إسلام زيد بن حارثة وغيره من أحاديث الشيوخ

تمام بن محمد الدمشقي

بسم الله الرحمن الرحيم رب سهل أخبرنا الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم بن الحسين بن أحمد بن إسحاق اللخمي الخرقي المعدل رضي الله عنه، بقراءتي عليه في سادس شعبان سنة اثنتين وثمانين وخمس مائة في داره بدمشق وأبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي القرشي، أخبرنا الإمام جمال الإسلام أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد بن الفتح السلمي رضي الله عنه قراءة عليه ونحن نسمع في جمادى الآخر سنة خمس وعشرين وخمس مائة، قال: أنبا الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الصوفي:

حارثة تزوج إلى طيئ بامرأة من بني نبهان، فأولدها: جبلة وأسماء , وأسامة , وزيدا، وتوفيت

1 - أَنْبَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي عِقَالٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي دَارِهِ بِحَجَرِ الذَّهَبِ: أَنَا أَبِي أَبُو زَيْدٍ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي عِقَالٍ، وَاسْمُ أَبِي عِقَالٍ , هِلالُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نُعْمَانَ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَا أَبُو زَيْدٍ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي عِقَالٍ هِلالِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، قِرَاءَةَ عَلَيْهِ، ثُمَّ اتَّفَقَا أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، وَكَانَ صَغِيرًا فَلَمْ يَعِ عَنْهُ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَمِّي زَيْدُ بْنُ أَبِي عِقَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ آبَاءَهُ حَدَّثُوهُ: " أَنَّ حَارِثَةَ تَزَوَّجَ إِلَى طَيِّئٍ بِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي نَبَهَانَ، فَأَوْلَدَهَا: جَبَلَةَ وَأَسْمَاءَ , وَأُسَامَةَ , وَزَيْدًا، وَتُوُفِّيَتْ أُمُّهُمْ وَبَقُوا فِي حِجْرِ جَدِّهِمْ لأُمِّهِمْ، وَأَرَادَ حَارِثَةُ حَمْلَهُمْ، فَأَتَى جَدُّهُمْ لأُمِّهِمْ، وَقَالَ: مَا عِنْدَنَا خَيْرٌ لَهُمْ، فَتَرَاضَوْا إِلَى أَنْ حَمَلَ جَبَلَةَ وَأَسْمَاءَ وَأُسَامَةَ، وَخَلَّفَ زَيْدًا، فَجَاءَتْ خَيْلٌ مِنْ تِهَامَةَ مِنْ فَزَارَةَ، فَأَغَارَتْ عَلَى طَيِّئٍ، فَسَبَتْ زَيْدًا، فَسَارُوا بِهِ إِلَى عُكَاظٍ " فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُبْعَثَ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ:

يَا خَدِيجَةُ , رَأَيْتُ فِي السُّوقِ غُلامًا مِنْ صِفَتِهِ كَيْتُ وَكَيْتُ، يَصِفُ عَقْلا وَأَدَبًا وَجَمَالا، وَلَوْ أَنَّ لِي مَالا لاشْتَرَيْتُهُ ". فَأَمَرَتْ خَدِيجَةُ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ فَاشْتَرَاهُ مِنْ مَالِهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا خَدِيجَةُ , هَبِي لِي هَذَا الْغُلامَ بِطِيبَةٍ مِنْ نَفْسِكِ، فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ , إِنِّي أَرَى غُلامًا وَضِيئًا وَأُحِبُّ أَنْ أَتَبَنَّاهُ، وَأَخَافُ أَنْ تَبِيعَهُ أَوْ تَهَبَهُ , فَقَالَ: يَا مُوَفَّقَةُ , مَا أَرَدْتُ إِلا أَنْ أَتَبَنَّاهُ "، فَقَالَتْ: بِهِ فُدِيتَ يَا مُحَمَّدُ. فَرَبَّاهُ وَتَبَنَّاهُ، إِلَى أَنْ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ فَنَظَرَ إِلَى زَيْدٍ فَعَرَفَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَأَنْتَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ؟ قَالَ: لا، أَنَا زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: بَلْ أَنْتَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، إِنَّ أَبَاكَ وَعُمُومَتُكَ وَإِخْوَتُكَ قَدْ أَتْعَبُوا الأَبْدَانَ، وَأَنْفَقُوا الأَمْوَالَ فِي سَبِيلِكَ، فَقَالَ: أَلِكْنِي إِلَى قَوْمِي وَإِنْ كُنْتُ نَائِيًا ... فَإِنِّي قَطِينُ الْبَيْتِ عِنْدَ الْمَشَاعِرِ وَكُفُّوا مِنَ الْوَجْدِ الَّذِي قَدْ شَجَاكَمُ ... وَلا تُعْمِلُوا فِي الأَرْضِ نَصَّ الأَبَاعِرِ فَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ فِي خَيْرِ أُسْرَةٍ ... خِيَارُ مَعْدٍ كَابِرٌ بَعْدَ كَابِرِ فَمَضَى الرَّجُلُ فَخَبَّرَ حَارِثَةَ، وَلِحَارِثَةَ فِيهِ أَشْعَارٌ بَعْضُهَا: بَكَيْتُ عَلَى زَيْدٍ وَلَمْ أَدْرِ مَا فَعَلْ ... أَحَيٌّ يُرْجَى أَمْ أَتَى دُونَهُ الأَجَلْ وَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَسَائِلٌ ... أَغَالَكَ سَهْلُ الأَرْضِ أَمْ غَالَكَ الْجَبَلْ

فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ لَكَ الدَّهْرُ رَجْعَةً ... فَحَسْبِي مِنَ الدُّنْيَا رُجُوعُكَ فِي بُجَلْ تُذَكِّرْنِيهُ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا ... وَتَعْرِضُ ذِكْرَاهُ إِذَا عَسْعَسَ الطِّفْلْ وَإِنْ هَبَّتِ الأَرْوَاحُ هَيَّجْنَ ذِكْرَهُ ... فَيَا طُولَ أَحْزَانِي عَلَيْهِ وَيَا وَجَلْ سَأُعْمِلُ نَصَّ الْعِيسِ فِي الأَرْضِ جَاهِدًا ... وَلا أَسْأَمُ التِّطْوَافَ أَوْ تَسْأَمُ الإِبِلْ حَيَاتِي أَو ْتَأْتِي عَلَيَّ مَنِيَّتِي ... وَكُلُّ امْرِئٍ فَانٍ وَإِنْ غَرَّهُ الأَمَلْ ثُمَّ إِنَّ حَارِثَةَ أَقْبَلَ إِلَى مَكَّةَ فِي إِخْوَتِهِ وَوَلَدِهِ وَبَعْضِ عَشِيرَتِهِ، فَأَصَابَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَزَيْدًا فِيهِمْ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَى زَيْدٍ عَرَفُوهُ وَعَرَفُهْم، فَقَالُوا لَهُ: يَا زَيْدُ، فَلَمْ يُجِبْهُمْ إِجْلالا مِنْهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْتِظَارًا مِنْهُ لِرَأْيِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَؤُلاءِ يَا زَيْدُ؟ ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَذَا أَبِي، وَهَذَانِ عَمَّاي، وَهَذَا أَخِي، وَهَؤُلاءِ عَشِيرَتِي. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُمْ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ يَا زَيْدُ، فَقَامَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، وَقَالُوا لَهُ: امْضِ مَعَنَا يَا زَيْدُ، قَالَ: مَا أُرِيدُ بِرَسُولِ اللَّهِ بَدَلا، فَقَالُوا لَهُ: يَا مُحَمَّدُ , إِنَّا مُعْطُوكَ فِي هَذَا الْغُلامِ دِيَاتٌ، فَسَمِّ مَا شِئْتَ، فَإِنَّا حَامِلُوهَا إِلَيْكَ. قَالَ: أَسْأَلُكُمْ أَنْ تَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنِّي خَاتَمُ أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ، أَبَوْا وَتَلَكَّئُوا وَتَلَجَّلَجُوا، وَقَالُوا: تَقَبْلُ مَا عَرَضْنَا عَلَيْكَ

يَا مُحَمَّدُ؟ فَقَالَ لَهُمْ: هَاهُنَا خَصْلَةٌ غَيْرُ هَذِهِ، قَدْ جَعَلْتُ أَمْرَهُ إِلَيْهِ: إِنْ شَاءَ فَلْيُقِمْ وَإِنْ شَاءَ فَلْيَرْحَلْ، قَالُوا: قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ صَارُوا مِنْ زَيْدٍ إِلَى حَاجَتِهِمْ. قَالُوا: يَا زَيْدُ , قَدْ أَذِنَ لَكَ مُحَمَّدُ فَانْطَلِقْ مَعَنَا، قَالَ: هَيْهَاتَ , هَيْهَاتَ , مَا أُرِيدُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَلا، وَلا أُوثِرُ عَلَيْهِ وَالِدًا وَلا وَلَدًا فَأَدَارُوا وَأَلاصُوهُ وَاسْتَعْطَفُوهُ، وَذَكَرُوا وَجْدَ مَنْ وَرَاءِهِمْ بِهِ، فَأَبَى وَحَلَفَ أَنْ لا يَصْحَبَهُمْ، فَقَالَ حَارِثَةُ: يَا بُنَيَّ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي مُؤْنِسُكَ بِنَفْسِي، فَآمَنَ حَارِثَةُ، وَأَبَى الْبَاقُونَ، فَرَجَعُوا إِلَى الْبَرِّيَةِ، ثُمَّ إِنَّ أَخَاهُ جَبَلَةَ رَجَعَ فَِآمَنَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَوَّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ النَّبِيُّ بِيَدِهِ إِلَى الشَّامِ لِزَيْدٍ، وَأَوَّلُ شَهِيدٍ كَانَ بِمُؤْتَةَ زَيْدٍ، وَثَانِيهِ جَعْفَرٌ الطَّيَّارُ. وَآخِرُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ بِيَدِهِ لأُسَامَةَ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ النَّاسِ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ: إِلَى أَيْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: عَلَيْكَ بِيبنى، فَصَبِّحْهَا صَبَاحًا، فَقَطِّعْ وَحَرِّقْ وَضَعْ سَيْفَكَ، وَخُذْ بِثَأْرِ أَبِيكَ. وَاعْتَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: جَهِّزُوا جَيْشَ أُسَامَةَ , أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ , فَجَهَّزَ إِلَى أَنْ صَارَ إِلَى الْجُرْفِ، وَاشْتَدَّتْ عِلَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ إِلَى أُسَامَةَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُكَ، فَرَجَعَ، فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى أُسَامَةَ، فَأَقْبَلَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَيُفْرِغُهَا عَلَيْهِ، قَالُوا: فَعَرَفْنَا أَنَّهُ إِنَّمَا يَدْعُو لَهُ.

ثُمَّ قُبِضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ فِيمَنْ غَسَّلَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأُسَامَةُ يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ، فَلَمَّا دُفِنَ عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: مَا تَرَى فِي لِوَاءِ أُسَامَةَ؟ قَالَ: مَا أُحِلُّ عَقْدًا عَقَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا يَحِلُّ مِنْ عَسْكَرِهِ رَجُلٌ إِلا أَنْ يَكُونَ أَنْتَ يَا عُمَرُ، وَلَوْلا حَاجَتِي إِلَى مَشُورَتِكَ لَمَا حَلَلْتُكَ مِنْ عَسْكَرِهِ، يَا أُسَامَةُ , عَلَيْكَ بِالْمِيَاهِ، يَعْنِي: الْبَوَادِي. وَكَانَ يَمُرُّ بِالْبَوَادِي فَيَنْظُرُوا إِلَى جَيْشِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَثْبُتُوا عَلَى أَدْيَانِهِمْ إِلَى أَنْ صَارَ إِلَى عَشِيرَتِهِ كَلْبٌ، فَكَانَتْ تَحْتَ لِوَائِهِ، إِلَى أَنْ قَدِمَ الشَّامَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: اخْتَرْ لَكَ مَنْزِلا فَاخْتَارَ الْمَزَّةَ، وَاقْتَطَعَ بِهَا هُوَ وَعَشِيرَتُهُ. وَقَدْ قَالَ الشَّاعِرُ، وَهُوَ أَعْوَرُ كَلْبٍ: إِذَا ذُكِرْتَ أَرْضٌ لِقَوْمٍ بِنِعْمَةٍ ... فَبَلْدَةُ قَوْمِي تَزْدَهِي وَتَطِيبُ بِهَا الدِّينُ وَالأَفْضَالُ وَالْخَيْرُ وَالنَّدَى ... فَمَنْ يَنْتَجِعْهَا لِلرَّشَادِ يُصِيبُ وَمَنْ يَنْتَجِعْ أَرْضًا سِوَاهَا فَإِنَّهُ ... سَيَنْدَمُ يَوْمًا بَعْدَهَا وَيَخِيبُ تَأْتِى لَهَا خَالِي أُسَامَةُ مَنْزِلا ... وَكَانَ لِخَيْرِ الْعَالَمِينَ حَبِيبُ حَبِيبُ رَسُولِ اللَّهِ وَابْنُ رَدِيفِهِ ... لَهُ أُلْفَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَنَصِيبُ فَأَسْكَنَهَا كَلْبًا فَأَضْحَتْ بِبَلْدَةٍ ... لَهَا مَنْزِلٌ رَحْبُ الْجَنَابِ خَصِيبُ فَنِصْفٌ عَلَى بُرٍّ وَشِيحٍ وَنُزْهَةٌ ... وَنِصْفٌ عَلَى بَحْرٍ أَغَرُّ رَطِيبُ ثُمَّ إِنَّ أُسَامَةَ خَرَجَ إِلَى وَادِي الْقُرَى إِلَى ضَيْعَةٍ لَهُ فَتُوُفِّيَ بِهَا،

وَخَلَّفَ فِي الْمِزَّةَ ابْنَةً لَهُ يُقَالُ لَهَا: فَاطِمَةُ، فَلَمْ تَزَلْ مُقِيمَةً إِلَى أَنْ وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَجَاءَتْ عَلَيْهِ فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ , فَقَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ وَأَقْعَدَهَا فِيهِ، وَقَالَ لَهَا: حَوَائِجُكِ يَا فَاطِمَةُ، قَالَتْ: تَحْمِلُنِي إِلَى أَخِي، فَجَهَّزَهَا وَحَمَلَهَا "

أن يأتيها في منزلها , فيصلي في مكان يتخذ مصلى، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم أتاها

2 - أَنْبَا أَبُو الْقَاسِمِ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أَنْبَا أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ الْبَجَلِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ , ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ , حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بِّن سَعِيدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «سَأَلَتْ أُمِّي أُمُّ سُلَيْمٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْتِيَهَا فِي مَنْزِلِهَا , فَيُصَلِّي فِي مَكَانٍ يُتَّخَذُ مُصَلًّى، فَفَعَل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهَا , فَعَمَدْت إِلَى حَصِيرٍ لَهَا فَنَضَحَتْهُ بِمَاءٍ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا وَصَلُّوا مَعَهُ»

قدمت عير من طعام، فيها جمل لعثمان بن عفان عليه دقيق حواري وسمن وعسل، فأتاها النبي صلى

3 - وَبِهِ , حَدَثَّنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيُّ , ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ ْبنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، قَالَ: " قَدِمَتْ عِيرٌ مِنْ طَعَامٍ، فِيهَا جَمَلٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَلَيْهِ دَقِيقُ حَوَارِيٍّ وَسَمْنٌ وَعَسَلٌ، فَأَتَاهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا فِيهَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ دَعَا بِبُرْمَةٍ فَنُصِبَتْ عَلَى النَّارِ، وَجَعَلَ فِيهَا مِنَ الْعَسَلِ وَالدَّقِيقِ وَالسَّمْنِ، ثُمَّ عَصَّدَ حَتَّى نَضَجَ أَوْ كَادَ يَنْضَجُ، ثُمَّ أَنْزَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُوا هَذَا شَيْءٌ تُسَمِّيهِ فَارِسُ الْخَبِيصُ. فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلْنَا "

عن المسح على الخفين، فقال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام ولياليهن

4 - وَبِهِ , حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ نُصَيْرِ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ أَبَانٍ السُّلَمِيُّ ابْنُ أَخِي هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا أَبُو سَعْدٍ مَوْلَى حُذَيْفَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي " عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمٌ وَلَيْلَةٌ لِلْمُقِيمِ، إِلا مِنْ جَنَابَةٍ "

يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل

5 - أَخْبَرَنَا تَمَّامٌ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَسْنُونَ الأَزْرَقِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، ثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ الْمُنْذِرِ الرَّمْلِيُّ بِالرَّمْلَةَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْمِقْسَمِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «» يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ «»

بين الملحمة الكبرى وفتح وخروج الدجال سبعة أشهر»

حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الْبَرْزُوزِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِذٍ 6 - أَنْبَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مُوسَى بْنِ فَضَالَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَضَالَةَ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا أَبُو هِشَامٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَعْرُوفُ بِالْبُرُزُوزِ، فِي جُمَادَى الآخِرَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَايِذٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُطَيْبٍ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَةَ عَبْدِ اللَّهِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ الْكُبْرَى وَفَتْحِ وَخُرُوجِ الدَّجَّالِ سَبْعَةُ أَشْهُرٍ»

بين يدي الدجال نيف وسبعون دجالا»

7 - ثَنَا أَبُو عُمَرَ، ثَنَا أَبُو هِشَامٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ بِشْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «بَيْنَ يَدَيِ الدَّجَّالِ نَيْفٌ وَسَبْعُونَ دَجَّالا»

إني أنذركم من الدجال كما أنذر نوح قومه»

8 - وَبِهِ , حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنِي شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي أُنْذِرُكُمْ مِنَ الدَّجَّالِ كَمَا أَنْذَرَ نُوحٌ قَوْمَهُ»

إذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوذ من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، وفتنة المحيا

9 - وَبِهِ , حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ، ثَنَا أَبُو عُمَرَ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ فَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَشَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ "

أخر ليلة صلاة العشاء ثم خرج، فقال: إنما حبسني حديث كان تميم الداري، يحدثنيه عن رجل كان في

10 - وَبِهِ , حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ,أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَخَّرَ لَيْلَةً صَلاةَ الْعِشَاءِ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: إِنَّمَا حَبَسَنِي حَدِيثٌ كَانَ تَمِيمُ الدَّارِيُّ، يُحَدِّثْنِيهِ عَنْ رَجُلٍ كَانَ فِي جَزَائِرَ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَةٍ تَجُرُّ شَعْرَهَا " وَذَكَرَ حَدِيثَ الْجَسَّاسَةِ

صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، وكان لا يصعد إلا يوم الجمعة» ، وذكر حديث الجساسة

11 - وَبِهِ , حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ، أَخْبَرَنِي شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَتْ: «صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ، وَكَانَ لا يَصْعَدُ إِلا يَوْمَ الْجُمُعَةِ» ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الْجَسَّاسَةِ بِطُولِهِ

رأيت الدجال رجل أقمر هجان ضخم، كأن شعر رأسه أغصان شجرة، أعور كأن عينه كوكب الصبح، شبهته

12 - وَبِهِ , حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ، ثَنَا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ الدَّجَّالَ رَجُلٌ أَقْمَرُ هَجَّانُ ضَخْمٌ، كَأَنَّ شَعْرَ رَأْسِهِ أَغْصَاُن شَجَرَةٍ، أَعْوَرُ كَأَنَّ عَيْنَهُ كَوْكَبُ الصُّبْحِ، شَبَّهْتُهُ عَبْدَ الْعُزَّى بْنَ قَطَنٍ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ»

على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الدجال ولا الطاعون»

13 - وَبِهِ , حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلائِكَةٌ لا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ وَلا الطَّاعُونُ»

ليس من بلد إلا سيطؤها الدجال، إلا مكة والمدينة ليس نقب من نقابها إلا عليه الملائكة حافين

14 - وَبِهِ , حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ، ثَنَا أَبُو عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَاِرِّي، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلا سَيَطَؤُهَا الدَّجَّالُ، إِلا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ لَيْسَ نَقَبٌ مِنْ نِقَابِهَا إِلا عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ حَافِّينَ تَحْرُسُهَا، فَيَنْزِلُ بِالسَّبْخَةِ فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلاثَ رَجَفَاتٍ يَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٌ»

أهل الجنة عشرون ومائة صف، أمتي منها ثمانون صفا»

15 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ شُعَيْبٍ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مْحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَامَوَيْهِ، ثَنَا حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَنْبَجِيُّ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ، أُمَّتِي مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفًّا»

من جاء منكم الجمعة فليغتسل»

16 - ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ أُحَيْدٍ الْبَلْخِيُّ الْقَطَّانُ الْمِلْحِيُّ، فِي مَجْلِسِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَبِيبٍ أَبُو يَعْقُوبَ الْبَامَيَانِيُّ بِالْبَامَيَانِ، ثَنَا أَبُو سَهْلٍ فَارِسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نَاطِرَانَ، ثَنَا أَبُو مُعَاذٍ مَعْرُوفُ بْنُ حَسَّانٍ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ»

عموا بالسلام، وعموا بالتشميت»

17 - ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ يُوسُفَ الرَّبَعِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ البَّطَّالِ الصَّفَدِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ الْعَلافُ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا أَبُو مَرْوَانَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا الْغَسَّانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عُمُّوا بِالسَّلامِ، وَعُمُّوا بِالتَّشْمِيتِ»

يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله، وعن يساره السلام عليكم ورحمه

18 - وَبِإِسْنَادِهِ , قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحِمَهُ اللَّهُ»

توضأ فخلل لحيته بالماء، ثم قال: هكذا أمرني ربي عز وجل "

19 - حَدَثَّنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْرٍ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْعَيَّارِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَّاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتِهِ بِالْمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ "

يقرأ على المنبر: قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد "

20 - وَبِهِ , أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مِسْكِينٍ الْبَلَدِيُّ بِبِلَدٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زُرَيْقٍ الرَّسْعَنِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ "

جمع بين المغرب والعشاء بجمع صلاة المغرب ثلاثا والعشاء ركعتين بإقامة

21 - وَبِهِ , أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِسْحَاقُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ، ثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الأَسَدِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعِ صَلاةِ الْمَغْرِبِ ثَلاثًا وَالْعِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ»

المتشبع ما لم يعط كلابس ثوبي زور»

22 - وَبِهِ , أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِسْحَاقُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُتَشَبِّعُ مَا لَمْ يُعْطِ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»

بثوب قد اشتراه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: بكم أخذته؟ فزاد في ثمنه، فأمره النبي

23 - وَبِهِ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زُرَيْقٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: " مَرَّ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبٍ قَدِ اشْتَرَاهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِكَمْ أَخَذْتَهُ؟ فَزَادَ فِي ثَمَنِهِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِالْفَضْلِ "

كنت مع أنس فصلينا , فوقفنا بين السواري فتأخرنا، فلما صلينا، قال أنس: إنا كنا نتقي هذا على

24 - وَبِهِ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا إِسْحَاقُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مَحْمُودٍ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ أَنَسٍ فَصَلَّيْنَا , فَوَقَفْنَا بَيْنَ السَّوَارِي فَتَأَخْرَنَا، فَلَمَّا صَلَّيْنَا، قَالَ أَنَسٌ: إِنَّا كُنَّا نَتَّقِي هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَهَانَا عَنْهُ "

خيركم من تعلم القرآن وعلمه» .

25 - أَنْبَا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ أَحْمَدَ الْمَوْصِلِيُّ الطَّحَّانُ، أَنْبَا أَحْمَدُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» . قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَذَلِكَ الَّذِي أَقْعَدَنِي هَذَا الْمَجْلِسَ

حبك الشيء يعمي ويصم»

26 - وَبِهِ , حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ هِشَامٍ الدَّيْنَوَرِيُّ الْوَرَّاقُ وَمَسْكَنُهُ دِمَشْقَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَانِئٍ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عْبَلَةَ، عَنْ بِلالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ»

إذا دخل الخلاء نزع خاتمه»

27 - وَبِهِ , حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنَ الْمَوْصِلِيَّ مُذَاكَرَةً قَالَ: ثَنَا سَهْلُ بْنُ صَالِحٍ الأَنْطَاكِيُّ، ثَنَا عَامِرُ بْنُ سَيَّارٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ نَزَعَ خَاتَمَهُ»

من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما» .

28 - وَبِهِ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قِيرَاطٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْخَبَائِرِيُّ، ثَنَا تَفْسِيرُ بْنُ اللَّيْثِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ شَاكِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا عَالِمًا» . وَحَدَّثَنَا ابْنُ مَزَارِيبَ، ثَنَا ابْنُ قِيرَاطٍ مِثْلَهُ

نفل الثلث»

29 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَاّسِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ْبنِ السَّرِيِّ بْنِ الْمِيمِيِّ الْحَافِظُ بِحْمِصَ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ بَكَّارٍ الْعَاقْلانِيُّ، بِبَغْدَادَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، ثَنَا وَيُكَنَّى: أَبَا مُحَمَّدٍ الْفَضْلُ بْنُ حَبِيبٍ السَّرَّاجُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «نَفَلَ الثُّلُثَ»

من ألبسه الله نعمة فليكثر من الحمد لله، ومن كثرت همومه فليستغفر الله، ومن أبطأ عليه رزقه

30 - وَبِهِ , حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنُ عَاصِمٍ، بِمْصِرَ، وَعَوْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالا: ثَنَا أَبُو عِلاثَةَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي غَسَّانٍ، ثَنَا أَبُو الْحَارِثِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، ثَنَا أَيُّوبُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ أَلْبَسَهُ اللَّهُ نِعْمَةً فَلْيُكْثِرْ مِنَ الْحَمْدِ للَّهِ، وَمَنْ كَثُرَتْ هُمُومُهُ فَلْيَسْتَغَفْرِ اللَّهَ، وَمَنْ أَبْطَأَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُكْثِرْ مِنْ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، وَمَنْ نَزَلَ مَعَ قَوْمٍ فَلا يَصُومُ إِلا بِإِذْنِهِمْ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ قَوْمٍ فَيَجْلِسُ مِنْ حَيْثُ أُمِرَ، فَإِنَّ الْقَوْمَ أَعْلَمُ بِعَوْرَةِ دَارِهِمْ، وَإِنَّ مِنَ الذَّنْبِ الْمَسْخُوطِ بِهِ عَلَى صَاحِبِهِ الْجَهْدَ فِي الْحَسَدِ، وَالْكَسَلَ فِي الْعِبَادَةِ، وَالضَّنْكَ فِي الْمَعِيشَةِ»

أول من يلحقني من أهلي أنت يا فاطمة، وأول من يلحقني من أزواجي زينب وهي أطولهن كفا» ، قال:

31 - أَنْبَاَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الْمَلْطِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّابُونِيُّ الْقَاضِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحِ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ صَلاحِ بْنِ سِيَابَةَ الْحَارِثِيُّ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ مِنْ أَنْفُسُهِمْ، حَدَّثَنِي خَيْرَانُ بْنُ الْعَلاِء الْكَلْبِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ اللَّيْثِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «أَوَّلُ مَنْ يَلْحَقُنِي مِنْ أَهْلِي أَنْتِ يَا فَاطِمَةُ، وَأَوَّلُ مَنْ يَلْحَقُنِي مِنْ أَزْوَاجِي زَيْنَبُ وَهِيَ أَطْوَلُهُنَّ كَفًّا» ، قَالَ: وَكَانَتْ زَيْنَبُ مِنْ أَعْمَلِ النَّاسِ لِقِبَالٍ أَوْ شَسْعٍ أَوْ قِرْبَةٍ أَوْ إِدَاوَةٍ، وَتَفْتُلُ وَتَحْمِلُ وَتُعْطِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَلِذَلِكَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَطْوَلُكُنَّ كَفًّا»

لا نكاح إلا بولي»

32 - ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا مُحَمَّدُ ْبنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ»

§1/1