إفادة الخبر بنصه في زيادة العمر ونقصه

السيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا. محمد وآله وسلم. الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى: سئل والدي (1)، رحمه الله تعالى، عن العمر، هل يزيد وينقص من الولادة إلى الموت ومن الموت إلى البعث؟ وما تفسير قوله تعالى: {. . . ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ}، وقوله تعالى: {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}، وقوله تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.

_ (1) هو كمال الدين أبو المناقب بن ناصر الدين محمد بن سابق الدين أبي بكر بن فخر السيوطي

1 - وأخرج [ابن جرير] (*)، وابن مردويه في تفسيريهما عن الكلبي في قوله: {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}، قال: يمحو الرزق ويزيد فيه، ويمحو من الأجل ويزيد فيه، فقيل له: من حدثك بهذا؟ قال: أبو صالح عن جابر بن عبد الله بن رئاب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم.

_ (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في المطبوعة (ابن حزم) وذكر المحقق في الهامش أنها تصحيف

2 - وأخرج ابن مردويه، وابن عساكر في تاريخه عن علي رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}، فقال: لأقرن عينك بتفسيرها، ولأقرن عين أمتي بعدي بتفسيرها، الصدقة على وجهها، وبر الوالدين، واصطناع المعروف، يحول الشقاء سعادة، ويزيد في العمر، وبقي مصارع السوء.

3 - وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله تعالى: {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}، قال: الله ينزل كل شيء يكون في السنة في ليلة القدر، فيمحو ما يشاء من الآجال والأرزاق والمقادير، إلا الشقاء والسعادة فإنهما ثابتان.

4 - وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال: يقول: أنسخ ما شئت، وأصنع في الآجال ما شئت، إن شئت زدت فيها، وإن شئت نقصت.

5 - وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أجله، فليصل رحمه.

6 - وأخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أجله، فليصل رحمه. 7 - وأخرج الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن يمد الله له في عمره، ويوسع له في رزقه

ويدفع عنه ميتة السوء، ويستجاب دعاؤه، فليتق الله وليصل رحمه.

8 - وأخرج الحاكم والبيهقي في الشعب، عن عقبة بن عامر، صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عقبة، ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة، تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، ألا ومن أراد أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، فليصل ذا رحم منه.

9 - وأخرج البيهقي عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلة الرحم وحسن الخلق يعمرن الديار ويزدن في الأعمار. 10 - وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: من اتقى ربه، ووصل رحمه نُسئ له في عمره، وثري ماله، وأحبه أهله.

11 - وأخرج عبد الرزاق في المصنف، والبيهقي من طريقة عن معمر عن أبي إسحاق الهمداني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره النسأ في الأجل، والزيادة في الرزق، فليتق الله، وليصل رحمه. قال معمر: وسمعت عطاء الخراساني يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. قال البيهقي عقب إيراد ذلك: قال الحليمي في معناه: إن من الناس من قضى الله عز وجل بأنه إذا وصل رحمه عاش عدداً من السنين مبيناً، وإن قطع رحمه عاش دون ذلك، فحمل الزيادة في العمر على هذا، وبسط الكلام فيه، ولا يخفى عليه أي العددين يعيش. انتهى.

12 - وأخرج الحاكم، وصححه، عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: مكتوب في التوراة: من سره أن تطول حياته، ويزاد في رزقه، فليصل رحمه. 13 - وأخرج الحاكم، وصححه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر.

14 - وأخرج البيهقي عن ابن عمر، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما يزيدان في الأجل، وينفيان الفقر، كما ينفي الكير الخبث.

15 - وأخرج الطبراني، والبيهقي عن رافع بن مكيث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حسن الملكة نماء، وسوء الخلق شؤم، والبر زيادة في العمر، والصدقة تطفئ ميتة السوء. 16 - وأخرج الطبراني، عن عمرو بن عون: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صدقة المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء.

17 - وأخرج الطبراني في الأوسط عن أم سلمة، رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفياً تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر.

18 - وأخرج الطبراني في الكبير عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر. 19 - وأخرج البيهقي في الشعب، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: صدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر، وفعل المعروف يقي مصارع السوء.

20 - وأخرج أحمد، والنسائي، وابن ماجه عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر.

§1/1