إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع

ابن سودة، عبد السلام

تقديم

[الجزء الأوّل] تقديم بسم الله الرّحمن الرّحيم كتاب إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع للمرحوم عبد السلام ابن سودة هو اختصار لكتاب مطول لنفس المؤلف سماه زبدة الأثر مما مضى من العبر في القرن الثالث والرابع عشر. وهو كذلك آخر حلقة في سلسلة من حوليات في التراجم تبتدئ بكتاب أحمد بن قنفذ الخطيب القسنطيني (ت 809/ 1406) شرف الطالب في أسنى المطالب الذي ترجم فيه للنابهين من أعلام المشرق والمغرب في القرون الهجرية الثمانية الأولى، متلوّا بكتاب أحمد ابن القاضي الفاسي (ت 1025/ 1616) لقط الفرائد من لفاظة حقق الفوائد الذي ذيّل به شرف الطالب مترجما للمشاهير من الرجال حتى نهاية القرن الهجري العاشر، وجاء محمد بن الطيب القادري (ت 1187/ 1773) فذيل الكتابين السابقين بذلين: مطول سماه نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني، ومختصر سماه التقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر من أخبار أعيان المائة الحادية والثانية عشر تابع فيهما كتابة تراجم أعلام المغرب إلى عام سبعين ومائة وألف، ثم ذيّل عبد السلام ابن سودة كتابي القادري بذيلين: زبدة الأثر وإتحاف المطالع المشار إليهما أعلاه. نشرت كتب هذه السلسلة كلها وأعيد نشر بعضها باستثناء كتابي ابن سودة الذين بقيا مخطوطين لحد الآن. وقد عهد إليّ-رحمه الله-قبل وفاته بنشر إتحاف المطالع (¬1). ومكنني من نسخة أصلية بعضها بخط يده وبعضها مرقون عليه تصحيحاته وإلحاقاته، وقال لي مازجا بين الجد والهزل على عادته: "لقد خلعت شاشية التاريخ وألبستك إيّاها كما خلع سيدي عبد الرحمان المجذوب شاشية الولاية وألسبها الشيخ أبا المحاسن الفاسي". ¬

(¬1) وقف عبد السلام ابن سودة في زبدة الأثر ومختصره إتحاف المطالع في عام 1370. وتابع كتابة تراجم المتوفين بعد هذا التاريخ في كتاب سماه الذيل التابع لإتحاف المطالع، ثم بدا له أن يضمهما إلى بعضهما باسم إتحاف المطالع مبتدئا بعام 1170 ومنتهيا بعام 1400. وهو الذي ننشره هنا.

لقد أشرت في كلمة ألقيتها في حفل تأبين المؤلف ابن سودة إلى بعض محاسن إتحاف المطالع الفريد في بابه الذي لا يحل كتاب آخر محله ولا يسدّ مسده، منها: أ-تثبت المؤلف في تحلية المترجمين، -إلا عند ما يجمح به القلم في التحامل أحيانا على بعض المنحرفين في نظره-وتحرّيه غالبا فيما يستحقون من ألقاب علمية أو دنيوية، بحيث يعرف القارئ دون عناء هوية المترجم، ويدرك ما إذا كان فقيها أو أديبا أو مشاركا أو شيخا متصوفا أو حاكما صالحا أو فاسدا أو قائدا حربيا. ويحيل من يريد مزيدا من التوسع في بعض التراجم على الأصل زبدة الأثر. ب-حرصه على ذكر تآليف المترجم، ووصف ما وقف عليه منها، والتنبيه على ما عرف من عناوينها ومحتواها أثناء مطالعاته وقراءاته في الكتب المخطوطة بصفة خاصة. ج-أمانته في النقل، إذ يعزو كل شيء اقتبسه إلى صاحبه، ويتوقف عند ما لا يقف على تاريخ وفاة أو تحديد مكان أو تعليل حادثة. وكم رأيته-رحمه الله-في السنوات التي قضاها بالخزانة العامة بالرباط، مبتهجا في بعض الأيام أشد الابتهاج، وبين يديه مخطوطة أو إضبارة يأبى إلا أن يطلعني على ما عثر فيها من كنز أو كنوز، قد لا تتعدى تاريخ وفاة شخصية ظل يبحث عنه السنين الطوال، أو ذكر اسم كتاب، أو نص رسالة أو قصيدة أو وثيقة أو ما إلى ذلك. وها نحن اليوم-وفاء بالعهد-ننشر هذا الكتاب القيّم مستقلا مفهرسا فهرسة دقيقة بعد أن نشرناه ضمن موسوعة أعلام المغرب، راجين أن يفيد الباحثين وعموم القراء، وينال ما يستحق من القبول والانتشار. ولن أختم هذا التقديم دون أن أزجي الشكر للأخ الأستاذ حبيب اللمسي صاحب دار الغرب الإسلامي وصديق المرحوم ابن سودة الذي أبى إلا أن يحقق أمنية المؤلف بعد وفاته بإخراج هذا الكتاب ضمن سلسلة منشوراته القيمة عن تاريخ الغرب الإسلامي وحضارته. سلا في عشري شوال عام 1416/ 10 - 3 - 1996 محمد حجي

[مقدمة المولف]

[مقدمة المولف] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع الحمد لله الذي خلق الانسان وأمدّه بالفضل والإحسان، وجعل منه من طلب العلم والبيان، فكان له الحظ العظيم والذكر حسب الإمكان، ومن تركه كان حظه الإهمال والنسيان. والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد سيد ولد عدنان، الذي أمرنا بطلب العلم والعرفان، على ممرّ الأوقات والأزمان، وعلى آله وأصحابه العلماء الأعيان، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم العرض أمام الملك الديان. أما بعد، فان من أجل العلوم نفعا، وأكبرها موقعا، علم تاريخ الأمم والأجيال، فان العالم يتطلبه على اختلاف أنواعه ومشاربه، والجاهل يتخذه سلوة وموعظة، فهو محبوب عند الطائفتين، متناول عند الفئتين، لا يمل كل منهما مراجعته والاطلاع عليه، لأن بمعرفته يظهر تاريخ البلاد ومجدها وعظمتها وأصالتها في الحضارة والعمران، وأما البلاد التي لا يعرف تاريخها وتراجم علمائها ورجالها فتكون مجهولة بين الأمم. وكان علم التاريخ على اختلاف أنواعه في أول الدولة الإسلامية يعدّ من أول العلوم معرفة، فقد كان أسلافنا رحمهم الله من أشد الناس اعتناء به، والكتب المؤلفة في هذا العلم شاهدة على ذلك فهي لا تعد ولا تحصى. ولما دخلت الدولة الإسلامية في طور التدهور تركت معرفة التاريخ إلا ما قل. ولا شك أنه من أسس قوام الدولة وأسباب نهوضها ورقيها، وصار هذا العلم يعد عندهم من الأمور الثانوية التي لا يعتد بها ولا يلتفت إليها ولا يتوقف عليها، خصوصا في مغربنا العزيز حتى صار حامله ينعت بأنه يعرف علم الخرافات لا يعبأ به ولا يقام له وزن ولا يعد من العلماء. وبالرغم على هذا كله والحمد لله يوجد في كل وقت من يقوم بواجبه رغم الصعوبات التي يتقلب فيها. وقد قسم العلماء علم التاريخ إلى أقسام متعددة وأنواع مختلفة لا نطيل بتعداها، وألفوا في كل نوع من أنواعه تأليف متعددة. وكان من أقسامه المتميزة وفيات لأفراد الذي وصفوا بالعلم أو بالشجاعة أو الوظائف العالية إلى غير ذلك من الأمور التي توجب للفرد ذكرا في تاريخ البلاد وبين طيات الحوادث المهمة التي مرت في الأزمان الغابرة. وكان من أول من قاموا بجمع هذا النوع في الدولة الإسلامية الفقيه المؤرخ أحمد بن حسن القسمطيني المعروف بابن

قنفذ المتوفى سنة عشر وثمانمائة، فقد جمع في تأليفه الذي سماه شرف الطالب في أسنى المطالب المعروف بوفيات ابن فنفذ جملة صالحة من وفيات مشاهير رجال الأمة الاسلامية من جميع الاقطار والأمصار، من أول الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه إلى قرب وفاته. رتبه على سني الهجرة بحسب العشرات مقتصرا فيه على ذكر اسم الرجل ونسبه بدون تحلية في الغالب. وقد طبع أكثر من مرة. ثم أتى بعده المؤرخ أحمد بن محمد ابن القاضي المتوفى سنة خمس وعشرين وألف وجعل ذيلا عليه سماه لقط الفرائد من لفاظة حقق الفوائد رتبه على السنين كذلك من أول المائة الثامنة إلى آخر عام ألف. وفي بعض نسخه إلى أوائل المائة الحادية عشرة على اختلاف في نسخه، على نسقه وأسلوبه، بعد ما كرر المائة الثامنة مع ابن قنفذ وزاد فيها وفيات مهمة. وقد طبع أيضا. ثم أتى بعدهما الشريف المؤرخ الشهير محمد بن الطيب بن عبد السلام القادري الحسني المتوفى سنة سبع وثمانين ومائة وألف وجعل ذيلا على تأليف ابن القاضي المذكور سماه التقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر من أخبار أعيان المائة الحادية والثانية عشر وصل فيه إلى سنة سبعين ومائة وألف، وان كتب فيه بعض الزيادات إلى قرب وفاته على سبيل الاختصار. وقد ابتدأ من أول المائة الحادية عشرة وأضاف له بعض السنين مع إشارة إلى بعض الحوادث المهمة وترك تفصيلها بالأصل طلبا للاختصار. وهو اختصار له من كتابه نشر المثاني لأن الأصل بسط التراجم والحوادث. وقد اقتصر كل من ابن قنفذ وابن القاضي على ذكر وفيات العلماء فقط في جميع الأقطار والبلدان الاسلامية وخصوصا أشهر رجالها الذين لهم شهرة واسعة، أما القادري فقد اقتصر في التقاطه ونشره على ذكر رجال المغرب الأقصى ولا يذكر علماء غيره إلا نادرا. والعذر له في ذلك بعد الشقة بينه وبين الأقطار الاسلامية الأخرى ولم تقع له رحلة كما وقعت لهما. فجاء من مجموع تلك الوفيات مرآة واضحة لوفيات جل علماء الأمة الاسلامية صلحائها وملوكها ومشاهير رجالها. وبعد الوقوف على ذلك لم أر أحدا جعل ذيلا على كتب الشيخ القادري رحمه الله في هذه المدة الأخيرة من عام سبعين ومائة وألف إلى وقتنا الحاضر. وقد حصل بين يدي عدة وفيات لرجال مغربنا كان لهم الشهرة بما حصل لهم من شجاعة وإقدام وسياسة وإصلاح ودين متين من الوقت الذي أتم فيه الشيخ القادري كتابه نشر المثاني واختصاره التقاط الدرر إلى عامنا هذا الذي هو عام سبعين وثلاثمائة وألف. وقد اقتطفت ذلك من تآليف المتأخرين التي كتبت عن تاريخ المغرب ومن الفهارس والكنانيش الموثوق بها مع اعتناء بتقييد ما شاهدته أو سمعته من أفواه الرجال وتيقنت صحته منذ ميزت في هذا الحياة. جمعت ذلك كله في تأليف سميته زبدة الأثر مما مضى من العبر في القرن الثالث والرابع عشر، فجاء كتابا كبير الحجم عظيم العلم يسع نحو أربعة أسفار ضخام يصعب على المستعجل البحث فيه والاستفادة منه، وهو على منوال نشر المثاني وأسلوبه تتميما للفائدة وعدم ضياع ذلك، ورتبته على حسب السنين من أول عام واحد وسبعين ومائة وألف مقتصرا فيه على ذكر رجال المغرب الأقصى تاركا غيره من

الأقطار الإسلامية لعدم الوقوف على ذلك. وقد أطلت الكلام فيه ووفّيت كل ترجمة حقها وكل حادثة مستحقها قياما بالواجب التاريخي. ولما جمعته وخرجته من مسودته ظهر لي أن أختصره في هذا العجالة وأجعله ذيلا لكتاب التقاط الدرر المذكور على منواله وأسلوبه، ورتبته على السنين كأصله من أول عام واحد وسبعين ومائة وألف إلى عامنا هذا عام سبعين وثلاثمائة وألف، ذاكرا فيه وفاة الشخص في عامه الذي توفي فيه، وبعض التحليات التي رأيته موصوفا بها على وجه الاختصار والاقتصار، ذاكرا تحلية من عاصرتهم واتصلت بهم أو الذين رأيت من عاصرهم واتصل بهم أو ما اتّفق عليه في تحليتهم، سواء كان المذكور من العلماء أو من رجال الصلاح والدين، أو من الوزراء القواد والباشوات الذي هم رجال السياسة، لأنهم يذكرون في الحوادث السياسية كقيرا. وأشير إلى بعض الحوادث إن كانت مهمة في وقتها، وإن أردت بسط ذلك والاطلاع عليها على وجه التفصيل فعليك بمراجعة الأصل كتاب زبدة الاثر فإنك ولا شك تجدها إن شاء الله مبسوطة هناك. ومما زادني تحفيزا على القيام بجمع ذلك والاعتناء بهذا المشروع ما وجدته بخط سيدنا الجد العالم شيخ الجماعة أحمد بن الطالب ابن سودة الآتي الوفاة عام أحد وعشرين وثلاثمائة وألف، فإنه ذكر في كراسة بعض الوفيات لمشاهير العلماء الذين توفوا بعد صاحب نشر المثاني واختصاره التقاط الدرر، وهو عام سبعين ومائة وألف وذكر في آخرها ما لفظه ومن خطه رحمه الله نقلت مباشرة: "إن الشريف العالم المؤرخ سيدي محمد بن الطيب القادري المتوفي سنة سبع وثمانين ومائة وألف اقتصر في نشر المثاني واختصاره التقاط الدرر على عام سبعين ومائة وألف ولم نر من أتم من ذلك إلى وقتنا وهو عام ثلاثة عشر وثلاثمائة وألف وغاية ما وجدته مقيدا عندي من المشاهير المدرسين بجامع القرويين. هذا، ومن اطلع على غير هم سواء كان من مدرّسي فاس أو غيرها فلا بأس أن يضمّنه الذيل على التقاط الدرر". فأنت ترى هذا المشروع كأنه تلبية لأمر مولانا الجد رحمه الله. وقد سميت هذه الوفيات بإتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع، وأذكر في الآخر إن شاء الله أسماء التأليف التي نقلت عنها واسفدت منها لأنى تركت النسبة إليها داخل الكتاب طلبا للاختصار. وقد وفيت والحمد لله الموضوع حقه على حسب ما وقفت عليه من الوفيات، وربما تبحث عن اسم عالم أو شهير فلا تجده مذكورا في هذه الوفيات وتقول أين هو؟ فلا تظن أنى تركت ذلك عمدا لأنى أقول: هذا ما وصل إليه علمي واطلاعي وبحثي، وإنما الإحاطة لله، وفوق كل ذي علم عليم. على أنى أديت فوق المستطاع على حسب الإمكان والبحث طيلة أعوام وسنين. كما أنك قد تجد ذكر الرجل وتقول لا معنى لذكره وأي غرض يدعو إلى ذكره وما يستفاد من ذلك، فأقول أيضا إني وجدته مذكورا ذكره الغير فتبعته في ذكره لأن مشارب الباحثين متعددة، والأفكار مختلفة، فرب رجل تقول لا معنى لذكره وغيرك يبحث عنه بالخصوص ولا يعنيه غيره لأجل التبرك به مثلا أو هو من سلفه. وإن رأيت نقصا في تحلية ووصف بعض

الرجال فليس ذلك مقصودا في حقه وإنما دعا إليه الاختصار. وأذكر في وفاة الرجال كل ما وصلني من أسماء مؤلّفاتهم كيفما كانوعها، لأن ذلك دليل على مقدرتهم وعلمهم حيث تجرؤا على التأليف. والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به ويعيننا على إتمامه ويرزقنا بركة من ذكر به إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير آمين والحمد لله رب العالمين.

عام أحد وسبعين ومائة وألف

عام أحد وسبعين ومائة وألف عبد الله بن إسماعيل العلوي في يوم الخميس سابع وعشري صفر الخير توفي السلطان الجليل المولى عبد الله بن السلطان المظفر المولى إسماعيل العلوي الحسني. عزل عن الأمر مرارا، وأخيرا استتب له الأمر، ودفن بقبور الأشراف العلويين من فاس الجديد حيث اشتهر المحل به إلى الآن. وإذا أردت بسط الحوادث التي وقعت له فراجعها في نشر المثاني من وفاة والده المولى إسماعيل التي كانت سنة تسع وثلاثين ومائة وألف إلى آخر ما كتب فانه ذكر ذلك مفصلا. وبمجرد ما شاع خبر وفاته بويع لولده السلطان الجليل سيدي محمد ابن عبد الله باتفاق من أهل المغرب كله، وفي ذلك يقول الشيخ محمد الهواري آتي الوفاة. وبايع أهل الغرب في عام واحد … وسبعين مولانا الإمام محمدا عبد الله بن الطيب الوزاني وفي أوائل صفر توفي عبد الله بن الشيخ الطيب الوزاني في حياة والده الآتية وفاته عام أحد وثمانين ومائة وألف. أحمد بن إدريس الصقلي وفي صبيحة يوم الخميس ثالث ربيع الأول توفي أحمد بن إدريس الصقلي الحسيني. كان خيرا دينا صالحا. دفن بزاوية الشيخ رضوان الجنوي الكائنة بحومة البليدة وكان يقال له الأعرج. محمد بن أحمد السفياني وفيه توفي محمد بن أحمد السفياني، من أولاد السفياني المعروفين بفاس. كان خيرا صالحا يشار إليه بالولاية، ودفن بالقباب قرب قبة الشيخ درّاس بن إسماعيل. محمد الصديق الفيلالي وفيه توفي محمد الصديق الفيلالي، وصف بالخير والصلاح والدين. أحمد بن إبراهيم السوسي وفيه توفي أحمد بن إبراهيم السوسي مؤلف جلاء القلوب في أخبار محمد بن يعقوب المتوفى عام اثنين وستين وتسعمائة، الشيخ الشهير بالقطر السوسي.

عام اثنين وسبعين ومائة وألف

عام اثنين وسبعين ومائة وألف المستضيء بن إسماعيل العلوي فيه توفي السلطان الأسبق المولى المستضيء بن السلطان المولى إسماعيل العلوي. بويع له بعد أخيه ولد عربية عام أحد وخمسين ومائة وألف، وعزل بعد ذلك إلى أن توفي في التاريخ المذكور بسجلماسة لكونه كان منفيا بها. محمد ابن قَرِّيش التطواني وفيه توفي محمد بن محمد ابن قرّيش التطواني. كان علامة مشاركا مفتيا، ولي قضاء بلده تطوان مدة، وكان من أمثل القضاة بها. بَنّاصَر بن إسماعيل العلوي وفيه توفي بناصر بن السلطان المولى إسماعيل كانت له شهرة في زمنه. العربي الخمسي أبو الصخور وفيه قتل السلطان سيدي محمد بن المولى عبد الله العربي الخمسي المعروف بأبي الصخور الذي قام عليه بجبال غمارة متظاهرا بالنسك والعبادة، وبعث برأسه إلى فاس. عبد السلام المكدولي وفيه توفي عبد السلام المكدولي، يشار إليه بالصلاح والخير. حوادث رجوع السلطان محمد بن عبد الله إلى مراكش وفيه رجع السلطان سيدي محمد بن عبد الله إلى مراكش بعد فراغه من أمر المغرب وجولانه فيه.

عام ثلاثة وسبعين ومائة وألف

عام ثلاثة وسبعين ومائة وألف عمرو السطّي فيه توفي عمرو-بفتح العين-السطّي. كان علامة مشاركا مدرسا، ودفن داخل باب الفتوح بجوار قبر الشيخ ابن عباد. المهدي بَارَة المكناسي وفيه توفي المهدي بن الحاج أحمد بن موسى بارة المكناسي، الأستاذ البارع، شيخ الجماعة في علم القراءات ببلده مكناسة الزيون. توفي ببلده. حوادث خروج السلطان سيدي محمد بن عبد الله إلى مدن الشمال وفيه ذهب السلطان سيدي محمد بن عبد الله إلى مدن تطوان وطنجة والعرائش وتجول في أنحاء المغرب. قتال بين البربر وأهل فاس وفيه وقع قتال بين البربر وأهل فاس بمحل قرب باب عجيسة. احتراق طراز بحومة القطانين وفيه احترق طراز بحومة القطانين من فاس وضاع بسبب ذلك مال كثير.

عام أربعة وسبعين ومائة وألف

عام أربعة وسبعين ومائة وألف علي ابن عبود المكناسي في يوم الثلاثاء ثاني ربيع الثاني توفي علي بن عبد الرحمان ابن عبود المكناسي من أولاد ابن عبود المعروفين بمكناس. كان علامة مشاركا مدرسا توفي ببلده. محمد البكري الدلائي وفي ليلة الخميس سابع عشر رجب توفي محمد الملقب بالبكري بن محمد الشادلي بن الشيخ أبي بكر الدلائي، من أكبر علماء المغرب، وقيل توفي قبل عام أربعة وسبعين ومائة وألف. تولى القضاء بفاس مدة، له تكملة شرح رائية الإمام اليوسي في رثاء زوايتهم لابن عمه محمد بن أحمد الدلائي الذي ابتدأ ذلك الشرح ولم يكمله. وله قريحة وقادة في نظم الشعر وهو متوسط الجودة. دفن بروضة الشيخ العايدي بالقباب. عبد السلام الركان وفيه توفي عبد السلام الركان ممن يشار إليهم بالصلاح، ودفن بزاوية أهل وزان الكائنة بالشرشور. أحمد معنينو السلاوي وفيه توفي أحمد معنينو السلاوي. كان خيرا صالحا، وكان أولا من سكان فاس ثم رحل إلى مدينة تازا ثم رجع إلى فاس ومات في طريقه إلى الحج. حوادث إيقاع السلطان سيدي محمد بن عبد الله بالأوداية بفاس الجديد وفيه أوقع السلطان سيدي محمد بن عبد الله بالأوداية الساكنين بفاس الجديد ورحّل بعضهم إلى مدينة مراكش.

عام خمسة وسبعين ومائة وألف

عام خمسة وسبعين ومائة وألف أحمد بن عبد العزيز الهلالي في يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من ربيع الأول توفي أحمد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي، الشيخ الإمام، علم الأعلام، آخر حفاظ المغرب، المشارك المطلع النفاعة. له شرح على مختصر الشيخ خليل وإضاءة الأدموس في معرفة اصطلاح القاموس، وشرح نظم الشيخ عبد السلام بن الطيب القادري في علم المنطق، وفهرسة، إلى غير ذلك من التآليف، ودفن بمدغرة سجلماسة. محمد بن صالح الرُّودَاني وفيه توفي محمد بن صالح الروداني السوسي، علامة كبير، وأديب شهير، من أكبر الشعراء في وقته. ولي القضاء مدة ثم تأخر عنه. ترجمته موسعة في كتاب المعسول. محمد بن عبد الصادق الدُّكَّالي الفَرجي وفي ثاني شعبان توفي محمد بن عبد الصادق الدكالي الفرجي نزيل فاس، العلامة المشارك المدرس المطلع المفتي النوازلي. أفتى في نوازل الخصومات بفاس مدة أربعين سنة، وولى الخطابة بمسجد الشرفاء فلم يقم بها وأخر نفسه عنها. له تقييد على المختصر، وشرح على المرشد. ودفن بدار متصلة بالجامع المزدلجة بأعلى حومة الجرف بطالعة فاس. عبد الله بن محمد الخيّاط الهارُوشي وفيه توفي عبد الله بن محمد الخياط الشهير بالهاروشي الفاسي المولد. توفي بتونس عن سن عالية. كان خيرا دينا، له الفتح المبين والدر الثمين في الصلاة على سيد المرسلين، وكنوز الأسرار في الصلاة على النبي المختار إلى غير ذلك من التآليف. الحسن بن مبارك السوسي وفيه توفي الحسن بن مبارك السوسي نزيل مكناس. مجذوب ساقط التكليف يشار إليه بالخير، بنى على قبره مسجد. عبد الواحد الزنبور الملقب بالغندور وفيه توفي عبد الواحد الزنبور الملقب بالغندور. كان يشار إليه بالصلاج والخير، ودفن بداره بعقبة الفيران واتخذت له زاوية. عبد الله بن إدريس المَنجَرة وفيه توفي عبد الله بن إدريس المنجرة الحسني. كان عالما مدرسا انتقل من فاس إلى مراكش واشتغل بالعلم هناك إلى أن توفي بها. كان إماما بمسجد المواسين فكان يؤم ويدرّس به، ترجمته في سلوك الطريق الوارية.

حوادث

حوادث إلقاء القبض على محمود الشنقيطي المتصوف وفيه أمر السلطان بإلقاء القبض على محمود الشنقيطي المتصوف نزيل فاس وبعث به إلى مراكش فسجن إلى أن مات بها عام خمسة وثمانين ومائة وألف كما باتي. إيقاع السلطان بقبيلة مرموشة وفيه غزا السلطان سيدي محمد بن عبد الله قبيلة مرموشة وأوقع بهم كما أوقع بالأوداية الذين كانوا بفاس الجديد. هدنة مع إيطاليا وفيه وقعت مهادنة مع الدولة الإيطالية. إيقاع السلطان بقبيلة مسفيوة فيه أوقع السلطان بقبيلة مسفيوة لكونهم كانوا من الطغاة المستخفين بأوامر الدولة المعروفين بعدم الطاعة للمخزن. تحبيس الكتب الإسماعيلية وتوزيعها على مساجد المغرب فيه أمر السلطان سيدي محمد بن عبد الله بتحبيس الكتب الإسماعيلية التي كانت بدويرة الكتب بمدينة مكناسة وعددها اثنا عشر ألف مجلد فأكثر، حبسها على بعض مساجد المغرب. سفارة مغربية إلى تركيا وفي آخر العام رجع سيدي محمد بن عبد الله إلى مدينة مراكش وبعث بسفارة تتركب من الحاج الخياط عديّل والطاهر بناني إلى المملكة العثمانية بمدينة القسطنطينة العظمى لأجل تجديد المودة والإخاء.

عام ستة وسبعين ومائة وألف

عام ستة وسبعين ومائة وألف أحمد بن محمد ابن زاكور في ثاني ربيع الثاني توفي أحمد بن محمد ابن زاكور، من أولاد ابن زاكور المعروفين بفاس. كان فقيها واعظا مطلعا شاعرا، وهو ولد العلامة الاديب الشهير محمد بن قاسم ابن زاكور شارح القلائد. دفن بالقباب خارج باب الفتح بعد الصلاة عليه عقب الظهر بالقرويين، وكان في اليوم الذي قبله وبعده مطر غزير غاية. العربي الرُّندَى وفيه أوفي الذي قبله توفي العربي الرّندى الأندلسي. كان خيرا دينا صالحا دفن بزاوية الشيخ الغازي برأس الشراطين بفاس. الهاشمي المصمودي الكندوز وفي آخر السنة توفي الهاشمي المصمودي الكندوز، علامة مشارك يدرس النحو والأدب، ودفن بزواية الشرشور. علي بن ناصر الورياجلي وفيه توفي علي بن ناصر الورياجلي، مجدوب ساقط التكليف ظهرت له كرامات، ودفن بباب عجيسة. *وفيه توفي محمد حدّ الدّكّالي قائد قواد المغرب، وولى مكانه القايد محمد بن أحمد النسب (¬1). حوادث معاهدة بين المغرب ودولة السويد وفيه وقّعت معاهدة بين المغرب ودولة السويد. ¬

(¬1) ستاتي وفاته عند المؤلف في السنة التالية.

عام سبعة وسبعين ومائة وألف

عام سبعة وسبعين ومائة وألف محمد ابن حدُّو الدُّكَّالي في أواسط محرم توفي محمد بن زيان الدّكّالي المعروف بابن حدّو، من أشهر القواد في وقته. كان سياسيا خبيرا محنكا شهيرا. عبد العزيز بن عبد القادر الفاسي وفي ضحوة يوم الأحد ثالث صفر توفي عبد العزيز بن عبد القادر بن يوسف الفاسي الفهري. علامة مشارك مطلع، تولى القضاء بالقصر الكبير وبه دفن بزاويتهم هناك. عبد العزيز بن أحمد الجرُندي وفي ضحوة يوم السبت خامس عشر ربيع الأول توفي عبد العزيز بن أحمد الجرندي الأندلسي العالم المشارك المدرس. توفي ودفن بروضتهم قرب حومة صريوة. بقى ذكره على صاحب السلوة. عبد السلام بن الخياط وفي يوم الجمعة ثالث ربيع الثاني توفي عبد السلام بن المحتسب الخياط. كان ناظرا بفاس على مسجد القرويين ودفن بروضة الشيخ العربي بردلّة خارج باب عجيسة. بقى ذكره على صاحب السلوة. العربي بن عبد الكريم العراقي وفي شعبان توفي العربي بن عبد الكريم العراقي الحسيني. كان عابدا ناسكا يشار إليه بالخير والصلاج. ودفن بروضتهم داخل باب أبي جيدة. أحمد بن محمد الصقلي وفي يوم السبت سابع رمضان بعد العصر توفي أحمد بن محمد-فتحا-بن أحمد الصقلي الحسيني، الشيخ الإمام العارف بربه الشهير صاحب الزاوية بالسّبّع لويات بفاس ولها خراجة بباب النّقبة، ودفينها. ألّف في مناقبه وترجمته الشيخ التاودي بن الطالب ابن سودة الآتي الوفاة عام تسعة ومائتين وألف تقيدا حسنا وذكر مناقبه. محمد بن الطاهر الفاسي وفيه توفي محمد-فتحا-بن الطاهر بن محمد بوعسرية بن علي بن أبي المحاسن يوسف الفاسي الفهري، الشيخ الحافظ المطلع. توفي عصر يوم الاثنين خامس عشر ربيع الثاني عامه. عبد الكريم الحَيَّاني توفي عبد الكريم الحيّاني. كان خيرا دينا صالحا.

عبد الكريم القادري

عبد الكريم القادري وفيه توفي عبد الكريم القادري الحسني. كان عالما مشاركا مطلعا. العربي بن طريفة السعيدي وفيه أوفي العام بعده توفي العربي بن طريفة السعيدي النجار التطواني، كان يدرس العلم بمدينة تطوان، ترجمته عند الشيخ ابن عجيبة في طبقاته. حوادث بناء قبة الشيخ علي ابن حِرزِهِم وفيه بنيت قبة الشيخ علي ابن حرزهم خارج باب الفتوح على الحالة التي عليها الآن بأمر من السلطان الجليل سيدي محمد بن عبد الله. تزليج منار المولى إدريس وفيه تم تزليج منار المولى إدريس الأزهر بفاس على الحالة التي عليها الآن. كسوف الشمس وفيه كسفت الشمس وبقي منها مثل الهلال وحصل للناس ضجر من ذلك. قدوم محمد بن الشيخ أحمد الشرادي على فاس وفيه قدم على فاس محمد بن الشيخ أحمد بن عبد الله الشرادي السوسي الآتي الوفاة عام أربعة وأربعين ومائتين وألف قافلا من الحج، وبنى زاويته المعروفة الآن بزاوية الشرادي قبالة درب الدّوح ورتب فيها أحزابا وأورادا وجعل عليها أحباسا لأجل إقامة شعائر الدين بها وإقامة الليل بإمام راتب. ثورة أحمد الخضر بفجيج وفيه ثار بصحراء فجيج أحمد الخضر مدعيا أنه المولى عبد المالك بن المولى إسماعيل، فأرسل إليه السلطان سيدي محمد بن عبد الله من قتله. بعث سفراء إلى أوربا وفيه بعث السلطان المذكور بعض السفراء إلى عواصم أوربا.

عام ثمانية وسبعين ومائة وألف

عام ثمانية وسبعين ومائة وألف أبو القاسم بن سعيد العُمَيرِي وفي ليلة الجمعة تاسع جمادى الثانية توفي الشيخ أبو القاسم بن سعيد العميري المكناسي، كانت ولادته عام اثنين ومائة وألف، العلامة المشارك المطلع. له شرح على العمل الفاسي وله فهرسة التنبية والإعلام بفضل العلم والأعلام، وله غير ذلك من التآليف، ودفن بضريح المولى أحمد بن خضراء بمكناس. أحمد الدراوي وفي شعبان عامه توفي أحمد الدراوي الدرعي، له شهرة هناك. أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي وفيه توفي أحمد بن عبد الله بن أحمد الغربي الدكالي الأصل الرباطي الدار، الرحالة الحافظ المسند الراوية المتفنن. له فهرسة جمع فيها أشياخه، تولى القضاء بالرباط وبه توفي، ودفن بزاوية قرب ضريح مولاي إبراهيم العلمي الشهير هناك. محمد الزمزمي الكتاني وفيه توفي محمد المدعو الزمزمي بن محمد بن العربي الكتاني الحسني. المهدي بن الطاهر الفاسي وفي وقت ظهر يوم الأحد عاشر ربيع الثاني توفي بمدينة تطوان المهدي بن الطاهر بن محمد بوعسرية بن علي بن أبي المحاسن بن يوسف الفاسي الفهري. علامة مشارك مدرس مطلع حافظ، له نظم سماه جواهر الأصداف بجمع مناقب الأسلاف، دفن بزاويتهم الكائنة بحومة العيون بتطوان. حوادث بناء الباب الكبير بضريح المولى إدريس الأزهر وفيه بني الباب الكبير بضريح المولى إدريس الازهر بفاس هناك بأمر من السلطان سيدي محمد ابن عبد الله. بناء مدينة الصويرة وفيه أمر السلطان المذكور ببناء مدينة الصويرة على الهيأة التي عليها الآن، فوقعت عمارتها في الحين. والمراد ببنائها المحافظة على تلك النواحي من الإغارات الأجنبية.

تجديد مدينة فضالة

تجديد مدينة فضالة وفيه أمر بتجديد مدينة فضالة. هجوم الأسطول الفرنسي على مدينة سلا وفي يوم الجمعة الحادي عشر من حجة هجمت الدولة الفرنسوية على ثغر سلا ورموا مرساها بالأنفاض، ثم أجلاهم عنها ريح عاتية. معاهدة مع إيطالية وفيه وقعت معاهدة مع إيطاليا

عام تسعة وسبعين ومائة وألف

عام تسعة وسبعين ومائة وألف محمد اللَّبَّادي في ليلة الاربعاء خامس عشر محرم توفي محمد-فتحا-اللّبّادي أحد أفراد رجال العلم بمدينة تطوان ومدرسيها العلامة المطلع. محمد بن أحمد الفاسي وفي عشية يوم الجمعة تاسع عشر ربيع الأول توفي محمد-فتحا-بن أحمد بن محمد- فتحا-بن الشيخ عبد القادر الفاسي الفهري. ولد عام عشرة ومائة وألف كان مشاركا نسابة مؤرخا مطلعا بحاثة، له تأليف في أشراف المغرب؛ وله المورد الهني بأخبار مولاي عبد السلام القادري الحسني؛ وتأليف في أعيان المدرسين الذين ألّفوا والدين لم يؤلفوا؛ وله شرح على درة التيجان لم يكمل. إلى غير ذلك من التآليف، ودفن بزاوية الشيخ عبد القادر الفاسي بالقلقليين. عبد الله السوسي وفي ثالث وعشري جمادى الثانية توفي عبد الله السوسي. كان علامة مشاركا أحد المدرسين بفاس الجديد، وهو من أشياخ الشيخ عبد الكريم اليازغي الآتي الوفاة عام تسعة وتسعين ومائة وألف. توفي بفاس الجديد، وكان خطيبا بمسجد فاس العليا. عبد الرحمان بن إدريس المَنجَرة وفي يوم الاربعاء خامس حجة توفي عبد الرحمان بن الشيخ إدريس بن محمد المنجرة الحسني، شيخ القراء في وقته، الأستاذ المجود المشارك في علوم القرآن علما وعملا. له حاشيتان على الجعفري كبرى وصغرى؛ وشرح الدالية؛ وحاشية على المرادي، وفهرسة سماها الإسناد للشفيع يوم التّناد، إلى غير ذلك من التآليف. كانت ولادته عام أحد عشر ومائة وألف، ودفن بروضتهم بالقباب خارج باب الفتوح قرب الشيخ ابن عاشر. بوعزة بن عبد الواحد وفيه توفي بوعزة بن عبد الواحد الودي (¬2) العلامة المشارك قاضي فاس الجديد وخطيب جامع الحمراء بها. محمد الزّكَّارِي وفيه توفي محمد الزّكّاري، مجذوب ساقط التكليف دفن بزاوية بساقية الدمناتي. ¬

(¬2) كذا في الأصل، ولعله: الأوديّي.

أحمد بن محمد الورزازي التطواني

أحمد بن محمد الوَرزَازِي التطواني وفيه توفي أحمد بن محمد الورزازي الدليمي الحميري نزيل مدينة تطوان، ودفينها العلامة المشارك المفتي له نوازل في مجلد وغير ذلك. عبد القادر بن الطيب القادري وفيه توفي عبد القادر بن الطيب بن عبد السلام القادري الحسني. كان عالما مشاركا يقول الشعر ويجيد. له ديوان شعر في مجلد وقفت عليه رتبه على حروف المعجم، ودفن بروضتهم بالقباب. محمد بن صالح الفيلالي اللمطي وفيه توفي محمد بن صالح الفيلالي اللمطي خاتمة القراء الأستاذ المجود. محمد بن العربي الصفار وفيه توفي محمد بن العربي الصفار الأندلسي قائد فاس وولى مكانه ولده العربي. حوادث هجوم الأسطول الفرنسي على العرائش وفيه أيضا هجم أسطول الدولة الفرنسوية على مدينة العرائش فخربها وهدم مسجدها وأنزل بعض الجنود بها، فوجد الحال جيش السلطان سيدي محمد بن عبد الله بإزائها فأوقع بهم وأسر منهم عددا كثيرا. ووجدت بخط بعضهم: "في سابع محرم قصد النصارى-دمرهم الله-من مختلف الأجناس مدينة العرائش وحاصروها من جميع الجهات ورموها بسبعة آلاف من الكور والأنفاض وعدد كبير من البنب وهدموا بعض سورها وبعض مساجدها حتى خرج منها المسلمون. ولما علم النصارى بإخلائها دخلوا من واد اللكوس في أربعة أجفان فعمدوا إلى بعض سفن مولانا السلطان سيدي محمد بن عبد الله قاصدين إحراقها فنهض إليهم جيش المسلمين من أهل سريف والخلط وبنى كرفط وأهل الساحل وبنى مالك وسفيان مع من انضم إليهم من جيش السلطان فأوقعوا بهم وأسروا منهم عددا كبيرا". انتزاع الحرم الإدريسي من يد العمرانيين وجدت بخط العلامة الشريف محمد بن لطيب الحسني القادري في حدود هذه السنة ما نصه: "وقع تشاجر بين أهل فاس وأهل دار القيطون من العمرانيين ولاة الحرم الإدريسي حينئذ بسبب قتل الشرفاء لرجلين من أهل الأندلس، فانتزعوا الحرم من يدهم وصدقته وولوا جميع ذلك للشرفاء الطاهرين وللطالبين ولرجلين من العمرانيين كانا خارجين عن ولايته مع القاطنين به، وبقى ذلك مدة من نحو سنة، ثم إن القاتلين تضرعوا لأهل فاس ورغبوا حتى سامحوهم وذبحوا على ديارهم شياها وبقرة على ضريح سيدي عبد القادر الفاسي فردوه عليهم فهو بيدهم إلى الآن".

عام ثمانين ومائة وألف

عام ثمانين ومائة وألف محمد المُعطَى بن الصالح الشَّرقِي في يوم الخميس بعد العصر حادي عشر محرم توفي محمد المدعو المعطى بن الشيخ الصالح بن عبد الخالق الشرقي التدلاوي، الشيخ الشهير، والإمام الكبير، صاحب كتاب ذخيرة المحتاج في الصلاة على النبي صاحب اللواء والتاج. يذكر أنها في نحو السبعين مجلدا. وألفت في مناقبه ومناقب أسلافه تآليف، منها يتيمة العقود الوسطى في مناقب الشيخ محمد المعطى ومناقب أبيه محمد الصالح الطيب الشيم والخطى، ومناقب أبنائهما المشهورين بين صلحاء المغرب بالولاية والصلاح وكمال التثرف في الأخذ والعطا، لأبي عبد الله محمد بن عبد الكريم العيدوني، إلى غير ذلك من التآليف في مناقبهم. محمد بن محمد بناني وفي ليلة الخميس عاشر رمضان توفي محمد بن محمد بن عبد السلام بناني عالم مشارك، دفن مع والده بزاويتهم بالصاغة. محمد بن الحسن بناني وفيه توفي محمد-فتحا-بن الحاج الحسن بناني أخو الشيخ محمد بناني محشي الزرقاني الآتي الوفاة عام أربعة وتسعين ومائة وألف. كان علامة مشاركا مطلعا له أجوبة مطبوعة سئل عنها بمصر، ودفن بروضة الشيخ ميارة الكائنة بأقصى الدرب الطويل. المهدي الكَحَّاك وفيه توفي المهدي الكحّاك من أولاد الكحّاك المعروفين بفاس، الكاتب المشارك المنشئ، من كتاب السلطان المولى عبد الله وولده سيدي محمد، توفي بمكناس. عبد المجيد بن الجيلالي الفاسي وفيه توفي عبد المجيد بن الجيلالي بن أبي القاسم الفاسي الفهري. كان علامة مشاركا موثقا. ترجمته في عناية أولى المجد. محمد بن الخضر أبي الشكاوي وفيه توفي محمد بن الخضر الحسني الإدريسي أبي الشكاوي الرباطي. كان علامة مشاركا أديبا شاعرا له عدة أراجيز وموشحات، أحد تلامذة الشيخ علي العكاري، وهو حفيد أبي الشكاوي صاحب الضريح بشالة. أحمد بن عبد الله الكرسيفي وفيه توفي أحمد بن عبد الله بلقاسم السوسي الكرسيفي. كان مشاركا له رحلة حجازية.

أبو بكر بوفلاسي الطرابلسي

أبو بكر بوفلاسي الطرابلسي وفيه توفي أبو بكر الطرابلسي أصلا الفاسي دارا. يشار إليه بالصلاح ويعرف بأبي بكر بوفلاسي. دفن بمطرح الجلة بالقباب. عبد الله بن حسن فِنِّيش وفيه توفي عبد الله بن حسن فنّيش السفياني السلاوي، العلامة المشارك المطلع، له شرح على مقدمة ابن أجروم ألفه للمولى هشام بن سيدي محمد بن عبد الله لما كان معه في مدينة الصويرة. أبو خَدَّة الكتَّاني وفي هذه العشرة توفي أبو خدة الكتاني من أولاد الكتاني العوام بفاس. له صوت حسن، صحب الملك وتوفي بمراكش. المهدي بن محمد الغزَّال وفيها أو قريب منها توفي المهدي بن محمد الغزّال الاديب المشارك الشاعر المبدع، أعجوبة الزمن، وولده الكاتب أحمد الغزال الاتي الترجمة عام أحد وتسعين ومائة ولف لم أقف له على ديوان ولكن رأيت له شعرا كثيرا. عبد الرحمان بن عبد القادر الشبِيهِي وفيها توفي عبد الرحمان بن عبد القادر الإدريسي الشبيهي نزيل زاوية زرهون، النسابة المشارك، له عدة آثار في علم النسب. محمد الحاج التلمساني وفيها توفي محمد الحاج التلمساني الرباطي، أديب ينتحل الشعر وربما أجاد. محمد التهامي بن العربي الوزاني وفيها توفي محمد التهامي بن العربي الوزاني. كان خيرا دينا توفي ببلده. عبد الله بن الراضي المراكشي وفيها توفي عبد الله بن الراضي المراكشي، كانت له دالة على السلطان سيدي محمد بن عبد الله واتصال كبير به، وبعد ذلك قتل. أحمد بن محمد ابن القاضي وفيها توفي أحمد بن محمد ابن القاضي التلمساني الرباطي. كان مطلعا مشاركا موقتا حيسوبيا مفتيا، له إنشادات شعرية، وكتابات نثرية. توفي ببلده الرباط. محمد بن علي التادلي وفيها توفي محمد بن علي التادلي قاضي شفشاون، عالم مشارك. توفي ببلده.

محمد بن عبد الله القبلي

محمد بن عبد الله القَبلِي وفيها توفي محمد بن عبد الله القبلي نزيل سلا وبها دفن. كان علامة مشاركا أديبا مطلعا. له تقاييد وبحوث ومحاورات مع قرينه الشيخ أحمد ابن عاشر الحافي السلاوي. هاشم بن عبد الله أشكَلاَنط وفيها أو قريب منها توفي هاشم بن عبد الله اشكلانط الأندلسي نزيل مدينة سلا. كان علامة مشاركا له تآليف في الأسماء والأذكار، منها كتاب سماه التوضيح، وكان كثير الاقتداء توفي ببلده سلا. داود بن علي الرسموكي الكرامي وفي حوالي هذا العام توفي داود بن علي بن محمد الرسموكي الكرامي. كان حيا عام ستين ومائة وألف، علامة مشاركا مؤرخا. له بشارة الزايرين الباحثين عن أحوال أهل الله الصالحين، يقع في مجلد صغير. عبد العزيز بن عبد الله الجزّار حجي وفي هذه العشرة توفي عبد العزيز بن عبد الله الجزّار بن الشيخ أحمد حجي السلاوي العلامة المشارك الخير الذاكر. توفي ببلده ودفن بزاوية جده الشهيرة بسلا. محمد بن أحمد اليَحمَدي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي محمد بن الوزير أحمد اليحمدي، العلامة المشارك الأديب. له ديوان جميع فيه بعض أشعاره وذكر أنه ضاع منه كثير، وقفت عليه، وله كشف الأسى بمحاس الصالحات من النسا؛ والتعريف ببعض الأعلام. كان حيا بعد السبعين ومائة وألف. عبد القادر السلاوي وفيها توفي عبد القادر السلاوي من أصحاب الشيخ عبد المجيد الزبادي. كان خيرا دينا دفن بالقباب خارج باب الفتوح. الغالي بن أبي مدين ابن رَيسُون وفيه توفي الغالي بن أبي مدين بن عيسى ابن ريسون الحسني. كانت ولادته عام عشرين ومائة وألف، وكان علامة مشاركا أديبا مطلعا، ذكره الشيخ التاودي ابن سودة في بعض حواشيه. حوادث قتل عامل سلا عبد الحق فنيش وفيه أوقع السلطان سيدي محمد بن عبد الله بعامل سلا عبد الحق (¬3) فنيش وقتله لخروجه عن الطاعة. ¬

(¬3) في الأصل: عبد الخالق فنيش، وهو تصحيف.

عام أحد وثمانين ومائة وألف

عام أحد وثمانين ومائة وألف الطيب بن عبد الله الشريف الوزاني في يوم الأحد ثامن عشر ربيع الثاني توفي الطيب بن عبد الله الشريف الوزاني اليملاحي الحسني، الشيخ الشهير، والمربي الكبير، شيخ الطريقة الوزانية في وقته، له جاه كبير وذكر، وتحكى عنه كرامات، وخوارق عادات، له ترجمة واسعة. وكانت ولادته عام أحد وخمسين ومائة وألف. محمد بن الطاهر القادري وفي ليلة الثلاثاء سابع رجب توفي محمد-فتحا-بن الطاهر بن عبد السلام القادري الحسني. ولد عام أربعة عشر ومائة وألف. كان علامة مشاركا مطلعا. محمد بومدين بن أحمد الفاسي وفي يوم الجمعة الحادي عشر من شعبان بعد صلاة العشاء توفي محمد المدعو بومدين بن أحمد بن الشيخ محمد-فتحا-الفاسي الفهري. علامة مشارك خطيب مصقع له المحكم في الأمثال والحكم؛ وله تحفة الأريب؛ وشرح النصيحة الكافية؛ وشرح سيرة ابن فارس؛ وشرح على الرسالة، وغير ذلك من التآليف، وله شعر متوسط الجودة ودفن بزاوية جده بالقلقليين. عمر بن عبد الوهاب العلمي وفيه توفي عمر بن عبد الوهاب العلمي الحسني. كان خيرا دينا متمسكا بالسنة وأقوالها. محمد بن عبد القادر القادري وفيه توفي محمد بن عبد القادر بن الطيب القادري الحسني. تقدمت ترجمة والده عام تسعة وسبعين ومائة وألف. كان علامة أديبا شاعرا مجيدا ودفن بروضتهم بالقباب. حوادث رجوع السفير الحاج عبد الكريم تميم التطواني من تركيا وفيه قدم الحاج عبد الكريم تميم التطواني من سفارته بالدولة العثمانية مصحوبا بهدايا ثمينة، ومعه عدد من المعلمين المهرة لصنع إفراغ المدافع والمهارس، فتركوا بعض آثار من ذلك بالمغرب. فتنة عمر الرحالي المدعو كَلَّخ شَلَّخ وفيه كانت دعوة كلّخ شلّخ، واسمه عمر، فقبض عليه وقتل وسكنت تلك الفنتة، وهو من أولاد الشيخ سيدي رحال الولي الشهير. هدنة مع السويد وفيه وقعت هدنة مع دولة السويد ترجع إلى الصلح والأمن بين الجانبين.

عام اثنين وثمانين ومائة وألف

عام اثنين وثمانين ومائة وألف محمد بن قاسم جسوس في ضحوة يوم الأربعاء رابع رجب توفي محمد-فتحا-بن قاسم بن محمد بن أحمد بن عبد الله جسوس، من أولاد جسوس المعروفين بفاس. ولد سنة تسع وثمانين وألف. الشيخ الشهير، والعلامة الكبير، ملحق الأحفاد بالأجداد، شيخ الجماعة في وقته. له تآليف عديدة كلها مفيدة، منها شرح على مختصر خليل في ثمانية أسفار ضخام؛ وشرح على الرسالة؛ وشرح على الشمائل مشهور متداول؛ وشرح على الخكم العطابية؛ وفهرسة في أشياخه، إلى غير ذلك. دفن بزاوية الشيخ عبد القادر الفاسي بأول حومة القلقليين. الناصري بن محمد السلاوي وفي يوم الأربعاء ثاني رجب عند الضحى توفي القائد الناصري-اسما-بن محمد السلاوي، من أكبر القواد على مدينة سلا ونواحيها، ومن المعتمدين عند سلطان وقته في تلك النواحي. أحمد بن محمّد البدوي وفي يوم الاثنين عند الزوال ثالث وعشري شعبان توفي الحاج أحمد البدوي بن محمد -فتحا-السلاوي كان يعد من علماء مدينة سلا ومفتيها. توفي ببلده. سليمان التركي وفيه توفي الحاج سليمان التركي الذي أتى به السلطان سيدي محمد بن عبد الله من بلاد الترك يعلّم الشباب الطبجية الرمي بالمدافع وآلة الحرب، لأنه كانت له مهارة في ذلك. توفي شهيدا في فتح مدينة الجديدة. محمد بن علي ابن ريسون وفيه توفي محمد بن علي بن ريسون الحسني. كانت ولادته عام خمسة وعشرين ومائة وألف. عاش بزاويتهم تازروت منقطعا للعبادة، وكانت تعتريه أحوال. زاره الشيخ التاودي ابن سودة، وذكره سليمان الحوات في الروضة المقصودة.

حوادث

حوادث فتح البريجة وفي يوم السبت ثاني ذي القعدة فتح السلطان سيدي محمد بن عبد الله مدينة الجديدة المعروفة قبل بالبريجة لكونها كانت تحت احتلال دولة البرتغال. انظر كتاب الحلل البهيجة في فتح البريجة، وانظر الأصل. مصاهرة بين سلطان المغرب وسلطان مكة وفيه انعقدت المصاهرة بين السلطان سيدي محمد بن عبد الله وبين سلطان مكة المشرفة الشريف سرور، وأرسل له الزوجة مع بعض إخوته إلى ولد السلطان المذكور مع هدية ثمينة وصلات تفرق على الشرفاء بالحرمين وعلى العلماء.

عام ثلاثة وثمانين ومائة وألف

عام ثلاثة وثمانين ومائة وألف إدريس بن محمد العراقي في شعبان توفي إدريس بن محمد بن إدريس بن حمدون العراقي الحسيني، الحافظ الحجة الإمام المحدث المشارك الشهير، آخر من خدم علم الحديث على طريقة حفاظه. ولد عام عشرين ومائة وألف، له شرح على الشمائل؛ وشرح على الثلث الأخير من كتاب الإمام الصغاني في مجلد؛ وإحياء الميت؛ والدرر اللوامع في الكلام على أحاديث جمع الجوامع الكبير، قيل إنه أحفظ من ابن حجر، وله فهرسة. دفن بزاوية الصقليين بالسبع لويات. بوعزة بن علي الحريشي وفيه توفي بوعزة بن الشيخ على بن أحمد بن محمد الحريشي. كان مدرسا محدثا مشاركا فقيها، ودفن بروضتهم قرب الشيخ أبي غالب. محمد التواتي وفيه توفي محمد التواتي، به عرف. كان جامعا بين الجذب والسلوك. علي بن محمد السقاط وفيه توفي علي بن محمد بن العربي السقاط، من أولاد السقاط المعروفين بفاس. كان علامة رحالة حافظا. ولد بفاس وتوفي بمصر. له فهرسة. حوادث غزو قبائل تادلا وفيه غزا السلطان سيدي محمد بن عبد الله قبائل تادلا لخروجهم عن الطاعة المخزنية.

عام أربعة وثمانين ومائة وألف

عام أربعة وثمانين ومائة وألف مَحمد ابن إبراهيم الدكالي في ثالث وعشري جمادى الاولى توفي محمد-فتحا-الشهير بابن غازي بن محمد -ضمّا-بن قاسم ابن إبراهيم الدكالي المشنزائي، من أولاد ابن إبراهيم المعروفين بالعلم بفاس. كان علامة مدرسا مشاركا، خاتمة أولي الضبط والإتقان، له ذيل على تأليف أخيه أبي العباس أحمد في عائلته؛ وله شعر متوسط الجودة. أبو شعيب المطيري وفيه توفي أبو شعيب المطيري، يشار إليه بالخير والصلاح. توفي بمصر القاهرة. إدريس بن المنتصر العلوي وفيه توفي المولى إدريس بن المنتصر بن المولى إسماعيل العلوي الحسني. كان وزيرا عند السلطان سيدي محمد بن عبد الله، فداخله الشك فيه أنه يطلب الملك فسقاه سما فمات في طريقه إلى مراكش. حوادث إيقاع السلطان بقبيلة كروان وفيه غزا السلطان سيدي محمد بن عبد الله برابرة كروان لما ظهر منهم من الفساد وأوقع بهم. حصار مدينة مليلية وفي آخره غزا مدينة مليلية التي بيد دولة الاسبان فأحاط بها ونصب عليها المدافع وشرع في رميها، ثم استظهر له الإسبان أن بينه وبينهم وثيقة بها المهادنة في البر والبحر فأقلع عنها.

عام خمسة وثمانين ومائة وألف

عام خمسة وثمانين ومائة وألف علي بن مَحمد قصّارة في ثامن محرم الحرام توفي عليّ بن محمد-فتحا-قصارة الحميري الموقت بمنار القرويين. كان مشاركا مدرسا حيسوبيا ينوب في القضاء بفاس عن الشيخ عبد القادر بوخريص الآتي الوفاة عام ثمانية وثمانين ومائة وألف. دفن بالقباب. محمد بن عبد الله الكيكي وفي ليلة الثلاثاء من رجب توفي محمد بن عبد الله بن عبد الرحمان المراكشي الكيكي نسبه إلى جبل خارج مدينة مراكش. كان مشاركا فقيها له مواهب ذي الجلال في نوازل البلاد السائبة والجبال، يقع في مجلد؛ وحاشية على نوازل الإمام العباس. توفي ببلده. أحمد بن العربي المراكشي وفيه توفي أحمد بن العربي المراكشي. علامة مشارك. عبد الله بن عبد السلام المصمودي وفيه توفي عبد الله بن عبد السلام بن ياسين المصمودي. كان شيخا جليلا حسن الأخلاق. محمد البطيوي وفيه توفي محمد البطيوي يشار إليه بالصلاح، من أكبر تلامذه الشيخ الطيب الوزاني. محمد حدّ الهيتمي وفيه توفي محمد دعي حدّ الهيتمي، من أولاد الهيتمي المعروفين بفاس. أبو القاسم الزكوري وفيه توفي أبو القاسم الزكوري. كان خيرا دينا إماما بمسجد عين الخيل من حومة زقاق الرمان. دفن خارج باب عجيسة. أحمد الشاهد العلمي وفيه توفي أحمد المدعو الشاهد بن عبد السلام العلمي الحسني الفيلالي الفقيه المشارك الخطيب البليغ. تولى القضاء ببلده شفشاون وبها توفي. محمود الشنجيطي وفيه توفي محمود الشنجيطي العالم الصالح أتى إلى فاس وأظهر بعض الصلاح وصار يخبر بمغيبات فقبض عليه السلطان سيدي محمد بن عبد الله وأرسله إلى مدينة مراكش سجينا إلى أواخر عام خمسة وسبعين كما تقدم وبقى هناك إلى أن توفي هذا العام، أفاده في كتاب الإعلام.

حوادث

حوادث إقامة الجمعة بجامع الشرابليين بفاس وفي رابع عشر ربيع الأول أقيمت الجمعة بجامع الشرابليين بفاس بأمر من السلطان سيدي محمد بن عبد الله، وأول خطيب خطب به عبد الرحمان حسين الآتي الوفاة عام ثلاثة وتسعين ومائة وألف.

عام ستة وثمانين ومائة وألف

عام ستة وثمانين ومائة وألف محمد بن محمد بصري في يوم السبت خامس شعبان توفي محمد بن محمد بصري المكناسي والد صاحب الفهرسة الآتي ذكره. كان عالما مشاركا كما وصفه ولده في فهرسته. علي العسري وفيه توفي علي العسري قاضي مدينة وزان من بلاد مصمود وما أضيف إليها. كان علامة مشاركا نوازليا مطلعا. محمد بن علي الصقلي وفيه توفي محمد بن علي بن العربي الصقلي الحسيني، يشار إليه بالصلاح والخير. الحسن بن أحمد الغربي وفيه توفي الحسن بن أحمد الغربي الدكالي الرباطي، تقدمت وفاة والده عام ثمانية وسبعين ومائة وألف. كان مشاركا مطلعا، رحل إلى الحج وتولى قضاء الرباط وبه توفي. حوادث حركة السلطان لأيت ومالو وفيه خرج السلطان سيدي محمد بن عبد الله إلى جبال أيت ومالو لعدم قبولهم القائد المولّى عليهم من قبله.

عام سبعة وثمانين ومائة وألف

عام سبعة وثمانين ومائة وألف محمد الغازي ابن عبود في تاسع وعشر صفر توفي محمد الغازي بن العربي ابن عبود المكناسي. كان علامة مشاركا. عبد القادر السجلماسي وفي أوائل جمادى الأولى توفي عبد القادر بن محمد بن عبد المالك العلوي البوعامى المحمدي الحسني السجلماسي. كان علامة مشاركا مطلعا حافظا. له شرح على همزية الإمام البوصيري في سفرين ضخمين؛ وشرح على تحفة ابن عاصم. توفي عن قضاء مكناس. محمد بن الطيب القادري وفي عشية يوم الخميس خامس وعشرى شعبان توفي محمد بن الطيب بن الشيخ عبد السلام القادري الحسني. كان علامة نسابة مؤرخا مشاركا مطلعا كاتبا مقتدرا. ولد عام أربعة وعشرين ومائة وألف. ولى خطابة جامع الأندلس مدة. له تآليف مفيدة، منها نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني، وهو كبير وصغير، والمطبوع على الحجر هو الصغير؛ واختصاره الذي سماه التقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر من أخبار أعيان المائة الحادية والثانية عشر المذيل عليه بهذه الوفيات؛ وله الزهر الباسم في ترجمة الشيخ قاسم الخصاصي المتوفي عام تسعة وثمانين وألف، مجلد؛ والمورد المعين في شرح المرشد المعين في جزئين؛ والإكليل والتاج في تذييل كفاية المحتاج؛ والكوكب الضاوى في إكمال معتمد الراوي، إلى غير ذلك من التآليف، ودفن بروضتهم بالقباب. آمنة بنت الطيب الشركي وفي أوائل حجة الحرام توفيت المرأة آمنة المدعوة يامنة بنت الطيب بن محمد الشركي المعروفة بالعميلة، أخت العلامة اللغوي محمد بن الطيب الشركي محشي القاموس المتوفي بالمدينة المنورة عام سبعين ومائة وألف. كانت خيرة ديّنة صالحة متبتلة. دفنت بالقباب قرب ضريح سيدي العايدي خارج باب الفتوح. أحمد بن عبد الله ابن الونان وفيه توفي أحمد بن عبد الله بن محمد عرف بابن الونان التواتي الحميري النسب الشاعر المتفنن المقتدر، صاحب النظم الشهير بالشمقمقية. ووجدت بخط بعضهم هكذا: أحمد بن محمد ونّان بن عبد الله الملوكي التواتي. فعلى هذا يكون ونّان لقب أبيه، وبعد وفاته اشتهر بابن الونّان.

هاشم بن محمد القادري

هاشم بن محمد القادري وفيه توفي هاشم بن محمد بن علال القادري الحسني. كان خيرا دينا له أحوال، ودفن بروضة أبي الذياب بحومة العيون. محمد بن العربي ابن المنصور وفيه توفي محمد بن العربي ابن المنصور. كان خيرا دينا له أحوال. عبد القادر بن أحمد الجيلالي البغدادي وفيه توفي عبد القادر بن أحمد الجيلالي البغدادي، كان يتردد على مدينة الرباط. الحسن بن عياد الرحوي وفيه توفي الحسن بن عياد الرحوي الحجوي أصلا الفاسي دارا. كان فقيها عالما مشاركا وكان والده رحويّا فلذلك قيل له الرحوي. توفي ليلة عرفة. حوادث هدنة بين المغرب والبرتغال وفيه وقع اتفاق بين السلطان سيدي محمد بن عبد الله وبين دولة البرتغال على شروط مضمنها الصلح والأمان بين البلدين. تفريق جيش الشاوية وفيه فرق السلطان سيدي محمد بن عبد الله جيش قبيلة الشاوية لفسادهم.

عام ثمانية وثمانين ومائة وألف

عام ثمانية وثمانين ومائة وألف محمد بن عبد الله ابن يخلف في أوائل محرم توفي محمد بن عبد الله ابن يخلف. كان خيرا دينا صالحا. عمر بن عبد الله الفاسي وفي فجر يوم الخميس تاسع وعشري رجب توفي الشيخ عمر بن عبد الله بن عمر بن يوسف ابن العربي بن الشيخ أبي المحاسن الفاسي الفهري، الإمام المشارك الحجة خاتمة المحققين بالديار المغربية المؤلف الشهير. له شرح على التحفة للشيخ ابن عاصم في مجلدين؛ وحاشية على المغنى؛ وحاشية على كبرى الإمام السنوسي سماها طوالع البشرى، إلى غير ذلك من التآليف. حكي عنه أنه كان يقول: ته يا فاس بعمر. دفن بزاوية جده أبي المحاسن بدرب السفلي حومة المخفية، وتوفي بداره الكبرى التي كانت بحومة الشيخ العواد وصلي عليه العصر بجامع القرويين. محمد غيلان وفي شعبان عام توفي محمد غيلان التطواني، الفقيه الصالح، الولي لناصح، الناسك الخاشع. ترجمه الشيخ ابن عجيبة في طبقاته وأثنى عليه وذكره من أشياخه. أبو جيدة بن أحمد الفاسي وفي ضحوة يوم الأربعاء سابع عشر رمضان توفي أبو جيدة بن أحمد ابن الشيخ محمد -فتحا-بن الشيخ عبد القادر الفاسي الفهري، علامة مشارك مطالع دفن بزاوية جده بالقلقليين. عبد القادر بن العربي بوخرِيص وفيه توفي عبد القادر بن العربي بن عبد العزيز بوخريص الفيلالي الكاملي قاضي فاس مدة من ثلاثين سنة. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا له شرح على الثلث الثاني من مشارق الأنوار للإمام الغساني في مجلد وفقت عليه. ولد عام ثمانية عشر ومائة وألف، ودفن قبالة سقاية الشيخ أبي غالب بحومة صريوة. والآن لا يعرف قبره، وهذه الروضة التي دفن فيها كانت تعرف بروضة السيد عمر بن الشريف. قال في حقه في نزهة الأبصار: "كان له في التدريس الباع الطويل والعبارة الجامعة، وكان مجلس درسه يحصل فيه النفع للمتعلمين عالما عاملا متواضعا يخشى الله ويتقيه". المهدي بن محمد مُرينُ في عاشر رمضان توفي المهدي بن محمد مرين الأندلسي الرباطي. علامة مشارك مفت مطلع، تولى القضاء بالرباط مدة وبه توفي.

عبد الله بن العربي معن

عبد الله بن العربي مَعن وفيه توفي عبد الله بن العربي معن بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد-فتحا-العبدلاوي معن الأندلسي. كان ممن يشار إليه بالولاية والصلاح. أخذ عنه الشيخ أحمد التجاني، ودفن بروضتهم بالقباب. عبد الهادي بن محمد الحسني وفيه توفي عبد الهادي بن محمد بن علي بن عبد النبي الحسني أحد أشياخ الشيخ العربي الدرقاوي، يشار إليه بالخير والصلاح والدين. دفن بروضة بحومة العيون. حوادث عزل قائد بلاد تامسنا وما والاها وفيه عزل السلطان سيدي محمد بن عبد الله قائد بلاد تامسنا وتادلا وما اتصل بها وهو محمد بن أحمد البوزاري.

عام تسعة وثمانين ومائة وألف

عام تسعة وثمانين ومائة وألف محمد ولد عربية ابن إسماعيل العلوي في تاسع ربيع الثاني توفي السلطان الأسبق أبو عبد الله محمد المدعو ولد عربية بن المولى إسماعيل. بويع له في محرم عام تسعة وأربعين ومائة وألف وخلع في صفر عام أحد وخمسين ومائة وألف. محمد بن علي ابن ريسون وفي يوم الاثنين حادي عشر جمادى الأولى توفي محمد بن علي ابن ريسون الحسني. توفي بمدينة تطوان. كانت له الرياسة في زمنه على جميع زواياهم، وكانت ولادته عام ثمانية عشر ومائة وألف. إدريس ناصح وفي فجر يوم الجمعة سادس جمادى الثنانية توفي إدريس ناصح به عرف يشار إليه بالصلاح والخير. دفن بالقباب بروضة الشيخ أبي المحاسن. محمد بن أحمد الحضيكي وفي ليلة السبت عند العشاء تاسع عشر ربيع الأول توفي محمد بن أحمد الحضيكي السوسي صاعقة سوس وعلامته. الشيخ الإمام المشارك الهمام. كانت ولادته عام ثمانية عشر ومائة وألف، له عدة تآليف، منها حاشية على صحيح البخاري؛ واختصار الإصابة؛ وشرح على الرسالة؛ ورحلة إلى الحجاز؛ وأجوبة فقهية؛ وتاريخ سماه بالطبقات؛ وشرح الطرفة في مصطلح الحديث؛ وشرح الرسالة؛ وحاشية على الشفاء؛ وحاشية على سيرة الكلاعي؛ وفهرسة، إلى غير ذلك من التآليف. عمر الجامعي وفي يوم الاثنين حادي عشر رمضان توفي عمر الجامعي. علامة فرضى حيسوبي مشارك دفن قرب واد الزيتون في رأس القليعة. محمد بن الحسن التامكروتي وفيه توفي محمد بن الحسن بن المقداد الدرعي التامكروتي. علامة مشارك مطالع. له ترجمة واسعة. توفي بالزاوية الناصرية بدرعة. محمد صالح الفيلالي وفي توفي محمد صالح شقيق الشيخ أحمد الحبيب الفيلالي علامة مقرئ مشارك.

محمد أبو الغيث الطرابلسي

محمد أبو الغيث الطرابلسي وفيه توفي محمد-فتحا-المكنى بأبي الغيث نزيل طرابلس الغرب يذكر عنه أنه شريف النسب علوي. كان خيرا دينا صالحا. توفي هناك بطرابلس وله شهرة بها. محمد بو عجّارة وفي توفي محمد المدعو بوعجّارة، وأصله من الجبل. كان مجذوبا غائبا ساقط التكليف. وإليه تنسب عرسة بوعجارة التي صارت الآن دورا قرب باب الجديد-بالجيم-. دفن بزاوية الشيخ بسقاية الدمناتي. آمنة بنت محمد غيلان وفيه توفيت المرأة آمنة بنت محمد غيلان التطواني. يشار لها بالصلاح واتخذ محل دفنها مزارا بمدينة تطوان. محمد بن عبد الكريم العيدوني وفيه توفي محمد بن عبد الكريم العيدوني نزيل أبي الجعد، الفقيه المشارك، له كتاب يتيمة العقود الوسطى في مناقب الشيخ أبي عبد الله محمد المعطى ومناقب أبيه محمد صالح الطيب الشيم والخطى، ومناقب آبائهما وأجدادهما المشهورين بين صلحاء المغرب بالولاية والصلاح وكمال التصرف في الاخذ والعطا. أجمع كتاب يوجد في مناقب أهل زاوية شرقاوة-رضي الله عنهم-. يقع في مجلد ضخم. وله غير ذلك توفي بالزاوية المذكورة ودفن خارج قبة شيخه محمد المعطى. حوادث خروج اليزيد على والده بمكناس وفيه رام المولى اليزيد بن السلطان سيدي محمد بن عبد الله القيام على والده بمكناسة الزيتون ودعا لنفسه، فقبض عليه والده وعفا عنه. تفريق شمل عبيد البخاري وفيه خرج جيش العبيد الذين كان جمعهم المولى إسماعيل عن طاعة السلطان سيدي محمد ابن عبد الله ونصروا ولده المولى اليزيد وكان بمراكش، فأرسل إليهم وأبادهم وفرّق شملهم على جلّ إيالته.

عام تسعين ومائة وألف

عام تسعين ومائة وألف أحمد بن عبد الجليل الشرايبي وفي ليلة الأربعاء ثاني وعشرى شوال توفي أحمد بن عبد الجليل الشرايبي، من أولاد الشرايبي المعروفين بفاس. كان فقيها نزيها مشاركا عالما بالفرائض والحساب. له تأليف في المحاصة، ودفن بروضة الشيخ العايدي بالقباب. محمد بن حميدة وفيه توفي محمد بن حميدة، به عرف. كان محبا صالحا. أحمد حمدون بناني وفيه توفي أحمد دعي حمدون بن الشيخ محمد بن عبد السلام بناني. كان علامة مشاركا مفتيا. حاجا بمكة المكرمة أو المدينة المنورة. تقدمت وفاة أخيه عام اثنين وثمانين ومائة وألف. الطاهر بن علي ابن عبد السلام وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي الطاهر بن علي بن عبد السلام السلاوي، له رحلة إلى الاستانة والحجاز بأمر من السلطان سيدي محمد بن عبد الله. رحل عام خمسة وسبعين ومائة وألف. أديب مشارك، وشاعر مجيد، وشاعر مجيد، يكثر من الامداح في جناب السلطان المذكور. ولعله توفي ببلده سلا. الطاهر بناني وفيها توفي الطاهر بناني. كان علامة مشاركا مطلعا، تولى القضاء في بعض النواحي. المكي الدكالي وفيها توفي المكي الدكالي. كان مقرئا مشاركا مطلعا. محمد بن الطيب الوزاني وفيها توفي محمد بن الطيب الوزاني الحسني. تقدمت وفاة والده سنة واحد وثمانين ومائة وألف. كان خطيبا فصيحا مشاركا. عبد الله الجباري وفي هذه العشرة توفي عبد الله الجباري الفقيه الأستاذ المجود، من أشياخ الشيخ سليمان الحوات. عبد الواحد بن الحاج العلمي وفيها توفي عبد الواحد بن الحاج العلمي الحسني. كان مشاركا مؤدبا، توفي بمدينة شفشاون.

محمد بن العربي الرجراجي

محمد بن العربي الرجراجي وفيها توفي محمد بن العربي الرجراجي المراكشي. تقدمت وفاة والده عام خمسة وثمانين ومائة وألف. كان خيرا دينا ورعا زاهدا، وهو من أشياخ الإمام السكياطي. إبراهيم بن سعيد الرجراجي الحوضي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي إبراهيم بن سعيد بن علي بن محمد الرجراجي الحوضي، به عرف، المراكشي، العلامة المشارك الفقيه المطلع. له شرح على تحفة ابن عاصم في مجلد. حوادث نيابة التهامي المري في قضاء فاس في واسط جمادى الثانية كان التهامي بن عبد العزيز المري الحسني ينوب عن قاض الجماعة بفاس يوسف بوعنان.

عام احد وتسعين ومائة وألف

عام احد وتسعين ومائة وألف عبد الرحمان بن محمد الشُّرفِي في رابع عشر محرم الحرام توفي عبد الرحمان بن محمد الشّرفي الأندلس، عن أولاد الشرفي المعروفين بفاس. كان أديبا مشاركا مطلعا، ودفن بروضة الشيخ الحسن الدراوي خارج باب الفتوح. علي بن محمد طورة وفي يوم الثلاثاء سادس وعشر ربيع الثاني توفي علي بن محمد طورة الأندلسي، يشار إليه بالخير والصلاح، ودفن بزاوية بدرب أبي يعلى من طالعة فاس. أحمد بن المهدي الغزّال وفي فجر يوم الأحد خامس جمادى الأولى عند الطلوع توفي أحمد بن المهدي الغزّال الحميري الأندلسي. كان علامة مشاركا أديبا شاعرا مطلعا كاتبا مقتدرا، له تآليف مفيدة، منها الأطروفة الهندسية والحكمة الشطرنجية الانسية في مدح مخدومه؛ واليواقيت الأدبية بجيد المملكة المحمدية؛ والنور الشامل في مناقب فحل الرجال الكامل؛ ورحلة إلى بلاد الأندلس سماها نتيجة الاجتهاد في المهادنة والجهاد؛ ونتيجة الفتح المستنبطة من سورة الفتح إلى غير ذلك من التآليف. ودفن بزاوية الشيخ عبد القادر الفاسي بالقلقليين. تقدمت وفاة والده حوالي عام ثمانين ومائة وألف. محمد بن مسعود البوعناني وفي يوم السبت ثالث عشر جمادى الثانية توفي محمد بن مسعود البوعناني الحسني. كان خيرا دينا. دفن قرب الفخارين داخل باب الفتوح. حمدون بن محمد الطاهري وفي يوم الاثنين ثاني وعشري جمادى الثانية، وقيل عام خمسة وتسعين ومائة وألف الذي بعده، توفي أحمد دعى حمدون بن محمد بن حمدون الطاهري الحسني الجوطي. كان علامة مشاركا صوفيا، له تحفة الإخوان في مناقب شرفاء وزان، دفن بروضتهم داخل باب الفتوح قرب رأس القليعة. عبد العزيز العبدي السكتاني وفي رجب توفي عبد العزيز العبدي السكتاني قاضي مراكش مدة مديدة. كان علامة مشاركا.

محمد بن عبد الله الفاسي

محمد بن عبد الله الفاسي وفي يوم الجمعة ثالث وعشري شعبان بعد صلاة العشاء توفي محمد بن عبد الله الفاسي الفهري. كان مشاركا مطلعا، ودفن بروضتهم بالقباب. محمد بن جامع اليوسفي وفيه توفي محمد بن جامع اليوسفي أصلا الزجلي قبيلة، يشار إليه بالخير والصلاح، ودفن قرب ضريح الشيخ دراس بن إسماعيل بالقباب. علي بن طاهر شطير وفيه توفي علي بن طاهر بن محمد شطير السماتي الحسني نزيل مدينة تطوان. كان عالما محدثا يدرس صحيح الإمام البخاري في مساجد تطوان وفي غيرها، له الحديقة الحسنة في خطب الشهور والسنة، وغير ذلك توفي ببلده. عبد المالك البوعصامي وفيه توفي عبد المالك البوعصامي نزيل مكناسة الزيتون. كان شيخا جليلا له أتباع. توفي بمكناس.

عام اثنين وتسعين ومائة وألف

عام اثنين وتسعين ومائة وألف علي بن علي الحساني في يوم السبت رابع محرم توفي علي بن علي الحساني. الأستاذ الفقيه العلامة المحقق المدقق، وحيد دهره، وفريد عصره، من أشياخ الشيخ أحمد بن عجيبة، ذكره في فهرسته، ودفن يوم الاحد بمدشر الطاهر من قبيلة بني زروال. عبد الخالق ابن سليمان وفي ليلة الأربعاء ثاني وعشري ربيع الثاني توفي عبد الخالق ابن سليمان الأندلسي، من أولاد ابن سليمان المعروفين بفاس. كان علامة مشاركا، ودفن بروضة مجاورة لضريح الشيخ عبد القادر الفاسي بالقلقليين. مبارك بن سالم الشيظمي وفي خامس جمادي الثانية توفي مبارك بن سالم الشيظمي المكناسي. كان أستاذا مجودا له اليد الطولى في ذلك، خيرا دينا صالحا. محمد بن محمد ابن سودة وفيه توفي محمد-فتحا-بن محمد بن أحمد ابن سودة، له اطلاع على النوازل دفن بروضة الشاميين بالقباب خارج باب الفتوح. بقي ذكره علي صاحب السلوة. أحمد الخليفة بن عمر الرَّقَّاد وفيه توفي أحمد المدعو الخليفة بن عمر بن أحمد الرّقّاد الأرواني. كان صالحا عاملا بعلمه. محمد بن عبد الله النيار وفيه توفي محمد-فتحا-بن عبد الله بن أحمد النيار يشار إليه بالصلاح والخير. عبد الرحمان بن عبد العزيز الكتاني وفيه توفي عبد الرحمان بن عبد العزيز الكتاني الحسني. كان خيرا دينا. محمد التلمساني وفيه توفي محمد التلمساني أحد علماء مدينة تطوان ومدرسيها. عبد العزيز بن محمد السكتاني وفيه توفي عبد العزيز بن محمد بن محمد السكتاني بمراكش. كذا في الإعلام. (لعله غير المتقدم في السنة قبل هذه). حوادث كسوف كلي للشمس وفي قرب العصر من يوم الأربعاء ثامن وعشرى جمادى الأولى كسفت الشمس كسوفا كليا حتى ظهرت النجوم وبقى ذلك مدة ثم انجلت.

عام ثلاثة وتسعين ومائة وألف

عام ثلاثة وتسعين ومائة وألف محمد بُوجدَاين التوزاني في الثالث من ربيع الأول توفي محمد بن عبد الله التوزاني المعروف ببوجداين، أخذ عنه الشيخ أحمد التجاني وانتفع به، وقبره شهير بقبيلة بني توزين بالريف، وعليه قبة كبيرة. يشار إليه بالصلاح والخير والدين. المهدي بن الطيب بصري وفي يوم الاثنين عاشر جمادى الثانية توفي المهدي بن الطيب بصري المكناسي، من أولاد بصري المعروفين بمكناس. كان علامة مدرسا مشاركا وتوفي ببلده. إبراهيم الصغير المراكشي وفي منسلخ رجب توفي إبراهيم الصغير المراكشي، الفقيه العلامة النوازلي المحقق البارع، توفي ببلده. ترجمته في الإعلام، تولى القضاء بمراكش مدة. عبد الرحمان بن الخياط حسِين وفيه توفي عبد الرحمان بن المحتسب الخياط حسين-بكسر السين-به عرف. كان علامة مشاركا تولى الخطابة بجامع الشراليّين مدة، وهو أول خطيب بها كما تقدم. طلب العلم على كبره. وهو من أشياخ شيخ الجماعة عبد السلام الأزمي الآتي الوفاة عام أحد وأربعين ومائتين وألف. تقدمت وفاة أخيه عام سبعة وسبعين ومائة وألف. ودفن بروضة الشيخ ميارة بالدرب الطويل. رأيته محلى هكذا: "العلامة الماهر في علم العقائد والنحو وغير ذلك من فنون العلم". محمد بن عبد الله التوزاني وفيه توفي محمد بن عبد الله بن علي التوزاني نزيل مدينة تازا إلى أن توفي بها. كانت له الرياسة في الطريقة الناصرية بمدينة تازا إلى أن توفي بها (لعله غير المتقدم في أول هذه السنة). عبد الوهاب بن علي الفاسي وفيه توفي الفقيه المشارك عبد الوهاب بن علي الفاسي الفهري، له اليد الطولى في عام الوثيقة، دفن بروضتهم الشهيرة بالقباب خارج باب الفتوح. المهدي بن أحمد بارة وفيه توفي المهدي بن الحاج أحمد بارة الأندلسي. كان علامة مشاركا أستاذا مجودا يحفظ السبع.

حوادث

حوادث الجراد وموت البقر وفيه كان الجراد منتشرا، ووقع في البقر موت كثير حتى كاد أن ينعدم من المغرب. إيقاع السلطان ببعض القبائل ووجدت بخط بعضهم: "وفي يوم الجمعة حادي عشر جمادى الثانية عام ثلاثة وتسعين ومائة وألف أوقع أمير المومنين سيدي محمد بن عبد الله بقبيلة الحياينة وقتل منهم بالمعركة نحو الثلاثين رجلا وأخذ بعض أموالهم، وكذلك أخذ بعض الزرع، ثم من الغد ارتحل عنهم ومر بمدينة فاس ولم يدخل إليها وذهب إلي مدينة مكناسة قاصدا. ثم خرج إلى قبيلة غياتة ومن صاهرهم وهم من كروان وبني سادن وأيت اسكاتو. ورغبه زمور في حرب هؤلاء فتربص على حربهم. ثم إن زمور حاربوهم في يوم السبت سابع وعشرى جمادى المذكورة فغلب زمور أيت يدارسن ومن تبعهم، ومات من زمور نحو مائة رجل ومن أيت يدارسن ومن معهم نحو الثلاثمائة. خروج ركب الحاج من فاس ومن الخط المذكور: "كان خروج الركب النبوي من فاس يوم الأحد عشرى جمادى الثانية عامه، وأقام على ضفة سبو يوم الاثنين وسافر يوم الثلاثاء. وكان معهم في الوفد بأمر من مولانا نصره الله أبناؤه مولاي اليزيد ومولاي سلامة وأمهما شهر زاد وأختهما التي تزوج بها أمير مكة ثم أخوه، وذلك برياسة السيد لحاج عبد الكريم ابن يحيى". خروج عبد السلام ابن السلطان للإصلاح بين القبائل وفي يوم السبت ثالث رجب خرج المولى عبد السلام بن السلطان سيدي محمد بن عبد الله الذي كان مستوطنا بمدينة فاس مع مائة نفر من أهل فاس ومائة نفر من أهل قبيلة الاوداية بأمر من والده ليصلح بين قبيلة هوّارة والحياينة والقبائل المجاورة لهم. قدوم عثمان بن محمود القادري إلى فاس وفي يوم السبت المذكور قدم إلى فاس الجديد عثمان بن محمود من عقب عبد الرزاق بن المولى عبد القادر الجيلالي. ومن غده دخل إلى فاس البالي ونزل بالزاوية القادرية وأكرمه الناس وفقراء جده وأعطاه قائد فاس كل يوم خمسين درهما نفقة من عامل فاس ثم قطعه عنه لأن السلطان أمر بمنع ذلك، وبعد ذلك سافر إلى مكناسة لأجل الاتصال بالسلطان.

عام أربعة وتسعين ومائة وألف

عام أربعة وتسعين ومائة وألف علي الجَمَل العمراني في عشية يوم السبت تاسع وعشري ربيع الأول توفي علي بن عبد الرحمان بن محمد بن علي بن إبراهيم بن عمران بن عبد الغفار بن السخن بن سليمان الحسني العمراني المعروف بالجمل الشيخ الشهير والمربي الكبير، دفن بحومة الرميلة من فاس. وهو شيخ الشيخ العربي ابن أحمد الدرقاوي الآتي الوفاة عام تسعة وثلاثين ومائتين وألف، وعليه تخرج وإليه ينتسب. توفي عن سن عالية يقرب من مائة وعشرين سنة، ودفن بحومة الرملية أمام زاوية الشيخ أبي مدين، وبنيت عليه قبة. وألف في مناقبه الشيخ العربي الدرقاوي تأليفا، وترجمته واسعة. محمد بن الحسن بناني وفي عشية يوم الخميس متم ربيع الثاني توفي محمد بن الحسن بن مسعود بن علي بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي القاسم بناني، الشيخ الشهير، والعلامة الكبير، صاحب التآليف العديدة، منها حاشيته على شرح الشيخ الزرقاني على المختصر سمّاها الفتح الرباني فيما ذهل عنه الزرقاني؛ ومنها حاشية على شرح مختصر السنوسي في المنطق؛ وحاشية على شرح المكودي للألفية؛ وحاشية على المحاذى لابن هاشم؛ وشرح على المختصر وصل فيه إلى قوله وإن قام إمام لخامسة ومات دون إتمامه، وشرح على الأخضري؛ واختصار الآيات البينات للعبادي أجاد في تحريره وتجويده في النحو؛ والكلمات الواضحة. ولد عام ثلاثة عشر ومائة وألف، ودفن بروضة اتخذت له بالدرب الطريل بروضة الشيخ ميارة وروضة السيد عزوز. كان يسكن بالشراطين من حومة القطانين. محمد بن الطيب سكيرج وفي جمادى الأولى توفي محمد بن الطيب سكيرج الأنصاري. كان شاعرا مقتدرا مجيدا غاية الإجادة. له رجز سماه الشافي في علم العروض والقوافي، وحاشيته على شرح ابن مرزوق على الخزرجية. توفي بالوباء، ورأيته محلّى بلفظ: "العلامة المبرز في حلبة النثر والنظم نادرة الزمان، في التحقيق والبيان، عماد الدولة وعظيم الصولة". زيان بن هاشم العراقي وفي يوم السبت تاسع وعشري جمادى الأولى توفي زين العابدين المدعوّ زيان بن هاشم بن عبد الرحمان العراقي الحسيني. كان علامة مشاركا، له اطلاع كبير في جل الفنون وإدراك واسع في النحو حتى إنه كان يلقّب بسيبويه زمانه، كثير التدريس والإفادة. له فهرسة جمع فيها أشياخه. توفي يوم الخميس ودفن داخل قبة الشيخ أبي عبد الله التاودي خارج باب عجيسة.

محمد بن التاودي ابن سودة

محمد بن التاودي ابن سودة وفي الواحد والعشرين من رجب توفي محمد-ضمّا-بن الشيخ التاودي بن الطالب ابن سودة في حياة والده عن نحو خمس وثلاثين سنة. كان علامة مشاركا مدرسا، له اليد الطولى في الحساب والتوقيت والتعديل، ودفن برأس القليعة. محمد الترغي بن عبد السلام البقال وفي حادي عشر رمضان توفي محمد-فتحا-المدعو الترغي بن عبد السلام بن الحاج المفضل البقال ورث الصلاح عن والده وجده. عبد الوهاب بن محمد الحلو في رمضان توفي عبد الوهاب بن الحاج محمد الحلو الفاسي، العلامة المشارك قاضي فاس المرينية. بقى ذكره على صاحب السلوة، أخذته من الوفيات لابن عبد الرحمان السجلماسي. عبد الحفيظ بن أبي مدين الفاسي وفي ليلة الخميس تاسع وعشرى رمضان توفي عبد الحفيظ بن أبي مدين الفاسي الفهري، العلامة الخطيب المشارك، تقدمت ترجمة والده عام أحد وثمانين ومائة وألف. كان خطيب السلطان سيدي محمد بن عبد الله يصحبه معه في أسفاره. توفي بمدينة الرباط، ودفن بضريح مولاي المكي الوزاني هناك. إدريس بن محمد الزّمزمي الكتّاني وفيه توفي إدريس بن محمد الزّمزمي الكتّاني الحسني. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وسبعين ومائة وألف. كان خيرا دينا. عبد الواحد بن عبد الرحمان الشبيهي وفيه توفي عبد الواحد بن عبد الرحمان الشبيهي الإدريسي. كان علامة مشاركا خطيبا مصقعا مطلعا. محمد بن علي الطود وفيه توفي محمد بن علي الطود الحسني، من أولاد الطود المعروفين بالقصر الكبير. كان دينا صالحا يشار إبيه بالصلاح، ودفن بروضة الشيخ أبي عبد الله التاودي خارج باب عجيسة. محمد بن حجي زنيبر وفيه توفي محمد بن حجي بن قاسم زنيبر السلاوي. كان علامة مشاركا مدرسا، له تآليف، منها شرحه للهمزية من أحسن الشروح. ولي القضاء بمدينة سلا مدة، والخطابة بالجامع الأعظم منها. توفي ببلده.

عبد القادر البيجري

عبد القادر البَيجَري وفيه توفي عبد القادر البيجري المكناسي، من أولاد البيجري المعروفين بمكناس. كان خيرا دينا متقشفا مشتغلا بنفسه. محمد حنوش أبو شكال وفيه توفي محمد حنوش المكناسي المعروف بأبي شكال. كان مجذوبا غائبا. أحمد بن أبي جيدة الفاسي وفيه توفي أحمد بن أبي جيدة بن أحمد الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وسبعين ومائة وألف. كان علامة مشاركا مدرسا، وكانت ولادته عام خمسين ومائة وألف. محمد بن محمد السوسي وفيه توفي محمد بن محمد بن عبد الله السوسي. كان نبيلا ماهرا في الحساب والتوقيت والتعديل، قاطنا بالمدرسة المصباحية بفاس. محمد بن الطيب شَقُّور العلمي وفيه توفي محمد بن الطيب شقور العلمي الحسني. كان مشاركا محصلا مدرسا، دفن بالقباب أسفل قبة الشيخ اليمني. عبد الله اللّبان وفيه توفي عبد الله المعروف باللّبان لكونه كان يبيع اللبن، يشار إليه بالخير والصلاح. أحمد بن محمد ابن الحاج وفيه توفي أحمد بن محمد الشهير بابن الحاج، له أنظام في كلام الملحون يحفظها أهل هذا الفن. منانة مزوارة وفيه توفيت منانة مزوارة المكناسية، تذكر لها كرامات. حوادث انتشار مرض الحمى بالمغرب وفي هذه السنة كان بالمغرب مرض الحمى ومات به خلق كثير. كذا وجدته مقيدا، ولعله هو المسمى بمرض التيفوس. معاهدة صداقة بين المغرب وإسبانيا وفي أواسط هذه السنة وقعت معاهدة بين الدولة المغربية والدولة الإسبانية لتبادل الإعانات ضد أعداء أي واحد منهما.

عام خمسة وتسعين ومائة وألف

عام خمسة وتسعين ومائة وألف عمر بن محمد اليِيبُوركِي وفيه توفي عمر بن محمد بن عبد الله الييبوركي الهَشتوكي علامة مشارك. محمد البوعصامي وفيه توفي محمد البوعصامي المكناسي. كان متجردا سالكا. عبد الرحمان حليمة وفيه توفي عبد الرحمان المدعو حليمة. له كرامات ودفن بالقليعة. التهامي بن محمد الفاروقي وفيه توفي التهامي بن محمد الفاروقي الأسفي. كان أديبا مشاركا له نظم الممتع، وشرحه سماه الأقمار في مناقب بعض الأخيار. الطاهر الطنجي وفيه توفي الطاهر الطنجي من علماء تطوان. كان مجودا مقرئا له معرفة بالقراءات السبع. أحمد الخضر بن محمد مفرج وفيه توفي أحمد الخضر بن محمد مفرج الأندلسي، الفقيه المشارك الصالح أخذ عنه الشيخ سليمان الحوات بمدينة شفشاون. عمر بن أبي يعزى التازي وفيه توفي عمر بن أبي يعزى التازي الأندلسي، عالم مشارك، توفي ببلده تازا. محمد الساحلي الهبطي وفيه توفي محمد الساحلي الهبطي. كان مؤدبا عارفا بالقراءات، توفي بشفشاون. محمد بن محمد البرنسي السطّي وفيه توفي محمد بن محمد بن عبد الرحمان البرنسي السطي. عالم تولى القضاء بقبيلة سطّة مدة طويلة، وكذلك بقبيلة الحيانية. توفي بمدينة شفشاون. الحسين بن الهاشمي حجاج العمراني وفيه توفي الحسين بن الهاشمي حجاج العمراني، الفقيه المحدث المفتي المدرس. توفي ببلده شفشاون. التهامي بن محمد ابن عمرو وفيه توفي التهامي بن محمد بن عمرو بن قاسم الأوسي الأندلسي الرباطي، الفقيه العلامة المدرس من أكبر علماء الرباط وبها توفي. ولى قضاء مدينة الصويرة والخطابة بالمسجد الأعظم بالرباط، وكان القارئ بين يدى السلطان سيدي محمد بن عبد الله يسرد كتب الحديث والسير.

عبد الرحمان الفيلالي

عبد الرحمان الفيلالي وفيه توفي عبد الرحمان الفيلالي. يشار إليه بالخير والصلاح، توفي بفاس. أحمد بن الحبيب البكري وفيه توفي أحمد بن الحبيب البكري الصديقي الفيلالي اللمطي شيخ المشايخ العارف الشهير. كذا في تذكرة المحسنين. حرّر ذلك فإنى في شك منه. حوادث سفارة ابن عثمان إلى إيطاليا وفي ذي الحجة توجه الكاتب ابن عثمان المكناسي من مراكش سفيرا إلى مدينة مالطة ونابل من بلاد الطليان. كسوف الشمس وفي يوم الأربعاء ثامن وعشري شوال كسفت الشمس.

عام ستة وتسعين ومائة وألف

عام ستة وتسعين ومائة وألف أحمد بن الطيب الوزاني في يوم السبت ثامن عشر صفر توفي أحمد بن الشيخ الطيب الوزاني الحسني. تقدمت ترجمة والده عام أحد وثمانين ومائة وألف. كان رئيس الزوايا الوزانية بعد أبيه خيرا دينا. عبد الكريم بن محمد بناني وفي يوم الخميس سادس عشر قعدة توفي عبد الكريم بن الشيخ محمد بن عبد السلام بناني. كان علامة مشاركا مطلعا له تاليف في ترجمة والده سماه تحفة الفضلاء الأعلام بالتعريف بالشيخ أبي عبد الله محمد بناني ابن عبد السلام، دفن مع والده بزاويته بالصاغة. محمد غازي عزيز القنين وفي آخر قعدة توفي محمد غازي المدعو عزيز القنين من أهل الخير والدين. الوليد بن أبي القاسم العراقي وفيه توفي محمد الوليد بن أبي القاسم العراقي الحسيني. كان فقيها خيرا دينا، ودفن بزاوية قرب درب الشحم. محمد بن الحسين السوسي وفيه توفي محمد بن الحسين السوسي. كان علامة مشاركا. الخياط بن محمد القادري وفيه توفي الخياط بن محمد القادري، من أهل الأحوال والكشف. أبو القاسم بن عبد الله اليلصوتي وفيه توفي أبو القاسم بن عبد الله ابن علوش اليلصوتي، الفقيه المشارك الموثق الفرضي المفتي. محمد بن المهدي ابن عجيبة وفيه توفي محمد بن المهدي بن الحسن ابن عجيبة الحسني. كان خيرا دينا صالحا، وهو والد الشيخ أحمد بن عجيبة الآتي الوفاة عام أربعة وعشرين ومائتين وألف. الحسن الإيبُوركِي الإسغَركِيسي وفيه توفي الحسن الإيبوركي الإسغركيسي السوسي، العلامة المشارك المدرس، من تلامذة الشيخ الحضيكي. محمد الأمين بن حماد السجلماسي وفيه توفي محمد الأمين بن حماد الشريف الحسني السجلماسي العلامة المشارك المتفنن الصالح. كان من أعدل القضاة ببلده.

محمد بن الهاشمي أمزيان

محمد بن الهاشمي أمزيان وفيه توفي محمد بن الهاشمي أمزيان الشريف التلمساني الأصل اللجائي الدار والقرار، العالم العلامة المشارك الفقيه الموثق، تولى القضاء بقبيلة الجاية من بلاد ورغة مدة، من أكبر تلامذة الشيخ محمد بن الحسن بناني. حوادث معاهدة بين المغرب وإيطاليا وفيه وقع اتفاق مع الدولة الإيطالية بسفارة وجهها السلطان سيدي محمد بن عبد الله رحمه الله إلى تلك الديار.

عام سبعة وتسعين ومائة وألف

عام سبعة وتسعين ومائة وألف محمد بن أحمد العلوي المدغري في خامس عشر جمادى الثانية توفي محمد-فتحا-بن أحمد بن محمد-ضما-بن عبد الله بن السيد العلوي المدغري الحسني، العلامة المشارك المطلع المدرس نزيل مكناس، له فهرسة. عمر بن الحسن الصنهاجي وفي الثاني عشر من جمادى الثانية توفي عمر بن الحسن الصنهاجي نزيل مكناس. كان علامة مشاركا مدرسا. يوسف بن محمد ابن ناصر الدرعي وفي ليلة الجمعة رابع وعشري شعبان توفي يوسف بن محمد بن أحمد ابن الشيخ محمد ابن ناصر الدرعي التامكروتي. كانت له شهرة في الصلاح وتعظيم واحترام. توفي بزاويتهم بدرعة. علي بن محمد بن عبد الله العلوي وفي يوم الثلاثاء عاشر شوال توفي علي بن السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي في حياة والده. كان خليفة له، ودفن بروضة جده بفاس الجديد وهو أكبر أولاده سنا وعقلا وخلقا ومروءة. أحمد بن عمر الفاسي وفيه توفي أحمد بن الشيخ عمر الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وثمانين ومائة وألف. كان يعدّ من العلماء. تولى القضاء بتافيلالت، ودفن بروضة الشيخ سيدي يوسف بن عمر هناك على غير عقب. محمد بن محمد الدلائي وفيه توفي محمد بن محمد-فتحا-بن محمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر الدلائي، كان متبحرا في العلم محققا مدققا ذكيا، له اليد الطولى في التدريس، وهو آخر هذا البيت علما وعملا، ودفن بروضتهم بباب الحمراء التي أتت عليها اليد العادية وجعلتها موقفا للسيارات في هذا الزمان والأمر لله. عبد الكريم بن أحمد ابن قرّيش وفيه توفي عبد الكريم بن أحمد بن محمد بن قاسم بن سعدي بن قريش نزيل مدينة تطوان. كان علامة مشاركا مدرسا حافظا ضابطا خطيبا. تولى قضاء مدينة طنجة ومات بالمشرق بعد أداء فريضة الحج. ترجمه ابن عجيبة في طبقاته.

محمد بن محمد بن قاسم اليلصوتي

محمد بن محمد بن قاسم اليلصوتي وفيه توفي محمد بن محمد بن قاسم اليلصوتي الخمسي الفقيه المشارك نائب القضاة بمدينة شفشاون أخذ عنه الشيخ سليمان الحوات. حوادث نزول المطر بعد قحط دام أربع سنين وفيه نزل المطر بجميع المغرب بعد أن دام القحط نحو أربع سنين. إيقاع السلطان بأولاد السبع وزمور وفيه غزا السلطان أولاد السبع وبرابر زمور وأوقع بهم. خروج الأمير عبد السلام إلى الحج وفيه سافر ولد السلطان المولى عبد السلام لأداء فريضة الحج. فتنة محمد والحاج اليَمُّوري وفيه وقعت قتنة محمد والحاج اليمّوري الذي كان يزعم أنه وليّ من أولياء الله ويتكلم عن المغيبات، فأرسل إليه السلطان سيدي محمد بن عبد الله من قتله.

عام ثمانية وتسعين ومائة وألف

عام ثمانية وتسعين ومائة وألف عبد الله الخياط القادري في آخر صفر توفي عبد الله المدعو الخياط بن محمد بن علال القادري. ولد عام ثمانية عشر ومائة وألف. كان مشاركا مطلعا، وقيل توفي في العام قبله ودفن بزاويتهم برأس الجنان. السهلي بن الحاج العروسي السجلماسي وفيه توفي السهلي-اسما-بن الحاج العروسي بن بوزيان ابن الشيخ أحمد بن عبد الصادق السجلماسي الرتبي، يشار إليه بالصلاح والخير والدين، ودفن بالقباب. الحسن عيوش العوينة وفيه توفي الحسن عيوش المدعو العويينة، من أولاد عيوش المعروفين بفاس، له حالة صلاح. أحمد بن محمد البكري الدلائي وفيه توفي أحمد بن محمد البكري الدلائي. علامة مدرس، ولي القضاء بفاس مدة. عبد السلام الجعيدي وفيه توفي عبد السلام الجعيدي، من أولاد الجعيدي المعروفين بفاس. تولى القيادة بفاس مدة. محمد بن عبد الله الهلالي وفيه توفي محمد بن عبد الله الهلالي السوسي. كان مشاركا مدرسا من تلامذه الشيخ الحضيكي. عبد الله بن محمد التّملي وفيه توفي عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سعيد التّملي السوسي البكري الجزولي. كان عالما مشاركا. له شرح على الشفا في مجلد، وكانت ولادته عام اثنين وأربعين ومائة وألف من تلامذة الشيخ الحضيكي. حوادث فرار الأمير اليزيد إلى المشرق وفيه فر المولى اليزيد من والده إلى المشرق. غزو السلطان قبائل زمور وبني حكم وفيه غزا السلطان قبائل زمور الشّلح وبني حكم ففروا أمامه.

عام تسعة وتسعين ومائة وألف

عام تسعة وتسعين ومائة وألف علي بن الحسن بناني في رابع محرم توفي علي بن الحسن بن مسعود بناني أخو الشيخ بناني المتوفي عام أربعة وتسعين ومائة وألف. كان علامة مشاركا ودفن مع أخيه بروضتهم بالدرب الطويل. عبد الله بن العربي الوزّاني وفي يوم السبت ثاني عشر أو ثالث عشر ذي القعدة الحرام توفي عبد الله بن العربي بن التهامي بن عبد الله الشريف الوزاني الحسني، يشار إليه بالخير والصلاح بمدينة تطوان، وما زال ضريحه هناك مزارا متبركا به إلى الآن. عبد الكريم بن علي اليازغي وفي ليلة الأحد سابع وعشري ذي القعدة توفي عبد الكريم بن علي بن عمر بن أبي بكر بن إدريس الزهني اليازغي. كان حافظا لافظا مدرسا نفاعة كثير التلامذة جامعا بين المعقول والمنقول. له فهرسة. ودفن داخل باب الحمراء قرب ضريح ابن أجروم وضريح الخراز. كان يسكن بدار له بزقاق الرطل. قدم جده من بني يازغة إلى فاس وولد هو بها. عبد الله بن العربي العلمي وفي قعدة توفي عبد الله بن العربي العلمي الحسني نزيل تطوان. كان حافظا للأنساب جامعا بين الحقيقة والشريعة. عبد الله بن محمد يِزرُور وفي يوم الجمعة تاسع ذي الحجة توفي عبد الله بن محمد يزرور من بني يزرور اللمطيين الذين كانوا بحضرة فاس وقد انقرضوا. ممن تبرّك به الشيخ التاودي ابن سودة. دفن ببيت من دار سكناه بدرب المرنيسي من زقاق الرمان، ووصف بالولي الصالح أزهد أهل زمانه. عبد القادر بن العربي القادري وفيه توفي عبد القادر بن الشيخ العربي القادري الحسني، الأديب الشاعر. عبد العزيز بن محمد أغيول وفيه توفي عبد العزيز بن محمد عرف بأغيول، يشار إليه بالصلاح. صفية لبّداة وفيه توفيت المرأة صفية لبّداة، ظهرت على يدها كرمات، ودفنت بروضة قرب جامع الأندلس. محمد ابن الحاج إبراهيم المكّودي وفيه توفي محمد بن الحاج إبراهيم المكودي التازي يشار إليه بالخير والصلاح، ألف في

إبراهيم السوسي العيني

مناقبه محمد-فتحا-بن أحمد الحاج الحصيني تأليفا سماه الدر الوهاج في مناقب سيدي محمد بن الحاج. إبراهيم السوسي العيني وفيه توفي إبراهيم السوسي العيني، له رحلة حجازية في مجلدين. حسونة القصري وفيه توفي حسونة القصري نزيل تونس. كان مدرسا مشاركا. سليمان بن محمد الإلغي وفيه توفي سليمان بن محمد بن أحمد الإلغي السوسي. كان علامة مشاركا مطلعا مدرسا، له ترجمة في كتاب المعسول. حوادث إرسال السلطان مالا عظيما يوزع في الحجاز وفيه أرسل السلطان ثلاثمائة ألف ريال وخمسين ألف ريال إلى الحجاز تفرق على أشرافه وعلمائه بمكة والمدينة، وذلك مع ابن عمه وصهره المولى عبد الملك بن إدريس وكاتبه محمد بن عثمان المكناسي. اعتراف المغرب باستقلال أميريكا وفي هذه السنة اعترفت الدولة المغربية باستقلال الدولة الامريكية بطلب منها، ذلك لأنها كانت تحت نير الاستعباد. وفد حصلت على الاستقلال بعد محاربة طويلة مع المستعمر دامت سنوات.

عام مائتين وألف

عام مائتين وألف عبد الرحمان بن خليفة الصبّاحي الهداجي في ليلة الجمعة حادي عشر شعبان توفي أبو زيد عبد الرحمان بن خليفة الصبّاحي الهداجي، الفقيه الأستاذ المجود المشارك. كان يحفظ العشر. دفن قرب واد كريفلة، قاله الضعيّف في تاريخه. محمد بن الحسن الجنوي العمراني وفي يوم الاثنين ثالث عشر رمضان توفي محمد بن الحسن بن محمد الجنوي العمراني الحسني السوماتي أصلا التطواني دارا. ولد عام خمسة وثلاثين ومائة وألف. كان علامة مشاركا محققا مدققا محررا محصلا، من أشياخ الشيخ الرهوني، ترجمه في أول حاشيته على شرح الزرقاني للمختصر. له تآليف، منها طرر على شرح الشيخ ميارة على التحفة؛ وحاشية على تفسير البيضاوي. توفي بمراكش ودفن بها عند الغروب من اليوم المذكور بروضة مولاي إبراهيم الشريف العلمي بالموضع المسمى بالقصور بمجاورة الشيخ الغزواني. محمد بن يونس السريفي وفي خامس شوال توفي محمد بن يونس السريفي الحسني. كان شيخا معظما وليا صالحا، بنيت عليه قبة بالقباب خارج باب الفتوح. بوعزة بن العربي الزرهوني السفياني وفي ثاني عشر ذي الحجة توفي بوعزة بن العربي الزرهوني السفياني المكناسي. كان أستاذا مجودا حيسوبيا ماهرا مشاركا. توفي ببلده. المامون بن محمد العلوي وفي يوم الجمعة خامس ذي الحجة توفي المامون بن السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي في حياة والده. كان خليفة له في بعض الثغور. عبد الرحمان بن محمد الهلالي الفيلالي وفيه توفي عبد الرحمان بن محمد بن الولي الصالح الشيخ أحمد الحبيب التدغي الهلالي السجلماسي، العلامة المشارك النحوي الحيسوبي المعدل البركة. أخذ عن الشيخ أحمد الهلالي ومن في طبقته، وهو عمدة السلطان المولى سليمان لما كان بتافيلالت. توفي ببلده سجلماسة. من مبيضة الروض الطيب العرف، وحلاّه في جمهرة التيجان بقوله"العالم الكبير". أحمد بن محمد التامري وفيه توفي أحمد بن محمد بن التهامي التامري السوسي. كان علامة مشاركا مطلعا توفي بمراكش.

محمد بن مسعود الشياظمي

محمد بن مسعود الشياظمي وفيها توفي محمد-فتحا-بن مسعود الشياظمي نزيل الرباط كان يعد من علمائه. محمد بن عمران الرحماني وفيها توفي محمد بن عمران الرحماني المراكشي. كان وزيرا عند السلطان سيدي محمد بن عبد الله. محمد بن عبد الرحمان العمراني وفيها توفي محمد بن عبد الرحمان العمراني المراكشي، كان عالما مشاركا له زاوية بأبي الجعد يدرس فيها العلم. توفي بمراكش. محمد بن عبد الله الهلالي المراكشي وفيها توفي محمد بن عبد الله الهلالي المراكشي، كان من أكبر المدرسين بمدينة مراكش. محمد بن الشاهد العلمي وفيها توفي محمد بن الشاهد العلمي، من العلماء الذين نقلهم السلطان سيدي محمد بن عبد الله من محل استيطانهم إلى مراكش لأجل تدريس العلم بها. أحمد بن أحمد ابن عثمان وفيها أو قريب منها توفي أحمد بن أحمد بن الراضي بن عثمان المكناسي، من أجلّ كتاب الحضرة السلطانية. وقد نقله السلطان سيدي محمد بن عبد الله إلى مراكش لأجل تدريس العلم بها. له ديوان جمع فيه ما صدر منه من الأشعار وهي رفيعة فيها تغزلات ونسيب في مجلد. عبد الرفيع بن مسعود ابن عبود وفي آخرها توفي عبد الرفيع بن مسعود ابن عبود المكناسي، تولى القضاء بمدينة سلا والرباط، وكان معزولا عنه بعد عام أربعة وثمانين ومائة وألف. الهاشمي بن أحمد عواد وفي آخر هذه المائة توفي الهاشمي بن أحمد عواد السلاوي، من أولاد عواد المعروفين بمدينة سلا. وقفت على ظهير صادر من السلطان سيدي محمد بن عبد الله بتاريخ ربيع الثاني عام تسعة وسبعين ومائة وألف يتضمن أن المجاهد الارضي القبطان النبيل المرتضي الحاج الهاشمي بن الرايس أحمد عواد السلاوي أسند له الامر في أمور البحر وجعل له الرياسة في ذلك وفوض له وأن من خالفه في ذلك يؤدب. أحمد بن أحمد العرايشي التمسماني وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي أحمد العرايشي التمسماني الريفي. كان عالما مشاركا، له روضة الجهاد الفائق لمن أراد الغزو بالصواعق، فرغ من تأليفه عام خمسة وتسعين ومائة وألف، وهو نظم في نحو الثلاثمائة ببيت وقفت عليه.

الحسن بن أحمد الغربي

الحسن بن أحمد الغربي وفي آخر هذه العشرة توفي الحسن بن الشيخ أحمد بن عبد الله بن أحمد الغربي الدكالي الرباطي. كان مشاركا مطلعا رحل إلى الحج وتولى القضاء بالرباط وبه توفي. محمد العربي قادوس وفيها توفي محمد العربي قادوس، كان وزيرا السلطان سيدي محمد بن عبد الله. إبراهيم ابن ريسون وفيه توفي إبراهيم ابن ريسون الحسني. كانت ولادته عام أربعين ومائة وألف. اختاره السلطان سيدي محمد بن عبد الله ليكون كوزير له في تلك النواحي، وبقى في خدمة البلاط إلى أن قتل غدرا بمدشر العماير. ومازال قبره معروفا هناك بناحية القصر الكبير. أحمد بن علال الشرايبي وفي آخر هذه العشرة توفي الحاج أحمد بن علال الشرايبي حرفة دعي المراكشي ممن يشار إليه بالخير والصلاح. محمد بن أبي القاسم ابن سليمان وفيها توفي محمد بن أبي القاسم بن محمد بن محمد بن سليمان المراكشي، له الحلل البهيجة في فتح البريجة وسيرة الملك الهاشمي سيدي محمد بن عبد الله الفاطمي. تكلم فيه على فتح مدينة البريجة المعروفة الآن بالجديدة. عمر بن المهدي ابن دَعلان وفي آخر هذه المائة توفي عمر بن المهدي بن أحمد بن دعلان، أحد تلامذة الإمام المسناوي، له لقط الستة اللئال وبسط تفنيدات ابن دعلان في مجلدين. كان يكتب ذلك في عام سبعة وثمانين ومائة وألف. القليب بن عبد الله ابن ساسي وفي آخر هذه العشرة توفي القليب بن عبد الله ابن ساسي الأسفي العالم الميقاتي. له رياض الأزهار في علم وقت الليل والنهار، ألفها على عرض مراكش وما والاها. فرغ منها عام خمسة وتسعين ومائة وألف. عبد الكريم بن عبد السلام ابن زاكور وفي أواخر هذه المائة توفي الرئيس الأسعد عبد الكريم بن عبد السلام ابن زاكور الفاسي أصلا التطواني دارا. كان قائدا على مدينة تطوان إلى أن قبض عليه السلطان الجليل سيدي محمد بن عبد الله وسجنه سنة تسع وسبعين ومائة وألف، ولم تذكر وفاته بعد ذلك. له السراج الوهاج في مدح صاحب التاج والمعراج، وقفت على الجزء الثالث منه عند الأخ محمد داود حفظه الله، كان في ثلاثة أسفار، ذكر أنه ديوان جمع فيه أمداحه في النبي صلى الله عليه وسلم غير مرتب على حروف المعجم.

محمد الهاشمي بن عبد الرحمان بوعنان

محمد الهاشمي بن عبد الرحمان بوعنان وفي آخر هذه المائة توفي محمد الهاشمي بن عبد الرحمان بوعنان الحسني، العلامة المشارك. كان نائبا عن قاضي الجماعة بفاس الشيخ عبد القادر بوخريص الكاملي ومن أتى بعده، فقد رأيته نائبا عن قاضي الجماعة بفاس بعد تأخير بوخريص، ولم أقف على تاريخ وفاته بعد البحث رحمه الله. عبد السلام بن الطيب المريني والطاهر بن الحارثي الاوراوي والهاشمي بن محمد اشكلانط وفي آخر هذه المائة توفي المذكورون، وكلهم من علماء الرباط، وبه كان مدفنهم. محمد بن أحمد اليحمدي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي محمد بن الوزير أحمد اليحمدي، العلامة المشارك الأديب، له ديوان جميع فيه بعض أشعاره ذكر أنه ضاع منه كثير وقفت عليه، وله كشف الأسى بمحاسن الصالحات من النسا والتعريف ببعض الاعلام والرؤسا. كان حيا بعد السبعين ومائة وألف. محمد بن يعزى الرباطي وفيها توفي محمد بن يعزّى الرباطي، كان علامة مشاركا مطلعا، تولى قضاء الرباط عام ستة وخمسين ومائة وألف، وتوفي ببلده. محمد بن علي الرافعي وفي آخرها توفي محمد بن علي الرافعي التطواني، العلامة الفقيه المشارك الأديب. كان حيا أواخر القرن الثاني عشر. عبد الرحمان بن عبد القادر بوخريص وفي آخر هذه العشرة أو أوائل التي بعدها توفي عبد الرحمان بن عبد القادر بن العربي بوخريص الكاملي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وثمانين ومائة وألف. الفقيه العلامة المشارك، كان أحد العلماء الذين يجالسون السلطان سيدي محمد بن عبد الله ويؤلفون له ويؤدون بين يديه، ويستخرج له من الكتب التي جاءته من الشرق، وينوب عن والده في قضاء فاس. وكان حيا عام ثمانية وتسعين ومائة وألف بمدينة مراكش.

أحمد بن عبد القادر بوخريص

أحمد بن عبد القادر بوخريص وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي أخوه أحمد بن عبد القادر بوخريص. كان مشاركا مطلعا ينوب عن والده أيضا أيام قضائه بفاس. لم أقف على وفاته ولا على مدفنه. الهاشمي بن محمد السفياني المعروفي وفيها أو قريب منها توفي الفقيه الأجل، الفاضل الأمثل، الوزير الأحفل، القائد الهاشمي بن محمد السفياني المعروفي، من أكبر قواد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، وأخيرا منحه الوزارة لحسن سلوكه وصدقه. وقد وقفت على بعض القصائد في مدحه صادرة عن الشيخ محمد بن محمد زنيبر السلاوي المعروف باللطّام، ذكرها في مجموعة شعره ونظمها في عام خمسة وتسعين ومائة وألف. حوادث سفارة أبي القاسم الزياني إلى تركيا وفيه بعث السلطان سيدي محمد بن عبد الله كاتبه أبا القاسم الزياني سفيرا إلى الآستانة لأجل الشكاية بأهل الجزائر وأرسل معه هدية عظيمة.

عام واحد ومائتين وألف

عام واحد ومائتين وألف محمد بُوقَجَّة في أوائل رمضان توفي محمد المدعو بوقجّة، من أصحاب الشيخ الطيب الوزاني، يشار إليه بالخير والصلاح، ودفن بروضة داخل باب عجيسة. محمد بن العربي الشكوري وفيه توفي محمد بن العربي بن أحمد بن عبد الله الشكوري الشفشاوني البكري، الشيخ العلامة المشارك المطلع النحوي، توفي ببلده. كذا رأيته مقيدا. محمد المكي بن المعطى الشرقاوي وفي أوائل هذا العام أو قبله بقليل توفي محمد المكي بن الشيخ المعطى بن الصالح الشرقاوي. كان مشاركا خيرا. له اختصار يتيمة العقود الوسطى. تقدمت وفاة والده عام ثمانين ومائة وألف، ودفن بزاويتهم. حسن بن الصالح الشرقاوي وفي ليلة الأحد الثاني والعشرين من ربيع الثاني توفي حسن بن الشيخ الصالح الشرقاوي، تقدمت وفاة أخيه الشيخ المعطى عام ثمانين ومائة وألف، الولي الصالح المتبرك به. توفي بسجلماسة ودفن بضريح مولاي علي الشريف هناك. حوادث بناء زاوية الشيخ أحمد بن عبد الصادق السجلماسي بفاس وفي هذه السنة اشترى أصحاب الشيخ أحمد بن عبد الصادق السجلماسي نزيل الرتب محل زاويتهم الكائنة بباب النقبة، وكانت خربة، وبنوا فيه زاويتهم على الحالة التي هي عليها الآن. إيقاع السلطان بقبيلتي شراكة والحيانية وفيها غزا السلطان سيدي محمد بن عبد الله قبيلة شراكة حوز فاس وأوقع بهم ثم عفا عنهم، وفعل مثل ذلك بقبيلة الحيانية لأنهما خرجتا عن الطاعة.

عام اثنين ومائتين وألف

عام اثنين ومائتين وألف محمد بن عبد الرفيع الشرقاوي في يوم الخميس سابع صفر قبل طلوع الشمس توفي محمد بن عبد الرفيع الشرقاوي. كان خيرا دينا يسكن بالرباط، وبنيت قبة على ضريحه بحومة العلو. عبد العزيز بن محمد بن حنيني وفيه توفي عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن حنيني، به عرف، الزيراوي، العالم العامل الولي الصالح نزيل مدينة تازا. عبد الرحمان بن إبراهيم التادلي وفي يوم الجمعة حادي وعشرى جمادى الثانية توفي عبد الرحمان بن إبراهيم التادلي، الأستاذ المؤدب البركة الناصح الخاشع المسن الرجل الصالح. توفي بفاس الجديد ودفن في الغد بعد صلاة الظهر بمقبرة قرب الإمام ابن العربي خارج باب المحروق. كذا بكناش الشيخ أبي بكر المنجرة. بقى ذكره على صاحب السلوة. محمد بن منصور العيشي وفي شعبان عامه توفي محمد بن منصور العيشي المراكشي، الفقيه الأديب المشارك توفي بمكناسة الزيتون، ذكره الضعيف في تاريخه. عبد الله دي الخيص ابن سبيطة وفي شوال توفي عبد الله بن محمد بن علي ابن سبيطة المعروف بسيدي عبد الله دي الخيص، والخيص أسرته التي كان يسكن عندها ببني مستارة من الجبل. الولي الصالح المجذوب، سعد بخدمته رجال، وظهرت له أسرار، وصدرت منه مقالات. من مبيضة الروض الطيب العرف. حوادث قدوم سفير تركيا إلى المغرب وفيه قدم على المغرب سفير من الدولة التركية مع جملة من الأعيان ومعهم هدايا فاخرة. تدريب بعض الشبان المغاربة على ركوب البحر وفيه أمر السلطان سيدي محمد بن عبد الله بجمع بعض الشبان المغاربة لأجل أن يتعلموا الركوب في البحر والتدرب على لبس السلاح الرسمي بالبحر إلى غير ذلك. معاهدة صداقة بين المغرب وأميريكا وفيه وقع اتفاق بين الدولة الأمريكية والمغرب على الإخاء والمهادنة.

عام ثلاثة ومائتين وألف

عام ثلاثة ومائتين وألف علي بن محمد اليلصوتي في يوم جمعة أوائل ربيع الأول توفي علي بن محمد بن علي اليلصوتي. كان خيرا دينا، وقيل في السنة بعد هذه، ودفن بزاوية بزنقة الشحم. الحسن بن علي السوسي وفي ربيع المذكور توفي الحسن بن علي السوسي. كان خيرا دينا صالحا يؤدّب الصبيان بمكتب بسوق الغزل. ذكره في سلوك الطريق الوارية. عبد العزيز بن محمد المشّاط وفي عاشر رمضان توفي عبد العزيز بن محمد المشّاط المنافي، يشار إليه بالخصوصية والعرفان، ودفن بالقباب قرب ضريح الشيخ حماموش. أحمد ابن عمرو العلمي وفي يوم الخميس ذي الحجة توفي أحمد بن محمد بن عبد الرحمان العلمي المعروف بابن عمرو. يشار إليه بالخير والصلاح، ودفن قرب قبة الشيخ أبي المحاسن الفاسي بالقباب. محمد الحفيد الأمراني وفيه توفي محمد الحفيد الأمراني الحسني، من أهل الخير والصلاح، ودفن بالقباب بروضة الصنهاجي. عبد الله بن الحسن ابن ناصر وفيه توفي عبد الله بن الحسن بن محمد ابن ناصر. كان شيخا جليلا عظيما القدر له كرامات. توفي بدرعة وكان يلقّن المريدين الطريقة الناصرية. محمد بن أحمد السطّي وفيه توفي محمد بن أحمد السطّي الصنهاجي. كان أستاذا مجوّدا مشاركا. محمد بن أحمد الدكالي وفيه توفي محمد بن أحمد الدكالي. كان من أكابر القواد عند السلطان سيدي محمد بن عبد الله، ثم نقم عليه وسجنه وأخذ ماله ومثل به ورحّله إلى فاس. توفي بدكالة. الحسين بن أحمد ابن ناصر الدرعي وفيه توفي الحسين-بالياء-بن أحمد بن الحسين ابن ناصر الدرعي الضرير. كان يعد من الصالحين، له تعظيم واحترام، يذكرون عند بعض المكاشفات. توفي ببلده.

حوادث

حوادث محمد الزوين سفير إلى الآستانة وفيه أرسل السلطان سفيرا إلى الآستانة، وهو القائد محمد الزوين، وبعث معه عددا من الأسرى وتحفا كثيرة. قدوم اليزيد ابن السلطان من الشرق وفيه قدم المولى اليزيد ابن السلطان سيدي محمد بن عبد الله من الشرق حيث كان هناك، ونزل قرب ضريح المولى عبد السلام بن مشيش وبنى داره أسفل الضريح المذكور، وما زالت أطلالها معروفة إلى الآن.

عام أربعة ومائتين وألف

عام أربعة ومائتين وألف أحمد الطّوّاش التازي في الثاني عشر من جمادى الأولى توفي أحمد الطّوّاش نزيل مدينة تازا. شيخ صوفي أخذ عنه الشيخ أحمد التجاني. محمد بن عبد الله العلوي وفي يوم الأحد رابع وعشري رجب توفي السلطان الجليل سيدي محمد بن عبد الله بن إسماعيل العلوي، المجاهد الكبير، والمحدث المشارك. ولد عام أربعة وثلاثين ومائة وألف، ودفن من الغد بقبة من قباب داره برباط الفتح وصار المحل شهيرا به. وبموته أخذ الأمر يتدهور وصار المغرب يتراجع. عبد الله بن عزوز بلّة وفيه توفي عبد الله بن عزوز المدعو بلّة المراكشي، الشيخ الشهير صاحب التآليف العديدة، منها الأجوبة النوارنية؛ ورسالة الصوفي للصوفي، وإثمد البصائر في معرفة أحكام المظاهر؛ وتنبيه التلميذ المحتاج في الجمع بين الشريعة والحقيقة وهو المنهاج في الرد على من ابتدع فيهم ما ليس منهم بإيضاح البراهين وإقامة الحجاج، إلى غير ذلك من التآليف. توفي ببلده. عيسى بن أحمد العلمي وفيه توفي عيسى بن أحمد بن علي العلمي. كان علامة مشاركا خطيبا واعظا، أخذ عنه الشيخ سليمان الحوات. محمد بن العربي أفندي قادوس وفي ليلة الثلاثاء ثالث عشر ذي القعدة توفي محمد بن العربي أفندي قادوس، كان وزيرا عند السلطان سيدي محمد بن عبد الله، حازما ضابطا مشاركا عاقلا. توفي بمكناسة الزيتون، وأصله من علوج الإسبان، منعه المولى اليزيد بعد وفاة والده لأنه كان يعده من أعدائه. حوادث بيعة اليزيد بفاس تولى الأمر بعد موت سيدي محمد بن عبد الله ولده اليزيد الذي كان فارّا من أبيه، وذلك في آخر رجب. وأول من بايعه الجيش الذي كان محاصرا له بجبل العلم. ووجد مقيدا ما نصه: "وصل خبر موت سيدي محمد بن عبد الله إلى فاس في يوم الأربعاء ثامن وعشري رجب، وفي غده اتفق جميع أهل فاس وما حولها من رؤساء وقبائل العرب والبربر على مبايعة أكبر أولاده الحاج الابر، الفارس الاشهر، البطل الاظهر، مولانا اليزيد، فبايعوه وكتبت البيعة بمسجد

ظهور الأتاي بالمغرب

مولانا إدريس بفاس. وهو مقيم إذ ذاك بجبل العلم وبلاد الهبط، فصار إليه جميع قبائل المغرب وبلاد السوس بالبيعة، ثم صار إلى الجهاد بسبتة ورابط عليها ورمى أهلها بالآلة العظمى من المهارز والنفوط وقاتلهم ثم رجع إلى مكناس. ظهور الأتاي بالمغرب وفي هذه الأيام ظهر شرب الأتاي بالمغرب، فاستحسنه العلماء وألّفوا في مدحه تآليف ظنا منهم أن شربه يكون بديلا من الخمر التي كثر تعاطيها آنذاك! بناء جامع الرصيف بفاس وفيه أمر السلطان اليزيد ببناء جامع الرصيف بفاس.

عام خمسة ومائتين وألف

عام خمسة ومائتين وألف يحيى بن محمد القادري في يوم الاحد حادي وعشري ربيع الثاني توفي يحيى بن محمد بن الطيب بن عبد السلام القادري الحسني. ولد عام ثلاثة وخمسين ومائة وألف، يشار إليه بالعلم والتحصيل، ودفن بروضتهم بالقباب. محمد بن محمد البيجري وفي ثامن عشر رجب توفي محمد بن محمد بن عبد السلام البيجري المكناسي، من أولاد البيجري المعروفين بمكناس. كان علامة أديبا ناثرا شاعرا، له ترجمة واسعة، انظرها في الإتحاف. العناية العبودي وفي ذي الحجة توفي العناية العبودي الرباطي. كان شجاعا مجاهدا عارفا بضرب المهارس والأنفاض. توفي في حصار مدينة سبتة لما حاصرها المولى اليزيد.

عام ستة ومائتين وألف

عام ستة ومائتين وألف يوسف بن الطالب بوعنان في يوم الأحد ثاني وعشري ربيع الثاني توفي يوسف بن الطالب بوعنان الحسني قاضي فاس ومكناس والرباط. كان علامة مشاركا، ودفن بروضهم داخل باب عجيسة. محمد بن محمد الأموي وفي خامس وعشري جمادى الثانية توفي محمد بن محمد بن عبد الواحد بن الشيخ الأموي المكناسي، من أهل العلم والفضل والدين. عبد الوهاب التازي وفي سابع وعشرى شعبان توفي عبد الوهاب التازي، ولد عام تسعة ومائة وألف. كان شيخا عارفا جليلا له أحوال، رحل إلى المشرق وأدى فريضة الحج واجتمع بعدة مشايخ، وأتى إلى فاس ولم تقع له شهرة بالتصرف، ودفن بالقباب، وجعلت عليه قبة بناها المولى سليمان. عبد الله الصحراوي التواتي وفيه توفي عبد الله المدعو الصحراوي التواتي. كان خيرا دينا توفي بفاس. اليزيد بن محمد العلوي ولما ذهب السلطان اليزيد إلى مراكش توفي بسبب رصاصة أصابته في خده في ليلة الخميس رابع عشر جمادى الثانية، ودفن بقبور الأشراف من قصبة مراكش. حوادث حصار سبتة وفي أوله حاصر المولى اليزيد مدينة سبتة مدة بقصد فتحها، ثم أفرج عنها بسبب قيام أخيه المولى هشام عليه بمراكش. بيعة المولى سليمان بفاس ولما بلغ خبر موت اليزيد إلى فاس بايعوا المولى سليمان بن سيدي محمد بن عبد الله في الثاني عشر من رجب بإشارة من الشيخ التاودي ابن سودة، وأهل مراكش والحوز بايعوا المولى هشاما المذكور، وأهل الهبط والجبل بايعوا أخاهما المولى مسلمة فصار في المغرب ثلاثة ملوك إخوة.

تقديم أهل فاس الشيخ التاودي ابن سودة

تقديم أهل فاس الشيخ التاودي ابن سودة في كناشة الشيخ العباس الحجرتي نص رسم عدلي يفوّض فيه أهل فاس للشيخ التاودي ابن سودة اختيار من يبايعونه بعد موت السلطان اليزيد بمراكش (¬4) ونصه: "الحمد لله نسخه من وثيقة بمقدمها ترجمة السادات الأشراف من أهل فاس عددهم سبعة وسبعون شريفا، وأسفلها ترجمة قبائل أهل فاس من أهل حومها السبع عشرة حومة عددهم ثمانية وعشرون رجلا، وبأسفلها ترجمة جموع أسواق فاس السبعة عشر سوقا وعددهم ثلاثة وستون رجلا وبأسفل ما سطروا وأشارت إليه الوثيقة المذكورة نصها: الحمد لله لما كانت وفاة مولانا أمير المومنين اليزيد قدس الله روحه مما فشا ذكره بين الأنام، واشتهر دوره على ألسنة الخاص والعام، وكان نصب الإمام مجمعا على وجوبه شرعا وعملا، إذ لا يصلح الناس فوضي لا سراة لهم أصلا. ومن ثم احتاج أهل هذه الحضرة الإدريسية حرسها الله لتعيين شخص متأهل للإمامة، جامع لشروطها الخاصة والعامة. وكان أولاهم للنظر في ذلك، وأحقهم بالخوض في تلك المسالك، الشيخ الإمام، القدرة الهمام، علم الأعلام، ونعمة الله على كافة الإسلام، أبو عبد الله سيدي محمد التاودي بن الطالب ابن سودة المري، لما اختص به من علم البيان وجلالة منصب العلم الشريف، ولما هو عليه من صفاء الطوية وصدق النصيحة لكل مشروف وشريف، حتى إنه لا يتهم في نصحه للمسلمين، ولا يحيد عما يقتضيه الشرع من نصرة الدين، فجزاه الله على المسلمين خيرا، وأعظم له مثوبة وأجرا. بادر الناس لأجل ذلك إلى التشبث بأذياله، والاقتداء به في أقواله وأفعاله. فحضر إذ ذاك لدى شهيديه جميع من سطر بالتراجم أعلاه من شرفاء هذه الحضرة وأعيان قبائلها أهل العدوتين عدوة فاس الأندلس وعدوة فاس القرويين ومن انضم إليهم من تجار الأسواق، وأشهدوا جميعا أنهم أسندوا أمر الخليفة إليه، وعولوا في تعيينه عليه، فمن أشار لهم إلى بيعته بايعوه، وانحاشوا إليه بجماعتهم واتبعوه. ثم له النظر في تعيين من دونه من قائد ومحتسب وقاض، فكل ما يفعله من ذلك نافذ وماض، فإياه يعتمدون، وبرأيه يقتدون، ألزموا أنفسهم ذلك وتحملوا به عمن وراءهم، ممن لم يحضر جمعهم، راجين من الله نيل مرغوبهم، وتاليف كلمتهم، وأن يكون في ضمن ذلك صلاح المسلمين، بجاه سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيئين، وسيد الخلق أجمعين. فمن حضر لما ذكر وشهد على جميع من ذكر فيه بضمنه وهم بأكمله عارفين قدره وعرفهم قيّده في عاشر رجب الفرد الحرام عام ستة ومائتين وألف. تغلب المولى سليمان على أخيه مسلمة وفي آخره نزع المولى سليمان ما بيد أخيه المولى مسلمة من قبائل الهبط والجبل، وفرّ مسلمة إلى الجزائر من أخيه، ثم ذهب إلى المشرق إلى أن توفي عام خمسين ومائتين وألف كما ياتي. ¬

(¬4) توجد هذه الكناشة في الخزانة العامة بالرباط تحت عدد 3745 د، ص.110.

عام سبعة ومائتين وألف

عام سبعة ومائتين وألف عبد الله الحاج البقالي في ليلة الثلاثاء خامس ربيع الأول توفي عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى الكبير بن علال الحاج دفين الحرايق البقالي، عرف بالحاج البقالي الريفي، يشار إليه بالخير والصلاح والدين، توفي في مدينة تطوان، ودفن في روضتهم الشهيرة بساحة الفدان. عبد الرحمان بن محمد السرايري وفيه توفي عبد الرحمان بن محمد بن علي السرايري الرباطي. أخذ العلم بفاس، وتوفي ببلده. علامة مشارك تولى القضاء ببلده، له شرح على التحفة لابن عاصم. محمد المسناوي مرينو وفيه توفي الحاج محمد المسناوي مرينو الرباطي، له تاريخ الدولة العلوية ينقل عنه الضعيف الرباطي في تاريخه. كان موقتا بالجامع الكبير بالرباط. عبد السلام بن محمد ابن قَرِّيش وفيه توفي عبد السلام بن محمد بن محمد بن قاسم بن سعيد ابن قرّيش قاضي مدينة تطوان، العلامة المشارك المطلع. ولد عام اثنين وثلاثين ومائة وألف، كان كثير التدريس والإفادة. فاطمة بنت محمد الهلالي وفيه توفيت فاطمة بنت محمد الهلالي، يشار إليها بالصلاح والخير. علي بن إبرهيم السملالي وفي يوم الجمعة رابع رجب من هذا العام قرب طلوع الشمس توفي علي بن إبراهيم من ذرية الشيخ أبي محمد عبد الله ابن يعقوب السوسي السملالي، الشيخ الجليل والعلامة المشارك المدرس. ذكره الشيخ محمد بن أحمد السوسي السملالي الآتي الوفاة عام أحد وعشرين ومائتين وألف في كتابه نزهة الجلاس أنه من أشياخه وأن الناس تأسفوا كثيرا لفقده. محمد بن علي الأدوزي وفيه توفي محمد بن علي الأدوزي السملالي السوسي، كان عالما مشاركا مدرسا من تلامذه الشيخ الحضيكي. محمد بن عمرو البقال المرابط وفيه توفي محمد بن عمرو-بالواو-الريفي القلعي المدعو البقال. كان خيرا دينا يدعى المرابط ذكره في تذكرة المحسنين.

حوادث

حوادث قتال بين جيش المولى سليمان وأخيه هشام وفيه أرسل المولى سليمان جيشا لقتال أخيه المولى هشام برآسة أخيه المولى الطيب فرجع بدون فائدة. قيام أبي يحلاس بسوس وفيه قام أبو يحلاس بسوس وادّعى أنه المولى اليزيد وقتل في هذه السنة، ألف فيه محمد بن أحمد السملالي الأدوزي السوسي الآتي الوفاة عام أحد وعشرين ومائة وألف تأليفا سماه نزهة الجلاّس في ترجمة أبي يحلاس.

عام ثمانية ومائتين وألف

عام ثمانية ومائتين وألف العربي بن علي القسنطيني في جمادى الأولى توفي العربي بن علي القسنطيني الحسني. كان علامة مشاركا مدرسا حافظا، تولى قضاء فاس ومكناس والرباط، وأصيب في آخر عمره وهو بمدينة مكناس بفالج كان لا يستطيع معه حركة أعصابه وتناول جميع أسباب العلاج إلى أن توفي هناك. محمد بن الطيب بصري وفي ضحوة يوم الجمعة تاسع عشر رجب توفي محمد بن الطيب بصري المكناسي كان له اليد الطولى في المعقول والمنقول، تولى قضاء مكناس. محمد بن عبد القادر ابن شقرون وفي ليلية الاحد تاسع وعشري رجب توفي محمد بن عبد القادر ابن شقرون. كان مشاركا نبيها دفن بروضة الشيخ ميارة الكائنة بالدرب الطويل. سليمان بن أحمد الفشتالي وفي ليلة الثلاثاء فاتح مضان توفي سليمان بن أحمد بن محمد عبد الله بن أحمد بن محمد الفشتالي أصلا ثم الفاسي دارا. كان علامة مشاركا مدرسا يتقن جل الفنون، وله اليد الطولى في فنون الحكمة. ولي قضاء فاس. له سلك اللئالي في مثلث الإمام الغزالي، وغيره من التآليف. دفن داخل روضة الشيخ أبي عبد الله التاودي خارج باب عجيسة. أحمد بن علي البلغيثي وفيه توفي أحمد بن علي بن محمد العلوي البلغيثي الحسني. كان علامة مشاركا معدّلا. علي بن محمد ابن سودة وفيه توفي علي بن محمد بن الطالب بن سودة، ولد أخ الشيخ التاودي. كان علامة مشاركا أديبا مطالعا مناظرا، له شعر جيد. الطيب بن محمد الصقلي وفيه توفي الطيب بن محمد الصقلي الحسيني، يشار إليه بالخير والصلاح. بقى ذكره على صاحب السلوة.

حوادث

حوادث تمام بناء جامع الرصيف بفاس وسقايته وفيه كمل بناء جامع الرصيف بفاس بأمر من المولى سليمان. وتزليج سقاية الرصيف. ثورة محمد بن عبد السلام زيطان وفيه ثار على السلطان المولى سليمان بقبيلة الاخماس طالب يقال له محمد بن عبد السلام يدعى زيطان، فأرسل له أخاه المولى الطيب فهزمه وقبض عليه وتاب ورجع عن فعله. مهاجمة قبائل أنكاد ركب الحاج وفيه هاجمت قبائل أنكاد ركب الحاج ونهبوهم، فأرسل إليهم المولى سليمان من حاربهم، ولكنهم بقوا على عنادهم إلى عام أحد عشر ومائتين وألف، وبعد ذلك رجعوا إلى الطاعة.

عام تسعة ومائتين وألف

عام تسعة ومائتين وألف محمد بن علي الزّبادي في أول يوم من ربيع الأول توفي محمد-فتحا-بن علي بن محمد الزبادي المنالي الحسني، له ولوع بالتقييد والبحث والاطلاع. له تآليف، منها تنبيه الفقير من الغفلة والتقصير إلى الخدمة والتيسير؛ ودوحة البستان ونزهة الإخوان في مناقب الشيخ علي بن عبد الرحمان، يعني الدرعي دفين تادلا؛ وسلوك الطريق الواريه في الشيخ والمريد والزاوية، في التراجم؛ وفهرسة وقفت عليها. حج عام ستة وستين ومائة وألف، ودفن بروضتهم قرب سيدي دراس بن إسماعيل بالقباب. التهامي بن محمد الحمّومي وفي يوم الجمعة عند الظهر ثاني وعشري ربيع الأول توفي التهامي بن محمد بن الحسن الحمّومي الحسني، الشيخ العلامة وحيد دهره وفريد عصره، المتبرك به نزيل قبيلة بني زروال. ودفن يوم السبت بإزاء مسجد الزاوية هناك. أحمد بن عبد الملك البوعصامي وفي يوم الخميس حادي وعشري ربيع الثاني توفي أحمد بن عبد الملك البوعصامي، مجدوب يشار إليه ويعلم ببعض المغيات. له ترجمة في كتاب سلوك الطريق الوارية. المختار بن محمد الغربي وفي عاشر جمادى الثانية توفي المختار بن محمد الغربي الدكالي الرباطي، كان يعد من علماء الرباط، وبه توفي. أبو القاسم بن التاودي ابن سودة وفي ثالث وعشري رجب توفي أبو القاسم بن الشيخ التاودي ابن الطالب ابن سودة. كان عالما مشاركا توفي في حياة والده الآتي الوفاة في آخر هذا العالم ودفن برأس القليعة داخل باب الفتوح، بقى ذكره على صاحب السلوة. محمد التاودي بن الطالب ابن سودة وفي عصر يوم الخميس تاسع وعشري حجة توفي محمد التاودي بن الطالب بن علي ابن سودة شيخ الجماعة بلا منازع، ترجمه الشيخ سليمان الحوات في مجلد ضخم سماه الروضة المقصودة في مآثر بيت بني سودة، لم يبق أحد بالمغرب ينتمي إلى العلم إلا وله عليه منّة، إما أخذ عنه مباشرة أو بواسطة أحد تلامذته. له حاشية على شرح الزرقاني للمختصر سماها طالع الأماني على الشيخ الزرقاني؛ وشرح على التحفة سماه حلي المعاصم على بنت ابن عاصم؛ وشرح على لامية الزقاق؛ وزاد المجد الساري على صحيح الإمام البخاري؛ وحاشية على جامع الشيخ خليل؛ واختصار المختصر في جزء لطيف؛ وشرح على النصف من مشارق الأنوار

حوادث

للإمام الصغاني؛ وإزالة الأشجان في الكلام على صلاة اللحّان؛ وفهرسته الجامعة لأشياخه المغاربة والمشارقة؛ وشرح على بانت سعاد؛ وشرح على ألغاز ابن الفارض؛ والدر المكنون في شرح سبحان ربك رب العزة عما يصفون؛ وتآليف في نسب الشعبة العراقية وقف عليه صاحب الدر النفيس ونقل عنه، إلى غير ذلك. وترجمته واسعة، ودفن من غده بزاويته الكائنة بحومة زقاق الحجر، وكان فاتح السنة، ولذلك يقال إنه توفي عام تسعة ومائتين وألف ودفن عام عشرة. حوادث قيام الأمير حسين على أخيه السلطان سليمان وفيه قام المولى حسين بن سيدي محمد بن عبد الله على أخيه المولى سليمان بقبيلة الرحامنة، ثم عزل في السنة بعدها وفر إلى زاوية أمغار.

عام عشرة ومائتين وألف

عام عشرة ومائتين وألف محمد التهامي بن عبد الله العلمي في يوم الخميس سادس جمادى الأولى توفي محمد التهامي بن عبد الله العلمي الحسني، جد قاضي فاس المولى عبد الهادي الآتي الوفاة عام اثنين وسبعين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا حافظا لافظا محدثا مطلعا. له نظم جمع الجوامع؛ ونظم التلخيص؛ وله أرجوة في نسب العلميين. تولى القضاء ببلده مدة. أحمد بن عبد الرحمان المرشاني في رابع وعشري رجب توفي أحمد بن عبد الرحمان المرشاني التطواني. كان علامة مشاركا مدرسا. محمد بن محمد بصري وفي أواخر هذه العشرة أو قريب منها توفي محمد-فتحا-بن محمد بصري المكناسي. كان علامة مشاركا مطلعا مسندا راوية. له فهرسة تقع في مجلد ضخم سماها إتحاف أهل الهداية والتوفيق والسداد بما يهمهم من فضل العلم وآدابه والتلقين وطرق الاسناد، وهي من أجمع فهارس المتأخرين، فرغ منها عام ستة ومائتين وألف. أحمد بن الحسين المتيوي وفي هذه العشرة أو التي بعدها توفي أحمد بن الحسين المتيوي، له رحلة إلى بلاد تافيلالت رحل بأمر من السلطان سيدي محمد بن عبد الله عام أحد ومائتين وألف، فرغ من كتابتها عام ثلاثة ومائتين وألف. محمد بن أحمد العبادي وفيها أو قريب منها توفي محمد بن أحمد العبادي قاضي مراكش، العلامة المشارك المفتي النوازلي. توفي ببلده. محمد بن الحسن الوكيلي وفيها توفي محمد بن الحسن الوكيلي المكناسي. كان مدرسا نفاعة يدرس جميع الفنون من فقه وبيان وأصول. عبد المالك بن محمد الحسني وفيها أو قريب توفي عبد المالك بن محمد الحسني، ولي القضاء بمكناسة الزيتون. علامة مشارك.

عبد الوهاب أجانا

عبد الوهاب أجانا وفيها توفي عبد الوهاب أجانا المكناسي، مقرئ مجوّد، جوّد عليه السلطان المولى سليمان. توفي بمراكش، وقال في حقه الزياني في جمهرة التيجان عند تعرضه لأشياخ مولانا سليمان: ومنهم مربيه في صغره معلم أولاد الملوك بباب الدار العالية من قصبة مراكش دار الخلافة عبد الوهاب أجانا المكناسي. أحمد بن يحيى والزّهراء وفي هذا العام أو قريب منه توفي أحمد بن يحيى والزّهراء الرباطي، من علماء الرباط، له المشاركة في جل العلوم. ومن مآثره بناء مدرسة سكنى الطلبة تحمل اسمه داخل درب والزّهراء، وقد حولت أخيرا كزاوية لطائفة الحراقيين. دفن ببلده الرباط. أحمد التلمساني وفي هذه العشرة توفي أحمد التلمساني الرباطي، الأديب الشاعر المفتي، كان يفتي بالعدوتين، وكان شاعرا مكثرا، وجل شعره في الأمداح النبوية أو في التصوف. توفي بعد عام عشرة ومائتين وألف ودفن قرب الجامع الكبير بالرباط. محمد بن محمد زنيبر اللّطّام وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي محمد بن محمد زنيبر السلوي الشهير باللّطّام، الفقيه العلامة الأديب البارع المشارك المعتني، له عدّة إجازات من أشياخه، وله شعر متوسط الجودة وفقت له على مجموع عليه خط يده جمع فيه بعض أشعاره وبعض إجازات أشياخه، يوجد هذا المجموع بخزانة الباشا الأكلاوي التي بالخزانة العامة بالرباط تحت عدد 1019، وجل أشعاره في التوسل بالأولياء والصلحاء، وربما خرج في ذلك إلى طور التعلق بهم وطلب الخير منهم على العادة التي كانت متبعة. ويوخذ من هذه الأشعار أنه ذهب إلى الحج ودخل مصر ومر على طرابلس الغرب. ذكر فيها أنه أنشد قصيدة في مهل ربيع الثاني عام أربعة ومائتين وألف في الشكوى، انظرها في المجموع المذكور ص 18. وفي آخره ذكر الرسائل التي وصلت إليه من بعضهم وبعض الإجازات التي صدرت من أشياخه له. محمد الدباغ وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي محمد الدباغ المراكشي دارا ومولدا وقرارا، الفقيه الأجل، العلامة الأفضل، القاضي الأعدل، المحدث الأكمل، الحاج الأبر الناسك المعتمر، من محبته امتزجت في الجسد والرأس والدماغ، سيدي محمد الدباغ، قاضي ثغر أجدير وغيرها". كذا رأيته محلى بالمجموع الأدبي الذي به بعض أشعار محمد زنيبر السلوي المذكور آنفا. انظر هل له ترجمة في الإعلام أم لا.

محمد الفيلالي الشاكري

محمد الفيلالي الشاكري وفي هذا العام توفي محمد الفيلالي الشاكري، له ذكر في بعض المقيدات فلعله من العلماء. محمد بن أحمد الشرادي وفي هذا العالم توفي محمد-فتحا-بن أبي العباس أحمد الشرادي. كان فقيها مشاركا علامة أديبا مؤرخا شيخا للطريقة معظما محترما. توفي بزاويتهم قرب مدينة أسفي. من الروض الطيب العرف. عبد الرحمان ابن الكامل وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي عبد الرحمان ابن الكامل المراكشي، العلامة المشارك المطلع الكاتب المقتدر. كان أحد الكتاب عند السلطان سيدي محمد بن عبد الله، وممن يملي عليه الأحاديث والتآليف.

عام أحد عشر ومائتين وألف

عام أحد عشر ومائتين وألف العربي بن عبد الكريم العراقي في صفر توفي أبو القاسم العربي بن عبد الكريم العراقي الحسيني. كان خيرا دينا صالحا يشار إليه بالخير والصلاح. عبد الرحمان بن التاودي ميّارة وبعد ظهر يوم السبت حادي وعشري ذي الحجة توفي عبد الرحمان بن التاودي ميّارة، من أولاد ميّارة المعروفين بفاس، العالم المشارك. تولى قضاء مدينة صفرو مدة، وناب عن قضاة فاس آخر عمره إلى وفاته، ودفن بزاوية الشيخ ميارة الكائنة بالدرب الطويل. محمد الشيخ ابن علي الفيلالي وفيه توفي محمد بن علي الفيلالي المعروف بالشيخ ابن علي عند أصحاب الملحون، كان له اليد الطولى في نظم شعر الملحون بفاس، ونظمه عذب سلسل العبارة، وله شهرة تامة بين أصحاب هذا الفن يحفظون جل أشعاره. وكانت ولادته سنة ثلاثين ومائة وألف. وقفت على ملحونه مجموعا في ديوان. محمد بن علي ابن يعقوب وفيه توفي محمد بن علي ابن يعقوب السوسي. كان علامة مشاركا. ترجمته في كتاب المعسول. الطيب بن عبد الرحمان زغبوش وفيه توفي الطيب بن عبد الرحمان بن محمد زغبوش المكناسي. كان خيرا دينا توفي ببلده. عبد الله بن علي بركاش وفيه أو قريب منه توفي عبد الله بن الحاج علي بركاش الرباطي الأندلسي، الرجل المقدام السياسي. تولى قيادة الرباط، وقبلها النظارة به. توفي في حياة والده. موسى بن محمد المكي ابن ناصر الدرعي وفيه أو في العام الذي بعده توفي موسى بن محمد المكي بن موسى بن محمد ابن ناصر الدرعي. كان علامة مشاركا، له نظم بارع في أسلافه ينقل عنه كثيرا صاحب طلعة المشتري؛ وله رحلة منظومة إلى غير ذلك. توفي بعد رجوعه من أداء فريضة الحج بأزرو ذاهبا إلى بلده درعة. وما ذكره صاحب سلوة الأنفاس من كونه هو المدفون بفاس بالزاوية الناصرية وعليه درابزين سبق قلم، لأن ابن عمه محمد بن عبد السلام الناصري ذكر في رحلته الصغرى أنه دفن بأزرو.

حوادث

حوادث استيلاء الأتراك على وجدة ثم طردهم منها وفي هذه السنة بعث المولى سليمان جيشا إلى مدينة وجدة حيث كان استولى عليها الأتراك فردها إلى طاعته. قدوم الشيخ أحمد التجاني إلى فاس واستيطانه بها وفيها قدم الشيخ أحمد التجاني من الجزائر إلى فاس واستوطنها.

عام اثنى عشرة ومائتين وألف

عام اثنى عشرة ومائتين وألف محمد بن محمد العلوي وفيه توفي محمد-ضمّا-بن محمد-فتحا-العلوي الحسني. كان علامة مشاركا من أهل الدين والفضل. محمد الجيلالي السباعي وفيه توفي محمد بن أحمد بن المختار السباعي المعروف بالجيلالي الحسني. كان حافظا مشاركا يستحضر القاموس، شاعرا مجيدا، مفخرة من مفاخر المغرب، توفي بالمشرق. علي بن علي مدينة وفيه توفي الحاج علي بن الحاج علي مدينة التطواني، الفقيه المنجم الحيسوبي المطلع المشارك. توفي ببلده تطوان. أحمد بن محمد الجرفي وفيه توفي أحمد بن محمد الجرفي السوسي، الفقيه العلامة المشارك، ما زالت شهرته بسوس ذائعة إلى الآن. ترجمته في كتاب المعسول. حوادث إقامة صلاة الجمعة بجامع الديوان بفاس في يوم الجمعة سادس محرم أمر السلطان المولى سليمان بإقامة صلاة الجمعة بجامع الديوان بفاس. انتشار الطاعون بفاس وفيه حدث المرض المسمى بالطاعون بفاس، فكان الشخص يمشي على قدمه إلى أن يسقط ميتا. معاهدة صلح وهدنة بين المغرب وإسبانيا وفيها قدم على حضرة السلطان باشدور دولة الإسبان فعقد معه الصلح والهدنة على شروط، وهي ثمانية وثلاثون شرطا.

عام ثلاثة عشر ومائتين وألف

عام ثلاثة عشر ومائتين وألف محمد المنظري في ثامن وعشري محرم توفي محمد المنظري، من أولاد المنظري الموجودين بفاس، كان مجذوبا ساقط التكليف. محمد بن عبد الرحمان الشريف وفي أوائل جمادى الأولى توفي محمد بن عبد الرحمان الشريف. كان وليا صالحا خيرا دينا. محمد الطيب بن بومدين الفاسي وفي رجب توفي محمد الطيب بن بومدين بن أحمد الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده عام واحد وثمانين ومائة وألف. كان مشاركا خطيبا فصيحا تولى الخطبة بالقرويين مدة، ودفن بزاوية جده بالقلقليين. محمد بن محمد الهشتوكي وفي منسلخ رمضان توفي محمد-ضمّا-بن محمد-فتحا-بن أحمد بن عبد الله بن علي ابن محمد بن عبد الله الهشتوكي السوسي نزيل الصويرة، عن سن عالية، يذكر أنه ولد عام خمسة وسبعين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا. محمد بن عبد المجيد الفاسي وفي آخر شوال توفي محمد بن عبد المجيد بن الجيلالي بن أبي القاسم بن محمد بن الحافظ أحمد بن أبي المحاسن الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده عام ثمانين ومائة وألف. كان علامة مشاركا مدرسا. عبد القادر بن أبي جيدة الفاسي وفي منسلخ ذي القعدة توفي عبد القادر بن أبي جيدة بن أحمد بن محمد ابن الشيخ عبد القادر الفاسي الفهري، تقدمت وفاة والده عام ثمانية وثمانين ومائة وألف. ولد صاحب الترجمة عام أحد وستين ومائة وألف. كان له مقام كبير في علم التصوف ومذاكراته، وله في ذلك أتباع، ودفن بزاوية اتخذت له بالدور الجدد من حومة القلقليين، له تأليف في التصوف سماه ذوق البداية ولمحة الهداية. عبد الرحمان بن يوسف الفاسي وفي مهل ذي الحجة توفي عبد الرحمان بن يوسف بن أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي الفهري. ولد عام أربعة وخمسين ومائة وألف بفاس. كان مجتهدا في العبادة والسمت الحسن. حج وزار، وتمتع بتلك الديار، ودفن بروضتهم بالقباب.

عبد الواحد بن محمد الفاسي

عبد الواحد بن محمد الفاسي وفي الثاني منه توفي عبد الواحد بن محمد-فتحا-بن أحمد بن محمد-فتحا-بن الشيخ عبد القادر الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده عام تسعة وسبعين ومائة وألف. كان علامة مشاركا مطلعا، وهو أول خطيب خطب بجامع الرصيف لما تم بناؤه. له تاليف في الشرفاء الصقليين الحسينيين سماه غاية الأمنية وارتقاء الرتب العلية في ذكر الأنساب الصقلية ذات الأنوار البهية؛ ونظم في الشعبة القادرية سماه إغاثة اللهفان وسلوة الهموم والأحزان بالقادرين عظام الشان أولى الندي والفضل والإحسان، وقد طبع. وله فهرسة منظومة. وكان يقرض الشعر وله فيه الجيد، ودفن بزاوية جده بالقلقليين. عبد الله بن عبد الرحمان ابن الحاج السلمي وفي حادي عشر ذي الحجة توفي عبد الله بن عبد الرحمان ابن الحاج السلمي المرداسي، وهو أخ الشيخ أبي الفيض حمدون الآتي الوفاة عام اثنين وثلاثين ومائتين وألف. كان مشاركا نحويا مطلعا. دفن بالقباب. الهادي القادري وفي سادس عشر ذي الحجة توفي الهادي القادري، الفقيه الأجل الحيسوبي الخير الصالح. دفن بالقباب. الحبيب الحياني وفي ثامن عشر ذي الحجة توفي الحبيب الحياني. يشار إليه بالخير والصلاح. أبو القاسم بن حمّ الوزير الغساني وفي ذي الحجة المذكور توفي أبو القاسم بن حمّ بن عبد الوهاب الغساني الملقب بالوزير. من الأولياء المشهورين، له كرامات. أخذ عنه التصوف خلق كثير. دفن بالقباب وجعلت عليه قبة ظاهرة إلى الآن. وبموته انقرض أولاد الوزير الغسانيون من فاس. انظر إزالة الالتباس. العربي بن أحمد بنيس وبعد زوال يوم الثلاثاء آخر ذي الحجة توفي العربي بن أحمد بن محمد بنيس. كان علامة مشاركا مدرسا، وهو أخ الشيخ محمد الآتي الوفاة في العام بعد هذا. له شعر متوسط الجودة، ودفن بروضة داخل باب عجيسة. محمد السملالي وفيه توفي محمد السملالي، ممن يشار إليه بالخير والصلاح، ودفن بالقباب بروضة العراقيين. محمد بن عمر الفيجيجي وفي شهر ذي الحجة توفي محمد-فتحا-بن عمر بن عبد القادر الفيجيجي الإدريسي، يشار إليه بالصلاح. أخذ عن أبي القاسم الوزير المذكور في هذا العام ودفن معه داخل قبته ليس بينه وبين شيخه إلا قبران.

قدور الشرايبي

قدّور الشرايبي وفيه توفي عبد القادر المدعو قدور الشرايبي. يخبر بمغيبات. دفن بروضة قريبة من جامع الأندلس وجعلت عليه قبة، بناها عليه الخليفة المولى عبد السلام بن السلطان سيدي محمد بن عبد الله. الهادي بن زيان العراقي وفيما بين العشائين ليلة تاسع وعشري ذي الحجة توفي الهادي بن زيان العراقي الحسيني. تقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائة وألف. كان مشاركا مدرسا زاهدا إماما بجامع الأبارين بفاس مدة، ودفن بروضتهم بالقباب بمطرح الأجلة. محمد بن عبد الوهاب ابن عثمان وفيه توفي محمد بن عبد الوهاب ابن عثمان المكناسي. كان مشاركا أديبا كاتبا مقتدرا حسن السبك. ولي الوزارة زمن السلطان سيدي محمد بن عبد الله، ثم استعمله في السفارة فرحل إلى إسبانيا عام ثلاثة وتسعين ومائة وألف لفك الأسارى. له رحلة في ذلك سماها الإكسير في فكاك الأسير، ثم رحل ثانية إلى مالطة ونابولي عام 1190 وسمى رحلته إلى تلك الديار البدر السافر لهداية المسافر إلى فكاك الأسارى من يد العد الكافر، ثم رحلته الثالثة إلى الحج عام اثني عشر ومائتين وألف سماها: إحراز المعلّى والرقيب في حج بين الله الحرام وزيارة القدس الشريف والتبرك بقبر الحبيب. توفي بمراكش. محمد بن الحسن التغزيتي وفيه توفي محمد بن الحسن التغزيتي السملالي. له رسالة تكلم فيها على أخبار الأسرة العثمانية الأموية الطاطنية بكرسيف من سوس. ذكره في كتاب المعسول. الحسين بن محمد العلوي وفيه توفي الحسين بن السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي. له تأليف في ترجمة والده. نصرته قبيلة الرحمانية ثم استولى على مراكش، لكنه لم يتم له أمر. محمد بن عمر الأسغركيسيّ وفيه توفي محمد بن عمر بن أحمد الأسغركيسيّ الهشتوكي السوسي. تقدمت وفاة والده عام خمسة وتسعين ومائة وألف. مشارك له فهرسة. محمد بن زكرياء الولتي وفيه توفي محمد-فتحا-بن زكرياء الولتي السوسي، كان عالما صالحا متبتلا أخذ العلم بفاس بعد ما أخذه أولا عن الشيخ الحضيكي.

حوادث

حوادث الطاعون الكبير وفي آخر العام كان بالمغرب الطاعون الكبير الذي مات به عدد لا يحصى من الناس. معاهدة سلام بين المغرب وإسبانيا والبرتغال وفيه وقع اتفاق بين المملكة المغربية والدولة الاسبانية بأن وعدت كل واحدة الأخرى بملازمة الحياد التام فيما إذا قامت حرب بين أحد الطرفين ودولة ثالثة، وكذلك وقع مع دولة البرتغال. اشتداد أمر الطاعون بفاس ومن خطّ بعض الفضلاء ما نصه: "الحمد لله فشا الطاعون بالمغرب، وأول ما ظهر بقبيلة الأوداية حتى فني من شاء الله بمحلتهم النازلين بصواغة ونواحيها، ودخل القصبة وفاس الجديد في شهر جمادى الثانية عام ثلاثة عشر ومائتين وألف حتى تحيرت الناس وخلت الأحياء من كثرة الموتى وجعل الناس يرمون كشاط الموتى وحوائج لباسهم بين الطرق. ثم دخل فاس أواخر شعبان من العام المذكور حتى إذا زاد أمره واشتد بأول شوال صاروا يدفنون ما يزيد على ألف ميت كل يوم، وكسدت الصنائع والحرف وضاق المعاش إلى أن كان الناس الجل منهم يحمل الموتى ويحفر. ومازال الناس إلى تاريخه يذكرون ذلك، أنزل الله تعالى الرفق واللطف بجاه النبي عليه الصلاة والسلام، وقيّده في سابع محرم فاتح عام أربعة عشر ومائتين وألف". على ما فيه من القلب والعبارة الغير السليمة. وبعد ما انتهى بفاس ونواحيها صار يقع بمكناسة الزيتون ثم ببلاد مراكش إلى أن عمّ قطر المغرب كله وما انقطع حتى أواخر عام أربعة عشر ومائتين وألف". دخول المولى سليمان إلى مكناس وفي صفر عامه دخل المولى سليمان إلى مكناس من مراكش وترك نائبا عنه بمراكش أخاه مولاي الطيب.

عام أربعة عشر ومائتين وألف

عام أربعة عشر ومائتين وألف علي بن إدريس الحصيني الحسناوي في زوال يوم الأربعاء فاتح محرم، وقيل في آخر السنة قبلها، توفي علي بن إدريس بن عيسى الحصيني الحسناوي. كان علامة مشاركا مطلعا، تولى القضاء والإفتاء بفاس وغيرها، ودفن خارج باب الفتوح من جهة قبة الشيخ ابن حرزهم. محمد بن عبد المجيد ابن كيران وفي الثاني من محرم توفي محمد-فتحا-بن عبد المجيد ابن كيران أخو الشيخ الطيب الآتي الوفاة عام سبعة وعشرين ومائتين وألف. كان علامة متقنا شاعرا أديبا له نظم في الجمل حادى به لامية ابن المجراد السلاوي، وتقييد في أنواع البديع، وبسط المقبوض في مبادئ علم العروض، إلى غير ذلك من التقاييد والانظام. دفن بروضة العلماء بالقباب. محمد بن مسعود الطرنباطي وفي سادس محرم توفي محمد بن مسعود بن أحمد الطرنباطي الأموي العثماني نسبا الأندلسي، كان علامة مشاركا مدرسا ماهرا، له تآليف تدل على طول باعه في العلم، منها شرح على الألفية في مجلدين من أغرب الشروح، وله بلوغ المرام في شرف العلم وما يتعلق به من الأحكام، وشرح على توحيد الرسالة إلى غير ذلك. ودفن بالقباب أعلى مطرح الأجلّة. عبد الرحمان بنيس وفي يوم الأربعاء ثامن محرم توفي عبد الرحمان بنيس. كان عالما مشاركا خيرا دينا. دفن بالقباب خارج باب الفتوح. محمد بن الطاهر الحصيني وفي حادي عشر محرم توفي محمد بن الطاهر الحصيني، العلامة المشارك المطلع المدرس المعتني. الحسن بن التهامي ابن الحسني وفي ثاني عشر منه توفي الحسن بن التهامي ابن الحسني الرباطي الفقيه الأديب المشارك توفي ببلده. محمد ابن يحيى وفي رابع عشر محرم توفي محمد بن يحيى الولي الصالح المكاشف، دفن بالقباب. عبد القادر بن محمد التادلي وفي يوم الأحد التاسع عشر من المحرم توفي عبد القادر بن محمد التادلي الرباطي، الأستاذ المؤدب الخير الذاكر. توفي ببلده.

محمد ابن زاكور

محمد ابن زاكور وفي يوم الخميس متم محرم توفي محمد ابن زاكور، من رجال دولة مولانا سليمان، كان أمينا محسنا، ودفن خارج باب الفتوح. المكي بن أبي قاسم العمري وفي أواخر محرم المذكور توفي المكي بن أبي قاسم العمري المكناسي، تقدمت وفاة والده عام ثمانية وسبعين وألف. الفقيه العالم المشارك. محمد بن أحمد بنيس وفي أواسط صفر توفي محمد-فتحا-بن أحمد بن محمد بنيس. ولد عام ستين ومائة وألف، وحج عام ستة وتسعين ومائة وألف. كان علامة مشاركا مدرسا مستحضرا أخذ عنه عدة علماء أجلة. له تآليف، منها شرح همزية الإمام البوصيري متداول مشهور، وشرح فرائض مختصر خليل، وشرح منية الحساب لابن غازي إلى غير ذلك من التآليف. تقدمت وفاة أخيه في العام قبل هذا، ودفن بروضة داخل باب عجيسة تعرف بهم. محمد بن الحسن اليلصوتي وفي صفر توفي محمد بن الحسن بن ميمونة اليلصوتي الشفشاوني، العلامة المشارك قاضي ثغر العرائش، مات بالطاعون ودفن بها. هشام بن محمد العلوي وفي واحد وعشرين من صفر توفي السلطان المولى هشام بن السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي الحسني، بويع له عند وفاة أخيه المولى اليزيد بمراكش ونواحيها، وبعد ذلك تنازل لأخيه المولى سليمان، وهو جد سادتنا الملوك العلويين. مات بمراكش ودفن هناك. أحمد بن محمد الصقلي وفي صفر المذكور توفي أحمد بن محمد-فتحا-بن أحمد الصقلي الحسيني، العلامة الفرضي المشارك المطلع. كان فرضيا بفاس مدة إلى وفاته، وله شهرة في ذلك له أرجوزة في تقدير الفرض بفاس وحيدة في بابها"وله شرح عليها استودع فيه جميع ما للفقهاء في ذلك. دفن بروضة الشيخ الحسن الصنهاجي برحبة الزيت. بقى ذكره على صاحب السلوة. أحمد الهوريوي السوداني وفي يوم الجمعة سابع ربيع الأول توفي أحمد الهوريوي السوداني الشيخ العلامة المدرس المشارك المطلع. توفي ببلده. محمد بن علي الورزازي الصغير وفي يوم الجمعة السادس عشر من ربيع الأول توفي محمد بن علي الورزازي نزيل مدينة تطوان المعروف بالورزازي الصغير. كان علامة مشاركا مدرسا أخذ عنه عدة علماء. له فهرسة وله شرح قصيدة الشيخ محمد ابن ناصر في العبادات وفقت عليه، دفن بمدينة تطوان.

محمد بن محمد السكتاني

محمد بن محمد السّكتاني وفي يوم الأربعاء آخر ربيع الأول توفي محمد بن محمد السّكتاني ثم الهلالي، الفقيه الجليل، العالم النبيل، الصالح الناسك الناصح الأورع صاحب الهمة العالية، الحاج الأبر نزيل زاوية الصوابي من سوس، وهو من أشياخ الشيخ محمد بن أحمد بن يعقوب السملالي الآتي الوفاة عام أحد وعشرين ومائتين والف، ذكره في كتاب نزهة الجلاس. العربي البريبري وفي اليوم المذكور توفي بالوباء أيضا العربي البريبري السلاوي، العلامة المشارك، له تآليف، منها تقاييد نفيسة على شرح ابن حجر على الهمزية. توفي ببلده سلا. عبد الرحمان بن ناصر العبدي في يوم الاثنين ثاني عشر جمادى الثانية توفي عبد الرحمان بن ناصر العبدي قائد القواد على قبائل دكالة والشاوية وعبدة. محمد بن عبد السلام الفاسي وفي يوم الأربعاء ثاني عشر رجب توفي محمد بن عبد السلام بن محمد-فتحا-بن عبد السلام بن العربي بن الشيخ يوسف الفاسي الفهري، ولد عام ثلاثين ومائة وألف، الشيخ الأستاذ المقرئ المشارك العلامة المطلع آخر من أتقن القراءات علما وعملا حتى أصبح شيخ الجماعة فيه. له تآليف نفيسة، منها شرح على لامية الأفعال لابن مالك في مجلد ضخم؛ وشرح على الدالية لابن مبارك في علم القراءات سماه القطوف الدانية في شرح الدالية؛ وحاشية على شرح الجعبري لحرز الأماني؛ وحاشية على شرح ابن الحاجب؛ وطبقات المقرئين؛ وفهرسة أشياخه، ودفن بروضتهم بالقباب. محمد بن قاسم الفيلالي وفي ليلة الأربعاء سابع وعشري رمضان توفي بالوباء محمد بن قاسم بن محمد بن عبد الجليل الفيلالي السجلماسي نزيل أبي الجعد، الشيخ الشهير، والعلامة الكبير، المشارك المطلع النوازلي الأفضل، له شرح على العمل الفاسي مشهور، عن سنّ عالية ودفن خلف الشيخ المعطّى قريبا منه جدا بأبي الجعد، وهو من أشياخ المولى سليمان. عبد الرحمان التملي وفيه توفي عبد الرحمن التملي الحسيني السوسي. كان حريصا على العلم خيرا دينا.

محمد الحمدوشي الكتاني

محمد الحمدوشي الكتاني وفيه توفي محمد المدعو الحمدوشي بن محمد-فتحا-الكتاني الحسني. له كرامات وخوارق عادات. محمد بن عبد الله المكودي التازي وفيه أو الذي بعده توفي محمد بن عبد الله المكودي التازي، من أكبر تلاميذة الشيخ العربي الدرقاوي، له تآليف عديدة في التصوف، منها شرح على نظم أبي مدين، ورسالة في سلوك الطريق سماها الإرشاد والتبيان في ردّ ما أنكره الرؤساء من أهل تطوان. محمد بن قاسم اليعقوبي وفيه توفي محمد بن قاسم اليعقوبي السوسي العلامة المشارك المطلع المدرس، ترجمته في كتاب المعسول. الطاهر بن إبراهيم الحسني وفيه توفي الطاهر بن إبراهيم الحسني الأسفي. كان علامة مشاركا مفتيا ميقاتيا منجما. توفي ببلده. أحمد بن محمد الفاسي وفيه توفي أحمد بن محمد-فتحا-بن أحمد بن محمد-فتحا-الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده عام تسعة وسبعين ومائة وألف. كان علامة مشاركا. له رحلة إلى الحج في مجلد ألفها عام اثني عشر ومائتين وألف، وكانت ولادته عام خمسة وستين ومائة وألف. محمد بن محمد الجنوي وفيه توفي محمد بن محمد الجنوي الحسني، تقدمت وفاة والده عام مائتين وألف. علامة مشارك دفن بمدينة تطوان. عبد القادر المنون وفيه توفي عبد القادر المنون أحد علماء مدينة تطوان. محمد بن الهاشمي المنون وفيه توفي محمد بن الهاشمي المنون التطواني الأديب الشاعر المجيد ودفن بها. عبد الله بن علي شطير وفيه توفي عبد الله بن علي شطير التطواني. كان علامة مشاركا أديبا مطلعا. ولد عام أحد وثمانين ومائة وألف. له مجموع يسميه ديوان جمع فيه بعض الفوائد التاريخية وغير ذلك وقسمه إلى أربعة أقسام وخاتمه مات دون إتمامه وقد سماه أخيرا نضار الأصيل على بساط الخليل، يقع في مجلد، وقفت عليه بخزانة الأخ محمد داود. وقد تقدمت وفاة والده عام أحد وتسعين ومائة وألف.

علي بن الطيب المقرف

علي بن الطيب المقرف وفي أحد شهور هذا العام توفي علي بن الطيب المقرف الأندلسي تم العباسي، الفقيه العلامة المشارك المدرس الفهامة من أهل فاس، كان كاتبا مع المولى سليمان. الطيب وعبد الرحمان والحسين إخوة السلطان المولى سليمان وفيه توفي بالوباء إخوة السلطان المولى سليمان بن سيدي محمد بن عبد الله: المولى الطيب والمولى عبد الرحمان والمولى الحسين. وقد تقدمت وفاة المولى هشام في هذه السنة أيضا. إدريس بن الغازي السكيري وفيه توفي إدريس بن الغازي السكيري (السجيري)، من أكبر قواد قبيلة بني حسن. كان مقداما شجاعا عاقلا، توفي مطعونا في الطريق على مرحلة من مدينة سلا ونقل إليها ودفن بها. توفي في تاسع وعشري رجب من هذا العام. محمد بن أحمد التنكي وفيه توفي محمد بن أحمد التنكي السوسي. علامة مشارك مدرس من تلامذة الشيخ الحضيكي. إبراهيم بن محمد الطريفي وفيه توفي إبراهيم بن محمد الطريفي السوسي. كان عالما مشاركا أديبا بارعا أخذ العلم بفاس، وهو من تلامذة الشيخ الحضيكي. علي بن إبراهيم الأدوزي وفيه توفي علي بن إبراهيم الأدوزي السملالي. كان عالما مشاركا مدرسا من أكبر تلامذة الشيخ الحضيكي. أحمد بن إبراهيم السوسي وفيه توفي أحمد بن إبراهيم السوسي، عالم مدرس من تلامذة الشيخ الحضيكي. عبد الله بن محمد الكرسيفي وفيه توفي عبد الله بن محمد بن عبد الله الكرسيفي السوسي، العلامة الكبير، الصوفي الشهير، الولي الصالح العامل بعلمه. عبد الله بن أحمد الهلالي وفيه توفي عبد الله بن أحمد الهلالي السوسي، العالم العلامة المشارك المدرس.

محمد بن المهدي الفيلالي

محمد بن المهدي الفيلالي وفيه توفي محمد بن المهدي الفيلالي، توفي بمدينة زرهون، الفقيه العلامة. كان قاضيا بزاوية زرهون وخطيبا بجامعها الأعظم. هاشم بن زيان العراقي وفيها توفي هاشم بن زيان العراقي الحسيني. تقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائة وألف، له تأليف في شعيتهم المباركة. ثم تحقق عندي أنه توفي عام أربعة عشر ومائتين وألف، دفن بالقباب. بقى ذكره على صاحب السلوة، علامة منطقى بياني مشارك.

عام خمسة عشر ومائتين وألف

عام خمسة عشر ومائتين وألف عمر بن محمد العروسي في رجب توفي عمر بن الحاج محمد العروسي الهلالي المصباحي الدكالي، عالم مشارك أديب متفنن، تولى قضاء الرباط وبها توفي. أبو بكر بن التاودي ابن سودة وفي ضحوة يوم الأحد منسلخ شوال توفي أبو بكر بن الشيخ التاودي ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام تسعة ومائتين وألف. علامة مشارك مطلع تولى الخطبة بجامع الشرابليين والمدرسة المتوكلية، ودفن بزاوية والده بزقاق البغل. عبد الرحمان بن محمد البرنوصي وفيه توفي عبد الرحمان بن محمد بن حميدة البرنوصي الرحماني من أكابر تلامذة الشيخ العربي الدرقاوي. مات بقبيلة الرحامنة وجعلت عليه قبة شهيرة، له سلسلة المشاييخ. الطاهر بن عبد الحق فنيش في خامس محرم توفي الطاهر بن عبد الحق (¬5) فنيش السلاوي. تقدمت وفاة والده عام ثمانين ومائة وألف، من أكبر رجال المشور السعيد في زمن السلطان سيدي محمد بن عبد الله، كان عنده من السفراء، أرسله إلى عدة دول فقام بذلك أحسن قيام. توفي ببلده سلا. الطاهر ابن عثمان وفي يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الأول توفي الطاهر بن عثمان السلاوي العلامة الخطيب، توفي بعد ما خطب بالناس وصلى بهم في يوم الجمعة من غير مرض، ودفن ببلده. حوادث ثورة قبيلة أيت أُمالُو وفيه ثار على السلطان المولى سليمان قبيلة أيت أمالو ولم يقبلوا المولّى عليهم، ثم رجعوا وتابوا بعد ذلك. ¬

(¬5) في الأصل: الطاهر بن عبد الخالق، وقد تقدم تصحيح ذلك في ترجمة عبد الحق والد الطاهر.

عام ستة عشر ومائتين وألف

عام ستة عشر ومائتين وألف أحمد الأمين الرقّاد فيه توفي أحمد الأمين بن أحمد (¬6) الرقاد. كان أوحد أهل زمانه علما وأدبا وفضلا وصلاحا، يشار إليه بالخير. عام سبعة عشر ومائتين وألف عبد المجيد المرابط التّيدسي وفي يوم الأربعاء الموفى عشرين من ذي الحجة الحرام توفي عبد المجيد المرابط السوسي، العلامة القدوة، شيخ زاوية تيدسى بسوس كذا وجدت مقيدا. حوادث خروج المحلة لجمع جبابة الريف فيه وجه السلطان المولى سليمان المحلة للريف مع أخيه المولى قدور لجمع جباية ثلاثة أعوام تخلدت في ذمتهم. ¬

(¬6) لعل الصواب ما في تذكرة المحسنين من أنه الأمين بن عمر بن أحمد.

عام ثمانية عشر ومائتين وألف

عام ثمانية عشر ومائتين وألف محمد بن أحمد الغربي فيه توفي محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز الغربي الدكالي ثم الرباطي. كان علامة مشاركا مطلعا، تولى القضاء بالرباط ودكالة مدة. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وسبعين ومائة وألف. توفي ليلة الأربعاء متم ربيع الأول عامه، ودفن يومه قبل صلاة الظهر. محمد بن معروف ابن بوشنافة وفيه توفي محمد بن معروف ابن بوشنافة أحد تلامذه الشيخ العربي الدرقاوي، له برنامج حافل في الأشياخ. علي حرازم بن العربي برادة وفي حدود هذا العام توفي الحاج علي المدعو حرازم بن العربي برادة بالمدينة المنورة، أحد أفراد الطريقة التجانية المشار إليه بالخصوصية، وهو مؤلف كتاب جواهر المعاني في فيض الشيخ أحمد التجاني، الكتاب الشهير عند كل من ينتمي إلى الطريقة التجانية. عبد السلام بن أبي يعزى حركات وفيه توفي عبد السلام بن أبي يعزى حركات السلوي. أحد العلماء المحصلين، والفقهاء المدققين، يدرس التفسير والحديث. تولّى قضاء مدينة مكناس ومدنية الصويرة، وكان مفتي العدوتين. أخذ العلم بفاس، وعلم التصوف عن الشيخ أحمد الصقلي دفين فاس، وكان ينشر طريقته بمدنية سلا. له تآليف، منها شرح على التحفة؛ وشرح منظومة ابن الأبار في طرق الجامعة؛ وله رسالة مفيدة في البدع والمحدثات إلى غير من التآليف الممتعة التي هي أكثر من عشرين تأليفا. توفي ببلده سلا. حوادث زلزال بفاس وفي تاسع وعشري شعبان بعد صلاة المغرب وقعت بفاس هزة أرضية عنيفة ولم يقع سقوط في الأماكن. كذا وجدت مقيدا.

عام تسعة عشر ومائتين وألف

عام تسعة عشر ومائتين وألف عبد القادر بن أحمد ابن شقرون في زوال يوم الخميس حادي عشر شعبان توفي عبد القادر بن أحمد بن العربي بن التاودي ابن شقرون، من أولاد ابن شقرون المعروفين بفاس. كان مشاركا أديبا نحويا محدّثا غواصا على درر المعاني. ولي خطة القضاء بفاس، له شرح على العشرة الثانية من الأربعين النووية، ودفن بقبة المولى إدريس الأزهر بفاس بأمر من السلطان المولى سليمان لكونه من أشياخه، وحضر جناته. كان يقول الشعر وينتحله، ودفن صبيحة يوم الجمعة مجاورا لقبة السيد محمد ابن الفضيل الإدريسي، وصلى عليه الشيخ الطيب بن كيران، وحضر جنازته الخاص والعام، وبأمر من مولانا سليمان دفن هناك قبالة الداخل من موضع جلوس المقدم. هدّي بن محمد العلوي وفي يوم الخميس سادس وعشري ذي الحجة توفي المهدي المدعو الشيخ سيدي هدّي بن محمد بن الزين بن العابد بن هاشم العلوي الحسني. ولد بأرفود، وكانت ولادته عام ستين ومائة وألف، له أحوال، وتذكر له كرامات، وهو مؤسس الطريقة الهدّاوية بالمغرب التي لها أتباع إلى الآن. لهم اعتقاد غريب، وسلوك عجيب، لا يتزوجون، وليس لهم مأوى خاص إلى غير ذلك. وبعد موته بقبيلة بني عروس من جبل العلم قرب ضريح المولى عبد السلام بن مشيش جعلت عليه قبة وصار يزار إلى الآن. أحمد بن محمد الجيشتيمي وفيه توفي أحمد بن محمد-فتحا-الجيشتيمي السوسي. كان عالما مشاركا مدرسا، من تلامذة الشيخ الحضيكي.

عام عشرين ومائتين وألف

عام عشرين ومائتين وألف محمد بن الطاهر الهواري في صبيحة يوم السبت عشري محرم توفي محمد-فتحا-بن الطاهر الهواري. كان علامة مشاركا فهامة محققا مدققا، ولي قضاء فاس مدة، له شعر متوسط الجودة، وتآليف عديدة مفيدة، منها حاشية على شرح قدورة على المنطق سماها اليواقيت المنثورة؛ وأرجوزة في علم الكلام؛ وأرجوزة في فن المنطق؛ وأرجوزة في أنواع الجناس سماها كعبة الجلاس؛ وأرجوزة فيما انفرد به ابن عاصم في التحفة من الصور الفقهية على مختصر خليل بحيث لا يوجد فيه لا منطوق ولا مفهوم. دفن بروضة الشيخ أنوار بحومة سيدي العواد، وهو من أشياخ المولى سليمان وقد انقطع عقبه. محمد بن الهاشمي محراث الغماري وفي ظهر يوم الجمعة ثامن عشر رمضان توفي محمد بن الهاشمي محراث الغماري التطواني. كان علامة مشاركا محققا صوفيا توفي بها. أحمد بن العربي الزروالي عبد الرحمان بن العربي الزروالي وفي أواخر هذه العشرة توفي الأخوان أحمد وعبد الرحمان من أولاد العربي الزروالي. محمد بن أحمد الزروالي وفيه توفي محمد-فتحا-بن أحمد الزروالي. وكلهم من تلامذة الشيخ العربي الدرقاوي الحسني، وممن ظهر عليهم أثر الخير والصلاح والرشاد. الطاهر بن علي منجلو وفيه توفي الطاهر بن علي منجلو الرباطي، له رحلات بأمر من السلطان سيدي محمد بن عبد الله، وقد أدى فريضة الحج وتوفي بالرباط. العربي بن عبد السلام الفيلالي وفي هذه العشرة توفي العربي بن عبد السلام الفيلالي. كان حيا عام اثنين ومائتين وألف. له الدرة المكنونة الغالية في وصف أهل الدولة العلوية العالية. علي بن صانبة البخاري وفيها أو قريب منها علي بن صانبة البخاري المكناسي. كان أستاذا محققا علامة أديبا. توفي ببلده. عبد الكريم بن عبد المالك الخيراني وفيها توفي عبد الكريم بن عبد المالك الخيراني الورديغي، الفقيه العالم الأديب. تولي القضاء بمدينة شفشاون ونواحيها.

محمد بن عبد السلام العلمي

محمد بن عبد السلام العلمي وفيها توفي محمد بن عبد السلام بن علي العلمي الحسني. تقدمت وفاة أخيه عام خمسة وثمانين ومائة وألف. الفقيه العلامة المفتي المدرس الخطيب القاضي بمدينة شفشاون. محمد بن الحسن ابن ميمونة وفيها توفي محمد بن الحسن بن ميمونة الخمسي، العلامة المفتي النوازلي، تولى القضاء ببلده مدة. محمد بن أحمد ابن القاضي وفيها توفي محمد بن أحمد بن القاضي التلمساني الرباطي. تقدمت ترجمة والده عام تسعين ومائة وألف، العلامة المشارك الموقت المفتي النوازلي، تولى القضاء وتوفي ببلده. عبد الله بن عبد السلام بناني وفيها أو قريب منها توفي عبد الله بن عبد السلام بناني الرباطي، العلامة المفتي النوازلي المشارك. تولى القضاء وتوفي بالرباط. محمد بن الطاهر المير وفيه توفي محمد بن الطاهر المير التلمساني أصلا السلاوي على التحقيق. فقد كنت ذكرت وفاته عام أربعة عشر ومائتين وألف تبعا لصاحب كتاب الاستقصا، وبعد مدة وجدت أن الشيخ دينية في تاريخه ذكر وفاته في هذه السنة وأقام حججا على ذلك معترضا على صاحب الاستقصا. كان علامة مشاركا أخذ العلم بفاس، وكانت له رحلة إلى الحج. توفي بمدينة سلا. محمد بن إبراهيم فرج وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي محمد بن إبراهيم فرج الرباطي العلامة المفتي الجليل نقل بعض فتاويه الشيخ المهدي الوزاني في نوازله الصغرى فانظر ذلك. سعيد الشلييح الجزولي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي سعيد الشلييح الجزولي، العلامة المشارك الكاتب المقتدر. كان أحد الكتاب أيام سيدي محمد بن عبد الله. لعله توفي بمراكش. حوادث مبايعة أهل تلمسان للسلطان المولى سليمان وفيه ظهر لأهل تلمسان مبايعة السلطان المولى سليمان لما وقع بهم من ظلم الباي الذي كان مستوليا عليهم، فأرسلوا وفدا إلى السلطان بواسطة الشيخ العربي الدرقاوي معه بيعتهم، فلما رأى ذلك المولى سليمان أرسل من أصلح بينهم وبين الباي المذكور.

عام أحد وعشرين ومائتين وألف

عام أحد وعشرين ومائتين وألف قاسم بن محمد القادري فيه توفي قاسم بن محمد بن الطاهر القادري، يشار إليه بالخير والذكر والعبادة، مع المشاركة العلمية. كانت ولادته عام ثمانية وسبعين ومائة وألف. محمد بن أحمد الأدوزي وفيه توفي محمد بن أحمد بن يعقوب السملالي الأدوزي السوسي. كان علامة مشاركا. له شرح على المرشد؛ ونزهة الجلاس في ترجمة أبي يحلاس أحد الثوار بسوس، تقدم ذكره عام سبعة ومائتين وألف. توفي ببلده سملالة. المختار بن المعطى الشرقاوي وفي أواسط محرم توفي المختار بن المعطى بن الصالح الشرقاوي العمري. تقدمت وفاة والده عام ثمانين ومائة وألف. كان خيرا دينا صالحا بنيت عليه قبة بزاوية أبي الجعد. عام اثنين وعشرين ومائتين وألف أحمد بن العربي المباركي في ليلة الخميس ثامن وعشري حجة توفي أحمد بن العربي بن عبد السلام المباركي الزعري. ولد عام ثلاثة وخمسين ومائة وألف. كان علامة مشاركا، تولى الإمام والخطبة بجامع القرويين مدة. له اليد الطولى في التدريس، درس التفسير والحديث، ودفن بداره في مقابلة محراب ضريح المولى إدريس بن إدريس بفاس، ذكره الشيخ ابن عجبة في فهرسته وذكر أنه جلس في حلقة التفسير له ووصفه بالزهد والورع.

عام ثلاثة وعشرين ومائتين وألف

عام ثلاثة وعشرين ومائتين وألف المعطي بن الطيب مرينو في يوم الجمعة سابع وعشري شوال توفي المعطي بن الطيب مرينو الرباطي، العلامة المشارك المعدل المنجم، له اطلاع كبير في علم الهيئة والحساب، وله تآليف، منها كنز الأسرار وارشاد الحائر في عمل الرخامة، وكتاب في أبعاد النيرات ورصدها، إلى غير ذلك من التآليف في هذه العلوم. توفي ببلده الرباط. عمر بن محمد ابن داود وفيه توفي عمر بن محمد من ذرية الشيخ علي ابن داود، وعلى يده فتح الله على الوزير ابن إدريس الآتي الوفاة عام أربعة وستين ومائتين وألف. من الروض الطيب العرف. حوادث تأديب قبيلة أيت أمالو وفيه وجه السلطان المولى سليمان العساكر إلى قبيلة أيت أمالو لكونهم خرجوا عن الطاعة. تفقد السلطان للثغور البحرية وفيه خرج السلطان المذكور إلى السواحل ليتفقد الثغور البحرية وآلة الحرب بها وما يصلح منها وما لا يصلح. عزل عامل مكناس وفيه عزل عامله على مكناسة الزيتون لكونه أخل ببعض الواجب المخزني.

عام أربعة وعشرين ومائتين وألف

عام أربعة وعشرين ومائتين وألف أحمد بن علي العلوي في ثالث ربيع الأول توفي أحمد بن علي بن أحمد العلوي الحسني. كان علامة مشاركا، ولي القضاء بمكناسة الزيتون مدة، وبها توفي. محمد بن العربي الزعري وفي يوم الجمعة رابع وعشري رمضان توفي محمد بن العربي الزعري السلاوي، كان علامة مشاركا مطلعا. أحمد بن محمد ابن عجيبة وفي إسفار يوم الأربعاء سابع شوال توفي أحمد بن محمد بن المهدي ابن عجيبة الأنجري. كان علامة مشاركا مطلعا حجة موفيا عاملا بعلمه، شيخا متبركا به، له تفسير القرآن في أربعة أسفار ضخام ألفه بطلب من الشيخ البوزيدي عن إذن الشيخ العربي الدرقاوي؛ وحاشية على الجامع الصغير للإمام السيوطي؛ وشرح على بردة الإمام البوصيري؛ وشرح على الهمزية؛ وشرح على الحصن الحصين؛ وتاليف في الأذكار؛ وطبقات المالكية في جزئين سماها أزهار البستان في طبقات الأعيان؛ وشرح على الأجرومية بطريق الإشارة الصوفية؛ وفهرسة، وشرح على الوظيفة الزروقية؛ وشرح على الحزب الكبير للإمام الشاذلي؛ وشرح على المنفرجة؛ وشرح على الحكم. إلى غير ذلك. دفن بقبيلة أنجرة قرب مدينة تطوان. ولد سنة ستين ومائة وألف. وتقدمت وفاة والده عام ستة وتسعين ومائة وألف. محمد الهاشمي ابن عجيبة وفي ثاني وعشري شوال توفي أخوه محمد الهاشمي ابن عجيبة، وكلاهما من أكبر تلامذة الشيخ العربي الدرقاوي. عبد الرحمان بن أحمد الشنجيطي وفي ثالث وعشري شوال توفي عبد الرحمان بن أحمد الشنجيطي منشئا، الصديقي نسبا، نزيل فاس، من أشياخ الشيخ عبد القادر الكوهن الآتي الوفاة عام أربعة وخمسين ومائتين وألف. ذكره في فهرسته وأنه أخذ عنه حديث الأولية. محمد المختار بن عمر التاشفيني وفي ذي القعدة توفي محمد المختار بن عمر بن علي بن مسعود التاشفيني، عالم مشارك خير دين، من أهل الخير والصلاح. كان إمام مسجد زقاق الماء، من أكبر تلامذة الشيخ التاودي ابن سودة. محمد ابن العسري وفيه توفي محمد بن العسري التجاني طريقة. من أشهر أفراد الطريقة التجانية. له روض العجب الفاني في مناقب الشريف التجاني، ذكر فيه مناقب شيخة أحمد التجاني الآتي الوفاة عام ثلاثين ومائتين وألف، وهو متداول عندهم.

عام خمسة وعشرين ومائتين وألف

عام خمسة وعشرين ومائتين وألف علي بن سعيد الهلالي وفيه توفي علي بن سعيد الهلالي السوسي، العالم الولي الصالح له ذكر حسن، وهو من تلامذة الشيخ الحضيكي. حوادث خروج السلطان المولى سليمان إلى قبائل الريف فيه خرج السلطان المولى سليمان لقبائل الريف فأوقع بهم لأنهم خرجوا عن الطاعة.

عام ستة وعشرين ومائتين وألف

عام ستة وعشرين ومائتين وألف علي بن أحمد الوزاني في يوم الثلاثاء متم ربيع الأول توفي عليّ بن أحمد بن الشيخ الطيب الوزاني الحسني. تقدمت وفاة والده عام ستة وتسعين ومائة وألف. كانت له الرياسة على زواياهم في الطريقة الوزانية بالمغرب، وهو الذي مكّن الشيخ الرهوني من خزانتهم حتى كتب حاشيته الشهيرة على الزرقاني، وألف الشيخ الرهوني المذكور تاليفا في مناقبه. دفن بمقبرتهم بوزان. محمد المختار بن أحمد الكنتي وفي يوم الأربعاء خامس جمادى الأولى توفي محمد المختار بن أحمد الكنتي صاحب الطريقة المشهورة عن سن عالية تقرب من التسعين سنة. كان شيخا إماما جليلا مؤلفا شهيرا، له اليد الطولى في جل العلوم، وله تآليف عديدة في فنون مختلفة، وترجمته واسعة. عبد القادر بن علي الوزاني وفي عشري شعبان توفي عبد القادر بن علي بن أحمد الوزاني الحسني ولد المتقدم في هذا العام. كان خيرا دينا صالحا، توفي في سن الثلاثين ببلده ودفن مع أبيه وأسلافه. أحمد بن أحمد الحكمي وفي يوم الثلاثاء تاسع عشر رمضان توفي أحمد بن أحمد الحكمي. أصله من بني حكم قبيلة قريبة من زمور. كان مشاركا في علم المعقول والمنقول والأدب شاعرا مجيدا مطلعا. تولى القضاء بمدينة الرباط نحوا من خمسة أعوام زمن السلطان المولى سليمان ثم عزل، وكان له ولوع بعلم الطرب. توفي بالرباط وكان قاضيا به عام أربعة عشر ومائتين وألف.

حوادث

حوادث وقعة أزرو على السلطان المولى سليمان وفيه وقعت هزيمة على السلطان المولى سليمان بقبائل كروان حتى انفلت بنفسه، وتعرف بين الناس بوقعة أزرو. كتاب من الشيخ ابن عبد الوهاب إلى المولى سليمان وفيه ورد على السلطان المولى سليمان كتاب من عند الشيخ ابن عبد الوهاب الذي ظهر بجزيرة العرب يعرض فيه مذهبه ويستفتي علماء المغرب. اغتنم السلطان هذه المناسبة وأرسل ولده المولى إبراهيم مع جماعة من أهل المغرب لأجل أداء فريضة الحج وأرسل معه الجواب عن الرسالة وأظهر ميله إلى هذا المذهب الوهابي. طلب تونس من المغرب الإمداد بالميرة وفيه بعث صاحب تونس إلى السلطان المولى سليمان يطلب منه الأقوات من المغرب والإمداد بالميرة لحدوث المسغبة في إيالته، فأكرم السفارة وقضى حوائجها.

عام سبعة وعشرين ومائتين وألف

عام سبعة وعشرين ومائتين وألف الطيب بن عبد المجيد ابن كيران في سابع عشر محرم توفي محمد الطيب بن عبد المجيد ابن كيران. كانت ولادته عام اثنين وسبعين ومائة وألف. الشيخ العلامة المشارك المطلع الحافظ، له اطلاع واسع ومعرفة جيدة وإتقان وقلم سيال وفهم غزير وإدراك ثاقب. تخرج عليه عدة من العلماء، وألف تآليف عديدة مفيدة أخذت من الشهرة بمكان لتحقيقها وحسن أسلوبها، منها التفسير من سورة النساء"شهد الله أنه لا إله إلاّ هو والملائكة"الآية إلى سورة غافر: "إِنَّماهذِهِ اَلْحَياةُ اَلدُّنْيامَتاعٌ" الآية. واخترمته المنية؛ تفسير الفاتحة؛ ومنها شرحه على الحكم العطائيّة، ألّفه بأمر من السلطان سيدي محمد بن عبد الله؛ ومنها شرح ألفية العراقي في السيرة؛ ومنها شرح الخريدة للشيخ حمدون ابن الحاج في المنطق؛ ومنها شرح توحيد ابن عاشر بإشارة من المولى سليمان؛ ومنها شرحه لتوحيد الرسالة لم يتم، ومنها شرحه للعشرة الأخيرة من الأربعين حديثا للإمام النووي؛ ومنها حاشية على محاذي الألفية لابن هشام لم يؤلف مثله في كتب النحو لم يتم أوصلها إلي الإعراب؛ ومنها تقييد في الاستعارة وأقسامها نثرا؛ وآخر نظما؛ ومنها تقييد على قول صاحب التلخيص: فإن وإذا للشرط في الاستقلال؛ ومنها تقييد في حقائق تحتاج إلى معرفة الفرق بينها لاشتباه بعضها ببعض، وهي النكرة واسم الجنس والمعرّف بلام الحقيقة ولام العهد الذهني ولام الاستعراق ولام العهد الخارجي؛ ومنها تقييد على قول الغزالي ليس في الإمكان أبدع مما كان؛ ومنها شرحه لكتابي العلم والايمان من الإحياء للإمام الغزالي؛ ومنها تقييد على قول التلخيص: الجامع الخيالي؛ ومنها شرح على الصلاة المشيشية، اختصره من شرح ابن زكري؛ ومنها تقييد على جواز حذف كلمة قال بين رجال سند الحديث لفظا كما تحدف اختصارا؛ ومنها تقييد في حقيقة الهمزة المسهلة وحقيقة التسهيل؛ ومنها تآليف سماه عقد نفائس الآلي في تحريك الهمم العوالي؛ ومنها تقييد تزاور أهل الجنة وتحسرهم؛ ومنها تقييد في قول النبي لا يدخل الجنة ولد زنى ولا ولد ولده؛ ومنها تقييد في الرد على الوهابي القائم في ناحية الشرق؛ ومنها تقييد في حكم السترة نظما ونثرا؛ تقييد في توجيه رفع اسم الجلالة ونصب العلماء في قراءة من قرأ قوله تعالى (إِنَّمايَخْشَى اَللهَ مِنْ عِبادِهِ اَلْعُلَماءُ)، ومنها شرحه لرسالة مولانا سليمان في الكسب؛ ومنها شرحه نصيحة الشيخ أحمد الهلالي؛ ومنها أرجوزة في الشرفاء القادرين، إلى غير ذلك من التآليف والتقاليد. دفن بروضة العلماء بالقباب قرب ضريح الشيخ الوزير الغساني، وهو من أشياخ المولى سليمان رحمه الله.

الطيب بن صالح الغماري

الطيب بن صالح الغماري وفي أواخر محرم توفي الطيب بن صالح الغماري، العالم العلامة. رأيته محلّى بلفظ: "مفتي زمانه وأديب أوانه"، لأنه كان يقول الشعر بكثرة على جودته، ومنه قوله: تنشّق عبير المسك مع أرج النّدّ … *لتجري جمان الدمع عن صفحة الخدّ محمد بن منصور المالكي الداودي وفي يوم الأربعاء الموفي عشوين من صفر توفي محمد بن منصور المالكي الداودي، الولي الصالح الزاهد الناسك. المعطي ابن إبراهيم وفي عشري شعبان توفي المعطي بن إبراهيم. كان مشاركا مطلعا، رأيته مذكورا. عبد الرحمان بن سعيد ابن طريفة وفيه توفي عبد الرحمان بن سعيد بن طريفة التطواني. كان علامة مشاركا. له شرح على الألفية؛ وشرح على شواهدها؛ وشرح على الحزب الكبير لأبي الحسن الشاذلي؛ وشرح على البردة للإمام البوصيري في مجلد، إلى غير ذلك. توفي بتطوان ببلده. قدور صفيرة وفيه توفي قدور صفيرة قائد فاس. كان له شهرة وإقدام. توفي على القيادة. عبد الملك بن إدريس العلوي وفي رابع عشر ذي الحجة الحرام توفي عبد الملك بن إدريس بن المولى المنتصر العلوي الحسني تقدمت وفاة والده عام أربعة وثمانين ومائة وألف. كانت له مصاهرة مع السلطان سيدي محمد ابن عبد الله، وكان خليفة له بفاس. انظر كتابنا قضاة فاس في ترجمة الشيخ التاودي ابن سودة. توفي بمراكش ودفن بضريح الشيخ الجزولي، وكان متزوجا بالسيدة صفية بنت سيدي محمد بن عبد الله أخت مولانا سليمان. الزكي بن المهدي السليماني وفيه توفي الزكي بن المهدي ابن القاضي عرف بالسليماني. كان يعد من فقهاء الرباط. أحمد بن المهدي العيساوي وفي يوم الأحد حادي وعشري ربيع الثاني توفي أحمد بن المهدي العيساوي الرباطي، من أولاد الشيخ ابن عيسى دفين مكناس. كان عالما مشاركا. دفن بالرباط، كذا في الاغتباط.

عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف

عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف العربي بن عبد السليماني في يوم السبت ثامن جمادى الأولى توفي العربي بن عبد السليماني الحسني، العلامة المشارك المدرس. إدريس بن زيان العراقي وفي ضحوة يوم الجمعة رابع عشر رمضان توفى إدريس بن الشيخ زيان العراقي الحسيني. تقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائة وألف، وأخيه عام ثلاثة عشر ومائتين وألف. كان علامة مشاركا متقنا له فهم ثاقب كثير التدريس والإفادة. دفن بروضتهم بالقباب. يحيى بن المهدي الشفشاوني وفي عاشر حجة توفي يحيى بن المهدي بن محمد الطالب بن محمد العربي الشفشاوني الحسني. كان علامة مشاركا مطلعا، تولّى الخطابة والإمامة بمسجد المولى إدريس بن إدريس بفاس مدة، ثم تخلى عنها اختيارا، ودفن داخل قبته بأمر من السلطان المولى سليمان، وقيل في السنة بعدها. قال في حقه في مسودة كتاب الروض الطيب العرف ما نصه: "أبو زكرياء يحيى بن المهدي الشفشاوني، من الأئمة الأعلام. كان علامة متبحرا في الفقه والحديث والفرئض والحساب وغير ذلك. كانت ولادته عام ثلاثة وخمسين ومائة وألف. أخذ عن الشيخ محمد بن قاسم جسوس والشيخ أبي حفص الفاسي والشيخ التاودي ابن سودة، واعتمد في الحساب والفرائض الشيخ أبا العباس الشرايبي، وولى الإمامة والخطابة بمسجد الشرفاء حيث ضريح أبي العلاء إدريس بن إدريس نحوا من ثلاثين سنة، ثم تخلّى عن ذلك اختيارا سنة أربع وعشرين ومائتين وألف. وانعزل عن الخلق، وأقبل على ما يرضي الحق، والتهجد وملازمة الأذكار، ووصل عبادة الليل بعبادة النهار. وكان السلطان سيدي محمد بن عبد الله يحبه ويلتمس منه الدعاء الصالح ويقدمه في الأمور الدينية على غيره من الشرفاء والفقهاء، واقتفى أثره ولده المولى سليمان في إكرامه وتبجيله وتعظيمه واحترامه. زاره مرة بداره بدرب الطويل فكانت مفاجأة غريبة لأبنائه يذكر خبرها جيلا بعد جيل، ودفن بضريح المولى إدريس بأمر مولوي". وذكر وفاته عام تسعة وعشرين ومائتين وألف.

عبد السلام بن الخياط القادري

عبد السلام بن الخياط القادري وفيه توفي عبد السلام بن محمد بن عبد الله بن الخياط القادري الحسني، العلامة المشارك المطلع الباحث. له التحفة القادرية في مناقب أهل وزان، في ثلاثة أسفار؛ وله تأليف في الدولة العلوية في عدة كراريس. إلى غير ذلك من التآليف. دفن بزاويتهم برأس الجنان. كانت ولادته في ربيع الأول عام اثنين وخمسين ومائة وألف، كما أخبر بذلك عن نفسه في التحفة المذكورة. ومن العجب أنه أكثر في سلوة الأنفاس من النقل عن التحفة ولكنه لم يترجم له لأنه أكثر في تآليفه من المبالغة في بعض العائلات بفاس وخصوصا في أنسابهم وعدم الاعتراف بصلاحهم ودينهم، وما كان ينبغي له ذلك، والأمر لله. عبد السلام بن محمد العلوي الضرير وفيه توفي عبد السلام الضرير ابن السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي. كان علامة مشاركا، له تأليف في ترجمة والده سماه اقتطاف الأزهار من حديقة الأفكار؛ وله السلوك وريحانة العلماء والملوك؛ ومناهل الصفا في مناقب سيدي مصطفى الرباطي المار الوفاة عام عشرين ومائتين وألف. رحل إلى لحج زمن والده، وبعد مدة وقفت على أنه توفى في خامس وعشري شعبان في العام قبل هذا، ودفن بفاس الجديد. بقى ذكره على صاحب سلوة الأنفاس.

عام تسعة وعشرين ومائتين وألف

عام تسعة وعشرين ومائتين وألف محمد بن أحمد البوزيدي في ليلة الأحد تاسع محرم توفي محمد بن أحمد البوزيدي الغماري الحسني. كان صوفيا مطلعا خيرا دينا من أكبر تلامذة الشيخ العربي الدرقاوي، له تأليف في علم التصوف وطريق القوم على طريقة الإملاء، لأنه كان أميا لا يحسن الكتابة. دفن ببلده وجعلت عليه قبة. علي بن محمد ابن ريسون وفي رابع جمادى الأخيرة توفي علي بن محمد-فتحا-ابن ريسون العلمي الحسني نزيل مدينة تطوان. الولي الصالح العالم العامل الشهير، صاحب المشهد الكبير بمدينة تطوان. كانت ولادته عام ثمانية وخمسين ومائة وألف. وهو الذي أسس الزاوية الريسونية بتطوان. محمد بن المهدي مرينو وفي يوم السبت تاسع عشر جمادى الثانية توفي محمد-فتحا-بن المهدي مرينو الرباطي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وثمانين ومائة وألف. كان عالما مشاركا مطلعا يعد في وقته من أكبر علماء الرباط. توفي ببلده. الهادي بن عبد الواحد القادري وفي رمضان توفي الهادي بن عبد الواحد القادري الحسني. كان مشاركا مدرسا فصيحا، دفن بزاويتهم برأس الجنان. ذكر الشيخ أبو الوليد العراقي أنه من أشياخه وأنه انتفع به. الطيب بن محمد ابن رحمون وفي رمضان أيضا توفي الطيب بن محمد ابن رحمون العلمي الحسني، من علماء مدينة تطوان، وقيل إنه توفي قبل هذا. العربي بن أحمد ابن سودة وفي يوم الأحد عاشر شوال توفي العربي بن أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة في حياة والده. له مشاركة تامة في جل العلوم، وله تآليف، منها شرح على الموطا لم يكمل؛ والمنح القدوسية في شرح الوظيفة الزروقية؛ ونهاية المنى والسول في حب آل الرسول؛ وفتح الملك الجليل في حل مقفل فرائض الشيخ خليل؛ وتحقيق الأنباء فيما يتعلق بطاعون الوباء؛ والقول الكاشف في التحصيص والتقييد لنية الحالف؛ وتسهيل المطالب للطالب في الرد على من حرّم سكّر القالب؛ وحاشية على شرح المكودي للألفية، إلى غير ذلك من التآليف. دفن بزاوية جده بزقاق البغل.

أحمد بن عبد الواحد زروق الشيظمي

أحمد بن عبد الواحد زروق الشّيظمي وفيه توفي أحمد بن عبد الواحد زروق الشيظمي نزيل الصويرة وقاضيها مع قضاء قبيلة الشياظمة مدة، العالم العلامة المشارك المطلع، ذكره في كتاب إيقاظ السريرة. الطيب النجار الحسني وفي شوال توفي الطيب النجار الحسني العلامة المشارك قاضي شفشاون وبها دفن. عبد الرحمان البرنوسي وفي شوال توفي عبد الرحمان البرنوسي أصلا التطواني دارا. علامة مشارك تولى قضاء مدينة تطوان وبها توفي. أبو القاسم بن محمد الدّيوري وفي شوال توفي أبو القاسم بن محمد الدّيوري، من أولاد الدّيوري المعروفين بفاس، العالم المشارك القوّال للحق، كان محتسبا بفاس مدة. توفي بمدينة تازا لأنه كان محتسبا بها أيضا ودفن بها. من العرف العاطر الأنفاس.

عام ثلاثين ومائتين وألف

عام ثلاثين ومائتين وألف محمد بن أحمد باينة في يوم الأحد متم ربيع الأول توفي محمد بن أحمد باينة الأندلسي الرباطي، كان كاتبا مقتدرا تقلّب في عدة مناصب مخزنية. توفي ببلده. عمر العمراني وفي ليلة الجمعة تاسع وعشري رجب توفي عمر العمراني الحسني، يشار إليه بالخصوصية، ودفن قرب الشيخ اليمني بالقباب، واسمه عمر يضم العين خلافا لما في السلوة (جزء أول، ص 359) حيث سماه مرارا عمرو بالواو. محمد بن أحمد الرهوني وفي ليلة السبت ثالث عشر رمضان بعد أذان الفجر توفي محمد-فتحا-بن أحمد بن محمد بن الولي الصالح يوسف بن علي الحاج المدعو بروكشة الرهوني، وجده يوسف بن علي هو الذي اشتهر بالحاج وقبره مزار معظم بقبيلة الرهونة إحدى قبائل جبل الزبيب، الشيخ الشهير، والعلامة الكبير. كانت ولادته في شهر ذي القعدة الحرام عام تسعة وخمسين ومائة وألف، وهو صاحب الحاشية الكبرى على شرح الزرقاني على الشيخ خليل التي هي من أنفس ما كتب عليه تحريرا وتدقيقا واطلاعا تاما، اعين على تحريرها بسبب اتصاله بكتب خزانة أهل وزان التي هي من أنفس الخزائن بالمغرب. وقد مكّنه منها الشيخ علي الوزاني المار الوفاة عام ستة وعشرين ومائتين وألف؛ وله حاشية على شرح الشيخ ميارة على المرشد الكبير؛ وله تنبيه الخصوص والعموم في حرمة السفر بالشحم والشمع لأرض الروم؛ وإزالة الالتباس في جواز أخذ كاس العدل من فيض ماء الأحباس، والمنهج الواضح المرعيّ في أن نسب سادتنا الشرفاء قطعى، إلى غير من ذلك التآليف. دفن بمدينة وزان. أحمد بنسالم التجاني وفي صبيحة يوم الخميس سابع عشر شوال الأبرك توفي أحمد دعى بنسالم بن محمد -فتحا-بن المختار التجاني الحسني. الشيخ الكبير، والعارف الشهير، ولد عام خمسين ومائة وألف، له أتباع كثيرون وذكر واسع داخل المغرب وخارجه، وأصحابه ينسبون إليه أشياء غريبة توفي بفاس، وضريحه بها شهير. محمد بن الطيب ابن جلون وفي يوم الأربعاء السابع من ذي الحجة توفي محمد بن الطيب بن بوجيدة ابن جلون الرباطي. كان مشاركا مطلعا عابدا ناسكا خطيبا بالجامع الكبير بالرباط، تقدمت وفاة والده عام ستة وعشرين ومائتين وألف.

محمد بن عمرو الزروالي

محمد بن عمرو الزروالي وفي صبيحة يوم الأحد ثاني وعشري قعدة، وقيل في عام تسعة وعشرين قبله، توفي محمد بن عمرو بن عبد الله الزروالي نسبا الأغصاوي الفاسي أصلا، من أولاد ابن عليلو من مدشر دار ابن هيدور، سكن والده بمدشر العطار من بني زروال من قبائل الهبط، وهو من أشياخ المولى سليمان. محمود التونسي وفي يوم الثلاثاء خامس ذي الحجة توفي محمود التونسي، من أصحاب الشيخ أحمد التجاني، يشار إليه بالصلاح. دفن خارج باب الفتوح. أحمد بن محمد الأخضر وعند زوال يوم الاثنين ثامن وعشري ذي الحجة توفي أحمد بن محمد الأخضر السلاوي الفقيه العلامة المشارك. توفي ببلده. محمد بن محمد السلاوي وفيه توفي محمد بن محمد بن عبد السلام السلاوي وزير السلطان المولى سليمان مدة، وقائد مدينة تطوان أولا. توفي بمدينة مكناسة الزيتون. وقفت على أنه توفي يوم الخميس أول يوم من ذي القعدة عامه. قال عنه الزياني في جمهرة التيجان: "الفقيه الكاتب السيد محمد السلاوي من كتاب مولانا أمير المومنين المولى سليمان رقّاه من الكتابة إلى الوزارة ثم الإمارة في الثغور البحرية والقبائل الحفصية ثم قبائل الغرب ثم جعل له التصرف والكلام، مع هدي وقول صارم. توفي بمكناس. ولما بلغه-أي السلطان-خبر موته تأسف لفقده وتوجّع لموته. محمد الزرهوني وفيه توفي محمد الزرهوني كاتب السلطان المذكور. كان عالما مشاركا، ولاّه مدينة وجدة وأعمالها. ولما عزل رجع إلى الكتابة إلى أن مات بفاس ودفن بها. بقى ذكره على صاحب السلوة. محمد الضرير الدلائي وفيه توفي محمد الضرير الدلائي، كان عالما مشاركا مستحضرا مطلعا. أحمد بن عبد الله ابن خضراء وفيه توفي أحمد بن عبد الله ابن خضراء السلاوي: كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا. توفي ببلده. محمد بن عبد الرحمان السرايري وفيه توفي محمد بن عبد الرحمان بن محمد السرايري الرباطي. تقدمت وفاة والده عام سبعة ومائتين وألف. العالم المشارك المدرس. توفي بمدينة وزان وبها دفن.

مصطفى الرباطي

مصطفى الرباطي وفيه توفي مصطفى الرباطي من أكبر أصحاب الشيخ أبي القاسم الوزير. ألف في ترجمته المولى عبد السلام ابن السلطان سيدي محمد بن عبد الله تآليفا سماه مناهل الصفا في مناقب سيدي مصطفى. دفن بالقباب خارج باب الفتوح. الطاهر بن الحسن بناني وفيه توفي الطاهر بن الحسن بناني الرباطي، أحد سفراء السلطان سيدي محمد عبد الله. له شهرة تامة في زمنه، ذهب سفيرا إلى تركيا من قبل السلطان سيدي محمد بن عبد الله عام تسعة وتسعين ومائة وألف. العربي بن محمد عاشور وفيه توفي العربي بن محمد عاشور الرباطي. كان يعد من علماء الرباط كذا ذكر لي. عمر الحسني وفيه توفي عمر الحسني، قيل إنه من ذرية الشيخ علي ابن داود. عالم مشارك. محمد الكامل الراشدي وفي هذه العشرة توفي محمد الكامل الراشدي، العالم المشارك المفتي. الطاهر بن أحمد الفيلالي وفيها توفي الطاهر بن أحمد الفيلالي المراكشي، العالم المشارك المفتي. سليمان بن يوسف ابن ناصر وفيها توفي سليمان بن الشيخ يوسف بن محمد بن الشيخ الأكبر محمد ابن ناصر. تقدمت وفاة والده عام سبعة وتسعين ومائة وألف. العلامة المشارك الناظم الناثر. كان حيا سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف. له فهرسة سماها إتحاف الخل المعاصر بأسانيد الشيخ أبي المحاسن يوسف ابن ناصر، وله منظومة نونية توسل فيها بأقطاب الطريقة الشاذلية، إلى غير ذلك. دفن بتارودانت. محمد بن إبراهيم الزروالي العصفوري وفيها توفي محمد بن إبراهيم الزروالي العصفوري شيخ القراء في وقته. عبد السلام بن المعطّى الشرقاوي وفيها توفي عبد السلام بن الشيخ المعطّى الشرقاوي. تقدمت وفاة والده عام ثمانين ومائة وألف. كان مشاركا مطلعا خيرا دينا. دفن بزاويتهم بفاس.

محمد بن علي اللجائي

محمد بن علي اللّجائي وفيها توفي محمد بن علي اللّجائي. كان أستاذا يحفظ السبع، له تأليف في القراءات، وقفت عليه، ذكر فيه أنه أخذ عن الشيخ عبد الرحمان بن إدريس المنجرة المارّ الوفاة عام تسعة وسبعين ومائة وألف. الطيب بن بوجيدة ابن جلون وفيها توفي الطيب بن بوجيدة ابن جلون، الرباطي العلامة المطلع المحدث كان حيا عام ستة وعشرين ومائتين وألف. توفي ببلده. علي ابن جلون وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي علي ابن جلون، من أولاد ابن جلون المعروفين بفاس. له تأليف في المولى اليزيد بن سيدي محمد بن عبد الله المتوفي عام ستة ومائتين وألف سماه طلوع البدر السعيد بوزارة مولانا اليزيد، وقفت عليه مخطوطا بالخزانة العامة بالرباط. حوادث زيارة المولى سليمان لمدن الشمال وفي هذه العشرة زار المولى سليمان مدينة طنجة وغيرها من مدن الشمال.

عام أحد وثلاثين ومائتين وألف

عام أحد وثلاثين ومائتين وألف عبد القادر الزمّوري في يوم الاثنين ثالث صفر توفي عبد القادر الزمّوري، ممّن يتبرك به، وليّ صالح. أخذ عنه الشيخ الوليد العمراني الآتي الوفاة عام خمسة وستين ومائتين وألف، ودفن بروضة العراقيين داخل باب بني مسافر. المختار بن محمد أمزيان الدّمراوي وفي أواسط صفر توفي المختار بن محمد أمزيان بن علي المعطاوي الشهير بالدّمراوي، أصلا التازي دارا. كان علامة مشاركا من أشياخ ابن رحمون الآتي الوفاة عام ثلاثة وستين ومائتين وألف. سليمان الحوّات العلمي وفي يوم الثلاثاء تاسع عشر صفر توفي سليمان بن محمد بن عبد الله العلمي الشفشاوني الشهير بالحوّات الحسني، المولود يوم الجمعة من رجب عام ستين ومائة وألف. كان عالما مشاركا مطلعا حاملا راية الأدب في وقته، حافظا دراكة مؤرخا شهيرا مقتدرا نسبابة متفننا. له ثمرة أنسي في التعريف بنفسي، وهي غريبة في بابها استوفي فيها ذكر أشياخه؛ والبدور الضاوية في أهل الزاوية الدلائية؛ وقرة العيون في الشرفاء القاطنين بالعيون، يعني الشرفاء الدباغيين، والسر الظاهر فمن أحرز بفاس الشرف الباهر، في الشرفاء القادريين؛ والمسك الأريج في نسب أولاد الدّرّيج؛ والروضة المقصودة والحلل الممدودة في مآثر بني سودة عموما وفي الشيخ التاوي ابن سودة خصوصا وهو المقصود عنده، في مجلدات، مات دون إتمامها؛ وله العقائد السليمانية المؤيدة بالادلة الحديثية والقرآنية؛ وجزء سماه سند القيام بردّ وجه الحكم بالصيام؛ وله تغيير المنكر في حكم السكّر؛ وله كشف القناع عن وجه تأثير الطبوع في الطباع، إلى غير ذلك من التآليف، ودفن بضريح الشيخ أبي عبد الله التاودي خارج باب عجيسة. كل من أرخه يذكر أنه توفي في التاريخ المذكور. ووجدت في آخر نسخة من البدور الضاوية التي بالخزانة العامة بالرباط تحت عدد 261 حرف الدال ما نصه: "وكان الفراغ من جمعه أوائل ذي الحجة الحرام متم عام ثلاثة وثلاثين ومائتين وألف". ولست أدري هل تأخرت وفاته إلى ما بعد هذا أو الناسخ وقع له غلط، فحرّر ذلك. محمد بن محمد ابن اليازغي وفي شوال توفي محمد بن محمد-فتحا-بن عبد الرحمان الشهير بابن اليازغي. كان علامة مشاركا، أمره السلطان المولى سليمان بشرح كتاب الشامل للشيخ بهرام فشزع فيه إلى باب المرابحة فاخترمته المنية. ولي قضاء الجماعة بمكناس مدة. وقد ذكر وفاته في تكلمة شرح الشامل الشيخ علي بن عبد السلام التسولي.

علي الزراري

علي الزّراري وفي يوم الجمعة خامس قعدة توفي علي الزّراري. كان شيخا صالحا ودفن بباب المحروق. محمد بن قدور الزوّاق وفي منتصف حجة توفي محمد بن عبد القادر بن محمد-فتحا-بن عبد القادر بن علي بن موسى الصبيحي الزرهوني عرف بابن قدّور وبالزوّاق. كان مشاركا بركة صالحا. له نظم في العقائد وتقييد في البسملة، وشرح على الفتوحات الإلهية لأمير المومنين السلطان سيدي محمد ابن عبد الله لعله لم يكمل. أحمد بن عبد الرحمان ابن سليمان وفيه توفي أحمد بن عبد الرحمان ابن سليمان الأندلسي الغرناطي. كان فرضيا حيسوبيا مشاركا. أحمد بن علي الوزاني وفيه توفي أحمد بن علي بن الشيخ التهامي الوزاني اليملاحي الحسني. كان علامة مشاركا خيرا دينا. أبو القاسم بن إبراهيم معنينو وفيه توفي أبو القاسم بن إبراهيم معنينو السلاوي، الشيخ الصالح العابد المتبتّل. أخذ عنه الشيخ الوليد العراقي الحسيني الآتي الوفاة.

عام اثنين وثلاثين ومائتين وألف

عام اثنين وثلاثين ومائتين وألف حمدون ابن الحاج السلمي في عشية يوم الاثنين سابع ربيع الثاني توفي حمدون بن عبد الرحمان بن محمد بن العربي بن محمد بن علي بن محمد ابن الحاج السلمي المرداسي. ولد عام أربعة وسبعين ومائة وألف. الشيخ الشهير رئيس المنطوق والمفهوم، المفسر المحدث الأديب الشاعر المطلع، ولي حسبة فاس مدة، ثم قيادة قبائل الغرب، ثم عزل نفسه واشتغل بالتدريس والتأليف. له حاشية على مختصر السعد، وتفسير سورة من القرآن، ومنظومة ميمية في السيرة على نهج البردة في نحو أربعة الآلاف بيت، وشرحها في خمسة أسفار لم يكمل وأكمله ولده أبو عبد الله محمد الآتي الوفاة، وأرجوزة في المنطق؛ وأرجوزة في علم الكلام؛ ومقصورة في علم العروض؛ وشرحها؛ وتحفة المسك الداري لقارئ صحيح البخاري، نظم فيه مقدمة ابن حجر؛ ونظم الحكم؛ وديوان شعر في مجلدين؛ وديوان في الأمداح التي صدرت منه في السلطان المولى سليمان سماه النفحات المسكية في الأمداح السليمانية، في مجلد؛ ومنها تأليف في رجال الحديث؛ ومنها مقامات في الأدب حادى بها مقامات الحريري؛ وحاشية على السعد؛ وتاليف سماه بالديوان الصغير والكبير جمع فيه الأشعار"وما وقع للمولى سليمان حضرا وسفرا؛ وقصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم مرتبة على الحروف، إلى غير ذلك من التآليف والأنظام. وقد أفرد ترجمته ولده محمد الطالب بتأليف سماه رياض الورد إلى ما انتهى إليه هذا الجوهر الفرد، في مجلد. دفن بروضة العلماء بالقباب. بلقاسم بن عبد القادر الفاسي وفي يوم الأحد منتصف رجب توفي بلقاسم بن عبد القادر الفاسي الفهري العالم المشارك البركة. محمد ابن منصور الشفشاوني وفي يوم الأربعاء ثاني وعشري شعبان توفي محمد بن محمد ابن منصور الشفشاوني أصلا الفاسي دارا. ولد في حجة عام تسعة وسبعين ومائة وألف. كان فقيها مشاركا مطلعا محققا، له حاشية على التصريح؛ وحاشية على مختصر السعد؛ وحاشية على شرح بناني وقدّورة على السلم؛ وحاشية على الخرشي لم تكمل؛ وحاشية على الإحياء للإمام الغزالي. ودفن بروضة العلماء بالقباب. وهو من أشياخ المولى سليمان. محمد بن أحمد الصقلي وفيه توفي محمد بن أحمد بن محمد الصقلي الحسيني، تقدمت وفاة والده عام سبعة وسبعين ومائة وألف. كان علامة محدثا مشاركا، له وجاهة عند الناس. ولد عام ستة وستين ومائة وألف ودفن مع والده بزاويتهم بالسّبع لويات. وإلى وفاته ووفاة الشيخ حمدون ابن

محمد الفاسي الفهري التونسي

الحاج أشار الشيخ الطالب ابن حمدون المذكور الآتي الوفاة عام ثلاثة وسبعين ومائتين وألف بقوله: صقلّيّنا والحبر حمدون قد مضوا … شراب معين الخلد عذب المناهل محمد الفاسي الفهري التونسي وفيه توفي محمد الفاسي الفهري التونسي، أخذ عن علماء فاس ثم رحل إلى تونس في العقد الثالث من عمره وسار يدرس هناك بمدرسة واشتهر باسم محمد آل الفاسي. محمد السّمّار وفيه توفي محمد السّمّار السلاوي. كان موقتا معدّلا يعرف أحكام النجوم والحساب توفي ببلده. حوادث قحط بالمغرب وفيه وقع قحط في جميع أنحاء المغرب ولم ينزل المطر ولم يقع حرث.

عام ثلاثة وثلاثين ومائتين وألف

عام ثلاثة وثلاثين ومائتين وألف محمد مهيرز ابن الأشقر في آخر ربيع الثاني توفي محمد بن عبد الكريم بن عبد السلام بن أبي جيدة المعروف بمهرز من أولاد ابن الأشقر، الزرهوني أصلا المكناسي مولدا الفاسي دارا وقرارا. علامة مشارك له بغية المرام فمن أخذت عنه من الأعلام، كان موقتا بمسجد الشرفاء. محمد بن عبد السلام بناني وفي ثامن عشر رجب توفي محمد-فتحا-بن عبد السلام بناني الآتي الترجمة بعد هذا العام، توفي بالقيروان حاجا. كذا رأيته مقيدا، وهو غير ابن عبد السلام بناني الشهير المتوفّى عام ثلاثة وعشرين ومائة وألف. عبد الله بن أحمد العلوي وفي يوم الأحد أول يوم من رمضان توفي المولى عبد الله بن أحمد بن السلطان المولى إسماعيل العلوي الحسني. كان علامة مشاركا، له تأليف سماه نزهة النفوس فيما يصلح للعريس والعروس، تكلم فيه على عوائد أهل فاس في أعراسهم. محمد بن أحمد اللّنجري وفيه توفي محمد بن أحمد اللّنجري الحسني. كان علامة صوفيا محققا. محمد بن الشّريف الواسطي وفيه أو في الذي بعده توفي محمد بن الشريف الواسطي الجزائري، من أكبر أصحاب المولى العربي الدرقاوي الآتي الوفاة بعد. كان مشاركا مذاكرا قوي الحجة. وقد تدخل في الأمر بين أهل الجزائر. انظر تفصيل ذلك في كتاب تذكرة المحسنين. حوادث وفيه أيضا كان الوباء بجميع أنحاء المغرب، ويذكر أنه أخذ من مدينة طنجة نحو خمس سكانها.

عام أربعة وثلاثين ومائتين وألف

عام أربعة وثلاثين ومائتين وألف محمد بن الطّايع البلغيثي في ربيع الثاني توفي محمد بن الطايع بن محمد بن هاشم العلوي البلغيثي الحسني. كان فقيها عالما صالحا ناسكا. توفي وهو ابن ثلاثة وستين عاما في تافيلالت بسجلماسة بلده. انظر الدرر البهية (1:222). العربي بن المعطّى الشرقاوي وفي جمادى الثانية توفي العربي بن الشيخ المعطّى بن الشيخ صالح الشرقاوي العمري. تقدمت وفاة والده عام ثمانين ومائة وألف. الشيخ الإمام، المربي الهمام، الولي الصالح، ألف في مناقبه حفيده تأليفا سماه الفتح الوهلبي في ترجمة الشيخ العربي. توفي بزاويتهم بأبي الجعد. أحمد بن الطاهر ابن جلون وفي يوم الأربعاء الخامس والعشرين من جمادى الأخيرة توفي أحمد بن الطاهر ابن جلون الرباطي، أصله من فاس، الفقيه العلامة المشارك أديب شاعر، ويقول حتى بعض الملحون. توفي ببلده. أحمد بن محمد شقّور العلمي وفي يوم الخميس تاسع عشر رجب توفي أحمد بن محمد بن الطيب شقّور العلمي الحسني. تقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائة وألف، الفقيه العلامة الأديب الناظم الناثر، دفن أسفل قبة الشيخ اليمني بالقباب خارج باب الفتوح، وهو الذي جمع ما قاله الشيخ سليمان الحوات من الأمداح في السلطان المولى سليمان ابن سيدي محمد بن عبد الله. محمد بن محمد المعداني وفي صبيحة يوم الجمعة ثالث شعبان توفي محمد بن محمد بن عامر التادلي المعداني، كان حافظا أديبا مشاركا مؤرخا مطلعا، له اختصار الذهب الإبريز لابن مبارك سماه القول الوجيز في اختصار الإبريز؛ وشرح على خطبة الألفية. دفن بالقباب بمطرح الجلّة. كان خطيبا بالمدرسة العنانية، وهو من أشياخ المولى سليمان، وله الفتوحات المحمدية ونسبها للأمير سيدي محمد بن عبد الله بإذن منه. أحمد بن عبد السلام بناني وفي سادس شعبان توفي أحمد بن عبد السلام بن محمد بن أحمد بناني، له اطلاع تام وعلم واسع. ألف تآليف منها تحلية الآذان والمسامع بنصرة الشيخ ابن زكري العلامة الجامع، رد فيه على الشيخ محمد بن الطيب القادري الذي اعترض على ابن زكري في كتابه نشر المثاني؛ وله كتاب الوجه المغرب في مجلد. توفي في القيروان من تونس.

محمد بن عبد الرحمان برق الليل

محمد بن عبد الرحمان برق اللّيل وفي رمضان توفي محمد بن عبد الرحمان برق اللّيل الرباطي، الفقيه العلامة المشارك المدرس. توفي ببلده. محمد بن محمد ابن جلون وفي يوم الأربعاء ثاني عشر شوال توفي محمد-فتحا-بن الحاج محمد ابن جلون الفاسي أصلا الرباطي دارا، العلامة المشارك. تولّى قضاء الرباط مدة ولعله به دفن. أحمد بن زرعيل الزّروالي وفي يوم الأربعاء ثالث حجة توفي أحمد بن محمد بن الحاج الزروالي، يدعى ابن زرعيل، من أكبر تلامذة الشيخ العربي الدرقاوي. كان حافطا صوفيا ناسكا متبتلا. عبد الله بن إدريس العراقي وفيه توفي عبد الله بن الشيخ إدريس العراقي الحسيني. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وثمانين ومائة وألف. كان محدثا مفسرا مداوما على سرد كتب الوعظ بالقرويين أكثر من خمسين سنة، وهو الذي أكمل الثلث الأخير من شرح مشارق الإمام الصغاني لوالده، واختصر كتاب الحلية. توفي بالوباء ودفن بالقباب قرب قبة الشيخ أبي القاسم الوزير. عبد الرحمان بن إدريس العراقي وفيه توفي أخوه عبد الرحمان العراقي. كان مشاركا محدثا له مختصر في الصحابة والتابعين على طريق الجرح والتعديل، جمع فيه مقيدات عديدة في هذا الفن ودفن قرب أخيه المذكور. توفي يوم الجمعة تاسع شعبان. محمد المكي بن مريدة السرغيني وفيه توفي محمد المكي بن مريدة السرغيني الصنهاجي المراكشي، عالم مشارك. له الكواكب السيارة في البحث عن الزيارة، شرح فيها خطبة المولى سليمان التي في البدع وانتقد بعض كلامها. درّس التفسير بالجلالين وختمه سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف في جامع ابن يوسف بمراكش. وتوفي ببلده. محمد بن قاسم ابن حلاّم وفيه توفي محمد بن قاسم ابن حلاّم المكناسي. كان مشاركا مدرسا ينوب عن قاضي بلده. محمد اللهبي الورتيني وفيه توفي محمد بن محمد الورتيني المدعو اللهبي. له كرامات ودفن بالقباب. محمد بن أحمد العوفي وفيه توفي محمد بن أحمد بن الكبير العوفي المكناسي. كان علامة مشاركا أديبا شاعرا.

عبد الرحمان برادة

عبد الرحمان برّادة وفيه توفي عبد الرحمان برّادة، من أولاد برادة المعروفين بفاس، من أكبر تلامذة الشيخ أحمد التجاني، وله شهرة عند مريدي هذه الطريقة وتعظيم واحترام، ودفن بروضة الشيخ ابن عمرو داخل باب عجيسة. إبراهيم بن سليمان العلوي وفيه توفي إبراهيم بن السلطان المولى سليمان العلوي في حياة والده. كان عالما مشاركا له اطلاع تام ووجاهة وخيارة. عبد الخالق ابن إبراهيم وفيه توفي عبد الخالق بن إبراهيم الأسفي الفقيه العلامة القاضي. توفي ببلده. مبارك بن محمد الخميري توفي مبارك بن محمد الخميري الدرقاوي طريقة، من أكبر تلامذة الشيخ العربي الدرقاوي أيضا، يشار إليه بالخير والصلاح، له أتباع وتعظيم واحترام. أحمد بن الشريف العلوي وفيه توفي أحمد بن الشريف العلوي الحسني نزيل مراكش، كان وليا صالحا. حوادث انتشار الوباء بالمغرب وفيه كثر الوباء بالمغرب حتى عم جميع المحلات ومات به خلق كثير. انهزام المولى سليمان وفيه وقعت الهزيمة الكبرى على محلة السلطان المولى سليمان من قبل البربر، وأخذ أسيرا بعد ما نهبوا محلته.

عام خمسة وثلاثين ومائتين وألف

عام خمسة وثلاثين ومائتين وألف محمد بن محمد بوجداين التّوزاني في صبيحة يوم الأحد وقت الضحى أوائل صفر الخير توفي محمد بن محمد بن عبد الله بوجداين الريفي التّوزاني. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وتسعين ومائة وألف، ودفن مع والده بقبيلة بني توزين بالريف. رأيته محلى بالشيخ الإمام العارف بالله الرباني الفاتح الصمداني. الطيب بن الخياط برادة وفي خامس وعشري رجب توفي الحاج الطيب بن الخياط برادة، كذا بخط البحاثة ابن رحمون، وذكر أنه من أشياخه، والغالب على الظن أنه من أهل فاس. أحمد بن الشاذلي الحمودي العلمي وفي رجب توفي أحمد بن الشاذلي الحمودي العلمي السريفي، مشارك من أشياخ ابن رحمون. حرازم بن محمد الزّنبور وفي شعبان توفي حرازم بن محمد الزنبور المعروف بحرازم الاقرع، ساقط التكليف يخبر بمغيات، ودفن بالقباب. محمد المبارك بن الطايع البلغيثي وفي آخر رمضان توفي محمد المبارك بن الطايع بن محمد بن هاشم بن أحمد العلوي البلغيثي. كان علامة مشاركا، ودفن بقبة الشيخ أبي القاسم الوزير بالقباب خارج باب الفتوح. أحمد بن التاودي ابن سودة وفيه توفي أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة. ولد عام ثلاثة وخمسين ومائة وألف وتقدمت وفاة والده عام تسعة ومائتين وألف، العلامة المشارك المدرس المحصل المطلع، تولى قضاء فاس مدة، له شرح على عشرة أحاديث من الأربعين النووية بأمر من مولانا سليمان، وتآليف أخرى، ودفن مع والده بزاويتهم الكائنة بزقاق البغل. أحمد ابن مبارك السوسي وفيه توفي أحمد بن مبارك السوسي جدّ الوزير أحمد بن موسى الآتي الوفاة عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف. كان هو المتصرف في مملكة المولى سليمان حازما ضابطا، ولي الوزارة مدة من ثلاثين سنة ولم يخلف شيئا من حطام الدنيا، وقام بتجهيزه السلطان المولى سليمان رحم الله الجميع. توفي قتيلا قتله عبيد البخاري.

عبد الله بن محمد العياشي

عبد الله بن محمد العياشي وفيه توفي عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي سالم العياشي كان خيرا دينا صالحا علي سنن أسلافه. محمد بن محمد الفاسي وفيه توفي محمد-فتحا-بن محمد بن عبد السلام الفاسي الفهري. كان أستاذا مجودا مشاركا. دفن بالقباب وتقدمت وفاة والده عام أربعة عشر ومائتين وألف. بقى ذكره على صاحب السلوة. عبد الله بن محمد الخياط وفيه توفي عبد الله بن محمد الخياط به عرف السوسي التملي الأصل الروداني الدار. كان عالما مدرسا وليا صالحا يحفظ السبع مع توجيهاتها. أخذ عنه تلامذة نجباء، وهو من أكبر تلامذة الشيخ الحضيكي. عبد الله الطاطائي وفيه توفي عبد الله الطاطائي الروداني السوسي. كان عالما وجيها مباركا مشاركا، من تلامذة الشيخ الحضيكي. المكي السرغيني وفيه توفي المكي السرغيني نزيل مراكش. كان عالما مشاركا كثير التدريس والإفادة والعبادة، وهو أحد تلامذة الشيخ الحضيكي. علي بن يوسف ابن ناصر وفيه توفي علي بن يوسف بن محمد الكبير بن الشيخ محمد-فتحا-ابن ناصر، العلامة الجليل. تقدمت وفاة والده عام سبعة وتسعين ومائة وألف. كانت له الرياسة على زواياهم في المغرب من وفاة والده إلى وفاته. حوادث شق العبيد والأوداية عصا الطاعة وفيه شق العبيد والأوداية عصا الطاعة على السلطان المولى سليمان. الوباء بالمغرب وفيه كان في المغرب الوباء المسمى بالطاعون فمات به خلق كثير.

عام ستة وثلاثين ومائتين وألف

عام ستة وثلاثين ومائتين وألف محمد الصادق ابن ريسون فيه توفي محمد الصادق بن محمد بن الصادق ابن ريسون العلمي الحسني دفين مدينة وزان، المولود عام خمسة وخمسين ومائة وألف. كان علامة مطلعا مشاركا. حج عام عشرة ومائتين وألف وهو من أشياخ المولى سليمان. له فهرسة، وله فتح العليم الخبير في تهذيب النسب العلمي بأمر الأمير، أمره بتأليفه المولى سليمان، وقيل توفي عام أربعة وثلاثين ومائتين وألف. عبد السلام الشاعر الجرفطي وفي توفي عبد السلام الشاعر الجرفطي الحسني اليملاحي، من الشرفاء المعروفين بأولاد الشاعر القاطنين ببني جرفط، قتل صبرا بالصفارين من فاس لاتهامه بالميل إلى المولى سليمان. له ترجمة في الإشراف. إبراهيم بن اليزيد العلوي وفي أواسط هذه السنة توفي المولى إبراهيم بن السلطان اليزيد العلوي بن سيدي محمد بن عبد الله المذكور بعد أن بويع له بفاس لمدة قصيرة. أحمد السريفي وفيه توفي أحمد السريفي، العلامة المدرس المشارك من أشياخ الجد المهدي ابن سودة، ذكره في فهرسته. عبد الله بن محمد اليماني وفيه توفي عبد الله بن محمد اليماني. كان خيرا دينا ذاكرا، دفن بروضتهم بالقباب، قتله الأوداية عند هجومهم على أهل فاس. محمد بن محمد ابن عبد الرزاق وفيه توفي الحاج محمد بن محمد بن عبد الرزاق، من أولاد ابن عبد الرزاق المعروفين بفاس، خير وجيه قتله الأوداية كذلك. أحمد عنيقد وفيه توفي أحمد عنيقد التطواني. كان عجيبا في صناعة الرمي بالمهارس، وكان المولى سعيد قد أتى به من تطوان لحصار فاس الجديد، فقيل اغتيل بفاس. حوادث مبايعة أهل فاس إبراهيم ثم سعيد ابني اليزيد في صبيحة يوم الخميس تاسع وعشري صفر الخير بايع أهل فاس المولى إبراهيم بن اليزيد واستظهروا بكتاب من المولى سليمان يأمرهم فيه بأن ينظروا أميرا يقوم بأمرهم وأنه قد عجز

عن القيام بأمرهم وخلع الملك عن نفسه، وكتب عليه علماء الوقت بأنه يجب على المسلمين نصب أمير ينظر في مصالحهم وكتبوا في ذلك أسئلة وأجوبة. مات إبراهيم المذكور ليلة الخميس رابع جمادى الثانية عامه، وتولى بعده أخوه المولى سعيد. وفي جمادى الثانية عامه كتب المولى سليمان كتابا لأهل فاس يستفهمهم فيه عن موجب استحلالهم لنقض بيعته والخروج عن طاعته التي أوجبها الله بالكتاب والسنة والإجماع الخ. وكان المولى سعيد استوزر الفقيه العدل السيد محمد ابن سليمان ونشأت عن فعلهما أمور لم يرضها الملك الديان فلم يتم أمرهما. في آخر هذه السنة بنسخة كتاب ما نصه: "مع ما انضم لذلك من وقوع الفتن وكثرة المرج في هذا القطر السعيد، وانتشر ذلك في كل ناد مع زيادة عدم الأمن وعدم الامتثال لكلمة الأمراء في الحواضر والبوادي، فاتسع الخرق على الراقع، وانتشر سفك الدماء وذهاب الأموال وقطع السبل في كل حي وصقع، وقد اكتمل البلاء بالغلاء انتهى". ووجدت مقيدا عند بعضهم ما نصه: "وقع بين أهل فاس القديمة وبين أهل فاس العليا قتال كبير، وطال ذلك بينهم نحوا من ستة أشهر، وكل واحد من الفريقين نصر سلطانا، أهل فاس الجديد تمسكوا بمبايعة المولى سليمان، وأهل فاس القديم بايعوا المولى إبراهيم بن اليزيد ومات أثناء ذلك، ثم بايعوا أخاه المولى السعيد ولكن لم يتم لهما الأمر لنقضهما العهد وخروجهما عن طاعة عمهما المولى سليمان، ووقع ذلك عام ستة وثلاثين ومائتين وألف انتهى ببعض اختصار".

عام سبعة وثلاثين ومائتين وألف

عام سبعة وثلاثين ومائتين وألف إدريس بن محمد العمراوي في ربيع الأول توفي إدريس بن محمد العمراوي، والد الوزير الشهير محمد آتي الوفاة عام أربعة وستين ومائتين وألف. كان أستاذا مجوّدا خيرا دينا. عبد الرحمان بن محمد الحايك وفي عاشر جمادى الثانية توفي عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان بن محمد بن عثمان الحايك، من أولاد القاضي الزروالي الحسني المصمودي أصلا ثم التطواني الوفاة، العلامة المشارك الحجة قاضي مدينة تطوان ودفينهما. له تآليف، منها النوازل التي هي في غاية التحرير، وحاشية على ذي الجلالين؛ وحاشية على المواق على المختصر؛ وإعراب الشيخ خليل؛ وشرح فرائضه؛ وحاشية على شرح المرادي على الألفية؛ وشرح شواهد المكودي؛ وشرح المرشد المعين؛ وإعراب لامية الزقاق؛ وحاشية على وثائق ابن سلمون. دفن بزاوية أولاد ابن ريسون بتطوان. محمد بن علي الضرير وفيه توفي محمد بن علي الضرير، الولي الصالح، له كرامات. دفن عند باب قبة أبي القاسم الوزير بالقباب.

عام ثمانية وثلاثين ومائتين وألف

عام ثمانية وثلاثين ومائتين وألف سليمان بن محمد العلوي في يوم الخميس ثالث عشر ربيع الأول توفي السلطان المولى سليمان بن سيدي محمد بن عبد الله بن مولانا إسماعيل العلوي الحسني. تقدمت وفاة والده عام أربعة ومائتين وألف وتوليته الإمارة عام ستة ومائتين وألف. جمع بين الملك والعلم والعمل والخير والدين والكرم والجود وإسناد المناصب لمستحقيها، وله الفكر السلفي السليم من الانحرافات والاعتقادات الفاسدة، وخطبته الشهيرة تدل على ذلك. وقد طبعت، وله تآليف، منها حاشية على شرح الخرشي على المختصر؛ وله تأليف في الرد على من أنكر التجمير زمن الصيام إلى غير ذلك. ترجمته واسعة، انظر الأصل. كانت وفاته بمدينة مراكش ودفن بضريح جده المولى علي الشريف بباب أيلان من مراكش. وكانت ولادته علم ثمانين ومائة وألف، وولى مكانه على الإمارة بالمغرب ولد أخيه المولى عبد الرحمان ابن هشام بن سيدي محمد بن عبد الله بإيصاء منه على ذلك، لأنه رأى في أولاده عدم الصلاحية للأمر، والولد الذي كان أهلا للإمارة توفي في حياته وهو المولى إبراهيم المار الوفاة عام أربعة وثلاثين ومائتين وألف، وهذه المنقبة كونه أخرج الملك من عقبه نظرا للصالح العام كافية في سمو فكر هذا الرجل. ووقعت بيعة المولى عبد الرحمان المذكور بفاس في سادس وعشري ربيع الأول المذكور. عبد السلام المسناوي الدلائي وفي يوم الخميس بعد العشاء الأخيرة خامس ربيع الثاني توفي عبد السلام بن محمد بن محمد المسناوي الدلائي، ولد عام ثلاثة وخمسين ومائة وألف وكان مشاركا في جل العلوم عارفا بالنوازل والأحكام مدرسا مقيدا، ناب عن قاضي الجماعة بفاس مدة، وولي قضاء مدينة صفرو قريبا من عامين، ثم تولى قضاء مكناس، ولبعضهم تأليف في ترجمته سماه تحفة القاصد الناوي في التعريف بالشيخ عبد السلام المسناوي، ودفن بمطرح الجنة بالقباب. المدني بن محمد الناصري وفي رجب توفي المدني بن محمد بن عبد السلام الناصري في حياة والده. ولد عام أربعة ومائتين وألف. كان مشاركا مطلعا، له شرح على قصيدة غرامي صحيح في مصطلح الحديث؛ وله فهرسة. محمد بن عبد الكريم اليازغي وفي سادس وعشري قعدة توفي محمد بن عبد الكريم بن علي اليازغي الزهني، تقدمت وفاة والده عام تسعة وتسعين ومائة وألف. كان علامة مدرسا مشاركا مجيدا مطلعا. أخذ عنه الجد المهدي ابن سودة، وقال الجد أحمد في بعض مقيداته إنه ولد بفاس في حدود التسعين

محمد الكبير بن أحمد التجاني

ومائة وألف، وأخذ عن ابن الحاج وابن شقرون والزروالي والعراقي وابن منصور وغيرهم، وهو ممن أخذته المحنة فرحل إلى مراكش وبه توفي. محمد الكبير بن أحمد التجاني وفيه أو بعده بيسير توفي محمد دعى الكبير بن الشيخ أحمد التجاني، تقدمت وفاة والده عام ثلاثين ومائتين وألف. كان على سمت أبيه صلاحا وديانة، يعطى الأوراد ويتبرك به العامة والخاصة. حوادث استخلاف محمد بن الطيب العلوي بفاس ثم مبايعته لما بويع السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام استخلف على مدينة فاس ابن عمه سيدي محمد بن الطيب إلى أن عزله عام أربعين ومائتين وألف، وولّى القضاء بها ابن عمه المولى عبد الهادي، وولى المظالم الطيب الوديني. ولما قامت قبيلة الأوداية بايعوا ابن عمه محمد بن الطيب كما بايعه بعض أهل فاس، وذكر في خطبة الجمعة بجامع الأندلس، ووضع فيه الخطيب تاليفا سماه الغيث الصيّب في مفاخر سيدي محمد بن الطيب. ولما ملك المولى عبد الرحمان الأوداية جاء ابن الطيب المذكور واضعا السكين في فيه فأعرض عنه وأمر بارتحاله إلى مكناسة الزيتون، وذهبت أمتعته ودوابه إلى بيت المال، ثم عزل الوديني وولي مكانه عبد السلام النجار السلاوي فأحسن السيرة، ثم عزله وولى القائد محمد ابن سالم الغرباوي الملقب بالأحمد وأمره بالقبض على أعيان أهل العدوة والتضييق بهم وجعل القيود في أرجلهم والسلاسل في أعناقهم، وفرض على أهل العدوة سبعة وعشرين قنطارا وباعطاء المرابط سيدي محمد العبدلاّوي الساكن بحومة المخفية ألف مثقال. انتهى من الروض الطيب العرف.

عام تسعة وثلاثين ومائتين وألف

عام تسعة وثلاثين ومائتين وألف علي بن محمد بوزيد الخمسي في عشري محرم توفي علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بوزيد الحسني الخمسي من مدشر الخزانة. كان خيرا دينا صالحا من أكبر تلامذة الشيخ العربي الدقاوي الاتي الوفاة في هذا العام، ومن أكبر أشياخ التهامي ابن رحمون. محمد بن عبد السلام ابن ناصر وفي ليلة ثاني عشر صفر توفي محمد بن عبد السلام بن عبد الله بن محمد بن محمد ابن ناصر الدرعي، آخر حفاظ المغرب، العلامة الشهير، والشيخ الإمام الكبير، والرحالة المعتني البحاثة، له المزايا فيما حدث من البدع بأم الزوايا قصد بذلك الرد على ابن عمه رئيس الزواية في حينه؛ وله رحلة كبرى في مجلدين، ورحلة صغرى في سفر وسط، إلى غير ذلك من التآليف، وترجمته واسعة. توفي في بلده درعة. انظر الأصل. العربي بن أحمد الدرقاوي وفي ليلة الثلاثاء ثاني وعشري صفر توفي العربي بن أحمد بن الحسين بن علي الحسني الإدريسي الشهير بالدرقاوي، الشيخ الشهير، والمربي الكبير، الولي الصالح، صاحب الأتباع الكثيرين، وله الزوايا في جل مدن المغرب. ولد بعد الخمسين ومائة وألف. ثم تحققت أن ولادته كانت عام تسعة وخمسين ومائة وألف. له رسائل شهيرة، وألفت في مناقبه ومناقب أتباعه تآليف، وما زالت طريقته شهيرة إلى الآن، وزواياه وأتباعه قائمون بالذكر والعبادة. دفن في بوبريح من قبيلة بني زروال. عبد الواحد القادري وفي رابع شوال توفي عبد الواحد القادري، يشار إليه بالصلاح، ودفن من الغد بالقباب بعد الصلاة عليه بمسجد القرويين. أحمد بن محمد ابن المقدم وفيه توفي أحمد بن محمد الأندلسي الأسفي المدعو ابن المقدم، العلامة المفتي البارع المشارك. توفي ببلده. محمد بن أحمد بوراس المعسكري وفيه توفي محمد بن أحمد بن عبد القادر بوراس المعسكري الجزائري، العلامة الكبير، والمؤلف الشهير، له تآليف عديدة كلها مفيدة لا نطيل بذكرها. دخل إلى فاس وألّف تاليف تتعلق بالمغرب.

محمد مسعود الساحلي الشياظمي

محمد مسعود الساحلي الشياظمي وفيه توفي مسعود الشياظمي المعروف بالساحلي، الفقيه العالم المدرس. كان قاضيا بمدينة الصويرة وبها توفي. ذكره في كتاب إيقاظ السريرة. حوادث محمد ابن إبراهيم الدكالي قاضي مقصورة الرصيف وفي ثامن ربيع الأول ولى قضاء قضاء الجماعة بمقصورة السماط بفاس محمد بن محمد- ضما فيهما-بن محمد-فتحا-ابن إبراهيم الدكالي المشنزائي، وأخر عنها في يوم الجمعة عاشر جمادى الأولى عام أربعين ومائتين وألف.

عام أربعين ومائتين وألف

عام أربعين ومائتين وألف محمد الهاشمي الرّتبي وفي حجة توفي محمد الهاشمي بن الحاج علي بن أحمد الرّتبي الصديقي. كان علامة مشاركا له أشياخ عدة، جمع له تلميذه الشيخ التهامي ابن رحمون الآتي الوفاة عام ثلاثة وستين ومائتين وألف فهرسة خاصة سماها الفتح الوهبي فيمن أجاز السيد الحاج الهاشمي الرّتبي. أبو بكر بن عبد الرحمان المنجرة وفيه توفي أبو بكر بن عبد الرحمان بن إدريس بن محمد المنجرة الحسني، العلامة المدرس المشارك المقرئ. تولي الخطابة بالمولى إدريس بن إدريس مدة، وله اليد الطولى في الأنساب، وله كناشة حافلة وقفت عليها. تقدمت وفاة جده عام تسعة وسبعين ومائة وألف. توفي بقبيلة صنهاجة السراير بزاوية اخمليش، فر إليها لما فتحت فاس خوفا على نفسه من السلطان لأنه كانت له يد في عزل المولى سليمان. محمد بن أحمد الجريري وفيه توفي محمد بن أحمد الجريري السلايي، صاحب شرح الشمقمقية في مجلدين ضخمين، هو أول من افتض بكارتها، الفقيه العلامة المشارك المطلع تولى القضاء ببلده سلا مدة، وبها توفي. حماد بن عبد الواحد الحمادي وفيه توفي حماد بن عبد الواحد الحمادي الشهير بالمكناسي. كان يشار إليه بالخير والصلاح، لم يقف صاحب السلوة عن تاريخ وفاته. محمد بن الغازي الزَّمُّوري وفيه توفي محمد بن الغازي الزّمّوري رئيس البربر، كان محظوظا عند الأمراء ثم أفضى به التدهور إلى ما لا تحمد عقباه، فقبض عليه وبعث به إلى سجن الصويرة وبه مات في التاريخ المذكور، ذكره في الاستقصا. محمد بن زين العابدين الوزاني وفي حدود الأربعين ومائتين وألف توفي محمد بن زين العابدين الوزاني الحسني، علامة مشارك من أشياخ الجد الشيخ المهدي ابن سودة رحمه الله. العربي بن يعقوب المسّاري وفي هذه العشرة توفي العربي بن يعقوب المسّاري صاحب المنظومة في الأدب التي شرحها شيخنا المولى أحمد بن المامون البلغيثي الحسني بالابتهاج بنور السراج.

زين الدين ابن رضوان

زين الدين ابن رضوان وفيها توفي زين الدين ابن رضوان الرباطي. كان شاعرا مكثرا لو جمع شعره لأفاد. محمد بن القرشي ابن رضوان وفيها توفي ابن أخيه محمد بن القرشي ابن رضوان الرباطي. العلامة الأديب، له ديوان شعر كذلك، توفي ببلده. كذا وجدت مقيدا. محمد بن حرمة الفجيجي وفيها توفي محمد بن حمّو المعروف بابن حرمة الفجيجي، الشيخ الشهير من أكبر تلامذة الشيخ العربي الدرقاوي. توفي بفاس ودفن بمطرح الجلّة بالقباب. محمد بن عبد السلام الضُّعَيفِّ وفي هذه العشرة توفي محمد بن عبد السلام بن أحمد بن محمد الضّعيّف الحسناوي الأصل الرباطي. ولد عام خمسة وستين ومائة وألف، له تاريخ الدولة العلوية في مجلد، وصل فيه إلى حوالي عام ثلاثة وثلاثين ومائتين وألف. محمد بن أحمد الحصيني التازي وفيها توفي محمد-فتحا-بن أحمد الحصيني التازي، له تاليف في مناقب شيخه محمد ابن الحاج إبراهيم التازي المكودي المار الوفاة عام تسعة وتسعين ومائة وألف سماه الدر الوهاج في مناقب سيدي محمد الحاج. محمد بن محمد ابن حمزة وفيها توفي محمد بن محمد بن حمزة المكناسي ثم التازي، له الكوكب الأسعد في مناقب سيدنا ومولانا علي بن مولانا أحمد الوزاني المار الوفاة عام ستة وعشرين ومائتين وألف. محمد الحبيب بن عبد القادر السجلماسي وفي هذه العشرة توفي محمد الحبيب بن عبد القادر السجلماسي، له نظم في مصطلح القاموس، أوله: أحمد من فتح باللّسان … وعلّم العلوم للإنسان في نحو أربعمائة بيت. كان حيا أواسط رجب عام أربعة وثلاثين ومائتين وألف. عبد القادر بن المهدي مرينو وفيها توفي عبد القادر بن المهدي مرينو الرباطي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وثمانين ومائة وألف. علامة مشارك تولى القضاء بالرباط مرات، وله مشاركة في علم التنجيم والهيأة. توفي بمدينة طنجة. عبد القادر الشيخ بن محمد الفجيجي وفيها أو قريب منها توفي عبد القادر بن محمد الفجيجي الحسني الملقب بالشيخ، رأيت رسالة كتبها له الشيخ الطّرنباني في شأن زاوية رأس الشراطين بفاس خاطبه فيها بقوله

عبد الرحمان بن أحمد الدرقاوي

"الشيخ الإمام، الحافظ الهمام، خاتمة المحققين، ورأس الجهابذة المحدثين، العلامة الخبير الفهامة ينبوع الحكم الخ لم أر له ذكرا غير هذا. عبد الرحمان بن أحمد الدرقاوي وفيها أو قريب منها توفي عبد الرحمان بن أحمد الدرقاوي الحسني أخو الشيخ العربي المارّ الوفاة في السنة قبل هذه. كان مثال الاستقامة والدين على سنن أخيه. عبد السلام بن عبد الله حركات وفي أول هذه العشرة أو في آخرها توفي عبد السلام بن عبد الله حركات السلاوي، العلامة المشارك المطلع الفهامة المعتني. أخذ العلم بمدينة فاس وتولى القضاء بمدينة مكناس وبمدينة الصويرة، وكان مفتي العدوتين سلا والرباط، وأخذ التصوف عن الشيخ أحمد بن محمد الصقلي الحسيني المار الوفاة عام سبعة وسبعين ومائة وألف وكان ينشر طريقته بالعدوتين. له تآليف، منها شرح التحفة في مجلدين، وشرح منظومة ابن الأبار في صرف الجامعة؛ وله رسالة في البدع المحدثة في زمنه؛ وتاليف في النفقة؛ وتأليف في جلسة الحوانيت والأجزية مفيدة في بابها، إلى غير ذلك من الأجوبة، رأيت بعضها، وفي بعضها اعتراضات على الشيخ الرهوني في حاشيته على الزرقاني، وكذلك علي غيره من الفقهاء المتأخرين. وبلغني أن تآليفه أكثر من عشرين، توفي ببلده سلا. وفي وفيات أحمد القادري أنه توفي عام أحد عشر ومائتين وألف وربما كان بعد ذلك لأنهم ذكروا أن له اعتراضات على حاشية الرهوني. التهامي بن عبد العزيز المري وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي التهامي بن عبد العزيز المري الحسني، من الشرفاء أولاد المري المعروفين بفاس، لم أقف له على ترجمة ولا على وفاة، وإنما رأيت في الرسوم أنه كان نائبا في القضاء عن الشيخ أحمد بن التاودي ابن سودة مدة قضائه، وأنه حيا عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف، كما كان قبل ذلك ينوب عن الشيخ يوسف بن الطالب بوعنان وغيره. انظر علامته في كتاب قضاة فاس. المكي ابن الغازي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي المكي بن الغازي السجلماسي. قال حقه في جمهرة التيجان الشيخ الزياني مانصه: "والفقيه المشارك الكاتب الفاضل المكي ابن غازي السجلماسي أصلا الفاسي دارا ومنشأ، الفقيه الأستاذ المقرئ قرأ عليه السلطان المولى سليمان القرآن العظيم بسجلماسة. ولما ولاه الله الخلافة كان يأخذ عنه العلم وولاه قبائل تامسنا فأقام بها مدة أعوام إلى أن كبر سنه وعجز فأخره عنها وأنزله مكناسة الزيتون". علي التوريني وفيها أو قريب توفي علي التوريني الفقيه النبيه والكاتب المقتدر، كان كاتبا مع السلطان سيدي محمد بن عبد الله ثم مع المولى سليمان، ثم ولاه القضاء بمدينة تازا وبقي بها إلى أن توفي عن قضائها وبها دفن، له ذكر في جمهرة التيجان.

بلعباس ابن صابر

بلعبّاس ابن صابر وفيها أو قريب منها توفي بلعبّاس ابن صابر الفاسي دارا الهزميري أصلا من نسل الولي الشهير أبي يعزى يلنّور، وهو جد أولاد ابن العباس المعروفين بفاس. الفقيه العلامة المشارك كان كاتبا مع السلطان سيدي محمد بن عبد الله ثم مع ولده السلطان المولى سليمان.، وله في جمهرة التيجان. محمد بن محمد الحكماوي وفي هذه العشرة أو بعدها توفي محمد بن محمد الحكماوي الصنهاجي. كان كاتبا مع السلطان سيدي محمد ومع ولده المولى سليمان، وأخيرا قلده خطة إمارة السواحل وقبائلها وثغورها إلى أن توفي بمدينة طنجة وبها دفن. محمد بن علي الدليمي وفيها توفي محمد بن علي الدليمي أصلا المراكشي دارا ومنشا، من أخص شيوخ المولى سليمان. كان فقيها نبيها مشاركا توفي بمراكش. سعيد الواضلي وفيها توفي سعيد السوسي الواضلي الفاسي دارا ومنشأ، الفقيه الأديب المشارك الحازم، توفي بها ودفن بالقباب، بقى ذكره على صاحب السلوة. أحمد بن عبد الواحد الكتاني وفيها توفي أحمد بن عبد الواحد الكتاني الحسني، له تأليف في الشعبة الكتانية، انظر الدليل. عبد السلام ابن حليمة وفيها توفي عبد السلام بن حليمة، رجل ظاهر الجذب والصلاح، دفن خارج باب عجيسة. محمد ابن حماد المكناسي وفي حدود هذا العام توفي محمد ابن حماد المكناسي الفقيه الأجل العلامة الولي الصالح الخير الذاكر، كان يسكن بواد رشاشة، دفن بباب الحمراء قرب واد الزيتون، بقى ذكره علي صاحب السلوة، أفاد ذلك صاحب الروض الطيب العرف. حوادث مطر غزير بفاس هدم الدور وقتل طائفة من السكان في عشية رابع صفر نزل المطر الغزير وسالت الأودية من كل جانب، وكثر الماء بواد فاس وذلك بعد العشاء، فأغرق ما يليه من الدور وغيرها، وكثر الهدم ومات عدد كثير من الناس وانقطع المطر بعد ذلك، وبسببه كان الغلاء المفرط.

عام أحد وأربعين ومائتين وألف

عام أحد وأربعين ومائتين وألف هاشم بن عبد الله المركطاني في يوم الأحد عشري صفر توفي هاشم بن عبد الله الحسني العلمي الشهير بالمركطاني، له كرامات. دفن بزاوية شرقاوة قرب عقبة الزعتر. العباس بن أحمد ابن سودة وفي ليلة الجمعة سادس وعشري جمادى الأولى توفي العباس بن أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام خمسة وثلاثين ومائتين وألف، وجده عام تسعة ومائتين وألف. علامة مشارك، ناب عن والده مدة في قضاء الجماعة بفاس، وبعد وفاته استقل بها، ثم عزل عنها، وبعد عزله عن القضاء تولى الفتوى بفاس فكانت تقع بينه وبين القاضي محمد ابن إبراهيم مراجعات على ما هو معتاد بين المفتي والقاضي. ودفن بزاوية جده. محمد بن محمد ابن إبراهيم الدكالي وفي ليلة الجمعة ثامن رجب توفي محمد بن محمد-فتحا-بن الخياط ابن إبراهيم الدكالي المشنزائي. كان علامة مفتيا مشاركا مطلعا. تولى القضاء بمدينة فاس مدة قليلة، ودفن بروضة أبي المحاسن بالقباب. كانت ولادته عام ثلاثة وستين ومائة وألف. قال في حقه في نزهة الأبصار: "كان يلخص فتواه في سطرين اثنين وربما جمعها في سطر واحد من شدة حفظه وذكائه، ولا زالت الناس تأخذ العلوم من فتواه، وهي أقوى مستندهم إن راقت الفقيه". أحمد بزّة بن عبد المالك العلوي وفي عاشر رجب توفي أحمد بن عبد المالك العلوي الحسني المعروف بزّة لقصرة. كان علامة مطلعا مشاركا متضلعا، له نظم متوسط الجودة. تولى قضاء فاس مدة، وكان يأمر العدول أن يجعلوا له في تحليته العبد الفقير المعترف بالعجز والتقصير الخ له تأليف في تحريم السكر، ومجموعة خطب؛ وتقييد على خطبة المولى سليمان، إلى غير ذلك. توفي بمكناسة الزيتون. قال سيدنا الجد أحمد في بعض مقيداته: "ووالده عبد المالك هو أخو العلامة قاضي القضاة مولاي عبد القادر شارح الهمزية وغيرها المتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف. عبد السلام بن الطيب الأزمي وفي حادي عشر شعبان توفي عبد السلام بن الطيب بن عبد القادر بن أحمد بن يحيى بن علي الأزمي الحسني. كان علامة مشاركا مدرسا فصيحا مطلعا، تخرج على يده عدة من العلماء وأصبح شيخ الجماعة في وقته. توفي عن سن عالية ودفن بروضة أولاد بنيس بالقباب، ذكر عنه أنه كان يجلس للقراءة قرب الشروق ويبقى إلى صلاة الظهر ثم يقوم من مجلسه ويقوم أصحابه للصلاة، ثم يجلس للقراءة بعد الصلاة إلى العصر، كما ذكر أن له شرحا على الأربعين النووية.

محمد اليماني بن أحمد بوعشرين

محمد اليماني بن أحمد بوعشرين وفي أواسط قعدة توفي محمد اليماني بن أحمد بو عشرين الأنصاري والد الوزير الشهير الطيب بو عشرين الآتي الوفاة عام ستة وثمانين ومائتين وألف. عبد السلام بن أحمد الحلو وفيه توفي عبد السلام بن أحمد الحلو، من أولاد الحلو الوطاسيين المعروفين بفاس، علامة متفنن له خط بارع دفن بالقباب، بقي ذكره على صاحب السلوة، ذكره الجد المهدي من أصحابه. محمد الصالح بن أحمد بناني وفيه توفي محمد الصالح بن أحمد بناني. كان خيرا دينا ودفن بروضة أولاد بناني بالقباب. إدريس الرندى وفيه توفي إدريس الرندى الأندلسي، كان أديبا شاعرا مقتدرا. محمد بن محمد السجلماسي وفيه توفي محمد بن محمد بن صالح السجلماسي الصحراوي الروداني دارا، علامة كبير، وشيخ شهير، له عدة تآليف. تولى قضاء مدينة تيزنيت ونواحيها مدة. ترجمته في كتاب المعسول (6:32) تحققت أنه توفي في الرابع والعشرين من رمضان عامه. وله ديوان شعر وقف عليه الشيخ المختار السوسي وجعل له مقدمة كما في كتابه سوس العالمة. وله تأليف في شيخه أحمد بن عبد العزيز الهلالي المار الوفاة عام خمسة وسبعين ومائة وألف ذكر فيه ترجمته وفتاويه إلى غير ذلك. محمد شهبون وفيه توفي محمد شهبون. ذكر الشيخ المهدي الجد في تقييداته أنه من أصحابه.

عام اثنين وأربعين ومائتين وألف

عام اثنين وأربعين ومائتين وألف عمر بن أحمد العرافي في حادي وعشري ربيع الثاني توفي عمر بن أحمد بن إدريس العراقي الحسيني يشار إليه بالخير، له كرامات، ودفن بروضتهم بالقباب. محمد بن عبد الخالق ابن سليمان وفيه توفي محمد بن عبد الخالق ابن سليمان الأندلسي، قتله السلطان المولى عبد الرحمان. كان وزيرا للمولى سعيد لما نصره أهل فاس، ولما تم الأمر للمولى عبد الرحمان قبضه وأرسله سجينا لمدينة الصويرة ثم بعد ذلك أمر بقتله. حمزة بن محمد العيّاشي وفيه توفي حمزة بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن الشيخ أبي سالم العيّاشي كان فقيها خيرا دينا على سنن أسلافه.

عام ثلاثة وأربعين ومائتين وألف

عام ثلاثة وأربعين ومائتين وألف أحمد الحبيب بن محمد اللمطي الفلالي في تاسع وعشرى محرم توفي أحمد الحبيب بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن محمد بن أحمد بن العارف يعقوب بن عبد الواحد دفين رشيدة على مرحلة من تازا، اللمطي الفلالي، الشيخ الإمام، العلامة الهمام. له نظم سماه فريدة السمط الفريد في رثاء السبط ولعن اليزيد، وله الوظيفة السّنية في الأذكار السّنية، والدعوات النبوية. أحمد بن العربي الشرقاوي وفي ربيع الأول توفي أحمد بن العربي بن الشيخ المعطّى بن الصالح الشرقاوي العمري. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثين ومائتين وألف، وجدّه، كان خيرا دينا. محمد الطالب بن محمد ابن سودة وفي يوم الجمعة بعد صلاة العصر ثاني جمادى الثانية توفي محمد الطالب بن محمد -فتحا-ابن سودة. كان علامة مشاركا مطلعا فرضيا حيسوبيا موقتا، وهو والد الإخوة الخمسة الآتية وفاتهم-رحمهم الله-دفن بروضة أولاد بنيس بالقباب. محمد التهامي بن محمد البوري وفيه توفي محمد التهامي بن الحاج محمد البوري، من أولاد البوري المعروفين بفاس، وأصلهم من درعة. علامة مشارك له شرح على أرجوزة الشيخ الطيب ابن كيران في الاستعارة الشهير بين أيدي الطلبة، ودفن بروضة العلماء بالقباب. محمد ابن عيسى وفي توفي محمد بن عيسى السلاوي كان علامة مشاركا مدرسا مجاورا بمكة المكرمة مدة، ولعله توفي هناك. ذكر الجد المهدي أنه من أصحابه. أبو بكر ابن زيان الإدريسي وفيه توفي أبو بكر ابن زيان الإدريسي الحسني الجوطي، شيخ الجماعة في التعديل والتوقيت والحساب والفرائض، مع مشاركة تامة في غير ذلك من علوم العربية، له تآليف. توفي في ذي الحجة، من أشياخ الجد المهدي رحمه الله، ودفن داخل قبة المولى إدريس بن إدريس. الهادي بن عبد المالك الإدريسي وفي هذه السنة توفي الهادي بن عبد المالك الإدريسي الحسني الجوطي، الفقيه المشارك المطلع، ودفن بقبة المولى إدريس كابن عمه المذكور قبله.

حوادث

حوادث تفقد السلطان المولى عبد الرحمان للثغور المغربية وفيه خرج السلطان المولى عبد الرحمان لزيارة ثغور المغرب وإصلاح ما فسد منها، فمر على تطوان وطنجة وأصيلة والعرائش إلى أن وصل لأسفي فوجد المهدي الشرادي متمردا بها من قبل على الخليفة السلطاني، فحاربهم كما ياتي في السنة بعد هذه.

عام أربعة ومائتين وألف

عام أربعة ومائتين وألف أبو القاسم بن أحمد التادلي في يوم الاثنين متم ربيع الأول توفي أبو القاسم بن أحمد التادلي. كان شيخا أستاذا مجودا صالحا له كرامات، دفن خارج باب الساكمة وبنيت عليه قبة بناها عليه السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان. ذكر في السلوة أنه من نسل سيدنا عمر-رضي الله عنه-ولا يصح ذلك عندي. له كتاب في الرجال لم أقف عليه بعد البحث. محمد سلامة وفي ربيع الثاني توفي محمد سلامة، الولي الصالح البهول، كذا بخط الوزير ابن إدريس. الفضيل بن محمد العمراني وفي رمضان توفي الفضيل بن محمد بن عبد المالك بن محمد بن أحمد العمراني الحسني الإدريسي الجوطي، له كرامات، وله تأليف في الوعظ والأذكار، اعتكف للعبادة سنين بمسجد الأبّارين وانقطع عن الخلق وزهد في الدنيا ولبس الخشن من الثياب، ودفن بالقباب بروضة أولاد بناني. محمد بن التهامي ابن عمرو وفيه توفي محمد بن التهامي بن عمرو الرباطي. تقدمت وفاة والده عام خمسة وتسعين ومائة وألف. كان علامة مشاركا أديبا ناظما ناثرا، له فهرسة؛ ورحلة؛ وديوان شعر؛ وله معارضة الشمقمقية بنظم متين وأسلوب عجيب، شرحها قاضي فاس محمد بن عبد السلام السائح وقد طبع. توفي بمكة حاجّا. أبو بكر بن عبد الرحمان الحجوي وفيه توفي أبو بكر بن عبد الرحمان الحجوي القندوسي من أشياخ ابن رحمون. الجيلالي بن الهاشمي الخياطي وفيه توفي الجيلالي بن الهاشمي الخياطي الحسني الأستاذ المكاشف. عبد الله بن علي السّكياطي وفيه توفي عبد الله بن علي الرجراجي السكياطي، ألف في مناقبه صاحبه التهامي بن محمد الأوبيرى الآتي الوفاة عام ستة وأربعين ومائتين وألف تأليفا سماه إتحاف الخل المواطي ببعض مناقب الإمام السكياطي، في نحو ثلاثة كراريس، وصفه بالشيخ الإمام العالم المقرئ المفتي. توفي بمراكش. محمد بن أحمد الشرادي وفيه توفي محمد بن أحمد بن عبد الله بن مبارك الشرادي الولي الصالح عاش مرحّلا مزعجا عن وطنه.

حوادث

حوادث إيقاع السلطان بزاوية الشرادي وفيه وقع قتال بين السلطان المولى عبد الرحمان وبين المهدي الشرادي صاحب الزاوية قرب مدينة أسفي، فأوقع بأهلها وفر رئيسها المهدي المذكور وبقى فارا إلى أن رجع وتاب، واستقرّ إلى أن توفي عام ثلاثة وتسعين ومائتين وألف بفاس كما ياتي، وهو ولد محمد بن أحمد الشرادي المذكور قبل.

عام خمسة وأربعين ومائتين وألف

عام خمسة وأربعين ومائتين وألف محمد بن محمد الكرزازي وفي محرم توفي محمد-فتحا-بن محمد بن عبد الله بن محرز بن عبد الرحمان الكرزازي الشاوي، كذا بخط ابن رحمون. ثم وقفت على أن له كتاب المناقب المغرية في مآثر الأشياخ الكرزازية. انظر الدليل، وأن ابن رحمون عده من أشياخه وأخذ عنه، والجد المهدي في تقييداته عده من أصحابه. محمد بن زروا الصفريوي وفي أواسط صفر توفي محمد بن زروا الصفريوي شهيدا، الأستاذ المجوّد الخطيب البليغ، له فهرسة، ثم رأيت الشيخ ابن رحمون يحليه بقوله: "شيخنا المعمر البركة الفقيه العلامة الأستاذ المجود الخطيب البليغ"وذكر أنه أخذ العلم عن المنجرة وابن عبد السلام بناني وعن الشيخ عمر الفاسي والشيخ التاودي وعن الشيخ جسوس. محمد بن محمد بناني وفي ثالث ربيع النبوي توفي محمد بن الشيخ محمد بن الحسن بناني. تقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائة وألف. ولي الخطابة بعد أبيه بمولاي إدريس الأزهر ثم تركها لمرض أصابه، ودفن مع والده بالدرب الطويل. المامون بن المهدي أفيلال وفي يوم الاثنين ثالث عشر ربيع الأول توفي المامون بن المهدي بن محمد أفيلال، علامة مشارك، تولى قضاء مدينة تطوان مدة، ودفن بها. محمد الحفيد ابن عدّو وفي ليلة السبت ثاني جمادى الأولى توفي محمد الحفيد بن عدّو الحسني الإدريسي. كان وليا صالحا له كرامات، ودفن خارج باب الفتوح. المكي بن عبد السلام الشرايبي وفي عصر يوم الخميس فاتح رمضان توفي المكي بن عبد السلام بن أحمد بن محمد -فتحا-الشرايبي، عالم له فهرسة. أبو يعزى بن مالك الزناتي وفيه توفي أبو يعزى بن مالك الزناتي الكراري، ذكر من بين طلبة الرباط.

حوادث

حوادث قدوم قنصل الدولة الأنجليزية وفي أوائل رجب وفد على السلطان المولى عبد الرحمان قنصل الدولة الأنجليزية لأجل تجديد المهادنة، قدم عليه لمدينة مراكش. هجوم بحري على العرائش وفي يوم الأربعاء ثالث قعدة هجمت الدولة الفرنسية (¬7) على مدينة العرائش بستة سفن لكنهم رجعوا على أعقابهم خائبين. معاهدة صلح وتجارة مع النمسا وفي هذا العام وقعت معاهدة صلح وتجارة بين دولة النّمسا والمغرب سجلت بجبل طارق، تنص على الصلح المتبادل والمعاونة ومنع رق النمساويين وحرية الدخول إلى الموانئ وتحديد واجبات الديوانه على قاعدة الدول المفضلة. *وفي آخر محرم استولت الدولة الفرنسية على الجزائر (¬8). ¬

(¬7) لعل الصواب"الدولة النمساوية"فهي التي رابطت أساطيلها على الشواطئ المغربية قبل توقيع معاهدة الصلح. (¬8) سبق قلم، بل كان احتلال الفرنسيين للجزائر يوم رابع عشر محرم من السنة التالية 1246 موافق خامس يوليوز سنة 1830.

عام ستة وأربعين ومائتين وألف

عام ستة وأربعين ومائتين وألف الحاج أحمد الحجام في خامس عشر شعبان توفي الحاج أحمد الحجام. كذا بخط الوزير ابن إدريس. التهامي بن محمد الاوبيري وفي آخر شعبان توفي التهامي بن محمد بن مبارك الاوبيري الحمري، حج عام أحد عشر ومائتين وألف. علامة مشارك له تأليف في صاحبه السكياطي المار الوفاة عام أربعة وأربعين ومائتين وألف سماه إتحاف الخل المواطي ببعض مناقب الإمام السكياطي. محمد بن عبد الكريم القبلي وفيه توفي محمد-فتحا-بن عبد الكريم القبلي الحسني. كان علامة مشاركا من أشياخ الجد المهدي رحمه الله. حوادث فتنة بين الأوداية وأهل فاس وفي يوم الاثنين سابع عشر ذي الحجة وقعت فتنة عطيمة بين قبيلة الأوداية وبين أهل فاس دامت مدة. دخول تلمسان تحت طاعة السلطان مولاي عبد الرحمان وفيه دخلت مدينة تلمسان تحت طاعة السلطان المولى عبد الرحمان وبقيت إلى ان استولت عليها الدولة الفرنسية بعد ذلك.

عام سبعة وأربعين ومائتين وألف

عام سبعة وأربعين ومائتين وألف محمد المكي الدّلائي في عشية يوم الخميس سابع صفر توفي محمد المكي بن محمد بن محمد الدّلائي. ولد عام مائتين وألف. كان عالما مشاركا موقتا إماما في المعقول والمنقول دقيق النظر، ينوب عن بعض قضاة فاس، ألّف في ترجمته ولده محمد تأليفا صغيرا سماه بغية الرّائي في التعريف بالشيخ أبي عبد الله محمد المكي الدّلائي. دفن بروضة الشيخ العايدي بالقباب. علي بن عبد الله المتّيوي وفي يوم الثلاثاء رابع رمضان توفي علي بن عبد الله المتّيوي. كان فقيها نحويا أديبا مشاركا، له قصائد شعرية، وله شرح عجيب على قصيدة الشيخ إبراهيم الرياحي التونسي المتوفي عام ستة وستين ومائتين وألف في مدح المولى إبراهيم بن السلطان المولى سليمان التزم فيه السجع، ودفن خارج باب عجيسة. محمد بن علي العسري الوزاني وفي سادس وعشري رمضان توفي محمد بن علي العسري الوزاني، تقدمت وفاة والده عام ستة وثمانين ومائة وألف. توفي عن غير عقب، العلامة الأديب. بقى ذكره على صاحب السلوة. عمر بن سليمان العلوي وفيه توفي المولى عمر بن السلطان مولانا سليمان. كان علامة مشاركا. العابد بن علي العلوي وفيه توفي العابد بن علي بن محمد العلوي الحسني، تولى الوزارة بحضرة المولى عبد الرحمان في ابتداء أمره. أحمد زروق بن محمد الجعفري وفيه توفي أحمد بن محمد بن موسى الجعفري التواتي الملقب بزروق، من أشياخ ابن رحمون. محمد بن عبد الودود التازي وفيه توفي محمد بن عبد الودود بن عمر التازي الأندلسي، له نزهة الأخيار المرضيين في مناقب العلماء الدلائيين، تقدمت وفاة والده عام خمسة وتسعين ومائة وألف. ذكر الجد المهدي في تقييده أنه من أصحابه.

حوادث

حوادث عزل بعض القضاة وفي سادس ربيع الأول عزل عن القضاء بفاس المولى عبد الهادي العلوي الحسني وولى مكانه العربي بن الهاشمي الزرهوني، وورد الخبر بعزل الزرهوني من مكناس في ثاني شعبان وتولى مكانه الشيخ علي التسولي. احتلال تلمسان وفي ثالث وعشري رمضان احتل الفرنسيون مدينة تلمسان. ولادة الحسن الأول وفي هذه السنة ولد السلطان الجليل المولى الحسن بن محمد بن عبد الرحمان الآتي الوفاة عام أحد عشر وثلاثمائة وألف. ثورة الأوداية والإيقاع بهم وفيه قامت الأوداية على السلطان المولى عبد الرحمان فأوقع بهم في السنة بعد هذه. امتحان الوزير محمد بن إدريس العمراوي وفيه عزل السلطان المولى عبد الرحمان الوزير محمد بن إدريس العمراوي عن الوزارة وامتحنه وبقى عاطلا مدة، ثم رده إلى الوزارة كما ياتي، وكان الوزير بعده الفقيه المختار بن عبد الملك الجامعي الآتي الوفاة عام واحد وخمسين ومائتين وألف.

عام ثمانية وأربعين ومائتين وألف

عام ثمانية وأربعين ومائتين وألف محمد بن محمد النجار الشفشاوني في العشرة الأولى من محرم الحرام توفي محمد بن محمد النجار الحسني الشفشاوني، العلامة المشارك الصوفي الدراكة الفهامة المرشد، من أكبر تلامذة الشيخ العربي بن أحمد الدرقاوي، توفي بالرباط ودفن به. محمد بن الطاهر العلوي المدغري وفي يوم الخميس منتصف جمادى الأولى توفي محمد بن الطاهر بن عبد المالك بن محمد-فتحا-العلوي الحسني المدغري اليوسفي. كانت ولادته عام خمسة وثمانين ومائة وألف. كان محدثا حافظا لافظا محققا في جل الفنون، قال في حقه سيدنا الجد أحمد في بعض مقيداته: "إنه ولد ببني مكيلد ثم ارتحل إلى سجلماسة ونواحيها وأخذ بها عن جملة وافرة من الأعلام، ثم ارتحل إلى فاس وأخذ عن ابن الحاج والزروالي ومن فوقهم، وأدرك الشيخ التاودي ابن سودة، فكان علم أهل عصره في جميع الفنون غواصا على الدقائق مع الاستغراق في المطالعة والإفادة. أمره السلطان بقراءة التفسير بين العشائين بجامع القرويين، فقرأ البيضاوي واختص السلطان بالقراءة عليه سفرا وحضرا إلى أن توفي بمراكش عن ثلاث وستين سنة. فجعل السلطان مكانه في المشيخة سيدي التهامي الحمادي فقرأ سنة ومات، ثم صار مكانه عبد القادر الكوهن إلى أن سافر للحج، فجعل مكانه سيدي العباس ابن كيران، ثم مات فجعل مكانه أخاه أبا عيسى المهدي، ثم مات أيام مولانا الحسن رحمه الله، فجعل مكانه العبد المذنب القصير الباع القليل الاطلاع عام خمسة وتسعين ومائتين وألف"انتهى كلام الجد أحمد ابن سودة ومن خطه نقلت. وستقف على وفاة الجميع في هذا الوفيات إن شاء الله. عبد الله بن أحمد المصمودي وفي ليلة الأربعاء عاشر شوال توفي عبد الله بن الحاج أحمد المصمودي التطواني، علامة مشارك تولى قضاء مدينة تطوان مدة. المكي بن أحمد البلغيثي وفي شوال توفي المكي بن أحمد بن الهاشمي البلغيثي الحسني، يشار إليه بالخير والصلاح، ودفن قرب الشيخ أبي القاسم الوزير بالقباب. محمد بن محمد البوعزاوي وفيه توفي محمد بن محمد البوعزاوي، كان يعد من طلبة مدينة تطوان، وبها توفي.

عام تسعة وأربعين ومائتين وألف

عام تسعة وأربعين ومائتين وألف محمد التهامي ابن حماد المكناسي في يوم الأربعاء حادي عشر صفر توفي محمد التهامي ابن حماد بن عبد الواحد المطيري الحمادي المكناسي، كان أعجوبة الدهر في الحفظ والإتقان والتحرير والإجادة، ناظما ناثرا. تولى قضاء بلده مكناس ثم مراكش، وأقرأ في مجلس السلطان الحديث، له شعر يدل على عارضة كبيرة في الأدب. كان السلطان المولى عبد الرحمان لا يفارقه سفرا وحضرا. فدعته المنية بثغر الرباط وبه دفن بدويرة زاوية الشيخ أحمد ابن ناصر، لأنه اشتد به المرض بمراكش فأرسله السلطان المولى عبد الرحمان إلى داره بفاس، فلما وصل رباط الفتح اشتد عليه المرض قبل وصوله إلى فاس. تقدمت وفاة والده عام أربعين ومائتين وألف. قال في حقه سيدنا الجد أحمد-رحمه الله-في بعض تقاييده: "شيخ مشايخنا أبو عبد الله سيدي محمد التهامي بن الولي البركة سيدي حماد بن عبد الواحد المطيري الشهير بالمكناسي، ولد بمكناس وبها نشأ ثم ارتحل إلى فاس فأخذ عن ابن الحاج والقاضي ابن سودة والزروالي وابن منصور وأبي العلاء العراقي. كان آية الله في الإدراك وسعة الحفظ، واستبحر في العلوم والتصوف محققا متقنا مبرزا في المعقول والمنقول، ويرحم الله القائل. فقل لمن عنه غدا سائلا … قد جمعت فيه الخصال الحسان ولي قضاء مراكش ومكناس فحمدت سيرته واشتهرت عدالته، له الجاه العظيم عند الناس والحرمة الوافرة، مقبول الكلمة معظم الجانب، مجلسه كثير الفوائد، عظيم الفرائد. قال شيخنا سيدي الطالب ابن الحاج في حقه: وقد لازمته في جل الفنون المتدوالة حديثا وفقها ونحوا وبيانا ومنطقا وأصولا، وأجازني بجميع مقروآته ومروياته حين استدعاه صاحبنا الفقيه سيدي محمد الكردودي للإجازة لي وله. ثم قال سيدنا الجد: توفي يوم الأربعاء حادي عشر صفر عام تسعة وأربعين ومائتين وألف برباط الفتح منعطفا إلى فاس من حضرة السلطان، لكونه كان شيخ الحضرة المولوية في قراءة صحيح الإمام البخاري، وعمره نيف وستون سنة"انتهى كلام سيدنا الجد. محمد الضريف وفي يوم السبت سابع وعشر سفر توفي محمد الضريف الحسني. كان دينا خيرا. أبو القاسم بن محمد الزّياني وفي رابع رجب توفي أبو القاسم بن محمد بن أحمد بن علي الزّياني، الكاتب المقتدر، الرحالة الوزير. ولد عام ثمانية وأربعين ومائة وألف، وقد طال عمره. ولي الوزارة زمن السلطان سيدي محمد بن عبد الله، وله تآليف عديدة جلها في تاريخ المغرب، منها الترجمان المعرب عن دول المشرق والمغرب؛ والبستان الظريف في دولة مولاي أولاد علي الشريف؛

محمد بن قاسم الصواف

ورحلات ثلاث؛ وألفية السلوك في وفيات الملوك؛ وشرحها؛ والحادي المطرب في رفع نسب شرفاء المغرب؛ والسلوك فيما يجب على الملوك؛ والدرة السنية الفائقة في كشف مذاهب أهل البدع من الخوارج والروافض والمعتزلة والزنادقة؛ وجوهرة التيجان وفهرسة الياقوت واللؤلؤ والمحرجان في الملوك العلويين وأشياخ مولانا مولانا سليمان؛ وديوان شعر؛ ورشف اللهفان في ذكر بعض محاسن سيدنا ومولانا عبد الرحمان، وله حديقة الحكام الثّقاة، ومن انضاف إليهم من البغاة، إلى غير ذلك من التآليف، وكلها شهيرة. ودفن بالزاوية الناصرية بفاس. محمد بن قاسم الصّواف وفي زوال يوم الاثنين الثالث والعشرين من رمضان توفي محمد بن قاسم الصّواف الشيخ العلامة المشارك الضرير، إمام جامع مدينة وزان ومدرسها نحو أربعين سنة. محمد بن المكي الوزاني وفي سابع عشر شوال توفي محمد بن المكي بن محمد الحسني الوزاني ودفن بوزان، يشار إليه بالخير. حوادث إخراج الأوداية من فاس وفي ربيع الأول أخرج السلطان قبيلة الأوداية من فاس الجديد. خسوف كلي للقمر وفي ليلة الجمعة خامس عشر شعبان وقع خسوف في القمر أتى عليه كله.

عام خمسين ومائتين وألف

عام خمسين ومائتين وألف مسلمة بن محمد العلوي وفي منتصف جمادى الثانية توفي مسلمة بن السلطان سيدي محمد بن عبد الله، بويع له بوزان وخطب به في تطوان وطنجة والعرائش والقصر الكبير، واعترفت به قبائل الجبل وبنى حسن وأهل الغرب وقبائل الريف وغمارة، وذلك بعد موت أبيه ولم يتم له أمر، ورحل إلى الحج ثم إلى تونس وتوفي بها. التهامي بن علي الوزاني وفي يوم الخميس ثاني شعبان توفي التهامي بن علي بن أحمد الوزاني الحسني يشار إليه بالخير والصلاح، وهو أخ المولى العربي الآتي الوفاة عام ستة وستين ومائتين وألف. محمد بن الحسن أقصبي وفي يوم الأربعاء سادس عشر شعبان توفي محمد بن الحسن أقصبي. كان مشاركا محققا عالما مدرسا، له شرح على مشارق الأنوار للإمام الصغاني، وشرح على مختصر السعد، وشرح على أرجوزة شيخه الشيخ الطيب ابن كيران في الاستعارة، وحاشية على شرح قدورة على السلم في علم المنطق، إلى غير ذلك. دفن بالقباب بمطرح الجلة. توفي من غير عقب شهيدا بالطاعون. محمد بن عبد الهادي العلوي وفيه توفي محمد بن عبد الهادي العلوي، مجذوب ساقط التكليف توفي بفاس. محمد بن إبراهيم السملالي وفيه توفي محمد-فتحا-بن إبراهيم السملالي السوسي، عالم مشارك مفت له اطلاع كبير في علم النوازل، ذكره في كتاب المعسول. المهدي بن الطالب الشفشاوني وفيه توفي المهدي بن الطالب الشفشاوني الحسني. أحمد ابن الطاهر وفيه توفي أحمد بن الطاهر الأندلسي أصلا المراكشي دارا. كان علامة مشاركا أديبا لغويا، حج وزار. له شعر متوسط الجودة، وله معرفة بالأحكام النجومية والأزياج وبعلم الهندسة والجدول. عبد السلام بن محمد سكيرج وفيه توفي عبد السلام بن محمد سكيرج التطواني، العالم المؤرخ، ولد عام خمسة وأربعين ومائة وألف تقريبا، له نزهة الإخوان وسلوة الأحزان في الأخبار الواردة في بناء تطوان ومن حكم فيها وتقرر من الأعيان. ودفن بتطوان.

علي بن سليمان العلوي

علي بن سليمان العلوي وفيه توفي علي بن السلطان المولى سليمان العلوي، علامة مشارك، دفن بزاوية الشيخ التاودي ابن سودة. بقى ذكره على صاحب السلوة. حمّ بن عبد الرحمان الخطيب وفيه توفي حمّ بن عبد الرحمان الخطيب الأندلسي، من أولاد الخطيب المعروفين بفاس. أحمد بن عبد الرحمان التّهالي وفيه توفي أحمد بن عبد الرحمان بن عبد الله التّهالي السوسي الأيسى، الفقيه العلامة الدراكة الفهامة. أحد تلامذة الشيخ التاودي ابن سودة وأجازه إجازة عامة، انظر نصها في نزهة الأبصار للشيخ العربي بن عبد القادر بن علي المشرفي الحسني. محمد بن محمد ابن قدّور وفيه توفي محمد بن قدّور بدون نسب، كذا بخط الجد المهدي في تقييده، وأنه من أصحابه. وبعد مدة وجدت أنه محمد بن قدور التطواني من الآخذين عن المولى العربي الدرقاوي، وبعده عن الشيخ الحراق، وانتقل من تطوان إلى فاس وله فيها أولاد، وهو محمد بن محمد ابن محمد بن قدور، وتوفي بفاس. بقي ذكره على صاحب السلوة. بلقاسم العراقي وفيه توفي بلقاسم العراقي الحسيني، من أصحاب سيدنا الجد المهدي، ذكره في تقييده ولم أقف له على ترجمة. الطيب بن إبراهيم الصّقلي وفيه توفي الطيب بن إبراهيم الصّقلي الحسيني. كان خيرا دينا صالحا لم يذكر تعيين وفاته في السلوة. العربي بن محمد الغربي وفيه توفي العربي بن محمد بن أحمد الغربي الدكالي الرباطي، من أكبر علماء الرباط. تقدمت وفاة والده عام ثمانية عشر ومائتين وألف، وتقدمت وفاة جده. محمد بن العباس الجزولي وفي قريب منها أيضا توفي محمد بن العباس بن الحسن بن محمد بن قيس الجزولي السوسي محتدا الفاسي دارا، من أكبر تلامذة الشيخ التاودي ابن سودة، الفقيه الأفضل، العالم الصوفي الأمثل، الناسك الأرشد، الشيخ الجليل، كان يتبرك به السلطان المولى سليمان رحم الله الجميع. له المواهب القدوسية في بعض المشايخ الصوفية. توفي ببلده. عبد العزيز بن عبد الرحمان الحلو وقريبا من هذه السنة توفي عبد العزيز بن عبد الرحمان الحلو، من أولاد الحلو المعروفين بفاس، حلاّه في جمهرة التيجان بقوله"الفقيه الأديب منشئ الدفاتر وجاعل الكتب في الترجمة".

عبد المالك ابن بيهى الحاحي

عبد المالك ابن بيهى الحاحي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي عبد المالك بن بيهي الحاحي عامل قيادة سوس ومدينة الصويرة، بقى على ذلك مدة إلى أن وقع إعفاؤه عام أحد عشر ومائتين وألف. كان أستاذا في علم القراءات مع الدين المتين والعمل الصالح، بقى على حاله إلى أن توفي عن نحو مائة سنة في بوترارت من بلاد حاحة وأقبر بضريح سيدي أحمد بن حامد، ثم نقل إلى داخل قبة سيدي مكدول بمدينة الصويرة أفاد ذلك في كتاب إيقاظ السريرة (ص.52). محمد بن إبراهيم الزداعي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي محمد بن إبراهيم الزداعي المراكشي الفقيه العلامة المشارك، كان متصلا بالمولى سليمان وحج مع ولده المولى إبراهيم، وتذاكر مع الشيخ محمد ابن عبد الوهاب في الحجاز واقتنع بآرائه، ولما أتى إلى المغرب صار ينشر المذهب الوهابي، فكان العلماء ينسبونه إلى الانحراف في الدين. توفي ببلده مراكش. حوادث استبدال بعض القضاة بفاس في رابع صفر عزل الشيخ علي التسولي عن القضاء بفاس وتولى مكانه الشيخ عبد الهادي بن عبد الله العلوي الحسني مرة ثانية وبقى إلى أن توفي عام اثنين وسبعين ومائتين وألف كما ياتي. ظهور الوباء بالمغرب وفي يوم الثلاثاء مهل رجب ظهر بجميع أنحاء المغرب المرض المسمى بالوباء-أعاذنا الله منه-، وكان على أنواع منهم من يصيبهم في رجله ثم يصير إلى قلبه يموت، ومنهم من يصيبه في رأسه ثم يصير إلى قلبه فيموت. منع اليهود من بناء حمام بحارتهم وفي هذا السنة رام اليهود سكان الملاح بفاس الجديد أن يبنوا حماما بحارتهم ورفعوا طلبهم إلى السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام، فأصدر أمره لعلماء الوقت بالإفتاء في ذلك، فأفتوا بأنه لا يمكّنهم من ذلك وأنه لا نص في المسألة ولكن الظواهر والتعليقات تشير إلى المنع. فممن أفتى بذلك القاضي مولاي عبد الهادي العلوي والسيد علي التسولي والسيد محمد السوسي والسيد عبد القادر الكوهن وسيدي محمد بن عبد الرحمان الحجرتي وسيدي بدر الدين الحمومي وسيدي عبد السلام بوغالب وسيدي عبد الواحد ابن سودة وأبو عبد الله محمد الشفشاوني وأبو العبّاس أحمد المريي وأبو زيد عبد الرحمان الحلو وسيدي العربي الزرهوني. وهذا الأخير رجع وكتب أوراقا بالإباحة وبعث بها إلى السلطان فردها إلى العلماء

فنقضوها عروة عروة. فلما وصله ذلك أمر بالفقيه الزرهوني المذكور بأن يطاف به في الأسواق ونهب داره ثم وجهه إلى ثغر الصويرة وبقى بها إلى أن توفي هناك. انتهى من الروض الطيب العرف. وتأتي وفاة الشيخ الزرهوني عام ستين ومائتين وألف. ورحم الله الشيخ الزرهوني حيث أفتى بإباحة ذلك فلا معنى لمنعهم منه عقلا ولا قانونا وقد صرحوا أنه لا نص في ذلك، وحيث لا نص فلا شك أن الأصل الإباحة. وقد ظلم الشيخ الزرهوني بتغريبه عن بلاده والأمر لله. وانظر بعض نصوص هذه الفتاوى في المعيار الصغير للشيخ المهدي الوزاني المطبوع على الحجر.

خاتمة

خاتمة وسأذكر هنا في آخر هذا العام الذي هو عام خمسين ومائتين وألف بعض من وقفت على ذكرهم من العلماء والأدباء وغير هم ولم أتحقق من تعيين سنة وفاتهم ويغلب على الظن أنها كانت داخل هذه الخمسين عاما. وقد ذكرت ذلك غير مرتب بحسب ما وقفت عليه سواء توفي في هذه العشرة الأخيرة أو قبلها والرجاء ممّن تحقق لديه تعيين عام وفاة أحدهم أن يلحق ذلك في محله مع ذكر اسمه والله المستعان. أحمد بن محمد الكنكسي الجبلي أحمد بن محمد بن أحمد الكنكسي المكناسي الشهير بالجبلي، له تأليف النفحات الوردية والمطيبات الطبيعية في تاريخ مكناسة الزيتون المولوية. توفي ببلده مكناسة الزيتون. وكان حيا عام ثمانية وأربعين ومائتين وألف. أحمد بن العربي عاشور أحمد بن العربي عاشور الرباطي. كان علامة مشاركا حيسوبيا مؤرخا، له ولع بعلم الهيئة والتعديل، وله قصائد عديدة علمية وأدبية وأزجال في المدح، وله أرجوزة في علم التوقيت شهيرة. توفي ببلده الرباط. أحمد بن عبد الله الجكني أحمد بن عبد الله الجكني ذكره في رياض الورد وحلاه بالأديب المشارك. أحمد بن علي الأمراني أحمد بن علي العلوي الأمراني، رأيته محلّى هكذا"العالم المشارك الدراكة المفتي النسابة العارف بأصول الفقه وفروعه قد استوزه المولى سليمان مدة". أحمد بن دحّو الدّكّالي أحمد بن دحّو الدّكّالي نزيل مدينة أزمور. كان علامة مشاركا تولى القضاء بأزمور مدة. أحمد السجلماسي التغراسي أحمد السجلماسي التغراسي، الفقيه الكاتب مع المولى سليمان مدة، وأخيرا ولاه أقاليم درعة والفايجة فأحسن السيرة، وهناك توفي. أحمد بن المختار الغربي أحمد بن المختار بن أحمد الغربي الدكالي الرباطي. كان يعد من طلبة مدينة الرباط. محمد بن علي التّركي محمد بن علي التّركي الرباطي، المشارك المهندس الموقت المبدع. توفي ببلده الرباط، له شكل سماه شكل الكوري وهو شكل شامل () الزوايا والخطوط وأشكال الهندسة لما لم تشمله أصول إقليدس وتهذيب الطوسي، ويحق أن يبحث عليه وينشر لأنه ابتكار، كما كان له اليد الطولى في صنع الأسطرلاّب.

محمد بن علي دينية

محمد بن علي دينية محمد بن علي دينية الرباطي، العلامة مفتي الرباط، له تأليف سماه كنز الخيرات وأنوار الفتوحات. توفي ببلده. محمد بن عبد الرحمان البطاوري محمد بن عبد الرحمان البطاوري الرباطي، الأديب المشارك الناظم الناثر. توفي ببلده. محمد الأمين بن جعفر العلوي محمد الأمين بن جعفر العلوي الحسني الصوصي، من أيت الرتب أحد أعمال سجلماسة. له فهرسة، أخذ عنه ابن رحمون. انظر الدليل. محمد بن يحيى المعدرى محمد بن يحيى المعدرى السوسي، له تأليف في أنساب اليعقوبيين السملاليين، كذا كتب لي الأخ المختار السوسي. محمد بن علي الفيلالي محمد بن علي الفيلالي، المحقق المدقق الفهامة. وصفه صاحب شرح المرشد الشيخ السهيلي الآتي الوفاة عام ستين ومائتين وألف بأنه شيخه بعد ما حلاه بما ذكر. محمد بوجمعة محمد بوجمعة السلوي، كان عالما وتوفي بمدينة سلا. محمد بن علي بوزيد محمد بن علي بن محمد بوزيد العرايشي الخمسي، ذكر الشيخ الطالب ابن الحاج في كتابه رياض الورد أنه من الشعراء الذين مدحوا والده الشيخ حمدون وحلاه بقوله الأديب البارع المشارك. محمد بن علي الوزاني محمد بن علي الوزاني دارا، ذكره الشيخ الطالب ابن الحاج وقال في تحليته: الأديب البارع"كما ذكر والده عليا وحلاه بقوله الأديب الكاتب أبو الحسن علي. بو عبيد بن بو بكر التادلي بو عبيد بن بو بكر بن محمد بن بو عزة التادلي السجدالي العمري. حلاه الشيخ السهيلي في شرحه على المرشد بقوله: الفقيه الرحالة الراوية الأجل المحدث الأفضل البركة الأعدل انتهى. لم أقف له على غير هذا. وبعد مدة وقفت على تقاييد وجدت فيها: الفقيه الأجل المحدث الواعظ سيدي بو عبيد بن محمد التادلي مات في ربيع عام أربعة وسبعين ومائتين وألف انتهى. فانظر هل هو هذا أو غيره؟

محمد بن عمر الفيلالي

محمد بن عمر الفيلالي محمد بن عمر بن محمد بن سعيد الفيلالي النصوي، كان قاضي الجماعة بسجلماسة عام أحد وعشرين ومائتين وألف، رأيته محلى بما يلي: "وأشهده الفقيه الأجل العلامة الأفضل القاضي الأعدل قاضي الجماعة بسجلماسة بتفيلالت. . . ". محمد بن أحمد الفيلالي السطاحي محمد بن أحمد الفيلالي السطاحي، كان قاضيا بتافيلالت عام ثمانية وأربعين ومائتين وألف، رأيته محلي فيه بالفقيه العلامة المشارك، لعله توفي بعد الخمسين ومائتين وألف. علي بن محمد دينية علي بن محمد دينية الرباطي، يعد من علماء الرباط وبه توفي. كذا رأيته مذكورا. علي بن محمد الأمراني علي بن محمد الأمراني، جد الشرفاء الأمرانيين بفاس. رأيته محلّى بلفظ"العلامة المشارك في جميع العلوم معظما محترما عند أمير وقته سيدي محمد بن عبد الله"وقد تقدم ذكر والده محمد. عبد القادر الدمناتي عبد القادر الدمناتي والد القاضي علي الدمناتي الآتي الوفاة عام ستة وستين ومائتين وألف. رأيت وصفه بالعلم والصلاح، ضاع منى أين رأيته مذكورا. المفضل حبوس المفضل حبوس الفاسي، من أولاد حبوس المعروفين. ذكره الشيخ محمد الطالب بن الشيخ حمدون ابن الحاج في كتابه رياض الورد، وحلاه بالعلامة الصالح. شَقَّارَة التطواني شقّارة التطواني، حلاه السهيلي في شرحه على المرشد بقوله: الشيخ الابر الرحالة الراوية حج ورجع من الحج واشتغل بتدريس الرسالة وغيرها من المتون الفقهية حتى توفي. عبد الرحمان المفرج عبد الرحمان المفرج، من أولاد المفرج المعروفين بفاس. قال في حقه في جمهرة التيجان عند تعريفه بأصحاب المولى سليمان: ثم الفقيه العلامة السيد عبد الرحمان المفرج قاضي مدينة طنجة ومفتيها ومعدلها، ولم أقف له على غير هذا. عثمان الشنجيطي عثمان الشنجيطي، قال في جمهرة التيجان عند ذكره لأصحاب المولى سليمان: ثم الفقيه النبيه العلامة المشارك السيد عثمان الشنجيطي أصلا هاجر إلى فاس انتهى، ولعلّه توفي بها.

أبو القاسم بن أحمد السجدالي

أبو القاسم بن أحمد السجدالي أبو القاسم بن الحاج أحمد بن عبد الله السجدالي العمري. حلاه السهيلي في شرحه المذكور بقوله: الولي الصالح العالم المشارك الأستاذ الناصح، ذو البرهان الواضح، والنور اللائح. انتهى ولم أقف له على غير هذا. عمر بن مبارك العبدي عمر بن مبارك العبدي الزيدي الأسفي، كان قاضيا بمدينة أسفي عام أحد وعشرين ومائتين وألف، له كتاب الكوكب الساني في النسب الكتاني. انظر الدليل. عبد الله بن محمد الديماني عبد الله بن محمد الديماني المراكشي. كان أديبا شاعرا جليلا مطلعا، له مساجلات كثيرة بينه وبين الوزير ابن إدريس، وقفت على البعض منها. قدور البطّوطي وفيها توفي قدور البطّوطي، الشيخ الولي الصالح، رأيت أنه مات بعد الأربعين ومائتين وألف، ودفن بالمسجد الكائن بدرب حسان من حومة البليدة، بقى ذكره على صاحب السلوة.

عام أحد وخمسين ومائتين وألف

عام أحد وخمسين ومائتين وألف المختار بن عبد المالك الجامعي في يوم الخميس ثاني وعشرى محرم توفي محمد المختار بن عبد المالك الجامعي الوزير، من أولاد جامع القبيلة الشهيرة قرب فاس، وهو الجد الجامع للوزراء. كان وزير السلطان المولى عبد الرحمان إلى وفاته، فقيها عالما أديبا مشاركا حازما ضابطا مطلعا شهيرا. واستوزر السلطان المولى عبد الرحمان بعده الفقيه محمد بن علي الحاجي النكنافي مدة يسيره ثم أخّر عنها ورجع الوزير ابن إدريس. توفي الجامعي في هذه السنة. وكان فقيها أديبا شاعرا رأيت له عدة مقطعات في مدح باشا مدينة فاس الطيب البيّاز. محمد ابن مرزوق وفيه توفي محمد بن مرزوق (¬9) الولي الصالح العارف الكبير، البركة الشيخ الشهير، لم أقف على نسبه وأصله، له كرامات، وخوارق عادات، دفن بمدينة أصيلة، وبنيت عليه قبة يزار بها. صالح بن أحمد الحكمي وفي ربيع الثاني توفي بالوباء صالح بن أحمد الحكمي الرباطي. تقدمت وفاة والده عام ستة وعشرين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا شاعرا مجيدا، تولى قضاء مكناس مدة، والرباط مرارا، وكان متوليا القضاء عام ثلاثة وأربعين ومائتين وألف، له مساجلات وأشعار مع أقرانه. توفي ببلده (¬10). عبد الرحمان ابن مخلوف وفيه توفي عبد الرحمان ابن مخلوف، من أولاد ابن مخلوف المعروفين بفاس، كان من أصحاب الجد المهدي ابن سودة، ذكره في تقييده ولم أقف له على ترجمة. توفي بالرباط. ¬

(¬9) في الأصل: محمد زروق، والتصحيح من تذكرة المحسنين لأن مؤلفها معاصر للمترجم ويتحدث عنه بجزم ويقين. (¬10) تقدمت وفاته في تذكرة المحسنين في العام السابق، ولعله الصحيح، لأن الوباء كان في السنة الماضية-كما تقدم-.

عام اثنين وخمسين ومائتين وألف

عام اثنين وخمسين ومائتين وألف محمد الطالب بن أحمد ابن سودة وفيه توفي محمد الطالب بن أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة، تقدمت وفاة والده عام خمسة وثلاثين ومائتين وألف. كان عالما مشاركا مذاكرا معظما محترما، ودفن بزاوية جده الكائنة بحومة زقاق البغل. محمد الحبابي وفي أواسط هذا العام توفي الحاج محمد الحبابي، من أكبر تلامذه الشيخ التجاني، له شهرة عظيمة وذكر واحترام. دفن بزاوية الشيخ قاسم ابن رحمون.

عام ثلاثة وخمسين ومائتين وألف

عام ثلاثة وخمسين ومائتين وألف الطيب بن محمد الكتاني في ثالث جمادى الثانية توفي الطيب بن محمد-فتحا-الكتاني الحسني، له كرامات، وخوارق عادات، ممن يشار إليه بالخير والصلاح وبالولاية. ألف فيه بعض أقاربه تاليفا سماه الغمام الصيب في مولانا الطيب، ودفن بالقباب. العربي بن محمد الدمناتي وفي تاسع وعشري شعبان توفي العربي بن محمد الدمناتي. كان علامة مشاركا بليغا شاعرا مجيدا كاتبا مقتدرا، له فهرسة سماها سمط الجوهر في الاسانيد المتصلة بالفنون والأثر؛ وله رحلة. توفي بالصويرة مرحلا. علال الهزّاز بن محمد السلاسي وفي أول يوم من رمضان توفي علال بن محمد السلاسي المعروف بالهزّاز، من أكبر أصحاب الشيخ العربي الدرقاوي. كان خيرا دينا يشار إليه بالخير. دفن بروضتهم التي فوق ضريح الشيخ فنجير بباب الحمراء داخل باب الفتوح. بقى ذكره على صاحب السلوة. عبد الواحد بن أحمد ابن سودة وفي آخر رمضان توفي عبد الواحد بن أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة، ولد عام أحد وتسعين ومائة وألف. كان علامة مشاركا أديبا حافظا خطيبا بليغا شاعرا، ودفن بزاوية جده الكائنة بحومة زقاق البغل. أحمد بن المكي السدراتي وفيه توفي أحمد بن المكي السدراتي السلاوي. كان عالما مشاركا محدثا، له شرح على الموطا في ثلاثة أسفار، وغيره من التآليف. توفي ببلده. محمد كرازوا التطواني وفيه توفي محمد كرازوا التطواني، أصله من بني سعيد. كان علامة مشاركا تولى القضاء بمدينة تطوان مدة، وبها توفي. الطيب بن عبد السلام البقالي وفيه توفي الطيب بن عبد السلام البقالي. كان علامة مشاركا مفتيا دفن بالزاوية البقالية بتطوان. أحمد بن إدريس الإدريسي وفيه توفي أحمد بن إدريس الإدريسي الحسني، من ذرية الإمام إدريس بن إدريس، ويعرف بابن إدريس، ولد بفاس. ذهب إلى الحج. وكان شيخ طريقة انتشرت باليمن، وبه توفي هذه السنة.

عبد الكريم العميري الشرقي

عبد الكريم العميري الشرقي وفيه توفي عبد الكريم العميري الشرقي نزيل مراكش، العلامة المشارك المفتي، انحصرت الفتوى لديه بمراكش آخر عمره، وبها توفي. ذكره الجد المهدي ابن سودة من أصحابه في تقييده. إدريس بن عبد الواحد ابن سودة وفيه توفي إدريس عبد الواحد بن القاضي أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة في حياة والده، كان يعدّ من العلماء، وقد ذكر الجد المهدي في تقييده أنه من أصحابه، وبموت ولده عبد الواحد بعده انقطع عقبه. حوادث نزول مطر طوال ثلاثة شهور وفيه نزل المطر بجميع أنحاء المغرب من عشري رمضان إلى خامس حجة ولم ينزل بعده. ريح عاصف وفيه كان ريح عاصف بجميع أنحاء المغرب أتى على جل الأشجار.

عام أربعة وخمسين ومائتين وألف

عام أربعة وخمسين ومائتين وألف عبد القادر بن أحمد الكوهن في صفر توفي عبد القادر بن أحمد الكوهن، من أولاد الكوهن المعروفين بفاس، الشيخ الجليل الدراكة الفهامة المحدث المشارك القدوة الصوفي. ولد بفاس عام سبعة وسبعين ومائة وألف، له شرح على مدخل ابن الحاج؛ والنجم الساري في ختم صحيح البخاري؛ وفهرسة سماها إمداد ذوي الاستعداد إلى معالم الرواية والإسناد، إلى غير ذلك من التآليف، وخصوصا في التصوف، دفن بالبقيع حاجّا. محمد الهاشمي أطوبي وفي صبيحة يوم الجمعة سادس وعشري رمضان توفي محمد الهاشمي أطوبي السلاوي، كان فقيها مشاركا مطلعا نوازليا، تولى القضاء مدة ببلده وبها توفي، رأيته محلّى من بعض أقرانه بقوله: "قاضي سلا الفقيه العلامة النحرير، الحافظ النوازلي المتقن الشهير". محمد التّواتي وفي ثاني شوال توفي محمد-فتحا-التّواتي، أخذ عن أهل وزان، يشار إليه بالخير والصلاح، ودفن بزاويتهم بحي الشرشور بفاس. محمد الحبيب بن عمر العلوي وفيه توفي محمد الحبيب بن عمر بن قاسم العلوي الحسني. كان خيرا صالحا يتبرك به. أحمد النجار العلوي وفيه توفي أحمد النجار العلمي الفاسي أصلا، نزيل الرباط لأجل نشر الطريقة الدرقاوية، يوصف بالخير والصلاح. توفي به ودفن بالعلو هناك. أخذ عن الشيخ العربي الدرقاوي مباشرة. المكي بن عبد الله بنّاني وفيه توفي المكي بن عبد الله بن محمد بنّاني الرباطي، العلامة المفتي المشارك، توفي بالرباط بلده. المعطي بن محمد العزّوزي وفيه توفي المعطي بن محمد بن قاسم العزّوزي الرباطي، الفقيه العلامة المحقق المدقق المدرس توفي في بلده بالطاعون.

حوادث

حوادث خروج السلطان لتأديب قبيلة غياتة وفي يوم الأربعاء سادس ربيع الثاني خرج السلطان المولى عبد الرحمان من فاس لغياتة ونزل عليهم وهزموا محلته، كذا بخط الجد المهدي ابن سودة. حريق بمصر أقام سبعة أيام وفي هذه السنة وقع بمصر حريق أقام سبعة أيام بخصوص دور النصارى واليهود-لعنهم الله-ولم يجاوزهم الحريق لأحد من أهل الإسلام، وذلك عجيب.

عام خمسة وخمسين ومائتين وألف

عام خمسة وخمسين ومائتين وألف المختار بن علي البقّالي في يوم الثلاثاء سابع أو ثامن وعشري صفر توفي الحاج المختار بن علي بن المفضل البقالي، الولي العارف الخير الصالح، من أشياخه الشيخ عبد القادر العلمي دفين مكناس الآتي الوفاة عام ستة وستين ومائتين وألف، كما أخذ عنه الشيخ الوليد العراقي الآتي الترجمة. دفن بإزاء قبر جده على الحاج بزاويتهم بالحرائق. وقد ذكر الجد المهدي في تقييده أنه من أصحابه. إدريس بن دحمان الأوديّي الجرّاري وفيه توفي إدريس بن دحمان الأوديّي الجرّاري الرباطي، كان شجاعا مقداما مطلعا محنكا. تولى القيادة بمدينة وجدة ونواحيها أيام السلطان المولى عبد الرحمان، ثم قيادة نواحي الرباط إلى أن توفي ودفن بالزاوية القادرية بالرباط. المكي الأزرق وقفت في المعرض على ظهير صادر من المولى عبد الرحمان بن هشام في شأن الفقيه الحيسوبي الميقاتي المكي الأزرق، فهذا الرجل ممّن ضيعه التاريخ لأني لم أر له ذكرا فيما طالعته ما عدا هذا الظهير الذي هو مؤرخ بثاني صفر عامه.

عام ستة وخمسين ومائتين وألف

عام ستة وخمسين ومائتين وألف الفاطمي بن محمد الشبيهي في محرم توفي محمد الفاطمي بن محمد بن عبد القادر الشبيهي الحسني الجوطي الإدريسي نزيل مدينة زرهون. كان علامة مشاركا شاعرا مجيدا يطيل في القصائد مع الإجادة، له أرجوزة جمع فيها فروع الشبيهيين. توفي ببلده مدينة زرهون ودفن قرب خزانة كتب الزاوية الإدريسية مع والده. قرأ على الشيخ حمدون ابن الحاج ومن في طيقته، ذكره في الإشراف. أحمد بن علي الوزاني وفي يوم الجمعة تاسع وعشري ربيع الأول توفي أحمد بن علي الوزاني الحسني، يشار إليه بالخير والصلاح. أحمد بن محمد الرفاعي وفيه توفي أحمد بن محمد الرفاعي القسطالي الرباطي، العلامة المشارك الكاتب. كان له خط حسن بالغ الجودة، وله منظومة في علم الخط سماها نظم لآلي السمط في حسن تقويم بدائع الخط؛ وله شرح عليها حفيل تكلم فيه على علم الجدول وسر الحرف، وكان كاتبا مع السلطان المولى سليمان وكلفه بتعليم أبنائه، واستعمله على رئاسة فاس وذلك عام اثنين وثلاثين ومائتين وألف توفي ببلده. المدني بن محمد الفيلالي الغرفي وفيه توفي المدني بن محمد الفيلالي الغرفي، يشار إليه. كذا وجدته مقيدا ولعله توفي ببلده.

عام سبعة وخمسين ومائتين وألف

عام سبعة وخمسين ومائتين وألف إدريس بن عبد الله البدراوي في ليلة الأربعاء سادس عشر محرم بعد صلاة العشاء توفي إدريس بن عبد الله بن عبد القادر بن النقيب أحمد بن عيسى الحسني الودغيري الشهير بالبدراوي، الشيخ الأستاذ المقرئ المشارك الشهير، شيخ الجماعة في علم القراءات في وقته. كان خطيبا فصيحا أخذ ذلك عن الشيخ محمد بن عبد السلام الفاسي الفهري المار الوفاة عام أربعة عشر ومائتين وألف. تولى الخطابة بفاس العليا ثم بمسجد الرصيف ثم بالقرويين، وتأخر عنها في رجب عام سبعة وأربعين ومائتين وألف. له حاشية على الجعفري؛ وشرح على دالية ابن مبارك السجلماسي؛ وله التوضيح والبيان في مقرأ نافع المدني ابن عبد الرحمان؛ وخطب وعظية؛ وله عمدة البيان في اختصار مورد الظمان فيما ورد من حذف الألفات وتبقيتها التي وردت في المصاحف كما رواها نافع عن السلف الصالح، مرتبة على حروف التهجي، عقد لكل حرف فصلا مع زيادات زادها عليه من تصوير الهمزات الملحقات واللاّمات والباءات والنونات؛ وشرحها في شرح لطيف يزيد على ثمانية كراريس؛ ومنها تآليف سماه قاموس قراءة نافع بناه على حروف التهجي؛ ومنها نظم همزة الوصل والحرف بعده؛ ومنها منظومة رجزية في الحذف والثبت ومقرأ السبع عن قالون ومن معه؛ ومنها رجزية العشرة وحمزة؛ ومنها منظومة رجزية سماها سلّم الفرائض جمع فيها الفرائض وزاد فيها صورا عدة عدد أبياتها سبعمائة وثلاثة وعشرون بيتا؛ ووضع عليها طرارا حسنة؛ ومنها تأليف في الضبط في حكم الشدة؛ ومنها تأليف سماها أزهار الحدائق في مخرج الوصف والحقائق في مخارج الحروف؛ ومنها طرر جيدة على فرائض الشيخ خليل لو جمعت لكانت حاشية. ومنها جدول على مقاصات الشيخ خليل. دفن بالقباب بروضة الحاج الطالب ابن جلون قريبا من الشيخ أحمد اليماني، وولي الخطابة بالقرويين في أوائل خلافة المولى عبد الرحمان وأخر عنها في رجب عام سبعة وأربعين ومائتين وألف. محمد بن أحمد السنوسي وفي سادس عشر ربيع الأول توفي محمد بن أحمد الشهير بالسنوسي الحسني. كان علامة مشاركا مدرسا خطيبا بمسجد المولى إدريس الأزهر مدة، ودفن بالقباب بروضة العلويين. الطيب بن سليمان العلوي وفي ثامن عشر ربيع الأول توفي الطيب بن السلطان المولى سليمان بن سيدي محمد بن عبد الله العلوي ودفن بالقباب. عبد الله التواتي وفي يوم الجمعة سادس وعشري جمادى الثانية توفي عبد الله التواتي. كان خيرا دينا ودفن خارج باب عجسية.

خالد بن محمد العمري الريفي

خالد بن محمد العمري الريفي وفي آخر شعبان توفي خالد بن محمد العمري الريفي نزيل مدينة طنجة وقاضيها وأمامها. كان عالما مشاركا له أنظام جيدة رقيقة المعنى، توفي بقبيلة سفيان من الغرب، وبعد سنة نقل لضريح الولي محمد الحاج البقالي بمدينة طنجة ودفن هناك. ذكر الجد المهدي رحمه الله في تقييده أنه من أصحابه، ورأيت له مقطوعة شعرية لم يمكنني نقلها لمحو وقع بها. محمد بن علي العسري الوزاني وفي سادس وعشري رمضان توفي محمد بن علي العسري الوزاني الأديب الشاعر بالمدرسة الرشيدية عن غير عقب، تقدمت وفاة والده عام ستة وثمانين ومائة وألف. عبد القادر بن عبد الرحمان ابن سعيد وفي آخر هذه السنة أو التي بعدها توفي عبد القادر بن عبد الرحمان بن سعيد المكناسي، العلامة المشارك موقّت المسجد الأعظم بمكناسة الزيتون. الحبيب بن الهادي العلوي وفي آخر هذا العام توفي الحبيب بن الهادي بن هاشم بن قاسم العلوي الحسني، الفقيه العلامة المشارك، ولي الخلافة بفاس، والخطابة بمسجد القرويين مدة، ثم رجع إلى مراكش وتوفي بها عن نحو ست وثمانين سنة، ودفن بضريح المولى علي الشريف هناك. ترجمته في الإعلام. وقال في جمهرة التيجان: الفقيه الجليل، العلامة الأصيل، صهر مولانا أمير المومنين الشريف مولاي الحبيب بن عبد الهادي العلوي. حمّ بن محمد ابن سودة وفي آخره توفي حمّ بن محمد بن محمد ابن سودة، الفقيه العالم المشارك الحامل لكتاب الله، له ترجمة انظرها في الأصل، ودفن بباب الحمراء داخل باب الفتوح. أحمد بن يعزّى الأمزوري وفيه توفي أحمد بن يعزّى الأمزوري السوسي الهلالي، الفقيه العلامة المشارك في سائر الفنون المدرس. كان صالحا جوالا تلقى من الأكابر وتبحر في العلوم ولازم دروس الفقه والفرائض لأنه كان منكبا على التحصيل والتقييد لا يخلو من مطالعة أو استنساخ أو مذاكرة، عالي الهمة كثير الزوار ذا هدي وسمت حسن. تخرج عليه الشيخ الحسن بن أحمد التمكشتي السوسي. ترجمته في كتاب نزهة الأبصار. حوادث قدوم سفير الترك وفيه جاء سفير من الآستانة لإحياء الروابط بين الدولتين، واسمه يوسف المدني، فأكرمه السلطان المولى عبد الرحمان وأرسل معه جوابا ثم رجع في العام بعد هذا.

عام ثمانية وخمسين ومائتين وألف

عام ثمانية وخمسين ومائتين وألف عبد الرحمان بن العربي ابن المليح في ثاني عشر ربيع الأول توفي عبد الرحمان بن العربي بن المليح، من أولاد ابن المليح المعروفين بفاس. كان خيرا دينا صالحا ودفن بالقباب. الطالب بن محمد ابن جلون وفي صبيحة يوم الإثنين ثاني وعشري جمادي الأولى عامه توفي الحاج الطالب بن محمد ابن جلون الفاسي، من أولاد ابن جلون المعروفين بفاس، المثرى الكبير الشهير. دفن بالقباب. المهدي بن عبد المجيد العراقي وفي يوم الأربعاء سادس عشر رجب توفي المهدي بن عبد المجيد العراقي الحسيني. كان له أتباع وصيت ذائع، وظهرت على يده كرمات، ودفن فوق قبة الشيخ اليماني بالقباب. علي مديدش بن عبد السلام التسولي وفي صبيحة يوم السبت عاشر شوال توفي علي بن عبد السلام بن علي التسولي عرف بمديدش. كان علامة مشاركا حافظا نوازليا يستحضر نصوص الفقه المالكي، ولي قضاء فاس عام سبعة وأربعين ومائتين وألف ثم أعفى عام خمسين بعده، ثم ولي قضاء مدينة تطوان. له شرح على التحفة مطبوع متداول مشهور؛ وحاشية على الشيخ التاودي على لامية الزقاق؛ ونوازل في سفرين؛ وأكمل شرح الشيخ ابن هنو على الشامل من باب المرابحة في سفرين؛ وجمع وثائق الزياتي ورتبها أحسن ترتيب. دفن بزاوية أهل وزان بالشرشور بدرب الزواهر المنعطف من جامع الحمراء للدرب العامر الأول يسار الداخل للدرب المذكور مقابل زاوية سيدي الحاج الخياط. محمد بن العربي قصارة وفي صبيحة يوم الثلاثاء خامس عشر صفر من هذه السنة أو التي بعدها توفي محمد بن العربي قصارة الحميري. كان عالما مشاركا في جل العلوم يستحضر كثيرا وكان ضريرا لايري. دفن بروضة الشيخ ابن عبّاد (¬11). ¬

(¬11) أئبت ابن سودة هذه الترجمة في سنة سبع وخمسين ومائتين وألف شاكا هل توفي فيها أو في التي بعدها فنقلتها إلى هنا لما جزم به تلميذ المترجم في تذكرة المحسنين.

الشريف بن محمد العلوي الشرقي

الشريف بن محمد العلوي الشّرقي وفي خامس حجة توفي الشريف-اسما-بن محمد بن علي العلوي الحسني الملقب بالشرقي. كان خيرا دينا تولى نقابة الأشراف العلويين بفاس مدة، ودفن بقبة الشيخ علي ابن حرزهم خارج باب الفتوح رحمه الله. محمد بن محمد الدقّاق وفي توفي محمد بن محمد الدقّاق الرباطي. كان علامة مشاركا شاعرا مقتدرا. توفي بالمدينة المنورة حاجا. المدني الغربي الدكالي وفيه توفي المدني الغربي الدكالي العلامة النحرير الأديب الشاعر المكثر كذا وجدت مفيدا.

عام تسعة وخمسين ومائتين وألف

عام تسعة وخمسين ومائتين وألف محمد بن عبد الرحمان ابن الحاج السلمي في ثاني عشر محرم توفي محمد بن عبد الرحمان ابن الحاج السلمي شقيق الشيخ حمدون المار الوفاة عام اثنين وثلاثين ومائتين وألف، الفقيه المشارك العلامة الأديب المطلع، دفن بروضة أولاد ابن المليح بالقباب. بقى ذكره على صاحب سلوة الأنفاس. الهادي العباسي السجلماسي وفي أوائل ربيع الأول توفي الهادي العباسي السجلماسي، العلامة المشارك المفتي، كان من سكان القصر الكبير وبه توفي. الحسن بن محمد ابن فارس وفي يوم الثلاثاء رابع ربيع الأول المذكور توفي الحسن بن محمد ابن فارس الحسني. كان علامة مشاركا نحويا مطلعا، تولى القضاء بالرباط مدة ثم بفاس الجديد، ودفن بالقباب. ذكروا أنه كان له اطلاع تام على قواعد النحو يدرسه بدون مطالعة ولا مراجعة حتى صار شيخ الجماعة في ذلك. محمد الأمين الزيزي العلوي وفي رابع جمادى الأولى توفي محمد الأمين الزيزي بن محمد العلوي الحسني خطيب المدرسة العنانية، ودفن بروضة العبدلاّويين بالقباب. علي بن إدريس قصّارة وفي يوم الخميس ثالث رجب توفي علي بن إدريس قصارة الحميري. كان علامة مطلعا، له تحقيق الخبر عمن مات من علماء القرن الثالث عشر؛ وله حاشية على شرح الشيخ بناني على السلم، إلى غير ذلك من التآليف. دفن بالقباب. الطيب بن محمد البيّاز وفي رجب توفي الطيب بن محمد البيّاز الأنصاري الخزرجي، الفقيه الأديب المشارك المطلع عامل فاس مدة إلى وفاته، له شعر حسن وقفت على بعضه، كما وقفت بالخزانة الملكية علي كناشته كلها في الأشعار التي قيلت في مدحه صادرة من عدة شعراء وقته، وربما أجاب عن البعض منها. وقد ذكره الجد الشيخ المهدي في فهرسته. انظر نص ذلك في الأصل. دفن بروضة الشيخ المهدي ابن سودة بالقباب. بقى ذكره على صاحب السلوة. الهادي بن علي الأمراني وفي رجب لأربع ليال بقين منه توفي الهادي بن علي بن محمد الأمراني الحسني العلوي السجلماسي. كان علامة محدثا مشاركا مطلعا، تولى الخطابة بمسجد المولى إدريس بن إدريس بفاس مدة، وتولى القضاء بسجلماسة وبها توفي.

عبد المالك بن عبد السلام العلوي

عبد المالك بن عبد السلام العلوي وفي منتصف رجب توفي عبد المالك بن عبد السلام بن السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف، سياسي خبير ماهر شجاع محنك. فاتح الشيظمي وفي ثامن وعشري رمضان توفي فاتح الشيظمي، كان خرازا بعقبة السيطريين خيرا دينا، دفن خارج باب الفتوح، ذكره أحمد القادري في وفياته، بقى ذكره على صاحب السلوة. الطيب بن محمد السفياني وفيه توفي الطيب بن محمد بن أحمد السفياني، من أكابر تلامذة الشيخ أحمد التجاني، له شهرة تامة بين أفراد هذه الطريقة، وله كتاب الإفادة الأحمدية جمع فيه ما تلقاه عن الشيخ التجاني المذكور. دفن بجبل الزعفران خارج باب عجيسة، بقى ذكره علي صاحب السلوة. سعيد بن أبي مدين حجي وفيه توفي سعيد بن أبي مدين بن عبد العزيز بن عبد الله الجزار بن الشيخ أحمد حجي السلاوي. تقدمت وفاة جده عام ثلاثة ومائة وألف. كان خيرا دينا يشار إليه بالنسك والصلاح دفن بزاوية جده بمدينة سلا. أحمد الصحراوي وفيه توفي أحمد الصحراوي ظهرت له كرامات، وخوارق عادات. دفن بالقباب. علال بن التهامي الحمّومي وفيه توفي علال بن التهامي بن أحمد الحمّومي الحسني. كان عالما مشاركا مطلعا دفن بحومة البليدة بزاوية لهم هناك. تقدمت وفاة والده عام تسعة ومائتين وألف بقي ذكره وتعيين وفاته على صاحب سلوة الأنفاس.

عام ستين ومائتين وألف

عام ستين ومائتين وألف محمد بن الطاهر الشّرعي في يوم الخميس ثالث صفر توفي محمد بن الطاهر الشّرعي. كان خيرا دينا صالحا ودفن بالقباب. آمنة بنت سعيد الغماري وفي يوم الجمعة سابع عشر ربيع الأول توفيت آمنة بنت سعيد الغماري، كان يشار إليها بالصلاح والخير، توفيت عن نيف وسبعين سنة، ودفنت خارج باب عجيسة. علي بن محمد العلوي وفي ربيع الأول توفي علي بن محمد بن عبد المالك ابن زيدان العلوي الحسني. كان عالما جليلا، تولي النقابة بمكناسة الزيتون عن الشرفاء العلويين مدة. المجذوب بن حفيد الفاسي وفي يوم الخميس ثامن جماد الثانية توفي عبد الرحمان المدعو المجذوب بن عبد الحفيظ (¬12) بن الشيخ أبي مدين الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائة وألف، وجده عام واحد وثمانين ومائة وألف. كان علامة مشاركا فصيحا، ولى الخطابة بجامع القرويين مدة ودفن بزاوية جده بالقلقليين. العربي بن محمد العزّوزي الزرهوني وفي يوم الخميس المذكور ثامن جمادى الثانية توفي العربي بن محمد بن الهاشمي العزوزي عرف بالزرهوني. ولد عام ستة وتسعين ومائة وألف. كان علامة مشاركا مطلعا مفتيا نوازليا، ولي القضاء بمدينة صفر وثم بفاس مدة يسيرة. له شرح على المرشد المعين؛ وشرح على تحفة ابن عاصم لم يتم؛ وشرح على لامية الزقاق؛ وله بلوغ المرام في في شرح الشواهد للشيخ المكّودي وابن هشام؛ وحواش على الأجرومية؛ وشرح على شواهد التلخيص؛ ونوازل في مجلد ضخم يغنى عن عدة أسفار. توفي بمدينة الصويرة مغربا عن بلده وأهله. وقد تقدم سبب تغريبه عام خمسين ومائتين وألف. دفن بضريح سيدي مكدول خارج سورها. محمد بن عبد الله المجاوي وفي ثالث عشر رجب توفى محمد بن عبد الله المجاوي الحسني التلمساني. كان علامة مشاركا مدرسا، تولى قضاء مدينة طنجة وبها توفي، وهو من أشياخ الجد أحمد ابن سودة رحم الله الجميع. ¬

(¬12) ما أثبتناه في العنوان: "المجذوب بن حفيد الفاسي"هو ما عند ولده مؤلف تذكرة المحسنين كما سنرى.

عمر بن محمد الدباغ

عمر بن محمد الدبّاغ وفي رابع عشر رجب توفي عمر بن محمد بن إدريس بن الشيخ عبد العزيز الدباغ الحسني، خطيب مسجد الديوان. كان عالما مشاركا ودفن بروضتهم بالقباب. أحمد جرير وفي آخر شعبان أو أوائل رمضان عامه توفي أحمد جرير، مجذوب بهلول، ذكر له القادري في وفياته حكاية بأنه كان جماعة من الناس يتحدثون عن الخليفة سيدي محمد بن عبد الرحمان وخروجه في عسكر عظيم لقتال العدو عشية يوم الجمعة ثاني رجب عامه، فجعل الحاضرون يتحدثون على ذلك الجيش الخارج وأنه إن شاء الله يغلب العدو، فالتفت إليهم صاحب الترجمة وقال لهم: بالله الذي لا إله إلاّ هو حتى يرجع منه مهزوما هو وجنوده ويأخذ العدو ماله وخزائنه وبغاله، فكان الأمر كذلك. فلما كان يوم الأربعاء خامس شعبان في السنة المذكورة رجع منهزما. وتوفي صاحب الترجمة بعد انهزامه بأيام قلائل ودفن بالمسجد الأول عن يسار المنعطف من زقاق الرمان للدرب العامر انتهى. بقى ذكره على صاحب السلوة. عمر بن محمد المكي الشرقاوي وفي ليلة الاثنين ثاني عشر شوال توفي عمر بن محمد المكي بن الشيخ المعطى بن الصالح الشرقاوي العمري. تقدمت وفاة جده عام ثمانين ومائة وألف، ووالده عام أحد ومائتين وألف. كان رحمه الله ممّن يشار إليه بالولاية والصلاح والخير كأسلافه. رأيته محلى هكذا: "العلامة المرابط الأمجد ذو الكرامات الواضحة المولى الكبير". له مورد الصفا في الصلاة على النبي المصطفى؛ وله كناشة حافلة بالفرائد. انظر الدليل. توفي بفاس ودفن بزاويتهم. أحمد بن محمد البداوي بونافع وفي يوم الخميس رابع وعشري ذي القعدة بعد الزوال توفي أحمد بن محمد بن عبد القادر بن أحمد بن علي بن صالح ابن أحمد البداوي بونافع، من حفذة الشيخ بونافع دفين باب الجياف بفاس العليا. كان علامة مشاركا مدرسا أصبح شيخ الجماعة في وقته، ويذكر عنه أنه كان يقول: عندي أربعة وعشرون علما لم يسألني عنها أحد، وهو آخر تلامذة الشيخ التاودي ابن سودة. له شرح على الألفية في مجلدين سماه كمال المنا والأمنية بتوضيع جواهر نظم الألفية، ألفه بأمر من المولى سليمان ذكر ذلك في أوله، وله فهرسة في مجلد طالما طلبتها ولم أقف عليها. انظر الدليل. دفن بصريح جده بفاس الجديد الشهير هناك. عبد الله عنب المغافري وفيه توفي عبد الله المدعو عنب المغافري مجدوب ساقط التكليف. الحاج محمد السوسي وفيه توفي الحاج محمد السوسي كان صالحا خيرا دينا دفن بزاوية داخل فاس.

العربي بن عب المشرفي

العربي بن عبّ المشرفي وفيه أو قريب منه توفي العربي بن عبّ المشرفي الغريسي. كان عالما مشاركا مدرسا. محمد الخضير بن المفضل العمراني وفيه أو قريب منه توفي محمد الخضير بن المفضل العمراني الحسني. تقدمت وفاة والده عام أربعة وأربعين ومائتين وألف، كان مدرسا مشاركا مطلعا. دفن بروضة أولاد بناني بالقباب خارج باب الفتوح إزاء والده. أحمد العلمي الشفشاوني وفيه توفي أحمد العلمي قاضي مدينة شفشاون لم أقف له على ترجمة وإنما ذكره الجد المهدي رحمه الله في تقييد له أنه من أصحابه. يحيى بن عبد الله الجرّاري وفي حوالي هذا العام توفي يحيى بن عبد الله بن سعيد البكري الجراري السوسي. كان علامة مطلعا. له فهرسة سماها ضوء المصباح في الأسانيد الصحاح. عبد الله بن أبي بكر السّهلي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن قاسم بن محمد بن عبد الله بن حرم السهلي الأنصاري الوزاني قرارا المكناسي دارا. الفقيه العلامة المشارك المحقق، له شرح على المرشد المعين لابن عاشر في مجلد ضخم وقفت عليه فرغ منه عام ستة وثلاثين ومائتين وألف. وهو يدل على طول باعه في الفقه والنوازل. من أشياخه الشيخ التاودي ابن سودة والشيخ الجنوي والشيخ الرهوني وهو عمدته، وغير هم. ولعله توفي بمكناس. أحمد بن عبد الله المراكشي وفيها توفي أحمد بن عبد الله المراكشي، الشيخ الجليل والصوفي الشهير من أكابر تلامذة الشيخ العربي الدرقاوي المارّ الوفاة عام تسعة وثلاثين ومائتين وألف. كانت له رآسة الطريفة الدرقاوية بمراكش، وهو أحد الأفراد الذين قاموا بنشرها وإظهارها في تلك الناحية. توفي بمراكش. محمد بن سالم الغرباوي الأحمر وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي محمد بن سالم الغرباوي الأحمر قائد مدينة فاس أيام المولى عبد الرحمان، تقدم ذكره عام ثمانية وثلاثين ومائتين وألف. الطيب بن محمد الوديني وفيها أو قريب منها توفي الطيب بن محمد الوديني قائد المولى عبد الرحمان على فاس، وقد مر ذكره عام ثمانية وثلاثين ومائتين وألف. تولى القيادة بفاس مدة، وقد عزله المولى عبد الرحمان وولى مكانه عبد السلام البخاري.

عبد الرحمان الدلائي الزرهوني

عبد الرحمان الدلائي الزرهوني وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي عبد الرحمان الدلائي أصلا الزرهوني نزيل مدينة فاس من أصحاب المولى سليمان، حلاه في جمهرة التيجان بالأستاذ الفقيه. عبد الرحمان البرنسي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي عبد الرحمان البرنسي أصلا التطواني دارا. ذكر الزياني في الجمهرة أنه من أقران المولى سليمان. عبد القادر المراكشي التازي وفيها أو قريب منها توفي عبد القادر المراكشي أصلا نزيل مدينة تازا، الفقيه العلامة المشارك، ذكر الزياني في جمهرة التجان أنه من أقران المولى سليمان. عبد الودود بن أحمد الشفشاوني وفيها أو قريب منها توفي عبد الودود بن أحمد الشفشاوني دارا الأندلسي أصلا القاطن بفاس. ذكره الزياني في جمهرة التيجان بقوله: "الفقيه العلامة الأديب السيد عبد الودود بن أحمد الشفشاوني الأندلسي، كان قاضيا بفاس". أحمد بن المختار اللمتوني وفيها أو قريب منها توفي أحمد بن المختار اللمتوني أصلا الفاسي دارا. قال في حقه في جمهرة التيجان: "الفقيه الأديب المحتسب السيد أحمد بن المختار اللمتوني أصلا الفاسي دارا ومنشئا". حوادث حريق كبير بأسواق مراكش وفي جمادى الأولى منها وقع بمراكش حريق كبير أتى على كثير من الأسواق بالمدينة وضاعت أموال كثيرة لم يقع إحصاؤها. هجوم الفرنسيين على الصويرة وفي أول شعبان أخذت الدولة الفرنسوية مدينة الصويرة ووقعت فتنة عظيمة لأهلها وفروا منها وذهبوا إلى قبيلة حاحة والشياظمة ونهبت دورهم عن آخرها، ثم رجعوا إلى دورهم آخر رمضان من العام المذكور. من الروض الطيب العرف.

حريق كبير بفاس

حريق كبير بفاس وفي يوم الجمعة تاسع وعشري شعبان وقع حريق كبير برأس الشراطين بفاس بسبب بارود كان عند ولد الرايس مؤذّن المسجد المذكور بداره هناك، وانهدم بسبب ذلك دور وحوانيت، ومات نحو مائة نسمة بين رجال ونساء وصبيان. وقعة إيسلي وفيه وقع نزاع بين المخزن وبين الدولة الفرنسية على الحدود بين المغرب والجزائر وكثر بينهما التنازع إلى أن وقع بينهما قتال، ثم وقع الصلح بعد ذلك، وهي المعروفة بوقعة إيسلي نسبة إلى المحل الذي وقعت فيه. ومن ذلك الحين علمت دول أوربا أن دولة المغرب آخذة في الانحدار والتراجع. هجوم الاسطول الفرنسي على مدينة سلا وفيه وقع هجوم الأسطول الفرنسي على مدينة سلا وهدمت بعض المحلات، ثم أقلعت عنها.

عام أحد وستين ومائتين وألف

عام أحد وستين ومائتين وألف محمد بن محمد بناني فرعون في يوم الخميس سابع محرم توفي محمد بن محمد بناني المعروف بفرعون، العلامة المشارك المدرس المفتي، له الوثائق الفرعونية مطبوعة مشهورة بيد الطلبة، وهي التي شرحها عبد السلام الهواري الآتي الوفاة. توفي عن سن عالية ودفن بزاويتهم الكائنة بالصاغة. عبد السلام بن عبد الرحمان الخصاصي وفي يوم الجمعة ثامن محرم المذكور توفي عبد السلام بن عبد الرحمان بن أحمد بن عبد الرحمان بن الولي الصالح قاسم الخصاصي، حيسوبي حسن الاطلاع، له معرفة بعلم الأسماء والأوفاق. تولى إقامة الفرض بفاس نيابة عمن يجب أوائل أيام السلطان المولى عبد الرحمان إلى وفاته. دفن بالقباب بروضتهم. بقى ذكره على صاحب سلوة الأنفاس. محمد بن عبد الرحمان أشعاش وفي الرابع والعشرين من المحرم توفي محمد بن عبد الرحمان أشعاش التطواني قائدها، له شهرة في ولايته وعدل وإقامة الواجب، وكان المولى عبد الرحمان بن هشام يعتمد عليه في تلك الناحية، وأبوه كان من قواد تطوان أيضا ونواحيها. محمد بن علي البرنوسي وفي يوم الخميس الثامن من صفر توفي محمد بن الحاج علي البرنوسي، الشيخ الفقيه الأديب الحافظ العابد الزاهد، أصله من قبيلة البرانس بناحية تازا، ثم سكن وزان وبها توفي. محمد بن أحمد عاشور وفي اليوم الثامن عشر من ربيع الثاني توفي بمراكش محمد-فتحا-بن أحمد بن العربي الرشا عاشور الأندلسي الرباطي. كان علامة مشاركا مفتيا تولى القضاء بالرباط ثم بمراكش، له تأليف في البدع التي تقع بمدينة مراكش أيام عاشوراء ألفه للسلطان المولى سليمان. كان قاصيا بالرباط عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف كما وقفت على ذلك. تقدمت وفاة والده عام ثلاثين ومائتين وألف. الطايع بن إدريس الكتاني وفي ثامن وعشري جمادى الثانية توفي الطايع بن إدريس الكتاني، يشار إليه بالخير. أحمد البيّاز وفي ثاني عشر شعبان توفي أحمد البياز التطواني، من علماء مدينة تطوان. محمد بن محمد الحراق وفي حادي وعشري شعبان توفي محمد بن محمد بن عبد الواحد الحرّاق الحسني العلمي دفين مدينة تطوان، الشيخ الكبير، الإمام الشهير، العلامة الصوفي العارف بالله العامل

محمد الرامي

بعلمه، الشاعر المبدع على طريقة التصوف، ممن يفتخر به أهل المغرب، جمع ديوانه وهو مشهور متداول، وقد أفردت ترجمته بتآليف انظر دليل مؤرخ المغرب الأقصى. أخذ طريقة التصرف علي الشيخ العربي الدرقاوي المار الوفاة، وكان أولا ينكر عليه وعلى أتباعه، فكان يصل إلى الشيخ العربي المذكور إنكاره عليه، فبينما صاحب الترجمة يدرس العلم بالجامع الأعظم بمدينة تطوان إذ وقف عليه أحد أصحاب مولانا العربي ببغلة مسرجة جاء بها من عند الشيخ العربي المذكور، فصادف خروجه من الجامع بعد فراغه من الدرس، فقال له لمن هذه البغلة؟ فقال له هي لمولانا العربي الدرقاوي أرسلها لك لتأتي عنده، فما تردد أن ركب البغلة وذهب عند الشيخ ففتح الله عليه من حينه، وصار من أكبر تلامذته، وظهرت عليه الخصوصية. وقد ذكر في كتاب الاستقصا (9:70) أنّ وفاة صاحب الترجمة كانت عام أحد وسبعين ومائتين وألف، وهو سبق قلم، فإن وفاته كانت هذه السنة بدون شك. محمد الرامي وفي تاسع وعشري شعبان المذكور توفي محمد الرامي، من أولاد الرامي المعروفين بفاس، لم أقف له على ترجمة. ذكره الجد المهدي في تقييده أنه من أصحابه. وبعد مدة وقفت على أنه كان أديبا مشاركا مطلعا يقول الشعر، وقد وقفت له على مقطوعة يمدح بها قائد فاس الطيب البيّاز المار الوفاة عام تسعة وخمسين ومائتين وألف. محمد بن أحمد السوسي الارنكاص وفيه توفي محمد بن أحمد السوسي الارنكاص، علامة مشارك له تآليف، منها اختصار طبقات الشيخ الحضيكي وغيرها توفي ببلده. عبد السلام بن سليمان العلوي وفي قعدة توفي عبد السلام بن السلطان المولى سليمان العلوي الحسني، كان يحفظ التسهيل لابن مالك وغيره. محمد بن أحمد بنّونة وفيه توفي محمد بن أحمد بنّونة، من أولاد بنّونة المعروفين بفاس، لم أقف على ترجمة، وإنما ذكر الشيخ المهدي في تقييده أنه من أشياخه. وبعد مدة رأيته مذكورا بطرة شرح ألفية السلوك لأبي القاسم بن أحمد الزياني بعد ذكره قضاء المولى أحمد العلوي أنه كان ينوب عنه بفاس البالي الفقيه العدل محمد بن أحمد بنونة في عام أربعين ومائتين وألف. محمد بن الهادي البقالي وفيه توفي محمد بن الهادي البقالي، لم أقف له على ترجمة، ذكره الجد المهدي في تقييده أنه من أصحابه وأنه من سكان أهل المخفية.

حوادث

حوادث تنظيم الجيش المغربي وفيه أمر السلطان المولى عبد الرحمان بجعل الجيش نظاميا بالمغرب، وذلك بعد وقعة إسلي، وأمر الرعية بتعلّم ذلك، لكنه لم يتم والأمر لله. تحديد الحدود بين المغرب والجزائر وفي هذه السنة وقع تحديد الحدود بين الجزائر والمغرب، سجل بعين المكان من طرف الجنرال الفرنساوي وأحمد بن علي الشجعي قائد فرقة مغربية، يقضى بأن الحدود التي كانت بين تركيا والجزائر والمغرب قبل احتلال فرنسا للجزائر تبقى على ما كانت عليه، وقد تغير الأمر بعد ذلك.

عام اثنين وستين ومائتين وألف

عام اثنين وستين ومائتين وألف مسعود بن علي برّادة في ليلة الأحد تاسع عشر محرم توفي مسعود بن علي برّادة، كان خيرا دينا صالحا إماما بمسجد عين علّو. أحمد بن عبد المؤمن الغماري وفي ضحوة يوم الأربعاء سابع عشر جمادى الأولى توفي أبو العباس أحمد بن عبد المؤمن الغماري الحسني، من أكابر أصحاب الشيخ العربي الدرقاوي. له أتباع وذكر حسن، ألف في مناقبه الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن الصديق الغماري الحسني تأليفا سماه الموذن بأخبار الشيخ أحمد بن عبد المؤمن. حساين بن محمد الفلوس وفي يوم الاثنين ثامن وعشري جمادى الأولى توفي حساين بن الحاج محمد الفلوس الفاسي، مجذوب ساقط التكليف، له كرامات، ودفن بزاوية الصديقيين بباب النّقبة. المعطي التادلي وفي يوم الأحد تاسع رمضان توفي الحاج المعطي التادلي والد العلامة الحاج الصالح الآتي الوفاة عام سبعة وثلاثمائة وألف، خيّر مجوّد كثير التلاوة، كان يؤدب بنات السلطان، ودفن بروضة أولاد جسوس بالقباب. محمد بوجلالب وفي يوم الاثنين ثالث عشر شوال توفي محمد بوجلالب، ممن يشار إليه بالصلاح، ودفن بالقباب. أحمد بن محمد العلوي وفيه توفي أحمد بن محمد العلوي الرباطي، علامة مشارك أخذ العلم بفاس وأجازة بها الشيخ الطالب بن حمدون ابن الحاج بفهرسة الكوهن، وتوفي بالرباط. المكي بن أحمد الوزاني وفي يوم الأربعاء الأول من ذي الحجة توفي المكي بن أحمد بن علي بن أحمد بن الشيخ الطيب الوزاني الرباطي الحسني. كان خيرا دينا وتوفي مسنا ثم حمل إلى الرباط وبه دفن. محمد بن عبد الله بناني وفيه توفي محمد بن عبد الله بن عبد السلام بناني الرباطي، تقدمت وفاة والده عام عشرين ومائتين وألف، العلامة الخطيب المشارك. توفي ببلده الرباط.

المفضل بن اعريرة السرغيني

المفضّل بن اعريرة السرغيني وفيه توفي المفضل بن اعريرة السرغيني، من أكابر أعلام مراكش، الفقيه القاضي خطيب جامع ابن يوسف، كان مفتيا وولي القضاء عن كره. توفي بمراكش. حوادث وقعة بني عامر وفيه كانت وقعة بني عامر.

عام ثلاثة وستين ومائتين وألف

عام ثلاثة وستين ومائتين وألف محمد ابن الأمين في رابع وعشري صفر توفي محمد بن الأمين، مجذوب ساقط التكليف، دفن بالقباب. بقى ذكره على صاحب السلوة. عبد القادر بن عبد الواحد الفاسي في طلوع فجر يوم السبت ثامن عشر ربيع الثاني توفي عبد القادر بن عبد الواحد الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة ومائتين وألف. علامة مشارك ولي خطابة جامع القرويين مدة ثم تأخر عنها ودفن بروضتهم بالقباب. علي بن حميدان اللّحلاح وفي رابع وعشري ربيع الثاني توفي علي بن حميدان المدعو اللّحلاح، الأستاذ المقرئ بالسبع الناظم الناثر، له مساجلات مع الشيخ إدريس البدراوي في علم القراءات. توفي بمدينة شفشاون. 1 عبد الجليل بن علي الوزاني وفي ثالث جمادى الثانية توفي عبد الجليل بن علي بن أحمد بن الطيب الحسني الوزاني، الفقيه الأديب الأريب المعدل الطبيب الماهر الخير الصالح العارف. توفي بوزان مسقط رأسه. 2 عبد الله بن محمد شبيكة وفي شوال توفي عبد الله بن محمد شبيكة الولي المجذوب له كرامات. توفي بقبيلة بني مستارة. التهامي بن المكي ابن رحمون وفي يوم الأربعاء سادس وعشري ذي القعدة الحرام توفي التهامي بن المكي بن عبد السلام ابن رحمون العلمي الحسني، من أولاد ابن رحمون الموجودين بفاس، ودفن بزاوية الشيخ قاسم ابن رحمون، وقبره بأعلى درج الباب الطالعة من درب مينة. علامة مشارك مطلع، له ولوع كبير بالتقييد والبحث والرواية والاتصال بالرجال، وقد مرّ بك ذكره غير ما مرّه، له مجموعة في مجلد جمع فيها إجازات أشياخه؛ وله الفتح الوهبي بمن أجاز الحاج الهاشمي الرّتبي المار الوفاة عام أربعين ومائتين وألف؛ وله الدر والعقيان فيما قيدته من جمهرة التيجان، وهو اختصار فهرسة الزياني، وقد نسب له في ترجمته من رفع النقاب لأبي العباس أحمد سكيرج (الجزء الأول صفحة 254) نقلا عن ولده كتاب شذور الذهب في خير النسب، والأنجم الزاهرة في الذرية الطاهرة، وهما لأبي عبد الله محمد التهامي بن محمد بن أحمد ابن رحمون. كان حيا زمن السلطان المولى إسماعيل انظر الدليل.

محمد بن محمد المنوني

محمد بن محمد المنوني وفي متمه توفي محمد-فتحا-بن محمد ضما المنوني الحسني المكناسي، تقدمت وفاة والده عام سبعة وأربعين ومائتين وألف. العلامة المشارك الحيسوبي المطلع ذكره في الإتحاف. توفي ببلده. محمد بن الطيب البلغيثي وفيه توفي محمد بن الطيب البلغيثي، علامة مشارك تولى النيابة عن قاضي مدينة زرهون مدة. له شرح على الحكم في سفرين. توفي ببلده فاس. محمد بن علي الحيحي النكافي وفيه توفي محمد بن علي الحيحي النكافي بالقصر الكبير، علامة مشارك. حوادث غلاء خفيف بالمغرب وفيه كان بالمغرب بعض غلاء المعيشة لكنه أخف من غلاء عام أحد وأربعين ومائتين وألف المار ذكره.

عام أربعة وستين ومائتين وألف

عام أربعة وستين ومائتين وألف محمد بن إدريس العمراوي في يوم الاثنين رابع محرم توفي محمد بن محمد بن محمد ابن إدريس العمراوي عرف بابن الحاج، تقدمت وفاة والده عام سبعة وثلاثين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا أديبا شاعرا فحلا مجيدا، تولى الوزارة زمن السلطان المولى عبد الرحمان مدة طويلة، وكان هو المفوض في الأمور، له الدرجة الأولى في القريض، وبديهته على نمط فحول الشعراء. وقد جمع شعره ولده إدريس في ديوان ضخم بأمر من مولانا الحسن، وترجمته واسعة، ودفن بروضتهم بالقباب. وقد خلف اثنى عشر ولدا ذكرا. محمد بن سعد الشريف التلمساني وفي يوم الخميس سابع وعشري محرم توفي محمد بن سعد الشريف بن الحاج التلمساني. كان علامة ماهرا محققا، ولي قضاء بلده تلمسان مدة أيام الأتراك، وبعد استيلاء الفرنسيين على الجزائر استوطن فاسا. له شرح على الرسالة لم يكمل؛ وشرح على الهمزّية كذلك. دفن قرب الشيخ ابن حرزهم خارج باب الفتوح. دخل إلى فاس في مهل شوال عام سبعة وخمسين ومائتين وألف. العياشي بن يخلف الخميري وفي ليلة الأربعاء ثامن عشر صفر توفي أبو محمد العياشي بن يخلف الخميري، من أولاد الخميري المعروفين بفاس، ممن يشار إليه، ودفن بروضتهم بالقباب. عبد السلام الزيزي وفي يوم الخميس سابع ربيع الأول توفي الحاج عبد السلام الزيزي، عالم صوفي خيّر ناسك، له شرح على المنفرجة؛ وشرح على دليل الشيخ الكنتي؛ وله صلوات ودعوات من إنشائه، ودفن بالقباب. العربي حجيرة السلاوي وفي يومه توفي العربي السلاوي المدعو حجيرة، ساقط التكليف ودفن بالقباب. عاشور الإدريسي وفي تاسع ربيع الأول توفي الحاج عاشور الإدريسي الحسني، له كرامات، ودفن بالقباب بروضة أولاد ابن المليح. إبراهيم السوسي وفي فاتح جمادى الأولى توفي إبراهيم السوسي. كان ملازما للعبادة ودفن بالقباب.

محمد بن الهاشمي المسكاتي

محمد بن الهاشمي المسكاتي وفي يوم الخميس سادس جمادى الأولى توفي محمد بن الهاشمي المسكاتي الفقيه العلامة البركة المشارك إمام مدرسة الصفارين. دفن داخل باب الحمراء برأس القليعة. بقى ذكره على صاحب السلوة. الطالب بن عبد الرحمان السّرّاج وفي يوم السبت ثامن عشر جمادى الأولى توفي الحاج الطالب بن الحاج عبد الرحمان السراج الأندلسي الحميري. ولد عام ستة وعشرين ومائتين وألف. كان عالما مشاركا مدرسا، ودفن بروضتهم بالقباب. الهادي بن محمد بناني فرعون وفي ليلة السبت خامس رمضان توفي الهادي بن محمد بناني فرعون، تقدمت وفاة والده عام أحد وستين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا خيرا دينا، له شرح على الهمزية لم يكمل، وولى مرة قضاء مدينة الصويرة، ودفن بزاويتهم بالصاغة. محمد بن محمد الفجيجي وفي يوم الاثنين سابع عشر قعدة توفي محمد بن الحاج محمد بن يعقوب الفجيجي السليماني الحسني، الشيخ العارف الكامل. أحمد بن أحمد ابن القاضي المعسكري وفيه توفي أحمد بن أحمد شهر بابن القاضي المعسكري. علامة مشارك أحرز على فضائل ودين وصلاح متين، ودفن بفدان الغرباء قرب قبة الشيخ ابن حرزهم خارج باب الفتوح. محمد بن المكي الدّلائي وفيه توفي محمد بن المكي الدّلائي، له تأليف في والده المار الوفاة عام سبعة وأربعين ومائتين وألف سماه بغية الرائي في التعريف بالشيخ أبي عبد الله محمد المكي الدلائي. التهامي الورياجلي وفيه توفي التهامي الورياجلي، كذا بخط الجد المهدي رحمه الله. إبراهيم بن الطاهر ابن إبراهيم وفيه توفي إبراهيم بن الطاهر بن إبراهيم الحسني الأسفي. تقدمت وفاة والده عام أربعة عشر ومائتين وألف، الفقيه الفرضي الحيسوبي المشارك المطلع. محمد بن الهاشمي أفيلال وفيه توفي محمد بن الهاشمي أفيلال الحسني، أحد علماء مدينة تطوان، له تآليف، منها كناشة فيها بعض حوادث بلده تطوان وفوائد أدبية وعلمية يقع في مجلد وقف عليها الأخ محمد داود حفظه الله واستفاد منها في تاريخه.

المختار بن المختار الغربي

المختار بن المختار الغربي وفيه توفي المختار بن الحاج المختار بن الشيخ أحمد الغربي الدكالي الرباطي العلامة المشارك توفي ببلده. حوادث وقعة الحاج عبد القادر بن محيى الدين الجزائري وفيه كانت وقعة الحاج عبد القادر بن محيى الدين الجزائري مع الخليفة السيد محمد بن عبد الرحمان، فقد كان بعثه والده المولى عبد الرحمان برجال وخيل في جيش عظيم لأجل أسر عبد القادر وحجز كل أمواله، فضرب عليهم ليلا فوقفوا أولا في وجهه وفي الأخير فرّوا، ثم كرّوا حتى وصلوا إليه فقتلوا من جيشه خلقا كثيرا وأتوا بسبعة وأربعين رأسا منهم، وفيهم رأس أخيه، وأسروا من أصحابه مائة ونيفا وعشرين، وفر هو هاربا في نحو عشرة من الخيل. انتهى من مبيضة الروض الطيب العرف.

عام خمسة وستين ومائتين وألف

عام خمسة وستين ومائتين وألف عبد الله الوليد بن العربي العراقي في سابع ربيع الثاني توفي عبد الله المدعو الوليد بن العربي العراقي الحسيني. ولد عام سبعة ومائتين وألف، الحافظ الحجة الفهامة المشارك الدراكة المحقق المدقق الأصولي المعقولي، له الدر النفيس فيمن بفاس من بني محمد بن نفيس، عرف برجال شعبتهم المباركة الحسينية، وترجم في آخره لنفسه؛ وله ذيل عليه سماه الذيل المنتخب فيما لفضلاء الشعبة العراقية وجب؛ وله تأليف في ترجمة الشيخ الحافظ إدريس العراقي المار الوفاة عام ثلاثة وثمانين ومائة وألف، إلى غير ذلك. دفن بروضتهم بالقباب خارج باب الفتوح. عبد السلام المدعو باب سلاّم وفي يوم الخميس ثاني جمادى الثانية توفي عبد السلام المدعو باب سلاّم الزاهد ويدعى بثلوع، ساقط التكليف يشار إليه بالخير والصلاح، ودفن خارج باب عجيسة. سعيد بن عمارة الرجراجي وفي متم شعبان توفي سعيد بن عمارة الرجراجي، أحد العلماء المشاهير في وقته بمدينة الصويرة، العلامة المدرس الخطيب، تولى أخيرا القضاء بها. له ترجمة في كتاب إيقاظ السريرة. محمد بن علي النكنافي وفي يوم الخميس خامس رمضان توفي محمد بن علي بن محمد بن عبد الواحد النكنافي السوسي الصويري. كان أديبا مطلعا مهندسا فلكيا، من آخر من أتقن هذه العلوم بالمغرب مع علم الحساب بفاس، كذا بخط سيدنا الجد أحمد رحمه الله. وبعد مدة وقفت على أنه توفي بسوق الأحد بالغرب من غير عقب وترك أموالا وكتبا، وكان خروجه مع ولدي السلطان المولى المهدي والمولى رشيد ولدي المولى عبد الرحمان ذاهبين لأداء فريضة الحج، وكان خروجهم من فاس في ثاني رمضان المذكور، وحمل صاحب الترجمة إلى القصر الكبير ودفن هناك بضريح الشيخ أبي غالب. علال بن عبد الواحد الزجلي وفي يوم الثلاثاء رابع وعشري رمضان المذكور توفي علي المدعو علال بن عبد الواحد الزجلي موقت فاس العليا مدة طويلة، الفقيه الأجل العدل الموثق الفرضي، حلاه صاحب تذكرة المحسنين بقوله: الفقيه الميقاتي المعدل المهندس عديم النظير انتهى. دفن بمطرح الجلة بالقباب خارج باب الفتوح، كذا ذكر صاحب الروض الطيب العرف الذي وقفت على مبيضته، بقى ذكره على صاحب السلوة.

عبد السلام بن عبد القادر بنونة

عبد السلام بن عبد القادر بَنُّونَة وفي حجة توفي عبد السلام بن عبد القادر بنّونة، من أكبر تلامذة الشيخ العربي الدرقاوي. كان خيرا دينا صالحا توفي بفاس. بو سلهام بن علي المؤذن الخلطي وفيه توفي بو سلهام بن علي المؤذن الخلطي المكناسي، كان أستاذا مجودا مشاركا. أحمد بن عبد الرحمان العلوي وفيه توفي أحمد بن السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام العلوي في حياة والده. توفي في عنفوان شبابه، وكان نجيبا منهمكا في طلب العلم وتأسف والده لموته. توفي بفاس الجديد. أحمد بن علي الوزاني وفيه توفي أحمد بن علي الوزاني الحسني نزيل الرباط، الشيخ الجليل الولي الصالح العامل بعلمه. دفن بضريح مولاي المكي بالرباط. عبد القادر بن أحمد الدباغ وفيه توفي عبد القادر بن أحمد الدباغ المراكشي، الفقيه المدرس المفتي، من أعلام المنقول والمعقول. توفي بمراكش، وترجمته في الإعلام، كان يعلّم أولاد السلطان. عبد الكريم اللمطي السجلماسي وفيه توفي عبد الكريم اللمطي السجلماسي، من أهل الفضل والدين، توفي وهو يؤذن بمنار سيدي أحمد الشاوي ودفن بالقباب. حوادث خروج ولدي السلطان إلى الحج وفي تاسع وعشرى رمضان من السنة سافر الشريفان مولانا سليمان وأخوه مولانا الرشيد ابنا أمير المومنين-أبد الله نصره-بقصد حج البيت وصحبتهما السيد ابن علي المذكور، فما سار ثلاثة أيام حتى مات رحمه الله ودفن بالقصر الكبير، واستخلف بالشريف المفضل الأديب النبيه نقيب الأشراف مولانا العربي بن العلامة الشهير مولانا أحمد البلغيثي العلوي الحسني.

عام ستة وستين ومائتين وألف

عام ستة وستين ومائتين وألف محمد بدر الدين الحمّومي في منتصف ليلة السبت ثامن محرم توفي محمد المدعو بدر الدين بن الشادلي بن أحمد الحمّومي الحسني، ولد عام ثمانية وسبعين ومائة وألف، شيخ الجماعة بفاس. كان علامة مشاركا مطلعا زاهدا متمسكا بالسنة، وهو آخر تلامذة الشيخ التاودي ابن سودة موتا من العلماء المشهورين، له شرح على الشمائل؛ وشرح على المرشد وشرح على الوظيفة الزروقية؛ وتأليف في السكر والأتاي. دفن بزاويتهم الكائنة بحومة البليدة، وهو أول من دفن بها. كانت ولادته عام أحد وثمانين ومائة وألف. الطالب بن العربي الأبّار وفي أوائل صفر توفي الطالب بن العربي الأبّار، من أولاد الأبّار المعروفين بفاس، أحد أكابر أفراد الطائفة التجانية وممن أخذ عن الشيخ أحمد التجاني مباشرة المتفانين في محبته، له أشعار كثيرة في مدحه ومدح طريقته. توفي بمدينة جنوة بإيطالية ودفن هناك. أحمد بن دحمان اليلصوتي وفي ربيع الأول توفي أحمد بن دحمان اليلصوتي الزروالي. كان خيرا دينا صوفيا مذاكرا، له شهرة وأتباع، من أكبر تلامذة الشيخ العربي الدرقاوي، وعنه أخذ ولده الشيخ الطيب بن الشيخ العربي المذكور الآتي الوفاة عام سبعة وثمانين ومائتين وألف، ودفن بزاويته من بني زروال قرب مجّوط، وبنيت عليه قبة. محمد بن أحمد الوزاني وفي يوم السبت خامس رجب توفي محمد بن أحمد بن علي الوزاني. تقدمت وفاة والده عام أحد وثلاثين ومائتين وألف. كان خيرا دينا صالحا ودفن بزاويتهم بالشرشور. محمد التواتي وفي يوم الأربعاء حادي عشر رمضان توفي محمد-فتحا-التواتي، يشار إليه بالخير والصلاح، ودفن خارج باب عجيسة. سليمان بن الطاهر الشياظمي وفي حادي عشر رمضان المذكور توفي سليمان بن الطاهر بن سليمان الشياظمي الحاجي المعروف بلخنزة، عامل قبيلة الشياظمة. كان من العمال الممتازين لدي الدائرة المخزنية في زمانه ذائع الصيت، ذكر وفاته في كتاب إيقاظ السريرة. قدور بن محمد العلمي وفي سادس وعشرى رمضان توفي عبد القادر المدعو قدّور بن محمد بن أحمد بن قاسم العلمي الطالبي الحسني، نزيل مكناسة الزيتون، صاحب الضريح المشهور بها، عن سن عالية

العربي بن علي الوزاني

تجاوز المائة، لأنه ولد عام أربعة وخمسين ومائة وألف. الشيخ الشهير له أنظام على طريقة الملحون مشهورة متداولة بين أهل هذا الفن يحفظون جلها، رأيت أنه مكث بمدينة مراكش أكثر من عشرين سنة. العربي بن علي الوزاني وفي يوم الثلاثاء آخر يوم من ذي الحجة توفي الحاج العربي بن علي بن الشيخ الطيب الوزاني الحسني رئيس الزوايا الوزانية بالمغرب وغيره، الشيخ الشهير، تقدمت وفاة والده عام ستة وعشرين ومائتين وألف، يشار إليه بالولاية والصلاح والخير والدين. دفن ببلده وزان. قدّور الهزّاز السلاسي وفيه توفي الحاج عبد القادر المدعو قدور بن محمد السلاسي الشهير بالهزّاز، من أكابر تلامذة الشيخ العربي الدرقاوي، ودفن برأس القليعة بالروضة المعروفة بهم. عمر بن أبي جمعة السّكياطي وفيه توفي عمر بن أبي جمعة السّكياطي الرجراجي قاضي الصويرة وبلاد الشياظمة، العلامة المشارك المطلع النوازلي، صاحب المدرسة المشهورة هناك. عبد القادر ابن عيّاد وفيه توفي عبد القادر بن عيّاد الرباطي، العلامة الخطيب. توفي ببلده. محمد بن الطيب العلوي وفيه توفي محمد بن الطيب بن السلطان سيدي محمد بن عبد الله الحسني العلوي الذي كان قام على السلطان المولى عبد الرحمان. محمد الزواري وفيه توفي محمد الزواري يشار إليه بالخير والصلاح دفن بفاس، لم يعين صاحب السلوة عام وفاته، وقد تحقق عندي أنه توفي في هذا العام. عبد السلام بن محمد الصبّار وفيه توفي عبد السلام بن محمد الصبّار، الفارس المقتدر المطلع، كان من الدعاة الذين قاموا على المولى عبد الرحمان بن هشام سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، ولما استولى على فاس قبض عليه وأرسله سجينا إلى مراكش بسجن العادر به ثم عفا عنه وأرسله واليا على ثغر الصويرة وبقى بها إلى أن توفي في التاريخ المذكور. علال بن قاسم الطاهري وفيه توفي علال بن قاسم الطاهري الحسني الجوطي. كان ممن ثار على السلطان المولى عبد الرحمان كذلك، ونفي إلى مراكش سجينا، ثم عفا عنه كذلك وأرسله إلى رباط الفتح وبه توفي. ذكر ذلك والذي قبله الشيخ الجد المهدي في فهرسته. وفيه توفي محمد بن علي النّكنافي الحاجي. . . (¬13). ¬

(¬13) كرر المؤلف هنا-خطأ-ترجمة محمد بن علي النكنافي المتقدمة في السنة الفارطة: خمس وستين ومائتين وألف.

عام سبعة وستين ومائتين وألف

عام سبعة وستين ومائتين وألف محمد بن حسون عواد في يوم الأربعاء ثالث وعشري ربيع الثاني توفي محمد بن حسون عواد السلاوي. علامة مشارك مطلع، ولي قضاء بلده سلا مدة، وكان يعرف الفقه والحديث والنحو، أفنى عمره في ذلك. علال بن إدريس الشامي وفي ليلة الجمعة سادس وعشري ربيع الثاني توفي علي المدعو علال بن إدريس الشامي الخزرجي قائد فاس، تولى عليها مدة. كان فارسا مغوارا شجاعا خيرا دينا عاقلا، ودفن بروضتهم بالقباب، وكان عزله عن قيادة فاس يوم الأربعاء عاشر ربيع الثاني عامه، وتولى مكانه القائد علال الزمراني، ثم عزل الزمراني في رمضان عامه وولي مكانه القائد الجيلالي بن حمّ. محمد بن عبد السلام العلمي الحمدوني وفي ليلة يوم الاثنين ثامن وعشري ربيع الثاني المذكور توفي محمد بن عبد السلام بن علي العلمي الحمدوني الشريف الحسني، دخل إلى فاس لطلب العلم وبقي بها إلى أن توفي، وهو من مدشر العنصر من قبيلة بني سريف الجبل، دفن بالقباب. بقى ذكره على صاحب السلوة. محمد بن أحمد توفلغز وفي يوم الخميس خامس جمادى الأولى توفي محمد بن أحمد المدعو توفلغز-بفتح الفاء وسكون اللام-السوسي نزيل مدينة الصويرة. كان من العلماء المشهورين بها في زمنه، علامة مدرسا مشاركا. توفي بها ودفن بضريح سيدي مكدول. ذكره في كتاب إيقاظ السريرة. بيط الكرانية وفي يوم الثلاثاء ثامن وعشري جمادى الأولى توفيت بيط الكرانية يشار إليها بالجذب والصلاح، كانت ساقطة التكليف تتكلم بكلام لا يفهم. توفيت عن سن عالية. انتهى من مبيضّة الروض الطيب العرف، بقى ذكرها على صاحب السلوة. أبو بكر بن الطيب ابن كيران وفي رابع عشر جمادى الثانية توفي أبو بكر بن الشيخ الطيب ابن كيران، تقدمت وفاة والده عام سبعة وعشرين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا نحويا مطلعا مدرسا. دفن بروضة العلماء بالقباب مع أبيه.

محمد المدني بن الكبير الفلالي الغرفي

محمد المدني بن الكبير الفلالي الغرفي وفي صبيحة يومه توفي محمد المدني بن الكبير الفلالي الغرفي. كان فقيها نحويا علامة مدرسا، تولى القضاء بمراكش مدة، ودفن بروضة العلماء بالقباب. أحمد بن محمد الصقلي وفي صبيحة يوم السبت سادس شعبان توفي أحمد بن محمد بن أحمد الصقلي الحسيني. تقدمت وفاة والده عام اثنين وثلاثنين ومائتين وألف، يشار إليه بالولاية والصلاح والخير والدين والعلم، وهو والد العلامة الأديب سيدي الفاطمي الآتي الوفاة عام أحد عشر وثلاثمائة وألف، ودفن بزاويتهم بالسبع لويات. سلاّم بن عبد الرحمان السوسي وفي يوم الجمعة سادس وعشري شعبان المذكور توفي عبد السلام بن عبد الرحمان السوسي المعروف بسلاّم. كان من أعيان مدينة الصويرة وأغنيائها، ومن أهل الشورى عند المولى عبد الرحمان أيام خلافته. محمد بن الجيلالي الشرقاوي وفي عشية يوم الاثنين ثالث عشر رمضان توفي محمد بن الجيلالي الشرقاوي، كان خيرا دينا ودفن بالقباب. محمد بن الطاهر الحبابي وفي عشية يوم الجمعة سابع عشر رمضان توفي الحاج محمد بن الطاهر الحبابي، من أولاد الحبابي المعروفين بفاس. كان علامة مشاركا ماهرا في الحساب والتوقيت والتعديل والفرائض، ودفن قرب قبة الشيخ اليماني بالقباب. العربي بن حمّ الطاهري وفي ليلة عيد النحر من السنة توفي العربي بن حمّ الطاهري الجوطي الحسني، له كرامات، ودفن بالقباب بروضة أولاد ابن المليح. المكي الجباري وفي سابع عشر ذي الحجة المذكور توفي المكي الجباري، من أولاد الجباري المعروفين بفاس، يشار إليه بالخير والصلاح. دفن بالقباب بروضة أولاد السراج. بوسلهام بن علي أزطوط وفيه توفي بو سلهام بن علي أزطوط العرائشي، علامة مشارك توفي ببلده. محمد المسطّس وفيه توفي محمد المسطّس السلاوي، أخذ العلم بفاس وكان مشاركا مدرسا مطلعا. توفي ببلده.

عبد اللطيف بن عبد الله فرج

عبد اللطيف بن عبد الله فرج وفيه توفي عبد اللطيف بن عبد الله فرج عامل الرباط، ودفن بالزاوية القادرية هناك. علي بن عبد الرحمان البطاوري وفيه توفي علي بن عد الرحمان البطاوري الرباطي، الفقيه الخطيب البليغ المشارك. توفي ببلده. محمد بن إبراهيم البلغيثي وفيه توفي محمد بن إبراهيم بن مبارك البلغيثي السوسي، علامة مشارك فقيه تولى القضاء بسوس مدة. ذكره في كتاب المعسول. محمد بن عبد القادر الزارو وفيه توفي محمد بن عبد القادر الزارو الرباطي، كان شيخ طريقة في التصوف وتخرج على يده كثير من أهل الخير والدين. كان كثير الكلام في علم التصوف. توفي بالرباط ودفن بالزاوية التي أمام حمام القصري هناك. عبد السلام بن محمد السلاوي وفيه توفي عبد السلام بن محمد السلاوي. كان خيرا دينا، ذكره الجد العابد رحمه الله في بعض مقيداته. أبو بكر بن محمد بوكرين وفيه توفي أبو بكر بن محمد بوكرين-بضم الكاف المعقودة وسكون الياء بعد الراء- اليازغي من نسل الشيخ محمد-فتحا-بوكرين دفين بني يازغة الشهير هناك. كان صاحب الترجمة صالحا خيرا دينا متواضعا. توفي بفاس. بقى ذكره على صاحب السلوة. حوادث حريق بفندق العطارين بفاس وفيه وقع حريق بفندق العطارين وما حوله بفاس وتلف بسبب ذلك مال كثير.

عام ثمانية وستين ومائتين وألف

عام ثمانية وستين ومائتين وألف الطائع بن هاشم الكتاني وفي يوم الاثنين تاسع وعشري جمادى الأولى توفي الطائع بن هاشم الكتاني. كان خيرا دينا. مصطفى بن الطائع البلغيثي وفي ليلة الخميس رابع وعشري شعبان توفي مصطفى بن الطايع بن محمد بن هاشم بن أحمد العلوي البلغيثي الحسني. كان دينا صالحا له اطلاع على الأنساب، ينسب إليه كتاب الدرة الفائقة في أبناء علي وفاطمة، ودفن بقبة الشيخ أبي القاسم الوزير بالقباب. محمد بن عبد القادر الكَردُودِي وفي عصر يوم الثلاثاء حادي وعشري رمضان توفي محمد بن عبد القادر بن أحمد الكلالي الشهير بالكردودي. ولد عام ستة عشر ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا فصيحا يخوض في جل العلوم، له شرح على إضاءة الأدموس في اصطلاح القاموس دل على فهمه وعلمه؛ وشرح على خطبة الألفية؛ وتأليف في تاريخ الدولة العلوية سماه الدر النضيد الفاخر، بأولاد مولانا علي الشريف ذوي المحاسن والمفاخر؛ وله فهرسة؛ وكشف الغمة في بيان أن حرب النظام واجب على هذه الأمة، طبع على الحجر. دفن بروضة الشيخ أبي المحاسن الفاسي بأعلى القباب. أحمد الدَّبدُوبِي وفيه توفي أحمد الدّبدوبي الفاسي دارا. علامة مشارك تولى القضاء بمدينة صفرو مدة. عبد الرحمان بن إدريس الفضيلي وفيه توفي عبد الرحمان بن إدريس الفضيلي السلاوي، علامة مفت مدرس. توفي ببلده. موسى الدكالي وفيه توفي موسى الدكالي، عامل مدينة أزمور مدة طويلة. كان له شهرة بين قواد ذلك الوقت، مسموع الكلمة، يعتمد عليه السلطان المولى عبد الرحمان. حوادث هجوم ثان للأسطول الفرنسي على مدينة سلا وفيه هاجم الأسطول الفرنسي مدينة سلا كما فعل عام ستين ومائتين وألف، وهدم بعض الأماكن منها، ثم أقلع الأسطول عنها بسبب ريح عاصف سلطه الله عليه.

عام تسعة وستين ومائتين وألف

عام تسعة وستين ومائتين وألف حبيبي المدعو حبّ التواتي في رابع صفر توفي حبيبي المدعو حبّ التواتي، من أهل الخير والصلاح، ودفن خارج باب عجيسة. أحمد الغازي بن أحمد العربي المرابط وفي ليلة الخميس سابع عشر ربيع الثاني توفي أحمد الغازي بن أحمد العربي المدعو المرابط. كان علامة مشاركا خيرا دينا، ودفن بالقباب بروضة أولاد الحلو. بقى ذكره على صاحب السلوة، كان يدرس بجامع القرويين ومسجد الرصيف. محمد الحبيب بن أحمد التّجاني وفي آخر جمادى الأولى توفي محمد الحبيب بن الشيخ أحمد التجاني، تقدمت وفاة والده عام ثلاثين ومائتين وألف، له شهرة واسعة بين الطائفة التجانية وذكر وجاه، شدت له الرحال لأخذ ورد الطريقة عنه. توفي بزاويتهم بعين ماضي. محمد بن أحمد الشرفي وفي ثامن عشر رجب توفي محمد بن أحمد الشرفي الأندلسي، علامة مطلع مشارك وأديب شاعر. محمد بن الهادي بناني وفي شوال توفي محمد-فتحا-بن الهادي بناني فرعون، تقدمت وفاة والده عام أربعة وستين ومائتين وألف، كان يدرس التحفة وغيرها من كتب الفقه المالكي، ودفن بزاويتهم الكائنة بحومة الصاغة. عبد الرحمان بن عبد العزيز الحلو وفي ليلة الخميس سادس وعشري قعدة توفي عبد الرحمان بن عبد العزيز الحلو، من أولاد الحلو الوطاسيين المعروفين بفاس. علامة مشارك أديب مطلع، له خط حسن وإنشاء وترسل. ذكر الجد المهدي أنه من أصحابه في تقييده. بقى ذكره على صاحب السلوة لأنه توفي بفاس وبها كان سكناه. عبد الرحمان بن أحمد الشدّادي وفي صبيحة يوم الأحد تاسع وعشري قعدة توفي عبد الرحمان بن أحمد الشدادي الحسني العمراني. كان فقيها علامة مدرسا مشاركا، ولي قضاء فاس الجديد مدة، ودفن بروضة الشيخ الغازي برأس الشراطين.

عبد الرحمان بن عبد الله التملي

عبد الرحمان بن عبد الله التّملي وفيه توفي عبد الرحمان بن عبد الله بن محمد التّملي السوسي الجزولي الجشتيمي. ولد عام خمسة وثمانين ومائة وألف. علامة مشارك له شهرة بسوس وبه توفي. حوادث عزل الوزير العربي بن المختار الجامعي وتولية محمد غرّيط مكانه وفيه عزل السلطان المولى عبد الرحمان وزيره العربي بن المختار الجامعي عن الوزارة وجعل مكانه محمد غرّيط.

عام سبعين ومائتين وألف

عام سبعين ومائتين وألف مَحمد بن بوعزَّة البُوعزَّاوِي وفي عشري ربيع الأول توفي محمد-فتحا-بن بوعزة البوعزّاوي، من سلالة أبي يعزى. الشيخ المربي الصالح، من أكبر تلامذة الشيخ العربي الدرقاوي أخذ عنه مباشرة. توفي بفاس ودفن بروضة أولاد الهزّاز بباب الحمراء داخل باب الفتوح. العربي الطُّرِّيس وفي سابع وعشري ربيع الثاني توفي العربي الطّرّيس التطواني، عامل مدينة الصويرة، تولى العمالة بها عام تسعة وخمسين ومائتين وألف، وبقي على النظارة بها إلى أن توفي في التاريخ المذكور، وأقبر بها في ضريح سيدي مكدول، ذكره في كتاب إيقاظ السريرة. أحمد الغِوان الميسوري في عشية يوم السبت سابع وعشري جمادى الأولى توفي أحمد الميسوري المدعو الغوان، يشار إليه بالخصوصية، ودفن بباب الحمراء داخل باب الفتوح. صالح بن محمد بناني وفي يوم الاثنين رابع وعشري شعبان توفي صالح بن الحاج محمد بن الطيب بناني. كان شيخا صالحا تحكى عنه كرامات. توفي عن نحو مائة وعشر سنين ودفن بالقباب، وهو غير المارّ عام أحد وأربعين ومائتين وألف. عمر ابن البخاري وفي منتصف رمضان توفي عمر بن البخاري المراكشي الدرقاوي طريقة. كان صوفيا مربيا، له زوايا وأتباع، وتحكى عنه كرمات. وله تأليف في الوعظ؛ وكتاب الشرائع؛ وجواب الإخوان في مدد قطب الأعيان؛ والشراب من عين النبوءة والرسالة؛ إلى غير ذلك من التآليف. عبد الخالق الحشمي وفي يوم الاثنين خامس عشر شوال توفي عبد الخالق الحشمي، الفقيه العالم العلامة المشارك، كان إماما بالمولى إدريس بن إدريس رضي الله عنهما بفاس وبه توفي. من مبيضة الروض الطيب العرف، بقى ذكره على صاحب السلوة. المهدي العوني وفي يوم الجمعة تاسع ذي الحجة توفي المهدي العوني الدكالي، العلامة الهمام الشيخ الإمام، له شهرة تامة في زمنه بالعلم والصلاح والدين. توفي بمراكش له ترجمة واسعة في فهرسة الشيخ السرغيني.

أحمد أغيلان

أحمد أغيلان وفيه توفي أحمد أغيلان كذا رأيته مقيدا. محمد الزكي بن هاشم العلوي وفي حدود هذه العشرة توفي محمد الزكي بن هاشم العلوي، وحيد دهره في علوم العقل والنقل. كان أديبا ناظما ناثرا. له المطالع الزهراء الجامعة لأسماء بني الزهراء؛ والدرة الفائقة في أبناء علي وفاطمة؛ وله غير ذلك، مع مهارة في الطب. عبد الوهاب بن التاودي ابن الأحمر وفي هذه العشرة توفي الحاج عبد الوهاب بن التاودي المعروف بابن الأحمر، أحد أفراد الطائفة التجانية ومن لهم الشهرة فيها والذكر الحسن. ودفن بالقباب. محمد بن محمد الزّكّاري وفي أوائل هذه العشرة أو أواخر التي قبلها توفي محمد بن محمد بن أحمد الزّكّاري أصلا الوزاني الدار. كان علامة مشاركا نبغ صغيرا وقال الشعر وأجاد فيه. توفي بوزان. أحمد لبيب بن بابا الشنجيطي وفيه توفي أحمد لبيب بن بابا الشنجيطي العلوي. كان عالما شاعرا، له منظومة في شيخه أحمد التجاني سماها منية المريد؛ وله شرح عليها، وهي شهيرة بين أهل الطريقة التجانية. أحمد المفرّج الفاسي وفيها توفي أحمد المفرج الفاسي، ذكره الجد المهدي من أصحابه في تقييده لم أقف له على ترجمة. محمد العبدلاّوي وفيها أو قريب منها توفي محمد العبدلاّوي، الخير الذاكر أحد المتبرعين على سكان العدوة. انظر سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف. محمد بن عبد القادر التادلي وفيه توفي محمد بن عبد القادر التادلي الرباطي. تقدمت وفاة والده عام أربعة عشر ومائتين وألف، وكان يعد من علماء الرباط. الحسن بن محمد الأجوري وفيه توفي الحسن بن محمد الأجوري الوريداني السوسي، العلامة الصالح الفقيه المدرس. كان ذا دعابة وفطنة، وله في ذلك حكايات. مات شهيدا قتله بعض الظلمة عدوانا وظلما، ذكره في كتاب نزهة الأبصار. عبد الله بن الطاهر ابن ريسون وفيه توفي عبد الله بن الطاهر بن الخضر بن المامون ابن ريسون الحسني، كان أديبا مشاركا شاعرا مجيدا، له عدة قصائد فريدة من نوعها توفي بتطوان.

عام أحد وسبعين ومائتين وألف

عام أحد وسبعين ومائتين وألف محمد بن إبراهيم السوسي في ثاني عشر محرم توفي محمد بن إبراهيم بن عبد الله السوسي. كان مشاركا مطلعا مفتيا. الداودي بن العربي التلمساني وفي ليلة السبت رابع عشر محرم توفي الحاج الداودي-اسما-ابن العربي التلمساني الحسني. كان علامة مشاركا أصوليا بيانيا، تولى القضاء بمدينة تلمسان، له شرح على الهمزية؛ وشرح على البردة لم يكمل؛ وحاشية على السعد؛ وشرح على صحيح الإمام البخاري لم يكمل. ودفن بالزاوية الناصرية. عبد الله بن عبد الرحمان الجيشتيمي وفي خامس عشر محرم توفي عبد الله بن عبد الرحمان بن عبد الله الجيشتيمي السوسي، عالم علامة مشارك مطلع. انظر ترجمته في كتاب المعسول. محمد بن أحمد الغريسي وفي يوم الجمعة خامس ربيع الأول توفي محمد بن أحمد الغريسي المعسكري، تخرج عليه خلق كثير من طريقة شيخه العربي الدرقاوي، وهو شهير بين أتباع الطريقة الدرقاوية، ودفن بروضة أولاد ابن إدريس بالقباب. العربي ابن إبراهيم وفي ثامن ربيع الأول توفي العربي بن إبراهيم الدرقاوي طريقة. كان خيرا دينا سريع الجواب في المسائل الصوفية. محمد بن العربي ابن سودة وفي خامس عشر ربيع الأول توفي محمد بن العربي بن أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة، تقدمت وفاة والده عام تسعة وعشرين ومائتين وألف، علامة مشارك، توفي بالطاعون، ودفن بزاوية جده بزقاق البغل. حلاه الشيخ المشرفي في نزهة الأبصار بقوله: "العلامة الخبير، ذو الفصاحة والبلاغة والتحرير، الأرشد الأسعد، الأنجد الأمجد". عبد الله بن عبد الواحد الدباغ وعند طلوع فجر يوم السبت ثامن عشر ربيع الأول توفي عبد الله بن عبد الواحد بن علال ابن إدريس الدباغ الحسني. ولد في حدود التسعين ومائة وألف. كان عارفا عالما وليا صالحا خيرا دينا، له كرامات وأتباع، وقد ألف فيه وفي شيخه العربي الدرقاوي المهدي بن عبد الواحد ابن القاضي تأليفا سماه النور القوي في ذكر شيخنا المولى ابن عبد الواحد وشيخه المولى

الحسن بن محمد بناني

العربي الدرقاوي، يقع في مجلد، كما ألف فيه وفي شيخه المذكور أبو بكر بناني تأليفا سماه الفتح الوهبي في التعريف بشيخنا مولاي ابن عبد الواحد وشيخه مولاي العربي. دفن أولا بزاوية الشيخ الجمل، ثم نقل في سابع عشر قعدة عام ثلاثة وسبعين ومائتين وألف إلى محل اتخذت له فيه زاوية بحومة السياج قريبا من سويقة ابن صافي. الحسن بن محمد بناني وفي ربيع المذكور توفي الحسن بن محمد-فتحا-بن محمد بناني، العلامة الافضل المدرس، أخذ الطريقة التجانية واشتهر بها. توفي بمراكش. العربي بن أحمد البلغيثي وفي سابع وعشري ربيع الأول توفي بالطاعون العربي بن أحمد بن علي البلغيثي الحسني، العلامة الخطيب البليغ النسابة، تولى خطابة مسجد الرصيف مدة، والنقابة على الأشراف بفاس، له ديوان صغير كله أمداح نبوية، ودفن بروضة الشيخ ابن الحسن خارج باب عجيسة. عبد السلام بن محمد ابن المليح وفي يوم الأحد ثالث ربيع الثاني توفي عبد السلام بن محمد ابن المليح، لم أقف له على ترجمته بعد البحث. ذكره الجد المهدي من أصحابه في تقييده. الجيلالي التادلي وفي صبيحة يوم السبت سابع عشر ربيع الثاني توفي مطعونا الحاج الجيلالي التادلي، متصوف وله أتباع. محمد بن أحمد الجنوي وفي حادي عشر جمادى الأخيرة توفي محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن الجنوي الحسني، تقدمت وفاة والده عام أربعة عشر ومائتين وألف، وجدّه عام مائتين وألف. كان عالما مشاركا مفتيا، تولى قضاء مدينة وزان وتطوان ودفن بتطوان. رأيته محلّى من عدول تطوان بقوله"الفقيه الأجل العالم العلامة الحجة الأفضل، الشريف المبجّل الأمثل، قاضي تطوان" وذلك في منتصف محرم عام سبعة وستين ومائتين وألف. إدريس بن سليمان العلوي وفي يوم الجمعة أوائل شعبان توفي إدريس بن السلطان المولى سليمان الحسني العلوي، علامة مشارك محدث. الصديق الفيلالي وفي يوم الأربعاء ثالث عشر رمضان توفي الصديق الفيلالي مطعونا. كان خيرا دينا صالحا، دفن قرب ضريح الشيخ ابن عباد داخل باب الفتوح.

المهدي بن محمد ابن القاضي

المهدي بن محمد ابن القاضي وفي فجر يوم الاثنين عاشر شوال توفي المهدي بن محمد ابن القاضي، من أولاد ابن القاضي المعروفين بفاس. كان مشاركا فقيها كاتبا خيرا دينا. له شرح على تائية الشيخ محمد الحراق الحسني، وله تأليف في مناقب شيخه عبد الواحد الدباغ المار ذكره في هذه السنة وغير ذلك. دفن بزاوية الشيخ على الجمل الكائنة بالرميلة قرب زاوية أبي مدين. أحمد بن محمد المنجرة وفي سادس عشر شوال توفي أحمد بن محمد المنجرة الحسني، الفقيه العالم العدل الخطيب. محمد بن الطيب الصقلي وفي يوم السبت تاسع وعشري شوال توفي محمد بن الطيب بن محمد الصقلي الحسيني ممن يشار إليه بالخصوصية والولاية، له أتباع وتلامذة، ألف تأليفا في علم التصوف سماه مجالس الأسرار الإلهية، وله شرح على صلاة له، دفن بزاويتهم الكائنة بحومة البليدة بعد أن ذهب إلى الحج. أحمد بن أبي بكر المنجرة وفي شوال توفي أحمد بن أبي بكر بن عبد الرحمان بن إدريس المنجرة الحسني، تقدمت وفاة والده عام أربعين ومائتين وألف. كان عالما مشاركا مقرئا، ذكر الجد المهدي أنه من أصحابه. ودفن بالقباب خارج باب الفتوح. بقى ذكره على صاحب السلوة. عبد الله بن المجدوب الفاسي وفي آخر يوم من شوال توفي عبد الله بن المجذوب الفاسي الفهري، تقدمت وفاة والده عام ستين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا حافظا فصيحا. توفي وسنه اثنان وثمانون سنة. العباس بن محمد ابن كيران وفي حادي عشر قعدة عامه توفي العباس بن محمد ابن كيران، العلامة المشارك المحقق المدقق المدرس. قال سيدنا الجد أحمد رحمه الله في تقييد له ذكر فيه بعض أشياخه ما نصه: "شيخنا وشيخ أشياخنا أبو الفضل سيدي العباس بن محمد بن عبد الكريم الشهير بابن كيران، محقق في النحو والتصريف، مشارك في الفقه وعلوم البلاغة، عارف بصناعة المنطق والأصلين، ماهر في الحديث والتفسير والتصوف. ولد بفاس وأخذ عن الشيخ سيدي حمدون ابن الحاج ومن في طبقته، ثم ارتحل إلى الحج فحج وزار ولقى جمعا من الأئمة الأعلام، مما شملتهم تلك البقاع العظام، وولي قضاء مكناس فباشره بعفة تامة وسيرة مستحسنة لم يحفظ عليه في ذلك ما يثير ولا ما يعاب، ثم صار شيخ الحضرة المولوية في قراءة صحيح البخاري بحضرة مولانا عبد الرحمان قدس الله روحه. كانت له عنده وجاهة عظيمة، ومكنانة فخيمة، إلى أن توفي في حادي عشر قعدة عام أحد وسبعين ومائتين وألف. أخذت عنه شفاء القاضي عياض

محمد بن عبد الهادي زنيبر

وحضرت بعض مجالسه في إقراء المختصر بمكناس. انتهى من خطه مباشرة. وله حاشية على خطبة الشيخ ميارة الصغير على المرشد؛ وحاشية على صحيح الإمام البخاري في سفرين؛ وشرح على خطبة الألفية، إلى غير ذلك. توفي بمكناس. محمد بن عبد الهادي زنيبر وفي منتصف قعدة توفي محمد بن عبد الهادي زنيبر السلاوي، عاملها مدة، كان حازما ضابطا بقى عاملا بها مدة مع ثناء الناس عليه. محمد بن علال ابن سودة وفي قعدة المذكور توفي محمد بن علال بن محمد ابن سودة. كان علامة مشاركا موثقا مطلعا متقنا. دفن بباب الحمراء داخل باب الفتوح بقى ذكره على صاحب السلوة. محمد بن العباس ابن كيران وفي سادس عشر ذي الحجة توفي محمد-فتحا-بن العباس ابن كيران، من أولاد ابن كيران المعروفين بفاس. كان فقيها نزيها ودفن بزاوية الشيخ ابن إبراهيم بدرب الحرة. أبو بكر الحوزي وفي يوم الخميس سادس عشر حجة المذكور توفي أبو بكر الحوزي، محذوب ساقط التكليف. محمد بن سعيد التّناني وفيه توفي محمد بن سعيد التّناني الصويري، الفقيه العلامة المدرس المشارك. توفي ببلده. ذكره في كتاب إيقاظ السريرة وأثنى عليه. عبد القادر الشركاوي وفيه توفي عبد القادر الشركاوي التلمساني، ممن هاجر إلى المغرب. كان علامة مشاركا خيرا دينا ظهر عليه أثر الخير، توفي بمراكش وبها دفن. محمد بن عبد السلام العلمي وفيه توفي محمد بن عبد السلام العلمي المدعو ليزوا، مجذوب تذكر عنه كرامات دفن بروضة الشيخ أبي يعزى بالبليدة بفاس. الطيب بن إبراهيم بسّير وفيه توفي الطيب بن إبراهيم بسّير الرباطي الأندلسي. كان علامة مفتيا مدرسا ناظما ناثرا، تولي قضاء بلده الرباط مدة وقضاء مكناس وغيره من الثغور، له شعر وفتاوى وقصيدة عارض بها نونيه ابن زيدون الشهيرة. محمد بن عمر الريفي وفيه توفي بالطاعون محمد بن عمر الريفي، أستاذ مجود دفن بمطرح الجنة بالقباب.

محمد بن الهادي غريط

محمد بن الهادي غرّيط وفيه توفي محمد-فتحا-بن الهادي غرّيط الأندلسي. كان مشاركا خيرا دينا، له شعر متوسط الجودة، يحسن شيئا مّا علم الطب. له نظم في شيخه قدور العلمي المار الوفاة عام ستة وستين ومائتين وألف سماه رياض الأنس والفكر. توفي بمراكش. علي بن أحمد بناني وفيه توفي علي بن أحمد بن محمد بناني، عالم مشارك أحد رجال الطريقة التجانية، له شهرة بينهم توفي بمراكش. محمد بركة القادري وفيه توفي الحاج محمد بركة القادري المراكشي. كان وليا صالحا متبركا به يشار إليه مزارا في حياته. توفي بالوباء ودفن بروضة الدباغيّين بمراكش. أحمد بن علي الدّباغ وفيه توفي بالوباء أحمد بن علي الدّباغ المراكشي، الولي الصالح المتبرك به، توفي ببلده. كان من أهل الخصوصية. الحسن بن أحمد بناني وفيه توفي الحسن بن أحمد بن محمد بناني أخو علي المذكور في هذا العام، وكلاهما أخوان للشيخ أحمد بن أحمد بناني الآتي الوفاة عام ستة وثلاثمائة وألف. وصاحب الترجمة علامة مشارك مدرس مطلع كثير الإفادة، توفي بمراكش مسقط رأسه، ذكره في كتاب الإعلام. حوادث إرسال سفير إلى تونس للعزاء في الملك المتوفي وفيه أرسل السلطان سفيرا إلى تونس لأجل العزاء في الملك المتوفي وربط الصلة مع الإيالة التونسية. كمال بناء قنطرة وادي مكّس وفيه كمل بناء قنطرة وادي مكّس عن إذن الخليفة سيدي محمد بن عبد الرحمان. انتشار الطاعون بمدينة فاس وفي يوم الخميس خامس وعشري صفر انتشر الداء المسمى بالطاعون بمدينة فاس، وبلغ الموتى في اليوم الواحد خمسمائة فأكثر، وبقي إلى أن ضعف أمره في أواسط جمادى الثانية وبقي ضعيفا إلى رمضان عامه فصار في الزيادة حيث بلغ الموتى مائة في اليوم، وضعف في قعدة إلى أن انقطع بعد ذلك.

عام اثنين وسبعين وألف

عام اثنين وسبعين وألف عبد القادر بن محمد الراشدي وفي يوم الخميس منتصف جمادى الأولى توفي عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن سحنون الراشدي منشا المراكشي دارا، العلامة المشارك المطلع، تولى القضاء بمراكش مدة وبها توفي، له ترجمة في كتاب الإعلام. الحسن بن محمد ابن عمرو وفي قرب الظهر من يوم الخميس فاتح جمادى الثانية توفي الحسن بن محمد بن التهامي ابن عمرو الرباطي. تقدمت وفاة والده عام أربعة وأربعين ومائتين وألف. الفقيه العلامة المشارك المدرس، دفن بالزاوية التهامية بالرباط. عبد الهادي بن عبد الله العلوي وفي ضحوة يوم الأربعاء تاسع رمضان عامه توفي عبد الهادي بن عبد الله بن التهامي العلوي اليوسفي الحسني. كان علامة مشاركا حجة حافظا لافظا مدرسا محصلا. ولى قضاد الجماعة بفاس مدة عشرين سنة وتوفي عليها. له شرح على تيسير الوصول إلى جامع الأصول من حديث الرسول، لابن الدّيبع الشيباني الذي جمع فيه أحاديث الكتب الستة في عدة مجلدات، وله شرح على جمع الجوامع؛ وله تأليف في ترجمة شيخ شيوخه أحمد بن عبد العزيز الهلالي في ثلاثة مجلدات وقفت عليه، ودفن بزاوية الشيخ التاودي بزقاق البغل. وبعد موته صدر الأمر بتولية الشيخ الطالب بن حمدون ابن الحاج القضاء بمقصورة السماط، الآتي الوفاة في العام بعده. إبراهيم المزكيدي وفي ثاني شوال توفي إبراهيم المزكيدي السوسي. كذا رأيت مقيدا. محمد بن عبد الله العراقي وفي يوم الثلاثاء رابع عشر حجة توفي محمد-فتحا-بن عبد الله بن الحافظ الشيخ إدريس العراقي الحسيني. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثين ومائتين وألف. علامة فصيح حسن الصوت محدّث، ودفن بالقباب مع والده وما في السلوة من أنه توفي عام واحد وسبعين وألف سبق قلم. علي جمليس الصنهاجي وفيه توفي علي بن عبد الواحد بن أحمد بن يحيى المدعو جمليس الصنهاجي، من أهل الخير والصلاح، دفن بروضة الشيخ أبي غالب.

محمد بن عبد الله العلوي

محمد بن عبد الله العلوي وفيه توفي محمد بن عبد الله العلوي الحسني. كان فقيها محدثا نوازليا مشاركا، تولى القضاء بمدينة صفرو والقصر الكبير والعرائش. محمد بن محمد السّملالي وفيه توفي محمد بن محمد-فتحا-بن إبراهيم السملالي السوسي، تقدمت وفاة والده عام خمسين ومائتين وألف، العلامة المشارك المطلع الفقيه المفتي. الحارثي بن سعيد حجي وفيه توفي الحارثي بن سعيد بن أبي مدين بن عبد العزيز حجي السلاوي. كان خيرا دينا متبتلا على نهج أسلافه. تقدمت وفاة والده عام تسعة وخمسين ومائتين وألف، ودفن بضريح جده بسلا. عبد الله بن محمد العثماني الدراوي وفيه توفي عبد الله بن محمد العثماني الشهير بالدراوي المراكشي، الفقيه العلامة المشارك المطلع، تولى القضاء بمراكش وبها توفي. له ترجمة في كتاب الإعلام. مبارك بن حمّ النّظيفي وفيه توفي مبارك بن حمّ النّظيفي السوسي الفقيه العلامة المحقق المدقق الولي الصالح المدرس في جل العلوم وخصوصا علم الحديث. توفي عن سن عالية، ذكره في نزهة الأبصار. محمد بن إبراهيم البعقيلي وفيه أو قريب منه توفي محمد بن إبراهيم البعقيلي المجلى السوسي، كان علامة مشاركا مطلعا، وكان رحمه الله يحفظ السبع حفظا متقنا، له تآليف في هذا الموضوع، منها الاتصال متداول بين الناس، وأضاف له الطاقات يقع في نحو الخمسين صحيفة، وله ميم الجمع رتبه على حروف المعجم وجمع فيه ميم الجمع الموجودة بعد الأحرف الأربعة الهمزة والتاء والكاف والهاء، وله هاء الضمير ضمنها هاء الضمير ورتبها على حروف المعجم أيضا. انظر جريدة الميثاق عدد 163.

عام ثلاثة وسبعين ومائتين وألف

عام ثلاثة وسبعين ومائتين وألف عبد الله بن محمد الوزاني في الثاني من محرم هذا العام، وقيل في العام بعده، توفي عبد الله بن محمد بن أحمد الوزاني الحسني. تقدمت وفاة والده عام ستة وستين ومائتين وألف. كان خيرا دينا يشار إليه. التهامي المدغري وفي ضحى يوم الأحد حادي وعشري محرم توفي التهامي المدغري الشاعر الشهير صاحب القصائد الجيدة في الملحون المعروف بعلم الموهوب، ما زالت قصائده تحفظ عن ظهر قلب من طرف أهل هذا الفن إلى الآن. محمد بن الغالي اليوبي وفي ثالث صفر توفي محمد بن الغالي اليوبي الحسني. كان خيرا دينا صالحا له أتباع وتلامذة، وله زاوية تنسب إليه بزقاق الرطل من فاس وبها دفن. محمد بن عبد الرحمان الحائك وفي ثاني عشر ربيع الأول توفي محمد بن عبد الرحمان بن محمد الحائك التطواني. كان علامة مشاركا مطلعا. تولى القضاء بمدينة تطوان مدة. تقدمت ترجمة والده عام سبعة وثلاثين ومائتين وألف، وتولى القضاء بها في الثاني عشر من رجب عام سبعين ومائتين وألف. عبد الكريم بن عبد اللطيف غيلان وفي خامس عشر ربيع الأول توفي عبد الكريم بن عبد اللطيف غيلان التطواني كان علامة مشاركا نوازليا مطلعا. محمد بن عبد اللطيف جسوس وفي عاشر رجب توفي محمد بن عبد اللطيف جسوس، من أولاد جسوس المعروفين بفاس. كان خيرا دينا مدرسا له نصرة الفقير في التصوف متداول؛ وله النصح العام لكل من قال ربّي الله ثم استقام جعله في السماع والذكر، فرغ منه في أواخر عام ستين ومائتين وألف؛ وله كناشة حافلة، إلى غير ذلك. دفن بروضتهم بالقباب. محمد بن عمرو السجلماسي وفي سادس عشر شعبان توفي محمد بن عمرو السجلماسي البردعي حرفة، له كرمات وخوارق عادات. دفن خارج باب عجيسة. محمد بن أبي النصر العلوي وفي شوال توفي محمد-فتحا-بن أبي النصر العلوي الحسني، أحد أصحاب الشيخ أحمد التجاني، يشار إليه بالخير والصلاح والدين، له أشعار في مدح شيخه المذكور، وكان من أكبر رجال الطريقة التجانية وله شهرة كبيرة. دفن بطالعة فاس.

الطالب بن حمدون ابن الحاج السلمي

الطالب بن حمدون ابن الحاج السلمي وبعد عصر يوم الجمعة تاسع حجة توفي محمد الطالب بن الشيخ حمدون ابن الحاج السلمي المرداسي. تقدمت وفاة والده عام اثنين وثلاثين ومائتين وألف، الشيخ الإمام، علم الأعلام، الداركة المحقق المؤرخ النسابة. ولي القضاء بمراكش مدة ثم بمقصورة السماط بفاس، له حاشية على شرح المرشد لميارة متداولة؛ وحاشية على شرح بحراق الصغير؛ والأزهار الطيبة النشر في المبادئ العشر؛ والإشراف على بعض من حل بفاس من مشاهير الأشراف؛ ونظم الدرر واللئال في شرفاء عقبة ابن صوال؛ وروض البهار في ذكر جملة من مشايخنا الذين فضلهم أجلى من شمس النهار؛ ورياض الورد إلى ما انتهى إليه هذا الجوهر الفرد تكلم فيه على ترجمة والده الشيخ حمدون المذكور، إلى غير ذلك من التآليف. ودفن بروضة الشيخ عزوز بالدرب الطويل. أبو بكر بن رشيد الصقلي وفي سابع حجة توفي أبو بكر بن رشيد الصقلي الحسيني، الفقيه العلامة الخطيب العدل الرضى. محمد بن عبد الغني ابن الحسن وفيه توفي محمد بن عبد الغني ابن الحسن السلاوي. كان علامة مشاركا أديبا مطلعا، له شعر متوسط الجودة وأكثره في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والصالحين. توفي ببلده. محمد بن أحمد أزنيط وفيه توفي محمد بن أحمد أزنيط المراكشي، العلامة المشارك. كان متفننا مدرسا توفي ببلده مراكش. عبد الله بن محمد كديرة وفيه توفي عبد الله بن محمد كديرة الرباطي، العالم العلامة المشارك الحيسوبي المعدل. توفي ببلده. محمد بن محمد النتيفي وفيه توفي محمد بن محمد بن أبي ديبة النتيفي وطنا، العلامة المشارك المدرس النفاعة تخرج على يده عدة علماء، منهم الشيخ محمد بن المعطي بن أحمد السرغيني المراكشي الآتي الوفاة عام ستة وتسعين ومائتين وألف وكان يلهج به كثيرا. توفي ببلده. أحمد الصنهاجي الفرّان وفيه توفي أحمد الصنهاجي الفرّان حرفة، يشار إليه، دفن بروضة أولاد ابن المليح بالقباب.

عبد الحفيظ العلوي

عبد الحفيظ العلوي وفيه توفي عبد الحفيظ العلوي، العلامة المشارك الخير الذاكر، أخذ عن الشيخ عبد القادر الكوهن وغيره وكان إماما بمدرسة أبي عنان. العربي بن محمد المومناني التّكناوتي وفي يوم الجمعة تاسع عشر ذي الحجة توفي العربي بن محمد المومناني التّكناوتي، يشار إليه بالخير والصلاح، ودفن بخلوة الشيخ عبد القادر الكائنة برأس التيالين. أحمد بن العربي الغربي وفيه توفي أحمد بن العربي الغربي الدكالي الرباطي. تقدمت وفاة جده عام ثمانية وسبعين ومائة وألف، كان علامة مشاركا كاتبا، توفي بالرباط مسقط رأسه. عبد الله بن محمد الزّراري وفيه توفي عبد الله بن محمد الزّراري، كان وليا صالحا ذاكرا خيرا يشار إليه، كذا بخط الجد العابد رحمه الله. بو عبيد بن محمد التادلي وفيه توفي بو عبيد بن محمد التادلي، الفقيه العام الأديب المشارك. توفي في شهر ربيع. انظر ما تقدم عام خمسين ومائتين وألف. حوادث خروج أولاد السلطان المولى عبد الرحمان للحج وفيه أرسل السلطان المولى عبد الرحمان أولاده لأداء فريضة الحج مع وفد من العلماء يرأسهم أحمد المهدي ابن سودة رحمه الله.

عام أربعة وسبعين ومائتين وألف

عام أربعة وسبعين ومائتين وألف علي بن العربي الدرقاوي وفي يوم الثلاثاء تاسع عشر ربيع الثاني توفي علي بن الشيخ العربي بن أحمد الدرقاوي الحسني. تقدمت وفاة والده عام تسعة وثلاثين ومائتين وألف. كان خيرا دينا صالحا، تولى أمر الفقراء بفاس بعد وفاة والده، ودفن بزاويتهم الكائنة بالبليدة. محمد بن محمد ابن العناية وفي منتصف جمادى الأولى توفي محمد بن محمد بن العناية ابن فقيرة الأنصاري المكناسي. كان علامة محررا مشاركا مدرسا نفاعة، دفن بروضة الشيخ موسى بمكناس، لم يذكر وفاته ابن زيدان في إتحافه. أخذ عنه أبو المواهب الشيخ العربي ابن السايح الرباطي. عبد الحفيظ الأمراني وفي تاسع جمادى الأولى توفي عبد الحفيظ الأمراني الحسني، كان علامة مشاركا مطلعا، تولّى الإمامة بمدرسة أبي عنان بفاس مدة. دفن خارج باب المحروق قرب قبة الشيخ أبي بكر ابن العربي المعافري. سليمان بن محمد الحفيد الكتاني وفي يوم الأحد عاشر شعبان توفي سليمان بن محمد الحفيد الكتاني الحسني، يشار إليه بالخير، ودفن بزاوية الصادقيين بباب النّقبة. أحمد بن محمد التّمجيدّشتي وفي حادي عشر رمضان توفي أحمد بن محمد بن إبراهيم التّمجيدّشتي السوسي الشيخ الإمام، العلامة الهمام، له زاوية بمحل سكناه بسوس لا زالت تعرف به إلى الآن. ألف فيه وفي ولده الشيخ الحسن الآتي الوفاة عام سبعة وتسعين ومائتين وألف الشيخ العربي بن علي المشرفي الحسني الآتي الوفاة عام ثلاثة عشر وثلاثمائة وألف تأليفا سماه نزهة الأبصار لذوي المعرفة والاستبصار تنفي عن المتكاسل الوسن، في مناقب سيدي أحمد بن محمد وولده السيد الحسن. محمد بن حمدون ابن الحاج السلمي وبعد غروب سابع عشر شوال توفي محمد بن الشيخ حمدون ابن الحاج السلمي. تقدمت وفاة والده عام اثنين وثلاثين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا ناظما ناثرا يقول الشعر من غير كلفة ولا مشقة. له شرح بعض أبيات ميمية والده من الأخير؛ وشرح خريدة والده في المنطق؛ ونظم مختصر خليل؛ ونظم التوضيح لابن هشام، إلى غير ذلك. ودفن بروضة الشيخ عزوز بدرب الطريل.

حوادث

حوادث ولاية محمد بن عبد الرحمان العلوي المدغري قضاء مقصورة السماط بفاس في سابع صفر تولى القضاء بمقصورة السماط الشيخ محمد-فتحا-بن عبد الرحمان العلوي المدغري الحسني الحافظ المشهور وبقي بها إلى أن توفي عام تسعة وتسعين ومائتين وألف.

عام خمسة وسبعين ومائتين وألف

عام خمسة وسبعين ومائتين وألف محمد بن عبد الرحمان الحجرتي في ضحوة يوم الجمعة سابع عشر محرم توفي محمد بن عبد الرحمان الفيلالي الحجرتي السجلماسي، الشيخ الإمام، علم الأعلام، ومصباح الظلام، المشارك المحصل المدرس المطلع خاتمة المحققين، صار شيخ الجماعة بالمغرب في وقته، ودفن بالقباب قرب الشيخ عبد العزيز الدباغ. محمد ابن القاضي وفي حادي عشر ربيع الثاني توفي محمد ابن القاضي محتسب فاس الفقيه الأجل المشارك. محمد الحفيد الأمراني وفي سابع وعشري جمادى الأولى توفي محمد الحفيد الأمراني الحسني، وليّ صالح، ودفن بالقباب. أحمد بن عبد الكريم الحداد وفي عاشر شوال توفي الحاج أحمد بن عبد الكريم الحداد التطواني قائد تطوان الشهير. أحمد البدوي بن أحمد زويتن وفي ليلة الأحد قرب الفجر ثالث وعشرى حجة توفي أحمد دعي البدوي بن الحاج أحمد الشهير بزويتن، من أولاد زويتن المعروفين بفاس. الشيخ الجليل من أهل الذكر والعبادة والصلاح والخير والدين، له أتباع وتلامذه، وله رسائل كبرى وصغرى تسمى الكبرى بالمناجاة الفردية الأهلية في تبيين معالم الطريقة المحمدية، وكشف أستار الحقيقة الأحدية، تبيينا واضحا لمن هو مخلص في النية، مجد في صفاء الطوية. ألف في مناقبه تلميذه محمد العربي ابن محمد الهاشمي بن الحسن العلوي الحسني تأليفا سماه المشرفي المسلول في إبطال دعوى كل مضل جهول، في مجلد ضخم. دفن بزاويته بالسياج. محمد بن أبي سالم الأمراني وفي متمة توفي محمد-فتحا-بن أبي سالم عبد الله بن الطاهر الأمراني الحسني والد الشيخ الكامل الآتي الوفاة عام أحد وعشرين وثلاثمائة وألف، علامة مشارك مطلع. أحمد بن أحمد ابن عجيبة الصغير وفيه توفي أحمد بن الشيخ أحمد بن محمد ابن المهدي ابن عجيبة الحسني المعروف بابن عجيبة الصغير، المولود عام اثنين وعشرين ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام أربعة وعشرين ومائتين وألف. علامة مشارك، له تآليف عديدة، وله فهرسة.

محمد بن عبد الرحمان العمراني

محمد بن عبد الرحمان العمراني وفيه توفي محمد بن عبد الرحمان العمراني المراكشي، يشار إليه بالخير والصلاح. عبد المالك بن عبد الله الحاحي وفيه توفي عبد المالك بن عبد الله الحاحي قاضي قبيلة حاحة، الفقيه العلامة، ذكره في كتاب إيقاظ السريرة.

عام ستة وسبعين ومائتين وألف

عام ستة وسبعين ومائتين وألف عبد الرحمان بن هشام العلوي في يوم الاثنين تاسع وعشري محرم توفي السلطان الجليل المولى عبد الرحمان بن هشام بن سيدي محمد بن عبد الله بن إسماعيل العلوي الحسني بمكناسة الزيتون. كانت ولادته عام اثنين ومائتين وألف، وقد أشرنا إلى بعض حوادثه في هذه السنين من زمن توليته عام ثمانية وثلاثين ومائتين وألف على وجه الاختصار. كان شهما شجاعا مطلعا محافظا على ذخائر بين المال لا يدفعها في غير مستحقّها مع التحرّي والتثبت، محبا للعلم والعلماء، حصلت له حوادث مؤلمة في أيام سلطنته فتقبلها بصدر رحب وشجاعة وتأن وإقدام، فخرج من الكل ظافرا منتصرا. دفن بين العشاءين أول ليلة من صفر بضريح جده المولى إسماعيل بمكناس، وكان ولده السلطان سيدي محمد بمراكش فنهض منها عند سماعه بمرض والده إلى مكناسة، وما وصل إليها حتى وقعت له البيعة من جميع أهل المغرب عدا بعض أهل فاس. أحمد بن محمد ابن زاكور وفي ليلة الأحد ثاني عشر ربيع الثاني توفي أحمد بن محمد ابن زاكور كان عالما مشاركا واعظا فصيحا. إدريس بن محمد الطّرنباطي وفي خامس عشر رجب توفي إدريس بن الشيخ محمد بن مسعود الطّرنباطي الأموي. تقدمت وفاة والده عام أربعة عشر ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا. دفن بالقباب خارج باب الفتوح بأعلى مطرح الجنة. إبراهيم بن محمد السوسي وفي رجب توفي إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمان السوسي، الفقيه القاضي الهمام رافع راية العلم لجميع علماء سوس، بنيت عليه قبة بعد وفاته ببلده. عبد الله الحاج الإسلامي وفي سادس وعشري شعبان توفي عبد الله عرف بالحاج بن محمد بن عبد الصادق (¬14) الإسلامي. أصله من يهود الصويرة أسلم وحسن إسلامه وحفظ القرآن وثبت على إسلامه. توفي بالصويرة، ذكره صاحب كتاب إيقاظ السريرة. محمد الحفيان الشرقاوي وفي ليلة الجمعة العاشر من رمضان توفي محمد دعي الحفيان الشرقاوي الرباطي، إليه انتهت رياسة علم التجويد والقراءات في وقته بالرباط، توفي ببلده ودفن بالزاوية المعطوية. ¬

(¬14) انظر كيف يكون حديث عهد بالإسلام وأبوه وجده مسلمان!

جعفر بن الطالب ابن سودة

جعفر بن الطالب ابن سودة وفي ثاني عشر حجة متم عامه توفي جعفر بن الطالب بن الشيخ أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة، تقدمت وفاة والده عام اثنين وخمسين ومائتين وألف، وجده عام خمسة وثلاثين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا أديبا شاعرا وخطيبا مصقعا مجيدا، جمع ديوان شعره في مجلد؛ وديوان خطبه في مجلد. دفن بزاوية جده الشيخ التاودي بزقاق البغل. محمد بن المهدي العراقي وفي سابع عشر حجة توفي محمد بن المهدي العراقي الحسيني. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وخمسين ومائتين وألف. كان فقيها مشاركا بارع الخط، ودفن قرب قبة الشيخ اليماني بالقباب. العربي بن المختار الجامعي وفيه توفي العربي بن المختار بن عبد المالك الجامعي. تقدمت وفاة والده عام أحد وخمسين ومائتين وألف. الفقيه العلامة الوزير، تولى الوزارة للمولى عبد الرحمان بن هشام مدة. ودفن بزاوية منصور بحومة فندق اليهودي. محمد بن أحمد المباركي الزعري وفي عشري ذي الحجة توفي محمد بن أحمد المباركي الزعري. كان علامة مدرسا مشاركا، تولّى قضاء فاس الجديد مدة ودفن بالقباب. عبد الرحمان بن علي دينية وفيه توفي عبد الرحمان بن علي دينية الرباطي الأندلسي. كان خيرا دينا صالحا منتسبا. توفي عن سن عالية ودفن ببلده. أبو بكر بن محمد الأجوري وفيه توفي أبو بكر بن محمد الأجوري الويداني السوسي، الفقيه العالم المدرس الحافظ المطلع، ذكره في كتاب نزهة الأبصار. الهاشمي بن أحمد الهناء وفيه أو قريب منه توفي الهاشمي بن أحمد بن محمد بن حسين السوسي الهناء، كان رجلا صالحا يحب الخير مع عفة، ذكر له ذلك في كتاب نزهة الأبصار. تقدمت وفاة أخيه عام سبعين ومائتين وألف.

حوادث

حوادث قيام عبد الرحمان بن سليمان على السلطان محمد بن عبد الرحمان وإليك ما وجدت بخط بعضهم: "في اليوم الرابع عشر من صفر عام ستة وسبعين ومائتين وألف، وكان يوم الثلاثاء، قامت الفتنة بفاس وسدت الأسواق وبعض الدروب بسبب قيام بعض الشرفاء العلويين أولاد مولانا سليمان وما انضاف إليهم من الطالعة وزقاق الحجر وبعض أهل العدوة من الصعاليك فقط على عاملها محمد بن الطالبي النتيفي، وذهبوا لداره ونهبوه ووقع القتال بباب داره، إلا أن اللطف حصل فلم يمت أحد. وذهبوا بوسط فاس ونواحيها، أعنى الأشراف العلويين، وهم يعلنون نصرة الشريف مولاي عبد الرحمان بن سليمان رحمه الله ومن تبعهم من غوغاء العامة حتى وصلوا لباب الفتوح فجلسوا هناك ينتظرون دخول منصورهم مولاي عبد الرحمان المذكور إلى عشية اليوم المذكور، فاتفقت كلمة أهل العدوة على نفي الشرفاء من باب الفتوح ولو بقتالهم، فتصدى للكلام معهم الحاج عبد الكريم ابن حدّو وقال لهم اذهبوا إلى حالكم وإلا رأيتم ما لا يسركم، فقام رئيسهم مولاي قدور بن اليزيد المركطاني وقال له نحن كنا محتمين بكم، فقال له ابن حدو اذهبوا إلى حالكم، فذهبوا محتمين بحماه حتى أوصلهم إلى قرب دار الشريف مولاي سليمان بن الطيب بن السلطان مولاي سليمان بسيدي حنين، نطلب الله أن يسكّن روعة المسلمين". استمرار الهيجان في مدينة فاس وفي يوم الأربعاء خامس عشر منه أصبحت باب الفتوح مغلقة والحراسة عليها، وفرق البارود علي أهل فاس والمال والعدة. وعلى الساعة العاشرة أو ما قاربها أتى مولاي عبد الرحمان مع البربر وبعض أهل صفرو إلى فاس فتعرض الجيش لهم قرب عين الحجاج، فوقع القتال هناك، وكانت الغلبة للجيش على مولاي عبد الرحمان وجيش البربر، ونهبوا وأتوا ببغلته ومتاعة إلى فاس، وقبض بعض الشرفاء ومن انضاف إليهم من الغوغاء وأطلق السبيل في أولاد السيد أحمد الزموري بالطالعة وقتل منهم من قتل لكونهم من جملة رؤساء المتمردين. وفي يوم الجمعة ثامن عشر منه جاء البرابر أيت عياش ومن معهم فخرج الجيش إليهم وقبضوهم ونهبوهم وأتوا بما يزيد على خمسين سجينا منهم ونحو خمسة رؤوس من القتلى وغير ذلك. انتهى من خط الفقيه الفاطمي بن محمد ابن سودة الآتي الوفاة عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف، وأتيت بهذا النص لما فيه من البيان في هذه الواقعة.

احتلال الإسبان مدينة تطوان

احتلال الإسبان مدينة تطوان وفي يوم الاثنين ثالث عشر رجب وقع احتلال مدينة تطوان من قبل الدولة الاسبانية لأسباب تافهة، ثم خرجت منها على شروط وأموال أداها المخزن. انظر ذلك مفصلا في كتاب الأخ الشيخ محمد داود تاريخ تطوان. ووجدت في الروض الطيب العرف ما نصه: "وفي الساعة العاشرة من يوم الاثنين ثالث عشر رجب عام ستة وسبعين ومائتين وألف أخذ عدو الله الكافر الصبنيول مدينة تطوان ووقع الصلح بينه وبين سلطان الوقت سيدي محمد على عشرين مليون من الريال يقبضها منجمة على السنين على أن يخرج منها، ورفعت قضية الصلح إلى علماء الوقت وهم الشيخ أحمد المرنيسي والشيخ عبد السلام بوغالب والشيخ المهدي ابن سودة والشيخ عمر ابن سودة والشيخ محمد المكناسي والشيخ محمد التازي والشيخ أحمد العراقي والشيخ محمد الفيلالي المدعو حمارة وقاضي مراكش محمد بن عبد الواحد الدويري وتفرقوا في الجواب شذر مذر"انتهى. خروج سكان الصويرة خوفا من غزو الإسبان وفي رجب خشي أهل مدينة الصويرة حين سمعوا بأن الدولة الاسبانية أخذت مدينة تطوان وتريد أخذ مدينتهم أيضا، فخرجوا منها بأنفسهم وحريمهم وأموالهم فارين لجيرانهم قبيلة حاحة والشياظمة، وبقي الثغر المذكور خاليا مدة نحو سبعة أشهر. انتهى من الروض الطيب العرف. إخفاق قيام عبد الرحمان بن سليمان وفيه قام المولى عبد الرحمان بن سليمان بن محمد بن عبد الله بن المولى إسماعيل على السلطان سيدي محمد المذكور إثر وفاة والده كما تقدم في هذه السنة يطلب ملك أبيه، وكان قيامه بسجلماسة لكنه لم يتم له أمر. توجه ابن إدريس سفيرا إلى فرنسا وفيه وجه السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان الأديب الكاتب إدريس ابن الوزير محمد ابن إدريس الآتي الترجمة عام ستة وتسعين ومائتين وألف سفيرا إلى بلاد فرنسا لأجل المفاوضة مع الدولة المذكورة، وألّف في ذلك رحلة سماها تحفة الملك العزيز بمملكة باريز، وقد وقع طبعها زمن المولى عبد الحفيظ. انحباس المطر وفي هذه السنة حبس المطر عن فاس في شهر مارس وذلك من أواسط شعبان واشتد الحال على الزرع فنودى بصلاة الاستسقاء، فصليت في اليوم السابع من رمضان يوم الاثنين، صلاها الشيخ أحمد المرنيسي فنزل مطر قليل ولم يطل، ثم أعيدت الصلاة صبيحة يوم الثلاثاء صلاها الفقيه سيدي عبد المالك فنزل مطر غزير صبيحة يوم الأربعاء الموالي. انتهى من مبيضة الروض الطيب العرف.

عام سبعة وسبعين ومائتين وألف

عام سبعة وسبعين ومائتين وألف أحمد بن محمد المرنيسي في عشية يوم الجمعة ثالث عشر صفر بعد صلاة العصر توفي أحمد بن محمد-فتحا-بن علي المرنيسي، الشيخ الشهير، والعالم الكبير، المدرس النفاعة الكثير التلامذة والأتباع. قال في حقه سيدنا الجد أحمد رحمه الله في بعض مقيداته ما لفظه: شيخنا وشيخ مشايخنا سيدي أبو العباس أحمد بن محمد المرنيسي، ولد بفاس وأخذ عن ابن الحاج وطبقته ولازم القاضي أبا العباس ابن سودة في الفقه. كان حسن السمت والوقار كثير المذاكرة قواما على تدريس المختصر وغيره، له مشاركة في العلوم، وحج وزار، مملوء المزادة، بما تلقاه من فنون الإفادة، لين الجانب متواضع غير عبوس، فانصبّ على التدريس وانحاش له طلبة العلم ووقع له القبول، فكان مجلسه غاصا بنجباء الطلبة الأعيان، من فاس وغيرها من البلدان. أخذت عنه النحو والبيان إلى أن توفي فجأة-رضي الله عنه-انتهى ومن خطه نقلت. له حاشية على شرح المكودي على الألفية؛ وله تأليف في نظام العسكر؛ وآخر في إنكار البدع وما عليه أصحابها من الاجتماع على الرقص وعلى ضرب الطبول والنفخ في المزامير إلى غير ذلك، وله مع الطلبة دعابة. دفن بزاوية الشيخ الدباغ الكائنة بحومة السياج قرب سويقة ابن صافي، توفي فجاة بجامع الأبارين لأنه كان إماما به وحمل إلى داره، وأحفاده هم الآن الساكنون بحومة عسلاج بفاس. محمد بن أحمد غيلان وفي ربيع الأول توفي محمد-فتحا-بن أحمد غيلان التطواني. كان علامة مشاركا مطلعا دراكة، تولى القضاء بمدينة تطوان مدة، وبها توفي بعد تأخيره عن خطة القضاء. محمد بن عبد القادر الحيّاني بوخبزة وفي يوم الأحد ثامن وعشرى ربيع الثاني توفي محمد بن عبد القادر الحياني المدعو الحياني بوخبزة، ظهرت له كرامات دفن بالقباب. الطيب بن محمد السعدي السوارت وفي يوم الخميس رابع عشر جمادى الأولى توفي الطيب بن محمد السعدي، من ذرية المنصور السعدي، دعي المنجرة ويعرف بالسوارت. كان معدودا من أهل الصلاح والخير. له كرامات. علي باب علاّل ميّارة وفيه توفي علي المدعوّ باب علال ميّارة، مجذوب ساقط التكليف، دفن خارج باب عجيسة.

الطيب بن محمد بصري

الطيب بن محمد بصري فيه توفي الطيب بن محمد بن الطيب بصري المكناسي. كان عالما مشاركا ينوب عن قاضي بلده، توفي بها. بوعزة المهاجي وفيه توفي بوعزة المهاجي التلمساني، له أصحاب وأتباع. دفن بمسجد الشيخ أبي مدين الغوث الكائن بحومة الرميلة بفاس. خالد بن حماد الناصري وفيه توفي خالد بن محمد المدعو حماد بن محمد الناصري والد الشيخ أحمد الناصري صاحب كتاب الاستقصا، توفي بقبيلة العرب في مزرعة كانت له هناك. محمد ابن دحمان وفي توفي محمد بن دحمان السّلاوي، العالم العلامة المشارك. كذا كتب لي في وفاته الشيخ جعفر الناصري.

عام ثمانية وسبعين ومائتين وألف

عام ثمانية وسبعين ومائتين وألف عبد الله بن عمر الطمي في يوم الخميس ثاني ربيع الثاني توفي عبد الله بن عمر الطمي نزيل مدينة الصويرة، العالم العلامة المشارك، تولى الإمامة والخطابة في بعض المساجد بها. ذكره صاحب كتاب إيقاظ السريرة. محمد بن قاسم القندوسي وفي ضحوة يوم السبت ثاني عشر جمادى الأولى توفي محمد بن قاسم القندوسي، له اطلاع كبير في علم التصوف مع المشاركة وخط جميل، وهو الذي كتب اسم الجلالة البديع الشكل الذي بجامع المولى إدريس بن إدريس بفاس والذي ما زال معلقا به إلى الآن وصار أثرا يقصده الزوار لأجل رؤيته. له شرح على همزية البوصيري؛ وتأليف في علم التصوف في مجلد سماه التأسيس في مساوئ الدنيا ومهاوي ابليس. دفن بروضة أولاد السراج بالقباب خارج باب الفتوح. عمر بن الطايع الكتاني وفي يوم الأحد تاسع عشر جمادى الثانية توفي عمر بن الطايع الكتاني الحسني، تقدمت وفاة والده عام ستة وستين ومائتين وألف، يشار إليه بالصلاح. دفن بزاوية الشيخ التاودي ابن سودة. الجيلالي الغرباوي الروكي وفي مهل رجب ظهر كاهن ببلد الغرب قبيلة سفيان اسمه الجيلالي الغرباوي السفياني الروكي، فشاع أمره وقصد مدينة زرهون فذهب عنه سحره وقتل هناك. انظر الأصل. الهادي بن الشافعي بادّو وفي ثامن وعشري شعبان توفي الهادي بن الشافعي المكناسي الشهير ببادّو، الشيخ الفقيه العلامة المشارك الفهامة التقي الورع الناسك. توفي ببلده ودفن بمحراب زاوية ولي الله عبد الله الجزار، ووقفت على مرثية رثاه بها بعض تلامذته انظر الأصل. أحمد الصنهاجي وفي يوم الأربعاء عشري رمضان توفي أحمد الصنهاجي، كان أستاذا مجودا يحفظ السبع، صالحا زاهدا ممن يتبرك به. دفن بالقباب. حدّان بن محمد توفلغز وفي ثاني شوال توفي حدّان بن محمد بن أحمد توفلغز الصويري، تقدمت وفاة والده عام سبعة وستين ومائتين وألف. كان أمينا صدوقا محافظا على التجارة المخزنية بمدينة الصويرة ونواحيها، دفن بالزاوية الدرقاوية هناك.

أحمد بن أبي بكر الفضيلي

أحمد بن أبي بكر الفضيلي وفي ثالث ذي الحجة توفي أحمد بن أبي بكر العلوي الحسني الشهير بالفضيلي والد صاحب الدرر البهية المولى إدريس الآتي الوفاة عام عشرة وثلاثمائة وألف. كان مشاركا مطلعا دفن بروضة العلويين بالقباب. علال بن عبد القادر الصومعي وفي رابع وعشري ذي الحجة توفي علال بن عبد القادر الزمراني الصومعي، أصله من مدينة الصويرة، وتولى العمالة بمدينة فاس أيام المولى عبد الرحمان، وبعد تأخيره رجع كاتبا ببنيقة الصويرة، ثم أعفى وبقى ببلده إلى أن لقى ربه في التاريخ المذكور، وأقبر بالزاوية الناصرية هناك. أفاد ذلك في كتاب إيقاظ السريرة. مالك ابن العناية السفياني وفيه توفي مالك بن العناية الغرباوي السفياني، شيخ جليل القدر، كان فقيها مشاركا زاهدا ناسكا ومربيا له أتباع، أخذ عن الشيخ العربي بن أحمد الدرقاوي، وعنه تخرج الشيخ محمد بن علي البوكيلي الآتي الوفاة عام اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف. المهدي بن عبد المالك العلوي وفيه توفي المهدي بن عبد المالك بن إدريس العلوي الحسني، صاحب هدي حسن، وراي مستحسن. محمد الكبير بن إدريس العمراني وفيه توفي محمد الكبير بن إدريس العمراني المراكشي. تولى قضاء تارودانت بسوس مدة، ودفن بمراكش. أحمد بن محمد المزيان العطار وفيه توفي أحمد بن محمد المزيان بن بناصر العطار، له أذكار وأوراد. أخذ عنه السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام. الحسن بن الطيفور السّموكني وفيه أو قريب منه توفي الحسن بن الطيفور السّموكني السوسي، الفقيه العلامة المدرس في جميع الفنون المشارك، له عدة تآليف نظما ونثرا، منها شرح على البردة للإمام البوصيري، وتخرج على يده عدة علماء. دفن بتيزنيت له ترجمة في نزهة الأبصار. حوادث خروج الإسبان من تطوان وفي يوم السبت الحادي عشر من ذي القعدة عامه كان الجلاء الإسباني عن مدينة تطوان وما حولها ورجعوا إلى مدينة سبتة على شروط وأموال أداها المخزن. اتفاقية تجارية بين المغرب وبلجيكا وفي غصون هذه السنة وقعت اتفاقية بين المغرب ودولة بلجيكا تتعلق بشؤون تجارية.

عام تسعة وسبعين ومائتين وألف

عام تسعة وسبعين ومائتين وألف الحسن صالح الهشتوكي في يوم الخميس خامس وعشرى ربيع النبوي توفي الحسن المدعو صالح الهشتوكي المراكشي السوسي. كان مشاركا مطلعا صالحا. توفي بمراكش التي استوطنها. له شرح على منظومة الهبطي، وقد أفردت ترجمته بالتأليف، وله ترجمة في كتاب الإعلام. عبد السلام بن محمد الزّمّوري وفي تاسع عشر جمادى الثانية توفي عبد السلام بن محمد الزّمّوري، الأديب العالم الشاعر المشهور صاحب المنظومة في الأتاي المطبوعة ضمن مجموع المتون. دفن خارج باب عجيسة بجامع روضة الشيخ ابن الحسن هناك. 1 أحمد العطّاف المستاري وفي يوم السبت بعد العشاء خامس رجب توفي أحمد العطّاف المستاري الأصل الوزاني الدار والوفاة، الفقيه البركة الطبيب الماهر في وقته، كان يعالج الناس من الأمراض، وقد أذن له بذلك المولى العربي الوزاني. توفي ببلده. كذا وجدت مقيدا في بعض الكنانيش. 2 محمد الصديق العلوي المدغري وفي ثالث شوال توفي محمد الصديق بن الهاشمي بن محمد الكبير العلوي الحسني المدغري، من جهابذة العلم، له شهرة تامة. تولى قضاء سجلماسة ونواحيها مدة، وهو من أشياخ السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان. توفي بمراكش ودفن بقبة المولى علي الشريف. محمد بن عبد العزيز محبوبة وفي آخر هذا العام توفي محمد بن عبد العزيز محبوبة السلاوي. كان علامة مشاركا مدرسا فصيحا مطلعا. توفي بمكة المكرمة. عبد الرحمان الترغوتي وفيه توفي عبد الرحمان الترغوتي من علماء سوس، له اختصار طبقات الحضيكي، رأيت أنها له، ورأيت أنها لشيخه محمد بن أحمد الموسى المار الوفاة عام أحد وستين ومائتين وألف. حوادث سفارة ابن إدريس إلى إسبانيا وفيه أرسل السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان الأديب إدريس بن الوزير محمد ابن إدريس سفيرا إلى بلاد إسبانيا لأجل المفارضة في قضية احتلال مدينة تطوان.

عام ثمانين ومائتين وألف

عام ثمانين ومائتين وألف عبد الله بن عبد القادر الوزاني وفي يوم الأربعاء تاسع شوال توفي عبد الله بن عبد القادر بن علي بن أحمد بن الطيب الوزاني الحسني، الفقيه العلامة ذو الأخلاق الحسنة المباركة، ودفن بضريح جده مولاي عبد الله الشريف بوزان، وصلّى عليه أحمد بن العربي حسون. كذا وجدت مقيدا في كناشة. محمد بن الحسن السوسي وفي ثامن عشر قعدة توفي محمد بن الحسن بن عبد الله السوسي، العلامة الكبير، والمفتي الشهير، له ترجمة في كتاب المعسول للشيخ المختار السوسي. محمد بن محمد غرّيط وفيه توفي محمد بن محمد بن عبد الله غرّيط الأندلسي. كان علامة مشاركا كاتبا مقتدرا شاعرا مجيدا، استوزره السلطان المولى عبد الرحمان مدة قليلة ثم عزله، وكان كاتبا مع الفقيه الوزير محمد بن إدريس العمراوي في حياة المولى عبد الرحمان ثم عند الوزير الصفار. توفي عن نحو ستين سنة. محمد بن عيسى البركاني وفيه توفي محمد بن عيسى البركاني التلمساني الحسني. ورد على فاس بعد الخمسين ومائتين وألف وكان خيرا دينا. دفن بروضة قبالة ضريح الشيخ أبي غالب. المكي بن علي ابن ريسون وفيه توفي المكي بن علي بن المكي ابن ريسون الحسني. تقدم ذكر أسلافه. كانت ولادته عام تسعين ومائتين وألف، وهو الأخ الأكبر للشيخ عبد السلام الآتي الوفاة عام تسعة وتسعين ومائتين وألف، ومربّيه. وقفت على تحلية له صادرة من السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام بقوله: الناسك الأفضل، الخير الأكمل. دفن بالزاوية الريسونية بتطوان. المهدي بن عمر ابن جلون وفي هذا العام أو قريب منه توفي المهدي بن عمر ابن جلون الفاسي أصلا الرباطي دارا. الفقيه العلامة المدرس. دفن بالزاوية الرحمانية بالرباط. محمد بن علي الهلالي وفي هذا العام أو قريب منه توفي محمد بن علي الهلالي السوسي، الفقيه العالم المشارك، انتفع به خلق كثير في علوم مختلفة، له ذكر في كتاب نزهة الأبصار. محمد أمغار الروداني وفي هذا العام أو قريب منه توفي محمد بن عبد الله الروداني الملقب بأمغار السوسي. كان مقبلا على ما يعنيه، يراعي حقوق الإخوان مع حسن الخلق، له ذكر في كتاب نزهة الأبصار.

عبد الله السملالي

عبد الله السملالي وفي هذا العام توفي عبد الله السملالي السوسي، العالم الناسك المربي السالك الرباني المطلع. توفي بمراكس ودفن بمقبرة باب أغمات. عبد الله بن محمد الياسي الطاطي وفيه أو قريب منه توفي عبد الله بن محمد الياسي الطاطي. كان رجلا صالحا عالما، تولى القضاء ببلده، وله ذكر في كتاب نزهة الأبصار. أحمد بن محمد الأمين الرّداني وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي أحمد بن محمد الأمين الفاضل الرّداني ثم الفاسي، أديب شاعر، له إلمام بعلم الهندسة، ونظم سماه الإعلام بوفيات العلماء الأعلام. كان حيا عام سبعين ومائتين وألف. قدور العلج وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي عبد القادر دعي قدور العلج، جاء من بلاد أوربا ولعلّه من إيطاليا، ومنّ الله عليه بالإسلام. وكان في أول الأمر لا يعرف فكان يبيع شراب القهوة بأحد حوانيت السبيطريّين بفاس، ثم أراد الانتقال من فاس لطلب المعاش لكنه رجع عن فكرته بأمر من بعض الأولياء في وقته، فاشتهر أمره في الطّب، ثم أصابه العمى فعالج نفسه نحو الستة أشهر فكان المرء لا يتصل به إلا بعد مدة لكثرة الازدحام عليه. انتهى من كتاب الشيخ عبد السلام الجايي في السلطان المولى الحسن. عبد السلام بن الأخضر اللجائي العمراني وفيها توفي عبد السلام بن الأخضر اللجائي العمراني الحسني، العلامة المشارك الولي الصالح، عرض عليه القضاء مرارا فامتنع. توفي عن نحو ثمانين سنة. محمد سليطن وفي أواسط هذه العشرة توفي محمد سليطن المراكشي، الشريف الحيسوبي. توفي عن نحو مائة سنة في أواخر دولة المولى عبد الرحمان بمراكش. عبد القادر بنعبد الله وفيها توفي عبد القادر بنعبد الله سقط من معسكر الجزائر وأتى المغرب فارا بدينه، فأكرمه السلطان المولى عبد الرحمان إكراما تاما واعتنى به. كان رحمه الله علامة مشاركا مطلعا حافظا لافظا، توفي بمكناسة الزيتون بعد السبعين ومائتين وألف. انظر الإتحاف (4: 352). الفاضل بن مريدة السرغيني فيها أو قريب منها توفي الفاضل بن مريدة السرغيني المراكشي. كان من العلماء الأعلام وتولى القضاء بمراكش في دولة المولى عبد الرحمان مدة. له ترجمة في الإعلام.

بو سلهام بن علي الوزاني

بو سلهام بن علي الوزاني وفيها أو قريب منها توفي بو سلهام بن علي الوزاني أصلا. كان أمين الأمناء أيام دولة المولى عبد الرحمان إلى أن توفي. حوادث انفجار خطير قرب جامع الفنا بمراكش في يوم السبت رابع عشر شعبان عامه وقع حريق بمدينة مراكش قرب جامع الفنا وذلك ان فندقا كان في بعض بيوته نحو أربعمائة قنطار من البارود فوصلت النار إليها وصادف الحال أن الناس كانوا بكثرة في ساحة جامع الفنا، فمات بسبب ذلك نحو ثلاثمائة نسمة وهدمت كل دار متلاشية بمراكش. قدوم مبعوث من الرابطة الاسرائلية يطلب حرية اليهود بالمغرب وفيه قدم من عاصمة لندرة مبعوث من قبل رابطة اليهود على السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان يطلب منه إعطاء الحرية لليهود المغاربة، فأصدر السلطان ظهيرا يبين له ما أوجبته الشريعة الإسلامية لهم وما عليهم من غير زيادة ولا نقصان.

عام أحد وثمانين ومائتين وألف

عام أحد وثمانين ومائتين وألف عبد السلام بن أحمد الفاسي في يوم الثلاثاء خامس صفر بعد صلاة العشاء توفي عبد السلام بن أحمد بن العربي الفاسي. كان خيرا دينا مقصودا للزيارة في حياته، ودفن بروضتهم بالقباب. قاسم بن محمد القادري وفي أول يوم من ربيع الأول توفي قاسم بن محمد القادري الحسني. كان علامة مشاركا متقنا خطيبا فصيحا كثير التدريس، وكانت ولادته عام أربعة وثلاثين ومائتين وألف، ودفن بالقباب. الحسين بن محمد الدرعي وفي يوم الخميس ثالث عشر ربيع الأول توفي الحسين بن محمد بن علي الدرعي ناظر مذينة الصويرة مدة. دفن بزاوية أهل وزان. ذكره في إيقاظ السريرة. إدريس بن الطايع الكتاني وفي سابع عشر ربيع الثاني توفي إدريس بن الطايع بن إدريس الكتاني الحسني، يشار إليه بالصلاح. أبو بكر بن علي ابن ناصر وفي منتصف جمادى الأولى توفي أبو بكر بن علي بن يوسف ابن ناصر، تقدمت وفاة والده عام خمسة وثلاثين ومائتين وألف. كان رئيسا للزاوية الناصرية بالمغرب منذ وفاة والده إلى وفاته، الشيخ العالم المحدث المشارك، توفي بزاويتهم بدرعة. أبو بكر بن محمد زويتن وفي يوم الثلاثاء عشرى رجب توفي أبو بكر بن محمد بن أحمد بن أبي جيدة زويتن الدرقاوي الطريقة. من أهل الدين والخير، ودفن بزاوية الشيخ الجمل بالرميلة. الحاج محمد الفيلالي حمارة وفي سادس عشر شوال توفي الحاج محمد الفيلالي المدعو حمارة. كان علامة مشاركا مدرسا مفتيا، دفن بالقباب قرب قبة الشيخ عبد العزيز الدباغ بروضة أولاد ابن جلون. علي بن مبارك الزّراري وفي يوم الجمعة خامس قعدة توفي علي بن مبارك بن الحاج سالم الزراري. كان خيرا دينا صالحا. محمد بن الطيب السجلماسي وفيه توفي محمد بن الطيب السجلماسي المراكشي. كان عالما أستاذا مجودا.

خديجة السوسية الزرهونية

خديجة السوسية الزرهونية وفيه توفيت خديجة السوسية الزرهونية، المرأة المجذوبة الكفيفة نزيلة زرهون، كان يشار إليها بالصلاح. توفيت هناك ودفنت داخل قبة سيدي هدّي قرب زاوية زرهون. فاطمة بنت عبد الكريم القرمديّة وفيه توفيت المرأة فاطمة بنت الحاج عبد الكريم القرمدي الأندلسي، المرأة الصالحة الخيرة الدينية، أمّ الأولاد الخمسة العلماء الأجلة آل ابن سودة سيدي محمد وشيخ الجماعة المهدي الذين توفيا معا عام أربعة وتسعين ومائتين وألف، والرحالة عمر المتوفى عام خمسة وثمانين ومائتين وألف، والعلامة المشارك عبد القادر سيدنا الجد الذي سمى عليه سيدنا الوالد المتوفى عام اثنين وتسعين ومائتين وألف، وشيخ الجماعة أحمد المتوفى عام واحد وعشرين وثلاثمائة وألف، رحم الجميع، دفنت بروضة أولاد ابن سودة داخل باب الحمراء برأس القليعة. حوادث سفارة عبد الرحمان العاجي إلى فرنسا وفيه أرسل السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان الحاج عبد الرحمان العاجي سفيرا إلى فرنسا لتصفية بعض المسائل وحل مشكل النزاع القائم على الحدود بين الجزائر والمغرب.

عام اثنين وثمانين ومائتين وألف

عام اثنين وثمانين ومائتين وألف أحمد بن يحيى الحاحي الجلّولي في ليلة السبت تاسع وعشري محرم توفي أحمد بن يحيى الحاحي الجلّولي نزيل مدينة الصويرة طلب العلم بفاس، العلامة المشارك اشتغل بالتدريس ببلده، ثم تولى القضاء بها إلى أن توفي عليها. كان أولا كاتبا بعمالتها قبل توليته القضاء، مثابرا على نسخ الكتب. دفن بضريح سيدي مكدول هناك، ذكره في كتاب إيقاظ السريرة. أحمد بن علي دينية وفي ليلة الجمعة السادس من صفر توفي أحمد بن علي بن محمد دينية الرباطي. كان علامة مشاركا مطلعا، ألف في ترجمته حفيده محمد بن علي بن أحمد الآتي الوفاة عام ثمانية وخمسين وثلاثمائة وألف تأليفا سماه النسمات الندية من نشر ترجمة أحمد بن الحاج علي دينية. طلب العلم بفاس ودفن بظهر روضة العلو بالرباط. له شرح على همزية البوصيري؛ وختم على مختصر خليل؛ وفتاوى، إلى غير ذلك. الحبيب بن الطالب ابن جلون وفي يوم الجمعة رابع ربيع الأول في وقت صلاة الجمعة بالقرويين هجم رجل سوسي على التاجر الحبيب ابن شيخ الرّكب النبوي الحاج الطالب ابن جلون، وكان رجلا مثريا بفاس، وضربه على غرة بمدية، فانتصر له بنوه وقتلوا السوسي من حينه. وكان من أجل ذلك فتنة وهرج في أثناء الصلاة حتى إنه لم يسمع الإمام إلا النزر القليل من الناس. ومن العجب أن محتسب فاس في حينه فرّ ودخل ميضأة وأغلقها عليه ظنا منه أنه مطلوب أيضا، ومات الحبيب المذكور قرب منتصف ليلة السبت الموالي لليوم المذكور. انتهى من خط الجد أحمد بن الطالب ابن سودة. قلت: وقع ذلك بجامع لقرويين عند صلاة الجمعة، واختلف الناس في سبب الضرب، فقيل إنه طلب منه شيئا من المال فلم يلبّ طلبه، وقيل غير ذلك. محمد السلاوي وفي سابع عشر جمادى الأولى توفي محمد السلاوي، من أولاد السلاوي المعروفين بفاس. كان خيرا دينا صالحا يشار إليه بالخير، لم يتزوج قط، ودفن بالقباب. قاسم بن الجيلالي الرجراجي وفي يوم الجمعة أوائل جمادى الثانية توفي قاسم بن الجيلالي الرجراجي الدكالي المراكشي. كان علامة مشاركا نوازليا مطلعا. تولى قضاء مراكش مدة مديدة، ودفن بصحن زاوية الشيخ سيدي يوسف بن علي بمراكش. توفي عن قضائها.

إبراهيم بن محمد الهلالي

إبراهيم بن محمد الهلالي وفي سابع وعشري جمادى الثانية توفي إبراهيم بن محمد الهلالي السوسي، الأديب الكاتب المشارك. كان من كتّاب المولى عبد الرحمان وولده سيدي محمد. توفي بمراكش، له ولمن قبله ترجمتان في الإعلام للمراكشي. أحمد بن العربي الوزاني وفي ليلة السبت ثامن وعشري جمادى الأخيرة توفي أحمد بن العربي ابن حسون الوزّاني نزيل مدينة وزان، العلامة المشارك الفقيه الخطيب، له تآليف، منها: الرحلة الوزانية الممزوجة بالمناسك المالكيّة، رحل إلى الحج صحبة الشيخ عبد السلام بن العربي بن علي الوزاني الحسني الآتي الوفاة عام عشرة وثلاثمائة وألف شيخ الطريقة الوزانية، وقفت عليها في مجلد وسط، وقد كانت عام تسعة بمثناة وستين ومائتين وألف، وله فهرسة أشار إليها في رحلته سماها زهرة الآس بمن لقيته من الناس بوزان وفاس، تقع في نحو ثلاثة كراريس. توفي ببلده وبها دفن بمقابر أهل وزان. الطاهر بن محمد بريطل وفي يوم الجمعة عاشر شعبان توفي الطاهر بن محمد بريطل الرباطي، الفقيه العلامة المشارك المؤلف. توفي في بلده ودفن بالزاوية التهامية هناك. عبد الوهاب بن العابد القادري وفي يوم الأربعاء خامس عشر شعبان بعد الفجر بنصف ساعة توفي عبد الوهاب بن العابد القادري الحسني. كان مشاركا مطلعا موثقا مبرزا، له مشاركة في الأدب، وربما نظم الشعر. دفن بروضتهم بالقباب. بقى ذكره على صاحب سلوة الأنفاس. المعطي بن أحمد حدّو السرغيني وفي يوم الأربعاء سابع رمضان توفي المعطي بن أحمد يعرف بحدّو بن محمد الشيخ به عرف السرغيني أصلا الفاسي رحلة المراكشي الدار، الفقيه العلامة المشارك المطلع. توفي بمراكش. محمد حمّ المسفيوي وفيه توفي محمد المدعو حمّ المسفيوي المراكشي، من قبيلة مسفيوة، العالم العلامة المشارك المطلع. تولى قضاء قبيلة مسفيوة مدة وبها توفي. وهو والد الوزير علي المسفيوي الآتي الوفاة عام عشرة وثلاثمائة وألف. محمد بن عبد الله الأكماري وفيه توفي محمد بن عبد الله الأكماري السوسي، العلامة المشارك المطلع، له قصيدة باللسان الشلحى مشهورة مذكورة في كتاب المعسول.

علي بن محمد موزون

علي بن محمد موزون وفيه توفي علي بن محمد الملقب بموزون الجديدي، العالم الموثق الفرضي بمدينة الصويرة، وكان ينوب عن القاضي بها، وبها توفي ودفن. ذكره في كتاب إيقاظ السريرة. حوادث سفارة محمد بن عبد الكريم المراكشي إلى باريز وفيه أرسل السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان سفارة يرأسها القائد محمد بن عبد الكريم المراكشي خال السلطان المذكور إلى عاصمة باريز بسبب الإغارة على الحدود المغربية من طرف القوات الفرنسية بالجزائر. بناء روضة الشيخ أحمد الشاوي وفيه أمر السلطان المذكور ببناء روضة الشيخ أحمد الشاوي الكائنة قرب حومة السياج والزيادة في ساحتها وجعلها جامعا تقام به الجمعة، فتمت على الحالة التي هي عليها الآن. وأول جمعة أقيمت بها هي آخر جمعة من رمضان عامه، وأول خطيب خطب بها الشيخ محمد بن الطالب بن محمد ابن سودة الآتي الوفاة عام أربعة وتسعين ومائتين وألف.

عام ثلاثة وثمانين ومائتين وألف

عام ثلاثة وثمانين ومائتين وألف محمد مسواك التازي في ثالث ربيع الثاني توفي محمد مسواك، به عرف، بن محمد التازي، من أولاد التازي المعروفين بفاس، كان مشاركا مدرسا، ولي قضاء مدينة صفرو مدة، ودفن بالزاوية الناصرية بفاس. الحسن كنبور الورياجلي وفي يوم الأربعاء سابع عشر ربيع الثاني توفي الحسن بن محمد بن أحمد الورياجلي أصلا اللجائي عرف بكنبور-بكاف معقودة-كان علامة مشاركا محدثا أستاذا يحفظ السبع، وله باع طويل في ذلك وحده. ترجمه تلميذه قاضي فاس عبد السلام بن محمد الهواري الآتي الوفاة عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف بتأليف سماه شفاء الصدور في التعريف بسيدي الحاج الحسن كنبور، دفن ببلده، وبنيت عليه قبة، بناها غير أولاده. الحسن بن العباس المزميزي وفي جمادى الثانية توفي الحسن بن العباس المزميري الصويري. كان عالما مشاركا تولى قضاء بلده الصويرة مدة، وبها توفي. الشاهد بن الحسن اليوبي وفي ليلة الجمعة حادي عشر رجب توفي محمد الشاهد بن الحسن اليوبي الحسني، الأستاذ المجود. كان حافظا السبع وإليه يرجع في ذلك. دفن بروضة العراقيين بالقباب. إبراهيم بن الحسن الماغوسي وفي سابع ذي الحجة توفي إبراهيم بن الحسن الماغوسي المراكشي، الفقيه الأجل العالم المشارك، له ترجمة في الإعلام. عبد الله بن محمد ابن يعقوب وفيه توفي عبد الله بن محمد بن أحمد بن يعقوب السوسي. كان علامة فقيها مشاركا، ترجمه في كتاب المعسول. محمد بن مصطفى المجلسي وفيه توفي محمد بن مصطفى المجلسي المراكشي العلامة المشارك. محمد بن حماد المطيري المكناسي وفيه أو قريب منه توفي محمد بن حماد المطيري المكناسي الشهير بالمكناسي تقدمت وفاة أخيه عام تسعة وأربعين ومائتين وألف. كان حافظا دراكة مشاركا مطلعا، خرج إلى الحج في العام قبله وتوفي هناك بالينيوع.

حوادث

حوادث كسوف الشمس وغلاء الأسعار وجدت بخط بعضهم: "وقع كسوف يوم الأربعاء تاسع وعشري شوال عام ثلاثة وثمانين ومائتين وألف قدر النصف ابتداء من الساعة السابعة إلى العاشرة. وفي ذلك العام ارتفعت الأسعار إلى أن وصل القمح عندنا بفاس إلى ثلاثة وأربعين أوقية للمد والزيت تسعين للقلّة، ولم يحرث الناس إلى الليالي لأن المطر حبس علينا إلى أن دخلت السنة"ثم قال"ووصل القمح في عام أربعة وثمانين ومائتين وألف إلى ثلاثين ومائة مثقال للمد الفاسي، والخبز إلى ست موزونات، وفنيت أقوام بالجوع والعياذ بالله خصوصا الفقراء لا سيما أهل الريف. حيث أتوا بأجمعهم لفاس حتى كان يخرج من الفقراء كل يوم نحو الأربعين ميتا من الغرباء"انتهى.

عام أربعة وثمانين ومائتين وألف

عام أربعة وثمانين ومائتين وألف محمد العربي ابن منصور وفي زوال يوم الأحد حادي عشر جمادى الثانية توفي محمد العربي بن أحمد ابن منصور السلاوي. كان علامة فقيها مشاركا مطلعا ورعا زاهدا، تولى القصاء بمدينة سلا مدة، وبقي عليها إلي أن توفي ببلده. أبو بكر بن محمد بناني وفي ضحوة يوم الأربعاء السابع عشر من جمادى الثانية توفي أبو بكر بن محمد بن عبد الله بناني الرباطي، والد الشيخ فتح الله بناني الآتي الوفاة عام ثلاثة وخمسين وثلاثمائة وألف، الشيخ الجليل والعالم العلامة الكبير مؤسس الطريقة البنّانية بالرباط، له تآليف عديدة في علم التصوف والإشارة لا نطيل بذكرها، انظر الأصل. دفن بزاويته بالرباط وهي شهيرة به. ألف في ترجمته ولده المذكور تأليفا. محمد بن محمد ابن ملّوك وفي خامس وعشرى رجب توفي محمد بن الحاج محمد ابن ملّوك التلمساني كان مدرسا مشاركا خطيبا، ودفن بروضة العبد لاويين بالقباب. أبو بكر بن يحيى الشفشاوني وفي رمضان توفي أبو بكر بن يحيى الشفشاوني الحسني. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف. كان فاضلا عابدا ناسكا، دفن بالقباب قرب ضريح الشيخ علي حماموش الحاجي. محمد الأزموري وفيه توفي محمد بن دم (كذا) نزيل مدينة أزمور الفقيه العلامة الأديب المشارك الشاعر المقتدر، توفي بالمدينة المنورة حاجا. عبد الله ولد بيهي الحاحي وفي يوم السبت خامس قعدة توفي عبد الله بن القائد عبد المالك ولد بيهي الحاحي الصويري. تقدمت وفاة والده عام خمسة وسبعين ومائتين وألف. كان أستاذا مجودا من حملة كتاب الله، شجاعا مقداما تعلوه جلالة عظيمة وهيبة. تولى عمالة حاحا بعد وفاة والده، وكانت له أملاك كثيرة بمدينة الصويرة، منها درب يعرف به، وبمراكش له عدة دروب تعرف به بحومة المواسين، وكذلك ببلده حاحة وأكادير والسوس الأقصى. ذهب إلى الحج فاشترى أملاكا للحرمين الشريفين وحبّسها هناك وأجرى مياها هناك وبقى في رحلته نحوا من ثلاثة أعوام. انظر ترجمته في كتاب إيقاظ السريرة (ص 90 - 91).

محمد النحول ابن سودة

محمد النحول ابن سودة وفي يوم الثلاثاء ثالث عشر حجة توفي محمد بن محمد بن علال ابن سودة عرف بالنحول لرقة جسمه. كان علامة مشاركا مدرسا شاعرا مجيدا، له الحسام المسنون في الرد على الفقيه كنون؛ وتأليف في إعراب لفظ ثمود، إلى غير ذلك؛ وله كناشة حافلة جامعة أكثر فيها من الفوائد دخلت إلى خزانتنا الأحمدية. ولي خطة القضاء بطنجة وتوفي قبل أن ينصرف إليها، ودفن برأس القليعة داخل باب الفتوح. بقى ذكره على صاحب السلوة. أحمد بن عبد الوهاب الحوضي وفيه توفي أحمد بن عبد الوهاب لحوضي العلاوي المراكشي، علامة مشارك انتهت إليه رآسه علم التصريف واللغة في وقته، وكان يحفظ السّبع. توفي ببلده. محمد بن علي البطاوري وفيه توفي محمد بن علي البطاوري الرباطي، علامة مشارك. توفي ببلده الرباط. محمد بن دحّ الدكالي وفيه توفي محمد بن دحّ الدكالي نزيل ثغر مدينة أزمور. كان شيخا جليلا كبير القدر والجاه، محدثا صوفيا محققا مدققا ناسكا يتكلم بلسان أهل الذوق. توفي بالمدينة المنورة حاجا، وكان قصده المجاورة بتلك البقاع. محمد بن سعيد السوسي وفيه توفي محمد بن سعيد الفدي السوسي، الفقيه العلامة المشارك النبيل الجليل، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، كان مهيبا وقورا، درس جل العلوم، له ذكر في كتاب نزهة الأبصار. أحمد بن الطاهر الأزموري وفيه توفي أحمد بن الطاهر الأزموري السملالي، نشأ بأزمور وبها تلقى دروسه الأولية على والده وغيره، ورحل إلى مراكش فأخذ عن الفقيه السيد محمد الزداغي وغيره، وبرع في الأدب والإنشاء والتوقيت والفلك حاز في ذلك الرياسة، كما شارك في غير ذلك من الفنون، وله خط بارع وإنشاء بديع وأدب رائق. كان في أول أمره ناسخا للكتب، نسخ الكثير مهما، ودرّس العلوم حتي في حالة توليته وخصوصا علم التوقيت، فقد لازمه الميقاتي قاضي أسفي سابقا السيد المكي بن الحاج الريفي الأزموري حتى في حالة سجنه بمراكش، ثم اتخذه عامل أزمور القائد موسى الغربي كاتبا له حتى توفي العامل سنة ثمان وستين ومائتين وألف، فتولى المترجم مكانه وكان يحكي زمانه على ذلك، فمكث في كتابته إحدى عشرة سنة غير شهرين كان خلالها في غاية الشدة والصرامة، له أحكام ماثورة. وأخيرا قبض عليه السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان واستصفى أمواله وكانت كثيرة، لأسباب لا تعرف إلى الآن. اعتقله بمراكش ثم سرحه وولاّه مراكش سنة ثمانين، وتوفي سنة أربع وثمانين ومائتين وألف. له كتاب

أحمد بن عبد الله الناصري

الجامع في الفقه؛ وله منظومة في التوقيت وشرحها انتهى من خط بعضهم، وأظنه الشيخ محمد الكنوني رحمه الله. توفي ببلده مراكش. أحمد بن عبد الله الناصري وفيه توفي أحمد بن عبد الله الناصري المكناسي. كان عالما مشاركا. توفي ببلده. ابن محمد الفريّخ وفيه توفي ابن محمد الفريّخ، بهذا يعرف، يشار إليه بالصلاح، دفن خارج باب عجيسة ولم يعين صاحب السلوة تاريخ وفاته، وقد تحقق عندي أنه توفي في هذا العام. محمد ابن سعيد السلاوي وفيه توفي محمد بن سعيد السلاوي، من أولاد ابن سعيد المعروفين بمدينة سلا، وهو والد قائد مدينة سلا الشهير الآتي الوفاة عام عشرة وثلاثمائة وألف. حوادث زلزلة بفاس في يوم الجمعة حادي عشر صفر الخير وقعت زلزلة بفاس شعر بها الجميع ولم تحدث ضررا. سجن الفقيه محمد كنون وفي ثاني عشر منه وقع القبض على الفقيه العلامة المدرس السيد الحاج محمد كنون ودخل السجن من الساعة الحادية عشرة إلى العشاء، ومثّلوا به غاية أصحاب السيد إدريس السراج من دار بو علي إلى السجن، وجعل العامل المذكور على باب السجن أربعة من خدامه يمنعون من ياتي عنده. وكان سبب تسريحه الفقيه العالم العلامة المشارك الفهامة خاتمة المحققين، وإمام العلماء المتقنين، سيدي محمد المهدي بن الطالب ابن سودة. انتهى ما وجدت في كناشة الفقيه الفاطمي ابن سودة. ولعل سبب هذا السجن أن الفقيه المذكور بلغ المخزن أنه أطلق الكلام فيه من قبل. تعيين قاضيين بفاس لأول مرة وفي يوم الأربعاء ثامن محرم أمر السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان بجعل قاضيين بفاس، وهذا شيء لم يكن يعرف بها من قديم الأعصار، وذلك أن الشيخ محمد-فتحا-بن عبد الرحمان العلوي الحسني المدغري لما تولى القضاء بفاس صار لا يحكم بين الناس ويردد الأحكام بينهم عملا بقول مولانا الرسول صلى الله عليه وسلم ردّد الأحكام بين الناس لعلهم يصطلحوا، فطلب السيد محمد المذكور من يعينه، فعين لإعانته الشيخ عمر الرندى قاضيا بمقصورة الرصيف. ولما عين ضيق على أهل الفجور وطبّق أحكام الشريعة على من تعينت عليه.

سفارة محمد بركاش إلى باريز

سفارة محمد بركاش إلى باريز وفيه أرسل السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان محمد بركاش الرباطي سفيرا إلى باريز لأجل ما يحدث من المشاكل بين الدولة الفرنسية وبين المغرب. طاعون جارف وفيضان بفاس وفي هذه السنة وقع طاعون كبير مات به خلق كثير، ومسغبة عظيمة مات بها عدد عديد جوعا، وبلغ مدّ القمح أربعة عشر مثقالا. ووقع سيل عظيم فاض به واد بوطوبة على الحوانيت والدور وغيرها برحبة التبن وجزاء برقوقة والرصيف الأعلى القريب من زنقة ابن الاخضر، وبقى الفيضان يومين وخرج على باب الزنقة وتهدم الصف بطوله من الحوانيت التي عن يعين المار من قنطرة الرصيف وبعض الدور بحومة العوّاد وتهدمت بعض الأراحي بين المدن وضاعت في تلك الحوانيت والدور أموال كثيرة وعدة أنفس وغلل في بعض الأرض والعرصات. انتهى من ميضة الروض الطيب العرف.

عام خمسة وثمانين ومائتين وألف

عام خمسة وثمانين ومائتين وألف محمد حدّو بن عبد العزيز الهنتيفي في يوم الأحد تاسع محرم توفي محمد المدعو حدّو بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز المرابط الصديقي البوجمعاوي عرف الهنتيفي. كان علامة مشاركا أستاذا مجودا موصوفا بالعبادة والدين المتين، دفن بفدّان الغرباء قرب الشيخ ابن حرزهم خارج باب الفتوح، توفي غريبا بالمدرسة الصباحية. محمد بن عمر الدباغ وفي صبيحة يوم السبت خامس عشر محرم توفي محمد بن عمر الدباغ الحسني، تقدمت وفاة والده عام ستين ومائتين وألف. من أهل الخير والصلاح، له كرامات، ودفن بروضتهم بالقباب. محمد بن عبد الرحمان الشّرفي وفي يوم الاثنين خامس وعشري محرم توفي محمد بن عبد الرحمان الشّرفي الأندلسي. كان علامة مشاركا ناظما ناثرا ودفن بالقباب. محمد الطاهر بن عبد الرحمان الفاسي وفي صبيحة يوم الأربعاء رابع صفر توفي محمد الطاهر بن عبد الرحمان الفاسي الفهري. كان مشاركا مطلعا، له رحلة إلى بلاد الانكليز بأمر السلطان سيدي محمد بن مولانا عبد الرحمان، وقد طبعت أخيرا على الحروف. أحمد بن محمد العلوي وفي يوم الخميس خامس صفر توفي أحمد بن السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان العلوي في حياة والده، وكان خليفة له. العربي بن محمد الحفيان الشرقاوي وفي عاشر صفر توفي العربي بن محمد الحفيان الشرقاوي الرباطي، تقدمت وفاة والده عام ستة وسبعين ومائتين وألف. الفقيه لعلامة المشارك الأستاذ المجود كوالده، توفي في بلده الرباط. عبد الله بن عبد المجيد الفاسي وفي خامس وعشري صفر توفي عبد الله بن عبد المجيد الفاسي الفهري، علامة مشارك. عبد الواحد بن محمد ابن عمرو وفي يوم الأربعاء عاشر ربيع الأول توفي عبد الواحد بن محمد ابن عمرو الرباطي، تقدمت وفاة والده عام أربعة وأربعين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا خطيبا بليغا، وكانت ولادته عام سبعة وعشرين ومائتين وألف. دفن بالزاوية التهامية هناك.

محمد المقري الزمخشري

محمد المقري الزمخشري وفي يوم الأحد حادي وعشري ربيع الأول توفي محمد بن محمد المقري عرف بالزمخشري لإتقانه علوم المعقول. كان شيخا جليلا مدرسا له اليد الطولى في علوم الآلة، ودفن بروضة أولاد ابن المليح بالقباب توفي بالطاعون. عمر بن الطالب ابن سودة وفي يوم الثلاثاء متم ربيع الأول توفي عمر بن الطالب بن محمد-فتحا-ابن سودة. كانت ولادته عام ثمانية عشر ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام ثلاثة وأربعين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا حافظا لافظا مدرسا مشاركا كثير الجولان في الأرض، حج مرتين وأخذ عنه تلامذة أجلاء. له حاشية على شرح الخرشي الصغير على المختصر، وله غير ذلك. ذكر عنه أنه لما حضرته الوفاة صاروا يذكرون الهيللة بين يديه فأنشدهم أبياتا في الموضوع أصبحت شهيرة بين الناس. دفن برأس القليعة باب الفتوح. عمر بن يحيى الشفشاوني وفي رمضان توفي عمر بن يحيى بن الهادي الشفشاوني الحسني، تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف، وأخيه في العام قبل هذا. كان خيرا دينا صالحا لم يتزوج قط، وكان لباسه الخشن من الثياب، يصوم غالب الأيام معتكفا على مطالعة كتب التفسير والحديث، وغالب قوته خبز الشعير. دفن مع أخيه قرب ضريح الشيخ علي حماموش بالقباب خارج باب الفتوح. محمد بن العربي الدّلائي الرباطي وفي صبيحة يوم الجمعة الخامس والعشرين من شوال توفي محمد بن العربي الدّلائي الشهير بالرباطي. كان شيخا صوفيا مطلعا، له تأليف في ترجمة شيخه محمد الحراق الحسني المتوفي عام أحد وستين ومائتين وألف في مجلدين سماه النور اللامع البراق في ترجمة محمد الحراق. توفي بالدار البيضاء ودفن بزاوية هناك صارت تنسب إليه. محمد بن محمد ابن سودة وفيه توفي محمد-فتحا-بن محمد بن محمد بن علال ابن سودة، تقدمت وفاة والده في العام قبل هذا. كان عالما مدرسا مشاركا، ودفن برأس القليعة داخل باب الفتوح. بقى ذكره على صاحب السلوة. عبد الواحد بن البدوي بناني وفيه توفي عبد الواحد بن الحاج البدوي بناني. كان خيرا دينا يتذوق حقيقة التصوف، ودفن بزاوية بواد الصوافين. أحمد بن محمد ابن الغازي وفيه توفي أحمد بن محمد ابن الغازي الرباطي، العلامة المحدث الخطيب المدرس إمام الجامع الأعظم بالرباط. توفي في إحدى الجمادين عامه ببلده الرباط.

أحمد بن عبد الرحمان بصري

أحمد بن عبد الرحمان بصري وفيه توفي أحمد بن عبد الرحمان بن محمد بن الطيب بصري المكناسي. كان عالما مشاركا نحويا مجودا متقنا. توفي بالوباء بقبيلة زعير. محمد بن عبد الله العلوي وفيه توفي محمد بن عبد الله العلوي، العالم العلامة المحدث المشارك، كان له ولوع بسرد الحديث. أخذ عنه شيخنا أحمد ابن الخياط، وهو والد الشيخ عبد المالك الضرير الآتي الوفاة عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف. محمد مامين بن فاضل الشنجيطي وفي هذا العام توفي محمد مامين بن الشيخ فاضل الشنجيطي، العلامة المشارك المستحضر المطلع، له عدة أبحاث وإفادات. توفي يوم الجمعة تاسع وعشري قعدة عامه. أحمد بن عبد الله كديرة وفيه توفي أحمد بن عبد الله كديرة الرباطي، العلامة المشارك المدرس، توفي ببلده الرباط. محمد بن محمد السّطّي وفيه توفي محمد بن محمد السّطّي الصنهاجي، العلامة المشارك النحوي الأديب المطلع. حوادث تغيير قيمة السكة وفي يوم الجمعة تاسع شوال تحولت السكة التي كانت بها المعاملة، فرجع الدرهم الذي كان فيه أربع أواق بأوقية، والذي كان فيه أوقيتان بموزونتين، والذي فيه أوقية بموزونة، والفلس الكبير الذي فيه أربعة فلوس بفلس، والريال بثمان أواق ونصف، ونقصت السلعة على هذه النسبة الربع، فرطل السمن مثلا كان بمثقال صار بعشر موزونات، ورطل اللحم كان بأربع أواق رجع بأوقية. والأوقية هي الدرهم الكبير الذي كان بأربع أواق وصار يعبر عنها بالأوقية الشرعية.

عام ستة وثمانين ومائتين وألف

عام ستة وثمانين ومائتين وألف أحمد بن الطيب السفياني في يوم الاثنين ثاني صفر توفي أحمد بن الطيب بن محمد السفياني، تقدمت وفاة والده عام تسعة وخمسين ومائتين وألف. أحد رجال الطريقة التجانية المشهورين بها، له أنظام موزنة وملحونة في مدح شيخه وطريقته. ودفن خارج باب عجيسة مع أبيه بجبل الزعفران. أحمد بن صالح بناني وفي عشية يوم الثلاثاء سادس عشر ربيع الثاني توفي أحمد بن صالح بناني، ولد عام ستة عشر ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام أحد وأربعين ومائتين وألف، ممن يشار إليه بالخير والصلاح والطلب. دفن بروضتهم بالقباب. أحمد بن محمد العراقي وفي منسلخ جمادى الأخيرة توفي أحمد بن محمد بن محمد بن المهدي العراقي الحسيني. كان علامة مشاركا فقيها محدثا مدرسا، ولي الخطابة والإمامة بضريح المولى إدريس الأزهر بفاس منذ وفاة الشيخ الوليد العراقي المتقدم عام خمسة وستين ومائتين وألف إلى وفاته، ودفن بروضتهم بالقباب. محمد بن إدريس البدراوي وفي حادي عشر رجب توفي محمد بن إدريس الودغيري الحسني الشهير بالبدراوي، تقدمت وفاة والده عام سبعة وخمسين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا، له اليد الطولى في المعقول والمنقول، ودفن بروضة أبي يعزى بالبليدة. الطيب بن اليماني بو عشرين وفي عشية يوم الخميس رابع شعبان توفي محمد الطيب بن اليماني بو عشرين الأنصاري فجأة بمشور باب الخصيصات بمدينة مراكش. تقدمت وفاة والده عام أحد وأربعين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا ولي الوزارة العظمى زمن السلطان سيدي محمد، وله حزم وإقدام وشجاعة. ألّف فيه الشيخ الغالي اللجائي الحسني الآتي الوفاة عام تسعة وثمانين ومائتين وألف تأليفا سماه دوحة المجد والتمكين في وزارة ونسب ابن عشرين، ولأبي عبد الله محمد أكنسوس المراكشي الآتي الوفاة عام أربعة وتسعين ومائتين وألف حسام الانتصار في وزارة بني عشرين الأنصار؛ وله خمائل الورد والنسرين في وزارة بني عشرين. دفن بروضة الشيخ الغزواني بمراكش.

محمد الحداد

محمد الحدّاد وفي خامس وعشري رمضان توفي الحاج محمد الحدّاد المراكشي، له كرامات. توفي بفاس ودفن خارج باب عجيسة. محمد بن عبد القادر الداودي وفي سابع شوال توفي محمد بن عبد القادر الداودي. ولد عام أحد ومائتين وألف، له كرامات، ودفن بالقباب قرب قبة أبي القاسم الوزير بروضة السراج. أخذ عن الشيخ العربي الدرقاوي. أبو النصر بن إدريس البدراوي وفي رابع قعدة توفي أبو النصر بن الشيخ إدريس الودغيري البدراوي الحسني. تقدمت وفاة والده عام سبعة ومائتين وألف. كان مدرسا مشاركا مطلعا، ودفن بروضة الشيخ أبي يعزى بالبليدة. فاضل بن محمد مامين الشنجيطي وفيه توفي الشيخ فاضل بن محمد مامين الشنجيطي، العلامة الكبير، وهو والد الشيخ ماء العينين الآتي الوفاة عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف. العربي بن إبراهيم الأدوزي وفيه توفي العربي بن إبراهيم الأدوزي اليعقوبي السوسي، الأستاذ المطلع العلامة، ترجمته في كتاب المعسول. له تأليف في عائلته؛ وله شرح على الألفية؛ وله فتاوى في الفقه. توفي عن سن عالية أكثر من الثمانين، وله كذلك ترجمة في نزهة الأبصار. محمد بن يوسف الرّكني وفيه توفي محمد بن يوسف السوسي الرّكني نسبة إلى ركنة قرب طاطا بسوس، العلامة المشارك، من أكابر علماء تلك الناحية. كان له شهرة هناك وتحرج عليه عدة علماء، تجد ذكره في كتاب الإعلام. عبد الواحد بن صالح الباعمراني وفيه توفي عبد الواحد بن صالح الباعمراني السوسي، العلامة المشارك المدرس الشهير، له ترجمة في المعسول.

حوادث

حوادث هجوم فرنسي على شرق المغرب وفي سادس عشر ذي الحجة من هذا العام وقعت مهاجمة من الجنرال الفرنسوي ديفال على ضفة وادكير من شرق المغرب. تكوين فرقة من الدرقاويين يذكرون ويرقصون بالأزقة والأسواق ومن حوادث هذا العام أن جماعة من الفقراء أهل الرقص والسماع من الطائفة الدرقاوية يرأسهم الشيخ الطاهر بن محمد التسولي الآتي الوفاة عام سبعة عشر وثلاثمائة وألف، وممن عمل معهم شيخنا أحمد بن محمد ابن الخياط الزّكّاري الحسني الآتي الوفاة عام ثلاثة وأربعين وثلاثمائة وألف، صاروا يطوفون جماعة بالأسواق والأزقة من مدينة فاس وحوماتها يذكرون الهيللية التي هي أفضل وجوه الذكر بأصوات مرتفعة، ومعهم خادم محتسب فاس الحاج المهدي بناني، وهم لابسون المرقعات المعروفة عند أهل التصوف. ولما وصلوا إلى قرب دار القاضي الشيخ عمر بن عبد القادر الرندى الأندلسي الآتي الوفاة عام تسعين ومائتين وألف أقاموا حلقة الذكر. ولما فرغوا أمر القاضي المذكور بسجن البعض منهم وفرّ البعض. وكان ممن وقع عليه القبض شيخنا ابن الخياط المذكور، وبعد الشفاعة فيهم أطلق سراحهم على أن لا يعودوا لمثل ذلك. وقد وقع القبض عليهم في ثامن عشر ذي الحجة عامه. ولما وصل الخبر إلى شيخ الجماعة محمد بن المدني كنون استحسن ما فعله القاضي الرّندى المذكور وطلب من تلميذه الخاص شيخنا ابن الخياط المذكور أن يرجع عن فكرته ويرجع إلى دراسته العلمية أفضل من خدمة الطريق الصوفية، فامتنع ابن الخياط من ذلك ولم يقبل فكرة شيخه بعد كلام وخصام بينهم وقال له لا بد من رجوعك. ثم إن الشيخ كنون قاطع ابن الخياط ولم يعد إلى الاتصال به إلى أن توفي الشيخ كنّون المذكور. وقد ظهرت فراسته في ابن الخياط إذ عاد إلى خدمة العلم إلى وفاته رحم الله الجميع.

عام سبعة وثمانين ومائتين وألف

عام سبعة وثمانين ومائتين وألف الطيب بن العربي الدرقاوي في ليلة الجمعة سابع جمادى الأولى قرب الفجر توفي محمد الطيب بن الشيخ العربي الدرقاوي الحسني. ولد في تاسع عشر جمادى الثانية عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف بمدينة فاس. تقدمت وفاة والده عام تسعة وثلاثين ومائتين وألف. وهو الذي ورث سر أبيه بعد وفاته. كان خيرا دينا صالحا، أخذ عنه طريقة والده جم غفير من الناس. له رسائل شهيرة بين أتباعهم، ودفن بزاويتهم ببني زروال. الطيب اليعقوبي وفي ليلة الخامس والعشرين من شعبان توفي الطيب اليعقوبي التطواني. علامة جامع بين العلم والعمل، أستاذ مجود، ولد عام أربعة وعشرين ومائتين وألف، ودفن بتطوان. أحمد بن محمد ابن الطاهر وفيه توفي أحمد بن محمد بن أحمد ابن الطاهر الأزدي المراكشي. كان علامة مشاركا جامعا توفي حاجا. محمد بن أحمد الإيديكلي وفيه توفي محمد بن أحمد الإيديكلي السوسي، علامة مشارك، له كناشة جمع فيها كل ماله من الأدب والتاريخ وغير ذلك. توفي ببلده. عبد القادر جيد الله بناني وفيه توفي عبد القادر بناني عرف بجيد الله. كان عالما مشاركا مدرسا، أخذ عنه عدة علماء، وكان يميل إلى الخير والصلاح، ودفن بروضتهم بالقباب. بقي ذكره على صاحب السلوة. محمد بن محمد البقالي وفيه توفي محمد بن محمد البقالي. علامة مشارك كثير التدريس والإفادة. أخذ عنه عدة علماء، بقى ذكره على صاحب السلوة.

عام ثمانية وثمانين ومائتين وألف

عام ثمانية وثمانين ومائتين وألف عبد القادر بن أبي قاسم العراقي وفي ربيع الأول توفي عبد القادر بن أبي قاسم بن إدريس بن إدريس العراقي الحسيني. كان علامة مشاركا محدثا مدرسا. توفي بمدينة الإسكندرية حاجا، وكان ممن يحضر قراءة الصحيح بحضرة السلطان. له حاشية على شرح المكودي على الألفية، وحاشية على شرح التاودي على التحفة، وغير ذلك. تقدمت وفاة جده عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف. محمد بن عبد الله الخطيب وفي رابع وعشري شوال توفي محمد بن عبد الله الخطيب، من أولاد الخطيب المعروفين بمدينة تطوان، وأصلهم من الأندلس. كان في أول أمره يتعاطى التجارة ثم أسند إليه السلطان المولى عبد الرحمان وظيفة في النيابة عنه في مباشرة الشؤون الخارجية مع سفراء الدول الأجانب وقناصلها بطنجة، واستمر في هذا الوظيف نحو العشرين سنة، ثم طلب الإعفاء فأ عفي، وأقبل على عبادة ربه حتى توفي ببلده تطوان. المهدي بن الجيلالي الفاسي وفي فجر يوم السبت ثامن وعشري حجة توفي المهدي بن الجيلالي بن المهدي بن عبد المجيد ابن الجيلالي بن أبي القاسم بن أحمد بن الشيخ يوسف الفاسي الفهري. كان مجذوبا يطوف في الأسواق، له كرامات. حضر جنازته السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان، ودفن بزاوية جده أبي المحاسن الكائنة بالدرب السفلي من حومة المخفية رحمه الله. إدريس بن المكي البخاري وفيه توفي إدريس بن المكي البخاري، رئيس الجيوش بالمغرب في وقته، الشجاع المغوار الضابط المحنك. محمد بن إبراهيم السوسي وفيه توفي محمد بن إبراهيم السوسي، من ذرية علي بن سعيد المرابط. كان رجلا صالحا يذاكر الطلبة ويباشر النوازل ويفصل بين الخصوم، يحب الخير وأهله، متواضعا. ذكره في كتاب نزهة الأبصار. العربي بن الصديق العلوي وفيه توفي العربي بن الصديق بن عبد المالك بن عبد السلام بن السلطان محمد بن عبد الله العلوي، الفقيه المشارك المحدث، وجهه السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان لقضاء بعض الأغراض بنواحي مراكش فتوفي بها ودفن بضريح الإمام السهيلي.

حوادث

حوادث ختم مختصر خليل بفاس في سابع محرم الحرام ختم سيدنا الجد أحمد ابن سودة مختصر الشيخ خليل، وكان يوما مشهودا بفاس، وستاتي وفاته عام واحد وعشرين وثلاثمائة وألف.

عام تسعة وثمانين ومائتين وألف

عام تسعة وثمانين ومائتين وألف محمد فنجيرو في رابع عشر صفر توفي محمد فنجيرو، له أحوال وكرامات. توفي عن سن عالية ودفن برأس القليعة داخل باب الفتوح. محمد الغالي العمراني اللجائي وفي سادس عشر جمادى الثانية توفي محمد الغالي بن محمد العمراني اللجائي الحسني، له اطلاع كبير على النوازل والأحكام، ومشاركة تامة مع قلم سيال. ألف تآليف، منها دوحة المجد والتمكين في وزارة ونسب بني عشرين، في مجلد؛ والفجر الصادق الزاهر المتلالي، في بطلان مهديّة الكاهن الساحر الثائر الجيلالي؛ ومضض السياط، في قضية ناظر المساكين الطالب محمد المشاط؛ وشرح على لامية الزقاق في مجلد سماه مواهب الملك الرزّاق بشرح لامية الزقاق؛ وتأليف في البدع سماه إبطال الشبه ورفع الالتباس؛ وله الروض السامي على البروج، في طلب المرأة ووليّها الخروج، وله مفحم الكفرة باللسان والحسام، في بيان وجوب الاستعداد وحرب النظام، وله الروض الزاهر الوريف في نسب العارف بالله مولاي عبد الرحمان الشريف، المستغنى بمآثره السامية عن التعريف، تكلم فيه على عائلته، إلى غير ذلك من التآليف المفيدة. وكان كثير الإفتاء مع تحرّ وإنصاف. دفن برأس القليعة داخل باب الفتوح. بقى ذكره على صاحب السلوة وما كان ينبغي له أن يغفله. وقد جمعت له ترجمة واسعة في نحو الكراسة، انظر نصها في الأصل الذي هو زبدة الأثر. الحسن الدّرمامي التواتي وفي ثامن عشر جمادى الثانية توفي الحسن المدعو الدّرمامي التواتي، ممن يشار إليه بالخير، له كرامات دفن بالقباب. عبد الرحمان بن عبد السلام الخصاصي وفي يوم الأحد سادس شعبان توفي عبد الرحمان بن عبد السلام بن عبد الرحمان الخصاصي، كان مشاركا فرضيا حيسوبيا موقتا، اختص بفرض فاس منذ وفاة والده عام أحد وستين ومائتين وألف إلى وفاته. دفن بروضتهم بالقباب. بقى ذكره على صاحب السلوة. محمد بن المجذوب الزّياني وفي ضحوة يوم الجمعة رابع وعشري شعبان توفي محمد بن المجذوب الزّياني الرباطي، العلامة المشارك المفتي. توفي ببلده الرباط ودفن بدار كان يسكنها هناك. إبراهيم بن محمد الصقلي وفي يوم الأربعاء فاتح قعدة توفي إبراهيم بن محمد بن أحمد الصقلي الحسيني، تقدمت وفاة والده عام اثنين وثلاثين ومائتين وألف، يشار إليه بالخير والصلاح، ودفن بزاويتهم بالسبع لويات مع أخيه.

محمد بن عبد الواحد الكتاني

محمد بن عبد الواحد الكتاني وفي ليلة الأحد سادس وعشري قعدة توفي محمد بن عبد الواحد الكتاني الحسني، يشار إليه بالخير والصلاح، وهو الذي أسس الزاوية في الطريقة الكتانية بفاس قرب صابة القرانين بأعلى القطانين. جمع له بعض تلامذته رحلة سماها الفتح المبين في وقائع الحج وزيارة النبي الأمين، دفن بزاويته المذكورة. محمد بن أحمد البقالي وفيه توفي محمد بن أحمد البقالي، يشار إليه بالخير والصلاح. دفن داخل باب عجيسة. العربي الأدوزي وفيه توفي العربي الأدوزي السوسي كان عالما مشاركا، له تأليف في العائلة اليعقوبية الشهيرة بسوس. توفي ببلده. محمد بن محمد الحاجّي وفيه توفي محمد بن محمد بن مسعود بن عبد الرحمان ابن يعقوب المدعو الحاجّي قبيلة الفاسي ولادة الدرقاوي طريقة، المتوفي بالمشرق حاجا. كان خيرا دينا صالحا، له تأليف في الطريقة الشاذلية ورجالها إلى شيخه الشيخ العربي بن أحمد الدرقاوي، وقفت عليه قديما. أمّاد بن مبارك أملاّح وفي عيد الفطر توفي أمّاد-بتشديد الميم-بن الحاج مبارك الجديري المعروف بأملاّح، من أعيان أهل الصويرة وكان باشا على مدينة الصويرة وآسفي والجديدة متصلا بباشدور مدينة طنجة، وكان من أعيان أهل الصويرة وأسفي والجديدة، ومع هذا كان أمينا بالديوانة على المستفادات، وأخيرا استغرقت ذمته بعدة أموال فأدّاها. ذكره صاحب إيقاظ السريرة. أحمد بن إبراهيم السوسي وفيه توفي أحمد بن إبراهيم السوسي من ذرية علي بن سعيد الولي المرابط. قال في حقه صاحب كتاب نزهة الأبصار: كان رجلا صالحا قوالا للحق صارما لا يخاف في الله لومة لائم قائما بأمر مصالح المسلمين مقصودا في حوائجهم، يصلح ذات بينهم ويطفئ نار الفتن، مجاب الدعوة دكّي الفطنة بصيرا بأحوال العامة، عمّر زاويتهم بإطعام الطعام، يصل الأرحام، ويصلي بالليل والناس نيام. توفي في نحو عام تسعة وثمانين ومائتين وألف. انتهى. تقدمت وفاة أخيه في العام قبل هذا.

عام تسعين ومائتين وألف

عام تسعين ومائتين وألف محمد التقي بن عبد الكبير العلوي في يوم الخميس سابع وعشري محرم توفي محمد التقي بن عبد الكبير العلوي الحسني، ظهرت على يده كرامات وخوارق عادات، وإليه ينسب الفندق الكائن قرب باب السلسلة من فاس، دفن بالقباب أسفل ضريح الشيخ حبيّب بالقباب خارج باب الفتوح. عمر بن عبد القادر الرّندى وفي سابع وعشري صفر توفي عمر بن عبد القادر الرّندى الأندلسي، العلامة المشارك النوازلي المطلع القاضي الاعدل. تولى القضاء بمقصورة الرصيف وهو أول قاض بها. ولما تولى أظهر العدل والإنصاف لا يراعي أحدا. له نوازل كبرى في نحو ثلاثة أسفار أظهر فيها علمه. كانت ولادته عام ثمانية عشر ومائتين وألف، وتولى القضاء عام أربعة وثمانين ومائتين وألف. توفي على القضاء المذكور، ودفن أسفل ضريح الشيخ حبيّب بالقباب خارج باب الفتوح. انظر سبب توليته القضاء في كتابنا قضاة فاس. محمد بن محمد ابن إبراهيم وفي عشية يوم الثلاثاء سابع عشر ربيع الأول توفي محمد بن محمد بن إبراهيم السلاوي من أشياخ شيخنا أبي عيسى المهدي بن الخضر الوزاني الآتي الوفاة عام اثنين وأربعين وثلاثمائة. قال في فهرسته أخذت صحيح الإمام البخاري بالإجازة عن الحاج صالح التدلاوي، ثم قال: وأخذته بالإجازة عن شيخه الاجل الصوفي البركة محمد بن محمد ابن إبراهيم السلاوي. عدّ الزّرهوني وفي يوم الجمعة سابع ربيع الثاني توفي الولي عدّ-بفتح العين-وبنيت عليه قبة قرب مدينة زرهون. كذا رأيته مقيدا فحرّر ذلك. محمد بن عبد الرحمان العلوي وفي زوال يوم الخميس ثامن عشر رجب توفي السلطان الجليل سيدي محمد بن عبد الرحمان بن هشام بمدينة مراكش، العالم المشارك المطلع المتأنى في الأمور. استخلفه والده على فاس عام خمسة وخمسين ومائتين وألف وتولى قيادة الجيش المغربي في وقعة إسلي عام ستين ومائتين وألف. وبعد جلوسه على العرش احتلت اسبانيا مدينة تطوان، له مآثر تذكر وخصوصا بمدينة فاس، منها بناء ضريح الشيخ أحمد الشاوي كما تقدم، وبناء مسجد عظيم بفاس الجديد، وبناء مدرسة الوادي بحومة مصمودة وجعلها مسجدا تقام به صلاة الجمعة بعد ما هدم بيوتها وجعل لها صومعة وذلك حين أصبح رجل مذبوحا بها لأن بيوتها كانت تسكنها العامة فقط إلى غير ذلك. تولى الملك بعد موت أبيه المولى عبد الرحمان كما تقدم، ودفن بروضة جده المولى علي بباب أيلان بمراكش، وقد مرت بك بعض حوادثه.

المهدي بن محمد ابن الحاج السلمي

المهدي بن محمد ابن الحاج السلمي وفي يوم الجمعة ثامن شعبان توفي المهدي بن محمد بن الشيخ حمدون ابن الحاج السلمي المرداسي. كانت ولادته عام أربعة وأربعين ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام أربعة وسبعين ومائتين وألف، وجده عام اثنين وثلاثين ومائتين وألف. كان علامة مدرسا مشاركا فصيحا، له حاشية على شرح الخرشي على المختصر في نحو ثلاثة أسفار؛ وحاشية على شرح التحفة للشيخ التاودي ابن سودة إلى آخر اللعان؛ وتوليف في بيوع الآجال؛ واختصار شرح ابن زكري على النصيحة الكافية. ودفن بزاوية أهل وزان بالشرشور. ووجدت بخط تلميذه السيد علال ابن شقرون الآتي الوفاة عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف أن وفاته كانت عشية يوم الجمعة ثالث رجب عام تسعين ومائتين وألف في يوم قدومه من زيارة المولى عبد السلام بن مشيش، ودفن بروضة التهاميين بسيدي محمد بن أحمد. محمد بن عبد السلام متجينوش وفي ليلة الخميس الثاني والعشرين من شوال توفي محمد بن عبد السلام متجينوش الرباطي الأندلسي، العلامة المشارك المقرئ، كان منفردا في علم القراءات السبع، مع معرفة علم الحساب والتنجيم والتعديل. طلب العلم بفاس وتوفي ببلده. عبد السلام بن الطايع بو غالب وفي سادس عشر قعدة توفي عبد السلام بن الطايع بن حمّ بن السعيد بن عبد الواحد بوغالب الحسني الجوطي. كان علامة مطلعا مشاركا دراكة محققا حتى أصبح شيخ الجماعة في وقته، يحسن جل العلوم، زاهدا عرض عليه القضاء فامتنع منه مرارا. دفن بروضة الشيخ أبي جيدة خارج باب المسافرين، وكان من بين العلوم التي يحسنها علم طرب الآلة ويدرسها ويكثر الاستماع إليها. كانت ولادته عام سبعة ومائتين وألف. أخذ عن الشيخ ابن عمرو الزروالي وعلي ابن منصور وعلى الشيخ حمدون ابن الحاج وكان يثنى على الزروالي كثيرا، قال في حقه سيدنا الجد أحمد في بعض مقيداته: "عالم محقق في علوم البلاغة والمنطق وأصول الدين ثاقب الذهن مستحضر القواعد متين الدين شديد النفرة من الولايات والظهور، صوفيّ الحال والمقال"انتهى. العربي السباعي وفيه توفي العربي السباعي، مجذوب هائم ساقط التكليف، دفن بالقباب بروضة أولاد ابن المليح. عبد المالك بن أحمد الفاسي وفيه توفي عبد المالك بن أحمد بن عبد المالك بن أحمد بن عبد الرحمان بن الشيخ عبد القادر الفاسي الفهري، العلامة الفقيه الأديب المشارك. توفي بمراكش، ترجمته في كتاب الإعلام لابن إبراهيم المراكشي.

حسن الفيلالي

حسن الفيلالي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي حسن الفلالي المراكشي، الفقيه العلامة المشارك المطلع كان يدرس عدة فنون، وأخيرا صار شيخ الجماعة في علم النحو بمراكش. أدرك الشيخ العربي بن أحمد الدرقاوي الحسني وأخذ عنه الطريقة. كان حيا أواخر دولة المولى عبد الرحمان، له ترجمة في كتاب الإعلام أيضا. أحمد الوديني وفي هذه العشرة توفي أحمد الوديني الفاسي الدار، الفقيه الأديب الخير الفاضل، كان آية في الفهم وعلوم الآلة. وجهّه القاضي المولى عبد الهادي العلوي إلى السلطان سيدي محمد بن عبد الله لما كان خليفة بمراكش لأجل القراءة معه وبقى مصاحبا لركابه إلى أن توفي بعد وقعة تطوان. أحمد بن محمد الرّغّاي الرباطي وفي هذه العشرة توفي أحمد بن محمد الرّغّاي الرباطي، من علماء الرباط، كان مدرسا مشاركا وتوفي ببلده. حوادث وقعة دار بنيس بفاس كان السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان يقبض المكس على الأبواب والأسواق والفنادق، وكان الامين على ذلك بفاس محمد بن المدني بنيس، من أولاد بنيس المعروفين بفاس، وقد جعل له التفويض في ذلك، فلما سمع العامة بفاس بموت السلطان وكان بنيس يقابلهم زمن السلطان المذكور بغلظة وشدة، ظهر للغوغاء من أهل فاس أن ينهبوا دار بنيس بعد امتناعهم من أداء المكس بدعوى أنه للسلطان وسلطانهم قد توفي، فذهبوا إلى دار بنيس وأخذوا ما بها من الأثات والأموال والمتاع، وذلك في يوم الأحد ثاني شعبان، وكان هو يغتسل بالحمام، ففر إلى ضريح المولى إدريس بفاس. ولما وصل الخبر إلى السلطان المولى الحسن اغتاظ لذلك وجعل المسؤولية كلها على عامل فاس إذ ذاك إدريس بن عبد الرحمن السرّاج الحميري، فعزله من حينه ونفاه إلى مدينة مراكش، وتاتي وفاته في عام أربعة وثلاثمائة وألف. وهذه الحادثة تعرف عند أهل فاس بوقعة دار بنيس. قيام سليمان بن عبد الرحمان على السلطان المولى الحسن وفيه قام على السلطان المولى الحسن ابن عمه المولى سليمان بن عبد الرحمان بن سليمان يطلب ملك جده، فقبض عليه وسجن، ثم إن المولى الحسن عفا عنه وأرسله أسيرا إلى تفيلالت.

عام واحد وتسعين ومائتين وألف

عام واحد وتسعين ومائتين وألف محمد بوطربوش الدّبّاغ في يوم الثلاثاء سابع محرم الحرام توفي محمد بوطربوش بن عبد الحفيظ الدباغ الحسني، من أهل الخصوصية والعرفان والتصوف، شهد له بذلك أهل وقته. دفن بزاوية الشيخ عبد القادر بن علي الفاسي الكائنة بأول حومة القلقليين. باب ادريس الزعري وفي حادي عشر صفر توفي إدريس المدعو باب ادريس الزعري، له كرامات، دفن بالقباب بروضة الحاج المهدي بناني خارج باب الفتوح. سعيد بن أحمد الحاحي التّناني وفي آخر ربيع الثاني توفي سعيد بن أحمد الحاحي التّناني، العلامة المشارك، تولى القضاء بمدينة الصويرة مدة إلى أن طلب الإعفاء منها وأعفي، ثم انتقل إلى مدينة أسفي وتنسك وبقي بها إلى أن توفي في التاريخ المذكور. ذكره في كتاب إيقاظ السريرة. سعيد الشريف الكثيري وفي ثامن عشر جمادى الثانية توفي سعيد الشريف الكثيري السوسي، العلامة المشارك المدرس المرشد الشهير بسوس، له ترجمة في كتاب المعسول، وله رحلة إلى الحجاز في سفر وسط. عثمان بن مالك التركني وفيه توفي الحاج عثمان بن مالك التركني المراكشي، يشار إليه بالخير والصلاح، توفي ببلده. أحمد بوغربال وفيه توفي أحمد بن الحسن الملقب ببوغربال المراكشي، الحافظ المدرس النفاعة توفي ببلده. محمد السعيد بن محمد العباسي وفيه توفي محمد السعيد بن محمد بن عمر العباسي قاضي الجماعة بمراكش، الفقيه العلامة المشارك المطلع المستحضر، تولى القضاء بسجلماسة والقصر الكبير، ثم قضاء مراكش وبها توفي عامه. المعطي القصّاب الفيلالي وفيه توفي المعطي القصاب الفيلالي، كان يشار إليه بالخير والصلاح. دفن بالقباب خارج باب الفتوح، لم يعين صاحب السلوة عام وفاته، وتحقق عندي أنه توفي في هذا العام.

حوادث

حوادث دخول السلطان المولى الحسن إلى فاس وفي يوم الخميس سادس ربيع الأول دخل السلطان المولى الحسن إلى فاس، وكان يوما مشهودا. وبعد استقراره بفاس في أول ربيع الثاني أمر بجعل المكس في الأبواب والأسواق كما كان في حياة والده، فثقل ذلك على أهل فاس وراموا الانحراف عن طاعته. فلما علم منهم ذلك شن الغارة عليهم وضرب بعض المحلات في فاس بالمدافع وألزمهم ذلك فقبلوه. القضاء على الثائر بوعزة الهبري وفيه استحفل أمر الثائر بوعزة بن عبد القادر العامري المعروف بالهبري، كان ظهوره أولا زمن السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان عام أحد وثمانين ومائتين وألف في أنكاد، ثم تشتت جموعه. فلما بويع مولانا الحسن ظهر ثانيا فنهض له بنفسه وألقى عليه القبض حوز مدينة تازا ووجهه إلى فاس وبقى بها مدة تم نقل إلى مراكش فمات في الطريق. إرسال بعثات تعليمية إلى أوروبا وفيه وجه السلطان المولى الحسن إلى بعض دول أوربا بعثات من الطلبة تشتمل على خمسة عشر طالبا لأجل الدراسة واقتناء العلوم الحديثة، وبعد هذا العام أرسل بعثات أخرى إلى مختلف الدول إلى قرب وفاته رحمه الله.

عام اثنين وتسعين ومائتين وألف

عام اثنين وتسعين ومائتين وألف علال بن محمد ابن جلون في صبيحة يوم الاثنين سابع عشر جمادى الأولى توفي علي المدعو علاّل بن محمد ابن جلون، من أولاد ابن جلون المعروفين بفاس. كان مشاركا محدثا، له تقاييد على شرح الأبى لصحيح مسلم؛ وتقاييد على مصابيح السنة للإمام البغوى، وتقاييد على الكشاف، إلى غير ذلك، ودفن بالروضة المجاورة لزاوية سيدي الخياط بدرب الحرة من طالعة فاس. عبد القادر بن الطالب ابن سودة وفي يوم الأحد رابع عشر جمادى الثانية توفي الجد مباشرة عبد القادر بن الطالب بن محمد-فتحا-ابن سودة. ولد عام أربعة وثلاثين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام ثلاثة أو أربعة ومائتين وألف. كان علامة فصيحا مشاركا أستاذا مجودا، دفن بروضتنا قرب باب الحمراء. أحمد بن عمر بوستة وفي حادي وعشري جمادى الثانية توفي أحمد بن القائد عمر بن بوستة المراكشي، له خط حسن ومشاركة، وله كناشة إجازة الشيوخ. توفي بمراكش، له ترجمة في كتاب الإعلام (جزء 2 ص 227). محمد بن الخضر الغريسي المهاجي وفي ثامن عشر رمضان توفي محمد بن الخضر الغريسي المهاجي الحسني. كان مشاركا مدرسا مطلعا، أخذ عنه عدد من العلماء بفاس، ودفن بروضة الغرباء قرب قبة الشيخ ابن حرزهم خارج باب الفتوح. الهادي بن المهدي ابن سودة وفيه توفي الهادي بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة في حياة والده. ولد عام تسعة وستين ومائتين وألف. كان عالما مشاركا مدرسا ودفن برأس القليعة. بقي ذكره على صاحب السلوة. سعيد السجلماسي العباسي وفي أواخر ذي القعدة توفي سعيد السجلماسي العباسي نزيل القصر الكبير، الفقيه العلامة المشارك المفتي، تولى القضاء به مدة وبه توفي. تقدمت وفاة أخيه عام تسعة وخمسين ومائتين وألف.

حوادث

حوادث نيابة التاودي الورياجلي بمقصورة قاضي السماط بفاس وفي يوم الأربعاء رابع عشر شعبان جلس التاودي الورياجلي بمقصورة السماط نائبا عن القاضي المولى محمد-فتحا-بن عبد الرحمان العلوي لمغيبه بتفلالت، وجاء القاضي المذكور من السفر في يوم الخميس ثامن جمادى الأولى عام ثلاثة وتسعين ومائتين وألف وحكم يوم الأحد حادي عشر منه. وذهب النائب لحال سبيله. دخول السلطان المولى الحسن إلى الرباط صبيحة عيد الفطر وفي آخر رمضان كان السلطان المولى الحسن على مقربة من رباط الفتح فوصله الخبر من الرباط ليلا أنهم رأوا هلال شوال فدخل إلى الرباط صبيحة العيد وأقام سنّة العيد. وفي عشية يومه لم يظهر هلال وكانت السماء صاحية فأصبح صائما وأدب الشهود، ثم ظهر بعد ذلك أنهم أكلوا يوما من آخر رمضان وصاموا يوم العيد وصار مثلا عند العامة (. . . أكلو رمضان وصاموا العيد). بعثة تعليمية إلى جبل طارق وفيه أرسل السلطان المولى الحسن إلى جبل طارق بعثة مركبة من خمسة وعشرين نفرا لأجل تلقى الفنون الحربية، وهي أول بعثة له رحمه الله من هذا النوع.

عام ثلاثة وتسعين ومائتين وألف

عام ثلاثة وتسعين ومائتين وألف المهدي بن محمد الشرادي وفي أوائل شوال توفي المهدي بن محمد بن أحمد الشرادي مرحّلا عن زاويتهم بسوس، وهو الذي كان خرج عن المولى عبد الرحمان عام أربعة وأربعين ومائتين وألف وخرب زاويتهم، ثم نقل إلى فاس فاشتغل بعلم الحرف والأسماء ولازم الذكر والخلوة والتنسك، وسكن بطالعة فاس أولا ثم بالقطانين وبقى بها إلى أن توفي في التاريخ المذكور، ودفن بروضة الشيخ ابن العربي خارج باب المحروق، وقد تقدمت وفاة والده عام أربعة وأربعين ومائتين وألف. عبد الرحمان البريبري الكبير وفي عاشر شوال توفي عبد الرحمان بن أحمد بن التهامي البريبري الرباطي المعروف بالبريبري الكبير. كان علامة مشاركا مطلعا مدرسا محصلا، ولي القضاء ببلده الرباط نحوا من عشرين سنة، ثم تنازل عنه اختيارا. توفي ببلده ودفن بزاوية الحنصالي. الوليد القادري وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر شوال توفي الوليد القادري الحسني، كان صالحا ظاهر الخير يشار إليه. دفن بمسجد تميم بدرب الغرباء. محمد بن محمد التيّال وفي سابع وعشرى حجة توفي محمد بن الحاج محمد التيّال السلوي، العلامة المشارك. ذكره الشيخ فتح الله بناني في طبقاته. الطاهر بن سليمان العلوي وفيه توفي الطاهر ابن السلطان المولى سليمان العلوي الحسني، تقدمت وفاة والده عام ثمانية وثلاثين ومائتين وألف. كان عالما مشاركا مطلعا وجيها خيرا دينا. دفن داخل قبة أبي المحاسن الفاسي بالقباب. محمد بن بو عبيد التادلي وفيه أو قريب منه توفي محمد بن بوعبيد التادلي، الفقيه العلامة الواعظ المحدث، كان يعظ بجامع القرويين مدة. توفي بفاس، بقى ذكره على صاحب السلوة، تقدمت وفاة والده عام خمسين ومائتين وألف. محمد بن إدريس العراقي وفيه توفي محمد-فتحا-بن إدريس بن محمد-فتحا-بن إدريس العراقي الحسيني، العلامة المحقق المحدث المشارك. تقدمت وفاة جده عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف.

بناصر سباطة

بنّاصر سبّاطة وفيه توفي بناصر سبّاطة الرباطي الأندلسي، الفقيه العلامة المقرئ المؤدّب المشارك. توفي ببلده. محمد بن عبد الله الإفراني وفيه توفي محمد بن عبد الله الإفراني نزيل مراكش، الولي الصالح العلامة الشهير ترجمته في كتاب الإعلام. حوادث خروج السلطان إلى وجدة وانكسار محلته أمام قبيلة غياته وفي جمادى الأولى نهض السلطان المولى الحسن يريد الذهاب إلى مدينة وجدة فوصل إلى مدينة تازا فوقع له مع برابرة غياتة انحراف أدى إلى قتالهم، وكان جيش السلطان ليس بتام العدة فوقعت الكرة عليه وهزمت المحلة وبقى السلطان في عدد قليل من الجيش وكاد أن يكون في قبضتهم، ثم رجع إلى فاس بدون أن يصل إلى مدينة وجدة. إرسال بعثة تعليمية كبرى إلى أوربا وفيه أرسل السلطان المولى الحسن بعثة تشتمل على مائة وسبعين شابا إلى أوربا لتتعلم هناك الفنون الحربية. وأرسل بعد ذلك بعثة أخرى تشتمل على مائة وسبعين شابا لتلقي العلوم الحديثة. قصبة عيون سيدي ملوك وفيه أمر السلطان ببناء قصبة عيون سيدي ملوك بأنكاد وخطّ مسجدا بها لإقامة الجمعة وجعلها مركزا حربيا، وما زالت عامرة إلى الآن، وبها محطة للسكة الحديدية قرب مدينة وجدة.

عام أربعة وتسعين ومائتين وألف

عام أربعة وتسعين ومائتين وألف محمد بن أحمد أكنسوس في يوم الثلاثاء تاسع وعشري محرم توفي محمد بن أحمد بن محمد بن يونس بن مسعود أكنسوس المراكشي. كانت ولادته عام أحد عشر ومائتين وألف، وكان علامة مشاركا شاعرا مقتدرا كاتبا مطلعا، تولى الكتابة مع السلطان المولى سليمان ومع السلطان المولى عبد الرحمان، وهو من أشهر رجال لمغرب. له الجيش العرموم الخماسي في أولاد المولى علي السجلماسي؛ وديوان شعر؛ وحسام الانتصار في وزارة بني عشرين الأنصار؛ وخمايل الورد والنسرين في وزارة بني عشرين، إلى غير ذلك من التآليف، وشعره عذب زلال على نمط أهل الأندلس، توفي ببلده مراكش. محمد بن الطالب ابن سودة وفي متم رجب توفي محمد بن الطالب بن محمد-فتحا-ابن سودة. كانت ولادته عام ستة عشر ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام ثلاثة وأربعين ومائتين وألف. كان علامة مطلعا مشاركا زاهدا صوفيا. توفي بالقصر الكبير ودفن بروضة الشيخ أبي غالب هناك، وترجمته واسعة انظر الأصل. أحمد بن محمد بن عبد الرحمان السوسي وفي رجب توفي أحمد بن محمد بن عبد الرحمان السوسي، الشيخ الكبير، العالم الشهير بقطره. حجّي بن الغازي بركاش وفي الواحد والعشرين من رجب توفي حجي-اسما-بن الغازي بركاش الرباطي الأندلسي، الفقيه المشارك الموثق توفي ببلده. محمد لُبَريس وفي ثامن وعشرى رجب توفي محمد لبريس الرباطي الأندلسي الأديب الشاعر. توفي ببلده. المهدي بن الطالب ابن سودة وفي يوم الخميس رابع رمضان توفي الشيخ المهدي بن الطالب بن محمد-فتحا-ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وأربعين ومائتين وألف كانت ولادته عام عشرين ومائتين وألف. الشيخ الحافظ الحجة الإمام خاتمة المحققين، وإمام المدرسين، النفاعة المشارك شيخ سلطان وقته. له عدة تآليف، منها حاشية على شرح الخرشى على المختصر في أربعة أسفار؛ وحاشية على شرح المحلي على جمع الجوامع؛ وحاشية على شرح بناني على السلم؛ وحاشية على رسالة الوضع؛ وفهرسة، إلى غير ذلك من التآليف، وترجمته واسعة. انظر الأصل. دفن بمحل اتّخذ زاوية له أسفل العقبة الزرقاء.

علي صالح المكناسي

علي صالح المكناسي وفي رمضان توفي علي صالح المكناسي. كان أستاذا مجودا يحفظ السبع. أخذ عن علماء مكناس، وتخرج على يده عدة علماء ممن حفظ السبع، ودفن ببلده. محمد بن محمد ابن موسى وفي عاشر رمضان المذكور توفي محمد بن الحاج محمد ابن موسى، من أولاد ابن موسى المعروفين بفاس. كان ناسكا عابدا خيرا دينا مؤدبا للصبيان بمكتب النجارين. دفن خارج باب عجيسة. محمد العيّاشي بن المكي بوشمعة وفي حجة توفي محمد دعي العياشي بن المكي بوشمعة المكناسي. كان خيرا دينا صالحا ذاكرا، أخذ عنه الشيخ ابن عبود المكناسي الآتي الوفاة عام أربعة وأربعين وثلاثمائة وألف. علال بن محمد الدباغ وفي ذي الحجة توفي علال بن محمد بن عمر الدباغ الحسني بالمشرق حاجا وكان مشاركا مطلعا خيرا دينا يشار إليه معظما محترما. محمد بن محمد ابن حماد وفيه توفي محمد بن محمد بن التهامي ابن حماد المكناسي. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وثمانين ومائتين وألف، علامة مشارك. محمد بن علي الطّود وفيه توفي محمد بن علي الطّود الحسني. كان خيرا دينا منتسبا للطريقة الوزانية، ودفن خارج باب عجيسة. عبد الله بن محمد القادري وفيه توفي عبد الله بن محمد بن مصطفى القادري الحسني الرباطي. كان خيرا دينا صالحا، حج ثلاث مرات ودفن بالزاوية القادرية بالرباط. الطايع بن عبد الهادي القادري وفيه توفي الطايع بن عبد الهادي القادري الحسني. كان خيرا دينا يعطي وسيلة الطريقة القادرية بفاس، أخذها عنه عدة أجلاء. توفي بفاس ودفن بإحدى زواياهم بها. بقى ذكره على صاحب السلوة. محمد المالكي المسعودي ولد الضاوية وفيه توفي محمد المالكي المسعودي ولد الضاوية السلاوي، عالم مطلع.

العربي بن المكي الشراط

العربي بن المكي الشراط وفيه توفي العربي بن الحاج المكي الشراط السلاوي الفاسي، يشار إليه بالعلم. كذا كتب لي وفاته الشيخ جعفر بن أحمد الناصري السلاوي. المعطي بن إبراهيم العزّوزي وفيه توفي المعطي بن إبراهيم العزّوزي الرباطي، يذكر من بين علماء الرباط. حوادث نيابة أحمد السجلماسي عن قاضي السماط بفاس وفي منتصف جمادى الثانية جلس أحمد بن الشيخ محمد بن عبد الرحمان السجلماسي نائبا عن القاضي محمد-فتحا-بن عبد الرحمان العلوي بمقصورة السماط لتغيب القاضي.

عام خمسة وتسعين ومائتين وألف

عام خمسة وتسعين ومائتين وألف علي الدرعي في يوم الأربعاء فاتح ربيع الثاني توفي علي الدرعي نزيل مراكش، الفقيه العلامة البركة خطيب مسجد روض الزيتون القديم، ودفن بروضة باب أغمات. إدريس بن محمد السنوسي في سادس عشر ربيع الثاني توفي إدريس بن محمد السنوسي الحسني، العلامة المشارك المدرس المحدث الشهير. توفي بالمدينة المنورة حاجا رحمه الله. أحمد البدوي السرايري وفي ثامن وعشري جمادى الأولى توفي أحمد البدوي بن أحمد السرايري الرباطي، الفقيه العلامة المدرس الخطيب المحاضر. توفي ببلده. عمر بن الحسن الغماري الخالدي وفي ضحوة يوم الاثنين من جمادى الثانية توفي عمر بن الحسن الغماري الخالدي. كان أستاذا متعبدا صالحا خيرا دينا، ودفن قرب قبة الشيخ أبي القاسم الوزير بالقباب. علال بن إدريس ابن زيان المريني وفي سابع رجب توفي علي المدعو علال بن إدريس ابن زيان المريني. كان فقيها مدرسا. ولي قضاء مدينة طنجة ثم القصر الكبير، ودفن بالزاوية الكتّانية بصابة القرادين. الخضر بن قدورة الشّجعي وفي يوم الأحد الموفي عشرين من رجب توفي الخضر بن قدورة بن حدو الشّجعي من قبيلة اشجع قرب مدينة فاس. كان خيرا دينا صالحا له أتباع وتلاميذ وكرامات، وهو من أكبر تلاميذ الشيخ محمد الحراق، بقي قائما على زاويته الكائنة بحومة المخفية. وله رسائل في التصوف متداولة بيد من ينتمي إليه. دفن بداره الكائنة بدرب سيدي المخفي من حومة المخفية. إدريس بن اليزيد الأنجري وفي ثالث رمضان توفي إدريس بن اليزيد الأنجري، الأستاذ المقرئ المجود النحوي، له تلامذة أجلة. توفي بمكناسة الزيتون. محمد بن العباس العراقي وفي يوم الثلاثاء تاسع رمضان توفي محمد بن العباس بن عبد الرحمان العراقي الحسيني. كان علامة مشاركا مدرسا، ودفن بروضة أولاد ابن المليح بالقباب.

المطيع بن محمد العباسي

المطيع بن محمد العباسي وفي آخر قعدة توفي المطيع بن محمد بن سعيد العباسي المراكشي. كان علامة مشاركا مطلعا، ولي قضاء مراكش مدة، وله شرح على قصيدة أبي العباس السبتي في علم الأسماء. تولى القضاء بعد موت عمه في ربيع الثاني عام ثلاثة وتسعين ومائتين وألف. وتوفي ببلده مراكش. إبراهيم بن علي الغماري وفي ضحوة يوم الأربعاء الموفي عشري حجة توفي إبراهيم بن علي بن الحسن الغماري. كان أستاذا مجودا عابدا صالحا له كرامات، ألف تأليفا في علم التصوف سماه نصرة الدين وبهجة السالكين ومفتاح الواصلين، ترجم فيه لنفسه وذكر بعض مرائيه، ودفن قرب قبة الشيخ عبد الوهاب التازي بالقباب. محمد بن عبد الرحمان الورديغي وفي سابع وعشري ذي الحجة توفي محمد بن عبد الرحمان التادلي الورديغي الرباطي، الفقيه العلامة الأديب الموفق، تخرج على يده عدة علماء بالرباط وغيره. وتولى الكتابة بدار المخزن مدة، وأخيرا الكتابة بمراكش وبها توفي، ودفن بروضة الإمام السهيلي هناك. أحمد البركة المعينة الفجيجي وفي متم ذي الحجة توفي أحمد الفجيجي الملقب بالبركة المعينة. له كشف وصلاح، دفن بالقباب. محمد المكي بن محمد الصبيحي وفي هذا العام توفي محمد المكي بن محمد الصبيحي السلاوي كان علامة مدرسا مشاركا. محمد بن العربي بوحجرة وفيه توفي محمد بن العربي بوحجرة نزيل مدينة تازا. كان عالما مفتيا مشاركا، وتوفي بها. الجيلالي بن حمّ البخاري وفيه توفي الجيلالي بن حمّ البخاري المكناسي، قائد مدينة فاس ثم مدينة طنجة. الطاهر طاكّة وفي ثالث شعبان عامه توفي الطاهر طاكّة الرباطي الأندلسي، الفقيه المشارك الحيسوبي المطلع المعدل الموقت. أخذ عنه تلك العلوم جمع من علماء الرباط وسلا. وتوفي في بلده. أحمد بن محمد العلمي وفيه توفي أحمد بن محمد بن عبد السلام العلمي الحسني السريفي. كان من المدرسيين بجامع القرويين، يقرئ النحو والبيان والفقه وغير ذلك. توفي في بحر السويس قاصدا الحج

محمد بن عمر كراشط

للمرة الثانية ودفن بجدة. تقدمت وفاة والده عام سبعة وستين ومائتين وألف. له كناشة حافله ذكرها له صاحب مبيضة الروض الطيب العرف. محمد بن عمر كراشط وفيه توفي محمد بن عمر كراشط الرباطي، العلامة المشارك، توفي ببلده. عبد الكريم بن محمد الحاحي التامري وفيه توفي عبد الكريم بن محمد الحاحي التامري القرقاوي نزيل مدينة الصويرة مطعونا. العلامة المشارك المدرس. كان خطيبا بجامعها العتيق، وأخيرا ولي قضاء بلاد حاحة إلى أن توفي. له ترجمة في كتاب إيقاظ السريرة. حوادث انحباس المطر وارتفاع الأسعار وفي هذه السنة حبس المطر عن المغرب، وارتفعت الأسعار، وبلغ ثمن المد من القمح أربعة عشر مثقالا، وما زال يضرب المثل بتلك السنة يقال عام أربعة عشر مثقالا، وانتشر من أجل ذلك الوباء بجميع أنحاء المغرب من أوائل رجب، إلى أواخر قعدة عامه ومات بسبب ذلك خلق كثير، وحصل للناس شدة. انعقاد مؤتمر بطنجة في شأن المحميّين وفيه انعقد مؤتمر بمدينة طنجة لجعل حد للمدّعين الحماية بالمغرب من طرف بعض دول أوربا، فكان ذلك النواة الأولى للاستيلاء على المغرب.

عام ستة وتسعين ومائتين وألف

عام ستة وتسعين ومائتين وألف الطاهر بن أحمد الدّكّالي في تاسع محرم توفي الطاهر بن أحمد الدّكّالي الرباطي. كان عالما مشاركا متقنا قرأ بفاس، وتوفي ببلده الرباط وبه دفن. موسى ابن احماد وفي يوم الاثنين ثاني عشر محرم توفي موسى بن احماد بن مبارك السوسي. تقدمت وفاة والده عام خمسة وثلاثين ومائتين وألف، شعلة ذكاء وفطنة وإقدام وتصرف. تولى الحجابة زمن السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان وأقره على ذلك المولى الحسن، وهو والد الوزير الشهير احماد بن موسى الآتي الوفاة عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف. توفي بمراكش ودفن بمقبرة المولى علي الشريف قرب ضريح القاضي عياض، وولى مكانه محمد بن العربي الجامعي. محمد بن المعطي السرغيني وفي ثالث محرم توفي محمد بن المعطي بن أحمد بن محمد السرغيني، شيخ الجماعة في وقته بمراكش. كان علامة مشاركا حافظا مطلعا، له فهرسة سماها حدائق الأزهار في ذكر معتمدي من الأخبار؛ وله شرح على البردة للإمام البوصيري، إلى غير ذلك من التآليف؛ وله شعر متوسط الجودة. دفن ببلده. تقدمت وفاة والده عام اثنين وثمانين ومائتين وألف. أبو بكر بن محمد عوّاد وفي يوم الأحد عاشر صفر توفي أبو بكر بن محمد عوّاد السلاوي. كان محدثا حافظا متقنا. ولي القضاء ببلده وبقى عليه إلى أن توفي. الجيلالي بن العربي الغربي وفي ثالث ربيع الأول المذكور توفي الجيلالي بن العربي الغربي الدكّالي الرباطي، العدل الموثق المشارك المطلع. توفي ببلده. الفاطمي بن الهادي الإدريسي وفي يوم الخميس رابع ربيع الثاني توفي الفاطمي بن الهادي بن محمد بن المفضل الإدريسي الجوطي الحسني. كان فقيها مشاركا مطلعا خيرا دينا. له تأليف جليل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وقفت عليه هنا عند بعض حفدته، يقع في مجلد وسط؛ وله بعض الدعوات والأذكار. دفن بضريح جده المولى إدريس بن إدريس بفاس. بقى ذكره على صاحب السلوة. أبو القاسم السجلماسي وفي حادي عشر جمادى الأولى توفي أبو القاسم السجلماسي، يشار إليه بالصلاح والزهد

إدريس بن محمد العمراوي

والعبادة، كان كثير الذكر، توفي بفاس ودفن بضريح الشيخ علي المزالي، بقى ذكره على صاحب السلوة. إدريس بن محمد العمراوي وفي يوم الخميس رابع عشر جمادى الثانية توفي إدريس بن محمد بن إدريس العمراوي برباط الفتح. تقدمت وفاة والده عام أربعة وستين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا أديبا متضلعا شاعرا مكثرا. تولى الوزارة زمن السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان، له تآليف، منها تحفة الملك العزيز بمملكة باريز ألفها حين سفره إلى الديار الفرنسية عام ستة وسبعين ومائتين وألف لغرض مخزني، وقد جمع ديوان والده كما تقدم، إلى غير ذلك. ولو جمع شعره لأفاد، انظر الأصل، فقد ذكرت شيئا من شعره. توفي بالرباط ودفن بضريح سيدي فاتح. محمد الحفيان الفيلالي وفي يوم الخميس خامس شعبان توفي محمد الحفيان الفيلالي الأصل نزيل فاس، الخير الصالح البركة الناسك. توفي مطعونا ودفن بالقباب، من الروض الطيب العرف، بقى ذكره على صاحب سلوة الأنفاس. أبو مدين بن محمد الفخار وفي يوم السبت سابع شعبان المذكور توفي أبو مدين بن محمد الفخار التلمساني الحسني مطعونا، الفقيه النزيه الملازم للضريح الإدريسي. دفن بالقباب، من الروض الطيب العرف. بقى ذكره على صاحب سلوة الأنفاس. العباس بن عبد الرحمان العلوي وفي يوم الثلاثاء عاشر شعبان توفي العباس بن السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام، العلامة المشارك المدرس المطلع، وهو الخليفة الذي ذكر كثيرا في حوادث مدينة تطوان لما وقع احتلالها من طرف الإسبان، له كناشة حافلة، كذا ذكر لي. توفي بمراكش ودفن داخل قبة الشيخ سيدي يوسف بن علي. عبد القادر بن عبد الرحمان الفاسي وفي ظهر يوم الأربعاء حادي عشر شعبان توفي عبد القادر بن عبد الرحمان الفاسي الفهري. كان علامة مطلعا مشاركا، له تقاييد وأبحاث مهمة نافعة، وله كناشة حافلة. توفي بمكناسة الزيتون ونقل إلى فاس ودفن بضريح الشيخ يوسف الفاسي بالقباب، بعد أن كان أوصى أن يدفن بفدان الغرباء. محمد بن عبد الرحمان الغلاوي وفي يوم الخميس ثامن وعشري شعبان المذكور توفي محمد-فتحا-بن القاضي عبد الرحمان الغلاوي، من أولاد الغلاوي المعروفين بفاس. كان علامة مشاركا متفننا. توفي بفاس ودفن بالقباب. بقى ذكره على صاحب السلوة فانه لم يترجم له.

المهدي بن علي العلوي

المهدي بن علي العلوي وفي أول يوم من رمضان توفي المهدي بن علي بن محمد العلوي الحسني. كان خيرا دينا صالحا. أخذ عنه الفقيه محمد كنون الآتي الوفاة عام اثنين وثلاثمائة وألف وانتفع به. دفن بداره بآبار في سجلماسة، وقيل توفي في العام قبل هذا. ورأيت من تحدث عنه بقوله"الولي الصالح ذو الكرامات العديدة، لهجت بولايته العامة والخاصة، وظهرت له كرامات. توفي ببلده الصحراء بموضع يقال له أبار"انتهى. عبد الكبير بن المجذوب الفاسي وفي ثامن وعشري رمضان توفي عبد الكبير بن المجذوب (¬15) بن عبد الحفيظ بن أبي مدين الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده عام ستين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا مؤرخا، له تآليف عدة منها نتيجة الإعصار في دسائس الانتصار، تكلم فيه على البلديين بفاس؛ وله إعراب الترجمان عن قضية الاوداية مع المولى عبد الرحمان، وله تذكرة المحسنين بوفيات الأعيان وحوادث السنين، إلى غير ذلك. تولى خطابة مسجد القرويين من وفاة والده إلى وفاته. توفي عن أكثر من سبعين سنة برباط الفتح ودفن بشالة. محمد بن محمد غرّيط وفي يوم الأحد عاشر شوال الأبرك توفي محمد بن محمد غرّيط الأندلسي الأصل المكناسي، العالم العلامة المشارك الكاتب المقتدر. ابتدأ الكتابة مع الفقيه الوزير الصفار في حياة السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان ثم انتقل يكتب مع الحاجب الفقيه السيد موسى ابن احماد إلى أن توفي، فصار يكتب مع خلفه الوزير محمد الجامعي، ووقع له معه إقبال. وله في الكتابة نحو عشرين سنة. تقدمت وفاة والده عام ثمانين ومائتين وألف. ودفن بضريح الولي أبي غالب داخل باب الفتوح بحومة صريوة، بقى ذكره على صاحب السلوة. المعطي ابن يوسف وفي ثامن قعدة توفي المعطي ابن يوسف الرباطي، العلامة الموثق المشارك. توفي ببلده. محمد بن المدني السرغيني وفي سابع وعشري قعدة توفي محمد بن المدني السرغيني، كان علامة مشاركا مدرسا فصيحا، ولي القضاء بمراكش مدة وبها توفي. ¬

(¬15) في أصل المؤلف: "عبد الحفيظ المدعو الكبير بن المجذوب"وهو خلاف ما عند حفيده عبد الحفيظ بن الطاهر الفاسي. وقد التبس كذلك على المؤلف ابن سودة تاريخ وفاة عبد الكبير الفاسي تبعا لعبد الرحمان ابن زيدان في الإتحاف (3:21) وقد رد عليه عبد الحفيظ الفاسي في كتاب رياض الجنة أو المدهش المطرب (2:173) ونفى نفيا قاطعا ما نسبه إليه عبد الرحمان ابن زيدان من إخباره بأن جده عبد الكبير بن المجذوب الفاسي توفي عام أربعة وتسعين ومائتين وألف وحقق أن تاريخ وفاة جده عبد الكبير بن المجذوب الفاسي هو عام خمسة وتسعين ومائتين وألف قائلا: "وهو المكتوب عى ضريحه بروضة يحيى بن يونس بشالة".

أحمد زروق بن عبد الغني ابن شقرون

أحمد زروق بن عبد الغني ابن شقرون وفي يوم الجمعة الثاني من شهر ذي الحجة توفي أحمد المدعو زروق بن عبد الغني ابن شقرون، من أولاد ابن شقرون المعروفين بفاس. يشار إليه بالخير والصلاح دفن بالقباب. ترك صاحب السلوة سنة وفاته بياضا، وقد تحقق عندي أنه توفي في هذا العام. الأمين بن عبد الله الصحراوي وفيه توفي محمد الأمين بن عبد الله الحاجي الصحراوي. كان علامة مشاركا ناظما ناثرا محصلا، له تآليف، منها المجد الطارف والتالد في أجوبة على رسالة الناصري أحمد بن خالد، أورد فيه أجوية عن مسألة سأله عنها صاحب كتاب الاستقصا الآتي الوفاة عام خمسة عشر وثلاثمائة وألف، وهي شبه رحلة له في بعض نواحي المعرب، وله تجر التحرير على أسئلة الحبر النحرير، وله الارتجال في مناقب مشاهد سبعة رجال، وله النهج المختار في مناقب الشيخ المختار، وأشياخه الابرار، عرف فيه بالشيخ المختار الكنتي، إلى غير ذلك. توفي بمراكش. البشير بن الطاهر الحكيم وفيه توفي البشير بن الطاهر بن الطيب الحكيم الأسفي، العلامة المشارك المطلع. ولى قضاء مدينة آسفي مدة، وبها توفي. محمد بن إبراهيم التامنارتي وفيه توفي محمد بن إبراهيم بن أحمد التامنارتي السوسي، العلامة الكبير، والأستاذ الشهير، له ترجمة في كتاب المعسول. محمد بن عبد الله الإفراني وفيه توفي محمد بن عبد الله بن سعيد الإفراني السوسي. كانت ولادته عام خمسة وعشرين ومائتين وألف، من أكبر علماء سوس. أحمد الصويري وفيه توفي أحمد الصويري الرباطي الأديب الشاعر الكاتب المقتدر. كانت ولادته عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف برباط الفتح مسقط رأسه وبها توفي. عمل كاتبا مع عدة وزراء لحسن خطه وإتقانه، منهم الوزير الطيب بو عشرين المار الوفاة عام ستة وثمانين ومائتين وألف، لم أتحقق ذلك. أنظر الأصل. الرشيد بن عبد الرحمان العلوي وفيه توفي المولى الرشيد بن السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام العلوي الحسني. كان خليفة لوالده برباط الفتح وتوفي بمراكش ودفن بروضة الإمام السهيلي هناك. عبد الرحمان العلج وفيه توفي عبد الرحمان العلج، أصله من فرنسا، ثم هداه الله إلى الإسلام وورد على السلطان المولى عبد الرحمان فأسلم وحسن إسلامه، وصار يفيد الناس بعلومه في الرياضات

الحسن الشريف المراكشي

والعلوم الحربية الوقتية. وممن استفاد منه العلامة المولى إدريس بن الطايع العلوي البلغيثي الآتي الوفاة عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف. وكان يسطر الرخامات لأوقات الصلاة. توفي بفاس في التاريخ المذكور، ودفن بمقبرة باب المحروق. له ترجمة في كتاب الإعلام بقى ذكره على صاحب السلوة. الحسن الشريف المراكشي وفيه توفي الحسن الشريف المراكشي، الفقيه الفاضل المحب الناسك المتبتل الأستاذ المجود. قدم إلى فاس عام تسعين ومائتين وألف، وبقى معتكفا بمسجد الأبارين إلى أن توفي به أواسط شعبان عامه، ودفن بالقباب. بقى ذكره أيضا على صاحب السلوة. محمد بن عبد الرحمان التادلي وفيه توفي محمد بن عبد الرحمان التادلي الرباطي. كان أستاذا أديبا مشاركا توفي ببلده الرباط. محمد بن العباس التركي وفيه توفي محمد بن العباس التركي الرباطي، كان يعد من طلبة أهل الرباط وبه توفي. حوادث رجوع القاضي محمد العلوي المدغري إلى عمله بمقصورة السماط بفاس وفي خامس وعشري محرم المذكور جلس محمد-فتحا-بن عبد الرحمان العلوي المدغري بمقصورة السماط لكونه كان غائبا عن هذه الحضرة وكان ترك نائبا عنه أحمد بن عبد الرحمان السجلماسي. سفر السلطان الحسن الأول من مراكش إلى دكالة وفي يوم السبت حادي عشر جمادى الأولى سافر مولانا الحسن من مراكش على طريق دكالة. الحمى الوبائية بفاس ومن خط بعض العلماء: في أوائل ربيع الأول كانت الحمى الوبائية بفاس-أمنها الله بمنه- ومات بذلك خلق كثير دون إحصاء. انتشار الوباء ومسرد بأسماء بعض المتوفين به من علماء الصويرة وحاحة عمّ الوباء جميع أنحاء المغرب وذكر صاحب كتاب إيقاظ السريرة (1:109) أنه توفي في مدينة الصويرة ونواحيها بسبب الوباء المذكور هذه السنة عدد من علماء هذه الناحية قائلا: "توفي سنة ست وتسعين ومائتين وألف بثغر الصويرة ونواحيها ومن حاحة ما ياتي:

فمن الأهالي: أحمد بن المبارك أحمد الجلّولي أبو الخير معتق توفلعز التوبالي المدعو ابا حجرة *ومن أهل حاحا: أحمد ابغوغ مبارك بن علي بن الحسين عبد الكريم الغضيب سعيد بن محمد بن الحسن المعروف باتمسنين عبد الكريم التناني الصقلي الحسيني إبراهيم بن الحسن التنكرتي الفقيه ابن غازي التمري سعيد إبرايم عبد الله البسكاري مبارك بيفركن انتهى ببعض اختصار.

عام سبعة وتسعين ومائتين وألف

عام سبعة وتسعين ومائتين وألف الطاهر بن أحمد لبريس وفيه توفي الطاهر بن أحمد بن الطاهر لبريس الرباطي الأندلسي. كان كاتبا أديبا مشاركا. توفي بفاس. أحمد بن الشريف العلوي وفيه توفي أحمد بن الشريف-اسما-العلوي الحسني. كان مشاركا، رأيت الثناء عليه من الناحية العلمية. أحمد البركة بن محمد البدوي زويتن وفيه توفي أحمد البركة بن الشيخ محمد البدوي زويتن. تقدمت وفاة والده عام خمسة وسبعين ومائتين وألف بمكناسة الزيتون، الخيّر الذاكر، كان مقدما بزاوية الشيخ الحراق بحومة المخفيّة. حوادث مؤتمر مدريد للنظر في القضية المغربية وفيه انعقد مؤتمر مدينة مدريد ببلاد إسبانيا، حضره ثلاث عشرة دولة من دول أوربا لأجل النظر في مصالحهم بالمغرب، وكان مما درس فيه مسألة حماية الأشخاص بالمغرب الذين لهم انتماء إلى دولة من الدول الحاضرة في المؤتمر، ومن ذلك الحين كثرت الحمايات للأفراد بالمغرب وصار حكم السلطان في طور الانحلال، فإذا أرادت الإدارة المحلية تنفيذ الحكم على شخص أدلى لصاحب السلطة أن له حماية من قبل الدولة الفلائية فلا يمكن تنفيذ الحكم عليه، وضاعت بسبب ذلك حقوق وأموال، وتكونت بين الأفراد أحقاد وضغائن وتفريق الكلمة بين المسلمين، كل واحد ينظر إلى نفسه ولا ينظر لصالح غيره. وقد ألف في ذلك بعض العلماء -رحمهم الله-تآليف عديدة في تحريم الحماية وما يؤول إليه أمر المغرب بسبب ذلك، ولكن سبق السيف العدل، والأمر لله كيف شاء فعل.

عام ثمانية وتسعين ومائتين وألف

عام ثمانية وتسعين ومائتين وألف علي بن محمد الحاحي التناني وفي سادس صفر توفي علي بن محمد الحاحي التناني الصويري، العالم العلامة المشارك الإمام، والخطيب بالمسجد الأعظم من مدينة الصويرة، والقيّم على خزانة كتبه. كان مولعا بنسخ الكتب وجمعها والكتابة عليها. توفي بزاوية في سوس ذهب إليها زائرا. له ترجمة في كتاب إيقاظ السريرة. محمد المدني ابن جلّون في منتصف ليلة الرابع عشر من ربيع الثاني توفي محمد المدني بن علي ابن جلون، تقدمت وفاة والده عام اثنين وتسعين ومائتين وألف، وكانت ولادته عام أربعة وستين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا مدرسا محصلا. أخذ عنه عدة أفراد من العلماء مع صغر سنه، له تآليف، منها الطرفة العتيقة المهداة لخير الخليقة؛ ونزهة ذوي العقل السليم في بعض علوم بسم الله الرّحمن الرحيم، وحديقة الأزهار المهداة لسيد الابرار في التحذير من تعاطي علم الكمياء والكنوز والنار؛ واللئالي اليتيمة فيما يتعلق بالفانية العظيمة، ومجموعة إحازات أشياخه، إلى غير ذلك من التآليف، دفن بروضة أولاد ابن جلون بالقباب خارج باب الفتوح. عبد القادر بن محمد الدكالي وفي ليلة الأحد رابع جمادى الثانية في الساعة الثانية عشرة توفي عبد القادر بن محمد بن قدور الدكالي، الفقيه العلامة البركة الأفضل المدرس الزاهد، ودفن بضريح الشيخ الجدولي قبالة الفقيه بينهما مبنى الخطبة (كذا). محمد بن عبد الله الصفار وفي فجر يوم الأربعاء عاشر قعدة توفي محمد بن عبد الله بن عبد الكريم الصفار التطواني الأندلسي. كان علامة مشاركا مطلعا، له اليد الطولى في الإنشاء والترسل. تولّى الوزارة الكبرى عام سبعين ومائتين وألف، ثم وزارة الشكايات أكثر من ثلاثين سنة إلى أن توفي عليها. توفي في دار ولد زيدوح ببلاد تادلا ونقل في محفة إلى مراكش ودفن داخل قبة سيدي يوسف ابن علي خارج باب أغمات. يوم الجمعة الثاني عشر منه. له تآليف، منها تأليف في قبلة مساجد المغرب وقفت عليه، وغير ذلك (¬16). ¬

(¬16) ترجم المؤلف لمحمد الصفار مرتين هنا وفي عام ستة وتسعين ومائتين وألف قبله. وقد أثبتنا الترجمة هنا لأنها سنة وفاته على ما عند ابن سودة نفسه في فهرس وفيات الإتحاف.

محمد بن المدني بنيس

محمد بن المدني بنيس وفي يوم الجمعة عشري قعدة توفي الحاج محمد بن المدني بنيس الذي نهبت داره عند نصر المولى الحسن، وإليه تنسب وقعة دار بنيس كما مر. كان أمينا وجيها خدم مصالح الأمراء والوزراء مدة، وحصل على شهرة وثروة من أجل ذلك. سعيد بن الطيب السوسي وفي قعدة توفي سعيد بن الطيب بن خالد السوسي، من كبار علماء سوس، كذا رأيته مقيدا. عبد القادر بن محمد الحبابي وفي مهل ذي الحجة توفي عبد القادر بن محمد بن الحاج الطاهر الحبابي. تقدمت وفاة والده عام سبعة وستين ومائتين وألف. كان مشاركا حيسوبيا موقتا، دفن قرب قبة الشيخ اليمني بالقباب مع والده. محمد ابن نون الرحماني وفيه توفي محمد بن نون الرحماني المراكشي. كان علامة مدرسا مشاركا مطلعا. محمد ابن أبي جيدة وفيه توفي محمد بن أبي جيدة المراكشي. كان صالحا زاهدا خيرا دينا يشار إليه. الجيلالي بن محمد العدلاني وفيه توفي الجيلالي بن محمد العدلاني الرباطي، كان يعد من طلبة الرباط، وبه توفي. الحبيب بن عبد الكريم كنّون وفيه توفي الحبيب بن عبد الكريم كنّون، من أولاد كنّون المعروفين بفاس. كان خيرا مهندسا محنّكا ملحوظا لدى الأمراء العلويين، تقلب في عدة وظائف، وأخيرا صار قيما على بناء الأملاك المخزنية بمكناسة، وكان قبل مستوطنا مدينة الصويرة. توفي بمكناس ودفن بضريح الولي الشبلي، ذكره صاحب كتاب إيقاظ السريرة. محمد بن عبد الله ابن ريسون وفيه توفي محمد بن عبد الله بن المكي ابن ريسون الحسني. كان خيرا دينا، وهو والد الزعيم أحمد الريسوني الآتي الوفاة. توفي بمدينة تطوان التي أتى إليها لزيارة ابن عمه الشيخ عبد السلام ابن ريسون الآتي الوفاة عام تسعة وتسعين ومائتين وألف، ودفن بالزاوية الريسونية هناك.

عام تسعة وتسعين ومائتين وألف

عام تسعة وتسعين ومائتين وألف عبد السلام بن محمد ابن حمّ في ثاني عشر صفر توفي عبد السلام بن محمد ابن حمّ، من أولاد ابن حمّ المعروفين بفاس. العلامة المشارك المطلع النوازلي، تولى القضاء ببلده وزّان مدة طويلة، ثم انتقل لمراكش أواخر عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان، فلما تولى ولده السلطان المولى الحسن أخره عن القضاء، ثم انتقل لفاس واستوطنها، وكان من شهودها ودرّس بها الفرائض والتحفة إلى أن خرج إلى الحج في شوال عام ثمانية وتسعين ومائتين وألف صحبة الشيخ عبد الجبار الوزّاني اليملحي، فتوفي بمكة المكرمة بعد أداء فريضة الحج. إدريس بن الحسن العلوي وفي صفر توفي المولى إدريس بن السلطان المولى الحسن العلوي في حياة والده، وكان من أعز أولاده. إدريس بن محمد الحبابي وفي ليلة الجمعة تاسع ربيع الأول توفي إدريس بن محمد بن الطاهر الحبابي. تقدمت وفاة والده عام سبعة وستين ومائتين وألف، وأخيه في العام قبل هذا. كان عارفا بالحساب والتوقيت والتعديل والهيئة على سنن أبيه، تولى التوقيت بمنار جامع القرويين من وفاة أبيه إلى أن توفي. دفن قرب والده بروضتهم بالقباب. أحمد ابن الكبير وفي جمادى الأولى توفي أحمد بن الكبير المراكشي الذي كان مع وزير الشكايات ودفن بروضة باب أغمات. محمد بن الحسين العلوي وفي ليلة السبت خامس جمادى الثانية توفي محمد-فتحا-بن الحسين العلوي الحسني، عظيم الشأن، له شهرة كبيرة بمراكش، ظهرت على يده تصرفات، كان بقصبة النحاس، ودفن بضريح أبي العباس السبتي. محمد بن عبد الرحمان المدغري وفي يوم السبت سابع وعشري رمضان قبل المغرب توفي محمد-فتحا-بن عبد الرحمان العلوي المدغري الحسني، العلامة الحافظ الحجة المشارك المطلع المتأنّي في الأحكام، الشيخ الوقور. تولى قضاء الجماعة بفاس ونواحيها يوم الأربعاء سابع صفر عام أربعة وسبعين ومائتين وألف وبقى عليها إلى وفاته، لم تظهر عليه ريبة في أحكامه. وكان يحضر دروسه في الفقه جلّ نجباء الوقت، وكان كثيرا ما يؤخّر الأحكام بين الناس، فسئل عن ذلك فقال: قد نص الشيخ ابن رحال على أنه ينبغي للقاضي أن لا يعجل القضاء بالحكم بين الناس عسى أن

عبد السلام بن علي ابن ريسون

يصطلح المدّعون. ومن أجل ذلك أمر سيدي محمد بن عبد الرحمان بجعل القاضي الشيخ عمر الرندى الأندلسي قاضيا ثانيا بفاس بمقصورة الرصيف. دفن بروضة الصقليين داخل باب عجيسة. عبد السلام بن علي ابن ريسون وفي صباح يوم الخميس سادس عشر شوال توفي عبد السلام بن علي بن محمد-فتحا- ابن ريسون العلمي الحسني، الشيخ الشهير، والولي الكبير، صاحب المزارة العظيمة بمدينة تطوان. تقدمت وفاة والده عام تسعة وعشرين ومائتين وألف. تولى الرياسة بعد أبيه على زواياهم بالمغرب، فكان معظما محترما من جميع الطبقات تشد إليه الرحلة ويتبرك به، مع كرم نفس وسخاء مفرط. كانت ولادته عام خمسة عشر ومائتين وألف، ومازال مقامه يزار بتطوان إلى الآن. محمد بن الطيب المنوني وفي قعدة توفي محمد بن الطيب بن إدريس المنوني الحسني المكناسي. كانت ولادته عام أربعة وثلاثين ومائتين وألف، وكان أستاذا مجودا مشاركا يحفظ السبع، له اطلاع على ذلك تشد إليه الرحال، دفن ببلده مكناس. محمد الجلود بن عبد الواحد ابن سودة وفي يوم الجمعة تاسع وعشري قعدة توفي محمد بن عبد الواحد بن الشيخ القاضي أحمد ابن الشيخ التاودي ابن سودة، عرف بالجلود. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وخمسين ومائتين وألف، له مشاركة تامة في جل العلوم، مدرس نفاعة كثير التلاميذ، تولى الخطابة أولا بجامع الديوان مدة ثم خطابة جامع الأندلس وبقي بها إلى أن توفي عليها. حج وزار، وتمتع بتلك الديار. وسبب تسميته بالجلود هو أنه اشترى بقرة أو ثورا لأجل الخليع حسب المتعارف عليه قديما بفاس، فلما ذبحها جاء إليه المكلّف وأخذ منه جلد البقرة لأنّ الحكومة كانت أمرت بذلك، فلما جاء يوم الجمعة قال في خطبته اللهم يا ودود أهلك من كان سببا في أخذ الجلود. فلما وصل ذلك إلى سلطان وقته سيدي محمد بن عبد الرحمان، وكان إذ ذاك بمراكش، صدر الأمر بأن يطلع الخطيب، إلى مراكش شبه مسجون، وقد تخوف على نفسه. فلما مثل بين يده أمره بأن يسرد عليه خطبته بتمامها فلما وصل إلى قوله اللهم يا ودود الخ قال له السلطان قد أجاب الله دعاءك، وذلك أن الذي كان طلب من السلطان الجلود قد أهلكه الله حالا، ثم إن السلطان أكرمه واحترمه وأصدر له ظهير التوقير والاحترام. وكان علماء فاس أظهروا أسفا كبيرا لما وصل الخبر بذهابه إلى مراكش، وحين وصل الخبر إلى فاس بنجاته أظهروا فرحا كبيرا، وآخر تلامذته موتا من العلماء هو محمد بن محمد زويتن الآتي الوفاة عام سبعين وثلاثمائة وألف، فقد أخبرني-رحمه الله-أنه قرأ عليه سلكة من الألفية وغيرها، ولازم دروسه إلى إن توفي. دفن بزاوية جده الشيخ التاودي الكائنة بزقاق لبغل.

علي بن أحمد الهواري

علي بن أحمد الهوّاري في سابع وعشري ذي الحجة توفي علي بن أحمد الهوّاري. كان علامة مدرسا مطلعا، تولى القضاء بمراكش عام اثنين وسبعين ومائتين وألف، ثم بفاس الجديد ونواحيها مدة طويلة، وكذلك بمدينة الصويرة. دفن بزاوية الشيخ بو رمضان بالمنية. وما ذكره في سلوة الأنفاس من كونه ابن محمد سبق قلم، أفاده في كتاب الإعلام. محمد بن محمد الحمراوي وفي أواخر ذي الحجة المذكور توفي محمد بن محمد-فتحا-الحمراوي، من شرفاء الساقية الحمراء. كان من أهل الخير والفضل والدين والصلاح، له أحوال سنية، وأفعال سنية، وأخلاق طاهرة، وبركات ظاهرة. حج واعتمر وزار وجاور بالحرمين الشريفين وجال في البلاد ما بين مصر والشام، ولقى الأفاضل وأخذ عنهم وتبرك بهم، ثم قدم إلى فاس وأقام به منكبا على العبادة، وكان شغله المطالعة والكتابة على حواشي الكتب، كثير المذاكرة، حسن المحاضرة، يحفظ كثيرا من الأحاديث والآثار، مشتغلا بالصلوات والأذكار، كثير الاعتكاف بالمساجد، وبقي على حاله إلى أن توفي في التاريخ المذكور، ودفن بروضة أولاد الحاج المهدي بناني بالقباب. انتهى من وفيات القاضي عبد الهادي الصقلي الحسيني رحمه الله ببعض اختصار. أحمد بن محمد المرتضى العمراني وفيه توفي أحمد بن محمد المرتضى بن الكبير العمراني المراكشي، علامة مشارك له نوادر وأبحاث ومذاكرات. توفي بمراكش بلده. محمد القرشي بن حسين الناصري وفيه توفي محمد القرشي بن حسين الناصري السلاوي، العلامة المشارك، كتب لي في وفاته الشيخ جعفر الناصري. بناصر بن أحمد ملين وفيه توفي بناصر بن أحمد ملين الرباطي، كان يعد من علماء الرباط، وبه كانت وفاته.

حوادث

حوادث خروج السلطان المولى الحسن إلى سوس وفي يوم الاثنين سادس جمادى الأولى أمر مولانا الحسن بخروج أفراك السعيد لباب الربّ بقصد الحركة لنواحي سوس. فكان خروجه من مراكش يوم الاثنين حادي عشر رجب ثم رجع بعد مدة تفقد فيها تلك الناحية وخصوصا الحد الذي بين المغرب وبين طرفاية المغتصبة التي بيد دولة الإسبان. تولي أحمد السجلماسي القضاء بمقصورة السماط بفاس وفي حادي عشر شعبان تولى القضاء بمقصورة السماط أحمد بن الشيخ محمد بن عبد الرحمان السجلماسي الآتي الوفاة عام ثلاثة وثلاثمائة وألف مكان الشيخ ابن عبد الرحمان العلوي المذكور. رجوع السلطان إلى مراكش وفي يوم الجمعة سادس وعشري رمضان دخل السلطان المولى الحسن مدينة مراكش قافلا من سفره من القطر السوسي.

عام ثلاثمائة وألف

عام ثلاثمائة وألف الهاشمي الضرير بن أحمد الزّياني في يوم الاثنين فاتح محرم توفي الهاشمي بن أحمد الزّياني المعروف بالضرير الرباطي. كان عالما مشاركا مدرسا توفي ببلده، وربما قال الشعر وأجاده. التهامي بن محمد بناني وفي محرم المذكور توفي التهامي بن محمد بن عبد الله بناني الرباطي. كان فقيها مدرسا مشاركا، وأخيرا اشتغل بالتجارة. توفي ببلده الرباط ودفن بالزاوية الدرقاوية. عمارة بن محمد بناني وفي سابع صفر توفي عمارة بن الحاج محمد بن عبد الصادق بناني، أقام بمدينة الصويرة مدة، وكان خيرا دينا متواضعا له شهرة. دفن بها بزاوية القادريين، ذكره في كتاب إيقاظ السريرة. محمد بن محمد ابن الحاج السلمي وفي أوائل ربيع الثاني توفي محمد بن محمد بن الشيخ حمدون ابن الحاج السلمي. تقدمت وفاة أبيه عام أربعة وسبعين ومائتين وألف. كان عالما مشاركا مطلعا ودفن بضريح الشيخ عزوز بدرب الطويل. محمد المختار بن الحبيب الأجراوي ومحمد المختار بن الحاج الحبيب الأجراوي المكناسي. كان علامة مشاركا مدرسا تخرج على يده عدد من الطلبة. توفي بمكناس ودفن بروضة الشيخ سيدي عمرو الحصيني. عبد الله بن محمد العلوي وفي ثاني شوال عامه توفي عبد الله بن القاضي مولاي محمد-فتحا-بن عبد الرحمان العلوي الحسني، تقدمت وفاة والده في العام قبل هذا. كان مشاركا مطلعا تحت ظل أبيه. أحمد بن عبد السلام بوهلال وفي ثامن وعشري قعدة توفي أحمد بن عبد السلام بوهلال، من أولاد بو هلال المعروفين بفاس، نزيل مدينة الصويرة. كان خيرا دينا ساهرا على السلوك المستقيم، له اليد البيضاء في مواساة المساكين، وإكرام الغرباء وأهل العلم والدين، يحضر مجالس العلماء ويذاكرهم. أفاد ذلك عنه في كتاب إيقاظ السريرة. بوعزة بن العربي الفشّار وفي يوم الأحد ثاني وعشري حجة توفي بوعزة بن العربي بن بوعزة الفشّار السفياني المكناسي. نشأ بمكناس واستخدمه السلطان المولى عبد الرحمان في خطة الفراش، ثم عينه في

علي الموقت الشيظمي الحاحي

النظر في ماله في القصر والدولة، ثم أمينا لبيت المال إلى غير ذلك من المناصب، دفن بجامع الأقواس بحومة بني العراش بمكناسة. عليّ الموقّت الشيظمي الحاحي وفي سابع وعشري ذي الحجة توفي علي الشيظمي الحاحي المعروف بالموقت، الفقيه الحيسوبي الميقاتي شيبة الحمد. كان يسكن بمدينة الصويرة إلى أن توفي بها، أفاده أيضا في كتاب إيقاظ السريرة. سعيد بن محمد المعدري وفيه توفي سعيد بن محمد المعدري، الشيخ الشهير في القطر السوسي بالصلاح والخير. ألفت في مناقبه تآليف، منها تأليف لأبي الحسن الحاج علي بن أحمد السوسي الإلغي الآتي الوفاة عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف سماه المبدئ المعيد في ترجمة شيخنا سعيد. توفي بسوس. عثمان بن محمد العلوي وفيه توفي عثمان بن السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني، أخو السلطان المولى الحسن-رحم الله الجميع-كان خليفة له، ذكره المدرومي في تأليفه، وذكر أن له مرثية فيه، فانظره. محمد بن الحسن الودغيري وفي هذه العشرة توفي محمد بن الحسن الودغيري الحسني. كان عالما مشاركا له الدر النثير في شرفاء الوداغير، تكلم فيه علي عائلته وأطال في ذلك.

خاتمة

خاتمة (*) التاودي بن محمد السقّاط وفيها توفي التاودي بن محمد السقّاط، من أولاد السقاط المعروفين بفاس. كان عالما صوفيا مطلعا خيرا دينا، له تأليف سماه خرق العوائد واستجلاب الفوائد، ترجم فيه لنفسه وذكر أحواله وما وقع له مع أشياخه وغيرهم من المذاكرات، فرغ منه في عاشر صفر عام ثمانية وثمانين ومائتين وألف، وله رحلة إلى بلاد الحجاز سماها المنح الوهبية في الرحلة الحجازية، تقع في مجلد. محمد المجاجي وفيها توفي محمد المجاجي التلمساني الفاسي، العلامة الأديب الشاعر المطلع، ذكر بعض أشعاره في دوحة المجد والتمكين مما مدح به الوزير الطيب ابن اليماني بوعشرين. فرجي البخاري وفي أوائل هذه العشرة توفي القائد فرجي البخاري، أحد وصفان السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام، وإليه تنسب نزالة فرجي قرب رأس ماء وادي فاس، كان أمره ببنائها السلطان المذكور وولاّه الأحكام بتلك الناحية خارج فاس، فنسبت النزالة إليه حتى الآن. وكانت له مكانة وشهرة. وبعد وفاة المولى عبد الرحمان أقره علي ذلك ولده سيدي محمد وكذلك حفيده السلطان المولى الحسن، وتوفي في أوائل أيامه. كان لا يقبل الهزل معروفا بالتحري في جميع أحواله. انتهى باختصار من زهرة الآس. أبو الشتاء بن عبد الله السطاتي وفي آخر هذه العشرة توفي أبو الشتاء بن عبد الله السطاتي الشاوي، العلامة المعتني المشارك المطلع. حج عام تسعة وثمانين ومائتين وألف، وله كناشة حافلة وقف عليها الأخ محمد الكانوني الأسفي رحمه الله ونقل عنها كثيرا في بعض كنانيشة. الجيلالي بن محمد بوخريص وفي أواسط هذه المائة توفي الجيلالي بن محمد بوخريص الكاملي، العلامة المشارك المطلع. تولى القضاء بمدينة أسفي مدة، وله كناشة حافلة أيضا وقف عليها محمد الكانوني ونقل عنها في بعض كناشاته. لعله توفي في أسفي. عبد القادر المراسني الدّكّالي وفي آخر هذه المائة توفي أبو محمد عبد القادر المراسني الدكالي المراكشي، له شهرة وذكر، ألّف في مناقبه تأليف. أنظر الدليل (1:192). ¬

(*) ذكر المؤلف في خاتمة هذه المائة كعادته من لم يتحقق بسنوات وفياتهم، من أهل هذا القرن. انظر صفحة 158.

محمد التازروالتي

محمد التّازروالتي وفي أواسط هذه المائة توفي محمد التّازروالتي السوسي، العلامة المشارك، له مجموعة شعرية جمع فيها القصائد التي قيلت في مدح النبي صلى الله عليه وسلم الصادرة من أهل سوس مع ما قاله هو في هذا الموضوع. الطاهر بن محمد العمراوي وممن توفي في آخر هذه المائة أو أول المائة بعدها الطاهر بن محمد بن إدريس العمراوي، تقدمت وفاة والده عام أربعة وستين وثلاثمائة وألف، العلامة الأديب الكاتب الشاعر المطلع، لم أقف على وفاته ولا أين توفي مع شهرة أخيه إدريس، رحم الله الجميع. علي بن عبد الرحمان العلوي وفي آخر هذه المائة توفي علي بن السلطان المولى عبد الرحمان، أطال في ترجمته ابن إبراهيم المراكشي في كتاب الإعلام ولم يذكر وفاته. أحمد تزمقت الحاحي وفي آخرها توفي أحمد بن الحاج محمد الحاجي تزمقت نزيل مدينة الصويرة وبها توفي. له كناشة جمع فيها بعض حوادث مدينة الصويرة، كان حيا عام اثنين وثمانين ومائتين وألف، ذكره صاحب كتاب إيقاظ السريرة. علي شقّور العلمي وفي آخرها توفي علي شقور العلمي الحسني نزيل مدينة تطوان وبها توفي، ولي صالح متبتل، له أحزاب وأذكار وأوراد، يشار إليه بالصلاح والعلم، وله أتباع. أحمد بن عيسى المستغانمي وأحمد بن عيسى المستغانمي، من المهاجرين من الجزائر. كان علامة مشاركا خيرا دينا، توفي بمدينة وجدة وجعلوا عليه قبة. محمد بن الهاشمي الجبلي ومحمد بن الهاشمي الجبلي الحمري من أشياخ المولى الحسن، الفقيه العلامة المشارك المدرس الخير الدّين. كان وجّهه المولى الحسن إلى بلد احمر لأجل تدريس العلم وتوفي هناك. عبد القادر بن عبد الرحمان بوخريص وعبد القادر بن عبد الرحمان بن عبد القادر بوخريص الكاملي. توفي في أواسط هذه المائة وقفت له على ديوان في شعر الملحون، أكثر فيه من الأمداح والتغزلات. تقدمت وفاة والده وجده في آخر المائة الثانية عشر. محمد بن الأشهب التلمساني ومحمد بن الأشهب التلمساني، من الذين هاجروا إلى المغرب، وكان عالما مدرسا مشاركا زاهدا. توفي بفاس.

محمد بن حدو النتيفي

محمد بن حدّو النّتيفي ومحمد بن حدّو النّتيفي. كان علامة مشاركا تخرج على يده عدة فحول من العلماء، لم أقف على وفاته، وهو من رجال آخر هذه المائة. أحمد بن محمد الرزيني وأحمد بن محمد الرزيني التطواني، من أكابر الأمناء عند السلطان المولى عبد الرحمان، وكذلك أخوه عبد الكريم الرزيني التطواني. محمد بن محمد غيلان والفقيه العلامة الدراكة المشارك محمد-فتحا-بن محمد غيلان التطواني. الغالي بن محمد غيلان وولده الفقيه الأديب الشاعر الغالي بن محمد غيلان. محمد بن عبد القادر ابن موسى ومحمد بن عبد القادر ابن موسى التطواني، كان وزير الأوقاف بمدينة تطوان، أديبا شاعرا مكثرا على طريقة أهل الأندلس مجيدا في ذلك. توفي بتطوان. راجع ذلك في كتاب تاريخ تطوان للشيخ داود. أحمد الفلاّق السّماتي أحمد بن محمد السّماتي الحسني المعروف بالفلاّق، من ذرية السيد يوسف الفلاّق دفين جبل كورت من بلاد الغرب، وأصله من شرفاء سماته. كان علامة مشاركا يحفظ السبع، ذكره الشيخ أحمد بن الخياط في فهرسته. أحمد بن الطيب الوديني أحمد بن الطيب الوديني، الفقيه الأديب الكاتب. كان خليفة والده بمدينة فاس مدة. تقدمت وفاة والده عام ستين ومائتين وألف. أحمد بن أحمد الوديني أحمد بن أحمد الوديني، ولد من قبله، الفقيه الأديب الكاتب، كان آية في الأدب واللغة. توفي بعد وقعة تطوان بمدينة فاس. محمد بن حسين الوزاني ومحمد بن حسين نزيل وزان، العالم العلامة الخاشع المتواضع، له اليد الطولى في العلوم العقلية والنقلية. تولى خطه القضاء بمدينة وزان مدة. كذا رأيت في بعض الكنانيش. عبد السلام بن حمّ الوزاني وعبد السلام بن حمّ الوزاني بلدا. له اليد الطولى في علم الفروع، وله فهم ثاقب. تولى خطة القضاء بمدينة وزان، وكان يتوجه لمدينة طنجة لفصل القضايا بين تجار النصارى وتجار المسلمين. وتوفي بمراكش، كذا رأيت في بعض التقاييد، وانظر هل ذكره في الإعلام.

المكي بن أحمد بوجندار

المكي بن أحمد بوجندار المكي بن أحمد بوجندار الرباطي، كان حيا في العشرة التاسعة بعد مائتين وألف، العلامة المدرس الفقيه الفهامة المشارك. توفي في بلده. محمد السباعي المراكشي محمد السباعي المراكشي، إمام المولى عبد الرحمان بن هشام في الصلوات، الأستاذ المشارك، توفي بعد وفاة مولانا عبد الرحمان المذكور. أحمد بن محمد الدّلائي وأحمد بن محمد الدلائي، كان حيا عام ثلاثة (وتسعين) ومائتين وألف، عالما مشاركا. توفي بفاس. عبد المجيد غيلان وعبد المجيد غيلان التطواني، رأيته محلى"بالفقيه البركة الصالح العلامة الحجة وزير سيدنا وإكليل سره"كذا في كناشة، وكان ذلك زمن المولى عبد الرحمان، لم أقف على وفاته. عبد الرحمان بن محمد الغلاّوي وعبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان الغلاّوي، من أولاد الغلاّوي المعروفين بفاس. وقفت على تحليته بالفقيه العلامة القاضي، وتقدم ذكر والده عام ستة وتسعين ومائتين وألف. لم أقف على وفاته. أحمد بن الشيكرى السباعي وأحمد بن الشيكرى السباعي الحسني، العالم العابد الصدوق، كان حيا أيام المولى عبد الرحمان. ذكره الشيخ السباعي المراكشي في أحد تآليفه. أحمد بن محمد الشفشاوني وأحمد بن محمد بن إدريس العلمي الشفشاوني الحسني. كان ساكنا بفاس، العلامة الأديب المشارك الشاعر، وقفت له على مقطعة شعرية يمدح بها قائد فاس الطيب البيّاز ولم أقف علي وفاته. عبد الواحد الفاسي وعبد الواحد الفاسي، لعله دارا. ذكر الشيخ التادلي الرباطي في إجازته لابن خليفة أنه قرأ عليه الأسطرلاّب، كان إماما في التوقيت وعلم الموسيقى يحسن الضرب على العود بيده. لم أقف على وفاته. المكي الجنّان والمكي الجنّان الفاسي الدار، ذكره الشيخ التادلي أيضا في الإجازة المذكورة، قال إنه خاتمة علماء الرياضة والفلسفة، وأنه قرأ عليه الكرة السنية لابن الشاطر في التعديل وغير ذلك ولازمه سنين، وكان موقتا بفاس الجديد. لم أقف على وفاته.

عبد السلام البخاري السلوي

عبد السلام البخاري السلوي وعبد السلام البخاري السلوي، شهر بالنسبتين، قائد فاس. كان ولاه السلطان المولى عبد الرحمان ذلك ثم عزله، ذكر في وصفه: الطالب الحسيب المنتمي إلى باب الله، وقع ذكره عام ثمانية وثلاثين ومائتين وألف. ... إلى هنا انتهى ما وقفت عليه من الوفيات التي وقعت في هذا القطر السعيد المبارك من عام أحد وسبعين ومائة وألف إلى آخر هذه المائة عام ثلاثمائة وألف، وذلك حسب الإمكان والإلمام، وفوق طاقتك لا تلام. فالحمد لله على ما ألهم وفهم، وهدى إليه بدون تعب ولا ألم، أعان الله على التمام وحسن الختام آمين والحمد لله رب العالمين. وعند ما وصلت إلى هذا المقام لا حظت عدم ذكر علماء القطر السوسي الشهير بالمغرب وان ما ذكر منهم قلة، وهذه الوفيات عامة ليست مخصصة بمحل دون غيره. ومن حسن الصدف وقفت على كتاب نزهة الأبصار لذوي المعرفة والاستبصار التي تنفي عن المتكاسل الوسن في مناقب سيدي أحمد بن محمد وولده سيدي الحسن، لأبي حامد العربي بن عبد القادر بن علي المشرفي الحسني الذي ألفه في مناقب الشيخ أحمد بن محمد السوسي التمجروتي المار الوفاة عام أربعة وسبعين ومائتين وألف وولده الشيخ الحسن المار الوفاة عام سبعة وسبعين ومائتين وألف، فوجدته ذكر فيه عدة تراجم لعلماء القطر السوسي، غير أنه لم يعتن بذكر سنوات الوفاة إنما اعتنى بذكر نسبهم ووصفهم بحالتهم العلمية، ومن أجل ذلك ارتأيت أن أنقل في هذه الخاتمة لهذه المائة كل من ذكره حسب ترتيبه لا حسب الحروف الأبجدية وإليك ذلك (¬17). ¬

(¬17) تركنا هذا المسرد الطويل لعدم ضبط أسماء الأنساب السوسية واختلالها، وخلو هذا المسرد-كما قال-من تعيين سنوات الوفيات التي هي بيت القصيد في هذا الكتاب.

عام واحد وثلاثمائة وألف

عام واحد وثلاثمائة وألف الطاهر بن محمد الوزاني في خامس صفر توفي الطاهر بن محمد بن أحمد الوزاني الحسني. تقدمت وفاة والده عام ستة وستين ومائتين وألف. كان خيرا دينا، له مناقب تذكر عنه. محمد الفقيه ابن الهاشمي وفي ليلة الأربعاء خامس عشر صفر بعد العشاء توفي محمد بن الطاهر بن الهاشمي المراحي المعسكري الحسني يعرف بالفقيه ابن الهاشمي أصله من معسكر. كان علامة مشاركا مدرسا نحويا يشار إليه بالخير والصلاح، دفن بالقباب قرب الشيخ درّاس بن إسماعيل. تولى القضاء في بعض المحلات. المكي بن الهاشمي ابن عمرو وفي يوم الأحد ثاني عشر صفر توفي المكي بن الهاشمي ابن عمرو الرباطي. كان عالما مشاركا ناسكا ورعا، حج عام أربعة وستين ومائتين وألف وتقدمت وفاة جده عام أربعة وعشرين ومائتين وألف. دفن بالزاوية المختارية ببلده. محمد بن محمد الجيلالي السقاط وفي صبيحة يوم الجمعة ثالث ربيع الثاني توفي محمد بن محمد الجيلالي السقاط الأندلسي المكناسي. كان مشاركا مدرسا مطلعا. محمد الزين بن محمد الإدريسي وفي يوم الجمعة مهل جمادى الأولى توفي محمد بن محمد الإدريسي الرتبي المدعو الزين. كان علامة مشاركا، ولي في آخر عمره قضاء فاس الجديد مدة، وتوفي عليها عن نيف وخمسين سنة ودفن بالقباب. محمد أبو حنيفة التازي وفي سابع وعشري جمادى الثانية توفي محمد بن محمد التازي المدعو بأبي حنيفة. كان أستاذا مجودا يحفظ السبع، من أهل الخير، مشتغلا بالذكر والعبادة. أخذ عنه عدة علمادء ودفن بضريح الشيخ أبي عبد الله التاودي خارج باب عجيسة. محمد بن أحمد الخصاصي التازي وفي فاتح رجب توفي محمد بن أحمد الخصاصي التازي. كان من كبار العلماء بها، عالما مدرسا مفتيا ذا صيت ومقدرة ومثابرة. أخذ العلم بفاس ثم رجع إلى بلده وذهب في رحلة إلى الحج وأدي الفريضة. توفي ببلده تازا.

محمد الطالب الصادقي الشرادي

محمد الطالب الصادقي الشرادي وفي آخر شعبان توفي محمد الطالب بن قاسم الصادقي الشرادي. المهدي بن سعيد العلوي وفي زوال يوم الاثنين عاشر رمضان توفي المهدي بن سعيد العلوي الحسني من أهل المعرفة والتصوف، له تأليف سماه نزهة الأرواح النورانية في الصلاة على الذات المحمدية. وكانت ولادته عام واحد وأربعين ومائتين وألف. دفن بروضة أهل وزان بالشرشور. محمد الكدار وفي سابع قعدة توفي محمد الكدار السلاوي، العلامة الصوفي المطلع، ذكره الشيخ فتح الله بناني في طبقاته. محمد بن عبد القادر ابن شقرون وفيه توفي محمد بن عبد القادر ابن شقرون. كان عالما مدرسا مشاركا، أخذ عنه عدة من العلماء. علي الريسوني المجذوب وفيه توفي أبو الحسن علي الريسوني الحسني المجذوب، يشار إليه بالخير والصلاح والأحوال. دفن بالقباب، وبقي ذكره على صاحب السلوة. أحمد بن المدني السوسي وفيه توفي أحمد بن المدني السوسي. كان عالما مشاركا نحويا مطلعا توفي ببلده. محمد الكندافي وفيه توفي محمد الكندافي عامل قبيلة كندافة حوز مراكش، البطل الشهير أيام المولى الحسن وقبله. محمد بن المكي المريني وفيه توفي محمد بن المكي المريني السلاوي الفقيه العلامة المحدث الفهامة. ذكره الشيخ فتح الله بناني في طبقاته. حوادث عام مارس وفيه حبس المطر عن المغرب ولم يقع حرث بسبب ذلك ثم في أول جمادى الأولى من العام المذكور موافق شهر مارس العجمي نزل المطر وحرث بعض الفلاحة شيئا قليلا وجاءت صابة كثيرة، فكان المد بمائة فأكثر وصار هذا العام يعرف عند العامة بعام مارس، ومازال يذكر إلى الآن.

عام اثنين وثلاثمائة وألف

عام اثنين وثلاثمائة وألف محمد الجيلالي الخلطي في صفر توفي محمد الجيلالي الخلطي. كان شيخا جليلا ومربيا كاملا. محمد بن عبد الواحد الدويري العثماني وفي ثامن ربيع الأول قبل الفجر بنحو ساعتين توفي محمد بن عبد الواحد السجلماسي المعروف بالدويري العثماني. كان مشاركا مطلعا، وتولى قضاء صفر وأولا ثم قضاء مراكش مدة ثم أعفى، وولاّه مولانا الحسن قضاء أسفي فمرض بها ونقل إلى فاس. وكان قضي عليه بالسجن والذغيرة آخر أيام سيدي محمد بن عبد الرحمان، ورجع إلى فاس وتوفي بها ودفن بزاوية من زوايا درب الحرة. محمد الهاشمي الطالبي وفي صبيحة يوم الاثنين الثاني من ربيع الثاني توفي محمد الهاشمي الطالبي السلوي من أكبر صلحاء مدينة سلا يعرف عند بلديّيه بسيدي الهاشمي الطالب، ويشار إليه بالخير. توفي ببلده. محمد العربي السباعي زيتي وفي ثامن ربيع الثاني توفي محمد العربي السباعي الملقب بزيتي. كان مجذوبا يشار إليه بالخير والصلاح. دفن بالقباب بأعلى الشيخ مسعود الدراوي متصلا به، وهو غير السباعي الذي تقدم عام تسعين ومائتين وألف. الحسن العلوي وفي تاسع عشر ربيع الثاني توفي الحسن العلوي. كان خيرا دينا صالحا كثير الذكر والتلاوة، ودفن بروضة الشيخ أبي عمرو أسفل مسجد باب عجيسة. عبد القادر الحبيب وفي الثاني عشر من ربيع المذكور توفي عبد القادر المدعو الحبيب. كان يؤدّب الصبيان بزاوية الشيخ أبي مدين بالرميلة ويؤم بها. ذكر بعضهم أنه جمع له ديوان مما كان يملى بزاوية الشيخ يخلف بحومة الكدان. محمد بن المدني كنّون وفي ليلة الجمعة أول يوم من ذي الحجة توفي محمد بن المدني بن علي كنّون، خاتمة المحققين وإمام المدققين، الحافظ المشارك المدرس النفاعة الكثير التلاميذة. صار شيخ الجماعة بفاس في وقته. الشيخ الشهير، والحجة الكبير، له حاشية على الموطا؛ واختصار حاشية الرهوني على شرح الشيخ عبد الباقي الزرقاني على المختصر للشيخ خليل؛ والدرر المكنونة في

محمد بن الطيب ابن هيمة

النسبة المصونة، إلى غير ذلك من التآليف النافعة. ألف في ترجمته تلميذه محمد بن مصطفى المشرفي الحسني الآتي الوفاة عام أربعة وثلاثين وثلاثمائة وألف تأليفا سماه الدر المكنون في التعريف بالشيخ جنّون، يقع في سفر وسط. دفن بالقباب أسفل قبة أبي المحاسن. محمد بن الطيب ابن هيمة وفيه توفي محمد بن الطيب ابن هيمة الأسفي. كان علامة مشاركا وتولى قضاء بلده مدة. محمد بن عثمان الصقلي وفيه توفي محمد بن عثمان الصقلي الحسيني، الولي الصالح المكاشف، من أهل الخير والدين. دفن بزاويتهم، وبقى ذكره على صاحب السلوة. عبد السلام بن محمد السويسي وفيه توفي عبد السلام بن محمد السويسي الرباطي. كان يعد من علماء الرباط وبه توفي. حوادث عزل محمد بن عبد الهادي القصاري عن قضاء مراكش وفي يوم الأحد خامس ذي القعدة عزل السلطان المولى الحسن عن خطة القضاء الفقيه محمد بن عبد الهادي القصارى المراكشي بحكومة المواسين. القائد عبد المالك ابن السعيدي سفير إلى فرنسا وفيه ذهب القائد عبد المالك بن السعيدي سفيرا إلى فرنسا لأجل أغراض مخزنية.

عام ثلاثة وثلاثمائة وألف

عام ثلاثة وثلاثمائة وألف أحمد بن الحاج محمد ربيع وفي صبيحة يوم الأحد تاسع محرم توفي أحمد بن الحاج محمد ربيع، من أولاد ربيع المعروفين بفاس. كان خيرا دينا صالحا، وهو أحد أشياخ شيخنا أحمد بن محمد ابن الخياط الحسني رحمه الله الآتي الوفاة عام ثلاثة وأربعين ثلاثمائة وألف. دفن بالقباب قرب روضة العبدلاويين خارج باب الفتوح. الطيب دحمان العلوي وفي ثالث عشر محرم توفي الطيب دحمان العلوي، العلامة الصوفي المطلع. ذكره الشيخ فتح الله بناني في طبقاته، ولعله من أهل الرباط. محمد بن عبد الله الإلغي وفي ثاني وعشري ربيع الثاني توفي محمد بن عبد الله بن صالح السوسي الإلغي. له ترجمة في كتاب المعسول أطال في وصفه بالعلم والعمل. أحمد بن محمد الحجرتي وفي زوال يوم الخميس حادي عشر جمادى الثانية توفي أحمد بن محمد بن الشيخ عبد الرحمان الحجرتي السجلماسي. تقدمت وفاة والده عام خمسة وسبعين ومائتين وألف. كان فقيها مدرسا في جل الفنون، تولى النيابة عن قاضي الجماعة بمقصورة السماط مدة، ثم تولى القضاء بها وبقى عليها إلى أن توفي، ودفن بالقباب بروضة العلماء أو قريبا منها، وتولى مكانه بالمقصورة الشيخ أحمد دعي حميد بن محمد بناني، نقل من مقصورة الرصيف وبقى بناني هناك إلى أن رجع إلى مقصورته عام خمسة عشر وثلاثمائة وألف كما ياتي. أحمد بن إبراهيم السملالي وفي رمضان توفي أحمد بن إبراهيم السملالي السوسي، الفقيه النوازلي البياني الأصولي المنطقي المدرس. توفي بتيزنيت. عبد الله بن أحمد السوسي وفي صبيحة يوم الأربعاء عاشر ذي القعدة توفي عبد الله بن أحمد بن مبارك السوسي الذي تنسب إليه حوانيت السيد عبد الله قرب حومة مصمودة من فاس. كانت ولادته عام ستة وعشرين ومائتين وألف، وكان علامة مشاركا مطلعا يجالس العلماء ويذاكرهم، تولى قيادة فاس مدة وأحدث بعض الأمور منها بناء على المقابر وغير ذلك، ودفن داخل قبة الشيخ أبي المحاسن بالقباب. تقدمت وفاة والده عام خمسة وثلاثين ومائتين وألف.

الهاشمي بن قدور الجدرتي

الهاشمي بن قدور الجدرتي وفي ليلة الأحد ثامن وعشري قعدة توفي الهاشمي بن قدور الجدرتي المراكشي، كان فاضلا صدوقا خيرا دينا، وكان له الإشراف على أمناء بلاد حاحة من قبل المخزن. ذكره في كتاب إيقاظ السريرة. محمد بن محمد ابن إبراهيم وفيه توفي محمد بن محمد ابن إبراهيم، من أولاد ابن إبراهيم المعروفين بفاس. كان دينا صالحا متعبدا. قدّور بن المختار الجامعي وفيه توفي عبد القادر المدعو قدّور بن الوزير الحاج المختار بن عبد المالك الجامعي. تقدمت وفاة والده عام أحد وخمسين ومائتين وألف. الفقيه الجليل الخطيب، كان خطيبا بجامع الحمراء من فاس الجديد، ودفن بزاوية منصور بحومة فندق اليهودي. عبد القادر غنّام وفيه توفي عبد القادر غنّام الرباطي، الأمين الشهير زمن المولى الحسن وقبله. توفي ببلده الرباط. أحمد بن إبراهيم السملالي الساحلي وفيه توفي أحمد بن إبراهيم السملالي الساحلي السوسي العلامة المشارك ذكره في كتاب المعسول. العباس بن محمد بركاش وفيه توفي العباس بن محمد بركاش الرباطي، العالم المشارك. توفي في حياة والده ببلده. محمد بن عبد الله الإلغي وفيه توفي محمد بن عبد الله بن صالح الإلغي السوسي، العالم العلامة المطلع المشارك. كانت ولادته عام خمسة وستين ومائتين وألف. له ترجمة في كتاب المعسول (جزء أول ص 160).

حوادث

حوادث دخول الحسن الأول إلى مراكش وفي يوم الأحد ثاني محرم دخل مولانا الحسن إلى مراكش آتيا من رحلته التي كانت إلى الغرب. تولية الفلاّق القضاء بمراكش وفي يوم الثلاثاء رابع محرم المذكور ولي الفقيه العلامة محمد الفلاّق القضاء بمحكمة المواسين بمراكش بعد عزل قاضيها. رفع المكس وفي يوم الثلاثاء فاتح ربيع الأول صدر الأمر من السلطان مولانا الحسن بأن يرفع المكس عن أبواب مراكش وغيرها داخلا وخارجا. خروج الحسن الأول من مراكش إلى سوس وفي يوم الخميس عاشر جمادى الثانية سافر السلطان مولانا الحسن سفره الثاني إلى سوس من مراكش، وكان خروجه من باب الرّبّ على طريق احمر ثم عبدة ثم أسفي ثم الصويرة. ووصل إلى اكلميم وهي مرسى على شاطئ البحر وبقى في رحلته نحوا من خمسة وسبعين يوما. وفي يوم السبت عشري قعدة رجع إلى مراكش.

عام أربعة وثلاثمائة وألف

عام أربعة وثلاثمائة وألف عبد السلام بن المهدي ابن سودة في ثاني عشر محرم توفي عبد السلام بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة، تقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائتني وألف. كان علامة مشاركا مطلعا، تولى القضاء بفاس الجديد بالنيابة مدة نيابة عن أخيه الشيخ المكي، ودفن بزاوية والده الكائنة بالعقبة الزرقاء. كانت ولادته عام اثنين وخمسين ومائتني وألف. بقى ذكره على صاحب السلوة. محمد بن عبد الرحمان بركاش وفي ثالث محرم المذكور توفي محمد-فتحا-بن عبد الرحمان بركاش الأندلسي الرباطي، الفقيه الجليل. كان نائبا بثغر طنجة مدة، ثم رجع إلى الرباط وتوفي به ودفن بمقبرة العلو هناك. علال بن المهدي العيساوي وفي أوائل محرم توفي علال بن المهدي العيساوي الرباطي، من نسل الشيخ محمد ابن عيسى الفهدى، يشار إليه بالخير والصلاح والدين، ودفن بزاوية ميارة بالرباط. الماحي بن إبراهيم الصقلي وفي ليلة الجمعة سابع صفر توفي الماحي بن إبراهيم بن محمد الصقلي الحسيني، تقدمت وفاة والده عام تسعة وثلاثين ومائتين وألف، العلامة المشارك المدرس النفاعة. دفن بزاويتهم بالسبع لويات الشهيرة بهم. عزّوز بن عبد القادر الفاسي وفي يوم الاثنين خامس وعشرى صفر توفي عبد العزيز المدعو عزّوز بن عبد القادر الفاسي الفهري، علامة مفضال موثق مشارك، كان إماما بمسجد القرويين مدة، ودفن بروضتهم بالقباب، بقي ذكره على صاحب السلوة. وكانت ولادته بعد عشاء سادس جمادى الثانية عام ستة وثلاثين ومائتين وألف وتولى الصلاة بالقرويين حين توفي والده في ثامن عشر ربيع الثاني عام ثلاثة وستين ومائتين وألف، وتولى في محله الإمامة أخوه الفقيه العدل الطالب بن عبد القادر الفاسي. فضّول بن محمد الرامي وفي يوم الجمعة تاسع وعشري صفر قرب الغروب توفي فضول بن الحاج محمد الرامي، مقدم الحرم الإدريسي بفاس، له وجاهة وإقبال. دفن بروضة وادي الحريفي. بقى ذكره على صاحب السلوة، وجعل محله شقيقة محمد المدعو هاني، وابن عمه الطالب عبد السلام بن محمد الرامي.

محمد بن الطاهر الزبدي

محمد بن الطاهر الزّبدي وفي صبيحة يوم السبت فاتح ربيع الأول توفي الحاج محمد بن الطاهر بن أحمد الزبدي الأندلسي الرباطي. كانت ولادته عام عشرين ومائتين وألف، المشارك العاقل الخير الأمين الأرضي الوجيه. كان أولا يتعاطى التجارة ثم تولى أمينا. وبعد ما اشتهر بالعقل والتجربة عند سلطان الوقت أرسله سفيرا إلى دولة الأنجليز ثم إلى دولة فرنسا ثم إلى دولتي إيطاليا وبلجيكة. وفي كل هذه السفارات كان التوفيق حليفه لصالح المغرب. ثم بعد ذلك طلب الراحة لنفسه وبقي يعبد ربه إلى أن توفي في التاريخ المذكور، ودفن بمقبرة العلو بالرباط. أبو بكر بن محمد ابن سودة وفي ثامن ربيع الأول توفي أبو بكر بن محمد بن العربي بن أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة، الفقيه العالم المشارك المطلع. دفن بروضة زاوية جده الشيخ التاودي. من مبيضة الروض الطيب العرف. بقي ذكره على صاحب السلوة. محمد دحمان ابن ناصر الدرعي وفي عشية يوم الأربعاء خامس عشر ربيع الأول توفي محمد دعي دحمان ابن أبي بكر ابن علي بن يوسف بن محمد بن الشيخ محمد-فتحا-ابن ناصر الدرعي. كان شيخا مباركا خيرا دينا على سنن أسلافه. توفي بزاويتهم بأصوال قرب رأس وادي سوس الأقصى بمرض أصابه هناك بعد قفوله من زيارة شمال المغرب قاصدا زاويته، وكفن ليلة الخميس وحمل إلى زاويتهم بدرعة ودفن مع أسلافه هناك. تقدمت وفاة والده عام أحد وثمانين ومائتين وألف. وكان رئيسا لزاوياهم بالمغرب منذ وفاة والده. عبد الرحمان بن محمد الشّرفي وفي يوم الأربعاء ثالث عشر جمادى الثانية توفي عبد الرحمان بن محمد بن أحمد بن أبي جيدة بن أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن الولي أحمد بن القاسم الشرفي الأندلسي. تقدمت وفاة والده عام تسعة وستين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا أديبا شاعرا كاتبا مطلعا، ولي الكتابة أولا بدار المخزن السعيد، ثم عين وزيرا عند الخليفة بمدينة مراكش مدة، وذهب سفيرا إلى بلاد الأنجليز. توفي عن ست وستين سنة بفاس، ودفن بروضة أولاد الموفق بالقباب. بقى ذكره على صاحب السلوة وما كان ينبغي له أن يغض الطرف عن أمثال هذا المترجم، ولعله تركه لكونه كان لا يعترف بالنهج الذي يسلكه صاحب السلوة في ذكر بعض التراجم، وبلغني أنه وقع له انحراف في صحته آخر عمره واختلال في عقله، وبقى على ذلك نحو سنة ونصف وتوفي. أحمد بن العباس الصقلي وفي خامس عشر جمادى الثانية توفي أحمد بن العباس الصقلي الحسيني. كان مجذوبا يعتريه في بعض الأحيان إغماء، يشار إليه بالخير. دفن بروضتهم داخل باب عجيسة وعمره نحو ستين سنة.

محمد بن علي المتيوي

محمد بن علي المتيوي وفي يوم الأربعاء تاسع عشر ربيع الأول توفي محمد بن علي بن عبد الله المتيوي، أصله من قبيلة متيوة. تقدمت وفاة والده عام سبعة وأربعين ومائتين وألف. محمد ابن داوود وفي ربيع الأول توفي محمد ابن داوود، ودفن بمباح قبة الشيخ الجزولي بإزاء قبة الولي هشام. محمد بن محمد الحوتي وفي التاسع عشر المذكور توفي محمد بن محمد الحوتي التلمساني، العلامة المشارك المدرس المحقق، انتفع به كثير من العلماء. كان إماما بجامع الحجام الكائنة بزقاق الحجر. دفن خارج باب الفتوح قرب الشيخ ابن حرزهم. بقى ذكره على صاحب السلوة. محمد المفضل بن محمد أفيلال وفي ثاني رجب توفي محمد المفضل بن محمد بن الهاشمي أفيلال التطواني، تقدمت وفاة والده عام أربعة وستين ومائتين وألف، وكانت ولادته في سادس جمادى الثانية عام تسعة وثلاثين ومائتين وألف. كان مشاركا مطلعا، له أرجوزة سماها مضحك العبوس ومجلى الهم ونكد البوس على طريق البسط ذكر فيها بعض ما شاهده في السفر من مدينة تطوان إلى مدينة مكناس لنصر السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان عام ستة وسبعين ومائتين وألف. توفي ببلده تطوان. محمد الراضي بن محمد الوزاني وفي يوم الاثنين ثامن رجب توفي محمد الراضي بن محمد بن علي الوزاني الحسني. كان مجذوبا هائما ساقط التكليف، له كرامات. دفن بزاوية درب الحرة. العباس بن أحمد الأبّار وفي ثالث وعشري رجب توفي العباس بن أحمد الأبار، من أولاد الأبار المعروفين بفاس، فقيها مشاركا خيرا دينا متواضعا. الحسن العسل العلوي وفي آخر رجب يوم الخميس توفي الحسن العلوي المعروف بالعسل، تعتريه أحوال الجذب، يشار إليه بالخير والصلاح. دفن خارج باب الشريعة. عبد العزيز بن الطيب الدبّاغ وفي يوم عيد الفطر توفي عبد العزيز بن الطيب بن العربي بن مسعود الدباغ الحسني. كان خيرا دينا عابدا قانتا أستاذا مؤدبا. دفن بضريح الشيخ عبد العزيز الدباغ بالقباب.

الجيلالي القصعة البخاري

الجيلالي القصعة البخاري وفي يوم الجمعة ثالث عشر ذي القعدة توفي الجيلالي البخاري المكناسي المدعو القصعة. حصل له جذب فأخبر بمغيبات، وظهرت له كرامات. أحمد بن مبارك الرحماني وفيه توفي أحمد بن مبارك الرحماني المراكشي، كان مشاركا نحويا يؤدّب أولاد الملوك. علي بن المفضل السرغيني وفيه توفي علي بن المفضل بن مريدة الصبحي السرغيني المراكشي الدرقاوي، كان علامة مشاركا نبيها محبوبا عند الجميع. توفي ببلده يوم الثلاثاء عاشر ربيع الأول من العام المذكور. تقدمت وفاة والده عام اثنين وستين ومائتين وألف، ودفن بروضة باب أغمات. المكي بن أحمد ابن عطية وفي يوم السبت ثامن وعشري ذي الحجة توفي المكي بن أحمد ابن عطية المراكشي، الفقيه الأجل، ودفن بباب أغمات. أحمد بن اليونسي الدكالي وفيه توفي أحمد بن اليونسي الدكالي، علامة مشارك، ولي القضاء بمراكش مدة وبها توفي. إدريس بن عبد الرحمان السرّاج وفي يوم السبت ثاني وعشري قعدة توفي إدريس بن عبد الرحمان السرّاج الحميري الأندلسي، من أولاد السراج المعروفين بفاس من قديم. كان محتسبا في أوّليّاته بالنيابة، ثم صار خليفة لعامل فاس النتيفي. ولما توفي تولى القيادة بفاس أيام السلطان الجليل سيدي محمد بن عبد الرحمان، وبعد وفاته قام أهل فاس بسبب المكس ولم يحسن السيرة، فعزله السلطان المولى الحسن ونفاه إلى مراكش مرحلا وجعله مقدما في ضريح أبي العباس السبتي هناك، وبقى مكرما محترما إلى أن عفا عنه مولاي الحسن وأمره بالرجوع إلى داره الشهيرة بعدوة فاس. وفي أثناء الطريق حصل له مرض وبمجرد دخوله إلى داره كانت وفاته، وكان يحلف ولا يستثني أنه لا يموت إلا بفاس، فكان الأمر كذلك ودفن بالقباب. محمد بن حمّ كردس الدمناتي وفيه توفي محمد بن حمّ كردس يعرف بالدمناتي، العلامة لمشارك المدرس، صار شيخ الجماعة بمراكش في وقته وتوفي ببلده، ترجمته في الإعلام. محمد إبيبض الأكلاوي وفيه توفي محمد دعي إبيبض الأكلاوي المزواري قائد قبيلة اكلاوة وما إليها قرب مراكش، وهو والد الوزير المدني الآتي الوفاة عام ستة وثلاثين وثلاثمائة وألف، وأخيه الحاج التهامي الآتي الوفاة عام خمسة وسبعين وثلاثمائة وألف. توفي بمراكش.

حوادث

حوادث أمر السلطان بإحراق التبغ وطابة وفي يوم الإثنين رابع جمادى الثانية أمر مولانا الحسن بإحراق ما في الكندرة بملاح مراكش من الكيف وطابة، وكذلك ما في الأسواق وغيرها ونهى عن استعمال ذلك والبيع والشراء فيه أو حرث شيء من ذلك، ومن وجد تحت يديه يزجر ويردع، أصدر أمره بذلك لجميع المدن والمراسي والقبائل وغير ذلك. تولية بوشتى البغدادي عاملا على فاس وفي ضحوة يوم الاثنين سادس جمادى الثانية دخل القائد بوشتى بن محمد البغدادي الجامعي ليكون عاملا على مدينة فاس عوضا على السيد عبد الله بن أحمد السوسي المار الوفاة في العام قبل هذا، وتقبله أهل فاس بحفاوة وإكرام. خروج الحسن الأول إلى بلاد الغرب وفي يوم الاثنين ثامن رجب سافر مولانا الحسن للغرب على طريق مسفيوة وكندافة ثم سيدي رحال ثم قبيلة السراغنة. الانجليز يهدون فيلا إلى الحسن الأول وفي هذا العام أرسلت الدولة الأنجليزية الفيل هدية إلى السلطان المولى الحسن، رحمه الله، وهو أول العام.

عام خمسة وثلاثمائة وألف

عام خمسة وثلاثمائة وألف أحمد بن عبد السلام ملين في يوم الخميس محرم توفي أحمد بن عبد السلام ملين الأندلسي الرباطي، من أجل علماء الرباط، كان مشاركا أديبا مطلعا قاضيا بالرباط عام سبعة وتسعين ومائتين وألف. توفي ببلده ودفن بالزاوية المعطاوية. وثم رأيت أنه توفي في السنة بعدها. عبد السلام بن أحمد بلافريج وفي يوم السبت ثامن ربيع الأول توفي الحاج عبد السلام بن أحمد بلافريج الرباطي، الأمين الأرضي الوجيه المحترم العاقل. توفي ببلده. عبد الله البقالي الوزاني وفي خامس أو تاسع جمادى الثانية توفي عبد الله الوزاني بلدا الفاسي دارا البقالي من أولاد البقال، مجذوب ساقط التكليف، يشار إليه بالخير والصلاح. دفن بجبل الزعفران قريبا من قباب بني مرين خارج باب عجيسة. محمد بن محمد المسطاري وفي أواسط جمادى الثانية توفي محمد بن محمد بن المعطي المسطاري المكناسي. كان عالما مشاركا أديبا، له الجيد من الشعر لو جمع لأفاد. توفي ببلده مكناس. محمد ابن داني الكبير وفي جمادى الثانية توفي محمد بن داني الكبير المراكشي، العلامة الأديب المشارك الشاعر المقتدر. تولى الوزارة للمولى الحسن أيام خلافته عن والده، ثم صار كاتبا بالصدارة مدة. توفي في مراكش. له ترجمة في كتاب الإعلام للشيخ العباس المراكشي. إدريس بن الطيب بوعشرين وفي يوم الأربعاء خامس رجب توفي إدريس بن الوزير الطيب بوعشرين الأنصاري بالمدينة المنورة. تقدمت وفاة والده عام ستة وثمانين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا أديبا مطلعا استوزره السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان مدة بعد وفاة أبيه بمراكش. المهدي بن محمد بناني وفي ليلة الأحد سابع عشر شعبان توفي محتسب فاس المهدي بن الحاج محمد بن الناظر المهدي بناني، من أولاد بناني المعروفين بفاس. وقع الثناء عليه أيام ولايته الحسبة، وقد بقى بها نحوا من ثلاثين سنة، لأن ولايته بدأت أواسط عام خمسة وسبعين ومائتين وألف علي عهد المولي عبد الرحمان. ودفن بروضتهم بالقباب خارج باب الفتوح. وبعد موته تولى محمد بن محمد بن الحفيد الشامي الآتي الوفاة عام ثلاثين وثلاثمائة وألف.

أحمد بن عبد الرحمان الرايس

أحمد بن عبد الرحمان الرايس وفي يوم الخميس سابع وعشري رمضان دخل الحاج أحمد الرايس بن الحاج عبد الرحمان محتسبا على فاس من مراكش، لأنه كان خرج منها بإذن مولاي الحسن وذلك أنه كان خليفة لعامل فاس الباشا بوشتى ابن البغدادي ووقعت له معه مشاجرة وخصام. ثم إن الرايس المذكور خرج شاكيا للأمير بمكناسة الزيتون وقتئد، وذلك في المحرم عامه. ثم إن السلطان وجهه إلى مدينة مراكش وبقى بها إلى أن توفي المحتسب المهدي بناني فأمره بالقدوم إلى فاس لتولي الحسبة وبقي بها إلى أن توفي يوم الخميس حادي وعشري حجة عامه بعد أن حكم صبيحة اليوم المذكور بباب داره، ثم نزلت به"سخفة"خرجت بسببها روحه، ودفن بالقباب خارج باب الفتوح بروضتهم. محمد فارس حجي وفي سابع وعشري قعدة توفي محمد فارس حجي السلوي، البركة الصالح، ذكره الشيخ فتح الله بناني في طبقاته. محمد ابن الحاج السلوي وفي غده توفي محمد بن الحاج السلوي الخير ذكره أيضا في الطبقات المذكورة. محمد بن محمد الشامي وفي يوم الثلاثاء سادس وعشري حجة توفي محتسب فاس العليا والسفلى محمد بن محمد بن الحفيد الشامي. عمر بن العباس ابن المجذوب وفي يوم الأربعاء سابع وعشري حجة توفي عمر بن العباس ابن المجذوب، من أولاد ابن المجذوب المعروفين بفاس. كان مجذوبا صالحا ملازما لمسجد القرويين ومسجد الرصيف لا تراه يتكلم مع أحد، وبقى على حاله سنين متعددة. من مبيضة الروض الطيب العرف. بقى ذكره على صاحب السلوة. دفن بالقباب. أحمد الريفي العلمي وفيه توفي أحمد الريفي الحسني العلمي، كان من المدرسين بكلية القرويين، يدرس النحو والبيان والفقه، ذهب لأداء فريضة الحج وتوفي هناك. كذا رأيته مقيدا. الحاج منّو الحاحي وفيه توفي الحاج منّو الحاحي السوسي كبير قواد العسكر، ذو شجاعة ونجدة وإقدام ينتهز الفرص لقضاء أغراضه، وله دالة على الدولة لكفاءته، ثم امتحن وسجن واستصفى ماله وضياعه. وبعد السجن سرح إلى مراكش واستوطنها وبها توفي. له ترجمة في كتاب الإعلام للشيخ المراكشي في أحد أجزائه الحظية ثم طبع.

حوادث

حوادث زلزلة دامت نحو دقيقة بفاس وفي خامس شعبان بعد صلاة العشاء بنحو ساعة وقعت زلزلة دامت نحو دقيقة بفاس ولم تقع خسارة لا في الأموال ولا في الأرواح. انتهى من مبيضة الروض الطيب العرف. بناء معمل السلاح قرب باب البوجات وفي هذا العام ابتدأ السلطان المولى الحسن في بناء معمل السلاح قرب باب البوجات بفاس الجديد، وبقى العمل فيه مستمرا إلى عام ثمانية وثلاثمائة وألف. كانت نيته حسنة ولكن ضيع ذلك من أتى بعده فضاعت مجهوداته بسبب الإهمال والأمر لله. تولّي عبد الهادي بن أحمد الصقلي قضاء مقصورة السماط وفي يوم الأحد عاشر ربيع الثاني جلس للقضاء عبد الهادي بن أحمد الصقلي بمقصورة السماط، الشريف الحسيني الآتي الوفاة عام أحد عشر وثلاثمائة وألف، ورجع الشيخ حميد بن محمد بناني إلى مقصورة الرصيف التي كان بها أولا، وبقى الصقلي إلى أن ذهب إلى الحج كما ياتي.

عام ستة وثلاثمائة وألف

عام ستة وثلاثمائة وألف محمد ابن يعقوب في ليلة الخميس. . . محرم توفي محمد بن يعقوب الرباطي، يشار إليه بالخير والصلاح والدين. توفي ببلده. عبد الله بن محمد ابن سودة وفي صبيحة يوم الثلاثاء سابع عشر صفر توفي عبد الله بن محمد بن الطالب ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائتين وألف، وكانت ولادته عام ثلاثة وخمسين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا، تولى قضاء مدينة الصويرة مدة. توفي ببلده ودفن برأس القلعة. بقى ذكره على صاحب السلوة. العربي بن عبد الرحيم فرج وفي أوائل ربيع الأول توفي العربي بن عبد الرحيم فرج الرباطي، الفقيه العاقل الأمين أيام مولانا الحسن، كان ممن يعتمد عليه في ذلك. محمد بن عبد الله السوسي وفي أوائل ربيع الأول ورد الخير على فاس بوفاة محمد-فتحا-بن الباشا عبد الله بن أحمد السوسي. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا له الذكر الحسن بعد وفاة والده. توفي بقبيلة دمنات حيث كان خليفة لوالده مدة ولايته. محمد بن محمد برادة وفي يوم الأربعاء. . . من ربيع الأول بعد الزوال توفي محمد بن الحاج محمد برادة. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا. دفن بروضة الشيخ علي المزالي داخل باب عجيسة. محمد بن محمد العلوي وفي ليلة الاثنين رابع عشر ربيع الأول توفي محمد بن محمد-فتحا-العلوي الحسني نزيل مراكش. تقدمت وفاة والده عام تسعة وتسعين ومائتين وألف. يشار إليه بالخير كوالده. علي بن سليمان الدّمناتي وفي يوم الثلاثاء خامس وعشري ربيع الثاني توفي علي بن سليمان الدمناتي، الشيخ الجليل والعلامة الكبير الفصيح البليغ المحدث المفسر، له عدة تآليف، منها التفسير في عدة أسفار؛ وحواش على الكتب الستة وهي مطبوعة؛ ولسان المحدث في أحسن ما به يحدث في مجلدين؛ وترتيب الجامع الصغير على الأبواب الفقهية؛ ومنظومة في اصطلاح الحديث؛ وشرحها؛ وتاليف في أسمائه صلى الله عليه وسلم؛ وتاليف في مناقب أبي العباس السبتي؛ وشرح على الألفية؛ وحاشية على الخرشي على المختصر؛ وفهرسة سماها أجلى مساند الرحمان

أحمد بن محمد بناني كلا

في أعلى أسانيد على ابن سليمان؛ وديوان شعر سماه حلي نحور حور الجنان في حضاير الرحمان؛ وحاشية عليه؛ إلى غير ذلك، وجل تآليفه طبعت. توفي بمراكش. أحمد بن محمد بناني كلاّ وفي شروق يوم الجمعة ثامن جمادى الأولى توفي أحمد بن محمد بناني المدعو كلاّ، لجريانها كثيرا على لسانه في التدريس، الشيخ الإمام المشارك الأصولي البياني شيخ الجماعة في وقته، له سند عال، تخرج عليه عدة من فطاحل العلماء. دفن بالقباب خارج باب الفتوح. تقدمت وفاة أخيه عام أحد وسبعين ومائتين وألف. المدني بن أحمد الناصري وفي ثالث وعشري رجب توفي المدني بن أحمد بن الحسن الناصري، الشيخ القدوة الولي الصالح المتبتل، وبعد وفاته بنيت عليه قبة في بلده. الصالح بن عبد الكبير العمراني وفي رابع وعشري شعبان توفي الصالح بن عبد الكبير العمراني الحسني المراكشي، الأجل المشارك العدل. توفي بمراكش. العربي بن أحمد البوعيني وفي خامس شعبان توفي العربي بن أحمد البوعيني المراكشي. كان أستاذا مشاركا يحفظ السبع ويتقن التجويد. دفن ببلده. محمد بن عبد الله الوكيلي وفي أواسط رمضان توفي محمد بن عبد الله الوكيلي الحسني، الفقيه العالم العلامة المدرس. كان متوليا خطة القضاء بمدينة صفرو مدة من ثلاثين سنة، وأخر عنها قبل موته بنحو خمسة أعوام. عبد القادر بن الصالح بناني وفي سابع عشر رمضان توفي عبد القادر بن الصالح بناني. تقدمت وفاة والده عام سبعين ومائتين وألف. كان خيرا دينا يشار إليه بالصلاح، ودفن بالقباب مع والده. محمد أجانة المكناسي وفي سادس وعشري رمضان توفي الحاج محمد أجانة المكناسي محتسب مدينة مكناس مدة، له شهرة إلى الآن بمكناسة. دفن بالزاوية الناصرية بها. عبد القادر بن عبد الرحمان الحلو وفي سادس ذي الحجة توفي عبد القادر بن عبد الرحمان الحلو، من أولاد الحلو المعروفين بفاس. كان مشاركا مطلعا خيرا دينا إماما بمسجد الأبارين مدة بحسب النيابة. تقدمت وفاة والده عام سبعين ومائتين وألف.

الطاهر بن الهادي أبو العناية

الطاهر بن الهادي أبو العناية وفي عشية يوم الأربعاء ثالث وعشري ذي الحجة توفي الطاهر بن الحاج الهادي أبو العناية المكناسي. علامة مشارك كثير التدريس والإفادة، له شعر متوسط الجودة. دفن بضريح الشيخ سيدي عبد الله الجزار بمكناس بلده. محمد ابن الفضيل وفيه توفي محمد بن الفضيل المراكشي. كان علامة مشاركا مطلعا. توفي ببلده. محمد بن علي العدلوني وفيه توفي محمد بن علي بن محمد بن عبد القادر العدلوني الدمناتي نزيل مراكش، العلامة المشارك. كانت ولادته عام ثلاثين ومائتين وألف، له عدة آثار، منها شرح على البردة للإمام البوصيري؛ وحاشية على السنوسية في التوحيد، إلى غير ذلك توفي بمراكش، ترجمته في الإعلام. محمد بن محمد بركاش فيه توفي محمد بن محمد بركاش الرباطي، يذكر من طلبة الرباط. العربي بن محمد فرج وفيه توفي العربي بن محمد فرج الرباطي. كان يعد كذلك من طلبة الرباط. عبد الرحمان الجراري وفيه توفي عبد الرحمان الجراري الرباطي من طلبة الرباط كذلك. إبراهيم بن محمد ابن إبراهيم فيه توفي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الشيظمي البكاري المعروف بابن إبراهيم. علامة مشارك كان ينوب عن قاضي مدينة الصويرة مدة وبها توفي. أفاد ذلك في كتاب إيقاظ السريرة. محمد بن أحمد كديرة وفي أواخر هذا العام توفي محمد بن أحمد كديرة الرباطي. كان فقيها مشاركا موثقا ذهب إلى الحج ثم ذهب إلى مدينة فاس لأجل الخدمة بدار عديّل بها فتوفي بفاس ودفن هناك. بقى ذكره على صاحب السلوة فإنه لم يذكر مع أنه على شرطه.

حوادث

حوادث نقل المكي بن المهدي ابن سودة من قضاء فاس إلى الصويرة وفي جمادى الأولى أخر المكي بن الشيخ المهدي ابن سودة عن قضاء فاس الجديد وولى مكانه الفقيه محمد الفلاّق الغرباوي، ونقل ابن سودة إلى قضاء الصويرة. تحركات السلطان المولى الحسن وفي صبيحة يوم الاثنين سابع عشر شوال خرج أمير المومنين المولى الحسن من فاس قاصدا زيارة أهل الجبل والمراسى، ومر في طريقه على قبيلة الحياينة ثم صنهاجة فقبيلة متيوة وبني زروال ثم بني مستارة، ودخل مدينة تطوان وأقام بها مدة، ثم مدينة طنجة وأقام بها مدة، ثم مدينة أصيلا والعرائش، ومن ثمّ ذهب إلى مكناسة الزيتون فدخلها ليلة الأحد الأول من شهر ربيع الأول عام سبعة وثلاثمائة وألف. وفي ضحوة يوم الخميس الموالي دخل فاسا. انتهى من الروض الطيب العرف. وفي هذه السنة كانت رحلة السلطان المولى الحسن إلى الجبال ثم زيارة المولى عبد السلام بن مشيش ثم تطوان والعرائش والقصر الكبير كما تقدم. إرسال سفير مغربي إلى فرنسا وفيه أرسل السلطان سفيرا إلى فرنسا، وهو القائد المعطي بن عبد الكبير المزمازي، ومعه بعض كتّاب المخزن.

عام سبعة وثلاثمائة وألف

عام سبعة وثلاثمائة وألف أحمد بن محمد القرشي ابن ناصر في يوم الجمعة سابع عشر محرم توفي أحمد بن محمد القرشي بن الحسين ابن ناصر، الشيخ البركة الجواد السني المعظم المحترم القدوة المشارك الخير. توفي بسوس إثر رجوعه من زيارة المولى عبد السلام ابن مشيش، تولى رياسة الزوايا الناصرية بعد والده ودفن بزاويتهم بدرعة. الغازي بن محمد ابن الحسني وفي سادس صفر توفي الغازي بن محمد ابن الحسني الرباطي بالإسكندرية قافلا من أداء فريضة الحج. دفن بمقبرة الشيخ إبراهيم السوسي هناك. كان أديبا حيسوبيا موقتا مؤرخا علامة مشاركا. وهو والد المحدث الحافظ الشيخ المدني ابن الحسني آتي الوفاة. عمر بن محمد الصقلي وفي يوم الجمعة ثامن صفر توفي عمر بن محمد بن الطيب الصقلي الحسيني. كان وليا صالحا. تقدمت وفاة والده عام أحد وسبعين ومائتين وألف. دفن بزاويتهم الكائنة بالبليدة وكان كثير الأوراد والأذكار، حج مرارا. محمد الحسّاني وفي صبيحة يوم الاثنين خامس صفر توفي محمد الحساني. كان أستاذا يحفظ السبع، معلما لأولاد الأمير سيدي محمد بن عبد الرحمان. أخذ العلم عن الشيخ كنون، وهو أول من جلس بين يديه حين شرع في التدريس. دفن في يومه قرب ضريح الولي محمد بن الحسن خارج باب عجيسة. انتهى من الروض الطيب العرف، بقي ذكره على صاحب السلوة. الطيب بن عمر ابن سودة وفي يوم الاثنين خامس وعشري صفر توفي الطيب بن عمر بن الطالب ابن سودة. كانت ولادته عام أحد وستين ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام خمسة وثمانين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا، ودفن بروضتهم برأس القليعة قرب والده. أم كلثوم بنت محمد بن عبد الرحمان العلوي وفي صبيحة يوم الجمعة تاسع وعشري صفر توفيت المرأة أم كلثوم بنت محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني شقيقة المولى الحسن بفاس العليا ودفنت بضريح المولى عبد الله. كانت لها حظوة تامة ونفوذ كلمة. وكانت زوجة للشريف الرئيس السيد محمد العلوي الأمراني أخي العلامة المولى الكامل الأمراني الآتي الوفاة عام أحد وعشرين وثلاثمائة وألف. كانت تسكن أولا بدرب الروم ثم بنى لها أخوها رياضا بالسياج وهو الذي به الآن المدرسة، وقد أحيا لها أخوها المولى الحسن صباح القبر مدة أسبوع، وأمر بحضور العلماء والقضاة والولاة، وحضر السلطان نفسه في أحد أيامه. انتهى من الروض الطيب العرف.

الجيلالي بن محمد ابن عزوز

الجيلالي بن محمد ابن عزوز وفي ربيع الأول توفي الجيلالي بن محمد ابن عزوز المكناسي، كان فقيها نزيها متواضعا، إليه المرجع في علوم الفلك، وكان يصنع آلات الأسطرابب، وله معرفة بعلوم الأسماء. توفي ببلده. أحمد التيال وفي الموفي ربيع الأول توفي أحمد التيال السلوي، العلامة الصوفي النبيل، ذكره الشيخ فتح الله في طبقاته. عبد الله بن حمدون بناني فرعون وفي ليلة الخميس ثالث ربيع الثاني توفي عبد الله بن حمدون بن محمد بن الهادي بناني عرف بفرعون، تقدمت وفاة والده عام أربعة وستين ومائتين وألف، وجده عام أحد وستين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا محققا، ولي القضاء بمدينة طنجة والصويرة وعدد من ثغور المغرب. دفن بزاويتهم الكائنة بحومة الصاغة. أحمد بن العربي البلغيثي وفي ليلة الأربعاء ثالث وعشري ربيع الثاني توفي أحمد بن العربي الحسني العلوي البلغيثي. تقدمت وفاة والده عام أحد وسبعين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا ناظما ناثرا مطلعا. لما تولى بفاس القائد عبد الله بن احماد السوسي تولى الكتابة معه هو والسيد محمد الصنهاجي الآتي الوفاة عام تسعة وثلاثمائة وألف، وبقيا كذلك إلى أن صارا كاتبين مع الوزير محمد بن العربي الجامعي، ثم أصيب أحمد البلغيثي بداء النقطة قبل موته بخمسة أعوام واتصل به ذلك إلى أن مات. أخذ العلم عن عدة أشياخ، وأخذ التصوف عن الشيخ محمد الحرّاق بتطوان، واتفق يوم أصابه الداء المذكور أنه كانت عنده وليمة فاستدعى الوزير الجامعي مع كتابه، فلما استقر به المجلس وأرباب الطرب يعزفون، إذا بصاحب الترجمة سقط فجأة يقاسي الآلام إلى أن مات، ودفن بروضة الولي محمد بن الحسن خارج باب عجيسة مع والده. بقى ذكره على صاحب السلوة. له تآليف، منها شفاء الصدور في النسب العلوي الواضح المشهور؛ وله رحلة من مكناس إلى مراكش مع المولى الحسن. محمد صالح بن المعطي التادلي وفي يوم الاثنين رابع عشر جمادى الأولى توفي الحاج محمد المدعو صالح ابن الحاج محمد المعطي بن مجمد التادلي شهرة السوسي أصلا نزيل فاس. ولد عام أربعة وأربعين ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام اثنين وستين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا، له فهرسة جمع فيها أشياخه وكان وزير الخليفة بفاس مدة. رأيته محلّى بالفقيه المحقق المدرس المدقق دفن بروضة الشيخ العايدي بالقباب، كان أولا يقرئ أولاد الأمير سيدي محمد بن عبد

محمد بن إدريس الجراري الأوديي

الرحمان، ولما استخلف المولى إسماعيل في حياة والده بفاس استوزره وبقى كذلك إلى أن توفي. ومع اشتغاله بتلك الوزارة لم يترك التدريس مع الطلبة. انتهى من الروض الطيب العرف. محمد بن إدريس الجرّاري الأوديي وفيه توفي محمد بن إدريس بن دحمان الأوديي الجرّاري الرباطي. تقدمت وفاة والده عام خمسة وخمسين ومائتين وألف. كان شجاعا عاقلا محنكا، تولى القيادة بالدار البيضاء ثم مدينة الجديدة وبها توفي، ودفن بضريح سيدي الضاوي هناك. عبد السلام بن المختار الغربي ومحمد بن المختار الغربي وفيه توفي الأخوان عبد السلام ومحمد ابنا المختار بن أحمد الغربي الدكالي الرباطي، كانا من علماء الرباط وبه دفنا. محمد التاودي بن محمد الورياجلي وفي يوم الجمعة سابع وعشري حجة توفي محمد التاودي بن محمد بن العربي الورياجلي أصلا الفاسي دارا. كان مدرسا مشاركا فقيها ينوب عن القاضي بمقصورة السماط مدة، ودفن قرب الشيخ درّاس بن إسماعيل بالقباب خارج باب الفتوح. عبد الرحمان بن عبد الله لبريس وفي آخر هذه السنة توفي عبد الرحمان بن عبد الله بن إبراهيم لبريس الأندلسي الرباطي، العلامة المشارك المطلع المنجم الفلكي الداركة المعقولي، له حاشية على شرح الزموري على الخزرجية؛ وله تقايد مختلفة. توفي في الحجاز بعد أداء فريضة الحج، ثم رأيت أنه توفي في السنة بعد هذه. عبد الله بن أحمد ملين وفيه توفي عبد الله بن أحمد ملين الرباطي، الفقيه العلامة المدرس المشارك. توفي ببلده. محمد بن محمد بنّيس وفي صبيحة يوم السبت عاشر جمادى الثانية توفي الحاج محمد بن الحاج محمد بن المدني بنيس، ناظر جامع القرويين مدة، ودفن بزاوية الشيخ أحمد الصقلي بالسبع لويات. علي بن إبراهيم اليعقوبي وفي رابع رجب توفي علي بن إبراهيم بن محمد اليعقوبي السوسي، الولي الصالح المتبتل العامل بعمله، له شهرة بالقطر السوسي، وله ترجمة في كتاب المعسول للشيخ المختار.

محمد بن محمد التازي موخا

محمد بن محمد التازي موخا وفي عشية يوم الأربعاء ثالث رمضان توفي محمد بن الحاج محمد التازي الرباطي أمين الأمناء أيام المولى الحسن المدعو موخا، ودفن بزاوية الصقليين بالسبع لويات. العباس بن الهادي فرموج وفي ثاني وعشري حجة توفي العباس بن الهادي فرموج المكناسي، كان علامة أديبا مشاركا شاعرا مكثرا، له الجيد من الشعر ودفن ببلده. حوادث انهيار سقف مسجد ومقهى بفاس وبعد صلاة المغرب من يوم الخميس سابع عشر جمادى الثانية سقط سقف مسجد على أروى جعلت قهوة وذلك بحومة البليدة بفاس مات بسبب ذلك عشرة أشخاص. سفر الخليفة المولى عثمان إلى تادلا وفي يوم الاثنين سادس شعبان سافر الخليفة المولى عثمان بأمر من والده المولى الحسن إلى القصبة الزيدانية بتادلا لأمر مخزني. نزول مطر غزير بصفرو والبهاليل وفي غروب يوم الجمعة ليلة سابع وعشري رمضان نزل المطر الغزير بمدينة صفرو وحمل سبب ذلك الوادي وضاعت بسبب ذلك رقاب من المسلمين ومن أهل الذمة، وهدمت دور وقصور، وخصوصا محلات اليهود بعد أن ضاع منهم ما يقرب من مائة نفر، وقريب من ذلك وقع في قرية البهاليل. انتهى من مبيضة الروض الطيب العرف.

عام ثمانية وثلاثمائة وألف

عام ثمانية وثلاثمائة وألف مسعود السرايري المسفيوي وفي يوم الاثنين خامس عشر محرم توفي مسعود السرايري المسفيوي الشريف الحسني الولي الصالح، ودفن ببلاد مسفيوة بالمحل المسمى بالسراير أمام داره هناك. الحسن بن عبد الله العبدلاّوي وفي تاسع وعشري ربيع الأول توفي الحسن بن عبد الله العبدلاوي السوسي، العلامة المشارك، كانت له شهرة بالقطر السوسي، وله مكانة. محمد البشير بن أحمد ابن عطية وفي فجر يوم الثلاثاء ثالث جمادى الأولى توفي محمد البشير بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن عطية، الفقيه العلامة المفتي البركة الخير بمراكش، ودفن بروضة باب أغمات. عبد الوهاب بن محمد الرحماني وفي خامس جمادى الأولى توفي عبد الوهاب بن محمد الرحماني البهلولي المحمدي المراكشي، العلامة المشارك الفهامة المتفي. كانت ولادته عام اثنين وأربعين ومائتين وألف. توفي ببلده مراكش، وله ترجمة في كتاب الإعلام، ودفن بقبور الأشراف بجوار الشيخ الجزولي. محمد ابن العافية وفي يوم الأربعاء ثاني جمادى الثانية توفي الحاج محمد بن العافية المراكشي مقدم ضريح أبي العباس السبتي، ودفن بالضريح المذكور. الحسن بن أحمد التّملي وفي رابع رجب توفي الحسن بن أحمد التملي السوسي، الشيخ الصوفي الصالح المتبتل. توفي بسوس. محمد السوداني المراكشي وفي رجب توفي محمد السوداني نزيل مراكش، كان أستاذا مجودا يحفظ السبع محققا مدققا جامعا بين العلم والعمل، صالحا متبركا به. دفن بروضة الإمام السهيلي. ترجمته في الإعلام. المهدي بن محمد المراكشي وفي ثاني وعشري شوال توفي المهدي بن محمد المراكشي، ولي صالح ذكره الشيخ فتح الله بناني في طبقاته. إبراهيم بن عبد العزيز الخياطي وفيه توفي إبراهيم بن عبد العزيز الخياطي الحسني، يشار إليه بالخير والصلاح.

حمادي بن الحسن ابن كيران الزبطة

حمادي بن الحسن ابن كيران الزبطة وفيه توفي حمادي بن الحسن ابن كيران المعروف بالزبطة، ساقط التكليف، دفن بداره برأس الجنان من مدينة فاس. علي بن أحمد الرجراجي وفيه توفي علي بن أحمد بن عبد الصادق الرجراجي أصلا الصويري دارا، كان يحفظ السبع بعلم وإتقان. البشير بن عبد الرحمان السملالي وفيه توفي البشير بن عبد الرحمان بن أحمد السملالي. كان عالما مشاركا. مدرسا توفي ببلده سملالة بسوس. المهدي بن محمد العمراني وفيه توفي المهدي بن محمد بن عبد الرحمان العمراني المراكشي الدرقاوي طريقة، له شهرة بالصلاح والدين. ألّف في مناقبه محمد بن مبارك الهشكوتي الآتي الوفاة عام ثلاثة عشر وثلاثمائة وألف تأليفا سماه المفاخر العالية في الشمائل المهدية. انظر دليل مؤرخ المغرب -226 - له ترجمة في كتاب الإعلام. توفي ببلده مراكش. الحسن بن عبد الله الباعمراني وفيه توفي الحسن بن عبد الله الباعمراني السوسي العلامة المشارك المدرس. ذكر في كتاب المعسول. محمد بن أحمد السملالي وفيه توفي محمد بن أحمد السملالي. كان خيرا صالحا، ذكره الشيخ فتح الله بناني في فهرسته. إدريس بن محمد الجعيدي وفيه توفي إدريس بن محمد الجعيدي السلاوي الأديب المشارك، له رحلة إلى أوربا بأمر من ملك وقته. توفي في بلده ولا شك أنه هو صاحب كتاب الابتسام عن دولة مولانا عبد الرحمان ابن هشام. انظر الدليل (ص.122)، لأنه تحقق عندي أنه إدريس الجعيدي هذا لا إدريس بنونة بحسب إصلاح ما في الدليل. وصاحب الترجمة من أكبر كتّاب دولة المولى عبد الرحمان وابنه سيدي محمد بعده. له رحلات إلى بلاد أوربا في عدة سفارات، وذلك أواخر المائة المنصرمة ألّف في بعضها رحلة سماها تحفة الأخيار بغريب الأخبار، ترجمته في كتاب الإعلام للشيخ عباس ابن إبراهيم المراكشي في القسم الغير المطبوع وقد طبع.

حوادث

حوادث موت سفير انجليزي بمراكش وفي أواسط جمادى الثانية ورد باشدور الدولة الأنجليزية على السلطان المولى الحسن بمراكش وطلب منه عدة مطالب، ولكن بعد تقديمها فأجاته المنية بلا مهل، يذكرون أنه أصيب بوجع بسبب أكلة أكلها فمات. وكان المولى الحسن في ضيق من هذه المسألة. الجراد بفاس وفي يوم الأحد سابع عشر رمضان دخل الجراد إلى مدينة فاس بكثرة، وأتى على النباتات والأشجار ولم يترك شيئا أخضر، وتألم الناس لذلك. سفارة مغربية إلى مدريد وفيه أرسل السلطان المولى الحسن سفارة إلى عاصمة مدريد برياسة القائد عبد الحميد ابن عبد الرحمان وبمعيته الكاتب العباس بن عبد القادر الفاسي الفهري الآتي الوفاة عام سبعة وعشرين وثلاثمائة وألف لأجل تصفية بعض الأمور مع الدولة الإسبانية، فكانت النتيجة حسنة. مصاهرة السلطان لمصطفى العلوي وفي أواسط هذا العام صاهر السلطان المولى الحسن الشريف المولى مصطفى بن عبد القادر العلوي من ذرية المولى عبد الله بن علي ابن طاهر وولاه القضاء بمدينة مراكش علي صغره بعد أن كان ولاه قبل مدينة أزمور. انتهى من مبيضة الروض الطيب العرف، وستاتي وفاته عام اثنين وخمسين وثلاثمائة وألف.

عام تسعة وثلاثمائة وألف

عام تسعة وثلاثمائة وألف محمد بن محمد الصقلي في صبيحة يوم الجمعة ثامن صفر الخير توفي محمد بن محمد بن الطيب الصقلي الحسيني. تقدمت وفاة والده عام أحد وسبعين ومائتين وألف. يشار إليه بالخير والصلاح والدين كثير العبادة والتهجد. محمد بن أحمد الصنهاجي وفي يوم الخميس سادس جمادى الثانية توفي محمد بن أحمد بن عيسى الصنهاجي الوزير الشهير العالم العلامة المشارك الكاتب المقتدر الشاعر. لما تولى السيد عبد الله بن احماد باشوية مدينة فاس استخدمه كاتبا معه، ثم بعد ذلك صار كاتبا مع الوزير السيد محمد بن العربي الجامعي الآتي الوفاة عام ثلاثة وثلاثين وثلاثمائة وألف، وبقى كاتبا معه ذا خطوة تامة عنده إلى أن أصيب الوزير الجامعي المذكور عام ثلاثة وثلاثمائة وألف بداء النقطة، فصار صاحب الترجمة ينوب عنه بأمر مولوي، وبقي معه كذلك إلى أن مرض مرض موته. وكان يدرس في جامع القرويين علم الأصول وغيره، وكسب بهذه الولاية أصولا وأموالا كثيرة بعد أن كان ذا فاقة في أول أمره، وكان والده أحمد فقيها مؤدّبا بمكتب حومة وادي شالة، وتوفي وعمره أكثر من ستين سنة، عليه سمة الخير، وجدّه عيسى كان وليا صالحا، ولم أقف على تاريخ وفاتهما بعد البحث. دفن محمد الصنهاجي بزاوية الشيخ قاسم ابن رحمون. بقى ذكره على صاحب السلوة. الحسين بن عبد الرحمان السملالي وفي يوم الأربعاء ثاني عشر جمادى الثانية توفي الحسين بن عبد الرحمان السملالي الحسني. كان فقيها مدرسا مفتيا، أكثر تديرسه مع طلبة البادية، ملازما لضريح المولى إدريس بن إدريس بفاس. له تآليف، منها تأليف في سيرة المولى الحسن سماه الفتوحات الوهية في سيرة المولى الحسن السنية ومفاخر اختراعاته البهية، في مجلد وقفت عليه. دفن من غده الخميس بروضة من حومة الزربطانة عن نحو سبعين سنة. بقي ذكره على صاحب السلوة. المهدي بن محمد ابن سليمان وفي يوم الأحد ثالث وعشري جمادى الثانية توفي الحاج المهدي بن محمد ابن سليمان الأندلسي، الفقيه الكاتب المشارك المقتدر. دفن بروضتهم بالقباب. محمد بن عمرو الوزاني الرحموني وفي شهر جمادى الثانية توفي محمد بن عمرو الوزاني، دعي الرحموني لمصاهرة كانت بينه وبين أولاد ابن رحمون. كان فقيها مدرسا مشاركا خرج لثغر العرائش بقصد القراءة مع أولاد السلطان القاطنين بالثغر المذكور، وكان تولى القضاء بمدينة أزمور. توفي بثغر العرائش وبه دفن.

محمد العربي بن الهاشمي المدغري

محمد العربي بن الهاشمي المدغري وفي آخر جمادى الثانية توفي محمد العربي بن قاضي مدغرة محمد الهاشمي بن الحسن المدغري الحسني العلوي أحد تلامذة الشيخ البدوي زويتن. الولي الصالح من أكبر العارفين، له زاوية وأتباع في جميع البلدان. ألف في شيخه المذكور تأليفا في مجلد ضخم سماه المشرفي المسلول في إبطال دعوى كل مضل جهول. توفي ببلاد مدغرة بتافلالت عن نحو اثنتين وتسعين سنة وجعلت عليه قبة. حساين بن علاّل الحمّومي وفي يوم الجمعة ثامن وعشري رجب توفي الحسن المدعو حساين بن علال الحمومي الحسني. كان مدرسا مشاركا شيخا جليلا ودفن بزاويتهم بحومة البليدة عن نحو سبعين سنة. كان مقصودا للإصلاح بين القبائل وخصوصا أولاد جامع والشراكة مع نفوذ الكلمة عند عمالهم فيما به يشير عليهم. العربي ابن السّايح وفي تاسع وعشري رجب توفي العربي بن محمد ابن السايح نزيل الرباط، العالم العلامة المشارك المدرس المؤلف المتفنن، له عدة تآليف، منها شرح منية المريد في الطريقة التجانية سماه بغية المستفيد؛ وله شرح على لامية للإمام البوصيري في مجلد وهي في المدح. كانت ولادته عام تسعة وعشرين ومائتين وألف. توفي بالرباط وجعل ضريحه زاوية نسبت إليه وبنيت قبة حافلة على قبره من أموال أصحاب الطريقة التجانية بالرباط، كذا بلغني. عمر بن عبد الرحمان الفاسي وفي يوم السبت تاسع قعدة الحرام توفي عمر بن عبد الرحمان الفاسي الفهري. كان علامة مشاركا متقنا كاتبا مقتدرا، دفن من غده بروضتهم بالقباب خارج باب الفتوح. محمد بن الطالب معنينو وفي رابع عشر قعدة توفي محمد بن الطالب معنينو السلوي، العلامة المشارك، ذكره الشيخ فتح الله في طبقاته. محمد بن عبد السلام ابن عزّوز وفي يوم الجمعة ثالث وعشري ذي القعدة توفي محمد بن عبد السلام بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمان ابن عزوز الحصيني الرباطي الدار المراكشي الأصل، العلامة المشارك المطلع الشاعر المقتدر. تولي الوزارة مع المولى الحسن لما كان خليفة لوالده، ويعدّ المترجم من أشياخه. توفي بمدينة الجديدة ودفن بضريح الولي سيدي الضاوي هناك. كانت ولادته عام تسعة عشر ومائتين وألف.

العربي بن العربي العلمي

العربي بن العربي العلمي وفي ليلة الخميس سابع وعشري قعدة توفي العربي بن العربي العلمي، كان ممّن ينتمي إلى التصوف والخيارة والديانة، ذكره الشيخ فتح الله بناني في طبقاته. محمد بن قاسم اليزيدي وفيه توفي محمد بن قاسم بن أحمد اليزيدي السوسي، علامة مشارك، له رحلة إلى الحجاز مفيدة جدا وله ترجمة في كتاب المعسول. الجيلالي بن عزوز الرّحالي وفيه توفي الجيلالي بن عزوز الرّحالي بمكناسة الزيتون، الفقيه العلامة الحيسوبي الموقت البركة المشارك، يشار إليه بالخير والصلاح. دفن ببلده. أحمد مرسيل وفيه توفي أحمد مرسيل الأندلسي الرباطي. كان فقيها موثقا مشاركا. توفي ببلده ودفن بالزاوية الناصرية. محمد الرشيدي وفي أواخر جمادى الأولى ورد الخبر على فاس بموت محمد الرشيدي الفقيه الكاتب المشارك المطلع المدرس، توفي بكرزاز من قبيلة شوات. كان أولا يدرس مع طلبة أهل البادية بما يناسبهم ثم صارت تنسب إليه أمور في الفتوى مع حدة لسانه فسجنه قاضي وقته على ذلك، ولما سرح طلب الكتابة فولاه السلطان العمالة على قبيلته وبقى بها إلى أن توفي في هذه السنة. حوادث ترحيل العباس التازي إلى مراكش وفي يوم الخميس ثامن وعشري ربيع الأول أمر السلطان المولى الحسن بترحيل الفقيه العلامة المدرس العباس بن أحمد التازي الآتي الوفاة عام سبعة وثلاثين وثلاثمائة وألف عن هذه الحضرة الإدريسية إلى مراكش، فخرج فورا صحبة خمسة وعشرين من الخيل وأمر بترحيل أهله معه. وسبب ذلك أنه صدرت منه مقالة فيما قبل ذلك بنحو سنة سلفت عن تاريخه، ذلك أنه كان جالسا مع قاضي فاس عبد الهادي الصقلي الحسيني الآتي الوفاة قريبا بمحل وجرى بينهما كلام من جملته أن قال التازي للقاضي المذكور: نطلب الله أن أكتب لك البيعة بيدي هذه، فبلغت هذه المقالة للأمير فأسرّها في نفسه حتى نفّذ أمره. ولما بلغ ذلك للقاضي عبد الهادي المذكور لزم داره وتمارض، ثم بعد ذلك صار يخرج ويحكم ثم طلب الذهاب إلى الحج فقبل طلبه كما يأتي. ثم إن الشيخ التازي سمح له بالرجوع إلى فاس بعد تولية المولى عبد العزيز.

محاولة القنصل الأنجليزي رفع راية بلاده على منزله بفاس

محاولة القنصل الأنجليزي رفع راية بلاده على منزله بفاس وفي ضحى يوم الثلاثاء عيد الأضحى رام باشدور الدولة الأنجليزية أن يرفع راية بلاده فوق منزله بفاس، فمنع من ذلك، واجتمع بعض أهل فاس ومن انضاف إليهم من أهل البوادي وذهبوا للعرصة التي كان نازلا بها وهي عرصة المدني بنيس بالحامية وأرادوا الفتك به، لكن منعهم من ذلك بعض أرباب السلطة. ومن الغد وقع القبض على إدريس بناني من أكبر أعوان قائد فاس بوشتى ابن البغدادي وسجن بفاس، ثم بعد يومين أمر به فسجن بفاس العليا لأنه ربما كانت له يد في هذه المؤامرة. وفي يوم الجمعة الموالي له خرج عامل فاس المذكور إلى قبيلة أولاد جامع وبقى بها إلى أن جاء الأمر إلى الباشادور المذكور بأن يغادر فاسا، واستخلف في محله التاجر السيد البدوي بن البرنوصي بناني. ثم إن الباشادور المذكور قابل المولى الحسن شاكيا وظهر منه طيش وحمق، فمن أجل ذلك لم يساعده المولى الحسن على مطلبه.

عام عشرة وثلاثمائة وألف

عام عشرة وثلاثمائة وألف المامون بن عمر الكتاني في يوم عاشوراء عاشر محرم الحرام توفي المامون بن عمر بن الطاهر الكتاني الحسني، عالم مشارك، له تأليف فيمن أسلم من أهل فاس؛ وله الغمام الصيّب في مناقب المولى الطيب الكتاني المار الترجمة عام ثلاثة وخمسين ومائتين وألف. دفن بالقباب. محمد بن العربي المخزومي وفي ثالث وعشري محرم توفي محمد بن العربي بن التهامي ابن سعد المخزومي، كان يعد من علماء مدينة تازا وخطيب مسجدها الأعظم، له شهرة بها. محمد التهامي بن المهدي المزواري وفي محرم المذكور توفي محمد التهامي بن المهدي المزواري المكناسي. كان أديبا لغويا، له شعر متوسط الجودة. توفي ببلده. وهو من الشعراء الذين خمسوا بيتي أبي نواس: إذا العشرون من شعبان ولّت. عبد السلام بن العربي الوزاني في يوم الخميس سابع ربيع الأول توفي عبد السلام بن العربي الوزاني الحسني بمدينة طنجة. تقدمت وفاة والده عام ستة وستين ومائتين وألّف، وجده. يشار إليه بالخير والخصوصية، وهو الذي تولى رآسة زواياهم بعد وفاة أبيه. ألف في مناقبه بعض أقاربه تأليفا سماه بلوغ القصد والمرام في مناقب القطب سيدي الحاج عبد السلام. انظر الأصل. محمد زين العابدين بن أبي بكر بناني وفي يوم الثلاثاء ثامن وعشري جمادى الثانية توفي محمد زين العابدين بن الشيخ أبي بكر بن محمد بن عبد الله بناني الرباطي. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثمانين ومائتين وألف. وكانت ولادته عام سبعة وسبعين ومائتين وألف. الفقيه العلامة المدرس الصوفي المطلع، تخرج على يده عدة علماء. توفي ببلده ودفن بزاويتهم. الطالب بن عمر ابن سودة وفي يوم الجمعة ثامن رجب توفي الطالب بن الشيخ عمر ابن سودة بعد صلاة الجمعة، ودفن يوم السبت. تقدمت وفاة والده عام خمسة وثمانين ومائتين وألف. أخذ عن والده وعن عمه الشيخ المهدي وعن الشيخ محمد بن عبد الرحمان الحجرتي وغيرهم. كان عالما مدرسا مشاركا مطلعا. دفن بباب الحمراء برأس القليعة. بقى ذكره على صاحب السلوة.

بوشتى ابن البغدادي الجامعي

بوشتى ابن البغدادي الجامعي وفي يوم الاثنين حادي عشر رجب توفي بوشتى ابن البغدادي الجامعي قائد فاس، وعمره جاوز التسعين سنة، وولي مكانه القائد الحاج علي الراشدي وكان الجامعي قد تولى القيادة قبل فاس بعدة مدن كوجدة وأزمور وغيرهما، وبقى يحكم بفاس خليفته البدوي بناني إلى أن عين لهم الراشدي. دفن بضريح الشيخ قاسم ابن رحمون قرب قبر محمد الصنهاجي يفصل بينهما قبر واحد. عبد القادر بن المقدم التلمساني وفي هذا الشهر رجب توفي عبد القادر بن المقدم التلمساني. كان علامة مطلعا مشاركا، له شرح على المرشد المعين وقفت عليه في مجلد. محمد بن محمد الخصاصي التازي وفي شعبان توفي محمد بن محمد بن أحمد الخصاصي التازي، تقدمت وفاة والده عام أحد وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا مفتيا. دفن بصحن الجامع بمدينة تازا. إدريس بن محمد العراقي وفي قعدة توفي إدريس بن محمد-فتحا-بن رشيد العراقي الحسيني، العلامة المشارك الفقيه النزيه، من أكبر تلامذة الشيخ الوليد العراقي الحسيني المار الترجمة. له تآليف، منها شرح على فرائض الشيخ خليل سماه المستكمل في بيان الفقه والعمل، وله تأليف في أحوال ميراث الجد. دفن بروضتهم بالقباب. بقى ذكره على صاحب السلوة. إدريس بن محمد العلوي وفي يوم الأربعاء ثالث عشر ذي الحجة توفي المولى إدريس بن السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني. كان خليفة لأخيه المولى الحسن، ودفن بضريح الشيخ أحمد الصقلي بالسبع لويات. بقى ذكره على صاحب السلوة، وكان يسكن بحومة العيون بالدار الكبرى التي كان يسكن بها الكتاني. محمد بن العربي ابن الهاشمي وفيه توفي محمد بن العربي الهاشمي الشريف الحسني بفاس. كان عالما مجودا صالحا متبركا به. توفي عن سن عالية تناهز المائة. بقى ذكره على صاحب السلوة. محمد بن علي الجرّاري وفي رمضان توفي محمد-فتحا-بن علي الحرّاري السوسي القائد الشهير بسوس، له ترجمة في المعسول. العربي بن محمد الحاجي الدرعي وفيه توفي العربي بن محمد الحاجي الدرعي، قاضي درعة بتمكروت. كان علامة لغويا مشاركا شاعرا مكثرا مجيدا، لو جمع شعره لأفاد. كان يستحضر القاموس.

المعطي بن عبد الله ابن العربي

المعطي بن عبد الله ابن العربي وفيه توفي المعطي بن عبد الله بن العربي السلاوي. كان عالما مطلعا نوازليا، تولى قضاء ببلده مدة توفي بمدينة جدّة حاجا. محمد بن أحمد ابن الجناوي وفيه توفي محمد بن أحمد ابن الجناوي الرباطي. كان فقيها عالما مشاركا خطيبا خيرا دينا. توفي ببلده. علي بن عبد الرحمان دينية وفيه توفي علي بن عبد الرحمان بن علي دينية الرباطي. تقدمت وفاة والده عام ستة وسبعين ومائتين وألف. كان خيرا دينا يشار إليه بالصلاح. توفي ببلده. محمد بن العربي غيلان في آخر هذه العشرة توفي محمد بن العربي غيلان التطواني، الأديب الشاعر المشارك المطلع. توفي ببلده تطوان. انظر ترجمته في تاريخ تطوان. رشيد بن عبد السلام بوغالب وفي هذا العشرة أو قريب منها توفي رشيد بن عبد السلام بن الطايع بوغالب الحسني، تقدمت وفاة والده عام تسعين ومائتين وألف، العلامة المشارك المحرر النحرير المحدث الواعظ الصالح. ذهب إلى مراكش زائرا وتوفي هناك. كذا في كتاب الإعلام. عبد اللطيف بن أحمد دينية وفي هذه العشرة توفي عبد اللطيف بن أحمد دينية الأندلسي الرباطي. كان علامة مشاركا مطلعا. ودفن بالزاوية الدرقاوية بالرباط. محمد بن محمد ابن سعيد وفيه توفي محمد بن محمد ابن سعيد عامل مدينة سلا، وأحد رجال المغرب البارزين في وقته. له رحلة إلى فرنسا عام خمسة وثمانين ومائتين وألف بأمر من السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثمانين ومائتين وألف. توفي ببلده سلا.

حوادث

حوادث خروج السلطان المولى الحسن لتافيلالت وفيه رحل السلطان المولى الحسن إلى تافيلالت. استبدال قاضي القصر الكبير وفي أواخر محرم قام أهل مدينة القصر الكبير على قاضيهم وقتئذ وهو محمد-فتحا-بن الطاهر بناني الآتي الوفاة عام أربعة وأربعين وثلاثمائة وألف، ونسبوا إليه أمورا شنيعة فعزل من منصبه. وفي يوم السبت حادي وعشرى ربيع الثاني خرج قاضي فاس العليا عبد السلام بن محمد الهواري إلى قضاء مدينة القصر الكبير بدلا من بناني المذكور.

عام أحد عشر وثلاثمائة وألف

عام أحد عشر وثلاثمائة وألف عبد الهادي بن أحمد الصقلي في يوم الجمعة واحد عشري محرم توفي عبد الهادي بن أحمد الصقلي الحسيني قاضي الجماعة بفاس، بالمدينة المنورة بعد أداء فريضة الحج، الفقيه العلامة المحدث الحافظ المطلع، توفي عن نحو ستين سنة. كان عارفا بالحديث والسيرة والعربية، وكانت له وجاهة عظيمة عند الناس قبل ولايته القضاء وبعدها، وكان هو القائم بزاوية أسلافه يجمع عليه الفقراء، وحصلت له حظوة تامة عند توليته عند السلطان بحيث يجاب لكل ما طلب. ثم وقع له فتور مع الأمير لسبب تقدم ذكره في عام تسعة وثلاثمائة وألف وصار الناس يفكرون في الفتك به وعزله، ولما شعر بذلك طلب الإذن للخروج إلى الحج فخرج للمشرق في آخر العام قبل هذا هو وولده محمد وبعض أقاربه فتوفي مع ولده وبعض من معه في الحجاز رحم الله الجميع. بلغني أنه كان يستحضر المواهب اللدنية مع شرحها للإمام الزرقاني، وكان يقول في حقه أول كتاب يشترى وآخر كتاب يباع. الفاطمي بن الحسين الصقلي وفي محرم المذكور توفي ابن عمه الفاطمي بن الحسين الصقلي، العلامة الأديب الشاعر المقتدر، يقول الشعر من غير كلفة ولا طول، له ديوان شعر حافل في مجلد تملكت طرفا منه؛ وله تأليف في الوفيات ذكر فيه بعض وفيات المتأخرين أدخلته كلّه في كتابي هذا؛ وله النفحات الشمالية العطرة الأنفاس في الرحلة الخمّاليّة لزيارة فاس. توفي بالوباء بمكة المشرفة ودفن بالمعلى بها بعد أداء فريضة الحج. ولما دخل إلى مكة المكرمة أنشد: تجرّد عبدك الوافي فوافى … لبابك محرما يا من تفرّد ترجّى أن يجرّد من دنوب … وبالرضوان يرجو أن يبرّد فجد بمزيد فضلك بالاهي … لذي نقص ضعيف قد تجرّد وله من العمر أربعون سنة. وبالقرب من موته خمّس وتريات الإمام البغدادي وقد طبع. المعطي بن عبد الله الغربي وفي صفر توفي المعطي بن عبد الله الغربي الدكالي الرباطي. كان علامة مشاركا مدرسا. توفي ببلده على إثر قفوله من الحج. عبد السلام بن محمد البريهي وفي يوم الجمعة سادس عشر صفر توفي عبد السلام بن محمد البريهي، من شرفاء الودا غير، إليه انتهت صناعة الطرب الأندلسي في وقته، فكان رئيس المطربين من غير مدافع.

أحمد بن محمد الوزاني

أحمد بن محمد الوزاني وفي شهر جمادى الأولى توفي أحمد بن محمد الوزاني الحسني. تقدمت وفاة والده عام ستة وستين ومائتين وألف. كان فقيها علامة مشاركا مدرسا خيرا دينا. أحمد بن عمر الصنهاجي وفي صبيحة يوم الاثنين فاتح جمادى الثانية توفي أحمد بن عمر بن العربي بن عمر الصنهاجي الغديوي المكناسي، له كرامات يشار إليه بالخير والصلاح زاهد ناسك توفي ببلده. علي بن محمد السوسي وفي ليلة السبت تاسع وعشري جمادى الثانية توفي علي بن محمد-فتحا-السوسي نزيل فاس. كان عالما نحويا مشاركا أدبيا يقول الشعر، له شرح على الألفية؛ وله معارضة همزية البوصيري. دفن بمطرح الأجلّة بالقباب خارج باب الفتوح. محمد بن التهامي الوزاني وفي ليلة الاثنين ثاني عشر شعبان توفي محمد بن الحاج التهامي الوزاني من بلاد وزان. كان علامة مشاركا مفتيا كثير التدريس والإفادة، محققا فصيحا دينا خيرا يستغرق النهار كله في التدريس لا يملّ منه، فكان له في اليوم أربعة دروس أو خمسة بين فقه وعربية ومعقول وتوحيد. وكان تولى القضاء بثغر الصويرة. أخذ عنه عدة علماء أجله، دفن بالقباب بروضة العراقيين خارج باب الفتوح. محمد ابن أبي النصر البدراوي وعند زوال يوم الاثنين تاسع عشر شعبان توفي محمد-فتحا-ابن أبي النصر ابن الشيخ إدريس البدراوي الحسني. تقدمت وفاة والده عام ستة وثمانين ومائتين وألف، ووفاة جده عام سبعة وخمسين ومائتين وألف. علامة مشارك مدرس تولى القضاء بمدينة الصويرة مدة، ودفن بروضة الشيخ أبي يعزى بالبليدة. عبد الله ابن وقّاص وفي أواسط شعبان توفي عبد الله بن وقّاص المراكشي، كان عالما نحويا بيبانيا. توفي ببلده مراكش. محمد الفيلالي وفي شعبان توفي محمد الفيلالي ناظر الأحباس العباسية بمراكش، ودفن بضريح أبي العباس السبتي. كان معدودا من العلماء. مسعود بن الطيب الدباغ وفي شعبان توفي مسعود بن الطيب بن الحسن بن الطيب الدباغ الحسني نزيل مراكش، الولي الصالح الخير الذاكر، تبرك به عدة علماء، وذهب منها مهاجرا إلى البقاع المقدسة، وتوفي هناك.

أحمد بن إدريس اليازغي

أحمد بن إدريس اليازغي وفي يوم الاثنين مهلّ قعدة توفي أحمد بن إدريس اليازغي نزيل فاس. علامة مشارك مطلع، دفن بروضة قرب باب الحمراء برأس القليعة. العباس بن محمد الحجرتي وفي يوم الأربعاء عاشر قعدة توفي العباس بن الشيخ محمد بن عبد الرحمان الفيلالي السجلماسي الحجرتي. تقدمت وفاة والده عام خمسة وسبعين ومائتين وألف، وأخيه عام ثلاثة وثلاثمائة وألف. العلامة المعتني المطلع المشارك المحرر النحرير، له عدة كنانيش وقفت على البعض منها واستفدت منها في هذه الوفيات لأنه كان له اعتناء بذلك وخصوصا كناشة له أخذت على آلة التصوير الفو تغرافي من الخزانة العامة بالرباط تحت عدد 1299 فقد أخذت على الورق نقلت منها في هذا الوفيات ما هو صالح لها. وهذه الكناشة هي مبيضّة لكتاب أراد أن يسميه الروض الطيب العرف. وقد وقفت له على كتاب في نفس الموضوع سماه لوامع الدرر من رجال أهل القرن الثالث عشر، وله غير ذلك. دفن بالقباب قريبا من والده. إبراهيم بن محمد ابن الجناوي وفي قعدة توفي إبراهيم بن محمد بن الطيب بن الولي الصالح محمد ابن الجناوي الرجراجي. دفين وادي كريفلة من قبيلة زعير. كان عالما مشاركا مطلعا وتولى القضاء بالدار البيضاء بالنيابة. دفن بضريح مولاي المكي بمسقط رأسه الرباط. الحسن بن محمد العلوي وفي الساعة الحادية عشرة من ليلة الخميس ثالث ذي الحجة توفي السلطان الجليل المولى الحسن بن محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني بدار ولد زيدوح من قبيلة بني موسى في ناحية تادلا وحمل إلى مدينة الرباط ودفن مع جده سيدي محمد بن عبد الله. ووجدت بخط بعضهم: "وفي الساعة الحادية عشر من ليلة الخميس ثالث حجة متم عامه توفي السلطان المولى الحسن بن سيدي محمد بدار ولد زيدوح من فرقة أولاد بني موسى بقبيلة تادلا ووصلت به المحلة إلى البروج من بلاد بني مسكين في يوم الخميس المذكور. وفي عصره اجتمع أهل الحل والعقد على بيعة نجله المولى عبد العزيز، وسنه اثنتا عشرة سنة، ثم نقلت الجنازة من البروج يوم الجمعة قاصدا بها رباط الفتح ليدفن به. وقد قدم ولده المولى عبد العزيز أمامه وكان حين الوفاة برباط الفتح لأن سفره كان قبل سفر والده يوم الخميس حادي عشر قعدة، وبعد ذلك سافر ولده يوم الاثنين خامس عشر قعدة بعده. وبعد نقله إلى الرباط دفن بضريح جده سيدي محمد بن المولى عبد الله يوم الأربعاء تاسع حجة عامه. العالم العلامة الأمير العادل، له فكر ثاقب وجهاد مستمر منذ تربع على دست الإمارة. وهو الذي أسس النواة الأولى لرقى المغرب لعلمه أن دول أوربا تريد الاستيلاء عليه ولها أطماع فيه من عدة نواحي.

إبراهيم بن محمد التادلي

ولما نظر في ذلك أكثر-رحمه الله-من إرسال البعثات من الشباب لأجل تعلم العلوم الحديثة، وأرسل عدة سفراء إلى مختلف الأجناس في الأوقات المناسبة، وكل هذا كان مفيدا من الناحية السياسية وبعد خطوة كبيرة خطاها المغرب وقتئذ بالنسبة إلى دول أخرى بحيث لو استمرت تلك الخطوة لنهض المغرب ولم يتوقف على غيره. لكن بعد موته انقلبت الوضعية رأسا على عقب وتولى الحكم بعده المولى عبد العزيز الطفل الصغير دون بلوغ، والذي قبض على زمام الحكم إذ ذاك هو الوزير احماد ابن موسى الآتي الوفاة عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف، وكان لا يهمه سوى السيطرة والاستبداد في الحكم، وغاية مراده وأمنيته أولا التغلب على أضداده وأعدائه زمن السلطان المولى الحسن أولاد جامع الذين كانوا ينافسونه في الأمر والقضاء عليهم وعلى من كان متصلا بهم، وثانيا أن يكون المغرب كله في هدوء وسكينة وليس فيه ثائر من أقصاه إلى أقصاه وقد نفد الأمرين معا أيام سلطته. وأما السياسة الخارجية وما تعمل له دول أوربا من الاستيلاء على بلاد المغرب فان ذلك -في نظره-موكول إلى الأولياء والصالحين الذين نتوسل بهم ونهرع إلى أضرحتهم ومقاماتهم؛ وأما جال البعثات التعليمية التي أرسلها السلطان المولى الحسن إلى أوربا وأتوا حاملين للعلوم العصوية المفيدة للمغرب. فقد تركوا مهملين لا يلتفت إليهم ولا يسمع لقولهم ولا لأفكارهم. وكانت الأنظار متشوقة إلى نصر أحد أولاد السلطان المولى الحسن غير المولى عبد العزيز لوجود من هو أكبر منه سنا وعلما ومعرفة وقدرة على القيام بأعباء الملك، ولكن احماد بن موسى كان يعلم أنه لو أسند الأمر لغير المولى عبد العزيز لما توصل إلى مراده. إبراهيم بن محمد التادلي وفي يوم الخميس سابع عشر حجة توفي إبراهيم بن محمد بن عبد القادر بن محمد التادلي الرباطي، الشيخ الجليل والعلامة المشارك المطلع المدرس، من آخر أعلام الرباط وشيخ الجماعة به. أخذ العلم بفاس ومكث فيه أكثر من خمسة عشر عاما. ولما رجع إلى بلده أكثر من التدريس والإفادة. له تآليف عديدة في مختلف الفنون، منها: تاريخ دول المغرب، وأغاني السقافي علم الموسيقى؛ واختصار الجذوة لابن القاضي؛ واختصار الصفوة للأفراني؛ وفهرسة؛ واختصار كتاب الحايك في علم الآلة؛ وزنية النحر بعلوم البحر؛ واليواقيت في علم المواقيت، إلى غير ذلك من التأليف المفيدة. دفن بداره التي كان يسكنها ببلده الرباط، وتقدمت وفاة جده عام أربعة عشر ومائتين وألف. أحمد بن محمد اللمتوني وفيه توفي أحمد بن محمد اللمتوني من نسل يوسف بن تاشفين، علامة مشارك، له تآليف، منها: اللؤلؤ المكنون في اختصار ابن عيشون اختصر فيه تاريخ ابن عيشون في صلحاء فاس وزاد عليه زيادات مهمة.

المعطي بن عبد الله الغربي

المعطي بن عبد الله الغربي وفي أوله توفي المعطي بن عبد الله الغربي الدكالي الرباطي، العلامة المحقق المدقق المدرس النفاعة الموثق. توفي بمدينة جدة بعد أداء فريضة الحج، ودفن هناك. عبد الهادي بن علي الرجراجي وفيه توفي فجأة عبد الهادي بن علي بن أحمد بن عبد الصادق الرجراجي، تقدمت وفاة والده عام ثمانية وثلاثمائة وألف، الخير الذاكر، دفن مع والده بمدينة الصويرة خارج باب مراكش. الطيب بن خالد الأكماري وفيه توفي الطيب بن خالد الأكماري السوسي، العلامة المشارك ذكره في المعسول. حوادث تعيين قاض جديد بمقصورة السماط بفاس وفي يوم الثلاثاء ثاني جمادى الثانية ورد الأمر على فاس بتولية الشيخ محمد ابن محمد العلوي المدغري الحسني القضاء بمقصورة السماط، وجلس في السابع منه، وطلع الشيخ محمد بن رشيد العراقي الحسني إلى قضاء فاس العليا، وبقى القاضي العلوي يحكم بمقصورة السماط إلى أن ذهب مسافرا وترك نائبا عنه الشيخ عبد الرحمان ابن القرشي الفيلالي الإمامي، وذلك عام ثلاثة عشر وثلاثمائة وألف. وبعد تولية القاضي المذكور أكثر من العدول، وربما نصب الأحداث حتى صارت حوانيت الشهود كل واحد يجلس بها أربعة وأكثر، وأحدث حانوتا بالصفّاح للشهود. هيجان بفاس بسبب منع المعاملة بالريال وفي يوم الأحد ثامن عشر شعبان ورد الأمر على عامل فاس القائد الراشدي بمنع المعاملة بالريال المنسوب للمرأة وأجزائه، ونشأ عن ذلك فتن من عدم البيع والشراء وأغلقت جل الحوانيت. ومن الغد اجتمع العامل المذكور وأمين المستفاد الحاج عبد السلام المقري وقاضي البلد وأحضروا بعض التجار وبعض أهل الحرف واتفق رأيهم على أن يكون صرف الريال المذكور اثني عشر مثقالا والبسيطة المثقوية ثلاثة وعشرين أوقية وغير المثقوبة أربعة وعشرين أوقية ويعلمون السلطان بذلك.

استفتاء العلماء في استغاثة السنيغاليين بالسلطان

ثم بعد يومين وقع هرج وفتنة حتى كادت الأسواق تغلق، وتعذر البيع والشراء وامتنع الناس لا سيما البقالين والجزارين وبائعي الدقيق من قبض السكة المذكورة، فلما بلغ ذلك إلى العامل استدعى أمناء الأسواق وقبض عليهم بعد أن نكّل بهم وألزمهم قبض السكة والتعامل بها حتى يظهر من السلطان ما يكون عليه العمل ثم وقع الأمر بالإلزام. انتهى من مبيضة الروض الطيب العرف. استفتاء العلماء في استغاثة السنيغاليين بالسلطان وفي أوائل رمضان ورد كتاب من السلطان المولى الحسن على علماء فاس يطلب منهم الجواب عن كتاب جاءه من أمراء تنبكت من القطر السنكالي يطلبون منه الإعانة لأن العدوّ فاجأهم، وقد تصدى للجواب عن ذلك عدة علماء. انظر بعض ذلك في الأصل.

عام اثنى عشر وثلاثمائة وألف

عام اثنى عشر وثلاثمائة وألف محمد بن محمد حجيج وفي يوم الأربعاء رابع صفر توفي محمد بن محمد حجيج، له اليد الطولى في الإفتاء والتدريس والإفادة. دفن بالقباب. بقى ذكره على صاحب السلوة. محمد بن أحمد العلوي وفي رابع ربيع الأول توفي محمد-فتحا-بن أحمد العلوي السجلماسي. كان عالما مدرسا مشاركا، ولي قضاء مدينة طنجة مدة، ودفن بروضة الصقليين داخل باب عجيسة. محمد الرشيد بن محمد العراقي وفي يوم الجمعة حادي عشر ربيع الثاني توفي محمد الرشيد بن محمد العراقي الحسيني، الفقيه المشارك المطلع العدل الموثق المقتدر، ودفن بروضتهم بالقباب. بقى ذكره على صاحب السلوة. محمد بن محمد الفيلالي الغرباوي وفي سادس وعشرى ربيع الثاني توفي محمد بن محمد الفيلالي الغرباوي، العلامة المشارك المطلع المقتدر، تولى قضاء فاس الجديد مدة. له تآليف، منها: رحلة إلى الحجاز وغير ذلك. كنت قيّدت أسماء تآليفه وضاعت منى. وما ذكرته في الدليل (ص.354) من كونه توفي عام تسعة وثلاثمائة وألف فذلك سبق قلم، لأني تحققت وفاته في هذا التاريخ من بعض قرابته، ووجدت أنه كان قاضيا بمحلة مولانا الحسن في رحلته إلى الجبل، واستقضي بفاس الجديد نحوا من عامين وبمراكش وحج. وقومه ينتمون إلى الشرف العلمي. توفي بقبيلة سفيان التي تولى القضاء بها أخيرا، ودفن بضريح أبي شامة بواد السبع هناك. ترجمته في الإعلام. ومن فهرسة شيخنا أحمد بن الخياط أنهم من ذرية سيدي يوسف المساوي الفلاّق دفين كورت من الغرب، أصله من شرفاء سماتة. عبد السلام بن علال الفاسي وفي جمادى الثانية توفي عبد السلام بن علال بن عبد الله الفاسي الفهري في حياة والده الآتي الوفاة عام أربعة عشر وثلاثمائة وألف. كانت ولادته عام ستة وخمسين ومائتين وألف. وكان علامة مشاركا خطيبا فصيحا. دفن بزاوية جده بالقلقليين. بقى ذكره على صاحب السلوة. العابد بن عبد الوهاب القادري وفي سادس عشر رجب توفي العابد بن عبد الوهاب القادري الحسني الضرير، الشيخ الصالح المشار إليه بالخير. تقدمت وفاة والده عام اثنين وثمانين ومائتين وألف. دفن بالقباب. بقي ذكره على صاحب السلوة.

العربي الغازي

العربي الغازي وفي سابع وعشري رجب بعد الغروب توفي العربي الغازي، الأجل الصالح الذاكر المتبتل، ودفن بالزاوية التي قرب دار سكناه بأقصى زنقة الرطل عن يمين الداخل لقبتها. محمد بن أحمد غنّام وفي رمضان توفي محمد بن أحمد غنّام الرباطي. كان علامة نبيها مطلعا، تولى النظارة الكبري بالرباط مدة، وتوفي ببلده، ودفن بالزاوية المباركية. الحسن بن محمد الرنكي وفي ليلة الثاني عشر ذي الحجة توفي الحسن بن محمد بن يوسف الرنكي السوسي، العلامة الأديب المشارك الشاعر المبدع الكتر. ترجمة في كتاب المعسول. محمد بن علي سيدي الزين وفيه توفي محمد بن علي القضاعي الزّراري المعروف بسيدي الزين، الولي الكبير المكاشف الشهير، الأستاذ المجود. دفن خارج مراكش. الطيب بن عمير الشرقي وفيه توفي الطيب بن عمير الشرقي، العلامة الحافظ المشارك. تولى القضاء في عدة جهات وأخذ العلم بفاس. توفي بمراكش، له ترجمة في كتاب الإعلام. أحمد بن مبارك الرسموكي وفيه توفي أحمد بن مبارك الرسموكي السوسي، العلامة المدرس المشارك. توفي ببلده رسموكة. حوادث إلقاء القبض على الوزير المعطي الجامعي وفي منتصف محرم صدر الأمر من الوزير احماد بن موسى المذكور الذي استولى على زمام الحكم بعد تولية المولى عبد العزيز الآتي الوفاة عام اثنين وستين وثلاثمائة وألف، القبض على الوزير السابق الحاج المعطي بن العربي ابن الحاج المختار الجامعي الآتي الوفاة عام أربعة عشر وثلاثمائة وألف. الوزير زمن السلطان المولي الحسن، وكذلك ألقي القبض على أخيه السيد محمد-ضمّا-بأمر من المولى عبد العزيز لما بينهما من العداوة مع الوزير احماد بن موسي المذكور زمن السلطان المولى الحسن حين كانت الوزارة بيدهما، وكان أحماد حاجبا. ولما تولى السلطان المولى عبد العزيز وصار زمام الأمور بيد أحماد أوقع القبض عليهما ونكل بهما واستصفى أموالهما وبقيا بالسجن إلى أن لقيا ربهما بدعوى أنهما يريدان عزل السلطان المولى عبد العزيز.

إبطال قبض المستفاد بمراكش

إبطال قبض المستفاد بمراكش وفي خامس عشر محرم أبطل المولى عبد العزيز قبض المستفاد بمراكش. سفارة مغربية إلى إسبانيا وفي تاسع وعشري رجب أرسل السلطان المولى عبد العزيز سفارة إلى بلاد إسبانيا مركبة من الرئيس الحاج عبد الكريم بريشة التطواني وعبد الكريم بن محمد ابن سليمان وغيرهما من الكتاب، فكانت النتيجة حسنة بسبب أنه لما حل الوفد المذكور بعاصمة مدريد وأراد الرئيس بريشة الذهاب إلى قاعدة ملكهم إذ ذاك لطمه أحد السوقة لطمة على وجهه كاد أن يذهب بها بصره، فكان ذلك سببا في مساعدة الدولة الإسبانية للمغرب على جميع مطالبه حيث أهين رئيس سفارته عندها. شراء المخزن تجهيزات أنجليزية بطرفاية وفي آخر هذا العام اشترى المخزن المحل المعروف بطرفاية جنوب السوس الأقصى الذي نزلت فيه دولة الإنجليز وبنت فيه عمارة، وقد اشترت الدولة ذلك بنحو الخميس ألف إبرة ذهبية، فكان ذلك أول ضعف حصل للدولة المغربية من الناحية المالية.

عام ثلاثة عشر وثلاثمائة وألف

عام ثلاثة عشر وثلاثمائة وألف محمد بن أحمد ابن الغازي في الساعة العاشرة من يوم الأحد خامس صفر توفي محمد بن أحمد ابن الغازي الرباطي. تقدمت وفاة والده عام خمسة وثمانين ومائتين وألف، العلامة المشارك الخطيب المطلع. له تأليف سماه محرر الأمانة في سبب تسمية دار الضمانة. ألفه في أهل وزان، ودفن بالرباط. محمد ابن خليفة المسعودي وفي ربيع الأول توفي محمد بن محمد المسعودي المعروف بابن خليفة التونسي أصلا المدني دارا. توفي بمكناسة الزيتون. رحل إلى لمغرب وطاف به وأخذ إجازات عدد من أشياخه. كان علامة مطلعا وشاعرا مقتدرا. محمد بن العربي المنوني وفي ثالث جمادى الأولى توفي محمد بن العربي المنوني الحسني المكناسي، علامة مشارك توفي ببلده. محمد بن مبارك الهشتوكي وفي ليلة الخميس سابع جمادى الأولى توفي محمد بن مبارك الهشتوكي الدرقاوي طريقة. كان عالما مشاركا صوفيا، له المفاخر العالية في الشمائل المهدية، ذكر فيه مناقب شيخه المهدي ابن محمد العمراني المار الوفاة عام عشرة وثلاثمائة وألف؛ وله غنية السالكين في شرج المرشد المعين لم يكمل؛ وشرح على الأجرومية؛ وشرح على الألفية لم يكمل؛ وشرح على البردة في سفرين؛ وشرح على المنفرجة؛ وشرح ورد شيخه المذكور؛ وشرح على الجمل؛ وشرح على صغرى السنوسي في علم التوحيد؛ وشرح على صلاة الإمام البكري؛ وحلي العروس في تزكية النفوس. إلى غير ذلك من التآليف، كثير الذكر والعبادة. توفي ببلده مراكش. علي بن الجيلالي الجامعي وفي سادس وعشري جمادى الثانية توفي علي بن الجيلالي الجامعي الراشدي أصلا الفاسي دارا، العاقل المطلع. تولى القيادة بفاس مدة، ثم قيادة مدينة العرائش، وأدركته المنية بالرباط ودفن بمقبرة العلو. محمد بن علي عزّيمان وفي يوم الأربعاء فاتح رجب توفي محمد بن علي عزّيمان التطواني، العلامة المشارك المدرس الحافظ، تولى قضاء مدينة تطوان مدة، وبها توفي. عبد السلام بن أحمد الرواني وفي منتصف شعبان توفي عبد السلام بن أحمد الرواني التطواني، يشار إليه بالخير والصلاح، ذكره الشيخ فتح الله بناني في طبقاته.

سعيد بن محمد جيمي

سعيد بن محمد جيمي وفي عاشر رمضان توفي سعيد بن محمد-فتحا-الملقب بجيمي المراكشي، كان دراكة مشاركا مشهورا بالتدريس والفتوى، أصبح شيخ الجماعة بمراكش وبه توفي. الحسين بن محمد القصري وفي ثامن عشر حجة توفي الحسين بن محمد القصري، الأستاذ المجود. كان يحفظ السبع وأدرك شيخ الجماعة في وقته في ذلك العلم، وتخرج عليه عدة نجباء. توفي بفاس مسقط رأسه. عبد السلام بن محمد العلمي وفيه توفي عبد السلام بن محمد العلمي الحسني اليملحي، العلامة المشارك المطلع، له مشاركة كبيرة في علم التنجيم والهيأة والفلك والطب وغير ذلك من العلوم. ألّف عدة تآليف، منها: ضياء النبراس في حل مفردات الأنطاكي بلغة فاس، طبع على الحجر؛ وله رسالة في آلة استنبطها، إلى غير ذلك، وهو شيخ الشيخ محمد الأغزاوي الآتي الترجمة عام أربعين وثلاثمائة وألف. دفن بزاوية الشيخ قاسم ابن رحمون. طلب العلم بمصر القاهرة وتخرّج طبيبا من قصر العيني، وأتى إلى فاس فأمره السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان بتدريس علم التوقيت والحساب بجامع القرويين، وأدخله في ديوان المدرسين، واشتغل بعلم الطب، ثم اشتغل بالكتابة بحضرة السلطان المولى الحسن، ثم أصيب بمرض لازمه إلى أن لقى ربه في التاريخ المذكور. العربي بن عبد القادر المشرفي وفيه توفي العربي بن عبد القادر بن علي المشرفي الحسني. كان علامة مطلعا مشاركا كاتبا مقتدرا، له شرح على الشمقمقية لابن الونّان؛ وشرح على نظم الغالي ابن سليمان في الدولة العلوية؛ وله ياقوتة النسب الوهاجة وفي ضمنها التعريف بسيدي محمد بن علي مولاي مجاجة؛ ونزهة الآبصار لذوي المعرفة والاستبصار تنفى عن المتكاسل الوسن في مناقب سيدي أحمد بن محمد ووالده السيد الحسن؛ والرحلة العريضة إلى أداء الفريضة، إلى غير ذلك من التآليف المفيدة الممتعة. توفي عن نحو تسعين سنة ودفن قرب ضريح الشيخ علي ابن حرزهم. وقد رأيته محلّى من بعض معاصريه بقوله: الفقيه الأديب الفائق في فنه من لا نظير له في الشعر ارتحالا وسهولة على لسانه. وفي مثله قيل كم تقع في أعراض الناس! فقال هم حفروا للأعمى ولا بد للعمى من الوقوع في الحفر. ولد بتلمسان وطلب العلم به ودخل المغرب أواسط العشرة السادسة من القرن الماضي. الغالي بن الحسن الغراري وفيه توفي الغالي بن الحسن الغراري الحسني عن سن عالية تقرب من مائة سنة. أدرك حياة الشيخ أحمد التجاني، وكان خيرا دينا صالحا يتبرك به.

محمد بن محمد الريفي

محمد بن محمد الريفي وفيه توفي محمد بن محمد بن قاسم الريفي التلمساني، من جملة كتّاب السلطان المولي الحسن. كان مستوطنا أخيرا بثغر الصويرة، وله خط حسن يكتب المصاحف والشفا والشمائل إلى غير من كتب الحديث، وكتب كثيرا للسلطان المولى الحسن المذكور. وفي آخر أيامه سجن لأمور انتقدت عليه، ثم ذهب إلى مدينة طنجة واستوطنها وتوفي هناك وترك بها أولادا. عبد القادر بن عبد الكريم الورديغي وفيه توفي بمصر عبد القادر بن عبد الكريم الورديغي الشفشاوني. كان علامة مشاركا مطلعا، له عدة تآليف، منها بغية المشتاق لأصول الديانة والمعارف والأذواق؛ ونهاية السباق إلى حضرة الملك الخلاق، اختصر فيه كتاب الشيخ الحاج أحمد الرباطي المار الترجمة عام خمسة وثمانين ومائتين وألف في الشيخ الحراق؛ وتأليف فقهي على المذاهب الأربعة سماه شمس الهداية لتذكير أهل النهاية، وكلاهما طبع، إلى غير ذلك من التآليف. الجيلالي السباعي وفيه توفي الجيلالي السباعي. كذا بخط سيدنا الجد أحمد رحمه الله. عبد القادر بن أحمد ابن عجية وفي رمضان توفي عبد القادر بن الشيخ أحمد ابن عجية الحسني نزيل تطوان عن نحو تسعين سنة. تقدمت وفاة والده عام أربعة وعشرين ومائتين وألف، الشيخ الشهير، والعارف الكبير، كان يعدّ من صلحاء أهل مدينة تطوان. ولد بعد وفاة والده بشهرين. العربي ولد أبّا محمّد الشركي وفيه توفي العربي بن محمد ولد أبّا محمّد الشركي، القائد الشهير زمن السلطان المولى الحسن. كان عاقلا محنكا يعرف من أين تؤكل الكتف. توفي بفاس ودفن بزاوية بدرب الحرة. إبراهيم بن محمد الفوتي وفيه توفي إبراهيم بن محمد البراوي الفوتي السوداني أصلا، ينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه. العلامة الدراكة الفهامة المشارك اللغوي الشاعر المقتدر، له تآليف عديدة، وأشعار في مدح الشيخ ماء العينين توفي عنده بتزنيت.

حوادث

حوادث خروج السلطان عبد العزيز من فاس لتاديب قبيلة الرحامنة وفي يوم الأحد ثاني وعشري ربيع الثاني خرج السلطان المولى عبد العزيز بن الحسن من فاس قاصدا مراكش لأجل قبيلة الرحامنة لأنهم خرجوا عن الطاعة فأوقع بهم. ريح عاصف بفاس وفي يوم الاثنين حادي عشر جمادى الأولى كان ريح عاصف بفاس هدم بعض الدور وأقلع الأشجار. عبد الرحمان بن القرشي نائب قاضي السماط وفي يوم الأحد سابع وعشري جمادى الثانية ورد الأمر بتولية الشيخ عبد الرحمان ابن القرشي الفيلالي الإمامي نائبا عن قاضي مقصورة السماط. زلزلة كبرى بفاس وفي الموفي ثلاثين منه وقعت زلزلة كبرى لم يقع مثلها قبل ذلك بفاس.

عام أربعة عشر وثلاثمائة وألف

عام أربعة عشر وثلاثمائة وألف علال بن عبد الله الفاسي في زوال يوم الجمعة ثاني وعشري جمادى الأولى توفي علي المدعو علال بن عبد الله بن الشيخ عبد الرحمان دعي المجذوب الفاسي الفهري، وكانت ولادته عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام أحد وسبعين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا خطيبا باحثا كثير الإفادة والتقييد، له تآليف، منها إيقاظ السكاري المحتميين بالنصارى أو الويل والتبور لمن احتمى بالباسبور؛ وله رسالة في روضة الشيخ أبي المحاسن الكائنة بالقباب خارج باب الفتوح؛ وله كناشة في مجلد ضخم فيها فوائد همة. دفن بروضتهم بالقباب. الطاهر بن إدريس السراج وفي أوائل جمادى الأولى توفي الطاهر بن القائد إدريس السراج ناظر القرويين، الخير المحنك. تقدمت ترجمة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف. محمد بن عمر ابن سودة وفي خامس وعشري رجب توفي محمد بن الشيخ عمر ابن سودة، تقدمت وفاة والده عام خمسة وثمانين ومائتني وألف، علامة مشارك، دفن برأس القليعة بباب الحمراء، وكانت ولادته عام أربعة وستين ومائتين وألف. محمد الأبّار وفي ثاني شعبان توفي محمد الأبّار التطواني، العلامة المحقق الفهامة المشارك. توفي ببلده. أحمد ابن الشريف الودغيري وفي عشية يوم الخميس عاشر شعبان توفي أحمد ابن الشريف الودغيري الحسني، من أولاد ابن الشريف المعروفين بفاس. كان صوفيا صالحا يشار إليه بالخير والصلاح. توفي عن مائة وعشرة أعوام، وهو أكبر تلامذة الشيخ الخضير الشجعي المار الوفاة عام خمسة وتسعين ومائتين وألف. عبد الرحمان بن العياشي المجزاري وفي يوم السبت ثاني عشر شعبان توفي عبد الرحمان بن العياشي المجزاري، من أولاد المجزاري المعروفين بفاس. كان خيرا دينا صالحا مقدما بزاوية الشيخ الحرّاق من حومة المخفية. الطيّب بن أبي بكر ابن كيران وفي يوم السبت ثاني عشر شعبان توفي الطيب بن أبي بكر بن الشيخ الطيب ابن كيران. تقدمت وفاة والده عام سبعة وستين ومائتين وألف، وجده عام سبعة وعشرين ومائتين وألف.

عبد الله بن العربي فنيش

كان علامة مشاركا مدرسا، له رحلة إلى الحج سماها الرحلة الفاسية الممزوجة بالمناسك المالكية. دفن من يومه أسفل ضريح الشيخ قاسم الخصاصي بالقباب بروضة تعرف بروضة العلماء مع أبيه وجده. عبد الله بن العربي فنّيش وفي آخر شعبان توفي عبد الله بن العربي فنّيش السلاوي، المجاهد الشجاع المعمّر، دافع عن مدينة سلا دفاع الأبطال ودفن بمقبرة الشيخ ابن عاشر. ذكره في الإتحاف الوجيز. الصديق بن إدريس العلوي وفي ثاني رمضان توفي الصديق بن إدريس بن السلطان سيدي محمد العلوي. تقدمت وفاة والده عام عشرة وثلاثمائة وألف. كان مشاركا نبيها ودفن بروضة محمد الحاج بالسياج. عبد الكريم بن محمد المصمودي وفي رابع عشر رمضان توفي عبد الكريم بن محمد المصمودي نزيل مدينة تطوان. كان علامة مدرسا مشاركا ودفن بزاوية الشيخ علي بركة هناك. علال بن محمد الوزاني وفي ليلة السبت ثامن عشر رمضان توفي علال بن محمد الوزاني الحسني، يشار إليه بالخير والصلاح والدين. دفن بزاوية بدرب الحرة. عبد الرحمان بن العباس العراقي وفي يوم الجمعة سابع وعشري ذي القعدة توفي عبد الرحمان بن العباس العراقي الحسيني. كان علامة مشاركا مدرسا، له عارضة قوية في نظم الشعر. توفي في عنفوان شبابه، ومن نظمه همزية عارض بها همزية الإمام البوصيري لم تكمل؛ ومنظومة في آداب الدعاء؛ وأخرى في التوحيد؛ وأخرى في شمائله صلى الله عليه وسلم، إلى غير ذلك من الأنظام والاشعار. دفن بروضة الصقليين داخل باب عجيسة. عمر بن محمد عاشور وفي تاسع وعشري حجة توفي الحاج عمر بن محمد-فتحا-الرشاي عاشور الرباطي. كان علامة مشاركا مدرسا، له المقالة المرضية في بعض أحوال الطائفة الدرقاوية؛ وشرح على البردة؛ وشرح أسماء الله الحسنى سماه الأذواق العرفانية في الأسماء الإلهية، إلى غير ذلك. توفي بالرباط ودفن بالزاوية الدرقاوية هناك. أحمد بن عبد الله الروداني وفيه توفي أحمد بن عبد الله الروداني السوسي. كان علامة مشاركا أديبا شاعرا ناثرا، له ترجمة في كتاب المعسول.

محمد سيدين بن مامين الشنجيطي

محمد سيدين بن مامين الشنجيطي وفيه توفي محمد سيدين بن مامين بن محمد المختار بن الطيب مامين الشنجيطي، العلامة المشارك الشاعر المقتدر، دخل إلى فاس. محمد سيدي الزوين الشرادي وفيه توفي محمد الزوين بن محمد بن علي الشرادي نزيل مراكش عرف بسيدي الزوين، الولي الصالح المشار إليه بالخير والشهرة. دفن خارج مراكش، له ترجمة في الإعلام للشيخ العباس المراكشي. علال بن قاسم الخصاصي وفيه توفي علال بن قاسم بن محمد بن عبد السلام الخصاصي. كان فاضلا منشئا خيرا دينا زاهدا يأكل من كدّيده يعمل الشواشي. دفن بروضتهم بالقباب. عبد الرحمان الجوع الكازوتي وفيه توفي عبد الرحمان بن الحسن الكازوتي المكني بالجوع نزيل مدينة الصويرة، أحد مهرة الطلبة في علم الحساب والهندسة. تولى أمانة الكبريت وأمانة حصن مدينة أكادير ونظارة أحباس مسجد حاحة ثم نظارة أحباس سيدي مكدول، ثم عين أمينا بالديوانة بالصويرة أيام المولى الحسن إلى أن توفي بالصويرة التي سكنها أخيرا. ذكره في كتاب إيقاظ السريرة مع الثناء عليه كثيرا. العربي بن أحمد الفلاق العلمي وفيه توفي العربي بن أحمد الفلاق العلمي إمام مسجد درب البشارة مدة من ثلاثين سنة. توفي بفاس. حوادث زلزلة عظيمة بفاس وفي يوم الأحد متم جمادى الثانية وقعت زلزلة عظيمة بعد الزوال بفاس حتى مالت السقوف والأحياء بعضها على بعض. كذا رأيت مقيدا. إسناد تعيين قضاة الأحواز إلى نظر قاضي فاس العراقي رأيت ظهيرا صادرا عن المولى عبد العزيز إلى القاضي محمد بن رشيد العراقي ليعين القضاة بأحواز فاس والقبائل القريبة مثل قبيلة فشالة وسلاس وبني حسن وحجاوة إلى غير ذلك.

عام خمسة عشر وثلاثمائة وألف

عام خمسة عشر وثلاثمائة وألف عبد الرحمان بن علي الراشدي في ثالث محرم الحرام توفي عبد الرحمان بن علي الراشدي، له تأليف في التوسل بأهل بدر كتبة لمّا نقل إلى الرباط. عبد الكريم التطواني وفي يوم الجمعة عاشر محرم توفي الحاج عبد الكريم التطواني الرايس المفوض والسياسي المنحك والخير المطلع على أمور المغرب، أحد السفراء إلى الدول الأجنبية غير ما مرة. توفي ببلده تطوان. حماد بن عبد النبي برادة وفي سابع عشر صفر توفي حماد بن عبد النبي بن الطيب برادة الدرقاوي. كان خيرا دينا ودفن بزاويتهم المتصلة بداره بحومة العيون. الفقيه الصوفي الخير الذاكر، حجّ عام أحد وسبعين ومائتين وألف ثم أعاد الكرة عام ثلاثة وسبعين ومائتين وألف. أخذ عن الشيخ ابن عبد المومن الغماري وعن تلميذه الشيخ أيوب، وعن الشيخ عمر بن الطالب ابن سودة وصحب الشيخ بوطربوش الدباغ، كما لقي الشيخ عبد السلام ابن ريسون بتطوان. أحمد بن خالد الناصري وفي صبيحة يوم الخميس سادس عشر جمادى الأولى توفي أحمد بن خالد الناصري السلاوي. كانت ولادته يوم السبت ثاني عشر قعدة عام خمسين ومائتين وألف. الشيخ الإمام العلامة المطلع الحجة المقتدر الكاتب المبدع من آخر الناس، له تآليف عديدة كلها مفيدة، منها كتاب الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى أجمع كتاب لتاريخ هذا القطر السعيد، يدل على اطلاع واسع في أربعة مجلدات طبع مرتين؛ ومنها زهر الأفنان من حديقة ابن الونّان شرح فيه الشمقمقية؛ ومنها طلعة المشتري في النسب الجعفري؛ وتعظيم المنة بنصرة السنة؛ والفلك المشحون من نفائس تبصرة ابن فرحون لم يكمل؛ ومنها ديوان ما بقي من شعره؛ وله كشف العرين عن ليوث بني مرين، إلى غير ذلك من التآليف. وترجمة واسعة أفردت بتآليف، منها تخليد المآثر وتقييد المفاخر بترجمة الشيخ شهاب الدين أحمد ابن ناصر لتلميذة الشيخ محمد ابن علي الدكالي السلاوي الآتي الوفاة عام أربعة وستين وثلاثمائة وألف. توفي ببلد سلا. عبد العزيز بن المكي ابن عمرو وفي منتصف شعبان توفي عبد العزيز بن المكي بن الهاشمي ابن عمرو الرباطي الأندلسي، تقدمت وفاة والده عام واحد وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا أديبا مطلعا.

الهاشمي بن محمد الحجوي

الهاشمي بن محمد الحجوي وفي ثاني عشر شعبان توفي الهاشمي بن محمد الحجوي الرباطي الأندلسي، كان أديبا مشاركا كاتبا مجيدا، وكان عدلا بأحد المراسي. توفي بالدار البيضاء. إدريس البقالي وفي ثالث وعشري رمضان توفي إدريس البقالي المكناسي، الولي الصالح، الصوفي الناصح. كان خليفة للشيخ العياشي بوشمعة المتقدم الذكر عام أربعة وتسعين ومائتين وألف بمكناس، وهذا من أشياخ فتح الله بناني. قاسم بن عبد النبي الفاسي وفي تاسع وعشري شوال توفي قاسم بن عبد النبي الفاسي الفهري خطيب جامع الديوان. كان عالما مشاركا مطلعا، دفن بزاوية الشيخ عبد القادر الفاسي بالقلقليين. أحمد بناني وفي ثاني ذي الحجة توفي أحمد بناني الرباطي، العلامة المشارك قاضي الرباطي ونواحيها، ودفن بالزاوية المختارية. أحمد بن محمد الدرعي الضرير وفي عشري ذي الحجة توفي أحمد بن محمد-ضمّا-بن محمد-فتحا-الكامل الدرعي الضرير. كانت ولادته عام خمسة وخمسين ومائتين وألف، كان حافظا شاعرا جيد البدهية. توفي بدرعة. محمد السعيد بن المختار السوسي وفي يوم السبت متم حجة توفي محمد السعيد بن الحاج المختار بن أحمد السوسي في حياة والده، شعلة ذكاء له فهم ثاقب. دفن بقبّة الشيخ أبي المحاسن يوسف الفاسي بالقباب. محمد بن عبد الله كديرة وفي ذي الحجة توفي محمد بن عبد الله كديرة الرباطي. كان عالما مشاركا كاتبا مقتدرا عدلا بأحد المراسي وبدار عديّل بفاس. علي شقّور العلمي الشفشاوني وفي أواسط رجب توفي عليّ شقّور العلمي الشفشاوني الحسني، من الشرفاء المعروفين بالجبل. البركة المتبرك به، تظهر عليه كرامات، استصحبه معه المولى الحسن لما كان في الجبل عام ثلاثمائة وألف وأنزله بفاس مدة. له أصحاب وأتباع يستعملون بمحضره آلة الطرب وينشدون كلامه. دفن بداره، ذكره الشيخ فتح الله بناني في طبقاته.

محمد بن أحمد الرغاي

محمد بن أحمد الرغّاي وفيه توفي محمد بن أحمد الرغّاي الرباطي، العلامة المشارك المطلع الشاعر المتفنن والكاتب المقتدر، له أشعار كثيرة. توفي بالدار البيضاء ودفن بزاوية الناصري هناك. عبد الله السوسي وفيه توفي عبد الله السوسي المعروف باتى وضو. كان علامة مشاركا مطلعا له شرح على الألفية. توفي في بلده. المعطي بن العربي الجامعي وفيه توفي المعطي بن الوزير العربي بن المختار الجامعي الصدر الأعظم زمن السلطان المولى الحسن. تقدمت وفاة والده عام تسعة وسبعين ومائتين وألف. توفي سجينا بمدينة تطوان بأمر من الوزير احماد كما تقدم والأمر لله، وكان جلوسه في الوزارة يوم السبت مهل جمادى الثانية عام تسعة وثلاثمائة وألف بعد وفاة الوزير الصنهاجي. الحسن بن المكي الشافعي وفي حوالي هذا العام توفي الحسن بن المكي الشافعي الشاوي أصلا الرباطي دارا. كان علامة مدرسا مشاركا توفي بالرباط. علي ابن الحاج التطواني وفيه توفي علي بن الحاج التطواني العامل وأمين الدولة بمدينة الصويرة كان خيرا محنكا مطلعا عاقلا. توفي بمدينة الصويرة ودفن بضريح سيدي مكدول بها، ذكره صاحب كتاب إيقاظ السريرة.

عام ستة عشر وثلاثمائة وألف

عام ستة عشر وثلاثمائة وألف محمد بن أحمد دنية وفي محرم المذكور توفي محمد-ضما-بن أحمد بن علي دنية الرباطي. تقدمت وفاة والده عام اثنين وثمانين ومائتني وألف. كان علامة مشاركا مطلعا حطيبا مصقعا. توفي ببلده الرباط. محمد بن محمد الصقلي وفي يوم الأربعاء تاسع صفر الخير توفي محمد بن محمد بن أحمد بن العربي الصقلي الحسيني. كان علامة مشاركا مدرسا وخطيبا. دفن بالقباب قرب قبة الشيخ أبي القاسم الوزير عن نحو ثمان وخمسين سنة. محمد بن التهامي البطاوري وفي ثامن وعشري صفر توفي محمد بن التهامي بن علي البطاوري الرباطي في حياة والده الآتي الوفاة عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف. كان فقيها مشاركا مدرسا فهامة نبيها. توفي في عنفوان شبابه. محمد بن المكي الوزاني وفي يوم الجمعة حادي وعشري ربيع الثاني توفي محمد بن المكي بن أحمد بن علي الوزاني الحسني الرباطي. كان مشاركا مطلعا يحبّ العلم والعلماء، معظما محترما. توفي بمدينة وزان ودفن بضريح جده هناك. تقدمت وفاة والده عام اثنين وستين ومائتين وألف. الطاهر بن الهادي ابن عزوز وفي يوم الاثنين فاتح جمادى الأولى توفي الطاهر بن الهادي بن أحمد ابن عزوز المكناسي. كان أستاذا مجودا مشاركا خيرا دينا. توفي ببلده. إدريس بن أحمد الفضيلي وفي يوم الثلاثاء تاسع جمادى الأولى المذكور توفي إدريس بن أحمد العلوي الشهير بالفضيلي الحسني. كان علامة مشاركا كاتبا مقتدرا نسابة مطلعا، له تآليف، منها الدرر البهية والجواهر النبوية في مجلدين طبع على الحجر بفاس، تكلم على الأنساب بفاس، وله غير ذلك. دفن بروضتهم في القباب. محمد بن عبد القادر الحبابي وفي صبيحة يوم السبت سادس جمادى الثانية توفي محمد بن عبد القادر الحبابي موقت منار القرويين، له اليد الطولى في علم الحساب والتنجيم والتعديل. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وتسعين ومائتين وألف دفن بالقباب.

محمد بن محمد المنوني

محمد بن محمد المنوني وفي سابع عشر جمادى الثانية توفي محمد-فتحا-بن محمد-ضمّا-المنوني المكناسي الحسني، تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وستين ومائتين وألف، الفقيه العلامة المشارك الحيسوبي المطلع. توفي ببلده مكناس. علي بن محمد المسفيوي وفي عشية يوم الخميس سادس رجب توفي علي بن محمد المسفيوي المراكشي. كان عالما مطلعا مشاركا، توفي عن نحو ستين سنة. تولى وزارة الشكايات مدة في الدولة الحسنية وصدر من الدولة العزيزية، له الدرر السنية في الدولة الحسنية في مجلد. توفي بمراكش، تقدمت وفاة والده عام ثمانية وسبعين ومائتين وألف. قرأ بفاس على شيوخ أجلة، وولي لما مات الفقيه الصفار الوزارة وله نظم بديع، وكلام في البلاغة رفيع، وله أخلاق طيبة ومسارعة في قضاء حوائج الناس. الحسن بن مبارك البعقيلي وفي شعبان توفي الحسن بن مبارك بن محمد البعقيلي السوسي، الولي الصالح العالم العلامة الرباني محيي السنة ومميت البدعة. ترجمته في المعسول. إبراهيم بن عبد الملك الضرير وفي عشري شعبان توفي إبراهيم بن عبد الملك الضرير المراكشي السوسي الأصل، الفقيه المشارك المدرس النحوي. توفي ببلده مراكش، له ترجمة في الإعلام. الطاهر بن محمد البلغيثي وفي يوم الاثنين ثامن قعدة توفي الطاهر بن محمد بن العربي العلوي البلغيثي الحسني، الكاتب المقتدر والشاعر المبدع. تقدمت وفاة والده عام سبعة وثلاثمائة وألف. توفي بمراكش ودفن بروضة الشيخ الجيلالي هناك. له كناشة حافلة وقفت عليها، ووقفت له على أشعار جلها في الأمداح، ومنها موشح على طريفة أهل الأندلس في مدح مولانا الحسن بديع في بابه، وله تخميس بيت أبي نواس. ليالي الأنس يا خلّى استقلّت … وأيام السرور لقد أطلّت وطير الروض بالألحان رنّت … إذا العشرون من شعبان ولّت فواصل شرب ليلك بالنهار الخ محمد بن عبد الله لُبَرِيس وفي رابع وعشري ذي القعدة المذكور توفي محمد بن عبد الله لبريس الرباطي. كان عالما مشاركا نحويا أدبيا. توفي ببلده.

محمد بن الكبير الإدريسي

محمد بن الكبير الإدريسي وفي ذي القعدة المذكور توفي محمد بن الكبير الإدريسي الحسني في حياة والده، العلامة المدرس النفاعة ودفن بضريح المولى إدريس بفاس. عبد الله بن محمد أكنسوس وفي ذي القعدة المذكور توفي عبد الله بن محمد بن أحمد أكنسوس المراكشي، الأديب الشاعر العلامة المشارك. تقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائتين وألف. توفي بمراكش ثم رأيت في الإعلام أنه توفي في سابع وعشري محرم في العام بعد هذا. المامون بن الطيب البلغيثي وفي يوم الجمعة عاشر ذي الحجة توفي المامون بن الطيب العلوي البلغيثي نقيب الأشراف في وقته، وهو والد شيخنا أحمد بن المامون الآتي الوفاة عام ثمانية وأربعين وثلاثمائة وألف، ودفن بقبة الشيخ علي ابن حرزهم خارج باب الفتوح. أحمد بن محمد ابن الحاج السلمي وبعد عصر يوم الاثنين سابع وعشري حجة المذكور توفي أحمد بن محمد بن الشيخ حمدون ابن الحاج السلمي المرداسي. تقدمت وفاة والده عام أربعة وسبعين ومائتين وألف، وكانت ولادته عام خمسة وثلاثين ومائتين وألف. الشيخ العلامة المشارك المطلع الحجة الأفضل النسابة المؤرخ الأشهر، له تآليف عديدة مفيدة، منها: الدر المنتخب المستحسن في بعض مآثر أمير المومنين مولانا الحسن، وهو أجمع تأليف كتب عن هذه الدولة السعيدة بقع في عدة أسفار؛ وله اختصار سماه الدرة التاريخيّة المهداة للحضرة الحسنية في ثلاثة أسفار؛ وحاشية على شرح المكودي على الألفية؛ وحاشية على شرح الأزهري على الأجرومية؛ وحاشية على شرح التاودي على التحفة لم تكمل؛ وتأليف في علم الطب سماه الدرر الطبية المهداة للحضرة الحسنية؛ وتقييد في مدينة أسفي؛ وتأليف في تفصيل ليلة المولد على ليلة القدر؛ وشرح على رسالة للسلطان المولى الحسن، إلى غير من التآليف. دفن بزاوية بعين الخيل. عبد الله بن إدريس البدراوي في يوم الثلاثاء ثامن وعشري حجة توفي عبد الله بن الشيخ إدريس البدراوي الحسني. تقدمت وفاة والده عام سبعة وخمسين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا محققا مدرسا، له الفهم الثاقب يحضر دروسه فحول الطلبة. تولى النقابة علي جميع الأشراف بفاس إلى وفاته، ودفن بروضتهم بالبليدة. كانت ولادته عام سبعة وثلاثين ومائتين وألف، وخلف ولدا واحدا تاتي وفاته. محمد بن أحمد السوسي وفي آخر هذا العام توفي محمد بن أحمد بن المكي السوسي المكناسي. كان علامة مدرسا مشاركا، له اطلاع كبير كما ذكر.

الطالب مزور

الطالب مزّور وفيه توفي الطالب مزّوز الفاسي أصلا نزيل مراكش. تذكر عنه كرامات ويخبر في بعض الأحيان بمغيات. توفي بمراكش. الحسين التمدرتي وفيه توفي الحسين-بالياء-التمدرتي السوسي، أحد علماء سوس ومدرسيها. توفي هناك، ذكره الشيخ المختار السوسي في كتابه سوس العالمة. محمد بن الملّوك الكندري وفيه توفي محمد بن الملّوك الكندري دفين قبيلة كندر، الولي الصالح، له أتباع وتلامذة، ولا يزال تقام له المواسم هناك، في أواسط شعبان من كل عام. أخذ عن الشيخ الخضر الشجعي المارّ الوفاة عام خمسة وتسعين ومائتين وألف. وهو عمدته، ومن أعظم تلامذته الشيخ محمد العطار الآتي الوفاة عام سبعة وأربعين وثلاثمائة وألف. العربي بن داود الشرقاوي وفيه توفي العربي بن داود بن العربي بن محمد بن المعطي بن صالح الشرقاوي. تقدمت وفاة أسلافه الكرام، يشار إليه بالخير والصلاح والعلم والولاية، ترأس على زاويتهم ببوجعد مدة. له تاليف في مناقب جده الشيخ العربي المار الوفاة عام أربعة وثلاثين ومائتين وألف سماه الفتح الوهبي في مناقب الشيخ العربي. توفي ببلده. محمد بن ناصر حركات وفيه توفي محمد بن ناصر حركات السلاوي. كان علامة مطلعا شاعرا مجيدا مكثرا، له نظم في الفرائض؛ ونظم في المساقاة؛ وله ديوان شعر في مجلد إلى غير ذلك. توفي ببلده. محمد التازي وفيه توفي محمد-فتحا-التازي الرباطي، الخيّر الذاكر المتبتل، تجانييّ الطريقة. وله شهرة عندهم إلى الآن.

حوادث

حوادث كسوف دام نحو ساعتين وفي خامس عشر صفر وقع كسوف وبقي نحو ساعتين وربع. إبراهيم بن الطيب الوزاني إبراهيم بن الطيب الوزاني رئيس الزوايا وفي رابع عشر رجب تولي إبراهيم بن الطيب بن أحمد الوزاني على جميع زوايا أهل المغرب الوازنية فصارت كلها تحت أمره. خسوف دام أربع ساعات وفي ليلة الثلاثاء رابع عشر شعبان وقع خسوف في القمر واستمر أربع ساعات. تولية الشيخ عبد الله ابن خضراء قضاء مقصورة السماط بفاس وفي يوم الأربعاء حادي عشر شوال ورد الأمر بتولية الشيخ عبد الله بن الهاشمي ابن خضراء السلاوي القضاء بمقصورة السماط، وجلس للحكم بين الناس يوم الأحد الخامس عشر منه.

عام سبعة عشر وثلاثمائة وألف

عام سبعة عشر وثلاثمائة وألف عبد الواحد بن محمد ابن فقيرة في ثاني ربيع الأول توفي عبد الواحد بن محمد ابن فقيرة الأنصاري المكناسي، تقدمت وفاة والده عام تسعين ومائتين وألف، العلامة المشارك النبيه، تحكي عنه نوادر وربما نظم شعرا. توفي بمكناس ودفن بروضة الشيخ ابن عيسى. المكي بن المهدي ابن سودة وفي يوم الثلاثاء خامس جمادى الأولى توفي المكي بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة. كانت ولادته عام ثلاثة وستين ومائتين وألف. وكان علامة مشاركا مطلعا مدرسا، له شرح على تائية الشيخ الحراق المار الوفاة عام أحد وستين ومائتين وألف؛ وله شعر متوسط الجودة. تولى القضاء بفاس الجديد وبمدينة الصويرة مدة، ودفن بزاوية والده بالعقبة الزرقاء. محمد بن محمد الكردودي وفي يوم الأحد خامس عشر جمادى الثانية توفي محمد بن محمد بن عبد القادر بن أحمد الكردودي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وستين ومائتين وألف. علامة مشارك مطلع، له تآليف. محمد الشيخ بن محمد ابن سليمان وفي سادس عشر جمادى الثانية توفي محمد بن محمد ابن سليمان الأندلسي المدعو الشيخ. كان كاتبا مطالعا مقتدرا. توفي بمراكش ودفن بزاوية الشيخ التباع. الغالي بن المكي ابن سليمان وفي أواسط شعبان توفي الغالي بن المكي بن أحمد ابن سليمان الأندلسي، العلامة المشارك الأديب الشاعر المقتدر الكاتب المتفنن. له عدة تآليف، منها: بدائع الاقتباس في مناقب أبي العباس؛ وبادرة الاستعجال في مناقب السبعة رجال؛ وأرجوزة في ذكر أشياخه؛ وديوان شعر في مجلد؛ والرحلة الصحراوية نظما ذكر فيها رحلة السلطان المولي الحسن إلى الصحراء آخر حياته؛ ونظم في الدولة العلوية وهو الذي شرحه الشيخ محمد بن مصطفى المشرفي الآتي الوفاة عام أربعة وثلاثين وثلاثمائة وألف؛ ونظم المعرب المبين للشيخ محمد ابن زاكور؛ وله شرح عليه صغير؛ والسيف المشرفي لقطع لسان المشرفي رد فيه على أبي حامد العربي المشرفي المار الوفاة عام ثلاثة عشر وثلاثمائة وألف حيث جعل تقييدا في دم أهل فاس؛ وله التحفة العرائشية على الصلاة المشيشية؛ وحاشية على المسلك السهل للإفراني؛ ولوامع الدرر شرح فيه درر الشيخ محمد الحراق على الحزب الكبير للإمام الشادلي؛ وشرح قصيدة ابن الفارض: زدني بفرط الحبّ فيك تحيّرا؛ وله منادمة الأقبال في معنى طيف الخيال؛ وله أيضا الجواهر الحسان في نظم الالحان، إلى غير ذلك من التقاييد والأنظام. توفي بمراكش ودفن بزاوية الشيخ إسحاق هناك.

سعيد بن موسى ابن احماد

سعيد بن موسى ابن احماد وفي سابع وعشري رمضان توفي محمد سعيد بن موسى بن احماد السوسي، أخ الوزير احماد الآتي الوفاة في العام بعد هذا. تقدمت وفاة والده عام ستة وتسعين ومائتين وألف. كان فقيها حازما ضابطا مطلعا، وإليه تنسب دار السي سعيد المعروفة بمراكش إلى الآن. كان وزيرا للحربية زمن السلطان المولى عبد العزيز إلى وفاته، وتولى مكانه المهدي بن العربي المنبهي الآتي الوفاة عام ثمانية وخمسين وثلاثمائة وألف. توفي بمراكش ودفن هناك. محمد أزنيط وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر شوال توفي محمد-فتحا-دعى أزنيط بن الحاج أحمد بن محمد المراكشي. علامة مشارك كثير التدريس والإفادة. أخذ عنه جم غفير، وانتفع بعلمه خلق كثير، توفي ببلده مراكش. إدريس بن محمد البخاري وفي أوائل قعدة توفي إدريس بن محمد بن العلاّم البخاري قائد المشور السعيد زمن السلطان المولى عبد العزيز. كان حازما ضابطا مطلعا على الأمور المخزنية، وولي مكانه ولده محمد الذي كان قائدا على مدينة فاس. توفي بمراكش. الطاهر بن محمد التسولي وفي يوم عرفة تاسع ذي الحجة توفي الطاهر بن محمد التسولي، الشيخ المربّي الكامل. أخذ أولا عن الشيخ محمد بن محمد الحراق الحسني المار الوفاة عام أحد وستين ومائتين وألف، ثم عن الشيخ الخضر الشجعي المار الوفاة عام خمسة وتسعين ومائتين وألف، وأخذ عنه علم التصوف خلق كثير. دفن بروضة الكثيريّين داخل باب عجيسة. وهو ابن أخ القاضي الشيخ علي التسولي المار الوفاة عام ثمانية وخمسين ومائتين وألف. عبد الله بن محمد عاشور وفي حادي عشر حجة توفي عبد الله بن محمد عاشور الأندلسي الرباطي. كان عالما مشاركا موثقا. دفن بالزاوية الدرقاوية بالرباط. إدريس ابن موسى وفي سادس وعشرى خحة توفي إدريس بن موسى أخ الوزير احماد الآتي الوفاة في العام بعد هذا، من أكبر رجال الدولة العزيزية. كان حازما مطلعا على الأمور. دفن بروضة المولى علي الشريف بمراكش. محمد بن عبد الرحمان العلوي وعند طلوع شمس يوم الثلاثاء سابع وعشري حجة توفي محمد بن عبد الرحمان بن علي بن محمد العلوي والد شيخنا عبد الرحمان بن زيدان الاتي الوفاة عام أربعة وستين وثلاثمائة وألف. كان أستاذا مطلعا، ترجم له ولده في إتحافه.

البشير بن موسى ابن احماد

البشير بن موسى ابن احماد وفيه توفي البشير بن موسى بن احماد أخ الوزير المذكور، وبموت هؤلاء الإخوة الثلاثة في وقت متقارب أخذت أيام أخيهم الوزير احماد المذكور في التراجع، بل تأثر المغرب كله. محمد بونوالة بناني وفيه توفي محمد بن أحمد بن الطيب بناني الفاسي أصلا المراكشي دارا المعروف ببونوالة، مشارك في العلوم كثير التدريس. توفي ببلده. العربي بن المقدم المنيعي وفيه توفي العربي بن المقدم المنيعي، العلامة المشارك والكاتب المقتدر. ولي قضاء مراكش مدة، وتوفي بمدينة طنجة حين ذهب إليها لأجل غرض مخزني. عبد المجيد بن محمد بركاش وفيه توفي عبد المجيد بن محمد-فتحا-بن عبد الرحمان بركاش الأندلسي الرباطي. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف. كان مشاركا مطلعا عاقلا تولى الامانة بمرسى مدينة طنجة. التهامي بن محمد السوسي وفيه توفي التهامي بن محمد السوسي الرباطي، كان يعد من طلبة الرباط توفي ببلده.

عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف

عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف أحمد بن محمد الكردودي وفي ليلة الأربعاء سادس عشر محرم توفي أحمد بن محمد بن عبد القادر الكردودي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وستين ومائتين وألف، وأخيه محمد في العام قبل هذا. وكانت ولادته في حدود الأربعين ومائتين وألف. عالم مشارك مطلع، له ولوع كبير بالأدب والتاريخ، عين كاتبا مع السفراء إلى أوربا. كان عدلا ثم كاتبا في وزارة الصفار ثم كاتبا عند موسى بن أحمد، وعين في سفارة عبد الصادق بن أحمد الريفي إلى إسبانية عام اثنين وثلاثمائة وألف ثم في سفارة الطريس إلى إيطالية بتاريخ تاسع عشر جمادى الثانية عام خمسة وثلاثمائة وألف صحبة القائد المعطي بن عبد العزيز الشاوي، وكذلك في السفارة إلى فرنسا بتاريخ سابع وعشري قعدة عام ستة وثلاثمائة وألف. له تآليف، منها: التحفة السنية للحضرة الشريفة الحسنية بالمملكة الإسبانية، وقد طبعت أخيرا إلى غير ذلك. دفن بزاوية الشيخ ابن الفقيه الكائنة بالمدارج الموصلة إلى حومة العيون. احماد ابن موسى وفي سابع عشر محرم توفي احماد-بمدّ الميم على لغة أهل سوس-بن موسى بن احماد السوسي. تقدمت وفاة والده عام ستة وتسعين ومائتين وألف وجده، الوزير الخبير، والصدر الكبير، السياسي المطلع، القابض على زمام الإمارة منذ وفاة المولى الحسن. كانت ولادته عام سبعة وخمسين ومائتين وألف. تقدم ما فعله مع الوزراء الجامعيين عند ذكر وفاة المولى الحسن عام أحد عشر وثلاثمائة وألف. وبموته انحلت سياسة المغرب وصارت بيد أناس لا معرفة لهم بالسياسة داخلا وخارجا. وقد ألف بعض الشاميين الذين دخلوا إلى المغرب أخيرا تأليفا في ترجمته سماه الثغر البسام في مآثر الوزير احماد بن موسي الهمام. توفي بمراكش ودفن بضريح المولى علي الشريف وولى مكانه الوزير ابن عمه الفقيه الحاج المختار بن عبد الله بن احماد الآتي الوفاة عام خمسة وثلاثين وثلاثمائة وألف، ولم يبق في الوزارة إلا أياما قليلة وعزل عنها. أحمد بن عبد الرحمان البلغيثي وفي تاسع وعشري محرم توفي أحمد بن عبد الرحمان العلوي البلغيثي الحسني نزيل مراكش، له كرامات. عبد الواحد ابن الموّاز وفي صبيحة يوم الجمعة خامس عشر ربيع الأول توفي عبد الواحد بن محمد ابن الموّاز الحسني السليماني، العلامة المطلع الكاتب المقتدر. له تآليف عديدة، منها تأليف في مناقب سبعة رجال مراكش؛ وتأليف في رحلة السلطان المولى الحسن إلى الصحراء. دفن بازاء داره

الطاهر بن عبد الكريم التازي

في مسجد بالطالعة من فاس. وقد ولي الكتابة مع السلطان المولي الحسن حين كان خليفة عن والده، وذلك في صفر عام تسعة وسبعين ومائتين وألف. الطاهر بن عبد الكريم التازي وفي يوم الأحد فاتح ربيع الثاني توفي الطاهر بن الحاج عبد الكريم التازي عامل مدينة طنجة، وبها توفي. كان مثال النزاهة والإقدام. عزوز بن عبد الرحمان الفاسي وفي يوم الإثنين متم ربيع الثاني توفي عبد العزيز المدعو عزوز بن عبد الرحمان الفاسي الفهري، العلامة المشارك المطلع، له اليد الطولى في علم التوقيت والترسيل. توفي بمراكش. مصطفى بن عبد الرحمان البريبري وفي ثامن وعشري جمادى الأولى توفي مصطفى بن عبد الرحمان البريبري الرباطي، عالم مطلع مشارك خيّر دين، دفن ببلده. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وتسعين ومائتين وألف. محمد بن الهادي الصنهاجي وفي جمادى الأولى توفي محمد بن الهادي بن موح الصنهاجي المكناسي. تقدمت وفاة أخيه عام سبعة وثلاثمائة وألف، علامة مطلع كان ينوب عن قاضي بلده وبها توفي. محمد بن أحمد الغياتي الودغيري وفي يوم الأربعاء رابع عشر جمادى الثانية توفي محمد بن أحمد الودغيري الحسني الشهير بالغياثي، من شرفاء فجيج، يشار إليه بالخير والصلاح والمعرفة، دفن بروضة الشاميين الكائنة بالقباب، وجعلت عليه قبة عرفت به. انظر الأصل توفي عن نحو ثمانين سنة. عبد المالك بن محمد العلوي الضرير وفي الساعة العاشرة من يوم الجمعة سادس عشر جمادى الثانية توفي عبد المالك بن محمد ابن عبد الله العلوي السجلماسي الحسني الضرير من دار سيدي الحسن، العلامة المشارك الحافظ المدرس المتبرك به. ولد عام أربعة وثلاثين ومائتين وألف، ودفن بالزاوية الناصرية. ولقريبه وتلميذه أبي محمد عبد السلام بن عمر العلوي الآتي الوفاة عام خمسين وثلاثمائة وألف تأليف سماه الروض النضير بترجمة الشريف مولاي عبد المالك الضرير. تقدمت وفاة والده عام خمسة وثمانين ومائتين وألف. محمد بن الشاهد اليوبي وفي أواسط جمادى الثانية المذكورة توفي محمد بن الشاهد اليوبي الحسني، تقدمت وفاة والده عام أحد وثمانين ومائتين وألف، علامة مشارك مطلع تولى قضاء مدينة الجديدة أكثر من عشرين سنة.

الحبيب بن التهامي ابن كيران

الحبيب بن التهامي ابن كيران وفي ليلة الجمعة منتصف رجب توفي الحبيب بن التهامي بن حمدون ابن كيران، الفاسي أصلا المراكشي موطنا، العلامة المشارك الموثق الخطيب المصقع المطلع. توفي بمراكش. محمد الفضيل بن الفاطمي الإدريسي وفي يوم الجمعة عاشر شعبان توفي محمد الفضيل بن الفاطمي الحسني الإدريسي الزرهوني. تقدمت وفاة والده عام ستة وخمسين ومائتين وألف، العلامة المحدث المشارك المطلع الحجة. له تآليف، منها: شرح علي صحيح البخاري في أربعة أسفار ضخام سماه الفجر الساطع علي الصحيح الجامع، أو النهر الجاري على صحيح الإمام البخاري. أطال فيه وانتصر فيه لمذهب الإمام مالك. توفي بزرهون بلده. الفاطمي بن محمد ابن سودة وفي رابع رمضان توفي الفاطمي بن محمد بن علال ابن سودة. كان عالما مطلعا عدلا موثقا، توفي بالدار البيضاء لكونه كان عدلا بمرساها، ودفن بزاوية درقاوة قرب ضريح الشيخ علي القيرواني هناك. محمد بن أحمد البوعيشي وفي ثامن عشر شوال توفي محمد بن أحمد البوعيشي المراكشي، العلامة المشارك، كان يحفظ السبع وأخذ عنه عدة أعلام بمراكش، وبها توفي، ترجمته في الإعلام. إدريس بن أحمد الخطابي وفي ليلة الخميس مهل قعدة توفي إدريس بن أحمد الخطابي الزرهوني، علامة مشارك مطلع تولى النيابة عن قاضي مكناسة الزيتون بمدينة زرهون مدة طويلة. توفي بمسقط رأسه. أحمد بن عبد القادر العرائشي وفي حجة توفي أحمد بن عبد القادر العرائشي المكناسي. علامة مطلع موقت، له مهارة تامة في علم الحساب والتعديل والتنجيم. توفي ببلده. محمد بن التهامي دينية وفيه توفي محمد بن التهامي بن علي بن عبد الرحمان دينية الأندلسي الرباطي. كان خيرا دينا محافظا على فروضه الدينية يشار إليه بالصلاح. تقدمت وفاة والده عام عشرة وثلاثمائة وألف. توفي ببلده. إدريس بن محمد الحجرتي وفيه توفي إدريس بن الشيخ محمد بن عبد الرحمان السجلماسي الحجرتي. تقدمت وفاة والده عام خمسة وسبعين ومائتين وألف، العالم المشارك. العربي بن محمد الحجرتي وكذلك توفي فيه أخوه العربي، ودفنا معا قرب أبيهما بالقباب.

الحسين اليعقوبي

الحسين اليعقوبي وفيه توفي الحسين-بالياء-اليعقوبي السوسي. كان علامة مشاركا مطلعا مدرسا، أخذ العلم بمراكش ورجع إلى بلده، فكان أعظم عالم في تلك الناحية وتخرج عليه عدد من العلماء لأنه كان يقتدي بشيخه محمد بن يوسف الركني المار الوفاة عام ستة وثمانين ومائتين وألف. له ترجمة في كتاب الإعلام. محمد بن العابد ابن سودة وفي آخر هذا العام توفي محمد بن العابد بن الشيخ أحمد ابن سودة في حياة والده وجده، العالم المشارك النجيب النابغة، توفي في شبابه، وتاتي وفاة والده عام تسعة وخمسين وثلاثمائة وألف. دفن بزاوية جده من قبل ألام الشيخ المهدي الكائنة أسفل العقبة الزرقاء. حوادث قتل يهودي أهان شريفا بفاس وفي يوم الخميس متم صفر كان شريف مارا بالطالعة الكبرى من فاس وإذا بيهودي متنصر راكب على بردونه أراد المرور قبله وسط الناس فضرب الشريف بكتفه فنهره، وسبّ اليهودي الشريف فرد عليه بالمثل، ثم إن اليهودي ضربه بمسدس كان معه فأصابه في ركبته، فانتصر أهل الحومة والمارة ومن بالسوق وقتلوا اليهودي حالا. وقد بسطت هذا القضية في الأصل فانظره. سفارة مغربية إلى فرنسا وفي آخر هذا العام أرسلت الحكومة المغربية سفارة إلى الدولة الفرنسية مركبة من عبد الكريم ابن سليمان ومحمد-فتحا-الجبّاص وبناصر غنام الرباطي، وبقيت هذه السفارة بعاصمة فرنسا إلى عام أحد وعشرين وثلاثمائة وألف، وكانت النتيجة من هذه السفارة أن تخلت الحكومة المغربية على قبيلة أولاد جرير، ودوي منيع وبلاد القنادسة، كل ذلك بشرق المغرب ودخل في حكم الجزائر، والأمر لله كيف شاء فعل.

عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف

عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف محمد المفضل بن الهادي ابن عزوز في شهر صفر توفي محمد المفضل بن الهادي بن أحمد ابن عزوز المكناسي. كان عالما مشاركا متبحرا مطلعا معروفا بالإجادة والإفادة. من آخر أعلام مكناسة الزيتون. له تآليف، منها: كشف الرّان عن قلب مانع الزيارة ومفضّل الوظيفة عن القرآن؛ والنصيحة النافعة للطريقة الدرقاوية؛ وشرح رجز العربي الفاسي في الذكاة؛ وشرح الألفية لم يكمل؛ وشرح الهمزية كذلك، إلى غير ذلك من التآليف. دفن بالزاوية الكنتية بمكناس مسقط رأسه. إدريس بن عبد السلام ابن سودة وفي مهل ربيع الثاني قبل العصر بربع ساعة توفي إدريس بن عبد السلام ابن الشيخ المهدي ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا، ودفن بزاوية جده الكائنة أسفل العقبة الزرقاء، وكانت ولادته عام اثنين وثمانين ومائتين وألف، له كناشة حافلة وقفت عليها. علال بن أحمد ابن شقرون وفي يوم الأربعاء ثامن وعشري ربيع الثاني توفي علي المدعو علال بن الحاج أحمد بن محمد ابن شقرون، من أولاد ابن شقرون المعروفين بفاس. كان شاعرا أديبا مطلعا ودفن بروضة درب الحرة. المكي بن عبد الرحمان الخصاصي وفي يوم الثلاثاء رابع جمادى الأولى توفي المكي بن عبد الرحمان بن عبد السلام الخصاصي. تقدمت وفاة والده عام تسعة وثمانين ومائتين وألف. العالم الفرضي الحيسوبي المشارك، كان هو الفرضي بفاس نيابة عن أخيه محمد، ودفن بروضتهم بالقباب. إدريس بن علي السناني وفي زوال يوم السبت خامس عشر جمادى الأولى توفي إدريس بن علي بن الغالي بن المهدي السناني المالكي البكري. كان أدبيا ناظما ناثرا مستحضرا، له مشاركة واطلاع. ألّف تأليف، منها: ديوان شعر سماه الروض الفاتح بأزهار النسيب والمدائح؛ وله ديوان في الملحون يحفظ جله أهل هذا الفن؛ وله رسالة التذكير في بعض ما يجب على الفقير؛ وله تأنيس المسجونين وتنفيس المحزونين؛ ونزهة الأعيان وتبصرة الإخوان في تبين ما بني عليه مقام الإحسان، الكبير والصغير؛ وتآليف في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على نسق دلائل الخيرات؛ والمقامة المغنية عن المدامة. دفن خارج باب المحروق

عبد الهادي بن محمد الشاوي العواد

عبد الهادي بن محمد الشاوي العوّاد وفي سادس عشر جمادى الأولى توفي عبد الهادي بن محمد الشاوي أصلا عرف بالعوّاد. كان خيرا دينا صالحا، له رواية وسماع. ولد في حدود الأربعين ومائتين وألف. محمد بن عبد القادر الشاوي وفي ليلة الاثنين السابع عشر منه توفي محمد بن عبد القادر الشاوي أصلا الفاسي مولدا، يشار إليه بالخير والصلاح، ممن تبرك به شيخنا عبد الحفيظ الفاسي الآتي الوفاة عام اثنين وثمانين وثلاثمائة وألف. مسعود الطالبي المجاطي وفي أواخر جمادى الثانية توفي مسعود الطالبي المجاطي السوسي، علامة مشارك كثير التدريس والإفادة. توفي ليلة الاثنين بعد العشاء. المدني بن محمد السوسي وفي يوم الخميس ثاني وعشري جمادى الثانية توفي المدني بن محمد بن الحسين السوسي، الشيخ العلامة المشارك المقرئ بروايات السبع، والأستاذ المجود المطلع. ترجمته في كتاب المعسول. أحمد بن العربي العمراني وفي رمضان توفي أحمد بن العربي العمراني المراكشي. ولد عام خمسين ومائتين وألف. كان خيرا دينا يشار إليه. علي بن أحمد الرجراجي القرمودي وفي غروب ليلة الأربعاء سابع وعشري رمضان توفي علي بن أحمد الرجراجي القرمودي المراكشي. كان فقيها أستاذا عارفا بالقراءات معدّلا، تولى القضاء بقصبة مراكش. محمد التاودي بن المهدي ابن سودة وفي ليلة الخميس سادس شوال توفي محمد التاودي بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة. كانت ولادته عام سبعة وأربعين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا فصيحا، تولى قضاء مدينة طنجة مدة، وله رحلة إلى بلاد الآستانة. دفن بزاوية والده الكائنة أسفل العقبة الزرقاء. محمد بن علال الفاسي وفي سابع عشر شوال توفي محمد بن علال بن عبد الله الفاسي الفهري، تقدمت وفاة والده عام أربعة عشر وثلاثمائة وألف، الفقيه العلامة الخطيب المشارك دفن بزاويتهم بالقلقليين. محمد بن عبد الرحمان القندوسي وفي شوال توفي محمد بن عبد الرحمان القندوسي. كان أستاذا مجودا صالحا يشار إليه.

أحمد بن محمد الراشدي

أحمد بن محمد الراشدي وفي يوم الثلاثاد تاسع وعشري حجة المذكور توفي أحمد بن محمد الراشدي المكناسي الأصل الفاسي الدار. كان عالما مشاركا شاعرا مجيدا. توفي ببلده. مسعود المعدري وفيه توفي مسعود المعدري السوسي. كان علامة مشاركا مطلعا، له تأليف جمع فيه أخبار من لقيهم من العلماء والصلحاء من أهل سوس. محمد بن محمد ابن الهاشمي وفيه توفي محمد بن محمد بن محرز المعروف بابن الهاشمي الرباطي، الخير الذاكر المنتسب الصالح. توفي ببلده. محمد بن قاسم كديرة وفيه توفي محمد بن قاسم كديرة الرباطي، الفقيه الأديب المشارك. توفي ببلده. حوادث عزل محتسب فاس محمد الشامي وفي يوم الثلاثاء متم قعدة عزل محتسب فاس محمد بن محمد بن عبد الحفيظ الشامي الخروجي عن حسبة مدينة فاس، وكادت عامة فاس أن تنهب داره لولا تدخّل أهل حومته، انظر الأصل. وستاتى وفاته عام ثلاثين وثلاثمائة وألف وتولى مكانه إدريس ابن زاكور ولم تحمد سيرته كذلك. دخول السلطان عبد العزيز إلى فاس وفي يوم السبت رابع حجة دخل السلطان المولى عبد العزيز إلى فاس وبقى بها إلى أن سافر منها يوم الاثنين تاسع شعبان عام عشرين وثلاثمائة وألف.

عام عشرين وثلاثمائة وألف

عام عشرين وثلاثمائة وألف عبد المالك بن الكبير العلمي في ظهر يوم الاثنين خامس محرم توفي عبد المالك بن الكبير العلمي الحسني. كان علامة مشاركا خيرا دينا، له تآليف، وكان إماما بجامع الرصيف مدة. دفن بالقباب قرب ضريح الشيخ الجنوي مقابلا لبابه. أحمد بن عبد الله الإدريسي الصويري وفي يوم الجمعة ثالث وعشري محرم توفي أحمد بن عبد الله الإدريسي الحسني التناني الشهير بالصويري. كانت ولادته عام عشرين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مهندسا فلكيا معدلا، آخر من أتقن هذه الفنون، وكانت له فيها مهارة، وهو الذي جمع كناشة في قسمة ماء فاس ويعرف بين أهل فاس بكناشة الصويري وكناشة أخرى في علم الهندسة. توفي بمدينة مراكش. أحمد بن محمد بوضربة وفي يوم الخميس ثالث صفر بعد الزوال توفي أحمد بن محمد بوضربة المراكشي، علامة خطيب مطلع. توفي ببلده. ياسين بن محمد السوسي وفي ثامن ربيع الأول توفي ياسين بن محمد بن عبد القادر السوسي، العلامة المشارك المدرس، له شعر قليل. ترجمته في كتاب المعسول. محمد المفضل بن المكي السوسي وفي يوم الأحد سابع ربيع الثاني توفي محمد المفضل بن المكي بن أحمد السوسي المكناسي. كان علامة مشاركا مطلعا مدرسا مقتدرا. توفي بفاس ودفن بالزاوية الناصرية. إسماعيل بن محمد العلوي وفي حادي عشر ربيع الثاني توفي المولى إسماعيل بن السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني. كان خليفة لأخيه المولى الحسن بفاس مدة، وهو جد الخليفة الحالي بالمنطقة الشمالية بتطوان الآن. مصطفى جسوس وفي ربيع الثاني توفي الحاج مصطفى جسوس الرباطي. كان من أكبر الأمناء عند السلطان المولى الحسن، مكلفا عنده بمراقبة حساب الدفاتر والكنانيش. توفي ودفن بالزاوية الناصرية.

أبو بكر بن عبد الملك التبر

أبو بكر بن عبد الملك التبر وفي عشية يوم الخميس تاسع جمادى الأولى توفي أبو بكر بن عبد الملك التبر الحسني، من الشرفاد أولاد التبر المعروفين بفاس، العارف الكامل الواصل الخير الذاكر. أخذ الطريقة عن الشيخ عمر الصقلي المار الترجمة عام سبعة وثلاثمائة وألف وهو عمدته، وأخذ عنه عدة علماء وتبركوا به وافتخروا بالأخذ عنه. العربي بن إدريس العلمي وفي ليلة السبت سادس عشر جمادى الثانية توفي العربي بن إدريس العلمي الحسني نزيل مدشر مساوة احد مداشر جبل زرهون، كان شيخا جليلا خيرا دينا صالحا، له شعر على طريق أهل التصوف، منه نظم في الطريقة التجانية سماه منحة الإخوان. دفن بالمدشر المذكور. رقية التّركية في يوم الجمعة ثالث وعشري جمادى الثانية توفيت رقية التّركية أم السلطان المولى عبد العزيز، ولعلها توفيت بفاس. سعيد بن فرجي البخاري وفي يوم الخميس خامس شوال توفي الحاج سعيد ولد القائد فرجي البخاري. كان شجاعا مقداما ممّن يعتمد عليه أيام مولانا الحسن وولده المولى عبد العزيز. محمد بن عبد الرحمان البيضاوي وفي شوال توفي محمد بن عبد الرحمان الملقب بالزويش البيضاوي ذكره الشيخ فتح الله بناني في طبقاته. إدريس عمّور وفي ثاني وعشري قعدة توفي إدريس عمّور، من أولاد عمّور المعروفين بفاس. كان علامة مدرسا مشاركا، أخذ عنه عدة من الطلبة ودفن بروضة أولاد بنونة الكائنة قرب ضريح الشيخ أبي غالب بحومة صريوة داخل باب الفتوح. عبد السلام بن محمد الصنهاجي وفي ثامن حجة توفي عبد السلام بن الحاج محمد بن عمر الصنهاجي المكناسي. كان علامة محصلا مدرسا مشاركا نفاعة. محمد الفيلالي الكيكي وفيه توفي محمد الفيلالي من وادي كيكا-بكاف معقودة-كان صوفيا فاضلا يشار إليه بالخير والصلاح، تبرك به شيخنا عبد الحفيظ الفاسي الفهري. العربي بن حيدة الشّركي وفي هذه العشرة أو ما قاربها توفي العربي بن حيدة الشّركي، الشاعر المقتدر الأديب المشارك. انظر الأصل.

سعيد بن عبد الله المعافي الدكالي

سعيد بن عبد الله المعافي الدكالي وفي هذه العشرة توفي سعيد بن عبد الله المعافي الدكالي بمدينة أسفي. له وردة الناشق وروضة العاشق تكلم فيه على بعض حوادث المغرب في وقته، ذكره الشيخ الكانوني في بعض كنانيشه. محمد بن الحسن السّبعي وفي هذه العشرة توفي محمد بن الحسن السّبعي، فقيه له رحلة، رحل من بلده دويرة السبع ضحى يوم الأربعاء تاسع شوال من عام عشرة وثلاثمائة وألف، وقفت عليها في مجلد وسط. العربي السّموكني الإفراني وفي هذه العشرة توفي العربي السّموكني ثم الإفراني السوسي، علامة مشارك له مجموعة أشعار في بعض الإلغيين بسوس. كذا في سوس العالمة. عبد السلام التسولي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي عبد السلام التسولي أحد رجال الدين، بعثهم المولى الحسن رحمه الله إلى أوربا لأجل طلب العلم النافع، وتخرج هذا الرجل في علم المعادن. وقفت له على تقرير قدّمه لمولاي الحسن في رابع وعشري قعدة عام ستة وثلاثمائة وألف في احد الكنانيش بالخزانة الملكية بالرباط نقتطف منه ما ياتي: "ووجدت في بني يزرة من قبيلة غمارة التي تحت قيادة القائد عبد الفضيل ابن إدريس وجدنا معدن الفضّة والنحاس والحديد والكرميط، وبمحل يسمى القربوف كان يستخدم زمن بني مرين به معدن الذهب. والحاصل بقبيلة غمارة معادن شتى وخصوصا عند بني زيات وبني منصور انتهى باختصار. انظر نصه الكامل بالأصل وبه تعلم ما خطه مولانا الحسن من الرقى للبلاد ولكن ضيّعه قومه والأمر لله. محمد بن داني الصغير ماخوخ وفيها أو قريب منها توفي محمد بن داني الصغير المدعو ماخوخ، العلامة الأديب الشاعر. ولد بمراكش وبها توفي. وفقت على بعض شعره وهو متوسط الجودة. ترجمته في الإعلام، ولم يتحقق من تاريخ وفاته. الحسن بن أحمد المزميري وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي الحسن بن أحمد بن عبد الرحمان المزميري المراكشي، الفقيه العلامة المشارك المتقن الحيسوبي. طلب العلم بفاس وتولى القضاء بمدينة الصويرة، ثم اعفي منها ورجع إلى مراكش واستوطنها. له تآليف، منها حاشية على تاليف عبد الرحمان الفاسي في اللوغاريتمو؛ وتأليف في تسطير الرخامات. توفي في آخر هذه العشرة من هذه المائة وله ترجمة في كتاب الإعلام.

أحمد بن حافظ الشنجيطي

أحمد بن حافظ الشنجيطي وفي شهر شوال توفي أحمد بن الشيخ حافظ الشنجيطي الشيخ حافظ المستحضر المطلع، دخل إلى المغرب ووصل إلى فاس وبقى به مدة. توفي ببلده عن نحو احدى وتسعين سنة. حوادث ظهور الثائر بوحمارة وفي أوائل رجب من هذا العام ظهر الثائر بوحمارة الجيلالي بن إدريس الزرهوني، أصله من جبل زرهون، كان مخزنيا عند الخليفة بفاس المولى عمر بن المولى الحسن، وكان من حزب الوزراء الجامعيين. فلما تولى احماد بن موسى زمام الأمر كان من المسجونين بحبس الدكاكين بفاس مع الوزير المنبهي. وفي مدة سجنه اشتغل بعلم الرمل والكهانة وضرب الفال إلى غير ذلك مما كان شائعا في ذلك الزمان، وأعانه على ذلك بعض المشعوذين ممن سجن معه. لقب بأبي حمارة لأنه أتى من الجزائر من تلمسان راكبا على حمارة قاصدا نواحي جبال غياتة، واجتمعت عليه بعض القبائل هناك باسم المولى محمد-فتحا-بن السلطان المولى الحسن الآتي الوفاة عام خمسة وستين وثلاثمائة وألف الذي هو أكبر أولاد مولانا الحسن، وشاع أمره بينهم باسم أبي حمارة لا باسم المولى محمد-فتحا-وكانت الحكومة الفرنسية تؤيده بالمال والعدة تمهيدا لنشر الحماية على المغرب. وفي عشري رجب المذكور استولى على مدينة تازا وجعلها دار إمارته وكان العامل عليها من قبل المولى عبد العزيز ولد الشّيكر. وبقى أمر أبي حمارة في زيادة وظهور إلى أن استولى على جل القطر الشرقي من المغرب، وبسبب ظهور أبي حمارة عرف المغرب أهوالا ومصائب لا قبل له بها، وقد اضطر إلى اقتراض أموال مهمة وشراء عدة أدوات حربية من عدة دول أوربية لأجل القضاء على ثروة أبي حمارة الذي سعى في الأرض فسادا، إلى أن قبض عليه المولى عبد الحفيظ وقتله عام سبعة وعشرين وثلاثمائة وألف كما ياتي.

عام أحد وعشرين وثلاثمائة وألف

عام أحد وعشرين وثلاثمائة وألف عبد الله الكامل الأمراني وفي يوم السبت عشري جمادى الأولى توفي عبد الله المدعو الكامل بن محمد-فتحا-بن عبد الله بن الطاهر بن محمد الأمراني الحسني العلوي. تقدمت وفاة والده عام خمسة وسبعين ومائتين وألف. كان علامة حافظا مطلعا حجة دراكة، له المشاركة التامة في جل الفنون مع تحقيق وتدقيق. له فهرسة جمعها له أحد تلامذة في كراسة. دفن بزاويتهم الكائنة بحومة السياج، وكانت ولادته عام ستة وستين ومائتين وألف. عبد القادر بن عبد الرحمان العلوي وفي أواخر جمادى الثانية توفي عبد القادر بن عبد الرحمان بن زيدان الحسني العلوي الإسماعيلي المكناسي دارا، العلامة المشارك، وهو عمّ شيخنا عبد الرحمان ابن زيدان قرأ عليه واستفاد منه. توفي ببلده مكناس. أحمد بن الطالب ابن سودة وفي صبيحة يوم الجمعة عاشر رجب توفي أحمد بن الطالب بن محمد-فتحا-ابن سودة، الشيخ الإمام، علم الأعلام، الحجة المشارك المحقق المدقق المدرس شيخ الجماعة وشيخ سلطان وقته صاحب الإملاء بين يديه. كانت ولادته عام أحد وأربعين ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وأربعين ومائتين وألف. له حاشية على صحيح البخاري في مجلدين؛ وله القول الأتم فيما لهم بالتدمية بالسمّ؛ وتحرير المقال بغير اعتساف فيما لهم في البسملة من الخلاف؛ وختمات لصحيح الإمام البخاري إلى غير ذلك من التآليف والتقاييد. دفن بزاوية الشرادي قبالة درب الدرج بالعدوة، وهو أول من دفن بها. عبد السلام بن محمد المقري وفي يوم الأحد ثاني عشر رجب توفي عبد السلام بن محمد المقري القرشي والد الصدر الأعظم الحاج محمد المقري، من أكبر وجهاء الدولة، كان حازما ضابطا مطلعا على الأمور مع تودة ووقار. دفن بزاوية الشيخ ابن ناصر بحومة السياح. عبد السلام العروسي قشقوش وفي أوائل رمضان توفي عبد السلام العروسي الملقب بقشقوش، الشريف الحسني الولي الصالح الصوفي الملامتي. توفي بفاس. عبد العزيز هز بن أحمد الدبّاغ وفي ثالث شوال توفي عبد العزيز بن أحمد الدباغ الحسني المعروف بهز، من الشرفاء الدباغين المعروفين بفاس. كان وليا صالحا يشار إليه بالخير والصلاح.

محمد بن القاسم البهلولي

محمد بن القاسم البهلولي وفي ليلة السادس من شوال توفي محمد بن القاسم البهلولي، الشيخ الجليل المتبرك به. أخذ عن الشيخ الخضر الشجعي المار الوفاة عام خمسة وتسعين ومائتين وألف. وهو عمدته، أخذ عنه عدد من العلماء طريق التصوف، وكان خليفة للشيخ الشّجعي المذكور يقوم بأمر الزاوية التي بحومة المخفية. توفي قريبا من جبل كندر وهناك دفن، ولا يزال أتباعه يقيمون له موسما في كل سنة. الهاشمي الزرهوني وفيه توفي الهاشمي الزرهوني إمام ضريح المولى إدريس بن إدريس الأزهر. كان عالما مشاركا خيرا دينا مدرسا، أخذ عنه الشيخ أحمد بن الخضر العمراني الحسني الآتي الوفاة عام سبعين وثلاثمائة وألف. أحمد بن عبد الله بركاش وفيه توفي أحمد بن عبد الله بركاش الرباطي يذكر أنه من طلبة الرباط. تقدمت وفاة أخيه عام ستة وثلاثمائة وألف، وبعض أقاربه. عبد الصادق بن محمد الرجراجي وفيه توفي عبد الصادق بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الصادق الرجراجي نزيل الصويرة، الفقيه العلامة المشارك الخطيب، تولى قضاء مدينة الصويرة مدة. ذكره في كتاب إيقاظ السريرة. محمد البقالي وفيه توفي محمد البقالي، كان وليا صالحا من أشياخ الشيخ فتح الله بناني، ذكره في فهرسته، ولعله من أهل مدينة سلا. حوادث قرض للمغرب من انجلترا في ثالث محرم أخذ المولى عبد العزيز قرضا من الدولة الأنجليزية لأجل الدفاع عن المغرب ضد الثائر بوحمارة المذكور لأنه استفحل أمره بشرق المغرب. انظر شروط ذلك مفصلا في كتابنا زبدة الاثر. قرض من الدولة الفرنسية وفي رمضان استسلف السلطان المولى عبد العزيز من الدولة الفرنسية اثنين وستين مليونا من الفرنك لأجل الدفاع ضد الثائر بوحمارة المذكور الذي قام عليه بشرق المغرب فأخذتها دائرة السوء التي كانت لها السيطرة إذ ذاك، كما أخذت ما استسلفه من الدولة الانجليزية واقتنت بذلك قصورا ودورا وصارت بسبب ذلك تعدّ من الأغنياء ومن وجهاء المغرب، والأمر لله ولو شاء ربك ما فعلوه.

عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف

عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف محمد بن الحسين العراقي وفي صفر توفي محمد بن الحسين العراقي الحسيني، ذكره الشيخ فتح الله بناني في طبقاته. مكلين الحرّاب الأنجليزي وفي عشري ربيع الأول توفي الكولونيل الانجليزي مكلين الحرّاب للعسكر زمن المولى الحسن أتى به لأجل تدريب العسكر وأسكنه بعرسة الناعورة أعلى رأس الزاوية من حومة المخفية التي كانت تنسب إليه ولا زالت إلى الآن، وبها المدرسة الابتدائية، وأصلها للسيد عبد الله بن أحمد المار الوفاة، وكان أصلها من أملاك الشيخ أحمد بن عبد الله معن، وبقى الكولونيل المذكور يقوم بمهمته بعد وفاة المولى الحسن إلى أن توفي في التاريخ المذكور. الفاضل بن عبد المجيد السرغيني وفي ليلة ثاني وعشري ربيع الثاني توفي الفاضل بن عبد المجيد السرغيني المراكشي، له معرفة بعدد من العلوم. تولى الخطابة في بعض المساجد الكبرى بمراكش وبها توفي. العربي ولد فرجي البخاري وفي يوم الخميس حادي عشر جمادى الأولى توفي القائد العربي بن الحاج الجيلالي ولد فرجي البخاري. كان من أكبر القواد زمن مولانا لحسن وولده المولى عبد العزيز، ودفن بروضة الشيخ ابن العربي خارج باب المحروق. إدريس بن الطايع البلغيثي وفي ثامن وعشري جمادى الأولى توفي إدريس بن الطايع بن المبارك العلوي البلغيثي الحسني. كان عالما موقتا مشاركا حكيما مهندسا، وهو الذي صحح طبع كتاب اقليدس على الحجر بفاس. الحسين بن محمد الودغيري وفي سابع وعشري شعبان توفي الحسين بن محمد الودغيري الحسني كان كاتبا مقتدرا مطلعا له شهرة. إبراهيم بن اليزيد العلوي وفي يوم الاثنين ثالث رمضان توفي إبراهيم بن اليزيد العلوي الحسني، العلامة المشارك المطلع المدرس، كان من المدرسين بالقرويين، ودفن بروضتهم بالقباب.

العربي بن فضول ابن شمسي

العربي بن فضول ابن شمسي وفي ثاني عشر ذي القعدة توفي العربي بن فضول ابن شمسي المكناسي، شيخ القراء بمدينة مكناس، العلامة المشارك المطلع. توفي ببلده. محمد بن المفضل ابن جلون الجبينة وفي يوم الأحد متم ذي القعدة توفي الحاج محمد بن المفضل بن الحاج محمد بن جلون عرف الجبينة المثري الشهير، ودفن بزاوية الصقليين الكائنة بحومة البليدة. محمد بن أحمد الصقلي وفي يوم الخميس حادي عشر ذي الحجة توفي محمد بن أحمد الصقلي الحسيني، الشريف الجليل الولي الصالح الصوفي العامل بعلمه، يشار إليه بالخير والصلاح. دفن يومه بزاويتهم الكائنة بباب النقبة ولها خراجة للسبع لويات. وكان يعرف بالسيّد. خلّف عدة أولاد كلهم يشار إليهم بالخير والصلاح. عبد القادر ابن زاكور قنيدل وفي يوم الاثنين سادس وعشري ذي الحجة أقيم الحد على عبد القادر ابن زكور المعروف بقنيدل لكونه قتل شريفا علويا، قتل بباب الشريعة بعد ما أفتى العلماء بقتله. عبد السلام بن الخضر الزيادي وفي ذي الحجة توفي عبد السلام بن الخضر الزيادي الرباطي. عالم جليل ومحصل شهير، له اطلاع في المعقول والمنقول كثير التدريس. توفي ببلده. عبد الله بن صالح الإلغي وفي سادس وعشري حجة توفي عبد الله بن صالح بن عبد الله الإلغي السوسي. كان فقيها عالما مطلعا أديبا شاعرا، له ترجمة في المعسول. محمد بن أحمد العلمي بوضة وفيه توفي محمد-فتحا-بن أحمد العلمي الحسني عرف ببوضة. كان خيرا صالحا ذاكرا، وكان لأهل فاس فيه اعتقاد كبير. عبد القادر الزياني وفيه توفي عبد القادر الزياني، الأديب المشارك المطلع العالم، كان كاتبا بدار المخزن وتولى القضاء بمدينة القصر الكبير مدة، ثم أخّر عنه ورجع إلى فاس، وبها توفي في هذا العام. كذا بخط شيخنا عبد الحفيظ الفاسي. محمد الطيب الفيلالي وفيه توفي محمد الطيب الفيلالي. علامة مشارك مطلع، له تآليف.

عبد الرفيع بن محمد الإيراري

عبد الرفيع بن محمد الإيراري وفيه توفي عبد الرفيع بن محمد الإيراري الفيلالي. كان علامة مشاركا شاعرا مجيدا، توفي في عنفوان شبابه. محمد بن الهاشمي السلاوي وفيه توفي محمد بن الهاشمي السلاوي، كان شيخا جليلا يشار إليه بالخير والصلاح، توفي بالرباط ودفن هناك. أحمد ابن علي الدكّالي وفيه توفي أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله الدكّالي السلاوي، وهو عمّ المؤرخ الشهير محمد بن محمد ابن علي الدكالي الآتي الوفاة عام أربعة وستين وثلاثمائة وألف. علامة مشارك موقت، له بعض الانظام، توفي بسلا. المختار بن أحمد البدوي زويتن وفيه توفي المختار بن الحاج أحمد البدوي زويتن. تقدمت وفاة والده عام خمسة وسبعين ومائتين وألف. كان أستاذا مجودا مشاركا خيرا دينا صالحا يشار إليه بالخير والصلاح. دفن بزاوية والده الكائنة بالسياج. أحمد بن عبد المولى العلمي وفيه توفي أحمد بن عبد المولى العلمي اليملحي الحسني، الأديب المشارك العلامة، له شعر متوسط الجودة، وله أمداح في الشيخ ماء العينين الشنجيطي. وكان أنشأ مطبعة حجرية بفاس طبع فيها عدة كتب. توفي بفاس. حماد بن عبد القادر الوجدي وفيه توفي حماد بن عبد القادر الوجدي، ولد بفاس، ووالده هو الذي أتى مهاجرا من الجزائر وتوفي وتركه صبيا بفاس، ولما شب جعل قهوة بباب السلسلة ثم أخذ مهراز القهوة الذي كان بعقبة الفيران، وكان أميا لا يحسن الكتابة وهو أول من اتخذ الحماية بفاس من قبل الدولة الفرنسية، وكان يكثر من إذاية أهل فاس ويتجسس عليهم وعلى المخزن لصالح فرنسا، وأخيرا صار يحاول التوسط بين المخزن والدولة الفرنسية لصالح فرنسا وصالح نفسه طبعا. محمد بن محمد الصفريوي وفيه توفي محمد بن محمد بن أحمد الصفريوي، الأجل الفاصل الخير الذاكر من أكابر المتصوفين في وقته، وكان يلقّب بسيدي الفقيه، ملازما للزاوية الدرقاوية في صفرو، وبها دفن.

حوادث

حوادث اتفاق فرنسي-أنجليزي يهم المغرب ومصر في ثاني وعشري محرم انعقد مؤتمر بلندرة عاصمة الدولة الانجليزية بين فرنسا والأنجليز، يتعلق ببلاد مصر والقطر المغربي ويحتوي علي مواد سرية. اعترفت فيه فرنسا للدولة الانجليزية بعدم التدخل في بلاد مصر، كما أن الدولة الانجليزية التزمت هي بدورها للدولة الفرنسية بعدم التدخل في الإيالة المغربية.

عام ثلاثة وعشرين وثلاثمائة وألف

عام ثلاثة وعشرين وثلاثمائة وألف إدريس بن أحمد البخاري وفي ثامن وعشري محرم توفي إدريس بن أحمد بن محمد البخاري المكناسي كان عالما مشاركا مهندسا حيسوبيا مطلعا. توفي ببلده. العباس بن محمد الكبير الجامعي وفي يوم الأربعاء ثاني ربيع الأول توفي العباس بن الوزير محمد الكبير بن الوزير العربي الجامعي في حياة والده مسموما، سمه بعض عيال أبيه، ودفن بضريح الشيخ أحمد بن يحيى بالبليدة، وتأتي وفاة أبيه عام ثلاثة وثلاثين وثلاثمائة وألف. محمد ابن عزوز وفي ربيع الثاني توفي محمد ابن عزوز المكناسي، له معرفة بالحساب والتوثيق. توفي ببلده. الطاهر بن عبد الرحمان الشدادي وفي يوم الأحد رابع ربيع الثاني توفي الطاهر بن عبد الرحمان الشدادي الحسني، كان يعدّ من العلماء بفاس، مع مشاركة. دفن بزاوية الشيخ ابن ناصر. محمد بن البشير الغرباوي وفي يوم السبت حادي عشر جمادى الأولى توفي محمد بن البشير الغرباوي، من أكبر القواد أيام السلطان مولانا الحسن وولده المولى عبد العزيز. أحمد بن إدريس الخطابي وفي ليلة الأربعاء الخامس أو السادس من جمادى الثانية توفي أحمد بن إدريس الخطابي الزرهوني. كان علامة مشاركا فقيها ينوب في القضاء بمدينة زرهون عن سيدنا الجد أحمد، رحم الله الجميع. عبد الرحمان بن عبد المجيد الفاسي وفي سادس جمادى الثانية توفي عبد الرحمان بن عبد المجيد الفاسي الفهري. كان فقيها مشاركا مطلعا. دفن بروضتهم بالقباب. عمر بن العربي الورياجلي وفي يوم الثلاثاء خامس رجب توفي عمر بن العربي الورياجلي. كان أستاذا مجودا مشاركا، ودفن يومه بباب الحمراء داخل باب الفتوح.

جعفر بن إدريس الكتاني

جعفر بن إدريس الكتاني وفي عشية يوم الجمعة حادي وعشري شعبان توفي الشيخ جعفر بن إدريس الكتاني الحسني. ولد عام خمسة وأربعين ومائتين وألف، علم الأعلام المحدث المشارك المطلع الحجة الحافظ الولّي الصالح، له ولوع بكتب السنة شغوف بالرواية والإسناد. ألف تآليف عديدة، منها: حاشية على صحيح البخاري لم تكمل؛ وحاشية على جامع الترمذي؛ والرياض الريانيّة في الشعبة الكتانية؛ والشّرب المحتضر في رجال القرن الثالث عشر، ومولد نبوي؛ وشرح على همزية قريبه الشيخ محمد بن عبد الواحد المار الوفاة عام تسعة وثمانين ومائتين وألف في الأمداح؛ وله فهرسة في أشياخه وأسانيده سماها إعلام الائمة الأعلام وأساتيذها بما لنا من المرويات وأسانيدها، إلى غير ذلك من التآليف التي تقرب من مائة، ودفن داخل قبة الشيخ درّاس بن إسماعيل في جنبها الأيمن بالنسبة للواقف على قبره من جهة رجله بسمته، وذلك بالقباب خارج باب الفتوح. عبد الغني بن عبد السلام حجيج وفي ثاني رمضان توفي عبد الغني بن عبد السلام حجيج، الولي الصالح المذاكر الصوفي. دفن قرب روضة الشيخ ابن عباد داخل باب الفتوح. محمد بن محمد بوسليخن وفي منتصف شوال توفي محمد بن محمد بوسليخن التلمساني. كان خيرا أديبا صالحا تبرك به شيخنا عبد الحفظ بن الشيخ الطاهر الفاسي الفهري. الحسن بن محمد العلوي وفي يوم الاثنين رابع ذي الحجة توفي المولى الحسن بن السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني، وإليه تنسب"عرسة مولاي لحسن"الكائنة بعقبة الفيران التي صارت الآن مدرسة. عبد الهادي بن عبد النبي الفاسي وفي نفس اليوم المذكور توفي عبد الهادي بن عبد النبي الفاسي الفهري، العلامة المشارك الكاتب المقتدر، كان كاتبا مع الخليفة بفاس. محمد بن العربي الأدوزي وفي خامس ذي الحجة توفي محمد بن العربي بن إبراهيم لأدوزي السوسي، علامة مشارك، ترجمه في كتاب المعسول (جزء خامس ص 149) له تأليف في عائلة اليعقوبي الشهيرة بالقطر السوسي؛ وله غير ذلك من التآليف. تقدمت ترجمة والده عام ستة وثمانين ومائتين وألف توفي ببلده.

محمد امرفق المراكشي

محمد امرفق المراكشي وفي يوم عرفة توفي محمد-فتحا-امرفق المراكشي، له أراجيز في الملحون مشهورة بين أهل ذلك الفن. توفي ببلده. محمد الصغير بن العربي الجامعي وفيه توفي محمد الصغير بن العربي بن المختار الجامعي. تقدمت وفاة والده عام تسعة وسبعين ومائتين وألف. كان كاتبا ثم وزير الحربية زمن المولى الحسن، وبعد وفاة مولانا الحسن وقع القبض عليه من قبل الوزير احماد بن موسى إلى أن توفي في التاريخ المذكور بمدينة طنجة ودفن بضريح الشيخ محمد الحاج هناك. المدني بن أحمد ابن عطيّة وفيه توفي المدني بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن عطّية المراكشي، الأستاذ الحافظ المشارك المجّود. أخذ عنه جماعة من أهل بلده، وله ترجمة في كتاب الإعلام. محمد شاكر الدمشقي وفيه توفي محمد شاكر الدمشقي نزيل مدينة سلا. كان يتعاطى الطبّ بها إلى أن توفي، وكان عليه بها إقبال وذكر. ولد بدمشق الشام ثم ارتحل إلى المغرب إلى وفاته بسلا، وترك بها ابنا توفي أخيرا. حوادث زيارة امبراطور المانيا لطنجة في يوم الجمعة رابع وعشري محرم وصل إمبراطور الدولة الألمانية غليوم إلى مدينة طنجة لأجل الاطلاع على أحوال المغرب حيث أخذت جل دول أوربا تتشوف إلى الاستيلاء عليه، وكانت دولة الألمان من أولهم وتذكر أن لها الحق في الاستيلاء عليه دون غيرها والحمد لله على السلامة. وعند زيارته صرّح أن المغرب لا بد أن يبقى مستقلا، ولأجل ذلك جعلت مدينة طنجة دولية.

مؤتمر الجزيرة الخضراء

مؤتمر الجزيرة الخضراء وفي ثاني عشر ذي القعدة تمّ التوقيع على مقررات مؤتمر الجزيرة الخضراء من بلاد الأندلس، وقد شارك فيه من الدول الأجنبية المانيا والنامسا وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا والولايات المتحدة وانجلترا وإيطاليا والبرتغال وروسيا والسويد بالإضافة إلى المغرب. ومضمنه اهتمام الدول المذكورة بالنظام والأمن العام وثروات البلاد ولا يدرك ذلك إلا بإدخال إصلاحات برعاية السلطان واستقلال مملكته والحرية الاقتصادية بدون تفاوت بين الدول، ومواده هي: -نظام البوليس -محاربة دخول السلاح سرا -إنشاء بنك مخزني مغربي -تنظيم الجبايا والمداخل الجديدة -تنظيم مداخل الدولة -تنظيم الإدارة

عام أربعة وعشرين وثلاثمائة وألف

عام أربعة وعشرين وثلاثمائة وألف عبد الله بن الهاشمي ابن خضراء في الساعة الحادية عشرة من يوم الاثنين ثالث محرم توفي عبد الله بن الهاشمي ابن خضراء السلاوي، قاضي الجماعة بمقصورة السماط بفاس بعد قضاء مراكش، العلامة المشارك المطلع، له تآليف عديده، منها حاشية على شرح بنيس على فرائض مختصر خليل، وغير ذلك. حج ودخل مصر والشام، وتوفي على القضاء بفاس، ودفن بزاوية الناصريين بالسياج. وولي مكانه الشيخ عبد السلام بن محمد الهوّاري الآتي الوفاة عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، جلس للحكم في حادي عشر ربيع الأول من العام المذكور. محمد القصري العبدوي وفي ليلة الاثنين خامس ثفر توفي محمد القصري العبدوي المكناسي، العلامة النفاعة المدرس المشارك، من أشياخ المؤخر عبد الرحمان ابن زيدان. توفي ببلده. العربي بن عبد السلام الوزاني وفي أواسط صفر توفي العربي بن الحاج عبد السلام بن العربي الوزاني الحسني. تقدمت وفاة والده عام عشرة وثلاثمائة وألف. كان رئيسا لزواياهم من وفاة أبيه إلى أن توفي ببلده وزان. إبراهيم بن الطالب ابن سودة وفي تاسع وعشري صفر توفي إبراهيم بن الطالب بن الشيخ عمر ابن سودة، تقدمت وفاة جده عام خمسة وثمانين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا، ودفن برأس القليعة داخل باب الفتوح. عبد السلام بن محمد الزيزي وفي سابع ربيع الأول توفي عبد السلام بن محمد الزيزي الفاسي دارا، علامة مشارك. عبد السلام بن محمد ابن إبراهيم بزّار وفي سابع عشر منه توفي عبد السلام بن محمد ابن إبراهيم بزّار الرباطي، فقيه مدرس مشارك. توفي ببلده. عبد الله عسيلة بن أحمد الإدريسي وفي عشرى ربيع الأول توفي عبد الله بن أحمد بن محمد الإدريسي الزرهوني المدعو عسيلة، الشيخ الشهير المتبرك به، له كرامات، يشار إليه. توفي ببلده زرهون.

المامون بن رشيد العراقي

المامون بن رشيد العراقي وفي خامس ربيع الثاني ورد على فاس خبر وفاة المامون بن رشيد العراقي الحسيني بمدينة القصر الكبير لكونه كان قاضيا بها. تقدمت وفاة والده عام اثني عشر وثلاثمائة وألف. كان علامة مطلعا مشاركا مدرسا تولى قضاء الدار البيضاء مدة قبل قضاء القصر الكبير. ودفن بروضة الشيخ أبي غالب هناك. محمد بن المهدي ابن شقرون وفي سادس وعشري ربيع الثاني توفي محمد بن المهدي بن الطيب ابن شقرون المراكشي. كان فقيها مدرسا مشاركا في عدة فنون، له كتاب صلاة الأنوار علي الحبيب المختار. توفي بمراكش، وترجمته في الإعلام. عبد السلام الصائغ وفي يوم الجمعة عاشر رجب توفي عبد السلام الصائغ، من أولاد الصائغ المعروفين بفاس. كان يعدّ من علماء القرويين، غير أنه انهمك في الطريقة التجانية التي كان مقدّمها، فشغله ذلك عن التدريس. عرفة بن محمد العلوي وفي يوم الخميس رابع عشر رمضان أصبح ميتا عرفة بن السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني الخليفة بفاس زمن السلطان المولى الحسن. توفي بفاس. الطاهر بن الكبير الفاسي وفي يوم الاثنين ثاني شوال توفي الطاهر بن الكبير الفاسي الفهري. ولد عام خمسة وخمسين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام ستة وتسعين ومائتين وألف. علامة مشارك مطلع، ألّف في ترجمته ولده شيخنا عبد الحفيظ تأليفا سماه روضة الجنّات في ذكر شيخنا الوالد وأشياخه ومالهم من المناقب والحسنات. دفن بزاويتهم الكائنة داخل القلقليين. أحمد بن الفاطمي الإدريسي وفي سادس وعشري قعدة توفي أحمد بن الفاطمي بن محمد الزرهوني الحسني الإدريسي، له اليد الطولى في الحساب والهيئة والتنجيم. توفي بزرهون. محمد بن عبد الواحد الشبيهي وفي ليلة عيد الأضحى توفي محمد بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد الشبيهي، به عرف، بن عبد الرحمان بن محمد بن الطيب الحسني الإدريسي، من شرفاد زرهون مسقط رأسه، عن ثلاث وسبعين سنة. العالم العلامة النحرير المفتي المدرس الصوفي. كان شاعرا مجيدا، قرأ بفاس على الشيخ ابن عبد الرحمان والشيخ المريني والشيخ عمر ابن سودة وشقيقة المهدي، ورجع إلى بلده عام ستة وسبعين ومائتين وألف، واشتغل بالتدريس والإفتاء. له حاشية على صحيح البخاري ابتدأها من كتاب التفسير إلى آخره في نحو أربعة كراريس؛ ورسالة في

محمد الخمار الشاوي

زيارة الأولياء في نحو ثلاثة كراريس؛ ورسالة في جواز الأكل قبيل أذان الفجر في كراسة، إلى غير ذلك دفن بالظهر هناك. محمد الخمّار الشاوي وفي ثامن ذي الحجة المذكور توفي محمد الخمّار الشاوي، من أكبر القواد أيام السلطان المولى الحسن وولده المولى عبد العزيز. الهاشمي بن محمد الصبيحي وفيه توفي الهاشمي بن محمد الصبيحي السلاوي. تولى خطة أمين المستفادات والأملاك المخزنية مدة، وكان مشهورا بعلم الحساب والفلك. توفي ببلده. أحمد بن محمد الفيلالي الكوزي وفيه توفي أحمد بن محمد بن الطيب الفيلالي الكوزي، يقول الشعر، وله الغنية الفريدة في الطريقة الكتانية. محمد بن محمد الرايس وفيه توفي محمد بن محمد الرايس، من أولاد الرايس المعروفين بفاس. العلامة الأديب الشاعر المتفنن، له الرحلة المرصعة ببديع اللّآل في ترجمة الشريف المنيف سيدي محمد الخمّال، ووفوده على حضرة فاس لزيارة طيّب الأنفاس يتمية الجوهر النفيس أبي العلاء إدريس، إلى غير ذلك من التآليف. وكان واعظا بكرسيّ ظهر الصومعة من جامع القرويين قبل صلاة العصر، وكان الناس يزدحمون لسماعه لما رزقة الله من حس الصوت. دفن بالقباب. إدريس بن محمد ابن جلّون وفيه توفي إدريس بن محمد ابن جلّون، من أولاد ابن جلون المعروفين بفاس. كان عالما مقتدرا مجّودا، أخذ عنه شيخنا محمد بن عبد المجيد أقصبي الآتي الوفاة عام أربعة وستين وثلاثمائة وألف. عمر بن الحسن العلوي وفيه توفي عمر بن السلطان المولى الحسن بن سيدي محمد العلوي الحسني، له مشاركة علمية. عبد الرزاق بن عمر دينية وفيه توفي عبد الرزاق بن عمر دينية الرباطي. كان كاتبا مشاركا مطلعا. توفي ببلده. عمر بن محمد ابن سعيد وفيه توفي عمر بن محمد بن سعيد السلاوي، من أهل الخير والصلاح، مشهور بالكرم والإحسان، تقدمت وفاة أخيه عام عشرة وثلاثمائة وألف. توفي ببلده.

أحمد بن عبد الرحمان بورقية

أحمد بن عبد الرحمان بورقيّة وفيه توفي أحمد بن عبد الرحمان بورقيّة المكناسي الأصل الرباطي، الفقيه الأجل الحيسوبي الأفضل، المهندس المعدّل. توفي بالرباط. محمد بن أحمد العلوي المدغري وفيه توفي محمد بن أحمد العلوي المدغري الحسني الدرقاوي طريقة. كان وليا صالحا يشار إليه. توفي بمدينة صفرو، وله ترجمة في الإعلام. المدني بن مبارك الفيلالي الغرفي وفيه توفي المدني بن مبارك الفيلالي الغرفي نزيل مراكش، الفقيه العلامة الحافظ المشارك المطلع. تولى قضاء قصبة مراكش مدة، وحج عام سبعة عشر وثلاثمائة وألف، ثم سافر لبلاد سنجيط لغرض مخزني وتوفي هناك. أفاده كتاب الإعلام. عبد الكبير بن البشير ابن عطيّة وفيه توفي عبد الكبير بن البشير ابن عطيّة المراكشي، الفقيه المشارك الأديب الناظم الناثر صاحب الازجال البديعة، أصله من مراكش ثم في آخر عمره ذهب إلى فاس بصفته كاتبا بدار المخزن وتوفي بها غريبا عن وطنه في هذا العام، ودفن بضريح محمد الحاج بحومة السياج، أفاده في الإعلام. حسيسو القارئ وفيه توفي حسيسو السلاوي الأستاذ المطلع المجود المقرئ. توفي ببلده ذكر وفاته الشيخ جعفر بن أحمد الناصري.

حوادث

حوادث حريق بفندق العطارين بفاس وفي يوم السبت رابع ربيع الثاني وقع حريق بفندق العطارين بفاس وضاع بسبب ذلك أموال كثيرة، وما زال مغلقا إلى الآن عام سبعين وثلاثمائة وألف، بل وإلى عام ثمانية وتسعين وثلاثمائة وألف. دخول الشيخ ماء العينين إلى فاس وفي رجب دخل إلى فاس الشيخ مصطفى ماء العينين بن محمد فاضل، ووقع به احتفال كبير من قبل علمائها ومن أهلها عموما. آثار مقرّرات مؤتمر الجزيرة الخضراء وفيه ظهر مفعول مؤتمر الجزيرة الخضراء المتقدم الذكر الذي كان في اسبانيا، فقسم المغرب إلى ثلاث مناطق، وتناول كل واحد من دول أوربا حظه في المغرب في مقابلة توزيع ما بينهم من مصالح في غيره القسم الأول بيد فرنسا وهو الأكبر، والقسم الثاني بيد إسبانيا وهو قسم أصغر، ومدينة طنجة دولية، فنزلت الجيوش الفرنسية بالدار البيضاء كما ياتي في العام بعد هذا.

عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف

عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف محمد بن محمد العلوي المدغري وفي محرم توفي محمد بن محمد-ضما فيهما-العلوي المدغري. كان علامة مشاركا مدرسا حافظا، تولى القضاء بمقصورة السماط مدة. ثم أخر عنها. توفي ببلده مدغرة، وكان قاضيا ببلده قبل فاس مدة من عشرين سنة. عبد السلام بن محمد التازي موخى وفي ليلة الخميس سابع وعشري صفر توفي عبد السلام بن الحاج محمد التازي الرباطي المدعو موخى، الأمين الشهير أحد أعيان الدولة الحسنية والعزيزة. ولاّه مولانا الحسن الأمانة الكبرى بعد وفاة أخيه الأمين الكبير الحاج محمد عام سبعة وثلاثمائة وألف، وأخيرا تولى النيابة بطنجة في ثالث رجب عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف مكان الحاج محمد الطريس الآتي الوفاة في هذه السنة، لكنه لم يلتحق بطنجة بسبب تطور الأحداث آنذاك، وبقي ببلده الرباط إلى أن توفي ودفن بالزاوية الناصرية هناك. الطيب بن العناية بنّونة الضرير وفي جمادى الأول توفي الطيب بن العناية بنّونة الضرير المكناسي. كان مشاركا مدرسا وتوفي ببلده. عبد القادر بن علي العلوي وفي عشية يوم الإثنين ثاني جمادى الأولى توفي عبد القادر بن علي العلوي نزيل مدينة زرهون. كان فقيها مدرسا وتوفي ببلده. الهاشمي بوعبدلّي وفي يوم الأحد ثاني جمادى الثانية توفي الهاشمي المكنى بوعبدلّي المراكشي، الفقيه العلامة المدرس الخطيب، توفي ببلده عن نحو سبعين سنة. محمد بن أحمد سبّاطة وفي ليلة الأربعاء تاسع عشر جمادى الثانية توفي محمد بن أحمد سبّاطة الرباطي. كان خيرا دينا، له الفتح الرباني في التعريف بالشيخ فتح الله بناني، ألفه في شيخه فتح الله بن أبي بكر بناني الآتي الوفاة عام ثلاثة وخمسين وثلاثمائة وألف. توفي ببلده الرباط. عليّ بن الطيب مرسيل وفي خامس عشر رجب توفي عليّ بن الطيب مرسيل الرباطي، موقت منار الجامع الأعظم بالرباط. كان مشاركا حيسوبيا مطلعا وتوفي ببلده.

محمد بن المكي ابن سودة

محمد بن المكي ابن سودة وفي يوم الجمعة رابع عشر رمضان توفي محمد بن المكي ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام سبعة عشر وثلاثمائة وألف، العلامة المشارك المدرس. دفن بزاوية جده أسفل العقبة الزرقاء. مصطفى بن أحمد ملين وفي شوال توفي مصطفى بن أحمد ملين الرباطي، الأديب المشارك الشاعر. توفي ببلده. عبد المالك بن عبد الرحمان العلوي وفي زوال يوم الأحد ثاني ذي القعدة توفي عبد المالك بن السلطان عبد الرحمان بن هشام. كان عالما متيقظا، له الرئاسة والقيادة والخلافة. توفي في بيريطّو من قبيلة بني حسن، وحمل إلى مكناس ودفن بها عشية يوم الاثنين بضريح الولي سيدي عمر الحصيني. الفضيل بن الأمين العلوي وفي يوم الاثنين سادس عشر قعدة توفي الفضيل بن الأمين بن محمد العلوي نزيل زرهون. كان خيرا دينا صالحا يشار إليه بالخير. الغالي بن محمد العبدلاّوي وفي خامس وعشري ذي القعدة توفي الغالي بن محمد-ضما-بن محمد-فتحا- العبدلاوي الفقيه العدل الموثق المشارك المتقن. وقفت على عدة كنانيش له في حوادث زيامه ووفيات أعلام وقته، استفدت منها كثيرا في هذه العجالة، ودفن بروضتهم بالقباب. محمد الحنفي بن حماد الناصري وفي قعدة توفي محمد المدعو الحنفي بن حماد بن أبي بكر الناصري، يشار إليه بالخير والصلاح والعلم والدين. أخذ عنه الشيخ عبد الحفيظ الفاسي. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف، وكان رئيسا لزواياهم بالمغرب من وفاة والده إلى أن توفي، ودفن بزاويتهم. علي بن أحمد دينية وفي ليلة الاثنين منتصف ذي الحجة توفي علي بن أحمد دينية الرباطي عن سن عالية تقرب من الثمانين. تقدمت وفاة والده عام اثنين وثمانين ومائتين وألف. علامة مشارك مؤلف شهير، تولّى القضاء مدة ببلده الرباط، وله تآليف، منها شرح الهمزية للإمام البوصيري؛ وحواش على القلصادي في علم الحساب؛ وله رحلة إلى اسبانيا لأمر مخزني سنة أربع وتسعين ومائتين وألف؛ وله ختمة الألفية، إلى غير ذلك من التآليف. دفن بالزاوية القادرية بمدينة الرباط.

محمد بن الفقيه الورياجلي

محمد بن الفقيه الورياجلي وفيه توفي محمد بن الفقيه الورياجلي، كان أستاذا مجودا مشاركا، تخرج على يده عدد من الطلبة. توفي بفاس مسقط رأسه. عبد العزيز بن جعفر الكتاني وفيه توفي عبد العزيز بن الشيخ جعفر الكتاني الحسني. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وعشرين وثلاثمائة وألف. علامة مشارك له تآليف، منها إعلام أرباب الفكر بكراهية الاستئذان بالذكر، إلى غير ذلك. توفي بفاس ودفن بالقباب. محمد بن سالم الحسناوي وفيه توفي محمد بن سالم الحسناوي السلاوي، كان فقيها مشاركا خيرا دينا توفي ببلده. أحمد بن مبارك الفيضي وفيه توفي أحمد بن مبارك بن عبد الله الفيضي أصلا المكناسي مولدا ودارا الدرعي، رحالة علامة مقرئ مشارك صالح، أخذ عنه شيخنا عبد الحفيظ الفاسي الفهري. إبراهيم الجزولي وفيه توفي إبراهيم الجزولي الرباطي، كان من أكبر الموسيقيين بالرباط توفي ببلده. التهامي بن علي البطاوري وفيه توفي التهامي بن علي البطاوري الرباطي. أستاذ حيسوبيّ فرضي مدرس. توفي بمدينة طنجة بعد ما رجع من أداء فريضة الحج عامه. إبراهيم بن أبي بكر الزدّوتي وفيه توفي إبراهيم بن أبي بكر الزدّوتي السوسي، يعد من علماء سوس، وله ذكر في كتاب المعسول. عبد الجليل بن محمد برّادة وفيه توفي عبد الجليل بن محمد برادة الفاسي أصلا المدني استيطانا، الفقيه العلامة المحدث الراوية المطلع، له عدة إجازات من عدد من علماد المغرب. توفي بالمدينة المنورة.

حوادث

حوادث اتفاق فرنسي-إسباني بشأن المغرب وفي فاتح محرم وقّع في باريز على اتفاق بين فرنسا وإسبانيا يتعلق بنظام البوليس المخزني. وبسبب هذا الاتفاق تكلفت إسبانيا بمدينة طنجة وفرنسا بمدينة الدار البيضاء. وقد ارتفع ما عهد به إلى فرنسا في هذه المدينة بمجرد تأسيس الحماية بالمغرب عام اثني عشر وتسعمائة وألف ميلادية. احتلال فرنسا مدينة وجدة وفي خامس صفر احتلت الدولة الفرنسية مدينة وجدة بدعوى أن بعض رعايا الدولة المغربية قتلوا الدكتور موشان بمراكش. احتلال فرنسا مدينة الدار البيضاء وفي تاسع عشر جمادي الثانية احتلت الجنود الفرنسية مدينة الدار البيضاء بالقوة ووقعت في ذلك خسارة عظيمة في الأموال والأرواح. خلع السلطان عبد العزيز ومبايعة أخيه عبد الحفيظ وفي سادس رجب خلع أهل مراكش المولى عبد العزيز من الإمارة ونصروا أخاه المولى عبد الحفيظ لكونه كان بين أظهرهم خليفة عن أخيه. وفي ثاني قعدة خلع أهل فاس السلطان المولى عبد العزيز ونصروا كذلك المولى عبد الحفيظ بعد ما أثبتوا المواجب على هذا الخلع.

عام ستة وعشرين وثلاثمائة وألف

عام ستة وعشرين وثلاثمائة وألف محمد بن عبد العزيز العلوي وفي ثاني عشر ربيع الأول توفي محمد بن عبد العزيز بن السلطان المولى سليمان العلوي الحسني نزيل مراكش. كان علامة مشاركا نسابة محدثا، دفن بروضتهم هناك مع أبيه. ترجمته في الإعلام. محمد بن علي الدرعي الفركلي وفي ضحوة يوم الثلاثاء ثاني وعشري ربيع الأول توفي محمد-فتحا-بن علي الدرعي الفركلي المراكشي، ظهرت على يده كرمات، وله زاوية وأتباع. أحمد بن أحمد العلمي وفي ربيع الثاني توفي أحمد بن أحمد بن محمد العلمي الرباطي. كان خيرا دينا، توفي ببلده. أحمد بن عاشر الحدّاد وفي تاسع ربيع الثاني توفي أحمد بن عاشر الحدّاد لقبا الخمسي أصلا الرباطي دارا. كان يعد من أعلام الرباط وله أزجال وتوسلات وطريقة صوفية. توفي بالرباط ودفن بمسجد درب والزّهراء هناك. محمد بن عبد الرحمان البريبري وفي ليلة الأحد ثالث جمادى الأولى توفي محمد بن عبد الرحمان بن أحمد البريبري السلاوي ثم الرباطي، الفقيه الكبير، والعلامة الشهير، المطلع له راوية واتصال بالرجال. ألف فهرسة سماها إتحاف ودود بمقصد محمود. توفي بالرباط وتقدمت وفاة والده عام ثلاثة وتسعين ومائتين وألف. له عدة تلامذة من أهل بلده وغيرهم. تولي قضاء الرباط مدة. محمد بن المفضل ابن إبراهيم وفي يوم الخميس مهل رجب توفي محمد-فتحا-بن المفضل ابن إبراهيم الأندلسي، من أولاد ابن إبراهيم الأندلسيين المعروفين بفاس. كان عالما مربيا صوفيا شيخا جليلا له أتباع، أخذ عنه عدة فحول من العلماء، منهم الشيخ أحمد بن محمد بن الخضر العمراني الحسني وذكره في فهرسته. محمد الحاحي وفي سادس رجب توفي محمد الحاحي السوسي، كان علامة محققا مدققا، تولى القضاء ببلده مدة طويلة، وكان بها محلّ مدح وثناء. توفي ببلده.

محمد بن محمد غريط

محمد بن محمد غرّيط وفي رجب توفي محمد-فتحا-بن محمد-ضما-بن محمد غرّيط الأندلسي. تقدمت وفاة والده عام ستة وتسعين ومائتين وألف، الفقيه الكاتب الأديب المشارك حلو المجلس. دفن بروضة أولاد الموفق بالقباب، ثم وجدت أنه توفي في السنة قبل هذه. محمد بن محمد كنّون وفي يوم الجمعة ثامن وعشري شعبان بعد صلاة العصر توفي محمد-فتحا-بن محمد -ضمّا-بن عبد السلام كنّون، من أولاد كنون المعروفين بفاس. الشيخ الحجة المشارك المطلع المدرس النفاعة شيخ جل أشياخنا يذكرونه ويلهجون بحفظه وتحقيقه، له تآليف، منها: تأليف في البسلمة سماه تزيين النحر؛ وتأليف في نجاة أبي طالب؛ وتأليف في الطريقة التجانية. دفن بضريح الشيخ أبي غالب داخل قبته بحومة صاريوة بعد صلاة المغرب عليه بزاوية الشيخ أحمد التجاني، ورثاه عدد من تلامذته. عبد الكريم بن محمد ابن سليمان وفي يوم الخميس عشري قعدة ورد على فاس عبد الكريم بن محمد ابن سليمان الأندلسي الذي كان وزيرا، المشارك المطلع الخير وبقى بها نحو من عشرة أيام وتوفي بداره التي بناها بأول عقبة الفيران العجيبة البناء التي لم يتمتع بها سوى عشرة أيام، ودفن بالقباب بروضتهم هناك قرب المصلى. وفي ليلة عند النحر الموالي لتاريخ وفاته نبش قبره وأخرج منه وقطع رأسه وعلق في محراب المصلّى هناك، ولما طلع الناس لصلاة العيد وجدوا الرأس على الحالة المذكورة. ويذكر إنما فعل ذلك به من أهل فاس حيث حصل لهم اليقين بأن ابن سليمان المذكور له اليد القوية في نشر الحماية على المغرب وأنه من الذين سعوا في ذلك. انظر الأصل. خليل بن صالح الخالدي وفي صبيحة يوم الاثنين تاسع عشر قعدة توفي خليل بن صالح الخالدي. كان علامة مشاركا نحويا مدرسا، وتولى النيابة عن قاضي مكناس مدة. له نظم في رحلة السلطان المولى الحسن؛ وله مقامة الفيل الذي أهدى إليه. وقد بالغ في ذمه الشيخ ابن زيدان في الإتحاف (جزء ثالث ص 24) وما كان ينبغي له ذلك لأن علم الرجل لا ينكره أحد. وقد تولى النيابة في القضاء على كبر سنه، والرجل إذا أسن ربما يحصل له بعض الاضطراب في التفكير وربما تصدر منه هفوات ينبغي التغاضي عنها. دفن خارج باب المحروق بروضة هناك. الحسين السوسي وفي ذي القعدة توفي الحسين السوسي الفقيه العلامة المحدث الرواية المسند الثقة المرشد. توفي بتيزنيت.

حماد بن علال الصنهاجي

حماد بن علال الصنهاجي وفي يوم الثلاثاء سادس حجة توفي بمكة المشرفة محمد دعي حماد بن علال بن عمر الصنهاجي حاجا. كان علامة مشاركا مطلعا أديبا متضلعا في العلم خيرا دينا. ورد خبر وفاته في منتصف محرم من العام بعد هذا. الطاهر بن المدني ابن ناصر الدرعي وفيه توفي الطاهر بن المدني بن أحمد ابن ناصر الدرعي. كانت ولادته عام أربعة وسبعين ومائتين وألف وتقدمت وفاة والده عام ستة وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا أديبا شاعرا، إذا نظم أجاد، وإذا نثر أفاد. توفي ببلده. الحسين بن محمد الدباع وفي حدود هذا العام توفي الحسين بن محمد بن عمر الدباغ الحسني. كان خيرا دينا تبرك به شيخنا عبد الحفيظ بن الطاهر الفاسي الفهري. إدريس ابن يعيش البخاري وفيه توفي إدرس بن القائد محمد ابن يعيش البخاري. كان متوليا قيادة المشور بدار المخزن السعيد أيام المولى عبد العزيز. توفي بالرباط ودفن بروضة العلو بمقبرة سيدي الخطاب. أحمد بن محمد السويسي وفيه توفي أحمد بن محمد السويسي الرباطي، كان عاملا على الرباط وبالمحلة أيام المولى عبد العزيز. دفن بمقبرة سيدي الخطاب بالعلو بالرباط. أبو شعيب بن محمد الجزولي وفي سابع رجب توفي أبو شعيب بن محمد الجزولي الرباطي شيخ المادحين لمولانا الرسول صلى الله عليه وسلم منذ نعومة أظفاره إلى أن توفي. كان مقدما للطريقة الدرقاوية الحراقية ودفن بالزاوية الحراقية بدرب والزّهراء بالرباط انتهى من ذكريات ربيع الحياة (ص 23). قدور ابن الغازي وفي ثامن وعشري جمادى الأولى توفي قدور بن الغازي قائد مدينة الصويرة العاقل المحنك الشجاع، تولى القيادة بها فكان من أشهر القواد عند المخزن ودفن بالزاوية القادرية. ذكره صاحب إيقاظ السريرة.

حوادث

حوادث أحداث الشاوية والتدخل الفرنسي في محرم من العالم وقعت عمليات الشاوية ودخلت الجيوش الفرنسية إلى قصبة مديونة وبرشيد والقصيبة وقرية سيدي محجوب، ثم بعد ذلك دخلت مدينة سطات وغير ذلك من القرى. تولى التهامي بن عبد القادر الحداد قضاء فاس الجديد وفي خامس عشر جمادى الأولى تولى التهامي بن عبد القادر الحداد المكناسي قضاء فاس الجديد بأمر من مولاي عبد الحفيظ لأنه شيخه، وتاتي وفاته عام ستة وثلاثين وثلاثمائة وألف. نقل الشيخ عبد السلام بن محمد الهوّاري وفي سابع عشر جمادى الأولى نقل الشيخ عبد السلام بن محمد الهوّاري من مقصورة السماط إلى مقصورة الرصيف حيث كان الشيخ حميد بن محمد بناني لأنه عزل عن القضاء بها لكبر سنه، وبقى الهواري المذكور بمقصورة الرصيف إلى أن توفي عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، وتولى بمقصورة السماط شيخنا محمد بن رشيد العراقي الحسيني الآتي الوفاة عام ثمانية وأربعين وثلاثمائة وألف.

عام سبعة وعشرين وثلاثمائة وألف

عام سبعة وعشرين وثلاثمائة وألف عبد الحفيظ بن علي برادة في ثالث محرم توفي عبد الحفيظ بن علي بن عبد الحفيظ بن محمد بن التاودي برادة. كان خيرا دينا صالحا، ذكره صاحب الإعلام. حميد بن محمد بناني وفي يوم الخميس حادي عشر صفر توفي أحمد دعي حميد بن محمد بناني، من أولاد بناني المعروفين بفاس. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا في العلوم المعقولة والمنقولة، مع معرفة بسياسة الوقت. تولّى القضاء أولا بمدينة الصويرة ومدينة طنجة ثم بعد ذلك قضاء فاس بمقصورة الرصيف وبمقصورة السماط مدة قليلة كما تقدم. وكانت توليته في أوائل حجة عام ثلاثمائة وألف وبقي على ذلك إلى أن أخره عنها المولى عبد الحفيظ يوم الأربعاء حادي وعشري رجب عام ستة وعشرين وثلاثمائة وألف حين توليته. وكان في ذلك كله مثال النزاهة والإخلاص مدة ولايته بفاس وغيرها. وقد توفي عن سن عالية. كانت ولادته عام اثنين وثلاثين ومائتين وألف. له بعض التآليف، منها فهرسة جمع فيها أشياخه ومروياته؛ وله حاشية على شرح الهمزية للشيخ بنيس لم تكمل. رحل إلى الحرمين ودفن بزاوية الصقليين داخل باب عجيسة. محمد بن العياشي القبري وفي حادي وعشري ربيع الثاني توفي محمد بن العياشي القبري المكناسي، العلامة المشارك المطلع المقرئ، يحفظ السبع بإتقان. توفي ببلده مكناس ودفن بضريح الشيخ بو طالب هناك. محمد بن عبد الكبير الكتاني في يوم الثلاثاء ثالث وعشري ربيع الثاني توفي محمد بن الشيخ عبد الكبير الكتاني قتيلا تحت ضرب السياط بأمر من المولى عبد الحفيظ، الشيخ الإمام، علم لأعلام، المربّي الكبير، والحافظ الشهير. كانت ولادته عام تسعين ومائتين وألف، وله تآليف عديدة جلها في علم التصوف وطريقة القوم، منها روح النصوص والكشف والتبيان في قوله تعالى ماكُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتابُ وَلاَ اَلْإِيمانُ؛ واللمحات القدسية والمواقف الإلهية في التصرفات المحمدية؛ والدرة البيضاء؛ وأوراد الطريقة الكتانية، إلى غير ذلك. ألف في مناقبه محمد بن محمد بن المعطي السرغيني المراكشي الآتي الوفاة عام تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف تآليفا سماه روض الجنان بما لشيخنا أبي عبد الله الكتاني من الخصوصية والعرفان، وكذلك ألف فيه غيره. انظر الدليل.

العباس بن عبد القادر الفاسي

توفي في حياة والده ودفن خارج باب الساكمة. وبلغنى أنه نقل إلى زاويتهم الكائنة بصابة القرادين أعلى حومة القطانين، وهو الذي أظهر الطريقة الكتانية بالمغرب، وإنما كانت خاصة بفاس وأسس زوايا في جل جهات المغرب. العباس بن عبد القادر الفاسي وفي صبيحة يوم الخميس خامس جمادى الثانية توفي العباس بن عبد القادر بن عبد الرحمان الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده عام تسعة وتسعين ومائتين وألف، العلامة المشارك الكاتب المقتدر الوزير، دفن بزاوية الشيخ عبد القادر الفاسي الفهري بالقلقليين. وقفت له على شعر كثير، وهو متوسط الجود. عبد السلام بن محمد الأمراني وفي ثاني عشر جمادى الثانية توفي عبد السلام بن محمد-فتحا-بن عبد الله الأمراني. كانت ولادته عام خمسين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام خمسة وسبعين ومائتين وألف. كان عالما مشاركا مطلعا خطيبا سياسيا محنكا من أكبر وجهاء الدولة الحسنية والدولة العزيزية. دفن بحومة السياج قرب زاوية الشيخ ابن ناصر. أحمد بن عبد الله العلمي وفي رجب توفي أحمد بن عبد الله العلمي الحسني نزيل مدينة الصويرة، الفقيه العلامة الخطيب، كان ينوب عن قاضي مدينة الصويرة ويخطب بجامع البواخر، وبها توفي. ذكره صاحب إيقاظ السريرة. أحمد بن سعيد المراكشي وفي سابع عشر رجب توفي أحمد بن سعيد المراكشي الدرقاوي، يشار إليه بالخير والصلاح. توفي ببلده مراكش. أحمد بن عبد الرحمان التلمساني وفي شوال توفي أحمد بن عبد الرحمان بن عبد الله بن محمد التلمساني السوسي الجزولي. تقدمت وفاة والده عام تسعة وستين ومائتين وألف علامة كبير، وشيخ شهير، محقق مدقق كانت ولادته عام واحد وثلاثين ومائتين وألف، وبنيت عليه قبة ببلده. أحمد بن عبد الرحمان الجيشتيمي وفي ثامن عشر ذي القعدة توفي أحمد بن عبد الرحمان الجيشتيمي السوسي، عالم شهير بسوس وشاعر كبير، تولى القضاء مدة. ترجمته في كتاب المعسول وقد بلغني أنه ألّف في ترجمنه تأليف. له أرجوزة طويلة قدمها شكاية إلى السلطان المولى الحسن أظهر فيها براعته. الفاطمي الغربي وفيه توفي الفاطمي الغربي الرباطي. كان شاعرا مكثرا. توفي في عنفوان شبابه ببلده. وقفت له على شعر كثير وهو متوسط الجودة.

علي بن مبارك الزوداتي

علي بن مبارك الزّوداتي وفيه توفي علي بن مبارك الزّوداتي المراكشي، العلامة المشارك المفتي المطلع. توفي بمراكش، أفاده الشيخ عباس المراكشي في كتابه الإعلام. محمد العلوي النقيب وفيه توفي محمد العلوي نقيب الأشراف العلويين بمدينة سلا. كان مشاركا مطلعا ذكر وفاته الشيخ جعفر بن أحمد الناصري. حوادث تصريح برلين حول المغرب في ثامن عشر محرم وقع تصريح في برلين عاصمة ألمانيا بين سفير فرنسا ووزير خارجية ألمانيا لتسوية مشاكلهم الاستعمارية وإطلاق يد فرنسا بالمغرب، مضمنه أن فرنسا تلتزم بالمحافظة والمساواة فيما يتعلق بالمصالح التجارية والصناعية الألمانية، وكذلك المانيا تعهدت أن لا تتدخل في المغرب واعترفت بأنّ من المصالح السياسية الفرنسية تثبيت الأمن الداخلي بالمغرب، وبهذه الاتفاقية استراحت فرنسا من المانيا في شأن المغرب لأنها كانت من الدول التي تنافسها في الاستلاء عليه. خروج الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني من فاس وقتله وفي صباح يوم الخميس خامس عشر صفر خرج الشيخ محمد بن عبد الكبير بن محمد ابن عبد الواحد الكتاني الحسني الشيخ الشهير من فاس هو ووالده الآتي الوفاة عام ثلاثة وثلاثين وثلاثمائة وألف، وكذلك إخوته وعيالهم وخاصتهم وبعض أتباعهم متوجهين إلى قبيلة زمور الشلح فارّين من السلطان المولى عبد الحفيظ بدعوى أنه لم يوفّ بالشروط التي التزم بها عند البيعة، ويقول بعض أنصارهم إنما خرجوا لضعف الحالة وقلة ذات اليد. ولما وصل الخبر للسلطان المذكور طلبهم من يومه فألقى القبض عليهم بقبيلة بني مطير قرب مدينة مكناس فاس ودخلوا إلى فاس مسجونين في أسوإ حالة وكان يظن أن أهل فاس يدافعون عنهم لكنهم لم يحركوا ساكنا. القبض على الثائر بوحمارة وقتله وفي يوم الأحد سادس شعبان وقع القبض على الثائر الجيلالي الزرهوني بوحمارة وأدخل إلى فاس في غده سجينا في قفص من حديد. وقتل بعد ذلك بنحو ثلاثة أيام بأمر من السلطان المولى عبد الحفيظ. ثم ظهر أنّ الذين أثاروه هم الفرنسيون بالجزائر. انظر الأصل. كان مخزنيا بدار المخزن ثم ذهب إلى الجزائر وأقام بها مدة واتصل بالسلطة الفرنسية وأرسلوه للقيام على المخزن بالمغرب، فعاد إليه وأعلن الثورة بنواحي وجدة إلى أن وقع القبض عليه بقبيلة بني مستارة وأدخل إلى فاس.

عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف

عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف عبد السلام بن محمد الخصاصي التازي في ثاني عشر صفر توفي عبد السلام بن الحاج محمد بن أحمد الخصاصي التازي، تقدمت وفاة والده عام أحد وثلاثمائة وألف. كان عالما مدرسا واعظا بالجامع الكبير بتازا إلى أن توفي هناك ببلده. أبو جيدة بن عبد الكبير الفاسي وفي ليلة الأربعاء حادي عشر ربيع الأول توفي أبو جيدة بن عبد الكبير بن المجذوب الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده عام ستة وسبعين ومائتين وألف، وكانت ولادته عام خمسين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مسندا مطلعا، له مسلسلات في مجلد ضخم أخذت عنه وتناقلها الناس. دفن بزاويتهم بالقلقليين. عبد السلام بن محمد الهوّاري وفي يوم الجمعة ثالث وعشري جمادى الثانية توفي عبد السلام بن محمد الهواري. كان علامة مشاركا مطلعا كثير التدريس والإفادة، يتقن الفقه المالكي على وجهه. تولى قضاء مقصورة السماط ثم الرصيف، وتولى قبل ذلك قضاء مدينة الدار البيضاء وطنجة. له شرح على الوثائق للشيخ بناني فرعون شهير بين أيدي الطلبة؛ وحاشية على شرح التاودي بن سودة على لامية الزقاق؛ وتأليف في ترجمة شيخه كنبور المار الوفاة عام ثلاثة وثمانين ومائتين وألف. إلى غير ذلك من التآليف. دفن بزاوية الشرادي قبالة درب الدرج، وكانت ولادته عام ثمانية وخمسين ومائتين وألف. عبد النبي بن محمد غازي وفي ثامن وعشري رجب توفي عبد النبي بن محمد بن عبد السلام غازي الفاسي، كانت ولادته عام اثنين وخمسين ومائتين وألف، يشار إليه بالخير والصلاح. أحمد بن محمد ابن موسى وفي حادي عشر رمضان توفي أحمد بن محمد بن موسى السلاوي. ولد عام سبعين ومائتين وألف. كان علامة مطلعا حافظا مشاركا مدرسا، من تلامذه الشيخ العربي ابن السايح الملازمين له، له شهرة وتخرج عليه عدة علماء. توفي ببلده سلا. محمد بن أحمد السوسي وفي يوم السبت ثامن شوال توفي محمد بن محمد بن مبارك بن أحمد السوسي. علامة مشارك ناظم ناثر مطلع، له ترجمة في كتاب الإعلام.

مصطفى ماء العينين

مصطفى ماء العينين وفي يوم الجمعة رابع وعشري شوال توفي الشيخ مصطفى المدعو ماء العينين بن محمد فاضل بن محمد مامين الإدريسي الحسني الشنجيطي عن سن عالية، لأن ولادته كانت بالحوض في سابع وعشري شعبان عام ستة وأربعين ومائتين وألف، الشيخ الشهير، والمربّي الكبير، له أتباع في جل أنحاء المغرب في وقته، وتبرك به الناس وأخذوا عنه واستفادوا من علمه وكتبه. وكانت له رحلات، ومدحه الشعراء، وألّف تآليف عديدة في فنون مختلفة جلّها طبع، وله أشعار وأنظام توفي بتيزنيت بالسوس الأقصى. تقدمت وفاة والده عام ستة وثمانين ومائتين وألف. الحسين بن أحمد الإفراني وفي صبيحة يوم السبت خامس وعشري شوال توفي الحسين بن الحاج أحمد بن الحاج قاسم السوسي الإفراني نزيل مدينة تيزنيت. كانت ولادته عام خمسين ومائتين وألف، له شهرة كبيرة في بلاد سوس الأقصى لعلمه ودينه وصلاحه. ألفت في مناقبه تآليف، منها أخبار الحاج الحسين الإفراني لأبي الحسن الحاج علي بن الحاج أحمد السوسي الآتي الوفاة عام أربعة وستين وثلاثمائة وألف، وغير ذلك. وله فتاوى ومراسلات ومؤلفات منها: ترياق القلوب وغيره. ترجمته في المعسول. عبد السلام رزوق العرايشي وفي متم شوال توفي عبد السلام رزرق العرايشي. كان علامة مشاركا مطلعا، ولد عام ثمانية وخمسين ومائتين وألف، له تآليف عديدة وتقاييد كانت عندي وضاعت. توفي ببلده العرايش، ثم وقفت على أنه توفي في خامس عشر قعدة عامه، وأنه دعي إلى القضاء فامتنع وسجن على ذلك، له ترجمة في جريدة الميثاق (عدد 214). محمد بن عبد الله الجرّاري وفي ثاني ذي الحجة توفي محمد بن عبد الله الجرّاري السوسي الغرفي، فقيه نوازلي مشارك. توفي بتيزنيت. إبراهيم بن المكي الصقلي وفي يوم الأحد تاسع وعشري ذي الحجة توفي إبراهيم بن المكي الصقلي الحسيني، كان علامة مشاركا موثقا، تولى القضاء في بعض ثغور المغرب.

علي بن أحمد الإلغي

علي بن أحمد الإلغي وفي أواخر حجة توفي علي بن أحمد الإلغي السوسي الدرقاوي طريقة، الولي الصالح الناصح المرشد المربي المتبتل. أخذ عنه عدة فحول وتخرج على يده عدة من الأخيار، له تآليف، منها المبدئ المعيد، في ترجمة شيخنا سيدي سعيد المار الوفاة عام ثلاثمائة وألف؛ وله رحلة نظما إلى غيره ذلك. ألفت في مناقبه عدة تآليف، منها إتحاف الخل الوفي بما ينبغي في ترجمة الشيخ الحاج علي الإلغي، لتلميذه الخاص محمد بن علي التادلي نزيل الجديدة الآتي الوفاة عام اثنين وسبعين وثلاثمائة وألف؛ وألّف في ترجمته أيضا ولده الشيخ محمد المختار السوسي الآتي الوفاة عام ثلاثة وثمانين وثلاثمائة وألف تأليفا سماه الترياق المداوي في ترجمة سيدي الحاج علي الدرقاوي، وقد طبع في مجلد، إلى غير ذلك من التآليف فلا نظيل بها. انظر ذلك في تاليف ولده المذكور. توفي ببلده إلغ من سوس. عبد السلام كسيكس وفي متم ذي الحجة توفي عبد السلام كسيكس، من أولاد كسيكس المعروفين، كان عالما مشاركا مدرسا يحفظ السبع ويتقن التجويد. توفي شابا وأخذ عنه عدد من العلماء. أحمد بن عبد المومن العلمي وفيه توفي أحمد بن عبد المومن العلمي العرايشي، الأديب الشاعر الفحل المطلع مصحح الكتب المطبوعة على الحجر بفاس ومقّرظها، توفي بفاس. كذا بخط شيخنا عبد الحفيظ الفاسي الفهري. أحمد بن عبد الرحمان الكشنيكي وفيه توفي أحمد بن عبد الرحمن الكشنيكي السوسي، من أهل الفضل والدين والصلاح، توفي عن نحو ثمانين سنة بسوس. محمد اللاّنجري الدمناتي وفيه توفي محمد بن عبد الكبير اللاّنجري الدمناتي الذي كان وزيرا عالما مشاركا مدرسا مفتيا نوازليا، له تآليف منها: طوالع الحسن واتباع السنن بظهور رؤية سيدنا وأميرنا مولانا الحسن، في تاريخ الدولة الحسنية في مجلد، وله مطالع السعادة في فلك سياسة الرياسة؛ أو سياسة العقول وسياسة النقول، أو السياسة بمجرد العقول وسياسة مؤيدى النقول، إلى غير ذلك من التآليف والتقاييد. توفي بفاس ودفن بالقباب خارج باب الفتوح.

حوادث

حوادث اتفاقية بين المغرب وفرنسا وفي ثاني وعشري صفر وقعت اتفاقية بين المغرب وفرنسا مشتملة على بنود: 1) الجلاء عن قبيلة الشاوية التي كان الجيش الفرنسي قد احتلها. 2) الجلاء عن مدينة وجدة وقبيلة بني ازناسن وبني بوعثمان وبوذنيب من الحدود المغربية الشرقية التي نزل بها الجنود الفرنسيون منذ سنة 1908. 3) الديون التي على المغرب. وقبل تنفيذ ذلك قدمت الدولة الفرنسية قرضا جديدا للمولى عبد الحفيظ قدره مائة مليون ومليون احد من الفرنكات توديه الدولة في ظرف خمس وسبعين سنة وبفائدة خمسة في المئة سنويا، وتم ذلك بينهما في الثامن من ربيع الأول عامه. تولية عبد الله بن عبد السلام الفاسي قضاء مقصورة الرصيف وفي تاسع وعشري رجب جلس للحكم بين الناس بمقصورة الرصيف الشيخ عبد الله بن عبد السلام بن علال الفاسي الفهري الآتي الوفاة عام ثمانية وأربعين وثلاثمائة وألف مكان الشيخ عبد السلام بن محمد الهواري المذكور.

عام تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف

عام تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف أحمد بن محمد السرغيني في يوم الاثنين عشري صفر توفي أحمد بن محمد السرغيني الدكالي الرباطي، كان علامة مشاركا مطلعا شاعرا، تولي النيابة عن قاضي الدار البيضاء مدة، وكانت ولادته عام ثمانية وأربعين ومائتين وألف. توفي بالدار البيضاء. الحسن بن عبد الرحمان الشدادي وفي ثالث عشر ربيع الأول توفي الحسن بن عبد الرحمان بن أحمد الشدادي الحسني. كان مشاركا مطلعا له إجازات من عدة شيوخ. أخذ عنه شيخنا عبد الحفيظ الفاسي الفهري. سليمان بن محمد المرتضي التادلي وفي يوم الجمعة ثامن وعشري ربيع الثاني توفي سليمان بن محمد المرتضي بن عبد الكبير التادلي الصويري المراكشي الدرقاوي طريقة، له اليد الطولى في علم التصوف وكتب القوم. توفي عن نحو ثمانين سنة، له ترجمة في كتاب الإعلام. الطيب بن عمر الرجراجي وفي أواخر جمادى الأولى توفي الطيب بن عمر الرجراجي الرباطي، الأديب الشاعر المطلع الكاتب. توفي بالرباط ودفن بالزاوية الناصرية. محمد بن محمد الإيراري وفي جمادى الثانية توفي محمد-فتحا-بن محمد الإيراري الفيلالي تقدمت وفاة أخيه عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا أخذ عنه عدة أشياخ. الصديق بن أحمد الحنصالي وفي جمادى الثانية توفي الصديق بن أحمد الحنصالي نزيل أزمور، الفقيه الصالح المتبرك به، له تقاييد في التاريخ. محمد بن محمد السرغيني وفي ليلة الجمعة عاشر رجب توفي محمد بن محمد بن المعطي السرغيني المراكشي. كان أديبا شاعرا مشاركا مستحضرا، له تآليف، منها شرح على صلاة الشيخ محمد بن الكبير الكتاني المار الوفاة سماه حل الطلاسم في شرح صلاة أبي القاسم؛ وله روض الجنان فيما لشيخنا من الخصوصية والعرفان، يعني شيخه الكتاني المذكور، والمنحة العطوفية في جواز الرقص للصوفية، إلى غير ذلك. توفي بمراكش. المكي بن عبد الرحمان والزّهراء وفي رابع عشر رجب توفي المكي بن عبد الرحمان والزّهراء الرباطي، العاقل الوجيه، تولى نظارة الأحباس الكبرى بالرباط مدة، ودفن بالزاوية الناصرية.

الهادي بن إدريس العلمي الشفشاوني

الهادي بن إدريس العلمي الشفشاوني وفي ليلة السبت رابع وعشري شعبان توفي الهادي بن إدريس العلمي الشفشاوني الحسني، كان مشاركا مطلعا، له حاشية على شرح الشيخ بناني على السلّم، دفن قرب الشيخ حماموش بالقباب. محمد ابن الموقّت وفي ضحوة رابع رمضان توفي محمد بن عبد الله بن المبارك المسفيوي المعروف بابن الموقّت لكونه كان موقتا بجامع ابن يوسف بمراكش. كان خيرا دينا صالحا، ألف في ترجمته ولده محمد الآتي الوفاة عام ثمانية وستين وثلاثمائة وألف تأليفا سماه إظهار المحامد في ترجمة الوالد، وقد طبع. توفي ببلده مراكش. عبد السلام بن محمد بنّاني وفي رمضان توفي عبد السلام بن محمد بن العربي بناني. كان علامة مشاركا مدرسا طبيبا ماهرا له آثار في علم الطب، تخرج عنه عدة علماء وتلامذة نجباء. دفن بالقباب. الحسين بن محمد السوسي وفي حادي عشر شوال توفي الحسين بن محمد بن علي السوسي، فقيه عالم مشارك مدرس خيّر بركة، ترجمته في كتاب المعسول. معاد ابن العلاّم وفي يوم السبت تاسع وعشري شوال توفي معاد بن العلاّم نزيل مدينة الصويرة. كان مجذوبا ساقط التكليف يشار إليه بالخير والصلاح. دفن بالزاوية الجزولية، ذكره في إيقاظ السريرة. إبراهيم بن محمد بوطربوش الدباغ وفي يوم الأربعاء رابع قعدة توفي إبراهيم بن محمد بوطربوش بن عبد الحفيظ بن عبد الرحمان الدباغ الحسني. تقدمت وفاة والده عام أحد وتسعين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا محدثا، له فهرسة جمع فيها أشياخه. دفن بروضتهم بالقباب. محمد بن محمد الزّوين الشرادي وفي يوم الخميس سابع عشر ذي القعدة توفي محمد الزوين بن محمد بن علي الشرادي. تقدمت ترجمة والده عام أربعة عشر وثلاثمائة وألف. كان خيرا دينا صالحا يشار إليه كوالده، ذكره ووالده صاحب الإعلام. أحمد بن العباس الشرايبي وفي يوم السبت ثالث حجة توفي أحمد بن العباس الشرايبي نزيل مدينة مراكش، علامة مشارك له كتاب الدلائل والمكارم المحمدية في مجلدين. دفن بمراكش.

العربي بن محمد السوسي

العربي بن محمد السوسي وفي ثالث وعشري ذي الحجة توفي العربي بن محمد السوسي، الشيخ الإمام، العلامة الهمام، رئيس التدريس وصدر المجالس ورب البيان وصاحب الهمة العالية، ترجمته في كتاب المعسول. إدريس بن بوعزة الميسوري وفيه توفي إدريس بن الحاج بوعزة الميسوري المكناسي، أستاذ مجود يحفظ السبع، كان مؤدّبا لأبناء الملوك مع خيارة ودين. توفي ببلده. صالح بن أحمد السوسي وفيه توفي صالح بن أحمد السوسي، الأستاذ المقرئ المجود المتفنن. كانت ولادته عام تسعة وخمسين ومائتين وألف، ترجمته في كتاب المعسول. أحمد بن محمد البقالي وفيه توفي أحمد بن محمد بن علي بن الهاشمي البقالي القصري. أخذ العلم بفاس وبمازونة بالقطر الجزائري، وفي دولة المولى عبد العزيز تداخل في الحكومة واستدعي من قبل المولى عبد العزيز إلى فاس، وأخيرا طلب الله الوفاة قبل احتلال القصر الكبير فاستجاب الله دعاءه، وتوفي قبل ذلك ودفن بروضة البقاليين بالقصر الكبير. وكانت له خزانة كتب لكنها تفرقت بعد موته. حوادث وصول الجنود الفرنساويين إلى فاس وفي يوم الأحد ثاني وعشري جمادى الثانية وصلت الجنود الفرنساوية إلى مدينة فاس بطلب من حكومة المولى عبد الحفيظ لأجل مدافعة قبيلة بني مطير الذين كانوا محاصرين للمدينة. ولادة محمد الخامس وفيه ولد السلطان المدافع عن وطنه وشعبه بإخلاص محمد الخامس بن المولى يوسف ابن مولانا الحسن رحمهم الله رحمة واسعة. احتلال الإسبان مدينة العرائش وفيه احتلت الدولة الإسبانية مدينة العرائش وبعدها احتلت مدينة القصر الكبير ونواحيهما. باخرة حربية ألمانية بأكادير وفيه أيضا وجهت الدولة الألمانية باخرة حربية إلى مرسى أكادير بدعوى حماية الرعايا الألمان في جنوب المغرب وبعد ذلك تنازلت عن أطماعها بالمغرب، في مقابلة قطعة من أرض الكونغو سلمته لها فرنسا.

عام ثلاثين وثلاثمائة وألف

عام ثلاثين وثلاثمائة وألف عبد الواحد القطب ابن سودة في يوم الثلاثاء رابع محرم الحرام توفي عبد لواحد بن محمد بن علال ابن سودة المدعو القطب، يشار إليه بالخير والصلاح والدين. دفن بباب الحمراء داخل باب الفتوح، وترك ولدا واحدا توفي بعده ولم يخلف عقبا. كان محبوبا عند الجميع. الرشيد بن محمد العلوي وفي تاسع عشر محرم المذكور توفي المولى الرشيد بن السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني، كان خليفة عن المولى الحسن بتافيلات ونواحيها، شجاعا مقداما مشاركا. توفي بمدينة مراكش ودفن بروضتهم. عبد الرحمان ابن الصالح وفي يوم السبت ثاني وعشرى محرم توفي عبد الرحمان بن الصالح المراكشي، كان خيرا صالحا، له رسائل في آداب أهل التصوف والطريقة. توفي ببلده. عبد الرحمان بن مسعود الحاحي وفي يوم السبت خامس ربيع الأول النبوي الأنور توفي عبد الرحمان بن مسعود بن بوزيد الحاحي النكنافي نزيل مدينة الصويرة، العالم العلامة المفتي النوازلي المشارك مع التحقيق والتدقيق، عدّ خاتمة المفتين بمدينة الصويرة ونواحيها فلم يبق بعده من يحسن الإفتاء بها. دفن بضريح سيدي مكدول هناك، وهو من أشياخ محمد بن سعيد ابن الصديق صاحب كتاب إيقاظ السريرة، ومنه أخذت هذه الترجمة. محمد بن مسعود الطالبي وفي ليلة السابع عشر من ربيع الأول توفي محمد بن مسعود الطالبي المجاطي السوسي. تقدمت وفاة والده عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف. كان مشاركا أديبا شاعرا مقتدرا مدافعا عن الطريقة الدرقاوية ينشرها. محمد بن مسعود البونعماني وفي ثامن ربيع المذكور توفي محمد بن مسعود البونعماني السوسي، علامة كبير، وأديب شهير، بالقطر السوسي تخرج على يده عدة علماء، ترجمة واسعة في كتاب المعسول. محمد السيّد التّغانمي في يوم الأحد رابع ربيع الثاني توفي محمد بن محمد ابن عبد السميح المعروف بالسيد التغانمي، الفقيه الأديب الجواد الشهير المرابط الخير الذاكر. كانت ولادته عام خمسة وستين ومائتين وألف، وكان ملحوظا عند المولى الحسن. ذكره في كتاب إيقاظ السريرة.

عبد السلام بن عبد الله الصقلي

عبد السلام بن عبد الله الصقلي وفي ليلة الجمعة ثامن جمادى الأولى توفي عبد السلام بن عبد الله الصقلي الحسيني. كان علامة مشاركا مطلعا شاعرا مجيدا، له ولوع كبير بالكتب الخطية واقننائها. دفن داخل باب عجيسة. أبو بكر بن العربي بناني وفي حادي عشر جمادى الأولى توفي أبو بكر بن العربي بن محمد بن محمد بناني، كان علامة مشاركا مطلعا تولّى قضاء مدينة مراكش والصويرة والجديدة والدار البيضاء، وكان مثال النزاهة والإكبار، له شرح على الشمقمقية. دفن بزاوية الشيخ أحمد بن يحيى قرب عقبة السعتر. محمد بن محمد الشامي وفي يوم الجمعة خامس وعشري شعبان توفي محمد بن محمد بن عبد الحفيظ الشامي الخزرجي المار الذكر عام تسعة وثلاثمائة وألف. كان خيرا دينا تولى النظارة بفاس مدة ثم الحسبة ودفن بقبة الشيخ الغياتي خارج باب الفتوح بالقباب. انظر الأصل. محمد يحيى بن المختار الولاتي وفي أول رمضان أو أواخر شعبان توفي محمد يحيى بن المختار بن عبد الله الداودي الحوضي الولادتي، الفقيه العلامة الأصولي المشارك الفهامة، له عدة تآليف، منها رحلة حجازية وفقت عليها (¬1)، ترجمته في كتاب المعسول. الحسن بن المهدي العلوي وفي صبيحة يوم الجمعة ثاني شوال توفي الحسن بن المهدي بن أحمد العلوي المكناسي. كان علامة مشاركا فاضلا صوفيا نزيها. توفي ببلده وهو من أكابر أشياخ القاضي محمد بن أحمد العلوي الآتي الوفاة عام سبعة وستين وثلاثمائة ألف. محمد بن عبد القادر فرج وفي سادس وعشري قعدة توفي محمد بن عبد القادر فرج الرباطي. كان فقيها مشاركا مطلعا، تولى النيابة عن قاضي الدار البيضاء مدة. المعطي بن محمد ابن عبود وفي ليلة الثلاثاء آخر يوم من ذي الحجة توفي المعطي بن محمد بن الهادي ابن عبود المكناسي كان علامة شاعرا مجيدا مدرسا خطيبا واعظا، من أشياخ عبد الرحمان ابن زيدان العلوي. ¬

(¬1) ترجم المؤلف للولاتي مرتين هنا-وهو الصحيح الذي أثبتناه-وفي السنة الماضية. أما الرحلة الحجازية التي يتحدث عنها فقد حققتها ونشرتها دار الغرب الإسلامي في بيرون سنة 1990 م.

محمد بن مسعود المعدري

محمد بن مسعود المعدري وفيه توفي محمد بن مسعود المعدري البونعماني السوسي، علامة مطلع له تآليف منها، تأليف سماه أخبار الشيخ سعيد المعدري المتوفي عام ثلاثمائة وألف، وله تأليف في تراجم بعض أهل المغرب مرتب على حروف المعجم لم يتم. حدّو ابن موسى وفيه توفي حدّو بن موسى من أولاد ابن موسى المعروفين بفاس. كان أستاذا مجودا مطلعا إماما بمسجد الشرابليين. محمد المختار بن علي المسفيوي وفيه توفي محمد المختار بن الوزير علي بن محمد المسفيوي. تقدمت وفاة والده عام ستة عشر وثلاثمائة وألف، الأديب الكاتب المشارك الشاعر المطلع. توفي بالرباط قادما من مسقط رأسه مراكش. العربي بن صالح الروداني وفيه توفي العربي بن صالح الفيلالي أصلا الروداني درا، الفقيه الأديب الشاعر، وقفت له على قصيدة في مدح المولى الرشيد بن المولى عبد الرحمان المار الترجمة عام ستة وتسعين ومائتين وألف، ذكره دينية في تاريخه. محمد بن أحمد المرابط وفيه توفي محمد بن أحمد المرابط السوسي. علامة مشارك مطلع مدافع عن وطنه، ترجمته في كتاب المعسول للشيخ المختار السوسي. محمد السدراتي وفيه توفي الحاج محمد السدراتي السلوي، من أولاد السدراتي المعروفين بمدينة سلا، الفقيه العلامة المشارك القاضي الأعدل، ذكر لنا وفاته الشيخ جعفر بن الشيخ أحمد الناصري السلاوي. أحمد بن الحسن كنبور اللجائي وفي حدود هذا العام توفي أحمد بن الحسن كنبور اللجائي. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وثمانين ومائتين وألف. علامة مطلع مشارك مجود، كان يحفظ السبع كوالده. محمد حمّان اللجائي وفي هذه العشرة توفي محمد المدعو حمّان بن محمد الحاج اللجائي نزيل فاس، الأستاذ المقرئ المجود الشيخ المعمر، أخذ عنه شيخنا عبد الحفيظ الفاسي الفهري. محمد التركي وفي هذه العشرة توفي محمد التركي الرباطي، كان عالما مشاركا منجما فلكيا من آخر من صنع الأسطرلاّب وغيره من أدوات التنجيم. توفي ببلده الرباط.

إبراهيم بن محمد العلوي

إبراهيم بن محمد العلوي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي إبراهيم بن محمد بن عمر العلوي، كان حيا بعد عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف، وقفت على فهرسة له سماها تحلية الأحفاد بيواقيت الإسناد أو حلية المفاخر بإسناذ المفاخر أو مصالح الإسعاد بما في السند من توالي الإمداد. كان يدرس العلم بالقرويين وله مشاركة. دفن بالقباب بروضة العلويين، وكان كاتبا شاعرا. محمد بن الطيب الوزاني وفيها أو قريب منها توفي محمد بن الطيب الوزاني الحسني، له كتاب سماه الروض المنيف في التعريف بأولاد مولاي علي الشريف في مجلد وفقت على نصفه الأخير ولعله بالخزانة العامة بالرباط. أحمد بن محمد الإدريسي الزرهوني وفيها توفي أحمد بن محمد الإدريسي الزرهوني الحسني. كان مشاركا مطلعا، له إعلام البشر بالسلطان المنتظر، ألفه حين نصر السلطان المولى عبد العزيز بن مولانا الحسن. وقفت عليه. علي بن أحمد زنيبر وفيها توفي علي بن أحمد زنيبر السلوي، علامة مشارك مطلع على الأحوال جوّال في الأرض، له أنظام وأشعار. انظر الأصل. كان حيا عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف. عبد الله بن محمد بناني وفيها أو قريب منها توفي عبد الله بن محمد بن عبد السلام بناني الرباطي، العلامة المفتي النوازلي، تولى قضاء الرباط ثم عزل عنها عام تسعة وثلاثمائة وألف.، واتصلت حياته إلى حدود ثلاثين وثلاثمائة وألف. توفي ببلده. العربي الشنتوفي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي العربي الشنتوفي السلاوي، كاتب كبير ومنشئّ وأديب مشارك، تقلب في عدة وظائف أيام السلاطين مولاي عبد الرحمان وولده سيدي محمد وحفيده مولانا الحسن. لم أقف على وفاته.

محمد بن قاسم الحسناوي

محمد بن قاسم الحسناوي وفيها أو قريب منها توفي محمد بن قاسم الحسناوي، له اليد الطولى في علم النوازل والأحكام لم أقف له على ترجمة. محمد بن عبد الرحمان الصنهاجي وفيها توفي محمد بن عبد الرحمان الصنهاجي بقرية بوعادل، الفقيه العلامة الدارك الفهامة المشارك، كان خاشعا متواضعا قرأ العلم بفاس وله أنظام عجيبة. تولى خطة القضاء بجبل صنهاجة مدة إلى أن مات هناك، لم أتحقق من تاريخ وفاته. محمد ابن الكعّاب وفيها أو قريب منها توفي محمد ابن الكعاب من أهل فاس، أحد الأفراد الذين بعثهم المولى الحسن إلى أوربا فتخرج في علم الهندسة وقفت على أثر له في ذلك في المغرب وذكر أن له رحلة إلى الحج (¬1). عبد السلام الأوديّي الشركي وفيها توفي عبد السلام الأوديّي الشركي الفاسي. ولد بفاس عام أربعة وسبعين ومائتين وألف، وهو أحد الأفراد الذين بعثهم المولى الحسن إلى أوربا وتخرج في علم الفلك والتوقيت والهيئة، ولكن كان من المهملين. محمد بن أحمد ابن عزّوز وفيها توفي محمد بن أحمد بن عبد الرحمان ابن عزّوز، كان يدرس العلم بفاس ونقل إلى مراكش، وفيه توفي. العربي بن أحمد المساوي الفلاوي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي العربي بن أحمد بن محمد المساوي المعروف بالفلاوي وتقدم ذكر والده عام ثلاثمائة وألف. علامة مشارك مطلع كان يحفظ السبع، وهو من رفقاء الشيخ أحمد بن الخياط قال عنه في فهرسته الكبرى: إنه كان مرافقا له في الشدة والانفعال بعد ما حلاّه بقوله الفقيه العارف بالله. الحسن المسيرى الأوغاظمي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي الحسن المسيرى الأوغاظمي، كان طبيبا جراحيا ماهرا في الجراحة والجبر وغير ذلك، وكان حائزا في ذلك على توفيق عجيب في العلاج. كذا وجدت مقيدا. ¬

(¬1) لابن الكعاب مذكرات كتبها عن دراسته في أوربا، ومراسلاته مع حكومة المخزن، وهي عندي بخطه.

محمد المهدي الكومي

محمد المهدي الكومي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي محمد المهدي الكومي المرابط الصادقي المكناسي. كان رحمه الله يحفظ السبع بتثبت وإتقان مع حس النطق بذلك، وله نظريات مبدعة. أخذ عنه العلم محمد بن عبد القادر ابن سودة الآتي الوفاة عام ثمانية وستين وثلاثمائة وألف. أخذ عنه بفاس عام ثلاثة عشر وثلاثمائة كما في إحدى كناشاته. حوادث توقيع السلطان عبد الحفيظ بفاس على معاهدة الحماية وفي يوم الجمعة حادي عشر ربيع الثاني موافق ثلاثين من مارس سنة اثنتى عشر وتسعمائة وألف ميلادية وقّع السلطان المولى عبد الحفيظ بن مولانا الحسن بمدينة فاس على معاهدة الحماية علي المغرب من قبل الدولة الفرنسية، وملخص شروطها إدخال الإصلاحات الإدارية والعدلية والعلمية والاقتصادية والمالية والعسكرية إلى غير ذلك مع احترام النظام الجديد لحقوق السلطان والدين الإسلامي بجميع المؤسسات وخصوصا الأحباس، ووعدت فرنسا بتقديم المساعدة للمحافظة على السلطان بحماية شخصية وعرشه وأمن رعيته في جميع المملكة، وأنها تبذل نفس هذه المساعدة لولي العهد ومن يخلفه على العرش المغربي. والممثلون السياسيون والقناصل الافرنسيون هم المكلفون بتمثيل وحماية المغرب ومصالحه في الخارج، والسلطان يتعهد بأن لا يعقد اتفاقا له صبغة دولية بدون موافقة الدولة الفرنسية. أنظر الأصل. المذبحة الكبرى بفاس وفي ثامن وعشري ربيع الثاني كانت المذبحة الهائلة بفاس ومات فيها خلق كثير وجرح عدد أكثر، وهدمت القوات الفرنسية بعض المحلات منها قبة الشيخ أبي غالب بحومة صريوة داخل باب الفتوح، وكان مسجد باب عجيسة مربطا للدواب، ونهب ملاح اليهود. وهذه الواقعة هي المعروفة عند العامة بفاس بواقعة دخول الفرانسيس أظهر فيها أهل فاس مع الأعراب المجاورين لها شجاعة وقوة لكن بدون نظام. ولمّا هدأت الهيعة واستقر الاستعمار بفاس أول ما فعل جمع الأسلحة التي كانت عند أهل فاس علي اختلاف أنواعها وأشكالها حتى المديات الكبار وأعلن أن من أخفى شيئا من ذلك يعاقب أشدّ العقوبات.

تأخير عبد الله الفاسي عن قضاء مقصورة الرصيف

تأخير عبد الله الفاسي عن قضاء مقصورة الرصيف وفي سابع عشر رجب أخّر عن القضاء بمقصورة الرصيف عبد الله بن عبد السلام بن علال الفاسي الفهري وولي مكانه الشيخ عبد الرحمان بن القرشي الإمامي الفيلالي الآتي الوفاة عام ثمانية وخمسين وثلاثمائة وألف، وتولى محمد بن محمد بن عبد القادر بناني القضاء بفاس الجديد نيابة عن ابن القرشي المذكور. تنازل السلطان عبد الحفيظ عن الملك وفي يوم السبت رابع رمضان من نفس العام تنازل السلطان المولى عبد الحفيظ بن مولانا الحسن عن ملك المغرب لأخيه المولى يوسف، لأنه علم أن الاستعمار لا يفعل معه خيرا. أنظر الأصل. دخول الهيبة إلى مراكش وفي رابع رمضان المذكور دخل الشيخ الهيبة بن الشيخ ماء العينين الشنكيطي إلى مراكش نهارا واستقل بالحكم مدة من اثنين وعشرين يوما، وخرج منها فارا في السادس والعشرين منه. اتفاق فرنسي-إسباني على تقسيم المغرب وفي سادس وعشري حجة متم العام وقع إتفاق بين فرنسا وإسبانيا على كيفية تقسيم المغرب، وذلك بمدينة مدريد عاصمة إسبانيا. وقد حوى هذا الاتفاق ثلاثين مادة كلها في مصالح الطرفين.

عام واحد وثلاثين وثلاثمائة وألف

[الجزء الثاني] عام واحد وثلاثين وثلاثمائة وألف إدريس بن عبد الهادي العلوي في ثاني محرم توفي إدريس بن عبد الهادي بن عبد الله بن التهامي بن عبد الله العلوي الحسني. تقدمت وفاة والده عام اثنين وسبعين ومائتين وألف، كان علامة مشاركا وجيها مصلحا خيرا دينا، رأيته محلى بالشريف الوجيه الخيّر الفاضل العلامة الناسك المتواضع المحب للسالكين، المتبرك بالمنتسبين، والساعي في حوائج المستضعفين، المشارك للحضور في الولائم، واستبدل بها الجنائز وفعل أنواعا من الخير، وعرضت عليه المناصب فأبى. له رحلة إلى الحج كتبها في رحلته الأولى عام ثمانية وثمانين ومائتين وألف في نحو الكراسة، وأما رحلته الثانية فقد توفي هناك بالمدينة المنورة. وما ذكرته في وفاته هو الذين تحقق عندي، وما في الإتحاف لشيخنا ابن زيدان (جزء خامس، ص.352) من أن وفاته كانت سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف سبق قلم. انظر الدليل، ص.142. المعطي بن محمد البربوشي وفي سادس عشر محرم توفي المعطي بن محمد البربوشي المراكشي، العلامة الفقيه الفهامة المحصل المدقق المدرس. توفي ببلده مراكش له ترجمة في الإعلام. العباس بن محمد المنجرة وفي تاسع صفر الخير توفي العباس بن محمد بن الطيب المنجرة الحسني، كان ممن يشار إليه بالخير والصلاح والدين المتين. دفن في القباب. مَحمد ابن داني النّدرومي وفي أوائل ربيع الأول توفي محمد-فتحا-بن أحمد بن محمد بن عبد الله النّدرومي مولدا ومنشئا المراكشي دارا وقرارا يدعى ابن داني. كان أديبا مشاركا شاعرا مجيدا له تاليف سماه الدرر السنية في ذكر الدولة الحسنية، فرغ منه عام ثمانية وثلاثمائة وألف، وقفت عليه بالخزانة الملكية يفيد الباحث. محمد بن عمر دينية وفي أوائل ربيع المذكور توفي محمد بن عمر بن أحمد دينية الرباطي، العلامة المطلع المؤلف الشهير، له عدة تآليف، منها حاشية على شرح الشيخ إبراهيم التادلي على رسالته في علم البيان؛ وختمة على الألفية في عدة كراريس؛ وشرح على البديع؛ ورسالة في حياة الأنبياء؛ ومولد نبوي إلى غير ذلك من التآليف والتقاييد. توفي بالدار البيضاء ونقل إلى بلده الرباط ودفن بمقبرة سيد الخطّاب بالعلو هناك.

عبد السلام بن علي الجراري

عبد السلام بن علي الجرّاري وفي سابع وعشري جمادى الثانية توفي عبد السلام بن علي بن محمد الجرّاري السوسي القايد الشهير والشجاع المقتدر، له ترجمة في كتاب المعسول. محمد بن إبراهيم السملالي وفي ثاني رجب توفي محمد بن إبراهيم السملالي السوسي. كان عالما مشاركا مدرسا واعظا ناصحا، بنيت عليه قبة ببلده. التهامي بن المدني كنّون وفي يوم الخميس سابع رجب توفي التهامي بن المدني بن علي بن عبد الله كنّون. كان علامة مسشاركا مدرسا نفاعة محدثا، له تآليف عديدة، منها: المنهل الأصفا على الشفا؛ وتعليق على الموطا؛ وتعليق على صحيح البخاري؛ وآخر على صحيح مسلم؛ وشرح نظم ابن يامون في آداب النكاح؛ وهدية المحبين إلى مولد سيد المرسلين؛ وتقييد في بر الوالدين، إلى غير ذلك من التآليف والتقاييد المفيدة. دفن خارج باب الفتوح بالقباب قرب ضريح الشيخ محمد أخيه المار الوفاة عام اثنين وثلاثمائة وألف. محمد بن قاسم القادري وفي عشية يوم الأربعاء ثالث عشر رجب توفي محمد-فتحا-بن قاسم القادري الحسني. كانت ولادته عام تسعة وخمسين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام أحد وثمانين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا محققا مدققا دراكة، أصبح شيخ الجماعة في وقته آخر عمره. له تآليف، منها: حاشية على شرح الطيب ابن كيران على توحيد ابن عاشر في سفرين طبع على الحجر؛ وحاشية على شرح كنون على الشمائل؛ وأخرى على شرح الازهري على البردة؛ وأخرى على الأربعين النووية؛ ورفع العتاب والملام عمّن قال العمل بالحديث الضعيف حرام؛ وتاليف في كراهية القبض في الصلاة؛ وفهرسة سماها: إتحاف أهل الهدايات بمالي من الأسانيد والروايات؛ والبستان السني في النسب الحسني والحسيني إلى غير من التآليف. دفن بزاوية الصقليين داخل باب عجيسة. الطيب بن قاسم القادري وفي يوم الاثنين ثامن عشر رجب توفي الطيب بن قاسم القادري شقيق المترجم قبله. كان عالما مشاركا خطيبا مطلعا. دفن بروضة أبي الدباب بالعيون. محمد كرديس الدمناتي وفي آخر رجب توفي محمد بن محمد بن حمّ كرديس الدمناتي. كانت ولادته عام سبعة وسبعين ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف. علامة مشارك تولى القضاء مدة.

محمد الهندي ابن سودة

1 محمد الهندي ابن سودة وفي الساعة السابعة من صباح يوم الخميس تاسع عشر شعبان توفي محمد بن التاودي بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة المعروف بالهندي، له رحلة إلى بلاد الهند، وبقي هناك مدة. تقدمت وفاة والده عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف، الفقيه العالم العلامة المشارك المطلع الطبيب، تعلم بعض مبادئ علم الطب فكان يداوي بفاس بدون أجرة، له شهرة بذلك. دفن بزاوية جده أسفل العقبة الزرقاء، له ترجمة في سلّ النصال مع صورته. 2 محمد بن محمد الأمراني وفي رابع عشر رمضان توفي محمد بن محمد الأمراني الحسني. كانت ولادته في ربيع الأول عام تسعة وأربعين ومائتين وألف. وكانت تسند إليه الأمور الهامة، فيقوم بها أحسن قيام أيام المولى الحسن، وكان زوج شقيقته السيدة أم كلثوم التي تقدمت وفاتها عام سبعة وثلاثمائة وألف. وأخيرا نزل بالدار البيضاء وبقي بها إلى أن توفي ونقل لفاس ودفن بروضتهم قرب الزاوية الناصرية. محمد أبو الغيث الحاجي وفي رمضان توفي محمد أبو الغيث الحاجي، الولي الصالح الخير الدين الذاكر. توفي بمراكش، له ترجمة في كتاب الإعلام. عبد السلام المحب بن محمد العلوي وفي أوائل شوال توفي عبد السلام العلوي الحسني عرف بالمحب. كانت ولادته عام اثنين وثلاثمائة وألف. كان علامة متفننا شاعرا مقتدرا مشاركا كاتبا في الصدارة العظمى. توفي بالرباط ودفن بروضة العلو. عبد الجبار بن الطيب الوزاني وفي شوال أيضا توفي عبد الجبار بن الطيب بن عبد الله الوزاني الحسني، كان متبرّكا به من أشياخ شيخنا عبد الحفيظ الفاسي الفهري. كذا بخطه. مبارك بن سعيد المَصلُوت وفي شوال أيضا توفي مبارك بن سعيد بن علي بن حماد المصلوت السوسي، العلامة المشارك المدرس له شهرة كبيرة في الإفتاء والنوازل، حج وزار وتوفي ببلده تامصلوت. أحمد بن قاسم جسوس وفي ثالث عشر قعدة توفي أحمد بن قاسم جسوس الرباطي، العلامة المطلع المشارك الأديب. كانت ولادته في حدود السبعين ومائتين وألف، له كنانيش عديدة كلها فوائد تاريخية وأدبية، وقد جمع بعضهم شعره في ديوان صغير. توفي ببلده ودفن بالزاوية الناصرية ولم يعقب.

أحمد الأمين الشنجيطي

أحمد الأمين الشنجيطي وفيه توفي أحمد الأمين الشنجيطي نزيل القاهرة، العالم العلامة المشارك، له: درء النّبهاني عن حرم الشيخ أحمد التيجاني، طبع. كانت وفاته بمصر عن نحو اثنتين وأربعين سنة. مصطفى بن عبد القادر ابن سحنون وفيه توفي مصطفى بن عبد القار بن محمد بن سحنون المراكشي. تقدمت وفاة والده عام اثنتين وسبعين ومائتين وألف، الفقيه العالم العلامة الكاتب البارع. توفي ببلده، ذكره في كتاب الإعلام.

عام اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف

عام اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف أحمد بنعبد الله ملين وفي يوم الأربعاء ثاني صفر توفي أحمد بن عبد الله بن أحمد ملين الرباطي. تقدمت وفاة والده عام سبعة وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا موقتا مطلعا. توفي ببلده. أحمد بن مصطفى التلمساني وفي ربيع الأول توفي محمد بن مصطفى بن محمد بن سعيد التلمساني، تقدمت وفاة جده عام أربعة وستين ومائتين وألف. كان مشاركا أديبا كاتبا مقتدرا خفيف الروح. عبد السلام بن محمد اللجائي وفي سابع ربيع الثاني توفي عبد السلام بن محمد اللّجائي العمراني الحسني. كان علامة مشاركا مطلعا، له تآليف، منها الدّرر السنية والمفاخر العالية في الدولة العلوية، يقع في مجلد. محمد بن الطيب الشاوي البوعزاوي وفي صبحة يوم الأربعاء تاسع وعشري جمادى الأولى توفي محمد بن الطيب الشاوي البوعزاوي. كان علامة مشاركا له زاوية وأتباع بالمغرب وتحكى عنه كرامات، وله تآليف، منها: رسالة المريد في منهل أهل التوحيد؛ والنحو المطلوب في شمائل النبي المحبوب؛ ورسالة في الرد على الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني المار الوفاة عام سبعة وعشرين وثلاثمائة وألف؛ وله معارضة دليل الخيرات، طبع على الحجر في سفر صغير، إلى غير ذلك من التآليف. دفن بزاويته بمراكش. محمد بن إبراهيم السباعي وفي يوم الاثنين سادس رجب توفي محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحفيد السباعي الحسني نزيل مدينة مراكش شيخ الجماعة بها. كان علامة مشاركا مدرسا مفتيا، له تآليف كلها متعة، منها شرح على الأربعين النووية؛ واختصار زهر الأكم للإمام اليوسي؛ والبستان الجامع لكل نوع حسن وفن مستحسن في عد بعض مآثر مولانا الحسن، مجلد؛ وسيف النصر لدفع الإبهام وذكر موجب محنة ذرية مولانا هشام، إلى غير ذلك من التآليف. دفن داخل قبة الشيخ الغزواني بمراكش. أحمد ولد بن عطية التادلي وفي يوم الجمعة ثالث عشر رجب توفي أحمد التادلي المشهور بولد بن عطية، مجوّد مقرئ يحفظ السبع. دفن خارج باب المحروق.

العربي السرغيني البوكريني

العربي السرغيني البوكريني وفي حادي عشر شعبان توفي العربي السرغيني المراكشي، الفقيه العلامة النحوي المدرس. توفي ببلده مراكش. ترجمته في كتاب الإعلام. إدريس بن عمر الشامي وفي أوائل رمضان توفي فجأة إدريس بن عمر الشامي الخزرجي الأنصاري، علامة مشارك كثير التدريس والإفادة. دفن بزاوية الشراردة قبالة درب الدرج من العدوة تعرف بزاوية الشرادي. له ترجمة في سل النصال. عبد القادر بن عبد الله البريبري الرباطي وفي خامس قعدة توفي عبد القادر بن عبد الله البريبري الرباطي تقدمت وفاة أخيه عام سبعة وثلاثمائة وألف، الأديب المشارك الشاعر المطلع، له ديوان خاص بالأمداح النبوية؛ وديوان في شعره المطلق. توفي ببلده ودفن بالزاوية الناصرية. علي بن أحمد الإسكاري وفي سابع عشر قعدة توفي علي بن أحمد بن علي الإسكاري السوسي، علامة مشارك كثير التدريس والإفادة، ترجمته في كتاب المعسول. الطيب بن محمد الصبيحي وفي ثالث وعشري قعدة توفي الطيب بن محمد الصبيحي باشا مدينة سلا ونواحيها، الأستاذ المطلع المتبتل الخير الذاكر. كانت ولادته عام سبعة وأربعين ومائتين وألف. توفي ببلده. محمد بن عبّو الهشتوكي وفيه توفي محمد بن عبو الهشتوكي السوسي، حافظ سوس العلامة المشارك المدرس. توفي ببلده سوس. محمد بن علي الوكيلي وفيه توفي محمد بن علي الوكيلي الحسني نزيل مدشر كرمة جبل زرهون. كان وليا صالحا له كرامات وشهرة بين أفراد الطريقة الدرقاوية، أخذ عنه عدة أفراد ظهر عليهم أثر الخير والصلاح، وقبره شهير بمسقط رأسه. العربي بن المكي الحسناوي وفيه توفي العربي بن المكي الحسناوي، العالم المشارك المدرس. كان يتولى النيابة عن قضاء مكناس مدة وبها توفي. كذا بخط شيخنا عبد الحفيظ الفاسي ولم يذكره شيخنا ابن زيدان في إتحافه.

علي البريهي

علي البريهي وفيه توفي علي البريهي، كان أحد المدرسين بالجامع الكبير بمدينة تازا، ثم ذهب منها بعد الحماية فارا بدينه إلى قبيلة صنهاجة لنشر العلم إلى أن توفي في هذا التاريخ بدوار النخلة من القبيلة المذكورة. محمد ابن الأعرج السليماني وفيه توفي محمد-فتحا-بن عبد القادر ابن الأعرج السليماني الحسني الأغريسي. كان علامة مشاركا صوفيا مطلعا، وكانت ولادته عام ثمانية وأربعين ومائتين وألف. دفن بفناء الغرباء قرب قبة الشيخ ابن حرزهم خارج باب الفتوح، له ترجمة في سل النصال. محمد بن عبد القادر الزمراني وفيه توفي محمد بن عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر الزمراني الصويري. تقدمت ترجمة والده عام تسعة وثلاثمائة وألف. كان مشاركا مطلعا، معتنيا بخزانة والده مع تعاطي بعض الوظائف الدينية إلى وفاته. ذكره صاحب إيقاظ السريرة. حوادث صدور أول ظهير يتعلق بالعرف وفي عشري شوال موافق حادي عشر شتنبر سنة 1914 صدر أول ظهير يتعلق بتطبيق النظام العرفي في القبائل البربرية المخالف لقانون الإسلام، وهو أصل الظهير البربري لسنة 1930 الذي لازال النضال ضده إلى الآن. اتخاذ الكنانيش بمحاكم القضاة وفيه صدر الأمر إلى محاكم القضاة بالمغرب باتخاذ كنانيش لنسخ الرسوم الصادرة من العدول بحيث لا يصدر منهم الإشهاد إلا بعد نسخه في الكناش كيف ما كان نوعه.

عام ثلاثة وثلاثين وثلاثمائة وألف

عام ثلاثة وثلاثين وثلاثمائة وألف علي بن عبد القادر ابن سودة في يوم الخميس سابع عشر محرم توفي علي بن عبد القادر بن الطالب ابن سودة. ولد عام أربعة وخمسين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام اثنين وتسعين ومائتين وألف. كان علامة مدرسا مطلعا حيسوبيا متفننا أديبا شاعرا نائبا عن قاضي مكناس مدة، له شرح على همزية البوصيري؛ وله نظم في مصطلح الحديث. وله ديوان شعر، إلى غير ذلك. دفن بزاوية الشرادي قبالة درب الدرج. له ترجمة في سل النصال (¬1). محمد ماني الصنهاجي وفي حادي عشر ربيع الأول توفي محمد دعي ماني بن محمد بن المفضل الصنهاجي، علامة مشارك له اليد الطولى في الإفتاء والنوازل مع التحرير والإتقان. ألف تآليف عديدة منها: تاليف في مسألة الكسب الشهيرة؛ وتأليف في حديث لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تاتي الساعة؛ وتاليف في الابتداء بالنكرة؛ وآخر في نفي ما نسب لسيدنا حسان من الأبيات؛ ومؤلّف في قول ابن مالك ومن وما وإن تساوي ما ذكر، في مجلد، إلى غير ذلك من التآليف. دفن بالقباب خارج باب الفتوح قرب ضريح الشيخ احماموش، تولى الإفتاء والتدريس بالدار البيضاء حوالي عام ستة عشر وثلاثمائة وألف، وكانت ولادته عام ستين ومائتين وألف. وقد جمع فتاويه تلميذه الشيخ أحمد بن الحاج العياشي سكريج في مجلد. توفي فجأة، له ترجمة في سل النصال. عبد الكبير بن محمد الكتاني وفي الساعة الحادية عشرة من يوم الخميس ثالث وعشري ربيع الأول توفي عبد الكبير بن الشيخ محمد بن عبد الواحد الكتاني الحسني. تقدمت وفاة والده عام تسعة وثمانين ومائتين وألف، الشيخ المحدث المسند المشارك الصوفيّ الأفضل، المتواضع الأكمل، التابع للسنة العامل بها في الأقوال والأفعال منذ نشأته، يرشد الناس إلى مصالح دينهم القويم من غير خرافات، له تآليف، منها الانتصار لآل النبي المختار والرد على بحث الشيخ القصار؛ وله المشرب النفيس في ترجمة مولانا إدريس بن إدريس، إلى غير ذلك. وقد ألف في مروياته وأشياخه عدة مؤلفات لا نطيل بذكرها. انظر الدليل. دفن بزاوية أبيه أعلى حومة القطانين بفاس وهي المعروفة بالزاوية الكتانية. له ترجمة في سل النصال. ¬

(¬1) لا توجد ترجمة علي ابن سودة في النسخة التي بين أيدينا من سل النصال.

محمد بن يحيى بلمينو

محمد بن يحيى بَلَمِينُو وفي رابع جمادى الأولى توفي محمد بن يحيى بن حجي بن عبد السلام بلمينو الأندلسي الرباطي، العلامة المشارك المطلع، أعجوبة الدهر حفظا وفهما. توفي ببلده ودفن بزاوية الشاوي. حَدّو بن إدريس الدغوغي مات المجذوب المتبرك به الصالح حدّو بن البركة الصالح إدريس الدغوغي (¬1) نسبا وطريقة يوم الأحد ثامن رجب سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف في الساعة الرابعة عشية بطراز وسط وسعة المخفية، وجهز بدار السيد عبد الحفيظ الشامي ودفن بعد المغرب بالقباب قرب قبة الغياثي رحمه الله. اسم أمه فاطمة، ومات عن نيّف وستين سنة. حضرت جنازتة والصلاة عليه ودفنه وكانت له جنازة مشهورة رحمه الله وكان كثير الصمت والعزلة قليل الكلام متبركا به مقصودا مشارا إليه بالخبر والخصوصية. جاء عندي مرة بدار العيون بعد موت الوالد وأكل عندي، وكان من النوادر بدينا يلبس الثياب الغليظة. انتهى من خط الشيخ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني. أحمد بن الجيلالي الطّهاري وفي يوم الخميس سادس وعشري رجب توفي أحمد بن الجيلالي الطّهاري الزرهوني. كان عالما مشاركا ينوب عن قاضي مدينة زرهون مدة. توفي ببلده. عبد المعطي بن أحمد السباعي وفي يوم الجمعة خامس شعبان توفي عبد المعطي بن أحمد السباعي الحسني، علامة مشارك مدرس، أصبح شيخ الجماعة ببلده سوس. ألف في ترجمته ولده محمد الصغير تاليفا سماه مهذب الأخلاق والطباع بمناقب عبد المعطي سلالة السباع، فرغ منه عام خمسة وثلاثين وثلاثمائة وألف. محمد الموهوب الشبيهي وفي تاسع عشر شعبان توفي محمد الموهوب بن الموهوب الشبيهي الإدريسي الزرهوني. كان فقيها مدرسا مشاركا مطلعا. دفن هناك ببلده زرهون. عبد القادر بن التهامي بناني وفي يوم الثلاثاء فاتح رمضان توفي عبد القادر بن التهامي بناني التجاني طريقة، كان يعرف بصاحب الشيخ لكثرة ملازمته ضريح الشيخ التجاني، خيرا دينا. أخذ عنه بعضهم ودفن بروضة الشيخ ميارة. ¬

(¬1) عقد المؤلف قبل هذه الترجمة ترجمة قصيرة من سطرين لحدو بن إدريس السغروشني، ذكر له نفس المواصفات وتاريخ الوفاة والدفن، ثم نقل هذه الترجمة المطولة نسبيا من خط الشيخ عبد الحي الكتاني. لذلك يبدو أن نسبة"السغروشني" بل الترجمة الأولى كلها لا محل لها، وأن حدّو دغوعي نسبا وطريقة.

عبد الرحمان بن عبد النبي الفاسي

عبد الرحمان بن عبد النبي الفاسي وفي يوم الجمعة ثاني عشر رمضان توفي عبد الرحمان بن عبد النبي بن المجذوب الفاسي الفهري، العالم العلامة المشارك الخطيب الواعظ، خطب بجامع القرويين مدة. كانت ولادته عام ستين ومائتين وألف. توفي في مدينة العرائش التي ذهب إليها أخيرا. المهدي بن رشيد العراقي وفي شهر رمضان توفي المهدي بن رشيد بن محمد العراقي الحسيني. تقدمت وفاة والده عام اثني عشر وثلاثمائة وألف. علامة مشارك مطلع تولى القضاء بالدار البيضاء مدة تم أعفي منها ورجع إلى فاس. دفن بزاوية الشرادي قبالة درب الدرج، له ترجمة في سل النصال. محمد بن التهامي كنّون وفي ثامن رمضان توفي بمدينة طنجة محمد بن الشيخ التهامي بن المدني بن علي كنّون. تقدمت وفاة والده عام أحد وثلاثين وثلاثمائة وألف. علامة مطلع مدرس. من تآليفه البدر السامي في مناقب مولانا التهامي عرف فيه بوالده، وله غير ذلك في فنون مختلفة، ذهب إلى طنجة مهاجرا بعد الحماية، ودفن بمرشان بالمسجد العتيق. محمد بن إبراهيم الركني وفيه توفي محمد بن إبراهيم الركني السوسي الفقيه المشارك المدرس، له ترجمة في كتاب المعسول. إبراهيم بن أحمد السوسي وفيه أو قريب منه توفي إبراهيم بن أحمد بن محمد السوسي الأديب الشاعر المتفنن المبدع، ترجم له الشيخ المختار في كتابه المعسول. محمد الكبير بن العربي الجامعي وفيه توفي محمد الكبير بن العربي بن المختار بن عبد الملك الجامعي الوزير أيام مولانا الحسن. تقدمت وفاة والده عام ستة وسبعين ومائتين وألف. وتولى هو الوزارة عام ستة وتسعين ومائتين وألف بلغ فيها مبلغ أبيه وجده عند مولانا الحسن لأنه كان عاقلا محنّكا. وفي أثناء وزارته أصابه داء النقطة وطال به في داره ذات المنزه الكبير الشهير بحومة فندق اليهودي. ولما أصابه ما ذكر من داء النقطة جعل السلطان المولى الحسن نائبا عنه العلامة محمد بن أحمد الصنهاجي كما تقدم، وذلك سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف، وبقي الجامعي مريضا إلى أن توفي في التاريخ المذكور ودفن في زاوية سيدي منصور قرب داره بفندق اليهودي، ومحل سكناه صار اليوم فندقا عموميا من الطراز الرفيع بفاس. محمد بن عبد القادر غنّام وفيه توفي محمد بن عبد القادر غنّام الرباطي، العاقل الوجيه المطلع، تولى النظارة الكبرى بالرباط مدة.

عام أربعة وثلاثين وثلاثمائة وألف

عام أربعة وثلاثين وثلاثمائة وألف محمد بن عمر عاشور في منتصف صفر توفي محمد بن عمر بن محمد عاشور الرباطي. تقدمت وفاة والده عام أربعة عشر وثلاثمائة وألف، العلامة الخطيب الموثق، تولى عدة وظائف دينية. عبد السلام بن الغالي الشرعي وفي ربيع الأول توفي عبد السلام بن الغالي الشرعي الفاسي دارا المراكشي رحلة، العلامة المشارك الخطيب. ولي قضاء مراكش مدة وبها توفي. محمد منصور بن محمد ابن سعيد وفي ظهر يوم الأحد ثاني وعشري ربيع الثاني توفي محمد منصور بن محمد بن سعيد نزيل مكناس. كان وليا صالحا مكاشفا وشيخا فاضلا، له شهرة تامة بالمغرب تشدّ اليد الرحلة من كل بلد لزيارته في حياته، ويخبر زائريه بما يقع من غير سابق معرفة بسرعة عجيبة. دفن بضريح جده بمدينة مكناس الزيتون. العربي بن أحمد العبدلاّوي وفي يوم الأحد ليلة عيد الفطر توفي العربي بن أحمد العبدلاّوي، علامة مشارك مطلع، ولي قضاء قبيلة شراكة مدة، ودفن بروضتهم بالقباب. الفاطمي بن محمد الفضيل الإدريسي وفي زوال يوم الأربعاء فاتح قعدة توفي الفاطمي بن محمد الفضيل بن الفاطمي الإدريسي الحسني الزرهوني. تقدمت وفاة والده سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا مطلعا نوازليا، له تقاييد وأجوبة في علم الفقه تدل على علمه، منها تقييد في السفر المسقط لصلاة الجمعة لا يشترط فيه أن يكون سفر قصر. توفي ببلده زرهون. أحمد بن محمد ابن إبراهيم وفي خامس وعشري ذي القعدة توفي أحمد بن محمد بن إبراهيم الرباطي، تقدمت وفاة والده عام سبعة وتسعين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا محصلا جامعا مدرسا. توفي ببلده، وتولى القضاء بأسفي بعد قضاء العرائش. له تآليف، منها: تلخيص الحذاق بشرح لامية الزقاق، به عدة أسفار؛ وله أشعار إلى غير ذلك من الختمات.

محمد السعيد بن محمد المنوني

محمد السعيد بن محمد المنوني وفي سادس وعشري قعدة توفي محمد السعيد بن محمد بن الهادي المنوني الحسني المكناسي. كان عالما موقتا حيسوبيا، أخذ عنه الشيخ العرائشي وذكره في فهرسته. دفن بزاوية الشيخ الكنتي. محمد الضّباب ابن سودة وفيه توفي محمد بن الطالب بن الشيخ عمر بن الطالب ابن سودة عرف بالضباب. تقدمت وفاة والده عام تسعة وثلاثمائة وألف. علامة مشارك ولي قضاء مدينة أزمّور مدة ثم قضاء بلاد الغرب وبها توفي، له ترجمة في سل النصال. عبد السلام بن محمد ابن سودة وفيه توفي عبد السلام بن محمد بن الطالب ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائتين وألف، وكانت ولادته عام خمسة وخمسين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا خطيا مصقعا ولي الخطابة بضريح الشيخ أحمد الشاوي أكثر من ثلاثين سنة. دفن برأس القليعة، له ترجمة في سل النصال. محمد بن محمد المشرفي وفيه توفي محمد بن محمد بن مصطفى المشرفي الحسني، العلامة المشارك المؤلف المطلع قاضي قبيلة الشراكة مدة طويلة. له الدر المكنون في التعريف بالشيخ كنون، عرف فيه بشيخه محمد بن المدني كنون المار الوفاة عام اثنين وثلاثمائة وألف؛ وله رحلة ضمنها سفره من فاس إلى مشرع الرمل لتقديم البيعة إلى المولى عبد الحفيظ؛ وله شرح على نظم الشيخ الغالي ابن سليمان في الدولة العلوية سماه بالحلل البهية في ذكر ملوك الدولة العلوية، إلى غير ذلك من التآليف. دفن بروضة العراقيين بالقباب. وما ذكرت في وفاته بهذه السنة هو الصواب، وأما ما في الطبعة الثانية من الدليل من أنه توفي سنة سبع وثلاثين إنما ذلك سبق قلم. محمد بن المفضل المسعودي وفيه توفي محمد بن المفضل المسعودي المكناسي، الفقيه الصوفي المشارك الناسك المنتسب صاحب الزاوية الدرقاوية بدرب الخواجة من الصباغين بمكناس. توفي ببلده. عبد السلام بن محمد الدّويب وفيه توفي عبد السلام بن محمد الدّويب الرباطي، الأديب الشاعر المشارك سريع البديهة لو جمع شعره لأفاد. توفي في بلده. الطيب بن عبد الرحمان الشّرفي وفيه توفي الطيب بن عبد الرحمان الشرفي الأندلسي. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا مطلعا خيرا دينا له اليد الطولى في علم التوثيق. دفن بروضتهم بالقباب.

عبد الرحمان بن جعفر الكتاني

عبد الرحمان بن جعفر الكتاني وفيه توفي عبد الرحمان بن الشيخ جعفر الكتاني الحسني. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وعشرين وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا شاعرا مجيدا. دفن بالقباب. محمد بريطل وفيه توفي الحاج محمد بريطل السلاوي الفقيه العلامة المشارك القاضي، أخبرني بوفاته الشيخ جعفر بن الشيخ أحمد الناصري. حوادث بناء قبة الشيخ أبي غالب بفاس وفي هذه السنة تم بناء قبة الشيخ أبي غالب بحومة سريوة بفاس قرب باب الفتوح لأنها هدمت بالقنابل في فتنة دخول قوات الحماية بفاس وقد كان جددها فيما قبل السلطان المولى سليمان وجعل فيها مسجدا للصلاة وبيوتا للمرضى وذوي العاهات.

عام خمسة وثلاثين وثلاثمائة وألف

عام خمسة وثلاثين وثلاثمائة وألف عبد الكبير بن محمد الخصاصي في ليلة الاثنين ثاني صفر توفي عبد الكبير بن محمد بن عبد الرحمان الخصاصي فرضيّ فاس في حياة والده، تقدمت وفاة جده عام تسعة وثمانين ومائتين وألف، وتأتي وفاة والده عام ثلاثة وأربعين وثلاثمائة وألف. كان يتقن علم الفرائض والحساب، تصدّى للفرض بفاس في حياة والده ينوب عنه لكبره وجلوسه في داره. دفن في روضتهم بالقباب. محمد بن أحمد الكردودي وفي يوم الاثنين تاسع وعشري صفر توفي محمد بن أحمد بن محمد الكردودي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وثلاثمائة وألف، وجدّه عام ثمانية وستين ومائتين وألف. كان كاتبا مقتدرا مشاركا، حج وزار ودفن بروضة الشاميين قرب روضة الشيخ الغياثي. له ترجمة في سل النصال. محمد بن علال الوزاني وفي الساعة التاسعة والنصف من ليلة يوم الجمعة تاسع وعشري جمادى الثانية توفي محمب ن علال بن عبد السلام الوزاني الحسني. تقدمت وفاة والده عام أربعة عشر وثلاثمائة وألف، الشيخ الجليل الولي الصالح المجمع على فضله ودينه وخيارته المتواضع من أهل الفضل والخير والدين. أخذ عنه عدة أفراد وانتسبوا إليه وكان مهتما بدليل الخيرات. دفن بروضتهم بالشرشور. له ترجمة في سل النصال. قاسم الدامي المنصوري وفي جمادى الثانية توفي قاسم دعي الدامي بن محمد المنصوري المكناسي. كان عالما حيسوبيا موقتا، له حاشية على حط النقاب لابن البناء؛ وشرح على المقنع؛ وتاليف في القوانين المبسوطة. توفي في بلده مكناسة الزيتون. مبارك بن علال البردعي وفي سابع رجب توفي مبارك بن علال البوزرفتوني المعروف بالبردعي، أحد الأعيان بمدينة الصويرة وفقهائها، تولى نظارة الأحباس بها. ذكره في إيقاظ السريرة. محمد بن أحمد البلغيثي وفي صبيحة يوم الجمعة تاسع عشر رجب توفي محمد-فتحا-بن أحمد البلغيثي الحسني. كان علامة مشاركا مطلعا تقدمت وفاة والده عام سبعة وثلاثمائة وألف، ودفن خارج باب عجيسة. له ترجمة في سل النصال.

المختار بن عبد الله ابن احماد

المختار بن عبد الله ابن احماد وفي أواسط شعبان توفي الحاج المختار بن الباشا عبد الله بن احماد السوسي. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا مطلعا مذاكرا تولى الصدارة العظمى مدة قليلة بعد وفاة الوزير أحماد بن موسى ثم أخر عنها، وكان قبل ذلك وزيرا للخليفة المولى عرفة، وأصيب بعد تأخيره بنكبات وبقي يقاسي ألم ذلك إلى أن توفي في التاريخ المذكور. بنعيسى بن مسعود طريدانو وفي ثامن رمضان توفي بنعيسى-اسما-بن مسعود طريدانو الرباطي، العلامة الناسك المتبتل، تولى عدة وظائف مخزنية وتوفي ببلده. الطاهر بن محمد ابن سودة وفي يوم الجمعة سادس وعشري قعدة توفي محمد الطاهر بن محمد بن عبد الواحد ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام تسعة وتسعين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا خطيبا مصقعا خيرا دينا وليا صالحا، تولى الخطابة بجامع الأندلس مدة طويلة من وفاة والده، ودفن بالقباب. له ترجمة في سل النصال. أحمد بن علي الصويري وفيه توفي أحمد بن علي الصويري ثم الأسفي. علامة رحالة مشارك، له شرح على الهمزية؛ وشرح على البردة. توفي بأسفي. إدريس بن محمد الإدريسي وفيه توفي إدريس بن محمد بن عبد الهادي الوالي الإدريسي السجلماسي ثم المكناسي مشارك مدرّر من أشياخ محمد بن الحسن العرايشي المكناسي الآتي الوفاة عام واحد وخمسين وثلاثمائة وألف. الحسن ابن الفقه الجريري وفيه توفي الحسن ابن الفقيه الجريري السلاوي، من أولاد الجريري المعروفين بمدينة سلا. تقدم بعض سلفه. علامة مطلع مشارك، ذكر وفاته الشيخ جعفر بن الشيخ أحمد الناصري. أحمد بن هاشم الوزير الودغيري وفيه توفي أحمد بن هاشم بن أحمد الودغيري الحسني الشهير بالوزير لأن عليه ولادة من قبل الأم من أولاد الوزير الغسانيين الذين انقطع نسلهم من فاس وبقيت النسبة إليهم. الشيخ الجليل الفاضل المتبتل الولي الصالح المتبرك به، كان لا يخرج من أحد المساجد وخصوصا ضريح المولى إدريس بن إدريس-رضي الله عنهما-أخذ الطريقة عن عدة أشياخ، وكان كثيرا ما يتصل به سيدنا الجد العابد بالضريح الإدريسي ويطلب منه الدعاء لجامع هذه العجالة على صغري ويكثر من ذلك، وكان يقول لي أنت بمنزلة ولدي.

عبد الكريم بن محمد التركي

توفي في السنة المذكورة ودفن بقبة الشيخ الوزير الكائنة بالقباب. وقد بلغني أنها تهدمت الآن. انظر الدرر البهية (جزء 2، ص.134) له ترجمة في سل النصال (4). عبد الكريم بن محمد التركي وعبد الكريم بن محمد التركي، قدم من بلاد الترك فارا ونزل بفاس. كان يحفظ السبع بإتقان، حسن التجويد، وأخذ عنه عدد من علماء ذلك الفن وبقي بها إلى أن توفي حوالي عام خمسة وثلاثين وثلاثمائة وألف. له ترجمة في سل النصال (¬1). ¬

(¬1) لا توجد في النسخة التي بين أيدينا من سل النصال ترجمة أحمد الودغيري ولا عبد الكريم التركي.

عام ستة وثلاثين وثلاثمائة وألف

عام ستة وثلاثين وثلاثمائة وألف بلقاسم بن محمد بصري وفي يوم الأربعاء تاسع وعشري محرم توفي بلقسام بن محمد بن بلقاسم بصري المكناسي. كان فقيها نبيها مشاركا، وكانت ولادته عام ثلاثة وخمسين ومائتين وألف. توفي ببلده مكناس. الجيلالي ابن إبراهيم وفي ثالث جمادى الأولى توفي الجيلالي ابن إبراهيم الرباطي، علامة مشارك متقن. توفي ببلده الرباط، له تآليف. دفن بزاوية الأنوار بالرباط. محمد بن الطيب العلوي وفي فاتح جمادي الثانية توفي محمد بن الطيب بن عبد الله بن الطاهر العلوي الإسماعيلي المكناسي، العلامة المسارك المطلع. كانت ولادته عام ثمانية وتسعين ومائتين وألف توفي ببلده. عبد الله بن محمد التادلي وفي عاشر جمادى الثانية توفي عبد الله بن محمد التادلي الرباطي. كان أديبا شاعرا صوفيا مطلعا، وكانت ولادته عام ستة وستين ومائتين وألف. توفي ببلده. الصديق بن محمد بركاش وفي يوم الجمعة عاشر رجب توفي الصديق بن الحاج محمد بن عبد الرحمان بركاش الأندلسي الرباطي، العاقل المحنك السياسي المقتدر. تولى القيادة بالرباط بعدما كان قائدا بمدينة طنجة. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف، ودفن بزاوية مولاي التهامي بالرباط. الطيب عواد وفي ضحوة يوم السبت تاسع عشر رجب توفي الحاج الطيب عواد السلاوي، العالم المشارك الأديب الشاعر المجيد، له ديوان شعر حافل في مجلد، وهو من جيد الشعر. كانت ولادته عام ستة وستين ومائتين وألف. توفي ببلده سلا. والدة السلطان المولى يوسف وفي يوم الاثنين ثاني شعبان توفيت والدة السلطان المولى يوسف ودفنت بالمشور السعيد بالرباط مع زوجها مولانا الحسن. محمد التهامي بن عبد القادر الحداد وفي يوم الاثنين آخر يوم من شعبان توفي محمد التهامي بن عبد القادر المكناسي أصلا المراكشي دارا المدعو الحداد، علامة مشارك له اليد الطولى في النحو والبيان والأصول، ولي

المدني بن محمد الأكلاوي

القضاء بفاس الجديد مدة، وكان لا يباشر الأشغال وإنما جعل نائبا عنه هو سيدنا الجد كما يأتي. له شرح على نظم السلطان عبد الحفيظ في علم القضاء؛ وشرح على مولد الشيخ محمد ابن جعفر الكتاني لم يكمل؛ وتاليف في الجهاد إلى غير ذلك من التآليف. توفي بمدينة مكناس مسقط رأسه، وكان مولانا الحسن استدعاه إلى مدينة مراكش لتعليم أبنائه، وحج عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف بأمر من مولانا عبد الحفيظ. له ترجمة في سل النصال (¬1). المدني بن محمد الأكلاوي وفي قعدة توفي المدني بن محمد الأكلاوي المزواري المراكشي الدار والقرار. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف. استخلفه والده في حياته، وبعد وفاته ولاّه السلطان المولى الحسن على إيالات والده، ثم تولى وزارة الشكايات أيام مولاي عبد الحفيظ في جمادى عام ستة وعشرين وثلاثمائة وألف، ثم كان محل اعتبار عند الدولة الفرنسية وقلدته عدة أوسمة جزاء على أفعاله معها. وبعد وفاتة استولى على الجميع أخوه الحاج التهامي الأكلاوي الآتي الوفاة عام خمسة وسبعين وثلاثمائة وألف، دفن صاحب الترجمة بضريح الشيخ محمد بن سليمان الجزولي بمراكش. عبد العزيز بن محمد الأدوزي وفي ثالث وعشري ذي الحجة عامه توفي عبد العزيز بن محمد الأدوزي اليعقوبي السوسي، له تاليف في العائلة اليعقوبية بسوس، العلامة الكبير الشيخ الشهير. كانت ولادته عام ثمانية وستين ومائتين وألف، توفي ببلده. محمد البقالي وفيه توفي الحاج محمد البقالي التطواني، العلامة المشارك القاضي المفتي نزيل مدينة تطوان، وبها توفي. أبو بكر المصري المكّاوي وفيه توفي الحاج أبو بكر المصري المدعو المكّاوي، المشارك المطلع، له معرفته في علم الحرف، قدم من المشرق واستوطن مدينة فاس وأخذ عنه مولانا الحسن بعض ذلك. دفن بضريح الشيخ المزالي داخل باب عجيسة. محمد بن علي السملالي وفيه توفي محمد بن علي السملالي السوسي له تاليف سماه غربلة الشرفاء السملاليين من غيرهم، عرّف فيه بالأشراف القاطنين بقبيلة سملالة من سوس بدائرة تيزنيت. توفي ببلده. الطاهر بن حمّو الدكالي وفيه توفي الطاهر بن حمو الدكالي الصديقي، العلامة المشارك المستحضر المطالع. كان قاضي الجماعة بمراكش مدة وتوفي ببلده دكالة، ترجمته في الإعلام. ¬

(¬1) لا توجد هذه الترجمة في النسخة التي بين أيدينا من سل النصال.

عبد الكبير بن محمد التادلي

عبد الكبير بن محمد التادلي وفيه أو قريب منه توفي عبد الكبير بن محمد التادلي الودغيري الرباطي. تقدمت وفاة والده عام خمسة وتسعين ومائيتن وألف، الفقيه المشارك تقلب في عدة وظائف مخزنية بمراسي المغرب، وأخيرا توفي بمدينة طنجة. الحسن بن إبراهيم الصالحي وفيه توفي الحسن بن إبراهيم الصالحي السوسي، كان شاعرا أديبا مطلعا مشاركا، ترجمه الشيخ المختار في كتاب المعسول وتوسع في ترجمته. أحمد بن محمد الوليدي وفيه توفي أحمد بن محمد الوليدي الرباطي. كان يعدّ من علماء الرباط. توفي ببلده. عمر بن أحمد دينية وفيه توفي عمر بن أحمد دينية الرباطي. كان كذلك يعد من علماء الرباط. إدريس بن محمد البشري وفي أواسط هذا العام توفي إدريس بن محمد البشري (¬1) التلمساني. قدم سلفه أخيرا من تلمسان، الفقيه الخير الذاكر الحامل لكتاب الله عز وجل عن ظهر قلب مع إتقان رسمه ومعرفة بعض الروايات. وكان يصوم الثلاثة الأشهر رجب وشعبان ورمضان من كل سنة، إماما بمسجد المدرسة بالنيابة ومدررا بمسجد الولي المخفي بحومة المخفية إلى أن توفي رحمه الله. دفن بفدّان الغرباء خارج باب الفتوح، له ترجمة في سل النصال. ¬

(¬1) سماه المؤلف في إتحاف المطالع: "إدريس بن محمد البشر"وفي سل النصال"البشري"ولم يذكره في فهرس الإتحاف.

عام سبعة وثلاثين وثلاثمائة وألف

عام سبعة وثلاثين وثلاثمائة وألف ابن علي بن مسعود الحسناوي في ربيع الأول توفي ابن علي-اسما مركّبا-بن مسعود الحسناوي المحمدي السحيمي، العالم المشارك المفتي المطلع النوازلي الأستاذ المجود. كان يحفظ السبع بإتقان، وينوب عن سيدنا الجد أحمد قاضي مكناس بقبيلة بني حسن وما أضيف إليها مدة، وكان بيده عصا إذا خالف أحد حكمه ولم يمتثل لتنفيذه ضربه بها، فكان يلقب ببوعصى. دفن ببني حسن. أحمد بن محمد العالم القادري وفي يوم الجمعة سابع وعشري جمادى الأولى توفي أحمد بن محمد العالم القادري الحسني، من علماء الرباط. تولى عدة وظائف مخزنية ودفن بزاوية القادريين هناك، له حاشية على شرح مياره الصغير سماها فتح القدير، إلى غير ذلك من التآليف. محمد بن محمد المزغراني وفي يوم الاثنين الموفي عشرين من رجب توفي محمد بن محمد المزغراني. كان مشاركا مطلعا أستاذا مجودا، له الخط الحسن في غاية الجودة والإتقان، وكان إماما بالمولى إدريس بن إدريس نيابة عن سيدنا الجد العابد مدة. دفن بروضة الشاميين بالقباب. له ترجمة في سل النصال. أحمد الفيلالي الدّقاق وفي ثاني وعشري رجب توفي أحمد الفيلالي المعروف بالدقاق، الفقيه العلامة المشارك التقي الصالح، كان يحفظ السبع بفهم وإتقان وحسن النطق، وكان يؤمّ بالمولى يوسف مدة إلى أن توفي. محمد بن عبد القادر العبّادي وفي ثامن عشر رمضان توفي محمد بن عبد القادر العبّادي. علامة مشارك مطلع له الغاية في سر الحرف وخواص الأسماء، يشار إليه بالخير والصلاح. أحمد الهيبة ابن ماء العينين وفي رابع وعشري رمضان توفي أحمد دعي الهيبة بن الشيخ ماء العينين. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، وكانت ولادته عام ثلاثة وتسعين ومائتين وألف، يميل إلى الخير والدين والصلاح، له نخوة وأبهة وذكر وجاه ومال وسماع كلمة، ورث ذلك عن أبيه. قام بعد دخول الدولة الحامية إلى المغرب بالقطر السوسي مدافعا عن استقلال البلاد حتى وصل إلى مراكش، ولكن قضت الأقدار بعدم نجاح حركته لكثرة الخونة. توفي بتيزنيت.

العباس بن أحمد التازي

العباس بن أحمد التازي وفي شوال توفي العباس بن أحمد التازي، من أولاد التازي المعروفين بفاس، العلامة المشارك الحافظ الحجة المفتي المدرس النفاعة، له شعر متوسط الجودة. دفن بزاوية الشيخ ابن الفقيه أسفل حومة العيون. تقدم ذكره عام تسعة وثلاثمائة وألف لأمر وقع له. ترجمته في سل النصال. أحمد ابن العباس البوعزاوي وفي يوم الأربعاء رابع حجة توفي أحمد بن محمد بن المهدي بن محمد بن العباس البوعزاوي، وكانت ولادته عام أحد وسبعين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا مدرسا، له ولوع كبير بنسخ الكتب واقتنائها، وله عدة تآليف، منها تاليف في مناقب جده أبي يعزى في ثلاثة أسفار؛ ونوازل في نحو ثمانية أسفار؛ واختصار البدور الضاوية للشيخ الحوات؛ ومجموع إجازاته إلى غير ذلك. دفن داخل روضة الشيخ ابن عباد داخل باب الفتوح. له ترجمة في سل النصال. محمد بن علي الصويري وفيه توفي محمد بن علي بن عبد الله الصويري السوسي أصلا، العلامة الأديب المشارك المطلع الشاعر، له ترجمة في كتاب المعسول. أبو بكر بن محمد التطواني وفيه توفي أبو بكر بن محمد التطواني نزيل مدينة سلا، علامة مشارك صوفي، تولى القضاء بقبيلة زمّور الشلح مدة، له رسائل في التصوف وقفت عليها. أحمد بن أبي بكر الناصري وفيه اغتيل أحمد بن أبي بكر بن علي الناصري رئيس الزوايا الناصرية في وقته. كان خيرا دينا صالحا، تقدمت وفاة والده عام أحد وثمانين ومائتين وألف. بنعيسى غازي وفيه توفي بنعيسى-اسما-غازي، مذكور من علماء الرباط. البشير بن أبي بكر السوسي وفيه توفي البشير بن أبي بكر السوسي، كان علامة أديبا شاعرا مطلعا له ترجمة في كتاب المعسول وذكر كثيرا من شعره. محمد بن بلقاسم السوسي وفيه توفي محمد بن محمد بن عبد الله بن بلقاسم السوسي، كان من أكبر علماء سوس وفقهائها، ترجمته أيضا في كتاب المعسول. محمد الأغضف الحوضي وفيه توفي محمد الأغضف بن أحمد الحوضي أصلا المراكشي دارا، الفقيه العلامة المشارك الحافظ المطلع الولي الصالح. توفي بمراكش.

حمودة بن الطاهر مكوار

حمّودة بن الطاهر مكوار وفي أوائله توفي حمودة بن الطاهر بن محمد مكوار، العلامة المطلع المشارك المذاكر. توفي في عنفوان شبابه ودفن بالقباب خارج باب الفتوح. محمد بن محمد التطواني وفيه توفي محمد بن محمد لمرين الايار (كذا) التطواني. كان عالما محققا مدرسا وخصوصا علم المعقول بمدينة تطوان، وهو من أشياخ محمد داود. توفي ببلده. حوادث جمع الفرنسيين السكة الذهبية والفضية وفيه أخذت الحكومة الفرنسية جميع السكة الفضية والذهبية العين في المغرب كله من أربابها، ودفعت لهم في مقابل ذلك الريال باثنين من سكة الورق التي لا قيمة لها في الخارج، وأصبح المغرب لا مالية له، وصارت سكته من أرخص نقود جميع الدول، والأمر لله كيف شاء فعل.

عام ثمانية وثلاثين وثلاثمائة وألف

عام ثمانية وثلاثين وثلاثمائة وألف مبارك بن الحسين السوسي في ثالث محرم توفي مبارك بن الحسين بن محمد السوسي الذي كان ثائرا من فجر الاستعمار بتافلالت، من الرجال المدافعين عن وطنهم وشعبهم ضد الاستعمار مع خليفته النكادي الآتي الوفاة عام ستة وسبعين وثلاثمائة وألف. وقد ألف فيهما المهدي بن العباس الناصري الآتي الوفاة عام تسعة وأربعين وثلاثمائة وألف تاليفا سماه نعت الغطريس الفسيس هيان بن بيّان المنتمي إلى سوس، ذكر مساوئهما ولم يذكر محاسنهما تقربا إلى ولي نعمته الباشا الحاج التهامي الأكلاوي، انظر الدليل (ص.230) توفي رحمه الله قتيلا على يد الاستعمار في هذه السنة بتافلالت، وترك ذكرا جميلا بين تلك القبائل. عبد الكريم الخطابي وفي محرم المذكور توفي عبد الكريم الخطابي الريفي والد المجاهد الكبير محمد الآتي الوفاة عام اثنين وثمانين وثلاثمائة وألف، الأستاذ المشارك المطلع، طلب العلم بفاس وله ذكر ببلده وجاه وحرمة. توفي ببلده بني ورياغل القبيلة الشهيرة بالريف. عبد المجيد بن المهدي العراقي وفي صفر توفي عبد المجيد بن المهدي بن عبد المجيد العراقي الحسيني. كانت ولادته عام خمسين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام ثمانية وخمسين ومائتين وألف. كان علامة مطلعا موقتا مشاركا له تآليف، منها ذيله على نشر المثاني؛ وله ذيل علي تآليف قريبه الشيخ الوليد العراقي الحسيني المار الوفاة عام خمسة وستين ومائتين وألف في شعبتهم المباركة، إلى غير ذلك. دفن بروضتهم بالقباب، له ترجمة في سل النصال. عبد الله بن العربي الوزاني وفي شهر ربيع الأول توفي عبد الله بن العربي الوزاني الحسني نزيل الرباط، الأديب الشاعر المشارك، توفي في حياة والده ودفن بزاويتهم بالرباط، وتاتي وفاة والده في العام بعد هذا. الغالي بن المكي السنتيسي وفي ثالث عشر رجب توفي الغالي بن المكي السنتيسي المكناسي، العلامة الأديب الشاعر المشارك، له ديوان شعر في مجلد رتبه على حروف المعجم. توفي ببلده مكناس.

محمد بن عبد القادر ابن سودة

محمد بن عبد القادر ابن سودة وفي تاسع وعشري شعبان توفي محمد بن عبد القادر بن الطالب ابن سودة الجدّ مباشرة. كانت ولادته عام أحد وستين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام اثنين وتسعين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا تولى القضاء بالثغر الطنجي مدة، وقضاء فاس الجديد مدة. له حاشية على صحيح البخاري، لأنه كان كثير التدريس له. دفن داخل روضة الشيخ ابن عباد قرب باب الفتوح. له ترجمة واسعة في سل النصال. علي بن الشاد الأمراني وفي ثامن وعشري ذي الحجة توفي علي بن الشاد العلوي الأمراني، كان خيرا دينيا. محمد التكمشتي الرجراجي وفيه توفي محمد بن إبراهيم بن محمد التكمشتي الرجراجي السوسي، علامة فقيه صوفي، أخذ عنه شيخنا عبد الحفيظ الفاسي الفهري. هاشم بن عبد الهادي ابن سودة وفيه توفي هاشم بن عبد الهادي بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام اثنين وتسعين ومائتين وألف، الفقيه العلامة المدرس المشارك، كانت له مجالس في القرويين ودفن بزاوية جده الكائنة أسفل العقبة الزرقاء. له ترجمة في كتابنا سل النصال. محمد بن أبي بكر البوعصامي وفيه توفي محمد بن أبي بكر البوعصامي، العلامة الأديب الشاعر الكاتب المقتدر. توفي بمراكش ودفن بمقبرة باب دكالة. حوادث ظهور محمد بن عبد الكريم الخطابي في الريف وفي آخر العام ظهر محمد بن عبد الكريم الخطابي العمري الريفي قائما بالحرب ضد الدولة الإسبانية أولا، ثم صار يحاربها بأشد ما لديه من القوة، وانتصر عليها في عدة مواقع.

عام تسعة وثلاثين وثلاثمائة وألف

عام تسعة وثلاثين وثلاثمائة وألف أحمد بن محمد التازي وفي يوم الأحد خامس محرم توفي أحمد بن محمد-فتحا-التازي. تقدمت وفاة والده عام ستة عشر وثلاثمائة وألف، العلامة الأديب المشارك المطلع، رباطي الأصل، دفن بروضة العلو. مشيش بن المختار الشبيهي وفي ثامن محرم توفي مشيش بن المختار الإدريسي الشبيهي الحسني نزيل مكناس، الفقيه المشارك المطلع النقيب. توفي بمكناس ودفن بمقبرة الشرفاء الأدارسة بمكناس. محمد بن محمد النّميشي في يوم الأحد متم ربيع الأول توفي محمد-فتحا-بن محمد النّميشي المعكسري. كان علامة مشاركا مطلعا واعيا حافظا كثير التدريس والإفادة، وله اليد الطولى في النوازل والتوثيق، وهو آخر من كتب الوثيقة بالنصوص الفقهيه بحيث إذا أتى بقيد في الوثيقة يقول لقول خليل أو لقول المتحف، وكانت له شهرة بذلك يقصده الناس. دفن بزاوية الشيخ قاسسم ابن رحمون، له ترجمة في سل النصال. التهامي بن محمد الهاشمي أفيلال وفي يوم الخميس ثامن وعشري جمادى الأولى توفي التهامي بن محمد الهاشمي أفيلال الحسني التطواني، الشيخ العلامة والمفتي المشارك القاضي بمدينة تطوان مدة. ولد عام ستين ومائتين وألف وتوفي ببلده. محمد بن إبراهيم السوسي وفي يوم الخميس ثاني وعشري جمادى الثانية توفي محمد بن إبراهيم بن أحمد السوسي، العلامة الجليل الشيخ الشهير المشارك المدرس. ترجمته في كتاب المعسول. العربي بن عبد الله الوزاني وفي يوم الخميس خامس شعبان توفي العربي بن عبد الله بن محمد بن التهامي الوزاني الحسني نزيل الرباط. كان عالما مشاركا خيرا دينا، له بلوغ القصد والمرام في مناقب سيدي الحاج عبد السلام بن العربي الوزاني الحسني المار الوفاة عام عشرة وثلاثمائة وألف؛ وله بلوغ المنى والآمال فيمن لقيته من المشايخ أهل الفضل والكمال؛ وله معجم الشيوخ؛ وله لوائح الأنوار في الصلاة على النبي المختار، في سبعة أسفار إلى غير ذلك. كانت ولادته عام اثنين وخمسين ومائتين وألف. توفي بالرباط ودفن في زاويتهم.

أحمد بن الطالب المطاعي

أحمد بن الطالب المطاعي وفي رمضان توفي أحمد بن الطالب المطاعي السوسي العلامة المطلع المشارك له ترجمة في المعسول. محمد بن عبد الله ابن الحاج السلمي وفي يوم الخميس ثاني شوال توفي محمد بن عبد الله بن عبد الهادي بن الشيخ حمدون ابن الحاج السلمي. تقدمت وفاة جده عام أربعة وسبعين ومائتين وألف. كان مشاركا مطلعا موثقا له خط حسن، ألف في ترجمة عمه الشيخ المهدي بن الشيخ حمدون ابن الحاج المار الوفاة عام تسعين ومائتين وألف كتابا في نحو أربعة كراريس سماه الأنوار المضيئة في التعريف بسيدي المهدي بن محمد بن الحاج. وقد وفقت عليه ونقلت عنه كثيرا في هذه العجالة. دفن في روضة الشيخ ابن عباد داخل باب الفتوح. محمد بن عبد السلام الطاهري وفي غروب يوم الأحد رابع شوال توفي محمد بن عبد السلام بن الطيب بن الراضي بن حمّ الطاهري الحسني المكناسي. كان علامة مشاركا مدرسا كثير التحصيل والتحقيق والإدراك. تولى النيابة عن قاضي الجماعة بمكناس، ثم تولى القضاء مستقلا بها. له نظم رسالة الوضع؛ وحاشية على ورقات إمام الحرمين في الأصول بشرح المحلّى؛ وتاليف في ثبوت الصوم بآلة التغراف أو الهاتف؛ وتقيد في إنشاد الشعر في خطبة الجمعة، إلى غير ذلك من التآليف. له ترجمة في سل النصال. سعيد ابن الهيبة الدكالي وفي يوم الأحد ثالث حجة توفي سعيد بن أحمد المعروف بابن الهيبة الدكالي البوعزيزي، عالم مدينة الجديدة ومفتيها، ودفن بروضة سيدي الضاوي هناك. له ترجمة في سل النصال. الحسين بن أحمد السوسي وفي الثاني عشر ذي الحجة توفي الحسين-بالياء-بن أحمد السوسي. كان علامة مشاركا مطلعا كثير التدريس والإفادة، ترجمته في كتاب المعسول. الحسن بن عمر السوسي بنّيس وفي ثاني عشر حجة المذكور توفي الحسن بن عمر السوسي عرف ببنيس، العلامة المشارك الدراك الحيسوبي، توفي ببلده. النعمة بن ماء العينين الشنجيطي وفي تاسع وعشري ذي الحجة المذكور توفي الشيخ النّعمة بن الشيخ ماء العينين الشنجيطي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، العلامة المحصّل المشارك، وهو الذي جمع الأمداح التي قيلت في والده سماها الأبحر المعينية في الأمداح الماعينية، في مجلدين.

أحمد بن محمد الطريس

أحمد بن محمد الطّريس وفي سادس عشر شعبان توفي الحاج أحمد بن محمد بن العربي الطّرّيس التطواني الأندلسي، باشا مدينة تطوان مدة مديدة والنائب بطنجة، السياسي الخبير المطلع على أمور المغرب والمدافع عنه في إبّان استقلاله. ذهب سفيرا إلى عدة عواصم من بلاد أوربا وتوفي بمدينة طنجة ودفن بزاوية الشيخ محمد الحاج هناك، عن سنّ عالية. تأخر عن النيابة في ثالث رجب عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف. محمد بن محمد ابن إبراهيم الدكالي وفيه توفي محمد بن محمد-ضمّا فيهما-ابن إبراهيم الدكالي. تقدمت وفاة والده عام أحد وأربعين ومائتين وألف. كان مشاركا مطلعا خيرا دينا ودفن بالقباب بروضة العراقيين. محمد بن عبد الهادي القادري وفيه توفي محمد بن عبد الهادي القادري الحسني نزيل مدينة تطوان، وأصله من فاس. كانت ولادته عام أربعة وثمانين ومائتين وألف. عالم مشارك له عدة تآليف، منها تاليف في ترجمة شيخه محمد بن عبد الكبير الكتاني الحسني وغيره. توفي بمدينة تطوان، ودفن بالزاوية القادرية هناك. أحمد بن عبد الملك آمل وفيه توفي أحمد بن عبد الملك المعروف بآمل، كان من المهندسين الذين أرسلهم المولى الحسن إلى أوربا، وأخيرا استوطن مدينة مراكش فكان إمام مجزرتها. توفي عن سن عالية، من كتاب إيقاظ السريرة.

عام أربعين وثلاثمائة وألف

عام أربعين وثلاثمائة وألف عمر بن محمد الشريف الشرادي وفي يوم الاثنين سابع محرم الحرام توفي عمر بن محمد الشريف الشرادي الشاوي. كان علامة مشاركا مطلعا وتولى القضاء في مدينة الصويرة مدة ثم أخّر عنه وبقي فيها إلى أن توفي. قاله في إيقاظ السريرة. أحمد بن محمد الوالي العلمي في حادي عشر ربيع الثاني توفي أحمد بن محمد بن الطيب الوالي العلمي الحسني العلامة المشارك. كان يحفظ السبع وأخذ عنه عدة علماء تخرجوا عليه، وكذلك عدد من المجودين وحفاظ السبع. دفن قبالة باب المحروق قرب مستشفى الشراردة. أحمد بن محمد بناني في سادس وعشري ربيع الثاني توفي أحمد بن محمد بن الحسن بناني الرباطي. كانت ولادته عام ستين ومائتين وألف، العلامة المشارك المطلع النفاعة القاضي. له تآليف، منها حاشية على شرح المكودي على الألفية لم تكمل؛ وحاشية على شرح ميارة على المرشد؛ وشرح البردة، وغير ذلك من التآليف. تولى القضاء بالرباط مدة وتوفي ببلده ودفن بالزاوية الناصرية هناك. أحمد بن جعفر الكتاني وفي ثالث وعشري جمادى الثانية توفي أحمد بن الشيخ جعفر الكتاني الحسني. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وعشرين وثلاثمائة وألف. علامة مشارك مطلع كثير الإفادة والتدريس، له عدة تآليف تقرب من خمسين تاليفا، منها ديوان شعر في الأمداح النبوية سماه تنبيه الأواه بما لي في التوسل بأكرم خلق الله؛ وله فهرسة جامعة لأشياخه المشارقة والمغاربة، إلى غير ذلك من التآليف وقد ألف في ترجمته ولده الأخ محمد إبراهيم حفظه الله تاليفا سماه والدي كما عرفته. دفن بروضتهم بالقباب. انظر كتابنا سل النصال فإن له فيه ترجمة واسعة. أبو شعيب بن حمّ التمكرودي وفي سادس رجب توفي الحاج أبو شعيب بن حمّ التمكرودي، أحد المتخرجين في الهندسة والحساب بأروبا. تمرس بالتجارة في مدينة الصويرة فأصبح من كبار المثرين، وبها توفي، وأقبر بالزاوية الدرقاوية. كذا في إيقاظ السريرة. محمد بن علي الأغزاوي وفي يوم الاثنين ثاني رجب توفي محمد بن علي بن عمر بن علي الأغزاوي من قبيلة اغزاوة الشهيرة بالمغرب. دخل سلفه منها إلى فاس واستوطنوها. الشيخ الشهير، العلامة الكبير، أصبح شيخ الجماعة في وقته في علم الفلك والهيئة والتنجيم، وإليه المرجع في ذلك،

إدريس بن علي الادريسي

وهو آخر من صنع الأسطرلاّب بيده في المغرب وعرف حدوده ورسومه. له تآليف عديدة كلها في فن التنجيم طبع البعض منها وتناوله الناس، منها شرح على نظم عبد الواحد بن عاشر في الربع المجيب؛ ومنها نظم علم الميقات باللوغاريتم مع شرح عليه، إلى غير ذلك. دفن بروضة الشيخ البعاج داخل باب عجيسة. انظر كتابنا سل النصال لأن له فيه ترجمة واسعة. إدريس بن علي الادريسي وفي يوم الخميس تاسع وعشري شعبان توفي إدريس بن علي الإدريسي الحسني، من الشرفاء الأدارسة أصحاب الضريح بفاس. كان علامة مشاركا محققا يميل إلى الخمول وعدم الدعوى، ويدرس بأحد المساجد الصغيرة قرب داره بسويقة الذهب. دفن بالضريح الإدريسي، وله ترجمة في سل النصال. المكي بن محمد الوزاني وفي يوم الاثنين الرابع عشر من ذي قعدة توفي المكي بن محمد الوزاني، العلامة المشارك. كان أحد المدرسين بالقرويين غير أنه اشتغل بالدنيا وترك التدريس. دفن بزاويتهم بالشرشور له ترجمة في سل النصال. محمد بن محمد الفيلالي وفيه توفي محمد-فتحا-بن محمد الفيلالي الأديب المشارك المقتدر توفي بالدار البيضاء. محمد بن المودّن السملالي وفي آخر هذه العشرة توفي محمد بن المودّن السملالي، له تأليف جمع فيه حوادث القطر السوسي من أول هذه المائة إلى قرب وفاته، يذكر الوفيات بحسب السنين ثم يتبعها بالحوادث. توفي ببلده. أحمد بن محمد السّبع وفي هذه العشرة توفي أحمد بن محمد بن الحسن السبع، نسبة لدويرة السبع بناحية قبيلة ميسور. كان حيا بعد الثلاثين وثلاثمائة وألف، له تاليف في شرفاء أيت سغروشن وأنسابهم وقفت عليه. الحبيب الجرّاري وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي الحبيب الجراري السوسي، له مجموعة أشعار، وقد ألف في ترجمته وآثاره ولده عليّ المتوفى عام تسعة وسبعين وثلاثمائة وألف تاليفا سماه الخطيب في رسائل الحبيب. أحمد الغرابلي وفي هذه العشرة توفي الحاج أحمد الغرابلي، من أولاد الغرابلي المعروفين بفاس، صاحب كلان الملحون العجيب المعبر عنه بالكلام الموهوب، يحفظ جلّه أصحاب هذا الفن، وكثيرا ما ينشدون قصائده وخصوصا قصيدته المعروفة بالحرّاز التي نجد فيها قصة عجيبة. كان حيا

محمد ابن ريسون

سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف، وكان يسكن برأس الجنان قرب حومة العيون. ويذكرون عنه أنه جعل رصدا لنظيره وضده في هذا الملحون في وقته ابن ريسون الذي نذكره بعده حتى أجلسه بحانوت قريبة من حومة النخالين كان لا يخرج منها. كنت أمر عليه وأنا صغير السن فأنظر إليه وهو جالس بها في بعض الأحيان يتمايل ويترنم في صوت خافت، وبقي على تلك الحالة إلى أن توفي، والحانوت هي التي تقابل وجه الطالع من النخالين إلى ضريح الشيخ المليلي. محمد ابن ريسون وفيها توفي الشيخ محمد ابن ريسون، لعله من أولاد ابن ريسون العوامّ الذين هم أيضا بفاس لم أتحقق الآن باسم أبيه ولا نسبه. كان من أشياخ الملحون، ونظمه في ذلك من أعلى طبقة، ويذكر أصحاب هذا الفن أنه وقع له خصام مع نظيره الحاج أحمد الغرابلي المذكور قبله فأنشأ فيه قصيدة من الملحون جعل له فيها رصدا ألزمه الجلوس في حانوت قرب النخالين فكان لا يخرج منها كما ذكر، ولم أعتن بوفاته، يسّر الله من يذكر ذلك. إدريس بن محمد العدلوني في هذه العشرة أو قريب منها توفي إديس بن محمد بن الغالي العدلوني أصلا الكتاني طريقة، له النجوم الزاهرة والجواهر الفاخرة في أهل السنة النبوية الطاهرة، أوله: الحمد لله رب العالمين بجميع محامده عليها الخ فرغ منه في خامس عشر ربيع الأول عام أربعة وثلاثين وثلاثمائة وألف، وقفت عليه، وهو في الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني الحسني المار الوفاة سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وألف. المختار بن محمد الرغّاي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي المختار بن محمد الرغاي، وهو من البعثة الأولى التي أرسلها المولى الحسن لأجل التعلّم في أوربا، فتعلم علم الهندسة ولكن بقي مهملا إلى أن توفي. المختار بن المدني الصويري وفي هذه العشرة توفي المختار بن المدني بن عبد الصادق الصويري، الفقيه العلامة المشارك المدرس، كذا كتب له الشيخ محمد بن سعيد الصديقي وذكر لي أنه من أشياخه لكنه لم يحافظ على وفاته. محمد العتابي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي الشيخ محمد العتابي، عالم متخرج من القرويين، حج عام أحد وثلاثين وثلاثمائة وألف ودخل الآستانه بعد سنتين واتصل بالخليفة رشاد الخامس، ثم سافر إلى ألمانيا وانضم إلى رجال المؤتمر الإسلامي ومثل المغرب في هذا المؤتمر مع الأمير شكيب أرسلان، وأصدرت السلطة الفرنسية أمرها بمنعه من الدخول إلى المغرب ومصادرة أملاكه. وقد طلب من المؤتمر الإسلامي بأن يصوت على استقلال المغرب وردّ شنقيط إلى المغرب الأقصى، واستقر أخيرا بمصر في عهد مراد الأول. انتهى من بعض التقاييد.

عام أحد وأربعين وثلاثمائة وألف

عام أحد وأربعين وثلاثمائة وألف أحمد بن عبد الواحد ابن المواز في يوم الخميس ثالث عشر صفر الخير توفي أحمد بن الشيخ عبد الواحد بن محمد ابن المواز السليماني الحسني. تقدمت وفاة والده عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف، خاتمة الأدباء بالمغرب، العلامة المشارك المطلع المقتدر الشاعر الوزير. توفي عن رياسة الاستناف الشرعي بالرباط، وبه توفي ونقل إلى فاس. له شرح على قصيدة الوأواء الدمشقي الشهيرة؛ وله تاليف في القيام عند المولد رد فيه على الوزير الحجوي؛ ورسالة النفائس الإبريزية في هدية الفيل الوافدة من فخامة الحضرة الأنجليزية؛ واللؤلؤ السني في مدح الجناب الحسني؛ والمراحل السنيّة للأصقاع السوسية؛ وديوان شعر إلى غير ذلك من التآليف. دفن بزاوية بدرب الدرة من طالعة فاس. وله ترجمة في سل النصال مع صورته. الجيلالي بن حمّ البخاري وفي ثامن عشر ربيع الأول توفي الجيلالي بن الباشا حمّ بن الجيلالي البخاري المكناسي. كان مشاركا مطلعا أديبا كاتبا. توفي ببلده. أحمد بن العربي الأمراني وفي عشية يوم الخميس عاشر ربيع الثاني توفي أحمد بن العربي الأمراني الحسني يدعى صميم. مجذوب سقط التكليف، ظهرت له كرامات وخوارق عادات. محمد ابن الحسني وفي ليلة الأربعاء ثاني عشر رجب توفي محمد بن الحسني الرباطي، كان فقيها مشاركا مطلعا له شهرة ببلده، وبها توفي. محمد بن عبد الواحد الحلو وفي قعدة توفي محمد-فتحا-بن الحاج عبد الواحد بن الحاج عبد النبي الحلو، من أولاد الحلو المعروفين بفاس، يشار إليه بالخير والصلاح والدين المتين، كان دائما يجعل على رأسه عمامة زرقاء وهو معتمد عدة علماء في علم التصوف، منهم محمد ابن الحبيب الفيلالي المدعي المشيخة الآن بمكناسة الزيتون وإليه ينتسب، وبلغني أنه الآن أنكر مشيخته. دفن صاحب الترجمة بزاوية الشيخ أبي يعزى بحومة البليدة، له ترجمة في سل النصال.

عبد المالك الحشاش بن محمد الوكيلي

عبد المالك الحشّاش بن محمد الوكيلي وفي ذي الحجة توفي عبد المالك بن محمد الوكيلي الحسني عرف بالحشاش، كان أولا يعد من أكابر الكتاب بدار المخزن لأنه كان له خط حسن ومشاركة أدبية تامة، وبعد ذلك ترك الكل وصار من أهل الخصوصية والعرفان. له كرمات ومكاشفات لا تعد سارت بها الركبان. انظر الأصل. دفن بروضة التازي بالقباب، له ترجمة في سل النصال. محمد بن محمد التلمسية التناني وفيه توفي محمد بن محمد التلمسية التناني من علماء مدينة الصويرة وبها توفي، ودفن بالزاوية الدرقاوية. ذكره صاحب إيقاظ السريرة. محمد بن قاسم البادسي وفيه توفي محمد بن قاسم البادسي، من أولاد البادسي المعروفين بفاس، وأصلهم من الريف من مدشر هناك يقال له أعراص. الفقيه العلامة المشارك المطلع، وهو أول من علّمني بعض سور القرآن وقراءة الكتب الصغيرة وذلك في مدينة الجديدة لما كنت بها مع الجد-رحمه الله-، وبعد ذلك ذهب إلى فاس واستوطنها. شغل بنسخ بعض الكتب وطبع البعض منها، وأخيرا استوطن مدينة القصر الكبير وأظهر فيها مذهب السلفية فانتقد عليه. وفي آخر عمره كثر مرضه فالتجأ إلى بعض الزوايا هناك إلى أن توفي عامه، ودفن بمقبرة سيدي يحيى الملاح هناك. له ترجمة واسعة في سل النصال. حوادث عبد العزيز بن محمد بناني يتولى القضاء بمقصورة الرصيف وفي شعبان تولى القضاء بمقصورة الصيف عبد العزيز بن محمد بناني مكان الشيخ عبد الرحمان بن القرشي الفيلالي الإمامي، وبقي بها قاضيا إلى أن أخر عنها آخر رجب عام خمسة وأربعين وثلاثمائة وألف. أما ابن القرشي فذهب لرياسة الاستناف بالرباط.

عام اثنين وأربعين وثلاثمائة وألف

عام اثنين وأربعين وثلاثمائة وألف محمد بن اليزيد البدراوي في سابع وعشري محرم توفي محمد بن اليزيد البدراوي الحسني، العلامة المشارك المدرس، دفن بزاوية الشيخ أبي يعزى. المهدي بن محمد الوزاني وفي الساعة الحادية عشرة والنصف من ليلة الأربعاء تاسع وعشري محرم توفي المهدي بن محمد الوزاني الحسني، خاتمة الفقهاء بالديار المغربية، وآخر من أتقن هذا الفن، المشارك المطلع الكثير التلامذة الشيخ الإمام، له عدة تآليف كلها تدل على اطلاعه ومقدرته، منها النوازل الكبرى في عشرة أسفار؛ والنوازل الصغرى في أربعة أسفار؛ وحاشية على شرح المكودي للألفية؛ وحاشية على شرح ابن عاشر؛ وحاشية على شرح السوداني على الأجرومية؛ وشرح العمل الفاسي، وجل ذلك طبع، وفهرست إلى غير ذلك من التآليف المفيدة. كانت ولادته عام ستة وستين ومائتين وألف، ودفن بروضة الشاميين بالقباب خارج باب الفتوح، له ترجمة في سل النصال. المهدي بن إسماعيل العلوي وفي يوم الأربعاء ثالث عشر ربيع الأول توفي الخليفة بتطوان المولى المهدي ابن المولى إسماعيل بن سيدي محمد بن عبد الرحمان بن هشام العلوي، وهو أول خليفة كان له شبه استقلال بالمنطقة الخليفية التي تحت حماية دولة الإسبان. تقدمت وفاة والده عام عشرين وثلاثمائة وألف، توفي بتطوان ودفن داخلها، وولي ولده مكانه المولى الحسن. أحمد بن الشمس الشنجيطي الحاجي وفي ثامن عشر جمادي الثانية توفي الشيخ أحمد بن الشمس الحاجي الشنجيطي من أكبر تلاميذ الشيخ ماء العينين، توفي بالحجاز، العلامة المشارك العامل بعمله الولي الصالح. عبد القادر بن المعطي الغرباوي وفي ليلة الجمعة منتصف حجة توفي عبد القادر بن المعطي بن العناية الغرباوي المكناسي، العلامة الفقيه كان مدرسا فقيها حيسوبيا أستاذا مجودا، توفي ببلده. أحمد بن محمد غرّيط وفيه توفي أحمد بن محمد غرّيط الأندلسي، علامة مشارك مطلع، كان كاتبا بالصدارة العظمى وتوفي بمراكش.

محمد بن علي السوسي

محمد بن علي السوسي وفيه توفي محمد بن علي بن أحمد السوسي، العلامة المشارك، من علماء سوس ومدرسيها. ترجمته في كتاب المعسول. عبد الله بن محمد ابن سعيد وفيه توفي عبد الله بن محمد ابن سعيد السلاوي. تقدمت وفاة والده عام عشرة وثلاثمائة وألف. كان قائدا بمدينة سلا وعزل عن ذلك لأجل غيرته على وطنه والدفاع عنه. وقد رحّل عن بلده من أجل ذلك إلى مدينة وجدة مدة. وذكر أحد أولاده أنه توفي في يوم السبت رابع وعشري صفر عامه. محمد باب الصحراوي وفيه توفي محمد باب الصحراوي، علامة مشارك ذكره في المعسول، وذكر أن ولادته كانت عام تسعين ومائتين وألف. قاسم بن عبد القادر الحسناوي وفيه توفي قاسم بن عبد القادر الحسناوي ثم المكناسي، العالم العلامة المشارك المدرس، من أشياخ محمد بن الحسن العرائشي المكناسي الآتي الوفاة عام واحد وخمسين وثلاثمائة وألف. محمد بدر الشنجيطي وفيه توفي محمد بدر الشنجيطي الشيخ العلامة الحافظ الشهير المطلع، له بعض التآليف، دخل إلى المغرب وتوفي ببلده عن سن عالية. حوادث وفي هذا العام كمل إصلاح القبتين اللتين على صحن جامع القرويين لأنهما كانتا حصل فيهما التلاشي، وقد استمر إصلاح ذلك شهورا عديدة.

عام ثلاثة وأربعين وثلاثمائة وألف

عام ثلاثة وأربعين وثلاثمائة وألف محمد أبو العيش المصباحي وفي محرم توفي محمد أبو العيش الشهير المصباحي بمدينة طنجة، علامة مشارك فقيه، له اطلاع ومعرفة. توفي ببلده. المهدي بن محمد ابن الحاج السلمي وفي يوم الأحد تاسع صفر توفي المهدي بن محمد بن المهدي بن الحاج السلمي في حياة والده. علامة مشارك، درّس في ثانوية مولاي إدريس بفاس مدة، ودفن بزاوية ابن الفقيه. محمد بن محمد التجناقتي وفي يوم الخميس أوائل ربيع الأول توفي محمد بن محمد بن قاسم الإدريسي التجناقتي من قبيلة كيكو، علامة مشارك طلب العلم بفاس وذهب إلى بلده وتوفي هناك. محمد بن محمد الغمري وفي صبيحة يوم الاثنين سادس عشر ربيع الأول توفي محمد بن محمد الغمري، علامة مشارك مدرس حافظ للسبع عن فهم وتدقيق، تخرج على يده عدة من الطلبة وانتفعوا به. دفن بروضة العراقيين بحوانيت السيد عبد الله، له ترجمة في سل النصال. محمد بن الحسين الحامدي وفي أوائل ربيع الثاني توفي محمد بن الحسين الحامدي السوسي العالم العلامة المدرس المطلع. توفي ببلده. محمد بن عبد الرحمان الخصاصي وفي صبيحة يوم الخميس تاسع عشر جمادى الثانية توفي محمد بن عبد الرحمان بن عبد السلام الخصاصي عن نحو خمس وتسعين سنة. كان فقيها فرضيا حيسوبيا مشاركا خيرا دينا، له رحلة إلى أوربا بصفته كاتبا مع بعض السفراء أوائل هذه المائة. تقدمت وفاة والده عام تسعة وثمانين ومائتين وألف. دفن بروضة العراقيين بحوانيت السيد عبد الله، له ترجمة في سل النصال. أحمد ابن الخيّاط الزّكاري وفي يوم الاثنين ثاني عشر رمضان توفي أحمد بن محمد بن عمر ابن الخياط الزكاري الحسني، خاتمة المحققين، وإمام المدققين، شيخ الجماعة وآخر الناس علما وعملا، الصوفي العامل بعلمه. ولد في سادس عشر شعبان عام اثنين وخمسين ومائتين وألف، له تآليف عديدة كلها نافعة، منها حاشية على شرح الخرشي لفرائض المختصر؛ وحاشية على مصطلح الحديث؛ وفهرستان كبرى وصغرى إلى غير ذلك من التآليف التي تقرب من مائة، كانت عندي أسماء البعض منها وقد ضاع ذلك مني. دفن بزاوية بالرميلة قرب ضريح الشيخ علي الجمل، له ترجمة واسعة في سل النصال.

علال بن الفاطمي الهرابلي

علال بن الفاطمي الهرابلي وفي صبيحة يوم الخميس رابع قعدة توفي علي المدعو علال بن الفاطمي الهرابلي الحسني بمدينة تازا ونقل إلى فاس. علامة مشارك مطلع تولى القضاء بمدينة طنجة ثم بمدينة تازا وغيرهما ودفن بروضة العراقيين بحوانيت السيد عبد الله. له ترجمة واسعة في سل النصال مع صورته. سعيد بن محمد التناني وفي سادس عشر قعدة توفي سعيد بن محمد بن أحمد التناني السوسي، علامة مشارك شهير من أشياخ المختار السوسي، ترجمته في كتاب المعسول واسعة. عثمان بن محمد الحبابي وفي يوم الجمعة رابع حجة توفي عثمان بن محمد الحبابي. كانت ولادته عام اثنين وثمانين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا خيرا دينا، له تآليف عديدة طبع بعضها، وله ترجمة في سل النصال. إدريس بن عبد السلام الأمراني وفي رايع وعشري توفي إدريس بن عبد السلام الأمراني الحسني أديب مشارك مطلع شاعر مقتدر. اليسع بن محمد العمراني وفي ثاني وعشري حجة المذكور توفي اليسع بن محمد بن صالح العمراني السوسي الفقيه العلامة المشارك. أحمد بن عبد السلام العلمي وفيه توفي أحمد بن عبد السلام بن الطاهر السريفي العلمي الحسني، كان علامة مشاركا أستاذا مجوّدا له فهرست سماها تحفة الأبرار في التعريف بالشيوخ والسادات الأخيار. توفي في طريقه إلى الحج. المهدي بن عبد الرحمان ابن سودة وفيه توفي المهدي بن عبد الرحمان بن عبد الواحد بن الشيخ أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام ستة عشر وثلاثمائة وألف. علامة مشارك ينتحل الشعر ولا يطيل وربما أجاد، له خط بارع. دفن يزاوية جده الشيخ التاودي الكائنة بزقاق البغل، له ترجمة في سل النصال. أحمد الركينة وفيه توفي أحمد الركينة التطواني الوزير الشهير بالمنطقة الخليفة.

أحمد بن محمد الخياط العيني

أحمد بن محمد الخياط العيني وفيه توفي أحمد بن محمد الخياط العيني السوسي، العلامة المشارك المطلع الجليل، له ترجمة واسعة وذكر في بلاده. الهاشمي أطوبي وفيه توفي الهاشمي أطوبي السلاوي، علامة فقيه مشارك، ذكر لنا وفاته الشيخ جعفر بن أحمد الناصري. عبد المالك بن عبد القادر الجزائري وفي يوم الخميس سادس محرم توفي عبد المالك بن الأمير عبد القادر بن محيي الدين الجزائري، أتى من المشرق إلى المنطقة الخليفة لأجل الجهاد والدفاع عن الدين ضد الدولتين معا فرنسا واسبانيا، وبقي يقوم ويدعو الناس إلى الجهاد إلى أن قتل بقبيلة بني توزين بالريف برصاصة، ثم نقل إلى مدينة تطوان ودفن بالزاوية الحراقية هناك. أحمد بن بوسف الفاسي (الحفيد) وفي محرم المذكور توفي أحمد بن يوسف الفاسي الفهري. تولى قضاء مدينة العرائش مدة ودرس بالقرويين. دفن بزاوية أبي المحاسن الكائنة بالدرب السفلي من حومة المخفية عدوة فاس.

عام أربعة وأربعين وثلاثمائة وألف

عام أربعة وأربعين وثلاثمائة وألف الفاطمي بن محمد الشرادي في يوم الأربعاء الموفي عشرين من صفر توفي الفاطمي بن المقدم محمد الشرادي، يعرفون بأولاد بوعصا. علامة مشارك كثير التدريس والإفادة، تولى القضاء بنواحي سوس مدة، والنيابة عن رئيس المجلس العلمي بفاس بعد رجوعه من القضاء إلى أن توفي، ودفن مع شيخه أحمد بن الخياط بزاويته بالرميلة. له ترجمة في سل النصال. محمد بن عبد السلام ابن عبود وفي رابع ربيع الأول توفي محمد بن عبد السلام بن عبود المكناسي ثم السلاوي. علامة صوفي مذاكر كثير الحجة والبرهان واسع المعرفة والاطلاع شهير بين الناس. له رسائل صوفية شهيرة بين أيدي أتباعه. ألف في مناقبه الشيخ أحمد حجي السلوي نزيل الدار البيضاء تأليفا سماه مواهب الملك المعبود لتعديل مرائي أحمد حجي والتعريف بشيخه ابن عبود. كانت ولادته حوالي عام اثنين وسبعين ومائتين وألف. دفن بزاويته بحي برمادة بسلا، له ترجمة في سل النصال. المهدي بن عبد السلام متجينوش وفي ربيع الثاني توفي المهدي بن عبد السلام بن المعطي متجينوش الرباطي. العلامة المشارك الموقت المعدل المؤلف، صار شيخ الجماعة بالرباط، له شفاء الغليل على فرائض خليل؛ والتبصرة في علم الحساب؛ وتحفة السلوك منظومة في علم التوقيت والحساب فريدة في بابها؛ وشرحها، إلى غير ذلك من التآليف. له ترجمة في سل النصال. محمد بن محمد بناني الديوان وفي حادي عشر شعبان توفي محمد بن محمد بن عبد القادر بن عبد الواحد بناني المعروف ببناني الديوان، لكونه كان إماما بجامع الديوان. علامة مشارك كثير التدريس والإفادة، تولى النيابة عن قاضي فاس الجديد مدة، له حاشية في الاستعارة؛ وتاليف في نون التوكيد. دفن بروضة الشيخ المزالي داخل باب عجيسة، له ترجمة في سل النصال. محمد بن المهدي ابن سودة وفي ثالث رمضان توفي محمد بن المهدي ابن سودة. كانت ولادته عام سبعة وخمسين ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائتين وألف. علامة مشارك مطلع مدرس محقق، كان خطيبا بجامع الرصيف مدة، وله تآليف، منها: شرح على رائية اليوسي في رثاء الزاوية الدلائية، في ثمانية أسفار أطال فيه؛ وله شرح على الألفية في مجلد؛ وله مجموعة مذاكراته مع أقرانه وأشياخه في شبه مذكرة. ومنذ دخلت الحماية إلى فاس ما خرج من داره إلى أن لقي ربه، وأناب عنه في الخطبة ولده الشيخ عمر الآتي الوفاة عام تسعة وخمسين وثلامائة وألف. دفن بزاوية والده بالعقبة الزقراء في التقويصة الثانية، له ترجمة في سل النصال.

سليمان بن محمد الدباغ

سليمان بن محمد الدبّاغ وفي أواسط رمضان توفي سليمان بن الشيخ محمد الدّبّاغ الحسني. تقدمت وفاة والده عام أحد وتسعين ومائتين وألف. كان خيرا دينا صالحا يشار إليه كوالده. دفن بروضتهم الكائنة بالقباب. له ترجمة في سل النصال (¬1). أحمد برّادة القرّان وفي خامس شوال توفي الحاج أحمد برادة المعروف بالقرّان لكونه كثيرا ما يجعل قرنا من الغنم على رأسه، ظهرت له كرامات، وخوارق عادات. ولي صالح يشار إليه بالخير. دفن بروضة أولاد التازي بالقباب. زينب بنت المهدي ابن سودة وفي عاشر قعدة توفيت زينب بنت الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة سيدتنا الجدة من قبل الأم، الصالحة القانتة المتبتلة. تقدمت وفاة والدها عام أربعة وتسعين ومائتين وألف. كان من عادتها-رحمها الله-أن تستدعي أبناء إخوانها لسرد صحيح الإمام البخاري في كل ثلاثة أشهر من كل سنة: رجب وشعبان ورمضان وكانت تقيم المولد النبوي كل سنة، والكل باحتفال وكرم وسخاء. دفنت بزاوية والدها الكائنة أسفل العقبة الزرقاء. لها ترجمة في كتابنا سل النصال مع صورتها. المفضل بن محمد غرّيط وفي يوم الأربعاء تاسع عشر حجة توفي محمد المفضّل بن محمد غرّيط الأندلسي، تقدمت وفاة والده عام ثمانين ومائتين وألف. علامة مشارك مطلع أديب شاعر مجيد سياسي محنك، تولى الوزارة مدة وكان فيها محل الجدّ والإخلاص. دفن بزاوية الشيخ ابن رحمون من حومة النجارين. محمد بن محمد ابن الأعرج السليماني وفي يوم الأحد ثالث وعشري حجة توفي محمد بن محمد-فتحا-ابن الأعرج السليماني الحسني المعسكري، علامة مشارك مطلع موقت شاعر فحل مجيد، له تآليف عديدة كلها في تاريخ المغرب، منها: زبدة التاريخ وزهرة الشماريخ، في ثلاثة أسفار، تكلم فيه على دول شمال إفريقيا؛ وله ديوان شعر في مجلد، إلى غير ذلك. دفن بفدان الغرباء قرب قبة الشيخ علي ابن حرزهم خارج باب الفتوح. له ترجمة في كتابنا سل النصال. ¬

(¬1) لا توجد ترجمة سليمان الدباغ في النسخة التي بين أيدينا من سل النصال.

علال بن الفقيه الثغراوي

علال بن الفقيه الثّغراوي وفيه توفي علال بن الفقيه الثّغراوي السلاوي، أصله من بني حسن القبيلة العربية الكبرى المستقرة بسهلو الغرب بشمال مدينة سلا. علامة مشارك، فقيه متمكن من فروع المذهب المالكي وأصوله، يستظهر مختصر خليل ويستحضر جميع شروحه. أخذ عنه جمع من العلماء فقهاء العدوتين حتى كاد أن يصير شيخ الجماعة بهما. تولى القضاء بسلا وبها توفي ودفن، وأبنه على قبره رفيقه شيخ المحدثين أبو شعيب الدكالي. الجيلالي بن الهاشمي الخياط وفيه توفي الجيلالي بن الهاشمي الخياط الزرهوني. مشارك نابغة توفي ببلده. العربي بن محمد الزّبدي وفيه توفي العربي بن الحاج محمد بن الطاهر بن أحمد الزبدي الأندلسي الرباطي. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف. كان عاقلا محنكا مطلعا وجيها محترما، تولى الحسبة ببلده الرباط مدة وكان بها مثال العدل والإنصاف. تحققت أنه توفي في محرم من هذا العام. حوادث إصلاح جامع القرويين وإنارته بالكهرباء وفي شعبان أصلح جامع القرويين وأدخل إليه الضوء الكهربائي وأبدل مناره التي كان آخذا في التلاشي.

عام خمسة وأربعين وثلاثمائة وألف

عام خمسة وأربعين وثلاثمائة وألف محمد بن أحمد الشاهد الوزاني وفي يوم الأحد سابع محرم توفي محمد بن أحمد بن الطيب بن محمد الحاج بن محمد الشاهد الوزاني الحسني نزيل مكناسة الزيتون ودفينها. كان خيرا دينا صالحا ترجمه بعض أقاربه في كراسة وفقت عليها، وأخذ عنه الشيخ العرايشي المكناسي وذكره في فهرسه. محمد بن أحمد الهوّاري وفي يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الثاني توفي محمد بن أحمد الهوّاري، كان علامة فقيها مشاركا ميقاتيا معدلا مطلعا، تولى القضاء بطنجة مدة، والعضوية بالاستيناف الشرعي إلى أن توفي، ودفن بضريح الشيخ زويتن بالسياج. له ترجمة في سل النصال. محمد بن المصطفى بوجندار وفي ثالث عشر ربيع الثاني توفي محمد بن المصطفى بوجندار الرباطي، الأديب الشاعر المطلع المشارك المؤلّف الشهير. كانت ولادته عام سبعة وثلاثمائة وألف، له عدة تآليف، منها: الاغتباط في تراجم أعلام الرباط؛ ومقدمة الفتح؛ وتعطير البساط بذكر تراجم قضاة الرباط؛ وشالة وآثارها، إلى غير ذلك من التآليف المفيدة توفي ببلده. محمد بن علي السملالي وفي أوائل جمادى الأولى توفي محمد بن الشيخ علي بن محمد السملالي الحسني، علامة مشارك قاضي قبيلة الحياينة. دفن بالقباب. له ترجمة في سل النصال. عمر بن الطاهر الرحماني وفي ثاني وعشري جمادى الثانية توفي عمر بن الطاهر الرحماني الخميلي المراكشي، العلامة المقرئ الأستاذ المعمّر. محمد بن الطالب الفاسي وفي ليلة الأحد سابع وعشري جمادى الثانية توفي محمد بن الطالب بن عبد القادر بن عبد الواحد الفاسي الفهري، العلامة المشارك المفتي االمطلع. تولى قضاء مراكش والصويرة وطنجة، والإمامة بجامع القرويين مدة. كانت ولادته عام ثلاثة وسبعين ومائتين وألف. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن أحمد التّركي وفيه توفي محمد بن أحمد التركي الأسفي، الفقيه الأديب المفتي، له إرشاد النبيه إلى معاني التنبيه، إرشادات إلى تنبيه ابن عباد على الحكم؛ إلى غير ذلك من التآليف. توفي ببلده.

إبراهيم بن العربي

إبراهيم بن العربي وفيه توفي إبراهيم بن العربي السلاوي، كان أديبا شاعرا متصوفا مطلعا عارفا بالطبوع الموسيقية ملازما لمدح الرسول عليه السلام. ذكر لنا وفاته الشيخ جعفر بن أحمد الناصري. محمد بن جعفر الكتاني وفي ليلة السبت خامس عشر رمضان توفي محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني الحسني. كانت ولادته عام أربعة وسبعين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام ثلاثة وعشرين وثلاثمائة وألف. الشيخ الإمام، علم الأعلام، المحدث المسند الرحالة المطلع المؤلف الشهير المتبرك به، له تآليف عديدة. منها تاليف في علومه صلى الله عليه وسلم؛ وله سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس فيمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس؛ والنبذة اليسيرة النافعة التي هي لأستار جملة من أخبار الشعبة الكتانية رافعة؛ والأزهار العطرة الانفاس بذكر قطب المغرب وتاج مدينة فاس؛ والرحلة السامية للاسكندرية والحجاز والبلاد الشامية؛ وله غير ذلك من التآليف وخصوصا في السنة والحديث. دفن أولا بروضتهم الكائنة بالقباب، ثم نقل إلى محل اتّخذ خاصا له. له ترجمة واسعة في سل النصال. الطيب بن محمد الكندافي وفيه توفي الطيب بن محمد الكندافي قائد كندافة قرب بمراكش. له شهرة واسعة في منطقة نفوذه. الكونت هانوي دوكاستري وفي حادي عشر قعدة، موافق ثالث عشر ماي سنة 1927 م توفي الكونت هنري دوكاستري الفرنساوي، الكاتب الشهير والمؤرخ الكبير. كانت ولادته بباريس في 28 دجنبر سنة 1850 ومنذ نشأته اعتنى بالشؤون الإسلامية وخاصة تاريخ الشمال الافريقي، وألف في ذلك تاريخه الشهير باللغة الفرنسية الذي سماه المصادر الغير المنشورة لتاريخ المغرب في أحد عشر سفرا، وهو مصدر أساسي للباحثين والمتطلعين، وتمنيت لو قام أحد بترجمته إلى العربية، وله غير ذلك من التآليف والأبحاث. حوادث إلغاء العمل بالقالة القديمة وإحلال الميتر محلها وفي يوم الاثنين فاتح جمادى الأولى وقع الأمر لأهل القسارية بفاس وغيرها من المدن بالمغرب بأن التجار الذين يبيعون الأثواب بالقالة المعروفة قديما وهي خمسة وخمسون سانتيميترا لم يعد العمل جاريا بها وإنما يقع البيع بنصف ميتر المعروف الآن، ومن باع بالقالة القديمة أو تلفظ بها يؤدي ذعيرة قدرها ثلاثمائة فرنك، على أن يشتروا مقياس نصف المتر بفاس من عند رجل معين بريال واحد والحالة أنه لا يساوي أكثر من نصف فرنك.

زلزلة بفاس

زلزلة بفاس وفي يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الثانية وقعت هزة عظيمة بفاس اضطربت منها الجدران والسقوف وحصل من ذلك هول عظيم. وأخبرني بعض الأفاضل أنها لم تقع منذ عام أربعة وثلاثمائة وألف. ثلج وبرد قارس بفاس وفي صبيحة اليوم الموفي عشرين من الشهر المذكور نزل على فاس ثلج كثير مثل الليل ودام نزوله نحو ثلاث ساعات حتى علا على الأرض بنحو عشرين سنتيميترا وأصبح البرد شديدا لا نعرف مثله بفاس. عبد الرحمان ابن القرشي قاض بمقصورة الرصيف وفي يوم السبت ثاني رجب صدر الأمر بتولية الشيخ عبد الرحمان بن القرشي الفيلالي الإمامي قاضي مقصورة الرصيف بدلا عن الشيخ عبد العزيز بناني الآتي الوفاة عام سبعة وأربعين وثلاثمائة وألف. أسر البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي وفيه وقع القبض على الزعيم الأكبر محمد بن عبد الكريم الخطابي على يد الدولة الفرنسية ونقلته إلى إحدى الجزر النائية بعد حرب طويلة، ولولا الخونة من المغاربة لما قدرت عليه فرنسا، ولكن كان في القبض عليه خير كثير للمغرب.

عام ستة وأربعين وثلاثمائة وألف

عام ستة وأربعين وثلاثمائة وألف علال بن مسعود افنور وفي يوم الثلاثاء تاسع محرم توفي علال بن مسعود المعروف بافنور نزيل مدينة الصويرة، حيسوبي مطلع مشارك. كان أمين صندوق الديوانة بها مدة، ذكره صاحب كتاب إيقاظ السريرة. محمد بن إدريس ابن فرتون في ربيع الأول توفي محمد بن إدريس المعروف بابن فرتون السلمي الفاسي أصلا نزيل مدينة الجديدة، علامة مطلع مشارك. توفي في شبابه، له الجواهر اللؤلؤية في التعريف بواسطة عقد الشعبة العراقية الحسينية، عرف فيه بشيخنا محمد بن رشيد العراقي الحسيني الآتي الوفاة عام ثمانية وأربعين وثلاثمائة وألف، إلى غير ذلك. كا شاعرا مجيدا، ذهب إلى مدينة الجديدة لأجل الوظيف وتوفي هناك ودفن قرب المصلّى بها الهاشمي بن الحنفي التّمكيدّشتي وفي سابع عشر ربيع الثاني توفي الهاشمي بن الحنفي التّمكيدّشتي السوسي، علامة مشارك مطلع مدرس، ترجمته في كتاب المعسول. يوسف بن الحسن العلوي في عشية يوم الخميس حادي وعشري جمادى الأولى توفي السلطان الجليل المولى يوسف بن السلطان مولانا الحسن بن سيدي محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني. تولى العرش بعد تنازل أخيه المولى عبد الحفيظ عن الملك وبإشارة منه. كان خيرا دينا يقابل الناس ببشاشة ولطف ويعامل الحكومة بشدة في الأمور المخالفة للشريعة الإسلامية. دفن بروضة المولى عبد الله بفاس الجديد من غده الذي هو يوم الجمعة. عبد الرحمان بن الطيب الدرقاوي وفي يوم الأربعاء سابع جمادى الأولى توفي عبد الرحمان بن الشيخ الطيب بن الشيخ العربي الدرقاوي الحسني. تقدمت وفاة والده عام سبعة وثمانين ومائتين وألف، وجده عام تسعة وثلاثين ومائتين وألف. كان شيخا جليلا خيرا دينا مهابا صالحا محافظا على أذكاره وأوراده. تولى رياسة زواياهم بعد وفاة أبيه وبقي قائما عليها إلى وفاته. دفن بروضتهم مع أبيه ببني زروال. له ترجمة في سل النصال مع صورته.

محمد بن بلال السليماني

محمد بن بلال السليماني وفي يوم السبت سابع وعشري رجب توفي محمد بن بلال السليماني (¬1) الحسني، علامة مشارك شعلة ذكاء. تخرج من جامعة القرويين وتوفي في شبابه. دفن بروضة الشاميين بالقباب. ذكر في سل النصال. محمد بن أحمد الإفراني وفي رجب توفي محمد-فتحا-بن الحاج أحمد الشرعي الافراني، العلامة الأديب المشارك المطلع، ترجمه في كتاب المعسول. أحمد بن عبد السلام اللّجائي وفي صباح يوم الخميس ثامن شوال توفي أحمد بن الحاج عبد السلام اللجائي وزير الأحباس زمن السلطان المولى يوسف بن مولانا الحسن. كان حاذقا نبيها، انتمى أولا إلى المخزن السعيد أيام المولى عبد العزيز فاكتسب شهرة وأموالا وقصورا، ولما دخلت الحكومة الفرنسية تقرّب إليها فولته وزارة الأحباس مدة. انظر الأصل. دفن بزاوية الشيخ ابن رحمون بدرب مينة من حومة النجارين. محمد بن الطاهر بناني وفي يوم الجمعة خامس عشر شوال توفي محمد بن الطاهر بناني، علامة مشارك مستحضر، تولى قضاء الدار البيضاء مدة والقصر الكبير. وفي أواخر عمره حصل له شبه اختلال في عقله فصار يطوف في الأسواق والأزقة بما يستر عورته فقط من الثياب ويتكفف الناس خاصة وعامة، ويلازم دخول منازل الأفراح والولائم وربما يأخذ ما أراد من الطعام ويذهب به إلى داره، وبقي مدة على هذه الحالة، ثم عافاه الله ورجع لحاله من تدريس العلم والإفتاء في النوازل، ويعرف بين الأوساط الفاسية بالقاضي بناني بحيث إذا أطلق هذا اللفظ لا ينصرف إلاّ إليه. وبعد ذلك حصل له مرض وتقاعد في داره مدة قليلة ثم توفي ودفن بروضتهم بالقباب. له ترجمة في كتابنا سل النصال. العباس بن أحمد ابن سودة وفي يوم الجمعة خامس عشر شوال توفي العباس بن أحمد بن العباس بن القاضي الشيخ أحمد ابن الشيخ التادوي ابن سودة. تقدمت وفاة جده عام أحد وأربعين ومائتين وألف، كان علامة مشاركا له خط حس مع تثبت. دفن بروضتهم بالقباب، له ترجمة في سل النصال. ¬

(¬1) سماه المؤلف في إتحاف المطالع: "محمد بن بلال التلمساني"وقد استبدلنا بها"السليماني"الواردة في سل النصال، حيث يتحدث عنه المؤلف كرفيق له في الطلب وأستاذ لا يفارقه. ولعل أصله من تلمسان.

العربي بن محمد الزبدي

العربي بن محمد الزّبدي وفيه توفي العربي بن محمد بن العربي الزبدي الرباطي، من أولاد الزبدي المعروفين بالرباط، السياسي المحنك العاقل الخير، تولى عدة وظائف مخزنية وأخيرا رئيس الأمناء بالمغرب مع خيارة ودين متين. توفي ببلده. أحمد الشّبيه الرّكني وفيه توفي أحمد الركني السوسي من الفايجة دعي الشبيه. العلامة الصوفي صاحب الخوارق، ألف في مناقبه الأخ العلامة محمد المختار السوسي الإلغي كتابا سماه إرشاد النبيه إلى بعض مآثر أحمد الشبيه. توفي ببلده. محمد السميحي وفيه توفي محمد السميحي خاتمة فضلاء مدينة طنجة، العلامة المدرس المخلص العامل بعلمه ودينه حسن السمت. توفي ببلده. الطاهر البو عقيلي وفيه توفي الطاهر البو عقيلي السوسي، الفقيه العلامة المشارك المطلع، ترجمته في كتاب المعسول. محمد بن محمد الشادلي وفيه توفي محمد بن محمد الشادلي المعسكري الهاشمي الحسني. كانت ولادته عام ثمانين ومائتين وألف، الفقيه العلامة المطلع، له اليد الطولى في علم التصوف والمذاكرة فيه، كان زاهدا قانعا يسكن بيتا بمدرسة السبعيين قرب جامع الأندلس ملازما للعبادة، وكانت حرفته نسخ الكتب النادرة وإهدائها لمن يعرف قيمتها لأجل أن يتعيش بذلك. توفي عن غير عقب ودفن بروضة العراقيين قرب حوانيت السيد عبد الله. له ترجمة في سل النصال. أبو عزة بن عبد القادر البو عزاوي وفيه توفي أبو عزة-اسما-بن عبد القادر البو عزاوي نسبا، الدرقاوي طريقة، الجديدي وطنا. كان خيرا دينيا صوفيا مذاكرا كثير الذكر والعبادة، وقفت له على تاليف سماه الخصاص بذكر كلمة الإخلاص، ذكر فيه أنه مرّ يوما بسوق من أسواق بعض المدن والحالة أنه مختلط بالمسلمين واليهود والنصارى، وإذا برجل من الطائفة الكتانية يجهر بذكر مولانا الرسول صلى الله عليه وسلم خلال ذكر الله تعالى، وسمع بعض اليهود والنصارى يستنكرون الجهر بذلك، وربما وقع منهم السب للرسول صلى الله عليه وسلم، فتألم لذلك وألف هذا التاليف ينتقد ذلك، وأتى فيه بما يشفي ويكفي. يقع في نحو الستة كراريس. توفي بالدار البيضاء مسقط رأسه ودفن بزاوية درقاوة قرب ضريح علي القيرواني رحمه الله.

محمد اللجائي

محمد اللجائي وفيه توفي محمد اللجائي الأستاذ المقرئ المشارك، يحفظ السبع ويؤم بالسلطان المولى يوسف. توفي بفاس. محمد بن إدريس المنصوري وفيه توفي محمد بن إدريس المنصوري السلاوي العلامة المشارك المطلع، ذكر لي وفاته الشيخ جعفر بن أحمد الناصري. حوادث تولية السلطان محمد بن يوسف بعد وفاة المولى يوسف وقع الإجماع على تولية ولده السلطان سيدي محمد الذي نهض بالمغرب حتى حصل على الاستقلال. تأخير العراقي عن قضاء مقصورة السماط وفي تاسع شعبان أخر عن مقصورة السماط محمد بن رشيد العراقي الحسيني بعد أن بقي بها نحوا من عشرين سنة، وتولى مكانه محمد بن أحمد العلوي الحسني المتوفى عام سبعة وستين وثلاثمائة وألف. تأخير ابن القرشي عن قضاء مقصورة الرصيف وفي حادي عشر شعبان أخر عبد الرحمان بن القرشي الإمامي عن مقصورة الرصيف وولي مكانه الهاشمي بن عبد الله ابن خضراء السلاوي.

عام سبعة وأربعين وثلاثمائة وألف

عام سبعة وأربعين وثلاثمائة وألف الطاهر بن الحسن الكتاني في يوم الجمعة ثاني صفر توفي محمد الطاهر بن الحسن الكتاني الحسني، العلامة المطلع، له تآليف في فنون مختلفة، منها: بهجة البصر بذكر بعض أعيان القرن الرابع عشر، إلى غير ذلك من التآليف. دفن بالقباب، له ترجمة في سل النصال. محمد بن عبد الله البدراوي وفي يوم الاثنين خامس صفر توفي محمد بن الشيخ عبد الله بن إدريس البدراوي الحسني. تقدمت وفاة والده عام ستة عشر وثلاثمائة وألف، وجده عام ثمانية وخمسين ومائتين وألف، وكانت ولادته عام تسعة وتسعين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا شاعرا مجيدا، جلّ شعره غزل لو جمع لأفاد. وقفت على بعضه. دفن بزاوية الشيخ أبي يعزى بالبليدة. البشير بن الطيب السملالي وفي سابع وعشري صفر المذكور توفي البشير بن الطيب السملالي السوسي العلامة المشارك المطلع، كانت ولادته عام خمسين ومائتين وألف، ترجمته في كتاب المعسول. علي بن عبد الله السّموكني وفي سادس ربيع الثاني توفي علي بن الحاج عبد الله بن سعيد السّموكني السوسي، الشيخ الحافظ الإمام البارع الشاعر المبدع. توفي ببلده، له ترجمة في المعسول، وكانت ولادته عام خمسة وسبعين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام ثلاثة وثلاثمائة وألف. الحسن بن محمد بنّونة وفي يوم الخميس تاسع عشر ربيع الثاني توفي الحسن بن محمد بن عبد السلام بن عبد الله بنّونة. كان يعد من العلماء، وله مقدرة على نظم الشعر الموزون والملحون، ذكر لي ولده القاضي أنه نظم رجال كتاب السلوة لشيخنا محمد بن جعفر الكاني، وله نظم الأجرومة، إلى غير ذلك. دفن بروضة أولاد بنونة قرب ضريح أبي غالب بحومة سريوة. محمد بن أبي بكر الجامعي وفي ثالث وعشري ربيع الثاني توفي محمد بن أبي بكر الجامعي، العلامة المشارك الموقت الفلكي المعدل، كانت له اليد الطولى في هذه الفنون، أخذنا عنه بعضا منها بطلب منا، ودفن بزاوية الشيخ زويتن بالسياج، له ترجمة في سل النصال.

محمد بن التهامي العطار

محمد بن التهامي العطّار وفي يوم الخميس سابع عشر جمادى الأولى توفي محمد بن التهامي العطار، من أولاد العطار المعروفين بفاس. كان خيرا صالحا متواضعا شيخا مربيا مذاكرا. له أتباع وتلامذة ما زال أثر الخير ظاهرا عليهم، وما زالوا يجعلون له موسما في كل سنة يوم وفاته حتى الآن. دفن بروضة العبد لاويين الكائنة بالقباب. له ترجمة في كتابنا سل النصال. عبد السلام بن الحسن بناني وفي يوم الأبعاء حادي وعشري جمادى الثانية توفي عبد السلام بن الحسن بن أحمد بناني. علامة مشارك مطلع، كان عليه رونق العلم منحاشا إلى الخمول، كثير التدريس والإفادة. دفن بروضة العراقيين بحوانت السيد عبد الله. له ترجمة في سل النصال. عبد العزيز بن محمد بناني وفي يوم السبت رابع وعشري جمادى الثانية توفي عبد العزيز بن محمد ابن أحمد بناني، العلامة المشارك المطلع الأصوليّ المعقولي المدقق. تولى قضاء مقصورة الرصيف ثم أخر عنها كما تقدم، له عدة تآليف، منها: حاشية على شرح بناني على السلم؛ وحاشية على شرح المحلي على جمع الجوامع؛ وتاليف في مسألة الكسب في مجلد، وآخر في طلاق العوام؛ وآخر في الاعتكاف؛ وآخر في مسائل الورع؛ وآخر في مسألة القبض في الصلاة؛ وآخر في زينة الحوانيت؛ وآخر في الرقض والسماع. كانت ولادته عام ثمانية وسبعين ومائتين وألف. دفن بالقباب قبالة قبة الشيخ الغياثي بروضة تعرف بهم. له ترجمة في سل النصال. محمد بن عبد السلام ابن سودة وفي يوم الاثنين ثالث وعشري شعبان توفي محمد بن عبد السلام بن الشيخ المهدي ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف، وكانت ولادته عام سبعة-بموحدة- وثمانين ومائتين وألف. علامة مشارك مدرس مطلع، دفن بزاوية جده أسفل العقبة الزرقاء، له ترجمة في سل النصال. محمد بن الطيب بناني وفي يوم الأحد سابع رمضان توفي محمد بن الطيب بناني، الكاتب المشارك الفقيه البليغ. دفن بروضتهم بالقباب. العابد بن الفاطمي الإدريسي وفي الساعة الأولى من يوم الجمعة ثالث شوال توفي العابد بن الفاطمي الإدريسي الحسني. تقدمت وفاة والده عام ستة وتسعين ومائتين وألف. كان عالما مشاركا معظما محترما، ولى نظارة القرويين مدة ودفن أسفل باب القبة بالضريح الإدريسي بفاس.

عبد الحفيظ بن محمد الشامي

عبد الحفيظ بن محمد الشامي وفي يوم الجمعة رابع عشر حجة توفي عبد الحفيظ بن محمد الشامي الخزرجي عن نحو ثمانين سنة، علامة مشارك مطلع مفت موثق، دفن داخل قبة الشيخ الغياثي بروضتهم، وهو آخر من دفن بها بالقباب. له ترجمة في سل النصال. محمد بن الطاهر الزوّاقي وفيه توفي محمد بن الطاهر الزواقي الحسني التطواني، العلامة المشارك المطلع قاضي مدينة القصر الكبير وبه دفن، وهو من الشرفاء أولاد الزواقي المعروفين بمدينة تطّاوين. له ترجمة في سل النصال (¬1). عبد الرحمان بن الحسن المطاعي وفيه توفي عبد الرحمان بن الحسن المطاعي الأسفي، العالم العلامة الورع المدرس النفاعة المطلع. توفي ببلده. عبد الوهاب بن عبد الله التادلي وفيه توفي عبد الوهاب بن عبد الله التادلي الرباطي، العالم الكبير الذاكر. توفي بالرباط. حوادث نقل جثة الشيخ محمد بن جعفر الكتاني وفي يوم الثلاثاء متم ربيع الثاني المذكور نقلت جثة شيخنا العلامة محمد بن الشيخ جعفر الكتاني الحسني المار الوفاة عام خمسة وأربعين وثلاثمائة وألف من محل مدفنة أولا بروضتهم بالقباب، ودفن بدار اشتراها أولاده قرب درب اللمطي اتخذت زاوية وصارت معدة للدفن بها. ¬

(¬1) لا توجد ترجمة الزواق في النسخة التي بين أيدينا من سل النصال.

عام ثمانية وأربعين وثلاثمائة وألف

عام ثمانية وأربعين وثلاثمائة وألف محمد بن الحسن المراكشي في يوم الاثنين بعد صلاة العشاء تاسع عشر ربيع الثاني توفي محمد بن الحسن المراكشي، العلامة المشارك، قاضي مراكش وبها توفي. محمد بن إبراهيم زنيبر وفي شهر جمادى الأولى توفي محمد بن إبراهيم زنيبر السلاوي، العالم المشارك، له تقاييد في الصالح العام، وكان ينتسب إلى الطريقة الدرقاوية. انتقل في عدة نظارات بالمغرب منها النظارة الكبرى بفاس مدة، وله تقاييد في الحرب الريفية. دفن بالمقبرة القديمة من مدينة سلا. عبد السلام بن الطيب الشّرفي وفي يوم الأربعاء ثاني رجب توفي عبد السلام بن الطيب بن عبد الرحمان الشّرفي الأندلسي، ولد عام اثنين وتسعين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثين وثلاثمائة وألف، وجدّه عام أربعة ومائتين وألف. علامة مشارك مدرس ناظم ناثر شاعر، له تاليف في إعراب ثمود؛ وتأليف في زيارة النعال التي عند الشرفاء الطاهريين بفاس؛ وله غير ذلك، دفن بروضتهم بالقباب له ترجمة في سل النصال. أحمد بن المامون البلغيثي وفي يوم الثلاثاء سابع رجب توفي أحمد بن المامون بن الطيب العلوي البلغيثي الحسني، تقدمت وفاة والده عام ستة عشر وثلاثمائة وألف. الشيخ الإمام، خاتمة الأعلام المحظوظين، والأدباء المكثرين، الصوفي النظار المعقولي المقتدر الحافظ الحجة المؤلف الشهير، تقلب في عدة مناصب سامية، منها قضاء مدينة الصويرة مدة، ومدينة الدار البيضاء ومكناس وغير ذلك. له عدة تآليف كلها مفيدة، منها: شرحه على قصيدة الشيخ المساري في الأدب المسماة بالابتهاج؛ ومنها ديوان شعر في مجلد؛ ورحلته إلى الحج نظما ونثرا؛ وتأليف في الجماع، إلى غير ذلك. وقد ترجم لنفسه بكتاب سماه تحبير طرسي بتعبير أنسي في التعريف بنفسي. دفن بروضتهم بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن رشيد العراقي وفي يوم الأربعاء ثاني قعدة توفي محمد بن رشيد بن محمد العراقي الحسيني. كانت ولادته عام خمسة وسبعين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام اثني عشر وثلاثمائة وألف. العلامة المشارك المطلع النوازلي المحقق المدقق المدرس النفاعة المحصل القاضي الأعدل، تولى قضاء مدينة طنجة أولا ثم مدينة فاس الجديدة، ثم مقصورة السماط نحوا من عشرين سنة. له تآليف، منها نوازل في نحو ثلاثة أسفار؛ وشرح على همزية البوصيري؛ وتاليف في رؤية الهلال؛ وآخر في المقاصد الدينية؛ والذهب الإبريز في محاسن السلطان المولى عبد العزيز،

أبو بكر بن عبد الوهاب الطنجي

إلى غير ذلك من التآليف، وألف في ترجمته محمد بن إدريس ابن فرتون السلمي المار الوفاة عام ستة وأربعين وثلاثمائة وألف تاليفا سماه الجواهر اللؤلؤية في التعريف بواسطة الشعبة العراقية الحسينية وكذلك شيخنا محمد بن أحمد ابن الحاج السلمي الآتي الوفاة عام أربعة وستين وثلاثمائة وألف ألّف فيه تاليفا أيضا سماه اليواقت السنية المهداة للحصرة العراقية. دفن بروضة أحد بحوانيت السيد عبد الله بن أحمد قرب رأس القليعة. له ترجمة في سل النصال مع صورته. أبو بكر بن عبد الوهاب الطنجي وفي يوم الاثنين حادي وعشري ذي القعدة توفي أبو بكر بن عبد الوهاب بمدينة طنجة من الشباب الناهض في وقته فكان يحرر جريدة إظهار الحق التي كانت تصدر بمدينة طنجة في ذلك الحين، في ريعان شبابه. وقد رثاه صديقه ورفيقه الأديب الشاعر عبد الله كنون بقصيدة. انظرها؟؟؟ شعرية، ص.24. البشير بن الطاهر القرمودي وفي تاسع عشر ذي الحجة توفي الشيد البشير بن الطاهر القرمودي الفقيه المشارك الموقت المنجم المطلع، اشتغل بوظيفة التوقيت بمدينة الصويرة مدة أكثر من عشرين سنة، وكان له ولوع بعلم الحساب والتوقيت. ذكره صاحب كتاب إيقاظ السريرة. عبد الله بن عبد السلام الفاسي وصبيحة يوم الثلاثاء سابع وعشري حجة توفي عبد الله بن عبد السلام بن علال الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده عام اثنى عشر وثلاثمائة وألف، وجده عام أربعة عشر وثلاثمائة وألف. علامة مشارك مطلع مدرس كاتب مقتدر شاعر مجيد، تولى القضاء بمقصورة الرصيف مدة، والوزارة مع الخليفة السلطاني بفاس إلى آخر حياته، وعين سفيرا إلى فرنسا زمن السلطان المولى عبد الحفيظ. له عدة تآليف، منها المسلك البهي الحسن في بعض ما كان يحسنه من العلوم مولانا الحسن؛ وسلوك الذهب الخالص الإبريز في بيعة السلطان بن السلطان المولى عبد العزيز؛ وله شعر كثير لو جمع لأفاد، إلى غير ذلك من التآليف. وقد ألف في ترجمته ولده الأخ محمد العابد الفاسي تاليفا سماه تاريخ حياة الوزير أبي محمد عبد الله بن عبد السلام الفاسي، يقع في مجلد. دفن داخل روضة جده الشيخ أبي المحاسن بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن الطيب الوجدي وفيه توفي محمد بن الطيب بن الحسن الوجدي، علامة مشارك مطلع، تولى القضاء مدة وأخذ عنه شيخنا عبد الحفيظ الفاسي.

إدريس بن محمد الزرهوني

إدريس بن محمد الزرهوني وفيه توفي إدريس بن محمد بن طلحة الزرهوني نزيل فاس، خير ديني فقيه، سكن فاسا وكان قيما على خزانة القرويين بالنيابة عن بعضهم مدة. توفي بزرهون مسقط رأسه. محمد بن محمد السرغيني وفيه توفي محمد بن محمد السرغيني الفقيه العلامة المشارك أحد المنقطعين للتدريس بمدينة مراكش مدة، ثم تولى القضاء بمدينة الصويرة. توفي بمراكش. ذكره صاحب إيقاظ السريرة. هاشم بن المدني السملالي وفيه توفي هاشم بن الحاج المدني السملالي باشا مدينة تازا مدة من الزمن. كان متيقظا خيرا ذاكرا متبتلا. توفي عن باشويتها وولى مكانه أخوه إبراهيم الآتي الوفاة عام تسعة وثمانين وثلاثمائة وألف. حوادث صدور الظهير البربري وفي سابع عشر ذي الحجة موافق سادس عشر ماي سنة 1330 صدر الظهير البربري المشؤم الذي يرمي إلى فصل سكان المغرب المسلمين البربر عن الشريعة الإسلامية التي تطبق عليهم منذ عدة قرون، وبسبب صدور هذا الظهير ظهرت الحركة الوطنية بالمغرب، لأنه يقضي بفصل ثلاثة أخماس سكان المغرب عن القوانين التي يصدرها صاحب الجلالة المؤتمن عن السيادة المغربية.

عام تسعة وأربعين وثلاثمائة وألف

عام تسعة وأربعين وثلاثمائة وألف محمد مكوار في يوم الثلاثاء عاشر ربيع الأول توفي الحاج محمد مكوار، من أولاد مكوار المعروفين بفاس، الوطني المخلص من أول من فكّر فيما أراده الاستعمار ببلده فعارض ذلك بنفسه وماله. وكان من تجار أهل فاس. دفن بزاوية أهل وزان بالشرشور. محمد بن محمد الدويري وفي عشية يوم السبت ثامن وعشري رجب توفي محمد بن محمد بن عبد الواحد الدويري العثماني. تقدمت وفاة والده عام اثنين وثلاثمائة وألف، وكانت ولادته عام ثلاثة وسبعين ومائتين وألف. علامة مشارك مطلع، ولي قضاء مدينة صفرو ثم القصر الكبير ثم الدار البيضاء ثم الجديدة ثم أسفي. توفي بفاس ودفن بزاوية حمادشة بطالعة فاس. له ترجمة في سل النصال (¬1). محمد فال بن بابا أحمد الشنجيطي وفي رجب توفي محمد فال بن بابا أحمد الشنجيطي، العالم العلامة الحافظ، رحل إلى فاس عام سبعة وثلاثمائة وألف، وترك بها أثرا عند بعض علمائها. توفي بالصحراء. أحمد بن محمد القادري وفي متم شعبان توفي أحمد بن الشيخ محمد-فتحا-القادري الحسني. تقدمت وفاة والده عام أحد وثلاثين وثلاثمائة وألف، علامة مشارك مطلع مدرس محرر مفت خيّر ديّن، تولى الخطابة بجامع باب عجيسة مدة، ودفن هناك له ترجمة في سل النصال مع صورته. عبد السلام بن أحمد العرايشي وفي تاسع رمضان توفي عبد السلام بن أحمد العرايشي المكناسي. الفقيه العلامة الأستاذ المجود. كان يحفظ السبع وتوفي ببلده. عبد السلام بن محمد السكوري العلوي وفي عصر يوم الثلاثاء رابع عشر رمضان توفي عبد السلام بن محمد بن هاشم بن الفضيل بن عبد القادر بن محمد-فتحا-العلوي الحسني الشهير بالسكوري. كانت ولادته عام تسعة وثمانين ومائتين وألف. علامة مشارك مطلع شاعر مجيد، له الفتح المبين في شرح الأربعين؛ وعقود الجواهر واللآل فيما ضرب بالحيوان من أمثال؛ وختمه المرشد؛ وديوان شعر سماه عقود الجواهر المنظمة في مدح ذوي الأقدار المعظمة. له ترجمة في سل النصال مع صورته. ¬

(¬1) لا توجد ترجمة الدويري في نسختا من سل النصال.

المهدي بن العباس الناصري

المهدي بن العباس الناصري وفي خامس عشر رمضان توفي المهدي بن العباس الناصري نزيل مراكش، له تاليف سماه نعت الغطريس ابن الفسيس هيان بن بيان المنتمي إلى سوس ألفه في دفاع مبارك بن الحسن التوزاني بتافيلالت ضد الاستعمار بأنه ليس على حق تقربا إلى باشا مراكش التهامي الاكلاوي، ومع ذلك لم يحصل على طائل دنيوي من قبل الاستعمار إلى أن توفي في التاريخ المذكور. انظر الدليل، ص.230. تقدمت وفاة مبارك التوزاني عام ثمانية وثلاثين وثلاثمائة وألف. الحنفي الحمري وفيه توفي الحنفي-اسما-الحمري، من قبيلة مزوضة. ألّف فيه بعض تلاميذه تاليفا سماه النور الحنفي في مناقب سيدي الحنفي. إدريس بن الطايع ابن رحمون وفيه توفي إدريس بن الطايع بن التهامي بن المكي ابن رحمون الحسني. تقدمت وفاة جده عام ثلاثة وستين ومائتين وألف. كان فقيها فرضيا مشاركا، له اليد الطولى في علم الوثائق والأحكام. دفن بضريح الشيخ قاسم ابن رحمون، له ذكر في سل النصال. حوادث مظاهرات ضد الظهير البربري وفي أواخر هذه السنة وقعت مظاهرات ضد الظهير البربري في جميع مدن المغرب بسبب تطبيق الظهير الذي صدر في سادس عشر ماي سنة 1930 م في حق قبائل البربر. وحينما رأت الحكومة تلك المظاهرات ألقت القبض على عدد كثير من أفراد الأمة في جميع مدن المغرب. وممن وقع القبض عليهم الزعيمان محمد بن الحسن الوزاني الحسني ومحمد علال بن عبد الواحد الفاسي الفهري وإبراهيم بن أحمد الكتاني الحسني وعبد العزيز بن عبد الرحمان ابن إدريس والهاشمي بن محمد الفيلالي ومحمد بن علي الدرقاوي الحسني وغيرهم. وأمر بسجنهم قائد فاس محمد ابن البغدادي بعدما ضرب بعضهم بالسياط على ظهورهم ثم دفع بهم إلى السجن بمدينة فاس ثم تازا، وبقوا هناك مدة نحو شهر، وأخيرا أطلق سراحهم، فكانت هذه أول مظاهرة وقعت في المغرب وأول نواة لمناهضة الاستعمار وما يريده. ومن أجل ذلك زار رئيس الجمهورية الفرنسية المغرب لأجل أن ينظر في أسباب هذه الحوادث. صدور الأمر بإحداث النظام في القرويين وفي آخر هذه السنة صدر الأمر بإدخال النظام إلى القرويين وعين فيه اثنان وثلاثون مدرسا.

عام خمسين وثلاثمائة وألف

عام خمسين وثلاثمائة وألف علال بن محمد الشرايبي في أوائل صفر توفي علي المدعو علال بن محمد الشرايبي. كان علامة مشاركا مفتيا مطلعا، ولي القضاء بالدار البيضاء مدة، وتوفي عليه هناك. له ترجمة في سل النصال. محمد بن إدريس القادري وفي الساعة الثانية من يوم الأحد ثامن ربيع الثاني توفي محمد بن إدريس القادري الحسني. العلامة المحدث المسند المطلع نزيل مدينة الجديدة. له شرح على سنن الترمذي؛ وتاليف في ماء زمزم لما شرب له؛ وآخر في ترجمة أبي شعيب دفين مدينة أزمور سماه المواهب السارية في مناقب ذي الكرامات السامية الشيخ أبي شعيب السارية، إلى غير ذلك من التآليف، ودفن بزاوية القادريين بمدينة الجديدة. له ترجمة حافلة في سل النصال مع صورته. عبد الكريم بن العربي بنّيس وفي يوم الاثنين فاتح جمادى الأولى توفي عبد الكريم بن الحاج العربي بنّيس، من أولاد بنيس المعروفين بفاس، عن سن عالية. كان علامة مشاركا مفيدا كثير التدريس مع تحقيق وتدقيق، له شعر جيد على طريقة أهل الأندلس، لو نشر لأفاد، دفن بالقباب. له ترجمة في سل النصال. أحمد بن قاسم الخمسي وفي يوم الأحد حادي عشر جمادى الأولى توفي أحمد بن قاسم الخمسي السطي التغايتي، الشيخ الفقيه الخير الذاكر الصالح المربي الناسك، وفرقته بقبيلة الاخماس ينتسبون إلى الشرفاء العلميين، دفن بمحله من الاخماس. عبد الله بن إدريس السنوسي وفي يوم الأربعاء رابع عشر جمادى الأولى توفي عبد الله بن إدريس بن محمد السنوسي الحسني. كانت ولادته عام ستين ومائتين وألف، العالم الحافظ الحجة المشارك المطلع السلفي الاعتقاد، من أول من تظاهر بالمغرب بالأفكار الحرة والاعتقاد الصحيح الخالي من الأوهام والأفكار الفاسدة. توفي بمدينة طنجة التي استوطنها أخيرا. تقدمت ترجمة والده عام خمسة وتسعين ومائتين وألف. له ترجمة في سل النصال. عبد السلام بن عمر العلوي وفي يوم الثلاثاء خامس عشر جمادى الثانية توفي عبد السلام بن عمر العلوي الحسني، علامة مشارك كثير التدريس والإفادة، تولى القضاء بعدة ثغور من مدن المغرب، وأخيرا عين خليفة لرئيس المجلس العلمي بكلية القرويين. له فهرست ذكر فيها أشياخه في مجلد؛ وله الروض النضير في الإعلام بأحوال مولاي عبد المالك الضرير، عرف فيه بشيخه الشيخ عبد

عبد السلام بن محمد العمراني

المالك بن محمد العلوي الحسني المعروف بالضرير المار الوفاة عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف، في مجلد وسط. دفن في روضتهم بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته. عبد السلام بن محمد العمراني وفي سادس وعشري رجب توفي عبد السلام بن محمد بن المعطي العمراني المراكشي. كان عالما مشاركا له رحلة إلى الحج سماها اللؤلؤة الفاسية في الرحلة الحجازية، رحل مع الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني الحسني المار الوفاة عام سبعة وعشرين وثلاثمائة وألف. توفي ببلده مراكش. الزين العلوي وفي رجب توفي المولى الزين العلوي الذي كان خليفة بمدينة مراكش مدة طوبلة. عبد الكبير بن هاشم الكتاني وفي ثامن رمضان توفي عبد الكبير بن هاشم الكتاني الحسني، الفقيه الجليل المؤرخ المشارك النسابة المؤلف، له تآليف منها، الأنفاس العالية في بعض الزوايا الفاسية؛ ورفع الحجاب الأقصى عن بعض عرب المغرب الأقصى؛ وزهر الآس في بيوتات فاس؛ والشكل البديع في النسب الرفيع؛ والدر الفريد في سبيل الخير المفيد، إلى غير ذلك. دفن بزاوية الشيخ ابن الفقيه أسفل حومة العيون، كما وقفت له على الإنسان المعجب واللسان المطرب مات دون إتمامه. له ترجمة في سل النصال. إدريس بن محمد الوزاني وفي يوم السبت آخر رمضان توفي إدريس بن محمد الوزاني الحسني العلامة المشارك المحقق المدقق المدرس، له تآليف، منها حاشية على شرح الشيخ الطيب ابن كيران للمرشد المعين؛ والرسال الذّابة عما ورد في شأن الدابة، إلى غير ذلك. عين مدرسا في النظام القروي من أهل الطبقة العليا ولكن توفي قريبا من ذلك ودفن بزاويتهم بالشرشور في قبة الشيخ محمد ابن علال، له ترجمة في سل النصال. عبد الرحمان بن العابد السوسي وفي ثاني عشر شوال توفي عبد الرحمان بن العابد بن عبد الله بن عمر السوسي. كان عالما مدرسا، له بعض الآثار نثرا ونظما. ترجمته في كتاب المعسول. محمد المدني بن عبد السلام العلوي وفي خامس عشر حجة توفي محمد المدني بن عبد السلام بن عمر العلوي. تقدمت وفاة والده في هذا العام، توفي في عنوفان شبابه. كان أديبا مشاركا شاعرا مقتدرا. أحمد البرنوصي الفقيه بولحية وفيه توفي أحمد بن محمد البرنوسي عرف بالفقيه بولحية، كان مدرسا بمسجد عقبة ابن صوّال، عالما مشاركا في القراءات السبع عن تثبت وإمعان وإتقان في النطق.

أحمد بن محمد العمراني

أحمد بن محمد العمراني وفيه توفي أحمد بن محمد العمراني الغماري التطواني، العلامة المدرس، من أشياخ محمد داوود. كذا كتب لي وقال إن ما في جريدة الميثاق من أن اسمه محمد خطأ. عبد القادر بن أحمد العرايشي وفيه توفي عبد القادر بن أحمد العرايشي المكناسي. كان علامة مطلعا شاعرا مقتدرا له ديوان شعر في مجلد. توفي ببلده. محمد ابن عزوز وفيه توفي محمد بن عزوز الوزير الأعظم بالمنطقة الخلفية مدة. كان ذا نباهة واطلاع وعزم. توفي بمدينة تطوان. بلقاسم بن عبد الله الإلغي وفيه توفي بلقاسم بن عبد الله الإلغي السوسي. كان فقيها مشاركا عابدا متبتلا. له ذكر كبير بسوس، ترجمته في كتاب المعسول. محمد بن إدريس الدبّاغ في هذه العشرة توفي محمد بن إدريس الدباغ الحسني الأديب الشاعر المطلع من أهل فاس، ودفن بروضتهم بالقباب. إبراهيم الرسموكي وفيها أو قريب منها توفي إبراهيم الرسموكي السوسي، علامة مشارك، له تاليف في الشيخ الهيبة بن الشيخ ماء العينين السنجيطي المار الوفاة، ذكره له صاحب سوس العالمة. محمد بن دحمان العبدي وفيه توفي محمد بن دحمان العبدي، من أكبر القواد الذين أعانوا أصحاب الحماية على احتلال سوس فكان عندهم معظما محترما ذكره في كتاب إيلغ. عبد الله بن محمد القشاشي وفيها توفي عبد الله بن محمد القشاشي الصويري، الفقيه المدرس العالم المشارك، كذا كتب لي الشيخ محمد بن سعيد الصديقي الصويري، وذكر أنه من أشياخه. الجيلالي بن علال الكفتة وكذا كتب لي أن من أشياخه الجيلالي بن علال نزيل الصويرة عرف بالكفتة، العالم العلامة المشارك المدرس، وأنه توفي أيضا في هذه العشرة. أحمد بن إبراهيم التّناني وفيها أو قريب منها توفي أحمد بن إبراهيم التّناني الوعزوني الصويري، العلامة المدرس المشارك المطلع. كتب لي أيضا بشأنه الشيخ محمد بن سعيد الصديقي رحمه الله.

حوادث

حوادث إدخال النظام إلى القرويين في أول يوم من هذا العام أمر جلالة الملك بالدراسة بالقرويين على طريق النظام بأقسامه الثلاثة، وكان الرئيس على ذلك شيخنا أحمد بن الجيلالي الأمغاري المذكور، وإن كان أصابه المرض. سفر جلالة الملك إلى عاصمة باريز وفي نفس الشهر سافر جلالة الملك محمد بن يوسف إلى عاصمة باريز، وهي أول رحلة له إلى الديار الفرنسية. نقل في مناصب القضاء بفاس وفي شعبان نقل من قضاء مقصورة السماط بفاس الشيخ محمد بن أحمد العلوي الحسني الإسماعيلي المتوفى عام سبعة وستين وثلاثمائة وألف إلى قضاء مدينة وزان، وتولى مكانه إسماعيل بن المامون الإدريسي الحسني. عزل الهاشمي ابن خضراء عن مقصورة الرصيف وفي ثاني ربيع الأول عزل الهاشمي بن الشيخ عبد الله ابن خضراء السلاوي عن مقصورة الرصيف، وتولى بعده محمد بن إدريس البدراوي الحسني الذي كان متوليا خطة القضاء بفاس الجديد، وولي مكانه بالعليا أحمد بن محمد العلوي المدغري.

عام أحد وخمسين وثلاثمائة وألف

عام أحد وخمسين وثلاثمائة وألف العيساوي بن عبد الله ابن شقرون في محرم توفي العيساوي بن عبد الله بن شقرون المكناسي الدار، الفقيه العلامة المشارك المجود المطلع، توفي راجعا من أداء فريضة الحج على ظهر باخرة كانت تنقله إلى المغرب. عبد الله بن عبد الرحمان السوسي وفي تاسع صفر توفي عبد الله بن عبد الرحمان السوسي علامة مشارك نوازلي، أديب شاعر مطلع. حمزة بن محمد الطاهري وفي ربيع الثاني توفي حمزة بن محمد الطاهري الحسني، الوطني الغيور، أحد المدافعين عن قومه ووطنه منذ بدأ الشعب يدافع عن نفسه. أحمد بن الطاهر الشياظمي الحاجّي وفي يوم الأحد تاسع جمادى الأولى توفي أحمد بن الطاهر الشياظمي الحاجي عامل أولاد الحاج فرقة من قبيلة الشياظمة. كان يسكن بمدينة الصويرة، ذكره صاحب إيقاظ السريرة. أحمد بن محمد اليزيد وفي ثامن عشر جمادى الأولى توفي أحمد بن محمد بن أحمد اليزيد السوسي، علامة مشارك، له اليد الطولى في الفقه والنوازل. توفي عن نحو ثمانين سنة، ترجمته في كتاب المعسول. العباس بن العيساوي المسطاسي وفي متم جمادى الأولى توفي العباس بن العيساوي بن أحمد المسطاسي المكناسي، من أولاد المسطاسي المعروفين بمكناس، في العقد الرابع من عمره، علامة مشارك درس في النظام القروي من تأسيسه ودفن بسيدي علي المزالي. له ترجمة في سل النصال. محمد بن عبد الحفيظ الشامي وفي يوم السبت خامس وعشري جمادى الثانية توفي محمد بن عبد الحفيظ الشامي الخزرجي، تقدمت وفاة والده عام سبعة وأربعين وثلاثمائة وألف، وكانت ولادته عام اثنين وتسعين ومائتين وألف. علامة مشارك كانت له اليد الطولى في الوثائق والأحكام. دفن بروضتهم بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن عبد السلام العلوي وفي يوم الخميس تاسع رجب توفي محمد بن عبد السلام بن عمر العلوي، تقدمت وفاة والده وأخيه في العام قبل هذا. كان من العلماء ودفن بروضتهم بالقباب.

محمد ابن البغدادي الجامعي

محمد ابن البغدادي الجامعي وفي يوم الثلاثاء ثاني وعشري رجب توفي محمد بن البغدادي الجامعي، باشا مدينة فاسس لأزيد من عشرين سنة، الفارس الأمجد، والقائد الأسعد. كان له بعض العدل في أحكامه، وربما حكم بالجور لكنه بغير قصد. دفن بروضة السيد قاسم ابن رحمون، وتولى مكانه خليفته محمد بن محمد التازي. العباس بن إدريس الكردودي وفي رمضان توفي العباس بن إدريس الكردودي الحسني، أصله من فاس وتوفي بالرباط. العلامة المشارك المقتدر، تولى الكتابة بدار المخزن بالرباط إلى أن توفي بها. محمد بن الحسن العرايشي وفي ضحوة يوم السبت تاسع شوال توفي محمد بن الحسن العرايشي المكناسي، شيخ الجماعة بها، الفقيه العلامة المشارك النحوي الصالح الحيسوبي الموقت بالجامع الكبير بها. له تآليف، منها عنوان السعادة والإسعاد لطالب الرواية والإسناد، وهي فهرست؛ وله شرح على الدر اللوامع في أصول مقرإ نافع لابن برّي سماه إتحاف الطالب القانع بفهم النظم المسمى بالدرر اللوامع؛ وله الفتح القيوم على مقدمة ابن أجروم؛ وله شرح على قسم العمل من فرائض خليل بالجداول؛ وله درة الولدان في معرفة ما يجب على الإنسان من الإيمان بالقواعد الخمس طبع؛ وتأليف في أسباب الردة؛ ومجموعة فتاوى؛ إلى غير ذلك من التآليف. دفن بزاوية الكتبية بمكناس. وله ترجمة في سل النصال. الزبير سكيرج وفي يوم السبت ثالث عشر شوال توفي الزبير سكيرج الأنصاري، من أكبر المهندسين الذين قرؤوا بأوربا. كان أول مترجم بدار النيابة وذهب سفيرا إلى لندوة ثم صار أمينا لضريبة المباني، ثم مديرا للأملاك المخزنية، إلى غير ذلك. كانت ولادته عام سبعين ومائتين وألف، وتوفي بمدينة تطوان. عبد النبي بن علال معن العبدلاوي وفي يوم الخميس عشية ثامن وعشري شوال توفي عبد النبي بن علال معن العبدلاوي، يشار إليه بالخصوصية والتمكن في علم القوم. أخذ عنه سيدنا العم محمد بن عبد القادر ابن سودة الآتي الوفاة عام ثمانية وستين وثلاثمائة وألف، وكان من الملازمين له. دفن صبيحة يوم الجمعة الموالي بروضتهم بالقباب قرب الشيخ العطار. محمد المقدّم بن محمد الخصاصي وفي يوم الأحد فاتح حجة توفي محمد بن محمد الخصاي المعروف بالمقدّم، لكونه كان مقدّما بزاوية الحراق من حومة المخفية، خيرا دينا يشار إليه بالخصوصية، دفن بروضتهم بالقباب. له ترجمة في سل النصال.

المحفوظ بن عبد الرحمان الأدوزي

المحفوظ بن عبد الرحمان الأدوزي وفي ثاني حجة توفي المحفوظ بن عبد الرحمان بن عبد الله الأدوزي السوسي، العلامة المدرس المشارك المطلع الكثير الإفادة، ترجمته في كتاب المعسول. عبد الرحمان ابن المير الوجدي وفيه توفي عبد الرحمان بن المير الوجدي. كان وليا صالحا ناسكا له شهرة هناك وأتباع وذكر، وما زال أصحابه هناك يلهجون به. بدر الدين الورياجلي وفيه توفي بدر الدين الورياجلي، كان فقيها مطلعا مشاركا تولى القضاء بمدينة أسفي مدة ثم أخر عنه، وتوفي بفاس. حوادث خسوف القمر وفي يوم الأربعاء ثالث وعشري جمادى الأولى وقع خسوف في القمر ولم يبق منه سوى مقدار أصبع، وبقي مدة هكذا ثم انجلى. تولية محمد التازي باشوية فاس وتولى مكان الباشا ابن البغدادي خليفته محمد بن محمد-فتحا-التازي وقرئ ظهير توليته يوم السبت ثالث رمضان من العام على منبر جامع القرويين.

عام اثنين وخمسين وثلاثمائة وألف

عام اثنين وخمسين وثلاثمائة وألف العباس بن أحمد الكردودي في يوم الثلاثاء ثاني وعشري محرم الحرام توفي العباس بن أحمد الكردودي الحسني الكاتب المقتدر أحد كتاب السلطان مولاي يوسف والسلطان محمد الخامس، كانت ولادته عام سبعة وتسعين ومائتين وألف بفاس، ودفن بزاوية مولاي المكي بالرباط (¬1). مصطفى بن عبد القادر العلوي وفي يوم الأربعاء ثالث صفر توفي مصطفى بن عبد القادر العلوي الحسني قاضي مراكش لأزيد من أربعين سنة. كانت له مصاهرة مع السلطان المولى الحسن. محمد بن عبد الله الصّوابي وفي يوم الثلاثاء ثالث ربيع الأول توفي محمد بن عبد الله الصّوابي السوسي كانت له دروس عالية واجتهاد في العبادة. أخذ عن الحاج داود الجريفي دفين الصويرة، وعن العلامة الداهية أحمد الملقب بالزرك السعداني وغيرهم. ذكره الشيخ المختار السوسي. المفضل بن عبد الغني ابن زكري وفي ثالث عشر جمادى الأولى توفي محمد المفضل بن عبد الغني ابن زكري، من أولاد ابن زكري المعروفين بفاس، العلامة العامل بعمله، الخير الذاكر، له ترجمة في سل النصال. الحسن بن محمد ابن سودة في يوم الأحد فاتح رجب توفي الحسن بن محمد بن الطالب ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائتين وألف. كان مشاركا متفننا له خط حسن متبركا به، دفن بروضة الشيخ ابن عباد عن نحو تسعين سنة. عبد السلام بن محمد غازي وفي أوائل جمادى الثانية توفي عبد السلام بن محمد غازي العلامة المشارك المطلع المدرس، قاضي مدينة طنجة مدة. محمد بن عمر السوسي وفي ثاني قعدة توفي محمد بن عمر السوسي، العلامة المشارك المطلع ترجمته في كتاب المعسول. ¬

(¬1) انظر ما علاقته بالعباس بن إدريس الكردودسي المتقدم في السنة السابقة، أو هو نفسه؟

عبد الصمد بن التهامي كنون

عبد الصمد بن التهامي كنون وفي يوم السبت ثالث قعدة بعد صلاة العصر توفي عبد الصمد بن الشيخ التهامي كنون. تقدمت وفاة والده عام أحد وثلاثين وثلاثمائة وألف، العلامة المشارك المطلع المؤلف الشهير، له عدة تآليف في فنون مختلفة، منها: شرحه على العمل الفاسي، إلى غير ذلك من التآليف. توفي بمدينة طنجة لأنه هاجر إليها بعد وفاة والده، ودفن بزاوية أبي الشتاء الخمار بطنجة. له ترجمة في سل النصال مع صورته. أحمد بن الجيلالي الأمغاري وفي يوم الأربعاء خامس حجة توفي أحمد بن الجيلالي الأمغاري الفيلالي خاتمة المحققين، وإمام المدققين، الشيخ المشارك المدرس، آخر من فهم العلم على حقيقته ودرّسه، الخير الصوفي، ولي رياسة المجلس العلمي بفاس في آخر عمره، وبقي إلى أن توفي، ودفن بزاوية أهل وزان بالشرشور. له ترجمة واسعة في كتابنا سل النصال. محمد بن محمد الجبّاص وفيه توفي محمد بن محمد-ضمّا-الجباص الزرهوني أصلا الفاسي دارا، أحد رجال بعثة المولى الحسن إلى أوربا، الأستاذ الفقيه النبيه المتيقظ، خاض في الشؤون المخزنية فكان فيها مثال اليقظة والحذر، وتولى وزارة الحربية مدة زمان المولى عبد العزيز، والصدارة مدة ثم أعفي، فحل محلّه محمد المقري، وهو الذي عين لتحقيق الحدود بين الإيالة المغربية وفرنسا من جهة الجزائر، وأخيرا رحل إلى الحج فتوفي هناك ودفن برابغ بعد أداء فريضة الحج. إبراهيم بن صالح العروسي وفيه توفي إبراهيم بن صالح العروسي السوسي، العلامة المشارك، له رحلة إلى الحج سماها المرآة المجلوة في الرحلة إلى الصفا والمروة، رحل إلى الحج عام خمسة وثلاثمائة وألف. توفي بسوس. حوادث إحداث قسم جنائي عرفي بالقصر الملكي وفي ثالث عشر حجة صدر ظهير شريف أحدث بمقتضاه قسم جنائي عرفي في الأعتاب الشريفة ينظر في الأحكام العرفية الصادرة عن الجماعة البربرية وقد تأثر لذلك الشعب المغربي بأجمعه ولكن لا مناص. منع عيساوة وحمادشة وفي هذه السنة أمر مولانا السلطان سيدي محمد بن يوسف بمنع الطوائف المنسوبة إلى الشيخ محمد-فتحا-بن عيسى دفين مكناس والمنسوبة إلى الشيخ علي ابن حمدوش دفين

الاحتفال بعيد العرش

مدشر قرب مدينة زرهون، مما كانت عليه هذه الطوائف بالمغرب من الخروج في الأسواق على الحالة التي كانوا عليها من الرقص على المزامير والطبول وافتراس اللحوم النئية كما يفترسها الأسد إلى غير ذلك من الموبقات، واختلاط النساء بالرجال، الأمر الذي لا يقبله العقل ولا يأمر به الدين. وكان هذا الأمر طلبه جماعة من العلماء، والشخص الرئيسي في تنفيذ هذا الطلب هو شيخنا العلامة محمد بن العربي العلوي المدغري الحسني. الاحتفال بعيد العرش وفي هذا العام بدا لكتلة العمل الوطني أن تحتفل بيوم جلوس سيدي محمد بن يوسف على عرش أسلافه الكرام، فكان أول الاحتفال به في هذه السنة، ثم صارت سنّة متبعة في كل سنة يلقي فيه سيدنا الإمام خطابا هاما يبيّن فيه ما حصل عليه المغرب من الرقي والعمران في السنة الفارطة إلى غير ذلك، وقد استحسن الشعب هذه البادرة.

عام ثلاثة وخمسين وثلاثمائة وألف

عام ثلاثة وخمسين وثلاثمائة وألف فتح الله بن أبي بكر بناني بعد صلاة العشاء من يوم الأربعاء عاشر محرم توفي الشيخ فتح الله بن أبي بكر بناني نزيل الرباط. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثمانين ومائتين وألف، الصوفي الشهير، والعالم الكبير، العامل بعلمه، الخير الذاكر، مؤسس الطريقة الفتحية البنّانية بالمغرب، له أتباع وتلامذة أرشدهم إلى الطريق المستقيم، وهداهم إلى سبيل الخير. كان كثير التدريس يحاضر الطلبة بما يرشدهم إلى طريق التصوف بما يبهر العقول. له تآليف عديدة، منها فتح الله في مولد خير خلق الله؛ وعقد الدرر واللئال في فضل الفقر وبيان حكم السؤال؛ وإتحاف أهل العناية الربانية باتحاد طرق أهل الله وإن تعددت مظاهرها الحقانية؛ وتحفة الأصفياء في بيان معنى القول بعصمة الأنبياء؛ ووفد القاري بما ينبغي تقديمه عند افتتاح صحيح الإمام البخاري؛ وتحفة المحدثين في شرح صلاة الشيخ محي الدين؛ وتحفة أهل الاصطفاء في مقدمة فتح الشفاء؛ وتحفة أهل الفتوحات والأذواق في اتخاذ السبحة وجعلها في الأعناق. وهذه التآليف كلها مطبوعة. وله غير المطبوع: المجد الشامخ فيمن اجتمعت بهم من المشايخ؛ وتحفة الأحباب فيمن تكلم في المهد بالعجب العجاب؛ وفتح الله في بعض ما يتعلق بأسماء الله؛ وتعليق على جامع الشيخ خليل؛ وآخر على اختصار المواهب اللدنية، إلى غير ذلك من التآليف. ألف في مناقبه محمد سباطة الرباطي المار الوفاة عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف تاليفا سماه الفتح الرباني في التعريف بالشيخ فتح الله بناني؛ وألّف محمد ابن الموقت المراكشي الآتي الوفاة عام تسعة وستين وثلاثمائة وألف تاليفا سماه معارج المنى والأماني في التعريف بشيخنا القطب فتح الله بناني. توفي بالرباط ودفن بزاويتهم الكائنة هناك مع والده. له ترجمة في سل النصال. محمد بن محمد ابن البشير وفي يوم الثلاثاء مهل صفر توفي محمد بن محمد ابن البشير الحسني البركاني الفقيه العلامة الأستاذ المجود المقرئ، كان يحفظ القرآن ببعض الروايات، ويجيد النطق بالحروف مع معرفة تامة بذلك. دفن بروضة قرب الشيخ أبي غالب بحومة صويرة داخل باب الفتوح. أحمد ابن الفقيه الجريري وفي ثاني ربيع الثاني توفي أحمد بن إبراهيم عرف بابن الفقيه الجريري السلاوي. كان علامة مشاركا مفتيا مدرسا مطلعا كاد أن يكون شيخ الجماعة بمدينة سلا، تخرج على يده عدة علماء وتوفي بسلا مسقط رأسه.

جعفر بن الغالي الرامي

جعفر بن الغالي الرّامي وفي يوم الاثنين تاسع وعشري جمادى الأولى توفي جعفر بن الغالي الرامي، من أولاد الرامي المعروفين بفاس. كان فقيها يلقي بعض الدروس بالقرويين، ودفن بالقباب بروضة أولاد الحلو. إدريس بن الحسين الحرّاق وفي خامس جمادى الثانية توفي إدريس بن الحسين بن الشيخ محمد الحراق الحسني نزيل مدينة تطوان، رئيس الزاوية الحراقية بالمغرب. كان خيرا دينا، ألف تآليف في ترجمة بعضهم. كذا ذكر. إبراهيم بن المحجوب الساحلي وفي ثامن عشر جمادى الثانية توفي إبراهيم بن المحجوب الساحلي صوفي كبير المقام، عابد متبتل تابع للسنة، له ترجمته في كتاب المعسول. عبد الهادي بن محمد المنوني وفي حادي عشر جمادى المذكورة توفي عبد الهادي بن محمد بن الحسين المنوني الحسني المكناسي. كان عالما مشاركا مطلعا خيرا دينا توفي ببلده، وهو والد الأخ العلامة المؤرخ سيدي محمد المنوني حفظه الله. أحمد بن محمد ولد الشرّادية وفي آخره توفي أحمد بن محمد عرف بولد الشّرادية. كان فقيها مشاركا عالما مدرسا، أخذ عنه عدة نجباء بالنظام القروي. له ترجمة في سل النصال. محمد بن محمد الأوراوي وفيه توفي محمد-فتحا-بن محمد الأوراوي الرباطي، الأديب الكاتب المقتدر، له بعض التآليف، منها رحلة رئيس الجمهورية الفرنسية إلى الديار المغربية، طبع، وله غير ذلك من الآثار الأدبية توفي ببلده. عبد الكريم بن أحمد الحداد وفيه توفي عبد الكريم بن أحمد بن عبد الكريم الحداد التطواني. كان عالما مشاركا، تقدمت وفاة والده عام خمسة وسبعين ومائتين وألف، وهو والد أحمد الحداد متولّي الصدارة بالمنطقة الخلفية بتطوان. عبد السلام بن العربي بنّونة وفيه توفي عبد السلام بن العربي بنّونة التطواني، شعلة ذكاء ونزاهة وإخلاص لوطنه وشعبه، دافع عن بلاده ماديا وأدبيا، وعذب من أجل ذلك طول حياته. توفي في مقتبل شبابه بمسقط رأسه تطوان.

إبراهيم بن الصالح السوسي

إبراهيم بن الصالح السوسي وفيه توفي إبراهيم بن الصالح السوسي. كانت له مشيخة وأتباع بالقطر السوسي، ترجمته في كتاب المعسول. محمد بن القاسم الحميدي وفي أوائل هذا العام توفي محمد بن القاسم الحميدي المكناسي، العلامة الأستاذ المجود. توفي ببلده. عبد القادر الغنيمي وفيه توفي عبد القادر الغنيمي السلاوي، أديب مشارك شاعر ناثر، ذكره لي الشيخ جعفر الناصري. حوادث تقديم المطالب المستعجلة وفي ثاني وعشري شعبان موافق فاتح دجنبر سنة 1934 قدمت كتلة العمل الوطني المطالب المسماة بالمطالب المستعجلة إلى الحكومة الفرنسية بباريس، كما قدمتها إلى جلالة الملك وإلى الإقامة العامة بالرباط وهي تشمل على عدة فصول: 1) تطبيق دقيق لمعاهدة الحماية سنة 1912 وإلغاء كل حكم مباشر. 2) توحيد الحكم الإداري والقضائي بالمغرب كله. 3) مشاركة المغاربة في القبض على زمام السلطة في مختلف فروع الإدارة. 4) فصل السلطات المجموعة في يد الباشوات والقواد. 5) إحداث بلديات ومجالس محلية وغرف اقتصادية ومجلس وطني يتكون من ممثلين مغاربة.

عام أربعة وخمسين وثلاثمائة وألف

عام أربعة وخمسين وثلاثمائة وألف محمد بن محمد الخصاصي وفي يوم الأربعاء خامس صفر توفي محمد-فتحا-بن الحاج محمد الخصاصي التازي أصلا نزيل طنجة، كان علامة مشاركا مدرسا خيرا دينا محدثا، أخذ عنه السلطان المولى عبد العزيز بن السلطان مولانا الحسن، وكان لا يفارقه مهتديا بهديه. توفي بمدينة طنجة، له ترجمة في سل النصال. الحسن بن التاودي ابن سودة وفي يوم الأحد خامس ربيع الثاني توفي الحسن بن التاودي بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام تسعة وثلاثمائة وألف، كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا، أدرج في نظام القرويين من أوله وما زال تلاميذه يلهجون بذكره وإملائه. دفن بزاويتهم أسفل العقبة الزرقاء. له ترجمة في سل النصال مع صورته. أحمد بن محمد بوزوبع وفي متم رجب توفي أحمد بن الحاج محمد بوزوبع، العلامة المشارك الخير الدين. كان يعدّ من علماء القرويين. توفي بالدار البيضاء ودفن بروضة أهل فاس هناك. له ترجمة في سل النصال مع صورته. عبد الرحمان بن الهاشمي المعسكري التازي وفي خامس عشر رمضان توفي عبد الرحمان بن الهاشمي المعسكري التلمساني الشيخ الجليل المتبرك به، موقت جامع مدينة تازا الأعظم مدة، يشار إليه بالعلم والصلاح والخيارة والدين والولاية. توفي ساجدا في إحدى صلوات الفرض ودفن بصحن الجامع المذكور، كذا بلغني. توفي غريبا وكان لا يخرج إلا قليلا. له ترجمة في سل النصال. إدريس بن محمد العمراني المراكشي وفي ليلة الخميس متم رمضان توفي إدريس بن محمد العمراني المدعو المراكشي، علامة مشارك كثير التدريس والإفادة يدرس مختلف الفنون، التحق بالتدريس في النظام القروي من أوله ودرس فيه الأمور العالية، وكان يؤم بجامع القرويين بالنيابة أكثر من خمس عشرة سنة. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن إدريس البدراوي وفي صبيحة يوم الأربعاء سادس شوال توفي محمد بن إدريس البدراوي الحسني، كان علامة مشاركا مطلعا حافظا مستحضرا مدرسا، تولى العضوية بالمجلس العلمي بفاس، ثم قضاء فاس الجديد، ثم قضاء مقصورة الرصيف، بقي قاضيا بها إلى أن توفي عليها ودفن بزاوية أبي يعزى ببلده. له ترجمة في سل النصال مع صورته.

محمد ابن الصديق الغماري

محمد ابن الصديق الغماري وفي ليلة الخميس سابع شوال توفي محمد بن الصديق الغماري الحسني نزيل مدينة طنجة، الشيخ الإمام العلامة الصوفي المحدث المشارك المطلع الحجة الشهير، له أتباع وتلامذة في جل أنحاء المغرب. ألفت في مناقبه تآليف عديدة، منها حادي الرفيق بمناقب الشيخ محمد ابن الصديق لبعض تلاميذه؛ وسبحة العقيق؛ واختصاره التصور والتصديق؛ ونسمات وادي العقيق إلى غير ذلك. انظر كتابنا دليل المؤرخ المغرب الأقصى. توفي بمدينة طنجة مسقط رأسه، ودفن بزاويته هناك. عبد السلام بن محمد السرغيني وفي يوم الاثنين خامس وعشري شوال توفي عبد السلام بن محمد السرغيني، العلامة المدرس الفصيح المقتدر. ولى التدريس بالمدرسة الثانوية بفاس مدة، ثم تولى القضاء ببلاد السراغنة، وبقي هناك إلى أن توفي بها. له ترجمة في سل النصال مع صورته. عمر بن عبد الكريم التازي وفي فجر يوم الثلاثاء ثالث قعدة توفي عمر بن عبد الكريم التازي وزير المالية وأمين الصاير زمن المولى عبد العزيز. يذكر عنه أنه لم يحافظ على بيت مال المسلمين. ولما بسطت الحماية يدها على المغرب أسندت إليه بعض الوظائف، وأخيرا ترك ذلك كله لغيره لأنه لم يخلف ولدا. ودفن بأحد الزوايا بالرباط. الطالب بن عثمان ابن سودة وفي سابع وعشري قعدة توفي الطالب بن عثمان بن الطالب بن أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة عن سن عالية، تقدم ذكر سلفه. كان علامة مشاركا مطلعا له الخط الحسن، والهدي المستحسن، نسخ عدة كتب بخط يده، منها الكتب الستة مرارا، دفن بزاوية جده بزقاق البغل. له ترجمة في سل النصال. محمد بن عبد الهادي السلاوي وفي صباح يوم الخميس ثامن وعشري قعدة توفي محمد بن عبد الهادي السلاوي، من أولاد السلاوي المعروفين بفاس، العالم المشارك الخطيب، أخذ عن الشيخ محمد بن جعفر الكتاني، له مجموعة خطب في المحلات التي كان يخطب بها من زاوية الناصري وجامع الشرابليين وجامع باب عجيسة؛ وله ختمة المرشد المعين، توفي عن نحو سبعين سنة، ودفن بباب الحمراء داخل روضة ابن عباد. حدّو بن عبد الهادي ابن سودة وفي سادس عشر حجة متم عامه توفي محمد دعي حدّو بن عبد الهادي بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة، الشيخ الصوفي المتبتل، كان يعطي الطريقة في زاوية جده الكائنة بالعقبة الزرقاء التي استقر بها، له حكم ومواعظ، حسن الخلق، تقدمت وفاة والده عام اثنين وتسعين ومائتين وألف. له ترجمة في سل النصال.

العربي بن علال الرحماني

العربي بن علال الرحماني وفيه توفي العربي بن علال الرحماني البربوشي المراكشي، العلامة المشارك شيخ الجماعة بمراكش. توفي عن نحو مائة وعشرة أعوام ببلده. محمد بن يحيى الصقلي وفيه توفي محمد بن يحيى الصقلي الحسيني نزيل الدار البيضاء. كان عالما مشاركا أديبا متيقظا يقول الشعر وينتحله، له رحلة إلى بلاد تركيا. وله الخريدة الغيداء في وصف الدار البيضاء، صغير طبع. توفي بالدار البيضاء محل استيطانه قريبا من الأربعين. الحسن بن عمر الصقلي وفيه توفي الحسن بن عمر بن محمد الصقلي. تقدمت وفاة والده عام ستة وثلاثمائة وألف، الشيخ الجليل الوقور الولي الصالح المتبرك به الداعي إلى الخير والعمل الصالح، ودفن بزاويتهم الكائنة بحومة البليدة. له ترجمة في سل النصال. علي بن أبي بكر عواد وفيه توفي علي بن أبي بكر بن محمد عواد السلوي، من أولاد عواد المعروفين بسلا، العالم المشارك المدرس أدرك شيخ الجماعة بمدينة سلا والرباط، توفي ببلده، له ترجمة في سل النصال. أحمد بن العباس ابن شقرون وفيه توفي أحمد بن العباس ابن شقرون، من أولاد ابن شقرون المعروفين بفاس. كان أحد الأفراد الذين أرسلهم السلطان المولى الحسن رحمه الله إلى أوربا وتخرج في علم الهندسة، ولما رجع أراد أن يستخدم علمه بالمغرب لكنه منع من ذلك كما هو معلوم. توفي عن نحو اثنتين وتسعين سنة بفاس ودفن بالقباب. محمد بن عبد الهادي السلاوي وفيه توفي محمد بن عبد الهادي السلاوي. الغالي بن محمد ابن حيّون وفيه توفي الغالي بن محمد ابن حيّون، من أولاد ابن حيّون المعروفين بفاس، وأصلهم من الأندلس. الفقيه العلامة المدرس المطلع، كان أحد المدرسين بالقرويين، له ترجمة في سل النصال (¬1). ¬

(¬1) سقطت هذه الترجمة من نسخة سل النصال التي بين أيدينا.

محمد بن محمد السقاط

محمد بن محمد السقاط وفيه توفي محمد بن الحاج محمد السقاط، من أولاد السقاط المعروفين بفاس، العلامة الفقيه المدرس الخير الذاكر، كانت له دروس بالقرويين يحضرها بعض الطلبة، وكان من أصحاب الطريقة التجانية المتوغلين في التفاني فيها لا يقبل فيها مهاودة، بقي على حاله منقبضا متبتلا إلى أن توفي عامه ودفن بالقباب خارج باب الفتوح. له ترجمة في سل النصال. أحمد بن محمد بوزوبع وفي متم رجب توفي بالدار البيضاء الشيخ أحمد بن محمد بوزوبع، انتقل إليها من فاس مع أولاده التجار. عالم مشارك نفاع، ودفن بروضة أهل فاس هناك. حوادث انحباس المطر بالمغرب انقطع المطر عن جميع أنحاء المغرب من أواخر شهريبراير الفلاحي إلى أواسط أبريل، وتغيرت الأحوال بسبب ذلك، فطلب أهل فاس الإذن من جلالة الملك محمد بن يوسف في صلاة الاستسقاء فأذن بذلك، فكان أول من صلّى بالناس بمصلى باب الفتوح إديس بن محمد المراكشي، وذلك يوم الأحد، وفي يوم الثلاثاء بعده صلى بهم محمد بن الطاهر بن محمد بن عبد الواحد ابن سودة، وفي يوم الخميس صلى بهم عمر بن محمد بن المهدي بن الطالب ابن سودة. ذكرى مرور ألف سنة على وفاة المتنبي وفي رمضان من هذا العام أقيم احتفال بذكرى مرور ألف سنة على وفاة شاعر العروبة الخالد أبي الطيب المتنبي، قام بذلك كتلة العلمة الوطني بفاس، والمراد منه إشعار الاستعمار بأننا ننتمي إلى العروبة ونعتزّ بها.

عام خمسة وخمسين وثلاثمائة وألف

عام خمسة وخمسين وثلاثمائة وألف المكي بن محمد البطاوري في صبيحة يوم الأربعاء ثاني محرم الحرام توفي الشيخ المكي بن محمد بن علي الشرشالي الشهير بالبطاوري الرباطي، العالم العلامة الجليل حامل راية التحقيق بالرباط وشيخ الجماعة به، المحصل المشارك المدرس، له اليد الطولى في الأدب والحديث والتفسير وعلوم الآلة. ألف في ترجمته تلميذه محمد بن مصطفى بوجندار الرباطي المتوفى عام أربعة وأربعين وثلاثمائة وألف تاليفا سماه أزهار الخمائل المسكية بأخبار الشمائل المكية. وألف هو تآليف عديدة في فنون مختلفة كلها مفيدة شهيرة. منها شرحه على نظم الشمقمقية لابن الونان في مجلدين؛ والروض الفائح المسكي من طيب ذكر سيدنا ومولانا المكي يعني الوزاني دفين الرباط؛ والمجالس الحفيظية، وقد طبع إلى غير ذلك مما يطول ذكره هنا. وانظر عن ترجمته في دعوة الحق العدد الخامس من عام ستة وتسعين وثلاثمائة وألف. له ترجمة في سل النصال. محمد زنطار الأمراني وفي ربيع الأول توفي محمد-فتحا-دعي زنطار بن عمر العلوي الأمراني المكناسي. علامة مشارك مطلع، دفن ببلده مكناس بمقبرة سيدي عبد الله الجزار. وقفت له على تآليف في علم التصوف سماه نصيحة المحتاج المنكب على الخنى والاعوجاج، في مجلدين. محمد حصّار وفي سادس جمادى الثانية توفي محمد حصار السلاوي في عنفوان شبابه، الكاتب الممتاز والوطني الكبير، عذب ونفى وسجن مرارا. توفي ببلده وهو أول شاب مغربي خرّج عدة روايات على المسرح، منها رواية هارون الرشيد والبرامكة، وغير ذلك. دفن خارج باب الرحمة المعلقة. له مقالات عديدة سياسية واجتماعية في مختلف الدوريّات التي كانت تصدر آنذاك. محمد الصديق بن علي العلوي وفي يوم الأربعاء حادي وعشري شعبان توفي محمد الصديق بن علي العلوي الحسني في عنفوان شبابه عن ست وثلاثين سنة، الأستاذ الجليل، أدرج في سلك العلماء عام خمسين وثلاثمائة وألف، وعين مدرسا في المدرسة الثانوية بفاس مدة. دفن بفاس الجديد. أحمد بن يوسف الناصري وفي ليلة ثاني وعشري شعبان توفي أحمد بن الحاج يوسف الناصري، الفقيه العلامة المشارك، تولى القضاء بأحواز مكناس مدة، وبها توفي ودفن بالزاوية الناصرية هناك.

محمد بن يوسف ابن سودة

محمد بن يوسف ابن سودة وفي آخر هذا العام توفي محمد بن يوسف بن التاودي بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة. تقدمت وفاة جده الشيخ التاودي عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف، الشيخ الصوفي المذاكر الخير، أخذ الطريقة الصوفية عن الشيخ عبد الرحمان الدرقاوي وإليه انتسب، واستوطن في آخر عمره قبيلة بني ملال، وبها توفي رحمه الله. له ترجمة في سل النصال. حوادث سفر محمد بن الحسن الوزاني إلى باريز في قضية وطنية وفي أوائل رجب عامه ذهب الأستاذ محمد بن الحسن الوزاني إلى عاصمة باريز لأجل متابعة العمل حول المطالب المستعجلة التي كانت قدمتها كتلة العمل الوطني إلى الحكومة. تولية محمد السايح قضاء مقصورة الرصيف وفي يوم الاثنين ثالث رجب على الساعة الرابعة مساء قرئ ظهير تولية محمد بن عبد السلام السايح الرباطي قضاء مقصورة الرصيف بدلا عن محمد بن إدريس البدراوي المار الوفاة عام أربعة وخمسين وثلاثمائة وألف. قضاء الحماية على المقاومة المسلحة وفي آخر هذه السنة تم استيلاء الدولة الحامية على جميع أراضي المغرب لأنها منذ دخلت المغرب عام أربعة وعشرين وثلاثمائة وألف ورجال المغرب وخصوصا نواحي الأطلس يقاومونها مقاومة مسلحة فعالة، وفي كل سنة تستولي على طرف إلى أن استولت على جميع البلاد، وآخر من قاومها ودافع عن وطنه محمد بن حمّ الزياني في قبيلة زيان إلى أن قبض عليه في التاريخ المذكور وتوفي بعد ذلك. ولم أتحقق بتاريخ وفاته رحمه الله رحمة واسعة، وحقّه أن يترجم ويشاد به. انقسام كتلة العمل الوطني وفي أواسط هذه السنة وقع خلاف بين الوطنيين فانقسموا إلى حزبين حزب يرأسه الزعيم الأستاذ علال بن عبد الواحد الفاسي الفهري سمى نفسه الحزب الوطني، والثاني يرأسه الزعيم الأستاذ محمد بن الحسن الوزاني الحسني وسمّى نفسه الحركة القومية، وصارت بين ذلك خلافات وانتقادات كل واحد يدافع عن مبادئ حزبه وكثر القول وقل العمل والأمر لله.

عام ستة وخمسين وثلاثمائة وألف

عام ستة وخمسين وثلاثمائة وألف عبد الحفيظ بن الحسن العلوي بعد زوال يوم الأحد ثالث وعشري محرم توفي السلطان الأسبق المولى عبد الحفيظ بن السلطان المولى الحسن العلوي الحسني بباريز، ونقلت جثته إلى فاس ودفن بمولاي عبد الله. كان علامة مشاركا حافظا مطلعا شاعرا مقتدرا يبهر العقول في مذاكراته ومناظراته. ألف تآليف عديدة وله أنظام مختلفة طبع البعض منها. سعيد بن علي السملالي وفي حادي عشر ربيع الأول توفي سعيد بن علي بن سعيد السملالي. كانت ولادته عام أربعة (وتسعين) ومائتين وألف. علامة مشارك له شهرة كبيرة بسوس، ترجمته في كتاب المعسول. الحسن بن أحمد السوسي وفي تاسع وعشري ربيع الثاني توفي الحسن بن أحمد بن محمد السوسي، العلامة المشارك الشاعر المكثر المتصوف. توفي في سن عالية، ترجمته في كتاب المعسول. أبو شعيب بن عبد الرحمان الدكالي وفي الساعة الحادية عشرة ليلا من صبيحة يوم السبت ثامن جمادى الأولى توفي الشيخ أبو شعيب بن عبد الرحمان الدكالي الصديقي. كانت ولادته عام اثنين وتسعين ومائتين وألف، آخر حفاظ المغرب ومحدثيه، الشيخ الإمام، علامة الأعلام، المحدث المفسر، آخر من رأينا على طريق الحفاظ المتقمدين الذين بلغنا وصفهم، ولولا أني رأيته رحمه الله يملي لداخلني الشك في وصفهم. يستحضر لفظ متون الحديث ويعرف تراجم الرواة على اختلاف طبقاتهم ووفياتهم وناحيتهم من حيث التعديل والتجريح مع المشاركة في علم الآلة وتطبيقها على صورها، ونصوص الفقهاء في المذاهب الأربعة مع تطبيق المأخذ الذي أخذ به كل إمام من الأئمة إن كان خلاف في الحكم الشرعي، والكل بفهم ثاقب، وكثيرا ما كان ينتصر للمذهب المالكي ويلهج به لأنه مذهبه، بل كان يذكر أن أصله صحيح واستنباطه استنباط عجيب، وربما انتصر في بعض الأحيان لغير المذهب المالكي على قلة. وترجمته واسعة. دفن بضريح مولاي المكي بالرباط. وفي فهرسة أحد تلامذته وهو الشيخ محمد الحجوجي ذكر فيه أن الشيخ شعيب هذا له تاليف في القراءات؛ وشرح على المقامات الحريرية؛ وشرح على المختصر وصل فيه إلى اللقطة بألفاظ الحديث؛ وتاليف على قوله خير الأمور أوسطها؛ وكل هذه التآليف التي ذكر له لم أقف عليها بعد البحث. فانظر هل الأمر كذلك أم لا. له ترجمة واسعة في سل النصال مع صورته.

محمد بن عبد السلام الهواري

محمد بن عبد السلام الهوّاري وفي يوم السبت ثامن وعشري رجب توفي محمد بن الشيخ عبد السلام الهوّاري، تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف. علامة مشارك مدرس تولى القضاء بقبيلة الغرب مدة إلى أن أعفي منها ورجع إلى فاس، وتوفي بها ودفن بروضة العراقيين بحوانيت السيد عبد الله. له ترجمة في سل النصال. محمد بن محمد النصيري وفي متم جمادى الثانية توفي محمد بن محمد النصيري. ولد بمدينة فاس عام اثنين وثمانين ومائتين وألف، وأخذ عن الشيخ أحمد ابن الخياط وغيره، وتضلّع في علم الهندسة والحساب، وعين مدرسا بالقصر الملكي بفاس، وتولى القضاء على قبيلة بني حسن ثم القضاء على قبيلة زعير إلى غير ذلك، ورجع إلى الإمامة بدار المخزن وبقي إلى أن توفي في متم جمادى الثانية عامه، ودفن بضريح سيدي بو عزة بالرباط. له ترجمة في سل النصال (¬1). الحسين بن محمد العراقي وفي الساعة الواحدة من ليلة الأحد ثامن عشر شعبان توفي الحسين بن محمد بن الوليد العراقي الحسيني. تقدمت وفاة جده عام خمسة وستين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا مدرسا محققا نوازليا مفتيا، درس بالنظام القروي من أوله، وله بعض التآليف، منها المناطيد الجوية في الرد على المقالات الحجوية. وكان له اليد الكبرى في الإفتاء بفاس. له تآليف، منها المناطيد الجوية في الرد على المقالات الحجوية، ردّ فيه على محمد بن الحسن الحجوي في بعض المسائل العلمية. قرأت عليه بعض الدروس بالقرويين، وتوفي ليلة الأحد ثامن عشر شعبان عام ستة وخمسين وثلاثمائة وألف، ودفن بروضتهم الكائنة بالقباب. له ترجمة في سل النصال. محمد بن محمد القرّي وفي رابع شوال توفي محمد بن محمد القرّي من بني قرة من الجبل. كانت ولادته عام سبعة عشر وثلاثمائة وألف، العلامة المشارك الأديب الشاعر المجيد الكاتب المقتدر الوطني الحر. توفي شهيدا بصحراء كولميمة بعدما ضرب وعذب في سبيل وطنه ودينه. له ديوان شعر في مجلد، وهو الذي جمع ما قيل من شعر ونثر في الحفل الأدبي الكبير عن يوم شوقي بفاس. له ترجمة في سل النصال مع صورته. ¬

(¬1) لا توجد ترجمة النصيري في نسخة سل النصال التي بين أيدينا.

عبد السلام بن عمر ابن إبراهيم

عبد السلام بن عمر ابن إبراهيم وفي زوال يوم السبت سابع شوال المذكور توفي عبد السلام بن الحاج عمر ابن إبراهيم الرباطي. كانت ولادته عام اثنين وثمانين ومائتين وألف. وكان علامة مشاركا مطلعا مستحضرا للنوازل والأحكام. توفي نائبا عن قاضي مدينة الرباط. إبراهيم بن علي السوسي وفي ثامن قعدة توفي إبراهيم بن علي بن إبراهيم السوسي. ولد عام ثمانين ومائتين وألف. وكان علامة مشاركا فقيها مطلعا له فتاوى شهيرة بين أيدي الناس. ترجم له في كتاب المعسول وأثنى عليه. أحمد بن علي السوسي وفيه توفي أحمد بن الحاج علي السوسي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، الفقيه المشارك الخير الذاكر المطلع، له ترجمة في كتاب المعسول. عبد السلام بن بو عزة الفشّار وفيه توفي عبد السلام بن بو عزة الفشّار البخاري المكناسي عن سن عالية من أكابر رجال المخزن تولى عدة وظائف مخزنية، وكان خيرا دينا. توفي ببلده مكناس، وقد تولى باشوية مدينة الصويرة ومدينة أزمور وغير ذلك. عبد القادر التّهامي الوزاني وفيه توفي عبد القادر التّهامي الوزاني السلاوي، الفقيه العلامة القاضي المشارك. أخبرني بوفاته الشيخ جعفر بن الشيخ أحمد الناصري. حوادث نفي الزعماء الوطنيين وفي تاسع عشر شعبان ألقي القبض على الزعيم محمد بن الحسن الوزاني الحسني وعلى الأستاذ محمد علال بن عبد الواحد الفاسي، ونقل الأول إلى قرية أسّة جنوب القطر السوسي، والثاني إلى كانبولو من القطر السنغالي، ووقع على إثر ذلك مظاهرات في جميع مدن المغرب، وألقي القبض على كل من تشم منه رائحة الوطنية، مثل عبد العزيز بن إدريس ومحمد الهاشمي الفيلالي من فاس. ومن سائر مدن المغرب، وقد ذكر لي أن الذين وقع عليهم القبض بجميع أنحاء المغرب يزيد على خمسة آلاف نسمة وحكم على جلهم بأكثر من سنتين سجنا وعذبوا أشد العذاب وكانوا يلزمون بالأشغال الشاقة في سجونهم وخارجها على ضعف أبدان بعضهم مع الضرب والسب واللعن وعدم الأكل الكافي، بحيث كانت تعطى لكل واحد منهم قرصة من خير الشعير اليابس في اليوم كله، ومات بسبب ذلك خلق كثير.

عام سبعة وخمسين وثلاثمائة وألف

عام سبعة وخمسين وثلاثمائة وألف أبو القاسم بن مسعود الدبّاغ في رابع محرم توفي الشيخ أبو القاسم المدعو بلقاسم بن مسعود الدباغ الحسني، العلامة المشارك العامل بعلمه، المقبل عن ربه، المتصف بالسنة في أفعاله وأقواله والهدي الصالح. حج مرارا وجاور بالمدينة المنورة مدة، وأخيرا رجع إلى المغرب لأمر أوجب له ذلك فتوفي بمراكش. تقدمت وفاة والده عام أحد عشر وثلاثمائة وألف. له ترجمة في سل النصال. الحسن بن عمر العلوي وفي يوم الأربعاء الحادي عشر من رجب توفي الحسن بن عمر العلوي الحسني، تقدمت وفاة أخيه عام خمسين وثلاثمائة وألف. كان عالما مشاركا مدرسا وجيها معظما محترما مذاكرا، دفن بروضتهم بالقباب. محمد بن أحمد الكانوني وفي خامس عشر رمضان توفي محمد بن أحمد الكانوني العبدي. كانت ولادته عام اثني عشر وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا معتنيا كاتبا مقتدرا، له عدة تآليف، كلها أو جلها ترجع إلى تاريخ المغرب، منها أسفي وما إليه وقد طبع؛ وجواهر الكمال في تراجم الرجال، يعني رجال أسفي، وقد طبع الجزء الأول منه؛ وشهيرات النساء المغربيات؛ والبدر اللائح والمسك الفائح من مآثر آل أبي محمد صالح؛ واليواقيت الوهاجة في مآثر رجال رجراجة؛ وصعود مراقي الإسعاد إلى سماء الرواية والإسناد، فهرست؛ والرياضة في الإسلام طبع؛ والطب العربي بالمغرب الأقصى، إلى غير ذلك من التآليف الممتعة المفيدة، ولو بسط له في الأجل لخدم تاريخ المغرب جيدا والأمر له. توفي رحمه الله بالبيضاء، وفي آخر عمره اتصلت به وجاء إلى فاس واستفدت منه واستفاد. انظر كتابنا سل النصال فإن له فيه ترجمة واسعة. عليّ ابن اليزيد وفي سابع وعشري شوال توفي علي بن اليزيد بن أحمد بن اليزيد الحسني التلمساني، الفقيه العلامة المشارك المطلع الخير الذاكر إمام مسجد المولى إدريس بن إدريس بالنيابة مدة. دفن خارج باب الفتوح بفدان الغرباء قرب الشيخ ابن حرزهم. له ترجمة في سل النصال.

علي بن عبد الواحد الإدريسي

علي بن عبد الواحد الإدريسي وفي الساعة الثامنة من صباح يوم الثلاثاء سابع وعشري حجة متم العام توفي علي بن عبد الواحد الإدريسي الحسني الزرهوني، العلامة المشارك المدرس المفتي، له عدة تآليف، منها حاشية على شرح بنيس على الهمزية؛ وله عدة ختمات، منها ختمة على شرح ميارة علي ابن عاشر؛ وله مجموعة فتاوى. توفي ببلده ودفن بزاوية جده. تقدمت وفاة أخيه عام أربعة وعشرين وثلاثمائة وألف، له ترجمة في سل النصال (¬1). إسماعيل بن عبد الله العلوي وفيه توفي إسماعيل بن عبد الله بن عبد الرحمان بن الطاهر العلوي الحسني المكناسي، العلامة المشارك المطلع. توفي ببلده. عبد الرحمان بن أحمد الإدريسي السوسي وفيه توفي عبد الرحمان بن أحمد الإدريسي السوسي، الأديب الشاعر المفتي، ذكره الشيخ المختار في كتابه سوس العالمة. ¬

(¬1) سقطت ترجمة الإدريسي من نسخة سل النصال التي بين أيدينا.

عام ثمانية وخمسين وثلاثمائة وألف

عام ثمانية وخمسين وثلاثمائة وألف عبد الرحمان ابن القرشي في عشري محرم توفي الشيخ عبد الرحمان بن القرشي الفيلالي، العلامة الإمام المشارك الحافظ الحجة المطلع النفاعة المستحضر، الشيخ الوقور العامل بعلمه. تولى القضاء بمقصورة السماط بالنيابة مدة، ثم قضاء مقصورة الرصيف مرتين ووزارة العدلية، وفي آخر عمره تجرّد للعبادة والإقبال على ربه إلى أن توفي في التاريخ المذكور عن سن عالية. يذكر أن ولادته كانت سنة خمس وستين ومائتين وألف، جعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من يوم وفاته. وقد ألف في ترجمته أحمد بن عبد الله الشهيبي تاليفا سماه إرشاد الراغب المنشي إلى ترجمة أبي زيد ابن القرشي. دفن بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن المختار الإدريسي الزرهوني وفي يوم الأحد سابع وعشري محرم المذكور توفي محمد بن المختار الإدريسي الشهير بالزرهوني الحسني. تقدمت ترجمة أخيه عام تسعة وثلاثين وثلاثمائة وألف. كان مشاركا مطلعا وتولى نقابة الأشراف بمدينة زرهون ومكناس بعد أخيه، ودفن بمقبرة بعضهم داخل درب الشرفاء الأدارسة بمدينة مكناس. محمد بن البشير الريسوني وفي ثامن وعشري محرم توفي محمد بن البشير بن علال الريسوني الحسني التطواني رئيس الزاوية الريسونية في وقته، العالم الخير الديّن الذاكر المطلع. كانت ولادته عام خمسة وسبعين ومائتين وألف، دفن ببلده. محمد بن عبد الكريم السلاوي وفي ثامن صفر توفي محمد بن عبد الكريم السلاوي، من أولاد السلاوي المعروفين بفاس. كان عدلا مبرزا خطيبا مشاركا يخطب بجامع فاس الجديد. دفن بالقباب. أحمد بن محمد العلمي وفي يوم السبت ثاني ربيع الأول توفي أحمد بن محمد-فتحا-العلمي اليملحي الحسني. عالم مراكش ومدرسها المشارك المطلع الكثير الإفادة والتحصيل، له عدة تآليف، منها تفسير في عدة أسفار كذا بلغني، وهو الذي سعى في تأسيس النظام في جامع ابن يوسف بمراكش. توفي بها وأصله من فاس. دفن بضريح الشيخ محمد بن سليمان الجزولي، وما زالت له شهرة بين تلاميذه. له ترجمة في سل النصال مع صورته (¬1). ¬

(¬1) هذه الترجمة ساقطة من نسخة سل النصال التي عندنا.

عمر بن عبد القادر العراقي

عمر بن عبد القادر العراقي وفي صبيحة يوم الأربعاء (¬1) ربيع الثاني على الساعة الخامسة توفي عمر بن عبد القادر العراقي الحسيني، الشيخ الجليل العلامة المدرس المشارك المطلع الخير الصالح الديّن العامل بعلمه. دفن بروضتهم الكائنة بحومة صريوة (¬2) داخل باب الفتوح. له ترجمة في سل النصال. عبد القادر بن التهامي البردعي وفي جمادى الثانية توفي عبد القادر بن التهامي البردعي، من أولاد البردعي المعروفين بفاس وأصلهم من تافيلالت، الفقيه المدرس المشارك، له بعض التآليف طبع واحد منها صغير. دفن بالقباب قرب روضة الشاميين. الحسن بن محمد الغسّال وفي آخر جمادى الثانية توفي الحاج الحسن بن محمد بن محمد الغسّال الطنجي بمراكش، العلامة المشارك الرحالة المطلع المؤلف. له إيضاح البرهان والحجة في تفصيل ثغر طنجة؛ وله التعريف بالحضرة المراكشية ومن وقفت عليه من الأولياء والعلماء الأجلة؛ والرحلة الطنجوية الممزوجة بالمناسك المالكية؛ ورحلة إلى بلاد الانجليز عام عشرين وثلاثمائة وألف بصفته كاتبا مع أحد السفراء المغاربة وهو الباشا عبد الرحمان بن عبد الصادق الطنجي، وقفت عليها أولها: الحمد لله الهادي إلى سواء الطريق، وذلك عام عشرين وثلاثمائة وألف، إلى غير ذلك من التآليف. له ترجمة في سل النصال. محمد التّناني وفي أوائل رجب توفي محمد التّناني السوسي بمدينة الصويرة. كان عالما مفتيا مطلعا ينوب عن القاضي بها. علي بن الطيب الشّرفي وفي ثامن وعشري رمضان توفي علي بن الطيب الشرفي الأندلسي. كانت ولادته في أوائل هذه المائة، عالما مطلعا موثقا مفتيا مشاركا، له تآليف، منها ضوء النبراس في ماء وادي فاس؛ وله اليواقيت الحسان فيما بفاس من الخير والإحسان؛ واختصار سماه بغية الأنفاس بمحاسن فاس؛ وتأليف في عائلته صغير الجرم. دفن بروضتهم بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته. ¬

(¬1) يلاحظ اختلاف قول المؤلف في تاريخ وفاة المترجم، ففي إتحاف المطالع: "يوم الأربعاء ربيع الثاني"دون تحديد عدد اليوم من الشهر، وفي سل النصال: "جمادى الأولى"فليحرر. (¬2) تكتب هذه الحومة الفاسية بالسين وبالصاد"سريوة"و"صريوة".

محمد بن أحمد دينية

محمد بن أحمد دينية وفي زوال يوم الأربعاء سادس وعشري شوال توفي محمد بن أحمد دينية الرباطي، تقدمت وفاة والده عام ستة وعشرين وثلاثمائة وألف، وكانت ولادته عام تسعة وتسعين ومائتين وألف. يعدّ من أكابر علماء الرباط في وقته، مشاركا مطلعا خطيبا مصقعا، حج مرتين، وله تآليف، منها درة المجد فيمن تكلم في المهد؛ وجوهرة العقد النضيد في حديث التجديد؛ وحاشية على رسالة الوضع؛ وعنوان الإسعاد والنّجح بذكر تراجم سادات رباط الفتح في مجلدين؛ والنفحة العنبرية في الألغار الفرضية؛ وغاية ذوي المجد بشرح جموع لفظ شيخ وصاحب وعبد؛ وشرح المقصور والممدود لابن مالك؛ ورحلتان كبرى وصغرى. دفن ببلده. محمد بن أحمد الأكراري وفيه توفي محمد بن أحمد الأكراري السوسي، له روضة الأفنان في وفيات الأعيان، ذكر فيه عدة تراجم لعلماء ورؤساء ورجال سوس المتأخرين، وقد استفدت منه كثيرا في هذا الكتاب. المهدي بن العربي المنبّهي وفيه توفي بمدينة طنجة المهدي بن العربي المنبّهي وزير الحربيّة زمن المولى عبد العزيز. كان أولا مخزنيا ببلاط المولى عبد العزيز، وترقّى إلى أن صار وزيرا، واكتسب أموالا بطرق غير سليمة، وأخيرا ذهب إلى مدينة طنجة واستوطنها إلى أن توفي بها. انظر الأصل. مصطفى بن إدريس ابن يعيش وفيه توفي مصطفى بن إدريس ابن يعيش باشا مدينة تطوان وحاجب الخليفة بها. أحمد بن بو بكر عواد وفيه توفي أحمد بن بو بكر عوّاد السلاوي، العلامة المطلع المشارك، تولى عدة مناصب مخزنية. أخبرني بوفاته الشيخ جعفر بن الشيخ أحمد الناصري. حوادث انعقاد المؤتمر الموسيقي بفاس وفي ربيع الثاني انعقد المؤتمر الموسيقي بفاس، حضره جل الرجال الفنيين من الأقطار الثلاثة المغرب والجزائر وتونس. ودام ثلاثة أيام وصدر عنه نشرة طبعت.

عام تسعة وخمسين وثلاثمائة وألف

عام تسعة وخمسين وثلاثمائة وألف العربي بن أحمد البلغيثي في محرم توفي العربي بن أحمد بن العربي البلغيثي الحسني. تقدمت وفاة والده عام سبعة وثلاثمائة وألف. كان عالما مشاركا يقول الشعر وينتحله وربما أجاد فيه. دفن خارج باب عجيسة. له ترجمة في سل النصال (¬1). العابد بن أحمد ابن سودة وصباح يوم الأحد سابع صفر توفي محمد العابد بن الشيخ أحمد بن الطالب ابن سودة. كانت ولادته عام اثنين وسبعين ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام أحد وعشرين وثلاثمائة وألف. كان علامة مطلعا مشاركا خطيبا فصيحا مقتدرا، له أفكار صائبة وقومية ثابتة. ألف تآليف، منها بغية الأكياس بمعرفة قسمة وادي فاس؛ وروضة الأفراح ونزهة الأكياس في الرد على من لمز محارب مدينة فاس؛ والأنباء المنشودة في رجال بيت بني سودة؛ وبغية الأرب ببعض ما يتعلق بصيام رجب؛ ومسامرة الأعلام وتنبيه العوام بكراهية القيام لذكر مولد خير الأنام؛ والتعاضد والائتلاف بقبول خبر مدير آلة التلغراف؛ وإزالة اللبس والشبهات عن ثبوت الشرف من قبل الأمهات؛ واستنزال الرحمات بالطبع والنغمات، إلى غير ذلك من التآليف. تولى الخطابة بالمولى إدريس بفاس مدة أزيد من خمسين سنة، لأنه كان ينوب عن والده، وتولى القضاء بمدينة الجديدة. دفن بروضة العراقيين بحوانيت السيد عبد الله. له ترجمة واسعة في سل النصال مع صورته. عبد العزيز بن محمد العراقي وفي صباح يوم الخميس تاسع ربيع الأول توفي عبد العزيز بن محمد بن رشيد العراقي الحسيني. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وأربعين وثلاثمائة وألف. كان علامة مدرسا مشاركا، أدخل إلى النظام القروي، ودفن بروضة والده معه. العباس بن عبد الرحمان الشرفي وفي يوم الخميس حادي وعشري جمادى الأولى توفي أبو الفضل العباس بن عبد الرحمان ابن محمد الشّرفي الأندلسي. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف. كان أديبا مشاركا ناظما ناثرا مجيدا مقتدرا، يقول الشعر على طريقة أهل الأندلس. تولى الكتابة بدار المخزن من زمن المولى عبد العزيز وأخيرا تولى رياسة مجلس الجنايات. له ديوان شعري حافل كما أخبرني. توفي بالرباط ودفن ببعض زواياه. له ترجمة في سل النصال. ¬

(¬1) سقطت ترجمة العربي البلغيثي من نسخة سل النصال التي بين أيدينا.

محمد سيدهم العراقي

محمد سيدهم العراقي وفي صباح يوم الخميس ثاني شعبان توفي محمد بن محمد بن رشيد العراقي المدعو سيدهم. كان عالما مدرسا مشاركا وتولى القضاء في بعض القبائل الجبلية بعد وفاة أبيه، وكان ينوب عنه في بعض الأحيان. له تاليف في برور الوالدين. دفن مع والده، له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن محمد السوسي وفي حادي عشر رمضان توفي محمد بن محمد السوسي، العلامة المدرس المطلع. له ترجمة في كتاب المعسول. عمر بن محمد ابن سودة وفي عشية عيد الفطر فاتح شوال توفي عمر بن محمد بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة. ولد عام ثمانية وثمانين ومائتين وألف. العلامة المشارك المدرس الخطيب المصقع كثير التدريس والإفادة. تولى الخطابة بجامع الرصيف في حياة والده وبعدها إلى أن توفي. وهو من أول من أدخل النظام يدرس فيه إلى وفاته. دفن بزاوية جده أسفل العقبة الزرقاء. له ترجمة في سل النصال مع صورته. عبد الله بن عبد القادر الحبابي وفي صباح يوم الجمعة ثالث عشر قعدة توفي عبد الله بن عبد القادر الحبابي. كان مشاركا فرضيا حيسوبا مطلعا، له اليد الطولى في التوثيق. تولى توقيت منار القرويين مدة إلى أن توفي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وتسعين ومائتين وألف. له ترجمة في سل النصال. إدريس بن المختار الورزازي وفي ليلة تاسع وعشري قعدة توفي إدريس بن المختار بن عمر الورزازي، علامة مشارك تولى القضاء مدة. ترجمته في كتاب المعسول. أحمد بن المجذوب الجابري وبعد غروب يوم عيد الأضحى عاشر حجة متم عامه توفي أحمد بن الحاج المجذوب بن عبد الرحمان بن عبد الكريم الجابري اللمطي، من أولاد الجابري المعروفين بفاس، لهم شهرة بفاس قديمة. الفقيه العالم المشارك المطلع، له ولوع بشراء الكتب واقتنائها على اختلاف الفنون، وكان يعرف جل خطوط علماء فاس المتأخرين منهم، وخطوط النساخ الذين كانوا يتعاطون مهنة النساخة بفاس، وقد جمع من ذلك خزانة لا بأس بها حتى إنها كانت تعد بفاس من أغلى الخزائن، وقد حبسها على أحفاده آخر عمره رحمه الله. وفي هذه الأيام الأخيرة بلغني أن أولاده صاروا يبيعونها متفرقة ولم أدر ما سبب ذلك. دفن بزاوية الولي المحجوب التي صارت تسمى الآن زاوية الشيخ محمد بن علال الوزاني بحومة عين أجلت بالزنجفور.

الطيب بن المدني الناصري

الطيب بن المدني الناصري وفيه توفي الطيب بن المدني الناصري السلاوي الفقيه المفني، المشارك المطلع، توفي بمدينة سلا. محمد بن حسن الشركي وفيه توفي محمد بن حسن الشركي الأستاذ المقرئ السبعي المشارك.

عام ستين وثلاثمائة وألف

عام ستين وثلاثمائة وألف محمد بن سليمان العلوي في يوم الأربعاء ثامن جمادى الأولى توفي محمد بن سليمان العلوي. كان عالما مدرسا، دخل إلى النظام القروي ودرّس فيه. دفن بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد ابن إبراهيم الدكالي وفي يوم الأحد تاسع رجب تولى النيابة بمقصورة الرصيف محمد ابن إبراهيم الدكالي المشنزائي عن القاضي محمد بن عبد السلام السائح الرباطي. محمد بن أحمد الرافعي وفي يوم الجمعة رابع وعشري رجب توفي محمد-فتحا-بن أحمد الرافعي الأزموري نزيل الجديدة وعالمها، صاعقة العلوم الفيلسوف المتكلم المحصل المطلع، آخر الرجال الذين اشتركوا في العلم ودراسته على الطريقة التي يجب أن يدرس عليها وتعليمه للغير. له تآليف وأبحاث وأسئلة وأجوبة. توفي بمدينة الجديدة وبها دفن بروضة الشيخ النخل. له ترجمة في سل النصال. محمد بن مصطفى القندوسي وفي صباح يوم الجمعة ثالث شوال توفي محمد بن مصطفى القندوسي رئيس الزاوية القندوسية عن سن عالية أكثر من مائة سنة. كان خيرا دينا صالحا يشار إليه بالخير والصلاح والإحسان متواضعا. توفي بزاويتهم، له ترجمة في سل النصال. أحمد بن محمد السلاوي وفي يوم الجمعة تاسع شوال توفي أحمد بن محمد السلاوي، من أولاد السلاوي المعروفين بفاس، العالم المشارك الخطيب العدل. دفن بضريح أبي جيدة خارج باب مسافر. عمر بن المكي الشرقاوي وفي ثاني عشر شوال توفي عمر بن المكي الشرقاوي، ممن يشار إليه بالخير والصلاح. إدريس بن محمد الجعيدي وفيه توفي إدريس بن محمد بن إدريس بن محمد بن إدريس الجعيدي السلاوي. ولد عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا له تأليف في عائلته. توفي بمدينة سلا إثر حادث سيارة كان يركبها مع جماعة من الأعيان. أبو بكر الأكراري الأقاوي وفيها توفي أبو بكر الأكراري الأقاوي السوسي، مشارك تولى القضاء بسوس، له تأليف في الشيخ الهيبة بن الشيخ ماء العينين المتوفى عام سبعة وثلاثين وثلاثمائة وألف. انظر سوس العالمة.

محمد بن مبارك المسكالي

محمد بن مبارك المسكالي وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي محمد بن مبارك بن الهاشمي المسكالي نزيل مدينة الصويرة، العلامة المشارك المدرس المطلع. كذا كتب لي الشيخ محمد بن سعيد الصديقي وذكر أنه من أشياخه، ومسكالة فرقة من قبيلة الشياظمة. المهدي بن الحسن الداودي وفيه توفي المهدي بن الحسن الداودي. كان علامة مشاركا مطلعا مقتدرا. تولى قيادة بعض القبائل الجبلة مدة فكان بها مثال النزاهة والإقبال. كانت ولادته عام ستين ومائتين وألف، توفي بفاس. عبد الله ابن عبّو العلوي وفيه توفي عبد الله بن العالم محمد العلوي المكناسي، دعي ابن عبّو، العلامة المشارك المطلع. توفي ببلده ودفن بالروضة الإسماعلية. الحسن بن محمد الكوهن وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي الحسن بن محمد الكوهن الفاسي، من أولاد الكوهن المعروفين بفاس. انتقل إلى الحجاز وبه توفي، له مشاركة. وصلنا من تآليفه الطبقات الكبرى المسماة بجامع الكرامات العلية في طبقات الشاذلية، تكلم فيها على بعض رجال المغرب الصالحين، طبع بمصر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وألف.

عام أحد وستين وثلاثمائة وألف

عام أحد وستين وثلاثمائة وألف محمد بن محمد الفشتالي في حادي وعشري محرم توفي محمد بن محمد الفشتالي، الشيخ المشارك المتبرك به المدرس بمسيد درب مشماشة مدة إلى أن توفي. كان يحفظ السبع. إدريس بن الحسن البوعناني وفي ثاني وعشري محرم توفي إدريس بن الحسن البوعناني الحسني المكناسي، العلامة الأستاذ، يحفظ السبع مع تجويد وإتقان. توفي ببلده مكناس. التهامي بن أحمد اعبابو اللجائي وفي ثاني صفر توفي التهامي بن أحمد اعبابو اللجائي. علامة مطلع، تولى الحجابة زمن السلطان المولى يوسف، ثم استوطن فاسا، ودفن بزاوية الشيخ زويتن بالسياج قرب داره. موسى بن الطيب السليماني وفي حادي عشر صفر توفي موسى بن الطيب السليماني السوسي، العلامة المطلع الأديب المشارك الشاعر. كانت ولادته عام ثمانية وتسعين ومائتين وألف. ترجمته في كتاب المعسول. عبد الله دحمان بن الجيلالي العلمي وفي اليوم نفسه توفي عبد الله بن الجيلالي العلمي الحسني دعي دحمان، كان مشاركا مطلعا. الحسن بن محمد الزرهوني وفي يوم الاثنين رابع عشر صفر توفي الحسن بن محمد الزرهوني، علامة مشارك مطلع كثير التدريس والإفادة. كان مفتيا مدرسا بالنظام القروي إلى أن توفي. له ترجمة في سل النصال مع صورته. سعيد بن أحمد حجي وفي يوم الثلاثاء خامس عشر صفر توفي سعيد بن أحمد حجي السلاوي في عنفوان شبابه، النابغة المقتدر الكاتب المجيد مؤسس جريدة المغرب اليومية الحرة ومجلة المغرب والثقافة المغربية. كان مثال النبوغ والإخلاص والعمل للنهوض بشعبه. توفي ببلده في حياة والده، ودفن بضريح جده سيدي أحمد حجي. الهاشمي بن عبد السلام السريفي في أول ربيع الأول توفي الهاشمي بن عبد السلام بن الهاشمي بن أحمد السريفي من دار الولد نزيل البهاليل، العالم المشارك الخطيب، طلب العلم بفاس وذهب إلى البهاليل فكان عالمها وخطيبها، وهناك توفي ودفن بالزاوية الحراقية بها لأنه أخذ الطريقة الدرقاوية.

مربيه ربه بن ماء العينين الشنجيطي

مربّيه ربّه بن ماء العينين الشنجيطي وفي أواسط ربيع الثاني توفي الشيخ مربّيه ربّه بن ماء العينين الشنجيطي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا محصلا حافظا لافظا توفي بتيزنيت. محمد بن المفضل السقّاط وفي يوم السبت متم ربيع الثاني توفي محمد بن المفضل السقاط المكناسي، العلامة المشارك المقرئ المطلع. توفي ببلده مكناس. محمد العياشي العسري وفي ثاني عشر جمادى الثانية توفي محمد العياشي بن محمد بن عباد العسري من أهل القصر الكبير. كانت ولادته عام تسعين ومائتين وألف، ولد بقبيلة سريف وقرأ بفاس وتولى القضاء بالعرائش مدة ثم بالقصر الكبير ثم عين مستشارا بمحبس الاستئناف بتطوان، وتوفي هناك ودفن بروض الطريس. العربي بن محمد الصنهاجي وفي جمادى الثانية توفي العربي بن محمد الصنهاجي بالرباط. تقدمت وفاة والده عام تسعة وثلاثمائة وألف. كان كاتبا مقتدرا مشاركا نائبا عن الصدر الأعظم مدة بالرباط، وبه توفي. العزيز بن محمد الوزاني وفي آخر جمادى الثانية توفي محمد دعي العزيز بن محمد بن علال الوزاني. تقدمت وفاة والده عام خمسة وثلاثين وثلاثمائة وألف. كان مشاركا مطلعا صالحا يشار إليه بالخير والدين والمحافظة على الأوقات. أقيمت له ذكرى بعد الأربعين من يوم وفاته ألقيت فيها عدة قصائد وخطب. دفن بزاويتهم بالشرشور. له ترجمة في سل النصال. عبد الواحد بن عبد السلام الفاسي وفي صباح يوم الاثنين خامس رجب توفي عبد الواحد بن عبد السلام بن علال الفاسي الفهري، الشيخ الجليل العلامة المفتي الشهير. كانت ولادته عام أربعة وتسعين ومائتين وألف. تولى القضاء في أحواز الدار البيضاء والعضوية بالمجلس العلمي وأخر عن ذلك لأجل ولده الأستاذ الزعيم محمد علال الفاسي فبقي صابرا محتسبا إلى أن لقي ربه، ودفن بروضة أبي المحاسن بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته. جعفر بن إبراهيم الصقلي وفي عشية يوم الأربعاء خامس رمضان توفي جعفر بن إبراهيم بن المكي الصقلي الحسيني. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وعشرين وثلاثمائة وألف، الفقيه المشارك العالم الموثق المطلع. دفن بروضتهم الكائنة داخل باب عجيسة.

محمد بن محمد التازي

محمد بن محمد التازي وفي سادس ذي الحجة توفي الفقيه العالم الخطيب محمد بن محمد-ضمّا فيهما-بن العزيز ابن سعيد المخزومي التازي، كان خطيبا بالمسجد الأعظم بمينة تازا. وفي عام ثلاثة وخمسين وثلاثماذة وألف وقعت مظاهرة بمدينة تازا دفاعا عن القضيّة الوطنية فكان من أبطال رجالها فعزله الاستعمار عن الخطابة والعدالة وسائر الوظائف الدينية انتقاما منه لدفاعه عن وطنه ودينه، فبقي صابرا محتسبا إلى أن لقي ربه، ودفن بالزاوية الدرقاوية بالمدينة المذكورة. تقدمت وفاة والده عام عشرة وثلاثمائة وألف. أحمد بن الطيب الفيلالي وفي أواخر توفي أحمد بن الطيب بن الفقيه الفيلالي المكناسي، العالم الأستاذ المقرئ المشارك. توفي ببلده. عبد الرحمان العوفي وفيه توفي عبد الرحمان العوفي السوسي، عالم مشارك، له تآليف، منها: اختصار كتاب الاسقصا، وغيره. توفي ببلده. الطيب بن أبي النصر البدراوي وفيه توفي الطيب بن أبي النصر بن الشيخ إدريس الحسني الودغيري الشهير بالبدراوي. كان من أهل الطبقة الأولى من العلماء بالقرويين، وهو النقيب العام لجميع الأشراف بفاس غير أصحاب الإراثة، ودفن بروضة أبي يعزى بحومة البليدة. عمرو بن الجيلالي الأزمّوري وفيه توفي السيد عمرو بن الجيلالي الكمني الأزموري، العلامة المشارك المدرس تولى القضاء ببلده أزمور في محرم عام أربعة وأربعين وثلاثمائة وألف، واستمر قاضيا بها إلى أن توفي طلب العلم بفاس وكان مدرسا بجامع الشيخ أبي شعيب السارية. حوادث نزول الحلفاء بالمغرب وفي صباح يوم الأحد تاسع وعشري شوال أصبح المغرب محاطا بقطع من الأسطول الحربي الأنجليزي والامريكي لأجل النزول إلى شواطئ المغرب، فمنعته القوات الفرنسية التي بالمغرب ووقعت بينهما مناوشات باعانة الجنود المغاربة لأن فرنسا في ذلك الوقت كانت تحت حكم الألمان، وأخيرا نزلت جنود الحلفاء في ثغر المهدية ومدينة فضالة المعروفة اليوم بالمحمدية، ومدينة أسفي بل وفي جل مدن الشمال الإفريقي وصار الجميع تحت سلطة الحلفاء عسكريا بقية فترة الحرب.

عام اثنين وستين وثلاثمائة وألف

عام اثنين وستين وثلاثمائة وألف أبو القاسم بن محمد البرنوصي في حادي عشر صفر توفي أبو القاسم بن محمد بن أحمد البرنوصي المكناسي، الأستاذ المطلع. توفي ببلده مكناس. محمد العربي بن أحمد الناصري وفي آخر صفر توفي محمد العربي-بفتح الرأي-بن الشيخ أحمد بن خالد الناصري السلاوي. ولد عام أربعة وتسعين ومائتين وألف. كان علالما مطلعا إداريا مشاركا، قام بنيابة وزارة العدلية مدة في عهد السلطان المولى يوسف رحمه الله ثم تولى رياسة الجنايات بالأعتاب الشريفة إلى أن توفي عليها. توفي ببلده سلا. تقدمت وفاة والده عام خمسة عشرة وثلاثمائة وألف. محمد بن الكبير الكتاني وفي صباح يوم السبت سابع وعشري جمادى الأولى توفي محمد بن الكبير ابن هاشم الكتاني الحسني. تقدمت وفاة والده عام خمسين وثلاثمائة وألف. كان مشاركا بحاثة معتنيا، له تآليف، منها لواقح الأزهار الندية فيمن تولى وأقبر من القضاة والعدول وغيرهم بهذه الحضرة الإدريسية؛ وتحفة الأكياس فيما غفل عنه صاحب كتاب زهر الاس؛ والمواهب الفتحية في ذكر الإخوة الأربعة المتنسلين من السيدة فاطمة الحلبية. دفن بزوضتهم بالقباب. محمد بن إدريس الشبيهي وفي فاتح جمادى الثانية توفي محمد بن إدريس الإدريسي الشبيهي الحسني نزيل مكناس، العلامة الفقيه المشارك. توفي بمكناس. عبد العزيز بن الحسن العلوي وفي عشية يوم الأربعاء السادس من جمادى الثانية توفي السلطان الأسبق المولى عبد العزيز بن المولى الحسن العلوي الحسني بمدينة طنجة مستوطنه بعد عزله عن الملك عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف. تقدمت الإشارة إلى أسباب عزله وتولية أخيه المولى عبد الحفيظ. وإذا أردت بسط ذلك فراجع الأصل. حمل من مدينة طنجة وأتى به إلى فاس ودفن بمقبرة المولى عبد الله بفاس الجديد. كانت له جنازة حافلة بفاس حضرها جلالة السلطان فمن دونه، وتأسف الناس لفقده. كانت ولادته عام خمسة وتسعين ومائتين وألف. محمد بن محمد الريفي وفي عشية يوم الخميس تاسع عشر رجب توفي محمد-فتحا-بن محمد بن عمرو ابن سعيد الريفي الجزنائي نزيل مدينة الجديدة، العلامة المشارك المفتي النوازلي المطلع. كان كثير الإفتاء يعرف أحكام النوازل معرفة جيدة، وتولى النيابة عن قاضي الجديدة مسقط رأسه مدة، وبها توفي ودفن بأحد مزاراتها.

عبد العزيز بن محمد ابن سودة

عبد العزيز بن محمد ابن سودة وفي صباح يوم السبت سابع وعشري رجب توفي عبد العزيز بن محمد بن الطالب ابن سودة. كانت ولادته عام سبعين ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائتين وألف. كان مشاركا متقنا مطلعا خطيبا فصيحا ينوب عن سيدنا الجد المولى العابد في خطابة المولى إدريس مدة. دفن قريبا من الشيخ حماموش بالقباب. له ترجمة في سل النصال. محمد بن عبد السلام ابن حلاّم وفي تاسع رمضان توفي محمد بن عبد السلام بن أحمد ابن حلاّم المكناسي، الفقيه المؤثق المشارك. توفي ببلده. موسى بن العربي السوسي وفي ثاني شوال توفي موسى بن العربي بن إبراهيم السوسي. علامة مشارك تولى القضاء بسوس. ترجمته في كتاب المعسول. الحسن بن محمد التّناني وفي تاسع شوال توفي الحسن بن محمد التّناني السوسي، الشاعر المبدع المكثر المطلع، له ترجمة في كتاب المعسول. الحسن بن إبراهيم التامري وفي آخر شوال توفي الحسن بن إبراهيم التامري الحاجي عامل مدينة أكادير، كانت له شهرة وشفوف. ترجمته في كتاب المعسول. الطايع بن إدريس القادري وفي يوم السبت عاشر قعدة توفي الطايع بن إدريس القادري الحسني، علامة مشارك، له شعر متوسط الجودة، وله تآليف وأنظام وخط حسن. دفن بزاوية بحومة جرنيز قرب ضريح الشيخ سيدي موسى، ولعلها زاوية القادريين هناك، له ترجمة في سل النصال. أحمد بن محمد الفيلالي وفي ذي الحجة توفي أحمد بن محمد الفيلالي، العلامة المشارك، كان يحفظ السبع مع تجويد وإتقان، مقدما بضريح الشيخ الكامل بمكناس، وبه توفي. أحمد بن محمد الوكيلي وفيه توفي أحمد بن محمد بن علي الوكيلي الحسني نزيل مدشر كرمت. تقدمت وفاة والده عام اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف. كان صوفيا مطلعا على أسرار علوم القوم مذاكرا، تولى رياسة الزاوية بعد وفاة والده، وتوفي بمحل استيطانه.

الطاهر بن محمد الأوديي

الطاهر بن محمد الأوديّي وفيه توفي الطاهر بن محمد بن عبد السلام بن الحاج الأوديّي، أحد أفراد البعثة التي أرسلها السلطان المولى الحسن إلى أوربا. له رحلة وله الاستبصار في عجائب الأمصار. دفن خارج باب عجيسة. محمد بن الطاهر بصري وفيه توفي محمد بن الطاهر بن الطيب بن العلامة الواعظ محمد بن الطيب بصري المكناسي، الفقيه المشارك. توفي ببلده مكناس، وتقدم ذكر بعض أسلافه. علي بن محمد الهوّاري وفيه توفي علي بن محمد الهوّاري نزيل قبيلة مزوطة من ضواحي قبيلة احمر. كان عالما مشاركا مطلعا، له تآليف. منها تأليف في مناقب شيخه الحنفي المار الوفاة عام تسعة وأربعين وثلاثمائة وألف سماه النور الحنفي في مناقب سيدي الحنفي. أحمد بن محمد ابن العناية وفيه توفي أحمد بن محمد ابن العناية ابن فقيرة الأنصاري المكناسي، المشارك الكاتب المقتدر، تقلب في عدة وظائف، وأخيرا كان الكاتب الأول بالصدارة العظمى بالرباط. الحسن الزروالي وفيه توفي الحسن الزروالي، كان مدرسا بفاس يحفظ السبع. جعفر بن محمد ابن القاضي وفيه توفي جعفر بن محمد بن المخفي ابن القاضي، من أولاد ابن القاضي المعروفين بفايس، من نسل ابن أبي العافية، الفقيه العدل الموثّق الفرضي صاحب الخط الحسن. دفن بالقباب. محمد بن الحبيب الدرعي وفيه توفي محمد بن الحبيب الدرعي مؤرخ درعة، له تأليف في تاريخ درعة كذا وجدت مقيدا عنه.

حوادث

حوادث انحباس المطر عن فاس ونواحيها وفي أواسط هذا العام الموافق لأوائل مارس العجمي سنة 1943 انحبس المطر عن فاس ونواحيها من أول مارس المذكور إلى خامس عشر أبريل وحصل للناس ضرر من ذلك، فأقاموا صلاة الاستسقاء بمصلى باب الفتوح وصلى بهم الشيخ علي بن الشيخ الطيب بن الشيخ العربي الدرقاوي الحسني الآتي الوفاة عام خمسة وستين وثلاثمائة ألف، وذلك يوم الخميس تاسع ربيع الثاني عامه، وبإثر ذلك نزل المطر والحمد لله. إلقاء القبض على بعض الوطنيين بفاس وفي آخر جمادى الأولى ألقي القبض على الأخ محمد الرشيد بن علي بن الطيب الدرقاوي الحسني، وعلى محمد إبراهيم بن الشيخ أحمد الكتاني الحسني وغيرهما بدعوى أن لهم يدا مع الدولة الألمانية المحتلة آنذاك لعاصمة باريز، مع أن هذه الدعاوي الكاذبة لا أصل لها، وبعد مدة قليلة أحيلوا على المحكمة العسكرية الفرنسية.

عام ثلاثة وستين وثلاثمائة وألف

عام ثلاثة وستين وثلاثمائة وألف أحمد بن محمد الصبيحي في أواسط محرم توفي أحمد بن محمد الصبيحي السلاوي. كانت ولادته عام ثلاثمائة وألف، وكان علامة مشاركا مقتدرا، تولى النظارة في عدة جهات بالمغرب له باكورة الزبدة في تاريخ أسفي وعبدة؛ وله رحلة إلى الحج؛ وتاليف في بعض عوائد أهل المغرب؛ وجمع بعض بعض أمثال أهل مدينة سلا، إلى غير ذلك من التآليف. توفي ببلده وكان ينتحل الشعر. وربما أجاد. له ترجمة في سل النصال مع صورته. عبد العزيز بن الحسن بو طالب وفي مظاهرة دامية بفاس أصيب عبد العزيز بن الحسن بو طالب الحسني، الأستاذ المطلع الجامع بين اللغتين مع تيقظ وانتباه، الوطني المدافع عن بلده ودينه بكل جد وحماس ضرب أثناء المظاهره بالرصاص في وجهه وحمل إلى داره فلفظ نفسه الأخير شهيدا دفن بروضة الشيخ علي بن أبي غالب بحومة صريوة داخل باب الفتوح. حبيب الله الشنجيطي وفي ثامن صفر توفي حبيب الله الشنجيطي الشهير العلامة الكبير. توفي بمصر. له مؤلفات، منها زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم. عبد الكريم بن محمد الوزاني وفي أواخره توفي عبد الكريم بن محمد بن المكي الوزاني الحسني، من شرفاء أهل وزان الطيبين. قال في ذكريات من ربيع الحياة (ص.92) الشريف الكريم الأخلاق الطيب الأعراق القليل النظير في الكرم والجود. دفن بضريح جده هناك. محمد بن عثمان القبلي وفي أوائل ربيع الأول توفي محمد بن عثمان القبلي الحسني بمدينة سطات، كان علامة مطلعا مشاركا كاتبا مقتدرا مشتغلا بإدارة الأحباس بفاس، ثم نقل إلى الرباط بوزارة الأحباس، وتوفي بسطات الذي ذهب إليها لصلة الرحم. له ترجمة في سل النصال. عبد الرحمان بن بناصر بريطل وفي خامس ربيع الثاني توفي عبد الرحمان بن بناصر بريطل الرباطي. كان علامة مشاركا نوازليا مطلعا، تولّى القضاء في عدة نواح من المغرب، وأخيرا قضاء مدينة أزمور، وقبل ذلك مدينة العرائش والجديدة وقبيلة المذاكرة وأولاد حريز وغير ذلك. بلغني أن له نوازل في مجلدين. توفي بالرباط ودفن بالزاوية الوزانية هناك.

المهدي بن محمد غريط

المهدي بن محمد غريّط وفي ربيع الثاني توفي المهدي بن محمد غريّط الأندلسي المراكشي. كان كاتبا مقتدرا، ولي وزارة الخلافة بمدينة مراكش مدة إلى أن توفي بها. أحمد بن العياشي سكيرج وفي يوم الأحد ثالث وعشري شعبان توفي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج الأنصاري، قاضي مدينة سطات، العلامة المشارك المطلع المدرس الناظم الناثر، له عدة تآليف مختلفة جامعة طبع البعض منها على الحروف، منها صرف الجامعة؛ وشرحها؛ ورياض السلوان فيمن اجتمعت بهم من الأعيان؛ وكشف الحجاب عمن تلاقي مع القطب التجاني من الأصحاب؛ ورفع النقاب بعد رفع الحجاب؛ ومنهل الورود الصافي في علم العروض والقوافي؛ ونظم نقاية السيوطي؛ ونظم شفا القاضي عياض. وله عدة دواوين، إلى غير ذلك من التآليف المفيدة. كان يعتقد الطريقة التجانية ويشيد بها ويؤلف في التنويه بها، والترجمة لأصحاب الشيخ التجاني، وبلغني أنه كان في مجلس من العلماء فصار البعض منهم ينقّص من قدر الشيخ التجاني فلما سمع ذلك منه قام وقال حرام الجلوس في محفل ينقص من قيمة الشيخ التجاني وأقسم ألا يجلس هناك. توفي بمراكش في أحد مستشفياتها، ودفن داخل قبة الشيخ عياض. له ترجمة في سل النصال. محمد بن عبد السلام البريهي وفي يوم الأربعاء سادس وعشري شعبان توفي محمد بن عبد السلام البريهي، ينتمي إلى شعبة الوداغير الحسينيين بفكيك. رئيس المطربين بمدينة فاس بل والمغرب كله، وحامل راية الطرب الأندلسي، فكل من له ذوق سليم وسمعه يطرب مع أهل جوقنه المختارين تأثر وظل صامتا منصتا بالرغم على أنفه وكأنّ روحه انفصلت عن جسمه. دفن بالقباب، وتقدمت وفاة والده عام أحد عشر وثلاثمائة وألف. محمد بن محمد القادري وفي يوم الخميس سابع وعشري شعبان توفي محمد-ضمّا-بن الشيخ محمد-فتحا- القادري الحسني. كانت ولادته عام تسعة وتسعين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام أحد وثلاثين وثلاثمائة وألف. كان خطيبا بمسجد باب عجيسة من وفاة والده. ترجمة في سل النصال. عبد الله بن إدريس الفضيلي وفي الساعة الثالثة والثلث من صباح يوم الأحد رابع وعشري شوال ختمت أنفاس الشيخ عبد الله بن إدريس بن أحمد العلوي الشهير بالفضيلي. كانت ولادته عام أحد وتسعين ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام ستة عشر وثلاثمائة وألف. الشيخ الإمام حامل راية المحققين والمدققين من علماء القرويين في وقته، المشارك الثاقب الذهن، يدرك العاني الدقيقة،

محمد بن العربي أشرقي

المدرس النفاعة شيخ الجماعة في وقته. تولى قضاء مدينة الجديدة ورياسة المجلس العلمي مدة. دفن بروضتهم بالقباب. له ترجمة واسعة في سل النصال مع صورته. محمد بن العربي أشرقي وفي أوائل حجة توفي محمد بن العربي أشرقي، من أولاد أشرقي المعروفين بفاس، وأصلهم من تلمسان. علامة مشارك مدرس أدرج في النظام القروي يدرس فيه علوم الآلة، فكان مقبولا عند الطلبة. له ترجمة في سل النصال. محمد بن الحسن الدرعي وفيه توفي محمد بن الحسن الدرعي، له تاريخ درعة يقع في جزء وسط، فرغ منه عام خمسة وخمسين وثلاثمائة وألف. صالح بن أحمد الصالحي وفيه توفي صالح بن أحمد الصالحي السوسي، أديب شاعر مطلع، ترجمته في كتاب المعسول. صالح مّيسة الجزائري وفي حوالي هذا العام توفي محمد-فتحا-صالح مّيسة الجزائري، الأستاذ الأديب المطلع الكاتب، المقتدر له مجلة يصدرها كل شهر تسمى مجلة المغرب استمر صدورها نحو أربعة أعوام، ثم حجبت. توفي بالدار البيضاء. إدريس بن أحمد العلمي وفيه توفي إدريس أحمد العلمي الحسني. كان يقول الجيد من نظم الملحون المعروف بعلم الموهوب، وقد أكثر من حفظه قصائده أصحاب الملحون المطربون لسلاسة تعبيره وحسن أسلوبه ولعله من أهل فاس. كتبت ذلك عن نشرة التلفزة بالمغرب. أحمد بن مبارك الرسموكي وفيه توفي أحمد بن مبارك الرسموكي، العلامة الكبير، والشيخ الشهير، بالقطر السوسي. له ترجمة واسعة في كتاب المعسول. محمد بن محمد ابن أبي عبد الله وفيه توفي محمد بن محمد ابن أبي عبد الله المراكشي دارا ومنشأ السوسي أصلا، الفقيه العلامة المطلع الأديب. كان كاتبا مع الوزير المقري بالصدارة، ومع الوزير الحجوي، ثم تولي نظارة الأحباس الكبرى بمراكش وتوفى عليها. له ترجمة في سل النصال.

حوادث

حوادث عريضة 11 يناير 44 للمطالبة بالاستقلال وفي رابع عشر محرم موافق حادي عشر يناير سنة أربع وأربعين وتسعمائة وألف قدم الوطنيون إلى جلالة الملك محمد الخامس وإلى ممثل فرنسا وإلى دول الحلفاء عريصة تطالب باستقلال المغرب، وطيلة شهر يناير من هذه السنة والوفود من مختلف أنحاء المغرب ترد على قصر جلالة الملك بالرباط حاملة عرائض التأييد مدلية بمئات الآلاف من الإمضاءات. ولما رأت الإدارة ذلك أجابت عن ذلك يوم تاسع وعشري يناير المذكور باعتقال الحاج أحمد بلافريج الأمين العام بتهمة غريبة وهي الاتصال بالعدو الألماني، وكذلك محمد اليزيدي وغيرهما من أكابر الوطنيين. فقامت عدة مظاهرات عنيفة بفاس والرباط وسلا وغيرها من مدن المغرب. وأسفرت المظاهرات عن مئات من القتلى وعدد كبير من الجرحى، ووقع اعتقال أزيد من خمسة آلاف وطني شخص في مختلف بوادي المغرب وحواضره، وكابد الوطنيون أشد أنواع العذاب والحرمان في معسكرات الاعتقال الفرنسي، وحكم على بعضهم بالإعدام ونفذ ذلك صبيحة يوم عيد المولد النبوي الشريف، وحكم على عدة أفراد بالأشغال الشاقة وأرغم وزيران على استقالتهما وهما محمد بن العربي العلوي وزير العدل وأحمد بن عبد الرحمان بركاش وزير الأحباس، وأوقف على العمل الإداري كلّ من تشمّ منه رائحة الوطنية. وفي صباح يوم الخميس ثاني وعشرى منه أصبح منشورا في الجرائد باللغة الفرنسية أن المقيم العام أذاع خطابا مضمنه أن طلب الاستقلال لا مبرر له، وأن فرنسا ما زالت لم تستكمل مهمتها بالمغرب وأن حماية ثلاثين سنة لا تكفي للمغرب في نهوضه وعلى أن فرنسا كانت تفكر في إصلاح المحاكم العدلية وإصلاح المحاكم البدوية وإصلاح التلعيم والفلاحة ومن الآن فصاعدا شرعت في إصلاح ذلك تحت مراقبة أربع لجن لكل لجنة سلطتها في حدود اختصاصها. حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال وفي هذه المدة الأخيرة أبدل كلّ من الحزبين الوطنيين اسمهما، فالحزب الذي كان يرأسه الأستاذ محمد علال الفاسي سمي نفسه حزب الاستقلال؛ والحزب الذي يرأسه الأستاذ محمد ابن الحسن الوزاني سمي نفسه حزب الشورى والاستقلال، واشتهر كل منهما باسمه الجديد.

عام أربعة وستين وثلاثمائة وألف

عام أربعة وستين وثلاثمائة وألف الطيب بن العباس الفاسي وفي ثامن محرم الحرام توفي الطيب بن العباس الفاسي الفهري الذي كان ناظرا بمدينة وجده ومراكش. تقدمت وفاة والده عام سبعة وعشرين وثلاثمائة وألف. بلقاسم بن مسعود السوسي وفي تاسع عشر محرم توفي بلقاسم بن مسعود بن علي السوسي، علامة مشارك وشيخ شهير بالقطر السوسي، درّس وأفاد، له عدة تلامذة وكان يقول الشعر. ترجمته في كتاب المعسول. محمد بن أحمد ابن الحاج السلمي وفي الساعة الثامنة ليلا من يوم الأربعاء ثاني صفر توفي محمد بن أحمد بن محمد ابن الشيخ حمدون ابن الحاج السلمي المرداسي، العلامة المشارك الحافظ المحدث المدرس النفاعة. أدخل إلى الدراسة بالنظام القروي من أوله، له فهرست في مجلد؛ وله اليواقت السنية المهداة للحضرة العراقية، عرف فيها وشيخنا وشيهنا محمد بن رشيد العراقي الحسيني المار الوفاة عام ثمانية وأربعين وثلاثمائة وألف، إلى غير ذلك من التآليف. دفن بروضة بدرب أبي يعلي من طالعة فاس، له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن محمد ابن عبد الله وفي ثامن عشر صفر توفي محمد بن محمد بن الحسن ابن عبد الله، من أولاد ابن عبد الله المعروفين بفاس. علامة مشارك، أستاذ مجوّد يحفظ السبع علما وعملا، من آخر من أتقن هذا الفن وخاض فيه. دفن بالقباب، له ترجمة في سل النصال. محمد بن عثمان المسفيوي وفي منتصف ربيع الأول توفي محمد بن عثمان المسفيوي المراكشي رئيس الجامعة اليوسفية بمراكش. قرأ بمصر وله تآليف، منها الجامعة اليوسفية بمراكش في تسعمائة سنة، في ثلاثة اسفار طبع الجزء الأول منها؛ وله غير ذلك من التآليف توفي ببلده مراكش بعد ما كان قد جعل مأدبة عشاء فاخرة لرجال الحكومة بمراكش، وبعد تناول العشاء معهم صاروا يشربون الشاي، وإذا به أصابته سكتة قلبية وهو في وسطهم، فذهب غير ما سوف عليه. أحمد بن محمد اليزيدي وفي رابع وعشري ربيع الأول توفي أحمد بن محمد اليزيدي السوسي، كان علامة مشاركا شاعرا أديبا مجيدا مدرسا شهيرا في بلده، ترجمته في كتاب المعسول.

محمد بن محمد ابن علي الدكالي

محمد بن محمد ابن علي الدكّالي وفي يوم الجمعة سادس جمادي الثانية توفي محمد بن محمد ابن علي الدكالي السلاوي العلامة المشارك المطلع المؤرخ الشهير المؤلف الكبير، له الإتحاف الوجيز المهد للمولى عبد العزيز في مدينة سلا؛ وله أدواح البستان في أخبار العدوتين ومن درج فيهما من الأعيان؛ وضوء النبراس في محاسن مدينة فاس؛ وأنساب أهل العدوتين سلا والرباط؛ وتخليد المآثر وتقييد المفاخر بترجمة الشيخ شهاب الدين أحمد ابن ناصر، عرف فيه بشيخه أحمد بن خالد الناصري صاحب كتاب الاستقصا المار الوفاة عام خمسة عشر وثلاثمائة وألف؛ وله الدرة اليتيمة في أخبار شالة الحديثة والقديمة؛ ورسالة في أخبار جامع حسان بالرباط؛ وضريح الدلالة في صحة نسب من سكن دكالة؛ وإتحاف أشراف الملا ببعض أخبار الرباط وسلا نظما؛ والسراج الوهاج والكوكب المنير من عند صاحب التاج مولانا أمير المومنين، في الفيل الذي دخا المغرب زمن المولى الحسن؛ ورسالة في السكك الإسلامي؛ ورسالة في تاريخ المغرب القديم؟؟؟؛ ورسالة في الحسبة في الإسلام؛ ورسالة في أحوال اليهود قديما وحديثا؛ ورسالة في بني وطاس ملوك المغرب؛ وله بغية المستفيد في إعراب قام زيد، إلى غير ذلك من التآليف والتقاييد. توفي ببلده ودفن. له ترجمة واسعة في سل النصال مع صورته. محمد بن أبي شعيب بوعشرين وفي ليلة الخميس ثاني وعشري جمادى الثانية توفي محمد بن أبي شعيب بوعشرين الأنصاري، العلامة المشارك المطلع المحقق المدقق المدرس، تولى قضاء عدة قبائل بالمغرب، وأخيرا قضاء مدينة سطات، وبها توفي. له تآليف عديدة، منها حاشية على شرح محمد بن الحسن بناني على سلم الأخضري في المنطق؛ وله الأحكام الزيدانية، إلى غير من التآليف توفي بمدينة سطات، له ترجمة في سل النصال مع صورته. أحمد النور لعلو الجزائري وفي رجب توفي أحمد النور لعلو، أصله من الجزائر. كان مدرسا بمدرسة الباشا الأكلاوي بمراكش، أديبا مشاركا. توفي بمراكش. عبد الله بن العباس القباج وفي يوم الخميس ثاني شعبان توفي عبد الله بن العباس القباج، من أولاد القباج المعروفين بفاس، نزيل سلا، الشاعر المطبوع والفحل المعروف، سيّال القريحة المكثر المجيد. له مساجلات طوال مع جل فحول وقته وشعراء إبانه، وله الغرر الفريدة مدحا وهجوا. وأخبرت ان له دواوين أكبرها في مجلدين.

محمد بن عبد المجيد أقصبي

محمد بن عبد المجيد أقصبي وفي عشية يوم الأحد ثاني وعشري شعبان توفي محمد بن عبد المجيد أقصبي، من أولاد أقصبي المعروفين بفاس، علامة مشارك مدرس يحضر درسه جميع نجباء طلبة الوقت لا يملّون حديثه وإملاءه، ولا يفهمه من لم يطالع الدرس ويعده. تولى التدريس بالمدارس الثانوية بفاس، ثم مدارس أولاد السلطان بالرباط، ثم عيّن عضوا في مجلس الاستناف الشرعي. له تآليف، منها تحفة الفئة المبتغية لحل أقفال الرسالة الفتحية في علم التوقيت في مجلدين؛ والنور اللائح في شرح ابن القاصح في القراءات؛ وحاشية على شرح المنية للإمام ابن غازي في الحساب؛ والمنح الوافية على الألفية؛ والفوائد النحوية، إلى غير ذلك من التآليف وهي كثيرة. توفي بالرباط. له ترجمة في سل النصال. محمد بن عمر ابن تاويت وفي رابع رمضان توفي محمد بن عمر ابن تاويت التطواني نزيل مدينة طنجة، الفقيه الجليل المشارك، أخذ عنه الأخ الشيخ داود وذكره في تاريخ تطوان، وهو والد الأستاذ الشهير محمد ابن تاويت الطنجي الباحث الشهير دفين تركيا. أحمد بن محمد الشامي وفي يوم الثلاثاء تاسع عشر رمضان توفي أحمد بن محمد الشامي الخزرجي. كانت ولادته عام تسعة وسبعين ومائتين وألف، تقدمت وفاة والده عام ثلاثين وثلاثمائة وألف. علامة مشارك مطلع فصيح حطيب، تولى التوريق بكرسيّ الخصة من جامع القرويين ظهر الصومعة، وأدرج مدرسا بالنظام القروي في الطبقة الأولى من أول تأسيسه، يدرّس التاريخ والآداب. دفن بروضتهم بالقباب، له ترجمة مطولة في سل النصال مع صورته. محمد بن المفضل غرّيط وفي سابع شوال توفي محمد بن المفضل بن محمد غرّيط الأندلسي الغرناطي، كانت ولادته عام ثمانية وتسعين ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام أربعة وأربعين وثلاثمائة وألف، خاتمة الأدباء بالديار المغربية، وآخر من كتب وقال الشعر على النمط الأندلسي بإحادة وإتقان. كان عالما مشاركا مبدعا حلو الكتابة والشعر، إذا رأيت أثرا له أقبلت على قراءته بتلهف من غير تعب ولا ملل، وخصوصا إذا رأيت ذلك بخطه الجميل. وله فواصل الجمان بمن جمعني وإباه الزمان، يريد في فاس على نمط قلائد العقيان، طبع؛ وله أدب المجالس نظما تكلم فيه على تاريخ الأندلس والمغرب؛ وله الرخيص والثمين واليسار واليمين: وهو ديران شعره في سفرين؛ وله ذيل عليه سماه الغث والسمين في ذيل الرخيص والثمين؛ وله محاضرة النديم بالموجز النظيم؛ وله ذبل عليه سماه تزيين المسامرة في تذييل المحاضرة؛ ونزهة المجتلى في أبناء أبي الحسن علي، وهو نظم في الدولة العلوية؛ وله الصادح المعرب في أمداح قطب المغرب؛ وله وسيلة المحتدي في مدح الجناب الأحمدي ومن بهداه يتهدي؛ ومجموعة النزر النصير من إنشاء الفقير إلى الكثير؛ إلى غير ذلك من التآليف والأنظام. دفن بالقباب، له ترجمة في سل النصال مع صورته.

إدريس بن أحمد العلوي

إدريس بن أحمد العلوي وفي يوم الخميس عاشر شوال توفي إدريس بن أحمد العلوي، عالم مشارك. دفن بالقباب. أحمد بن العباس التازي وفي يوم الاثنين ثاني وعشري قعدة توفي أحمد بن العباس بن أحمد التازي تقدمت وفاة والده عام سبعة وثلاثين وثلاثمائة وألف، علامة مشارك مطلع تولى القضاء بأحواز الدار البيضاء مدة، وبها توفي، وقد أصيب بمرض في آخر عمره فقد بسببه توازنه. له ترجمة في سل النصال مع صورته. الغالي بن العربي ابن عمرو وفي يوم الجمعة سادس وعشري قعدة توفي الغالي بن العربي ابن عمرو الحسني، العلامة المشارك المدرس، تولى النيابة عن قاضي مقصورة السماط بفاس مدة، والإمامة بجامع القرويين بالنيابة. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن قاسم السرغيني وفي صباح يوم السبت سابع وعشري قعدة الحرام توفي محمد بن قاسم السرغيني بمدينة آسفي، ذهب إليها من فاس لأجل صلة الرحم مع بعض أقاربه فتوفي هناك. كان خيرا دينا صالحا مقدما بزاوية الشيخ الحراق بحومة المخفيّة مدة إلى أن توفي، يشار إليه بالخير والدين. عبد الكريم بن الطيب الدرقاوي وفي يوم عرفات تاسع ذي الحجة عامه على الساعة الواحدة توفي عبد الكريم ابن الشيخ الطيب بن الشيخ العربي الدرقاوي الحسني عن نحو سبع وثمانين سنة، الولي الصالح. ودفن في بني زروال بزاويتهم، يوم عيد الأضحى على الساعة العاشرة. ترجمة في سل النصال. علي بن أحمد السوسي وفيه توفي الحاج علي بن أحمد السوسي. كان عالما مشاركا. له تأليف في أخبار الحاج الحسن الإفراني المار الوفاة عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف. أحمد الغنيمة وفيه توفي أحمد الغنيمة التطواني، وزير الخليفة بها، العالم الشهير، وبها دفن. إبراهيم بن مبارك البصير وفيه توفي إبراهيم بن مبارك البصير السوسي، شيخ جليل وعالم كبير، وهو من أشياخ المختار السوسي، له ترجمة في كتاب المعسول. محمد سالم بن عبد الفتاح الصحراوي وفيه أو قريب منه توفي محمد سالم بن عبد الفتاح الصحراوي. كان عالما مطلعا أديبا شاعرا، ترجمة في كتاب المعسول.

علي بن صالح السوسي

علي بن صالح السوسي وفيه توفي علي بن صالح بن أحمد السوسي الأديب الشاعر المطلع، يقول الشعر عن قلة مع الإجادة. كانت ولادته عام ثمانية وثلاثمائة وألف، ترجمته في كتاب المعسول. إدريس بن أحمد العلوي وفيه توفي إدريس بن أحمد العلوي الحسني. من سكان فاس الجديد، الأجل المتبتل صاحب كلام الملحون، وكان إماما بجامع السوق الذي يعرف بجامع المفلقة هناك. يدرك المستمع إلى قصائده أنه من فحول شعراء الملحون لما فيها من وعظ وإرشاد واعتقاد سليم. دفن خارج باب المحروق. حوادث انحباس المطر بالمغرب انحبس المطر بالمغرب كله من أواسط محرم إلى ثالث وعشري ربيع الأول موافق مارس سنة خمس وأربعين وتسعمائة ميلادية فاستأذن الناس-جلالة الملك-في صلاة الاستسقاء، فأذن لأهل فاس وصلى بهم الشيخ علي بن الشيخ الطيب العربي الدرقاوي الحسني الآتي الوفاة عام خمسة وستين وثلاثمائة وألف وذلك يوم الخميس رابع وعشري ربيع الأول، ثم صلى بهم أحمد ابن محمد العمراني الحسني يوم الاثنين سابع وعشرين منه فأكثر في خطبته من الأحاديث الضعيفة مع أنه محدث والأمر لله. وفي متم الشهر المذكر صلّى بهم محمد بن محمد ابن عبد السلام الطاهري الصقلي الحسيني، ثم محمد بن عبد الواحد ابن سودة في يوم الاثنين رابع ربيع الثاني ثم في يوم الخميس بعده السابع منه صلى بهم الحسن بن محمد بن العباس العلوي الآتي الوفاة عام تسعة وستين وثلاثمائة وألف، ثم في الثامن منه صلّى بهم محمد الشريف بن علي التكناوتي الحسني، ثم وقع المنع من أصحاب الحكومة، وفي كل ذلك لم ينزل المطر في هذه السنة أصلا، فكانت المجاعة العظمى وانتشرت الحمى المعروفة بالتيفوس ومات بسببها خلق كثير داخل المدينة وخارجها مرضا وجوعا، وصار هذا العام يعرف بعام التيفوس إلى الآن والأمر لله. حريق بوسط العطارين من فاس وفي ليلة الإثنين سابع وعشري ربيع الأول وقع حريق بوسط سوق العطارين من فاس، وتسربت النار إلى طرف من سوق التليس مع طرف من سوق الحنّاء وباب المجادليين وتربيعة مجاورة بأجمعها، فكان ما أحرق من الحوانيت نحو مائة وعشرين حانوتا، وضاع بسبب ذلك أموال كثيرة.

إطلاق سراح الوطنيين

إطلاق سراح الوطنيين وفي أوائل شعبان أطلق كلّ من كان قد وقع عليه القبض عليه في حوادث سنة أربع وأربعين وتسعمائة وألف من الوطنيين، وممن وقع إطلاق سراحه من العلماء الشيخ محمد ابن العربي العلوي والشيخ محمد بن عبد الرحمان العراقي الحسيني والشيخ أحمد بن عبد الله الشبيهي الحسني وغيرهم. عزل الباشا التازي وفي آخر شوال عزل باشا مدينة فاس محمد-ضمّا-بن محمد-فتحا-التازي وتولى مكانه الحاج الفاطمي بن محمد ابن سليمان الأندلسي لتشدد التازي رجال السياسة المغربية بفاس وسجنه لأكثرهم بلا سبب يوجب العقوبة والتنكيل بهم وبمن انتمى إليهم.

عام خمسة وستين وثلاثمائة وألف

عام خمسة وستين وثلاثمائة وألف محمد بن عبد الله الشنجيطي البيضاوي في حادي عشر محرم توفي محمد بن عبد الله الشنجيطي البيضاوي، العلامة المطلع الشاعر المكثر مع الإجادة، تولى التدريس في عدة ثانويات، ثم القضاء في عدة مدن وأخيرا تولى باشوية تيزنيت. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن محمد القبّاب وفي ليلة الثلاثاء خامس وعشري محرم توفي محمد بن محمد-ضمّا-فيهما-القبّاب المكناسي الدار، الأستاذ المجود العالم العلامة. كان يحفظ السبع مع تجويد وإتقان في ذلك. دفن بزاوية عيساوة ببلده مكناس. محمد بن الطيب القادري وفي تاسع وعشري محرم توفي محمد بن الطيب القادري الحسني في عنفوان شبابه، شعلة ذكاء وفطنة. أقيمت له حفلة تأبين بعد الأربعين من يوم وفاته، أظهر فيها أقرانه النبوغ الفني في المغرب بالمقالات الطنانة والأشعار الحزينة. محمد بن مصطفى العلوي وفي صبيحة يوم الأحد سادس عشر صفر توفي محمد-فتحا-بن مصطفى بن عبد الرحمان بن السلطان المولى سليمان العلوي الحسني. كانت ولادته عام أربعة وعشرين وثلاثمائة وألف، علامة مشارك أحد المدرسين بالنظام القروي. دفن بروضة العبدلاوين بالقباب. أحمد بن العربي بو نضاضر البلغيثي وفي يوم الجمعة مهل ربيع الأول توفي أحمد بن العربي العلوي البلغيثي الحسني، الفقيه العدل الموثق الوجيه المحترم. دفن بزاوية ماء العينين بدرب السراج بالطالعة. كان يدعي مولاي أحمد بو نضاضر، لأنه كان يزيل النظارة من عينيه لضعف وقع له فيهما. محمد بن محمد عمّور وفي يوم الأحد سابع ربيع الأول توفي محمد بن محمد عمّور، من أولاد عمّور المعروفين بفاس، وفرقته تعرف بالهبيّ، عن سن أكثر من مائة. تولى الكتابة مع المولى الحسن ومع أولاده إلى أن أحيل على التقاعد. كانت ولادته عام اثنين وستين ومائتين وألف. له مشاركة ومعرفة لعله دفن بالقباب.

أحمد بن مسعود العلوي

أحمد بن مسعود العلوي وفي يوم الجمعة خامس ربيع الأول توفي أحمد بن مسعود العلوي الحسني، له مشاركة واستحضار وتثبت، ولي القضاء بقصبة مراكش إلى أن توفي عليها هناك. كانت ولادته عام خمسة وتسعين ومائتين وألف، وما في كتاب المعسول للشيخ المختار السوسي الإلغي (جزء 16، ص-61) من أن أباه محمد وأنه توفي عام خمسة وسبعين وثلاثمائة وألف كله سبق قلم، فإن ما ذكرته من وفاته هو الواقع. أنظر كتابنا سل النصال فانّ له ترجمة به. محمد بن العابد العراقي وفيما بين العشاءين من يوم الأحد سابع ربيع الأول توفي محمد بن العابد العراقي الحسيني عن نحو أربع وتسعين سنة، كان خيرا دينا صالحا، تولى الإمامة بضريح الشيخ أحمد التجاني بفاس أكثر من ثمان وخمسين سنة. دفن بالقباب. محمد بن عبد السلام الرّندة وفي يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الأول توفي محمد بن عبد السلام الرّندة الأندلسي الرباطي، العلامة المشارك المدرس النفاعة الصوفي المطلع. تولى القضاء بمدينة الرباط ثم رياسة الاستئناف ثم وزارة العدلية مدة وأخر عنها. له بعض التآليف والتقاييد، وجلّ تلامذته يلهجون بذكره وعلمه. توفي في بلده، له ترجمة في سل النصال مع صورته. أحمد بن أحمد الكشيمي وفيه توفي أحمد بن أحمد بن محمد الكشيمي السوسي، العلامة المشارك المدرس المطلع. ذكره الشيخ المختار في كتابه المعسول. أحمد بن عبد الله السوسي وفي ثاني ربيع الثاني توفي أحمد بن عبد الله بن أحمد السوسي الصوفي، تقدمت وفاة أخيه عام اثنين وخمسين وثلاثمائة وألف، العلامة الكبير، والشيخ الشهير، له ترجمة أيضا في كتاب المعسول. مصطفى ابن عزّوز الضرير وفي ثاني وعشري ربيع الثاني توفي مصطفى بن عزوز الرباطي الضرير، من المولعين بالعلم والبحث عنه. كان على فقد بصره له مجانة يعرف بها الأوقات متى أخرجها من جيبه. عبد الكريم بن العربي الشركي وفي خامس وعشري جمادى الثانية توفي عبد الكريم بن القائد العربي ولد أبي محمد الشركي. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة عشر وثلاثمائة وألف. تولى القيادة على قبيلة شراكة مدة وغيرها. كان شجاعا مقداما، له ذكر كبير في عهد المولى عبد العزيز والمولى عبد الحفيظ. توفي بفاس ودفن قرب داره بدرب الحرة في الطالعة.

أبو الشتاء بن الحسن الصنهاجي الغازي

أبو الشتاء بن الحسن الصنهاجي الغازي وفي يوم الثلاثاء ثاني وعشري رمضان توفي أبو الشتاء بن الحسن الصنهاجي الغازي، العلامة المشارك المدرس النفاعة، تولى التدريس بالنظام القروي، وله عدة تآليف، منها حاشية على شرح التاودي على التحفة؛ وحاشية على شرح اللاّمية؛ وتاليف في الفرائض إلى غير ذلك من التآليف التي تقرب من عشرين تأليفا. كذا بلغني. دفن بالقباب، وكانت ولادته عام تسعة وتسعين ومائتين وألف. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن الحسن العلوي وفي يوم الأحد تاسع عشر شوال توفي محمد بن السلطان المولى الحسن بن سيدي محمد الحسني العلوي. كان يعدّ من المرشحين للامارة عند وفاة المولى الحسن، ولكن الوزير احماد نقلها إلى المولى عبد العزيز كما هو معلوم، وهو الذي انتحل اسمه الثائر الجيلالي الزرهوني بو حمارة. توفي رحمه الله بالرباط ودفن بضريح والده المولى الحسن. علي بن الطيب الدرقاوي وفي عشية يوم الاثنين خامس قعدة توفي علي بن الشيخ الطيب بن الشيخ العربي الدرقاوي الحسني، العلامة المشارك المطلع المستحضر المدرس العامل بعمله، محيى السنة ومميت البدعة بأقواله وأفعاله. كان رحمه الله يمثل هدي السلف الصالح. أدخل إلى النظام القروي من أهل الطبقة الأولى وبقي يعدّ من أفراده إلى أن توفي. وفي آخر عمره ذهب من فاس إلى زاوية أسلافه ببني زروال وبها توفي ودفن قرب أبيه. كان رحمة الله لا يريد الدفن بفاس. له ترجمة واسعة في سل النصال مع صورته. عبد الرحمان بن علي ابن سودة وفي الساعة الثانية والنصف من يوم الجمعة خامس عشر قعدة توفي عبد الرحمان بن علي ابن عبد القادر ابن سودة. كانت ولادته عام اثنين وثلاثمائة وألف. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وثلاثين وثلاثمائة وألف، العلامة المشارك المطلع، له اليد الطولى في الإفتاء والنوازل، يعرف مظانّ المسائل ويستحضر بعضها، له ذهن ثاقب، كان يخطب شهرا واحدا وهو ذو الحجة من كل سنة بجامع أبي الجنود. دفن بروضة أولاد ابن سودة الكائنة برأس القليعة. له ترجمة في سل النصال. محمد بن الحسن الصنهاجي الغازي وفي يوم السبت سادس عشر حجة توفي محمد بن الحسن الصنهاجي الغازي، تقدمت وفاة أخيه هذه السنة. كان علامة مشاركا مطلعا مدرسا، تولى الدراسة بإحدى المدارس بفاس، وأخيرا عين عضوا بمجلس الاستناف الشرعي بالرباط، ودفن بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته.

عبد الرحمان مولاي الكبير ابن زيدان

عبد الرحمان مولاي الكبير ابن زيدان وفي الساعة الواحدة والنصف من يوم السبت حادي وعشري حجة توفي عبد الرحمان بن محمد ابن زيدان العلوي الحسني الإسماعيلي، عرف بمولاي الكبير، العلامة المشارك المطلع المعتني المشارك البحاثة الشاعر المؤرخ الكبير، الحجة الشهير، الكاتب المقتدر. له عدة تآليف مفيدة شهيرة، منها: إتحاف أعلام الناس بجمال حضرة مكناس، في عدة أسفار طبع منها خمسة أسفار؛ والدرر الفاخرة بمآثر العلويين بفاس الزاهرة؛ ومسامرة في بعض آثار العلويين بفاس؛ والمنزع اللطيف في التلميح بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف؛ والنهضة العلمية على عهد الدولة العلوية؛ والعز والصولة في معالم نظام الدولة، والعلائق السياسية بين الدولة العلوية والدول الأجنبية، واليمن الوافر الوفي في امتداح الجناب اليوسفي؛ وتبيين وجوه الاختلال في مستند إعلان العدلية رؤية الهلال؛ والنور اللائح بمولد الرسول الخاتم الفاتح؛ والمناهج السوية في تاريخ الدولة العلوية في مجلدين؛ وفهرست؛ وديوان؛ وله رحلة إلى سوس صغيرة، إلى غير ذلك من التآليف والأنظام. توفي بمكناس ودفن بالضريح الإسماعيلي هناك، وجعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من وفاته. له ترجمة واسعة في سل النصال مع صورته. المدني بن علي السوسي وفيه توفي المدني بن علي بن عبد الله السوسي الصالح، كان علامة أديبا شاعرا مشاركا، ترجمه الشيخ المختار السوسي في كتاب المعسول ترجمته واسعة. الحسن بن أحمد الرامي وفيه توفي الحسن بن أحمد الرامي، من أولاد الرامي المعروفين بفاس سدنة المولى إدريس رضي الله عليه، من الشباب الذين تخرجوا من المدارس الأجنبية مع نباهة وإخلاص، له مجمل جغرافية المغرب مع رفيقه أحمد التازي. تولى النظارة على أحباس ضريح المولى إدريس بعد وقاة والده إلى وفاته. دفن بروضة الأدارسة بباب بني مسافر في غالب الظن. أحمد بن أحمد التازي وفيه توفي أحمد بن أحمد بن محمد التازي، من أولاد التازي المعروفين بفاس، الفقيه الكاتب المقتدر المشارك، تولى مراقبة الأحباس بنظارة القرويين مدة، وكان له خط حسن لا يمل من رؤيته، ونسخ عدة مصاحيف، وكذلك نسخ الكتب الستة مع الموطّا والشفا، مع خيارة ودين. دفن بمقبرة الصقليين داخل باب عجيسة.

عام ستة وستين وثلاثمائة وألف

عام ستة وستين وثلاثمائة وألف الهادي بن عبد الواحد ابن المواز بعد ظهر يوم الأربعاء خامس عشر صفر توفي عبد الهادي المدعو الهادي بن عبد الواحد ابن المواز الحسني السليماني. تقدمت وفاة والده عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف، وأخيه عام أحد وأربعين وثلاثمائة وألف. علامة مشارك مدرس خطيب تولي خطابة مدرسة أبي عنان مدة إلى وفاته. دفن بزاوية بدرب الدرة من حومة الطالعة. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن التهامي ابن سودة وفي ليلة الأحد سابع عشر صفر توفي محمد بن التهامي بن التاودي ابن سودة، تقدمت وفاة جده عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف. كان عالما مدرسا توفي عن نحو الأربعين سنة في حياة والده. دفن بزاويتهم بالعقبة الزرقاء. إدريس بن عبد الرحمان الشرفي وفي يوم الأحد ثالث وعشري ربيع الأول توفي إدريس بن عبد الرحمان الشرفي الأندلسي، تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف. كان مشاركا مطلعا له الفهم الثاقب ينتحل الشعر ولكن لا يجيده. دفن بروضتهم بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد عاشور وفي يوم الأحد متم ربيع الثاني توفي الحاج محمد عاشور الرباطي. علامة مشارك مطلع، تولي العضوية بمجلس الجنايات بالرباط، والخطابة بسلطان وقته مدة إلى وفاته، توفي ببلده الرباط. محمد بن إدريس الحجرتي السجلماسي وفي يوم الخميس سابع عشر جمادى الثانية توفي محمد بن إدريس بن الشيخ محمد بن عبد الرحمان الفيلالي الحجرتي السجلماسي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف، وجده عام خمسة وسبعين ومائتين وألف. كانت ولادته عام اثنين وثمانين ومائتين وألف. العالم المشارك. أخذ عن عمه قاضي فاس والشيخ كنون والشيخ ابن الخياط والشيخ المهدي الوزاني وغيرهم. تولى رياسة الاستيناف الشرعي ثم قضاء قرية ابن سليمان وقرية سيدي قاسم، وأخيرا قضاء القنيطرة وبها توفي ودفن بالزاوية الدرقاوية بها. البشير بن المدني الناصري وفي خامس وعشري جمادي الثانية توفي البشير بن المدني الناصري. تقدمت وفاة والده عام ستة وثلاثمائة وألف، عالم مطلع.

الحسن بن بناصر التلمساني

الحسن بن بناصر التلمساني وفي صباح يوم الاثنين تاسع وعشري جمادى الثانية توفي الحسن بن بناصر ابن الحاج الداودي التلمساني الحسني. كانت ولادته عام سبعة عشر وثلاثمائة وألف. علامة مشارك شاعر مجيد مقتدر مدرس، كان يدرس بثانوية المولى إدريس بفاس، ثم تولى القضاء بقبيلة بني زروال مدة، وعلى قضائها توفي. له ديوان شعر. دفن قرب الشيخ ابن حرزهم بباب الفتوح. الحبيب بن عبد الرحمان الدرقاوي وفي الساعة الثامنة من صباح يوم خامس شوال توفي الشريف الجليل الولي لصالح الخير الذاكر الحبيب بن الشيخ عبد الرحمان بن الشيخ الطيب بن الشيخ العربي بن أحمد الدرقاوي الحسني، كان ممن يشار إليه بالخير والصلاح والدين المتين. تقدمت وفاة والده عام أربعة وأربعين وثلاثمائة وألف. توفي بزاوية بني زروال عن أربع وستين سنة، ودفن إزاء والده بني زروال. له ترجمة في سل النصال. علي بن عبد القادر العلمي الدمناتي وفيه توفي علي بن عبد القادر العلمي الدمناتي الحسني، العلامة المفتي القاضي بأحواز مراكش مدة. له شرح على الحكم؛ وشرح على صلاة شيخه محمد بن عبد الكبير الكتاني المسماة بالنموذجية، إلى غير ذلك من التآليف. توفي بمراكش. محمد بن أحمد المانوزي وفيه توفي محمد بن أحمد المانوزي السوسي نزيل مكناس، العلامة المشارك المطلع المستحضر، له تآليف، منها: تاريخ سوس ورجاله في ثلاثة أسفار، إلى غفير ذلك. توفي بمكناس. له ترجمة واسعة في كتاب المعسول وأخرى في سل النصال. إدريس بن محمد البوكيلي وفيه توفي إدريس بن محمد البوكيلي الحسني، العلامة المشارك المطلع الكاتب المقتدر، تقلب في عدة وظائف مخزنية، وأخيرا تولى قضاء مدينة الجديدة، وبها توفي. له ترجمة في سل النصال. الحسن بن عبد الرحمان الإيسي وفيه توفي الحسن بن عبد الرحمان الإيسي السوسي، كان يعد من علماء سوس وكانت ولادته عام تسعة وتسعين ومائتين وألف. ترجمته في كتاب المعسول. مسعود بن أحمد السوسي وفيه توفي مسعود بن أحمد بن إبراهيم السوسي. كان علامة مشاركا مطلعا أديبا شاعرا، ترجمته في كتاب المعسول أيضا.

الصديق الأجراوي المكناسي

الصديق الأجراوي المكناسي وفي توفي الصديق الأجراوي المكناسي، العالم الأستاذ المشارك، يحفظ السبع مع إتقان وتفنن. توفي ببلده. حوادث حادثة مفتعلة في الدار البيضاء وفي خامس عشر جمادي الأولى موافق سابع أبريل سنة 1347 وقع حادث بسيط في أحد أزقة الدار البيضاء فاستغلّه رجال الحماية لأجل عرقلة رحلة جلالة الملك محمد الخامس إلى مدينة طنجة التي كان على أهبة السفر إليها. وذلك أن بعض جنود فرقة سينيكال هجموا على المارة من المغاربة بدعوى أن بعضهم سبهم وصاروا يقتلون ويجرجون وفتكوا ببعض المرضى. ولما سئل المسؤولون عن ذلك أجابوا بأنهم لأعلم لهم بذلك وإنما فعل ذلك جنود سينيكاليون ستحقق معهم الحكومة وتعاقبهم. ولما وصل خبر ذلك إلى جلالة الملك لم يثن عزمه على مراده من الرحلة إلى مدينة طنجة، فسافر إليها بعد ذلك بثلاثة أيام، وكانت رحلة موفقة اعتبر خطابه الذي ألقاه بها حدثا بارزا في تاريخ المغرب وتاريخ الحماية وسياسة فرنسا التي تريد من المغرب فقد حياته بين الدول العربية، وأشاد في نفس الوقت بطموح شعبه إلي الحرية والاستقلال. رفع الراية المغربية فوق القصر الملكي بالرباط وفي أواخر جمادى الثانية موافق تاسع عشر مايو سنة 1947 رفعت الراية المغربية وحدها فوق القصر الملكي العامر بالرباط، وذلك في احتفال مؤثر حضره صاحب الجلالة الملك، لأنها كانت قبل ترفع مع العلم الفرنسي، وسمي ذلك اليوم بيوم الراية المغربية. التجاء الزعيم محمد بن عبد الكريم إلى مصر وفي أوائل رجب موافق شهر يونيو سنة 1947 وصل الزعيم الأكبر المجاهد الأشهر الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي العمري إلى عاصمة مصر القاهرة بعد ما بقي في منفاه هو وإخوانه وعائلته أكثر من عشرين عاما كما تقدم. وسبب دخوله إلى القاهرة حسبما ذكرت الأخبار أمر عجيب، ذلك أن الحكومة الفرنسية أصدرت أمرا بنقله من منفاه بالجزيرة التي كان فيها إلى محل عينته بفرنسا. فلما وصل إلى ميناء بور سعيد طلب من رئيس الباخرة التي كانت تقلّه أن ينزل إلى بور سعيد لأجل التفسح به ساعات لأن الباخرة قررت الوقوف بالميناء مدة، فأذن له رئيس الباخرة بالنزول وحينما نزل طلب من حاكم بور سعيد الإذن له من ولاة مصر بالبقاء في التراب المصري، فأذن له ذلك. وبينما رئيس الباخرة ينتظر رجوع ابن عبد الكريم إلى الباخرة إذا به يجد السجين قد صار حرا طليقا وأراحه الله من قيود الاستعمار. وأما

مطالبة حزب الشورى والاستقلال بالدستور

الحكومة المصرية فقد اعتنت بالأمير وأهله اعتناء كبيرا وهيأت له كل ما يحتاج إليه من مؤونة وسكنى بمحل رفيع بمصر القاهرة. مطالبة حزب الشورى والاستقلال بالدستور وفي آخر هذه السنة أعلن حزب الشورى والاستقلال الذي يرأسه الزعيم محمد بن الحسن الوزاني المطالبة بالدستور للمغرب، وقدّم طلبه إلى جلالة الملك محمد الخامس وإلى رجال الحماية، وصار يحتج على طلبه ويبين للشعب المغربي فوائده وحسن مستقبله، وهذا الطلب هو المعروف بطلب 23 شتنبر سنة 1947.

عام سبعة وستين وثلاثمائة وألف

عام سبعة وستين وثلاثمائة وألف أحمد ابن الفضيل المراكشي في أواسط محرم توفي أحمد بن الفضيل المراكشي، الأستاذ الجليل العالم الفاضل، أحد المدرسين بالقسم الديني بجامعة ابن يوسف بمراكش. محمد بن إبراهيم السعداني وفي سادس وعشري محرم توفي محمد بن إبراهيم السعداني الحسني، الفقيه العدل الموثق المشارك الذاكر الخير الصالح، من آخر من مثّل العدالة على وجهها، كان يجلس في جانوت وحده وإذا أتى عنده من يريد الإشهاد اختار لنفسه من يشهد معه من العدول وكان غالب إشهاده الأصدقة، لأن أهل فاس يتيمنون به ويتبركون بذلك ويطلبون دعاءه. كانت ولادته في ربيع الأول عام خمسة وتسعين ومائتين وألف، ودفن بمقبرتهم الكائنة قرب عوينة الشماع خارج باب الفتوح. له ترجمة في سل النصال. محمد بن أحمد العلوي وفي يوم الجمعة ثامن وعشري محرم على الساعة السادسة توفي محمد بن أحمد بن إدريس بن الشريف بن المهدي ابن أحمد ابن المهدي مرتين بن السلطان الشهير المولى إسماعيل العلوي الحسني، عن قضاء مكناسة الزيتون وبها توفي. الشيخ العلامة المشارك الحجة المطلع المحقق تولى القضاء بمقصورة السماط بفاس مدة وبوزان، وأخيرا بمكناس. توفي إثر رجوعه من الحج. له تآليف وتصانيف مفيدة دالة على علمه واطلاعه، منها تعليق على الموطا لم يكمل؛ وشرح الحديث الأول من صحيح البخاري؛ وشرح الحديث الأخير منه؛ وله نوازل في مجلدين؛ وإتحاف النبهاء الأكياس بتحرير فائدة مناقشة القضاة للأوصياء بفاس؛ وتوضيح طريق الإرشاد لحسم مادة الإلحاد؛ وتكميل المرام وهو شرح على الهمزية للشيخ ابن زيدان المسماة كفاية المحتاج في مدح صاحب اللواء والتاج، في مجلدين؛ وتحرير المقال في منع ما ادّعاه جمال الدين ابن مالك على متى من الإهمال، إلى غير ذلك. كانت ولادته عام ثمانية وثمانين ومائتين وألف. دفن بالضريح الإسماعيلي بمكناس. له ترجمة موسعة في سل النصال مع صورته. الطاهر بن محمد المنجرة وفي سادس صفر توفي الطاهر بن محمد المنجرة الحسني، من نسل الشرفاء السعديين ملوك المغرب سابقا، الشيخ الجليل المتبتل العالم المتصوف. دفن من يومه بروضة الشيخ أبي المحاسن يوسف الفاسي بأعلى القباب. له ترجمة في سل النصال.

محمد بن عبد الكريم التازي

محمد بن عبد الكريم التازي وفي ثاني ربيع الثاني توفي محمد-فتحا-بن عبد الكريم التازي، من أولاد التازي المعروفين بفاس. توفي بمدينة طنجة لكونه كان مندوبا بها. تقدمت وفاة أخيه عام أربعة وخمسني وثلاثمائة وألف. تولى أولا حسبة فاس مدة، ووزارة المالية وأخيرا عين مندوبا بمدينة طنجة. تولى النيابة بطنجة عام 1331 إثر تعين الجبّاص وزيرا واستمر التازي عليها إلى عام 1342 حيث عزل محمد بركاش، ثم أعيد محمد التازي المذكور إلى نيابة طنجة عام 1346 وبقي إلى أن توفي عامه. محمد ابن عمرو وفي أواسط ربيع الثاني توفي محمد ابن عمرو، من أولاد ابن عمرو المعروفين بفاس. ينتمون إلى الشرف الحسني. المثري الشهير بالدار البيضاء في عنفوان شبابه، له أثر يذكر في الوطنية. توفي بعدما حصل على الثراء في أقرب وقت وقد ساعده الحظ لكنه لم يتمتع بذلك وبنى قصرا كبيرا بالبيضاء توفي فيه. محمد مشيش بن عبد السلام العلمي وفي يوم الخميس ثامن عشر رجب توفي محمد دعي مشيش بن عبد السلام بن محمد العلمي الحسني. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة عشر وثلاثمائة وألف، الرجل المدافع عن وطنه وشعبه، سجن مرارا من أجل ذلك وعذب على كبر سنه وكثرة ماله وجاهه. توفي بمدينة القنيطرة مسقط رأسه. محمد بن عبد السلام السائح وفي يوم السبت عشرى رجب سافر محمد بن عبد السلام السائح الرباطي قاضي الرصيف بفاس إلى مدينة مكناس لأجل القضاء بها وبقى بالمقصورة المذكورة نائبا عنه محمد بن محمد ابن إبراهيم المشنزائي بصفة مستقلة. وفي الساعة السادسة عشية يوم الاثنين سادس عشر قعدة من العام توفي محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمان بن محمد السائح الرباطي دارا، الأندلسي أصلا. المذكور بمدينة مكناسة الزيتون، العلامة المشارك الحافظ الحجة المطلع البحاثة المعتني، من آخر من مثّل العلم تمثيلا حقيقيا. له تآليف عديدة مفيدة في فنون مختلفة، منها تفسير سورة الإخلاص والمعوذتين والفاتحة في جزء؛ والمفهوم والمنطوق ممّا ظهر من العيوب التي أخبر بها الصادق المصدوق؛ وسوق المهر إلى قافية ابن عمرو؛ والمصباح والاجوح الكاشف عن سدّ ذي القرنين وياجوح وما جرح؛ ونجعة الرائد في ابتناء الحكم والفتوى على المقاصد والعوائد؛ ومنهل الوارد في تفصيل الوارد؛ والغصن المهصور بمدينة المنصور؛ ولسان القسطاط في تاريخ مدينة فاس، إلى غير ذلك من التآليف المفيدة الجامعة لفنون مختلفة. نقل من مكناس بعد موته ودفن ببلده الرباط بضريح مولاي المكي هناك. ترجمة في دعوة الحق، العدد الثاني من محرم 1395 وله ترجمة واسعة في سل النصال مع صورته.

محمد بن عمر الكمشي

محمد بن عمر الكمشي وفي خحة توفي محمد بن عمرو الكمشي قاضي مدينة أزمور، مات بالمشرق بعد أداء فريضة الحج. له تآليف لم أقف على أسمائها الآن. محمد بن عبد الواحد النظيفي وفيه توفي محمد بن عبد الواحد بن الحسني النظيفي المراكشي، من أكبر رجال الطريقة التجانية المتفانين في الانتماء إليها. له عدة تآليف جلها راجع إلى الطريقة المذكورة طبع البعض منها، وله ديوان شعر متوسط الجودة. كانت ولادته عام اثنين وسبعين ومائتين وألف. توفي ببلده مراكش. حوادث فتنة بوجدة وفي هذه السنة وقعت فتنة بمدينة وجدة وانتشرت إلى مدينة جرادة، ذلك أن بعض اليهود طغوا على المسلمين وتجبروا عليهم وصار كلام المسلمين لا يقبل فيهم، فوقع خصام بينهم، فقام بعض أهل النجدة الذين لا زال فيهم أثر العروبة والإسلام ففتك ببعض اليهود ووقعت فتن أدى الحال إلى أن قبض على عدد من أهل مدينة وجدة وجرادة وحكم عليهم بالأشغال الشاقة بمدينة الدار البيضاء، وهم أكثر من مائة. وفي غضون هذه الحادثة إثر صلاة الجمعة قام أحدهم إلى باشا مدينة وجدة وهو محمد المهدي بن محمد الحجوي وضربه بسكين في حلقه فكاد يقضي عليه ولكن عمره طويل، فانقض أعوان الباشا على الرجل وقتلوه حينا، وفرح الناس لموته حيث إنه لم يقع بيد الاستعمار.

عام ثمانية وستين وثلاثمائة وألف

عام ثمانية وستين وثلاثمائة وألف الشريف بن علي التّكناوتي وفي الساعة الحادية عشرة من ليلة الثلاثاء ثامن عشر محرم توفي محمد الشريف بن علي التّكناوتي الحسني. كانت ولادته عام أربعة وثمانين ومائتين وألف، مشاركا مطلعا كثير التدريس والإفادة. أخذ عنه جل فحول أهل العلم الآن، وتولى عضوية المجلس العلمي بفاس إلي وفاته. دفن بالقباب، له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن أحمد البزيوي وفي ليلة السبت تاسع صفر توفي محمد بن أحمد البزيوي، كان علامة مشاركا مطلعا كاتبا متفننا خاملا قانعا، من آخر من درس كتاب سيبويه بفاس. له رحلة إلى الديار الأروبية، وله تاريخ المغرب والحماية؛ والدول الإسلامية بالمغرب الأقصى، إلى غير ذلك من التآليف. دفن خارج باب الشريعة من فاس الجديد. محمد بن الحسن الإفراني وفي يوم السبت سادس عشر صفر توفي محمد بن الحسن بن أحمد الإفراني السوسي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، علامة مشارك مطلع له ترجمة في كتاب المعسول. محمد بن عبد المالك الرسموكي وفي عشية يوم الثلاثاء ثاني ربيع الثاني توفي محمد بن عبد المالك الرسموكي. كان عالما مشاركا مطلعا، درّس في النظام القروي مدة، له اليد الطولى في علم الأسماء والجدول وسرّ الحروف، واستوطن فاسا مدة، ودفن بالقباب. له ترجمة في كتاب المعسول وفي سل النصال. إبراهيم بن أحمد السجلماسي وفي ليلة عاشر ربيع الثاني توفي إبراهيم بن أحمد السجلماسي السوسي، عالم مدرس، ذكره في كتاب المعسول. أحمد بن محمد الكبير الحلو وفي صباح يوم الجمعة خامس وعشري جمادى الأولى توفي أحمد بن محمد الكبير بن الحاج قاسم الحلو في عنفوان شبابه. كان شاعرا مجيدا وكاتبا مقتدرا فصيحا متكلما، جعلت له حفلة بعد وفاته بما يقرب من سنة. دفن بروضة العلمي داخل باب عجيسة. توفي بأحد المستشفيات بالدار البيضاء ونقل إلى فاس، وعند دفنه ألقى الزعيم محمد بن الحسن الوزاني كلمة على قبره أبّنه بها.

محمد بن محمد ابن سودة

محمد بن محمد ابن سودة وفي الساعة الرابعة من عشية يوم الأحد سادس رجب توفي محمد بن محمد بن عبد القادر ابن سودة العمّ مباشرة. كانت ولادته في رمضان عام ثلاثة وتسعين ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وثلاثين وثلاثمائة وألف. العالم المشارك المطلع الحافظ المستحضر الكثير التدريس والإفادة، تولى الخطابة بمسجد الشيخ أحمد الشاوي بفاس عام أربعة وثلاثين وثلاثمائة وألف، وأدخل إلى النظام القروي من أول تأسيسه فدرس فيه التفسير والحديث وغير ذلك من الفنون. له ديوان شعر في مجلد، وله مطالع الشموس والأقمار في ترجمة أبي الشتاء الخمار، عرّف فيه بالشيخ الشهير أبي الشتاء الخمار دفين قبيلة فشتالة المتوفي سنة سبع وتسعين وتسعمائة بطلب من بعض حفدته. دفن بروضة العبدلاويّين أعلى القباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن بو شعيب الأزموري وفي يوم الثلاثاء تاسع عشر رجب توفي الحاج محمد بن بو شعيب الأزموري، العالم المطلع الميقاتي الحيسوبي الغيور على العروبة والإسلام، توفي بمسقط رأسه أزمور. الصديق بن محمد العلوي وفي آخر شعبان توفي الصديق بن محمد العلوي الحسني، من أعيان الطريقة الدرقاوية، له أتباع وتلامذة، يشار إليه بالخير والصلاح والدين. توفي بمدينة القنيطرة وبها دفن بزاوية المولى العربي الحسن الأزماوي، وهو من أكبر تلامذة الشيخ أحمد بن قاسم الخميسي المار الوفاة عام خمسين وثلاثمائة وألف. له ترجمة في سل النصال. عمر بن حمدان التونسي في ثامن شوال عامه بلغنا من الحجاز نبأ وفاة عمر بن حمدان التونسي، هذا الشيخ كان زار المغرب ودخل فاسا ونزل بزاوية الكتانيين بأعلى القطانيين واحتفل به علماء المجلس العلمي، ألقى عدة دروس بالقرويين وبالزاوية الكتانية، حضرت البعض منها واستفدت، وذلك سنة أربعين وثلاثمائة وألف، وهو الذي صلى على الشيخ الجليل أحمد بن جعفر الكتاني بالضريح الإدريسي (ذكر ذلك محمد بن جعفر الكتاني في كتابه النبذة اليسيرة النافعة الجزء الثاني، في ترجمة أخيه أحمد المذكور) له ترجمة في سل النصال. لحسن بن بوجمة البوعقيلي وفي يوم الجمعة عاشر شوال الأبرك توفي الحسن المدعو لحسن بن بوجمة البوعقيلي السوسي نزيل الدار البيضاء. كان عالما مشاركا، له تآليف عديدة طبع البعض منها على الحروف، وكان من المتوغلين في الطريقة التجانية، وله فيها اعتقاد كبير. ترجمه في كتاب المعسول وأطال في ترجمة بماله وعليه. وكانت وفاته بالدار البيضاء التي كان يقطنها.

محمد بن محمد ابن سعيد

محمد بن محمد ابن سعيد وفي يوم الثلاثاء تاسع عشر قعدة توفي محمد بن محمد بن سعيد المكناسي، من أولاد ابن سعيد المعروفين بمكناس وفاس وسلا، علامة مشارك مطلع كثير التدريس. تولى التدريس بالنظام القروي مدة، ثم نقل إلى العضوية بمجلس الاستناف الشرعي بالرباط لكونه كان متضايقا من طلبته الذين كانوا ينكرون عليه بعض مواقفه من الوطنيين وفي بعض الأحيان يتفقون على ترك دروسه فيبقى وحده، فطلب ترك التدريس بالكلية وعين عضوا بمجلس الاستناف الشرعي بالاعتياب الشريفة وبقي هناك إلى أن توفي بالرباط ودفن بمقبرة العلو. له ترجمة في سل النصال. عبد القادر بن العربي السباعي وفي عشري ذي الحجة توفي عبد القادر بن العربي السباعي. كان خيرا دينا صالحا ترجمه في كتاب المعسول ترجمة متوسطة. عبد السلام بن الفاضل العلوي وفي هذه السنة توفي عبد السلام بن الفاضل العلوي الحسني المكناسي، كان وليا صالحا يشار إليه بالخير والصلاح والفضل، وهو من أكابر تلامذه الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني، كثيرا ما يلهج به وبذكر مناقبه وفضله. توفي ببلده مكناس. إدريس بن بوشتى الجامعي وفيها توفي إدريس بن بوشتى بن الهاشمي الجامعي، الفقيه المشارك، له رحلة حجازية في مجلد وسط، رحل إلى الحج سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وألف. دفن خارج باب الشريعة. حوادث تولية ابن عبد السلام بناني قضاء مقصورة الرصيف وفي حادي وعشري جمادى الثانية صدر الأمر بتولية محمد بن عبد السلام بناني القضاء بمقصورة الرصيف مكان محمد بن عبد السلام السائح الرباطي الذي نقل إلى مدينة مكناسة الزيتون أول هذه السنة. تأخير ابن إبراهيم عن النيابة بمقصورة الرصيف وفي أواسط شوال أخر عن النيابة بمقصورة الرصيف محمد بن محمد ابن إبراهيم المشنزائي الشيخ المشارك المدرس النفاعة المطلع، وولي مكانه إدريس بن محمد بن المامون البدراوي الذي أخر عن القضاء. عالم يعرف النوازل والأحكام معظما محترما.

عام تسعة وستين وثلاثمائة وألف

عام تسعة وستين وثلاثمائة وألف الطيب بن محمد المقري في صباح يوم الأربعاء سابع عشر محرم توفي الطيب بن الصدر الأعظم الحاج محمد بن عبد السلام المقري باشا مدينة الدار البيضاء في حياة والده. تولي وزارة المالية زمن السلطان المولى عبد الحفيظ فلم تحمد سيرته واستغنى، وبعد وفاته بأيام قلائل كنت مارا بسوق النّقرة، كذا يسميه أهل فاس بسوق الذهب، فنادى عليّ أمين السوق محمد كنون رحمه الله وكان من الرجال الذين بتأسفون على المغرب وما وقع فيه، وأخرج إلى خمس قطع أو ستا، الشك مني، طول كل واحدة نحو الستين سنتيميترا وعرضها ثلاثة سانتيمترات وعلوها نحو سنتيمتر واحد كتب عليها هدية إلى مولاي اليزيد، وقال لي أتاني بذلك أحد ورثة الطيب المذكور لأجل بيعها. ولقد أدوا على تسجيل زمام تركته نحوا من ثمانية ملايين من الفرنكات والحالة هذه أنه توفي في حياة والده. كان شعلة ذكاء وفطنه يستجلب العلماء ويذاكرهم، ودفن بروضة أحدثها قرب داره. إدريس بن محمد الشامي وفي ثاني وعشري محرم توفي إدريس بن محمد بن محمد الشامي الخزرجي. تقدمت وفاة والده عام ثلاثين وثلاثمائة وألف. كان عالما مشاركا موقتا مفتيا. دفن بروضتهم بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن محمد ابن الموقت وفي السابع عشر من صفر توفي محمد بن محمد ابن الموقت المراكشي، العلامة الشهير، المؤلف الكبير. تقدمت وفاة والده عام تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف. له تآليف عديدة في فنون مختلفة، منها المعرب عن مشاهير مدن المغرب؛ والسعادة الأبدية في التعريف برجال الحضرة المراكشية، طبع في سفرين، واختصاره كذلك، وله اختصار كتاب الاغتباط؛ ونزهة المالك والملوك في ترجمة مشاهير الملوك؛ وإرشاد الشيخ والشاريخ بملخص بعض التواريخ؛ والضياء المنتشر في أعيان القرن الأول إلى الربع عشر؛ والعناية الربانية في التعريف بشيوخنا من هذه الحضرة المراكشية، فهرست؛ ونتائج الأفكار الحقية في مدح الطريقة الفتحية؛ والرحلة المراكشية ومرآة المساوئ الوقتية؛ وكشف البيان عن حال أهل الزمان، إلى غير ذلك من التآليف. وقبل وفاته بسنتين طبع نشرة وفرقها في المغرب ذكر فيها أنه رأى في منامه أن الساعة قربت وأنها لم يبق لها سوى سنتين تاتي من تاريخه، ووعظ الناس على أن يتأهبوا لذلك، وصار الناس يترقبون هذا الموعد فإذا به قامت قيامته هو لأنه مات في ذلك اليوم الذي عيّنه. توفي ببلده مراكش، ودفن هناك. له ترجمة في سل النصال.

أحمد بن محمد العلوي المدغري

أحمد بن محمد العلوي المدغري وفي صباح يوم الأربعاء ثالث عشر شعبان توفي أحمد بن محمد بن محمد العلوي المدغري الحسني عن قضاء فاس الجديد وناحيته. تقدمت وفاة والده عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف. توفي على هذا المنصب لأنه كان زوجا لعمة جلالة الملك، وقد حصل على هذا المنصب خمسين وثلاثمائة وألف إلى وفاته دفن بضريح المولى عبد الله بفاس الجديد. انظر ترجمة في كتابنا قضاة فاس. عبد الكريم بن إبراهيم الدباغ وفي عشية يوم الأحد سابع عشر شعبان توفي عبد الكريم بن إبراهيم بن محمد بو طربوش الدباغ الحسني. تقدمت وفاة والده عام تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف. كان خيرا دينا مشاركا بهجة المجلس لا تمل مذاكراته والاتصال به. دفن بروضتهم بالقباب. عبد الرحمان بن محمد الجشتيمي وفي ثامن رمضان توفي عبد الرحمان بن محمد الجشتيمي السوسي الجزولي، كان عالما مشاركا مطلعا، وكانت ولادته عام خمسة وثمانين ومائتين وألف. له شهرة في زمنه وترجمة في كتاب المعسول، وذكر من تآليفه اختصار كتاب المناقب للشيخ الحضيكي المار الوفاة عام تسعة وثمانين ومائة وألف. محمد بن أحمد ابن عزّوز وفي يوم الأربعاء خامس شوال توفي محمد-فتحا-بن أحمد ابن عزوز السوسي المكناسي شيخ الجماعة بمكناس. كان علامة مشاركا مدرسا محققا مدققا، تولى القضاء بمكناس مدة وبها دفن. له ترجمة في سل النصال. المامون بن الحسن العلوي وفي عشية يوم الأحد حادي وعشري ذي الحجة متم عامه توفي المامون بن السلطان المولى الحسن بن سيدي محمد العلوي الحسني. كان خليفة لجلالة الملك بفاس مدة. دفن بقبة الأشراف بضريح المولى عبد الله بفاس الجديد، وتولى مكانه أخوه الفقيه العلامة المولى عثمان العلوي. الحسن بن محمد العلوي وفي يوم الثلاثاء ثالث وعشري ذي الحجة توفي الحسن بن محمد بن العباس العلوي الحسني. كان علامة مشاركا شاعرا مطلعا متبركا به، وهو الذي انتخب لصلاة الاستسقاء كما تقدم. كان عدلا بنظارة القرويين مدة إلى أن توفي عنها ودفن بالقباب. له ترجمة في سل النصال. عبد السلام بن الحسن النجاري وفيه توفي عبد السلام بن الحسن النجاري المكناسي، باشا مدينة تطوان.

محمد ابن عبود

محمد ابن عبود وفيه توفي محمد ابن عبود التطواني في حادث طيارة كان يركبها. الأديب المطلع النابغة، له كتاب مركز الأجانب في مراكش، تكلم فيه على ما يتعلق بالامتيازات التي جعلت الأجانب يستترون بخيرات البلاد ويستعبدون أبناءها، وقد طبع في جزء وسط. حوادث سقوط الثلج بفاس وفي صباح يوم الثلاثاء ثاني عشر صفر أصبحت مدينة فاس مكسوة بالثلج في منظر عجيب متأثر. تقديم ساعة صلاة الجمعة بالقرويين وفي يوم الأربعاء حادي عشر جمادى الأولى وقع النداء في الأسواق بفاس بأمر من السلطان بأن تكون صلاة الجمعة المقبلة وما بعدها بجامع القرويين على الساعة الثانية عشرة والربع بدلا من الساعة الواحدة وثلث الذي كان عليه العمل من قبل منذ تأسييها، بدعوى أنّ الناس تضرروا من ذلك. سيل عظيم بمدينة صفرو وفي عشية يوم الاثنين ثاني عشر منه وقع سيل عظيم بمدينة صفرو أتى على بعض الدور والحوانيت بها وبعض المصانع، وكانت الخسارة عظيمة في الأموال والأشخاص والدواب. سيل عظيم بفاس وفي يوم الثلاثاء بعده وقع مثل ذلك بفاس، ولكن الخسارة كانت أقل من خسارة مدينة صفرو، ولم يقع بها موت. سفر السلطان إلى باريز واشتداد الأزمة وفي يوم الخميس ثاني وعشري ذي الحجة موافق خامس أكتوبر سنة 1950 سافر جلالة الملك محمد الخامس إلى عاصمة باريز لأجل المفاوضة مع الدولة الفرنسية في مصير المغرب وتبديل الوضعية الحالية، وتعتبر رحلة ودية لكون الحالة كانت متوترة بينه وبين الإقامة العامة. وحينما وصل إلى باريز قدّم مذكرة للحكومة الفرنسية يطالب فيها بإلغاء الحماية. وبعد الدراسة والمناقشة له تقبل الحكومة مبادئ طلبه وأحالت ذلك على لجنة تعينها الحكومة من قبلها دون غيرها. فلما رأى ذلك رجع إلى المغزب، فأكثر الفرنسيون من الاحتفالات به ليساعدهم على خطتهم لكنه أبى مساعدتهم لأن ذلك مخالف لمطالب شعبه. ولما رأت الدولة الفرنسية أن الأمر صار مطالبة جدية من جلالة الملك وشعبه وأن جلالة الملك صرح بطلب الاستقلال لم يبق للحكومة سوى أن تقابل ذلك بالعنف والشدة أو تلبي مطالب

جلالة الملك. فأوعزت إلى مقيمها بالمغرب الجنرال جوان أن يسلك سياسة الشدة، وكان جلالة الملك أو قف التوقيع على جميع الظهائر والتقارير التي هي في صالح الاستعمار، فجعل الفرنسيون يزعمون أن جلالة الملك يتعرض لكل إصلاح تقترحه الإدارة لتطوير البلاد، وأن جلالة الملك له اتصال مع الحزب الشيوعي، في حين أن جلالة الملك لا يعارض في إدخال الإصلاحات وإنما يطالب بدرس الإصلاحات التي تريد الحكومة إدخالها ورفض ما فيه ضرر على مصالح البلاد العليا وسيادتها. وقد فرضت الحكومة الرقابة على الصحف ثم أطلقت يد العناصر الرجعية بالمغرب من بعض أصحاب الطرق وبعض صنائع الاستعمار والقواد والباشاوات وكل من يريد المحافظة على مصالحه وثروته التي اكتسبها على حساب الضعفاء. لأن الحكومة وجدت بينهم خير مساعد لتنفيذ خطتها الاستعمارية. وكان رئيس هذه الخطة الجهنمية الحاج التهامي الأكلاوي باشا مراكش وعبد الحي الكتاني، وسياتي الكلام عن ذلك مفصلا بعد هذه السنة إن شاء الله.

عام سبعين وثلاثمائة وألف

عام سبعين وثلاثمائة وألف محمد بن محمد الفرطاخ في أول محرم الحرام توفي الحاج محمد بن محمد الفرطاخ التطواني، العلامة المشارك المدرس النفاعة. أقيمت له حفلة تأبين بعد الأربعين من يوم وفاته، أقامها تلامذته. دفن ببلده تطوان. محمد بن محمد زويتن وفي يوم الاثنين رابع وعشري محرم توفي محمد بن محمد بن أحمد بن الشيخ البدوي زويتن بالدار البيضاء. كانت ولادته عام خمسة وسبعين ومائتين وألف. علامة مشارك مطلع مدرس تولى القضاء في عدة ثغور بالمغرب، فكان فيها مثال العدل والنزاعة. وبعد ذلك رجع إلى الدار البيضاء واستوطنها إلى أن توفي بها ودفن هناك بروضة أهل فاس. انظر ترجمته في سل النصال. محمد بن العباس التازي وفي يوم الأربعاء سادس وعشرى محرم توفي محمد بن العباس بن أحمد التازي، تقدمت وفاة والده عام سبعة وثلاثين وثلاثمائة وألف. علامة مشارك مستحضر مطلع حلو المجلس مذاكر. دفن قرب روضة العبدلاويين بالقباب، له ترجمة في سل النصال. محمد بن إدريس الشامي وفي سادس صفر توفي محمد بن إدريس الشامي الخزوجي، العدل الموثق صاحب النفس الأبيه في حياة والده، ودفن قرب الشيخ الغياتي بالقباب. محمد بن عبد الله زويتن وفي يوم الخميس رايع ربيع الأول توفي محمد بن عبد الله زويتن. له مشاركة واطلاع، كان يدرس في بعض الأحيان، وله تآليف وتقاييد. دفن خارج باب عجيسة. له ترجمة في سل النصال مع صورته. علي بن محمد أمغار وفي رابع عشر ربيع الثاني توفي علي بن محمد أمغار الحسني قاضي مدينة شفشاون عن سن عالية جاوز فيها الثمانين سنة. توفي بقبيلة بني رزين من تراب غمارة، العلامة المشارك المطلع. أحمد بن عبد الكريم الصفار وفي حادي عشر جمادى الأولى توفي أحمد بن عبد الكريم الصفار التطواني نزيلها، وبها توفي عن نحو ثمانين سنة. كان يعدّ من أكابر علمائها ومدرسيها.

عبد السلام بن أحمد الناصري

عبد السلام بن أحمد الناصري وفي يوم الخميس ثاني وعشري جمادى الأولى توفي عبد السلام بن أحمد بن أبي بكر الناصري. تقدمت وفاة والده عام سبعة وثلاثين وثلاثمائة وألف. الفقيه المشارك رئيس الزاويا الناصرية بالمغرب من وفاة أبيه، وكان يعطي الوسيلة في طريقتهم. توفي بزاوية تامكروت بدرعة. له ترجمة في سل النصال مع صورته. عمر بن الحسن الكتاني وفي آخر جمادى الأولى توفي عمر بن الحسن الكتاني الحسني بعاصمة الرباط. تقدمت وفاة أخيه عام سبعة وأربعين وثلاثمائة وألف، وكانت ولادته عام اثنين وثلاثمائة وألف. فقيه مشارك تقلّب في عدة وظائف مخزنية، وأخيرا العضوية بمجلس الجنايات بالأعتاب الشريفة. محمد بن محمد الحجوجي وقرب طلوع الفجر من يوم الأحد ثالث جمادى الثانية توفي بمدينة دمنات محمد بن محمد الحجوجي الحسني. كانت ولادته عام ثلاثة وتسعين ومائتين وألف، العلامة المشارك المطلع. ولد بفاس وطلب العلم بها، وأخيرا ذهب إلى مدينة دمنات يمثل بها الطريقة التجانية. له عدة تآليف جامعة، منها رحلة إلى الحج تقع في سفرين. ووقفت له على أربع رحلات سمّى إحداها شفاء الأسقام في حج بيت الله الحرام؛ وأخرى فتح الملك القدوس السلام في حج بيت الله الحرام وزيارة سيدنا محمد عليه السلام؛ ومنها فهرستان كبرى وصغرى. وبلغني أن تآليفه تقرب من عشرين تأليفا، بعضها في علم الحديث لأنه كان يحس هذا العلم. توفي بدمنات. وله ترجمة في سل النصال مع صورته. العربي بن الحسن العلوي وفي عشية يوم الخميس سابع وعشري جمادى الثانية توفي برباط الفتح العربي بن الحسن العلوي باشا سطات ومندوب الصدر الأعظم في المعارف. كان أديبا مطلعا، له في أول الأمر ميول إلى جلالة الملك. ولما أرادت الحكومة خلع جلالة الملك مال إليها لأجل أن يتسلق المناصب العالية، لكنه قضى نحبه قبل أن يتوصل إلى ما أراد. دفن بالرباط. الحسن بن اليزيد العلوي وفي حادي عشر رجب الفرد الحرام توفي الحسن بن اليزيد العلوي، العلامة المشارك المحدث، تقلب في عدة وظائف دينية، له بعض التآليف، منها تعليق على صحيح البخاري وغيره، وهو من أشياخ عبد الرحمان ابن زيدان العلوي. توفي بمسقط رأسه مكناسة الزيتون إثر مرض أصابه وألزمه الفراش عدة سنوات. عبد الهادي بن محمد ابن سودة وفي الساعة الرابعة صباحا من يوم الأربعاء سادس عشر شعبان توفي العمّ مباشرة عبد الهادي بن محمد بن عبد القادر ابن سودة، الفقيه العلامة النوازلي المشارك المطلع الموثق الفرضي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وثلاثين وثلاثمائة وألف. كان يراعي في الوثيقة القيود

محمد بن إدريس العلوي

اللازمة فيها والنصوص الفقهية. كانت ولادته عام تسعة وثلاثمائة وألف. دفن بالقباب بروضة الخصاصيين والعبدلاّويين. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن إدريس العلوي وفي زوال يوم الثلاثاء سابع رمضان توفي بالدار البيضاء محمد بن إدريس العلوي الحسني، من شرفاء مكناس، العلامة المشارك، تولى القضاء بمدينة سلا مدة، ولما أراد جلالة الملك إضافة قاض ثان بالدار البيضاء بدرب السلطان منها لاتساعها وكثرة عمارتها ورأى أن قاضيا واحدا ليس بكاف، عيّنه قاضيا بدرب السلطان منها، وكانت له اليد المطلقة. ولما وقعت حوادث سنة أربع وأربعين وتسعمائة وألف عزل عن ذلك لأجل تدخله مع الحكومة، وبقي بها ساكنا يخطب بالجامع الكبير هناك إلى أن توفي في التاريخ المذكور، ونقل جثمانه إلى مكناسة الزيتون فدفن بمقبرة العلويين بها. الحسن بن عبد المجيد ابن جلون وفي صباح يوم الجمعة فاتح شوال يوم العيد توفي الحسن بن عبد المجيد ابن جلون، من أولاد ابن جلون المعروفين بفاس. كانت ولادته عام تسعين ومائتين وألف، مشارك مطلع، له اليد الطولى في الحساب والفرائض والمحاصاة. تخرج على يده عدة من الطلبة في هذا الفن، له شرح على القلصادي في علم الحساب. دفن بروضة الشاميين بالقباب. محمد الحاج بن الكبير الفيلالي وفي مساء يوم الأحد ثالث شوال توفي محمد دعي الحاج بن الكبير الفيلالي قاضي مدينة صفرو، العلامة المشارك المطلع المجود، تولى أولا قضاء قبيلة الحياينة. مدة، ثم سوق الأربعاء بتيسة، ثم قضاء مدينة صفرو إلى أن توفي عليها، وكان ياتي لفاس لأجل إلقاء دروس في علم التجويد بكلية القرويين للطلبة مرة في الأسبوع لإتقانه هذا الفن. توفي في حياة والده الذي كان ما زال قاضيا بتافيلالت ولعله بأرفود منها، وكذلك أخوه المسمى عرفة ودفن هناك. الطيب بن عبد الله ابن خضراء وفي يوم الخميس سابع شوال توفي الحاج الطيب بن القاضي عبد الله ابن خضراء السلاوي. تقدمت وفاة والده عام أربعة وعشرين وثلاثمائة وألف، علامة مطلع مشارك أديب ناظم ناثر، دين خير صوفي، له معارضة الهمزية للإمام البوصيري وأشعار كثيرة موزعة في الكتب والكنانيش. توفي بمدينة سلا مسقط رأسه. أحمد بن محمد العمراني وفي الساعة السادسة من صباح يوم الثلاثاء ثالث قعدة الحرام توفي أحمد بن محمد بن الخضر العمراني الحسني، من العمرانيين المعروفين بفاس، العلامة المطلع المحدث المدرس المشارك، له عدة تآليف في موضوعات مختلفة، منها فهرست في سفر وسط وفقت عليها؛ وتأليف في عائلتهم العمرانية. كانت ولادته عام سبعة وتسعين ومائتين وألف، ودفن بضريح

أحمد بن محمد الماسي

الشيخ محمد-فتحا-ابن الفقيه بالمدارج السفلى حومة العيون. له ترجمة موسعة في سل النصال. أحمد بن محمد الماسّي وفي ذي القعدة توفي أحمد بن محمد الماسّي السوسي، الفقيه المحصل الداركة النوازلي المشارك، ترجمته في كتاب المعسول. تقدمت وفاة جده عام اثنين وثمانين ومائتين وألف. عبد الكريم بن الطاهر الحلو وفي صبيحة يوم الجمعة رابع حجة متم عامه توفي عبد الكريم بن الحاج الطاهر الحلو، من أولاد الحلو المعروفين بفاس، نزيل الدار البيضاء، التاجر المخلص الوطني الغيور. توفي عن سن تقرب من خمسين سنة، وهو الذي أسس المدرسة الابتدائية الحرة بالدار البيضاء الوحيدة من نوعها المعروفة بمدرسة الحلو، وأنفق عليها أزيد من خمسين مليونا من الفرنك من ماله الخاص. محمد بن محمد أشعاش وفي أواخر هذه السنة توفي محمد بن محمد أشعاش قائد مدينة تطوان. تقدمت وفاة جده عام أحد وستين ومائتين وألف. توفي عن قيادتها، كان مثال الإخلاص والنزاهة. توفي ببلده. محمد بن عبد العزيز الشنجيطي وفي آخر هذا العام أو أول الذي بعده توفي محمد بن عبد العزيز الشنجيطي، الأديب الشاعر المبدع، كان هو الكاتب الخاص للشيخ الهيبة بن الشيخ ماء العينين وقاضي محلته. ترجمته في كتاب المعسول. حوادث رجوع محمد الخامس من باريس وفي صبيحة يوم الأربعاء سادس وعشري محرم رجع جلالة الملك محمد الخامس من رحلته الباريسية وقد مكت فيها أكثر من شهر. طرد الباشا الأكلاوي من القصر الملكي بالرباط وفي يوم السبت رابع عشر ربيع الأول كان من الوافدين على جلالة الملك محمد الخامس لعاصمة الرباط لأجل التهنئة بالعيد باشا مراكش الحاج التهامي الأكلاوي المزواري. ولما مثل بين يده ذكر له أنه أرسل إليه قبل تاريخه رسالة يأمره فيها بأن يسرّح المساجين الذين سجنوا ظلما لأجل عيد العرش، وهذه مدة لم يقع منه جواب على ذلك، فتعلل له الأكلاوي بأن الأمر ليس بيده وحده يشير إلى رجال الحكومة الذين منعوه من ذلك، لأن المسألة تتعلق بوطنيين وان الرجال الذين يدعون الوطنية يسبون الباشوات والقواد. فلما سمع منه جلالة الملك ذلك أغلظ له القول وأمر بإخراجه في الحين من قصره العامر، وأرسل إلى وزيره الصدر الأعظم الحاج محمد

خروج المصلين من القرويين حين جاء مزور خطيبا

المقري يأمره أن يكتب رسالة إلى الباشا الأكلاوي يوبخه ويخبره بأنه لن يسمح له استقبالا بالمثول بين يدي جلالة الملك. خروج المصلين من القرويين حين جاء مزور خطيبا وفي يوم الجمعة حادي وعشري ربيع الأول خرج الخطيب للخطبة بجامع القرويين وهو محمد ابن محمد-فتحا-مزّور، من أولاد مزور المعروفين بفاس، نيابة عن خطيبها الفقيه العدل أبي العلاء إدريس بن أبي جيدة الفاسي الفهري لكونه كان مريضا، وصعد إلى المنبر. ولما رآه الناس خرجوا جميعا من المسجد عن بكرة أبيهم، ولم يبق أي واحد منهم وبقي الخطيب وحده وبطلت صلاة الجمعة، وذلك أن مزور المذكور كان ممن وقّع على العريضة التي تقوم بها الحكومة ضد جلالة الملك لخلعه عن العرش وتولية غيره ظنا منها أن بسبب ذلك يرجع الشعب عن طلب حقوقه المشروعة. اتفاق الأحزاب الوطنية المغربية الأربعة بطنجة وفي يوم الاثنين ثاني رجب موافق تاسع أبريل سنة 1951 ثم الاتفاق بمدينة طنجة بين الأحزاب الأربعة الموجودة بالمغرب،: حزب الاستقلال الذي يرأسه الأستاذ محمد علال بن عبد الواحد الفاسي، وحزب الشورى والاستقلال الذي يرأسه محمد بن الحسن الوزاني، وحزب الوحدة الذي يرأسه الأستاذ محمد المكي بن اليماني الناصري، وحزب الإصلاح الذي يرأسه الأستاذ محمد الطريس التطواني، وذلك على يد الزعماء الذين أتوا من مصر القاهرة إلى مدينة طنجة وسمى الجميع حزب الوحدة المغربية وان كان هذا الاتفاق لم يعش طويلا. إسقاط الرّقابة عن الجرائد الوطنية وفي هذه الأيام الأخيرة صدر الأمر من المقيم العام بالمغرب جوان ونفذ في أول يوم من شهر غشت العجمي سنة 1951 بترك الرقابة عن الجرائد في المغرب باللغة العربية، وإن ما يخل منها بالنظام الصادر بالظهير المؤرخ بعام أربعة عشر وتسعمائة وألف فان مدير الجريدة يعاقب بذعيرة تتراح ما بين مائة وخمسين ألف فرنك إلى مليونين من الفرنكات.

هنا انتهى ما تيسر جمعه وتقييده من غير حول منا ولا قوة، فالحمد لله الذي أمد في العمر إلى أن وصلنا إلى هذا اليوم الذي هو آخر يوم من عام سبعين وثلاثمائة وألف وقد مر على ما كتبه الشيخ محمد بن الطيب القادري الحسني في كتابه نشر الثاني واختصاره التقاظ الدرر جميع مائتين اثنتين من الأعوام، لأنه وصل في كتابته رحمه الله إلى عام سبعين ومائة وألف، فلله الحمد على هذه المنة والنعمة. وهذا الالهام الذي أرشد إليه وهيأ له الأسباب وأعان عليه بمحض جوده وكرمه على ضعف الوسائل وقلة طلاب هذا العلم وأهله. فالرجاء من القارئ أن ينظر فيه بعين الرضى والقبول، وإن رأى خطأ أو خللاّ أصلحه، فإن الإنسان معدن الخطأ والنسيان، وذلك ما بلغ إليه علمي، وفوق كل ذي علم عليم. وان رأى في بعض المواضع مدحا أو ذما فانما ذلك على طريقة النهج التاريخي لأداء أمانة على وجهها حسب المستطاع، وان كان ما تركته أكثر مما ذكرته بكثير عصمنا الله وجعلنا ممن أدوا الأمانة في هذه الحياة علي أحسن وجه وأعاننا على أداء هذه المهمة التي هي خدمة تاريخ المغرب العزيز. والله أسال ان يعيننا على ذلك إنه سميع مجيب. رَبَّنالا تُزِغْ قُلُوبَنابَعْدَ إِذْ هَدَيْتَناوَهَبْ لَنامِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ اَلْوَهّابُ (¬1). ¬

(¬1) كان المؤلف أنهى كتابة إتحاف المطالع في متم عام سبعين وثلاثمائة وألف، ثم بدا له في الاستمرار فأضاف ست سنوات وتوقف قليلا، ثم واصل العمل إلى عام أربعمائة وألف الذي توفي فيه. وسمي هذا القسم الأخير بالذيل التابع لإتحاف المطالع، مقتصرا فيه على التراجم دون ذكر الحوادث.

عام واحد وسبعين وثلاثمائة وألف

عام واحد وسبعين وثلاثمائة وألف محمد بن الهادي الفيلالي وفي صباح يوم الاثنين سابع وعشري محرم توفي محمد بن الهادي الفيلالي بالريصاني، العلامة المفتي المشارك الخير الذاكر، ممن كان يمثل العلم في تلك الناحية. توفي عن نحو سبعين سنة، ودفن هناك. الزمزمي بن محمد الكتاني وفي يوم الثلاثاء سادس صفر الخير وصل الخبر إلى فاس بأنّ محمد الزمزمي بن الشيخ الشهير محمد بن جعفر الكتانب الحسني توفي بدمشق بعد أداء فريضة الحج في موسم العام قبله، ثم ذهب إلى الشام لأجل صلة الرحم مع أخيه الشيخ المكي المستوطن هناك، فقدّرت له الوفاة بتلك البقاع. تقدمت وفاة والده عام خمسة وأربعين وثلاثمائة وألف. كان عالما مشاركا مطلعا خيرا دينا، بلغني أن له تآليف. ترجمه بعض قرابته ترجمة واسعة في جريدة السعادة في أربعة أعداد منها وذكر له عدة تآليف، له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد العبّودي وفي يوم السبت خامس عشر ربيع الأول (¬1) توفي محمد العبّودي قاضي قبيلة اغزاوة، العلامة المشارك المطلع، عن نحو تسعين عاما. توفي عن القضاء بمسقط رأسه. محمد الفقيه بن الحسن الدباغ وفي يوم الاثنين تاسع ربيع الثاني توفي محمد بن محمد بن الحسن الدباغ المراكشي، المعروف بالفقيه ابن الحسن، العلامة المشارك المدرس النفاعة. كاد أن يدرك شيخ الجماعة بمدينة مراكش في وقته. دفن بباب أغمات هناك. له ترجمة في سلّ النصال. ¬

(¬1) سياتي في سل النصال أنه توفي يوم الاثنين تاسع وعشري ربيع الثاني من السنة، ولعله الصواب.

أحمد بن محمد الزموري

أحمد بن محمد الزموري وفي أوائل هذا العام توفي أحمد بن محمد الزموري، العلامة المطلع المستحضر المشارك، تولى القضاء في عدة ثغور من المغرب، وفي آخر عمره أحيل على المعاش لكبر سنه، وسكن مراكش إلى أن توفي بها. بلغني أنه كان يستحضر كثيرا من أشعار العرب والمولدين، وخصوصا شعر أهل الأندلس، يملي ذلك عن تثبت واستحضار مع نسبة الشعر لقائله بحيث كان يرى منه العجب. توفي بمدينة مراكش. له ترجمة في سل النصال. أحمد بن الطاهر الزواقي وفي سابع عشر جمادى الأولى توفي أحمد بن الطاهر الزواقي العلمي الحسني نزيل تطوان. شيخ الجماعة بها غير مدافع. مات بمدينة تطوان عن أزيد من تسعين سنة. أخبرني-رحمه الله- شفاهيا لما قدم إلى فاس زائرا في أواسط شعبان عام خمسة وستين وثلاثمائة وألف أنه حين جاء إلى هذه المدينة لطلب العلم عام خمسة وتسعين ومائتين وألف أخذ عن شيخ الجماعة شيخنا أحمد بن محمد ابن الخياط الحسني الزكاري وهو عمدته وعنه تخرج، وأخذ أيضا عن الشيخ محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة المعروف بالجلود، قرأ عليه سلكة كاملة من الألفية، وأخذ عن شيخ الجماعة محمد بن المدني كنون، وعن الشيخ محمد الوزاني وعن الشيخ أحمد بن الجيلالي الأمغاري، وعن الشيخ محمد-فتحا-بن قاسم القادري الحسني، وتبرك بالفقيه العلامة أحمد بن أحمد بناني كلاّ وغيرهم. ومنذ خرج من فاس وهو يدرّس العلم بمدينة تطوان وغيرها إلى أن تولى القضاء بالقصر الكبير ثم قضاء مدينة تطوان مرتين، وليس له إجازة من أحد عدا شيخنا ابن الخياط المذكور، أجازه إجازة عامة، وله من التآليف حاشية على شرح بنيس على الهمزية، وله غير ذلك. توفي ببلده وأقام له تلامذته حفلة تأبين بعد الأربعين من يوم وفاته. وله ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن عبد القادر فرفرة وفي متم جمادى الثانية توفي محمد بن عبد القادر فرفرة التطواني ثم الرباطي، الذي ذكر في الحوادث التي كانت ضد جلالة الملك الصالح محمد الخامس، ويعد من طلبة الرباط، لكنه كان سيء الحظ والسمعة. توفي ببلده. الطايع بن المختار المنجرة وفي عشية يوم الأربعاء عشري رجب توفي الطايع بن المختار بن أبي بكر المنجرة الحسني. تقدمت وفاة جده عام أربعين ومائتين وألف. كان رحمه الله خيرا دينا ذاكرا عابدا مثقشفا يشار إليه بالخير. توفي عن سن عالية من غير عقب ودفن بالقباب. له ترجمة في سل النصال.

عبد السلام بن علي الريفي

عبد السلام بن علي الريفي وفي يوم الثلاثاء سادس وعشرى رجب توفي عبد السلام بن علي ابن عبد السلام الريفي، الرجل الشجاع المقدام المدافع عن وطنه كأبيه، كانت له اليد الطولي في الحروب الريفية مع الزعيم الأكبر محمد بن عبد الكريم الخطابي، وهو أحد المذكورين معه في بعض الوقائع الشهيرة ضد فرنسا والإسبان. ولما تغلب الاستعمار على ابن عبد الكريم كان معه فأخذ إلى فاس وبقي بها منفيا عن وطنه وأهله إلى أن توفي بها في التاريخ المذكور. كانت تبدو عليه أمارات الشجاعة، والرجولة بادية عليه، واسع الوجه كثّ اللحية عريض ما بين المنكبين، كل من رآه يحصل له منه هيبة وتعظيم ومحبة مع تواضع وبشاشة وجه والتنازل مع الكبير والصغير. دفن خارج باب المحروق. محمد الناصري وفي آخر هذا الشهر رجب توفي محمد الناصري بفاس الجديد، علامة مشارك مطلع شاعر. كان أتى به المولى عبد الحفيظ من بلده مراكش لما جاء إلى فاس، وهو يعد من شعراء بلاطة ومن المكثرين في مدحه، وشعره قريب من شعر أهل الأندلس وربما أجاد في بعض الأحيان، وبقى بفاس الجديد إلى أن توفي به خامل الذكر لا يلتفت إليه. المهدي بن المعطي ابن صابر وفي الساعة الثانية عشرة والنصف بعد زوال يوم الأربعاء ثاني عشر شعبان من العام توفي المهدي بن المعطي ابن صابر، خريج كلية الشريعة بمصر، في عنفوان شبابه بعد ما أكمل دراسة منذ نحو سنة وأتى إلى المغرب، شعلة دكاء وفطنة وعلم ووطنيه صادقة، لو قدرت له الحياة لكان من الأفراد المعدودين بالمغرب، جعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من يوم وفاته بمدينة الرباط وبه دفن. محمد بن عبد الكبير ابن الحاج السلمي وفي الساعة التاسعة ليلا من صباح يوم الخميس عشري شعبان المذكور توفي محمد بن عبد الكبير بن محمد بن الشيخ حمدون ابن الحاج السلمي المرداسي، العدل الموثق، من آخر من أتقن علم الوثيقة بفاس على وجهها المطلوب، مع الخط الحسن الجميل وإتقان الرسم وخيارة ودين. دفن بروضة أولاد ابن سليمان بالقباب. محمد بن هاشم العلوي وفي الساعة الواحدة والنصف من ليلة الجمعة ثالث عشر رمضان توفي محمد بن هاشم العلوي المدغري الحسني، العلامة المشارك المدرس بالنظام القروي مدة، وإمام مسجد الرصيف بفاس أزيد من خمسين سنة. دفن بروضة العلويين بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته.

محمد بن محمد المنوني

محمد بن محمد المنوني وفي يوم الأربعاء ثاني وعشري شوال توفي محمد-فتحا-بن محمد بن محمد بن أحمد المنوني الحسني المكناسي، الفقيه المشارك الموثق صاحب الخط الحسن. دفن داخل قبة الشيخ علي منّون بمكناس. عبد الله بن العربي الشرقاوي وفي يوم الخميس سادس حجة توفي عبد الله بن العربي بن داود بن الشيخ العربي بن الشيخ الشهير المعطي بن الصالح الشرقاوي. تقدمت وفاة والده عام ستة عشر وثلاثمائة وألف، العلامة المطلع المشارك قاضي أبي الجعد مدة مديدة، له تقاييد في تاريخ المغرب وعوائده. كذا بلغني، دفن هناك بزاويتهم. محمد بن العربي معنينو وفي يوم الجمعة سابع ذي الحجة توفي محمد بن العربي معنينو السلاوي بجبل عرفة حاجا، له الهنا. العالم الأديب الكاتب الأول بالصدارة العظمى بالأعتاب الشريفة كان يحفظ مقامات الحريري عن ظهر قلب. وصل نعيه إلى المغرب يوم الأحد بعده. حوادث زيارة وفد من أميركا اللاتينية للمغرب وفي خامس عشر جمادى الأولى زار المغرب وفد من أميركا اللاتينية بطلب من فرنسا للوقوف على المنشآت الحديثة ومعالم الرقي والعمران في الإيالة الشريفة، وذلك لأجل أن يعترف الخارج بأن فرنسا لها الحق في البقاء بالمغرب! إضراب عام بالمغرب وفي يوم الأحد ثالث رجب موافق ثلاثين مارس سنة 1952 وقع إضراب في جميع أنحاء المغرب، بمناسبة ذكرى مرور أربعين سنة على فرض الحماية على المغرب. حكم لاهاي لصالح تجارة أميركا في المغرب وفي أوائل حجة حكمت محكمة لاهاي الدولية بأن الدولة الاميريكية لها الحق في إدخال سلعها إلى المغرب، لأن فرنسا أرادت منعها من ذلك.

عام اثنين وسبعين وثلاثمائة وألف

عام اثنين وسبعين وثلاثمائة وألف محمد بن الطيب الحلو في يوم السبت رابع عشر محرم الحرام توفي محمد-فتحا-بن الطيب الحلو، من أولاد الحلو المعروفين بفاس. كان من العدول بفاس ثم تولى الكتابة بالمجلس العلمي بكلية القرويين، ثم عين قاضيا بقبيلة الشراكة أحواز فاس، ثم قاضيا بقبيلة الجيش حوز مدينة مراكش. ولما أثقله المرض أتى إلى فاس وتوفي بها ودفن بروضة العلميين داخل باب عجيسة قرب الشيخ المزالي. أحمد بن محمد الحبابي وفي صباح يوم الخميس تاسع عشر محرم توفي أحمد بن محمد الحبابي موقت منار جامع القرويين، وهو من أولاد الحبابي المعروفين بفاس البلدين. كان منحاشا للفرنسيين، وأخيرا عين خليفة لباشا مدينة فاس منفذا للأحكام الصادرة عن غيره. دفن بالقباب وحضر جنازته العسس ومقدمو بعض الحارات وبعض شرط الحكومة. محمد بن قاسم الفجيجي وفي سابع وعشري محرم توفي محمد بن قاسم الفيجيجي الدرقاوي طريقة بمدينة مكناس مسقط رأسه. علامة صوفي من رجال الدّين وأنصار الطريقة الدرقاوية وعميد طائفة كبيرة منها بمكناس. كان يأكل من كدّ يديه وتوفى بمكناس. محمد بن عبد الله ملين وفي عشية يوم الخميس خامس جمادى الأولى توفي محمد-فتحا-بن عبد الله ملين الرباطي. من أولاد ملين المعروفين بالرباط. العلامة المشارك وزير الأحباس بالمغرب مدة، ودفن من غده بعد صلاة الجمعة بضريح سيدي الضاوي بالرباط. له تآليف، منها كتاب الأخلاق والتوحيد؛ وله المناهج السارية للبهجة المرضية؛ وله شرح على الألفية. كانت ولادته عام ثلاثة وثلاثمائة وألف وقد بذل أهله كل ما في استطاعتهم لأجل أن يحضر ولده الأستاذ محمد الرشيد ملين جنازته لأنه من المحكوم عليهم بالنفي على أن يرجع إلى منفاه بعد الدفن، فلم يجدوا آذانا صاغية ولا قلوبا واعية لا من رجال الحكومة ولا من غيرهم، وكل واحد منهم يسوّفهم ويحيليهم على الآخر بعد التأسف على موته. محمد بن مبارك الهلالي وفي حدود الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم الأربعاء السادس والعشرين من جمادى الأولى توفي محمد-فتحا-بن مبارك الهلالي المكناسي، العلامة المشارك المفتي الشهير، من آخر من كتب الفتوى على النهج القديم. توفي بمكناسة الزيتون مسقط رأسه، ودفن بزاوية الصادقيين هناك.

عبد السلام الخطابي

عبد السلام الخطابي وفي أواسط شوال توفي عبد السلام الخطابي الريفي عمّ الزعيم الأكبر محمد بن عبد الكريم الخطابي بالقاهرة غريبا عن بلاده ووطنه. الكبير بن عرفة الفيلالي وفي يوم الأحد ثالث وعشري شوال توفي الكبير بن عرفة الفيلالي، تقدمت وفاة والده قاضي مدينة صفرو محمد المدعو الحاج عام سبعين وثلاثمائة وألف، عالم مشارك، أستاذ مجوّد، توفي عن سن عالية نحو المائة سنة. كان قاضيا بأرفود والريصاني من تافيلالت. محمد بن المدني ابن هشّومة وفي رابع وعشري قعدة توفي محمد بن المدني الفيلالي عرف بابن هشّومة. كان يلقي بعض الدروس بالقرويين، وكان مصابا في عقله يخاف من الموت، إذا ذكر له الموت فرّ منه، وكان الصبيان إذا رأوه يقولون: لا إله إلا الله على نحو ما يقال عند حمل الميت فيفرّ منهم، وربما ضرب من وجده منهم ضربا مبرحا إذا ظفر به، وبقي على ذلك إلى أن أتاه الموت ودفن بالقباب. أحمد بن محمد الهواري وفي ليلة الخميس ثامن ذي الحجة توفي أحمد بن محمد بن علي الهواري بمدينة الدار البيضاء. تقدمت وفاة والده عام سبعة وأربعين وثلاثمائة وألف، وجده عام تسعة وتسعين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا كاتبا مقتدرا، تقلب في عدة وظائف مخزنية وتقلّد بعض الأوسمة من الحكومة. له تآليف، منها دليل الحج والسياحة؛ وتأليف في تعليم الفرنسية، وقد طبعا معا. وله غير ذلك. دفن بروضة أهل فاس بالدار البيضاء. أحمد بن عبد السلام ابن سودة وفي يوم الاثنين ثالث عشر حجة توفي أحمد بن عبد السلام بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة. كان مشاركا خيرا دينا يميل إلى العزلة والخمول. دفن بزاويتهم بالعقبة الزرقاء مع أبيه وجده. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف، ووفاة جده عام أربعة وتسعين وألف. له ترجمة في سل النصال مع صورته.

الياقوت والدة محمد الخامس

الياقوت والدة محمد الخامس وفي صبيحة يوم الثلاثاء حادي وعشري حجة توفيت الياقوت والدة جلالة الملك محمد الخامس بمدينة فاس، وقد أخفت الحكومة وفاتها حتى دفنت لكي لا يحضر الفاسيون جنازتها، ولو سمعوا بوفاتها لطلعوا إلى الجنازة عن بكرة أبيهم محبة في ولدها السلطان الشرعي للبلاد. عمر بن العباس الجعايدي وفيه توفي عمر بن العباس بن المكي الجعايدي، كان له جوق طرب الآلة من أشهر الأجواق بفاس، ثم طلب منه أن يذهب إلى الرباط لأجل أن يعلم إماء السلطان طرب الآلة وبقى على ذلك إلى أن توفي بالرباط ودفن هناك. حوادث عيد العرش الفضي وفي تاسع وعشري صفر موافق 18 نونبر سنة 1952 أقيم عيد العرش الفضي لجلالة الملك محمد الخامس، وهو العيد الخامس والعشرون لجلوس محمد الخامس على عرش أسلافه المكرمين، وكان الحفل بهيجا وقدمت له عدة هدايا وتحف ثمينة. فتن في الدار البيضاء وفي يوم الأحد عشري ربيع الأول وقعت فتن في الدار البيضاء مات بسببها خلق كثير ينيف على مائتين، أثار ذلك الاستعماريون مدعين أن تلك الفتن قام بها الوطنيون الذين يسايرون الشيوعية، والحقيقة أنها مجرد تخويف للشعب لكونه طلب الاستقلال وتسربت تلك الفتن إلى الرباط وبني ملال وغيرهما من المدن. إيقاف أربع جرائد وطنية وفي يوم الاثنين ثاني وعشري ربيع الأول صدر الأمر من السلطة العسكرية بإيقاف أربع جرائد كانت تصدر بالمغرب من قبل الهيئة الوطنية، وهي جريدة العلم، وجريدة المغرب، وجريدة الاستقلال، وجريدة الرأي العام. إلقاء القبض على نحو خمسمائة من الوطنيين وفي أول يوم من ربيع الثاني ألقي القبض على عدة شخصيات بارزة من الوطنيين بجميع مدن المغرب يقرب عددهم من خمسمائة فرد بين رجال ونساء، وعزل عدة قواد وباشوات كان لهم الميل إلى جلالة الملك محمد الخامس والإخلاص للعرش العلوي.

اجتماع رجال الطرق بمدينة مكناس

اجتماع رجال الطرق بمدينة مكناس وفي عاشر جمادى الأولى وقع اجتماع رجال الطرق بمدينة مكناس تحت رياسة محمد ابن الحبيب الفيلالي الأمغاري حضره جملة وافرة من دعاة الاستعمار ورؤساء الطرق المنحرفين وبعض الباشوات والقواد، وذلك لأجل عزل جلالة الملك في الخفاء، وظاهرا باسم الدّين وهداية الناس إلى الإسلام وخاصة الشباب. اجتماع أصحاب الطرق بمراكش وفي يوم الاثنين ثامن جمادى الثانية وقع اجتماع بمراكش لأصحاب الطرق مثل ما وقع بمكناس، وذلك بقصر الباشا الأكلاوي بأمر من الاستعمار ضدا على جلالة الملك محمد الخامس. عزل محمد الخامس وإخراجه من القصر بالقوة وفي يوم الخميس تاسع ذي الحجة عامه موافق 20 غشت 1953 بعد الزوال، توجّه المقيم العام كيوم مع جماعة من الحرس وبعض حاشيته إلى القصر الملكي العامر الذي كان محاصرا من قبل قوات الحماية وطلب من جلالة الملك أن يتنازل عن العرش فامتنع، فطلب منه أن يخرج من القصر فامتنع أيضا فتقدم إليه الحرس الفرنسي المسلح وأخرجوه منه قهرا وهو في ملابسه الصيفية محفوفا بولديه الأميرين المولى الحسن ولي عهده والمولى عبد الله إلى المطار العسكري بسلا فنقلتهم الطائرة إلى جزيرة كورسيكا.

عام ثلاثة وسبعين وثلاثمائة وألف

عام ثلاثة وسبعين وثلاثمائة وألف علال بن عبد الله في فاتح محرم عامه هاجم الوطني البطل علال بن عبد الله رائد الحركة الفدائية بالمغرب السلطان الدّمية محمد ابن عرفة عند ما كان خارجا لأداء صلاة الجمعة في مسجد أهل فاس بحي تواركة بالرباط، فقد اخترق الصفوف بسيارته البسيطة إلى أن وصل إلى ابن عرفة فانتبه له الحرس الفرنسي وقتلوه رميا بالرصاص قبل أن يفوز بمبتغاه، لكنه أشعل بتضحيته قبس الفداء في المغرب وبقي ذكره خالدا إلى يوم الدين. كان علال بن عبد الله يبلغ من العمر سبعا وثلاثين سنة، وكان يعد من الفقراء من حيث المادة ومن أكابر الرجال من حيث النفس الأبية والحمية الوطنية. لم يكن منخرطا في أية منظمة أو هيأة من الهيئات السياسية الموجودة بالمغرب، وانما هو رجل حرفته الصباغة يتقاضى أجرة يومه وله زوجة وولدان يعيش معهم عيشة بسيطة وقد قاده إلى هذا العمل إيمانه القوي وحبّه لشعبه وملكه. محمد بن أحمد الديوري وفي أواسط محرم الحرام توفي محمد بن الحاج أحمد الديوري، من أولاد الديوري المعروفين بفاس. ذهب إلى مدينة القنيطرة في أول تأسيسها واستوطنها، وهو من الرجال الذين تخرجوا أولا من المدارس الفرنسية بالمغرب وعلم ما أراده الاستعمار بوطنه فدافع عنه بجد وإخلاص طول حياته، وبقى على جهاده المستمر بعد ما سجن وعذب مرارا، فهو من رجال الحركة الوطنية الأولين، وبقى على حاله وثباته إلى أن لقي ربه بأحد سجون نواحي مراكش مغتربا عن أهله. وبعد وفاته حمل جثمانه إلى فاس ودفن بالقباب خارج باب الفتوح. ومن العجب أن بعض أصدقائه أراد دفنه بروضتهم فامتنع بعض أهل العلم والجاه والسلطة من ذلك حيث له الحق في تلك الروضة وله نفوذ الكلمة. أحمد بن الحسين التازي وفي أوائل صفر الخير عامه توفي أحمد بن الحسين بن محمد-فتحا-التازي في حادث سيارة كان يركبها بعاصمة باريز، حيث كان يطلب العلم وله تفوق في طلبه، ومراده أن يكون طبيبا، لكن شاءت الأقدار أن يفقد المغرب العزيز مثل هذا الشاب الطموح وهو أحوج ما يكون إليه. حسين بن محمد الأكلاوي وفي رابع وعشري صفر توفي حسن بن محمد إبيبض الأكلاوي أخ باشا مراكش الحاج التهامي، وهو أخوه الأكبر، توفي عن نحو مائة سنة، وكان خليفة لأخيه وعلى خلاف معه.

إدريس بن عمر ابن سودة

إدريس بن عمر ابن سودة وفي يوم الثلاثاء تاسع ربيع الأول كان إدريس بن عمر بن محمد بن الشيخ المهدي ابن سودة خطيب جامع الرصيف منذ وفاة والده التي تقدمت عام تسعة وخمسين وثلاثمائة وألف طالعا من حانوته بسماط العدول إلى داره على الساعة الواحدة نهارا. ولما وصل إلى الطريق المؤدية من وادي رشاشة إلى حومة السياج ضربه أحد الفدائيين برصاصة في قفاه وخرجت من أنفه فسقط ميتا من حينه لأنه كان يخطب بابن عرفة وذهب عند توليته وأكرمه. ومنذ وقع نفي جلالة الملك محمد الخامس انبعثت بالمغرب يد سميت بيد الفداء تقوم بأعمال القتل في جميع أنحاء المغرب لكل من كان له يد في عزل السلطان أوله ميول إلى الاستعمار كيف ما كان نوعه، وصارت اليد المذكورة تترقب الفرص لكل خائن لأجل اغتياله. فكان من سوء حظ إدريس المذكور أنه ترك ذكر جلالة الملك الشرعي في خطبته وذكر ابن عرفة، فأمروه بترك ذلك ولم ينته وخالفهم فقتلوه، وقد فعلوا ذلك بعدد كثير من خطباء المغرب في كل بلد، فمنهم من ترك الخطبة وأراح نفسه. علال بن إدريس المراكشي ومثل ما وقع لإدريس ابن سودة وقع لعلال بن إدريس المراكشي إمام ضريح المولى إدريس ابن إدريس الأزهر بفاس، وهو خطيب مسجد الشرابليين، لأنه كان ممن يصرّح في خطبته بابن عرفة. فلما خرج بعد صلاة العشاء من الضريح المذكور في نفس اليوم ذاهبا إلى داره، فلما وصل لدربه أطلق عليه النار أحد الفدائيين فأراده قتيلا. أحمد الزموري وفي يوم الأربعاء ثامن ربيع الثاني توفي أحمد الزموري قاضي درب السلطان من الدار البيضاء. كان علامة مشاركا مطلعا شاعرا مقتدرا يجيد الشعر مع فصاحة وإقدام. توفي عن القضاء بالمحل المذكور بعدما مرض مرضا ألزمه الفراش مدة. كانت ولادته عام أربعة عشر وثلاثمائة وألف، وكان تولى القضاء قبل الدار البيضاء بقرية ابن أحمد ودفن هناك بالبيضاء. أحمد بن محمد الرهوني وفي صباح يوم الثلاثاء خامس عشر ربيع الثاني المذكور توفي أحمد بن محمد الرهوني نزيل مدينة تطوان وشيخ الجماعة بها، ودفن بعد صلاة العصر من يومه. كانت ولادته عام ثمانية وثمانين ومائتين وألف. العلامة المشارك المطلع المدرس الشهير، له عدة تآليف أكبرها: عمدة الراوين في أخبار تطّاوين؛ وله رحلة إلى الحج؛ وله اختصار كتاب الاستقصا، طبع؛ واختصار كتاب نفح الطيب؛ وله حادي الرفاق على لامية الزقاق، طبع؛ وشرح على مقدمة السنوسي الكبرى، طبع؛ وتحفة الإخوان بمختصر سيرة سيد الأكوان؛ وله شرح على المرشد؛ وشرح علي لامية ابن المجراد؛ وشرح على ألفية ابن مالك، والكل مطبوع، إلى غير ذلك من التآليف المفيدة الجامعة. له ترجمة واسعة في فهرسنا سل النصال (¬1). ¬

(¬1) سقطت ترجمة أحمد الرهوني من نسختنا من سل النصال.

محمد بن عبد القادر بنيس

محمد بن عبد القادر بنيس وفي أوائل شعبان توفي محمد بن عبد القادر بنيس عن نحو ثمان وعشرين سنة، وهو ابن باشا مدينة صفرو. كان طالبا بمدينة بوردو يدرس الطب وقع له اختناق في الدم ونقل إلى فاس ودفن هنا. ويعد موته خسارة للمغرب. سعيد بن إدريس الأمراني وفي أواسط شعبان توفي سعيد بن إديس بن محمد العلوي الأمراني الحسني، من الشرفاء الأمرانيين الذين بمكناس. كان متوليا حطة القضاء بمدينة زرهون ونواحيها مدة، ولم يكن من أهل العلم وإنما قرّبه لذلك المنصب تطارحه وسمته. توفي فجأة بمكناس ودفن بروضة الأشراف هناك. عبد الرحمان بن محمد بركاش وفي الساعة الثالثة من يوم الجمعة سادس وعشري شعبان المذكور توفي عبد الرحمان بن محمد بن محمد-فتحا-بركاش باشا عاصمة الرباط سابقا عن سنّ عالية، المخلص الكبير المدافع عن شعبه وقومه. تولى الباشوية بالرباط مدة طويلة منذ وفاة عمه الصديق بركاش عام ستة وثلاثين وثلاثمائة وألف، كان فيها مثال الإخلاص. ولما ظهرت الوطنية بالمغرب كان من أشد أنصارها، ومن أجل ذلك عزل عن وظيفته، فلزم داره الشهيرة بالرباط إلى أن توفي رحمه الله ودفن هناك. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف. البشير الزمراني وفي آخر العام توفي البشير الزمراني قائد قبيلة تسول عن خمسة وسبعين عاما، ذكرت جريدة السعادة عنه أنه كان من الأبطال الذين شاركوا في حرب الريف (إلى جانب الاستعمار) ومن الذين استولوا على عبد الكريم، وهو الذي ولته الحكومة قيادة الرباط في الفتن الأخيرة، وكان أحد أولاده ادّعى أنه الزعيم لحزب المعارضة. محمد بن محمد العلمي وفي الساعة الثانية عشرة والنصف بعد زوال يوم الثلاثاء تاسع وعشري رمضان توفي شيخنا محمد-فتحا-بن محمد العلمي الحسني، العلامة المطلع المشارك المدرّس النفاعة، شيخ الجماعة في علم الحساب والهيأة والتنجيم وغير ذلك من فنون الرياضيات. كانت ولادته عام اثنين وتسعين ومائتين وألف، له تآليف عديدة جلها في علم التوقيت والهيأة والحساب، وقد طبع البعض منها على الحجر بفاس فلا نطيل بذكرها. ضيّعه قومه ولو كان في أمة متمدنة لجعلوا له شهرة وافتخروا بمثل وجوده بينهم. دفن بروضة العبدلاّويين الكائنة بالقباب خارج باب الفتوح. له ترجمة حافلة في فهرسنا سل النصال مع صورته.

محمد الزرقطوني

محمد الزرقطوني وفي خامس عشر شوال توفي محمد الزرقطوني بالدار البيضاء أحد رؤساء الفداء بها. فقد دافع دفاع الأحرار عن شعبه، ولما وقع بين يد الاستعمار وأرادوا استنطاقه على الحركة التي توجد بالمغرب لأنهم علموا أنه من رؤسائها، أجابهم بأنه مستعد أن يبين لهم كل شيء وأفراد العصابة فاستبثروا بذلك فبينما هم ينتظرون ذلك بكل تلهف إذا بالزرقطوني جثة هامدة بين أيديهم لأنه كان معه قرص سم تناوله حتى لا يبوح بسر إخوانه، فاختار الدار الآخرة. قدّور ابن غبريط وفي صباح يوم الخميس ثاني وعشري شوال توفي بباريس قدور ابن غبريط التلمساني المعسكري، سكن مدينة فاس قبل الحماية مدة وكان لا يخرج من ضريح المولى إدريس بفاس ويظهر الصّلاح والنسك ثم يتصل بأهل الوجاهة لأجل أن يلتقط ما عندهم من الأخبار ويكتب بذلك لمن يعنيه الأمر من الذين يتربصون بالمغرب الدوائر في الجزائر وفرنسا، وعامة أهل فاس يعظمونه ويحترمونه ويعتقدون فيه الصلاح والدين. ولما تم أمر الحماية بالمغرب تقلب في عدة وظائف سامية وأخيرا عين رئيسا للمسجد الذي بني في باريس ووزيرا للمغرب بفرنسا. وقد حصل على عدة أوسمة فرنسية ومغربية. توفي بباريس الذي كان يسكنها آخر حياته، ونقل بعد وفاته إلى بلده من القطر الجزائري ودفن هناك. كذا بلغني. عبد القادر بن المحجوب ابن عيسى وفي رابع قعدة الحرام عامه توفي عبد القادر بن المحجوب ابن عيسى، من نسل الشيخ الكامل سيدي محمد ابن عيسى دفين مكناس. كان يوصف بالعلم والدين. توفي عن نحو سبعين سنة، ودفن بضريح جده الشيخ الكامل على يمين الداخل للقبة. الطاهر بن مالك المراكشي وفيه توفي الطاهر بن مالك المراكشي أحد علماء الكلية اليوسفية بمراكش، العلامة المشارك المطلع المؤرخ. توفي عن سن تناهز السبعين سنة، ودفن بمقبرة باب أغمات بمراكش. محمد بن مبارك الودغيري وفي أوائل قعدة المذكور توفي محمد بن مبارك الحسني الودغيري، من أولاد الودغيري المعروفين بفاس، العالم العلامة المشارك، تولى قضاء قبيلة شراكة مدة، ومدينة سطات مدة قليلة، وأخيرا عزل عن ذلك واستوطن فاسا وبقى بها إلى أن توفي في التاريخ المذكور له ترجمة في سل النصال.

محمد بن عبد السلام الحلو

محمد بن عبد السلام الحلو وفي يوم السبت عاشر قعدة توفي محمد بن عبد السلام الحلو، من أولاد الحلو المعروفين بفاس. توفي بمدينة صفرو ونقل إلى فاس من غده ودفن بالقباب. هذا الرجل كان من أكبر تجار فاس المثرين بها، وله مواقف كبيرة مشرفة في الناحية الوطنية، دائما يواجه رجال الاستعمار بالحق ولا يعبأ بهم حتى نفوه من أجل ذلك وبقى في منفاه أكثر من سنة. ومن أجل ذلك كان محبوبا عند الناس معظما محترما، له عقل راجح ووجاهة، نسخ بخطه الجميل الكتب الستة ونسخ خمسين مصحفا كريما. وعندما أتم ذلك جعل وليمة أظهر فيها كرمه فرحا لما حصل عليه من نسخ ذلك ورجاء ثواب الآخرة رحمه الله. قدور بن الطاهر العلوي وفي أواسط حجة توفي عبد القادر المدعو قدّور بن الطاهر بن السلطان الجليل المولى سليمان العلوي الحسني، كان نقيبا بدار الشريفات بفاس، ومن أكبر عدول السماط ومن وجهاء فاس وأعيانها محبوبا من الجميع. المنوّر بن محمد ابن العالم وفي هذا العام توفي المنوّر بن العلامة القاضي محمد-فتحا-ابن العالم الوجدي، كان يطلب العلم بباريس وهو من النبغاء، خنقه مجمر من الغاز تركه مفتوحا. فقد أصيب المغرب في هذه السنة بموت ثلاثة شبان كان ينتظر الكثير من علمهم: هذا والتازي وبنيس، وقد مر بك وفاتهما وستأتي وفاة والده بعد هذا إن شاء الله. احماد بن موحى التّامكي فيه توفي احماد بن موحى وقيل أبرى ينتمي لزاوية تامكي، تنتمي عائلته إلى الزاوية، وجدّه معروف بالولاية والصلاح والانتماء للشيخ المربّي الشهير سعيد أحنصال، يذكرون أنه من الأشراف عاش في القرن الثاني عشر. هذا الرجل من الذين كافحوا عن بلادهم أوائل الحماية إلى أن استولى عليه الاستعمار وسجنه وحكم عليه ونفذ عليه الحكم بالقتل ضربا بالرصاص. انظر تفصيل ذلك في مجلة دعوة الحق العددان الثاني والثالث من السنة العشرين في ربيع الثاني سنة 1399،1979 ص.120 بقلم الحاج أحمد معنينو السلاوي. حوادث انفجار قنبلة بجامع برّيمة بمراكش وجرح ابن عرفة وفي يوم الجمعة تاسع وعشري جمادى الثانية كان ابن عرفة يصلي الجمعة بمسجد برّيمة بمراكش، وأثناء الصلاة وقع انفجار قنبلة أصابته شظاياها في وجهه إصابة بليغة وفقد بسبب ذلك إحدى عينيه، كما أصيب بعض أصحابه وحاشيته، وقتل الأكلاوي رجلا بيده ظنا منه أنه صاحب القنبلة، ووقعت فتنة عظيمة هناك، وتأثر الأكلاوي لذلك لأنه كان يظن أن مراكش وما حولها في يده ولا يقع فيها شيء حتى ضرب أميره الساهر عليه وعلى حياته.

عام أربعة وسبعين وثلاثمائة وألف

عام أربعة وسبعين وثلاثمائة وألف عمر بن أحمد السلاوي وفي يوم الجمعة خامس محرم فاتح العام توفي عمر بن أحمد بن محمد السلاوي، من أولاد السلاوي المعروفين بفاس، استوطن والده معه الدار البيضاء، وهو أحد الرجال الذين طلبوا العلم في باريس وحصل على الدكتوراه في الحقوق وقد صار يزاول أشغاله بالمغرب، قتلته يد الإرهاب الفرنسي التي ظهرت بالمغرب وسمت نفسها باليد البيضاء لما ظهرت اليد السوداء الفدائية، كوّنها الاستعمار وهي متركبة من الشباب الفرنسي المتعصب، تقتل كل من رأته يدافع عن المغرب، فكان السلاوي ضحية للإرهاب الفرنسي وعمره لا يتجاوز ثلاثين سنة، وكانت جنازته بالدار البيضاء حافلة شهدها أكثر من ثلاثين ألف مواطن. العربي بن عبد الله عواد وفيه توفي الحاج العربي بن عبد الله عواد السلاوي، من أولاد عواد المعروفين بها، ضرب من طرف الفدائيين قبل ذلك بنحو خمسة أيام لأنه كان ممن يخطب بابن عرفة ويعدّ من علماء سلا. محمد ابن إبراهيم شاعر الحمراء وفي سابع وعشري محرم توفي محمد بن إبراهيم المراكشي شاعر الحمراء بمدينة مراكش محل سكناه، الشاعر المبدع البلبل الصداح المجمع على حسن أسلوبه ومقدرته وبديهته. ذكر في ترجمته التي كان كتبها بنفسه أن من جملة دواوينه معارضة لزوم ما لا يلزم للمعري. وذكر لي رحمه الله أنه جمع ديوانا من القصائد الصغيرة ليطبع بالدار البيضاء ولكن ذلك لم يتم له. توفي فجأة بسكتة قلبية أصابته بسكناه في رياض الزيتون من مراكش. كانت ولادته عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف. أنشدني رحمه الله وأنا مارّ معه بحومة الدرج بفاس ارتجالا بيتين يتغزل فيهما بأمرد يدعى إدريس. محمد بن عبد الله كديرة وفي يوم الاثنين رايع عشر محرم توفي محمد بن عبد الله كديرة الرباطي نائب القاضي هناك. كان عالما مشاركا له ولوع بالكتب وشرائها. ولما توفي بيعت خزانته بثمن له بال. توفي ببلده. أحمد بن محمد الشدادي وفي يوم الجمعة ثاني وعشري صفر توفي أحمد بن محمد الشدادي قاضي مدينة تطوان، الفقيه العلامة المشارك المطلع، له تآليف. توفى فجاة بمنزله ودفن من يومه.

عبد السلام بن محمد الكتاني

عبد السلام بن محمد الكتاني وفي آخر صفر توفي عبد السلام بن محمد الكتاني الحسني، كان يعد من العلماء ويميل إلى الخمول والعزلة، يلقى دروسا لبعض العوام يبين لهم فيها أمور دينهم ويرشدهم. دفن بالقباب له ترجمة في سل النصال. الطاهر الرجراجي وفي ثامن وعشري صفر توفي الحاج الطاهر الرجراجي الرباطي، كان يعد من علماء الرباط. توفي هناك. محمد الدرفوفي وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر ربيع النبوي الأنور يوم العيد عامه توفي محمد الدرفوفي الوجدي، هذا الرجل من الذين عذبوا في سبيل وطنهم وسجن أكثر من مرة، وأخيرا سجن وأصابه مرض في السجن نقل على إثره إلى مستشفى كوكار بفاس، فلما وقع الإذن بتسريح بعض الوطنيين كان من جملتهم. حكى لي بعضهم أنه لما وصله الخبر بأنه سرح طلب من أخ له كان في المستشفى أن يجد له سيارة تنقله إلى بلاده وجدة يومه وتكون خاصة، فامتثل أمره. وفي أثناء الطريق كان يسأله عن بعض الأشياء، ولما قرب إلى مدينة وجدة ولم يبق لهم إليها سوى نحو ثلاثين كيلو ميترا لفظ نفسه الأخير، فلما وصلوا به وجدوا في انتظاره جمّا غفيرا من أهل المدينة ولكن للأسف وصلهم ميتا ودفنوه من غده. ولما علمت الحكومة بموته أصدرت أمرا بواسطة باشا المدينة محمد المهدي الحجوي بأن كل من حضر جنازته ألقى عليه القبض. وذكر لي بعض من كان معه في السجن أن الدرفوفي المذكور كان هو المكلف بجميع الأشياء في السجن وأن من طلبه يستجيب له كأنه خادم لهم ولا يترك أحدا منهم يتناول شيئا، وهو آخر من ينام وأول من يستيقظ منهم ولا تسمع من فيه إلاّ نعم. الطاهر بن عمر العلوي المدغري وفي ثالث عشر ربيع الأول عامه توفي الطاهر بن عمر بن الشيخ العربي العلوي المدغري الحسني. تقدمت وفاة جده عام تسعة وثلاثمائة وألف. كان يعد من أهل الصلاح والدين. توفي ببلده مدغرة. الطاهر بن محمد السبتي وفي يوم الأحد ثامن جمادى الأولى على الساعة التاسعة صباحا بعدما وصل الشاب المهذب الطاهر ابن المثري الشهير الحاج محمد السبتي، وأراد النزول من سيارته إلى متجره بطريق مديونة من الدار البيضاء، أطلقت عليه خمس رصاصات من يد مجهولة من حركة الإرهاب الفرنسي اليد البيضاء. وذلك أن والده ممن له شهرة كبيرة في الأوساط التجارية بالمغرب ومن الرجال الذين يعطون الوطنيين المال الكثير، فانتقموا منه بولده. وحين ما ضرب لفظ نفسه الأخير من حينه لأنه ضرب في محل القتل.

محمد بن المفضل ابن جلون الجبينة

ولما شاع خبر وفاته وقع إغلاق جميع الحوانيت بالدار البيضاء وجميع محلات البيع والشراء كيف ما كان نوعها بأسرع ما يكون وفي الغد شيعت جنازته، وقد شاهدتها لأني كنت يومئذ بالدار البيضاء، فقد مرّت الجنازة في سيارة وبعدها سيارات أقاربه وأصدقائه وعائلته، وبعد ذلك صفوف من النساء ماشيات على الأقدام خمسة منهنّ في الصف دام ذلك أكثر من ساعة زمانية، ثم الرجال خمسة في الصف كذلك وبقى مرورهم أكثر من ساعة ونصف، ثم أصحاب الدراجات وبقى مرورهم ما يقرب من نصف ساعة ثم أصحاب الدراجات النارية، ثم أصحاب السيارات ثم أصحاب الكامونيات وفي كل نوع مروره أكثر من نصف ساعة وكان الموقف رهيبا، مما يدل على أن المغرب قد استرجع وعيه وقوته واجتمعت كلمته ودخل في طور العمل. وما انتهى الاستعراض ذلك اليوم إلاّ بعد الساعة الثالثة ونحن نقضي لذلك العجب. وقد بلغني أن الحكومة منعت الناس من المرور بالجنازة في بعض الشوارع الكبرى لادعائها أن الأوربين يتأثرون لذلك حيث يرون هذا المشهد المؤثر! محمد بن المفضل ابن جلون الجبينة وفي يوم الأحد خامس جمادى الثانية عامه توفي الحاج محمد بن المفضل بن محمد بن جلون دعي الجبينة. تقدمت وفاة والده عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف. كان أحد المثرين بفاس ميالا إلى المستعمر، ثم وقع له إفلاس في ماله حتى اضطر إلى بيع داره وأصبح خليفة باشا فاس، وأخيرا ذهب إلى الدار البيضاء وعين أمينا لمرساها إلى أن توفي بها. وهو والد المخلص الكبير وزير المالية حاليا عبد القادر ابن جلّون وفي المثل العامي (من الشوكة كتولّد الوردة). المنوّر ابن العالم وفي يوم الأربعاء بعده توفي المنوّر بن العالم الوجدي، قاضي ملحقة احفير مدة. كان يعدّ من العلماء وأهل الفضل والدين. توفي هناك. إدريس بن عبد العالي الإدريسي وفي أوائل رجب عامه ضرب إدريس بن عبد العالي الإدريسي بيد الفدائيين بالدار البيضاء بعدة طلقات نارية أردته قتيلا من حينه. وهذا الرجل أصله من سكان الرباط كان والده يعرف بالشرف عندهم وينتسب إلى المولى إدريس بن إدريس، وكان عندهم معظما محترما، فلما ترعرع الولد إدريس المذكور ادّعى المشيخة وأسس طريقة بقبيلة زعير سميت الطريقة العالية، أيّدها رجال الاستعمار وأسس زاوية بعاصمة الرباط، وأخرى بالدار البيضاء، يقوم فيهما بضروب من الشعوذة لضعاف العقول حتى صارت تحكى عنه كرامات وخوارق عادات. ولما رأى ذلك منه جلالة الملك محمد الخامس جمع علماء العدوتين وعلماء المشور السعيد فأفتوا بأن أعماله كلها شيطانية، فأمر بسد زاويته التي بالرباط فذهب إدريس إلى البيضاء واستوطنها وصار يتابع عمله بدون حياء.

عبد الله بن محمد ابن سودة

وقد جمع له تاليف في طبوع الآلة جمعه له بعض من ينتمون إليه وطبع باسمه فكانت الحكومة تأمر الباشوات والقواد بالاشتراك فيه بأثمان باهظة لأجل ان يكسب من ذلك مالا كثيرا بهذا الاسم. عبد الله بن محمد ابن سودة وفي يوم الاثنين ثاني عشر رجب على الساعة العاشرة والنصف صباحا ضرب الفدائيون بالدار البيضاء بعدة طلقات القاضي بالمدينة القديمة عبد الله بن محمد بن عبد السلام بن الشيخ المهدي ابن سودة، هذا الرجل خرج من هذه العائلة الكريمة فأدهش رجالها لما قام به من أعمال شيعة. وقد بلغني أنه كان يتقاضى شهريا كراء أكثر من نصف مليون فرنك دون الغلال السنوية التي لا تحصى، جمع ذلك من أموال الضعفاء والأيتام. وقد ضرب في رأسه وبين كتفيه لكنه سلم بعد عملية جراحية وتوفي بعد ذلك. أحمد بن مبارك المصلوت وفي يوم الاثنين سادس وعشري رجب توفي أحمد بن الحاج مبارك بن سعيد بن علي بن حماد المصلوت السوسي، الأستاذ الجليل والعلامة المشارك. سكن مدينة تيزنيت مدة، وله ترجمة في كتاب المعسول (جزء 8 ص.39) توفي بالرباط ونقل لبلده ودفن هناك. تقدمت ترجمة والده عام أحد وثلاثين وثلاثمائة وألف. محمد سيداتي بن محمد الكنتي وفي يوم الخميس سادس شعبان عامه توفي بمدينة تارودانت الشيخ محمد سيداتي بن محمد الكنتي الجكني، كان علامة مشاركا مستحضرا مطلعا شاعرا خيرا دينا صالحا، طلب لعدة وظائف وامتنع من قبولها. له تآليف، منها ذيل على كتاب الوسيط في تراجم أدباء سنقيط أبدع فيه. محمد بن محمد فرموج وفي أول يوم من رمضان عامه توفي محمد بن محمد فرموج المكناسي بمسقط رأسه. كان عالما مشاركا مطلعا له ولوع كبير بشراء الكتب. توفي عن نحو تسعين سنة وتفرقت كتبه بعد موته. محمد بن محمد قصارة وفي صباح يوم الخميس خامس رمضان توفي محمد بن محمد قصارة الحميري. تقدمت ترجمة بعض أسلافه. كان علامة مشاركا مطلعا يقول الشعر وينتحله وربما قال الجيّد منه. تقلّب في عدة وظائف وأخيرا عين رئيسا لمجلس الجنايات بالأعتاب الشريفة. بلغني أن له شرحا على معيار الاختيار في ذكر المعاهد والديار لذى الوزارتين ابن الخطيب يقع في عدة أسفار. توفي بالرباط ونقل إلى فاس ودفن بالقباب خارج باب الفتوح من غده بروضة القادريين.

الطاهر الإفراني

الطاهر الإفراني وفي آخر رمضان توفي الطاهر بن محمد بن إبراهيم البكري الإفراني، العلامة المطلع الشاعر المبدع على إثر مرض ألزمه الفراش عدة أعوام عن سن يناهز الثمانين. ولد بسوس ونشأ يتيما. حفظ القرآن ورحل إلى المدرسة الإلغية فدرس على الشيخ محمد بن عبد الله وغيره، وتكون تكوينا متينا في اللغة والأدب والفقه. وطارت شهرته في أرجاء سوس، وله أشعار كثيرة تخرج في ديوان كبير. عبد الرحيم بن الحسن الكتاني وفي يوم الأحد عشري قعدة توفي عبد الرحيم بن الحسن بن عمر الكتاني الحسني، عالم مشارك يستحضر بعض التواريخ، تقلب في عدة وظائف صغيرة، وبلغني أن له بعض التآليف. دفن بالقباب له ترجمة في سل النصال. حوادث ظهور الجراد بالمغرب وفي أول هذه السنة ظهر الجراد بالمغرب آتيا من بلاد سوس، ووصل إلى قرب القنطرة ووقع إتلاف في النبات والأشجار، أحصى ما وقع إتلافه وضياعه بأكثر من مائة مليون فرنك. رجوع إبراهيم الكتاني من منفاه إلى فاس وفي يوم الاثنين ثاني جمادى الأولى عامه وصل إلى فاس إبراهيم ابن الشيخ أحمد الكتاني الحسني من منفاه بعدما مكث فيه قرابة سنتين. إعدام ستة وطنيين بسجن العادر وفي يوم الثلاثاء تاسع جمادى الأولى وقع تنفيذ الحكم بالإعدام في حق ستة مساجين بسجن العادر حكم عليهم من طرف المحاكم العسكرية الفرنسية بالمغرب لاتهامهم بقتل بعض الأشخاص. أربعة منهم حكمت عليهم المحكمة العسكرية بفاس، وهم عبد العزيز بن إدريس بن الحاج الحسن ابن شقرون؛ وعبد العالي بن محمد بن الحاج الحسن ابن شقرون؛ ومحمد بن أحمد الحياني؛ ومحمد بن محمد ابن إدريس. وإثنان حكم عليهما من طرف محكمة الدار البيضاء وهما أحمد بن محمد الراشدي؛ والطاهر بن عبد الكريم بن علي ابن الطاهر، فنفد فيهم القتل رميا بالرصاص، وحين أرادوا قتلهم صرح كل واحد منهم بما يدل علي شجاعته وثباته، فقد قال بعضهم: بقتلنا يستقلّ المغرب، وبعضهم قال: إنها الموت في سبيل الحرية.

تدشين سد بين الويدان

تدشين سدّ بين الويدان وفي شهر شعبان وقع تدشين سدّ بين الويدان الشهير الذي بسببه أطلق الريّ في أكثر من ستة آلاف هكتار. إطلاق الرصاص على الحاج إيدّار مساعد الأكلاوي وفي سابع رمضان أطلق الرصاص بمدينة مراكش على الحاج إيدّار السوسي العضد الأيمن للباشا الحاج التهامي الأكلاوي، لكنه لم يمت بل بقى مشوّه الوجه وهو من أعظم العاملين على خلع جلالة الملك محمد الخامس. حريق مهول بقيسارية فاس وفيه وقع حريق مهول بقيسارية فاس على الساعة الواحدة والنصف تقريبا شمل نحو أربعمائة وخمسين حانوتا وضاع بسبب ذلك مال كثير يقدر بمليار ونصف فرنك. والذي يظهر أنه من تدبير الاستعمار ومنظمته المسماة باليد البيضاء انتقاما لكون اليد السوداء بالدار البيضاء قتلت رئيسا من الفرنساويين عظيما عندهم وهو الدكتور (إيرو) من أول المستعمرين الذين دخلوا إلى المغرب عام 1912 وكان من أهل المشورة عندهم لأنه خالط المغاربة ويعرف نفسيتهم ولغتهم.

عام خمسة وسبعين وثلاثمائة وألف

عام خمسة وسبعين وثلاثمائة وألف محمد بن إدريس ابن رحمون في يوم السبت فاتح محرم الحرام عامه توفي محمد بن إدريس بن الطائع بن التهامي ابن رحمون الحسني. تقدمت وفاة والده عام تسعة وأربعين وثلاثمائة وألف، وجدّه عام ثلاثة وستين ومائتين وألف. العالم العلامة المشارك المطلع المقتدر، تولّى قضاء عدة ثغور مغربية، منها قضاء أسفي، وأخيرا قضاء مدينة طنجة ثم أخّر عنها بسبب الحوادث الأخيرة لأنه كان يعارض نفي جلالة الملك مخالفا لصهره الوزير الحاج محمد المقري والد زوجته، فعزل عن القضاء وبقى مستوطنا مدينة طنجة إلى أن توفي بها ودفن من غده الأحد بعدما صلي عليه الظهر بالجامع الكبير هناك. له ترجمة في سل النصال. محمد بن محمد الصنهاجي وفي يوم السبت سادس صفر توفي محمد بن محمد-فتحا-الصنهاجي، العلامة المشارك الخير الذاكر المتهجد المتبتل القائم بجل أنواع العبادات منذ نشأته يعمر طول أوقاته بالعبادات، وطلب لعدة وظائف فامتنع منها وأخيرا طلب أن يكون إماما لجلالة الملك فاعتذر عن ذلك لأسباب صحية وعين من يقوم بذلك. دفن خارج باب عجيسة له ترجمة في سل النصال مع صورته. إدريس بن عبد السلام المقري وفي حادي عشر صفر على الساعة الثانية بعد الزوال توفي إدريس بن الحاج عبد السلام ابن محمد الاكحل المقري التلمساني محتسب فاس أكثر من أربعين سنة، لأنه تولى حسبة فاس في أواخر عام ثلاثين وثلاثمائة وألف، وبقى عليها إلى أن توفى، ولا تسأل عما تكبده أهل فاس معه من مشاق منذ ولايته بحيث تركوا التداعي عنده اتقاء لشره. عبد الهادي بن عبد الكبير الخصاصي وفي صباح يوم الأحد سادس ربيع الأول عامه على الساعة السابعة ضرب بالرصاص عبد الهادي بن عبد الكبير بن محمد الخصاصي نائب قاضي الجماعة بفاس في الفرض. تقدمت وفاة جده عام ثلاثة وأربعين وثلاثمائة وألف. هذا الرجل كان يتعاطى الفرض بفاس، مقبولا عند الناس ينظر إليه بعين المعرفة والنزاهة، وأخيرا تشوفت نفسه إلى الشهرة فمال إلى المستعمرين ومن يسير في ركابهم فكان في ذلك هلاكه.

محمد بن محمد البكاري

محمد بن محمد البكّاري وفي عشية نفس اليوم توفي بالرباط محمد بن محمد البكاري، من أولاد البكاري المعروفين بفاس، كان علامة مطلعا شاعرا مقتدرا متضلعا، تقلب في عدة وظائف مخزنية، منها خليفة وزير العدليّة، وأخيرا رياسة المالية وعليها توفي بمحل سكناه بالرباط. له ترجمة في سل النصال. بومدين بن المنور البودشيشي وفي أوائل ربيع الثاني توفي بومدين بن المنور البودشيشي القادري نزيل بني إزناسن قرب مدينة وجدة. الشيخ المربي الشهير، له أتباع كثيرون بجل مدن المغرب. دفن بقرية تبعد عن أبركان بنحو اثني عشر كيلو ميترا. ويذكر عنه أنه كان يقول: لا يستقل المغرب إلا بعد وفاتي، فتم استقلال المغرب فعلا بعد وفاته بيومين. الهاشمي بنّاني الأقّاوي في يوم الجمعة رابع ربيع الثاني توفي محمد الهاشمي بناني الفاسي أصلا ثم الأقاري. ذهب بعض سلفه إلى أقّا بسوس الأقصى واستوطنها لأجل التجارة. العلامة المشارك القاضي ببلده أقّا، له عدة تآليف طبع البعض منها، وله أنظام وأشعار، وهو أحد المقرظين لكتابنا دليل مؤرخ المغرب الأقصى، لأني كنت اجتمعت معه بفاس. توفي ببلده له ترجمة في سل النصال. عبد الأحد بن عبد الحي الكتاني وفي يوم السبت رابع وعشري ربيع الأول توفي عبد الأحد بن عبد الحي بن الشيخ عبد الكبير الكتاني الذي كان قاضيا بأحواز الدار البيضاء، وهناك أطلق عليه الفدائيون الرصاص فلم يمت وبقى بسببه يعاني ألوان الآلام إلى أن لفظ نفسه الأخير في التاريخ أعلاه. كان يحسن الترسل والإنشاء ويقول الشعر حتى عدّ من الشعراء النجباء غير أنه انحرف تبعا لأبيه. الحسن بن محمد المنوني وفي يوم الأحد تاسع عشر جمادى الأولى توفي الحسن بن محمد المنوني المكناسي، العلامة المشارك الميقاتي المطلع. توفي ببلده مكناس بعد مرض طويل أكثر من ثمانية أعوام ودفن هناك، له ترجمة في سل النصال. الحسين الزعري وفي يوم الثلاثاء حادي وعشري جمادى الأولى توفي الحسين-بالياء-الزعري السلوي من آخر الرجال الذين بعثهم السلطان المولى الحسن إلى أوربا لأجل تلقى العلوم العصرية، فكان يتقن عدة لغات إلى جانب العربية كالفرنسية والإيطالية، ويعد من أصحاب الرأي المستنير. توفي بمسقط رأسه سلا.

محمد ابن العالم

محمد ابن العالم وفي يوم السبت سابع وعشري جمادى الأولى توفي عامل مدينة وجدة محمد-فتحا-ابن العالم في حادثة سيارة كان يركبها قرب مدينة تازا على بعد اثنين وثلاثين كيلو ميترا. كان يعد من العلماء. تولى القضاء بمدينة وجدة، والعضوية بمجلس الاستناف الشرعي، وأخيرا عمالة وجدة ونواحيها لأن أصله من هناك، ولم يلبث إلاّ قليلا. حمل من يومه إلى الرباط ودفن من غده بزاوية القادريين. كان له ميول إلى جلالة الملك زمن المحنة. محمد بن حساين النّجار وفي أوائل جمادى الثانية توفي محمد بن حساين النجار السلوي، من أولاد النجار المعروفين بسلا. يعد من رجال العلم بها، مع الدّين المتين والصلاح والنسك. دفن ببلده سلا. العربي السفياني في حادثة سوق أربعاء الغرب المشؤومة قتل الوطني المخلص الكبير العربي السفياني السلاوي، من رؤساء حزب الشورى والاستقلال، ومعه عدة شخصيات أخرى حتى أطفال الكشافة بسبب التعصب الحزبي المقيت. التهامي بن محمد الأكلاوي وفي الساعة الثانية والنصف من يوم الاثنين ثامن رجب توفي الحاج التهامي بن محمد إبيبض الأكلاوي باشا مراكش. تولى باشوية مدينة مراكش ونواحيها منذ وفاة أخيه المدني الأكلاوي عام سبعة وثلاثين وثلاثمائة وألف، لأنه بعد وفاة أخيه المذكور استولى على ماله وجاهه قهرا، وأخذ زوجته بنت الصدر الأعظم محمد المقري، وشرّد أولاد أخيه المدني، ودفن بضريح الشيخ محمد بن سليمان الجزولي بحومة رياض العروس بمراكش. أحمد بن محمد المعروفي وفي أوائل رجب توفي أحمد بن محمد المعروفي الفاسي. من أهل الجذب يحمل في عنقه عدة سبحات كبيرة وصغيرة، يتجول كذلك في الأسواق ويخبر بأشياء تقع كما قال. وكان يسبّ الخونة ويلعنهم بأسمائهم حين اشتدّت الأزمة السياسية وقبلها. وكنت أصادفه في بعض الطرقات فيشدّ على يدى وينطلق في الشتم والسب ويقول لي: فلان فعل كذا، وفلان كذا ممن يوالون الاستعمار، هؤلاء مسلمون؟! حاشا الله. دفن بالقباب. ثريا بنت عبد الواحد الشاوي وفي عشية يوم الخميس ثامن عشر رجب توفيت الآنسة ثريا بنت عبد الواحد الشاوي أول طيارة مغربية على يد الإرهابيين الاستعماريين عند خروجها عن محل سكناها مع أبيها بالدار البيضاء. وهذه الفتاة تعلّمت سياقة الطيران على حداثة سنها وحازت بذلك قصب السبق. ولما وصل جلالة الملك محمد الخامس من منفاه إلى عاصمة ملكه الرباط كانت تحلّق بالطائرة على مطار سلا وعلى أي محل مرّ به الموكب الشريف وعلى قصره العامر وتطلق على

عبد السلام بن عبد الحفيظ العلوي

الجميع مناشير ملونة فيها عبارات الترحيب بقدوم جلالة الملك. وقد أعجب الناس بذلك وكانوا يتهافتون على تلك المناشير، ورأيت بعضهم محتفظا بها وقال هذا دليل أني حضرت ذلك الموقف. وقد فعلت ذلك أيضا لما زار جلالة الملك الدار البيضاء. فلما رأى الإرهابيون الاستعماريون ما تفلعه هذه الفتاة المغربية قضوا عليها على حداثة سنها لأنها ما زالت قريبة من العشرين سنة فتأثر الناس لفقدها تأثرا شديدا. عبد السلام بن عبد الحفيظ العلوي وفي آخر رجب المذكور توفي عبد السلام بن السلطان الأسبق المولى عبد الحفيظ بن مولانا الحسن العلوي. كان علامة مشاركا مطلعا، أخذ العلم بالقرويين إلى أن تخرج من نظامها، وبعد ذلك استخدم بالأعتاب الشريفة بعاضمة الرباط، ثم أصيب بمرض ألزمه الفراش إلى أن توفي هناك. ليقي بروقنصال وفيه أو قبله توفي المستشرق الشهير ليقي بروقنصال الفرنسي الذي خدم تاريخ الأندلس عموما والمغرب خصوصا، وقد نشر عدة مؤلفات كانت تعدّ مفقودة تتعلق بتاريخ الأندلس والمغرب. محمد بن عبد الحفيظ العلوي ويحيى بن عبد الوهاب اللبار وفيما بين العشاءين من يوم الثلاثاء رابع عشر شعبان اغتالت يد أثيمة الشهيد محمد بن عبد الحفيظ العلوي الحسني، والشاب المهذب يحيى بن عبد الوهاب اللّبار، وقع اغتيالهما بحي باب الخوخة بعدة رصاصات أردتهما قتيلين في الحين، ودفنا من غده في القباب. إدريس بن محمد المجّاطي وفي شهر شعبان توفي إدريس بن محمد المجاطي الغياتي قائد أحواز مدينة تازا. كان هذا الرجل من العاملين مع الاستعمار منذ نشأته واكتسب بذلك أموالا وأراضي وجنات ودورا، وهو الذي بنى قرية قرب مدينة تازا وجعل بها مسجدا ترى صومعته الطويلة من بعيد. قتله أهل الفداء هو وولده الناصر، ثم قتل الفدائيون ولدا آخر له يسمى عبد اللطيف لأنه كان للمترجم نحو أربعين ولدا بين ذكور وإناث حتى إنهم كانوا يقولون الأكلاوي بمراكش والمجاطي بمدينة تازا. محمد بن إدريس ابن شقرون وفي الساعة التاسعة من ليلة الجمعة فاتح رمضان عامه توفي الحاج محمد-فتحا-بن الحاج إدريس بن محمد ابن شقرون، الشاعر المبدع والكاتب المقتدر، من خيرة الشباب المثقف. توفي في عنفوان شبابه. ومما خلّفه ملحمة شعرية حول الاستعمار وأفعاله في الأمم الضعيفة وخصوصا في المغرب، أبدأ في ذلك وأعاد، ولو نشرت لكتنت لها شهرة في الأوساط الأدبية. دفن بعد صلاة الجمعة بالقباب قرب الشيخ سيدي حماموش.

عمر بن إدريس الإدريسي

عمر بن إدريس الإدريسي وقبل زوال يوم السبت تاسع رمضان وقع بالدار البيضاء اغتيال الدكتور عمر بن إدريس بن الماحي الادريسي الحسني، من خيرة شباب المغرب المثقف كان متحصصا في أمراض الحلق والرأس، اغتالته اليد البيضاء التي هي ضد المغرب، فكان فقده من أعظم الرّزايا للمغرب، وتأثر الناس لموته كثيرا. نقل إلى فاس ودفن بضريح جده المولى إدريس. توفي في حياة والده. الغالي بن محمد الدمناتي وفي ليلة الجمعة ثاني وعشري رمضان توفي الغالي بن محمد-فتحا-الدمناتي، من أولاد الدمناتي المعروفين بفاس. صاحب كلام الملحون الأدب الشعبي المغربي، له في ذلك عدة قصائد عجيبة يتأثر بها كل من سمعها من هواة هذا الفن، وكثيرا ما كان ينشدني بعضها وأذكّره ببعضها. دفن من غده بعد صلاة الجمعة عليه بجامع الأندلس ودفن قرب باب الحمراء برأس القليعة. عبد الواحد بن محمد العراقي وفي الساعة العاشرة من صباح يرم الأربعاء سابع وعشري رمضان بينما كان الأستاذ عبد الواحد بن محمد بن محمد العراقي الحسيني خارجا من داره بحومة كرواوة إذا بيد أثيمة أطلقت عليه عدة رصاصات أردته قتيلا في حينه، وهو أحد العلماء المدرسين بالنظام القروي، ومن العاملين المسيّرين في حزب الشورى والاستقلال منذ نشأته. وقد أوذى في سبيل وطنه وشعبه عدة مرات وسجن وامتحن وعذب. كان رئيس فرقة هامة من جيش التحرير بشمال المغرب، كما كان شعلة ذكاء وتيقظ وعمل، وهو أحد العلماء الذين ذهبوا إلى إيكس ليبان بفرنسا لأجل الاستشارة معهم في قضية العرش. الطالب بن محمد ابن سودة وفي يوم الاثنين سابع عشر شوال على الساعة التاسعة والربع توفي الطالب بن محمد بن الشيخ المهدي ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام أربعة وأربعين وثلاثمائة وألف، الفقيه العلامة المدرس المشارك المطلع الشاعر. حج مرتين، الأولى عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، وتولى القضاء بمدينة أكادير، ودرّس بالنظام القروي. وفي فتنة خلع جلالة الملك عزل من التدريس بالنظام القروي لأجل حرية أفكاره ودفاعه عن جلالة الملك. دفن بزاويتهم الكائنة بالعقبة الزرقاء مع أبيه وجده له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن عبد السلام أخديم فجعت الأوساط المغربية وخصوصا مدينة شفشاون من المنطقة الشمالية في أعظم علمائها وأعز شيوخها وهو الفقيه العلامة الشريف السيد محمد بن عبد السلام أخديم، لقد التحق بالرفيق الأعلى عن سن يناهز المائة قضاها تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته في خدمة الضعفاء والأخذ بأيديهم والإصلاح بين الناس، كما كان من المحبوبين عند جلالة السلطان مولانا الحسن الأول قدس الله روحه في دار السلام حيث أخذه معه من شفشاون إلى مدينة

محمد ابن شقرون

فاس سنة سبع وثلاثمائة وألف هجرية، فمكث في ضيافته ثلاثة أشهر. (عن الرأي العام عدد 288 في 19 شوال 1375). محمد ابن شقرون وفي عشية يوم الخميس عشري شوال توفي محمد ابن شقرون المكناسي، العلامة المشارك الأديب المطلع الشاعر المجيد، له ديوان شعري. توفي ببلده. عباس السعيدي وفي أواخر هذا العام اختطف رئيس أحد الأحزاب وهو عباس السعيدي ولم يدر أين هو، فقام أنصار حزبه يتطلبونه أين ذهب، وكادت تقوم بسببه فتن وحوادث عاقبتها وخيمة. فلما علم بذلك جلالة الملك أمر ولي العهد المحبوب أن يذهب إلى فاس ويبحث في القضية، فوجد أن أصحاب حجاج هم الذين خطفوا عباس، وهم الذين يقومون في جميع أنحاء المغرب بإخراج الناس من دورهم ويعذبونهم ويأخذون أمتعتهم وسياراتهم إلى غير ذلك من أنواع العنف والتنكيل. ثم بحث عن عباس فوجد مقتولا مدفونا بحوائجه وسباطه بإحدى قبائل الجبل، والذين فعلوا به ذلك هم أصحاب حجاج بعد إقرارهم بذلك كله، فوقع القبض على حجّاج وبعض أتباعه بمحضر ولي العهد بعد اعترافه هو وأتباعه بعدة جنايات واختطافات وأخذ أموال الناس بالباطل، وبسبب استنطاقهم وقع القبض على أشخاص آخرين من أهل فاس كان لهم اليد مع جيش حجاج، وما زال الكل تحت البحث. وبعد القبض على حجاج وأتباعه انقطع ذلك الزيغ والهلع من فاس وأحوازها، وكذلك مكناس وأحوازها. إبراهيم الروداني وقبل ليلة الجمعة سادس وعشري قعدة وقع اغتيال إبراهيم الروداني أحد رجال المقاومة والفداء بالدار البيضاء، وكان لاغتياله أسف عميق وحزن كبير، ودفن عشية يومه الجمعة، وقبض على الجاني حينا وما زال تحت البحث.

حوادث

حوادث اجتماع إيكس ليبان ففي يوم الاثنين ثالث محرم عامه موافق ثاني وعشري غشت سنة 1955 وقع أول اجتماع في مدينة إيكس ليبان بفرنسا بين بعض الوزراء الفرنسيين وبعض الشخصيات المغربية، منهم المخلص لوطنه وعرشه ومنهم غيرهم. فقد استدعت الحكومة الفرنسية الجميع إلى المحل المذكور فكان من المدعوين من حزب الاستقلال المهدي بن بركة ومحمد اليزيدي والحاج عمر بن عبد الجليل وعبد الرحيم بو عبيد، ومن حزب الشورى والاستقلال عبد القادر ابن جلون وعبد الهادي بو طالب وأحمد ابن سودة ومحمد الشرقاوي. وكذلك استدعوا من علماء القرويين محمد الجواد الصقلي الحسيني وعبد الواحد العراقي الحسيني وغيرهما من الشخصيات البارزة المدافعة عن وطنها، ومن المعتدلين الذين لا ينتمون إلى أي حزب الحاج الفاطمي ابن سليمان وغيره، ومن المتطرفين المتشبثين بالاستعمار الحاج محمد المقري الصدر الأعظم وولده التهامي ومحمد برادة ومحمد الخلطي وعبد الرحمان الحجوي والباشا الحاج التهامي الأكلاوي وعبد الحي بن عبد الكبير الكتاني وغيرهم ممن لا يحصى عدهم، ومنهم بعض الباشوات والقواد لا نطيل بذكرهم، وبقيت الاستشارة معهم مدة من الزمان بين أخذ ورد، وأخيرا وقع التصريح بما ياتي بعد رجوع الوزراء إلى باريس. 1 - انسحاب ابن عرفة عن العرش. 2 - تأسيس مجلس يكون ساهرا على العرش يضم الصدر الأعظم الحاج محمد المقري وباشا مدينة صفرو سابقا محمد بن مبارك البكاري واحد العلماء وقد عين بعد وهو باشا مدينة سلا الحاج محمد الصبيحي. فيضان بسطات وأسفي وفي يوم الأحد ثالث ربيع الأول وقع فيضان بمدينتي سطات وأسفي وتسبب ذلك في خسائر في الأنفس والأموال. وصول جلالة الملك محمد الخامس إلى عاصمة الرباط وفي يوم الأربعاء ثاني ربيع الثاني عامه موافق سادس عشر نونبر سنة 1955 وصل جلالة الملك محمد الخامس إلى عاصمة الرباط من باريس على متن طائرة مع أنجاله وحشمه وأهل بيته وأتباعه، فتمّ استقباله من طرف شعبه بحفاوة لا مزيد عليها بحيث كان هذا اليوم أعظم يوم خالد في تاريخ المغرب لا يقدر أحد على وصفه ولا لسان على التعبير عن عظمته. وقد قدّر من حضر ذلك المشهد الرهيب بنحو مليونين من الأنفس. ولما دخل جلالة الملك إلى قصره العامر بعاصمة الرباط وجده فارغا من الأثاث والأمتعة، إذ نهب ذلك ابن عرفة وأتباعه الذين لا يخافون الله وتركوه كأنه لم يكن به شيء.

الاحتفال بعيد العرش

الاحتفال بعيد العرش وفي يوم الجمعة رابع ربيع الثاني موافق ثامن عشر نونبر وقع الاحتفال بعيد العرش الخالد، وهو العيد الثامن والعشرون لجلوس جلالة الملك على العرش، وبقى الاحتفال مستمرا ثلاثة أيام ذكرى لقدوم جلالته من المنفى. عودة جريدة الرأي العام إلى الصدور وفيه عادت إلى الصدور جريدة الرأي العام لسان حزب الشورى والاستقلال، ولقد كانت توقفت عن الصدور مدة أكثر من ثلاثة أعوام، فقد أسكت صوتها قهرا الاستعمار الغاشم في سابع دجنبر سنة 1952 حيث صدر قرار من القائد الأعلى للجيوش بالمغرب بإيقافها وإغلاق مطبعتها وإدارتها. استقالة حفظة العرش وتشكيل الحكومة الأولى بعد الاستقلال وفي سابع ربيع الثاني قدّم الحفظة على العرش استقالتهم لجلالة الملك. وفي يوم الأربعاء حادي وعشرى ربيع الثاني موافق سادس دجنبر سنة 1955 وقع تشكيل الحكومة المغربية الأولى على الشكل الآتي: رئيس الوزراء: محمد بن مبارك البكّاي خليفة رءيس الوزراء: محمد الزغاري وزراء الداولة: عبد الرحيم بو عبيد إدريس المحمدي محمد الشرقاوي أحمد اكديرة وزير العدل: عبد الكريم ابن جلون وزير الداخلية: القائد الحسن اليوسي وزير المالية: عبد القادر ابن جلون وزير الأحباس: المختار السوسي وزير التعليم والفنون الجميلة: محمد الفاسي وزير الأشغال العمومية: محمد الدويري وزير الفلاحة والغابات: أحمد بن منصور النجاعي وزير التجارة والصناعة والسياحة: أحمد اليزيدي وزير الشغل والمسائل الاجتماعية: عبد الهادي بو طالب وزير الصحة: الدكتور فرج وزير البريد: الدكتور ابن زاكين وزير الإنتاج الصناعي والمعادن: التهامي الوزاني كاتب الدولة في الشبيبة والرياضة: أحمد ابن سودة كاتب الدولة في الأخبار: عبد الله إبراهيم

الحسن مزور رئيس المجلس العلمي بفاس

الحسن مزور رئيس المجلس العلمي بفاس وفي أواخر هذا الشهر تولى الرياسة بالمجلس العلمي الحسن بن عمر مزور، العلامة المطلع على كبر سنه، وجعل نائبا عنه الجواد بن عبد السلام الصقلي الحسيني. حادثة سوق أربعاء الغرب وفي يوم الاثنين تاسع جمادى الثانية عامه موافق ثالث وعشري يناير سنة 1956 وقعت حادثة شنعاء ذهب ضحيها عدد من الوطنيين الأوفياء بسوق الأربعاء الغرب، ذلك أن خصاما وقع بين من ينتمي إلى حزب الشورى والاستقلال وبين من ينتمي إلى حزب الاستقلال أدى ذلك الخصام إلى عدد من القتلى والجرحى وجل الضحايا من الشوريين. وفد من قبائل شنجيط وفي تاسع عشر حجة تشرف بالمثول بين يدي جلالة الملك محمد الخامس وقد هام من قبائل شنجيط برياسة القائد الحبيب بن بلال الشنجيطي، يتركب عددهم من مائتي شخص ومن بين أعضاء الوفد المذكور الزعيم الشنجيطي الأكبر أحمد بن حرمة ولد بابانا المشهور بينهم، وقد ألقى الزعيم المذكور خطابا بين يدي جلالة الملك استهله بقوله: الحمد لله الأول الذي ليس لأوليته ابتداء، والآخر الذي ليس لآخريته انتهاء، الظاهر الذي ليس فوقه شيء، والباطن الذي ليس دونه شيء، الخ. أداء محمد الخامس صلاة الجمعة بجامع حسان وفي يوم الجمعة سادس وعشري رجب أدى جلالة الملك صلاة الجمعة بمسجد حسان بالرباط الذي أسسه المنصور الموحدي وأباده الدهر. كانت هذه الصلاة رمزا وذكرى لهذه المؤسسة الدينية العظيمة، وألقى بنفسه خطبة بليغة جامعة للنصائح وأخذت هذه الصلاة من الروعة الشيء الكثير. اختطاف إبراهيم الوزاني وعبد السلام الطود وفي هذه الأثناء اختطفت عصابة مسلحة الأستاذ المكافح إبراهيم الوزاني والأستاذ عبد السلام الطود من مدينة تطوان في واضحة النهار، ولم يظهر لهما أثر ولا من اختطفهما، عندما سئل أصحاب الشرطة عن ذلك أجابوا بأنهم لا علم لهم بذلك.

تأسيس المجلس الوطني الاستشاري

تأسيس المجلس الوطني الاستشاري وفي عشية اليوم المذكور صرح جلالة الملك في خطاب هام أذيع بواسطة المذياع أنه وقّع ظهيرا شريفا بتأسيس المجلس الوطني الاستشاري لدى جلالته يتركب من ستة وسبعين عضوا يمثلون جميع نواحي المغرب وهيئاته السياسية علي التفصيل الآتي: 1 - ست عشرة شخصية تمثل الأحزاب السياسية، عشرة يمثلون حزب الاستقلال، وستة يمثلون حزب الشورى والاستقلال. 2 - ست شخصيات مستقلة. 3 - سبع وثلاثون يمثلون الاقتصاد والاجتماع، عشرة منهم يمثلون الاتحاد المغربي للشغل، وثمانية عشر عن الفلاحيين وتسعة عن التجار ورجال الصناعة. 4 - سبع عشرة يمثلون هيئات مختلفة، اثنان عن المحامين والمدافعين، وثلاثة عن المهن الطبية والصيدلية، واثنان عن المهندسين في الصناعة والفلاحة وأربعة عن العلماء، واثنان عن المؤسسات الثقافية، وحبر عن أحبار اليهود، وثلاثة عن منظمات الشباب والرباضة، وجلالة الملك هو الذي يعين الممثلين من العلماء والشخصيات السياسية التي لا تنتمي إلى حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال والمحامين ورجال الدين اليهود.

عام ستة وسبعين وثلاثمائة وألف

عام ستة وسبعين وثلاثمائة وألف محمد بن الحسن الحجوي وفي عشية يوم الأحد فاتح ربيع الأول توفي محمد بن الحسن بن محمد الحجوي. أصله من تازا، وجده هو الذي دخل إلى فاس، وأصله من قبيلة حجاوة التي توجد بالغرب قرب بني حسن. العالم المشارك المدرس المؤلف، ظهر في أول الحماية وحصلت له حظوة عند الفرنسيين وتقلب بعد ذلك في عدة وظائف، من مندوب الصدر في التعليم إلى مندوب الصدر في العدلية فكان في كل هذه الوظائف معرضا للانتقاد. توفي في أحد مستشفيات عاصمة الرباط، وفي غده الاثنين حمل إلى فاس ودفن بعد العصر في محل بقصبة ابن دباب خارج باب المحروق ولم يحضر جنازته أحد بعد ما امتنع الحزابون من القراءة عليه. وبعد دفنه امتنع سكان القصبة من الصلاة في ذلك المحل الذي دفن فيه فأخرج من قبره ونقل إلى مكان آخر ورجع الناس إلى الصلاة بالمحل المذكور، وكتم المحل الذي دفن به ثانيا إلى الآن. أبو بكر بن الطاهر زنيبر ويوم الثلاثاء ثاني ربيع الثاني توفي أبو بكر بن الطاهر زنيبر السلاوي، العلامة المطلع المشارك المقتدر الكاتب البارع، كانت له اليد الطولى في النوازل وفروع الفقه المالكي وفهم نصوصه كما يجب، ترد عليه الوفود من جميع أنحاء المغرب لأجل الإفتاء مع التحرير. توفي ببلده مدينة سلا ودفن هناك. محمد البارودي وفي ليلة الثلاثاء سادس عشر ربيع الثاني توفي الحاج محمد البارودي السلاوي، العلامة الأديب الصوفي كان ملازما للتدريس بالزاوية التجانية بسلا، وله اليد البيضاء في الحركة الوطنية بالمغرب. دفن خارج باب الرحمة بمسقط رأسه سلا رحمه الله. الصادق بن محمد ابن ريسون وفي يوم الجمعة سادس وعشري ربيع الثاني توفي الصادق بن محمد ابن ريسون الحسني. كانت ولادته عام اثنين وثمانين ومائتين وألف. أخذ العلم بمدينة فاس وولي القضاء على قبيلة الاخماس مدة، ثم تولى القضاء في القصر الكبير عام ثلاثة وثلاثين وثلاثمائة وألف، ثم عين بوزارة المالية في المنطقة الخليفية وأعفى منها، وأخيرا تفرغ للتدريس والوعظ والإرشاد، وألف عدة مؤلفات، منها الدر المكنون في ترجمة الزعيم ابن ريسون؛ والسر المكنون في شرح أبيات الولي الصالح سيدي عبد السلام ابن ريسون؛ وتاريخ شفشاون؛ ومجموعة ضخمة من الفتاوى المختلفة في شتى المجالات.

محمد بن عبد السلام بناني

محمد بن عبد السلام بناني وفي يوم الخميس سابع عشر جمادى الأولى توفي محمد بن عبد السلام بن محمد بناني، من أولاد بناني المعروفين بفاس، تقدمت وفاة والده عام سبعة وأربعين وثلاثمائة وألف، العالم المشارك المطلع المدرس. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد العمراني وفي يوم الأربعاء فاتح جمادى الثانية توفي بمدينة مراكش محمد العمراني المدرس سابقا بالقسم النهائي بالكلية اليوسفية، العلامة المشارك المطلع على إثر مرض أصابه طيلة أربعة أعوام، وبسببه انقطع عن التدريس. كانت له جنازة حافلة لما له من العلم والإخلاص والدين. دفن ببلده مراكش. عبد السلام بن إدريس الوزاني وفي الأسبوع الأول من جمادى الثانية توفي عبد السلام بن إدريس بن الشيخ عبد القادر الوزاني الحسني في حياة والده وجده، من الشباب اليقظ، كان قد أشرف على التخرج من القرويين لأنه كان في القسم النهائي، وكانت وفاته أعظم مصاب لأبويه وذويه. دفن بزاريتهم بالشرشور. محمد بن محمد الإيراري وفي ليلة الأحد خامس وعشري جمادى الثانية توفي محمد بن محمد-فتحا-الفيلالي الإيراري. تقدمت وفاة والده عام تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف، الأديب المشارك المطلع، كان يعدّ من الأدباء وله شعر متوسط الجودة يوجد بعضه في كتاب اليمن الوافر الوفي في امتداح الجناب اليوسفي. توفي دون الخمسين سنة بمرض أصابه مدة وبه توفي. المختار الصديقي الدكالي وخلال شهر جمادى الثانية توفي المختار الصديقي الدكالي المراكشي، مثال الزهد والورع والصراحة، له مواقف مشهورة حاسمة في الوعظ والإرشاد في المساجد. دفن ببلده مراكش. الوزانية والدة محمد بن الحسن الوزاني وفي ليلة الجمعة فاتح رجب الفرد لحرام توفيت المرأة الجليلة والدة الأستاذ الأمين العام لحزب الشورى والاستقلال محمد بن الحسن الوزاني، وهي من عائلته. كانت جليلة عالية الهمة كريمة النفس، إليها يرجع الفضل في إعانة ولدها الزعيم المذكور في الأمور السياسية الهامة، فقد كانت تبيع بعض أملاكها مما خلف لها والدها وتدفع له ذلك لأجل أن يقوم بما فيه صالح المغرب غير مذخرة عليه محاصيلها السنوية ومستفادها الشهري. فهي امرأة عرفت ما يجب على المغاربة من التضحيات. دفنت بزاوية أهل وزان بالشرشور بفاس.

احماد أكرام

احماد أكرّام وبعد صلاة العشاء من يوم الأحد ثالث رجب توفي الحاج احماد أكرّام السوسي ثم المراكشي، العلامة الكبير، والشيخ الشهير، الحافظ المستحضر المطلع النقاد. كانت له ملكة كبيرة في الحديث والفقه والعلوم الآلية، مع فهم وتدبر وسلامة أسلوب. ولما خلع جلالة الملك عن عرشه لزم الهدوء فكان من أجل ذلك ينتقد عليه وربما أهين من أهل البلدة. توفي إثر سكتة قلبيّة فنقل جثمانه إلى مركز الفحص الطبي وقد أبى المسؤولون من تسليمه إلى أهله فاجتمع جمع غفير من الناس أمام مركز الفحص الطبي وصاروا يطالبون بتسليمه حيا فمنعوهم منه تم شيعت جنازته في الساعة الثانية بعد الظهر يوم الاثنين وسط جمهور غفير يقدر بعشرات الآلاف من الجماهير، ولم يحضر المجلس العلمي بمراكش جنازته خوفا من الحزبيين الذين كانوا ضده لأنه لم ينتم إليهم. له ترجمة في سل النصال. ماء العينين بن محمد العتيق الشنجيطي وفي سابع وعشري رجب توفي الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد العتيق الشنجيطي بمدينة مراكش. تقدمت وفاة والده عام ستة وثلاثمائة وألف، وأمه الغالية بنت الشيخ ماء العينين، وكانت ولادته في أوائل هذه المائة بمدينة اسمارة. الفقيه العلامة المشارك المحقق النقاد الشاعر المبدع الشيخ شنجيط في وقته. كان متضلعا في العلوم العقلية والنقلية مع الصلاح والزهد. درّس بجامع ابن يوسف بمراكش مدة، وكان قاضيا بمدينة طنطان في آخر حياته، وحج سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وألف مع الشيخ مربيه ربّه. له ديوان شعر؛ ورحلة حجازية؛ وكتاب قرة العينين في كرامات الشيخ ماء العينين، إلى غير ذلك من التآليف. وله ترجمة حافلة في جريدة الصحراء وترجمة في سل النصال. محمد الخضر بن محمد الريسوني وفي آخر شعبان توفي محمد الخضر بن محمد الريسوني الحسني عن نحو ست وثمانين سنة بمدينة تطوان مسقط رأسه بسبب مرض طال به، وقد أقيم له احتفال بعد الأربعين من وفاته بزاوية الشيخ علي ابن ريسون هناك بمدينة تطوان، حضره جل علماء المدينة وأعيانها، ومن خارجها كذلك. محمد بن إدريس الجامعي وفي الساعة السابعة بين العشاءين من صبيحة الخميس تاسع وعشري شعبان توفي محمد -فتحا-بن الحاج إدريس الجامعي، العلامة المطلع المقتدر، تولى الكتابة بالصدارة العظمى مدة، ثم قضاء قبيلة زعير ثم قبيلة الرحمانة إلى غير ذلك، وأخيرا رجع إلى فاس وتوفي بها ودفن من غده بمقبرة أولاد برادة خارج باب عجيسة، لما بينه وبينهم من المصاهرة.

الحسن بن عمر مزور

الحسن بن عمر مزّور وفي ليلة العيد فاتح شوال توفي الحسن بن عمر مزّور، من أولاد مزّور المعروفين بفاس، العلامة المشارك المحصل المدرس النفّاع الفصيح، كان يملي الدروس بطلاقة وتكتب عنه. ولد عام ستة وثلاثمائة وألف، وله تآليف لا أذكر أسماءها. تولى التدريس بالنظام القروي من أوله، وأخيرا رآسة المجلس العلمي لكلية القرويين، غير أنه كان مريضا لم يزاول الأشغال إلى أن توفي. بقى ثابتا في تأييده لجلالة الملك محمد الخامس زمن المحنة، ولذلك لما رجع قلّده الرياسة المذكورة، ودفن بعد صلاة العصر بزاوية درب ابن سالم بطالعة فاس قرب داره التي كان يسكنها. ومن جملة تآليفه فهرسته التي أجازني بها إجازة عامة. له ترجمة في سل النصال. محمد النّكادي وفيه توفي محمد النّكادي الذي كان خليفة للمجاهد مبارك التوزاني المارّ الوفاة عام ثمانية وثلاثين وثلاثمائة وألف، كان صاحب الترجمة من الشجعان المدافعين عن وطنهم، وله حوادث كثيرة مع الاستعمار، وقد بسطها صاحب كتاب نعت الغطريس في كتابه إلا أنه ذكرها بصفته منتقدا، وبقى يدافع التوزاتي المذكور إلى أن قتل وسجن صاحب الترجمة في السنة المذكورة وبقى مسجونا عند الاستعمار وتحرر بعد الاستقلال وتوفي في هذا العام. مبارك بن عمر المجاطي وفيه توفي مبارك بن عمر المجاطي السوسي، الشيخ الجليل، من أكبر علماء سوس له تآليف عديدة مفيدة، ترجمته في كتاب المعسول. محمد بن أحمد ابن العياشي وفيه توفي محمد بن أحمد ابن العياشي الرباطي، كان أحد المدرسين به، يدرس مادتي الفقه والنحو ويتعاطى العدالة إلى أن توفي بمسقط رأسه الرباط.

عام سبعة وسبعين وثلاثمائة وألف

عام سبعة وسبعين وثلاثمائة وألف أحمد بن محمد ابن جلون في ثالث محرم توفي أحمد بن محمد بن المفضل ابن جلون، من أولاد ابن جلون المعروفين بفاس. تقدمت وفاة والده عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف، الفقيه العالم المشارك، يوصف بالخير والدين مع مروءة وإحسان. تولى القضاء بنواحي وزان مدة، فكان مثال الزهد والاستقامة وتوفي بالدار البيضاء محل استيطانه أخيرا، ودفن في روضة أهل فاس هناك. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن عبد السلام المقري وفي الساعة الرابعة من صباح يوم الاثنين ثالث عشر صفر توفي الحاج محمد بن عبد السلام بن محمد المقري. تقدمت وفاة والده عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف، الصدر الأعظم بالمغرب لمدة تقرب من أربعين سنة، لأنه تولى الصدارة العظمى حوالي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف، ولقب الصدر الأعظم بالمغرب كان يطلق على رئيس الوزراء، وظل يشغل هذا المنصب مع كبر سنه لأنه بلغ أكثر من مائة وعشرة أعوام. يذكرون أن ولادته كانت حوالي سنة إحدى وستين ومائتين وألف. كان أولا يقبض المكس بفاس، رشّحه والده لهذه المهمة، ثم صار أحد من يقف على أبنية السلطان المولى الحسن، ثم تدخل في أمور الدولة بعد وفاة الوزير احماد الشهير، فكان ممن حضر زمام تركته بالنيابة عن والده. وبعد ذلك كان ممن حضر مع المولى عبد الحفيظ في توقيع عقد الحماية بعد أن مهد لها في رحلاته إلى فرنسا. عبد العزيز بن محمد الغساسي وفي يوم الخميس تاسع ربيع الأول توفي عبد العزيز بن الحاج محمد الغساسي التازي، أصله من مدينة تازا واستوطن فاسا، وسلفه يدّعون الشرف ولا أدري هل هو ثابت لهم أم لا؟ كان عالما مشاركا وتولى القضاء في عدة نواح بالبادية، وأخيرا تولى قضاء مدينة طنجة وبقى بها مدة قليلة وتوفي بها ودفن هناك. محمد بن الطاهر السوسي وفي يوم الثلاثاء حادي وعشري ربيع الأول بعد العصر توفي محمد بن الطاهر بن محمد السوسي، من أكبر علماء سوس، وهو من أشياخ الشيخ المختار السوسي. توفي بسوس. الطايع بن أحمد ابن الحاج السلمي وفي الساعة الخامسة من صباح يوم الاثنين ثاني وعشري جمادى الأولى توفي الطايع بن الشيخ أحمد بن الشيخ حمدون ابن الحاج السلمي. تقدمت وفاة والده عام ستة عشر وثلاثمائة وألف، العالم العلامة المشارك المحقق المدقق المفتي المدرس، تولى التدريس بالنظام القروي من

العربي بن عبد السلام أكومي

أوله، وعضوية مجلس الاستناف الشرعي، ثم رياسة المجلس العلمي بالقرويين. ولما نفي جلالة الملك أظهر بعض الانحياش إلى ابن عرفة خوفا على نفسه لأنه ألزم بذلك ولم يجد من يرشده مع المرض الذي أصابه أخيرا وهو داء النقطة فكان ربما حمل لركوب الدابة وأنزل منها محمولا. ولما رجع جلالة الملك قبله وعفا عنه عنه لكنه كان أثقله المرض فلم يعد قادرا على التحرك فلزم داره إلى أن لقي ربه. قرأت عليه كثيرا. وكان في عبارته ضيق فلا يعرف ما يقول إلاّ نجباء الطلبة مع تحقيق وتدقيق وفهم ثاقب واعتراضات صائبة وتحريرات عجيبة. دفن بالقباب له ترجمة في سل النصال. العربي بن عبد السلام أكومي وفي يوم الاثنين ثامن شعبان توفي العربي بن عبد السلام أكومي، من أولاد أكومي المعروفين بفاس سدنة المولى إدريس-رضي الله عنهما-تولّى القضاء بنواحي مدينة وزان وأخر عنه أخيرا. ويعدّ من العلماء مع بعض المشاركة. دفن بالقباب خارج باب الفتوح. محمد بن التهامي البرنوسي وفي تاسع رمضان توفي محمد بن التهامي البرنوسي الرباطي، كان رحمه الله منصوفا صالحا من الملامتيين المهدبين، من الآخذين عن الشيخ فتح الله بناني المهتدين بهديه. توفي ببلده الرباط. أحمد بن عمر بوستّة وفي أواسط شوال توفي أحمد بن عمر بوستّة المراكشي، من أولاد بوستة المعروفين بمراكش وأصلهم من فاس. العالم المشارك المطلع المقتدر، تولى النيابة عن رئيس المجلس العلمي بكلية القرويين مدة، ثم صار كاتبا مع الخليفة السلطاني بمراكش، وبها توفي ودفن هناك. وقفت له على مقطعات شعرية. محمد عزيز بن علي الدرقاوي وفي عشري شوال توفي محمد بن الشيخ علي بن الطيب بن الشيخ الأكبر العربي الدرقاوي الحسني عرف بعزيز. تقدمت وفاة والده عام خمسة وستين وثلاثمائة وألف، هذا الرجل هو أكبر أولاد شيخنا مولاي علي رحم الجميع. كان يحفظ القرآن حفظا متقنا ويعرف رسمه وثابته ومحذوفه. ولما أسست الكتلة الوطنية للدفاع عن حقوق المغرب كان من أول رجالها ودافع بماله وقوته وإيمانه، ولما سجن الوطنيّون المرة الأولى بمدينة تازا سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف كان من أولهم مع الزعيم محمد بن الحسن الوزاني والزعيم علال الفاسي وعبد العزيز بن إدريس، وقد مرّ ذكر ذلك في حوادث السنة المذكورة. دفن بالقباب فوق الطريق المحدثة بنحو ثلاثة أمتار أو أربعة رحمه الله.

علي بن التاودي ابن سودة

علي بن التاودي ابن سودة وفي ثامن وعشري قعدة توفي علي بن التاودي بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف. وكانت ولادته عام سبعة وتسعين ومائتين وألف. العالم الصوفي الخيّر الذاكر المتبتل المشارك، يحسن المذاكرة في علم التصوف ويجالس أهله وينتمي إليهم ويعد من أفرادهم. تولى النظارة بأحد قبائل الجبل وذهب إلى الحج آخر عمره وأدى فريضته. دفن بروضة أولاد الشيخ التاودي بالقباب خارج باب الفتوح. انظر فهرستنا سل النصال. عبد القادر بن الحسين المسفيوي وفي آخر ذي الحجة توفي عبد القادر بن الحسين المسفيوي المراكشي، الفقيه العلامة المشارك المطلع المقتدر، تولى مدة وظائف مخزنية علمية، وأخيرا رياسة المجلس العلمي بالكلية اليوسفية بمراكش، وتدخّل في خلع جلالة الملك تبعا لباشا مراكش الأكلاوي فخسر بذلك صفته. وبعد رجوع جلالة الملك أصابه مرض ألزمه الفراش إلى أن توفي بمسقط رأسه مراكش ودفن هناك. له ترجمة في سل النصال. المعطي بن علي الشّرادي وفي آخر العام توفي المعطي بن الشيخ علي الشرادي السناني بمدينة سلا. تقدمت وفاة والده عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف، الولي الصالح العارف المتبتل العامل بعلمه الزاهد في دنياه، سلك طريق الوحدة في التصوف لا يرى أحدا، أصله من فاس ثم ذهب إلى مدينة سلا واستوطنها وبها توفي.

عام ثمانية وسبعين وثلاثمائة وألف

عام ثمانية وسبعين وثلاثمائة وألف محمد بن أحمد التّرّاب وفي تاسع عشر صفر توفي محمد بن أحمد بن المكي التّرّاب المكناسي، محتسب مدينة مكناس، كان مثال النزاهة والأخلاق الفاصلة في وظيفته. محمد بن عبد الكبير ابن الحاج السلمي وفي يوم الاثنين سابع وعشري ربيع الأول توفي محمد-فتحا-بن عبد الكبير المدعو كبّور بن محمد بن الشيخ الطالب بن الشيخ حمدون ابن الحاج السلمي. كانت ولادته عام أحد وثلاثين وثلاثمائة وألف. شيخ علامة مشارك مطلع مدرس نفّاعة ناظم ناثر، أدخل إلى النظام القروي من أوله وبقي يدرس به إلى وفاته. وفي آخر عمره لزم دراه لمرض أصابه، فكان الطلبة يأتون إلي منزله لتلقى الدروس عنده حرصا على الإفادة. له شرح على المزهر للإمام السيوطي، إلى غير ذلك وله نظم متوسط الجودة على طريق أهل الأندلس. دفن بالقباب. له ترجمة في سل النصال. المختار بن المفضل ابن عزوز وفي ليلة الثلاثاء حادي وعشري جمادى الأولى توفي المختار بن الشيخ المفضل بن المكي ابن عزوز السوسي أصلا المكناسي دارا. تقدمت وفاة والده عام عشرين وثلاثمائة وألف، الفقيه العلامة المشارك المطلع. دفن من غده بالزاوية الناصرية بمكناس. عبد الله بن عبد الرحمان الشفشاوني وفي أوائل جمادى الثانية توفي عبد الله بن الشيخ عبد الرحمان بن الهادي العلمي الشفشاوني الحسني في حياة والده. تقدمت وفاة جده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف. قرأ بأوربا ونبغ على صغر سنه وحصّل على شهادات عليا من جامعاتها، ثم تولى عدة مناصب عليا كان فيها مثال النزاهة والإخلاص. توفي فجأة قريبا من الأربعين بالرباط، ودفن هناك. هاشم الوزير الودغيري وفي آخر جمادى الثانية توفي هاشم بن أحمد الودغيري العزوزي الحسني، دعى الوزير لمصاهرة كانت بينهم وبين أولاد الوزير الغسانيين. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وثلاثين وثلاثمائة وألف، الخير الذاكر المتعبد الصوفي المتقشف، كان لا يخرج من ضريح المولى إدريس ابن إدريس، يشار إليه بالصلاح والأفكار الصائبة في علم التصوف. دفن بالقباب، له ترجمة في سل النصال.

عبد الرحمن أنكاي

عبد الرحمن أنكاي وفي صباح يوم الجمعة عشري رجب توفي عبد الرحمان أنكاي الريفي رئيس الديوان الملكي في حادث سيارة كان يركبها قرب تمارة بين الرباط والدار البيضاء. صلّي عليه صلاة العصر من يومه بجامع السنة بالرباط وحمل إلى مدينة طنجة مسقط رأسه ودفن هناك يوم السبت الموالي. كانت له ثقافة عصرية ويحسن اللسان الإسباني، ممن دافعوا عن المغرب وعرشه أيّام المحن، ومن أجل ذلك حظي لدى جلالة الملك محمد الخامس إلى أن صار رئيس ديوانه. محمد بن محمد ابن جلون وفي حادي وعشري وجب توفي محمد بن محمد بن الحاج الطاهر ابن جلون، من أولاد جلون المعروفين بفاس، العالم المقرئ المجودّ من آخر من حفظ القراءات السبع بفاس، مع خيارة وديانة، ومحافظة على الأوقات وسمت حسن. التهامي بن الحسن البلغمي وفي الساعة السابعة صباحا من يوم الاثنين خامس عشر شعبان توفي التهامي بن الحسن البلغمي الفيلالي، العلامة المشارك المدرس الفقيه المطلع، يستحضر نصوص الفقه المالكي. تولى القضاء بعدة ثغور من المغرب وأخيرا بمدينة تازا، بقي في قضائها مدة وتوفي بفاس الجديد. التهامي بن المعطي الغربي وفي تاسع رمضان توفي التهامي بن المعطي الغربي الدكالي الرباطي، العلامة الفقيه المدرس الخطيب المعقولي الأديب الشاعر. توفي بمسقط رأسه الرباط ودفن بمقبرة الشيخ الخطاب تقدمت وفاة والده عام عشرة وثلاثمائة وألف. عبد العزيز ابن إدريس العمراوي وفي يوم الجمعة خامس عشر شوال توفي عبد العزيز بن عبد الرحمان ابن إدريس العمراوي شهر بالنسبة إلى جده إدريس. الأستاذ العلامة المشارك المطلع المخلص لوطنه وشعبه منذ نشأته. كان أول المسجونين وأخر من أطلق سراحهم بحيث قضى عمره سجنا لا عن جريمة وإنما لكونه يدافع عن وطنه، وكان من الهيأة التنفيذية لحزب الاستقلال مند نشأ هذا الحزب بالمغرب، ويعمل للحزب عمل المستميت. ويذكرون أن ولادته كانت عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف. قتل بالضرب على رأسه من أيادي إرهابيين في تحنّاوت قرب مدينة مراكش، ونقل إلى فاس ودفن بروضتهم بالقباب خارج باب الفتوح. محمد بن أحمد برادة وبعد غروب يوم السبت تاسع شوال تورفي محمد بن أحمد ابن المفضل برادة المكناسي، العالم العلامة الأستاذ المجوّد المشارك الخير الذاكر. دفن من غده بروضة الشيخ بوعودة ببلده مكناس.

العباس ابن إبراهيم المراكشي

العباس ابن إبراهيم المراكشي وفي يوم الأربعاء عشري شوال توفي العباس بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن القاضي الحسن بن محمد المراكشي الدار، السملالي السوسي الأصل. دخل جده قديما إلى مراكش ولم يبق لهم اتصال بأهل سوس. الفقيه العلامة المشارك النوازلي المطلع المؤرخ الشهير، تولي القضاء في عدة جهات، وأخيرا قضاء مدينة مراكش. كان قوي الحجة صادق اللهجة يكتب عن علم ومعرفة واطلاع ونقد وإبداع. ألف تآليف عديدة في تاريخ المغرب، وأعظمها كتاب الإعلام بمن حلّ مراكش وأغمات من الأعلام في عشرة أسفار طبع خمسة منها (¬1) وهو أجمع كتاب حديث في تاريخ مراكش والمغرب على العموم. توفي ببلده مراكش عن نحو ثمانين سنة. له ترجمة في سل النصال مع صورته. المدني ابن الحسني وفي يوم الاثنين خامس وعشري شوال المذكور توفي الشيخ المدني بن محمد الغازي ابن الحسني الرباطي. يرجع نسبة إلى شرفاء العلم، الشيخ الحافظ المحدث المشارك الحجة يعدّ مفخرة من مفاخر المغرب، له طلاع واسع ومشاركة في جل العلوم مع فهم ثاقب، وإملاء سلس مسترسل في دروسه، دون حشو ولا تقطع. تقلب في عدة وظائف عالية، في العدل، وله عدة تآليف في فنون مختلفة، منها شرحه على نصيحة الكتاني في سفرين، إلى غير ذلك دفن ببلده وجعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من موته، وله ترجمة واسعة. انظر كتابنا سل النصال. محمد بن محمد ابن الخياط وفي حجة متم عامه توفي محمد بن محمد ابن الخياط المكناسي، الفقيه العلامة المشارك المدرس المطلع. توفي بالحجاز حاجّا ودفن هناك. أحمد بن أبي بكر التبر وفي آخر هذا العام توفي أحمد بن أبي بكر بن عبد الملك التبر الحسني تقدمت وفاة والده عام عشرين وثلاثمائة وألف. عارف مذاكر مشارك صوفي معظم محترم، ذهب إلى المدينة المنورة وجاور بها مدة من نحو عشرين سنة، وبها توفي، وكان يأتي في بعض الأحيان زائر إلى المغرب لأجل صلة الرحم مع أهله، فكان يقابل بالحفارة والأجلال والإكرام من الجمع له ترجمة في سل النصال. ¬

(¬1) تم بالفعل طبع كتاب الإعلام كاملا في المطبعة الملكية بالرباط في عشرة أجزاء بعناية عبد الوهاب بنمنصور، عام 1974.

عام تسعة وسبعين وثلاثمائة وألف

عام تسعة وسبعين وثلاثمائة وألف محمد بن عبد الكريم الصقلّي وفي أوائل صفر الخير توفي محمد-فتحا-بن عبد الكريم بن الصائغ الصقلي الحسيني في حياة والده، الأستاذ المطلع والكاتب المقتدر، كان أحد الكتّاب المجيدين، والصحافيين البارعين في قضايا الوطنية والوطن، نبغ على صغر سنه وكان الشباب المقتدر المثقف يتلهف لقراءة كتاباته في المجلات والجرائد وخصوصا جريدة الرأي العام التي كانت تصدر عن حزب الشورى والاستقلال. توفي بفاس ودفن بإحدى زواياهم. عبد الحق ابن وطّاف وفي أواسط صفر المذكور توفي عبد الحق بن الحاج صالح بن وطّاف الجزائري القسمطيني، الأستاذ المطلع الجامع بين اللغتين، من أول ممن دخل المغرب من بلاده في فجر الحماية واستوطن فاسا وصار مديرا لإحدى المدارس بفاس وهي المدرسة التي أسست بدرب الهكّار قرب عقبة الفيران. وبعد ذلك انتقل إلى عدة وظائف مخزنية، واكتسب بعد خروجه من الوظيف أموالا بسبب التجارة التي تعاطى لها. وله تأليف في التجارة مطبوع. توفي بالرباط ونقل إلى الدار البيضاء ودفن بها كما بلغني. محمد المهدي الكتاني وفي يوم الخميس حادي وعشري صفر توفي محمد المهدي بن الشيخ الشهير الشهيد محمد ابن الشيخ عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد الحسني الكتاني، الفقيه المشارك الخيّر الذاكر، له شهرة بين التابعين للطريقة الكتانية محبوبا عند الجميع، توفي بسلا ودفن هناك له ترجمة في سل النصال. محمد الفاضل ابن الموقت وفي يوم الجمعة ثاني وعشري صفر توفي محمد الفاضل بن محمد ابن الموقت المراكشي، أصله من مراكش وسكن الدار البيضاء لأجل تعاطي المحاماة بها. توفي في حادثة سيارة كان يركبها قادما من مدينة طنجة إلى الدار البيضاء، ودفن من غده السبت بها، الأستاذ المطلع الخطيب الكاتب المقتدر، من أكبر المدافعين عن وطنه، سجن مرارا وعذّب في سبيل الله، عضو المكتب السياسي لحزب الشورى والاستقلال. تقدمت وفاة أخيه عام تسعة وستين وثلاثمائة وألف، ووفاة والده عام تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف. الصدّيق الشدادي وفي يوم الاثنين ثامن ربيع الثاني توفي الحاج الصديق الشدّادي الرباطي، العالم الجليل الخطيب المقتدر. مات إثر أزمة أصابته في أثناء طريقة إلى المنزل. توفي ببلده.

عبد الحق بن أحمد ابن البشير

عبد الحق بن أحمد ابن البشير وفي ليلة الأربعاء تاسع جمادى الأولى توفي عبد الحق بن أحمد بن البشير الحسني، أصلهم من بركان، دخلوا إلى فاس قريبا. المخلص الكبير المدافع الصامد بماله ولسانه مع أخلاق سامية وأحوال مرضية. دخل إلى السجن مرارا دفاعا عن دينه وشعبه، مع نباهة ونزاهة. توفي بالرباط ونقل إلى فاس ودفن بروضة داخل باب الفتوح قبالة الشيخ أبي غالب لحومة صريوة. عبد القادر بن محمد العلج وفي صباح ثاني وعشرى رجب توفي الحاج عبد القادر بن محمد العلج، من أولاد العلج المعروفين بفاس، ودفن بعد صلاة العصر بروضة العلمي داخل باب عجيسة. السياسي المطّلع الخير المقتدر، من أكبر الرجال المدافعين عن وطنهم منذ بداية الحركة الوطنية سجن لأجل وطنه وعذب على كبر سنه. أحمد بن عبد السلام ابن عبد الجليل وفي أواخر رجب توفي أحمد بن عبد السلام ابن عبد الجليل، من أولاد ابن عبد الجليل المعروفين بفاس وأصلهم من تلمسان، أحد المتخرجين في علم الفلاحة من أوربا. توفي في عنوان شبابه في حادثة سيارة كان يركبها. تولّى عدة وظائف، وأخيرا الرياسة على ناحية مدينة الصويرة. كان نزيها متيقظا. عبد القادر بن عبد السلام الوزاني وفي يوم الأحد سادس عشر شعبان توفي عبد القادر بن عبد السلام بن الطيب الوزاني الحسني، الشيخ الجليل، العالم العلامة الأصيل، مشارك مطلع مذاكر في الفقه والتصوف، مع إنصاف وخيارة وديانة، يقصده الناس لأجل المذاكرة والتبرك، كريم المائدة لا تدخل عنده وتخرج بدول إكرام واعتناء. توفي عن سن عالية ودفن بروضتهم بالشّرشور. له ترجمة في سل النصال. عبد الرحمان بن علي الإلغي وفي يوم الثلاثاء ثالث رمضان توفي عبد الرحمان بن الشيخ علي الإلغي السوسي، العلامة الأستاذ القاضي أخو الشيخ محمد المختار السوسي. ترجمته في كتاب المعسول. محمد بن إدريس الصقلّي وفي يوم السبت سادس وعشري شوال عنه توفي محمد-ضمّا-بن إدريس الصقلي الحسيني، من الشرفاء الصقليين المعروفين بفاس، العالم المشارك الموقت المنجم، تولى أولا التوقيت بمدينة تازا، ثم نقل إلى مراكش، وأخيرا تولى التوقيت بمنار الجامع الكبير بفاس العليا، وبقي على ذلك إلى أن توفي في التاريخ المذكور. أخذ هذا العلم عن شيخنا محمد-فتحا-العلمي وعليه تخرج. كان يميل إلى الزاهد والورع والخيارة والدين. دفن خارج باب المحروق من فاس.

إدريس بن أبي جيدة الفاسي

إدريس بن أبي جيدة الفاسي وفي صباح يوم الإثنين حادي عشر ذي الحجة توفي إدريس بن أبي جيدة بن عبد الحفيظ المدعو الكبير ابن المجدوب بن عبد الحفيظ بن أبي مدين الفاسي الفهري، خطيب جامع القرويين أكثر من أربعين سنة، المشارك الخير الذاكر المطلع، حج وزار وتمتع بتلك الديار، أصابه في آخر حياته مرض عضال دام به أكثر من سبعة أعوام. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف. دفن بروضتهم بالقباب له ترجمة في سل النصال. علي بن الحبيب أسكرد الجراري وفيه توفي علي بن الحبيب اسكرد الجراري السوسي. كان مشاركا فقيها له كتاب الخطيب في رسائل الحبيب، وهي مجموعة حول آثار والده الحبيب المذكور المتوفى بعد الثلاثين وثلاثمائة وألف. وقد تقدم ذكر وفاته آخر العشرة الثلاثين وثلاثمائة وألف. محمد بن أحمد التليدي الشفشاوني وفيه أو قريب منه توفي الحاج محمد بن أحمد بن أحمد الخمسي التليدي الأصل والدار والقرار، الشفشاوني. كانت ولادته حوالي عام تسعة وسبعين ومائتين وألف بقرية الزاوية ببني تليد الأخماس. أخذ العلم عنن أشياخ بلده ثم سافر إلى الحج وأدى الفريضة. ولما وصل إلى مصر اتصل بكثير من شيوخها واستغرقت رحلته سنة كاملة. ولما رجع من الحج طلبوا منه أن يستقر بمدينة شفشاون قرب الولي الصالح (بو خنشة) وجعلوا له فيها مدرسة لإيواء الطلبة يدرس فيها ويقوم بالوعظ والإرشاد وتحفيظ القرآن وقد تخرج على يده عدد من التلاميذ والأساتذة، منهم عبد القادر الدراوي، وكان بينه وبين بعض علماء شفشاون والأخماس مناظرات ومكاتبات وكان رحمه الله محل إجلال وإكبار واحترام واكرام. توفي عن سن عالية تناهز التسعين بشفشاون.

عام ثمانين وثلاثمائة وألف

عام ثمانين وثلاثمائة وألف الماحي بن الفضيل الإدريسي في أول يوم من محرم توفي الماحي بن الفضيل بن الفاطمي الإدريسي الحسني الزرهوني. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وثلاثمائة وألف، الفقيه العالم الفصيح خطيب الجامع بمدينة زرهون مدة. كان خيرا دينا صالحا متبركا به. توفي ببلده. عبد العزيز بن محمد الأمغاري وفي يوم الجمعة سابع جمادى الأولى توفي عبد العزيز بن محمد الأمغاري الحسني المكناسي، العلامة الحيسوبي الميقاتي المشارك دفن بروضة الشيخ زكرار هناك. العربي السّطّي وفي آخر محرم توفي العربي السّطّي، من قبلة سطّة قرب مدينة وزان، الفقيه العلامة المشارك المذاكر القاضي، تولى القضاء في عدة ثغور بالمغرب. ولما حصل المغرب على استقلاله أحيل على المعاش لكبره. توفي عن نحو اثنتين وثمانين سنة. عمر بن الحسن الحجوي وفي أواخر صفر الخير توفي عمر بن الحاج الحسن بن محمد الحجوي الثعالبي، تقدمت وفاة أخيه عام ستة وسبعين وثلاثمائة وألف، مات بمدينة طنجة وبها دفن. كان حاذفا متيقظا مطلعا على ما يجري من الأمور، وجيها، له تأليف مطبوع. أحمد بن الحسن زويتن وفي تاسع ربيع الثاني توفي أحمد بن الحسن بن أحمد البركة بن الشيخ الشهير البدوي بن أحمد زويتن، من أولاد زويتين المعروفين بفاس، الفقيه المشارك الصوفي المذاكر، صاحب الصوت الحسن، والخط المستحسن. كان من أكبر المنشدين للأمداح النبوية، صرف عمره في ذلك مع نسخ الكتب بخطه الفائق الجودة. وكان محبوبا عند الجميع مطلعا محترما. دفن بالقباب له ترجمة في سل النصال. إدريس بن الفاطمي ابن سودة وفي صباح يوم الأحد عاشر ربيع الثاني توفي إدريس بن الفاطمي بن محمد بن علال ابن سودة. تقدمت وفاة والده عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف، الفقيه المشارك الخيّر الذاكر الموثّق. دفن بعوينت الشمع بالقباب، خارج باب الفتوح، له ترجمة في سل النصال مع صورته.

أحمد ابن الصديق الغماري

أحمد ابن الصدّيق الغماري وفي يوم الأحد فاتح جمادى الثانية توفي أحمد بن محمد بن الصديق الغماري الحسني نزيل مدينة طنجة. تقدمت وفاة والده عام أربعة وخمسين وثلاثمائة وألف، العلامة الحافظ المشارك المحدث المطلع المؤلف الشهير، من آخر من أتقن علم الحديث نصّا وإسنادا. ألف تآليف عديدة في مواضيع مختلفة من علم الحديث وغيره، وهي مفيدة طبع البعض منها. توفي بمصر القاهرة مبعدا عن بلده لأنه كان من المضطهدين في مسقط رأسه طنجة، وحكم عليه بالنفي مدة. تجد ذلك مفصلا في كتاب سل النصال. وقد ألف في ترجمته أحد تلاميذه كتابا طبع أخيرا في سفر وسط. عبد الكبير بن عبد الله العلوي وفي أول رجب توفي عبد الكبير بن عبد الله العلوي الحسني دعى الكبير، عالم صفرو ومدرسها وخطيب جامعها الأعظم لمدة أكثر من خمسين سنة، مع خيارة ودفين متين ومروءة وتعظيم واحترام من جميع الطبقات. توفي عن تسعين سنة ببلده. انظر كتابنا سل النصال (¬1). الحسن بن عبد الرحمان العراقي وفي صباح يوم الأحد سابع وعشري رجب توفي الحسن بن عبد الرحمان بن العباس العراقي الحسيني، العالم المشارك المطلع الموثق، كان يكتب الوثيقة عن فهم ومعرفة ما يراد بها، مع خط حسن. له شهرة في ذلك مع خيارة ودين. دفن بعد صلاة العصر بروضتهم الكائنة بالقباب له ترجمة في سل النصال مع صورته. فاطمة الزهراء بنت الحسن العلوي وفي يوم الثلاثاء سابع شعبان توفيت فاطمة الزهراء بنت السلطان المقدس المولى الحسن بن سيدي محمد العلوي الحسني، زوجة المولى مصطفى العلوي المارّ الذكر عام اثنين وخمسين وثلاثمائة وألف، وهي ولية نعمته. ومن مآثرها تحبيسها لعدة كتب على خزانة جامع القرويين التي خلّدت ذكرها بذلك. وكان جلالة محمد الخامس يحبّها ويعتني بها من بين عمّاته. توفيت بمراكش مسقط وأسها. عدّي وبه وفي ليلة الثلاثاء رايع عشر شعبان توفي عدّي وبه قائد تافيلالت وصاحب الحوادث الأخيرة الشهيرة. ألقي القبض عليه وعلى أتباعه وحكم عليه بالإعدام، ولم ينفذ عليه الحكم وأصابه مرض، وأخيرا أدخل مستشفى ابن سينا بالرباط إلى أن توفي. كان عاملا على على إقليم تافيلالت مدة. ¬

(¬1) سقطت ترجمة عبد الكبير العلوي من نسخة سل النصال التي بين أيدينا.

محمد الفقيه ابن عائشة الحداوي

محمد الفقيه ابن عائشة الحدّاوي وفي يوم الأحد ثالث رمضان توفي الشيخ محمد بن علي الحدّاوي المعروف بالفقيه ابن عائشة بالدار البيضاء المعروف بدعابته، العلامة المشارك المطلع الحافظ المدرس. رحل إلى الحجاز واستوطن المدينة المنورة نحو عشرين سنة ورجع إلى المغرب فتوفى بالبيضاء، له ترجمة في سل النصال. محمد الخامس وفي الساعة الثالثة والنصف من يوم الأحد عاشر رمضان المعظم موافق سادس يبرابر سنة 1961 اختطفت يد المنون مولانا السلطان أمير المؤمنين وناصر الأمة والدين جلالة محمد الخامس بن مولانا يوسف بن مولانا الحسن العلوي الحسني رحمه الله وقدس روحه. توفي بمصحّة دار المخزن بالرباط إثر عملية جراحية أجريت له في أنفه، ودفن أولا بضريح مولانا الحسن. حياة هذا الملك الجليل وأعماله الخالدة لا يسعها هذه العجالة، ونرجو من الله أن يوفق كتّاب مغربنا العزيز للقيام بكتابة حياته مفصلة كل واحد في ناحية من نواحيه المتعددة، وكلها في صالح شعبه. عبد الرحمان بن محمد البوزكارني وفي سابع عشر شوال توفي عبد الرحمان بن محمد بن علي البوزكارني السوسي، العلامة الأديب الشاعر المشارك المطلع. توفي بالرباط وترجمه الشيخ المختار السوسي في كتاب المعسول الجزء العاشر ص 90 ترجمة واسعة. محمد بن مبارك البكّاي وفي الساعة الحادية عشرة من ليلة الخميس سابع وعشري شوال موافق ثالث أبريل سنة 1961 توفي محمد بن مبارك البكاي الهبيل، من قبيلة بركان قرب مدينة وجدة. كانت ولادته عام 1325/ 1907 م وتخرج من المدرسة العسكرية بمكناس وأصيب بفقد إحدى رجليه في الحرب العظمى الأخيرة، ثم سمى باشا مدينة صفرو. ولما أرادوا خلع جلالة الملك عن عرشه أظهر كل ماله من معارضة بحماس بالغ، بحيث كان من أكبر الرجال الذين دافعوا عن استقلال المغرب وشرعية عرشه. فكافأه جلالة الملك برآسة الوزارة الأولى في عهد الإستقلال وكان أول رجل توفي من أعضاء هذه الوزارة. توفي فجأة بالرباط ودفن هناك. قاسم بن إدريس ابن عبد الجليل وفي أواخر قعدة توفي قاسم بن الحاج إدريس بن عبد الجليل، من المتخرجين من المدارس الأوروبية، وكان مثال الإخلاص لشعبه وملكه توفي فجأة. محمد بن سعيد الجيشتيمي وفيه توفي محمد بن سعيد الجيشتيمي السوسي، العلامة المشارك المطلع ترجمته في كتاب المعسول.

عام أحد وثمانين وثلاثمائة وألف

عام أحد وثمانين وثلاثمائة وألف محمد بن إدريس بو عشرين عند أذان المغرب عشية من يوم الأربعاء خامس صفر الخير توفي محمد بن إدريس بن الطيب بن اليماني بو عشرين الأنصاري. تقدمت وفاة والده عام خمسة وثلاثمائة وألف، وجده عام ستة وثمانين ومائتين وألف، الفقيه العلامة الأديب الشاعر المبدع المطلع، تقلب في عدة وظائف مخزنية، منها قيادة أولاد جامع بأحواز فاس ولمطة، ثم وزارة الأحباس إلى غير ذلك من الوظائف التي كان فيها مثال النزاهة والإخلاص. توفي بفاس ودفن بضريح الشيخ زويتن بالسياج. أحمد بن عبد القادر الفاسي وفي مساء يوم الثلاثاء خامس وعشري صفر توفي أحمد بن عبد القادر بن عبد الرحمان الفاسي الفهري بمدينة تطوان، العالم المشارك الخير الذاكر الناسك. دفن بأحد زوايا الفاسيين بمدينة تطوان. انظر كتاب سل النصال، فقد جعلت له فيه ترجمة واسعة مع صورته. محمد بن محمد البلغيثي وفي غرة ربيع الأول توفي محمد-ضمّا-بن محمد-فتحا-بن أحمد بن العمراوي البلغيثي الحسني. تقدمت وفاة والده عام خمسة وثلاثين، وجده عام سبعة وثلاثمائة وألف، الشاعر المبدع المكثر، يطيل في شعره مع الإجادة من أول القصيدة إلى آخرها. طلب العلم بفاس ثم انتقل إلى مراكش وبقى مستوطنا بها أكثر من عشرين سنة، وبها توفي رحمه الله. عبد الكريم بن الحسن ابن ثابت وفي الساعة الرابعة من مساء يوم الأربعاء حادي عشر رجب توفي عبد الكريم بن الحسن بن محمد ابن ثابت الحسني التلمساني، الأديب المشارك المطلع. طلب العلم بمصر وحصل على إجازة جامعتها، ودافع عن وطنه بعد الاستقلال وقبله، وأخيرا استخدم في سفارة المغرب بتونس مدة ثم رجع للخدمة بوزارة الخارجية بالرباط، فلم يمهله أجله. توفي بأحد المستشفيات هناك ونقل من غده إلى فاس ودفن بالقباب بروضة أولاد بو عياد. له شعر كثير على الطريقة الجديدة، وعندي بعض المقطعات والقصائد التي أجاد في بعضها إلى الدرجة العليا. توفي قريبا من سنّ الخمسين. ومن العجب أنه لم تذكر وفاته في الإذاعة ولا في غيرها من وسائل الاعلام". محمد بن محمد ابن إبراهيم وفي ليلة السبت رابع وعشري رجب توفي محمد بن محمد-فتحا-بن محمد ابن الفاطمي ابن محمد ابن إبراهيم الدكالي، من أولاد ابن إبراهيم الدكاليين المشنزائيين المعروفين بفاس،

مبارك الأمراني

بيت علم ونزاهة ومروءة من قديم، وهو من آخرهم علما وسمتا ومطالعة، دخل إلى النظام القروي من أوله فكان يدرّس فيه الأمور العالية، ثم عين نائبا لقاضي الرصيف، ونائبا لرئيس المجلس العلمي بكلية القرويين إلى غير ذلك من الوظائف، وأخيرا أحيل على المعاش لكبره. دفن في يوم السبت بروضة الشيخ ابن غازي برأس القليعة، أخذت عنه وأفادني وأجازني، ترجمته في كتابنا سل النصال. مبارك الأمراني وفي يوم السبت خامس وعشري رمضان توفي مبارك الأمراني الحسني، العلامة المشارك المذاكر المطلع، مات في حادثة سيارة كان يركبها بين مراكش والدار البيضاء. تولّى عدة وظائف، منها رياسة المجلس العلمي بالقرويين بفاس مدة، وأخيرا وزارة الخلفية السلطاني بفاس وعليها توفي، ودفن بروضة الأشراف بمراكش. أحمد المجذوب الودغيري وفي صباح يوم السبت المذكور خامس وعشري رمضان توفي أحمد الودغيري عرف بمولاي أحمد المجذوب الساقط التكليف، كان يمر في بعض الأسواق بفاس ويتكلم عن أحداث ويشير إلى البعض بإشارات يعرفها من أشار إليه، ولا يقبل من أحد شيئا غير بعض الناس كانوا عنده معلومين يقبل أو يطلب منهم ما يسدّ به رمقه. وكانت الأحباس تتكفل بكسوته وهو الذي يتولّى غسلها بيده. دفن قرب الشيخ الغياثي بالقباب خارج باب الفتوح، وكانت له جنازة حافلة.

عام اثنين وثمانين وثلاثمائة وألف

عام اثنين وثمانين وثلاثمائة وألف الكامل بن المهدي العراقي بعد زوال يوم الخميس حادي عشر محرم توفي محمد الكامل بن المهدي بن رشيد العراقي الحسيني. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وثلاثين وثلاثمائة وألف، الفقيه العامل بعلمه المتبتل المحافظ على شعائره طول حياته، فلا تراه إلا في أنواع العبادات يتطلب المساجد والخلوة لا يخرج منها غالبا دفن بعد صلاة العصر من يومه بروضتهم بالقباب. وكانت له جنازة حافلة له ترجمة في سل النصال. البشير العلج وفي يوم السبت عشري محرم توفي البشير العلج، كان ممثلا ناجحا براديو المغرب، وقد أكثرت وسائل الإعلام من مدحه والثناء عليه وما زالوا يذكرونه إلى الآن، وإذا توفي عالم من علماء المغرب لا يلتفتون إليه ولا يذكرونه والأمر لله. توفي بالدار البيضاء. عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني وفي فجر يوم الجمعة ثامن وعشري ربيع الثاني وصل الخبر إلى المغرب بوفاة عبد الحي بن الشيخ عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد الكتاني الحسني، توفي بنواحي عاصمة باريز بفرنسا ونقل إلى محل قريب منها ودفن بروضة الجالية المسلمة التي بباريز. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وثلاثين وثلاثمائة وألف، الشيخ المحدث المسند المؤرخ النسابة المطلع، كان يعد من أساطين العلم المبرزين بالمغرب، لكنه انحرف سياسيا فقضى على علمه وجاهه ونفسه والأمر لله. انظر كتابنا سل النصال فقد أطلت في ترجمة (¬1). محمد بن الطاهر ابن سودة وفي الساعة الرابعة من صباح يوم الجمعة ثاني رجب الفرد توفي محمد بن الطاهر ابن محمد بن عبد الواحد بن أحمد ابن الشيخ التاودي ابن سودة، خطيب جامع الأندلس أكثر من أربعين سنة تقدمت وفاة والده عام خسمة وثلاثين وثلاثمائة وألف، العلامة المشارك الخطيب الفصيح الواعظ. تولى شؤون جامع الأندلس بعد وفاة أبيه، وبقى خطيبا به إلى أن توفي. دفن بعد صلاة العصر من يومه بجامع الأندلس، ودفن بروضتهم بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته. ¬

(¬1) سقطت ترجمة عبد الحي الكتاني من نسخة سل النصال التي بين أيدينا.

عبد المالك بن عبد الحفيظ الشامي

عبد المالك بن عبد الحفيظ الشامي وفي آخر رجب توفي عبد المالك بن الشيخ عبد الحفيظ بن محمد الشامي الخزرجي. تقدمت وفاة والده عام سبعة وثلاثمائة وألف، فقيه مشارك خير دين، تولى الكتابة بالمجلس العلمي. ودفن بروضتهم بالقباب. العربي بن محمد الرّهوني وفي أوائل شعبان توفي العربي بن محمد الرّهوني. طلب العلم ببلده أولا ودخل إلى فاس وتخرج من القرويين، وأدخل مدرسا إلى النظام وتزوج بفاس وكان يغلب عليه الحفظ دون الفهم، ولعله دفن بالقباب. محمد بن عبد الكريم الخطابي وفي صبيحة يوم الأربعاء حادي عشر رمضان وصل إلى فاس خبر وفاة البطل الكبير محمد ابن عبد الكريم الخطابي الريفي الخطابي من مصر القاهرة التي كان قد التجأ إليها كما تقدم. توفي عن إحدى وثمانين سنة، طلب العلم بالقرويين كما ذكر في ترجمة، وقد مرت حوادثه على حسب السنين غير مفصلة في هذه العجالة. وان أردت تفصلها فراجع زبدة الأثر. محمد العربي بن المهدي الزرهوني وفي أوائل شوال وصل إلى فاس خبر وفاة الشيخ محمد العربي بن المهدي بن العربي بن الهاشمي الزرهوني، العلامة المطلع المشارك من حفدة القاضي الشيخ الزرهوني المتوفى عام ستين ومائتين وألف. ولد بالمغرب ثم انتقل إلى الشام وبها تولى وظائف علمية، ومات ودفن هناك. محمد بن محمد المفضل السرّاج وفي الساعة السابعة قرب العشاء من مساء يوم الجمعة ثاني عشر شوال الأبرك توفي محمد-فتحا-بن محمد المفضل بن باشا مدينة فاس إدريس السراج الحميري، من أولاد السراج المشهورين بفاس والأندلس. تقدمت وفاة جده عام خمسة وثلاثمائة وألف، الفقيه العلامة المشارك المفتي، تنقل في عدة وظائف، منها العضوية في المجلس العلمي بفاس، وأخيرا نقل إلى الرباط في مكتب التعريب، دفن من الغد بعد الزوال في روضة الشرفاء بالقباب عن ثمان وخمسين سنة. إبراهيم سليطن المراكشي وفي شهر قعدة توفي إبراهيم سليطن المراكشي، العلامة المطلع المشارك، كان من المدرسين بجامع ابن يوسف بمراكش.

عام ثلاثة وثمانين وثلاثمائة وألف

عام ثلاثة وثمانين وثلاثمائة وألف محمد بن محمد التازي وفي منتصف ليلة الخميس خامس صفر توفي محمد-ضمّا-بن محمد-فتحا-بن عبد الكريم التازي، من أولاد التازي المعروفين بفاس. تقدمت وفاة والده عام سبعة وستين وثلاثمائة وألف، باشا مدينة فاس من وفاة باشاها محمد بن البغدادي سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وألف. وقد كسب أموالا وعقارا من ذلك، وكان هواه مع عزل محمد الخامس كما تقدم، ولم يترك ولدا. دفن بالزاوية الناصرية بالسياج. محمد بن الحسن العلوي وفي يوم الأحد ثامن صفر توفي محمد بن السلطان المولى الحسن العلوي الحسني، تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وعشرين وثلاثمائة وألف، شعلة ذكاء ويقظة، مع الاطلاع والمشاركة والفهم الثاقب. دفن بضريح المولى عبد الله بفاس الجديد من يومه. عبد القادر بن المهدي العمراني الوزاني وفي يوم الجمعة رابع وعشري ربيع الثاني توفي عبد القادر بن الشيخ المهدي بن محمد العمراني الشهير بالوزاني الحسني. تقدمت وفاة والده عام اثنين وأربعين وثلاثمائة وألف، الأستاذ المشارك العالم الجامع بين الفقه والنسك، له بعض المؤلفات والتقاييد. توفي بباريز حيث كان يعمل صحافيا هناك. إدريس بن محمد البدراوي وفي صباح يوم الأربعاء تاسع وعشري ربيع الثاني توفي إدريس بن محمد بن محمد بن المامون بن إدريس الحسني الودغيري الشهير بالبدراوي، الفقيه المشارك النائب عن قاضي مقصورة الرصيف مدة. انظر كتابنا قضاة فاس. دفن بزاوية أبي يعزى الكائنة بحومة البليدة. البشير بن عبد الله الفاسي وفي صباح يوم الجمعة ثامن جمادى الأولى توفي محمد البشير بن الشيخ عبد الله الفاسي الفهري، تقدمت وفاة والده عام ثمانية وأربعين وثلاثمائة وألف. توفي من جراء حادثة سيارة كان يركبها بين عاصمة الرباط ومدينة طنجة. الفقيه العلامة المشارك القاضي، تولى قضاء بين زروال وقضاء مدينة الجديدة ثم أخر عن ذلك واستوطن مدينة الرباط ودفن بإحدى الزوايا هناك، له تآليف طبع البعض منها. محمد المختار السوسي وفي زوال يوم الأحد تاسع وعشري جمادى الثانية توفي الشيخ محمد المختار بن الشيخ علي السوسي الإلغي، العلامة الحجة المشارك المطلع الحافظ النفاعة المؤرخ الشهير، خدم العلم منذ نشأته إلى وفاته من غير انقطاع، وتخرج على يده علماء لهم شهرة في زمانه. توفي

الصديق بن الجيلالي العفير

برباط الفتح ودفن عشية يومه بمقبرة الشهداء الكائنة بحومة العلو. له عدة تأليف كلها جامعة نافعة، طبع البعض منها، وأعظمها كتاب المعسول. في عشرين جزءا. انظر أسماءها مفصلة في كتابنا دليل مؤرخ المغرب فقد ذكرت جلها فلا أطيل بها هنا. وقد تولى وزارة الأحباس ثم وزارة التاج إلى وفاته. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف. الصديق بن الجيلالي العفير وفي ثامن عشر رجب توفي الصديق بن الجيلالي العفير، من أولاد العفير المعروفين بالرباط. كان يعد من علمائها كثير التدريس والإفادة، طلب العلم بالرباط وسلا. المهدي بن محمد الفاسي وفي ليلة الأحد ثامن وعشري رجب توفي المهدي بن محمد بن الطالب الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده عام خمسة وأربعين وثلاثمائة وألف. كان عالما مشاركا وتولى القضاء في عدة أماكن، وأخيرا تولى قضاء فاس الجديد. توفي بالرباط وبه دفن. العيّادي بن الهاشمي الرحماني وفي أواخر شعبان توفي العيّادي بن الشيخ الهامشي الرحماني الشهير بالقائد العيادي. من القواد الكبار بالجنوب المغربي، له شهرة بوظيفته ببلده وبمراكش، وكان مثال الاستقامة لما أراد الاستعمار خلع جلالة الملك محمد الخامس تظاهر أنه ضد الباشا الأكلاوي، ولما رجع جلالة الملك احتفل به وقربه إليه. توفي بمراكش. عبد الحفيظ بن الطاهر الفاسي وفي صباح يوم الأحد رابع وعشري رمضان المعظم توفي عبد الحفيظ بن الشيخ الطاهر بن الكبير الفاسي الفهري تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وعشرين وثلاثمائة وألف، الشيخ العلامة المشارك المطلع المؤلف الشهير، تولى القضاء في عدد من ثغور المغرب ومدنه، وأخيرا مدينة سطات، ثم أحيل على التقاعد أخيرا واشتغل بتخريج تآليفه من مبيضاتها إلى وفاته. وقد ترجمته في كتابنا سل النصال ترجمة واسعة. المهدي بن هاشم العلوي وفي يوم الأحد ثاني شوال توفي المهدي بن هاشم بن قاسم الحسني العلوي، العلامة المشارك. تولى قضاء مدغرة من تافلات ونواحيها مدة، وأخيرا أحيل على التقاعد ودخل إلى فاس واستوطنها. توفي بقرية ابن أحمد بنواحي الدار البيضاء ذهب إليها لصلة الرحم مع بعض أولاده ودفن هناك.

محمد بن أحمد ابن عبد الله

محمد بن أحمد ابن عبد الله وفي آخر قعدة الحرام توفي الحاج محمد بن أحمد ابن عبد الله الرباطي، من أولاد ابن عبد الله المعروفين بالرباط، مات بمكة المكرمة حاجّا قبل أداء فريضة الحج، العلامة المشارك المطلع. تولى قضاء مدينة الرباط مدة وعضوية مجلس الاستناف، وكان كثير التدريس والإفادة، له تآليف طبع البعض منها، وجعلت له ذكرى بعد الأربعين من وفاته. محمد بن المكي الزواوي وفيه توفي محمد بن المكي الزواوي السلاوي موقت الجامع الكبير بمدينة سلا، ومقدّم الزاوية التجانيّة، الفقيه المشارك الخير الذاكر. توفي ببلده سلا. عبد الكبير بن الطيب الناصري وفيه توفي عبد الكبير بن الطيب بن المدني الناصري السلاوي، الفقيه المشارك، كان يعد من علماء سلا.

عام أربعة وثمانين وثلاثمائة وألف

عام أربعة وثمانين وثلاثمائة وألف محمد بن العربي العلوي وفي الساعة الرابعة من مساء يوم الخميس ثالث وعشري محرم توفي محمد بن العربي العلوي الحسني، العلامة السفلي المشارك المطلع المدرس النفاعة شيخ الجماعة، وفي غده الجمعة نقل في طائرة خاصة إلى مقر أسلافه مدغرة بتافيلالت حيث دفن مع أبيه وجده هناك لأنه كان أوصى بذلك. تقدمت وفاة والده عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف، وكانت ولادته عام اثنين وثلاثمائة وألف. ترجمة هذا الرجل واسعة طويلة انظرها في كتابينا سل النصال وقضاة فاس. الحبيب بن أحمد المهاجي وحوالي الساعة الثالثة من مساء يوم الأربعاء سابع وعشري ربيع الأول توفي الحبيب بن أحمد بن محمد بن الخضر المهاجي الحسني التلمساني بأحد مستشفيات عاصمة الرباط ونقل إلى مدينة فاس ووصل إليها ليلا ودفن من غده الخميس بعد الزوال بفدّان الغرباء قرب الشيخ علي ابن حرزهم خارج باب الفتوح. العلامة المشارك المستحضر المطلع المدرس، درّس أكثر من ثلاثين سنة في جل المعاهد بفاس، وأخيرا بمعهد ظهر المهراس في كلية الشريعة بها، ولم يخلّف أثرا يذكر غير بعض الفتاوى، ولكن له طلبة نجباء تخرجوا على يده. عبد الرحمان بن عبد المالك العلوي وفي يوم الخميس ثامن وعشري ربيع الأول توفي عبد الرحمان بن الشيخ الجليل المولى عبد المالك بن محمد الحسني العلوي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، الأديب الكاتب المقتدر الشاعر المبدع، له شعر على طريقة أهل الأندلس، انظر بعضه في اليمن الوافر الوفي لكنه أهمل نفسه وأضاع ذلك ولم يجمع شعره وبقى متفرقا. دفن بالقباب. أحمد بن قاسم المنصوري الزياني وفي عشية يوم الاثنين تاسع ربيع الثاني توفي أحمد بن قاسم المنصوري المدعو الزياني، العلامة المشارك الأديب المطلع اللغوي المتكلم الشاعر الناثر، تولى القضاء في عدة ثغور بالمغرب وأخيرا عزل عن ذلك. شاعريته قوية، ونفسه طويل وآخر ما سمعت له مرثية في الشيخ محمد المختار السوسي. له عدة تآليف، خرّج بعضها على الآلة الكاتبة وصورت بالخزانة العامة بالرباط، أحدها عن تاريخ خنيفرة. توفي بواد زم لكونه استقر هناك أخيرا. علي بن محمد الشركي وفي يوم الجمعة سابع وعشري ربيع الثاني توفي علي بن محمد الشركي من قبيلة شراكة. دخل إلى فاس وطلب العلم بها وتخرج من القرويين، وأدخل إلى النظام بها فكان من المدرسين به، وأقبل الطلبة المبتدئون عليه، وظل قائما بوظيفته إلى أن توفي مع سمت حسن وزى مستحسن. حج في بعض السنين المتأخرة. توفي بفاس، وذكر لي أنه لم يخلّف ولدا.

المهدي بن يوسف الفاسي

المهدي بن يوسف الفاسي وفي يوم الإثنين ثالث وعشرى شعبان توفي المهدي بن يوسف الفاسي الفهري، المشارك المطلع، له إقدام وشجاعة. تولى أولا الكتابة بالصدارة العظمى بالرباط، وأخيرا القضاء بمدينة زرهون ثم عزل عن ذلك لتقربه من الوطنيين، وعند عزله لم يأبه لذلك وبقى مشتغلا بفلاحته وترك عنه الوظيفة وعاش مطمئنا إلى أن توفي ودفن بروضتهم بالقباب خارج باب الفتوح. الباقر بن محمد الكتاني وفي الساعة السابعة من عشية يوم الخميس سادس وعشري شعبان توفي محمد الباقر ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الكبير الكتاني الحسني. كانت ولادته عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف. تقدمت وفاة والده عام سبعة وعشرين وثلاثمائة وألف، العالم العلامة المحدث المشارك المطلع الخيّر الذاكر المتبتل المشتغل بالعلم والدين. منذ نشأته له عدة تآليف جلها في علم الحديث والسير والسند، وقد ذكرها في فهرسته المطبوعة فلا نطيل بذكرها. ودفن يوم الجمعة بعد الصلاة عليه بالزاوية الكتانية بسلا، وقد جعلت له حفلة تابين بعد الأربعين من وفاته. له ترجمة في سل النصال. الحسين بن أحمد ابن البشير وفي صباح يوم الأحد سادس وعشري شوال توفي الحسين بن أحمد بن محمد ابن البشير الحسني، أصل أسلافه من بركان ودخلوا إلى فاس قريبا في آخر المائة الماضية، الفقيه العلامة المدرس المشارك المطلع، يستحضر القواعد عن تثبت وإمعان نظر. تخرج من كلية القرويين، ودرس بفاس ثم بكلية الآداب بالرباط، وألقى درسه عشية يوم الأحد الذي توفي فيه. جعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من يوم وفاته ألقيت فيها عدة كلمات وقصائد في رثائه رحمه الله دفن في مقبرة علال بن عبد الله بالعلو بالرباط. عبد اللطيف بن الهاشمي الصبيحي وفي يوم الأحد سابع عشر قعدة توفي عبد اللطيف بن الهاشمي الصبيحي السلاوي، الأستاذ المطلع، أول من أطلع على صدور الظهير البربري من سلطات الاستعمار، وأول من عارضه معارضة شديدة فعزل عن وظيفه ونفي وسجن وعذّب من أجل ذلك واستمر نشيطا في وطنيته ودفاعه عن شعبه إلى أن لقي ربه. دفن بمدينة سلا مسقط رأسه وجعلت له حفلة تأيين بعد الأربعين من وفاته.

عبد الرحمان بن أحمد حجي

عبد الرحمان بن أحمد حجي وفي يوم الخميس سابع وعشري حجة الحرام على الساعة الحادية عشرة والربع صباحا توفي عبد الرحمان بن أحمد بن الحارثي حجي السلاوي. تقدمت وفاة أخيه سعيد عام أحد وستين وثلاثمائة وألف، العالم اللغوي والأديب المشارك الشاعر المبدع الشهير والمدرس المخلص المدافع عن وطنه تنقل في عدة وظائف عليمة بالعدوتين وأخيرا التدريس بكلية الآداب بالرباط له عدة مقالات وأبحاث لغوية وأدبية، وديوان شعري حافل. دفن بمدينة سلا، وجعل له حفل تأبين بعد مرور الأربعين من وفاته. عبد الكريم بن محمد الغمري وفي هذا العام توفي عبد الكريم بن محمد الغمري، العالم المدرس المشارك المتبتل، طلب العلم بكلية القرويين ومنها تخرج ودرّس بها، وهو من الأقران الذين كانوا يطلبون العلم معنا توفي بفاس.

عام خمسة وثمانين وثلاثمائة وألف

عام خمسة وثمانين وثلاثمائة وألف فال ولد عمير الشنجيطي وفي ثامن محرم توفي محمد فال ولد عمير الشنجيطي، المدافع عن وحدة المغرب مع شنجيط. توفي بدكار، وجعلت له حفلة تأبين بالمغرب يوم الجمعة ثامن عشر صفر بالرباط. محمد ابن تاهيلة وفي أواخر محرم توفي محمد ابن تاهيلة، أصله من فاس، وتولي القضاء بالدار البيضاء. جعلت له حفلة تأبين بمحل دفنه يوم سابع وعشري صفر عامه بالدار البيضاء. محمد بن العياشي سكيرج وفي أواخر محرم أيضا توفي محمد بن الحاج العياشي سكيرج الأنصاري، من أولاد سكيرج المعروفين بفاس والأندلس، العلامة المشارك المؤلّف المدرس، ارتحل من فاس وسكن طنجة لأجل التعليم وفيها توفي. له مؤلفات، منها كتاب البهجة في أخبار مدينة طنجة، في جزءين. توفي عن نحو تسعين سنة. التهامي بن المدني العراقي وفي ثامن عشر صفر الخير توفي التهامي بن المدني العراقي الحسيني، فقيه مشارك موثق كان ينوب عن قاضي مقصورة السماط مدة. انظر كتابنا قضاة فاس توفي بالدار البيضاء ودفن بروضة أهل فاس هناك. الراضي بن إدريس السناني وفي يوم الخميس رابع وعشري صفر توفي محمد الرّاضي بن الحاج إدريس بن علي السناني المالكي، شيخنا العلامة المشارك الحجة المدقق المحقق المدرس النفاعة، من آخر من مثل السلف الصالح علما وعملا، ومن آخر من حافظ على التراث الأصيل سواء أسلوبه في التدريس وفي فهم كلام الناس على وجهه. ولد بفاس وطلب العلم بها ولما أدخل النظام إلى كلية القرويين امتنع من التدريس فيه وذهب إلى مدينة أزمور وبقى مستوطنا بها إلى أن توفي بمستشفى بالدار البيضاء ونقل إلى أزمور ودفن هناك. له تآليف عديدة في موضوعات مختلفة طبع البعض منها. تقدمت وفاة والده عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف. انظر كتابنا سل النصال. محمد بن محمد العبادي وفي ليلة السبت ثالث وعشري ربيع الأول على الساعة الحادية عشرة توفي محمد بن محمد بن قدور العبادي بمستشفى ابن سينا بالرباط، ونقل إلى مدينة فاس ودفن بزاوية الشيخ ماء العينين الشنجيطي التي بالطالعة بعدما صلّى عليه إثر صلاة العصر من يوم السبت المذكور بمدرسة أبي عنان. الفقيه العلامة المشارك المطلع القاضي، تقلب في القضاء بعدة جهات

العباس بن محمد التازي

بالمغرب، وأخيرا مدينة أسفي مدة، تقدمت وفاة والده عام سبعة وثلاثين وثلاثمائة وألف. كان رحمه الله كتب لي ترجمته بنفسه وقد اختصرتها في ترجمته بكتابنا سل النصال. العباس بن محمد التازي وفي أوائل جمادى الأولى توفي العباس بن محمد-فتحا-بن عبد الكريم التازي، تقدمت وفاة والده عام خمسة وثلاثين وثلاثمائة وألف. تقلب في عدة وظائف مخزنية، وأخيرا باشا عاصمة الرباط مدة ثم عزل عنها. توفي بالرباط ودفن في بعض زواياه. عبد المجيد بن عبد السلام اللجائي وفي يوم الثلاثاء ثامن وعشري جمادى الثانية توفي عبد المجيد بن عبد السلام بن محمد اللجائي ناظر الأحباس الكبرى بالقرويين بفاس مدة طويلة، حياة هذا الناظر لها كلام طويل لا نطيل به هنا. دفن بروضة الشيخ على الجمل بحومة الرميلة. محمد بن الحسين العراقي وفي سابع وعشري جمادى الثانية توفي محمد بن الحسين بن محمد بن الوليد العراقي الحسيني. تقدمت وفاة والده عام ستة وخمسين وثلاثمائة وألف كان فقيها مشاركا تولى القضاء في عدة نواح بالمغرب، توفي بأحد مستشفيات الرباط ونقل إلى فاس ودفن بروضتهم بالقباب. المهدي ابن بركة وفي أوائل رجب وصل الخبر إلى المغرب بأن المهدي بن بركة الرباطي أحد الزعماء الوطنيين العاملين على استرجاع الاستقلال، ومن المحصلين على شواهد عليا من فرنسا في الرياضيات قد قتل بباريز عاصمة فرنسا داخل محل سكناه بها ولم يدر قاتله. عبد الله بن الحسن الوزاني وفي سابع وعشري رمضان توفي عبد الله بن الحسن الوزاني عن نحو مائة سنة، الشيخ الوقور المعظم المحترم من جميع الطبقات المتبرك به، مع خيارة ودين متين، من آخر من مثل سمت وصلاح أهل وزان، مع تواضع جمّ دفن بأحد زواياهم. عبد القادر بن عبد الوافي الفاسي وفي اليوم السابق نفسه توفي عبد القادر بن عبد الوافي الفاسي الفهري عن قضاء أحواز مكناسة الزيتون، أتى إلى فاس لأجل إحياء ليلة السابع والعشرين من رمضان بها فأدركته المنية. كان مشاركا متواضعا خيرا دينا ودفن بروضتهم بالقباب.

أحمد بن محمد المكناسي

أحمد بن محمد المكناسي وفي الساعة الثامنة من ليلة الخميس رابع قعدة توفي أحمد بن محمد المكناسي محافظ مكتبة مدينة تطوان عن نحو ثلاث وأربعين سنة. كان مطالعا كاتبا مشاركا مؤرخا، له عدة تآليف طبع البعض منها. توفي بتطوان، وأصله من مدينة مكناسة الزيتون، انتقل إلى تطوان لأجل الوظيف. أحمد بن محمد ابن يعيش وفي ثالث وعشري حجة الحرام توفي أحمد بن العلامة القاضي محمد بن محمد بن عبد الرحمان بن يعيش الكبير، ينتمي إلى الأدارسة، وكان مدرسا مشاركا مطلعا خيرا دينا معظما عند أهل مدشره من قبيلة صنهاجة إلى أن توفي، ودفن بدوار العرارسة هناك.

عام ستة وثمانين وثلاثمائة وألف

عام ستة وثمانين وثلاثمائة وألف عبد العزيز بن إدريس الحوات في خامس وعشري ربيع الأول توفي عبد العزيز بن إدريس الحوّات الحسني، الأديب المشارك من أكبر رجال حزب الشورى والاستقلال المدافعين عن الوطن بكل قوة. كان مديرا لمدرسة الشعب بحومة القطانين بفاس منذ تأسيسها. توفي بسكتة قلبية، ودفن من غده بزاوية أهل وزان بحومة الشرشور بفاس. مصطفى بن محمد الصباغ وفي أوائل ربيع الثاني توفي مصطفى بن محمد الصباغ التطواني في حادثة سيارة كان يركبها من تطوان إلى الرباط. توفي في عنفوان شبابه وكان كاتبا مقتدرا مجيدا من المحررين بجريدة العلم يأتي فيها بالمقالات الرنانة المفيدة، نقل إلى بلده تطوان ودفن هناك. محمد بن محمد مكوار وفي يوم السبت تاسع عشر ربيع الثاني توفي محمد بن محمد مكوار، من أولاد مكوار المعروفين بفاس، الأديب الشاعر المدرس المشارك، له نظم متوسط الجودة مع المشاركة في العلوم، وله ديوان صغير مطبوع هو باكورة عمله. توفي بفاس. محمد الحسن ابن يعيش وفي عشية يوم الأربعاء ثالث وعشري جمادى الثانية توفي محمد-فتحا-دعي الحسن بن إدريس ابن يعيش البخاري، كان حاجبا لأربعة ملوك، المولى عبد الحفيظ والمولى يوسف والمولى محمد الخامس والمولى الحسن الثاني. توفي عن نحو تسعين سنة. تقدمت وفاة والده عام ستة وعشرين وثلاثمائة وألف، الحازم الضابط العارف بمجريات الأحوال. توفي بالرباط، ودفن يوم الخميس من غده بعد الزوال. أحمد بن محمد الجباري وفي عشية يوم الأربعاء عاشر شعبان توفي العلامة الأديب أبو العباس أحمد بن محمد ابن الطاهر الجباري القصري. كانت ولادته عام واحد وعشرين وثلاثمائة وألف، أخذ المبادئ العلمية عن الأستاذ محمد الريسوني، وجوّد القرآن بالقراءات السبع على الفقيه محمد الريفي الغمري، ثم التحق بمدينة فاس عام أربعة وأربعين وثلاثمائة وألف، فأخذ بها على جل علماء ذلك الوقت، وكان أكثر ملازمة للفقيه ابن إبراهيم في دروسه وبقى ثلاثة أعوام ثم رجع إلى مسقط رأسه، فنظّم الجمعية الخيرية، وفي سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف أنشأ المدرسة الأهلية الحرة هناك وواجه المستعمر، فصار كاتبا في نظارة الأحباس، ثم ناظرا للأحباس ومكث فيها إلى أن توفي في التاريخ المذكور. كذا كتب لي أحمد بن علي السوسي أحد علماء القصر الكبير.

محمد بن الغالي المنصوري

محمد بن الغالي المنصوري وفي يوم الاثنين ثاني وعشري رجب توفي محمد بن الغالي المنصوري التلمساني الحسني، الأديب المشارك المذاكر المتيقظ لا تملّ مذاكرته وحديثه مع اطلاع وتفهم وعدم الدعوى ونفس أبية. دفن بروضة أولاد الشرفي الكائنة بالقباب بعد عملية جراحية. الحسين بن محمد الإدريسي وفي يوم الجمعة عشرى شعبان توفي الحسين بن محمد بن عبد الله الإدريسي الحسني ناظر أحباس مدينة صفرو مدة. كان عالما مشاركا مطلعا مذاكرا يخوض في شتّى العلوم وخصوصا علم التاريخ والأنساب، ويعرف علماء بعض العائلات بفاس. دفن بضريح المولى إدريس بن إدريس. الحسن بن مبارك البعقيلي وفي رابع وعشري رمضان توفي الحسن بن مبارك البعقلي السوسي، العلامة المطلع المشارك، تولى عدة وظائف عدلية، وأخيرا رياسة الاستناف الشرعي بالمحكمة الإقليمية بأكادير ونواحيه. توفي عن نحو سبعين سنة، وجعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من وفاته بأكادير مسقط رأسه. أحمد بن محمّد النميشي وفي يوم الثلاثاء ثامن وعشري من رمضان توفي أحمد بن محمد-فتحا-بن محمد النميشي الحسني المعسكري. تقدمت وفاة والده عام تسعة وثلاثين وثلاثمائة وألف، العالم العلامة الأديب المشارك الكاتب المقتدر، يقول الشعر على قلة، وهو من أول من كتبوا في الجرايد والمجلات وخصوصا جريدة السعادة التي كان يكتب فيها المقالات المفيدة تاريخا واجتماعا، له بعض التآليف منها الشعر والشعراء بفاس طبع، وله تاليف فيمن لقب بكلمة قالها إلى غير ذلك. تولى النظارة في عدة جهات بالمغرب، وأخيرا نظارة أحباس الضعفاء والمساكين بسيدي فرج بفاس، ثم عزل عن ذلك بعد مجيء جلالة الملك محمد الخامس من منفاه وأخيرا أصيب بمرض ألزمه الفراش إلى أن توفي في التاريخ المذكور، ودفن خارج باب المحروق بفدان الغرباء هناك بوصية منه. العربي بن أحمد الحريشي وفي الساعة الحادية عشر ليلا حادي عشر شوال الأبرك توفي العربي بن أحمد بن عبد السلام الحريشي، من أولاد الحريشي المعروفين بفاس، العلامة المشارك المطلع الكاتب المقتدر المذاكر، من آخر من مثّل نخوة العلم والعلماء بفاس. كان منزله لا يخلو من العلماء والنجباء جاعلا محلا خاصا يجتمعون فيه للمذاكرة في العلم، وإذا أشكل عليهم أمر يقوم بنفسه مع كبره إلى خزانته التي هي بإزاء محل الجلوس ويأتي بالكتاب لأجل مراجعة النص، وربما أتى بعدة كتب، مع إنصاف في المذاكرة وعدم إرادة الانتصار، إذا استفاد يصرح بأنه استفاد إلى غير ذلك. وترجمته واسعة. انظرها في كتابنا سل النصال مع صورته، فقد أطلت في ترجمته بما يكفى. دفن بروضتهم بالقباب.

أحمد زروق

أحمد زروق وفي الساعة الخامسة صباحا من يوم السبت رابع وعشري شوال توفي الحاج أحمد زروق، أصله من أولاد حريز من الشاوية دشرة هنا يقال لهم أولاد زرّوق، المولود بالدار البيضاء عام عشرين وثلاثمائة وألف، الأستاذ القانوني المشارك، تخرج محاميا وتقلب في عدة وظائف، وأخيرا عين وكيلا عاما بالمجلس الأعلى بالرباط. كان مثال الاستقامة والدين المتين. عبد العزيز ابن زكري وفي ثامن وعشري قعدة توفي عبد العزيز ابن زكري، من أولاد ابن زكري المعروفين بفاس، أستاذ مشارك بمدينة طنجة. عبد السلام بن يوسف العلوي وفي عشية يوم السبت ثالث ذي الحجة متم عامه توفي عبد السلام بن السلطان الجليل المولى يوسف بن المولى الحسن. كان مثال الهدوء والسكينة مشتغلا بنفسه، كبير الحظوة عند أخيه صاحب الجلالة محمد الخامس. توفي بسكتة قلبية عن نحو سبع وخمسين سنة، ودفن من غده بمقبرة المولى عبد الله بفاس الجديد. الغالي بن العربي المريني وفي عشية يوم الأربعاء سابع عشر ذي الحجة توفي الغالي بن العربي المريني قائد قبيلة أولاد جامع وقبيلة لمطة من أحواز فاس مدة إلى أن أخر عن ذلك في حوادث رفع جلالة الملك. وبعد رجوعه أقّرّ على وظيفته ثم أحيل على المعاش لكبره، وبعد ذلك أصيب بمرض ألزمه الفراش إلى أن توفي في التاريخ المذكور. عبد القادر بن محمد التازي وفي أواسط هذا العام توفي عبد القادر بن محمد-فتحا-بن عبد الكريم التازي، من أولاد التازي المعروفين بفاس. تقدمت وفاة والده عام سبعة وستين وثلاثمائة وألف، الوطني الغيور المطلع، يحسن اللغتين. لما سمع بظهور الزعيم الأكبر محمد بن عبد الكريم الخطابي ذهب إليه خفية بلباس امرأة إلى أن وصل إليه، فكان ساعده الأيمن في كل حروبه مع إسبانيا وفرنسا، وأعطاه في دولته وزارة الإرشاد. ولمّا وقع القبض على ابن عبد الكريم فرّ إلى مدينة تطوان وبقى بها لأنه يعلم أنه إذا دخل إلى فاس مسقط رأسه يقع عليه القبض من قبل الحكومة الفرنسية، وبعد مدة طويلة تشفع فيه والده وأخوه باشا فاس فرجع ولزم الهدوء الذي شرط عليه. أخبرني أن له مذكرات في ثلاثة أسفار ذكر فيها حروب ابن عبد الكريم بنزاهة وإنصاف، وأنه يريد إخراجها من مسودتها وطبعها، لكنه رحمه الله عاجلته المنية قبل تنفيذ فكرته. توفي بالدار البيضاء ولعل وفاته كانت في شعبان من هذا العام. محمد بن محمد التسولي وفيه توفي محمد بن محمد التسولي. كان فقيها مشاركا نائبا عن قاضي الجماعة بفاس.

عام سبعة وثمانين وثلاثمائة وألف

عام سبعة وثمانين وثلاثمائة وألف محمد بن العربي بنّونة في يوم الجمعة ثاني صفر توفي محمد-فتحا-بن الحاج العربي بنونة التطواني فجأة بمدينة سلا، أتي إلى الرباط لأجل صلة الرحم مع أولاد أخيه، وحمل إلى مدينة تطوان ودفن من غده. تقدمت وفاة أخيه الحاج عبد السلام عام أربعة وخمسين وثلاثمائة وألف. الأديب المشارك العلامة المطلع الكاتب المقتدر، المخلص المدافع عن وطنه من نشأته بقوته وماله. له عدة مقالات في الصحف والمجلات وبعض التآليف في موضوع الإصلاح، وله صورة في أول كتاب تاريخ تطوان للشيخ محمد داوود، لأنه كان ممن أشار عليه بجمعة. محمد الريفي وفي تاسع عشر صفر توفي محمد الريفي، االأديب المشارك المدرس، كان مديرا بثانوية محمد الخامس بمدينة طنجة، ويعتبر من الشخصيات المرموقة في عالم الوطنية والثقافة والأدب. توفي فجأة بمدينة طنجة. محمد البونعماني وفي آخر صفر توفي محمد البونعماني السوسي، العلامة المشارك المطلع، له ترجمة واسعة في كتاب المعسول للشيخ المختار السوسي. محمد بن محمد بو طالب وفي آخر شعبان توفي محمد بن محمد بو طالب الحسني، من الشرفاء الطالبيين المعروفين بفاس. كان عالما مشاركا يستحضر بعض النوازل والأحكام مع خيارة ودين وسمت حسن. تولي عدة وظائف عدلية وأخيرا القضاء بالمحكمة الإقليمية بمدينة مكناس، وبها توفي عن الوظيف المذكور ونقل إلى مدينة سطات وفيها دفن. عبد الرحمان بن عبد الهادي الشفشاوني وفي ليلة الأحد خامس عشر رمضان توفي عبد الرحمان بن عبد الهادي الشفشاوني الحسني، تقدمت ترجمة والده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، الشيخ العلامة المشارك المطلع المستحضر النفاعة النوازلي، كانت ولادته عام أربعة وثلاثمائة وألف، تقلب في عدة وظائف شرعية، منها العضوية بمجلس الاستناف الشرعي، وقضاء مدينة وجدة وغيرها، وكان في كل ذلك مثال النزاهة والإخلاص، وتخرج على يده علماء، توفي بمدينة الرباط ودفن بروضة العلو وهو من الأشياخ، له ترجمة في فهرستنا سل النصال مع صورته. محمد بن عبد الكريم الخطابي وفي ليلة الأحد خامس عشر رمضان عامه توفي محمد-فتحا-بن عبد الكريم الخطابي الريفي، أخ الزعيم محمد بن عبد الكريم ورفيقه في الجهاد. دخل إلى المغرب قريبا من مصر

علي بن يزيد العلوي الشنجيطي

القاهرة لأنه كان ممن نفي مع أخيه، وفي هذه السنة ظهر له أن يستوطن المغرب فأتى إلى الرباط فأصابه مرض نقل على إثره إلى مستشفى ابن سينا، وبه توفي ونقل إلى مسقط رأسه بأجدير في الريف ودفن هناك. علي بن يزيد العلوي الشنجيطي وفي خامس وعشري رمضان توفي علي بن يزيد العلوي الشنجيطي الحسني، أتى إلى المغرب وتولى عدة وظائف بالرباط، كان يعدّ من أكابر العلماء الذين رحلوا إلى المغرب فرارا من الاستعمار، وصادفته المنية بالرباط ودفن به. محمد بن محمد ابن الحاج السّلمي وفي أوائل شوال توفي محمد بن محمد بن الشيخ أحمد بن محمد بن الشيخ حمدون ابن الحاج السلمي، العالم المشارك المدرس القاضي، تخرج من كلية القرويين وتولى عدة مناصب شرعية، منها قضاء قبيلة شراكة وفاس الجديد، وعزل عن الوظيف بعد عودة محمد الخامس، ثم برّئت ساحته ورجع إلى العضوية بفاس. له بعض التقاييد والتآليف، منها تأليف سماه خواطر طبع الجزء الأول منه بفاس، وبها توفي ودفن هناك. محمد ولد الفرّان الريفي وفي يوم الأربعاء رابع عشر شوال المذكور توفي محمد الريفي عرف بولد الفرّان، لكون والده كان فرانا. تخرج من القرويين وتولى العضوية بوزارة العدل وغير ذلك، وأخيرا العضوية بالمجلس الأعلى بالرباط، كان فقيها مشاركا مذاكرا يستحضر كثيرا من النصوص الفقهية. توفي في حادث سيارة كان يركبها بعاصمة الرباط ودفن هناك. بدر الدين بن الفاطمي البدراوي وفي أواسط هذا العام توفي بدر الدين بن الفاطمي البدراوي. كان-رحمه الله-من الوطنيين المكافحين الذين يعطفون على حزب الشورى والاستقلال. توفي بمدينة القنيطرة حيث استوطنها أخيرا بعد قتل ولده في حياته ولم يعرف قاتله. ومنذ وفاة ولده وهو يقاسي ألم ذلك إلى أن توفي. علي بن الطاهر الرسموكي وفي أواخر هذا العام توفي علي بن الطاهر الرسموكي السوسي، الفقيه العلامة المشارك المستحضر المدرس المعتني. توفي ببلده رسموكة. انظر هل له ترجمة في المعسول أم لا؟

عام ثمانية وثمانين وثلاثمائة وألف

عام ثمانية وثمانين وثلاثمائة وألف محمد بن التهامي أفيلال في صبيحة يوم السبت عشري صفر توفي الشيخ محمد بن التهامي بن محمد ابن الهاشمي أفيلال الحسني التطواني. كان علامة مشاركا مطلعا مستحضرا، تولى عدة وظائف دينية، وأخيرا وزارة العدل في حكومة الخليفة بمدينة تطوان، لأنه كان يعد من أكابر علمائها. توفي ببلده تطوان وكانت ولادته في سادس عشر جمادى الأولى عام أحد وثلاثمائة وألف، وكان ممن طلب العلم بفاس. له تأليف سماه الإلمام بالشعر وأدواره ولمحة من تاريخه وأخباره؛ وتقييد في المياه وأقسامها وأحكامها الشرعية؛ والرحلة الحجازية؛ وله تنبيه الأكياس، إلى غير ذلك من التآليف. أحمد بن محمد الصقلي وفي أوائل ربيع الأول توفي أحمد بن محمد بن عبد الله الصقلي الحسيني المعروف بين علماء النظام القروي"بالسفير وزيادة"لكونه كان يعبر عن صاحب القاموس بذلك. تخرج من النظام القروي وبقي يدرس به إلى أن توفي. كان عالما مشاركا يفرّ من المذاكرة مع الأقران لأنه كان لا يستحضر. له فهم متوسط ويستحسن الطلبة دروسه لكثرة بيانه وتنزله معهم. دفن بالقباب عن نحو خمس وستين سنة. عبد الكبير بن الماحي الصقلي وفي الساعة الثانية عشرة ليلا صبيحة الثلاثاء سابع ربيع الأول توفي الشيخ عبد الكبير بن الشيخ الماحي بن إبراهيم بن محمد الصقلي الحسيني صهر السيد أحمد الصقلي المذكور قبله. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف. توفي عن نحو سبعين سنة. أخذ العلم بفاس عن عدة أشياخ، وكان في أول أمره يتعاطى التجارة في حانوت بالعطارين لأجل كسب المعاش، ولما أراد الاستعمار أن يمد يده إلى المغرب وكثرت الفضائح التي تتبع ذلك ذهب إلى المشرق بقصد الحج وذلك حوالي عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف، ولما وصل إلى المدينة المنورة استوطنها، ثم لما وقعت الفتن بالحجاز انتقل إلى بلاد الشام. وبعد مدة طويلة رجع إلى المغرب واستوطن فاسا مسقط رأسه فحصل له بها ظهور وشفوف، وأقبل الناس للأخذ عنه والتبرك به، لما رزقه الله من حسن المذاكرة في علم التصوف وبيان أسراره، مع التواضع وعدم الدعوى. دفن بالقباب مع صهره المذكور خارج باب الفتوح. له ترجمة في سل النصال.

محمد بلعطار العبدي

محمد بلعطّار العبدي وفي ثالث وعشري ربيع الأول توفي محمد دعى بلعطّار بن الحسين بن محمد بن أحمد العبدي الأسفي الفقيه العلامة المشارك الحافظ الخطيب. توفي ببلده أسفي ودفن بزاوية منصور هناك. محمد بن الطاهر البلغيثي وفي أواخر ربيع الأول توفي محمد بن الطاهر بن أحمد البلغيثي الحسني العلوي عن نحو مائة سنة. تقدمت وفاة والده عام ستة عشر وثلاثمائة وألف، وجده قبله. العالم العلاّمة المشارك السياسي الخبير المطلع، وهو من أول من دافع عن وطنه قبل الحماية وبعدها. والكتابة عنه طويلة الذيل. دفن بدار سكناه بالزاوية العباسية قرب درب عبد المجيد بمدينة مراكش. له ترجمة في سل النصال. الطاهر بن التقي الإدريسي وفي أوائل ربيع الثاني توفي الطاهر بن التقي الإدريسي الحسني الزرهوني نزيل الرباط. توفي عن نحو ثمانين سنة، العالم العلامة المؤرخ الأديب المشارك، له مساجلات مع أدباء وقته وخصوصا الشاعر المطبوع عبد الله القباج، وله أمداح وتعزلات على طريقة أهل الأندلس. تقلب في عدة وظائف مخزنية، وبلغني أن له عدة تآليف، منها تأليف في تاريخ الأدراسة وتقلباتهم في مجلد. محمد العربي بن محمد المنوني وفي ربيع الثاني توفي محمد العربي بن محمد المنوني الحسني المكناسي، العالم العلامة المفتي المشارك المطلع. كان في بعض الأحيان ينوب عن قاضي بلده مكناس، وأخيرا عزل عن ذلك لاتهامه بالميل إلى الحكومة. تقدمت وفاة والده عام ستة عشر وثلاثمائة وألف. وتوفي ببلده متقلدا منصب مراقب المعهد الأصلي بمكناسة الزيتون. جعفر الصقلي وفي ثاني عشر جمادى الأولى توفي جعفر الصقلي الحسيني، الولي الصالح الذاكر المتبتل، لا تراه إلا ذاكرا أو مصليا. دفن بزاويتهم بالسبع لويات. عثمان بن الحسن العلوي وفي يوم الأربعاء ثاني رجب توفي المولى عثمان ابن السلطان المولى الحسن العلوي الحسني، الشيخ الجليل العلامة المشارك المذاكر المطلع. كان خليفة عن جلالة الملك بمدينة فاس مدة، وكان يجالس العلماء ويذاكرهم ويرسل وراء البعض منهم إن حصلت له مشكلة علمية، لأنه كان كثير المطالعة والاستحضار. دفن من غده الخميس بعد صلاة الزوال بمقبرة المولى عبد الله بفاس الجديد، وكانت له جنازة حافلة.

أحمد بن اليزيد البدراوي

أحمد بن اليزيد البدراوي وفي ليلة السبت عاشر شعبان توفي أحمد بن اليزيد بن الحسن بن الشيخ إدريس الحسني الودغيري الشهير بالبدواوي، الفقيه المشارك المستحضر المطلع تولى عدة وظائف علمية، وأخيرا قضاء عاصمة الرباط مدة إلى أن أخر عنها عند رفع جلالة الملك لكونه تظاهر ضد الاستعمار وأبدى الانتماء لجلالة الملك محمد الخامس، وعذّب من أجل ذلك وأهين، لكنه صبر وثبت في موقفه. ولما رجع جلالة الملك اعتنى به وجعله في وظيف بدار المخزن ثم أصيب بداء النقطة في آخر عمره حتى عجز عن الكلام وبقى يقاسي ألمه إلى أن لقى ربه في التاريخ المذكور، ودفن بروضة العلو بالرباط. له ترجمة في سل النصال. عبد الله العماني وفي رابع رمضان توفي عبد الله العماني السوسي العلامة المشارك المطلع الدراكة المقتدر، له ذكر كبير بين علماء سوس وترجمة واسعة في كتاب المعسول (جزء 7) توفي ببلده عن نحو ثمان وثمانين سنة وترك عدة أولاد نجباء كما أن له ترجمة واسعة في جريدة الميثاق الصادرة بعد وفاته. أحمد القادري النجميّ وفي ليلة الاثنين ثامن عشر رمضان توفي أحمد بن عبد الكريم القادري الحسني، من القادرين بفاس أهل مستفاد ضربح الشيخ الشاوي. كان يعرف بالنجمي لبياض كان على أحد عينه، شعلة ذكاء مع مشاركة واستحضار وخصوصا علم الانساب وبعض التواريخ. كان يتعاطى بيع الكتب من نشأته واكتسب من ذلك أموالا وثروة هائلة، له تقييد فيه تراجم أراد أن يجعله ذيلا على نشر المثاني للقادري وقفت عليه واستفدت منه. الهادي بن المامون العراقي وفي يوم الأربعاء خامس شوال الأبرك توفي الهادي المدعو الهادي بن المامون بن محمد العراقي الحسيني الأستاذ المطلع العلامة المدرس المشارك كان أول من تخرّج من كلية القرويين، ثم أدخل إلى النظام فكان يدرس بأحد الأقسام الثانوية بفاس، وأخيرا ثانوية عقبة الفيران. توفي إثر سكتة قلبية. ذكر لي أن له بعض الإنتاج الفكري نسيت موضوعه وقد أراني منه تاليفا يريد طبعه في ملجد وسط، ودفن بروضة داخل باب عجيسة. جعلت له حفلة تأبين بعد وفاته بفاس. المهدي ابن الأكناوي وفي عشية يوم الأربعاء خامس شوال توفي الدكتور محمد المهدي بن الفقيه عبد السلام بن إبراهيم ابن الأكناوي الرباطي، توفي في حادثة سيارة كان يركبها بين الرباط وسلا، إذ كان الوقت به ضباب كثيف فوقعت الحادثة فجأة والأمر لله. توفي في حياة والده.

الهاشمي بن عمر السرغيني

قرأ بأوربا وحصل على الدكتوراة في الطب وصار يتعاطى مهنته في الدار البيضاء وحصل على شهرة كبيرة هناك لحسن بشاشته وإتقانه في العمل. ذكر لي والده نسبه وأنه محمد المهدي بن عبد السلام بن الفقيه القاضي إبراهيم ابن العدل محمد بن الولي الصالح الطيب بن الفقيه العلامة محمد بن الحسن الأكناوي العمراني شيخ الرهوني دفين مراكش، وإني على شك في هذا النسب ولابد أن يراجع ذلك إن شاء الله. دفن صاحب الترجمة بمقبرة العلو. الهاشمي بن عمر السرغيني وفي يوم الأحد تاسع شوال توفي الهاشمي بن عمر بن محمد بن علال السرغيني نزيل مراكش، العلامة المشارك المدرس النفاع المطلع. توفي بمراكش ودفن بمقبرة باب دكالة هناك. له ترجمة في جريدة الميثاق (عدد 89). الرشيد بن محمد الخطابي وفي عاشر شوال توفي محمد الرشيد بن محمد-فتحا-بن عبد الكريم الخطابي الريفي ابن أخ الزعيم محمد بن عبد الكريم. تقدمت وفاة والده عام سبعة وثمانين وثلاثمائة وألف، وعمه عام اثنين وثمانين وثلاثمائة وألف. توفي الرشيد بمستشفى ابن سينا بالرباط ونقل إلى مدفن أبيه وجده وأسلافه بأجدير. كان من العاملين مع أبيه وعمه وممن نفي معهم ورجع معهم إلى مصر ثم أتى إلى المغرب زائرا فلفظ نفسه الأخير هنا. الحسن بن يوسف العلوي وفي عشية يوم السبت خامس عشر شوال توفي عم مولانا السلطان الشريف الجليل مولاي الحسن ابن السلطان المولى يوسف العلوي الحسني كان خليفة لأخيه محمد الخامس بتيزنيت مدة، وبعد الاستقلال رجع إلى عاصمة الرباط فكان سكناه بها قرب دار المخزن لأنه كان محبوبا عند محمد الخامس. توفي بفاس ونقل من غده إلى الرباط ودفن بضريح المولى الحسن بعد الصلاة عليه إثر صلاة العصر من يوم الأحد. أحمد عفيف السوسي وفي تاسع وعشري شوال توفي أحمد عفيف السوسي من أكبر علماء سوس وأحد الأعضاء البارزين في جمعية علماء سوس، وأحد المدرسين بمعهد تارودانت. توفي بسبب حادث سيارة كان يركبها، وذلك يوم الأربعاء سابع وعشري رمضان عامه وبقى بالمستشفى يعالج إلى أن توفي في التاريخ المذكور. التهامي بن عبد الكريم مراد وفي شوال المذكور توفي التهامي بن الأستاذ المنعم الحاج عبد الكريم مراد الطرابلسي نزيل مدينة فاس.

العربي بن أحمد السنوسي

العربي بن أحمد السنوسي وفي يوم الخميس ثالث قعدة توفي العربي بن أحمد السنوسي، من أكبر علماء مدينة وجدة، وأصله من الجزائر. توفي عن سن عالية تقارب السبعين سنة، كان كثير التدريس والإفادة هناك، مشاركا يدرس التفسير والفقه والحديث تلقى العلم بمدينة فاس وتوفي ببلده وجدة. إدريس بن عبد الله الإدريسي وفي الساعة الحادية عشرة من ليلة السبت ثالث عشر قعدة توفي إدريس بن عبد الله بن الطايع الإدريسي الحسني، من شرفاء دار القيطون، المتخرجين من النظام القروي، ومن المكثرين من التدريس على صغره. كانت ولادته عام أربعة وثلاثين وثلاثمائة وألف، واشتغل منذ نشأته بالعلم والإفادة. دفن بالضريح الإدريسي عند اسم الهيللة، وكانت له حفلة تأبين بعد الأربعين بفاس. أحمد بن المامون التجاني وفي يوم السبت المذكور توفي أحمد بن الأستاذ المقرئ المامون بن عالم التجاني الأسفي، العلامة المشارك المطلع، كان مثال الأخلاق الفاضلة والدين المتين، يمثل ذلك ببلده. أخذ العلم ببلده وبمراكش وبفاس، وتولّى الخطابة ببلده والنيابة عن قاضيها إلى غير ذلك من الوظائف العلمية. دفن ببلده له ترجمة في جريدة الميثاق (عدد 188 - 16 رجب عام 1390). محمد بن محمد الزغاري وفي الساعة الثالثة من مساء يوم الثلاثاء ثالث وعشري قعدة توفي محمد-فتحا-بن محمد الزغاري التلمساني أصلا الفاسي مولدا واستيطانا. كانت ولادته حوالي عام عشرين وثلاثمائة وألف، كذا ذكر لي، ودرس اللغتين بتانوية المولى إدريس بفاس، ودرس الحقوق بفرنسا، وتقلّب في عدة وظائف مخزنية، منها رياسة الوزارة لأنه كان مثال النزاهة والدين والإخلاص لشعبه ووطنه من غير مبادلاة ولا محاباة، يقضى حوائج الناس بقدر الإمكان. توفي بمستشفى ابن سينا ثم نقل إلى داره وغدا الأربعاء نقل إلى فاس ودفن بالقباب بروضة أولاد التازي. المهدي بن محمد الحجوي وفي أواخر شهر ذي القعدة توفي محمد المهدي بن الوزير محمد بن الحاج الحسن الحجوي الثعالبي باشا مدينة وجدة نحو سبع عشرة سنة. كانت ولادته يوم الجمعة رابع وعشري جمادى الثانية عام أحد وعشرين وثلاثمائة وألف، كذا بخط والده في أحد كنانيشه، ودرس اللغتين بثانوية المولى إدريس بفاس، ودرس العلم بكلية القرويين، ولازم والده طويلا حتى عدّ من النجباء، ثم شغله أبوه بالوظيف فكان عضوا بالمجلس الجنائي وغيره ثم سمي باشا مدينة وجدة. وعند اشتداد الأزمة الوطنية تعرض له بعض الفدائيين عند صلاة الجمعة بوجدة وضربه في عنقه بداخل المسجد فحمل إلى المستشفى وأجريت له عملية جراحية فسلم وعاش، وأما

إدريس المحمدي

الضارب فقتل من حينه بواسطة أصحاب الباشا وحراسه فلفظ نفسه الأخير وبقي محمد المهدي باشا بالرغم على أهل وجده إلى أن جاء الاستقلال. فعزل وتوفي في التاريخ المذكور بفاس ودفن من غده بزاوية الشيخ ماء العينين بالطالعة بدرب السياج. إدريس المحمدي وفي يوم الاثنين تاسع عشر حجة توفي إدريس المحمدي المكناسي، درس الحقوق وتقلب في عدة وظائف، وأخيرا تولي وزارة الداخلية ثم رياسة الديوان الملكي إلى أن توفي عليها. كان مشلول الرجل اليمنى وكانت ولادته عام ثلاثين وثلاثمائة وألف.

عام تسعة وثمانين وثلاثمائة وألف

عام تسعة وثمانين وثلاثمائة وألف محمد بن المكي ابن ريسون في أواسط محرم الحرام توفي محمد بن المكي بن علي ابن ريسون العلمي الحسني، العلامة المشارك المطلع، كانت ولادته عام اثنين وثلاثمائة وألف. تولى وزارة المالية في حكومة الخليفة بالشمال زمن الحماية الإسبانية، ثم أخر عن الوزارة. وكان نقيبا عامّا للشرفاء الريسونيين بالمغرب. توفي ببلده تطوان ودفن بزاويتهم هناك. عبد القادر بن محمد ابن سودة وفي التاسعة والنصف من ليلة الاثنين ثاني عشر محرم توفي سيدنا الوالد عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن الطالب ابن سودة، ودفن من غده بعد صلاة الظهر، ودفن بالقباب بروضة الشيخ التاودي ابن سودة قرب سيدي حماموش. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن الطيب الصبيحي وبعد زوال يوم الأحد تاسع صفر توفي محمد بن الطيب بن محمد الصبيحي السلاوي باشا مدينة سلا. العلامة الفلكي الميقاتي، محبّس الخزانة العلمية خارج باب بوحاجة بمدينة سلا ودفن داخل هذه الخزانة. له ترجمة في سل النصال مع صورته. محمد بن المفضل السرّاج وفي يوم الأربعاء سادس وعشري محرم الحرام توفي محمد-ضمّا-بن الخليفة المفضل ابن باشا فاس إدريس بن عبد الرحمان السرّاج الحميري. تقدمت وفاة شقيقه محمد-فتحا-عام اثنين وثمانين وثلاثمائة وألف، وجده عام خمسة وثلاثمائة وألف. محمد بن محمد حركات وفي عشية يوم الجمعة ثالث وعشري محرم توفي محمد بن محمد بن ناصر حركات السلاوي، عن سن تناهز الثمانين سنة إثر مرض قصير. ولد أوائل هذه المائة بمدينة سلا. كان أديبا شاعرا مكثرا، له قصائد عديدة في مدح الجناب النبوي، وأمداح في السلطان محمد الخامس رحمه الله والمولى الحسن الثاني حفظه الله. له ديوان في مجلد. كذا بلغني. تقلب في عدة وظائف، منها العدالة ونظارة الأوقاف بسلا. توفي بالرباط ودفن بمقبرة سيدي الخطاب بالعلو. أحمد الجندي وفي عشية يوم الثلاثاء سابع وعشري محرم توفي أحمد الجندي، أصله من فاس الجديد، وأخيرا سكن الدار البيضاء. تولّي وزارة التجارة بعد الاستقلال ثم أخر عنها، وقد اكتسب من تلك الوزارة أموالا وأصولا كثيرة. توفي بالدار البيضاء التي سكنها أخيرا وبها دفن.

مسعود الشيكر

مسعود الشيكر وفي يوم الجمعة متم محرم توفي مسعود الشيكر بمدينة سلا. تولّى في أيام محمد الخامس وزارة الداخلية ورآسة الديوان الملكي إلى غير ذلك. عبد الرحمان بن محمد الشامي وفي الساعة السابعة من صباح يوم الأربعاء رابع صفر الخير توفي عبد الرحمان بن الفقيه المحتسب محمد بن محمد الشامي الخزرجي، فرضّي فاس الجديد، الفقيه المشارك الخيّر الذاكر المتبتل، آخر تلامذة الشيخ الغياتي المتوفى عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف موتا. تقدمت وفاة والده عام ثلاثين وثلاثمائة وألف. كان فرضيّا بفاس الجديد لأكثر من أربعين سنة، دائم الذكر والعبادة، محافظا على أوقاته، لم يترك ولدا ذكرا ولا أنثى. دفن بروضتهم بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته. عبد القادر بن محمد السيّد الصقلي وفي الساعة الثانية عشرة من ليلة السبت تاسع وعشري صفر الخير توفي عبد القادر بن الشيخ محمد دعي السيد بن أحمد الصقلي الحسيني، العلامة المشارك الموثّق المتقن المتفنن. تقدمت وفاة والده عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف، من آخر من أتقن الوثيقة بفاس. دفن بزاويتهم الكائنة بالسبع لويات. محمد بناني الأقرع وفي يوم الاثنين تاسع جمادى الثانية توفي محمد بناني الرباطي المعروف بالأقرع، فرقا بينه نسبه وبين غيره من البنانيين، كان من كتّاب الوزير الصدر الحاج محمد المقري ومن البارزين في الكتابة وحسن الترسل، له ولوع بعلم الرياضيات والفرائض، وله مؤلف في علم الفرائض ذكر له في ترجمته. محمد بن محمد العلمي وفي يوم الجمعة أواخر جمادى الثانية توفي محمد بن محمد العلمي الحسني كان رحمه الله خيّرا دينا يعرف بمولاي يوسف لأنه كان شبيها به. توفي بمسقط رأسه بالدار البيضاء. أحمد بن سعيد الأكماري وفي يوم الاثنين ثاني رجب الفرد الحرام توفي أحمد بن سعيد الأكماري السوسي. كان علامة مشاركا مطلعا مدرسا. أخذ العلم بسوس أولا ثم رحل إلى فاس وبها أتم دراسته. تقلب في عدة وظائف وتوفي قاضيا بإموزار سوس. انظر ترجمته في جريدة الميثاق (عدد 98). حجي بن محمد زنيبر وفي يوم الأحد خامس عشر رجب الفرد الحرام توفي بمدينة سلا حجي-اسما-بن محمد زنيبر، من أولاد زنيبر المعروفين بمدينة سلا. الفقيه العلامة المشارك النوازلي المطلع، من آخر من مثّل العلم على الطريقة الصحيحة مع المشاركة في النحو والبيان والمنطق وغير ذلك وتحرير

محمد بن سعيد الأكتاوي

الفقه المالكي بما جرى به العمل. له تآليف، منها القول المبين في حكم التزبين؛ ومنها حاشية على تفسير الجلالين؛ وأصحاب المدار في الفوائد الغزاز، وهي ختمة على الأجرومية؛ وتاريخ آل زنيبر، إلى غير ذلك. دفن بزاوية أهل وزان بسلا. محمد بن سعيد الأكتاوي وفي ليلة الاثنين سادس عشر رجب توفي محمد بن سعيد الأكتاوي السوسي. كان علامة مشاركا متبحرا صوفيا ناسكا مدرسا. أخذ العلم ببلده وكان كثير التدريس والإفادة، درّس في عدة زوايا بسوس، وأخيرا استقر بزاويتهم وبها توفي. كانت ولادته عام اثني عشر وثلاثمائة وألف. عمر بن محمد ابن سودة وفي الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم الجمعة خامس شعبان قرب الزوال توفي عمر ابن محمد بن محمد بن الشيخ عمر ابن الطالب ابن سودة، العالم العلامة الخطيب المدرس الفصيح، منذ نشأته وهو مشتغل بالعلم والإفادة. تولي الإمامة بجامع سوق الصفّاح، والخطابة بمسجد الفخارين مدة قليلة. دفن من غده قرب خزينة الشمع خارج باب الفتوح، وصلّي عليه على حافة القبر في الساعة العاشرة رحمه الله. المختار بن محمد السنتيسي وفي يوم الجمعة خامس وعشري شعبان توفي المختار بن الحاج محمد بن المكي السنتيسي رئيس المجلس العلمي بمدينة مكناس ومدير المعهد الديني بها سابقا، العلامة المشارك المطلع الخير الناسك، من خيرة رجال العلم الذين قضوا حياتهم في التعليم، مع دين متين وأخلاق كريمة. دفن بزاوية الشيخ ابن عبد الصادق بمكناس. عز الدين بن إدريس الإدريسي وفي خامس عشر رمضان توفي عز الدين بن الشيخ إدريس بن الماحي الإدريسي الحسني القيطوني في حياة والده. تخرج من كلية الطب بالرباط في السنة قبل هذه، وأرسل إلى أحد المستشفيات بالصحراء لأجل التدريب فوقع له حادث سيارة فمات من أجل ذلك، وتألم عليه الجميع، ونقل إلى فاس ودفن بالضريح الإدريسي. الفاطمي بن عبد الكبير ابن الحاج السلمي وفي تاسع عشر رمضان توفي الفاطمي بن عبد الكبير ابن الحاج السلمي، الفقيه المشارك الموثّق الأعدل صاحب الخط الحسن. أحمد بن محمد البدراوي وفي رابع وعشري رمضان توفي أحمد بن محمد بن الطيب الحسني البدراوي في حياة والده، الفقيه القاضي في عدة محلات بتازا وصفرو وأخيرا أحواز الرباط، وبه توفي ودفن هناك.

العربي بن محمد التمسماني

العربي بن محمد التمسماني وفي ليلة يوم الثلاثاء سادس شوال توفي العربي بن محمد التمسماني الريفي قاضي طنجة سابقا. كانت ولادته عام تسعة وتسعين ومائتين وألف. أحمد بن محمد التازي وفي أوائل شوال توفي أحمد بن محمد-فتحا-بن عبد الكريم التازي، الخليفة بمدينة طنجة مدة. تقدمت وفاة والده عام سبعة وستين وثلاثمائة وألف. الغالي بن المعطي ابن عطية وفي ليلة الأربعاء سادس ذي القعدة توفي الغالي بن المعطي ابن عطية المراكشي، العلامة الجليل الفاضل، نزيل مدينة أسفي وعالمها، كان رئيس رابطة العلماء بالمدينة المذكورة ودفن بمسقط رأسه. محمد بن علي الجامعي وفي عشية يوم الجمعة ثامن قعدة توفي محمد-فتحا-بن قائد فاس على الجامعي الراشدي برباط الفتح وبه دفن. العباس بن محمد التازي وفي أواخر قعدة توفي العباس بن محمد-فتحا-بن عبد الكريم التازي، تقدمت وفاة أخيه أحمد في هذا العام، تقلب في غده وظائف وأخيرا كان باشا بعاصمة الرباط. الكبير بن أحمد ابن البشير وفي يوم السبت رابع عشر حجة توفي عبد الكبير المدعو الكبير بن أحمد ابن البشير الحسني البركاني، توفي بسيدي قاسم لكونه انتقل إلى السكنى به. تقدمت وفاة أخيه الحسين، كان مشاركا مطلعا خيرا دينا حج مرارا، وكان خطيبا بمسجدها الأعظم مدة إلى وفاته. أحمد بن محمد الحطاب وفي يوم السبت ثامن وعشري حجة متم عامه توفي أحمد بن محمد بن أحمد الحطاب الدكالي نزيل مدينة الجديدة في حياة والده. كانت ولادته حوالي عام أحد وستين وثلاثمائة وألف. نبغ صغيرا بعد أن أخذ عن عدة أشياخ، وكان مديرا بثانوية أبي شعيب الدكالي بمدينة الجديدة. توفي في حادثة سيارة.

عام تسعين وثلاثمائة وألف

عام تسعين وثلاثمائة وألف أحمد ولد النبي ابن شقرون وفي ليلة السبت سابع عشر محرم الحرام توفي الحاج أحمد بن عبد السلام بن عبد الرحمان ابن شقرون الملقب بولد النبي، المكناسي أصلا ومنشأ، العلامة المشارك المطلع الوطني المخلص المدافع عن وطنه وقومه. كانت ولادته حوالي عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف. طلب العلم بمدينة مكناس مسقط رأسه ثم ذهب إلى فاس وأخذ عن مشايخها، وحين أراد الاستعمار أخذ ماء وادي بو فكران وانتزاعه من أهل مدينة مكناس، القضية الشهيرة سنة سبع وثلاثين وتسعمائة وألف ميلادية كان من أول المناضلين وعوقب على ذلك بالسجن وعذب رحمه الله مرارا. توفي ببلده ودفن بزاوية أهل وزان بمكناس. محمد الفاضل ابن عاشور وفي منتصف صفر توفي الشيخ محمد الفاضل بن الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور التونسي، أصله من المغرب الشيخ العلامة الإمام المشارك المدرس المحاضر المطلع إثر مرض عضال لم ينفع فيه علاج، وهو من أشهر علماء تونس وأكثرهم تضلعا في العلوم العربية والإسلامية. حصل على شهرة كبيرة في المشرق والمغرب، وكان عميد كلية الشريعة وأصول الدين في تونس، وعضوا في المجمع اللغوي بمصر ورابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة إلى غير ذلك. توفي بتونس وقد ذكرته لأنه كثيرا ما كان يأتي إلى المغرب ويلقى دروسا في كلياته وبجامع القرويين وبالمجالس الحديثية التي كانت تعقد في رمضان أمام جلالة الملك الحسن الثاني. أحمد الأجديري التمسماني الحسين الشكري التزاني وفي شهر صفر توفي عالمان ريفيان جليليان فاضلان هما العلامة السلفي الحاج أحمد الأجديري التمسماني، والفقيه القدوة الحاج الحسين الشكري التزاني، وذلك بقبيلتهما قرب مدينة الناظور، كان لهما اليد الطولى في العلوم الاسلامية في تلك القبائل، يدرسان في مختلف مساجد تلك النواحي، وقد كانا طلبا العلم بالقرويين. وكانت لهما حفلة تأبين في قبيلة بني شيكار. انظر جريدة الميثاق (عدد 109). زين العابدين ابن عبود وفي صبيحة يوم الاثنين سادس صفر الخير توفي الشيخ زين العابدين ابن الشيخ محمد بن عبد السلام ابن عبود المكناسي الأصل السلاوي المولد والدار. تقدمت وفاة والده عام أربعة وأربعين وثلاثمائة وألف، وكانت ولادته بمدينة سلا حوالي عام اثني عشر وثلاثمائة وألف، الشيخ العلامة المشارك الحافظ المستحضر الواعية المطلع المرشد إلى الدين الصحيح والعلم

ميمون بن بوشتى البركاني

النافع، أخد العلم عن علماء سلا والرباط في وقت طلبه، وأخد علم التصوف عن أبيه، وكان كثير التدريس والإفادة يدرس التفسير والحديث، وختم تفسير القرآن عدة مرات في عدة مساجد. أسند له القضاء في قبيلة الرحامنة نحوا من ثلاثة أعوام، ثم نقل إلى ناحية مدينة تازا ثم تخلّى عن القضاء لأسباب يطول شرحها، ورجع إلى التدريس وأسس مدرسة حرة بسلا تخرّج منها عدد من نجباء هذه المدينة. ثم عيّن قاضيا بمجلس الاستيناف الشرعي بدار المخزن، وانتقل إلى الدار البيضاء يدرس في المسجد المحمدي إلى أن لقي ربه بها في اليوم المذكور، ودفن بمقبرة الشهداء باغبيلة. له ترجمة في سل النصال. ميمون بن بوشتى البركاني وفي شهر صفر توفي ميمون بن بوشتى البركاني قاضي سيدي قاسم من قبيلة الشراردة مدة. توفي عن نحو سبعين سنة ودفن بمدينة سلا. عبد الخالق جسوس وفي يوم الخميس ثالث ربيع الأول توفي عبد الخالق جسوس الرباطي، تقدمت ترجمة والده. دفن بروضة العلو. الشرقي بن محمد الشرقاوي وفي يوم الاثنين أواسط ربيع الأول توفي الشرقي بن محمد الشرقاوي أصله من طنجة وسكن الرباط. محمد بن عابد البوشواري في يوم الثلاثاء عشري ربيع الأول بعد صلاة العصر توفي محمد بن الحاج عابد البوشواري السوسي ودفن من غده يوم الأربعاء على الساعة صباحا. كان يسكن قرية أيت بها بقبيلة هشتوكة الجبلية، وهو ابن أخت الشيخ الحسن البوشواري الثائر بها عند دخول فرنسا لسوس. أقام في عدة مدارس كبرى بسوس يدرّس العلم بالقبائل السوسية وجدّد مدارسها وترك تلامذة عديدين رحمه الله، وقد ترك ولدا اسمه محمد وهو فقيه جيد تخرج على يد أبيه وعلى الشيخ الحاج الحبيب المدرس بمدرسة أيت صواب. هذا ما كتب لي به أحد علماء سوس لم أستحضر اسمه الآن. عبد الخالق بن أحمد الطريس في ظهر يوم الأربعاء واحد وعشري ربيع الأول توفي عبد الخالق بن أحمد بن الحاج محمد الطريس التطواني إثر سكتة قلبية بفندق الموحدين بمدينة طنجة، الزعيم الشهير ومؤسس حزب الإصلاح الوطني في مدينة تطوان إلى غير ذلك، البطل المكافح، قضى أكثر من أربعين عاما في الجهاد والعمل من أجل حرية بلاده ومقاومة الاستعمار، وضحى بجميع ما يملك من جهد ومال، شارك في عدة مؤتمرات عربية ودولية مشاركة فعالة، وأنشأ في مدينة تطوان صحيفة سماها الحياة الأسبوعية وغيرها. دفن بمقبرة سيدي المنظرى خارج مدينة تطوان.

محمد بن مصطفى أفيلال

محمد بن مصطفى أفيلال في أواخر ربيع الأول توفي محمد بن مصطفى أفيلال التطواني. كانت له مصاهرة مع الزعيم الطريس، وكان عالما مشاركا مطلعا طلب العلم بالقرويين مع الطريس ثم انتقل معه للدراسة في المشرق، وكان عضوا في المجلس التنفيذي لحزب الإصلاح ثم عضوا في المجلس الوطني لحزب الاستقلال، وفي نفس الوقت كان رئيسا لشركة التعاون الصناعية ورئيسا لمجلسها الإداري. الحسن بن عبد السلام اللجائي وفي يوم الأحد ثاني ربيع الثاني عامه توفي بالرباط. الحسن بن الحاج عبد السلام اللجائي تقدمت ترجمة أخيه عبد المجيد عام خمسة وثمانين وثلاثمائة وألف، وأخيه الوزير أحمد اللجائي عام سبعة وأربعين وثلاثمائة وألف. دفن بروضة علال بن عبد الله بالعلو. أحمد ابن مسعود وفي مساء يوم الأحد تاسع ربيع الثاني توفي أحمد بن مسعود وزير البلاط الملكي، مات بباريس بعدما قضى ثلاثة أشهر في المعالجة من مرض عضال ألم به، ونقل من باريس بأمر مولوي إلى الرباط ودفن بمقبرة العلو. تولى تلك الوظيفة عام خمسة وأربعين وثلاثمائة وألف وبقي عليها إلى وفاته، وكان مخلصا لمخدومه. 1 محمد بن إدريس ابن يحيى وفي شهر ربيع الثاني توفي محمد بن إدريس ابن يحيى، من أولاد ابن يحيى المعروفين بفاس، أصلهم من سوس دخلوا إلى فاس قديما لأنى رأيت ذكرهم في القرن العاشر وما بعده. الطبيب الماهر المحنك رزقه الله ملكة في علاج الأسنان ولم يتخرج طبيبا من معهد علمي وإنما كان مساعدا وتدرب في عمله وحصلت له شهرة بفاس، فكنت ترى في محل عيادته الذي بناه قرب باب الخوخة جمعا كثيرا من الناس على بابه، ويقابل الناس بلطف، ويداويهم ويأخذ منهم ما تيسر، وغالبا ما يقع الشفاء على يده، فكان جل أهل فاس يعرفونه ويذهبون عنده ولا يذهبون عند غيره، قنوعا بما أعطي، مع خيارة ودين والصلاة في وقتها. حج مرارا ودفن بروضتهم بالقباب. 2 المفضل الشرقاوي وفي ثالث جمادى الأولى توفي المفضل الشرقاوي، من أولاد الشرقاوي القاطنين بالرباط. عمر بن محمد السبتي وفي رابع جمادى الأولى توفي عمر بن محمد السبتي، من أولاد السبتي المعروفين بفاس. المثري العظيم، له عدة أملاك وشركات.

محمد الإمام بن ماء العينين الشنجيطي

محمد الإمام بن ماء العينين الشنجيطي وفي يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الثانية توفي الشيخ محمد الإمام بن الشيخ ماء العينين بن محمد فاضل الشنجيطي. كانت ولادته عام ثمانية وتسعين ومائتين وألف بمدنية تيزنيت، العالم المشارك المطلع الشاعر المبدع، ناضل عن وطنه منذ صباه. له تآليف عديدة، منها الجأش الربيط في مغربية شنجيط، إلى غير ذلك. دفن بمسقط رأسه يتيزنيت. محمد بن محمد ابن سودة وفي يوم السبت تاسع عشر جمادى الثانية توفي محمد-فتحا-بن محمد ابن سودة، الأستاذ المطلع المجاهد المدافع عن وطنه. كان أحد أعضاء حزب الاستقلال. توفي في القطار بالخارج. ونقل إلى الدار البيضاء في منتصف ليلة الجمعة المواليه، ودفن بمقبرة ابن مسيك. عبد المجيد بن عبد الله الفاسي وفي ثامن وعشري جمادى الأولى وصل الخبر إلى الرباط بوفاة عبد المجيد بن الوزير عبد الله بن عبد السلام بن علال الفاسي الفهري من مدنية مالقه بالأندلس، لأنه كان ذهب إلى هناك لأجل الاستشفاء من المرض الذي ألم به، وبقى إلى نقل إلى الرباط يوم الاثنين فاتح جمادى الثانية ودفن من يومه بزاوية عيساوة بالرباط مع أخيه البشير. كانت ولادته عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف، وكان علامة مشاركا أديبا شاعرا تولى القضاء في عده جهات وأخيرا بمدينة القنيطرة، وتولى التدريس بأحد المدارس بطنجة، ويذكر أن له قصائد في مدح ابن عرفة. محمد بن ناصر بو شنتوف في شهر رجب توفي محمد بن ناصر بن الحاج العربي بن الحبيب بو شنتوف لعله من أولاد بو شنتوف المعروفين بمدينة سلا. محمد ابن جبور وفي يوم الخميس فاتح قعدة عامه توفي محمد بن جبور الفاسي الدار، من العلماء المتخرجين من جامعة القرويين. عبد الله بن أحمد ابن سودة وفي يوم الإثنين خامس قعدة توفي عبد الله بن الشيخ أحمد بن الطالب ابن سودة. محمد بن أحمد الحطاب وفي عشري قعدة متم هذا العام توفي الشيخ محمد الحطاب بن أحمد الدكالي الفرجي نزيل مدينة الجديدة، شيخى الذي علمني الأحرف والكتابة. تقدمت وفاة ولده الذي توفي في حياته عام تسعة وثمانين وثلاثمائة وألف. له ترجمة في سل النصال.

عبد الواحد بن الطاهر ابن سودة

عبد الواحد بن الطاهر ابن سودة وفي يوم الجمعة رابع وعشري قعدة توفي عبد الواحد بن الشيخ الطاهر بن الشيخ محمد بن عبد الواحد ابن الشيخ القاضي أحمد بن الشيخ الشهير التاودي ابن سودة. محمد بن عبد الواحد بناني وفي خامس وعشري قعدة توفي محمد بن عبد الواحد بناني الطنجي، أصله من أولاد بناني بفاس، ووالده هو الذي ذهب إلى مدينة طنجة. تخرج من مصر وأتى إلى الرباط مدرسا ومحاضرا، له بعض تآليف مدرسية. توفي بالرباط ونقل إلى طنجة وبها دفن. عبد القادر بن السعيد العلوي وفي ليلة الجمعة سادس عشر ذي الحجة الحرام متم عامه توفي عبد القادر بن السعيد العلوي الحسني بمدينة مكناس، أصله من العلويين الذين بمدينة زرهون، لكنه استوطن مكناسا. كانت ولادته بزاوية زرهون سنة تسع وثلاثمائة وألف. أخذ أولا عن علماء مدينة زرهون ثم مدينة مكناس ثم مدينة فاس. كان من العلماء المدرسين بالمعهد العلمي بمدينة مكناس منذ تأسيسه. دفن بمقبرة المولى إسماعيل بمكناس حيث مدفن الشرفاء العلويين. علي بن شعيب البقالي التمسماني وفيه توفي علي بن شعيب البقالي التمسماني القصري. كانت ولادته حوالي عام خمسة وتسعين ومائتين وألف. أتم قراءة السبع على الأستاذ ابن يرمق ثم توجه إلى فاس لأول مرة فمكث فيه مدة قبل ثورة بو حمارة ثم رجع للريف حيث فقد ولده الكبير وأسف عليه كثيرا، ثم رجع وسكن القصر الكبير حيث وجد بضواحيه خيالة من قبيلة الريف فدخل في غمارهم. ولما جاءت الحماية الإسبانية وكونت إدارة المراقبة عيّن كاتبا وعدلا بهذه المراقبة وبقي به إلى أن أحيل على المعاش في عهد الاستقلال، ثم لزم داره إلى أن اشتدت عليه وطأة المرض وتوفي. كذا كتب لي أحد علماء القصر الكبير الشيخ أحمد بن علي السوسي. محمد بن عبد السلام ابن عجيبة وفي آخر هذه العشرة توفي محمد بن عبد السلام بن عبد القادر بن الشيخ أحمد ابن عجيبة الحسني، الأستاذ المشارك المطلع المدرس، كان يدرس العلم بمدشر حسانة من قبيلة أنجرة من جبل العلم، دؤوبا على ذلك. دفن بزاويتهم الشهيرة بالقبيلة المذكورة. ...

علماء من أسفي توفي في هذه العشرة بدون تحديد

علماء من أسفي توفّي في هذه العشرة بدون تحديد الحسين بن محمد الصمدي الحسين بن محمد بن أحمد الصمدي الأسفي الفقيه المدرس العدل. أحمد بن الحسن المطاعي أحمد بن الحسن المطاعي الأسفي، الفقيه المدرس الواعظ المفتي العدل العابد الذاكر الملازم لبيوت الله المعمّر لها والحافظ لسانه على الدوام عن القيل والقال وما لا يعنيه ويعود عليه بالنفع في آخرته. محمد الحسني الضرير محمد بن مولاي الحاج الحسني الضرير شيخ الجماعة، الفقيه النحرير المطلع المشارك المفتي المدرس الفصيح البليغ النفاعة العابد النشيط المعمر أوقاته والمنظم لها بتدقيق وتحفظ بما ينفعه وبالأخص في أمور آخرته. إدريس ابن هيمة إدريس ابن هيمة الأسفي، الفقيه البليغ الفصيح المفتي العدل إمام الزاوية الناصرية. محمد التريكي محمد التريكي الأندلسي الأسفي، الفقيه الخطيب المدرس الأديب الشاعر المؤلف المفتي العدل القاضي بالنيابة بأسفي. أحمد كعجون الصويري أحمد كعجون الصويري الأسفي، الفقيه الكاتب المطلع المفتي العدل الفصيح البليغ المقتدر. عبد السلام بن عبد المالك الوزاني عبد السلام بن الحاج عبد المالك الوزاني الأسفي، الفقيه البركة اللغوي المحقق القاضي بالنيابة. أحمد بن إبراهيم ابن هيمة أحمد بن إبراهيم ابن هيمة الأسفي، الفقيه النوازلي المفتي العدل القاضي بالنيابة بمدينة أسفي والمدرس والإمام والخطيب بالجامع الكبير.

عام أحد وتسعين وثلاثمائة وألف

عام أحد وتسعين وثلاثمائة وألف محمد بن أحمد الصطيّ في ثاني محرم توفي محمد-فتحا-بن أحمد الصطيّ، من أولاد الصطي المعروفين بفاس، هذا الرجل من أكبر المدافعين على دينه ووطنه بجاهه وماله، لا يبالي على كبر سنه بما يلاقيه، وكان له حانوت بسوق النقرة بفاس وهو أمينها، ولنا مصاهرة معه من قبل ولده. دفن بالقباب. عبد السلام بن الحسين الصقلي وفي عاشر محرم الحرام توفي عبد السلام بن الحسين الصقلي الحسيني، دعى ياقويّ، الأجل الفاضل، لا تراه إلا ذاكرا، وكان ملازما لحزب الشيخ معظما محترما محبّبا للجميع. دفن بزاويتهم الكائنة بالبليدة رحمه الله. الطاهر بن أبي بكر زنيبر وفي خامس عشر محرم الحرام توفي الطاهر بن أبي بكر بن الطاهر زنيبر، من أولاد زنيبر المعروفين بمدينة سلا، عن سن تناهز الثالثة والخميس، له يد في الأدب والانشاء خلف أثرا في ذلك. كان يدرّس الجغرافيا والتاريخ بمدارس محمد الخامس، وأخيرا عين رئيسا لديوان وزير الأوقاف. دفن في غد وفاته بمقبرة باب الرحمة المعروفة بباب المعلقة بمدينة سلا. محمد بن الجيلالي العبدي وفي عشري محرم توفي محمد بن الجيلالي العبدي، الفقيه العلامة المشارك، أخذ العلم بفاس وأدرك الشيخين ابن الخياط وابن الجيلالي وغيرهما. كان يعمل كقاض بالمحكمة الإقليمية بالرباط إلى وفاته بها، ودفن هناك. محمد بن أحمد بامهاوش وفي يوم السبت ثاني وعشري محرم توفي محمد بن أحمد بامهاوش، أصله من البربر ونزل سلفه مدينة الرباط، الأديب المشارك كان يكتب في الجرائد اليومية على طريق النقد النزيه والإنصاف ويحرر الروايات الصغرى. توفي برباط الفتح. إدريس بن أحمد الفاسي وفي صباح يوم الاثنين رابع وعشري محرم توفي إدريس بن أحمد بن الطاهر الفاسي الفهري، الفقيه المشارك الموثق العدل الرضى. ولد بفاس ثم انتقل إلى الدار البيضاء وتوفي بالرباط. دفن بزاوية عيساوة لأنه صادفته المنية هناك عند ولده. محمد السعيد بن عبد السلام الفاسي وفي صباح يوم الخميس سابع وعشري محرم توفي بالدار البيضاء محمد السعيد بن عبد السلام بن الشيخ علال بن عبد الله الفاسي الفهري، الفقيه العالم المشارك الخطيب المطلع

محمد بن اليمني الناصري

المستحضر المذاكر. كان خطيبا بالمسجد المحمدي بالدار البيضاء مدة، وبها دفن. تقدمت وفاة والده عام أحد عشر وثلاثمائة وألف، وكانت ولادته عام أحد وثلاثمائة وألف. سكن طنجة ثم مراكش ثم الدار البيضاء. محمد بن اليمني الناصري في يوم الجمعة عشري صفر الخير توفي بالمدينة المنورة محمد بن اليمني الناصري. كانت ولادته في يوم الخميس تاسع رجب عام ثمانية وثلاثمائة وألف بالرباط، وكان أديبا شاعرا سلفيّ العقيدة، تقلب في عدة وظائف دينية، وأخيرا عين سفيرا بالمملكة العربية السعودية. له ترجمة في سل النصال وذكر في رحلتنا لب الغيبة إلى مكة وطيبة. وجعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من وفاته بالمغرب أقامها له أخوه الشيخ المكي الناصري بجامع السنة بالرباط تخليدا لذكراه رحمه الله. له ترجمة في سل النصال. محمد بن الشاهد الوزاني وفي يوم الاثنين سابع وعشري ربيع الثاني توفي بفاس محمد بن الشاهد الحسني الوزاني، العالم العلامة المشارك المؤلف الولي الصالح المشتغل بعلمه. دفن بضريح الشيخ المجذوب داخل باب عجيسة. مصطفى العلوي وفي يوم السبت سادس عشر جمادى الأولى عامه/10 يوليوز 1971 توفي السيد مصطفى العلوي نائب مدير مكتب التسويق والتصدير خلال الحوادث المفجعة التي وقعت بقصر الصخيرات. وشيعت جنازته بفاس بعد يومين في الساعة الواحد زوالا. فاضل بناني ومن ضحايا حادثة الصخيرات فاضل بناني سفير المغرب في السنيغال، الأستاذ الجليل، وقد نقل جثمانه إلى مدينة مكناس حيث مقره الأخير في مسقط رأسه، وترك زوجا وأطفالا صغارا. أحمد بن محمد ابن سودة وفي اليوم المذكور كان ممن أصيبوا في هذا المصاب أحمد بن محمد-فتحا-بن عبد القادر ابن سودة، مدير التخطيط الجهوي برياسة الحكومة. هذا الولد هو ولد شقيقي الحاج محمد -فتحا-بن عبد القادر بن محمد ابن سودة. تخرج من إحدى الجامعات بالرباط وذهب إلى باريز لتتميم دراسته ثم تولى من المناصب العليا مدير التخطيط فكان ممن يعتمد عليه في ذلك مع نزاهة وإخلاص في العمل. كانت ولادته حوالي عام سبعة وخمسين وثلاثمائة وألف، وقد نشر ترجمته في جريدة الأنباء مع صورته رحمه الله، ونقل من غده إلى مدينة فاس ودفن بالقباب مع سيدنا الوالد قرب روضة الشيخ التاودي ابن سودة.

محمد السعيد التائب

محمد السعيد التائب وممن لقي حتفه في حادثة الصخيرات من العلماء محمد بن محمد-ضمّا فيهما-بن عمر ابن علي بن محمد المختار السعيد الملقب بالنائب الريفي الأصل، من نسل الولي ابن رمانة دفين بني اليشك فخدة أنوال، وهو ضريح مقصود هناك، ذكر ذلك الأستاذ عبد الرحمان الكتاني في ترجمته من جريدة الميثاق (عدد 141) وأن هذا الولي محمد ابن رمانة من نسل محمد بن إدريس بن إدريس رضي الله عنهما، فعليه يكون صاحب الترجمة شريفا حسنيا ولم يدل على ذلك بحجة تؤيده على عادته في مثل ذلك والأمر لله. أخذ المترجم العلم عن عدة أشياخ. أخذ القرآن عن والده الذي دخل إلى فاس فارا من الفتن التي وقعت في بلده واستوطن فاسا الجديد فكان بها يعلّم الصبيان، وبعدما حفظ المترجم القرآن الكريم دخل إلى القرويين فأخذ العلم بها عن شيوخها ثم التحق بدار الحديث الحسنية بالرباط، وكتب أطروحة عن فهرسة القاضي عياض. اشتغل بالتدريس والوعظ والخطابة في عدة مساجد، وأخيرا استشهد في الصخيرات. كان رحمه الله ممن ألقى بعض الأحاديث في رمضان بين يد أمير المومنين الحسن الثاني. ومن ضحايا حادثة الصخيرات: رفيق المعزوزي رفيق المعزوزي الذي كان يشغل منصب مكلف بمهمة بالديوان الملكي وهو ابن السيد محمد المعزوزي عامل إقليم أكادير. العربي الدكالي الحاج العربي الدكالي نائب مدير الأمانة الخاصة لصاحب الجلالة. أحمد الكردودي والسيد أحمد الكردودي سكرتير بوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة. عبد الرحمان ابن عبد النبي وعبد الرحمان بن الشيخ أحمد بن عبد النبي السلاوي، أستاذ في كلية الحقوق، وكان سفيرا في لبينان توفي في حياة والده الذي جرح في كائنة الصخيرات وعاش بعد ذلك، وستاتي وفاته. أحمد أبّا حنيني الأستاذ أحمد ابا حنيني رئيس المجلس الأعلى للقضاء. فاضل ابن يعيش الدكتور فاصل ابن يعيش الطيب الخاص لجلالة الملك. أبو بكر الصبيحي الأستاذ أبو بكر الصبيحي عضو الديوان الملكي.

محمد الأزرق

محمد الأزرق السيد محمد الأزرق وزير السياحة. عبد الملك فرج الدكتور عبد الملك فرج وزير الصحة وعميد كلية الطب سابقا. فتحي النجاري الأستاذ فتحي النجاري السلاوي رئيس ديوان الوزير الأول. عمر غنام السيد عمر غنام الرباطي مدير المركز السينمائي المغربي. الأمين الدمناتي السيد الأمين الدمناتي رسام. أحمد الكردودي السيد أحمد الكردودي عضو الكتابة الملكية الخاصة. البشير البوهالي الجنرال البشير البوهالي الماجور العام للقوات المسلحة الملكية. إدريس النميشي الجنرال إدريس النميشي قائد القوات الجوية. محمد الغرباوي الضابط محمد الغرباوي كبير العسكريين المرافقين لجلالة الملك. الكولونيل بو عزة أبو الحمص الكولونيل بو عزة أبو الحمص رئيس الدرك الملكي الكولونيل المكي أغرّابو الكولونيل المكي أغرّابو من الضباط المراقبين لجلالة محمد الخامس وجلالة الحسن الثاني. . . ...

محمد المدغري

محمد المدغري وفس سايع رجب توفي محمد المدغري الفيلالي نائب كاتب الدّولة في وزارة المالية، في حادث سيارة كان يركبها يحمل شهادة عليا في علم الاقتصاد، وكانت ولادته سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وألف. دفن بروضة علال ابن عبد الله بالرباط. محمد الخليفة بن علي الإلغي وفي يوم السبت ثاني عشر شعبان توفي محمد الخليفة بن الشيخ علي بن أحمد السوسي الإلغي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، العالم العلامة المشارك الخيّر الذاكر وهو الذي تولّى أمر الزاوية الإلغية بعد وفاة والده. توفي بالطريق ذاهبا من مدينة البيضاء إلى بلده ودفن بإلغ مسقط رأسه. عبد القادر بن أحمد الجزائري وفي ثالث شوال توفي عبد القادر بن أحمد الجزائري بعد مرض عضال ألزمه الفراش أكثر من عشرة أعوام. كان رحمه الله طيب الأخلاق جميل العشرة من دعاة السلفية العاملين بها ومرشدي الخلق إليها. اشتغل بالتجارة ردحا من الزمان ثم عمل في أحد المكاتب الحكومية ثم تولى مهمة بمدينة طنجة وتطوان مدة. توفي بمدينة طنجة، ولا زال له الذكر الجميل بهما. رشيد بن الشريف ابن الرشيد في رابع عشر شوال الأبرك توفي رشيد بن الشريف ابن الرشيد من أوطاط الحاج إقليم تازا. درس بثانوية أزرو، والتحق بكلية العلوم بالرباط ثم انتقل إلى فرنسا سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وألف/1965 فحصل على ديبلوم مهندس كيماوي للصناعة ثم دكتوراة الدولة في العلوم الكيماوية، وكتب أبحاثا علمية عديدة مفيدة شهد له بها أساتذته ودلت على نبوعه. وهو أول مغربي درّس هذه التخصصات بكلية العلوم بالرباط كأستاذ محاضر. وفي التاريخ المذكور لقي حتفه-رحمه الله-على إثر حادثة سير وقعت له بالقرب من مركز علال البحراوي وأدخل إلى الرباط ودفن به وجعلت له حفلة تأبين على رأس الأربعين من وفاته وأظهر زملاؤه الأساتذة تأسفا كبيرا على فقده. إدريس البحراوي وفي ثالث وعشري شوال توفي إدريس البحراوي، هذا الرجل أعطاه الله ثروة كبيرة من كدّ يده. وعندما بنى دار سكناه بحي المحيط بالرباط قريبا من ديور الجامع وأتقن بناءها وزخرفتها أوقفها في حياته لتكون معهدا علميا، فهي مقر دار الحديث الحسنية دفن في زاوية عيساوة بالرباط بعد صلاة الظهر من اليوم التالي لوفاته. إدريس بن الماحي الإدريسي وفي الساعة الثامنة من صباح يوم الاثنين خامس وعشرى شوال توفي إدريس بن الماحي الإدريسي القيطوني الحسني، من الشرفاء الأدارسة الذين يأخذون مستفاد المولى إدريس بن

محمد بن الصديق الغماري

إدريس بفاس. توفي بمستشفى الخطيب كانت ولادته عام تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف، الفقيه العلامة المدرس المشارك المؤرخ البحاثة المعتني، كان يدرس بثانوية المولى إدريس بباب الجلود بمدينة فاس منذ حصل على شهادة العالمية بالقرويين، وتخرج على يده أفواج من الطلبة النجباء. محمد بن الصديق الغماري وفي يوم الجمعة سادس عشر ذي القعدة توفي محمد بن الصديق الغماري الحسني، وصل الخبر إلى الرباط بوفاته في القطر الجزائري ذاهبا لأداء فريضة الحج هو وأهله. محمد بن الحبيب الأمغاري وفي يوم الاثنين الثالث والعشرين من ذي القعدة توفي محمد بن الحبيب الأمغاري الحسني الفاسي دارا ومولدا ومنشاء المكناسي مستقرا. كانت ولادته عام تسعين ومائتين وألف. أخذ العلم بفاس على جماعة، منهم الشيخ أحمد ابن الخياط، والشيخ أحمد بن الجيلالي، والشيخ محمد-فتحا-الأوراوي. والشيخ عبد الله البدراوي وغيرهم، وأخذ علم التصوف أولا عن الشيخ الحلو وهو معتمده أولا ثم أنكره، وسمع بالشيخ محمد-فتحا-بن علي المدغري بمراكش فأخذ عنه بزاويته التي أسسها بحومة ابن صالح. حجّ المترجم أولا عام خمسين وثلاثمائة وألف، وثانيا عام تسعة وخمسين وثلاثمائة وألف. وتوفي بمدينة البليدة في القطر الجزائري متوجها إلى الحج للمرة الثالثة في ثالث وعشري قعدة عام واحد وتسعين وثلاثمائة وألف ودفن بزاوية هناك، ثم نقل من قبره بعد عشرين يوما ودفن بزاوية بمدينة مكناس. له ترجمة في سل النصال. الحسين بن أحمد التّراب وفي يوم الثلاثاء تاسع وعشري حجة متم عامه توفي الحسين-بالياء-بن المحتسب أحمد ابن المكي بن الحسين التّراب المكناسي الركراكي. تقدمت ترجمة والده. من أول المغاربة الذين حصلوا على الدكتوراة في الطب، وكان مندوبا لوزارة الصحة بعد الاستقلال، وأخيرا رئيسا لمستشفى محمد الخامس بمدينة مكناس بالبرج. وهناك توفي بسكتة قلبية. كان دمث الأخلاق متواضعا يفيد المجتمع بأحسن بشاشة. دفن بالزاوية الشبلية بمكناسة الزيتون. علال بن محمد اللجائي وفيه توفي علال بن محمد اللجائي، الأجل الفاضل الخير الذاكر، أخذ عن الشيخ عبد الرحمان الدرقاوي المار الوفاة عام أربعة وأربعين وثلاثمائة وألف، وعن الشيخ علي دفين كرمت، ثم اتصل بعد ذلك بالشيخ محمد ابن الصديق، وقبله بالشيخ محمد-فتحا-الحلو وأخيرا باع كل ما يملك وتصدق به، لأنه ورث أموالا طائلة من والده الثري، ولزم زاوية الشيخ عبد القادر الفاسي بحي القلقليين بفاس، سكن في أحد بيوتها إلى أن لقي ربه خاملا متعبدا، ودفن خارج باب عجيسة.

عام اثنين وتسعين وثلاثمائة وألف

عام اثنين وتسعين وثلاثمائة وألف محمد بن محمد المعمّري وفي صباح يوم الجمعة ثاني محرم الحرام توفي محمد بن محمد المعمّري الجزائري أصلا العلامة المشارك الأديب الشاعر المطلع الفنان. كانت ولادته عام ثمانية وتسعين ومائتين وألف. وكلف بتعليم أبناء السلطان المولى يوسف، ثم أصبح له مركز مهم في بلاط السلطان محمد الخامس. الهاشمي بن عبد الله ابن خضراء وفي يوم الأحد رابع محرم الحرام توفي محمد الهاشمي بن عبد الله بن الهاشمي ابن خضراء السلاوي، العلامة المشارك المطلع القاضي العدل. تولى القضاء في عدة حواضر منها قضاء الرصيف بفاس، ثم قضاء الدار البيضاء وغير ذلك، وكان في ذلك مثال النزاهة والاستقامة. توفي ببلده سلا وصلّي علي بعد زوال يوم الاثنين الموالي. توفي عن نحو سبع وتسعين سنة. تقدمت وفاة والده عام أربعة وعشرين وثلاثمائة وألف. له ترجمة في سل النصال. أحمد ابن عبد النبي وفي صباح يوم الأربعاء حادي عشر محرم الحرام توفي الشيخ أحمد بن بنعاشر ابن عبد النبي، الفقيه المدرس النفاعة، المفتي المتفنن. كان يعرف فروع المذهب المالكي ويكاد يحفظها عن ظهر قلب، مع خيارة وديانة ومروءة. وظل لمدة عقود من السنين عضو لجنة امتحانات التعليم الأصيل بالقرويين وابن يوسف. أصيب بجراح في حادثة الصخيرات وتوفي في هذا التاريخ بمسقط رأسه مدينة سلا. له ترجمة في سل النصال. محمد بن مصطفى ابن أبي جيدة وفي صبيحة يوم الخميس ثاني وعشري محرم توفي محمد بن مصطفى ابن أبي جيدة الرباطي، الفقيه العالم العلامة المشارك المستحضر. كان يعد من علماء الرباط ودفن بمقبرة العلو. عبد النبي بن المكي الزواوي وفي يوم السبت رايع وعشري محرم توفي عبد النبي بن المقدم الموقت الصوفي السيد المكي ابن الموقت السيد أحمد الزواوي السلاوي، من العائلة الزواوية المعروفة بمدينة سلا مند أكثر من أربعمائة سنة. دخلوا إلى سلا من بلاد زواوة الجزائر كذا ذكر لي ولد أخيه الفقيه العدل الموقت بالجامع الكبير بمدينة سلا، ودفن بمقبرة باب معلقة من مدينة سلا.

الطيب ابن الكاهية

الطيب ابن الكاهية وفي أوائل صفر توفي الطيب ابن الكاهية الرباطي، أحد أقطاب الموسيقى الأندلسية، كانت له اليد الطولى في ذلك، يعرف موازينها وتلاحينها بجميع أنواعها، وتخرج على يده أجيال في هذا الفن الفريد من نوعه. دفن ببلده. محمد بن محمد غازي وفي عشية يوم الجمعة تاسع وعشري ربيع الثاني توفي بمدينة جدة في الحجار محمد بن محمد بن علال غازي المكناسي أصلا، الفقيه العلامة المشارك المطلع، الوطني الشهير أخذ العلم بالقرويين وسجن مرارا وعذب أشد العذاب. كان يتعاطى مهنة وكيل شرعي بالدار البيضاء، وبعد الاستقلال عيّن سفيرا بالمملكة العربية السعودية مدة، ودفن بالبقيع بالمدينة المنورة. كانت ولادته عام تسعة عشر ثلاثمائة وألف. الجواد بن عبد السلام الصقلي وفي الساعة الثالثة بعد الزوال العصر من يوم الخميس خامس شوال توفي محمد الجواد بن عبد السلام بن عبد الله الصقلي الحسيني، تقدمت وفاة والده عام ثلاثين ثلاثمائة وألف. العالم الكبير الحافظ شيخ الجماعة في عصره، ودفن بروضتهم الكائنة داخل باب عجيسة. جعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من وفاته. محمد بن المهدي العراقي وفي الساعة العاشرة من صباح يوم السبت خامس وعشرى شوال توفي محمد-فتحا-بن المهدي بن رشيد العراقي الحسيني دفن بروضة العراقين بحوانيت عبد الله. علال بن محمد الزرهوني في آخر رمضان توفي علال بن محمد الزرهوني أصلا القصري الدار، العالم العلامة المدرس المشارك، تخرج على يده العديد من الأساتذة والطلبة. كان مديرا للمعهد الديني بالقصر الكبير مند تأسيسه إلى أن تقاعد، وكان كريم الأخلاق حسن المعاملة، يغلب عليه الجد والاستقامة والتواضع. وقد أقام له تلامذته حفلة تأبين بعد الأربعين من وفاته. عبد الكريم بن المدني ابن الحسني وفي مساء يوم الأحد سادس وعشري شوال توفي الأستاذ الكبير المؤرخ الشهير عبد الكريم ابن الشيخ الوزير المدني ابن الحسني الرباطي، له أبحاث تاريخية قيمة منشور بعضها في دوريات مغربية وغيرها. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وسبعين وثلاثمائة وألف. العربي بن الطالب ابن سودة وفي الساعة السابعة من صباح يوم الأحد تاسع عشر شوال توفي العربي بن الطالب ابن عثمان بن الطالب ابن الشيخ أحمد بن شيخ الجماعة التاودي ابن سودة. كانت ولادته عام تسعة وثلاثمائة وألف، العالم العلامة المشارك المطلع المقتدر الشاعر صاحب الخط الحسن

التهامي بن عبد الله الوزاني

المبدع. أخذ عن والده المار الوفاة عام أربعة وخمسين ثلاثمائة وألف وهو عمدته، وعن الشيخ حماد الصنهاجي والشيخ محمد الإيراري، والشيخ عبد السلام الهواري، والشيخ أحمد ابن الخياط، والشيخ أحمد بن الجيلالي والشيخ محمد-فتحا-بن قاسم القادري، والشيخ أحمد بن المامون البلغيثي، والشيخ عبد الرحمان بن القرشي الإمامي، والشيخ أبي شعيب الدكالي، والشيخ محمد بن جعفر الكتاني، إلى غير هؤلاء من الأشياخ. تقلب في عدة وظائف مخزنية بفاس والرباط، وبنظارة جامع القرويين بفاس، ثم نقل إلى الرباط بوزارة الأحباس، وأخيرا عين خطيبا بمسجد باريس مدة له تآليف. دفن بزاوية السبع أحد زوايا الرباط. له ترجمة في سل النصال. التهامي بن عبد الله الوزاني وفي صباح يوم الجمعة خامس عشر قعدة توفي الشيخ التهامي بن عبد الله الوزاني الحسني عميد كلية العلوم بمدينة تطوان، له تآليف في التاريخ والتربية والتصوف طبع بعضها، وقد جعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من وفاته جمع ما قيل فيها وطبع في مجلد. محمد بن محمد العراقي وفي صباح يوم السبت سادس عشر قعدة توفي محمد بن محمد بن إدريس العراقي الحسيني، الفقيه العدل المشارك، وهو والد الأستاذ عبد الواحد العراقي الذي اغتالته اليد العادية في أوائل عهد الاستقلال. يحيى بن محمد ابن سودة وفي الساعة الرابعة من صباح يوم الاثنين ثامن عشر قعدة توفي يحيى بن محمد بن عبد القادر بن الطالب ابن سودة، سيدنا العم مباشرة. الفقيه الصوفي الناسك المتبتل. له ترجمة في سل النصال مع صورته. علي بن محمد الكتاني وفي يوم الاثنين خامس وعشري قعدة توفي علي بن الشيخ الشهير محمد بن الشيخ عبد الكبير الكتاني الحسني. دفن بزاوية والده. عبد السلام ابن الكناوي الرباطي وفي آخر هذا العام توفي عبد السلام ابن الكناوي الرباطي. صلى عليه صلاة الجمعة بضريح مولاي المكي ودفن بروضة العلو. له ترجمة بجريدة الأنباء (عدد 679،12 محرم 1393). إبراهيم بن الحسني وفي أواسط هذه السنة توفي بالمدينة المنورة الشيخ إبراهيم بن الحسني الذي كان أجازني في حجتي الأولى عام ثلاثة وثمانين وثلاثمائة وألف. انظر الرحلة لبّ الغيبة إلى مكة وطيبة. دفن بالبقيع.

عام ثلاثة وتسعين ثلاثمائة وألف

عام ثلاثة وتسعين ثلاثمائة وألف المدني بن محمد التازي وفي ليلة الثلاثاء سابع عشر جمادى الأولى توفي المدني بن محمد-فتحا-بن عبد الكريم التازي. خربج جامعة القرويين تقدمت وفاة والده. إدريس بن محمد الصقلي في يوم الأربعاء ثاني وعشري جمادى الثانية توفي إدريس بن محمد بن العربي الصقلي الحسيني بالدار البيضاء محل استيطانه أخيرا، وهو من أهل درب جنيارة دفن بروضة أهل فاس هناك. له ترجمة في كتابنا سل النصال (¬1). محمد بن الطيب البدراوي في عشية يوم الخميس رابع عشر شعبان توفي محمد بن الطيب البدراوي الحسني العلامة المشارك المطلع المدرس، تولى عدة وظائف ومناصب، منها عضوية الاستيناف الشرعي بالرباط، ثم قضاء الدار البيضاء مدة، وفي كل هذا كان نقيبا للأشراف غير أصحاب الإراثة، أولا نيابة عن والده الذي تقدمت وفاته عام أحد وستين وثلاثمائة وألف، وبعد وفاته استقل بالنقابة، ثم تولى أخيرا عضوية المجلس العلمي بفاس. له ترجمة في سل النصال مع صورته. أحمد ابن صالح وفي يوم الأربعاء خامس رمضان توفي أحمد بن صالح الرباطي، الفقيه الفاضل المشارك، تولى التعليم الرسمي بمدارس البنات بالرباط مدة مع خيارة وكرم نفس. دفن من غده بمقبرة العلو. محمد بن محمد الجزولي وفي تاسع رمضان توفي محمد بن الحاج محمد بن العباس الجزولي الرباطي. كانت ولادته عام ستة وثلاثمائة وألف، الأديب الشاعر الفحل، تولى بعض المناصب الإدارية في أول الحماية، ثم ترك الوظيف واشتغل بالتجارة، واكتسب أموالا كثيرة. وكنت لمّا اجتمعت معه بالرباط طلبت منه أن يطبع ديوانه لأني أعرف شعره وجودته ففعل. أحمد ابن بوشتى البخاري وفي يوم الخميس ثالث قعدة توفي أحمد بن بوشتى البخاري، من أول المتخرجين من أوربا، تقلب في عدة مناصب، منها وزارة الداخلية ووزارة العدل. ¬

(¬1) سقطت ترجمة إدريس الصقلي من نسخة سل النصال التي بين أيدينا.

عبد العزيز بن جعفر الصقلي

عبد العزيز بن جعفر الصقلي وفي سادس قعدة توفي عبد العزيز بن جعفر بن إبراهيم الصقلي الحسيني، تقدمت وفاة والده عام واحد وستين ثلاثمائة وألف، وجدّه عام تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف، العلامة المشارك. المكي بن محمد الكتاني وفي صباح يوم الثلاثاء خامس عشر قعدة توفي الشيخ المكي بن الشيخ محمد بن الشيخ جعفر بن إدريس الكتاني. تقدمت وفاة والده عام خمسة وأربعين وثلاثمائة وألف. توفي بدمشق الشام، وصليت عليه صلاة الغائب بالمغرب في عشية يوم الجمعة ثاني عشري محرم الحرام عام أربعة وتسعين وثلاثمائة وألف، ووقع حفل تأبينه من طرف رابطة العلماء بالمغرب، ألقيت فيه عدة خطب وكلمات وأشعار، وكان ذلك بمسرح محمد الخامس بالرباط. وقد بلغني أنه استمر إلى الساعة التاسعة والنصف ليلا. وهو من مواليد فاس، لكنه انتقل مع والده ثم رجع إلى المغرب. ولما توفي والده انتقل إلى دمشق الشام وبها كانت وفاته. أبو بكر بن علال الكانوني وفي ليلة الجمعة ثامن عشر قعدة توفي أبو بكر بن علال الكانوني الحسني، من أكبر أتباع الشيخ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، وهو الذي طبع بعض كتبه، منها فهرس الفهارس. منير بن عبد الرحمان الدكالي ومحمد الأزرق ومحمد المكي الرساسي وعبد اللطيف العمراني وفي يوم الاثنين حادي وعشري ذي القعدة بينما كان وفد مغربي يتألف من المذكورين أعلاه متوجها إلى الشرق في مهمة، فلما وصل إلى مطار روما سطت عليهم يد إرهابية من اليهود داخل الطائرة التي كانوا يركبونها فرموهم بالرصاص ولقوا حتفهم جميعا. أحمد بن الصادق ابن ريسون وفي يوم الثلاثاء ثاني وعشري ذي القعدة توفي أحمد بن الصادق بن محمد ابن ريسون العلمي الحسني الشفشاوني، كانت ولادته في تاسع عشر شوال عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف، وتقدمت وفاة والده عام ستة وسبعين وثلاثمائة وألف. اشتغل بالكتابة والتوثيق والإمامة والخطابة والتدريس والوعظ والإفتاء، له تآليف مخطوطة، منها تأليف في الأنساب سماه المنح القدوسية في النسبة الريسونية الإدريسية؛ وله مدخل لتاريخ شفشاون؛ وله خطب وفتاوى ومقالات منشورة بمجلات، وله ترجمة نفيسة للعالم الصوفي علي الشقوري العلمي الحسني. النابغة بن عبد الكبير الفاسي وفي خامس وعشري قعدة توفي النابغة-اسما-ابن عبد الكبير بن المهدي بن محمد بن الطالب الفاسي الفهري في حادثة طيارة وقعت بين باريز وطنجة، مات فيها عدد من الشباب.

عام أربعة وتسعين وثلاثمائة وألف

عام أربعة وتسعين وثلاثمائة وألف محمد بن عبد الرحمان اللعبي في ليلة الخميس رابع عشر محرم الحرام توفي بالدار البيضاء محمد بن عبد الرحمان اللعبي، من أولاد اللعبي المعروفين بفاس. قدمه إلى الوزير الحجوي العباس بناني لأنه كان كاتبا عنده ينسخ له فتاويه بخطه الحسن، وبعد ذلك صار الحجوي يرقيه وسمح له بالدخول إلى التدريس بالقرويين بدون امتحان وتقلب بعد ذلك في عدة وظائف، وأخيرا رياسة المحكمة العليا بمدينة مراكش فلم تحمد سيرته. عبد السلام بن الطيب الجباري في أواسط محرم توفي بمدينة أصيلا عبد السلام بن الطيب الجباري عن سن تناهز السبعين سنة بعد مرض عضال. قرأ بفاس على عدة أشياخ، وكان يعد من علماء أصيلا ومدرسيها يبث النهضة فيها على هدي السلف الصالح ونشر دعوة الإسلام الصحيح، وقد كابد الاستعمار الإسباني وعذب وسجن من أجل ذلك، وتخرج على يده عدة علماء. توفي ببلده وأقبر هناك. وبلغني أنه توفي له ولد اسمه عبد الجبار بعدما أكمل دراسته بأروبا وحاز الدكتوراة في حادثة الطائرة التي سقطت قرب مدينة طنجة وتوفي من كان بها، فكان ذلك سببا لأسفه وغمه ثم وفاته. عبد العزيز الكريني الزموري وفي يوم الأربعاء رابع صفر توفي عبد العزيز الكريني الزموري، كان له ذكر وشفوف ومناصب عليا في الجيش المغربي، مع حسن خلق وسيرة حسنة. توفي بفاس ودفن هناك بعد صلاة العصر. عمر القباج وفي يوم خامس صفر عشية توفي عمر القباج الرباطي، كان يعد من علماء الرباط ووجهائه، له وظيفة بوزارة العدل كعضو في قسم الجنايات، وأخيرا أبعد عن الوظيف سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة وألف ميلادية عند عزل السلطان محمد الخامس لأفكاره الوطنية، ثم أعيد بعد الاستقلال إلى وظيفته مدة وأحيل على التقاعد. دفن صباح يوم الجمعة بمقبرة سيدي الخطّاب هناك. أحمد ابن الغازي وفي يوم الأربعاء ثامن عشر صفر توفي أحمد بن الغازي الرباطي عن سن عالية، كان فاضلا عدلا مبرزا خطيبا بالمسجد الأعظم بالرباط كأبيه وجده.

محمد بن محمد البدراوي

محمد بن محمد البدراوي وفي أوائل ربيع الأول توفي محمد بن النقيب محمد بن الخطيب البدراوي الحسني. كان من المتخرجين من القرويين أسند إليه وظيف مستشار بالمحافظة العقارية بفاس مدة. تقدمت وفاة والده وأخيه، ودفن بروضة أبي يعزى بالبليدة. علال بن عبد الواحد الفاسي في الساعة الرابعة من عشية يوم الاثنين عشري ربيع الأول توفي الوطني الكبير، والزعيم الشهير، علال بن عبد الواحد بن عبد السلام بن علال الفاسي الفهري بدولة رومانيا وهو يتذاكر مع رئيسها فأصابته سكتة قلبية نقل على إثرها إلى المستشفى، وبعد ساعة ونصف كان من الأموات. وفي غده الثلاثاء نقل على طائرة خاصة ووصل إلى مطار سلا عشية ثم نقل إلى داره التي بناها بطريق زعير بالرباط، وفي غده الأربعاء زوالا نقل إلى مقره الأخير بروضة الشهداء بالعلو بعد الصلاة عليه بمسجد السنة زوالا، ودفن بمقبرة علال بن عبد الله بالعلو من الرباط. محمد بن أحمد بنّونة وفي زوال يوم الخميس رابع وعشري ربيع الأول توفي محمد بن أحمد بنّونة المكناسي عن نحو مائة سنة. تقلب في عدة وظائف، منها الكتابة بوزارة الأوقاف، ثم النظارة الصغرى بمكناس، ثم النظارة في مدينة زرهون. دفن بقبة أولاد بناني بالزاوية التهامية بمكناس. أحمد ابن الموذن وفي أواخر جمادى الأولى توفي أحمد بن الموذن الرباطي عن سن تجاوز الستين، العالم الجليل الأخلاقي الفاضل، أخد عن عدة شيوخ، وكان من رجال التعليم الحرّ منذ تأسيسه. توفي بالرباط محل استيطانه، وكان له دور في الوطنية عدب وسجن مرارا. محمد بن محمد الوكيلي وفي يوم السبت ثالث وعشري جمادى الثانية توفي محمد بن محمد بن بلقاسم الوكيلي، أصله من مدينة وجدة. حصل على شهادات عليا بباريز حتى عدّ من النجباء واشتغل بالتدريس في جامعة محمد الخامس بالرباط وكملحق لدى جامعة الدول العربية، وكاتبا عاما لمركز تنسيق بين اللجنتين الوطنية والعربية التابعة لليونيسكو. وقد وافاه الأجل المحترم بسكتة قلبية أثناء مقامه في دولة السويد حيث كان في مهمة رسمية ووصل جثمانه إلى مدينة وجدة في الثامن من الشهر المذكور، حيث كان مدفنه هناك، وجعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من وفاته. عبد الرحمان بن علي الإدريسي وفي متم جمادى الثانية توفي عبد الرحمان بن علي بن عبد الواحد الإدريسي الحسني، من الشرفاء الأدارسة بمدينة زرهون. تقدمت وفاة والده. العلامة المشارك المدرس، أخذ العلم بفاس ثم كان من المدرسين بثانوية زرهون إلى أن أحيل على التقاعد وبقى إلى أن توفي هناك.

حماد بن محمد المقري

حماد بن محمد المقري وفي الساعة الواحدة من صباح يوم السبت فاتح رجب توفي الحاج حماد بن الصدر الأعظم الحاج محمد بن عبد السلام المقري، باشا مدينة فاس سابقا، إلى غير ذلك من الوظائف. تقدمت وفاة والده ودفن بروضتهم قرب مجمع الدولة برأس الجنان. عبد المالك بن محمد البودشيشي وفي خلال شهر رجب توفي عبد المالك بن محمد البودشيشي القادري الحسني، من الشرفاء القادريين الذين دخلوا إلى المغرب من الجزائر. كان أحد القضاة الشرعيين بمدينة الدار البيضاء. علال بن أحمد الرامي وفي يوم الثلاثاء خامس شعبان توفي علال بن أحمد الرامي المقدم بضريح المولى إدريس بن إدريس بفاس ونقيب الشرفاء أصحاب الإراثة بفاس. دفن بروضة الشرفاء الأدارسة قرب جامع الأندلس. عبد السلام الحارثي وفي يوم الثلاثاء نفسه توفي عبد السلام الحارثي، الخيّر الذاكر المتبتل، كان لا يخرج من جامع الرصيف. محمد بن أحمد الوزاني الكنوني وفي ليلة الخميس سابع عشر شعبان توفي محمد بن أحمد الوزاني عرف بالكنوني، الأستاذ العالم المشارك، تخرج من القرويين، وكان أستاذا بكلية الشراردة بعدما حصل على الدكتوراة في القانون الإسلامي بأطروحة حول بيوع ابن جماعة بباريز. دفن بعد صلاة الظهر يوم الخميس، ودفن بالقباب خارج باب الفتوح. أحمد بن عبد الله الشبيهي وفي صباح يوم السبت ثامن عشر رمضان توفي أحمد بن عبد الله الشبيهي الحسني العالم العلامة المشارك المدرس. له ترجمة في سل النصال مع صورته. الطالب بن محمد معنينو وفيه توفي الطالب بن محمد معنينو السلوي، الفقيه الأصولي عضو مجلس الاستيناف الشرعي الأعلى، عالم خيّر شهير بالتقوى والنزاهة، مكث عضوا بالمجلس سنوات عديدة إلى أن توفي. محمد العمراني الشقيّف في يوم الجمعة ثالث وعشرى شوال توفي الحاج محمد العمراني دعي الشقيف، نزيل القصر الكبير وأحد أفراد العلم به، العالم الصالح المجيد السلفي. كان دؤوبا على نشر السنة والعمل بها مع تفان وإخلاص. له تآليف، منها كتاب في أحكام القبض طبع. وكانت له جنازة حافلة في موكب رهيب. توفي ببلده. انظر جريدة الميثاق (عدد 191).

محمد المقدم العطار

محمد المقدم العطار وقبل أذان الفجر من ليلة الخميس ثالث عشر قعدة توفي محمد بن محمد بن علال العطار، من أولاد العطار المعروفين بفاس، من أكبر تلامذة الشيخ العطار ومن آخر من أخذ عنه، وأخيرا اتفق عليه ليكون هو المقدّم بزاوية المخفية، ولأجل ذلك كان يدعى بالمقدم العطار، الرجل الصالح المتبتل، لا تراه إلا ذاكرا أو صامتا يتفكر في هذا الوجود وخالقه تعالى. دفن بالقباب بأولها. عبد العزيز بن أحمد ابن الخياط وفي صباح يوم الأحد سادس عشر ذي القعدة الحرام توفي عبد العزيز بن الشيخ أحمد بن محمد ابن الخياط الحسني، العالم المشارك المطلع المدرس. ناصر بن محمد الزمزمي الكتاني وفي عشية يوم الأحد فاتح حجة بينما كان ناصر بن محمد الزمزمي بن الشيخ محمد ابن الشيخ جعفر الكتاني الحسني راكبا في سيارة بين الرباط والقنيطرة، إذ أصيب في حادثة نقل على إثرها إلى المستشفى فلفظ نفسه الأخير، وذلك يوم الأربعاء رابع ذي الحجة المذكور كان يحمل شهادة من الأزهر من مصر في العلوم الدينية، عمل أستاذا بكلية الآداب وبدار الحديث، ويدرس دراسة تطوعيه في بعض المساجد بالرباط، توفي عن نحر ثمانية وخمسين عاما ودفن بضريح الشيخ عبد الله ابن ياسين في مرتفعات كريفلة طريق الرماني بقبيلة زعير بوصية منه. محمد بن عبد الواحد العسري وفي يوم السبت حادي وعشري ذي الحجة متم عامه توفي محمد بن الحاج عبد الواحد العسري، من أولاد العسري المعروفين بفاس، عن سن تناهز المائة سنة. هذا الرجل كان له اتصال برجال السياسة أيام المولى عبد العزيز وخاصة أولاد التازي منهم. دفن بضريح سيدي حماموش خارج باب الفتوح. محمد بن محمد مزّور وفي آخر هذا العام توفي محمد بن محمد مزّور، من أولاد مزور المعروفين بفاس، كان أحد المدرسين بالنظام القروي وأحد المذكورين في حوادث الإرهاب. توفي عن سن عالية قريبا من الثمانين. تقدمت ترجمة والده عام ثلاثة وأربعين وثلاثمائة وألف، ودفن بروضة قرب جامع الأندلس.

عام خمسة وتسعين وثلاثمائة وألف

عام خمسة وتسعين وثلاثمائة وألف محمد ابن تاويت الطنجي وفي الساعة التاسعة ليلا من يوم الأربعاء تاسع محرم الحرام عامه ذكرت الاذاهة المغربية وفاة محمد بن محمد ابن تاويت الطنجي إثر حادثة طيارة كان يركبها، الأستاذ العالم المحصل والكاتب المطلع المقتدر. طلب العلم أولا بالقرويين ثم رحل إلى مصر وتخرج من جامعتها وذهب إلى تركيا فدرّس بها مدة، وحقّق عددا من كتب التراث المهمة، وله تآليف أخرى مخطوطة. عبد الحفيظ بن عبد العزيز بو طالب وفي صباح يوم السبت ثالث صفر توفي عبد الحفيظ بن عبد العزيز بن الحسن بو طالب الحسني بالرباط، تقدمت وفاة والده عام ثلاثة وستين وثلاثمائة وألف أحد المتخرجين من باريز الحاصلين على شهادات عليا، ودخل إلى المغرب والتحق بعدة وظائف فكان كاتبا عاما في بعض الوزارات، ثم وزيرا ثم مستشارا للدولة إلى أن وافاه الأجل المحتوم بالرباط ودفن هناك. عبد الحفيظ بن محمد الشامي وفي الساعة الخامسة والنصف من عشية يوم الثلاثاء رابع ربيع الأول بينما كان عبد الحفيظ بن محمد بن محمد بن عبد الحفيظ الشامي راكبا مع صديق له من أقرانه الموظفين معه من أولاد مزور في سيارة بين الرباط وسلا وقع له اصطدام مع شاحنة وفاضت روحه في الحين وحمل إلى فاس ووصل إليها في الساعة الحادية عشر والربع من يوم الأربعاء ودفن بروضتهم بالقباب قرب ضريح سيدي الغياتي بعد ما صلي عليه. توفي في حياة والده وترك عدة أولاد وهو الوحيد عنده. كان من الشباب الناهض. محمد بن محمد المزغراني وفي يوم الأحد تاسع ربيع الأول توفي محمد-ضمّا-بن محمد ضمّا المزغراني التلمساني، العلامة المدرس المشارك المقرئ، دفن بالقباب خارج باب الفتوح. أحمد بن منصور البزيوي في شهر ربيع الأول توفي أحمد بن منصور بن حدو البزيوي، أحد أعلام قبيلة بزو، أخذ العلم عن رجال قبيلته ثم ارتحل إلى مراكش سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف، وبعد ذلك رجع إلى مسقط رأسه وتولى عدة وظائف، منها قضاء بزو مدة ثم أخر عنه، وكان يدرّس الفقه ومبادئ العربية وبقي على تدريس العلم في تلك الناحية إلى أن توفي ودفن هناك. انظر جريدة الميثاق (عدد 205 - 206).

عبد الكريم بن محمد ابن سودة

عبد الكريم بن محمد ابن سودة في الساعة الحادية عشرة من ليلة الجمعة ثالث عشر ربيع الثاني توفي عبد الكريم بن محمد بن عبد القادر بن الطالب ابن سودة، العم مباشرة، بمحل سكناه في طريق صفرو من المدينة الجديدة، العلامة المطلع الأديب الشاعر المبدع المكثر القاضي، وصلّى عليه بمسجد تونس هناك، ثم حمل إلى روضة شيخنا القاضي محمد بن رشيد العراقي بحوانيت عبد الله قرب رأس القليعة ودفن هناك مع ولده محمد المتوفي في حياته. محمد أمزيان الريفي في عشية يوم الخميس ثاني وعشري ربيع الثاني توفي محمد أمزيان الريفي، نال رتبة مرشال في الجيش الإسباني بالمنطقة الإسبانية واحتفظ بهذه الرتبة لما انتقل للعمل بالجيش المغربي بعد الاستقلال، حيث التحق بالقوات المسلحة الملكية فكان معظما محرما في الجيش المغربي إلى أن وافاه الأجل المحترم بالرباط ودفن بعد صلاة الجمعة هناك. عبد الوهاب بن محمد بناني في أوائل رجب توفي الدكتور عبد الوهاب بن الحاج محمد بن المكي بناني الاختصاصي في مرض القلب. توفي في حادث سيارة كان يركبها. محمد بن سعيد الصدّيقي وفي يوم السبت سادس عشر رجب توفي محمد بن سعيد الصديقي الصويري أصلا نزيل الدار البيضاء، الفقيه المشارك المطلع مؤلف كتاب إيقاظ السريرة لتاريخ الصويرة، مطبوع. له ترجمة في سل النصال مع صورته. عبد القادر الصحراوي في ساعة مبكرة من صباح يوم الثلاثاء تاسع عشر رجب الفرد الحرام توفي عبد القادر الصحراوي، لم يذكروا اسم والده ولا من أي جهة من صحراء المغرب هو، مات على إثر مرض عضال ألم به بعد عمليتين جراحيتين. طلب العلم بالمغرب ثم ذهب إلى مصر وتخرج من جامعاتها. اشتغل بعد رجوعه إلى المغرب بالتعليم وأسندت إليه عدة وظائف إدارية آخرها وزير الأنباء، ثم سفير الغرب في لبنان. له عدة تآليف ومقالات في التاريخ والأدب والفن والسياسة، منها كتابه جولة في تاريخ المغرب، وهو كتاب أعجبت به كثيرا وقرأته ثلاث مرات لحسن أسلوبه ومتانة مادته. وقد شيعت جنازته بعد الظهر من يوم الثلاثاء ودفن في مقبرة الشهداء بالرباط بعد صلاة العصر بمسجد السنة في محفل رهيب بمحضر أعيان الدولة وعلماءها ووجهاء العدوتين رحمه الله وحمة واسعة.

أبو بكر بن عبد الكبير العبدلاوي

أبو بكر بن عبد الكبير العبدلاوي في الساعة الحادية عشرة من ليلة الخميس حادي وعشري رجب عامه توفي أبو بكر بن عبد الكبير بن محمد العبدلاوي. كانت ولادته عام عشرة وثلاثمائة وألف، كما أخبرني بذلك شفويا. وأخذ العلم عن عدة أشياخ، منهم العمّ محمد بن محمد بن عبد القادر ابن سودة، وأخذ الطريق عن الشيخ محمد العطار، واشتغل بعلم التصوف وكان له اليد الطولى في المذاكرة فيه مع تعاطى الفلاحة. رأيت عنده ظهيرا يأذن له بأن يعطي الوسيلة بزاوية جده الكائنة بأعلى رأس الزاوية من حومة المخفية، لكنه كان لا يلتفت لذلك تواضعا منه. وسولت له نفسه بأن انتزع مقبره الدلائيين عن يمين الخارج من رأس الزاوية إلى رأس القليعة التي نصّ صاحب سلوة الأنفاس على أن بها أكثر من عشرين عالما من أهل الدلاء دفنوا بها، أخذها من بقية أهل الدلاء الذين بفاس وأباد ما بها من المقابر وطمس آثار شواهد القبور وجعلها موقفا للسيارات بالكراء وأسكن بها بعض خدمه، فلم يستمتع بذلك إلا أياما ومرض وفقد السمع والبصر وبقي على تلك الحالة أكثر من خمسة أعوام، قابله الله بعفوه وجعل ما أصيب به كفارة له. الطيب بن محمد الفاسي في يوم الاثنين ثالث وعشري شعبان عامه توفي الطيب بن محمد بن الطالب الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده. العلامة المشارك القاضي تخرج من القرويين وتقلب في عدة وظائف دينية، منها قضاء مقصورة الرصيف بفاس، وأخيرا العضوية بمجلس الاستيناف. أحمد اليوسفي في مساء يوم الأحد سابع رمضان توفي أحمد اليوسفي نزيل مكناس، الأستاذ المطلع الواعظ الخطيب، يقبل الناس كثيرا على وعظه وإرشاده وكان أحد أعضاء رابطة العلماء. توفي بمكناس مسقط رأسه. محمد صلاح الدين التازي وفي أواسط قعدة الحرام توفي محمد دعي صلاح الدين التازي، من أولاد التازي المعروفين بفاس، من أول المتخرجين من المدارس الحكومية. كان مترجما عند المقيم العام بالمغرب وترأس جمعية قدماء تلاميذ فاس مدة، فكان له نشاط ثقافي ملحوظ. العابد بن عبد الله الفاسي في ثاني ذي الحجة توفي محمد العابد بن عبد الله بن عبد السلام الفاسي. العالم المطلع البحاثة النقّاد. محافظ خزانة القرويين. درّس أولا بالمدارس الحرة التي أنشأها الوطنييون بفاس خلال فترة الحماية، كما درّس بعد الاستقلال بكلية الآدب بفاس وكلية الشريعة ودار الحديث الحسنية بالرباط. له عدة مؤلفات منها حول سكان مدينة فاس، ومنها رحلة، ومنها آل

الصديق بن أحمد الفاسي

الفاسي في مجلدين، ومنها فهرس مخطوطات خزانة القرويين في عدة أجزاء. توفي بالدار البيضاء ونقل إلى فاس ودفن بضريح جده أبي المحاسن خارج باب الفتوح. له ترجمة في سل النصال مع صورته. الصديق بن أحمد الفاسي وفي يوم السبت عاشر ذي الحجة عيد الأضحى توفي الصديق بن أحمد الفاسي الفهري، العلامة القاضي بالدار البيضاء، ونقل إلى فاس في غده ودفن بالقباب بروضتهم. كانت ولادته عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف. عمر ابن جلون وفي الساعة الثالثة من مساء يوم الخميس خامس عشر ذي الحجة توفي بالدار البيضاء عمر ابن جلون مدير جريدة التحرير والاتحاد الاشتراكي، ضرب رأسه فخر من حينه ميتا، والذي ضربه شابّ من أهل الدار البيضاء لأسباب مجهولة للآن. لكنها على ما يظهر سياسية شخصية. ولعمر ابن جلون شهادات عليا، وأعمال جليلة في الحقل الوطني. محمد اللبادي في صباح يوم الاثنين تاسع عشر ذي الحجة توفي محمد اللبادي قاضي تطوان. كانت ولادته عام أربعة عشر وثلاثمائة وألف، العلامة المشارك القاضي الأعدل، أخذ العلم ببلده عن الشيخ محمد البقالي والفقيه محمد ابن الأبار والشيخ أحمد الزواقي والشيخ أحمد الرهوني والفقيه محمد العمراني الغماري والفقيه وزير العدل محمد أفيلال والفقيه محمد الفرطاخ والشيخ محمد المرير وغيرهم. تولى عدة وظائف علمية مع الاشتغال بالتدريس والإفادة، وكان خطيبا بالمسجد الأعظم ببلده وتولى قضاء تطوان ومستشارا بوزارة العدل، ثم رياسة الاستناف بالمحكمة الاقليمية بطنجة ثم عضوا بالمجلس الأعلى بالرباط وفيه أحيل على التقاعد ورجع إلى مسقط رأسه إلى أن لقي ربه ودفن بعد صلاة العصر من نفس اليوم بمقبرة المنظري هناك. مصطفى بن محمد الغربي وفي عشية الجمعة ثالث وعشري حجة توفي مصطفى بن محمد الغربي الدكالي الرباطي بعد مرض ألزمه الفراش أزيد من سنة ودفن من غده بمقبرة العلو. كان موظفا في الخزانة العامة بالرباط، وله نشاط ثقافي واجتماعي. أحمد العبدي وفي سابع وعشري حجة توفي أحمد العبدي أحد المفتشين بالمدارس الثانوية بالدار البيضاء، كان مريبا أديبا طلق اللسان في الحديث، له تآليف مدرسية طبع البعض منها.

عام ستة وتسعين وثلاثمائة وألف

عام ستة وتسعين وثلاثمائة وألف أحمد بن محمد البلغيثي في أوائل جمادى الأولى توفي أحمد بن محمد-فتحا-بن أحمد بن العربي البلغيثي الحسني. تقدمت وفاة والده عام خمسة وثلاثين وثلاثمائة وألف، مشارك مذاكر مطلع يميل إلى الصلاح والذكر والعبادة وعدم الدعوى، لم يتطلع إلى وظيف ولو طلبه لناله. توفي بالدار البيضاء ذهب إليها لأجل الاستشفاء عند بعض الأطباء، ثم نقل إلى فاس ودفن بالقباب. العابد العمراني وفي خامس جمادى الأولى توفي العابد العمراني الحسني، من الشرفاء العمرانيين المشهورين بفاس. كانت ولادته عام تسعة وثلاثين وثلاثمائة وألف بفاس، وتلقى دراسته الأولى بثانوية المولى إدريس بفاس وطلب علم الصيدلة بالجزائر، وفتح صيدلية بحومة الصاغة من فاس، وبعد الاستقلال انتقل إلى الدار البيضاء، وبها توفي رحمه الله. محمد بن عبد القادر الصقلي الضرير في عشية يوم الاثنين سابع عشر جمادى الأولى توفي محمد بن عبد القادر بن محمد الصقلي الحسيني الضرير، لم ير الضوء منذ صغره. كان علامة مشاركا مدرسا تخرج من النظام القروي بتفوق واشتغل بالتدريس والإفادة للطلبة إلى أن أحيل على التقاعد. دفن يوم الثلاثاء أوائل القباب خارج باب الفتوح بعد صلاة الظهر. محمد بن محمد بن عبد الكريم الخطابي في يوم السبت سادس جمادى الثانية شيعت بمقبرة أجدير قرب مدينة الحسيمة بالشمال جنازة المرحوم محمد بن محمد-فتحا-بن عبد الكريم الخطابي الذي توفي على إثر سكتة قلبية يوم الجمعة قبله، وكانت طائرة نقلت جثمانه من مطار القنيطرة إلى مطار الحسيمة ودفن إلى جوار والده محمد-فتحا-حصل على شهادة الباكلوريا قسم الرياضات. وعند فرار عمه من الباخرة التي كانت تنقلهم أثناء عبور قناة السويس كان المترجم يبلغ من العمر الثالثة والعشرين من عمره فالتحق إذ ذاك بالكلية العسكرية المصرية وتخرج منها برتبة ضابط، وفي سنة تسع وسبعين وثلاثمائة وألف التحق بالقوات المسلحة الملكية بالمغرب برتبته كمندار حيث جاء مديرا لمدرسة أهرمومّو ثم ذهب إلى مصر القاهرة وعاد إلى المغرب مفتشا للقوات المسلحة برتبة كولونيل إلى أن وافاه الأجل المحترم، تغمده الله برحمته.

علي الإدريسي

علي الإدريسي فيه توفي علي الإدريسي المهندس في الإليكترونيك والرئيس السابق لديوان وزير الفلاحة والإصلاح الزراعي، والنائب السابق لمدينة تازا في البرلمان. التحق بالرفيق الأعلى على إثر حادثة سير وقعت له قرب سطّات مع زوجته المرحومة السعدية السرغيني المجازة في التجارة وشقيقها محمد السرغيني العسري رئيس الأمن الإقليمي بمراكش، وقد شيعت جنازتهم في محفل رهيب بالرباط. محمد ابن عرفة العلوي في يوم الأحد تاسع عشر رجب على الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر توفي بمدينة نيس من فرنسا السلطان الأسبق محمد ابن عرفة العلوي الحسني، تقدمت وفاة والده عام أربعة وعشرين وثلاثمائة وألف عن سن تناهز ثمانا وتسعين سنة. العربي بن محمد العريشي وفي خامس عشر شعبان توفي العربي بن محمد العريشي المراكشي. كان أستاذا مشاركا مجودا يحفظ السبع. أحمد بن إدريس الوزاني وبعد أذان مغرب يوم الأحد تاسع عشر رمضان توفي أحمد بن إدريس بن إبراهيم الوزاني الحسني، من شرفاء وزان الذين بفاس. كانت ولادته حوالي عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف الأديب المشارك الشاعر المتقن، أخذ العلم بالقرويين أولا ثم رحل إلى مصر وتخرج منها، ولذلك كان يدعى بمولاي أحمد المصري لأنه لمّا رجع كان في كلامه شيء من لهجة أهل مصر، واتخذ مدرسة حرة فكان مديرها طول حياته، وتخرج منها عدة علماء أجلة. أخبرني أنه جمع ديوان شعره في مجلدين، ودفن يوم الاثنين قرب الشيخ ابن العربي خارج باب المحروق. خير الدين الزّركلي في شهر شوال عامه توفي الشيخ خير الدين الزركلي صاحب كتاب الأعلام، العالم السوري الكبير، الأديب الكاتب المؤرخ السفير بالمغرب وغيره. ثم وجدت بخطي أنه توفي في أواخر حجة متم عامه فحرر ذلك! حسانا بن الشيخ ماء العينين في يوم الاثنين ثامن قعدة الحرام توفي الشيخ حسانا بن الشيخ ماء العينين عن سن تناهز ستا وثمانين سنة، العالم الجليل ممن مثّل العلم خير تمثيل، وهو آخر أبناء الشيخ الشهير ماء العينين موتا، لعله دفن بتيزنيت.

محمد العبادي

محمد العبادي وفيه توفي محمد العبادي التطواني. كتب لي الشيخ داود أنه كان مشتغلا بالأدب والقضاء مع إلقاء بعض الدروس، وكان قليل الاختلاط بالناس. وقبل توظيفه بالرباط كان هو مقدّم الطريقة التجانية بتطوان مع الابتعاد عن المغالاة والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله في أقواله وأفعاله. عبد القادر الحلو وفي سادس ذي الحجة توفي عبد القادر الحلو، من أولاد الحلو المعروفين بفاس. كان مشاركا مطلعا خيرا دينا إماما راتبا بأحد المساجد بفاس. محمد ابن الفضيل وفيه توفي محمد بن الفضيل المراكشي، كان علامة مشاركا مطلعا توفي ببلده.

عام سبعة وتسعين وثلاثمائة وألف

عام سبعة وتسعين وثلاثمائة وألف محمد الحبيب البوشواري في يوم الاثنين سادس وعشري محرم الحرام توفي محمد الحبيب البوشواري السوسي أستاذ مدرسة تنالت بإقليم أكادير. توفي عن سن عالية لا تقل عن مائة وعشر سنوات، أدرك شيخ الجماعة بالقطر السوسي. كان من أكابر المدرّسين المفيدين لتلاميذه الذين يعدون في طبقات، لأنه قضى عمره في عبادة ربه ونشر العلم، مع الأخلاق السامية يؤدي واجبه في أمانة وإخلاص، وكانت الوفود العديدة تفد لتتبرك به وطلب الدعاء منه. جريدة الميثاق عدد 241. حميد بن أحمد ابن شقرون في أوائل ربيع الأول توفي الحاج حميد بن أحمد ابن شقرون، من أكبر تلامذة الفقيه الزيتوني الذين كثر الحديث عنهم في الآونة الأخيرة. محمد بن عبد السلام الوزاني وبعد صلاة الفجر من يوم الجمعة سادس ربيع الأول توفي محمد بن عبد السلام الوزاني الحسني، العلامة المشارك المذاكر مع خيارة ودين متين، مشتغل في جل أوقاته بالعلم والمذاكرة والمطالعة كريم المائدة. ودفن بوازيتهم الأولى يمين الداخل لدرب الحرّة من طالعة فاس. أبو بكر بن عبد الحي الكتاني في سابع وعشري ربيع الأول توفي أبو بكر بن الشيخ عبد الحي بن الشيخ عبد الكبير الكتاني الحسني، الفقيه الأديب المشارك المطلع، له بعض الآثار المكتوبة، منها رحلته إلى البقاع المقدسة نشر بعضها في جريدة السعادة، كان عضوا بالمجلس الأعلى للقضاء بالرباط، وبها توفي. دفن بروضة الشهداء بالعلو عن نحو خمس وستين سنة. أبو بكر بناني في صباح يوم الجمعة ثاني ربيع الثاني توفي أبو بكر بناني الرباطي، كان صحافيا مقتدرا عمل في ميدان الإعلام منذ فجر شبابه، وكان قدوة حسنة لكل الذين عملوا في أسرة جريدة الأنباء (نفس الجريدة عدد 1831). محمد الغيث بن أحمد الصحراوي في يوم السبت خامس وعشري جمادى الأولى توفي محمد الغيث بن أحمد الصحراوي الشنقيطي، العلامة المناضل الغيور، وافته المنون في المستشفى العسكري بالرباط بعد مرض عانى منه شهورا، وقد كان رحمه الله من أبرز رجال العلم والأدب في الصحراء وساهم مساهمة فعالة في المسيرة الخضراء وفي التوعية والإرشاد. دفن في مقبرة الشهداء بالرباط.

عبد الواحد بن محمد العلوي المدغري

عبد الواحد بن محمد العلوي المدغري في صبيحة يوم الأحد سابع عشر جمادى الثانية توفي بمستشفى ابن سينا بالرباط عبد الواحد بن محمد بن الطيب العلوي المدغري الحسني، العالم المشارك المدرس النفاع رئيس المجلس العلمي بفاس، ونقل إلى فاس ودفن بعد صلاة الظهر من غده الاثنين بضريح المولى عبد الله بفاس الجديد. انظر جريدة الميثاق (عدد 259/ 25 رجب 1397). عبد المالك بن محمد العطار في يوم السبت سادس شعبان توفي عبد المالك بن الشيخ محمد العطار، ودفن من غده بالقباب قرب والده. عبد الله عسيلة الشبيهي في يوم الثلاثاء سادس عشر شعبان توفي عبد الله عسيلة الشبيهي الحسني، من الأدارسة القاطنين بزرهون، الفقيه العلامة الأستاذ عضو المجلس العلمي بمدينة مكناس، وأحد أساتذة المعهد الإسلامي. كانت ولادته حوالي سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف. طلب العلم أولا بمسقط رأسه ثم التحق بجامع القرويين، وبعد ذلك التحق بهيأة التدريس بالمعهد الإسلامي بمكناس وبقي ينشر العلم والمعروفة إلى أن أحيل على المعاش قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى. ابن زاكين الوزير في مساء يوم السبت تاسع عشر شعبان عامه توفي بمدينة الدار البيضاء الدكتور ابن زاكين اليهودي عن سن يبلغ الخامسة والسبعين وقد كان وزيرا للبريد في أول حكومة مغربية بعد إعلان الاستقلال مباشرة. نزهة بنت محمد الخامس في صبيحة يوم الجمعة سابع عشر رمضان توفيت في حادثة سيارة الأميرة نزهة بنت محمد الخامس وصلي عليها يوم السبت بعد صلاة الظهر بمسجد أهل فاس بالرباط. بلغيث بن محمد البلغيثي في يوم السبت ثالث شوال توفي بلغيث بن الشيخ محمد بن الطاهر العلوي البلغيثي الحسني. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وثمانين وثلاثمائة وألف. ودفن في روضتهم بالقباب. الطيب بن المامون العمراني في صباح يوم السبت رابع وعشري شوال توفي الطيب بن المامون بن رشيد بن محمد العمراني الحسني، الفقيه العدل الموثق المشارك المذاكر الطيب الأخلاق. تقدمت وفاة والده. محمد بن أحمد الناصري في أواسط قعدة عامه توفي محمد-فتحا-بن الشيخ أحمد بن خالد الناصري الجعفري السلاوي، العلامة المشارك المطلع الفقيه الكاتب المتضلع، خدم العلم في شبابه وتقلب في عدة وظائف مخزنية، وامتحن بعد الاستقلال لموقفه في أزمة العرش. دفن بالزاوية الناصرية بمدينة سلا.

إبراهيم بن محمد القادري

إبراهيم بن محمد القادري في سابع عشر ذي القعدة توفي إبراهيم بن محمد-فتحا-القادري الحسني، من المتخرجين من القرويين، وله مصاهرة مع آل التازي، عالم مشارك. الحسن الوزاني في صباح يوم الثلاثاء عيد الأضحى عاشر حجة أعلن في المذياع نبأ وفاة الحسن الوزاني الحسني الشيخ الصالح المتبتل، والد الزعيم الأكبر محمد بن الحسن الوزاني. عبد القادر الخلادي وفيه توفي عبد القادر الخلادي الجزائري الأصل نزيل الرباط، أستاذ كفء عمل عقودا من السنين في التعليم والتفتيش والإرشاد التربوي، ومن آثاره: ترجمة كتاب مؤرخي الشرفاء لليقي برفنصال. توفي بالرباط وبه دفن. حسن المديوني في آخر العام توفي في حادثة سير ليلا الشاب حسن المديوني. كانت ولادته عام سبعة وستين وثلاثمائة وألف، وتخرج في الطب بميزة مشرفة عن أطروحته التي اعتبرت من أحسن أطروحات أقرانه، والتحق بمدينة وجده يعالج المواطنين بإخلاص وتفان. جعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من وفاته.

عام ثمانية وتسعين وثلاثمائة وألف

عام ثمانية وتسعين وثلاثمائة وألف محمد بن أحمد بريشة في ليلة الخميس حادي عشر محرم الحرام توفي محمد-ضمّا-بن الحاج أحمد بريشة التطواني، الفقيه المشارك المذاكر. عبد الكريم بن بناصر ابن جلّون التويمي في يوم الإثنين رابع عشر محرم عامه توفي الحاج عبد الكريم بن الحاج بناصر ابن جلّون التويمي. تولى وزارة العدل ثم وزارة التعليم، وشارك في الحركة الوطنية مشاركة فعالة، وتولى رياسة نقابة المحامين بالمغرب، وهو من الموقعين على عريضة 11 يناير 1944 للمطالبة بالاستقلال. محمد بن حساين الزروالي في ليلة الأربعاء رابع وعشري محرم الحرام توفي محمد بن حساين الزروالي، العلامة المشارك كثير التدريس، تخرج من جامعة القرويين ودرّس بثانوية الشراردة وعدة معاهد أخرى. وكان له ولوع بشراء الكتب واقتنائها. دفن بالقباب، وكانت له جنازة حافلة. محمد الكنوني المذكوري في ليلة الجمعة سادس وعشرى محرم توفي محمد الكنوني المذكوري، العلامة المدرس. كان من دعاة السلفية في دروسه ووعظه، عضوا عاملا في رابطة علماء المغرب، ومن قدماء العاملين في الحركة الوطنية، توفي بالدار البيضاء. محمد بن عبد الرحمان العراقي في صباح يوم الثلاثاء سابع صفر الخير توفي الشيخ محمد بن عبد الرحمان بن العباس العراقي الحسيني دفن من غده الأربعاء بروضتهم الكائنة بالقباب له ترجمة في سل النصال مع صورته. إدريس بن عبد الله ابن خضراء في يوم الأربعاء حادي وعشري ربيع الأول عامه توفي إدريس بن عبد الله بن الهاشمي ابن خضراء السلاوي، الفقيه المشارك المدرس المطلع، تولى القضاء بالصويرة وطنجة وأخيرا بمسقط رأسه سلا. توفي ببلده. له ترجمة في سل النصال مع صورته. عمر بن محمد العراقي في عشية يوم الأحد ثالث وعشري ربيع الأول توفي عمر بن الشيخ محمد بن رشيد العراقي الحسيني، القاضي ابن القاضي، العلامة المدرس المشارك. تولى القضاء ورّس بكلية القرويين الحساب، ثم تولّي القضاء بقبيلة شراكة فمكناس، وأخيرا عضوية مجلس الاستناف

المكي السنتيسي

الأعلى بالرباط، وأخيرا أحيل على التقاعد وسكن الدار البيضاء وبها توفي ونقل إلى فاس ودفن بروضة والده بحوانيت عبد الله قرب رأس القليعة داخل البيت مع والده، بعدما صلي عليه بعد الظهر بالقرويين يوم الاثنين الموالي، بينه وبين الجد العابد قبر واحد هو وزوجته-رحم الله الجميع-. المكي السنتيسي في يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الثاني توفي الدكتور المكي السنتيسي الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط. وهو من أولاد السنتيسي المعروفين بمدينة مكناس. المعطي البيضاوي في صباح يوم الخميس عشري ربيع الثاني توفي المعطي البيضاوي المطرب الشهير والممثل الكبير، له صوت حسن أدخل إلى الطرب المغربي على اختلاف أنواعه بعض التحسين والتجديد، كان المجتمع المغربي يستحسن صوته ونغمه وتوقيعه، بدأ الغناء بالدار البيضاء وبعد ذلك اشتهر بالمغرب كله واستخدم في الإذاعة فكان من أشهر المطربين. توفي عن نحو إحدي وأربعين سنة بمرض أصابه لم يمهله. إدريس بن المامون الصقلي في صباح يوم الثلاثاء ثالث وعشري ربيع الثاني توفي إدريس بن المامون الصقلي الحسيني من فرقة الشيخ أحمد، الفقيه العدل المشارك، كان يخطب في بعض المساجد، وحصل على مرتبة علمية زمن الشيخ أحمد بن الخياط، ومارس العدالة أكثر من ستين سنة، توفي عن أكثر من تسعين سنة ودفن بالقباب. أحمد بن إدريس الشامي في عشية يوم الأحد حادي عشر جمادى الأولى توفي أحمد بن إدريس بن أحمد الشامي الخزرجي، شابّ نشأ في عبادة الله. عبد العزيز الماسي في جمادى الثانية توفي ببلده ماسة من إقليم سوس عبد العزيز الماسّي السوسي الوطني الغبور المجاهد المناضل في سبيل استقلال المغرب، ومن مآثره المعهد الإسلامي ببلد ماسة وغير ذلك من المشاريع. كان من المجاهدين الصادقين المخلصين، يحب وطنه ودينه وملكه، وبقى على ذلك إلى أن توفي رحمه، وأقيمت له حفلة تأبين بعد وفاته ببلده. انظر الميثاق عدد 273. محمد ابن المليح في صباح يوم الثلاثاء عشري رجب توفي بالقاهرة محمد ابن المليح، من أولاد ابن المليح المعروفين بفاس، بعد مرض ألزمه الفراش بضعة أشهر. وهو-رحمه الله-أحد المناضلين المغاربة في سبيل الحرية والاستقلال. تخرج من كلية الآداب بالقاهرة وعمل بمكتب المغرب العربي بعاصمة الكنانة حيث قام بالتعريف ضمن مجموعة من المناضلين بالقضية المغربية، وعاد بعد الاستقلال إلى أرض الوطن حيث عمل بوزارة الشؤون الخارجية متدرجا في عدة مناصب سامية

محمد بن عبد السلام الفاسي الحلفاوي

فكان سفيرا في كل من العراق وليبيا وإيران والكويت والقاهرة، وكان يتسم بجميل الأخلاق وحميد الصفات. توفي بالقاهرة. محمد بن عبد السلام الفاسي الحلفاوي وفي ليلة الأربعاء واحد وعشري رجب توفي محمد بن عبد السلام الفاسي الحلفاوي بمدينة تطوان. طلب العلم بها أولا، ثم تابع دراسته الثانوية بمدرسة النجاح بنابلس بفلسطين وانتقل إلى إسطنبول حيث تابع دراسته في الهندسة المدنية بالجامعة الأمريكية وبعدما أنهى دراسته رجع إلى مسقط رأسه تطوان سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وألف. فعمل كمهندس بالبلدية لمدة وجيزة وعزل عن منصبه بسبب أفكاره السياسية. وكان عضوا رئيسيا في حزب الإصلاح الوطني، وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لهذا الحزب، ثم عضوا لدى جامعة الدولة العربية، كما عين من طرف محمد الخامس عاملا على إقليم تطوان. وفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وألف أصبح وزيرا للبريد والمواصلات السلكية واللاسكية، ثم شغل منصب مدير عامّ لشركة الخطوط الجوية الملكية وسفيرا للمغرب في الأرجنتين والشيلي. عبد الرحمان بن الصديق الغريسي وفي يوم الاثنين سادس وعشري حجة توفي بفاس فضيلة الفقيه العلامة السيد عبد الرحمان بن الصديق الغريسي الفيلالي، وهو من البقية القليلة من العلماء الذين حافظوا على وقار العلم وسمت السلف الصالح. كان من المدرّسين المرموقين بجامعة القرويين وتخرّج على يده أجيال وأجيال. ولما ألغي نظام الحلقات وأنشئت كلية الشريعة عين مدرسا بها وبدار الحديث الحسنية، وولي القضاء في فترة قصيرة من حياته كان فيها مثال النزاهة والاستقامة. وتعد وفاته خسارة للعلم والأخلاق الكريمة. محمد بن محمد ابن كيران وفيه توفي محمد بن محمد ابن كيران، الفقيه العلامة المدرس. كان مدرسا بكلية القرويين، وفي أوائل الاستقلال رجع إلى خطة القضاء وسمى مستشارا بمحكمة الاستيناف، ثم تولى رياسة محكمة وجدة، وكان في كل ذلك مثال النزهة والاخلاص. توفي في حادث سيارة كان يركبها ذاهبا من وجدة إلى فاس، ودفن بروضة أولاد ابن كيران الكائنة بالقباب. جعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من وفاته. وكانت ولادته عام سبعة عشر وثلاثمائة وألف. إدريس بن محمد اليوسفي التاشفيني وفيه توفي إدريس بن محمد بن أحمد بن المختار اليوسفي التاشفيني، من ذرية يوسف ابن تاشفين، الفقيه العلامة المجتهد النفاعة الدؤوب على التدريس الناسك.

عام تسعة وتسعين وثلاثمائة وألف

عام تسعة وتسعين وثلاثمائة وألف عبد السلام الطريبق في أول هذا العام توفي الأستاذ الأديب المطلع السيد عبد السلام الطريبق خريج المعهد الديني العالي بتطوان ومدير المعهد الأصلي بالقصر الكبير، وذلك في حادث سير أثناء مزاولته لعمله الرسمي بشفشاون التي كان نائبا فيها لوزارة التربية الوطنية وهو معروف بنشاطه الوطني الثقافي، وكان رئيسا لفرع رابطة العلماء بالقصر الكبير قبل انتقاله لشفشاون في مهمته الأخيرة. انظر الميثاق، عدد 286. يحيى إيدّر السوسي في أوائل هذا العالم توفي بأحد مستشفيات فرنسا حيث كان يعالج هناك المحسن الكريم السيد يحيى إيدّر السوسي الذي تبرع بالأرض التي أقيمت عليها كلية الشريعة الجديدة بسوس. وقد نقل جثمانه إلى المغرب وشيعت جنازته بحضور وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وعاملي أكادير وتيزنيت وجمهور من أهل العلم والفضل انظر الميثاق، عدد 286. أحمد بن عبد السلام بناني في يوم الأربعاء ثاني عشر محرم توفي الأستاذ الجليل الحاج أحمد بن عبد السلام بناني الفاسي الأصل نزيل الرباط، إثر أزمة قلبية حادة لم تمهله، وهو من قدماء الوطنيين، تقلب في عدة وظائف ومنها الكتابة في الصدارة العظمى. ولما استقل المغرب عين في منصب المدير العام للتشريفات الملكية. وكان رحمه الله كاتبا واسع الاطلاع له عدة دراسات تاريخية واجتماعية، وله في مجال القصة مجموعة شيقة في سبع قصص، ويذكر أن له ترجمة لكتاب مؤرخي الشرفاء لبروفانصال إلى غير ذلك. التهامي الهروشي في يوم الخميس عشري محرم توفي الحاج التهامي الهروشي، من أولاد الهروشي المعروفين بفاس. كانت ولادته عام ثلاثين وثلاثمائة وألف بمدينة فاس، وكان من صغره يعني بكلام الملحون، حفظ الكثير من القصائد وعند تأسيس الإذاعة سنة ثمان وعشرين وتسعمائة وألف ميلادية كان من السباقين لإنشاد قصائد الملحون بإذاعة فاس قبل أن يلتحق بجوق الرباط وقد شيعت جنازته بالرباط. محمد العمراني في ليلة الاثنين رابع وعشري محرم الحرام توفي محمد العمراني الحسني، الشيخ الصالح المتبتل، ودفن خارج باب الفتوح بعد صلاة العصر.

محمد ابن علال

محمد ابن علال في يوم الاثنين رابع وعشري محرم توفي العلامة السيد محمد بن علال عن سن تناهز التسعين. تقلب في وطائف عديدة، منها النيابة عن القاضي وهو منخرط في سلك العدول ومع هذا لا يفوته تدريس العلم، ولا سيما كتب الفقه على عادة القدماء، وكان عضوا في رابطة العلماء وهو ممن كّرس جهوده في الوعظ والإرشاد. محمد بن أحمد العلمي في أوائل صفر الخير توفي محمد بن أحمد العلمي، من شرفاء جبل العلم، العلامة القاضي، وذلك بمدينة وزان، ونقل إلى قريته بقبيلة مستارة حيث أقبر بها، وقد أبّنه ممثل رابطة العلماء الأستاذ حسن بن إبراهيم الكتاني بكلمة مؤثرة وأثنى فيها على جهاده وعلمه واستقامته، انظر الميثاق، عدد 288. إدريس بن محمد ابن الخياط في يوم الأربعاء رابع صفر عامه توفي في باريز إدريس بن محمد ابن الخياط الحسني، ووصل إلى فاس في يوم الجمعة الموالى ودفن من غده السبت بروضة قبالة ضريج أبي غالب. المهدي بن عبد الله العلوي وبعد غروب يوم الثلاثاء سابع صفر توفي فضيلة الشيخ الوقور المهدي بن عبد الله العلوي الحسني، من العلويين القاطنين بمدينة صفرو، إمام مسجد اليوسفية بالرباط، وشيعت جنازته من غده. كان رحمه الله من أكابر علماء القرويين الذين خدموا العلم بدروسهم في فاس والرباط، وعمل في مجلس الاستيناف الشرعي الأعلى بالقصر الملكي عشرات السنين، وكان من زعماء السلفية الصحيحة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه إلى آخر نفس من حياته بدون إفراط ولا تفريط، وكانت مباسطته المقرونة بدروس العلم ممّا يجلب المواطنين إلى مجالسه العلمية والإنصات إلى خطبة الجمعية التي كان يلقيها من منبر مسجد اليوسفية بالرباط طوال عشرين سنة الأخيرة التي انقطع فيها بالمسجد المذكور إماما ومدرسا وخطيبا ومفتيا. إدريس بن محمد الشيخ الناصري في أواخر صفر الخير توفي إدريس بن محمد الشيخ الناصري. تقدمت وفاة والده. تولى النظارة في مدينتي تازا والجديدة، وأخيرا بعد إحالته على التقاعد استوطن مدينة طنجة إلى أن لقي ربه بها. كان رحمه الله مثال النزاهة والإخلاص كثير المذاكرة حول الأحداث التي شاهدها بالمغرب بتثبت وإمعان نظر. إدريس بن عمر ابن سودة في صباح يوم الجمعة حادي عشر ربيع الأول توفي إدريس بن عمر بن محمد بن عبد الواحد ابن سودة، ودفن بعد صلاة العصر بالقباب، الفقيه المشارك الخيّر الديّن المحافظ على صلواته في الجماعة، صاحب الخط الحسن الذي لا يملّ من قراءته.

عبد المالك بن محمد الغريسي

عبد المالك بن محمد الغريسي في يوم الأحد ثالث عشر ربيع الأول توفي الحاج عبد المالك بن محمد بن علي الغريسي الرباطي، الرسام المغربي الشهير، بعد مرض عضال ألزمه الفراش مدة سنة كاملة بمدينة طنجة، وتقدمت وفاة والده عام تسعة وخمسين وثلاثمائة وألف. وهذا الرسام ورث الفن عن والده المتقدم الذكر. دفن يوم الاثنين بمقبرة مرشان بمدينة طنجة وتقديرا لأعماله الخالدة وإسهامه الفعال في إثراء الاصالة المغربية العريقة والاحتفاظ بطابعها المجيد أقيم حفل تأبين له بطنجة يوم الجمعة ثالث وعشري ربيع الثاني عامه بمناسبة ذكرى الأربعين لوفاته. الحسن الزهراوي الرحماني انتقل إلى عفو الله في الساعة الواحدة من يوم السبت فاتح ربيع الثاني بمراكش الأستاذ الحسن الزهراوي الرحماني بعد مرض طويل. وهو من خيرة علماء المغرب، عمل كنائب لرئيس المجلس العلمي بمدينة مراكش، وكان عضوا في رابطة علماء المغرب، وسبق له أن شارك غيرما مرة في الدروس الحسنية التي تلقى بمناسبة شهر رمضان بين يدي جلالة الملك نصره الله. محمد بن محمد المزوري في يوم الجمعة سادس جمادى الأولى على الساعة الواحدة والنصف صباحا توفي محمد بن محمد-ضمّا فيهما-بن أحمد المزوري. كان ولوعا بالكتب لا سيما المخطوطات ويقصد لأجلها. كانت ولادته عام أحد عشر وثلاثمائة وألف، كما أخبرني بذلك مرارا، ودفن بروضتهم بالقباب. محمد هدراش الباعمراني توفي بالدار البيضاء يوم الثلاثاء فاتح شعبان عامه المناضل السيد الحاج محمد هدراش الباعمراني، من خيرة رجال الأعمال ورجال الوطنية الذين شاركوا بنصيب وافر في تحرير البلاد، وكانت له سابقة محمودة بالصحراء وأيت باعمران على الخصوص، وكان من الأعضاء المناضلين في رابطة العلماء، يحضر مؤتمراتها ويؤيد مقرراتها، وكان له في مؤتمر الرابطة السادس الذي عقد بأكادير يد طولى في تحضير المؤتمر والاحتفال بالعلماء المشاركين. محمد المريني في ثالث وعشري شعبان توفي محمد المريني رئيس فرع رابطة العلماء بالجديدة، وافاه الأجل المحتوم على إثر حادثة اصطدام ذهب ضحيتها هو وزوجته وأولاده الثلاثة، وقد شيعت جنازتهم بمدينة الدار البيضاء ودفنوا بها. انظر الميثاق، عدد 300. أحمد بن أحمد السميحي في يوم الاثنين سادس ذي القعدة عامه توفي العالم المدرس العدل الرضى السيد أحمد بن العلامة أحمد السميحي الطنجي، وذلك بعد مرض عضال، وهو من خيرة أبناء مدينة طنجة وعلمائها، قضى سنوات طوالا في التدريس والمراقبة التربوية بالمعهد الديني بطنجة ولم يفتر

أحمد أبو المواهب

نشاطه العلمي إلا عندما ألحّ عليه المرض الذي ألزمه الفراش مدة طويلة. انظر الميثاق، عدد 304. أحمد أبو المواهب في أواسط قعدة عامه توفي بمدينة أكادير العالم الفاضل السيد أحمد أبو المواهب عضو رابطة العلماء ورئيس المجلس الإقليمي السابق. وقد أدى الفقيد لرابطة العلماء خدمات جلّى. وكانت له مواقف حاسمه خلال انعقاد المؤتمر السادس للرابطة بأكادير. انظر الميثاق، عدد 204. الهادي مسكواك في أواسط حجة توفي الدكتور الهادي مسواك الفاسي، الشهير بالكرم والجود والدفاع عن وطنه. توفي بالدار البيضاء. وقد أقيمت له حفلة تأبين يوم الجمعة رابع وعشري محرم عام أربعمائة وألف على الساعة السابعة مساء بمسرح محمد الخامس أشاد المتدخلون خلالها بخصال الدكتور الهادي مسواك كمناضل كرس حياته لخدمة قضايا شعبه والدفاع على جماهير الكادحين، وفاء لروح أحد أجداده البررة-رحمه الله-. إدريس بن علي الدرقاوي في عشية يوم الخميس رابع وعشري ذي الحجة توفي الشريف الجليل الخير الذاكر إدريس بن شيخنا العلامة المطالع مولاي علي بن الطيب بن الشيخ الأكبر الإمام العربي الدرقاوي الحسني ودفن بالقباب. تقدمت وفاة والده عام خمسة وستين وثلاثمائة وألف. كان رحمه الله على هدي أجداده، وأخذ عنه عدة طبقات من الطلبة معظما محترما، وأخيرا كان إماما بجامع العيون بفاس.

عام أربعمائة وألف

عام أربعمائة وألف العربي بن أحمد الفاسي في أوائل هذا العام توفي العربي بن الشيخ المنعم الولي الصالح سيدي أحمد الفاسي الفهري الفقيه المشارك المذاكر، توفي بالرباط تقدمت ترجمة والده. كان موظفا بإحدى المؤسسات العلمية بفاس والرباط إلى أن توفي أخيرا بالرباط رحمه الله. الطيب بن علي الشرفي في صباح يوم السبت سادس صفر توفي الطيب بن علي بن الطيب الشرفي الأندلسي في عنفوان كهولته لم يبلغ بعد الستين من العمر، ودفن بعد صلاة العصر من نفس اليوم. توفي بالدار البيضاء ودفن هناك. عبد الكريم الفلوس في يوم الاثنين ثالث عشر جمادى الأولى عامه توفي الأستاذ الفاضل السيد عبد الكريم الفلوس العلمي بمدينة الرباط. كان من خيرة العاملين المخلصين، عمل في حقل التربية والتعليم عملا وتأليفا، وواصل جهاده مع إخوانه من الوطنيين الذين وقفوا لمناصرة لغة الضاد في وقت كان الاستعمار يحاول بكل الوسائل ان تشيع الفرنسية بين المواطنين، فقام بإدارة مدرسة حرة وألّف كتابا في المطالعة مساهمة منه في هذا الميدان-رحمه الله-. انظر الميثاق، عدد 318. هنا انتهى بنا القول في تراجم الأشياخ وأهل التبرك حسب الإمكان وإنى فيما أظن وفّيت بما واعدت به أولا، ثم إنى أطلب من كل من رأى خللا أن يصلحه أو اعوجاجا أن يقومه فان الغلط لا يخلو منه إنسان، وقد أتيت بما انتهى إليه علمي ومعرفتي، وفوق كل ذي علم عليم.، وما ذكرته في بعض التراجم ليس فيه مبالغة وإنما ذلك أداء للأمانة التاريخية فان تلك الأوصاف قد اتصف بها أهلها، والله على ما نقول وكيل.

مصادر إتحاف المطالع

مصادر إتحاف المطالع

أ-المصادر المخطوطة لإتحاف المطالع

أ-المصادر المخطوطة لإتحاف المطالع وفاء بالوعد الذي قطعته على نفسي في مقدمة هذا الكتاب بأن أذكر في آخره أسماء المصادر التي استفدت منها وانتفعت من ذخائرها وتركت النسبة إليها داخل الكتاب اختصارا، فلو ذكرت النسبة إليها لطال بنا ذلك. وجل هذه المصارد الخطية التي أذكرها الآن توجد إما بالخزانة الحسنية وإما بالخزانة العامة والكل بعاصمة الرباط الأمر الذي صار معه الرجوع إليها والبحث فيها سهلا في متناول الجميع. -الابتسام عن دولة مولانا عبد الرحمن بن هشام/ لأبي العلاء إدريس الجعيدي السلاوي. -الارتجال في مناقب ومشاهد سبعة رجال وما اشتهر في مراكش أو دخلها من مشاهير صلحاء الرجال/ لأبي عبد الله محمد الأمين الصحراوي. -الإرشاد والبيان في رد ما أنكره الرؤساء من أهل تطوان/ لأبي عبد الله محمد بن محمد ابن عبد الله المكودي التازي. -الأزهار العاطرة الأنفاس بذكر محاس قطب المغرب وتاج مدينة فاس/ للشيخ أبي عبد الله محمد بن جعفر الكتاني. -الأنباء المنشودة من شمائل رجال بيت بني سودة/ لسيدنا الجد العابد بن الشيخ أحمد ابن سودة. -الأنوار المضيئة في الليل الداج في التعريف بسيدي المهدي بن الحاج/ لأبي عبد الله محمد بن عبد الهادي ابن الحاج. -الاغتباط بتراجم أعلام الرباط/ لأبي عبد الله محمد بن مصطفى بو جندار الرباطي. -الاسناد للشفيع يوم التناد بما حضر من الذخائر، عند الانتقال من دار الأكابر/ فهرست لأبي زيد عبد الرحمان بن إدريس المنجرة الحسني. -الإشراف على من بفاس من الأشراف/ لأبي عبد الله محمد الطالب بن حمدون ابن الحاج السلمي. -إتحاف الأعيان بأسانيد العرفان/ فهرست لأبي علي الحسن بن عمر مزور الفاسي. -إتحاف أشراف الملا ببعض أخبار الرباط وسلا/ نظم تاريخي لأبي عبد الله محمد بن محمد ابن علي الدكالي السلاوي. -إتحاف أهل الدراية بمالي من الإسناد والرواية/ لأبي عبد الله محمد-فتحا-بن قاسم القادري الحسني. -إتحاف الخل المعاصر بأسانيد الشيخ ابن ناصر/ لأبي الربيع سليمان بن يوسف بن محمد الناصري. -إتحاف الخل المواطي ببعض مناقب الإمام السكياطي/ لأبي الفضل التهامي بن محمد الأوبيري نزيل مراكش.

-إتحاف ذوي العناية، ببعض مالي من المشيخة والرواية/ فهرست لأبي حامد العربي بن المهدي بن العربي العزوزي الزرهوني. -أجلى مسانيد الرحمان في أعلى أسانيد علي بن سليمان/ فهرست لأبي الحسن علي بن سليمان الدمناتي المراكشي. -أرجوزة/ لأبي عبد الله محمد الغالي بن المكي ابن سليمان. -الروض الفاتح بأزهار النسيب والمدائح/ لأبي العلاء إدريس بن علي السناني. -إزالة الالتباس عن قبائل سكان مدينة فاس/ لجامعه عبد السلام ابن سودة. -أزهار البستان، في طبقات الأعيان/ لأبي العباس أحمد بن محمد ابن عجيبة. -إظهار المحامد، في التعريف بمولانا الوالد/ لأبي عبد الله محمد بن محمد ابن الموقت المراكشي. -إمداد ذوي الاستعداد إلى معالم الراوية والإسناد/ فهرست لأبي محمد عبد القادر بن أحمد الكوهن. -إعراب الترجمان عن قضية الوداية مع المولى عبد الرحمان/ لأبي الفضل عبد الحفيظ ابن المجذوب الفاسي. -إيقاظ السكارى المحتمين بالنصارى/ لأبي الحسن علال بن عبد الله الفاسي. -إيليغ قديما وحديثا/ للشيخ محمد المختار بن علي السوسي الإلغي (¬1). -باكورة الزبدة في تاريخ أسفي وعبدة/ لأبي العباس أحمد بن محمد الصبيحي السلاوي (¬2). -البدور الضاوية في التعريف بالسادات أهل الزاوية الدلائية/ لأبي الربيع سليمان بن محمد الحوّات العلمي الحسني. -بلوغ القصد والمرام في مناقب القطب سيدي الحاج عبد السلام/ لأبي حامد العربي بن عبد الله الوزاني الحسني. -بغية الأدباء الأكياس بمعرفة قسمة ماء وادي فاس/ لسيدنا الجد العابد بن أحمد ابن سودة. -بغية الرائي في التعريف بالشيخ محمد المكي الدلائي/ لولده أبي عبد الله محمد الدلائي. -البستان الجامع لكل نوع حسن وفن مستحسن في عدّ بعض مآثر السلطان مولاي الحسن/ لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم السباعي المراكشي. ¬

(¬1) طبع بعد ذلك؛ في المطبعة الملكية بالرباط عام 1386/ 1966. (¬2) طبع أخيرا بعناية المجلس البلدي لمدينة أسفي عام 1995 م.

-البستان الظريف في دولة أولاد مولانا علي الشريف/ لأبي القاسم بن أحمد الزياني. -البستان السني في النسب الحسني والحسيني/ للشيخ أبي عبد الله محمد-فتحا-بن قاسم القادري. -بيوتات سلا/ لأبي قاسم بن العربي عشعاش الجزائري (¬3). -تاريخ الدولة السعيدة/ لأبي عبد الله محمد بن عبد السلام الضعيف الرباطي (¬4). -تاريخ الطب العربي في عصور دول المغرب الأقصى/ لأبي عبد الله محمد بن أحمد الكانوني. -تاريخ مدينة تطوان/ لأبي عبد الله محمد بن أحمد داود التطواني (الأجزاء الأخيرة المخطوطة). -تأليف في ترجمة الشيخ التاودي بن الطالب بن سودة/ لأبي عبد الله محمد الطالب بن حمدون ابن الحاج السلمي. -تأليف في الشيخ أحمد البدوي زويتن/ لأبي حامد العربي بن الهاشمي العلوي المدغري. -تأليف في الأمداح التي قيلت في المولى سليمان/ لأبي الربيع سليمان الحوات. -تأليف في ترجمة الشيخ عبد الجبار بن الطالب الوزاني/ لأبي عيسى المهدي بن محمد الوزاني. -تحلية الآذان والمسامع بنصره الشيخ ابن زكري العلامة الجامع/ لأبي العباس أحمد ابن عبد السلام بناني في مجلدين. -تحفة الإخوان ببعض مناقب شرفاء وزان/ لأبي العباس أحمد المدعو حمدون الطاهري الحسني. -تحفة الحادي المطرب في رفع نسب شرفاء المغرب/ لأبي القاسم بن أحمد الزياني. -تحفة النبهاء في التفريق بين الفهاء والسفهاء/ لأبي القاسم بن أحمد الزياني. -التحفة القادرية في التعريف بشرفاء أهل وزان/ لأبي محمد عبد السلام بن عبد الله القادري الحسني. -تذكرة المحسنين بالوفيات وحوادث السنين/ لأبي الفضل عبد الكبير بن المجذوب الفاسي (¬5). -تكميل الترجمان بدولة السلطان سيدنا ومولانا عبد الرحمان/ لأبي قاسم بن أحمد الزياني. -تمهيد الجبال وما وراءها. . . وإصلاح حال السواحل والثغور/ رحلة لأبي عبد الله محمد ابن محمد بن مصطفى المشرفي الحسني. ¬

(¬3) طبعته أخيرا المكتبة العلمية الصبيحية بسلا بتحقيق نجاة المريني. (¬4) طبع في السنوات الأخيرة محققا طبعتين بالرباط والدار البيضاء. (¬5) نشرناه في طليعة موسوعة أعلام المغرب.

-نشاط الأذهان وتحفة الإخوان في استنباط مناقب مولانا الحسن/ تأليف الطاهر بن قاسم ابن العباس العماري المراكشي. -تنوير الصدور بالتعريف بالحاج الحسن كنبور/ لأبي محمد عبد السلام بن محمد الهواري. -التصور والتصديق بأخبار الشيخ محمد ابن الصديق/ لولده الشيخ أبي العباس أحمد ابن الصديق. -التقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر من أخبار أعيان المائة الحادية والثانية عشر/ لأبي عبد الله محمد ابن الطيب القادري الحسني (¬6). -التقييد المستحسن بما رئي وما سمع في شأن مولانا الحسن/ لأبي محمد عبد الله الخياط العطار الزرهوني. -ثمرة أنسى في التعريف بنفسي/ للشيخ أبي الربيع سليمان الحوات. -جوهرة التيجان وفهرست الياقوت واللؤلؤ والمرجان في الملوك العلويين وأشياخ أمير المومنين مولانا سليمان/ لأبي القاسم بن أحمد الزياني. -اختصارها المسمى بالدرر والعقيان فيما قيدته من جوهرة التيجان/ لأبي عبد الله محمد التهامي بن المكي ابن رحمون. -حديقة الحكام الجفاة ومن انضاف إليهم من البغاة/ لأبي القاسم بن أحمد الزياني. -حرز الأمانة في سبب تسمية دار الضمانة/ لأبي عبد الله محمد بن أحمد الغازي الرباطي، الجزء الأول. -الحلل البهيجة في فتج البريجة وسيرة الملك الهاشمي سيدي محمد بن عبد الله الفاطمي/ لأبي عبد الله محمد بن أبي القاسم المراكشي. -درة السلوك وريحانة العلماء والملوك/ لأبي محمد عبد السلام بن السلطان ين سيدي محمد بن عبد الله العلوي. -الدرر السنية في ذكر الدولة الحسنية/ لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد ابن رحمون المدرومي. -الدرر الإبريزية في مناقب الدولة العزيزيّة/ لأبي العباس أحمد بن محمد ابن الحاج السلمي. -الدرر الجوهرية في مدح الخلافة الحسنية/ لأبي العباس أحمد بن محمد ابن الحاج السليمي. -الدر المنتخب المستحسن في بعض مآثر أمير المومنين مولانا الحسن/ لأبي العباس أحمد ابن محمد ابن الحاج السلمي. ¬

(¬6) نشر أخيرا في بيروت بتحقيق هاشم العلوي القاسمي.

-الدر النثير فمن اشتهر وصحّ نسبه من شرفاء الوداغير/ لأبي عبد الله محمد بن الحسن الودغيري. -الدر النفيس فيمن بفاس من بني محمد بن نفيس/ لأبي عبد الله بن الوليد بن العربي العراقي الحسيني. -دوحة المجد والتمكين في وزارة ونسب بني عشرين/ لأبي حامد الغالي بن محمد اللجائي العمراني. -ديوان الشيخ حمدون بن عبد الرحمن ابن الحاج. -ديوان الوزير محمد بن محمد بن إدريس العمراوي. -ديوان نظم فيمن أيقظ للدين جفن الوسن مولانا الحسن/ لأبي حامد العربي بن عبد القادر بن علي المشرفي الحسني. -ذكر من اشتهر أمره وانتشر، من بعد الستين من أهل القرن الثالث عشر/ للشيخ أبي عبد الله محمد الفاطمي ابن الحسن الصقلي الحسيني. -رحلة حجازية/ لأبي العلاء إدريس بن عبد الهادي العلوي الحسني. -رحلة حجازية/ لأبي عبد الله محمد يحيى بن المختار الولاتي. -الرحلة الكبرى/ لأبي عبد الله محمد بن عبد السلام الناصري. -الرحلة المرصعة ببديع اللآلي في ترجمة الشريف المنيف سيدي محمد الخمالي/ لأبي عبد الله محمد بن محمد الرايس الفاسي. -الرحلة الوزانية الممزوجة بالمناسك المالكية/ لأبي العباس العربي حسون الوزاني. -روضة الأفراح ونزهة الأكياس في الرد على من لمز محاريب مساجد مدينة فاس/ لسيدنا الجد العابد بن أحمد ابن سودة. -الروضة المقصودة والحلل الممدودة في مآثر بني سودة/ لأبي الربيع سليمان بن محمد الحوات العلمي الحسني في مجلدين (¬7). -الروضة السليمانية في ملوك الدولة الإسماعيلية ومن تقدمها من الدول الإسلامية/ لأبي القاسم بن أحمد الزياني. -الروض المنيف في التعريف بأولاد عبد الله الشريف/ لأبي محمد عبد الله بن الطيب الوزاني الحسني. -الروض الفائح بأزهار النسيب والمدائح/ لأبي العلاء إدريس بن علي المالكي السناني وهو ديوانه في ملجد. -رياض الورد إلى ما انتهى إليه هذا الجوهر الفرد/ لأبي عبد الله محمد الطالب ابن الحاج (¬8). ¬

(¬7) نشرت أخيرا بالدار البيضاء سنة 1994 محققة من طرف عبد العزيز تيلاني. (¬8) نشر أخيرا بتطوان محققا من طرف حفيد المؤلف جعفر ابن الحاج السلمي.

-زبدة التاريخ وزهرة الشماريخ/ لأبي عبد الله محمد ابن الأعرج السليماني. -زهرة الآس في بيوتات فاس/ لأبي الفضل عبد الكبير بن هاشم الكتاني، الجزء الأول. -زهرة الآس فيمن لقيته من الناس بوزان وفاس/ فهرست لأبي العباس أحمد بن العربي حسون الوزاني. -الطبقات/ للشيخ الحضيكي السوسي. -طبقات الشيخ العربي الدرقاوي وتلامذته/ لأبي زيان محمد بن أحمد الغريسي. -الظل الوريف في محاربة الريف/ لأبي العباس أحمد بن العياشي سكيرج. -الكلمات الذهبية في أخبار الرحلة المغربية لفخامة المسيو مليدان رئيس الجمهورية الفرنسوية/ لأبي عبد الله محمد بن مصطفى بو جندار الراباطي. -كناشة/ للوزير محمد بن إدريس العمراوي. -كناشة/ للجد أبي عبد الله محمد بن محمد بن علال ابن سودة. -كناشة/ للشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة. -كناشة/ لأحد تلاميذة الشيخ بدر الدين الحمومي. -كناشة/ لأبي الفضل العباس بن الشيخ محمد بن عبد الرحمان السجلماسي. -كناشة/ لأبي حامد العربي بن أحمد البلغيثي. -كنانيش/ للجد الشيخ أحمد بن الطالب ابن سودة. -كنانيش/ للشيخ أحمد بن محمد ابن العباس البوعزاوي. -كنانيش/ لأبي عبد الله محمد بن أحمد الكانوني الأسفي. -اللسان المعرب عن تهافت المعمرين حول المغرب/ لأبي عبد الله محمد بن محمد ابن الأعرج السليماني (¬9). -مجالس الانبساط بشرح تراجم علماء وصلحاء الرباط/ لأبي عبد الله محمد بن علي دينيه الرباطي. -مجموعة إجازات/ الشيخ أحمد بن محمد ابن العباس البوعزاوي. -مجموعة في الأمداح التي قيلت في قائد فاس أحمد بن الطيب البياز. -المزايا فيما أحدث من البدع بأمّ الزوايا/ لأبي عبد الله محمد بن عبد السلام الناصري. -منتهى النقول ومشتهى العقول/ لأبي الحسن علي بن محمد السملالي. -مطالع الحسن واتباع السنن بطلوع راية مولاي الحسن/ لعلي بن محمد السملالي. -مناقب الشيخ أبي عبد الله محمد الحضيكي/ لأبي زيد عبد الرحمان بن عبد الله بن محمد السوسي التملي الجزولي. -المفاخر العلية والدرر السنية/ لأبي محمد عبد السلام اللجائي العمراني الحسني. ¬

(¬9) طبع بالرباط سنة 1391/ 1971 بعناية ابن المؤلف عبد المالك السليماني والحبيب المهاجي.

-مقنع الكفرة باللسان والحسام في بيان إيجاب الاستعداد لحرب النظام/ لأبي عبد الله محمد الغالي بن محمد اللجائي العمراني الحسني. -المسك الأريج في نسب أولاد الدّريج/ لأبي الربيع سليمان بن محمد الحوات الحسني. -النبذة اليسيرة النافعة التي هي لأستار جملة أحوال الشعبة الكتانية رافعة/ للشيخ أبي عبد الله محمد بن جعفر الكتاني الحسني. -نزهة الأبصار لذوي المعرفة والاستبصار تنفى عن المتكاسل الوسن في مناقب سيدي أحمد ابن محمد ووالده السيد الحسن/ لأبي حامد العربي بن عبد القادر المشرفي الحسني. -نزهة الأخيار المرضيين في مناقب العلماء الدّلائيين/ لأبي عبد الله محمد بن داود التازي الأندلسي. -نزهة الجلاس في ترجمة أبي يحلاس/ لأبي عبد الله محمد بن أحمد السملالي السوسي. -نظم الدرر واللآل في شرفاء عقبة ابن صوال/ لأبي عبد الله محمد الطالب بن الشيخ حمدون ابن الحاج السلمي. -التحفة الشمالية العاطرة الأنفاس في الرحلة الجمالية لزيارة قطب فاس/ لأبي عبد الله محمد الفاطمي ابن الحسن الصقلي الحسيني. -نشاط الأذهان وتحفة الإخوان في استنباط ومناقب مولانا الحسن/ تأليف طاهر بن قاسم ابن العباس الغماري المراكشي. -نشر المثاني لأهل القرى الحادي عشر والثاني/ لأبي عبد الله محمد بن الطيب القادري الحسني، الصغير المطبوع، والمكبير المخطوط (¬10). -النوافح الغالية في الأمداح السليمانية/ لأبي الفيض حمدون بن عبد الرحمان ابن الحاج السلمي. -النور اللامع البراق في ترجمة الشيخ محمد الحراق/ لأبي عبد الله محمد العربي بن الشيخ محمد الدلائي الرباطي. -صعود مراقي الإسعاد إلى سماء الرواية والإسناد/ فهرست لأبي عبد الله محمد بن أحمد الكانوني. -ضوء المصباح في الأسانيد الصحاح/ فهرست لأبي زكرياء يحيى بن عبد الله البكري الجرّاري. -ضياء النبراس في ماء وادي مدينة فاس/ لأبي الحسن علي بن الطيب الشرفي الأندلسي. -عنوان السعادة والإسعاد لطالب الوراية والإسناد/ فهرست لأبي عبد الله محمد بن الحسن العرايشي المكناسي. ¬

(¬10) طبعنا الاثنين مدمجين معا بالرباط وبيروت (تحقيق محمد حجي وأحمد التوفيق).

-عقد الجمان في شمائل السلطان سيدنا ومولانا عبد الرحمان/ لأبي القاسم بن أحمد الزياني. -غنية المستفيد في فهم الأسانيد/ لأبي عبد الله محمد الباقر بن الشيخ محمد الكتاني الحسني. -الفتح الوهبي في مناقب الشيخ العربي/ لأبي حامد العربي بن داود الشرقاوي. -فهرست/ محمد بن الحسن بناني -فهرست/ الشيخ التاودي ابن سودة. -فهرست/ محمد ابن عجيبة. -فهرست/ محمد بن عبد الصادق ابن ريسون. -فهرست/ أبي القاسم بن أحمد الزياني. -فهرست/ التهامي بن المكي ابن رحمون. -فهرست/ الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة. -فهرست/ الشيخ عبد الله الكامل بن محمد الأمراني. -فهرست/ حميد بن محمد بناني. -فهرست/ الجد محمد بن عبد القادر ابن سودة. -فهرست/ الشيخ المهدي بن محمد الوزاني. -فهرست/ الشيخ أحمد بن محمد ابن الخياط الزكاري الحسني. -فهرست/ أحمد بن محمد بن الخضر العمراني. -القدر السامي في التعريف بالشيخ أحمد بن الحسن الحمومي، وشيخه البحر الزاخر المولى التهامي/ للتهامي بن أحمد الحمومي. -قرة العيون في الشرفاء القاطنين بحومة العيون/ لسليمان بن محمد العلمي الحوات. -سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال/ لجامع هذه العجالة عبد السلام ابن سودة (¬11). -سلوك الطريق الوارية في التلميذ والشيخ والزاوية/ لأبي عبد الله محمد بن محمد الزبادي. -الشجرة الشماء الثابت أصلها في الأرض وفرعها في السماء/ لأبي عبد الله محمد الزكي بن هاشم العلوي الحسني. -شفاء الصدور وسر الشموس والبدرو/ لأبي العباس أحمد بن العربي العلوي البلغيثي. -الوجه المغري على نصرة العلامة ابن زكري/ لأبي العباس أحمد بن عبد السلام بناني في جزءين. ¬

(¬11) نشرناه مع إتحاف المطالع في الجزءين الأخيرين من موسوعة أعلام المغرب.

ب-المصادر المطبوعة لإتحاف المطالع

-الوسيط في تراجم أدباء شنجيط/ لأبي العباس أحمد الشنجيطي (¬12). -ياقوتة النسب الوجاهة وفي ضمنها التعريف بسيدي محمد بن علي مولى مجاجة/ لأبي حامد العربي بن عبد القادر المشرفي الحسني. -الياقوتة الوجاهة في مآثر رجال رجراجة/ لأبي عبد الله محمد بن أحمد الكانوني. -يتيمة العقود الوسطى في مناقب الشيخ أبي عبد الله محمد المعطّى/ لأبي عبد الله محمد بن عبد الكريم العيدوني. ب-المصادر المطبوعة لإتحاف المطالع - أسفي وما إليه قديما وحديثا/ لأبي عبد الله محمد بن أحمد الكانوني. -الإتحاف الوجيز المهدى لمولاي عبد العزيز/ لأبي عبد الله محمد بن محمد ابن علي الدكالي السلاوي. -الأدب العربي بالمغرب الأقصى/ لأبي عبد الله محمد بن العباس القباج نزيل الرباط. -الأزهار العاطرة الأنفاس بذكر محاس قطب المغرب وتاج مدينة فاس/ للشيخ أبي عبد الله محمد بن جعفر الكتاني. -الأمير عبد الكريم بطل الريف/ لم يذكر مؤلفه. -الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام وملوك الإسلام/ لأبي الفضل العباس بن محمد بن إبراهيم المراكشي، الأجزاء الخمسة المطبوعة (¬13). -الاغتباط بتراجم أعلام الرباط/ لأبي عبد الله محمد بن مصطفى بو جندار الرباطي. -اختصاره/ لأبي عبد الله محمد بن محمد ابن الموقت المراكشي. -الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى/ للشيخ أبي العباس أحمد بن خالد الناصري السلاوي. -الآيات البينات في شرح وتخريج الأحاديث المسلسلات/ لأبي الفضل عبد الحفيظ بن الطاهر الفاسي الفهري، الجزء الأول. -إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس/ للشيخ عبد الرحمان ابن زيدان العلوي الحسني، الخمسة اسفار المطبوعة. -اختصار العروة الوثقى/ لأبي عبد الله محمد بن الحسن الحجوي. -أنا عائد من مراكش/ ترجمة أبي ريحان. -انتصار عبد الكريم الريفي/ تأليف فريد المصري. ¬

(¬12) طبع بمصر سنة 1380/ 1961 بعناية فؤاد سيد أمين المخطوطات بدار الكتب المصرية. (¬13) طبع سنة 1974 تاما بالرباط في عشرة أجزاء.

-إعلام الأئمة الأعلام وأساتيذها بما لنا من المرويات وأسانيدها/ لأبي المواهب جعفر بن إدريس الكتاني الحسني. -استنزال السكينة الرحمانية بالتحديث بالأربعين البلدانية/ لأبي الفضل عبد الحفيظ بن الطاهر الفاسي. -إيقاظ السريرة لتاريخ الصويرة/ لأبي عبد الله محمد بن سعيد الصديقي الصويري أطلعني عليه مؤلفه طبع الجزء الأول منه فقط. -إيليغ قديما وحديثا/ للشيخ المختار بن علي السوسي الإلغي. -تاريخ مدينة تطوان/ لأبي عبد الله محمد بن أحمد داود التطواني في عدة اسفار. -اختصاره في مجلد. -سوس العالمة، للشيخ المختار بن علي السوسي. -تاريخ الشعر والشعراء بفاس/ لأبي العباس أحمد بن محمد النميشي. -تبيين وجوه الاختلال في مستند إعلان العدلية بثبوت رؤية الهلال/ للشيخ عبد الرحمان ابن زيدان العلوي الحسني. -تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر/ لأبي عبد الله محمد بن الأمير عبد القادر الجزائري. -تحفة الملك العزيز بمملكة باريز/ لأبي العلاء إدريس بن محمد ابن إدريس العمراوي. -الترجمانة الكبرى التي جمعت أخبار العالم برا وبحرا/ لأبي القاسم بن أحمد الزياني. -ترجمة أحمد ابن الونان/ للشيخ عبد الله كنون. -ترجمة محمد بن أحمد أكنسوس المراكشي/ له أيضا. -ترجمة أبي القاسم الزياني/ له أيضا. -ترجمة محمد بن محمد بن إدريس العمراوي الوزير/ له أيضا. -تعطير البساط بذكر تراجيم قضاة الرباط/ لأبي محمد مصطفى بو جندار الرباطي. -الجامعة اليوسفية بمراكش في تسعمائة سنة/ بقلم أبي عبد الله محمد بن عثمان المسفيوي المراكشي، الجزء الأول. -جواهر الكمال في تراجم الرجال/ لأبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الكانوني، القسم المطبوع منه. -جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض أبي العباس أحمد التجاني/ لأبي الحسن علي حرازم بن العربي برادة. -الجيش العرمرم الخماسي في دولة أولاد مولانا علي الشريف السجلماسي/ لأبي عبد الله محمد بن محمد أكنسوس المراكشي. -حديث المغرب في المشرق/ للأستاذ محمد بن الحسن الوزاني. -حوادث الأمير سيدي محمد بن عبد الكريم/ تأليف محمد كامل فريد افندى المصري.

-الدر التالي في ثبوت الشرف البقالي/ لأبي عبد الله محمد بن الحاج العياشي سكيرج. -الدرر البهية والجواهر النبوية/ لأبي العلاء إدريس بن أحمد الفضيلي العلوي. -الدرر الفاخرة بمآثر العلويين بفاس الزاهرة/ للشيخ عبد الرحمن بن محمد ابن زيدان العلوي الحسني. -الدرر السنية بأخبار السلالة الإدريسية/ لأبي عبد الله محمد بن علي السوسي. -الدر المكنون في التعريف بالشيخ كنون/ لأبي عبد الله محمد بن محمد ابن مصطفى المشرفي. -الرحلة المكية/ لأبي العباس أحمد بن محمد الرهوني التطواني. -الرحلة الفنية إلى الديار المصرية لأجل الطرب الأندلسي/ تعريب عبد الكريم بو علو. -رحلة السلطان مولانا يوسف إلى فرنسا/ لبعض المستشرقين. -رفع النقاب بعد كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب/ لأبي العباس أحمد بن الحاج العياشي سكيرج. -رسالة النفائس الإبريزية في هدية الفيل الوافدة من الحضرة الأنجليزية/ لأبي العباس أحمد بن عبد الواحد ابن المواز الحسني. -رياض الجنة أو المدهش المطرب/ لأبي الفضل عبد الحفيظ بن الطاهر الفاسي الفهري. -الزاوية/ لأبي عبد الله محمد التهامي بن عبد الله الوزاني الحسني. -طبقات شيوخ الشاذلية/ لأبي علي الحسن بن محمد الكوهن الفاسي نزيل الشام. -طلعة المشتري في تحقيق النسب الجعفري/ لأبي العباس أحمد بن خالد الناصري السلاوي. -كشف الأستار المسبلة وتبيين الأوهام المسلسلة/ لنور الدين بن علي الجراح الشافعي. -الكشف والبيان في حال أهل الزمان/ لأبي عبد الله محمد بن محمد ابن الموقت المراكشي. -كشف الحجاب عمن تلاقى مع التجاني من الأصحاب/ لأبي العباس أحمد بن الحاج العياشي سكيرج. -الكوكب الاسعد في مناقب سيدنا ومولانا أحمد/ لأبي عبد الله محمد بن محمد المكناسي. -منية المتطلعين إلى من في الزاوية الإلغية من المنقطعين/ للشيخ المختار بن علي السوسي الإلغي. -المعسول/ للشيخ المختار بن علي السوسي في عشرين جزءا. -مقدمة الفتح من تاريخ رباط الفتح/ لأبي عبد الله محمد بن مصطفى بوجندار الرباطي. -النبوغ المغربي في الأدب العربي/ للشيخ عبد الله كنون. -نظم في الوفيات/ للشيخ الطالب ابن الحاج.

-نضال ملك محمد الخامس/ لأبي عبد الله محمد الرشيد بن محمد ملين الرباطي، في جزءين. -النسمات الندية من نشر ترجمة الإمام أبي العباس دينية/ لحفيده أبي عبد الله محمد بن علي دينية الرباطي. -عبد الكريم والحرب الريفية/ تأليف كريم خليل المصري. -العز والصولة في معالم نظم الدولة داخل المغرب وخارجه/ للشيخ عبد الرحمان بن محمد ابن زيدان العلوي، الجزءان الأول والثاني. -عناية المجد بذكر آل الفاسي ابن الجد/ للسلطان أبي الربيع سليمان بن محمد العلوي الحسني. -غاية الأمينة وارتقاء الرتبة العلية/ لأبي مالك عبد الواحد بن محمد-فتحا-الفاسي الفهري. -الفكر السامي في الفقه الإسلامي/ لأبي عبد الله محمد بن الحسن الحجوي. -فهرست/ الشيخ المهدي بن محمد الوزاني. -فهرس الفهارس والأثباب/ لأبي عبد الله محمد عبد الحي بن الشيخ عبد الكبير الكتاني في مجلدين (¬14). -فواصل الجمان في أنباء وزراء وكتّاب الزمان/ لأبي عبد الله محمد بن المفضل غريط. -السر الظاهر فيمن بفاس ممّن أحرز الشرف الظاهر/ للشيخ سليمان الحوات. -سلوة الأنفاس/ للشيخ محمد بن حعفر الكتاني الحسني، في ثلاثة أسفار. -السعادة الأبدية في التعريف برجال الحضرة المراكشية/ لأبي عبد الله محمد بن محمد ابن الموقت المراكشي. -شذا أزهار الآكام والجبال فيمن أقبر من الأعلام بقبيلة بني زروال/ لأبي عبد الله محمد البشير بن الشيخ عبد الله الفاسي الفهري. -الشّرب المحتضر والأمر المنتظر من معين أهل القرن الثالث والرابع عشر/ لأبي المواهب جعفر بن إدريس الكتاني الحسني. -الشرف المصون لئآل كنون/ لأبي عبد الله محمد حشلاف الجزائري. -الشموس المنيرة في أخبار مدينة الصويرة/ لأبي العباس أحمد ابن الحاج الرجراجي الرباطي. -اليمن الوافر الوفي في امتداح الجناب المولوي اليوسفي/ للشيخ عبد الرحمان بن محمد ابن زيدان العلوي الحسني. -يوم شوفى بفاس/ نشر باسم أبي عبد الله محمد مكوار الفاسي. ¬

(¬14) أعيد طبعه في دار الغرب الإسلامي بيروت في ثلاثة أجزاء بعناية إحسان عباس.

هذا ما حضر الآن من ذكر أسماء المصادر التي نقلت عنها واستفدت منها وربما تركت ذكر أسماء البعض منها فمعذرة للمطالع ومؤلفيها والله المستعان، وعليه التكلان. حرر برباط الفتح على هذا المنوال في يوم الأحد خامس عشر صفر الخير عام سبعة وثمانين وثلاثمائة وألف (¬15). ¬

(¬15) رأينا أن المؤلف ابن سودة لم يتوقف عن الكتابة في هذه السنة، واستمر في إلحاق التراجم بكتابه إتحاف المطالع إلى سنة وفاته: أربعمائة وألف.

عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة بقلمه

عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة بقلمه جرت عادة بعض المؤلفين أن يذكروا نبذة عن حياتهم في آخر بعض مؤلفاتهم إظهارا للحقيقة واعترافا بما منّ الله عليهم به في هذه الحياة، وليس القصد افتخارا أو إعجابا بالنفس. وجريا على هذه العادة المالوفة أردت أن أشير في آخر هذا الفهرس (¬1) إلى الحياة التي عشتها في هذا العالم المضطرب، لأني ما عقلت الحياة إلا ويد الاستعمار تفتك بهذا الشعب الكريم للقضاء على وحدته وقوميته وديانته وأخلاقه، ولعل ساعة الفرج قد دقّت في هذه الأيام الأخيرة. فكاتبه هو عبد السلام بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن الطالب بن محمد -فتحا-ابن سودة. يتصل نسبه بأبي القاسم بن محمد بن علي ابن سودة القادم من جزيرة الأندلس من مدينة غرناطة أواسط المائة الثامنة حيث مقر أسلافه منذ قدموا إليها من الشرق مع بلج بن بشر القشيري أوائل القرن الثاني من الهجرة. وقدم أبو القاسم المذكور إلى المغرب ليكون كاتبا في بلاط بني مرين بفاس وقد ترجم له ذو الوزارتين لسان الدين محمد ابن الخطيب السلماني في كتابه الإحاطة في أخبار غرناطة ووصفه بأوصاف حسنة من الناحية العلمية والأدبية، وحلاه في نسبه بالمرّي، ومرّة توجد بين قبائل العرب، وقد حمل هذا النسب إلى المغرب أولاده من بعده لأنه الجدّ الجامع لأولاد ابن سودة الموجودين بالمغرب. ثم إن البعض منهم صار يضيف في نسبه القرشي زيادة على المري، وقد احتج على ذلك بأن لفظ المرّي عند العرب لا تنصرف عند الإطلاق إلاّ إلى مرة قريش. وعلى كل لا نطيل في هذا الموضوع لأن عهد الافتخار بالأنساب قد ولى إلى غير رجعة، وحسب الرجل أن يكون مسلما عاملا لدينه ووطنه، والافتخار بالنسب من شأن العاجز، على أنه إن بقيت بقية من ذلك فالعروبة ثابتة لأولاد ابن سودة من قديم الأزمان في الأندلس والمغرب. وهذه القبيلة التي وجدت نفسي أحد أفرادها خدمت العلم الإسلامي طوال أجيال، ووجد بها عدة فحول من العلماء الأفذاذ الذين وصفوا بالعلم والمقدرة والمناصب العالية من تدريس وخطابة وقضاء وغير ذلك، وألّفوا تآليف ¬

(¬1) كتب المؤلف ترجمته في آخر فهرسه سل النصال فارتأينا أن نعيد نشرها هنا لمزيد من التعريف به.

عديدة في مختلف الفنون، وأدرك أفراد منهم درجة شيخ الجماعة في وقته، وهذه الصفة العلمية ظهرت فيهم بالمغرب الأقصى مند القرن التاسع إلى الآن. ولدت بمدينة فاس عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف، وتربيت في حجر الجدّ من قبل الأم العابد بن الشيخ أحمد ابن سودة، والفضل راجع إليه في تربيتي، لأنه-رحمه الله-كان له ولد واحد وتوفي ولم يبق له سوى بنت هي سيدتي الوالدة، فأخذني من أحضانها بعد الفطام وجعلني عوضا عن ولده المتوفّى، فكنت لا أفارقه سفرا وحضرا، فسافرت معه إلى مدينة الجديدة لما ولي القضاء بها عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف وأنا دون بلوغ. ولما أخر عن القضاء آخر عام ثلاثين وثلاثمائة وألف ورجع إلى فاس أدخلني الكتّاب، ولما أنس مني طلب العلم أمرني بالدخول إلى القرويين في أوائل عام سبعة وثلاثين وثلاثمائة وألف، فأخذت العلم عن بعض الأشياخ الذين مرّ بك ذكرهم. وفي عام أحد وأربعين وثلاثمائة وألف عينت مدرسا بمدرسة اللمطين بفاس، وأخّرت عنها أواخر أربعة وأربعين بعده. وفي عام خمسة وأربعين وثلاثمائة وألف طلبت المشاركة في امتحان التدريس على العادة الجارية في ذلك الوقت فأديت درسا واحدا في النحو في باب الاستثناء ثم صدر أمر بأن الامتحان لا يكون على تلك الحالة فمنعت من إتمامه، ولكن أدرجت في صف العدالة بسماط هذه الحضرة. ولما أدخل النظام إلى القرويين عام خمسين وثلاثمائة وألف طلبت أداء الامتحان فيه أوائل عام واحد وخمسين وثلاثمائة وألف، فشهد باستقامتي ومقدرتي جلّ أفراد المجلس، ولما ذهب ذلك إلى المراجع العليا وقع في التقرير أني أعدّ من الوطنيين فمنعت أنا وجماعة من الطلبة كانوا معي. ولما عجز سيدنا الجد العابد عن الخطابة بضريح المولى إدريس بن إدريس نبت عنه مدة سنتين، وفي أوائل تسعة وخمسين وثلاثمائة وألف نفّذت إليّ الخطابة به إلى أواخر عام تسعة وستين وثلاثمائة وألف، حيث منعت من العدالة والخطابة لأسباب لا معنى لذكرها، منها أنى امتنعت من الاعتراف لبعض الطغاة الرجعيين بالنسب الشريف الذي ادّعاه في عائلته مع أنه لم يعرف بذلك النسب من قبل. وقد حملني على ذلك ما أعرفه من علم التاريخ والأنساب الذي هو أمانة في عنق أمثالي من أهل هذه الشأن (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) فقد قامت بعد ذلك فتن وأهوال وقتل خطباء وأئمة لو بقيت لكنت من بينهم والأمر لله. وقبل ذلك كنت عينت للبحث عن الخروم بخزانة القرويين أوائل عام اثنين وسبعين وثلاثمائة وألف وبقيت في ذلك إلى تمامه، وكانت النتيجة حسنة. ولما عزلت عن جميع الوظائف لزمت بيتى. وفي هذه الحالة التي مازلت متصفا بها كتبت عدة تآليف وأخرجت بعضها من مسودتها لأني والحمد لله منذ صغري ألهمت التأليف وخصوصا في تاريخ المغرب، ولا بأس أن أذكر أسماءها مرتبة بحسب زمن كتابتها حسب الإمكان:

1) فأول كتاب ألّفته الدروس النحوية ألفتها لمّا كنت مدرسا بالمدرسة الابتدائية على الطريقة الجديدة في علم النحو يفيد المبتدئ لو طبع. 2) تأليف في اللعبة الشهيرة بالشطرنج، سميته الزهر من أكمامه في الشطرنج وأحكامه، جمعت فيه كل ما يستحسن في هذا الموضوع، وما زال في مسودته في جزء صغير. 3) دليل مؤرخ المغرب الأقصى، ذلك الكتاب الذي حوى من مصادر تاريخ المغرب ما جعله عمدة الباحثين في المغرب والمشرق وصار مرجعا عند كثير من المؤلفين كالاستاذ المؤرخ عمر كحالة صاحب كتاب معجم المؤلفين، فقد كاد أن ينقله بأجمعه في كتابه. جمعت فيه أكثر من ألفين وثلاثمائة كتاب، وذكرت فيه أكثر من ألف وفاة، وقد طبع أولا بمدينة تطوان في جزء واحد، ثم تولت دار الكتاب بالدار البيضاء طبعه مرة ثانية في جزءين مع زيادات وتنقيحات. 4) زبدة الأثر مما مضى من الخبر في القرن الثالث والرابع عشر، جعلته ذيلا لكتاب نشر المثاني في أخبار أهل القرن الحادي عشر والثاني، لمؤرخ فاس الشيخ محمد بن الطيب القادري الحسني المتوفى عام سبعة وثمانين ومائة وألف. وقد سرت على منواله ونسقه في ترتيب التراجم على تاريخ الوفيات. ابتدأت فيه من عام أحد وسبعين ومائة وألف وانتهيت فيه إلى عام سبعين وثلاثمائة وألف، يخرج في أربعة أجزاء ضخام، تناولت فيه أكثر من ثلاثة الآف ترجمة لا زال الكتاب في مسودته، يسر الله كل صعب. 5) إتحاف المطالع بوفيات أهل القرن الثالث عشر والرابع، وهو اختصار زيدة الأثر المذكور وكالذيل على كتاب التقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر من أخبار المائة الحادية والثانية عشر للشيخ محمد القادري المذكور يقع في مجلد، وسيقدم للطبع إن شاء الله قريبا. 6) ذيل إتحاف المطالع المسمى بالذيل التابع لإتحاف المطالع أبتدأت فيه من أول عام أحد وسبعين وثلاثمائة وألف وما زال العمل فيه مستمرا إلى الآن، ذكرت فيه وفيات الرجال، وما يتبع ذلك من الوقائع والأحداث والأهوال، التي تعرض لها المغرب أيام الأزمة الاستعمارية الأخيرة، ولم أترك شاذة ولا فاذة إلا استقصيتها وأحللتها مكانها اللائق بها، بنزاهة قصد وإنصاف في القول والحكم، وهو الآن يبلغ مجلدين، أعاننا الله على إخراجه من مبيضته (¬1). 7) إزالة الالتباس عن عائلات سكان مدينة فاس، جمعت فيه أكثر من ألفين اثنين وخمسمائة عائلة استوطنت مدينة فاس وكان لها بها ذكر، سواء كانت لا تزال موجودة أو اضمحلت ولم يبق إلا اسمها. أذكر بعض أفراد العلم والسياسة والجاه مع ذكر كثير من أعلام التاريخ والمصالح والآثار التي تنسب إلى كل عائلة إلى الآن يقع في مجلدين. ¬

(¬1) استمر المؤلف في كتابة التراجم إلى عام وفاته أربعمائة وألف وقد أعاد النظر في إتحاف المطالع وذيوله وجعله كتابا واحدا ذيل به كتابي القادري نشر المثاني والتقاط الدرر. وهو الذي نشرناه مع تهذيب وحذف زوائد بإذن المؤلف

8) أمثال أهل فاس وما إليها، جمعت فيه ما يقرب من خمسة عشر ألف مثل يستعملها أهل فاس سواء باللغة الدارجة أو باللغة الفصحى، مع شرح بعضها إن كان استعمال المثل في معنى بعيد عن لفظه، لا زال العمل فيه مستمرا، يخرج في ثلاثة مجلدات. 9) قضاة مدينة فاس، حوى كلّ من تولى القضاء بمدينة فاس مع فاس الجديد من أول تأسيس العدوتين إلى الآن، مرتب حسب الأزمان والدول، يقع في مجلدين. وقد أخذت ما عثرت عليه من علامات القضاة بآلة التصوير حسب الإمكان. 10) معجم تآليف رجال المغرب الأقصى ضمّ أسماء ما وقفت عليه من تآليف رجال المغرب من أول الإسلام إلى الآن، رتبته على حروف المعجم وما زلت مشتغلا به، وقد جمعت فيه أكثر من عشرة الآف اسم كتاب مع نبذة عن حياة المؤلف، وهو أصل الدليل ومنه تخرج، يقع في مجلدين ضخمين. 11) شعر أبى حفص الفاسي، جمعت فيه ما وقفت عليه من شعر الشيح أبي حفص عمر بن عبد الله الفاسي الفهري المتوفى عام ثمانية وثمانين ومائة وألف، لأنه لم يوفّق أحد من الأدباء إلى جمعه، وما جمع منه يدل دلالة واضحة على مكانة الشاعر، وما وصل إليه الأدب في القرن الثاني عشر بالمغرب وخصوصا في فاس. 12) إخراج كتاب تاريخ الطب العربي في عصور دول المغرب الأقصى من مسودته، وهو من تأليف الأستاذ أبى عبد الله محمد بن أحمد العبدي الكانوني المتوفى عام سبعة وخمسين وثلاثمائة وألف المارّ ذكره في هذه الفهرسة، لأني وقفت على الأصل بخط مؤلفه بعد وفاته، فوجدته غير مرتب وبه بياض في بعض المحلات، فرتبته وألحقت به ما كان يريد المؤلف أن يضيف إليه، ولولا ذلك لضاع ذلك المجهود الفريد في تاريخ المغرب بعد ما جعلت في أوله ترجمة لمؤلفه رحمه الله على وجه الاختصار، وقد بلغ نحوا من مائة وخمسين صفحة. 13) مجموعة المقالات التي كتبتها، سواء نشرت في الجرائد والمجلات أو لم تنشر، وربما كانت جوابا لبعض الرسائل، في مجلد وسط، وقد ضاع جلها. 14) مجموعة الرسائل الواردة علي من الأساتذة والعلماء جلها رسائل تتعلق بأسئلة تاريخية وأدبية واجتماعية تفيد الباحث، في مجلد. 15) وأخيرا لب الغبية إلى مكة وطيبة، وهي رحلة إلى البقاع المقدسة عام ثلاثة وثمانين وثلاثمائة وألف، في جزء متوسط، أبنت فيها عن مقصد الشارع من الحج والمراد منه، وقد ذكرت في آخرها التائيّة التي نظمتها في طريقي إلى الحج.

16) هذه الفهرسة التي جمعتها في الأشياخ المسماة سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال، ذكرت فيها ما أمكن ذكره على حسب المستطاع، وإني أعلم أنى تركت الكثير ممن كان حقه أن يذكر، ولكن ليس في الإمكان أبدع مما كان. وهناك عدة أبحاث ومقالات وموضوعات ما زلت أشغل نفسي بتحريرها وتتبّع مصادرها وموادها أعاننا الله على إتمامها. والله أسأل أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم ويرزقنا بركة من ذكر في هذه الفهرسة وأن يعم النفع بها والاستفاد منها، إنه على ذلك قدير، وبالاجابة جدير.

§1/1