أمالي أبي يعلى الفراء

أبو يعلى ابن الفراء

أَمَالِي أَبِي يَعْلَى الْفَرَّاءِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مثل المؤمن مثل الزرع لا تزال الريح تميله، ولا يزال المؤمن يصيبه بلاء، ومثل المنافق كمثل

1 - قَالَ: أنبا أَبُو عَلِيٍّ ضِيَاءُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْخُرَيْفِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَهْبَلِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ كَارِهٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا، وَأَنَا أَسْمَعُ، بِبَغْدَادَ، قَالا: أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: نا الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَّاءِ، إِمْلاءً، فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ الْخَامِسِ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنبا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ السُّكَّرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى السَّامِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ الزَّرْعِ لا تَزَالُ الرِّيحُ تُمِيلُهُ، وَلا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ بَلاءٌ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الأَرْزِ لا تَهْتَزُّ حَتَّى تُسْتَحْصَدَ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ

{للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} [يونس: 26] . فقال: إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار

2 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ الْوَزِيرُ، قَالَ: أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] . فَقَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ: إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ، فَيَقُولُونَ: مَا هُوَ؟ , أَلَمْ يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا، وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَيُجِرْنَا مِنَ النَّارِ، فَيَكْشِفُ لَهُمْ عَنِ الْحِجَابِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَا شَيْءٌ أُعْطُوهُ هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ، وَهِيَ الزِّيَادَةُ ". هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادٍ، فَكَأَنَّ شَيْخَنَا الْقَاضِي ابْنَ الْفَرَّاءِ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ

صوم يوم عاشوراء يكفر العام الذي قبله، وصوم يوم عرفة يكفر العام الذي قبله والذي

3 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ غَيْلانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ الْعَامَ الَّذِي قَبْلَهُ، وَصَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ الْعَامَ الَّذِي قَبْلَهُ وَالَّذِي بَعْدَهُ»

صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان

4 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ الْوَزِيرِ، قَالَ: أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: §«صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ صَامَهُ»

إن الله عز وجل إذا قضى الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كصوت السلسلة

5 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ حُبَابَةَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ الْعَيْشِيَّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: ثنا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §" إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا قَضَى الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَصَوْتِ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفْوَانِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ: 23] . قَالَ: وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ رُبَّمَا أَدْرَكَهُ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ إِلَى صَاحِبِهِ بِهَا، وَرُبَّمَا لَمْ يُدْرِكْهُ الشِّهَابُ حَتَّى يَرْمِيَ بِهَا إِلَى صَاحِبِهِ، فَيَرْمِي بِهَا هَذَا إِلَى هَذَا، وَهَذَا إِلَى هَذَا، حَتَّى تُلْقَى عَلَى فَمِ سَاحِرٍ أَوْ كَاهِنٍ فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كِذْبَةٍ ". قَالَ: " فَيَصْدُقُ، وَيَقُولُ: أَلَمْ يُخْبِرْ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَيَوْمَ كَذَا وَكَذَا فَوَجَدْنَاهُ حَقًّا، وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنِ الْحُمَيْدِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ

إن العبد إذا أذنب ذنبا كانت نكتة في قلبه، فإذا تاب صقل قلبه، فإذا زاد زادت حتى تسود

6 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ ابْنِ أَخِي مِيمِيٍّ الدَّقَّاقُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلادٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: أنبا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ، أَنَّ أَبَا صَالِحٍ السَّمَّانَ حَدَّثَهُ , أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ , أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: §«إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا كَانَتْ نُكْتَةً فِي قَلْبِهِ، فَإِذَا تَابَ صُقِلَ قَلْبُهُ، فَإِذَا زَادَ زَادَتْ حَتَّى تَسُودَ قَلْبَهُ» . قَالَ: " فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] "

إن الله عز وجل اختارني، واختار لي أصحابا، فجعل لي منهم وزراء وأنصارا وأصهارا، فمن سبهم

7 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ، قَالَ: ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اخْتَارَنِي، وَاخْتَارَ لِي أَصْحَابًا، فَجَعَلَ لِي مِنْهُمْ وُزَرَاءَ وَأَنْصَارًا وَأَصْهَارًا، فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يَقْبَلُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلا عَدْلا»

ما من نبي إلا له وزيران من أهل السماء، ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء

8 - أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الْفَتْحِ أُمَّةُ السَّلامِ بِنْتُ الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ كَامِلٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهَا، وَأَنَا أَسْمَعُ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَتْ: ثنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ اللَّخْمِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: ثنا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلا لَهُ وَزِيرَانِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ، وَوَزِيرَانِ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، فَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ فَجِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ فَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا» أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبَّادَانِيُّ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ فَقَدْ أَقَامَ الدِّينَ، وَمَنْ أَحَبَّ عُمَرَ فَقَدْ أَوْضَحَ السَّبِيلَ، وَمَنْ أَحَبَّ عُثْمَانَ فَقَدِ اسْتَنَارَ بِنُورِ اللَّهِ، وَمَنْ أَحَبَّ عَلِيًّا فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَمَنْ قَالَ الْحُسْنَى فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ

هذا العباس بن عبد المطلب عم نبيكم، أجود قريش كفا وأوصلها رضي الله عنه

9 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ، إِمْلاءً، قَالَ: ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«هَذَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمُّ نَبِيِّكُمْ، أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا وَأَوْصَلُهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

من ألهم خمسة لم يحرم خمسة، من ألهم الدعاء لم يحرم الإجابة؛ لأن الله تعالى، يقول: {وقال

10 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَالِكٍ الْبَيِّعُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: ثنا أَبُو نَصْرٍ اللَّيْثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اللَّيْثِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" مَنْ أُلْهِمَ خَمْسَةً لَمْ يُحْرَمْ خَمْسَةً، مَنْ أُلْهِمَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ الإِجَابَةَ؛ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى، يَقُولُ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] . وَمَنْ أُلْهِمَ التَّوْبَةَ لَمْ يُحْرَمِ الْقَبُولَ؛ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى: 25] . وَمَنْ أُلْهِمَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ؛ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] . وَمَنْ أُلْهِمَ الاسْتِغْفَارَ لَمْ يُحْرَمِ الْمَغْفِرَةَ؛ لأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح: 10] . وَمَنْ أُلْهِمَ النَّفَقَةَ لَمْ يُحْرَمِ الْخَلَفَ؛ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39] "

لا يقبل قول إلا بعمل، ولا عمل إلا بقول، ولا عمل وقول إلا بالنية، ولا يقبل عمل وقول ونية

11 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَالِكٍ الْبَيِّعُ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالدِّيبَاجِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الدِّيبَاجِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الأَهْوَازِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: §«لا يُقْبَلُ قَوْلٌ إِلا بِعَمَلٍ، وَلا عَمَلٌ إِلا بِقَوْلٍ، وَلا عَمَلٌ وَقَوْلٌ إِلا بِالنِّيَّةِ، وَلا يُقْبَلُ عَمَلٌ وَقَوْلٌ وَنِيَّةٌ إِلا مَا وَافَقَ السُّنَّةَ» . وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْفُوعًا حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، إِمْلاءً، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ بَدْرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قِيلَ لَهُ حَدَّثَكُمْ عَمْرُو بْنُ النَّضْرِ الْغَزَّالُ، ثنا عِصْمَةُ، ثنا حَبِيبُ الْجَمَّالُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: أَوَّلُ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِ الأُضْحِيَةِ كَفَّارَةٌ لأَرْبَعَةِ أَلْفِ خَطِيئَةٍ

إن الله تعالى يبعث الأيام على هيئتها، ويبعث يوم الجمعة وهي زهراء منيرة أهلها يحفون بها

12 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ السُّكَّرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ الْكَبِيرُ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، فِي شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مُوسَى بْنُ عِيسَى السَّرَّاجُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَرَّاقُ ِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: ثنا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ الْحَلَبِيُّ، قَالَ: أنبا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ وَهُوَ حَفْصُ بْنُ غَيْلانَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَقَالَ السَّرَّاجُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَبْعَثُ الأَيَّامَ عَلَى هَيْئَتِهَا، وَيَبْعَثُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهِيَ زَهْرَاءُ مُنِيرَةٌ أَهْلُهَا يَحُفُّونَ بِهَا كَالْعَرُوسِ تُهْدَى إِلَى كَرِيمِهَا، تُضِيءُ لَهُمْ يَمْشُونَ فِي ضَوْئِهَا أَلْوَانُهُمْ كَالثَّلْجِ، وَرِيحُهُمْ يَسْطَعُ كَالْمِسْكِ، يَخُوضُونَ فِي جِبَالِ الْكَافُورِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ الثَّقَلانِ، مَا يَطْرِفُونَ تَعَجُّبًا حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ لا يُخَالِطُهُمْ إِلا الْمُؤَذِّنُونَ الْمُحْتَسِبُونَ»

أهل شغل الله في الدنيا هم أهل شغل الله في الآخرة، وأهل شغل أنفسهم في الدنيا هم أهل شغل

13 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ الْبَيِّعُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي مُسْتَهَلِّ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْمُغِيرَةِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ ثَابِتٍ الْقُرَشِيَّ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ , يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ , يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: §«أَهْلُ شَغْلِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ شَغْلِ اللَّهِ فِي الآخِرَةِ، وَأَهْلُ شَغْلِ أَنْفُسِهِمْ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ شَغْلِ أَنْفُسِهِمْ فِي الآخِرَةِ»

أكرموا الشهود، فإن الله عز وجل يستخرج بهم الحقوق ويدفع بهم الظلم

14 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَكْرِمُوا الشُّهُودَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَخْرِجُ بِهِمُ الْحُقُوقَ وَيَدْفَعُ بِهِمُ الظُّلْمَ»

15 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْوَزِيرُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا نُعَيْمُ بْنُ الْهَيْصَمِ، قَالَ: أنبا خَلَفٌ يَعْنِي ابْنَ تَمِيمٍ، قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ: صِنْفَانِ إِذَا صَلُحَا صَلُحَتِ الأُمَّةُ وَإِذَا فَسَدَا فَسَدَتِ الأُمَّةُ، السُّلْطَانُ وَالْعُلَمَاءُ

16 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، فِيمَا أَذِنَ لَنَا، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيَّ حَدَّثَهُ، قَالَ: ثنا أَبُو الْفَضْلِ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ هَانِئٍ، عَنْ صَدَقَةَ الْمَقَابِرِيِّ، قَالَ: كَانَ فِي نَفْسِي عَلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي فِي طَرِيقٍ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَهُمَا يَمْشِيَانِ عَلَى تُؤْدَةٍ وَرِفْقٍ، وَأَنَا خَلْفَهُمَا أُجْهِدُ نَفْسِي أَنْ أَلْحَقَ بِهِمَا، فَمَا أَقْدِرُ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظْتُ ذَهَبَ مَا كَانَ فِي نَفْسِي، ثُمَّ رَأَيْتُ بَعْدُ كَأَنِّي فِي الْمَوْسِمِ، وَكَانَ النَّاسُ مُجْتَمِعِينَ، فَنَادَى مُنَادٍ: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَنَادَى مُنَادٍ: يَؤُمُّكُمْ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَإِذَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يُصَلِّي بِهِمْ، وَكُنْتُ بَعْدُ إِذَا سُئِلْتُ عَنْ شَيْءٍ، قُلْتُ: عَلَيْكُمْ بِالإِمَامِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

17 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلَمٍ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: قَالَ صَالِحٌ: حَضَرَتْ أَبِي الْوَفَاةُ، فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ وَبِيَدِي الْخِرْقَةُ لأَشُدَّ بِهَا لَحْيَيْهِ، فَجَعَلَ يَعْرَقُ ثُمَّ يَفِيقُ، وَيَفْتَحُ عَيْنَيْهِ، وَيَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا لا بَعْدُ، لا بَعْدُ. ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَهْ أَيْشٍ هَذَا الَّذِي قَدْ لَهَجْتَ بِهِ فِي هَذَا الْوَقْتِ؟ قَالَ: يَا بُنَيَّ مَا تَدْرِي؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ قَائِمٌ بِحِذَائِي، عَاضًّا عَلَى أَنَامِلِهِ، يَقُولُ لِي: يَا أَحْمَدُ أَفْتِنِي، فَأَقُولُ لا

§1/1