ألفية السيرة النبوية - نظم الدرر السنية الزكية
العراقي، زين الدين
بين يدي الكتاب
[الفية السيرة النبوية] بسم الله الرّحمن الرّحيم بين يدي الكتاب الحمد لله الّذي نضّر وجوه أهل الحديث، وجعل منهم حفّاظا للسّنّة بسعيهم الحثيث، فاضت السّنّة عذبة المورد، دانية الجنى، باهرة السّنا. والصّلاة والسّلام على سيّد ولد عدنان، الّذي أمر بالبيان، فكانت سنّته مفصّلة لما أجمل في القرآن، وعلى آله الغرّ المطهّرين، وصحابته والتّابعين. أمّا بعد: فإنّ السّيرة النّبويّة مما تواردت الأقلام على تحريرها، والأفكار على الاستنباط منها، والموفّقون على اقتفاء توجيهاتها، والتّأسّي بأفضل الخلق على الإطلاق صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ لأنّه الإمام المتّبع، والمصطفى المشفّع، ولقد تفنّن أولو العلم في استجلاء تلك الطّلعة البهيّة، والاغتراف من الشّمائل المصطفويّة. وأهل العلم ما بين ناظم وناثر، ومتوسّع ومختصر، وشارح ومحشّ، والهدف واحد، وإن تنوّعت الأساليب، ألا وهو عرض سيرة المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم، وتبيان ما كان عليه من الخلق العظيم، والرّحمة للعالمين. رحمة كلّه وحزم وعزم ... ووقار وهيبة وحياء ما سوى خلقه النّسيم ولا غي ... ر محيّاه الرّوضة الغنّاء والإعلام بما كان عليه أصحابه من الجدّ والاجتهاد، في مرضاة ربّ العباد، حتّى قدّموا أرواحهم رخيصة في سبيل إعلاء كلمة الله، هذا وإنّ ممّن أدلى فيها بدلوه، وألّف فيها بنظمه: الحافظ زين الدّين عبد الرّحيم بن الحسين العراقيّ الّذي كان شيوخ عصره يشهدون له بالمعرفة؛ ويثنون عليه؛ كالسّبكيّ والعلائيّ
وابن كثير وغيرهم، حتّى إنّ الإسنويّ وصفه بقوله: (حافظ العصر) ؛ إذ له مؤلفات بديعة في الحديث وعلومه، منها: «الألفية» الّتي اشتهرت في الآفاق، وشرحها جمع من أهل العلم، وتخريج أحاديث «الإحياء» الموسوم ب «المغني عن حمل الأسفار في الأسفار» وغيرهما. ومن ذلك: «ألفيّة رجزيّة في السّيرة النّبويّة» ، وهي من مهمّات المتون، وبدائع الفنون؛ لما تمّيزت به من ضبط محرر للأحداث، ودقّة في تواريخ الغزوات والسّرايا، لا سيّما والنّاظم قد أملاها في الرّوضة النّبويّة الشّريفة على فئة من محدثي عصره، وجماعة من المعنيّين بهذه الفنون، فهي بحقّ من الإتحافات السّنيّة، والمتون الرّجزيّة المفيدة، لذلك فهي قمنة بالاقتناء، جديرة بالاعتناء. وفي أثناء كتابة هذه الأحرف وبينما الكتاب ماثل للطبع.. انتقل إلى جوار ربّه الإمام العلم الّذي تناقلت الأقطار مناقبه وآثاره، وأشارت أكفّ الفضل إليه؛ السّيّد محّمد بن علويّ بن عبّاس المالكيّ، فكان من ترتيب الأقدار لهذا الكتاب المبارك: أن يكون تحقيقه والتّعليق عليه آخر أعمال الإمام المالكيّ العلميّة، والّتي طرّزت بها أنامله هذا السّفر المبارك، فبارك الله تعالى في هذه «الألفيّة» ، وعمّ بها النّفع، إنّه سميع مجيب. وقد جرّدت دار المنهاج عزمها لإخراج «ألفيّة السّيرة» في أجمل إهاب، وأحسن جلباب، وتفنّنت في إخراجها بالشّكل المرضيّ، وذهبت في ذلك إلى الشّأو القصيّ، بحيث يسرّ العيون منظرها، ويبهج الأفكار مخبرها، لا سيّما وقد التقى على صفحات هذا السّفر علمان محدّثان، قديم ومعاصر، والله تعالى ينفع به. النّاشر جدة في (21) رمضان (1425 هـ) (4) تشرين 2 (2004 م)
تقديم
بسم الله الرّحمن الرّحيم تقديم بقلم السيد أحمد بن محمد بن علوي المالكي الحسني الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام الأكملان على سيد الأولين والآخرين، سيدنا وشفيعنا وقائدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فإن مما نحمد الله عليه، ونشكره ونثني عليه الخير كله، أن جعل ميراثنا خير ميراث ورّثه لنا آباؤنا وهو العلم، فنشأنا بحمد الله وعظيم فضله في أحضانه، وبين أربابه وطلابه، فنهلنا من معين صاف مورده، وربينا على حبّ وعشق لمصدره. لقد ربّانا والدنا وقدوتنا سيدي الوالد العلامة المحدث السيد محمد بن علوي المالكي رحمه الله رحمة واسعة، وأعلى مقامه في عليين، وجمعنا وإياه مع سيد المرسلين، سيدنا محمد وآله وصحبه، وجميع أنبيائه وأوليائه في الفردوس الأعلى، آمين يا رب العالمين، أقول: ربّانا رحمه الله تعالى على العيش على منهج وسيرة سيد المرسلين، وشغل أوقاتنا وأفكارنا مع أرواحنا في سيرة هذا النبي العظيم، الرؤوف الرحيم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، لتكون النبراس الذي لا يغيب عن أعيننا وأرواحنا، فتعيش سيرته العطرة في أحشائنا، وتسري محبته في عروقنا؛ لتغذي جميع جوارحنا، فتغدو موئل عزّنا، ومنار فخرنا.
لقد كان رحمه الله تعالى مشتغلا دوما بعرض سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في كل أوقاته، ومؤلفاته، ومحاضراته، ومحاوراته، ومناقشاته مع محبّيه ومخالفيه، ومما ختم الله له به آخر أعماله، اشتغاله بالتعليق على منظومة الإمام الزين العراقي المتوفّى سنة (806 هـ) المسمّاة ب: «الدّرر السنية في نظم السير الزكية» ، والتي اصطلح على تسميتها ب: «ألفية الإمام العراقي في السيرة» ، تمييزا لها عن ألفيته في علوم الحديث. لقد كانت آخر ما كتبه بخطه الشريف تعليقا على بعض مواضع في هذه المنظومة، قبل وفاته رحمه الله تعالى بيوم واحد فقط، فوجدنا أنه من البرّ به، وتحقيقا لأمنيته في إبراز هذه المنظومة لطلبة العلم، ومحبي سيرة المصطفى ص أن تخرج هذه الطبعة بما يليق بها، وتتحقق بذلك بغية والدنا السيد الإمام رحمه الله تعالى، وسعيت في المشاركة في ثواب نشر العلم، وبرّ الوالد السيد الإمام رحمه الله تعالى أن أكتب ما تعلق في خاطري من معين دروس وكلام السيد الوالد، مع التماس العذر في عدم الاستيفاء في ذلك؛ لتكدر الخاطر وانشغاله، والله المعين على ذلك. فأقول: إنّ مما سمعته منه رحمه الله تعالى في أحد دروسه التي تكلم فيها على عظم تعلم سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومعايشة أحوال تلك السيرة، أنها تهذب النفوس، وتبين الطريق الواضح المبين للمعاملات بين الناس، سواء الدينية أو الدنيوية، فمنها نتعلم كيف نعامل من خالفنا، وكيف نحكم تصرفاتنا، وكيف يعلم بعضنا بعضا، وكيف يرشده وينصحه، وكيف نتعلم أمور ديننا، وكيف نقيم الحدود ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ونعرف حقوق بعضنا، والأمور التي تحكم سير المجتمع، وكيف نعالجه، إلى غير ذلك من مقومات المجتمع الإسلامي. لقد صادف حديثه ذلك حدوث بعض ما يؤلم في بعض المجتمعات الإسلامية
من تعد وفتن؛ فكانت مناسبة لبيان مفرزات البعد عن معرفة وفهم سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك أيضا: تكراره رحمة الله عليه على جميع محبّيه ومن يسمع حديثه، أو يتابع دروسه: أن يشتغل بتدبر ومعرفة دقائق ومواقف سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، لتربية النفس وردعها عن ما قد لا يرضاه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقد كان عندما يقوم أحد بسؤاله عن فعل شيء أو تركه يربطه بقوله له: هل يرضى هذا حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم؟! كان رحمه الله تعالى يحث على تنشئة الصغار على معرفة سيرة المصطفى ص ومحبته، وشغل الوقت بقراءة ما يتصل بذلك، وعمل في ذلك كتابه «تاريخ الحوادث والأحوال النبوية» ضمن سلسلة (العلم والمعرفة للشباب) فصاغه بأسلوبه الماتع الشيق في سيرة مختصرة رزقت القبول لدى الصغار والكبار، بجميع فئاتهم وتوجهاتهم. إنّ تعلم السيرة النبوية وفهم مجريات أحداثها وأحوالها أعظم طريق لبناء مجتمع إسلامي يعرف هدفه ومسؤوليته، ويسلك المنهج الأسمى مستضيئا بها، لأنها معين لا ينضب، وشمس لا تغرب، ومعرفة تقصر الهمم عن إدراك منتهاها، سيرة تحمل جميع معطيات الأمن والأمان، والتهذيب والعرفان، وتغني عن جميع غيرها من السير القاصرة في معطياتها، القاحلة من مكارم الأخلاق. فشكر الله سعي والدي الإمام السيد محمد بن علوي المالكي، وأثابه من فضله وسعة منّه جزاء ما عمل على غرسه والعمل على جني ثمره، حبّا وتعظيما لجناب الشفيع المشفّع صلى الله عليه وسلم، وأنالنا من فضل جوده وكرمه ما يجعلنا قرّة عين لحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم. ختاما.. أسأل العلي القدير أن يبارك في بيت آل المالكي وعقبهم جميعا، ويجعل سره فينا إلى يوم نلقاه، آمين.
اعتناء العلماء ب"ألفية السيرة"
اعتناء العلماء ب «ألفية السيرة» تظهر أهميّة هذا النظم الجليل بكثرة اعتناء أهل العلم به، فقد قام علماء أجلّة بالعناية به شرحا وتحشية؛ لإظهار فوائده، وإيضاح فرائده، وتزيين قلائده، وممّن قام بذلك: 1- الشّيخ محبّ الدّين محمّد بن أحمد بن محمّد بن الهائم (ت 798 هـ) ، «الغرر المضيّة في شرح نظم الدّرر السّنيّة» ، مخطوط «1» . 2- الإمام العلّامة شهاب الدين أحمد بن حسين بن حسن بن علي ابن أرسلان الرملي الشافعي (ت 844 هـ) ، «شرح ألفية العراقي في السيرة» «2» . 3- العلّامة المحدّث عبد الرؤوف بن تاج الدّين علي المناوي (ت 1031 هـ) ، «الفتوحات السّبحانية في شرح نظم الدّرّة السّنيّة» ، طبع بعنوان «العجالة السّنيّة على ألفيّة السّيرة النّبويّة» ، وهو أشهر شروح «الدّرر السّنيّة» . 4- شيخ المالكيّة الإمام نور الدّين علي بن محمّد بن عبد الرّحمن الأجهوري (ت 1066 هـ) ، «شرح الدّور السّنيّة في نظم السّيرة النّبويّة» ، مطبوع في مصر «3» . 5- الفقيه الشّيخ ياسين بن محمّد الخليلي، المعروف بابن غرس (ت 1086 هـ) ، «الفوائد البهيّة على الدّرر السّنيّةُ في نظم السّيرة الزّكيّة» ، مخطوط «4» .
6- الشّيخ محمّد بن أحمد البرلّسي المالكي (ت 1097 هـ) ، «البدر المنير في شرح سيرة البشير النّذير» ، مخطوط «1» . 7- الشّيخ أبو إسحاق إبراهيم بن مرعي بن عطية الشّبرخيتي المالكي (ت 1106 هـ) ، «شرح ألفيّة العراقي في السّيرة» ، مخطوط «2» . 8- العلّامة أبو الصّفاء إبراهيم بن مصطفى الحلبي، عرف بالمداري (ت 1190 هـ) ، «شرح نظم السّيرة النّبويّة» ، مخطوط. 9- الشّيخ أبو عبد الله محمّد الطّيّب بن عبد المجيد بن عبد السّلام بن كيران (ت 1227 هـ) ، «شرح ألفيّة العراقي في السّيرة» ، مخطوط «3» . 10- الشّيخ علي بن الحسين السعاوي، كان حيّا سنة (1292 هـ) ، «الغرر العليّة في شرح الدّرر السّنيّة في نظم السيرة النبوية» ، مخطوط «4» . 11- العالم عبد الله بن إيبيه الديماني (ت 1328 هـ) ، «جامع السّيرة في شرح ألفيّة العراقي» . 12- الشّيخ أحمد بن محمّد بن أحمد الحسني الشّنقيطي (القرن الرابع عشر) ، «شرح ألفيّة زين الدّين العراقي في السّيرة» .
ترجمة الحافظ العراقي رحمه الله تعالى
ترجمة الحافظ العراقيّ رحمه الله تعالى اسمه ونسبه هو الإمام العلّامة الحافظ الكبير زين الدّين أبو الفضل عبد الرّحيم بن الحسين بن عبد الرّحمن، العراقيّ الأصل، المهرانيّ المولد، المصري، الشّافعيّ. مولده ونشأته ولد في الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وسبع مئة بمنشيّة المهراني على شاطىء النّيل، من أبوين صالحين عابدين، وتوفي والده وهو في الثّالثة من عمره. حفظ القرآن الكريم وهو ابن ثمان، و «التّنبيه» ، وأكثر «الحاوي» ، و «الإلمام» ، وكان أوّل اشتغاله في علم القراآت، ونظر في الفقه وأصوله، وتقدّم فيهما بحيث كان الإسنوي يثني على فهمه، ويستحسن كلامه ويصغي لمباحثه. ثمّ أقبل على علم الحديث بإشارة من العزّ ابن جماعة، فأخذ عن علماء بلده، ثمّ سافر لطلب الحديث في بلاد الشّام وغيرها. وكان كثير الحجّ والمجاورة بمكّة المكرّمة، واجتهد ونسه وقرأ وسمع حتّى صار حافظ الوقت كما قال عنه أقرانه. شيوخه وهم خلق كثير، منهم: - العلّامة المقرىء محمّد بن أبي الحسن بن عبد الملك بن سمعون.
تلاميذه
- العلّامة الأصولي محمّد بن إسحاق بن محمّد البلبيسي. - العلّامة الأصولي عبد الرّحيم بن الحسن بن علي الإسنوي. - العلّامة الأصولي محمّد بن أحمد بن عبد المؤمن المصري، المعروف بابن اللّبّان. - العلّامة المحدّث عبد الرّحيم بن عبد الله بن يوسف، المعروف بابن شاهد الجيش. - العلّامة المحدّث محمّد بن محمّد بن إبراهيم الميدومي. - العلّامة المحدّث محمّد بن محمّد بن محمّد ابن سيّد النّاس. - العلّامة المحدّث محمّد بن إسماعيل بن عبد العزيز. - الأمير سنجر بن عبد الله الجاولي. - العلّامة الفقيه عليّ بن أحمد بن عبد المحسن ابن الرّفعة. - العلّامة المحدّث عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الهادي المقدسي. - العلّامة المحدّث عليّ بن عبد الكافي السّبكيّ. - العلّامة المحدّث خليل بن كيكلدي العلائي. - العلّامة المحدّث عبد الله بن أحمد بن محمّد الطّبريّ. - العلّامة المحدّث يحيى بن عبد الله بن مروان الفارقي. - العلّامة المحدّث أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد المرداوي. وغيرهم كثير. تلاميذه وهم خلق كثير أيضا، منهم: - ولده العلّامة أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم. - الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني. - الحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي.
صفته
- العلّامة الفقيه محمّد بن موسى الدّميريّ. - العلّامة المحدّث إبراهيم بن حجاج الأبناسي. - العلّامة علي بن أحمد بن إسماعيل القلقشندي. - العلّامة أبو بكر بن حسين بن عمر المراغي. - العلّامة محمّد بن ظهيرة الشّافعي. - العلّامة المحدّث إبراهيم بن محمد بن خليل المعروف بسبط ابن العجمي. وغيرهم كثير. صفته كان معتدل القامة للطّول أقرب، مليح الوجه، منوّر الشّيبة، كثّ اللّحية، كثير السّكون، طارحا للتّكلّف، شديد الحياء، غزير العلم، سخي النّفس، خفيف الرّوح، لطيف الطّبع، كثير الحياء، ظاهر الوضاءة كأن وجهه مصباح. ثناء العلماء عليه قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: صار المنظور إليه في هذا الفن من زمن الشّيخ جمال الدّين الإسنوي وهلمّ جرا، ولم نر في هذا الفن أتقن منه، وعليه تخرّج غالب أهل عصره. وقال السّخاوي رحمه الله: وصار المشار إليه بالدّيار المصريّة وغيرها بالحفظ والإتقان والمعرفة مع الدّين والصّيانة والورع والعفاف والتّواضع والمروءة والعبادة. وقال ابن تغري بردي: كان شديد الحياء، غزير العلم، مقداما كريما، وكان لا يهاب سلطانا في قول الحقّ. وفاته توفّي رحمه الله في ثامن شعبان سنة ستّ وثمان مئة، وله إحدى وثمانون سنة، ورثاه تلميذه الحافظ ابن حجر بقصيدة مطلعها:
مصنفاته
مصاب لم ينفّس للخناق ... أصار الدمع جارا للماقي فروض العلم بعد الزهو ذاو ... وروح الفضل قد بلغ التراقي مصنفاته للحافظ العراقي رحمه الله عشرات المصنفات، منها ما كمل، ومنها ما لم يكمل، وهذه بعضها: - إخبار الأحياء بأخبار الإحياء، وهو تخريجه الكبير لكتاب «إحياء علوم الدين» ، ولم يخرج عن المسودة. - المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار. - تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد. - التّبصرة والتّذكرة، وهي ألفيّة الحديث. - التّقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق في كتاب ابن الصّلاح. - الدّرر السّنيّة في نظم السّير الزّكيّة، وهو كتابنا هذا. - منظومة في غريب القرآن العزيز. - النّجم الوهّاج في نظم المنهاج، يعني «المنهاج في الأصول» للبيضاوي. - المستخرج على المستدرك. - تكملة شرح جامع الترمذي لابن سيّد النّاس. - تخريج أحاديث منهاج البيضاوي.
وصف النسخ الخطية
وصف النّسخ الخطّيّة اعتمدنا في إخراج هذا الكتاب على أربع نسخ خطّيّة: الأولى: نسخة محفوظة في مكتبة جامعة برنستون في الولايات المتّحدة الأمريكية، وهي الأصل الذّي اعتمدناه، وهي بخطّ المصنّف، وعليها تعليقاته، وفي آخرها إجازاته لمن قرأها عليه. تتألّف من أربعين ورقة، في كلّ ورقة ستّ وعشرون بيتا، كتبت بخطّ نسخي مقروء، ضبط المصنّف أكثر كلماتها بالشّكل. ورمزنا لها ب (أ) . الثّانية: نسخة مكتبة شهيد علي في تركية، ناسخها العلّامة الإمام إبراهيم بن محمّد بن خليل المعروف بسبط ابن العجمي الحلبي الشّافعي سنة (811 هـ) ، وعليها تعليقات مفيدة بخطّ العلّامة الإمام محمّد بن أبي الوليد بن الشّحنة الحنفي، علّقها سنة (826 هـ) عند قراءته لها على سبط ابن العجمي. وهي نسخة نفيسة مقابلة على نسخة المؤلّف رحمه الله تعالى، مكتوبة بخطّ نسخي مقروء، ومضبوطة بالشّكل، تتألّف من ثلاثين ورقة، كلّ ورقة أربعون بيتا. ورمزنا لها ب (ب) . الثّالثة: نسخة مكتبة الحرم المكّيّ، غير معروفة النّاسخ، عليها تعليقات، كتب في الصّحيفة الأولى أنّها من «شرح الأجهوري» على المنظومة، نسخت في سنة (1335 هـ) ، مكتوبة بخطّ نسخي جيّد، ضبط فيها بعض الكلمات بالشّكل، تتألّف من عشرين ورقة، في كلّ ورقة أربعة وخمسون بيتا. ورمزنا لها ب (ج) .
الرابعة:
الرّابعة: نسخة ثانية في مكتبة الحرم المكّيّ، ناسخها محمّد المنوي الفراتي، وفي آخرها أنّه فرغ منها سنة (1326 هـ) ، كتبت بخط مغربي مقروء، ضبط فيها بعض الكلمات بالشّكل، تتألّف من عشرين ورقة، في كلّ ورقة ثلاثون بيتا. ورمزنا لها ب (د) . «1»
منهج العمل في الكتاب
منهج العمل في الكتاب - قابلنا المخطوطة الأصل والّتي بخطّ المصنّف على النّسخ الآخرى، وأثبتنا الفروقات المهمّة. - ضبطنا النّصّ بالشّكل الكامل ضبطا دقيقا، معتمدين في ذلك على نسخة الأصل؛ لأنّ العراقيّ رحمه الله تعالى شكل معظمها، وكذلك على المصادر والمراجع لتوثيق ضبط الأعلام والأماكن. وما كان له أكثر من ضبط ضبطناه بالاثنين معا قدر الاستطاعة. - وضعنا علامات التّرقيم بشكل دقيق يساعد على فهم النّصّ. - شرحنا بعض المفردات الغريبة. - علّقنا على بعض المواضع التي رأينا أنّها بحاجة لذلك، وقد قصدنا الاختصار في التّعليقات؛ لأنّ مرادنا إخراج النّصّ بأفضل شكل ممكن، وليس إخراج شرح له. - رقمنا الأبيات ليسهل على الطلبة حفظها.
صور المخطوطات المستعان بها
صور المخطوطات المستعان بها
راموز ورقة العنوان للنسخة (أ) راموز الورقة الأولى للنسخة (أ)
راموز الورقة قبل الأخيرة للنسخة (أ) راموز الورقة الأخيرة للنسخة (أ)
راموز ورقة العنوان للنسخة (ب) راموز الورقة الأولى للنسخة (ب)
راموز الورقة الأخيرة للنسخة (ب) راموز ورقة العنوان للنسخة (ج)
راموز الورقة الأولى للنسخة (ج) راموز الورقة الأخيرة للنسخة (ج)
راموز ورقة العنوان للنسخة (د) راموز الورقة الأولى والأخيرة للنسخة (د)
الفيّة السّيرة النّبويّة المسمّاة نظم الدّرر السّنيّة في السّير الزّكيّة نظمها بالمدينة الشّريفة الإمام الكبير الحافظ المجدّد زين الدّين عبد الرّحيم بن الحسين العراقي رحمه الله تعالى
[مقدمة المؤلف]
بسم الله الرّحمن الرّحيم اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم [مقدمة المؤلف] يقولُ رَاجي مَن إليهِ المَهرَبُ ... عبدُ الرحيمِ بنُ الحسينِ المُذنبُ: أحمدُ ربّي بأتمّ الحَمدِ ... وللصّلاة والسّلام أُهدِي إلى نبيّهِ وأَرجو الله ... في نُجْحِ ما سئلتُهُ «1» شِفَاها مِنْ نظمِ سيرةِ النَبيّ الأمْجَدِ ... ألفيةً «2» حاويةً للمَقصِدِ «3» وليعلمِ الطالبُ أنَّ السّيَرَا ... تَجمَعُ ما صحَّ وما قدْ أُنْكرَا «4» والقصدُ ذكرُ ما أتى أهلُ السّيَرْ ... بهِ، وإنْ إسنادُهُ لمْ يُعْتَبَرْ فإنْ يكنْ قدْ صحَّ غيرُ ما ذُكِرْ ... ذكرتُ ما قد صحّ منه واستطر «5»
أسماؤه الشريفة صلى الله عليه وسلم
أسماؤه الشّريفة صلّى الله عليه وسلّم محمدٌ، معَ المُقفّي، أحمَدا ... الحاشرُ، العَاقِبُ، والمَاحي الرّدى وهْوَ المسمَّى بنبيّ الرَّحمةِ ... في «مُسلمٍ» ، وبنبيّ التوبةِ «1» وفيهِ أيْضًا: بنبيّ المَلْحَمَهْ «2» ... وفي رِوايةٍ: نبيّ المرحمه «3» طه، وياسين، مَعَ الرَّسولِ ... كذاكَ عبدُ الله في التَّنْزيلِ والمُتَوَكّلُ، النبيُّ الأمّي ... والرَّؤُفُ، الرَّحيمُ أيُّ رُحْمِ وشاهِدًا، مُبَشّرًا، نَذيرَا ... كذا سِرَاجًا، صِلْ بِهِ منيرا كذا به المزّمّل، المدّثّر ... وداعيا لله، والمذكّر ورَحْمَةً، ونِعْمَةً، وهادي ... وغَيْرَها تَجِلُّ عن تَعدادِ وقدْ وعَى ابنُ العربيّ «4» سَبعهْ ... مِنْ بعدِ ستّين، وقيل: تسعه
مِنْ بعدِ تسعينَ ولابنِ دِحْيةِ «1» ... الفَحْصَ يُوفِيها ثلاث مئة وكونها ألفا ففي «العارضة» «2» ... ذكره عن بعض ذي الصّوفيّة «3»
ذكر نسبه الزكي الطيب الطاهر صلى الله عليه وسلم
ذكر نسبه الزّكيّ الطّيّب الطّاهر صلّى الله عليه وسلّم وهْو ابنُ عبدِ الله، عبدُ المطلبْ ... أبوهُ، وهْوَ: شَيبَةَ الحَمْدِ نُسِبْ «1» أبُوهُ عمرٌو هاشِمٌ، والجدُّ ... عبدُ مَنافِ بنُ قُصَيّ زَيْدُ «2» ابنُ كِلابٍ «3» ؛ أي: حكيمٍ يا أُخَيْ ... وهْوَ ابنُ مُرَّةَ بنِ كعْبِ بنِ لُؤَيْ وهْوَ ابنُ غالبٍ؛ أي: ابنِ فِهْرِ «4» ... وهْوَ ابنُ مالكٍ؛ أي: ابنِ النضْرِ وأبُهُ «5» كِنانةٌ ما أبْرَكَهْ ... والده خزيمة بن مدركه
وهْوَ ابنُ إلْياسَ؛ أيِ: ابْنِ مُضَرا ... إبنِ نزارِ بْنِ مَعَدٍّ لا مِرا «1» وهو ابن عدنانَ، وأهلُ النسبِ ... قدْ أجْمعوا إلى هُنا في الكتُبِ وبعدَهُ خُلْفٌ كثيرٌ جَمُّ ... أصحُّهُ حواه هذا النّظم عدنان في القول الأصحّ ابنُ أُدَدْ ... وبعضُهُمْ يزيدُ أُدًّا في العَدَدْ بَينَهُما، وأُدَدٌ والدُهُ ... مُقَوَّمٌ، ناحورُ بعدُ جَدُّهُ وهْوَ ابنُ تَيْرَحٍ؛ أيِ: ابنِ يَعْرُبا ... وأنَّ يعربا هوَ ابنُ يَشجُبَا وهْو ابنُ نابِتٍ، وإسماعيلُ ... أب له، وجدّه الخليل إبراهيم بن تارح؛ أي: آزر ... وهو ابن ناحور، وهذا آخر «2» وهو ابن شاروح بنِ أرْغو، فالَخْ ... أبٌ له، ابنُ عَيْبرَ بنِ شالَخْ «3» وهْو ابنُ أرْفَخْشَذْ، أبوهُ سامُ ... أبوه نوح صائم قوّام
وهو ابن لامك بن متّوشلخا ... إبن خنوخ، وهْو فيما وُرِّخا «1» إدريسُ- فيما زعموا- يَرْدٌ أبُهْ ... وهو ابنُ مَهْليلَ بنِ قَيْنن يَعْقِبُهْ يانش شيث أبه ابن آدما ... صلَّى عليه ربُّنا وسلَّما أمَّا قريشٌ.. فالأصحُّ فهر «2» ... جماعها، والأكثرون: النّضر «3» وأمّه آمنة، والدُها ... وَهْبٌ، يَلي عبدُ منافٍ جَدُّها وهْوَ ابنُ زُهْرةَ يلي كِلابُ ... وفيهِ مَعْ أبيهِ الانتساب
ذكر مولده وإرضاعه صلى الله عليه وسلم
ذكر مولده وإرضاعه صلّى الله عليه وسلّم وَوُلِدَ النبيُّ عامَ الفيلِ ... أيْ في ربيعِ الأولِ الفَضيلِ ليومِ الاثنينِ مُباركًا أتى ... لليلتينِ مِنْ ربيعٍ خَلتا وقيلَ: بل ذاكَ لثنتيْ عَشْرَهْ ... وقيلَ: بعدَ الفيلِ ذا بفترهْ بأربعينَ أو ثلاثينَ سنهْ ... ورُدَّ ذا الخُلْفُ وبعضٌ وهَّنَهْ «1» وقَدْ رَأتْ إذ وَضَعَتْهُ نورا ... خرَجَ منها، رأت القُصورا قصورَ بُصْرَى قَدْ أضاءتْ، ووُضِعْ ... بَصرُهُ إلى السماءِ مُرْتَفِعْ ماتَ أبوهُ ولهُ عامانِ ... وثلُثٌ، وقيلَ بالنقصَانِ عنْ قَدرِ ذا؛ بلْ صحَّ كانَ حَمْلا «2» ... وأرْضعَتْهُ حينَ كان طِفلا معْ عمّهِ حمزةَ ليثِ القَومِ ... ومَعْ أبي سلمة المخزومي «3»
ثويبة، وهي إلى أبي لهَبْ «1» ... أعتَقها، وإنهُ حينَ انقَلبْ هُلْكًا، رُئي نومًا بشرِّ حِيبهْ ... لكنْ سُقِي بعتقِهِ ثُويبهْ «2» وبعدَها حَليمةُ السَّعدِيهْ ... فَظفِرتْ بالدُّرةِ السَّنِيَّهْ نَالتْ بهِ خيرًا وأيَّ خَيرِ ... مِنْ سَعةٍ ورَغَدٍ وَمَيْرِ «3» أقامَ في سَعدِ بنِ بكرٍ عندَها ... أربعةَ الأعوامِ تَجْني سَعْدَها وحينَ شَقَّ صدرَهُ جبريلُ ... خَافتْ عليهِ حَدَثًا يَؤولُ «4» ردَّتْهُ سَالمًا إلى آمنة ... وخرجت به إلى المدينة
تزور أخوالا له، فمرضت ... راجعة، وقبضت، فدفنت «1» هناك بالأبواءِ «2» ، وهْوَ عمُرُهْ ... ستُّ سنينَ معَ شيء يقدره ضابطه بمئة أيّاما ... وقيلَ: بلْ أربعَةٌ «3» أعوَاما وحينَ ماتَتْ حملتْهُ برَكَهْ «4» ... لجدِهِ بمكةَ المُبَارَكهْ كَفَلَهُ إلى تمام عمره ... ثمانيا، ثمّ مضى لقبره
ذكر كفالة أبي طالب له صلى الله عليه وسلم
ذكر كفالة أبي طالب له صلّى الله عليه وسلّم أوْصَى بهِ جَدُّهُ عبدُ المُطلِبْ ... إلى أبي طالبٍ الحَامي الحَدِبْ «1» يَكفُلُهُ بعدُ، فكانَتْ نَشْأتُهْ ... طاهرةً مَأمونةً غائِلتُهْ فكانَ يُدعى بالأمينِ، ورَحَلْ ... معْ عَمهِ للشَّامِ حتى إذْ وصَلْ بُصرى.. رأى منه بَحِيرا، الراهبُ ... ما دلَّ أنه النبيُّ العاقِبُ محمدٌ نبيُّ هذي الأمَّهْ ... فرَدَّهُ؛ تَخَوفًا مِنْ ثَمَّهْ مِنْ أنْ يَرَى بعضُ اليهودِ أمرَهْ ... وعمْرهُ إذ ذاك ثِنتا عشْرهْ ثمَّ مضَى للشَّامِ مَعْ مَيْسرةِ ... في مَتجرٍ، والمَالُ منْ خَديجةِ مِنْ قَبلِ تزويجٍ بها، فبلغا ... بصرى فباع وتقاضى ما بغى «2» وقدْ رأى ميسرةُ العَجَائبَا ... منهُ وما خُصَّ بهِ مواهِبا «3» وحدَّثَ السيدةَ الجَليلَهْ ... خديجةَ الكُبرى «4» فأحصَتْ قِيلَهْ ورغِبَتْ، فخطبَتْ محمَّدا ... فيَا لها من خطبة ما أسعدا
وكان إذا زُوّجَها «1» ابنَ خمسِ ... منْ بعدِ عشرينَ بغيرِ لبس «2»
قصة بناء الكعبة
قصّة بناء الكعبة وإذْ بَنَتْ قريشٌ البيتَ، اختلَفْ ... ملاؤهُمْ «1» تنازعًا، حتى وقَفْ أمرُهمُ فيمنْ يكونُ يَضَعُ ... ألحجرَ الأسودَ حيثُ يُوضعُ إذْ جاءَ قالوا كلُّهُمْ: رَضِينا ... لوضعِهِ محمدَ الأمينَا فحُطَّ في ثوبٍ وقال: يَرْفعُ ... كلُّ قبيلٍ طرَفًا، فرفَعُوا ثُمَّتَ أودَعَ الأمينُ الحَجَرا ... مكانَهُ، وقد رضُوا بما جرى
بدء الوحي
بدء الوحي حتى إذا مَا بَلَغَ الرسولُ ... الأربعينَ.. جَاءهُ جبريلُ «1» وهْوَ بغارٍ بحِرَاءٍ مُختَلي ... فجاءهُ بالوحيِ منْ عندِ العَلي في يومِ الاثنينِ، وكانَ قدْ خَلَتْ ... منْ شَهرِ مولدٍ ثمانٌ انْ ثَبَتْ «2» وقيلَ: في سابعِ عشري «3» رَجبِ ... وقيلَ: بلْ في رمضانَ الطيّبِ «4» قالَ لهُ: اقرأ وهْوَ في المِرارِ ... يُجيبُ نُطقًا: ما أنا بِقاري فَغَطَّهُ ثلاثةً حتى بَلَغْ ... الجَهْدَ، فاشتدَّ لذاكَ وانصبَغْ «5» أقرأَهُ جبريلُ أولَ العلق ... قرأه كما له به نطق
وكونُ ذا الأولَ فهْوَ الأشهَرُ ... وقيلَ: بل يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ وقيلَ: بلْ فاتحةَ الكتابِ ... والأولُ الأقربُ للصَوابِ «1» جَاءَ إلى خديجةَ الأمينَهْ ... يشكو لها ما قد رآه حينه فثبّتته إنّها موفّقه ... أوّل ما قد آمنت مُصَدِّقَهْ ثمَّ أَتَتْ بهِ تَؤمُّ وَرَقَهْ ... قَصَّ عليه ما رأى فصدّقه فهو الّذي آمن بعدُ ثانيا ... وكانَ بَرًّا صَادقًا مُواتِيا «2» والصادِقُ المصدوقُ قالَ: إنهْ ... رأى له تَخَضْخُضًا «3» في الجنّه
قدر إقامته بمكة بعد البعثة
قدر إقامته بمكّة بعد البعثة أقَامَ في مَكَّةَ بعدَ البِعثَةِ ... ثلاثَ عَشْرةَ بغيرِ مِرْيةِ وقيلَ: عَشْرًا، أو فخمسَ عشْرَهْ ... قولانِ وهَّنُوهُما بمَرَّهْ «1» فكانَ في صَلاتهِ يَستقبِلُ ... بمكةَ القُدسَ، ولكنْ يَجعَلُ البيتَ منْ بينِ يديهِ أيضا ... فيما أتى تَطوّعًا أو فَرْضا «2»
وبعدَ هجرةٍ كذا للقُدْسِ ... عامًا وثُلثًا، أو ونصْفُ سُدْسِ «1» وحُوِّلتْ منْ بعدِ ذاكَ القِبلةُ ... لكعبة الله ونعم الجهة «2»
ذكر السابقين للإسلام
ذكر السّابقين للإسلام مِنَ الرجالِ ابنُ أبي قُحَافهْ ... قالَ بهِ حسّان في القصيدة «1» وعِدةٌ من الصحَابةِ الأُلى ... وفَّوْا، وتابِعُوهُمُ ممن تلا خديجَةَ اذكرْ أولَ النّسوانِ ... عليًّا اعدُدْ أولَ الصّبيان وعمره ثمان او معشّر «2» ... أو ستّ او خمس، وقيل: أكبر من الموالي: زيد ابن حارثهْ ... كان مُجَالِسًا لهُ محادِثَهْ عثمَانُ والزبيرُ وابنُ عوْفِ ... طلحةُ سعدٌ أمِنوا مِنْ خَوفِ إذ آمنوا بدعوةِ الصديقِ ... كذا ابنُ مظعونٍ بذا الطريقِ ثم أبو عبيدةٍ والأرقمُ ... كذا أبو سلمةَ المكرَّمُ «3» وابنُ سعيدٍ خالدٌ قدْ أسلمَا ... وقيلَ: بلْ قبلَهُمُ تَقدَّما كذا ابنُ زيدٍ؛ أي: سعيدٌ لا مِرَا ... وزوجُهُ فاطمةُ أختُ عُمَرا كذاكَ عبدُ الله معْ قُدامَهْ ... هما لمظعونٍ سعيدا الهامه «4»
وحاطبٌ حطابٌ «1» ابنا الحارثِ ... أسماءُ عائشْ وهْيَ غير طامث كذا ابن إسحاق بذاكَ انفرَدا ... ولم تكنْ عائِشُ ممنْ وُلِدا «2» فاطمةٌ «3» فُكَيْهَةُ الزوجانِ ... تلكَ لذاكَ هذهِ للثاني عبيدةُ بْنُ حارثٍ، خَبّابُ ... ابنُ الأرتِّ كلهُمْ أجَابُوا كذا سَلِيْطٌ وهُوَ ابنُ عمرِو ... وابنُ حذافةَ خُنَيْسٌ بَدري «4» وابنُ ربيعةَ اسمُهُ مسعودُ ... ومَعْمَرُ بنُ حارثٍ معدودُ وولدا جَحْشٍ هما عبدُ الله ... كذا أبو أحمدَ عبدٌ أوَّاهْ كذا شَبيهُ المُصطفى؛ أي: جَعفرُ ... أسماءُ زوجُهُ «5» ، الحَليفُ عامرُ عياشٌ اعني ابنَ أبي ربيعهْ ... وزوجه أسما إلى سلامة «6»
نُعَيمٌ النَّحامُ، أيضًا حاطبُ ... وهو ابنُ عمروٍ، وكذاك السائبُ أي ابنُ عثمانَ بنِ مظعونٍ، ذكر ... أبوه، مع مطّلب ابن أزهَرْ وزوجُهُ رَملةُ، معْ أُمَيْنَهْ «1» ... بنت خلَفْ لخالد قرينه مضى اسمه، عمّار ابن ياسرِ ... وابنُ فُهَيْرةَ اسمِهِ بعامِرِ أبو حذيفةَ، صهيبٌ، جُنْدُبُ ... وهْوَ أبو ذرٍّ صَدوقٌ طيّبُ وقالَ: إني رابعٌ لأربعَهْ ... من تابِعِي النبيّ أسلموا معَهْ كذا أُنيسٌ أخُهُ قدْ أسلمَا ... ثُمَّتَ بعدُ أسلَمَتْ أمُهُمَا «2» كذا ابنُ عبدِ الله وهو واقد ... كذا إياسٌ، عاقِلٌ، وخَالدُ وعامرٌ أربعةٌ بنُو البُكَيرْ ... وابنُ أبي وقاصٍ اسمُه عُمَيرْ كذاك بنتُ أسدٍ فاطمةُ ... كذاك بنتُ عامرٍ ضُباعَةُ عمرٌو، أبو نَجِيحِ فيهمْ مَعدودْ ... عُتبةُ، عبدُ الله نجلا مسعود «3»
سبب إسلام ابن مسعود
سبب إسلام ابن مسعود (رضي الله عنه) جاءَ لهُ النبيُّ وهْوَ يَرْعى ... غُنَيْمةً، يُسيمُها «1» في المرعَى قالَ لهُ: شاؤُكَ فيها لبنُ؟ ... قالَ: نعمْ، لكنني مُؤْتَمَنُ قالَ: فَهَلْ فيها إذن منْ شاةِ ... ما مسَّها الفَحلُ، إذًا فتَأْتي بِها، فمسَّ الضَّرْعَ وهْوَ يدْعو ... فامتَدَّ ضَرعُها وَدَرّ الضَّرْعُ فاحْتلَبَ الشاةَ وأسقى ثمَّ مَصْ ... في شربهِ قالَ لهُ: اقلُصْ «2» فَقلَصْ قالَ: فعلِّمني لَعَلي أعلَمُ ... قالَ له: غُلَيِّمٌ مُعَلَّمُ «3»
اجتماع المسلمين بدار الأرقم
اجتماع المسلمين بدار الأرقم واتَّخَذَ النبيُّ دارَ الأرْقَمِ ... للصحْبِ مُسْتخفِينَ عنْ قَوْمِهِمِ وقيلَ: كانوا يخرجونَ تَتْرى ... إلى الشِّعَابِ للصلاةِ سِرّا حتَّى مَضَتْ ثلاثةٌ سِنينا ... وأظهرَ الرحمنُ بعدُ الدّينا وصَدعَ النبيُّ جَهرًا مُعلِنا ... إذْ نَزلتْ فَاصْدَعْ بِما فما ونى «1» وأنذرَ العشائرَ التي ذكِرْ ... بجمعِهِمْ، إذْ نزلتْ وَأَنْذِرْ «2»
ذكر تأييده صلى الله عليه وسلم بمعجزة القرآن
ذكر تأييده صلّى الله عليه وسلّم بمعجزة القرآن وجعل الله له القرآنا ... آية حقّ أعجَزَتْ بُرهَانا أقامَ فيهمْ فوقَ عَشرٍ يَطلبُ ... إتيانَهُمْ بمثلِهِ فغُلِبُوا «1» ثمَّ بعَشْرِ سُوَرٍ، بسورة «2» ... فلمْ يُطِيقوها ولو قَصيرهْ وهُمْ لَعَمرِي الفُصحاءُ اللُّسْنُ ... فانقَلَبوا وهُمْ حَيارى لُكْنُ «3» وأُسمِعوا «4» التوبيخَ والتَّقريعا ... لدى المَلا مُفترِقًا مَجموعا فلمْ يفُهْ منهمْ فصِيحٌ بِشَفَهْ ... مُعَارِضًا، بل الإلهُ صَرَفَهْ «5»
فَقَائلٌ يقولُ: هذا سِحرُ ... وقائلٌ: في أذُنيَّ وَقْرُ وقائلٌ يقولُ ممّنْ قَد طَغَوا: ... لا تسمعُوا لهُ، وفيه فالْغوا «1» وهُمْ إذا بعضٌ ببعضٍ قدْ خَلا ... اعتَرَفوا بأنَّ حقًّا ما تلا وأنهُ ليس كلامَ البَشَرِ ... وأنّه ليسَ لهُ بمُفتَرِي اعترَف الوليدُ، ثمّ النَّضرُ ... وعتبةٌ بذاكَ، واستقَرّوا وابنُ شَرِيقٍ باءَ وهْوَ الأخنسُ ... كذا أبو جهل، ولكن أبلسوا «2»
وكيفَ لا وهْوَ كلامُ الله ... مُنزهٌ عنْ نِحْلةِ اشتبَاهِ «1» يَهدي إلى التي هُدَاها أَقْوَمُ ... بهِ يُطَاعُ وبهِ يُعتَصَمُ وهْوَ لَدَيْنا حَبْلُهُ المَتينُ ... نعبُدُهُ بهِ، ونسْتعينُ وهْوَ الذي لا تَنقَضي عَجَائبُهْ ... ولا يَضلُّ أبدًا مُصاحِبُهْ معجزةً باقية على المدى ... حتّى إلى الوقت الّذي قد وعدا «2»
ذكر كفاية الله المستهزئين
ذكر كفاية الله المستهزئين وقد كفى المستهزئين البعدا ... ألله ربّنا، فباؤوا بالرَّدَى فَعَمِيَ الأسودُ، ثمَّ الأسودُ ... الآخرُ اسْتسْقَى فأردته اليَدُ «1» كذا أشارَ للوليدِ «2» فانتَقَضْ ... الجُرحُ، والعاصي «3» كذاك فعرض لرجله الشّوكة حتّى أرهقا ... والحارثُ «4» اجتيحَ بقيحٍ بَزَقا وعُقبَةٌ في يومِ بَدرٍ قُتِلا ... أَبو لَهَبْ بَاءَ سريعًا بالبَلا ثامِنُهُمْ أسلَمَ وهو الحَكمُ «5» ... فَقَدْ كَفَاهُ شَرَّه إذ يسلم
ذكر مشي قريش في أمره صلى الله عليه وسلم إلى أبي طالب
ذكر مشي قريش في أمره صلّى الله عليه وسلّم إلى أبي طالب ثُمَّ مَشَتْ قريشٌ الاعداءُ ... إلى أبي طالبٍ، ان يساؤوا «1» من ابنِهِ محمدٍ في سَبّهِمْ ... وسبّ دينِهِمْ، وَذِكرِ عَيْبِهِمْ في مَرَّةٍ ومَرةٍ ومَرهْ ... وهْوَ يذبّ، ويقوّي أمره في آخر المَرَّاتِ قالوا: أعطِنا ... محمدًا وخُذْ عُمارةَ ابْنَنا بَدَلَهُ، قَالَ: أردتُم أكفُلُ ... إبنَكُمُ، وأُسْلِمُ ابْني يُقْتَلُ؟! ثمَّ مضَى يجهَرُ بالتوحيدِ ... ولا يخافُ سطوة العبيد وأجمعت قريش ان يقولوا: ... ساحر احْذروا، وعنهُ مِيلُوا وقَعَدوا في زمنِ المَواسِمِ ... يُحذِّرونَ منهُ كلَّ قادِمِ وافتَرَقَ الناسُ، فَشاعَ أمره ... بين القبائل، وسار ذكره
ذكر قدوم وفد نجران
ذكر قدوم وفد نجران وجاءَ مِنْ نَجرانَ قَومٌ أسْلَموا ... - عِدَّتُهُمْ عشرونَ- لما عَلِمُوا بِصدقِهِ، جَاءَ أبو جَهْلٍ فَسَبْ ... واقْذَعَ القولَ «1» لهُم بلا سَبَبْ فأعرَضوا، وقولُهُمْ: سَلامُ ... ليسَ لنا مَعْ جاهِلٍِ كلام
ذكر قدوم ضماد بن ثعلبة
ذكر قدوم ضماد بن ثعلبة ثمَّ أتى ضِمادُ وهْوَ الأزْدي ... ليَسْتبينَ أمرَهُ بالنَّقْدِ ما هُوَ إلا أَنْ محمدٌ خَطَبْ «1» ... أَسْلَمَ للوقْتِ بصِدْقٍ، وذهب
ذكر أذى قريش لنبي الله وللمستضعفين
ذكر أذى قريش لنبيّ الله وللمستضعفين وأوذي النّبيّ ما لم يؤذا ... مَنْ قبلَهِ منَ النبيينَ، وَذَا ممَّا يضاعفُ له الأجورا ... ولو يشاءُ دُمِّروا تَدْميرا لكنهُمْ إذ أضمَروا الضَّغَائِنا ... ما مُكّنوا، فاستَضْعفوا مَنْ آمنا عَمَّارًا الطيبَ أمَّه أَبَهْ «1» ... أمَّ بلالٍ «2» وبلالا عذّبَهْ أميةٌ، ومنهُمُ جَاريةُ ... ومنهُمُ زِنْبَرَةُ الرُّومِيّةُ «3» كذاكَ أمُّ عَنْبَسٍ «4» وابنتُهَا ... وابنُ فُهَيْرةٍ فذي سبعتها
ابتاعَها الصديقُ ثم أعتَقْ ... جَميعَهُمْ لله، بَرَّ وصدق
ذكر انشقاق القمر
ذكرِ انشقاقِ القمرِ وإذْ بَغَتْ «1» منهُ قريشٌ أن يري ... آيا، أراهُمُ انشقاقَ القَمَرِ فصارَ فرقتينِ: فرقةٌ عَلَتْ ... وفرقةٌ للطودِ «2» منهُ نزلَتْ وذاكَ مَرتينِ بالاجماعِ ... والنّصّ والتّواتر السّماعي «3» زاد الّذين آمنوا إيمَانا ... ولأبي جَهْلٍ بهِ طُغْيانا وقالَ: ذا سحرٌ، فجاءَ السفْرُ «4» ... كلٌّ بهِ مُصدّقٌ مُقِرُّ «5»
ذكر الهجرتين إلى النجاشي وحصر بني هاشم في الشعب
ذكر الهجرتين إلى النّجاشيّ وحصر بني هاشم في الشّعب لمّا فشَا الإسلامُ، واشتَدَّ على ... مَنْ أسلمَ البَلاءُ.. هاجروا إلى أَصْحَمَةٍ، في رجَبٍ مِنْ سنةِ ... خمسٍ مَضَتْ لهمْ مِنَ النبوةِ خَمسٌ من النّساءِ، واثنَا عَشرَا ... مِنَ الرجالِ، كُلُّهُمْ قدْ هَاجَرا «1» عثمانُ معْ زوجتِهِ رُقَيَّهْ ... أسْبَقُهُمْ للهجرةِ المَرْضِيّهْ «2» مُصعبُ، والزبيرُ، وابنُ عَوْفِ ... وحَاطبٌ، فأَمِنوا مِنْ خَوفِ كذا ابنُ مظعونِ، ابنُ مسعودٍ، أبو ... سَلَمَةٍ، وزوجُهُ تُصَاحِبُ أبو حُذَيْفةٍ أبوهُ عُتْبَةُ ... وزوجُهُ بنتُ سُهَيْلٍ سَهْلَةُ «3» وابنُ عميرٍ هاشمٌ «4» ، وعامرُ ... ابنُ ربيعةَ الحَليفُ الناصرُ
وزوجُهُ ليلى، أبو سَبْرَةَ مَعْ ... زوجتِهِ- أي: أمِّ كُلْثومٍ- جُمَعْ «1» وَخَرَجَتْ قريشٌ في الآثارِ ... لم يصِلوا منهُمْ لأخْذِ الثَّارْ فجاوَرُوهُ في أتمّ حالِ ... ثمَّ أتَوْا مَكةَ في شَوَّالِ مِنْ عامِهِمْ، إذ قيلَ: أهلُ مكةِ ... قدْ أسلمُوا، ولمْ يكنْ بالثَّبَتِ «2» فاسْتَقبلُوهُمْ بالأذى والشدَّةِ ... فرجعوا للهجرة الثّانية في مئة عَدُّ الرجالُ منهُمُ ... اثنانِ منْ بعدِ الثمانينَ هُمُ فنزلَوا عندَ النجاشيِ على ... أتَمّ حالٍ، وتغيَّظَ المَلا على النبيّ، وعلى أصحابِهِ ... وكتبَ البغيضُ في كتابِهِ على بنِي هاشِمٍ الصحيفَهْ ... وعلّقت بالكعبة الشّريفه أن لا يناكحوهم ولا ولا «3» ... وحُصِروا في الشّعبِ حتى أقبَلا أوّل عام سبعة للبعث ... قاسموا به جَهْدًا بشَرّ مُكْثِ وسُمعتْ أصواتُ صبيانِهِمُ ... فسَاءَ ذاكَ بعضَ أقوامِهِمُ وأُطلعَ الرسولُ أن الأرَضَهْ ... أكلتِ الصحيفةَ المُبَغَّضهْ ما كانَ مِن جَوْرٍ وظلمٍ ذَهَبَا ... وبَقِيَ الذكرُ كما قدْ كتبا
فوجَدوا ذاكَ كمَا قالَ، وَقَدْ ... شُلَّتْ يدُ البغيض «1» والله الصّمد «2» فلبسوا السّلاح ثمّ أخرجوا ... مِنْ شَعبهِمْ، وكانَ ذاكَ المَخرجُ «3» في عامِ عَشْرةٍ بغيرِ مَيْنِ ... وقيلَ: كانَ مُكثُهُمْ عامَينِ
ذكر وفاة عمه أبي طالب وزوجته خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)
ذكر وفاة عمّه أبي طالب وزوجته خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها) بعدَ خروجِهِمْ بِثُلْثَيْ عَامِ ... وثُلُثَيْ شَهرٍ ويوْمٍ طامي «1» سيق أبو طالب للحمام ... ثمّ تلا ثلاثةَ الأيامِ موتُ خديجةَ الرضَا فلم يَهُنْ ... على الرّسول فقد ذين وحزن
ذكر وفد الجن
ذكر وفد الجنّ «1» وبعدَ أنْ مَضَتْ له خَمْسونا ... وربعُ عامٍ جَاءَهُ يَسْعَونا جِنُّ نَصِيْبِيْنَ لهُ، وكانَا ... يَقْرأُ في صلاته قرآنا بنخلة «2» ، فاستمعوا، وأسلموا ... ورجعوا، فأنذروا قومهم «3»
ذكر قصة الإسراء
ذكر قصة الإسراء وبعدَ عَامٍ مَعَ نِصفٍ أُسْريا ... بهِ إلى السمَاءِ حتى حَظِيا مِنْ مَكةَ الغرَّا إلى القُدْسِ على ... ظَهرِ البُراقِ راكبًا، ثمَّ عَلا إلى السماءِ معَهُ جبريلُ ... فاستَفتَحَ البَابَ لهُ، يقولُ مُجيبًا اذ قيلَ لَهُ: مَنْ ذا معَكْ؟ ... مُحمدٌ مَعِي فرحَّبَ المَلَكْ ثمَّ تَلاقى معَ الأنبياءِ ... وكلُّ واحِدٍ لدى سَماءِ ثمَّ علا لمستَوى قدْ سَمِعا ... صَريفَ الاقلامِ بما قدْ وَقَعَا ثمَّ دنَا حتى رأى الإلها ... بعينِهِ مخاطبًا شِفَاها أوحى لهُ سبحانَه ما أوحى ... فلا تَسَلْ عمَّا جرى تَصْريحا وفَرضَ الصلاةَ خمسينَ على ... أمتِهِ حتَّى لخَمْسٍ نَزَلا والأجرُ خمسونَ كما قدْ كَانا ... وزادَهُ مِنْ فضلِهِ إحْسانا فصدَّقَ الصدّيقُ ذُو الوفاءِ ... وكَذَّبَ الكفَّارُ بالإسراءِ وسأَلُوهُ عنْ صِفاتِ القُدْسِ ... رفعَهُ إليهِ روحُ القُدْسِ جبريلُ، حتى حَقَّقَ الأوْصافَا ... لهُ، فمَا طَاقوا لهُ خِلافا لكنَّهُمْ قدْ كذَّبوا وجَحَدُوا ... فأُهْلِكوا، وفي العذاب أخلدوا
ذكر عرض النبي نفسه على القبائل وبيعة الأنصار له صلى الله عليه وسلم
ذكر عرض النّبيّ نفسه على القبائل وبيعة الأنصار له صلّى الله عليه وسلّم وَعَرَضَ النبيُّ نفسَهُ على ... قبيلةٍ قبيلةٍ ليَحْصُلا إيواؤه مِنْ بعضِهِمْ؛ يبلِّغُ ... رسالةَ الله، فكلٌّ يَنْزَغُ إليهِمُ الشَّيطانُ حتَّى يُعْرِضوا ... عَنْ قولِهِ، ويهزؤوا، ويَرْفُضوا حتَّى أَتَاحَ الله للأنصارِ ... فاستَبَقُوا للخَيرِ باخْتيَارِ فيُسْلِمُ الواحدُ منهُمْ، يُسْلِمُ ... بهِ جَميعُ أهلِهِ؛ فرُحِمُوا لَقِيَ ستًّا او ثمانيًا لدَى ... عَقَبَةٍ دعاهُمُ إلى الهُدى فآمنُوا بالله، ثمَّ رَجَعُوا ... لقومهِمْ يَدْعُونَهُمْ؛ فَسَمِعُوا حتّى فَشَا الإسلامُ، ثمَّ قَدِمَا ... في قابِلٍ منهم وممَّنْ أسلَمَا لبيعة ضعف الّذين سلفوا «1» ... كبيْعةِ النساءِ، ثم انصَرَفوا ثمَّ أتى مِنْ قابِلٍ سَبْعونا «2» ... ونيفٌ، فبايَعُوا يُخْفونا بَيْعَتَهُم ليلاً، ونِعْمَ البَيْعةُ ... جزاءُ مَنْ بَايَعَ فيهَا الجَنَّةُ
ذكر الهجرة إلى المدينة
ذكر الهجرة إلى المدينة وإذْ فَشَا الإسلامُ بالمَدينهْ ... هَاجرَ مَنْ يحفظُ فيها دِينَهْ وعَزمَ الصديقُ أن يُهاجِرا ... فَرَدَّهُ النبيُّ حتَّى هَاجَرا مَعًا، إليها فتَرافَقا إلى ... غَارٍ بثورٍ بعدُ، ثمَّ ارْتَحَلا وَمَعْهُمَا عامرُ مولَى الصّدّيقْ ... وابنُ أرَيْقِطٍ دَليلٌ للطريقْ «1» فأخَذوا نحوَ طريقِ الساحِلِ ... والحقُّ «2» للعدوِ خيرُ شاغلِ تَبِعَهُمْ سُراقةُ بنُ مالكِ ... يريدُ فَتْكًا، وهْوَ غيرُ فاتِكِ لمَّا دَعَا عَلَيهِ سَاخَتِ الفَرَسْ ... ناداه بالأمان إذ عنه حبس
ذكر مروره صلى الله عليه وسلم بأم معبد
ذكر مروره صلى الله عليه وسلم بأم معبد مَرُّوا على خَيمَةِ أمِ مَعبَدِ ... وهْيَ علَى طريقِهِمْ بمَرْصَدِ» وعندَها شَاةٌ أضرَّ الجَهْدُ ... بها، وما بها قوى يشتدّ فَمَسَحَ النبيُّ منها الضَرْعَا ... فَحَلبَتْ ما قدْ كفاهم وسعا وحلبت بعد إناء آخرا ... ترك ذاك عندها وسافرا
ذكر وصوله صلى الله عليه وسلم إلى قباء ثم إلى المدينة
ذكر وصوله صلّى الله عليه وسلّم إلى قباء ثمّ إلى المدينة حتّى إذا أتَى إلى قُبَاءِ ... نَزَلَها بالسَّعْدِ والهَنَاءِ في يومِ الاثنينِ لثنتَيْ عَشْرَهْ ... منْ شَهرِ مَوْلِدٍ فَنِعْمَ الهِجْرَهْ أقامَ أربعًا لديهِمْ، وَطَلَعْ ... في يومِ جمعَةٍ فصلَّى وَجَمَعْ في مَسجدِ الجُمْعةِ، وهْيَ أولُ ... ما جمَّعَ النبيُّ فيما نَقَلوا وقيلَ: بلْ أقامَ أرْبَعْ عَشْره ... فيهمْ، وهُمْ ينتَحِلُون «1» ذِكْرَهْ وهْوَ الذي أخرجَهُ الشّيخان ... لكنّ ما مرّ من الإتيان لمسجد الجمْعةِ يومَ جمعَةِ ... لا يستقيمُ مَعَ هذي المُدَّةِ إلا علَى القوْلِ بكونِ القَدْمَةِ ... إلى قُبَا كانتْ بيومِ الجُمْعَةِ «2» بنَى بِها مسجدَهُ، وارْتَحلا ... لطيبَةَ الفيحَاءِ طابتْ نُزُلا فَبَرَكَتْ ناقتُهُ المأْمورَهْ ... بموضعِ المَسْجدِ في الظَّهيرهْ فَحَلَّ في دارِ أبي أَيّوبا ... حتَّى ابْتَنى مسجدَهُ الرَّحِيبا وحولَهُ مَنَازِلا لأهلِهِ ... وحولَهُ أصحابُهُ في ظِلّهِ «3»
طَابَتْ بهِ طيبةُ من بعْدِ الرَّدى ... أشرقَ ما قدْ كانَ منها أسْوَدا كانتْ لَمِنْ أَوْبأِ أرضِ الله ... فَزَالَ دَاؤُها بهَذا الجَاهِ ونقلَ الله بفضْلِ رحْمَةِ ... ما كانَ منْ حمَّى بها للجُحْفَةِ وليسَ دجالٌ ولا طَاعُونُ ... يَدخُلُها، فحِرْزُها حَصِينُ «1» أقامَ شَهْرًا، ثمَّ بَعدُ نَزَلَتْ ... عليهِ إتمامُ الصلاةِ أُكمِلَتْ «2» أَقَامَ مِنْ شهر ربيع لصفر ... يا بنى لهُ مسجدُهُ والمُستَقَرْ «3» وَوَادَعَ اليهودَ «4» في كتابِهِ ... ما بينهم وبين ما أصحابه وكان بدء الأمر بالأذانِ ... رؤيا ابنِ زَيْدٍ، أو لعَامٍ ثانِ «5» ففيه فرضُ الصَّومِ، والزكَاةِ ... للفِطرِ «6» ، والعيدينِ بالصلاةِ بخُطبتَينِ بَعدُ، والأضحيّةُ ... كذا زكاة مالِهِمْ، والقِبْلةُ للمَسجدِ الحَرَامِ، والبِنَاءُ ... بعائشٍ، كذلك الزهرَاءُ وبَدرٌ الكُبْرى، وفي الثّالثة ... دخوله بحفصة القانتة
والزَّينبَينِ «1» ، وبنَى ابنُ عفَّانْ ... بأمّ كُلْثُومٍ، وفيهِ الجَمْعَانْ إلتَقيا بأحُدٍ، والرَّابعَهْ ... بئرُ مَعونةٍ بتلكَ الفَاجِعهْ «2» وغزوهُ بني النَّضيرِ وجَلَوا «3» ... ذاتُ الرِّقاعِ بعدَها كما حَكَوْا وقَائلٌ فيها الصلاةُ قُصِرَتْ ... والخمر حرّم، او ففي الّتي خلت «4» وقيل فيها آية التَّيَمُّمِ «5» ... كذا صَلاةُ الخَوْفِ مَعْ خُلْفٍ نُمي «6» وقيل في الخمس، وفيه نزلت ... آي الحِجَابِ «7» ، والخُسوفُ صُلِّيَتْ لِقَمَرٍ، وفيهِ غزوُ الخَنْدَقِ ... معَ قُرَيْظة، مَعَ المُصْطَلِقِ على الصَّحيحِ «8» ، وبها جُوَيْرِيَهْ ... بَنَى بِهَا، والإفكُ، أوْ في الآتيَهْ
في السّتِّ كانتْ عُمْرَةُ الحُدَيْبِيَهْ ... وبَيعَةُ الرّضْوانِ تلكَ الزَّاكِيَهْ «1» وفيهِ فَرْضُ الحَجّ أو ما خَلَتِ ... أو في الثمانِ، أو ففي التاسِعَةِ «2» خُلْفٌ، وقيلَ: كان قبلَ الهِجرةِ ... وُجوبُهُ حَكَاهُ في «النهَايةِ» «3» وفيهِ قدْ سَابَقَ بينَ الخَيلِ ... وآية الظّهَارِ في ابنِ خَوْلي «4» في السَّبْعِ خَيْبرٌ، وعُمرَةُ القَضَا ... وَقَدِمَتْ أمُّ حَبِيْبَةَ الرِّضا بَنَى بها، وبعدَها ميمُونَهْ ... كذاكَ فيها قَبلَها صَفِيَّهْ
وفيهِ مَنعُ الحُمُرِ الأهليَّةِ ... ومتْعَةِ النساءِ، ثمَّ حَلَّتِ «1» يومَ حُنَينٍ، ثم قدْ حَرَّمَهَا ... مؤبدًا، ليسَ لذلكَ انْتِهَا وفي الثمَانِ وَقْعَةٌ بِمُؤتَةِ ... والفَتحُ مَعْ حُنينَ في ذي السنةِ وأَخْذُ جزية مجوس هجرا ... واتّخذ النّبيّ فيها المِنْبَرا في التسعِ غَزوةُ تَبُوكَ بعدَ أنْ ... صَلَّى على أصْحَمَ «2» غائبًا فسَنْ وفيهِ قَدْ آلى منَ النسوانِ ... شَهرًا، وفيهِ قصةُ اللِّعَانِ وحَجَّةُ الصديقِ، ثم أَرْسَلا ... له عليًّا بعدَهُ على الوِلا أن لا يَحُجَّ مُشركٌ بعدُ، ولا ... يَطوفُ عُريانٌ كفعلِ الجُهَلا وسُميتْ بسَنةِ الوُفودِ ... لكثرةِ القَادمِ مِنْ وفُودِ في العَشْرِ كانتْ حَجَّةُ الوَدَاعِ ... لا يَحْصُرُ الوَافونَ «3» باطلاعِ فقيلَ: كانوا أربعين ألفا ... أو ضعفها، وزد عليه ضِعْفا «4» وارتَدَّ فيها وادَّعى النُّبُوهْ ... الأسودُ العَنْسيُّ حتّى موّه «5»
لبعضِ قومِهِ بسَجْعٍ صَنَعَهْ ... فقُتِلَ الشقيُّ مَعْ مَنْ تَبِعَهْ فيما يَلِيها وهْيَ إحدى عَشْرَهْ ... قَضَى «1» نبيُّ الله فيها عُمْرَهْ عاشَ ثلاثًا بعدَ ستينَ على ... أصحّها، والخُلفُ في هذا خلا «2»
ذكر صفته صلى الله عليه وسلم
ذكر صفته صلّى الله عليه وسلّم وَرَبْعَةً كانَ منَ الرجَالِ ... لا منْ قِصارِهِمْ ولا الطِّوَالِ بعيدَ بينَ المَنْكِبَيْنِ شَعَرُهْ ... يَبلغُ شحمة الأذن، يُوفِرُهْ مَرةً اُخْرَى فَيَكونُ وَفْرُهُ «1» ... يَضربُ منْكبَيْهِ يعلُو ظَهْرَهُ يَحْلِقُ رأسَهُ لأجلِ النُّسُكِ ... وربما قَصَّرَهُ في نُسُكِ وقَدْ رَووا لا تُوضَعُ النَّواصي ... إلا لأجْلِ النُّسُكِ المحَّاصِ «2» أبيضَ قَدْ شرّب حُمْرةً عَلَتْ ... وفي «الصحيحِ» : أزهرُ اللونِ ثَبَتْ «3» وفي «الصحيحِ» : أشْكَلُ العَيْنينِ ... أي: حُمْرَةٌ لدى بَياضِ العَيْنِ «4» ولِعَليّ: أدْعَجٌ، وَفُسِّرا ... بشِدّةِ السَّوادِ في العين يرى «5»
وفي «الصّحيح» : أنّه جعد الشَّعَرْ ... لا سَبِطٌ ولا بجَعْدٍ، الخَبَرْ «1» وعنْ عليّ سَبِطٌ لم يَثْبُتِ ... إسنادُهُ «2» ، وكان كَثَّ اللّحْيَةِ «3» وأشْعَرَ الصَّدْرِ دقيقَ المَسْرُبَهْ ... مِن سُرَّةٍ حتّى يحاذي لببه «4» وكان شَثْنًا كَفُّهُ والقَدَمُ ... وهو الغَليظُ قوةً يستلزم «5» إذا مشى كأنّما ينحطّ ... في صَبَبٍ، مِنْ صُعُدٍ «6» يَحُطُّ إذا مَشَى كأنَّما تَقَلَّعا ... مِنْ صَخْرٍ «7» ، ايْ: قويَّ مَشْيٍ مُسْرِعا يُقبِلُ كلُّهُ إذا ما الْتَفتا ... وليسَ يُلْوي عُنُقًا تَلَفُّتَا كأنما عَرَقُهُ كاللُّؤلؤِ ... أي: في البياض والصّفا إذا رئي
تَجمَعُهُ أمُّ سَلِيمٍ، تَجْعَلُهْ ... في طِيبِها، فهْوَ لَعَمْري أفضَلُهْ يقولُ مَنْ يَنْعَتُهُ: ما قَبلَهُ ... أو بعده رأيت قطّ مثله
ذكر وصف أم معبد له صلى الله عليه وسلم
ذكر وصف أمّ معبد له صلّى الله عليه وسلّم تقولُ فيهِ بِلِسَانٍ نَاعِتِ ... أبْلَجُ وجهٍ ظَاهرُ الوضَّاءَةِ «1» الخَلْقُ مِنْهُ لمْ تَعِبْهُ ثَجْلَهْ ... كَلاَّ ولَمْ تُزْرِ بهِ مِنْ صَعْلَهْ «2» أَدَعْجُ والأهدابُ فيها وَطْفُ ... مِنْ طولِها أو غَطَفٌ أوَ عَطْفُ «3» والجِيدُ فيهِ سَطَعٌ، وَسِيمُ ... والصَّوْتُ فيهِ صحل، قسيم «4» كيثف لِحْيةٍ، أَزَجُّ، أَقْرَنُ «5» ... أَحْلاه مِنْ قُرْبٍ لَهُ وأحسن أجمله من بعد وأبهى ... يَعْلُوهُ إذْ ما يَتَكَلمُ الْبَهَا كذاكَ يَعْلُوهُ الوقار إن صمت ... منطقه كخرز «6» تحدّرت
فَصْلُ الكلامِ ليسَ فيه هَذرُ ... حُلوُ المَقَالِ ما عَرَاهُ نَزْرُ «1» لا بَائِنٌ طولا، ولا يُقْتَحَمُ ... مِنْ قِصَرٍ «2» ، فهْوَ عَلَيهِمْ يَعظُمُ بِنَضْرَةِ المَنْظَرِ والمِقدَارِ ... تَحُفُّهُ الرِّفْقَةُ بائتِمَارِ إنْ أُمِروا.. تَبَادَروا امْتِثَالا ... أو قالَ قَولا.. أنْصَتوا إجْلالا فَهْوَ لدَى أصحابِهِ مَحْفودُ ... أيْ: يُسْرِعونَ طَاعَةً، مَحْشودُ «3» ليسَ بعابِسٍ، ولا مُفنِّدِ ... بِذَاكَ عَرَّفَتْهُ أمّ معبد «4»
ذكر وصف هند بن أبي هالة له صلى الله عليه وسلم
ذكر وصف هند بن أبي هالة له صلّى الله عليه وسلّم وابنُ أبي هالةَ زادَ لَمَّا ... وَصَفَهُ: مُفَخَّمًا وَفَخْمَا «1» لوجهِهِ تَلألؤٌ كالبَدرِ ... مُعتَدِلُ الخَلْقِ، عَريضُ الصَّدْرِ عَظيمُ هَامٍ، واسعُ الجَبينِ ... فَمٌ ضَليعٌ، أقنأ العرنين «2» يعلوه نور، من رآه إذْ ما ... لم يَتَأمَّلْ ظنَّهُ أشَمَّا «3» مُفَلَّجُ الأسنانِ، سَهلُ الخَدِّ ... أشْنبُ، بَادنٌ، طويلُ الزَّنْدِ «4» عُنُقُهُ يُرَى كجِيدِ دُميةِ ... مَعَ صَفَاءِ لونِهِ كالفِضَّةِ «5» أزجُّ في غيرِ قَرَنْ، إذا غَضِبْ ... بينهما عرق يدرّه الغضب «6»
وسَائلُ الأطرافِ، رَحبُ الراحَةِ ... ضَخمُ الكَرَاديسِ، ذَريعُ المشية «1»
ذكر أخلاقه الشريفة صلى الله عليه وسلم
ذكر أخلاقه الشّريفة صلّى الله عليه وسلّم أكرم به خلقه القرآن ... فَهْوَ لَدى غَضَبِهُ غَضْبانُ يَرضَى بما يرضَاهُ، ليسَ يَغضَبُ ... لنفسِهِ إلا إذا تُرْتَكَبُ مَحَارِمُ الله إذًا فيَنْتَقِمْ ... فَأَحَدٌ لذاكَ أصلاً لم يَقمْ بَعَثَهُ الرحمنُ بالإرفاقِ ... كيمَا يَتِمَّ صَالحَ الأخلاقِ أشْجَعُهُمْ في مَوطِنٍ وأنْجَدا ... وأجودُ الناسِ بنانا ويدا ما سيل «1» قَطُّ حَاجَةً فقالَ: لا ... وليسَ يأوي مَنْزِلا إنْ فَضَلا ممَّا أتى دِرْهمٌ أو دينَارُ ... حتى تريحَ منهُمَا الأقْدارُ أصدَقُ لَهْجَةً، وأوفى ذِمَّهْ ... ألينُهُمْ عَرِيكَةً «2» في الأُمَّهْ أكرمُهُمْ في عِشْرةٍ، لا يَحسبُ ... جليسُهُ أَن سواهُ أقْربُ حَياؤهُ يَربُو على العَذْراءِ ... في خِدرِها، لِشِدَّةِ الحَيَاءِ نَظَرُهُ للأرْضِ مِنهُ أكثَرُ ... إلى السمَاءِ، خَافِضٌ إذْ يَنْظُرُ «3» أكثرُهُمْ تواضعًا، يُجيبُ ... دَاعِيَهُ بعيد او قريب
مِنْ عبدٍ أو حُرٍّ فقيرٍ أو غنِي ... وأرحمُ الناسِ بكلِّ مؤْمنِ وطَائفٍ يَعْرُوهُ «1» ، حتَّى الهِرهْ ... يُصغي لها الإناءَ غَيرَ مَرَّهْ كانَ أعَفَّ الناس، ليسَ يُمْسِكُ ... أيديَ مَنْ ليسَ لَهُنَّ يَمْلِكُ يُبَايِعُ النساءَ لا يُصَافِحُ ... أيدِيَهُنَّ، بل كلام صالح «2» أشدُّهُمْ لصَحبِهِ إكرامًا ... ليسَ يَمُدُّ رِجلَهُ احْتِرامًا بينَهُمُ، ولَمْ يَكنْ يُقَدِّمُ ... رُكبَتَهُ على الجَليسِ يكرم فمن بديهة رآه هَابَهُ ... طَبعًا، ومَنْ خالطَهُ أحبَّهُ يَمْشي معَ المِسكينِ والأرْملَةِ ... في حَاجَةٍ مِنْ غيرِ ما أَنَفَةِ «3» يَخْصِفُ نَعلَهُ، يَخِيطُ ثَوْبَهُ ... يَحلِبُ شَاتَهُ، ولنْ يَعِيبَهُ يَخْدِمُ في مَهْنَةِ أهلِهِ كمَا ... يَقطَعُ بالسكينِ لَحْمًا قَدُما يُردِفُ خَلفَهُ على الحِمَارِ ... على إكافٍ «4» غير ذي اسْتِكبَارِ يَمْشي بلا نَعلٍ ولا خُفٍّ إلى ... عِيَادةِ المريضِ حولَهُ المَلا يُجالسُ الفَقيرَ والمِسْكينا ... ويُكرِمُ الكِرَامَ إذْ يَأْتونا ليسَ مُوَاجِهًا بشَىءٍ يَكرَهُهْ ... جَليسُهُ، بَلْ بالرضَا يُواجِهُهْ يَمْزَحُ لا يَقولُ إلا حقّا ... يجلس في الأكل مع الأرقّا
يَأتي إلى بَسَاتِنِ الإخْوَانِ ... يُكرِمُهُمْ بِذَلكَ الإتْيانِ قِيلَ لهُ يَدعُو على الكُفَّارِ ... دَوْسٍ وغَيرِهِمْ مِنَ الفُجَّارِ فقالَ: إنما بُعِثتُ رَحْمَهْ ... وليسَ لَعَّانًا نبيُّ الرَّحمَهْ بلْ سَألَ: اللهُمَّ فَاهدِ دَوْسا ... وَأتِ بهِمْ فأصْبَحُوا رُؤوسا لمْ يَكُ فَحَّاشًا ولا لَعَّانًا ... ولا بَخِيلاً لا ولا جَبَانَا يَخْتَارُ أَيْسَرَ الأمورِ إذْ مَا ... خُيِّرَ، إلا أنْ يَكونَ إثمَا لمْ يُرَ ضَاحِكًا بملء فيه ... ضحكه تبسّم يُبْديهِ يَعْجَبُ ممَّا يعجَبُ الجَليسُ ... منهُ، فمَا بوجهِهِ عُبُوسُ أصْحابُهُ إذْ يَتَناشَدُونا ... بينَهُمُ الأشْعارَ يَضْحَكونَا ويَذْكرونَ جَاهِليَّةً، فمَا ... يَزيدُ أنْ يَشْرَكَهُمْ تَبَسُّمَا قَدْ وُسِعَ النَّاسَ بَبَسْطِ الخُلْقِ ... فَهُمْ سَواءٌ عندَهُ في الحَقّ ما انْتهَرَ الخَادِمَ قطُّ فيمَا ... يأتِيْهِ أو يتْرُكُهُ مَلُومَا في صُنعِهِ للشَّىءِ: لِمْ صَنَعْتَهُ؟ ... وتَرْكِهِ للشَّىءِ: لِمْ تَرَكْتَهُ؟ يقولُ: لوْ قُدِّرَ شىءٌ كانَا ... سُبْحانَ مَنْ كَمَّلَهُ سُبْحانَا «1» وفي الجُلوسِ يَحْتَبي تَواضُعَا ... ومرّة كالقرفصاء خاضعا «2»
مَجلِسُهُ حِلْمٌ، وصَبْرٌ، وَحَيَا ... يَبْدأُ بالسَّلامِ مَنْ قَدْ لَقِيَا ويُؤْثِرُ الداخلَ بالوسَادَهْ ... أو يَبْسُطُ الثوبَ لهُ زِيادَهْ «1» ليسَ يقولُ في الرّضَا والغَضَبِ ... قَطعًا سِوى الحَقّ، فخُذْهُ واكْتُبِ يَعِظُ بالجدّ إذا ما ذَكَّرا ... كأنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ حَذَّرا ويَسْتَنِيرُ وَجهُهُ إنْ سُرّا ... تَخَالُهُ مِنَ السُّرُورِ بَدْرا يَمنَعُ أن يَمشيَ خَلفَهُ أَحَدْ ... بَل خَلفَهُ مَلائِكُ الله الأَحَدْ وليسَ يَجْزي سيِّئًا بمِثْلِهِ ... لكنْ بِعَفْو وبصَفْحٍ فَضْلِهِ كان يُحِبُّ الفَأَلَ ممّن ذكره ... وكان يكره اتّباع الطّيره «2»
ذكر خلقه صلى الله عليه وسلم في الطعام والشراب
ذكر خلقه صلّى الله عليه وسلّم في الطّعام والشّراب ولمْ يَعِبْ قَطُّ طَعَامًا يَحضُرُهْ ... يأكلُهُ إن يَشْتَهي، أَوْ يَذَرُهْ ولمْ يكُنْ جُلُوسُهُ مُتَّكِيَا ... في حالة الأكل ولكن مقعيا «1» تعجبه الذّرَاعُ، والدُّبَّاءُ ... والعَسلُ المَحبوبُ، والحَلوَاءُ «2» ويأكُلُ البّطيخَ والقِثَّاءَ ... بِرُطَبٍ، يَبْغي بهِ الدَّواءَ يقولُ: يُطْفي بردُ ذَيْنِ حَرَّ ذا ... وكلُّ إرْشادٍ فعَنْهُ أُخِذا يَأْكُلُ بالأصَابِعِ الثَّلاثَةِ ... يَلعَقُها، لِقَصْدِ ذي البَرَكَةِ يبدأُ باسمِ الله ثمَّ يَختِمُ ... بالحَمْدِ في شُرْبٍ وأَكْلٍ يَطْعَمُ يَشْرَبُ في ثَلاثَةٍ أنْفَاسَا ... يَمُصُّ فَهْوَ أَهْنَأُ اخْتِلاسَا لمْ يَتَنَفَّسْ في الإنَا إذْ يَشرَبُ ... يُبِينُهُ عنْ فِيهِ فَهْوَ أَطْيَبُ يَشْرَبُ قَاعِدًا، ومِنْ قِيامِ ... لِعَارِضٍ، كزَمْزِمِ الحَرامِ وشُربُهُ مِنْ قِرْبَةٍ معَلَّقَهْ ... دَلَّ به للرُّخْصَةِ المُحَقَّقَهْ يُنَاوِلُ الأيْمَنَ قَبلَ الأيْسَرِ ... إلا بِإذنِهِ لِحَقِّ الأكبَرِ والبَارِدُ الحُلْوُ يُحِبُّ شُربَهُ ... واللبَنَ اسْتَزادَ إذْ أحَبَّهُ يقولُ: زِدْنا مِنْهُ فهْوَ يُجْزي ... عنِ الشَّرابِ والطعَامِ المُجْزي
ذكر خلقه صلى الله عليه وسلم في اللباس
ذكر خلقه صلّى الله عليه وسلّم في اللباس يَلبَسُ ما مِنَ الثيابِ وَجَدَا ... مِنَ الإزارِ، والقَمِيصِ، والرِّدَا وبُرْدَةٍ، وشَمْلَةٍ، وَحِبَرَهْ ... وَجُبَّةٍ، أو فقُبَاءٍ حَضَرَهْ «1» لَبِسَ أيْضًا حُلَّةً حمراء ... فزادها بحسنه سناء «2» وربَّما ارتَدَى الكِسَاءَ وَحْدَهْ ... ليْسَ عَليهِ غَيرُهُ، لَمْ يعدُهْ وربَّمَا كانَ الإزارُ وَحدَهُ ... ليسَ عليه غيره بعقده «3» وربَّما كانَ عليهِ مَرْطُ ... مُرَحَّلٌ، يَقْنَعُ لا يَشْتَطُّ «4» وربَّما صَلَّى بِثَوْبٍ وَاحِدِ ... مُلْتَحِفًا بهِ بِغيرِ زَائدِ لا يُسْبِلُ القَميصَ والإزَارَا ... بل فَوقَ كَعبَيْهِ هُمَا اقْتِصَارا بل رُبَّما كانَا لنصف السّاق ... تَواضُعًا لِرَبّهِ الخَلاقِ يَلْبَسُ ثَوبَهُ منَ المَيامِنِ ... ونَزْعُهُ بالعَكْسِ؛ للتَّيَامُنِ كانتْ لهُ مِلحَفَةٌ مَصبُوغَةُ ... بزعفران أو بورس «5» ينبت
يَقولُ عندَ اللُّبْسِ باللسَانِ: ... الحمدُ لله الذي كَسَاني ما يَستُرُ العَورَةَ مِنْ لِبَاسِ ... معََ التَّجَمُّلِ بهِ في النَّاسِ ويَصْعَدُ المِنبَرَ إذْ يَشَاءُ ... بِرَأسِهِ عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ «1» ونَعْلُهُ الكَريمَةُ المَصُونَهْ ... طُوبى لمَنْ مَسَّ بِها جَبِينَهْ لهَا قِبَالانِ بِسَيْرٍ وَهُمَا ... سِبْتِيَّتَانِ سَبَتوا شَعْرَهُمَا «2» وطُولُهَا شِبْرٌ وإصْبَعَانِ ... وعَرْضُها مِمَّا يَلي الكَعبَانِ «3» سَبْعُ أصَابِعَ، وبَطْنُ القَدَمِ ... خَمْسٌ، وفَوقَ ذا فَسِتٌّ فاعلَمِ وَرَأْسُهَا مُحَدَّدٌ، وعَرْضُ مَا ... بَينَ القِبَالَينِ اصْبَعَانِ، اضبِطْهُمَا وهَذهِ تِمثَالُ تِلكَ النَّعْلِ ... ودورهَا، أكْرِمْ بها من نعل
ذكر صفة خاتمه صلى الله عليه وسلم
ذكر صفة خاتمه صلّى الله عليه وسلّم خَاتمُهُ مِنْ فِضَّةٍ وفَصُّهُ ... مِنهُ، ونَقْشُهُ عَليهِ، نَصُّهُ (مُحمَّدٌ) سَطْرٌ، (رَسولُ) سَطرُ ... (الله) سَطْرٌ، ليس فيه كبر «1» وفَصُّهُ لِبَاطِنٍ يَختِمُ بِهْ ... وقالَ: لا يُنْقَشْ عَليهِ يَشْتَبِهْ «2» يَلْبَسُهُ- كمَا رَوَى البُخَارِي- ... في خنصَرٍ، يَمينٍ أو يَسارِ «3» كِلاهُما في «مُسلمٍ» ويُجْمَعُ ... بَأنَّ ذَا في حَالَتَينِ يَقَعُ «4» أو خَاتَمَينِ كُلُّ وَاحِدٍ بِيَدْ ... كَمَا بِفَصّ حَبَشِيّ قد ورد «5»
ذكر فراشه صلى الله عليه وسلم
ذكر فراشه صلّى الله عليه وسلّم فِراشُهُ مِنْ أَدَمٍ «1» وحَشْوُهُ ... لِيْفٌ، فلا يُلْهي بِعُجبٍ زَهْوُهُ وربَّما نَامَ على العَبَاءةِ ... بثَنْيَتَينِ عِندَ بعضِ النّسْوةِ «2» وربَّما نَامَ على الحَصِيرِ ... ما تحته شيء سوى السّرير
ذكر طيبه وكحله صلى الله عليه وسلم
ذكر طيبه وكحله صلّى الله عليه وسلّم الطِّيبُ والنسَاءُ حُبِّبَا لَهُ ... ويَكرَهُ الريحَ الكَريهَ كُلَّهُ وطِيبُهُ غَالِيَةٌ ومِسْكُ ... والمِسكُ وحدَهُ، كذاكَ السُّكُّ «1» بَخُورُهُ الكافورُ والعُودُ النَّدي ... وعَينُهُ يَكْحُلُهَا بالإثمِدِ ثَلاثَةً في العَيْنِ للإيتَارِ ... ورُوِيَ اثنتَينِ في اليسار «2»
ذكر معجزاته صلى الله عليه وسلم
ذكر معجزاته صلّى الله عليه وسلّم أعظمها معجزة القرآن ... تَبْقَى على تَعَاقُبِ الأزْمَانِ كذا انْشِقاقُ البَدْرِ حتّى افترقا ... بِفِرْقتَيْنِ، رَأيَ عَيْنٍ حُقِّقَا وقَدْ زَوَى لَهُ الإلهُ حَقَّا ... الأرضَ مَغْربًا لَها وَشَرْقَا وقالَ: «ما زَوَاهُ لي سَيَبْلُغُ ... إليهِ مُلْكُ أُمَّتي» فَبَلَغُوا وحَنَّ جِذْعُ النَّخْلِ لمَّا فَارقَهْ ... لِمِنْبَرٍ إليهِ، حتَّى اعْتَنَقَهْ وَنَبَعَ الْمَاءُ فَجَاشَ كَثْرَه «1» ... من بين إصبعيه «2» غير مرّه «3» وسبّح الحصى بِكَفِّهِ بِحَقْ ... كَذا الطعَامُ عِندَهُ بهِ نَطَقْ وَشَجَرٌ وَحَجَرٌ قَدْ سَلَّما ... عَلَيْهِ نُطْقًا، والذّرَاع كلّما وقد شكا له البعير إذ جهد ... وبالنّبوّة له الذّيب شهد وجاء مرّة قضاء الحاجة ... ولم يجد شيئا «4» سوى أشاءة «5»
ومِثْلِهَا، لكنْ هُمَا بَعُدَتا ... أمَرَ كلاًّ مِنْهُما فَأَتَتَا تَخُدُّ «1» الأرْضَ ذي وذي حتَّى قَضَى ... حاجته، أمر كلّا فمضى وازدلفت إليْهِ سِتُّ بُدْنِ ... للنَّحْرِ، كُلٌّ سَابِقٌ للطَّعْنِ وَنَدَرَتْ «2» عَيْنُ قَتَادَةَ فَرَدْ ... تِلكَ فكانتْ مِنْ صحيحة أحد وبرئت عَيْنُ عَليٍّ إذْ تَفَلْ ... فِيهَا لِوَقْتِهِ، وما عَادَ حَصَلْ وابْنُ عَتِيْكٍ رِجْلُهُ أُصيبَتْ ... فَهْيَ بمسحه سريعا برئت وقَالَ: أقْتُلُ أُبَيَّ بْنَ خَلَفْ ... خَدَشَهُ خَدْشًا يسِيرًا فانْحَتَفْ «3» كَذَاكُمُ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفِ ... قُتِلَ كافِرًا ببَدْرٍ فَوُفِي وَعَدَّ في بَدْرٍ لهُمْ مَصَارِعا ... كلٌّ بما سَمّى لهُ قَدْ صُرِعا وقالَ عَنْ قَوْمٍ: «سَيَرْكَبُونا ... ثَبَجَ «4» هذا البَحْرِ» أيْ: يَغْزُونا ومنهُمُ أمُّ حَرَامٍ رَكِبَتْ ... البَحرَ، ثمَّ في رجوعِهِمْ قَضَتْ «5» وقَالَ في الحَسَنِ سِبْطِ نَسَبِهْ ... يَومًا: لَعَلَّ الله أنْ يُصْلِحَ بِهْ ما كَانَ بَيْنَ فِئتَينِ وَهُمَا ... عَظيمَتانِ، الكُلُّ مِمَّنْ أسْلَمَا فكانَ ذا، وقالَ في عثمانا: ... «تصيبه البلوى» فحقّا كانا
ومَقْتَلُ الأسوَدِ في صَنْعَا اليَمَنْ ... ذَكَرَهُ لَيلَةَ قَتْلِهِ، وَمَنْ قَتَلَهُ «1» ، كَذاكَ كِسْرَى أخْبَرَا ... بِقَتْلِهِ، فَكَانَ ذا بِلا مِرَا وقَالَ إخْبَارًا عَنِ الشَّيْمَاءِ «2» ... «قَدْ رُفعَتْ في بَغْلَةٍ شَهْبَاءِ» خِمَارُها أسْودُ حتَّى أُخِذَتْ ... عَهدَ أبي بكرٍ كما قَد وُصِفَتْ وَقَدْ دَعَا لوَلَدِ الخَطَّابِ ... بِعِزَّةِ الدّينِ بهِ، أوْ بأَبِي جَهْلٍ، أصَابَتْ عُمَرًا فأسْلَمَا ... عَزَّ بهِ مَنْ كانَ أضْحَى مُسْلِمَا ولِعَلِيٍّ بذَهابِ الحَرّ ... والبَرْدِ، لمْ يكنْ بِذَينِ يَدْري ولابنِ عَباسٍ بِفقهِ الدّينِ مَعْ ... عِلْمٍ بتأويلٍ، فَبَحْرًا اتَّسَعْ وثَابِتٍ بِعَيْشِهِ سَعِيدًا «3» ... حَيَاتَهُ، وموتِهِ شَهيدًا فَكانَ ذا، وأنسٍ بِكَثْرَةِ ... المَالِ والوُلْدِ وَطُولِ المُدَّةِ في عمْرِهِ، فَعَاشَ نَحوَ المئة «4» ... وكانَ يُؤْتي نَخْلُهُ في السَّنَةِ حِمْلَيْنِ، والوُلْدُ لصلب مئة ... من بعد عشرين ذكورا أثبتوا
وقَالَ فيمَنِ ادَّعَى الإسْلامَا «1» ... وَقَدْ غَزا مَعْهُ العِدَا وَحَامَا «2» مَعْ شِدَّةِ القِتَالِ للكفَّارِ ... مَعْهُ: بأنهُ مِنَ أهلِ النارِ فَصَدَّقَ الله مقالَ السَّيّدِ ... بِنَحرِهِ لِنَفسِهِ عَمْدَ اليَدِ «3» وكانَ مِنْ عتبة بنِ أبي لَهَبْ ... أذًى لهُ، دَعَا عَليهِ، فوجب يسلّط الله عليهِ كَلْبا ... قَتَلَهُ الأَسَدُ قَتْلاً صَعْبا وقد شكا لَهُ قُحُوطَ المَطَرِ ... شَاكٍ، أتاهُ وهْوَ فوقَ المِنبرِ فَرَفَعَ اليَدَيْنِ لله، وَمَا ... قَزَعَةٌ «4» ولا سَحَابٌ في السَّمَا فَطَلَعَتْ سَحَابَةٌ وانتشَرَتْ ... فأُمْطِروا جمعة تواترت حتّى شكا لَهُ انقطاعُ السُّبُلِ ... فأَقْلَعَتْ لمَّا دَعَا الله العَلي وأطْعَمَ الألفَ زَمَانَ الخَنْدَقِ ... مِنْ دونِ صَاعٍ وبُهَيْمةٍ، بَقي بَعدَ انْصِرافِهِمْ عَنِ الطعَامِ ... أكثرُ ممَّا كان مِنْ طَعَامِ كذاكَ قدْ أطعمَهُمْ مِنْ تَمْرٍ ... أَتَتْ بهِ جَارِيَةٌ في صُغْرِ وأَمَرَ الفَاروقَ أن يُزَوّدا ... مئينَ أرْبعًا أتَوْا فَزَوَّدا والتمرُ كانَ كالفَصيلِ الرَّابِضِ ... كأنهُ ما مسّه من قابض «5»
كذاكَ أقراصُ شَعيرٍ جُعِلَتْ ... مِنْ تَحتِ إبْطِ أنَسٍ، فَأَكَلَتْ جَمَاعَةٌ منها ثَمانونَ، وَهمْ ... قَدْ شَبِعوا، وهْوَ كما أُتي لَهُمْ وأطعَم الجيشَ فكلٌّ شَبِعا ... مِنْ مِزْوَدٍ، وما بقي فيهِ دعا لِصَاحِبِ المِزْوَدِ فيهِ «1» ، فَأُكِلْ ... منهُ حيَاتَهُ إلى حَينَ قُتِلْ عُثمانُ، ضَاعَ، وَرَوَوا أنْ حِمْلا ... خمسينَ وِسْقًا منهُ لله علا وفي بِنَائِهِ بزَيْنَبْ أطْعَمَا ... خَلقًا كثيرًا منْ طَعَامٍ قُدِّما أهدَتْ لهُ أمُّ سُليمٍ، رُفِعَا ... مِنْ بينِهِمْ، وَهْوَ كَمَا قدْ وُضِعا والجَيشُ في يَومِ حُنَينِ إذ رُموا ... مِنهُ بقَبْضَةٍ تُرَابًا هُزمُوا وأنْزلَ الله بِهِ كِتَابَا ... وامتلأَتْ أعْيُنُهُمْ ترابا كذا التّراب في رؤوس القَوْمِ قَدْ ... وَضَعَهُ، ولمْ يَرَهْ منهُمْ أَحَدْ وكمْ لهُ مِنْ مُعجزاتٍ بَيّنَهْ ... تَضيقُ عَنهَا الكتب المدوّنه «2»
ذكر خصائصه صلى الله عليه وسلم
ذكر خصائصه صلّى الله عليه وسلّم «1» خُصَّ النبيُّ بوجوبِ عِدَّهْ ... الوِتْرِ، والسّوَاكِ، والأُضْحِيَّهْ كذا الضُّحى- لَوْ صَحَّ- والمُصَابَرَهْ ... على العَدُوّ، وكذا المُشاوَرَهْ والشافعِي عَنِ الوجوبِ صَرَفَهْ «2» ... حَكَاهُ عنهُ البيهقِيْ في «المَعْرِفَهْ» «3» كذا التَّهَجُّدُ ولَكِنْ خفّفا ... نسخا، وقيل: بل هذا كرم كذا قَضَاءُ دَيْنِ مَنْ مَاتَ وَلَمْ ... يَتْرُكْ وَفَاءً، قِيلَ: بَلْ هَذَا كَرَمْ كذاكَ تَخْيِيرُ النّساء اللّاتي ... معه، وأمّا في المحرّمات ممّا أبيح لسواه حرّما ... عليه، فهي مَدُّ عَيْنَيْهِ لِمَا قدْ مُتّعَ الناسُ بهِ مِنْ زَهْرَةِ ... دُنْيَاهُمُ، كَذاكَ مِنْ خائنَةِ الأعْيُنِ، اعْدُدْهُ، ونَزْعُهُ لِمَا ... لَبِسَ مِنْ لأْمَةِ حَرْبٍ حُرِمَا «4» حتَّى يُلاقيَ العِدَا فَيَنْزِعا ... صَدَقةً فامْنَعْ ولو تطوّعا والشّعر، والخطّ، وقيل: يمنع ... ثوم ونَحوُهُ، وأكلٌ يَقَعُ معَ اتّكَاءٍ، والنكَاحَ للأَمَهْ ... مع الكتابيّة غير المسلمه
كذاكَ إمْسَاكُ التي قدْ كَرِهَتْ ... نِكَاحَهُ، والخُلْفُ في هذا ثَبَتْ وَقَدْ أباحَ ربُّهُ الوِصَالا ... لهُ، وفي سَاعَةٍ القِتَالا بمَكَّةٍ، كذا بِلا إحرَامِ ... دُخولُهَا، وليسَ بالمَنَامِ مُضطَجِعًا نَقضُ وضوئِهِ حصل ... كذا اصطفاء ما له الله أَحَلْ منْ قَبْلِ قِسْمةٍ، كذاكَ يَقْضي ... لنفسِهِ وَوُلْدِهْ فيَمْضي كذا الشهَادَةُ، كذاكَ يَقبَلُ ... مَنْ شَهِدوا لهُ، كذاكَ يَفْصِلُ في حُكمِهِ بِعِلمِهِ للعِصْمَةِ ... واخْتلَفُوا في غيرِهِ للرِّيبَةِ «1» كَذَا له أنْ يَحْمِيَ المَواتَا ... لِنَفسِهِ، ويأخُذَ الأقْوَاتَا وغيرَهَا منَ الطعَامِ مَهْمَا ... إحْتاجَ، والبَذلَ فأوْجِبْ حَتْما مِنْ مَالِكٍ، وإن يكنْ مُحْتَاجَا ... لكنَّهُ لفِعْلِ هذا مَا جَا والخُلْفُ في النَّقضِ بِلَمْسِ المَرأةِ ... والمُكثِ في المَسجِدِ مَعْ جَنَابَةِ وجَائِزٌ نِكَاحُهُ لتِسْعَةِ ... وفَوقَهَا، وعَقْدُهُ بالهِبَةِ فإنْ فلا بالعَقدِ حَتم مَهرِهِ ... ولا الدُّخولُ بخِلافِ غَيرِهِ «2»
كذَا بلا وَليّ، او شُهودٍ، او ... في حَالِ إحرامٍ، بِخُلْفٍ قدْ حَكَوْا ومَنْ يَرُمْ نِكاحَهَا، لَزِمَهَا ... إجابَةٌ، وحَرُمَتْ خِطْبَتُهَا ومَنْ لهَا زوجٌ فحَقًّا وَجَبَا ... طَلاقُهَا، كما جَرَى لِزيْنَبَا «1» وفي وُجوبِ قَسْمِهِ بَينَ الإمَا ... وبَيْنَ زَوجاتٍ لَهُ خُلْفٌ نَمَا «2» زَوْجاتُهُ كُلٌّ مُحرمَاتُ ... هُنَّ لذي الإيمَانِ أُمهَاتُ نِكاحُهُنَّ مَعْ عُقوقِهِنَّهْ ... معَ الوجوبِ لاحتِرَامِهِنّهْ لا نَظَرٌ وخَلْوةٌ بِهِنَّهْ ... ولا بِتَحريمِ بَناتِهِنَّهْ «3» مَنْ دَخَلَتْ عَليهِ، أوْ قَدْ فُورِقَتْ ... أو مَاتَ عَنْها، أو تَكونُ سَبَقَتْ «4»
وهُنَّ أفْضَلُ نِسَاءِ الأُمَّةِ «1» ... ضُعِّفْنَ في الأجْرِ وفي العُقوبَةِ أفْضَلُهُنَّ مُطلقًا خَدِيجَةُ ... وبَعدَها عَائِشَةُ الصِّدِّيقَةُ «2» وأَنَّهُ خَاتَمُ الأنبِيَاءِ ... خَيْرُ الخَلائِقِ بِلا مِرَاءِ أمَّتُهُ في النَّاسِ أفضَلُ الأُمَمْ ... مَعْصومَةٌ منَ الضَّلالِ بِعِصَمْ «3» أصْحَابُهُ خَيرُ القرونِ في المَلا ... كِتَابُهُ المَحفوظُ أنْ يُبَدَّلا شِرْعَتُهُ قَدْ أُبّدَتْ وَنَسَخَتْ ... كُلَّ الشَّرَائعِ التي قَبلُ خَلَتْ والأرضُ مَسجِدٌ لهُ طهورُ ... والرُّعْبُ شَهْرًا نَصرُهُ يسير سيّد أولاد أبينا آدما ... قَدْ حَلَّلَ الله لهُ الغَنائِمَا أُرْسِلَ للنَّاسِ جَميعًا، أُعْطِيَا ... مَقامَهُ المَحمودَ حتى رَضِيَا وخُصَّ بالشفَاعةِ العُظْمَى التي ... يُحْجِمُ عَنْها كُلُّ مَنْ لَها أُتي أوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ ... ولا يَنَامُ قَلْبُهُ بَلْ غَمْضُ أَوَّلُّ مَنْ يَقُومُ للشَّفَاعَةِ ... أوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الجَنَّةِ أكْثَرُ الأنبيَاءِ حَقًّا تَبَعا ... يَرَى وَرَاءَهُ كَقُدَّامِ معا آتاه ربُّهُ جَوامِعَ الكَلِمْ ... قَرينُهُ «4» أَسْلَمَ «5» ، فَهْوَ قَدْ سلم
صُفُوفُهُ والأمَّةِ المُبَارَكَهْ ... كَصَفّ عِندَ رَبّهَا المَلائِكهْ «1» ولا يَحِلُّ الرَّفْعُ فَوْقَ صَوْتِهِ ... ولا يُنادَى باسمِهِ بَلْ نَعْتِهِ خُوطِبَ في الصَّلاةِ بالسَّلامِ ... عَلَيكَ دونَ سَائِرِ الأنَامِ ومَنْ دَعَاهُ في الصَّلاةِ وَجَبَتْ ... إجابَةٌ لَهُ، وفَرضُهُ ثَبَتْ «2» وبَولُهُ ودَمُهُ إذ أُتِيَا ... تَبَرُّكًا مِنْ شَارِبٍ ما نُهِيَا يَقْبَلُ ما يُهْدَى لَهُ فَحِلُّ ... دُونَ الوُلاةِ فَهْوَ لا يَحِلُّ فَاتَتْهُ رَكْعتَانِ بَعْدَ الظهْرِ ... صَلاهُمَا ودَامَ بَعْدَ العَصْرِ وما لنَا دَوامُ ذا بَلْ يَمتَنِعْ ... وما سِوَى سَبَبِهِ فمنقطع ونسب يوم القيامة «3» ، ومن ... رآه نوما فهو قد رآه لَنْ يَكونَ للشيطَانِ مِنْ تَمَثُّلِ ... بِصورَةِ النَّبيّ أو تَخَيُّلِ وكَذِبٌ عَليهِ لَيْسَ كَكَذِبْ ... عَلى سواه «4» ، فهو أكبر الكذب «5»
ذكر حجه وعمره صلى الله عليه وسلم
ذكر حجّه وعمره صلّى الله عليه وسلّم قَدْ حَجَّ بَعدَ هِجرَةٍ لِطَيبَه ... سَنَةَ عَشْر قَطْ بِغيرِ مِرَيه «1» واعتَمَرَ النبيُّ بَعدَ الهجرَةِ ... أربعَةً، والكُلُّ في ذي القَعْدَةِ إلا التي في حجّة الوداع ... قرنها، لم تخل من نزاع أوَّلُهَا سَنَةَ سِتّ صُدَا ... فيهَا عن البَيتِ، فَحَلَّ «2» قَصْدَا كَانَتْ بِهَا بَيْعَتُهُ المَرضِيَّهْ ... ثم تَليهَا عُمرَةُ القَضِيَّهْ سَنةَ سَبعٍ، بَعدَهَا الجِعْرانَهْ ... عَامَ ثمانٍ، واعدُدَنْ قِرَانَهْ ولم يَعُدَّ مَالِكٌ ذي الرَّابِعَهْ ... وقالَ: حَجَّ مُفرَدًا، وتابَعَهْ بَعضُهُمُ، وَحَجَّ قَبلَ الهجرَةِ ... ثِنتَينِ، أو أكثرَ، أو فَمَرَّةِ ولمْ يَصِحَّ عَدَدُ الحَجَّاتِ ... مِن قَبلِ هجرة، ولا العمرات «3»
ذكر عدد مغازيه صلى الله عليه وسلم
ذكر عدد مغازيه صلّى الله عليه وسلّم سبعا وعشرين اعددنّ الغزوا ... أوّلها ودّان وهي الأبوا «1» ثمّ بواط بعد، فالعشيرا ... فبدر الأولى، فبدر الكبرى «2» فقينقاع، فالسّويق، غطفان ... وهي فذو أمر، فغزو بحران «3» فأحد بعد، فحمراء الأسد ... ثمّ بنو النّضير، ثمّ في العدد «4» ذات الرّقاع، ثمّ بدر الموعد ... فدومة، فالخندق، اذكر واعدد «5»
قريظة، لحيان، ثمّ ذو قرد ... ثمّ المريسيع على القول الأسد «1» ثمّ تليها عمرة الحديبيه ... فخيبر، فعمرة القضيّه «2» ففتح مكّة، حنين، وتلا ... غزاة طائف تبوك، قاتلا منها بتسع: أحد، والخندق ... بدر، بني قريظة، المصطلق خيبر، والفتح، حنين، طائف ... وقد حكوا عن قول بعض السّلف «3» بأنّه قاتل في النّضير ... وغابة، وادي القرى المشهور «4»
ذكر بعوثه وسراياه صلى الله عليه وسلم
ذكر بعوثه وسراياه صلّى الله عليه وسلّم عدّتها من بعث او سريّة ... ستّون فالأوّل بعث حمزة لنحو سيف البحر من ناحية ... ألعيص، لم يقتتلوا بالجملة «1» فبعثه عبيدة بن الحارث ... لرابغ «2» ، أو قبل ذا، أو ثالث بأنّه شيّع كلّا منهما ... معا، لذا أشكل ذا وأبهما وكان رمي بينهم لم يعدوا ... أوّل من رمى بسهم سعد «3» فبعثه سعدا إلى الخرّار ... للعير فاتت، رجعوا للدّار «4» بعث ابن جحش «5» بعده، أو أوّل ... لنخلة، فغنموا، وقتلوا في سلخ شهر رجب إنسانا «6» ... وأنزل الله به قرآنا
أي: يَسْئَلُونَكَ «1» أزالت كربا ... وبأمير المؤمنين لقّبا فبعثه عميرا الخطميّا «2» ... لقتل عصما؛ هجت النّبيّا فبعث سالم إلى أبي عفك ... قتله؛ آذى النّبيّ وأفك «3» فبعثه محمّد بن مسلمه ... في رفقة لقتل كعب الملأمه «4» جاؤوا برأسه، فإذ رموه ... قال لهم: أفلحت الوجوه فبعثه زيدا إلى القردة ... ماء بنجد، بقريب غمرة «5» فحصّلوا مئة ألف مغنما ... وأسروا فرات «6» ، ثمّ أسلما فبعده بعث ابن عبد الأسد ... لقطن؛ لولدي خويلد «7»
طليحة مع أخيه سلمه ... قد جمعا حرب نبيّ المرحمه فلم يصل حتّى تفرّق الملا ... وغنموا شاء لهم وإبلا يليه بعث ابن أنيس «1» ، العامد ... لقتل سفيان، هو: ابن خالد «2» إبن نبيح، كان صوب عرنه «3» ... يجمع للنّبي، فلمّا أمكنه إحتزّ رأسه، فلمّا أحضره ... دعا له، وخصّه بمخصره «4» فبعثه المنذر والقرّا إلى ... بئر معونة، فطابوا نزلا «5»
فاستشهد السّبعون إلّا كعبا ... هو ابن زيد، كان رزآ «1» صعبا ووجد النّبيّ حزنا، حتّى ... قنت شهرا في الصّلاة بحتا «2» يدعو على القاتل حتّى أنزلا ... لَيْسَ لَكَ الآية ربّنا علا «3» وبعثه إلى الرّجيع مرثدا ... أو عاصم بن ثابت، وأسندا «4» هذا البخاريّ، وفيه خانا ... بسبعة منهم بنو لحيانا «5» وأسروا زيدا خبيبا بيعا ... وقتلوا ابن طارق صريعا «6» ثمّ الّذي ابتاع خبيبا قتله ... كذا بزيد مشتريه فعله «7» وقصدت هذيل رأس عاصم ... حمته دبر «8» ، ثمّ سيل عاصم
فبعثه محمّد بن مسلمه ... للقرظا «1» أصاب منهم مغنمه شاء لهم ونعما أصابوا ... بعضهم، وبعضهم هرّاب لم يعرضوا للظّعن، أمر رامه ... أميرهم، وأسروا ثمامه «2» فبعثه عكّاشة بن محصن ... لغمر مرزوق، مويه لبني «3» أسد على يومين؛ أي: من فيد «4» ... فهربوا، وما لقوا من كيد وبعثه أيضا إلى ذي القصّة «5» ... محمّدا إلى بني ثعلبة في عشرة، فأحدق الأعراب ... بهم، وكانوا مئة، أصابوا كلّهم قتلا سوى ابن مسلمه ... جرح جرحا سالما ما أسلمه فبعثه لهم أبا عبيده ... لم يجد القوم، وحادوا حيده «6» لكن أصابوا رجلا فأسلما ... وغنموا شاء لهم ونعما
فبعث زيد لبني سليم ... وهم ببطن نخل بالجموم «1» وقد أصابوا نعما وشاء ... وأسروا ما الله منهم شاء فبعثه للعيص حتّى أخذوا ... عير قريش كلّها ونفذوا «2» وفضّة كثيرة، وأسرى ... ممّن مع العير أتوا، والصّهرا «3» صهر النّبيّ زوج زينب استجار ... بها، أجارته، وأهل أن يجار فبعثه رابعة إلى الطّرف «4» ... ماء قريب من مراض، فانصرف إلى بني ثعلبة أصابوا ... أنعامهم، وهرب الأعراب وبعثه خامسة لحسمى «5» ... إلى جذام، فأتاهم هجما صبحا على القوم، أصابوا العارضا «6» ... وأبه هنيدا المعارضا في قومه لدحية الكلبيّ ... فقطعوا طريقه بالقيّ «7» وكان زيد معه خمس مئه ... فأخذوا الأنعام والسّبي فئه مئة النّساء والصّبيانا ... فجاء زيد «8» من جذام، كانا
معه كتاب المصطفى إذ أسلما ... له وللقوم فسال المغنما أموالهم مع حريمهم، فرد ... كلّا إليهم وافيا بما عهد فبعثه أيضا له مؤمّرا ... سادسة لوجهة: وادي القرى به أصيب المسلمون قتلا ... وارتثّ «1» زيد من خليط القتلى بعث ابن عوف «2» بعده لكلب ... بدومة الجندل، فاز الكلبي أميرهم أصبغ «3» بالإسلام ... ومعه ناس من الأقوام وأمر النّبيّ أن يصاهرا ... نكح ذاك ابنة ذا تماضرا فبعثه لفدك «4» عليّا ... إلى بني سعد بن بكر، أحيا ألللّيل سيرا وكمن نهارا ... حتّى أتاهم غفلة أغارا فهربوا إذ جاءهم بالظّعن ... واستاق أنعامهم غير وني «5» فبعثه زيدا لأمّ قرفه ... سابعة فقتلت بعسفه «6» وصحّ في «مسلم» الطّريق ... بأنّما أميرها الصّدّيق «7»
فبعثه لابن عتيك معه ... قوم من الخزرج كي تمنعه «1» لخيبر لابن أبي الحقيق «2» ... لقتله أعين بالتّوفيق واختلفوا فقيل: ذا في السّادسه ... أو ثالث أو رابع أو خامسه «3» فبعده بعث، ثلاثون رجل ... أمير ذاك ابن رواحة البطل لخيبر فقتلوا أسيرا ... إبن رزام لا أصاب خيرا ومخرش من شوحط «4» كان معه ... فشجّ عبد الله لمّا صرعه فبصق النّبيّ في شجّته ... فلم تكن تؤذيه حتّى موته فبعثه كرز بن جابر إلى ... ألعرنيّين «5» الّذين مثّلا بهم رسول الله في القتل، كما ... قد فعلوا هم في الرّعاة مثل ما وما رواه ابن جرير كونا ... جرير المرسل فاردد وهنا «6» فبعث عمرو بن أميّة إلى ... قتل أبي سفيان فيما فعلا
من كونه جهّز أعرابيّا ... بخنجر ليقتل النّبيّا فلم يطق، فأسلم الأعرابي ... وراح عمرو «1» معه صحابي جبّار «2» او سلمة بن أسلما ... وقدّر الله له أن يسلما فلم يطيقا قتله، وقتلا ... عمرو ثلاثة وأسرا رجلا بعث أبان بن سعيد نجدا ... من بعد فتح خيبر قد عدّا ثمّ إلى تربة «3» بعث عمر ... نحو هوازن أتاهم الخبر فهربوا لم يلق منهم أحدا ... وعاد راجعا لنحو أحمدا بعث أبي بكر إلى كلاب ... يعقبه، ومرّ في كتابي «4» بأنّ بعثه إلى فزارة ... في «مسلم» قد صحّ مع زيادة فبعثه بشيرا الأنصاري ... لفدك، فساق في انحدار شاء لهم ونعما، فأدركوا ... أصحابه، فقتلوا وسفكوا وأخذوا أموالهم، وسلما ... من بعد ما ارتثّ بشير قدما فبعثه اللّيثيّ غالبا إلى ... ميفعة من أرض نجد قتلا «5»
قوما وساق نعما وشاء ... لهم، ولم يستأسرن من جاء قيل: بها أسامة بن زيد ... قتل من نطق بالتّوحيد قال له النّبيّ: هلّا قلبه ... شققت عنه؟! هل تحسّ كذبه؟! وفي «البخاري» بعثه أسامه ... للحرقات ساق ذا تمامه «1» وسيجيء ذكر ذي الواقعة ... من بعد ذكري لبعوث عشرة فبعثه بشيرا الأنصاري ... ثانية ليمن «2» والجبار «3» لغطفان، هربوا وقد هجم ... أرضهم، فلم يجد إلّا النّعم فساقها، ورجلين أسرا ... فأسلما، وأرسلا إذ أحضرا يليه بعث ابن أبي العوجاء ... وهو بعيد عمرة القضاء إلى سليم، جاءهم عين لهم ... فجاءهم وقد أعدّوا نبلهم ثمّ تراموا ساعة فقاتلا ... أصحابه، وهو فقد تحاملا من بعد جرحه إلى أن قدما ... على النّبيّ سالما مسلّما
فبعث غالب إلى الكديد «1» ... إلى بني الملوّح الرّقود شنّ عليهم غارة فاستاقا ... نعمهم، وأدركوا لحاقا به، فجاء الله بالسّيل فما ... قدّرهم أن يستردّوا النّعما فبعثه ثالثة إلى فدك ... أجل مصاب من بها قبل هلك مع بشير، فأصابوا النّعما ... وقتلوا في الله قتلى لؤما بعث شجاع بعده إلى بني ... عامر بالسّيّ «2» إلى هوازن يسير ليلا، يكمن النّهارا ... فسار حتّى صبّح الدّيارا أصاب منهم نعما وشاء ... وخمّسوا وقسّموا ما جاء فبعث كعب بن عمير من غفار ... لذات أطلاح «3» فحلّوا بالدّيار فوجدوا الجمع كثيرا، قاتلوا ... من أعظم القتال حتّى قتلوا إلّا الأمير ابن عمير كعبا ... نجا جريحا، كان رزاء صعبا وبعث عمرو وهو ابن العاصي ... إلى قضاعة بمرمى قاصي ذات السّلاسل «4» وكان من معه ... عدّ ثلاث مئة مجتمعه
وبلغ ابن العاص كثر الجمع ... أرسل يستمدّ قدر الوسع أرسل له أبا عبيدة ورد ... في مئتين، منهما شيخا الرّشد ألعمران يلحقان عمرا ... فلحقوه، ثمّ ساروا طرّا حتّى لقوا جمعا من الكفّار ... فهرب الكفّار للأدبار فبعثه أيضا أبا عبيدة ... في عدّة، وهم ثلاث مئة وهو الّذي تعريفه جيش الخبط ... يلقون عيرا لقريش، ففرط «1» وكان زادهم جراب تمر ... فأكلوا الخبط فقد التّمر «2» وفيه ألقى البحر حوتا ميّتا ... يدعونه العنبر حتّى ثبتا شهرا عليه الجيش حتّى سمنوا ... من أكله، وحملوا، وادّهنوا وفيه قيس بن سعد نحرا ... جزائرا للجيش، حتّى ائتمرا عمر مع أميرهم، فمنعا ... وجاء سعد فاشتكى من منعا بعث أبي قتادة الأنصاري ... بعد إلى خضرة للمغار «3» على محارب بنجد سارا ... ليلا بهم، وكمن النّهارا فقتلوا من جاء، واستاقوا النّعم ... وأخرج الخمس الأمير، وقسم فبعثه أيضا إلى بطن إضم «4» ... حين أراد غزو مكّة وهم
وكان في البعث محلّم قتل ... عامر أشجع وبئس ما فعل «1» حيّاهم تحيّة الإسلام ... قتله؛ فباء بالآثام ونزلت وَلا تَقُولُوا «2» الآيا ... ثمّ لقوا النّبيّ عند السّقيا ولابن إسحاق بأن ذي القصّة ... لابن أبي حدرد وهو عروة بعثه مع رجلين نحوا ... رفاعة «3» ؛ جاء يريد غزوا للمسلمين، مع بطن من جشم ... قتله عروة واستاق النّعم فبعثه أسامة بن زيد ... للحرقات، وهو ذو ترديد هل كان في السّبع كما قد مرّا ... أو في الثّمان كان، وهو أحرى وفيه قتله لمن قد ذكرا ... كلمة التّوحيد حتّى أنكرا فبعث خالد لهدم العزّى ... فحزّها باثنين حزّا حزّا «4» فبعث عمرو ثانيا، فهدما ... سواع، والسّادن عاد مسلما فبعث سعد وهو ابن زيد ... هدم مناتهم على قديد فبعث خالد إلى جذيمة ... ثانية يدعو لخير ملّة ليس مقاتلا، وكانوا أسلموا ... قالوا: صبأنا، وهو لفظ مفهم
أمرهم خالد أن يقتّلا ... كلّ أسيره، فبعض قتلا وبعضهم أمسك كابن عمرا ... وصحبه؛ لم يقتلوا من أسرا قال النّبيّ إذ أتاه الوارد ... أبرأ ممّا قد أتاه خالد ودى لهم قتلاهم النّبيّ ... ذهب بها إليهم عليّ فبعثه طفيلا الدّوسيّا ... لذي الكفين «1» صنما، فهيّا نارا له، ومنشدا في ذلكا: ... يا ذا الكفين لست من عبّادكا ميلادنا أقدم من ميلادكا ... إنّي حشوت النّار في فؤادكا فبعث قيس وهو ابن سعد ... إلى صداء، أمروا بالرّدّ «2» لمّا أتى أخو صداء «3» ، التزما ... بقومه، أتى بجمع أسلما فبعثه ضحّاكا الكلابي «4» ... لقومه وهم بنو كلاب فبعثه عيينة الفزاري ... إلى تميم؛ أجل أخذ الثّار إذ منعوا مصدّق الرّسول «5» ... من أخذ ما أمر بالفضول
يسير ليلا، يكمن النّهارا ... صبّحهم فهربوا فرّارا أسر منهم فوق خمسين «1» ، قدم ... على النّبيّ بهم، كما علم فجاء عشر للنّبيّ منهم ... من رؤساء قومهم «2» ، فقدّموا عطاردا «3» ، خطب ثمّ كلّما ... ردّ لهم أسراهم والمغنما ونزلت: إِنَّ الَّذِينَ المنزل ... في (الحجرات) فيهم ليعقلوا فبعث قطبة هو ابن عامر ... لخثعم ببيشة في صفر «4» سنة تسع أن يشنّوا الغاره ... ففعلوا، وواقعوهم غرّه فكثر القتلى وساقوا النّعما ... مع نسائهم فكان مغنما فابن مجزّز والاسم علقمه ... وابن حذافة ببعث يمّمه «5» للحبش في جزيرة في البحر ... فهربوا، وفيه بدء أمر إبن حذافة لمن كان معه ... أن يقعوا في النّار، ثمّ منعه
وقال: كنت مازحا، فأخبرا ... بذلك النّبيّ قال منكرا: لا تسمعوا ولا تطيعوهم في ... معصية، بل ذاك في المعروف بعث عليّ بعده ليهدما ... ألفلس- بالفاء- وكان صنما لطيّيء، فشنّ غارة على ... حلّة آل حاتم «1» ، حتّى ملا أيديهم سبيا وشاء ونعم ... وخرّب الفلس جميعا، وغنم أدراعه ثلاثة، ومخذما ... مع اليماني ورسوب مغنما «2» وقسم السّبي، وآل حاتم ... عزلهم لصاحب المراحم قامت له سفّانة «3» فاستأمنت ... محمّدا، فحين منّ أسلمت سافرت الشّام إلى عديّ ... بشورها «4» جاء إلى النّبيّ وذكر ابن سعد: انّ المرسلا ... في البعث خالد، كما قد نقلا فبعثه عكّاشة بن محصن ... ثانية إلى الجباب «5» موطن لغطفان، أو بلي وعذرة «6» ... أو بين كلب وبني فزارة
فبعثه إلى أكيدر دومة «1» ... إبن الوليد خالدا في فئة وقال: يا خالد سوف تجده ... وهو يريد بقرا يصّيّده «2» فأرسلت بقر وحش حكّت ... قرونها حائطه في ليلة نشّطه ذاك يصيد البقرا ... شدّت عليه خيله فاستأسرا أجاره خالد، ثمّ صالحه ... على رقيق ودروع صالحه مع رماح وجمال، ورحل ... معه إلى النّبيّ بعد ما فصل «3» فبعثه أيضا إلى عبد المدان «4» ... أو لبني الحارث نحو نجران «5» أتاهم، فأسلموا، وأقبلوا ... معه إلى النّبيّ حتّى وصلوا بعث عليّ بعده إلى اليمن ... وهي بلاد مذحج «6» ، ففرّقن أصحابه جاؤوه بالنّساء ... وولدهم ونعم وشاء ثمّ دعاهم، لم يجيبوا، فقتل ... منهم رجالا نحو عشرين رجل فانهزموا، فكفّ ثمّ إذ دعا ... ثانية، أجاب بعض مسرعا فأسلموا، وجمع الغنائما ... خمّسها لله، ثمّ قسما
بعث بني عبس «1» ، وكانوا وفدوا ... له إلى عير قريش فهدوا آخر من بعثه أسامه ... لأهل أبنى لم يرم مقامه «2» حتّى قضى النّبيّ قبل سفره ... ردّ أسامة بجمع عسكره بعثه الصّدّيق حتّى أرهقا ... قاتل زيد وسبا وحرّقا واختلفوا في عدّها «3» ، فالأكثر ... عن قدر ما عددت منها قصّروا ولابن نصر عالم جليل ... بل فوق سبعين، وفي «الإكليل» «4» : أنّ البعوث عدّها فوق المئه ... ولم أجد ذا لسواه ابتدأه «5»
ذكر كتابه صلى الله عليه وسلم
ذكر كتّابه صلّى الله عليه وسلّم كُتَّابُهُ اثْنَانِ وأَرْبَعُونَا ... زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَكَانَ حِيْنَا «1» كَاتِبَهُ، وَبَعْدَهُ مُعَاوِيَهْ ... إِبْنُ أَبِي سُفْيَانَ كَانَ وَاعِيَهْ كَذَا أَبُو بَكْرٍ، كَذَا عَلِيُّ، ... عُمَرُ، عُثْمانُ، كَذَا أُبَيُّ «2» وَابْنُ سَعِيدٍ خَالِدٌ، حنظلة «3» ... كذا شرحبيل امّه حسنة وعامر، وثابت بنُ قَيْسِ ... كَذَا ابنُ أرقَمَ بِغَيْرِ لَبْسِ «4» واقْتَصَرَ المِزّيُّ مَعْ عَبْدِ الغَنِي ... مِنْهُم عَلَى ذَا العَدَد المُبَيّنِ وَزِدْتُ مِنْ مُفْتَرِقَاتِ السّيَرِ ... جَمْعًا كَثِيرًا، فاضْبِطَنْهُ واحْصُرِ: طَلْحَةَ، والزُّبَيْرَ، وابنَ الحَضْرَمِي ... وابنَ رَوَاحَةٍ، وَجَهْمَا فَاضْمُمِ «5» وابْنَ الوَلِيدِ خَالِدًا، وَحَاطِبَا ... هُو ابنُ عَمْرٍو، وَكَذَا حوَيْطِبَا حُذَيْفَةً، بُرَيْدَةً «6» ، أَبَانَا ... ابنَ سَعِيدٍ، وأبا سُفْيَانَا كَذَا ابنُه يَزِيْدُ بَعْضُ مُسلِمهْ ... الفَتْحِ، مَعْ محمّد بن مسلمه
عَمْرٌو هُو ابنُ العَاصِ، مَعْ مُغِيرَةِ ... كَذَا السّجِلُّ، مَعَ أبِي سَلَمَةِ «1» كَذَا أَبُو أَيُّوبٍ الأَنْصَارِي ... كَذَا مُعَيْقِيبٌ هُو الدَّوسِيُّ وابنَ أبي الأَرْقَمِ أَرْقَمَ اعدُدِ ... فِيهِم، كَذَاكَ ابنُ سلول المُهتدِي «2» كَذَا ابنُ زَيْدٍ واسمُه عَبدُ الله ... والجدّ عبد ربّه بلا اشتباه جهيما العلا؛ أي: ابن عُتبَةِ ... كذَا حُصَين بن نُمَيرٍ أَثبِتِ «3» وَذَكَرُوا ثَلاثَةً قَدْ كَتَبُوا ... وارْتَدَّ كُلٌّ مِنْهُمُ وانقَلَبُوا
إبن أبي سرح، مع ابن خطل ... وآخر أُبْهِمَ، لَمْ يُسَمَّ لِي «1» وَلَمْ يَعُد مِنْهُم إِلى الدّينِ سِوَى ... ابن أَبِي سَرْحٍ، وبَاقِيهِم غوى
ذكر رسله إلى الملوك صلى الله عليه وسلم
ذكر رسله إلى الملوك صلّى الله عليه وسلّم أَوَّلُ مَنْ أَرْسَلَهُ النَّبيُّ ... لِمَلِكٍ: عَمْرٌو هُوَ الضَّمْريُّ «1» إِلَى النَّجَاشِيّ، فَلَمَّا قدِمَا ... نَزَلَ عَنْ فِرَاشِهِ فَأَسْلَمَا وَأَرْكَبَ المُهَاجِرِيْنَ البَحْرَا ... إِلَيْهِ فِي سَفِينَتَيْنِ طُرَّا زَوَّجَهُ رَمْلَةَ عَمْرٌو قَبْلَهْ ... لَهُ وَمَهْرَهَا النَّجَاشِي بَذَلَهْ «2» وَدِحْيةٌ «3» أَرْسَلَهُ لِقَيْصَرَا ... وَهْوَ هِرَقْلٌ، فَعَصَى واسْتَكْبَرَا وابن حُذَافَةٍ مَضَى لِكِسْرَى ... فمَزَّقَ الكِتَابَ بَغْيًا نُكْرَا وَحَاطِبًا أَرْسَل لِلْمُقَوْقِسِ ... فقال خيرا، ودنا لم يوئس «4» أَهْدَى لَهُ مَارِيَةَ القُبْطِيَّهْ ... وأخْتَهَا سِيريْنَ، مَعْ هديّه من ذهب وقدح ومن عَسَلْ ... وَطُرَفٍ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَنْهَا العَسَلْ «5»
وَأَرْسَلَ ابنَ العَاصِ حَتَّى أَدَّى ... كِتَابَهُ إِلَى ابنِي الجَلُنْدَى «1» فَأَسْلَمَا، وَصَدَّقَا، وَخَلَّيَا ... مَا بَيْنَ عَمْرٍو والزَّكَاةَ، هَدَيَا وَأَرْسَلَ السَّلِيطَ لِليَمَامةِ ... لِهُوذةٍ ملك بني حنيفة «2» وأكرم الرَّسُولَ إذْ أنْزَلَهُ ... وَقَالَ: ما أحسنَ مَا يدعو له وسال أَنْ يُجْعَلْ بَعْضَ الأمْرِ ... لَهُ، فَلَمْ يُعْطَ، قَضَى فِي الكُفْرِ «3» كَذَا شُجَاعُ الأَسْديُّ يَلْقَى ... الحارِثَ الغَسانَ مَلِكَ البَلقَا رَمَى الكِتَابَ قَالَ: إنّي سَائِرُ ... إِلَيْهِ، رَدّهُ هِرَقْلُ قَيْصَرُ وَقِيلَ: بَلْ أَرْسَلَهُ لِجَبْلَهْ «4» ... فَقَارَبَ الأَمْرَ، ولَكِنْ شَغَلَهْ المُلْكُ، ثُمّ فِيْ زَمَانِ عُمَرَا ... أسْلَمَ، ثُمَّ ارتَدَّ حَتَى كَفَرَا وابنَ أَبي أُمَيَّةَ المُهَاجِرَا ... أَرْسَلَهُ لِحَارِثِ بنِ حِمْيَرَا عَبْدُ كُلالِ أَبُهُ، فَرَدّدا ... أَنْظُرُ في أمري، وبعْدُ وَفَدا عَلَى النَّبيّ مُسلمًا، فَاعْتَنَقَهْ ... وَفَرَشَ الرِدا له ووَمَّقَهْ «5» وَأَرْسَلَ العَلا؛ أَيِ: ابنَ الحَضْرَمِي ... لِمُنْذِرٍ وَهْوَ ابن ساوى الدّارمي «6»
كَانَ مَع العَلا أبُو هُرَيْرَةِ ... فَانْقَادَ مُنْذِرٌ لخير مِلّةِ وَوَفَدَ المُنْذِرُ عَامَ الفَتْحِ؛ أَوْ ... فِي عَامِ تِسْعَةٍ، خِلافًا قَدْ حَكَوا كَذَاكَ قَدْ أرسلْ مُعَاذًا وَأَبَا ... مُوسَى إلَى مخَالِفٍ فاقتَرَبا «1» وَقَالَ: يسّرَا ولا تُعَسّرَا ... وَبشّرَا طَوْعًا ولا تنفّرا كذا جريرا «2» نَحْوَ ذِي الكلاعِ ... وَنَحْوَ ذي عَمرٍو، ونِعَم الدَّاعي دَعَاهُمَا لِمِلَّةِ الإسْلامِ ... فَأسْلمَا لله باسْتِسْلامِ وَعَمْرًا الضَّمْرِي إِلى مُسَيْلِمَهْ ... فَلَمْ يَؤُبْ «3» عَنْ كِذْبِهِ وَلَزِمَهُ أَرْسَلَ لَهْ كِتَابَهُ مَعْ سَائِبِ «4» ... ثَانِيَةً، فَلَمْ يَكُنْ بِالتائِبِ وَبَعْدَهُ عَيَّاشًا «5» أيْضًا أَرْسَلا ... إِلى بَنِي عَبْدِ كُلالٍ قَبِلا كُلُّهُمُ كِتَابَهُ، وأَسْلَموا ... نَعِيْمٌ الحَارِثُ مَسْرُوحٌ هُمُ وَأَرْسَلَ النَّبِيُّ أَيْضًا إِذْ كَتَبْ ... لِعِدَّةٍ، لَمْ يُسْمَ مَنْ بِها ذَهَبْ لِفَرْوَةَ بنِ عَمْرٍو الجُذَامِي ... أَفْلَحَ إِذ أَقَرَّ بِالإسْلامِ وَلِبَنِي عَمْرٍو وَهُمْ من حمير ... كذا لمعدي كَرِبَ المُشْتَهِرِ وَلأَسَاقِفَ بِنَجْرَان كَتَبْ ... كَذَا لِمَنْ أسلم من حدس عرب «6»
وابنِ ضِمَادٍ خَالِدِ الأَزْدِيّ ... ولابْنِ حَزْمٍ عَمْرٍو الرّضيّ ولأخي تميم اوس كتبا ... وهو لدى أولاده ما ذهبا «1» وليزيد بن الطّفيل الحارثي ... ولبني زياد بن الحارث
ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم
ذكر أولاده صلّى الله عليه وسلّم كَانَ لَهُ ثَلاثَةٌ بَنُونَا ... القاسِمُ الذِي بِه يَكْنُونَا بِمَكَّةٍ قَبْلَ النُّبوةِ وُلِدْ ... والطّيّبُ الطَّاهرُ وَهْوَ وَاحِدْ وَهْوَ الصَّحِيحُ، واسْمُه عَبْدُ الله ... وَقِيْلَ: بَلْ هَذَانِ فَابنَانِ سِوَاهْ والثالثُ ابراهيمُ بالمَدينةِ ... عَاشَ بِها عامًا ونصْف سنةِ وَقِيلَ: مع نقصان شهر، وقضى ... سنة عَشْرَ، فَرَطًا «1» لَهُ رِضَا وَمَاتَ قَاسِمٌ لَهُ عَامَانِ ... وَعِدَّةُ الأولادِ مِنْ نِسْوَانِ أَرْبَعَةٌ: فَاطِمَةُ البَتُولُ ... زَوَّجَهَا عَلِيًّا الرَّسُولُ وَزَيْنَبٌ زَوَّجَهَا أَبَا العَاصْ ... إبنَ الرَّبيعِ وَافِيًا ذَا إِخْلاصْ بِوَعْدِهِ، وَزَوَّجَ اثْنَتَيْنِ ... تَعاقُبًا عُثمانَ ذا النُّورَيْنِ رُقَيَّةٌ وأمّ كُلْثُوم تَلِيْ ... وَنِعْمَ ذَاكَ الصّهْرُ عُثْمانُ الوَليْ وَجُمْلَةُ الأوْلادِ مِنْ خَدِيجَةِ ... لَكِنَّ إِبْرَاهِيمَ مِن مَارِيَةِ وَلَيْسَ في بَنَاتِه مَنْ أَعْقَبَا «2» ... إِلا البتول طاب أمّا وأبا «3»
ذكر أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم
ذكر أعمامه وعمّاته صلّى الله عليه وسلّم أَعْمَامُهُ: حَمْزَةُ، والعَبَّاسُ ... قَدْ أَسْلَمَا وَأُرْغِمَ الخَنَّاسُ زبير، الحارث، جحل «1» ، قُثَمُ، ... ضِرَارٌ، الغَيْدَاقُ، والمُقَوّمُ «2» عَبْدُ مَنَافٍ «3» ، مَعْ عَبْدِ الكَعْبَهْ ... كَذَا أَبُو لَهَبٍ أردِي كَسْبَهْ «4» عَمَّاتُهُ: صَفِيَّةٌ، عَاتِكَةُ ... أُمُّ حَكِيْمٍ، بَرَّةٌ، أُمَيْمَةُ أَرْوَى، وَلَم يُسْلِم سِوَى صَفِيَّةِ ... قِيْل: وَمَعْ أروى ومع عاتكة
ذكر أزواجه صلى الله عليه وسلم
ذكر أزواجه صلّى الله عليه وسلّم زَوْجَاتُهُ اللاَّتِي بِهنَّ قَدْ دَخَلْ ... ثِنْتَا أَوِ احْدَى عَشْرَةٍ خُلْفٌ نَقَلْ خَدِيجَةُ الأُولى تَلِيها سَوْدَةُ ... ثُمَّ تَلِي عَائِشَةُ الصّديقَةُ وَقِيْلَ: قَبْلَ سَوْدَةٍ، فَحَفْصَةُ، ... فَزَيْنَبُ وَالِدُهَا خُزَيْمَةُ فَبَعْدَهَا هِنْدٌ؛ أيِ: امُّ سَلَمَهْ ... فَابْنَةُ جَحْشٍ زَينبُ المُكَرَّمَهْ تَلِي ابْنَةُ الحَارِثِ؛ أَي: جُوَيْريَةْ ... فَبَعْدَهَا رَيْحَانَةُ المسَّبِيَّهْ وَقِيْلَ: بَلْ مِلْكُ يَمِينٍ فَقَطُ ... لَمْ يَتَزَوَّجهَا، وَذَاكَ اضبَطُ بِنْتُ أبي سُفْيَانَ وَهْيَ رَمْلَةُ ... أُمُّ حَبِيبَةٍ، تَلِي صَفِيَّةُ مِنْ بَعْدِهَا، فَبَعْدَهَا مَيْمُونَهْ ... حِلاًّ، وَكانَتْ كاسمِها مَيْمُونَهْ «1» وَابنُ المُثنَّى مَعْمَرٌ قَد أدْخَلا ... فِي جُمْلَةِ اللاتِي بهنّ دخلا «2»
بِنْتَ شُرَيْحٍ واسْمُها فَاطِمَةُ ... عَرَّفَهَا بأَنَّها الوَاهِبَةُ وَلَمْ أَجِدْ مَنْ جَمَعَ الصَّحَابَهْ ... ذَكَرَهَا وَلا ب «أسد الغَابَهْ» «1» وَعَلَّها التِي استَعَاذَتْ مِنْهُ ... وَهْيَ ابنَةُ الضَّحَّاكِ بَانَتْ عَنْهُ وَغَيْرُ مَنْ بَنَى بِهَا، أَوْ وَهَبَتْ ... إِلى النَّبِيّ نَفْسَها، أَوْ خُطِبَتْ وَلَمْ يَقَعْ تَزْوِيجُهَا، فَالعِدَّةُ ... نَحْو ثَلاثِينَ بِخُلْفٍ أثبتوا «2»
ذكر خدامه من الرجال والنساء صلى الله عليه وسلم
ذكر خدّامه من الرّجال والنّساء صلّى الله عليه وسلّم فَأَنَسٌ أَلْزَمُهُمْ لِلخِدْمَةِ ... أسماءُ، هِنْدٌ وَلَدَا حَارِثَةِ كَذَا بِلالٌ، عُقْبَةُ بنُ عامِرِ ... سَعْدٌ فَتَى الصّديقِ «1» ، مَع ذِيْ مِخمرِ «2» رَبِيعَةٌ، مَعَ ابنِ مَسْعُودٍ، أَبُو ... ذَرّ، بُكَيْرٌ، وَلِليْثِ نُسِبُوا «3» وابنُ شريك أسلع، وأربد «4» ... كَذَا ابنُ مَالِكٍ والاسْمُ الاسْودُ وابنُ أَخِيهِ الحدرجان جسر «5» ... له بخدّام النّبيّ ذكر
وَسَابِقٌ، وَسَالِمٌ قَدْ ذُكِرَا ... وَقِيلَ: سَلْمَى، واعدُدِ المُهَاجِرَا قَيْسُ بنُ سَعْدٍ، أَيمَنٌ، ثَعْلَبَةُ «1» ... كَذَا نُعَيْمٌ أبُهُ رَبِيْعَةُ «2» كَذَا أَبُو السَّمْحِ، أَبُو الحَمْرَاءِ «3» ... أَبُو عُبَيْدٍ، وَمِنَ النّسَاءِ مَارِيَةُ اثْنَتَانِ «4» ، مع رزينة ... وأمة الله لهذه ابنة
صفيّة، وخولة، خضرة ... سلمى، وأمّ أيمن بركة وأمّ عبّاس «1» ، كَذا مَيْمُونَةُ ... وَفِي المَوالِي ذُكِرت ذِي الخَمْسَةُ
ذكر مواليه صلى الله عليه وسلم
ذكر مواليه صلى الله عليه وسلم زَيْدٌ، أُسَامَةُ ابنُهُ، ثَوْبَانُ ... أَنَسَةٌ، وَصَالِحٌ شَقرَانُ كَذَا أَبُو كَبْشَةَ واسْمُهُ سَلِيْم ... أَو أَوْسٌ اسْمَاهُ بِهِ أبُو نَعِيْم كَذَا رَبَاحٌ، وَيَسارٌ، مُدْعَمُ ... كَذَا أَبُو رَافِعِ وَهْوَ أَسْلَمُ وَقِيلَ: إبْرَاهِيمُ أَوْ فَثَابِتُ ... أَوْ هِرْمِزٌ يَزِيْدُ خُلْفٌ ثَابِتُ «1» وَرَافِعٌ، كَرْكَرَةٌ «2» ، فَضَالَهْ ... وَوَاقِدٌ، سَفِينَةٌ، فَزَارَهْ طَهْمَانُ أو كَيسَانُ أو مَهْرَانُ ... مَولاهُ أو ذكْوَانُ أو مَروَانُ «3» جَدُّ هِلالِ بنِ يَسارٍ زَيْدُ ... حُنَيْنُ، مَابُورٌ، كَذا عُبَيْدُ أَبُو عَسِيبٍ «4» ، وَأبُو عبيد ... مع أبي ضميرة سعيد
ومن مواليه أبو مويهبه «1» ... حَازوا بِهِ فَخرًا عَلَى المَرتَبَةِ وَكُلُّ مَن سُمّي فِيها أَو كُنِي ... فَلَم يَزِدْ عَلَيْهِمُ عَبْدُ الغَنِي «2» وَزَادَ بَعضُهُم عَلَيْهِ فِي العَدَدْ ... تسعا وأربعين كلّ قد ورد أفلح، مع أَنْجَشَهْ، وَأَسْلَمُ «3» ... أَيْمَنُ، بَاذَامُ، وَبَدْرٌ، حَاتِمُ دَوْسٌ، قَفِيزٌ، سَابِقٌ، رُوَيْفِعُ ... سَعِيدٌ اثنَانِ «4» ، عُبَيْدٌ، رافِعُ سَنْدَرُ، سَالِمٌ، كُرَيْبُ، غَيْلانْ ... كَذَا عُبَيْدُ الله، سَعْدُ، سَلْمَانْ مُحَمَّدٌ هُوَ ابنُ عَبدِ الرَّحمنْ ... مَكْحُولُ، نَافِعٌ، نَفِيعٌ «5» ، وَرْدانْ هُرْمُزُ، واقدٌ، يَسارُ، شَمْعُونْ «6» ... ضُمَيْرَةٌ، فضالةٌ، وَعَمْرُونْ كَذَا نُبَيْهٌ، وَنَبِيلٌ، وهلال «7» ... كذا أبو رافع اخر يُقَالْ أَبُو البَشِيرِ، وأبُو أُثَيْلهْ «8» ... أَبُو لَقِيطٍ، وأبو صفيّة
كَذا أَبُو الحَمْرا، أَبُو سَلاَّمِ «1» ... مَع أَبي هِنْدٍ؛ أي: الحَجَّامِ كَذا أَبو اليُسْرِ، أَبو لُبَابَةِ ... كَذا أَبو سَلْمى، مَع ابِي قَيْلَةِ «2» أَما الإمَاءُ فذُكِرْن خَمْسَهْ ... فِيمَا مَضَى رَضْوَى «3» ، كَذَا أُمَيْمَهْ رُبَيْحَةٌ «4» ، رَزِينَةٌ، رُكَانَةُ ... كَذَاكَ قَيسرُ «5» اختها مَارِيةُ مَيمُونَةُ اثنتانِ «6» ، والبعضُ جَعَلْ ... تَيْنِ من الخدّام فيما قد نقل
ذكر أفراسه صلى الله عليه وسلم
ذكر أفراسه صلّى الله عليه وسلّم سَكْبٌ، لِزَازٌ، ظَرِبٌ، وَسَبْحَهْ ... مُرتَجزٌ، وَردٌ، لَحِيفٌ، سَبْعَهْ «1» وَلَيْسَ فِيها عِنْدَهمْ مِنْ خُلْفِ ... والخُلْفُ فِي مَلاوحٍ، والطُّرْفِ «2» كَذاكَ ضِرسٌ «3» ، وشَحَا، مَنْدُوبُ ... مِرْوَاحُ، بَحْرٌ، أدْهمٌ، نجيبُ «4» أَبلقُ، معْ مُرْتَجِلٍ، مع يعسوب ... سرحان، ذو العقّال، سجل، يعبوب «5»
ذكر بغاله وحميره صلى الله عليه وسلم
ذكر بغاله وحميره صلّى الله عليه وسلم بِغَالُهُ خَمْسةٌ، أو فَسِتّهْ ... دُلْدُلُ، مع فِضةَ، والأَيْلِيَّهْ وَبغلةً أهدى لهُ الأُكيْدِرُ ... وجَاء مِن كِسْرى، وفِيهِ نَظَرُ وَبَغلةً أَهدى له النّجاشي ... وهو ب «أخلاق النَّبِيِ» الفَاشِي «1» حِمَارُهُ عُفَيْرٌ، أو يَعْفُورُ ... أو فَهُمَا اثنَانِ، وذا المَشْهُورُ «2» وكَونُهُ كَان اسمُهُ زيادا ... أو فيزيد منكر إسنادا وثالث أعطاه سعد يسنده ... رديفه قيس بن سعد ولده
ذكر لقاحه وجماله صلى الله عليه وسلم
ذكر لقاحه وجِمالِهِ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ لَه لِقاحٌ: الحِنَّاءُ ... عُرَيِّسٌ، بغُومٌ، السَّمْرَاءُ «1» بُرْدَةُ، والمَروةُ، والسَّعدية ... حَفدةٌ، مهْرَةُ، واليَسِيرةُ «2» رِيَّاءُ، والشّقراء، والصّهباء ... عضباء، جدعاء، هما القَصْوَاءُ «3» وَغَيرُهُنَّ، والجِمَالُ: الثَّعْلَبُ ... وَجَملٌ أحمرُ، والمُكتَسَبُ غَنِمَهُ في يومِ بدرٍ مِنْ أَبِي ... جهلٍ، فأهداهُ إلى البيتِ النَّبي فِي أنفِهِ بِرةٌ؛ اي: مِن فِضهْ ... غَاظَ بهِ كُفَّار أهل مكّة «4»
ذكر منائحه وديكه صلى الله عليه وسلم
ذكر منائحه وديكه صلّى الله عليه وسلّم كَانَتْ لَهُ مَنَائِحٌ: بَرَكَةُ ... زَمزَمُ، سُقيا، عَجْرَةٌ «1» ، وَوَرْشَةُ أطلالٌ، اطرافٌ، قَمَر، مع يمنِ ... غوثةُ أو غَيثةُ، بل في السننِ كَانَتْ له مئة شاةٍ غَنَمَا ... ولا يُريدُ أن تزيدَ، كلَّمَا وُلِدَ مِنْهَا بَهْمَةٌ، رَاعِيْها ... ذَبَحَ شَاةً لا يَزِيدُ فِيْهَا وَكَانَ أيضًا عِندَه ديكٌ لَهُ ... أبيض، فالمحبّ قد نقله «2»
ذكر سلاحه صلى الله عليه وسلم
ذكر سلاحه صلّى الله عليه وسلّم كان له من الرّماح خمسة ... من قينقاع جاءه ثلاثة ورابع له يسمّى: المثويا ... والخامس: المثني، بذاك سمّيا أقواسه خمسة: الرّوحاء ... وقوس شوحط «1» هي البيضاء وقوس نبع «2» وهي الصّفراء ... كذلك الكتوم، والزّوراء كانت له ترس به تمثال ... كرهه، فذهب التّمثال كذا الزّلوق للسّلاح يزلق ... وترسه الثّالث فهو الفتق «3» أسيافه: الحتف، وذو الفقار «4» ... مأثور، العضب، مع البتّار كذاك مخذم، كذا رسوب «5» ... والقلعي لم يسم «6» ، والقضيب وقيل: ذا قضيبه الممشوق ... كان بأيدي الخلفا يشوق
أدراعه سبعة: السّغديّة «1» ... ذات الفضول، وكذاك فضّة ذات الحواشي، ما لها كفاء ... ذات الوشاح، الخرنق، البتراء «2» كانت له منطقة أديم ... فضّة الحلق والإبزيم «3» راياته: العقاب كالنّمراء ... مع راية صفراء، مع سوداء كانت له ألوية بيض كذا ... أسود، مع أغبر، منها اتّخذا حرابه البيضاء، ثمّ النّبعة ... وحربة صغيرة عنزة «4» مغفره: السّبوغ، والموشّح ... فسطاطه الكنّ «5» ، كما قد صرّحوا محجنه «6» قدر ذراع يستلم ... في حجّه الرّكن به كما علم كانت له هراوة «7» بالنّقل ... كذا عسيب من جريد النّخل كانت له مخصرة يختصر ... بها، اسمها العرجون فيما ذكروا كان له خفّان ساذجان ... أهداهما أصحمة الرّبّاني كذا له أربعة منها أخر ... أصابها من سهمه من خيبر
له ثلاث من جباب تلبس ... في الحرب، إحداهنّ منها سندس أخضر، ثمّ جبّة طيالسه ... تغسل للمرضى، وكانت ملبسه ونبله سمّي بالمؤتصله ... ومنه ما سمّي بالمتّصله
ذكر أقداحه وآنيته وركوته وربعته وسريره صلى الله عليه وسلم
ذكر أقداحه وآنيته وركوته وربعته وسريره صلّى الله عليه وسلّم أقداحه: الرّيّان، والمغيث ... وآخر مُضَبَّبٌ يَغِيثُ بِهِ إِذَا ما مَسَّهُم مِنْ حاج ... وقدح آخر مِن زُجاجِ وقَدَح تحتَ السَّريرِ عَيدانْ «1» ... يقضي بهِ حاجَتَهُ في الأحْيانْ مَرْكِنُهُ مِنْ شبهٍ، وتَوْرَه «2» ... حجَارةٌ، مَنْ نَالَهُ يَميرَهْ رَكوتُهُ كَانت تُسمى الصَّادِرهْ ... قَصعتُهُ الغرَّاء ليست قاصِرَهْ كَان لهُ صاعٌ لأجلِ الفِطرةِ ... وقَعْبُهُ «3» كَان اسمُهُ بالسَّعَةِ كَانَتْ لَه ربعَةٌ؛ اي: مُرَبَّعَهْ ... كجُونَةٍ يُجعلُ فيها أَمْتِعَهْ «4» سِواكُهُ، ومِشْطُهُ، والمُكْحُلَهْ ... كذلكَ المِرآةُ، والمِقْراضُ لَهْ كَانَ لَهُ سريرٌ اهدَاهُ لَهُ ... أَسعدُ «5» ، وَهْوَ سَاجٌ استَعمَلَهُ مُوشَّحٌ باللّيفِ، ثم وضعا ... عَليهِ لَمَّا مَاتَ، ثم رُفِعَا عَلَيْهِ أيضًا بعدَهُ الصّديقُ ... كَذَاك أيضًا عُمَرُ الفاروق
ذكر الوفود الذين وفدوا عليه صلى الله عليه وسلم
ذكر الوفود الّذين وفدوا عليه صلى الله عليه وسلم أَولُ وفْدٍ وفَدوا المَدينهْ ... سنةَ خمْسٍ: وافِدوا مُزَينهْ وهَكذا سعدُ بنُ بكرٍ في رَجَبْ ... وعامَ سَبْعةٍ: جُذَامٌ وعَقبْ الأَشعريُّونَ، ودَوسُ القَومُ ... وفي الثَّمَانِ ألفتْ سُلَيمُ «1» ثَعلَبَةٌ، ثُمَالةٌ «2» ، والحَدَانْ ... فِيها، وفِي التاسعِ وفدُ هَمدَانْ كَذا بنو الدارِ، وفيهِ في صَفَرْ ... عذرةُ، بعدَها بَلِي، وحِمْيَرْ وَبعدُ في العَاشِرِ وفدُ خَولانْ ... وكِنْدةٍ، وغَامِدٍ، وغَسَّانْ وفدُ الرُّهاويينَ، وَفدُ نَجْرَانْ ... وَفْدُ صُدَا، والأَزْدِ، مَعْ سلامان «3» بجيلة، وحضر موت، النَّخَعُ «4» ... والحَارِثِ بنِ كعبٍ أيضًا أَجْمَعُ وَفِيْهِما مُرةُ، عَبسٌ، أَسدُ ... وَفْدُ تَميمٍ فيهمُ عُطَارِدُ «5»
بَاهِلَةٌ، وجعدَةٌ، فَزَارَةُ ... عَقيلُ «1» ، عبدٌ، أشجعٌ، كِنَانَةُ لقيطُ، بكرٌ، وابنُ عَمَّارٍ قُدَدْ ... مَاتَ رُجوعًا، وَكِلابٌ، وَوَفَدْ «2» وَفْدُ ثَقِيفٍ، مَعَ عبدِ القَيْسِ ... رُؤاسِ، عامِرٍ، هِلالٍ، عَنْسِ «3» قَشِيرُ، تغلبُ، وبعضٌ مسلم ... أمّا النّصارى منهم فالتزموا أَنْ يَمْنَعُوا أَولادَهُم من صِبْغَةِ ... في دِينهم، وفد بني حَنِيفةِ ومِن وفودِ اليَمنِ اليَمانِ ... وفدُ تجيب، طيّىء، جَيشانِ «4» كَلبٌ، خُشَيْنٌ، ومرادٌ، والصَّدِفْ «5» ... وخَثْعَمٌ، سعدُ العَشيرةِ رَدَفْ أزدٌ عُمَانٌ، وزُبيدٌ، اسلَمُ «6» ... وبارقٌ، وابنُ حَميدٍ سَالِمُ سعدُ هُذَيمٍ، جَرْمُ، بَهْرا، مهرة «7» ... ووفد جعفيّ، كذا جهينة
سنةَ إِحدى عَشْرةٍ جاءَ النَّخَعْ ... فِي مِئتينِ بعدَ مَن قَبلُ نَجَعْ وَفْدُ السّبَاعِ والذّئَابِ ذكرا «1» ... في غابة وغيرها، واستنكرا «2»
ذكر أمرائه صلى الله عليه وسلم
ذكر أمرائه صلى الله عليه وسلم «1» أمَّرَ بَاذانَ بِلادَ اليَمَنِ ... ثُمَّ ابنَهُ شَهْرًا بِصَنْعا يَمَنِ «2» وابنَ أَبِي أُمَيَّةَ المُهَاجِرا ... كِنْدَةَ والصَّدِفْ، فقبل أن سرى لِعَمَلِهْ، قَضَى النَّبيُّ بالمَوت ... كَذا زيادُ بنُ لبيد حضر موت كذا أبا مُوسَى زَبيدًا «3» وَعَدَنْ ... وَزَمْعِ «4» والسَّاحِل مِن أرضِ اليَمَنْ كَذَاكَ قَد وَلَّى معاذًا الجَنَدْ ... كَذَاكَ عَتَّابًا عَلَى خَيرِ بَلَدْ كَذَاكَ قد وَلَّى أَبَا سُفْيَانَا ... صَخْرَ بنَ حرْبٍ بَعْدَ ذَا نجرانا كذا ابنه يزيد؛ أي: تَيْماءَ ... وابنَ سَعِيدٍ خَالدًا صَنعَاء كَذَاكَ عَمْرًا أَخَهُ وَادِي القِرَى ... وحكمًا أَخاهما على قُرَى
عُرينةِ «1» ، كَذَاكَ أيضًا أَعْطَى ... أَخاهُمَا أبانَ منهُ الخطّا «2» كذلك ابنَ العاصِ عمرًا بِعُمَانْ ... كَذا على الطَّائِفِ ولّى عثمان إبن أبي العاصي كذاك ولّيا ... محمئة الأخماس «3» ، ثمّ وليا عليّ القضاءَ والأَخْماسَا ... بِيَمَنٍ، فَكَانَ فِيه رَاسَا كَذاك أمّر ابن حاتم عدي ... في صدقات طيّئ وَأَسَدِ وَغَيْرَهُ مِن أُمَرَاءِ الصّدَقَهْ ... تَجْمَعُ مِن قبائل مفرّقه وَأَمَّرَ الصّديقَ في الحَجّ لَدَى ... سَنَةِ تِسعٍ، وَعليًّا فِي النّدا أَنْ لا يحُجَّ بعد عَامي مُشْرِكُ ... ويقرأ السورةَ، خَابَ المُشْرِكُ أَمَّا الألى أمّرهم في البعث ... فذكروا في كلّ بعث بعث
ذكر مرضه ووفاته صلى الله عليه وسلم
ذكر مرضه ووفاته صلى الله عليه وسلم مَرِضَ فِي العشْرِ الأَخيرِ من صَفَرْ ... أَقَامَ فِي شَكْوَاهُ ذاكَ اثْنَي عَشَرْ أَو عَشْرًا، أو أقَامَ أَربعْ عَشْرهْ ... أَو فَثَلاثَ عشْرةٍ قَدْ ذَكَرَهْ كَذَا ابنُ عَبدِ البَرّ فِي ربيعِ ... فِي يومِ الاثْنينِ لَدى الجَمِيْع وَفَاتُه إِمَّا بِثَانِي الشَّهْرِ ... أوْ مُسْتهَلّ، أَو بِثَانِي عَشْرِ وَهْوَ الذِي أَوْرَدَهُ الجُمهورُ ... لَكِن عَلَيْهِ نَظَرٌ كَبِيرُ لأن وَقفَةَ الوَدَاعِ الجُمُعَهْ ... فَلا يصِحُّ كَونُها فِيه مَعَهْ وَقِيْل: بَل في ثامِنٍ بالجَزْمِ ... وَهْو الذِي صَحَّحَه ابنُ حَزْمِ وَكَانَ ذاكَ عِندما اشتدَّ الضُّحَى ... أَو حِينَ زَاغَ الشَّمسُ، خُلْفٌ صرحَا غَسَّلَهُ عَلِيُّ والعَباسُ ... وقُثَمٌ والفَضْلُ، ثُم نَاسُ أُسامةٌ شَقْرَانُ يَصْبُبَانِ ... ألما، فأوس «1» حاضِرُ المَكَانِ وَقِيلَ: كَان ينقُلُ الماءَ لهُ ... وأَنَّ عَمَّهْ لَم يشاهِدْ غَسْلَهُ غَسِلَ مِن بئْرِهِ بئرِ غَرْسِ «2» ... وَلَم يُجَرّدْ مِن قَميصِ اللّبس
يَدْلُكُهُ بِخِرْقَةٍ عَلِيُّ ... مِنْ تَحْتِه، وَهْو لَهُ وَلِيُّ بِالمَاءِ والسّدرِ ثَلاثًا غُسِلا ... وفِي ثلاثةٍ ثِيَابًا جُعِلا وتلكَ بيضٌ من سَحُولِ اليَمَنِ «1» ... وَلم يَكُن قَمِيصُهُ في الكَفَنِ وقَد رَوى الحَاكمُ أنْ قد كُفّنَا ... في سَبعةٍ، وبالشُّذوذِ وُهّنَا ثُمَّ أَتى الرّجالُ فَوجًا فَوجا ... صَلُّوا فرادى، ومضوا خروجا ثمّ النّساء بعدهم، فالصّبية ... وَفِي حَدِيثٍ وَبِهِ جَهَالَةُ: صَلَّى عَليه أَوَّلا جبريل ... ثمّت ميكال، فإسرافيل ثُمَّ يَلِيهم مَلَكُ المَوْتِ، مَعَهْ ... جُنُودُهُ المَلائِكُ المُجْتَمَعَهْ «2» وَقِيْلَ: مَا صَلّوا عَلَيْه، بَل دَعَوْا ... وانصَرفُوا، وذَا ضعيفٌ «3» ، ورَوَوْا عَن مالكٍ: أن عدد الصّلاة ... تسعون واثنان من المرّات «4»
وليسَ ذَا متَّصِلَ الاسنَادِ ... عن مالكٍ في كُتُبِ النُّقّادِ «1» وَدفنُه في بقعةِ الوَفاةِ ... بِخَبرِ الصّدّيق بالإثبات ودخل القبر الألى في الغسل ... وقيل: لا، أُسامةٍ وخوْلِي «2» زَادَ ابنُ سعدٍ أيضًا: ابنَ عوفِ ... معَ عقيلٍ أَمِنُوا من خوفِ وَفُرِشَت فِي قَبْرِه قُطَيْفَةُ ... وَقِيل: أُخْرِجَتْ، وَهَذَا أَثبَتُ «3» وَلحَدوا لحْدًا له، ونُصِبَتْ ... عَلَيْه تِسْعُ لَبِنَاتٍ أُطْبِقَتْ وَسَطَّحُوا مَعْ رَشّهم بالماءِ ... واشتَركَ الأَنامُ فِي العَزَاءِ وَذَاكَ فِي ليلةِ الاربعاءِ ... أَو قَبلَها بِليلةٍ لَيلاءِ «4» وَقِيلَ: يومَ الموتِ بالتعجيلِ ... صحَّحهُ الحاكمُ في «الإكْلِيلِ» وَفَسَّر الصّديقُ للصّديقَةِ ... منامها أن سقطت في الحجرة
كتبها ناظمها عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي بالمدينة الشريفة، وبعضها بالروضة بجوار الحجرة الشريفة
حجرتها ثلاثة أقمارا ... ها خير الاقمار أتاك الدَّارَا «1» صَلَّى عَليه رَبُّنا وسَلَّمَا ... وَصَاحِبَيْهِ نُعّمَا وَأَنعَمَا «2» هُما الضَّجِيعانِ منَ الأَقْمارِ ... قَد جَاورا في اللَّحْدِ خَيرَ جَارِ ثُمَّ عَلَى عثمانَ مع عليّ ... وسائر الأصحاب والوليّ كتبها ناظمها عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي بالمدينة الشريفة، وبعضها بالروضة بجوار الحجرة الشريفة «3»
سماعات النسخ الخطية (أ)
سماعات النّسخ الخطّيّة (أ) الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. سمع علي هذه السيرة من نظمي بقراءة ابني محمد أبي حاتم: الشيخ الإمام الحافظ نور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي، والشيخ الإمام المقرئ محيي الدين يحيى بن محمد بن يحيى التلمساني الأصل، المدني الدار، وولده عبد الرحمن بن يحيى المذكور، وأبو الفضل محمد بن الحسين بن الحسن بن قاسم- عرف بابن القطان- المدني، والطواشي سراج الدين عبد اللطيف المارديني، أحد خدام الحرم الشريف، وسمع نور الدين علي بن محمد بن موسى المحلي سبط الزبير من أولها إلى ذكر خلقه في الطعام والشراب، ومن قوله في البعوث والسرايا: فبعث كعب بن عمير من غفار ... لذات أطلاع فحلوا بالديار إلى آخر السيرة، وسمع شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن علي النشرتي المالكي من أولها إلى ذكر خلقه في الطعام والشراب، وكذلك سمع عبد الرحمن بن سليمان بن حاجي الكردي، وسمع أحمد بن جمعان بن رشيد الخضار من قوله: ذكر كتّابه إلى آخر السيرة. وصح في ثلاثة مجالس آخرها في مستهل ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وسبع مئة بالروضة النبوية، وأجزت لهم أن يرووا ذلك عني وجميع ما يجوز لي وعني روايته متلفظا. كتبه عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن خطيب الحضرة النبوية. غفر الله له. آمين. الحمد لله، وسمعها عليّ بقراءة الفقيه ضياء الدين عمر بن رضي الدين أبي بكر بن محمد بن عبد الله بن عمر بن إبراهيم بن عيسى بن مفلح بن زكريا بن يحيى بن محمد بن علي بن بجاد الحميدي البيضاوي الحاكم والده ببنها الحصى
من بلاد اليمن.. الشيخ الإمام الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي، والشيخ الإمام المقرىء محيي الدين يحيى بن محمد بن يحيى التلمساني الأصل المدني، والشيخ الفاضل المقرىء عز الدين الحسن بن عبد الرحمن بن أبي بكر الشيباني البغدادي التلعفري الحنبلي، والشيخ الإمام محيي الدين عبد القادر بن محمد بن علي الحجار المدني الحنبلي، والشيخ علي بن محمد بن عثمان الصالحي، وشمس الدين محمد بن علي بن محمد بن علي النشرتي المالكي، والشيخ شرف الدين يعقوب بن إبراهيم بن علي البخاري الحنفي، والشيخ محمد بن حسين بن حسن الأصفهاني، والطواشي فاخر السلامي أحد خدام الحرم الشريف، وسمع الطواشي المشتغل المحصل عبد اللطيف الفارسي المجلس الأول والرابع والمجالس الثلاثة الأخيرة، وسمع الطواشي عبد اللطيف المارديني المجالس الستة الأول، وسمع الطواشي عبد القوي المجلس السابع، وسمع الطواشي نجيب الأشرفي المجلس الأخير، وسمعها بكمالها عبد الرحمن بن سليمان بن حاجي الكردي، وسمعها بدون المجلس الأخير الشيخ عبد الرحمن بن سعد بن محمد بن عنتر اليمني الحضرمي، وكان سمع قبل هذا المجلسين الأخيرين بقراءة الحافظ نور الدين الهيثمي فكمل له سماعه، وسمع شهاب الدين أحمد بن جمعان بن رشيد الخضار المجالس الخمسة الأول، ومن قوله في السادس: (فبعثه زيدا إلى ذي القرده «1» ) إلى آخر السابع، ومن ذكر مرضه ووفاته إلى آخرها، وسمعها بكمالها الشيخ إبراهيم بن عمر بن أحمد الحلبي، وسمع أحمد بن علي بن أسعد الحارثي كاملا بفوت يسير من أول المجلس السادس وأول السابع، وسمع بفوت المجلس الأول والسابع الشيخ أحمد بن عمر بن محمد الإسكندري، وسمع بفوت الأولين عبد الله بن الحمامي، وسمع بفوت الأولين والسابع الحاج رشيد الدين أبي رسلان وولده أحمد، وسمع سعيد بن عيسى بن علي التلمساني
الأول، ومن قوله في الثاني: (السابقون إلى الإسلام) إلى آخر الثالث والخامس أيضا، وسمع عبد الرحمن بن يحيى بن محمد التلمساني المتقدم ذكر أبيه المجلس الأول والثالث، وسمع أحمد بن محمد بن محمد النشار المصري المجلس الثالث والسادس خلا من قوله فيه: (فبعث قطبة هو ابن عامر) إلى آخره، وسمع ابن أبي ريحان المجلس الثالث، وسمع محمد بن [....] «1» الحمصي البنا المجلسين الأخيرين، وسمع أبو الفتح محمد بن الشيخ الإمام العلامة زين الدين أبي بكر بن الحسين العثماني الثالث والرابع، ومن قوله في الخامس: ذكر خصائصه إلى آخره، ومن قوله في السادس: (فبعثه بشيرا الأنصاري) إلى آخره، ومن قوله في السابع: (وأرسل السليط لليمامة) إلى آخره، ومن قوله في الأخير: (وفيهما مرّة عبس أسد) إلى آخر الكتاب، وسمع الشيخ نور الدين علي بن محمد المحلي سبط الزبير من قوله في المجلس الخامس: (وعدّ في بدر لهم مصارعا) إلى آخر المجلس المذكور، وسمع عيسى بن عبد الرحمن بن محمد الحصيني من قوله في المجلس الثاني: سبب إسلام ابن مسعود إلى آخر المجلس المذكور. وصح في ثمانية مجالس آخرها في ليلة الإثنين حادي عشر ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وسبع مئة بالمسجد الشريف النبوي، وأجزت للجماعة المذكورين ما يجوز لي وعني روايته، وحضرت فاطمة ابنة الحافظ نور الدين الهيثمي المتقدم ذكره في الرابعة من قوله: ذكر أقداحه وآنيته إلى آخر السيرة، وأجزت لها معهم. كتبه عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن ابن العراقي الشافعي. وسمعها عليّ بقراءة الولد النجيب المشتغل أبي الفتح محمد بن العلامة زين الدين أبي بكر بن الحسين المراغي: الجماعة الفضلاء: الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي، ومحيي الدين يحيى بن محمد بن يحيى
التلمساني، وعز الدين الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر البغدادي التلعفري، وأحمد بن جمعان بن رشيد الخضار، وعبد الرحمن بن سليمان بن حاجي الكردي، ومحمد بن حسين بن حسن الأصفهاني، وبفوت المجلس الأول السيد الشريف ركن الدين أشرف بن عبد الملك بن أبي طالب الحسيني الغزنوي، والطواشيان المشتغلان عبد اللطيف الفاسي ودينار الهندي، وبفوات ذكر الهجرتين إلى الحبشة إلى ذكر صفته شمس الدين محمد بن علي بن محمد النشرتي، وبفوات من ذكر الهجرتين إلى الحبشة إلى ذكر صفته والمجلس الأخير أيضا الطواشي عبد اللطيف المارديني، وأحمد بن علي بن أسعد الحارثي، وبفوات من ذكر أولاده إلى ذكر أزواجه أحمد بن رشيد الدين أبي رسلان، وسمع أخوه أبو البركات محمد من ذكر أزواجه إلى آخر «الألفية» ، وسمع أبوهما رشيد من ذكر الإسراء إلى ذكر معجزاته، ومن ذكر غزواته إلى ذكر أولاده، ومن ذكر سلاحه إلى آخر «الألفية» ، وسمع بقي ابن الإمام المرحوم عز الدين عبد السلام الكازروني، وعمر بن عمر بن عبد الواحد المعري المجلسين الأولين، وسمع عبد الرحمن بن يحيى التلمساني المتقدم ذكر أبيه المجلسين الأخيرين، وسمع محمد بن علي بن صعلوك الثاني والرابع، وسمع الشيخ علي بن عثمان بن محمد الصالحي الثاني والثالث، ومن ذكر أزواجه إلى آخر «الألفية» ، وسمع إبراهيم بن عمر بن أحمد الحلبي الثاني ومن ذكر سلاحه إلى آخر «الألفية» ، وسمع الطواشي مفتاح الهندي المجلس الأخير. وصح ذلك في أربعة مجالس آخرها ليلة الثلاثاء تاسع عشر ذي قعدة سنة إحدى وتسعين وسبع مئة بالحرم الشريف النبوي بقرب الحجرة الشريفة، وأجزت لهم أن يرووها عني وما يجوز لي وعني روايته متلفظا بذلك. كتبه عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن الشافعي. حامدا لله تعالى.
سماعات النسخ الخطية (ب)
سماعات النّسخ الخطّيّة (ب) كتاب نظم الدرر السنية في السير الزكية نظم شيخنا الحافظ العلامة زين الدين أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم ابن العراقي. على أصلها ما صورته بخط شيخنا الناظم: الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى، سمع عليّ هذه المنظومة الألفية المسماة بنظم الدرر السنية في السير الزكية بقراءة ابني أبي زرعة أحمد بن عبد الرحيم ابنه أبو الوفاء عبد الوهاب في الرابعة من عمره، والشيخ الإمام العالم المحدث زين الدين قاسم بن محمد بن إبراهيم الشهير بابن المالكي والشيخ الإمام الفقيه المحدث تاج الدين محمد بن محمد بن يحيى السندبيسي الشافعي، وولده عبد الرحمن، والشيخ الإمام فخر الدين عثمان بن إبراهيم بن أحمد البرماوي، والجماعة الفضلاء الأئمة الشيخ شهاب الدين أحمد بن شاور بن عيسى العاملي، والشيخ شمس الدين محمد بن أحمد خليل الغراقي، وشهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد الحنبلي عرف بابن العجمي، والقاضي بدر الدين حسن بن أحمد بن محمد الدمالجي وعز الدين عبد العزيز، وزين الدين عبد الرحيم ولدا محمد بن أبي بكر الهيثمي، ونور الدين علي بن عافية بن أحمد الغراقي، وولده محمد، وأحمد بن محمد بن عبد الله الهيثمي ربيب الشيخ تاج الدين الهيثمي، وشمس الدين محمد بن إبراهيم الزيلعي سبط الشيخ عبد الرحمن الزيلعي، وشمس الدين محمد بن عبد الماجد بن علي العجمي والد شيخ جامع الجديد والده كان وآخرون مكملون ومفوتون يكتبون على الأصل. وصح في يوم الجمعة التاسع عشر من شوال سنة اثنتين وتسعين وسبع مئة بالخانقاه الطغتمرية الدوادارية خارج باب البرقية، وأجزت لمن سمعه أو حضره أو بعضه ما يجوز لي وعني روايته. كتبه ناظمه عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن ابن العراقي.
وعليها ما صورته بخط الناظم شيخنا ابن العراقي:
وعليها ما صورته بخط الناظم شيخنا ابن العراقي: الحمد لله، سمع صاحب هذه النسخة: المحدث الفاضل المفيد شمس الدين محمد بن محمد بن عمر البسكري المدني علي جميع هذه الألفية بقراءة الإمام الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي في خمسة مجالس آخرها في الحادي والعشرين من شوال سنة إحدى وتسعين وسبع مئة. وسمع معه جماعة كثيرون، منهم قاضي القضاة زين الدين عبد الرحمن ابن العلامة قاضي القضاة نور الدين علي بن يوسف الروندي المدني، وابنا أخيه يوسف وحسن ولدا قاضي القضاة فتح الدين أبي الفتح وابن أخيه أيضا محمد بن عبد الوهاب وابنا أخيه أيضا يوسف وحسن ولدا الشيخ محب الدين محمد، وسمع بفوت المجلس الثالث ابن أخيه أيضا نور الدين علي بن قاضي القضاة فتح الدين المذكور، والشيخ الإمام فخر الدين أبو بكر بن أحمد بن عبد الرحمن ابن الشامي والشيخ الإمام محيي الدين عبد القادر محمد بن علي الحجار العمري الحنبلي، وابنه أبو الفرج، وحفيده محمد بن الحسين، وربيبه محمد بن علي بن محمد بن دهيم الينبعي، والشيخ عز الدين حسن بن عبد الله بن أبي بكر البغدادي التلّعفري الحنبلي، والسيدان الشريفان أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم البنزوي المالكي، وركن الدين أشرف بن عبد الملك الحسيني الغزنوي، وشمس الدين محمد بن النشرتي المالكي، وشرف الدين يعقوب بن إبراهيم بن علي البخاري، وشمس الدين محمد بن عمر بن خلف الضيومي، وجمال الدين محمد ابن العلامة زين الدين أبي بكر بن الحسين المراغي، وأخوه أبو الفتح، وفاته المجلس الرابع، وسراج الدين عبد اللطيف بن عبد الله بن عمر الخرار المالكي وكمال الدين أبو الفضل محمد بن عبد اللطيف الزرندي، والطواشي عبد اللطيف بن عبد الله المارديني وعبد الرحمن بن سليمان بن حاجي الكردي وآخرون مفوتون كتبوا على الأصل. وصح ذلك بالمدينة الشريفة بالروضة الشريفة في التاريخ المتقدم ذكره، وأجزت لجميعهم ما يجوز لي وعني روايته.
وسمع المجلس الأول والأخير ابنتا صاحب البيت خديجة وحضرت أختها صفية في الرابعة ابنتا الشيخ شمس البسكري، وأجزت لهما [ ... ] مع ما يجوز لي روايته. كتبه عبد الرحيم بن الحسين، حامدا لله تعالى. نقله حرفا حرفا إبراهيم الحلبي. الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد: فقد قرأ علي الشيخ الإمام البارع العلامة الحافظ جمال الدين محمد بن عبد الله بن ظهيرة المخزومي المكي هذه «الألفية» في السيرة، فسمع ذلك الشيخ الإمام العلامة جمال المدرسين والمحققين تقي الدين محمد بن أحمد بن محمد بن حاتم، والشيخ الإمام العلامة المحدث تاج الدين محمد بن محمد بن يحيى السّندبيسي، والشيخ المحصل المشتغل محمود بن جمال الدين بن طاهر الهروي، وكان يكتب في بعض السماع، وقد سمع قبل ذلك المقدار الذي كان يكتب فيه بقراءته وقراءة الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي. وصح ذلك في مجلس واحد في يوم النفر الأول، وهو يوم الخميس ثاني عشر ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وسبع مئة بمنى، وأجزت لهم أن يرووا ذلك عني وجميع ما يجوز لي وعني روايته. كتبه عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي.
أهم مصادر ومراجع التحقيق
أهمّ مصادر ومراجع التّحقيق «1» - أسد الغابة في معرفة الصحابة، العلامة علي بن محمد الشيباني المعروف بابن الأثير (ت 630 هـ) ، بدون تحقيق، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى دار إحياء التراث العربي، لبنان. - أطلس الحديث النبوي من الكتب الصحاح الستة، الدكتور شوقي أبو خليل، ط 1، (2003 م) ، دار الفكر، سورية. - الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان، الأمير الحافظ علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت 739 هـ) ، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ط 3، (1997 م) ، مؤسسة الرسالة، لبنان. - الإشارة إلى سيرة المصطفى، الإمام العلامة مغلطاي بن قليج (ت 762 هـ) ، تحقيق محمد نظام الدين الفتيح، ط 1، (1996 م) ، دار القلم، سورية. - الإصابة في تمييز الصحابة، الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) ، بدون تحقيق، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى دار الكتاب العربي، لبنان. - بهجة المحافل وبغية الأماثل في تلخيص المعجزات والسير والشمائل، العلامة يحيى بن أبي بكر العامري (ت 893 هـ) ، بدون تحقيق، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى دار صادر، لبنان. - تاج العروس من جواهر القاموس، الإمام العالم محمد مرتضى الحسيني الزبيدي (ت 1205) ، تحقيق عبد الستار أحمد فراج، (1385 هـ) ، وزارة الإرشاد والأنباء، الكويت. - تاريخ الطبري- تاريخ الأمم والملوك، الإمام الحافظ محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ) ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، بدون تاريخ، طبعة مصورة بدون ناشر، لبنان.
- تفسير القرطبي- الجامع لأحكام القرآن، الإمام المفسر محمد بن أحمد القرطبي (ت 671 هـ) ، بدون تحقيق، (1985 م) ، طبعة مصورة لدى دار إحياء التراث العربي، لبنان. - دلائل النبوة، الإمام الحافظ أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ) ، تحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي، ط 1، (1988 م) ، دار الريان، مصر. - ديوان حسان بن ثابت، الصحابي الجليل حسان بن ثابت (ت 40 هـ) ، تحقيق الدكتور وليد عرفات، (1974 م) ، دار صادر، لبنان. - روضة الطالبين وعمدة المفتين، الإمام الحافظ محيي الدين يحيى النووي (ت 676 هـ) ، إشراف زهير الشاويش، ط 3، (1991 م) ، المكتب الإسلامي، لبنان. - سبل الهدى والرشاد، الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942 هـ) ، تحقيق مجموعة من المحققين، (1997 م) ، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، مصر. - سنن الترمذي- الجامع الصحيح، الإمام الحافظ محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 279 هـ) ، تحقيق أحمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي وإبراهيم عطوة، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى دار إحياء التراث العربي، لبنان. - سير أعلام النبلاء، الإمام الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ) ، إشراف شعيب أرناؤوط، ط 11، (1996 م) ، مؤسسة الرسالة، لبنان. - السيرة النبوية، الإمام عبد الملك بن هشام الحميري (ت 218 هـ) ، تحقيق مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى دار ابن كثير، سورية. - شرح صحيح مسلم- المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج، الإمام الحافظ محيي الدين يحيى النووي (ت 676 هـ) ، بدون تحقيق، (1349 هـ) ، طبعة مصورة لدى مكتبة الغزالي، سورية.
- الشمائل المحمدية، الإمام الحافظ محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 279 هـ) ، ومعه المواهب اللدنية على الشمائل المحمدية، الإمام الفقيه إبراهيم بن محمد الباجوري (ت 1277 هـ) ، تحقيق الشيخ محمد عوامة، ط 1، (2001 م) ، نشره محققه، لبنان. - صحيح البخاري- الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، الإمام الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ) ، عني به الدكتور محمد زهير بن ناصر الناصر، ط 1، (1422 هـ) ، دار طوق النجاة، لبنان. - صحيح مسلم- الجامع الصحيح، الإمام الحافظ مسلم بن الحجاج النيسابوري (ت 261 هـ) ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، (1954 م) ، دار إحياء الكتب العربية، مصر. - الصرح الممرد والفخر المؤبد لآباء سيدنا محمد، السيد الشريف عمر بن علوي بن أبي بكر الكاف (ت 1412 هـ) ، ط 1، (2001 م) ، دار الحاوي، لبنان. - الطبقات الكبرى، الإمام المؤرخ محمد بن سعد بن منيع البصري (ت 230 هـ) ، تقديم الدكتور إحسان عباس، بدون تاريخ، دار صادر، لبنان. - العجالة السنية على ألفية السيرة النبوية، الإمام الشيخ عبد الرؤوف المناوي (ت 1031 هـ) ، بدون تحقيق، ط 1، (2000 م) ، دار المشاريع، لبنان. - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، الإمام محمد بن أحمد بن علي الفاسي المكي (ت 832 هـ) ، تحقيق محمد حامد الفقي، (1958 م) ، مطبعة السنة المحمدية، مصر. - فتح الباري بشرح صحيح البخاري، الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) ، عني به محمد فؤاد عبد الباقي ومحب الدين الخطيب، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى مكتبة الغزالي، سورية. - الفخر المتوالي فيمن انتسب إلى النبي ص من الخدم والموالي، الإمام الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902 هـ) ، (1423 هـ) ، قدم له مشهور حسن سلمان، (1423 هـ) ، غراس للنشر، الكويت.
- القاموس المحيط، الإمام العلامة مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز اباذي (ت 817 هـ) ط 1، (1991 م) ، دار إحياء التراث العربي، لبنان. - كتاب المغازي، الإمام العلامة محمد بن عمر الواقدي (ت 207 هـ) ، تحقيق الدكتور مارسدن جونس، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى مؤسسة الأعظمي للمطبوعات، لبنان. - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، الإمام الحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هـ) ، بدون تحقيق، (1986 م) ، مكتبة المعارف، لبنان. - المحبر، العلامة محمد بن حبيب بن أمية الهاشمي البغدادي (ت 245 هـ) ، عني به الدكتورة إيلزة ليختن شتيتر، (1361 هـ) ، طبعة مصورة لدى دار الآفاق الجديدة، لبنان. - المستدرك على الصحيحين، الإمام الحافظ محمد بن محمد الحاكم النيسابوري (ت 405 هـ) ، بدون تحقيق، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى دار المعرفة، لبنان. - معجم البلدان، الإمام العلامة ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (ت 626 هـ) ، بدون تحقيق، ط 2، (1995 م) ، دار صادر، لبنان. - المعجم الكبير، الإمام الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ) ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، ط 2، بدون تاريخ، دار إحياء التراث العربي، لبنان. - معرفة السنن والآثار، الإمام الحافظ أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ) ، تحقيق الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي، ط 1، (1991 م) ، دار قتيبة ودار الوعي ودار الوفاء، سوريا ومصر. - النهاية في غريب الحديث والأثر، الإمام المبارك بن محمد الجزري الشهير بابن الأثير (ت 606 هـ) ، تحقيق محمود محمد الطناحي وطاهر أحمد الزاوي، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى دار إحياء التراث العربي، لبنان.
محتوى الكتاب
محتوى الكتاب بين يدي الكتاب 5 تقديم بقلم السيد أحمد بن محمد بن علوي المالكي 7 اعتناء العلماء ب «ألفية السيرة» 10 ترجمة الحافظ العراقي رحمه الله تعالى 12 وصف النسخ الخطية 16 منهج العمل في الكتاب 18 صور المخطوطات المستعان بها 19 «ألفية السيرة النبوية» مقدّمة المؤلف 29 أسماؤه الشّريفة صلّى الله عليه وسلّم 30 ذكر نسبه الزّكيّ الطّيّب الطّاهر صلّى الله عليه وسلّم 32 ذكر مولده وإرضاعه صلّى الله عليه وسلّم 35 ذكر كفالة أبي طالب له صلّى الله عليه وسلّم 38 قصّة بناء الكعبة 40
بدء الوحي 41 قدر إقامته بمكّة بعد البعثة 43 ذكر السّابقين للإسلام 45 سبب إسلام ابن مسعود رضي الله عنه 48 اجتماع المسلمين بدار الأرقم 49 ذكر تأييده صلّى الله عليه وسلّم بمعجزة القرآن 50 ذكر كفاية الله المستهزئين 53 ذكر مشي قريش في أمره صلّى الله عليه وسلّم إلى أبي طالب 54 ذكر قدوم وفد نجران 55 ذكر قدوم ضماد بن ثعلبة 56 ذكر أذى قريش لنبيّ الله وللمستضعفين 57 ذكر انشقاق القمر 59 ذكر الهجرتين إلى النّجاشيّ وحصر بني هاشم في الشّعب 60 ذكر وفاة عمّه أبي طالب وزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها 63 ذكر وفد الجنّ 64 ذكر قصّة الإسراء 65 ذكر عرض النّبيّ نفسه على القبائل وبيعة الأنصار له صلّى الله عليه وسلّم 66
ذكر الهجرة إلى المدينة 67 ذكر مروره صلى الله عليه وسلم بأم معبد 68 ذكر وصوله صلّى الله عليه وسلّم إلى قباء ثمّ إلى المدينة 69 ذكر صفته صلّى الله عليه وسلّم 75 ذكر وصف أمّ معبد له صلّى الله عليه وسلّم 78 ذكر وصف هند بن أبي هالة له صلّى الله عليه وسلّم 80 ذكر أخلاقه الشّريفة صلّى الله عليه وسلّم 82 ذكر خلقه صلّى الله عليه وسلّم في الطّعام والشّراب 86 ذكر خلقه صلّى الله عليه وسلّم في اللّباس 87 ذكر صفة خاتمه صلّى الله عليه وسلّم 89 ذكر فراشه صلّى الله عليه وسلّم 90 ذكر طيبه وكحله صلّى الله عليه وسلّم 91 ذكر معجزاته صلّى الله عليه وسلّم 92 ذكر خصائصه صلّى الله عليه وسلّم 97 ذكر حجّه وعمره صلّى الله عليه وسلّم 102 ذكر عدد مغازيه صلّى الله عليه وسلّم 103 ذكر بعوثه وسراياه صلّى الله عليه وسلّم 105
ذكر كتّابه صلّى الله عليه وسلّم 123 ذكر رسله إلى الملوك صلّى الله عليه وسلّم 126 ذكر أولاده صلّى الله عليه وسلّم 130 ذكر أعمامه وعمّاته صلّى الله عليه وسلّم 131 ذكر أزواجه صلّى الله عليه وسلّم 132 ذكر خدّامه من الرّجال والنّساء صلّى الله عليه وسلّم 134 ذكر مواليه صلّى الله عليه وسلّم 137 ذكر أفراسه صلّى الله عليه وسلّم 140 ذكر بغاله وحميره صلّى الله عليه وسلّم 141 ذكر لقاحه وجِمالِهِ صلى الله عليه وسلم 142 ذكر منائحه وديكه صلّى الله عليه وسلّم 143 ذكر سلاحه صلّى الله عليه وسلّم 144 ذكر أقداحه وآنيته وركوته وربعته وسريره صلّى الله عليه وسلّم 147 ذكر الوفود الّذين وفدوا عليه صلّى الله عليه وسلّم 148 ذكر أمرائه صلّى الله عليه وسلّم 151 ذكر مرضه ووفاته صلى الله عليه وسلم 153 سماعات النسخة الخطية (أ) 158
سماعات النسخة الخطية (ب) 162 صورة تمثال النعل الشريف 165 أهم مصادر ومراجع التحقيق 167 محتوى الكتاب 171