وروى عن اليزيدىّ [2] صاحب أبى عمرو [3]، وروى عنه ابنه أبو العباس.

_ [1] ذكره ابن الجزرى فى طبقات القراء (1: 381)، وقال: «مقرىء معروف، أخذ القراءة عن حمزة بن القاسم الأحول، والصباح بن دينار، ومحمد بن واصل». [2] هو أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدىّ، تأتى ترجمته. [3] هو أبو عمرو بن العلاء، تأتى ترجمته.

(حرف الهاء فى آباء المحمدين)

(حرف الهاء فى آباء المحمدين) 725 - محمد بن هبة الله بن الورّاق النحوىّ أبو الحسن «1» تفرّد بعلم النحو، وانتهى علم العربية إليه فى زمانه، وكان له فى القراءات وعلوم القرآن يد ممتدّة وباع طويل. وكان مأمونا صدوقا متحرّيا، يرجع إلى سلامة وصلاح وسكينة ووقار، وهو سبط أبى الحسن بن الورّاق النحوىّ [1]. قال أبو الحسن على بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب: كان شيخنا أبو الحسن ابن الورّاق نحويا مقرئا، استدعاه القائم [2] بأمر الله ليعلّم أولاده- وكان ضريرا- فلما وصل إلى الباب الذى فيه أمير المؤمنين قال له الخادم: وصلت، قبّل الأرض. فقال الشيخ أبو الحسن: السلام عليكم ورحمة الله؛ وجلس. فقال القائم بأمر الله: يا أبا الحسن؛ ادن منى، فما زال يدنيه حتى مسّت ركبته ركبة أمير المؤمنين القائم؛ فأوّل ما سأله عن العروض، فقال: ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد [3] فشرع الشيخ أبو الحسن رحمه الله فى الكلام على ذلك، وأجاد وبالغ. ثم سأله عن غوامض العروض فأجاب. ثم سأله عن مسائل نحوية فأجاب؛ فلما خرج

_ [1] فى هامش ب: «ك، صوابه سبط الشيخ ابن سعيد السيرافى، ذكر ذلك الحافظ أبو عبد الله ابن النجار فى تاريخ بغداد». [2] هو أبو جعفر عبد الله بن القادر، المعروف بالقائم بأمر الله، الخليفة العباسىّ، بويع بعد وفاة أبيه سنة 422، وفى أيامه انقرضت دولة بنى بويه وظهرت دولة بنى سلجوق، وتوفى سنة 467. الفخرى ص 254. [3] بقيته: لقد زادنى مسراك وجدا على وجد والبيت لابن الدمينة. ديوان الحماسة بشرح التبريزى (3: 256).

726 - محمد بن هبيرة أبو سعيد الغاضرى النحوى

الشيخ من عند أمير المؤمنين جاءه محمد الوكيل [1] فقال: مولانا أمير المؤمنين يقول: هذا هو البحر. وتوفى- رحمه الله- يوم الجمعة قبل الصلاة، ودفن يوم السبت حادى وعشرين من شهر رمضان سنة سبع وسبعين وأربعمائة، ودفن بالخيزرانية. 726 - محمد بن هبيرة أبو سعيد الغاضرى النحوىّ» من أهل سرّمن رأى. تصدّر للإفادة، وروى عن الأئمة والأثبات؛ مثل الحسن بن قتيبة المدائنىّ، وأحمد بن عمر الوكيعىّ. روى عنه عمر بن أحمد بن أحمد العسكرىّ، وأبو محمد بن الخراسانىّ المعدّل.

_ [1] قال ابن الأثير فى اللباب (3: 278): «هذا يقال لمن يتوكل فى الحكومات بمجلس الحكم ولمن يتولى كتخدائية بعض المشهورين»، ثم ذكر جماعة اشتهروا بهذا الاسم.

(حرف الياء فى آباء المحمدين)

(حرف الياء فى آباء المحمدين) 727 - محمد بن يحيى بن زكريا أبو عبد الله المقرىء النحوىّ «1» كان فى وقته يعرف بالكسائىّ الصغير. سمع خلف بن هشام البزاز وعلىّ ابن المغيرة الأثرم وأبا مسحل صاحب الكسائىّ وأبا الحارث اللّيث [1] بن خالد. روى عنه أبو بكر بن مجاهد، وأبو علىّ أحمد بن الحسن المعروف بدبيس، وغيرهما [2]. 728 - محمد بن يحيى بن عبد السلام الأزدىّ الرّباحىّ «2» ينتمى إلى يزيد بن المهلّب بن أبى صفرة [3]. أصله من جيّان [4]، وهو منزل جدّه الداخل إلى الأندلس؛ وهو أبو العوجاء المنسوب إليه فحص [5] أبى العوجاء هناك. وانتقل أبوه إلى قلعة رباح [6] فسكنها، فنسب إليها. كان محمد بن يحيى عالما

_ [1] ذكره ابن الجزرى فى طبقات القرّاء (2: 34)، وقال عنه: «ثقة معروف حاذق ضابط». وتوفى سنة 240. [2] قال ابن الجزرى: إنه توفى سنة 288، وقيل سنة 280. [3] ولى خراسان بعد موت أبيه سنة 83، وقتله مسلمة بن عبد الملك سنة 102؛ وأخباره كثيرة مبسوطة فى ابن خلكان (2: 262 - 276). [4] جيان، بالفتح: مدينة لها كورة واسعة بالأندلس، فى شرقى قرطبة. [5] يطلق الفحص على مواضع عدّة فى الأندلس. قال ياقوت: «سألت بعض أهل الأندلس: ما تعنون بالفحص؟ فقال: كل موضع يسكن؛ سهلا كان أو جبلا، بشرط أن يزرع نسميه فحصا، ثم صار علما لعدّة مواضع». [6] قلعة رباح: مدينة بالأندلس من أعمال طلي؟؟؟، تقع غربها.

بالعربية، دقيق النظر فيها، لطيف المسلك فى معانيها؛ غاية فى الإبداع والاستنباط، ولم يكن ظاهره ينبئ عن كثير علم؛ فإذا نوظر ونوقش لا يصطلى بناره. نظر فى كتب الكلام والمنطق والطبّ والتنجيم؛ وكان يتّكل على حفظه، ويشتغل بالاستنباط الدقيق المعانى فى كل فنّ على حفظه وذهنه. رحل إلى المشرق فلقى أبا جعفر بن النحاس، فحمل عنه كتاب سيبويه رواية، وقدم قرطبة فلزم التصدّر لطلب الإفادة لهم فى داره بها. وقرىء عليه كتاب سيبويه، ولم يكن عند الناس علم من العربية؛ حتّى ورد محمد بن يحيى؛ فإن الأوائل كانوا يفعلون فى الإفادة مع المنصوص وتفهيم الطالب معنى اللفظ وما تحته من المعنى لا غير. ولم يكن له تدقيق نظر ولا استنباط؛ فلما ورد محمد بن يحيى أخذ فى التدقيق والاستنباط والاعتراض والجواب وطرد الفروع إلى الأصول. فاستفاد منه المعلمون طريقه، واعتمدوا ماسّه من ذلك. وكان مع ذلك ذا وقار وسمت وفضيلة ونزاهة نفس وكرم وصحة نية وسلامة باطن. وكان يقول الشعر فيجيده، وبرع فى استخراج المعمّى، وبينه وبين الزّبيدىّ مفاوضات فى ذلك طويلة ظاهر أمرها التكلف [1]. أدّب أولاد الملوك هناك من بنى أمية. ثم ولى أمر الديوان [2] والاستيفاء؛ فلم يزل على ذلك إلى أن مات فى شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.

_ [1] انظر طبقات الزبيدى ص 217 - 220. [2] فى هامش الأصل 2: 177: «إنما ولاه المستنصر الأموى مقابلة الدواوين والنظر فيها- يعنى الكتب التى جمعها، والمصنفات فى سائر العلوم التى لم تجتمع لملك من ملوك الإسلام قبله ولا بعده، ولا قدر علما، لا ما ظنه المصنف، رحمه الله».

729 - محمد بن يحيى بن زكريا أبو عبد الله النحوى الأندلسى المعروف بالقلفاط

729 - محمد بن يحيى بن زكريا أبو عبد الله النحوىّ الأندلسىّ المعروف بالقلفاط «1» كان بارعا فى علم العربية، حافظا لها، مقدّما فيها. ولم يكن أحد يقارب الحكيم النحوىّ الأندلسىّ [1] فى علمه غيره. وكان القلفاط هذا حافظا للّغة بصيرا بها، وكان شاعرا مجوّدا مطبوعا، وإذا قصّد أطال وأحسن. وقال بعض من دخل العراق من أدباء الأندلس: استنشدنى المعرّج ببغداذ لأهل بلدنا، فأنشدنه لأحمد بن محمد بن عبد ربه [2] قصيدة، فلم يستحسن شيئا مما أنشدته، ثم أنشدته لمحمد بن يحيى القلفاط: يا غزالا عنّ لى فاب ... ترّ قلبى ثم ولّى حتى أتيت على آخر الشعر، فقال: هذا هو الشعر لا ما أنشدتنى آنفا. وكان كثير المهاجاة للأدباء، مطلق اللسان بالهجاء؛ لا يزال يتهكّم بالمؤدّبين. وكان مع ذلك وسخ الثياب رذل الهيئة، نزر المروءة [3].

_ [1] هو محمد بن إسماعيل أبو عبد الله الحكيم- تقدّمت ترجمته للمؤلف فى هذا الجزء ص 65. [2] هو أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب، مولى هشام بن عبد الرحمن؛ صاحب كتاب «العقد الفريد»؛ توفى سنة 328. جذوة المقتبس الورقة 43. [3] ذكر صاحب إشارة التعيين أنه توفى سنة 302.

730 - محمد بن يحيى بن أبى عباد جابر بن زيد بن الصباح العسكرى اللغوى المعروف بالنديم

730 - محمد بن يحيى بن أبى عباد جابر بن زيد بن الصباح العسكرىّ اللغوىّ المعروف بالنديم «1» ويكنى أبا جعفر. كان حسن الأدب، ونادم المعتضد. وصنّف كتابا فى اللغة سماه جامع المنطق، وجعله جداول، ومات. ووقف عليه المعتضد يوما، فاشتاقت نفسه إلى فكّ تلك الجداول، فأمر القاسم بن عبيد الله أن يطلب من أهل الأدب من يفسرها، فبعث إلى ثعلب، وعرّفه وعرّض عليه، فلم يتوجّه له حساب الجداول، وقال: لست أعرف هذا، وإن أردتم كتاب العين فموجود ولا رواية له. ثم كتب إلى المبرّد أن يفسرها فأجابهم: إنه كتاب طويل يحتاج إلى شغل وتعب، وإنه قد أسنّ وضعف عن ذلك، وإن دفعتموه إلى صاحبى إبراهيم بن السّرىّ رجوت أن يفى بذلك. فتغافل القاسم بن عبيد الله [1] عن مذاكرة المعتضد باسم الزّجاج؛ لأنه كان مشتغلا بتعليم أولاده؛ حتى ألحّ عليه المعتضد، فأخبره بقول ثعلب والمبرّد، وأنه أحال على الزجّاج؛ فتقدّم المعتضد إليه بالتقدّم إلى الزجّاج بذلك، ففعل القاسم؛ فقال الزجاج: أنا أفعل ذلك على غير نسخة ولا نظر فى جداول، فأمره بعمل الثّنائىّ، فاستعار الزجّاج كتب اللغة من ثعلب والسكرىّ وغيرهما؛ لأنه كان ضعيف العلم باللغة؛ ففسر الثنائىّ كله، وكتبه بخط اليزيدىّ الصغير، وجلّده وحمله إلى الوزير، وحمله الوزير إلى المعتضد بالله أمير المؤمنين، فاستحسنه، وأمر له بثلاثمائة دينار وتقدم إليه بتفسيره كله، ولم يخرج ممّا عمله الزجاج نسخة إلى أحد؛ إلا إلى خزانة المعتضد.

_ [1] وزير المعتضد، تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 195.

731 - محمد بن يحيى الرباحى

قال محمد إسحاق النديم فى كتابه: «ظهر هذا التفسير متقطعا ورأيناه، وهو فى طلحىّ لطيف [1]». 731 - محمد بن يحيى الرّباحىّ «1» من قلعة رباح بالأندلس. نحوىّ مجيد مشهور، وكان لا يقصّر عن أصحاب محمد بن يزيد المبرّد فى النحو. وقيل إنه يعرف بالقلفاط؛ وقيل القلفاط غيره. وله شعر حسن؛ كان فى أيام الحكم المستنصر نحويّا بالأندلس. 732 - محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول أبو بكر الصولىّ «2» المتقن فى الآداب، ومعرفة الأخبار، وأيام الخلفاء، ومآثر الأشراف، وطبقات الشعراء. وهو وإن كان أخبار يا فإنما ذكرته هاهنا لأنه تعرّض لجمع دواوين، شرح

_ [1] الخبر فى فهرست ابن النديم ص 60 - 61، وذكره المؤلف فى الجزء الأول ص 199 - 200.

فيها أشعارها، وذكر الغريب والإعراب فى بعض أماكنها، فصار بهذا من جملة أئمّة النوعين المذكورين. حدّث عن أبى داود السّجستانىّ وأبوى العباس ثعلب والمبرّد، وأبى العيناء محمد بن القاسم، وأبى العباس الكديمىّ، وأبى عبد الله محمد بن زكريا الغلابىّ، وأبى رويق عبد الرحمن بن خلف الضبىّ، وإبراهيم بن فهد الساجىّ، وعباس بن الفضل الأسقاطىّ، وأحمد بن عبد الرحمن النحوىّ، ومعاذ بن المثنّى العنبرىّ، وغيرهم. وكان واسع الرواية، حسن الحفظ والأدب، حاذقا. صنّف الكتب، ووضع الأشياء منها مواضعها، ونادم عدّة من الخلفاء، وصنّف أخبارهم وسيرهم وجمع أشعارهم، ودوّن أخبار من تقدم وتأخر من الشعراء والوزراء والكتّاب والرؤساء. وكان حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، مقبول القول. وله أبوّة حسنة؛ كان جدّه صول، وأهله ملوك جرجان، ثم رأس أولاده بعده فى الكتابة، وتقلّد لأعمال السلطانية. ولأبى بكر هذا شعر كثير فى المديح والغزل وغير ذلك؛ روى عنه أبو عمر بن حيّويه، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدار قطنىّ، وأبو عبيد الله المرزبانىّ، وأبو الحسن بن الجندىّ، وأبو أحمد بن الدهان، وعالم كثير. قال أبو بكر محمد بن يحيى الصّولىّ: كنت أقرأ على أبى خليفة فى منزله- لهاشمييّ البصرة خصوصا- كتاب طبقات الشعراء وغيره. فواعدنا يوما و [قال]: لا تخلفونى فإنى أتخذ لكم خبيصة [1] كافية. فتأخرت لشغل عرض لى، ثم جئت والهاشميون عنده، فلم يعرفنى الغلام وحجبنى، فكتبت إليه: أبا خليفة تجفو من له أدب ... وتؤثر الغرّ من أبناء عباس

_ [1] الخبيصة: طعام يعمل من التمر والسمن.

وأنت رأس الورى فى كلّ مكرمة ... وفى العلوم، وما الأذناب كالرّاس ما كان قدر خبيص لو أذنت لنا ... فيه، لتختلط الأشراف بالناس قال: فلما قرأ الرقعة صاح على الغلام ودخلت إليه، فلما رآنى قال: أسأت إلينا بتغيّبك، وظلمتنا [1] بتعتّبك، وإنما عقد المجلس بك، ونحن فيما فاتنا بتأخّرك- ولا ذنب لنا فيه- كما أنشدنى التوّزىّ لرحل طلّق امرأته، ثم ندم فتزوجت غيره، فمات عنها حين دخل بها، فخطبها، فقال من أبيات: فعادت لنا كالشّمس بعد طلاقها ... على خير أحوال كأن لم تطلّق ثم صاح: يا غلام! اتخذ لنا مثل طعامنا. فأقمنا يوما عنده. قال محمد بن العباس الخزاز: حضرت الصّولىّ وقد روى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان وأتبعه ستّا من شوّال»، فقال: «وأتبعه شيئا من شوّل»، فقلت: أيها الشيخ: اجعل النقطتين المتين تحت الياء فوقها، فلم يعلم ما قصدت له. فقلت: إنما هو «ستا من شوّال». فرواه على الصواب. قال أبو بكر بن شاذان: رأيت للصولىّ بيتا عظيما مملوءا بالكتب [2]؛ وهى مصفوفة، وجلودها مختلفة الألوان؛ كل صنف من الكتب لون؛ فصنف أحمر، وصنف أخضر، وصنف أصفر، وغير ذلك. قال: وكان الصّولىّ يقول: هذه الكتب كلّها سماعى.

_ [1] فى الأصلين: «وظلمتها»، وصوابه من تاريخ بغداد. [2] ذكر مصنفاته ابن النديم فى الفهرست 150 - 151، 156. ونشر منها كتاب الأوراق بتحقيق دن، وطبع بالقاهرة سنة 1924 م، وأدب الكتاب، بتحقيق محمد بهجت الأثرى، وطبع بمصر فى المطبعة السلفية سنة 1341، وأخبار أبى تمام بتحقيق الأساتذة: خليل محمود عساكر ومحمد عبده عزام ونظير الإسلام الهندى، وطبع بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر بالقاهرة سنة 1356.

733 - محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوى اليزيدى أبو عبد الله بن أبى محمد

وأنشد العقيلىّ أبو سعيد لنفسه فى الصولىّ: إنما الصّولىّ شيخ ... أعلم النّاس خزانه إن تسل عن مشكلات [1] ... طالبا منه إبانه قال يا غلمان هاتوا ... رزمة العلم فلانه مات الصّولىّ بالبصرة فى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. وكان خرج عن بغداذ لإضاقة لحقته؛ وقيل مات فى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. ذكر ذلك المرزبانىّ. 733 - محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوىّ اليزيدىّ أبو عبد الله بن أبى محمد «1» اللغوىّ الأديب الشاعر. مدح الرشيد والمأمون والفضل بن سهل وغيرهم. قال محمد بن يزداد [2]: كنت بباب المأمون، فجاء محمد بن يحيى اليزيدىّ فاستأذن، فقال له الحاجب: إن أمير المؤمنين قد أخذ دواء، وأمرنى أن أحجب الناس عنه،

_ [1] فى الأصلين: «فإذا تسأله عن مشكل»، وهو غير مستقيم الوزن، وفى معجم الأدباء: إن سألناه بعلم ... نبتغى عنه الإبانه [2] هو أبو عبد الله محمد بن يزداد، وزير المأمون. كان بليغا مترسلا شاعرا. وله من الكتب كتاب رسائل، وديوان شعر. الفهرست 124.

قال: وأمرك ألّا تدخل إليه رقعة؟ قال: لا، فدعا بدواة كانت مع غلامه وقرطاس، وكتب إليه: هديّتى التحيّة للإمام ... إمام العدل والملك الهمام لأنّى لو بذلت له حياتى ... وما أحوى لقلّا للإمام أراك من الدواء الله نفعا ... وعافية تكون إلى تمام وأعقبك السلامة منه ربّ ... يريك سلامة فى كلّ عام أتأذن فى الدخول بلا كلام ... سوى تقبيل كفّك والسّلام فأدخل الرّقعة وخرج مسرعا. فأذن له ودخل مسرعا، فسلّم وخرج وأتبعه بألف دينار. ومن شعر محمد بن أبى محمد اليزيدىّ قوله: الهوى أمر عجيب شأنه ... تارة يأس وأحيانا رجا ليس فيمن مات منه عجب ... إنما يعجب ممّن قد نجا وقاله أيضا: كيف يطيق النّاس وصف الهوى ... وهو جليل ما له قدر بل كيف يصفو لحليف الهوى ... عيش وفيه البين والهجر خرج محمد بن أبى محمد اليزيدىّ فى صحبة المعتصم [1] إلى مصر؛ فمات بها- رحمه الله-. وكان لأبى محمد اليزيدىّ والده خمسة [2] أولاد، كلهم عالم شاعر كثير الرواية متسع

_ [1] هو أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد، المعروف بالمعتصم، ثامن الخلفاء العباسيين. بويع بالخلافة بعد وفاة أخيه المأمون سنة 210، وتوفى سنة 227. الفخرى ص 203. [2] الذى ذكره ابن النديم أنهم ستة، هم: محمد وإبراهيم وإسماعيل وعبد الله ويعقوب وإسحاق. وانظر الفهرست والأنساب.

فى العلم؛ منهم أبو عبد الله محمد بن أبى محمد هذا، وإبراهيم [1]، وإسماعيل أبو القاسم [2]، وأبو عبد الرحمن عبيد لله [3]، وأبو يعقوب إسحاق [4]. وكلهم قد روى وألف فى اللغة والعربية؛ وكان محمد هذا أسنّهم. وأدّب المأمون مع أبيه، وثقل سمعه فى آخر عمره. وأنشد له دعبل [5] من أبيات: أتظعن والّذى تهوى مقيم ... لعمرك إنّ ذا خطر عظيم إذا ما كنت للحدثان عونا ... عليك وللهموم فمن تلوم شقيت به فما أنا عنه سال ... ولا هو إن شقيت به رحيم ووجد فى كتاب حمّاد [6] بن إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ عن أبيه عن أيوب بن أبى شمير قال: حرجت أنا ومحمد بن أبى محمد اليزيدىّ إلى متنزّه لنا بمرو، فبينا نحن نشرب إذ أقبل قنفذ يدبّ فيتقمّم [7] فظنّناه جائعا، فقلت: لقد أكل، فلو سقيناه! فوضعنا بين يديه نبيذا، فشرب منه. فقال محمد: هل لك أن أقول شعرا ونغالط به سعيد بن سلم الباهلىّ غدا إذا أنشدناه؟ فقلت: شأنك؛ فأنشأ يقول:

_ [1] تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأول ص 224. [2] تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأول ص 248. [3] كذا ذكره المؤلف هنا؛ وقد ترجم له فى الجزء الثانى ص 153، وذكر هناك أن كنيته «أبو القاسم» وهو يوافق ما ذكره الخطيب وابن قاضى شهبة وابن الجزرى. والذى فى طبقات الزبيدىّ: «أبو عبد الرحمن عبد الله». [4] ذكره ابن النديم مع أخيه يعقوب وقال: «فيعقوب وإسحاق زهدا، وكانا عالمين بالحديث». [5] هو دعبل بن على بن رزين بن سليمان الخزاعىّ. شاعر كوفى مبرز من شعراء الدولة الهاشمية. وله كتاب فى طبقات الشعراء. توفى سنة 246. اللآلى ص 333، ومعجم الأدباء (11: 99). [6] ذكره الخطيب فى تاريخه (8: 159) وقال: «روى عن أبيه كتاب الأغانى». [7] بتقمم: بتتبع الكناسات.

وطارق ليل جاءنا بعد هجعة ... من الليل إلا ما تحدّث سامر [1] قريناه صفو الزاد حين رأيته [2] ... وقد جاء خفّاق الحشا وهو سادر جميل المحيّا فى الرّضا فإذا أبى ... حمته من الضّيم الرماح الشّواجر ولست تراه واضعا لسلاحه ... يد الدهر موتورا ولا هو واتر قال: وغدونا على سعيد، فأنشدناه القصيدة، فاستحسنها، فقال: هكذا والله أشتهى أن يكون الفتى متيقّظا؛ فضحكنا فقال: لكما والله قصّة، ولا تفارقانى حتى تخبرانى بها، فأخبرناه. وله فى الشيب: إن شيبا صلاحه بالخضاب ... لعذاب موكّل بعذاب ولعمر الإله لولا هوى ال ... بيض وأن تشمئزّ نفس الكعاب [3] لأرحت الخدّين من وضر الخط ... ر وسلّمت لانقضاء الشباب [4] ولد لمحمد بن أبى محمّد اليزيدىّ من الذّكور اثنا عشر ولدا، وهم: أحمد، والعباس وعبد الله، (والغالب عليه عبدوس)؛ لقب لقّب به، وهؤلاء الثلاثة أوصياء أبيهم، وجعفر، وعلى، والحسن، والفضل، والحسين (وهما توءمان)، وعيسى، وسليمان، وعبيد الله [5]، ويوسف. فبرع أحمد، والعباس، وجعفر، والحسن، والفضل، وسليمان، وعبيد الله [5].

_ [1] فى الأغانى بعد هذا البيت: فقلت لعبد الله ما طارق أتى ... فقال امرؤ سيقت إليه المقادر [2] فى طبقات الزبيدىّ: «قريناه صفو الود حتى رأيته». [3] الكعاب: الجارية الناهدة الثديين. [4] الوضر: اللطخ من الزعفران وغيره. والخطر: نبات يختضب به. وفى طبقات الزبيدىّ: «وأذعنت لانقضاء الشباب». [5] فى الأصلين: «عبد الله»، وصوابه من الفهرست والطبقات.

734 - محمد بن يحيى بن سعدان المؤدب أبو بكر البستى

مات أحمد قبل سنة ستين ومائتين، والعباس مات سنة إحدى وأربعين ومائتين. ومات عبد الله عبدوس قبل هؤلاء؛ وكان مولعا باللهو والطرب، وبلغ من لهجه بذلك أن تعلّم ضرب العود، وتعلّم ابناه منه- وكانا طيّبى الغناء. ومات الفضل [1] سنة ثمان وسبعين ومائتين، وعبيد الله [1] سنة أربع [وثمانين [2]] ومائتين. ومات الحسن بمصر؛ وذلك لأنه خرج مصاحبا لأبى أيوب، ابن أخت أبى الوزير- وكان ولى مصر. ومات جعفر بالبصرة فى سنة نيّف وثلاثين. ولم يبق لهؤلاء من يروى العلم عن أبى عبد الله، [غير [3]] ابنين لأحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك: أحد هما موسى ابن أحمد ويكنى بأبى عيسى، وعيسى ويكنى بأبى موسى، رويا عن أبيهما عن جدّهما محمد بن يحيى ما سمع من أبى زيد والأصمعىّ. والذى ألفه محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدىّ صاحب هذه الترجمة من الكتب: كتاب النوادر ألفه لجعفر بن يحيى. كتاب المقصور والممدود. كتاب مختصر نحو، ألفه لبعض ولد المأمون. كتاب النقط والشكل. 734 - محمد بن يحيى بن سعدان المؤدّب أبو بكر البستىّ «1» كان من الأدباء، تخرج به جماعة من أولاد الأشراف بنيسابور، وسمع الحديث وتوفى بعد الخمسين والثلاثمائة.

_ [1] فى الأصلين: «عبد الله»، وصوابه من الفهرست. [2] تكملة من الفهرست، وانظر ترجمته فى الجزء الثانى ص 153. [3] فى الأصلين: «وابنين»، وما أثبته عن الفهرست.

735 - محمد بن يزيد بن عبد الأكبر أبو العباس المبرد

735 - محمد بن يزيد بن عبد الأكبر أبو العباس المبرّد «1» محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عميرة بن حسان بن سليمان بن سعد بن عبد الله ابن زيد بن مالك بن الحارث بن عامر بن عبد الله بن بلال بن عوف بن أسلم (وهو ثمالة) بن أحجن بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأسد بن الغوث. وعن أبى العباس يزعم أن ثمالة [1] عوف بن أسلم.

_ [1] روى القالى أن المبرد أنشد لعبد الصمد بن المعذل فيه: سألنا عن ثمالة كل حى ... فقال القائلون ومن ثماله فقلت محمد بن يزيد منهم ... فقالوا زدتنا بهم جهاله فقال لى المبرد خل عنى ... فقومى معشر فيهم نذاله ونقل الكبرى أن أبا العباس كان يروى ما هجى به من مثل هذا وشبههه ليئبت نسبه فى ثمالة. وانظر اللآلى ص 339 - 340.

وكان أبو العباس [1] محمد بن يزيد من العلم، وغزارة الأدب، وكثرة الحفظ، وحسن الإشارة، وفصاحة اللّسان، وبراعة البيان، وملوكية المجالسة، وكرم العشرة، وبلاغة المكاتبة، وحلاوة المخاطبة، وجودة الخطّ، وصحة القريحة، وقرب الإفهام، ووضوح الشرح، وعذوبة المنطق؛ على ما ليس عليه أحد ممن تقدّمه أو تأخّر عنه. وقرأ المبّرد كتاب سيبويه على الجرمىّ، ثم توفى الجرمىّ فابتدأ قراءته على المازنىّ؛ وقيل سمع أبو العباس الكتاب على الجرمىّ وعمله على المازنىّ [2]. وقال إسماعيل بن إسحاق القاضى: لم ير أبو العباس مثل نفسه ممّن كان قرينه، ولا يرى بعده مثله. قال سهل بن أبى سهل البهزىّ [3] وإبراهيم بن محمد المسمعىّ: رأينا محمد بن يزيد وهو حدث السنّ، متصدّرا فى حلقة أبى عثمان المازنىّ يقرأ عليه كتاب سيبويه؛ وأبو عثمان فى تلك الحلقة كأحد من فيها. وقال اليوسفىّ الكاتب [4]: كنت يوما عند أبى حاتم السّجستانىّ إذ أتاه شاب من أهل نيسابور فقال: يا أبا حاتم إنى قدمت بلدكم، وهو بلد العلم والعلماء، وأنت

_ [1] ذكر السيوطى فى المزهر (2: 456): «حيث أطلق البصريون أبا العباس فالمراد به المبرد، وحيث أطلقه الكوفيون فالمراد به ثعلب». [2] فى هامش الأصل (2: 193): «حاشية- روى عن المبرّد جماعة، منهم أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه؛ وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الحلبى، وأبو بكر محمد بن يحيى الصولى، ومحمد بن جعفر الخرائطى، وعمر بن حسن بن مالك الأشنانى، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، وأبو عمر محمد بن عبد الواحد غلام ثعلب، ومحمد بن زيد بن أبى الأزهر، وأبو سهل أحمد بن محمد بن زياد، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو على عيسى بن محمد الطومارىّ، وأبو بكر محمد بن مروان الدينورىّ». [3] البهزىّ، بفتح الباء: منسوب إلى بهز بن امرىء القيس بن بهتة بن سليم بن منصور. وانظر اللباب (1: 156). [4] هو أبو الطيب محمد بن عبد الله، من ولد أحمد بن يوسف الكاتب (كاتب المأمون)؛ الفهرست 124.

شيخ هذه المدينة؛ وقد أحببت أن أقرأ عليك كتاب سيبويه. فقال: «الدين النصيحة»؛ إن أردت أن تنتفع بما تقرؤه فاقرأ على هذا الغلام، محمد بن يزيد، فتعجّبت من ذلك. وكان سبب حمله من البصرة فيما ذكره أحمد بن حرب صاحب الطيّلسان [1] قال: قرأ المتوكل يوما وبحضرته الفتح بن خاقان: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ فقال له الفتح بن خاقان: (إنّها) بالكسر يا سيدي. فتبايعا على عشرة آلاف درهم، وتحاكما إلى يزيد بن محمد المهلبىّ- وكان صديقا للمبرّد- ولما وقف يزيد على ذلك خاف أن يسقط عند أحدهما، فقال: ما أعرف الفرق بينهما، وما رأيت أعجب من أن يكون باب أمير المؤمنين يخلو من عالم متقدّم. فقال المتوكل: فليس هاهنا من يسأل عن هذا؟ فقال: ما أعرف أحدا يتقدّم فتى بالبصرة يعرف بالمبرّد. فقال: ينبغى أن يشخص، فنفذ الكتاب إلى محمد بن القاسم بن محمد بن سليمان الهاشمىّ بأن يشخصه مكرّما. قال محمد بن يزيد: فوردت سرّ من رأى، فأدخلت على الفتح بن خاقان، فقال: يا بصرىّ، كيف تفسّر هذا الحرف: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ [2] ؟ بالفتح أو بالكسر؟ فقلت: إنها بالكسر، وهو الجيّد

_ [1] هو أحمد بن حرب المهلبى، وكان قد وهب الحمدونىّ الشاعر طيلسانا لم يرضه. قال أبو العباس المبرد: فأنشدنا فيه عشر مقطعات، فاستحلينا مذهبه فيها، فجعلها فوق الخمسين، فطارت كل مطار، وذهب فيها كل مذهب؛ فمنها: يابن حرب كسوتنى طيلسانا ... ملّ من صحبة الزمان وصدّا فحسبنا نسج العناكب قد حا ... ل إلى ضعف طيلسانك سدّا طال ترداده إلى الرفو حتى ... لو بعثناه وحده لتهدّى وانظر (زهر الآداب 2: 234 - 237). [2] سورة الأنعام آية 109.

المختار، وذلك أن أوّل الآية وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها، قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَما يُشْعِرُكُمْ . ثم قال تعالى: يا محمد أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ [1] باستيفاء جواب الكلام المتقدّم. قال: صدقت، وركب إلى دار أمير المؤمنين فعرّفه بقدومى، وطالبه بدفع ما تخاطرا عليه وتبايعا فيه، فأمر بإحضارى، فحضرت، فلما وقعت عين المتوكّل علىّ قال: يا بصرىّ، كيف تقرأ هذه الآية: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ بالكسر أو بالفتح؟ فقلت: يا أمير المؤمنين؛ أكثر الناس يقرءونها بالفتح، فضحك وضرب رجله اليسرى وقال: أحضر يا فتح المال، فقال: يا سيدى، قد والله قال لى خلاف ما قال لك؛ قال: دعنى من هذا، أحضر المال. قال المبرّد: وأخرجت فلم أصل إلى الموضع الذى كنت فيه نازلا، حتى أتتنى رسل الفتح، فأتيته فقال: يا بصرىّ، أوّل ما ابتدأتنا بالكذب! فقلت: ما كذبت، فقال: وكيف وقد قلت لأمير المؤمنين إن الصواب وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها بالفتح، فقلت أيها الأمير؛ لم أقل هكذا، وإنما قلت: أكثر الناس يقرءونها أَنَّها وأكثرهم على الخطأ؛ وإنما تخلّصت من اللأئمة، وهو أمير المؤمنين! فقال لى: أحسنت. قال أبو العباس: فما رأيت أكرم كرما، ولا أرطب بالخير لسانا من الفتح. وقال أبو العباس: حملت إلى المتوكّل سنة ست وأربعين ومائتين. وقال أبو العباس المبرّد: أحضرت مجلس المتوكل، وقد عمل فيه النّبيذ وبين يديه أبو عبادة الوليد بن عبادة البحترىّ [2]، وهو ينشده قصيدا يمدحه، وبالقرب من البحترىّ أبو العنبس الصّيمرىّ، فأنشد قصيدته التى أوّلها:

_ [1] هذه قراءة مجاهد وأبى عمرو وابن كثير. راجع (الجامع لأحكام القرآن ج 7 ص 64). طبع دار الكتب المصرية. [2] هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى البحترى الطائى؛ الشاعر المشهور. ولد بمنبج وتخرج بها؛ ثم خرج إلى العراق ومدح جماعة من الخلفاء وأولهم المتوكل على الله، وأقام ببغداد دهرا طويلا، ثم عاد إلى الشام، وله أشعار كثيرة فيها ذكر حلب ونواحيها، ثم عاد إلى منيج، وتوفى بها سنة 284. (ابن خلكان 2: 175 - 179).

عن أىّ ثغر تبتسم ... وبأىّ طرف تحتكم [1]. حسن يضنّ بحسنه ... والحسن أولى [2] بالكرم المرتضى ابن المجتبى ... والمنعم ابن المنتقم أما الرعيّة فهى من ... أمنات عدلك فى حرم نعم عليها فى بقا ... ئك فلتتمّ لها النّعم يا بانى المجد الذى ... قد كان قوّض فانهدم اسلم لدين محمّد ... فإذا سلمت له سلم حتى بلغ إلى قوله: قل للخليفة جعفر ال ... متوكّل بن المعتصم نلنا الهدى بعد العمى ... بك والغنى بعد العدم فلما انتهى رجع القهقرى لينصرف، فوثب أبو العنبس وقال: يا سيدى يا أمير المؤمنين، تأمر بردّه؟ فردّه. فقال له أبو العنبس [قد عارضتك [3] فى قصيدتك وكنت بحضرة أمير المؤمنين]، ثم اندفع ينشد: فى أى سلح ترتطم ... وبأىّ كفّ تلتقم أدخلت رأس البحترىّ ... أبى عبادة فى الرّحم

_ [1] ديوانه (2: 224). [2] فى الديوان: «أشبه». وفى الديوان قبل هذا البيت: أفديه من ظلم الوشا ... ة وإن أساء وإن ظلم يهنيك أنك لم تذق ... سهدا وأنى لم أنم وكأن فى جسمى الذى ... فى ناظريك من السقم أقسمت بالبيت الحرا ... م وحرمة الشهر الأصم وعلى أمير المؤمني ... ن فإنها حسن القسم لقد اصطفى رب السما ... ء له الخلائق والشيم ملك غدا وجبينه ... شمس الضحى بدر الظلم قل للخليفة جعفر ال ... متوكل بن المعتصم [3] من طبقات الزبيدى.

ووصل ذلك بما أشبهه، فضحك المتوكل، وضرب برجله اليسرى، وقال: ادفعوا إلى أبى العنبس عشرة آلاف درهم. فقال له الفتح بن خاقان: يا سيدى فالبحترىّ الذى هجى وأسمع المكروه ينصرف خائبا؟ فقال: يدفع إليه عشرة آلاف درهم. فقال: سيدى، فهذا البصرىّ الذى أشخصناه من بلده لا يشركهم فيما حصّلوه! قال: ويدفع إليه أيضا عشرة آلاف درهم. قال: فانصرفنا فى ساعة الهزل بثلاثين ألف درهم، ولم ينفع البحترىّ جدّه ولا اجتهاده وتقدّمه. وذكر أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى فى كتابه المقتبس: «أن السبب فى تلقيبه بالمبرّد أن المبرّد قال: كان سبب ذلك أن صاحب الشّرطة طلبنى للمنادمة والمذاكرة، فكرهت الذهاب إليه، فدخلت على أبى حاتم سهل بن محمد السّجستانىّ، فجاء رسول الوالى يطلبنى، فقال لى أبو حاتم: ادخل فى هذا- يعنى غلاف مزمّلة [1] فارغ- فدخلت فيه، وغطّى رأسه، ثم خرج إلى الرسول فقال: ليس هو عندى، فقال: أخبرت أنه دخل إليك. قال: فادخل الدار وفتّشها، فدخل وطاف فى كل موضع فى الدّار، ولم يفطن لغلاف المزمّلة، ثم خرج، فجعل أبو حاتم يصفّق وينادى على المزمّلة: المبرّد المبرّد! وتسامع الناس بذلك فلهجوا به [2]». ذكر محمد بن يحيى أن أبا العباس المبرد مات يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ذى الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين. وفيها مات البحترىّ فى المحرّم.

_ [1] المزملة: التى يبرد فيها الماء. [2] وقال ياقوت: «إنما لقب بالمبرد لأنه لما صنف المازنى كتاب الألف واللام سأله عن دقيقه وعويصه فأجابه بأحسن جواب، فقال له المازنىّ: قم فأنت المبرّد (بكسر الراء) أى المثبت للحق، فحرفه الكوفيون ففتحوا الراء.

وقال عبد الله بن سعد القطربلّىّ فى تاريخه: «مات أبو العباس المبرّد يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ذى الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين، وله تسع وسبعون سنة، ودفن فى مقابر باب الكوفة فى دار اشتريت له». وقال أبو علىّ إسماعيل بن محمد الصفّار: مات أبو العباس المبرّد فى ذى الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين. وذكر غيرهم فى ذى القعدة. قال غيرهم: إنه نيّف على التسعين. وكان أبو العباس مقدّما فى الدّول عند الوزراء والأكابر؛ ولما مات الفتح بن خاقان كتب محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحارث يحث فى إشخاص محمد بن يزيد المبرّد فلم يزل مقيما معه، وسبّب له أرزاقا على مصر حسبما كانت أرزاق الندامى تجرى عليهم من هناك. وكان له شعر جيّد كثير لا يدّعيه ولا يفخر به؛ فمنه قوله فى عبيد الله بن عبد الله ابن طاهر بن الحارث [1]، وقد ورد عليه كتابه وفى درجه [2] التسبيب بأرزاقه إلى مصر: فأجاب عن الكتاب بأبيات قالها على البديهة [3]: بنفسى أخ برّ شددت به أزرى ... فألفيته حرّا على العسر واليسر أغيب فلى منه ثناء ومدحة ... وأحضر منه أحسن القول والبشر وما طاهر إلّا جمال لصحبه ... وناصر عافيه على كلب الدهر [4] تفردت يا خير الورى فكفيتنى ... مطالبة شنعاء ضاق لها صدرى وأحسن من وجه الحبيب ووصله ... كتاب أتانى مدرجا فى يدى نصر [5]

_ [1] كذا فى الأصلين، وفى طبقات الزبيدىّ: «طاهر بن الحارث»؛ وهو الأنسب لسياق الأبيات. [2] فى درجه: فى طيه. [3] الأبيات فى السيرافى 106. [4] كلب الدهر: شدته. [5] نصر: الغلام الموصل للرسالة.

سررت به لما أتى ورأيتنى ... غنيت وإن كان الكتاب إلى مصر فقلت رعاك الله من ذى مودّة ... فقدفتّ إحسانا وقصّرت من شكرى وكتب إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بعد أن استبطأه وعاتبه: يا موئلا لذوى الهمّات والخطر ... ومن عمدت لحاجاتى من البشر هل أنت راض بأن يضحى نزيلكم ... والمستجيب لكم فى حال مستتر صفرا من المال إلّا من رجائكم ... ولا بسا بعد يسر حلّة العسر قل للأمير عبيد الله دام له ... عزّ الإمارة فى طول من العمر بدأت وعدا فأنجزه لمنتظر ... فإنّ حقّ تمام الورد فى الصدر وقد بدا عود شكرى مورقا فأجد ... سقياه أجنيك منه يانع الثمر فإنما يسم الوسمىّ مبتدئا ... وللولىّ نبات الرّوض والزّهر [1] والسّيف يجلى فإن لم تسق صفحته ... نبا ولم يك كالمشحوذة البتر وقد تقدّم إحسان إلىّ لكم ... لم أوت فيه من الإغراق فى الشّكر وفى بقاء عبيد الله لى خلف ... وفيض راحته المغنى عن المطر وله فى أحمد بن يحيى ثعلب: أقسم بالمبتسم العذب ... ومشتكى الصّبّ إلى الصّبّ لو أخذ النحو من الرّبّ ... ما زاده إلا عمى قلب ولما أنشد ثعلب هذين البيتين تمثل بقول الشاعر: أسمعنى عبد بنى مسمع ... فصنت عنه النفس والعرضا ولم أجبه لاحتقارى له ... ومن يعضّ الكلب إن عضّا!

_ [1] الوسمىّ: مطر الربيع الأول، والولىّ: المطر بعده.

وذكر العجوزىّ [1] قال: كنت يوما عند أبى العباس محمد بن يزيد فأتاه رجل على دابّة على كتفه طيلسان أخضر، فلما رآه قام إليه فاعتنقه، فأكبر الرّجل قيامه إليه، وقال: أتقوم إلىّ يا أبا العبّاس؟ فقال له: أينكر أن أقوم إذا بدا لى ... لأكرمه وأعظمه هشام ولا تعجب لإسراعى إليه ... فإنّ لمثله ذخر القيام وكان المبرّد ممسكا بخيلا، يقول: ما وزنت شيئا بالدرهم إلا ورجح الدّرهم فى نفسى، هذا مع السّعة التى كان فيها، وكان ثعلب أشدّ منه فى الاستمساك، وكان المبرّد يصرّح بالطلب، وثعلب يعرّض ويلوّح. ولما قتل المتوكّل بسرّ من رأى دخل المبرّد إلى بغداذ، فقدم بلدا لا عهد له بأهله، فاختلّ وأدركته الحاجة، فتوخّى شهود صلاة الجمعة، فلما قضيت الصلاة أقبل على بعض من حضره، وسأله أن يفاتحه السؤال ليتسبّب له القول، فلم يكن عند من حضره علم؛ فلما رأى ذلك رفع صوته وطفق يفسّر ويوهم بذلك أنه قد سئل؛ فصارت حوله حلقه عظيمة، وأبو العباس يصل فى ذلك كلامه. فتشوّف أحمد بن يحيى ثعلب إلى الحلقة، وكان كثيرا ما يرد الجامع قوم خراسانيّون من ذوى النظر؛ فيتكلّمون ويجتمع الناس حولهم، فاذا أبصرهم ثعلب أرسل من تلاميذه من يفاتشهم، فإذا انقطعوا عن الجواب انفضّ الناس عنهم. فلما نظر ثعلب إلى من حول أبى العباس المبرّد أمر إبراهيم بن السّرىّ الزّجّاج وابن الخيّاط [2] بالنهوض، وقال لهما: فضّا حلقة هذا الرجل، فنهض معهما من حضر

_ [1] هو أبو بكر أحمد بن محمد بن بشار العجوزىّ، البغدادىّ، توفى سنة 311. تاريخ بغداد (4: 400). [2] كذا فى الأصلين، وفى طبقات الزبيدى «ابن الحائك».

من أصحابه فلمّا صاروا بين يديه قال له إبراهيم بن السّرىّ: أتأذن- أعزّك الله- فى المفاتشة؟ فقال له المبرّد: سل عمّا أحببت، فسأله عن مسألة فأجابه عنها بجواب أقنعه، فنظر الّزجاج فى وجوه أصحابه متعجّبا من تجويد أبى العباس للجواب [، فلما انقضى ذلك قال له أبو العباس: أقنعت بالجواب؟ [1]]. فقال: نعم؛ [قال [1]]: فإن قال قائل فى جوابنا هذا كذا، ما أنت راجع إليه؟ وجعل أبو العباس يوهن جواب المسألة ويفسده ويعتلّ فيه. فبقى إبراهيم بن السرىّ سادرا لا يحير جوابا، ثم قال: إن رأى الشيخ- أعزّه الله- أن يقول فى ذلك. فقال المبرّد: فإنّ القول على نحو كذا؛ فصحّح الجواب الأوّل وأوهن الاعتراض. فبقى الزجاج مبهوتا، ثم قال فى نفسه: قد يجوز أنه كان حافظا لهذه المسألة، مستعدا للقول فيها؛ فسأله مسألة ثانية، ففعل المبرّد فيها ما فعله [فى] الأولى؛ حتى سأله أربع عشرة مسألة، وهو يجيب عن كلّ واحدة منها بما فعله فى المسألة الأولى. فلما رأى ذلك الزّجّاج قال لأصحابه: عودوا إلى الشيخ، فلست مفارقا هذا الرجل، ولا بدّ لى من ملازمته والأخذ عنه. فعاتبه أصحابه وقالوا: تأخذ عن مجهول لا يعرف اسمه، وتدع من شهر اسمه وعلمه، وانتشر فى الآفاق ذكره! فقال: لست أقول بالذّكر والخمول؛ ولكنّى أقول بالعلم والعمل. قال: فلزم أبا العباس، فسأله عن حاله فأخبره برغبته فى النظر، وأنه قد حبس نفسه على ذلك؛ إلا ما يشغله من صناعة الزّجاج فى كل خمسة أيام من الشهر؛ فيتقوّت بذلك الشّهر كلّه. ثم أجرى عليه فى الشهر ثلاثين درهما، وأمره أبو العباس المبرّد بإخراج كتب الكوفيين، ولم يزل ملازما له، وآخذا عنه حتى برع من بين أصحابه. وكان أبو العباس لا يقرىء أحدا كتاب سيبويه حتى يقرأه على إبراهيم ويصحّح به كتابه؛ فكان ذلك أوّل رياسة أبى إسحاق الزجّاج.

_ [1] من طبقات الزبيدى.

وكان مولد أبى العباس يوم الاثنين فى ذى الحجة ليلة الأضحى سنة عشرين ومائتين. وتوفى يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ذى الحجّة سنة ست وثمانين ومائتين، ودفن بمقبرة باب الكوفة، وصلى عليه أبو محمد يوسف بن يعقوب القاضى- رحمه الله. وقال محمد بن إسحاق النديم فى كتابه: «قال أبو عبد الله محمد بن القاسم: كان أبو المبرّد من السورجيّين [1] بالبصرة ممن يكسح [2] الأرضين، وكان يقال له حيّان السّورجىّ [3] وانتمى إلى اليمن؛ ولذلك تزوّج المبرّد ابنة الحفصىّ المغنّى، والحفصىّ شريف من اليمنية». «قال أبو سعيد: وكان مولده فيما أخبرنا به أبو بكر بن السّراج وأبو على الصفّار فى سنة عشر ومائتين، ومات سنة خمس وثمانين ومائتين وله تسع وسبعون سنة. وقيل: مولده سنة سبع ومائتين». وقال [الصولى [4]]: «سمعته يقول ذلك. ودفن فى مقابر الكوفة». «وله من الكتب: كتاب الكامل. كتاب الروضة. كتاب المقتضب. كتاب الاشتقاق. كتاب الأنواء والأزمنة. كتاب القوافى. كتاب الخط والهجاء. كتاب المدخل إلى سيبويه. كتاب المقصور والممدود. كتاب المذكر والمؤنث». كتاب معانى القرآن ويعرف بالكتاب التام. كتاب احتجاج القرأة. [كتاب [4] الرسالة الكاملة. كتاب الرد على سيبويه. كتاب قواعد الشعر. كتاب إعراب القرآن. كتاب الحث على الأدب

_ [1] فى الأصل: «السرجين»، وما أثبته عن الفهرست. [2] فى الفهرست: «يكسر». [3] ورد هذا النص فى الفهرست 59 وعلق عليه ناشره «فلوجل فى مقدمته ص 35» بقوله: «إن أصل النسبة «السورجى» لم أعثر على معناه على الرغم من محاولاتى الكثيرة للبحث عنه حتى فى بلاد الشرق». [4] من الفهرست.

والصدق. كتاب فحطان [1] وعدنان. كتاب الزيادة المنتزعة من سيبويه. كتاب المدخل فى النحو]. كتاب شرح شواهد كتاب سيبويه. كتاب ضرورة الشعر. كتاب أدب الجليس. كتاب الحروف ومعانى القرآن إلى طه. كتاب معانى صفات الله جل اسمه. كتاب الممادح والمقابح. كتاب الرياض المونقة. كتاب أسماء الدواهى [عند العرب. كتاب الإعراب [2]]. كتاب الجامع لم يتمه. كتاب التعازى. كتاب الوشى. كتاب فقر كتاب سيبويه [كتاب الناطق [2]]. كتاب معنى كتاب الأوسط للاخفش. [كتاب البلاغة [2]] كتاب العروض. كتاب شرح كلام العرب وتلخيص ألفاظها [ومزاوجة كلامها وتقريب معانيها [2]]. كتاب ما اتفقت [3] ألفاظه واختلفت معانيه فى القرآن. [كتاب الفاضل [4] والمفضول [2]]. كتاب طبقات النحويين البصريين وأخبارهم. [كتاب العبارة عن أسماء الله تعالى. كتاب الحروف. كتاب التصريف [2]]. [وقال أبو بكر بن السرّاج: حدثنى أبو العباس المبرّد قال: دخلت من البصرة إلى بغداد، فاجتزت بالمازنىّ متفرّجا، وكان فى بعض البيوت رجل كهل نظيف، فلما رآنى قال: مرحبا بهذا الوجه الغريب، وشكلك من البصرة، قلت: نعم، قال: درست بها على نابغهم؟ قلت: ومن هو؟ قال: الملقب المبرّد، قلت: رأيته؛ قال: هو فاضل، وله شعر منه: أيها الطالب شيئا ... من لذيذ الشهوات كل بماء المزن تفّا ... ح خدود الغانيات

_ [1] طبع بمطبعة لجنة التأليف والترجمة بتحقيق الأستاذ عبد العزيز الميمنى. سنة 1354. [2] من الفهرست. [3] طبع بالمطبعة السلفية بمصر؛ بتحقيق الأستاذ عبد العزيز الميمنى سنة 1350. [4] طبع بدار الكتب المصرية سنة 1953 بتحقيق الأستاذ عبد العزيز الميمنى.

736 - محمد بن يونس الحجارى النحوى

قال: وقد ادّعى أنه من ثمالة، وليس يعزى إليها، وقد هجا نفسه على لسانه لتصحيح نسبه بأبيات منها: سألنا عن ثمالة كلّ حىّ ... فقال القائلون: ومن ثماله! فقلت: محمد بن يزيد منهم ... فقالوا: [زدتنا بهم جهاله [1]]: 736 - محمد بن يونس الحجارىّ النحوىّ «1» من وادى الحجارة بالأندلس، ضرير. كان مقدّما فى المعرفة بالنحو واللغة. وكتب الأخبار والأشعار. واستأثر به المظفّر بن الأفطس [2] لنفسه ولبنيه. وسكن بطليوس، وتوفى بها سنة اثنتين أو ثلاث وستين وأربعمائة. 737 - محمد بن يعقوب بن ناصح الأديب النحوى الأصبهانىّ «2» نزيل نيسابور أبو الحسين. كان يدرس كتاب الأدب، وكان من أقران أبى عمر الزاهد وأبى محمد بن درستويه فى الاختلاف إلى أبوى العباس ثعلب والمبرّد. وكان صدوق اللهجة من أعيان الأدباء، وصحب السلاطين وترك صحبتهم. وكان يروى عن البحترىّ. توفى بنيسابور فى شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.

_ [1] ما بين القوسين لم يذكر فى الأصل، وأثبته عن ب. [2] من ملوك الأندلس الذين حكموا بعد زوال الدولة الأموية؛ ذكره صاحب المعجب ص 48 - 49 وقال: «وكان المظفر هذا أحرص الناس على جمع علوم الأدب خاصة من النحو واللغة والشعر ونوادر الأخبار وعيون التواريخ».

738 - مالك بن عبد الله بن محمد العتبى اللغوى

738 - مالك بن عبد الله بن محمد العتبىّ اللغوىّ «1» من أهل قرطبة، يكنى أبا الوليد، ويعرف بالسّهلىّ من سهلة المدوّر. من أهل المعرفة بالآداب واللغات والعربية ومعانى الشعر. وكان متقدّما فى ذلك على جميع أصحابه؛ ثقة فيما رواه، ضابطا لما كتب، حسن الخط، جيّد الضبط. وكتب بخطه علما كثيرا وأتقنه، وأخذ الناس عنه. وتوفّى فى صبيحة السبت لثمان خلون من شعبان سنة سبع وخمسمائة من علّة خدر طاولته. 739 - المبارك بن المبارك بن سعيد، الوجيه بن الدّهان أبو بكر بن أبى طالب بن أبى الأزهر النحوىّ الضرير «2» من أهل واسط. ولد بها ونشأبها، وحفظ القرآن هناك على الشيوخ، وقرأ القراءات، واشتغل بالعلم، وسمع بها من أبى سعيد نصر بن محمد بن سلم الأديب وأبى الفرج العلاء بن على البغدادىّ الشاعر وغيرهما، ثم قدم بغداذ واستوطنها إلى حين وفاته. وكان يسكن بالظّفريّة [1]، وجالس أبا محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد

_ [1] محلة بشرقىّ بغداد. قال ياقوت: «أظنها منسوبة إلى ظفر، أحد خدم دار الخلافة».

ابن الخشاب النحوىّ وسمع منه، وصحب أبا البركات عبد الرحمن بن محمد الأنبارىّ النحوىّ ولازمه، وأخذ جلّ ما كان عنده، وسمع الحديث من أبى زرعة طاهر ابن محمد بن طاهر المقدسىّ الأصل الهمذانىّ المولد والمنشأ. وتفقّه على مذهب أبى حنيفة. ويقال إنه كان قبل ذلك حنبليا، ثم انتقل إلى مذهب الشافعىّ لمّا تولّى تدريس النحو بالمدرسة النظامية فى شرط واقفها أن يكون النحوىّ بها شافعيا. وقال فيه أبو البركات بن زيد التّكريتىّ [1] المعروف بالمؤيّد الشاعر لمّا انتقل إلى مذهب الشافعىّ: فمن مبلغ عنّى الوجيه رسالة ... وإن كان لا تجدى إليه الرسائل تمذهبت للنعمان بعد ابن حنبل ... وذلك لمّا أعوزتك المآكل وما اخترت رأى الشافعىّ تديّنا ... ولكنّما تهوى الذى منه حاصل وعمّا قليل أنت لا شكّ صائر ... إلى مالك فافطن لما أنا قائل والوجيه لقب للمبارك الواسطىّ هذا الذى نحن فى ذكره. وصنّف هذا الوجيه فى النحو وأقرأ، وكان كثير الهذر والتوسّع فى القول، فيه شره نفس، وكثرة دعاوى لعلم ما لا يعلمه ومن شعره: لست أستقبح اقتضاءك بالوع ... د وإن كنت سيّد الكرماء فإله السماء قد ضمن الرّز ... ق عليه ويقتضى بالدّعاء وله من قصيدة: يمون ولا يمنّ ومن سواه ... يمنّ ولا يمون بلا يمين [2]

_ [1] هو أبو البركات محمد بن أحمد بن زيد التكريتى، ذكره أبو شامة فى وفيات سنة 599، وقال: «كان أديبا فاضلا شاعرا». [2] ورد فى هامش الأصل (2: 298): ومن شعره: عذب القلب ثم روّح جسمى ... موهما أنه يريد صلاحى لو أراد الصلاح روّح روحى ... فبقاء الأجساد بالأرواح وله: أرفع الصوت إن مررت بدار ... أنت فيها وما إليك سبيل فأحيى من ليس عندى بأهل ... أن يحيّا لتسمعى ما أقول

740 - المبارك بن الفاخر بن محمد بن يعقوب النحوى أبو الكرم البغداذى

وكان مولد أبى بكر النحوىّ بواسط فى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، ومات ببغداذ ليلة الأحد سادس عشرين شعبان سنة اثنتى عشرة وستمائة، ودفن يوم الأحد بالجانب الشرقىّ بمقبرة الوردية [1]. 740 - المبارك بن الفاخر بن محمد بن يعقوب النحوىّ أبو الكرم البغداذى «1» كان إماما فى اللغة والنحو، وكان له فيهما باع طويل. سافر إلى الحجاز واليمن، وسمع من الأعراب الذين يغلب على ظنّه فصاحتهم. سمع رحمه الله الحديث من القاضى أبى الطيب طاهر بن عبد الله الطبرىّ، وأبى محمد الحسين بن علىّ الجوهرىّ وغيرهما. سئل عن مولده فقال: ولدت فى سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. روى الناس عنه واستفادوا منه أدبا كثيرا، وتخرج به الجمع الجمّ فى النحو. وصنّف التصانيف الرائقة، وكانت أصوله أصولا حسنة مضبوطة محقّقة، ومآخذه على المصنّفين مآخذ جميلة. ولما دخل إلى اليمن نقلوا عنه علما كثيرا، وصنف لهم كتبا اختاروها عليه؛ منها: كتاب شرح مقدّمة أدب الكاتب، وهو شرح كبير، ثم صنّف فى العراق بعد ذلك شرحا مختصرا أحال فيه على الأوّل، وصنف كتاب نحو العرف وأودعه على

_ [1] قال ياقوت: «الوردية: مقبرة ببغداد بعد باب أبرز من الجانب الشرقى، قريبة من باب الظفرية».

741 - المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد أبو السعادات بن أبى الكرم الجزرى الموصلى، المجد ابن الأثير

صغره غوامض هذا النوع. وصنّف كتاب المعلم، وهو فى غاية الجودة. وصنف كتاب شرح الألف واللام للمازنىّ، وأجاد فيه، وشرع فى كتب أخر، رأيت بعضها بخطه، وأظنه مات ولم يتمّها. وكان يمشى على سنن أبى على الفارسىّ وصاحبه أبى الفتح فى تتبّع غوامض هذا العلم والإغراب فى أنواع الإعراب؛ وكانت له طريقة فى الخط تشبه طريقة عبد السّلام البصرىّ، مخلعة الحروف، كثيرة الضبط؛ وكانت له بلاغة، ما كتب شيئا بخطّه على سبيل الإجازة والمقابلة إلا جاء مسجوعا مضمّنا نوعا من بلاغة. وخطّه- رحمه الله- مرغوب فيه، له قدر عند العلماء بهذا الشأن. توفى ليلة النصف من ذى القعدة من سنة خمسمائة، ودفن بباب حرب، وهو أخو البارع ابن الدبّاس [1] من أمه. 741 - المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد أبو السعادات بن أبى الكرم الجزرىّ الموصلىّ، المجد ابن الأثير «1» كاتب فاضل، له معرفة تامة بالأدب، ونظر حسن فى العلوم الشرعية. ولد بالجزيرة المعروفة بجزيرة ابن عمر [2]، وسكن الموصل بدرب دراج، وكتب

_ [1] هو أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس المعروف بالبارع، تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأوّل ص 363. [2] انظر ص 98 من هذا الجزء.

لأمرائها، وقرأ بها النحو على أبى محمد سعيد بن المبارك بن الدهان، ثم على أبى الحرم مكّىّ بن ريّان الماكسينىّ الضرير، نزيل الموصل. وسمع الحديث من أبى بكر يحيى ابن سعدون القرطبىّ [1]، وأبى الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسىّ [2]، وغيرهما. وحج وسمع ببغداذ جماعة من المتأخرين، كابن سكينة [3] وغيره، وعاد إلى الموصل، فصنّف كتبا جيدة فى النحو وغريب الحديث والحديث النبوىّ، وأجاد فيها، وجمع وبالغ، ورويت عنه- رحمه الله. وكان له برّ ومعروف. وقنى من صحبة الناس ملكا قريب الحال، فوقفه على مصالح أهله، وبنى رباطا [4] فيه من يستريح بما وقفه عليه. كتب إلىّ الإجازة بجميع مصنّفاته [5] ومسموعاته ومرويّاته. وذكر لى أخوه أبو الحسن علىّ: أنه رآه بعد موته فى المنام، أنّ نجاسة قد آذته، قال: فاستقصيت وبحثت عن صحّة هذه الرؤيا، فوجدت أحد الأهل قد أطلق

_ [1] هو أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام ضياء الدين الأزدى القرطبىّ، أحد القراء. ولد بقرطبة وقرأ بها، ثم رحل إلى المهدية والإسكندرية ودمشق وبغداد، ونزل الموصل، وتوفى بها سنة 567. طبقات القراء لابن الجزرى (2: 372). [2] خطيب الموصل، توفى فى شهر رمضان سنة 579. النجوم الزاهرة (6: 94). [3] هو عبد الوهاب بن على الشيخ أبو محمد الصوفى المعروف بابن سكينة، كان فاضلا محدثا عابدا؛ توفى سنة 607. النجوم الزاهرة (6: 201). [4] بناه بقرية من قرى الموصل، تسمى قصر حرب (ابن خلكان). [5] ذكر منها ياقوت عدا ما أورده. الباهر فى الفروق فى النحو أيضا. تهذيب فصول ابن الدهان. الإنصاف فى الجمع بين الكشف والكشاف، فى تفسير القرآن. الشافى؛ وهو شرح مسند الشافعى. غريب الحديث (طبع مرارا). رسائل فى الحساب مجدولات. ديوان رسائل. كتاب البنين والآباء والأمهات والأذواء والذوات. المختار فى مناقب الأخيار. وزاد ابن خلكان: المصطفى والمختار فى الأدعية والأذكار. وكتاب لطيف فى صنعة الكتابة.

غنما له فوق سطح الصّفّة التى هو فيها مدفون، وقد كثر ما يخرج من أجوافها فوق ذلك الموضع، فأزلته ونظّفته ممّا حصل فيه، وكان قد أقعد قبل موته بمدّة، ولزم منزله راضيا بما قضى له، قانعا بما قدّر له من الرزق، يغشاه الناس لفضله والرواية عنه. قال: وأتانا رجل مغربىّ شرط على نفسه أنه يبرئه مما هو فيه، وأنه لا يأخذ عليه أجرا إلا بعد برئه. قال: فملت إلى قوله، وأخذ فى معاناته بدهن صنعه، وكان يمدّ رجليه فى يوم وهى متجافية عن الأرض لما بها من اليبس، ويقيس ما بينها وبين الأرض، وكانت كلّما لانت قربت من الأرض، فيعلم ذلك، ولم يزل يفعل هذا الفعل إلى أن ظهر فيها الصلاح وأشرف على البرء، فقال لى يوما: أعط لهذا المغربىّ شيئا يرضيه واصرفه، فقلت له: لماذا وقد ظهر نجح معاناته؟ فقال: الأمر كما تقول؛ ولكنى فى راحة مما كنت فيه من صحبة هؤلاء القوم والالتزام بأخطارهم، وقد سكنت روحى إلى الانقطاع والدّعة؛ وقد كنت بالأمس وأنا معافى أذلّ روحى بالسعى إليهم، وهأنا اليوم قاعد فى منزلى، فإذا طرأت لهم أمور ضرورية جاءوا لى بأنفسهم لأخذ رأيى، وبين هذا وذاك كثير، وإنما أحدثه هذا الألم، ولا أرى زواله ولا معاناته، ولم يبق من العمر إلا القليل، فدعنى أعيش باقيه حرّا سليما من ذلّ وصغار، فقد أخذت منه أوفر الحظ. قال أخوه: فقبلت قوله، وصرفت الرجل بإحسان. وكان مولده فى أحد الربيعين من سنة أربع وأربعين وخمسمائة بجزيرة ابن عمر، وتوفى يوم الخميس سلخ ذى الحجة من سنة ست وستمائة بالموصل، ودفن برباطه- رحمه الله.

742 - المبارك بن هبة الله النحوى أبو المعالى

وله كتاب جامع الأصول، وكتاب البديع فى النحو، وكتاب فى علم الحديث. وله أخوان نجيبان: أحدهما أبو الحسن هذا [1]؛ وصنف مختصر الأنساب للسّمعانىّ [2]، وكتاب التاريخ، وكتاب أخبار الصحابة [3]. وأخوه الضياء [4]، كاتب إنشاء مجيد، صاحب بلاغة، وله المثل السائر بين الكاتب والشاعر، كتاب جميل فى صناعة البيان وغير ذلك. 742 - المبارك بن هبة الله النحوىّ أبو المعالى «1» بغداذىّ، سمع أبا القاسم على بن أحمد البسرىّ [5]، وحدّث عنه. سمع منه المبارك بن كامل [6]، وأخرج عنه حديثا فى معجم شيوخه. 743 - مخنف «2» نحوى مجهول، لا أعلم له خبرا [7]. وله من التصانيف كتاب شرح النحو [8].

_ [1] هو أبو الحسن على بن محمد، الملقب عز الدين، ذكره ابن كثير فى وفيات سنة 630؛ وترجمته فى ابن خلكان (1: 347 - 348). [2] طبع فى مصر سنة 1357 باسم: اللباب فى تهذيب الأنساب. [3] هو الكتاب المسمى أسد الغابة فى معرفة الصحابة؛ طبع بالمطبعة الوهبية بمصر سنة 1286. [4] هو أبو الفتح نصر الله محمد بن محمد الملقب ضياء الدين. توفى سنة 637. وترجمته فى ابن خلكان (2: 158 - 161). [5] البسرى بضم الباء: منسوب إلى بسرين أرطاة؛ توفى سنة 474. اللباب فى الأنساب (1: 123). [6] هو أبو الميمون المبارك ابن كامل بن على بن مقلد، من أمراء الدولة الصلاحية؛ مات سنة 589. ابن خلكان (1: 441). [7] عبارة ابن النديم: «لا أعلم من أمره غير هذا». [8] زاد ابن النديم: كتاب التصريف.

744 - مروان بن أحمد بن عبد العزيز ابن أبى الحباب النحوى

744 - مروان بن أحمد بن عبد العزيز ابن أبى الحباب النحوىّ «1» ولد أبى عمر بن أبى الحباب النحوىّ الأندلسىّ [1]. من أهل قرطبة، يكنى أبا عبد الملك؛ روى عن أبيه، وكان أديبا نحو يا يعلّم العربية. وتوفّى فى عقب ذى القعدة سنة إحدى وأربعمائة؛ ذكره ابن حيّان مؤرّخ الأندلس. 745 - مسلم بن جندب الهذلىّ «2» تابعىّ مدنىّ. من الفصحاء القرّاء، ويعدّ من النحويّين. ويروى عن الزبير بن العوّام وعبد الله بن عمر. وهو أحد من أخذ نافع بن أبى نعيم القراءة عنه. وقيل إن أهل المدينة كانوا لا يهمزون حتى همز جندب: مُسْتَهْزِؤُنَ [2] ، ويَسْتَهْزِئُ بِهِمْ [3]. 746 - مسلم بن أحمد بن أفلح الأديب النحوىّ القرطبىّ أبو بكر «3» أخذ عن أبى عمر بن أبى الحباب النحوىّ وغيره. وكان رجلا جيّد الدين، حسن العقل، ليّن العريكة، مع نبله وبراعته وتقدّمه فى علم العربية واللغة ورواية الشّعر وكتب الآداب، كان لتلاميذه كالأب الشفيق والأخ الشقيق، يجتهد فى تبصيرهم، ويتلطّف فى ذلك.

_ [1] ترجم له المؤلف فى الجزء الأوّل ص 72. [2] سورة البقرة 14، والآية بتمامها: وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ. [3] سورة البقرة 15، والآية بتمامها: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ.

747 - مسلم بن سلامة بن شبيب النقيعى السنجارى

ولد سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وتوفى لثمان خلون من شعبان سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. ودفن بمقبرة أم سلمة عشى يوم الجمعة. وكان إمام مسجد السقا، وكان متنسّكا فاضلا. ذكره ابن حيّان مؤرخ الأندلس. 747 - مسلم بن سلامة بن شبيب النقيعىّ السّنجارى «1» والنّقيعة التى ينسب إليها قرية من قرى سنجار [1]، من بلد القنا. وكان رجلا عالما بالنحو، مقرئا فقيها خبيرا بالفرائض، عارفا بالغريب، خبيرا بأيام العرب وأشعارها، ذكىّ القلب، حديد الذهن. وكان ضريرا- رحمه الله. وكان متصدّرا بسنجار لإفادة ما يعلمه، واستفاد منه الطلبة مما عددناه ممّا يعلمه. وجاء رجل من العرب بعد موته وسأل عنه فقيل له: مات؛ فقال: حدّثنى عن أحوال واد بنجد ما علمتها إلا منه. توفى فى سنة أربع وستمائة، وبلغ من العمر نيّفا وستين سنة، ودفن بقريته فى مسجد فى فنائه، والناس يزورون قبره- سقاه الله. 748 - مسلمة بن عبد الله بن سعد بن محارب الفهرىّ النحوىّ «2» قديم العهد. من الطبقة الرابعة عن أبى الأسود. قال ابن سلّام: «كان عيسى ابن عمر أخذ عن ابن أبى إسحاق، وأخذ يونس عن أبى عمرو [بن العلاء [2]]. وكان معهما مسلمة بن عبد الله بن سعد بن محارب الفهرىّ. وكان ابن أبى إسحاق خاله. وكان حمّاد بن الزبرقان ويونس يفضّلانه». وكان مولى لبنى محارب.

_ [1] سنجار؛ مدينة من نواحى الجزيرة. [2] من طبقات الشعراء.

749 - المسعدى اللغوى الراوية

749 - المسعدىّ اللغوىّ الراوية «1» ونسبه أشهر من اسمه؛ واسمه علىّ بن محمد بن وهب. صحب أبا عبيد القاسم ابن سلّام، وعرف به، وروى عنه. قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلّام يقول: هذا الكتاب أحبّ إلىّ من عشرة آلاف دينار- يعنى الغريب المصنّف وعدد أبوابه على ما ذكر ألف باب، وفيه شواهد الشعر؛ ألف ومائتا بيت. 750 - مسعود الدولة النحوىّ «2» نزيل مصر؛ كان من نحاتها. ورأيت أبا الجود حاتم بن الكتّانىّ الصيداوىّ الأصل، المصرىّ المولد والمنشأ يذكر أنه قرأ على مسعود الدولة، وسمع منه شيئا على سبيل الرواية للكتب الأدبية، وقال: هو يعرف بابن طازنك. ورأيت بعض الناس يذكر أن أصله من دمشق وأنه- أو سلفه- انتقلوا إلى مصر، ورأيت من كلامه جزءا أولا من شرح كتاب سيبويه له وبخطه، ونظرت فيه فرأيت كلام رجل كثير الاطّلاع، جيّد الترتيب والنّقل. وقد حكى عند كل جملة من كتاب سيبويه أقوال النحاة فيها وفيما ماثلها من كلام العرب، ولو كمل لجاء أكبر تصنيف، وأكمل تأليف جمع فى نوعه. وكان له شعر كشعر النحاة؛ وميزّه الأفضل بن أمير الجيوش، المتوزر لأحد ولاة القصر بمصر، وجعله مقدّم الشعراء فى الإنشاد. ومن شعره ما أجاب به شاعرا كتب له أبياتا على وزنها: لله درّ قواف أنت مهديها ... لا يستطيع حسود الفضل يخفيها عزّت مطالبها غرّت مطامعها ... جلّت مقاصدها دقّت معانيها

751 - محمود بن أحمد الخجندى الدمشقى

فيها بدائع حسن قد خصصت بها ... تجرى مع النفس لطفا فى مجاريها من ذا يعارضها من ذا يجاريها ... من ذا يشاكلها من ذا يباريها سمت عن الوصف حتى إنّ مادحها ... كأنّه بفم التّقصير هاجيها ما إن يملّ مع التّكرار سامعها ... ولا يكلّ من التّرداد قاريها تمضى الليالى عليها وهى خالدة ... والفكر من غير الأيّام واقيها إن القوافى تحييها محاسنها ... إذا حفظن وتفنيها مساويها يا ظافرا ظفرت بالنجح همّته ... فيما يروم وفازت فى مساعيها إنى بعجزى عن شكريك معترف ... والله يجزيك بالحسنى وينميها 751 - محمود بن أحمد الخجندى الدّمشقىّ «1» محمود بن أحمد الخجندىّ الأصل، الدمشقى المولد والمنشأ، السّنجارىّ الدار. كان رجلا عالما بالنحو واللغة والفقه، كثير الديانة والورع، له شعر وكتابة ومجالس وعظ. وكان ينشىء لعماد الدين بن زنكى صاحب سنجار، ثم استعفاه فأعفاه، ووقف عليه ضيعة من أعمال سنجار اسمها الدوانية من بلد القنا، فارتزق بها، وتصدّر للإفادة والفتيا والوراقة بغير عوض، إلى أن توفى بقريته فى سنة إحدى وعشرين وستمائة، وحمل إلى مقبرة سنجار فدفن بها. 752 - محمود بن حسان النحوىّ المصرىّ «2» قديم العهد فى طريقة أصحاب الخليل، كولّاد وغيره. تصدّر بمصر للإ؟؟ فادة، هذا الشأن فأخذ عنه أبو الحسن بن محمد الوليد ولاد.

753 - محمود بن عمر بن محمد بن عمر الزمخشرى

753 - محمود بن عمر بن محمد بن عمر الزمخشرىّ «1» ذكره السّمعانىّ، ونظرت بخطه فى تاريخه الذى ذيّل به تاريخ مدينة السلام بضمّ الزّاى؛ ولما صنّف كتابه فى الأنساب ضبطها بفتح الزاى، فقلت: على الظن أن الأوّل وهم. كان الزمخشرىّ- رحمه الله- من أهل خوارزم، وزمخشر: إحدى قراها القريبة منها. وسمعت بعض التجّار يقول: إنها قد دخلت فى جملة المدينة، وإنّ العمارة لمّا كثرت وصلت إليها وشملتها، فصارت من جملة محالّها. وكان- رحمه الله- ممّن يضرب به المثل فى علم الأدب والنحو واللغة. لقى الأفاضل والأكابر، وصنّف التصانيف فى التفسير وغريب الحديث والنحو

وغير [1] ذلك. دخل خراسان وورد العراق، وما دخل بلدا إلا واجتمعوا عليه وتلمذوا له، واستفادوا منه. وكان علّامة الأدب، ونسّابة العرب، أقام بخوارزم تضرب إليه أكباد الإبل، وتحطّ بفنائه رحال الرجال، وتحدى باسمه مطايا الآمال. ثم خرج منها إلى الحج، وأقام برهة من الزمان بالحجاز؛ حتى هبّت على كلامه رياح البادية، وورد مناهل العرب العاربة، ثم انكفأ راجعا إلى خوارزم، ثم قوى عزمه على الرحلة عنها وعوده إلى الحجاز، فقيل له: قد زجّيت أكثر عمرك هناك فما الموجب؟ فقال: القلب الذى لا أجده ثمّ أجده ها هنا. وذكر ابن أخته أبو عمرو عامر بن الحسن السمسارىّ بزمخشر قال: ولد خالى بزمخشر خوارزم يوم الأربعاء السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستين وأربعمائة.

_ [1] مصنفاته على ما أوردها ياقوت: الكشاف فى تفسير القرآن. الفائق فى غريب الحديث. نكت الأعراب فى غريب الإعراب فى إعراب القرآن. متشابه أسماء الرواة. مختصر الموافقة بين أهل البيت والصحابة. الأصل لأبى سعيد الرازى إسماعيل. الكلم النوابغ فى المواعظ. أطواق الذهب فى المواعظ. نصائح الكبار. نصائح الصغار. مقامات فى المواعظ. نزهة المستأنس. الرسالة الناصحة. رسالة المسأمة. الرائض فى الفرائض معجم الحدود. ضالة الناشد. المنهاج فى الأصول. عقل الكل. النموذج. فى النحو. المفصل فى النحو أيضا. المفرد والمؤلف. صميم العربية الأمالى فى النحو. أساس البلاغة فى اللغة. جواهر اللغة. كتاب الأجناس. مقدمة الأدب فى اللغة. كتاب الأسماء فى اللغة. القسطاس فى العروض. حاشية على المفصل. شرح مقاماته. روح المسائل. سوائر الأمثال. المستقصى فى الأمثال. ربيع الأبرار فى الأدب والمحاضرات. تسلية الضرير. رسالة الأسرار. أعجب العجب فى شرح لامية العرب. المفصل. ديوان التمثيل. ديوان خطب. ديوان رسائل. ديوان شعر. شرح كتاب سيبويه. كتاب الجبال والأمكنة. شافى العىّ من كلام الشافعى. شقائق النعمان فى مناقب الإمام أبى حنيفة. المحاجاة ومتمم سهام أسباب الحاجات. فى الأحاجى والألغاز.

وكان له- رحمه الله- شعر كشعر النحاة؛ فمنه ما قاله يرثى شيخه أبا مضر: وقائلة ما هذه الدّرر الّتى ... تساقطها عيناك سمطين سمطين فقلت هو الدرّ الذى قد حشا به ... أبو مضر أذنى تساقط من عينى وقال أيضا يرثيه: أيا طالب الدنيا ويا تارك الأخرى ... ستعلم بعد الموت أيّهما أحرى ألم يقرعوا بالحق سمعك؟ قل: بلى ... وذكّرت بالآيات لو تنفع الذّكرى أما وقر الطّيش الّذى فيك واعظ ... كأنك فى أذنيك وقر ولا وقرا أمن حجر صلد فؤادك قسوة ... أم الله لم يودعك لبّا ولا حجرا [1] وما زال موت المرء يخرب داره ... وموت فريد العصر قد خرّب العصرا وصكّ بمثل الصخر سمعى نعيّه ... فشبّهت بالخنساء إذ فقدت صخرا وقال أيضا فى غير ذلك: أيا حبّذا سعدى وحبّ مقامها ... ويا حبّذا أين استقلّ خيامها حياتى وموتى قرب سعدى وبعدها ... وعزّى وذلّى وصلها وانصرامها سلام عليها أين أمست وأصبحت ... وإن كان لا يقرا علىّ سلامها رعى الله سرحا قد رعى فيه سرحها ... وروّض أرضا سام فيه سوامها إذا سحبت سعدى بأرض ذيولها ... فقد أرغم المسك الذكىّ رغامها وإن ما يست قضبان بان رأيتها ... تنكّس واستعلى عليها قوامها وهى قصيدة طويلة مدح بها الوزير مجير الدولة الأردستانىّ، فخلع عليه وأعطاه فرسا وألف دينار.

_ [1] الحجر: العقل.

ولما نزل الزمخشرىّ مكة شرفها الله تعالى- وجد بها الشريف السيد الفاضل الكامل أبا الحسن على بن عيسى بن حمزة الحسنى [1]، فعرف قدره، ورفع أمره، وأكثر الاستفادة منه، وأخذ عن الزمخشرىّ وأخذ الزمخشرىّ عنه، ونشّطه لتصنيف ما صنّف، وتأليف ما ألّف- قال الشريف مادحا للزمخشرىّ: جميع قرى الدّنيا سوى القرية التى ... تبوّأها دارا فداء زمخشرا وأحر بأن تزهى زمخشر بامرىء ... إذا عدّ فى أسد الشّرى زمخ الشّرى [2] توفى الزّمخشرىّ- رحمه الله- بكر كانج، وهى قصبة خوارزم، ليلة عرفة من سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. وكان الزمخشرىّ- رحمه الله- مقطوع الرجل، قد جعل له رجلا من خشب يستعين بها فى المشى، ولما دخل بغداذ سأله الدامغانىّ [3] الفقيه الحنفىّ عن سبب قطعها، فقال: دعاء الوالدة؛ وذلك أننى فى صباى أمسكت عصفورا وربطته بخيط فى رجله، وانفلت من يدى، فأدركته وقد دخل فى خرق، فجذبته، فآنقطعت رجله فى الخيط، فتألمت أمّى لذلك وقالت: قطع الله رجل الأبعد كما قطع رجله، فلما وصلت إلى سن الطّلب رحلت إلى بخارى لطلب العلم، فسقطت عن الدابة فانكسرت الرجل، وعملت عملا أوجب قطعها. وذكره صاحب الوشاح،- ذكره بألقاب وسجع له على عادته فقال: «أستاذ الدنيا، فخر خوارزم، جار الله العلامة أبو القاسم محمود الزّمخشرىّ من أكابر

_ [1] هو أبو الحسن على بن عيسى بن حمزة بن وهاس بن أبى الطيب، الشريف السليمانى الحسنى المكى، من أهل مكة وشرفائها وأمرائها؛ توفى سنة 506 ومن أجله صنف الزمخشرى تفسيره الكشاف. وفى ترجمته أن مجد الدين الشيرازى (صاحب القاموس) يقول إن اسمه علىّ، بضم العين وفتح اللام. (العقد الثمين 3: 150). [2] الشرى: مأسدة، قيل إنها فى جبل سلمى، وزمخ: تكبر. [3] فى الأصلين: «اللامعانى»، وصوابه من ابن خلكان وهامش ب؛ وهو أحمد بن على بن محمد أبو الحسين الدامغاني، كان من بيت العلم والقضاء فى بغداد. توفى سنة 540. الجواهر المضبّة (1: 83).

الأمّه، وقد ألقت العلوم إليه أطراف الأزمّه؛ واتفقت على إطرائه الألسنة، وتشرفت بمكانه وزمانه الأمكنة والأزمنة؛ ولم يتمكن فى دهره واحد من جلاء رذائل النظم والنثر، وصقال صوارم الأدب والشعر؛ إلا بالاهتداء بنجم فضله، والاقتداح بزند عقله؛ ومن طار بقوادم الإنصاف وخوافيه، علم أن جواهر الكلام فى زماننا هذا من نثار فيه؛ وقد ساعده التوفيق والإقبال، وساعفه من الزمان الماضى والحال؛ حتى اختار لمقامه أشرف الأماكن، وجمع بجوار بيت الله الحرام بين الفضائل والمحاسن؛ وودّع أفراس الأمور الدنياويّة ورواحلها، وعاين من بحار الخيرات والبركات سواحلها؛ وقد صغر فى عيون أفاضل عهده ما رأوه ورووه، وملك فى قلوب البلغاء جميع ما رعوه ووعوه؛ وإن كان عدد أبياته التى ذكرتها قليلا، فكماله صار عليها دليلا. وأنشدنى أفضل الدين أميرك الزبيانىّ له من قصيدة فيها: يفوح كفوح المسك فاغم نشرها ... إذا التحبت فيها ذلاذل ريح [1] يقول لها الطشّ السماوىّ والصبا ... مقيما على تلك الصبابة فوجى؟؟؟ [2] مضاجع سعدان مغارس حنوة ... مناجم قيصوم منابت شيح [3] إذا ملّح المكّاء رجع صفيره ... يجاوبه قمريّها بمليح كأنّ بديحا والغريض تطارحا ... على وتر للموصلىّ فصيح [4]

_ [1] النشر: الرائحة الطيبة. والتحبت: مرت؛ والذلاذل فى الأصل: أطراف القميص. [2] الطش: المطر الضعيف. [3] السعدان: نبت ترعاه الإبل، وهو أطيب مراعيها، والحنوة: نبات سهلىّ. والقيصوم: نبت زهره مرّ. [4] يديح: مولى عبد الله بن جعفر؛ وكان يقال له بديح المليح، وله صنعة يسيرة، وإنما كان يغنى أغانى غيره. وأخباره فى الأغانى (14: 9 - 10). والغريض: لقب، واسمه عبد الملك، وأخباره أيضا فى الأغانى (2: 124 - 144). والموصلىّ، تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأول ص 250.

وله أيضا: لا بدّ من غفلة يعيش بها ال ... مرء وإلا فعيشه كدر أما رأيت الصحيح يؤلمه ... ما لا يبالى بمثله الحذر وله أيضا: أشمال ويحك بلّغى تسليمى ... من ليس يبلغه لنا تسليم مرّى به وتعلّقى بردائه ... ليكون فيك من الحبيب نسيم قولى له ما بال قلبك قاسيا ... ولقد عهدتك بى وأنت رحيم إنّى أجلّك أن أقول ظلمتنى ... والله يعلم أنّنى مظلوم انقضى ما نقل من كتاب الوشاح. قلت [1]: وكان بحلب رجل كاتب إنشاء لبعض المستولين عليها، وحصلت له نسخة [من كتاب «المفصل» للزمخشرى، وأراد تصحيحها، واتفق أن اجتاز] [2] بدمشق فى بعض سفراته إليها، فسأل أبا اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندى مطالعتها وتحقيقها، فأجابه إلى ذلك- وهو يومئذ نحوىّ دمشق بزعمه- ولما فرغ من تصفّحها كتب على ظهرها كلاما مثاله: قوبل به نسختان مثله فى السّقم، واستخرجت الصّحة منهنّ، وهو تأليف موضوع على الاختصار، بالتقاط المسائل من كتب أئمة العربية، فجاء مستغلق الألفاظ على ما تحتها من المعانى الواضحة. وكان الزمخشرىّ أعلم فضلاء العجم بالعربية فى زمانه، وأكثرهم أنسا واطّلاعا على كتبها، وبه ختم فضلاؤهم. وكان متحققا بالاعتزال؛ قدم علينا بغداذ سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، رأيته عند شيخنا أبى منصور ابن الجواليقىّ رحمه الله مرتين، قارئا عليه بعض كتب اللغة من فواتحها، ومستجيزا لها؛ لأنه لم يكن له على ما عنده من العلم لقاء ولا رواية؛ عفا الله عنه وعنا.

_ [1] فى الأصل: «قال»، وما أثبته عن ب. [2] تكملة من ب.

وكتب أبو اليمن الكندىّ فى أواخر رجب من سنة ثمان وستمائة. ونقلت من كتاب محمد بن محمد بن حامد قال: «كان مولده- يعنى الزمخشرىّ- فى سابع عشر شهر رجب سنة سبع وستين وأربعمائة». وكتب الأمير شبل الدولة أبو الهيجاء مقبل بن عطية البكرىّ ختن نظام الملك الحسن بن إسحاق إلى الزمخشرىّ: هذا أديب فاضل ... مثل الدرارى درره زمخشرىّ فاضل ... أنجبه زمخشره كالبحر إن لم أره ... فقد أتانى خبره فأجابه الزمخشرىّ: شعره أمطر شعبى شرفا ... فاعتلى منه نبات الجسد [1] كيف لا يستأسد النبت إذا ... بات مسقيا بنوء الأسد وكتب إليه منتجب الملك أبو جعفر محمد أحد كبراء دولة السلطان سنجر رسالة وقصيدة، وسيّرهما إليه إلى مكة عند مقامه بها: «كتابى إلى جار الله العلّامة عن سلامة كمّل الله أسبابها، ونعمة أوطف بالرغائب سحابها، والحمد لله رب العالمين، والصلاة على نبيه محمد وآله الطاهرين. بعد الملتقى وشطّ المزار ... وتمادى لوصلك الإنتظار يثنى فيها على أهل البيت، ويذكر له اجتماعه بالشريف على بن عيسى بن وهاس الحسينىّ من أهل مكة، وكان علّامة، وقال: قد قلت فيه كلمة طويلة؛ منها: أولئك أعضاد النبوّة رشّحوا ... لقمع عتاة الشرك بالذّبّل السّمر إذا صفنت فى المأزق الضّنك خيلهم ... رأيت المنايا يزدحمن على البتر [2]

_ [1] الجسد: الزعفران. [2] يقال: صفن الفرس إذا قام على الرابعة.

هم ملجأ للخائفين وعدّة ... لثأر منيم أو مخوف من الثغر مفاتيح أسداد الخطوب إذا عرت ... مساميح بالمعروف فى اليسر والعسر من النّفر البيض الذين نوالهم ... يفيض بلا منّ ويأتى مع العذر ويلقاك بالبشرى ويأتيك بالمنى ... تحايا وجوه مشرقات من البشر وذكر فصولا كثيرة فى الثناء على الشريف وعلى مصنّفاته، والتماس شىء من فوائد ابن وهاس ومؤلّفاته. أما القصيدة فهى: إليك يهزّنى الحبّ المطاع ... ويسكرنى لرؤيتك النّزاع فهل لك يا شقيق النفس علم ... بما أنبأت عنه واطّلاع [ولو أنّى قدرت لطرت شوقا ... بحرف خطوها خطو زماع [1]] وكنت بحيث يوصلنى إليكم ... غدوّى أو رواحى لا أراع وفى عدواء [2] دارك عن ديارى ... أراقب زورة لا تستطاع يطيل الشوق أمّا ذا الليالى ... إليك فهل لفرقتنا اجتماع وأنت لكل منقبة معان ... ومن درّ العلوم لك ارتضاع ولما كنت جار الله صارت ... تسير بك الأماكن والبقاع تضىء بعلمك الدنيا فيضحى ... له فى كل ناحية شعاع أبنت لنا كتاب الله فاعمد ... لتنفعنا فنعم الانتفاع أعيذك من أناس نحن فيهم ... وحقّ الأفضلين بهم مضاع ترى قوما كأنك ما تراهم ... وحسبك من لقائهم السماع كأنهم وما عرفوا بخير ... بهائم فى مجاهلها رتاع

_ [1] تكملة من ب؛ والحرف: الناقة العظيمة. والزماع: سرعة المشى. [2] العدواء: البعد.

754 - محمود بن نعمة بن رسلان أبو الثناء الشيزرى الأديب النحوى

754 - محمود بن نعمة بن رسلان أبو الثناء الشّيزرىّ الأديب النحوىّ «1» له شعر حسن؛ وكان يحفظ أشعارا كثيرة، وكانت له حلقة بجامع دمشق يقرىء فيها النحو وحده. وكان شاعر ابن منقذ [1]؛ وله أشعار. وسكن محمود دمشق إلى أن توفّى بها. 755 - المحسّن بن علىّ بن كوجك أبو عبد الله الأديب «2» من أهل الأدب والعربية، وصحب أبا عبد الله بن خالويه وأخذ منه، وروى عنه. وأقام بصيداء مدّة، وأفاد أهلها، وروى عن ابن خالويه حكايات وأناشيد، وغير ذلك من أمال وأمثالها؛ وكان ذلك فى سنة أربع وتسعين وثلاثمائة. وحضر يوما فى محرس عرف بمدينة صيداء، وفى المحرس قبّة فيها أسماء من حضرها، وأشعار من جملتها: رحم الله من دعا لأناس ... نزلوا هاهنا يريدون مصرا فرّقت بينهم صروف اللّيالى ... فتخلّوا عن الأحبّة قسرا

_ [1] هو أبو المظفر أسامة بن مرشد بن على بن مقلد بن نصر بن منقذ الشيزرى؛ من أكابر بنى منقذ؛ أصحاب قلعة شيزر وصاحب كتاب لباب الآداب وغيره من التصانيف الكثيرة فى فنون الأدب. ولد سنة 488، وتنقل بين الشام ومصر، وتوفى سنة 584 بدمشق. ابن خلكان (1: 63).

756 - مصدق بن شبيب بن الحسين الصلحى أبو الخير النحوى

فقال قائل من الجماعة للمحسّن بن على بن كوجك: إن المائدة لا تقعد على رجلين، ولا تستقر إلا على ثلاثة، فأجز لنا هذين البيتين بثالث، فأطرق ساعة ثم قال: اكتبوا: نزلوا والثياب بيض فلمّا ... أزف البين صرن بالدمع حمرا وكان بينه وبين رجل يقال له أبو المنتصر الكاتب عداوة بعد صداقة أكيدة، وكان كاتبا لبنى رزّيك، فهجاه الأستاذ المحسّن بأبيات كثيرة، وجعلها فى جزء وكتب على ظهر الجزء شعرا له، وهو هذا: هذا جزاء صديق ... لم يرع حق الصداقه سعى على دم حرّ ... محرّم فأراقه وأنشد فيه لنفسه أيضا: مبارك بورك فى الطول لك ... فأصبحت أطول من فى الفلك ولولا انحناؤك نلت السماء ... ولكنّ ربّك ما عدّلك 756 - مصدّق بن شبيب بن الحسين الصّلحىّ أبو الخير النحوىّ «1» من أهل واسط، من قرية تعرف بدوّران من قرى الصّلح. والصّلح معاملة من سواد شرقىّ واسط، صحب صدقة بن الحسين بن الواعظ الواسطىّ من صباه، وقرأ عليه القرآن وشيئا من النحو، وقدم بغداذ، وقرأ بها على أبى محمد بن الخشاب

757 - مضارب بن إبراهيم النيسابورى أبو الفضل

النحوىّ، وعلى أبى الغنائم حبشى بن محمد الضرير الواسطىّ نزيل بغداذ، وعلى أبى البركات عبد الرحمن بن محمد الأنبارىّ، وأبى محمد إسماعيل بن يعقوب الجواليقىّ، وأبى الحسن على بن عبد الرحيم بن العصّار وغيرهم، حتى حصّل معرفة النحو، وصار فيه مشارا إليه، مع نظره فى غيره، من فهم اللغة [و] العربية وعلم الفرائض وقسمة التركات وغير ذلك. وسمع الحديث من مشايخ وقته، وأقرأ الناس الأدب سنين، وتخرج به جماعة. سئل عن مولده فقال: ولدت فى سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بدوّران- يعنى قريته- وتوفى ببغداذ ليلة الاثنين ثالث عشرين شهر ربيع الأوّل من سنة خمس وستمائة، ودفن يوم الاثنين مع شيخه صدقة فى ضريحه برباطه فى قراح [1] القاضى، شرقىّ مدينة السلام. 757 - مضارب بن إبراهيم النيسابورىّ أبو الفضل «1» ذكره الحافظ أبو عبد الله فى تاريخ نيسابور وقال: «الأديب؛ وكان أوحد عصره بنيسابور فى الأدب والنحو، ومن أخصّ الناس بطاهر بن عبد الله بن طاهر الأمير. والسبب فى قربه منه مدح الحسين بن الفضل إياه فى مجلسه. سمع إسحاق ابن إبراهيم الحنظلىّ، ومحمد بن رافع، وداود بن سليمان بن معبد؛ روى عنه أحمد ابن إسحاق الصّيدلانىّ، وأبو عمرو بن مطر، وابنه أبو إسحاق». «سألت أبا القاسم إسماعيل بن مضارب بن إبراهيم عن وفاة أبيه فقال: مات يوم الأربعاء، ودفن عشية الخميس الثالث من ذى الحجة سنة سبع وسبعين ومائتين».

_ [1] القراح: محلة ببغداد، وذكر صاحب القاموس أن القراح أربع محال ببغداد.

758 - المطهر بن سلار البصرى النحوى اللغوى أبو زيد المعروف بالسروجى

758 - المطهر بن سلار البصرىّ النحوىّ اللغوىّ أبو زيد المعروف بالسّروجىّ «1» صاحب أبى محمد القاسم بن علىّ الحريرىّ البصرىّ؛ صاحب المقامات، الذى أنشأ المقامات على لسانه. كان فيه فضل وأدب، وله معرفة بالنحو واللغة [و] العربية. قرأ على أبى محمد الحريرىّ بالبصرة، وتخرج به، وروى عنه. وروى القاضى أبو الفتح محمد بن أحمد بن المندائىّ الواسطىّ عنه ملحة الإعراب فى النحو، نظم أبى محمد الحريرىّ، وذكر أنه سمعها منه عن الحريرىّ، وقال: قدم علينا واسطا فى سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة فسمعنا منه، وتوجه منها مصعدا إلى بغداذ، فوصلها وأقام بها مدّة يسيرة وتوفى بها. 759 - معمر بن المثنىّ أبو عبيدة التيمىّ البصرىّ «2» النحوىّ العلامة. يقال إنه ولد فى سنة عشر ومائة، فى الليلة التى مات فيها الحسن البصرىّ. وقال الجاحظ: لم يكن فى الأرض خارجىّ ولا جماعىّ أعلم

بجميع العلوم منه. قدم بغداذ فى أيام هارون الرشيد، وقرأ عليه بها أشياء من كتبه، وأسند الحديث عن هشام بن عروة [1] وغيره، وروى عنه من البغداذيين وغيرهم علىّ ابن المغيرة الأثرم، وأبو عبيد القاسم بن سلّام، وأبو عثمان المازنىّ، وأبو حاتم السّجستانىّ، وعمر بن شبة النّميرىّ فى آخرين. وإسحاق بن إبراهيم هو الذى أقدم أبا عبيدة من البصرة، سأل الفضل بن الربيع أن يقدمه، فورد أبو عبيدة فى سنة ثمان وثمانين ومائة بغداذ، فأخذ إسحاق عنه، وعن الأصمعىّ علما كثيرا. وقال أبو عبيدة: أرسل إلىّ الفضل بن الربيع إلى البصرة فى الخروج إليه، فقدمت عليه، وكنت أخبر عن خبره؛ فأذن لى فدخلت عليه، وهو فى مجلس له طويل عريض، فيه بساط واحد قد ملأه، وفى صدره فرش عالية لا يرتقى إليها إلا على كرسىّ، وهو جالس عليها، فسلّمت بالوزارة، فردّ وضحك إلىّ، واستدنانى حتى جلست مع فرشه، ثم سألنى وألطفنى وبسطنى وقال: أنشدنى، فأنشدته من عيون أشعار أحفظها جاهلية؛ فقال لى: قد عرفت أكثر هذه، وأريد من ملح الشعر، فأنشدته فطرب وضحك، وزاد نشاطه. ثم دخل رجل فى زىّ الكتّاب، له هيئة، فأجلسه إلى جانبى وقال له: أتعرف هذا؟ قال: لا، قال: هذا أبو عبيدة علّامة أهل البصرة، أقدمناه لنستفيد من علمه، فدعا له الرجل وقرّظه لفعله هذا وقال لى: كنت إليك مشتاقا، وقد سئلت عن مسألة؛ أفتأذن لى أن أعرّفك

_ [1] هو هشام بن عروة بن الزبير بن العوام. حدّث عن عمه عبد الله بن الزبير وأبيه، وروى عنه شعبة ومالك. قال ابن سعيد: كان هشام ثبتا كثير الحديث حجة؛ توفى سنة 146. تذكرة الحفاظ (1: 136).

إياها؟ قلت: هات، قال: قال الله عز وجل: طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ [1] وإنما يقع الوعد والإيعاد بما قد عرف مثله، وهذا لم يعرف، فقلت: إنما كلّم الله العرب على قدر كلامهم؛ أما سمعت قول امرىء القيس: أيقتلنى والمشرفىّ مضاجعى ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال [2] وهم لم يروا الغول قط؛ ولكنه لما كان أمر الغول يهولهم أوعدوا به. فاستحسن الفضل ذلك، واستحسنه السائل، واعتقدت من ذلك اليوم أن أضع كتابا فى القرآن لمثل هذا وأشباهه، ولما يحتاج إليه من علمه، ولمّا رجعت إلى البصرة عملت كتابى الذى سميته المجاز وسألت عن الرجل فقيل لى: هو من كتّاب الوزير وجلسائه؛ يقال له إبراهيم بن إسماعيل بن داود الكاتب العبرتانىّ [3]. وبلغ أبا عبيدة أن الأصمعىّ يعيب عليه تأليفه كتاب المجاز فقال: يتكلّم فى كتاب الله تعالى برأيه، فسأل عن مجلس الأصمعىّ فى أى يوم هو، فركب حماره فى ذلك اليوم، ومرّ بحلقة الأصمعىّ، فنزل عن حماره وسلم عليه وجلس عنده وحادثه ثم قال له: يا أبا سعيد، ما تقول فى الخبز، أىّ شىء هو؟ قال: هو الذى نأكله ونخبزه. قال أبو عبيدة: قد فسّرت كتاب الله برأيك؛ فإن الله قال: أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً [4]، فقال الأصمعىّ: هذا شىء بان لى فقلته؛ لم أفسّره برأى. فقال أبو عبيدة: والذى تعيب علينا كلّه شىء بان لنا فقلناه، ولم نفسّره برأينا، وقام فركب حماره وانصرف.

_ [1] سورة الصافات آية 65. [2] ديوانه ص 60. [3] منسوب إلى عبرتا، وهى قريبة من أعمال بغداد. [4] سورة يوسف آية 36.

وأنشد إسحاق الموصلىّ يمدح أبا عبيدة ويعرّض بالأصمعىّ، بقوله للفضل ابن الربيع: عليك أبا عبيدة فاصطنعه ... فإن العلم عند أبى عبيده فقدّمه وآثره علينا ... ودع عنك القريد بن القريده قال أبو عبيدة: أدخلت على الرشيد فقال لى: يا معمر؛ بلغنى أن عندك كتابا حسنا فى صفة الخيل، أحبّ أن أسمعه منك، فقال الأصمعىّ: ما نصنع بالكتب؛ يحضر فرس، ونضع أيدينا على عضو عضو ونسمّيه، ونذكر ما فيه، فقال الرشيد: يا غلام، فرس. فأحضر فرس، فقام الأصمعىّ وجعل يده على عضو عضو ويقول: هذا كذا قال فيه الشاعر كذا؛ حتى انقضى قوله، فقال لى الرّشيد: ما تقول فيما قال؟ قال: قلت: قد أصاب فى بعض وأخطأ فى بعض؛ فالذى أصاب فيه تعلّمه منى، والذى أخطأ فيه لا أدرى من أين أتى به!. وزعم الباهلىّ صاحب كتاب المعانى أن طلبة العلم كانوا إذا أتوا مجلس الأصمعىّ اشتروا البعر فى سوق الدّر، وإذا أتوا أبا عبيدة اشتروا الدّرّ فى سوق البعر؛ والمعنى أن الأصمعىّ كان حسن الإنشاد والزّخرفة لردىء الأخبار والأشعار حتى يحسن عنده القبيح، وإن الفائدة عنده مع ذلك قليلة، وإن أبا عبيدة كان معه سوء عبارة، وفوائد كثيرة، والعلوم عنده جمّة. وتكلّم أبو عبيدة يوما فى باب من العلم، ورجل يكسر عينه حياء له يوهمه أنه يعلم ما يقول، فقال أبو عبيدة:

يكلّمنى ويخلج حاجبيه ... لأحسب عنده علما دفينا وما يدرى قبيلا من دبير [1] ... إذا قسم الذى يدرى الظنونا ولم يكن أبو عبيدة يفسّر الشعر. قال المبرّد محمد بن يزيد: كان أبو زيد أعلم من الأصمعىّ وأبى عبيدة بالنّحو، وكانا بعده يتقاربان، وكان أبو عبيدة أكمل القوم، وكان على بن المدينىّ يحسّن ذكر أبى عبيدة ويصحّح روايته. وقال: كان لا يحكى عن العرب إلا الشىء الصحيح. وكان سبب موت أبى عبيدة أن محمد بن القاسم بن سهل النّوشجائىّ [2] أطعمه موزا فمات منه، ثم أتاه أبو العتاهية فقدم له موزا، فقال له: ما هذا يا أبا جعفر! قتلت أبا عبيدة بالموز وتريد أن تقتلنى به! لقد استحليت قتل العلماء. قال الصّولىّ: ومات أبو عبيدة سنة تسع ومائتين، وقال غيره: وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. وفى كتاب ابن عفير عن أبيه قال: مات أبو عبيدة معمر بن المثنّى التّيمىّ سنة إحدى عشرة ومائتين. وقال غيره: مات فى سنة عشر، وقيل فى سنة تسع، وقيل فى سنة ثلاث عشرة ومائتين، وله ثمان وتسعون سنة، وهو مولى لبنى عبيد الله ابن معمر التّيمىّ، تيم مرة بن كعب بن لؤىّ. وكان يكثر ذكر العرب حتى نسب إلى الشّعوبية [3]، وله كتاب فى ذلك.

_ [1] أى ما يدرى الأمر مقبلا ولا مدبرا. [2] النوشجانىّ، بضم النون وسكون الواو والشين: منسوب إلى نوشجان؛ وهى بلدة من بلاد فارس. [3] الشعوبية: فرقة لا تفضل العرب على العجم ولا على غيرهم، والنسبة إلى الجمع لغلبته على الجيل الواحد وهم العجم؛ كما قالوا أنصارىّ. (تاج العروس).

قال له بعض الأجلّاء: تقع فى الناس، فمن أبوك! قال أبو عبيدة: أخبرنى أبى عن أبيه أنه كان يهوديا من أهل باجروان [1]. فمضى الرجل وتركه. ولم يكن أحد بالبصرة إلا وهو يداجى أبا عبيدة، ويتّقيه على عرضه، وكان يميل إلى مذهب الخوارج. وقال أبو حاتم: كان أبو عبيدة يكرمنى على أنّنى من خوارج سجستان. وقال التوّزىّ: دخلت على أبى عبيدة مسجده وهو جالس وحده ينكت فى الأرض، فقال لى: من القائل: أقول لها وقد جشأت وجاشت ... مكانك تحمدى أو تستريحى فقلت: قطرىّ بن الفجاءة [2]، فقال: فضّ الله فاك! هلا قلت: هو لأمير المؤمنين أبى نعامة [3]! ثم قال لى: اجلس واكتم علىّ ما سمعت منى، قال: فما ذكرته حتى مات.

_ [1] باجروان: قرية من ديار مضر بالجزيرة. [2] كذا ذكره المؤلف وابن خلكان، والصحيح أن هذا البيت من أبيات أربعة لابن الإطنابة؛ أوردها القالى فى أماليه (1: 258)؛ وهى بروايته: أبت لى عفتى وأبى بلائى ... وأخذى الحمد بالثمن الربيح وإعطائى على الإعدام مالى ... وضربى هامة البطل المشيح وقولى كلما جشأت وجاشت ... رو يدك تحمدى أو تستريحى لأدفع عن مآثر صالحات ... وأحمى بعد عن عرض صحيح وهى أيضا فى عيون الأخبار 1: 126، وابن أبى الحديد 2: 286، وشواهد المغنى 186، والطبرىّ 6: 13. وصحة الخبر ما رواه أبو الطيب اللغوىّ فى مراتب النحويين ص 73 عن التوزىّ: «دخلت على أبى عبيدة وهو جالس فى مسجده وحده ينكت فى الأرض؛ فرفع رأسه إلىّ وقال: من القائل: أقول لها وقد جشأت وجاشت ... من الأطماع ويحك لن تراعى فإنك لو سألت بقاء يوم ... على الأجل الذى لك لم تطاعى فقلت: قطرىّ بن الفجاءة الخارجىّ. قال: فض الله فاك! فهلا قلت: لأمير المؤمنين أبى نعامة ... » ثم ساق بقية الخبر. [3] هى كنية قطرى بن الفجاءة بن مازن الخارجىّ: كان زعيما من زعماء الخوارج؛ خرج زمن مصعب ابن الزبير سنة 66، وبقى عشرين سنة يقاتل ويسلم عليه بالخلافة، وكان الحجاج يسير إليه جيشا بعد جيش؛ وهو يستظهر عليه، إلى أن توجه إليه سفيان بن أبرد الكلبى فظهر عليه وقتله سنة 78. ابن خلكان (1: 430).

وكان يتّهم باللّواط، ولهذا لم يقبل الحكام قوله ولا شهادته. قال الأصمعىّ: دخلت أنا وأبو عبيدة يوما المسجد، فإذا على الأسطوانة التى يجلس عليها مكتوب على نحو من سبعة أذرع: صلّى الإله على لوط وشيعته ... أبا عبيدة قل بالله آمينا فقال: امح هذا، فركبت ظهره ومحوته بعد أن أثقلته إلى أن قال: أثقلتنى وقطعت ظهرى، فقلت له: قد بقيت الطّاء، فقال هى شرّ حروف هذا الشعر. وكان يقول شعرا ركيكا، فمنه ما قاله فى خرّك ابن أخى يونس النحوىّ- وكان يتعشقه وهما هذان البيتان: ليتنى ليتنى وليت وأنّى ... ليتنى قد علوت ظهرك خرّك فقرأنا كتابه وفضضنا ... خاتما كان قبلنا لم يفكّك وشهد عند عبد الله بن الحسن العنبرىّ ومعه رجل عدل، فقال أبو عبيد الله للمذعى: أما أبو عبيدة فقد عرفته، فزدنى شهودا. وقرىء على عمارة بن عقيل بن بلال [1] بن جرير كلمة جرير التى أوّلها [2]: طرب الحمام بذى الأراك فهاجنى ... لا زلت فى فنن [3] وأيك ناضر

_ [1] هو عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطية بن الخطفى. كان من الشعراء الفصحاء، قدم من اليمامة فمدح المأمون ووجوه قوّاده. واتصل بإسحاق بن إبراهيم المصعبى وله فيه مدح كثير. واجتمع الناس وكتبوا شعره، وبقى إلى أيام الواثق ومدحه، وعمى قبل موته. (معجم الشعراء للمرزبانى ص 247، والأغانى 20: 183 - 188). [2] ديوانه 304. [3] فى الديوان: «غلل»، والغلل: الماء ينساب بين الشجر، والأيك: الشجر الملتف.

فلما صاروا إلى قوله: أما الفؤاد فلا يزال موكّلا ... بهوى جمانة أو بريّا العاقر فقال له: التوّزىّ: ما هما؟ فقال عمارة: ما يقول صاحبكم أبو عبيدة؟ قال: يقول: هما امرأتان، فضحك عمارة وقال: هما رملتان [1] عن يمين بيتى وشماله، فقال التوّزىّ: اكتب لمن كان هناك- وأظنه المبرّد- فاستكبرت ما قال إجلالا لأبى عبيدة، فقال: اكتب؛ فإن أبا عبيدة لو حضر هذا لأخذ هذا الضرب عنه، هذا بيت الرجل. وحمل أبو عبيدة إلى الرشيد والأصمعىّ، فاختار الأصمعىّ لمجالسته؛ لأنه كان أصلح لمجالسة الملوك. وكان أبو عبيدة إذا أنشد بيتا لا يقيم وزنه؛ وإذا تحدّث أو قرأ لحن اعتمادا منه لذلك ويقول: النحو محذور. وكان ألثغ وسخا؛ ولم يزل يصنّف حتى مات وقد أسنّ. وسأله بعض الناس كتابا إلى بعض، فقال لمن حضر: اكتب عنى كتابا والحن فيه، فإن النحو محذور. وكان ربما اعتمد التصحيف، فما ينشده غير جاهل بذلك. وكان ولد فى سنة عشر ومائة. وسأله الأمير جعفر بن سليمان بن على عن مولده فقال: قد سبقنى إلى الجواب عن مثل هذا عمر بن أبى ربيعة المخزومىّ، قيل له: متى ولدت؟ فقال فى الليلة التى مات فيها عمر بن الخطاب، فأىّ خير رفع؛ وأىّ شر وضع! وإنى ولدت فى الليلة التى مات فيها الحسن بن أبى الحسن البصرىّ، وهى ليلة من سنة عشر ومائة، وجوابى جواب عمر بن أبى ربيعة.

_ [1] جمانة وريا؛ ذكرهما ياقوت، وأورد البيت والخبر.

قال أبو عبيدة: وقدمت على الفضل بن الربيع فقال: من أشعر الناس؟ قلت: الراعى، قال: وكيف فضّلته؟ قال: إنه ورد على سعيد بن عبد الرحمن الأموىّ فوصله فى يومه الذى لقيه فيه وصرفه، فقال [1]: وأنضاء تحنّ إلى سعيد ... طروقا ثم عجّلن ابتكارا [2] حمدن مزاره ولقين منه ... عطاء لم يكن عدة ضمارا [3] فقال: ما أحسن ما اقتضيتنا يا أبا عبيدة! ثم غدا إلى الرشيد، فأخرج لى صلة، وأمر لى بشىء من ماله، وصرفنى. وقال أبو عبيدة: دفعت إلى جعفر بن سليمان أمثالا فى الرّقاع؛ قيل لى: كم كانت؟ قلت أربعة عشر ألف مثل؛ فانظر إلى هذه السّعة فى الرواية؛ وبين ما رواه أبو عبيد القاسم بن سلّام؛ فإنه لما اجتهد جاء بألف مثل. وكان أبو عبيدة جبّاها [4]، واتّفق أن خرج إلى فارس قاصدا موسى بن عبد الرحمن الهلالىّ؛ فلما قدم عليه أوصى غلمانه بالاحتراز منه وقال: كلام أبى عبيدة دبق [5]، واتفق أن أحضر الطعام، فصبّ بعض الغلمان على ذيله مرقة، فقال له الهلالىّ: قد أصاب ثوبك مرق، وأنا أعطيك عوضه عشرة أثواب، فقال له أبو عبيدة: لا عليك؛ إنّ مرقكم لا يؤذى؛ أى ما فيه دهن، ففطن لها الهلالىّ وسكت.

_ [1] البيتان من قصيدة مطلعها: ترجّى من سعيد بنى لؤى ... أخى الأعياص أنواء غزارا وانظر الأغانى (21: 118) و (اللسان- ضمر)، و (لباب الآداب 89 - 90). [2] الأنضاء: جمع نضو، وهو الدابة التى أهزلتها الأسفار، والطروق: المجئ ليلا قصد الحاجة. وفى اللباب: «أنخن». [3] الضمار: ما لا يرجى من الدين والوعد. [4] يقال: جبهت فلانا إذا استقبلته بكلام فيه غلظة. [5] الدبق فى الأصل: شىء يلتزق به كالغراء؛ يريد أن كلامه يعلق أثره.

وكان الأصمعىّ إذا أراد دخول المسجد يقول: انظروا لا يكون فيه ذاك- يعنى أبا عبيدة- خوفا من لسانه؛ فلما مات لم يحضر جنازته أحد؛ لأنه لم يكن يسلم من لسانه شريف ولا غيره. وكان مع ذلك كلّه وسخا مدخول الدين مدخول النسب. قال علان الشّعوبىّ [1]: أبو عبيدة يلقب بسبّخت [2] من أهل فارس، أعجمىّ الأصل، وولد أبو عبيدة سنة أربع عشرة ومائة، وتوفى سنة عشر ومائتين، وقيل سنة إحدى عشرة، وقيل سنة ثمان، وقيل سنة تسع. وله من الكتب التى صنّفها: كتاب مجاز القرآن. كتاب غريب القرآن كتاب معانى القرآن. كتاب غريب الحديث. كتاب الديباج. كتاب التاج. كتاب الحيوان. كتاب القابض. كتاب ابنى وائل. كتاب الحدود. كتاب حفرة [3] خالد. كتاب مسعود. كتاب البصرة. كتاب خبر الراوية. كتاب خراسان. كتاب مغارات قيس واليمن. كتاب حرب بنى بغيض. كتاب خوارج البحرين واليمامة. كتاب الموالى. كتاب البله. كتاب الضيفان. كتاب الطروقة. كتاب مرج راهط. كتاب المنافرات. كتاب القبائل. كتاب خبر البرّاض. كتاب القرائن. كتاب البازى. كتاب الحمام. كتاب الحيّات. كتاب العقاب [4]. كتاب النّواكح. كتاب النّواشز. كتاب حضر

_ [1] أصله من الفرس، وكان راوية عارفا بالأنساب والمثالب والمنافرات منقطعا إلى البرامكة، أو ينسخ بيت الحكمة للرشيد والمأمون، وله كتاب فى مثالب العرب. ومصنفاته، وبقية أخباره فى الفهرست (105 - 106). [2] ذكره صاحب القاموس. [3] فى الفهرست، «جفوة خالدة». [4] فى الفهرست وياقوت وابن خلكان: «كتاب العقارب».

الخيل. كتاب الملاص. كتاب الأعيان. كتاب بيان باهلة [1]. كتاب أيادى الأزد. كتاب الخيل. كتاب الإبل. كتاب الإنسان. كتاب الزّرع. كتاب الرّحل. كتاب الدّلو. كتاب البكرة. كتاب السّرج. كتاب اللّجام. كتاب الفرس. كتاب السيف. كتاب الشوارد. كتاب الاحتلام [2]. كتاب الزوائد. كتاب مقاتل الفرسان. كتاب نابه الرئيس. كتاب مقاتل الأشراف. كتاب الشّعر والشعراء. كتاب فعل وأفعل. كتاب المصادر. كتاب المثالب. كتاب خلق الإنسان. كتاب الفرق. كتاب الخفّ. كتاب مكة والحرم. كتاب الجمل وصفّين. كتاب بيوتات العرب. كتاب اللغات. كتاب الغارات. كتاب المعاتبات. كتاب الملاومات كتاب الأضداد. كتاب مآثر العرب. كتاب القتالين. كتاب العققة. كتاب مآثر غطفان. كتاب الأرقاء. كتاب أسماء الخيل. كتاب أدعية العرب. كتاب مقتل عثمان. كتاب قضاة البصرة. كتاب فتوح إرمينية. كتاب فتوح الأهواز. كتاب لصوص العرب. كتاب أخبار الحجاج. كتاب قصة الكعبة. كتاب الحمس من قريش. كتاب فضائل الفرس. كتاب أعشار الجزور. كتاب الحاملين والحمالات. كتاب ما تلحن فيه العامة. كتاب سلم بن قتيبة. كتاب روستيفياد. كتاب السواد وفتحه. كتاب مسعود بن عمر ومقتله. كتاب من شكر من العمال وحمد. كتاب غريب بطون العرب. كتاب تسمية من قتل من بنى أسد. كتاب الجمع والتثنية. كتاب الأوس والخزرج. كتاب محمد وإبراهيم

_ [1] فى الفهرست: «مناقب باهلة». [2] فى الفهرست: «قامة الرئيس».

ابنى عبد الله بن حسن بن حسين. كتاب الأيام الصغير خمسة وسبعون يوما. كتاب الأيام الكبير، ألف ومائتا يوم. كتاب أيام بنى يشكر وأخبارهم. كتاب أيام بنى مازن وأخبارهم. وقال ابن نصر الكاتب فى كتابه المفاوضة: «حدّثنى الشيخ أبو القاسم ابن برهان النحوىّ قال: قال لنا أبو الحسن التميمىّ وقد سأله رجل مسألة من مسائل النّوكى فقال»: حضر مجلس أبى عبيدة رجل فقال: رحمك الله أبا عبيدة! ما العنجيد؟ قال: رحمك الله! ما أعرف هذا؟ فقال: سبحان الله! أين يذهب بك عن قول الأعشى: يوم تبدى لنا قتيلة عن جي ... د مليح يزينه الأطواق [1] فقال أبو عبيدة: رحمك الله! «عن»: حرف جاء لمعنى، والجيد: العنق، ثم قام آخر فى المجلس وقال: أبا عبيدة- رحمك الله ما الأودع؟ قال: عافاك الله! ما أعرفه، قال: سبحان الله! أين أنت عن قول العرب: «زاحم بعود أودع». فقال: ويحك! هاتان كلمتان، والمعنى: أو اترك أو ذر، ثم استغفر الله وجعل يدرس، فقام إليه آخر وقال: رحمك الله! أخبرنا عن «كوفى»، من المهاجرين أم من الأنصار؟ قال قد رويت أنساب الجميع وأسماءهم، ولست أعرف فيهم «كوفىّ». قال: فأين أنت عن قول الله عز وجل: وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً [2] قال: فأخذ أبو عبيدة نعليه، واشتدّ ساعيا فى مسجد البصرة، ويصيح بأعلى صوته: من أين حشرت البهائم علىّ اليوم!

_ [1] ديوانه 140، والرواية فيه: «جيد تليع». [2] سورة الفتح آية 25

760 - معاذ بن عبد الله بن طاهر البلوى الإشبيلى أبو عمرو النحوى اللغوى

760 - معاذ بن عبد الله بن طاهر البلوىّ الإشبيلىّ أبو عمرو النحوىّ اللغوىّ «1» أخذ عن أبى بكر بن القوطيّة اللغوىّ والرّياحىّ وغيرهما. وكان عالما باللغة والعربية، بارعا فى الآداب، قديم الطلب. وتوفى سنة ثمان عشرة وأربعمائة، ومولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. ذكره ابن خزرج. 761 - معاذ بن مسلم الهرّاء «2» كان يبيع الثياب الهرويّة، فسمّى بذلك؛ نحوى كوفىّ، وهو أستاذ الكسائىّ، وله شعر كشعر النحاة ومنه: وما كان على الجئ ... ولا الهئ امتداحيكا [1] الهئ: دعاء الحمار للعلف. والجئ: دعاؤه للماء. قال محمد بن إسحاق النديم فى كتابه: «معاذ الهرّاء عم الرّؤاسىّ. يكنى أبا على من موالى محمد بن كعب [القرظىّ [2]]، وقيل كنيته أبو مسلم كنّاه بذلك أبوه، ثم ولد له ولد آخر [سمّاه عليا [3]] فكنّاه به. وكان معاذ صديقا للكميت [4]، فأشار عليه

_ [1] اللسان (جيأ- هيأ). [2] من الفهرست؛ وهو محمد بن كعب بن سليم القرظى أبو حمزة، من حلفاء الأوس، وكان أبوه من سبى قريظة. سكن الكوفة ثم المدينة، ومات سنة 108. (تهذيب التهذيب 9: 431). [3] من الفهرست [4] هو الكميت بن زيد بن الأخنس أبو المستهل الأسدى، شاعر إسلامى عاش فى الدولة الأموية، وكان معروفا بالتشيع. (وانظر ترجمته فى الشعر والشعراء 562 - 566، والأغانى 15: 108 - 125).

بالخروج من عمل القرى، وكان شديد العصبية على المضرية، فلم يقبل منه، فلمّا قبض خالد على الكميت وحبسه اغتمّ معاذ وقال: نصحتك والنّصيحة إن تعدّت ... هوى المنصوح عزّ لها القبول فخالفت الذى لك فيه رشد ... فغالت دون ما أمّلت غول فعاد خلاف ما تهوى خلافا ... له عرض من البلوى وطول فبلغ الكميت قوله، فكتب إليه: أراك كمهدى الماء للبحر حاملا ... إلى الرّمل من يبرين متّجرا رملا [1] وعاش معاذ الهرّاء إلى أيام البرامكة، وقد ولد فى أيام يزيد بن عبد الملك، ومات فى السّنة التى نكب فيها البرامكة سنة سبع وثمانين ومائة. وكان له أولاد وأولاد أولاد، ماتوا كلّهم وهو باق، ولم يصنّف شيئا فيما علمته [2]. وذكر المرزبانىّ معاذا فقال: «معاذكم هذا هو معاذ بن مسلم، ويكنى أبا علىّ؛ وقيل أبا مسلم، وهو نحوىّ، مولى محمد بن كعب القرظىّ». قال المرزبانىّ: «وروى العنبرىّ فى حديث: أن الهرّاء يكنى أبا محمد». قال عبد الله بن جعفر: «قالوا: كانت كنية معاذ الهراء أبا علىّ، وابنه يسمى عليّا»؛ قال: «وروى عن أبى عبيد أنه قال: سألت أصحابنا عن كنيته فقيل: أبوه كان كنّاه أبا مسلم؛ فلما ولد ابنه علىّ قيل له أبو علىّ؛ فغلب ذلك عليه، وعرف بابنه».

_ [1] يبرين: من أصقاع البحرين، وهناك الرمل الموصوف بالكثرة. (ياقوت). [2] فى الفهرست: «ولا كتاب له يعرف».

قال: «وكان من موالى محمّد بن كعب القرظىّ [1]». وقال إسحاق بن الجصّاص: كان معاذ بن مسلم الهرّاء النحوىّ يبيع الهروىّ بالكوفة. وقال إسحاق أيضا: كان معاذ تاجرا يبيع الثّياب الهرويّة؛ ويصنّف كتب النّحو فى أيام بنى أميّة؛ ولم يعرف له كتاب يؤثر عنه؛ وقد روى معاذ الحديث وروى عنه، وحكيت عنه حكايات فى القراءات كثيرة، وكان صالح العلم بالعربية؛ ولكنه ليس من أعلام النحويين، وهو أحد من أخذ عنه الفرّاء. قال المرزبانىّ: «وقيل إن الفرّاء أستاذ الكسائىّ، وكان يتشيّع». وقال بعض كتاب معاذ بن مسلم: صحبت معاذا، فسأله رجل ذات يوم: كم سنّك؟ قال ثلاث وستون. قال: ثم مكث معه بعد ذلك سنين، ثم سأله رجل: كم سنّك؟ قال: ثلاث وستون. فقلت: أنا معك منذ إحدى وعشرين سنة؛ كلّما سألك إنسان عن عمرك قلت: ثلاث وستون سنة؛ فقال: لو كنت معى إحدى وعشرين سنة أخرى ما قلت الا هذا، وقد هجاه بعض الشعراء [2] فقال: إنّ معاذ بن مسلم رجل ... قد ضجّ من طول عمره الأبد

_ [1] فى الحيوان (6: 327) «مولى القعقاع بن شور»، وهو من كبار الأمراء فى الدولة الأموية. [2] هو الخزرجىّ، كما ذكره الجاحظ فى الحيوان: (7: 51)، وقد ذكر ابن خلكان أن صاحب الشعر هو أبو السرى سهل بن أبى غالب الخزرجى، وقد ذكر فى نهاية الترجمة أن أبا السبرى هذا نشأ بسجستان، وادّعى رضاع الجن، وأنه صار إليهم، ووضع كتابا ذكر فيه أمراء الجن وحكمتهم وأنسابهم وأشعارهم، وزعم أنه بايعهم للأمين بن هارون الرشيد بالعهد، فقر به الرشيد، وابنه الأمين، وزبيدة أم الأمين، وبلغ معهم وأفاد منهم. وله أشعار حسان وضعها على الجن والشياطين والسعالى. وقال له الرشيد: إن كنت رأيت ما ذكرت فقد رأيت عجبا، وإن كنت ما رأيته فقد وضعت أدباء والأبيات فى الحيوان (3: 423، و 6: 327، و 7: 51)، منسوبة إلى محمد بن مناذر، وبدون نسبة فى عيون الأخبار (4: 59 - 60).

قد شاب رأس الزّمان واكتهل الده [1] ... ر وأثواب عمره جدد [1] يا نسر لقمان كم تعيش وكم ... تسحب ذيل الحياة يا لبد [2] قد أصبحت دار آدم خربت ... وأنت فيها كأنك الوتد [3] ورأى رجل معاذا الهرّاء بعد نكب الرشيد بالبرامكة، فسأله عن مولده فقال: ولدت فى أيام يزيد بن عبد الملك- أو فى أيام عبد الملك، وأنشد فى بنى برمك: إن بنى برمك أتاهم ... جهر من الموت غير سرّ

_ [1] فى الحيوان: «واختضب الدهر». وفى ابن خلكان بعد هذا البيت: قل لمعاذ إذا مررت به ... قد ضج من طول عمرك الأمد [2] لبد، كزفر: آخر نسور لقمان، وفى الأساطير أن لقمان كان أطول الناس عمرا بعد الخضر، وأنه أعطى عمر سبعة أنسر، فجعل يأخذ فرخ النسر الذكر فيجعله فى الجبل الذى. هو فى أصله فيعيش منه ما عاش، فإذا مات أخذ آخر فرباه، حتى كان آخرها لبدا، وكان أطولها عمرا، فقيل: «طال الأبد على لبد»، وفى ذلك يقول الضبى: أو لم ترى لقمان أهلكه ... ما افتات من سنة ومن شهر وبقاء نسر كلما انقرضت ... أيامه عادت إلى نسر وانظر المعمرين 3 - 4، وحياة الحيوان (2: 490). [3] بقية الأبيات كما فى ابن خلكان: تسأل غربانها إذا نعبت ... كيف يكون الصداع والرمد مصححا كالظليم ترفل فى ... برديك مثل السعير تتقد صاحبت نوحا ورضت بغلة ذى ال ... قرنين شيخا لولدك الولد فارحل ودعنا لأن غايتك ال ... موت وإن شد ركنك الجلد وقال ابن مكتوم: «فيما ذكره القفطى من كون الأبيات الدالية هذه مقولة فى معاذ بن مسلم هذا نظر، فإنها مقولة فى غيره، وهو معاذ بن مسلم صاحب معاذ بن عبد الله الأسدى. وهى لمحمد بن مناذر قالها فى معاذ الحاجب، وهى أكثر؛ قد ذكرت ذلك وأوضحته على الصواب فى كتابى الكبير المسمى بالجمع المتناه فى أخبار اللغويين والنحاه».

ذكر المسألة التى سمعها أبو مسلم عند معاذ الهراء

عقهم الدهر بعد برّ ... كأنه طالب بوتر أبدلهم بالنّعيم بؤسا ... وذلّة بعد طول كبر قال: ومات معاذ فى تلك السنين، وأدرك أولاده وأولاد أولاده رجالا، وماتوا كلّهم؛ وفى ذلك يقول: ما يرتجى فى العيش من قد طوى ... من عمره الذّاهب تسعينا أفنى بنيه وبنيهم فقد ... جرّعه الدهر الأمرّينا لا بدّ أن يشرب من حوضهم ... وإن تراخى عمره حينا وقال على بن مسلم بن الهيثم بن مسلم الكوفىّ: كان أبو مسلم [1] مؤدّب عبد الملك ابن مروان قد نظر فى النّحو، فلما أحدث النّاس التّصريف لم يحسنه وأنكره، فهجا أصحاب النحو، فقال: قد كان أخذهم فى النّحو يعجبنى ... حتّى تعاطوا كلام الزّنج والرّوم لمّا سمعت كلاما ليس يعجبنى ... كأنّه زجل الغربان والبوم تركت نحوهم والله يعصمنى ... من التّقحّم فى تلك الجراثيم فأجابه معاذ الهرّاء أستاذ الكسائىّ: عالجتها أمرد حتى إذا ... شبت ولم تعرف أباجادها سمّيت من يعرفها جاهلا ... يصدرها من بعد إيرادها سهّل منها كل مستصعب ... طود عليه فوق أطوادها [2] ذكر المسألة التى سمعها أبو مسلم عند معاذ الهرّاء قال إسحق بن الجصّاص: جلس أبو مسلم مؤدّب عبد الملك بن مروان إلى معاذ بن مسلم الهرّاء النحوىّ- وكان يبيع الهروىّ- وسمع معاذا يناظر رجلا

_ [1] ذكره الزبيدىّ وذكر الخبر فى الطبقات 87 - 88. [2] فى الطبقات: طود علا القرن من أطوادها

فى النّحو، فقال معاذ: كيف تقول من «تؤزّهم أزّا»: يا فاعل افعل؟ وصلها بيا فاعل أفعل من إذا الموءودة سئلت. فأجاب الرجل معاذا، فسمع أبو مسلم كلاما لم يعرفه فقام عنهم، وأنشأ الأبيات المقدّم ذكرها: قد كان أخذهم فى النّحو يعجبنى. - يقال يا آزّ أزّ، ويا وائد إد، مثل قولك: يا واعد عد [1]-. وأنشد معاذ جوابا لأبى مسلم: عالجتها أمرد حتى إذا ............... .... الأبيات المتقدّمة. ولما سمع أبو مسلم الأبيات قال: والله إن زاد بيتا لأهجونّه دون النحاة؛ ولأذكرنّ اسمه ظاهرا، فلم يزد معاذ بعد ذلك شيئا على ما قاله من الأبيات. وذكرت فى أوّل ترجمته قصّته مع الكميت مختصرة، ثم وجدتها مبسوطة [2]، فأردت ذكرها هاهنا بمشيئة الله وعونه: قال محمد بن سهل راوية الكميت: صار الطّرمّاح إلى خالد بن عبد الله القسرىّ إلى واسط فامتدحه، فأمر له بثلاثين ألف درهم، وخلع عليه حلّتى وشى لا قيمة لهما، فأراد الكميت قصده، فقال معاذ الهراء: لا تفعل فلست كالطّرمّاح- وهو ابن عمه- وبينكما بون؛ أنت مضرىّ، وخالد يمنىّ متعصّب على مضر، وأنت شيعىّ، وهو أموىّ، وأنت عراقىّ، وهو شامىّ. فلم يقبل إشارته، وأبى إلا قصد خالد وقصده، فقالت اليمانية لخالد: قد جاء الكميت، وقد هجانا بقصيدة نونية،

_ [1] قال السيوطى فى البغية: «ومن هنا لمحت أن أوّل من وضع التصريف معاذ هذا» [2] أورد الخبر ابن خلكان فى ترجمته.

وفخر فيها علينا، فحبسه خالد، وقال: فى حبسه صلاح، لأنه يهجو الناس ويتأكّلهم، فغمّ ذلك معاذا، فقال الأبيات المتقدّمة: نصحتك والنصيحة إن تعدّت وأجابه الكميت: «أراك كمهدى الماء ... ». البيت المتقدّم، ثم قال لمعاذ: قد جرى القضاء علىّ فما الحيلة الآن؟ فأشار عليه أن يحتال فى الهرب، وقال له: إن خالدا قاتلك لا محالة؛ فاحتال بامرأته، وكانت تجيئه بالأطعمة وترجع، فلبس ثيابها، وخرج كأنه هى؛ فلحق بمسلمة بن هشام، فاستجار به. وقال يصف خروجه إليه: خرجت خروج القدح قدح ابن مقبل ... إليك على تلك الهزاهز والأزل [1] علىّ ثياب الغانيات وتحتها ... عزيمة رأى أشبهت سلّة النّصل [2] قال معاذ: عرضت بقلبى فقلتها، وفيها عبرة: أفّ وتفّ عاجلا آجلا [3] ... لهذه الدار وأقذارها بينا ابنها يرضيه إقبالها ... عليه إذ ريع بإدبارها فسلبته لين ميسورها ... وأعقبته ضيق إعسارها ما العار إلا فى ارتباط لها ... وتركها تنجيك من عارها

_ [1] القدح: السهم حينما يشذب ويقوّم ويعدّ لتركيب الريش والنصل فيه. وابن مقبل شاعر فحل، ذكره ابن سلام فى الطبقات، وابن قتيبة فى الشعراء، وكان وصافا للقداح، من ذلك قوله فى صفة السهم: غدا وهو مجدول فراح كأنه ... من الصك والتقليب فى الكف أفطح خروج من الغمى إذا صك صكة ... بدا والعيون المستكفة تلمح والهزاهز: تحريك البلايا والحروب، والأزل: الضيق والشدّة. والبيتان فى طبقات الشعراء (طبعة المعارف ص 269) مع اختلاف فى الرواية. [2] السلة: المضىّ والخروج؛ من سل السيف إذا أخرجه من غمده مسرعا. [3] فى بغية الوعاة: «يا أخى عاجلا».

762 - معبد بن هارون الأشناندانى

وممّا نقل من نحو معاذ الهرّاء أنه قال لمن سأله: إنما كتبوا وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي بياء لأنها ليست رأس آية وكتبوا (ويسقين [1]) بغير ياء لأنها رأس آية. وسئل معاذ الهرّاء: من أشعر الناس؟ فقال: من الجاهليين أو الإسلاميين؟ قالوا: من الجاهليين؛ قال: امرؤ القيس، وعبيد وزهير؛ قالوا: فمن الإسلاميين؟ قال: الفرزدق، وجرير، والأخطل، والراعى؛ فقيل له: يا محمد، ما رأيناك ذكرت الكميت فيمن ذكرت، قال: الكميت أشعر الأوّلين والآخرين. وأخبار معاذ وأشعاره كثيرة، وقد أوردت منها فى هذا المختصر ما لاق به. قال عثمان بن أبى شيبة: رأيت معاذ بن مسلم الهرّاء قد شدّ أسنانه بالذهب. قال: ومات معاذ سنة تسعين ومائة. 762 - معبد بن هارون الأشناندانىّ «1» ............... ........... ............... ...........

_ [1] سورة الشعراء 79.

763 - المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حماد بن داود أبو الفرج النهروانى القاضى المعروف بابن طرار

763 - المعافى بن زكريّا بن يحيى بن حميد بن حمّاد بن داود أبو الفرج النهروانى القاضى المعروف بابن طرار «1» كان يذهب إلى مذهب محمد بن جرير الطبرىّ، وكان من أعلم الناس فى وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الأدب. ولى القضاء بباب الطاق نيابة عن ابن صير [1]. وروى عن الأئمة، وروى عنه الأئمّة، أنشد القاضى أبو الطيب طاهر [2] بن الطيب الطبرى قال: أنشدنا القاضى أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريرىّ لنفسه. ألا قل لمن كان لى حاسدا ... أتدرى على من أسأت الأدب أسأت على الله فى فعله ... لأنّك لم ترض لى ما وهب فجازاك عنه بأن زادنى ... وسدّ عليك وجوه الطلب

_ [1] فى تاريخ بغداد: «ابن صغير»؟؟ [2] هو طاهر بن عبد الله بن طاهر أبو الطيب الطبرىّ؛ الفقيه الشافعىّ؛ استوطن بغداد وحدث ودرس وأفتى بها، ثم ولى القضاء إلى أن توفى سنة 450 بعد أن بلغ سنا عالية. تاريخ بغداد (9: 359).

وذكر أحمد بن عمر بن روح [1] أن المعافى بن زكريّا حضر فى دار لبعض الرؤساء، وكان هناك جماعة من أهل العلم والأدب، فقالوا له: فى أىّ نوع من العلوم نتذاكر؟ فقال المعافى لذلك الرئيس: خزانتك قد جمعت أنواع العلوم وأصناف الأدب، فإن رأيت أن تبعث بالغلام إليها تأمره أن يفتح بابها، ويضرب بيده أىّ كتاب قرب منها، فيحمله ثم يفتحه، وننظر فى أىّ نوع هو، فنتذاكر ونتجارى فيه؟ قال ابن روح: هذا يدل على أن المعافى كان له أنسة بسائر العلوم. وكان أبو محمد البافىّ [2] يقول: إذا حضر المعافى أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلّها. وقال: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم الناس لوجب أن يدفع إلى المعافى ابن زكريا. وسئل البرقانىّ [3] عن المعافى بن زكريا فقال: كان أعلم الناس، ثقة. ولد فى سنة ثلاث وثلاثمائة، وقيل فى سنة خمس وثلاثمائة يوم الخميس لسبع خلون من رجب، ومات رحمه الله فى ذى الحجّة من سنة سبعين وثلاثمائة فى يوم الاثنين الثامن عشر من ذى الحجة سنة تسعين وثلاثمائة [4].

_ [1] هو أحمد بن عمر بن روح بن على أبو الحسين النهروانى، ذكره الخطيب وقال: «كتبت عنه بالنهروان وببغداد، وكان صدوقا دينا حسن المذاكرة مليح المحاضرة، ينتحل مذهب المعتزلة». وتوفى سنة 445. تاريخ بغداد (4: 296). [2] هو عبد الله بن محمد البخارى النحوى الفقيه الشاعر المعروف بالبافى؛ تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 396. [3] تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأول ص 167. [4] كان أبو الفرج المعافى معاصرا لابن النديم، وقد ذكره وذكر مصنفاته فقال: «المعافى النهروانى القاضى فى عصرنا، وهو أبو الفرج المعافى بن زكريا، من أهل النهروان، أوحد عصره فى مذهب أبى جعفر، وحفظ كتبه، ومع ذلك [فهو] متفنن فى علوم كثيرة، مضطلع بها مشار إليه فيها، فى نهاية الذكاء وحسن الحفظ وسرعة الخاطر فى الجواب ... ، وله من الكتب فى الفقه وغيرها ما أنا ذاكره إلى وقتنا هذا: كتاب التحرير والمنقر فى أصول الفقه. كتاب الحدود والعقود فى أصول الفقه. كتاب

764 - المفضل بن محمد بن يعلى الضبى الكوفى اللغوى

764 - المفضّل بن محمد بن يعلى الضبىّ الكوفىّ اللغوى «1» سمع سماك بن حرب، وأبا إسحاق السّبيعىّ، وعاصم بن أبى النّجود، ومجاهد ابن رومىّ، وسليمان الأعمش، وإبراهيم بن مهاجر، ومغيرة بن مقسم،. روى عنه أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، ومحمد بن عمر القصبىّ، وأبو كامل الجحدرىّ، وأبو عبيد الله محمد بن زياد الأعرابىّ، وأحمد بن مالك القشيرىّ، وغيرهم. وكان علامة راوية للأدب والأخبار وأيام العرب، موثّقا فى روايته. قدم بغداد فى أيام هارون الرشيد. قال الرشيد للمفضل الضّبىّ: ما أحسن ما قيل فى الذئب- ولك هذا الخاتم فى يدى وشراؤه ألف وستمائة دينار؟ فقال: قول الشاعر [1]: ينام بإحدى مقلتيه ويتّقى ... بأخرى المنايا [2] فهو يقظان هاجع

_ المرشد فى الفقه. كتاب: شرح كتاب المرشد فى الفقه. كتاب المحاضر والسجلات. كتاب شرح الخفيف للطبرى. كتاب الشافى فى مسح الرجلين. كتاب الشروط. كتاب أجوبة الجامع الكبير لمحمد بن الحسن. كتاب الردّ على الكرخى فى مسائل. كتاب الردّ على أبى يحيى البلخى فى اقتراض الإماء. كتاب الردّ على داود بن على. كتاب رسالته إلى العنبرى القاضى فى مسألة الوصايا. كتاب فى تأويل القرآن. كتاب الرسالة فى واو عمرو. كتاب القراءات. كتاب المحاورة. فى العربية. كتاب شرح كتاب الجرمى. كتاب رسالة عمر. وقال لى: إن له نيفا وخمسين رسالة فى الفقه والكلام والنحو وغير ذلك. ومن أحسن كتبه ماخلا المصنف تذكرة: كتاب أنيس الجليس يذكر فيه فضائل جمة وأخبارا مستحسنة، وغير ذلك». [1] هو حميد بن ثور، والبيت فى ديوانه ص 105. [2] رواية الديوان: «الأعادى».

فقال: ما ألقى هذا على لسانك إلا لذهاب الخاتم. وحلّق به إليه، فاشترته أم جعفر بألف وستمائة دينار وقالت: قد كنت أراك تعجب به؛ فألقاه إلى الضبىّ وقال: خذه وخذ الدنانير، فما كنّا نهب شيئا ونرجع فيه. قال على بن عمر الحافظ الدار قطنىّ: المفضل بن محمد بن يعلى بن عامر بن سالم ابن أبى سلمى بن ربيعة بن زياد بن عامر بن ثعلبة بن ذؤيب بن السند بن مالك ابن بكر بن سعد بن ضبّة، الراوية العلامة الكوفىّ، وجدّه يعلى بن عامر، كان على خراج الرّى وهمذان والماهين [1]. يروى المفضّل عن عاصم بن أبى النّجود القراءات والحديث، وعن أبى إسحاق السّبيعىّ، وسماك بن حرب وغيرهم، روى عنه علىّ بن حمزة الكسائىّ، ويحيى ابن زياد الفرّاء، وغيرهم. وقيل للمفضّل: لم لا تقول الشعر وأنت أعلم الناس به؟ فقال: علمى به يمنعنى من قوله؛ وأنشد عقب هذا القول: أبى الشّعر إلا أن يفىء رديئه ... علىّ ويأبى منه ما كان محكما فيا ليتنى إذ لم أجد حوك وشيه ... ولم أك من فرسانه كنت مفحما قال محمد بن سلّام الجمحىّ: «أعلم من ورد علينا بالشعر وأصدقه من غير أهل البصرة المفضّل بن محمد الضّبىّ الكوفىّ [2]».

_ [1] الرىّ: كانت مدينة عظيمة من بلاد الجبال، وهى وطن فخر الدين الرازى، وهمذان: مدينة ببلاد الجبال، وطن بديع الزمان الهمذانى صاحب المقامات. وما هين لم يذكرها ياقوت. [2] طبقات الشعراء ص 16.

قال حبيب بن بسطام الورّاق الأزدىّ البصرىّ: أردت الخروج إلى البصرة إلى المفضّل بن محمد لأكتب عنه، فأقمت مدة أروّض نفسى فى ذلك، ثم تحمّلت فوردت الكوفة، ثم فكرت فى أنه إن علم أنى من أهل البصرة شنئنى [1]، وإن عرف أنى أزدىّ كان أشدّ بغضا، فلقيته فسلّمت عليه، فردّ علىّ، [و] قال: ممّن الرجل؟ قلت: ممّن منّ الله عليهم بالإسلام، قال: والناس كلهم كذلك، ثم قال: فلمن ولاؤك؟ قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من أين أقبلت؟ قلت: من أرض الهند- وكانت البصرة يومئذ تعدّ من الهند- فورّيت عن كلّ سؤاله ولم أكذب، ولزمته وخففت على قلبه، فكنت معه يوما فى دكان رجل يبيع الخبط [2] والنّوى، إذ جاء أعرابى على ناقة رثة الأداة، فأبركها قريبا، ثم نزل فكشف عن وجه كالدّينار المشرق، ثم سلّم فرددنا عليه السلام، فقال له المفضّل: ممّن الرجل؟ قال: من طيئ؛ فقال له المفضّل- وكان قليل المزح: وما طيّئ إلا نبيط تجمّعت ... فقالوا «طيايا» كلمة فاستمرّت فاندفق الفتى بلسان كذلق [3] السّنان، فقال: إنّ على سائلنا أن نسأله ... والعبء لا تعرفه أو تحمله نسبتنا فانتسب لنا، فلم يجد المفضّل بدّا من أن يجيبه، فقال: رجل من ضبّة؛ فقال الأعرابىّ: وإنى لأكلم ضبّيّا منذ اليوم: والله ما أراه إلا ذنبا عجلت لى عقوبته، يا أخا بنى ضبّة، أفتعرف الذى يقول: إذا لقيت رجلا من ضبه ... فنكه قصدا فى سواء السّبّه [4] لىّ العراقىّ عفاص الدّبّه [5]

_ [1] فى ب: «سبعنى»، وسبعنى: سبنى وشتمنى. [2] الخبط، محرّكة: الورق الساقط من ضرب الشجر. [3] ذلق السنان: حدّ طرفه. [4] السبة: الاست. [5] العفاص: صمام القارورة، والدبة: وعاء الدهن والزيت.

ثم قال له: كيف علمك بقومك؟ فقال: إنى بهم لعليم، قال له: فأىّ عمّاتك التى تقول: لخلوة ليلة وبياض يوم ... من ابن الوائلىّ شفاء قلبى بمحنية أوسّده شمالى ... وأرفع باليمين ذيول إتبى [1] وأرشف من مجاج الظّلم منه ... جنيّا من لذيذ الظّلم عذب [2] وألصق بالحشا منّى حشاه ... ويسهل من قيادى كلّ صعب وألمس كفّه جهما تعالى ... على ركب كحنية ظهر قعب فيجمع منكبىّ إليه حتّى ... تجاحف ركبتاى ضلوع جنبى ويسحبنى على البوغاء حتى ... تنال غدائرى تعفير ترب [3] أقول له فداك أبى وأمى ... حياتك من جميع النّاس حسبى قال: فأطرق المفضّل وإنّ جبينه ليسيل عرقا، ووثب الأعرابىّ على راحلته وهو يقول: عثرات اللسان لا تستقال ... وبأيدى الرجال تجزى الرجال فاجعل العقل للسان عقالا ... فشراد اللّسان داء عضال إنّ زمّ اللّسان مبق على العر ... ض وبالقول يستثار المقال فقلت له: ما حملك على مخاطبة هذا السفيه، فقال: الحمد لله الذى ما طوّلت معه فيعرفنى من خالتى القائلة لذلك.

_ [1] الإتب من الثياب: ما قصر فنصف الساق. [2] المجاج: الريق؛ والظلم بالفتح: الثغر. [3] البوغاء: التربة الرخوة.

ويقال: إن المفضل بن محمد خرج مع إبراهيم بن عبد الله [1] بن حسن بن حسن، فظفر به المنصور وعفا عنه، وألزمه المهدىّ. وللمهدىّ عمل الأشعار المختارة المسماة المفضّليات [2]، وهى مائة وثمانية وعشرون قصيدة، وقد تزيد وتنقص، وتتقدم القصائد وتتأخر بحسب الرواية عنه، والصحيحة التى رواها عنه ابن الأعرابى، وأول النسخة لتأبط شرا: يا عيد مالك من شوق وإيراق [3] وللمفضّل من الكتب التى صنفها: كتاب القصائد المختارة التى ذكرتها. كتاب الأمثال. كتاب العروض. كتاب معانى الشعر. وروى سليمان بن على الهاشمىّ جمع بالبصرة بين المفضل وبين الأصمعىّ، فأنشد المفضل قول أوس بن حجر [4]: أيتها النفس أجملى جزعا ... إن الّذى تحذرين قد وقعا [5] وذات هدم عار نواشرها ... تصمت بالماء تولبا جذعا [6]

_ [1] أحد الأشراف الشجعان، خرج على المنصور بالبصرة بعد مقتل أخيه محمد، وانضم إليه خلائق من العلماء والفقهاء وأعيان بنى الحسن، ووقعت بينه وبين المنصور حروب انتهت بالقبض عليه ثم قتله سنة 145. وأخباره فى مقاتل الطالبيين (300 - 386)، وانظر النجوم الزاهرة (2: 3). [2] شرح هذه المفضليات جماعة؛ منهم أبو جعفر النحاس، وأبو علىّ المرزوقى، ويحيى بن على التبريزى؛ والميدانى صاحب مجمع الأمثال، والقاسم بن محمد بن بشار الأنبارى (وطبع هذا الشرح فى مطبعة الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 914 م) وطبعت المفضليات أيضا فى مطبعة المعارف بمصر سنة 1371؛ بتحقيق الأستاذين أحمد شاكر وعبد السلام هارون. [3] بقيته: ومرّ طيف على الأهوال طراق [4] هو أوس بن حجر بن عتاب؛ أشعر شعراء مضر فى الجاهلية؛ وترجمته فى الشعر والشعراء (154 - 161، والخزانة 2: 235). [5] ديوانه 13، والخبر مع البيت الثانى فى الفاضل والمفضول 82، وتصحيف العسكرى الورقة 63 - 64، ومعانى الشعر الكبير 412، 1248 [6] الهدم: الخلق، والنواشر: عصب الذراع. وتصمت: تسكت. والتولب: الطفل، والجذع: السيىء الغذاء.

ففطن الأصمعى لخطئه- وكان أحدث سنّا منه- فقال له: إنما هو «تولبا جذعا» فأراد تقريره على الخطأ، فلم يفطن المفضّل لمراده، وقال: كذلك أنشدته، فقال الأصمعىّ: حينئذ أخطأت، إنما هو «تولبا جدعا» فقال المفضّل: «جذعا جذعا»، ورفع صوته، فقال له الأصمعىّ: لو نفخت فى الشّبّور ما نفعك، تكلّم كلام النمل وأصب، إنما هو «جدعا» فقال له المفضّل: ما الجدع؟ فقال سليمان الهاشمى: اختارا من نجعله بينكما، فاتقفا على غلام من بنى أسد حافظ للشعر، فبعث سليمان إليه من أحضره، فعرضا عليه ما اختلفا فيه، فصدّق الأصمعىّ، وصوّب قوله. فقال له المفضل: وما الجدع؟ قال: السّيّىء الغذاء، يقال أجدعته أمه. إذا أساءت غذاءه. وذكره أبو عبيد الله المرزبانىّ فى كتابه فقال «المفضّل بن محمد الضبّى أبو العباس وقيل أبو عبد الرحمن، هو المفضّل بن محمد بن يعلى بن عامر بن سالم بن أبى الريان من بنى ثعلب بن السيد بن ضبّة. قال المفضّل الضّبىّ: رأى جدّى يعلى بن عامر فى المنام كأن على بابه حبشيّة عوراء يلوح عليها سواد، فأصبح فزعا، قال: فما أمسيت حتى بعث الحجاج إلىّ فولانى الرّىّ». قال أبو الجواب الأعرابىّ: كنّا على باب الهادى وقد مات فلم يبق ببابه أحد، فإذا شيخ طويل جميل الوجه ينشد: خلت إلا من الذئب البلاد ... تحمّل أهلها عنها فبادوا فكانت أمّة بلغت مداها ... لكلّ زروع مزرعة حصاد فقلت: من هذا؟ فقيل: المفضّل الضّبى. قال محمد بن سلّام: «أعلم من ورد علينا من أهل البصرة المفضّل بن محمد الضبّىّ الكوفىّ [1]».

_ [1] طبقات الشعراء ص 16.

وقال جهم بن خلف: قدم المفضّل الضبىّ البصرة، وكان عالما بالنحو والشعر والغريب وأيام الناس. وقال عمر الجرجانىّ عن المفضل الضّبىّ: إنه كان يكتب المصاحف ويقفها فى المساجد، فقلت له: ما هذا؟ فقال: أكفّر ما كتبته بيدى من هجائى الناس. وقال العباس بن بكّار الضبّىّ: قلت للمفضل الضبىّ: ما أحسن اختيارك للأشعار! فلو زدتنا من اختيارك؟ فقال: والله ما هذا الاختيار لى، ولكن إبراهيم ابن عبد الله بن حسن، استتر عندى، فكنت أطوف وأعود إليه بالأخبار، فيأمرنى ويحدثنى، ثم حدث لى خروج إلى ضيعتى أياما، فقال لى: اجعل كتبك عندى لأستريح إلى النظر فيها، فجعلت عنده قمطرين فيهما أشعار وأخبار، فلما عدت وجدته قد علّم على هذه الأشعار، وكان أحفظ الناس للشعر، وأعلمهم به فجمعته وأخرجته، فقال الناس: اختيار المفضل [1]. وأخبر أبو زيد عن المفضل قال: كنت مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن بباخمرى [2]، فلما رأى شدة الحرب التفت إلىّ فقال لى: يا مفضّل أنشدنى شيئا تصيب به ما فى نفسى، فأنشدته [3]:

_ [1] الخبر ذكر مفصلا فى الأغانى 17: 109، ومقاتل الطالبيين 272: وابن أبى الحديد 1: 324. [2] باخمرى: موضع بين الكوفة وواسط؛ وهو إلى الكوفة أقرب. قال ياقوت: «وبها كانت الوقعة بين أصحاب أبى جعفر المنصور وإبراهيم بن عبد الله بن الحسن؛ فقتل إبراهيم هناك، فقبره بها إلى الآن يزار؛ وإياها عنى دعبل بن علىّ بقوله: وقبر بأرض الجوزجان محله ... وقبر بباخمرى لدى الغربات [3] الأبيات فى الأمالى 1: 258، وحماسة بن الشجرى 48، وانظر اللآلئ 575.

765 - المفضل بن سلمة بن عاصم أبو طالب اللغوى

تصيب به ما فى نفسى، فأنشدته: ألا أيّها النّاهى فزارة بعد ما ... أجدّت لحرب إنما أنت حالم أبى كلّ ذى وتريبيت بوتره ... ويمنع منه النوم إذ أنت نائم أقول لفتيان كرام تروّحوا ... على الجرد فى أفواههنّ الشكائم قفوا وقفة من يحى لا يخز بعدها ... ومن يخترم لا تتبعه اللوائم قال أبو حاتم: وفى هذه القصيدة: وما أنت إن باعدت نفسك عنهم ... لتسلم ممّا بعد ذلك سالم قال المفضّل: فحمل إبراهيم حتى خرق الصفوف، وانضم عليه القوم، فقلت: ذهب، ثم خرج إلىّ فقال لى: يا مفضّل، أما أنت فما عدوت ما فى نفسى. قال أبو حاتم: والشعر لأرطاة بن سهيّة، أو قتب بن حصن الشّمخىّ. وللمفضل أخبار مع المهدى، وأخبار مع الرشيد ومع جماعة من الشعراء، ليس هذا موضع استقصائها، وإن أخّر الله فى الأجل استقصيت أخباره فى مصنف مفرد أسميه المفصل فى أخبار المفضل إن شاء الله تعالى، لأنى أذكر فيه أخباره مفصله مفنّنة، مع كل من له خبر، والله أعلم. 765 - المفضّل بن سلمة بن عاصم أبو طالب اللغوىّ «1» ضبىّ، حدّث عن عمر بن شبة، ومحمد بن شدّاد المسمعىّ [1]، ويعقوب بن إسحاق ابن أبى إسرائيل [2]. وله كتاب ضياء القلوب فى تفسير القرآن العزيز وغيره من

_ [1] كان من رجال المعتزلة، وتوفى سنة 287؛ لسان الميزان (5: 199). [2] هو يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم؛ روى عنه المفضل بن سلمة؛ وانظر تاريخ بغداد (14: 291).

الكتب فى الأدب، وكان فهما فاضلا، روى عنه محمد بن يحيى الصّولىّ، وزعم أنه سمع منه فى سنة تسعين ومائتين. قال: وكان منزله بباب خراسان؛ وأبوه سلمة بن عاصم صاحب الفرّاء. وابنه أبو الطيب [1] بن المفضّل بن سلمة؛ كان أحد شيوخ الفقهاء الشافعيين، وكان المفضّل كوفىّ المذهب فى النحو، مليح الخط، وكان فى جملة الفتح بن خاقان أولا. لقى ابن الأعرابىّ وغيره من العلماء، واستكثر من الرواية ونقل اللغة، واستدرك على الخليل فى كتاب العين، وحكاه فى كتاب كبير ألفه وسماه البارع. ولما قرأ ابن مقلة هذا الكتاب على ابن دريد كان ابن دريد يقول فى بعض ماردّه: صدق أبو طالب، وفى بعض الردّ يقول: كذب أبو طالب. ومات أبو طالب قبل إتمام هذا الكتاب. والذى خرج منه: الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء. فمن تأليفه: كتاب البارع هذا. كتاب ضياء القلوب فى معانى القرآن، مفرد. كتاب معانى القرآن، مفرد. كتاب الاشتقاق. كتاب الفاخر فيما تلحن فيه العامة [2]. كتاب البلاد والزرع والنبات كتاب خلق الإنسان. كتاب آلة الكاتب [3]. كتاب المقصور والممدود. كتاب الملاهى [4]. كتاب المدخل إلى علم النحو. كتاب جلاء الشّبه. كتاب الخط والقلم. كتاب عمائر القبائل [5]، لطيف.

_ [1] هو أبو الطيب محمد بن المفضل بن سلمة الضبى الفقيه الشافعى البغدادى، توفى فى المحرم سنة 308. (ابن خلكان 1: 460). [2] طبع فى ليدن سنة 1915، ومنه نسخة مخطوطة بدار الكتب المصرية، وأخرى مصورة. [3] فى الفهرست: كتاب ما يحتاج إليه الكاتب. [4] فى الفهرست العود والملاهى. [5] فى الفهرست: جماهير القبائل؛ وزاد ابن النديم: كتاب المطيب، وكتاب الأنواء والبوارح، وكتاب الرد على الخليل، وإصلاح ما فى كتاب العين من الغلط والتصحيف.

وكان المفضّل بن سلمة متّصلا بإسماعيل بن بلبل [1] الوزير، فبلّغه أبياتا كان هجاه بها ابن الرّومىّ، فحفظها إسماعيل على بن الرومىّ فى نفسه، وكانت سبب حرمانه إياه، على كثرة صلات إسماعيل الشعراء؛ فقال ابن الرومىّ فى المفضّل هذه الأبيات [2]: لو تلفّفت فى كساء الكسائى ... وتلبّست فروة الفرّاء وتخللت بالخليل وأضحى ... سيبويه لديك رهن سباء وتلوّنت من سواد أبى الأس ... ود شخصا يكنى أبا السوداء لأبى الله أن يعدّك أهل العل ... م إلّا من جملة الأغبياء

_ [1] هو أبو الصقر إسماعيل بن بلبل الشيبانى، وزير المعتمد، جمع له السيف والقلم؛ وكان كريما متجملا، مدحه البحترى وابن الرومى؛ ومن مدائح ابن الرومى فيه قصيدته النونية؛ ومنها قوله: قالوا أبو الصقر من شيبان قلت لهم ... كلا لعمرى ولكن منه شيبان كم من أب قد علا بابن ذرا شرف ... كما علا برسول الله عدنان وكان أبو الصقر قد غمزه ناس فى نسبه، وقالوا: إنه دعىّ فى شيبان، فظن أنه يهجوه بما قال، وأنه عرّض بأنه دعىّ، فأعرض عن ابن الرومى، وتوصل ابن الرومى إلى إفهامه صورة الحال، فلم يقبل فى ذلك قول قائل، فهجاه ابن الرومى وأفحش فى هجائه، فمن ذلك قوله: عجب الناس من أبى الصقر إذ ولّ ... ى بعد الإجارة الديوانا إن للحظ كيمياء إذا ما ... مس كلبا أصاره إنسانا وانظر الفخرى ص 223 - 224. [2] الأبيات فى ديوانه ص 9، ونسبها المؤلف فى الجزء الثانى ص 57 إلى ابن شقير، يقولها فى سلمة، أبى المفضل. وانظر ابن خلكان (1: 460).

وللمفضّل شعر كثير؛ منه ما كتب به إلى أبى الحسن علىّ بن يحيى [1] المنجّم فى يوم نيروز [2]: يابن الجحاجحة الغرّ الميامين ... ومن يزين به فعل الدهاقين ومن تجود على العافين [3] راحته ... بنائل من عطاء غير ممنون اسلم لنا كلّ نوروز يمتّعنا ... فيه الإله بإعزاز وتمكين واشرب عقارا كريح المسك ما نسبت ... إلى الكروم محاماة على الدين [4] صفراء كالذهب المسبوك إن مزجت ... أحالها المزج درّا غير مكنون تجلو السرور إذا ذيقت وتكشف ما ... يجنّ من حزن عن كلّ محزون وانعم بأحمد أبقاه الإله لنا ... فهو الأغرّ من الغرّ الميامين وقرّ عينا بعبد الله إنّ له ... مشابها منك تعليه على الهون واسعد بثالثهم يحيى فإنّ له ... فعال مقتبل الخيرات ميمون وتمّم الله ما ترجو وتأمله ... عليك فى رابع السادات هارون

_ [1] هو أبو الحسن على بن يحيى بن أبى منصور المنجم، كان نديم المتوكل ومن خواصه وجلسائه المتقدمين عنده، ثم انتقل إلى من بعده من الخلفاء، واتصل بالفتح بن خاقان، وعمل له خزانة كتب أكثرها حكمة، وكان راوية للأشعار والأخبار، حاذقا فى صنعة الغناء، وصنف عدة كتب؛ منها كتاب الشعراء القدماء الإسلاميين، وعاش إلى أن خدم المعتمد على الله، وتوفى سنة 257. ابن خلكان (1: 356). [2] النيروز والنوروز، فارسى معرب؛ قال إدى شير: «هو أول يوم من السنة الشمسية، ولكن عند الفرس عند نزول الشمس أول الحمل». وانظر المعرب ص 340. [3] ب: «العلات». [4] العقار، بضم العين: الخمر.

وكتب المفضل بن سلمة إلى عبد الله بن المعتز- وقد انصرف المفضّل من الحج: أقول بثور واشتياقى مبرّح ... ودمعى عنه مستهلّ وقاطر ألا هل إلى أرض العراق ومائه ... سبيل وإخوانى الّذين أعاشر إلى الله أشكو ما ألاقى من الجوى ... ومن طول وجد تحتويه الضّمائر وقد طال ليلى بعد بعد أحبّتى ... وما طوله إلا لأنى ساهر إذا هبّت الرّيح الشّمال هفا لها ... فؤادى حنينا نحوهم فهو طائر يجدّد لى شوقا إليهم وفرحة ... بقربى منهم أن تسير الأباعر وهى طويلة مدح فيها وأحسن. وقال أحمد بن أبى طاهر [1] يهجو المفضّل بن سلمة بن عاصم: إن المفضّل نقصه فى نفسه [2] ... وفعاله قد حط فضل أبيه ولو انّ كل مفوّه ومفهّه [3] ... يهجوه ما بلغ الّذى هو فيه ولقد أردت هجاءه وكفيته ... باللؤم منه [4] لو انه يكفيه ومتى يقل شعرا علمت بأنه ... من نتن رائحة تمرّ بفيه فهو المخسّس لا المفضّل إنه ... بأبيه إن نسبوه غير شبيه وكأن نكهته روائح عرضه ... فجليسه بالنتن فى مكروه

_ [1] هو أبو الفضل أحمد بن أبى طاهر؛ صاحب كتاب تاريخ بغداد فى أخبار الخلفاء والأمراء، توفى سنة 280. وانظر ترجمته فى معجم الأدباء (3: 87 - 98)، والأبيات فى طبقات ابن قاضى شهبة. [2] ابن قاضى شهبة: «من نفسه». [3] ابن قاضى شهبة: «بنظامه». [4] ابن قاضى شهبة: «فيه».

وله فيه: يا أبا طالب طلبت بشأو ... أنت فيه كقابض للماء أين بطء الحمير من سابق الخي ... ل وأرض موطوءة من سماء! لى كفء سواك فارجع إلى قد ... رك ياغثّ لست من أكفائى كنت أضحوكتى فأصبحت من مض ... غك للشعر ضحكة الغوغاء وتعدّيت فوق قدرك لمّا ... قلت قد عدّنى من الأعداء أبعرض يعافه الكلب نتنا ... لم يزل عرضة لمس الهجاء خلت أنى أراه كفئا لعرضى ... أو أجازى فعاله بجزاء إن ذكرى سمّ بفيك وحىّ ... وهو داء ما إن له من دواء هبك أدرجت فى كساء الكسائ ... ىّ وألبست فروة الفرّاء وبسلح الخليل حنّكت فى المه ... د فأصبحت أفصح الفصحاء لست إلا غثّا غثيثا ثقيل الرّو ... ح أعمى تعدّ فى البصراء قال محمد بن عبد الواحد: بكرنا يوما إلى أبى العباس ثعلب، ولم يك بعد خرج، وكان فى المجلس حذّاق البصريين والكوفيين، فتذاكروا قبل خروج أبى العباس الجدّ والجدّ، ففرغوا منه، فقال أبو موسى الحامض: والجدّ، بالكسر: شطّ البحر وغيره، فتضاحك الجماعة [1]؛ وقال له المعبدىّ: أكلت البيض بحتا [2]، وقال

_ [1] فى ب: «فتضاحكوا». [2] البحت: الخالص الذى لا يخالطه غيره.

ابن كيسان، وضحك مع القوم، وضحك أبو طالب المفضّل بن سلمة بن عاصم وبرمة [1]، ومن حضر مثل القاسم بن الأنبارىّ، وتضاحكوا واشتهروا وهو ساكت؛ كأنه حجر. ثم خرج أبو العباس، فلما جلس قال له ابن كيسان: يا سيدى الجدّ: الشطّ! فما نطق حتى لبس نعليه، ورجع، وجاءنا ومعه كتاب من جلود، قد أتت عليه الدهور، فقال خذوا، فأملى: «أما الشّطّ فهو فيه الجدّ والجدّ والجدّ». ورفع بها صوته- فبلغ أبو موسى السماء، وصار هؤلاء فى الحضيض، ثم قال لهم: قليلا قليلا حتى ينصرف الشّيخ، فلما قام أبو العباس وخلا معهم التفت إلى المعبدىّ وقال: أليس حدّثتنى أمس أنّك كنت فى الحمام فنمت، فجاء شيخ خضيب فعلاك! ثم التفت إلى ابن كيسان ثم قال له: أنت تتكلم مع الناس فى العلم! أليس كان بندار [2] يعفجك! ثم التفت إلى أبى طالب المفضل بن سلمة وقال له: وأنت أيضا! قد كنت أظنّ أنك تفلح، وأنك تكون بعض ندماء الخلفاء، ولكن كيف أظنّ بك هذا وأبوك ما كان يحسن حرفا واحدا من النحو، فكيف تفلح أنت! والتفت إلى الأنبارىّ فقال له: يا أنبارىّ، حدّثنى فلان العسكرىّ أنه كان لك ميزان فى كمّك، فسنجة لك وسنجة للمستقبض، وأنك كنت تعبر إلى النّبط فتؤاجر فى بيوت الخمارين، ثم التفت إلى ابن الخضر ثم قال له: أنت أيضا، يا مسخ تصحب هذا السيد منذ خمسين سنة ما سألته قط إلا عن المؤنث!

_ [1] هو محمد بن جعفر الصيدلانى المعروف ببرمة، تقدمت ترجمته للمؤلف فى هذا الجزء ص 81. [2] هو بندار بن عبد الحميد، تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأول ص 292.

766 - المفجع الأديب البصرى اللغوى النحوى الكاتب

766 - المفجّع الأديب البصرىّ اللغوىّ النحوى الكاتب «1» ولقبه أشهر من اسمه، وهو أبو عبد الله محمد بن محمد بن [1] عبد الله. لقى ثعلبا وأخذ عنه وعن غيره، وكان شاعرا شيعيا، وله قصيدة يسميها الأشباه [2]، يمدح فيها عليا كرم الله وجهه وبنيه. وله مع أبى بكر بن دريد مهاجاة ومواقفة، وله أخبار [ذكر عمر بن شيران بعضها فى كتابه [3]]، سأذكر شيئا منها هاهنا إذا وقعت فى يدى.

_ [1] كذا ذكره المؤلف، وفى الفهرست: «محمد بن عبد الله»، وفى معجم الأدباء: «محمد بن أحمد ابن عبيد الله». وفى بغية الوعاة: محمد بن أحمد- وقيل محمد بن عبد الله البصرىّ». [2] فى الأصلين: «الأشباح» وصوابه من الفهرست، ومعجم الأدباء. قال ياقوت: «وله قصيدة ذات الأشباه، وسميت ذات الأشباه لقصده فيما ذكره من الخبر الذى رواه عبد الرازق عن معمر عن الزهرىّ عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى محفل من أصحابه: «إن تنظروا إلى آدم فى علمه، ونوح فى همه، وإبراهيم فى خلقه، وموسى فى مناجاته، وعيسى فى سنه، ومحمد بن عبد الله فى هديه وحلمه فانظروا إلى هذا المقبل»، فتطاول الناس، فإذا هو علىّ بن أبى طالب عليه السلام، فأورد المفجع ذلك فى قصيدته، وفيها مناقب كثيرة، وأوّلها: أيها اللائمى لحبى عليا ... قم ذميما إلى الجحيم خزيا أبخير الأنام عرّضت لا زل ... ت مذودا عن الهدى مزويا ثم أورد ياقوت أبياتا من هذه القصيدة. [3] ما بين القوسين ساقط من ب.

767 - مكى بن أبى طالب حموش بن محمدبن مختار القيسى المقرئ

وله من التصنيف: كتاب الترجمان فى معانى الشعر [1] أجود كتاب. كتاب المنقذ فى الإيمان [2]. كتاب أشعار الجوارى [3] ولم يتمه. كتاب عرائس المجالس [4]. 767 - مكى بن أبى طالب حمّوش بن محمدبن مختار القيسىّ المقرئ «1» يكنى أبا محمد؛ أصله من القيروان، وسكن قرطبة. من أهل التبحر فى علوم القرآن والعربية. حسن الفهم، جيد الدين كثير التأليف فى علوم القرآن والعربية. ولد لسبع بقين من شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، عند طلوع الشمس أو قبل طلوعها بقليل، وكان مولده بالقيروان، وسافر إلى مصر؛ وهو ابن ثلاث عشرة سنة، واختلف فى مصر إلى المؤدّبين بالحساب، ثم رجع إلى القيروان واستكمل بها علومه، ثم نهض إلى مصر ثانية، بعد أن أكمل القراءات بالقيروان سنة سبع

_ [1] قال ياقوت: «يشتمل على ثلاثة عشر حدا؛ وهى حدّ الإعراب، حدّ المديح، حدّ البخل، حدّ الحلم والرأى، حدّ الغزل، حدّ المال، حدّ الاغتراب، حدّ المطايا، حدّ الخطوب، حدّ النبات، حدّ الحيوان، حدّ الهجاء، حدّ اللغز». وهو آخر الكتاب. [2] قال ياقوت: «يشبه كتاب الملاحن لابن دريد؛ إلا أنه أكبر منه وأجود وأتقن». [3] فى الأصلين والفهرست: «الحراب»، وما أثبته من ياقوت. [4] وذكر له ابن النديم أيضا: كتاب «غريب شعر زيد الخيل».

وسبعين وثلاثمائة، فحج حجّة الفريضة عن نفسه، ثم عاد إلى القيروان، وبقى عليه شىء من القراءات، فعاد إلى مصر ثالثة فى سنة اثنتين وثمانين، فاستكمل ما بقى عليه، ثم عاد إلى القيروان سنة ثلاث وثمانين، وأقام بها يقرئ إلى سنة سبع وثمانين، ثم خرج إلى مكة، فأقام بها إلى آخر سنة تسعين، وحج أربع حجج متتالية نوافل، ثم قدم من مكة فى سنة إحدى وتسعين إلى مصر، ثم قدم من مصر إلى القيروان فى سنة اثنتين [وتسعين]، ثم قدم الأندلس فى رجب سنة ثلاث وتسعين، وجلس للإقراء بجامع قرطبة، فانتفع به جماعات من الناس. ونزل أوّل ما قدم قرطبة فى مسجد النخيلية فى الرّواقين عند باب العطارين، فأقرأ به، ثم نقله المظفّر عبد الملك بن أبى عامر إلى الجامع الزاهر، وأقرأ فيه حتى انصرمت دولة آل عامر، فنقله محمد بن هشام المهدىّ إلى المسجد الجامع بقرطبة، وأقرأ فيه مدّة الفتنة كلّها، إلى أن قلّده أبو الحسن بن جهور الصلاة والخطبة بالمسجد الجامع بعد وفاة يونس [1] بن عبد الله، وكان قبل ذلك يستخلفه القاضى يونس ابن عبد الله على الخطابة، وكان ضعيفا عليها، على أدبه وفهمه، وبقى خطيبا إلى أن مات- رحمه الله. وكان خيّرا فاضلا متواضعا متديّنا، مشهورا بالصلاح وإجابة الدعوة؛ من ذلك ما حكاه عنه أبو عبد الله الطرفىّ المقرئ قال: كان عندنا بقرطبة رجل فيه بعض الحدّة، وكان له على الشيخ أبى محمد مكىّ تسلّط، كان يدنو منه إذا خطب فيغمزه، ويحصى عليه سقطاته وكان الشيخ كثيرا ما يتلعثم ويتوقّف، فجاء ذلك الرجل

_ [1] هو القاضى أبو الوليد يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث؛ قلده الخليفة هشام بن محمد المروانىّ القضاء سنة 419، وهو شيخ قد زاد على الثمانين، وكان من أهل العلم والفقه بالحديث، كثير الرواية، وافر الحظ من اللغة والعربية؛ توفى سنة 429. (المرقبة العليا ص 96).

ثبت [1] تصانيف مكى بن أبى طالب بن محمد بن مختار القيسى القيروانى رحمه الله

فى بعض الجمع، وجعل يحدّ النظر إلى الشّيخ ويغمزه، فلما خرج معنا ونزل فى الموضع الذى كان يقرئ فيه قال لنا: أمّنوا على دعائى، ثم رفع يديه، وقال: اللهم اكفنيه، اكفنيه. فأمّنّا؛ قال: فأقعد ذلك الرجل، وما دخل الجامع بعد ذلك اليوم. توفّى مكىّ بن أبى طالب رحمه الله يوم السبت، عند صلاة الفجر، ودفن ضحى يوم الأحد لليلتين خلتا من المحرّم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ودفن بالرّبض، وصلّى عليه ابنه أبو طالب محمد بن مكىّ؛ ذكر وفاته ابن حيان وغيره وذكر تصانيفه. رحمه الله. ثبت [1] تصانيف مكىّ بن أبى طالب بن محمد بن مختار القيسىّ القيروانىّ رحمه الله وذلك إلى آخر سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. فمن تصانيفه: الهداية إلى بلوغ النهاية فى معانى القرآن وتفسيره وأنواع علومه، سبعون جزءا. منتخب حجّة أبى على الفارسىّ، ثلاثون جزءا. كتاب التبصرة فى القراءات، خمسة أجزاء. كتاب الموجز فى القراءات، جزآن؛ كتاب المأثور عن مالك فى أحكام القرآن وتفسيره، عشرة أجزاء. كتاب الرعاية لتجويد القراءة، أربعة أجزاء. كتاب اختصار أحكام القرآن، أربعة أجزاء. كتاب الكشوف عن وجوه القراءات وعللها، عشرون جزءا. كتاب الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه، ثلاثة أجزاء. كتاب الإيجاز فى ناسخ القرآن ومنسوخه، جزء. كتاب الزاهى فى اللمع الدالة على أصول مستعمل الإعراب، أربعة أجزاء.

_ [1] الثبت، بالتحريك: الفهرس الذى يجمع فيه المحدّث مروياته وأشياخه؛ كأنه أخذه من الحجة؛ لأن أسانيده حجة له، (مستدرك تاج العروس).

كتاب التنبيه على أصول قراءة نافع وذكر الاختلاف عنه؛ جزآن. كتاب الانتصاف فيما ردّه على أبى بكر الأدفوىّ وزعم أنه غلط فيه فى كتاب الإبانة؛ ثلاثة أجزاء. كتاب الرسالة إلى أصحاب الأنطاكىّ فى تصحيح المدّلورش، جزآن. كتاب الإبانة عن معانى القرأة، جزء. كتاب انتخاب كتاب الجرجانىّ فى نظم القرآن وإصلاح غلطه، أربعة أجزاء. كتاب الوقف على كلّا وبلى فى القرآن، جزآن. كتاب الاختلاف فى عدد الأعشار، جزء واحد. كتاب الاختلاف بين قالون وأبى عمرو، جزء. كتاب الاختلاف بين قالون وابن كثير، جزء. كتاب الاختلاف بين قالون وابن عامر؛ جزء. كتاب الاختلاف بين قالون وعاصم، جزء. كتاب الاختلاف بين قالون وحمزة، جزء. كتاب الاختلاف بين قالون والكسائى، جزء. كتاب التبيان فى اختلاف قالون وورش، جزء. كتاب شرح رواية الأعشى [1] عن أبى بكر عن عاصم، جزء. كتاب شرح الإدغام الكبير فى المخارج، جزء. كتاب اختصار الألفات، جزء. كتاب شرح الفرق لحمزة وهشام، جزء. كتاب بيان الصغائر والكبائر، جزآن. كتاب شرح اختلاف العلماء فى قوله تعالى: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ [2]، جزء. كتاب الاستيفاء فى قوله عز وجل: إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ* [3] فى هود، جزء. كتاب الاختلاف فى الذبيح من هو، جزء. كتاب الاختلاف فى الرسم من «هؤلاء» والحجة لكل فريق، جزء. كتاب دخول حروف الجرّ بعضها مكان بعض جزء. كتاب تنزيه الملائكة من الذنوب وفضلهم على بنى آدم، جزء. كتاب الياءات المشدّدة

_ [1] هو عبد الحميد بن أبى أويس المعروف بالأعشى (انظر طبقات القراء 1: 36). [2] سورة آل عمران: 7. [3] فى سورة هود: 107.

فى القرآن والكلام، جزء. كتاب بيان إعجاز القرآن. كتاب فيه بيان اختلاف العلماء فى النفس والروح، جزء. كتاب شرح إيجاب الجزاء على قاتل الصيد فى الحرم خطأ على مذهب مالك، والحجة فى ذلك، جزء. كتاب فيه شرح اختلاف العلماء فى الوقف على قوله تعالى: يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ [1] جزء. كتاب شرح قوله تعالى: وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [2]، جزء. كتاب شرح قوله تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ [3]، الآية، جزآن. كتاب فى مسائل الإخبار بالذى وبالألف واللام. كتاب فيه أصول الظاء فى القرآن والكلام وذكر مواضعها فى القرآن، جزء. كتاب فيه الوصول إلى تذكرة كتاب الأصول لابن السراج فى النحو، جزء. كتاب التذكرة لأصول العربية ومعرفة العوامل، جزء. كتاب الاختلاف بين أبى عمرو وحمزة، جزء. كتاب اختصار الأدغام الكبير على ألف، با، تا، ثا جزء. كتاب فيه شرح مشكل غريب القرآن ثلاثة أجزاء. كتاب شرح الراءات على قراءة ورش وغيره جزء. كتاب اتفاق القراء، جزء. كتاب المدخل إلى علم الفرائض، جزء. كتاب اختلاف القراء فى ياءات الإضافة وفى الزوائد، جزء. كتاب اختصار الوقف على كلّا وبلى ونعم جزء. كتاب منع الوقف على قوله: «إن أردنا إلّا الحسنى» [4] جزء. كتاب شرح الاختلاف فى قوله: ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ [5] جزء. كتاب شرح معنى الوقف على: لا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ* [6] كتاب فيه الردّ على الأئمة فيما يقع فى الصلاة من الخطأ واللحن فى شهر رمضان وغيره جزء. كتاب بيان العمل فى الحج من أوّل الإحرام

_ [1] سورة الحج: 13. [2] سورة الذاريات: 56. [3] سورة الأعراف: 179. [4] سورة التوبة: 107. [5] سورة المائدة: 103. [6] سورة يونس: 65.

إلى الزيارة لقبر النبى صلى الله عليه وسلم؛ جزء. كتاب فرض الحج على من استطاع إليه سبيلا، جزء. كتاب التذكرة لاختلاف القراء السبعة، جزء. كتاب قسمة الأحزاب، جزء. كتاب منتخب كتاب الإخوان لابن وكيع، جزءان. كتاب التهجّد فى القرآن، أربعة أجزاء. كتاب قوله تعالى: مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي [1] جزء. كتاب دعاء خاتمة القرآن. كتاب شرح حاجة وحوائج وأصلها، جزء. كتاب إصلاح ما أغفله ابن مسرة فى قراءات شاذة، جزء. كتاب شرح العارية والعرية، جزء، كتاب الاختلاف فى قوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا [2]، جزء. كتاب شرح قوله تعالى: شَهادَةُ بَيْنِكُمْ ... [3] الآيات الثلاث، جزء. كتاب وجوه كشف اللبس التى لبّس بها أصحاب الأنطاكىّ فى المدّلورش. كتاب شرح قوله تعالى: فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ [4] جزء. كتاب فرش الحروف المدغمة جزءان. كتاب شرح التمام والوقف أربعة أجزاء. كتاب تفسير مشكل المعانى والتفسير خمسة عشر جزءا. كتاب علل هجاء المصاحف جزآن. كتاب ما أغفله القاضى منذر ووهم فيه فى كتاب الأحكام، جزآن. كتاب الرياض مجموع، خمسة أجزاء. كتاب المنتقى فى الأخبار، أربعة أجزاء. كتاب الترغيب فى النوافل جزء. كتاب الترغيب فى الصيام، جزء. كتاب منتقى الجوهر فى الدعاء جزء. كتاب الموعظة المنبهة، جزء. كتاب معانى السنين القحطية والأيام

_ [1] سورة النساء: 23 [2] سورة فاطر: 32 [3] سورة المائدة: 106 [4] سورة الشعراء: 61.

جزء. كتاب إسلام الصحابة، مختصر جزء. كتاب المبالغة فى الذكر [1]. كتاب تحميد القرآن وتهليله وتسبيحه.

_ [1] قال ابن مكتوم: «سمع مكى بن أبى طالب بمكة شرفها الله من أبى الحسن أحمد بن فراس العبقيسىّ وأبى طاهر محمد بن محمد بن جزيل العجيفى، وأبى القاسم السفطى، وأبى الحسن بن رزيق البغدادى، وأبى بكر أحمد بن إبراهيم المروزى، وأبى العباس النسوى. وسمع بمصر من أبى الطيب بن عليق، وقرأ على القزاز وعلى ابنه طاهر، وسمع بالقيروان من أبى محمد بن أبى زيد الفقيه وأبى الحسن القابسى وغيرهما. وكان من الصلحاء الأولياء، أنشدنى له شيخنا الحافظ البارع أبو حيان، وقد أنشدها له أيضا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن على بن عبد السلام الأنصارى المعروف بابن شق الليل: قل لمن يبغى المرا والجدلا ... فى البراهين وذكر البدلا وحكايات الأحاديث التى ... تورث العجز وتبدى الكسلا ويك دع عنك الخرافات ولا ... تكثر المزح أخى والهزلا هل يجوز الجهل عند العلما ... أم يجوز الحمق عند العقلا! أين من يمشى على الماء ولم ... تخش منه قدماه البللا أو يلت الرمل بالماء فإن ... شاء زبدا ردّه أو عسلا أو يكون الطير فى جو السما ... فإذا أومى إليه نزلا أو يحج البيت فى يوم لقد ... كذب الناقل فيما نقلا بعد قول الله فى الوحى فلن ... يبلغوه دون جهد وبلا هذه الأخيار لا أصل لها ... لا ولا فرع بها متصلا ألفتها عصبة صوفية ... تشتهى الأكل وتأبى العملا من عدا القرآن والعلم فقد ... خالف الله وخان الرسلا أنزل الله كتابا واضحا ... حسبنا لا نبغ عنه حولا ثم منهاج النبى المصطفى ... فبه الله هدانا السبلا ما لنا والخوض فى غيرهما ... أو بغير العلم نبغى بدلا يوم تجزى كل نفس سعيها ... يندم المرء على ما فعلا فالزموا السنة لا تبتدعوا ... واحذروا الزيغ وخافوا الزللا فاز من زيح عن النار إلى ... جنة الفردوس خير منزلا بقصور فى العلا من ذهب ... تجد الحور بها والحللا وقال أيضا: «وقد وقفت على قصيدة فى الرد على ابيات تحكى هذه لأبى عبد الله بن شق الليل المذكور على وزنها ورويها، وقد عددتها فوجدتها مائة وستين بيتا تقصر فى حسن النظم عن هذه الأبيات، وقد تلاها بشرح ضمنه حكايات يمكن المنازعة فى صحتها، وهو عندى فى جزء بخطى والحمد لله».

768 - مكى بن ريان بن شبة الماكسينى أبو الحرم النحوى الضرير

768 - مكىّ بن ريان بن شبة الماكسينىّ أبو الحرم النحوىّ الضرير «1» نزيل الموصل، ولد بماكسين، وكان أبوه ريّان يعانى عمل الأديم الذى تصنع منه الأنطاع الماكسينية، وكان فى أكثر أوقاته يكون أجيرا لرجل من ماكسين، يعرف بأبى طاهر النّطاع، له يعمل، ومات وعنده عدّة صنّاع، هو أحدهم- اعنى ريّان. ولما قدم أبو الحرم إلى حلب، قاصدا زيارة البيت المقدّس، نزل عند يوسف بن رافع بن تميم [1] فى مدرسته، واجتمعت به، وكان ولد أبى طاهر النطاع هذا، المقدّم ذكره فى حلب فى خدمة بعض أمرائها؛ ممّن لى به اتصال، فتعرّف إليه، وسأله سؤالى مراعاته، فسألنى ذلك وقال: هو ولد لرجل كان له علينا فضل، وسألت ولد أبى طاهر هذا، وكان اسمه أبا القاسم- عن مكىّ بن ريان هذا- فقال لى: «كان أبوه يكون عند أبى أجيرا فى عمل الأنطاع ومعاناة الجلود ودبغها وصبغها، وكان فقيرا ذا عيال، ولما مات لم يخلّف شيئا، وخلّف ولده هذا، وأختين له وأما،

_ [1] هو أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، المعروف بابن شدّاد، ولد بالموصل سنة 539، ونشأ بها، ثم ولى القضاء بالبصرة، ثم نزل بغداد، ودرس بالمدرسة النظامية، ثم عاد إلى الموصل، ودرس بها، ثم حج سنة 583، وزار بيت المقدس والخليل، ثم دخل دمشق، واتصل بخدمة السلطان صلاح الدين الأيوبى سنة 584، ثم ولى قضاء العسكر والحكم بالقدس، ثم ولى قضاء حلب بعد وفاة صلاح الدين، وتوفى سنة 627. (ابن خلكان 2: 354 - 330).

فتضجرت به أمّه، وأسمعته كلاما أحوجه إلى الخروج عن ماكسين، وقصد الموصل، وقرأ بها وطلب»؛ انقضى كلامه. وكان أبو الحرم قد طلب بنفسه فى الموصل؛ حتى شدا أشياء من القراءات والأدب، ثم رحل إلى بغداذ، فلقى بها أبا محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب النحوىّ. وقال بعض متأخرى المؤرّخين من أهل الموصل: إنه سمع من تلاميذ مكىّ ومن أخ له [أنه] ما دخل إلى بغداذ إلا بعد موت ابن الخشاب بخمسة أعوام. [ولقى بها] أبا الحسن على بن عبد الرحيم السّلمىّ المعروف بابن العصّار، وأبا البركات عبد الرحمن بن محمد الأنبارىّ وغيرهم، فأخذ عنهم، وعاد إلى الموصل، وتصدّر للإفادة بها، فأخذ الناس عنه وانتفعوا به، ثم خرج إلى الشام فى آخر عمره بنيّة زيارة بيت المقدس، واجتاز بحلب وأنا بها، واجتمعنا فرأيت كلامه لم يكن فى غاية الجودة والتحقيق، وكان إذا حوقق فى أمر ممّا يجرى من أنواع الأدب نزق وأظهر الغضب فرارا من العىّ عن الجواب، ورأيته يعيب على صاحب الصّحاح أشياء يعفى عن مثلها، ويهمل من معايبه ما هو أشدّ من ذلك مما واخذه به العلماء. ولما وصل إلى دمشق، ونقل ما يقول من الكلام فى العربية إلى تاج الدين الكندىّ زيد بن الحسن، تعجّب من بعض كلامه، وعرف من نقل إليه عنه الغلط فيما نقله، وقال: ما هو أبو الحرم وإنما هو أبو الخرم- وكان زيد صاحب نادرة- ولما خرج أبو الحرم إلى الشام كره ذلك بنو أتابك زنكى، المستولون على الموصل لكراهتهم فى بيت آل أيوب المستولين على مصر والشام، وخشوا منه أن يستخفّ فينطق بشىء من أمورهم التى يسمعها عنهم عند إقامته عندهم؛

769 - مكى بن محمد بن مروان النحوى المصرى أبو القاسم

فلما عاد لم يعش إلا أياما قلائل، فيقال إنهم أسرّوا إليه مأكلا كان سبب موته؛ والله أعلم. وكانت وفاته بالموصل فى سابع شوّال سنة ثلاث وستمائة، ودفن بها. 769 - مكىّ بن محمد بن مروان النحوىّ المصرىّ أبو القاسم «1» نحوىّ مذكور مشهور، كان فى المائة الخامسة للهجرة، متصدّرا لإفادة هذا النوع من العلوم، أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ فى إجازته العامة: سمعت أبا الحسن علىّ ابن محمد بن علىّ بن الحسين بن يحيى الحيرىّ الكتبىّ بالثغر يقول: سمعت أبا القاسم مكىّ بن محمد بن مروان النحوىّ يقول: سمعت القاضى أبا الحسين السّيرافى بمصر يقول: بلغت كتبى المجلّدة أحد عشر ألف مجلد وسبعمائة وعشرات، ومن المنثور ما إذا عوّلت على تجليده أردت ثلاثمائة دينار. قال: وكان أبو الحسين الحيرىّ هذا أعرف الناس بالخطوط وأثمان الكتب، وقد اشتريت منه كثيرا، وعلّقت عنه فوائد أدبية. 770 - مكىّ بن محمد بن عيسى النحوىّ أبو القاسم «2» نحوىّ مذكور مشهور فى وقته، أظنه كان من أهل سوسة [1]، والله أعلم. أنبأنا الحافظ أبو طاهر السّلفىّ فى إجازته العامة سمعت أبا البركات عبد الواحد ابن عبد الرحمن بن غلاب القضاعىّ السوسىّ بالثغر- يعنى الإسكندرية- يقول:

_ [1] سوسة: مدينة بنواحى إفريقية؛ أكثر أهلها حاكة ينسجون الثياب السوسية.

771 - المنتجع بن نبهان الأعرابى التميمى

سمعت أبا القاسم مكىّ بن محمد بن عيسى النحوىّ يقول: آخر ما سمع من عضد الدولة ابن بويه عند النزع: ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ. هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ [1]. وكان مكىّ هذا موجودا فى وسط المائة السادسة، فإنّ أبا البركات الراوى عنه توفّى فى جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. وبالإسناد عن السّلفىّ قال: سمعت أبا البركات عبد الواحد بن عبد الرحمن ابن غلاب بن البكرىّ السّوسىّ القضاعىّ بالثغر يقول: سمعت مكىّ بن محمد بن عيسى النّحوىّ يقول: حضرت عند أبى على الحضرمىّ القيروانىّ، وسأله ابن سابق الصّقلّىّ عن مسألة كلامية فقال: هذا السؤال فى نفسه فاسد فصحّحه ليصحّ لك الجواب؛ فخجل ابن سابق وسكت. 771 - المنتجع بن نبهان الأعرابىّ التميمىّ «1» وهو من بنى نبهان من طيّىء، لغوىّ أخذ عنه علماء زمانه، قال الأصمعىّ: سألت المنتجع بن نبهان عن السّميدع فقال: هو السيّد الموطّأ الأكناف. 772 - المنذر أبو الحكم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المنذر ابن عبد الرحمن بن معاوية الأموىّ الأندلسىّ «2» من أولاد المستولين عليها، من بنى أميّة، ويعرف بالمذاكرة، لأنه كان إذا لقى رجلا من إخوانه قال له: هل لك فى مذاكرة باب من النحو؟ فلهج بهذه

_ [1] سورة الحاقة: 28، 29.

الكلمة، وأكثر منها حتى نبز بها. وكان له القدر النبيل، والحظ الوافر فى العربية وعلم الأدب، مع التّصاون والنزاهة وحسن السّمت، وكان واسع العلم، ولقد حضر عند ابن أبى عبدة، وهو الجليل المنزلة فى الدولة، فأكرمه إكراما كبيرا، وكان بين يديه سيف، فقال له: يا سيّدى يا أبا الحكم، إن ذكرت فى هذا السيف ما ذكرته العرب من أسرار أجزائه، من رأسه إلى أسفله فهو لك، فمدّ منذر يده إليه، وأخذه والخجل باد على وجهه، وبدأ يذكر قائمه، وما قالته العرب فيه، ثم بما يلى ذلك، إلى أن انتهى، وتركه بين يدى ابن أبى عبدة، فعجب وعجب الحاضرون من سعة علمه، وكثرة حفظه، وأمر به ابن أبى عبدة أن يخرج إلى غلامه، فاستعفاه من ذلك، فأبى إلا إخراجه فأخرج، ودعا بإحضار سيف آخر فركب به. وسأل المنذر يوما محمد بن مبشر الوزير: كيف تأمر المرأة بالنّون الثقيلة، من «غزا يغزو»؟ فأجال ابن مبشّر فيها فكره، فلم يتجه له جوابها، فقال له: يا أبا الحكم، ما رأيت أشنع من مسألتك، الله يأمرها أن تقرّ فى بيتها، وأنت تأمرها بالغزو! ولأبى الحكم المنذر هذا شعر حسن؛ يدل عليه هجاؤه لأبى محمد بن عبد الجبار الذى استولى على الأندلس، وكونه خلّصه من نصف النسب، وقدح فيه بنصفه، وهو قوله: لئن كرمت فروعك من قريش ... لقد خبثت فروعك من نوار فنصفك كامل من كلّ مجد ... ونصفك كامل من كلّ عار

773 - منذر بن سعيد القاضى الأندلسى المعروف بالبلوطى

773 - منذر بن سعيد القاضى الأندلسىّ المعروف بالبلّوطىّ «1» من موضع يعرف بفحص البلّوط [1]، يكنى أبا الحكم، كان متفننا فى ضروب من العلوم، وكانت له رحلة إلى المشرق، لقى فيها جماعة من علماء الفقه واللغة، وجلب كتاب الإشراف فى اختلاف العلماء، رواية عن مؤلفه محمد بن المنذر، وكتاب العين رواية عن أبى العباس بن ولاد. وكان يتفقه على مذهب داود الأصبهانىّ، ويؤثر مذهبه، ويحتجّ لمقالته، وكان جامعا لكتبه؛ فإذا جلس مجلس الحكم قضى بمذهب مالك وأصحابه، وكان عالما بالقرآن، حافظا لما قالت العلماء فى تفسيره وأحكامه، ووجوه حلاله وحرامه، كثير التّلاوة له، حاضر الشاهد لآياته، وله فيه كتب مفيدة؛ منها كتاب الأحكام، وكتاب الناسخ والمنسوخ؛ إلى سائر تأليفاته فى الفقه، والردّ على أهل المذاهب. وكان ذا علم بالجدل، حاذقا فيه، شديد العارضة، حاضر الجواب، ثابت الحجة، وكان جهر الصوت، حسن الترسّل، له منظر نبيل، وخلق جميل، وتواضع لأهل الطّلب، وكانت فيه دعابة مستحسنة، وله خطب عجيبة، ورسائل بليغة، وأشعار مطبوعة، وولى قضاء الجماعة بقرطبة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وتوفّى فى سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وكان مهيبا فى مجلس نظره، ولا حفظ له جور فى قضيّة، ولا نسب [إلى] غاية [2].

_ [1] فحص البلوط: موضع بنواحى قرطبة. [2] فى الأصلين: «ولا بسبب غنائه».

774 - منصور النحوى أبو الفوارس

774 - منصور النحوىّ أبو الفوارس «1» من الغرباء النحاة القادمين على مصر، تصدّر لإفادة هذا النوع، وسمع بمصر من النّسائىّ وغيره، وروى بها. ذكره ابن الطحّان المصرىّ فى تاريخ الغرباء، وقال: «حدّثونا عنه»، وسماه: «النّحوىّ». 775 - منصور بن المسلم بن على بن محمد بن أحمد بن أبى الخرجين أبو نصر التميمىّ السعدىّ الحلبىّ المؤدب المعروف بالدميك «2» نحوىّ شاعر فاضل، انتقل عن حلب، وسكن بدمشق، وكان يعلّم الصبيان بها فى مسجد رحبة البصل ومسجد الرماحين، وله حكايات تستحلى. وصنّف كتابا فى الردّ على أبى الفتح بن جنّى فى إعراب الحماسة، وهو كتاب حسن جيد، يدل على تضلّع فى العربية، وجودة غوص، ملكته بخطه، والحمد لله حق حمده؛ وله أشياء منها: غرام على طول البعاد يزيد ... وحبّ على مر الزمان جديد وصبر إذا حاولت أثنى عنانه ... ليصحب طوعا صدّ وهو كنود أبى القلب إلّا أن يتيّمه الهوى ... ويسلمه التّذكار فهو عميد فرته على نأى المنازل وفرة ... وجاد عليه بالصّبابة جيد

776 - مؤرج بن عمرو أبو فيد السدوسى

فأصباه مرتاحا قضيب على نقا ... تهبّ له ريح الصّبا فيميد أيا سائق الأظعان من أرض جوشن [1] ... سلمت ونلت الخصب حيث تريد وهى طويلة. وكان مولده فى سنة سبع وخمسين وأربعمائة؛ وكان قد رأى فى حداثته فى النوم كأنه يخرج من فيه جواهر مختلفة الألوان، وتصير طيورا. وتوفى بدمشق سنة عشر وخمسمائة. 776 - مؤرّج بن عمرو أبو فيد السّدوسىّ «1» صاحب العربية، وهو مؤرّج بن عمرو بن الحارث بن ثور بن حرملة بن علقمة ابن عمرو بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على ابن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمىّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة ابن نزار بن معدّ بن عدنان. كان بخراسان، وقدم مع المأمون إلى بغداذ، وله كتاب فى غريب القرآن، رواه عنه أهل مرو، وهو من أصحاب الخليل بن أحمد. وقد أسند الحديث عن سعيد بن الحجاج وأبى عمرو بن العلاء، وغيرهما. روى عنه من العراقيين أحمد بن محمد ابن أبى محمد اليزيدىّ.

_ [1] جوشن: جبل فى غربىّ حلب.

ذكر مؤرّج أنه قدم من البادية، ولا معرفة له بالقياس فى العربية؛ إنما كانت معرفته بالعربية قريحة؛ قال: أوّل ما تعلمت القياس فى حلقة أبى زيد الأنصارىّ بالبصرة. وقال مؤرّج: اسمى وكنيتى غريبان؛ اسمى مؤرّج، والعرب تقول: أرّجت بين القوم، وأرّشت إذا حرّشت، وأنا أبو فيد، والفيد ورد الزعفران، ويقال: فاد الرجل يفيد فيدا إذا مات. ودخل الأخفش على محمد بن المهلب، فقال له محمد بن المهلب: من أين جئت؟ قال: من عند القاضى يحيى بن أكثم، قال: فما جرى؟ قال: سألنى عن الثقة المقدّم من غلمان الخليل من هو؟ ومن الذى كان يوثق بعلمه؟ فقلت له: النّضر ابن شميل، وسيبويه، ومؤرّج السدوسىّ. قال المرزبانىّ: «وجدت بخط اليزيدىّ- يعنى محمد بن العباس- أهدى أبو فيد مؤرّج السّدوسىّ إلى جدّى محمد بن أبى محمد، كساء فقال جدّى فيه يمدحه: سأشكر ما أولى ابن عمرو مؤرّج ... وأمنحه حسن الثناء مع الودّ أغرّ سدوسىّ نماه إلى العلا ... أب كان صبّا بالمكارم والمجد أتينا أبا فيد نؤمّل سيبه ... ونقدح زندا غير كاب ولا صلد فأصدرنا بالرّىّ والبذل واللها ... وما زال محمود المصادر والورد [1] كسانى ولم أستكسه متبرّعا ... وذلك أهنى ما يكون من الرّفد كسانيه فضفاضا إذا ما لبسته ... تروّحت مختالا وجرت عن القصد

_ [1] اللها: جمع لهوة؛ وهى العطية؛ وفى نزهة الألباء: فأصدرنا بالفضل والبذل والغنى

كساء جمال إن أردت جمالة ... وثوب شتاء إن خشيت شبا البرد [1] ترى حبكا فيه كأنّ اطّرارها ... فرند حديث صقله سلّ من غمد سأشكر ما عشت السّدوسىّ برّه ... وأوصى بشكر للسّدوسىّ من بعدى [2] وكان أحد من نجم من أصحاب الخليل، والغالب عليه اللّغة والشعر. وأنشد له [هارون [3] بن] على بن يحيى المنجّم فى كتابه البارع قوله: روّعت بالبين حتى ما أراع له ... وبالمصائب فى أهلى وجيرانى لم يترك الدهر لى علقا أضنّ به ... إلّا اصطفاه بنأى أو بهجران قال [هارون بن] على بن المنجّم: وهذان البيتان لمؤرّج، وهما من أحسن ما قيل فى معناهما [4].

_ [1] معجم الأدباء: «من البرد»، وابن خلكان: «أذى البرد». [2] قال ابن الأنبارىّ: «ولو كانت هذه الأبيات فى مقابلة حلة من سندس الجنة لوفت بشكرها؛ لما تضمنته من حسن ألفاظها ومعانيها؛ ولقد كسا اليزيدىّ مؤرجا من ثياب ثنائه ما هو أنقى وأبقى من كسائه؛ فرحمة الله عليهما». [3] تكملة من ابن خلكان وكشف الظنون؛ وهو هارون بن على بن يحيى بن أبى منصور المنجم؛ كان حافظا راوية للأشعار، حسنّ المنادمة، لطيف المجالسة؛ صنف كتاب البارع فى أخبار الشعراء المولدين، وجمع فيه مائة وواحدا وستين شاعرا؛ افتتحه بذكر بشار بن برد العقبلىّ، وختمه بمحمد بن عبد الملك ابن صالح، واختار فيه من شعر كل واحد عيونه، وهو الذى ذيل عليه الثعالبى بكتاب اليتيمة؛ وتلاه الباخرزى فى كتابه دمية القصر، ثم الحظيرى فى كتابه زينة الدهر، ثم العماد الأصبهانى فى كتابه خريدة القصر؛ وتوفى سنة 288، (ابن خلكان 2: 194). [4] قال ابن خلكان: «ومثلهما فى معناهما لبعض المحدّثين؛ وهو قوله: وفارقت حتى ما أراع من النوى ... وإن غاب جيران علىّ كرام فقد جعلت نفسى على النأى تنطوى ... وعينى على فقد الحبيب تنام ومن هنا أخذ ابن التعاويذى قوله: وها أنا قلبى لا يراع لفائت ... فيأسى ولا يلهيه حظ فيفرح

«1» ولمؤرّج فى الأنواء كتاب حسن. قال ابن النديم: «وجدت بخطّ أبى عبد الله بن المعتز: مؤرّج بن بن عمرو النسابة، من ولد مؤرّج، واسمه يزيد ابن الحارث بن ثور بن حرملة بن علقمة بن عمرو بن سدوس، وكان أبو مؤرّج من أصحاب الخليل، وتوفى سنة خمس وتسعين ومائة، فى اليوم الذى توفى فيه أبو نواس. وله كتب منها: كتاب الأنواء كتاب حسن. كتاب غريب القرآن. كتاب جماهير القبائل. كتاب المعانى». وذكر الحافظ أبو عبد الله بن البيّع النيسابورىّ فى تاريخه فقال: مؤرج بن عمرو السّدوسىّ، أبو فيد البصرىّ، سمع مرّة بن خالد، وأبا عمرو بن العلاء، وهارون بن موسى النحوىّ، وهو أحد أئمة أهل الأدب، روى عنه النّضر بن شميل، وكان يسكن مرو، وقدم نيسابور، وأقام بها، فكتب عنه مشايخها. محمد بن المبجل، وعلى بن الحسن الذّهليّ، وكان مع المأمون بمرو وقدم معه من العراق».

777 - موسى بن خاقان أبو عمران

777 - موسى بن خاقان أبو عمران «1» أديب نحوىّ متصدر لإقراء الأدب، وكان جار أبى خيثمة، وله رواية عن مشايخ عدة، وكان ثقة. 778 - موسى بن عبد الله الطرزىّ النحوىّ الإفريقىّ «2» وطرزة مدينة من مدائن إفريقية. وكان يؤدّب أولاد السلاطين هناك، وكان شاعرا مجيدا عفيفا صالحا، وهو من تلاميذ حسّان الجاحظ.

_ ومتى رأيت جماله ... حتى كساك هواه سقما والعين داعية الهوى ... وبها يتمّ إذا استتما وبأى جارحة وصل ... ت لوصفه نثرا ونظما فأجبته إنى موسوىّ ... العشق إنصاتا وفهما أهوى بجارحة السما ... ع ولا أرى ذات المسمى وله أيضا: لى مدمع وصبى به ... من فيضه وصبيبه وجوى غدا ولهى به ... من حرّه ولهيبه ناديت من أسرى به ... بحياة من أسرى به صل مدنفا تجرى به ... بلواه فى تجريبه يمضى على تدريبه ... يفنى وما تدرى به وله: لا تحسبوا فى حلاه شامة طبعت ... على نضارة خد راق منظره وإنما خدّه الصافى تخال به ... سواد عينك خالا حين ننظره وترجمة المظفر هذا وردت أيضا فى بغية الوعاة 392 - 393، وحسن المحاضرة 1: 243، وشذرات الذهب 5: 111 - 112، ومرآة الجنان 4: 54 - 55، ومعجم الأدباء 19: 148 - 151، ونكت الهميان 290 - 293، والعيلانى، بالعين المهملة: منسوب إلى قيس عيلان.

779 - الموفق بن أحمد بن محمد المكى

779 - الموفق بن أحمد بن محمد المكىّ «1» الموفّق بن أحمد بن محمد المكىّ الأصل أبو المؤيد خطيب خوارزم، أديب فاضل، له معرفة تامة بالأدب والفقه، يخطب بجامع خوارزم سنين كثيرة، وينشىء الخطب به، أقرأ الناس علم العربية وغيره، وتخرج به عالم فى الآداب؛ منهم أبو الفتح ناصر بن أبى المكارم المطرّزىّ الخوارزمىّ. وتوفى الموفق بخوارزم فى حادى عشر صفر سنة ثمانى وستين وخمسمائة. 780 - مهدى بن أحمد الأديب أبو القاسم الخوافىّ النيسابورى «2» ذكره الباخرزىّ فى كتابه وسجع له فقال: «لو قلت إنّى لم أر مثله فى عصرنا هذا معرفة بأصول الآداب، وغوصا على بحار المعانى الطامية العباب، وصحبة لأئمة الصناعة؛ الذين هم أسنمة الفضل وكواهله، وعندهم شفاء غليل الأدب وفيهم نواهله؛ مثل محمد بن أبى يوسف الإسفزارىّ [1]، والحاج البيتى [2]، وشريح الشّجرىّ وغيرهم، ممن لا أذكره لما نسبت إلى التزيّد والاشتطاط، ولا وصفت إلا بالتوثّق والاحتياط [3]، وقد صحبته مقتطفا من نوّاره، ومخترفا من ثماره، ومغترفا من بحاره، وراتعا فى رياض مجموعاته؛ وكارعا فى حياض مسموعاته، فكلما ازددت منه قربا، أزداد من فوائده قرطا وقلبا [4]؛ وله نثر حسن، تدلك عليه خطبه،

_ [1] الإسفزارىّ، بكسر الألف وسكون السين: منسوب إلى إسفزار؛ وهى مدينة بين هراة وسجستان. [2] فى دمية القصر: «الحاج صلاح». [3] الدمية «ولا وصفت بالإطراء والاحتياط». [4] القلب: سوار المرأة، وفى الدمية: «ازداد سمعى من فوائده قرطا».

781 - مهلب بن الحسن بن بركات أبو المحاسن البهنسى المصرى النحوى

التى صدّر بها كتبه؛ وأمّا النّظم فقلّما يعتاده، ولو أراده لكان ميسرا على لسانه إيراده، فمّما تعلّل به على اشتعال الرأس ووهن العظم؛ وكلال الخاطر عن تعاطى النثر والنظم، قوله الذى أنشدنيه لنفسه: أبا قاسم خلّفت عمرك كله ... فلا تك مغترا بما ترجف المنى فإن امرأ ناجى الثمانين عمره ... بعيد نجاة النفس من مخلب الفنا فوطّن على التّرحال نفسك تائبا ... ولا ترج إلا مرقد اللحد موطنا وقوله أيضا: يقولون قد أنفقت عمرك كلّه ... على أدب لم تحظ منه بطائل فقلت لهم إذ كان أنسى وزينتى ... وكان إلى الصّيد الكرام وسائلى وميّزنى عن زمرة الجهل علمه ... فلست أبالى بالحطام المزايل قلت: رأيت من تصنيفه: شرح ألفاظ عبد الرحمن الهمذانى، وهو فى غاية الجودة والإتقان؛ وقد كان رحمه الله فى النصف الأوّل من المائة الخامسة. 781 - مهلّب بن الحسن بن بركات أبو المحاسن البهنسىّ المصرىّ النحوىّ «1» يدعى المهذّب من أهل البهنسا، إحدى كور مصر القبليّة، دخل مصر وقرأ النحو على جماعة؛ منهم أبو محمد بن برّى، وهو آخر شيوخه، وقرأ الفقه وتولى حكم بلده، وأقام به إلى أن دخل الغزّ البلاد، وزالت دولة العلويين، فتولى الأحكام رجل كردىّ يعرف بالصدر عبد الملك بن درباس المارانىّ؛ وكان حافظا، فصرف أكثر قضاة مصر، واستناب جماعة من الأكراد وغيرهم من الشاميين

القادمين مع الغزّ، وكان أبو المحاسن ممّن صرف عن عمله، ودخل إلى مصر، وتصدر بها لإقراء الأدب، وانتفع به جماعة من أولاد رؤسائها، وتأدّب به ناس كثير فى المدة القريبة، وعمل أبياتا حصر فيها العوامل حصرا جميلا. سألت عنه ولده المدعوّ بالمجد على باب قنّسرين بحلب فقال: مات شابا، وكان عمره يوم موته اثنتين وأربعين سنة؛ وكان سبب موته أنه قصد عبد الرحيم ابن على المدعو بالفاضل وزير الدولة الغزّية، وأعطاه قصّة يطلب فيها رزقا، فوعده ذلك، ثم إنه استدعاه بعد أيام، فظنّ أن حاجته قد قضيت، فلما حضر عنده قال: خذ هذه الكلمات من التّذكرة لأبى علىّ واحتل لى فى إتمامها، ولم يذكر له شيئا من أمر رزقه، فأخذ المجلّدات، وخرج عنه مغضبا حنقا على الزمان. قال لى المجد ولده: وقد كنّا عند توجّهه إليه ننتظر عوده بما يسره من أمر رزقه، قال: فلما عاد سألناه عن أمره، فألقى المجلدات من كمّه، فقال: لهذه طلبت؛ ورفع وجهه ويديه إلى السماء وقال: اللهم عجّل الموت، فقد كرهت الحياة- وكان صائما- ثم إنه أفطر ونام، ولا شك أنه وطئ فى تلك الليلة أهله، وأصبح إلى الحمام، وعاد إلى المنزل، وقد تغيّر مزاجه فمات، وذلك فى سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة. ذكره محمد بن محمد بن حامد، فقال فيه: «هو من أهل المعرفة، والبدائع المستطرفة، والوشائع المفوّقة، كان قاضيا بالبهنسا، حاظيا بالأنسة، وصرف فى الدولة الصلاحية الملكية الناصرية، وله فى معنى صرفه بيتان أنشدنيهما المذكور سيدنا الأجل الفاضل وهما: صرفت أنى صرفت من علل ... تسع وأنى أعرب الحرفا فليت لى خصلتين: معرفة ... وعجمة تمنعانى الصّرفا وذلك إلى تولية صدر الدين العجم، لمعرفته لهم».

782 - موهوب بن أحمد بن محمد بن الحسن بن الجواليقى أبو منصور بن أبى طاهر

782 - موهوب بن أحمد بن محمد بن الحسن بن الجواليقى أبو منصور بن أبى طاهر «1» وقد تقدّمه مهدى ومهلّب وهما بعده. من ساكنى دار الخلافة، إمام فى اللغة والنحو والأدب، وهو من مفاخر بغداذ، قرأ الأدب على أبى زكريا يحيى بن على الخطيب التّبريزىّ، ولازمه وتلمذ له حتى برع فى فنه، وهو متدين ثقة، غزير الفضل، وافر العقل، مليح الخط، كثير الضبط، صنف التصانيف وانتشرت عنه؛ مثل: شرح أدب الكاتب [1]، والمعرب [2]، وتتمة درّة الغواص [3] إلى مثل ذلك [4].

_ [1] فى دار الكتب المصرية منه نسخة مصوّرة بالتصوير الشمسى؛ بخط ابنه إسماعيل؛ كتبها سنة 535 فى حياة أبيه، وكتب أبوه عليها فى آخرها: «بلغ ولدى أبو محمد قراءة وأخذه إسحاق سماعا»، وطبع بمصر بمكتبة القدسى سنة 1350. [2] طبع فى دار الكتب المصرية سنة 1361؛ بتحقيق الأستاذ أحمد محمد شاكر. [3] سماه ياقوت: «التكملة فيما يلحن فيه العامة»؛ وقال: أكمل به درّة الغوّاض للحريرى. وقد طبع بدمشق سنة 1355؛ بمطبعة ابن زيدون؛ بعناية المجمع العلمى العربى وتحقيق الأستاذ عز الدين التنوخى عضو المجمع. [4] وذكر له ياقوت من مصنفاته أيضا: كتاب العروض.

وخطّه مرغوب فيه، يتنافس الناس فى تحصيله والمغالاة له، وكان إماما للإمام المقتفى [1] يصلّى به، وجرت له مع ابن التلميذ [2] الطبيب حكاية عنده، وهو أنه لما حضر للإمامة بالمقتفى، ودخل عليه أوّل دخلة، فما زاده أن قال: السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال له ابن التلميذ- وكان قائما وله إدلال الصحبة والخدمة بالدار- ما هكذا يسلّم على أمير المؤمنين يا شيخ! فلم يقبل ابن الجواليقىّ عليه وقال للمقتفى: يا أمير المؤمنين، سلامى هذا هو ما جاءت به السنة النبوية، وأسند له خبرا فى صورة السّلام، ثم قال: يا أمير المؤمنين، لو حلف حالف أنّ نصرانيا أو يهوديا لم يصل إلى قلبه نوع من أنواع العلم على الوجه لما لزمه كفارة الحنث، لأنّ الله ختم على قلوبهم، ولن يفكّ ختم الله إلا الإيمان؛ فقال له: صدقت وأحسنت فيما فعلت، وكأنما ألجم ابن التلميذ حجرا، مع أنه كان ذا فضل ومشاركة. وسمع ابن الجواليقىّ من شيوخ زمانه وأكثر، وأخذ الناس عنه علما جما. وكان مولده فى سنة ست وستين وأربعمائة، وتوفّى رحمه الله يوم الأحد الخامس عشر من المحرّم سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، ودفن من يومه بباب حرب، وصلّى عليه قاضى القضاة الزينبى بجامع القصر. قال أبو محمد إسماعيل بن موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقىّ [3]،- وكان أنبه أولاد أبيه-: كنت فى حلقة والدى أبى منصور موهوب بن أحمد

_ [1] المقتفى لأمر الله الخليفة العباسىّ؛ واسمه محمد بن المستظهر بالله أحمد بن عبد الله، كان عالما فاضلا دينا حليما شجاعا، ولى الخلافة سنة 530، وتوفى سنة 555؛ (الفخرى ص 270). [2] هو أبو الحسن هبة الله بن أبى الغنائم بن التلميذ الطبيب صاعد، المعروف بابن التلميذ النصرانىّ الطبيب؛ توفى سنة 560؛ (وانظر ترجمته فى ابن خلكان 2: 192 - 194). [3] تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأوّل.

783 - ميمون الأقرن النحوى

يوم جمعة بعد الصلاة بجامع القصر الشريف، والناس يقرءون عليه، فوقف عليه شاب وقال: يا سيّدى، سمعت بيتين من الشعر، ولم أفهم معناهما، وأريد أن تسمعهما، وتعرّفنى معناهما، فقال: قل، فأنشد: وصل الحبيب جنان الخلد أسكنها ... وهجره النّار يصلينى به النار فالشمس بالقوس أمست وهى نازلة ... إن لم يزرنى وبالجوزاء إن زارا فلما سمعهما والدى قال: يا بنىّ، هذا شىء من معرفة تسيير الكواكب فى البروج؛ وذلك من صنعة من يعرف علم النجوم وتسييرها، لا من صنعة أهل الأدب. فانصرف الشاب من غير أن يحصل له ما أراده، فاستحيا والدى من أن يسأل عن شىء ليس عنده منه علم، ونهض وآلى على نفسه ألّا يجلس فى موضعه ذاك حتى ينظر فى علم النجوم، ويعرف تسيير الشمس والقمر، ونظر فى ذلك وحصل معرفته بحيث إذا سئل عن شىء منه أجاب. ومعنى البيت الثانى منهما الذى فيه السؤال أن الشمس إذا نزلت بالقوس يكون الليل فى غاية الطول، وإذا كانت بالجوزاء كان فى غاية القصر؛ فكأنه يقول: إن لم يزرنى فالليل عندى فى غاية الطول، وإن زارنى كان فى غاية القصر. 783 - ميمون الأقرن النحوىّ «1» من الطّبقة الثانية؛ أخذ عن أبى الأسود مع من أخذ؛ وكان أبو عبيدة يقدّمه على عنبسة بن معدان الفيل رفيقه فى الأخذ عن أبى الأسود، وكان أبو عبيدة يقول: أوّل من وضع النحو أبو الأسود الدّؤلىّ، ثم ميمون الأقرن ثم عنبسة الفيل،

784 - ميمون بن حفص أبو توبة النحوى اللغوى

ثم عبد الله بن أبى إسحاق؛ وقال ذلك، لأن عصرا واحدا جمعهم، وإلا فقد تقدم زمان بعضهم على بعض فى الأخذ والطلب. وعبد الله بن أبى إسحاق ليس من هذه الطبقة؛ إلا أنه أدرك آخر عصرهم. 784 - ميمون بن حفص أبو توبة النحوىّ اللغوىّ «1» كان أحد رواة اللغة والأدب، وحدّث عن على بن حمزة الكسائىّ؛ روى عنه محمد بن الجهم السّمّرىّ، وكان ثقة. قال أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنبارىّ: وكان ببغداذ من رواة اللغة: الأموىّ، وأبو توبة ميمون بن حفص؛ وذكر آخرين غيرهما [1].

_ [1] إلى هنا ينتهى الجزء الرابع من تجزئة المؤلف؛ قال: «تم الجزء الرابع من كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة؛ وذلك من أصل خمسة أجزاء؛ يتلوه الجزء الخامس، وأوله حرف النون».

(حرف النون [1])

(حرف النون [1]) 785 - ناصر بن عبد السيد بن على المطرزىّ النحوىّ الخوارزمىّ أبو الفتح بن أبى المكارم الأديب «1» من أهل خوارزم؛ كانت له معرفة بالنحو واللغة والعربية والشعر، وأنواع الأدب؛ قرأ ببلده على أبيه، وعلى أبى المؤيد الموفق بن أحمد المكىّ الخطيب الأديب الفقيه، وصنّف مصنفات فى علم العربية، ودخل بغداذ فى سنة إحدى وستمائة حاجّا، وحدّث بشىء من تصانيفه [2] بها، وكان حنفىّ المذهب، داعية إلى الاعتزال، وله شعر منه: وزند ندى فواضله ورىّ ... ورند ربا خواضله نضير ودرّ خلاله أبدا ثمين ... ودرّ نواله أبدا غزير

_ [1] من هنا يبدأ الجزء الخامس من تجزئة المؤلف؛ وأوله: «الجزء الخامس من كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة؛ فيه ذكر من ورد اسمه فهم على ما يأتى ذكره؛ وهو حرف ن، و، هـ، ى، الكنى، والأبناء». [2] ذكر ياقوت منها: المصباح فى النحو (وطبع فى لكناو بدون تاريخ)، والمعرب فى غريب ألفاظ الفقهاء، والمغرب فى شرح المعرب، (طبع فى حيدر آباد سنة 1328)، وشرح مقامات الحريرى، وو الإقناع فى اللغة، وو المقدمة المطرزية فى النحو ومختصر إصلاح المنطق.

786 - ناصر بن محمد بن على بن عمر البركى أبو منصور

وله أيضا: تعامى زمانى عن حقوقى وإنّه ... قبيح على الزرقاء تبدى تعاميا فإن تنكروا فضلى فإن رغاءه ... كفى لذوى الأسماع منكم مناديا وله أيضا: وإنى لأستحيى من المجد أن أرى ... حليف غوان أو أليف أغانى ولد المطرّزىّ فى رجب سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة بخوارزم، وتوفى بها فى يوم الثلاثاء الحادى والعشرين من جمادى الأولى سنة عشر وستمائة ورثى- فيما قيل- بأكثر من ثلاثمائة قصيدة. 786 - ناصر بن محمد بن على بن عمر البركىّ أبو منصور «1» صهر أبى حكيم الخبرىّ [1]؛ وهو أبو الشيخ أبى الفضل؛ من أهل درب الشاكرية، أفنى عمره فى جمع القراءات وطلب الإسناد، وكانت له معرفة تامة باللغة. قرأ على الشيوخ، وكتب اللغة والعربية، وسمع الناس بقراءته الكثير، توفّى فى طراة [2] شبابه، ورأيت بخطه نسخة من الجمهرة لابن دريد فى غاية الصحة والجودة والضّبط، ابتاعها عبد العزيز بن هلال الطّلبيرىّ [3] الأندلسىّ، من همذان من بيت أبى العلاء الحافظ الهمذانىّ، وأحضرها إلى حلب، فرأيتها معه بحلب، ونقلها إلى دمشق، ومات فأبيعت فى تركته هناك. ولد فى ليلة الاثنين لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وأربعمائة؛ وتوفّى ليلة الأحد الرابع عشر من ذى القعدة سنة ثمان وستين وأربعمائة.

_ [1] هو أبو حكيم عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الخبرى؛ تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى. [2] طراة شبابه: غضاضته؛ ويقال: طراءة وطراوة وطراء. [3] الطلبيرى: بفتح أوله وثانيه: منسوب إلى طلبيرة، وهى مدينة بالأندلس من أعمال طليطلة.

787 - ناصر بن أحمد بن بكر الخويى القاضى الفقيه الأديب النحوى

787 - ناصر بن أحمد بن بكر الخويّىّ القاضى الفقيه الأديب النحوىّ «1» نحوىّ بلده، قريب العهد، أدركه أبو طاهر السّلفىّ الأصبهانىّ نزيل الإسكندرية. وروى عنه فى رحلته إلى العراق، وروى عن أبى الحسين بن النقور، وأبى القاسم ابن البسرىّ ونظرائهما من شيوخ بغداذ، وبها تفقه على الشيخ أبى إسحاق الشّيرازىّ، وقرأ العربية على أبى طاهر الشّيرازىّ ببلده خوىّ [1]. وله ديوان شعر، ومؤلفات فى الأدب؛ منها كتاب شرح اللمع، وتسمية الأشياء. وولى قضاء بلده مدة؛ وكذاك أبوه من قبله وأخوه؛ وكان شيخ الأدب بديار أذربيجان بلا مدافعة؛ يرحل إليه للأخذ عنه والقراءة عليه، ودخل خراسان فى الطلب. وتوفى رحمه الله فى شهر ربيع الآخر سنة سبع وخمسمائة، وصلى عليه القاضى أبو بكر يحيى بن إبراهيم الكلّى بالجامع بثغر سلماس يوم الجمعة بعد فراغ الخطيب من الخطبة والصلاة، وصلى بصلاة من حضر الجمعة، وصعد منبر وعظه، وقرأ القارىء: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها [2]. وروى هو حديث عبد الله بن عمرو فى قبض العلم [3]، وتكلّم على الآية والخبر، وأن المراد بنقصان الأرض من أطرافها موت العلماء، وأورد من سيره، وحسن شيمه ما أبكى الناس؛ ثم أنشد:

_ [1] خوىّ، بضم الخاء وفتح الواو وتشديد الياء: إحدى مدن أذربيجان. [2] سورة الرعد: 41 [3] الحديث كما فى صحيح مسلم 8: 60: حدّثنا قتيبة بن سعد حدّثنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا».

788 - نشوان بن سعيد اللغوى اليمنى

نصير ترابا كأن لم نكن ... وعاة العلوم رعاة الأمم فتبّا لعيش قصير الدوام ... ووجدان حظ قرين العدم 788 - نشوان بن سعيد اللغوىّ اليمنىّ «1» المدعوّ بالقاضى، فى زماننا الأقرب، من قضاة بعض مخاليف اليمن الجبلية، وكانت له فى الفرائض وقسمتها يد، وكان عالما باللغة هناك فى وقته، وصنّف كتابا فى اللغة على وزن الأفعال، وسماه كتاب شمس العلوم وشفاء كلام العرب من الكلوم [1]، وهو كتاب جيّد فى نوعه، رأيت منه ست مجلدات من ثمانية، وملكته ولله الحمد؛ فإنه وصل إلىّ فى الكتب الواصلة من اليمن، من كتب الوالد [2]، تغمّده الله بعفوه ورحمته وغفرانه، وكانت عنده نسخة كاملة؛ نبّه عليها بعض أهل اليمن، ويعرف بسليمان [3] الخلّى ينتحل علم النحو. [وقرّبه] الملك الكامل ملك مصر واليمن، واستدعى الكتاب من ذى جبلة [4] إلى مصر، وشرع الوالد فى انتساخ نسخة أخرى منه، فاخترمته المنايا قبل إتمامه، فبقى منه الرّبع الأخير؛ والله يقدر بإتمامه بمنّه وجوده؛ إنه على كل شىء قدير.

_ [1] منه نسخ خطية بدار الكتب المصرية برقم 30، و 385، 598 - لغة، وطبع الجزء الأول منه فى بريل سنة 1371، وفى مطبعة عيسى الحلبى بمصر سنة 1951 م، وطبع منه منتخبات فى أخبار اليمن بعناية لجنة جيب سنة 1916 م. [2] أقام يوسف بن إبراهيم القفطى، والد المؤلف فى ذى جبلة باليمن؛ فى أخريات أيامه، رغبة منه فى العزلة والانقطاع عن خدمة الملوك؛ وانظر مقدمة الجزء الأول من هذا الكتاب ص 11. [3] تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 22 - 23. [4] ذو جبلة: من مدن اليمن، وكانت من أحسن مدن اليمن وأنزهها وأطيبها.

789 - نصران النحوى

ولنشوان هذا شعر كشعر العلماء، لا يخلو من تكلف، وقد كتب على كل جزء من أجزاء كتابه هذا أبياتا من الشعر لم يكن حلو المذاق، وقيل إنه فى آخر عمره تحيّل على حصن فى بلاده وملكه، وسمّاه أهل ذلك العمل بالسلطان، ومات فى حدود سنة ثمانين وخمسمائة [1]. 789 - نصران النحوىّ «1» أستاذ يعقوب بن السكّيت، أخذ عنه يعقوب، وقال نصران: قرأت شعر الكميت على أبى حفص عمر بن بكير، وكانت كتب نصران لابن السّكّيت حفظا والطوسىّ سماعا [2]. 790 - نصر بن عاصم بن أبى سعيد الليثىّ البصرىّ المقرىء النحوىّ «2» أول العلماء فى علم النحو، قال بعض الرواة: إن نصر بن عاصم أول من وضع النحو وسبّبه؛ وهو أول من أخذه عن أبى الأسود الدؤلىّ، وفتق فيه القياس، وكان أنبل الجماعة الذين أخذوا عن أبى الأسود، فنسب أوله إليه، وكان من التابعين، ويقال: إنه دؤلىّ، ويقال إنه ليثىّ، والله أعلم.

_ [1] ونشر له الأستاذ فون كريم: «القصيدة الحميرية» أو النشوانية، فى طبقات ملوك اليمن؛ وطبعت فى ليبسك، وانظر تاريخ العرب قبل الإسلام لزيدان 131 - 132. [2] عبارة الفهرست: «وكانت كتب نصران لابن السكيت حفظا وللطوسى سماعا».

791 - نصر بن عبد الله الشيرازى النحوى اللغوى الخطيب الأديب فخر الدين المعروف بابن مريم

وكان من أقصد الناس طريقا فى القراءة؛ روى محبوب عن خالد الحذاء [1] قال: سألت نصر بن عاصم- وهو أوّل من وضع العربية- كيف تقرأ؟ فقال: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ، فلم ينون، قال: فأخبرته أن عروة [2] ينون، فقال بئس ما قال، وهو للبئس أهل؛ قال: فأخبرت عبد الله بن أبى إسحاق عن قول نصر بن عاصم فما زال يقرأ بها حتى مات. وكان نصر بن عاصم أحد القراء والفصحاء، وأخذ عنه أبو عمرو بن العلاء والناس، وروى عن عمرو بن دينار قال: اجتمعت أنا والزّهرىّ ونصر بن عاصم، فتكلّم نصر، فقال الزهرىّ: إنه ليفلّق بالعربية تفليقا. وكان عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمىّ من قرّاء أهل البصرة، وأخذ القراءة عن نصر بن عاصم [3]. 791 - نصر بن عبد الله الشّيرازىّ النحوىّ اللغوىّ الخطيب الأديب فخر الدين المعروف بابن مريم «1» فارس فى اللغة والنحو، وواحد شيراز فى الأثبات للنحو، الذى تشدّ إليه الرّحال من العالم، له تصانيف فى شرح الإيضاح وتفسير القرآن، وغير ذلك فى زماننا

_ [1] هو خالد بن مروان المجاشعى مولاهم، أبو المنازل البصرى، يروى عن أبى عثمان النهدىّ، وعنه ابن سيرين وشعبة، وكان يجلس إلى الحذائين فلقب بالحذاء؛ مات سنة 141؛ (خلاصة تذهيب الكمال 88). [2] هو عروة بن الزبير بن العوام، وردت الرواية عنه فى حروف القرآن، وروى عن أبويه وعائشة؛ مات سنة 93. (طبقات القراء لابن الجزرى 1: 511). [3] حاشية ب: «مات سنة تسع وثمانين بالبصرة. فى أيام الوليد بن عبد الملك؛ وقيل سنة تسعين». قال ابن مكتوم: «روى نصر بن عاصم عن عمر ومالك، وروى عنه قتادة، ويقال إنه أول من نقط المصاحف وخمسها».

792 - نصر بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن على بن الحسين النحوى أبو الفتح الإسكندرى الغزاوى

هذا؛ وقيل إنه كان فى سنة سبع وثمانين موجودا، وكان يخطب فى كل جمعة خطبة لا يعيدها. ومن مصنفاته: الإفصاح فى شرح الإيضاح. والموضح فى علم القرآن. والمنتقى فى علل القراءات. 792 - نصر بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن على بن الحسين النحوىّ أبو الفتح الإسكندرىّ الغزاوىّ «1» من أهل الاسكندرية، سمع بمصر ابن الكيزانىّ الفقيه الشاعر، وبدمشق أبا القاسم على بن الحسن بن عساكر وغيرهما، وقدم بغداذ فى سنة إحدى وستين وخمسمائة، وقرأ بها على أبى محمد بن الخشاب، وسمع بها من شيوخ ذلك الوقت، وروى بها شيئا من شعر ابن الكيزانىّ عنه، وعن ابن عساكر أحاديث. وروى عنه الشريف أبو الحسن على بن أحمد الزيدىّ، وخرج إلى خراسان، وأقام بها بنيسابور؛ ويقال إنه توفى هناك. 793 - نصر بن على الجهضمىّ اللغوىّ البصرىّ «2» من أصحاب الخليل؛ وهو أحد الأربعة الذين نجموا من أصحابه، فى طبقة النّضر بن شميل [1]، وعلى مذهبه فى الحديث الذى غلب عليه، وهو من ثقات المحدّثين ونبلائهم.

_ [1] هم سيبويه والمضر بن شميل وعلى بن نصر ومؤرج السدوسى.

794 - نصر بن على بن منصور أبو الفتوح النحوى

794 - نصر بن على بن منصور أبو الفتوح النحوىّ «1» من أهل الحلّة المزيدية. كان حافظا للقرآن، وله معرفة حسنة بالنحو واللغة والعربية، ويعرف بابن الخازن. قدم بغداذ، واستوطنها مدة، وقرأ بها على أبى محمد الحسن بن على بن عبيدة النحوىّ، وعلى غيره. وسمع الحديث من مشايخ ذلك الوقت كأبى الفرج بن كليب، وتكلّم فى روايته وتقعيره عند القراءة؛ وهجرت روايته لذلك، ومات قبل سن الرواية، ولم يرو شيئا، وتوفى شابا ببلدة الحلّة فى الثالث والعشرين من جمادى الآخرة من سنة ستمائة، ودفن عند مشهد الإمام الحسين بن على عليهما السلام بكربلاء [1]. 795 - نصر بن محمد بن مبادر النحوىّ أبو العز «2» من أهل النيل، كان شيخا أديبا، فاضلا عارفا بالنحو واللغة؛ وكان متصدرا بالنيل، وله شعر، وكان يميل إلى التشيع؛ فمن شعره قوله: هل الوجد إلا أن ترى العين منزلا ... تحمّل عنه أهله فتبدلا! عقلنا به غزر الدّموع وطالما ... عهدناه للغيد الأوانس معقلا إذا نحن أهللنا بذكراه أنشأت ... سحائب دمع بالأسى تتهلّلا [2] وإن نحن ألممنا به انبعث الجوى ... فحمّلها داء من الهمّ معضلا أقول لمسلوب الجلادة لم يقل ... خلا قلبه من لاعج الشوق أو سلا أظنّك لو أشرفت بالنيل مائلا ... على سبل أضحى به الدمع مسبلا

_ [1] قال ابن مكتوم: «ذكره ابن النجار وتكلم فيه، ووصفه بالكذب وخبث العقيدة ونحو ذلك، نعوذ بالله من سوء العاقبة وقبح الذكر، ونحمده على العافية». [2] تتهللا، أصله: «تتهلّلن»، أبدلت نونه ألفا للوقف؛ والتوكيد للضرورة.

796 - نصير بن أبى نصير الرازى

وآنست من آثار آل معيشة ... معاهد كانت بالمكارم منزلا لألفيت ما بين الجوانح والحشا ... فؤادا بأسباب الغرام موكلا وغاديت يوما بالكآبة أيوما ... وساريت ليلا بالصّبابة أليلا ألا أيّها اللاحى على ما أجنّه ... هل انت معيرى ناظرا متأملا أريك محلّا ما أحاطت ربوعه ... من القوم إلا مفضلا أو مفضّلا 796 - نصير بن أبى نصير الرازىّ «1» كان علّامة نحويا، جالس الكسائىّ، وأخذ عنه النحو، وقرأ عليه القرآن. وله مؤلفات حسان، سمعها منه أبو الهيثم الرازىّ، رواها عنه بهراة، وكان نصير صدوق اللهجة، كثير الأدب، حافظا. وقد رأى الأصمعىّ، وأبا زيد الأنصارىّ وسمع منهما. 797 - نصرون بن فتوح بن حسين الجزرىّ المصرىّ «2» لغوىّ من أصحاب ابن القطّاع، قريب من زماننا، أدركه أبو طاهر السّلفىّ، وقال: سمعت أبا العز نصرون بن فتوح بن الحسين بن الجزرىّ بمصر يقول: سمعت أبا القاسم على بن جعفر بن على السعدىّ الصّقلى يقول: سمعت أبا بكر محمد بن البرّ التميمىّ الغوثىّ يقول: سمعت أبا يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرّزاذ النّجيرمىّ يقول: ما ألّف مثل كتاب ابن اليزيدىّ المترجم. بما اتفق لفظه واختلف معناه. وكان اليزيدىّ ثقة مأمونا فى اللغة». «وكان نصرون هذا من خواص أصحاب ابن القطّاع الصّقلّىّ، قرأ عليه كثيرا من كتب اللغة، وسمعته يقول: مرضت مرضة أشفيت منها على الموت،

798 - النضر بن شميل بن خرشة بن يزيد بن كلثوم بن عبدة بن زهير السكب الشاعر بن عروة بن حليمة بن حجر بن خزاعى بن مازن ابن مالك بن عمرو بن تميم المانى التميمى

وبعت فيها كتبا أدبية وغير أدبية، ومن جملتها صحيح البخارىّ، وصحيح مسلم، فذكرت ذلك بعد إفاقتى من مرضى لأبى القاسم بن القطّاع، فغضب علىّ غضبا شديدا وقال: كنت تقنع ببيع كتب الأدب، ففيها عوض، وتترك عندك الصحيحين! هل رأيت مسلما يخرج الصحيحين من داره! ولم يزل يردّد ذلك حتى استحييت من نفسى، ومن الحاضرين، وندمت غاية الندم». 798 - النضر بن شميل بن خرشة بن يزيد بن كلثوم بن عبدة بن زهير السّكب الشاعر بن عروة بن حليمة بن حجر بن خزاعىّ بن مازن ابن مالك بن عمرو بن تميم المانىّ التميمىّ «1» من أهل مرو [1]. كان عالما بفنون من العلم، صدوقا ثقة، صاحب غريب وشعر وفقه ومعرفة بأيام الناس ورواية للحديث؛ وهو من أصحاب الخليل بن أحمد، ويكنى أبا الحسن؛ وذكر أبو عبيدة فى مثالب أهل البصرة قال: «ضاقت المعيشة

_ [1] مرو، وتسمى مرو الشاهجان: وهى قاعدة بلاد خراسان على نهر مرب فتحها الأحنف ابن قيس فى خلافة عمر.

على النّضر بن شميل البصرىّ بالبصرة، فخرج يريد خراسان، فشيّعه من البصرة نحو من ثلاثة آلاف رجل؛ ما فيهم إلا محدّث أو نحوىّ أو لغوىّ أو عروضىّ أو أخبارىّ؛ فلما صار بالمربد [1] جلس فقال: يا أهل البصرة، يعزّ علىّ مفارقتكم، والله لو وجدت كلّ يوم كيلجة [2] باقّلا ما فارقتكم؛ قال: فلم يكن فيهم أحد يتكفّل له بذلك، وسار حتى وصل خراسان، فأفاد مالا عظيما». وقال النّضر: دخلت يوما على المأمون، وعلىّ إزار مرقوع، فقال: يا نضر، ما هذا التقشّف؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا شيخ وحرّ مرو كما ترى، فأحببت أن أتبرّد بهذى الخلقان؛ فجرى بنا الحديث فى ذكر النساء، فقال المأمون: حدّثنا هشيم بن بشير [3] قال: حدثنا مجالد [4] عن الشعبىّ عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيّما رجل تزوّج امرأة لدينها وجمالها كان فى ذلك سداد من عوز [5]». قلت يا أمير المؤمنين، صدق هشيم؛ حدثنا عوف ابن أبى جميلة [6] الأعرابىّ

_ [1] المربد: من أشهر محال البصرة، وكان سوقا للإبل، ثم صار محلة عظيمة سكنها الناس، وبه كانت مفاخرات الشعراء ومجالس الخطباء. (ياقوت). [2] كيلجة؛ ذكرها الجواليقى فى المعرب ص 292 وقال: «قال الأصمعىّ: تقول العرب: كيلجة وكيلكة وكيلقة وقيلقة؛ والجمع كيالج؛ وقد أدخلوا الهاء فى الجمع أيضا». وفسرها صاحب المصباح بأنها كيل معروف لأهل العراق ثم قال: «وهى منا وسبعة أثمان منا، والمنا: رطلان». [3] هو هشيم بن بشير بن القاسم السلمىّ، ولد سنة 104، وتوفى سنة 183. (تهذيب التهذيب 11: 39). [4] هو مجالد بن سعيد بن عمير أبو عمرو الكوفى، روى عن الشعبى وغيره، ومات سنة 144. (تهذيب التهذيب 10: 39). [5] العوز: الفقر وسوء الحال. [6] هو عوف بن أبى جميلة أبو سهل البصرى المعروف بالأعرابىّ؛ مات سنة 146. (تهذيب التهذيب 8: 166).

عن الحسن عن على بن أبى طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيّما رجل تزوّج إمرأة لدينها وجمالها كان فى ذلك سداد من عوز». قال: وكان المأمون متكئا، فاستوى جالسا، ثم قال: يا نضر، كيف قال هشيم: «سداد»، ولم يقل «سداد»، وما الفرق بينهما؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، السّداد: القصد فى الدين والسبيل، والسّداد، بالكسر: من الثغر والثّلمة، وكلّ ما سددت به شيئا فهو سداد؛ قال: وتعرف ذلك العرب؟ قلت: نعم، قال الشاعر، وهو العرجىّ [1]: أضاعونى وأىّ فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر [2] فقال: قبّح الله الّلحن! قلت: يا أمير المؤمنين، إنّما لحن هشيم، وهو لحّانة، فاتبع أمير المؤمنين لفظه، وقد تتبع أخبار الفقهاء، ثم قال لى: ما مالك يا نضر؟ قلت: فريضة [لى بمرو [3]] أتمزّزها؛ قال: أفلا أفيدك إلى مالك مالا؟ قلت: إنى لذلك لمحتاج؛ فتناول الدواة والقرطاس، وكتب شيئا، ثم قال لى: يا نضر؛ كيف تقول إذا أمرت أن تترب كتابا؟ قال: قلت: أتربه، قال: فهو ماذا؟ قلت: مترب، قال: فمن الطين؟ قلت: طنه، قال: فهو ماذا؟ قلت: مطين، قال: فمن السّحاءة؟ قال: قلت: اسحه، قال: فهو ماذا؟ قلت مسحىّ ومسحوّ، قال: يا غلام، أتربه وطنه، ثم صلّى بنا العشاء وقال لخادمه: تبلغ معه، وأمر بختمه، وسيّرنى مع رسوله إلى الفضل [4] بن سهل، فدخلت عليه، فتناول الورقة

_ [1] هو عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان؛ وسمى بالعرجىّ؛ لأنه ولد بالعرج؛ وهى قرية فى واد من نواحى الطائف، وهو شاعر مطبوع فى النسيب، أشعر شعراء بنى أمية؛ (وانظر ترجمته وأخباره فى الأغانى 1: 147 - 160). [2] بعده: كأنى لم أكن فيهم وسيطا ... ولم تك نسبتى فى آل عمرو [3] تكملة من طبقات الزبيدى. [4] هو الفضل بن سهل السرخسىّ؛ استوزره المأمون؛ وكان له مشاركة فى التنجيم؛ ويميل إلى التشيع؛ مات مقتولا سنة 203؛ (ابن خلكان 1: 413).

وقرأها وقال: قد أطلق لك أمير المؤمنين خمسين ألف درهم، فما الخبر؟ فأعلمته، فقال: لحنت أمير المؤمنين! قلت: إنما أخبرته لحن هشيم، فأطلق لى ثلاثين ألف درهم من عنده؛ قال: فأخذت بكلمة واحدة ثمانين ألف درهم. توفى النّضر بن شميل سنة ثلاث ومائتين؛ قال: محمد بن حاتم المؤدّب: مرض النّضر بن شميل، فدخل الناس يعودونه، فقال له رجل من القوم: مسح الله ما بك، فقال النّضر: لا تقل مسح، ولكن قل: مصح الله ما بك، ألم تسمع قول الأعشى [1]: وإذا ما الخمر فيها أزبدت ... أفل الإزباد فيها فمصح [2] فقال الرجل: لا بأس، السين تعاقب الصاد وتقوم مقامها، فقال النضر: إن كان هكذا فى كل شىء فينبغى أن تقول لمن اسمه سليمان؟ صليمان، وتقول: «قال رصول الله»، وتقول لمن يكنى أبا صالح أبا سالح؛ ثم قال: لا يكون هذا فى السين إلا مع أربعة أحرف، وهى: الطاء، والحاء، والقاف، والغين؛ فيبدلون السين صادا فى هذه إذا وقعت السين قبلها، وربما أبدلوها زايا، كما قال: سراط، وزراط. ذكره الحاكم بن البيّع فى تاريخ نيسابور فقال: «النّضربن شميل بن خرشة المازنىّ أبو الحسن صاحب العربية، سمع هشام بن عروة وإسماعيل بن أبى خالد، وحميدا وعبد الله بن عون، وهشام بن حسان؛ وغيرهم من التابعين.

_ [1] هو ميمون بن قيس بن جندل؛ يعرف بأعشى قيس، ويكنى أبا البصير، وينتهى نسبه إلى ربيعة ابن نزار؛ (وانظر ترجمته ومراجعها فى الشعر والشعراء 212 - 223). [2] ديوانه: 35، والرواية فيه: «امتصح».

799 - نعيم بن ميسرة أبو عمرو النحوى الكوفى

وروى عنه يحيى بن معين، وعلى بن المدينىّ، وكافة من أدركه من أئمة عصره؛ ورد نيسابور غير مرة، وأقام بها، وسمع منه النيسابوريون؛ منهم يحيى بن يحيى، وإسحاق بن إبراهيم، وبشر بن الحكم العبدىّ، وعامر بن خداش، وأحمد بن عمرو الحرشىّ، ومحمد بن رافع، وأيوب بن الحسن؛ وغيرهم». والذى صنفه النّضر بن شميل من الكتب: كتاب فى الأجناس على مثال الغريب، وسماه كتاب الصفات. قال على بن الكوفىّ: الجزء الأوّل منه يحتوى على خلق الإنسان والجود والكرم وصفات النساء، والجزء الثانى يحتوى على الأخبية والبيوت وصفة الجبال والشّعاب [والأمتعة [1]]، والجزء الثالث يحتوى على الإبل، والجزء الرابع يحتوى على الغنم والطير والشمس والقمر والليل والنهار والألبان والكمأة والآبار والحياض والأرشية والدّلاء وصفة الخمر، والجزء الخامس يحتوى على الزرع والكرم والغيث وأسماء البقول والأشجار والرياح والسحاب والأمطار. وكتاب السلاح، وخلق الفرس. وله بعد ذلك من التصانيف المفردة بعد هذا الكتاب: كتاب الأنوار. كتاب المعانى. كتاب غريب الحديث. كتاب المصادر. كتاب المدخل إلى كتاب العين [2]. 799 - نعيم بن ميسرة أبو عمرو النحوىّ الكوفىّ «1» سكن الرّىّ، وحدّث بها عن عدّة من أئمة الحديث؛ ذكره محمد بن إسماعيل البخارىّ. وقال يحيى بن معين: هو رازىّ، وليس به بأس، فقال له قائل:

_ [1] من الفهرست. [2] زاد فى الفهرست: كتاب الجيم.

كنت أظنه كوفيا انتقل إلى الرّىّ، قال لا، هو من أهل الرّىّ؛ ومحمد بن حميد [1] راوية عنه. ثم قال يحيى بن معين: قدم نعيم بن ميسرة هاهنا بغداذ، فكتبوا عنه. وقال يحيى: الرازيون لا بأس بهم: حكّام بن [2] سلم، والخليل بن زرارة، ونعيم ابن ميسرة، وسلمة بن الفضل [3] الأبرش قاضيهم، وقال أبو داود: نعيم بن ميسرة ليس به بأس. مات نعيم بن ميسرة النحوىّ بمدينة الرّى سنة أربع وسبعين ومائة؛ وقيل سنة خمس أو ست وسبعين ومائة. وذكره الحافظ بن البيعّ فى تاريخ نيسابور؛ فقال: «نعيم بن ميسرة النحوىّ المروزىّ. حدّث بنيسابور، سمع أبا الأزهر، وعمرو بن دينار، وسمع منه يحيى بن يحيى، وعبد الوهاب بن حبيب العبدى بنيسابور».

_ [1] هو محمد بن حميد التميمىّ؛ ذكره ابن حجر فيمن أخذ عن نعيم بن ميسرة، وتوفى سنة 248. (تهذيب التهذيب 9: 127). [2] هو حكام بن سلم الكنانى الرازىّ، ذكره ابن حبان فى الثقات، وقال نصر بن عبد الرحمن الوشاء: كتبنا عنه سنة 190، ومات بمكة. (تهذيب التهذيب 2: 422). [3] هو سلمة بن الفضل الأبرش الأنصارىّ قاضى الرىّ، مات بعد سنة 190. (تهذيب التهذيب 4: 154).

حرف الواو

حرف الواو 800 - الوليد بن محمد التميمىّ المصرىّ «1» أصله بصرىّ، ونشأ بمصر، ورحل إلى العراق لطلب العلم، وسمع عن العلماء وقتا من كتبهم الحسان، وعاد إلى مصر، ولم يكن بمصر شىء كبير من كتب النحو واللغة قبله. وقيل إنه خرج فى أوّل أمره إلى مكة، فحج وجاء إلى المدينة، فزار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ورأى بالمدينة نحويا متصدرا لإفادة النحو، وهو المهّلبىّ تلميذ الخليل، وهو الذى كان يهاجى عبد الله بن أبى عيينة، ولم يكن من الحذّاق بالعربية، فأخذ عنه ولّاد [1] ما عنده، وكان يسمعه يذكر الخليل شيخه، فراح ولّاد إلى البصرة وأدرك الخليل بن أحمد، ولقيه وأخذ عنه وأكثر بالبصرة، وسمع منه الكثير ولازمه، ثم انصرف إلى الحجاز، ودخل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقيه معلمه المهلبىّ فناظره، فلما رأى منه المدنىّ تدقيق ولّاد للمعانى، وتعليله فى النحو، قال: لقد ثقبت يا هذا بعدنا الخردل، وعاد الوليد (ولّاد) بعد ذلك إلى مصر، ومعه كتبه التى استفاد علمها؛ وتصدّر بمصر وأفاد.

_ [1] ولاد شهرة الوليد. وانظر بغية الوعاة.

حرف الهاء

حرف الهاء 801 - هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم أبو طاهر خطيب حلب «1» فيه فضل وتميز، ووقار وسمت وحسن هيئة، وكانت له يد فى العربية والصلاح. تصدّر ببلده، وأفاد الناس، وحصّل أصولا حسانا، وكان له جماعة يلازمونه للاستفادة منه، ولحسن مفاكهته. وصنف كتابا فى النحو وسماه اللحن الخفىّ، يرجع إلى علم القرآن، وصنف كتابا فى المناجاة، وكتب بخطه شرح سيبويه لأبى سعيد السّيرافىّ، رأيته عند أولاده بحلب، ورأيت فى تركته المخلفة عنه كتاب سيبويه يشبه أن يكون بخط أحد ولدى [1] عثمان بن جنّى، وعليه خط أبى علىّ الفارسى؛ فى عدة مجلدات، قد عدم أحدها، وكانت عنده أصول فى الكتب الأدبية بخط المشايخ، وكانت نفسه شريفة- رحمه الله. ورحل إلى الحجاز واجتاز ببغداذ، وروى عنه بعض أهلها كتاب المناجاة له، وعاد إلى حلب. وتوفى بها فى أواخر جمادى الآخرة من سنة سبع وسبعين وخمسمائة، وقد قارب التسعين، ودفن ظاهر باب الأربعين فى الموضع المعروف بالجبيل [2]، فى حظيرة له ولأهله، وهو قدام محرابها، وعنده أخوه على بن أحمد بن عبد الواحد، ومن مات من أولاده- رحمهم الله أجمعين.

_ [1] كذا فى الأصلين؛ والذى ذكره ياقوت فى معجم الأدباء (12: 91) أن له من الأولاد ثلاثة: على وعال وعلاء، وكلهم أدباء فضلاء، قد خرّجهم والدهم، وحسن خطوطهم؛ فهم معدودون فى الصحيحى الضبط، وحسنى الخط. [2] الجبيل: بلد فى شرقىّ بيروت؛ ذكر ياقوت أنه من فتوح يزيد بن أبى سفيان.

802 - هبة الله بن على بن محمد بن حمزة العلوى أبو السعادات المعروف بابن الشجرى النحوى نقيب الطالبيين بالكرخ

802 - هبة الله بن علىّ بن محمد بن حمزة العلوىّ أبو السعادات المعروف بابن الشجرىّ النّحوىّ نقيب الطالبيين بالكرخ «1» أحد أئمة النحاة، وله معرفة تامة باللغة والنحو، وصنّف فى النحو تصانيف. وكان فصيحا حلو الكلام؛ حسن البيان والإفهام، قرأ الحديث بنفسه على جماعة من الشيوخ المتأخرين، مثل الحسين بن المبارك الصيرفىّ، وأبى على محمد بن سعيد ابن نبهان الكاتب وغيرهما. وكان مولده فى سنة خمسين وأربعمائة، وتوفى فى يوم الخميس السادس والعشرين من شهر رمضان من سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، ودفن من الغد فى داره بالكرخ، وصلى عليه على بن الحسين الغزنوىّ. ولما أملى أماليه [1] فى النحو أراد ابن الخشاب النحوىّ أن يسمعها عليه، فامتنع من ذلك، فعاداه وردّ عليه فى مواضع منها؛ ووقف الشريف أبو السعادات على شىء من الرد، فردّ عليه فيه، وبيّن موضع

_ [1] طبع فى حيدر آباد سنة 1349. وذكر له ابن خلكان من المصنفات أيضا: ما اتفق لفظه واختلف معناه، وشرح اللمع، وشرح التصريف لابن جنى، وديوان الحماسة، (وطبع فى حيدر آباد سنة 1345). وله أيضا ديوان مختارات شعراء العرب، (وطبع فى مصر سنة 1306 طبع حجر، وطبع أيضا بمطبعة الاعتماد بمصر سنة 1344)، ومنه نسخة فى دار الكتب المصرية رقم 585 أدب، بخط المؤلف.

803 - هبة الله بن حامد بن احمد بن أيوب بن على بن أيوب أبو منصور الأديب النحوى الحلى

غلطه فى كتاب سماه، الانتصار، وهو كتاب على صغر جرمه فى غاية الإفادة، وملكته والحمد لله، بخطه رحمه الله. وقد قرأه عليه الناس. أنبأنا محمد بن محمد بن محمد فى كتابه قال: أبو السعادات هبة لله بن على بن محمد بن حمزة العلوىّ النحوىّ، نقيب الطالبيين بالكرخ نيابة عن ولد الطاهر. أحد أئمة النحاة، وله معرفة تامة باللغة والنحو، وكان معاصرا ابن الجواليقىّ، وأدرك أيامه، وتوفى بالكرخ سادس عشر شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وله تصانيف فى النحو، وقد انتفع عليه جماعة، وله تلامذة، عباراته حلوة رائقة، نافعة نافقة، وكان حسن البيان والإفهام، وفضله أعلى من شعره، فمن نظمه قوله: هل الوجد خاف والدموع شهود! ... وهل مكذب قول الوشاة جحود! وحتى متى تعنى شئونك بالبكا! ... وقد جدّ جدّ للبكاء جليد ولما نظر بعض الشعراء إلى لين شعره، وأنه دون قدره قال فيه: ما فيك من نسبة النبىّ سوى ... أنك لا ينبغى لك الشّعر 803 - هبة الله بن حامد بن احمد بن أيوب بن على بن أيوب أبو منصور الأديب النحوىّ الحلىّ «1» من أهل الحلة المزيدية. كانت له معرفة بالنحو واللغة والعربية. قرأ على أبى محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب، وأبى الحسن علىّ بن عبد الرحيم الرّقّىّ المعروف بابن العصار وغيرهما وعاد إلى بلده الحلّة، وقرأ عليه جماعة وتخرجوا به، وكان يقول الشعر. توفى فى سنة عشر وستمائة أو نحوها.

804 - هبة الله بن الحسن الأديب النحوى العلامة أبو بكر الفارسى المعروف بالعلاف

804 - هبة الله بن الحسن الأديب النحوىّ العلامة أبو بكر الفارسىّ المعروف بالعلاف «1» وكان من أفراد الزمان فى عصره فى أنواع من العلوم. قال أبو عبد الله النيسابورىّ المؤرخ الحافظ: «ورد نيسابور- يعنى هبة الله بن الحسن الفارسىّ- فى جملة الفقهاء الذين خرجوا إلى بخارى للمصاهرة بين الأمير السديد عضد الدولة وذلك سنة ستين وثلاثمائة. وكان أبو بكر الأديب قد قارب التسعين، وما وخطه الشيب؛ حتى إنّى لما رأيته توهمته شابا؛ فكنت أقول: من من هؤلاء أبو بكر العلاف؟ فأشاروا لى إليه. وله فى ذلك أشعار [1]. وتوفى بشيراز بعد الستين والثلاثمائة، وهو ابن نيّف وتسعين سنة». 805 - هبة الله بن الحسن أبو الحسن الحاجب اللغوىّ «2» فاضل فى اللغة؛ وكامل وشاعر نبيل؛ روى عنه الناس؛ واستفادوا منه علم اللغة. روى عنه أبو غالب شجاع بن فارس الذّهلىّ. روى محمد بن محمد ابن فارس الحربىّ المعروف بابن الشاروق القارىء أبو بكر قال: أنشدنى أبو غالب شجاع بن فارس من حفظه، قال أنشدنى أبو الحسن هبة الله بن الحسن الحاجب اللغوىّ لنفسه من حفظه:

_ [1] ذكر منها ياقوت الأبيات التالية: إلام وفيم يظلمنى شبابى ... ويلبس لمتى حلك الغراب! وآمل شعرة بيضاء تبدو ... بدوّ البدر فى خلل السحاب وأدعى الشيخ ممتلئا شبابا ... كذى ظمإ يعلل بالسراب فيا مللى هنالك من مشيبى ... ويا خجلى هنالك من شبابى!

806 - هارون بن الحائك الضرير البغداذى النحوى

يا ليلة ملك الزما ... ن بطيبها بى كلّ مسلك إذ أرتقى درج المس ... رّة مدركا ما ليس يدرك والبدر قد فضح الظلا ... م فستره فيه [1] مهتّك وكأنما زهر النّجو ... م بلمعها شعل تحرّك والغيم أحيانا يلو [2] ... ح كأنه ثوب ممسّك وكأن تجعيد الريا ... ح لدجلة ثوب مفرّك وكأنّ نشر المسك ين ... فح فى النسيم إذا تحرّك وكأنما المنثور مص ... فرّ الذّرا ذهب مشبّك والنور يبسم فى الريا ... ض فإن نظرت إليه سرّك شارطت نفسى أن أقو ... م بحقّها، و «الشرط أملك» حتى تولى الليل من ... هزما وجاء الصبح يضحك واه [3] الفتى لو أنّه ... فى ظل طيب العيش يترك! والدهر يحسب عمره ... فإذا أتاه الشيب فذلك [4] 806 - هارون بن الحائك الضرير البغداذىّ النحوىّ «1» صاحب أبى العباس أحمد بن يحيى ثعلب. صحبه وأخذ عنه وأكثر؛ حتى وزن عنه علماء وقته بميزانه فى النحو.

_ [1] فى النزهة ومعجم الأدباء: «عنه». [2] فى النزهة ومعجم الأدباء: «يموج». [3] فى النزهة ومعجم الأدباء: «ويح». [4] يقال: فذلك حسابه إذا أنهاه وفرغ منه.

وكان عبيد الله بن سليمان الوزير قد وجه إلى ثعلب فى الاختلاف إلى ولده القاسم، فأبى عليه فقال: تنفذ إلىّ بعض أصحابك [1]، فوجّه إليه بهارون الضرير، فاستحضر عبيد الله بن سليمان، الزّجاج وقال له: أريد أن أصطفى أفضلكما فى العلم، فتساءلا. فقال الزجاج لهارون: كيف تقول: ضربت زيدا ضربا؟ فقال له: ضربت زيدا ضربا، فقال له: كيف تكنى عن زيد [وعن [2]] الضرب! فأفحمه ولم يجبه. وصار فى يده، وانقطع انقطاعا قبيحا، فوجد عبيد الله بغيته، ونال محبته فى ثعلب- وكان عاتبا عليه فى شىء بلغه عنه- وصرف هارون، واحتبس الزجاج مكايدة لثعلب حتى بلّغه أفضل مبالغ النحويين. وجواب هذه المسألة: «ضربته إياه»، وهذا من أوّل النحو؛ وما كان هارون ليذهب عليه ذلك؛ ولكن إذا أراد الله أمرا فلا مردّ له. وحضر [3] هارون الضرير هذا يوما فى أيام الجمعة فى الجامع الغربىّ بمدينة السلام، فأتاه ضرير بصرىّ، فسأله عن مسألة فأجاب عنها على مذهب الكوفيين، فقال له البصرىّ: أخطأت، فضربه بعكّازه فأدماه؛ فاستغاث البصرىّ بالسلطان، فأتى شرطىّ فقبض عليه؛ وصار به إلى مجلس المجاشعىّ صاحب الشرطة- وكان قد استخلف على الشرطة رجلان من العجم- فقال له: ما تقول؟ فقال: كنت [جالسا [4]] أفتى الناس فى علوم القراءات والنحو واللغة؛ فأتانى ضرير سيّئ الأدب، وسألنى عن مسألة، فأجبته عنها، فتجهّم لى الجواب بالتخطئة، فأدّبته مجازاة له على سوء فعله؛ فبينما أنا على حالى إذ أتانى آت فقال: السلطان يدعوك؛ فقال له العجمىّ: وأنت يا بن الزانية ضربتنى مرة! ودعا له بالدّرة فضربه بها ثلاثين، وحبسه. فلما وقف المجاشعىّ على خبره أطلقه، وأنكر على العجمىّ ما كان فيه.

_ [1] الخبر فى طبقات الزبيدىّ. [2] من طبقات الزبيدىّ. [3] الخبر أيضا فى طبقات الزبيدىّ. [4] من طبقات الزبيدىّ.

807 - هارون بن الحارث أبو موسى السامرى اللغوى

وذكر أن سبب منيته، المجلس الذى جرى له مع الزجاج عند عبيد الله، فإنه حمل على قلبه، ومات عنها عقيبه. رحمه الله. وله كتاب الهاشمىّ. وكتاب العلل. وأصل هارون يهودىّ من أهل الحيرة؛ وهو من غلمان ثعلب. وتناظر يوما هارون والمبرّد فقال له: أراك فهما فلا تكابر؛ فقال: يا أبا العباس، أبذل جهدى فى النحو؛ لأنه خبزنا ومعاشنا، فقال له المبرّد؛ إذا كان خبزك فكابر إذا كابر! 807 - هارون بن الحارث أبو موسى السامرىّ اللغوىّ «1» إمام متصدر بسرّ من رأى؛ كان فى زمن أبى عبيد القاسم بن سلام. روى وروى عنه، وتصدّر للإفادة. وهو معدود فى مشايخ الكوفيين فى الطبقة الثالثة من أهل اللغة الكوفيين. 808 - هارون بن موسى أبو عبد الله العتكىّ «2» وقيل أبو موسى القارىء النحوىّ الأعور. من أهل البصرة؛ روى عنه الأئمة وروى عنه. قال أبو العباس الوراق: كان هارون يهوديا، فطلب القراءة؛ فكان رأسا. وقال سليمان بن الأشعث: كان هارون الأعور يهوديا وحسن إسلامه، وحفظ القرآن وضبطه وحفظ النحو؛ فناظره إنسان يوما فى مسألة فغلبه هارون؛ فلم يدر

809 - هارون بن موسى بن صالح بن جندل القيسى الأديب النحوى القرطبى أبو نصر

المغلوب ما يصنع، فقال له: أنت كنت يهوديا فأسلمت! فقال له هارون: فبئسما صنعت! فغلبه أيضا فى هذا. وكان هارون صدوقا حافظا. وقال شعبة: هارون النحوىّ من أصحاب القرآن؛ وكان هارون النحوىّ يتولى العتيك [1]. 809 - هارون بن موسى بن صالح بن جندل القيسىّ الأديب النحوىّ القرطبىّ أبو نصر «1» أصله من مجريط، سمع من أبى علىّ القالىّ البغداذىّ وغيره. كان رجلا صالحا صحيح الأدب؛ يختلف إليه الأحداث ووجوه الناس فى طلب العلم؛ ولقى شيوخا جلّة. روى عنه أبو عمر بن عبد البر وطبقته؛ وله تصنيف فى تفسير عيون كتاب سيبويه. وقال رحمه الله: كنا نختلف إلى أبى علىّ البغداذىّ رحمه الله وقت إملائه النوادر بجامع الزهراء، ونحن فى فصل الربيع؛ فبينما أنا ذات يوم من بعض الطريق؛ إذ أخذتنى سحابة فما وصلت إلى مجلسه رحمه الله إلا وقد ابتلت ثيابى كلّها؛ وحوالى أبى علىّ أعلام أهل قرطبة؛ وأمرنى بالدنوّ منه؛ وقال لى: مهلا يا أبا نصر؛ لا تأسف على ما عرض لك؛ فذا شىء يضمحلّ عنك بسرعة بثياب غيرها تبدّلها. وقال: قد عرض لى ما أبقى بجسمى ندوبا يدخل معى الفبر؛ ثم قال: أنا كنت أختلف إلى ابن مجاهد رحمه الله؛ فادّلجت [2] إليه لأتقرب منه، فلما انتهيت

_ [1] ذكر صاحب طبقات القراء أنه توفى قبل المائتين. [2] الادّلاج، بالتشديد: السير آخر الليل.

810 - هارون بن محمد بن هارون بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن هارون أبو غالب الأصبهانى الأديب

إلى الدرب الذى كنت أخرج منه إلى مجلسه ألفيته مغلقا وعسر علىّ فتحه، فقلت: سبحان الله! أبكّر هذا البكور؛ وأغلب على القرب منه! فنظرت إلى سرب بجنب الدار فاقتحمته؛ فلما توسطته ضاق بى ولم أقدر على الخروج ولا على النهوض، فاقتحمته أشد اقتحام، حتى نفذت بعد أن تخرّقت ثيابى وأثر السرب فى لحمى حتى انكشف العظم، ومنّ الله علىّ بالخروج، فوافيت مجلس الشيخ على هذه الحال؛ فأين أنت مما عرض لى! وأنشدنا: دببت للمجد والساعون قد بلغوا ... جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا [1] وكابدوا المجد حتى ملّ أكثرهم ... وعانق المجد من أوفى ومن صبرا لا تحسب المجد تمرا أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتّى تلعق الصّبرا قال أبو نصر: فكتبناها قبل أن يأتى موضعها فى نوادره [2]. وتوفى أبو نصر يوم الاثنين لأربع بقين من ذى القعدة سنة إحدى وأربعمائة بعد وفاة ابن الحباب بشىء يسير. 810 - هارون بن محمد بن هارون بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن هارون أبو غالب الأصبهانىّ الأديب «1» أخذ الأدب والنحو من أحمد بن شهردان؛ وسمع من جدّه، وكان أديب أهل بلده ومفيدهم؛ وكان عفيفا مستورا من بيت الرئاسة؛ ومات رحمه الله بأصبهان فى أول رجب سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.

_ [1] الأبيات فى أمالى القالى 1: 113 بروايته عن أبى بكر بن دريد عن بعض العرب. [2] ذكر القصة ابن بشكوال فى الصلة، وزاد: «وسلانى بما حكاه، وهان عندى ما عرض لى من بلل الثياب، واستكثرت من الاختلاف إليه، ولم أفارقه حتى مات- رحمه الله».

811 - هشام بن القاسم

811 - هشام بن القاسم «1» كان عالما بالرواية للأشعار؛ قال الأصمعىّ: أدركت من [أرضى [1] و] فوق [2] الرضا هشام ابن القاسم مولى بنى غبر. وكان عالما بالشعر. 812 - هشام بن معاوية الضرير النحوىّ الكوفى «2» صاحب الكسائىّ؛ أخذ عنه. وله مقالة فى النحو تعزى إليه. يكنى أبا عبد الله. وله كتاب الحدود، صغير، لا يرغب الناس فيه. كتاب المختصر. كتاب القياس. وكان هشام بن معاوية يؤدب ولد الرخجىّ، ويجرى عليه فى كل شهر عشرة دنانير. وكان إسحاق بن إبراهيم بن مصعب قد كلم المأمون يوما، فلحن فى بعض كلامه، فنظر إليه المأمون؛ فخرج وجاء بهشام النحوىّ، وكان يعلّمه النحو. وقال أبو نصر سندىّ بن صدقة: قد كنت أهوى غلاما يقال له إسحاق؛ من أبناء الكتاب؛ وكان هشام النحوىّ يعرف أمرى معه، فقال لى هشام يوما: يا أبا نصر؛ رأيت فى النوم كأنك بطحت إسحاق وأنت تضربه! فقلت: إن صدقت رؤياك نلت أملى فيه؛ فلم أزل به حتى خلوت معه؛ فقلت: ما رأينا كمثل رؤيا هشام ... لم تكن من كواذب الأحلام

_ [1] تكملة من طبقات الزبيدى. [2] فى الأصلين: «من وقوف»، وصواب من الطقبات.

813 - الهيثم بن عدى الطائى الراوية الأخبارى

كان تأويلها- وقد يكذب الحا ... لم- فتكا وشرب صفو المدام فى ندامى كأنهم أوبة الأح ... باب من حسن منطق وندام فاقترحنا، ونحن أنضاء سكر ... من لقلب متيّم مستهام ذاك حتى إذا بدا وضح الصب ... ح، ومال الصباح بالإظلام جاد لى أحمد فدت نفسه نف ... سى بما شئت من صنوف الحرام ولقد كان- بعد بطح ونطح ... واغتلام- ما تشتهى من غلام قال أبو مالك الكندىّ: مات هشام النحوىّ سنة تسع ومائتين. 813 - الهيثم بن عدىّ الطائىّ الراوية الأخبارى «1» نقل من كلام العرب وعلومها وأشعارها ولغاتها الكثير. وأبوه أبو عبد الرحمن عدىّ، صحيح النسب فى طيّئ، من ثعل، وكان نازلا بواسط، من خير الناس. وولده الهيثم تعرّض لمعرفة أصول الناس، ونقل أخبارهم، فوردت معايب القوم مستورة، فكره لذلك. ونقل عنه أنه ذكر العباس بن عبد المطلب بشىء فحبس عدّة سنين؛ وقد كان القول فيه تلبيسا عليه؛ لبّسه قوم صاهرهم فلم يرضوه. وقيل إن الهيثم بن عدىّ كان يرى رأى الخوارج؛ وكان له اختصاص بالمنصور والمهدى والرّشيد وروى عنهم. قال الهيثم بن عدىّ: قال لى المهدىّ: ويحك يا هيثم! إن الناس يخبرون عن الأعراب شحّا ولؤما، وكرما وسماحا، وقد اختلفوا فى ذلك؛ فما عندك؟

فقلت: يا أمير المؤمنين، على الخبير سقطت! خرجت من أهلى أريد ديار قرائب لى، ومعى ناقة أركبها، إذ ندّت فذهبت، فجعلت أتبعها حتى أمسيت؛ فأدركتها ونظرت؛ فإذا خيمة أعرابىّ فأتيتها، فقالت ربّة الخباء: من أنت! فقلت: ضيف، قالت: وما يصنع الضيف عندنا! إن الصحراء لواسعة، ثم قامت إلى برّ فطحنته، ثم عجنت وخبزت، ثم قعدت فأكلت، ولم ألبث أن أقبل زوجها معه ابن، فسلّم ثم قال: من الرجل؟ فقلت: ضيف، حيّاك الله! ثم قال: يا فلانة، ما أطعمت ضيفك شيئا؟ قالت: نعم، فدخل الخباء فملأ قعبا من لبن، ثم أتانى به، فقال لى: اشرب، فشربت شرابا هنيئا، فقال: ما أراك أكلت شيئا! وما أراها أطعمتك، فقلت: لا والله، فدخل عليها مغضبا فقال: ويلك! أكلت وتركت ضيفك! قالت: وما أصنع به! أطعمه طعامى! وجاراها الكلام حتى شجّها؛ ثم أخذ شفرة؛ وخرج إلى ناقتى فنحرها، فقلت: ما صنعت عافاك الله! فقال: لا والله ما يبيت ضيفى جائعا؛ ثم جمع حطبا وأجّج نارا، وأقبل يكبّب [1] ويطعمنى، ويأكل ويلقى إليها، ويقول: كلى لا أطعمك الله! حتى إذا أصبح تركنى ومضى؛ فقعدت مغموما، فلما تعالى الظهر أقبل ومعه بعير ما يسأم الناظر أن ينظر إليه، فقال: هذا مكان ناقتك؛ ثم زوّدنى من ذلك اللحم ومما حضره. وخرجت من عنده فضمّنى الليل إلى خباء؛ فسلّمت فردّت صاحبة الخباء السلام وقالت: من الرجل؟ فقلت: ضيف، فقالت: مرحبا بك وحياك الله! عافاك الله! فنزلت فعمدت إلى برّ فطحنته ثم عجنته، ثم اختبزت خبزة [2] روتها بالزّبد واللبن ثم وضعتها بين يدى، وقالت: كل واعذر، فلم ألبث أن أقبل أعرابىّ كريه الوجه، فسلم فرددت عليه السلام، فقال: من الرجل؟ فقلت: ضيف، قال:

_ [1] التكبيب: عمل اللحم شرايح. [2] الخبزة: عجين يوضع فى الحلة حتى ينضج.

وما يصنع الضيف عندنا؟ ثم دخل إلى أهله فقال: أين طعامى؟ قالت: أطعمته للضيف، فقال: أتطعمين طعامى الأضياف! فتجار يا الكلام؛ فرفع عصاه فضرب بها رأسها فشجّها. فجعلت أضحك، فخرج إلىّ فقال: ما يضحكك! فقلت: خير، فقال: لتخبرنّى، فأخبرته بقضية المرأة والرجل اللّذين نزلت عليهما قبله، فأقبل علىّ وقال: إن هذه التى عندى أخت ذلك الرجل، وتلك التى عنده أختى؛ فبتّ متعجبا وانصرفت. وحضر أبو نواس إلى الهيثم بن عدىّ الطائىّ وسأله عن مسألة، فتقاعد عن جوابه، فقام عنه مغضبا؛ فقيل للهيثم: هذا أبو نوّاس؛ وقد تعرّضت للسانه فسيّر إليه من يترضاه ويسأله الإمساك عن هجوه؛ فقال: أما ما مضى فلا سبيل إلى استعادته؛ وكان الذى قاله فيه عند قيامه عنه: يا هيثم بن عدىّ لست للعرب ... ولست من طيّىء إلا على شغب [1] إذا نسبت عديا من بنى ثعل ... فقدّم الدّال قبل العين فى النّسب وقال أيضا: أتيت الهيثم بن عدىّ أرجو ال ... علوم، وكنت أمنحه الصفاء [2] فأعرض هيثم لمّا رآنى ... كأنى قد ذممت الأدعياء فقلت له اطمئن فلست أهجو ... دعيا ما توضحت السماء [3] قال الهيثم بن عدىّ: استعملت على صدقات بنى فزارة، فجاءنى رجل منهم، فقال: أريك عجبا! فقلت: بلى؛ فانطلق بى إلى جبل شاهق؛ فإذا فيه صدع، فقال لى: ادخل، فقلت: إنما يدخل الدليل، قال: فدخل فاتبعته؛ ودخل

_ [1] ديوانه 175 [2] مع اختلاف فى الرواية. [3] رواية الديوان: وقد آليت أن أهجو دعيا ... ولو بلغت مروءته السماء

معنا أناس؛ فكان ربما ضاق الجبل واتسع، وإذ نحن بضوء فدنونا منه، وإذا خرق ذاهب فى الأرض وإذا عكاكيز فى الجبل؛ فجذبناها فإذا هى سهام عاد؛ وإذا كتاب منقور فى الجبل مقدار إصبعين أو أكثر وإذا هو كتاب بالعربية: ألا هل إلى أبيات سفح بذى اللّوى ... لوى الرمل فاصدقن النفوس معاد بلاد لنا كانت وكنّا نحبها ... إذ الناس ناس والبلاد بلاد وروى الهيثم بن عدىّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقل عنه وهو كثير. أنبأنا ذاكر بن كامل الخفّاف عن أبى سعيد أحمد بن عبد الجبار بن الصيرفىّ عن القاضى أبى الهيثم علىّ بن المحزّ التنوخىّ، عن أبى عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزبانى عن محمد بن الفتح القلانسىّ حدّثنا الهيثم بن عدىّ حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة أنشدينى شعر ابن غريض اليهودى»، قالت: فأنشدته عليه السلام: إن الكريم إذا أردت وصاله ... لم تلف حبلا واهيا رثّ القوى [1]

_ [1] ورد الخبر فى الأغانى (3: 117 طبع دار الكتب المصرية) بهذه الرواية: «عن الزهرىّ عن عروة عن عائشة قالت: ارفع ضعيفك لا يحربك ضعفه ... يوما فتدركه العواقب قد نما يجزيك أو يثنى عليك وإن من ... أثنى عليك بما فعلت فقد جزى فقال صلى الله عليه وسلم: «ردّى علىّ قول اليهودىّ قاتله الله! لقد أتانى جبريل برسالة من ربى: أيما رجل صنع إلى أخيه صنيعة فلم يجد له جزاء إلا الثناء عليه والدعاء له فقد كافأه». وفى العقد (5: 275) فى باب فضائل الشعر: «وسمع النبى صلى الله عليه وسلم عائشة وهى تنشد شعر زهير بن جناب تقول: ارفع ضعيفك لا يحربك ضعفه ... يوما فتدركه عواقب ما جنى يجزيك أو يثنى عليك فإن من ... أثنى عليك بما فعلت كمن جزى فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «صدق يا عائشة لا شكر الله من لا يشكر الناس». وقد أورد صاحب الأغانى أيضا فى (3: 118) القصيدة، وليس فيها سوى البيتين الأخيرين.

أرعى أمانته وأحفظ عهده ... جهدى فيأبى بعد ذلك ما أتى ارفع ضعيفك لا يحربك ضعفه ... يوما فتدركه العواقب قد نمى يجزيك أو يثنى عليك وإنّ من ... أثنى عليك بما فعلت فقد جزى قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال لى جبريل عليه السلام آنفا [1]: يا محمد، من أوليته حسنا فكافأك، فذاك؛ فإن عجز وشكر فقد كافأ». وذكر أحمد بن أبى طاهر أن الهيثم بن عدىّ مات بفم الصّلح [2]؛ غرة المحرّم سنة ست ومائتين.

_ [1] آنفا، أى الآن؛ وفى حديث آخر: أنزلت علىّ سورة آنفا. [2] فم الصلح: موضع مضاف إلى نهر كبير اسمه الصلح؛ فوق واسط، وفيه بنى المأمون ببوران ونسب إليه جماعة من الرواة والمحدثين وغيرها (ياقوت).

الفهارس

[الفهارس] فهرس التراجم [بحسب ورودها فى الكتاب] (حرف الفاء) رقم الترجمة الصفحة 541 - الفضل بن الحباب أبو خليفة الجمحىّ 5 542 - الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسىّ الخراسانىّ 6 543 - الفضل بن محمد بن أبى محمد يحيى بن المبارك، أبو العباس اليزيدىّ 7 544 - الفضل بن محمد بن علىّ بن الفضل النحوىّ 9 545 - فرسان بن لبيد بن هوّال العايشى أبو علىّ 9 546 - الفقعسى، (واسمه محمد بن عبد الملك الأسدىّ) (حرف القاف) 547 - القاسم بن إسماعيل المعروف بأبى ذكوان 10 548 - القاسم بن أحمد بن على السابزوارىّ الخراسانىّ 10 549 - قاسم ثابت السرقسطىّ اللغوىّ 12 550 - القاسم بن سلام أبو عبيد اللغوىّ 12 551 - القاسم بن على بن محمد بن عثمان الحريرىّ أبو محمد 23 552 - القاسم بن محمد بن رمضان العجلانىّ النحوىّ 27 553 - القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن بن بيان بن سماعة بن فروة ابن قطن بن دعامة، أبو محمد الأنبارىّ 28 554 - قاسم بن محمد بن حجاج بن حبيب بن عمير أبو عمرو النحوىّ الأندلسىّ 29

(حرف الكاف)

رقم الترجمة الصفحة 555 - القاسم بن محمد بن الصباح الأصبهانى النحوىّ 29 556 - القاسم بن محمد، أبو محمد الديمرتى الأصبهانى النحوىّ 30 557 - القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود النحوىّ القاضى الكوفى 30 558 - القاسم بن القاسم الكيال الواسطىّ النحوىّ 31 559 - القيلوىّ النحوىّ 34 560 - قتادة بن دعامة السدوسىّ 35 561 - قتيبة النحوىّ الكوفىّ 37 562 - القمىّ 37 (حرف الكاف) 563 - كيسان، (واسمه معرف بن دهشم اللغوىّ) 38 564 - الكرنبانىّ 39 565 - الكشىّ 40 566 - الكيشىّ 40 567 - كامل بن الفتح بن ثابت بن سابور أبو التمام الضرير النحوىّ ظهير الدين 41 (حرف اللام) 568 - الليث بن نصر بن سيار الخراسانىّ اللغوىّ النحوىّ 42 569 - لغذة الأصبهانىّ 43 (حرف الميم) (حرف الألف فى آباء المحمدين) 570 - محمد بن أحمد بن سهل الحنفىّ العدل النحوىّ الواسطىّ أبو غالب المعروف بابن بشران 44.

رقم الترجمة الصفحة 571 - محمد بن أحمد أبو سعيد العميدىّ الأديب النحوىّ اللغوىّ 46 572 - محمد بن أحمد بن محمد الصفار الأديب النحوىّ اللغوىّ الأصبهانىّ 47 573 - محمد بن أحمد بن الحسين الميبذىّ أبو عبد الله 47 574 - محمد بن أحمد بن سلم الخراسانىّ التميمىّ أبو الفتوح 48 575 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الخازن أبو منصور 48 576 - محمد بن أحمد أبو المظفر الأبيوردىّ 49 577 - محمد بن أحمد بن جوامرد 52 578 - محمد بن أحمد بن هبة الله بن ثعلب الفزرانىّ النحوىّ 53 579 - محمد بن أحمد بن علىّ بن يزيد النحوىّ البارودىّ أبو يعقوب 53 580 - محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو عمرو النيسابورىّ النحوى المعروف بأبى عمرو الصغير 54 581 - محمد بن أحمد بن منصور الخياط النحوىّ 54 582 - محمد بن أحمد بن على النيسابورىّ الأديب 55 583 - محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد 55 584 - محمد بن أحمد بن عبدوس بن أحمد بن حفص بن مسلم بن يزيد ابن على الحرشىّ الزكىّ 56 585 - محمد بن أحمد بن علىّ بن محمد بن إبراهيم بن يزيد بن حاتم أبو يعقوب النحوىّ البغداذىّ 57 586 - محمد بن أحمد بن كيسان أبو الحسن النحوىّ 57 587 - محمد بن أحمد بن عبد الله- النحوىّ 60 588 - محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى أبو الطيب النحوىّ 61 589 - محمد بن إبراهيم بن خلف اللخمىّ الأديب 62 590 - محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سليمان بن سمرة بن جندب الفزارىّ أبو عبد الله 63

(حرف الباء فى آباء المحمدين)

رقم الترجمة الصفحة 591 - محمد بن إبراهيم بن أبى عامر أبو عامر الصورىّ النحوىّ 63 592 - محمد بن إبراهيم بن معاوية القرشى اللغوىّ الأندلسىّ 63 593 - محمد بن إبراهيم بن يحيى أبو بكر الكسائى 64 594 - محمد بن إبراهيم بن عبد الله 65 595 - محمد بن إبراهيم النحوىّ القاضى المعروف بالعوّامىّ 65 596 - محمد بن إسماعيل أبو عبد الله الحكيم النحوىّ الحاسب الأندلسىّ 65 597 - محمد بن إسحاق بن على بن داود البحاثى بن حامد أبو جعفر القاضى الزوزنىّ النحوىّ اللغوىّ الشاعر 66 598 - محمد بن إسحاق بن أسباط أبو النضر النحوىّ المصرىّ 68 599 - محمد بن أرقم النحوىّ الأندلسىّ 69 600 - محمد بن أبى الأزهر أبو بكر النحوىّ 70 601 - محمد بن أبى جعفر المنذرىّ الخراسانىّ اللغوىّ العدل أبو الفضل 70 602 - محمد بن أبى الحسن الأندلسىّ 71 603 - محمد بن أبى العافية النحوىّ المقرىء الإشبيلىّ 73 604 - محمد بن أبى الفرج الكنانىّ المالكىّ الصقلىّ أبو عبد الله المعروف بالزكىّ المغربىّ 73 605 - محمد بن أبى محمد بن محمد بن ظفر 74 606 - محمد بن أبى الوفاء بن أحمد القرشىّ الموصلىّ بن أبى طاهر العدوىّ أبو عبد الله النحوىّ 77 (حرف الباء فى آباء المحمدين) 607 - محمد السعيدىّ بن بركات النحوىّ البصرىّ السعيدىّ 78

(حرف الثاء فى آباء المحمدين)

رقم الترجمة الصفحة (حرف الثاء فى آباء المحمدين) 608 - محمد بن ثابت بن يوسف بن عيسى أبو بكر النحوىّ الواسطىّ 80 (حرف الجيم فى آباء المحمدين) 609 - محمد بن جعفر الصيدلانىّ النحوىّ 81 610 - محمد بن جعفر أبو بكر العطار النحوىّ 82 611 - محمد بن جعفر بن محمد أبو الفتح الهمذانىّ 83 612 - محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن فروة بن ناجية بن مالك أبو الحسن التميمى النحوىّ المعروف بابن النجار 83 613 - محمد بن جعفر أبو عبد الله التميمىّ النحوىّ القيروانىّ المعروف بالقزاز 84 614 - محمد بن جعفر بن محمد الهمذانىّ أبو الفتح- وقيل أبو الحسن- المعروف بابن المراغىّ، النحوىّ الأديب 87 615 - محمد بن الجهم بن هارون أبو عبد الله السمرىّ الكاتب النحوىّ 88 616 - محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب أبو جعفر الطبرىّ 89 (حرف الحاء فى آباء المحمدين) 617 - محمد بن الحسن بن الطش النحوىّ اليمنىّ 91 618 - محمد بن الحسن الأحول 91 619 - محمد بن الحسن بن دريد 92 620 - محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد ابن سليمان بن داود بن عبيد الله بن مقسم أبو بكر المقرىء النحوىّ العطار البغداذى 100 621 - محمد بن الحسن بن المظفر أبو علىّ النحوىّ اللغوىّ المعروف بالحاتمىّ الكاتب 103

رقم الترجمة الصفحة 622 - محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد المقرىء اللغوىّ النحوىّ الأديب المغربى الأندلسى الدانىّ 105 623 - محمد بن الحسن الطوبىّ أبو عبد الله الصقلىّ 107 624 - محمد بن الحسن الزبيدىّ النحوىّ الأندلسىّ أبو بكر 108 625 - محمد بن الحسن الجبلىّ النحوىّ الأندلسىّ 110 626 - محمد بن الحسن بن فورك الأديب المتكلم الأصولىّ الواعظ النحوىّ أبو بكر الأصبهانىّ 110 627 - محمد بن الحسن بن الحسين الوثابىّ الوركانىّ أبو جعفر الأديب النحوىّ اللغوىّ الأصبهانىّ 111 628 - محمد بن أبى الحسن بن محمد الكوفىّ الأديب النحوى الفاضل أبو نصر 112 629 - محمد بن الحسن بن رمضان النحوىّ اللغوىّ 112 630 - محمد بن الحسين النحوىّ اليمنىّ 112 631 - محمد بن الحسين بن علىّ الجفنىّ أبو الفرج النحوىّ اللغوىّ المعروف بابن الدباغ 113 632 - محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم أبو الحسن العلوىّ المعروف بالرضىّ 114 633 - محمد بن الحسين بن عبيد الله بن عمر بن حمدون أبو يعلى المعروف بابن السراج المقرىء النحوىّ 115 634 - محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الوارث الفارسى النحوىّ أبو الحسين بن أخت أبى على الفارسىّ 116 635 - محمد بن حارث بن أحمد ميمويه النحوىّ 119 636 - محمد بن حبيب 119 637 - محمد بن حبان بن أحمد بن حبان التميمىّ أبو حاتم البستىّ 122

(حرف الخاء فى آباء المحمدين)

رقم الترجمة الصفحة (حرف الخاء فى آباء المحمدين) 638 - محمد بن خالد بن بختيار الرزاز أبو بكر المقرىء النحوىّ الضرير 123 639 - محمد بن خلف بن حيان بن صدقة بن زياد أبو بكر الضبىّ القاضى المعروف بوكيع 124 640 - محمد بن خطاب أبو عبد الله النحوىّ الأزدىّ الأندلسى 124 641 - محمد بن خلصة الشذونىّ أبو عبد الله البصير الأندلسىّ 125 (حرف الراء فى آباء المحمدين) 642 - محمد بن آدم بن كمال أبو المظفر الهروىّ 126 643 - محمد الريمقىّ النحوىّ 126 (حرف الزاى فى آباء المحمدين) 644 - محمد بن زيد الطرطائىّ الصقلىّ 128 645 - محمد بن زياد الأعرابىّ أبو عبد الله 128 (حرف السين فى آباء المحمدين) 646 - محمد بن سعيد بن أبى عتبة أبو عبد الله القشيرىّ النحوىّ الأندلسىّ 138 647 - محمد بن سعد بن محمد بن محمد الديباجى أبو الفتح 139 648 - محمد بن سعدان أبو جعفر الضرير النحوىّ 140 649 - محمد بن سليمان أبو موسى الحامض النحوىّ البغداذىّ 141 650 - محمد بن سالم الأطرابلسىّ الإفريقىّ النحوىّ المعروف بالعقعق 142 651 - محمد بن سنديلة النحوىّ الأصبهانىّ 142 652 - محمد بن سلام بن عبيد الله بن سالم أبو عبد الله البصرىّ الجمحىّ 143 653 - محمد بن السرى أبو بكر النحوىّ المعروف بابن السراج 145 654 - محمد بن سدوس أبو عبد الله النحوى الكاتب الصقلى 150

(حرف الشين فى آباء المحمدين)

رقم الترجمة الصفحة (حرف الشين فى آباء المحمدين) 655 - محمد بن شقير أبو بكر النحوىّ 151 (حرف الصاد فى آباء المحمدين) 656 - محمد بن صدقة المرادىّ النحوىّ الأطربلسىّ الإفريقىّ 152 (حرف الطاء فى آباء المحمدين) 657 - محمد بن طيفور السجاوندىّ الغزنوىّ المفسر النحوىّ اللغوىّ 153 658 - محمد بن طاهر بن على بن عيسى أبو عبد الله الأنصارىّ الأندلسى الدانىّ النحوىّ 153 659 - محمد بن طوسى القصرىّ النحوىّ 154 (حرف العين فى آباء المحمدين) 660 - محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن شاذان الأعرج الأديب الأصبهانىّ 155 661 - محمد بن عبد الله بن محمد بن موسى الكرمانىّ أبو عبد الله اللغوىّ 155 662 - محمد بن عبد الله الحطابى أبو بكر النيسابورىّ 155 663 - محمد بن عبد الله أبو عبد الله الكوفىّ المعروف بابن قادم 156 664 - محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله أبو يحيى الكوفىّ الأسدىّ المعروف بابن كناسة 159 665 - محمد بن عبد الله المكفوف الأندلسىّ المعروف بابن الأصفر 162 666 - محمد بن عبد الله المقرىء النحوىّ اللغوىّ الصقلىّ أبو بكر 163 667 - محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن مكيال 164 668 - محمد بن عبد الله المذكر أبو بكر الطائىّ 165 669 - محمد بن عبد الله أبو الحسن الورّاق النحوىّ 165 670 - محمد بن عبد الرحمن بن أبى المعالى الوارينى أبو عبد الله 165

رقم الترجمة الصفحة 671 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن جعفر بن محمد أبو سعد ابن أبى بكر الكنجروذىّ الفقيه الأديب النحوىّ النيسابورىّ 165 672 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسعود بن أحمد بن الحسين ابن محمد البنجديهىّ أبو عبد الله 166 673 - محمد بن عبد الرحيم بن يعقوب أبو عبد الله بن أبى خلف 167 674 - محمد بن عبد الخالق أبو الوازع الخراسانىّ اللغوىّ النحوىّ 168 675 - محمد بن عبد السلام أبو عبد الله الأديب النحوىّ المعروف بالتدميرىّ 168 676 - محمد بن عبد العزيز بن محمد بن محمود بن سهل بن منده أبو نصر التميمىّ الأصبهانىّ النحوىّ المعروف بسيبويه 169 677 - محمد بن عبد الملك بن على بن عيسى النحوىّ أبو سعيد البغداذىّ 170 678 - محمد بن عبد الواحد بن أبى هاشم، أبو عمر اللغوىّ الزاهد المعروف بغلام ثعلب 171 679 - محمد بن عمر بن عبد الوارث القيسىّ أبو عبد الله 177 680 - محمد بن عمر بن عبد العزيز المعروف بابن القوطية 178 681 - محمد بن عمران بن زياد بن كثير أبو جعفر الضبىّ النحوىّ الكوفىّ 179 682 - محمد بن عمران بن موسى أبو عبيد الله الكاتب المعروف بالمرزبانىّ 180 683 - محمد بن عمران بن مسبّح أبو بكر الشيبانىّ النحوىّ المعروف بالجعد 184 684 - محمد بن على بن أحمد أبو عبد الله المعروف بابن حميدة 185 685 - محمد بن على بن أحمد أبو العباس الكرخىّ 185 686 - محمد أبو بكر بن على بن أحمد الأدفوىّ المصرىّ النحوىّ المفسر 186 687 - محمد بن على بن إبراهيم بن زبرج أبو منصور النحوىّ العتابىّ 188 688 - محمد بن على بن إسماعيل أبو بكر النحوىّ العسكرى المعروف بمبرمان 189

(حرف الفاء فى آباء المحمدين)

رقم الترجمة الصفحة 689 - محمد بن أبو بكر بن على بن الحسن بن البرّ اللغوىّ الصقلىّ التميمىّ الغوثىّ 190 690 - محمد بن على بن شعيب بن الدهان أبو شجاع اللغوىّ الفرضىّ 191 691 - محمد بن على بن عبد الله الزوزنىّ أبو جعفر الأديب 193 692 - محمد بن على بن عمر الجبان أبو منصور اللغوىّ الرازىّ 194 693 - محمد بن على بن محمد بن الحسين بن مهرايزد أبو مسلم النحوىّ الأصبهانى 194 694 - محمد بن على بن محمد أبو سهل الهروىّ النحوى اللغوى 195 695 - محمد بن على المراغىّ 196 696 - محمد بن على بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد ابن الفراء القزوينى أبو منصور 196 697 - محمد بن عيسى أبو عبد الله العمانىّ النحوىّ 197 698 - محمد بن عاصم أبو عبد الله 197 699 - محمد بن عاصم النحوىّ المعروف بالعاصمىّ القرطبىّ أبو عبد الله 197 700 - محمد بن عطاء الله النحوىّ القرطبىّ أبو عبد الله 198 701 - محمد أبو عبد الله بن العباس بن أبى محمد يحيى بن المبارك اليزيدىّ 198 (حرف الفاء فى آباء المحمدين) 702 - محمد بن الفضل بن أحمد بن على بن محمد بن يحيى بن أبان ابن الحكم العنبرىّ الأصبهانى أبو عدنان الأديب الكاتب 200 703 - محمد بن الفضل بن عيسى أبو عبد الله الهمدانىّ النحوى 200 704 - محمد بن فرح الغسانى النحوىّ 200 (حرف القاف فى آباء المحمدين) 705 - محمد بن القاسم بن محمد بن بشار أبو بكر الأنبارىّ 201

(حرف الميم فى آباء المحمدين)

رقم الترجمة الصفحة (حرف الميم فى آباء المحمدين) 706 - محمد بن محمد بن محمد بن بنان 209 707 - محمد بن محمد بن الحسين أبو البركات بن أبى حفص النحوى 210 708 - محمد بن محمد بن عباد أبو عبد الله النحوى العراقىّ 212 709 - محمد بن محمد بن عمران أبو الحسن الرقام البصرىّ 213 710 - محمد بن محمد بن مواهب الخراسانىّ النحوى العروضى الشاعر 213 711 - محمد بن المحسن بن سهل الكارزينىّ أبو الحسن 214 712 - محمد بن مسعود بن محمد المالينىّ الهروى أبو يعلى الأديب 214 713 - محمد بن مضاء النحوى القرطبى أبو عبد الله 215 714 - محمد بن موسى بن هاشم بن يزيد النحوىّ الأندلسى 216 715 - محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد ابن جعفر بن عبد الجبار التميمىّ المروزىّ 216 716 - محمد بن مؤمن بن محمد بن مؤمن الكندىّ البرقىّ النحوىّ أبو بكر 218 717 - محمد بن ميمون النحوىّ الأندلسى المعروف بمركوش 218 718 - محمد بن المستنير أبو على المعروف بقطرب النحوىّ 219 (حرف النون فى آباء المحمدين) 719 - محمد بن ناصر بن محمد بن أحمد بن هارون اليزدىّ الصائغ الصواف أبو منصور 221 720 - محمد بن ناصر بن محمد بن على بن عمر السلامىّ أبو الفضل 222 (حرف الواو فى آباء المحمدين) 721 - محمد بن الوليد المصرىّ النحوى التميمىّ 224 722 - محمد بن الوليد النحوىّ القرطبى المعروف بالقشطالىّ أبو عبد الله الأديب 225

(حرف الهاء فى آباء المحمدين)

رقم الترجمة الصفحة 723 - محمد بن واصل أبو على المقرىء النحوىّ المؤدب 226 724 - محمد بن واصل، (والد أبى العباس المقرىء) 226 (حرف الهاء فى آباء المحمدين) 725 - محمد بن هبة الله بن الورّاق النحوى أبو الحسن 227 726 - محمد بن هبيرة أبو سعيد الغاضرىّ النحوىّ 228 (حرف الياء فى آباء المحمدين) 727 - محمد بن يحيى بن زكريا أبو عبد الله المقرىء النحوىّ 229 728 - محمد بن يحيى بن عبد السلام الأزدى الرباحىّ 229 729 - محمد بن يحيى بن زكريا أبو عبد الله النحوىّ الأندلسىّ المعروف بالقلفاط 231 730 - محمد بن يحيى بن أبى عباد جابر بن زيد بن الصباح العسكرىّ اللغوىّ المعروف بالنديم 232 731 - محمد بن يحيى الرّباحىّ 233 732 - محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول أبو بكر الصولىّ 233 733 - محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوىّ اليزيدىّ أبو عبد الله ابن أبى محمد 236 734 - محمد بن يحيى بن سعدان المؤدب أبو بكر البستى 240 735 - محمد بن يزيد بن عبد الأكبر، أبو العباس المبرد 241 736 - محمد بن يونس الحجارىّ النحوى 253 737 - محمد بن يعقوب بن ناصح الأديب النحوىّ الأصبهانىّ 253 738 - مالك بن عبد الله بن محمد العتبى اللغوىّ 254 739 - المبارك بن المبارك بن سعيد الوجيه بن الدهان، أبو بكر ابن أبى طالب بن أبى الأزهر النحوىّ الضرير 254

رقم الترجمة الصفحة 740 - المبارك بن الفاخر بن محمد بن يعقوب النحوىّ أبو الكرم البغداذى 256 741 - المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد أبو السعادات بن أبى الكرم الجزرىّ الموصلىّ، المجد بن الأثير 257 742 - المبارك بن هبة الله النحوىّ أبو المعالى 260 743 - مخنف 260 744 - مروان بن أحمد بن عبد العزيز بن أبى الحباب النحوى 261 745 - مسلم بن جندب الهذلىّ 261 746 - مسلم بن أحمد بن أفلح الأديب النحوىّ القرطبىّ أبو بكر 261 747 - مسلم بن سلامة بن شبيب النقيعى السنجارىّ 262 748 - مسلمة بن عبد الله بن سعد بن محارب الفهرىّ النحوىّ 262 749 - المسعدى اللغوى الراوية 263 750 - مسعود الدولة النحوى 263 751 - محمود بن أحمد الخجندى الدمشقى 264 752 - محمود بن حسان النحوىّ المصرىّ 264 753 - محمود بن عمر بن محمد بن عمر الزمخشرىّ 265 754 - محمود بن نعمة بن رسلان أبو الثناء الشيزرىّ الأديب النحوىّ 273 755 - المحسن بن علىّ بن كوجك أبو عبد الله الأديب 273 756 - مصدق بن شبيب بن الحسين الصّلحىّ أبو الخير النحوىّ 274 757 - مضارب بن إبراهيم النيسابورىّ أبو الفضل 275 758 - المطهر بن سلار البصرىّ المعروف بالسروجىّ 276 759 - معمر بن المثنى أبو عبيدة التيمىّ البصرىّ 276 760 - معاذ بن عبد الله بن طاهر البلوىّ الإشبيلىّ أبو عمرو النحوىّ اللغوىّ 288

رقم الترجمة الصفحة 761 - معاذ بن مسلم الهراء 288 762 - معبد بن هارون الأشناندانىّ 295 763 - المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حماد أبو الفرج النهروانىّ القاضى المعروف بابن طرار 296 764 - المفضل بن محمد بن يعلى الضبىّ الكوفى اللغوىّ 298 765 - المفضل بن سلمة بن عاصم أبو طالب اللغوى 305 766 - المفجع الأديب البصرىّ اللغوى النحوى الكاتب 312 767 - مكى بن أبى طالب حموش بن مختار القيسى المقرىء 313 768 - مكى بن ريان بن شبة الماكسينى أبو الحرم النحوىّ الضرير 320 769 - مكى بن محمد بن مروان النحوىّ المصرىّ أبو القاسم 322 770 - مكى بن محمد بن عيسى النحوىّ أبو القاسم 322 771 - المنتجع بن نبهان الأعرابىّ التميمىّ 323 772 - المنذر أبو الحكم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المنذر بن عبد الرحمن بن معاوية الأموىّ الأندلسىّ 323 773 - منذر بن سعيد القاضى الأندلسىّ المعروف بالبلوطىّ 325 774 - منصور النحوىّ أبو الفوارس 326 775 - منصور بن المسلم بن على بن محمد بن أحمد بن أبى الخرجين، أبو نصر التميمىّ السعدىّ الحلبىّ المؤدب المعروف بالدميك 326 776 - مؤرج بن عمرو، أبو فيد السدوسىّ 327 777 - موسى بن خاقان أبو عمران 331 778 - موسى بن عبد الله الطرزىّ النحوىّ الإفريقىّ 331 779 - الموفق بن أحمد بن محمد المكىّ 332 780 - مهدى بن أحمد الأديب أبو القاسم الخوافىّ النيسابورىّ 332 781 - مهلب بن الحسن بن بركات أبو المحاسن البهنسىّ المصرىّ النحوىّ 333

(حرف النون)

رقم الترجمة الصفحة 782 - موهوب بن أحمد بن محمد بن الحسن الجواليقىّ أبو منصور ابن أبى طاهر 335 783 - ميمون الأقرن النحوىّ 337 784 - ميمون بن حفص، أبو توبة النحوىّ 338 (حرف النون) 785 - ناصر بن عبد السيد بن على المطرزى النحوىّ الخوارزمىّ أبو الفتح بن أبى المكارم الأديب 339 786 - ناصر بن محمد بن على بن عمر البركىّ أبو منصور 340 787 - ناصر بن أحمد بن بكر الخويىّ القاضى الفقيه الأديب النحوىّ 341 788 - نشوان بن سعيد اللغوىّ اليمنىّ 342 789 - نصران النحوىّ 343 790 - نصر بن عاصم بن أبى سعيد الليثىّ البصرىّ المقرىء النحوىّ 343 791 - نصر بن عبد الله الشيرازىّ النحوىّ اللغوىّ الخطيب الأديب فخر الدين المعروف بابن مريم 344 792 - نصر بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن على بن الحسين النحوىّ أبو الفتح الإسكندرىّ الغزاوىّ 345 793 - نصر بن على الجهضمىّ اللغوىّ البصرىّ 345 794 - نصر بن على بن منصور أبو الفتوح النحوىّ 346 795 - نصر بن محمد بن مبادر النحوىّ أبو العز 346 796 - نصير بن أبى نصير الرازىّ 347 797 - نصرون بن فتوح بن حسين الجزرىّ المصرىّ 347 798 - النضر بن شميل بن خرشة بن يزيد بن كلثوم بن عبدة بن زهير السكب الشاعر بن عروة المازنى التميمىّ 348 799 - نعيم بن ميسرة أبو عمرو النحوىّ الكوفىّ 352

(حرف الواو)

رقم الترجمة/ الصفحة (حرف الواو) 800 - الوليد بن محمد التميمىّ المصرىّ 354 (حرف الهاء) 801 - هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم أبو طاهر خطيب حلب 355 802 - هبة الله علىّ بن محمد بن حمزة العلوىّ أبو السعادات المعروف بابن الشجرىّ النحوىّ 356 803 - هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيوب بن على بن أيوب أبو منصور الأديب النحوىّ الحلىّ 357 804 - هبة الله بن الحسن الأديب النحوىّ العلامة أبو بكر الفارسىّ المعروف بالعلاف 358 805 - هبة الله بن الحسن أبو الحسن الحاجب اللغوىّ 358 806 - هارون بن الحائك الضرير البغداذىّ النحوىّ 359 807 - هارون بن الحارث أبو موسى السامرىّ اللغوىّ 361 808 - هارون بن موسى أبو عبد الله القارىّ النحوىّ الأعور 361 809 - هارون بن موسى بن صالح بن جندل القيسىّ الأديب النحوىّ القرطبى أبو نصر 362 810 - هارون بن محمد بن هارون بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد ابن هارون أبو غالب الأصبهانىّ الأديب 363 811 - هشام بن القاسم 364 812 - هشام بن معاوية الضرير النحوىّ الكوفىّ 364 813 - الهيثم بن عدىّ الطائىّ الراوية الأخبارىّ 365

فهرس الأعلام المترجمة فى الحواشى

فهرس الأعلام المترجمة فى الحواشى (أ) إبراهيم بن أدهم 159 إبراهيم بن سعيد بن عبد الله النعمانى أبو إسحاق الحبال 188 إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق الكرمانى 204 إبراهيم بن عبد الله بن حسن العلوى 302 إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجى 53 إبراهيم بن محمد بن يحيى أبو إسحاق المزكى 193 إبراهيم بن موسى بن جميل الأندلسى 216 أبىّ بن كعب 206 ابن الأثير- على بن محمد عز الدين ابن الأثير- محمد بن محمد أبو الفتح ضياء الدين أحمد بن إسحاق البهلول 156 أحمد بن جعفر بن مالك أبو بكر القطيعى 60 أحمد بن حرب المهلبى (صاحب الطيلسان) 243 أحمد بن الحسين أبو الفضل المعروف بالبديع الهمذانى 107 أبو أحمد الحسين بن موسى- الحسين ابن موسى أحمد بن سعيد بن على العجلى بديع الزمان الهمذانى 50 أحمد بن سهل التميمى 21 أحمد بن أبى طاهر 309 أحمد بن على بن إبراهيم أبو الحسين الرشيد المعروف بابن الزبير الغسانى 78 أحمد بن على بن خيران 46 أحمد بن على بن محمد أبو الحسين الدامغانى 268 أحمد بن عمر بن روح النهروانى 297 أحمد بن عمرو بن مهير أبو بكر الشيبانى المعروف بالخصاف 179 أبو أحمد الفرضى- عبيد الله بن محمد ابن أحمد المقرىء أحمد بن القاسم (صاحب أبى عبيد) 22 أحمد بن محمد بن بشار العجوزىّ أبو بكر البغدادى 249 أحمد بن محمد بن عبد ربه 231 أحمد بن محمد بن المعتصم المستعين بالله (الخليفة العباسى) 158 أحمد بن المقتدر المعروف بالراضى (الخليفة العباسى) 203 أحمد بن يوسف التغلبي 22

(ب)

الإخشيد- محمد بن طفج أسامة بن منقذ 273 أبو إسحاق الحبال- إبراهيم بن سعيد أبو إسحاق المزكى- إبراهيم بن محمد ابن يحيى إسماعيل بن بلبل الشيبانى 307 إسماعيل بن يحيى المزنىّ 217 أردشير بن بابك 74 الأشعرى- على بن إسماعيل أبو الحسن الأشنانى- محمد بن الحسين أبو جعفر الأعشى (ميمون قيس) 351 الملك الأفضل- على بن يوسف امرؤ القيس، حندج بن حجر 135 أنو شروان بن خالد أبو نصر (وزير المسترشد) 26 أوس بن حجر 302 (ب) الباهلى- محمد بن أبى زرعة البحترى- الوليد بن عبيد بختيار عز الدولة بن معز الدولة بن أحمد ابن بويه الديلمىّ 87 البديهى- على بن محمد أبو الحسين بديح المغنى 269 البديع الهمذانى- أحمد بن الحسن أبو الفضل البديع الهمذانى العجلى- أحمد ابن سعيد أبو البركات التكريتى- محمد بن أحمد ابن زيد التكريتى ابن بشران- محمد بن عبد الله أبو بكر بن شاذان- محمد بن عبد الله ابن عبد العزيز أبو بكر الشبلىّ- دلف بن جحدر أبو بكر القطيعى- أحمد بن جعفر أبو بكر بن المظفر السمعانى- منصور ابن محمد أبو بكر المغيلى 71 البهلول بن إسحاق بن البهلول 156 (ت) الترمذى- محمد بن عيسى ابن التلميذ الطبيب- هبة الله بن أبى الغنائم أبو تحيم- معدّ (ث) ثابت بن نصر بن مالك الخزاعى 19 (ج) جعفر بن الفضل بن حنزابة بن الفرات وزير الإخشيد؛ المعروف بابن حنزابة 225 جعفر بن المعتضد أبو الفضل المقتدر بالله (الخليفة العباسى) 198 جهور بن محمد بن جهور أبو الحزم 162

(ح)

(ح) الحارث بن حلزة اليشكرى 94 الحبال- إبراهيم بن سعيد حبيب بن أوس أبو تمام الطائى 69 الحسن بن أحمد بن إبراهيم أبو على ابن شاذان 100 أبو الحسن بن بويه- معز الدولة أبو الحسن الحصرى- على بن عبد الغنى أبو الحسن بن الدش- على بن عبد الرحمن الحسن بن على الضبى المعروف بابن وكيع 33 أبو الحسن بن عمر بن منكود 190 أبو الحسين بن البياز القرطبى- يحيى ابن إبراهيم الحسين بن الضحاك 135 الحسين بن على بن زيد أبو على النيسابورى 54 الحسين بن الفضل البجلى 55 الحسين بن فهم 144 الحسين بن موسى بن محمد أبو أحمد (والد الشريف الرضى) 114 الحصرى- على بن عبد الغنى حكام بن سلم الكتانى 353 الحكيمى- محمد بن أحمد بن قريش حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلى 238 جندج بن حجر- امرؤ القيس ابن حنزابة- جعفر بن الفضل بن حنزابة حنين بن إسحاق 91 حيوس- محمد بن سلطان أبو الفتيان (خ) خالد بن مروان المجاشعى 344 الخصاف- أحمد بن عمرو أبو خيران- أحمد بن على بن خيران (د) الدامغانى- أحمد بن على بن محمد أبو الحسين أبو داود المؤيدى- سليمان بن نجاح دعبل بن على بن رزين الخزاعى 238 دعوان بن على الجبائى أبو محمد 123 دغفل بن حنظلة بن يزيد الشيبانى (النسابة) 37 دلف بن جحدر أبو بكر الشبلى 212 أبو دلف العجلى- القاسم بن عيسى (ر) الراضى- أحمد بن المقتدر الرويانى- محمد بن هارون ابن رائق- أبو محمد بن رائق رئيس الرؤساء- على بن الحسين (ز) ابن الزبير الغسانى- أحمد بن على ابن إبراهيم زيد بن عبد الله بن رفاعة 169

(س)

(س) ابن سكينة- عبد الوهاب بن على الصوفى السلامى- محمد بن عبد الله سلمة بن الفضل الأبرش 353 سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبرانى 63 سليمان بن داود الشاذكونى 142 سليمان بن نجاح أبو داود المؤيدى 105 السميساطى- على بن محمد سهل بن عثمان بن فارس العسكرى 29 سيف الدولة- صدقة بن منصور (ش) الشاذكونى- سليمان بن داود الشبلى أبو بكر- دلف بن جحدر الشعبى أبو بكر- دلف بن جحدر الشعبى- عامر بن شراحيل ابن شنبوذ- محمد بن أحمد بن أيوب (ص) صدقة بن منصور بن دبيس سيف الدولة 27 (ط) طاهر بن الحسين الخزاعى 15 طاهر بن عبد الله أبو الطيب الطبرى 296 أبو طاهر الواعظ- محمد بن على بن محمد الواعظ أبو طاهر طرفة بن العبد 134 طغتكين بن أيوب بن شادى 209 الطومارى- عيسى بن محمد بن أحمد أبو على أبو الطيب بن المقفل- محمد بن المقفل (ظ) الملك الظاهر- على بن الحاكم بأمر الله (ع) عامر بن شراحيل الشعبى 31 عامر بن عبد الملك المسمعى 36 عباس بن عبد العظم العنبرى 17 العباس بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس 128 عبد الرحمن بن سلام (أخو محمد بن سلام) 143 ابن عبد ربه- أحمد بن محمد بن عبد ربه عبد الرحمن بن واقد الواقدى أبو مسلم 226 عبد السلام بن محمد الجبائى أبو هاشم 96 عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع أبو الحسن المرى 105 عبد العزيز بن محمد بن محمد العاصمىّ النخشبى أبو محمد 170 عبد الله بن أحمد بن حنبل 140 عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسى أبو الفضل 258 عبد الله بن أحمد المهزمى أبو هفان 81 عبد الله بن إسماعيل بن ميكال 164

أبو عبد الله الحكيمى- محمد بن أحمد ابن قريش عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان- العرجى عبد الله بن عمران الأسدى 29 عبد الله بن القادر أبو جعفر المعروف بالقائم بأمر الله (الخليفة العباسى) 227 عبد الله بن المعتز الشاعر (الخليفة العباسى) 179 عبد الملك بن درباس المارانى قاضى مصر 192 عبد الواحد بن محمد بن أحمد البلخى 57 عبد الوهاب بن علىّ الشيخ أبو محمد الصوفى المعروف بابن سكينة 258 عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرىء أبو أحمد الفرضى 103 العجوزى- أحمد بن محمد بن بشار أبو بكر العرجى (عبد الله بن عمر بن عمرو ابن عثمان) 350 عروة بن الزبير بن العوّام 344 عز الدولة- بختيار بن أحمد الديلى علان الشعوبى 285 على بن أحمد البسرى أبو القاسم 260 على بن إسماعيل أبو الحسن الأشعرى 110 على بن أيوب بن الحسين أبو الحسين القمى 181 على بن الحاكم بأمر الله؛ المعروف بالملك الظاهر (الخليفة الفاطمى) 46 على بن الحسن بن أحمد أبو القاسم رئيس الرؤساء المعروف بابن سلمة 174 على الدارقطنى 95 أبو علىّ بن شاذان- الحسن ابن أحمد بن إبراهيم أبو على الطوماوى- عيسى بن محمد ابن أحمد على بن عبد الرحمن أبو الحسن ابن الدش 105 على بن عيسى بن حمزة بن وهاس أبو الحسن الحسنى 268 على بن عبد الغنى أبو الحسن الحصرى 106 على بن محمد أبو الحسن البديهى 107 على بن محمد السميساطى 167 على بن محمد عز الدين أبو الحسن المعروف بابن الأثير 260 على المكتفى بالله بن المعتضد (الخليفة العباسى) 146 أبو على النيسابورى- الحسين ابن على بن زيد على بن يحيى المنجم 308 على بن يوسف الملك الأفضل صلاح الدين الأيوبى 166 عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير 282 أبو عمر القاضى- محمد بن يوسف عمر بن محمد بن سيف 93 عمرو بن كلثوم التغلبى 136

(غ)

عنترة بن عمرو بن شدّاد العبسى 136 أبو عوانة- الوضاح بن خالد عوف بن أبى جميلة أبو سهل البصرى 349 عيسى بن محمد بن أحمد أبو على الطومارى 8 (غ) ابن الغازى- محمد بن عبد الله الغازى الغزالى- محمد بن محمد الغلابى- محمد بن زكريا (ف) الفتح بن خاقان (وزير المتوكل) 134 أبو الفتيان- محمد بن سلطان الفضل بن سهل السرخى 350 (ق) أبو القاسم الطبرانى- سليمان بن أحمد ابن أيوب القاسم بن عيسى بن إدريس أبو دلف العجلى 16 القائم بأمر الله- عبد الله بن القادر قد بن مالك بن أربد الوالبى 135 قطرىّ بن الفجاءة المكنى بأبى نعامة 281 القطيعى أبو بكر- أحمد بن جعفر قليج بن أرسلان بن مسعود 33 قيس بن عبد الله، النابغة الجعدى 38 (ك) كرشاسب بن على بن فرامرز 221 الكرمانى- إبراهيم عبد الله الكميت بن زيد الأسدى 288 (ل) الليث بن خالد أبو الحارث 229 (م) ابن ماسويه- يوحنا بن ماسويه المبارك بن كامل بن على بن مقلد 260 ابن متكود- أبو الحسن بن عمر مجالد بن سعيد بن عمير الكوفى 349 محمد بن أبان بن سيد 71 محمد بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ 205 محمد بن أحمد بن زيد التكريتى أبو البركات 255 محمد بن أحمد بن قريش بن حازم الحكيمى 8 محمد بن إسحاق بن خزيمة أبو بكر 55 محمد بن بكير بن واصل 142 محمد بن الحسين أبو جعفر الأشنانى 84 محمد بن حميد التميمى 353 أبو محمد بن رائق 213 محمد بن أبى زرعة الباهلىّ 5 محمد بن زكريا الغلابى أبو جعفر 169 محمد بن سلطان بن محمد أبو الفتيان 34 محمد بن شدّاد المسمعى 305

محمد بن صالح المعروف بابن النطاح 7 محمد بن طغج المعروف بالأخشيد؛ (مؤسس الدولة الإخشيدية) 225 محمد بن عبد الله السلامى 107 محمد بن عبد الله أبو الطيب المعروف باليوسفى الكاتب 242 محمد بن عبد الجبار أبو منصور 216 محمد بن عبد الله بن عبد العزيز أبو بكر ابن شاذان 93 محمد بن عبد الله الغازى 66 محمد بن عبد الله؛ ابن أخى ميمى 202 محمد بن عبد الملك الزيات 70 محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله ابن بشران أبو بكر القرشى 170 محمد بن عيسى الترمذى (صاحب الجامع فى الحديث) 217 محمد بن كعب القرظى 288 محمد بن المتوكل أبو عبد الله المعتز بالله (الخليفة العباسى) 158 محمد بن محمد أبو حامد الغزالى 73 محمد بن محمد بن الحسن أبو المعالى الوركانى 111 محمد بن محمد أبو الفتح ضياء الدين المعروف بابن الأثير 260 محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزاز 170 محمد بن المستظهر بالله المعروف بالمقتفى لأمر الله (الخليفة العباسى) 336 محمد بن المفضل بن سلمة 306 محمد بن موسى بن حماد البربرى 8 محمد بن هارون أبو بكر الرويانى 194 محمد بن هارون الرشيد المعروف بالمعتصم (الخليفة العباسى) 237 محمد بن يزداد (وزير المأمون) 236 محمد بن يوسف أبو عمر القاضى 173 المزنى- إسماعيل بن يحيى المستعين بالله- أحمد بن محمد بن المعتصم الملك المستنصر- معد بن الظاهر مسعود بن عبد الواحد الحصين أبو منصور 53 أبو مسلم الكجىّ- إبراهيم بن عبد الله ابن مسلم ابن مسلمة- على بن الحسن أبو مسلم الواقدى- عبد الرحمن ابن واقد مظفر الأعمى المصرى البصير 330 المظفر بن الأفطس 253 أبو المعالى الوركانى- محمد بن محمد ابن الحسن المعتز بالله- محمد بن المتوكل المعتصم- محمد بن هارون معد بن الظاهر أبو تميم، المستنصر بالله (الخليفة الفاطمىّ) 46

(ن)

معدّ بن المنصور، أبو تميم المعز لدين الله الفاطمىّ 86 معز الدولة بن بويه أبو الحسن 172 المغيلى- أبو بكر المغيلى المنتدر بالله- جعفر بن المعتضد المقتفى لأمر الله- محمد بن المستظهر بالله أحمد بن عبد الله المكتفى بالله- على بن المعتضد المنذر بن محمد بن عبد الرحمن أمير الأندلس 216 أبو منصور- نصر بن داود منصور بن محمد الفقيه أبو بكر السمعانى 216 ابن منقذ- أسامة بن مرشد أبو المظفر منية الكاتبة 61 موسى بن محمد بن حدير الحاجب 69 (ن) النابغة الجعدى- قيس بن عبد الله نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم المقرىء 102 نصر بن داود الصاغانى أبو منصور 21 أبو نعامة- قطرىّ بن الفجاءة (هـ) هارون بن على بن يحيى المنجم 329 هارون بن محمد المعتصم، الخليفة العباسى 134 أبو هاشم الجبائى- عبد السلام ابن محمد الجبائى هبة الله بن أبى الغنائم المعروف بابن التلميذ 336 هرثمة بن أعين 13 هشام بن عروة 277 هشيم بن بشير بن القاسم السلمى 349 أبو هفان- عبد الله بن أحمد المهزمى (و) الواثق بالله- هارون بن محمد الوضاح بن خالد اليشكرى أبو عوانة 36 الوليد بن عبيد أبو عبادة البحترى 244 (ى) يحيى بن إبراهيم بن أبى زيد المرسى أبو الحسين المعروف بابن البياز 105 يحيى بن سعيد القرطبى أبو بكر 258 يزيد بن المهلب 229 يعقوب بن أحمد النيسابورى 10 يعقوب بن إسحاق بن إسرائيل 305 يوحنا بن ماسويه 107 يوسف بن رافع بن تميم 320 اليوسفى الكاتب- محمد بن عبد الله يونس بن عبد الله القاضى 314

موضوعات هذا الجزء

موضوعات هذا الجزء حرف الفاء 5 «القاف 10 » الكاف 38 «اللام 42 «الميم 44 «النون 339 «الواو 354 «الهاء 355 فهرست التراجم 371 «الأعلام المترجمة فى الحواشى 387

الجزء الرابع

الجزء الرابع [مقدمة التحقيق] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* تصدير هذا هو الجزء الرابع والأخير من كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة لمؤلفه علىّ ابن يوسف القفطى. وقد سرت فى تحقيقه على نحو ما سرت عليه فى تحقيق الأجزاء الثلاثة الماضية؛ من الاعتماد على المخطوطتين المحفوظتين بإستانبول بمكتبتى طوب قبوسراى وفيض الله، وما اتّبعته أيضا من الرجوع إلى الكتب التى نقل عنها المؤلف أو الكتب التى نقلت منه، ممّا استطعت الاطلاع عليه من كتب التاريخ والتراجم. وكان لهذا أثره المحمود فى تحقيق نص الكتاب وتوشية حواشيه بمنثور الفوائد والتعليقات. وزدت فى هذا الجزء من المراجع التى انتفعت بها المعاجم الحديثة، مثل معجم كحالة ومعجم سركيس والأعلام للزركلى وتاريخ الأدب العربى لبروكلمان ودائرة المعارف الاسلامية؛ باعتبار أن هذه الكتب؛ اشتملت على كثير من المعارف عن التراجم والكتب وأماكن وجودها وجهات طبعها، كما أنى زدت فى مراجع تراجم هذا الجزء أيضا الكتب التى نشرت أخيرا؛ مثل كتاب نور القبس المختصر من المقتبس لأبى عبيد الله المرزبانى، الذى حققه الدكتور رودلف زلهيم وكتاب برنامج شيوخ الرّعينى الذى حققه الأستاذ إبراهيم شبوح والكتب الأندلسية التى حققها الدكتور إحسان عباس وغيرها. وهذه الكتب جميعا هى التى أرجو أن أرجع إليها عند إعادة طبع الأجزاء السابقة. وقد ألحقت بهذا الجزء الفهارس العامة للكتاب كله. والله ولىّ التوفيق ربيع الأول سنة 1393 هـ إبريل سنة 1973 م محمد أبوالفضل إبراهيم

تتمة التراجم

[تتمة التراجم] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* (حرف الياء) 814 - يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الدّيلمىّ، أبو زكرياء الفرّاء «1» كان أبرع الكوفيّين وأعلمهم. قال قطرب: دخل الفرّاء على الرّشيد فتكلّم بكلام، فلحن فيه مرّات، فقال جعفر بن يحيى [1]: إنه لحن يا أمير المؤمنين، فقال الرّشيد للفرّاء: أتلحن!

_ [1] هو أبو الفضل جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك وزير الرشيد، وقتله سنة 187. وانظر ترجمته وأخباره فى ابن خلكان 1: 105 - 110.

فقال الفرّاء: يا أمير المؤمنين، إن طباع أهل البدو الإعراب، وطباع أهل الحضر اللّحن، فإذا تحفّظت لم ألحن، وإذا رجعت إلى الطّبع لحنت. فاستحسن الرّشيد قوله [1]. وقال ثعلب: العرب تخرج الإعراب على الألفاظ دون المعانى، ولا يفسد الإعراب المعانى، وإذا كان الإعراب يفسد المعنى فليس من كلام العرب. وإنّما صحّ قول الفرّاء، لأنّه عمل النحو والعربيّة على كلام العرب، فقال: كلّ مسألة وافق إعرابها معناها، ومعناها إعرابها، فهو الصحيح، وإنما لحق سيبويه الغلط، لأنه حمل [2] كلام العرب على [المعانى [3]] دون الألفاظ [4]، ولم يوجد فى كلام العرب وأشعار الفحول إلّا ما المعنى فيه مطابق [5] للإعراب، والإعراب مطابق للمعنى. قال: وما نقله هشام [6]، عن الكسائىّ، فلا مطعن فيه، وما قاسه فقد لحقه فيه المغمز [7]، لأنّه سلك بعض سبيل سيبويه، فعمل العربية على المعانى وترك الألفاظ، والفرّاء حمل العربيّة على الألفاظ والمعانى، فبرع واستحقّ التّقدمة،

_ [1] نقله الزبيدىّ فى طبقات النحويين واللغويين عن محمد بن الجهم. [2] الزبيدىّ: «عمل». [3] من الزبيدىّ. [4] فى الزبيدىّ: «وخلى عن الألفاظ». [5] الزبيدىّ: «مطبق». [6] هو هشام بن معاوية الضرير، صاحب الكسائىّ؛ ذكره الزبيدىّ فى الطبقه الثالثة من النحويين الكونين، وترجم له المؤلف فى الجزء الثالث ص 364، 365. [7] الزبيدىّ: «الغمز».

وذلك كقولك: مات زيد [1]، فلو عاملت المعنى لوجب أن تقول: «مات زيدا [1]»؛ لأن الله تعالى هو الذى أماته، ولكنّك عاملت اللّفظ فأردت: «سكنت حركات زيد». وقال ثعلب غير مرّة: لولا الفرّاء ما كانت عربيّة، لأنه خلّصها [2] وضبّطها، ولولا الفرّاء لسقطت العربية، لأنها كانت تتنازع ويدّعيها كلّ من أراد، ويتكلّم الناس فيها على مقادير عقولهم وقرائحهم فتذهب. ولقد رأينا [3] العلماء يؤدّون فى العلم [4] أقاويل العلماء، ثم تكون العلل بعد، ثمّ رأينا النّاس بعد ذلك يتكلّمون فى العلم بآرائهم ويقولون: نحن نقول؛ فيأتون بالكلام على طباعهم، ويحسّنون ما يحسن [5] فى عقولهم، وهذا ذهاب العلم وبطلانه [6]. وقال ثعلب: كان [السّبب [7]] فى إملاء الفرّاء كتاب «معانى القرآن» أن عمر بن بسكير [8]- وكان من أصحابه، كان مع الحسن بن سهل [9]- فكتب إليه: إن الأمير الحسن لا يزال يسألنى عن أشياء من القرآن لا يحضرنى عنها جواب،

_ [1] ساقط من ب، وفى الأصل: «مات زيد»، والصواب ما أثبته من الزبيدىّ [2] الزبيدىّ: «حصنها». [3] الزبيدىّ: «وأدركنا». [4] الزبيدىّ: «يردون فى العلم». [5] الزبيدىّ: «وبحسب ما يحسن عندهم». [6] الخبر، نقله الزبيدىّ فى الطبقات. [7] من الزبيدىّ والسيوطىّ. [8] هو عمر بن بكير، ذكره فى بغية الوعاة 3: 217، وقال: «صاحب الحسن بن سهل، قال ياقوت: «كان نحويا أخبار يا راوية ناسبا، عمل له الفراء معانى القرآن، وصنف كتاب الأيام فى الغزوات». [9] هو أبو محمد الحسن بن سهل السرخسىّ، وزيرا لمأمون بعد أخيه الفضل، توفى سنة 131. ابن خلكان 1: 141.

فإن رأيت أن تجمع لى أصولا، وتجعل [1] فى ذلك كتابا يرجع إليه فعلت. فلما قرأ الكتاب، قال لأصحابه: اجتمعوا حتى أملّ [2] عليكم كتابا فى القرآن، وجعل لهم يوما، فلمّا حضروا خرج إليهم- وكان فى المسجد رجل يؤذّن فيه، وكان من القرّاء- فقال له: اقرأ، فقرأ فاتحة الكتاب، ففسّرها، ثم مرّ فى القرآن كلّه على ذلك؛ يقرأ الرجل والفرّاء يفّسر. وكتابه هذا نحو ألف ورقة، وهو كتاب لم يعمل مثله، ولا يمكن أحد أن يزيد عليه [3]. وقال: كتب الفرّاء لا يوازى بها كتاب. وتوفّى الفرّاء بطريق مكّة سنة سبع ومائتين. وقال الأنبارىّ [4]: كتاب سلمة فى معانى القرآن للفرّاء أجود الكتب لأنّ سلمة كان عالما، وكان لا يحضر مجلس الفراء يوم الإملاء؛ ويأخذ المجالس ممّن يحضر ويتدبّرها، فيجد فيها السهو، فيناظر عليها الفراء، فيرجع عنه. وكان ثعلب سمع كتاب «المعانى» للفرّاء من سلمة بن عاصم، عن الفرّاء، «والحدود» فى النّحو للفرّاء ستون جزءا، سمعها من سلمة بن عاصم، عن الفرّاء أيضا.

_ [1] الزبيدىّ: «أو تجعل». [2] الزبيدىّ: «أملى»، وهما بمعنى. [3] الخبر فى طبقات الزبيدىّ. [4] هو محمد بن القاسم الأنبارىّ أبو بكر، صاحب كتاب الأضداد. والخبر فى طبقات الزبيدىّ ص 150، أورده فى ترجمة سلمة بن عاصم؛ ونقله عن أبى علىّ القالى، وأوله: «سمعت محمد بن القاسم الأنبارىّ يقول: ما أسفت على شىء، كما أسفت على تركى السماع لكتاب المعانى؛ وإنما كان يعطينى الحديث. وكان يقرأ الكتاب بالعشيات على باب داره، وكتاب سلمة أجود الكتب؛ لأن سلمة كان عالما ... إلى آخر الخبر.

أنبأنى محمد النقيب بن النّحوىّ الحسينىّ الحرّانىّ: أخبرنا عبد السلام ابن مختار اللّغوى المصرىّ، أخبرنا ابن بركات السّعيدىّ، حدّثنا محمد بن سهل الهروىّ، حدّثنا اليمنىّ [1] من كتابه [2] قال: يقول أهل الكوفة: لنا ثلاثة فقهاء فى نسق، لم ير النّاس مثلهم: أبو حنيفة، وأبو يوسف، ومحمد بن الحسن. ولنا ثلاثة نحويّون كذلك: علىّ بن حمزة الكسائىّ، وأبو زكرياء يحيى بن زياد الفرّاء، وأبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب. وكتبت من خطّ محمد بن عبد الملك التاريخىّ، قال: كنّا فى مجلس محمد ابن الجهم [3] نقرأ عليه كتاب «المعانى» فى القرآن عن الفرّاء، وبين يديه سلّة فيها كتب الفرّاء، فقال: يا حبّذا ما حوت السّلّه ... من كتب القرآن والملّه وعلمها أشهى إلى عالم ... من رطب يجنى من النّخله أملّه شيخ قديم لنا ... فى الجانب الشرقىّ من دجله لم يمل أهل النحو أمثاله ... ولا رأينا بعده مثله عنه عفا الله وعنّا ولا ... أرهقتا قترا ولا ذلّه

_ [1] وهو محمد بن الحسن اليمنىّ، صاحب كتاب أخبار النحاة وطبقاتهم. ترجمته فى انباه الرواة 3: 112، 113. [2] فى الأصل: «كتاب»، والصراب ما أثبته من ب. [3] هو محمد بن هارون، أبو عبد الله السمرىّ، راوى تصانيف الفرّاء. وانظر ترجمته فى إنباه الرواة 1: 88.

قال: وحدّثنا محمد الجهم، قال: حدّثنى محمد بن المستنير قطرب، قال: دخل الفرّاء على [هارون [1]] الرشيد .. وساق الحكاية الّتى تقدم ذكرها فى لحن الفرّاء فى العبارة، واعتذاره عنها بما اعتذر. وقد لقى الفرّاء أبا جعفر الرؤاسىّ [2]. وذكر محمد بن إسحاق النّديم فى كتابه [3]، قال: أبو زكرياء الفرّاء، مولى بنى منقر، ولد بالكوفة. ومن خط سلمة: الفرّاء العبسىّ، ومن خط اليوسفىّ: «يحيى بن زياد بن فرابخت [4] بن داود بن كودنار» ومن خطّ ابن عبد الله بن مقلة [5]: قال أبو العبّاس: وكان السّبب فى إملاء الفرّاء الحدود أن جماعة من أصحاب الكسائى صاروا إليه، وسألوه أن يملّ عليهم أبواب النّحو، ففعل ذلك، فلمّا كان المجلس الثالث قال بعضهم لبعض: إن دام هذا على هذا علّم النّحو الصبيان، والوجه أن نقعد عنه، فقعدوا، فغضب وقال. سألونى القعود، فلمّا قعدت تأخّروا، والله لأملّنّ النحو ما اجتمع اثنان؛ فأملّ ذلك ستّ عشرة سنة، ولم ير فى يده كتاب إلّا مرّة واحدة، أملّ كتابا [6] من نسخته [7].

_ [1] تكملة من ب. [2] هو أبو جعفر محمد بن الحسن؛ لقب الرؤاسىّ لعظم وأسه؛ ذكره الزبيدىّ فى الطبعة الأولى من النحويين الكوفيين. وانظر الفهرست 64، ونزهة الألباء 65. [3] الفهرست 66. [4] كذا فى الأصلين بالفاء، وفى الفهرست بالقاف. [5] فى الأصل: «عبيد الله بن مقلة»، وما أثبته من ب والفهرست. [6] الفهرست: «أملى كتاب ملازم». [7] الفهرست: «نسخة».

وقال أبو العباس: كان الفرّاء يجلس الناس [1] فى مسجده إلى جانب منزله، وكان ينزل بإزائه الواقدىّ [2]. قال: وكان الفراء يتفلسف فى تأليفاته وتصنيفاته، حتى يسلك [3] فى ألفاظه كلام الفلاسفة. وكان أكثر مقامه ببغداد، وكان يجمع طوال دهره، فإذا كان آخر السنة خرج إلى الكوفة، فأقام بها أربعين يوما فى أهله يفرّق فيهم ما جمعه ويبرهم. ولم يؤثر من شعره غير هذه الأبيات، رواها أبو حنيفة الدّينورىّ [4] عن الطّوال [5]: يا أميرا على جريب من الأر ... ض له تسعة من الحجّاب جالسا فى الخراب يحجب فيه [6] ... ما سمعنا بحاجب فى خراب لن ترانى لك العيون بباب ... ليس مثلى يطيق ردّ الحجاب وذكره [7] أبو عبيد الله محمد بن عمران فى كتابه [8]، فقال: أبو زكرياء يحيى بن زياد الفرّاء، كان زياد الأقطع أبوه، شهد وقعة مع الحسين بن علىّ عليهما السلام، فقطعت يده فى تلك الحرب. وكان الفرّاء يميل إلى الاعتزال [9].

_ [1] الفهرست: «للناس». [2] هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الأسلمىّ الواقدىّ، صاحب التصانيف فى الفتوح والمغازىّ؛ ذكره صاحب شذرات الذهب فى وفيات سنة 207. [3] الفهرست: «يعنى يسلك»، وفى ب: «حتى سلك». [4] هو أحمد بن داود؛ ترجم له المؤلف فى الجزء الأول ص 76 - 79. [5] هو محمد بن أحمد بن عبد الله الطوال؛ من أهل الكوفة وأحد أصحاب الكسائى. توفى سنة 243. بغية الوعاة 1: 50. [6] الفهرست: «عنه». [7] فى الأصلين: «وذكر». [8] هو كتاب المقتبس، ذكره المؤلف فى ثبت مؤلفاته فى الإنباه 3: 182. [9] نقل ابن خلكان الخبر؛ ولكن ذكر بعده: «وهذا عندى فيه نظر؛ لأنّ الفرّاء عاش ثلاثا وستين سنة، فتكون ولادته سنة أربع وأربعين ومائة، وحرب الحسين كانت سنة إحدى وسنين للهجرة، فبين حرب الحسين وولادة الفراء أربع وثمانون سنة، فكم قد عاش أبوه! فإن كان الأقطع جده فيمكن. والله أعلم».

وقال الجاحظ: دخلت إلى بغداد حين قدمها المأمون سنة أربع ومائتين، وكان بها الفرّاء؛ فاشتهى أن يتعلّم الكلام، ولم يكن له طبع فيه [1]. وحكى سلمة عن الفرّاء، قال: كنت أنا وبشر المرّيسىّ [2] فى بيت واحد عشرين سنة، ما تعلّم منّى شيئا ولا تعلّمت منه شيئا. وقال سلمة: طال [3] تعجّبى كيف كان يحيى يعظّم الكسائىّ، وهو أعلم بالنحو [منه [4]]. قال الجاحظ: قدمت بغداد قدمة، ولم يكن معى شىء أهديه إلى محمد ابن عبد الملك الزّيات [5]، فلمّا خرجت من السفينة سمعت مناديا ينادى: من أراد أن يحضر بيع كتب الفرّاء فليحضر، فقلت: لأذهبنّ، لعلّى أن اشترى كتابا فأهديه إليه، فحضرت فلم أجد فى كتبه شيئا أستحسنه [6]، فلمّا بيعت كتبه رفع فراشه الّذى كان ينام عليه ليباع، وجد تحت وسادته «كتاب سيبويه»، فنودى عليه، فبالغت فيه، واشتريته وأهديته إلى محمد بن عبد الملك الزيات، فسّربه، وقال: شهد الكتاب عندى على مقدار سيبويه، ودلّني على فضله الفرّاء إذ نظر فيه، ولم يعلم محمّد أن الفرّآء لم ينتفع بالنّظر فى هذا الكتاب كبير نفع،

_ [1] ابن خلكان 2: 229. [2] المرّيسىّ؛ بفتح الميم وكسر الراء المشدّدة: منسوب إلى مريس، قرية بصعيد مصر. وانظر ترجمته فى حواشى الجزء الأول 1: 253. [3] فى الأصل: «قال»، والصواب ما أثبته من ب. [4] زيادة يقتضيها السياق. [5] تقدمت ترجمته فى حواش الجزء الثالث ص 70. [6] ب: «استحسنته».

لأنّه لم ينظر فيه نظر ناصح لنفسه، ولا شاكر [1] لمن وصل إليه العلم من جهته، ولا معترف بالحق فيه، ولا صادق فى روايته عند ما أخذ منه، فإنّه سرق بعضا وادّعاه لنفسه، وستر حقّ صاحبه فلم يشكره، ونقل عنه مسائل وعزاها إلى الخليل. وكان الفرّاء شديد طلب المعاش، وكان لا يستريح فى بيته. وقال الفرّاء. أموت وفى نفسى شىء من «حتى»؛ لأنّها تخفض وتنصب وترفع. أنبأنا زيد بن الحسن بن زيد الكندىّ؛ قال: أخبرنا أبو منصور القزّاز، قال: حدّثنا أحمد بن ثابت الخطيب فى كتابه [2]، قال: يحيى بن زياد بن عبد الله ابن منظور [3] أبو زكريا الفرّاء، مولى بنى أسد، من أهل الكوفة، نزل بغداد، وأملى بها كتبه فى معانى القرآن وعلومه. وحدّث عن قيس بن الربيع، ومندل بن علىّ، وخازم [4] بن الحسين البصرىّ، وعلىّ بن حمزة الكسائىّ، وأبى الأحوص سلّام ابن سليم، وأبى بكر بن عيّاش، وسفيان بن عيينة؛ روى عنه سلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم السّمرىّ وغيرهما. وكان ثقة إماما. وبالإسناد؛ حدثنا أحمد بن علىّ الخطيب فى كتابه [5]، أخبرنا محمد بن أحمد ابن رزق، حدثنا أبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن حمّاد

_ [1] فى الأصل: «مسألة» تحريف؛ والصواب ما أثبته من ب. [2] تاريخ بغداد 14: 149. [3] منظور، ضبطه ابن خلكان: «بفتح الميم وسكون النون، وضم الظاء المعجمة وسكون الواو وبعدها راء». [4] فى الأصلين: «حازم» بالحاء، والصواب ما أثبته من تاريخ بغداد وهو خازم بن الحسين أبو إسحاق الخميسى، من أهل الكوفة؛ ترجم له فى تهذيب التهذيب 3: 79. [5] تاريخ بغداد 14: 149، 150.

العسكرىّ، إملاء فى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، حدّثنا محمد بن الجهم السمّرىّ، حدّثنا يحيى بن زياد الفرّاء، حدّثنى خازم بن حسين البصرىّ، عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك، قال: قرأ النبىّ صلّى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان. (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) بالألف. وبالإسناد، حدّثنا أحمد بن علىّ بن ثابت فى كتابه [1]: أخبرنا القاضى أبو العلاء الواسطى، أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التّميمىّ بالكوفة، حدّثنا الحسن بن داود، حدثنا أبو جعفر عقدة، حدّثنا أبو بديل [2] الوضاحىّ، قال: [أمر [3]] أمير المؤمنين المأمون الفرّاء [4] أن يؤلّف ما يجمع به أصول النحو، وما سمع من العرب، وأمر أن يفرد فى حجرة من حجر الدار، ووكّل به جوارى وخدما يقمن بما يحتاج [إليه [3]] حتى لا يتعلّق قلبه، ولا تتشرّف [5] نفسه إلى شىء؛ حتى إنّهم كانوا يؤذنونه بأوقات الصّلاة، وصيّر له الورّاقين، وألزمه الأمناء والمنفقين، وكان يملى والورّاقون يكتبون، حتى صنف «الحدود» فى سنتين، وأمر المأمون بكتبه فى الخزائن، فبعد أن فرغ من الإملاء خرج إلى الناس، وابتدأ يملّ كتاب «المعانى». وكان ورّاقيه سلمة وأبو نصر، قال: فأردنا أن نعدّ الناس الّذين اجتمعوا لإملاء كتاب المعانى فلم يضبط. قال: فعددنا القضاة فكانوا ثمانين قاضيا، فلم يزل يملّه حتى أتمّه.

_ [1] تاريخ بغداد 14: 150. [2] كذا فى الأصلين، وهو يوافق ما فى تاريخ بغداد. وفى معجم الأدباء: أبو بريدة، «وفى تزهة الألباء: «أبو بريد». [3] زيادة من تاريخ بغداد. [4] فى الأصلين: «للفرّاء»، والصواب ما أثبته من تاريخ بغداد. [5] تتشرف، أى تتطلع.

وله كتابان فى المشكل؛ أحدهما أكبر من الآخر. قال: فلمّا فرغ من إملاء المعانى خزنه الورّاقون عن الناس ليكسبوا [1] فيه وبه [2]، وقالوا: لا نخرجه إلى أحد إلّا من أراد أن ينسخه على خمس [3] أوراق بدرهم، فشكا النّاس إلى الفرّاء، فدعا بالوراقين فقال لهم فى ذلك، فقالوا: إنّما صحبناك لننتفع بك، وكلّ ما صنّفته فليس بالنّاس إليه من الحاجة ما بهم إلى هذا الكتاب؛ فدعنا نعش به؛ قال: فقاربوهم ينتفعوا وتنتفعوا، فأبوا عليه، فقال: سأريكم، وقال للناس: إنى ممل [4] كتاب معانى، أتمّ شرحا، وأبسط قولا من الذى أمليت، فجلس يملّ، فأملّ الحدّ فى مائة ورقة، فجاء الوراقون اليه وقالوا: نحن نبلغ النّاس ما يجبّون، فنسخوا كلّ عشر أوراق بدرهم [5]. قال: وكان المأمون قد وكلّ الفرّاء يلقّن ابنيه [6] النّحو، فلمّا كان يوما أراد الفرّاء أن ينهض إلى بعض حوائجه، فابتدرا إلى نعل الفراء يقدّمانه له، فتنازعا [7] أيّهما يقدّمه؛ ثم اصطلحا على أن يقدّم كلّ واحد منهما فردا، فقدّماها، وكان المأمون له على كل [شىء [8]] صاحب خبر؛ فرفع إليه ذلك الخبر، فوجّه إلى

_ [1] فى الأصل: «ليكتسبوا»، وما أثبته من ب وتاريخ بغداد. [2] كذا في الأصلين، وفى تاريخ بغداد: «ليكسبوا به». [3] ب: «فى خمس أورق». [4] فى الأصل: «أمل»، وما أثبته من ب وتاريخ بغداد. [5] تاريخ بغداد 14: 145 - 150. [6] فى الأصل: «بنيه»، وما أثبته من ب وتاريخ بغداد. [7] فى الأصل: «فسارعا»، وما أثبته من ب وتاريخ بغداد. [8] زيارة من ب وتاريخ بغداد.

الفرّاء فاستدعاه، فلمّا دخل عليه قال له: من أعزّ الناس؟ قال: ما أعرف أحدا أعزّ من أمير المؤمنين. قال: بلى، من إذا نهض تقاتل على تقديم نعليه وليّا عهد المسلمين، حتى رضى كلّ واحد أن يقدّم له فردا، قال: يا أمير المؤمنين، لقد أردت منعهما من ذلك، ولكن خشيت أن أدفعهما عن مكرمة سبقا إليها، وأكسر نفوسهما عن شريفة حرصا عليها. وقد يروى عن ابن عباس أنه أمسك للحسن والحسين ركابيهما حتى خرجا من عنده، فقال له بعض من حضر: أتمسك لهذين الحدثين ركابيهما وأنت أسنّ منهما. قال: اسكت يا جاهل، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذو الفضل. قال له المأمون: لو منعتهما عن ذلك لأوجعتك لوما وعتبا، وألزمتك ذنبا، وما وضع ما فعلاه من شرفهما، بل رفع من قدرهما، وبيّن عن جوهرهما، ولقد بينت [1] لى مخيلة الفراسة بفعلهما، فليس يكبر الرّجل وإن كان كبيرا عن ثلاث: عن تواضعه لسلطانه، ووالده، ومعلّمه العلم، وقد عوّضتهما بما فعلاه عشرين ألف دينار، ولك عشرة آلاف درهم على حسن أدبك لهما [2]. أنبأنا زيد بن الحسن بن زيد، أخبرنا عبد الرّحمن القزّاز، حدّثنا أحمد بن علىّ، أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطىّ، أخبرنا محمد بن جعفر التميميّ، حدّثنا محمد ابن الحسن، قال: حدثنا أبو العباس ثعلب عن ابن نجدة: لمّا قصدنى أبو زكريا للاتّصال بالمأمون، كان يتردّد إلى الباب: فلمّا أن كان ذات يوم

_ [1] ابن خلكان: «ظهرت». [2] تاريخ بغداد 14: 149 - 151.

جاء ثمامة [1]، قال: فرأيت أبهة [2] أدب، فجلست إليه، ففاتشته [3] على اللغة، فوجدته بحرا، وفاتشته على النّحو [4] فوجدته نسيج وحده، وعن الفقه فوجدت رجلا فقيها عارفا باختلاف القوم، وبالنّجوم ماهرا، وبالطّبّ خبيرا [5]، وبأيّام العرب وأشعارها حاذقا، فقلت: من تكون؟ وما أظنّك إلا الفرّاء! قال: أنا هو، فدخلت فأعلمت أمير المؤمنين، فأمر بإحضاره لوقته، وكان سبب اتصاله به [6]. أخبرنا زيد بن الحسن الكندىّ، إجازة، أخبرنا القزاز، أخبرنا أحمد بن علىّ، أخبرنا الأزهرىّ، أخبرنا علىّ بن عمر الحافظ، حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدّثنا بنان بن يعقوب الزّقومىّ [7]، أخو حمدان الكندىّ، قال: سمعت عبد الله ابن الوليد صعودا يقول: كان محمد بن الحسن الفقيه [8]، ابن خالة الفرّاء، وكان الفرّاء عنده يوما جالسا، فقال الفرّاء: قلّ [9] رجل أنعم النظر في باب من العلم،

_ [1] هو ثمامة بن أشرس النميرى المعتزلى، أحد الفصحاء المتكلمين، وكان له اتصال بالرشيد، ثم بالمأمون بعده؛ وكان ذا نوادر وملح؛ وله أتباع يسمون الثمامية. توفى سنة 213. تاريخ بغداد 7: 145. [2] الأبهة: العظمة والبهجة. [3] كذا في ب وتاريخ وبغداد، وفي الأصل: «فقايسته». [4] تاريخ بغداد: «من النحو». [5] كذا في ب وتاريخ بغداد، وفي الأصل: «بصيرا». [6] تاريخ بغداد 14: 151. [7] كذا في ب وتاريخ بغداد، وفي الأصل: «الرقوبى». [8] هو محمد بن الحسن بن فرقد الشيبانى، صاحب أبى حنيفة وناشر علمه. مات بالرى سنة 189. الفوائد البهية 163. [9] فى الأصلين: «كل»، والصواب ما أثبته من تاريخ بغداد.

فأراد غيره إلا سهل عليه؛ فقال له محمد: يا أبا زكرياء، فأنت أيضا قد أنعمت النظر في العربية؛ فنسألك عن باب من الفقه، قال: هات على بركة الله، قال: ما تقول في رجل صلّى فسها، فسجد سجدتى السهو، فسها فيهما؟ ففكر الفرّاء ساعة [ثم [1]] قال: لا شىء عليه، قال له محمد: ولم؟ قال: لأنّ التصغير عندنا لا تصغير له، وإنما السّجدتان تمام الصلاة، فليس للتّمام تمام، فقال محمد ابن الحسن: ما ظننت آدميّا يلد مثلك [2]! قال هنّاد بن السرىّ: كان الفرّاء يطوف معنا على الشيوخ، فما رأيناه أثبت سوداء في بيضاء قطّ، لكنه إذا مرّ حديث فيه شىء من التفسير أو متعلّق بشىء من اللغة، قال للشيخ: أعده علىّ، وظننّا أنّه كان يحفظ ما يحتاج إليه [3]. وقال ابن الجهم السّمّرى: ما رأيت مع الفرّاء كتابا قط إلا كتاب «يافع ويفعة». وقال سلمة: أمّل الفرّاء كتبه كلّها حفظا، لم يأخذ بيده نسخة إلا في كتابين: كتاب «ملازم»، وكتاب «يافع ويفعة». قال أبو بكر بن الأنبارىّ: ومقدار الكتابين خمسون ورقة. [ومقدار كتب الفرّاء ثلاثة آلاف ورقة [4]].

_ [1] زيادة من تاريخ بغداد. [2] تاريخ بغداد 14: 152، ابن خلكان 2: 229. [3] تاريخ بغداد 14: 152. [4] تكملة من ب وتاريخ بغداد، والخبر فيه 14: 153، نقله الخطيب عن محمد بن محمد على الشروطى، عن أبى محمد عبيد الله بن محمد بن على الكاتب المروزى، عن أبى محمد بن القاسم الأنبارى عن أبى العباس أحمد بن يحيى النحوى، عن سلمة.

[وقال سعدون: قلت للكسائىّ: الفرّاء أعلم أم الأحمر [1]؟]، فقال: الأمر أكثر حفظا، والفرّاء أحسن عقلا، وأنفذ فكرا، وأعلم بما يخرج من رأسه. وقال سلمة: خرجت من منزلى، فرأيت أبا عمر الجرمىّ واقفا على بابى، فقال لى: يا أبا محمد، امض بى إلى فرّائك [2] هذا، فقلت: امض، فانتهينا إلى الفرّاء وهو جالس على بابه، يخاطب قوما من أصحابه في النحو، فلمّا عزم على النّهوض، قلت له: يا أبا زكرياء، هذا أبو عمر صاحب البصريين، تحبّ أن تكلّمه في شىء؟ فقال: نعم، ما يقول أصحابك في كذا وكذا! قال: يلزمهم كذا وكذا، ويفسّر هذا من جهة كذا وكذا، قال: فألقى عليه مسائل، وعرّفه الإلزامات فيها، فنهض وهو يقول: يا أبا محمد، ما هذا الرّجل إلا شيطان. وكرر ذلك مرتين أو ثلاثا [3]. أنبأنا زيد بن الحسن، أخبرنا القزّاز، أخبرنا الخطيب، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين السّليطىّ بنيسابور، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصمّ، قال: سمعت محمد بن الجهم، يقول: سمعت الفرّاء يقول: كان عندنا رجل يقرأ القرآن برأيه، فقيل له: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ [4]) ؟ فقال: رجل سوء والله، فقيل: (فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ [4]) قال: فسكت طويلا ثم قال: من هذا أعجب [5]!

_ [1] تكملة من ب وتاريخ بغداد. [2] تاريخ بغداد: «فرّاثكم». [3] تاريخ بغداد 14: 154. [4] سورة الماعون 1، 2. [5] تاريخ بغداد 14: 154.

وله من التصانيف: كتاب «معانى القرآن [1]». كتاب «البهىّ [2]» كتاب «اللّغات». كتاب «المصادر في القرآن» كتاب «الجمع والتثنية في القرآن». كتاب «الوقف والابتداء». كتاب «الفاخر». كتاب «آلة الكاتب [3]» كتاب «النوادر». كتاب «الحدود» وترجمة كتاب «الحدود» على ما نقله العلماء من خط سلمة [4]. ابن عاصم على هذا الترتيب: «حدّ الإعراب في أصول العربيّة». «حدّ النصب المتولّد من الفعل»، «حدّ المعرفة والنكرة»، «حدّ من وربّ»، «حدّ العدد»، «حدّ ملازمة دخل». «حدّ العماد». «حدّ الفعل الواقع». «حدّ إنّ واخواتها». «حد كى وكيلا»، «حدّ حتى»، «حدّ الإغراء».

_ [1] نقل صاحب الفهرست عن ثعلب: «كان السبب في إملاء كتاب الفرّاء في المعانى أن عمر ابن بكير كان من أصحابه؛ «وكان منقطعا إلى الحسن بن سهل، فكتب إلى الفرّاء: إن الأمير الحسن ابن سهل ربما سألنى عن الشىء بعد الشىء من القرآن، فلا يحضرنى فيه جواب؛ فإن رأيت أن تجمع لى أصولا، أو تجعل ذلك كتابا أرجع إليه فعلت، فقال الفرّاء لأصحابه: اجتمعوا حتى أمل عليكم كتابا فى القرآن؛ وجعل لهم يوما؛ فلما حضروا خرج إليهم، وكان في المسجد رجل يؤذن ويقرأ بالناس فى الصلاة، فالتفت إليه الفرّاء، فقال له: اقرأ بفاتحة الكتاب ففسرها، ثم توفى الكتاب كله، يقرأ الرجل ويفسر الفرّاء، قال أبو العباس: لم يعمل أحد قبله، ولا أحسب أن أحدا يزيد عليه». [2] قال صاحب الفهرست: «ألفه لعبد الله بن طاهر». وفي بغية الوعاة: «البهاء فيما تلحن فيه العامة». وقال ابن خلكان: «وهو صغير الحجم، ووقفت عليه بعد كتابة الترجمة، ورأيت فيه أكثر الألفاظ التى استعملها أبو العباس ثعلب في كتاب الفصيح، غير أنه غيره ورتبه على صورة أخرى، وعلى الحقيقة ليس لثعلب في الفصيح سوى الترتيب وزيادة يسيرة. وفي كتابا البهاء أيضا ألفاظ ليست فى الفصيح، قليلة، وليس في الكتابين اختلاف إلا في شىء قليل». [3] الفهرست: «الكتاب». [4] فى الفهرست: رواه سلمة بن قادم، تحريف.

«حدّ الدعاء». «حدّ النونين: الشديدة والخفيفة». «حد الاستفهام». «حدّ الجزاء». «حدّ الجواب». «حدّ الذى ومن وما». «حدّ ربّ وكم»، «حدّ القسم». «حدّ التنزيه [1] والتمنّى». «حدّ النّداء». «حدّ الندبة». «حدّ التّرخيم». «حدّ أن المفتوحة». «حدّ إذ وإذا وإذا». «حدّ ما لم يسمّ فاعله». «حدّ لو تركت [2] وراءك». «حدّ الحكاية». «حدّ التصغير». «حدّ النسبة [3]». «حدّ الهجاء». «حدّ راجع الذكر». «حدّ الفعل الرباعىّ». «حدّ الفعل الثلاثىّ». «حدّ المعرب من مكانين». «حدّ الإدغام». «حدّ الهمز». «حدّ الأبينة». «حدّ الجمع». «حدّ المقصور والممدود». «حدّ المذكر والمؤنث». «حدّ فعل وأفعل». «حدّ النهى». «حدّ الابتداء والتقطيع». «حدّ ما يجرى وما لا يجرى». ورأيت له بحلب كتاب «الواو» فى مجلّد عند رجل يعرف بالضّياء ابن المغربى الوكيل في مجلس القضاه، ثم تطلّبته بعد موته فما ظفرت به [4].

_ [1] فى الأصل: «والنهى»، وما أثبته من ب، وفي الفهرست: «حد التنوية والمثنى». [2] لم يذكره صاحب الفهرست. [3] فى الفهرست «حد التثنية». [4] وذكر له ياقوت من المصنفات أيضا: «كتاب اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف». وذكر له ابن خلكان كتاب «المشكل» وكتاب: «اللغات». وفي دار الكتب نسخة خطبة برقم 13 - أدب ش من كتاب الأيام والليالى والشهور برواية الفرّاء، وطبع بالمطبعة الأميرية ببولاق سنة 1956 م، بتحقيق إبراهيم الإبيارى.

815 - يحيى بن يعمر العدوانى النحوى

815 - يحيى بن يعمر العدوانىّ النحوىّ «1» يكنى أبا سليمان، تابعىّ بصرىّ، انتقل إلى خراسان [1]. قال الكلبىّ: يحيى بن يعمر، من بنى وابش بن زيد بن عدوان. وقال العبدىّ: هو فهمىّ، وفهم أخو عدوان. وقيل: هو جدلىّ، وجديلة قيس: فهم، وعدوان. وقال آخرون: هو ليثىّ [2] من بنى كنانة، ليث بن بكر بن مناة بن كنانة. وقال خليفة بن خيّاط [3]: هو غطفانىّ، غطفان سعد بن قيس بن عيلان. وقال يحيى بن معين: هو عدوانىّ [4].

_ [1] ذكره ابن سعد في الطبقات 7: 368 فيمن كان بخراسان من الفقهاء والمحدثين. [2] وكذا نسبه ابن سعد في الطبقات. [3] خليفة بن خياط الشيبانى المعروف بشباب، محدث نسابة أخبارى صنف التاريخ في عشرة أجزاء والطبقات ثمانية أجزاء. توفى سنة 240 على أحد الأقوال. تذكرة الحفاظ 2: 21. [4] فى الأصل: «عدوان، والصواب ما أثبته من ب.

ولقى عبد الله بن عباس وابن عمرو [1] وغيرهما، وروى عنه قتادة وإسحاق ابن سويد وغيرهما. وهو أحد قرّاء البصرة، وعنه أخذ ابن أبى إسحاق القراءة. وولى القضاء بمرو، وكان عالما بالقرآن والنّحو ولغات العرب. وأخذ النّحو عن أبى الأسود، ويقال: إن أبا الأسود لمّا وضع باب الفاعل والمفعول به، زاد فيه رجل من بنى ليث أبوابا، ثمّ نظر فإذا في كلام العرب ما لا يدخل فيه، فأقصر عنه؛ فيمكن أن يكون هو يحيى بن يعمر، إذ كان عداده في بنى ليث. وكان شيعيا، من الشيعة الأول، القائلين بفضل أهل البيت عليهم السلام. وبلغ الحجّاج أن يحيى بن يعمر يقول: إن الحسن والحسين عليهما السلام من ذرّية رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله- ويحيى يومئذ بخراسان- فكتب إلى قتيبة ابن مسلم: أن ابعث إلىّ بيحيى بن يعمر، فبعث به إليه. فقال: أنت الذى تزعم أن الحسن والحسين من ذرّية رسول الله صلى الله عليه وسلم! والله لألقيّن الأكثر منك شعرا [2] أو لتخرجنّ من ذلك، قال: فهو أمانى إن خرجت منه؟ قال: نعم، قال: فإن الله جل وعز يقول: (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ، وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى [3]. الآية، وما بين عيسى وإبراهيم أكثر

_ [1] ب: «عمر». [2] كذا في ب وابن خلكان. [3] سورة الأنعام 84، 85.

ممّا بين الحسن والحسين ومحمد صلى الله عليه وسلم، قال: ما اراك إلا وقد خرجت [1]، والله لقد قرأتها وما علمت بها قطّ. ثم قال له: أين ولدت؟ قال: بالبصرة، قال: وأين نشأت؟ قال: بخراسان، قال: فهذه العربية أنى لك هى؟ قال: رزق، قال: خبّرنى عنّى هل ألحن؟ فسكت، قال: أقسمت عليك! فقال: إمّا إذ سألتنى أيّها الأمير، فإنك ترفع ما يوضع، وتضع ما يرفع، قال: ذلك والله اللحن السّيّئ [2]. وقيل إنه قال له: تلحن في حروف، قال: فأين؟ قال: فى القرآن، قال: ذاك أشنع له، ما هو؟ قال: تقول: (قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ.) إلى قوله: (أَحَبَّ إِلَيْكُمْ [3]) ، تقرؤها بالرفع قال: لا جرم! لا تسمع لى لحنا، فألحقه بخراسان، وفيها يزيد بن المهلب [4]. وكتب يزيد بن المهلب إلى الحجاج من خراسان: «إنّا لقينا العدوّ، فاضطررناهم إلى عرعرة الجبل، ونحن بحضيضه [5]». فقال الحجاج: ما لابن المهلّب ولهذا الكلام! قيل: إنّ ابن يعمر هناك، قال: [ذاك [6]] إذا.

_ [1] بعدها في ابن خلكان: «وهذا من الاستنباطات الغربية فلله دره! ما أحسن ما استخرج، وأدق ما استنبط!. [2] الخبر في ابن خلكان 2: 227، وبعده هناك: «ثم كتب إلى قتيبة: إذا جاءك كتابى هذا فاجعل يحيى به يعمر على قضائك. والسلام». [3] سورة التوبة 24. [4] يزيد بن المهلب، تقدمت ترجمة في حواشى الجزء الثالث 229. [5] عرعرة الجبل: أعلاء، وحضيضه: أسفله. [6] من نزهة الألباء.

وكان يحيى بن يعمر ينطق بالعربية المحضة واللّغة الفصحى طبيعة فيه غير تكلّف. وقال لرجل خاصمته امرأته إليه، فأنكر دعواها، وتلجلج ما بين الإقرار والإنكار: أأنّ سألتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلّها وتضهلها [1]. وقال عيسى بن عمر: تخاصم رجلان إلى بن يعمر، فقال أحدهما: أصلحك الله! إنه باعنى غلاما بيّاقا. فقال يحيى: لو قلت «أبوقا» ما كان عليك! قال أبو حاتم: هذا الصواب، يقال: رجل أبوق، وأباق، وآبق. وقال خالد الحذاء [2]: كان لابن سيرين مصحف منقوط، نقطه يحيى إن يعمر. وحكى ابن دريد أن يحيى بن يعمر اشترى جارية خراسانية ضخمة، ودخل عليه أصحابه، فسألوه عنها، فقال: نعم المطّخة [3]. توفّى بخراسان سنة تسع [وعشرين [4]] ومائة في أيام مروان بن محمد.

_ [1] الخبر في مراتب النحويين 25، 26. قال أبو الطيب: فى شرحه: فالشبر النكاح. وجاء فى الحديث أنه نهى عن شبر الفحل، يريد ثواب الفحلة- والشكر: البضع، قال ابن الأعرابى: شكر المرأة: فرجها؛ وأنشد لأبى شهاب الهذلىّ: صناع بإشفاها، حصان بشكرها ... جواد بقوت البطن، والعرق زاخر أراد بإشفاها طرفها. وقوت البطن: الحديث، لأنه يخرج من الجوف؛ يقول: فإن رمت غير ذلك وجدت عفافا، وقوله: «والعرق زاخر»، أى مرتفع، يصفها بالشرف. وقول يحيى بن يعمر: «تطلها يريد تمطلها. تضهلها، أى تقتر وتضيق عليها. [2] هو خالد بن مهران المجاشعى، أو القرشى، أو الخزاعى مولاهم، الحذاء. يروى عن أبى عثمان النهدى، وعنه ابن سيرين وشعبة قال ابن سعد: لم يكن حذاء، بل كان يجلس إليهم. مات سنة 241. [3] الطخ، كناية عن النكاح، والخبر في اللسان «طخخ». [4] زيادة يقتضيها السياق.

816 - يحيى بن على بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيبانى التبريزى الخطيب أبو زكريا

816 - يحيى بن علىّ بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيبانىّ التبريزىّ الخطيب أبو زكريا «1» والخطيب أبوه علىّ، ولم يكن هو خطيبا. ورأيت بخطّه على جزء من كتاب «الردّ على حمزة الاصبهانىّ» في كتاب «الموازنة بين [1] العربية والأعجمية» ما مثاله: «ليحيى بن الخطيب علىّ». كانت ليحيى بن علىّ هذا معرفة تامة بالأدب والنحو واللغة. قرأ على أبى العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعرىّ وغيره من الشاميّين. وكان سبب خروجه إلى أبى العلاء أنه حصلت له نسخة لكتاب الأزهرىّ في عدة مجلدات لطاف، وأراد تحقيق ما فيها وأخذها عن عالم باللغة، فدلّ على أبى العلاء، فجعلها في مخلاة، وحملها على كتفه بتبريز إلى المعترة، ولم يكن له ما يستأجر به مركوبا، فنفذ العرق من ظهره إليها. وقيل إنها ببعض الوقوف البغداذيّة، وأن الجاهل بخبرها،

_ [1] فى الأصل: «من»، والصواب ما أثبته من ب

إذا رآها يظنّ أنها غريقة، وليس الذى بها إلا عرق يحيى بن علىّ، رحمه الله، ورعى له اجتهاده في طلب العلم. وسمع بالشام وسواحله من جماعة شيوخ من شيوخ الوقت [1]، وعاد إلى بغداد وتصدّر بها. وروى بها عنه الجمّ الغفير، وتأدّب به عالم كثير. وصنّف التصانيف المفيدة، مثل كتاب «شرح الحماسة [2]» الكبير. «شرح الحماسة» الأوسط. «شرح الحماسة» الصغير. «شرح المفضّليات [3]». «تهذيب

_ [1] ذكر منهم ابن خلكان: «الفقيه سليم بن أيوب الرازى وأبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الله بن يوسف البغدادى وأبا القاسم عبد الله بن على وغيرهم. [2] طبع الشرح الكبير في بون سنة 1828 م مع ترجمة إلى اللغة الألمانية ومقدمة باللغة اللاتينية، ثم طبع في بولاق سنة 1296 هـ، ثم في مطبعة حجازى بالقاهرة سنة 1938 م ومنه نسخة خطية بدار الكتب برقم 572 أدب. وجاء في مقدمة هذا الشرح: «وأنا كنت قد شرحته شرحا مستوفى، غير أنى كنت أوردت كل قطعة من الشعر جميعها، ثم شرحها شرحا مجملا، ولم أفصل بين أبياتها بالتفاسير، فرأيت أكثر من يقرأ على هذا الكتاب يرغب في شرح كل بيت بعده، ويميل إلى ذلك، ليسهل عليه معرفة ما يشكل في كل بيت منه، ويبين له غرض الشاعر بالكشف عنه، فاستعنت بالله تعالى، وعزمت على شرحه من أوله إلى آخره شرحا شافيا، بيتا بيتا بالولاء وتبيين اشنقاق أسماء شعراء الحماسة وغيرهم ممن يجرى ذكره في الكتاب، وتفسير ما في كل بيت من الغريب والإعراب والمعنى، وذكر ما اختلف فيه العلماء فى المواضع التى اختلفوا فيها وإيراد الأخبار في أماكنها إن شاء الله». وفي دار الكتب نسخة خطية من الشرح الصغير- الجزء الأول، برقم 1195 - أدب. [3] من هذا الشرح نسخة بخط التبريزى في دار الكتب العامة بتونس باسم شرح اختيارات المفضل الضبى».

غريب الحديث». «تهذيب إصلاح المنطق [1]». «مقدمة [2] فى النحو» عزيزة الوجود حسنة المقصد، فيها أسرار الصنعة. «العروض [3] والقوافى» كتاب «إعراب القرآن [4]». وقد تكلّم الناس في صيانته، والله يعفو عنا وعنه. مات أبو زكريا يحيى بن علىّ الخطيب التّبريزىّ في يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من جمادى الأخر سنة اثنتين وخمسمائة، ودفن بمقبرة بابرز [5]، تجاوز الله عنا وعنه.

_ [1] كتاب إصلاح المنطق لابن السكيت؛ هذبه التبريزى، وسماه «تهذيب إصلاح المنطق، ومنه نسخة خطبة بدار الكتب برقم 512 - لغة؛ كتبت سنة 593. وقد طبعت منه قطعة، قام بنشرها محمد زكى وصالح على؛ طبعت بمطبعة السعادة سنة 1325 هـ. [2] فى ابن خلكان: «وله في النحو مقدمات حسنة، والمقصود منها أسرار الصنعة؛ وهى عزيزة الوجود». [3] اسمه في ابن خلكان: «الكافى في علم العروض والقوافى»، وكذلك في معجم الأدباء وبغية الوعاة، ومنه نسخة خطبة بدار الكتب برقم 19 - عروض بعنوان: «الوافى في علم العروض والقوافى». وفي الأصلين: «العروض، القوافى» وقد حققه الأستاذ الحسانى عبد الله وطبع في دار الكاتب العربى بالقاهرة. [4] وذكر له ياقوت من المصنفات: «شرح القصائد العشر»؛ طبع مرارا في مصر والهند. وذكر له صاحب كشف الظنون من الكتب أيضا: شرح اللمع لابن جنى وشرح ديوانه المتنبى وشرح المقصورة الدر يدية، وشرح سقط الزند، وطبع ضمن شروحه بمطبعة دار الكتب سنة 1945 م وقام الأستاذ عبده عزام بنشر ديوان أبى تمام بشرحه في أربعة أجزاء طبعت بدار المعارف بمصر. وله أيضا كتاب «تهذيب الألفاظ»، وهو شرح لكتاب الألفاظ لابن السكيت؛ وقد طبع الكتابان معا في المطبعة الكائوليكية ببيروت سنة 1895 م وقام الدكتور فخر الدين قباوة (من أدباء حلب) بدراسة لمنهج التبريزى في شروحه الأدبية واللغوية، مع نشر شرح التبريزى في على اختيارات المفضل، بالاعتماد على نسخ ثلاث مخطوطة من الشرح، إحداها بخط التبريزى نفسه وطبع في دمشق. [5] ابن خلكان: «أبرز».

817 - يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو محمد العدوى المعروف باليزيدى المقرئ النحوى اللغوى

817 - يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو محمد العدوىّ المعروف باليزيدىّ المقرئ النّحوىّ اللغوىّ «1» صاحب أبى عمرو بن العلاء البصرىّ. سكن بغداد، وحدّث بها عن أبى عمرو بن العلاء، وابن جريج [1]. روى عنه ابنه محمد، وأبو شعيب صالح بن زياد السوسىّ، وأبو عبيد القاسم ابن سلّام وإسحاق بن إبراهيم الموصلىّ، وأبو عمرو الدّورىّ، وأحمد بن محمد ابن يحيى بن المبارك اليزيدىّ، وإبراهيم أخوه. وهو مولى لبنى عدىّ بن عبد مناة، من [2] الرّباب.

_ [1] هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموىّ مولاهم، ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب 6: 402. [2] فى الأصلين: «بن»، والرّباب هم تيم وعدىّ وثور وعكل؛ بنو عبد مناة؛ سموا بذلك لأنهم تحالفو على بنى عمهم تيم بن مرّ؛ فغمسوا أبدانهم في رب. وانظر جمهرة الأنسان لابن حزم 480 والاشتقاق لابن دريد.

وإنما قيل له اليزيدىّ، لأنه كان منقطعا إلى يزيد بن منصور الحميرىّ خال ولد المهدىّ، يؤدّب ولده [1] فنسب إليه، ثمّ اتّصل بالرشيد [2]، فجعل المأمون فى حجره [3] وأدّبه [4]. وكان اليزيدىّ ثقة، وكان أحد القراء الفصحاء، عالما بلغات العرب، وله كتاب «نوادر» في اللّغة على مثال كتاب «نوادر» الأصمعىّ الّذى عمله لجعفر ابن يحيى، وفي مثل عدد ورقة. وكان أيضا أحد الشعراء، وله جامع شعر وأدب. وكان قد أخذ علم العربية وأخبار الناس عن أبى عمرو وابن أبى إسحاق [5]. الحضرمىّ، والخليل بن أحمد، ومن كان معهم في زمانهم. وحكى عن أبى [6] حمدون الطبيب بن إسماعيل، قال: شهدت ابن أبى العتاهية، وكتب عن أبى محمد اليزيدىّ قريبا من ألف جلد، عن أبى عمرو بن العلاء خاصّة، يكون ذلك عشرة آلاف ورقة، لأنّ تقدير الجلد عشر ورقات. وأخذ عن الخليل من اللغة أمرا عظيما، وكتب عنه العروض في ابتداء صنعته اياه، إلّا أن اعتماده كان على أبى عمرو لسعة علم أبى عمرو باللّغة.

_ [1] كذا في الأصلين. وفي اللباب لابن الأثير والأغانى وفهرست ابن النديم: «خال المهدىّ». [2] فى الأصل: «إلى الرشيد»، وما أثبته ن ب. [3] فى حجره، أى كنفه. [4] كذا في الأصل والكلمة مضروب عليها في ب. [5] فى الأصل: «عن أبى عمرو بن إسحاق»، وفي ب: «وابن إسحاق» وللصواب ما أثبته من نزهة الألباء 81. [6] فى الأصل: «ابن حمدان» وما أثبته من ب. وانظر معجم الأدباء 20: 31.

وكان اليزيدى يعلّم بحذاء منزل أبى عمرو، وكان أبو عمرو يدنيه ويميل إليه لذكائه. وكان اليزيدىّ صحيح الرّواية، صدوق اللهجة. وألّف من الكتب: كتاب «النّوادر» وكتاب «المقصود والممدود». وكتاب «مختصر [1]» نحو. وكتاب «النّقط والشكل». وكان يجلس في أيّام الرّشيد مع الكسائىّ في مجلس واحد، ويقرئان النّاس. وكان الكسائىّ يؤدّب محمّدا الأمين، وكان اليزيدىّ يؤدّب عبد الله المأمون، فأمّا الأمين فإنّ أباه أمر الكسائىّ أن يأخذ عليه بحرف حمزة، وأمّا المأمون فإنّ أباه لما اختار له اليزيدىّ تركه يتعلّم منه حرف أبى عمرو [2]. قال الأثرم [3]: دخل اليزيدىّ على الخليل بن أحمد يوما وعنده جماعة، وهو على وسادة جالس، فأوسع له، فجلس معه اليزيدىّ على وسادته؛ فقال له اليزيدىّ: أحسبنى قد ضيّقت عليك! فقال الخليل: ما ضاق شىء على اثنين متحابّين، والدنيا لا تسع متباغضين. وسأل المأمون يحيى بن المبارك عن شىء، فقال: لا وجعلنى الله فداءك يا أمير المؤمنين! فقال: لله درّك. ما وضعت واو قطّ موضعا أحسن من موضعها فى لفظك هذا؛ ووصله وحمله. توفّى أبو محمد اليزيدىّ في سنة اثنتين ومائتين. وقيل: هو مولى عبد مناة بن تميم.

_ [1] فى ابن خلكان: «ألفه لبعض ولد المأمون». [2] هو أبو عمرو بن العلاء؛ أحد القراء السبعة. [3] هو على بن المغيرة؛ أبو الحسن الأثرم؛ ترجمته في إنباه الرواة 2: 319.

وقال ابن قتيبة: اسمه عبد الرحمن [بن المبارك [1]]، ووهم، ويحيى أصحّ وأشهر- وكان يعلّم قبالة دار أبى عمرو بن العلاء زمنا [2] طويلا، وله عقب. وقال أبو حاتم: اليزيدىّ مولى لبنى عدىّ، وليس منهم أيضا، وإنما كان نازلا فيهم، وكان مؤدّب المأمون، وخرج معه إلى خراسان، وتوفّى بها، وكان ظريفا. وانصرف اليزيدىّ من كتّابه يوما وقد قعد المأمون مع غلمانه ومن يأنس به، وأمر حاجبه ألّا يأذن [3] عليه لأحد- وهو صبىّ يومئذ- فبلغ اليزيدىّ خبره، فصار إلى الباب فمنع، فكتب إليه: هذا الطفيلىّ على الباب ... يا خير إخوان وأصحاب [4]. فصيرونى رجلا منكم ... أو أخرجوا لى بعض اصحابى [5]. فأذن له فدخل، وانقبض المأمون، فقال له: أيّها الأمير، عد إلى انبساطك، فإنى إنّما جئت لأكون نديما لا معلّما [6]. وقال اليزيدىّ يعتذر إلى المأمون من شىء تكلّم به، وهو سكران [7]:

_ [1] من كتاب المعارف. [2] المعارف: «دهرا». [3] فى الأصل: «لا يأذن»، وما أثبته من ب. [4] فى الزبيدىّ: «إخوانى وأصحابى». [5] فى الزبيدىّ: «أترابى». [6] الخبر في طبقات الزبيدىّ 61، 62، نقله عن أبى حنيفة، عن أبى الفضل الزبيدىّ. [7] الخبر في الأغانى 20: 252، وطبقات الزبيدىّ 62 وفيهما نسبة الخبر والشعر إلى إبراهيم ابن يحيى اليزيدى؛ مع اختلاف في رواية الشعر وعدد الأبيات.

أنا المذنب الخطّاء والعفو واسع ... ولو لم يكن ذنب لما عرف العفو سكرت فأبدت منّى الكأس بعض ما ... كرهت، وما إن يستوى السّكر والصّحو ولا سيما إذ كنت عند خليفة ... وفي مجلس ما إن يجوز به اللّغو فإن تعف عنى تلف خطوى واسعا ... وإلّا يكن عفو، فقد قصّر الخطو وقال الأصمعىّ: سمعت اليزيدىّ يقول: كنت أؤدب المأمون وهو في حجر سعيد الجوهرىّ، فتأخّر يوما عن الخروج إلى محلّة التعليم، فشكوته إلى سعيد الجوهرىّ، فقال لى: أقمه إذا اعوجّ، فأحضرته وضربته فبكى. واستؤذن عليه لجعفر بن يحيى ابن برمك، فقام إلى فراشه فجلس عليه، ومسح عينيه، ودخل جعفر فأخليت لهما المجلس، وخشيت أن يشكونى إليه، فألقى منه مالا أريده، فلمّا خرج دخلت عليه، فقال: ما الذى حملك على الخروج؟ فذكرت له ذلك، فقال: أعوذ بالله من ظنّك! هذا الأمر الذى جرى ما أعلم به الرشيد، فكيف جعفر! وكيف يحسن بى أن أقول: إننى فعلت أمرا أحتاج فيه إلى التأديب! لا وأخذك الله بظنك! قال اليزيدىّ: فأمسكت، وكنت أهابه بعد ذلك [1]. ولليزيدىّ أشعار كثيرة في الرّشيد والمأمون وغيرهما، قال ولده: واختلفنا عند موته ألّا نخرج شيئا من شعره إلّا ما كان في المواعظ [2].

_ [1] الخبر في طبقات الزبيدىّ 73 مع اختلاف في الرواية. [2] نقله الزبيدىّ في الطبقات 64: عن ابنه إسماعيل؛ والعبارة هناك: «وكان لأبى شعر كثير فى الرشيد وجعفر بن يحيى وغيرهما؛ فلما حضره الموت أخذ علينا إلا نخرج غير المواعظ».

وطبقته في النّحو دون طبقة الخليل ودون سيبويه والأخفش، وكان بصرىّ المذهب والبلد، متعصّبا للبصريّين، وله قصيدة [1] فى مدح البصرة وأهلها، وذمّ الكسائىّ وأتباعه؛ وعلمه باللّغة أكثر من النحو، وكان مذهبه العدل والتوحيد، وكان قبيح الهجاء رحمه الله. ولمّا مات خلّف من الأولاد خمسة نجباء أدباء فضلاء، منهم محمد بن أبى محمد [2]، وهو أكبرهم وأشعرهم، وسيرد خبره في موضعه من هذا المجموع إن شاء

_ [1] ذكر منها السيرافي كتابه: 40 - 42 يا طالب النحو ألا فابكه ... بعد أبى عمرو وحماد وابن أبى إسحاق في علمه ... والزين في المشهد والنادى عيسى وأشباه لعيسى وهل ... يأتى لهم دهر بأنداد! هيهات ألا قائلا عنهم ... أرسوا له الأصل بأوتاد فهو لمنهاجهم سالك ... لقضلهم ليس بجحاد ويونس النحوى لا ننسه ... ولا خليلا حية الوادى وقل لمن يطلب علما: ألا ... ناد بأعلى شرف ناد يا ضيعة النحو به مغرب ... عنقاء أودت ذات إصعاد أفسده قوم وأزروايه ... من بين أعتام وأوغاد ذوى مراء وذوى لكنة ... لثام آباء وأجداد لهم قياس أحدثوه هم ... قياس سوء غير منقاد فهم من النحو ولو عمروا ... أعمار عاد في أبى جاد أمّا الكسائى فذاك امرؤ ... فى النحو حار غير مراد وهو لمن يأتيه جهلا به ... مثل سراب البيد للصادى. [2] كذا في الأصلين، وقد سبقت ترجمته للمؤلف في الجزء الثالث برقم 733 ص 236 - 240.

الله تعالى، وإبراهيم [1]، وإسماعيل [2] أبو القاسم [3]، وعبيد الله أبو عبد الرحمن [3]، وأبو يعقوب إسحاق [4]. فأما [أبو [5]] يعقوب إسحاق، فإنه اشتغل بالحديث وبرع فيه، وأمّا الأربعة الباقون، فإنهم برعوا في اللغة والعربية- ونادم من هؤلاء الأربعة المأمون: محمد وإبراهيم- وكلهم ماتوا ببغداد إلا محمدا فإنه مات مع المعتصم بمصر [6]، على ما سيأتى فى خبره إن شاء الله: كتب إلىّ أبو الضّياء شهاب بن محمود الورّاق الهروىّ من هراة، أخبرنا عبد الكريم المروزىّ، أخبرنا أبو طالب المبارك بن علىّ بن محمد بن خضر الصّيرفيّ بقراءتى عليه، أخبرنا أبو غالب شجاع بن فارس الذّهلىّ قراءة عليه، أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن الحسين بن قرقر الحذاء، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد ابن سويد الشّاهد، حدّثنا أبو علىّ الحسين بن القاسم الكوكبىّ، حدّثنا أحمد ابن عبيد، أخبرنا اليزيدىّ، قال: دخلت على المأمون يوما والدنيا غضّة، وعنده نعم- وكانت من أجمل أهل دهرها- تغنّيه: وزعمت أنى ظالم فهجرتنى ... ورميت في قلبى بسهم نافذ [7]. ونعم هجرتك، فاغفرى وتجاوزى [8] ... هذا مقام المستجير العائذ ولقد أخذتم من فؤادى إنّه ... لا شكّ ربّى كفء ذاك الآخذ

_ [1] ترجم له المؤلف في الجزء الأول 224 - 226. [2] ترجم له المؤلف في الجزء الأول ص 248. [3] ترجم له المؤلف في الجزء الثانى ص 153، 154. [4] لم يذكر المؤلف ترجمة لإسحاق. وزاد صاحب الفهرست سادسا، وهو يعقوب، قال: «فيعقوب وإسحاق زهدا، وكانا عالمين بالحديث، والأربعة برعوا في اللغة والعربية». [5] تكملة من ب. [6] انظر الجزء الثالث ص 137. [7] البيتان: الأول والثانى في الأغانى 5: 30 - ساسى، ونسبهما إلى ابراهيم الموصلى. [8] الأغانى: «ونعم ظلمتك».

واستعادها الصوت ثلاث مرات، وشرب ثلاثة أرطال في ثلاثة أقداح، ثم قال: يا يزيدىّ، يكون شىء أحسن مما نحن فيه! قلت: نعم يا أمير المؤمنين، فقال: وما هو؟ قلت: الشكر لمن خوّلك هذا الإنعام العظيم الجليل! فقال: أحسنت وصدقت، ووصلنى، وأمر بمائة ألف درهم يتصدّق بها، فكأنّى أنظر إلى البدر وقد أخرجت، والمال يفرّق. وكان اليزيدىّ يكلّم الأمين والمأمون بكلام يتفصّحان به، ويقول لهما: كان أولاد الخلفاء من بنى أميّة، يخرج بهم إلى البدو حتى يتفصّحوا، وأنتم أولى بالفصاحة منهم، فأكلا معه يوما [1] كمأة وقصرا [2]؛ فقال لهما: كلا كلاكما كمأ كما كما ... لا تنبوا، إن تنبوا لا تنبلا فمضى الخادم الموكّل بهما إلى الرشيد، وقال: علّمهما اليوم كلام الزّنجية، فاستدعاه الرشيد وقال له: ما حاجتهما إلى كلام الزّنج، فلم علّمتهما؟ فقال اليزيدىّ: والله ما أحسنها، فقال الخادم: بلى، فعرّفه الحال، وقال: أنا آخذهما بأمثال ذلك ليتفّصحا، فقال له الرشيد: لا تلم الخادم، فلولا التّقدمة لظننته بالزنجية؛ وأنشد: لكل أناس مألف من طباعهم وشكا اليزيدىّ إلى المأمون خلّة أصابته، ودينا لحقه، فقال: ما عندنا فى هذه الأيام ما إن أعطينا كه بلغت به ما تريد، قال: يا أمير المؤمنين، إن الأمر ضاق علىّ، وإنّ غرمائى أرهقونى، فاحتل لى. فأفكر، واستقرّ

_ [1] الكمأة: ثبات ينقض الأرض فيخرج كما يخرج الفطر. اللسان. [2] القصر: القشر على الجب. وقد ورد هذا الغريب والبيت محرقا في الأصلين أشدّ التحريف.

الأمر على أن يحضر اليزيدىّ في الباب، إذا جلس المأمون للشرب، وعنده ندماؤه، ويكتب رقعة يطلب فيها الدخول، أو إخراج بعض الندماء إليه، فلمّا جلس المأمون حضر اليزيدىّ الباب، ودفع إلى الخادم رقعة مختومة، فأدخلها إلى المأمون، ففضّها فإذا فيها مكتوب: يا خير إخوان وأصحاب ... هذا الطفيلىّ على الباب فصيّرونى واحدا منكم ... أو أخرجوا لى بعض أصحابى فقرأها المأمون على من حضره، قال: ما ينبغى أن يدخل مثل هذا الطفيلىّ على مثل هذا الحال، فأرسل إليه المأمون: دخولك في مثل هذا الوقت متعذّر، فاختر لنفسك من أحببت أن تنادمه. فأدّيت الرسالة إليه، فقال: ما أرى لنفسى اختيارا غير عبد الله بن طاهر، فقال له المأمون: قد وقع الاختبار عليك، فصر إليه. قال: يا أمير المؤمنين، فأكون شريك الطفيلىّ! قال: ما يمكننى ردّ أبى محمد عن أمره، فإن أحببت أن تخرج إليه، وإلا فافتد نفسك منه، قال: له علىّ عشرة آلاف درهم، قال: لا أحسب ذلك منك يقنعه عن مجالستك، فلم يزل يزيد عشرة آلاف، عشرة آلاف، والمأمون يقول له: لا أرضى له بذلك، حتى بلغ مائة ألف درهم، فقال له المأمون: فعجلّها، فكتب بها إلى وكيله، ووجّه رسولا، وأرسل إليه المأمون: قبض هذه في مثل هذا الحال أصلح لك من منادمته على مثل حاله. توّفى أبو محمد اليزيدىّ في سنة اثنتين ومائتين في خلافة المأمون.

818 - يحيى بن يحيى المعروف بابن السمينة القرطبى الأندلسى النحوى اللغوى الحاسب المنجم الطبيب

818 - يحيى بن يحيى المعروف بابن السّمينة القرطبىّ الأندلسىّ النحوىّ اللغوىّ الحاسب المنجّم الطبيب «1» كان متصرّفا في العلوم، متفنّنا في ضروب المعارف، بارعا في علم النحو واللّغة والعروض ومعانى الشّعر والفقه والحديث والأخبار والجدل. وكان معتزلىّ المذهب، رحل إلى المشرق واستفاد، [ثم رجع إلى بلده [1]]. ذكره القاضي صاعد [2] بن الحسن في تاريخه؛ فقال: مات سنة خمس عشرة وثلاثمائة. 819 - يحيى بن محمد، أبو محمد الأرزنىّ النّحوى «2» من أهل أرزن [3]، بلد في طرف ديار بكر. سكن بغداد، وأخذ العلم عن أبى سعيد الحسن بن عبد الله السّيرافىّ، وحدّث عنه بشىء يسير، وتصدّر في مجلس

_ [1] تكملة من ب. [2] هو صاعد بن الحسن الربعى، ترجم له المؤلف في الجزء الثانى ص 85 - 90 ولم يذكر شيئا عن كتابه. [3] قال ياقوت: «أرزن، بالفتح ثم السكون وفتح الزاى ونون: مدينة مشهورة قرب خلاط، ولها قلعة حصينة، وكانت من أعمر نواحى إرمينية نسب إليها قوم من أهل العلم». ثم ذكر جماعة منهم يحيى بن محمد الأرزنى، وقال في حقه: «الأديب، صاحب الخط المليح، والضبط الصحيح، والشعر الفصيح، وله مقدمة في النحو، وهو الذى ذكره ابن الحجاج في شعره فقال: مثبتة في دفترى ... بخط يحيى الأرزنى

يوسف بن أبى سعيد. وأفاد الطلبة، وأقرأ النّحو، وكتب بخطّه الكثير [1]. وصنّف. رأيت من تصنيفه بخطّه «مقدّمة في النّحو». ومات رحمه الله في المحرّم سنة خمس عشرة وأربعمائة. وكان له شعر حسن، قال أبو الفضل التّميمىّ: كنت يوما معه في دار بهاء [2]. الدّولة، فجلسنا على برج مطلّ على دجلة، ومعى فتى أسمر مليح، فأخذنا نشرب من نبيذ التّمر، فارتجل أبياتا، وهى: كأنّا على البرج المطلّ غديّة ... لنا منزل بين السّماكين والنّجم [3]. ومن دوننا فيحاء قد نسجت لها ... يد المزن أفوافا من الوشى والرّقم ودجلة تحكى في اطّراد حبابها ... مضاعفة النّسجين محكمة النّظم وكاساتنا تجرى بسوداء مالها ... إذا انتسبت إلّا الأشاءة من أمّ - الأشاءة: النخلة، وجمعها أشاء-

_ [1] وقال ياقوت أيضا:. «مليح الخط، سريع الكتابة، كان يخرج في وقت العصر إلى سوق الكتب ببغداد، فلا يقوم من مجلسه حتى يكتب الفصيح لثعلب، ويبيعه بنصف دينار، ويشترى نبيذا ولحما وفاكهة، ولا ببيت حتى ينفق ما معه منه». [2] بهاء الدولة؛ هو السلطان فيروز بهاء بن عضد الدولة بن ركن الدولة حسن بن بويه بن فناخسرو الديلمى؛ أحد ملوك بنى بويه؛ وهو الذى قبض على الخليفة الطائع، وخلعه من الخلافة، وولى الخلافة عوضه. وكان ظالما غشوما، سفاكا للدماء، ولم يكن في بنى بويه أظلم منه، ولا أقبح سيرة. توفى سنة 403. النجوم الزاهرة 4: 233. [3] تتمة اليتيمة 2: 102.

820 - يحيى بن سلامة بن الحسين الحصكفى النحوى

ولو كان في عمر الحبيس معرّسى ... إذا لأتت صهباء من حلب الكرم [1]. ولكنّما أزرى بنا أنّ دارنا ... ببلدة لا خال يعدّ ولا عمّ [2] بلى قد زهاها أنّ لونك لونها ... فجاءت تضاهى المسك في اللّون والشّمّ وقال، وقد تزوّج امرأة فلم يحمدها، وشبّهها بالنّرجس ذامّا لها: أبنت أبى إسحاق هل أنت نرجس ... فإنّ كلا شخصيكما متماثل [3]. فساقاك خضراوان والرأس أبيض ... ووجهك مصفرّ وجسمك ناحل 820 - يحيى بن سلامة بن الحسين الحصكفىّ النّحوىّ «1» نزيل ميّافارقين، نحوىّ مشهور مذكور، وشاعر معروف، ذو فضل وافر، وأدب زاخر، من أفراد الدّهر، معروف بديار بكر وغير ديار بكر [4].

_ [1] عمر الحبيس: من نواحى بغداد؛ ذكره ياقوت. وفي تتمة اليتيمة: «كان من بلاد الشام أو الجزيرة». [2] فى البيت إقواء. [3] تتمة اليتيمة 2: 102، فى تشبيه امرأة بالنرجس. [4] فى دار الكتب نسخة خطية من قصيدة من نظمه، تشتمل على الكلمات، التى تقرأ بالضاد المعجمة، وما عداها يقرأ بالظاء؛ وعليها شرح وجيز، وأولها: خذ من الضاد ما تناوله النا ... س، وما لا يكون عنه اعتياض (ضمن مجموعة برقم 198 مجاميع). وفيها أيضا نسختان من رسائله، بعنوان: «رسائل الحصكفى، كتب بها إلى الإخوان والأصدقاء والقضاة في الشوق والاستعطاف ونحو ذلك. برقمى 536: 126 - أدب أ، ب.

821 - يحيى بن سعدون بن تمام بن محمد الأزدى أبو بكر

أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ في إجازته العامّة، أنشدنا أبو الحسن يونس بن يحيى ابن سلامة الحصكفىّ التّاجر بديار مضر، قال: أنشدنى أبو الفضل يحيى بن سلامة ابن الحسين النّحوىّ بميّا فارقين لنفسه: والله لو كانت الدّنيا بأجمعها ... تبقى علينا ويأتى رزقها رغدا ما كان من حقّ حرّ أن يذلّ لها ... فكيف وهى متاع يضمحلّ غدا! 821 - يحيى بن سعدون بن تمّام بن محمد الأزدىّ أبو بكر «1» من أهل قرطبة؛ مدينة بالأندلس، سكن دمشق والموصل. أحد أئمة اللّغة والقرآن، وله يد قويّة في النّحو والقراءة بروايات بمصر والعراق، وله وقار وسكينة، دخل بغداد، وقرأ القرآن على ابن بنت الشيخ [1] أبى منصور، وسمع عليه كتبا كثيرة، منها: «كتاب سيبويه»، والنّسخة بذلك عندى، ولله الحمد. وأخذ عن مشايخ ذلك الوقت. وكان دخوله إلى بغداد سنة سبع عشرة وخمسمائة، وكان ثقة صدوقا ثبتا نبيلا، قليل الكلام، كثير الخير مفيدا. ولد في سنة ست وثمانين وأربعمائة بمدينة قرطبة. واستوطن رحمه الله الموصل، ورحل منها إلى أصبهان، ثم عاد إلى الموصل، وأقام بها إلى أن مات، وأقرأ النّاس القرآن الكريم بالقراءات، وروى الحديث وعلّم النحو، وانتفع به الناس.

_ [1] هو عبد الله بن على بن أحمد بن عبد الله، أبو محمد البغدادى، سبط أبى منصور الخياط؛ ذكره ابن الجزرى في طبقات القراء 1: 434، وقال: «شيخ الإقراء ببغداد في عصره. ولد سنة 464، وتوفى سنة 541 ببغداد»، وترجم له المؤلف في الجزء الثانى ص 123.

822 - يحيى بن معطى النحوى

وتوفّى بالموصل رحمه الله في يوم عيد الفطر من سنة سبع وستين وخمسمائة. سمعت أبا المحاسن يوسف بن رافع بن تميم الحاكم بحلب، يقول: كان القرطبىّ بالموصل، وكنّا نقرأ عليه، ونأخذ عنه، وكنّا نرى رجلا يأتى إليه فيسلّم عليه وهو قائم، ثمّ يمدّ يده إلى الشيخ بشىء ملفوف، ويأخذه [1] الشيخ منه بيده، ولا نعلم ما هو، ويتركه الشيخ ويذهب، ثم تقفّينا ذلك فعلمنا أنها دجاجة مسموطة [2]، كانت برسم الشيخ، فكلّ يوم يبتاعها له ذلك الشيخ ويسمطها ويحضرها، وإذا دخل الشيخ إلى منزله تولّى طبخها بيده، رحمه الله. 822 - يحيى بن معطى النحوىّ «1» مولده بالمغرب، وتوفّى بالقاهرة في سلخ ذى القعدة سنة ثمان وعشرين وسمائة. له الألفيّة [3]، وله الفصول [4]، وأفاد جماعة، واتّصل بالملوك [5].

_ [1] كذا في ب، وفي الأصل: «يأخذها». [2] مسموطة، أى منتوفة الريش. [3] اسمها الدرة الألفية في علم العربية، وهى المعروفة بألفية ابن معطى، وأوّلها: يقول راجى رحمة ربه الغفور ... يحيى بن معطى بن عبد النور وطبعت في ليبسك سنة 1317 هـ. ومعها مقدمة وملاحظات باللغة الألمانية للدكتور زترتشين، وعليها شرح للشريشى الأندلسى المالكى؛ ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية بعنوان: التعليقات الوفية في شرح الدرة الألفية». [4] من نسخة خطبة بدار الكتب المصرية تعرف باسم: «الفصول الخمسين» بشرح محمد بن أحمد ابن الخليل برقم 1253 - نحوه وآخر بشرح جمال الدين الحسين بن بدر بن أبار البغدادى باسم «المحصول بشرح الفصول». برقم 251 - نحو. [5] زاد ياقوت من مصنفاته: «حواش على أصول ابن السراج»، و «نظم صحاح الجوهرى»، ولم يكمله، و «نظم الجمهرة لابن دريد» و «المثلث في اللغة» و «قصيدة في العروض»، و «قصيدة فى القراءات السبع»، و «ديوان شعر»، و «ديوان خطب».

823 - يعيش بن على بن يعيش العدل الخطيب النحوى المدعو بالموفق

ومن شعره في هديّة: هذا إليكم ومنكم كان حاصله ... فلست أعزى إلى بخل ولا كرم فاقبل براحتك اليمنى الّذى بعثت ... به يسارك فاعذرنى ولا تلم وله: ولما تبّدى لى من السّجف حاجب ... ومقلة ليلى من وراء نقابها بعثت الرّسول الدّمع بينى وبينها ... ليأذن في قربى وتقبيل بابها فما أذنت إلّا بإيماء لحظها ... ولا سمحت إلّا بلثم ترابها 823 - يعيش بن علىّ بن يعيش العدل الخطيب النّحوىّ المدعو بالموفّق «1» الموصلىّ الأصل، الحلبىّ المولد والمنشأ، لو أنصفته ما أجريته في حلبة النحاة، ولولا أنّ النحو قنطرة الآداب، لنّزهته عن مشاركة من قصده ونحاه، فإنّنى إن وصفته بالنّحو فهو أديب، أو بالبلاغة فهو خطيب، أو بالعدالة [1] فهو أبو ذرّها، أو بالمعانى فهو مكنون درّها، أو بجميع الفضائل وجمعها فهو حالب درّها. إمام إذا قاس قطع، وإذا تربّع ربع الأدب برع [2]، وإن سئل بيّن المشكل، وإن

_ [1] فى الأصلين: «وبالعدالة». [2] كذا في ب، وهو الصواب، وفي الأصل: «وبرع».

استفسر فصّل المجمل. تصدّر في زاوية [أبى] علىّ [1]، وجلّى للطلبة غامض كلامه وما تعبير كلّ متصدر جلىّ. حملته على إدراكه العلوم نفسه الأبيّة، وإلّا فهو فى شغل بأحكام العيال عن أحكام العربيّة، لأنه سلك طريق الصّفوة والأصفياء [2]، فى امتثال قول النبىّ صلى الله عليه وسلم: «تناكحوا تناسلوا فإنّى أكاثر بكم الأنبياء [3]»، هذا مع ما منى به من موت أبناء نجباء ساءوه بعد أن سرّوا، وأمرّوا عيشه عند ما مرّوا، وتسلّى عنهم بآخرين سلكوا مسلكه في البلاغة والنّباهة، إذا الولد سرّ أبيه في الوجه والوجاهة، وأسأل الله حراستهم له فقد أخذ الدّهر حقّه، وأن يوفّر خاطره للإفادة فما أولاه بذلك وما أحقّه. [ولو رام هذا الموفّق سموّ الاسم لاغترب، لأنه في وطنه كالمندل الرطب الذى هو في أوطانه حطب] [4]. فأما تصانيفه في العربيّة وفنونها فقد سارت مسير الركبان، وتناقلها الأجلّاء المتأصّلون في هذا الشان، فمنها كتاب «شرح التصريف الملوكى [5]» لابن جنّى، ولو رآه لجنّ طربا، وتحقّق مصنّفه لهذه الصّنعة أمّا وأبا، «وشرح كتاب المفصّل [6]» للزمخشرىّ فوصل به ما فصّله، وفرّق على المستفيدين ما أجمله، واستقى له من ركّية النّحو ما جمّ [7] له، وشرّفه بعنايته وإعانته فنوّه بذكره وجمّله، وبسط فيه القول بسطا أعيا الشّارحين، وأظهر من عونه وعيونه ما فتح به بابا للمادحين.

_ [1] هو أبو على الفارسى، والتكمله من ب. [2] ب: «النبوية». [3] رواية الحديث في الجامع الصغير 1: 228: «تناكحوا تناسلوا فانى أباهى بكم الأمم يوم القيامة» نقله عن عبد الرازق، برواته عن سعد بن أبى هلال، مرسلا. [4] تكملة ب. [5] منه نسخة خطية بدار للكتب برقم 3 ش- صرف. [6] طبع في أوربا ومصر مرارا. [7] جمّ: اجتمع.

وقد تجر قوم في ذلك كتجارته، فرجعوا غير رابحين [1]، فمنهم شيخ بغداد [2]. المتأخّر الزمان، المذكور في مكانته من العربية بالإمكان، ولمّا تعرّض لشرحه اختزل، وعند ما رام أن يرقى عقبته نزل، وأتى برائجة دون ثمرتها حجاب، وعاقه عن التصدّر في صدر هذا الكتاب بوّاب وحجّاب، ولو رآه الخوارزمى [3] المدعوّ بصدر الأفاضل [لما [4]] تعرّض لشرحه فشرّحه، وما ملحّه، فتغيّر في يديه [5]، وتمزّقت بشرحه اوصاله لمّا عجز عمّا قصد إليه، وأراد أن يعرب فأعجم، ورام أن يسرج ليركب فأسرج وما ألجم، وسماه «التخمير» لما خامره من الجهل بالبلاغة فى العبارة، وعبّر عن الشرح بالتشريح، فقبح الاسم وإن وافق الإشارة. والذى صنفه فيه ابن الحاجب الكردىّ [6] فهو عن القصد محجوب، وعن الأسلوب الموفّقىّ مسلوب، لأنه نبّه المستيقظ من المعانى، فالمعانى للاستفادة منه

_ [1] كذا في ب، وفي الأصل: «فهم غير رابحين»، وهو وجه أيضا. [2] يبدو أنه محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود المعروف بابن النجار البغدادى المتوفى سنة 643، ذكره صاحب كشف الظنون ص 1774، 1775؛ ضمن شراح المفصل. [3] هو أبو محمد مجد الدين القاسم بن الحسين المعروف بصدر الأفاضل الخوارزمى، شرح المفصل شرحا بسيطا في ثلاث مجلدات، سماه التخمير، ووسيطا، ومختصر أسماه مجمرة، وتوفى سنة 617. كشف الظنون 1775. [4] زيادة تقتضيها السياق. [5] فى الأصلين: «يده» والسجع السائد في الترجمة يقتضى ما أثبته. [6] هو عثمان بن عمر بن يونس جمال الدين أبو عمر بن الحاجب، الكردى الأصل، الأستانى المولد، المتوفى بالإسكندرية سنة 646، وذكر السيوطىّ في ترجمته في بغية الوعاة 2: 35 أنه شرح المفصل شرحا سماه الإيضاح.

عانى، ومن أين لابن لبون في الفقه يشغله التدريس، الجرى في حلبة النّحو مع البزل القناعيس [1]. والذى تولّاه أبو القاسم النحوىّ اللّورقىّ [2] الأندلسىّ من شرح هذا الكتاب؛ فإنما تبع الموفّق في طريقه، ووفّق بذلك إلى مرتبة ترتيبه وحقيقة تحقيقه، واقتدى به في إزالة الإشكال والاشتباه، ونقلا جميعا النّحو من كلام النّحاة، فقبض أحدهما وبسط الآخر، ووجد الثانى بالأول شرعا واضحا فسفر عن وجهه فيه وسافر، غير أنّ التصنيف الموفّقى خطب من أقصى مكان، وبذل في نسخه أوفر الأثمان، وأصبح مستعملا بين أئمة هذا الشأن. وأمّا ما زعمه الفخر الرازىّ المعروف بابن الخطيب [3] من شرحه، فقد عرّض عرضه فيه للاستهزاء، وأظهر من ضعف علمه بهذا النوع ما أهدفه [4] للاستزراء، وعجز في أوّل شرحه عن حدّ الاسم، وأورد الحدّ له بلفظ الرّسم، فلا طريقة المنطقىّ لزم، ولا بالرّسوم النحوية ارتسم، لأن المنطقىّ يحد الاسمّ بما هو السّمة الواقعة على المسمّى، فيشمله شخصا كان أو معنى، والنحوىّ يشاركه في ذلك، وينفرد باعتبار نفى الاجتهاد في تحصيله لذيذ الطيف، وهى الجملة المفيدة من تساند

_ [1] ابن اللبون: ولد الناقة إذا كان في العام الثانى واستكمله، أو إذا دخل في الثالث. وبزل البعير يبزل: فطر نابه، أى انشق، فهو بازل، ذكرا كان أو أنثى، وذلك في السنة التاسعة. والقناعيس: جمع قنعاس، وهو الجمل الضخم، والكلام على الاستعارة. [2] هو القاسم بن أحمد بن الموفق بن جعفر الأندلسى المرسى، وسماه بعضهم محمدا، وكناه أبا القاسم. شرح المفصل في أربع مجلدات، وتوفى سنه 375. بغية الوعاه 2: 250. [3] هو الإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازى، المتوفى سنة 606، ذكره صاحب كشف الظنون ممن شرح المفصل. [4] أهدفه: جعله هدفا.

الاسمين فيدخل في ذلك أين وكيف، وهذا النوع عند المنطقىّ من الأدوات، لا من الأسماء السامية على مسمّياتها ولا من السّمات، ثم سلك هذا المسلك في أماكن رام فيها تناسب الأداة وما يصدر عنها فحلط، وركب بهما في الجمع بين النّحوين: العربىّ واليونانىّ فسلكهما في عشواء وخبط، وجاء كتابه على صغر حجمه كثير الخطا، وعلى سعة وهمه قصير الخطا. وأما ما صنّفه الأديب المروزىّ خازن كتب المهتر الفقاعىّ [1] السّجزىّ، فإنه وقف مع الألفاظ النّحوية، والمعانى العربية، ولم يتعرّض لشرح العبارة الزمخشرية، وأعانته الخزانة الّتى يتولّاها فوسّع القول في الأسماء والعوامل، ونقل عن الكتب الكبار نقل المسطرة ولم يأت من عنده بطائل، فجاء كتابه مفيدا للنّحو لا للعبارة، وضابطا لمنتشر العربية لا للإشارة، فكتاب الموفّق إذا أوسطها حجما، وأسعدها نجما، وأوفقها قصدا، وأقصدها رشدا، لا يوفّق من جهله، لأنه عمله لله والله يحفظ ما عمل له. وفي هذا الموفّق خصلة فاق بها أقرانه- ولا قرن له- وإخالها منحة من الله والله يهنّئه ما خوّله، وهو السّكوت عن الإجابة عند السؤال، والسّكون فى أداء الجواب إذا تسرّع غيره إلى الخطأ في المقال، ولقد سألته من سنين عن مسألة في موانع الصرف فصمت عن الجواب، وكان في صمته الصّواب، فإنّها أشكلت على الأئمة المتقدّمين، حتى غلط في الإجابة عنها المبرّد وناهيك به تقدّما في السابقين الأوّلين، فاستدللت بإمساكه على تحصيله، واعتددت بطوله في تطويله، والسعيد من سكت عند الإشكال، والشّقىّ من تسرّع إلى الخطأ وعدم الاستقلال.

_ [1] كذا في الأصلين، ولم أجده ممن شرح المفصل في كشف الظنون.

وقد كنت لقرب داره أستفيد من مذاكرته أنواع الفضل، إلى أن انتقلت عن جواره إلى محلّة الجهل، ولزمت جانب المنزل، وأصبحت عن إيناس النّاس بمعزل، ففاتتنى فوائده، وانفردت عنّى فرائده، ولى أعوام ما حظيت منه بنظرة، وذلك لتقدير؛ إذ اللّقاء مقدّر لا لنفرة، ومع هذا فإننى أسمع فوائده من تلاميذه المشتغلين، وألتقط فرائده من أصحابه المقيمين والمنتقلين، فتقوم عندى مقام شخصه وإن غاب، وتنوب عنه في الإفادة وان لم يغن عنه مناب، وهو إلى وقت هذا التأليف متصدر لإفادة [1] ما هو بصدده، يعذب لكلّ قاصد إلى فضله عذب مورده، وينثال عليه أجلّة الأصحاب، مستسقين لفضله استسقاء السحاب. مولده لثلاث خلون من شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، ورحل من حلب في صدر عمره ليدرك ابن الأنبارى [2] وطبقته، ولمّا وصل إلى الموصل بلغته وفاته، فوقف حيث انتهى وسمع شيئا من الحديث وعاد. واجتمع بالكندىّ [3]- بدمشق عند ما عزم على التصدّر والإقراء، وسأل الكندىّ عن إعراب كلمة [4] وردت في المقامات، فقال له الكندىّ عند إبهام جوابها عليه: قد علمت قصدك، وأنك أردت إعلامى مكانتك من هذا العلم. وكتب له خطّه بمدحه والثناء عليه، ووصف تقدّمه في هذا النّوع الأدبى.

_ [1] فى الأصلين: «للإفادة». [2] هو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الأنبارى أبو البركات المتوفى سنة 577. [3] هو زيد بن الحسن بن زيد التاج أبو اليمن الكندى المتوفى سنة 613. [4] حاشية ب: الذى سأل عنه في المقامة العاشرة الرحبية قوله: «فلما لألأ الأفق ذنب السرحان وآن انبلاج الفجر وحان»، وهل الأفق وذنب السرحان مرفوعان أو منصوبان، أم الأفق مرفوع وذنب السرحان منصوب، أو بالعكس؟ والأربعة أوجه جائزة والمختار نصب الأفق ورفع ذنب السرحان. وانظر مقامات الحريرى ص 95.

824 - يعقوب بن إسحاق بن عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمى

824 - يعقوب بن إسحاق بن عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمىّ «1» من أهل بيت العلم بالقرآن والعربيّة وكلام العرب والرّواية الكثيرة للحروف والفقه. وكان من أقرأ القرّاء، وأخذ عنه عامّة حروف القرآن مسندا وغير مسند، من قراءة الحرميّين والعراقيّين والشام وغيرهم. قال أبو حاتم: كان أعلم من أدركنا ورأينا بالحروف، والاختلاف في القرآن وتعليله ومذاهبه، ومذاهب النّحو في القرآن. وأروى [1] النّاس لحروف القرآن وحديث الفقهاء. وله كتاب سمّاه «الجامع» جمع فيه عامّة اختلاف وجوه القراءات، ونسب كلّ حرف إلى من قرأ به [2]. وتوفّى سنة خمس ومائتين. 825 - يعقوب بن محمد بن أحمد الفارسىّ الأديب البارع الكردىّ «2» نزيل نيسابور، وأستاذ البلد في النّحو والعربيّة واللغة. شيخ معروف، كثير التّصانيف [3] والتلامذة، مبارك النّفس، جمّ الفوائد والنّكت والطّرف.

_ [1] كذا في ب، وهو يوافق ما في طبقات الزبيدىّ، وفي الأصل: «وأروى الناس من حروف القرآن». [2] وذكر له ياقوت أيضا كتاب «وقف التمام». [3] ذكرها السيوطىّ في بغية الوعاه: «البلغة» و «جونة الند».

توفّى في رمضان سنة تسع وسبعين وأربعمائة، ذكره الباخرزىّ في كتابه [1] وسجع له، فقال: الأديب أبو يوسف يعقوب بن أحمد [2]. وهو متنفّسى من بين أهل الفضل، وهو أيضا موضع نجواى، ومستودع شكواى [3]، ثم لا أعرف اليوم من ينوب منابه في أصول الأدب؛ محفوظا ومسموعا، حتى كأنّ قرآنه أوحى [4] إليه مفصّلا ومجموعا، فتأليفاته للقلوب مآلف، وتصنيفاته في محاسن أوصافها وصفاء [5]. ووصائف، والكتب المنتقّشة [6] بآثار أقلامه، [تهزأ [7]] بالرّوض الضّاحك غبّ بكاء رهامه [8]، وتعجز [9] الوصّاف الحاذق على بعد مطارح أوهامه [9]، فكم منفسات [10] من تلك الدّرر جعلتها لقلائدى هذه أوساطا، وكم [من [11]] مروّيات من تلك الدّرر وردت منهلها العذب التقاطا [12]، فلم أر بها حماما ورقا، يردن جماما زرقا [13]، ولا غطاطا،

_ [1] دمية القصر 190 - 194. [2] بعدها في دمية القصر: «قد أشرت ألى طرف من ذكره في أول هذا الكتاب، وسأشير إلى طرف من شعره في هذا الباب». [3] كذا في الدمية، وفي الأصلين: «وهو مستودع». [4] كذا في ب، وفي الأصل: «وحى»، والعبارة ساقطة من مطبوعة الدمية. [5] ساقطة من الدمية، وفي الأصل: «أوصاف»، والمثبت من ب. [6] ب والدمية: «المنقشة»، وأثبت ما في الأصل. [7] تكملة من ب، وفي الدمية: «ترزى». [8] الرهام: السحاب. (9 - 9) كذا في الدمية، وفي الأصل: «وتعجز الحذاق بعد مطارح أوهامه». [10] المنفس: النفيس، وفي الأصلين: «منقشات». والوجه ما أثبته من الدمية. [11] من الدمية. [12] التقاطا، أى فجأة. [13] الجمام: ما اجتمع من الماء، وزرقا، أى صافية لم تورد من قبل.

يلغطن كالنّبيط إلغاطا، اللهمّ إلّا فرّاطا [1] من الظّمأ إلى زلال الفضل يصدعون إليه أردية اللّيل البهيم، ويشربون منه شرب العطاش الهيم. وكان من أوكد الأسباب، الدّواعى إلى تأليفه هذا الكتاب، بعثه إياى عليه، وإهابته بى إليه: فللزّجر ألهوب وللسّأق درّة ... وللسّوط منّى وقع أخرج مهذب [2]. ومحلّه منّى داخل تحت قولى فيه، [بل أجلّ وأوفر [3]]: يعقوب عمّى وغير بدع ... لو عمّ قلبى ولاء عمّى ودّى له كالصّباح عار ... ولا أورّى ولا أعمّى قال: فممّا أنشدنى له من معانيه الأبكار، التى لا تفترع إلا بدقائق الأفكار، قوله: تظنّ علوّ المرء بالمال حازه ... وليس بعال معدم وهو ماهر [4]. لقد ملت عن نهج الصّواب معاندا ... أمالك عن مسخوط رأيك زاجر [5]! فممّ علوّ البدر والمال غائب ... وفيم سفال الكنز والمال حاضر!

_ [1] الغطاط: نوع من القطا، وألغط القطا؛ إذا صوّت. وفراط القطا: مقدماتها إلى الماء. وقد نظر في هذه العبارات إلى قول الراجز في وصف القطا والحمام: ومنهل وردته التقاطا ... لم ألق إذ وردته فراطا إلا الحمام الورق والغطاطا ... فهنّ يلغطن به إلغاطا وانظر اللسان- لغط. [2] لامرئ القيس، ديوانه 51؛ من وصف فرس؛ يقول: إذا حركه بساقه به بالسياط درّ بالجرى. والأخرج: الظليم، وهو ذكر النعام. والمهذب: الشديد العدوه. [3] من الدمية. [4] فى الأصلين: «معدما»: وهو خطأ، وصوابه من الدمية. [5] فى الأصل: «آخر»، صوابه من ب والدمية.

وكتب إلى العميد أبى بكر القهستانىّ عند منصرفه عن ديار الغربة: كلامك روح أجسام الكلام ... ولفظك فاعل فعل المدام ودونك كلّ ممدوح كمالا ... وعبدك كلّ حرّ في الأنام لعمر علاك هل أبصرت مثلا ... لنفسك في شمائلك الكرام! بمصر وغيرها من كلّ مصر ... وفيما طفت من يمن وشام وفي أرض العراق بلاد يمن ... وحيث حللت بالبلد الحرام فكيف وأنت فذّ في المعالى ... فريد في مكارمك التّؤام وكتب إليه أيضا: يا أبا بكر عليّا ... ما رأى مثلك إنس أنت في الحزن سرور ... أنت في الوحشة أنس أنت غيث، أنت ليث ... أنت بدر، أنت شمس أنت للسؤدد قطب ... أنت للعلياء أسّ إن تحلّمت فقدس ... أو تكلّمت فقسّ [1]. قال: وأنشد لنفسه في الأمير أبى الفضل الميكالىّ رحمه الله. رأيت عبيد الله يضحك معطيا ... ويبكى أخوه الغيث عند عطائه وكم بين ضحّاك يجود بماله ... وآخر بكّاء يجود بمائه

_ [1] قس: جبل بعينه. وتحلمت: اصطنعت الحلم. وفي ب «تحكمت». وقس بن ساعدة، بالضم: البليغ الحكيم المشهور.

قال: وكتب إلى القاضي أبى جعفر البحّاثىّ [1]: أبا جعفرا كم جعفر من مدامع [2] ... ترقرقه ذكرى ليال تسلّفت طلعت بها شمسا وقد غاب بدرها ... فما زلت طلق الوجه حتى تكسّفت وشعشعت راحا من حديثك دونها ... معتّقة صهباء في دنّها صفت ودبّجت روضا من ثنائك أعجبت ... وهيّجت رقشا من هجائك أتلفت وقرطست مرمى القول حين رميته ... إذا كفّ رام في مراميه أخطفت [3]. وشرّدت ألّاف الخنا فتشرّدت ... والّفت شرّاد النّهى فتألّفت فهزل، ولا كالبابليّة صفّيت ... وجدّ ولا كالمشرفيّة أرهفت وبسط يضاهى غرّة النّجح أشرقت ... وبشر يحاكى طرّة الصّبح أسدفت [4]. ولا سيما ليلا كليلة يوسف ... رأيت بها طير السّعادة رفرفت تجمّع فيها ما اشتهيت من المنى ... بإخوان صدق كالكواكب أردفت - يريد يوسف أبا نصر الأسترابادىّ.

_ [1] هو أبو جعفر محمد بن إسحاق بن على الزوزنى. والبحاثى: نسبة إلى البحاث، أحد أجداده. توفى بغزة سنة 463. وانظر السمعانى واللباب (فى رسم البحاثى) وتتمة اليتيمة 2: 30، ومعجم الأدباء 18: 18 ودمية القصر 274. [2] فى الأصلين: «مدافع»، وصوابه من الدمية وب. والجعفر: النهر الصغير. [3] من معانى القرطاس: الأديم ينصب للنضال؛ ويقال: قرطس، إذا أصاب القرطاس. وأخطف الرمية: أخطأها. [4] السدفة هنا: الضوء، وهو من الأضداد.

826 - يعقوب بن إسحاق السكيت أبو يوسف النحوى اللغوى

وله في الغزل: حلاوة أيّام الوصال شهيّة ... ولكن ليالى الهجر أمررن طعمها ولى كبد حرّى ونفس عليلة ... ولكن يداوى كلمها البيض كالمها [1]. وله أيضا: هل عاجب أنت مثلى ... فإنّنى جدّ عاجب من حاجب مثل قوس ... تزرى بقوس لحاجب [2]. 826 - يعقوب بن إسحاق السكّيت أبو يوسف النحوىّ اللغوىّ «1» صاحب كتاب «إصلاح المنطق». كان من أهل الفضل والدّين، موثوقا بروايته. وكان يؤدّب ولد جعفر المتوكل بالله.

_ [1] الكلم: الجرح. [2] هو حاجب بن زرارة التميمىّ، رهن قوسه عند كسرى، فى خبر مشهور. وانظر ثمار القلوب ص 645.

ورى عن أبى عمرو الشيبانىّ. وحدّث عنه أبو عكرمة الضّبّىّ، وأبو سعيد السكّرىّ، وميمون بن هارون الكاتب، وعبد الله بن محمد بن إبراهيم، وأحمد بن فرح المقرئ [1]. وأبوه إسحاق المعروف بالسّكّيت. وحكى أن الفرّاء سأل السّكّيت [2] عن نسبه، فقال: خوزىّ [3] أصلحك الله، من قرى دورق من كور الأهواز. وكان يعقوب يؤدّب مع أبيه بمدينة السّلام في درب القنطرة صبيان العامة، حتى احتاج إلى الكسب، فجعل يتعلّم النّحو. وحكى عن أبيه أنّه حجّ، فطاف بالبيت، وسعى بين الصّفا والمروة، وسأل الله تعالى أن يعلّم ولده النّحو، فتعلّم النّحو واللغة، وجعل يختلف إلى قوم من أهل القنطرة، فأجروا له كلّ دفعة عشرة وأكثر، حتى اختلف إلى بشر وإبراهيم [4]. ابنى هارون، أخوين كانا يكتبان لمحمد بن عبد الله [5] بن طاهر، فما زال يختلف إليهما وإلى أولادهما دهرا، فاحتاج ابن طاهر إلى رجل يعلّم ولده، وجعل ولده في حجر إبراهيم [6]، ثمّ قطع ليعقوب رزقا؛ خمسمائة درهم، ثم

_ [1] هو أحمد بن فرح بن جبريل أبو جعفر. وفرح، بالحاء المهملة. توفى سنة 311 وقد قارب التسعين. طبقات القراء 1: 95. [2] هو إسحاق السكيت، أبو يعقوب؛ تقدمت ترجمته للمؤلف في الجزء الأول 255. [3] خوزى، منسوب إلى خوزستان؛ وهى البلاد التى بين فارس والبصرة من كور الأهواز. ودورق: ناحية فيها. [4] فى الأصول وابن خلكان: «هارون»، والوجه ما أثبته من نزهة الألباء وتاريخ بغداد. [5] هو محمد عبد الله بن طاهر الخزاعى أبو العباس؛ أمير حازم ولى نيابتا بغداد في أيام المتوكل العباسى. توفى سنة 253. تاريخ بغداد 5: 418. [6] فى ابن خلكان: «حجر إبراهيم بن إسحاق المصعبى».

جعلها ألف درهم. وكان يعقوب قد خرج قبل ذلك إلى سرّ من رأى، وذلك فى أيّام المتوكّل على الله، فصيّره عبد الله بن يحيى بن خاقان عند المتوكل، فضمّ إليه ولده، وأسنى له الرزق. قال أبو عمر اللّغوىّ [1]: سمعت ثعلبا- وقد ذكر يعقوب بن السّكّيت- فقال: ما عرفنا له خزية قطّ. قال الطوسىّ: كنّا في مجلس علىّ اللّحيانىّ، وكان عازما أن يملى نوادره ضعف ما أملى: فقال يوما: تقول العرب: «مثقل استعان بذقنه [2]»، فقام إليه ابن السكيت، وهو حدث فقال يا أبا الحسن، إنما هو: تقول العرب: مثقل استعان بدفّيه [3]، يريدون: الجمل إذا نهض بالحمل استعان بجنبيه، فقطع الإملاء. فلما كان في المجلس الثّانى، قال: تقول العرب: «هو جارى مكاشرى»،

_ [1] هو محمد بن عبد الواحد بن أبى هاشم الزاهد، المعروف بغلام ثعلب. تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثالث ص 171. [2] الذقن: مجتمع اللحيين من أسفلهما. [3] كذا ورد الخبر في الأصول ونزهة الألباء والتصحيف والتحريف 31 وفي اللسان- ذقن: «وفي المثل: مثقل استعان بذقنه، وصحفه الأثرم على بن المغيرة بحضرة يعقوب فقال: مثقل استعان بدفيه، فقال له يعقوب: هذا تصحيف؛ إنما هو استعان بذقنه: فقال له الأثرم: إنه يريد الرياسة بسرعة، ثم دخل بيته». وقال صاحب شرح التصحيف والتحريف بعد أن أورد الخبر موافقا لما فى الأصل: «أما قول يعقوب: فلان مكاسرى؛ بسين غير معجمة؛ فهو كما قال. وقد وهم فيه النحيانى. وأما قوله: «بدفيه»، فقد ظلمه يعقوب في ردّه عليه، فقد رواه أكثر الكوفيين «بذقنه» بالقاف والنون. ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام مثل ذلك أيضا. وإنما أرادوا أن البعير إذا أراد أن ينهض استعان بعنقه وذقنه، ومن هذا قيل: ناقة ذقون، وهى التى يرجف ذقنها في سيرها؛ وتقول العرب: لألصقنّ حواقنه بذواقنه، أى أعلاه بأسفله».

فقام إليه يعقوب بن السكيت فقال: أعزّك الله، وما معنى «مكاشرى»! إنما هو «مكاسرى»، كسر بيتى إلى كسر بيته، فقطع اللّحيانىّ الإملاء، فما أملى بعد ذلك شيئا. قال الحسين بن عبد المجيب الموصلىّ: سمعت يعقوب بن السّكيت في مجلس أبى بكر بن أبى شيبة يقول: ومن النّاس من يحبّك حبّا ... ظاهر الحبّ ليس بالتقصير فإذا ما سألته عشر فلس ... ألحق الحبّ باللّطيف الخبير قال المبرّد: ما رأيت للبغداديّين كتابا أحسن من كتاب يعقوب بن السكيت فى المنطق. مات يعقوب في رجب من سنة ثلاث- وقيل من سنة أربع، وقيل من سنة ست- وأربعين ومائتين، وقد بلغ ثمانيا وخمسين سنة. قال أحمد بن عبيد: شاورنى أبو يوسف بن السّكيت في منادمة المتوكّل فنهيته، فحمل قولى على الحسد، وأجاب إلى ما دعى إليه من المنادمة، فبينا هو معه في بعض الأيام، إذ مرّ ابنان للمتوكّل، وهما المعتزّ والمؤيّد، فقال له: يا يعقوب، من أحبّ إليك؟ ابناى هذان أم الحسن والحسين؟ فغضّ منهما، وقال: قنبر خير منهما، وذكر الحسن والحسين [بما هو أهله [1]]، فأمر الأتراك فديس بطنه، فحمل وقيّد، فعاش يوما، أو بعض يوم. وقيل إنه حمل ميّتا فى بساط، ووجّه إلى منزله، ووجّه المتوكّل إلى ابنه عشرة آلاف درهم، ولم يكن يعقوب بلغ ثمانين سنة [2].

_ [1] من ب. [2] كذا في الأصلين، ولعل الصواب: «ولم يكن بلغ ثمانيا وخمسين سنة». وفي ابن خلكان: «وكان ذلك في سنة أربع وأربعين ومائتين».

وقال عبد الله بن عبد العزيز بن القاسم: نهيت يعقوب بن السّكيت حين شاورنى فيما دعاه المتوكل من منادمته، فلم يقبل قولى، فلمّا عرض له ما عرض قلت فيه: نهيت أبا يعقوب عن قرب شادن ... إذا ما سطا أربى على أم قشعم فذق واحس ما استحسيته لا أقول إذ ... عثرت لعا، بلّ لليدين وللفم [1]. قال ابن النحاس: كان أول الكلام مزاحا. وكان ابن السكيت يتشيّع. وقال أبو العباس ثعلب: كان سبب قعود يعقوب بن السكيت للناس وقصدهم إيّاه، أنه عمل شعر أبى النّجم العجلىّ وجوّده، فقلت: ادفعه إلىّ لأنسخه، فقال: يا أبا العباس، بالطلاق إنه لا يخرج من يدى، ولكنه بين يديك فانسخه، فاحضر [2] يوم الخميس. فلمّا وصلت عرف، فحضر بحضورى قوم، ثم انتشر ذلك فحضر الناس. وذكر ابن الفرات [3] المصرى أنه توفى سنة أربع وأربعين ومائتين.

_ [1] فى اللسان عن أبى زيد: «إذا دعى للعاثر بأن ينتعش قيل: لعا لك». وهذا البيت ساقط من الأصل، وأثبته من ب. وانظر طبقات الزبيدىّ. [2] فى الزبيدىّ: «فقلت له: فأحضر يوم الخميس. [3] فى الأصلين: «الفرّاء» تصحيف، وهو محمد بن عبد الرحيم بن على بن الحسن بن محمد ابن عبد العزيز بن محمد المصرى، المعروف بابن الفرات. مؤرخ. ولد بالقاهرة، وولى بها خطابة المدرسة المعزية. وله كتاب كبير في التاريخ أسماه: الطريق الواضح المسلوك. معجم المؤلفين 10: 159.

وكان أبو العباس ثعلب يقول: كان يعقوب بن السكيت متصرّفا في أنواع العلوم، وكان أبوه رجلا صالحا، وكان من أصحاب الكسائىّ، حسن المعرفة بالعربيّة، وكان يكنّى بأبى يوسف، من علماء بغداد؛ ممّن أخذ عن الكوفيّين، وكان مؤدّبا لولد المتوكّل، وكان عالما بنحو الكوفيين وعلم القرآن والشّعر، وقد لقى فصحاء الأعراب، وأخذ عنهم، وحكى في كتبه ما سمعه منهم، وله حظّ فى السّنن والدّين. ويقال: إنّ المتوكل ناله بشىء [1] حتى مات في سنة ستّ وأربعين ومائتين، وخلّف ولدا اسمه يوسف، نادم المعتضد وخصّ به. وليعقوب بن السكيت من التّصانيف: كتاب «الألفاظ» [2]. كتاب «إصلاح المنطق [3]». كتاب «الزّبرج». كتاب «البحث». كتاب «المقصور والممدود». كتاب «المذكّر والمؤنث». كتاب «الأجناس» كبير. كتاب «الفرق». كتاب «السّرج واللجام». كتاب «فعل وأفعل». كتاب «الحشرات». كتاب «الأصوات». كتاب «الأضداد [4]». كتاب «الشّجر والنّبات». كتاب «الوحوش». كتاب «الإبل». كتاب «النّوادر».

_ [1] فى الأصلين: «شىء»، وما أثبته من الفهرست. [2] طبع كتاب الألفاظ في المطبعة الكائوليكية ببيروت سنة 1895 م، بعناية الأب لويس شيخو، وقد ضنم إليه في حواشيه شرح التبريزى المسمى «تهذيب الألفاظ»، كما ضم في الصلب بعض زيادات التبريزى وسمى عمله هذا «كنز الحفاظ»، ثم جاء مرة أخرى وأفرد الصلب وحده مع بعض الزيارات، وسمى عمله هذا: «مختصر تهذيب الألفاظ»، وطبع في المطبعة الكاتوليكية سنة 1897 م. [3] طبع كتاب إصلاح المنطق في دار المعارف سنة 1941، بتحقيق الأستاذ أحمد محمد شاكر والأستاذ عبد السلام هارون. [4] كتاب الأضداد، قام بطبعه أو غست هغنر في بيروت سنة 1912 م مع كتب أخرى فى الأضداد للأصمعى وأبى حاتم السجستانى والصغاتى.

كتاب «معانى الشعر الكبير». كتاب «معانى الشعر الصّغير». كتاب «سرقات الشعراء وما اتفّقوا عليه». كتاب «ما جاء في الشّعر وما حرّف عن جهته». كتاب «القلب والإبدال [1]». قال أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحرانىّ اللّغوىّ، صاحب يعقوب- وقد كان لازمه للأخذ عنه أحدا وعشرين عاما: قتل المتوكّل يعقوب بن السّكيت، وذلك أنّه أمره أن يشتم رجلا من قريش، وأن ينال منه فلم يفعل، فأمر القرشىّ أن ينال منه فنال منه، فأجابه يعقوب بن السكيت، فلمّا أن أجابه قال المتوكل: أمرتك أن تفعل فلم تفعل. فلمّا شتمك فعلت! فأمر به فضرب، حمل من عنده صريعا مقتولا، ووجّه المتوكل من الغد إلى ابن يعقوب بن السكيت عشرة آلاف درهم ديته. وقال أبو عبد الله المرزبانىّ: ابن السكيت اسمه يعقوب بن إسحاق، ويكنى أبا يوسف، وكان عالما بالنّحو، نحو الكوفيين وعلم القرآن واللّغة والشعر، رواية؛ ثقة، لا حظّ له من السّنن والدّين [2]. وقال أحمد بن يحيى النحوىّ: أجمع أصحابنا أنه لم يكن بعد ابن الأعرابىّ أحد أعلم باللّغة من ابن السكيت، وكان المتوكل قد ألزمه تأديب ولده المعتزّ بالله، فلمّا جلس عنده قال: بأىّ شىء يحبّ أن يبدأ الأمير؟ - يريد من العلوم- فقال له: بالانصراف. قال: فأقوم؟ قال: أنا أخفّ نهوضا منك، وقام

_ [1] طبع كتاب القلب الإبدال أيضا أوغست هفنر في بيروت سنة 1903 م. وزاد ابن النديم مما ألفه ابن السكيت كتاب «المثنى والمكنى» وكتاب «الأيام والليالى». [2] كذا في الأصلين؛ وهو يوافق ما ورد في الترجمة التى نقلها صاحب كتاب كنز الحفاظ نقلا عن مخطوطة كتاب الألفاظ ص 6 من المقدمة، وقد سبق في ص 55 والفهرست ص 50 نقلا عن ثعلب: «وله حظ في الستر والدين».

827 - يعقوب بن على الزبيدى الصقلى اللغوى

المعتزّ واستعجل، فعثر بسراويله وسقط، والتفت إلى ابن السكيت كالخجل فاحمرّ وجهه، فأنشد ابن السكيت: يصاب الفتى من عثرة بلسانه ... وليس يصاب المرء من عثرة الرّجل [1]. فعثرته في القول تذهب رأسه ... وعثرته في الرّجل تبرأ في مهل فلمّا كان من غد دخل ابن السّكيت على المتوكّل، فأخبره، فأمر له بخمسين ألف درهم، وقال: قد بلغنى البيتان. ومن [2] شعر ابن السكيت رحمه الله ورضى عنه، وهو مما تثق النفس [2] به: إذا اشتملت على اليأس القلوب ... وضاق لما به الصّدر الرّحيب وأوطنت المكاره [3] واستقرّت ... وأرست في أماكنها الخطوب ولم تر لانكشاف الضّرّ وجها ... ولا أغنى بحيلته الأريب أتاك على قنوط منك غوث ... يمنّ به اللّطيف المستجيب وكلّ الحادثات إذا تناهت ... فموصول بها فزج قريب 827 - يعقوب بن علىّ الزّبيدىّ الصّقلّىّ اللغوىّ «1» من أهل صقّلّيّة [4] المقيمين بها، من أئمة اللّغويين والعلماء المدرسين، كان حافظا لأشعار العرب ومعانيها، شارحا لغريبها ومبانيها، فمن شعره قوله يمدح الأمير عزّ الدولة الحسن بن ثقة الدّولة الكلبىّ، من قصيدة أولها:

_ [1] البيتان في العقد 2: 473 منسوبين إلى جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن على بن أبى طالب، والأوّل ورد أيضا في رسالة أبى يحيى بن مسعدة، ضمن نوادر المخطوطات 1: 260 من غير نسبة. (2 - 2) العبارة في ابن خلكان: «وكان لابن السكيت شعر، وهو مما تثق به النفس، فمن ذلك قوله». [3] كذا في ب، وهو يوافق ما في ابن خلكان، وفي الأصل: «المكارم». [4] صقلية، ضبطها ياقوت بثلاث كسرات، وتشديد اللام والياء مشددة أيضا، قال: وأكثر أهل صقلية يفتحون الصاد واللام.

828 - يعقوب بن نصر الدارقزى

أناملها سلّمت أم عنم ... غداة وقفنا بوادى سلم وهذا الّذى لائح مبسم ... أم البرق من ثغرها يبتسم رمتنى سلمى بهجرانها ... فهل لى منها وصال أمم خليلىّ إن متّ من أجلها ... سيحدث بعدى لسلمى ندم وما غرّنى غير قولى لها: ... أتحيى قتيلا؟ فقالت: نعم فما أتبعت قولها نائلا ... ولا أذهبت لا عجا من سقم 828 - يعقوب بن نصر الدّارقزّى «1» ودار القزّ التى ينسب إليها محلّة [1] معروفة بظاهر بغداد. كان يعلّم العربيّة والفقه، ورحل إلى سنجار [2] واستوطنها، وأفاد بها، وكان خبيرا بالشعر وأنواعه، يحفظ منه الكثير ويقوله، فمن شعره يخاطب علىّ بن الحسين بن علىّ بن دبابا [3] السّنجارىّ، وقد رآه يندب الطلول ويصفها، ويبكى أهلها، فقال له: خلّ نعت الطلول يا بن الحسين ... ما تفيد الآثار من بعد عين! أنزاعا إلى الطلول وقد ... أقلع عنها الخليط إقلاع بين لا تقف بالطلول ليست بها سعدى ولا تبكها بأجفان عين

_ [1] المحلة، بالفتح: المكان الّذى يحل فيه. وفي ياقوت: دار القز محلة كبيرة ببغداد في طرف الصحراء بين البلد وبينها اليوم نحو فرسخ وكل ما حولها قد خرب، ولم يبق إلا أربع محال متصلة». [2] سنجار، بكسر أوله وسكون ثانيه، قال ياقوت: «مدينة مشهورة من نواحى الجزيرة، بينها وبين الموصل ثلاثة أيام». [3] ذكره ياقوت في معجم البلدان 5: 145، وقال: يلقب بأمين الدين، وفيه يقول المؤيد ابن زيد التكريتى: زاد أمين الدين في وصفه ... سنجار حتى جئت سنجارا فعاينت عيناى إذ جئته ... مصيدة قد ملئت فارا

829 - يوسف بن سليمان بن عيسى النحوى

رحل عن سنجار إلى ميّافارقين [1]، ومات بها في سنة سبع وعشرين وستمّائة، وبلغ من العمر قريبا من أربعين سنة، وأبيعت [2] تركته بيد نوّاب المواريث في ربيع الأوّل سنة ثمان وعشرين وستمائة بميّافارقين. 829 - يوسف بن سليمان بن عيسى النحوىّ «1» يعرف بالأعلم [3]، من أهل شنتمريّة [4] الغرب، يكنى أبا الحجّاج، رحل إلى قرطبة سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وأقام بها مدّة، وأخذ عن ابن الإفليلىّ وطبقته. وكان عالما باللّغة والعربية، ومعانى الأشعار، حافظا بجميعها، كثير العناية بها، حسن الضبط لها، مشهورا بمعرفتها وإتقانها.

_ [1] ميافارقين؛ ضبطها ياقوت بفتح أوله وتشديد ثانيه، وقال: «أشهر مدينة بديار بكر». [2] أباع التركة: عرضها للمبيع. [3] حاشية ب: «الأعلم المشقوق الشفة العليا، وكان مشقوق الشفة العليا شقا فاحشا. والفعل منه علم بكسر اللام يعلم بفتحها والمرأة علماء. والأفلح: مشقوق الشفة السفلى، والماضى فلح. وهذه قاعدة مطردة في العيوب والعاهات؛ عين الماضى مكسورة والمضارع مفتوحة». [4] شنتمرية، ضبطها ابن خلكان: «بفتح الشين المعجمة وسكون النون وفتح التاء المثناة من فوقها والميم، وكسر الراء وبعدها ياء مشددة مثناة من تحتها وبعدها هاء ساكنة». وقال: «هى مدينة بالأندلس، غربيها». [5] هو أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا الزهرى النحوى الأندلسى المعروف بابن الإقليلى، تقدمت ترجمته للمؤلف في الجزء الأول ص 218، 219.

أخذ الناس عنه كثيرا، وكانت الرّحلة في وقته إليه، وصنّف «شرحا للجمل [1]»، وعاون [2] ابن الإفليلى في «شرح ديوان المتنبى [3]» و «شرح أبيات الجمل [4]» شرحا مفردا [5].

_ [1] هو كتاب الجمل لأبى القاسم الزجاجى، ذكره ياقوت وابن خلكان وصاحب كشف الظنون. [2] ب: «عان» تحريف. [3] وكذا أيضا في ياقوت والصفدى في نكت الهميان، وفي ابن خلكان: «وساعد شيخه ابن الأفليلى المذكور على شرح ديوان المتنبى. وغالب ظنى أنه شرح الحماسة، فقد كان عندى شرح الحماسة للششتتمرى في خمس مجلدات، وقد غاب عنى من كان مصنفه، وأظنه هو والله أعلم، وقد وقد أجاد فيه». [4] وذكره أيضا صاحب كشف الظنون وياقوت. [5] وذكر ياقوت من مؤلفا من أيضا أنه شرح الحماسة، وورتبها على حروف المعجم. وذكر الزركلى في كتابه الأعلام «أن من هذا الشرح مخطوطة في مجلدين كتبنا سنتى 513 و 514 وهما في مخطوطات الخزانة الأحمدية بتونس». وذكر ابن خير في فهرسته ص 389 من مصنفاته كتاب أشعار الستة الجاهليين قال: «شرح الأستاذ أبى الحجاج يوسف بن سليمان النحوى الأعلم رحمه الله، حدثنى بها أيضا- قراءة منى عليه لها ولشرحها- الوزير أبو بكر محمد بن عبد الغنى بن عمر بن فندله رحمه الله، عن الأستاذ أبى الحجاج الأعلم المذكور عن الوزير أبى سهل بن أحمد الحرانى عن شيوخه أبى مروان عبيد الدين فرج الطوطالقى وأبى الحجاج بن فضاله، أبى عمر بن الحباب، يرويها عن أبى على القالى، عن أبى بكر بن دريد عن أبى حاتم، عن الأصمعى رحمه الله. وقد تولى الأعلم نفسه شرح هذا الديوان شرحا قال فيه: «شرحت جميع ذلك شرحا يقتضى تفسير جميع غريبه وتبيين معانيه وما غمض من إعرابه، ولم أطل في ذلك إطالة تخل بالفائدة، وتمل الطالب الملتمس للحقيقة». ومن هذا الشرح نسختان مخطوطتان في دار الكتب؛ إحداهما برقم 88 - أدب، والثانية برقم 450 - أدب تيمور. وقد طبعت أشعار الستة برواية الأعلم في لندن سنة 1870 م بتحقيق الورد، وأسماها «العقد الثمين بشرح أشعار الستة الجاهليين». وطبع أيضا في ميونخ سنة 1892 م. وطبع ديوان زهير بشرح الأعلم في لندنبرج سنة 1889 م، وطبع بالقاهرة سنة 1323 هـ ونشر شرح ديوان علقمة بالقاهرة سنة 1293 ضمن مجموعة؛ كما نشره محمد بن شنب في الجزائر وطبع سنة 1925 م ونشره أيضا الأستاذ سيد صقر في سنة 1925 م. ونشر ديوان امرئ القيس في دار المعارف سنة 1955 م بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم. ونشر ديوان طرفة بشرح الأعلم في باريس 1901 م. وطبع بها مش الكتاب لسيبويه المطبوع في بولاق سنة 1316 هـ كتابه «تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأداب فى علم مجازات العرب»، وهو شرح أبيات الكتاب لسيبويه.

830 - يوسف بن الحسن بن عبد الله السيرافى النحوى اللغوى الأخبارى، أبو محمد

وكفّ بصره في آخر عمره. وتوفّى بالأندلس سنة ست وسبعين وأربعمائة [1] بمدينة إشبيليّة. وكان مولده سنة عشر وأربعمائة. 830 - يوسف بن الحسن بن عبد الله السّيرافىّ النحوىّ اللغوىّ الأخبارىّ، أبو محمد «1» الفاضل ابن الفاضل. كان عالما بعلم النحو، وتصدّر في مجلس أبيه بعد موته، وخلفه على ما كان فيه، وقد كان يفيد الطلبة في حياة أبيه [2]، رحمها الله، وأكمل كتاب أبيه في النحو، الّذى سمّاه «الإقناع» وهو كتاب جليل نافع في بابه، صنّفه أبو سعيد رحمه الله، وقد استقرّت عنده القواعد النّحوية بتصنيفه كتاب «شرح سيبويه» وظهر له بالاطّلاع [3] والبحث حالة [4] التّصنيف ما لم يظهر لغيره ممن يعانى هذا الشأن، وصنّف بعد ذلك «الإقناع» فكان [5] ثمرة [6] ما استفاده [7] حالة البحث

_ [1] ذكر ابن خلكان عن أبى الحسن شريح بن محمد الرعينى الإشبيلى خطيب جامعها قال: «مات أبى عبد الله محمد بن شريح يوم الجمعة منتصف شوال سنة ست وسبعين وأربعمائة، فسرت إلى الشيخ الأستاذ أبى الحجاج الأعلم بوفاته؛ فإنهما كانا كالأخوين محبة وودادا، فلما أعلمته انتحب وبكى كثيرا واسترجع، ثم قال: لا أعيش بعده إلا شهرا، فكان كذلك». [2] هو الحسن بن عبد الله بن المرزبان، أبو سعيد السيرافى، تقدمت ترجمته في الجزء الأول 348. [3] فى الأصلين: «باطلاع»، والصواب ما أثبته من ابن خلكان. [4] ابن خلكان: «فى حال». [5] فى الأصلين: «فكأنه»، والصواب ما أثبته من ابن خلكان. [6] ساقطة من ب. [7] ابن خلكان: «استفادته».

والتصنيف. ومات قبل إتمامه، فكلّمه يوسف ولده. وإذا نظره المصنف لم يربين اللّفظين والقصدين كثير تفاوت [1]. وصنّف يوسف عدّة كتب في شرح أبيات استشهادات كتب مشهورة، مثل «شرح أبيات [2] كتاب سيبويه» وهو غاية في بابه وبسطه، و «شرح أبيات إصلاح المنطق [3]»، ورأيت «شرح أبيات المجاز لأبى عبيدة»، و «أبيات معانى الزّجّاج»، وذكر أنه من شرحه، وسمعت أنه شرح «أبيات غريب المصنّف» إلى غير ذلك، ولم يعمّر بعد أبيه. وقد كانت كتب اللغة تقرأ عليه مرّة رواية، ومرّة دراية، وقد رأيت خطه على ما قرئ عليه من كتاب «البارع» للمفضّل بن سلمة، وهو كتاب كبير فى عدة مجلّدات، هذّب به كتاب «العين» للخليل بن أحمد، وأضاف إليه من اللغة ما أمكنه، وحصلت لى منه عدّة مجلدات، عليها خط يوسف بن أبى سعيد رحمه الله.

_ [1] ابن خلكان: «تفاديا كثيرا»، والعبارة فيه في 2: 350 وفي معجم الأدباء 8: 149: «كتاب الإقناع في النحو لم يتمه، فتممه ابنه يوسف. وكان يقول: وضع أبى النحو في المزابل بالإقناع؛ يريد أنه سهله حتى لا يحتاج إلى مفسر. [2] ذكر بر وكلمان 2: 188 (الترجمة العربية)، أن منه نسخة مخطوطة بمكتبة نور عثمانية برقم 457. ومنه نسخة أخرى أيضا في المكتبة التيمورية. [3] منه نسخة خطبة بمكتبة كوبريلى بالآستانة بخط علىّ بن البديع؛ قرغ من كتابتها في شهرى ذى القعدة ورجب سنة 410، ومن هذه النسخة مصورة بدار الكتب المصرية برقم 4625 - أدب، اثنا عشر جزءا في ثلاثه مجلدات.

ورأيت [1] فى كتاب هلال [2] بن المحسّن الكاتب [1]: فى ليلة يوم الأربعاء لثلاث بقين من شهر ربيع الأوّل سنة خمس وثمانين وثلاثمائة: توفىّ [3] أبو محمد يوسف بن أبى سعيد الحسن بن عبد الله السّيرافىّ عن خمس وخمسين سنة وشهور، ودفن من غده، وصلّى عليه أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمىّ. وكان أمرأ ديّنا صالحا ورعا متقشّفا، وله تقدّم في علم اللغة والعربيّة، وبضاعه قوية في العلوم الباقية. قال العبدىّ أبو طالب [4] أحمد بن بكر النحوىّ: تكلمت مع يوسف بن أبى سعيد السّيرافى في تاء «تفعلين»، فقال: هى علامة التأنيث، والفاعل مضمر، فقلت: لو كانت بمنزلة التاء في «ضربت» علامة التأنيث فقط، لثبتت مع ضمير الاثنين إذا قلت: أنتما تضربان، كما تقول: «ضربتا» فلمّا حذفت مع ضمير الاثنين، علم أن فيها- مع دلالاتها على التأنيث- معنى الفاعل، فلمّا صار للاثنين [5]. بطل ضمير الواحد الّذى هو الياء، وجاءت الألف وحدها، فقال: هذا زبيل [6]. الحوائج لذا ولذا. وانقطع الوقت [7] من ابن شيخنا في قلّة تصرّفه [8].

_ (1 - 1) ساقط من ب. [2] فى الأصل: «هليل» تحريف؛ وهو هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابى، تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الأول ص 169. [3] فى ب: «وتوفى»، وهو خطأ، صوابه من الأصل. [4] هو أبو طالب أحمد بن بكر بن أحمد بن بقية العبدىّ؛ أحد أئمة النحو المشهورين. توفى سنة 406. بغية الرعاة 1: 298. [5] فى الأصلين: «الاثنين»، وهو خطأ. [6] الزبيل والزنبيل: الجراب، وقيل: الزنبيل خطأ- اللسان (زبل). [7] نزهة الألباء: «وانقطع الوقت بالضحك». [8] كذا في ب، وفي الأصل: «من قلة تصرفه» وفي نزهة الألباء: «وقلة تصوره» والخبر في نزهة الألباء 336، ومعجم الأدباء 2: 237.

831 - يوسف بن أحمد، أبو يعقوب النحوى الدباغ الصقلى

831 - يوسف بن أحمد، أبو يعقوب النحوى الدباغ الصقلى «1» مقيم بجزيرة صقليّة، حافظ لكتب المتقدّمين، ومنبّه لأسرار المؤلفين، وممّن تقدم في زمانه، على أشكاله وأقرانه. وله مع ذلك شعر صالح، وأكثره في مسائل النحويّين. فمن ذلك قوله: إنّ هند المليحة الحسناء ... وأى من أضمرت لو أى وفاء [1]. درّة في هراكل البحر تحمى ... بصموت سوّارة صماء [2]. فأثيبى فتى معنىّ بسعدى ... وسليمى وأختها أسماء فعسى أن يكون يحسن من قد ... كان من قبل ذا إلينا أساء قوله: «إن» هو أمر من وأى يئى، إذا وعد. فالنون الثقيلة، كأنه قال: «عدى يا هند المليحة»، ونصب «الحسناء» بإضمار أعنى، و «وأى» نصب على المصدر، أى عدى وعد من ينوى الوفاء. وقوله: إن كنت تحسب أنّ الشعر مكرمة ... بها ينال المساعى من له خطر فانظر إلى العلماء ثم قس بهم ... يبد القياس لك المطلوب والنّظر هل يستوى عند ذى لبّ له نظر ... إحدى الفريقين أم هل يستوى الخبر فاصبر على الدّرس أيّام الشباب ولا ... يذهب بك الوعد حتى ينفذ العمر كم أدرك الناشئ الصبّار بغيته ... ودافع الشيخ عما يبتغى الكبر

_ [1] البيت من شواهد المغنى 1: 19 على أن الهمزة تقع فعلا. وفيه «وأى من أضمرت لخل وفاء. [2] الهراكل: مجتمع أمواج البحر. والصموت من الدروع: اللينة الملمس ليست خشنة.

832 - يوسف بن خيرون النحوى الأديب الأندلسى

832 - يوسف بن خيرون النحوىّ الأديب الأندلسىّ «1» نحوىّ مشهور مذكور بقطره، روى وروى عنه، وتصدّر هناك للإفادة. وروى عن أحمد بن أبان بن سيّد اللغوىّ [1]، وروى عنه الفقيه [أبو [2]] محمد غانم ابن الوليد بن عمر بن عبد الرحمن المخزومىّ النحوىّ المالقىّ. ذكر [3] ذلك أبو الحسن علىّ بن أحمد الجزيرىّ [3]، وقال: إن غانما حدّثه عنه. 833 - يوسف بن الحسن بن يوسف بن محمد ابن إبراهيم بن إسماعيل الخارزنجىّ «2» الأديب البارع الشاعر. له فضل ونبل وتقدّم وإفادة لهذا الشأن. وصنّف فى ذلك، وكان مولده بقرية خارزنج [4] من ناحية بشت [5]، وله سلف بها صالحون وعلماء. [مولده [6]] سنة خمس وأربعين وأربعمائة. ودخل نيسابور في طلب العلم، واستفاد، ورحل إلى مرو واستفاد بها.

_ [1] تقدمت ترجمة للمؤلف في الجزء الأول ص 65. [2] تكملة من ب وجذوة والمقتبس والصلة وبغية الوعاة. (3 - 3) كذا في الأصلين، والعبارة في الجذوة؛ وهى التى نقل عنها المؤلف هنا: «قاله لى أبو الحسن علىّ بن أحمد الجزيرى، وأخبرنى أن غانما حدثه عنه». [4] خارزنج، من نواحى نيسابور من عمل بشت- بالشين المعجمة- والعجم يقولون: «خارزنك»، بالكاف. ياقوت. [5] فى الأصل: «لبست» وفي ب: «البست»، تصحيف، والصواب من ياقوت. قال: «بشت» بالضم: بلد من نواحى نيسابور، وهى غير «بست» بالسين. [6] من تلخيص ابن مكتوم.

834 - يوسف بن خرزاذ النجيرمى اللغوى

834 - يوسف بن خرّزاذ النّجيرمىّ اللغوىّ «1» نزيل مصر أبو يعقوب. وبنو خرّزاذ النّجيرميّون ناقلة عن البصرة إلى مصر، وارتزاقهم بمصر من التّجارة في الخشب، وما منهم إلّا لغوىّ فاضل كامل، ويوسف أمثلهم، وله خطّ ليس بالجيّد في الصورة وهو في غاية الصّحة، وكذلك خطوط الجماعة قريبة منه. وللمصريين تنافس في خطّه إذا وقع، ولقد رأيت بخطه نسخة من «ديوان جرير»، وقد أبيعت بعشرة دنانير، ورأيت «طبقات الشعراء» لابن سلّام الجمحىّ، وقد أبيعت بقريب من ذلك.

835 - يونس بن أحمد بن إبراهيم الوافراوندى النحوى

وكنت أحضر حلق الكتب عند بيعها، فإذا قال المنادى: كتاب كذا بخطّ النّجيرمىّ رفعت نحوه الأعناق. وأكثر ما تروى الكتب القديمة في اللغة والأشعار العربية المعروفة وأيام العرب في مصر من طريقه. والنّجيرم الّتى ينتسبون إليها هى قرية في برّ البصرة على طريق فارس عند سيراف. وكان ابن بركات السعيدىّ النحوىّ اللغوىّ المصرىّ [1] قد أخذ اللغة عن أصحاب يوسف بن خرزاذ، وقال: أدركت يوسف وأنا صبىّ، فلم اهتد للأخذ عنه لصبوتى، ولقد رأيته ماشيا في طريق القرافة، وهو شيخ أسمر كبير اللّحية، مدوّر العمامة، وبيده كتاب وهو يطالع فيه في مشيه. وهذا القول فيه نظر، وربّما يكون الذى رآه هو ولد يوسف، فإن الشيخ الصالح أبا إسحاق الحبّال المصرىّ [2]، ذكر أن أبا يعقوب بن خرّزواذ النّجيرمىّ اللغوى توفّى يوم الثلاثاء الرابع من المحرّم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة [3]. رحمه الله ورضى عنه. 835 - يونس بن أحمد بن إبراهيم الوافراوندىّ النحوىّ «1» عالم متصدّر للإفادة، مصنّف، فمن تصنيفه كتاب «الكافى» فى علل النحو. كتاب «الكافى» فى علم العروص.

_ [1] هو محمد السعيدى بن بركات؛ تقدمت ترجمته للمؤلف في 3: 78، 79، وذكر أن توفى سنة 520. [2] هو إبراهيم بن سعيد النعمانى؛ تقدمت ترجمته في الحواشى الجزء الثالث ص 188. [3] نقل الخبر ابن خلكان عن الموفق أبى الحجاج يوسف بن الخلال المصرى كاتب الإنشاء؛ باختلاف في العبارة وزيادة في الرواية.

736 - يونس بن حبيب أبو عبد الرحمن الضبى النحوى

736 - يونس بن حبيب أبو عبد الرحمن الضبى النحوىّ «1» مولى لهم، وكان من أهل جبّل [1]. أخذ عن أبى عمرو [2] وحمّاد بن سلمة [3]، وكان النّحو أغلب عليه، ودخل المسجد يوما وهو يهادى [4] بين اثنين من الكبر، فقال له رجل كان يتّهمه على مودته: بلغت ما أرى [5] يا أبا عبد الرحمن، قال: هو الذى ترى فلا بلّغته. وقال أبو الخطاب زياد [6] بن يحيى: مثل يونس كمثل كوز ضيّق الرأس، لا يدخله شىء إلا بعسر، فإذا دخله لم يخرج منه- يعنى لا ينسى. وقال أبو عبيدة: لم يكن عنده- يعنى يونس- علم إلا ما رآه بعينه [7]. وقال أبو زيد النحوىّ: ما رأيت أبذل لعلم من يونس [8].

_ [1] جبل، بفتح الجيم وتشديد الباء المضمومة: بلدة بين النعمانية وواسط- ياقوت. [2] أبو عمرو بن العلاء، تأتى ترجمته للمؤلف باب الكنى. [3] هو حماد بن سلمة بن دينار، تقدمت ترجمته للمؤلف في الجزء الأول ص 364، 365. [4] فى اللسان: «جاء فلان يهادى بين اثنين؛ إذا كان يمشى بينهما معتمدا عليهما من ضعفه وتمايله. وفي الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم خرج في مرضه الذى مات فيه يهادى بين رجلين». [5] فى الأصلين: «رأى»، والصواب ما أثبته من طبقات الزبيدىّ. [6] هو زياد بن يحيى بن زياد أبو الخطاب؛ ذكره ابن حبان في الثقات، وتوفى سنة 354 تهذيب التهذيب 3: 389. [7] نقله الزبيدىّ عن أبى الخطاب زياد بن يحيى. [8] نقله الزبيدىّ عن ابن سلام عن أبى زيد النحوىّ.

وقال أبو عبيدة، عن يونس، قال: كنت عند أبى عمرو [بن العلاء [1]] فجاءه شبيل بن عزرة الضّبعىّ [2]، فقام إليه وألقى له لبد بغلته، فجلس عليه، ثم أقبل عليه يحدّثه، فقال شبيل: يا أبا عمرو، سألت رؤيبتكم عن اشتقاق اسمه فما عرفه- يعنى رؤبة- قال يونس: فلم أملك نفسى عند ذكره، فرجعت إليه، ثم قلت له: لعللّك تظنّ أن معدّ بن عدنان أفصح منه [3] ومن أبيه، أفتعرف أنت ما الرّوبة، والرّوبة، والرّوبة، والرّوبة والرّؤبة، فأنا غلام رؤبة، فلم يحر جوابا، وقام مغضبا فأقبل علىّ أبو عمرو، وقال: هذا رجل شريف يقصد مجالسنا، ويقضى حقوقنا، وقد أسأت فيما فعلت ممّا واجهته [4] به. فقلت له: لم أملك نفسى عند ذكر رؤبة، فقال أبو عمرو: أو سلّطت على تقويم الناس! ثم فسّر لنا يونس فقال: الرّوبة خميرة اللبن، والرّوبة قطعة من اللّيل، وفلان لا يقوم بروبة أهله، أى بما أسندوا إليه من أمورهم، والرّوبة جمام ماد الفحل، والرؤبة (مهموز): القطعة التى يشعب بها الإناء [5]. وقال ابن سلّام: قلت ليونس: تجيز: إياك زيدا؟ فقال: قد أجاز ابن أبى إسحاق للفضل [6] بن عبد الرحمن [فى قوله]:

_ [1] من طبقات الزبيدىّ. [2] شبيل بن عزرة الضبعى، تقدمت ترجمته للمؤلف في الجزء الثانى ص 76. [3] الزبيدىّ: «من رؤية». [4] الزبيدىّ: «فيما واجهت به». [5] الخبر نقله الزبيدىّ في الطبقات 48، 49. وفي مراتب النحويين»: «والرؤبة، بالهمز: القطعة من الخشب يرأب بها الصدع». [6] فى الأصلين: «المفضل»، والصواب ما أثبته من طبقات الشعراء 63؛ وهو الفضل بن عبد الرحمن بن عباس؛ شيخ بنى هاشم.

إيّاك إيّاك المراء فإنّه ... إلى الشرّ دعّاء وللشّرّ جالب [1]. وذكر ابن سلّام محمد أنه كان يشرب المطبوخ. وتوفّى سنة اثنتين وثمانين ومائة، ما بين السبعين والثمانين وفي بعض الروايات أنه جاوز المائة. وجرى القدر في مجلسه فقال: لا فكر لى فيه. قال المبرّد محمد بن يزيد: يونس بن حبيب بن عبد الرحمن، أراه مولى بنى ليث. وقال الأصمعىّ: كان أصل يونس من جبّل، فلقيه رجل من ولد أبى عمير، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما تقول في جبّل، أينصرف؟ فافترى [2] عليه، والتفت العميرىّ، فلم ير أحدا يشهده عليه، فتركه حتى إذا كان من الغد، وجلس يونس للناس أتاه العميرىّ، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما تقول في جبّل، أينصرف؟ قال يونس: الجواب ما قلته لك أمس. وكان يونس بارعا في النحو، وقد سمع من العرب كما سمع من قبله، وروى عنه سيبويه وأكثر، وله قياس في النحو ومذاهب ينفرد بها، وقد سمع منه الكسائىّ والفرّاء، وكان من الطبقة الخامسة [3]، وكانت حلقته بالبصرة ينتابها الأدباء، وفصحاء الأعراب والبادية. قال أبو عبيدة: اختلفت إلى يونس أربعين سنة، أملأ كلّ يوم ألواحى من حفظه.

_ [1] البيت من شواهد الكتاب 1: 141. [2] فى ابن خلكان: «فشتمه». [3] ذكره الزبيدىّ في الطبقة الخامسة من اللغويين البصريين.

وقال أبو زيد النّحوىّ: جلست إلى يونس بن حبيب عشر سنين، وجلس إليه قبلى خلف الأحمر عشرين سنة. وقال يونس: قال رؤبة بن العجاج: حتّام تسألنى عن هذه البواطل وأزخرفها لك! أما ترى الشّيب قد بلغ في لحيتك! وقال أبو عبيدة: كنت في حلقة يونس، فجاء أعرابىّ، فوقف علينا، فقال: من ينصرنى نصره الله. فقال يونس: أتتكم [1] والله من قرب، من يرزقنى رزقه الله قال الله عز وجل: (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ) [2]، أى يرزقه الله. وقال محمد بن إسحاق النّديم: قرأت بخطّ أبى عبد الله بن مقلة: قال أبو العباس ثعلب: جاوز يونس المائة، وقد تفرّغ من الكبر، ومات في سنة ثلاث وثمانين ومائة. ومن خط إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ: عاش يونس ثمانيا وثمانين سنة لم ينزوّج ولم يتسّر، ولم تكن له همة إلا طلب [3] العلم ومحادثة الرجال. وله من الكتب التى صنّفها: كتاب «معانى القرآن». كتاب «اللّغات». [كتاب «النوادر» الكبير [4]]. كتاب «الأمثال». كتاب «النّوادر» الصغير [5].

_ [1] ب: «أتاكم». [2] سورة الحج 15. [3] فى الأصلين: «لطلب». [4] من الفهرست. [5] الفهرست 42 وفي معجم الأدباء: «ومن تصانيفه كتاب «معانى القرآن الكبير». كتاب «معانى القرآن الصغير». كتاب «اللغات». كتاب «الأمثال».

وقال محمد بن سلّام: قدم الكسائىّ البصرة على الرّشيد، فجلس إلى يونس فى حلقته، فألقى عليه بعض من حضر في المجلس بيت الفرزدق: غداة أحلّت لابن أصرم طعنة ... حصين عبيطات السّدائف والخمر [1]. وأنشده هكذا، فقيل للكسائىّ: على أى شىء رفعت «الخمر»؟ فقال: أضمرت فعلا، كأنه: «وحلّت له الخمر»، فقال يونس: ما أحسن والله ما وجّهته. غير أنى سمعت الفرزدق ينشد: غداة أحلّت لابن أصرم ضربة ... حصين عبيطات السّدائف والخمر [1]. جعل الفاعل مفعولا، كما قال الحطيئة: فلما خشيت الهون والعير ممسك ... على رغمه ما أمسك الحبل حافره [2]. والقصيدة على الرفع، جعل الفاعل مفعولا، فقال الكسائىّ: هذا على هذا وجه.

_ [1] ديوانه 317. وفي شواهد العينى 156: «هو من قصيدة يذكر فيها حصبن بن أصرم وقد قتل له قريب، فحرم على نفسه شرب الخمر وأكل اللحم العبيط حتى يقتل قاتله، فلما طعنه وقتله أحلت له تلك الطعنة شرب الخمر وأكل اللحم العبيط. غداة، نصب على الظرفية وأضيف إلى الجملة. وطعنة فاعل «أحلت»، وحصين بالجر عطف بيان لابن أصرم. وعبيطات السدائف، كلام إضافى مفعول «أحلت»، وهو جمع عبيط، اللحم الطرى. والسدائف: جمع سديف وهو شحم السنام وغيره مما غلب عليه السمن». والشاهد في قوله: «والخمر» بالرفع، حيث حذف منه الفعل، تقديره: وحلت له الخمر. وانظر الجزء الثانى من إنباه الرواة 2: 265. [2] ديوانه 10؛ قال السكرى في شرحه: ما دام الحمار مقيدا فهو ذليل معترف بالهوان؛ وهو مقلوب. أراد ما أثبت الحبل حاقره، فقلب فجعل الفاعل مفعولا والمفعول فاعلا».

837 - اليمان بن أبى اليمان البندنيجى أبو بشر الضرير الأديب الفاضل الشاعر اللغوى

837 - اليمان بن أبى اليمان البندنيجىّ أبو بشر الضرير الأديب الفاضل الشاعر اللغوىّ «1» كان عارفا باللّغة. لقى علماء الكوفيين والبصريين، وخلط المذهبين، ولقى ابن السّكّيت، وله أخبار مصنّفة، رأيتها بخط الخزاز، وقد استوفى ذكره فيها، سأنقل منها شيئا إلى هاهنا، إذا وقعت في يدى بمشيئة الله تعالى. وكان شاعرا يرتزق بالشعر [1]، وله من الكتب كتاب «التقفية». كتاب «معانى الشعر». كتاب «العروض». 838 - يزيد بن الحر، أبو زياد الطائىّ- ويقال: الكلابىّ «2» أعرابىّ قدم بغداد أيّام المهدىّ حين أصابت الناس المجاعة، فأقام ببغداد أربعين سنة، ومات بها. وله شعر كثير، وعلّق الناس عنه أشياء كثيرة من اللّغة، وشواهد العربية، ونوادره [2] خير ما صنّف في نوادر الأعراب.

_ [1] ذكر ياقوت من شعره: أنا اليمان بن اليمان ... أسعد من أبصرت في العميان إن تلقنى تلق عظيم الشان ... تجدئى أبلغ من سحبان فى العلم والحكمة والبيان وقوله: فديوان الضياع بفتح ضاد ... وديوان الخراج بغير جيم إذا ولى ابن عيسى وابن موسى ... فما أمر الأنام بمستقيم. [2] نوادر أبى زياد الكلابى، ضمن الكتب التى نبه على أغاليطها على بن حمزة البصرى، فى كتابه المسمى «التنبيهات على أغاليط الرواة»، ومنه نسخة خطية جيدة بدار الكتب المصرية.

839 - يموت بن المزرع، ابو بكر

839 - يموت بن المزرّع، ابو بكر «1» كان يسكن بالبصرة في رحبة الزّبيرىّ [1]، ولقى أبا حاتم والرّياشىّ وعبد الرحمن ابن أخى الأصمعىّ، ورفيع [2] بن سلمة. وأخذ عن عمرو بن بحر الجاحظ. ودخل مصر، وروى عنه أهلها أمالى له، ثمّ نزل طبريّة من أرض الشام، وروى بها الكثير، واستوطنها إلى أن مات رحمه الله [3]. 840 - ياقوت بن عبد الله الحموىّ «2» مولى، الرّومى نسبا. كان رحمه الله وعفا عنه رومىّ الجنس، أسر صغيرا، وابتاعه ببغداد رجل تاجر يعرف بعسكر الحموىّ [4]، وجعله في الكتاب لينتفع به

_ [1] ب: «الزبيدى». [2] رفيع، كنيته أبو غسان، ولقبه دماذ، وترجم له المؤلف بعنوان لقبه في الجزء الثانى ص 5، 6. [3] فى حاشيتى الأصلين، وبخط مخالف في كل منهما: «كان يسمى محمدا، ويموت هو الغالب عليه. قال أبو محمد بن عمر بن محمد بن يوسف بن يعقوب القاضي: سمعت يموت بن المزرع بقول: بليت بالاسم الذى أسمانى أبى، فإذا عدت مريضا فاستأذنت عليه، فقيل: من ذا؟ قلت: ابن المزرع، فأسقطت اسمى. ومات يموت بن المزرع بطبرية سنة ثلاث وثلاثمائة. وقيل: سنة أربع في خلافة المقتدر بدمشق». وفي حاشيتيه أيضا: «ويموت هو ابن أخت الجاحظ». والمزرع، ضبطه السيوطىّ في البغية بفتح الراء، قال: والمحدثون يكسرونها. ونقل عن ابن يونس أنه «قدم مصر سنة ثلاث، وخرج إلى دمشق سنة أربع ومات بها. [4] هو عسكر بن أبى نصر بن إبراهيم الحمدوى التاجر. توفي يوم الأحد سابع جمادى الأولى سنة ست وستمائة، ودفن في الغد، بالجانب الغربى عند مشهد عون ومعين. حاشية الأصل.

في ضبط تجائره، وكان عسكر هذا لا يحسن الخطّ، ولا يعلم شيئا غير التجارة، وقد سكن بغداد وقطنها، وتزوّج بها إحدى بنات رئيس من الرؤساء، وولد أولادا، هم موجودون الآن ببغداد. ولمّا كبر ياقوت هذا، قرأ شيئا يسيرا من النّحو واللغة، وشغله مولاه بالأسفار في متاجره، فكان يتكرّر إلى كيش [1] والشّام، ثم جرت بينهما نبوة اقتضتها الحال، فعتقه وأبعده عنه [2]، فاشتغل بالنّسخ بالأجرة، وحصّل بالمطالعة فوائد اقتضاها فهمه، على عسر كان في فهمه، ومكابرة كانت في خلقه. ثم إنّ سيّده بعد مدّة مديدة ألوى عليه [3]، وسفّره إلى كيش، ولمّا عاد كان سيّده قد مات فحصّل شيئا مما كان في يده، وأعطى أولاد مولاه وزوجته شيئا راضاهم عليه، وجعل مما حصّل له رأس مال كان يسافر به إلى الشام، وربّما جعل بعض تجارته كتبا، وكان ذلك سبب اجتماعى به، فإنّه قصدنى بالكتب إلى حلب لمّا شاع غرامى بها بين المتّجرين فيها، فكان اجتماعى به في شهور سنة تسع وستمائة، أحضره لى أبو علىّ القيلوىّ [4] بحلب، ورأيت ما جلبه من الكتب على قلّتها، فلم يكن فيها ما أرغب إليه سوى كتابين ابتعتهما منه. وتأمّلته في منظره ومخبره، فتوسّمت

_ [1] كيش، ويقال له قيس أيضا: جزيرة في وسط بحر عمان؛ قال ياقوت: «رأيتها مرارا، ورأيت فيها جماعة من أهل الأدب والفقه والفضل». [2] قال ابن خلكان: «وذلك في سنة ست وتسعين وخمسمائة». [3] ألوى عليه: عطف. [4] في معجم البلدان: «قيلويه، بكسر أوله وسكون ثانيه ولام مضمومة واو ساكنة: قرية من مطير اباذ قرب النيل؛ إليها ينسب أبو على الحسن بن محمد بن إسماعيل القيلوى».

فيه أمورا لم يخلّ حدسى فيها، وعلمت أنّه لا يصلح للعشرة. وسافر عن حلب، وعاد إليها دفعة أخرى في شهور سنة ثلاث عشرة وستمائة، وأحضر معه كتبا ذكر أنها وديعة لغيره، كان في بعضها الجيّد، وتوجّه إلى دمشق. وكان شديد الانحراف عن علىّ بن أبى طالب عليه السلام، يرتكب في أمره ما لا يرتكبه أحد من مصنّفي الفرق، حتى كأنّه قد طالع شيئا من مذهب الخوارج، فاشتبك في رأسه منه ما لم يزل، ولمّا دخل دمشق قعد في بعض أسواقها يناظر بعض من يتعصّب لعلىّ بن أبى طالب عليه السلام، وجرى بينهما كلام [1] أدّى إلى ذكره عليّا بما لم يسغ، جاريا على عادته في ذلك؛ فثار النّاس عليه ثورة كادوا أن يقتلوه لما سمعوه منه، وقدّر الله له السّلامة، فخرج عن دمشق منهزما، بعد طلب واليها المعتمد الموصلىّ. وجاء إلى حلب خائفا يترقّب، وخرج عن حلب في العشر الأوّل أو [2] الثانى من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وستمائة، ووصل إلى الموصل متخفّيا من قوله، وتوجّه إلى إربل [3]، وسلك منها إلى بلاد خراسان، وتحامى دخول بغداد، لأنّ المناظر له كان بغداديّا، وخشى أن ينقل قوله فيطيح دمه، وأقام بخراسان يتّجر في بلادها. واستوطن مرو مدّة، وخرج عنها إلى نسا،

_ [1] في الأصل: «كلاما»، والصواب ما أثبته من من ب. [2] في الأصل: «والثانى»، والصواب ما أثبته من ب. [3] إربل، بالكسر ثم السكون؛ ذكرها ياقوت، وقال: «قلعة حصينة ومدينة كبيرة، تعدّ من أعمال الموصل، وبينهما مسيرة يومين ... ودخلتها فلم أر فيها من ينسب إلى فضل غير أبى البركات المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب بن غنيمة بن غالب، يعرف بالمستوفى؛ فإنه متحقق بالأدب، محب لأهله، مفضل عليهم. وله دين واتصال بالسلطان وخلة شبيهة بالوزارة».

وسلك إلى خوارزم في جيحون، وصادفه وهو في خوارزم خروج التّتر [1]، فانهزم بنفسه، كبعثه يوم الحشر من رمسه، وقاسى من القلة والتعب وتشعب الحال ما كان يكلّ عن وصفه، ووصل إلى الموصل، وقد تقطّعت به الأسباب، وأعوزه دنىء المآكل وخشن الثّياب، وتلزّم [2] بالموصل مدّة، ثم رحل إلى سنجار، ومن سنجار إلى حلب [3]. ولمّا وصل دخل علىّ في حالة يسوء منظرها، ووصف من أمره أمورا لا يسرّ مخبرها. وقال: قد ألقيت عصاى ببابك، وخيّم أملى بجانب جنابك، فقلت في جوابه: أقاسمك العيش، وسألت الله أن يرزقنى الثبات على خلقه لا الطّيش، فإنّ أخلاقه خلقة، ومخاريقه منخرقة، ولا أقع من دينه من حيث القاذورات، وإنما من حيث تصرّفه الموجب له التفرّق والشّتات، فأقام مشاركا [فى] [4] المعلوم، باذلا له كتب العلوم، فلفّق منها مجموعات لم يكّملها، ونسخ وباع في عدّة سنين أقامها عندى، محمول الكلفة، بحكمة اقتضاها حاله، وسافر ببضاعة من الخام إلى مصر، فأربحته ربحا قريبا، وعاد بمعمول مصر، فأربح فيه، وأقام بالخان ظاهر حلب، فمرض ومات به في العشرين من شهر رمضان سنة ست وعشرين وستمائة رحمه الله.

_ [1] في ابن خلكان: «وذلك سنة ست عشرة وستمائة». [2] كذا في الأصلين، وفي ابن خلكان: «أقام». [3] من أول الترجمة إلى هنا، نقله ابن خلكان من غير نسبة، مع تصرف قليل في العبارة. [4] من ب.

وقبل موته أوصى بأوراقه ومجموعاته إلى العزّ ابن الأثير الموصلىّ [1]، وكان مقيما بحلب، وعهد إليه أن يسيّرها إلى وقف الزيدىّ [2] ببغداد، ويسلّمها إلى الناظر فيه الشيخ عبد العزيز بن دلف. واحتاط [3] نواب الأيتام على ماله، إلى أن حضر ولد سيّده من بغداد، بكتاب حكمىّ وتسلّم ما خلّفه. وأما ابن الأثير فإنّه تصرف في الكتيبات التى له، والأوراق المجمّعة التى بخطّه تصّرفا غير مرضىّ ولم يوصّلها بعد أن حصل بالموصل إلى الجهة المعيّنة برسمها، بل فرّقها على جماعة، أراد انتفاعه بهم وبها عندهم، ولم ينفعه الله بشىء من ذلك، ولم يتملّ منها بأمل ولا مال، وقطع الله أجله، بعد أن قطع من الانتفاع بتفرقتها أمله، فاكتسب خزى الدّنيا وعذاب الآخرة. وبلغنى أنّ خبرها وصل إلى بغداد، وأنّهم طالبوه من هناك بتسييرها إلى محلّ وقفها، فسيّر بعضها وأعرض عن بعض، فنعوذ بالله من سوء القضاء والقدر! وقد كان عند مقامه بالموصل عائدا من بلاد العجم، كتب إلىّ رسالة يذكر فيها حاله، ويصف ضمنها اختلاله، ووجدتها عندى بخطّه، فألحقتها تلو هذه الوجهة، لينسخها من يروم نقل هذا الكتاب.

_ [1] هو أبو الحسن على بن محمد بن محمد بن عبد الكريم، الملقب عز الدين والمعروف بابن الأثير الجزرى صاحب التاريخ الكبير المعروف بالكامل، ابتدأ فيه من أول الزمان إلى آخر سنة ثمان وعشرين وستمائة؛ وصاحب كتاب اللباب في الأنساب. توفي سنة بالموصل سنة 630. ابن خلكان 1: 347. [2] ابن خلكان، «وكان قد وقف كتبه على مسجد الزيدى الذى بدرب دينار ببغداد، وسلمها إلى الشيخ عز الدين أبى الحسن بن الأثير صاحب التاريخ الكبير». [3] ب: «وأحاط».

وإنما حملنى على ذكره في هذا المصنّف، لأنّه لفق مما استعار منّى كتابين: أحدهما في «الردّ على ابن جنّى» عند كلامه في الهمزة والألف من كتاب «سر الصناعة» فلم يأت فيه بشى، وصنّف كتابا في «أوزان الأسماء والأفعال الحاصرة لكلام العرب»، فخلط الغثّ بالثمين، وقرن الفروع بالأصول، غير فارق في التّبيين، لقلّة أنسته بالعربيّة وأصولها، وعاتبته فيهما فما رجع، وعرّفته مواضع الخطأ ومقاصده فما ارعوى ولا سمع، وإذا عزيت بعده إليه، كانت عارا عليه. تغمدنا الله وإيّاه برحمته، وستره ووسّع على كلّ منّا عفوه، إذا حصل بمضيق قبره، إنّك جواد كريم، وموجود عظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل [1].

_ [1] وله من المؤلفات أيضا كتاب «إرشاد الأديب إلى معرفة الأديب»، وهو المعروف بمعجم الأدباء، ومن العجب أن القفطى لم يذكره ضمن مولفاته؛ مع أن فيه ترجمة كبيرة له؛ نوّه فيها بعلمه وأدبه وفضله، وأورد فيها الكثير من شعره ورسائله؛ وعليها المعول في التعريف به، تقع في الجزء الخامس عشر من ص 175 إلى ص 240. وقد طبع هذا الكتاب بمطبعة هندية بمصر في سبعة أجزاء، ما بين سنة 1909 إلى 1916 بعناية مرجليوث، ثم أعيد طبعه بعنايته أيضا سنة 1927 م وعن هذه الطبعة أعيد طبعه مرة ثالثة بمطبعة عيسى الحلبى سنة 1936 في عشرين جزءا (ضمه مطبوعات دار المأمون). وقد حذف من هذه الطبعات بضع رسائل لأبى العلاء المعرى، ذكر مرجليوث أنه سبق له طبعها في كتاب على حدة في أكسفورد سنة 1898 م. ومن الملاحظ أن في هذه الطبعات نقصا لم يوجد في المخطوطة الأصلية التى طبع عليها أول طبعه. واستدرك الناشر بعض تراجم دمها فيه. وفي دار الكتب جزء من مختصر لهذا الكتاب مخطوط برقم 5971 - أدب (لا يوجد في الفهرست). وله أيضا كتاب «معجم البلدان»؛ طبع في ليبسك من سنة 1866 إلى سنة 1883؛ بتحقيق وستنفلد؛ طبع في ست مجلدات؛ والجزء السادس منها يشتمل على الفهارس والملاحظات؛ وعن هذه الطبعة طبع بمطبعة السعادة سنة 1323 هـ في ثمانى مجلدات، وألحق به ناشره محمد أمين الخانكى جز أين أسماهما «منجم العمران في المستدرك على معجم البلدان). ومن العجب أيضا أن القفطى لم يذكر اسم هذا الكتاب أيضا؛ على حين أنه أهداه إليه، قال في المقدمة: «ثم أهديت هذه النسخة بخطى إلى خزانة مولانا الصاحب الكبير، العالم الجيل الخطير، ذى الفضل البارع والإفضال الشائع والمحند الأصيل والمجد الأثيل، والعزة القعساء، والرتبة الشماء الفائز من الكلام-

وهذه الرسالة التى كتبها: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* والحمد الله ربّ العالمين، وصلاته على نبيه [محمد] [1] وآله أجمعين. كان المملوك ياقوت بن عبد الله الحموى الأكرمىّ، قد كتب هذه الرسالة من الموصل في سنة سبع عشرة وستمائة، حين وصوله من خوارزم طريد التتر [2]-

_ - بالقدح المعلى المتقلد من المكارم بالصارم المحلى؛ إمام الفضلاء وسيد الوزراء، السيد الأجل الأعظم، القاضي جمال الدين الأكرم، أبى الحسن على بن يوسف بن ابراهيم بن عبد الواحد الشيبانى. وقد استخرج ياقوت من هذا الكتاب كتابا أسماه «المشترك وضعا والمفترق صقعا»، رتبه على حروف المعجم وطبع في غوطا سنة 1846، بتحقيق وستنفلد، ولخص صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق المتوفى سنة 739 هذا الكتاب، واقتصر فيه على المعارف الجغرافية، دون ما استطرد إليه المؤلف من ذكر الأخبار والأسفار والتراجم، وسماه «مراصد الاطلاع على الأسماء والأمكنة والبقاع». وطبع في ليدن سنة 1850 م، في أربع مجلدات بتحقيق الأستاذ جونيبول. ثم أعيد طبعه بمطبعة عيسى الحلبى 1954 في ثلاث مجلدات بتحقيق الأستاذ على محمد البجاوى. ولياقوت أيضا كتاب «المقتضب من جمهرة النسب» لابن الكلبى. ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم 155 - م تاريخ. وذكر ابن خلكان أيضا من مؤلفاته: «معجم الشعراء»، كتاب «المبدأ والمآل»، كتاب «الدول»، «أخبار المتنبى»، «مجموع كلام أبى على الفارسى»، «عنوان كتاب الأغانى» (كذا). [1] من ب. [2] ذكر ابن تغرى بردى في النجوم الزاهرة حوادث سنة 617 «وفيها كان أول ظهور التتار وعبورهم جيحون، وكان أول ظهورهم من ماوراء النهر سنة خمس عشرة وستمائة، وقبل عبورهم جيحون قصدوا بخارى وسمرقند، وقتلوا أهلها وسبوهم، وحاصروا خوارزم شاه، فانضم إليهم الخطا وصاروا تبعا لهم. وكان خوارزم شاه قد أخلى البلاد من الملوك، فلم يجدوا أحدا يردهم، ووصلوا في هذه السنة إلى الرى وقزوين وهمذان، وقتلوا أهلها، وأحرقوا مساجدها، ثم فعلوا بأذربيجان كذلك».

أبادهم الله- إلى حضرة ما لك رقّه، مولانا ولىّ النّعم، الصاحب الكبير، العالم العامل، المؤيّد المظفّر، العادل العزيز، جمال الدين القاضي الأكرم أبى الحسن علىّ بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشّيبانىّ ثم التّيمى، تيم بنى [1] شيبان ابن ثعلبة بن عكابة، أسبغ الله [عليه] [2] ظلّه، وأعلى في درج السيادة محلّه، وهو يومئذ وزير صاحب حلب والعواصم، شرحا لأحوال خراسان وأحواله، وإيماء إلى بدء أمره بعد ما فارقه ومآله، وأحجم عن عرضها على رأيه الشريف إعظاما وتهيّبا، وفرارا من قصورها عن طوله وتجنّبا؛ إلى أن وقف عليها جماعة من منتحلى صناعة النّظم والنثر، فوجدهم مسارعين إلى كتبها، متهافتين على نقلها، وما يشكّ أن محاسن مالك [3] الرّق حلّتها، وفي أعلى درج الإحسان أحلّتها، فشجّعه ذلك على عرضها على مالك الرّق وللآراء علوّها في تصفّحها، والصفح عن زللها، فليس كلّ من لمس درهما صيرفيّا، ولا كلّ من اقتنى درّا جوهريا، وهاهى ذى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* أدام الله على العلم وأهليه، والإسلام وبنيه، ما سوّغهم وحباهم، ومنحهم وأعطاهم، من سبوغ ظلّ مولانا مالك [4] الرّق، ولىّ النعم، الوزير الصاحب الكبير، العالم العادل، المؤيّد المظفّر، المنصور جمال الدّنيا والدّين، عزّ الإسلام والمسلمين. سيّد العلماء، مالك الفضلاء، ناصر الأمّة، قامع البدعة، تاج الملوك والسلاطين، محيى الملّة في العالمين، مولانا الوزير الأعظم، والقاضي الأجلّ

_ [1] كذا في ب، وفي ابن خلكان: «تيم شيبان». [2] من ابن خلكان. [3] ابن خلكان: «مولاه مالك». [4] ابن خلكان: «المولى الوزير».

الأكرم، أعزّ الله أنصاره، وضاعف مجده واقتداره، ونصر ألويته وأعلامه، وأجرى بإجراء الأرزاق في الآفاق أقلامه، وأطال بقاه، ورفع إلى علّيّين علاه، في نعمة لا يبلى جديدها، ولا يحصى عدّها [1] ولا عديدها، ولا ينتهى إلى غاية مديدها، ولا يفلّ حدّها ولا حديدها، ولا يقلّ [2] وادّها ولا وديدها [3]. أدام دولته للدنيا والدين، يرمّ شعثة، ويهزم كرثه، ويرفع مناره، ويحسّن بحسن أثره آثاره، ويفتق نوره وأزهاره، وينير نوّاره، ويضاعف أنواره. وأسبغ ظلّه للعلوم وأهليها، والآداب [4] ومنتحليها، والفضائل وحامليها، يشيّد بمشيد فضله بنيانها، ويرصّع بناصع مجده تيجانها، ويروّض بيافع علائه زمانها، ويعظّم بعلوّ همّته الشريفة بين البرية شانها، ويمكّن في أعلى درج الاستحقاق إمكانها ومكانها. ويرفع بنفاذ الأمر قدره للدّول الإسلاميّة والقواعد الدينية، يسوس قواعدها، ويعزّ ساعدها، ويهين معاندها، ويعضّد بحسن الإيالة [5] معاضدها، وينهج بجميل القصد مقاصدها، حتى تعود بحسن تدبيره غرّة في جبهة الزمان، وسنّة يقتدى بها من طبع على العدل والإحسان، يكون له أجرها ما دار الملوان، وكرّ الجديدان، [و] [6] ما أشرقت من المشرق شمس، وارتاحت إلى مناجاة حضرته الباهرة نفس.

_ [1] ابن خلكان: «عددها». [2] الكلمة مهملة في الأصلين؛ وأثبت ما في ابن خلكان. [3] الوديد: المحب. [4] ابن خلكان: «للآداب». [5] الإيالة: السياسة. [6] من ابن خلكان.

وبعد، فالمملوك ينهى إلى المقرّ العالى المولوىّ، والمحلّ الأكرم العلىّ، أدام الله سعادته مشرقة النّور، مبلغة السّول، واضحة الغرر بادية الحجول، ما هو مكتف بالأريحيّة المولويّة عن تبيانه، مستغن بما منحتها من صفاء الآراء عن إنضاء [1] قلمه لإيضاحه وبيانه، قد أحسبه ما وصف به عليه السلام المؤمنين، «وإنّ من أمّتى لمكلّمين» [2]، وهو شرح ما يعتقده من الولاء، ويفتخر به من التعبّد للحضرة الشريفة والاعتزاء. وقد كفته [3] تلك الألمعيّة، عن إظهار المشتبه [4] بالملق مما تجنّه الطويّة، لأنّ دلائل غلوّ المملوك في دين ولائه في الآفاق واضحة، وطبيعه [5] سكة إخلاص الوداد باسمه الكريم على صفحات الدهر لائحة، وإيمانه بشرائع الفضل الّذى طبّق الآفاق حتى أصبح بها نبىّ [6] المكارم مبين، وتلاوته لأحاديث المجد الغريبة الأسانيد بالمشاهدة لديه متين، ودعاء أهل الآفاق إلى المغالاة في الإيمان بإمامة فضله الّذى تلقّاه باليمين معروف، وتصديقه بملّة سؤدده الّذى تفرّد بالتوخّى لنظم شارده وضمّ متبدّده بعرق الجبين مألوف، حتى لقد أصبح للفضل كعبة لم يفترض حجّها على من استطاع إليها السبيل، ويقتصر بقصدها على ذوى القدرة دون المعترّ وابن السبيل، فإن لكلّ منهم حظّا يستمده، ونصيبا يستعدّ به ويعتدّه، فللعظماء الشّرف الضخم من معينه، وللعلماء اقتناء الفضائل من قطينه، وللفقراء توقيع الأمان من نوائب الدهر وغضّ جفونه، وفرضوا من مناسكه للبهجة الشريفة السلام والتبجيل، وللكفّ البسيطة الاستلام والتقبيل.

_ [1] ابن خلكان: «إمضاء». [2] ابن خلكان: «لمتكملين». ومكلمين، أى ملهمين. [3] ابن خلكان: «وقد كفته». [4] ابن خلكان: «المشبه». [5] كذا في ابن خلكان. [6] ابن خلكان: «بناء».

وقد شهد الله تعالى للمملوك أنه في سفره وحضره، وسرّه وعلنه، وخبره ومخبره، شعاره تعطير مجالس الفضلاء ومحافل العلماء بفوائد حضرته، والفضائل المستفادة من فضلته، افتخارا بذلك بين الأنام، وتطريزا لما يأتى به في أثناء الكلام. إذا أنا شرّفت الورى بقصائدى ... على طمع شرّفت شعرى بذكره (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [1]. لا حرمنا الله معاشر أوليائه موادّ فضائله المتتالية، ولا أخلانا كافّة عبيده من أياديه المتوالية. اللهمّ رب الأرض المدحيّة، والسّماوات العليّة، والبحار المسجّرة، والرياح المسخرة، استمع ندائى، واستجب دعائى، وبلّغنّى في معاليه ما نؤمّله ونرتجيه، بمحمد النبى وصحبه وذويه! وقد كان المملوك لمّا فارق ذلك الجناب الشّريف، وانفصل عن مقرّ العزّ اللباب والفضل المنيف، أراد استعتاب الدّهر الكالح، واستدرار خلف [2] الزّمن الغشوم الجامح، اغترارا بأنّ في الحركة بركة، والاغتراب داعية الاكتساب، والمقام على الإقتار ذلّ وانتقام، وحلس [3] البيت، في المحافل سكيت [4]: وقفت وقوف الشّكّ ثم استمرّ بى ... يقينى بأنّ الموت خير من الفقر فودّعت من أهوى وبالقلب ما به ... وسرت عن الأوطان في طلب اليسر وباكية للبين قلت لها اصبرى ... فللموت خير من حياة على عسر سأكسب مالا أو أموت ببلدة ... يقلّ بها فيض الدّموع على قبرى

_ [1] سورة الحجرات 17. [2] الخلف، بالكسر: حلمة ضرع الناقة، والكلام على الاستعارة. [3] حلس البيت: الذى لا يبرح مكانه. وفي ابن خلكان: «جليس». [4] السكيت: آخر الحلبة.

فامتطى غارب الأمل إلى الغربة، وركب ركب التّطواف مع كلّ صحبة، قاطع الأغوار والأنجاد، حتى بلغ السدّ أوكاد، فلم يصحب له دهره الحرون [1]، ولا رقّ له زمانه المفتون. إنّ الليالى والأيام لو سئلت ... عن عيب أنفسها لم تكتم الخبرا فكأنه في جفن الدهر قذى، أو [2] فى حلقه شجا، يدافعه بنيل الأمنيّة، حتى أسلمه إلى ربقة المنية. لا يستقرّ بأرض أو يسير إلى ... أخرى بشخص قريب عزمه ناءى [3] يوما بحزوى، ويوما بالعقيق [4]، ويو ... ما بالعذيب، ويوما بالخليصاء وتارة ينتحى نجدا، وآونة ... شعب الحزون، وحينا قصر تيّماء [5] وهيهات مع حرفة الأدب، بلوغ وطر أو إدراك أرب. ومع عبوس الحظّ، ابتسام الدهر الفظّ. ولم أزل مع الزّمان في تفنيد وعتاب، حتى رضيت من الغنيمة بالإياب [6]، والمملوك مع ذاك يدافع الأيام ويزجيها، ويعلّل العيشة ويرجّيها، متلفّعا بالقناعة

_ [1] ابن خلكان: «الخئون»، وأصحب، أى انقاد. [2] ابن خلكان: «وفي حلقة». [3] معجم البلدان 3: 461، ونسبها إلى عبد الله بن أحمد بن الحارث، شاهر بنى عباد. [4] معجم البلدان: «يوم بحزوى ويوم.». [5] معجم البلدان: «شعب العقيق». [6] قوله: «رضيت من الغنيمة من الإياب»، مثل ضمنه امرؤ القيس في قوله: وقد طوفت في الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب ديوانه 99.

والعفاف، مشتملا [1] بالنّزاهة والكفاف، غير راض بذلك السّمل [2]، لكن مكره أخوك لا بطل [3]، متسّليا بإخوان قد ارتضى خلائقهم، وأمن بوائقهم، عاشرهم بالألطاف، ورضى منهم بالكفاف، لا خيرهم يرتجى، ولا شرهم يتّقى. إن كان لا بدّ من أهل ومن وطن ... فحيث آمن من ألقى ويأمننى قد زمّ [4] نفسه عن أن يستعمل طرفا [5] طمّاحا، وأن يركب طرفا جمّاحا، أو أن يلحف بيض طمع جناحا [7]، أو أن يستقدح زندا واريا أو شحاحا [8]. وأدّبنى الزّمان فما أبالى ... هجرت فلا أزار ولا أزور ولست بقائل ما عشت يوما ... أسار الجند أم رحل الأمير وكان المقام بمرو الشاهجان [9]، المفسّر عندهم بنفس السّلطان، فوجد بها من كتب العلوم والآداب، وصحائف أولى الأفهام والألباب، ما شغله عن الأهل والوطن، وألهاه [10] عن كلّ خلّ صفىّ وسكن؛ فظفر منها بضالّته المنشودة، وبغية نفسه

_ [1] كذا في ب وابن خلكان. [2] السمل: جمع سملة، القليل من الماء. [3] مكره أخوك لا بطل، مثل وأول من قاله أبو حنش، خال بيهس الملقب بنعامة. وانظر الميدانى 1: 152. [4] ابن خلكان: «ألزم». [5] طرف طماح: بعيد النظر. [6] الطرف بالكسر: الجواد من الخيل. [7] ألحف البيض، أى غطاه. [8] الشحاح: الزند لا يورى. [9] مرو الشاهجان، هى مرو العظمى، أشهر مدن خراسان وقصبتها. وفي معجم البلدان: «وأما الشاهجان فهى فارسية، معناها نفس السطان، لأن الجان هى النفس أو الروح. والشاه هو السلطان، سميت بذلك لجلالتها عندهم». [10] كذا في ابن خلكان، وفي الأصلين: «اللهسنة»، ويبدو أنه تحريف.

المفقودة، فأقبل عليها إقبال النّهم الحريص، وقابلها بمقام لا يزمع عنها معه محيص، فجعل يرتع في حدائقها، ويستمتع بحسن خلقها وخلائفها، ويسرّح طرفه فى طرفها، ويتلذّذ بمبسوطها ونتفها، واعتقد المقام بذلك الجناب، إلى أن يجاور التّراب: إذا ما الدهر بيّتنى بجيش ... طليعته اغتمام واكتئاب [1]. شننت عليه من جهتى كمينا ... أميراه الذّبالة والكتاب وبتّ أنصّ من شيم اللّيالى ... عجائب في حقائقها ارتياب بها أجلى همومى مستريحا ... إذا جلّى همومهم الشّراب [2]. إلى أن حدث بخراسان ما حدث من الخراب، والويل المبير والتّباب. وكانت لعمر الله بلادا مونقة الأرجاء، رائقة الأنحاء، ذات رياض أريضة [3]، وأهوية صحيحة مريضة، قد تغنّت أطيارها، فتمايلت طرّبا أشجارها، وبكت أنهارها، فتضاحكت أزهارها، وطاب روح نسيمها، فصحّ مزاج إقليمها، فلعهدى بتلك الرّياض الأنيقة، والأشجار المتهدّلة الوريقة، وقد ساقت إليها أرواح الجنائب، زقاق خمر السّحائب، قسقت مروجها مدام الطّلّ، فنشأ عن [4] أزهارها حباب كاللؤلؤ المنحلّ، فلما رويت من تلك الصّهباء أشجاره، رنّحها النّسيم وخماره [5]، فتدانت ولا تدانى المحبّين، وتعانقت ولا عناق العاشقين،

_ [1] ابن خلكان: «واغتراب». [2] ابن خلكان: «كما جلى». [3] أريضة: معجبة للعين رك ية. [4] ابن خلكان: «على». [5] الخمار: بقية السكر، وفي ابن خلكان: «رنحها من النسيم وخماره».

يلوح من خلالها شقائق قد شابها [1] اشتقاق الهواء العليل، فشابّه شفتى غادتين دنتا [2]. للتقبيل، وربّما اشتبه على النّحرير بائتلاق الجمر، وقد انتابه رشاش من القطر، ويريك من بهار يبهر ناضره [3]، فيرتاح [4] إليه ناظره [4]، كأنّه صنوج [5] العسجد تصفّق، أو دنانير من الإبريز تبرق، ويتخلّل ذلك أقحوان [6]، تخاله ثغرا لمعشوق إذا عضّ خدّ عاشق، فلله درّها من نزهة وامق، ولون رائق! وجملة أمرها [7] أنّها كانت أنموذج الجنّة بلامين، فيها ما تشتهى الأنفس وتلذّ العين، قد اشتملت عليها المكارم، وارحجنّت [8] فى أرجائها بالخيرات [9] الفائضة للعالم، فكم كان فيها من حبر راقت حبره، ومن إمام توّجهت جباه الإسلام سيره، آثار علومهم على صفحات الدهر مكتوبة، وفضائلهم في محاسن الدنيا والدين محسوبة، وإلى كلّ قطر مجلوبة. فما من متين علم، وقويم رأى، إلّا ومن مشرقهم مطلعه، ولا من [10] مغرّبة فضل إلا وعندهم مغربه وإليهم منزعه، وما تشاء من كرم أخلاق بلا اختلاق إلّا وجدته فيهم، ولا إعراق [11]. فى طيب أعراق إلا اجتنيته من معانيهم، أطفالهم رجال، وشبّانهم أبطال، ومشايخهم

_ [1] شابه: خالط. [2] فى الأصلين: «دنوا»، والصواب ما أثبته من ابن خلكان. [3] فى الأصلين: «فيبهره ناظره»، والصواب ما أثبته من ابن خلكان. (4 - 4) سافط من ب. [5] الصنوج: جمع صنجة، وهو العيار يتخذ من صفر، يضرب أحدهما على الآخر. [6] الأقحوان، بضم الهمزة: نبات له زهر أبيض في وسطه كتلة صغيرة صفرّاء. [7] كذا في ابن خلكان، وفي الأصلين: «فإنها». [8] ارحجنت: اهتزت. [9] ابن خلكان: «الخيرات». [10] ابن خلكان: «معرفة». [11] إعراق: مصدر أعرق الرجل، إذا كان عريقا، أى أصيلا.

أبدال، شواهد مناقبهم باهرة، ودلائل مجدهم ظاهرة. ومن العجب العجاب، أن سلطانهم المالك، هان عليه ترك تلك الممالك، وقال لنفسه اله [1] وآلك، وإلا فأنت في الهوالك، وأجفل إجفال الرّال [2]، وطفق إذا رأى غير شىء ظنه رجلا بل رجال، (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ* وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ) [3]. لكنّه جلّ وعزّ لم يورّثها قوما آخرين، تنزيها لأولئك الأبرار عن مقام المجرمين؛ بل ابتلاهم فوجدهم شاكرين، وبلاهم فألفاهم صابرين، فألحقهم بالشّهداء الأبرار، ورفعهم إلى درجات المصطفّين الأخيار، (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [4]، فجاس خلال تلك الدّيار- أهل الكفر والإلحاد، وتحكّم في تلك الأبشار أولو الزّيغ والعناد، فأصبحت تلك القصور، كالمحوّ [5] من السّطور، واضت [6] تلك الأوطان، مأوى الصّدى [7] والغربان، تتجاوب في نواحيها البوم، وتتناوح في أرجائها الريح السّموم، يستوحش فيها الأنيس، ويرثى لمصابها إبليس كأن لم يكن فيها أوانس كالدّمى ... وأقيال ملك في بسالتهم أسد فمن حاتم في جوده وابن مامة ... ومن أحنف إن عدّ حلم، ومن سعد! تداعى بهم صرف الزمان فأصبحوا ... لنا عبرة تدمى الحشا ولمن بعد

_ [1] كذا في ابن خلكان، وفي الأصلين: «الهوالك». [2] الرّال: ولد النعام. [3] سورة الدخان 25 - 27. [4] سورة البقرة 216. [5] كذا في ب وابن خلكان والأصل: «كالمهجور». [6] ب: «وأصبحت»، وفي ابن خلكان: «فأصبحت». [7] ابن خلكان: «الأصداء».

(فإنّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) من حادثة تقصم الظّهر، وتهدم العمر، وتفتّ فى العضد، وتوهى الجلد، وتضاعف الكمد، وتشيب الوليد، وتنخب لبّ الجليد، وتسوّد القلب، وتذهل اللّبّ، فحينئذ تقهقر المملوك على عقبيه ناكصا، ومن الأوبة إلى حيث تستقرّ فيه النفس بالأمن آيسا، بقلب واجب [1]، ودمع ساكب، ولبّ عازب، وحلم غائب، وتوصّل [2]، وما كاد حتّى استقرّ بالموصل، بعد مقاساة أخطار، وابتلاء واصطبار، وتمحيص الأوزار، وإشراف غير مرة على البوار والتّبار. لأنّه مرّبين سيوف مسلولة، وعساكر مغلولة، ونظم [3] محلولة. ودماء مسكوبة مطلولة [4]، وكان شعاره كلّما علا قتبا، أو قطع سبسبا: (لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً) [5]. فالحمد لله الّذى أقدرنا على الحمد، وأولانا نعماء تفوت الحصر والعدّ. وجملة الأمر [أنه [6]] لولا فسحة في الأجل، لعزّ أن يقال: سلم من البأس أوصل، ولصفّق عليه أهل الوداد صفقة المغبون، وألحق بألف ألف ألف ألف ألف هالك بأيدى الكفار أو يزيدون، وخلّف خلفه جلّ ذخيرته، ومستمدّ [7] معيشته. تنكّر لى دهرى ولم يدر أنّنى ... أعزّ وأحداث الزمان تهون وبات يرينى الخطب كيف اعتداؤه ... وبتّ أريه الصّبر كيف يكون

_ [1] واجب: مضطرب. [2] ابن خلكان: «فتوصل». [3] ابن خلكان: «ونظام عقد محلولة». [4] مطلولة: مهدرة. [5] سورة الكهف 62. [6] من ابن خلكان. [7] كذا في ب وابن خلكان، وفي الأصل. «مستمدة».

وبعد؛ فليس للملوك ما يسلّى به خاطره، ويعزّى به قلبه وناظره، إلّا التّعليل بإزاحة العلل، إذا هو بالحضرة الشريفة مثل. فاسلم ودم وتملّ العيش في دعة ... ففى بقائك ما يسلى عن السّلف [1]. فأنت للمجد روح، والورى جسد ... وأنت درّ فلا نأسى على الصّدف والمملوك الآن بالموصل مقيم، يعالج ممّا حزبه [2] من هذا الأمر المقعد المقيم، يزجى وقته، ويمارس حرفته [3] وبخته، تكاد تقول له باللسان القويم: (تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ) [4] يذيب نفسه في تحصيل أغراض، هى لعمر الله أعراض، من صحف يكتبها، وأوراق يستصحبها، نصبه فيها طويل، واستماعه بها قليل، ثمّ الرحيل. وقد عزم بعد قضاء نهمته [5]، وبلوغ بعض وطر قرونته [6]، أن يستمدّ التوفيق، ويركب سنن الطريق، عساه يبلغ أمنيّته من المثول بالحضرة، وإتحاف بصره من خلالها ولو بنظرة، ويلقى عصا التّرحال بفنائها الفسيح، ويقيم تحت ظلّ كنفها إلى أن يصادفه الأجل المريح، وينظم نفسه في سلك مماليكها بحضرتها، كما ينتمى إليها في غيبتها، إن مدّت السعادة بضبعه، وسمح له الدّهر بعد الخفض برفعه، فقد ضعفت قواه عن درك الآمال، وعجز عن معاركة الزّمان والنزّال، إذ ضمّت البسيطة إخوانه، وحجب الجديدان أقرانه، ونزل المشيب بعذاره،

_ [1] كذا في ب وابن خلكان، وفي الأصل: «ما أسلى عن السلف». [2] ابن خلكان: «لما خرّبه». [3] الحرفة: الحرمان. [4] سورة يوسف 95. [5] النهمة: الحاجة. [6] القرونة؛ بفتح القاف: النفس.

وضعفت منه أوطاره [1]، وانقضّ باز الشّيب على غراب شبابه فقنصه، وأكبّ نهار الحلم على ليل الجهل فوقصه، وتبدّلت محاسنه عند أحبابه مساوئ وخصصة، واستعاض من حلّة الشّباب القشيب، خلق الكبر والمشيب. وشباب بان منّى وانقضى ... قبل أن أقضى منه أربى وما أرجّى بعده الّا الفنا ... ضيّق الشيب على مطّلبى وقد ندب المملوك أيام الشباب بهذه الأبيات، وما أقلّ غناء الباكى على من عدّ فى الرّفات! تنكّر لى مذ شبت دهرى وأصبحت ... معارفه عندى من النّكرات إذا ذكرتها النّفس حنّت صبابة ... وجادت شئون العين بالعبرات إلى أن أتى دهر يحسّن ما مضى ... ويوسعنى تذكاره حسرات فكيف ولمّا يبق من كأس مشربى ... سوى جرع في قعره كدرات وكلّ أناء صفوه في ابتدائه ... وفي القعر مزجى حمأة وقذاة [2]. والمملوك يتيّقن أنه لا ينفق هذا الهذر [3] الّذى مضى؛ إلا النّظر إليه بعين الرّضا، ولرأى مولانا الوزير الصاحب، كهف الورى بمشارق ومغارب [4]، فيما يلاحظه منه بعادة مجده منه مزيد مناقب ومراتب، والسّلام. وصلى الله على سيدنا محمد وآله خير الأنام وشرّف وكرّم.

_ [1] ابن خلكان: «وضعفت قوى أوطاره». [2] ابن خلكان: «ويرسب في عقباه كل قذاة». [3] ابن خلكان: «القذر». [4] ابن خلكان: «فى المشارق والمغارب».

الكنى

[الكنى] 841 - أبو الأزهر البخارىّ اللغوىّ «1» رجل طويل النّفس في هذا الشأن، صنّف في اللغة كتابا سماه «الحصائل» معناه أنّه قصد تحصيل ما أغفله الخليل. وهو كتاب جليل القدر، جامع للّغة، رأيت منه الجزء الأول، فنظرته كتابا جليلا جامعا، يشتمل هذا الجزء على ما فات الخليل في حرف العين خاصة، فإنه إنما قصد ذكر ما أخلّ به الخليل من غير إعادة ما ذكره الخليل إلا لضرورة التكميل في بعض الأماكن. وقد وقع الأزهرىّ في هذا الرجل، وفي تصنيفه [1] بغير حجّة، وإنما حمله على ذلك معاصرته له، ومشاركته في القصد إلى مثل ما صنّفه، وكذلك فعل مع البشتى المعروف بالخارزنجى [2] فى كتابه الذى سماه «التّكملة»، أشار إلى أنه كمّل به ما نقصه الخليل، وكان معاصرا له أيضا، ومشاركا في تصنيف ما قصد إلى مثله، ونسأل الله ترك الهوى، والبعد من التّمادى على الأغراض الفاسدة.

_ [1] قال في مقدمة التهذيب: «وممين ألف من الخراسانيين في عصرنا هذا فصحف وغير، وأزال العربية عن وجوهها رجلان: أحدهما يسمى أحمد بن محمد البشىّ ويعرف بالخارزمحبى والآخر يكنى أبا الأزهر البخارى». [2] حاشية الأصل: «خارزنج: قرية بنواحى ينسابور، والعجم يقولون: «الخازنكى» بالكاف، والعرب تجعل الكاف جيما».

842 - أبو بكر القارى الرازى النحوى اللغوى

842 - أبو بكر القارى الرّازىّ النحوىّ اللغوىّ «1» إمام علّامة بالرّىّ، من قرية من قراها، يقال لها قار [1]. رحل إلى العراق في زمان أحمد بن يحيى ثعلب، كانت رحلته ليرى العلماء، ولمّا حضر حلقة أحمد بن يحيى ثعلب ناظره وذاكره وحاقفه بحضور الطّلبة، فعلا كلامه كلام أحمد بن يحيى ثعلب، وشهد له الحاضرون بالغلب وعلوّ المنزلة. ورجع إلى الرّىّ، وتصدّر بها. وكان يكتب خطّا جميلا صحيحا، يتنافس العلماء في تحصيله بأغلى الأثمان، ومات بالرّىّ قبل سنة ثلاثمائة بقليل. ونقلت من كتاب أبى بكر محمد بن موسى بن عثمان بن حازم [2] الحازمىّ الهمذانىّ رحمه الله، قال: قار، أوله قاف وآخره راء، قرية بالرّىّ، ينسب اليها أبو بكر صالح بن شعيب القارى، أحد أصحاب العربيّة المتقدمين، كان قدم بغداد أيام ثعلب. حكى قال: كنت إذا جاريت أبا العباس في اللغة غلبته، وإذا جاريته في النّحو غلبنى. ورأيت أنا نسخة من «غريب المصنّف» بخط أبى بكر القارى هذا، وقد كتب في آخرها ما أنا ذاكره، وهو ما مثاله:

_ [1] فى ياقوت: «قار: قرية بالرى، منها أبو بكر صالح بن شعيب القارى، أحد أصحاب العربية المتقدمين، قدم بغداد أيام ثعلب، وحكى أنه قال: كنت إذا جاريت أبا العباس في اللغة غلبته، وإذا جاريته في النحو غلبنى». [2] هو أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان بن حازم الحازمى الهمدانى، من رجال الحديث، أصله من همذان وتوفى ببغداد. وكتابه هو: «ما اتفق لفظه واختلف مسماه في الأماكن والبلدان المشتبهة في الحظ. توفى سنة 584. ابن خلكان 1: 488.

843 - أبو بكر النحوى البستى

الشيخ أطال الله بقاءه يتأمل هذه النسخة، ويعرّفنا ما عنده في نسبتها إلى كاتبها ومستملكها [1] إن شاء الله. وبعده بخط الشيخ المسئول: أما النّسخة- أطال الله بقاء الشيخ الجليل، وأدام علوّه- فحجّة يرجع إليها، ويعتمد فى التّصحيح عليها، فإنه خطّ أبى بكر القارى رحمه الله، وكانت لأبى علىّ المعلم الأراطىّ، اشتراها منه أبو محمّد الشّعرانىّ رحمه الله، لخزانة أبى الفضل بن العميد رحمه الله بستّة عشر دينارا مصريّة. وكان يضنّ بها كلّ من ملك من هؤلاء غاية الضنّ، وأهل لذلك [2] النسخة. وكتب محمد بن الحسن الوزان الرازىّ. وتحت خطه ما مثاله: الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن أيّده الله الثقة الأمين. لكنّى سمعت الشريف أبا طاهر محمد بن حمزة العلوىّ رحمه الله بقزوين، يقول: اشتريت هذه النسخة من كتب الأراطى بثلاثين دينارا مصرية. وكتب أحمد ابن فارس بخطه. ونقلت من خط أبى الخير سلامة بن عياض النّحوىّ الشامىّ ما مثاله: رأيت نسخة من «النّقائض»، رواية أبى بكر القارى عن أبى سعيد أحمد بن خالد الضّرير، فى مجلدين. 843 - أبو بكر النحوىّ البستى «1» ذكره الثعالبىّ في كتابه ولم يسمّه، وسمّاه: البستىّ النحوىّ، وقال: له شعر كثير لا يحضرنى الآن منه إلّا قوله لأبى بكر الخوارزمىّ [3]، وكان هجاه بقوله:

_ [1] بعدها في الأصل: «كان». [2] فى الأصلين: «ذلك». [3] هو محمد بن العباس أبو بكر الخوارزمى. من أئمة الكتاب، وأحد الشعراء؛ وهو صاحب الرسائل المعروفة باسمه. اتصل بالصاحب، وكان بينه وبين البديع الهمذانى في مساجلات. توفى سنة 383. ابن خلكان 1: 523.

844 - أبو البيداء، اسمه أسعد بن عصمة

نحويّكم في حمقه ... معرفة لا نكره ذو لحية مبسوطة ... وفطنة مختصره [1]. فقال فيه: وعاو عوى من أصل خارزم خيفة ... كذا الكلب عند الخوف مجتهدا يعوى [2]. تعاظم فعلى أهل ودّى إذ رأوا ... سكوتى وهجوى هجو من دأبه هجوى [3]. فقلت: اسكتوا فالهجو نجو وإنّنى ... حلفت بألّا أغسل النّجو بالنّجو 844 - أبو البيداء، اسمه أسعد بن عصمة «1» أعرابىّ نزل البصرة، وكان يعلّم الصبيان بأجرة، أقام أيّام عمره يؤخذ عنه العلم، وكان شاعرا، فمن شعره: قال فيها البليغ ما قال ذو ال ... عىّ وكلّ بوصفها منطيق وكذاك العدوّ لم يعد، قد قا ... ل جميلا كما يقول الصّديق وكان زوج أم أبى مالك عمرو بن كركرة [4]، وقد ورد ذكره في هذا المجموع فى موضع آخر لاختلاف اسمه. 845 - أبو تراب «2» حراسانى، لغوى، استدرك على الخليل بن أحمد في كتاب العين، وردّ عليه العلماء في ذلك، فإنّه خطّأ الخليل في أماكن، وزاد ما زعم أنه نقصه من اللغة

_ [1] فى الأصل: «منحصرة»، وأثبت ما في ب ويتيمة الدهر. [2] فى الأصل: «كذى الكلب»، تحريف. [3] سقطت كلمة «هجو»، من الأصلين وأثبت ما في اليتيمة. [4] ترجم له المؤلف في الجزء الثانى ص 360، 361.

846 - أبو توبة، زياد بن زياد الأعرابى

فى أبوابه، ونقص ما زعم أنّ الخليل زاده في غير بابه، وهذّب ذلك تهذيبا، زعم أنّه الصواب. وصنّف، فمن تصنيفه: كتاب «الاعتقاب» كبير، فى اللغة. كتاب «الاستدراك على الخليل». وكان أبو تراب قدم هراة مستفيدا من شمر أبى عمرو بن حمدويه الهروىّ اللغوىّ، وكتب عنه كثيرا، وأملى بهراة من كتاب «الاعتقاب» أجزاء، ثم عاد إلى نيسابور، وأملى بها باقى الكتاب. قال الأزهرىّ اللغوىّ: وقد قرأت كتابه فاستحسنته، ولم أره مجازفا فيما أودعه، ولا مصحّفا في الذى ألّفه [1]. 846 - أبو توبة، زياد بن زياد الأعرابىّ «1» أخو محمد بن زياد الأعرابىّ. من أهل اللّغة والنّوادر. وروى عنه أبو العباس ثعلب، كما روى عن أخيه محمد. قال ثعلب: وكان أبو توبة مؤدّبا لعمر بن سعيد بن سلم، [فقدم الأصمعىّ البصرة، فنزل على سعيد بن سلم [2]]، فحضر يوما وأخذ يسائله، فدعا سعيد بأبى توبة، فجعل أبو توبة إذا مرّ بشىء من الغريب بادر إليه، فأتى بكلّ ما في الباب

_ [1] مقدمة تهذيب اللغة للأزهرى 67: «وما وقع في كتابى لأبى تراب فهو من هذا الكتاب». [2] من طبقات الزبيدىّ.

847 - أبو ثوابة الأسدى

أو أكثره، فشقّ ذلك على الأصمعىّ، فجعل يعدل إلى المعانى، فيسأل [1] أبا توبة عنها، فقال له سعيد: يا أبا [2] توبة، لا تتبعه في هذا الفن [2]، فانّ هذه صناعته، قال: وما علىّ، إذا سألنى عما أحسنه أجبته، وما لم أحسنه تعلمته! فجعل الأصمعىّ يسأله وأبو توبة يجيبه [3]، حتى سأله عن هذا البيت: واحدة أعضلكم أمرها ... فكيف لو درت على أربع قال: ونهض الأصمعىّ، ودار على أربع، يلبّس على أبى توبة، فأجابه أبو توبة بما يشاكل ما أوهمه الأصمعىّ، فضحك الأصمعىّ من جوابه، وقال له سعيد: ألم أقل لك يا أبا توبة! ومعنى البيت أنّه تزوّج امرأة واحدة، فقال: قد شقّ عليكم أن تزوّجت واحدة، فكيف لو تزوّجت أربعا! 847 - أبو ثوابة الأسدى «1» أعرابىّ، فصيح قيّم باللّغة، روى عنه الأموىّ [4]. قال الأموىّ: دخلنا على أبى ثوابة، فقال: ما جاء بكم؟ ما عندى طعام مشوّق، ولا حديث مونق!

_ [1] الزبيدىّ: «فسأل». (2 - 2) كذا وردت العبارة في طبقات الزبيدىّ، وفي الأصلين: «يا أبا توبة، فى هذا لا تتبعه»، والأجود ما أثبته من الزبيدىّ. [3] الزبيدىّ: «أجيبه». [4] هو عبد الله سعيد الأموى، ترجم له المؤلف في الجزء الثانى ص 120، وقال «دخل البادية، وأخذ عن فصحاء الأعراب».

848 - أبو ثروان العكلى

848 - أبو ثروان العكلىّ «1» من بنى عكل. أعرابىّ فصيح، تعلّم في البادية، كذا ذكره يعقوب ابن السّكيت بخطه. وله من الكتب: كتاب «خلق الانسان». كتاب «معانى الشعر». 849 - أبو جعفر الرؤاسىّ الكوفىّ النحوىّ «2» أستاذ علىّ بن حمزة الكسائىّ، عالم بنحو الكوفة. قال الفرّاء: خرجت إلى مكّة فاجتزت بالكوفة، فقلت لرفيقى: ألا نلقى أبا جعفر! وكان يبلغنا أنّه لا يترحّم على الكسائىّ، فبكّرنا إليه، فوجدناه يؤذّن، ويقول: «الصلاة خير من النوم»، ينصبها، فلمّا فرغ قلت له: نصبت «الصلاة»، قال «الصّلاة خير لكم» أى على الإغراء. فألقينا مسألة، وقلنا: قال فيها الكسائى كذا وكذا، قال: نعم رحمه الله، قال الفرّاء: بلغنا أنّك لم تكن تترحّم على الكسائى، قال: قد كان ذلك، فرأيته في المنام في حالة جميلة، وهيئة حسنة، فقلت: ما الذى صرت إليه؟ قال: صرت إلى خير، قلت: بماذا؟ قال: بالقرآن، بالقرآن. أخذ الرؤاسىّ العربية عن أبى عمرو بن العلاء، وتقدّم في النحو حتى قال الكسائىّ: ما وجدت بالكوفة أحدا أعلم بالنّحو من أبى جعفر الرّؤاسىّ.

كان له كتاب في النحو اسمه «الفيصل». قال الكسائىّ: كنت آخذ المسائل فأقدّمها وأؤخّرها، فلا يحسنها أحد إلّا الرّؤاسىّ. قال محمد بن إسحاق النديم في كتابه: قرأت بخطّ أبى الطيب ابن أخى الشافعىّ [1]، قال: اسم الرؤاسىّ محمد بن أبى سارة، ويكنى أبا جعفر، وسمّى الرّؤاسىّ لكبر رأسه، وكان ينزل النّيل [2] فسمّى النّيلىّ، وهو أوّل من وضع من الكوفيين كتابا فى النحو. قال ثعلب: كان الرّؤاسىّ أستاذ الكسائىّ والفرّاء. وقال الفرّاء: لمّا خرج الكسائىّ إلى بغداد، قال لى الرّؤاسىّ: قد خرج الكسائىّ وأنت أخبر [3] منه، فجئت إلى بغداد، فرأيت الكسائىّ، فسألته عن مسائل من مسائل الرؤاسىّ، فأجابنى بخلاف ما عندى، فغمزت عليه قوما من علماء الكوفيين كانوا معى، فقال: مالك قد أنكرت! لعلّك من علماء الكوفيين [4]، فقلت: نعم، فقال: الرؤاسىّ يقول كذا وكذا، وليس صوابا؟ وسمعت العرب تقول: كذا وكذا حتى أتى على مسائلى، فلزمته. وكان الرؤاسىّ رجلا صالحا. وقال الرؤاسىّ: بعث إلىّ الخليل يطلب كتابى، فبعثت به إليه، فقرأه، ووضع كتابه. قال: وفي [5] كتاب سيبويه [5]: «قال الكوفى»، يعنى الرؤاسىّ.

_ [1] الفهرست: «أخى الشافعى». [2] النيل هنا: بليدة في سواد الكوفة، قرب حلة بنى مزيد، يخترقها خليج كبير، يتخلج من الفرات الكبير، حفره الحجاج بن يوسف، وسماه باسم نيل مصر. ياقوت. [3] الفهرست: «أسن منه». [4] الفهرست: «لعلك من أهل الكوفة». (5 - 5) كذا وردت العبارة في الفهرست، وفي الأصلين فيما نقل عن الفهرست: «قد قال سيبويه في كتابه»، وما نقلته عن الفهرست أوضح.

قال ابن درستويه: زعم ثعلب أنّ أوّل من وضع من النحويين [فى النحو [1]] كتابا الرّؤاسىّ. وله من الكتب [2]: كتاب «الفيصل» رواه جماعة، وكتاب «التصغير [3]»، كتاب «معانى القرآن» يروى إلى اليوم. كتاب «الوقف والابتداء» الكبير. كتاب «الوقف والابتداء» الصغير. ذكره المرزبانىّ. فقال: أبو جعفر الرؤاسىّ، ابن أخى معاذ الهرّاء، وهم موالى محمد بن كعب القرظىّ، واسم أبى جعفر محمد بن الحسن بن أبى سارة، كان ينزل النّيل، فقيل؛ النّيلىّ. كان أوّل من وضع [4] من الكوفيين كتابا في النحو [5]، وكان أستاذ علىّ بن حمزة الكسائىّ والفرّاء، وكان الرّؤاسىّ رجلا صالحا. قال الرؤاسىّ: بعث إلىّ الخليل يطلب كتابى، فبعثت إليه فقرأه، ووضع [6] كتابه. وفي كتاب سيبويه [7]: قال الكوفىّ كذا- يعنى الرّؤاسىّ. وكتاب الرؤاسىّ يقال له: «الفيصل [8]». وزعم أحمد بن يحيى ثعلب أنّ أوّل من وضع من الكوفيين كتب [9] النّحو أبو جعفر الرّؤاسىّ، وأنّ له كتابا معروفا عندهم بعد موته، وسئل

_ [1] من الفهرست. [2] الفهرست: «توفى وله من الكتب». [3] فى الأصل: «الصغير»، وصوابه من ب والفهرست. [4] بعدها في الأصل: «النحو»، وهى كلمة مقحمة. [5] العبارة في ب: «وكان أول من وضع من الكوفيين في النحو كتابا»، وفي نور القبس المختصر من المقنبس للمرزبانى: «وهو أول من وضع النحو من الكوفيين». [6] نور القبس: «ووضع كتاب العين». [7] نور القبس: وإذا قال «سيبويه في كتابه». [8] قال ابن النديم: رواه جماعة، وذكر له الزبيدىّ كتاب «الجمع والإفراد». [9] ياقوت: «كتابا في النحو».

الفرّاء عن الرّؤاسىّ: فأثنى عليه وقال: قد كان دخل البصرة دخلتين، وقلّ مقامه بالكوفة، فلذلك قلّ أخذ الناس عنه. وقد عمّر إلى أيّام الرشيد. وقال المبرّد: ما عرف الرّؤاسىّ بالبصرة، وقد زعم بعض الناس أنّه صنّف كتابا في النحو، فدخل البصرة ليعرضه على أصحابنا، فما التفت إليه، ولم يجسر على إظهاره لمّا سمع كلامهم. وزعم جماعة من البصريّين أن الكوفى الّذى يذكره الأخفش في آخر كتاب «المسائل» ويردّ عليه، هو الرؤاسىّ. وكان للرّؤاسىّ امرأة من أهل النّيل، تزوّجها بالكوفة، وانتقلت من النّيل، وشرطت عليه أنها تلمّ بأهلها في كلّ مدّة؛ فكانت لا تقيم عنده إلّا القليل؛ ثم يحتاج إلى إخراجها وردّها، فملّ ذلك منها وفارقها. وقال: بانت بمن تهوى حمول ... فأسغت في أثر الحمول أتبعتهم عينا عليهم ... ما تفيق من الهمول لاحت مخايل خلقها ... وخلافها دون القبول ملّت وأبدت جفوة ... لا تركننّ إلى ملول ثم ارعويت كما ارعوى ... عنها المسائل للطّلول ولأبى جعفر الرؤاسىّ أيضا: ألا يا نفس هل لك في صيام ... عن الدّنيا لعلّك تهتدينا

850 - أبو الحسن بن معقل النحوى

يكون الفطر وقت الموت منها ... لعلّك عنده تستبشرينا أجيبينى هديت وأسعفينى ... لعلّك في الجنان تخلدّينا قال جبلة الكوفى: سألت [1] الكسائىّ وابن إدريس عن «الصّمد»، فقالا: الّذى يصمد إليه في الأمور. وأنشدنى [3] الكسائى: ألا بكّر النّاعى بخيرى بنى أسد ... بعمرو بن مسعود وبالسّيّد الصّمد [4]. قال: فلقيت أبا جعفر الرؤاسىّ، فسألته عنه: فقال لى مثل ذلك، فقلت: كيف جمعه؟ قال: جلّ من سألت عن اسمه! لا يثنّى ولا يجمع. قلت: وإذا كان اسما لمخلوق [5]، قال: أصماد وصمدان. 850 - أبو الحسن بن معقل النّحوىّ «1» صاحب أبى علىّ الفارسىّ، له عناية، وتصدّى لإفادة هذا الشأن، كان بمصر. وذكره الشيخ الصالح أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبّال في «الوفيات»، وقال: توفّى أبو الحسن بن معقل الأديب الكاتب صاحب أبى علىّ الفارسىّ فى شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.

_ [1] نور القبس: «سئل الكسائى وابن إدريس». [2] لعله: عبد الله بن إدريس أبو محمد الكوفى. توفى سنة 192. تهذيب التهذيب 5: 144. [3] نور القبس: وأنشد الكسائىّ في ذلك. [4] البيت في اللسان (صمد) من غير نسبة. [5] نور القبس: «إذا سمى به مخلوق».

851 - أبو الحسن الأحمر

851 - أبو الحسن الأحمر «1» وليس بخلف- أخذ عن الرّؤاسىّ، ثمّ عن الكسائىّ، وطالت صحبته له، وهو الّذى ناظر سيبويه في مجلس البرامكة قبل حضور الكسائىّ، وقال له: أخطأت عدّة دفعات، وكانت في الأحمر حدّة وجرأة. وله من التّصنيف: كتاب «التّصريف». وقد ورد ذكره في من اسمه «علىّ بن المبارك [1]». واستوفى خبره هناك، وذكرته لشهرته بالكنية، فاطلبه في العليّين تجده إن شاء الله تعالى. 852 - أبو الحسن الطولقى «2» هو من المغاربة، ذكره الباخرزىّ [2]، فقال: ضرير مقرئ حسن التصرّف فى النحو، سمع قول الشيخ أبى بكر القهستانىّ في الأتراك: لأجل ما يدعون تركا ... فهم ترك وواحدهم تروك كذا الفعل واحده فعول ... أليس الضّحك واحده ضحوك [3]!

_ [1] فى الجزء الثانى ص 313 براقم 495. [2] دمية القصر. [3] الضحوك: المستبين الطريق، وبعده في الدمية: «قلت: وقد زاد على القهستانى بإعناته، والتزام اللام في أبياته، وقد ملح العميد القهستانى في قياسه التروك والتزك على الضحوك والضحك».

853 - أبو الحسن الأهوازى

فأجاب عنه بقوله: ألا يا عائب الأتراك مهلا ... فليس إلى معايبهم سلوك تلوك القول إفحاشا وهجرا ... أتدرى لا أبالك ما تلوك! فحرّهم على الأحرار ملك ... وعبدهم لمالكهم ملوك كفى الأتراك أنّ الناس طرّا ... رعاياهم، وأنّهم ملوك 853 - أبو الحسن الأهوازىّ «1» نحوىّ من الأهواز، لا أعرف شيئا من حاله، وإنّما رأيت في كتاب «التذكرة [1]»، التى جمعها أبو الخير سلامة بن غياض الكفر طابىّ الشامى النحوىّ، ونقلت من خطّه ما مثاله: من طريف ما رأيته في شرح «الموجز [2]» لابن السّراج، شرحه رجل يقال له أبو الحسن الأهوازىّ: كان القوم عشرة، فحد عشتهم إلى تسعشتهم، فهم محد عشون، وأنا محد عش، ومستعشر. قال: وكذلك العقود إلى ما بين الثلاثين إلى التسعين، فإنه يقال: معشرن ومثلثن. ومن المائة مؤىّ-، ومن الألف مؤلف، وآلف، لأن فعله، ألفتهم وآلفتهم. 854 - أبو الحسن المقيدسى النحوى «2» نزيل مصر. من النّحاة المذكورين في وقته، متصدّر لإفادة هذا النوع، استفاد الطلبة منه، وأخذوا عنه.

_ [1] كتاب التذكرة في النحو، ذكره ياقوت، ونقل صاحب كشف الظنون عن ابن النجار أن هذا الكتاب يقع في عشر مجلدات. [2] ذكره صاحب كشف الظنون.

855 - أبو الحسن بن أذين النخوى البصير

أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ الأصبهانىّ، قال: أنشدنى أبو الحسن أحمد بن حمزة ابن أحمد التّنوخىّ العراقىّ بالإسكندرية، قال: أنشدنى أبو الحسن المقيدسىّ النحوىّ بمصر، أنشدنى ابن السّراج الصورىّ بصور لنفسه من قصيدة: وقد صار يبرى نصول السهام ... وأولى من المنّ ما لا يمنّ ليجعلها في الدواء الجريح ... ويشرى بها للقتيل الكفن 855 - أبو الحسن بن أذين النخوىّ البصير «1» المصرى الدار. نحوىّ مذكور هناك، وكان أبوه من متميّزى المصريين في وقته، وولده برع في النحو وتقدم فيه. قال أبو الحسن هذا: حضرت مع والدى [مجلس [1]] كافور الإخشيدى [2] وهو غاصّ بالنّاس، فدخل إليه رجل وقال قائل في دعائه: أدام الله أيّام سيدنا- بكسر الميم من الأيام-، وفطن بذلك جماعة من الحاضرين، أحدهم صاحب المجلس، فقام من أوسط القوم رجل، وأنشأ يقول: لا غرو أن لحن الدّاعى لسيدنا ... أو غصّ من دهش بالريق أو بهر [3]. فتلك هيبته حالت جلالتها ... بين الأديب وبين القول بالحصر وإن يكن خفض الأيّام عن غلط ... فى موضع النّصب لا عن قلّة البصر فقد تفاءلت من هذا لسيّدنا ... والفأل مأثور عن سيّد البشر بأن أيّامه خفض بلا نصب ... وأنّ أوقاته صفو بلا كدر

_ [1] من ب. [2] هو كافور بن عبد الله الإخشيدى، أبو المسك الأمير، صاحب المتنبى بمصر. كان عبدا حبشيا، اشتراه الإخشيد ملك مصر، فنسب إليه، وما زالت همته تصعد به حتى ملك مصر. توفى سنة 357. ابن خلكان 1: 431. [3] الخبر والشعر في ابن خلكان 1: 432.

856 - أبو الحسن الأغر

856 - أبو الحسن الأغرّ «1» أخذ عن علىّ بن حمزة الكسائىّ. نزل مصر وتصدّر بها لإفادة العربية، ولقيه بها ناس من أهل الأندلس، فحملوا عنه من ذلك ما قدّر لهم، وذلك في سنة سبع وعشرين ومائتين. 857 - أبو الحسن بن الطّراوة المالقىّ النحوىّ «2» المدعو بالشيخ الأستاذ [1]، عاش نيّفا وتسعين سنة، ومات بالأندلس قبل سنة ثلاثين وخمسمائة [2]، وله مصنّفات في النحو مشهورة مذكورة [3]، وكلامه هناك مرغوب فيه، يتنافس الطّلبة في نقله وجمعه، ولا يلقّب أحد ببلد الأندلس بالأستاذ إلّا النحوىّ الأديب، وله شعر كرقّة النسيم، يلوح عليه رواء النعيم، فمنه [4] ما قاله في أهل بلد استسقوا فلم يمطروا، وأقشع سحابهم عند بدوّه [4]: خرجوا ليستسقوا وقد نشأت ... بحريّة يبدو لها رشح [5]. حتى إذا اصطفوا لدعوتهم ... وبدا لأعينهم بها نضح كشف الغطاء إجابة لهم ... وكأنّما خرجوا ليستصحوا [6].

_ [1] واسمه: «سليمان بن محمد بن عبد الله السبئى المالقى»، كما في بغية الوعاة. [2] ذكر ابن عبد الملك في الذيل والتكملة 4: 80 أنه توفى في رمضان- أو شوال- سنة ثمان وعشرين وخمسمائة عن سن عالية». [3] ذكر منها ابن عبد الملك: «المقدمات» على كتاب سيبويه وذكر أن ابن خروف تعقبه فيه، ومجموع في النحو اسمه «الترشيح»، على قدر النصف من جمل الزجاجى، ومقالة في «الاسم والمسمى». (4 - 4) فى معجم شيوخ الرعينى: «أنشدنى أبى لابن الطراوة وقد خرج أهل مالقة للاستسقاء، والغيث، قد ابتدأ في النزول، فعند خروجهم ارتفع فقال». [5] ورد البيت مصحفا في الأصلين، وأثبت ما في الذيل والتكملة ومعجم الرعينى. [6] الذيل والتكملة: «فكأنما جاءوا».

ومن شعره: وقائلة تكلّف بالغوانى ... وقد أضحى بمفرقك النّهار [1]. فقلت لها حضضت على التّصابى ... «أحق الخيل بالرّكض المعار [2]» واجتمعت بأبى القاسم النحوىّ المالقى المدعو بالمعلّم، وأجرى ذكر ابن الطّراوة هذا، فقلت له: هو مالقىّ، فأنكر ذلك، وقال: كان بربريّا من برّ العدوة، أظنّه من سلا [3]، فقلت له: أنبأنا الحافظ أبو طاهر السّلفى، فى إجازته العامّة: سمعت أبا محمد عبد الله بن جابر بن عبد الله العلىّ المالقىّ بالإسكندرية، قال: كان بين أبى الحسن علىّ بن عبد الغنى الحصرىّ القيروانىّ، وأبى الحسن سليمان بن محمد بن طراوة المالقى منافرة، ويهجو كلّ واحد منهم الآخر، فممّا قاله الحصرىّ فيه: ولابن الطّراوة نحو طرى ... إذا شمّه النّاس قالوا خرى وممّا قاله ابن الطّراوة في الحصرىّ: إذا الحصرىّ اللئيم انتحى ... وظلّ بهذا الورى ساخرا وأنسى ما كان- فاذكر له ... علىّ بن بكار الشّاعرا

_ [1] الذيل والتكملة، ونفح الطيب: «وقائلة أتصبو». [2] قوله: «أحق الخيل بالركض المعار» مثل، أورده الميدانى في 1: 206؛ وهو قول بشر ابن خازم: كأن حفيف منخره إذا ما ... كتمن الربو كير مستعار وجدنا في كتاب بنى تميم ... أحق الخيل بالركض المعار والمعار، من العارية، أو هو المسمن. وانظر ديوان بشر 78. [3] سلا: مدينة بأقصى المغرب. ياقوت.

858 - أبو الحسن الزعفرانى النحوى البصرى

قلت: وقد ذكر العماد أبو حامد محمد بن محمد بن حامد في كتابه: «الخريدة» ابن الطراوة هذا نقلا عن تصنيف بعض أهل الأندلس، ونسبه مالقيّا. 858 - أبو الحسن الزعفرانىّ النّحوىّ البصرىّ «1» نحوى مذكور متصدّر لإفادة هذا النوع، قرأ على علىّ بن عيسى الرّبعىّ وأكثر الأخذ عليه، قال ابن نصر [1] الكاتب في كتاب «المفاوضة»: سألت أبا الحسن الزّعفرانىّ النّحوىّ البصرىّ في باب ما لم يسمّ فاعله: لم لم يجز تصيير ما يشتغل بحرف الجرّ قائما مقام الفاعل؟ ولم قصّر به فعله بحرف الجرّ عن رتبة الفاعل فصار مفعولا؟ فدّل في ذلك بما [2] أوضحه، وقال لى: ما نفعنى شىء من النّحو سوى هذا الباب، فإنّى كتبت رقعة إلى أبى الحسن علىّ بن محمد بن كامل عامل البصرة، سألته النّظر من جملة المساحة بجريبين، فوقّع: «يترك له من عرض المرفوع في ذكر المساحة»، ووقف وقفة لم يدر كيف الأعراب، [هل هو جريبان أو جريبين [3]]، فكتب ثلاثة أجرية، فتبّركت بهذا الباب فقط.

_ [1] هو محمد بن على الثعلبى أبو الحسن. أديب من أهل بغداد، وكتابة المفاوضة صنفه للملك العزيز، جلال الدين البويهى؛ قال ابن خلكان: جمع فيه ما شاهده، وهو من الكتب الممتعة، يقع فى ثلاثين كراسة». مات بواسط سنة 437. ابن خلكان 1: 305 (ذكره ضمن ترجمة أخيه عبد الوهاب بن على). [2] كذا في ب، وفي الأصل: «ما أوضحه»، وفي بغية الوعاة: «وسئل عن مسأله في باب النائب عن الفاعل فوضحها». [3] من بغية الوعاة يتم بها المعنى.

859 - أبو الحسن الجيشى النحوى

قال ابن نصر: وسألت شيخه علىّ بن عيسى الرّبعىّ، عن الزعفرانىّ تلميذه هذا، فأثنى خيرا، ووصف وصفا كثيرا. قال: وكان أبو الحسن الزعفرانىّ قال لى: إنّ أبا علىّ الفارسى نزل علىّ بالبصرة، فقرأت عليه «الكتاب»، فقال لى: أنت مستغن عنّى يا أبا الحسن؟ قلت: إن استغنيت عن الإفهام فلم أغن عن الفخر والجمال [1]. قال ابن نصر: فسألت الشّيخ أبا الحسن علىّ بن عيسى ابن الفرج الرّبعىّ عن هذا فصدّقه، وقال لى: قدم أبو علىّ الفارسىّ البصرة، وأبو الحسن الزّعفرانىّ نحوى مستقلّ، وكان من أذكياء الناس. 859 - أبو الحسن الجيشىّ النّحوىّ «1» نحوىّ مشهور، مقيم ببغداد، متصدّر لهذا الشأن، أدرك الصدر الأول كأبى علىّ الفارسى وعلىّ بن عيسى بن علىّ الرّمانىّ وابن جنّى والأرزنى [2] والربعى [3]. والعبدىّ [4]، ولم يزل مقصودا للإفادة، إلى أن توفّى ببغداد في يوم السبت السادس عشر من ذى الحجّة، سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن إحدى وتسعين سنة. 860 - أبو حسّان الضرير التّدمرىّ المقرئ النحوىّ «2» من أهل تدمر، من بنى جرير بن عامر، قارئ بصير من أهل النحو والأدب، تصدّر ببلده للإفادة في زماننا. قدم متظلّما من والى تدمر في صفر

_ [1] البغية: «إن استغنيت عن الفهم لم أستغن عن الفخر». [2] هو يحيى بن محمد الأرزنى، سبق للمؤلف ترجمته في هذا الجزء برقم 819. [3] هو على بن عيسى الربعى، ترجم له المؤلف في الجزء الثانى ص 297 برقم 477. [4] هو أحمد بن بكر، ترجم له المؤلف باسم «العبدى» فى الجزء الثانى ص 386.

861 - أبو خيرة، واسمه نهشل بن زيد

سنة اثنتين وسبعين إلى المخيّم الملكىّ النّاصرىّ الصلاحىّ بحماة، وأنشده قصيدة طويلة، منها: أسلطان دين الله ذا الطّول والقهر ... حليف المعالى والمناقب والفخر ومن عمّ شرق الأرض والغرب عدله ... كما عمّها غيث السحاب من القطر أفى عدلك المبسوط والشّرع حاكم ... بملكى [1] أقصى عنه بالدّفع والزّجر فتنعم بالحظّ الشريف وأنثنى ... إلى تدمر أطوى المفاوز في القفر على ثقة بالدولة الناصرية المن ... يع حماها داعيا ناشر الشّكر فأمنع من عود إليك محكّما ... ويقصد بالإيذاء قلبى والكسر ويطلب منّى فوق ما أستطيعه ... على فاقة من ضيقة اليد والعسر وذلك لمّا حدّثتهم ظنونهم ... بأنّ صلاح الدّين ماض إلى مصر 861 - أبو خيرة، واسمه نهشل بن زيد «1» أعرابىّ بدوىّ من بنى عدىّ، دخل الحاضرة، وأفاد وأخذ الناس عنه، وصنّف في الغريب كتبا، منها: كتاب «الحشرات». وقال أبو عمرو بن العلاء لأبى خيرة: كيف [2] تقول: حفرت إراتك؟

_ [1] بملكى، أى مضطرا مقهورا، نظر في هذا المعنى إلى قوله تعالى: (قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا). [2] الخبر في مجالس العلماء 5، 6، وهو أيضا في شرح ما يقع فيه التصحيف للعسكرى 112، بروايته عن أبى الفضل بن الكواز، عن المبرد، عن الريائى، عن الأصمعى، قال: قال أبو عمرو لأبى خيرة العدوى: كيف تقول: حفرت الإران؟ فقال حفرت إرانا؛ فقال له أبو عمرو: لأن جلدك يا أبا خيرة حين تحفرت؛ قال الرياشى: إنما قال أبو عمرو هذا لأنه أخطأ؛ لأن الحفرة يقال لها: إيرة، وتجمع إرين، وهى التى يخبز فيها، وأما الإران فخشب النعش، قال الأعشى: أثرت في جناجن كإران الميت عولين فوق عوج ثقال

862 - أبو الخطاب بن عون الجزيرى النحوى الشاعر

فقال: حفرت إراتك، قال: فكيف تقول: استأصل الله عرقاتهم [1]. فقال أبو خيرة: استأصل الله عرقاتهم، فلم يعرفها أبو عمرو، وقال: لان جلدك يا أبا خيرة، يقول: أخطأت. قال أحمد بن يحيى: وهى لغة لم تبلغ أبا عمرو. ويقال: وأرت إرة [2] أئرها [وأرّا] [3]، إذا حفرت حفيرة يطبخ فيها، وإرات: جمع إرة. 862 - أبو الخطاب بن عون الجزيرىّ النحوىّ الشاعر «1» كان هذا الرجل من أهل الجزيرة الفراتية، وكان نحويّا يقول الشعر، ويتنقّل في البلاد الشاميّة، وله محاضرة وحسن مذاكرة، فمن محاضراته أنه قال: دخلت إلى أبى العباس اليافى، فوجدته جالسا، ورأسه كالثّغامة [4] بياضا، وفيه شعرة واحدة سوداء، فقلت له: يا سيّدى، فى رأسك شعرة سوداء! قال: نعم، هذه بقية شبابى، وأنا أفرح بها، ولى فيها شعر، قلت: أنشدنيه، فأنشدنى: رأيت في الرأس شعرة بقيت ... سوداء تهوى العيون رؤبتها

_ [1] العرقاة: الأصل الذى يذهب في الأرض سفلا، وتتشعب منه العروق. وفي مجالس العلماء: «قال المازنى: واختلفوا فيها، فقال بعضهم: عرقاتهم (بفتح ثم كسر) يجعله جمع عرق، ومن نصبه جعله بمنزلة سعلاة وعلقاة». [2] فى الأصلين: «إرتا» تحريف. [3] من مجالس العلماء. [4] الثغام، كسحاب: نبت أبيض؛ يقال: أثغم الرأس، إذا صار كالثغامة بياضا. وفي الأصلين: «النعامة» تحريف.

863 - أبو الخطاب الهذلى، اسمه عمرو بن عامر

فقلت للبيض إذ تروّعها ... بالله إلّا رحمت وحدتها! وقلّ لبث السّوداء في وطن ... تكون فية البيضاء ضرّتها ثم قال: يا أبا الخطاب، بيضاء واحده تروّع ألف سوداء، فكيف سوداء بين ألف بيضاء! وذكر ابن نصر الكاتب في كتابه، قال: ومن المليح النسج ما أنشدنيه أبو الخطاب النحوىّ الشاعر، لأبى إبراهيم العلوىّ الحلبىّ- ولم يلقه، وإنما رواه له، وأنشده إيّاه بعض أولاده بحلب: أومت بكفّ خلته بارقا ... لولا عبير عرفه السّاطع وأبرزت وجها كشمس الضّحى ... يؤخذ من أنواره الطّالع 863 - أبو الخطاب الهذلىّ، اسمه عمرو بن عامر «1» وكان عربيّا راجزا راوية. أخذ عنه الأصمعىّ، وجعله حجّة، وروى عنه الشعر [1]، فمن شعره: أهدى الينا معمر خروفا ... كان زمانا عنده مكتوفا [2]. حتى إذا ما صار مستجيفا [3] ... أهدى فأهدى قصبا ملفوفا

_ [1] الفهرست: «وروى شعره». [2] الفهرست 47. [3] كذا في الفهرست بالجيم، يقال: استجاف الشىء واستجوف: اتسع، وفي الأصل: «مستحيفا»، بالحاء وهو وجه أيضا.

864 - أبو الهيثم الأعرابى.

ومن الأعراب [1] الذين دخلوا الحاضرة جماعة أذكر أسماءهم وهم: 864 - أبو الهيثم الأعرابىّ. 865 - أبو المجيب الرّبعىّ [2]. 866 - أبو الجرّاح العقيلىّ. 867 - أبو صاعد الكلابىّ، واسمه يزيد بن محيّا. 868 - العدبّس الكنانىّ. 869 - أبو زكريا الأحمر. 870 - أبو أدهم الكلابىّ. 871 - أبو الصقر العدوىّ [3]. 872 - عتبة أمّ الحمارس [4]. 873 - أبو قرة الكلابىّ. 874 - أبو الحدرجان. 875 - أبو تمّام الجزار [5]. 876 - أبو الحصين الهجيمىّ [6]. 877 - مكوّزة [7]. 878 - أبو الغمر [8] ، واسمه العلاء بن بكر بن عبد رب بن مسحل بن المحلّق ابن جشم بن شدّاد بن ربيعة بن عبد الله بن أبى بكر [9].

_ [1] ورد ذكر هؤلاء الأعراب في الفهرست 47، 48 ويبدو أن المؤلف نقل ما أورده عن الفهرست في هذا الموضع. وطائفة منهم ورد في معجم الشعراء 507 - 515. [2] الفهرست: «واسمه مرثد بن محيا». [3] الفهرست: «أبو الصعق». [4] كذا في ب. وفي الأصل: «عتة الحمارس»، وفي الفهرست: غنية». [5] الفهرست: «الحرانى». [6] الفهرست: «الهجمى». [7] الفهرست: «مكوزة» أيضا، وفي القاموس: «وسموا مكوزة». [8] الفهرس: «العمر»، بالعين. [9] بعدها في الفهرست: «من خط يعقوب».

879 - أبو زياد [ويقال: الأعور بن براء الكلابى [1]].

879 - أبو زياد [ويقال: الأعور بن براء الكلابىّ [1]]. 880 - أبو القمقام [2] الفقعسى، روى عنه الكسائىّ النحوىّ. 881 - الصقيل، ويكنى أبا الكميت العقيلىّ. 882 - أبو فقعس لزاز. 883 - أبو الدقيش القنانىّ الغنوىّ [3]. 884 - أبو السفر الكلابىّ [4]. 885 - هدّاب الهجيمىّ. 886 - غنية أم الهيثم. 887 - ردّاد الكلابىّ [5]. 888 - قريبه أم البهلول الأسديّة. وصنّفت أم البهلول كتاب «النّوادر». وكتاب «المصادر»، كتبهما السّكّرى بخطّه [6]. 889 - أبو دثار الفقعسىّ.

_ [1] من الفهرست. [2] فى الفهرست: أبو العماقر القعينى، روى عنه الكنانى، وفي معجم الشعراء: «أبو القمقام الأسدى». [3] كذا في الفهرست، ولعله الصواب، وفي الأصل: خلط هذا الاسم بالذى قبله، هكذا: أبو فقعس لزاز بن قيس القنانى العدوى». [4] فى الفهرست: «أبو الصقر». [5] كذا في ب والفهرست. وفي الأصل: «وداد». [6] كذا في الأصلين، وفي الفهرست: «قريبة أم البهلول. دلامر البهلول، رأيت له كتاب النوادر».

890 - جزلة الحرقية.

890 - جزلة الحرقيّة. 891 - أبو الكبش الباهلىّ [1]. 892 - أبو صالح الطائىّ. 893 - أبو الكيش النّميرىّ [2]. 894 - أبو السمح الطائىّ. أحضر أيام المعتزّ بالله ليؤخذ عنه. 895 - أبو الوليد الكلابىّ [3]. 896 - أبو علىّ اليمامىّ. 897 - الرّهيمىّ [4]. فى أيام قاسم الأنبارىّ، وروى عن أبى عبيد القاسم. 898 - عرّام بن الأصبغ السّلمىّ. 899 - أبو حجّار عبد الرحمن بن منصور الكلابىّ. 900 - هرم [5] بن زيد الكلبىّ. 901 - ابن زيد المازنىّ. روى عنه محمد بن حبيب. 902 - أبو النعمان. أعرابى روى عنه ابن حبيب أيضا.

_ [1] الفهرست: «أبو الكلس». [2] الفهرست: «أبو الكلس النمرى». [3] كذا في الأصل ومعجم الشعراء، وفي ب والفهرست: «أبو اليد». [4] الفهرست: «الرهمى». [5] فى الفهرست: «هدم».

903 - [أبو المسلم العاصى [1]].

903 - [أبو المسلم العاصى [1]]. روى عنه أبو عمرو الشيبانى في نوادره. 904 - أبو مشقّر. أعرابى، روى عنه أبو عطيّة. 905 - جرو بن قطن. 906 - أبو المضرحىّ. وله كتاب «النوادر»، كتبه محمد بن يوسف بن أبى سعيد السّيرافىّ في بخطّه [2]. 907 - أبو الخنساء. واسمه عبّاد بن حبيب [3] من بنى عمرو بن جندب، وكان زاوية للشعر لغويّا عالما بأخبار العرب. 908 - أبو دعامة العبسىّ «1» أعرابىّ فصيح علّامة راوية. دخل من البادية، وأطال المقام بالحضر، وانقطع إلى البرامكة، قيل اسمه علىّ بن بريد، بالراء [4]. وله تصنيف، وهو كتاب «الشعر والشعراء».

_ [1] من ب والفهرست. (2 - 2) كذا في ب، وهو الصواب. [3] الفهرست: «كسيب». [4] الفهرست: «عرثد»، وفي الأصلين: «يريد»، وما أثبته من ابن مكتوم.

909 - أبو رياش البصرى

909 - أبو رياش البصرى «1» قد تقدم ذكره في ترجمة اسمه، إلّا أنّ الكنية له أشهر من اسمه، فرأيت أن أذكره أيضا في الكنى، وأورد له هاهنا [1] ما لم أورده هناك، فإن أراد مريد جميع أخباره نقلها من الموضعين: كان أبو رياش نابغة [2] فى حفظ أيّام العرب وأنسابها وأشعارها، غاية، بل آية فى هذّ [3] دواوينها وسرد أخبارها، مع فصاحة وبيان، وإعراب وإتقان، ولكنّه كان عديم المروءة، وسخ اللّبسة، قليل التّنظيف. وفيه يقول أبو عثمان الخالدىّ [4]: كأنّما قمل أبى رياش [5] ... ما بين صئبان قفاه الفاشى [6]. وذا وذا قد لجّ في انتفاش [7] ... شهدا نج بدّد في خشخاش [8]. وكان مع ذلك نهما شرها على الطعام، رجيم شيطان المعدة، حوتىّ الالتقام، ثعبانىّ الالتهام، سيّئ الأدب في المؤاكلة، ودعاه [9] أبو يوسف اليزيدىّ وإلى البصرة

_ [1] ما أورده هنا من الخبر والشعر، نقله من يتيمة الدهر. [2] اليتيمة: «باقعة». [3] الهذ: سرعة القراءة. [4] هو سعيد بن هاشم أبو عثمان الخالدى. شاعر أديب، عرف هو وأخوه محمد بالخالديين، وكانا آية في الحفظ والبديهة، كما كانا أديبى البصرة وشاعريها في وقهّما. ولأبى عثمان ديوان شعر. توفى سنة 371. معجم الأدباء 11: 308. [5] ديوان الخالديين 137. [6] الصئيان: بيض القمل. [7] كذا في اليتيمة، والديوان وفي الأصلين: «انتعاش». [8] شهدانج: بزر القتب معرب: «شهدانة» بالفارسية. [9] اليتيمة: دعاه.

الى مائدة [1] له يوما. فلما أخذ في الأكل مدّ يده إلى بضعه لحم [2]، فانتهشتها ثم ردّها إلى القصعة. فكان بعد ذلك اذا حضر مائدته أمر بان يهيّأ له طبق ليأكل وحده. ودعاه يوما المهلّبىّ [3] الوزير إلى طعامه، فبينا هو يأكل معه إذ امتخط في منديل الغمر [4] وبصق فيه، ثم أخذ زيتونة من قصعة فغمزها بعنف حتى طفرت نواتها، فأصابت وجه الوزير، فتعجّب من سوء أدبه [5]، واحتمله لأدبه. وفي شره أبى رياش يقول ابن لنكك [6]: يطير إلى الطعام أبو رياش ... مبادرة ولو واراه قبر أصابعه من الحلواء صفر ... ولكنّ الأخادع منه حمر وكان أبو رياش يردّ على أبى نواس الحسن بن هانئ وأبى تمام، يقول عنهما: أفسدا الشّعر، ولمّا بلغ ذلك ابن لنكك قال:

_ [1] اليتيمة: «إلى مائدته». [2] البضعة بالفتح، وتكسر: القطعة من اللحم. [3] هو الحسن بن محمد المعروف بالوزير المهلبى، من ولد المهلب من أبى صفرة، كان من كبار الوزراء الكتاب الأدباء الشعراء. وزر لمعز الدولة بن بويه، وكانت الخلافة للمطبع العباسى، فقربه المطيع أيضا واستوزره، واجتمعت له وزارة الخليفة ووزارة السلطان، ولقب بذى الوزارتين. توفى بواسط سنة 352. ابن خلكان 1: 142. [4] الغمر، بالتحريك: السهك وريح اللحم وما يعلق باليد من دسمه، ومنه منديل الغمر، ويقال له المشوش. [5] كذا في اليتيمة وهو الوجه، وفي الأصلين: «لأدبه». [6] هو محمد بن محمد بن جعفر البصرى الصاحب المعروف بابن لتكك. وصفه صاحب اليتيمة بأنه فرد البصرة وصدر أدبائها. وأكثر شعره ملح وطرف، وكان معاصرا للمتنبى، وهجاه. توفى سنة 360 ومعجم الأدباء 17: 77 - 81.

910 - أبو الرجاء بن حرب الحلبى النحوى

يقول ابن هانى أفسد الشعر ضلّة ... وشعر أبى تمامكم هو أوضع [1] أبا الريش يا صفعان صفعك واجب ... ولكن مضى من كان في الله يصفع [2]. وله فيه: نبّئت أنّ أبا رياش قد حوى ... علم اللّغات وفاق فيما يدّعى من مخبر عنه فإنى سائل ... من كان حنّكه بأير الأصمعى 910 - أبو الرّجاء بن حرب الحلبىّ النحوىّ «1» قرأ على نحاة بلده، ورحل إلى العراق في زمن ابن الخشّاب وابن الأنبارىّ وابن الشجرىّ ومن يجرى مجراهم، وأخذ طرفا من هذا النوع. وكان- فيما قيل- بليد الخاطر. ورأيت بخطّه أوراقا ذكر فيها رحلته إلى العراق وما جرى له في حالة الطلب من جريات الأمور، وشاهدت في عبارته بخطّه ما يدل على قلة علمه بهذا الشأن، وقد كانت هذه الأوراق عند الإمام كمال الدين عمر بن أبى جرادة الحلبىّ [3]، وهو وقف عليها. ولمّا استولى الملك الظاهر غازى بن صلاح الدين يوسف [4] بن أيوب على حلب في حياة أبيه، اشتاقت نفسه إلى تعلّم العربية، فأحضر له أبو الرّجاء المذكور، وأقام في صحبته مفيدا له،

_ [1] اليتيمة: «أضيع». [2] يقال: رجل صفعان ومصفعانى، أى يصفع بالبناء للمجهول. [3] هو عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبى جرادة، كمال الدين بن العديم، صاحب كتاب بغية الطلب فى تاريخ حلب. كان مؤرخا محدّثا كاتبا، ولد بحلب ورحل إلى دمشق وفلسطين والحجاز والعراق. وتوفى بالقاهرة سنة 660. شذرات الذهب 5: 33. [4] هو الملك الظاهر غازى بن السلطان صلاح الدين بن يوسف بن أيوب. من ملوك الدولة الأيوبية، كان مولده في القاهرة، وأعطاه أبوه في حياته مملكة حلب، فتولاها إلى توفى سنة 582، ابن خلكان 1: 402.

911 - أبو زياد الكلابى، واسمه يزيد بن عبد الله بن الحر

ومستفيدا من برّه، إلى أن توجّه الملك الظاهر إلى نصرة أبيه بمرج [1] عكّا على الفرنج، فسار في صحبته، ومرض في طريقه، فانقطع بمدينة دمشق، ومات بها في حدود سنة خمس وثمانين وخمسمائة. ورأيت بخطه أجزاء من كتاب «الكشاف» للزمخشرى في تفسير القرآن، وفيها سقم ظاهر، ورأيت من تلامذته ابن الحبرانىّ [2] الحلبىّ النحوىّ، وسألته عن علمه فعلّل القول في وصفه ولم يبالغ. 911 - أبو زياد الكلابىّ، واسمه يزيد بن عبد الله بن الحرّ «1» أعرابىّ بدوىّ، قال دعبل: قدم أبو زياد من البادية أيّام المهدىّ، حين أصابت النّاس المجاعة، ونزل بغداد في قطيعة العباس بن محمد، وأقام بها أربعين سنة، وبها مات. وكان لغويّا شاعرا فصيحا، من بنى عامر بن كلاب. وصنّف كتبا جليلة، كثيرة الفوائد، مستوفاة في فنها، واسترق [3] العلماء بعده منها، فمن ذلك: كتاب «النّوادر [4]» وهو أتمّ كتاب عمل في هذا النوع، وأكثرها فائدة. كتاب «الفرق». كتاب «خلق الانسان». كتاب «الإبل».

_ [1] المرج، بالفتح ثم السكون: الأرض الواسعة، فيها نبت كثير تمرج فيه الدواب. وعكا: اسم بلد على ساحل بحر الشام من عمل الأردن. ذكرها ياقوت باسم «عكة». قال: هى أحسن بلاد الساحل في أيامنا هذه وأعمرها. [2] ذكره ياقوت في ترجمته لأبى الرجاء هذا، وقال: «وأنشدنى الأخ أبو القاسم أحمد ابن هبة الله بن سعد الحيرانى النحوى الحلبى.». [3] كذا في ب، وفي الأصل «واشترى». [4] وهو ضمن الكتب التى تعقبها على بن حمزة البصرى في كتابه، «التنبيهات على أغاليط الرواة».

912 - أبو سفيان بن العلاء، أخوأبى عمرو بن العلاء

912 - أبو سفيان بن العلاء، أخوأبى عمرو بن العلاء «1» اسمه كنيته لا غير. كان من النّحويين وأصحاب الغريب، قائما بعلم النّسب، وكان أبو عمرو أكبر منه سنّا. قال يحيى بن معين: روى شعبة عن أبى سفيان بن العلاء، ووثّقه يحيى. توفّى سنة خمس وستين ومائة. 913 - أبو سوّار الغنوىّ «2» أعرابىّ فصيح، أخذ عنه أبو عبيدة فمن دونه، وله مجلس مع محمد بن حبيب وأبى عثمان المازنىّ، قال أبو عثمان: قرأت على أبى وأنا غلام: (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) * [1]، فقال أبو سوّار- وكان فصيحا: (يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) * [1]، فقال أبى: «من خلله» قراءة! فقال أبو سوّار: أما سمعت قول الشاعر: ثنين بغمرة يخرجن منها [2] ... خروج الودق من خلل السّحاب قال أبو عثمان: خلل وخلال واحد، وهما مصدران. 914 - أبو السخاء الحائك الحلبىّ النّحوىّ «3» من عوامّ حلب، قرأ شيئا من النّحو على مشايخ بلده، وفهم أوائله، وعدم فى زمنه من يعرف هذا الشأن، بسبب قرب خراب حلب بنزول الفرنج عليها

_ [1] سورة النور 43، والروم 48، وهى قراءة، وانظر أتحاف فضلاء البشر 320. [2] مجالس العلماء: «بنين»، والفهرست: «يشير بغمرة يخرجن منها».

915 - أبو سعيد بن حرب بن غورك النحوى الإفريقى القروى

فى شهور سنة ثمان عشرة خمسمائة، وأقامت بعده برهة لا عالم بها، فأخذ عنه النّاس النحو بمقدار ما علمه. ورأيت من تلامذته الشيخ موفّو الدين يعيش بن علىّ بن يعيش الحلبىّ. ومات في حدود سنة ستين وخمسمائة بحلب. 915 - أبو سعيد بن حرب بن غورك النّحوى الإفريقى القروىّ «1» شيخ فاضل متصدّر لإفادة العلم بذلك القطر، وكان يقال: إنّ ابن غورك أعلم من المهرىّ بالقرآن وحدود النّحو، وكان المهرىّ أوسع منه راوية، وأعلم باللّغة والشعر. وكان كثير الوقار، قليل الكلام، وكان ينسب من أجل ذلك إلى الكبر، وكان لا يبتسم في مجلسه فضلا عن أن يضحك. قال إسحاق بن خنيس: بينما نحن مع ابن غورك في مجلسه إذ أقبل رجل زعم أنه أقبل من المشرق، فقال له: حركات الأعراب كم هى؟ فقال: ابن غورك ثلاث: الرفع والخفض والنصب، قال: بقى عليك، بل هى أربع، فقال له: وما الرابعة؟ قال: الخضخضة، فقال له ابن غورك: ارفع «زيدا». فقال: «زيد». قال: انصب «زيدا» قال: «زيدا». قال: اخفض «زيدا». قال: «زيد». قال: خضخض «زيدا». قال: «ززيد» فضحك وضحكنا، ثم ضحكنا كثيرا، فلم ينهنا عن ذلك. وله أشعار فصيحة كثيرة.

916 - أبو الشمخ

916 - أبو الشمخ «1» أعرابىّ بدوىّ فصيح. نزل الحيرة، وأخذ عنه النّاس اللغة، قال محمد ابن يوسف بن أبى سعيد السّيرافىّ: إنه رأى له مصنّفات في اللغة بخط صعودا [1]، وهو كتاب «الإبل». 917 - ابو شبل العقيلىّ «2» أعرابى فصيح، واسمه الخليج، وله شعر جيد، وفد على الرشيد، واتصل بالبرامكة، وصنف كتبا في الغريب، منها: كتاب «النوادر». قال محمد بن إسحاق النديم: رأيته بخط عتيق، بإصلاح أبى عمر الزاهد، نحو ثلاثمائة ورقة. 918 - أبو طالب المكفوف النحوىّ الكوفىّ «3» صاحب الكسائىّ، أخذ عنه جزءا متوفّرّا من النّحو، وبرع فى فنّه، وصنّف كتابا في حدود الحروف العوامل والأفعال. واختلاف معانيها.

_ [1] هو محمد بن هبيرة، ويعرف بصعودا، تقدمت ترجمته للمؤلف في الجزء الثانى ص 303.

919 - أبو عمرو بن العلاء المقرى النحوى

919 - أبو عمرو بن العلاء المقرى النحوىّ «1» إمام أهل البصرة فى القراءة والنّحو، قدوة في العلم باللّغة. أخذ عن جماعة من التابعين. وهو في النّحو في الطبقة الرابعة بعد علىّ بن أبى طالب كرم الله وجهه. واختلف في اسمه ونسبه؛ فأمّا اسمه فقيل: اسمه زيّان [1]. وقيل: العريان. وقيل: أبو عمرو، ولا اسم له غيره. وكذلك أبو سفيان بن العلاء، اسمه كنيته، لا اسم له غيره. وكان أبو سفيان بن العلاء أخوه ناسبا [2]، وكان لهما أخ اسمه معاذ، روى ذكره ابن معين [3]. فأمّا نسبه في الروايات؛ فأبو [4] عمرو بن العلاء بن عمار بن عبد الله بن الحصين ابن الحارث بن جلهم بن خزاعىّ بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم- ويقال: ابن جلهم- بن حجر بن خزاعىّ. وقال المبّرد: هو من بنى مازن بن مالك بن عمرو بن تميم.

_ [1] كذا في الأصل بالزاى، وفي ب: «ربان»، وهى أيضا رواية، ذكرها أبو الطيب اللغوى فى مراتب النحوين 14. [2] منسوبا إلى النسبة، أى يعرف الأنساب. [3] هو يحيى بن معين بن معن، من أئمة الحديث ومؤرخى رجاله. وله كتاب التاريخ والعلل فى الرجال وكتاب معرفة الرجال، عاش في بغداد، وتوفى بالمدينة حاجا سنة 233. خلاصة الخزرجى. [4] فى الأصلين: «أبو».

وقال محمد بن سلّام: مرّ أبو عمرو بن العلاء بمجلس قوم، فقال رجل من القوم: ليت شعرى، فمن هذا؟ أعربىّ اليوم أم مولى؟ وهو على بغلة له، فقال: النسب فى مازن: والولاء في العنبر، وقال: عدس [1] للبغلة، ومضى. وقال يحيى بن معين: معاذ بن العلاء، أخو عمرو، ولهم أخ آخر يقال له أبو سفيان بن العلاء، ثقة، وهم من خزاعىّ بن تميم، وقدما إلى الكوفة، وأخذ النّاس عنهما، وكان لهما بنون. وتوفّى أبو عمرو سنة أربع وخمسين. هذا كلّه قول يحيى بن معين. وسأل رجل أبا عمرو بن العلاء حاجة فوعده بها، ثمّ إنّ الحاجة تعذّرت على أبى عمرو، فلقيه الرجل بعد ذلك، فقال له: يا أبا عمرو، وعدتنى وعدا فلم تنجزه، فقال له أبو عمرو: فمن أولى بالغمّ؟ أنا أو أنت؟ قال الرجل: أنا، قال أبو عمرو: لا، بل أنا والله، قال: وكيف ذلك أصلحك الله! قال: لأنّى وعدتك وعدا، فأنت بفرح الوعد، وأنا بهمّ الإنجاز، وبتّ ليلتك فرحا مسرورا، وبتّ ليلتى مفتكرا مهموما، ثم عاق القدر عن بلوغ الإرادة، فلقيتنى مدلّا، ولقيتك محتشما. وقال العريان بن أبى سفيان بن العلاء: كنت عند عمّى أبى عمرو، فأتاه أكّار له، فأخبره عن أرض بما كره، فقال: قرعت مروتى الحوادث حتّى ... ما أبالى أكثرت أم أقلّت ولأبى العلاء أولاد، منهم ولد يقال له بشر: قال بشر: لما حضرت والدى الوفاة جزعت، فقال: يا بنىّ لا تجزع، فإنّك لم تمت أباك، إنما أفنيته. قال الأصمعىّ: قال أبو عمرو بن العلاء: لقد علمت من النّحو ما لم يعلمه الأعمش [2]، وما لو كتب لما استطاع أن يحمله.

_ [1] عدس، اسم فعل يقال في زجر البغل أو الحمار. [2] كذا في الأصل. وفي ب: «الا، الأعمش» 9، والأعمش هو سليمان بن محمدان الأسدى. كان عالما بالقرآن والحديث والفرائض. توفى سنة 148. ابن خلكان 1: 213.

وقال الأصمعىّ: سألت أبا عمرو بن العلاء عن ألف مسألة فأجابنى فيها بألف حجّة. وكان أبو عمرو رأسا في حياة الحسن بن أبى الحسن البصرىّ [1]، مقدّما في عصره. وقال أبو عبيدة: كان أبو عمرو أعلم النّاس بالعرب والعربيّة وبالقرآن والشّعر، وكانت داره خلف دار جعفر بن سليمان، وكانت كتبه التى كتب عن العرب الفصحاء قد ملأت بيتا له إلى قريب من السّقف، ثمّ إنه تغيّر فأحرقها كلّها، فلمّا رجع إلى علمه الأوّل لم يكن عنده إلا ما حفظه بعلمه، وكانت عامة أخباره عن أعراب قد أدركوا الجاهليّة. وقال الأصمعىّ: جلست إلى أبى عمرو عشر حجج، فلم أسمعه يحتجّ ببيت إسلامىّ. قال: وفي أبى عمرو بن العلاء يقول الفرزدق: ما زلت أغلق أبوابا وأفتحها ... حتى أتيت أبا عمرو بن عمّار [2]. وذكر أبو عبيد القاسم بن سلّام، قال: دخل أبو عمرو بن العلاء على سليمان ابن علىّ، فسأله عن شىء فصدقه فلم يعجبه ما قال، فوجد أبو عمرو في نفسه وخرج، وهو يقول: أنفت من الذّلّ عند الملوك ... وإن أكرمونى وإن قرّبوا [3].

_ [1] هو الحسن بن يسار البصرى أبو سعيد. إمام أهل البصرة وحبر الأمة في زمانه. ولد في المدينة وشب في كنف على بن أبى طالب، واستكتبه الربيع بن زياد وإلى خراسان في عهد معاوية، ثم سكن البصرة. وأخباره كثيرة مشهورة. توفى سنة 110. تهذيب التهذيب. [2] ديوانه 1: 382. وورد أيضا في نور القبس 25، وأورد بعده بيتا ثانيا، وهو: حتى أتيت فتى ضخما دسيعته ... مرّ المريرة حرا، وابن أحرار. [3] نور القبس 30

إذا ما صدقتهم خقتهم ... ويرضون منّى بأن يكذبوا قال الأصمعىّ: كان أبو عمر بن العلاء يغلّ من دار له فى كلّ يوم فلسين، وكان يشترى بفلس في كل يوم كوزا يشرب فيه يومه، فإذا أمسى تصدّق به، ويشترى بفلس ريحانا فيشمّه يومه، فإذا أمسى أمر الجارية أن تجفّفه ويدقّ فى الأسنان. قال الأصمعىّ: جلست إلى أبى عمرو بن العلاء، ولى تسع عشر سنة، وتوفّى أبو عمرو ولى سبع وعشرون سنة، ما سمعت أحدا يسأله عن شىء عىّ بجوابه، ولا سألته أنا عن شىء إلّا وجدت عنده منه علما. وذكر [ابن أخى] الأصمعىّ عن عمّه، قال: كنت إذا سمعت أبا عمرو ابن العلاء يتكلّم ظننت أنه لا يحسن شيئا ولا يلحن، يتكلّم كلاما سهلا. وقال أبو عمرو بن العلاء: نظرت في هذا العلم قبل أن أختن، وهو يومئذ ابن أربع وثمانين. وقيل له: حتى متى يحسن بالمرء أن يتعلّم؟ قال: ما دامت الحياة تحسن به. وأخافه الحجّاج [1] بن يوسف- وكان يستتر منه- قال: فحرجت يوما أريد التنقّل من الموضع الّذى كنت فيه إلى غيره، فسمعت منشدا ينشد: ربّما تكره النّفوس من الأمر له فرجة كحلّ العقال [2].

_ [1] الحجاج بن يوسف الثقفى. ولد ونشأ بالطائف، وانتقل إلى الشام، فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك بن مروان، فكان في عديد شرطته، ثم ما يزال يظهر حتى قلده عبد الملك بن مروان عسكره، وأمره بقتال عبد الله بن الزبير، فهزمه ثم قتله، فولاه عبد الملك مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليه العراق. وأخباره في الأدب والحرب مشهورة: ابن خلكان 1: 123. [2] اللسان- فرج، ونسبة إلى أمية بن أبى الصلت، وذكر قبله: لا تضيق بالأمور فقد تك ... شف غماؤها بعد احتيال

وسمعت عجوزا تقول: مات الحجّاج. قال: فما أدرى بأيّهما كنت أسرّ؟ بقول المنشد: «فرجة» بالفتح، أو بقول العجوز: «مات الحجاج»! وسمعت في هذا الخبر زيادة أن أبا عمرو سأل المنشد، وقال له: «فرجة» بالضمّ؟ فقال له: «الفرجة» بالفتح بين الأمرين، وبالضمّ بين الجبلين. وسئل أبو عمرو عن اشتقاق الخيل، فلم يعرفه، فمرّ أعرابىّ محرم، فأراد السائل سؤال الأعرابىّ، فقال له أبو عمرو: دعنى، فأنا ألطف بسؤاله وأعرف، فسأله، فقال الأعرابىّ: اشتقاق الاسم من فعل المسمّى، فلم يعرف القوم ما أراد الأعرابىّ، فسألوا أبا عمرو عن ذلك، فقال: ذهب إلى «الخيلاء» الّتى فى الخيل والعجب، ألا ترى أنها تمشى العرضنة [1] خيلاء وتكبّرا! وسمع أبو عمرو منشدا ينشد: ومن يغو لا يعدم على الغىّ لائما [2] فقال له: أقّومك أم أتركك تتسكّع في طمّتك! فقال: قوّمنى؛ قال: قل: «ومن يغو» بكسر الواو، ألا ترى قول الله عز وجل: (فَغَوى) [3]. [عنى] بقوله: «تتسكّع» أى تتلوّث. والطّمه. الخرأة. وخرج أبو عمرو بن العلاء عن البصرة طالبا للشام، ليجتدى عبد الوهاب ابن إبراهيم [4]، فمات في طريق الشّام سنة أربع وخمسين ومائة، وله عقب بالبصرة.

_ [1] يمشى العرضنة والعرضنى، أى في مشيته بغى من نشاطه. القاموس. [2] صدره: ومن يلق خيرا يحمد الناس أمره والبيت للمرقش الأصغر، وهو في اللسان (غوى) والمفضليات 1: 247. [3] سورة طه 20. [4] هو عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام بن محمد العباسى. أمير من الشجعان القادة. سيره عمه المنصور سنة 140 في سبعين ألفا إلى ملطية، قد خلها بعد أن خربتها الفرنجة، وغزا الصائفة سنتى 151، 152. وتوفى ببغداد سنة 157، تاريخ ابن الأثير في حوادث السنتين المذكورتين.

هذا قول القتيبىّ، وهو غير صحيح، والصّحيح ما ذكره أبو عبيدة، قال: خرج أبو عمر بن العلاء إلى دمشق إلى عبد الوهاب بن إبراهيم يجتديه، ثم رجع فمات بالكوفة، فصلّى عليه محمّد بن سليمان، وهو أمير الكوفة يومئذ، وكان يغشى عليه ويفيق، فإذا ابنه بشر يبكى، فيقول: ما يبكيك وقد أتت علىّ أربع وثمانون سنة! وقيل: توفّى سنة تسع وخمسين ومائة. وقبر أبى عمرو بالكوفة مكتوب عليه: «هذا قبر أبى عمرو بن العلاء مولى بنى حنيفة». ولولا أنّنى وقفت عند قول أبى عمرو بن العلاء: «الحقّ نتف، ويكره الإكثار فى كلّ باب، وأحسن الأشياء أن يقصد إيجاز الكلام»؛ لأطلت في أخباره، وأكثرت من إيراد آثاره، رحمه الله ورضى عنه وأرضاه! وجاء عيسى [1] بن عمر الثّقفىّ إلى أبى عمرو بن العلاء، فقال له: يا أبا عمرو، ما شىء بلغنى أنّك تجيزه؟ قال: وما هو؟ قال: بلغنى أنّك تجيز: «ليس الطيب إلّا المسك» بالرفع، فقال أبو عمرو: نمت يا أبا عمر، وأدلج الناس [2]! ليس فى الأرض حجازىّ إلا وهو ينصب، ولا في الأرض تميمىّ إلّا [3] وهو يرفع. قال

_ [1] الخبر بروايته عن أبى محمد اليزيدى في طبقات الزبيدىّ 38، ومجالس العلماء 1 - 4، وأمالى القالى 3: 39، والأشباه والنظائر للسيوطىّ 3: 23، 165. وانظر المعرب للجوالبقى 9، 210. [2] الإدلاج: السير آخر الليل. [3] الزبيدىّ: «وليس في الأرض تميمىّ».

اليزيدى [1]: [ثم قال لى أبو عمرو [2]]: تعالى يا يحيى، وتعال يا خلف- يعنى الأحمر- اذهبا إلى أبى المهدىّ [3] فلقنّاه الرفع، فإنه لا يرفع- وكان حجازيا باهليّا- واذهبا إلى المنتجع التميمىّ فلقناه النصب، فإنه لا ينصب. قال اليزيدىّ: فذهبت أنا وخلف، فأتينا أبا المهدىّ، فإذا هو يصلّى، وكان به عارض، وإذا هو يقول في الصلاة: اخسأنانّ عنّى! ثم قضى صلاته، وانفتل إلينا، وقال: ما شأنكما؟ فقلنا: جئتا نسألك عن شىء من كلام العرب، فقال: قولا، فقال خلف: كيف تقول: «ليس الطّيب إلا المسك»، فقال: أتأمرانى بالكذب على كبر السّنّ! فأين الجادىّ [4] وأين كذا؟ وأين كذا؟ فقال له خلف: ليس الشّراب إلا العسل، قال: فما تصنع سودان هجر؟ ما تعرف شرابا إلا التمر [5]، قال اليزيدىّ: فلما رأيت ذلك منه قلت: ليس ملاك الأمر إلا طاعة الله والعمل بها، [فرفعت [6]]. فقال: هذا كلام لا دخل [7] فيه، ثم قال: «ليس ملاك الأمر إلا طاعة الله، والعمل بها»، فنصب. قال [8] اليزيدىّ: فقلتها بالرفع [8]، فقال: ليس هذا من لحنى ولا من لحن قومى، فكتبنا منه ما سمعنا، فقال: ألا أنشدكما أبياتا قلتها حين سمعت تراطن هذه الأعاجم حولى؟ قلنا: بلى، فأنشدنا: يقولون لى شنبذ ولست مشنبذا ... طوال اللّيالى، أو يزول ثبير [9].

_ [1] هو يحيى أبو محمد اليزيدى راوى الخبر. [2] من طبقات الزبيدىّ. [3] ترجم له القفطى فيما يلى، برقم 956 باسم أبى مهدية ص 176. [4] الجارى: الزعفران. [5] الزبيدىّ: «ما بعمان شراب إلا هذا التمر». [6] من الزبيدىّ. [7] الدخل: العيب والريبة. (8 - 8) الزبيدىّ: «قال أبو محمد: فقلت له: ليس ملاك الأمر طاعة الله والعمل به. فرفعت. [9] وردت هذه الأبيات في المعرب ص 9. قال الجواليقى: «شنيذ، يريدون: «شون بوذى». زوذ: عجل. وبستان: خذ، بالفارسية».

ولا قائلا «زوذا» لأعجل صاحبى ... و «بستان» فى صدرى علىّ كبير ولا تاركا لحنى لأحسن لحنكم ... ولو دار صرف الدّهر حيث يدور قال اليزيدىّ: فكتبنا هذه الأبيات، وأتينا المنتجع، فأتينا رجلا يعقل، فقال له خلف: كيف تقول: «ليس الطيّب إلا المسك»؟ فقالها ورفع، فلقّنّاه النّصب، وجهدنا به في ذلك، فلم ينصب، وأبى إلّا الرّفع، قال: فأتينا أبا عمرو، فأعلمناه وعنده عيسى بن عمر لم يبرح، قال: فأخرج عيسى خاتمه من يده فقال: لك الخاتم، بهذا والله فقت الناس. وسأل أبو عمرو بن العلاء أبا حنيفة النّعمان بن ثابت، عن رجل ضرب رأس آخر بصخرة عظيمة، لا ينجو منها من ضرب بها، فقال: لا قود عليه، ولو ضرب رأسه ب «أبا قبيس» فقال له أبو عمرو: هذا كلام بشع، فقال أبو حنيفة: وما بشع؟ فقال أبو عمرو: ولا تعرف البشع أيضا! قلت: وهذا ليس يقدح في الإمام أبى حنيفة رضى الله عنه، فإن الفرقة النازلة بالكوفة من العرب كانوا لا يظهرون الإعراب فى تثنية مثل هذا، ومنه قول الشاعر: إنّ أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها [1]. وأما قوله: «بشع» فليست باللّغة المستعملة الشائعة في ذلك الوقت، ولا ممّا سار على ألسن أهل المدر نقلا عن أهل الوبر، وإن نقلها أبو عمرو بن العلاء

_ [1] البيت من شراهد ابن عقيل شارح الألفية، ونسبه العينى والمرتضى الزبيدىّ في شرح القاموس إلى أبى النجم العجلى، ونسبه الجوهرى إلى رؤبة بن العجاج.

عن أعراب المربد، فما نقلها أبو حنيفة عن قاطنى الكوفة، وإذا أردت أن تعرف قلّتها وشذوذها، فتتبّعها في منظوم الشعراء من أهل البادية ومنثور البلغاء منهم، فلا نجدها سارية سائرة، بل هى في كلامهم كالحوشىّ الوحشىّ، ثم إذا تطعّمتها بآلة ذوق الألفاظ، وجدتها غير جليّة الجرس، وإذا وزنتها بميزان الألفاظ ألفيتها غير خفيفة على النّفس. وجاء عمرو بن بن عبيد المتكلم المعتزلىّ [1] إلى أبى عمرو، فقال: يا أبا عمرو، أخلف الله وعده؟ قال: لا، قال: أفرأيت من وعده الله على عمله عقابا يخلف وعده فيه؟ فقال أبو عمرو: أمن العجمة أتيت أبا عثمان [2]! إنّ الوعد غير الوعيد، إن العرب لا تعد عارا ولا خلفا، والله عز وجل، إذا وعد وفّى، وإذا أوعد ثم لم يفعل كان ذلك كرما وتفضّلا، وإنما الخلف أن تعد خيرا ثم لا تفعله، قال: وأجد هذا في كلام العرب؟ قال: نعم، أما سمعت قول الأوّل: ولا يرهب ابن العمّ ما عشت صولتى ... ولا أختفى من صولة المتهدّد [3]. وإنى وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادى ومنجز موعدى وتكلم في هذه الآية: (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ) [4] قال: فكيف خرج القول من الفريقين بلفظ واحد، وهو وعد؟ فقال: لأن العرب تقول: «وعدته خيرا ووعدته شرا» فلو أسقطوا الخير والشر، قيل في الخير: وعدت، وفي الشّر: أوعدت.

_ [1] هو عمرو بن عبيد بن باب. شيخ المعتزلة، وأحد الزهاد المشهورين. توفى سنة 144. ابن خلكان 1: 384. [2] أبو عثمان، كنية عمرو بن عبيد. [3] لعامر بن الطفيل. اللسان (وعد). [4] سورة الأعراف 44

920 - أبو عبد الله بن الجلاب الواسطى النحوى المقرئ الضرير

920 - أبو عبد الله بن الجلّاب الواسطى النحوىّ المقرئ الضرير «1» شيخ نحوىّ من أهل القرآن والسّتر والفضل، ذكره ابن التّنوخىّ [1]، وقال بعد وصفه بالجميل: كان ابن محمان النّقيب قد عارض هذا الشيخ في عقار له، واحتجّ عليه بأنه لبعض أصحاب بختيار [2]، وأنّه باعه [3] منه حيلة على السلطان، وأدخل يده في العقار، وذلك في أيّام عضد الدّولة فنّاخسرو [4]. قال: فأتانى الرجل لأسأل ابن محمان في أمره، فركبت إلى ابن محمان، وسألته أن يقنع منه باليسير، فأجابنى وانصرفت، فقال له بعض الكتاب بعد انصرافى: هذه حيلة عليك، وأنت تعرف منزلة التّنوخىّ عند عضد الدولة، وإنّما بعثه إليك ليعلم فعلك في الأموال، والواجب أن تسبقه إلى الملك، وتعرّفه القصّة، فتركه ومضى إلى الملك، وتحدّث معه في ذلك وبالغ، فجاءنى رسول الملك يستدعينى، فلمّا دخلت إليه وجدت ابن محمان قائما، فقال لى الملك: خاطبت اليوم هذا في كذا وكدا؟ وذكر القصّة، فقلت: نعم، فقال: وما حملك

_ [1] هو المحسن بن على بن محمد بن أبى الفهم، القاضي التنوخى صاحب كتاب تشوار المحاضرة وكتاب الفرج بعد الشدّه. كان من العلماء الأدباء، وكان معاصرا لعضد الدولة. توفى سنة 384. ابن خلكان 1: 444. [2] هو بختيار أبو منصور، عز الدولة بن معز الدولة، أحمد بن بويه، أحد سلاطين العراق من بنى بويه. تسلطن بعد أبيه سنة 356، ونشأت معارك بينه وبين ابن عمه عضد الدولة، انتهت بمقتله سنة 367. الأعلام للزركلى 2: 11. [3] البيع هنا: الشراء؛ وهو من الأضداد. [4] هو فنا خسرو الملقب بعضد الدولة، أحد المتغلبين على الملك من آل بويه في عهد الدولة العباسية. تولى ملك فارس، ثم ملك الموصل وبلاد الجزيزة، وهو أول من خطب له بالمنابر بعد الخليفة. توفى سنة 372. ابن خلكان 1: 416.

921 - أبو عبد الله بن عاصم النحوى الأندلسى

على هذا؟ فقلت: هذا رجل له صيت في البلد [فى] القرآن والنّحو والسّير، وهو ضرير وفقير، ولا ملك له ببغداد إلا هذا العقار، ولما سألنى ذلك أعلمت أبا علىّ بن محمان كيت وكيت، وهو يجيب العوّامّ إلى ترك أضعاف هذا. فقلق ابن محمان من قولى، وقال: ما تركت لأحد شيئا قطّ، فقلت: هذا تسوّق ينكشف الساعة بأن تحضر أبا بكر [1] بن حمدون التاجر الرازى، وفلانا، وفلانا، الّذين هم يتوسطوّن بأمور الصالحين، ويسألون عمّا ينظر بوسائطهم لنعلم ذلك، وأحسن حالتى معك أن تكون لى أسوة أمام هؤلاء في الوساطة، وإنما أنت تتسوّق بهذا، وتريد أن تعرّف الملك أنّك من الاجتراء على ما هذه صورته؛ فالتفت إليه الملك واستخفّ به بالفارسية، وكلّمنى بالعربية كلاما فيه إنكار لمعارضة الثواب في وجوه الانتفاع، فجمع بين المصلحتين فى إساءته، قال: والواجب ألّا يسأل في مثل هذا غيرى، لأفعل أنا فيه ما أراه من المصلحة، فقلت: السمع والطاعة، وانصرفت، وقد صارت بينى وبين ابن محمان وحشة، لم أزل أعرفها فيه إلى أن قتل في أيام بهاء الدولة [2] بن عضد الدولة. 921 - أبو عبد الله بن عاصم النحوى الأندلسىّ «1» نحوىّ مشهور مذكور في ناحيته، وذكره أبو محمد علىّ بن أحمد [3]، وقال: إنّه كان لا يقصّر عن أكابر أصحاب محمد بن يزيد المبرّد.

_ [1] فى الأصل: «أبو»، وما أثبته من ب. [2] هو السلطان بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه حسن بن بويه بن فنا خسرو الديلمى. قالوا: إنه كان ظالما غشوما سفا كاللدماء، حتى إن خواصه كانوا يهربون من قربه. مات في أرجان سنة 403. النجوم الزاهرة 5: 233. [3] هو أبو محمد على بن أحمد بن حزم الأندلسى. تقدمت ترجمته في حواشى الجزء الأول ص 307.

922 - أبو عبد الله الفهرى اللغوى

922 - أبو عبد الله الفهرىّ اللغوى «1» غلام أبى علىّ القالى، من أهل الأندلس، لازم أبا علىّ القالى حتى نسب إليه لطول الملازمة. وقال أبو عبد الله الفهرىّ اللّغوىّ: دعانى يوما رجل من إخوانى إلى حضور عرس [1] له في أيّام الشبيبة والطّلب، فحضرت مع جماعة من أهلى، وحضر جماعة من المهلّبيّن، وفيهم ابن [2] مقيم الزّامر، وكان طيّب المجلس، صاحب نوادار، فانحرف إلينا، وقال: مسألة في الأدب أسألها؟ فقلنا: قل، فقال: بماذا تسمّى الدويبّة السوداء التى تكون في الباقلاء عند أهل اللغة؟ قال ابن الفهرىّ: فراجعنا اسمها فلم نعرفه، ولا مرّ بنا، فقلنا له: ما نعرف، أفدنا، فقال: نعم، هذه تسمّى البيقران، قال الفهرىّ: فتصوّرت في ذهنى وقلت: «فيعلان» من بقر يبقر، يوشك أن يكون هذا، فعددتها فائدة. وبينما نحن بعد مدّة عند أبى علىّ القالى، إذ سألنا هذه المسألة بعينها، قال الفهرىّ: فأسرعت الإجابة ثقة بما جرى، فقلت: تسمى البيقران، فقال: من أين تقول هذا؟ فأخبرته بما جرى، فقال: إنا لله! رجعت تأخذ اللّغة عن أهل الزّمر! لقد ساءنى مكانك، وجعل يؤنّبنى، ثم قال: هى الدّقنس والدّنقس، قال الفهرىّ يطيّب [3] الحكاية: فتركت روايتى عن ابن مقيم الزامر، لروايتى عن أبى على القالى.

_ [1] العرس: طعام الوليمة. [2] بغية الوعاة: «ابن مقسم الرامى»، وأثبت ما في الأصول وجذوة المقتبس. [3] كذا في الأصول والجذوة، ولعلها: «مطيب».

923 - أبو عبد الله حسين بن محمد التميمى العنبرى الدارونى القيروانى المغربى النحوى الإفريقى المعروف بابن أخت العاهة

923 - أبو عبد الله حسين بن محمد التميمىّ العنبرىّ الدّارونىّ القيروانىّ المغربىّ النحوى الإفريقىّ المعروف بابن أخت العاهة «1» والدّارون: موضع بعمل القيروان. وكان إماما في اللّغة والعلم بالشعر، وقرئ عليه، وسمع منه في حياة أبى محمد المكفوف النحوىّ، وكان مشغوفا بديوان ذى الرّمة، وكان أعلم الناس به وبغيره من دواوين الشعراء، إلى معرفته بأخبار العرب وأنسابها وأيامها ووقائعها، وكان يتفقّه بالكوفيّين. وكان معجبا بعلمه، ونسبه، شديد الافتخار به، يتجاوز فيه الحدّ، ولا يحضر مجلسا إلا افتخر فيه بتميم، ويسرف في ذلك حتى يملّ، وينسب فيه إلى السّخف، قال بعض جلسائه [1]: كنت يوما جالسا معه في المسجد الّذى يجلس فيه، وقوم يقرءون عليه، إلى أن دخل رجل فسلّم، وسأله عن حاله، فذكر أنه قدم من الشّرق، فقال: أين بلغت؟ قال: البصرة، قال: كيف تميم هناك؟ قال: قوم حالهم مثل حال غيرهم، ومنهم قوم في البادية، ومن كان بالبصرة، فواحد تاجر، وآخر صانع [2]. وبيّاع وعمّال إلى غير ذلك، فساءه ذلك وغمّه، وقال: إنا لله! صارت بنو تميم إلى هذه الحال! ووجم، وأمر الذين يقرءون عليه أن ينصرفوا، ولم يسمعهم فى ذلك اليوم شيئا من الغمّ بما أخبره. وكان له بنات فخطب إليه جماعة ممّن يتّجر ويحترف، فامتنع من تزويجهم، وكان يمضى إلى البادية فإذا وجد رجلا غريبا لا حرفة له زوّجه على ألّا يعمل بيده

_ [1] فى الزبيدىّ: «أخبر بعض من كان يجالسه». [2] الزبيدىّ: «صنع».

شيئا، ولا يحرث ولا يحصد، ويضمن له القيام بمعيشته، حتى زوّجهنّ كلّهنّ على ذلك، فكثر عياله، وساء حاله لقيامه ببناته وأزواجهنّ، ولم يزل على هذه الحال إلى أن مات. قال بعض الرواة [1]: أتانى يوما فسألته عن حاله، فجعل يحدّثنى وكأنّه مشغول القلب، فقلت له: ما بالك؟ فقال: ابنى تميم جاء معى، فقلت: يدخل- وأمرت الغلام بإدخاله فلم يجده- فتبسّم وقال: أنفس بنى تميم! لمّا دخلت وتركته غضب. وكان الدارونىّ شاعرا مجوّدا كثير الشّعر جيّد الطّبع، مقتدرا على المعانى. وأملق أبو عبد الله الدارونىّ [2] يوما، فكتب إلى أبى جعفر المروزىّ، وكان يخدم الشّيعة: كتمت إعسارى وأخفيته ... خوفا بأن أشكو إلى معسر وأن يقول النّاس إنّى فتى ... لم أصن العرض ولم أصبر فإن تكن في حاجة شاكيا ... فاشك إلى مثل أبى جعفر فهو لما أمّلته أهله ... وما أراه اليوم بالموسر فأجابه وقال: أفضل ما يذكره ذاكر ... إغاثة المحتاج والمقتر لا سيما شكوى حسين لما ... مضّ به قلب أبى جعفر فلو حباه كلّ ما يحتوى ... لم يك في ذلك بالمكثر لكنّه صادف أحواله ... منظرها يشهد بالمخبر فوجّه التّافه من قوته ... نزرا، ولو أكثر لم يكثر

_ [1] فى طبقات الزبيدىّ: «قال أبو علىّ». [2] الزبيدىّ: «وحدثنى أبو إسحاق القرشى المعروف بالقدرى، وكان كثير الملازمة للدارونى».

924 - أبو عبد الله بن رطويه النحوى

ودخل الدّارونىّ يوما على خليل، وكان يومئذ يجهز بعثا لبعض ملوك الشّيعة، فدخل عليه وهو يكتب أسماءهم، فسأله الدارونىّ إسقاط ثلاثة نفر من أوليائه، فتأبّى عليه خليل، واعتذر له، واحتجّ في المنع، فوجم الدّارونىّ، فلمّا رأى ذلك قال: حجّتى يا تميمىّ صحيحة، فأجابه الدارونىّ، وقال: اقض حاجاتى ودعنى ... من قوافيك المليحه انّما يحمد حسن الفع ... ل لا حسن القريحه فأجابه خليل فقال: من تعاطاك فقد ع ... رض بالنّفس الفضيحه أنت أولى رجل جا ... دت له النّفس الشّحيحه فقضى حاجته، وكان هذا منهما في مجلس على البديهة. وتوفّى سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. 924 - أبو عبد الله بن رطويه النحوىّ «1» هذا نحوىّ لم أعلم له خبرا، إلا أن ابن نصر الكاتب ذكره في كتابه المسمّى ب «المفاوضة»، فقال ما مثاله: كان قد شجربين أبى عبد الله بن رطويه النحوىّ وبين أبى الفتح أحمد بن عيسى الملقب بحمدويه منازعة في شىء من القوافى، وهل يجوز تحريك حرف الدّخيل [1] بغير الحركة التى بدأبها؟ فزعم أبو عبد الله أن ذلك لا يجوز للشاعر، وادّعى ابن حمدويه جوازه، واحتجّ بقول البحترىّ في القصيدة اللّامية التى يقول فيها:

_ [1] الدخيل: حرف متحرك فاصل بين التأسيس والروىّ

ملوك يعدّون الرّماح مخاصرا ... إذا زعزعوها والدّروع غلائلا [1]. ثم قال فيها: وفي يوم منويل وقد لمس الهدى ... بأظفاره أو همّ أن يتناولا [2]. ويقول الخباز البلدى [3]: ذرا شجر للطير فيه تشاجر [4] وقال: قيان وأوراق الغصون ستائر فقال: أخطأ الشاعران جميعا، وتنابذا وتسابّا، فعمل فيه حمدويه في الحال: أنت نحوىّ ولكن ... بدّلت خاءك جيما فى حرمّ الأدب المح ... ض إذا كنت عليما وأنشده اياهما، ونهض منصرفا، فضحك الجماعة من ذلك؛ فشتمهم ابن رطوية ومضى. قال ابن نصر الكاتب: حدثنى أبو عبد الله بن رطويه النحوىّ، قال: كنت بالكوفة ملازما للشريف أبى علىّ عمر بن محمد بن عمر، فقدم علينا فتى من أهل الحجاز، أديب ظريف، وقصد الشريف أبا علىّ، وتردّد إليه ونادمه، وكان يقول شعرا مطبوعا، فخاطبته في بابه دفعات، وقلت له: هذا فتى غريب، وقد دخل دارك، وتحرّم بطعامك، فبرّه وتفقّده، فقال: ما مدحنى، فقلت: ليس الرجل منتدبا لهذا، وإنّما يقول الشعر تأدّبا لا تكسّبا، ولعلك إذا أحببت

_ [1] ديوانه 1606 (المعارف). [2] منويل من قوّاد الروم؛ وانظر شرح الديوان. [3] فى الأصلين: «العلوى»، وما أثبته من اليتيمة، واسمه محمد بن أحمد بن حمدان، منسوب إلى «بلد» من بلاد الجزيرة، قال في حقه صاحب اليتيمة: «ومن عجيب شأنه أنه كان أميا، وشعره كله ملح وطرف» وترجم له، وذكر بعض شعره في 2: 189 - 193. [4] ورد البيتان محرّفين في الأصلين، وأثبت الصواب من اليتيمة 2: 191.

925 - إمرأة نحوية تعرف بابنة الكنيزى

أن يفعل. فأعرض عنى. ونقل المجلس إلى الرجل، فحضرنى واستخبرنى عما جرى، فذكرته وحملت الحال له، قال: بلغنى ما جرى على وجهه، والله يحسن جزاءك، وأنشدنى: عثمان يعلم أنّ الحمد ذو ثمن ... لكنّه يشتهن حمدا بمجّان والنّاس أكيس من أن يحمدوا أحدا ... حتى يروا عنده آثار إحسان وانصرف من الكوفة، وكان آخر عهدى به. 925 - إمرأة نحوية تعرف بابنة الكنيزىّ «1» هذه امرأة نحويّة، وكانت في الجانب الشرقىّ ببغداد، وكانت نهاية في الفضل، ولها أخ غاية في الجهل، وكانت حسنة المعرفة بالنحو واللغة، ولها تصانيف صنّفتها تعرف بها. قال ابن نصر الكاتب: ومن طرائف ما شاهدته، أنّها وأخاها اختصما فى ميراث والدهما، فطال التّنازع بينهما، وحضرا يوما مجلس والدى، وزاد الكلام بينهما ونقص، واغتاظ من توسّع كلامهما، ففطنت لذلك، فقالت: أغاظ الشيخ أيده الله ما يراه منى ومن هذا الأخ أصلحه الله! فقال: كلّا، إن شاء الله، ولكن جرّدى الدعوى، فإنه أقرب للإيجاز [1]. فقالت: أيد الله الشيخ، لى في ذمّته اثنان وعشرون دينارا مطيعيّة سلاميّة، فقال له: ما الّذى تقول؟ فقال: أمالها [عندى [2]] اثنان. وسكت، ورام إن يقول مثل ما قالت فلم يقدر، فقال: بالله يا سيدى، كيف قالت، فقد والله صدّعتنا، فقال له: فضولك، قل كما تحسن. وضحك أهل المجلس، وصار طنزا [3]، واندفعت الخصومة ذلك اليوم.

_ [1] بغية الوعاة: «للإنجاز». [2] من بغية الوعاة ويأقوت. [3] الطنز: السخرية.

926 - أبو عبد الله النحوى الفزارى المغربى

926 - أبو عبد الله النحوىّ الفزارىّ المغربىّ «1» من إفريقيّة، وبها كان متصدّرا لإفادة هذا الفنّ: وكان مذكورا في وقته، وذلك في زمن بنى باديس [1]، وله شعر منه: جعلت مغيب عينك عن جفونى ... يغيب كل مخلوق سواكا أحين علمت أنّك نور عينى ... وأنى لا أرى حتى أراكا! 927 - أبو عدنان، وهو عبد الرحمن بن عبد الأعلى السلمىّ «2» ويقال: اسمه ورد بن حكيم، وكنيته أشهر من اسمه، كان عالما باللّغة، راوية لأبى البيداء الرّياحىّ، بصرىّ شاعر، وصنّف كتبا في اللغة، منها: كتاب «القوس». كتاب «غريب الحديث» وترجمته: «ما جاء في الحديث المأثور عن النبى صلى الله عليه وسلم، مفسّرا على ما نشر العلماء». وقال ابن غياض الشّامى الكفر طابىّ [2] النحوىّ، ونقلت من خطه من تذكرته [3]: أبو عدنان اللّغوىّ، له «غريب ما جاء من الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم». رأيت نسخة بالرّىّ على ظهرها: «ذكر أبو عدنان أنّ كنيته أبو محمد، وأن أبا عدنان لقب له، وهو أبو عدنان عبد الرحمن بن عبد الأعلى بن ميمون، مولى موسى ابن عبد الله بن حازم السّلمىّ وقد يقال: أبو عدنان السّلمىّ، فكأنه ينسب إلى مواليه».

_ [1] خوباديس من ملوك بنى زيرى وحماد بإفريقية، وانظر زانبور 1: 110، 111. [2] هو سلامة غياص بن أحمد أبو الخير، من أهل كفر طاب، وهى بلدة بين المعرة وحلب، ترجم له المؤلف في الجزء الثانى ص 67. [3] تذكرته في النحو، ذكرها صاحب كشف الطنون ص 293. ونقل عن ابن النجار أنها تقع فى عشر مجلدات.

928 - أبو العميثل

928 - أبو العميثل «1» أعرابىّ، واسمه عبد الله بن خالد [1]، مولى جعفر بن سليمان، وكان يؤدّب [ولد [2]] عبد الله بن طاهر بخراسان، وقيل: أصله من الرىّ، يفخّم [3] كلامه ويعربه، وكان يقول: إنّى مولى بنى هاشم، واسم جدّه سعد مولى العباس ابن عبد المطلب [4]. وكانت [5] له شوارب. وقبّل يد ابن طاهر يوما فجزع من شواربه، فقال أبو العميثل على الفور: شوك القنفذ لا يؤلم الأسد، وأعجبه قوله، وأمر له بجائزة سنيّة [5]. ولمّا ورد أبو تمّام على ابن طاهر بخراسان، وجده وقد أقام أبا العميثل لتصفّح قصائد الشّعراء قبل إنشادها، فمن استجاد شعره أذن له في الدّخول والإنشاد، فاستنشد أبا تمّام فأنشده، فقال له أبو العميثل: لم لا تقول ما يفهم؟ فقال له أبو تمام على الفور: لم لا تفهم ما يقال! فألقمه حجرا، وتحاماه وسأل عنه فعرف مكانه، واعتذر إليه وقدّمه للإنشاد على القوم.

_ [1] الفهرست: «خليد». [2] من الفهرست. [3] كذا في الفهرست، وفي الأصلين: «يعجم». [4] كذا في الفهرست، وهو الصواب، وفي الأصلين: «عبد الملك». (5 - 5) الفهرست: «وخدم طاهر بن الحسين، ثم ابنه عبد الله، فدخل عليه يوما فقبل يده، فقال له عبد الله مازحا: «خدشت يدى بخشونة شاربك، فقال له أبو العميثل مسرعا: إن شوك القنفذ لا يؤلم برثن الأسد. فأعجبه قوله، وأمر له بجائرة نفيسة».

929 - أبو عبيد أحمد بن محمد بن أبى عبيد العبدى الأديب الهروى

وحضر أبو العميثل باب عبد الله بن طاهر [1] يوما فحجب، فقال: سأترك هذا الباب مادام إذنه ... على ما أرى حتى يخفّ قليلا إذا لم أجد يوما إلى الإذن سلّما ... وجدت إلى ترك اللّقاء سبيلا فبلغ ذلك عبد الله بن طاهر فأنكره، وأمر بإيصاله على أىّ حال كان. وتوفّى أبو العميثل سنة أربعين ومائتين. وصنّف كتبا منها: كتاب «ما اتّفق لفظه واختلف معناه». كتاب «التّشابه». كتاب «الأبيات السائرة». كتاب «معانى الشعر [2]». 929 - أبو عبيد أحمد بن محمد بن أبى عبيد العبدىّ الأديب الهروىّ «1» صاحب أبى منصور الأزهرىّ، كان مؤدّبا بهراة. وصحب أبا منصور الأزهرىّ، واستفاد منه وأكثر، وصنّف كتاب «الغربين [3] القرآن والحديث» وهو كتاب قد سار مسير الشّمس في الآفاق، وأخذ عنه العلماء، وتزاحم على

_ [1] هو عبد الله بن طاهر بن الحسين بن زريق الخزاعى بالولاء. من أشهر الولاة في العصر العباسى، ولى بخراسان والشام ومصر. قال ابن خلكان: كان عبد الله سيدا نبيلا عالى الهمة شهما، وكان المأمون كثير الاعتماد عليه». توفى سنة 230، وتاريخ بغداد 9: 483، وابن خلكان 1: 260. [2] وفي دار الكتب المصرية نسخة مخطوطة من كتاب «المأثور» فى اللغة لأبى العميثل برقم 3 لغة ش. ومنه نسخة بمكتبة ولى الدين بإستانبول برقم 3139، وهى نسخة مصورة بالميكروفلم في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية. [3] من هذا الكتاب نسخة مخطوطة جيدة بالمكتبة التيمورية بدار الكتب (55 - لغة) كتبت سنة 619، وأجزاء منه أخرى متفرقة بدار الكتب، وقد قام الأستاذ محمود الطناحى بتحقيقه، ويطبع الآن بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

930 - أبو عثمان الأشناندانى اللغوى الراوية

روايته الفهماء، ومن أشهر من أخبر عنه أبو عمرو عبد الواحد بن أحمد بن القاسم المليجى، ورواه عن المليجى بالإجازة أبو عبد الله محمد بن نصر الحميدىّ الأندلسىّ نزيل بغداد، ورواه عن المليجى أيضا إجازة أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامىّ النّيسابورىّ، ورواه الشحامىّ أيضا عن أبى عثمان الصّابونىّ، عن أبى عبيد المصنّف. وسمعه من زاهر بن طاهر الشحامىّ الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب، ورواه الناس عنه رضى الله عنه وأرضاه. وقيل: إنّ أبا عبيد كان يحبّ البذلة [1]، ويتناول في الخلوة، ويعاشر أهل الأدب في مجالس اللّذة والطرب؛ عفا الله عنه. وقد أشار الباخرزىّ في ترجمة بعض أدباء خراسان إلى شىء من ذلك، والله أعلم. مات أبو عبيد في حدود سنة أربعمائة أو بعدها بقليل، والله أعلم. 930 - أبو عثمان الأشناندانىّ اللغوى الراوية «1» بصرىّ المنزل، روى عنه أبو بكر بن دريد بالبصرة، وكان واسع الرواية، وقد ذكرته في موضع اسمه [2] أيضا. وله من الكتب كتاب «معانى الشعر [3]». كتاب «الأبيات الفريده».

_ [1] البذلة، بالكسر: الابتذال، ضد الصيانة. [2] لم يرد ذكره فيما سبق من الأسماء؛ وذكره الزبيدىّ باسم: «سعيد بن هارون الأشناندانى»، وتابعه في ذلك السيوطىّ في بغية الوعاة. [3] رواية أبى بكر محمد بن الحسن بن دربد. طبع في دمشق سنة 1922 م.

931 - أبو علقمة النحوى

931 - أبو علقمة النحوىّ «1» نحوىّ قديم العهد يعرف اللّغة معرفة جميلة، وهو مشتهر بكنيته، وإن مرّ له فى هذا التصنيف ذكر فهذا الموضع أولى به، كان يتقعّر في كلامه، ويتعمّد الغريب الحوشىّ. قال ابن خالويه رحمه الله: ذكر الخليل في كتاب العين أن أبا علقمة النحوىّ دعا حجّاما يحجمه، فقال: انظر ما آمرك به فاصنعه، اتّق غسل المحاجم [1]، واشدد قصب الملازم [2]، وأرهف ظبات المشارط [3]، وشرشر الوضع [4]، وأخفّ القطع [5]، اتّئد ولا تربع، وارفق ولا تفسخ، وليكن شرطك نهزا، وصقلك ليّنا، أى قصعك، ولا تردّن أتيّا، ولا تكرهنّ أبيّا، حتى إذا الدم آل إلى غاية، وصرت من سكبه إلى نهاية، فأحسن المسح، وقم عنّى فتنّح، فقال الحجّام: أعزّك الله! هذه صفة الحروب، ولا الله ما باشرتها قطّ، وتناول جونته وانصرف [6].

_ [1] معجم الأدباء، والبيان والتبيين: «اشدد قصب المحاجم». [2] الملازم: خشبتان تشدّ أوساطهما بحديدة. وفي الأصلين: «المآزم»، وما أثبته من البيان والتبيين والصناعتين. [3] كذا في ب والصناعتين والبيان والتبيين. وفي الأصل: «وارهف قليلا المبازع»، ولا معنى له. [4] فى معجم الأدباء والبيان والتبيين: «أسرع الوضع». وموضعها في الصناعتين: «وأمر المسح». [5] فى معجم الأدباء والبيان والتبيين: «وأسرع الوضع». [6] الخبر في الصناعتين 27 والبيان والتبيين 2: 380 مع اختلاف كبير في الألفاظ والعبارات. والجونة: سليلة مستديرة مغشاة جلدا.

932 - أبو على السنجى القيروانى المكفوف النحوى

932 - أبو على السنجىّ القيروانىّ المكفوف النّحوىّ «1» من تلاميذ أبى محمد المكفوف، وكان متصدّرا لإفادة هذا الشأن، وطال عمره، وأدرك رجال سحنون [1]، وأخذ عنهم. 933 - أبو على الحرمازىّ «2» اسمه الحسن بن علىّ؛ كذا سماه محمد بن داود، عن إبراهيم بن سعد الأعرابىّ [2]. بدوىّ راوية، قدم البصرة ونزلها. منسوب إلى حرماز بن مالك بن عمرو بن تميم. وقيل: إنه كان ينزل ببنى حرماز، فنسب إليهم. ومن تصنيفه كتاب «خلق الإنسان [3]». 934 - أبو عرار «3» أعرابى من بنى عجل، فصيح، ويقال: إنه قريب من أبى مالك في غزارة علم اللغة؛ وكان شاعرا، وأخذ الناس عنه اللّغة، ولم يضف شيئا، وجاء جنّاد [4]. وإسحاق بن الجصّاص إلى أبى عرار، فقال له جنّاد: اسمع شيئا قلته وأجزه، فقال: قل، فقال جنّاد [5]:

_ [1] هو عبد السلام بن سعيد، وسحنون لقب له. تقدمت ترجمة في حواشى الجزء الثانى ص 54. [2] كذا في الفهرست. [3] نقلت هذه الترجمة بنصها من الفهرست. [4] هو أبو محمد جناد بن واصل الكوفى؛ مولى بنى أسد. قال ابن النديم: «ولم يكن له علم بالنحو؛ إلا أنه كان أعلم الناس بأشعار العرب وأيامها. وكان يلحن كثيرا». الفهرست 92. [5] الخبر في الفهرست 92، أورده في ترجمة جناد كما أورد ترجمة أبى عرار أيضا.

935 - أبو الفضل النوشجانى

إن كنت لا تدرين ما الموت فانظرى ... إلى دير هند كيف خطّت مقابره وقال إسحاق: ترى عجبا ممّا قضى الله فيهم ... رهائن حتف أوجبته مقادره فقال أبو عرار: بيوت ترى أقفالها فوق أهلها ... ومجمع زور لا يكلّم زائره 935 - أبو الفضل النّوشجانىّ «1» نزيل نيسابور، ذكره الباخرزىّ وسجع له، فقال: هو من علية الأدباء، والعارفين بلسان العرب العرباء، وإن كان في الشعر من المقلّين، فهو في اللّغة من المستقلّين؛ وإقلال مع استقلال: خير من إكثار مع إهجار؛ حدّثنى الأديب أبو القاسم مهدىّ بن أحمد أيّده الله، قال: حدّثنا شيخنا محمد بن أبى يوسف الإسفراريينى، قال: حملنى أبى إلى دار الشيخ أبى عبيد الهروىّ، وحطّ رحلى عنده؛ قال: فأضافه جماعة من الفضلاء، وكان يسقيهم ويراضعهم لبان الكأس، فسأل أبّا الفضل النّوشجانىّ، فقال: بلغنى أنّك كنت تخدم بعض الأماثل، فهل حظيت منه بطائل! فقال: لا، ولكنى هجوته ببيتين صنعتهما فيه، هما: إذا ما لم يكن جدواى منكم ... سوى مرق، وذا أيضا بمنّه فلست ببائع أدبى بحسوى ... رءوسكم كما كنتم أجنّه 936 - أبو الفتح بن الأشرس النحوىّ النيسابورىّ «2» كنيته أغلب من اسمه، قال القاضي أبو جعفر محمد بن أبى إسحاق البحّاثىّ النّيسابورىّ [1]: حدّثنى الحاكم أبو سعد بن دوست، عن أبى الفتح هذا، أنّه كان

_ [1] ترجم له المؤلف في الجزء الثالث برقم ص 66

من ناحية الكرخ [1]، وكان يؤدّب بنيسابور، ويختلف إلى أبى بكر الخوارزمىّ، ثم ارتحل إلى مدينة السلام، قال: فرأيت كتابا بخطّ يده، وقد كتب فيه إلى بعض أصدقائه: أذكر في إثنائه أنّه ليس اليوم بخراسان من يقوم بكتاب اختيار [2] فصيح الكلام لثعلب، وألفاظ الكتبة لعبد الرحمن بن عيسى- قال الحاكم أبو سعد ابن دوست: وكان الخوارزمى يومئذ حيّا يرزق، والألسنة بفضله تنطق- وهذان الكتابان من زغب فراخ الكتب، فأنكر معرفة أهل خراسان بهما، فما ظنّك بالقشاعم اللّقمانية من أمهاتها [3]! قلت: ورأيت له خطّا قريبا في الجودة، غاية في الصّحّة، واسمه بين العلماء إلى زمننا هذا رفيع، وصنعه في الضبط والإتقان صنيع [4]، ولقد رأيت بخطه نسخة من كتاب سيبويه من ملكها من العلماء ضاهى بملكها ملك آل بويه، وخطّه مما تقع المنافسة فيه، ومتى فات عالما تحصيله لم يقم عنده شىء مقامه في تلافيه، وقد مرّ ذكره في هذا الكتاب، وإنما ذكرته هاهنا لاشتهار، بالكنية. وله شعر متوسّط، منه ما قاله يهجو شيخه أبا الحسن الأهوازىّ: يا عجبا لشيخنا بالأهواز ... يزهى علينا وهو في هوّاز [5]. وله أيضا: كأنما الأغصان لمّا علا ... فروعها قطر الندى تترى [6]. ولاحت الشمس عليها ضحى ... زبرجد قد أتمر الدّرّا

_ [1] يطلق الكرخ على عدة مواضع تضاف إلى مختلف البلدان مثل كرخ البصرة وكرخ بغداد وكرخ سامرا؛ وغير ذلك مما ذكره ياقوت. وفي الدمية: الرخح: كورة أو مدينة ناحية الموصل. [2] فى الدمية: «أخبار» تحريف. [3] نقله من دمية القصر 304، 305. [4] الصنيع: الثوب النقى الجيد، والكلام على الاستعارة. [5] دمية القصر 303. [6] الدمية: «ثرا».

قوله: «أعمر الدرا» لا يستقيم في النّحو، لا يقال: أثمرت النخلة الثّمر، وإنما يقال: «ثمرت ثمرا» بغير ألف ولام، يعنى أثمرت بالثمر [1]. وكتب من بغداد إلى أبى نصر الحداد بنيسابور: ربّ غلام صار في ... بغداد إحدى الفتن رقعت خرق ظهره ... برقعة من بدنى واسم أبى الفتح بن أشرس محمد بن محمد بن أحمد بن أشرس. وصنّف في النّحو كتابا متوسّطا في مقداره سمّاه، كتاب «التنبيه»، وهو كتاب حسن في نوعه، رأيت منه نسخة بخطّ السّمسمىّ اللغوىّ- وملكتها ولله المنّة- وعليها بخط ابن فاخر النّحوىّ البغدادى ما صورته: قرأت كتاب التنبيه في النّحو لأبى الفتح النيسابورى، قراءة تفهم وتفقّه، من أصل السمسمىّ وبخطّه، على شيخىّ أبوى القاسم عبيد الله وعبد الواحد، ابنى العلمين: الرّقى وابن برهان الأسدى رحمهما الله في سنة سبع وأربعين وأربعمائة، وقالا لى: قرأناه من أوّله إلى آخره، على مصنّفه أبى الفتح محمد بن محمد بن أحمد بن أشرس النيسابورىّ، رحمه الله في سنة أربعمائة. وقال لنا: صنّفت هذا الكتاب لابن الأجّل أبى الخطاب صاحب بهاء الدولة، وأنفذته إليه، فوقف أباه عليه، فحمل إلىّ ما قدره خمسمائة دينارا من عين وورق وثوب وطيب، ثم شرع في قراءته علىّ فلقّنته سطرا منه، فعرضه على أبيه، فحمل إلىّ مثل ما حمل إلىّ عند إنفاذى، وأتى إليه. فكمّل العطيّة ألفا. قالا: وعاتبه بعض من يقع عتبه موقعا في موارده شيخه أبو الفتح عثمان بن جنّى في التّسمية بالتنبيه، فاعتذر عن ذلك بأن قال: والله

_ [1] نقله في الدمية عن الحاكم أبى سعيد.

937 - أبو الفتح بن المقدر الأصبهانى النحوى

ما سمّيته بذلك، وإنما سمّاه الأجلّ أبو الخطاب به، كما وقف عليه بقول امر به، فسمع منه، وتوقيع خطّه عليه، فأثر عنه، فأقررته عليه لما في الوفاق من القربة إليه، والحظوة لديه. قال لى شيخنا أبو القاسم بن برهان رحمه الله: والّذى دعانى إلى قراءة هذا الكتاب على أبى الفتح رحمه الله، وحدانى عليها على اشتغالى فى الوقت بما هو أهمّ، منها أنّ شيخنا أبا الحسن علىّ بن عبيد الله السّمسمىّ رحمه الله بلّغه أن أستاذ الأستاذين أبا العباس بن الثلاج ركب إلى أبى الفتح متعهّدا، فأكرم مورده، وأهدى اليه هذا الكتاب بخطّه، تحفة ولطفا في أثمان المنصورى، فاستعاره منه على يدى وتصفّحه وأعجب به، وعظم عنده، فنسخ منه هذه النسخة عنها لنفسه، وقابلنى يقرؤها وأنا أنظر في الأصل، قال لى عند إنهائها: انسخه بخطّك، وأقرؤه عليك، وأستبين غوامضه منه، فامتثلت أمره. وقال لى شيخنا أبو القاسم الرّقىّ: والّذى دعانى إلى قراءة هذا الكتاب على أبى الفتح رحمه الله وحدانى عليها، أنّ محبة أبى القاسم بن برهان لهذا الكتاب وقراءته أعدتانى، فأحببته حبّه، وقرأته قراه ة أبى القاسم نفاسة أن ينفرد ويبخسه. انتهت الحكاية. 937 - أبو الفتح بن المقدّر الأصبهانى النحوىّ «1» واسمه منصور بن محمد، وكنيته أشهر، وتعريفه بابن المقدّر أعرف. كان نحويّا أديبا فاضلا، استوطن بغداد، وأقرأ بها العربيّة، وتصدّر لذلك، وخالط الأجلّاء بها، وغشيهم وغشوه للاستفادة، قال هلال بن المحسّن

938 - أبو الفهد

ابن إبراهيم بن هلال الصابى في كتابه: اعتللت في ذى القعدة وذى الحجّة من سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، ووقع اليأس منّى فيها، وأشرفت على الخطّة الصعبة منها، ثم تفضّل الله تعالى في المحرّم بالكفاية، وزوال الحمى وإقبال العافية، وحضرنى أبو الفتح منصور بن محمد المقرئ الأصبهانى النحوىّ في يوم الجمعة الثانى عشر منه، فقال لى: رأيت البارحة في منامى رجلا يقول لى: إلى أين تمضى؟ قلت: إلى فلان- أعنيك- مهّنئا له بصلاحه واستقلاله، فقال لى: قل له: اكتب فى تقويمك وتاريخك: ولد هلال بن المحّسن في المحرم سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وانتبهت وجئتك لأعرّفك بذلك وأبشّرك به. وتوفّى أبو الفتح منصور بن محمد هذا في يوم السبت لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. 938 - أبو الفهد «1» نحوىّ بصرىّ، قرأ على الزّجّاج كتاب سيبويه مرتين، وكان فيه بله وتغفّل. قال له الزجاج وقد قرأ عليه كتاب سيبويه دفعة ثانية: يا أبا الفهد، أنت في الدّفعة الأولى أحسن حالا منك في الدّفعة الثانية. وصنّف كتاب «الإيضاح» فى النحو. 939 - أبو الفوارس المروزىّ اللغوىّ «2» - واسمه داود بن محمد بن صالح. استوطن مصر، وتصدّر بها للإفادة، واستفاد منه النّاس. وتوفّى بمصر رحمه الله سنة ثلاث وثمانين ومائتين.

940 - أبو القاسم العطار النحوى الأندلسى

940 - أبو القاسم العطار النحوى الأندلسى «1» أحد نحاة إشبيليّة وأدبائها وظرفائها الخالعين العذار، لا يقبل ملاما في مدام، ولا يرجعه عتب عن الغرام في غلام، وكان له شعر يشعر بغزير أدبه وفضله، ونبل نظم يدّل على انتظام نبله، ولم يزل متصدّرا بإشبيليّه لإفادة العربيّة، وذلك بعد سنة خمسمائة. فمن شعره قوله في نهر: ركبنا على اسم الله نهرا كأنّه ... حباب [1] على عطفيه وشى حباب وإلّا حسام جال فيه فرنده ... له من مديد الظل أىّ قراب وله أيضا: عبرنا سماء النهر والجّو مشرق ... وليس له إلا الحباب نجوم [2]. وقد ألبسته الأيك برد ظلاله ... وللشمس في تلك البروج رقوم [3]. 941 - أبو القاسم الدقّاق النحوىّ البغدادىّ «2» نحوىّ متصدّر، أدرك صدور هذا العلم، كأبى سعيد وأبى علىّ وعلىّ بن عيسى ابن علىّ الرّمانىّ، ومن تخلّل زمانهم، وأخذ عنهم وأكثر، وتصدّر لإفادة هذا النوع، ولم يزل على ذلك إلى أن توفّى في يوم الخميس لخمس بقين من شعبان سنة خمس عشرة وأربعمائة ببغداد. ذكر ذلك من وفياته هلال بن المحسّن في كتابه.

_ [1] المغرب 1: 254، وفيه: «كائنة جمان». [2] فلائد العقيان: «عبرنا سماء النهر والجو مشرق». [3] كذا في القلائد وفي الأصل: «وجوم».

942 - أبو القاسم بن فيره بن أبى القاسم الرعبنى الشاطبى الأندلسى المكفوف المقرئ النحوى اللغوى

942 - أبو القاسم بن فيّره بن أبى القاسم الرّعبنى الشاطبىّ الأندلسى المكفوف المقرئ النحوى اللغوى «1» ولد بشاطبة، إحدى ثغور الأندلس، فى آخر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، وبها نشأ، وقرأ القرآن وتعلّم النحو واللغة؛ وتفننّ فى قراءة القرآن والقراءات وهو حدث، وقرأ الناس عليه في بلده، واستفادوا منه قبل سن التكهّل [1]. أخبرنى المحيىّ [2] بن سراقة الشاطبىّ، قال: قال لى أبى: إننى قرأت القرآن على أبى القاسم بن فيّره بشاطبة. ورحل أبو القاسم إلى المشرق للحجّ، واستوطن مصر، وتصدّر في جامع عمرو بن العاص للإقراء والإفادة، وتزوّج إلى قوم يعرفون ببنى الحميرىّ. ثم نقله الفاضل عبد الرحيم بن علىّ البيسانى إلى مدرسته الّتى أنشأها بالمعزّية القاهرة، وأفرد له فيها حجرة لطيفة مرخّمة على يسار الدّاخل من الباب؛ وكان مقيما بها للإقراء والإفادة، وأفرد لأهله دارا أخرى خارج المدرسة، ولم يزل على ذلك إلى حين وفاته رحمه الله.

_ [1] كذا في ب، وفي الأصل: «الكهل». [2] ب: «الحبى» بالباء.

كان رحمه الله عالما بكتاب الله تعالى؛ من قراءته وتفسيره. وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مبرّزا فيه، وكان إذا قرئ عليه البخارىّ ومسلم والموطّأ، تصحّح النّسخ من حفظه، ويملى النكت على الموضع المحتاج إلى ذلك فيها. وذكر أنّه نظم في كتاب «التمهيد» لابن عبد البرّ رحمه الله قصيدة داليّة في خمسمائة بيت، من حفظها أحاط بالكتاب علما. وكان مبرّزا في علم النحو والعربية. عالما بعلم الرؤيا، حسن المقاصد، مخلصا فيها، يقول ويفعل ونظم القصيدة الطويلة في القراءات، أودعها كتاب «التيسير» فى القراءات تسهيلا لحفطه؛ وعليها أكثر القراء إلى اليوم، وقد شرحت في مجلدين، شرحها بعض تلاميذه، وقال رحمه الله: لا يقرأ أحد قصيدتى هذه إلا ونفعه الله عزّ وجلّ بها، لأنّى نظمتها لله تعالى. وكان يجتنب فضول القول، ولا يتكلّم في سائر أوقاته إلا بما تدعو إليه ضرورة، ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة، وفي هيئة حسنة، وخضوع واستكانة، ويمنع جلساءه من الخوض والحديث إلّا في العلم والقرآن، وكان يعتلّ العلّة الشديدة ولا يشتكى ولا يتأوّه، وإذا سئل عن حاله قال: العافية، ولا يزيد على ذلك. وذكر له يوما جامع مصر، وقيل: قد قيل إنّ الأذان يسمع فيه من غير المؤذّنين، ولا يدرى ما هو! فقال: قد سمعته مرارا لا أحصيها عند الزوال. وقال يوما: جرت بينى وبين الشيطان مخاطبة، فقال لى: [إن [1]] فعلت كذا فسأهلكك، فقلت له: والله ما أبالى بك!

_ [1] زيادة من الأصلين يقتضيها السياق.

وقال يوما: كنت في طريق، وتخلّف عنى من كان معى وأنا على الدابّة، وأقبل اثنان، فسّبنى أحدهما سبّا قبيحا، وأقبلت على الاستعاذة وبقى ما يشاء الله، ثم قال لى الآخر: دعه، وفي تلك الحال لحقنى من كان معى، فأخبرته بذلك، فطلبه يمينا وشمالا فلم يجد أحدا. وكان رحمه الله يعذل أصحابه فى السرّ على أشياء لا يعلمها منهم إلا الله عزّ وجلّ، وكان يجلس إليه من لم يعرفه فلا يرتاب في أنّه مبصر، لأنه لذكائه لا يظهر منه ما يظهر من الأعمى في حركاته. أخذ القراءات في الأندلس عن الشيخ الإمام الزاهد أبى الحسن بن هذيل، عن أبى داود، عن أبى عمرو الدّانى. وأخذها أيضا عن أبى عبد الله محمد ابن أبى العاص النقرىّ، وكتبا له بذلك له خطهما، وطوّلا في الذى كتباه تطويلا يدل علىّ الاعتناء به. فأما خطّ النقرى له فكان في شهر ربيع الآخر عام خمسة وخمسين وخمسمائة. وله أشعار مأثورة عنه في ظاءات القرآن، وفي مواضع الصّرف، وفي نقط المصحف وخطّه، وفي أنواع من المواعظ رحمه الله. مات في يوم الأحد بعد صلاة العصر، وهو اليوم الثامن من بعد العشرين من جمادى الآخرة، سنة تسعين وخمسمائة، ودفن يوم الاثنين في المقبرة المعروفة بسارية على جانب الخندق في تربة البيسانىّ، وصلّى عليه الشيخ أبو إسحاق المعروف بالعراقىّ إمام جامع مصر يومئذ.

943 - أبو القاسم بن أبى منصور النحوى الحلبى المعروف بابن الحبرانى

943 - أبو القاسم بن أبى منصور النحوى الحلبى المعروف بابن الحبرانىّ «1» واسمه سعيد، وكنيته أشهر. قرأ النّحو بحلب على أبى الرجاء بن حرب النحوىّ، وطالع وبحث، وحصل من العوامل على طرف جيد، وحفظ جزءا متوفّرا من الأبيات الشواهد على العربية، وحفظ شيئا من اللّغة، ورحل إلى دمشق، واجتمع بالتّاج زيد بن الحسن بن زيد الكندىّ، وحاضره وناظره، وسألته عنه، فقال: ما أعجبنى نحوه، قال: ولقد سألته عن أشياء غلط في الجواب عنها- يعنى الكندىّ- قال: فقلت له: الأمر بخلاف ذلك، فكابر وتضجّر، وقال: من يقول غير هذا؟ فقلت: أبو الفتح بن جنّى، قد ذكره في كتاب «سر الصّناعة». فأخذ «سر الصناعة»، وطالعها فوجد القول ما قلته، فكان جوابه أن قال: فد كنت أظنّ أنّ ابن جنّى محقّق فيما يقوله إلى هذه الساعة، وقد فسد رأيى فيه. وكان أبو القاسم هذا يذكر نسبه إلى أخى البحترى الشاعر من طيّئ، ووقفت عليه، فرأيت التلفيق بيّنا لطوله، وكان إذا لوجج في السؤال تضجّر وتشيّط لضيق عطنه، وربّما سئل عن المسألة، فسارع إلى الجواب ويخطئ، فإذا ردّ عليه الخطأ عزّ عليه واستوحش، وربما انقطع عن ذلك المجلس. فمما جرى لى معه أنه قال يوما: الحلىّ نبت ويا بسه النّصىّ، فقلت له: الأمر بالعكس، وإنما هو النّصىّ [1] ويابسه الحلىّ، فكابر فأريته إيّاه في كتاب «النبات» لأبى حنيفة، فعزّ عليه غلطه ووجم، وانقطع عنّى مدّة.

_ [1] قال في اللسان: «النصى: ثبت معروف؛ يقال له نصىّ ما دام رطبا؛ فإذا ابيض فهو الطريقة؛ فإذا ضخم ويبس فهو الحلى».

وكان إذا أحرم للصّلاة كسر الهمزة من «أكبر» فسألته عن ذلك، فأنكر كسرها، فقلت له: قلها، فقالها بكسر الهمزة، وشهده جماعة عندى يقول ذلك، فاجتهدنا به أن يقولها مفتوحة، فما تطوّع لسانه بها، فاعتددنا ذلك من النّوادر، وكونه لا يفهم أنّه ينطق بها مكسورة، وهو يظنها مفتوحة. وكان شديد الطّلب للدنيا، يدخل في دنيّات الأمور، ويعامل المعاملات المخالفة للشريعة، ويحتمل من ضيق العيش في المأكل والمشرب والملبس ما لا يوجد من مثله، إلى أن حصّل جملة من الدنيا، ما انتفع بها، وخلّفها لولده. ولقد شاهدته فى الأيام شديدة البرد، وهو رقيق الملبوس، يقاسى من ألم البرد ما يظهر أثره عليه. وعدته مرّة في مرضه، فرأيت منزله على جودة بنيانه، وهو في غاية من الزّراية في المفرش والملبس. ورأيته في أوّل أمره وهو على خلاف كلّ هذا، فإنّنى شاهدته عند ورودى حلب في سنة ثمان وتسعين، وهو حسن البزّة والمخدوم والمركوب. ثم نسخ الله ذلك بما ذكرته، بعد مدّة ليست بالطّويلة. وتصدّر بجامع حلب برزق قرّر له من وقف الجامع لإقراء القرآن والعربيّة. وكان بخيلا بما عنده من ذلك، يصارف فيما يذكره وفي أوقات حضوره، فما استفاد منه أحد، ولا ظهر له تلميذ معروف، ولم يزل على جدّه في الكدّ، وتعرّضه للطلب من أكابر النّاس بحلب لغير حاجة، إلى أن ذهب لسبيله بالوفاة في يوم الاثنين لثمان خلون من رجب سنة ثمان وعشرين وستمائة.

وكان له شعر أردأ من شعر النحاة، فيه تكلّف وجسأة [1] وتصنّع يذهب روق النظم، يمتدح به لطلب الازدياد. وكان إذا تلا القرآن تلاه بصوت غير شج، ويتصنّع الحروف من مخارجها، فيزيد في ذلك على الواجب، ويرفع به صوته، غير أنه كان شديد الاجتهاد فى طلب الفوائد من صفحات الصحف، فلازم المطالعة ليلا ونهارا، وتلزّم الحفظ لبعض ما يمرّ به في أثناء ذلك. ولقد حكى لى الشريف أبو هاشم بن أبى حامد بن أبى جعفر الهاشمىّ الحلبىّ صديقى رحمه الله، قال: أخبرنى جار له، قال: رأيت ابن الحبرانىّ النحوىّ في زمن الصيف، يقوم في الليل الأخير في سطحه، ويقد سراجا في موضع خال من الهواء، ويقعد للمطالعة وقتا طويلا دائما في كلّ ليلة، لا يشغله الحرّ ولا القرّ عن المطالعة والاستفادة. فأمّا شعره فإننى وجدت قصيدة له، وقد ألحقتها بهذا الموضع، وقد ترجم عليها «خدمة المملوك ابن الحبرانى النحوىّ»، وهى: ليهنك النّصر والتأييد والظّفر ... الله واقيك، لا التحصين والخدر إن العدا أضمروا كيدا تكاد له السّ ... بع السموات والأفلاك تنفطر فردّه الله ردّا في نحورهم ... فليتهم قبل أن همّوا به نحروا فكم أرادوا به مكرا فما بلغوا ... قدما، وكم أضمروا سوءا فما قدروا لطف من الله بالإسلام سلّمه ... ونعمة لا يؤدّى شكرها البشر قضى الله أن يلقوا منّيتهم ... فلا يرى لهم عين ولا أثر

_ [1] الجسأة: الغلظ.

أرى وشرى لمن عادى وسالمه ... ففى كلا راحتيه النّفع والضرر لقد أفادك حسن الظّنّ مع ثقة ... بالله مالا يفيد البيض والسّمر سلّمت أمرك نحو الله معتصما ... بالله فانزاح عنك الخوف والخور لبست من جنن التّقوى محصّنة ... فليس ينفذها جنّ ولا بشر إن الرعيّة راموا في زمانهم ... عدلا وأمنا فبالأمرين قد ظفروا أصبحت قد سست دنياهم ودينهم ... كأنّما ساسهم في أمرهم عمر قد أسعد الله قوما صار أمرهم ... إلى أتابك، نعم الكهف والوزر أضحوا بعدل شهاب الدين في نعم ... ما إن يؤدّى لها حقّ وإن شكروا لمثل ذا فلنصم لله ثم نقم ... له الصلاة نعم، ولتنذر النّذر فليسألوا الله ربّ العرش يحرسهم ... من أن يغيرهم عمّا بهم غير قرّب مجيئك واشملهم بأنعمك ال ... غرّا لجسام فهم في الدولة الغرر ولاؤهم لك محض لم يشبه خنا ... وحبّهم لك صفو ما به كدر واسعد بآياتك الزهر التى افتخرت ... بما سرت من معالى ذكرها السّير بها الزّمان ربيع والحيا عدن ... والورد عذب وليل كلّه سحر وعشت ما ناح قمرىّ على فنن ... ودمت ما لاح فى جنح الدّجى قمر منّعما بالعزيز الملك مقترنا ... بمطلب العزّ في عليائه الظّفر فى نعمة جلّ ما افترّت مباسمها ... عنه وقل على خبر بها الخبر وجاد ربعك من صوب الدوام حيا ... يحيا به البدو في الآفاق والحضر

944 - أبو القاسم بن أحمد بن الموفق اللورقى الأندلسى النحوى المعروف بالعلم

ما ظال للمجتلى وجه المنى أمل ... وطاب للمجتنى غرس العلا ثمر كن واثقا من دعائى بالإجابة إنّى ... قطّ لم أدع إلّا ساعد القدر فما عدنك صروف الدهر وانصرفت ... فكلّ ذنب لها من بعد مغتفر والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين. 944 - أبو القاسم بن أحمد بن الموفق اللورقىّ الأندلسى النحوىّ المعروف «1» بالعلم نحوىّ فاضل عالم، ذكىّ النّفس، له مشاركة حسنة في المنطق وعلم الكلام. قرأ الأدب في الأندلس على مشايخ وقتة، وصحب جماعة من أهل العلم هناك، كابن المره، وابن عميرة، ومن يجرى مجراهم. ورحل عن الأندلس إلى الشرق، يطلب الفوائد والتزيّد منها، وحجّ ودخل بغداد، واجتمع بأبى البقاء النّحوىّ وطبقته، واستفاد منهم، ثم خرج إلى الشام، وقطن حلب، وتصدّر بها لإقراء النحو برهة، وكان قد اجتمع في طريقه من الغرب ببعض مدن برّ العدوة بأبى موسى الجزولىّ النحوىّ، وسأل عن شىء في «مقدّمته»، فبيّنه له. ولمّا سكن حلب شرح «المقدمة [1] الجزولية» شرحا كافيا، أحسن فيه، وتكلّم على غوامضه ومعانيه، وشرح كتاب «المفصّل [2]» للزمخشرى شرحا استوفى فيه القول، لا يقصر أن يكون في مقدار كتاب أبى سعيد السّيرافىّ في شرح سيبويه، واستعان فى عبارته ببعض عبارة المتكلّمين، وكان أقدر على ذلك من غيره [3].

_ [1] ذكر ياقوت أنها تقع في جزأين. [2] ذكر ياقوت أنه في عشر مجلدات. [3] وذكر له السيوطىّ من المؤلفات أيضا: «شرح قصيدة الشاطبى».

ولمّا ضجر من المقام بحلب لبله الطالب وقلّة الطلب، رحل إلى مدينة دمشق وأقام بها، وتصدّر هناك لإقراء للنّحو والعربية، وسلّمت إليه خزانة الكتب بالجامع فتولّاها، وأحسن الولاية فيها، وأقام بالمدرسة العزيزية للاشتغال بالفقه. وهو أنبه من رأيته، وأحضر ذهنا، وحاله مستمرّ إلى حين تسطير هذه التّرجمة فى شعبان سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، أمتعه الله بالحياة، وأمتع منه الفوائد. وسألته عن موجب رحلته، فقال: أكبر الأسباب فيها توديع من أعرفه، فإنّ الأجل قريب، وسألته عمّا استفاده بعدى من العلوم، فقال: حللت «إقليدس» وبعض المتوسّطات، وشرعت في «المجسطىّ» وما يتعلّق به، وفي حل الزّيج. وذكر أنّه حصل في النحو فوائد مغربيّة، قدم بها رجل من أصحاب أبى علىّ عمر الشّلوبين، ومات بدمشق رحمه الله، وأبيعت في تركته. وذكر أنّه ألحق منها شيئا بالشرحين الّلذين له، وهو «شرح الجزولية» و «شرح المفصّل»، ووعدنى عند عوده بإضافة ما صنّفه من ذلك إلى الشرحين المتقدّمين له عندى. وذكر أنه حصّل الشرح المستوفى للجزولية من تصنيف عمر الشّلوبينىّ، وأن رجلا مغربيّا أحضره إليه، وكان ضنينا به، وطلب منه في حالة ذلك أن يقرئه كتاب «الملخّص» لابن الخطيب الرّازىّ المعروف بالفخر، فبهذا الطريق حصل انتساخها منه بعد منعه لها. وفارقنى من حلب متوجّها إلى بغداد في يوم الخميس العشرين من شعبان سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، قدّر الله له السلامة والعافية.

945 - أبو المهند النحوى

945 - أبو المهنّد النحوىّ «1» من أصحاب أبى إسحاق الزجّاج، وكان أكثر أخذه عن أبى بكر بن الخيّاط صاحب المبرّد. 946 - أبو مسلم النحوىّ «2» وهو مؤدّب عبد الملك بن مروان، وكان قد نظر فى النّحو، فلمّا أحدث النّاس التّصريف لم يحسنه وأنكره، وهجا أصحاب النحو، فقال: قد كان أخذهم في النّحو يعجبنى ... حتى تعاطوا كلام الزّنج والرّوم لمّا سمعت كلاما لست أعرفه ... كأنّه زجل الغربان والبوم تركت نحوهم، والله يعصمنى ... من التّقحّم في تلك الجراثيم فأجابه معاذ الهرّاء: عالجتها أمرد حتى إذا ... شبت ولم تحسن أباجادها [1]. سمّيت من يعرفها جاهلا ... يصدرها من بعد إيرادها سهّل منها كلّ مستصعب ... طود علا أقران أطوادها [2]. وكان أبو مسلم قد جلس إلى معاذ الهرّاء النّحوىّ، فسمعه يناظر رجلا فقال له معاذ: كيف تقول من (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) [3]: يا فاعل افعل، وصلها بيا فاعل أفعل، من قوله: (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ) [4]؟ فسمع أبو مسلم كلاما لم يعرفه. فقال تلك الأبيات:

_ [1] فى الأصلين: «أباجاها» تحريف، صوابه من طبقات الزبيدىّ ومجالس العلماء. [2] الزبيدىّ: «علا القرن». [3] سورة مريم 83. [4] سورة التكوير 8

947 - ابو مسحل واسمه عبد الله بن حريش اللغوى الراوية

وجواب المسألة: يا آزّأزّ. أزّ، وأزّ، أوزز، أربع لغات: الفتح، والكسر، والضمّ، والإيزاز فعله؛ الفتح أنه أخف الحركات، إذ لا بد للمدغم المشدّد من حركة، والكسر لالتقاء الساكنين، والضمّ للإتباع، وكذلك يا وائد إد، يا واعد عد، وما أشبهه [1]. 947 - ابو مسحل واسمه عبد الله بن حريش اللّغوىّ الراوية «1» صاحب كتاب النوادر، وأبو مسحل أشهر من اسميه، فلهذا ذكرته في الكنى. قال محمد بن القاسم الانبارىّ: كان أبو مسحل يروى عن علىّ بن المبارك الأحمر أريعين ألف بيت شاهد في النحو. قال ثعلب: ما ندمت على شىء كندمى على ترك سماع الأبيات الّتى كان يرويها أبو مسحل عن الأحمر [2]. وقال أبو محمد بن إسحاق النّديم في كتابه: أبو مسحل أعرابىّ يكنى بأبى محمد، واسمه عبد الوهاب بن حريش، حضر بغداد، وافدا [3] عل الحسن بن سهل، وله مع الأصمعىّ مناظرات في التّصريف، وله من الكتب: كتاب «النّوادر»، كتاب «الغريب الوحشىّ». ويقال: إنّه حضر مع أبيه أوّل ما بنيت بغداد، وجاز المائة. وكان أبو مسحل يقول: رأيت أبا حنيفة، وأذكر رحله بالأبلّة.

_ [1] الخبر في مجالس العلماء 190، 191. [2] الخبر نقله الزبيدىّ في الطبقات. [3] فى الأصلين: «وأقرأ» تحريف، صوابه من الفهرست.

قال أبو مسحل: سألنى الحسن بن سهل في الشراء، أفى قصره حيلة؟ فقلت: نعم، الشّراء يمدّ ويقصر. فسأل الأصمعىّ فقال: الشّرا مقصور لا يمدّ، فبعث إلينا فجمع بيننا، فقال الأصمعىّ: يا أثول [1]، أين وجدت الشراء يمدّ؟ فقلت: يا أثول، أسير مثل للعرب [2]. لا تحمدنّ أمة عام شرائها ... ولا عروسا عام هدائها [3]. قال: فسكت. وقال أبو مسحل: كنت يوما مع ولد طاهر [4]، أذكر شيئا من التّصريف، فمرّ الأصمعىّ، ونحن نتذاكر التصريف، فقال: من [5] هذا الداخل في علمنا؟ فقلت: والله، إنّك لتعلم أنّ ذا ليس من علمك، إنّما علمك الشعر واللغة، فقال: وهذا أيضا! فقلت: إن كان كما تزعم، فابن لنا من وأيت [5] مثل: وصاليات ككما يؤثفين [6]

_ [1] الأثول: الأحمق، وفي الأصل: «أشول»، والصواب ما أثبته من ب. [2] فى الأصلين: «العرب». [3] قال في اللسان: «الهداء، مصدر قولك: هدى العروس إلى بعلها هداء». [4] مجالس العلماء: «كنت بعسكر الحسن بن سهل، وأنا مع الحسن». (5 - 5) مجالس العلماء: «من هذا الذى يدخل في صناعتنا؟ فقلت له: ليس هذا من صناعتك، فقال لى: سبحان الله! فقلت له كيف تقول في قوله.». [6] صاليات، أراد بها الأثافى، لأنها صليت بالنار، أى أحرقت حتى اسودّت. والأثافى: جمع أثفية، وهى الأحجار التى ينصب عليها القدر. و «ككما» ما مصدرية والكاف للتشبية بتقدير: «مثل حا». والبيت لخطام المجاشعى من أبيات ذكرها صاحب الخزانة في 1: 367، 368، وهو أيضا فى الاقتضاب 430، وشرح شراهد المغنى للسيوطىّ 172

قال: فسكت، فقلت فيه [1]: أبان الملط أمر أبيك حتّى [2] ... أضاء لكلّ ذى بصر أضايه بإشهاد القسامة إذ توافت ... عليه القمل تقصع في الفلايه فقلت لهم عطاء الملط هذا ... أبو ذيّاكم القمل العبايه فإن هو عنه حدّثكم فقولوا ... كذبت وفضّ فوك على وشايه [3]. أعن راع تحدّث أهل علم ... مع المعزى يطوف بكلّ ثايه [4]. فإنّك والرواية عن قريب ... كخارئة تحدّث عن خرايه وذكر أبو مسحل الملط بخبر له مع قريب أبى الأصمعىّ [5].

_ [1] المجالس: قال: فمر، فنعيت عليه ما فعل عطاء الملط بأبيه، وذلك أنه جمع جماعة في نصف النهار، ومضى بهم إلى بستان من بستاتين البصره فيه قريب (والد الأصمعى) ويقولون إنه كان أهبان (كلمة فارسية معناها حافظ النخل) فلما وقفوا عليه ضربه عطاء الملط برجله فانتبه وكان نائما، فشتمه، وكان إلى جنبه معزى ترعى فقلت.»، وذكر الأبيات. [2] مجالس العلماء: «أثار الملط.». [3] قال في المجالس: «وشاية، فعالة (بالكسر)، من وشى يشى، أى وشيت ففض فوك». [4] قال في المجالس: «الثاية والزرب: الموضع الذى تكون فيه الغنم». [5] الخبر في مجالس العلماء 72، 73

948 - أبو عيينة بن المنهال

948 - أبو عيينة بن المنهال «1» أحد الرّواة العلماء باللّغة، وصنّف، فمن تصنيفه. كتاب «الأمثال السائرة». 949 - أبو محلّم البغدادىّ، وقيل: الشيبانىّ «2» واسمه محمد بن سعد- ويقال: محمد بن هشام بن عون السعدىّ- وكان يسمّى بمحمد، ومرّة بأحمد، وكنيته أغلب عليه، وكان أعرابيّا، أعلم النّاس باللغة والشعر، وكان يغلّظ طبعه، ويفخّم [1] كلامه، ويعرب منطقه. قال ابن النديم: قرأت بخطّ ابن السّكيّت: أصل أبى محلّم من الفرس، ومولاه بفارس، وإنّما انتسب إلى بنى سعد. وقال المبرّد: سمعته يقول: لى خمسة عشر هاوونا. قال: وقال لى يوما: لم أر الهاوون في البادية، فلمّا رأيته استكثرت منه. وكان شاعرا، يهاجى أحمد بن إبراهيم [2]. قال: مؤرّج: كان أحفظ الناس، استعار منى جزءا وردّه من الغد [3]، وقد حفظه في ليلة، وكان مقداره خمسين ورقة. وقال أبو محلّم: ولدت في السنة التى حجّ فيها المنصور. وتوفّى سنة ثمان وأربعين ومائتين. وله من الكتب: كتاب «الأنواء»، كتاب «الخيل»، كتاب «خلق الإنسان». 950 - أبو محمد النحوىّ الصقلىّ المعروف بالدمعة «3» من أهل صقلّيّة المقيمين بها، أحد رؤساء النّحوين المعلمين ورجاله الحفّاظ السابقين. وله شعر صالح، منه أبيات كتب بها إلى بعض إخوانه:

_ [1] فى الأصلين: «ويعجم»، وما أثبته من الفهرست. [2] هو أحمد بن إبراهيم الشيبانى المعروف بأبى رباش؛ تقدمت ترجمة للمؤلف في الجزء الأول 60. [3] فى الأصلين: «باللغة» تحريف، صوابه من الفهرست.

951 - أبو محمد الأعرابى المعروف بالأسود الغندجانى

أتانى كتاب بعد طول تطلّع ... فأحبب به عندى كتابا وأجمل كتاب امرئ لم ينقض النّأى عهده ... ولم يسل عن ودّ ولم يتبدّل فجاء مجىء الغيث بعد انقباضه ... وهبّ هبوب العنبر المتنخّل قررت به عينا، وإن كان موجعى ... وطبت به نفسا وإن كان لى 951 - أبو محمد الأعرابىّ المعروف بالأسود الغندجانىّ «1» لغوىّ أخبارىّ، عالم بأيّام العرب ووقائعها وأخبارها، كثير الاطّلاع على ذلك، وله عناية تامّة في البحث عن سقطات العلماء في كتبهم ومصنّفاتهم. أخذ عن ابن الأعرابىّ في كتاب «النّوادر»، وعلى أبى محمد بن أبى سعيد السّيرافىّ في «شرحه لأبيات كتاب سيبويه»، وكتاب «إصلاح المنطق»، وعلى الشيخ أبى على الفارسىّ فى كتاب «التّذكرة» له. وعلى النّمرىّ في كتاب «شرح الحماسة». وكان كثير الاستشهاد والتمثّل بأبيات من أشعار العرب يوردها أمام كلامه فى التّغليط، وهى أشدّ وقوعا، وأحسن ترصيعا من أماكنها، ولعمرى إنّ كتبه من فواكه الكتب، وإنها لنعم الممتع لأهل الرّغبة والطلب، وإن الذى قصده منها لم يقصده سواه، ولا يسوغ لأحد من العلماء أن يأتى بمثل ما أتاه. والغندجان التى ينسب إليها هى بلده، من كور الأهواز، وهى بفتح الغين المعجمة، والنّون الساكنة، والدّال المهملة المفتوحة والجيم والألف وبعدها نون، وهى بلدة مشهورة هناك، خرج منها جماعة من العلماء أهل الحديث.

وأبو محمّد هذا كان تلميذا لأبى النّدى [1] الغندجانىّ؛ وأبو النّدى أخذ عن أبى سعيد السّيرافىّ وأكثر. وكان أبو محمد يصف كتبه بأسماء رؤساء قطره ويرتزق بذلك، وكان شديد التعّصب للعرب ومحالّها، وقد حكى عنه أنه كان يكثر القعود في الشّمس ليتغيّر لونه إلى السمرة تشبيها بلون العرب. وقيل: إنه ولد ولدا، فلما ترعرع كان يدهنه بالزبت، ويقفه في الشمس ليستحيل لونه أسمر، وإنّ مزاج الولد انحرف بهذا الفعل، ومات بسببه. وقيل لى أو طالعت- الشكّ منّى- إنه توفّى بالغندجان في سنة ست وثلاثين وأربعمائة. فمن تصانيفه: كتاب «نزهة الأديب». كتاب «فرحة الأديب [2]». كتاب «ضالّة الأديب». كتاب «قيد الأوابد»، كتاب «الردّ على النّمرىّ [3]». وكان قد وقع كتاب الردّ على أبى على الفارسى لبعض مقدّمى زماننا، وكلّف أبا اليمن زيد بن الحسن الكندىّ الردّ عليه، فأخذ في ذلك، فلم يأت بشىء، فافتضح وأخرجه إلى العىّ والسّفه، ولقد رام اتّباعه في التمثّل بالأبيات في أوائل الرّدّ، فأتى ببيت واحد في أوّل كلامه، وغلط فى إيراده، فتحققت بذلك أنّ التصنيف يفتقر إلى توفيق وتوقيف.

_ [1] أبو الندى ترجم له المؤلف برقم 962. [2] هو كتاب في الردّ على أبو سعيد السيدانى في شرح أبيات سيبويه، منه نسخ خطية بدار الكتب بالأرقام 4421، 80 ش، 78 مجاميع- أدب. [3] هو كتاب إصلاح ما غلط فيه أبو عبد الله الحسين بن على النمرى، مما نشره من أبيات الحماسة لأبى تمام، منه نسخة خطية بدار الكتب برقم 1841 - أدب، وأخرى برقم 80 ش- أدب.

952 - أبو منصور الجبان النحوى

952 - أبو منصور الجبان النحوىّ «1» نزيل الرّىّ، قد ورد اسمه في موضع آخر من هذا الكتاب، وكنيته أشهر، فذكرته هنا أيضا، وهو إمام في اللغة، مبرّز في زمانه، صنّف الكتاب «الشامل» فى اللغة، كثّر فيه الألفاظ اللغويّة، وقابل الشواهد، فهو في غاية الإفادة من حيث الكثرة، ملكت منه بعض نسخه من فضل الله، من أصل ثلاثة عشر مجلدا، وقد كان الصّاحب كافى الكفاة، يعزّه ويجلّه، ويعلم مقداره، ويقرّب داره. وله شعر، فمنه ما كتب به إلى الصاحب: قل للوزير أدام الله نعمته ... مستخدما لمجارى الدّهر والقدر ازددت عيدا وقد أعطيته ولدا ... فسمّه باسم من في المعراج مفتخرى لا زال ملكك ممدودا ومنتشرا ... فإنه خير ممدود ومنتشر فأجابه الصاحب رحمه الله بقوله: هنّيته ابنا يشيع الأنس في البش ... ر هنّيت مقدم هذا الصارم الذّكر أخوه كالشمس قد عمّ الضّياء به ... فاجمع بهذين بين الشّمس والقمر أمّا اسمه فهو منصور وكنيته ... أبو المظفّر بين النّصر والظفر أنت الحياة لآداب برعت بها ... فلتجر لى مثل مجرى السّمع والبصر وحضر أبو منصور الجبان في مجلس علاء الدولة بن فخر الدّولة ابن بويه، وفي المجلس أبو علىّ بن سينا الرّئيس. وهو يومئذ وزير لعلاء الدولة، وجرى فصل من اللّغة، تكلّم فيه الرئيس ابن سينا، فقال له أبو منصور: .

953 - أبو منصور محمد بن أحمد بن طلحة بن نوح بن الأزهر الأزهرى الهروى اللغوى الشافعى

أنت منطيقىّ، ما نعارضك، وكلامك في لغة العرب، ما نرضاه. فسكت أبو علىّ خجلا، وبعد انفصاله من المجلس نظر في اللّغة وتبحّر فيها، وعمل رسائل أودعها نوعا متوفّرّا من اللغة. وسأل علاء الدولة ابن الجبان عما تضمّنه من الغريب، فعلم بعضه وأنكر بعضا [1]، فقال أبو علىّ: الكلمة الفلانية معناها كذا، وهى مذكورة في الكتاب الفلانىّ، وشرح جميعها، وأحال على الأصول، فخجل أبو منصور بن الجبان، وفطن لما فعله ابن سينا، واعتذر إليه اعتذارا طويلا، وشرع في تصنيف كتاب في اللغة، أحسن ترتيبه وتبويبه، واستوفى فيه اللغة غاية إمكانه، وجاء كبيرا، وسمّاه لسان العرب. ومات قبل إخراجه من المسوّدة، فبقى على حاله. 953 - أبو منصور محمد بن أحمد بن طلحة بن نوح بن الأزهر الأزهرىّ الهروىّ اللّغوى الشافعى «1» كنيته أشهر من اسمه، فذكرته في باب الكنى. إمام عالم باللّغة والعربية، قيّم بالفقه والرّواية، سافر عن هراة في شبيبته إلى أرض العراق، وحجّ فأسرته الأعراب في طريقه- أظن ذلك في وقعة

_ [1] ب: «عن بعضه».

الهبير [1]، والله أعلم- وأقام في أسرهم مدّة يرعى الإبل، ثم تخلّص ودخل بغداد، وقد استفاد من الألفاظ الغربية ما شوّقه إلى استيفائها، وحضر مجالس أهل العربية. قال الخطيب أحمد بن علىّ بن ثابت: أخبرنى أبوذرّ الهروىّ، قال: أخبرنى الأزهرىّ، قال: دخلت على أبى بكر محمد بن دريد داره ببغداد، لآخذ عنه شيئا من اللغة، فوجدته سكران، فما عدت إليه. ثم رجع أبو منصور رحمه الله إلى هراة، واشتغل بالفقه على مذهب الشّافعىّ. وأخذ اللغة عن مشايخ بلده، ولازم المنذرىّ الهروىّ اللّغوىّ، وأخذ عنه كثيرا من هذا الشأن، وشرع في تصنيف كتابه المسمى ب «تهذيب اللغة» وأعانه في جمعه كثرة ما صنّف بخراسان من هذا الشأن في ذلك الوقت وقبله بيسير، كتصنيف أبى تراب وأبى الأزهر، وغيرهما ممّا اعتمده الجمع الكثير. وكان رحمه الله مع الرواية، كثير الأخذ من الصّحف، وعاب هذه العلة على غيره في مقدّمة كتابه، ووقع فيها، والدّليل على ذلك أنه لمّا ذكر أبا عمرو الشيبانىّ في مقدمة كتابه، قال: هو إسحاق بن مراد، فصحّف «مرادا»، وإنما هو «مرار» بإجماع نقلة العلم، ولم يذكر له إلا كتاب «النوادر»، وذكر رجلا آخر إسمه أبو عمرو الهروىّ، ونسب إليه كتاب «الجيم» وإنما الجيم لأبى عمرو إسحاق بن مرار، وهو كتاب مشهور. ثم قال: إن أبا عمرو سمّاه الجيم، وبدأ فيه بحرف الجيم، وهذا غلط فاحش وإنما بدأ فيه بالألف على ترتيب حروف المعجم، وسمّاه بالجيم لسرّ خفىّ تشهد

_ [1] الهبير: رمل زرود في طريق مكة، كانت عنده وقعة ابن أبى سعد الجنابى القرطبى بالحاج لاثنتى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة 312، قتلهم وسباهم وأخذ أموالهم. ياقوت.

عليه مقدمة الكتاب، ولقد بلغنى أنّ أولاد الرؤساء بمصر، سألوا ابن القطّاع اللّغوىّ الصّقلىّ عند تكرارهم إليه بحلقته عن السبب الموجب لتسمية الكتاب بالجيم، وأوّله الألف، فقال: من أراد علم ذلك فليعطنى مائة دينار لأعلمه به، فما في الجماعة من تكلّم بعد ذلك [1]. ولما وهم أبو منصور رحمه الله في نسبة هذا الكتاب إلى شمر، وغلط فى ترتيب حروفه، وأحسّ من نفسه أنه ليس على حقيقة ممّا ذكره، فتحمّل حديثا طويلا آخره: «عدم الكتاب المذكور بالغرق». تجاوز الله عنّا وعنه. ولقد قال لى قائل: يحتمل أن يكون هذا الاسم قد أطلق على الكتابين، فقلت له: الّذى يبعد الاحتمال أنه لو كان ذكر في ترجمة أبى عمرو إسحاق بن مرار كتابه الجيم، كان ذكر ذلك لشمر بن حمدويه، وما علم أن لإسحاق كتابا اسمه الجيم، فقد وهم من «أبى عمرو إسحاق» إلى «أبى عمرو شمر»، وهذا ظاهر يشهد لنفسه. ولما صنّف أبو منصور كتابه «التّهذيب» قرأه عليه الأجلّاء من أهل بلده وأشرافها، ورواه عنه أبو عبيد الهروىّ المؤدّب، مصنّف كتاب «الغريبين» وكان تلميذا له، وملازما حلقته، ومن كتابه صنّف غريبه وهو أى التهذيب كتاب قد اشتمل من لغة العرب على جزء متوفّر مع جسأة [2] فى عبارة المصنف، وعجرفيّة في ألفاظه، يلوح عليها الثاء المعجمة، وقد رزق التصنيف سعادة، وسار

_ [1] سبق للمؤلف أن أورد هذا الخبر في الجزء الأول ص 225 في ترجمته أبى عمرو الشيبانى. [2] الجسأة: الخشونة.

فى الآفاق، واشتهر ذكره اشتهار الشّمس، وقبلته نفوس العلماء، ووقع التسليم له منهم، وصادف طالع سعد عند تأليفه، وشوهد على المجلّد العشرين من تأليفه من النسخة التى بخط المصنف رحمه الله- وكانت بمرو، عند آل السمعانى رحمهم الله، وذهب خبرها في وقعة الترك سنة سبع عشرة وستمائة، بخط الإمام فخر خوارزم أبى القاسم محمود بن عمر الزمخشرى ما صورته: «ظفرت من هذه النسخة التى هى نسيج وحدها- لكونها بخط المصنّف، وسلامة لفظها من التحريف والزّلل، الذى لا تكاد تبرأ منه يد كاتب في كتاب خفيف الحجم، وإن أحضر ذهنه، وأمده إتقان، وساعده حفظ ودراية، فضلا عن [1] عشرين مجلدة- بضالّتى المنشودة، فأكببت عليها إكباب الحريص، وقلّبتها بالمطالعة، وعلّقت عندى ما فيها من الأحاديث الّتى خلت عنها مصنّفات أبى عبيد والقتبىّ والخطّابى، والأمثال التى لم تكن فى كتابى الذى سميته بالمستقصى في أمثال العرب، وكلمات كثيرة من الغريب المشكل، وسألت الله تنوير حفرة المصنّف، وإنزاله في ظلال الفردوس بفضله ورأفته. وكتب محمود بن عمر الزمخشرى الخوارزمى بمدينة مرو بخطّ يده، حامدا الله ومصلّيا على خير خلقه محمد وآله، بتاريخ رجب الواقع في سنة ثلاث وخمسمائة». وكان عليه بخط المؤلف ما مثاله: «وكتب محمد بن أحمد بن الأزهر بيده». ثم بعد ذلك: «يقول محمد بن أحمد ابن الأزهر: قرأ علىّ سيّدى أبو يعلى أدام الله له العزّ والتأييد هذا الكتاب

_ [1] فى الأصلين: «فى».

954 - أبو موسى بن مزدان النحوى الكوفى

من أوّله إلى آخره وصحّحه فأتقنه، وأسأل الله ذا المنّ والطّول أن يبارك له فيه، وأن يقيه كلّ محذور بمنّه ورأفته، وكتبه بيده». «وكان سيدى أبو القاسم النّحوى أدام الله سعادته حاضرا في جميع ما قرئ علىّ أو قرأه هو. وكذلك أبو يزيد القرشى. وكتبه الأزهرى بيده». وعليه أيضا: بلغ أبو سعيد الشاذكونى، وأبو علىّ النصروىّ، وأبو الحسن القارى. وكان عليه بخط المطرزّى عبيد الله الفقير إليه ناصر بن المطرّزى: «قام بمطالعة هذه النسخة بخوارزم وعارض بها نسخته عرض تصحيح وتنقيح، وذلك فى شهور سنة خمس وستمائة». قال أحد علماء هراة- أظنه أبا النصر القاضي- إن الأزهرىّ رحمه الله مات بهراة في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. وقال آخر: رأيت وفاته في أواخر سنة سبعين. والله أعلم. فمن تصانيفه: كتاب «التهذيب» [1] فى اللغة. كتاب «الألفاظ الفقهيّة». كتاب «التفسير». 954 - أبو موسى بن مزدان النحوىّ الكوفىّ «1» أخذ عن أبى طالب المفضّل، وروى عنه وتصدّر للإفادة. وله من التصنيف: كتاب «القياس على أصول النحو».

_ [1] نشر الأستاذ أحمد عبد الغفور العطار مقدمة الأزهرى لهذا الكتاب، وطبع في مصر سنة 1956 م، وتحدث فيها عن نسخه المخطوطة؛ كما طبع الكتب جميعه بالقاهرة بتحقيق لفيف من العلماء.

955 - أبو مسهر محمد بن أحمد بن مروان بن سبرة

955 - أبو مسهر محمد بن أحمد بن مروان بن سبرة «1» نحوىّ، أظنه شامّيا خلّط المذهبين، وصنّف، فمن تصنيفه: كتاب «الجامع في النحو» كتاب «المختصر». كتاب «أخبار عيينة». 956 - أبو مهديّة «2» أسمه أفار بن لقيط الأعرابىّ، دخل الحواضر، واستفاد الناس منه اللغة، ونقلوها عنه، وكان به عارض نفس [1]. قال أبو عبيدة: كان أبو مهديّة يعلّق [2] عليه صوفا وقذرا، فيسأل عن سبب ذلك فيقول: أنجاس، حتى يستقذرها ملك الموت فلا يقدر علىّ، [وكذلك] [3] كانت [ضعفة] [3] العرب تفعل [4]. وهو معنى قول امرئ القيس: مرسعة بين أرساغه ... به عسم يبتغى أرنبا [5]. ليجعل في كفه كعبها ... حذار المنيّة أن يعطبا

_ [1] طبقات الزبيدىّ: «عارض من مس». [2] يعلق عليه، أى يلبس. [3] من الزبيدىّ. [4] الخبر فى الزبيدىّ 175 بروايته عن أبى عبيدة. [5] ديوانه 128. 128. المرسعة، مثل المعاذة، والتقدير: «بين أرساغه مرسعة. العسم: يبس في الرسغ واعوجاج.

957 - أبو مالك الطرماح، واسمه أمان بن الصمصامة ابن الطرماح بن حكيم القروى

وذكر محمد بن سلّام الجمحىّ أن أبا المهديّة هذا من باهلة، وكان يصرف [1]. وجهه يمينا وشمالا، ويقول: «اخسأنان عنّى»، فيسأل [2] عن ذلك فيقول: جنّان تداومنى [3] تركبنى [4]. وقال أبو عبيدة: كان أبو مهديّة يقعد على تلّ من سماد وقد غرس فيه قصبات يصّلى إليهنّ، فكان أصحابه يقعدون إليه إينما قعد، لحرصهم للأخذ عنه، فقال يوما: ما هذه القتمة؟ - وكان حولنا خشبة- فقال له بعض أصحابه: إنك والله على قبح منها ضخم. والقتمة: خبث فيح الريح. 957 - أبو مالك الطّرمّاح، واسمه أمان بن الصّمصامة ابن الطرمّاح بن حكيم القروىّ «1» من ساكنى القيروان بالمغرب بأرض إفريقيّة، وكان شاعرا عالما باللّغة، حافظا للشّعر. جدّه الطرمّاح بن حكيم. وكانت المهالبة أيّام ولا يتهم إفريقيّة، تكرم أبا مالك. واطّرحه ابن الأغلب إذ صار إليه الأمر، وقال: جدّه الطرماح هجا بنى تميم [5]. وسأله ابن فروخ: لم قيل لجدّك: الطرماح، قال: أمّا في كلامنا معشر طيّىء فإنه الحية الطويل [6]. وأنشد أبو عمرو الشيبانى في الطرمّاح:

_ [1] مجالس العلماء ص 4: «يضرب حنكيه: يمينا وشمالا». [2] مجالس العلماء: «فسألناه». [3] مجالس العلماء: «تذأمنى»، قال: «أى تركبنى»، وفي اللسان: «أن الذأم الطرد». [4] لم يرد الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام؛ وهو في مجالس العلماء 4، وطبقات الزبيدىّ. [5] الزبيدىّ: «واطرحه ابن الأغلب إذ صار إليه الأمر لهجاء جده الطرماح بن حكيم». [6] لم يرد في اللسان بهذا المعنى.

958 - أبو المعالى البرمكى اللغوى

فهو طرمّاح قليل طبعه ... مثل الحصان جيب عنه برقعه يزعزع الدّلو ولا يزعزعه وقال أبو الوليد المهرىّ [1]: أبطأت عن أبى مالك [2]- وكان مريضا- فكتب إلىّ هذه الأبيات: أبلغ المهرىّ عنى مألكا ... أن دائى قد أصار المخّ ريزا [3]. فإذا مامتّ فانعم وأقم ... وتملّ العيش في الدنيا كثيرا كنت في المرضى أسيرا ملصقا [4] ... فلقد أصبحت في المرضى أميرا وأخذ عنه المهرىّ جزءا من اللغة والنحو والشعر. 958 - أبو المعالى البرمكىّ اللغوىّ «1» ما عرفت له حالة، وإنّما رأيت بعض تصنيفه في اللّغة، وهو كتاب كبير على حروف المعجم، أوّله الألف وآخره الياء، كذا ذكر في خطبة كتابه، رأيت منه ثلاثة حروف: الألف والباء، والتاء، كلّ حرف منها في مجلّد صخم. وجرى ذكر هذا الرجل يوما، فقال لى محمد بن إسماعيل بن عبد الجبار ابن يوسف بن أبى الحجّاج بن عبد السلام المقدسىّ الأصل، المصرىّ المولد والدار، وهو رجل عسر الإفادة، محبّ لطلب العلم، ضنين بما نخلّصه [5] منه. فقال:

_ [1] فى طبقات الزبيدىّ: «وقال أحمد بن أبى الأسود النحوى: حدثنى أبو الوليد المهرى قال». [2] فى الزبيدىّ: «أبى مالك بن الصمصامة». [3] أصار المخ ريرا، أى جعله ذائبا. [4] كذا في طبقات الزبيدىّ وفي الأصلين: «أميرا ملصقا». [5] ب: «نحصله».

959 - أبو معاذ النحوى المروزى المقرئ اللغوى

أبو المعالى هذا- يعنى البرمكىّ- من أهل مصر، لم أسمعه من غيره- وكأنّه أشار إلىّ- كان في أواخر الدّولة الإخشيديّة، أو أوائل الدولة العلويّة- الشكّ منى في ذلك- وإن صحّ هذا القول فقد كان في المائة الرّابعة من الهجرة. وكتابه هذا كتاب من اطّلع على كتب كثيرة في هذا الفنّ، واسم كتابه: «المنتهى في الكمال» وهو لعمرى كما ذكر، كان بعض النسخة التى رأيتها بخطوط كتّاب مصريين متوسطة في الصحة والجودة. 959 - أبو معاذ النحوىّ المروزىّ المقرئ اللّغوىّ «1» له عناية بهذا الشأن، ويعلّم القرآن، وله كتاب من تصنيفه في القراءات، وعلمه حسن. 960 - أبو نوفل بن أبى عقرب «2» واسم أبى عقرب معاوية بن عمرو الدّيلىّ، وهو في آخر الطبقة الثالثة، أخذ عنه أبو عمرو بن العلاء. قال أبو عمرو بن العلاء: كنت آتى أبا نوفل بن أبى عقرب أنا وشعبة [1]. ابن الحجاج، وكان شعبة يسأل عن الآثار [2]، وأسأله أنا عن النّحو والشعر، لا يعلم شعبة شيئا ممّا أسأل، ولا أعلم أنا شيئا ممّا يسأل عنه شعبة. وكان أبو نوفل فقيها نحويّا.

_ [1] فى الأصل، «سعيد»، تحريف. وتقدمت ترجمة شعبة في حواشى الجزء الثاني ص 198. [2] فى الأصل: «الأبشار»، تصحيف، صوابه من ب.

961 - أبو نصر غلام الأصمعى

961 - أبو نصر غلام الأصمعىّ «1» اسمه أحمد بن حاتم، وكنيته أشهر من اسمه، فلذلك ذكرته هاهنا. قال ثعلب: كان أبو نصر صاحب الأصمعى يملّ شعر الشّمّاخ، وكنت أحضر مجالسه، وكان يعقوب بن السّكيت يحضر قبلى، وكان قد قعد عن مجالسهم، وطلب الرّياسة، فجاءنى إلى منزلى، فقال لى: اذهب بنا إلى أبى نصر حتى نقفه على ما أخطأ فيه وصحّف من شعر الشّماخ، فإنه أخطأ في بيت كذا، وصحّف في حرف كذا- وأنا ساكت- فقال: ما تقول؟ فقلت: هذا لا يحسن، بالأمس نرى على باب الشيخ نسأله ونكتب عنه، ثم نصير الآن إليه لنخطّئه ونهجّنه! فقال: لا بدّ من ذلك، فمضينا ووقفنا على الباب، فخرج الشيخ فرحّب بنا، فأقبل عليه يعقوب، فقال: كيف تنشد هذا البيت للشماخ؟ قال: كذا. قال: أخطأت. قال: وكيف تقول هذا الحرف من شعره؟ قال: كذا. قال: أخطأت، فلمّا مر ثلاث أو أربع مسائل اغتاظ الشيخ، ثم قال: يا مصّان [1]، تقابلنى بمثل هذا، وتقوى نفسك على ذلك، وأنت بالأمس تلزمنى حتى يتّهمنى الناس [بك] [2] ودخل بيته وردّ بابه في وجوهنا، فاستخذى يعقوب، فأقبلت عليه، فقلت: ما كان أغنانا عن هذا! فأمسك وما نطق بحرف. قال الأصمعىّ: ليس يصدق علىّ إنسان إلّا أبو نصر. وتوفّى سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

_ [1] فى الأصلين: «يا ماص»، تحريف، صوابه من طبقات الزبيرى، قال في اللسان: «مصان، شتم للرجل يعير برضع الغنم من أخلافها». [2] تكملة من طبقات الزبيدىّ.

962 - أبو الندى بن الغند جانى النحوى الأديب

962 - أبو النّدى بن الغند جانىّ النّحوىّ الأديب «1» أخذ عن أبى سعيد السّيرافىّ، وأكثر عنه، وأخذ عن مشايخ زمانه. وتصدّر ببلده لإفادة هذا الشأن. ومن أشهر تلاميذه الدالّين على فضله أبو محمد الأسود الغنّد جانىّ [1] المعروف بالأعرابىّ، صاحب التصانيف في الردّ على جماعة من العلماء في الأدب، وفي أكثرها يقول: أخبرنى أبو النّدى، فيدلّ بذلك على جلالة قدره، وشدّة غوصه وبحثه. ومن تلاميذه أيضا علىّ بن الحارث البيارىّ [2] الأديب البليغ الفاضل، صاحب التصانيف الجليلة ك «شرح الحماسة»، وكتاب «صنعه الشعر» ... إلى غير ذلك. 963 - ابو الهيذام العقيلىّ، اسمه كلاب بن حمزة «2» من أهل خراسان، أقام بالبادية. وقيل: إنه كان معلّما، ودخل الحضر في أيام أبى القاسم بن عبد الله، ومدحه. وكان عالما لغويّا، شاعرا، وخطه معروف، وخطّ [3] ولده أبى الأغر [3]، وكان ممّن خلط المذهبين. وله من التصانيف: كتاب «جامع النحو». كتاب «الأراكه». كتاب «ما تلحن فيه العامّة».

_ [1] تقدمت ترجمته للمؤلف في هذا الجزء برقم 951، وانظر بغية الوعاة 1: 498، 499. [2] تقدمت ترجمته للمؤلف في الجزء الثانى ص 198. (3 - 3) ساقط من الفهرست.

964 - أبو الهيثم الرازى

964 - أبو الهيثم الرّازىّ «1» اشتهر بكنيته، كان نحويّا إماما علّامة، أدرك العلماء، وأخذ عنهم، وتصدّر بالرّى لإفادة هذا الشأن، وقد مرّ ذكره عند اسمه من هذا الكتاب. وكان قد قدم هراة قبل وفاة شمر بن حمدويه الهروىّ اللّغوىّ- ووفاة شمر كانت في سنة خمس وخمسين ومائتين- فنظر في كتبه ومصنّفاته، وعلّق بردّ عليه، فنمى الخبر إلى شمر، فقال: تسلّح الرازىّ علىّ بكتبى، وكان كما قال. فإنه أصلح كتبه بكتب شمر بن حمدويه المسموعة. وكان أبو الهيثم رحمه الله علمه على لسانه، وكان أعذب بيانا، وأفطن للمعنى الخفىّ، وأعلم بالنّحو من شمر. وكان شمر أروى منه للكتاب والشعر والأخبار، وأحفظ للغريب، وأرفق للتصنيف من أبى الهيثم. وذكر المنذرىّ أنه لازم أبا الهيثم سنين، وعرض عليه الكتب، وكتب عنه من أماليه وفوائده أكثر من مائتى مجلد. وذكر أنه كان بارعا حافظا، صحيح الأدب، عالما ورعا، كثير الصلاة، صاحب سنّة، ولم يكن ضنينا بعلمه وأدبه. وتوفّى سنة ست ومائتين رحمه الله. وله من التصنيف: كتاب «الشامل في اللّغة». كتاب «الفاخر في اللّغة». كتاب «زيادات معانى القرآن للفرّاء». كتاب «المؤلف».

965 - أبو هلال العسكرى

965 - أبو هلال العسكرىّ «1» الفاضل الكامل، صاحب التّصانيف الأدبيّة، كنيته أشهر من اسمه، صحب أبا أحمد العسكرىّ، وأخذ عنه فأكثر، وأخذ عن غيره، وكان تاجرا. ولد بعسكر مكرم، وبها نشأ، وتنقّل في التّجارة إلى بلاد متعدّدة، فيأخذ عن فضلائها، ويعود بمتاجره إلى عسكر مكرم بلده، ولم يشغله ذلك عن التصنيف وإثبات الفوائد، وكانت له نفس طاهرة زكيّة، وتصانيفه في غاية الجودة، وعاش إلى بعد سنة أربعمائة. فمن تصانيفه: كتاب «صناعتى النظم والنثر [1]» وهو كتاب بديع. كتاب «الفروق [2]» وهو كتاب حسن، فرّق فيه بين معانى الكلمات. «النظائر». كتاب «فى أخبار القضاة [3] وما جرى لهم مع الأمراء والخلفاء». كتاب «الأوائل [4]».

_ [1] هو المسمى كتاب الصناعتين، طبع بمصر وإستانبول. [2] طبع بالقاهرة سنة 1930 م. [3] أسماء ياقوت: «من احتكم من الخلفاء إلى القضاة». [4] منه نسخة خطية بدار الكتب برقم 2705 - تاريخ. وله كتاب جمهرة الأمثال، نشر بالمؤسسة العربية سنة 1964 م وله كتاب «ديوان المعانى»، وطبع في القاهرة سنة 1352 هـ. وذكر له ياقوت من الكتب أيضا: «أعلام المعانى في معانى الشعر»، «التبصرة»، «تفسير القرآن وسماه المحاسن في تفسير القرآن»، وذكره صاحب كشف الظنون له كتابا باسم تفسير العسكرى»، وذكر بر وكلمان أن منه نسخة خطية في مكتبة مشهد وأخرى في طهران.

966 - أبو يعلى بن أبى زرعة الباهلى النحوى البصرى

966 - أبو يعلى بن أبى زرعة الباهلىّ النّحوىّ البصرىّ «1» أحد أصحاب المازنىّ، وممّن قرأ عليه كتاب سيبويه، ولم يكن له نباهة المبرّد، وله في النحو كتاب معلّل حسن، وله «نكت على كتاب سيبويه» لا بأس بفوائدها، وكان النّحاة يسّمونه غلام المازنى، لكثرة ملازمته له، وبعضهم يسمّيه «أبو العلاء بن أبى زرعة» واسمه في الحقيقة «محمد»، وهو باهلىّ النسب. وقتل رحمه الله يوم دخول صاحب الزّنج البصره، وذلك في سنة سبع وخمسين ومائتين. وكان ثقة فيما يرويه. وله من الكتب المصنفة: كتاب «الجامع فى النحو» لم يتمّه قبل موته.

الأبناء

الأبناء 967 - ابن أبى حجر السّنجارىّ النحوىّ «1» كان بسنجار يفيد الطّلبة علم النحو، قرأ عليه جماعة من أهلها من الواردين عليها، ومن جملتهم الشيخ أبو الحسن علىّ بن دبابا النّحوىّ السّنجارىّ، وتصدّر بعده، وأفاد الطّلبة ما استفاده منه، وهو أحد مشايخه. رحمهم الله تعالى. كان موجودا في صدر المائة السادسة من الهجرة. 968 - ابن ابى نوح المصرى «2» من أصحاب أبى محمد بن برّى، شيخ مصر في العربيّة، كان بمصر، وضاق به العيش، فرحل عنها في سنة خمس وثمانين وخمسمائة، رأيته مجتازا إلى الحجاز بقفط، وهو نازل على خطيبها، والنائب في أحكامها، الخطيب أبى الحسن على ابن أحمد بن جعفر بن عبد الباقى الأموىّ، من ولد عثمان بن عفان رضى الله عنه، ثم من ولد أبان [بن عثمان] [1]. وكان فاضلا كاملا كريم النّفس، متوسّط الحال في دنياه. واجتمع ابن أبى نوح بشيخنا أبى البقاء صالح بن عادى العذرى [2] النحوى المصرىّ، وكانت بينهما رفقة في حالة الطلب. ورأيت شيخنا غير راض عن نحوه، ويقول: فيه غفلة، يهم فيما ينقله. وسافر إلى الحجاز في تلك السنة، وحج ودخل اليمن، وأقام بزبيد [3]. مدينة الحصيب، وتصدّر بها للإقرار، واستفاد منه اليمنيون وغيرهم من قاصدى [اليمن] [1]، ثم رحل عن زبيد لوبائها، ونزل الجبل بذى جبلة [4]، وأولد هناك

_ [1] تكمله من ب. [2] ترجم له المؤلف فيما سبق في الجزء الثانى ص 83. [3] قال ياقوت: زبيد، بفتح أوله وكسر ثانيه: اسم وادبه مدينة يقال لها الحصيب، ثم علب عليها اسم الوادى، فلا تعرف إلا به. [4] ذو جبلة، مدينة باليمن تحت جبل صبر، وتسمى ذات الفهرين، وهى من أحسن مدن اليمن وأنزهها.

969 - ابن خروف النحوى الأندلسى

أولادا، ومات باليمن رحمه الله سنة ستمائة، وخلّف أولاده هناك فضاعوا لقلّة مروءة أهل اليمن، وضيعة الغريب بينهم، هكذا أبلغنى من أثق به. 969 - ابن خروف النحوى الأندلسىّ «1» من أهل رنده من نواحى إشبيليّة. قرأ النّحو ببلاده وأجاده، وكان كثير التّرحال والتّسيار بمدن الأندلس، يفيد أهل كلّ مدينة يدخلها، وتقصده الطّلبة من أهلها، أخبرنى علم الدّين أبو القاسم النّحوى اللورقىّ، قال: رأيته وأخذت عنه، واستفدت منه، وكان فاضلا في هذا الشأن، وله كلام على كتاب سيبويه، جوّده غاية الإجادة، وهو من مليح مصنّفات أهل الأندلس فى هذا النّوع، وعاش هذا الرّجل إلى قريب من سنة تسعين وخمسمائة تقديرا، وكان ابن خروف هذا قد تخرّج بابن طاهر الأندلس النحوى المعروف بالخدبّ [1]. 970 - ابن سيد الأندلسىّ «2» إمام في اللّغة والعربيّة، كان في أيّام الحكم المستنصر المستولى على الأندلس من بنى أميّة، ولابن سيّد هذا كتاب معروف بكتاب «العالم» نحو مائة مجلّد، مرتب على الأجناس، بدأ فيه بالفلك وختم بالذّرّة، وله في العربية الكتاب المنبوز بكتاب «العالم والمتعلّم» على المسألة والجواب، وكتاب شرح فيه كتاب الأخفش. ولعلّه أحمد بن أبان بن سيد- والله أعلم- الذى تقدّم ذكره في الأحمدين. أخبرنى أبو العباس أحمد ... [2] ابن المعروف بابن الروميّة الأشبيلى العشّاب، وهو أعقل من رأيته. قال: لما عزمت على الحجّ في شهور سنة

_ [1] تأتى ترجمة للمؤلف برقم 973. [2] بياص الأصلين.

971 - ابن ضمضم الكلابى، أبو عثمان

ثلاث عشرة وستمائة، ابتعت كتاب «العالم والمتعلم» من أبى علىّ عمر النحوىّ الشّلوبينىّ المتصدّر لإقراء النحو بمدينة أشبيليّة، وكان في أربعين مجلدا، واستصحبته صحبتى، فلما حصلت بتونس- ووزير صاحبها عبد الواحد بن عمر البربرى، ابن بنت عبد المؤمن بن علىّ- فأخذ الكتاب منّى قسرا لفضل جاهه، وتمكّنه من صاحبه، واسم الوزير ابن النخيلى الطّبيرىّ- أندلسىّ من طبيرة [1]- فلمّا سمعت ذلك من أبى العباس، عزّ علىّ، وكان إخباره لى بذلك فى سنة أربع عشرة وستمائة بدارى بحلب، وعزمت على إرسال رسول بكتاب إلى عبد الواحد، أسأله طلب الكتاب من وزيره، وقرّرت للرّسالة رجلا يهوديّا اسمه سرور الخيّاط، من أهل قسطنطينية، وقرّرت ركوبه مع رجل إفرنجىّ صاحب مركب من اللّاذقيّة، ثم نظرت إلى اليهودىّ أن يسير وله أولاد، وخشيت عدمه، فيدعو أولاده الله علىّ، وأخّرت مسيره، ودعوت الله على ابن النخيلىّ الطبيرىّ، فما مرّ عليه إلا شهور قلائل فيما بلغنى، حتى مات صاحبه عبد الواحد، وحضر من تسلم تونس نيابة عن بنى عبد المؤمن فقتل ابن الطبيرى بالسّيف، وأخذ ما ملكه من الكتاب وغيره، ولو أرسلت اليهودىّ له لم يلق صاحبه، لأنهما عوجلا، فسبحان قاصم الجبابرة، ومذل المتكبّرين لا إله غيره، ولا رب سواه. 971 - ابن ضمضم الكلابى، أبو عثمان «1» سعيد بن ضمضم، وفد على ابن بن سهل [2]، وله فيه أشعار جياد، وكان فصيحا أخذ النّاس عنه اللّغة.

_ [1] طبيرة، ويقال لها طلبيرة، من مدن الأندلسى. وانظر الروض المعطار 123، 127. [2] هو الحسن بن سهل؛ وزير الخليفة المأمون العباسى. مات سنة 236. الأعلام للزركلى.

972 - ابن طريف اللغوى الأندلسى مولى العبديين

972 - ابن طريف اللغوىّ الأندلسىّ مولى العبديّين «1» نحوىّ مشهور، زاد في كتاب «الأفعال» لمحمد بن عمر بن القوطية زيادات استفيدت منه وأخذت عنه. 973 - ابن طاهر النحوى الأندلسى «2» المدعو بالخدبّ، قرأ النّحو ببلاده على مشايخ الأندلس، وأجاد فيه، ويقال، إنّ كتاب سيبويه كان على لسانه، وكان فيه كبر وشمم وجبه، وارتحل عن المغرب إلى المشرق لطلب الحجّ، ووصل إلى مصر وبها المجد الخنثىّ، مدرّس الحنفيّة بالقاهرة المعزيّة، فأكرمه وقدّمه، وأنزله بمدرسته بالسّيوفيّين المعروفة بدار المأمون بن البطامحى، واجتمع بالقاضي عبد الرحيم بن علىّ البيسانىّ، واستعمل معه الكبر [1] الجارى به على عادته، فلم يؤاخذه القاضي بذلك، وصبر له إجلالا للعلم. وكان ابن طاهر هذا يقول له: قد اشتهرت قنيتك لأمهات الكتب، ورغبتك في تكرار النسخ، وهذا احتكار العلم، فقال له القاضي: يقف المجلس فيها على نوع متكرر، ومهما أشار بإخراجه أخرجته، وأمر بإحضار ما قرب منها، فأحضرت عدة نسخ من كتاب الفصيح لثعلب، وأخذ الشيخ في الوقوف عليها نسخة بعد أخرى، فلا يرى إلّا مالا يمكن إخراجه لجلالته، فأعادها جميعا إلى خزانتها، وقال: قد استكفيت منها، إلا بما ليس له فى استمساكه به حجة واضحة. وجمع بينه وبين زيد بن الحسن بن زيد الكندى النحوىّ البغدادىّ مجلس، وكان في صحبة الأمير عز الدين فرّخشاه بالقاهرة المعزّية، وجرى بينهما كلام، حكى

_ [1] فى الأصل: «الكثير»، تحريف.

974 - ابن العافية النحوى الأندلسى

الكندىّ قال: كنت إذا ذكرت مسألة سرد الكلام عليها من كتاب سيبويه، فتحقّقت أنه أحفظ النّاس للكتاب، قال: فحرجت معه إلى باب المغالطة لطلب المغالبة، فأدخلت عليه شكوكا وقعت لنحاة العراقيّين المتأخرين، فلمّا سمعها توقّف عن الإجابة، فحصل منه التقصير للحاضرين، وكان مقدورا، لأنه لا أنسة له بتلك الشكوك، ولا وردت على أهل المغرب في ذلك الحين. وحجّ الخدبّ وعاد، وكان معه جارية له، فلمّا حصلت في المركب بالنّيل رأت فى المركب شابّا جنديا هويته، وسرقت من ابن طاهر مولاها جملة من دنانير، وسلّمتها إليه، فلما تحقق ذهاب المال زلّ عقله، وخلط في قوله، فتولّى معافاته المجد الخنثىّ رحمه الله ولا طفه، وتوصّل إلى تقرير الجارية، وطولبت فأقرّت بالجندىّ، واستعيد منه المال المسروق، ولما أحضر إليه، ورآه رجع إليه عقله، وأخذ المجد في تجهيزه إلى بلد المغرب، فسار ووصل إلى بجاية، وأقام بها ليتجهّز منها إلى بلاده، فمات هناك فيما بلغنى في حدود سنة سبعين وخمسمائة. 974 - ابن العافية النحوىّ الأندلسىّ «1» نحوىّ مشهور هناك، قد كان في المائة السادسة للهجرة النبويّة، وكان مشتهرا في تلك الجهات، أخذ عنه علماء ذلك الأوان، واستفادوا منه، وذكروا كلامه في مجامعهم ومصنّفاتهم، قال لى العلم النحوىّ أبو القاسم الرّقّى: رأيته ذكره فى مصنفات لبعض أهل المغرب، ولم أكن سمعت به، فسألت عنه الشرف ابن أبى الفضل المرسىّ- وهو أنبه من رأيت في معرفة رجال الأدب الأندلسىّ- فقال: كان إماما مشهورا مشكورا في وقته، وقد ورد ذكره في غير هذا الموضع عند إسمه الحقيقى.

975 - ابن قادم النحوى

975 - ابن قادم النحوى «1» بغدادى، قد ذكر في غير هذا الموضع، ولاشتهاره بالبنوّة ذكرته في الأبناء. وكان ابن قادم يؤدّب أولاد سعيد بن سلم بن قتيبة الباهلىّ، وله مع الأصمعىّ مجلس في معنى بيت من الشّعر، وغرّه الأصمعىّ فيه حتى غلط، وقد تقدّم ذكره. وقال ابن قادم: جمعت بين الفرّاء ويين أبى عمر الجرمىّ، ثم قدمت بعد أن تناظرا، لأن الجرمىّ قهر الفرّاء وأنا غلام الفرّاء. 976 - ابن ملكون النحوى الأندلسى «2» أحد نحاة الأندلس، قريب من زماننا، أخذ عنه أئمة هذا الشأن الموجودون فى وقتنا هذا، منهم أبو علىّ عمر الشّلوبينىّ النحوىّ المتصدّر بإشبيليّة في وقتنا هذا، وهو سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، وكان نحويّا فاضلا خبيرا بهذا الشأن، له كلام على مشايخ المغرب، وردّ على من ردّ على مشايخ النّحاة المتقدّمين. وكان مصنفا، وله هناك شهرة ظاهرة، وتنافس أهل الأدب في تحصيل مصنفاته، ويتزاحمون على إدراك فوائده.

تم الكتاب بحمد الله ومنّه، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين وآله الطيبين الطاهرين. وأدام الله السعادة لمصنفه وجامعه، ولا أخلى عبيده وتلاميذه من فرائده وفوائده، ومصنفاته ومؤلفاته بمحمد وصحبه. ووقع الفراغ من نسخه في العاشر من جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وكتبه أبو المحاسن بن سعد بن سعيد السنجىّ.

الفهارس

[الفهارس] فهرس التراجم [بحسب ورودها في الكتاب] (حرف الياء) رقم الترجمة صفحة 814 - يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمىّ، أبو زكرياء الفرّاء 6 - 23 815 - يحيى بن يعمر العدوانى النحوى 24 - 27 816 - يحيى بن علىّ بن محمد بن الحسن بن السطام الشيبانى التبريزى الخطيب، أبو زكريا 28 - 30 817 - يحيى بن المبارك بن المغيرة، أبو محمد العدوى المعروف باليزيدى المقرئ النحوى اللغوى 31 - 39 818 - يحيى بن يحيى- المعروف بابن السمينة القرطبى الأندلسى النحوى اللغوى الحاسب المنجم الطبيب 40 819 - يحيى بن محمد، أبو محمد الأرزنى النحوى 40 - 42 820 - يحيى بن سلامة بن الحسين الحصكفى النحوى 42 - 43 821 - يحيى بن سعدون بن تمام بن محمد الأزدى، أبو بكر 43 - 44 822 - يحيى بن معطى النحوى 44 - 45 823 - يعيش بن علىّ بن يعيش العدل الخطيب النحوى المدعو بالموفق 45 - 50 824 - يعقوب بن إسحاق بن عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمى 51

825 - يعقوب بن محمد بن أحمد الفارسىّ الأديب البارع الكردى 51 - 56 826 - يعقوب بن إسحاق السكيت، أبو يوسف النحوى اللغوى 63 827 - يعقوب بن على الزبيدىّ الصقلى اللغوى 63 - 64 828 - يعقوب بن نصر الدارقزى 64 - 65 829 - يوسف بن سليمان بن عيسى النحوى 65 - 67 830 - يوسف بن الحسن بن عبد الله السيرافى النحوى اللغوى الإخبارى، أبو محمد 67 - 69 831 - يوسف بن أحمد، أبو يعقوب النحوى الدباغ الصقلى 70 832 - يوسف بن خيرون النحوى الأديب الأندلسى 71 833 - يوسف بن الحسن بن يوسف بن محمد بن إبراهيم ابن إسماعيل الخارزنجى 71 834 - يوسف بن خروزاذ النّجيرمى 72 - 73 835 - يونس بن أحمد بن إبراهيم الوفراوندى النحوى 73 836 - يونس بن حبيب، أبو عبد الرحمن الضبى النحوى 74 - 78 837 - اليمان بن أبى اليمان البندنيجى، أبو بشر الضرير الأديب الفاضل الشاعر اللغوى 79 838 - يزيد بن الحر، أبو زياد الطائى- ويقال الكلابى 79 839 - يموت بن المزرع، أبو بكر 80 840 - ياقوت بن عبد الله الحموى 80 - 98

الكنى

الكنى 841 - أبو الأزهر البخارى اللغوى 99 842 - أبو بكر القارىّ الرازى النحوى اللغوى 100 843 - أبو بكر النحوى البستى 101 844 - أبو البيداء، واسمه أسعد بن عصمة 102 845 - أبو تراب 102 - 103 846 - أبو توبة زياد بن زياد الأعرابى 103 - 104 847 - أبو ثوابة الاسدى 104 848 - أبو ثروان العكلى 105 849 - أبو جعفر الرؤاسى الكوفى النحوى 105 850 - أبو الحسن بن معقل النحوى 109 851 - أبو الحسن الأحمر 110 852 - أبو الحسن الطولقى 110 - 111 853 - أبو الحسن الأهوازى 111 854 - أبو الحسن بن المقيدسى النحوى 111 855 - أبو الحسن بن أذين النحوى البصير 112 856 - أبو الحسن الأغر 113 857 - أبو الحسن بن الطراوة المالقى النحوى 113 - 115 858 - أبو الحسن الزعفرانى النحوى البصرى 115 - 116 859 - أبو الحسن الجيشى النحوى 116 860 - أبو حسان الضرير التدمرى المقرئ النحوى 116 861 - أبو خيرة، واسمه نهشل بن زيد 117 - 118 862 - أبو الخطاب بن عون الجزيرى النحوى الشاعر 118 - 119 863 - أبو الخطاب البهدلى، واسمه عمرو بن عامر 119

ومن الأعراب الذين دخلوا الحاضرة جماعة، وهم

ومن الأعراب الذين دخلوا الحاضرة جماعة، وهم: 864 - أبو الهيثم الأعرابىّ 120 865 - أبو المجيب الربعى 120 866 - أبو الجراح العقيلى 120 867 - أبو صاعد الكلابى، واسمه يزيد بن محيا 120 868 - العدبّس الكنانى 120 869 - أبو زكريا الأحمر 120 870 - أبو أدهم الكلابى 120 871 - أبو الصقر العدوى 120 872 - عتبة أم الحمارس 120 873 - أبو قرة الكلابى 120 874 - أبو الحدرجان 120 875 - أبو تمام الجزار 120 876 - أبو الحصين الهجيمى 120 877 - مكوزة 120 878 - أبو الغمر، واسمه العلاء بن بكر بن عبد رب 120 879 - أبو زياد ويقال: الأعور بن براء الكلابى 121 880 - أبو القمقام الفقعسى 121 881 - الصقيل، ويكنى أبا الكميت العقيلى 121 882 - أبو فقعس لزاز 121 883 - أبو الدقيش القنائى الغنوى 121 884 - أبو السفر الكلابى 121

885 - هدّاب الهجيمى 121 886 - غنية أم الهيثم 121 887 - ردّاد الكلابى 121 888 - قريبة أم البهلول الأسدية 121 889 - أبو دثار الفقعسى 121 890 - جزلة الحرقية 122 891 - أبو الكبش الباهلى 122 892 - أبو صالح الطائى 122 893 - أبو الكيش النميرى 122 894 - أبو السمح الطائى 122 895 - أبو الوليد الكلابى 122 896 - أبو على اليمامى 122 897 - الرهيمى 122 898 - عرام بن الأصبغ السلمىّ 122 899 - أبو حجار عبد الرحمن بن منصور الكلابى 122 900 - هرم بن زيد الكلبى 122 901 - ابن زيد المازنى 122 902 - أبو النعمان 122 903 - أبو المسلم العاصى 123 904 - أبو مشقر 123 905 - جرو بن قطن 123 906 - أبو المضرحى 123 907 - أبو الخنساء 123 908 - أبو دعامة العبسى 123

909 - أبو رياش البصرى 124 - 126 910 - أبو الرجاء بن حرب الحلبى النحوى 126 - 127 911 - أبو زياد الكلابى، واسمه يزيد بن عبد الله بن الحرّ 127 912 - أبو سفيان بن العلاء، أخو أبى عمرو بن العلاء 128 913 - أبو سوار الغنوى 128 914 - أبو السخاء الحائك الحلبى النحوى 128 - 129 915 - أبو سعيد بن حرب بن غورك النحوى الإفريقى القروىّ 129 916 - أبو الشمخ 130 917 - أبو شبل العقيلى، واسمه الخليج 130 918 - أبو طالب المكفوف النحوى الكوفى 130 919 - أبو عمرو بن العلاء المقرئ النحوى 131 - 138 920 - أبو عبد الله بن الجلاب الواسطى النحوى المقرئ الضرير 140 - 141 921 - أبو عبد الله بن عاصم النحوى الأندلسى 141 922 - أبو عبد الله الفهرى اللغوى، غلام أبى على القالى 142 923 - أبو عبد الله حسين بن محمد التميمىّ العنبرى الدارونى القيروانى المغربى النحوى الإفريقى- المعروف بابن أخت العاهة 143 - 145 924 - أبو عبد الله بن رطوية النحوى 145 - 147 925 - امرأة نحوية تعرف بابنة الكنيزىّ 147 926 - أبو عبد الله النحوى الفزارى المغربى 148 927 - أبو عدنان، وهو عبد الرحمن بن عبد الاعلى السلمى ويقال: اسمه ورد بن حكيم 148 928 - أبو العميثل واسمه عبد الله بن خالد 149 - 150

929 - أبو عبيد أحمد بن محمد بن أبى عبيد العبدى الأديب الهروى 150 - 151 930 - أبو عثمان الأشناندانى اللغوى الراوية 151 931 - أبو علقمة النحوى 152 932 - أبو على السنجى القيروانى المكفوف النحوى 153 933 - أبو على الحرمازى، واسمه الحسن بن على 153 934 - أبو عرار 153 - 154 935 - أبو الفضل النوشجانى 154 936 - أبو الفتح بن الأشرس النحوى النيسابورى 154 - 157 937 - أبو الفتح بن المقدر الأصبهانى النحوى، واسمه منصور بن محمد 157 - 158 938 - أبو الفهد 158 939 - أبو الفوارس المروزى اللغوى، واسمه داود بن محمد ابن صالح 158 940 - أبو القاسم العطار النحوى الأندلسى 159 941 - أبو القاسم الدقاق النحوى البغدادى 159 942 - أبو القاسم بن فيره بن أبى القاسم الرعينى الشاطبى الأندلسى المكفوف المقرئ النحوى اللغوى 160 - 162 943 - أبو القاسم بن أبى منصور النحوى الحلبى- المعروف بابن الحبرانى 163 - 167 944 - أبو القاسم بن أحمد بن الموفق اللورقى الأندلسى النحوى- المعروف بالعلم 167 - 168 945 - أبو المهند النحوى 169

946 - أبو مسلم النحوى 169 - 170 947 - أبو مسحل، واسمه عبد الله بن حريش اللغوى الراوية 170 - 172 948 - أبو المنهال عيينة بن المنهال 172 949 - أبو محلم البغدادى- وقيل: الشيبانى، واسمه محمد ابن سعد 173 950 - أبو محمد النحوى الصقلى، المعروف بالدمعة 173 951 - أبو محمد الأعرابى المعروف بالأسود الغندجانى 174 - 175 952 - أبو منصور الجبان النحوى 176 - 177 953 - أبو منصور محمد بن أحمد بن طلحة بن نوح بن الأزهر الأزهرى الهروى اللغوى الشافعى 177 - 181 254 - أبو موسى بن مزدان النحوى الكوفى 181 955 - أبو مسهر محمد بن أحمد بن مروان بن سبرة 182 956 - أبو مهدية، واسمه أفار بن لقيط الأعرابى 182 - 183 957 - أبو مالك الطرماح، واسمه أمان بن الصمصامة بن الطرماح بن حكيم القروى 183 - 184 958 - أبو المعالى البرمكى اللغوى 184 - 185 959 - أبو معاذ النحوى المروزى المقرئ اللغوىّ 185 960 - أبو نوفل بن أبى عقرب 185 961 - أبو نصر غلام الأصمعى، اسمه أحمد بن حاتم 186 962 - أبو الندى بن الغندجانى النحوى الأديب 187 963 - أبو الهيذام العقيلى، واسمه كلاب بن حمزة 187 964 - أبو الهيثم الرازى 188 965 - أبو هلال العسكرى 189 966 - أبو يعلى بن أبى زرعة الباهلى النحوى البصرى 190

الأبناء

الأبناء 967 - ابن أبى حجر السنجارى النحوى 190 968 - ابن أبى نوح المصرى 190 - 191 969 - ابن خروف النحوى الأندلسى 191 - 192 970 - ابن سيد الأندلسى 192 - 193 971 - ابن ضمضم الكلابى، أبو عثمان، واسمه سعيد بن ضمضم 193 972 - ابن طريف اللغوى الأندلسى 193 973 - ابن طاهر النحوى الأندلسى، المدعو بالخدبّ 194 - 195 974 - ابن العافية النحوى الأندلسى 195 975 - ابن قادم النحوى 196 976 - ابن ملكون النحوى الأندلسى 196 - 197

فهرس الأعلام المترجمة فى الحواشى

فهرس الأعلام المترجمة فى الحواشى (ء) / صفحة ابن الأثير الجزرى- على بن محمد بن محمد - أحمد بن بكر بن أحمد ابن بقية العبدى، أبو طالب ... 69 أحمد بن فرح بن جبريل، أبو جعفر. 57 ابن أشرس- ثمامة بن أشرس النميرى الأعمش- سليمان بن مهران الأسدى. (ب) بختيار، أبو منصور، عز الدولة. 140 بهاء الدولة بن عضد الدولة .. 141 (ت) التنوخى- المحسن بن على بن محمد (ث) ثمامة بن أشرس النميرى المعتزلى. 19 (ج) ابن أبى جرادة- عمر بن أحمد بن هبة الله. جعفر بن يحيى بن خالد البرمكى. 7 أبو جعفر البحائى- محمد بن إسحاق جناد بن واصل ... 153 (ح) ابن الحاجب- عثمان بن أبى بكر بن يونس الكردى. الحجاج بن يوسف الثقفىّ ... 134 الحذاء- خالد بن مهران. الحسن بن سهل السرخى، أبو محمد 9 الحسن بن محمد المهلبى- الوزير. 125 الحسن بن يسار البصرى، أبو سعيد. 133 (خ) خالد بن مهران المجاشعى- المعروف بالحذاء ... 27 الخالدى- سعيد بن هاشم. خليفة بن خياط بن خليفة الشيبانى المعروف بشباب ... 24 الخوارزمى- محمد بن العباس أبو بكر (ز) الزوزنى- محمد بن إسحاق زياد بن يحيى بن زياد، أبو الخطاب 74 (س) سبط أبى منصور الخياط- عبد الله ابن على

(ط)

سعيد بن هاشم، أبو عثمان الخالدى. 124 سليمان بن مهران الأسدى .. 132 شباب- خليفة بن خياط بن خليفة الشيبانى. (ط) الطوال- محمد بن أحمد بن عبد الله الطوال (ع) عبد الله بن إدريس الكوفى .. 109 عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعى 150 عبد الله بن على بن أحمد بن عبد الله سبط أبى منصور الخياط. 43 عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام بن محمد 135 أبو عثمان الخالدى ... 124 عثمان بن عمر بن يونس الكردى. 47 ابن العديم- عمر بن أحمد بن هبة الله عسكر بن أبى نصر بن إبراهيم الحموى التار 80 عضد الدولة- فنا خسرو. على بن محمد بن محمد المعروف بابن الأثير 84 عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبى جرادة 126 عمر بن بكير .... 9 عمرو بن عبيد بن باب ... 129 (غ) غازى بن صلاح الدين بن يوسف بن أيوب 126 (ف) الفخر الرازى (محمد بن عمر) .. 48 ابن الفرات- محمد بن عبد الرحيم فنا خسرو- الملقب بعضد الدولة .. 140 فيروز- بهاء الدولة بن عضد الدولة (ق) القاسم بن أحمد بن الموفق الأندلسى. 48 القاسم بن الحسين صدر الأفاضل. 47 (ك) كافور الإخشيدى أبو المسك .. 112 كمال الدين بن العديم- عمر بن أحمد. (ل) ابن لنكك- محمد بن محمد بن جعفر البصرى (م) محب الدين- محمد بن محمود المعروف بابن النجار .... 47 المحسن بن على بن محمد بن أبى الفهم التنوخى 140 محمد بن أحمد بن عبد الله الطوال. 13 محمد بن إسحاق بن على الزوزنى، البحاثى 55 محمد بن الحسن بن فرقد الشيبانى .. 19

(ن)

محمد بن العباس، أبو بكر الخوارزمى. 101 محمد بن عبد الرحيم بن على بن الحسن، المعروف بابن القرات المصرى. 60 محمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعى. 57 محمد بن على الثعلبى، أبو نصر الكاتب 115 محمد بن محمد بن جعفر المعروف بابن لنكك 125 محمد بن محمود المعروف بابن النجار. 47 محمد بن موسى بن عثمان بن حازم الحازمى 100 المهلبى، الوزير- الحسن بن محمد. (ن) ابن النجار- محمد بن محمود. أبو نصر الكاتب- محمد بن على الثعلبى. ابن معين- يحيى بن معين. (و) الواقدى (محمد بن عمر بن واقد). 13 (ى) يحيى بن معين .... 131

موضوعات هذا الجزء

موضوعات هذا الجزء حرف الياء 7 - 98 الكنى 99 - 190 الأبناء 191 - 196 فهرس التراجم 199 - 207 فهرس الأعلام المترجمة فى الحواشى 209 - 211

الفهارس العامة لجميع الأجزاء

الفهارس العامّة لجميع الأجزاء 1 - فهرس الأعلام 2 - فهرس الأمم والقبائل والفرق 3 - فهرس الأماكن والبلدان 4 - فهرس الكتب 5 - فهرس الشعر 6 - فهرس أنصاف الأبيات 7 - فهرس مراجع التحقيق

1 - فهرس الأعلام

1 - فهرس الأعلام «1» (أ) 145 - آدم بن أحمد الهروى 1: (271) الآمدى، أبو الحسن- على بن عبد الله الآمدى، أبو الحسن. الآمدى، أبو على- الحسين بن سعد بن الحسين الآمدى. الآمدى، أبو القاسم- الحسن بن بشر الآمدى. أبان بن طارق 2: 25 ح أبان بن عثمان القفطى 1: 170/ 2: 84 ابن أبان الإشبيلى- أحمد بن أبان بن سيد الأبذى، أبو الحسن 2: 334 ح إبراهيم بن أحمد البادرانى 1: 185 إبراهيم بن أحمد الخرقى 1: 69 95 - إبراهيم بن أحمد، أبو إسحاق الطبرى- المعروف يتيزون 1: (193، 194) /3: 175، 176 إبراهيم بن أدهم 3: 159 ح، 161 93 - إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق الحربى 1: 71، 175، 177، (190، 193) /2: 352، 354، 360، 367 إبراهيم بن إسحاق المصعبى 4: 57 إبراهيم بن إسماعيل بن أبى حبيبة 3: 61 إبراهيم بن إسماعيل بن داود العبرتانى 2: 273/ 3: 278 94 - إبراهيم بن إسماعيل الطرابلسى المعروف بابن الأجدابى 1: (193) إبراهيم بن الأغلب بن سالم التميمىّ 1: 249 ح/ 2: 209 إبراهيم بن أيوب المعروف بابن ماسى 3: 171 98 - إبراهيم بن زادرة السجلماسى 1: (202) 96 - إبراهيم بن السرى بن سهل الزجاج 1: 41، 42، 134، 136، 183 (194 - 201)، 205، 243، 320، 323/ 2: 28، 39، 349، 358/ 3: 54، 59، 68، 141، 148، 149، 151، 152، 196، 197، 232، 249، 250، 360 إبراهيم بن سعد الأعرابى 4: 153 100 - إبراهيم بن سعدان الشيبانى 1: (204) إبراهيم بن سعيد الجوهرى 2: 367 ح

99 - إبراهيم بن سعيد بن الطيب 1: (202 - 203) /2: 340 إبراهيم بن سعيد بن عبد الله النعمانى، أبو إسحاق الحبال 1: 75، 353/ 2: 191/ 3: 188 ح/ 4: 63، 109 97 - إبراهيم بن سفيان الزيادى 1: (201، 202) /2: 261 101، 305 - إبراهيم بن صالح، النيسابورى الوراق 1: (204 - 205/ 2: 90) إبراهيم بن صالح بن مجالد 3: 132 إبراهيم بن أبى طالب 2: 131 إبراهيم بن طهمان 3: 143 إبراهيم بن عبد الرحمن الزيادى 1: 283 إبراهيم بن عبد الرزاق 2: 308 ح إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمى 1: 242 إبراهيم بن عبد العزيز البغوى 2: 292 ح/ 3: 22 102 - إبراهيم بن عبد الله النجيرمى 1: (205، 206) /3: 113 92 - إبراهيم بن عبد الله، الغزال 1: (189) إبراهيم بن عبد الله، الكرمانى 3: 204 ح إبراهيم بن عبد الله بن حسن العلوى 3: 302 ح، 304، 305 إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجى، أبو مسلم 3: 53 ح، 57 إبراهيم بن عثمان 2: 300 104 - إبراهيم بن عثمان، أبو القاسم المعروف بابن الوزان 1: (207 - 209) إبراهيم بن على بن إبراهيم بن سلمة 1: 130 إبراهيم بن على بن عبد السلام 3: 113 103 - إبراهيم بن على الفارسى الشيرازى 1: (206، 207) /2: 98، 287، 289، 337 إبراهيم بن عمر البرمكى 3: 196 إبراهيم بن عيسى الذهلى 1: 125 105 - إبراهيم بن الفضل الهاشمى 1: (209، 210) إبراهيم بن فهد الساجى 3: 234 106 - إبراهيم بن قطن المهرى 1: (210) 107 - إبراهيم بن ليث بن إدريس التجيبى، 1: (211) إبراهيم بن محمد الإسفرايينى 2: 186 ح 114 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم النسائى الفراوى 1: (222، 223) 110 - إبراهيم بن محمد بن زكريا المعروف بابن الإفليلى 1: 66، (218، 219) 2: 207/ 3: 109/ 4: 65، 66 112 - إبراهيم بن محمد بن سعدان 1: (220) إبراهيم بن محمد بن سفيان 3: 64 118 - إبراهيم بن محمد الشماسى 1: (211) إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن المدبر: 1: 186/ 2: 277 ح 109 - إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدى، المعروف بنفطويه 1: 136، 174، 187، (211 - 217)، 242/ 2: 21، 308/ 3: 107، 207 111 - إبراهيم بن محمد بن العلاء الكلابزى 1: (230)

115 - إبراهيم بن محمد العمرى 1: (223) 103 - إبراهيم بن محمد بن محمد العلوى 1: (220، 221) إبراهيم بن محمد المسمعى 3: 242 976 - إبراهيم بن محمد بن ملكون الإشبيلى 4: (196، 197) إبراهيم بن محمد بن يحيى، أبو إسحاق المزكى 3: 193 ح إبراهيم بن أبى محمد اليزيدى- إبراهيم بن يحيى. إبراهيم بن مخلد 2: 152 إبراهيم بن المدبر- إبراهيم بن محمد بن عبيد الله ابن المدبر. 116 - إبراهيم بن مسعود بن حسان 1: (224) إبراهيم بن المنذر الحزامى 1: 173 إبراهيم بن مهاجر 2: 331، 332/ 3: 298 إبراهيم بن مهدىّ 2: 350 إبراهيم الموسوس 3: 206 إبراهيم بن موسى بن جميل 3: 216 ح إبراهيم الموصلى 1: 250، 263، 264/ 3: 269 إبراهيم المؤيد بن المتوكل (الخليفة) 1: 204 ح/ 4: 59 إبراهيم بن هارون 4: 57 إبراهيم بن هرمة 1: 259 ح/ 2: 365 117 - إبراهيم بن يحيى بن المبارك بن المغيرة، المعروف بابن اليزيدى 1: (224 - 226) 2: 153/ 3: 238/ 4: 31، 37 أبو إبراهيم العلوى الحلبى 4: 119 أبىّ بن كعب 3: 206 ح الأبيوردى- محمد بن أحمد، أبو المظفر الأثرم- على بن المغيرة ابن الأثير- على بن محمد بن محمد بن عبد الكريم - المبارك بن محمد - محمد بن المبارك - محمد بن محمد، أبو الفتح ضياء الدين ابن الأجدابى- إبراهيم بن إسماعيل 111، 970 - أحمد بن أبان بن سيد 1: (65، 66) /2: 334/ 4: 77 (257) باسم «ابن سيد الأندلسى» 4 - أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل 1 (60) 7 - أحمد بن إبراهيم الباخرزى، أبو نصر- 1: (63، 64) أحمد بن إبراهيم بن أبى خالد الطبيب- 2: 173 ح أحمد بن إبراهيم الرازى 2: 220 3 - أحمد بن إبراهيم السيارى 1: (59) أحمد بن إبراهيم بن شاذان 3: 60، 234 235 5، 90، 909 - أحمد بن إبراهيم الشبهانى، أبو رياش 1: (60، 61، 188) /4: (124 - 126) 6 - أحمد بن إبراهيم بن أبى عاصم اللؤلؤى 1: (62، 63) 8 - أحمد بن إبراهيم القمى 1: (64) أحمد بن إبراهيم بن محمد الشجرى 2: 190 أحمد بن إبراهيم المروزى 2: 351 أحمد بن إبراهيم بن يوسف 1: 326 أحمد بن أحمد الوراق أبو الطيب المعروف بابن أخى الشافعى 1: 78 ح، 277/ 4: 106

13 - أحمد بن أسباط النصيبى 1: (67) أحمد بن إسحاق البهلول الأنبارى 1: 242/ 3: 156 ح أحمد بن إسحاق بن سعيد القطربلى 1: 183 أحمد بن إسحاق الصيدلانى 3: 275 9 - أحمد بن إسحاق أبو الطاهر- ويعرف بالجفر الحميرى 1: (64) 10 - أحمد بن إسحاق بن موهوب الجواليقى 1: (65) 14 - أحمد بن إسماعيل بن بشر، المعروف بابن الأغبس 1: (68) 12 - أحمد بن أبى الأسود 1: (66، 67) أحمد الأشنهى 1: 343 أحمد بن بختيار المندائى، 3: 24 أحمد بن برهان المعروف بابن الغاسلة- إقبال ابن على 527 - أحمد بن بكر بن أحمد بن بقية العبدى، 2: 357، (386 - 388) /4: 69 أحمد بن بكر الخويى 3: 341 أحمد بن بويه معز الدولة 3: 172 ح/ 4: 125 15 - أحمد بن جعفر، أبو على الدينورى 1: (68، 69)، 144، 145/ 3: 225 أحمد بن جعفر القطبعى 3: 60 ح أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادى 2: 154/ 3: 140، 200 أحمد بن جعفر المعروف بجحظة البرمكى 2: 252 ح 18، 961 - أحمد بن حاتم، غلام الأصمعى: (36، 27) /4: (186، 187) باسم أبى نصر غلام الأصمعى أحمد بن الحارث الخزاز 2: 273 20 - أحمد بن حذيفة البستى 1: (73) أحمد بن حرب المهلبى (صاحب الطيلسان) 3: 243 ح أحمد بن الحسن بن الخطيب 1: 130 أحمد بن الحسن دبيس 3: 229 16، 351، 655 - أحمد بن الحسن ابن العباس بن الفرج بن شقير، 1 (69، 70)، 243/ 2: (135) باسم عبد الله ابن محمد بن شقير، أبو بكر» / 3: (151) باسم محمد بن شقير 17 - أحمد بن الحسين بن أحمد، أبو طاهر النقار 1: (70، 171) أحمد بن الحسين، أبو الفضل- المعروف بالبديع الهمذانى 1: 128، 130/ 3: 107 ح 21 - أحمد بن الحطيئة، أبو العباس المغربى 1: (74، 75) 22 - أحمد بن حمزة التنوخى: 1 (75) /4: 112 23 - أحمد بن خالد، أبو سعيد الضرير 1: (76) /4: 101 24 - أحمد بن داود، أبو حنيفة الدينورى 1: (76، 77) /3: 43/ 4: 13 أحمد بن ذكوان 1: 73 أحمد الراضى بن المقتدر (الخليفة) 3: 203 ح، 204، 205 أحمد بن رضوان 3: 154 أحمد بن رياح، قاضي البصرة 1: 288 ح أحمد بن زكريا الفارسى 3: 169 أحمد بن سعد بن أحمد بن نفيس 2: 164 ح 26 - أحمد بن سعيد الدمشقى 1: (79، 80)، 243

أحمد بن سعيد بن سلم 1: 181 أحمد بن سعيد بن على العجلى، أبو على الهمذانى 3: 50 ح، 51 أحمد بن سليمان الفقيه 3: 164 25 - أحمد بن سليمان المعبدى 1: (79) أحمد بن سهل التميمىّ 3: 21 ح 27 - أحمد بن شريس القيروانى الإفريقى 1: (80) أحمد بن شعيب النسائى صاحب السنن 2: 158 ح/ 3: 326 أحمد بن شهردان 3: 363 أحمد بن طاهر المنجم 1: 130 أحمد بن أبى طاهر 2: 266/ 3: 309 ح، 369 أحمد بن طلحة المعتضد بالله (الخليفة) 1: 73، 192 ح، 196، 199/ 2: 24/ 3: 232 أحمد بن عاصم 3: 21 ح أحمد بن عبد الجبار بن الصيرفى، أبو سعيد 3: 368 34 - أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس، الأطرابلسى 1: (121) 35 - أحمد بن عبد الرحمن بن محمد، المعروف بالهيثم 1: (121)، 327/ 3: 234 36 - أحمد بن عبد السيد بن على المعروف بابن الأشقر 1: (122)، 173 19 - أحمد بن عبد العزيز بن فرج بن أبى الحباب 1: (72، 73) أحمد بن عبد الله بن أحمد، أبو نعيم 1: 326 ح، 354، 374/ 2: 82، 149، 204، 253/ 3: 29، 142 30 - أحمد بن عبد الله بن طريف 1: (118) 29 - أحمد بن عبد الله بن سليمان، أبو العلاء المعرى 1: (81، 118)، 369/ 2: 158، 176، 216، 233، 234/ 3: 49/ 4: 28 أحمد بن عبد الله بن شبيل، أبورياش- أحمد بن إبراهيم الشيبانى. 91 - أحمد بن عبد الله بن عبد الجليل التدميرى 1: (189) 28 - أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة 1: (80، 81)، 243، 297/ 2: 144/ 3: 83، 97، 134، 216 31 - أحمد بن عبد الله المعبدى 1: (118) أحمد بن عبدوس الوفراوندى 1: 108 33 - أحمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر 1: 69، 70، (119، 121) /3: 207/ 4: 37 32 - أحمد بن عبيد الله بن الحسن بن شقير أبو العلاء 1: (119) أحمد بن عبيد الله السهرديرى 2: 216 أحمد بن عبيد الله العاقولى 2: 284 أحمد بن عطاء بن أحمد بن الروذبارى 1: 179 ح/ 3: 46 أحمد بن على بن إبراهيم، المعروف بابن الزبير 3: 78 ح أحمد بن على بن أحمد 1: 105 أحمد بن على بن برهان 1: 340، 343 40 - أحمد بن على البيهقى، المعروف ببوجعفرك 1: (124، 125) أحمد بن على بن ثابت، المعروف بالخطيب (صاحب تاريخ بغداد) 1: 70 ح، أحمد بن على بن الحسين التوزى 2: 34، 63، 336 ح

41 - أحمد بن على حمويه 1: (125) /2: 333 أحمد بن على بن خيران 3: 46 ح أحمد بن على السيارى 2: 24 أحمد بن على الصيرفى 2: 355 أحمد بن على بن محمد، أبو الحسين الدامغانى 3: 268 ح 38 - أحمد بن على بن محمد، أبو عبد الله الرمان- المعروف بالشرابى 1: (123)، 139 37 - أحمد بن على بن محمد بن بطة 1: (122، 123) أحمد بن على بن هاشم، المعروف بابن الهاشمى 2: 164 ح 39 - أحمد بن على بن هبة الله- المعروف بابن الزوال 1: (123، 124) 43 - أحمد بن عمار بن أبى العباس المهدوى 1: (126، 127) 42 - أحمد بن عمر بن بكير 1: (125، 126) أحمد بن عمر بن روح بن على 2: 356/ 3: 297 ح أحمد بن عمر الوكيعى 3: 228 أحمد بن عمرو الحرشى 3: 352 أحمد بن عمرو بن مهير المعروف بالخصاف 3: 179 ح أحمد بن عيسى، أبو الفتح، الملقب بحمدويه 4: 145 44 - أحمد بن فارس، أبو الحسين 1: 129، (127 - 130) /3: 169/ 4: 101 أحمد بن فرح بن جبريل 4: 57 ح 45 - أحمد بن قاسم- المعروف بابن الأديب 1: (131) أحمد بن القاسم، صاحب أبى عبيد 3: 22 ح 47 - أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة 1: (132، 133)، 216، 263، 264، 300، 357/ 2: 150/ 3: 19، 164 46 - أحمد بن كليب 1: (131، 132) أحمد بن مالك الخزاعى 1: 224 أحمد بن مالك القشيرى 3: 298 أحمد بن المبارك بن عبد العزيز الأزجى 1: 103 57 - أحمد بن محمد، أبو حامد الخارزنجى البشتى 1: (142 - 154) /3: 65 69 - أحمد بن محمد، أبو العباس المهلبى 1: (164) 59 - أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبى 1: (154، 155) 63 - أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابى 1: (160) أحمد بن محمد بن إبرهيم، المعروف بابن طباطبا 1: 323 ح أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو طاهر السلفى 1: 75 ح 61 - أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم، الميدانى 1: (156 - 159) /3: 302 أحمد بن محمد بن أحمد الإسفرايينى 2: 69 ح 52 - أحمد بن محمد بن أحمد بن سلمة 1: 122، (139، 140) 56 - أحمد بن محمد بن أحمد بن شهردار 1: (141) 73 - أحمد بن محمد بن أحمد أبو بكر التميمىّ 1: (165، 166) أحمد بن محمد بن أحمد البرقانى 1: 303 ح 230 - أحمد بن محمد بن إسحاق الحرمى أبو العلاء 1: (373)

50 - أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو جعفر بن النحاس 1: 42، 99، 134، 135 (136 - 139)، 173/ 2: 191، 230/ 3: 186، 188/ 4: 60 أحمد بن محمد البستنبان 1: 242 أحمد بن محمد بن بشار العجوزى 3: 249 ح أحمد بن محمد بن بكر، الهزانى 2: 367 ح 80 - أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز، 1: (169) /2: 357/ 3: 202 76 - أحمد بن محمد بن جعفر 1: (168) 78 - أحمد بن محمد بن الحداد 1: (169) أحمد بن محمد بن حسان 1: 204 55 - أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقى، 1: (141) 71 - أحمد بن محمد بن الحسين بن سليط 1: (164، 165) /4: 21 48 - أحمد بن محمد الحلوانى 1: (133) 72 - أحمد بن محمد بن حمدان، أبو الطيب، الإسفرايينى 1: (165) أحمد بن محمد بن حنبل 1: 256، 264/ 2: 54 ح، 116، 123/ 3: 16، 17، 18، 19، 21، 255 أحمد بن محمد بن رستم 3: 99 أحمد بن محمد بن سعيد 4: 19 أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوى 1: 282 ح 53 - أحمد بن محمد بن سليمان الصعلوكى 1: (140) 65 - أحمد بن محمد بن سنام، أبو العباس الضبعى 1: 163 أحمد بن محمد بن شراعة 2: 378 ح أحمد بن محمد بن عبد ربه 3: 231 54 - أحمد بن محمد بن عبد الله الزردى 1: (140، 141) أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو عمر الطلمنكى 2: 226 ح 58، 62 - أحمد بن محمد بن عبد الله السهلكى، الصفار 1: (154)، 159 (باسم أحمد بن محمد العروضى، أبو الفضل الصفار) أحمد بن محمد بن عبد الله القطان 1: 327 أحمد بن محمد بن عبد الواحد، أبو السعادات 1: 305 929 - أحمد بن محمد بن أبى عبيد العبدى الهروى 4: 25، 150، 151)، 154، 179 أحمد بن محمد العثمانى، 1: 232 67 - أحمد بن محمد العروضى 1: (163) 62 - أحمد بن محمد العروضى- أحمد بن محمد ابن عبد الله السهلكى 60 - أحمد بن محمد بن على الأدمى 1: (155)، 247/ 3: 175 77 - أحمد بن محمد بن على، أبو محمد العاصمى 1: (168) 70 - أحمد بن محمد العمركى الهمذانى 1: (164) أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمى، أبو بكر 1: 305 أحمد بن محمد بن الفرات 3: 147، 148 75 - أحمد بن محمد بن القاسم بن خذيو، الإخسيكثى 1: (167)

أحمد بن محمد بن كوثر، أبو جعفر البخارى الغرناطى 2: 228 ح 51 - أحمد بن محمد المدينى 1: (139) أحمد بن محمد بن مسروق 1: 59 ح أحمد بن محمد المقرى 2: 363 ح 68 - أحمد بن محمد بن منصور أبو بكر الخياط 1: (164) /3: 249/ 4: 169 أحمد بن محمد النحوى 2: 350 49 - أحمد بن محمد بن الوليد ولاد، أبو العباس التميمىّ 1: (134 - 136)، 138/ 2: 39، 349/ 3: 71، 325 64 - أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدى 1: 144، (161، 162)، 263/ 2: 153، 198/ 3: 13، 239، 240، 327/ 4: 31 66 - أحمد بن محمد بن يزديار، 1: (163) 79 - أحمد بن محمود بن عبديل، أبو بكر العبديلى 1: (169) أحمد المستعين بالله بن محمد المعتصم (الخليفة) 3: 158 ح 82 - أحمد بن مطرف الطائى 1: (170، 171) 84 - أحمد بن معد بن عيسى بن وكيل التجيبى- المعروف بالأقليشى 1: (171، 172) 81 - أحمد بن مغيث الصدفى 1: (170) أحمد بن مفرج العشاب الإشبيلى 2: 333 ح/ 4: 192 74 - أحمد بن منصور بن راشد الحنظلى 1: (166) أحمد بن منصور بن محمد الغسانى 2: 232 أحمد بن مهران بن خالد 2: 124 83 - أحمد بن موسى الرازى 1: (171) أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، أبو بكر 1: 178 ح، 243، 348، 359 2: 40، 308/ 3: 57، 59، 101، 205، 229، 362 أحمد الناصر لدين الله بن المستضىء بأمر الله (الخليفة) 2: 298 ح 85 - أحمد بن هبة الله بن العلاء، المعروف بابن الزاهد 1: 122، (173) أحمد بن هلال 1: 323 أحمد بن يحيى بن جابر البلاذرى 1: 79 ح 86 - أحمد بن يحيى بن زيد المعروف بثعلب 1: 59، 60، 68، 71، 72، 118، 123، 125، 130، 147، 149، 150، 152، 153، (173 - 186)، 190، 193، 199، 208، 214، 243، 251، 256، 259، 263، 264، 301، 215، 327، 365، 375/ 2: 6، 21، 22، 39، 40، 56، 57، 81، 92، 130، 151، 268، 276، 305، 314، 319، 320، 347، 356، 358، 360، 369، 371، 372/ 3: 19، 57، 59، 61، 92، 100، 104، 120، 130، 131، 132، 133، 141، 143، 156، 157، 158، 172، 173، 175، 206، 207، 225، 232، 234،

248، 249، 253، 310، 312، 359، 332، 361/ 4: 8، 9، 10، 18، 62، 100، 103، 107، 155، 194 87 - أحمد بن يحيى بن سهل بن السرى 1: (186، 187) أحمد بن يحيى المنجم 1: 243 88 - أحمد بن يحيى بن الوزير 1: (187) 89 - أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهانى المعروف ببزرويه 1: (187) /2: 21 أحمد بن أبى يعقوب بن واضح الكاتب 1: 288 أحمد بن يوسف، أبو نصر المنازى 1: 115 ح أحمد بن يوسف التغلبى، أبو عبد الله 1: 303 ح أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول 2: 355 ابن أحمد الأندلعبى، أبو القاسم 1: 310 أبو أحمد التميمىّ 2: 177 أبو أحمد الحاكم- محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق أبو أحمد عبد السلام البصرى- عبد السلام البصرى أبو أحمد العسكرى- الحسن بن عبد الله بن سعيد أبو أحمد الفرضى- عبيد الله بن محمد بن أحمد الأحمر- أبان بن عثمان البجلى - إسحاق بن مرار، أبو عمرو الشيبانى - أبو الحسن الأحمر - خلف البصرى - أبو زكريا الأحمر - على بن الحسن الكوفى - على بن المبارك الأحمر ابن الأحمر، أبو على 2: 243 أبو الأحوص سلام بن سليم 4: 15 الأخفش الأوسط- سعيد بن مسعدة الأخفش الصغير- على بن سليمان بن الفضل الأخفش الكبير- عبد الحميد بن عبد المجيد ابن الإخوة- أحمد بن محمد بن محمد العطار ابن الإخوة- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد إدريس بن عبد الكريم 2: 56 أبو إدريس الخولانى 2: 220 الأدفوى- محمد بن على الأدمى- أحمد بن محمد بن على 870 - أبو أدهم الكلابى 4: (120) أردشير بن بابك 3: 74 ح الأرزنى- يحيى بن محمد، أبو محمد الأرزنى أرسلان بن شارتكين، الأمير 3: 27 أرطاة بن سهية 3: 305 ابن أرقم- سليمان بن أرقم ابن أرقم- محمد بن أرقم الأرموى، أبو إسحاق 1: 166 841 - أبو الأزهر البخارى 1: 142/ 3/353/ 4 (99) ابن أبى الأزهر- محمد بن أبى الأزهر الأزهرى- محمد بن طلحة بن نوح 147 - أسامة بن سفيان السجزى 1: (272) أسامة بن منقذ 3: 273 ح الأستر اباذى- على بن أبى زيد الفصيحى - أبو غالب بن على بن غالب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلى، المعروف بابن راهويه 2: 144 ح، 150/ 3: 18، 19، 42، 75، 352 إسحاق بن إبراهيم المصعبى 3: 157، 158، 364

137 - إسحاق بن إبراهيم الموصلى، أبو محمد 1: (250 - 254) /2: 119، 272/ 3: 7، 19، 238، 277، 279/ 4: 31، 77 136 - إسحاق البغوى الكوفى 1: (250) إسحاق بن الجصاص 3: 290، 292/ 4: 153 139 - إسحاق بن الجنيد البزاز 1: (255) إسحاق بن خنيس 2: 149/ 4: 129 138 - إسحاق السكيت أبو يعقوب 1: (255) إسحاق بن سويد 4: 25. إسحاق بن أبى محمد اليزيدى 3: 238/ 4: 37 140 - إسحاق بن مرار، أبو عمرو الشيبانى 1: 44، 76، 144، (256 - 264) /2: 77، 360/ 3: 13/ 4: 57، 123، 178، 183 141 - إسحاق بن موهوب الجواليقى 1: (265) إسحاق بن يوسف الحذاقى 1: 223 ابن إسحاق (صاحب المغازى) - محمد بن إسحاق ابن يسار المطلبى ابن أبى إسحاق الحضرمى- يعقوب بن إسحاق ابن عبد الله ابن إسحاق النديم- محمد بن إسحاق أبى يعقوب أبو الفرج أبو إسحاق الحبال- إبراهيم بن سعيد أبو إسحاق بن أبى عمرو بن مطر 3: 275 أبو إسحاق المهتدى 3: 122 أسد بن عبد الله القسرى 2: 248 ح إسرائيل بن يونس 1: 100 ح أسعد تبع 1: 317 844 - أسعد بن عصمة أبو البيداء 4: 102 142 - أسعد بن على الحسينى 1: (265) 143 - أسعد بن مهذب بن زكريا بن مماتى، 1: (266 - 269) 144 - أسعد بن نصر بن أسعد، المعروف بابن العبرتى 1: (270) أسعد بن أبى نصر الميهنى 1: 340 ح، 343 الإسكافى، ابن قطن 1: 242 أسلم بن أحمد بن سعيد- المعروف بابن قاضي الجماعة 1: 131 ح أسماء بن خارجة الفزارى 2: 383 ح 120 - إسماعيل بن إبراهيم القيروانى 1: (227، 228) 119 - إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الربعى اليمنى 1: (226، 227) إسماعيل بن إبراهيم النبعى الحميرى 1: 316 إسماعيل بن أحمد الماضى الأمير 1: 73 118 - إسماعيل بن أحمد المعروف بابن الدجاجى 1: (226) إسماعيل بن إسحاق البصرى 1: 354/ 2: 131 ح 3: 242 إسماعيل بن إسحاق المصعبى 1: 180 إسماعيل بن أبى أويس 2: 149 إسماعيل بن بلبل، أبو الصقر 1: 177/ 3: 307 ح إسماعيل بن حجاج المقدسى 2: 194 121 - إسماعيل بن الحسين بن إسماعيل الكرمانى، بديع الزمان 1: (228) 122 - إسماعيل بن حماد الجوهرى 1: 204، (229 - 233) /2: 90/ 3: 62 إسماعيل بن أبى خالد 3: 351 إسماعيل بن زكريا 2/ 124 إسماعيل بن سبكتكين الأمر 3: 118

إسماعيل بن سعد بن أحمد بن لب 2: 221 إسماعيل بن سعيد بن سويد 2: 213/ 4: 36 124 - إسماعيل بن سيده الأندلسى 1: (234) إسماعيل بن صبيح 2: 319 123 - إسماعيل الضرير 1: (233) 127 - اسماعيل بن عباد، أبو القاسم- المشهور بالصاحب 1: 128، (236 - 238)، 346،/3: 116، 117، 118/ 4: 176 126 - إسماعيل بن عبد الله البزاز 1: (236) 125 - إسماعيل بن عبد الله بن ميكال 1: 73. (234 - 236) 128 - إسماعيل بن على، أبو على الحظيرى 1: (238) 129 - إسماعيل بن على بن يوسف الحميرى، أبو الطاهر 1: (338) إسماعيل بن عياش 1: 247 130 - إسماعيل بن القاسم، أبو على القالى- 1: 72، 218، 297. (239 - 244) / 2: 45، 46، 118، 153، 218، 288/ 3: 59، 63، 71، 72، 178، 207، 362/ 4: 172، 133 131 - إسماعيل القزاز 1: (245) 133 - إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، أبو على الصغار 1: (246 - 248) /3: 242 ح، 247 562 - إسماعيل بن محمد القمى 3: (37) إسماعيل بن محمد بن محمد بن ميكال، أبو العباس 3: 164 ح إسماعيل بن محمد النيسابورى 1: 230 ح إسماعيل بن مضارب 3: 275 إسماعيل بن المؤمل- إسماعيل الضرير 132 - إسماعيل بن موهوب الجواليقى 1: (245، 246) 134 - إسماعيل بن يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدى 1: (248) /3: 238/ 4: 37 إسماعيل بن يحيى المزنى، 3: 217 ح إسماعيل بن يعقوب بن إسحاق البهلول 3: 156 إسماعيل بن يعقوب الجواليقى 3: 275 135 - إسماعيل بن يوسف القيروانى- المعروف بالطلاء المنجم 1: (248، 245) الأسود الغندجانى- أبو محمد الأعرابى. أبو الأسود الدؤلى- ظالم بن عمرو. ابن سيده- إسماعيل بن سيده. ابن الأشرس- محمد بن محمد بن أحمد بن الأشرس الأشرف بهاء الدين أحمد 1: 275 الأشعرى- على بن إسماعيل، أبو الحسن ابن الأشقر- أحمد بن عبد السيد بن على الأشناندانى- سعيد بن هارون ابن الأصفر- محمد بن عبد الله، المعروف بابن الأصفر الأصمعى- عبد الملك بن قريب ابن أخى ألاصمعى- عبد الرحمن بن عبد الله ابن الأعرابى- محمد بن زياد، أبو عبد الله الأعرج 2: 368 أعشى قيس (ميمون بن قيس) 1: 148، 186، 261، 282/ 3: 82، 287، 351

(ب)

148 - الأعشى النحوى الأندلسى: أبو محمد 1: (273) الأعلم الشنتمرى- يوسف بن سليمان الأعمش- سليمان بن مهران 879 - الأعور بن براء الكلابى أبو زياد 4: (121) ابن أعين- حمران بن أعين أبو الأغر بن كلاب بن حمزة 4: 187 أبو الأغلب بن أبى العباس بن إبراهيم بن الأغلب 3: 152 أفار بن لقيط الأعرابى، أبو مهدية 4: (182، 183) الأفشتين- محمد بن موسى بن هاشم بن يزيد الأندلسى الأفضل بن بدر الجمالى 1: 266 ح/ 3: 79 أفضل الدين أميرك 3: 269 ابن الإفليلى- إبراهيم بن محمد بن زكريا 146 - إقبال بن على بن أبى بكر، ابن الغاسلة 1: (271، 272) /2: 172/ 3: 287 الأقليشى- أحمد بن معد بن عيسى الأكفانى- هبة الله بن أحمد ابن الأكفانى 2: 17: 230 ح 49 - الإمام المغربى النحوى 1: (273، 274) 957 - أمان بن الصمصامة 4: 192، (183، 184) امرؤ القيس (الكندى) 1: 96، 180، 221/ 3: 35، 278، 295 أمة السلام المباركة بنت إبراهيم 2: 318 ح أمية بن أبى الصلت 2: 40 الأنبارى- القاسم بن محمد بن بشار ابن الأنبارى- عبد الرحمن بن محمد، أبو البركات ابن الأنبارى- محمد بن القاسم بن بشار الأنبارى، أبو بكر الأنبوع (ممن ولى الملك في اليمن) 1: 316 أنو شروان بن خالد، أبو نصر- الوزير 3: 26 ح 150 - الأهنومى اليمنى 1: (274، 275) الأوارجى الكاتب 1: 198/ 3: 146 الأوزاعى 1: 44 أوس بن حجر 3: 302 ح أوس بن غلفاء 1: 120 ح إيتاخ التركى 1: 120 ح أيوب بن الحسن 3: 352 أيوب بن أبى شمير 3: 238 أبو أيوب، ابن أخت أبى الوزير 3: 240 (ب) ابن بابشاذ- طاهر بن أحمد الباخرزى- على بن الحسن بن على ابن أبى الطيب باديس بن حيوس البربرى 1: 299 ح باديس بن المنصور بلكين الحميرى الصنهاجى 2: 179 ح، 180 ابن باديس الصنهاجى- المعز بن باديس البرقانى البارد- زيد بن سليمان الحجرى البارع- الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس البارع- عبد الكريم بن على ابن بانويه- على بن المبارك ابن بانيس- عبد الباقى بن محمد الباهلى- أبو الكبش الباهلى

الباوردى- محمد بن أحمد بن على الببغاء- عبد الواحد بن نصر أبو الفرج البحاث- محمد بن على الزوزنى البحاثى- محمد بن إسحاق بن على الزوزنى البحترى 1: 98/ 3: 217، 253/ 4: 146، 163 بحرق الحضرمىّ 3: 25 البخارى- أبو الأزهر البخارى بختيار بن أحمد بن بويه 3: 87 ح/ 4: 140 بدر الدين حسن بن الداية- حسن بن الداية بدعة (جارية عريب المغنية) 1: 200، 320، 321 بديح المغنى 3: 269 ح البديع الهمذانى الكاتب- أحمد بن الحسين البديع الهمذانى العجلى- أحمد بن سعيد بن على أبو يديل الوضاحى 4: 16 151 - البر القرقيسى 1: (276) /2: 183 ابن البر- محمد بن على بن الحسن بن البر الصقلى. البربهارى، رئيس الحنابلة 1: 213، 215، 216 ابن أبى بردة- بلال بن أبى بردة برصوما الزامر 2: 272 ح البرغوث- ابن جكينا الحريمى البغدادى البرقانى- أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقى- عبد الله بن عبد الله الأندلسى ابن بركات السعيدى- محمد بن بركات أبو البركات التكريتى- محمد بن أحمد بن زيد أبو البركات الهاشمى الحلبى 3: 166 برمة- محمد بن جعفر الصيدلانى البرنيقى- على بن نصر بن سليمان، أبو الحسن ابن برهان، أبو القاسم- إقبال بن على البروجردى- حمد بن محمد بن فورجة البروجردى، ابن رواحة 1: 78 152 - بزرج بن محمد العروضى 1: (276 - 278) ابن بزرج- عبد الرحمن بن بزرج بزرويه- أحمد بن يعقوب بن يوسف البستنبان- أحمد بن محمد البستنبان البستى- محمد بن يحيى بن سعدان البستى أبو حاتم- محمد بن حبان البسطامى- عمر بن أبى الحسن البسطى- عبد الله بن محمد البسطى بشار بن برد 3: 329 153 - بشار الضرير الأندلسى 1: (278، 279) البشتى- أحمد بن محمد، أبو حامد الخارزنجى بشر بن الحكم العبدى 3: 252 بشر بن أبى خازم 1: 390 بشر بن أبى عمرو بن العلاء 4: 132، 136 بشر بن غياث المريسى 1: 253 ح/ 4: 13 بشر بن محمد السكرى 2: 149 بشر بن موسى 2: 352 بشر بن هارون 4: 57 ابن بشران- عبد الملك بن محمد أبو القاسم ابن بشران- محمد بن أحمد بن سهل، أبو غالب ابن بشران- محمد بن عبد الله

ابن بشران- محمد عبد الملك، أبو بكر القرشى ابن بشرى- على بن بشرى الصقلى بشكست- عبد العزيز القارى ابن بشكوال- خلف بن عبد الملك ابن بطلان- المختار بن الحسن بن بطلان ابن بطة- أحمد بن على بن محمد ابن البطى- محمد بن عبد الباقى ابن أبى بعرة- محمد بن الحسين البغوى- إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الرحمن البغوى- إسحاق البغوى النحوى الكوفى البغوى- عبد الله بن إسحاق البغوى- عبد الله محمد، المعروف بابن بنت منيع 158 - بقاء بن غريب 1: (291) أبو البقاء- عبد الله بن الحسين بن عبد الله البقالى- عثمان بن محمد بن أحمد البقالى البكائى- زياد بن عبد الله بن طفيل بكر بن أحمد بن سخيت الفارسى القزاز 2: 24 154 - بكر بن حبيب السهمى 1: (275، 276) 155 - بكر بن محمد بن بقية، أبو عثمان المازنى 1: 41، 68، 208، (281 - 291) /2: 5، 6، 32، 34، 39، 40، 59، 81، 82، 126، 261، 368، 369، 370، 372، 373، 383/ 3: 7، 242، 277/ 4: 128، 190 أبو بكر بن إسماعيل الوراق 2: 213 أبو بكر البستى- محمد بن يحيى بن سعدان أبو بكر بن على الحداد المصرى 1: 137 ح أبو بكر بن حرب 2: 177 أبو بكر بن حميد 1: 59 أبو بكر الخطيبى 3: 138 أبو بكر بن أبى خيثمة- أحمد بن زهير أبو بكر الصديق 1: 114، 223/ 2: 263، 327/ 4: 16 842 - أبو بكر القارى الرازى 4: 100، 101 أبو بكر بن محمد بن أحمد بن عبد الله 3: 205 أبو بكر المغيلى 2: 71 ح أبو بكر المفيد 3: 48 أبو بكر بن نجم الدين أيوب بن شادى- الملقب بالملك العادل 2: 240 أبو بكر الهذلى 3: 36 أبو بكر بن يوسف بن يعقوب بن البهلول 1: 242 بكيل بن جشم بن خيوان 2: 280 البلاذرى- أحمد بن يحيى بلال بن أبى بردة 1: 383/ 2: 105، 107 ابن بلبل- على بن الحسين ابن بلبل، أبو الصقر- إسماعيل الشيبانى، البلوطى- منذر بن سعيد القاضي ابن بليمة- الحسن بن خلف ابن البناء- الحسن بن أحمد بن عبد الله، بنان بن يعقوب الزقومى 4: 19 ابن بنان- محمد بن محمد بن محمد بن بنان، البندار- عبد الباقى بن محمد بن الحسين 157 - بندار الأصبهانى 1: (281) 159 - بندار بن عبد الحميد بن لرة 1: (292) /3: 311 ابن البندار الأصبهانى 1: 237.

(ت)

البهلول بن إسحاق البهلول 3: 156 ابن البواب، أبو الحسين 3: 202 بو جعفرك- أحمد بن على البيهقى ابن بوكردان- العباس بن بوكردان البيارى- على بن الحارث - على بن محمد السعيدى البيارى أبو البيداء- أسعد بن عصمة ابن البيسارى 3: 69 ابن البيع- محمد بن عبد الله الضبى النيسابورى، البيهقى- على بن زيد بن أبى القاسم (ت) تأبط شرا- ثابت بن جابر تاج الإسلام المروزى 1: 247، 305 تاج الدين بن حمدون 1: 236 تاج الدين الكندى- زيد بن الحسن بن زيد، أبو اليمن التاريخى- محمد بن عبد الملك التاريخى تاش الحاجب 1: 237 التبريزى- يحيى بن على التبريزى، أبو أحمد 2: 353 845 - أبو تراب 1: 144، 145، 146/ 4: (102، 103) الترمذى- محمد بن عيسى التسترى أبو سعد 2: 8 التكريتى أبو البركات- محمد بن أحمد بن زيد التكريتى أبو جعفر 2: 318 التككى- عبد الكريم بن الحسن ابن التلميذ- هبة الله بن أبى الغنائم بن التلميذ الطبيب. التمار- الحسين بن على بن محمد أبو الطيب 161 - تمام بن غالب المعروف بابن التيافى 1: (294، 295) /3: 215 أبو تمام (حبيب بن أوس) 1: 98، 219/ 2: 348/ 3: 45، 69، 70، 162/ 4: 149، 150 875 - أبو تمام الجزار 4: (120) تميم بن الحارث 1: 327 التنوخى- على بن المحسن التنوخى أبو توبة- زياد بن زياد الأعرابى التوّزى- أحمد بن على بن الحسين التوزى التوزى أبو محمد- عبد الله بن ثابت التوزى، أبو محمد- عبد الله بن هارون أبو محمد 160 - توفيق بن محمد بن الحسين بن زريق، أبو محمد 1: (293، 294) ابن التيانى- تمام بن غالب تيزون- إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق الطبرى (ث) 162 - ثابت بن أبى ثابت، أبو محمد 1: (296) ثابت بن جابر المعروف بتأبط شرا 3: 302 ثابت، أبو الدوام 1: 100 ثابت بن زيد بن قيس 2: 31 ثابت السرقسطى 3: 12 ثابت بن سنان، أبو الحسن 2: 227 163 - ثابت بن عبد العزيز الأندلسى 1: (297)

(ج)

164 - ثابت بن عمرو بن حبيب 1: (298) 165 - ثابت بن محمد الجرجانى 1: (298، 299) ثابت بن نصر بن مالك الخزاعى 3: 19 ح، 20 ابن ثروان- على بن ثروان 848 - أبو ثروان العكلى 2: 348، 359/ 4: (105) الثعالبى- عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعلبى- أحمد بن محمد بن إبراهيم ثعلب- أحمد بن يحيى ابن الثلاج أبو القاسم 1: 163، 193 ثلط الفيل- أبو الحسين المنبوز يثلط الفيل تمامة بن أشرس النميرى 4: 19 الثمانينى 2: 27 847 - أبو ثوابة الأسدى 4: (104) (ج) جابر بن زيد بن عبد الواحد بن عبد الله بن سليمان 1: 91 جابر بن عبد الله الأنصارى 2: 25 ح جابر بن يزيد بن الصباح العسكرى 1: 199 الجاحظ- عمرو بن بحر الجارودى أبو بكر 2: 149 الجبائى أبو هاشم- عبد السلام بن محمد جبلة الكوفى 4: 109 ابن جبلة 2: 282 الجبلى أبو الخطاب 2: 27 الجبيرى أبو عبيد 1: 243 الحجدرى أبو كامل 3: 298 أبو جحش السنجارى 2: 283 جحظة البرمكى- أحمد بن جعفر بن موسى جخجخ- عبيد الله بن أحمد ابن الجراح- أحمد بن محمد بن الجراح، أبو بكر 866 - أبو الجراح العقيلى 2: 317، 348/ 4: (120) أبو جرادة الوراق الحلبى 2، 286 ابن أبى جرادة- على بن عبد الله ابن أبى جرادة- عمر بن أحمد بن هبة الله ابن الجرار- عمر بن عثمان بن محمد بن عمير ابن أبى جرثومة- عيسى بن أبى جرثومة الجرجانى- على بن عبد العزيز - عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجانى أبو جعفر- محمد بن أحمد الجرجانى الجرجانى أبو عامر 1: 369 الجرجانى أبو عبد الله 1: 155 ابن جردة 2: 122 177 - الجرفى 1: (307) الجرمى- صالح بن إسحاق 905 - جرو بن قطن 4: (123) ابن جرو- عبيد الله بن محمد بن جرو ابن جريج- عبد الملك بن عبد العزيز ابن جرير الطبرى- محمد بن جرير جرير بن عطية 1: 213، 182/ 2: 381/ 3: 28، 282، 295 الجريرى- المعافى بن زكريا ابن الجزار القيروانى- أحمد بن إبراهيم ابن الجزرى 1: 50 890 - جزلة الحرقية 4: (122) الجزولى: عيسى بن يللبخت جزى 3: 161 ابن الجصاص- إسحاق بن الجصاص ابن الجعايى أبو بكر 2: 355 الجعد- محمد بن عثمان بن مسبح

ابن الجعد- على بن الجعد جعفر بن البهلول القاضي 2: 308 جعفر بن أبى حرب بن أبى الأسود الدؤلى 1: 56 جعفر بن سليمان بن على الأمير 2: 25/ 3: 283، 284/ 4: 149 166 - جعفر بن شاذان 1: (300) جعفر بن أبى طالب 1: 52 جعفر بن عبد الله بن على بن المفيد 2: 385 167 - جعفر بن على الصقلى، أبو محمد، المعروف بابن القطاع 1: (300، 301) جعفر بن الفضل بن حنزابة بن الفرات 3: 225 ح جعفر القاضي أبو القاسم 1: 321 جعفر المتوكل على الله المعتصم (الخليفة) 1: 119، 254، 285، 286، 287، 288/ 2: 115 ح/ 3: 243، 244، 245، 246، 249/ 4: 59، 61، 62، 63 جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطى 2: 357 168 - جعفر بن محمد بن إسماعيل بن الحسن ابن على بن أبى طالب 1: (301، 302) جعفر بن محمد بن على بن المدينى 3: 17 جعفر بن محمد بن محمد 1: 375 جعفر بن محمد بن أبى محمد اليزيدى 3: 239، 240 169 - جعفر بن محمد بن مكى القيسى 1: (302) جعفر المقتدر بالله، أبو الفضل بن المعتضد (الخليفة) 1: 235، 323/ 3: 59، 198 ح 170 - جعفر بن موسى، المعروف بابن الحداد 1: (303) 172 - جعفر بن هارون بن إبراهيم، أبو محمد الدينورى 1: (304) 171 - جعفر بن هارون بن زياد، أبو محمد 1: (303) جعفر بن يحيى بن خالد البرمكى 3: 240/ 4: 7 ح، 32، 35 أبو جعفر البحاثى- محمد بن إسحاق بن على أبو جعفر الدينورى- أحمد بن عبد الله بن مسلم أبو جعفر الرؤاسى- محمد بن أبى سارة أبو جعفر الطحاوى- أحمد بن محمد بن سلامان أبو جعفر عقدة 4: 16 أبو جعفر المروزى 4: 171 أبو جعفر الميكالى- محمد بن عبد الله بن إسماعيل أبو جعفر بن النحاس- أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو جعفر بن هارون الضبى 1: 323 أبو جعفر الوركانى- محمد بن الحسن بن الحسين الوثابى الجعفى- الحسين بن على الجعفى جعونة الكلابى المعروف بأبى الأجرب 2: 366 ح الجفر الحميرى- أحمد بن إسحاق المصرى الجفنى- محمد بن الحسين بن على الجفنى، المعروف بابن الدباغ الجلاب- عبد الرحمن بن حمدان الجلاب ابن الجلاب أبو أحمد 1: 310 الجماز- محمد بن عمرو الجماز ابن جماعة- عز الدين محمد بن أبى بكر الجمال البجلى البغدادى، المعروف بابن الفضل الكرخى 2: 323 جمال الدين- الحسن بن على بن صدقة جناد أبو محمد 4: 153 ح

(ح)

جناد بن واصل 1: 278 ح جنادة الهروى 3: 112 ابن الجندى أبو الحسن 3: 234 ابن جنى- عثمان بن جنى، أبو الفتح 174 - الجنيد بن محمد بن المظفر الطايكانى 1: (305) ابن الجنيد- إسحاق بن الجنيد البزاز الوراق الجهشيارى- محمد بن عبدوس الجهضمى- نصر بن على الجهضمى 175 - جهم بن خلف المازنى 1: (306) 3: 304 ابن الجهم- محمد بن الجهم بن هارون جهور بن محمد بن جهور 3: 162 ح ابن جهور، أبو الحسن 3: 314 الجواد الأصبهانى- محمد بن على بن أبى منصور الجواليقى- موهوب بن أحمد أبو منصور ابن الجواليقى- أحمد بن إسحاق بن موهوب ابن الجواليقى- إسحاق بن موهوب بن محمد ابن الخضر ابن الجواليقى- إسماعيل بن موهوب ابن موهوب بن محمد بن الحضر ابن الجواليقى- مهدى بن أحمد بن محمد ابن الجواليقى- المهلب بن أحمد ابن جوامرد- محمد بن أحمد بن جوامرد الجوانى الشريف أبو على 2: 340 176 - جودى بن عثمان 1: (306، 307) الجوهرى (صاحب الصحاح) - إسماعيل ابن حماد الجوينى- عبد الملك بن يوسف، إمام الحرمين الجيانى النحوى 2: 333 الجيشى- أبو الحسن الجيشى (ح) حاتم الطائى 3: 320 حاتم العنقى 2: 177 حاتم بن الكنانى الصيداوى 1: 260/ 3: 263 أبو حاتم السجستانى- سهل بن محمد الحاتمى الكاتب- محمد بن الحسن بن المظفر الحاج البيتى 3: 332 ابن الحاجب- عثمان بن عمر بن أبى بكر بن يونس الكردى الحارث بن أسامة 1: 281 الحارث بن أسد المحاسبى 2: 192 ح الحارث بن حلزة اليشكرى 1: 258/ 3: 94 ح الحارث بن عباد البكرى 1: 80 ح ابن الحارث (عاس الضياع الإخشيدية) 2: 160 حازم بن الحسين 4: 16 ابن حازم اللحيانى- على بن حازم أبو حازم 2: 125 الحاكم- أبو سعد بن دوست 228 - حامد الباهسى السنجارى 1: (372) أبو حامد الإسفرايينى- أحمد بن محمد بن أحمد أبو حامد الخارزنجى- أحمد بن محمد البشتى الحامض- سليمان بن محمد بن أحمد ابن الحائك- هارون بن الحائك الضرير ابن الحائك الهمدانى- الحسن بن أحمد ابن الحباب- الفضل بن الحباب أبو خليفة الجمحى ابن أبى الحباب- عبد العزيز بن أحمد بن أبى الحباب ابن أبى الحباب أبو على 2: 46، 55/ 3: 62 ابن أبى الحباب أبو عمر 1: 218 الحبال- إبراهيم بن سعيد حبان بن هلال الباهلى 1: 282 ح

ابن حبان البستى- محمد بن حبان ابن الحبرانى- سعيد بن أبى منصور الحلبى 229 - حبشى بن محمد بن شعيب أبو الغنائم 1: (372، 373) /2: 374/ 3: 275 حبة بن جوين، أبو فدامة الكوفى 1: 46 ح ابن حبون- سلمان بن حبون حبيب بن أوس- أبو تمام حبيب بن بسطام الوراق 3: 300 ابن حبيب- محمد بن حبيب - يونس بن حبيب ابن حبيب الصقلى- على حبيب ابن أبى حبيب- عبد الله بن عيسى الحجاج بن نصير الأنبارى 2: 7 الحجاج بن يوسف الثقفى 1: 56/ 3: 303/ 4: 26، 134 ح، 135 ابن حجاج أبو القاسم 2: 159 - ابن أبى حجر السنجارى 4: (191) الحجة- محمد بن أبى محمد بن محمد بن ظفر ابن الحداد- أبو بكر بن الحداد الفقيه المصرى ابن الحداد- جعفر بن موسى - هبة الله بن محمد أبو الفرج 874 - أبو الحدرجان 4: (120) ابن الحدوس البقال 2: 246 ابن أبى الحديد الدمشقى، أبو الحسن 2: 17 ابن الحر- يزيد بن الحر، أبو زياد الطايى الحرانى- عبد الله بن الحسن أبو شعيب الحرانى ابن الحرانى 2: 286 أبو حرب بن أبى الأسود 1: 50، 51، 56 ح حرتك- محمد بن جعفر أبو بكر العطار الحرمازى- الحسن بن على، أبو على. الحرمى أبو العلاء المكى- أحمد بن محمد ابن إسحاق بن أبى خميصة الحروفى- على بن الحسن التنوخى. الحريرى- على بن محمد الحريرى، الحريرى- عبد الله بن القاسم الحريرى (صاحب المقامات) - القاسم بن على ابن محمد ابن الحريرى أبو العباس 2: 243 ابن حريش- عبد الله بن حريش ابن حريش- عبد الوهاب بن حريش، أبو مسحل الحزامى- إبراهيم بن المنذر ابن حزم الأندلسى- العلاء بن حزم ابن حزم الأندلسى- على بن أحمد بن حزم الحزنبل- محمد بن عبد الله بن عاصم التميمىّ. حسان بن ثابت 3: 120 232 - حسان بن الجاحط القيروانى 1: (374) /3: 331 ابن حسان أبو محمد 1: 358 860 - أبو حسان الضرير الندمرى 2: 77/ 4: (116، 117) ابن حسداى- يوسف بن حسداى. الحسن بن إبراهيم الآمدى أأبو على 1: 88 الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أبو على بن شاذان 3: 100 ح 182 - الحسن بن أحمد الطبسى، أبو سعيد 1: (312، 313) 178 - الحسن بن أحمد بن عبد الغفار أبو على الفارسى 1: 41، 197، (308 - 310)، 360/ 2: 17، 118، 154، 155، 160، 176، 188، 248، 254، 284، 297، 336،

337، 385، 386، 387/ 3: 45، 116، 117، 154، 181، 189، 257، 355/ 4: 46، 109، 116 181 - الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء، 1: (311، 312) الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبى الحديد 1: 218 ح 179 - الحسن بن أحمد الفزارى 1: (310) 180 - الحسن بن أحمد بن محمد الحوثرى، 1: (310، 311) الحسن بن أحمد بن نافذ 2: 383 183 - الحسن بن أحمد بن يعقوب، المعروف بابن الحائك 1: (314 - 319) الحسن بن إسحاق الطوسى، نظام الملك 1: 329 ح/ 2: 189، 299 187 - الحسن بن إسحاق بن أبى عباد اليمنى 1: (325) 190 - حسن بن أسد الفارقى أبو نصر 1: (329 - 333) 184 - الحسن بن إسماعيل المصرى 1: (319، 320) 185 - الحسن بن بشر الآمدى 1: 200، (320 - 324) /3: 45 الحسن بن أبى بكر 1: 327 186 - الحسن بن بندار، أبو محمد التفليسى 1: (325) 188 - الحسن بن تميم الصفار الأصبهانى، أبو على 1: (326) الحسن بن ثقة الدولة 4: 63 الحسن بن أبى الحسن البصرى 2: 72، 262 ح/ 3: 276، 283/ 4: 133 ح 189 - الحسن بن الحسين أبو سعيد السكرى 1: 133، 183، 220، 282 (326 - 328) /2: 361/ 3: 120؛ 232/ 4: 57 الحسن بن الحسين بن على النوبختى 1: 163 الحسن بن الحكم النخعى 2: 125 الحسن بن خلف المعروف بابن بليمة 2: 342 ح حسن بن الداية النووى 2: 11، 13 الحسن بن داود 4: 16 192 - الحسن بن رجاء الدهان 1: (339) /3: 148 191 - الحسن بن رشيق القيروانى 1: (333 - 309)، 354/ 2: 174، 178، 180، 181، 182، 293، 343 الحسن بن سليمان الففيه 2: 26 ح الحسن بن سهل، وزير المأمون 1: 125، 126/ 2: 81، 218/ 4: 9 ح، 170، 171 193 - الحسن بن صافى المعروف بملك للنحاة 1: (340 - 345) الحسن بن أبى الطيب الباخرزى، 1: 63 الحسن بن عبد الرحمن 2: 184 569 - الحسن بن عبد الله، المعروف بلغذة الأصبهانى 1: 76/ 3: (43) 194 - الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكرى، أبو أحمد 1: (345، 347) /2: 343/ 3: 169/ 4: 186 الحسن بن عبد الله بن سهل العسكرى- أبو هلال 195 - الحسن بن عبد الله بن المرزبان أبو سعيد السيرافى 1: 77، 203، 207، (348 - 350) 359/ 2: 93، 118، 297، 368، 369،

386، 388/ 3: 93، 145، 189، 211/ 4: 175، 187 الحسن بن عرفة بن يزيد 1: 247 الحسن بن على بن إسحاق بن الطوسى، الوزير الملقب نظام الملك 1: 101، 329 ح، 331/ 3: 271 198 - الحسن بن على بن بركة، أبو محمد 1: (351) الحسن بن على الجعفى 1: 166 ح الحسن بن على الحرمازى- أبو على الحرمازى الحسن بن على بن زكريا بن يحيى العدوى 1: 242 الحسن بن على الصقلى النحوى 1: 122 الحسن بن على بن أبى طالب 3: 350/ 4: 16، 25 200 - الحسن بن على بن عبد الرحمن الميداسى 1: (352) الحسن بن على بن عبيدة 3: 346 199 - الحسن بن على بن غسان 1: (351) الحسن بن على بن المتوكل 2: 357 الحسن بن على بن محمد الجوهرى 1: 358/ 3: 196 201 - الحسن بن على بن محمد الطائى 1: (352) 197 - الحسن بن على المدائنى 1: (350) 196 - الحسن بن على بن يوسف المحولى 1: (350) /2: 99 202 - الحسن بن عليل بن الحسين، أبو على العنزى 1: (352، 353) الحسن بن عمر، يعرف بابن متكود 1: 328/ 3: 191 الحسن بن غليب 1: 139 الحسن بن الفتح بن حمزة الهمذانى 1: 189 203 - الحسن بن الفرج 1: (353) الحسن بن قتيبة المدائنى 3: 228 الحسن بن قحطبة بن شبيب 2: 376 ح الحسن بن قطرب 3: 220 205 - الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان، 1: 291، 304، (354) الحسن بن محمد بن إسماعيل- القيلوى 204 - الحسن بن محمد التميمىّ 1: (353، 354) الحسن بن محمد الصباح 1: 73 الحسن بن محمد بن أبى محمد اليزيدى 3: 239، 240 الحسن بن محمد المهلبى، الوزير 1: 88/ 4: 125 ح الحسن بن محمد الوحشى: أبو على 2: 124 206 - الحسن بن محمد بن يحيى بن عليم 1: (355) الحسن المصعبى، الوزير 2: 275 الحسن بن مكرم بن حسان، أبو على البزاز 2: 319 ح الحسن بن منصور السلمى 2: 76 الحسن بن هانئ- أبو نواس الحسن بن هبة الله بن المطلب 3: 52 الحسن بن يوسف المستضىء بأمر الله (الخليفة) 1: 246 ح ابن الحسن، أبو الفضل 1: 305 495، 851 - أبو الحسن الأحمر 1: 387/ 2: 271، (313 - 317)، باسم «على بن المبارك الأحمر» 348، 358/ 4: (110)

أبو الحسن الأخفش- سعيد بن مسعدة 855 - أبو الحسن بن أذين البصير 4: (112) 856 - أبو الحسن الأغر 4: (113) أبو الحسن الأنطاكى المقرئ 2: 58 853 - أبو الحسن الأهوازى 4: 155، (111) أبو الحسن التميمىّ 3: 287 859 - أبو الحسن الجيشى 4: (116) 858 - أبو الحسن الزعفرانى 4: (115، 116) 852 - أبو الحسن الطولقى 4: (110، 111) أبو الحسن العروضى 3: 203 أبو الحسن القارى 4: 181 أبو الحسن الكاتب الصقلى 3: 150 850 - أبو الحسن بن معقل 4: (109) أبو الحسن المغنى 3: 70 122 - أبو الحسن المقيدسى 4: (111، 112) أبو الحسن بن هذيل 4: 162 أبو الحسن بن الوليد 3: 264 207 - الحسين بن إبراهيم بن أحمد، أبو عبد الله النطنزى 1: (355) 208 - الحسين بن أحمد الزوزنى 1: (355، 356) الحسين بن أحمد بن يعقوب- الحسن بن أحمد حسين الأرموى 1: 340، 343 الحسين بن سماعيل البصرى 2: 40 الحسين بن إسماعيل الضبى، المعروف بالمحاملى 1: 242 209 - الحسين البيهقى 1: 356 الحسين بن جعفر بن محمد 2: 24 201 - الحسين بن حميد بن الحسن الحموى المعرى 1: (357) 211 - الحسين بن حميد بن عبد الرحمن، الخطيب 1: (357) الحسين بن دويد (عم محمد بن الحسن بن دريد) 3: 94، 100 212 - الحسين بن سعد بن الحسين، أبو على الآمدى 1: (358) الحسين بن الضحاك المعروف بالخليع 3: 135 ح الحسين بن عبد المجيب الموصلى 4: 59 الحسين بن علوان 1: 119 ح الحسين بن على الجعفى 1: 166 ح الحسين بن على الجوهرى 3: 256 215 - الحسين بن على بن الحسين بن المرزبان 1: (359) الحسين بن على، أبو على النيسابورى 2: 54 ح الحسين بن على بن أبى طالب 3: 346/ 4: 13، 18، 25، 59، 99 الحسين بن على الطناجيرى، أبو الفرج 3: 61 214 - الحسين بن على بن محمد، أبو الطيب المعروف بالتمار 1: (359) 313 - الحسين بن على النمرى البصرى 1: (358، 359) الحسين بن على النيسابورى 1: 303 الحسين بن على بن الوليد 3: 45 الحسين بن الفضل البجلى 2: 55 ح، 275 الحسين بن فهم 3: 44 ح الحسين بن القاسم الكوكبى، أبو على 4: 37 الحسين بن المبارك الصيرفى 3: 356 923 - حسين بن محمد التميمىّ الدارونى 4: (143 - 145) 218 - الحسين بن محمد، أبو الفرج- المعروف بالمستور 1: (263)

217 - الحسين بن محمد بن الحسين، أبو عبد الله الصورى 1: (262) 216 - الحسين بن محمد بن خالويه، أبو عبد الله 1: 61، 84، 121، 315، (359 - 362) /2: 286/ 3: 273/ 4: 152 219 - الحسين بن محمد بن عبد الوهاب ابن الدباس، المعروف بالبارع 1: (373، 364) /2: 298/ 3: 123 الحسين بن محمد بن أبى محمد اليزيدى 3: 229 الحسين بن هارون الضبى، القاضي 1: 77، 78 أبو الحسين المنبوز بثلط الفيل 1: 42/ 2: 96 أبو الحسين بن على 1: 229 أبو الحسين بن فارس- أحمد بن فارس أبو حسين المهلبى اللغوى 2: 184 أبو الحسين بن الموفقى الكتبى 2: 221 الحصرى (على بن عبد الغنى) 4: 114 876 - أبو الحصين الهجيمى 4: 120 الحضرمىّ، أبو على 2: 192 الحطيئة 4: 78 الحظيرى- إسماعيل بن على، أبو على الحظيرى حفص بن عبد الرحمن 2: 149 حفص بن عبد الله السلمى 1: 125 حفص بن عمر الدورى أبو عمر 2: 257 ح، 266 الحفصى المغنى 3: 251 حكام بن سلم الكنانى 3: 353 ح الحكم بن عبد الله بن إسحاق الثقفى الأعرج 2: 374 ح الحكم بن عوانة 2: 361 الحكم بن قنبر 2: 34 الحكم المستنصر بالله (الخليفة الأموى الاندلسى) 1: 240 ح، 329/ 4: 121/ 3: 66، 71، 72، 109/ 4: 192 233 - الحكم بن معبد بن أحمد الخزاعى 1: 374 الحكم بن هشام 2: 367 أبو حكيم الخبرى- عبد الله بن إبراهيم الخبرى الحلى- على بن الحسن بن عنتر بن ثابت حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلى 3: 238 ح حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد 2: 355 حماد الراوية- حماد بن ميسرة بن المبارك 221 - حماد بن الزبرقان 1: (365، 367) /2: 41، 105/ 3: 262، حماد بن زيد بن درهم الأزدى 1: 215/ 2: 198 ح 220 - حماد بن سلمة بن دينار 1: (364، 365) /2: 105، 349، 350، 355/ 3: 185/ 4: 74. حماد بن ميسرة بن المبارك، المعروف بالراوية 1: 278 ح، 366 225 - حمد بن محمد بن فورجة البروجردى 1: (369، 370) حمدان الكندى 4: 19 224 - حمدون بن أحمد بن خورمرد الغندجانى 1: (369) 222 - حمدون بن أبى سهل، أبو محمد 1: (367)

(خ)

حمدون النعجة- محمد بن إسماعيل، أبو عبد الله القيروانى. أبو حمدون الطبيب بن إسماعيل 4: 32 ابن حمدويه- شمر. حمدية- أحمد بن عيسى، أبو الفتح 234 - حمران بن أعين الطائى، أبو عبد الله 1: (374، 375) حمزة بن حبيب بن الزيات 1: 375 ح/ 2: 256، 258، 269/ 3: 103، 226/ 4: 33 226 - حمزة بن الحسن الأصبهانى 1: (370، 371) /4: 28 حمزة بن عبد المطلب 1: 52 227 - حمزة بن غاضرة الأسدى 1: (371، 372) حمل بن بدر 2: 383 ابن حمويه- أحمد بن على حمويه ابن حميد، أبو على 2: 210 الحميدى- محمد بن أبى نصر فتوح ابن حنزابة- جعفر بن الفضل أبو حنيفة الدينورى- أحمد بن داود أبو حنيفة الفقيه- النعمان بن ثابت حنين بن إسحاق العبادى الطبيب، 3: 91 ح الحوفى- على بن إبراهيم بن سعيد حيان بن خلف (مؤرخ الأندلس) 1: 295 ح/ 2: 89، 90، 180/ 3: 168، 225، 261، 262 حيان السورجى 3: 251 ابن حيوس- محمد بن سلطان أبو الفتيان. (خ) الخارزنجى- أحمد بن محمد الخارزنجى الخارزنجى- يوسف بن الحسن بن يوسف الخارزنجى خازم بن الحسين البصرى 4: 15، 16 ابن خاقان- موسى بن خاقان خالد بن الحذاء 2: 106 ح/ 4: 27 خالد بن عبد الله القسرى 2: 106، 248 ح/ 3: 289، 293 خالد بن عبد الله المزنى الطحان 1: 214، 215 204 - خالد بن كلثوم الكوفى 1؛ (387) خالد بن معدان 1: 247 خالد بن أبى الهياج 1: 42 ابن الخالة- محمد بن أحمد بن سهيل، المعروف بابن بشران ابن خالويه- الحسين بن محمد بن خالويه. الخباز البلدى 4: 146 الخبرى- عبد الله بن إبراهيم الخبرى، أبو حكيم الخبز أرزى- نصر بن أحمد بن نصر الخجندى- محمد بن ثابت - محمود بن أحمد الخدب- ابن طاهر النحوى الأندلسى، المدعو بالخدب خديجة بنت خويلد 1: 46 خرء الفيل- أبو الحسين النحوى المصرى ابن الخراسانى 3: 214 الخرائطى- محمد بن جعفر ابن خرخار (رجل من أهل حلب) 2: 29 ابن الخردل (من أهل سنجار) 2: 283 خرك (ابن أخى يونس النحوى) 3: 282

969 - ابن خروف (4: 192) الخزاعى أبو عثمان 2: 60 ابن خزج 2: 55/ 3: 288 241 - خزعل بن عسكر بن خليل المصرى 1: (388، 389) الخشاب، أبو الحسين 1: 75 ابن الخشاب البغدادى- عبد الله بن أحمد ابن الخشاب، أبو محمد 242 - خشاف اللغوى الكوفى 1: (390) الخشنى- عبد العزيز بن أبى سهل الخشنى- المعروف بابن البقال 243 - الخضر بن ثروان بن أحمد، أبو العباس 1: (391، 392) 244 - خطاب بن أحمد بن عدى التلمسانى 1: (392) أبو الخطاب الأخفش الكبير- عبد الحميد ابن عبد المجيد 862 - أبو الخطاب بن عون الجزيرى 4: (118، 119) أبو الخطاب الهذلى- عمرو بن عامر الخطابى- أحمد بن محمد بن إبراهيم البستى الخطابى القديم- عبد الله بن محمد بن حرب الخطيب البغدادى- أحمد بن على بن ثابت الخطيب التبريزى- يحيى بن على الخطير بن مماتى (أبو أسعد) 1: 267 خلاد بن خالد الأحول الكوفى 2: 259 ح خلافة، أم ولد المعتمد على الله 3: 61 ابن الخلال- يوسف بن الخلال، الموفق الخلعى، أبو الحسين 2: 191 237 - خلف الأحمر بن حيان بن محرز، 1: (383 - 385) /2: 35، 56/ 4: 137 239 - خلف بن زريق، أبو القاسم 1: (387) خلف عبد الملك بن مسعود بن بشكوال 1: 218 ح خلف بن عيسى بن سعيد الوشقى 3: 178 238 - خلف بن مختار الأطرابلس 1: (386) خلف بن هشام البراز 3: 229 خلف بن هشام بن ثعلب 2: 263 ح، 264/ 3: 102 247 - خلوف بن عبد الله بن البرقى 1: (393) ابن خلوف- عبد العزيز بن خلوف 917 - الخليج العقيلى، أبو شبل 4: (130) الخليع- الحسين بن الضحاك. خليفة بن خياط، المعروف بشباب 4: 24 ح 246 - خليفة بن محفوظ بن محمد، أبو الفوارس 1: (393) أبو خليفة الجمحى- الفضل بن الحباب. 235 - الخليل بن أحمد الفراهيدى الأزدى 1: 41، 80، 143، 144، 148، 277، 279، 356، 365، (376 - 382) /2: 5، 33، 36، 39، 40، 57، 128، 222، 258، 346، 347، 349، 350، 352، 353، 354، 355، 375: 384/ 3: 42، 71، 217، 264، 306، 307، 310، 327، 328، 329، 330، 345، 354/ 4: 32، 33، 102، 103، 106، 107

(د)

الخليل بن زراوة 3: 353 236 - خليل بن محمد بن عبد الرحمن 1: (382) 248 - خميس بن على الحوزى 1: 168، 202، (392، 394) /2: 285 الخنساء 3: 267 أبو الخنساء- عبادين حبيب ابن خنيس- إسحاق بن خنيس خواجا 3: 172 الخوارزمى- أحمد بن غالب، أبو بكر الخوارزمى، أبو طاهر 2: 130 الخوافى- عبد الله بن سعيد بن مهدى، - مهدى بن أحمد، ابن خومرد- حمدون بن أحمد بن خومرد الغندجانى. الخونى- ناصر بن أحمد بن بكر الخويى - أحمد بن بكر الخويى القاضي الخياط، أبو منصور 1: 351/ 2: 10، 122، 298، 326 سبط/ الخياط- عبد الله بن على بن أحمد أبو محمد خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسى 1: 223 أبو خيثمة- زهير بن حرب أبو الخير بن غياض- سلامة بن غياض. خيران الوراق 1: 183 ابن خيرة 1: 144 أبو خيرة- نهشل بن زيد. ابن خيرون- محمد بن خيرون - يوسف بن خيرون الخيطال- على بن محمد بن السيد (د) ابن دأب- عيسى بن يزيد بن بكر الدارقزى- عمر بن محمد بن طبرزذ الدارقزى- يعقوب بن نصر الدارقزى الدارقطنى- على بن عمر الحافظ. الدارونى- حسين بن محمد التميمىّ الدامغانى- أحمد بن على بن محمد، أبو الحسن الدانى- محمد بن الحسن بن سعيد، المعروف بابن غلام الفرس الدانى- محمد بن طاهر الأنصارى الأندلسى داود بن أحمد بن يحيى الملهمى 2: 118 داود بن الحصين 3: 61 داود بن سليمان ذو الدمينة 1: 315 داود بن سليمان بن معبد 3: 275 داود بن على بن خلف الأصبهانى الظاهرى 1: 214 ح/ 3: 325 939 - داود بن محمد بن صالح، أبو الفوارس (4: 158) داود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول 2: 355 ابن الداية- حسن بن الداية النووى (والى حلب) ابن دبابا- على بن سعيد بن عثمان الدباس- محمد بن عبد الملك بن خيرون ابن الدباس- الحسين بن محمد بن عبد الوهاب، المعروف بالبارع الدباغ- على بن محمد بن مسرور العبدى الدباغ- يوسف بن أحمد، أبو يعقوب الصقلى دبيس- أحمد بن الحسن، المعروف بدبيس ابن دبيس- على بن دبيس، أبو الحسن 889 - أبو دثار الفقعسى 4: (121) ابن دحية الكلبى المغربى، أبو الخطاب 2: 245، 304 أبو الدرداء 2: 350 درست بن زياد 2: 25 ح ابن درستويه- عبد الله بن جعفر بن درستويه

(ذ)

ابن دريد- محمد بن الحسن بن دريد الدريدى- على بن أحمد الدريدى 908 - أبو دعامة العبسى 4: (123) دعبل بن على الخزاعى 2: 125/ 3: 238 ح/ 4: 127 دعوان بن على الجبائى، 3: 123 ح دغفل بن حنظلة (النسابة) 3: 37 ح الدقاق- أبو القاسم الدقاق البغدادى 883 - أبو الدقيش القنانى 4: (121) أبو دلف العجلى- القاسم بن عيسى دماذ أبو غسان- رفيع بن سلمة أبو دماذ 2: 348/ 4 الدمعة- أبو محمد النحوى الصقلى الدميك- منصور بن المسلم ذو الدمينة- سليمان بن عمرو ابن أبى الدنيا أبو بكر 2: 367 ابن أبى الدنيا، أبو المعز 2: 243 الدهان- على بن محمد بن أحمد الدهان ابن الدهان- سعيد بن المبارك بن على ابن الدهان- عبد الله بن أسعد أبو الفرج ابن الدهان، أبو أحمد 3: 234 251 - دهمج بن محرز البصرى 2: (251) ابن دوست- عبد الرحمن بن محمد بن محمد الديباجى- محمد بن سعد بن محمد أبو الفتح ابن دينار الواسطى، أبو عبد الله 2: 150، 288 الدينورى- أحمد بن جعفر، أبو على الدينورى - أحمد بن داود، أبو حنيفة (ذ) ذاكر بن كامل الخفاف 3: 368 252 - الذاكر المصرى 2: (8) أبو ذر الهروى 4: 178 ابن ذكوان- عسل بن ذكوان أبو ذكوان- القاسم بن إسماعيل، أبو ذكوان ابو ذؤيب، الهذلى 1: 52 (ر) الرازى أبو حاتم 2: 31 الرازى، فخر الدين 3: 299 ح الراعى- عبيد بن حصين بن معاويه ابن راهويه- إسحاق بن إبراهيم ابن راثق- أبو محمد بن راثق الرباحى- محمد بن يحيى بن عبد السلام الأزدى الربعى- إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الرنعى - صاعد بن الحسن الربعى - على بن عيسى بن الفرج 253 - ربيعة المصرى 2: (9) ابن رجاء- عبد الله بن رجاء 910 - أبو الرجاء بن حرب 4: (126، 127)، 163 ابن أبى رجاء 1: 327 رجار الثانى (ملك صقلية) 2: 328 ح الرخجى 3: 364 887 - رداد الكلابى 4: (121) ابن رزقويه، أو الحسن 1: 133 ابن رزيك- طلائع بن رزيك ابن رشيق- الحسن بن رشيق ابن رطويه- أبو عبد الله بن رطوية النحوى 249 - رفيع بن سلمة، أبو غسان- المعروف بدماذ 2: (5، 9) /4: 80 ركن الدولة بن بويه 1: 358 الرمانى- على بن عيسى أبو الحسن

(ز)

الرمانى، أبو عيسى 1: 169 ذو الرمة 1: 213، 391/ 4: 143 798 - الرهيمى 4: (122) الرؤاسى، أبو جعفر- محمد بن أبى سارة رؤية بن العجاج 1: 134، 140، 151، 391/ 4: 77 روح بن عبادة 1: 166 الروذبارى- أحمد بن عطاء بن أحمد، أبو عبد الله أبو روق الهزانى- أحمد بن محمد بن بكر الهزانى ابن الرومى 1: 325، 364، 3: 307 329 ح/ 3: 307 ابن الرومية الإشبيلى العشاب- أحمد بن مفرج الرويانى- محمد بن هارون، أبو بكر رويم بن أحمد الصوفى 1: 373 ح 5، 90، 909 - أبو رياش البصرى 1: (60، 61، 188) /4: (145) الرياشى أبو الفضل- العباس بن الفرج، ريان بن شبة الماكسينى 3: 320 (ز) زاج- أحمد بن منصور بن راشد الحنظلى ابن زادرة- إبراهيم بن زادرة ابن الزاعونى- محمد عبد الله بن الزاعونى الزاهد- محمد بن عبد الواحد ابن الزاهد- أحمد بن هبة الله بن العلاء الزاهدة- أمة السلام المباركة بنت إبراهيم ابن الزاهدة- على بن المبارك بن بانويه زاهر بن طاهر الشحامى النيسابورى 4: 151 ابن زبرج- محمد بن على بن ابراهيم بن زبرج الزبيدىّ- محمد بن الحسن الأندلسى. الزبيدىّ، أبو الوليد 1: 131 الزبير بن بكار 1: 250 ح/ 2: 319 الزبير بن العوام 3: 161 أبو الزبير- محمد بن مسلم بن تدرس الزجاج- إبراهيم بن السرى بن سهل الزجاجى- عبد الرحمن بن إسحاق. زحف الصبر، لقب سمسار للكتب بمصر- شرف. ابن أبى زرعة- أبو يعلى بن أبى زرعة الباهلى زرقاء اليمامة 3: 340 زرياب- على بن نافع، أبو الحسن ابن زريق الحداد أبو الفتح 2: 67 الزقاق- قاسم بن يونش الإشبيلى ابن الزقاق- على بن قاسم بن يونش الإشبيلى المعروف بابن الزقاق 869 - أبو زكريا الأحمر 4: (120) أبو زكريا الفرّاء- يحيى بن زياد أبو زكريا- يوحنا بن ماسويه الزكى- محمد بن أبى الفرج الكنانى 260 - زنجى بن المثنى 2: 18 الزهرى، أبو محمد 1: 126، 175/ 3: 344 زهير بن حرب أبو خيثمة 1: 253، 357/ 3: 331 زهير بن أبى سلمى 3: 295 261 - زهير بن ميمون الفرقبى 2: (18، 19) ابن الزوال- أحمد بن على بن هبة الله الزوزنى- عبد الحميد بن يحيى الزوزنى- محمد بن إسحاق بن على الزوزنى- محمد بن على بن محمد بن محمد الخطيبى ابن الزيات- محمد بن عبد الملك

(س)

زياد بن أبيه 1: 40، 51، 53، 57/ 2: 381 زياد الأقطع 4: 13 846 - زياد بن زياد الأعرابى، أبو توبة 4: (103) زياد بن عبد الله البكائى أبو محمد 2: 211 ح زياد بن يحيى بن زياد، أبو الخطاب 4: 74 ح ابن زياد البصرى- محمد بن زياد بن عبيد الله 879 - أبو زياد (الأعور الكلابى) 2: 273/ 4: (121) أبو زياد الكلابى- يزيد بن عبد الله بن الحر 259 - زيادة الله بن على بن حسين التميمىّ الطبنى 2: (18) زيادة الله بن محمد بن الأغلب 2: 209 ح الزيادى- إبراهيم بن سفيان الزيادى - محمد بن زياد بن عبيد الله البصرى 254 - زيد بن الحسن بن زيد، التاج أبو اليمن الكندى 1: 81، 327/ 2: (10 - 14)، 122، 194، 235، 354، 357/ 3: 75، 192، 270، 271، 321/ 4: 15، 18، 19، 21، 22، 50، 163، 175، 194 256 - زيد بن سليمان الحجرى المعروف بالبارد 2: (15) زيد بن عبد الله بن أبى اسحاق 2: 107 زيد بن محمد بن عبد الله بن رفاعة 3: 169 ح 257 - زيد بن عطية الصعدى اليمنى 2: (15، 16) زيد بن على بن الحسين 1: 80 258 - زيد بن على الفارسى 2: (17)، 325 255 - زيد بن القاسم بن أسعد، أبو الحسن 2: (14، 15) 901 - ابن زيد المازنى 4: (122) أبو زيد الإقليدسى 3: 129 أبو زيد الأنصارى- سعيد بن أوس أبو زيد السروجى- المطهر بن سلام الزينى، قاضي القضاة 3: 336 (س) ابن سابق الصقلى 3: 323 290 - ساتكين بن أرسلان 2: (69) 287، 289 - سالم بن أحمد سالم ابن أبى الصقر، 2: (67، 68) باسم «سالم بن أبى الصقر أحمد بن سالم الملقب بالمنتجب». سبيخت- معمر بن المثنى سبط اللبلى- عبد الرحمن بن مكى سبط أبى منصور الخياط- عبد الله بن على ابن أحمد المقرئ ابن سبيطة الدانى، أبو الحسن 1: 172 السبيع بن صعب 2: 324 سبيع بن مسلم، أبو الوحش 2: 241 ح السبيعى، أبو اسحاق 3: 298، 299 السجزى- أسامة بن سفيان النحوى السجزى - عبد الأول بن عيسى - يعقوب بن الليث السجزى أبو حاتم- سهل بن محمد السجستانى- سهل بن محمد السجستانى أبو داود 3: 334 سحنون بن سعيد- عبد السلام بن سحنون 914 - أبو السخاء الحائك 4: (128، 129) السخاوى- على بن محمد المصرى

ابن سحيت الفارسى- بكر بن أحمد بن سحيت ابن سدوس- محمد بن سدوس السدوسى- قتادة بن دعامة السدوسى - مؤرج بن عمرو، أبو فيد السديد أبو القاسم، الكاتب 1: 269 سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج 1: 118/ 2: 207 286 - سراج بن عبد الملك بن سراج، أبو الحسين 2: (66) ابن السراج- محمد بن الحسين بن عبيد الله، أبو يعلى ابن السراج- محمد بن السرى، أبو بكر ابن سرام- أحمد بن محمد بن أحمد بن سلمة، السرخسى- عبد العزيز بن محمد السرقسطى- سليمان بن أحمد بن محمد، أبو الربيع السرقوسى- عثمان بن على بن عمر السروجى- المطهر بن سلام البصرى ابن السرى- محمد بن السرى أبو بكر- ابن سريج أبو البهلول 1: 354 أبو السعادات- هبة الله بن على الشجرى سعد بن على بن محمد الزنجانى أبو القاسم 1: 129 ح ابن سعد- محمد بن سعد (صاحب الطبقات) أبو سعد السمعانى- عبد الكريم بن أبى بكر أبو سعد بن أبى عصرون- عبد الله بن محمد ابن هبة الله الفقيه أبو سعد بن دوست 4: 154، 155 279 - سعدان بن المبارك، أبو عثمان 1: 220/ 2: (55) ابن سعدان- محمد بن سعدان، أبو جعفر الضرير - محمد بن يحيى بن سعدان، أبو بكر ابن سعدان الشيبانى 1: 204، 286/ 2: 37 ابن سعدون- يحيى بن سعدون بن تمام 276 - سعيد بن أحمد بن محمد الميدانى 2: (51، 52) سعيد بن إسحاق الجشمى 1: 386 269 - سعيد بن أوس بن ثابت، أبو زيد الأنصارى 1: 144، 162، 224، 261، 281/ 2؛ (30 - 35)، 58، 60، 73، 77، 80، 91، 128، 201، 272، 274، 276، 350، 353، 359، 368، 370/ 3: 13، 14، 240، 280، 304، 328، 347/ 4: 74، 77 سعيد بن جابر الإشبيلى 1: 65، 66 سعيد بن أبى جعفر الهاشمى الحلبى، أبو البركات 2: 244، 245 سعيد بن الحجاج 3: 327 سعيد بن أبى السفر 1: 379 ح سعيد بن السكن 2: 323 سعيد بن سلم بن قتيبة 1: 258 ح/ 2: 39/ 3: 129، 133، 238/ 4: 196 971 - سعيد بن ضمضم الكلابى، أبو عثمان 4: (184) سعيد بن عبد الرحمن الأموى 3: 284 278 - سعيد بن عبد الله بن دحيم، أبو عثمان 2: (55) 273 - سعيد بن عثمان بن سعيد، المعروف بابن القزاز، والملقب بلحية الزبل 2: (44 - 47) سعيد بن أبى عروبة 2: 351، 385 ح 274 - سعيد بن عيسى الأصفر الأندلسى، أبو عثمان 2: (47)

275 - سعيد بن المبارك بن على بن الدهان البغدادى، أبو محمد 1: 77/ 2: (47 - 51) 3: 114، 258 271 - سعيد بن محمد بن عبد الله بن قرة، أبو عثمان 2: (44) سعيد بن محمد بن عمر بن منصور الرزاز، أبو منصور 1: 194/ 2: 169 ح 277 - سعيد بن محمد الغسانى، أبو عثمان 2: (53، 54) 270 - سعيد بن مسعدة، أبو الحسن الأخفش الأوسط 1: 41، 69، 136، 290/ 2: 15، (36 - 43) 60، 64، 158، 273، 348، 354، 355، 356، 372 272 - سعيد بن معاوية بن عياش، أبو عثمان 2: (44) 943 - سعيد بن أبى منصور الحلبى، المعروف بابن الحبرانى/ 4: 127، (163 - 167) سعيد بن هارون الأشناندانى 3: 295 سعيد بن هاشم بن وعلة الخالدى، أبو عثمان 2: 286 ح/ 4: 124 سعيد بن هبة الله الموفق، أبو عمر 2: 224 سعيد بن يحمد، أبو السفر الهمدانى الكوفى 1: 350 915 - أبو سعيد بن حرب بن غورك 4: (129) أبو سعيد السكرى- الحسن بن الحسين ابن عبد الله، أبو سعيد السكرى أبو سعيد السيرافى- الحسن بن عبد الله، أبو سعيد السيرافى أبو سعيد الضرير- أحمد بن خالد أبو سعيد بن يونس- عبد الرحمن بن أحمد ابن يونس. 884 - أبو السفر الكلابى 4: (121) سفيان بن أبرد الكلبى 3: 281 سفيان عيينة 1: 292 ح/ 4: 15 ابن سفيان النحوى- أسامة بن سفيان السجزى 912 - أبو سفيان بن العلاء أخو أبى عمرو ابن العلاء 4: (131) السكرى- الحسن بن الحسين بن عبد الله، أبو سعيد السكرى السكيت- إسحاق، أبو يعقوب ابن السكيت- يعقوب بن إسحاق السكيت ابن سكينة- عبد الوهاب بن على الصوفى السلالى النحوى الكوفى الوراق 2: 351 سلام بن سليم، أبو الأحوص 1: 215/ 4: 15 سلام بن سليمان 2: 257 ابن سلام- القاسم بن سلام، أبو عبيد ابن سلام الجمحى- محمد بن سلام الجمحى، 288 - سلامة بن غياض 2 (67، 68) 190/ 3: 154/ 4: 11، 16، 18 السلامى- محمد بن ناصر بن عبد الله، أبو الحسن - محمد بن ناصر بن محمد البغدادى السلفى- أحمد بن محمد السلفى الأصبهانى، سلم بن زياد 3: 219 سلم بن قتيبة بن مسلم 1: 383 281 - سلمة بن سعد أبو القاسم 3: (58) 280 - سلمة بن عاصم 1: 163/ 2: 22، 40، (56 - 58)، 77، 92، 156، 273/ 3: 28، 200/ 3، 306/ 4: 10، 15، 20

سلمة بن الفضل الأبرش 3: 353 ح سلمة بن كهيلى 1: 46 ح 283 - سلمويه الكوفى 2: (64) 291 - سليم بن أيوب بن سليم، أبو الفتح الرازى 1: 130/ 2: (69، 70) سليمان بن أحمد بن أيوب، أبو القاسم الطبرانى 2: 129، 154 ح، 310/ 3: 63 ح، 142 ح 266 - سليمان بن أحمد بن محمد السرقطى، أبو الربيع 2: (24 - 26) سليمان بن أرقم 2: 257 ح سليمان بن إسحاق الجلاب 2: 354 سليمان الأعمش 1: 223/ 3: 298 سليمان بن جعفر بن سليمان، والى البصرة 2: 61 268 - سليمان بن حبون 2: (29، 30) سليمان بن حبيب بن المهلب 1: 379، 380 سليمان الخلى- سليمان بن محمد بن سليمان سليمان بن داود بن بشر، المعروف بالشاذكونى 2: 261 ح/ 3: 142 ح سليمان بن داود الهاشمى 2: 72 265 - سليمان بن سليمان بن حجاج بن عمير، أبو إبوب 2: (23، 24) 267 - سليمان بن أبى طالب عبد الله بن الفتى أبو عبد الله 2: (26 - 28) سليمان بن أبى العاص الثقفى 2: 32 سليمان بن عبد العزيز، أبو الربيع 2: 165 سليمان بن على الهاشمى 3: 302، 303/ 4: 133 سليمان بن عمرو، المعروف بذى الدمينة 1: 314 سليمان بن فهد بن أحمد الأزدى الموصلى 2: 335 سليمان بن مجالد 3: 132 263، 649 - سليمان بن محمد بن أحمد/ أبو موسى، المعروف بالحامض 1: 169/ 2: (21، 22) /3: (141، 142) باسم «محمد بن سليمان، أبو موسى الحامض» 173، 310 264 - سليمان بن محمد بن سليمان، أبو الربيع الخلى 2: (22، 23) 857 - سليمان بن محمد بن طراوة المالقى 2: 115، 221/ 4: (113، 114) سليمان بن محمد بن أبى محمد اليزيدى 3: 239 262 - سليمان بن معبد، أبو داود السنجى المروزى 2: (20، 21) سليمان بن مهران الأسدى 4: 132 ح سليمان بن نجاح، أبو داود المؤيدى 3: 105 ح سليمان بن يزيد العلوى 2: 360 284 - سماك بن حرب بن أبى سعيد 2: (65) /3: 298، 399 ابن السماك 2: 112، 150 894 - أبو السمح الطائى 4: (122) ابن سمحون 2: 333 السمسارى- عامر بن الحسن السمسمانى- على بن عبيد الله بن عبد الغفار - على بن محمد السمسمانى السمسمى- على بن عبيد الله، أبو الحسن السمعانى- عبد الكريم السمعانى المروزى ابن سمكة- أحمد بن إبراهيم بن سمكة القمى السميساطى- على بن محمد السميساطى، أبو القاسم ابن السمينة- يحيى بن يحيى ابن سنان- ثابت بن سنان، أبو الحسن

(ش)

السنجانى- على بن قاسم السنجانى الخراسانى سنجر (السلطان) 3: 271 سند الدولة بن عثمان الكتامى 1: 100 السندى- أفلح بن يسار، أبو عطاء السندى السندى بن شاهك 2: 199 سندى بن صدقة، أبو نصر 3: 364 ابن سنديلة- محمد بن سنديلة المعروف بممشاذ سنقر الخلاطى 3: 192 السهرديرى- أحمد بن عبيد الله السهرديرى سهل بن السرى الحافظ، أبو حاتم 2: 177 سهل بن أبى سهل البهزى 3: 242 سهل بن عثمان بن فارس العسكرى 3: 29 ح 282 - سهل بن محمد أبو حاتم السجستانى 1: 144، 146، 151، 194، 283، 326/ 2: 6، 30، 34، 37، 38، (58 - 64)، 77، 127، 144، 198، 246، 260، 262، 273، 344، 349، 350، 370/ 3: 93، 242، 277، 281، 305/ 4: 27، 34، 80 ابن سهل- الحسن بن سهل السرخسى ابن سهل- محمد بن أحمد بن سهل أبو غالب أبو سهل الصعلوكى- محمد بن سليمان أبو سهل الهروى- محمد بن على بن محمد السهلكى- أحمد بن محمد بن عبد الله الصفار السهيلى- مالك بن عبد الله بن محمد العتبى - عبد الرحمن بن عبيد الله بن أحمد 913 - أبو سوار الغنوى 4: (118) سيار بن حاتم العنزى 2: 20 ح السيارى- أحمد بن إبراهيم - أحمد بن على 229 - سيبويه السنجارى 2: (71) سيبويه- عمرو بن عثمان بن قنبر - محمد بن عبد العزيز بن منده ابن السيد- على بن محمد بن السيد النحوى، المعروف بالخيطال 11، 970 - ابن سيد الأندلسى 1: (65، 66) باسم «أحمد بن أبلن بن سيد»، 184/ 2: 334، 4: (192، 193) ابن السيد البطليوسى- عبد الله بن محمد ابن السيد ابن سيده- إسماعيل بن سيده اللغوى الأندلسى ابن سيده- على بن أحمد، أبو الحسن السيرافى- الحسن بن عبد الله بن المرزبان أبو سعيد السيرافى ابن السيرافى- يوسف بن الحسن بن عبد الله أبو محمد المعروف بابن السيرافى ابن سيرين- محمد بن سيرين البصرى سيف الدولة- صدقة بن منصور بن دبيس سيف الدولة- على بن عهد الله بن حمدان (صاحب المتنبى) ابن سينا، أبو على الرئيس 4: 176 (ش) ابن شاذان- أحمد بن إبراهيم بن شاذان ابن شاذان- جعفر بن شاذان أبو القاسم ابن شاذان- الحسن بن أحمد بن شاذان ابن شاذان- محمد بن عبد الله بن أحمد ابن شاذان الأعرج

ابن شاذان- محمد بن عبد الله بن عبد العزيز ابن شاذان، أبو بكر الشاذكونى- سليمان بن داود بن بشر الشاذكونى ابن شاذكويه- محمد بن الفضل بن شاذكويه أبو مسلم الشاطبى- القاسم بن فيرة الشاطبى- محمد بن على الشاطبى الشافعى- محمد بن إدريس الشافعى ابن أخى الشافعى- أحمد بن أحمد المعروف بابن أخى الشافعى، وراق الجهشيارى شاكر بن عبد الله التنوخى 2: 140، 141 ح شاه أرمن بن سكمان 2: 231 ح ابن شاهك- السندى بن شاهك شباب- خليفة بن خياط بن خليفة شبل الدولة أبو الهيجاء مقبل بن عطية البكرى 3: 271 الشبلى- دلف بن جحدر بن يونس ابن شبة- عمر بن شبة، أبو زيد ابن شبيب- مصدق بن شبيب بن الحسين الصلحى 297 - شبيل بن عبد الرحمن 2: (76) 296 - شبيل بن عزرة الضبعى 2: (76) /4: 77 شجاع بن فارس الذهلى، أبو غالب 4: 37 ابن الشجرى- شريح بن أحمد الشجرى ابن الشجرى- هبة الله بن على بن محمد بن حمزة العلوى، أبو السعادات ابن شداد- يوسف بن رافع بن تميم الشذونى- محمد بن خلصة الشذونى، أبو عبد الله الشرابى- أحمد بن على بن محمد، أبو عبد الله الرمانى ابن شراعة- أحمد بن محمد شراعة شرحبيل بن ذى نبع 1: 316 ابن شرشير- عبد الله بن محمد المعروف بابن شرشير الناشى الكبير شرف (سمسار الكتب بمصر)، ويلقب زحف الصبر 3: 186 الشرف بن أبى الفضل المرسى 4: 195 ابن شرف القيروانى- محمد بن أبى سعيد شرف الدولة بن عضد الدولة الديلمى 2: 340 ح شرف الدولة مسلم بن قريش، (صاحب الموصل والجزيرة وحلب) 2: 276 ح 299 - شريح بن أحمد الشجرى 2: 10، 51، (78، 79)، 99، 150، 170، 291، 292، 318/ 3: 332 شريح بن محمد بن شريح الرعينى 2: 233 الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم- عمر ابن إبراهيم الزيدى الكوفى الشريف الرضى- محمد بن الحسين بن موسى الشريف أبو السعادات- هبة الله بن حمزة العلوى أبو السعادات شريف بن سيف الدولة بن حمدان 1: 360 الشريف أبو طالب الزينبى 1: 343 الشريف المرتضى- على بن الحسين بن موسى ... شعبة بن الحجاج 2: 32/ 4: 185 شعبة بن عياش بن سالم، أبو بكر الحناط الأسدى 2: 257 ح الشعبى- عامر بن شراحيل ابن شق الليل- محمد بن إبراهيم بن عبد السلام ابن شقير- أحمد بن الحسن بن العباس - أحمد عبد الله بن الحسن بن شقير - عبد الله بن محمد بن شقير، أبو بكر

(ص)

ابن شقير- محمد بن شقير النحوى، أبو بكر ابن شقير، الشاعر 2: 57 ابن شكر- صفى الدين عبد الله بن على ابن شكر- عبد الله بن مقدام الدميرى الشلوبينى- عمر بن محمد بن عمر، أبو على الشلوبينى. الشماخ 1: 72/ 4: 186 916 - أبو الشمخ 4: (130) 298 - شمر بن حمدويه الهروى اللغوى، 1: 76، 145، 150/ 2: (77، 78) 162/ 3: 23/ 4: 103، 179، 188 295 - الشمر بن نمير 2: (75، 76) أبو شمر 2: 38 ح، 39 ابن شميل- النضر بن شميل الشميم- على بن الحسن بن عنتر الحلى ابن شنبوذ- محمد بن أحمد بن أيوب الشنفرى 1: 94 ابن شهاب 2: 220 293 - شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية 2: (72، 73) 294 - شيث بن إبراهيم بن الحاج القفطى 2: (73، 74) ابن شيران (عمر بن شيران) 3: 189 شيركوه أسد الدين بن محمد بن أسد، صاحب حمص 2: 281 ح شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو 1: 325 ح/ 2: 165، 216 الشيزرى- محمود بن نعمة بن رسلان، أبو الثناء (ص) ابن صابر، أبو محمد 2: 283 الصاحب بن عباد- إسماعيل بن عباد الصارم إبراهيم بن الحجة 2: 380 صاعد بن الحسن الأندلسى القاضي 1: 211، 319 304 - صاعد بن الحسن الربعى، أبو العلاء اللغوى 2: 46، 66، (85 - 90)، 226/ 4: 40 ابن صاعد- يحيى بن محمد بن صاعد، أبو محمد 867 - أبو صاعد الكلابى 4: (120) 300 - صالح بن إسحاق الجرمى، أبو عمر 1: 291/ 2: 34، 40، (80 - 83) 126/ 3: 142/ 4: 21 الصالح بن زريك- طلائع بن زريك. صالح بن زياد السوسى، أبو شعيب 4: 31 صالح بن شعيب القارى، أبو بكر 4: 31 301 - صالح بن عادى العذرى الأنماطى أبو البقاء 1: 245، 388/ 2: (83، 84)، 161/ 4: 191 صالح بن مرداس، 1: 88، 89 101، 305 - صالح الوراق النيسابورى: (169 - 170) باسم «إبراهيم بن صالح» 197/ 2: (90) صالح بن وصيف 1: 204 892 - أبو صالح الطائى 4: (122) الصبورى، أبو الخير 1: 275 صخر، أخو الخنساء 3، 267 صدر الأفاضل- مجد الدين القاسم بن الحسين الخوارزمى.

(ض)

الصدفى- أحمد بن مغيث بن أحمد. - حسين بن محمد الصدفى، أبو على صدقة بن الحسين بن الواعظ الواسطى 3: 274 صدقة بن منصور بن دبيس، سيف الدولة 3: 27 ح. ابن صدقة- على بن الوزير أبى على بن صدقة ابن صدقة- محمد بن صدقة المرادى أبو صدقة 3: 161 الصريفينى- عبد الله بن محمد بن هزارمرد الصعلوكى- أحمد بن محمد بن سليمان، أبو الطيب - محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان، صعودا- محمد بن هبيرة الأسدى، أبو سعيد - عبد الله بن الوليد الصغانى- رضى الدين الصغانى الصفار- إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، أبو على - الحسن بن تميم أبو على ابن الصفار- محمد بن أحمد بن محمد الصفى الحنفى الأصبهانى 2: 247 صفى الدين طارق بن أبى غانم بن الطربزة 2: 380 صفى الدين عبد الله بن على المعروف بابن شكر 1: 267 ح 871 - أبو الصقر العدوى 4: (120) 881 - الصقيل المعروف بأبى الكميت العقبلى 4: (121) الصلحى- مصدق بن شبيب بن الحسين الصلحى الصليحى- كامل بن محمد الصليحى صمصام الدولة الديلمى- أبو كاليجار بن عضد الدلة أبن الصواف المقرئ 1: 75 الصورى- محمد بن إبراهيم بن عامر، أبو عامر الصولى- محمد بن يحيى الصولى، أبو بكر الصيداوى أبو الحسن 3: 71 الصيدلانى- محمد بن جعفر الصيدلانى ابن صير 3: 296 الصيرفى- محمد بن موسى الصيرفى، أبو سعيد ابن الصيرفى- عثمان بن سعيد بن عثمان 302 - صبغون أبو محمد الخيارى 2: (84) الصيمرى- عبد الله بن على بن إسحاق الصيمرى، أبو محمد الصيمرى- محمد بن عمر الصيمرى الصيمرى، أبو العتبس 3: 244، 245، 246 (ض) الضبعى- شيبل بن عزرة الضبعى الضبى- محمد بن عمران بن زياد بن كثير الضبى الضبى- المفضل بن سلمة. الضبى- المفضل بن محمد 306 - الضحاك بن مخلد، أبو عاصم النبيل 2: 25، 76، (91) ضمرة بن ضمرة 2: 34 ابن ضمضم- سعيد بن ضمم الكلابى. الضياء بن المغربى 4: 23 ضياء الدين بن الأثير- نصر الله محمد بن محمد ابن الأثير، أبو الفتح (ط) ابن طازنك- مسعود الدولة النحوى 308 - طالب بن عثمان بن محمد 2: (92) 918 - أبو طالب المكفوف الكوفى 1: 70/ 4 (130) 312 - طاهر بن أحمد بن بابشاذ 1: 42/ 2: (95 - 97)، 160، 165/ 3: 79

طاهر بن الحسين الخزاعى 3: 15 ح طاهر بن عبد العزيز 1: 68 طاهر بن عبد الله القاضي 1: 76، 336 طاهر بن عبد الله بن طاهر، أبو الطب الطبرى 3: 17، 196، 256، 275، 296 ح طاهر بن محمد البغدادى، 2: 185 ح 311 - طاهر بن محمد الرقبانى الصقلى 2: (94) طاهر بن محمد بن طاهر، أبو زرعة المقدسى 2: 194 ح/ 3: 255 ابن طاهر- عبد الله بن طاهر بن الحسين ابن طاهر العسكرى، أبو عبد الله 2: 360 ابن طاهر المقدسى- محمد بن طاهر المقدسى 973 - ابن طاهر النحوى الأندلسى المدعو بالخدب 4: 192، (194، 195) أبو طاهر السلفى- أحمد بن محمد بن أحمد ابن إبراهيم أبو طاهر بن أبى الصقر 3: 222 أبو طاهر القاضي 3: 119 أبو طاهر الواعظ- محمد بن على بن محمد ابن أبى طاهر- أحمد بن أبى طاهر الطائع لله (الخليفة) - عبد الكريم بن الفضل ابن طباطبا- أحمد بن محمد بن إبراهيم الطبرانى- سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمى الطبرونى- على أبو الحسين الطبرونى الطبرى- أحمد بن محمد بن يزدار - محمد بن جرير أبو جعفر الطبرى الإبرازى- إبراهيم بن عبد الوهاب الطبسى- الحسن بن أحمد، أبو سعيد الطبنى- عبد الملك بن زيادة الله، أبو مروان ابن الطحان- يحيى بن على الحضومى ابن طرار- المعافى بن زكريا ابن الطراوة- سليمان بن محمد المالقى، أبو الحسن ابن الطراوة- على بن الطراوة ابن الطربزة- صفى الدين طارق بن أبى غانم طرفة بن العبد 3: 134 ح الطرفى أبو عبد الله 3: 314 الطرماح بن حكيم 3: 293/ 4: 163 الطريثيثى- عبد الله بن محمد بن طاهر ابن طريف- عبد الملك بن طريف الأندلسى ابن الطش- محمد بن الحسن بن الطش اليمنى طغتكين بن أيوب بن شادى 3: 209 ح ابن الطفال- عبد الكريم بن على بن محمد الطلاء المنجم- إسماعيل بن يوسف القيروانى ابن طلاب الخطيب، أبو نصر 1: 123 طلائع بن رزيك، الملقب بالملك الصالح 1: 265 ح طلحة بن طاهر 2: 357 309 - طلحة بن كردان 2: (93) طلحة بن المتوكل بن المعتصم الموفق بالله (الخليفة) 1: 70، 177 ح/ 2: 78 310 - طلحة بن محمد النعمان، أبو محمد 2: (93، 34) ابن طلحة- على بن طلحة بن كردان. الطلمنكى- أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو عمر ابن طنيز- على بن أحمد بن عبد العزيز الطوال- محمد بن أحمد بن عبد الله الطوال الطوال أبو سعيد 2: 360 307 - الطوال الكوفى النحوى، أبو عبد الله 2: 56، (92)، 265، 317 الطوبى- محمد بن الحسن الطوبى، أبو عبد الله الصقلى

(ظ)

الطوسى- على بن الحسن بن الحسن بن على ابن نصر الطوسى - على بن عبد الله بن سنان التيمى الطوسى- محمد بن محمد بن الجراح الطوسى، ابن طوسى- محمد بن طوسى القصرى الطرطالقى: عبيد الله بن فرج الطوطالقى الطولقى- أبو الحسن الطولقى الطومارى- عيسى بن محمد بن أحمد الطومارى أبو الطيب بن المقفل- محمد بن المقفل أبو الطيب النحوى- محمد بن أحمد بن إسحاق ابن يحيى، المعروف بابن الوشاء ابن طيفور- محمد بن طيفور السجاوندى (ظ) ظافر المالكى الأصولى، أبو المنصور 2: 378 ح 2 - ظالم بن عمرو بن سفيان؛ أبو الأسود الدؤلى 1: 39، 40، 41، 42، 44، (48 - 58)، 375/ 2: 18، 57، 172، 217، 375، 380، 381/ 3: 262، 307، 337، 343/ 4: 24 الملك الظاهر- غازى بن صلاح الدين الأيوبى الظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم بأمر الله (الخليفة الفاطمى) 3: 46 ح ابن ظفر- محمد بن أبى محمد بن ظفر (ع) عاتكة، مولاة المهدى بن المعلى 2: 55 عادى بن ثابت 2: 125 533 - عاصم بن أيوب البطلميوسى، أبو بكر 2: (384) عاصم بن زيد أبو المخشى 2: 366 ح عاصم بن أبى النجود بهدلة 1: 216 ح ابن العافية- محمد بن أبى العافية 535 - عالى بن عثمان بن جنى 2: (385، 386) 531 - عامر بن إبراهيم بن العباس 2: (383) عامر التغلبى 2: 36 عامر بن الحسن السمسارى 3: 266 عامر بن شراحيل الشعبى، أبو عمرو 1: 66 ح عامر بن عبد الملك المسمعى 3: 36 ح ابن أخت العاهة- حسين بن محمد التميمى الدارونى ابن عائذ، أبو عبد الله 1: 218 ابن عائذ، أبو زكريا 3: 981 ابن عائشة 3: 352 907 - عباد بن حبيب (أبو الخنساء) 4: (123) 538 - عباد بن كسيب 2: (388) ابن عباد- إسماعيل بن عباد، المشهور بالصاحب العباس بن الأحنف 2: 57، 204، 205 العباس بن بكار الضبى 3: 304 العباس بن بوكردان 1: 181 522 - العباس بن رداد بن عمر البندنيجى، 2: (374) عباس بن عبد المطلب 1: 52/ 3: 365/ 4: 178 521 - العباس بن الفرج الرياشى، أبو الفضل 1: 146، 179، 283، 326، 327، 353/ 2: 40، 60، 77، 126، 198، 350، (267 - 373) /3: 71/ 4: 79

عباس بن الفضل الأسقاطى 3: 234 العباس بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس 3: 128 ح العباس بن محمد بن أبى محمد اليزيدى 3: 239، 240 520 - عباس بن ناصح الأندلسى النحوى 1: 306/ 2: (365 - 367) أبو العباس بن أسعد العامرى 2: 14 191 - أبو العباس بن الثلاج 4: 57 أبو العباس بن محمد واصل 3: 226 أبو العباس بن محمد بن الوليد (والوليد يعرف بولاد) 3: 224 أبو العباس الوراق 3: 361 أبو العباس اليافى 4: 120 أبو العباس بن اليشكرى 3: 174 عبد الأعلى بن عبد الأعلى 2: 131 عبد الأول بن عيسى السجزى، أبو الوقت 1: 65 ح 371 - عبد الباقى بن محمد بن بانيس 2: (155) 347، 372 - عبد الباقى بن محمد بن الحسين ابن داود بن ناقيا 2: (133)، وباسم «عبد الله بن محمد بن الحسين بن ناقيا، (156، 157) ابن عبد البر- يوسف بن عبد البر عبد الحق بن غالب، المعروف بابن عطية 2: 222 ح 373 - عبد الحميد بن عبد المجيد، أبو الخطاب الأخفش الكبير 2: (157، 158)، 315، 346، 339، 350، 353 عبد الخالق بن منصور النيسابورى 3: 22 374 - عبد الدائم بن مرزوق بن جبير 2: (158) 388 - عبد الرازق بن على القيروانى 2: (174) 387 - عبد الرؤف بن وهب الأندلسى السناط 2: (173، 174) ابن عبد ربه- أحمد بن محمد بن عبد ربه عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفى 1: 139 ح 376 - عبد الرحمن بن إسحاق، المعروف بالزجاجى 1: 80، 99، 139/ 2: (160، 161) /3: 145 375 - عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله الخشاب المصرى أبو عيسى 2: (158، 159)، 222 378 - عبد الرحمن بن بزرج 2: (161، 162) عبد الرحمن بن الحكم بن هشام، المعروف بالأوسط 1: 234/ 2: 75 ح عبد الرحمن بن حمدان لجلاب 1: 164، 360 عبد الرحمن الداخل- عبد الرحمن بن معاوية عبد الرحمن بن سلام الجمحى 3: 143 ح عبد الرحمن بن الشمير بن نمير 2: 75 عبد الرحمن بن عباس بن ناصح 2: 365 927 - عبد الرحمن عبد الأعلى السلمى، أبو عدنان 2: 77/ 3: 14/ 4: 148 377 - عبد الرحمن بن عبد الله، ابن أخى الأصمعى 2: 153، (161)، 198/ 3: 93/ 4: 80 379 - عبد الرحمن عبيد الله السهيلى 2: (162 - 164)، 212 380 - عبد الرحمن بن عتيق بن خلف الصقلى المعروف بابن الفحام 1: 75/ 2: (164، 165)، 342 عبد الرحمن بن المبارك 4: 34

384 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد، ابن الإخوة 2: (167 - 69) 385 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الأنبارى، أبو البركات 1: 270، 388/ 2: 68، 71، 234، (169 - 171)، 321/ 3: 255، 275، 321 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز 4: 16، 21 عبد الرحمن بن محمد بن فضالة 2: 24 383 - عبد الرحمن بن محمد بن محمد، المعروف بابن دوست 2: (167) 382 - عبد الرحمن بن محمد بن معمر 2: (166) عبد الرحمن بن محمد الناصر (الخليفة الأموى بالأندلس) 1: 240 ح عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الأموى المعروف بالداخل 2: 46 ح 899 - عبد الرحمن بن منصور الكلابى، أبو حجار 4: (122) 386 - عبد الرحمن بن هرمز 2: (172، 173)، 382 عبد الرحمن بن واقد الواقدى، أبو مسلم 1: 69، 70، 119/ 3: 140، 226 ح عبد الرحمن بن عيسى 4: 155 عبد الرحيم بن خلف بن زريق 1: 387 عبد الرحيم العصار 2: 71 عبد الرحيم على البيسانى، المعروف بالقاضي الفاضل 1، 339، 352/ 2: 74 ح/ 3: 78، 86، 187، 334/ 4: 160، 194 عبد الرّزاق بن همام 2: 20 ح 389 - عبد السلام بن إسماعيل الخراسانى 2: (175) 390 - عبد السلام بن الحسين الملقب بالوجكا 1: 60، 61، 77، 85، 398/ 2: (175 - 176)، 324/ 3: 212، 257 عبد السلام بن سعيد المعروف يسحنون 2: 54 ح، 206/ 4: 153 عبد السلام بن محمد الجبائى، أبو هاشم 3: 96 ح عبد السلام بن مختار المصرى 2: 39، 349/ 4: 10 عبد السيد بن على المطرزى 3: 339 391 - عبد الصمد بن عبد القاهر السنجارى 2: (176، 177)، 187 392 - عبد الصمد بن محمد بن حيويه البخارى 2: (177، 178) عبد الصمد بن المعذل 1: 285 ح، 288/ 2: 314 393 - عبد الصمد بن يوسف بن عيسى، 2: (178) 395 - عبد العزيز بن أحمد بن أبى الحباب 2: (180) 396 - عبد العزيز بن خلوف المغربى 2: (180 - 182) عبد العزيز الدراوردى 2: 367 عبد العزيز دلف 4: 93 394 - عبد العزيز بن أبى سهل الخشنى المعروف بابن البقال 1: 68، 297/ 2: (178 - 180)، 370 399 - عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين أبو العلاء 1: 352/ 2: (184، 185)

397 - عبد العزيز بن عبد الله بن ثعلبة، الشاطبى 2: (183)، 397 عبد العزيز بن عمران 3: 61 398 - عبد العزيز القارى، الملقب ببشكست 2: (183، 184) 285 - عبد العزيز بن محمد السرخسىّ 2: (65) عبد العزيز بن محمد بن محمد العاصمى 3: 170 ح عبد العزيز بن هلال الطلبيرى 3، 340 ابن عبد العزيز الهاشمى 1: 304 عبد الغافر بن إسماعيل الفارسى 2: 167 ح/ 3: 67، 165، 217 400 - عبد القاهر بن طاهر البغدادى، 2: (185، 186) 402 - عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجانى، 1: 222، 223، 243/ 2: 100، (188 - 190)، 248، 306، 355 /3: 118 401 - عبد القاهر بن عبد الله بن الحسين، أبو الفرج- المعروف بالوأواء 2: (186 - 187: 401) 403 - عبد الكريم بن إبراهيم الرازى 2: (190) /2: 24، 49، 124 عبد الكريم الجيلى 2: 224 404 - عبد الكريم بن المحسن التككى 2: (191) عبد الكريم السمعانى أبو سعد 1: 167 405 - عبد الكريم بن على بن محمد الطفال البارع 2: (191، 192) عبد الكريم المروزى 4: 66 406 - عبد الكريم بن هوازن القشيرى أبو القاسم 2: (193) 407 - عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادى 2: (193 - 196) 313 - عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الخبرى أبو حكيم 2: (98) /3: 115، 222 عبد الله بن أحمد بن حرب المهزلى 3: 81 ح عبد الله بن أحمد بن حنبل 1: 257 314 - عبد الله بن أحمد بن الخشاب، 1: 77، 78، 122، 173، 238، 270، 310، 350/ 2: (99 - 103)، 137، 178، 243، 374/ 3: 34، 52، 53، 185، 210، 254، 274، 321، 345، 356، 357/ 4: 180 عبد الله بن أحمد بن شيبويه المروزى 3: 200 عبد الله بن أحمد بن عياش 1: 195 عبد الله بن أحمد الطوسى أبو الفضل 3: 258 ح عبد الله بن إدريس 4: 109 ح عبد الله بن إسحاق بن سلام 1: 214 316 - عبد الله بن إسحاق الحضرمى 1: 280/ 2: (104 - 108) /2: 338، 344 315 - عبد الله بن أسعد بن على المعروف بابن الدهان 2: (103، 104) عبد الله بن إسماعيل بن ميكال 3: 164 ح

319 - عبد الله بن برى بن عبد الجبار ابن برى 1: 42/ 2: 83، 84، 96، (110 - 111)، 291، 378/ 3: 333 عبد الله بن بكر بن حبيب السهمى 1: 279 320 - عبد الله بن ثابت بن يعقوب، أبو محمد العبقسى التوزى 2: (112) عبد الله بن جابر بن عبد الله المالقى 4: 143 عبد الله التنوخى القاضي 1: 117، 118 321 - عبد الله بن جعفر بن درستويه 1: 194، 239، 240، 243، 338، 375/ 2: (113 - 114)، 144، 354/ 3، 43، 148، 253/ 4: 116 947 - عبد الله بن حريش، أبو مسحل 4: (199، 200)، وانظر رقم 421 322 - عبد الله الحسن الحرانى أبو شعيب 1: 164/ 2: (115) /4: 62 223 - عبد الله بن الحسن بن عشير اليابسى 2: (115). عبد الله بن الحسين العنبرى 3: 282 324 - عبد الله بن الحسين أبو المظفر 2: (116) 325 - عبد الله بن الحسين أبو البقاء 2: 68، (116 - 118) /4: 167 عبد الله بن الحسين عبد الله بن هارون الأنبارى 3: 61 عبد الله بن حمدان الموصلى 3: 146 326 - عبد الله بن حمود الزبيدىّ الأندلسى 2: (118، 911) 928 - عبد الله بن خالد أبو العميئل 4: (184، 185) 327، 343 - عبد الله بن رستم مستملى يعقوب بن السكيت 2: (120). (130) باسم عبد الله بن محمد بن رستم. 327 - عبد الله بن سعيد الأموى 3: (120) /4: 104 329 - عبد الله بن سعيد بن مهدى الخوافى 2: (120، 121) 318 - عبد الله بن أبى سعيد، المعروف بالكاسات 2: (110) 317 - عبد الله بن أبى سعيد الأنصارى الأندلسى النحوى الغريشى 2: (108، 109) عبد الله بن سلام 1: 46 ح عبد الله بن طاهر بن الحسين 2: 384 ح/ 3: 13، 16، 20/ 4: 149، 150 عبد الله بن العباس 4: 25 330 - عبد الله بن عبد الله الأندلسى 2: (121) 331 - عبد الله بن عبد الله القياس 2: (121) 323 - عبد الله بن على بن أحمد (سبط أبى منصور الخياط 1: 316/ 2: (122، 123)، 298، 326/ 3: 123/ 4: 43 333 - عبد الله بن على بن إسحاق الصيمرى 2: (123)، 355 عبد الله بن عمر الوراق 3: 61 عبد الله بن عمران بن أبى على الأسدى 3: 29 ح 335 - عبد الله بن عمرو بن صبح (125) عبد الله بن عمرو بن العاص 3: 341 عبد الله بن عون بن أرطبان المزنى 2: 262 ح/ 3: 351

334 - عبد الله بن عيسى بن عبد الله الأندلسى 2: (124، 125) 336 - عبد الله بن فزارة 2: (125) عبد الله بن قاسم بن سليمان الثغرى، 3: 138 337 - عبد الله بن القاسم بن على الحريرى، 2: (126) /3: 27 عبد الله القائم بأمر الله بن القادر (الخليفة) 3: 227 ح عبد الله بن كثير 2: 257 عبد الله المأمون بن هارون الرشيد (الخليفة): 1: 162، 185، 225، 226، 254، 357/ 2: 40، 270، 3: 17، 157، 161، 236، 236، 238، 240، 2822، 330، 349، 350، 364،/4: 14، 16، 17، 32، 33، 34، 35، 37، 38، 39 عبد الله بن المبارك 1، 382 ح 341 - عبد الله بن محمد، أبو العباس- المعروف بابن شرشير الناشى الكبير 2: (128، 129) 352 - عبد الله بن محمد الأزدى 2: (136) عبد الله بن محمد الأموى المكفوف 1: 208 عبد الله بن محمد الأنبارى المعروف بالناشى 1: 59 ح 346 - عبد الله بن محمد البخارى- المعروف باليافى 2: (132، 133) 245 - عبد الله بن محمد بن حرب المعروف باليافى القديم 1: (392) 347، 372 - عبد الله بن محمد بن الحسين ابن ناقيا، 2: (133، 156) وباسم عبد الباقى بن محمد عبد الله بن محمد الخلنجى 1: 62 343 - عبد الله بن محمد بن رستم- عبد الله ابن رستم 344، 350 - عبد الله بن محمد بن سفيان أبو الحسين الخزاز 2: (130، 131، 135) 356 - عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسى 1: 172/ 2: (141 - 143)، 160، 307 16، 155، 655 - عبد الله بن محمد ابن شقير 1: (16) /2: (135) /3: (151) بأسماء مختلفة 342 - عبد الله بن محمد بن طاهر الطريثبثى 2: (130) عبد الله محمد بن عبد العزيز البغوى، المعروف بابن بنت منيع 1: 242 355 - عبد الله بن محمد بن عبد الله الأشيرى أبو محمد المغربى 2: (137 - 141) /3: 167 353 - عبد الله بن محمد بن على الراقطائى 2: (136) 340 - عبد الله بن محمد بن عيسى بن وليد الأندلسى 2: (127، 128) عبد الله بن محمد الكاتب 2: 179 354 - عبد الله بن محمد بن محمد بن هبة الله 2: (137) عبد الله بن محمد بن ميكال 1: 235 338 - عبد الله بن محمد بن هارون، أبو محمد التوزى 2: (126) /3: 235، 281، 283

339، 345 - عبد الله بن محمد بن هانى، النيسابورى 2: (127، 131) 349 - عبد الله بن محمد بن وداع 2: (134) 348 - عبد الله بن محمد اليزيدى العدوى، المعروف بابن اليزيدى 2: (134) /3: 239، 240 359 - عبد الله بن محمود، أبو محمد المكفوف القيروانى 2: (147 - 149) 360 - عبد الله بن مخلد بن خالد: (149) 360 - عبد الله بن مروان بن معاوية 1: 353 357 - عبد الله بن مسلم بن قتيبة 1: 144، 145، 146/ 2: 102، 113/ (143، 147) /3: 31، 186/ 4: 34، 136 358 - عبد الله بن مسلم 2: (147) عبد الله بن المعتز بالله بن المتوكل على الله، (الخليفة) 1: 79/ 2: 85/ 3: 147، 179 ح، 309 عبد الله بن المعذل بن غيلان 2: 41 361 - عبد الله بن مؤمن الإشبيلى 2: (150) 362 - عبد الله بن مهران بن الحسن، أبو بكر 2: (150) 363 - عبد الله بن هارون بن يحيى النيسابورى 2: (150) عبد الله بن الوليد بن غريب الإيادى 1: 86 عبد الله بن الوليد صعردا 4: 19 عبد الله بن يحيى بن خاقان 4: 58 365 - عبد الله بن يحيى بن المبارك المعروف بابن اليزيدى 2: (151) 364 - عبد الله بن يس، أبو محمد التميمىّ 2: (150، 151) 366 - عبد الله بن يوسف بن حيويه 2: (152) أبو عبد الله الحضرمىّ 1: 75 920 - أبو عبد الله بن الجلاب الواسطى 4: (130، 131) 924 - أبو عبد الله بن رطويه النحوى 4: (145، 146) أبو عبد الله الطيلطلى النحوى 2: 186 921 - أبو عبد الله بن عاصم النحوى الأندلسى 4: (141) أبو عبد الله بن على السنجارى 3: 75 926 - أبو عبد الله الفزارى المغربى 4: (148) 922 - أبو عبد الله الفهرى 4: (142) أبو عبد الله الكوفى، كاتب ابن رائق 3: 213 عبد المجيد بن مهذب 1: 354 409 - عبد الملك بن حبيب السلمى الأندلسى 1: 297/ 2: (206، 207) عبد الملك بن درباس المارانى 3: 333 عبد الملك بن زيادة الله الطبنى، أبو مروان 1: 218 ح 410 - عبد الملك بن سراج 2: (207، 208) عبد الملك بن سعيد القرشى العبدرى، أبو مروان 2: 164 عبد الملك بن الصباح بن الوليد 1: 223 411، 972 - عبد الملك بن طويف اللغوى الأندلسى 2: (208) /4: (194) باسم ابن طريف عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج 2: 25 ح عبد الملك بن على يوسف 2: 327/ 3: 123

عبد الملك بن عمرو القيسى العقدى 1: 131 ح عبد الملك الغريص 3: 269 408 - عبد الملك بن قريب، أبو سعيد الأصمعى 1: 41، 72، 74، 119، 125، 126، 143، 144، 146، 147، 151، 201، 202، 224، 252، 254، 268، 262، 281، 306، 381، 391/ 2: 20، 21، 32، 33، 58، 76، 80، 81، 82، 92، 126، 153، (197 - 205) 261، 272، 314، 315، 319، 320، 344، 367، 368، 370، 376، 377/ 3: 13، 14، 38، 39، 93، 129، 133، 134، 217، 240، 277، 278، 279، 280، 282، 283، 285، 302، 303، 323، 347، 364/ 4: 35، 103، 104، 119، 132، 133، 134، 135 412 - عبد الملك بن قطن المهرى 1: 210، 367، 368/ 2: 147، (209 - 211) /4: 129، 184 عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبى 1: 44، 144، 174، 177، 179، 180، 208، 231 ح، 255، 306، 375 عبد الملك بن محمد بن بشران، أبو القاسم 2: 289 ح عبد الملك بن مروان (الخليفة) 1: 149/ 3: 291، 292/ 4: 198 413 - عبد الملك بن هشام (صاحب السيرة) 2: 163، (211، 212). عبد المؤمن بن على 2: 138 ح/ 4: 192 عبد الواحد بن أحمد بن القاسم المليجى 4: 151 414 - عبد الواحد بن الحسين بن شيطى، أبو الفتح 2: (213) /4: 37 عبد الواحد بن عبد الرحمن بن القضاعى أبو البركات: 3، 322، 323 415 - عبد الواحد بن على بن برهان، العكبرى 2: (213 - 215) /3: 57، 174 عبد الواحد بن عمر البربرى 4: 192، 193 416 - عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبى هاشم 2: (515) /3: 101 عبد الواحد بن غياث 1: 326 عبد الواحد بن محمد بن أحمد البلخى 3: 57 ح 417 - عبد الواحد بن محمد الكرمانى، أبو القاسم 2: (216) عبد الواحد بن نصر الببغاء، أبو الفرج 1: 360، 361 عبد الوارث بن سعيد 2: 83 418 - عبد الوارث بن عبد المنعم الأبهرى، 1: 236/ 2 (216) 419 - عبد الودود بن عبد الملك بن عيسى المغربى 2: (217) عبد الوهاب بن إبراهيم 4: 135، 136 420 - عبد الوهاب بن أصبغ الأندلسى 2: (218) /3: 64 عبد الوهاب بن حبيب العبدى 3: 353 421 - عبد الوهاب بن حريش، أبو مسحل 2: (218)، 265، 269، 319/ 4: 170، وانظر رقم 947 عبد الوهاب بن حسين بن الحاجب 3: 85

عبد الوهاب بن على، المعروف بابن سكينة 3: 258 ح عبد الوهاب بن عباس بن ناصح 2: 365 عبد الوهاب بن غوث، أبو سهل 1: 319 عبد الوهاب بن المبارك الأنماطى 2: 289/ 3: 196 عبد الوهاب بن هبة الله البغدادى 3: 24 442 - عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله ابن السيبى 2: (218، 219) العبد لكانى الزوزتى 2: 78 العبدى- أحمد بن محمد بن أبى عبيد العبدى الهروى العبدى- أحمد بن بكر بن أحمد بن بقية العبدى عبيد بن حصين بن معاوية الراعى 2: 320 ح/ 3: 284، 295 عبيد بن عبد الواحد بن شريك 1: 163 أبو عبيد- القاسم بن سلام أبو عبيد الهروى- أحمد بن محمد العبدى 367 - عبيد الله بن أحمد بن محمد، أبو الفتح- المعروف بجخجخ 1: 70، 198/ 2: (152، 253) 3: 97، 146، 174، 175 عبيد الله بن أبى بكرة القاضي 1: 58 عبيد الله بن الحسين بن دلال 1: 350 ح عبيد الله بن زياد 1: 55 عبيد الله بن سليمان بن وهب (وزير المعتضد) 1: 195 ح/ 3: 360 عبيد الله بن عبد الله بن طاهر 3: 137 ح، 148، 247، 248 عبيد الله بن على الرقى، أبو القاسم 2: 176/ 4: 156 عبيد الله بن عمر القواريرى 1: 173، 174 368 - عبيد الله بن فرج الطوطالقى 2: (153) عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرئ، أبو محمد الفرضى 3: 103 ح 370 - عبيد الله بن محمد بن جرو الأسدى 2: (154، 155) عبيد الله بن محمد بن زريق 1: 393 369 - عبيد الله بن محمد بن يحيى بن المبارك أبو القاسم المعروف بابن اليزيدى 1: 162، 123/ 2: 239، 340، (153، 154) /3: 238/ 4: 37 عبيد الله بن معاذ العنبرى 2: 353 أبو عبيد الله الغابى 3: 70 أبو عبيدة- معمر بن المثنى. ابن عتاب أبو محمد 3: 225 العتابى- محمد بن على بن إبراهيم أبو العتاهية 1: 263، 264/ 2: 179/ 3: 280 ابن أبى العتاهية 4: 32 872 - عتبة أم الحمارس 4: (120) العتكى- هارون بن موسى. عتيق بن على بن مكى 2: 220 513 - عثمان البتى 2: (343، 344) 510 - عثمان بن جنى 1: 298، 308 330، 345، 352، 369/ 2: 8، 11، 12، 155، 248، 275، 284، (335 - 340)، 385، 387/ 3: 106، 114، 257، 326، 355/ 4: 46، 116، 156، 157

511 - عثمان بن سعيد- المعروف بابن الصيرفى 2: (341، 342) عثمان بن أبى شيبة 3: 295 عثمان بن عبد الله الكرجى 1: 104 512 - عثمان بن على 2: (342، 343) عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب 4: 47 514 - عثمان بن عيسى منصور البلطى 2: (344، 345) عثمان بن محمد بن أحمد البلخى 2: 41، 94، 124 930 - أبو عثمان الأشناندانى 3: 94 ح/ 4: (151) أبو عثمان الخالدى- سعيد بن هاشم أبو عثمان الصابونى 4: 151 أبو عثمان بن القراز 3: 168 أبو عثمان المازنى- بكر بن محمد بن بقية العجاج 1: 390/ 2: 40 العجوزى- أحمد بن محمد بن بشار 868 - العدبس الكنانى 4: (120) أبو عدنان- عبد الرحمن بن عبد الأعلى عدى الطائى أبو عبد الرحمن 3: 365 عدى بن عبد الباقى، أبو عمر 1: 104 ابن العديم- عمر بن أحمد بن هبة الله 924 - أبو عرار 4: (153، 154) 898 - عرام بن الأصبغ السلمى 4: (122) العرجى- عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان ابن العرق الفقيمى، أبو شيخ 1: 280 عرقوب بن معبد 1: 158/ 3: 221 عروة بن الزبير بن العوام 3: 344 ح، 368 العريان بن أبى سفيان بن العلاء 4: 132 عريب 1: 200، 320 عز الدولة أبو منصور- بختيار بن أحمد ابن بويه عز الدين بن جرديك 2: 140 عز الدين فروخ شاه 4: 194 عز الدين بن مبادر 3: 34، 35 ابن عزرة- شبيل بن عزرة الضبعى عزيز بن الفضل الهذلى 1: 144 عساكر بن على بن اسماعيل 1: 245 ح عسكر الحموى التاجر 1: 261/ 2: 389/ 3: 40/ 4: 80 ح العسكرى- الحسن بن عبد الله بن سعيد أبو أحمد العسكرى- الحسن بن عبد الله بن سهل أبو هلال 530 - عسل بن ذكوان 2: (383) عسلوج بن الحسن الدنهاجى 3: 86 ابن عصفور- على بن مؤمن بن عصفور أبو عصيدة- أحمد بن عبيد بن ناسح عضد الدولة- فناخسرو وبن ركن الدولة بن بوية 547 - عطاء بن أبى الأسود الدؤلى 1: 56/ 2: (380، 381)، 382 أبو عطاء السندى 1: 366 أبو عطية 4: 123 عطية العوفى 1: 223 ابن عطية الغرناطى- عبد الحق بن غالب ابن أبى عقرب- أبو نوفل أبو عقرب- معاوية بن عمر الديلى ابن عكاشة 2: 307 العكبرى- عبد الواحد على بن برهان أبو عكرمة الضبى 4: 57 العلاء بن حزم الأندلسى 1: 83 ح العلاء بن عبد العزيز 1: 222، 223 علاء بن عثمان بن جنى 3: 355 أبو العلاء المعرى- أحمد بن عبد الله بن سليمان أبو العلاء الواسطى 4: 18

علاء الدولة بن فخر الدولة بن بويه 4: 176، 177 علان الشعوبى 3: 285 ح علان المصرى- على بن الحسن 931 - أبو علقمة 4: (152) 424 - على بن إبراهيم بن الحسن الصقلى، المعروف بابن المعلم 1: (255، 256) 423 - على بن إبراهيم بن سعيد الحوفى 1: 42/ 2: 191، (219، 220) على بن إبراهيم العطار، أبو الحسن 1: 127 425 - على بن إبراهيم بن على التبريزى، المعروف بابن الخازن 2: (221) 430 - على بن أحمد- المعروف بابن سيده الضرير 2: (225 - 227) على بن أحمد البسرى، أبو القاسم 3: 260 ح، على بن أحمد بن بسطام 2: 277 على بن أحمد بن جعفر بن عبد الباقى 1: 170/ 2: 84/ 4: 191 على بن أحمد بن حزم الأندلسى 1: 307 ح / 4: 441 431 - على بن أحمد بن خلف الأنصارى الأندلسى 2 (227، 228) 428 - على بن أحمد الدريدى 2: (222) /3: 98 على بن أحمد الزيدى أبو الحسن 3: 345 على بن أحمد السرى، أبو القاسم 1: 78 على بن أحمد بن سعيد بن حزم، أبو محمد 1: 307 ح/ 2: 233 433 - على بن أحمد بن عبد العزيز بن طنيز، 2: (230، 231) 434 - على بن أحمد بن على، أبو الحسن- المعروف بابن هبل 2: (231) على بن أحمد بن عمرو بن الحمامى 3: 170 على بن أحمد بن محمد بن زيان 1: 247 432 - على بن أحمد بن محمد بن محمد، أبو الحسن 2: (228، 229) 435 - على بن أحمد بن منصور الغسانى المعروف بابن قبيس 2: (232) 427 - على بن أحمد المهلبى، أبو الحسن 1: 81/ 2: (222)، 356 429 - على بن أحمد الواحدى، أبو الحسين 1: 154، 155، 156/ 2: (223 - 225) /3: 33 على بن أحمد بن يوسف الهكارى 1: 108 ح 436، 469 - على بن الأخضر النحوى الحمصى 2: (232، 233، 288، 289) على بن إسماعيل، أبو الحسن الأشعرى 3: 110 ح 426 - على بن إسماعيل بن سعيد الشارقى الأندلسى 2: (221 - 222) على بن أيوب بن الحسين، أبو الحسن القمى 3: 181 ح على بن بركات بن منصور 1: 108 908 - على بن بريد 4: 123 439 - على بن بشرى الصقلى 3: (234، 235) على بن أبى بكر الهروى الخراط 1: 267 على بن ثابت 1: 50 على بن أبى ثابت 3: 21 440 - على بن ثروان بن زيد بن الحسن الكندى أبو الحسن 2: (235) 442 - على بن جعفر، أبو الحسن الفارسى 1: 325/ 2: 67، (239)

441 - على بن جعفر بن على السعدى، المعروف بابن القطاع الصقلى 1: 75، 232، 260/ 2: 67، (236 - 239)، 293/ 3: 107، 190، 347، 348/ 4: 179 على بن جلال الدولة بن الدورى 3: 192 458 - على بن الحارث البيارى الخراسانى 2: (374، 275) /4: 187 454 - على بن حازم اللحيانى 1: 144/ 2: (255)، 319/ 4: 58، 59 على بن الحاكم بأمر الله، الملك الظاهر (الخليفة الفاطمى) 3: 46 ح 455 - على بن حبيب الصقلى، أبو الحسن 2: (255) 933 - أبو على الحرمازى 4: (153) 444 - على بن الحسن- المعروف بعلان المصرى 1: 44/ 412 (240) 445 - على بن الحسن الهنائى المعروف بكراع النمل 2: (240) على بن الحسن بن أحمد رئيس الرؤساء، المعروف بابن مسلمة 1: 233 ح 447 - على بن الحسن بن إسماعيل المعروف بابن العلماء 2: (242، 243) 443 - على بن الحسن التنوخى القيروانى، المعروف بالحروفى 2: (239) 446 - على بن الحسن بن الحسن الدمشقى المعروف بابن الماسح 2: (241، 242) على بن الحسن الذهلى 2: 330 على بن الحسن بن على بن أبى الطيب الباخرزى، 1: 107 ح، 128/ 2: 28، 78، 214، 224، 274، 337/ 3: 155، 332، 332 على بن الحسن بن على بن نصر الطوسى 1: 243/ 3: 343 448 - على بن الحسن بن عنتر بن ثابت، أبو الحسن الحلى، يلقب شميما 2: (243 - 246) على بن الحسن الكوفى- على بن المبارك الأحمر 449 - على بن الحسن الوحشى الموصلى 2: (247)، 275 على بن الحسن بن يوسف اللخمى 2: 290 450 - على بن الحسين الأصبهانى، المعروف بجامع العلوم 2: (247 - 249) 453 - على بن الحسين بن بليل العسقلانى 2: (254، 255) 437 - على أبو الحسين الطبرونى 2: (233) 452 - على بن الحسين بن محمد، أبو الفرج الأصبهانى 2: (251 - 253) 551 - على بن الحسين بن موسى الشريف المرتضى 1: 77، 85/ 2: (249 - 250) /3: 48، 114 على بن الحسين بن هبة الله، المعروف بابن عساكر 1: 162 ح/ 2: 17/ 3: 345 457 - على بن الحضرمىّ 2: (274) 456 - على بن حمزة، المعروف بالكسائى 1: 44، 80، 144، 163، 179،

180، 250، 255، 305، 306، 307/ 2: 36، 37، 40، 57، 64، 218، (256 - 274)، 314، 315، 316، 248، 350، 452، 354، 357، 358، 359، 372، 376، 377/ 3: 226، 299، 338/ 4: 8، 11، 15، 31، 77، 105، 106، 107، 113، 130 459 - على بن دبيس الموصلى، أبو الحسن 2: (275، 286) على بن أبى زيد الفصيحى الأستراباذى- على بن محمد الفصيحى 461 - على بن سعيد بن دبايا السنجارى 1: 276/ 2: 177، (279 - 283: 3: 53/ 4: 153، 190 460 - على بن سليمان بن الفضل، (الأخفش الصغير) 1: 69، 123، 174، 243، 323/ 2: 36، 2، 158: (276 - 278)، 324، 359/ 3: 8 438 - على السنجارى 2: (234) 1 - على بن أبى طالب 1: 39، 40، 41، 43، 44، (45 - 47)، 50، 52، 53، 54، 56، 58، 104، 375/ 2: 327/ 3: 34 ح، 114، 205، 312، 350، 4: 82 462 - على بن طاهر بن جعفر بن عبد الله السلمى 2: 17، (283) 463 - على بن طاهر بن الرقبانى، أبو الفضل الصقلى 2: (284) 464 - على بن طلحة بن كردان، أبو القاسم 2: (284، 285) 474 - على بن عبد الجبار بن سلامة ابن عيذون 2: (292، 293) /3: 191 على بن عبد الرحمن، أبو الحسن الدش 3: 105 ح 471 - على بن عبد الرحمن الصقلى 2: (290) 436، 469 - على بن عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن الأخضر 2: (232، 233)، وباسم على بن الأخضر (288، 289) 470 - على بن عبد الرحمن بن هارون 2: 289، 200 472 - على بن عبد الرحيم المعروف بابن العصار 1: 238، 310/ 2: 192، 234، (291 - 294): 321/ 3: 275، 321، 357 على بن عبد العزيز الجرجانى القاضي 1: 130 473 - على بن عبد العزيز بن عبد الرحمن البغوى 1: 104/ 2: (292) /3: 22 467 - على بن عبد الله، أبو الحسن الآمدى 2: (287، 288) 466 - على بن عبد الله بن أبى جرادة العقيلى أبو الحسن 2: (285 - 287) على بن عبد الله بن حمدان التغلبى، المعروف بسيف الدولة 1: 360 ح، 362 645 - على بن عبد الله بن سنان التيمى الطوسى 2: 39، (285) /4: 58

على بن عبيد الله السمسى، أبو الحسن 1: 77/ 4: 157 468، 482 - على بن عبيد الله بن عبد الغفار السمسمانى 3: (288)، و (305) باسم على بن محمد السمسانى 478 - على بن عساكر المرجب 2: (298، 299) على بن أبى على بن صدقة 1: 350 على بن العنبرى المعروف بن دواس القنا 1: 412 على بن عيسى بن حمزة بن وهاس 3: 268 ح على بن عيسى بن داود الجراح 2: 135 ح 478 - على بن عيسى الشيرازى 1: 308 476 - على بن عيسى بن على المعروف بالرمانى 2: 155، 284، (294 - 296)، 388/ 3: 145، 149/ 4: 116، 159 477 - على بن عيسى بن الفرج الربعى، 1: 41، 298/ 2: 119، 155 254، 284، (297)، 340، 387/ 4: 116 479 - على بن فضال المجاشعى 1: 156/ 2: 248، (299 - 301) 480 - على بن قاسم السنجانى الخراسانى، أبو الحسن 2: (302، 303) 481 - على بن قاسم بن يونش- المعروف بابن الزقاق 2: (304، 305) 495، 851 - على بن المبارك الأحمر 1: 387/ 2: 271 (313 - 317)، 348، 358/وفي 4: (121) باسم «أبو الحسن الأحمر». 496 - على بن المبارك بن بانويه المعروف بابن الزاهدة 2: (318) /3: 210 على اللحيانى- على بن المبارك على بن المحسن التنوخى، أبو القاسم القاضي 1: 82 ح 490 - على بن محمد بن إبراهيم القهندزى 2: (310) 487 - على بن محمد بن أحمد، أبو الحسن المعرى 2: (308) 488 - على بن محمد بن إسماعيل، أبو الحسن الانطاكى 2: (308، 309) 489 - على بن محمد الجزرى 2: (309) على بن محمد بن حبيب الماوردى، أبو الحسن 3: 196 على بن محمد بن الحسين بن قشيش المالكى 2: 297/ 3: 197 على بن محمد الحسين، أبو الفتح بن العميد 1: 358 ح على بن محمد بن حميد، أبو الحسن 2: 191 483 - على بن محمد بن الزبير الأسدى، المعروف بابن الكوفى 1: 183/ 2: (305، 306) /3: 161، 352 494 - على بن محمد السخاوى المصرى 2: (311، 312) 484 - على بن محمد السعيدى 2: (306) 468 - 482 - على بن محمد السمسمانى 2: (288) وباسم «على بن عبيد الله ابن عبد الغفار، أبو الحسن السمسمانى»، 2: (305)

على بن محمد السيمساطى 3: 167 ح 486 - على بن محمد بن السيد، المعروف بالخيطال 2: (307) 491 - على بن محمد بن عبد الله، المعروف بأبى القاسم بن أبى جعفر الأصبهانى المدينى 2: (310) على بن محمد عبد الله المدائنى 1: 252 ح 492 - على بن محمد بن عبدوس الكوفى 2: (310) على بن محمد بن أبى العلاء المصيصى، أبو القاسم 1: 223 485 - على بن محمد بن على المعروف بالفصيحى 2: (306، 307)، 99، 189 على بن محمد بن على بن الحسين بن يحيى الحيرى الكتبى، أبو الحسن 3: 322 على بن محمد بن كامل، أبو الحسن 4: 115 على بن محمد بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير 3: 258/ 4: 84 على بن محمد أبى محمد اليزيدى 3: 239 على بن محمد بن نصر 3: 8 493 - على بن محمد الهروى 2: (311) 749 - على بن محمد بن وهب المسعدى 3: (263) على بن المدينى 1: 253 ح/ 3: 17، 160، 280، 352 على بن المسلم الفقيه 2: 242 ح على بن مسلم بن الهيثم بن مسلم الكوفى 3: 292 على بن مشرف 3: 47 499 - على بن المغربى 2: (322، 223 497 - على بن المغيرة، أبو الحسن الأثرم 1: 173/ 2: (319 - 321) /3: 229، 277/ 4: 34 على المكتفى بالله بن المعتضد، (الخليفة) 1: 198/ 3: 146 ح 498 - على بن منصور بن عبيد الله الخطيبى، أبو الحسن 2: (321، 322) على بن نافع المعروف بزرياب المغنى 3: 207 ح 500 - على بن نصر بن سليمان، أبو الحسن البرنيفى 2: (323)، 355 501 - على بن هارون بن نصر، أبو الحسن، المعروف بالقرميسينى 2: 267، (324) على بن هبة الله بن على بن جعفر، أبو نصر، المعروف بابن ماكولا 2: 27 ح على بن يحيى المنجم، أبو الحسن 1: 60 على بن يوسف صلاح الدين الأيوبى، بالمعروف بالملك الأفضل 3: 166 أبو على الحاتمى 3، 173 933 - أبو على الحرمازى (الحسن بن على): 4: 153 أبو على الحضرمىّ الفيروانى 3: 323 932 - أبو على السنجى القيروانى 4، (153) أبو على الفارسى- الحسن بن أحمد ابن أخت أبى على الفارسى- محمد بن الحسين ابن محمد بن عبد الوارث أبو على القالى- إسماعيل بن القاسم بن هارون أبو على المعلم الأراطى 4: 101

896 - أبو على اليمامى 4: (125) ابن عليل العنزى- الحسن بن عليل العماد الأصفهانى- محمد بن محمد بن حامد 536 - العماد المغربى 2: (386) عماد الدين بن زنكى 3: 264 عماد الدين (صاحب سنجار) 2: 282 529 - عمار بن إبراهيم بن محمد بن حمزة 2: (382) عمارة بن عقيل بلال بن جرير 3: 382 ح 502 - عمر بن إبراهيم بن محمد العلوى أبو البركات 1: 351/ 2: 17، 100، (324 - 327)، 382 503 - عمر بن أحمد بن الحسن الكشانى أبو حفص 2: (327) عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبى جرادة، كمال الدين بن العديم 4: 157 عمر بن بكير 3: 343/ 4: 9 ح عمر بن حسن بن مالك الأشنانى 3: 242 504 - عمر بن حسن الصقلى، 2: (328) عمر بن الخطاب 1: 41، 51، 104، 223/ 2: 31، 178، 327/ 3: 114، 283/ 4: 16 505 - عمر بن خلف بن مكى الصقلى 2: (329) عمر بن أبى ربيعة المخزومى 3: 283 عمر بن شبة النميرى 1: 252، 326/ 2: 31، 72 ح/ 3: 61، 277، 305 عمر بن شيران 3: 189، 312 506 - عمر بن عثمان بن شعيب الجنزى 2: (329، 330) 507 - عمر بن عثمان بن محمد الأندلسى، المعروف بابن الجرار 2: (330) عمر بن علك 2: 177 عمر بن القوام، المعروف بالنظام 3: 51 250 - عمر بن محمد بن جعفر الزعفرانى المعروف بدومى الكوفى 2: (6، 7) عمر بن محمد بن حماد بن أبى عمرو 2: 135 عمر بن محمد بن سيف 3: 93 ح عمر بن محمد بن طبرزذ الدارقزى 3: 61 508 - عمرو بن محمد بن عمر أبو حفص الفرغانى 2: (331 - 332) 509 - عمر بن محمد بن عمر أبو على الشلوبينى 2: (332 - 335)، 379/ 4: 168، 193 عمرو بن يونس بن القاسم اليمانى 1؛ 166 أبو عمر بن أبى الحباب النحوى الأندلسى 1: 72/ 3: 261 أبو عمر بن يزيد 2: 358 عمران بن حطان 1: 307 عمرو بن بحر الجاحظ، أبو عثمان 1: 261، 323/ 2: 41، 271، 343، 344، 350، 351، 356، 361/ 3: 133، 180، 217، 276،/4: 14، 80 عمرو بن دينار 3: 344، 353 عمرو بن العاص 3: 93، 195 عمرو بن عاصم الكلابى 1: 367 863 - عمرو بن عامر، أبو الخطاب الهذلى 4: (119، 120) عمرو بن عبيد بن باب 2: 30/ 4: 139 ح

515 - عمرو بن عثمان بن قنبر- المعروف بسيبويه 1: 41، 45، 68، 101، 144، 179، 180، 181، 344، 365/ 2: 33، 36، 39، 51، 57، 80، 271، 314، 315، (346 - 360)، 372/ 3: 141، 219، 220، 307، 328/ 4: 7، 8، 14، 37، 107 516 - عمرو بن أبى عمرو الشيبانى 1: 71، 256، 259، 263/ 2: (360) 517 - عمرو بن كركرة، أبو مالك الأعرابى 2: (360، 361) /4: 114 عمرو بن كلثوم 3: 136 ح أبو عمرو بن الحباب 2: 180 أبو عمرو الدانى 4: 108 أبو عمرو الدورى 4: 32 أبو عمرو الشيبانى- إسحاق بن مرار أبو عمرو بن الطوسى 3: 18 919 - أبو عمرو بن العلاء البصرى 1: 41، 44، 144، 175، 243، 279، 280، 306، 365/ 2: 30، 105، 106، 153، 274، 319، 361، 375، 377/ 2: 36، 37، 262، 327، 330، 344/ 4: 31، 32، 33، 34، 75، 150، 117، 128، (131 - 139)، 185 أبو العميثل- عبد الله بن خالد. ابن العيد- على بن محمد ذو الكفايتين. عمير بن سلم 1: 310 ابن عميرة 4: 167 522 - عنيسة بن معدان الفيل 2: 105، (281، 382) /3: 337 عنترة بن شداد العبسى 3: 136 ح العنزى- الحسن بن عليل العنزى. ابن العواد 3: 106 عوانة بن الحكم 2: 362 ح عوف بن أبى جميلة، المعروف بالأعرابى 3: 293 ح عون بن محمد الكندى 1: 162 518 - عياض بن عوانة بن الحكم الكلبى 2: (361 - 363) 519 - عياض بن موسى اليحصبى 2: (363، 364) عيسى بن أحمد بن محمد يحيى بن المبارك اليزيدى 3: 240 524 - عيسى بن أبى جرثومة، أبو الأصبغ 2: (377) عيسى بن جعفر بن المنصور 2: 59 ح 523 - عيسى بن عمر البصرى الثقفى 1: 279، 280/ 2: 105، 106، 158، 274، 346، 347، 349، (374 - 377) /3: 262/ 4: 27، 136، 138 عيسى بن ماهان 1: 78 عيسى بن محمد بن أبى محمد اليزيدى 3: 239 526 - عيسى بن المعلى الحجة بن مسلمة الرافقى 2: (380) عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب 1: 58 ح 525 - عيسى بن يللبخت الجزولى المغربى 2: (378 - 3380)

(غ)

ابن العين زربى، أبو الحسن 2: 169 عيينة بن حصن 2: 383 534، 948 - عيينة بن عبد الرحمن، أبو المنهال 2: (384، 385) وبكنيته فى/ 4: (173) (غ) غازى بن أتابك زنكى- سيف الدين غازى ابن أتابك زنكى غازى بن صلاح الدين يوسف المعروف بالملك الظاهر 1: 267 ح/ 4: 126 ح ابن الغازى- محمد بن عبد الله الغازى ابن الغاسلة- إقبال بن على بن أبى بكر 539 - غانم بن وليد المالقى 1: 287/ 2: 230، (389) /4: 71 غرس النعمة- محمد بن هلال بن محسن الصابى ابن غريض اليهودى 3: 368 الغزالى- محمد بن محمد بن محمد الغزالى، أبو حامد ابن غزلون، أبو جعفر 2: 140 أبو غسان- دماذ الغلابى- محمد بن زكريا الغلابى، أبو جعفر 1: 119 غلام الأصمعى- أحمد بن حاتم، أبو نصر غلام ثعلب- محمد بن عبد الواحد بن أبى هاشم غلام أبى على الفالى- أبو عبد الله الفهرى اللغوى ابن غلام الفرس- محمد بن الحسن بن محمد ابن سعيد الدانى ابن غلبون- عبد المنعم بن غلبون 878 - أبو الغمر 4: (120) الغندجاتى- حمدون بن أحمد بن خومرد الغندجانى- الأسود الغندجانى الغندجانى، أبو الفرج 2: 214 886 - غنية أم الهيثم 4: (121) ابن غورك- أبو سعيد بن حرب غورك 540 - الغورى 2: (389، 390) ابن غياض- سلامة غياض الشامى الكفرطابى غيث بن على بن عبد السلام الأرمنازى، أبو الفرج 1: 327/ 2: 70 ح (ف) فاتك بن عبد الله الرومى 1: 97 ح ابن فاتك المعتضدى 3: 1، 141 ابن فارس- أحمد بن فارس بن زكريا، أبو الفوارس المروزى 4: 158 فاطمة بنت أسد، أم على بن أبى طالب 1: 45 الفتح بن خاقان (وزير المتوكل) 1: 287/ 2: 370، 389 ح/ 3: 134 ح، أبو الفتح بن الأشرس النيسابورى- محمد ابن محمد بن أحمد بن أشرس أبو الفتح البطى- محمد بن عبد الباقى أبو الفتح بن جنى- عثمان بن جنى أبو الفتح بن العميد- على بن محمد بن الحسين أبو الفتح بن المقدر- منصور بن محمد أبو الفتح الميهنى- أسعد بن أبى نصر الميهنى، ابن الفحام- عبد الرحمن بن عتيق بن خلف الصقلى الفخر الرازى- محمد بن عمر الرازى، الفخر بن محمد العلوى، الشريف 2: 94 فخر الدولة- محمد بن محمد بن جهير فخر الدين، غلام ابن المنى 3: 34، 35 فخر الدين عبد العزيز الكوفى 2: 52

فخر الملك محمد بن على بن خلف، أبو غالب الوزير 2: 284 الفرّاء- يحيى بن زياد، أبو زكريا ابن الفرّاء، أبو القاسم 2: 101 ابن الفرّاء المصرى 1: 288 ابن الفرات- أحمد بن محمد بن الفرات ابن الفرات- محمد بن العباس ابن الفرات- محمد بن موسى بن فتح ابن الفرات المصرى- محمد بن عبد الرحيم بن على ابن الحسن فرامرز بن ميشة الأبهرى 2: 216 أبو الفرج الأصبهانى- على بن الحسين أبو الفرج الجفنى- محمد بن الحسين المعروف بابن الدباغ أبو الفرج الذهلى 3: 46 فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب، الأمير عز الدين 2: 11 ح الفرزدق 1: 213/ 2: 248، 265، 381، 382/ 3: 295/ 4: 77، 78، 133 الفرس- موسى المرادى 545 - فرسان بن لبيد بن هوّال العايشى، أبو على 3: (9) ابن الفرضى- عبد الله بن محمد بن يوسف الفرغانى- عمر بن محمد بن عمر، أبو حفص الفرغانى فرهود بن شبابة بن مالك بن فهم 1. 376 ابن فروخ 4: 183 الفصحيى- على بن محمد بن على، أبو الحسن ابن فضال- على بن فضال، أبو الحسن المجاشعى ابن فضالة- عبد الرحمن بن محمد بن فضالة 541 - الفضل بن الحباب، أبو خليفة الجمحى 1: 187 - 2: 105، 355/ 3: (5 - 6) 39، 122، 143، 144، 186، 234، 363 542 - الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسى الخراسانى 2: 353/ 3: (6 - 7) الفضل بن خالد، أبو معاذ 1: 125 الفضل بن الربيع بن يونس 1: 252/ 2: 199 ح 202/ 3: 9، 277، 279، 284 الفضل بن سهل السرخسىّ وزير المأمون 3: 236، 350 ح/ 4: 9 ح الفضل بن عبد الرحمن بن عباس 4: 75 544 - الفضل بن محمد بن على بن الفضل 3: (9) 542 - الفضل بن محمد بن يحيى بن المبارك، أبو العباس اليزيدى 1: 162، 281/ 2: 134، 151، 276/ 3: (7، 8) 239، 240 الفضل بن يحيى الطويل 1: 74، 277 ابن الفضل 3: 26 أبو الفضل التميمىّ 4: 43 أبو الفضل بن الجوهرى الواعظ 1: 75 أبو الفضل الرياشى- عباس بن الفرج 935 - أبو الفضل النوشجانى 4: (154) فضل الله بن محمد العراقى 3: 45 882 - أبو فقعس لزاز 2: 317، 348، 359/ 4: (120) الفقعسى- أبو دثار الفقسى الفقعسى- أبو القمقام الفقعسى الفقعسى- محمد بن عبد الملك الأسدى الفقعسى فناخسرو، الملقب بعضد الدولة، بن ركن الدولة بن بويه الديلمى 1: 308 ح، 309، 370/ 2: 7، 340، 3: 87 181، 323/ 4: 140 ح

(ق)

938 - أبو الفهد 4: (158) ابن فورجة- حمد بن محمد بن محمد بن فورجة ابن فورك- محمد بن الحسن بن فورك أبو فيد السدوسى- مؤرج بن عمرو، أبو فيد ابن فيره- القاسم بن فيره الشاطبى فيروز بهاء الدولة بن عضد الدولة بن ركن الدولة 2: 284 ح، 340 ح/ 4: 41 ح (ق) القابسى أبو الحسن 1: 126 ابن القابلة، أبو النجم 2: 101 ابن قادم- محمد بن عبد الله، أبو عبد الله الكوفى، المعروف بابن قادم ابن قادم- أحمد بن عبد الله بن قادم، أبو عبد الله ابن قادم- عبد الله بن عبد الله بن قادم القارى، أبو طالب 1: 357 548 - القاسم بن أحمد بن على السابزوارى 3: (10 - 12) القاسم بن أحمد بن الموفق بن جعفر الأندلسى 4: 48 ح القاسم بن أسعد العامرى النيسابورى 2: 14 547 - القاسم بن إسماعيل- المعروف بأبى ذكوان 2: 126/ 3: (10) القاسم بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الضبى، المعروف بالمحاملى 1: 242 قاسم بن أصبغ بن محمد القرطبى 2: 45 ح/ 3: 178 459 - قاسم بن ثابت بن عبد العزيز السرقسطى الأندلسى 1: 297/ 3: (12) 550 - القاسم بن سلام، أبو عبيد 1: 64 76، 79، 143، 146، 147، 150، 160، 256، 263، 296، 297، 298، 303/ 2: 30، 137، 127، 149، 183، 198، 240، 255، 257، 285، 292، 210، 3: (12 - 23)، 102، 262، 263، 277، 284، 361/ 4: 31، 132 القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب 1: 183، 195 ح، 196، 197، 199، 200، 201، 320، 321، 364/ 3: 147، 232، 360 551 - القاسم بن على بن محمد بن عثمان الحريرى، (صاحب المقامات) 3: (23 - 27) 942 - القاسم بن فيره- أبو القاسم بن فيرة 558 - القاسم بن القاسم الكيالى الواسطى 3: (31 - 33) القاسم بن مباشر الواسطى، أبو نصر 1: 42 556 - القاسم بن محمد الديمرتى 3: (30) 553 - القاسم بن محمد بن بشار، أبو محمد الأنبارى 1: 163، 315، 353/ 2: 130/ 3: (28)، 311/ 4: 122 554 - قاسم بن محمد بن حجاج 3: (29) 552 - القاسم بن محمد بن رمضان العجلانى 3: (27، 28) 558 - القاسم بن محمد بن الصباح الأصبهانى 3: (29) 557 - القاسم بن معن بن مسعود الكوفى 3: (30، 31) قاسم بن يونش الإشبيلى، الزقاق 2: 304

944 - أبو القاسم بن أحمد بن الموفق اللورقى الأندلسى المعروف بالعلم 4: 131، (167، 168) أبو القاسم بن الإفليلى- إبراهيم بن محمد بن زكريا أبو القاسم بن برهان الأسدى 1: 70/ 4: 157 أبو القاسم بن حبابة 3: 60 941 - أبو القاسم الدقاق البغدادى 3: (153) أبو القاسم الرقى 4: 157، 195 أبو القاسم بن عبيد الله 4: 156، 187 940 - أبو القاسم العطار الأندلسى 4: (159) 941 - أبو القاسم بن فيرة بن أبى القاسم الشاطبى 4: (160 - 162) أبو القاسم المغربى، الوزير 1: 48 ح القاضي أبو الفضل (بصقلية) 3: 150 ابن قاضي الجماعة- أسلم بن أحمد بن سعيد القالى- إسماعيل بن القاسم ابن قانع 1: 327 القاهر بالله (الخليفة) 2: 135 ح القائم بأمر الله (الخليفة) - عبد الله بن القادر قبيحة أم المعتز 1: 79 ابن قبيس- على بن أحمد بن منصور الغسانى ابن القبيصى- محمد بن أبى الوفاء، أبو عبد الله 560 - قتادة بن دعامة السدوسى 1: 126 2: 72، 108: 251، 382، 385/ 3: (35 - 37)، 344/ 4: 25 قتب بن حصن الشمخى 3: 305 قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين الباهلى 1: 383 ح 561 - قتيبة بن مهران 3: (37) ابن قتيبة- عبد الله بن مسلم قدّ بن مالك بن أربد الوالى 3: 135 ح ابن القداح 2: 31 قدامة بن جعفر 1: 332 ح قدامة بن مظعون الجمحى 1: 41 ح/ 3: 143 873 - أبو قرة الكلابى 4: (120) القرميسينى- على بن هارون بن نصر قريب (والد الأصمعى) 4: 172 888 - قريبة أم البهلول الأسدية 4: (121) قريبة الدبيرية 2: 317 القزاز- إسماعيل القزاز المصرى القزاز- عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز- محمد بن جعفر، أبو عبد الله قس بن ساعدة الإيادى 1: 80 القشيرى- عبد الكريم بن هوزان ابن القطاع- جعفر بن على بن محمد الصقلى ابن القطاع- جعفر بن على بن السعدى قطرب- محمد بن المستنير قطرى بن الفجاءة 3: 281 ح القعقاع بن شور 2: 265 قعنب بن المحرز الباهل 1: 353 الفلعى، أبو محمد 1: 218 القلفاظ- محمد بن يحيى زكريا القلنى، أبو محمد 1: 172 قليج أرسلان بن مسعود 3: 33 ح 880 - أبو القمقام الفقعمى 4: (120) القمى- إسماعيل بن محمد القمى قنبر 4: 59 ابن القوطية- محمد بن عبد العزيز القويدس- إبراهيم بن ليث بن إدريس. ابن قيار، أبو إسحاق 1: 368

(ك)

القياس- عبد الله بن عبد الله القياس. قيس بن عبد الله بن عدس المعروف بالنابغة الجعدى 3: 38 ح قيس بن عميرة 3: 40 قيس بن معاذ المجنون 1: 138 ابن القيسرانى- محمد بن نصر بن صغير 559 - القيلوى 3: (34، 35) (ك) الكاسات- عبد الله بن أبى سعيد. كافور بن عبد الله الإخشيدى، 1: 121، 205، 206/ 4: 106 ح كافى الكفاة- إسماعيل بن عباد. أبو كاليجار بن عضد الدولة الملقب بصمصام الدولة الديلمى 2: 284، 340 ح أبو كاليجار كرشاسب- كرشاسب الثانى كامل بن الفتح 3: (41) كامل بن محمد الصليحى 1: 226 ح 891 - أبو الكبش الباهلى 4: (123) 893 - أبو الكبش النميرى 4: (123) كثير عزة 1: 94 كثير بن مرة الحضرمىّ 1: 247 ابن كثير- عبد الله بن كثير الكديمى، أبو العباس 3: 234 كراع النمل- على بن الحسن الهنائى ابن كردان- طلحة بن كردان ابن كردان- على بن طلحة بن كردان كردين- مسمع بن عبد الملك كرشاب الثانى بن على أبو كاليجار 3: 221 ح ابن كركرة- عمر وبن كركرة، أبو مالك الكرنبائى- هشام بن إبراهيم الكسائى- على بن حمزة، أبو الحسن الكسائى- محمد بن إبراهيم بن يحيى أبو بكر الكسائى الصغير- محمد بن يحيى بن زكريا 565 - الكشى 3: (40) 963 - كلاب بن حمزة، أبو الهيذام العقيلى 4: (187) الكلابزى- إبراهيم بن محمد بن العلاء ابن كليب أبو الفرج 3: 346 الكمال الأنبارى- عبد الرحمن الكميت بن زيد الأسدى 3: 288 ح، 289، 293، 294، 295، 343 ابن كناسة- محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الكندى- على بن ثروان أبو الحسن الكندى الكندى- محمد الكندى 1: 264 الكندى، أبو مالك 3: 365 الكندى- زيد بن الحسن بن زيد، الناج 925 - ابنة الكنيزى 4: (147) ابن كهبار الفارسى 1: 104 ابن الكوفى- على بن محمد بن الزبير الأسدى ابن الكيزانى 3: 345 الكيس بن المتوكل 2: 357 كيسان- معرف بن دهشم ابن كيسان- الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان ابن كيسان- محمد بن أحمد بن كيسان، أبو الحسن 566 - الكيشى 3 (40، 41) (ل) اللحيانى- على بن المبارك لحية الزبل- سعيد بن عثمان ابن لرة- بندار بن عبد الحميد لغذة الأصبهانى- الحسن بن عبد الله

(م)

ابن لنكك- محمد بن محمد بن جعفر لؤلؤ الحاجب 2: 194 اللؤلؤى- أحمد بن إبراهيم بن أبى عاصم الليث بن المظفر 2: 77 567 - الليث بن نصر بن سيار 3: (42، 43) الليئى، أبو عيسى 1: 218 (م) المازنى- بكر بن محمد بن بقية المازنى ابن الماسح- على بن الحسن بن الحسن ابن ماكولا- على بن هبة الله بن على بن جعفر مالك بن أنس 1: 129، 215/ 2: 54، 74، 172، 220، 232، 232، 301/ 3: 15، 325 مالك بن حمير 1: 282 مالك بن دينار 4: 16 738 - مالك بن عبد الله بن محمد العتبى 3: (254) مالك بن مسمع 3: 36 ح أبو مالك بن الطرماح- أمان بن الصمصامة أبو مالك- عمرو بن كركرة ابن المأمون، أبو الفضل 2: 216، 288/ 3: 202 ماهان بن بهمن بن نسك 1: 251 ح المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصارى، 1: 103 مبارك بن سحيم 2: 131 المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفى 2: 301 المبارك بن على بن محمد بن خضر الصيرفى، أبو طالب 4: 37 740 - المبارك بن الفاخر بن محمد يعقوب، أبو الكرم/ 3: (256 - 257) /4: 156 المبارك بن كامل بن على بن مقلد 1: 281/ 3: 260 ح 739 - المبارك بن المبارك 2: (254 - 256) 741 - المبارك بن محمد، أبو السعادات ابن أبى الكرم الجزرى، بن الأثير 3: (257 - 260) مبارك بن منقذ التبريزى، الأمير 2: 323 742 - المبارك بن هبة الله 3: (260) ابن مباشر- القاسم بن مباشر الواسطى المبرد- محمد بن يزيد بن عبد الأكبر مبرمان- محمد بن على بن إسماعيل ابن متكود- الحسن بن عمر، أبو محمد متمم بن نويرة 1: 287 المتنبى، أبو الطيب 1: 89، 100، 208، 219، 325، 361، 362، 369 334/ 2: 116، 187، 338/ 3: 103 المتوكل على الله (الخليفة) - جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بن الرشيد مجالد بن سعيد بن عمير الكوفى 3: 349 ح مجاهد بن رومى 3: 298 مجاهد بن عبد الله العامرى، أبو الجيش- 1: 278 ح، 279، 295/ 2: 225، 341 ابن مجاهد- أحمد موسى بن العباس المجد بن جهيل الحلبى 3: 167 المجد الخنثى 4: 194، 195 المجد بن مهلب بن الحسن بن بركات 3: 334 مجد الدولة أبو طالب بن فخر الدولة 1: 130 مجد الدين بن الداية 2: 13 مجد الدين القاسم بن الحسين، أبو محمد ابن المعروف بصدر الأفاضل 4: 60 ح

865 - أبو المجيب الربعى 4: (120) مجير الدولة الأردستانى 3: 367 أبو المحاسن الأسدى 2: 313 ح محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود المعروف بابن النجار 4: 47 ح محبوب بن الحسن 1: 281 755 - المحسن بن كوجك، أبو عبد الله، 3: (373، 274) المحسن بن على بن محمد بن أبى الفهم التنوخى 4: 4: 140 ح أبو محلم البغدادى- محمد بن سعد، أبو محلم ابن محمان النقيب 4: 140، 135 642 - محمد بن آدم بن كمال، أبو المظفر الهروى 2: 3: (126) محمد بن أبان بن سيد اللخمى 2: 218 محمد بن إبراهيم البوسنجى 1: 142 محمد بن إبراهيم بن الحاج القفطى 2: 73 590 - محمد بن إبراهيم بن حبيب بن جندب الفزارى، أبو عبد الله 3: (63) 589 - محمد بن إبراهيم بن خلف اللخمى 3: (62) 591 - محمد بن إبراهيم بن أبى عامر، أبو عامر الصورى 3: (63) 594 - محمد بن إبراهيم بن عبد الله 3: (65) محمد بن إبراهيم بن على بن عاصم، المشهور بابن بكر 2: 216 ح 592 - محمد بن إبراهيم بن معاوية القرشى 2: 118/ 3: (63، 64) 595 - محمد بن إبراهيم القاضي المعروف بالعوامى 3: (65) 593 - محمد بن إبراهيم بن يحيى، أبو بكر الكسائى 3: 13، 15، 37، (64)، 117، 132، 157، 229، 288، 290، 292، 307، 310، 347، 364 576 - محمد بن أحمد، أبو المظفر الأبيوردى 2: 329/ 3: (49 - 52) محمد بن أحمد الأردستانى، أبو عبد الله 2: 217 580، 583 - محمد بن أحمد بن إسحاق ابن إبراهيم بن يزيد 3: 55، 56، 56 588 - محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى، أبو الطيب المعروف بابن الوشاء الأعرابى 3: (61، 62) محمد بن أحمد بن أيوب، المعروف بابن شنبوذ 3: 205 ح محمد بن أحمد الجرجانى، أبو جعفر 1: 123 577 - محمد بن أحمد بن جوامرد 2: 99/ 3: (52) 573 - محمد بن أحمد بن الحسين الميبذى 3: (47، 48) محمد بن أحمد بن حمدان 4: 147 محمد بن أحمد بن رزق 4: 15 محمد بن أحمد بن الراوية المرادى 1: 316 ح محمد بن أحمد بن زيد التكريتى 3: 255 ح 571 - محمد بن أحمد، أبو سعيد العميدى 3: (46، 47) 574 - محمد بن أحمد بن سلم الخراسانى التميمىّ أبو الفتوح 3: (48) 570 - محمد بن أحمد بن سهل، أبو غالب المعروف بابن بشران 1: 203/ 2: 340/ 3: (44، 45)

953 - محمد بن أحمد بن طلحة بن نوح ابن الأزهر الأزهرى، أبو منصور 1: 142، 145، 146، 147، 148، 149، 150، 151، 152، 153، 260، 261، 263/ 2: 78، 161، 311/ 3: 70، 95، 31/ 4: 20، 30، 110، 115، 186 (232،- 236) 587 - محمد بن أحمد بن عبد الله النحوى 3: (60) محمد أحمد بن عبد الله- الطوال 584 - محمد بن أحمد بن عبدوس الحرشى الزكى 3: (56) 585 - محمد بن أحمد بن على بن حاتم، أبو يعقوب 3: (57) 582 - محمد بن أحمد بن على النيسابورى 3: (55) 579 - محمد بن أحمد بن على بن يزيد الباوردى أبو يعقوب 3: (53) محمد بن أحمد بن القاسم المحاملى، أبو الحسين 3: 83 محمد بن أحمد بن قريش بن حازم الحكيمى 3: 8 ح 586 - محمد بن أحمد بن كيسان 2: 356/ 3: (57 - 59) 184، 311 575 - محمد بن أحمد بن محمد بن الخازن، أبو منصور 3: (48) 579 - محمد بن أحمد بن محمد الصقار الأصبهانى 3: (47) محمد بن أحمد بن محمد بن فارس 2: 253 ح 955 - محمد بن أحمد بن مروان بن سبرة،: أبو مسهر 4: (182) محمد بن أحمد بن المندائى الواسطى، أبو الفتح 3: 276 581 - محمد بن أحمد بن منصور الخياط 3: (54) 578 - محمد بن أحمد بن بن هبة الله ابن ثعلب الفزارى 3 (53) محمد بن أحمد بن يعقوب 3: 161 محمد بن إدريس الشافعى 1: 357، 389/ 2: 308، 322 ح/ 3: 15، 18، 19، 255/ 4: 232 599 - محمد بن أرقم الأندلسى 3: (69، 70) 600 - محمد بن أبى الأزهر 1: 243/ 2: 367، 368/ 3: (70) 598 - حمد بن إسحاق بن أسباط 3: (68) محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابورى 3: 55 ح 597 - محمد بن إسحاق بن على أبو جعفر الزوزنى 1: 108/ 2: 14/ 3: (66 - 68) /4: 55 ح، 181 محمد بن إسحاق بن يسار (صاحب السيرة) 1: 46/ 2: 163 ح، 212 محمد بن إسحاق أبى يعقوب، المعروف بابن النديم 1: 42 ح، 44، 202، 214/ 2: 7، 35، 41، 147، 202، 270، 320/ 3: 65، 207، 220، 233، 251، 288، 33/ 4: 11، 85، 106، 146، 170 محمد بن أسعد النحوى الجوانى 2: 39 ح 596 - محمد بن إسماعيل، أبو عبد الله الحكيم 3: (65، 66)، 231 223 - محمد بن إسماعيل، أبو عبد الله المعروف بحمدون النعجة 1: 80، (367)، 368) /2: 147، 148، 210

محمد بن إسماعيل البخارى (صاحب الصحيح) 3: 253 محمد بن إسماعيل زنجى 3: 147، 148 محمد بن إسماعيل بن عبد الجبار بن يوسف 4: 242 محمد الأمين بن هارون الرشيد 1: 254/ 2: 199، 204، 256، 266، 267، 270، 271، 314، 365 محمد بن البر- محمد بن على بن الحسن محمد بن بركات السعيدى المصرى، أبو عبد الله 1: 42/ 2: 39، 96 محمد بن أبى البركات الحسين بن أسعد الحسينى الجوانى 2: 349 محمد بن بشران النحوى الواسطى، أبو غالب 1: 168 محمد بن أبى بكر الإسماعيلى 1: 359 686 - محمد بن على بن أحمد الأدفوى 3: (186 - 188) 689 - محمد بن على بن الحسن بن البر الصقلى، أبو بكر 3: (190 - 191)، 347 محمد بن أبى بكر القيروانى، أبو عبيد الله 1: 340، 343 محمد التونسى 2: 383 608 - محمد بن ثابت بن يوسف بن عيسى، 3: (80) 616 - محمد بن جرير الطبرى، أبو جعفر 1: 132/ 3: (89، 90)، 296 محمد الجزرى، أبو الحسين 1: 164 610 - محمد بن جعفر، أبو بكر العطار النحوى الملقب بحرتك 3: (82)، 203، 204 613 - محمد بن جعفر، أبو عبد الله- المعروف بالقزاز 1: 353/ 3: (84 - 87) 609 - محمد بن جعفر الصيدلانى النحوى برمة 3: (81، 82)، 311 614 - محمد بن جعفر بن هارون التميمىّ، المعروف بابن النجار 2: 22، 131، 355، 356/ 3: 15، (83، 84)، 346/ 4: 116، 118 611، 614 - محمد بن جعفر بن الهمذانى، المعروف بابن المراغى 3: (83، 87) 601 - محمد بن أبى جعفر المنذرى 1: 148، 152، 153، 263/ 3: (70، 71)، 132 615 - محمد بن الجهم بن هارون، أبو عبد الله السمرى 1: 214، 281/ 3: (88)، 219، 338/ 4: 7، 11، 15، 20، 21 محمد بن جهور بن محمد بن جهور، أبو الوليد (صاحب قرطبة) 1: 219 ح محمد بن حاتم المؤدب 3، 351 635 - محمد بن حارث بن أحمد ميمويه، أبو عبد الله 3: (119) 337 - محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم البستى 1: (157) 336 - محمد بن حبيب 1: 49، 326 3: (119 - 121) /4: 122، 128 محمد بن الحسن، أبو العباس 2: 366

618 - محمد بن الحسن الأحول 3: (91، 92) 625 - محمد بن الحسن الجبلى الأندلسى 3: (110) 627 - محمد بن الحسن بن الحسين الوثابى الوركانى، 3: (111، 112) 619 - محمد بن الحسن بن دريد الأزدى، أبو بكر 1: 119، 122، 189، 210، 220، 235، 239، 242، 255، 323، 345، 348، 359، 360/ 2: 60، 61، 87، 93، 152، 222، 294، 344، 367، 369، 370/ 3: 5، 6، (92 - 100) 306، 312/ 4: 27، 151، 178 629 - محمد بن الحسن بن رمضان 3: 83، (112)، 173، 213 624 - محمد بن الحسن الزبيدىّ الأندلسى 1: 134، 135، 137، 138، 213، 234، 242، 243، 262، 297/ 2: 46، 58، 218/ 3: 21، 28، 43، 59، 64، (108 - 109)، 138، 145، 198، 207، 225، 230 محمد بن الحسن بن زياد النقاش، أبو بكر 3: 20 محمد بن الحسن الشيبانى (صاحب أبى حنيفة) 2: 268 ح، 269 617 - محمد بن الحسن بن الطش اليمنى 3: (91) /4: 10 623 - محمد بن الحسن الطوبى، أبو عبد الله الصقلى 3: (107، 108) محمد بن الحسن عبد الله بن الشبل، أبو على 2: 168 ح 626 - محمد بن الحسن بن فورك، أبو بكر الأصبهانى 3: (110، 111) 622 - محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد الدانى المعروف بابن غلام الفرس 3: (105، 106) 621 - محمد بن الحسن بن المظفر، أبو على، المعروف بالحاتمى 3: (103، 104) محمد بن الحسن الوزان الرازى 4: 101 محمد بن الحسن بن يعقوب الأنبارى 3: 208 ح 620 - محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم أبو بكر العطار البغدادى/ 2: 308/ 3: (100، 103)، 173 602 - محمد بن أبى الحسن الأندلسى 3: (71، 72) 628 - محمد بن أبى الحسن بن محمد الكوفى، أبو نصر- 3: (112) محمد بن الحسين، المعروف بابن أبى بعرة 1: 42، 44 محمد بن الحسين بن بندار، أبو العز القلانسى 2: 298 ح محمد بن الحسين بن حفص الأشنانى، أبو جعفر 3: 84 ح 633 - محمد بن الحسين بن عبيد الله، أبو يعلى، المعروف بابن السراج 3: (115، 116) محمد بن الحسين بن على، أبو بكر الشيبانى المزرقى 2: 298 ح 631 - محمد بن الحسين بن على الجفنى، أبو الفرج- المعروف بابن الدباغ 3: (113) 634 - محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الوارث ابن أخت أبى على الفارسى 1: 237/ 2: 188/ 3: (116 - 118)

632 - محمد بن الحسين بن موسى العلوى المعروف بالرضى 3: (114، 115) 630 - محمد بن الحسين الهمذانى، أبو شجاع 1: 164 ح/ 3: (112، 113) محمد بن الحسين اليمنى، أبو عبد الله 2: 39 ح محمد بن حمدويه بن موسى، أبو رجاء 2: 21 محمد بن حمزة العلوى 4: 101 محمد بن حمود بن الدليل بن الصواف 3: 47 638 - محمد بن خالد بن بختيار الرزاز، أبو بكر 3: (123) 640 - محمد بن خطاب، الأندلسى 2: 55/ 3 (124) 641 - محمد بن خلصة الشذونى الأندلسى 3: (125) 639 - محمد بن خلف بن حيان بن صدقة، المعروف بوكيع 3: 31، (124) محمد بن خلف بن المرزبان 2: 129 محمد بن خيرون 3: 222 محمد بن داود بن الجراح 2: 271/ 4: 153 محمد بن رافع 3: 275، 352 643 - محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب 2: 173 643 - محمد الريمقى 3: (126، 127) 966 - محمد بن أبى زرعة الباهلى، أبو يعلى 2: 373/ 3: 279/ 4: (190) محمد بن زريق 1: 293 محمد بن زكريا الغلابى، أبو جعفر 3: 169 ح، 234 645 - محمد بن زياد، أبو عبد الله- المعروف بابن الأعرابى 1: 42، 71، 76، 144، 149، 150، 152، 153، 173، 174، 184، 251، 254، 258/ 2، 77، 285/ 3: 13، 14، 31، (128 - 137)، 172، 173، 298، 302، 306/ 4: 103 محمد بن زياد بن عبد الله الزيادى البصرى 2: 144 ح 644 - محمد بن زيد الطوطائى الصقلى 3: (128) 849 - محمد بن أبى سارة، أبو جعفر الرؤاسى 2: 19، 270/ 3: 157، 288/ 4: 12، (105 - 109 650 - محمد بن سالم الأطرابلسى- المعروف بالعقعق 3: (142) 645 - محمد بن سدوس، أبو عبد الله الصقلى 3: (150) 653 - محمد بن السرى، المعروف بابن السراج 1: 41، 176، 213، 243، 323، 348/ 2: 294، 388/ 3: (145 - 149) 949 - محمد بن سعد، أبو محلم البغدادى 4: (173) 647 - محمد بن سعد بن محمد بن محمد الديباجى أبو الفتح 3: (139، 140) محمد بن سعد بن منيع الهاشمى، أبو عبد الله البصرى 1: 66 ح/ 140 648 - محمد بن سعدان، أبو جعفر الضرير النحوى 1: 99 ح/ 2: 358/ 3: 102 (140) 649 - محمد بن سعيد بن أبى عتبة، أبو عبد الله القشيرى 3: (138) محمد بن سعيد الهروى 3: 22 محمد بن أبى سعيد بن شرف، أبو عبد الله القيروانى 1: 336، 337/ 2: 180

607 - محمد السعيدى بن بركات البصرى 3: (78، 79) 4: 67 652 - محمد بن سلام الجمحى 1: 48، 49، 173، 365/ 2: 105، 108، 344، 350، 351، 352، 375/ 3: 7 (143 - 145)، 299، 303/ 4: 75، 105، 106، 160 محمد بن سلامة بن على القضاعى 2: 356 محمد بن سلطان بن محمد، أبو الفتيان المعروف بابن حيوس 3: 34 ح 263، 649 - محمد بن سليمان، أبو موسى الحامض 2: (21 - 22، و 141، 142) محمد بن سلمان بن على بن عبد الله بن العباس ابن عبد المطلب 2: 37 محمد بن سليمان بن سليمان، أبو سهل الصعلوكى 1: 140 ح 651 - محمد بن سنديلة بن الأصبهانى المعروف بمشاذ 3: (142) محمد بن سهل الهروى 2: 39/ 4: 11 محمد بن سيرين البصرى 2: 106 ح/ 4: 27 محمد بن شاهقور 1: 274 محمد بن شداد المسمعى 3: 305 ح 16، 351، 655 - محمد بن شقير أبو بكر 1: (69، 70/ 2: 135/ 3: 151) محمد بن شنب 4: 71 محمد بن صالح بن مهران النطاحى 2: 352/ 3: 7 ح محمد بن الصباح 2: 124 656 - محمد بن صدقة المرادى 3: (152) محمد بن طاهر الإشبيلى، أبو بكر 2: 164 658 - محمد بن طاهر بن على بن عيسى، أبو عبد الله الدانى 3: (153) محمد بن طاهر المقدسى 1: 108/ 2: 300 محمد بن طغج، المعروف بالإخشيد 3: 225 ح 659 - محمد بن طوسى القصرى 3: (154) 657 - محمد بن طيفور السجاوندى الغزنوى 3: (153) محمد بن أبى العاص النقرى، أبو عبد الله 4: 162 698، 699 - محمد بن عاصم، أبو عبد الله 2: 55/ 3: 197 603، 974 - محمد بن أبى العافية الإشبيلى (3: 73/ 4: 195) محمد بن أبى عامر 2: 46 محمد بن العباس أبو بكر الخوارزمى 1: 312 ح محمد بن العباس بن الفرات 2: 152 701 - محمد بن العباس بن يحيى بن المبارك اليزيدى، أبو عبد الله 1: 162، 174، 187/ 2: 154/ 3: 7، (198، 199)، 328 محمد بن عبد الباقى بن البطى، أبو الفتح 2: 194 ح محمد بن عبد الجبار 3: 324 محمد بن عبد الجبار، أبو منصور 3: 216 ح 674 - محمد بن عبد الخالق، أبو الوازع الخراسانى 1: 144/ 3: (168) 672 - محمد بن عبد الرحمن البنجديهى، أبو عبد الله 3: (166، 167) محمد بن عبد الرحمن بن حسين بن مهذب 2: 184 محمد بن عبد الرحمن الروذبارى، أبو الحسن 2: 222، 356 محمد بن عبد الرحمن بن عطية العطوى 1: 253 ح 671 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد الكنجروذى 3: (165، 166) 670 - محمد بن عبد الرحيم بن أبى المعالى الوارينى، أبو عبد الله 3: (165)

محمد بن عبد الرحيم بن على بن الحسن، المعروف بابن الفرات المصرى 4: 64 ح. 673 - محمد عبد الرحيم بن يعقوب 3: (167، 168) محمد بن عبد الرزاق بن يوسف الحمصى (الأندلسى) 2: 233 ح 675 - محمد بن عبد السلام، المعروف بالتدميرى 3: (168) 676 - محمد بن عبد العزيز بن منده، أبو نصر التميمىّ، المعروف بسيبويه 3: (169 - 170) 669 - محمد بن عبد الله، أبو الحسن الوراق 3: (165) 663، 975 - محمد بن عبد الله، أبو عبد الله الكوفى المعروف بابن قادم 1: 43 ح، 121، 286/ 3، (156 - 158) /4: (196) باسم «ابن قادم» محمد بن عبد الله ابن أخى ميمى 3: 202 ح 660 - محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد ابن شاذان 3: (155) محمد بن عبد الله بن أحمد بن يوسف الكاتب 3: 242 ح محمد بن عبد الله بن الأسقاطى 2: 216 667 - محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن محمد ابن محمد بن ميكال، أبو جعفر 3: (164) محمد بن عبد الله الأصبهانى، أبو عبد الله 2: 124 محمد بن عبد الله بن الحسن البصرى، أبو الفرج القاضي 3: 44 662 - محمد بن عبد الله المطابى، أبو بكر النيسابورى 3: (155، 156) محمد بن عبد الله بن الزاغونى، أبو بكر 1: 65 ح محمد بن عبد الله السلامى، أبو الحسن 3: 107 ح 666 - محمد بن عبد الله الصقلى، أبو بكر 3: (63) محمد بن عبد الله الضبى النيابورى، أبو عبد الله المعروف بابن البيع 1: 73، 125، 140، 209، 234، 367، 409/ 2: 76، 931، 149، 150، 177، 239، 431، 384/ 3: 54 - 56، 64، 65، 111، 122، 164، 175، 185، 330، 351، 393 محمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعى 1: 175، 180، 181، 182، 144/ 3: 247/ 4: 57 ح 231 - محمد بن عبد الله بن عاصم التميمىّ، المعروف بالحزنبل 1: (374) محمد بن عبد الله بن عامر 2: 86 ح، 87، 88، 89 664 - محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى، المعروف بابن كناسة 3: (159 - 161) محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان 1: 79، 187، 212، 254/ 2: 288/ 3: 93 ح محمد بن عبد الله بن الغازى بن قيس 1: 68/ 3/66 ح محمد بن عبد الله بن محمد، أبو بكر، المعروف بابن العربى 1: 174 ح، 175، 199 محمد بن عبد الله بن محمد، أبو محمد الصريفينى 2: 219 ح 661 - محمد بن عبد الله بن محمد بن موسى الكرمانى، أبو عبد الله 3: (155)

668 - محمد بن عبد الله المذكر، أبو بكر الطائى 3: (165) محمد بن عبد الله بن مسلم بن المولى 1: 257 ح 665 - محمد بن عبد الله الأندلسى، المعروف بابن الأصفر 3: (162) محمد بن عبد الملك بن الزيات 1: 172/ 2: 351، 356/ 3: 70 ح/ 4: 14 546 - محمد بن عبد الملك الأسدى الفقعسى 3: (9) محمد بن عبد الملك التاريخى 1: 176 ح، 177، 243/ 2: 40، 222، 349، 350، 351، 352، 356/ 3: 8، 200/ 4: 10، 11 محمد بن عبد الملك بن بن بن خيرون 1: 316/ 3: 61 محمد بن عبد الملك بن صالح 3: 329 ح 677 - محمد بن عبد الملك بن على بن عيسى، 3: (170) محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران أبو بكر القرشى 3: 170 ح محمد بن عبد الملك الهمذانى 3: 90 ح محمد بن عبد الواحد بن على البزاز 3: 354، 355، 356 678 - محمد بن عبد الواحد بن أبى هاشم، المعروف بغلام ثعلب 1: 59، 61، 119، 142، 148، 174، 186، 193، 243، 247، 359/ 2: 7، 21/ 103، 104 (171 - 177)، 253، 310/ 4: 58 محمد بن عبد الواحد الهاشمى 1: 421 محمد بن عبد الوهاب بن حبيب النيسابورى 1: 282 ح محمد بن عبد الوهاب بن عباس بن ناصح 3: 365 محمد بن عبد الوهاب العبدى 1: 125/ 2: 76 محمد عبد الوهاب الفرّاء 2: 131 محمد بن عبده، أبو عبيد الله 1: 319 محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، 1: 166، 175 محمد بن عبيد الله العرزمى 2، 257 ح 4: 14 173، 683 - محمد بن عثمان بن مسبح، المعروف بالجعد 1: (304) /3: (184) محمد بن أبى العرب 1: 354 محمد العزيز بن الظاهر غارى بن صلاح الدين الأيوبى 1: 49 ح 700 - محمد بن عطاء الله القرطبى 3: (198) 687 - محمد بن على بن إبراهيم بن زبرج 3: (188) 685 - محمد بن على بن أحمد، أبو العباس الكرنى 3: (185، 186) 684 - محمد بن على بن أحمد المعروف بابن حميدة 3: (185) محمد بن على الأدفوى، أبو بكر 1: 42/ 2: 191، 219 688 - محمد بن على بن إسماعيل العسكرى المعروف بمبرمان 3؛ 59 (189، 190) محمد بن على البادغوسى، أبو العباس 2: 275 محمد بن على الثعلبى، أبو الحسن 4: 115، 116، 119، 135، 146، 147 محمد بن على بن الحسن، أبو بكر الصقلى 3: 210 ح محمد بن على بن الحسن بن مقلة، أبو على 1: 225 ح/ 2: 277/ 3: 97، 306 محمد بن على بن حمزة 2: 350 محمد بن على بن زياد السجلماسى 1: 202

690 - محمد بن على بن شعيب بن الدهان، 3: (191 - 193) محمد بن على الصقلى، الملقب بالحاج الشاطبى 1: 230 ح محمد بن على الصورى، أبو عبد الله 2: 326 ح 691 - محمد بن على بن عبد الله الزوزنى، المعروف بالبحاث 3: (193) 692، 952 - محمد بن على بن عمر الجبان، 3: (194) /4: (176، 177) محمد بن على بن الفتح العشارى 3: 196 694 - محمد بن على بن محمد، أبو سهل الهروى 2: 60، 349/ 3: 113، (195) 693 - محمد بن على بن محمد بن الحسين، أبو مسلم النحوى الأصبهانى 3: (194، 195) محمد بن على بن المدينى 3: 17 695 - محمد بن على المراغى 3: (196) 696 - محمد بن على بن منصور بن الفرّاء 3: (196) محمد بن على بن أبى منصور، أبو جعفر، المعروف بالجواد الأصبهانى 2: 48 ح محمد بن على بن نصر الكاتب 1: 361 محمد بن على بن أبى هاشم 1: 99، 101، 107 محمد بن على بن يعقوب الواسطى، أبو العلاء 2: 24 ح محمد بن عمر بن بكر بن النجار 2: 289 ح محمد بن عمر بن الحسين الرازى، الملقب فخر الدين الرازى 2: 331/ 4: 48 ح محمد بن عمر الرومى 3: 135 محمد بن عمر الصيمرى 1: 349 ح 680 - محمد بن عمر بن عبد العزيز، المعروف بابن القوطية 2: 153، 237/ 3: (178)، 288/ 4: 193 679 - محمد بن عمر بن عبد الوارث القيسى، 3: (177) محمد بن عمر القصبى 3: 298 681 - محمد بن عمران بن زياد بن كثير، أبو جعفر الضبى الكوفى 3: (179) 682 - محمد بن عمران بن موسى أبو عبيد الله المعروف بالمرزبانى 1: 215، 246، 274/ 2: 271، 276، 278، 354، 355، 362/ 3: 13، 93، 98، 149، 161؛ (180 - 184، 224، 236، 246، 289، 290، 303، 328/ 4: 12، 62 محمد بن عمرو الجماز 2: 222، 353 697 - محمد بن عيسى، أبو عبد الله 1: 180/ 3: (197) محمد بن عيسى الترمذى، أبو عيسى 3: 217 ح محمد بن الغراب، أبو بكر 2: 384 156 - محمد بن أبى غسان البكرى، أبو الفضل 1: (291) محمد بن الفتح القلانسى 3: 368 604 - محمد بن أبى الفرج الكنانى، المعروف بالزكى 3: (73، 74) 704 - محمد بن فرح الغسانى 3: (200) محمد بن الفضل، أبو جعفر 1: 161، 162 702 - محمد بن الفضل بن أحمد 3: (200) محمد بن الفضل بن سعيد بن سلم 3: 129 محمد بن الفضل بن شاذكويه الأصبهانى أبو مسلم 3: 142

703 - محمد بن الفضل بن عيسى، أبو عبد الله الهمدانى 3: (200) محمد بن أبى الفوارس 1: 354/ 2: 253 ح محمد بن القاسم بن خلاد، المعروف بأبى العيناء الضرير 2: 276 ح/ 3: 234، 251 محمد بن القاسم بن سهل النوشجانى 3: 280 705 - محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، أبو بكر الأنبارى 1: 119، 136، 169، 174 190، 239، 242، 291، 315، 67، 2: 56، 264، 308، 319، 357/ 3: 18، 28، 59، 60، 173، (201 - 208) 338/ 4: 10، 20، 170 محمد بن القاسم بن محمد بن سليمان الهاشمى 3: 243 محمد بن قانع 3: 145 محمد بن قسورة 2: 78 محمد الكامل بن العادل الأيوبى 1: 57 ح، 131/ 3: 342 محمد بن كعب بن سليم القرظى، أبو حمزة 3: 288 ح، 289، 290/ 4: 107 محمد بن كناسة- محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى محمد بن المبارك المعروف بابن الأثير 2: 50 محمد بن مبشر، الوزير 3: 324 محمد بن المتوكل، المعروف بالمعتز بالله (الخليفة) 1: 79، 120/ 2: 181 ح/ 3: 158 ح/ 4: 62، 163 711 - محمد بن المحسن بن سهل الكارزينى، أبو الحسن 3: (214) محمد بن محمد، ضياء الدين، المعروف بابن الأثير 3: 260 ح محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، أبو طالب 3: 196 محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، أبو أحمد الحاكم 1: 180 ح 936 - محمد بن محمد بن أحمد بن أشرس النيسابورى، أبو الفتح 4: (194 - 198) 706 - محمد بن محمد بن محمد بن بنان الأنبارى 3: (209، 110) محمد بن محمد بن جعفر البصرى، المعروف بابن لنكك 1: 127 ح، 188،/4: 205 ح محمد بن محمد بن جهير، أبو نصر 1: 115 ح محمد بن محمد بن حامد، المعروف بالعماد الأصبهانى 1: 268 ح، 344، 394/ 2: 13، 51، 102، 330: 78، 209 محمد بن محمد بن الحسن، أبو المعال الوركانى 3: 111 ح محمد بن محمد بن الحسن الزبيدىّ 3: 109 707 - محمد بن محمد بن الحسين، أبو البركات 3: (210 - 213) محمد بن محمد الشهرستانى أبو البركات 2: 318 807 - محمد بن محمد بن عباد 3: (212، 213) 766 - محمد محمد بن عبد الله، أبو عبد الله- المعروف بالمفجع البصرى 3: (312، 313) محمد بن محمد بن على الوراق 2: 357 709 - محمد بن محمد بن عمران، أبو الحسن الرقام البصرى 3: (213) محمد بن محمد بن القاسم الأخسيكثى 1: 167 ح محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد، 1: 247/ 3: 170 ح 710 - محمد بن محمد بن مواهب الخراسانى 3: (213 - 214)

محمد بن محمد بن يوسف، أبو النصر الطوسى 1: 180 ح 605 - محمد بن أبى محمد بن محمد بن ظفر الملقب بالحجة 3: (74 - 76) محمد بن أبى محمد اليزيدى- محمد بن يحيى ابن المبارك محمد بن المدافع بن حزابة اليامى 3: 91 محمد المستكفى بالله بن عبد الرحمن (الخليفة) 1: 219 ح 718 - محمد بن المستنير، أبو على، المعروف بقطرب 1: 144/ 2: 119، 209، 354/ 3: 14، (219، 220) /4: 7، 12 712 - محمد بن مسعود بن محمد المالينى الهروى أبو يعلى 3: (214، 215) محمد بن مسلم بن تدرس، أبو الزبير المكى 2: 25 ح 713 - محمد بن مضاء القرطبى 3: (215) محمد بن المغيرة البغدادى 3: 22 محمد بن المفضل بن سلمه الضبى 3: 306 ح محمد المقتفى لأمر الله بن أحمد المستظهر بالله ابن عبد الله (الخليفة) 2: 218 ح، 219 محمد بن مكى، أبو طالب 3: 315 محمد بن مناذر 1: 306 ح 715 - محمد بن منصور بن محمد السمعانى 3: (216 - 317) محمد بن المهدى الملقب بالقائم 1: 333 محمد بن المهلب 1: 45/ 3، 328 محمد بن موسى بن حماد 2: 349، 369/ 3: 8 ح محمد بن موسى الصيرفى، أبو سعيد 2: 124 محمد بن موسى بن عثمان بن حازم الحازمى الهمذانى، 4: 100، 101 محمد بن موسى بن فتح، أبو بكر المعروف بابن الفرات 2: 45، 307 714 - محمد بن موسى بن هاشم بن يزيد 3: (216) 716 - محمد بن مؤمن الكندى 3: (218) 717 - محمد بن ميمون المعروف بمركوش 3: (218) 719 - محمد بن ناصر الصائغ الصواف، 3: (221) 720 - محمد بن ناصر بن محمد البغدادى السلامى، أبو الفضل 2: 98 ح، 156، 157/ 3: 48، 123، 221، (222، 223) محمد النديم- محمد بن يحيى بن أبى عباد محمد بن نصر بن صغير القيسرانى 1: 294 ح/ 2: 343 محمد بن نصر بن ميمون بن بسام الكاتب 3: 8 محمد بن أبى نصر فتوح بن حميد الأندلسى 1: 129 ح، 171/ 3: 45/ 4: 151 محمد النقيب الحرانى 4: 10 محمد بن هارون الرشيد، المعروف بالمعتصم (الخليفة) 1: 225، 254، 281/ 3: 237 ح/ 4: 38 محمد بن هارون الرويانى، أبو بكر 3: 194 ح محمد بن هاشم بن وعلة، أبو بكر الخالدى 2: 286 ح محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازى 1: 343 725 - محمد بن هبة الله بن الوراق 3: (227، 228) 309، 949 - محمد بن هبيرة المعروف بصعودا 2: (85) 726 - محمد بن هبيرة الغاضرى 3: (228) 303 - محمد بن هبيرة الأسدى 4: 154 949 - محمد بن هشام بن عون السعدى، أبو محلم 4: (173) محمد بن هلال بن محسن الصابى، المعروف بغرس النعمة 1: 109، 116/ 2: 215 724 - محمد بن واصل المؤدب 3: (226)

743 - محمد بن واصل، المقرئ 3: (226) محمد بن أبى الوزير 3: 126 606 - محمد بن أبى الوفاء، أبو عبد الله المعروف بابن القبيصى 3: (77) 722 - محمد بن الوليد القرطبى- المعروف بالقشطالى أبو عبد الله 3: (225) 721 - محمد بن الوليد المصرى النحوى التميمىّ 3: (224، 225) محمد بن وهب المغازى 3: 21 729، 731 - محمد بن يحيى بن زكريا المعروف بالقلفاظ 2: 58، 153/ 3: 69، (231، 233) 727 - محمد بن يحيى بن زكريا، أبو عبد الله المعروف بالكسائى الصغير 2: 218/ 3: (229) 734، 834 - محمد بن يحيى بن سعدان، 3: (240) /4 (113) محمد بن يحيى بن سلمة المروزى 2: 354، 356 730 - محمد بن يحيى بن أبى عباد المعروف بالنديم 1: 73، 199، 367، 374/ 3: (232، 233) 728 - محمد بن يحيى بن عبد السلام الأزدى الرباحى 3: (229 - 230) 732 - محمد بن يحيى بن عبد الله الصولى 1: 277، 361، 382/ 2: 257، 308، 354/ 3: 83، 169 (233 - 236) 251، 280، 306 733 - محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدى 3: 7، 186 (236 - 240) /4: 31، 36 محمد بن يحيى، أبو غسان 3: 61 محمد بن يزداد، وزير المأمون 3: 236 ح 735 - محمد بن يزيد بن عبد الأكبر، أبو العباس لمبراد 1: 40، 41، 48، 49، 59، 60 68، 78، 79، 139، 147 164، 175، 176، 177، 179، 180، 181، 184، 194، 198 201، 208، 211، 214، 226 243، 246، 281، 283، 289 290، 300، 308، 356، 380، 385/ 2: 28، 39، 40، 58، 59، 81، 113، 126، 130، 131، 201، 276، 277، 348، 349، 353، 354، 355، 358، 368، 369، 381، 383،/3: 10، 57، 59، 561/ 70: 81، 941، 145، 148، 189، 197، 224، 225، 233، 234، (241 - 253)، 280، 283، 361/ 4: 59، 76، 108، 131، 141 محمد بن يعقوب، أبو حاتم 1: 305 737 - محمد بن يعقوب بن ناصح 3: (253) محمد بن يعقوب بن يوسف، المعروف بالأصم 1: 165/ 4: 21 محمد بن يوسف بن أبى سعيد السيرافى 4: 123، 130 محمد بن يوسف بن على بن حيان الأندلسى، أبو حيان 2: 107 ح، 119، 123، 190 محمد بن يوسف يعقوب القاضي الأزدى، أبو عمر 1: 242/ 3: 173 ح محمد بن أبى يوسف الإسفزارى 3: 332/ 4: 154

736 - محمد بن يونس الحجارى 3: (253) أبو محمد بن أحمد بن الحسين النقار الحميرى 1: 70 951 - أبو محمد الأعرابى المعروف بالأسود الغندجانى 4: 174، 175 أبو محمد الثقفى 3: 110 أبو محمد بن الحسين بن شبل 1: 350 أبو محمد بن الخراسانى المعدل 3: 228 أبو محمد بن رائق 3: 213 ح أبو محمد بن سعد القطربلى 3: 176 أبو محمد الشعرانى 4: 112 950 - أبو محمد الصقلى المعروف بالدمعة 4: 173، 174 أبو محمد بن معروف القاضي 2: 213 ح أبو محمد المكفوف النحوى 4: 153 أبو محمد اليزيدى- يحيى بن المبارك أبو محمد بن أبى اليسار 3: 169 751 - محمود بن أحمد الخجندى الدمشقى 3: (264) 752 - محمود بن حسان المصرى 3: (264) محمود بن زنكى نور الدين 1: 344 ح/ 2: 139، 140، 141، 176/ 3: 75 محمود بن على بن شعيب بن الدهان 3: 191 753 - محمود بن عمر بن محمد بن عمر الزمخشرى 1: 158، 159 (300 - 307) /4: 46، 180 754 - محمود بن نعمة بن رسلان، أبو الثناء الشيزرى 3: (273) المحيى بن سرافة الشاطبى 4: 160 مخارق المغنى 1: 161، 162 المختار بن الحسن بن بطلان 1: 117 ح المختار بن أبى عبيد الثقفى 1: 55 ح ابن المختار النحوى، أبو الفتح 1: 203 ح مخلص بن الظل الغرناطى 2: 333 743 - مخنف 3: (260) المدائنى، أبو الحسن 1: 51/ 2: 358 مدرك بن محمد الشيبانى 2: 252 ابن مدكود- الحسن بن عمر المرتد البغدادى 2: 293 مرثد بن محيا 4: 140 ح المرزبانى- محمد بن عمران المرزوقى- أحمد بن محمد أبو على المرزوقى، أبو بكر 1: 124 مركوش- محمد بن ميمون النحوى الأندلسى مرة بن خالد 3: 330 ابن المره 4: 167 744 - مروان بن أحمد بن عبد العزيز ابن أبى الحياب 3: (361) مروان بن سعد المهلبى 2: 43 مروان بن عبد الملك 2: 62، 370 مروان بن محمد (الخليفة) 4: 27 أبو مروان العثمانى 1: 326 مسافر العطار 3: 78 مسج بن الحسين 1: 77، 78 أبو مسحل- عبد الله بن حريش مسعود أبو الفتح 1: 356 مسعود بن عبد الواحد بن الحصين الملقب بالمهجة 3: 53 ح مسعود بن عمرو بن عدى 1: 55 ح 750 - مسعود الدولة النحوى، يعرف بابن طازنك 1: 75/ 3: (263 - 264) 746 - مسلم بن أحمد بن أفلح 3: (261، 262) 745 - مسلم بن جندب الهذلى 3: (261)

747 - مسلم بن سلامة بن شبيب النقيعى السنجارى 3: (262) مسلم بن أبى طالب 1: 166 مسلم بن كيسان الضبىّ الملائى 1: 46 ح مسلم بن محمد اللحجى اليمنى 1: 361 ح المسلم بن نجم بن على الرسى الكوفى 2: 325 ابن المسلم- على بن المسلم بن محمد، أبو الحسن السلمى أبن مسلم بن أحمد الأديب، أبو بكر 1: 387 أبو مسلم مؤدب عبد الملك بن مروان- أبو مسلم النحوى 903 - أبو المسلم العاصى 4: (123) 946 - أبو مسلم النحوى 3: 292، 293/ 4: (169 - 170) 748 - مسلمة بن عبد الله بن سعد بن محارب الفهرى 2: 105/ 3: (262) مسلمة بن هشام 3: 294 ابن مسلمة- على بن الحسن بن أحمد ابن المسلمة- على بن الحسين 904 - أبو مشقر 4: (123) ابن مشهر الموصلى، أبو الحسن 2: 168، 169 756 - مصدق بن شبيب بن الحسين الصلحى، أبو الخير 1: 224، 372/ 2: 68/ 3: 80، (274، 275) مصعب بن عبد الله الزبيرى 1: 250 ح ابن مضاء- محمد بن مضاء 757 - مضارب بن إبراهيم النيسابووى 3: (275) 906 - أبو المضرحى 4: (123) المطرز- محمد بن عبد الواحد المطرز المطرزى- ناصر بن عبد السيد بن على المطرزى ابن مطرف- أحمد بن مطرف الطائى أبو المطرف الأنطاكى 3: 45 ابن مطكود- الحسن بن عمر، 758 - المطهر بن سلام البصرى، المعروف بالسروجى 3: (276) المطيع (الخليفة) 4: 146 ح مظفر بن إبراهيم العيلانى الحنبلى 3: 330 ح المظفر بن الأفطس 3: 253 ح المظفر عبد الملك بن المنصور بن أبى عامر 1: 81 ح/ 3: 198، 314 760 - معاذ بن عبد الله بن طاهر 3: (288) معاذ بن العلاء 4: 157، 158 معاذ بن المثنى العنبرى 3: 234 761 - معاذ بن مسلم الهراء 2: 258، 270/ 3: (288 - 295) 4: 107، 169 959 - أبو معاذ المروزى 2: 287، 288/ 4: (185) 763 - المعافى بن زكريا، أبو الفرج النهروانى 2: 276، 356، 357/ 3: (296، 297) 958 - أبو المعالى البرمكى 4: (184، 185) معاوية الاصغر بن محمد بن عثمان 3: 49 ح معاوية بن أبى سفيان 1: 58/ 2: 309/ 3: 172 معاوية بن عمر الديلى، أبو عقرب 4: 185 معبد بن العباس بن عبد المطلب 1: 79، 118 762 - معبد بن هارون الأشناندانى 3: (295) المعتلى يحيى بن على بن حمود 1: 219 ح

معد بن المنصور، أبو تميم، المقلب بالمعز لدين الله الفاطمى (الخليفة) 3: 86 ح المعذل بن غيلان 2: 41 365 - معرف بن دهشم- كيسان معروف الكرخى 1: 174، 247/ 3: 175 ابن معروف، أبو محمد القاضي 1: 350 المعز بن باديس بن بلجين الصنهاجى 1: 227 ح معز الدولة بن بويه- أحمد بن بويه المعز لدين الله الفاطمى (الخليفة) - معد بن المنصور أبو معشر 1: 47 معلى بن مهدى 2: 150 759 - معمر بن المثنى، أبو عبيدة التيمى البصرى 1: 125، 143، 256، 281، 282، 288/ 2: 5، 6، 33، 37، 55، 58، 75، 77، 80، 126، 158، 201، 202، 319، 320/ 3: 13، 38، 129، (276 - 287) /4: 74، 75، 128، 133، 136 المغير بن أبى شهاب 2: 241 ح مغيرة بن مقسم 3: 298 ابن مفرج القاضي، أبو عبد الله 3: 138 ح 765 - المفضل بن سلمة بن عاصم، أبو طالب 1: 177، 263،/2: 34/ 3: 132، (305 - 311) /4: 68 532 - المفضل بن العباس بن محمد، المعروف بعرام 2: (384) 764 - المفضل بن محمد بن يعلى الضبى 3: 14، 131، 132، 133: (298 - 305) المفضل بن مواهب الحلبى 1: 117 مقاتل بن سليمان 2: 112 ح ابن مقله، أبو عبد الله 1: 88/ 3: 130/ 4: 5 ابن مقيم الزامر 4: 142 877 - مكوزة 4: (120) مكى بن إبراهيم 2: 149 768 - مكى بن ريان بن شبة الماكسينى، أبو الحرم 3: 77، 258 (320 - 322) 767 - مكى بن أبى طالب حموش بن محمد ابن مختار القيسى 1: 302، 387/ 2: 207، 384/ 3: (313 - 319) 770 - مكى بن محمد بن عيسى، أبو القاسم 3: (322 - 323) 769 - مكى بن مروان المصرى، أبو القاسم 3: (322) الملط 4: 172 ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقى 1: 329 ح 331/ 3: 27 ابن ملكون- إبراهيم بن محمد بن ملكون الإشبيلى الأندلسى أبو مليح (الجد الأبعد لأسعد بن مماتى) 1: 266 مماتى (جد أسعد بن مماتى الكاتب) 1: 266 ابن مماتى- أسعد بن مهذب منتجب الملك، أبو جعفر محمد 3: 271 771 - المنتجع بن نبهان الأعرابى 3: (323) /4: 137، 138 المنتصر (الخليفة) 1: 220/ 2: 115 ح مندل بن على 4: 15 772 - المنذر أبو الحكم بن عبد الرحمن بن معاوية 3: (323، 324) 773 - منذر بن سعيد القاضي 1: 138/ 3: 71، (325) المنذر بن محمد بن عبد الرحمن، أمير الأندلس 3: 216 ح

المنصوره أبو جعفر (الخليفة) 3: 9، 48، 302، 365/ 4: 173 منصور بن جعفر بن ملاعب الصيرفى 1: 359 منصور بن رامش 3: 165 منصور زلزل (ضارب العود) 2: 272 ح 937 - منصور بن محمد، أبو الفتح بن المقدر الأصبهانى 4: (157، 158) منصور بن محمد الأشروسى 3: 154 775 - منصور بن محمد الفقيه، أبو بكر السمعانى 3: 216 ح 775 - منصور بن المسلم بن أبى الخرجين، المعروف بالدميك 3: (326، 327) 774 - منصور النحوى، أبو الفوارس 3: (326) أبو منصور الجبان- محمد بن على بن عمر أبو منصور الخياط 3: 123 ابن بنت أبى منصور الخياط- عبد الله بن على ابن أحمد ابن المنكدر 2: 56 ح ابن المنى الحنبلى 3: 34 أبو المنيع الأعرابى 2: 209 ح منية الكاتبة 3: 61 ح المهتدى (الخليفة) 1: 204 المهدوى- إسماعيل بن على المهدى (الخليفة) 1: 226/ 2: 35، 259، 265/ 3: 30، 302، 305، 365/ 4: 32 780 - مهدى بن أحمد، أبو القاسم الخوافى 1: 356/ 2: 6/ 3: (332 - 333) /4: 154 مهدى بن أحمد بن محمد الجواليقى 3: 335 المهدى القيروانى النحوى 2: 361 المهدى بن المعلى بن أيوب بن طريف 2: 55 أبو مهدية- أفار بن لقيط الأعرابى المهذب- مهلب بن الحسن المهذب بن العطار 2: 29 مهرة بن حيدان 2: 381 المهرى- عبد الملك بن قطن المهرى القيروانى وانظر 2: 361 المهلب بن أحمد بن محمد بن أحمد الجواليقى 3: 335 781 - مهلب بن الحسن بن بركات، أبو المحاسن المهذب 3: (333، 3334) المهلب بن أبى صفرة 1: 55 المهلبى، أبو القاسم 3: 219، 354 945 - أبو المهند 4: (169) 776 - مؤرج بن عمرو، أبو فيد السدوسى 2: 355/ 3: (327 - 330) /4: 172 موسى بن أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدى 3: 240 777 - موسى بن خاقان، أبو عمران 3: (331) موسى بن سهل الجونى 1: 281 موسى بن عبد الرحمن البيروتى 3: 63 موسى بن عبد الرحمن الهلالى 3: 284 موسى بن عبد الله بن حازم السلمى 4: 148 778 - موسى بن عبد الله الطرزى 1: 374/ 3: (331) موسى بن محمد بن حدير الحاجب 3: 69 ح أبو موسى الجزولى 4: 167 954 - أبو موسى بن مزدان 4: (237) أبو الموصول 3: 161 الموفق- عبد اللطيف بن يوسف البغدادى الموفق- يعيش بن على بن يعيش 779 - الموفق بن أحمد بن محمذ المكى 3: (332) ابن الموفق النحوى اللورقى، أبو القاسم 2: 379

(ن)

782 - موهوب بن أحمد بن محمد الجواليقى، 1: 124، 271، 373، 391/ 2: 10، 51، 99، 150، 170، 219، 235، 291، 293/ 3: 188 214، 270، (335 - 337)، 357 ابن ميسر 3: 46 ابن ميكال- محمد بن عبد الله بن إسماعيل - إسماعيل بن محمد بن محمد بن ميكال ميمون بن إبراهيم 3: 157 783 - ميمون الأقرن 2: 19، 105/ 3: (337، 338) 784 - ميمون بن حفص، أبو توبة 2: 257/ 3: 97، (338) ميمون بن هارون، أبو الفضل 1: 281/ 4: 157 (ن) التابفة الذبيائى 1: 149، (384، 386) /2: 106 الناشى الصغير- عبد الله بن محمد الأنبارى المعروف بالناشى الناشى الكبير- عبد الله بن محمد، أبو العباس، المعروف بابن شرشير الناشى ابن ناصح- عباس بن ناصح الأندلسى 787 - ناصر بن أحمد بن بكر الخويى 3: (341، 342) 785 - ناصر بن عبد السيد بن على المطرزى 2: 390 ح/ 3: 332، (339، 340) /4: 181. 786 - ناصر بن محمد بن على البركى 3: (340) ناصر بن مهدى العلوى، الوزير 2: 118 نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم الليثى 2: 173 ح ابن نافيا- عبد الباقى بن محمد بن الحسين ابن نافيا- عبد الله بن محمد بن الحسين ابن نباتة 2: 329 ابن نبهان، أبو غالب 1: 116 أبو النجم العجلى 4: 64، 166 ح النجيرمى- يوسف بن يعقوب ابن النحاس- أحمد بن محمد بن إسماعيل النخعى- الحسن بن الحكم ابن النخيلى الطبيرى 4: 192، 193 962 - أبو الندى بن الغندجانى 4: 175، 187 (247) نسطاس 3: 108 788 - نشوان بن سعيد 1: 88/ 3: (342، 343) نصر بن إبراهيم بن نصر أبو الفتح 2: 190 ح 790 - نصر بن عاصم الليثى 1: 41/ 2: 105، 382/ 3: (343، 344) 792 - نصر بن عبد الرحمن، أبو الفتح الأسكندرى الغزواى 3: (245) نصر بن عبد العزيز بن أحمد، أبو الحسين 2: 165 ح 791 - نصر بن عبد الله الشيرازى 1: 110/ 3: (344 - 345) 793 - نصر بن على الجهضى اللغوى 1: 125، 126/ 2: 24 ح، 25، 26، 350، 355/ 3: (345) 794 - نصر بن على بن منصور، المعروف بالخازن 3: (336) نصر بن محمد بن سلم، أبو سعيد 3: 254 ابن نصر الكاتب- محمد بن على الثعلبى أبو الحسن صاحب كتاب المفاوضة

795 - نصر بن محمد بن مبادر، العز 3: (346 - 347) أبو نصر الحداد 3: 189 أبو النصر الفامى 1: 103/ 3: 24 نصر الله بن محمد بن عبد القوى 2: 241 ح نصر الله بن محمد الفقية 2: 241 ح 789 - نصران النحوى 2: 285/ 3: (343) 797 - نصرون بن فتوح بن حسين الجزرى 3: (347، 348) 796 - نصير بن أبى نصير الرازى 1: 148 /3: (347) نصير بن يوسف 1: 163 798 - النضر بن شميل خرشة 1: 44، 143، 153، 166، 380/ 2: 20، 77، 355/ 3: 14، 328 330، 345، (348 - 352) النضر بن أبى عاصم 1: 367 النضر بن محمد بن موسى الجرشى الأموى 2: 20 ح نظام الملك الطوسى- الحسن بن على بن إسحاق نعم، المغنية 4: 68 النعمان بن ثابت، أبو حنيفة 2: 33، 71، 308، 325، 331/ 3: 31، 32، 131، 233، 255/ 4: 168 902 - أبو النعمان 4: (122) 799 - نعيم بن ميسرة، أبو عمرو الكوفى 3: (352 - 353) نفطويه- إبراهيم بن عرفة النقار، أبو المعالى 2: 22 ابن النقور، أبو الحسين 3: 341 النميرى، أبو حية 2: 41 النميرى، أبو مالك 2: 40 النهروانى- المعافى بن زكريا 861 - نهشل بن زيد، أبو خيرة 4: 117، 118 أبو نواس 1: 385/ 2: 201/ 368/3: 99، 330، 367/ 4: 125 نوح بن منصور، ملك خراسان 1: 237 968 - ابن أبى نوح المصرى 4: (190، 191) 960 - أبو نوفل بن أبى عقرب 2: 382/ 4: (185) الهادى (الخليفة) 3: 303 807 - هارون بن الحارث؛ أبو موسى السامرى 3: (361) 806 - هارون بن الحائك الضرير البغداد النحوى 3: (359 - 261) هارون الرشيد 1: 252، 254، 390/ 2:، 59، 198، 199، 201، 256، 259، 260، 263، 268، 269، 270، 271، 315، 316، 348، 353، 358/ 3: 236، 277، 279، 283، 284، 291، 298، 305، 365/ 4: 7، 11، 33، 45، 39، 108 هارون بن على بن يحيى المنجم 3؛ 329 ح هارون بن محمد بن أحمد 3: 363 810 - هارون بن محمد بن هارون، أبو غالب (363) 383 - هارون بن موسى، أبو عبد الله العتكى 3: (361 - 362) 809 - هارون بن موسى بن صالح 2: 55، 73/ 3: 330، (362 - 363)

هارون الواثق بالله المعتصم (الخليفة) 1: 254، 281، 283، 284، 285 288/ 3: 134 ح، 135 801 - هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم، 3: (355) أبو هاشم بن أبى حامد بن أبى جعفر الهاشمى الحلبى 4: 65 أبو هاشم بن عبد العزيز 1: 163 803 - هبة الله بن حامد، أبو منصور الحلى 3: (357) 804 - هبة الله بن الحسن، أبو بكر الفارسى- المعروف بالعلاف 3: (358) 805 - هبة الله بن الحسن أبو الحسن 3: (358، 359) هبة الله بن على بن الحسن الفرضى، أبو الحسين 2: 237 802 - هبة الله بن على بن محمد بن حمزة، أبو السعادات، المعروف بابن الشجرى 1: 351، 373، 391/ 3: 113، 188، (356 - 357) /4: 126 هبة الله بن أبى الغنائم، المعروف بابن التلميذ 3: 336 ح هبة الله بن محمد بن المظفر بن الحداد، 2: 247 ابن هبيرة الأسدى- صعودا الهجيمى- أبو الحصين الهجيمى 885 - هداب الهجيمى 4: (121) الهذيل بن حبيب، أبو صالح 2: 112 ح الهراء- معاذ بن مسلم الهراء هرثمة بن أعين 3: 13 ح 900 - هرم بن يزيد الكلبى 4: (122) 564 - هشام بن إبراهم، أبو على الكرنبائى 3: (39) هشام بن أحمد بن هشام الكنائى، المعروف بالوقشى 2: 226 ح هشام بن حسان 3: 351 هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية الأموى 2: 46 ح هشام بن عروة بن الزبير بن العوام/ 3: 277 ح 811 - هشام بن القاسم 3: (364) هشام بن محمد بن السائب الكلبى 2: 261 ح 812 - هشام بن معاوية الكوفى 1: 175/ 2: 37، 38، 65، 357، 358/ 3: (364 - 365) /4: 8 ابن هشام (صاحب السيرة) - عبد الملك بن هشام ابن هشام الانصارى- جمال الدين عبد الله ابن هشام هشيم بن بشير بن القاسم السلمى 3: 349 ح أبو هفان،- عبد الله بن أحمد بن حرب المهزمى الهلال بن العلاء الرقى 3: 18 هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابى 1: 169 ح/ 2: 155/ 4: 69، 157، 159 هلال بن يحيى بن مسلم 2: 261 ح 965 - أبو هلال العسكرى 1: 346/ 4: (189) الهميسع (من حمير) 1: 317 هناد بن السرى 4: 20 الهنائى- على بن الحسن المعروف بكراع النمل هوذة بن خليفة بن عفان 2: 150 813 - الهيثم بن عدى الطائى 2: 19، 20/ 3: (365 - 369) 864 - أبو الهيثم الأعرابى 4: (120)

(و)

964 - أبو الهيثم الرازى 1: 148، 152/ 2: 162/ 4: (188) 963 - أبو الهيذام العقيلى 4: (187) (و) الواسطى، أبو العلاء القاضي 2: 355، 356 الواقدى- عبد الرحمن بن واقد الواقدى - محمد بن عمر الأسلمى الوأواء- عبد القاهر بن عبد الله بن الحسن الخوى أبو إسحاق- الوجيه الذكى ورد بن حكيم- عبد الرحمن بن عبد الأعلى السلمى أبو عدنان ورقاء بن محمد بن ورقاء الشيبانى، أبو حامد 1: 188 ابن الوزان- إبراهيم بن عثمان الوزير المغربى- حسين بن على وصيف التركى 1: 204 ابن الوشاء- محمد بن أحمد بن إسحاق أبو الطيب الوضاح اليشكرى 2: 56 ح وكيع- محمد بن خلف بن حيان. ابن وكيع- الحسن بن على بن أحمد بن محمد بن خلف الضى ابن ولاد- أحمد بن محمد بن الوليد الوليد بن عبادة البحترى الطائى، أبو عبادة 3: 244، 245، 246 800 - الوليد بن محمد التميمىّ، المعروف بولاد 3: (354) 895 - أبو الوليد الكلابى 4: (122) أبو الوليد المهرى- عبد الملك بن قطن وهب بن جرير 1، 380 (ى) 840 - ياقوت بن عبد الله الحموى 1: 78، 236، 261/ 2: 244، 388/ 3: 40، 41، 139/ 4: (80 - 98) ياقوت بن عبد الله الموصلى 1: 77 ح يحيى بن إبراهيم بن أبى زيد المرسى 3: 105 ح يحيى بن إبراهيم الكلى 3: 341 يحيى بن إبراهيم الواغط 1: 281 يحيى بن أكنم، أبو محمد 1: 253 ح يحيى بن جعفر 3: 212 يحيى بن الحسين بن أحمد بن البناء 1: 78 يحيى بن أبى الحسين الصبرى 1: 64 يحيى بن خالد برمك 2: 266، 314، 348 ح، 358، 359 844 - يحيى بن زياد الفرّاء 2: 22، 37، 39، 40، 41، 56، 57، 77، 80، 81، 134، 151، 25، 257، 263، 264، 266، 268؛ 270، 271، 272، 273، 314، 317، 343، 348، 351، 357، 358، 372/ 3: 13، 15، 28، 88، 132 187، 290، 298، 299، 306، 307، 310/ 4: (7 - 23)، 60، 80، 117، 118، 119، 120، 226 821 - يحيى بن سعدون بن تمام، أبو بكر 3: 122، 3: 258/ 4 (43، 33) 820 - يحيى بن سلامة بن الحسين الحصكفى 4: (42، 33) يحيى بن سليم، أبو محمد القرشى 2: 385 ح يحيى بن عبد الوهاب، أبو زكريا، المعروف بابن منده 2: 27 ح/ 3: 50، 169

يحيى بن على الحضرمىّ، أبو القاسم المعروف بابن الطحان 1: 300/ 2: 159 ح/ 3: 53، 218، 326 816 - يحيى بن على بن محمد الشيبانى الخطيب التبريزى 1: 93، 94، 122/ 3: 222، 335/ 4: (28 - 30) 817 - يحيى بن المبارك بن المغيرة، أبو محمد اليزيدى 1: 253، 365/ 2: 153، 264، 268/ 3: 237/ 4: (31 - 39) 819 - يحيى بن محمد، أبو محمد الأرزنى 4: (40 - 42)، 135 يحيى بن محمد الرازى، أبو الحسن 1: 91 يحيى بن محمد بن زيدان القرطبى 2: 66 يحيى بن محمد صاعد 1: 209، 242 يحيى بن محمد العنبرى، أبو زكريا 1: 73 يحيى بن المختار، أبو حمزة الشارى 2: 183 ح، 822 - يحيى بن معطى/ 4: (73، 74) يحيى بن معين 1: 252، 254 ح يحيى بن هبيرة، أبو المظفر، الوزير 2: 100 ح، 139 818 - يحيى بن يحيى، المعروف بابن السميتة 2: 149/ 3: 353/ 4: (40) 815 - يحيى بن يعمر العدوانى 1: 44، 50 56/ 2: 105، 380، 381، 382 /3: 117/ 4: (24 - 27) 838، 911 - يزيد بن الحر 4: (127) يزيد بن عبد الله بن الحر،- يزيد بن الحر يزيد بن عبد الملك (الخليفة) 3: 289، 291 يزيد بن منصور بن عبد الله بن يزيد الحميرى 1: 161 ح/ 4: 32 يزيد بن المهلب بن أبى صقرة 3: 229 ح/ 4: 26 يزيد بن هارون 2: 192 يزيد بن محيا- أبو صاعد اليزيدى- يحيى بن المبارك بن المغيرة ابن اليزيدى- إبراهيم إسحاق أبو يعقوب، - عبيد الله بن محمد - أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك - عبد الله بن محمد اليزيدى العدوى - عبيد الله بن محمد بن يحيى ابن المبارك - الفضل بن محمد بن أبى محمد - محمد بن العباس بن أبى محمد يحيى - يوسف بن محمد بن أبى محمد اليزيدى اليزيدى الخطاط 1: 129 اليزيدى الصغير 3: 232 ابن يس النحوى- عبد الله بن يس، أبو محمد يعقوب بن إبراهيم الأنصارى أبو يوسف 2: 260 ح يعقوب بن أحمد النيسابورى 1: 232/ 2: 90 /3: 10 ح، 11، 12، 156 يعقوب بن إسحاق بن أبى إسرائيل 3: 305 ح 826 - يعقوب بن إسحاق السكيت 1: 42، 76، 123، 143، 251، 252، 183، 201، 208، 263، 264، 285، 251، 374/ 2: 115، 120، 130، 285، 320/ 3: 9، 132، 343/ 4: (56 - 63)، 118، 245 824 - يعقوب بن إسحاق بن عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمىّ 1: 273/ 2: 108، /4: (56)

يعقوب بن خرزاذ النجيرمى، أبو يوسف 3: 79 يعقوب بن شيبة 2: 369 827 - يعقوب بن على الزبيدىّ الصقلى 4: (63، 64) يعقوب بن الليث الصغار 2: 64 ح، 77: 87، 339 825 - يعقوب بن محمد بن أحمد الفارسى 4: (51 - 56) 828 - يعقوب بن نصر الدارقزى 4: (64، 65) يعلى بن عامر 3: 303 يعلى بن عبيد 1: 166 أبو يعلى بن الحسين بن الفضل البجلى 3: 55 أبو يعلى بن أبى زرعة الباهلى- محمد بن أبى زرعة الباهلى أبو يعلى الموصلى 1: 242 يعمر الفرغانى النحوى المنطبقى 2: 386 823 - يعيش بن على يعيش 4: (45 - 51) 837 - اليمان بن أبى اليمان البندنيجى 4: (79) اليمنى، أبو عبد الله 1: 261 ح 839 - يموت بن المزرع 4: (80) يوحنا بن ماسويه، أبو زكريا 3، 107 ح 144 831 - يوسف بن أحمد الدباغ الصقلى 4: (80) يوسف بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين 2: 11 يوسف بن حسداى، الوزير 2: 237 ح 830 - يوسف بن الحسن بن عبد الله السيرافى 1: 349/ 4: 41 (67 - 69)، 227 833 - يوسف بن الحسن بن يوسف الخارزنجى 4: (71) 834 - يوسف بن خرزاذ النجيرمى 1: 81/ 2: 356/ 3: 347/ 4: (72، 73) يوسف بن الخلال، القاضى الموفق 1: 352 ح 832 - يوسف بن خيرون الأندلسى 4: (71) يوسف بن رافع بن تميم، المعروف بابن شداد 3: 320 ح/ 4: 46 يوسف بن سعيد 2: 131، 155 829 - يوسف بن سليمان بن عيسى، المعروف بالأعلم 2: 288، 351/ 3: 73/ 4: (65 - 67) يوسف بن عبد البر النمرى، أبو عمر 2: 230/ 3: 362/ 4: 161 يوسف بن عبد المؤمن على 2: 162 ح يوسف بن عطية 2: 131 يوسف بن على الملثم، أبو يعقوب 2: 140 يوسف بن محمد بن أبى محمد اليزيدى 3: 239 يوسف بن محمد المستملى 1: 367 يوسف بن المفضل بن الحسن الانصارى 2: 66 يوسف بن يعقوب القاضي 2: 158/ 3: 251 835 - يونس بن أحمد بن إبراهيم الوفراوندى 4: (73) 838 - يونس بن حبيب 1: 258، 236، 274، 365/ 3: 33، 35: 57، 80، 105، 106، 108، 258، 265، 269، 274، 346، 349، 352، 253/ 4: (74 - 78) يونس بن عبد الله القاضي 3: 314 يونس بن يحيى بن سلامة الحصكفى 4: 43

2 - فهرس الأمم والقبائل والفرق

2 - فهرس الأمم والقبائل والفرق (ا) الإباضية 1: 210 بنو أبان 1: 366 بنو أتابك زنكى 3: 321 الدولة الأتابكية 2: 380 الأتراك 1: 204، 287/ 3: 3: 217/ 4: 110، 111، 180 الدولة الأخشيدية 4: 242 الأزد 1: 49، 233/ 2: 72، 222/ 3: 13 الأساورة 3: 40 الأسد- الأزد أسعد (بنو أسد) 2: 7، 257، 271/ 3: 9، 133، 161، 303/ 4، 15 بنو إسرائيل 3: 19 بنو أسد 3: 132/ 4: 15، 110 أقباط مصر 1: 266 الأكراد 3:، 333 الدولة الأمويه 3: 254 بنو أمية 1: 120، 242، 187/ 3: 35، 230، 290، 323/ 4: 38، 192 إياد بن نزار 1: 49 آل أيوب 3: 321 الدولة الأبوبية 1: 267/ 3: 324 (ب) بنو باديس 4: 148 باهلة 1:، 183/ 4: 280 بجيلة 1: 277 البحاثيون 3: 193 البربر 1: 73 البرامكة 2: 365/ 3: 289، 291، 291/ 4: 121 بنو أبى بكر بن كلاب 2: 381 بنو بويه/ 4: 155 أهل البيت 1: 37،/4: 25 البيت البويهى 2: 340 (ت) التتار، 4: 86، 92 التركمانية 2: 186 تغلب 1: 49 تميم 1:، 209، 366/ 4: 143، 144، 183 تيم، 3: 280/ 4: 96 (ث) ثعل 3: 365، 367 ثقيف 2: 374 ثمالة 3: 241، 253 بنو أبى ثور النجار 1: 80

(ج)

(ج) أل أبى جحش 2: 234 جديلة 4: 24 جذام 2: 368 جرم 2: 80 بنو جرير بن عامر 4: 116 جزولة 2: 378 أل الجعبر 1: 78 بنو جندل بن يعمرين حليس 1: 27 (ح) بنو الحارث بن كعب 2: 120، 355 بنو حرب الحلبيون 1: 102 بنو حرماز 4: 153 الحرميون 4: 56 آل الحضرمىّ 2: 105 الحطمة 2: 359 بنو الحلاج 3: 133 بنو حمدان 1: 43، 360، 361 حمير 1:، 228، 317، 334 بنو الحميرى 4: 160 بنو حنيفة 4: 136 (خ) بنو خزاعى 4: 132 الخوارج 3: 281، 365 خوارج سجستان 3: 281 خولان 2: 15 (د) الدئل 2: 217 الديلم 1: 237 (ر) الرافضة 2: 76 الرباب 1: 50 ربيعة 1: 209، 229/ 2: 15 ربيعة الفرس 1: 49، 202، 309: 40 بنو رزيك 3: 274 الروم 1:/115، 162/ 2: 89/ 3: 292/ 4: 169 (ز) الزبيريون 3: 131 زناتة 2: 138 الزنادقة 2: 35 الزنج 2: 369/ 3: 292/ 4: 169 الزيدية 2: 327 (س) سدوس شيبان 1: 305 بنو سعد 2: 360/ 4: 173 السلاجقة 3: 192 بنو سلجوق 3: 227 بنو السمعانى 4: 180 سهم بأهلة 1: 280 سوادية مصر 1: 388 السودان 4: 137 السورجيون 3: 251 (ش) شيبان 1: 178، 256، 261، 262، 263/ 3: 133 الشيعة 1: 203/ 2: 54، 249/ 3: 34

(ض)

الصليحون 1: 134، 126 صنهاجة 2: 138 الصوفية 1: 175/ 3: 167 (ض) ضبة بن أدّ 1: 49/ 3: 300 الطالبيون 2: 249/ 3: 114، 356، 357 (ط) آل طلحة العنبسيون 1: 306 طىء 3: 300، 323، 365، 367/ 4: 163، 183 طيىء شيبان 2: 335 (ع) عاد 1: 82/ 3: 368 دولة آل عامر 3: 314 بنو عامر بن كلاب 4: 127 الدولة العامرية 1: 72 بنو عباد 4: 101 بنو العباس 2: 46 بنو عبد شمس 2: 105، 330 عبد القيس 1: 40، 49، 50، 202/ 2: 112، 271، 298 بنو عبد الواحد 4: 34 عبد مناة، 4: 32، 34 بنو عبد المؤمن 4: 193 بنو عبد الواحد 285 بنو عبيد الله بن معمر التميمىّ 3: 280 العبيديون 4: 260 العتيك 3: 362 بنو عجل 4: 153 العجم 1: 251/ 2: 218، 299، 331، 346/ 3: 180، 270، 280، 334، 36/ 4: 84 عدن 3: 307 عدوان 4: 25 عدى 4: 34، 117 بنو عقيل 3: 132 بنو عقيل 2: 321/ 4: 32، 118 بنو عكل 4: 105 العلويون 1: 238، 315 دوله العلويين 3: 333 عمرو بن تميم، 2: 108 آل العميد 1: 64، 128 عنزة 1: 49 (غ) بنو غبر 3: 364 الغز 3: 112، 333، 334 غطفان 1: 149/ 4: 24 غفار 1: 53 ح (ف) الفراهيد 2: 222 الفرس 1: 318/ 3: 40، 74، 89، 285/ 4: 173 الفرنج 2: 138، 236، 328/ 4: 147، 152 فزارة 3: 305، 367 فقعس: 3: 131 بنو فهم 4: 24 (ق) قحطان 1: 228، 317، 234 القدرية 2: 38

(ك)

قريش 1: 54، 124/ 2: 126، 172/ 3: 5، 90، 162، 324/ 4: 62 بنو قشير 1: 52 الدولة القصيرية بالديار المصرية 1: 352 2: 95، 238 (ك) الكرامية 3: 214 بنو كلاب 3: 133 كندة 1: 68، 277/ 3: 211 بنو كوثر 1: 84 بنو لحيان بن هذيل 2: 255 (ل) لمتونه 2: 138 ليث بن بكر 4: 25، 76 (م) بنو مارقة 1: 195 بنو مارمه 1: 195 مازن 4: 131 مازن تميم 1: 284 مازن شيبان 1: 281، 284 بنو مازن الطحانون 2: 369 بنو ماوان 2: 78 بنو مائدة 2: 344 بنو مجاشع 3: 39 بنو مجالد 3: 132 المجوس 1: 102/ 2: 42 بنو محارب 3: 262 بنو مخزوم 3: 374 مذحح 1: 316/ 4: 28/ 2: 93 بنو مروان 3: 36، 37 مزينة 1: 53 بنو مسلية 2: 22 مصمودة 1: 73 مضر 1: 229/ 3: 293/ 4: 43 المضرية 3: 289 المعتزلة 3: 181، 297 معد 1: 318 المعطله 1: 53 المماليك 3: 192 المهالبة 1: 396/ 4: 83 الموالى 1: 41 الموحدون 2: 162 الدولة الناصرية 2: 11 (ن) آل نباته 2: 296 الدولة الناصرية 4: 136 النبط: 140/ 2: 344/ 3: 311 آل ذى نبع بن الحارث 1: 316 بنو نبهان 3: 323 النبيط 4: 58 بنو نحو بن شمس 2: 72 النخع 2: 18 النزارية 1: 318 النصارى 1: 112 نصارى الفرنج 3: 108 بنو نصر بن قعين 2: 7

(هـ)

(هـ) بنو هاشم 1: 54، 55،/2: 61/ 3: 234/ 4: 149 الهباريون 2: 257 الهذليون 1: 52، 57، 1: 391 آل هرثمة 3: 13 همدان 1، 317/ 2: 324/ 3: 91 الهون بن خزيمة بن مدركة 1: 50 (و) بنو وابش بن زيد بن عدوان 4: 18 الواسطيون 2: 284 (ى) اليزيديون 1: 225 يعرب 1: 228 اليمانية 2: 161/ 3: 293 يهود 1: 112

3 - فهرس الأماكن والبلدان

3 - فهرس الأماكن والبلدان (أ) آزمور 2: 380 آمد 1: 320، 329، 331 2: 22، 23، 247، 287 الأبلة 4: 170 أبهر 2: 216 أبيورد 1: 340/ 3: 49، 53 أجدابية 1: 193 أحد 2: 31 الأحص 3: 198 أخسيكت 1: 167 أذربيجان 2، 95/ 2: 78، 216، 231، 233، 329/ 3: 48، 196، 341 إربل 3: 77/ 4: 82 أرجان 1: 250/ 2: 340/ 3: 167 الأردن 4: 147 أرزن 4: 40 أرض جمع- المزدلفة أرض السواد 1: 140 إرقيم 2: 380 إرم 1: 36 أرمناز 1: 362 أرمية 1: 340 أرمينية 1: 37، 249/م: 30/ 4: 43 أرمينية الوسطى 2: 231، 287 إسبيجاب 3: 130 أستوى 1: 165 أسفرايين 1: 140، 165/ 2: 186/ 3: 118 إسفزار 3: 332 الإسكندرية 1: 75، 86، 117، 172، 223، 267/ 2: 66، 108، 109، 165، 173، 191، 108، 228، 237، 290، 293، 306، 220، 313، 323، 342، 343/ 3: 105، 106، 191، 217، 258، 341، 345/ 4: 112، 114، الاسماعيلية 1: 268 أسوان 3: 186 إشبيلية 1: 299/ 2: 44، 55، 124، 139، 171، 233، 304، 332، 333، 335، 365، 379/ 3: 29، 73، 109، 125، 138، 162/ 4: 159، 191، 192، 196 أشروسنة 3: 154 أشنة 1: 343 أشيرزيرى 2: 137، 138 أصبهان 1: 37، 64، 86، 141، 162، 165، 169، 179، 185، 237، 268، 292، 312، 344، 355 371/ 2: 20، 27، 47، 82، 154، 168، 216، 229، 310، 326، 331/ 3: 29، 39، 47، 52، 62، 73، 74، 104، 111، 112، 194، 200، 221، 363/ 4: 43

(ب)

إصطخر 2: 355/ 3: 247 إصطخر قارس 3: 221 أطرابلس 1: 121، 293/ 2: 142 الأطراف 3: 54 بلاد الأعاجم (العجم) 1: 344/ 2: 68، 151/ 3: 5، 89، 115/ 4: 94 إفريقية 1: 60 م، 38، 66، 126، 129، 193، 218، 227، 228، 238، 249، 333، 338/ 2: 18، 138، 148، 179، 180، 209، 211، 274، 361، 363، 383/ 3: 86، 217، 32، 331/ 4: 148 - 183 الأفشولية 1: 372 إفليلا 1: 215 إقليش 1: 271 إقنا 2: 74 البيرة 1: 131، 295/ 2: 207، 332 الأنبار 1: 393/ 2: 128، 241، 308/ 3: 28، 156 الأندلس 1، 38، 83، 126، 129، 131، 170، 171، 172، 189، 211، 218، 219، 234، 236، 239، 240، 243، 244، 249، 278، 279، 295، 297، 298، 299، 306، 307، 336، 355،/2: 24، 45، 46، 66، 75، 76، 85، 86، 89، 115، 118، 119، 121، 124، 127، 137، 138، 140، 141، 153، 162، 171، 206، 207، 208، 221، 226، 228، 233، 237، 252، 304، 308، 311، 332، 341، 342، 363، 364، 365، 379، 389/ 3: 66، 69، 105، 106، 110، 125، 130، 138، 162، 168، 178، 197، 229، 231، 233، 253، 314، 324، 340/ 4: 43، 67، 113، 115، 142، 160، 162، 167، 191، 192، 194، 196 شرقى الأندلس 2: 45 شمال الأندلس 2: 76 غرب الأندلس 2: 45، 124 أنطاكية 1: 37، 117/ 2: 308، 309 أهنوم 1: 274 الأهواز 1: 235، 250، 255، 345/ 2: 36، 37، 64، 248، 76/، 3: 39 48، 54، 124، 189/ 4: 57، 111، 155، 203 أوانا (قرية) 2: 256 ايذج 2: 308 (ب) باب أبرز 3: 256 باب الأربعين 3: 355 باب الأزج 1: 122/ 2: 101، 231، 293/ 3: 123 باب الحديد 1: 185 باب حرب 2: 101: 299/ 3: 53، 196، 223، 257: 336 باب خراسان 3: 306 باب الخواصين 2: 242 باب دار العجلة 1: 202 باب درية 1: 237 باب الزيارة 2: 242

باب الساعات 2: 242 باب الشام 1: 183، 185/ 3: 116 باب الصغير 1: 389 باب الطاق 2: 28/ 3: 96، 296 باب الظفرية 3: 256 باب عامر 1: 219 باب العطارين 3: 314 باب الفراديس 1: 293 باب فراشة 2: 149 باب قنسرين 3: 334 باب القوافين 2: 242 باب كوشك 3: 194 باب الكوفة 3: 247، 251 باب المحول 3: 60، 205 باب المراتب 2: 126 باب الناطفانيين 3: 167 باب الوزير 2: 27 باب زويلة 1: 221 بابل 3: 91 باجروان 3: 281 باجة 2: 153 باحمشا 2: 256 باخرز 1: 63، 107/ 2: 309 باخمرى 3: 304 باداريا 3: 41 بادران 1: 185 باغ البزازين 3: 122 باف 2: 132 بالرما 2: 62 بجاية 1: 244/ 2: 137/ 4: 195 بحر الروم (البحر الرومى) 1: 37، 244/ 2: 137، 149، 220، 341 بحر الزقاق 2: 363 بحر الشام 1: 247/ 2: 138 بحر عمان 4: 90 بحر قزوين 3: 89 بحر القلزم 2: 70 البحر المحيط 2: 76 بحر المغرب (البحر المغربى) 1: 38، 338 2: 328 بحر الهند 1: 205/ 2: 112/ 3: 40 بحر اليمن 3: 93 البحرين 1: 60 م، 37، 40، 41، 82، 265/ 2: 338/ 3: 67، 289 بحيرة المنزلة 1: 319 بخارى 1: 206، 372، 383/ 2: 102، 177، 216/ 3: 193، 268 بدر 2: 371 البدرية 1: 363 بر العدوة 4: 114، 167 برفالش 2: 45 برقعيد 1: 391/ 2: 330 برقة 1: 38، 193/ 2: 149، 323 برنيق 2: 323 بروجرد 1: 78، 369، بزاعة 2: 186 بست 1: 37، 73، 160/ 3: 111، 122 بشت 1: 142/ 4: 71 بشتنقان، أو بشتنقان 1: 232 البصرة 1: 37، 41، 46، 49، 51، 53، 54، 55، 56، 60، 68، 127، 134، 166، 282، 283، 284، 288، 306، 320، 321، 223، 341، 365، 380، 385/ 2:

20، 24، 27، 31، 32، 33، 36، 37، 38، 40، 43، 54، 58، 61، 64، 76، 106، 107، 108، 123، 126، 136، 149، 198، 212، 222، 242، 243، 253، 258، 260، 261، 262، 271، 273، 274، 276، 287، 298، 317، 319، 329، 343، 348، 350، 351، 354، 355، 356، 359، 361، 365، 367، 369، 370، 336758، 380، 381/ 3: 5، 6، 23، 26، 27، 56، 66، 81، 88، 930، 96، 98، 118، 141، 145، 186، 189، 197، 234، 236، 240، 243، 251، 276، 277، 278، 281، 299، 300، 302، 303، 304، 320، 328، 344، 349، 354، 361/ 4 24، 25، 27، 37، 71، 73، 77، 80، 102، 103، 110، 115، 116، 124، 131، 135، 143، 151، 153، 190 بصرى 3: 11 البطائح 2: 136، 298 بطليوس 1: 355/ 2: 141، 307/ 3: 253 بعقوبا 1: 394 بعلبك 1: 107، 309/ 2: 141 بغ 1: 25 2: 292 بغداد 1: 56، 61، 65، 68، 69، 70، 75، 76، 80، 82، 83، 85، 101، 117، 119، 120 124، 129، 135، 162، 163، 165، 178، 179، 187، 190، 193، 198، 203، 205، 211، 213 (214، 229، 233، 236، 238، 239، 242، 243، 244، 246، 247، 252، 253، 256، 257، 258، 263، 264، 268، 271، 281، 303، 304، 305، 308، 309، 310، 315، 323، 339، 340، 341، 343، 348، 349، 350، 351، 369، 372، 373، 391/ 2: 11، 20، 24، 26، 27، 28، 29، 32، 35، 37، 38، 39، 45، 47، 48، 51، 59، 67، 68، 69، 71، 72، 73، 80، 87، 92، 93، 98، 100، 101، 102، 112، 113، 116، 124، 125، 126، 128، 133، 134، 136، 137، 139، 143، 147، 156، 160، 167، 168، 169، 170، 175، 176، 177، 178، 181، 189، 294، 196، 198، 201، 211، 213، 214، 215، 217، 218، 231، 234، 235، 241، 243، 253، 256، 257، 270، 271، 274، 277، 286، 287، 288، 289، 291، 294، 296، 297، 298، 300، 301، 305، 307، 308، 315، 317، 318، 319، 327، 329، 331، 333، 336، 353، 354، 356، 357، 358، 364،

(ت)

365، 366، 368، 372، 373، 374، 376، 377، 389/ 3: 9، 13، 15، 20، 24، 26، 27، 28، 33، 34، 35، 41، 43، 44، 48، 51، 53، 54، 57، 61، 65، 70، 77، 80، 81، 82، 83، 89، 93، 96، 81، 82، 83، 89، 93، 96، 97، 98، 103، 110، 114، 115، 132، 140، 145، 153، 156، 158، 161، 164، 166، 169، 172، 173، 179، 180، 181، 185، 191، 196، 200، 207، 209، 213، 214، 215، 216، 219، 221، 222، 224، 225، 226، 231، 244، 249، 252، 254، 256، 275، 276، 277، 278، 296، 297، 298، 320، 321، 327، 335، 338، 339، 341، 345، 346، 353، 355، 360/ 4: 13، 14، 15، 29، 31، 37، 40، 43، 47، 61، 64، 79، 80، 81، 82، 84، 100، 106، 116، 127، 141، 147، 151، 157، 157، 167، 168، 170، 178 البقاع 2: 140 بقعاء الموصل 1: 391 البقيع 2: 219 بكيل 1: 315 بلبيس 1: 317/ 4: 24، 31، 71 بلخ 1: 305، 271، 291/ 2: 24، 39/ 3: 133 بلد (قرية) 2: 344 بلرم 2: 328/ 3: 190 بلط 2: 344 بلنسية 1: 279/ 2: 45، 141، 143، 311، 341،/3: 105، 125 بمباى 3: 125 بنجديه 3: 166 بندنيجبين 2: 374 البهنسا 3: 333، 334 بوزنجان 1: 41 البوق الأسفل 1: 315 البوق الأعلى 1: 315 بيار 2: 306 البيت (بيت الله الحرام) 3: 25، 245، 269، 319/ 4: 57 بيت جبرين 2: 254 بيت المقدس 1: 317، 361، 389/: 2، 190/ 3: 320، 321 البيضاء 2: 355 بين النهرين 2: 298 بيهق 1: 124، 157، 329/ 3: 6، 10 (ت) تاهرت 1: 353 تبريز 1: 37/ 4: 28 تدمر 4: 116 تدمير 1: 189/ 3: 57، 168، 216 الترعة الإسماعلية 1: 268 تربة البيسانى 4: 162

(ث)

ترمد (بلاد) الترك 1: 187، 229 ترمذ 1: 87 تستر 2: 8 تعكر (قلعة) 1: 316 تفليس 1: 345 تكريت 1: 85، 124/ 2: 176، 318/ 3: 15، 168 تلمسان 1: 392/ 2: 138 تنيس 1: 319/ 3: 33 تهامة 1: 94، 111، 188/ 2: 258 توّج (ويقال توز أيضا) 2: 112، 116 توماثا 1: 391 تونس 1: 139/ 2: 292، 293، 329، 379/ 3: 75/ 4: 192 (ث) ثبير (جبل) 1: 178 الثغر 1: 239، 243، 325/ 3: 16، 198 الثغر (الإسكندرية) 1: 171/ 2: 191، 192/ 3: 78، 106، 322، 323 الثغور 2: 20، 54/ 3: 19 الثغور الشامية 1: 293 (ج) الجابرية 1: 388 الجار 2: 70 جاسم 3: 69 الجامع الأزهر 1: 245، 274/ 3: 192 جامع الإسكندرية 2: 115 جامع إشبيلية 3: 73 الجامع الأموى 2: 242 الجامع البصرة 1: 351 جامع بلخ 2: 132 جامع حلب 3: 32/ 4: 211 جامع خوارزم 3: 332 جامع دمشق 1: 106/ 1: 283، 312/ 3: 273 جامع الرصافة 3: 200 الجامع الزاهر 3: 314 جامع الزاهره 1: 240/ 3: 362 جامع السلطان 2: 101/ 3: 223 الجامع الظافرى 1: 245 الجامع العتيق بأصبهان 3: 52 جامع عمرو بن العاص 1: 42، 357/ 2: 95، 97، 110، 191/ 3: 113، 195/ 4: 160 الجامع الغربى بمدينة السلام 3: 360 جامع قرطبة 3: 314 جامع النصر ببغداد 1: 246، 270، 271/ 2: 123، 290، 292، 298/ 3: 336، 337 جامع قفط 1: 388/ 2: 84 جامع مصر 2: 342/ 4: 107، 162 جامع المنصور ببغداد 2: 123، 157/ 3: 207، 223 جامع ميافارقين 1: 330 الجامع النورى بالموصل 1: 344 جامع هراة 2: 124 جامع واسط 1: 272 الجانب الشرقى ببغداد 3: 256 جباء 3: 96

(ح)

بلاد الجبال 2: 95، 136، 324/ 2: 20، 54، 248/ 3: 299 جبال الأطلس 2: 138 جبانة الجنة 2: 45 جبل 4: 70، 76 بلاد الجبل 1: 68، 127، 165، 292، 369/ 2: 28، 123، 144، 147، 160، 165/ 3: 110 جبل بهراء 1: 105 جبل سلمى 3: 268 جبل صبر 1: 275، 325 جبل طارق 2: 363 جبل قايسون 2: 2/ 313/3: 167 جبل نمير بن المعافر 3: 91 جبة 3: 123 الجبيل 3: 355 جدة 1: 44 م/ 2: 70 جرجان 2: 188، 189/ 3: 40، 54، 89، 118، 234 جروامان 3: 142 الجزائر 2: 44 جزائر الأندلس الشرقية 2: 166 جزائر بنى مزغنان 2: 137 الجزائر البحرية 3: 93 البلاد الجزرية 2: 23 الجزيرة 1: 165، 180، 252، 276، 290/ 2: 20، 23، 71، 115، 169، 276، 281، 304، 309، 322/ 3: 55، 128، 167، 262، 281، 320 جزيرة ابن عمر 3: 98، 257، 259 جزيرة أم عمر 1: 391 الجزيرة الخضراء 2: 365 جزيرة صقلية 4: 70 الجزيرة الفراتية 4: 118 جزيرة قيس 3: 40 جزيرة كيش 3: 40، 41 جليقية 2: 76 جمانة 3، 283 جنزة 2: 329 الجوانية (قرية) 2: 39 الجوزجان 3: 304 جوشن (جبل) 3: 327 الجوف 1: 315 جون زنديق 3: 323 جوين 2: 152، 300 جى 2: 216 جيان 2: 379/ 3: 229 جيحون (نهر) 4: 83 جيرون 1: 106 (ح) حارة ابن الحاج بقفط 2: 73 حارة الديلم 1: 245 الحاضرة 4: 117، 119 الحبشة 2: 70 الحجاز 1: 37، 73، 172، 268، 291، 306، 394/ 2: 20، 66، 75، 141، 149، 219، 228، 258/ 3: 89، 122، 167، 256، 266، 354: 355/ 4: 146، 180، 120 الحجرة الشريفة 1: 246 الحديثة 1: 42 حديثة الفرات 1: 42 حديثة الموصل 1: 42 بنو حرام: (خطة بالبصرة) 3: 23، 27

(خ)

حران 1: 37، 317، 331، 332، 390/ 2: 22، 23، 29، 30، 103، 115، 183، 304/ 3: 276 الحربية ببغداد 1: 190/ 3: 223 الحرم 1: 149/ 3: 36 حروراء 2: 181 حريم الخلافة 1: 343 حزوى 4: 91 الحصن 2: 137 الحصيب 4: 191 حضرموت 2: 105 الحطيم 3: 25 الحظيرة 1: 124، 238/ 2: 256 حقيل (واد) 2: 321 حلب 1: 48، 49، 81، 84، 85، 96، 98، 99، 100، 105، 106، 171، 247، 267، 312، 331، 344، 360، 371/ 2: 11، 13، 17، 23، 29، 30، 67، 68، 96، 103، 121، 138، 140، 160، 172، 186، 187، 196، 197، 217، 244، 245، 276، 277، 278، 285، 286، 287، 287، 304، 305، 333، 379، 380/ 3: 31، 32، 33، 34، 74، 140، 166، 244، 270، 320، 326، 327، 340، 355/ 4: 23، 42، 44، 50، 81، 72، 83، 84، 87، 119، 126، 128، 129، 163، 164، 167، 168، 193 الحلة السيفية- حلة بنى مزيد حلية، (واد بتهامة) 1: 59 حماة 1: 81، 357/ 3: 74، 75، 76/ 4: 117 حمص 1: 81، 84، 360/ 2: 54، 104، 138، 139، 140، 141، 233، 281 حمص الأندلس 2: 165، 232، 233 الحوز 1: 394 حوزة، (واد) 1: 394 الحوف 2: 219 الحيرة 3: 361/ 4: 130 (خ) الخابور 2: 235 الخاتونية الخارجة، ببغداد 2: 170 خارزنج 1: 205/ 4: 71 الخالدية 2: 286 خانكاه أبى الحسين البوشيخى 3: 111 خبر 2: 98 خجندة 3: 264 خراسان 1: 42، 27، 73، 103، 142، 165، 167، 168، 185، 222، 228، 232، 234، 236، 250، 258، 261، 271، 321، 305، 343، 369، 383، 391/ 2: 20، 27، 54، 55، 77، 93، 124، 137، 149، 166، 188، 248، 253، 268، 292، 299، 306، 308، 311، 357 384/ 3: 15، 20، 26، 40، 42، 53، 56، 67، 73، 107، 118، 122، 133، 167، 180، 214، 217، 229، 266 327، 341، 345، 348، 349/ 4: 24، 25، 26، 27، 34، 82، 87، 93، 149، 155، 180، 187

(د)

خرتبرت 1: 239 خزانة الفقاعى 2: 389 خزانة المشرف المستوفى 2: 389 الخضرمة 1: 60 الخط 1: 265/ 2: 338/ 3: 67 خط الحجازيين 3: 330 خلاط 1: 239/ 2: 231، 287/ 4: 41 الخلد 3: 141 الخلة (موضع باليمن) 2: 22 خليج مصر 1: 268 الخليصاء 4: 91 خوارزم 1: 122، 303، 383/ 2: 17، 41، 93، 132، 136، 151/ 3: 265، 266، 268، 332/ 339/4: 83، 86، 181 خواف 2: 120، 166 الخورنق (قصر) 1: 334 خوزستان 1: 255/ 2: 8، 26، 123 160، 329/ 3: 118، 189 خوى 3: 341 الخيزرانة، ببغداد 3: 96 الخيزرانة 3: 228 (د) دار البقر 1: 388/ 4: 70 دار الخلافة 1: 245، 363/ 2: 318/ 3: 61، 254، 335 دار سعيد السعداء، بالقاهرة 3: 167 دار السلام- بغداد دار العجم بدمشق 2: 11 دار العلم بالقاهرة المعزية 3: 48، 112 دار القز 3: 61 دار القطن، ببغداد 3: 95 دار الكتب ببغداد 2: 175، 176 دار المأمون البطانحى 4: 194 الدارون 47: 143 الدامغان 17: 229 دانية 1: 278، 279/ 2: 45، 115، 34/ 3: 105، 106، 125 دبيق 1: 345 دجلة 4: 11، 41 دجيل 1: 124، 238 درب البقر بالظفرية ببغداد 2: 318 درب ثمل ببغداد 2: 231 درب دراج بالموصل 3: 257 درب الديوان، ببغداد 2: 289 درب الرواسين 1: 212 درب رياح 1: 351 درب الريحان ببغداد 3: 316 درب السدرة 2: 112 درب الشاكرية ببغداد 2: 98/ 3: 222، 340 درب العجم بدمشق 2: 11 درب العوج ببغداد 2: 156 درب فيروز ببغداد 1: 124 درب القرنفليين ببغداد 2: 68 درب القنطرة بمدينة السلام 4: 57 درب النقاشة بدمشق 2: 232 دمشق 1: 70، 83، 101، 108، 123، 139، 140، 162، 186، 187، 223، 237، 247، 267، 268، 293، 341، 344، 345، 399،/2: 11، 12، 22، 29، 48، 49، 69، 103، 128، 140، 145، 145، 150، 160،

(ذ)

183، 176، 190، 194، 196، 219، 225، 230، 235، 281، 283، 373، 341، 241: 242، 904، 311، 312، 325، 327، 333 ح، 344، 386/ 3: 25، 63، 63، 69، 153، 67، 192، 194 213، 158، 263، 270، 273، 273، 320/ 4: 43، 79، 101، 156، 165، 192، 197 دمياط 1: 319 دميرة 1: 267 دهستان 2: 17 الدوانية (ضيعة) 3: 264 دواوين مصر 1: 269 الدور (محلة) 2: 100، 265 دور جعفر، ببغداد 3: 21 دوران 3: 274 دورق (ناحية) 1: 255/ 4: 57 الدويرة (محلة) 1: 323 ديار بكر 1: 36، 115، 244، 320/ 2: 23/ 3: 23، 287/ 4: 40، 42 ديار ربيعة 2: 103، 115 دير الفاروس 1: 84 دير هند 4: 156 بلاد الديلم 1: 37/ 2، 69/ 3: 89 الدينور 1: 41، 68، 76، 78، 292/ 2: 143، 144، 147، 384 الديوان 1: 431/ 2: 100 ديوان الإنشاء 1: 269/ 3: 46، 108 ديوان الترتيب 3: 46 ديوان الضياع ببغداد 2: 277 (ذ) ذمار 1: 319 الذنبة (من مضافات دمشق) 1: 108 ذو الأبارق 2: 321 ذو بقر (واد) 2: 269، 270 ذو جبلة 1: 317/ 3: 3432/ 4: 191 ذو النجيل 3: 269، 270 (ر) رأس عين 1: 390 رأس عين الخابور 2: 304 رأس ميثاء 2: 307 راقطا 2: 136 رامهرمز 2: 308 رباط الصوفية، بدمشق 2: 336 الربذة 2: 269 الربص 2: 208 ربض سليمان بن مجالد 3: 133 ربض قرلبة 1: 402 الرحبة 2: 39 الرحبة ببغداد 2: 324 رحبة الزبيرى، بالبصرة 4: 80 رحبة صنعاء 1: 315 رحبة مالك بن طوق 2: 29 الرصافة 2: 213 رصافة بغداد 2: 189/ 2: 28، 213/ 3: 82 رصافة الشام 1: 73 رصافة قرطبة 1: 73 رصافة هشام 3: 195 رقبينا 2: 178 رقادة 2: 148 الرقة 1: 37، 252، 390/ 2: 29، 199، 256، 348/ 3: 146، 147، 195 الركن 3: 25

(ز)

رمادة الكوفة 1: 262 رمجار 1: 382 الرملة 2: 112 الرملية 2: 112 رندة 4: 191 رنبويه 2: 268، 269 رندة 4: 256 الرواقين 3: 314 روذبار 1: 150 الروم 1: 221، 239 رومية 2: 193/ 3: 108، 109 الرى 1: 37، 130، 171، 229، 237، 358، 370/ 2: 28، 69، 70، 190، 194، 268، 270، 331، 357/ 3: 29، 54، 110، 299، 303، 352، 353/ 4: 100، 148، 149، 176، 188 ريا (رملة) 3: 283 ريدة 1: 315 (ز) زاغونى 1: 65 الزبدانى بدمشق 2: 345 زبيد 1: 88/ 2: 16/ 3: 91، 108/ 4: 191 الزبيدية 1: 216 الزرد 1: 140 زمخشر 3: 265، 266، 268، زنجان 1: 37، 130، 294، الزهراء 1: 240/ 2: 89 الزوراء 1: 85/ 2: 176 زوزن 3: 193 زويلة 1: 227 (س) ساباط حسن وحسين 1: 303 سابزوار 3: 10 ساحل المندب 2: 16 سامراء- سر من رأى ساوة 1: 64/ 2: 357/ 3: 37 سبتة 2: 230، 363 السبيع (محلة بالكوفة) 2: 324 سجستانة 1: 37، 73، 228، 272، 379/ 2: 30، 58، 64، 78/ 3: 290، 332 سجستانة 2: 58 سجلماسة 1: 202 سخا 3: 313، 311 السر (واد) 1: 316 سر من رأى (سامراء) 1: 72، 119، 180، 204، 283، 353/ 2: 277 296/ 3: 370: 15: 120: 130، 228، 243، 249، 261/ 4: 58 سرت 2: 149 سرخس 1: 305، 340/ 2: 54 سرقسطة 2: 24، 221، 237 سرقوسة 2: 342 سروج 3: 24، 276 سعد (موضع بنجد) 3: 8 سفاقس 1: 207 سفل يحصب 1: 334 سكة أبى جهير 3: 176 سكة أبى العنبر ببغداد 3: 175 سكة أبى نجيح، بالموصل 2: 231 سكة الأعراب 2: 178 سكة الدهانين 3: 185

(ش)

سكة سار 1: 166 سكة صالح 3: 93، 98 سكة عبد الصمد 2: 215 سلا 4: 114 سلع (جبل) 1: 384 سلماس 1: 37/ 3: 341 سمر (بلد) 1: 281/ 3: 88 سمرقند 1: 383/ 2: 116، 216، 327/ 3: 24، 54، 122 سميساط 3: 166، 167 سنج 2: 20، 21 سنجار 1: 276، 372/ 2: 71، 103، 176، 177، 234، 281، 282، 283، 331، 386/ 3: 262، 264/ 4: 64، 65، 190 سنجان 2: 302 سنجدان 3: 217 السند 1: 379/ 2: 58، 361 سهلة المدور 3: 254 سهيل (قرية) 2: 162 السواد 2: 78، 178 السودان 1: 202/ 2: 138 سوس 1: 207 سوسة 3: 322 سوق الأحد بمهرية 2: 210 سوق السلاح ببغداد 3: 98 سوق العشاق 2: 94 السويس 1: 268/ 2: 70 سويقة نصر ببغداد 2: 150 سيب (قرية) 3: 218 سيب بنى ماوان 2: 78 سيراف 1: 205، 347، 349/ 3: 10/ 4: 73 (ش) الشارع الأعظم ببغداد 3: 97 شارع الأنبار 1: 198 شارع باب الأنبار 1: 193 شارع بشر وبشير ببغداد 3: 19 شارع التوفيق ببغداد 2: 156 شارع الخليج المصرى 1: 268 شارع دار الرقيق ببغداد 1: 340، 343 شارع عمرو الرومى ببغداد 3: 182 شارقة 2: 221 شاطبة 2: 45، 311/ 4: 160 الشام 1: 37، 74، 75، 87، 109، 121، 129، 130، 138، 165، 180، 186، 218، 249، 260، 293، 312، 321، 332، 343، 344، 357، 360، 362/ 2: 11، 2017، 27، 29، 30، 54، 68، 103، 105، 138، 137، 140، 141، 160، 177، 183، 184، 186، 190، 194، 196، 216: 217، 219، 220، 230، 233، 241، 244، 254، 299، 307، 309، 325، 344، 379، 390/ 3: 13، 25، 36، 54، 55، 57، 74، 88، 89، 99، 112، 122، 166، 167، 178، 186، 195، 209، 114، 244، 273، 321/ 4: 29، 51، 54، 80، 81، 135، 167، شاهنبر (محلة) 1: 166 شبرا اللنجة 2: 219 شبرا النخلة 2: 219

(ض)

الشبلية 3: 212 شبيث 3: 98 شجرة (قرية) 3: 356 شذونة 2: 365/ 3: 125 الشرقية (ببغداد) 3: 173، 222 الشريعة (موضع) 1: 131 الشط 1: 363 شط عثمان 3: 23 شعب بوان 1: 41 شعب الحزون 4: 91 شلب 2: 124 شلوبينية 2: 332 شنتمرية الغرب 4: 65 شهرابان 3: 137 شهرزور 3: 107 شيراز 1: 250، 308، 341/ 2: 64، 294، 297، 353/ 3: 47، 111، 181، 344 شيزر (قلعة) 2: 186/ 3: 273 صبرة (بلد) 1: 334 الصحراء الغربية 2: 138 الصراة 3: 172 صرخد 2: 242 صريفين 2: 183، 219 الصريم 2: 121 صعدة 1: 315/ 2: 15 الصعيد (صعيد مصر 1: 44، 153، 282، 317، 388/ 2: 73/ 3: 186/ 4: 13 الصغد 1: 383/ 2: 116 الصفا 4: 57 صفة رويم بن أحمد الصوفى 1: 373 صفين 1: 52/ 2: 199، 322 صقلية 1: 38، 39، 249، 321، 338، 393/ 2: 89، 90، 108، 220، 236، 238، 293، 328، 342/ 3: 73، 75، 107، 108، 150، 190/ 4: 63، 173 الصلح 3: 274 الصليق 2: 298 صنعاء دمشق 1: 223 صنعاء اليمن 1: 226، 315، 316/ 2: 15/ 3: 108، 128 صور 1: 37، 121، 130، 179/ 2: 70، 190، 241، 385/ 4: 128 صيداء 1: 260/ 2: 386/ 3: 6، 86، 273 الصميرة 2: 160، 167 الصين 2: 70 (ض) ضيا (باليمن) 1: 316 (ط) الطاهرية 1: 178 الطائف 3: 350/ 4: 161 طايكان 1: 305 طبرستان 2: 188/ 3: 89 طبرمين (قلعة) 1: 249 طبرية 2: 160/ 4: 60 طبس 1: 312/ 3: 221 طبنة 1: 218/ 2: 18 طبيرة 4: 193 طحا 1: 283 طخارستان 1: 305/ 2: 8 طرابلس 1: 70، 75/ 2: 17/ 3: 152

(ظ)

طرابلس الشام 1: 84، 85، 121 طرابلس الغرب 2: 149، 158 طرزة 3: 331 طرسوس 1: 221/ 3: 13، 19، 20 طريثيث 2: 130 طريق مكة 1: 329 الطف 1: 55 طلبيرة 3: 340 طلمنكة 2: 340 طليطلة 1: 170، 171، 211، 309/ 2: 47، 75، 226، 307/ 3: 168، 229، 340 طنجة 1: 38/ 2: 137/ 3: 106 طهران 2: 25، 252 طوس 2: 199، 269 طوطالقة 2: 153 (ظ) الظفرية (محلة ببغداد) 2: 318/ 3: 254 (ع) العامرية 1: 298 العباسية (بمديرية الشرقية) 1: 268 عبرتا 1: 260/ 3: 278 العتيقة 1: 190 عدن 2: 70 العدوة 3: 137، 329، 333، 363، 379 العذيب 4: 91 العراق 1: 37، 46، 47، 73، 78، 79، 85، 86، 121، 122، 125، 127، 129، 134، 136، 139، 142، 180، 229، 231، 235، 236، 240، 247، 248، 256، 301، 315، 388، 389، 392/ 2: 17، 20، 27، 40، 67، 77، 78، 100، 119، 122، 124، 130، 110، 177، 182،: 19، 207، 217، 248، 269، 298، 699، 324، 226، 340، 348، 357، 376، 390/ 3: 21، 26، 27، 29، 44، 48، 55، 73، 87، 89، 107، 110، 122، 132، 167، 170، 193، 305، 211، 252، 221، 244، 256، 266، 209، 22، 441، 464/ 4: 43، 54، 100، 126، 177 عراق المغرب 1: 353 العراقان 1: 280/ 2: 54، 61 العرج 3: 350 عرفات 3: 144 عرقة (بلدة) 1: 75 عسقلان: 254 العسكر 1: 349/ 3: 51 عسكر مكرم 1: 345، 346/ 2: 308، 383/ 3: 29، 189/ 4: 189 العقيبة 1: 223 العقيق 4: 91 عكا 2: 313/ 3: 13/ 4: 137 عكبرا 2: 116، 214/ 3: 81/ 4: 165 عمان 1: 37، 323، 349/ 3، 93، 98، 197 عمر الحبيس (من نواحى بغداد) 4: 44 العواصم 1: 37/ 4: 40 العوالى 1: 188

(غ)

عيذاب 1: 44 م عين التمر 2: 211 عين زربى 2، 169 (غ) الغرب 1: 193 الغربات 3: 304 الغربية (من أعمال مصر) 2: 311 شرناطة 1: 299/ 2: 228، 364/ 3: 119 الغزالية 2: 103 غزنة 1: 37، 156، 160، 343/ 2: 299، 389/ 3: 67: 83، 118، 126 غزنين 1: 37، 73 غزة 2: 254 غمدان (قصر) 1: 334 غندجان 1: 389/ 4: 174، 175 الغور 2: 389 غوزستان 3: 118 غوطا- غوتا غوطة دمشق 1: 42 (ف) الفاراب 1: 229 فارس 1: 37، 41، 205، 228، 229، 235، 255، 301، 308، 348، 359، 369،/2: 17، 20، 36، 54، 58، 77، 98، 112، 113، 118، 26، 165، 222، 248، 253، 271، 287، 297، 340، 347، 348، 353، 355، 359/ 3: 40، 47، 93، 96، 98، 98، 99، 114، 118، 214، 280، 284، 285/ 4: 73، 173 فاس 1: 74/ 2: 138، 139، 364 الفحص 3: 229 فحص البلوط 3: 345 فحص أبى العوجاء 3: 229 فراقد 3: 113 فراوة 1: 222 الفرج 2: 127 فرغان 2: 331 فرغانة تركسان 2: 331 فرقب 2: 18 فزرانيا 3: 53 فسا 1: 308/ 2: 113 الفسطاط 2: 349 فلسطين 1: 247/ 2: 158، 254، 385 فم الخليج 1: 268 فم الصلح 3: 369 فوشنج 1: 371 فينيقية 2: 386 ح (ق) قار 4: 100 قالقيلا 1: 239، 243، 244 القاهرة 1: 74، 245، 268، 275/ 2: 22، 144، 146، 323، 245/ 3: 82، 86، 112، 167، 187، 209، 235/ 4: 73، 129، 189، 223 قبذاق 2: 66 قبر إلياس 2: 140 قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم 2: 139/ 3: 154، 354

أبو قبيس 4: 195 القبيصة 3: 77 القدس 1: 389/ 2: 69، 1100، 190/ 3: 230/ 4: 54 قراح القاضي 3: 275 قرافة مصر 2: 349 ح قرطبة 1: 65، 118، 131، 218، 219، 240، 241، 243، 244، 302، 306، 307، 347/ 2: 18، 44، 46، 66، 75، 86، 142، 143، 207، 208، 226، 301، 309، 341، 363، 364، 365/ 3: 66، 71، 106، 109، 138، 139، 163، 168، 225، 229، 230، 254، 258، 261، 313، 314، 325، 362/ 4: 43، 65 قرقيسياء 1: 277 قرميسين 1: 37/ 2: 144، 324 قزوين 1: 36، 129، 130/ 2: 257/ 3: 165/ 4: 75، 112 قسطنطينية 4: 193 القشميرى 2: 109 قصر تيماء 4: 91 قصر حرب 3: 258 قصر حيفا 1: 247 قصر الذهب 1: 246 قصر الرصافة 1: 185 قصر الرمان 2: 294 قصر روناش 1: 347 قصر الطوب 3: 107 قصر ابن هبيرة 1: 253 قضة 3: 36 قطربل 3: 81 القطيعة، ببغداد 1: 122/ 3: 60 قطيعة العباس بن محمد، ببغداد 4: 149 قطيعة أبى العنبر 3: 176 قفط 1: 88، 170، 245، 287/ 2: 73، 84، 161/ 4: 191 القلزم 2: 70 قلعة أيوب 1: 211 قلعة جعبر 2: 322 قلعة رباح 2: 307/ 3: 229، 233 قلعة شيزر 3: 272 قلعة الكرك 2: 30 قم 1: 64/ 3: 37 القنا 3: 262، 264 قنتيش 3: 168 قنطرة البردان 1: 243 قنطرة الصراة 3: 172 قنطرة قرة 2: 377 قهندز نيسابور 2: 310 قوص 1: 172 قومس 2: 306، 384 القيروان 1: 66، 126، 210، 248، 249، 334، 336، 338، 353، 387/ 2: 53، 54، 121، 148، 174، 179، 180، 210، 211، 293، 342، 361 362/ 3: 86، 106، 138، 313 314، 319/ 4: 143، 183 قيسارية الفرش 1: 389 قيسرية 1: 247 قيلويه 3: 34/ 4: 81

(ك)

(ك) كارزين 3: 214 كربلاء 3: 346 الكرخ 1: 190، 321، 351/ 2: 112، 194/ 3: 48، 113، 220، 356، 357/ 4: 155 كرسف جياناتاذ (قرية) 1: 129 كركانج 3: 268 كرمسير 1: 37، 73 كرمان 1: 248، 341، 343، 348، 379/ 2: 221 كرنبا 3: 39 كسكر 3: 88 كش 3: 40 كشانية 2: 327 الكعبة 3: 111، 139 كفر طاب 2: 67 كنجروذ 3: 165 كنعان 2: 386 الكوفة 1: 43، 55، 70، 166، 220، 251، 263، 277، 321، 334، 341، 351، 366، 374، 390، 394/ 2: 17، 18، 20، 22، 54، 56؛ 61، 72، 92، 149، 181، 256، 258، 259، 260، 262، 263؛ 268، 271، 272، 305، 317، 324، 325، 336، 348؛ 350، 359، 361، 376/ 3: 9 م، 30، 31، 37، 54، 83، 84، 132، 161، 251، 288، 290، 300، 304/ 4: 12، 13، 15، 16، 105، 108، 132، 136، 138، 139، 146، 147. (ل) كوفن 3: 49 اللاذقية 1: 84/ 2: 138/ 4: 193 كيش 4: 81 لبنان 3: 51 اللبوة 2: 141 لحج 1: 361 (م) المارستان (بباب المحول في بغداد) 3: 60، 205 مارستان دمشق 1: 344 مازر 1: 338/ 2: 293/ 2: 190، 191 ماكسين 3: 320، 321 مالان، ويقال: مالين 3: 214، 215 مالقة 1: 299/ 2: 162، 164، 222، 389 ماهين 3: 299 ما وراء النهر 1: 37، 73، 87، 187، 383/ 2: 116، 331/ 3: 154، 167، 170، 264 مجانة 1: 249 مجريط 3: 362 محلة الزيدية 1: 203 محلة العتابيين 3: 188 المحمدية 1: 333، 336/ 2: 298 المحول 1: 350 المخرم 3: 82

المخزن 2: 100 المدائن 1: 252، 262، مدرسة الأمينية بدمشق 2: 242 مدرسة البيهقى 1: 166 المدرسة الجديدة المستنصرية 2: 332 مدرسة الحلاويين بحلب 2: 139/ 3: 32 المدرسة الحنفية، بالقاهرة المعزية 2: 323 المدرسة العزيزية، بدمشق 1: 389/ 4: 168 المدرسة الفاضلية- مدرسة القاضي الفاضل 1: 274 مدرسة القاضي الفاضل 3: 187 المدرسة المجاهدية بدمشق 2: 242 المدرسة المعزية بالقاهرة 4: 64 المدرسة النظامية، ببغداد 1: 247، 340، 373/ 2: 26، 147، 169، 170، 292، 293، 307/ 3: 255، 320 مديرية الشرقية 1: 268 المدينة المنورة 1: 46، 58، 188، 250، 253، 284/ 2: 20، 25، 31، 38: 39، 54، 70، 139، 172، 173، 183، 184، 219، 226، 269/ 3: 93، 113، 211، 261، 288، 354، 356 مدينة أبى جعفر 2: 215/ 3: 175 مدينة السلام- بغداد المذار 1: 37 المراشى (واد) 1: 315 المراغة 1: 37/ 2، 216، 233، 331/ 3: 196 مراكش 2: 138، 139، 164، 364، 380 مرب (نهر) 3: 348 المربد بالبصرة 3: 349/ 4: 139 مرسية 1: 234، 295، 352/ 2: 226/ 3: 105، 190 مرقند 2: 116 مرو الروذ 2: 292/ 3: 166 مرو الشاهجان 1: 166، 167، 190، 258، 261، 305، 391/ 2: 120، 124، 177، 330، 389/ 3: 15، 112، 139، 140، 216، 217، 238، 327، 330، 348، 349، 350/ 4: 25، 71، 82، 92، 180 مريس 1: 253/ 4: 13 المرية 1: 73، 131، 295، 336/ 2: 158، 222 المزدلفة 3: 25 المسجد الأقصى 2: 190 مسجد الأبنار 1: 214، 216/ 3: 115 مسجد باب زويلة 2: 194 مسجد البصرة 2: 61/ 3: 287 مسجد بنى سيطان 1: 367 مسجد الترجمانية 2: 65 المسجد الجامع بالزهراء 2: 89 المسجد الجامع بقرطبة 1: 387/ 3: 314 مسجد ابن جردة 2: 122 مسجد حرب بقرطبة 1: 219 مسجد راشدة 1: 74 مسجد رحبة البصل 3: 326 مسجد الرماحين 3: 326

مسجد الزجاجين بقرطبة 1: 387 مسجد زنبور، بواسط 1: 311 مسجد الزيدى، ببغداد 4: 93 مسجد السبيع بالكوفة 2: 258 مسجد السقا 3: 262 مسجد السواقين، ببغداد 2: 265 مسجد الكسائى 2: 37 مسجد الكوفة 1: 256 مسجد النخيلية 3: 314 مسجد هانئ 2: 131 المسيلة 1: 333 المشان 3: 25، 26 مشرعة التنانيريين 1: 168 المشرق 1: 129، 208، 227، 238، 297، 306، 307، 387، 392/ 2: 24، 75، 118، 139، 158، 164، 165، 207، 217، 221، 226، 230، 334، 341، 342، 365، 378، 386/ 3: 66، 105، 130، 190، 216، 230، 325 مشهد الإمام الحسين بن على 3: 346 مشهد على بن الحسين 1: 389 مشهد موسى بن جعفر 2: 68 مصر 1: 37، 40، 41، 42، 60، 64، 68، 69، 70، 74، 75، 76، 79، 81، 86، 99، 101، 129، 134، 136، 138، 139، 164، 165، 193، 205، 220، 226، 227، 230، 239، 260، 265، 267، 267، 269، 300، 339، 323، 344، 345، 352، 356، 387، 388/ 2: 8، 13، 20، 22، 23، 30، 67، 70، 75، 83، 95، 103، 104، 108، 110، 111، 123، 124، 128، 138، 145، 158، 159، 164، 165، 166، 177، 184، 189، 189، 194، 196، 211، 212، 219، 220، 226، 228، 236، 237، 237، 240، 277، 284، 291، 299، 311، 312، 323، 337، 341، 342، 343، 345، 363، 364، 378، 383، 384، 390/ 3: 25، 46، 47، 53، 57، 62، 68، 71، 75، 78، 79، 86، 89، 90، 96، 97، 112، 115، 122، 138، 167، 186، 187، 188، 190، 192، 193، 195، 209، 216، 217، 224، 225، 235، 237، 240، 247، 248، 260، 263، 264، 273، 302، 313، 314، 319، 321، 322، 326، 330، 333، 334، 335، 342، 345، 347، 354، 356/ 4: 37، 43، 54، 72، 73، 80، 83، 109، 111، 112، 113، 116، 158، 160، 185، 190، 194 مصر القديمة 1: 268 الأعمال/ المصرية 1: 58 الإقليم/ المصرى 1: 274 الديار/ المصرية 1: 103، 274/ 2: 11، 22، 30، 95، 128، 165، 184، 238/ 3: 192

ديار/ مضر 1: 37، 332/ 2: 29، 183/ 3: 116، 276، 281 مطريرباذ 4: 91 ح المعرة (معرة النعمان) 1: 81، 82، 83، 85، 86، 87، 88، 89، 90، 97، 101، 103، 105، 106، 108، 109، 115، 369/ 2: 67، 176، 186، 216/ 3: 273/ 4: 28، 183 المعزية- القاهرة المغرب 1: 38، 42، 73، 74، 83، 159، 202، 218، 279، 400، 392/ 2: 46، 54، 76، 123، 138، 140، 142، 148، 162، 194، 165، 219، 240، 252، 101، 323، 363، 287، 379، 386/ 3: 87، 106/ 4: 44، 183، 194، 195، 196 الغرب الأدنى 2: 138 المغرب الأقصى 2: 138، 163 الغرب الأوسط 1: 244، 353/ 2: 137، 138 مقابر باب أبزر، ببغداذ 2: 171 مقابر باب الكوفة 1: 213، 215، 216 مقابر الشهداء بباب حرب 3: 53 مقابر قريش 1: 423 مقام إبراهيم 1: 102 مقبرة أحمد بباب حرب 1: 246/ 2: 101 مقبرة أمام سلمة 3: 266 مقبرة باب البحر بالاسكندرية 2: 115 مبرة باب برز ببغداد 2: 290، 300/ 4: 30 مقبرة باب التبن ببغداد 3: 141 مقبرة باب حرب ببغداد 1: 65، 124، 246، 265، 312/ 2: 117، 123 169/ 3: 116 مقبرة باب الشام ببغداد 1: 179/ 2: 133 157 مقبرة الباب الصغير بدمشق 1: 341، 343/ 2: 232 مقبرة باب الفراديس بدمشق 1: 294/ 2: 242 مقبرة باب معمر 1: 236 مقبرة باعك 1: 140 مقبرة الخيرران 1: 349/ 2: 73، 213، 332/ 3: 95 مقبرة الربض بقرطبة 2: 309 مقبرة الربض العتيقة بقرطبة 1: 387 مقبرة الرصافة 1: 73 مقبرة سكة الأعراب بواسط 1: 272 مقبرة سلمة 1: 128 مقبرة شاهنبر 1: 166 مقبرة الشونيزى 1: 373/ 2: 176، 214، 292 مقبرة العباسية ببغداد 3: 98 مقبرة قنطرة البردان ببغداد 2: 277 مقبرة كلع 1: 131 مقبرة المارستان 3: 48 المقبرة المالكية 1: 224 مقبرة متعة 1: 243 مقبرة المشهد 2: 168 مقبرة المعافى بن عمران بالموصل 2: 231 مقبرة المقام 1: 287 مقبرة منية المغيرة 3: 138 مقبرة مومرة 2: 153 مقبرة نوح 1: 125

(ن)

المقتدية 2: 47: 51 المقدس 1: 389 مقرى (قرية) 1: 293 مكة المكرمة 1: 44 م، 117، 129، 165، 172، 178، 202، 208، 242، 306، 315، 317، 377، 382، 388/ 2 18، 20، 54، 124، 141، 161، 184، 226، 305، 314، 317، 341، 342/ 3: 13، 20، 21، 554، 118، 121، 138، 193، 216، 268، 271، 314، 319، 353/ 4: 105 المنارة الشرقية بدمشق 2: 232/ 3: 80، 204، 207، 208، 209 منازجرد- منازكرد منشن 3: 51 المنصورة باليمن 3: 209 منى 1: 121، 149 المهدية 1: 126، 227، 238، 357/ 3: 86، 258 مهرية 2: 10 مورور 1: 306 الموصل 1: 37، 77، 78، 108، 115، 242، 244، 251، 276، 332، 344، 391/ 2: 29، 48، 50، 51، 85، 103، 183، 231، 235، 246، 276، 281، 286، 318، 330، 333، 344/ 3: 69، 77، 98، 167، 191، 192، 196، 257، 258، 259، 320، 321، 322/ 4: 43، 44، 50، 82، 83، 84، 86، 97، 107، 169 ميافارقين 1: 115، 330، 331، 360، 391/ 3: 192/ 4: 42، 43، 65 ميانج 1: 130 مييذ 3: 47 ميدان زياد بنيسابور 1: 156، 157، 367/ 2: 51 ميديا (مملكة) 2: 165 ميسان 1: 37/ 2: 381 ميلان 1: 318 ميمنة (ناحية) 1: 340 ميورقة 2: 115، 230، 231 (ن) نابلس 2: 190 نجد 1: 138، 178، 188، 315/ 2: 258/ 3: 8، 36، 198، 227، 262/ 4: 91 نجيرم 1: 205/ 4: 73 نخشب 3: 170 نسا 1: 222/ 2: 216/ 3: 49، 54، 122/ 4: 82 نصيبين 1: 37، 390/ 2: 245، 304 نطنز، (بلدة) 1: 355 النعمانية 2: 93 النقيعة 3: 262 نهر بجاية 2: 137 نهر بشتقان 1: 232 نهر ثورة 3: 153 نهر جوخا 1: 56 نهر جيحون 1: 37 ح، 87

(هـ)

نهر الخابور 1: 277/ 3: 320 نهر دجلة 1: 37/ 2: 78، 112، 116، 214، 235، 332/ 3: 15، 359/ 4: 43 نهر دجيل 1: 124 نهر الزاب 1: 218 نهر شقورة 1: 234 نهر الصراة 1: 195 نهر الصلح 3: 369 نهر الصيمر 1: 349 نهر طابق 2: 48 نهر العاصى 2: 308/ 3: 74 نهر عيسى 3: 34، 53 نهر الفرات 1: 37، 252، 276/ 2: 46، 199، 308، 322/ 3: 167، 211 نهر قربطة 2: 89 نهر المعلى 2: 28/ 3: 82 نهر الملك 3: 34، 53 نهر النيل 1: 269 النهروان، 1: 270/ 2: 27، 28، 78/ 3: 123، 296، 297 ذات النهرين 4: 254 نوبندجان، 1: 41 نوشجان 3: 280 نيرم 1: 205 نيسابور 1: 63، 73، 76، 107، 124، 140، 142، 144، 155، 156، 157، 159، 162، 165 166، 204، 209، 222، 229، 231، 232، 235 305، 312، 382، 391/ 2: 27، 120، 130، 152، 166، 167، 177، 185، 186، 193، 216، 224، 225، 239، 300، 302، 309، 384/ 3: 6، 10، 48، 54، 64، 211، 118، 122، 156، 166، 168، 185، 193، 221، 240، 242، 253، 275، 330، 345، 352،/4: 21، 51، 71، 103، 154، 155، 194، 195 النيل (قرية) 4: 16، 107، 108، 195 نيل مصر (خليج بالعراق) 4: 120 نيمروز 2: 78 (هـ) الهبير 4: 138 هجر 2: 158/ 4: 165 هراة 2: 77، 78، 124، 125، 292، 309، 311، 331/ 3: 12، 13، 24، 54، 107، 193، 214، 332، 347/ 4: 37، 103، 150، 177، 178، 181، 188 الهكارية (جبال) 1: 108 همذان 1: 37، 78، 127، 128، 130، 292، 315، 347، 359، 360، 369/ 2: 27، 28، 165، 194، 247، 357/ 3: 50، 51، 168، 299، 340/ 4: 176 الهند 1: 213، 379/ 2: 70، 117، 126، 145،/3: 25، 73، 93، 300 هيت (من نواحى بغداد) 1: 85/ 3: 176 308

(و)

(و) وادى سلم 4: 91 واسط 1: 37، 203، 271، 272، 281، 301، 310، 311، 341، 372، 393، 394/ 2: 67، 93، 136، 178، 368، 284، 294، 298، 340، 381 3: 24، 41، 44، 54، 80، 88، 118، 254، 256، 274، 276، 293، 304، 365، 369، 304، 265، 369 الوردية، ببغداد 2: 196/ 3: 211، 214، 256 وشقة 3: 178 وقش 2: 236 وقف التاج البندهى بدمشق 2: 225 الوقف السلجوقى ببغداد 2: 300 وقف الفاضل عبد الرحيم بن على بالقاهرة المعزية 3: 86 وقف الفقاعى 3: 139 وهران 2: 138 ويانا 2: 202، 203،/3: 220 (ى) يابسة (جزيرة) 2: 289 يبرين 3: 289 يثرب 3: 211 يذبل (جبل) 1: 178 يزد 3: 47، 221 اليمامة 1:، 37، 60، 64، 87، 88 2: 276/ 3: 36، 282 اليمن 1: 46 م، 60 م، 37، 64، 87، 88، 226، 236، 274، 275، 314، 315، 316، 317، 318، 319، 325، 334، 361، 376/ 2: 15، 16 20، 022، 3، 4، 8، 121، 326، 376،/3: 48، 91، 135، 209، 251، 256، 342، 343/ 4: 54، 191 ينبع 2: 269

4 - فهرس الكتب

4 - فهرس الكتب «1» (أ) الآثار، للكسائى، فى القراءات 2: 257 آداب العشرة لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح آداب الغرباء، لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 آداب النفوس لابن جرير الطبرى 3: 90 ح الآل لابن خالويه 1: 360 ح آلة الكاتب، أو الكتاب للفرّاء 4: 22 آلة الكاتب أو ما يحتاج إليه الكاتب، للمفضل ابن سلمة 3: 306 الإبانة للديمرتى 3: 30 ح الإبانة عن معانى القراءة، لمكى بن أبى طالب 3: 316 إبطال القول بالتولد لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح الإبل، لأحمد بن حاتم، 1: 71 : (أو خلق الإبل) للأصمعى 2: 202 : للرياشى 2: 371 : لأبى زياد الكلابى 4: 127 : لأبى زيد الأنصارى 2: 35 : للسجستانى 2: 62 : لابن السكيت 4: 61 : لأبى الشمخ 4: 130 : لأبى عبيدة 3: 286 : لأبى عمرو الشيبانى 1: 262 : لأبى العميثل 4: 150 : للنضر بن شميل 1: 153 : ونتاجها وما تصرف منها لأبى على القالى 1: 241 الأبنية لأبى بكر الزبيدىّ 3: 108 الأبنية للجرمى 2: 82 أبنية الأسماء لابن القطاع 2: 237 ح أبنية الأسماء والأفعال للزبيدىّ 1: 135 أبنية الأفعال لأبى منصور الرازى 3: 194 ح الأبواب أو «الأثواب» للأصمعى 2: 202 الأبيات لأبى زيد الأنصارى 3: 35 أبيات الإعراب، لأبى على الفارسى 1: 309 ح الأبيات السائرة لأبى العميثل 4: 150 أبيات غريب المصنف بشرح يوسف السيرافى 4: 68 الأبيات الغريبة، للأشناندانى 4: 151 أبيات معان في شعر المتنبى للقزاز 3: 86 ح أبيات المعانى لأحمد بن حاتم أبى نصر 1: 71 أبيات المعانى لأبى على الفارسى 1: 309 ح أبيات معانى الزجاج بشرح يوسف السيرافى 4: 68 الإتباع للسجستانى 2: 62 الأترجة، للحجى اليمنى في شعراء اليمن 1: 361 اتفاق القراء لمكى بن أبى طالب 3: 317 الأثواب (أو الأبواب)، للأصمعى 2: 202 أجر الخيل لابن سلام الجمحى 3: 143 خ الأجناس للأصمعى (فى أصول الفقه) 1: 143/ 2؛ 202 الأجناس للزمخشرى 3: 266 ح الأجناس لابن السكيت 4: 61

أجوبة الجامع الكبير لمحمد بن الحسن، للمعافى ابن زكريا 3: 298 ح أجوبة القرطبيين، للقاضي عياض 2: 364 ح الأجوبة المحبرة على الأسئلة المتخيرة، للقاضي عياض 2: 364 ح أجوبة المسائل الحلبيات لأبى البقاء 2: 117 ح أجوبته عما نزل في أيام قضائه من نوازل الأحكام للقاضي عياض 2: 364 ح احتجاج الفرّاء لابن السراج 3: 149 الاحتجاج للفرّاء لابن درستويه 2: 114 احتجاج القرأة للمبرد 3: 251 احتجاجات القراءات لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح الاحتلام لأبى عبيدة 3: 186 الأحداث لأبى عبيد القاسم بن سلام 3: 22 الأحكام لمنذر بن سعيد البلوطى 3: 325 أحكام نجومية لزيد بن عطية الصعيدى اليمنى 2: 15 أحكام الوطء التام لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح إحياء علوم الدين لأبى حامد الغزالى 3: 73 ح أخاير الذخائر لابن مماتى 1: 269 ح أخبار الأبجر لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار الأحوص لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار أعيان الحلم لعبد الله الخزاز 2: 135 أخبار الإماء الشواعر لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 أخبار الأولاد والزوجات والأهل ومن مدح ودهم للمرزبانى 3: 183 أخبار البرامكة للمرزبانى 3: 183 أخبار أبى تمام للصولى 3: 235 ح أخبار حجظة لعبيد الله بن أحمد بن محمد، أبى الفتح 2: 153 ح أخبار حجظة لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 ح أخبار جميل لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار الحجاج لأبى عبيدة 3: 286 أخبار حسان لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار حماد عجرد لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار حنين لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار دلال لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار ذى الرمة لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار سعيد بن مسجح الموصلى 1: 254 ح أخبار صاحب الزنج، لابن الوشاء 3: 62 أخبار ابن صاحب الوضوء لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار الصحابة (وهو المسمى أسد الغابة في معرفة الصحابة) لابن الأثير 30: 260 أخبار الطفيليين لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 ح الأخبار الطوال 1: 77 أخبار طويس لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار عبد الصمد بن المعذل للمرزبانى 3: 184 ح أخبار عزة الميلاء لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار عقيل بن علفة لإسحاق 1: 254 ح أخبار عيينة (محمد بن أبى عيينة المهلبى)، لأبى مسهر/ 4: 176 أخبار الغريض لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار القضاة لأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة 1: 133 ح أخبار القضاة وتاريخهم وأحكامهم لوكيع 3: 124 ح أخبار القضاء لأبى هلال العسكرى 4: 218 أخبار كثير لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار المتظرفات لابن الوشاء 3: 62 أخبار المتنبى للنتاج البلطى 2: 345 ح

أخبار المتنبى لياقوت الحموى 4: 86 ح أخبار المحتضرين للمرزبانى 3: 184 أخبار محمد بن حمزة العلوى للمرزبانى 2: 184 ح أخبار محمد بن عائشة لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار أبى مسلم صاحب الدعوة للمرزبانى 3: 183 أخبار معيد وابن سريج وأغانيهما لإسحاق 1: 254 ح أخبار المغنين المكيين، لاسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار من تمثل بالأشعار للمرزبانى 3: 183 أخبار النحاة لأبى سعيد السيرافى 1: 349 أخبار النحاة وطبقاتهم؛ لمحمد بن الحسين اليمنى 2: 39 ح/ 3: 112 أخبار النحويين لأبى بكر الزبيدىّ 3: 109 ح أخبار النحويين لابن درستويه 2: 114 أخبار النحويين البصريين للسيرافى 1: 365 ح أخبار نصيب لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار نفسه لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح أخبار الهذليين لإسحاق الموصلى 1: 254 ح أخبار ابن هرمة لإسحاق الموصلى 1: 254 ح الإخبار والتمييز للرمانى 2: 296 الأخبار والنوادر لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 ح أخبار يزيد بن معاوية، لأبى عبد الله محمد اليزيدى 3: 199 أخبار اليزيديين، لأبى عبد الله محمد اليزيدى 3: 199 الأخبية والبيوت للأصمعى 2: 203 اختصار أحكام القرآن لمكى بن أبى طالب 3: 315 اختصار الإدغام الكبير على ألف، با، تا، ثا، لمكى بن أبى طالب 3: 317 اختصار الألفات لمكى بن أبى طالب 3: 316 اختصار الصناعتين للعسكرى لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح اختصار العمدة لابن رشيق لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 الاختصار في الكلام على ألفاظ تدور بين النظار، لعبد الرحمن بن الأنبارى أبى البركات 2: 170 ح اختصار كتاب أخبار مصر الكبير لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح اختصار كتاب الحيوان لابن أبى الأشعث، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح اختصار كتاب الحيوان لأرسطو، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح اختصار كتاب القولنج، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح اختصار كتاب النبات لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح اختصار مادة البقاء للتميمىّ لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح اختصار الوقف على كلاوبلى ونعم، لمكى بن أبى طالب 3: 317 اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف للفرّاء 4: 23 ح الاختلاف بين أبى عمرو وحمزة، لمكى بن أبى طالب 3: 317 الاختلاف بين قالون وحمزة، لمكى بن أبى طالب 3: 316 الاختلاف بين قالون وعاصم لمكى بن أبى طالب 3: 316

الاختلاف بين قالون وابن عامر لمكى بن أبى طالب 3: 316 الاختلاف بين قالون وأبى عمرو لمكى بن أبى طالب 3: 316 اختلاف بين قالون وابن كثير لمكى بن أبى طالب 3: 316 الاختلاف بين قالون والكسائى لمكى بن أبى طالب 3: 316 اختلاف الحديث (أو مختلف الحديث) لعبد الله ابن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح اختلاف العدد للكسائى 2: 271 اختلاف علماء الأمصار لابن جرير الطبرى 3: 90 ح الاختلاف في الذبيح من هو، لمكى بن أبى طالب 3: 316 اختلاف في الرسم من هؤلاء والحجة لكل قريق لمكى بن أبى طالب 3: 316 اختلاف في عدد الأعشار لمكى بن أبى طالب 3: 316 الاختلاف في قوله تعالى: «ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا»، لمكى بن أبى طالب 3: 318 اختلاف الفرّاء في يامات الإضافة وفي الزوائد، لمكى بن أبى طالب 3: 317 اختلاف المصاحف للسجستانى 2: 92 اختلاف النحاة أو النحويين، لثعلب 1: 185 اختلاف نحو البصريين والكوفيين لابن كيسان 3: 59 اختيار فصيح الكلام لثعلب 4: 155 الاختيار في النوادر لإسحاق الموصلى 1: 254 ح الاختيار من الأغانى، لإسحاق الموصلى 1: 254 ح إخراج نكت كتاب سيبويه للزيادى 1: 202 إخوان الصفاء 3: 187 الأدب لإبراهيم الحربى 1: 190 ح أدب الجدل للرمانى 2: 296 أدب الجليس للمبرد 3: 252 أدب السطان والتأدب له للقزاز 3: 86 ح أدب العصفورين لأبى العلاء المعرى 1: 101 أدب القاضي لأبى عبيد القاسم بن سلام 3: 22 أدب الكاتب: لأبى بكر بن الأنبارى 3: 208 : لابن دريد 3: 97 : لعبد الله بن مسلم بنى قتيبة 1 355/ 2: 145 ح أدب الكتاب: للصولى 3: 235 ح أدعية العرب لأبى عبيدة 3: 286 الإدغام للسجستانى 2: 22، 62 أدلة التوحيد للرمانى 2: 296 الأدوات في النحو لابن حميدة 3: 185 ح الأراجيز: للأصمعى 2: 203 : لابن جنى 2: 337 ح الإرادة: للرمانى 2: 296 الأراكة لأبى الهيذام العقيلى 4: 187 الأربعة للأخفش الأوسط 2: 42 أرجوزة في الفرائض لابن ظفر 3: 76 أرجوزة في الفرائض للسخاوى 2: 312 ح الأرحام التى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى العصبة، لابن حبيب 3: 121 ح الإرشاد لابن درستويه في النحو 2: 113 إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (المعروف، بمعجم الأدباء)، لياقوت الحموى 4: 86 ح الإرشاد إلى إصابة الصواب للناشى الكبير 2: 128 ح الإرشاد إلى حل المنظوم، للعميدى 3: 46 الأرضون والمياه والجبال والبحار، لسعدان ابن المبارك 2: 55

الأرقاء لأبى عبيدة 3: 286 أرى المشتار في القريض المختار، للشميم الحلى 2: 246 ح الأزمنة لأحمد بن محمد بن الحسن المرزوقى 1: 141 الأزمنة لابن درستويه 2: 114 الأزمنة لقطرب 1: 144/ 3: 220 الأزمنة في ذكر الفصول الأربعة للمرزبانى 3: 183 الأزهية لعلى بن محمد الهروى في معانى العوامل 2: 311 أساس البلاغة للزمخشرى 3: 266 ح أساليب الغاية في أحكام آية لابن ظفر 3: 76 ح الإسباب للرمانى 2: 296 ح الأسباب الموجبة لاختلاف الأمة، لابن السيد البطليوسى 2: 142 ح أسباب النزول للواحدى 2: 223 ح الاستثناء والشروط في القراءات لنفطويه 1، 1: 215 ح استحقاق الذم للرمانى في علم الكلام 2: 295 استخراج الألفاظ من الأخبار لثعلب 1: 186 الاستدراك على الخليل لأبى تراب 4: 102 الاستدراك على أبى على لجامع العلوم 2: 249 ح استدراك الغلط الواقع في كتاب العين، لأبى بكر الزبيدىّ 3: 109 ح الاستدراك لما أغفله الخليل لابن المراغى 3: 83 ح استغفرى واستغفروا لأبى العلاء المعرى في العظة والزهد والاستغفار 1: 100، 102، 107 الاستغناء للأفودى في التفسير 3: 186 استماع الغناء بالألحان لعبد الله بن مسلم ابن قتيبة 2: 146 ح الاستنباط المعنوى لابن ظفر 3: 76 ح الاستواء لسعيد بن محمد الغسانى 2: 53 الاستيعاب، لسعيد بن محمد الغسانى 2: 53 الاستيعاب في أنواع الحساب لأبى البقاء 2: 117 ح استيعاب البيان في معرفة مشكل القرآن لابن العافية 4: 195 الاستيفاء لنفطويه في الشروط 1: 215 الاستيفاء في قوله عز وجل: «إلا ما شاء ربك»، لمكى بن أبى طالب 3: 316 الأسد لابن خالويه 1: 360 الأسد لأبى سهل الهروى 3: 195 ح بنو أسد وأشعارها للفقعسى 3: 9 أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير 3: 260 ح أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجانى 2: 189 ح أسرار العربية لعبد الرحمن بن الأنبارى أبى البركات- الملقب بالكمال 2: 170 ح إسعاف الصديق لأبى العلاء المعرى 1: 99، 102 إسلام الصحابه لمكى بن أبى طالب 3: 319 أسلوب الحق لملك النحاة في تعليل القراءات العشروشىء من الشواذ 1: 343 الاسم والمسمى لابن الطراوة 4: 131 ح الأسماء للزمخشرى في اللغة 3: 266 ح أسماء الأسد لأبى سهل الهروى 3: 195 ح أسماء الجبال والمياه والأودية لأحمد بن إبراهيم ابن إسماعيل بن داود 1: 60 ح أسماء الخمر للأصمعى 2: 203 ح أسماء الخمر وعصيرها لمحمد بن الحسن بن رمضان 3: 112 أسماء الخيل لأبى عبيدة 3: 186 أسماء الدواهى عند العرب للميرد 3: 252 أسماء السحاب والرياح والأمطار للزيادى 1: 202 أسماء السيف لأبى سهل الهروى 3: 195 ح الأسماء والصفات لله عز وجل للرمانى 2: 295، 296

الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى لعبد الرحمن ابن الأنبارى أبى البركات الملقب بالكمال 2: 170 ح الإشارات المعرية للشميم الحلى 2: 246 ح الإشارة لأبى البقاء في النحو 2: 117 ح الإشارة إلى تحسين العبارة، لابن فضال 2: 300 الإشارة إلى علم العبارة لابن ظفر 3: 76 ح الإشارة إلى تسهيل العبارة لشيث بن إبراهيم بن الحاج القفطى 2: 73 ح الأشباه لمحمد بن الحسن الأحول 3: 92 ح الأشباه للمفجع البصرى، قصيدة في مدح على بن أبى طالب 3: 312 الأشباه والنظائر للخالدين 2: 286 ح الاشتراك اللغوى، لابن ظفر 3: 76 ح الاشتقاق: للأخفش الأوسط 2: 42 : للأصمعى 2: 203 : لابن خالويه 1: 360 : لابن دريد 3: 96 : للزجاج 1: 200 : لابن السراج 3: 149 : لقطرب 3: 220 : للميرد 2: 140/ 3: 251 : للمفضل سلمة 3: 306 : لابن النحاس 1: 138 : الأسماء لأحمد بن حاتم أبى نصر 1: 71 ح اشتقاق الأسماء، للأصمعى 1: 143 : لقطرب 1: 144 : (مما لم يأت به قطرب): لعبد الملك بن قطن المهرى 2: 209 إشتقاق أسماء الله عز وجل لابن النحاس 2: 101 الاشتقاق الكبير للرمانى 2: 295 الاشتقاق المستخرج للرمانى 2: 295 327 الإشراف في اختلاف العلماء لمحمد بن المنذر 3: 325 الأشربة لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 145 ح أشعار تنسب إلى الجن، للمرزبانى 3: 182 أشعار الجوارى، للمفجّع البصرى 3: 313 أشعار الخلفاء للمرزبانى 3: 182 أشعار الستة الجاهليين بشرح الأعلم الشنتمرى 4: 68 ح أشعار العرب لمحمد بن الحسين اليمنى 2: 29 ح أشعار القبائل لخالد بن كلثوم الكوفى 1: 387 أشعار اللصوص لأبى سعيد الكرى 1: 328 أشعار المعاياة وطرائقها للكسائى 2: 271 ح أشعار النساء للمرزبانى 3: 182 الأشكال البرهانية لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح الأصل لأبى سعيد الرازى إسماعيل 3: 266 ح الإصلاح والإيضاح للعوامى في النحو 3: 65 إصلاح الخلل الواقع في شرح لجمل، لابن السيد البطليوسى 2: 142 ح إصلاح الغليط أو إصلاح غلط المحدثين، للخطابى 1: 160 ح إصلاح الغلط أو إصلاح غلط أبى عبيد في غريب الحديث لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 1: 180 ح إصلاح ما أغفله ابن مسرة في قراءت شاذة، لمكى بن أبى طالب 3: 318 إصلاح المزال والمفسد للسجستانى 2: 63

إصلاح المنطق لأبى حنيفة الدينورى 1: 77 ح : للخطيب التبريزى 2: 100 ح : لابن السكيت 1: 100 ح 104، 121 ح، 143، 208/ 2: 370/ 3: 9/ 4: 56، 58، 61، 203 : لأبى على الدينورى 1: 68 ح الأصلح الصغير للرمانى 2: 296 الأصلح الكبير للرمانى 2: 296 الأصمعيات للأصمعى/ 2: 203 ح الأصوات للأخفش الأوسط 2: 42 : لابن السكيت 4: 61 : لقطرب 3: 220 الأصول لابن السراج 2: 95 ح، 388/ 3: 149 أصول الجدل للرمانى 2: 296 أصول الظاء في الكلام وذكر مواضعها في القرآن لمكى بن أبى طالب 3: 317 أصول العربية وجمع مقاييسها لابن السراج (وهو مختصر كتابه أصول النحو) 3: 146 أصول الفصول لعبد الرحمن الأنبارى، أبى البركات الملقب بالكمال في التصوّف 2: 171 ح أصول الفقه للرمانى 2: 296 أصول الكلام للأصمعى 2: 203 أصول النحو (أو الأصول النحوية) لابن السراج 3: 145، 149 الأضداد للآمدى 1: 323 ح : للأصمعى 2: 203 : للنوزى 2: 126 : لابن درستويه 2: 114 : لابن الدهان 2: 50 ح : للسجستانى 2: 62 : لابن السكيت 4: 61 ح الأضداد لعبد الرحمن بن الأنبارى الملقب بالكمال 2: 171 ح/ 3: 204، 208 الأضداد لأبى عبيدة 3: 286 الأضداد لقطرب 3: 220 اطرغش لابن خالويه 1: 360 أطواق الذهب للزمخشرى في المواعظ 3: 266 ح الاعتقاب لأبى تراب في اللغة 1: 144/ 4: 113 إعجاز القرآن لعبد القاهر الجرجانى 2: 189 أعجب العجب في شرح لامية العرب للزمخشرى 3: 266 ح الإعراب للمبرد 3، 252 الإعراب لابن النحاس 1: 136 إعراب ثلاثين سورة من القرآن العزيز، لابن خالويه 1: 360 إعراب الحديث لأبى البقاء 2: 117 أعراب الحماسة لابن جنى 2: 337/ 3: 326 إعراب شعر الحماسة لأبى البقاء 2: 117 ح إعراب الشواذ من القراءات لأبى البقاء 2: 117 ح إعراب القرآن، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح : للتبريزى 4: 31 : لثعلب 1: 186 : للحوفى 2: 220 : للسجستانى 2: 62 : لعبد الملك بن حبيب السلمى 2: 206 : للفرّاء 4، 30 : لقطرب 3: 220 ح : لابن كردان 2: 284 : للمبرد 6: 251 : لابن النحاس 1: 137

إعراب القرآن أو القراءات لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 إعراب القرآن والقراءات لأبى البقاء 2: 117 أعشار الجزور لأبى عبيدة 3: 286 الإعلام بحدود قواعد الإسلام، للقاضي عياض 2: 364 ح أعلام الحديث للخطابى 1: 160 ح إعلام السنن للخطابى في شرح البخارى 1: 160 إعلام العلوم وشفاء كلام العرب من الكلوم، لنشوان بن سعيد القاضي 1: 88 أعلام المعانى لأبى هلال العسكرى في معانى الشعر 4: 189 ح أعلام النصر لابن مماتى 1: 269 ح أعياد النفوس في ذكر المعلم لعبد الله الخزاز 2: 135 الأعيان لأبى عبيدة 3: 286 أغاليط الفقهاء لابن برى 2: 111 ح الأغانى التى غنى فيها إسحاق الموصلى 1: 254 ح أغانى زرياب لأسلم بن أحمد بن سعيد 1: 131 ح الأغانى الكبير لإسحاق الموصلى 1: 254 ح الأغانى الكبير لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252، 272 ح، 345 أغانى معبد لإسحاق 1: 254 ح الإغراب في الإعراب للواحدى 2: 223 ح الإغراب في علم الإعراب لعبد الرحمن ابن الأنبارى أبى البركات الملقب بالكمال 2: 170 ح أغراض سيبويه للرمانى 2: 295 الأغفال لأبى على الفارسى فيما أغفله الزجاجى فى المعانى 1: 309 أغلاط الحريرى في المقامات لابن الخشاب 2: 100 ح الإفادة في أخبار مصر لعبد اللطيف البغدادى 2: 95 ح الإفصاح عن شرح معانى الصحاح، ليحيى بن هبيرة 2: 139 الإفصاح عن معانى أبيات الإيضاح، لأبى البقاء 2: 117 ح الإفصاح في شرح الإيضاح، لنصر بن عبد الله الشيرازى 3: 345 الأفعال لعبد الملك بن طريف 2: 208 الأفعال لابن القوطية 2: 208، 237 ح/ 3: 178 ح/ 4: 193 إقامة اللسان على صواب المنطق لابن اليزيدى عبد الله بن يحيى بن المبارك 2: 134، 151 الاقتصاد لابن الصيرفى في رسم المصحف 2: 341 ح الاقتصارات لنفويه 1: 235 ح الاقتضاب في شرح أدب الكتاب لابن السيد البطليوسى 2: 142 ح، 145 ح الاقتضابات، لنفطويه 1: 215 أقسام العربية لابن ذكوان 2: 383 إقليد الغايات لأبى العلاء المعرى 1: 92، 102 إقليدس 4: 168 الاقناع لأبى سعيد السيرافى (أكمله ولده يوسف)، فى النحو 1: 349/ 4: 67 ح الإقناع لعلى بن أحمد بن خلف الأنصارى في القراءات 2: 227 ح الإقناع لأبى الفتح المطرزى، فى اللغة 3: 339 ح إكسير الذهب في صناعة الأدب لابن فضال 2: 300 الإكسير في علم التفسير لابن فضال 2: 300 إكسير كيمياء التفسير، لابن ظفر 3: 76 الإكليل لأبى محمد الهمدانى 1: 317، 318

الإكمال لعيسى بن عمر 2: 375 الإكمال لابن ما كولا 2: 27 ح إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم، للقاضي عياض 2: 364 ح الأكوان للرمانى 2: 296 الألف واللام، لأبى عثمافى المازنى 1: 282/ 3: 246 ح الألف واللام لعبد اللطيف البغداذى 2: 194 ح الألفات لابن خالويه 1: 360 الألفات للرمانى 2: 295 ألفات الوصل والقطع لأبى سعيد السيرافى 1: 349 الألفاظ للأصمعى 2: 203 الألفاظ لابن الأعرابى 3: 131 الألفاظ لابن السكيت 1: 143، 219 ح/ 4: 61 ح الألفاظ لعبد الملك بن قطن المهرى 2: 209 الألفاظ الجارية لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات الملقب بالكمال 2: 171 ح ألفاظ عبد الرحمن، لعبد الرحمن بن عيسى بن حماد أبى الحسن الهمذانى 2: 165، 166 الألفاظ الفقهية للأزهرى 4: 181 الألفاظ الكتبة، لعبد الرحمن بن عيسى بن حماد، أبى الحسن الهمدانى 4: 155 الألفاظ المهموزة لابن جنى 2: 337 ح ألفية بن معط (أو الدرة الألفية في علم العربية)، لابن معط 4: 44 ح الألقاب للجعد 3: 184 ح ألقاب القبائل لابن حبيب 3: 121 ح ألقاب اليمن ومضر وربيعة 3: 121 ح إلقام الإلحام في تفسير الأحلام، للشميم الحلى 2: 247 ح الإلماع في ضبط الرواية وتقييد السماع للقاضي عياض 2: 364 ح الأمالى لابن دريد 3: 97 ح أمالى الرمانى 2: 296 الأمالى للزمخشرى في النحو 3: 266 ح الأمالى لسعيد بن محمد الغسانى 2: 53 أمالى الشريف المرتضى (ويسمى الغرر والدرر) 2: 249 ح الأمالى الصغرى والوسطى والكبرى، لأبى القاسم الزجاجى 2: 161 ح أمالى أبى الفضل بن ناصر السلامى في الحديث 3: 223 الأمالى للفقعسى 3: 9 ح أمالى أبى القاسم الزجاجى 1: 139 أمالى اليزيدى لإبى عبيد الله محمد اليزيدى 3: 199 ح الإمامة للرمانى 2: 296 الإمامة والسياسة، لعبد الله بن مسلم بن قيتيبة 4: 152 ح الأمانى في التهانى للشميم الحلى 2: 246 ح الأمثال لأحمد بن إبراهيم بن سمكة القمى 1: 64 : للأصمعى 1: 143/ 2: 203/ 3: 63 ح : للتوزى 2: 126 : للزيادى 1: 202 : لأبى زيد الأنصارى 2: 35 ح : لسعدان بن المبارك 2: 55 : لأبى عبيد القاسم بن سلام 1: 143/ 2: 134/ 3: 14 : للقاسم بن محمد الأنبارى 3: 28 : للمفضل الضبى 3: 302 : للميدانى 1: 157، 158/ 2: 51

الأمثال لنفطوية 1: 215 : ليونس بن حبيب 4: 77 : السائرة، لأبى المنهال عيينة بن المنهال 4: 173 : الصادرة عن ثبوت الشعر لحمزة بن الحسن الأصبهانى 1: 371 ح : على أفعل (ويسمى المنمق) لابن حبيب 3: 121 ح أمثلة العدول في الشروط لابن جرير الطبرى 3: 90 ح الأمد في علوم القرآن لابن جرو الأسدى 2: 155 ح أمهات أعيان بنى عبد المطلب لابن حبيب 3: 121 أمهات الأولاد لابن جرير الطبرى 3: 90 ح أمهات السبعة من قريش لابن حبيب 3: 121 ح أمهات المؤمنين لأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة 1: 133 ح الأموال لأبى عبيد القاسم بن سلام 3: 15، 22 الإنباء عن الكتاب المسمى بالأحياء، لابن ظفر 3: 76 ح أنباء نجباء الأبناء لابن ظفر 3: 76 انتخاب شعر ابن الحجاج، للرضى 3: 115 ح انتخاب كتاب الجرجانى في نظم القرآن، وإصلاح غلطه لمكى بن أبى طالب 3: 316 انتزاعات القرآن للعميدى 3: 47 الانتصار لابن الشجرى في الرد على ابن الخشاب 3: 357 انتصار ابن برى للحريرى، لابن الخشاب 2: 100 ح الانتصار للخليل لأبى بكر الزبيدىّ 3: 109 الانتصار فيما انفردت به الإمامية للشريف المرتضى 2: 250 ح الانتصار لسيبويه من المبرد لأبى العباس بن ولآد 1: 134 الانتصار لقراء الأمصار، لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح الانتصار لكتاب العين وأنه للخليل، لابن درستويه 2: 114 الانتصاف فيما رده على أبى بكر الأدفوى وزعم أنه غلط فيه في كتاب الإبانة، لمكى ابن أبى طالب 3: 316 انتهاز الفرص في تفسير المقلوب من كلام العرب لأبى منصور الرازى 3: 194 ح الأنساب للسمعانى 1: 187 ح، 261 ح/ 3: 216 ح، 265 الإنسان لأبى عبيدة 3: 286 إنسان العين (اختصار عين التفسير لابن طيفور) 3: 153 الانصاف بين ابن برى وابن الخشاب في كلامهما على المقامات، لعبد اللطيف البغدادى 2: 194 ح الانصاف في الجمع بين الكشف والكشاف، لابن الأثير في التفسير 3: 258 ح الإنصاف في مسائل الخلاف بين نحاة الكوفة والبصرة لعبد الرحمن الأنبارى أبى البركات الملقب بالكمال 2: 170 ح الأنموذج لابن رشيق 1: 339،/2: 174 ح الأنموذج للميدانى، فى النحو 1: 159 الأنواء لابن الأجدابى 1: 193 : للأخفش الصغير 2: 278 ح : للأصمعى 2: 202 : لابن الأعرابى 3: 131 : لابن حبيب 3: 121 ح : لأبى حنيفة الدينورى 1: 76، 77

الأنواء لابن دريد 3: 96 : للزجاج 1: 200 : لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 : لابن كناسة 3: 161 لأبى محلم البغدادى 4: 182 : لمؤرج السدوسى 3: 330 : لوكيع 3: 124 ح الأنواء والأزمنة للمبرد 3: 251 الأنواء والبوارح للمفضل بن سلمة 3: 306 ح الأنوار لأبى بكر بن مقسم في التفسير ومعانى القرآن 3: 101 الأنوار للنضر بن شميل 3: 352 الأنوار والثمار للمرزبانى 3: 183 الأنوار في فضل النبى المختار للأقليشى 1: 172 أنواع الدعاء لحمزة بن الحسن الأصبهانى 1: 371 ح أنواع الرقاع في الأسجاع للشميم الحلى 2: 246 ح أنيس الجليس للمعافى بن زكريا 3: 298 ح أنيس الجليس في التجنيس للشميم الحلى 2: 246 ح الأنيق لابن سيده في شرح الحماسة 2: 226 الأنيق في أخبار ابن رشيق للقفطى 1: 57 م 338 الأوامر للرمانى 2: 296 الأوائل للمرزبانى 3: 183 الأوائل لأبى هلال العسكرى 1: 347 ح/ 4: 189 الأوراق للصولى 3: 235 ح الأوزان لكراع النمل، أتى فيه باللغة التى على وزن الأفعال 2: 240 أوزان الأسماء والأفعال الحاصرة لكلام العرب لياقوت الحموى 4: 85 الأوس والخزرج لأبى عبيدة 3: 286 الأوسط في النحو للأخفش 2: 42 : لبزرج بن محمد العروضى الكوفى فى العروض 1: 277 ح : لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح : لثعلب في النحو 1: 188 ح أى لدومى الكوفى 2: 7 أيادى الأزد لأبى عبيدة 3: 286 الأيام لعمر بن بكير في الغزوات 4: 9 ح الأيام الصغير لأبى عبيدة 3: 287 الأيام الكبير، لأبى عبيدة 3: 287 أيام جرير التى ذكرها في شعره لابن حبيب 3: 121 ح أيام العرب لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 أيام العرب لأبى محمد الهمذانى 1: 318 أيام بنى مازن وأخبارهم لأبى عبيدة 3: 287 أيام بنى يشكر وأخبارهم لأبى عبيدة 3: 287 الأيام والليالى لابن السكيت 4: 61 ح الأيام والليالى والشهور، برواية الفرّاء 4: 23 ح الإيجاز للرمانى في النحو 2: 295 الإيجاز لعبد القاهر الجرجانى (مختصر الإيضاح لأبى على الفارسى) 2: 188 ح الإيجاز لعبد الله بن على بن أحمد 2: 122 ح الإيجاز لمكى بن أبى طالب في ناسخ القرآن ومنسوخه 3: 315 الإيضاح لابن الحاجب الكردى في شرح المفصل للزمخشرى 4: 47 الإيضاح لأبى الفهد، فى النحو 4: 158 الإيضاح الشعرى لأبى على الفارسى 1: 309 ح الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكى بن أبى طالب 3: 315 الإيضاح النحوى لأبى على الفارسى 1: 309 ح/ 2: 17، 48، 161، 188 ح، 228، 325، 387

(ب)

الإيضاح والتكملة لأبى على الفارسى 1: 309 الأيك والغصون (ويعرف بكتاب الهمز والردف) لأبى العلاء المعرى 1: 92، 101 الأيمان لثعلب 1: 186 الإيمان وأصوله لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح إيمان عثمان لأبى زيد الأنصارى 2: 35 الأيمان والنذور لأبى عبيد القاسم بن سلام 3: 22 الإيناس لأبى القاسم المغربى الوزير 1: 48 ح الإيناس في أخبار آل مرداس للقفطى 1: 57 م (ب) البارع لأبى على القالى في اللغة 1: 41، 55، 244 : للمفضل بن سلمة (هذب به كتاب العين للخليل بن أحمد) 3: 97، 306/ 4: 68 : لهارون بن على المنجم في أخبار الشعراء المولدين 3: 329 ح : ليعوب بن السكيت 4: 61 اليازى لأبى عبيدة 3: 285 باعث الجلد عند حادث الولد لابن مماتى 1: 269 ح الباهر في الفروق لابن الأثير في النحو 3: 258 ح البحث لابن السكيت 4: 61 البحث لوكيع 3: 124 ح البحث في حساب الهند لأبى حنيفة الدينورى 1: 76 البحث والحث، لأحمد بن كامل بن خلف ابن شحرة 1: 133 ح يدائه الفكر في بدائع النظم والنثر، للشميم الحلى 2: 246 ح بداية الهداية لعبد الرحمن بن الأنبارى أبى البركات الملقب بالكمال 2: 170 ح البديع لابن الأثير في النحو 3: 260 البديع للربعى في النحو 2: 297 البرق للشريف المرتضى 2: 250 ح البرهان لابن عبدوس في علل النحو 2: 310 البرهان لابن كيسان 3: 58 البرهان للعميدى لابن فضال 2: 300 البسيط للواحدى في التفسير 2: 223 بسيط القول لابن جرير الطبرى 3: 90 ح البشحين في أصول الدين لابن ظفر 3: 76 ح البشر بخير البشر لابن ظفر 3: 76 البشر والظفر لابن جنى (صنفه لعضد الدولة) 2: 337 ح البصرة لأبى عبيدة 3: 285 بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد للقاضي عياض 2: 364 ح بغية الملتمس للضى 3: 178 ح البكرة لأبى عبيدة 3: 286 البلاد والزرع والنبات، للمفضل بن سلمة 3: 306 البلاغة للمبرد 3: 252 البلدان، للجاحظ 1: 283 البلدان لأبى حنيفة الدينورى 1: 76 البلغة لأبى البقاء في الفرائض 2: 117 ح البلغة ليعقوب بن محمد الفارسى 4: 56 ح بلغة الحكيم لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح

(ت)

البلغة في أساليب اللغة لعبد الرحمن بن الأنبارى أبى البركات الملقب بالكمال 2: 171 ح البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث لعبد الرحمن ابن الأنبارى، أبى البركات الملقب بالكمال 2: 170 ح البله لأبى عبيدة 3: 285 بلوغ المدى عن أصول الهدى لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح بلوغ المرام للقاضي حسين بن أحمد العرشى 2: 16 ح بناء الكعبة لإبراهيم بن يحيى بن المبارك المعروف بابن اليزيدى 1: 226 بناء الكلام لبزرج بن محمد العروضى الكوفى 1: 277 البنون والآباء والأمهات والأذواء والذوات، لابن الأثير 3: 258 ج البهاء فيما تلحن فيه العامة- البهى للفرّاء البهجة لأبى محمد العاصمى شرح المفضليات 1: 188 البهجة لابن المراغى 3: 83، 87 البهى للفرّاء 4: 23 ح البيان لأبى طاهر بن أبى هاشم 3: 101 بيان اختلاف العلماء في النفس والروح، لمكى ابن أبى طالب 3: 317 بيان إعجاز القرآن لمكى بن أبى طالب 3: 317 بيان- أو مناقب- باهلة لأبى عبيدة 3: 286 بيان الصغائر والكبائر، لمكى بن أبى طالب 3: 316 بيان العمل في الحج: من أول الإحرام إلى الزيارة لقبر النبى صلى الله عليه وسلم لمكى بن أبى طالب 3: 318 البيان في جمع أفعل أخف الأوزان لعبد الرحمن ابن الأنبارى، أبى البركات الملقب بالكمال 2: 170 ح البيان في شواهد القرآن، لجامع العلوم 2: 249 ح بيوتات العرب لأبى زيد الأنصارى 2: 35 بيوتات العرب لابن سلام الجمحى 3: 143 ح بيوتات العرب لأبى عبيدة 3: 286 البيوع لأبى عمر الزاهد 3: 177 (ت) التاج لأبى عبيدة 3: 285 تاج الحرة لأبى العلاء المعرى، فى عظات النساء خاصة 1: 93 تاج المصادر لبوجعفرك 1: 124 التاريخ لابن الأثير 3: 260 التاريخ لأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة 1: 133 التاريخ، لخليفة بن خياط 4: 23 ح التاريخ لعبد اللطيف البغدادى (يتضمن سيرته) 2: 195 ح التاريخ لنفطويه 1: 215 تاريخ أبيورد ونسا، للأبيوردى 3: 49 تاريخ إربل لابن المستوفى 3: 113 ح تاريخ أصبهان لحمزة بن الحسن الأصبهانى 1: 371 تاريخ أصبهان لأبى نعيم 1: 326، 374/ 2: 82، 204 تاريخ أصبهان، ليحيى بن منده 2: 27/ 3: 50، 195

تاريخ افتتاح الأندلس، لابن القوطية 3: 178 ح تاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبرى 3: 89 ح تاريخ الأنبار لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات 2: 171 ح تاريخ بغداد لأبى عبد الله بن النجار 2: 102 ح، 196 ح تاريخ بغداد لهلال بن المحسن 2: 155 تاريخ بغداد في أخبار الخلفاء و 2 لأمراء، لأحمد ابن أبى طاهر 3: 309 ح تاريخ بنى بويه للقفطى 1: 57 م تاريخ الحكماء للقفطى 1: 72 ح تاريخ أبى حنيفة- الأخبار الطوال تاريخ الخلفاء لابن حبيب 3: 121 ح تاريخ دمشق لابن عساكر 1: 60 م، 127 ح، 341 تاريخ الدولة العامرية لعبد الرحمن بن محمد ابن معمر 2: 166 تاريخ الرجال من الصحابة والتابعين إلى شيوخه، لابن جرير الطبرى 3: 90 ح تاريخ آل سلجوق (وهو أخبار الدولة السلجوقية منذ ابتدائهم إلى نهايته)، للقفطى 1: 57 م التاريخ والعلل ليحيى بن معين في الرجال 4: 152 ح تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضى 1: 218 ح/ 3: 138 ح، 215 ح تاريخ الغرباء القادمين على مصر، لابن الطحان المصرى 3: 53، 218، 326، ولابن يونس 2: 212 تاريخ غرس النعمة، لأبن هلال الصابى 1: 60 ح، 109 ح تاريخ القبائل لابن الأعرابى 3: 131 تاريخ ابن قتيبة عبد الله بن مسلم 2: 146 ح تاريخ القيروان لابن رشيق 1: 339 ح تاريخ القيروان وإفريقية، لأبى بكر المالكى 2: 211 ح تاريخ الكوفة على الأسماء، لابن النجار 3: 83 تاريخ محمود بن سبكتكين وبنيه إلى حين انفصال الأمر عنهم للقفطى 1: 57 م تاريخ مرو للسمعانى 1: 167 ح تاريخ مصر لأبى سعيد بن يونس 1: 139/ 2: 159 ح تاريخ مصر (هو كتاب «أخبار مصر من ابتدائها إلى أيام صلاح الدين»)، للقفطى 1: 57 م تاريخ ملوك الأرض (وهو سنى ملوك الأرض والأنبياء») لحمزة بن الحسن الأصبهانى 1: 371 ح تاريخ نيسابور، لأبى عبد الله بن البيع 1: 60، 73، 140، 142، 209، 134/ 2 76، 149، 157، 167 ح، 177 239، 384/ 3: 55، 56 ح، 65 164، 185، 275، 353 تاريخ همذان لشيرويه 1: 60 م، 164 ح تاريخ اليمن للقفطى 1: 58 م تأسيس الشيعة الكرام لفنون الإسلام 3: 114 ح تأويل القرآن للمعافى بن زكريا 3: 298 ح تأويل متشابه الأخبار لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح التبصرة لابن جنى 2: 337 ح التبصرة، لابن حيويه في العبادات 2: 152 ح التبصر للصيمرى في النحو 2: 123

التبصرة لعبد الله بن على بن أحمد 2: 122 التبصرة لمكى بن أبى طالب في القراءات 3: 315 التبصرة لأبى هلال العسكرى 4: 189 التبصير في أصول الدين، لابن جرير الطبرى 3: 90 ح التبيان في اختلاف قالون وورش لمكى بن أبى طالب 3: 316 التبيان في شرح الديوان لأبى البقاء (شرح شعر المتنبى) 2: 117 ح تبيين غلط قدامه بن جعفر في كتاب نقد الشعر للآمدى 1: 323 تبيين الغموض في علم العروض، لابن المعلى 2: 380 ح تتبع أبيات المعانى للمتنبى التى تكلم عليها ابن جنى، للشريف المرتضى 2: 250 ح التتبع لكلام أبى على الجبائى لأبى الفارسى 1: 309 ح تتمة درة الغوّاص لأبى منصور موهوب الجواليقى 3: 335 التثليت لأبى زيد الأنصارى 2: 35 ح التثنية والجمع للأخفش الصغير 2: 278 ح تجانس الأفعال للرمانى في علم الكلام 2: 295 التجريد في بغية المريد لعبد الرحمن بن عتيق المعروف بابن الفحام 2: 165 التجنى على ابن جنى لابن فورجة 1: 369/ 2: 337 ح التحرير في أخبار محمد بن جرير للقفطى 3: 90 التحرير والمنقر للمعافى بن زكريا، فى أصول الفقه 3: 297 ح تحريم المكاسب للرمانى 2: 296 التحصيل لأحمد بن عمار بن أبى العباس المهدوى وهو مختصر التفصيل 1: 127 تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأدب، للأعلم الشقتمرى (وهو شرح أبيات كتاب سيبويه) 2: 347 ح/ 4: 66 ح التحف والطرف لابن النجار 3: 84 ح. تحفة الآمل لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء، لهلال بن المحسن الصابى 2: 277 ح تحفة القادم لابن الأيار 3: 125 ح تحفة الوزراء (أو المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء) للآمدى 3: 182 ح تحميد القرآن وتهليله وتسبيحه، لمكى بن أبى طالب 3: 319 التحميض في التغميض للشميم الحلى 2: 246 ح تخفيف الهمز لأبى زيد الأنصارى 2: 33، 35 تخليط المذهبين، للكشى 3: 40 التخمير للخوارزمى في شرح المفصل للزمخشرى 4: 47 التذكار لعبد الواحد بن الحسين بن شميطى فى القراءات العشر 2: 213 ح التذكرة لابن حيويه 2: 152 ح التذكرة، لابن خالويه 1: 360 التذكرة لسلامة بن غياض في النحو 2: 68 ح/ 4: 116 التذكرة لابى على الفارسى 1: 309/ 2: 96/ 3: 334/ 4: 174 التذكرة للكفرطابى، فى النحو 4: 111، 148 التذكرة لاختلاف القراء السبعة، لمكى بن أبى طالب 3: 318 التذكرة الأدبية، لابن السيد البطليوسى 2: 142 التذكرة الأصبهانية، لابن جنى 2: 337 التذكرة لأصول العربية ومعرفة العوامل، لمكى ابن أبى طالب 3: 317

التذكرة السفرية لملك النحاة 1: 343 ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، للقاضي عياض 2: 364 ح ترجمان الجمان لابن مماتى 1: 269 ح الترجمان في معانى الشعر، للمفجع البصرى 3: 313 الترجمة لأبى على الفارسى 1: 309 ح ترسل الحريرى 3: 25 ح الترشيح لابن الطراوة في النحو 4: 113 الترصيف في علم التصريف، لأبى البقاء 2: 117 ح الترغيب في الصيام لمكى بن أبى طالب 3: 318 الترغيب في النوافل لمكى بن أبى طالب 3: 318 التسليم والزيارة للمرزبانى 3: 183 تسلية الضرير للزمخشرى 3: 266 ح التسمية للغذة الأصبهانى 3: 43 تسمية الأشياء لناصر الخوبى 3: 341 تسمية قراء مدينة السلام لأبى الحسين بن المنادى 3: 140 تسمية من قتل من بنى أسد لأبى عبيدة 3: 286 التسوية بين العرب والعجم، لعبد الله بن مسلم ابن قتيبة 2: 146 التشابه لأبى العميثل 4: 150 التشبيهات لحمزة بن الحسن الأصبهانى 1: 371 ح التصاريف للكشى 3: 40 التصاريف لابن كيسان 3: 59 تصحيح الوجوه والنظائر، لأبى أحمد العسكرى 1: 347 ح التصحيف لأبى أحمد العسكرى 1: 58 ح، 347 ح التصحيف والتحريف، للنتاج البلطى 2: 345 التصرف والنقد والسكة لوكيع 3: 124 ح التصريف: للأخفش الأوسط 2: 42 : لأبى الحسن الأحمر 4: 110 : لابن حميدة 3: 185 ح : للرمانى 2: 295 : لأبى جعفر أحمد الطبرى 1: 163 : لأبى عثمان المازنى 1: 282 : للمبرد 3: 252 : لمخنف 3: 260 ح : الملوكى لابن جنى 2: 337 التصغير لثعلب 1: 136 التصغير للرؤاسى 4: 107 التصوف والصوفى، لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح التطفيل للخطيب البغدادى 2: 24 ح التعازى للمبرد 3: 252 التعازى للمرزبانى 3: 183 التعازى في المرازى للشميم الحلى 2: 246 ح التعاقب لابن جنى 2: 336 تعبير الرؤيا لعبد الله بن مسلم بن قتبة 2: 146 ح التعديل والانتصاف لأبى الفرج الأصبهانى في مآثر العرب ومثالبها 2: 252 التعريض والتصريح للقزاز 3: 86 ح التعريف بصحيح التاريخ لابن الجزار القيروانى 2: 173 ح التعريف والإعلام بما في القرآن من الأسماء والأعلام للسهيلى 2: 163 ح تعقب حواشى ابن جميع على القانون، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح تعلة المشتاق إلى ساكنى العراق للأبيورى 3: 50 ح تعلة المقرور في وصف البرد والنيران وهمذان، للأبيوردى 3: 50 ح

التعليق للرمانى 2: 296 تعليق خلاف الفقهاء للرضى 3: 115 ح تعليق الخلس لأبى العلاء المعرى 1: 99 التعليق على إيضاح أبى على للرضى 3: 115 ح تعليق الغرفة، لطاهر بن بابشاذ 2: 96 تعليق في الخلاف لأبى البقاء 2: 117 ح تعليقات على خطب ابن نباتة، للكندى 2: 12 ح تعليقات على ديوان المتنبى، للكندى 2: 12 ح التعليقات الوفية في شرح الدرة الألفية لابن معطى، للشريشى 4: 44 ح تعليل القراءات للنتاج البلطى 2: 345 ح تعليل القراءات السبع، لأحمد بن عمار بن أبى العباس المهدوى 1: 127 التفاحة لأبى عمر الزاهد 3: 177 التفاحة، لابن النحاس (مختصر في النحو) 1: 136 التفريد في كلمة التوحيد، لعبد الرحمن بن الأنبارى، الملقب بالكمال 2: 171 ح التفسير للأزهرى 4: 181 التفسير لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح التفسير لابن الفتى 2: 27 تفسير محمد بن محمد بن عباد 3: 213 تفسير مقاتل بن سليمان 2: 112 تفسير أبيات كتاب سيبويه لابن النحاس 1: 136 تفسير أرجوزة أبى نواس، لابن جنى 2: 337 ح تفسير أسامى الرب عز وجل، للخطابى 1: 160 ح تفسير أسماء الشعراء لأبى عمر الزاهد 3: 177 تفسير أسماء الله عز وجل لابن النحاس 1: 137 تفسير أسماء النبى صلى الله عليه وسلم للواحدى 2: 223 ح تفسير الأمثال لابن الأعرابى 3: 131 تفسير الحماسة للديمرتى 3: 30 تفسير خطبة الفصيح لأبى العلاء المعرى 1: 94 تفسير ديوان المتنبى الكبير لابن جنى 2: 337 ح تفسير السبع الطوال لابن درستويه 2: 114 تفسير سورة الإخلاص لابن الدهان 2: 50 ح تفسير سورة الفاتحة لابن الدهان 2: 50 ح تفسير الشىء، لابن درستويه 2: 114 تفسير العلويات وهى (أربع قصائد للشريف الرضى) لابن جنى 2: 337 ح تفسير عيون كتاب سيبويه لهارون بن موسى بن صالح 3: 362 تفسير الغريب لبزرج بن محمد العروضى الكوفى 1: 277 تفسير غريب المقامات الحريرية، لعبد الرحمن بن الأنبارى أبى البركات 2: 171 ح تفسير فصيح لثعلب، لابن ناقيا 2: 156 تفسير القرآن لابن الدهان 2: 50 ح تفسير القرآن، (أو المحاسن في تفسير القرآن)، لأبى هلال العسكرى 4: 189 تفسير القرآن المجيد، لابن بنان 3: 210 ح تفسير القصائد والمعلقات، لأبى على القالى 1: 241 تفسير قصيدة السيد الحميرى، للشريف المرتضى 2: 250 ح تفسير قصيدة شبيل بن عزرة، لابن درستويه 2: 114 التفسير الكبير، لأبى إسحاق الثعالبى 2: 120 التفسير الكبير لابن ظفر 3: 76 ح التفسير الكبير لابن حيويه 2: 152 ح تفسير كتاب الأخفش لمبرمان 3: 190 ح تفسير كتاب الجرمى لابن درستويه 2: 113 تفسير كلام ابنة الخس لثعلب 1: 186

تفسير مشكل المعانى والتفسير، لمكى بن أبى طالب 3: 318 تفسير معانى ديوان المتنبى، لابن جنى 2: 337 ح تفسير معانى القرآن للأخفش الأوسط 2: 42 تفسير مغازى الواقدى لعبد الملك بن قطن المهرى 2: 209 تفسير «يأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة»، لأبى على الفارسى 1: 309 ح التفصيل، لأحمد بن عمار بن أبى العباس المهدوى فى التفسير 1: 126 تفضيل امرىء القيس على الجاهليين، للآمدى 1: 323 تفضيل ذي الحجة لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 ح تفضيل الشعر والرد على من يحرمه وينقضه، لإسحاق الموصلى 1: 254 ح تفضيل على للرمانى 2: 296 تفضيل الفقير الصابر على الغنى الشاكر لعبد القاهر ابن طاهر البغدادى 2: 186 التفقيه، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح تفقيه الطالب أو الطالبين، للناشى الكبير 2: 128 ح التقريب في كشف الغريب، لأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة 1: 133 ح التفقية لابن بشر الضرير 4: 79 التقفية، لليمان البندنيجى 4: 79 تقفية ما اختلف لفظه واتفق معناه لليزيدى، لابن خالويه 1: 360 تقويم الألسنة للديموتى 3: 30 تقويم اللسان لابن دريد 3: 97 تقويم اللسان لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح التكملة لأحمد بن محمد البشتى 1: 142، 143 التكملة للخازرنجى 4: 99 التكملة لرضى الدين الصغانى، فى اللغة 1: 230 ح التكملة لعبد القاهر الجرجانى 2: 188 التكملة لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 التكملة لأبى الأزهر 4: 99 التكملة لأبى على الفارسى 2: 387 التكملة للمنذرى 1: 389 ح تكملة تاريخ الطبرى لمحمد بن عبد الملك الهمذانى 3: 90 ح التكملة فيما تلحن فيه العامة، لأبى منصور موهوب الجواليقى 3: 335 ح التلخيص لأبى البقاء في النحو 2: 117 ح التلخيص لأبى هلال العسكرى 1: 347 ح تلخيص أبيات الشعر لأبى على لأبى البقاء 2: 117 ح تلخيص التنبيه لابن جنى، لأبى البقاء 2: 117 ح التلخيص في شرح المفتاح، لعبد القاهر الجرجانى 2: 189 ح تلقيب القوافي وتلقيب حركاتها لابن كيسان 3: 59 ح تلقيح الجنان وتثقيف اللسان لعمر بن خلف بن مكى الصقلى 2: 329 تلقيح العقول للمرزيانى 3: 183 تلقيح العين لأبى غالب بن التيانى 1: 295 التلقين لأبى البقاء في النحو 2: 117 ح التلقين لابن جنى في النحو 2: 336 التلقين، لمحمد بن إسحاق بن أسباط 3: 68 ح تلقين التفنن لابن مماتى في الفقه 1: 269 ح التماثيل في تباشير السرور لحمزة بن الحسن الأصبهانى 1: 371 التمام لابن جنى، فى شعر الهذليين 2: 336 تمام المعلم في شرح كتاب مسلم، للقاضي عياض 2: 364 التمر، لأبى زيد الأنصارى 2: 35 ح التمهيد لابن عبد البر 4: 161

التنبيه لابن جنى 2: 337 ح التنبيه، لأبى الفتح بن أشرس في النحو 4: 156 التنبيه على أصول قراءة نافع وذكر الاختلاف عنه لمكى بن أبى طالب 3: 316 التنبيه على أوهام أبى على في أماليه، لأبى عبيد البكرى 1: 241 ح التنبيه على حروف المصحف لحمزة بن الحسن الأصبهانى 1: 371 ح التنبيه على خطأ ابن جنى في تفسير شعر المتنبى، للربعى 2: 297 التنبيه والإيضاح عما وقع في كتاب الصحاح، لابن برى 2: 111 ح التنبيهات المستنبطة على الكتب المدوّنة للقاضي عياض 2: 364 ح التنزيل لأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة 1: 133 ح التنزيه للشريف المرتضى 2: 250 ح تنزيه الملائكة من الذنوب وفضلهم على بنى آدم لمكى بن أبى طالب 3: 316 التنبيه على ما في المقامات من الغريب لابن ظفر 3: 75 ح تنقيح البلاغة للعميدى 3: 46 تنقيح العبارة للعميدى 3: 46 ح التنقيح في مسلك الترجيح، لعبد الرحمن بن الأنبارى أبى البركات 2: 170 ح تنميق الأخبار للزيادى 1: 202 التهانى للمرزبانى 3: 183 التهجد في القرآن، لمكى بن أبى طالب 3: 318 التهذيب لأبى البقاء في النحو 2: 117 ح التهذيب لأبى منصور الأزهرى في اللغة 1: 142 ح، 260/ 2: 161/ 3: 71، 95، 217/ 4: 178، 179، 180 تهذيب الآثار لابن جرير الطبرى 3: 90 ح تهذيب أبواب كتاب سيبويه للرمانى 2: 295 تهذيب الاشتقاق للمبرد، للأشيرى 2: 140 تهذيب إصلاح المنطق للتبريزى 4: 29 ح تهذيب الأصلح للرمانى 2: 296 تهذيب الأفعال لابن طريف في اللغة 1: 269 تهذيب أفعال ابن القوطية لابن القطاع، فى اللغة 2: 372 تهذيب الألفاظ للتبريزى وهو شرح لكتاب الألفاظ لابن السكيت 4: 30 تهذيب ذهن الواعى في إصلاح الرعية والراعى لشيث بن الحاج القفطى 2: 73 ح تهذيب الطبع للديمرتى 3: 30 ح تهذيب غريب الحديث للتبريزى 4: 29 تهذيب غريب الحديث، لأبى عبيد 1: 104 تهذيب فصول ابن الدهان لابن الأثير 3: 258 ح تهذيب كلام أفلاطون لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح تهذيب مقدمة الأدب للديباجى 3: 139 ح التوبة للرمانى 2: 296 التوسط بن الأخفش وثعلب في تفسير القرآن واختيار أبى محمد في ذلك، لابن درستويه 2: 113 توضيح المشكل في القرآن، لسعيد بن محمد الغسانى 2: 53 التوطئة، لأحمد بن عبد الجليل بن عبد الله التدميرى 1: 189 التيجان في ملوك حمير لعبد الملك بن هشام بن أيوب الذهلى 2: 212 ح التيسير: لابن الصيرفى، فى القراءات السبع 2: 341 ح التيسير الشاطبى 4: 161

(ج)

التيسير في علم التفسير لعبد الكريم بن هوازن القشيرى 2: 193 ح التيمم لإبراهيم الحربى 1: 190 ح (ج) الجامع، للترمذى، فى الحديث 3: 217 ح الجامع لأبى عبد الله الكرمانى في اللغة 3: 155 ح الجامع لعيس بن عمر الثقفى 2: 347، 375 الجامع، للقزاز في اللغة 3: 86 الجامع للمبرد 3: 252 الجامع لأبى مسهر في النحو 4: 182 الجامع ليعقوب الحضرمىّ، فى القراءات 4: 51 الجامع لأبى يعلى بن أبى زرعة في النحو، 4: 190 جامع الأصول لابن الأثير 3: 260 جامع الأمثال 1: 130 جامع الأوزان الخمسة التى ذكرها الخليل بجميع ضروبها، لأبى العلاء المعرى 1: 96، 102، جامع البيان، لابن الصيرفى، فى القراءات السبع 2: 341 ح جامع البيان في تفسير القرآن لابن جرير الطبرى 3: 89 ح جامع الفقه لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح الجامع في علم القرآن، للرمانى 2: 295 الجامع الكبير في المنطق والطبيعى والإلهى، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح جامع اللغة لبندار بن عبد الحميد بن لرة 1: 292 جامع المنطق لأبى جعفر النديم، فى اللغة 2: 232 جامع النحو للوشاء 3: 62 جامع النحو لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح جامع النحو، لأبى الهيذام العقيلى 4: 187 جامع النطق لمحمد بن النديم 1: 199 الجاهليات لأبى بكر بن الأنبارى 3: 204 جبال العرب لخلف الأحمر 1: 385 الجبال والأمكنة للزمخشرى 3: 266 ح الجبر والمقابلة لأبى حنيفة الدينورى 1: 77 جبهة الأدب للحاتمى 3: 103 جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس، لأبى عبد الله الحميدى 1: 129 ح/ 3: 110 ح الجراد، لأحمد بن حاتم أبى نصر 1: 101 ح الجراد للأخفش الصغير 2: 278 ح جزيرة العرب للأصمعى 2: 203 جزيرة العرب لأبى سعيد السيرافى 1: 349 ح جفوة خالد (أبو حفرة خالد)، لأبى عبيدة 3: 285 ح جلاء الأوهام وجلاء الأفهام في متعلق الظرف فى قوله تعالى: «أحل لكم ليلة الصيام» لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات 2: 170 ح جلاء الشبه للمفضل بن سلمة 3: 306 الجلى والحلى لأبى العلاء المعرى 1: 96 جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوى 2: 312 ح الجمان في تشبيهات القرآن لابن ناقيا 2: 133 ح جماهير القبائل لمؤرج السدوسى 3: 330 الجمع بين الصحيحين، لأبى عبد الله الحميدى 1: 129 ح الجمع المتناه في أخبار اللغوين والنحاة، لابن مكتوم 2: 119 ح، 205 ح، 207 ح، 211 ح، 250 ح، 335 ح/ 3: 291 ح الجمع والإفراد للرّواسى 4: 107 ح الجمع والتثبنة لأبى زيد الأنصارى 2: 35 الجمع والتثنية، لأبى عبيدة 3: 286 الجمع والتثنية في القرآن، للفرّاء 4: 22

(ح)

الجمع والتفريق لأبى حنيفة الدينورى 1: 77 الجمل لابن خالويه في النحو 1: 360 الجمل للخليل بن أحمد 1: 69 ح الجمل، للزجاجى في النحو 1: 80، 99، 139، 298/ 2: 47، 95، 142 ح، 160 ح، 161، 378/ 4: 66 الجمل لابن السراج 3، 149 الجمل لابن شقير النحوى 1: 69 ح الجمل لعبد القاهر الجرجانى (شرح كتابة العوامل المائة) 2: 100، 189 الجمل في علم الجدل، لعبد الرحمن بن الأنبارى أبى البركات الملقب بالكمال 2: 170 ح جمل العلم والعمل للشريف المرتضى 1: 285 الجمل وصفين لأبى عبيدة 3: 286 الجمهرة لابن دريد، فى اللغة 1: 214 ح/ 2: 323/ 3: 96 ح، 97، 340/ 4: 73 ح جمهرة الأمثال، لأبى هلال العسكرى 4: 189 ح جمهرة النسب، لأبى الفرج الأصبهانى 3: 252 جنان الجنان ورياض الأذهان، لابن الزبير فى شعراء مصر (جعله ذيلا لليتيمة) 3: 78 الجنة من فرق أهل السنة لابن ظفر في الاعتقاد 3: 76 ح جهد المقل وجهد المستدل، للنظام وهو شرح مقطعات الأبيوردى 3: 51 ح جواب ابن الإخشيد في علم القرآن للرمانى 2: 295 جواب مسألة يسأل عنها في ذبح الحيوان وقتله، وهل ذلك سائغ في الطبع وفي العقل كما هو سائغ في الشرع، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح جواب مسائل طلحة في علم القرآن، للرمانى 2: 295 جواب مسائل العشر لابن برى 2: 111 الجواب المسكت لابن ذكوان 2: 383 الجواس لصاعد بن الحسن الربعى 2: 86 جوامع الجامع للفضل بن الحسن الطبرسى 3: 6 ح جوامع العروض لابن درستويه 2: 114 جوامع العلم للرمانى في التوحيد 2: 296 الجوامع الفقهية لمحمد باقر 2: 250 ح الجواهر العتيقة (وهو كتاب الجوهرتين الماثعتين من الصفرّاء والبيضاء)، لأبى محمد الهمذانى 1: 318 ح جواهر الكلام لإسحاق الموصلى 1: 254 ح جوهر اللغة للزمخشرى 3: 266 ح الجود والبخل لأبى زيد الأنصارى 2: 35 ح جونة الند، ليعقوب بن محمد الفارسى 4: 51 ح الجوهر لجامع العلوم 2: 249 ح الجوهرة (أو جوهرة الجمهرة) للصاحب ابن عباد 1: 238/ 3: 96 ح الجوهرة في نسب النبىّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه العشرة، لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات 2: 171 ح الجيم هو كتاب «الحروف»، لأبى عمرو الشيبانى 1: 259 - 261، 264/ 4: 178، 179 الجيم للنضر بن شميل 3: 352 (ح) حاشية ابن الخشاب على درة الغواص 2: 111 ح الحاشية على كتاب الإيضاح، لعثمان بن على بن عمر السرقوسى الصقلى 2: 343 ح الحاشية على درة الغواص، لابن ظفر 3: 76 حاشية على المفصل للزمخشرى 3: 266 ح

الحافل في اختصار الكامل لابن عدى، لابن الرومية 2: 333 ح الحاكم لملك النحاة، فى الفقه على مذهب الشافعى 1: 344 الحالى والعاطل للحاتمى 3: 104 ح الحاملين والحمالات لأبى عبيدة 3: 286 الحانات لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 الحاوى لملك النحاة في النحو 1: 349 حب الدنيا للمرزبانى 3: 183 الحث على الأدب والصدق، للمبرد 3: 251 الحجر لأحمد بن فارس 1: 128 الحجر والتفليس لأبى عبيد القاسم بن سلام 3: 22 الحجة لأبى على الفارسى، فى القراءات 1: 127، 309 حد الفاعل لابن كبسان 3: 59 حد النحو، لثعلب 1: 186 الحدود (أو النحو الكبير)، للخطابى القديم 1: 392 الحدود لأبى عبيدة 3: 285 الحدود للفراه، فى النحو 2: 57/ 3: 140، 141/ 4: 10، 17، 23 الحدود للكسائى، فى النحو 2: 271 الحدود لمحمد بن سعدان 3: 140 الحدود لهشام بن معاوية الضرير 3: 364 حدود الإعراب للفرّاء 1: 174 حدود الطب الكبير لابن الوشاء 3: 62 الحدود والعقود للمعافى بن زكريا، فى أصول الفقه 3: 297 ح الحر والبرد والشمس والقمر والليل والنهار، للسجستانى 2: 62 حرب بنى بغيض لأبى عبيدة 3: 285 حرز النافث من عبث العابث، للشميم الحلى 2: 247 ح حروب الإسلام لعبد الملك بن حبيب السلمى 2: 206 ح الحروف، للآمدى في اللغة 2: 287 الحروف للرمانى 2: 295 الحروف لأبى عمرو الشيبانى في اللغة (وسماه كتاب الجيم) 1: 59، 264 الحروف للكسائى 2: 271 ح الحروف للبرد 3: 252 الحروف الخمسة، لابن السيد البطليوسى 2: 142 ح حروف القرآن لإبراهيم بن محمد بن سعدان 1؛: 220 ح حز الغلاصم وإفحام المخاصم، لشيث بن إبراهيم ابن الحاج القفطى (مسائل نحوية) 2: 73 حساب الدور لأبى حنيفة الدينورى (فى خزانة الأدب: حساب الذر) 1: 76 الحشرات لأبى خيرة 4: 117 الحشرات للسجستانى 2: 62 الحشرات لابن السكيت 4: 61 الحشرات للكرنبائى 3: 39 الحصائل، لأبى الأزهر البخارى، فى تحصيل ما أغفله الخليل 1: 143 ح/ 4: 99 الحض على الرضا بالحظ لابن ماتى 1: 269 ح حضر الخيل، لأبى عبيدة 3: 286 الخظر والإباحة للرمانى 2: 296 حفرة خالد (أو جفوة خالد)، لأبى عبيدة 3: 285 الحقائق لابن كيسان 3: 58 حقائق التنزيل ودقائق التأويل للشريف الرضى: 3 115 ح الحقير النافع لأبى العلاء المعرى، فى النحو 1: 99، 102

(خ)

الحقيقة والمجاز للرمانى 2: 296 الحكاية والمحكى، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح حكم الأمثال لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح الحكم والأمثال لأبى أحمد العسكرى 1: 347 الحكمة العلائية لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح حل شىء من شكوك الرازى على كتب جالينوس لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح حل المداخل لأبى عمر الزاهد 3: 177 الحلاب لابن سلام الجمحى 3: 143 ح الحلبة لأبى زيد الأنصارى 2: 35 الحلل في إصلاح الخلل الواقع في كتاب الجمل، للبطليوسى 2: 160 الحلى، للقزاز (ذكر فيه الحلى والألوان وأوصاف الإنسان) 3: 86 ح حلى الإنسان والخيل وشياتها لأبى على القالى 1: 241 حلية الأولياء للحافظ أبى نعيم 1: 326 ح حلية العربية لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات الملقب بالكمال 2: 170 ح حلية المحاضرة في صناعة الشعر للحاتمى 3: 4: 1 ح الحماسة لأبى تمام 3: 45، 156 الحماسة للشميم الحلّى 2: 244، 246 ح الحمام لأبى عبيدة 3: 285 الحمس من قريش لأبى عبيدة 3: 286 حنين الإبل إلى الأوطان، لربيعة البصرى 2: 9 الحنين إلى الأوطان لابن الوشاء 3: 62 حواش على أصول ابن السراج لابن معطى 4: 44 ح حواش على درة الغواص في أوهام الخواص للحريرى لابن برى 2: 111 ح حواش على كتاب البرهان للفارابى لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح حواشى الإيضاح، لعبد الرحمن بن الأنبارى أبى البركات الملقب بالكمال 2: 170 ح حواشى الصحاح للفقعسى 3: 9 ح الحى والميت، لابن درستويه 2: 113 الحيات لأبى عبيدة 3: 285 حيص بيص، لعبد الرحمن بن الأنبارى 2: 170 ح الحيض، لأبى عبيد القاسم بن سلام 3: 22 الحبل، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح حيلة ومحالة لأبى زيد الأنصارى 2: 35 الحيوان للجاحظ 3: 290 ح الحيوان لأبى عبيدة 3: 285 الحيوان لأبى محمد الهمذانى 1: 319 ح (خ) خادم الرسائل لأبى العلاء المعرى 1: 100 خبر البراض لأبى عبيدة 3: 285 خبر الراوية لأبى عبيدة 3: 285 خبر قس بن ساعدة وتفسيره لابن درستويه 2: 114 خدمة الملوك لابن الحبرانى 4: 165 الخراج للأصمعى 2: 203 ح خراسان لأبى عبيدة 3: 285 خريدة القصر في شعراء العصر: للعمار الأصفهانى 1: 268 ح، 294 ح/ 2: 5112، 380/ 3: 329 ح/ 4: 132 الخصائص، لابن جنى 1: 330/ 2: 24، 336 خصائص الائمة للشريف الرضى 3: 115 ح خصائص المعرفة في المعميات، لابن مماتى 1: 269 ح

الخصب والقحط للسجستانى 2: 62 الخط والقلم للمفضل بن سلمة 3: 306 الخط والهجاء للمبرد 3: 251 ح خطب للشميم الحلى (على حروف المعجم) 2: 246 ح خطب القاضي عياض 2: 364 ح خطب الخيل لأبى العلاء المعرى (يتكلم فيه على ألسنتها) 1: 93 الخطب المستضيئة للشميم الحلى 2: 247 ح الخطب الناصرية للشميم الحلى 2: 247 ح خطبة الفصيح لأبى العلاء المعرى 1: 94 الخطيب لابن جنى 2: 337 ح الخف لأبى عبيدة 3: 286 الخلاف بين سيبويه والمبرد للرمانى 1: 330 الخلاف بين النحويين للرمانى 2: 295 خلق الآدمى للشميم الحلى 2: 247 ح خلق الإبل (أو الإبل) للأصمعى 2: 202 خلق الإنسان للأصمعى 2: 202 : لثابت بن أبى ثابت 1: 296 : لأبى ثروان العكلى 4: 134 : للجعد 1: 294/ 3: 184 : للحرمازى 4: 153 : للزجاج 1: 200 : لأبى زيد الأنصارى 2: 35 : لأبى زياد الكلابى 4: 127 : للسجستانى 2: 62 : لسعدان بن المبارك 2: 55 : لسليمان الحامض 2: 22 : لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح : لأبى عبيدة 3: 286 : لعمرو بن كركرة 2: 360، 361 خلق الإنسان لأبى عمرو الشيبانى 1: 262 : لقطرب 3: 220 : لأبى محلم البغدادى 4: 173 : للمفضل بن سلمة 3: 306 : لابن الوشاء 3: 62 : وأسماء أعضائه وصفاته، لابن حبيب 3: 121 ح خلق الخيل للكرنبائى 3: 39 : لأبى محلم 4: 173 خلق الفرس للأصمعى 2: 202 : لثابت بن أبى ثابت 1: 296 : للزجاج 1: 200 : للقاسم بن محمد الأنبارى 3: 28 : لقطرب 3: 220 : للنضر بن شميل 3: 352 : لابن الوشاء 3: 62 خماسية الراح لأبى العلاء المعرى (فى ذم الخمر خاصة) 1: 95، 102 خمس مسائل نحوية، لعبد اللطيف البغدادى 2: 194 ح خوارج البحرين واليمامة لأبى عبيدة 3: 285 الخوذ الواقية والعوذ الراقية لابن ظفر 3: 76 ح الخيل لإبراهيم بن محمد بن سعدان 1: 220 : لأحمد بن حاتم أبى نصر 1: 71 : للأصمعى 2: 202 : لابن الأعرابى 3: 131 : لابن حبيب 3: 121 : للرياشى 2: 371 : لأبى عبد الله محمد اليزيدى 3: 199 : لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 :، لأبى عبيدة 1: 140/ 3: 279، 286 : لعمرو بن كركرة 2: 361 لأبى عمرو الشيبانى 1: 262

(د)

الخيل لأبى مجلم البغدادى 4: 202 : الصغيرة، لابن دريد 3: 96 : الكبيرة، لابن دريد 2: 96 : وأسنانها وعيوبها وإضمارها ومن نسب الى فرسه وسبقها، للتوزى 2: 126 (د) الدارات للأصمعى 2: 203 ح الداعى إلى الإسلام في علم الكلام، لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات 2: 170 ح دخول حروف الجر بعضها مكان بعض، لمكى ابن أبى طالب 3: 316 الدرّ الثمين في أخبار المتيمين، للقفطى 1: 56 م الدر الثمين في أسماء المصنفين للقفطى 1: 57 م الدرع والترس للسجستانى 2: 62 الدّرّة الألفية في علم العربية، لابن معطى (تعرف بألفية ابن معطى) 4: 44 درة التاج لابن مماتى 1: 269 ح درة التأميل في عيون المجالس والفصول، للشميم الحلى 2: 246 ح الدرة الثمينة للأبيوردى 3: 50 ح الدرة الخطيرة في شعر أهل الجزيرة لابن القطاع 2: 237/ 3: 108 ح درة الغراص في أوهام الخواص للحريرى 2: 288 ح/ 3: 25 ح 335 ح الدروس لابن الدهان في النحو 2: 50 الدرياق لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح الدستور في التعبير لإبراهيم الكرمانى 3: 204 ح الدعاء للمرزبانى 3: 183 دعاء الأيام السبعة لأبى العلاء المعرى 1: 100 دعاء خاتمة القرآن، لمكى بن أبى طالب 3: 318 دعاء ساعة لأبى العلاء 1: 100 الدعوات للواحدى 2: 223 ح دعوة الأطباء لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 ح دعوة التجار لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 ح الدلائل، لقاسم بن ثابت بن عبد العزيز الأندلسى، (فى شرح الحديث) 1: 297 الدلائل في شرح غريب الحديث ومعانيه 1: 297 دلائل النبوّة لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح الدلو للأصمعى 2: 203 الدلو لأبى عبيدة 3: 286 دمية القصر للباخرزى 1: 107 ح، 155، 157 ح/ 3: 329 ح، 4: 52 الدواهى لمحمد بن الحسن الأحول 3: 92 دواوين جماعة من العرب لمحمد بن الحسن الأحول 3: 92 الدول لياقوت الحموى 4: 86 ح الدول في التاريخ لابن فضال 2: 300 ح الديات لابن الأعرابى 3: 131 الديارات لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 الديباج لأبى عبيدة 1: 143/ 3: 285 الديباج لأبى عثمان المازنى 1: 247 الديباجة لأبى عبد الله الأركسى 3: 150 ح الديرة لمحمد بن الحسن بن رمضان 3: 112 ح ديوان الأخطل (برواية أبى عبد الله محمد اليزيدى) 3: 199 ح ديوان الأخطل (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ديوان الأدب للفارابى اللغوى 1: 87 ديوان أبى الأسود الدؤلى، (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح

ديوان أعشى باهلة (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 88، 328 ح ديوان امرئ القيس للأصمعى 2: 303 ح ديوان امرئ القيس، بشرح الأعلم الشنتمرى 4: 66 ح ديوان امرئ القيس، (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 327 ديوان بشر بن أبى خازم (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان أبى تمام بشرح التبريزى 4: 30 ح ديوان التمثيل للزمخشرى 3: 266 ح ديوان تميم بن أبىّ بن مقبل، (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ديوان تيم اللات 1: 85، 86/ 2: 176 ح ديوان جران العود النميرى، (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان جرير 4: 72 ديوان الحادرة (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان الحارث بن حلزة 3: 94 ديوان ابن الحائك 1: 361 ديوان حريثة (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان الحطيئة (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان الحماسة لأبى تمام (شرحه أحمد بن إبراهيم الشيبانى) 1: 61 ديوان الحماسة لابن الشجرى 3: 356 ح ديوان حميد الأرقط (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان حميد بن ثور (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان أبى حية النميرى (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان ابن حيوس 3: 34 ح ديوان خداش بن زهير (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان خطب للزمخشرى 3: 266 ح ديوان خطب ابن معطى 4: 44 ح ديوان الخنساء (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان دريد بن الصمة (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان ذى الرمة (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان الراعى لأبى بكر بن الأنبارى 3: 208 ح ديوان الراعى (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان رسائل لابن الأثير 3: 258 ح ديوان رسائل لابن الدهان 2: 50 ح ديوان رسائل للزمخشرى 3: 266 ح ديوان رسائل لأبى العلاء المعرى 1: 100 ديوان الرضى 3: 115 ديوان رؤبة (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان ابن الرومى 2: 277 ديوان زفر بن الحارث لابن حبيب 3: 121 ح ديوان زهير بشرح الأعلم الشنتمرى 4: 66 ح ديوان زهير (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 127 ديوان سالم بن وابصة (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان سحيم بن وثيل العاملى (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان سعيد بن عبد الرحمن بن حسان (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان السيد الحميرى 3: 95

ديوان شبيب بن البرصاء (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان شعر الآمدى 1: 323 ديوان شعر ابن الدهان 2: 50 ح ديوان شعر ذى الرمة لمحمد بن الحسن الأحول 3: 92 ديوان شعر للزمخشرى 3: 266 ح ديوان شعر ابن معطى 4: 44 ح ديوان شعر النحاة 1: 344 ديوان شعراء هذيل (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان الشماخ (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان طرفة بشرح الأعلم الشنتمرى 4: 66 ح ديوان الطرماح (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان أبى الطمحان القينى (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان العباس بن عتبة بن أبى لهب (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان العباس بن مرداس (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان عبد الرحمن بن حسان (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان عبد الله بن قيس الرقيات (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان العجاج (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان عدى بن الرقاع (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان عدى بن زيد العبادى (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان عروة بن الورد (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان علقمة بشرح الأعلم الشنتمرى 4: 66 ح ديوان عمرو بن الأهتم 3: 92 ح ديوان عمرو بن شأس (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان الفرزدق (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان قيس بن الخطيم (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان الكتاب لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح ديوان الكلم لأحمد بن مطرف الطائى 1: 170 ديوان الكميت (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان لبيد بن ربيعة (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح/ 2: 285 ح ديوان اللغة لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات الملقب بالكمال 2: 170 ح ديوان المتلمس (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان متمم بن نويرة (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان مختارات شعراء العرب لابن الشجرى 3: 356 ح ديوان المرار الفقعسى (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان مزاحم العقيلى (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان المسيب بن علس (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان مضرس بن ربعى (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان المعانى لأبى هلال العسكرى 4: 189 ديوان معن بن أوس (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح

(ذ)

ديوان المنتجع بن نبهان (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان مهلهل بن ربيعه (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان ابن مواهب الخراسانى 3: 213، 214 ديوان النابغتان (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديون ابن نافيا 2: 328 ح ديوان أبى النجم العجلى (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان النمر بن تولب (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان أبى نواس وشرحه (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان هدبة بن خشرم (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان الهذليين 1: 252 ح ديوان هلال بن مياس (جمعه أبو سعيد السكرى) 1: 328 ح ديوان يزيد بن معاوية بن أبى سفيان للمرزبانى 3: 184 ح (ذ) الذخائر لعلى بن محمد الهروى في النحو 2: 311 ح الذخيرة للشريف المرتضى في الأصول 2: 250 ح الذريعة للشريف المرتضى في أصول الفقه 2: 250 ح ذكرى حبيب لأبى العلاء المعرى، تفسير شعر أبى تمام 1: 90، 98، 102 ذم الحجاب للمرزبانى 3: 184 ح ذيل تاريخ بغداد للسمعانى 1: 167 ح ذيل تاريخ ثابت بن قرة الصابى لهلال بن المحسن 3: 104 ح الذيل على أنساب البلاذرى، للقفطى 1: 58 م ذيل الفصيح لعبد اللطيف البغدادى 2: 194 ح ذيل المذيل لابن جرير الطبرى 3: 90 ح (ر) راحة الأرواح لأبى أحمد العسكرى 1: 347 ح راحة اللزوم لأبى العلاء المعرى (يشرح فيه ما في كتابه «لزوم ما لا يلزم» من الغريب) 1: 95 الرائض في الفرائض للزمخشرى 3: 266 ح الرائق للمرزبانى (فى أخبار الغناء والأصوات ونسبتها وأخبار المغنين) 3: 182 ربّ، لعبد اللطيف البغدادى 2: 194 ح ربيع الأبرار للزمخشرى، فى المحاضرات والأدب 3: 266 ح رتبة الإنسانية في المسائل الخراسانية لعبد الرحمن ابن الأنبارى أبى البركات الملقب بالكمال 2: 170 ح الرحل للأصمعى 2: 203 الرحل لأبى عبيدة 3: 286 رحل البيت لعبد الله بن سعيد الأموى 2: 120 الرد على ذى الأسفار لابن جرير الطبرى 2: 90 ح الرد على الأصبهانى لأبى حنيفة الدينورى 1: 76 الرد على الأئمة (فيما يقع في الصلاة من الخطأ واللحن في شهر رمضان وغيره) لمكى بن أبى طالب 3: 317 الرد على ابن بابشاذ في المقدمة لابن الخشاب 2: 100 ح

الرد على بزرج العروضى لابن درستويه 2: 114 الرد على ثعلب في اختلاف النحويين لابن درستويه 2: 114 الرد على حمزة الأصبهانى في كتاب الموازنة بين العربية والأعجمية، للتبريزى 4: 28 الرد على ابن خالويه في الكل والبعض لابن درستويه 2: 114 الرد على الخطيب التبريزى في إصلاح المنطق لابن الخشاب 2: 100 ح الرد على الخليل، وإصلاح ما في كتاب العين من الغلط والتصحيف للمفضل بن سلمة 3: 306 ح الرد على داود بن على للمعافى بن زكريا 3: 298 ح الرد على الدهرية للرمانى 2: 296 الرد على أبى زيد البلخى لابن درستويه- فى النحو 2: 114 الرد على سيبويه للمبرد 3: 251 الرد على الشعراء للغذة الأصبهانى 3: 43 الرد على ابن عمار فيما خطأ فيه أبا تمام، للآمدى 1: 323 الرد على فخر الدين الرازى في تفسير سورة الإخلاص، لعبد اللطيف البغدادى 2: 194 ح الرد على الفرّاء في المعانى لابن درستويه 2: 114 الرد على قدامة في نقد الشعر للآمدى 1: 322 الرد على الكوخى في مسائل للمعافى بن زكريا 3: 298 ح الرد على أبى محمد الخشاب في الكتاب الّذى بين فيه غلط الحريرى في المقامات، لابن برى 2: 111 ح الرد على المسائل البغداديات لأبى هاشم للرمانى 2: 296 الرد على المشبهة لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 الرد على المعتزلة لأبى بكر بن مقسم 3: 101 رد على المفضل في الرد على الخليل لابن درستويه 2: 113 الرد على المفضل في نقضه على الخليل، لنفطويه 1: 215 الرد على ابن مقسم في اختياره لابن درستويه 2: 114 الرد على الملحدين في تشابه القرآن لقطرب 3: 220 الرد على من قال بالأحوال للرمانى 3: 296 الرد على من قال بخلق القرآن لنفطويه 1: 215 الرد على من قال بالزوائد وقال: يكون في الكلام حرف زائد لابن درستويه 2: 114 الرد على النصارى في مجامعهم للقفطى 1: 58 م الرد على النمرى لابن الأعرابى 4: 175 الرد على أبى يحيى البلخى في اقتراض الإماء، للمعافى ابن زكريا 3: 298 ح رسالة الأسرار للزمخشرى 3: 266 ح رسالة الإغريض لأبى العلاء المعرى 1: 100 م 102 رسالة إلى أصحاب الأنطاكى في تصحيح المدلورش، لمكى بن أبى طالب 3: 316 رسالة إلى على بن هشام لإسحاق الموصلى 1: 254 ح رسالة إلى العنبرى القاضي في مسألة الوصايا للمعافى ابن زكريا 3: 298 ح رسالة إلى تجيح الطولونى لابن درستويه في تفضيل العربية 2: 114 رسالة البصير في معالم الدين لابن جرير الطبرى 3: 90 ح رسالة التعزية، لأبى العلاء المعرّى 1: 102

الرسالة السعيدية في المآخذ الكندية لابن الدهان يشتمل على سرقات المتنبى 2: 50 الرسالة السندية لأبى العلاء المعرى 1: 100، 102 رسالة الصاهل والشاحج لأبى العلاء المعرى (يتكلم فيه على لسان فرس وبغل) 1: 97، 102 رسالة على لسان ملك الموت لأبى العلاء المعرى 1: 101 رسالة عمر للمعافى بن زكريا 3: 298 ح رسالة الغرض لأبى العلاء 1: 100 رسالة الغفران لابى العلاء المعرى 1: 100، 102 رسالة في الخط وما يستغمل في البرى والقط لمحمد ابن هبيرة الأسدى المعروف بصعودا 3: 85 ح الرسالة في رجال الطريقة (وهى الرسالة القشيرية) لعبد الكريم بن هوازن القشيرى 2: 193 ح رسالة في فضل الأندلس وذكر رجالها لأبى محمد ابن حزم 2: 90 ح رسالة في فضل العربية والحث على تعليمها لسلامة ابن غياض 2: 68 رسالة في مد الأصوات ومقادير المدات لابن جنى 2: 337 ح رسالة في المعادن وإبطال الكيمياء لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح رسالة في الممكن لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح رسالة في واو عمرو للمعافى بن زكريا 3: 298 ح الرسالة القشيرية (وهى رسالة في رجال الطريقة) لعبد الكريم بن هوازن القشيرى 2: 193 ح الرسالة الكاملة للمبرد 3: 86 رسالة المسأمة للزمخشرى 3: 266 ح رسالة المشكل، لأبى بكر بن الأنبارى (عملها ردا على ابن قتيبة وأبى حاتم) 3: 204 رسالة الملائكة لأبى العلاء المعرى 1: 100، 102 الرسالة المنقوضة لابن رشيق 1: 338 ح رسالة المنيح لأبى العلاء المعرى 1: 100، 102 الرسالة الناجية للحاتمى 3: 104 ح الرسالة الناصحة للزمخشرى 3: 266 رسائل إخوان الصفاء 3: 169 ح رسائل الحصكفى 4؛ 45 ح رسائل لحمزة بن الحسن الأصبهانى 1: 371 ح الرسائل للرمانى في علم الكلام 2: 296 ح رسائل للشميم الحلى 2: 247 ح رسائل ابن ناقيا 2: 133 ح رسائل في الحساب مجدولات لابن الأثير 3: 258 ح رسائل المعونة، لأبى العلاء المعرى 1: 98 رسيل الراموز لأبى العلاء المعرى 1: 94 الرعاية لتجويد القراءة لمكى بن أبى طالب 3: 315 رفع الإشكال ودفع المحال لابن رشيق 1: 338 ح الرقص والزفن لإسحاق الموصلى 1: 254 ح الركوبات للشميم الحلى 2: 247 ح رمضان وما قيل فيه، لعبد الله الخزاز 2: 135 الرمى والنضال لوكيع 3: 124 رواة العرب لابن دريد 3: 96 روح المسائل للزمخشرى 3: 266 ح روستيفياد لأبى عبيدة 3: 286 الروض الأنف لعبد الرحمن بن عبيد الله السهيلى 2: 162، 163، 211 ح، 212 ح الروضة لعبد الله بن على بن أحمد 2: 122 ح الروضة للمبرد 1: 385/ 3: 251 الروضة لابن حميدة في النحو 3: 185 ح روضة الأخبار ونزهة الأبصار لابن النجار 3: 84 ح الروضة الموشية في شعراء المهدية لابن رشيق 1: 339 ح

(ز)

الرؤية للرمانى في علم الكلام 2: 296 الروية في النقض على الأشعرى للرمانى 2: 295 الرياح والهواء والنار لابن السراج 3: 149 الرياشى المصطفى لأبى العلاء المعرى، فى شرح مواضع من الحماسة الرياشية 1: 99، 102 الرياض للمرزبانى، فى أخبار المتيمين والعاشقين 3: 182 الرياض لمكى بن أبى طالب 3: 318 الرياض المونقة للمبرد 3: 252 (ز) زاد الرفاق للأبيوردى (يشتمل على مناظرات لأرباب النجوم ونقض لحججهم) 3: 50 ح الزاهر لأبى بكر بن الأنبارى 3: 208 الزاهر والأزهار لابن الوشاء 3: 62 الزاهى في اللمع الدالة على أصول مستعمل الإعراب لمكى بن أبى طالب 3: 315 الزبرج لابن السكيت 4: 61 الزجر لئايت 1: 296 زجر النابح لأبى العلاء المعرى 1: 95، 102 الزرع لأبى عبيدة 3: 286 : للسجستانى 2: 62 : والنخل لأحمد بن حاتم أبى نصر 1: 71 الزمان لأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة 1: 133 ح الزهد وأخبار الزهاد للمرزبانى 3: 183 زهر الأداب لأبى إسحاق الحصرى 3: 106 ح زهر الرياض لابن الدهان 2: 50 الزهرة لعبد الرحمن بن الأنبارى أبى البركات الملقب بالكمال، فى اللغة 2: 170 ح زهرة الرياض لابن الوشاء 3: 62 الزواجر لأبى أحمد العسكرى 1: 347 زواهر السدف وجواهر الصدف لابن مماتى 1: 269 ح الزوائد لأبى عبيدة 3: 286 زوائد في شرح سقط الزند لأبى رشاد الأخسيكى 1: 167 الزيادات لأحمد بن عبيد بن ناصح 1: 121 زيادات أمثال أبى عبيد للمنذرى 3: 71 ح الزيادات في شعر أبى تمام للرضى 3: 115 ح زيادات في معانى الفرّاء للمنذرى 3: 71 ح زيادات معانى القرآن للفرّاء لأبى الهيثم الرازى 4: 188 الزيادة المنتزعة من سيبويه للمبرد 3: 252 زيج كشيار بن لبان الجيلى 1: 294 ح زيجان: كبير وصغير، لزيد بن عطية الصعدى اليمنى 2: 15 زينة الدهر للحظيرى 3: 329 ح زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد والظاء، لعبد الرحمن بن الأنبارى أبى البركات الملقب بالكمال 2: 170 ح (س) ساجور الكلب لابن رشيق 1: 338 ح السادن لأبى العلاء المعرى 1: 92، 202 الساعات لأبى عمر الزاهد 3: 177 السامى في الأسلامى لأبى الفضل الميدانى 1: 157، 179 السبع الطوال لأبى بكر بن الأنبارى 3: 208 السبعة لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح السبعة الأوسط لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح السبعة الكبير لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح السبق والنضال لسليمان الحامض 2: 22 ح سجع الحمائم لأبى العلاء المعرى 1: 96 السجع السلطانى لأبى العلاء المعرى 1: 98، 102

سجع الفقيه لأبى العلاء المعرى 1: 98، 102 سجع المضطرين لأبى العلاء المعرى 1: 98 السجعات العشر لأبى العلاء المعرى، فى الوعظ 1: 101 سجود القرآن لإبراهيم الحربى 1: 190 ح سر السراة في أدب القضاة للقاضي عياض: 2: 364 ح سر الشعر لابن مماتى 1: 269 ح سر الصناعة لابن جنى 1: 330/ 2: 12، 336/ 4: 85، 163 سر الصناعة للحاتمى في الشعر 3: 104 ح سر الفاتحة لعبد القاهر الجرجانى 2: 189 ح السرارى الذهبيات والمسكيات لعبد الله الخزاز 2: 135 سرائر الحكمة لأبى محمد الهمدانى في صناعة النجوم 1: 318 ح السرج لأبى عبيدة 3: 286 السرج واللجام لابن دريد 3: 96 : لابن السكيت 4: 96 : والشوى والنعال والترس والنبال للأصمعى 2: 203 السرقات (أو سرقات الشعراء وما تواردوا أو اتفقوا عليه) لابن السكيت 1: 374/ 4: 62 سرقات الكميت من القرآن وغيره لابن كناسة 3: 161 سرقات المتنبى للعميدى 3: 47 السعود والعمود لابن حبيب 3: 121 ح سفر السعادة وسفير الإفادة للسخاوى 2: 312 ح سقط الزند لأبى العلاء المعرى 1: 85، 97 102/ 2: 158 السقى والموارد للأصمعى 1: 243 السلاح للأصمعى 2: 203 السلاح لابن دريد 3: 97 السلاح لمحمد بن الحسن الأحول 3: 92 السلاح للنضر بن شميل 3: 352 سلاسل الذهب لابن مماتى 1: 269 ح السلسلة لابن حيويه 2: 152 ح سلسلة الذهب لابن الوشاء 3: 62 سلم بن قتيبة لأبى عبيدة 3: 286 السلوان لابن الوشاء 3: 62 سلوان المطاع في عدوان الأتباع لابن ظفر 3: 75 ح، 76 السمات لابن حبيب 3: 121 ح السماع الطبيعى لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح سمط الملك المفضل في مدح المليك الأفضل للشميم الحلى 2: 247 ح سنى ملوك الأرض والأنبياء (وهو تاريخ ملوك الأرض) لحمزة بن الحسن الأصبهانى 1: 371 ح سهم الألحاظ في وهم الألفاظ لمحمد بن إبراهيم الحنبلى (وهو ذيل لمقامات الحريرى) 3: 25 ح السواد وفتحه لأبى عبيدة 3: 286 السؤال والجواب للرمانى، فى علم الكلام 2: 296 سوائر الأمثال للزمخشرى 3: 266 ح سياق تاريخ نيسابور لعبد الغافر الفارسى 2: 167 السير والأخبار (المسمى اليعسوب)، لأبى محمد الهمدانى 1: 316 السيرة لعبد الملك بن هشام 2: 162، 212/ 3: 210 ح سيرة الإمام في الملحدين لعبد الملك بن حبيب السلمى 2: 206 ح سيرة صلاح الدين بن يوسف لابن مماتى 1: 269 ح

(ش)

سيرة الطاهر (والد الشريف) للرضى 3: 115 ح السيف لأبى عبيدة 3: 286 سيف الخطب (أو سيف الخطيب) لأبى العلاء المعرى 1: 93 السيوف والرماح للسجستانى 2: 62 (ش) الشاء للأصمعى 2: 202 الشاذانى لابن كيسان، فى النحو 3: 58 الشاعران لا تتفق خواطرهما للآمدى 1: 323 الشافى لابن الأثير، وهو شرح مسند الشافعى 3: 258 ح الشافى للشريف المرتضى، فى الإمامية 2: 250 ح شافى العى من كلام الشافعى للزمخشرى 3: 266 ح الشافى في مسح الرجلين للمعافى بن زكريا 3: 298 ح الشامل للمنذرى 3: 71 ح الشامل لأبى منصور الجبان في اللغة 4: 176 الشامل لأبى منصور الرازى في اللغة 3: 194 الشامل لأبى الهيثم الرازى- فى اللغة 4: 188 الشباب والشيب للمرزبانى 3: 183 الشتاء والصيف للسجستانى 2: 62 الشجاج للخطابى 1: 160 الشجر والنبات لأحمد بن حاتم 1: 71 الشجر والنبات لابن السكيت 4: 61 شدة حاجة الإنسان إلى أن يعرف قدر نفسه، للآمدى 2: 288 الشذوذ لابن رشيق، فى اللغة 1: 339 الشراب لإسحاق الموصلى 1: 254 ح الشراب للحاتمى 3: 104 ح الشراب لابن جرير الطبرى 3: 90 ح شرح الآثار لابن جرير الطبرى 3: 90 شرح آية الوصية للسهيلى 2: 163 ح شرح أبيات إصلاح المنطق ليوسف السيرافى، أبى محمد 4: 68 شرح أبيات الجمل لأحمد بن عبد الجليل بن عبد الله التدميرى 1: 189 ح شرح أبيات الجمل لابن السيد البطليوسى 2: 142 شرح أبيات الجمل لأبى بكر السراج لابن حميدة 3: 185 ح شرح أبيات الجمل للزجاجى، للأعلم الشنتمرى 4: 66 شرح أبيات سيبويه لأبى البقاء 2: 117 ح شرح أبيات سيبويه للزجاج 1: 200 شرح أبيات سيبويه لابن النحاس 1: 138 شرح أبيات غريب المصنف لأبى محمد يوسف السيرافى 4: 68 شرح أبيات كتاب سيبويه لأبى محمد يوسف السيرافى 4: 67، 174 شرح أبيات المجاز لأبى عبيدة ليوسف السيرافى 4: 68 شرح أبيات معانى الزجاج لأبى محمد يوسف السيرافى 4: 68 شرح اختلاف العلماء في قوله تعالى: (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ) لمكى بن أبى طالب 3: 316 شرح اختلاف العلماء في الوقف على قوله تعالى: (يدعو لمن ضره أقرب من نفعه)، لمكى ابن أبى طالب 3: 317 شرح الاختلاف في قوله تعالى: (ما جعل الله من بحيرة)، لمكى بن أبى طالب 3: 317

شرح اختيارات المفضل للضبى وهو شرح المفضليات للتبريزى 4: 30 ح شرح أدب الكاتب لأبى منصور موهوب بن الجواليقى 3: 335 ح شرح أدب الكتاب لابن القوطية 3: 178 ح شرح الأدعية المأثورة، للخطابى 1: 160 ح شرح الإدغام الكبير في المخارج لمكى بن أبى طالب 3: 316 شرح أربعين حديثا طيبة لعبد اللطيف البغدادى 2: 194 ح شرح الأسماء الحسنى للأقليشى 1: 172 ح شرح الأسماء الحسنى، وهو «تفسير أسامى الرب عز وجل» للخطابى 1: 160 ح شرح الأسماء والصفات لأبى على للرمانى 2: 296 شرح أشعار هذيل لأحمد بن محمد بن الحسن المرزوقى 1: 141 شرح الإصلاح لمحمد بن آدم 3: 126 شرح الأصول لأبى بكر بن السراج للرمانى 2: 295 شرح الأصول لابن السراج لطاهر بن بابشاذ 2: 95 ح شرح أصول ابن السراج لعلى بن أحمد بن خلف الأنصارى 2: 227 ح شرح الألف واللام للمازنى، للرمانى 2: 295 شرح الألف واللام للمازنى، للمبارك بن الفاخر 3: 257 شرح ألفاظ عبد الرحمن الهمذانى، لأبى القاسم الخوافى 2: 333 شرح أمثال أبى عبيد لمحمد بن آدم 3: 126 شرح الأمثلة لابن القطاع 2: 237 شرح أنساب حمير وملوكها لعبد الملك بن هشام ابن أيوب الذهلى 2: 212 شرح الأنموذج للديباجى 2: 139 ح شرح إيجاب الجزاء على قاتل الصيدفى الحرم خطأ على مذهب مالك، والحجة في ذلك، لمكى بن أبى طالب 3: 317 شرح الإيضاح، لأبى على الفارسى لأبى البقاء 2: 117 : لابن الدهان 2: 48، 50 : للربعى 2: 297 ح : للعبدى 2: 387 : لعلى بن أحمد بن خلف الأنصارى 2: 227 ح : لابن الفتى 2: 27 ح شرح الباقيات الصالحات، للأقليشى 1: 172 ح شرح بانت سعاد، لعبد اللطيف البغدادى 2: 194 ح شرح بسم الله الرحمن الرحيم لابن فضال 2: 300 شرح بعض قصائد رؤبة، لأبى البقاء 2: 177 ح شرح البلغة للربعى 2: 297 شرح بيت من شعر الصالح لابن الدهان 2: 50 شرح التصريف الملوكى لابن جنى، لابن الشجرى 3: 356 ح/ 4: 46 شرح التصريف الملوكى لابن جنى، لابن يعيش 4: 46 شرح التمام والوقف لمكى بن أبى طالب 3: 318 شرح الجزولية لأبى القاسم اللورقى 4: 168 شرح كتاب الجمل للزجاجى، لعلى بن أحمد بن خلف الأنصارى 2: 227 ح : لمركوش 3: 218 ح : للأعلم الشنتمر 4: 66 : لابن الزقاق 2: 304 : لسعيد بن عيسى الأصفر الأندلسى 2: 47 : لطاهر بن بابشاذ 2: 95

شرح كتاب الجمل لابن السراج للرمانى 2: 295 : لعبد القاهر الجرجانى لابن الخشاب 2: 100 شرح حاجة وحوائج وأصلهما لمكى بن أبى طالب 3: 318 شرح الحديث لعبد الملك بن حبيب السلمى 2: 206 شرح الحماسة لأحمد بن محمد بن الحسن المرزوقى 1: 141 شرح الحماسة للأعلم الشنتمرى 4: 66 ح شرح الحماسة لزيد بن على الفارسى 2: 17 شرح الحماسة لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات الملقب بالكمال 3: 171 ح شرح الحماسة لعبد الله الخبرى 2: 98 ح شرح الحماسة لأبى العلاء المصرى 1: 211 شرح الحماسة لعلى بن الحارث البيارى 2: 275، /4: 187 شرح الحماسة لمحمد بن آدم 3: 126 شرح الحماسة للنمرى 4: 174 شرح الحماسة الأوسط للتبريزى 4: 29 شرح الحماسة الصغير للتبريزى 4: 29 شرح الحماسة الكبير للتبريزى 4: 29 شرح خبر أم زرع للقاضي عياص 2: 364 شرح الخطب النباتية لأبى البقاء 2: 117 ح شرح الخطيب النباتية لعبد اللطيف البغدادى 2: 294 ح شرح الخفيف للطبرى للمعافى بن زكريا 3: 298 شرح دعوات لأبى خزيمة، للخطابى 1: 160 ح شرح ديوان البحترى للزوزنى 3: 67 شرح ديوان البحترى والمتنبى والرضى الموسوى لعبد الله الخيرى 2: 98 ح شرح ديوان أبى تمام للتبريزى 4: 30 شرح ديوان ابن الحائك، لابن خالويه 1: 371 شرح ديوان كعب بن زهير صنعة أبى سعيد السكرى 1: 328 ح شرح ديوان المتنبى: لمحمد بن آدم 3: 126 : لابن الأفليلى والأعلم الشنتمرى 4: 66 : للتبريزى 4: 30 ح : لابن السيد البطليوسى 2: 142 : لعبد الرحمن بن الأنبارى أبى البركات الملقب بالكمال 2: 171 ح : لابن الفتى 2: 27 ح : للكيال 3: 33 : للواحدى 2: 223/ 3: 33 شرح الراءات على قراءة ورش وغيره لمكى بن أبى طالب 3: 317 شرح: «الراحمون يرحمهم الرحمن» لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح شرح رسالة الشيخ أبى جعفر العدوى، للقزّار 3: 87 ح شرح رواية الأعشى عن أبى بكر عن عاصم، لمكى ابن أبى طالب 3: 316 شرح السبع الطوال لعبد الرحمن بن الأنبارى 2: 171 ح شرح السبع الطوال، للقاسم بن محمد الأنبارى 3: 28 ح شرح سبعين حديثا لعبد اللطيف البغدادى 2: 194 ح شرح سقط الزند للتبريزى 4: 30 ح شرح سقط الزند لابن السيد البطليوسى 2: 142 ح شرح شعر الأعشى، لأبى بكر بن الأنبارى 3: 208 ح شرح شعر زهير، لأبى بكر بن الأنبارى 3: 208 ح شرح شعر النابغة لأبى بكر بن الأنبارى 3: 208 ح شرح كتاب الشكل والنقط لابن السراج للرمانى 2: 295

شرح شواهد سيبويه: لأبى سهل الهروى 3: 195 ح : للمبرد 3: 252 : لمبرمان 3: 190 شرح صفة أبى زبيد الطائى للأسد لأبى محمد المكفوف 2: 149 شرح العارية والعرية لمكى بن أبى طالب 3: 318 شرح علل النحو لأبى العباس المهلبى 1: 164 شرح عنوان الإعراب لابن فضال 2: 300 شرح الفرق لحمزة وهشام لمكى بن أبى طالب 3: 316 شرح الفصيح: لأحمد بن عبد الجليل بن عبد الله التدميرى 1: 189 ح : لأحمد بن محمد بن الحسن المرزوقى 1: 141 : لأبى البقاء 2: 117 ح : لابن جنى 2: 337 ح : لابن درستويه 2: 113 : لأبى سهل الهروى 3: 195 ح : لأبى عمرو الشيبانى 1: 262 ح : لأبى منصور الرازى 3: 194 ح : لابن ناقيا 2: 133 ح شرح القصائد العشر، للتبريزى 4: 30 ح شرح قصيدة حرز الأمانى ووجه التهابى للسخاوى 2: 312 ح شرح قوله تعالى: (شهادة بينكم.) الآيات الثلاث لمكى بن أبى طالب 3: 318 شرح قوله تعالى: (فلما تراءى الجمعان)، لمكى ابن أبى طالب 3: 318 شرح قوله تعالى: (ولقد ذرأنا لجهنم) لمكى بن أبى طالب 3: 317 شرح قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس الإليعبدون) لمكى بن أبى طالب 3: 317 شرح الكافى لأبى بكر بن الانبارى 3: 204 شرح الكافى، لعلى بن أحمد بن خلف الانصارى 2: 227 ح شرح كتاب الأخفش لابن سيد 4: 192 شرح كتاب ابن قتيبة في إصلاح غلط أبى عبيد لمحمد بن آدم 3: 146 ح شرح كتاب الالف واللام للمازنى، لأبى القاسم الزجاجى 2: 161 ح شرح كتاب الحرمى للمعافى بن زكريا 3: 298 ح شرح كتاب الجمل للأعلم 4: 66 شرح كتاب الحمل، لابن المراغى 3: 83 شرح كتاب سيبويه: للأخفش الصغير 2: 278 للربعى 2: 297 ح : للرمانى 2: 295 : للزمخشرى 3: 266 : لابن السراج 3: 149 : لعلى بن أحمد بن خلف الانصارى 2: 227 ح : لمبرمان 3: 190 : لأبى محمد السيرافى 1: 196 : لمسعود الدولة النحوى 3: 263 شرح كتاب الكسائى في النحو لاحمد بن أبان ابن سيد اللغوى 1: 66 شرح كتاب المرشد في الفقة، للمعافى بن زكريا 3: 298 ح شرح كتاب المفصل لابن يعيش 4: 46 شرح كتاب الوسيط، لابن ناقيا 2: 133 شرح كلام العرب وتلخيص ألفاظها ومزاوجة كلامها وتقريب معانيها، للمبرد 3: 252 شرح الكلام ونكته لابن درستويه 2: 114

شرح اللمع: لابن برهان النحوى 2: 172 : لابى البقاء 2: 117 : لجامع العلوم 2: 248 : لابن الدهان 2: 48، 50 : لابن الشجرى 3: 356 ح : لناصر الخويى 3: 341 : لأبى نصر الفارقى 1: 329، 330 : للتبريزى 4: 30 ح : لابن حميدة 3: 185 ح : لابن الخشاب 2: 100 شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف، لابى أحمد العسكرى 2: 343 شرح المتنبى واسمه التبيان في شرح الديوان، لابى البقاء 2: 117 شرح مختصر الجرمى للربعى 2: 297 : للرمانى 2: 295 شرح المدخل للمبرد للرمانى 2: 295 شرح مسائل الأخفش الكبير والصغير، للرمانى 1: 330 ح شرح مستغلق أبيات الحماسة واشتقاق أسماء شعرائها، لابن جنى 2: 337 ح شرح مشكل غريب القرآن، لمكى بن أبى طالب 3: 317 شرح معانى الباهلى لبندار بن عبد الحميد بن لرة 1: 292 : للغذة الأصبهانى 3: 43 شرح معانى الحروف، لابن فضال 2: 300 شرح معانى الزجاج للرمانى 2: 295 شرح المعلقات لابن النحاس 1: 38 شرح معلقة زهير لأبى بكر بن الأنبارى 3: 208 ح شرح معنى الوقف على: (لا يحزنك قولهم)، لمكى بن أبى طالب 3: 317 شرح المعونة، للرمانى (فى علم الكلام) 2: 295 شرح مفتاح ابن القاص، لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح شرح المفصل: لأبى البقاء 2: 117 : للفخر الرازى 4: 46 : لأبى القاسم العلم 4: 46 : لأبى القاسم اللورقى 4: 168 : للمروزى 4: 46 : لابن يعيش 4: 46 شرح المفضليات، لأحمد بن محمد بن الحسن المرزوقى 1: 141 شرح المفضليات لأبى بكر بن الأنبارى 3: 208 : التبريزى 4: 29 ح : لابن درستويه 2: 114 : للميدانى 1: 159 شرح المقامات، للبنجديهى 3: 166 : لابن ظفر 3: 75، 76 : لابن عميدة 3: 185 ح : للشريشى 3: 146 ح : لأبى الفتح المطرزى 3: 339 ح : لمركوش 3: 218 ح : لأبى البقاء 2: 117 : للكيال 3: 33 : للمطرزى 2: 390 ح شرح مقامات الزمخشرى 3: 266 ح شرح المقبوض، لعبد الرحمن بن الأنبارى، 2: 171 ح شرح المقتضب، لابن درستويه 2: 114 : لعلى بن أحمد بن خلف الأنصارى 2: 227 ح : للرمانى 2: 295

شرح مقدمة ابن باب شاذ، لعبد اللطيف البغدادى 2: 194 ح شرح المقدمة لابن هبيرة لابن الخشاب 2: 100 شرح مقدمة أدب الكاتب، لأبى القاسم الزجاجى 2: 160 : للمبارك بن الفاخر 3: 256 شرح مقصورة ابن دريد لابن خالويه 1: 360 : للقزاز 3: 86 : لأحمد بن عبد الله بن عبد الجليل التدميرى 1: 189 : للسيرافى 1: 349 ح : لعبد الرحمن بن الأنبارى 2: 171 ح : للتبريزى 4: 30 ح شرح الملحة للحريرى 3: 25 ح شرح الموجز، لأحمد بن محمد بن الحسن الأهوازى 4: 111 شرح الموطأ لابن السيد البطليوسى 2: 142 شرح موطأ مالك: لابن رشيق 1: 339 ح شرح النحو لأحمد بن محمد بن الحسن المرزوقى 1: 141 : لمخنف 3: 260 شرح نقد الشعر لقدامة، لعبد اللطيف البقدادى 2: 194 ح شرح الهجاء لابن السراج، للرمانى 2: 295 شرح الهداية لأبى الخطاب لأبى البقاء 2: 117 ح شرف السيف لأبى العلاء المعرى 1: 101 الشروط للمعافى بن زكريا 3: 298 ح الشروط الكبير والصغير، لأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة 1: 133 ح الشريف لوكيع 3: 124 الشعر لأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة 1: 133 ح : لأبى الحسين الفارسى 3: 118 ح : للمرزبانى 3: 182 شعر أبى تمام لعبد الله الخزاز 2: 135 شعر الأقيشر، لابن حبيب 3: 121 ح شعر ثابت بن قطنة، لأحمد بن إسماعيل بن داود 1: 60 ح شعر حاتم للمرزبانى 3: 184 ح شعر الشماخ لابن حبيب 3: 121 ح شعر الصمة، لابن حبيب 3: 121 ح شعر العجير السلولى وصنعته، لأحمد بن إبراهيم ابن إسماعيل بن داود 1: 60 ح شعر لبيد العامرى لابن حبيب 3: 121 ح شعر النابغة الذبيانى والخطيئة، للأصمعى 2: 203 ح الشعر والشعراء للآمدى 1: 323 ح : لأبى حنيفة الدينورى 1: 77 : لأبى دعامة 4: 123 : لابن السراج 3: 149 : لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 145 ح : لأبى عبيدة 3: 286 شعر الصبا للشميم الحلى 2: 247 ح الشعراء لأبى عبيد القاسم بن سلام 3: 22 شعراء ربيعة ومضر واليمن إلى ابن هرمة لأبى عمرو الشيبانى 1: 259 الشعراء القدماء الإسلاميون، لعلى بن يحيى المنجم 3: 308 ح الشعراء وأنسابهم لابن حبيب 3: 121 ح الشفا بتعريف المصطفى للقاضي عياض 2: 139 ح، 364 ح شفاء السائل في بيان رتبة الفاعل، لعبد الرحمن ابن الأنبارى، أبى البركات 2: 170 ح

(ص)

شفاء الصدور لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح شفاء الغليل للخفاجى 1: 159 شقائق النعمان للزمخشرى، فى مناقب الإمام أبى حنيفة 3: 266 ح شمس العلوم وشفاء كلام العرب من الكلوم، لنشوان بن سعيد (فى اللغة) 3: 342 شهاب الأخبار في الحكم والأمثال والآداب، للقضاعى 3: 73 ح الشهاب في الشيب والشباب للشريف المرتضى 2: 250 ح الشهادات لنفطويه 1: 215 الشواذ لثعلب 1: 186 الشوارد لأبى عبيدة 3: 286 الشواهد للخليل بن أحمد 1: 381 شواهد الحكم لمحمد بن موسى بن هاشم 3: 216 شواهد سيبويه وتفسيرها، لمحمد بن على المراغى 3: 196 الشورى لأبى عمر الزاهد 3: 177 الشوق إلى الأوطان للسجستانى 2: 62 الشىء بالشىء يذكر لابن مماتى 1: 269 ح الشيب والشباب للشريف المرتضى 2: 250 ح (ص) الصاد والضاد للقزاز 3: 86 ح الصارم الهندى في الرد على الكندى لابن دحية 2: 12 ح الصبر لابن جنى، فى شرح شعر المتنبى 2: 337 الصحاح لإسماعيل بن حماد الجوهرى 1: 87 230 - 232/ 2: 90، 236، 311/ 3: 190، 209، 210، 321 للصحاح للجوهرى، نظمه ابن معظى 4: 44 ح صدور زمان الفتور وفتور زمان الصدور، لأنو شروان بن خالد 3: 26 ح صريج السنة لابن جرير الطبرى 3: 90 ح الصفات لابن خيرة 1: 144 : لأبى زيد الأنصارى 2: 35 : للأصمعى 1: 143، 237 : للديمرتى 3: 30 ح : لعبد القاهرة بن طاهر البغدادى 2: 186 ح : لقطرب 3: 220 : للغذة الأصفهانى 3: 43 : للنضر بن شميل في الأجناس على مثال «الغريب» 1: 143/ 3: 14، 352 صفات الغنم وعلاجها وأسنانها، للأخفش الأوسط 2: 42 صفات النفس للرمانى 2: 296 صفة جزيرة العرب لأبى محمد الهمذانى 1: 318 ح صفة الزرع لابن الأعرابى 3: 131 صفة السرج واللجام، لابن دريد 3: 97 ح صفة شكر المنعم لمبرمان 3: 190 صفة النخل، لابن الاعرابى 3: 131 الصفوة للفقعسى، فى أشعار العرب 3: 9 ح صميم العربية للزمخشرى 3: 266 ح صناعة الشعر لأبى أحمد العسكرى 1: 346 ح صناعة الشعر لعلى بن الحارث بن البيارى الخراسانى 2: 275/ 4: 187

صناعة الشعر والبلاغة، لأبى سعيد السيرافى 1: 349 ح صناعة الكتاب لابن النحاس 1: 138 صناعتا النثر والشعر لأبى هلال العسكرى 4: 189 صناعة الاستدلال للرمانى، فى علم الكلام 2: 295 صنعة الكتابة لابن الأثير 3: 258 ح صهلة القارح للأبيوردى 3: 50 ح صورة الهمز لأبى جعفر الطبرى 1: 163 (ض) الضاد والظاء، لأحمد بن إبراهيم بن أبى عاصم اللؤلؤى 1: 62 : لأبى البركات بن أبى حفص 3: 212 : لابن الدهان 2: ضالة الأديب للأسود 4: 175 ضالة الناشد للزمخشرى 3: 266 ح ضرائر الشعر للقزاز 3: 86 ح : للمبرد 3: 252 ضمائر القرآن لأبى على الدينورى 1: 69 ضوء السقط، لأبى العلاء المعرى (وفيه تفسير لما جاء في قصائد «سقط الزند» من الغريب) 1: 97 ضياء القلوب، للمفضل بن سلمة، فى معانى القرآن 3: 305، 306 الضيفان لأبى عبيدة 3: 285 (ط) الطالع والمطارح، لأبى محمد الهمدانى 1: 318 الطبائع للرمانى 2: 296 طبقات الأمم لصاعد الأندلسى 1: 60 م طبقات الشعراء لإسماعيل بن أبى محمد اليزيدى 1: 248 : لدعيل الخزاعى 3: 238 ح : لابن سلام الجمحى 3: 143، 234/ 4: 72 : لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 145 ح طبقات علماء همذان لشيرويه 1: 164 طبقات الفقهاء والتابعين، لعبد الملك بن حبيب 2: 20 ح طبقات القراء لابن الصيرفى 2: 341 ح طبقات الكتاب لمحمد بن موسى بن هاشم 3: 216 طبقات كل فن للأبيوردى 3: 50 طبقات النحاة واللغويين لأبى عبد الله اليمنى 1: 261 طبقات النحويين البصريين وأخبارهم للمبرد 3: 252 طبقات الهمذانيين طبقات علماء همذان الطروقة لأبى عبيدة 3: 285 الطريق لوكع ويعرف أيضا «النواحى» 3: 222 الطير لأحمد بن حاتم أبى نصر 1: 71 ح : للسجستانى 2: 62

(ع)

طيف الخيال للشريف المرتضى 2: 250 ح طيىء لأحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود 1: 60 ح (ظ) الظرف والظرفاء، لابن الوشاء 3: 62 ح الظل الطاهرى، لابى العلاء المعرى 1: 99، 102 (ع) العارض في الكامل، للديمرتى 3: 30 العالم لابن سيد الأندلسى (فى اللغة) 1: 66/ 2: 334/ 4: 192 العالم والمتعلم لابن سيد الاندلسى (فى النحو) 1: 66/ 4: 192 العبادة الكبرى والصغرى، لسعيد بن محمد الغسانى 2: 53 العبارة عن أسماء الله تعالى للمبرد 3: 252 عبث الوليد لأبى العلاء المعرى للبحترى 1: 98، 102 بنو عبد الله بن غطفان، لأحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود 1: 60 العدد للكسائى 2: 271 عدد آى القرآن لأبى البقاء 2: 117 ح عدد آى القرآن لأبى عبيد القاسم بن سلام 3: 22 عدد آى القرآن والاختلاف فيه لوكيع 3: 124 عدد التمام، لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح العدد والتنزيل لابن جرير الطبرى 3: 90 ح العراقيات من شعر الأبيورى 3: 51 العرائس للثعالبى (فى قصص الأنبياء) 1: 155 عرائس المجالس للمفجع البصرى 3: 313 العروس للخطابى 1: 160 ح العروض: للأخفش الأوسط 2: 42 : لأبى بشر 4: 79 : لثابت بن أبى ثابت 1: 296 : للجرمى 2: 82 : للجعد 1: 403/ 3: 184 : للخليل بن أحمد 1: 381 : لابن الدهان 2: 50 : لدومى الكوفى 2: 7 : للزجاج 1: 200 : للصاحب بن عباد 1: 38 م/ 3: 213 : لعبد القاهر الجرجانى 2: 189 ح : لأبى عثمان المازنى 1: 282 : للعميدى 3: 47 : لابن فضال 2: 300 : للمبرد 3: 252 : لابن معطى (قصيدة) 4: 44 ح : للمفضل الضبى 3: 302 : لملك النحاة 1: 343 : لأبى منصور الجواليقى 3: 375 ح لابن مواهب الخراسانى 3: 214 ح : لليمان البندنيحى 4: 79 العروض الصغير، لبزرج بن محمد 1: 277 : للنتاج البلطى 2: 345 ح العروض الكبير، لبزرج بن محمد 1: 277 : للنتاج البلطى 2: 345 ح العروض والقوافى للتبريزى 4: 30 العزلة، للخطابى 1: 160 ح العزلة والانفراد، لعبيد الله بن أحمد بن محمد، أبى الفتح 2: 153 ح العزو لوكيع 3: 124 ح العسل للقمى 1: 64 العشب للسجستانى 2: 62

العشرات لأبى عمر الزاهد 3: 177 عصمة الدينيين، لسعيد بن محمد الغسانى 2: 53 العظات الموقظات، للنتاج البلطى 2: 345 ح العقاب، أو «العقارب»، لأبى عبيدة 3: 285 العقد لابن عبد ربه 3: 231 ح العققة لأبى عبيدة 3: 286 العقل لابن حبيب 3: 121 ح عقل الكل للزمخشرى 3: 266 ح عقلاء المجانين لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح عقود الإعراب لعبد الرحمن بن الأنبارى، 2: 170 ح العقود في المقصور والمحدود لابن الدهان 2: 50 ح العقيدة المنجدة لعبد الله بن على بن أحمد 2: 122 ح بنو عقيل لأحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود 1: 60 ح العلل: للرمانى 2: 296 : لقطرب 3: 220 : للقمى 3: 37 ح : لهارون بن الحائك 3: 361 علل التسمية، للغذة الأصبهانى 3: 43 ح علل النحو، لابى الحسن محمد بن عبد الله الوراق 3: 165 علل النحو للغذة الأصبهانى 3: 43 ح علل هجاء المصاحف لمكى بن أبى طالب 3: 318 العلم لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 علم أشكال الخط للنتاج البلطى 2: 345 ح العلم الإلهى لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح علم الحديث لابن الأثير 3: 260 علم اللغة ومنظومها لعبد الله الخزاز 2: 135 علم المنطق لأبى أحمد العسكرى 1: 347 ح علم النثر لابن مماتى 1: 269 ح علم النظم، لابى أحمد العسكرى 1: 346 العلوم للرمانى 2: 296 علوم الأوائل، لمحمد بن الحسن الأحول 3: 92 العماد في مواريث العباد لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح عمائر أو جماهير القبائل، للمفضل بن سلمة 3: 306 العمائر والربائع، لابن حبيب في النسب 3: 121 ح العمدة لابن رشيق في صناعة الشعر 1: 333، 338، 339 : لعبد القاهر الجرجانى، فى التصريف 2: 189 ح : للقاضي عبد الجبار المعتزلى، فى الجدل: والمناظرة 1: 111 ح لملك النحاة (فى النحو) 1: 343 عمود النحو وقصوله، للخطابى القديم 1: 392 عهد آل الحكماء لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 العوامل للخليل بن أحمد 1: 381 العوامل المائة، لعبد القاهر الجرجانى 2: 189 ح العوامل المائة، لأبى على الفارسى 1: 309 العوامل والهوامل لابن فضال (فى النحو) 2: 300 العوض للرمانى 2: 296 عون الجمل لأبى العلاء المعرى، فى شرح شىء من كتاب الجمل 1: 101 العيادة للمرزبانى 3: 183 عيار الشعر للآمدى 1: 323 ح العين للخليل بن أحمد 1: 138، 143، 208، 214 ح، 226، 227، 297، 378،

381/ 2: 279/ 3: 42، 71، 72، 97، 109، 155، 232، 306، 325/ 4: 68، 102، 152 عين التفسير، لابن طيفور 3: 153 العيون، لمبرمان 3: 190 عيون الأخبار، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 145 ح عيون الأخبار والأشعار لأحمد بن عبيد بن ناصج 1: 121 العيون الستة في أخبار سبتة، للقاضي عياض 2: 364 ح عيون الشعر لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح عيون الكاتب للحاتمى 3: 104 ح العيون والتكت لمحمد بن إسحاق بن أسياط (فى النحو) 3: 68 (غ) الغارات لأبى عبيدة 3: 286 الغايات لمحمد بن الحسين اليمنى 3: 113 ح الغرائز لأبى زيد الأنصارى 2: 35 الغرر والدرر للشرف المرتضى 2: 249 غريب الأسماء لأبى زيد الأنصارى 2: 35 غريب إعراب القرآن لعبد الرحمن بن الأنبارى أبى البركات 2: 170 ح غريب بطون العرب لأبى عبيدة 3: 286 غريب الحديث، لإبراهيم الحربى 1: 190 : للأثرم 2: 321 : لابن الأثير 3: 258 ح : لأحمد بن حنبل 3: 16 غريب الحديث، للأخفش 3: 14 : للأصمعى 2: 203 : لأبى بكر بن الأنبارى 3: 204، 208 : لثابت بن عبد العزيز الأندلسى وابنه قاسم 1: 297 : لابن حبيب 3: 121 ح : للخطابى 1: 160/ 3: 67 : لابن درستويه 2: 113 : لسلمة بن عاصم 2: 56 ح : لسليمان الحامض 2: 222 ح : لابن شميل 1: 143 : لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 102، 144 ح : لأبى عبيد القاسم بن سلام 1: 76، 143/ 2: 183، 285/ 3: 16، 17، 22 : لأبى عبيدة معمر بن المثنى 3: 14، 285 : لأبى عدنان النحوى البصرى 3: 14/ 4: 148 : لأبى عمر الزاهد 3: 174، 177 : لأبى عمرو الشيبانى 1: 262 : لابن قادم 3: 158 : للقاسم بن محمد الأنبارى 3: 28 : لقطرب 3: 14، 220 : لابن كيسان 3: 58 : للنضر بن شميل 3: 14، 352 غريب الحديث والمجرد منه لعبد اللطيف البغدادى 2: 194 ح

(ف)

غريب سيبويه، للجرمى 2: 82 غريب شعر زيد الخيل، للمفجع البصرى 3: 313 ح غريب القرآن: لأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة 1: 132 ح : للجعد 1: 304 ح/ 3: 184 : لابن دريد 3: 97 ح : للرمانى 2: 295 : للطبرى 1: 163 : لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 144 : لأبى عبيد القاسم بن سلام 3: 22 : لأبى عبيدة 3: 285 : لمؤرج السدوسى 3: 327، 330 : لنفطويه 1: 215 : لابن اليزيدى، أبى عبد الرحمن عبد الله 2: 134، 151 الغريب المصنف، لأبى عبيد القاسم بن سلام 1: 119 ح/ 3: 14، 15، 18، 19، 21، 22، 174، 263/ 4: 100 : لعلى بن حمزة البصرى 1: 219 ح : لأبى عمر الطلمنكى 2: 226 : لأبى عمرو الشيبانى 1: 219 ح الغريب الوحشى لأبى مسحل 4: 170 الغريبان: فى القرآن والحديث، لأبى عبيد الهروى 1: 312/ 3: 195 ح/ 4: 150 غلط الكاتب لابن كيسان 3: 59 ح الغلمان المغنون لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 الغنية لابن الدهان 2: 50 ح : للقاضي عياض في شيوخه 2: 364 ح الغنية عن الكلام للخطابى 1: 160 ح غنية الكاتب وبغيه الطالب في الصدور والترسل، للقاضي عياض 2: 364 ح (ف) الفاخر: للفرّاء 4: 22 : للمنذرى 3: 71 ح : لأبى الهيثم الرازى في اللغة 4: 186 : فيما تلحن فيه العامة للمفضل بن سلمة 3: 306 الفاشوش في أحكام قراقوش، لابن مماتى 1: 269 ح الفاضل لابن سلام الجمحى 3، 143 ح : لابن الوشاء 3: 62 الفاضل للمبرد 3: 252 فائت الجمهرة والرد على ابن دريد، لأبى عمر الزاهد 3: 177 فائت العين لأبى عمر الزاهد 3: 177 فائت الفصيح لأبى عمر الزاهد 3: 177 الفائق لابن جنى 2: 337 ح الفائق للزمخشرى في غريب الحديث 3: 266 ح الفائق في أسماء المائق، لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات الملقب بالكمال 2: 171 ح الفتح، على أبى الفتح لابن فورجة 1: 269/ 2: 337 ح فتح الوصيد للسخاوى في شرح الشاطبية 2: 312 ح فتوح إرمينية، لابى عبيدة 3: 286 فتوح الأهواز لأبى عبيدة 3: 286 فتوح عبد الملك بن قريب، للاصمعى 2: 203 ح الفتوحات الإلهية، للشيخ الجمل 2: 117 ح فتيا فقيه العرب، لأحمد بن فارس 1: 129 فحولة الشعراء للأصمعى 2: 203 ح فرائد الدر، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح

القرج، للمرزبانى 3: 183 فرحة الأديب للأسود 4: 175 الفرخ (أى فرخ كتاب سيبويه)، للجرمى 2: 81، 82 الفردوس لشيرويه 1: 360 ح الفرس لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 145 ح الفرس لأبى عبيدة 3: 286 فرش الحروف المدغمة، لمكى بن أبى طالب 3 : 318 فرض الحج على من استطاع إليه سبيلا، لمكى ابن أبى طالب 3: 318 الفرق: للأصمعى 2: 202 : لثابت بن أبى ثابت 1: 296 : للجعد 1: 304/ 3: 184 : لابن جنى 2: 337 ح : للزجاج 1: 200 : لأبى زياد الكلابى 4: 156 : لأبى زيد الأنصارى 2: 35 : للسجستانى 2: 62 : لابن السكيت 4: 61 : لأبى عبيدة 3: 286 : للعجلانى 3: 28 : لقطرب 3: 220 : لابن الوشاء 3: 62 الفرق بين الآدميين وبين كل ذى روح، للسجستانى 2: 62 الفرق بين الضاد والظاء، لابن حميدة 3: 185 ح الفرق بين الفرق، لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح الفرق بين قول القائل: طلقتك إن دخلت الدار وبين: إن دخلت الدار طلقتك، للكندى 2: 12 ح فرق ما بين الخاص والمشترك من معانى الشعراء للآمدى 1: 323 الفرق والجمع لابن حيويه 2: 152 ح الفرق والمعيار بين الأوغاد والأحرار، لأبى الفرج الأصبهانى، وهى رسالة عملها في هارون بن المنجم 2: 252 ح الفروق: لابن السكيت 1: 143 : لقطرب 1: 144 : لأبى هلال العسكرى 4: 189 فسخ الملح ونسخ الملح، لابن رشيق 1: 338 ح الفصاحة: لابى حنيفة الدينورى 1: 76 : للسجستانى 2: 62 الفصل بين الكلام الخاص والعام لابن جنى 2: 337 ح الفصل في أصول الفقه لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح الفصوص لصاعد بن الحسن البغدادى 2: 46، 86، 89 الفصول لابن الدهان (فى النحو) 2: 50 : لزيد بن عطية الصعدى اليمنى 2: 15 الفصول الأربعة المنطقية لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح الفصول الخمسون لابن معطى، بشرح محمد بن أحمد ابن الخليل 4: 44 ح الفصول في معرفة الأصول لابن فضال 2: 300 الفصول المركبية للشميم الحلى 2: 247 ح الفصول والغايات لأبى العلاء المعرى 1: 91، 93، 108، 115 الفصيح لثعلب 1: 186 ح/ 2: 306/ 3: 141/ 4: 194 فضائح الكرامية، لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح فضائح المعتزلة لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح

(ق)

فضائل أبى بكر، لابن جرير الطبرى 3: 90 ح فضائل خراسان للبلخى 2: 41 فضائل على، لأبى العلاء المصرى 1: 101 فضائل الفرس، لأبى عبيدة 3: 286 فعل وأفعل، للأصمعى 2: 203 : لابن السكيت 4: 61 : لأبى عبيدة 3: 286 : لقطرب 3: 220 : لمحمد بن الحسن الأحول 3: 92 فعلت، لابن دريد 3: 97 ح فعلت وأفعلت، للآمدى 1: 323 ح : للتوزى 2: 126 : للزجاج 1: 200/ 3: 197 : لأبى زيد الأنصارى 2: 35 : لعبد الرحمن بن الأنبارى: 2: 171 ح : لأبى على القالى 1: 241 : للكشى 3: 40 فقر كتاب سيبويه للمبرد 3: 252 الفقه، أو «جامع الفقه»، لعبد الله بن مسلم بن قتيبه 2: 146 فلك الأدب للديباجى 3: 139 فهرست ابن خير 4: 66 ح الفهرست لابن النديم 1: 42، 214 فى أخبار القضاة وما جرى لهم مع الأمراء والخلفاء لأبى هلال العسكرى 4: 189 فى أمر المتنبى وما جرى له معه، للخاتمى 3: 103 فى قوله تعالى (ومن يقتل) لابى بكر بن مقسم 3: 101 ح الفيصل للرؤاسى في النحو 4: 105، 107 (ق) القابض، لأبى عبيدة 3: 285 القادرى، لأبى سعيد الدينورى- فى التعبير 3: 204 ح قاضي الحق لأبى العلاء المعرى 1: 99، 102 قامة الرئيس، لأبى عبيدة 3: 286 القانون للحسين بن أحمد الزوزنى، فى الأصول 1: 355 القانون لابن الفتى، فى اللغة 2: 27 ح القانون الصلاحى في أودية النواحى، للديباجى 3: 139 ح القائف لأبى العلاء المعرى، على معنى «كليلة ودمنة» 1: 98، 102 القبائل، لأبى عبيدة 3: 285 القبائل: لأبى عمر الزاهد 3: 177 القبائل الكبيرة والأيام، لابن حبيب 3: 121 ح قبسة الأديب في أسماء الذيب، لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات 2: 171 ح قبسة الطالب في شرح أدب الكاتب، لعبد الرحمن ابن الأنبارى، أبى البركات 2: 171 ح قبسة العجلان لعبد اللطيف البغدادى في النحو 2: 195 ح قبسة العجلان في نسب آل سفيان للأبيوردى 3: 50 ح القبلة والزوال لأبى حنيفة الدينورى 1: 77 القتالون لأبى عبيدة 3: 286 قحطان وعدنان، للمبرد 3: 252 القراءات لأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة 1: 132 ح : لثعلب 1: 185 لابن جرير الطبرى 3: 90 ح : للجعد 1: 304/ 3: 184

: لابن خالويه 1: 360 : للسجستانى 2: 62 : لأبى عبيد القاسم بن سلام 3: 15 22 : للكسائى 2: 2: 271 : لابن كيسان 3: 59 : لمحمد بن سعدان 3: 140 : للمعافى بن زكريا 3: 298 ح : لابن النجار 3: 84 ح القراءات السبع لابن معطى (قصيد) 4: 38 ح قراءة أبى عمرو لأبى زيد الأنصارى 2: 35 قراضة الذهب في صناعة الأدب، لابن رشيق 1: 339 القرائن، لأبى عبيدة 3: 285 قرص العتاب، لابن مماتى 1: 269 ح القرطان لابن مطرف الكنانى- جميع فيه بين كتابى «غريب القرآن» و «مشكل القرآن، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 144 ح قرقرة الدجاج في ألفاظ ابن حجاج، لابن مماتى 1: 269 ح القرينة في شرح المعونة، لابن المعلى 2: 380 القسطاس للزمخشرى، فى العروض 3: 266 ح قسمة الأحزاب لمكى بن أبى طالب 3: 318 القسى والنبال والسهام، للسجستانى 2: 62 القصائد السبع في مدح سيد الخلق، للسخاوى 2: 312 ح القصائد الست، للأصمعى 2: 203 ح القصائد المختارة للمفضل الضبى 3: 302 قصة الكعبة لأبى عبيدة 3: 286 القصيدة الجرباوية، للنتاج البلطى 2: 345 ح القصيدة الحميرية أو النشوانية، لنشوان بن سعيد 3: 343 ح القصيدة الدامغة النونية، لأبى محمد الهمدانى على معد والفرس 1: 318 القصيدة النشوانية- القصيدة الحميرية قضاة البصرة، لأبى عبيدة 3: 286 قطع الأنفاس لابن رشيق 1: 338 قطف الوريد، للسيوطىّ- وهو مختصر «الأمالى» لابن دريد 3: 97 ح القلائد والفرائد، لابن الكوفى (فى اللغة والشعر) 2: 306 ح القلب والإيدال، للأصمعى 2: 203 القلب والإبدال لابن السكيت 4، 62 قواعد الشعر، للمبرد 6: 251 القواعد والبيان لابن ظفر في النحو 3: 76 ح القوافى: للأخفش الأوسط 2: 42 : لدومى الكوفى 2: 7 : للزجاج 1: 200/ 2: 29 : لأبى عثمان المازنى 1: 382 : للعميدى 3: 47 : لقطرب 3: 220 : للمبرد 3: 251 : لنفطويه 1: 215 ح قوانين: البلاغة، لعبد اللطيف البغدادى 2: 194 ح : الدواوين لابن مماتى 1: 353 ح : الدولة لابن مماتى 1: 269 ح القوص، لعبد الرحمن بن عبد الأعلى السلمى 4: 148 القوس والنرس، لأبى زيد الأنصارى 2: 35 قوله تعالى: (من نسائكم اللاتى)، لمكى بن أبى طالب 3: 318 القوى لأبى محمد الهمدانى (فى الطب) 1: 318

(ك)

القياس: للرمانى 2: 296 : لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : لهشام بن معاوية الضرير 3: 364 : على أصول النحو، لابن مزدان 4: 181 القيان، لإسحاق الموصلى 1: 254 ح القيان: لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 قيان الحجاز: لإسحاق الموصلى 1: 254 ح قيد الأوايد: لإسماعيل بن إبراهيم بن محمد الربعى 1: 227 : للأسود الغندجانى 4: 175 : قصيدة لإسماعيل بن إبراهيم، شرحها أبو بكر بن على الحدادى المصرى 1: 227 ح (ك) الكافى: لأبى بكر بن الأنبارى، فى النحو 3: 208 : لابن جنى، شرح قوافى الأخفش 2: 336 : للزجاجى، فى النحو 2: 161 ح : لابن كيسان 3: 59 : لابن النحاس، فى أصول النحو 1: 99، 136، 138 : للوفراوندى، فى علل النحو 4: 73 : للوفراوندى، فى علم العروص 4: 73 الكافى الشافى، للفضل بن الحسن الطبرسى 3: 63 الكافى علم العروض والقوافى- العروض والقوافى للتبريزى 4: 30 الكامل لابن جنادة 2: 107 الكامل لابن عدى 1: 65/ 2: 333 الكامل لعيسى بن عمر الثقفى 2: 347 الكامل للمبرد 3: 83، 87، 251 الكتاب، لسيبويه 1: 68، 134، 179، 180، 201، 208، 211، 224، 226، 240، 243، 283، 330، 267/ 2: 37، 39، 40، 55، 58، 81، 111، 113، 122، 126، 128، 131، 173، 215، 273، 278، 184، 333، 334، 347، 348، 350، 351، 358، 368، 369، 370، 383، 387/ 3: 10، 59، 348، 149، 216، 224، 225، 230، 242، 243، 250، 263، 355/ 4: 14، 43، 106، 107، 155، 158، 190، 192، 194 كتاب الألف واللام، لعبد الرحمن بن الأنبارى أبى البركات الملقب بالكمال 2: 170 ح الكتاب التام أو «معانى القرآن» للمبرد 3: 251 كتاب الحروف ومعانى القرآن إلى طه، للمبرد 3: 252 كتاب الصناعنين، لأبى هلال العسكرى 1: 347 كتاب كلا وكلتا، لعبد الرحمن بن الأنبارى، 2: 170 ح كتاب كيف، لعبد الرحمن بن الأنبارى، 2: 170 ح كتاب لو، لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات الملقب بالكمال 2: 170 ح كتاب ما لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات 2: 170 ح الكتاب المتمم، لابن درستويه 2: 114 ح كتاب المسجدين، لعبد الملك بن حبيب السلمى 2: 206 كتاب الملوك لابن قادم في النحو 3: 158 كتاب «يعفون»، لعبد الرحمن بن الأنبارى، 2: 170

(ل)

الكتاب لابن النحاس 1: 136 كذب عليك كذا، لأبى رشاد الأخسيكثى 1: 132 الكرم للسجستانى 2: 62 كرم النجار في حفظ الجار، لابن مماتى 1: 269 ح الكسوف، لأبى حنيفة الدينورى 1: 77 الكشاف، للزمخشرى، فى تفسير القرآن 3: 266 ح، 268 ح/ 4: 127 كشف الطرة عن الغرة، للشيخ محمود الآلوسى (شرح لمقامات الحريرى) 3: 25 ح كشف الكسف في نقض الكتاب المسمى بالكسف لابن ظفر 3: 76 ح الكشوف عن وجوه القراءات وعللها، لمكى 3: 315 كشف المعضلات وإيضاح علل القراءات، لجامع العلوم 2: 249 ح الكفاية لعبد الله بن على بن أحمد 2: 122 ح كفاية المتحفظ لابن الأجدابى (فى اللغة) 1: 183 الكلام على دليل التلازم، لأبى البقاء 2: 117 ح الكلام على ابن قتيبة في تصحيف العلماء، لابن درستويه 2: 114 الكلام الوحشى للأصمعى 2: 203 الكلم النوابغ للزمخشرى في المواعظ 3: 266 ح الكلمة في الربوبية، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح كنى الشعراء لابن حبيب 3: 121 ح الكوكب الدرى المستخرج من كلام النبى العربى للأقليشى 1: 72 كوكب المتأمل للأبيوردى، يصف فيه الخيل 3: 50 ح (ل) اللآلى في شرح أمالى القالى، لأبى عبيد البكرى: 1: 241 اللامات لأبى بكر بن الأنبارى 3: 208 : للزجاجاجى 1: 196 ح : لأبى زيد الأنصارى 1: 70 ح : لابن كيسان 3: 59 ح اللامع العزيزى، لأبى العلاء المعرى- فى شرح غريب شعر المتنبى 1: 89، 90، 102 اللبأ والطير لأحمد بن حاتم أبى نصر 1: 71 ح اللبأ واللبن الحليب، للسجستانى 2: 62 اللباب، لأبى البقاء، فى علل النحو 2: 117 اللباب لعبد الرحمن الأنبارى 4 أبى البركات 2: 170 ح لباب الآداب، لأسامة بن منقذ 3: 273 ح اللباب على ابن الخشاب لابن برى 2: 111 ح اللباب في تهذيب الأنساب، لابن الأثير- وهو مختصر الأنساب للسمعانى 3: 260 ح اللباس لابن جرير الطبرى 3: 90 ح اللبن لأبى زيد الأنصارى 2: 35 اللجام، لأبى عبيدة 3: 286 اللحظ والإشارات لإسحاق الموصلى 1: 254 ح اللحن الخفى، لهاشم بن أحمد بن عبد الواحد 3: 355 لحن العامة لأبى بكر الزبيدىّ 3: 108 لحن العامة لأبى حنيفة الدينورى 1: 77 لزوم ما لا يلزم لأبى العلاء المعرى 1: 94، 102 لزوم ما لا يلزم للشميم الحلى 3: 247 ح

(م)

لسان الصاهل والشاحج، لأبى العلاء المعرى- فى تفسير كتابه رسالة الصاهل والشاحج 1: 97، 102 لسان العرب، لأبى منصور الجبان 4: 206 لصوص العرب لأبى عبيدة 3: 286 لطائف الذخيرة لابن بسام لابن مماتى 1: 269 ح اللطائف في جمع هجاء المصاحف، لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح لطائف القول وخفيفه في شرائع الإسلام، لابن جرير الطبرى 3: 90 ح لطائف المعارف للثعالبى 1: 217 ح لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام، لابن جرير الطبرى 3: 90 ح اللغات للأصمعى 3: 203 : لابن دريد 3: 97 : لأبى زيد الأنصارى 2: 35 : لأبى عبيدة 3: 286 : لأبى عمرو الشيبانى 1: 262، 264 : للفرّاء 4: 22، 23 ح : ليونس بن حبيب 4: 77 لغات هذيل، لعزيز بن الفضل الهذلى 1: 144 لغة الفقه، لأبى البقاء 2: 117 ح اللماسة في شرح الحماسة للشميم الحلى 3: 247 ح لمح الملح، لابن القطاع 2: 237 ح اللمع، لابن جنى في النحو 1: 221 ح/ 2: 100 ح، 161، 172، 336 لمع الأدلة، لعبد الرحمن بن الأنبارى 2: 170 ح اللمعة في صنعة الشعر، لعبد الرحمن بن الأنبارى 2: 171 ح لهفة الضيف المصحر في الليل المسحر للشميم الحلى 2: 247 ح اللؤلؤة المكنونة واليتيمة المصونة، لشيث بن إبراهيم ابن الحاج القفطى 2: 74 ح ليس لابن خالويه 1: 360 (م) مآثر العرب: لأبى عبيدة 3: 286 مآثر غطفان لأبى عبيدة 3: 286 ما اتفق لفظه واختلف مسماه في الأماكن والبلدان المشتبهة في الخط، لأبى بكر الحازمى 4: 100 ما اتفق لفظه واختلف معناه: لابن الشجرى 3: 356 ح : لأبى العميثل 4: 150 : لمحمد بن الحسن الأحول 3: 92 : لإبراهيم بن أبى محمد اليزيدى 1: 245، 246/ 3: 347 ، فى القرآن، للمبرد 3: 252 : للأصمعى 1: 143/ 2: 203 ما اختلف وائتلف في أنساب العرب، للأبيوردى 3: 50 ما اختلفت أسماؤه من كلام العرب، للرياشى 2: 371 ما أخذ على المتنبى من اللحن والغلط، للقزاز 3: 86 ح ما أغفله الخليل في كتاب العين، وما ذكر أنه مهمل وهو يستعمل وضده، لأبى عبد الله الكرمانى 3: 155 ما أغفله القاضي منذرووهم فيه في كتاب الأحكام

لمكى بن أبى طالب 3: 318 ما أنكرته الأعراب على أبى عبيد فيما رواه وصنفه لأبى عمر الزاهد 3: 177 ما تكلم به العرب فكثر في أفواه الناس، للأصمعى 2: 203 ح ما تلحن فيه العامة، لأحمد بن حاتم 1: 71 : لثعلب 1: 185 للسجستانى 2: 61 : لسلامة بن غياص 2: 68 ح : لأبى عبيدة 3: 286 : لأبى الهيذام العقيلى 4: 187 : للكسائى 2: 271 ح ما جاء في الشعر وما حرف عن جهته، لابن السكيت 4: 62 ما جاء من المبنى على فعال للربعى 2: 297 ح ما خالف فيه الإنسان البهيمة لقطرب 3: 220 ح ما دار بين الرضى وبين أبى إسحاق من الرسائل 3: 115 ح ما زاد في المصنف وغريب والحديث للمنذرى 3: 71 ح ما سئل عنه لفظا فأجاب عنه حفظا لابن دريد 3: 96 ما فسر من جامع النطق للزجاج 1: 200 ما في عيار الشعر من الخطأ، للآمدى، ردّ فيه على ابن طباطبا 1: 323 ما قيل في الحيات من الشعر والرجز، لربيعة البصرى 2: 9 ما لحن فيه الخواص من العلماء، لأبى أحمد العسكرى 1: 346 ما وقع في أشعار السير من الغريب، لعبد الملك ابن هشام بن أيوب الذهلى 2: 212 ما يجرى وما لا يجرى لثعلب 1: 186 ما يجوز على الأنبياء وما لا يجوز، للرمانى 2: 295 ما يحتاج إليه الكاتب (أو آلة الكاتب)، للمفضل بن سلمة 3؛ 306 ما يلحن فيه العامة، لأبى عثمان المازنى 1: 282 ما ينصرف وما لا ينصرف لثعلب 1: 186 ما ينصرف وما لا ينصرف، للزجاج 1: 200 المأثور عن مالك في أحكام القرآن وتفسيره، لمكى بن أبى طالب 3: 315 المأثور في اللغة، لأبى العميثل 4: 150 ح المباحث للرمانى 2: 296 مبادئ العلوم، للرمانى 2: 296 المبالغة في الذكر لمكى بن أبى طالب 3: 319 المبتدأ، لابن خالويه، فى النحو 1: 360 /2: 286 المبتدأ للرمانى، فى النحو 2: 295 المبدأ والمال لياقوت الحموى 4: 86 ح المبهج لابن جنى 2: 337 ح المبهج، لعبد الله بن على بن أحمد 2: 122 ح متشابه أسماء الرواة للزمخشرى 3: 266 ح المتشابه في علم القرآن للرمانى 2: 295 المتشابه في القرآن، للرضى 3: 115 ح متشابه القرآن لأبى البقاء 2: 117 ح متنزه القلوب للشميم الحلى، فى التصحيف 2: 247 ح المتوج للمرزبانى، فى العدل وحسن السيرة 3: 183 المثالب لأبى عبيدة 3: 286 المثل السائر بين الكاتب والشاعر، لابن الأثير 3، 260 المثلث لابن السيد البطليوسى، فى اللغة 2: 142 ح

المثلث لقطرب 2: 142 ح/ 3: 220 المثلث لابن معطى- فى اللغة 4: 44 ح المثلث، لابن الوشاء 3: 62 المثنى والمبنى والمكنى لابن السكيت 4: 62 ح المجاز للحاتمى في الشعر 3: 104 ح مجاز القرآن لأبى عبيدة 3: 278، 285 مجاز الكلام، لثعلب 1: 186 ح مجازات القرآن، للشريف الرضى 3: 115 المجازات النبوية للشريف الرضى 3: 114 ح، 115 ح المجاز لمبرمان 3: 190 المجالس لأبى بكر بن الأنبارى 3: 208 المجالس لثعلب 1: 186 مجالس ابن الناصر، للرمانى 2: 296 المجالس في استحقاق الذم للرمانى 2: 296 مجالسات ثعلب، لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح مجالسات العلماء، لعبيد الله بن أحمد بن محمد 2: 153 ح المجتبى من المجتنى للأبيوردى، فى رجال كتاب أبى عبد الرحمن النسائى في السنن المأثورة وشرح حديثه 3: 50 ح المجتنى لابن دريد 3: 96 مجتنى ريحانة الهم في استئناف المدح والذم، للشميم الحلى 2: 247 ح المجرد لكراع النمل، بغيرا استشهاد 2: 240 مجرد الأغانى لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 المجسطى 4: 168 مجمع الأمثال للميدانى 3: 302 ح مجمع البيان في تفسير القرآن، للفضل بن الحسن الطبرسى 3: 6 ح المجمل لجامع العلوم 2: 249 ح مجمل الأصول لابن السراج 3: 149 مجمل اللغة لأحمد بن فارس 1: 230 ح/ 2: 322 ح/ 3: 107 ح مجموع الأخبار والآثار، لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 ح المجموع الأدبى، لابن القطاع 2: 237 مجموع شعر الحريرى 3: 25 مجموع كلام أبى على الفارسى، لياقوت الحموى 4: 95 ح المحاجاة للزمخشرى، فى الأحاجى والألغاز 3: 266 ح المحاسن في العربية لابن جنى 2: 337 ح المحاسن في تفسير القرآن لأبى هلال العسكرى 4: 189 المحاضر والسجلات للمعافى بن زكريا 3: 298 ح المحاورة للمعافى بن زكريا، فى العربية 3: 298 ح المحبر لابن حبيب 3: 119، 121 ح المحتسب، لابن جنى، فى شرح الشواذ 2: 337 ح/ 3: 106 المحتسب، لطاهر بن بابشاذ 3: 95 ح المحتسب في شرح الخطب للشميم الحلى 2: 246 ح المحتوى لابن الصيرفى في القراءات الشواذ 2: 341 ح المحصل في شرح المفصل للزمخشرى، للديباجى 3: 139 المحصول بشرح الفصول لابن معطى، لجمال الدين الحسين بن بدر بن أبار البغدادى 4: 44 ح المحكم لابن سيده الأندلسى، فى اللغة 1: 234/ 2: 225، 226، 286 ح/ 3: 167 المحلى في استيعاب وجوه كلا، للقفطى 1: 58 م محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن حسن بن حسين لأبى عبيدة 3: 286 المحيط للصاحب بن عباد، فى اللغة 1: 238

المختار لعلى بن أحمد بن على أبى الحسن البغدادى 2: 231 المختار لابن كيسان 3: 58 مختار تذكرة أبى على وتهذيبها لابن جنى 2: 337 المختار في مناقب الأخيار: لابن الأثير 3: 258 ح المخترع في شرح اللمع للشميم الحلى 2: 246 ح المختصر لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات الملقب بالكمال 2: 170 ح : لأبى مسهر 4: 182 : لهشام بن معاوية الضرير 3: 364 مختصر إصلاح المنطق، لأبى الفتح المطرزى 3: 339 ح : أصول ابن السراج، لأبى البقاء 3: 117 ح : الأغانى، لابن ناقيا 2: 133 : الأنساب للسمعانى لابن الأثير 3: 360 : العربية للحاتمى 3: 104 ح : لثابت بن أبى ثابت 1: 296 : العروض لابن جنى 3: 337 : عمدة ابن رشيق، لعثمان بن على 2: 343 : عوامل الإعراب، لأبى على الفارسى 1: 309 ح : العين لأبى بكر الزبيدىّ 1: 234/ 3: 108، 109 لمختصر الفتحى، لأبى العلاء المعرى 1: 99 مختصر الفرائض لابن جرير الطبرى 3: 90 ح : الفصيح لأبى سهل الهروى 3: 195 ح : أصول الدين لملك النحاة 1: 344 : فى أصول الفقه لملك النحاة 1: 344 : فى علم السور القصار، للرمانى 2: 295 : فى علم العربية، لعبد الله الخزاز 3: 135 مختصر في الفقه لأحمد بن كامل بن خلف 1: 133 ح : فى القوافى، لابن جنى 2: 337 : لابن الدهان 2: 50 ح مختصر في النحو للبكرى أبى الفضل محمد بن أبى غسان 1: 289 : للجعد 1: 304/ 3: 184 : للزجاج 1: 200 : لأبى سهل الهروى 3: 195 : لشيث بن إبراهيم بن الحاج القفطى 2: 73 : لأبى العباس المهلبى 1: 164 ح : لعبد الله بن محمد بن سفيان 2: 131 ح : لأبى عمر الجرمى 2: 80 : للغذة الأصبهانى 3: 43 : لأبى محمد اليزيدى 4: 33 : لابن النجار 3: 84 ح : للمتعلمين، للعجلانى 3: 28 مختصر فيما بعد الطبيعة، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح مختصر ما يستعمله الكاتب، لمحمد بن هبيرة الأسدى، المعروف يصعودا 2: 75 مختصر المختصر لابن حيويه 2: 152 ح مختصر الموافقة بين أهل البيت والصحابة، للزمخشرى 3: 266 مختصر الموطأ، لابن رشيق 1: 339 مختصر النحو، لأبى عبد الله محمد بن أبى محمد اليزيدى 3: 199/ 4: 62 : لابن ظفر 3: 76 : لسليمان الحامض 2: 22 : لعبد الله بن محمد بن شقير 2: 135

: للكسائى 2: 271 : لابن كيسان 3: 59 : لمحمد بن سعدان 3: 140 : لمحمد بن على المراغى 3: 196 : لمحمد بن يحيى بن المبارك اليزيدى 3: 240 : لابن الوشاء 3: 62 : المتعلمين للجرمى 2: 82 مختلف الحديث (أو اختلاف الحديث)، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح المختلف والمؤتلف للابيوردى 3: 49 المختلف والمؤتلف لأبى أحمد العسكرى 1: 346 المختلف والمؤتلف لابن حبيب 1: 50 المختلف والمؤتلف في أسماء الشعراء، للآمدى 1: 322 المختلف والمؤتلف في أسماء القبائل لابن حبيب 3: 121 ح المخزومات للرمانى 2: 295 المخصص، لابن سيده 2: 226 المداخل، لأبى عمر الزاهد 3: 177 المدارك لعياض بن موسى اليحصبى 2: 139 ح المدخل: إلى سيبويه، للمبرد 3: 251 : إلى علم الشعر لأبى بكر بن مقسم 3: 101 : إلى علم الفرائض، لمكى بن أبى طالب 3: 317 : إلى علم النحو للمفضل بن سلمة 3: 306 : إلى كتاب سيبويه، لأبى سعيد السيرافى 1: 349 : إلى كتاب العين للنضر بن شميل 3: 352 : فى النحو للمبرد 3: 252 المدونة في فروع المالكية، لأبى عبد الله عبد الرحمن ابن القاسم المالكى 2: 153 المديح للمرزبانى، فى الدعوات ومجالس الشرب والشراب 3: 183 مذاهب المواهب لابن مماتى 1: 269 ح المذكر والمؤنث، لأحمد بن عبيد بن ناصح 1: 121 : للأصمعى 2: 203 : لأبى بكر بن الأنبارى 3: 204، 208 : لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح : للجعد 1: 331 : لابن جنى 2: 336 : لابن خالويه 1: 360 : للسجستانى 2: 62، 63 : لابن السكيت 4: 61 : لأبى جعفر الطبرى 1: 163 : لعبد الله بن الخزاز 2: 135 : لعبد الله بن محمد بن سفيان 2: 135 : لعبد الله بن محمد بن شقير 1: 69 ح/ 2: 135 : لأبى عبيد القاسم بن السلام 3: 22 : للعجلانى 3: 28 : للقاسم بن محمد الأنبارى 3: 28 : لابن كيسان 3: 58 : لابن الوشاء 3: 62 المذهب لابن الوشاء 3: 62 المذهب في أخبار الشعراء وطبقاتهم، لابن حبيب 3: 121 ح المراتب والمناقب من عيون الشعر، لعبد الله ابن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح المراثى، للمرزبانى 3: 173 مراصد الاطلاع على الأسماء والأمكنة والبقاع، لصفى الدين عبد المؤمن بن عبد الحق 4: 86 ح

المرام في نهاية الأحكام، لأبى البقاء 2: 117 ح المرتجل في إبطال تعريب الجمل، لعبد الرحمن ابن الأنبارى، أبى البركات 2: 170 ح المرتجلات في المسجلات، للشميم الحلى 2: 246 ح مرج راهط، لأبى عبيدة 3: 285 المرجان، لأبى عمر الزاهد 3: 177 المرشد، لعلى بن محمد الهروى 2، 311 المرشد للمرزبانى في أخبار المتكلمين 3: 182 المرشد، للمعافى بن زكريا، فى الفقه 3: 298 ح بنو مرة بن عوف، لأحمد بن إبراهيم بن إسماعيل ابن داود 1: 60 ح المروى الصحيح، لعبد الله بن أحمد الربعى 2: 205 ح المزخرف للمرزبانى في الإخوان والأصحاب 3: 183 المسابقة والمسارقة لابن بندار التفليسى 1: 325 المسافر لوكيع 3: 124 ح مسالك الممالك، للإصطخرى 3: 47 ح مسألة أنت طالق في شهر قبل ما بعد رمضان، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح مسألة الأهل المشروط بينهم التزاور للقاضي عياض 2: 364 ح مسالة رؤية الله تعالى ورؤية النبى صلى الله عليه وسلم في المنام، للسهيلى 2 ص 163 ح مسألة السر في عور الدجال، للسهيلى 2: 163 ح مسألة في قول النبى صلى الله عليه وسلم: إنما يرحم الله من عبادة الرحماء، لأبى البقاء 2: 117 ح المساوى في السرقات الشعرية لابن رشيق 1: 339 ح مسائل الأخفش الأوسط 3: 149/ 4: 108 المسائل لثعلب 1: 186 المسائل (أو المسائل والجوابات، أو المسائل والأجوبة)، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 مسائل أحمد بن إبراهيم البصرى للرمانى 2: 296 مسائل الإخبار بالذى وبالألف واللام، لمكى ابن أبى طالب 3: 317 مسائل أهل مصر الأولى، للشريف المرتضى: 2: 250 ح المسائل البصرية لأبى على الفارسى 1: 309 المسائل البغداديات، لأبى على الفارسى 1: 309 مسائل التذكرة، لأبى على الفارسى 3: 154 مسائل ابن جابى للرمانى 2: 296 المسائل الجرجانية، للشريف المرتضى 2: 250 ح المسائل الحلبيات، لأبى على الفارسى 1: 309 المسائل الحلبية الأخيرة، للشريف المرتضى 2: 250 ح المسائل الحلبية الأولى للشريف المرتضى 2: 250 ح المسائل الخاطريات، لابن جنى 2: 337 مسائل الخلاف في الفقه، للشريف المرتضى 2: 250 ح مسائل الخلاف في النحو، لأبى البقاء 2: 117 ح المسائل الدمشقية لأبى على الفارسى 1: 309 ح المسائل الذهبيات لأبى على الفارسى 1: 309 المسائل الشيرازيات لأبى على الفارسى 1: 309 المسائل الصغير، للأخفش الأوسط 2: 42 المسائل الصيداوية، للشريف المرتضى 2: 250 ح

المسائل الطرابلسية الأخيرة للشريف المرتضى 2: 250 ح المسائل الطرابلسية الأولى للشريف المرتضى 2: 250 ح المسائل الطوسية للشريف المرتضى 2: 250 ح المسائل العسكرية لأبى على الفارسى 1: 309 المسائل العشر المتعبات إلى الحشر، لملك النحاة 1: 344/ 2: 111 ح مسائل أبى العلاء، للرمانى 2: 296 مسائل أبى على بن الناصر في علم القرآن، للرمانى 2: 296 المسائل في اللطيف من الكلام للرمانى 2: 296 المسائل القصريات، لأبى على الفارسى 1: 309 المسائل القصرية أو القصريات لابن طوسى 3: 154 المسائل الكبير، للأخفش الأوسط 2: 38، 42 المسائل الكرمانية، لأبى الفارسى 1: 309 المسائل المجلسيات، لأبى على الفارسى 1: 309 المسائل المشكلة، لأبى على الفارسى 1: 309 ح مسائل المصريين الأخيرة، للشريف المرتضى 2: 250 ح المسائل المصلحة لأبى على الفارسى 1: 309 ح مسائل مفردات في أصول الفقه، للشريف المرتضى 2: 250 ح المسائل المنثورة لابن السيد البطليوسى، فى النحو 2: 142 ح المسائل المنثورة، لأبى على الفارسى 1: 309 ح المسائل الموصلية الأولى، للشريف المرتضى 2: 250 ح المسائل الموصلية الثالثة، للشريف المرتضى 2: 250 ح المسائل الموصلية الثانية، للشريف المرتضى 2: 250 ح المسائل الناصرية، للشريف المرتضى في الفقه 2: 250 ح مسائل نحو منفردة لأبى البقاء 2: 117 ح المسائل والجواب في الأصلح الواردة من مصر، للرمانى 2: 296 المسائل والجوابات من كتاب سيبويه للرمانى 2: 259 مسائية لأبى زيد الأنصارى 2: 35 المسبع، لعبد الله بن عبد الله الأندلسى المعروف بالبرفى 2: 121 المستحسن، لأبى عمر الزاهد 3: 177 المستزاد على المستجاد في فعلات الأجواد؛ للنتاج البلطى 2: 345 ح المستطرف، للمرزبانى، فى نوادر الحمقى 3: 183 المستقصى، لأبى بكر الرازى في أخبار الأندلس 3: 162 ح المستقصى، للزمخشرى، فى الأمثال 3: 266 ح/ 4: 180 المستنير، للمرزبانى، فى أخبار الشعراء المشهورين: أولهم بشار وآخرهم ابن المعتز 3: 182 مسعود بن عمر ومقتله، لأبى عبيدة 3: 285، 286 المسلوك، لسلمة بن عاصم- فى العربية 2: 56 ح مسند أحمد بن حنبل 3: 174، 177 ح مسند أبى داود 3: 111 ح مسند الرويانى 3: 194 مسند الشافعى 3: 258 ح مسند ابن عباس لابن جرير الطبرى 3: 90 ح مشارق الأنوار على صحيح الآثار، للقاضي عياض ابن موسى اليحصبى (تفسير غريب حديث الموطأ والبخارى ومسلم) 2: 139 ح، 364

المشترك وضعا والمفترق صقعا لياقوت الحموى 4: 86 المشجر لابن حبيب 3: 121 ح المشرّف للمرزبانى في آدب النبى والصحابة والوصايا وحكم العرب والعجم 3: 183 المشكل للفرّاء 4: 17 ح، 23 مشكل الحديث لعبد الله بن قتيبة 2: 144، 146 ح مشكل القرآن لابن الأنبارى 3: 173، 204، 208 مشكل القرآن لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 144 ح المشوف المعلم في ترتيب إصلاح المنطق، على حروف المعجم لأبى البقاء 2: 117 ح مشيخة تاج الدين الكندى، للقفطى 1: 58 م مصابيح الكتاب لابن كيسان 3: 59 ح مصابيح الهدى، لعبد الملك بن حبيب السلمى 2: 206 ح المصاحف، لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح المصادر أو مصادر القرآن للأصمعى 2: 203 : لأم البهلول 4: 121 : للحسين بن أحمد الزوزنى 1: 355 : لأبى زيد الأنصارى 2: 35 : لأبى عبيدة 3: 286 : لقريبة 4: 121 : للميدانى 1: 159 : للنضر بن شميل 3: 352 : لنفطويه 1: 215 ح : فى القرآن للفرّاء 4: 22 : القرآن، لإبراهيم بن يحيى المبارك المعروف بابن اليزيدى 1: 225، 226 المصباح، للشريف المرتضى، فى الفقة 2: 250 ح : لأبى الفتح المطرزى 3: 339 ح المصطفى المختار في الأدعية والأذكار، لابن الأثير 3: 258 ح المصنف لأبى عبيد 1: 143، 208 المصون لثعلب 1: 185 المطر لابن دريد 3: 97 ح المطر لأبى زيد الأنصارى 2: 35 المطيب للفضل بن سلمة 3: 306 ح المعاتبات لأبى عبيدة 3: 286 المعادات لابن ظفر 3: 76 ح المعارف، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 145 ح/ 3: 124 ح، 155 معارف الأدب لابن فضال 2: 300 معاقبة الجرى على معاتبة البرىء لابن ظفر 3: 76 ح معالم السنن، للخطابى، فى شرح سنن أبى داود 1: 160 المعانى للباهلى 3: 279 : لابن السكيت 1: 143 : للفرّاء 1: 69 : لمؤرج السدوسى 3: 330 : لابن النحاس 1: 136 : للنضر بن شميل 3: 352 معانى السنن القحطية والأيام لمكى بن أبى طالب 3: 318 معانى الشعر: للأخفش الأوسط 2: 42 : للأصمعى 2: 203 : للأشناندانى 4: 151 : لابن الأعرابى 3: 131 : لبندار بن عبد الحميد بن لرة 1: 282 : لأبى بشر الضرير 4: 79 : لأبى ثروان العكى 4: 105 : لثعلب 1: 185 : لابن درستويه 2: 113 : لأبى ذكوان 3: 10 : لابن شميل 1: 143

معانى الشعر: لعبد الرحمن بن أخى الأصمعى 2: 161 : لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 145 ح : لابن عبدوس 3102 : لأبى العميثل 4: 150 : لابن كناسة 3: 161 : للمفضل الضبى 3: 302 : يعقوب بن الكيت 4: 62 : لليمان البندنيجى 4: 79 معانى شعر البحترى، للآمدى 1: 323 معانى الشعر الصغير، لابن الكيت 4: 62 معانى الشعر الكبير، لابن السكيت 4: 62 معانى الشعر واختلاف العلماء في ذلك، لابن الكوفى 2: 306 معانى صفات الله جل اسمه، للمبرد 3: 252 معانى العروض، لبزرج بن محمد العروضى الكوفى 2: 242 ح المعانى في القرآن، لابن درستويه 2: 114 : لأبى جعفر النحاس 1: 137/ 2: 191 معانى القرآن: للأخفش 3: 14 : لثعلب 1: 185 : للجعد 1: 304/ 3: 184 ح : للخياط 3: 54 : للرؤاسى 4: 136 : للزجاج 1: 194، 200 : لأبى زيد الأنصارى 2: 35 : لسلمة بن عاصم 2: 56 : للشريف الرضى 3: 115 : لأبى العباس بن ولاد 1: 134 : لعبد الله الخزاز 2: 135 معانى القرآن: لعبد الله بن محمد بن سفيان 2: 131 ح : لأبى عبيد القاسم بن سلام 3: 14، 22 : لأبى عبيدة 3: 14، 285 : للفرّاء 2: 57/ 3: 187/ 4: 9، 10، 16، 22 ح : لقطرب 3: 14، 220 : للكسائى 2: 257، 265 271 ح : لابن كيسان 3: 59 : للمبرد 3: 251 : للمفضل بن سلمة 3: 306 : ليونس بن حبيب 4: 77 المعانى المجردة، لابن جنى 2: 337 ح معاياة العقل في معاناة الثقل للشميم الحلى 2: 446 ح المعتبر في الفرق بين الوصف والخبر، لعبد الرحمن ابن الأنبارى، أبى البركات 2: 170 ح المعتصر من المختصر، لشيث بن إبراهيم بن الحاج القفطى (فى النحو) 2: 73 معجزات النبىّ صلى الله عليه وسلم، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ح معجم الأدباء لياقوت الحموى (هوء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) 1: 48 م/ 4: 86 ح : البلدان لياقوت الحموى 1: 48 م/ 4: 85 ح : الحدود للزمخشرى 3: 266 ح : السفر للسلفى 1: 393 ح : الشعراء للمرزبانى 3: 135 ح، 182 : الشعراء لياقوت الحموى 4: 86 ح : الشيوخ للسمعانى 1: 167 ح

معجم شيوخ المبارك بن هبة الله للمبارك بن كامل 3: 260 : شيوخ أبى سكرة للقاضي عياض 2: 364 ح المعجم الكبير لابن المقرئ 2: 216 ح المعرب لأبى منصور موهوب بن الجواليقى 3: 335 المعرب لابى الفتح المطرزى في غريب ألفاظ الفقهاء 3: 339 ح المعرفة للرمانى 2: 296 المعزى لابى زيد الأنصارى 2: 352 المعلم للمبارك بن الفاخر 3: 257 المعلم بفوائد كتاب مسلم للمازرى 2: 364 ح المعلوم والمجهول والنفى والإثبات للرمانى 2: 296 المعلى للمرزبانى في فضائل القرآن 3: 183 معنى كتاب الأوسط للأخفش للمبرد 3: 252 المعونة لابن المعلى- فى النحو 2: 380 المعيار والموازنة للحاتمى 3: 104 ح مغارات قيس واليمن لأبى عبيدة 3: 285 المغازى لإبراهيم الحربى 1: 190 ح مغازمى ابن إسحاق 2: 211 المغازى للمرزبانى 3: 184 ح مغازى الواحدى 2: 223 ح مغازى الواقدى 2: 209 المغتالون من الأشراف لابن حبيب 3: 121 ح المغرب في شرح القوافى لابن جنى 2: 337 ح المغرب في شرح المعرب لأبى الفتح المطرزى 3: 339 ح المغسل، للحاتمى، فى خصال أبى الحسن البتى 3 : 104 ح المغنى لعبد الجبار المعتزلى (فى الجدل والمناظرة) 1: 82 ح المغنى لعبد القاهر الجرجانى، شرح الكتاب الإيضاح لأبى على الفارسى 2: 188 ح المغنى، لمحمد بن إسحاق بن أسباط (فى النحو) 3: 68 ح المغنى لابن هشام الأنصارى 1: 63 م المفاتيح، للشميم الحلى 2: 246 ح المفاوضة لابن نصر الكاتب 1: 361/ 3: 287/ 4: 115، 145 المفتاح لعبد القاهر الجرجانى 2: 189 ح مفتاح المذاكرة لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات 2: 170 ح المفرد والمؤلف للزمخشرى 3: 266 ح مفردات في القراءات، لابن الزقاق 2: 304 مفردات متعددة في النحو، لأحمد بن محمد بن الحسن المرزوقى 1: 141 مفردات أبى بكر مقسم 3: 101 ح المفصح لابن جرو الأسدى (فى القوافى) 2: 155 ح المفصل للزمخشرى (فى النحو) 2: 11/ 3: 139، 266 ح، 270/ 4: 46، 167 المفضل، للمرزبانى في البيان والفصاحة 3: 183 المفضل في شرح المفصل للزمخشرى للسخاوى 2: 312 ح المفضليات للمفضل الضبى 1: 827 ح/ 3: 301 المفوف لابن حبيب 3: 121 ح المفيد في أخبار أبى سعيد السيرافى للقفطى 1: 58 م، 349 المفيد للمرزبانى، فى أخبار المقلين من الشعراء وكناهم ومذاهبهم 3: 183 مقاتل الأشراف لأبى عبيدة 3: 286 مقاتل الطالبيين، لأبى الفرح الأصبهانى 2: 252

مقاتل الفرسان لابن حبيب 3: 121 ح : لأبى عبيدة 3: 286 : لأبى على القللى 1: 341 المقاصد الحسان فيما يلزم الإنسان، للقاضي عياض 2: 364 ح المقاطع والمبادئ، للسجستانى 2: 62 المقالات، لسعيد بن محمد الغسانى 2: 3 مقالة في الأقيسة الوضعية، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى البحران، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى البرسام، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى التأذى بصناعة الطب لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى تدبير الحرب، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى تزييف الشكل الرابع لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى تزييف ما يعتقده ابن سينا من وجود أقيسة شرطية تنتج نتائج شرطية، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى تزييف المقالات الشرطية لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى تعقب أوزان الأدوية، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى الجنس والنوع، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى الحركات المعتاصة، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى حقيقة الدواء والغذاء لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح مقالة في الحواس، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى الرد على ابن رضوان في اختلاف جالينوس وأرسطو، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح فى الرد على ابن الهيثم، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى الرد على اليهود والنصارى، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى السقنقور، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى الشعر لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى العادات لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى العطش، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى العلوم الضارة لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى القدر، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى القياس، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى القياسات المختلطات، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى الكلمة والكلام لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى كيفية استعمال المنطق لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى اللغات وكيفية قولدها، لعبد اللطيف البغدادى 2، 195 ح : فى الماء، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح مقالة في منزلة الأدواء من جهات الكيفيات، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح مقالة في النفس والصوت والكلام، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح

مقالة في النهاية واللانهاية، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح مقالة في المعتزلة للرمانى 2: 296 مقالتان في المدينة الفاضلة لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح مقامات بديع الزمان الهمذانى 3: 299 ح مقامات الحريرى 1: 344/ 2: 100 ح، 111 ح، 126/ 3: 23 ح 24 ح، 25 ح، 26، 27، 276/ 4: 50 ح مقامات ملك النحاة 1: 344 ح مقامات في الواعظ، للزمخشرى 3: 266 ح مقامات ابن ناقيا 1: 168 ح المقاييس للأخفش الأوسط (فى النحو) 2: 42 المقبوض في علم العروض، لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات 2: 171 ح المقتبس لابن حبيب 3: 121 ح المقتبس لابن دريد 3: 96 المقتبس لمحمد بن عمران بن موسى 3: 246/ 4: 11 ح المقتبس في أخبار الأندلس لابن حيان 1: 60 م، 295 ح/ 2: 207، 260 ح المقتبس في أخبار النحويين واللغويين والنسابين، للمرزبانى 1: 263 ح/ 3: 180، 182 مقترح للسائل في ويل امه، لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات 2: 17 ح المقتصد، لعبد القاهر الجرجانى- ملخص كتابه «المغنى» فى شرح «الإيضاح لأبى على الفارسى» 2، 188، 190، 387 المقتصد لملك النحاة، فى التصريف 1: 343 المقتضب لأبى زيد الأنصارى 2: 35 المقتضب للمبرد 3: 141، 145، 251 المقتضب في المعتل العين لابن جنى 2: 337 المقتضب من جمهرة النسب لابن الكلبى، لياقوت الحموى 4: 86 ح مقتل عثمان لأبى عبيدة 3: 286 المقتنى لابى حبيب 3: 121 ح المقتنى لابن دريد 3: 97 ح مقدمات أبواب التصريف لابن جنى 2: 337 ح المقدمات على كتاب سيبويه، لابن الطراوة 4: 113 ح المقدمة لابن هبيرة الوزير 2: 100 مقدمة الأدب، للزمخشرى في اللغة 3: 266 ح المقدمة الجزولية، لعيسى بن يللنجت 2: 333 ح/ 4: 167 مقدمة في الحساب، لعبد اللطيف البغدادى 2: 195 ح : فى الحساب، لأبى البقاء 2: 117 ح : فى النحو لأبى زكريا 4: 29 : لأبى محمد الأرزنى 4: 41 : فى النحو، لأبى البقاء 2: 117 ح : للتبريزى 4: 30 : لطاهر بن بابشاذ 2: 95 : لابن فضال 2: 300 المقدمة المطرزية لأبى الفتح المطرزى- فى النحو 3: 339 ح المقصور والممدود لأبراهيم بن يحيى بن المبارك المعروف بابن اليزيدى 1: 226 : لأحمد بن عبيد بن ناصح 1: 121 : للأصمعى 2: 202 : لابى بكر بن الأنبارى 3: 208

المقصور الممدود: لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح : للجعد 1: 303/ 3، 184 : لأبى جعفر الطبرى 1: 163 : لابن جنى 3: 336 : لابن خالويه 1: 360 : لابن درستويه 2: 113 : لابن دريد 3: 97 ح : للسجستانى 2: 62 : لابن السكيت 4: 61 : لابن شقير النحوى 1: 69 ح : لأبى العباس بن ولاد 1: 134 : لعبد الله الخزاز 2: 135 : لعبد الله بن محمد بن سيفان 2: 131 ح : لأبى عبيد القاسم بن سلام 3: 222 : للعجلانى 3: 28 : لأبن على الفارسى 1: 309 : لأبى على القالى 1: 241/ 3: 64 : للقاسم بن محمد الأنبارى 3: 28 : لابن القوطية 3: 178 ح : لابن كيسان 3: 58 : للمبرد 3: 251 : لأبى محمد اليزيدى 3: 240/ 4: 33 : للمفضل بن سلمة 3: 306 : لابن الوشاء 3: 62 مقصورة: ابن دريد 1: 235 ح/ 3: 97 ح مقطعات الأبيوردى 3: 51 ح مقطوع القرآن وموصوله للكسائى 2: 271 المقنع، لأحمد بن مغيث الصدفى في عقد الشروط 1: 170 المقنع لأبى بكر الطائى في النحو 1: 352 المقنع للخياط 3: 54 المقفع للشريف المرتضى في الغيبة 2: 250 ح المقنع لابن الصيرفى في رسم المصحف 2: 341 ح المقنع لابن النحاس في اختلاف البصريين والكوفيين 1: 138 المقنع لنفطويه في النحو 1: 215 المكاييل والموازين لوكيع 3: 124 المكتم للخطابى القديم في النحو 1: 269 ح المكتوم لأبى زيد الأنصارى 2: 35 ح المكنون والمكتوم لأبى عمر الزاهد 3: 177 مكة والحرم لأبى عبيدة 3: 286 الملاحن لابن دريد 3: 96، 313 ح ملاذ الأفكار وملاذ الاعتبار، لابن مماتى 1: 269 ح ملازم للفرّاء 4: 20 الملاهى أو العود والملاهى، للمفضل بن سلمة 3: 306 الملاومات، لأبى عبيدة 3: 286 الملح لابن نفطويه 1: 215 ملح الفقه، لابن ظفر، وهو فيما اتفق لفظه واختلف معناه 3: 76 ح ملح الممالحة لابن ناقيا 2: 133، 156 الملح والمسار لابن النجار 3: 84 ح الملح والنوادر لابن النجار 3: 84 ح ملحة الإعراب، نظم أبى محمد الحريرى البصرى فى النحو 2: 67/ 3: 25 ح، 276 الملخص، للشريف المرتضى (فى الأصول) 2: 250 ح الملخص، للفخر الرازى 4: 168 ملقى السبيل لأبى العلاء المعرى 1: 95، 102 الملل والنحل لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح

الملوك للأخفش الأوسط 2: 422 الممادح والمقابح، للمبرد 3: 152 ممالك الأذكار في مسالك الأفكار، لابن ظفر 3: 76 ح الممالك والمسالك في عجائب ابن وجزيرة العرب وأسماء بلادها، لأبى محمد الهمدانى 1: 318 ح المماليك الشعراء لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 ح الممدود والمقصور، لابن السكيت 1: 143 من احتكم إلى الخلفاء من القضاة لأبى هلال العسكرى 4: 218 ح من استجيبت دعوته لابن حبيب 3: 121 ح من ألوت الأيام إليه فرفعته، ثم ألوت عليه فوضعته، للقفطى 1: 58 م من سمى ببيت قاله لابن حبيب 3: 121 ح من شكر من العمال وحمد، لأبى عبيدة 3: 286 من نسب إلى أمه من الشعراء لابن حبيب 3: 121 ح مناجاة للشميم الحلى 2: 247 ح المناجاة، لهاشم بن أحمد بن عبد الواحد 3: 355 مناجيب الخصيان، لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 ح مناح المنى في إيضاح الكنى، للشميم الحلى 2: 246 ح المنادمات لإسحاق الموصلى 1: 254 ح منادمة الإخوان وتسامر الحلان، لإسحاق الموصلى 1: 254 ح منار القائف لأبى المعرى المعرى، فى تفسير ما جاء في كتابه «القائف» من الغريب 1: 98 مناسك الحج لابن جرير الطبرى 3: 90 ح المنافرات لأبى عبيدة 3: 285 منافع أعضاء الحيوان للديباجى 3: 139 ح مناقب باهلة، لأبى عبيدة 3: 286 مناقب بنى العباس، لأبى عبد الله بن محمد اليزيدى 3: 199 مناقب الحكم في مثالب الأمم، للشميم الحلى 2: 247 ح المناقب والمثالب، لابن بندار التقليسى 1: 325 المناهل والقرى لأبى سعيد السكرى 1: 327 المنانح في المدائح للشميم الحلى 2: 247 ح المنتخب لملك النحاة، فى النحو 1: 343 منتخب حجة أبى على الفارسى، لمكى بن أبى طالب 3: 315 منتخب كتاب الإخوان لابن وكيع، لمكى بن أبى طالب 3: 318 المنتخب من كتاب المحتسب لأبى البقاء 2: 117 ح المنتخبات الملتقطات من كتاب تاريخ الحكماء للزوزنى، وهو مختصر إخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطى 1: 56 م، 58 م المنتخل، لابن مماتى 1: 234 ح منتزح الأخبار ومطبوع الأشعار للحاتمى 3: 104 ح منتقى الجوهر، لمكى بن أبى طالب، فى الدعاء 3: 318 المنتقى، لمكى بن أبى طالب في الأخبار 3: 318 المنتقى لنصر بن عبد الله الشيرازى، فى علل القراءات 3: 345 المنتهى في الكمال، لأبى المعالى البرمكى 4: 185 مشور العقود في تجريد الحدود، لعبد الرحمن ابن الأنبارى، أبى البركات 2: 170 ح منثور الفوائد لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات 2: 170 المنجد، لكراع النمل، فيما اتفق لفظه واختلف معتاه 2: 240 المنجم من كلام سيد العرب والعجم، للأقليشى 1: 172 ح

المنصف لابن جنى، فى شرح كتاب المازنى فى التصريف 2: 336 المنصف لابن وكيع، سرقات المتنبى 3: 33 ح المنضد لكراخ النمل، فى اللغة 2: 240 المنطق للرمانى 2: 296 المنطق لأبى زيد الأنصارى 2: 35 ح المنظوم والمنثور، لابن بنان 3: 210 منع الوقف على قوله تعالى: (إن أردنا الا الحسنى) لمكى بن أبى طالب 3: 317 المنقح من الخطل في الجدل، لأبى البقاء 2: 117 ح المنقذ في الإيمان، للمفجع البصرى 3: 313 ح المنمق، لابن حبيب، وهو الأمثال على أفعل 3: 121 ح المنمق لمحمد بن الوليد، فى النحو 3: 225 المنهاج، للزمخشرى في الأصول 3: 266 ح المنهج لابن جنى في اشتقاق أسماء شعراء الحماسة 2: 337 منير الديباجى في تفسير الأحاجى للسخاوى 2: 312 المنير للمرزبانى في التوبة والعمل الصالح 3: 183 المنير للنتاج البلطى في العربية 2: 345 منية الراضى في مسائل القاضي، للميدانى 1: 159 المهتصر في شرح المختصر، للشميم الحلى 2: 246 ح المهجة لأبى محمد العاصمى (فى أصول التصريف) 1: 168 المهذب لأبى إسحاق الشيرازى (فى فقة الشافعى) 2: 287 ح المهذب لابن جنى 2: 337 ح المهذب لأبى على الدينورى (فى النحو) 1: 69 المهذب لابن كيسان 3: 58 مواريث الحكماء لإسحاق الموصلى 1: 254 ح الموازنة بين أبى تمام والبحترى، للآمدى 1: 323 الموازنة بين أبى طاهر وطاهر، للطريثيثى 2: 130 الموازنة بين العربى والعجمى لحمزة بن الحسن الأصبهانى 1: 370، 28 المواصلات في الأخبار والمذاكرات، لابن السراج 3: 149 المواعظ لأبى عمر الزاهد 3: 177 المواعظ الست لأبى العلاء المعرى 1: 95 المواعظ وذكر الموت للمرزبانى 3: 184 الموالى لأبى عبيدة 3: 285 المؤتلف والمختلف من أسماء الشعراء للآمدى 1: 323/ 3: 182 ح الموثق، للمرزبانى في أخبار الشعراء المشهورين من الجاهلية إلى الدولة العباسية 3: 182 الموجز لابن السراج 3: 149/ 4: 111 ح موجز التأويل عن معجز التنزيل، لأحمد بن كامل ابن خلف بن شجرة 1: 133 ح الموجز لابن جرير الطبرى (فى الأصول) 3: 90 ح الموجز لمكى بن أبى طالب في القراءات 3: 315 الموجز لعبد الرحمن بن الأنبارى، أبى البركات (فى القوافى) 2: 171 ح الموجز للخياط في النحو 3: 54 الموجز لأبى عبد الله الكرمانى (فى النحو) 3: 155 الموشح لابن حبيب 3: 121 ح الموشح للمرزبانى، فيه ذكر المآخذ من العلماء على الشعراء في عدة أنواع من صناعة الشعر 3: 182 الموشح لابن الوشاء 3: 62

(ن)

الموشى لابن حبيب 3: 131 ح الموشى لابن الوشاء، فى البلاغة وما ورد منها فى كلام البلغاء 3: 62 الموضح لأبى بكر بن الأنبارى في النحو 3: 208 الموضح لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح الموضح، لابن جرو الأسدى (فى العروض) 2: 155 ح الموضح، لأبى عمر الزاهد 3: 177 الموضح لنصر بن عبد الله الشيرازى (فى علوم القرآن) 3: 345 الموضحة، لعبد الله بن على بن أحمد 2: 122 ح موطأ مالك 3: 140، 301 ح/ 4: 161 الموعظة المنبهة لمكى بن أبى طالب 3: 318 الموفقى لثعلب (مختصر في النحو) 1: 185 الموفقيات للزبير بن بكار 1: 373. الموقظ لمحمد بن إسحاق بن أسباط 3: 68 ح موقف الإمام والمأموم، لابن حيويه 2: 152 ح المؤلف، لأبى الهيثم الرازى 4: 188 المؤيدة لعبد الله بن على بن أحمد 2: 122 ح المياه لأبى زيد الأنصارى 2: 35 مياه العرب للأصمعى 2: 203 ميزان الشعر بالعروض لابن عبدوس 2: 310 ميزان العمل لابن رشيق، فى التاريخ 1: 339 ح الميسر والقداح للأصمعى 2: 202 الميسر والقداح لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 ميسور النقد لابن مماتى 1: 269 ح (ن) نابه الرئيس، لأبى عبيدة 3: 286 نابه ونبيه، لأبى زيد الأنصارى 2: 35 ناسخ القرآن ومنسوخه للجعد 1: 304 ح/ 3: 184 ناسخ القرآن ومنسوخه لابن النحاس 1: 137 الناسخ والمنسوخ لمقاتل بن سليمان 2: 112 ح الناسخ والمنسوخ، لمنذر بن سعيد البلوطى 3: 325 الناطق للمبرد 2: 253 الناطق في علم الفرائض لأبى البقاء 2: 117 ح النبات لابن الأعرابى 3: 131 : لابن حبيب 3: 121 ح : لأبى حنيفة الدينورى 1: 77/ 4: 239. : للسجستانى 2: 62 : لأبى سعيد السكرى 1: 327 : لسليمان الحامض 2: 22 للكرنبائى 3: 39 ح النبات والشجر للأصمعى 2: 203 النبات والشجر لأبى زيد الأنصارى 2: 35 نتائخ الإخلاص للشميم الحلى (فى الخطب) 2: 246 ح نتف اللحية من ابن دحية، للكندى 2: 12 ح نثر المنظرم للآمدى 1: 323 نجح الطلب لابن رشيق 1: 338 ح نجدة السؤال في عمدة السؤال، لعبد الرحمن ابن الأنبارى، أبى البركات 2: 170 ح النجديات من شعر الأبيوردى 3: 51 نجر الزجر لأبى العلاء المعرى 1: 95 النحل والعسل للسجستانى 2: 62 النحل والعسل للأصمعى 2: 203 النحلة لأبى عمرو الشيبانى 1: 262 النحو لأبى بكر بن مقسم 3: 101 ح النحو لأبى جعفر الطبرى 1: 163 النحو للفقعسى 3: 9 ح

النحو لمحمد بن محمد بن عباد 3: 213 النحو (أو جامع النحو)، لعبد الله بن مسلم ابن قتيبة 2: 146 النحو الصغير، للخطابى القديم 1: 392 النحو الصغير، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 2: 146 نحو العرف للمبارك بن الفاخر 3: 256 النحو الكبير للخياط 3: 54 النحو الكبير لأبى زيد الأنصارى 2: 35 النحو الكبير، وهو كتاب «الحدود»، للخطابى القديم 1: 392 النحو المجموع على العلل، لمبرمان 3: 190 النحو الميدانى للميدانى 1: 159 النخل والكرم للأصمعى 2: 203 ح النخلة للسجستانى 2: 22 الندماء لاسحاق الموصلى 1: 254 ح بزهة الأديب لابن الأعرابى 4: 175 نزهة الألباء في طبقات الأدباء، لعبد الرحمن ابن الأنبارى، أبى البركات 2: 171 ح نزهة الراح في صفات الأرواح، للشميم الحلى 2 247 ح نزهة الطرف في إيضاح قانون الصرف، لأبى البقاء 2: 117 ح نزهة الطرف في عالم الصرف، للميدانى 1: 159 نزهة المستأنس للزمخشرى 3: 266 ح نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، للشريف الإدريسى 2: 328 ح النسب للأصمعى 2: 203 ح : لابن حبيب 3: 121 ح : للزبير بن بكار 1: 250 ح : لأبى عبيد القاسم بن سلام 3: 22 نسب بنى تغلب لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 نسب الخيل لابن الأعرابى 3: 131 نسب بنى شيبان لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 نسب بنى عبد شمس، لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 نسب بنى كلاب لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 نسب المهالبة لأبى الفرج الأصبهانى 2: 252 نسخ العهود إلى القضاة للمرزبانى 3: 184 ح نسمة العبير في التعبير لعبد الرحمن بن الأنبارى أبى البركات 2: 171 ح نشوار المحاضرة للتنوخى 1: 60 ح/ 4: 140 ح نص الرواية وإبطال القول بالعدد، للشريف المرتضى 2: 250 ح نصائح الذكرى، لابن ظفر 3: 76 ح نصائح الصغار، للزمخشرى 3: 266 ح نصائح الكبار للزمخشرى 3: 266 ح النصرة لسيبويه على جماعة النحويين، لابن درستويه 2: 114 النطق للغذة الأصبهانى 3: 43 النظائر لأبى هلا العسكرى 4: 189 نظم البرهان على حجة جزم الأذان، للفاضى عياض 2: 364 ح نعت الغنم لأبى زيد الأنصارى 2: 35 ح نعت المشافهات لأبى زيد الأنصارى 2: 35 ح نغبة الوارد لعبد الرحمن بن الأنبارى 2: 171 ح النغم للخليل بن أحمد 1: 381 النغم والإيقاع لإسحاق الموصلى 1: 254 ح نفوذ السهم فيما وقع للجوهرى من الوهم للصفدى 1: 230 ح نفى التحريف عن القرآن الشريف للواحدى 2: 223 ح نفى خلق القرآن لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح النقائض لسعدان بن المبارك النحوى 2: 55

نقائض جرير وعمر بن لجأ لابن حبيب 3: 121 ح نقائض جرير والفرزدق لابن حبيب 3: 121 ح نقائض جرير والفرزدق، لأبى سعيد السكرى 1: 328 ح/ 4: 101 نقد الشعر لقدامة بن جعفر 1: 322، 323 نقد الوقت لعبد الرحمن بن الأنبارى 2: 171 ح نقدات الاجتهاد للرمانى 2: 296 نقد استحقاق الذم للرمانى في الرد على أبى هاشم 2: 296 نقض التثليث على يحيى بن عادى للرمانى 2: 295 نقض الرواندى على النحويين لابن درستويه 2: 114 نقض الرسالة الشعوذية والقصيدة الدعية لابن رشيق 1: 338 ح نقض علل النحو للغذة الأصبهانى 3: 43 النقض على ابن جنى في الحكاية والمحكى للشريف المرتضى 2: 250 ح النقض على الخليل وتغليطه في كتاب العروض، لبزرج بن محمد العروض الكوفى 1: 277 النقض على ابن وكيع لابن جنى في شعر المتنبى وتخطئته 2: 337 ح نقض ما عمله أبو عبد الله الجرجانى في ترجيح مذهب الحنفية، لعبد القاهر بن طاهر البغدادى 2: 186 ح نقض مسائل ابن شنبوذ، لأبى بكر بن الأبنارى 3: 208 نقض الهاذور لأبى على الفارسى 1: 309 النقط والشكل لإبراهيم بن يحيى بن المبارك المعروف بابن اليزيدى 1: 226 ح النقط والشكل للخليل بن أحمد 1: 381 : للزيادى 1: 202 النقط والشكل لمحمد بن يحيى بن المبارك اليزيدى 3: 240 : لأبى محمد اليزيدى 4: 33 نكت الإرادة للرمانى 2: 296 نكت الأصول للرمانى 2: 296 نكت الأعراب في غريب الإعراب، للزمخشرى فى إعراب القرآن 2: 266 ح نكت سيبويه للرمانى 2: 295 النكت في إعجاز القرآن للرمانى 2: 295 النكت في القرآن لابن فضال 2: 300 نكت المجالس لعبد الرحمن بن الأبنارى فى الوعظ 2: 171 ح النكت المعجمات للشميم الحلى 2: 246 ح نكت المعونة بالزيادات لابن الإخشيد، للرمانى، فى علم الكلام 2: 592 النكت والإرشادات على ألسنة الحيوانات، لابن الدهان 2: 50 ح بنو نمر بن قاسط لأحمد بن إبراهيم بن إسماعيل ابن داود 1: 291 ح النموذج للزمخشرى في النحو 3: 266 ح نهزة الحافظ للأبيورى 3: 50 ح النواحى لوكيع 3: 124 النوادر: للأثرم 2: 321 : للأخفش 1: 144 : لإسماعيل بن إسحاق القاضي 1: 354 : للاصمعى، فى اللغة 1: 143/ 2: 119، 203/ 4: 31 : لابن الأعرابى 1: 144/ 4: 131، 132/ 4: 174 : لأم البهلول 4: 121 : للتوزى 2: 168 : للحسن بن عليل العنزى 1: 353

(هـ)

: لدهمج بن محرز البصرى، فى الغريب 2: 7 : للزجاج 1: 200 : لأبى زياد الكلابى 4: 127 : لأبى زيد الأنصارى 1: 144/ 2: 34 ح، 35، 127 : لابن السكيت 1: 143/ 4، 61 : لأبى شبل العقيلى 4: 130 : لعبد الرحمن بن الأنبارى 2: 170 ح : لعبد الرحمن بن بزرج 2: 161، 162 : لعبد الله بن سعيد الأموى 2: 120 : لأبى عبد الله محمد اليزيدى، فى اللغة 3: 199، 240 : لأبى عبيدة 1: 143 : لأبى على القالى 2: 86/ 3: 362 : لأبى عمر الزاهد 3: 177 : لأبى عمرو الشيبانى 1: 144/ 2: 360/ 4: 178 : للفرّاء 1: 144/ 2: 255/ 4: 22 : لقريبة 4: 121 : لقطرب 3: 220 : للحيانى 1: 144/ 2: 255 : لأبى محمد اليزيدى، فى اللغة 1: 109/ 4: 32، 33 : لأبى مسحل 4: 170 : لأبى المضرحى 4: 123 نوادر الأعاريب الذين كانوا مع ابن طاهر بنيسابور لأبى الوازع محمد بن عبد الخالق 1: 144 نوادر الأعراب للأصمعى 2: 203 النوادر الأوسط للكسائى 2: 271 نوادر الجبر لأبى حنيفة الدينورى 1: 77 نوادر الزبيريين لأبى الأعرابى 3: 131 النوادر الصغير ليونس بن حبيب 4: 77 نوادر بنى فقعس، لابن ان عرابى 3: 131 النوادر الكبير لأبى عمرو الشيبانى 1: 261، 262، 264 النوادر الكبير للكسائى 2: 271 النوادر الكبير ليونس بن حبيب 4: 77 النوادر المتخيرة لإسحاق الموصلى 1، 254 ح النوادر الممتعة لابن جنى 2: 337 ح النوادر المنسوبة إلى حدة الخاطر، لابن مواهب الخراسانى 3: 214 ح النواشز لأبى عبيدة 3: 285 النواكح لأبى عبيدة 3: 285 نور الروض لابن جماعة (وهو مختصر الروض الأنف للسهيلى) 2: 163 ح النور اللائح في اعتقاد السلف الصالح، لعبد الرحمن ابن الأنبارى 2: 170 ح (هـ) الهاءات في كتاب الله عز وجل، لأبى بكر ابن الأنبارى 3: 204، 208 هاءات الكناية، أو الهاءات المكنى بها- فى القرآن، للكسائى 2: 271 الهادى في الحروف والأدوات للميدانى 1: 157 الهادى للشادى للميدانى 1: 159 الهاشمى، لهارون بن الحائك 3: 361 هتك ستور الملحدين، لأبى بكر الزبيدىّ فى الرد على ابن مسرة وأهل مقالته 3: 109 ح الهجاء، لأبى بكر بن الأنبارى 3: 108 : لثعلب 1: 186 : للجعد 1: 304/ 3: 184 : لأبى الحسين الفارسى 3: 118 ح : لابن دستوريه 2: 113

(و)

: للسجستانى 2: 62 : للكسائى 2: 271 : لابن كيسان 3: 59 الهحفجف لصاعد بن الحسن الربعى 2: 86 الهدايا للمرزبانى 3: 183 الهداية لابن درستويه 2: 113 الهداية إلى بلوغ النهاية لمكى بن أبى طالب فى معانى القرآن 3: 315 الهداية إلى نظم المنثور للعميدى 3: 46 هداية الذاهب في معرفة المذاهب لعبد الرحمن ابن الأنبارى 2: 170 ح الهداية في شرح مختصر الجرمى لأبى الحسن محمد بن عبد الله الوراق 3: 165 هداية المرتاب في متشابه الكتاب، للسخاوى 2: 312 ح هذا القد لابن جنى، وهو ما استملاه من أبى على الفارسى 2: 337 الهشاشة والبشاشة للغذة الأصبهانى 3: 43 الهلباجة في صنعة الشعر، للحاتمى 3: 104 ح الهمز: للأصمعى 2: 202 : لأبى زيد الأنصارى 2: 35 : لقطرب 3: 220 : للقمى 3: 37 الهمز والردف، لأبى العلاء المعرى وهو كتاب «الأيك والغصون» 1: 93 (و) الواضح، لأبى بكر الزبيدىّ في النحو 2: 128/ 3: 108 الواضحة لعبد الملك بن حبيب السلمى 2: 206 ح الواضحة في إعراب الفاتحة، لعبد اللطيف البغدادى 2: 194 ح الوافى في علم العروض والقوافى للتبريزى 4: 24 ح الواو للفرّاء 4: 23 ابنا وائل لأبى عبيدة 3: 285 الوجديات من شعر الأبيوردى 3: 51 ح وجوه كشف الليس التى ليس بها أصحاب الأنطاكى فى المدّ لورش، لمكى بن أبى طالب 3: 318 الوجيز لعبد الرحمن بن الأنبارى في التصريف 2: 170 الوجيز للواحدى، فى التفسير 2: 223 الوحوش للأصمعى 2: 203 : لثابت بن أبى ثابت 1: 296 : لأبى زيد الأنصارى 2: 35 : للسجستانى 2: 62 : لسعدان بن المبارك النحوى 2: 55 : لأبى سعيد السكرى 1: 327 : لابن السكيت 4: 61 : لسليمان الحامض 2: 22 : للكرنبائى 3: 39 الوزراء والكتاب للجهشيارى 1: 277 الوسيط للواحدى في التفسير (مختار من البسيط له أيضا) 2: 223 الوسيلة للسخارى في شرح الرائية 2: 312 الوشاح لابن دريد 3: 97 وشاح الدمية لعلى بن زيد بن أبى القاسم البيهقى 1: 157 ح، 273 ح،/ 2: 51/ 3: 6، 268، 270 الوشى للمبرد 3: 252 الوصايا لأبى حنيفة الدينورى 1: 77 الوصول إلى تذكرة كتاب الأصول لابن السراج فى النحو لمكى بن أبى طالب 3: 317 الوفيات لابن الحيال 4: 109 الوفيات، لابن خيرون 2: 193 ح وفيات هلال بن المحسن 4: 159

(ى)

الوقف والابتداء، لأبى بكر بن الأنبارى 3: 8 : لأبنى بكر بن مقسم 3: 101 ح : لثعلب 1: 136 : لابن جنى 2: 337 ح : للصاحب بن عباد 1: 238/ 3: 213 : للفرّاء 4: 22 : لعبد الله بن يحيى بن المبارك اليزيدى 2: 134، 151 : لابن كيسان 3: 59 : الصغير للرؤاسى 4: 107 : الكبير للرؤاسى 4: 107 وقف النمام للأخفش الأوسط 2: 42 : ليعقوب الحضرمىّ 4: 4: 51 ح الوقف عند كلا وبلى في القران، لمكى بن أبى طالب 3: 316 الوقوف لأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة 1: 133 ح (ى) الياءات المشددة في القرآن والكلام، لمكى ابن أبى طالب 3: 316 الياءات والهاءات لمحمد بن محمد بن عباد 3: 213 يافع ويفعة، للفرّاء 4: 20 الياقوت (او الياقوته) لأبى عمر الزاهد في اللغة 3: 172، 175 - 177 ياقوته التصريف للأردستانى 2: 217 اليتيمة لعبد الله بن المقفع 2: 330 يتيمة الدهر لأبى منصور الثعالبى 1: 107 ح، 231 ح/ 3: 67، 329 ينبوع الحياة لابن ظفر في تفسير القران 3: 74 ح، 76 يوم وليلة لأبنى عمر الزاهد 3: 177

5 - فهرس الشعر

5 - فهرس الشعر (الألف المقصورة) القسافية الشاعر الجزء والصفحة أتى أبو الأسود الدؤلى 1: 57 الردى- 1: 57 ح البلوى ابن عبد القدوس 1: 97 النقا ابن دريد 1: 235 ح السفا ابن دريد 1: 235 ح قلى ابن دريد 1: 235 ح/ 3: 97 ح الجنى ابن دريد 1: 235 ح/ 3: 97 ح القوى ابن غريض 3: 368، 369 (الهمزة) الأسماء محمد بن حبيب 3: 121 الصفاء أبو نواس 3: 367 وفاء يوسف بن أحمد الصقلى 4: 70 الظباء الحارث بن حلزة 1: 258 الأعضاء عبد العزيز بن خلوف 2: 181 داء زهير 2: 315 إزراء محمد بن الجهم 3: 88 ح الثواء الحارث بن حلزة 3: 94 ماؤه الزجاج 1: 198 الذكاء بزرج 1: 278 الداء خميس الحوزى 1: 394 الفرّاء ابن الرومى 2: 57 القافية الشاعر الجزء والصفحة الذكاء عبد العزيز بن خلوف 2: 180 الأشقياء ابن مهذب 2: 184، 185 قوراء ابن مهذب 2: 185 بالبكاء ابن القطاع 2: 236، 237 الثلاثاء أبو فقعس أو أبو الجراح 2: 317 السماء البندنيجى 2: 374 الأنواء الريمقى 3: 126 للأصدقاء الحطابى 3: 156 بكاء محمد بن عبد الله الصقلى 3: 163 والنعماء محمد بن محمد بن الحسين 3: 212 الكرماء المبارك بن المبارك 3: 255 للماء أحمد بن أبى طاهر 3: 310 عطائه يعقوب بن محمد الفارسى 4: 56 نائى عبد الله بن أحمد الحارث 4: 91 هدائها 4: 171 (الباء) الندب ابن عياد 1: 347 ح الغروب الخليل بن أحمد 1: 378 ح رجب أبو حاتم السجستانى 2: 59، 60 تعب عمر بن خلف 2: 329

القافية الشاعر الجزء والصفحة الأدب المعافى بن زكريا 3: 296 عاجب يعقوب بن محمد الفارسى 4: 56 مضطربا ابن فارس 1: 128 خبا أبو ظالب الأدمى 1: 47، 156 الصحبا إبراهيم بن محمد بن محمد. بن على بن أبى طالب 1: 221 يعابا أبو على الفارسى 1: 310 صهبا ابن شرف 1: 337 قلبا ابن رشيق 1: 337 مندوبا الخشاب المصرى 2: 159 عنبا عباس بن الأحنف 2: 205 صوابا ابن الخردل 2: 283 حبيبا أبو نواس 2: 368 زينبا ابن كناسة 3: 161 أرنبا امرؤ القيس 4: 174 أعجوبه الميدانى 1: 158 ضبه 3: 300 حسب أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل 1: 60 فسيخرب 1: 176 غروب 1: 178 طبيب كعب الغنوى 1: 288 ح مشيب أبو هلال العسكرى 1: 347 ح غارب التاج الكندى 2: 13، 14 يصاب على بن حزم 2: 233 عجب مدرك الشيبانى 2: 253 وتغضب جحظة 2: 253 يطيب عثمان السرقوسى 2: 343 أصعب ابن دريد 3: 99 الرحيب ابن السكيت 4: 63 القافية الشاعر الجزء والصحفة جالب الفضل بن عبد الرحمن 4: 76 اكتئاب 4: 93 قربوا أبو عمرو بن العلاء 4: 123، 134 أراقبه 1: 236 وغاربه الأخطل 1: 290 ح خاطبه أبو محمد عبد الله بن على المقرئ 2: 326 يصيبه ابن ظفر 3: 76 مستريب النصيبى 1: 87 كالحب 1: 162 الصب المبرد 1: 175/ 3: 248 كالزرنب إبراهيم الغزال 1: 189 فى إهاب عبد القاهر الجرجانى 1: 222 الأدب ابن عبدوس 1: 230 الترب الحسن الآمدى 1: 324 النسب الآمدى 1: 324 وعاب ضمرة بن ضمرة 2: 34 ح كالهضاب صاعد الأندلسى 2: 87 الكواكب الرقبانى 2: 94 والعرب ابن مهذب 2: 185 الخطوب 2: 200 الكواعب ابن دبابا 2: 280، 281 يعقوب على بن محمّد السخاوى 2: 313 ح الكتب ابن جنى 2: 338، 339 العجب الرياشى 2: 368 شعب 3: 39 ألب 3: 39 ح أشنب الزوزنى 3: 68 الرطب ابن بركات السعيدى 3: 78 الترب جحظة 3: 95

(التاء)

القافية الشاعر الجزء الصفحة كرب محمد بن الحسن الطوبى 3: 107 الركائب 3: 118 ح الكتب وكيع 3: 124 عرقوب أبو منصور الصائغ 3: 221 بعذاب محمد بن يحيى اليزيدى 3: 239 الغراب العلاف 3: 358 ح شغب أبو نواس 3: 367 الحجاب الفرّاء 4: 13 وأصحاب أبو محمد اليزيدى 4: 34 مهذب امرؤ القيس 4: 58 بالإياب امرؤ القيس 4: 91 ح السحاب 4: 128 حباب أبو القاسم العطار 4: 159 قلبى أبو جعفر أحمد بن اليزيدى 1: 162/ 3: 301 إهاب ابراهيم الفرواى 1: 222 عتابى ضمرة بن ضمرة 2: 34 مصابى صاعد 2: 87 نسبى ابن جنى 2: 335، 336 أرنى 4: 98 صحبه ابن حسدامى 2: 237، 238 به ابن القطاع 2: 238 نابه المالينى 3: 215 ح وصبيبه ابن جماعة 3: 331 ح نقابها ابن معطى 4: 45 (التاء) التفت 1: 332 تسلفت يعقوب بن محمد الفارسى 4: 55 القافية الشاعر الجزء والصفحة بتكريتا أبو العلاء المعرى 1: 85/ 2: 176 ح ملفوتا أبو العلاء المعرى 1: 85/ 2: 176 ح ماليتا أبو العلاء المعرى 1: 56 مقلته ابن جنى 2: 340 ح رؤيتها أبو البعاس اليافى 4: 138 سودتها أسعد بن مماتى 1: 269 يفوت ابن بطة 1: 123 بلوت 1: 209 القوت غانم بن وليد 2: 389 الممات ابن بشران 3: 45 حلت كثير 1: 94 ولت أبو العلاء المعرى 1: 94 مسنت أبو العلاء المعرى 1: 94 اقشعرت أبو العلاء المعرى 1: 95 السموات أبو العلاء المعرى 1: 114/ 125 سبروت أبو الحسن البلخى 1: 372 ابن طالوت أبو الحسن البلخى 1: 372 مطيتى ابن فورجة 1: 370 أجنت أبو الحسن بن مشهر 2: 168 استقلت ابن الإخوة 2: 168 ضاريات 2: 259 الشهوات المبرد 3: 252 فاستمرت 3: 300 النكرات 4: 105 ألمت أبو عمرو بن العلاء 4: 132 قدرته عبد الملك بن حبيب السلمى 2: 206 وجناته نفطويه 1: 217 وجناته نفطويه 1: 217 بنظرته أسعد بن مماتى 1: 268

(الثاء)

(الثاء) القافية الشاعر الجزء والصفحة ثالثه ابن الطش 3: 91 حارث ابن دريد 3: 100 (الجيم) خرجا الخشى 2: 179 رجا محمد بن أبى محمد اليزيدى 3: 237 حاج ابن فارس 1: 128 أوجه المعالينى 3: 215 النواسج إبراهيم بن صالح 1: 205 النواسج صالح الوراق 2: 90 مضرج الخوافى 2: 120، 121 متوج عبد الرازق بن على القيروانى 2: 174 أجاج الرئيس أبو الخطاب 2: 289 الزجاج أبو إسحاق الشيرازى 3: 289 (الحاء) وفاح القفطى 1: 54 م المديح ابن مكنة 1: 266 فمصح الأعشى 3: 351 الفضيحه خليل 4: 145 المليحه الدرونى 4: 145 مريح أبو العلاء المعرى 1: 517 المداح عبد القاهر لجرجانى 1: 123 روح محمد بن عبد الله الصقلى 3: 163 أفطح ابن مقبل 3: 294 ح فيفرح ابن النعاويذى 3: 329 رشح ابن الطروة 4: 113 القافيه الشاعر الجزء والصفحة قدح أسعد بن مماتى 1: 269 بالنجاح جرير 1: 282 براح جعفر بن. بن على بن أبى طالب 1: 301 302 فويحى شريح بن الشجرى 2: 79 صحاح ابن ميمون 3: 218 برواح على بن أحمد بن خلف 2: 228 القبيح أبو نواس 2: 365 صلاحى المبارك بن المبارك 3: 255 ح ريح الزمخشرى 3: 269 تستريحى ابن الإطنابة 3: 281 (الدال) رماد حسان 2: 6 ح الحسد أبو العلاء المعرى 1: 89 الحسود أبو طالب الأدمى 1: 156 ح كاد سليمان بن أبى طالب 2: 28 ح بارد ابن الخوارزمى 2: 136 الصمد- 4: 109 ولهدا أبو عمر الزاهد 1: 61 وجدا ابن زادرة 1: 202 ولدا ابن عباد 1: 237 ح وحده ثعلب 1: 327 رقدا العنزى 1: 353 وحادا الخليل بن أحمد 1: 380 أحدا الخشنى 2: 179 القصائدا الفرزدق 2: 381 صدا الطرطائى 3: 128 ومشهدا ابن الأعرابى 3: 129، 130

(الذال)

القافية الشاعر الجزء والصفحة وصدا الحمدونى 3: 243 ح رغدا الحصكفى 4: 37 أبى عبيده إسحاق الموصلى 3: 279 أباجدها معاذ الهراء 4: 169 أحد أبو العلاء المعرى 1: 111 العمد أبو العلاء المعرى 1: 111 حامد أبو رياش 1: 188 وقائد أبو رياش 1: 188 يحد الفارقى 1: 330 جديد عبد الله بن محمد بن هبة الله 2: 137 سيبيد يحيى اليزيدى 2: 268 السعد ابن دبيس 2: 276 الوليد على بن قاسم السنجانى 2: 303 الرشد عمر بن خلف بن مكى 2: 329 يتجدد 3: 95 ح يوجد أبو عمر الزاهد 3: 104 بد أبو الحسن الحصرى 3: 106 الأبد الخزرجى 3: 290، 291 جديد منصور بن المسلم 3: 326 جحود ابن الشجرى 3: 357 معاد 3: 368 أسد 4: 95 وأناشده ابن دبابا 2: 279، 280 غيدها محمد بن خلصة 3: 125 سوادها ابن ثروان 1: 392 فبادوا المفضل الضبى 3: 303 العهاد الباخرزى 1: 63، 64 القافية الشاعر الجزء والصفحة شاد أبو العلاء المعرى 1: 82، 83 خلود ابن مناذر 8: 365 ح وحماد أبو محمد اليزيدى 1: 386 ح الأمد النابغة 1: 351 ح بالمسجد 2: 184 الأكباد الوأواء 2: 187 ح اقتصاد ابن دبيس 2: 275 كالبرد على بن عبد الرحمن الدمراوى 2: 290 الكمد على بن عبد الرحمن الصقلى 2: 290 برقعيد الجنزى 2: 330 سعيد 2: 357 القود أبو تمام 2: 384 ح واحد الفقعسى 3: 9 بالمراقد الجفنى الدباغ 3: 113 ازدياد الطرطائى الصقلى 3: 128 الود ابن كناسة 3: 160 وجد ابن الدمينة 3: 227 الجسد الزمخشرى 3: 271 الود محمد بن أبى محمد اليزيدى 3: 328 - 329 وحماد أبو محمد اليزيدى 4: 36 ح المتهدد عامر بن الطفيل 4: 139 وجدى الحوثرى 1: 311 جهادى الفارقى 1: 330 كبدى على بن قاسم السنجانى 2: 303 وفؤاده عمر بن حسن الصقلى 2: 328 وبعادها الجفنى الدباع 3: 113 ح أباجادها معاذ الهراء 3: 292 (الذال) بغداذ قريبة الدبيرية 2: 317 نافذ إبراهيم الموصلى 4: 37

(الراء)

(الراء) القافية الشاعر الجزء والصفحة زأر أبو العلاء المعرى 1: 114 النفر أبو العلاء المعرى 1: 115 النمر امرؤ القيس 1: 180 أبى عمر الواحدى 2: 224 العقار على بن المغربى 2: 322، 323 عمر الخليل بن أحمد 2: 347، 375 ولا حصر امرؤ القيس 3: 135 ناضر جرير 3: 282، 283 المقابر ابن بطة 1: 122 آثارا الأقليشى 1: 172 طمرا أسعد بن على الحسينى 1: 265 العبرا أسامة بن سفيان 1: 272 جارا الزوزنى 1: 356 اقتصارا ابن الغريشى 2: 109 محيرا داود بن أحمد الملهمنى 2: 118 الحوارا ابن جرو الأسدى 2: 155 الحوارا ذو الرمة 2: 155 ح بقيصرا امرؤ القيس 2: 186 ح أجدرا عبد القاهر الجرجانى 2: 189 البشرا-: 204 شزرا على بن محمد الجزرى 2: 309 الدهرا- 2: 358 الديارا جرير 3: 8 الأبصارا الطوبى 3: 108 جهورا ابن الأصفر 3: 162 زمخشرا الشريف أبو الحسن على 3: 268 مصرا 3: 273 القافية الشاعر الجزء والصفحة حمرا ابن كوجك 3: 274 ابتكارا الراعى 3: 284 غزازا 3: 337 النارا 3: 337 الأزرا هارون بن موسى بن صالح 3: 363 أحرى الزمخشرى 3: 267 الخبرا 4: 91 ساخرا ابن الطراوة 4: 114 تترى ابن الأشرس 4: 155 ريرا أبو مالك الطرماح 4: 184 أميره أحمد بن عبد الله بن عبد الجليل 1: 189 وضره مسينة 1: 198 مسره أسعد بن مماتى 1: 267 قطره ابن المعذل 1: 288 الغراره خلوف بن عبد الله 1: 393 انتهره سليمان بن معبد 2: 21 باكوره الواحدى 2: 225 لانكره أبو بكر الخوارزمى 4: 102 وناصر أبو الأسود الدؤلى 1: 58 وياصر أبو الأسود الدؤلى 1: 59 ح 3: 137 ح الثبور أبو العلاء المعرى 1: 110 ولا فخر ابن الحداد 1: 169 والحذر نفطويه 1: 212 النظر نفطويه 1: 217 مكور رؤبة 1: 189 والنثير ابن صافى 1: 342 تنتظر ابن الدهان 2: 49 يظهر ابن الخشاب 2: 101 لا تسر ابن طنيز 2: 230 الثمار ابن بشرى 2: 234 والخمر الفرزدق 2: 265 ح 4: 78 كبير أبو المخشى 2: 366

القافية الشاعر الجزء والصفحة الغير 3: 35 وتختار كامل بن الفتح 3: 41 الضمير القزاز 3: 85 العصر ابن دريد 3: 98، 99 فجر ابن سدوس 3: 150 نار الخنساء 3: 164 قدر محمد بن أبى محمد اليزيدى 3: 237 سامر 3: 239 كدر الزمخشرى 3: 270 الانتظار منتجب الملك 3: 271 وقاطر المفضل بن سلمة 3: 309 نضير ناصر بن عبد السيد 3: 339 الشعر 3: 357 ماهر يعقوب بن أحمد الفارسى 4: 53 خطر يوسف بن أحمد الصقلى 4: 70 أزور 4: 92 النهار ابن الطراوة 4: 114 مستعار بشر بن أبى خازم 4: 114 ح قنر ابن لنكك 4: 125 ثبير أبو المهدى 4: 137، 138 الخدر ابن الحبرانى 4: 165، 167 حافره الحطيئة 4: 78 زائره أبو عرار 4: 154 مقابره جناد 4: 154 مقادره ابن الجصاص 4: 192 فأهجره ابن الوحشى 2: 247 درره شبل الدولة 3: 271 القافية الشاعر الجزء والصفحة منظره ابن جماعة 3: 331 ح تبورها مالك بن زغبة 1: 262 أميرها جامع العلوم 2: 248 الدهر الأخطل 1: 96 المحشر أبو العلاء المعرى 1: 111 وللفقر أبو العباس الهيثم 1: 121 والعبر أحمد بن كامل بن خلف 1: 133 الجمر البشتى 1: 147 قفر 1: 151 بعذار الميدانى 1: 158 بقبور إبراهيم بن صالح 1: 205 والبهر النجيرمى 1: 206 المسخر ابن صافى 1: 341 الكبر ابن ثروان 1: 392 مستهتر سليمان بن سليمان 2: 23 ح أخبار النابغة الذبيابى 2: 32 النظر صاعد 2: 66 دار ابن الشمر 2: 75 دينار أبو العلاء المعرى 2: 75 سار عبد الرحمن بن الحكم 2: 76 للنظار الربيع بن زياد 2: 81 نهار الربيع بن زياد 2: 82 ح بقبور صالح الورق 2: 90 منثور الفرزدق 2: 105 ح التذكر ابن ناقيا 2: 133 بضائر 2: 229 المقابر على بن أحمد بن محمد 2: 229 بدار مؤرج السلمى 2: 269، 270

(ز)

القافية الشاعر الجزء والصفحة زور المجاشعى 2: 301 ح عصر على بن محمد السخاوى 2: 313 ح الأمصار ابن جنى 2: 386 وقصور الفضل الطبرسى 3: 7 الكبر ابن دريد 3: 94 مطير 3: 120 التعذير ابن الفرضى 3: 191 واليسر المبرد 3: 247، 248 البشر المبرد 3: 248 السمر منتجب الملك 3: 271، 272 شهر الضبى 3: 291 ح سر معاذ الهراء 3: 291، 292 نوار المنذر بن عبد الرحمن 3: 324 ثغر العرجى 3: 350 عبد النور ابن معطى 4: 44 ح بالتقصير ابن السكيت 4: 59 الفقر 4: 90 بهر 4: 112 والفخر أبو حسان التدمرى 4: 117 عمار الفرزدق 4: 133 أحرار «4: 160 ح معسر الدارونى 4: 144 المقتر أبو جعفر المروزى 4: 144 الذكر الصاحب 4: 176 والقدر أبو منصور الجبان 4: 176 وظهيرى أحمد بن كامل بن خلف 1: 133 وضيرى الأقليشى 1: 172 تدرى خطاب بن أحمد 1: 392 القافية الشاعر الجزء والصفحة السارى الربيع بن زياد 2: 81 ح هجرى الخشنى 2: 180 واعتذارى ابن بلبل 2: 254 خرى الحصرى القيروانى 4: 114 أثره بديع الزمان 1: 228 ومختضره ابن جبلة 3: 16 ح غدره الدارمي 3: 56 بذكره 4: 90 وأقذارها معاذ الهراء 3: 294 (ز) عجزا 2: 26 بز عبد السلام بن إسماعيل 2: 175 ... كرز إسماعيل بن حماد الجوهرى 1: 232 نجاز محمد بن أبى الحسن الأندلسى 3: 72 هواز ابن أشرس 4: 155 المجازى منذر بن سعيد 3: 71 (س) قاموسا أبو العلاء المعرى 1: 114 ناموسا «««1: 114 ح بوسى العبديلى 1: 179 المنسوسا رؤبة 1: 150 نسيسا أبو الطيب 1: 294 ح مكرسا العجاج 1: 390 ليسا ابن وهب الأندلسى 2: 173، 174 الناسا عباس بن الأحنف 2: 204 كاسا «««2: 204 ح أناسا النابغة الجعدى 3: 144 ح، 145

(الشين)

القافية الشاعر الجزء والصفحة كيسوا المتلمس 1: 201 البوس عبد الودود. بن عيسى 1: 252 يميس ابن بشرى 2: 234، 235 أنس محمد بن الحسن الجبلى 3: 110 إنس يعقوب بن محمد بن أحمد الفارسى 4: 54 ... بلمس أبو العلاء المعرى 1: 102، 103 بالياس إسماعيل بن حماد الجوهرى 1: 231 الطواويس توفيق. بن رزيق 2: 58 بالناس العباس بن الأحنف 2: 258 الناس عبد الرحمن بن الأنبارى 2: 170، 171 الناس الخشى 2: 179، 180 نفس ابن الجرار الأندلسى 2: 330 الهوس ابن الفضل 3: 26 الياس الأبيوردى 3: 51 واللبس محمد بن الحسن الزبيدىّ 3: 109 عباس الصولى 3: 234، 235 أقاسى عالى بن عثمان بن جنى 2: 386 رمسى محمد بن محمد بن الحسين أبو البركات 3: 211 (الشين) الرّشا أحمد بن كليب 1: 131، 132 الفاشى أبو عثمان الخالدى 4: 124 (الصاد) القافية الشاعر الجزء والصفحة الفصوص صاعد الأندلسى 2: 89 ح يغوص ابن العريف 2: 89 ح ... الحريص البيهقى 1: 356 (الضاد) قضى أبو العلاء المعرى 1: 103 والعرضا 1: 175 الغضا نفطويه 1: 217 مضى أبو جعفر بن ميكال 3: 164 3: 248 قرضا أبو نخيلة 2: 45 ... منهّض ابن دريد 3: 100 غائض ابن الأعرابى 3: 130 ... المراض الناشى الكبير 2: 129 القاضي الخليل بن أحمد 1: 377 (الطاء) بخطا عثمان البلطى 2: 345 فراطا 4: 53 ح شاحط ابن صافى 1: 341/- 342 القفطى عماد الدين سليمان 2: 197 ح ضبطه ابن المراغى 3: 83 (الظاء) حظه أحمد الصفار 1: 159

(العين)

(العين) القافية الشاعر الجزء والصفحة ينتفع الكسائى 2: 267 فأوجعا متمم بن نويرة 1: 287 الصدعا الأعشى 1: 372 ح معا 2: 205 ح صنعا على بن الحضرمىّ 2: 274 وقعا أوس بن حجر 3: 302 معه ابن دريد 1: 210 مصرع أبو ذؤيب الهذلى 1: 52 يجزع أبو ذؤيب الهذلى 1: 287 ناقع النابغة 2: 106 ح، 375 ح طبع الكاسات 2: 110 ح تتصنع على بن قاسم السنجانى 2: 303 أقرع جعونة 2: 366 ح ابتدعوا 2: 42، 43 وأقشعوا سليمان بن يزيد العدوى 2: 360 أفزع الوركانى 3: 111 التراع منتجب الملك 3: 272 هاجع حميد بن ثور 3: 298 الساطع أبو إبراهيم العلوى 4: 119 أوضع ابن لنكك 4: 126 الثعثع أبو تراب 1: 146 طبعه أبو عمرو الشيبانى 4: 184 زماع محمد بن الحسن الزبيدىّ 3: 109 أربع 4: 116 الراعى ابن رشيق 1: 336 القافية الشاعر الجزء والصفحة تراعى قطرى بن الفجاءة 3: 281 ح يدعى ابن لنكك 4: 126 (الغين) أدمغه ابن المعذل 1: 50 (الفاء) الشرف جامع العلوم 2: 249 يوسفا 1: 208 قذفا ابن رشيق 1: 336 وافى زيد بن عطية 2: 16 تعريفا ابن الرقبانى 2: 284 الحرفا مهلب بن الحسن 3: 334 خروفا أبو الخطاب الهذلى 4: 119 القرافه أبو سعيد العميدى 3: 47 المخافه ابن طيفور 3: 153 صرف المتنبى 1: 127 ح أعرف الذاكر المصرى 2: 8 الصيف أحمد بن محمد بن حسان 1: 204 ضعف أبو نواس 1: 385 ح جاف الأخفش أبو الحسن 2: 41 التخويف الميدانى 2: 52 العفيف ابن الشجرى 2: 78، 79 السلف 4: 97 وإتحافى المعذل بن غيلان 2: 41 يوفى الميدانى 2: 52

(القاف)

القافية الشاعر الجزء والصفحة لاتفى ابن السراج 2: 147 ظرفه أسعد بن مماتى 1: 268 (القاف) مفترق 3: 98 نطق 3: 98 أحمقا أبو العلاء المعرى 1: 110 ناطقا عبد القاهر الجرجانى 1: 222 تواقا خلوف بن عبد الله 1: 393 عميقا سبط ابن الخياط 2: 123 الخلقا 2: 205 متعلقا 3: 136 نيقه الواحدى 2: 224 الصداقه ابن كوجك 3: 274 ما أسبقه محمد التونسى 2: 383 محزرق الأعشى 1: 261 حقيق الباقى 2: 133 تحرق عبد العزيز بن خلوف 2: 182 يطلق عبد العزيز بن خلوف 2: 182 معشوق محمد بن محمد بن مواهب 3: 213 الأطواق الأعشى 3: 287 طراق تأبط شرا 2: 302 منطيق أبو البيداء 4: 102 بالمطارق أحمد بن هبة الله 1: 173 الوثيق المبرد 1: 300 عميق ابن رشيق 1: 335 ناطق الحسين بن حميد 1: 357 الخالق حمران بن أعين 1: 375 بصادق سليمان بن سليمان 2: 23 ح القافية الشاعر الجزء والصفحة الميثاق سليمان بن أبى طالب 2: 28 الفراق البافى 2: 132 والخرق ابن الأنبارى 2: 171 بالحرق الخشنى 2: 179 لصديق ابن العلماء 2: 243 الأخلاق الشريف المرتضى 2: 250 ح بالمنطق 2: 263 فالأبرق ابن دريد 3: 5 ح بالخلوق محمد السعيدى 3: 79 وشقائق أبو ناجية 3: 99 تطلق 3: 235 المآقى ابن شاهقور 1: 274 رامقه ابن دريد 2: 93 (الكاف) الفلك الباخرزى 1: 63 ملك اللؤلؤى 1: 63 الفلك ابن كوجك 3: 274 خرك أبو عبيدة 3: 282 مسلك هبة الله بن الحسن 3: 359 أركاك 2: 199، 200 أبيكا الحسين بن على النمرى 1: 358 يحييكا ابن العميد 1: 358 ركيكا الحسين بن على النمرى 1: 359 عذلتكا الخليل بن أحمد 1: 377 ح فكا سليمان بن سليمان 2: 23 ح أسلوكا ابن الدهان 2: 104 ح حبيكا ابن الدهان 2: 104 ح هاجيكا أبو محمد المكفوف 2: 149 امتداحيكا معاذ الهراء 3: 288

(اللام)

القافية الشاعر الجزء والصفحة سواكا أبو عبد الله الفزارى 4: 148 المملكة ابن العلماء 2: 243 والسّكاسك 3: 93 تروك القهستانى 4: 110 سلوك الطولقى 4: 111 يبكوا أبو العلاء المعرى 1: 111 الضنك أبو العلاء المعرى 1: 103 ناظريك الناشى الكبير 2: 129 إمساكى ابن الدهان 2: 104 ح (اللام) يسأل إسماعيل بن الربعى 1: 227 مستحل أبو خازم القاضي 1: 320 أذل أبو حازم القاضي 1: 320 ح بالزلل أبو الوليد المهرى 1: 68 ترتكل أبو عبد الله حمدون 1: 368 جهل أبو عبد الله حمدون 1: 368 فسل أبو الوليد المهرى 1: 368 وتماطل ابن الدهان 2: 49 كالخول أبو عثمان الخزاعى 2: 60 الأمل سيبويه 2: 357 الحمول الرؤاسى 4: 108 مراحلا الميدانى 1: 157 رسلا الصغار 1: 246، 247 ضلالا ابن المولى 1: 257 خلالا ابن العبرتى 1: 270 جدولا الأعشى النحوى 1: 273 القافية الشاعر الجزء والصفحة مخلّا أبو البقاء 2: 118 موئلا ابن فيرة 2: 312 ح رحيلا الراعى 2: 320 ح واعتدلا أبو نواس 2: 365 تنبلا أبو محمد اليزيدى 4: 39 غلائلا البحترى 4: 146 يتناولا البحترى 4: 146 قليلا أبو العميثل 4: 150 أجدلا حبيب بن أوس 3: 70 الجزيلا محمد بن سدوس 3: 150 ولّى القلفاظ 3: 231 رملا الكميت 3: 289 البدلا مكى بن أبى طالب 3: 319 ح فتبدلا ابن مبادر 3: 346 347، مضلله أبو العلاء المعرى 1: 102، 168 ح ونقله الثعالبى 1: 229 ح ناله 3: 146 ثماله 3: 253 نسأله 3: 300 المله ابن الجهم 4: 11 قالها 3: 129 ح والحال اللؤلؤى 1: 62 وينتعل ابن المعتز 1: 80 نقول أبو العلاء المعرى 1: 113 وإنجيل أبو العلاء المعرى 1: 113 مال ابن غلفاء 1: 120

القافية الشاعر الجزء والصفحة خال إسماعيل بن على الحميرى 1: 238 سبيل إسحاق الموصلى 1: 252 وبلبال ابن القظاع 1: 300، 301 الشمول الطبسى 1: 312 إسماعيل الحسن بن أحمد بن يعقوب 1: 316 لأميل خلف الأحمر 1: 384 ح يطل خلف الأحمر 1: 384 الأجل خلف الأحمر 1: 384 بل زهير 2: 34 ح الأوائل أبو العلاء المعرى 3: 49 والمفاصل أبو تمام 3: 69 ح والحلل محمد بن جعفر برمة 3: 81، 82 الرجل الأعشى 3: 82 الطيل القطامى 3: 82 تطول محمد بن سدوس 3: 150 يفيل ابن كناسة 3: 161 الأمل أبو شجاع الفرضى 3: 192 الرسائل أبو البركات التكريتى 3: 255 سبيل المبارك بن المبارك 3: 255 ح القبول معاذ الهراء 3: 289 الرجال 3: 301 فعلوا الخليل بن أحمد 1: 377 متماثل الأرزنى 4: 42 مقاتله أبو الأسود الدؤلى 1: 53، قائله أبو الأسود الدؤلى 1: 53/ 54 مطاوله أبو العباس بن اليشكرى 3: 174 الدئل كعب بن مالك 1: 49 ح معضل أبو العلاء المعرى 1: 89 القافية الشاعر الجزء والصفحة وإجلال أبو العلاء المعرى 1: 112 النحيل أحمد بن كليب 1: 132 الشكل البستى 1: 160 وتفضل 1: 178 متسحلّ أبو خازم القاضي 1: 200 الفضل ابن بسام 1: 217 ح الفضول إسماعيل بن حماد لجوهرى 1: 231 البطل ابن رشيق 1: 335 مال الخليل بن أحمد 1: 379 الأعمال الأخطل 1: 380 الأصل عبد الرحمن الداخل 2: 46 مذلل صاعد الأندلسى 2: 88، 89 الأجل البافى 2: 132 النجل ابن الطفال 2: 191، 192 الآجال شميم 2: 245، 246 الذابل ابن بلبل 2: 254 برحيل ابن بلبل 2: 254، 255 النزال على بن حبيب 2: 255 الحول الحريرى 3: 25 ح الضلال ابن حيوس 3: 34 عسال الزوزنى 3: 67، 68 على ابن بنان 3: 210 الكامل محمد بن محمد بن الحسين 3: 211 أغوال امرؤ القيس 3: 278 الأزل الكميت 3: 294 بطائل الخوافى 3: 333

(الميم)

القافية الشاعر الجزء والصفحة الرجل ابن السكيت 4: 63 العقال أمية بن أبى الصلت 4: 134 وأجمل الدمعة 4: 174 أفعالى أبو العلاء المعرى 1: 111، 112 العالى إسماعيل بن إبراهيم القيروانى 1: 228 حالى الطبسى 1: 313 سبيل ابن ناقيا 2: 156، 157 بذلى عبد الودود. بن عيسى 2: 217 ح حبلى 2: 229 شملى 2: 229 على ابن بلبل 2: 254 يدلى 2: 266 اختيالى الأبيوردى 2: 50 - 51 عياله ابن كناسه 3: 160 ماله زيد بن القاسم العامرى 2: 14، 15 (الميم) الكلم نفطويه 1: 216 ح ترم الأعشى 1: 282 الخدم التاح الكندى 2: 13 قسم ابن حبون 2: 30 عصم الأعشى 2: 60 ح هائم عبد القاهر الجرجانى 2: 190 ح القوام النتلج البلطى 2: 345 ح تحتكم البحترى 3: 245 تلتقم أبو العباس صيمرى 3: 245 ظلم البحترى 3: 245 ح القافية الشاعر الجزء والصفحة الأمم ناصر بن أحمد بن بكر 3: 342 سلم يعقوب بن على 4: 64 تبسما 1: 272 والدما الحسن التميمىّ 1: 354 اللجماذ خلف الأحمر 1: 384 ح فأنعما ابن دبابا 2: 281 محكما الحصين بن الحمام 3: 11 ظلما الزوزنى 3: 68 أدهما ابن كناسة 3: 159 ح محكما 3: 299 ألمى مظفر الأعمى 3: 330، 331 لائما 4: 135 جيما حمدويه 4: 146 وغيهما ذو الفضائل 1: 168 ح قائمه أبو الأسود الدؤلى 1: 55، 56 والسلامه شبيل بن عزرة 2: 76 صمم أبو العلاء لعرى 1: 88 طعم أبو العلاء لمعرى 1: 107 تضرم بن فارس 1: 128 مجرم محمد بن إسحاق بن مرار 1: 264 ظلم العرجى أو الحارث لمخزومى 1: 284 يدوم ابن ثروان 1: 391 الذموم أمية بن أبى الصلت 2: 40 رميم ابن السيد البطليوسى 2: 142 كنتم العكبرى 2: 215 سقم ابن دبابا 2: 280 بمغناهم على بن محمد السخاوى 2: 213 ح برؤياكم الطبرسى 3: 6 - 8 معجم أبو الحسين محمد بن الحسين 3: 118 مغرم ابن فارس 3: 170

(ن)

القافية الشاعر الجزء والصفحة تميم أبو بكر بن الأنبارى 3: 206 عظيم محمد بن يحيى اليزيدى 3: 238 هشام 3: 249 تسليم الزمخشرى 3: 270 حالم أرطاة بن سهية أوقتب ابن حصن الشمخى 3: 305 كرام 3: 329 ح نجوم أبو القاسم العطار 4: 159 عدمه طرفة بن العبد 3: 135 عظمه أبو العلاء المعرى 1: 113 خيامها الزمخشرى 3: 267 الخصوم أبو العلاء المعرى 2، 83 وحرام أحمد بن كامل بن خلف 1: 133 الظلم إسحاق بن خلف 1: 184 الظلم 1: 197 الغمام إسماعيل بن حماد الجوهرى 1: 231 العلم جهم بن خلف المازنى 1: 306 الرسيم ابن شرف 1: 337 التندم عدلى ابن الرقاع 1: 381 ح العالم العجاج 2: 41 التقدم ابن الدهان 2: 50 هادم 2: 61 جهنم ابن الدهان 2: 157 القدم ابن الطفال 2: 192 النعيم ابن بلبل 2: 255 كهام الباهلى 3: 6 والحكم القاسم السابزوارى 3: 11 الديم يعقوب بن أحمد 3: 12 محجام 3: 20 المقام الحريرى 3: 25 القافية الشاعر الجزء والصفحة تقم النابغة الجعدى 3: 38 الكلام ابن القطاع 3: 107 أليم الطوبى 3: 108 القوائم المتنبى 3: 118 ح مكلم عنترة 3: 136 بالتنسّم عدى بن الرقاع 3: 146، 149 للمتقدم عدىّ بن الرقاع 3: 146، والكرم ابن كناسة 3: 160 ظالم محمد بن محمد بن الحسين 3: 211 القاسم قطرب 3: 219 الهمام محمد م بن اليزيدى يحيى 3: 237 الروم 3: 292/ 4: 199 الأحلام أبو نصر بن صدقة 3: 364 - 365 والنجم الأرزنى 4: 41، 42 كرم ابن معطى 4: 45 المدام يعقوب بن محمد الفارسى 4: 54 قشعم عبد الله بن عبد العزيز 4: 60 جيم اليمان البندنيجى 4: 79 ح اعترامى النقار الحميرى 1: 70، 71 صقامى الميدانى 1: 158 اسلمى العجاج 2: 41 محتكمى القاسم بن الكيال 3: 33 ح همومى ابن السراج 3: 148 عمى الباخرزى 4: 53 (ن) العنن الأعشى 1: 148 ح يصرون عبد الله بن محمد بن السيد 1: 72 الطين 1: 333

القافية الشاعر الجزء الصفحة الرسن حمزة بن غاضرة 1: 371 والبدن دماذ أبو غسان 2: 5، 6 الحسن 2: 200، 201 يبين محمد بن الحسن الطوبى 3: 108 اليمان اليمان بن اليمان 4: 79 يمن ابن السراح الصورى 4: 112 الشامتينا أبو الأسود الدؤلى 1: 54 مسجونا إبراهيم بن على الفارسى 1: 207 فخبرينا الحسن بن أحمد بن يعقوب 1: 318 ح سليمانا الخليل بن أحمد 1: 380 ثمنا عبد الله بن المبارك 1: 382 واليمنا ابن سيده 2: 226 ح فينا الأشرف بن فخر الملك 2: 229 لنا على بن أبى جرادة 2: 287 ترمينا ابن مقبل 2: 314 حسنا هبة الله بن المبارك 2: 326 وشينا ابن ظفر 3: 76 استحسنا الوركانى 3: 112 المئينا الوالبى 3: 135 وافنليتا عمرو بن كلثوم 3: 136 يلينا عمرو بن كلثوم 3: 137 أمانينا ابن الأصفر 3: 162 دفينا 3: 280 آمينا 3: 282 تسعينا معاذ الهراء 3: 292 ح الديوانا ابن الرومى 3: 307 ح المنى مهدى الخوافى 3: 333 القافية الشاعر الجزء والصفحة تهتدينا الرؤاسى 4: 108، 109 خزانه أبو سعيد العقيلى 3: 236 بمنه أبو الفضل النو شجانى 4: 154 إحسان الفند الزمانى 1: 58 ألحن الحسن بن إسحاق 1: 325 صوان الفارقى 1: 331، 332 سكران أبو عبد الله البارع 1: 363 يقظان 2: 169 سكان الوأواء 2: 187 بعد سبعين على بن الحارث 2: 275 شيبان ابن الرومى 3: 307 ح تهون 4: 96 وبانوا أبو إسحاق الرفاعى 1: 203 أعينها قيس بن معاذ المجنون 1: 138 جنونها 3: 133، 134 وحقينها 3: 134 ح الإيمان الزوزنى 1: 108 الإحسان ابن بطة 1: 123 التجفين البشتى 1: 149 الزمان إسماعيل بن حماد الجوهرى 1: 132، 233 ومكان ابن رشيق 1: 334 الوخدان 1: 346 والنزوان 1: 346 ح بنى أبان حماد الراوية 1: 366 عبد المدان أبو عطاء السندى 1: 367 ح أم حصن النمر بن تولب 1: 384

(الهاء)

القافية الشاعر الجزء والصفحة بسمن النمر بن تولب 1: 384 الأمان ابن الدهان 2: 49 بثمان شيث بن إبراهيم القفطى 2: 74 ح الأزمان المرزبانى 2: 278 المكين أبو عبد الله القزاز 3: 84، 85 فيأتلفان ابن الأعرابى 2: 130 ح لونين 3: 164 ح يمين المبارك بن المبارك 3: 255 سمطين الزمخشرى 3: 267 الدهاقين المفضل بن سلمة 3: 308 عين الدارقزى 4: 64 نمجان 4: 147 الفتن أبو الفتح بن أشرس 4: 180 نصرانى جودى بن عثمان 1: 306 فعدنانى عمران بن حطان 1: 307 خذونى الحسن بن بشر الآمدى 1: 322 يدانى الحسن بن بشر والآمدى 1: 324 لسانى أبو عطاء السندى 1: 366 ح بالمعانى حماد الراوية 1: 366 ح يتوفانى الخليل بن أحمد 1: 379 وبينى أبو العلاء المعرى 2: 74 يعترينى سبط أبى منصور الخياط 2: 123 تعذرينى ابن أبى صبح 2: 125 فعزونى ابن السيد البطليوسى 2: 143 يخبرونى 2: 277 سنى أبو جهل بن هشام 2: 371 واخدانى أبو عبد الله القزاز 3: 85 همذانى أبو نصر الملقب بسيبويه 3: 170 القافية الشاعر الجزء والصفحة يقينى محمد بن بنان 3: 210 ح وجيرانى مؤرج السدوسى 3: 329 أغانى ناصر بن عبد السيد 3: 340 الأرزنى ابن الحجاج 4: 40 ح ويأمننى 4: 92 (الهاء) وشره نفطويه 1: 214 ح وبه ابن الحجاج 2: 24 له الفخر بن محمد العلوى 2: 94 كزاها أبو العلاء المعرى 2: 75 طعمها يعقوب بن محمد الفارسى 4: 56 غايتاها أبو النجم العجلى 4: 138 سطروه أبو العلاء المعرى 1: 114 الله نفطويه 1: 212 وضعوه المأمون 1: 196 نفطويه محمد بن زيد بن على 1: 214 ح يرتجيه ابن العبرتى 1: 270 والتشبيه عبد القاهر الجرجانى 2: 190 أبيه أحمد بن أبى طاهر 3: 309 (الواو) غدوا 1: 84، 287 العفو أبو محمد اليزيدى 1: 125 4: 35 يعوى أبو بكر البستى 4: 102 (الياء) نحوىّ ابن مكتوم 2: 334 ح،، 335 ح عليه ابن دريد 1: 214

القافية الشاعر الجزء والصفحة عليه على بن الحارث البيارى 2: 275 يخفيها مسعود الدولة النحوى 3: 263، 264 مواليا الفرزدق 2: 105 تعاميا ناصر بن عبد السيد 3: 340 عليا أبو الأسود الدؤلى 1: 52 حيا أبو الأسود الدؤلى 1: 52، 53 القافية الشاعر الجزء والصفحة صبيا 2: 57 خزيا المفجع 3: 312 ح الشافيه ابن الخشاب 2: 101 أضايه أبو مسحل 4: 172 الترمذىّ محمد بن منصور التميمىّ 3: 217 برىّ عبد الوارث الأبهرى 2: 216

6 - فهرس أنصاف الأبيات

6 - فهرس أنصاف الأبيات أقم لها صدورها يابسيس 3: 38 ألا أنعم صباحا أيها الطلل للبالى 1: 96 ألا هبى بصحنك فاصبحينا 3: 136 ح بان الأحبة بالعهد الّذى عهدوا 2: 340 ح رابى المجسة بالعبير مقرمد 1: 149 فأدت القريض ومن ذافأد 2: 366 فإنك مولى أسرة لا يدينها 3: 134 ح قد عقرت بالقوم أم الخزرج 3: 118 ح كورهاء مشنىّ إليها حليلها 2: 344

§1/1