أصول الفقه آيات وأحاديث الأحكام لابن باديس

ابن باديس، عبد الحميد

من آثار الحركة العلمية بالجامع الأخضر (1) أصول الفقه آيات وأحاديث الأحكام من أمالي الأستاذ الإمام عبد الحميد بن باديس تعليق وتحقيق محمد الحسن فضلاء مفتش التعليم الإبتدائي والمتوسط (سابقا) نشر دار البعث

من آثار الحركة العلمية بالجامع الأخضر (1) أصول الفقه آيات وأحاديث الأحكام من أمالي الأستاذ الإمام عبد الحميد بن باديس تعليق وتحقيق محمد الحسن فضلاء مفتش التعليم الإبتدائي والمتوسط (سابقا) الطبعة الأولى 1405 هـ - 1985 م نشر دار البعث

حقوق الطبع محفوظة رقم الإيداع القانوني 39499 1985 و. قسنطينة

بسم الله الرحمن الرحيم

المدخل

بسم الله الرحمن الرحيم المدخل زمن كالربيع حل وزالا ... ليت أيامه خلقن طوالا حقا، لقد كان زمنا كالربيع في اشراقته، وفي خصوبته، وفي خيره، ودفقه وعطائه. ذلك هو زمن 1933 - 1935. هو ثلاث سنوات في عمر تلمذتي بقسنطينة، وفي الجامع الأخضر لدى رائد الحركة الاصلاحية، وقائد النهضة العلمية، المنبعثة في الجزائر الأستاذ عبد الحميد بن باديس، طيب الله ثراه، وجازاه عن جهاده بما يجازى به عباده الصالحين، يوم لاينفع مال ولا بنون، الا من أتى الله بقلب سليم. وقد سبقني الى هذا الزمن بسنتين أخي وصديقي المجاهد الأستاذ الفضيل الورتلاني الذي زار قسنطينة في مطلع السنة الدراسية الأخصرية 30 - 31 فاندهش لما فوجئ به من الدروس والنظام والنهضة، والحركة الدائبة، والحياة الجديدة، فشعر بالرضى وأحس بالاطمئنان، وعزم على الاسقرار والانتماء، وقرر أن يغادر حلقات الدروس التي تجمعنا واياه في البلد، على دروس العربية والبلاغة وشتى الفنون الأخرى من فقه وأحكام وقرآن.

وفجأة انفرط من عقدنا، وانضم عمليا الى حلقات دروس الجامع الأخضر وفروعه بكل ما يملك من قناعة وارادة واستعداد. وحين استقر به المقام أخذ ينهل من مناهل العلم والعرفات، ويغوص لاستخراج اللآلى والمكتنهات، وعلى حين غرة، لمح الأستاذ ابن باديس منه مخايل الذكاء والنجابة وبعد النظر، فزاده عناية، وأولاه اههاما وقربه اليه، وشاركه في أعماله، لما وجد فيه من صفات الدعاة الأمناء: (الايمان، والشجاعة، والفصاحة، والقدرة عل الاقناع، والثقة بالنفس)، فاعتمده، ورشحه لحمل رسالة الدعوة الى الله، بعد ما براه كالسهم، وزوده بزاد العلم، وحصنه بقوة الفهم، ونفاذ البصيرة. وعاد الينا معشر زملائه الطلبة بقوة جبارة تحارب السكون والانطواء، بحمل في داخله نفسا متأججة من الحماس، وقبسا وهاجا من نور الله، يفيض بهما علما وحكمة وأفكارا وبيانا، فيتناول بيننا آيات من القرآن الكريم، أمثال قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة). ثم يفيض على الموضوع سيلا من المعاني ويفجر منه شلالا من الأسرار التي تنطوي عليها لآيات القرآنية والأحاديث النبوية، تلك الأسرار التي لم تتفتح لها أفهامنا، ونحن نتلو هذه الآيات مع كل القرآن الذي نحفظه، ونقرأ هذه الأحاديث من قبل. فكان من أثر هذا اللقاء، وهذه الصيحة التي جهر بها بيننا، أن استجاب لها نحو عشرين طالبا، انفرطوا من العقد الذي كان يجمعنا، فانبعثوا لطلب العلم، وانضموا الى طلبة (الجامع الأخضر)، وما كانت مبادرتهم لاتخاذ هذا السبيل الا نتيجة لذلك المخاض الذي أحدثته فينا جميعا أسرار الآية القرآنية الآنفة الذكر، وجمع من الحكم البالغة التي كان يغدق بها علينا.

كيف نشأت فكرة الكتاب؟

وفي نهاية السنة الدراسية القسنطينية 32 - 33 لم نستقبل الفضيل الورتلاني وحده، ولكننا استقبلنا أفواجا من (الذين رجعوا الينا) بألسنة لاهجة، وعقول نيرة، وأفكار مشعة، وشباب أدرك مفهوم النضج الحقيقي الذي يتوقون اليه، ولاحظنا التغيير المفاجئ، الذي عاد به زملاؤنا من خلال سنة دراسية واحدة. فهنا لا مناص من أن تستجيب للدعوة مجموعة أخرى من الطلبة الذين كنت أنا من بينهم. وبهؤلاء وأمثالهم في كل جهات القطر انبثت الحركة الاصلاحية، وانبعثت النهضة العلمية، وازداد انتشارها بسرعة البرق، حتى غزت أوكار الطرقية التي انتشرت في أنحاء البلاد، وجذبت أبناءهم وأبناء مشائخ الزوايا، وأبناء الفقهاء انصاق الطرقيين، وحركت نفوسا جامدة منهم، وأحيت جذورا ميتة، أخذت تلح على الخروج من التقوقع والانكماش الى السطح، ومن حياة الركود والسكون الى حياة النضال والكفاح، ومن الخمول والجمود الى الحركة والنشاط. {قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ؟ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}. قرآن كريم. كيف نشأت فكرة الكتاب؟ وحين عدت الى مذكراتي، مذكرات الصبا، ومذكرات ثلاث سنوات كانت ضمن كراسات التلمذة بقسنطينة وهي مذكرات النضج والبلوغ، ومذكرات ربيع العمر الذي يذكرني به هذا الكراس الضخم ذو الغلاف المزين الذي يحمل اسم متجر (كلوب) بقسنطينه سارع فرانسا. قلت عدت الى هذه المذكرات لأراجعها واستخلص سمينها من غثها، وصوابها من خطئها، فعثرت من بينها على غرر كنت محتفظا بها طيلة

خمسين سنة خلت لم تعبث بها يد الضياع؛ فقررت أن أبرزها الى النور؛ وأضعها بين يدي الجمهور - من شبابنا المثقفين. وجدت كتبا ثلاثة أو أربعة، ومختلفات أخرى: الكتاب الأول: هو: أصول الفقه من آيات وأحاديث الأحكام. الكتاب الثاني هو: العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. الكتاب الثالث هو: التربية بالقرآن والسنة. الكتاب الرابع هو: مقتطفات من ديوان الحماسة والامالي لأبي علي القالي. وهذه الكتب الأربعة هي عبارة عن إملاآت كان يمليها الأستاذ عبد الحميد ابن باديس على طلبته يربيهم بها، وينمي معارفهم وأفهامهم ومداركهم بمدلولاتها ومقاصدها. فكتاب (أصول الفقه) هذا كان يلقى درسا وإملاء على طلبة السنة الثالثة، وقد تلقيته كاملا بحيث لم يفتني منه شيء، وهو ما أوليته عنايتي، فكتبته وأخرجته وعلقت عليه وشرحت ما ألهمني الله إلى شرحه، وبذلت قصارى الجهد في تصحيح مادته وأحاديثه. وأذكر هنا ملاحظة قد طرأت عقب الانتهاء من تدريس (أصول الفقه) فقد عزم الأستاذ على تعويض المادة بفن (مصطلح الحديث)، ورغبنا نحن معشر طلبة القسم تعويضها باحدى قصائد المعلقات السبع، فكتبنا رسالة باسم طلبة القسم في اليوم الذي تقرر فيه الشروع في (مصطلح الحديث) - نبدي فيها رغبتنا، فأخذت الرسالة، وطرقت باب مقصورته مستأذنا بالدخول، فأذن لي، ودخلت، فوجدته مضطجعا على حشية يعد درسه ويحضره.

قلت: سيدي أقدم لكم هذه الرسالة باسم الطلبة. قال: ضعها على المكتب، فوضعتها حيث أمر وانصرفت. فما هو الا بعض الوقت حتى خرج الينا، واقتعد كرسيه، مفتتحا درسه في فن (مصطلح الحديث) الذي استغرق فيه خمسين دقيقة في التعريف به مع الشرح والتحليل، والتقديم، وحين انتهى منه طوف بنظراته المشوبة بالابتسام من اليمين الى اليسار، ومن اليسار الى اليمين صامتا، ثم قال: يا قوم لم أهجركم لملالة ... مني ولا لمقال واش حاسد لكنني جربتكم فوجدتكم ... لا تصبرون على طعام واحد ثم قام وانصرف، وكان البيتان أبلغ جواب على المقترح والرسالة. لكنه - رحمه الله - ما طالت المدة حتى سارع في تلبية رغبتنا، فأدرج ضمن البرنامج قصيدة (زهير بن أبي سلمى)، وكنا نتلقى درسها في سدة المسجد، حيث إن قاعته مشغولة. هذا ما سجلته على الكتاب الأول، وأما الكتاب الثاني: فقد سبقني الى نشره أخي وزميلي في التلمذة الأستاذ محمد الصالح رمضان في سنة 1966 - نشر الشركة الجزائرية. وهذا الكتاب أيضا قد قدم درسا واملاء لتلاميذ السنة الأولى أو الثانية، لا أذكر ذلك على وجه التحديد، والذي أتذكره هنا ان الساعة التي تقدم فيها املاآته كانت فارغة بالنسبة لي، وأستاذنا لا يسمح لغير طلبة القسم الخاص بالحضور. ولتطلعي للمعرفة، وشغفي بالمزيد منها، وشدة تعلقي بالأستاذ، بحيث كنت أتمنى ألا يفوتني منه شيء لو وجدت الى ذلك سبيلا. عمدت الى حيلة توصلت بها الى تسجيل هذا الدرس وحضوره في جميع حصصه. وكنت أصعد الى سدة المسجد، ومعي الزميل الأستاذ بلقاسم

الزغداني رحمه الله، الذي أجده أحيانا قد سبقني اليها، معتمدا على نفس حيلتي، فأنبطح - واياه - على أرضية السدة متجهين لمصدر الصوت حتى لا نرى، فنتلقى الدرس ونكتبه حتى أتينا على آخر الكتاب، ولم يفتني لحسن حظي - منه درس من الدروس. وأما الكتاب الثالث فهو التربية بالقرآن والسنة، وهذا الكتاب لا يختلف مسلكه عن مسلكه كتابي (أصول الفقه) و (العقائد) ويشتمل على نحو 78 عنوانا في مختلف المقاصد، واصلاح العقائد، وتربية النفس، وتهذيب المجتمع، وتطهيره من الخرافات والأوهام، فهو كتاب جامع نافع، يزخر بالمعرفة، لا يستغنى عنه شبابنا اليوم وشباب فجر الأيام المقبلة. ان عبد الحميد بن باديس كان يربي أبناءه وطلبته على القرآن والسنة، ويربط اهتماماتهم بهما، ويغذيهم بأمثلة من واقع الحياة وصورها؛ ويعلمهم كيف يضعون أصابعهم على الداء والدواء بما يستمده لهم من أسرارهما، ويدربهم على المقارنة والاستدلال؛ ويدخل بهم في متاهات كتب الفروع، وخرج بهم وقد شدها شدا وثيقا بالأصول. كان يدرس في الفقه مختصر الشيخ خليل، وأقرب المسالك، والرسالة لابن أبي زيد القيرواني وغيرها من كتب الفروع حقا، ولكنه لا يكتفى بظاهرها، وتوضيح مسالكها، وتقرير أحكامها فحسب، بل يعود بها الى الأصل ليربطها به، حتى يحرر طلبته من ربقة التقليد الأعمى، فتتحرر نفوسم، وتستمد الأحكام من الأصل الذي لا شائبة فيه. واذكر انه كان يثني على الشيخ خليل، ويعده من كبار المصلحين والأصوليين، الا انه أحيانا ينحى باللائمة على شراحه - وما أكثرهم - الذين زادوا للمسائل تعقيدا بمطولاتهم وحواشيهم، التي كثيرا ما تتسبب في غياب الحقيقة من حيث كان قصدهم تبيانها.

هذه تموجات وخواطر قد ترددت في نفسي، واعترضت لي؛ فلم أقو على كبتها أو الخلاص منها وأراها لا بد منها وقد فرضت وجودها وأنا أقدم هذا الكتاب (كتاب أصول الفقه) من آيات وأحاديث الأحكم، الذي وفقني الله الى جمع مادته، واخراجه، رجاء أن ينفع الله به شباب المسلمين كما نفع به من قبل، ويجازيني عن هذا العمل الذي ما قصدت به الا وجه الله وابتغاء مرضاته، انه سميع مجيب. ولا حول ولا قوة الا بالله. الجزائر في 10 محرم 1404 هـ - و 16 أكتوبر 1983 م محمد الحسن فضلاء مفتش التعليم الابتدائي والمتوسط

كتاب الطهارة

كتاب الطهارة الطهور الآيات: - {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} (¬1) - {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} (¬2) الأحاديث: - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (التراب طهور، والمؤمن طهور، إناء أحدكم اذا ولغ فيه كلب فليغسل سبعا احداهن بالتراب. (¬3) - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل الى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله: انا نركب البحر، ونحمل معنا القليل من الماء، فان توضأنا به ¬

_ (¬1) الطهور أي المطهر - سورة الفرقان، الآية: 48. (¬2) سورة الأنفال، الآية: 11. (¬3) ان يخلط التراب في الماء حتى يتكدر، وفي ذلك امعان في التأكد من ازالة النجاسة أو الجرثيم التي تنقلها الكلاب الى الناس، والعدد المذكور في الحديث يشير الى الاطمئنان على زوال أثر لعاب الكلب من الآنية، وان المقصود من التراب استعمال =

عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول اله - صلى الله عليه وسلم -: (هو الطهور ماؤه، الحل ميتته) رواه البخاري وغيره. - وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قيل يا رسول الله أفنتوضأ من بئر بضاعة (¬1)؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - (الماء طهور لا ينجسه شيء) (¬2) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال حديث حسن، وقال أحمد: حديث صحيح. - عن جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: 1) نصرت بالرعب (¬3) مسافة شهر. 2) وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل. 3) وأحلت لي الغنائم (¬4) ولم تحل لأحد قبلي. ¬

_ = مادة مع الماء من شأنها تقوية الماء في ازالة ذلك الأثر وليس التراب نفسه شرطا كما ان عدد المرات لا يكون شرطا اذا تأكدت نظافة الاناء بمرة واحدة. (¬1) وهي بئر في المدينة تلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن، على ان هذه البئر لم يكن ماؤها راكدا، فهو يتجدد من انصباب الماء فيها من منافذه والا فماؤها غير طاهر وغير مستساغ. (¬2) ما لم يكن الماء محتبسا راكدا ولم تتغير أوصافه الثلاثة. (¬3) الفزع والخوف، والقرآن يشير الى هذا {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}. (¬4) الغنيمة: الفوز بالشيء ونيله بلا بدل، والغنائم ما يؤخذ من المحاربين عنوة.

طهارة الحدث

4) وأعطيت الشفاعة. 5) وكان النبي يبعث الى قومه خاصة، وبعثت الى الناس عامة). رواه الشيخان طهارة الحدث الوضوء من آيات أحكامه - قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}. (¬1). الأحاديث - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا يقبل الله صلاة أحدكم اذا أحدث حتى يتوضأ) رواه الشيخان. - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (اذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدحلهما في وضوئه (¬2) فان أحدكم لا يدري أين باتت يده) (¬3) رواه مالك. - عن عمران مولى عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أنه رآى عثمان - رضي الله عنه - دعا بوضوء، فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يمينه في ¬

_ (¬1) سورة المائدة، الآية: 6. (¬2) الماء الذي في اناء الوضوء والمعد للوضوء. (¬3) وهذا الطلب على سبيل الاستحباب.

الوضوء، ثم تمضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل كلتا رجليه ثلاثا، ثم قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ نحو وضوئي هذا، وقال: (من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه الشيخان - عن عمر بن يحي المازني عن أبيه قال: شهدت عمر بن أبي حسن، سأل عبد الله بن زيد عن وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا بتور (¬1) من ماء فتوضأ لهم وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم - فأكفأ (¬2) على يديه من التور، واستنثر ثلاثا بثلاث غرفات ثم أذخل يده فغسل وجهه ثلاثا، ثم أدخل يديه فغسلهما مرتين الى المرفقين، ثم أدخل يده فمسح رأسه وأقبل بهما وأدبر مرة واحدة، ثم غسل رجليه. رواه الشيخان. - عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ويل للأعقاب (¬3) من النار) رواه الشيخان. - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه التيامن في تنعله، وترجله، وطهوره، وفي شأنه كله، (¬4) رواه الشيخان. ¬

_ (¬1) اناء ماء. (¬2) الاناء قلبه ليصب ما فيه. (¬3) المقصرون في غسلهما، ومفرد الأعقاب العقب، وهو مؤخر القدم، وهذا الحديث يرد على الذين يقولون بأن الرجلين فرضهما المسح لا الغسل. (¬4) تنعل: أي لبس النعل، رجل: مشط شعره، والتيامن البدء باليمين، والطهور يشمل الوضوء والغسل.

المسح على الخفين

المسح على الخفين الآيات: - قال تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (¬1) الأحاديث: - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بال؛ ثم توضأ، ومسح خفيه (¬2) رواه الشيخان. - عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأهويت لأنزع خفيه فقال: (دعهما فاني ادخلتهما طاهرتين) (¬3) رواه الشيخان. - وعن شريح بن هانئ قال: أتيت عائشة - رضي الله عنها - أسألها عن المسح على الخفين فقالت: عليك بابن أبي طالب فسله، فانة كان بسافر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; فسألته فقال: جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أيام ولياليهن لمسافر، ويوما وليلة للمقيم. رواه مسلم. ¬

_ (¬1) سورة المائدة، الآية: 6. (¬2) يقاس مسح الجوربين - ان كانا ثخينين وليس بهما خروق - على مسح الخفين عند أكثر أهل العلم. (¬3) يشترط في المسح على الخفين أو الجوربين أن يكون لابسهما - قبل أن يلبسهما - على طهارة ثم اذا أحدث بعد ذلك يكفيه المسح عليهما عند تجديد الوضوء.

موجبات الوضوء

موجبات الوضوء الآيات: - قوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ (¬1)، أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ}. (¬2) - {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (¬3) الأحاديث: - (لا يقبل الله صلاة أحدكم اذا أحدث حتى يتوضأ) رواه الشيخين. - وقوله - صلى الله عليه وسلم - (اذا استيقظ أحدكم من نومه ... ) إلى آخر الحديث المتقدم. - عن صفوان بن عسال قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا اذا كنا سفرا ان لا ننزع خفافنا ثلاثة ايام ولياليهن الا من جنابة، لكن من غائط وبول ونوم. رواه أحمد والنسائي والترمذي. - عن انس - رضي الله عنه - كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق (¬4) رؤوسهم، ثم يصلون ولا يتوضئون. رواه أبو داود. ¬

_ (¬1) كناية عن الحدث بالغائط - الحقل الذي تقضى فيه ضرورة الانسان البشرية أو المكان المخصص لذلك. (¬2) سورة النساء، الآية: 43 - والملامسة كناية عن الجماع وهي كذلك الملس باليد أو بأدناء الجسد من الجسد. (¬3) سورة المائدة، الآية: 6. (¬4) تضطرب رؤوسهم من النعاس

- عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: بت عند خالتى ميمونه، فقام - صلى الله عليه وسلم - فقمت الى جانبه الأيسر (¬1)، فأخذ بيدي فجعلني من شقه الأيمن، فجعلت اذا اغفيت (¬2) يأخذ بشحمة أذني، فصلى احدى عشرة ركعة. رواه مسلم. - عن المقداد بن الأسود أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل اذا دنا من أهله فخرج منه المذي (¬3) ماذا عليه؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - (اذا وجد ذلك أحدكم فلينضح (¬4) فرجه بالماء، وليتوضأ وضوءه للصلاة). رواه مالك. - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي، وإني لمعترضة بين يديه اعتراض الجنازة؛ ، حتى اذا اراد ان يوتر (¬5) مسني برجليه. رواه النسائي. - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: فقدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة في الفراش فالتمسته، فوضعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد، وهما منصوبتان وهو يقول: - (اللهم اني أغوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك). رواه مسلم. ¬

_ (¬1) يطلب وقوف المأمون على يمين الامام لا عن يساره وان كان أكثر من واحد فيقفون خلفه. (¬2) نمت نومة خفيفة. (¬3) ماء رقيق ابيض يخرج من الذكر عند المداعبة والتفكر. (¬4) فليغسل. (¬5) يصلي الوتر.

الغسل

- عن بسرة بن صفوان - رضي الله عنه - ان النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من مس ذكره فلا يصلي حتى يتوضأ) رواه مالك وأصحاب السنن، وهم الترمذي والنسائي وابو داود. الغسل الآيات: - {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} (¬1) - {وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ (¬2) حَتَّى تَغْتَسِلُوا} (¬3) الأحاديث: عن عائشة - رضي الله عنها - ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان اذا اغتسل من الجنابة بدأ بغسل يديه ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم يدخل اصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره ثم يصب على رأسه ثلاث غرفات بيديه، ثم يفيض الماء على جلده كله ثم يغسل رجليه. رواه الشيخان. - عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا رسول الله، اني امرأة أشد شعر رأسي، أفأنفضه لغسل الجنابة والحيضة؟ فقال: (لا، انما يكفيك ان تحثي (¬4) على رأسك ثلاث حثيات) (¬5). رواه مسلم. ¬

_ (¬1) سورة المائدة، الآية: 6. (¬2) كنتم مسافرين. (¬3) سورة النساء، الآية: 43. (¬4) تصبي. (¬5) والحثي ما غرف باليد من التراب ونحوه جمع حثيات.

موجبات الغسل

موجبات الغسل - عن عائشة - رضي الله عنها - خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض اسفاره، حتى اذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش (¬1) انقطع عقد لي (¬2)، فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التماسه (¬3) وأقام الناس معه، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فأتى الناس الى أبي بكر فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة (¬4) أقامت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبالناس وليسوا على ماء وليس معہهم ماء (¬5)، قالت عائشة: فجاء أبو بكر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضع رأسه على فخذي (¬6) قد نام، فقال: حبست (¬7) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، قالت عائشه فعاتبني أبو بكر، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك الا مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبات تلك الليلة حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله تعالى آية {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} (¬8). ¬

_ (¬1) البيداء وذات الجيش موقعان. (¬2) انقطع: ضاع، والعقد ما تتحلى به المرأة في عنقها من فضة كان أم من ذهب أم من جوهر وغيرها. (¬3) وهذا دليل على ان الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يعلم الغيب الا اذا اعلمه الله فكيف لغيره أن يعلم على اعتقاد العوام. (عالم العيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول) الآية 26 - 27 من سورة الجن. (¬4) وهذا لا يعد غيبة، وانما قالوا ذلك لدفع الضرر الذي نزل بهم وهو عدم تمكنهم من الصلاة. (¬5) والتيمم لم يشرع بعد. (¬6) لا حياء ولا حرج اذا نام الزوج على فخذ زوجته ولو مع بقية أهله. (¬7) قال ذلك توبيخا لها وعتابا لعدم محافظتهاعلى العقد. (¬8) سورة النساء، الآية: 43.

أسباب التيمم

فقال أسيد بن خضير: ما هي بأول بركتكم يا أهل أبي بكر! ، قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته. رواه مالك. أسباب التيمم - عن جابر - رضي الله عنه - قال: خرجنا في سفر، فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه، ثم احتلم؛ فسأل أصحابه: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات. فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر بذلك، فقال: (قتلوه قتلهم الله ألا سألوا اذ لم يعلموا؟ فانما شفاء العي (¬1) السؤال، انما كان يكفيه أن يتيمم، أو يعصب (¬2) على جرحه خرقة، ثم يمسح عليه، ويغسل سائر جسده) رواه أبو داود والدارقطني وصححه ابن السكن. - عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - لما بعث في غزوة ذات السلاسل (¬3) قال: احتلمت في ليلة شديدة البرودة فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت، ثم صليت بأصحابي صلاة الصبح، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكروا ذلك له، فقال: (يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ ) فقلت ذكرت قول الله عز وجل: {ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما} (¬4)، فتيممت ثم صليت، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقل شيئا. رواه أحمد وأبو داود والدارقطني. ¬

_ (¬1) الجهل، وأصل العي العجز، ولكنه هنا بمعنى الجهل لأن أصحاب المتوفى لم يهتدوا الى الصواب والمراد فيما حكموا به فوقعو في الخطإ. (¬2) ان يضع الضمادة على مكان الجرح. (¬3) وقعت في شمال الجزيرة وعقت غزوة مؤتة التي وقعت بالشام، واثر هاتين الغزوتين ازدإد الاسلام انتشارا بين قبائل نجد المتاخمة للعراق والشام، وسرى التصدع في كيان الدولة البزنطية، وكان ذلك سببا في استتباب الأمر للمسلمين في شمال المدينة الى الشام فيما بعد. (¬4) سورة النساء، الآية: 29.

الطهارة من الخبث

- عن عمار بن يسار - رضي الله عنه - قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حاجة فأجنببت (¬1)، فتمرغت كما تتمرغ الدابة، ثم أتيب النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، فقال: (إنما يكفيك هكذا) وضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بكفيه الأرض، وتنفخ فيهما (¬2) ثم مسح بهما وجهه وكفيه. رواه الشيخان. - عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فصلى بالناس، فاذا برجل معتزل (¬3)، فقال: (ما منعك أن تصلي)؟ فقال: أصابتني جنابة ولا ماء، قال: (عليك بالصعيد (¬4) فانه يكفيك) رواه الشيخان. الطهارة من الخبث - قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}. (¬5) - وقوله تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}. (¬6) ¬

_ (¬1) أصابته جنابة تنجس بها. (¬2) من السنة لمن يتيم بالتراب ان ينفض يديه وينفخها منه ولا يعفر به وجهه. (¬3) تنحى جانبا ولم يصل. (¬4) وجه الأرض، التراب والحجر ونحوهما، وهو ما يتيم عليه، فالتيم كما يقوم مقام الطهارة الصغرى كذلك يقوم مقام الطهارة الكبرى. (¬5) سورة المدثر، الآية: 4. (¬6) سورة البقرة، الآية: 125. فالآية جمعت بين الطائفين بالبيت والعاكفين والمصلين بالطهارة والنظافة في البدن والثوب والمكان.

ما تجب منه الطهارة

ما تجب منه الطهارة - عن فاطمة بنت حبيش - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة، واذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي) أخرجه الشيخان. - عن عائشة - رضي الله عنها - سئلت عن المني يصيب الثوب فقالت: كنت أغسلة من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيخرج الى الصلاة وآثار الغسل في ثوبه (¬1) اخرجه الشيخان. - عن المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المذي، فقال له: (اذا وجد أحدكم ذلك فليغسل فرجه بالماء) رواه مسلم. - عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبرين فقال: (إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير (¬2) بلى، إنه لكبير، أما أحدهما: فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر: فكان يمشي بالنميمة) (¬3) رواه مسلم. كيف يكون التطهير؟ - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أوتي - صلى الله عليه وسلم - بصبي فبال على ثوبه، فدعا بماء وأتبعه اياه فلم يغسل. رواه مسلم. ¬

_ (¬1) بقع الماء على ثوبه. (¬2) يكبر ويشق عليهما فعله لو أرادا ان يفعلاه. (¬3) نقل الحديث قصد الاشاعة والافساد، ونم: نقل ما يكره كشفه.

- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كانت احدانا تحيض ثم تفترص (¬1) الدم من ثوبها عند طهرها، فتغسله وتنضح على سائره (¬2) ثم تصلي فيه. رواه مسلم. - عن أنس - رضي الله عنه - قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مه! مه! (¬3) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا تزربوه (¬4) دعوه) فتركوه حتى بال، ثم ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعاه ثم قال له: (ان هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول أو القذر (¬5)، انما هي لذكر الله عز وجل، والصلاة، وقراءة القرآن)، أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال فأمر رجلا بدلو من ماء فشنه (¬6) عليه. اخرجه الشيخان. - عن أبي سعد الخدري - رضي الله عنه - ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (اذا جاء أحدكم المسجد فليقلب نعليه، فلينظر فيهما، فإن رأى خبثا (¬7) فليمسحه في الأرض، ثم ليصلي فيهما. رواه أحمد وأبو داود. ¬

_ (¬1) تقطعه بأظفارها وأطراف أصابعها حتى يزول. (¬2) على بقية الثوب، وربما يكون قد أصابه الدم. (¬3) اسم فعل مبني على السكون بمعنى انكفف. (¬4) لا تقطعوه من اتمام البول لما في ذلك في المضرة البدنية. (¬5) النجاسات والأوساخ. (¬6) فصبه عليه. (¬7) نجاسة - ويكتفي بمسح النجاسة فى النعلين لمن أراد أن يصلي فيهما عندما تدعو الحاجة الى ذلك.

العفو عمن يشق غسله

العفو عمن يشق غسله - قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا}. (¬1) - عن هشام بن عروة عن أبيه، أن المسور بن مخرمة أخبره، أنه دخل على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من الليلة التي طعن فيها، فأيقظ عمر لصلاة الصبح، فقال عمر: نعم، ولا حظ فى الاسلام لمن ترك الصلاة، فصلى عمر وجرحه يثعب (¬2) دما. رواه مالك. آداب قضاء الحاجة - قوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ}. (¬3) - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (اتقوا اللاعنين) (¬4)، قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: (الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم) رواه مسلم. ¬

_ (¬1) سورة البقرة، الآية: 239 - فان خفتم من عدو أو حيوان فصلوا راجلين أو راكبين. (¬2) يجري ويتفجر منه الدم. (¬3) سورة النساء، الآية: 43 والذهاب الى الغائط يفيد البعد عن الناس والتستر منهم حتى لا لهم صوت ولا تشم لهم رائحة. (¬4) والمراد باللاعنين ما يجلب لعنة الناس (في الطريق، والظل، وأماكن ورود الماء، وأماكن التجمع كالمقاهي والمحلات العمومية وقرب المنازل والأفنية وما الى ذلك.

- عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ان نستقبل القبلة بغائط أو بول، أو أن نستنجي باليمين أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع (¬1) أو عظم. رواه مسلم. - عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: رقيت يوما على بيت حفصة (¬2) فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة (¬3). رواه الشيخان. - عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (خذ الإداوة) (¬4) فانطلق حتى توارى عني، فقضى حاجته رواه الشيخان. - عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اذا دخل الخلاء قال: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) (¬5) رواه الشيخان. - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اذا خرج من الخلاء قال: (عفرانك) (¬6) رواه أحمد وغيره. ¬

_ (¬1) النجس والروث. (¬2) أخته. (¬3) لاعتبار وجود الستار وهو البناء. (¬4) اناء صغير كالابريق يوضع فيه الماء. (¬5) الذكران والإناث من الشياطين. (¬6) اسأل غفرانك.

الحيض

الحيض - قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ (¬1) قُلْ هُوَ أَذًى (¬2) فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ (¬3) حَتَّى يَطْهُرْنَ (¬4) فَإِذَا تَطَهَّرْنَ (¬5) فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (¬6). - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قالت فاطمة بنت حبيش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إني امرأة استحاض (¬7) فلا أطهر، أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا، إنما ذلك عرق وليس بالحيضة، فاذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فاذا ذهب قدرها (¬8) فاغسلي عنك الدم وصلي) رواه البخاري. ¬

_ (¬1) زمن الحيض. (¬2) مرض - مكان الحيض. (¬3) ولا تقربوا المكان المخصوص الذي هو محل الأذى وهو الفرج. (¬4) ينكف الدم. (¬5) بالماء. (¬6) سورة البقرة، الآية: 222 - وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون). والله يحب التائبين من الذنوب والمبتعدين عن الفواحش والأقذار. (¬7) لا ينقطع دمها. (¬8) على حسب عادتها، وما زاد عليها فهو دم علة وفساد.

النفساء

- عن عائشة - رضي الله عنها - ان أم حبيبة بنت جحش التى كانت تحت عبد الرحمن (¬1) بن عوف، شكت الى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدم (¬2) فقال لها: (امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك، ثم اغتسلي) فكانت تغتسل عند كل صلاة (¬3). رواه مسلم. النفساء - عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: كانت النفساء تقعد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعين يوما. رواه أحمد وأبو داود. ¬

_ (¬1) أي زوجته. (¬2) استرسال الدم. (¬3) وهذا ليس بمشروع لما فيه من المشقة، ولم يأخذ به أحد من السلف.

كتاب الصلاة

كتاب الصلاة المواقيت الآيات الواردة فى مواقيت الصلاة: - {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (¬1) - {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ (¬2) الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ (¬3) وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (¬4) - {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ (¬5) النَّهَارِ وَزُلَفًا (¬6) مِنَ اللَّيْلِ} (¬7) ¬

_ (¬1) موقتة سورة النساء، الآية: 103. (¬2) لميلها وهو الزوال، والميل الثاني وهو العصر. (¬3) عند اشتداد الظلام. (¬4) تشهده الملائكة - سورة الاسراء، الآية: 78. (¬5) وهو الصبح. (¬6) و (¬7) المغرب والعشاء، وزلفا: جمع زلفة وهي المدة فى الليل مطلقا - سورة هود، الآية: 114.

- {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ (¬1) وَحِينَ تُصْبِحُونَ (¬2)، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا (¬3)، وَحِينَ تُظْهِرُونَ} (¬4) - {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ (¬5) وَقَبْلَ غُرُوبِهَا (¬6) وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ (¬7) فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} (¬8) الأحاديث الواردة: - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - جاءه جبريل فقال له: (قم فصل أو فصله) (¬9)، فصلى الظهر حين زالت الشمس، ثم جاءه العصر، فقال قم فصله)، فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثله، ثم جاءه المغرب حين وجبت الشمس (¬10)، ثم جاءه العشاء فقال: (قم فصله، فصلى العشاء حين غاب الشفق، ثم جاءه الفجر (¬11) فقال: ¬

_ (¬1) تدخلون فى المساء، ويشمل صلاة الظهر. (¬2) صلاة الصبح. (¬3) المغرب والعشاء. (¬4) صلاة الظهر. سورة الروم، الآية: 18. (¬5) صلاة الصبح. (¬6) صلاة الظهر والعصر. (¬7) المغرب والعشاء. (¬8) سورة طه، الآية: 130. (¬9) فصله بهاء السكت. (¬10) غربت وسقطت. (¬11) ظهر ضياء الفجر.

(قم فصله)، فصلى الفجر حين برق الفجر (¬1)، أو قال حين سطع الفجر، ثم جاءه من الغد للظهر فقال: (قم فصله)، فصلى الظهر (¬2) حين صار ظل كل شيء مثله، ثم جاءه العصر، فقال: (قم فصله)، فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثله، ثم جاءه المغرب وقتا واحدا لم يزل عنه، ثم جاءه العشاء حين ذهب نصف الليل؛ أو قال: ثلث الليل، فصلى العشاء، ثم جاءه حين أسفر (¬3) جدا، فقال: (قم فصله)، فصلى الفجر، ثم قال: (ما بين هذين الوقتين (¬4) وقت). رواه أحمد والنسائي والترمذي بنحوه. - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (وقت الظهر اذا زالت الشمس، وكان ظل الرجل كطوله، ما لم يحضر العصر. ووقت العصر ما لم تصفر الشمس. ووقت صلاة المغرب (¬5) ما لم يغب الشفق. (¬6) ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط. ¬

_ (¬1) ظهر ضياء الفجر. (¬2) في اليوم الثاني. (¬3) أسفر الصبح: أضاء. (¬4) أي وقتها هو الذي يكون بين وقت صلاة الأمس وصلاة اليوم. (¬5) سميت المغرب لأنها في وقت الغروب. (¬6) بقية ضوء الشمس وحمرتها فى أول الليل.

ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس، فاذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة، فإنها تطلع بين قرني شيطان). رواه مسلم وغيره. - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس، فقد أدرك الصبح، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر) (1). رواه الشيخان. - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة بعد صلاة الصبح حتى تشرق الشمس (2)، وبعد العصر حتى تغرب، رواه البخاري.

_ (1) في وقت الكراهة - ولا رخصة في تأخير الصلاة عن أوقاتها المحددة على المريض والصحيح، والمسافر والمقيم، والمتوضئ، والجنب، وفي حال الحرب أو السلم. (2) ترتفع قدر رمح.

الأذان

- عن علي - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الخندق (¬1): (ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا كما شغلونا (¬2) عن الصلاة الوسطى (¬3) حتى غابت الشمس). رواه البخاري ومسلم. الأذان الأذان في اللغة: الإعلام - الدعوة الى الصلاة. ومن آيات أحكامه: - {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا} (¬4) - {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (¬5) - {أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ} (¬6) الأحاديث: - عن أبي محذورة - رضي الله عنه - ان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - علمه هذا الأذان: (الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا اله الا الله، أشهد أن لا اله الا الله ¬

_ (¬1) وهي غزوة الأحزاب التي وقعت في السنة الخامسة للهجرة، أين اشترك فيها كل من مشركي قريش، وبعض قبائل العرب، ويهود بني النضير، والمنافقين قصد الاطاحة بدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم -. وفي هذه الغزوة حفر رول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق حول المدينة حذرا من هجوم الاعداء الذين حاصروا المدينة (خمسة عشر يوما) وضيقوا عليها تضييقا شديدا، فاشتد عند ذلك البلاء، وعظم الكرب على المسلمين، لكن الله أيدهم بنصر من عنده، فسلط على الاعداء ريحا شديدة وجنودا لم يروها، فألقت عليهم التراب، ورمتهم بالحصى، وهدمت عليهم الابنية، وقلعت أوتاد خيامهم، وبثت فى نفوسهم الرعب والهلع، فانقلبوا منهزمين بين هارب وأسير وقتيل، وكان عددهم عشرة الاف وعدد المسلمين خمسمائة. فأنزل الله على المسلمين قوله تعالى: {ياأيها الذي امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا اذ جاءوكم نن فوقكم ومن اسفل منكم واذا زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا}. سورة الاحزاب الآية 9. (¬2) دعا على المشركين حين شغلوهم عن الصلاة. (¬3) صلاة العصر. (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) قرآن كريم. (¬4) سورة المائدة، الآية ; 58. (¬5) سورة الجمعة، الآية: 9. (¬6) سورة الاحقاف، الآية: 31.

أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله (¬1). ثم يعود فيقول: أشهد أن لا اله الا الله، أشهد أن لا اله الا الله أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله حي (¬2) على الصلاة! حي على الصلاة! حي على الفلاح! حي على الفلاح! الله أكبر، الله أكبر لا اله الا الله) رواه مسلم. - عن ابن عمر وعائشة - رضي الله عنها - ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن بلالا يؤذن في الليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم، وكان رجلا أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت! أصبحت! ) (¬3) رواه الشيخان. - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أمر بلالا أن يشفع (¬4) (الأذان) ويوتر (الإقامة) رواه مسلم. ¬

_ (¬1) بحيث يكون الصوت الأول في الشهادتين دون الصوت الثاني ويسمى ترجيعا. (¬2) هلم - أقبل وعجل! (¬3) بحيث يكون حديثه وطلوع الفجر في وقت واحد. (¬4) ان يثني الفاظه ما عدا اللفظ الاخير (لا اله الا الله) فوترا.

- عن ابن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (اذا سمعتم المؤذن قولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا (¬1)، ثم سلوا إلي الوسيلة، فانها منزلة في الجنة، لا تنبغي الا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة (¬2) حلت له الشفاعة) رواه مسلم. - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في حكاية الأذان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابدال الحيعلتين بالحوقلتين (¬3) رواه مسلم. - عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قال حين يسمع النداء (اللهم رب هذه الدعوة (¬4) التامة والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة (¬5)، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته)، حلت له شفاعتي يوم القيامة) رواه أصحاب السنن الأربعة: أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه. - وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من قال حين سمع المؤذن: أشهد أن لا الة الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، رضيت بالله ربا (¬6) وبمحمد رسولا (¬7) وبالإسلام دينا غفر له ذنبه)، (¬8) رواه مسلم. ¬

_ (¬1) والصلاة من الله تعد من الرحمة. (¬2) كل ما يقرب الى الله في طاعته - منزلة في الجنة. (¬3) حي على الصلاة وحي على الفلاح. لا حول ولا قوة الا بالله. (¬4) كلمات الأذان. (¬5) الكمال والفضل. (¬6) الرضى بحكه وقضائه. (¬7) الرضى بما جاء به واتباعه. (¬8) ان لم يكن من الكبائر وهذا لا يغفر الا بالتوبة.

المساجد

المساجد الآيات: قال تعالى: - {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} (¬1) - {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (¬2) - {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} (¬3) - {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (¬4) - {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (¬5) ¬

_ (¬1) سورة التوبة، الآية: 108 - المطهرين: المبالغين في الطهارة الظاهرة والباطنة. (¬2) سورة الجن، الآية: 18. (¬3) سورة النور، الآية: 36 أي يصلي لله في هذه المساجد فى الصباح والمساء. (¬4) سورة البقرة، الآية: 114 - ما كان لهم أن يدخلوها الا في خشية من ربهم. (¬5) سورة التوبة، الآية: 18.

- {الَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا (¬1) وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا (¬2) لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ} (¬3) - {إِنِّي نَذَرْتُ (¬4) لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (¬5) - {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} (¬6) - {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ} (¬7) الأحاديث: - عن عثمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من بنى مسجدا لله، بنى الله له بيتا في الجنة) رواه مسلم. ¬

_ (¬1) المسجد الذي بناه المنافقون في ضواحي المدينة ليدبروا فيه الكيد للمؤمنين ويفتنوهم عن دينهم. (¬2) القعود بالمرصاد للمراقبة. (¬3) سورة التوبة، الآية: 107. (¬4) أوجبت على نفسي. أن ما فى بطني يكون لعبادتك مخلصا فيها ومهيئا لخدمتك. (¬5) سورة آل عمران، الآية: 35. (¬6) سورة التوبة، الآيذ: 28 أي لا يحج مشرك بعد عامهم هذا مثل حجهم المبني على الشرك. (¬7) سورة التوبة، الآية: 17 - وكان المشركون يلبون هكذا: (لبيك لا شريك لك الا شريك هو لك، تملكه وما ملك) ويعنون به أصنامهم.

- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببناء المساجد في الدور (¬1)، وأن تنظف وتطيب، رواه أحمد وأبو داود والترمذي. - عن جندب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموت بخمس ليال وهو يقول: (الا إن من كان قبلكم (¬2) كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، الا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهكم عن ذلك) رواه مسلم. - عن عائشة وأبى هريرة - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) رواه مسلم. - عن عائشة - رضي الله عنها - أن أم حبيبة (¬3) وأم سلمة ذكرتا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن أولئك اذا كان فيهم الرجل الصالح (¬4) فمات بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة) رواه مسلم. ¬

_ (¬1) عند مجتمع السكان فى البلد والقرية والقبيلة. (¬2) اليهود والنصارى. (¬3) من زوجاته - صلى الله عليه وسلم -. (¬4) ورد في القرآن الكريم أصل هذه العبادة في قوله: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا} سورة نوح، الآية: 24 (ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسرا) هي أسماء لرجال صالحين؛ اتخذ الناس لهم صورا بعد موتهم ليتذكروهم بها، فيقتدى بهم وبأعمالهم، فلما طال الأمد، وذهب العلم، وكثر الجهل، زين الشيطان للناس عبادة صورهم وتماثيلهم بتعظيمها والتمسح بها والتقرب اليها، والتماس البركة منها، والتوسل بها حتى اصبحت مع طول الزمن - أصناما وأوثانا تعبد من دون الله. وكذلك فعل المسلمون اليوم بقبور صالحيهم وأوليائهم، فيزور العوام منم =

ستر العورة

ستر العورة الآيات: - {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ (¬1) عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (¬2) - {لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ (¬3) عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا} (¬4) - {وَطَفِقَا (¬5) يَخْصِفَانِ (¬6) عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} (¬7) - {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} (¬8) ¬

_ = القبور التي وضعت عليها (توابيت) من خشب منقوشة بالصدف، تضفى عليها ستائر من انواع الاقمشة الفاخرة يتمسحون بها ويطوفون عليها، ويطلبون من أصحابها قضاء اغراضهم بنفوس خاشعة ذليلة، ويقدمون لها النذر والذبائح. فليحذر المسلمون من شر هذه الفتنة، ومن هذا الضلال المبين الذي يؤدي الى ارتكاب الذنب الذي لا يغفره الله، وهو الاشراك به. (¬1) ثيابكم، وما يستر العورة - أي استروا عوراتكم عند كل صلاة. (¬2) سورة الاعراف، الآية: 31. (¬3) استتر وخفي. (¬4) عوراتهما: القبل والدبر - سورة الاعراف، الآية: 20. (¬5) أخذا. (¬6) يطبقان عليهما قصد التستر. (¬7) سورة الاعراف، الآية: 22. (¬8) سورة المؤمنون، الآية: 6.

استقبال القبلة

الأحاديث: - عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت يا رسول الله: عوراتنا ما نأتي (1) منها وما نذر؟ (2) - قال: (احفظ عورتك (¬3) الا من زوجتك أو ما ملكت يمينك) قلت: فاذا كان القوم بعضهم في بعض (¬4) قال: (إن استطعت الا يرها أحد فلا يرينها). (¬5) - قلت: فاذا كان أحذنا خاليا (¬6) قال: (فالله تبارك وتعالى أحق ان يستحى منه) (¬7) رواه أحمد وأبو داود والترمذي. استقبال القبلة الآيات: - {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ (¬8) وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا (¬9) فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} (¬10) ¬

_ (1، 2) ما يرى منها وما لا يرى. (¬3) جميعها. (¬4) كأن يكونوا في حشد ملزمين على الاحتشاد، أو في حمام مثلا. (¬5) المؤمنون ملزمون في كل حال أن يغضوا أبصارهم. (¬6) منفردا وحده. (¬7) الا عند الضرورة التي تقتضيها المصلحة. (¬8) تحريك من أعلى الى اسفل أو من اليمين الى اليسار، كأنك تترقب نزول الوحي في شأن القبلة. (¬9) رضى زائدا على رضاه الأول فالأول يرضاها طاعة، والثاني طاعة ورغبة. (¬10) سورة البقرة، الآية: 144.

- {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} (¬1) - {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} (¬2) - {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (¬3) - {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (¬4) الأحاديث: - عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: فبينما الناس في قباء (¬5) في صلاة الصبح، اذ جاءهم آت فقال: ان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أنزل عليه قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا الى الكعبة (¬6). رواه الشيخان. - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ما بين المشرق والمغرب قبلة. رواه ابن ماجه والترمذي. ¬

_ (¬1) سورة البقرة، الآية: 149. (¬2) سورة البقرة، الآية: 150. (¬3) سورة البقرة، الآية: 115. وهذا لخفاء الأدلة أو للتخوف، أو للعجز كالمريض. (¬4) سورة يونس، الآية: 87. يحتمل وجهين: اجعلوا بيوتكم مقصودة يستفاد منها، لان البيت الذي لا يقصد لا خير فيه. والوجه الثاني أن تكون البيوت موجهة أبوابها نحو القبلة حتى تنفذ اليها أشعة الشمس. (¬5) مكان قرب المدينة بني فيه أول مسجد أسس على التقوى من أول يوم. (¬6) ما يزال مسجد ذو القبلتين شاخصا الى الآن.

الصلاة ووجوبها

- عن عامر بن ربيعة - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على راحلته حيث توجهت به، يومئ برأسه، ولم يكن يصنعه في المكتوبة. رواه البخاري. الصلاة ووجوبها الآيات: - {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (¬1) الأحاديث: - عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (بني الاسلام على خمس: شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان، رواه الشيخان. حكم تاركها الآيات: - {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} (¬2) الاحاديث: - عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (امرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا ¬

_ (¬1) سورة الروم، الآية: 31. (¬2) سورة التوبة، الآية: 11.

المحافظة عليها

الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الاسلام، وحسابهم على الله) رواه الشيخان. - عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (بين الرجل والكفر ترك الصلاة) رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه. - عن بريدة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , يقول: (العهد الذي بيننا وبينهم (¬1) الصلاة، فمن تركها فقد كفر). رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم. - عن عبد الله بن شفيق العقيلي - رضي الله عنه - قال: كنا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. رواه الترمذي. - عن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (خمس صلوات كتبهن الله على العباد، من أتى بهن، لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن، فليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له) رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه. المحافظة عليها الآيات: - {حَافِظُوا (¬2) عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} (¬3) ¬

_ (¬1) أي الناس. (¬2) الآية تفيد طلب المحافظة عليها وعدم اهمالها في وقت من أوقاتها والمحافظة شاملة في نفسها وفي أوقاتها. (¬3) صلاة العصر، أو الفضلى أى كن محافظا على صلواتك حتى تكون فضلى. سورة البقرة، الآية: 238.

أعمالها الظاهرة والباطنة

- {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} (¬1) أعمالها الظاهرة (¬2) والباطنة (¬3) الآيات: - {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ (¬4) لَهُ الدِّينَ} (¬5) - {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} (¬6) - {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (¬7) - {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} (¬8) ¬

_ (¬1) سورة الماعون الآيتان: 4 - 5 هذه الآيتان تندد بتاركي الصلاة؛ وان الله يعاقبهم بسبب ذلك، وترك الصلاة تارة يكون عمدا وتارة يكون على غير عمد، فهذا يعذر صاحبه، والترك إما عام وإما خاص، فالترك العام هو الذي يتركما بالكلية والترك الخاص هو الذي يؤخرها عن وقتها. (¬2) و (¬3) منها ما هو على ظاهر اللسان كالقراءة والتكبير وبالاركان كالفرائض والسنن ومنها ما هو عمل باطن وهو النية والخشوع والتدبر. (¬4) هو القصد اليه بالعبادة والتقرب بها الى الله وحده وأن يكون القاصد قاصدا بها وجه الله والقصد هو النية. (¬5) سورة البينة، الآية: 5. والدين هنا هو الطاعة؛ ويكون بمعنى الجزاء كما في قوله تعالى {مالك يوم الدين}. (¬6) سورة الكهف، الآية: 109. (¬7) سورة الاسراء، الآية: 78. (¬8) سورة المزمل، الآية: 20 - يطلب في كل صلاة قراءة القرآن ولو أية واحدة.

- {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي (¬1) وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} (¬2) - {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} (¬3) - {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (¬4) - {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (¬5) - {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} (¬6) - {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى} (¬7) - {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (¬8) الأحاديث: - عن مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (صلوا كما رأيتموني أصلي) رواه البخاري. ¬

_ (¬1) لكونها سبع آيات في الفاتحة وسميت المثاني لأنها تثنى في كل ركعة. (¬2) سورة الحجر، الآية: 87. (¬3) سورة الاسراء، الآية: 110. (¬4) سورة الحج، الآية: 26. (¬5) سورة البقرة، الآية: 238. (¬6) سورة النصر، الآية: 3. (¬7) سورة النساء، الآية: 142. هذه الآية في ذم المنافقين عند قيامهم للصلاة كسالى، والكسل التراخي في الذات والتراخي في العزيمة، والكسل لا يعذر عنه صاحبه بجلاف من كان مريضا أو ناسيا. (¬8) سورة العنكبوت، الآية: 45.

- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد، فدخل رجل فصلى (¬1)، ثم جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (ارجع فصل، فإنك لم تصل) (¬2). فرجع فصلى، ثم جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (ارجع فصل، فإنك لم تصل) (¬3) فرجع فصلى، ثم جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (ارجع فصل فانك لم تصل). فقال. والذى بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني (¬4). فقال: (إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، وافعل ذلك في صلاتك كلها)، (¬5) رواه الشيخان وغيرهما. - عن أبي السائب مولى هشام عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من صلى (¬6) صلاة (¬7) لم يقرأ فيها بأم ¬

_ (¬1) صلى تحية المسجد ثم أقبل يسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - والناس، وهذا هو المطلوب. (¬2) ان التقصير في الصلاة يؤدي الى بطلانها، والتقصير الواقع في هذا الصحابي انما هو استعجاله في الركوع والسجود واكتفى بمجرد الانحناء ; وقد وقع الاخلال في ركنين من أركان الصلاة وهما (الطمأنينة والاعتدال) ولذلك رده - صلى الله عليه وسلم - ليقوم صلاته. (¬3) وهذا تأكيد منه - صلى الله عليه وسلم - لعله نسي أو غفل أو جهل. (¬4) اعتذارا عن نفسه بأنه لم يقصر في صلاته عمدا. (¬5) والمطلوب في هذا الحديث الطمأنينة والاعتدال وهما واجبان في كل صلاة فرضا كانت أم نفلا. (¬6) تشمل كل صلاة سواء كانت نافلة أو جنازة أو فرضا. (¬7) النكرة هنا وقعت في سياق الشرط فهي تفيد العموم سواء كان المصلي فذا أو اماما

القرآن (¬1) فهي خداع (¬2) هي خداع، هي خداع غير تام، قال: قلت: إني أحيانا أكون وراء الإمام، قال: فغمز ذراعي (¬3) ثم قال: إقرأ بها في نفسك يا فارسي، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (قال الله تبارك وتعالى: (قسمت الصلاة (¬4) بيني وبين عبدي بنصفين، فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يقول العبد: (الحمد لله رب العالمين) يقول الله تبارك وتعالى (حمدني عبدي)، ويقول العبد (الرحمن الرحيم) يقول الله: (أثنى علي عبدى)، ويقول العبد: (مالك يوم الدين) يقول الله (مجدني (¬5) عبدي) يقول العبد (اياك نعبد واياك نستعين) قال: (فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل)، يقول العبد (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) قال: (فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل) (¬6) رواه مالك وغيره. ¬

_ (¬1) الفاتحة. (¬2) نقص في الصلاة والذي صلى صلاة ناقصة عن جهل فانه لا يعيدها وانما يؤثم عن عدم تعلمه. (¬3) لاجل تنبيهه حتى يتلقى ما يقوله له. (¬4) أي الفاتحة التي هي فرض في الصلاة. (¬5) عظمني. (¬6) يعني قسم الفاتحة الى قسمين: الآيات الثلاثة الأولى (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين) لله، والثلاثة الاخيرة (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) للعبد - وأما الآية الوسطى أي الرابعة وهي (اياك نعبد واياك نستعين) أولها توحيد وآخرها دعاء.

- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - انصرف (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال: (هل قرأ معي (¬2) منكم أحد آنفا؟ ) فقال: رجل نعم، أنا يا رسون الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إني أقول، ما لي أنازع القرآن)؟ فانتهى الناس عن القراءة (¬3) مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما جهر فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. رواه مسلم. - عن علي ابن ابي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (مفتاح الصلاة الطهور (¬4)، وتحريمها التكبير (¬5)، وتحليلها التسليم). رواه أبو داود والترمذي. - عن أبى حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اذا كبر جعل يديه حذو منكبيه، ثم هصر (¬6) ظهره، فاذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار (¬7) مكانه، فاذا سجد وضع يديه غير مفترشتين ولا قابضهما، واستقبل بأطراف رجليه القبلة (¬8)، واذا جلس في الركعتين ¬

_ (¬1) سلم من الصلاة واقبل على الناس بوجهه. (¬2) استفهام انكاري. (¬3) الحديث يدل على ان المأموم فى الصلاة الجهرية لا يقرأ الفاتحة ويكتفى بالاصغاء لقراءة الامام، أما في الصلاة السرية فمطلوبة. (¬4) التطهير. (¬5) تكبيرة الاحرام. (¬6) أحنى ظهره. (¬7) فقرات الظهر، وفقار جمع فقارة. (¬8) كما يستقبل بأطراف يديه كذلك يستقبل بأطراف رجليه.

الذكر بعدها

جلس على رجله اليسرى (¬1) ونصب اليمنى، واذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجلة اليسرى (¬2) ونصب اليمنى، وقعد على مقعدته. رواه البخاري. - عن ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه حذو منكبيه اذا افتتح الصلاة، واذا كبر للركوع، واذا رفع رأسه من الركوع. رواه الشيخان. - عن وائل بن حجر قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره. رواه ابن خزيمة. الذكر بعدها الآيات: - {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} (¬3) الاحاديث: - عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقال: (اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام) (¬4) رواه مسلم. ¬

_ (¬1) ليهيئ نفسه للرجوع الى السجود بأقل جهد. (¬2) وجلس على دركه الأيسر ليستقر جالسا. (¬3) سورة ق، الآية: 4 - وادبار السجود أي اعقاب الصلاة. (¬4) وفي رواية: (اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والأكرام، اللهم لا مانع لما اعطيت، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

- وعن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من صلاته قال: (لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد (1) منك الجد (2)) رواه الشيخان. - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من سبح فى دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة، وحمد الله ثلاثا وثلاثين مرة، وكبر الله ثلاثا وثلاثين مرة، وقال تمام اتمامه: لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت له خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر). رواه مسلم. - عن أم سلمة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا صلى الصبح (اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا) رواه أحمد. - عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمة، وهو يمكث يسيرا قبل أن يقوم، قالت: نرى والله أعلم (¬3) ان ذلك لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال. رواه البخاري. ¬

_ (1 - 2) أي لا ينفع ذا الغنى عندك غناه، وانما ينفعه العمل بطاعتك. وقوله تعالى: (جد ربنا) أي عظمته وقيل غناه، وفي حديث أتس: كان الرجل منا اذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا، أي عظم في أعيننا. (¬3) نظن. وليس لنرى بمعنى نظن فعل مضارع.

صلاة الجماعة

صلاة الجماعة الآيات: - {وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (¬1) الاحاديث: - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أثقل صلاه على المنافقين صلاة العشاء والصبح، ولو يعلمون ما فيها (¬2) لأتوهما ولو حبوا (¬3)، ولقد هممت أن آمر بصلاة فتقام، ثم آمر رجلا أن يصلي بالناس، ثم أنطلق معي رجال معهم خزام (¬4) من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار). رواه الشيخان. - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ان رجلا أعمى قال: يا رسول الله! ليس لي قائد يقودني الى المسجد، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرخص له، فرخص له، فلما (¬5) دعاه فقال: (هل تسمع النداء؟ ) قال: نعم، قال (فأجب! ) (¬6) رواه مسلم. ¬

_ (¬1) سورة الاعراف، الآية: 29. (¬2) من الأجر والثواب. (¬3) زحفا على اليدين والبطن. (¬4) شجر كالدوم يفتل من لحائه الحبال والمقصود لحاء الشجر السريع الالتهاب. (¬5) رجع قافلا. (¬6) قد رخص له من قبل لظنه ان مسكنه بعيد على المسجد ولا يسمع الاذان فلما علم انه يسمع النداء دعاه للاستجابة وانتزع منه الرخصة التي منحها له من قبل.

الإمامة

- عن محجن بن الأدرع - رضي الله عنه - قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد، فحضرت الصلاة فصلى، ولم أصل، فقال لي: (أصليت؟ )، قلت يا رسول الله إني قد صليت في الرحل (¬1) ثم أتيت، قال: (فإذا جت فصل معهم واجعلها نافلة)، رواه أحمد. - وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة). رواه الشيخان. الإمامة الآيات: - قال تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} (¬2) - وقال: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (¬3) الأحاديث: - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا فى القراءة سواء، فأعلمهم بالسنة، وإن كانوا في السنة سواء، فأقدمهم هجرة، وان كانوا فى الهجرة سواء، فأقدمهمم سنا، ولا ¬

_ (¬1) الرحل جمع رحال أي في البيت، وفي رواية قد صليت في أهلي. (¬2) سورة النساء، الآية: 102 - أديتها معهم اماما لهم. (¬3) سورة البقرة، الآية: 124 - جاعلك: مصيرك.

يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته (¬1) إلا بإذنه). رواه مسلم - عن مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وصاحب لي، فلما أردنا الإقفال من عنده قال لنا: (اذا حضرت الصلاة فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما) رواه الشيخان. - عن أنس - رضي الله عنه - قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه فقال: (أيها الناس، إني إمامكم، فلا تسبقوني بالركوع، ولا بالسجود، ولا بالقيام، ولا بالنصراف، فإنى أراكم أمامي ومن خلفى)، ثم قال: (والذي نفس محمد بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا) قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال: (رأيت الجنة والنار) رواه مسلم - عن عبد الكريم البكائي - رضي الله عنه -. قال: ادركت عشرة من اصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلهم يصلون خلف أيمة الجور (¬2) رواه البخاري في تاريخه. ¬

_ (¬1) ما يفرش لصاحب المنزل ويبسط له خاصة. (¬2) من صحت صلاته بفسه صحت بغيره، وعن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - (احسن ما يفعل الناس الصلاة فان حسنوا فاحسنوا معهم وان أساءوا فاجتنبوا اساءتهم). وعن الاستاذ العربي التبسي رحمه الله: من رأى في الامام ما يكره فليقتد به ولينو الافراد. ملاحظة: (ولا يؤمن الرجل الرجل فى سلطانه) نظير هذا والله أعلم انه اذا كان الامام قارا في مسجد فلا يحوز لاحد أن يتولى الامامة الا باذنه.

الجمعة

الجمعة الآيات. - {إِذَا نُودِيَ (¬1) لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا (¬2) إِلَى ذِكْرِ (¬3) اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} (¬4) - {وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} (¬5) الأحاديث: - عن ابن عمر وأبي هريرة - رضي الله عنه - أنهما سمعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول على أعواد منبره (لينتهين (¬6) أقوام عن ودعهم (¬7) الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين) رواه البخاري. - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، كأنه منذر جيش يقول: ¬

_ (¬1) من سمع النداء فما عليه الا ان يجيب. (¬2) الذهاب بأسراع خفيف. (¬3) سماع الخطبة وما يتبعها من الصلاة. (¬4) سورة الجمعة، الآية: 9. (¬5) سورة الجمعة، الآية: 11 - أي وتركوك في وقت الخطبة قائما. (¬6) اللام لام القسم. (¬7) ودع يدع ودعا. ترك.

صلاة الخوف

صبحكم ومساكم (¬1)، ويقول: (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها (¬2)، وكل محدثه ضلالة). صلاة الخوف الآيات: - {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ}. (¬3) - {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} (¬4) الأحاديث: - عن صالح بن خوات عن من صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم (غزوة ذات الرقاع) (¬5)، أن الطائفه صفت معه، وصفت طائفة وجاة العدو (¬6)، ¬

_ (¬1) أتاكم في الصباح وأتاكم في المساء. (¬2) ما ينسب الى الدين وليست منه. (¬3) سورة النساء، الآية: 102. (¬4) سورة البقرة، الآية: 239. (¬5) في السنة الرابعة للهجرة، وسمييت بذات الرقاع لأنهم رقعوا فيها راياتهم وقد كتب فيها النصر للمسلمين والهزيمة للأعداء من قبائل نجد. (¬6) مقابل وتجاه.

صلاة السفر

فصلى بالتي معه ركعة ثم ثبت قائما، وأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الاحرى فصلى بهم الركعة التى بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم. رواه البخاري ومسلم صلاة السفر الآيات: - {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ (¬1) أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} (¬2) الأحاديث. - عن عائشة، - رضي الله عنها - قالت: أول ما فرضت الصلاة ركعتان فأقرت صلاة السفر، وأتمت صلاه الحضر. رواه الشيخان - عن يعلى بن أمية - رضي الله عنه - قال: قلت لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم ان يفتنكم الذين كفروا (¬3) ففد أمن الناس، فقال عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: (صدقه تصدق الله بها عليكم فافبلوا صدقته). رواه مسلم ¬

_ (¬1) لا اثم عليكم. (¬2) سورة النساء، الآية: 101. (¬3) يحولوا بينكم وبين الصلاة.

صلاة النافلة

صلاة النافلة الآيات: - {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} (¬1) - {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} (¬2) - {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} (¬3) - {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} (¬4) الأحاديث. - عن ربيعة بن مالك الأسلمي - رضي الله عنه - قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - (سل؟ ) فقلت: أسألك مرافقتك فى الجنة، فقال: (أو غير ذلك؟ فقلت: هو ذاك، فقال: (أعني على نفسك بكثرة السجود) (¬5) رواه مسلم. ¬

_ (¬1) فصل نافلة لك - سورة الاسراء، الآية: 79. (¬2) سورة المزمل، الآية: 20. (¬3) ما ينامون - سورة الذاريات، الآية: 18. (¬4) سورة المزمل، الآية: 6 - العبادة التي تنشأ بالليل أشد وطأة وأشد ثباتا ورسوخا فى النفس من عبادة النهار، لان السكون يساعد القلب على استحضار معاني القيل الذي هو القرآن. (¬5) وأن ليس للإنسان الا ما سعى - يوم ينظر المرء ما قدمت يداه - قرأن كريم =

الصلاة على الجنازة

- عن ابن عمر - رضي الله عنه -. حفظت من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر ركعات. ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب فى بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل الصبح. رواه الشيخان - عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (صلاة الليل مثنى مثنى، فاذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى) رواه الشيخان. - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول - صلى الله عليه وسلم - اذا قام من الليل افتتح صلاته بركعتين خفيفتين. رواه أحمد ومسلم. - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما كان رسول - صلى الله عليه وسلم - يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا. قالت فقلت يا رسول الله أتنام قيل أن توتر؟ فقال: (إن عيني تنامان ولا ينام قلبي) رواه الشيحان الصلاة على الجنازة الآيات: - {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} (¬1) ¬

_ = (الرجاء ما قرنه عمل والا فأمنية كاذبة) حديت شريف. ولكي تتحقق أمنية الصحابي ربيعة بن مالك - رضي الله عنه - طلب منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ان يقدم عملا يكون به حريا بمرافقته الجنة وهو: (كثرة السجود). (¬1) سورة التوبة، الآية 84 - الآية تدل على المنافقين الذين يظهرون ايمانهم ويبطنون كفرهم.

الأحاديث: - عن ابن عياض - رضي الله عنه - انه صلى جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب، وقال: لتعلموا، أنه من السنة. رواه البخاري وغيره - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اذا صلى على جنازة يقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده). رواه مسلم (¬1) ¬

_ (¬1) ورد دعاء آخر: اللهم انه عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، كان يشهد أن لا اله الا الله وان محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به. اللهم ان كان محسنا فزد فى احسانه، وان كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله. (وصفة الصلاة) رفع اليدين حذو المنكبين عند تكبيرة الاحرام ووضع اليد اليمنى على اليسرى والشروع في قراءة الفاتحة ثم التكبير بعده على النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة الابراهيمية الواردة ثم التكبير والدعاء للميت ثم التكبير والدعاء للميت بعده أيضا ثم السلام. وترتيب اعالها هكذا: الفاتحة - الصلاة على النبي - الدعاء للميت الدعاء له أيضا - والسلام.

الزكاة

الزكاة الآيات: - {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (¬1) - {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} (¬2) - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا * الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} (4) ¬

_ (¬1) خذ من أموالهم زكاة واجبة تطهرهم من البحل وتنمي أموالهم - سورة التوبة، الآية: 103. (¬2) سورة التوبة، الآية: 34. (3 - 4) سورة البقرة، الآية: 267 - ولا تقصدوا الرديء منه تنفقون، بل انفقوا مما طاب لكم منه، فلن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون.

- {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ (¬1) وَآتُوا حَقَّهُ (¬2) يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (¬3) - {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (¬4) - {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ (¬5) وَالْمَسَاكِينِ (¬6) وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا (¬7) وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ (¬8) وَفِي الرِّقَابِ (¬9) وَالْغَارِمِينَ (¬10) وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ} (¬11) - {لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} (¬12) ¬

_ (¬1) و (¬2) و (¬3) ناضجا سائغا، فان لم يكن ناضجا فلا يصلح لا من الناحية الطبية ولا من الناحيه الدينية ولا من ناحية المعاملة. زكاته يوم جمع الثمر - سورة الانعام، الآية: 141. (¬4) حق معلوم أي مقدور بمقدار معلوم - سورة المعارج، الآية: 25. (¬5) و (¬6) و (¬7) الذين يكسبون قوتهم يكفيهم بعض السنة، والذين لا يكسبون شيئا، والساعين ان كانوا فقراء. (¬8) و (¬9) و (¬10) الذين دخلوا من جديد في الإسلام، والأرقاء، والذين عليهم دين. (¬11) سورة التوبة: 60. (¬12) المن باللسان والاذى بالقلب - سورة البقرة، الآية: 264.

الأحاديث: - عن ابن عباس - رضي الله عنه - ان النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه - لما بعثه الى اليمن (فأخبرهم أن الله قد افترض عليهم صدقة فى أموالهم تؤخد من أغنيائهم فترد على فقرائهم) رواه الشيخان - عن أنس - رضي الله عنه - أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - كتب له: (هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المسلمين والتي أمر بها رسوله). - (فى كل أربع وعشرين من الإبل فما دونها الغنم في كل خمس (شاة)، فاذا بلغت خمسا وعشرين الى خمس وثلاثين ففيها (بنت مخاض أنثى)، فان لم تكن (فابن لبون ذكر)، فاذا بلغت ستا وثلاثين الى خمس وأربعين ففيها (بنت لبون أنثى)، فاذا بلغت ستا وأربعين الى ستين ففيها (حقة) طروقه لفحل، فاذا بلغت واحدة وستين الى خمس وسبعين ففيها (جذعة)، فاذا بلغت ستا وسبعين الى تسعين ففيها (بنتا لبون)، واذا بلغت احدى وتسعين الى عشرين ومائة ففيها (حقتان) طروقتا الجمل، فاذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين (بنت لبون)، وفي كل خمسين (حقة)، ومن لم يكن معه الا أربع من الابل فليس فيها صدقة، الا ان يشاء ربها. - وفي صدقة الغنم في سائمتها (¬1)، اذا كانت أربعين الى عشرين ومائة شاة (شاة)، فاذا زادت على عشرين ومائة إلى مائتين ففيها (شاتان)، فاذا ¬

_ (¬1) السائمة: الراعية.

فى الرقة

زادت على مائتين الى ثلاثمائة ففيها (ثلاث شياه)، فاذا زادت على ثلاثمائة ففى كل مائة (شاة) واحدة، فان كانت سائمة الرجل ناقصة عن أربعين شاة فليس فيها صدقة، الا ان يشاء ربها. ولا يجمع بين متفرق، ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة. وما كان من خليطين (¬1) فانهما يتراجعان بينهما بالسوية. ولا يخرج فى الصدقة هرمة (¬2) ولا ذات عوار (¬3) ولا تيس (¬4) الا أن يشاء المصدق. وفى الرقة (¬5) فى مائتي درهم ربع العشر، فان لم يكن الا تسعين ومائة فليس فيها صدقة الا ان يشاء ربها. ومن بلغت عنده من الابل صدقة (الجذعة وليست عنده (جذعة) وعنده (حقة) فانها تقبل منه، ويجعل معها (شاتين) ان استيسرتا له، أو ¬

_ (¬1) جاء فى الموطإ 601 ص 175 (طبعة دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع) بيروت 1971. (اذا كان الراعي واحدا، والفحل واحدا، والمراح واحدا، والدلو واحدا، فالرجلان خليطان وان عرف كل واحد منهما ماله من مال صاحبه. قال والذي لا يعرف ماله من مال صاحبه ليس بخليط، انما هو شريك). (¬2) كبيرة عاجرة. (¬3) فى بدنها عيب. (¬4) ذكر المعز. (¬5) الورق والنقد.

عشرين درهما، ومن بلغت عندة صدقة (الحقة) وليست عنده (الحقة) وعنده (الجذعة) فانها تقبل منه (الجذعة)، ويعطيه عشرين درهما أو شاتين) رواه البخاري. - عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه الى اليمن فأمره ان يأخذ من كل ثلاثين بقرة (تبعا) أو (تبيعة) ومن كل أربعين (مسنة)? رواه أحمد وأصحاب السنن.

_ (فائدة) من الابل: (بنت مخاض): التى لها سنة من يوم ولادتها، ودخلت فى السنة الثانية. (بنت لبون): أو ابن لبون - سنتان ودخل في الثانية. (حقة): بضم وكسر أوله، لها ثلاث سنين ودخلت فى الرابعة، وسميت حقة لاستحقاق الحمل في بطنها ان يحمل عليها. (جذعة) لها أربع سنين ودخلت في الخامسة، لانها تجزع أي تسقط اسنان الرضاع. من البقر: (تبيع أو تبيعة): وهو ما له سنة. (مسنة): ذات ثلاث سنين ودخلت في الرابعة. من الغنم: (جذعة): ذات سنة وقيل ذات عشرة أشهر أو ثمانية.

-عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (فيما سقت السماء والعيون، أو كان عثريا (¬1) العشر، وفيما سقي بالنضح (¬2) نصف العشر). رواه البخاري. - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ليس فيما دون خمسة أوسق (¬3) من تمر ولا حب صدقة). رواه مسلم. ¬

_ (¬1) العثري: الذي يشرب بعروقه دون سقي أي البعل. (¬2) النضح: السقي من ماء بئر أو نهر بساقية. (¬3) الوسق: ستون صاعا. وهو ما يقدر بسبعة أو ثمانية قناطير عندنا.

الصيام

الصيام الآيات: (وجوبه). - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ (¬1) عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (¬2) (زمانه): - {فَمَنْ شَهِدَ (¬3) مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (¬4) - {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (¬5) ¬

_ (¬1) فرض عليكم الصيام. (¬2) سورة البقرة، الآية: 183. (¬3) حضر. (¬4) سورة البقرة، الآية: 185. (¬5) سورة البقرة، الآية: 185.

وقته

(وقته): - {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ (¬1) إِلَى نِسَائِكُمْ} (¬2) - {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} (¬3) (الرخصة فيه): - {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (¬4) الأحاديث: - عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول (إذا رأيتموه فصوموا، واذا رأيتموه فافطروا (¬5) فان غم عليكم فاقدروا له) رواه البخاري ومسلم، وفي رواية للبخاري (فأكملوا العدة ثلاثين) ¬

_ (¬1) مباشرة النساء. (¬2) سورة البقرة. الآية: 187. (¬3) سورة البقرة، الآية: 187. (¬4) سورة البقرة، الآي: 184. (¬5) أي الهلال

آداب الصوم

(آداب الصوم) - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (الصيام جنة (¬1) فلا يرفث، ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله (¬2) أو شاتمه فليقل (إني صائم)، والذي نفسي بيده لخلوف، (¬3) فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها). رواه البخاري (نية الصوم): - وعن حفصة أم المؤميين - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له). رواه أحمد وأصحاب السنن. - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من لم يدع (¬4) قول الزور، والعمل به، فليست لله حاجة (¬5) في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري وأبو داود ¬

_ (¬1) وقاية من النار. (¬2) نازعه وخاصمه. (¬3) تغير رائحة الفم بسبب الصيام. (¬4) يترك. (¬5) ليس لله ارادة في قبول صيامه، أي ان الله لا يقبل صيامه.

الاعتكاف

الاعتكاف الآيات: - {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (¬1) - {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (¬2) الاحاديث: - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه. رواه البخاري ومسلم. - وعنها - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ثم اعتكف أزواجه من بعده. رواه الشيخان ¬

_ (¬1) سورة البقرة، الآية: 167. (¬2) سورة الحج، الآية: 26.

الحج

الحج الآيات: (وجوبه) - {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (¬1) (بيان المستطيع): - {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ (¬2) يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} (¬3) - {وَتَزَوَّدُوا (¬4) فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (¬5) ¬

_ (¬1) سورة آل عمران، الآية: 97 والواجب يمكن جبره اذا ترك بدم. (¬2) مهزول من الابل خفيف اللحم من كثرة السير. (¬3) سورة الحج، الآية: 27. (¬4) وتزودوا بالاعمال الصالحة استعدادا لسفركم الطويل، كما ينبغي التزود بالطعام فان خير الزاد ما يقي ذل السؤال. (¬5) سورة البقرة، الآية: 197.

زمان الاحرام به

(زمان الاحرام به): - {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} (¬1) (كيفية الاحرام): - {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (¬2) (أعماله): النية والاحرام: - {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} (¬3) (ومن أعماله الطواف): - {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (¬4) (السعي): - {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} (¬5) ¬

_ (¬1) سورة البقرة، الآية: 197 - والاحرام هو نية الدخول في الحج ونيته قولا بالتلبية وعملا بالمشي. (¬2) سورة البقرة، الآية: 196. (¬3) سورة البقرة، الآية: 197. (¬4) سورة الحج، الآية: 29. (¬5) سورة البقرة، الآية 158 - والسعي سبعة أشواط بدءا من الصفا.

الوقوف بعرفة

(الوقوف بعرفة): - {فَإِذَا أَفَضْتُمْ (¬1) مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} (¬2) (الإقامة بمنى): - {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} (¬3) (النحر): - {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ (¬4) عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}. (¬5) (الحلق): - {وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} (¬6) ¬

_ (¬1) فاذا نزلتم فاذكروا الله عند المشعر الحرام، وهو جبل بالمزدلفة يقف عليه الامام. (¬2) سورة البقرة، الآية: 198 - والذي لم يقف بعرفة يحوله الى عمرة مع الهدي، ولا بد من اعادة الحج. (¬3) فمن استعجل النفر في يومين، ومن انتظر الى ثالث ايام التشريق فلا اثم عليه اذا اتقى وقصد به وجه الله - سورة البقرة، الآية: 203. (¬4) هي ايام النحر الثلاثة، وأولها يوم العيد. (¬5) سورة الحج، الآية: 28. (¬6) سورة البقرة، الآية: 196 - والهدي اسم للحيوان الذي يهدى باسم الله الى الحرم، يذبح فيه ويطعم منه الفقير. ملاحظة: أركان الحح أربعة. الاحرم، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، وطواف الافاضة. وترك واحد من هذه الاربعة يبطل الحج.

اتمامه والاخلاص فيه

(إتمامه والاخلاص فيه): - {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (¬1) (الآداب فيه): - {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} (¬2) (الإحلال منه): - {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ (¬3) وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (¬4) (الإحصار عنه): - {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ (¬5) فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} (¬6) ¬

_ (¬1) سورة البقرة، الآية: 196. (¬2) فلا مباشرة للنساء، ولا فحش فى الكلام، ولا خروج عن حدود الشريعة، ولا خصام مع الرفقاء، سورة البقرة، الآية: 197. (¬3) ليزيلوا وسخهم بقص الشارب والاظفار وغيرهما. (¬4) سورة الحج، الآية: 29 - يتحلل الحاج بعد طواف الافاضة. (¬5) منعتم عن اتمامها فما تيسر لكم من الذبائح التي يهديها الحاج لفقراء بيت الله. (¬6) سورة البقرة، الآية: 196 - كان الناس في الجاهلية يقدمون هذه الذبائح قربانا للآلهة، ولكن الاسلام قد ابقى عليها وهذبها ودعاها هديا، وهو ما يقدم من ناقة أو بقرة أو شاة لفقراء بيت الله الحرام. فالله غني عنها، ودليل ذلك قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} سورة الحج، الآية: 37. أي لن يصيب الله لحوم هذه الضحايا ولا دماؤها ولكن يصيبه ما يصحب ذلك من تقوى القلوب. =

العمرة

(العمرة): - {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (¬1) - {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} (¬2) - {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} (¬3) ¬

_ = وكان المشركون يحرمون على أنفسهم بأنفهم ويحللون، فأنزل الله تعالى قوله فيهم. {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}. سورة المائدة، الآية: 103 فالبحيرء: ناقه تلد خمس مرات آخرها ذكر، يبحر أذنها، أي يشق لتبقى هبة للاصنام فلا تستعمل ولا ينتفع بها، وتبقى حرة تعمل ما تريد. والسائبة: كان الرجل يقول اذا شفيت من مرضي هذا فناقتي سائبة أي متروكة للاصنام. والوصيلة: من الغنم اذا ولدت الشاة انثى مثلها فهي لهم، واذا ولدت ذكر ذبحوه للآلهة، واذا ولدت ذكرا وأنثى قالوا وصلت الانثى أخاها بها في عدم ذبحه لأصنامهم. والحام: من الحماية، أي ان الفحل من الابل اذا اخرج من صلبه عشرة ابطن حموا ظهره فلا يركب ولا يحمل عليه. (¬1) سورة البقرة الآية: 196. (¬2) سورة البقرة، الآية: 158. (¬3) سورة الفتح، الآية 27.

ممنوعات الإحرام (الصيد)

(ممنوعات الإحرام (الصيد)): - {لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ} (¬1) - {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا} (¬2) (ومن ممنوعاته) (النساء) - {فَلَا رَفَثَ} (¬3) (الطيب وإزالة الأوساخ وتقليم الأظافر وحلق الشعر) - {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} (¬4) - {وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} (¬5) ¬

_ (¬1) سورة المائدة، الآية: 95. (¬2) سورة المائدة، الآية: 96. (¬3) سورة البقرة، الآية: 97. (¬4) سورة الحج، الآية: 29. (¬5) سورة البقرة، الآية: 196.

وصف عام لأعمال ومناسك حج الرسول - صلى الله عليه وسلم -

(وصف عام لأعمال ومناسك حج الرسول - صلى الله عليه وسلم -) الاحاديث: - عن محمد بن علي بن حسين - رضي الله عنه - قال: دخلنا على جابر بن عبد الله فسألته - وهو أعمى - وحضر وقت الصلاة، فقام في نساجة (¬1) ملتحفا بها، كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها اليه من صغرها، ورداؤه الى جنبه على المشجب (¬2) فصلى بنا، فقلت: أخبرني عن حجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال بيده (فقعد تسعا)، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكث تسع سنين (¬3) لم يحج، ثم أذن في الناس فى العاشرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاج، فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعمل مثل عمله. (الاحرام): فخرجنا معه، حتى أتينا (ذا الحليفة) (¬4)، فولدت اسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت الى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف أصنع؟ قال: (اغتسلي واستثفري (¬5) بثوب وأحرمي). ¬

_ (¬1) ثوب له. (¬2) اسم لاعواد يوضع عليها الثياب. (¬3) بالمدينة. (¬4) مكان احرام أهل المدينة. (¬5) جعل خرقة في محل الدم لمنع سيلانه.

التلبية

فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، ثم ركب (القصواء) (¬1) حتى اذا استوت به ناقته على البيداء، نظرت الى كد بصري بين يديه من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به. (التلبية): فأهل بالتوحيد: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) وأهل الناس بهذا الذي يهلون، فلم يرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا منه، ولزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلبيته. (الطواف): قال جابر - رضي الله عنه - لسنا ننوي الا الحج، لسنا نعرف العمرة، حتى اذا اتينا البيت معه، استلم الركن فرمل (¬2) مشى أربعا، ثم نفذ الى مقام ابراهيم عليه السلام فقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}، فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان يقرأ في الركعتين: (قل هو الله أحد - وقل ياأيها الكافرون)، ثم رجع الى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب الى الصفا. ¬

_ (¬1) اسم لناقة النبي - صلى الله عليه وسلم -. (¬2) يرمل من الحجر الاسود ثلاثة أطواف، ويمشي أربعة أطواف. والرمل: الهرولة.

السعي بين الصفا والمروة

(السعي بين الصفا والمروة): فلما دنا من الصفا قرأ: {ان الصفا والمروة من شعاءر الله} أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحد الله وكبره، وقال: (لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا اله الا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبد، وهزم الأخزاب وحده). (¬1) ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة، حتى اذا انصبت قدماه فى بطن الوادي سعى، حتى اذا صعدنا مشى حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا. (نية الحج والعمرة): حتى اذا كان آخر طوافه على المروة، فقال: (لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل (¬2) وليجعلها عمرة). فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله! ألعامنا هذا أم لأبد؟ فشبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اصابعه واحدة في الأخرى وقال: (دخلت العمرة في الحج مرتين، لا بل لأبد أبد). ¬

_ (¬1) الاحزاب: هم الذين تحزبوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غزوة الخندق فهرمهم الله من غير قتال. (¬2) أي فليحل من الاحرام.

التوجه الى منى

وقدم علي من اليمن ببدن النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد فاطمة - رضي الله عنها - ممن حل ولبست ثيابها صبيغا (¬1) واكتحلت، فانكر ذلك عليها فقالت: إن أبي أمرني بهذا. قال: فكان علي يقول بالعراق، فذهبت الى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرشا (¬2) علي فاطمة للذي صنعت، مستفتيا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكرت عنه، فأخبرته أني أنكلات ذلك عليها، فقال: صدقت صدقت! ماذا قلت حين فرضت الحج؟ قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك. قال: فإن معي الهدي فلا تحل. قال فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن، والذي أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة. قال: فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن كان معه هدي. (التوجه الى منى): فلما كان يوم التروية (¬3) توجهوا الى منى، فأهلوا بالحج، وركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر تضؤب له بنمرة. ¬

_ (¬1) مصبوغا وملونا. (¬2) مغريا ذاكرا له ما يقتضي عتابها. (¬3) يوم التروية: ثامن ذي الحجة.

الوقوف بعرفة

فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية. (¬1) (الوقوف بعرفة): فأجاز (¬2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزلها، حتى اذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له (¬3)، فأتى بطن الوادي (¬4) فخطب الناس وقال: (إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وأن أول دم أضع من دمائنا، دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسنرضعا في بني سعد، فقتله هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ريانا، ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله. فاتقوا الله فى النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليك رزقهن وكسوتهن بالمعروف. ¬

_ (¬1) كانت قريش في الجاهلية لا تتجاوز النزول بالمزدلفة ويقولون: نحن أهل حرم فلا نخرج منه. ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - تجاوزه لما أخبره القرآن بقوله: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} أي سائر العرب غير قريش. (¬2) جاوز المزدلفة. (¬3) وضع عليها الرحل. (¬4) وادي عرفة.

من عرفة الى المزدلفة

وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد انك قد بلغت وأديت ونصحت! ! ! فقال بإصبه السبابة (¬1) يرفعها الى السماء ينكتها الى الناس، اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثلاث مرات. ثم أذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا. ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة (¬2) بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه. (من عرفة الى المزدلفة): ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - وقد شنق (¬3) للقصواء الزمام، حتى أن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى (¬4): ¬

_ (¬1) يرفعها الى السماء ويردها الى الناس. (¬2) تجمهرهم وافواجهم. (¬3) ضم وضيق وشد حتى يحد من هرولتها. (¬4) مشيرا بها أن الزموا السكينة.

أيها الناس: السكينة السكينة! كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد، واقامتين، ولم يسبح بينهما شيئا. ثم اضطجع رسول الله حتى طلع الفجر، وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة. ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا. فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلا حسن الشعر أبيض وسيما (¬1)، فلما دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرت به ضعن (¬2) يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على وجه الفضل، فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر، فحول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده من الشق الآخر على وجه الفضل يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر، حتى أتى بطن محسر. (¬3) ¬

_ (¬1) جميل الشكل. (¬2) جمع ضعينة وهي الجمال التي تركب عليها النساء وسميت بها النساء مجازا لكثرة ركوبهن الجمال. (¬3) خارج المزدلفة، والمزدلفة كلها موقف الا بطن محسر.

في منى

(في منى): فحرك قليلا، ثم سلك الطريق الوسطى (¬1) التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف، (¬2) ورمى من بطن الوادي. ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثا وستين بيده، ثم أعطى عليا، فنحر ما غبر (¬3) وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة (¬4) ببضعة (¬5) فجعلت في قدر، فطبخت، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها. (طواف الافاضة): ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأفاض الى البيت (¬6) فصلى بمكة الظهر. فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال: انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم (¬7) لنزعت معكم، فناولوه دلوا فشرب منه. رواه مسلم. ¬

_ (¬1) هو غير الطريق الذي يسلك الى عرفات وهذا هو المطلوب كما في الذهاب الى صلاة العيد أن يعود المصلي منها على غير الطريق الذي أتى اليها. (¬2) والخذف: القذف باليد أو بالمقذفة. (¬3) أي ما بقي من المائة. (¬4) البدنة الناقة أو البقرة المسمنة. (¬5) بقطعة من اللحم أي ببعضها. (¬6) لطواف الافاضة. (¬7) والمعنى: لولا خوفي أن يعتقد الناس انه منسك من مناسك الحج لاستخرجت معكم الما، . ولو فعلت ذلك لزاحمكم الناس ودفعوكم وغالبوكم في الاستسقاء، وفضل ذلك عظيم.

الخاتمة

الخاتمة حق لهذا الكتاب أن يكون بين أيدي ناشئتنا وطلبتنا من أبناء أمتنا الاسلامية، وحق له كذلك أن يكون بين أيدي معلمينا ومعلماتنا قبل كل أحد، ليعملوا به، ولينهجوا على منواله، فيستخرجوا من القرآن الزاخر بشتى فنون التربية والاخلاق، ويهتدوا بهدي نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وسيرة سلفنا الصالح من بعده، حتى تتربى نفوسهم تربية اسلامية روحية صحيحة؛ وتتطهر عقائدهم من الشك والتردد، فينبعثوا - وقد تحصنوا بسلاح الايمان - لمواجهة مختلف التيارات المعارضة في طريق بناء الاسلام الصحيح، والعودة الى كتاب الله الخالد {هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، اذ ليس من دواء لما نحن فيه من انحراف عن معالم الدين الصحيح؛ الا الأخذ بأسباب القرآن والسنة، منها المبدأ واليهما المرجع. فاذا وفق المعلمون اليهما، وسار على الدرب من بعدهم الهداة والمرشدون، وآمنوا برسالتهم أهدوا للمجتمع جيلا سعيدا صالحا مؤمنا، وحماة أقوياء قادرين مخلصين. ان التقدم الانساني - بالرغم مما يبذل في سبيل النهضة الحديثة، من نبوغ وعبقرية من الناحية المادية - لا يزال بعيدا كل البعد عن الناحية الدينية والخلقية، واذا ما قارنا بين التقدم المادي والتقدم الخلفي، أدركنا الفرق شاسعا، وأخذ العلم لذات العلم ليس هو الهدف الأسمى في الحياة، فالمعرفة

التي لا يستطيع صاحبها ان يستخدمها، ويسترشد بها فى سلوكه لا قيمة لها البتة، وهي معرفة ميتة لا فائدة منها للفرد ولا للجماعة، وهي ليست فضيلة، واذا انفصلت المعرفة عن الفضيلة والخلق الروحي، كان شرها أكثر من فائدتها، والمعرفة لا تعطي الثمار المطلوبة حتى تنتقل من مجرد العرفة النظرية، ومن التلقين والحفظ الى ميدانها الحقيقي، ألا وهو التأثير في السلوك، وتوجيهه الى ما هو خير وأقوم. فلنعد بديننا وخلقنا الكريم الى نقطة البداية، ولنبوئهما مكانهما القديم في مدارسنا، ومعاهدنا، وفي حياة الشعب الخارجية العامة. لا سيما ونحن ندرك اننا كنا نستمد الثورة الروحية التي اختزنتها لنا الاجيال الماضية، دون أن نحاول اثراءها، أو تعويضها على الأقل، وعندما تفتحت أعيننا فجأة، فاذا بنا نرقص على حافة الهاوية السحيقة، وقد أوشك زادنا الروحي أن ينضب. ان ديننا كامل، والعيب فينا نحن، لاننا تركناه، وطرحناه جانبا، وقصرناه على العبادات والصلوات وحدها، ولا بد من عودة اليه على ضوء تعاليمه الرشيدة، وكتابه المنير، وان التبعة الملقاة على عاتق المعلمين والمربين ليست بأقل من تلك التي تلقى على عاتق العلماء والمفكرين والانبياء والمرسلين. سدد الله خطانا، ووفقنا الى ما فيه خير البلاد والعباد. محمد الحسن فضلاء

§1/1