أدب النساء لعبد الملك بن حبيب

عبد الملك بن حَبِيب

ما جاء في فضل المرأة الصالحة

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله ما جاء في فضل المرأة الصالحة 1- حدثنا عبد الملك بن حبيب عن مطرف بن عبد الله وعبد العزيز الأويسي عن عبد الرحمن بن أبي الخطمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من خير فائدةٍ يفيدها امرؤٌ مسلمٌ زوجةٌ صالحةٌ، إن نظر إليها سرته وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته)) . 2- وعن عطاء بن أبي رباح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من خير فائدةٍ يفيدها المرء المسلم بعد الأخ الصالح، المرأة الصالحة التي

[إن] نظر إليها سرته وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وفي ماله)) . 3- وعن أبي هريرة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي النساء أفضل؟ فقال: ((التي تسره إن نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، ولا تخالفه بما يكره في نفسها أو ماله)) . 4- ويروى عن لقمان الحكيم أنه قال: ((يا بني! أول ما تتخذه في الدنيا امرأةٌُ صالحةٌ وصاحبٌ صالحٌ تستريح إلى المرأة الصالحة إذا دخلت وتستريح إلى الصاحب الصالح إذا خرجت إليه. واعلم أنك يوم تكسب واحداً منهما فقد كسبت حسنةً. واتق المرأة السوء والصاحب السوء، لا تستريح إليها إذا دخلت عليها ولا تستريح إلى الصاحب السوء إذا خرجت إليه! واعلم أنك يوم تكسب واحداً منهما فقد كسبت سيئةً)) .

ويروى أن داود -عليه السلام! - كان يقول: ((اللهم لا تجعل أهلي أهل سوءٍ فأكون رجل سوءٍ!)) . 5- وعن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من سعادة [ابن] آدم ثلاثةٌ: المرأة الصالحة والمسكن الواسع والمركب الهني)) . وعن إسماعيل بن محمد بن سعد [بن أبي وقاص] عن أبيه عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من سعادة [ابن] آدم ثلاثةٌ. فمن سعادته المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح. ومن شقاوته المرأة السوء، والمسكن السوء والمركب السوء)) . 6- قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه!: ((الخيرات ثلاثٌ: إيمانٌ بالله، وفقهٌ في الدين، والزوجة الصالحة. والسوءات ثلاثٌ: كفرٌ بالله، والجفاء في الدين، والمرأة السوء)) .

وعن أبي سليم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خير العيش ثلاثةٌ وشر العيش ثلاثةٌ: فخير العيش زوجةٌ صالحةٌ ودارٌ واسعةٌ وجارٌ صالحٌ. وشر العيش امراةٌ سوءٌ ودارٌ ضيقةٌ وجارٌ سوءٌ)) . 7- وعن طلق [بن السمح المصري الإسكندراني] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من رزقه الله لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً وجسداً على البلاء صابراً وزوجةً صالحةً فقد تمت عليه النعم)) . وقال صلى الله عليه وسلم: ((من رزقه الله لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً وجسداً صابراً وامرأةً صالحة فقد أتاه الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنةً)) . 8- وعن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة)) . يعني بالمتاع المتعة. 9- وعن سعيد بن [أبي] أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا [أخبركم] بنسائكم من أهل الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: الودود الولود التي إن أساءت إليه وضعت يدها في يده ثم قالت: اعف أو

افعل ما بدا لك!)) . 10- وعن فضيل بن مرزوق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أنبئكم برجالكم من أهل الجنة؟ الولي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والصالح في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل [يكون في جانب المصر] يزور أخاه [لا يزوره إلا لله] في الجنة. [ألا أنبئكم بنسائكم من أهل الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال] : الودود الولود العون التي إذا غضبت أو ظلمت [أو غضب] قالت: إن يدي في يدك [لا أذوق غمضاً حتى ترضى] )) . وعن يحيى بن أبي كثير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خير نسائكم الودود الولود العون المواسية المواتية. وشر نسائكم اللجوج العاقر العاصية)) .

11- وعن يعقوب بن جعفر المدني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل المرأة الصالحة في سائر النساء كمثل الغراب الأبيض في غربانٍ سودٍ. ومثل المرأة السوء كمثل بيتٍ مزينٌ ظاهره، خربٌ باطنه)) . 12- وعن سعيد بن المسيب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خير النساء التي إذا غضبت سكنت وإذا ظلمت صبرت)) . وعن [صفوان] بن سليم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((النساء أربعٌ: امرأة مواسية مواتية محبةٌ مجنةٌ يفوض إليها زوجها، فهي تمسك وتنفق بقدرٍ، فتلك عامل من عمال الله - عز وجل!. وامرأةٌ مواسيةٌ ومواتيةٌ محبةٌ مجنةٌ يفوض إليها زوجها، فهي [لا] تنفق و [لا] تدبر، فتلك الماحق. وامرأة بارك [الله فيها] لا يردها عن زوجها إلا الله عز وجل - والإسلام، فهي تحفظه في غيبةٍ وتؤدي إليه حقه من نفسها، فتلك [من] أشراف النساء وأرفعهن عند

باب ما جاء في المرأة السوء

الله منزلة. وامرأةٌ حسنٌ منظرها عجيبٌ مخبرها حسنٌ مالها طيبٌ طعامها محبةٌ لزوجها مواتيةٌ له، فتلك سيدة النساء)) . باب ما جاء في المرأة السوء 13- وعن الخطاب عن خالد المخزومي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من النساء محبةٌ مجنةٌ تنفق بقدرٍ وتضع [مالها] في حق، فتلك عاملٌ من عمال الله - تعالى!. ومن النساء محبةٌ مجنةٌ لا تنفق بقدرٍ ولا تضع [مالها] في حق، فتلك الماحق. قالوا: وما الماحق يا رسول الله؟ قال: النار الموقدة)) . 14- وعن أبي أمية أن عمر بن الخطاب قال: ((النساء ثلاثٌ: فمنهن وعاء للوأر ليس فيها غير ذلك. وأخرى تعين أهلها على الدهر ولا

تعين الدهر عليهم. والأخرى على غلٍ، فمن يجعله الله -عز وجل! - برقبة من يشاء ويفكها إذا يشاء)) . 15- وعن عيسى بن عبد الله بن يعقوب النوفلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((استعذ بالله من المنفرات! وقيل: وما المنفرات يا رسول الله! قال: الإمام الجائر يأخذ منك الحق ويمنعك الحق. والجار السوء فعينه تراك وقلبه يرعاك إن [ورأى] خيراً ستره وإن رأى شراً أظهره. وامراةٌ تشيب قبل المشيب)) . 16- وعن عطاء الخراساني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة من جهد البلاء: جار سوءٍ وإمامٌ جائرٌ وامرأةٌ يكد عليها زوجها وهي تخونه)) . 17- وقال لقمان الحكيم لابنه: ((يا بني! ليكن أول شيءٍ تكسبه

بعد الإيمان بالله والخليل الصالح امرأةً صالحةً، لأنه من غدا فاكتسب امرأةً صالحةً فقد التقط يومه ذلك لقطةً صالحةً. ومن غدا فاكتسب امرأة سوءٍ فقد أصابته مصيبةٌ)) . ((يا بني! إنما مثل المرأة الصالحة كمثل الدهن في الرأس يلين العروق ويحسن الشعر. ومثال المرأة الصالحة كمثل التاج على رأس الملك. ومثل المرأة الصالحة كمثل اللؤلؤ والجوهر لا يدري أحدٌ ما قيمته)) . ((ومثال المرأة السوء كمثل السيل لا ينتهي حتى يبلغ منتهاه ولا ينتهي حتى يبلغ ما يريد. فأنعتها لك حتى تعزلها. يا بني! إنها إذا تكلمت أسمعت، وإذا مشت أسرعت، وإذا قعدت وقفت، وإذا غضبت سمعت لأنيابها فغدت مثل أنياب الفحل. وإذا دخل عليها زوجها صكت في وجهه، وإذا خرج عنها لعنته في ظهره. كل شرٍ ينقص إلا شر المرأة السوء وكل داءٍ يبر [أ] إلا داء المرأة السوء إنما مثلها كمثل حطبةٍ ثقيلةٍ على رقبة شيخٍ كبيرٍ. وقرٌ على وقرٍ! لا يستطيع أن يضعها عنه ولا [أن] يحملها. يا بني! لأن تساكن الأسد والأسود خيرٌ من أن تساكنها! تبكي وهي ظالمةٌ وتحكم وهي الجائرة وتنطق وهي الجاهلة. وهي [أفعى] بلدغها)) . 18- وعن عبد الله بن قيس عن يعقوب بن جعفر أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال: ((لا خير في جماعة النساء إذا اجتمعن إلا على ذكر الله تعالى!. إنما مثلهن إذا اجتمعن كمثل ضرابٍ أدخل حديدةً في النار حتى إذا احترقت ضربها فأحرق شررها كل شيءٍ أصابته)) . 19- قال عبد الملك بن حبيب: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة يذهبن لب اللبيب: خصومةٌ ملحةٌ ودينٌ فادحٌ وامرأة سوءٍ)) . 20- وعن عبد العزيز بن أبي رواد قال: ((رأيت شيخاً يحمل شيخاً على عنقه وهو يطوف به حول الكعبة. فإذا [حايد] الركن وقف به فدعا الله -تعالى! - ثم سمعته يقول: عيبتني صغيراً وعيبتني كبيراً!. فلما فرغ من طوافه سألناه عن كلامه فقال: نعم! أترون هذا الشيخ أكبر مني؟ قلنا: نعم! قال: فإنه ابني! حملته صغيراً وها أنا أحمله كبيراً. صيره إلى ما ترون امرأة سوء كانت عنده فصبر عليها حتى صيرته إلى ما ترون)) . 21- وعن سعيد بن عبد العزيز الدمشقي أن أبا الدرداء قال لامرأة لها طلاقة لسان: ((لو كنت خرساء لكان خير [ألك] !)) .

باب ما ينبغي أن تنكح المرأة عليه من الخصال

22- وعن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بين يديه [وهو يصلي] صبي فأشار إليه فرجع ومرت بين يديه جاريةٌ صغيرةٌ فأشار إليها فأتت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((هن أجراء)) . باب ما ينبغي أن تنكح المرأة عليه من الخصال 23- عن مجاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تنكح المرأة على أربع خصالٍ: على مالها وعلى جمالها وعلى حسبها وعلى دينها. فعليك بذات الدين تربت يداك!)) . [قال عبد الملك بن حبيب] : وما استفاد امرؤ مسلم في الإسلام خيراً وأفضل من زوجة صالحة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه في نفسها وماله إذا غاب عنها. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الناكح أربعةٌ: فناكحٌ للدنيا، وناكحٌ لحسبٍ، وناكحٌ لمالٍ، وناكحٌ لجمالٍ. يا ابن آدم تربت يداك عليك بذات الدين!)) .

باب ما جاء في فضل الأبكار على غيرهن

24- وقال عمرو بن العاص: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا عليكم أن تنكحوا المرأة من أجل مالها [فعسى ألا] يأتي بخيرٍ عليكم! فذات الدين والأمانة من النساء فابتغوها! ولا تنكحوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن! فلأمةٌ سوداء ذات الدين أفضل! فعليكم بذاوت الدين فاطلبوهن فإنهن أعز فيكم من الغراب الأعصم في سائر الغربان!)) . باب ما جاء في فضل الأبكار على غيرهن 25- عن مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((انكحوا الجواري فإنهن أعذب أفواهاً وأنتق أرحاماً وأعز أخلاقاً. وإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة فانكحوا وتوالدوا فإن ذراري المسلمين عصافير خضرٌ في شجر الجنة يكفلهم أبوهم إبراهيم خليل الله!)) . وعن الأوزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عليكم بالأبكار فإنهن

أعذب أفواهاً وأقبل أرحاماً وأحسن أخلاقاً!)) . وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال: ((انكحوا الأبكار فإنهن أعذب أفواهاً، وأسخن أقبالاً، وأكثر أولاداً، وأرضى باليسير من الجماع!)) . 26- وعن مطرف بن عبد الله عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجابر بن عبد الله: ((أنكحت يا جابر)) ؟، قال: ((نعم يا رسول الله!)) قال: ((بكراً أم ثيباً؟)) قال: ((بل ثيباً يا رسول الله!)) قال: ((فهلا بكراً تلاعبها وتلاعبك؟)) فقلت: ((كان لي أخواتٌ فلم أحب أن أدخل عليهن غرةً مثلهن)) قال: ((فلا بأس إذاً)) . وعن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله قال جابرٌ: ((ثم قال لي

رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخلت على أهلك فالكيس الكيس!)) . يعني في الجماع. قال جابر: ((فلما دخلت عليها أخبرتها بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فقالت] : سمعاً وطاعةً!)) . 27- قال عبد الملك [بن حبيب] : لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً إلا عائشة أحب نسائه إليه، بل أحب الخلق إليه. لقد بلغني عن عمرو بن العاص أنه قال: ((نظر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً حتى ظننت أني أحب الخلق إليه فقلت: يا رسول الله! من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة! فقلت: أنا أسألك عن الرجال! فقال: أبوها!)) . 28- قال عبد الملك [بن حبيب] : وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست وابتنى بها وهي بنت تسع سنين واختلى بها في بيت أبيها قبل أن

باب ما جاء في كراهية العاقر العجوز

يبني بها. وإن كانت لتلعب باللعب في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من صغرها! وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف إليها الجواري إذا رآهن ليلعبن معها. باب ما جاء في كراهية العاقر العجوز 29- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني أبو صالح عن عبد الله بن دينار عن زيد بن أبي مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((انكحوا الودود الولود من النساء وكاثروا فإني مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة! ولا تنكحوا عجوزاً ولا عاقراً فإن ذراري المسلمين تحت ظل العرش يحضنهم أبوهم إبراهيم، خليل الله، يستغفرون لآبائهم إلى يوم القيامة)) .

30- وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل نهياً شديداً وقال: ((تزوجوا الودود الولود من النساء فإني مكاثرٌ بكم النبيين يوم القيامة! وإياكم والعاقر فإن مثلها كمثل رجلٍ قاعدٍ على رأس بئرٍ [يسقي] أرضاً سبخةً فلا أرضه تنبت ولا عينه تنضب)) . 31- وعن ابن جريج أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله! إن لي ابنة عم هي همي من النساء وهي عاقرٌ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنكحها! ثم قال له: لأن تنكح سوداء ولوداً خيرٌ من أن تنكح حسناء لا تلد. إن علمتم أن السقط من ذراري المسلمين يقال له: أدخل

باب ما جاء في فضل السراري

الجنة! فيظل محبنطئاً على باب الجنة يقول: لا أدخل الجنة حتى يدخل أبواي! فيقال: ادخولوها -الجنة! - بفضل رحمة الله!)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : والمحبنطئ المتغضب المتقاعس. 32- وعن سفيان أن عمر بن الخطاب قال: ((إن ابنة عشر سنين تسر الناظرين، وابنة عشرين لذة للمعانقين، وابنة الثلاثين ذات سمنٍ ولينٍ، وابنة أربعين ذات بناتٍ وبنين، وابنة خمسين عجوزٌ في الغابرين)) . وعن عائشة -رضي الله عنها! - أنها قالت: ((إذا أتت على المرأة خمسون سنةً لم تلد أبداً)) . باب ما جاء في فضل السراري 33- وعن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عليكم

بالسراري فاتخذوهن مباركات الأرحام!)) . قال [عبد الملك بن حبيب] : وحدثني عبد الله بن مسلم عن عطاء الخراساني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اطلبوا الولد من أمهات الأولاد فإن الله -تعالى! - جعل في أرحامهن البركة!)) . 34- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن رجلاً أتى سعيد بن المسيب -رضي الله عنه! - فشكا إليه قلة الولد فقال له: ((عليك بالسراري فإنهن أشف أرحاماً!)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : يعني أقبل للولد وأكثر أولاداً. [عبد الملك بن حبيب في كتاب النساء قال: حدثني مطرف عن مالك بن] أنس قال: ((كان القاسم بن محمد بن أبي بكرٍ الصديق وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب [وعلي] بن [الحسين] بن علي بن أبي

باب ما ينبغي للرجل أن يفعله مع امرأته والمرأة مع زوجها ليلة البناء

طالب [رضي الله عنهم!] كانوا [من] بني أمهات الأولاد)) . باب ما ينبغي للرجل أن يفعله مع امرأته والمرأة مع زوجها ليلة البناء 35- وعن أبي وائل أنه قال: ((جاء رجلٌ [يقال له: أبو حريز] إلى ابن مسعودٍ فقال: إني تزوجت امرأةً [شابة] بكراً وقد خشيت أن تكرهني! فقال ابن مسعودٍ: إن الألفة من الله -تعالى! - وإن الفرقة من الشيطان يكره ما أحل الله لها. فإذا دخلت فمرها أن تصلي خلفك ركعتين ثم قل: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لها في! اللهم وارزقها مني وارزقني منها! اللهم اجمع بيننا كما جمعت وفرق بيننا -إذا فرقت- في خيرٍ!. ثم إذا [دنوت] منها فخذ بناصيتها وادع الله بالبركة واسأل الله من خيرها وتعوذ من شرها!] )) .

36- وعن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا تزوج أحدكم المرأة فليأخذ بناصيتها وليدع بالبركة!)) . وكان ابن مسعود إذا غشي أهله قال: ((اللهم لا تجعل للشيطان في ما رزقتنا نصيباً!)) . 37- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني أسد بن موسى وغيره أن سلمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج امرأةً من كندة بالعراق. فلما كان ليلة البناء بها دعا إليها. فلما وقف بباب البيت صوت ثلاثة أصواتٍ فلم تجبه فقال: ((يا هذه أخرساء أنت أم بكماء أم لا تسمعين؟)) فقالت: ((لا يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم! ولكن العروس تستحي أن تتكلم!)) فدخل إلى البيت فإذا هو قد بخر. [فقال] : ((هذا مضرورٌ أم محمومٌ قد

دثرته أم تحولت القبلة في كندة؟)) فقالت: ((لا يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن العروس تزين بيتها)) . ثم قال: ((لا أدري أتطيعين أم ما تقولين؟)) فقالت: ((لقد ذكرت مقعد من أوجب الله طاعته!)) . قال: ((لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من نكح امرأةً فليمسح بناصيتها وليدع بالبركة وليركع ركعتين ويحمد الله -عز وجل! - وليسأله البركة فيها!. فإذا رأيتني قمت فقومي! فإذا كبرت [فكبري] ! فإذا ركعت فاركعي! فإذا سجدت فاسجدي! وإذا قعدت فاقعدي! فإذا دعوت فأمني! وإذا سلمت فسلمي!)) . فقام وقامت خلفه. فلما فرغ رجع إليها فألم بها. فلما أصبح نظر إلى أثاثٍ كثيرٍ وإماءٍ كثيرٍ فوعظها في ذلك وحدثها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ((يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم! أما ما في البيت ففي سبيل الله - تعالى! وأما كل أمةٍ أو عبدٍ فهو خيرٌ لله تعالى!. اكفني براً أكفك خبزاً، خبز الخبز وحرارة التنور!. فلما أمست ضاق فغضبت [فقالت] : ((يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قم فأتخذ آلة البيت حملاً

والليل سفراً!)) قال: ((اقصدي رحمة الله!)) . 38- وحدثني بعض أشياخنا أن محمد بن سيرين قال: تزوجت امرأة من بني تميم. فلما [كانت] ليلة البناء دخلت عليها فإذا هي جالسة على باب خدرها. فأهويت إليها بيدي فقالت: ((مهلاً! على رسلك!)) . فحمدت الله وأثنت عليه ثم قالت: ((إن الله -عز وجل! - يضع العلم حيث يشاء وإنه بلغني أن الرجل إذا دخل بيته يؤمر أن يصلي ركعتين وتصلي امرأته خلفه. فإذا فرغ قال: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لأهلي في! اللهم ارزقني منهم وارزقهم مني! اللهم [ارزقني] ألفتهم ومودتهم وارزقهم ألفتي ومودتي وحبب بعضنا إلى بعض!)) . قال: ((فقمت ففعلت ذلك. فلما فرغت أهويت إليها فقالت: ((مهلاً! على رسلك! إن الرجل يؤمر إذا أراد غشيان أهله [أن] يدعو قبل ذلك

فيقول: اللهم جنبنا الشيطان وجنبه ما رزقتنا ولا تجعل له فينا نصيباً!)) . قال: ((ففعلت ذلك فلم أزل أعرف بعد ذلك الألفة واللطف والخير)) . 39- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني عن عثمان بن عفان [أنه] لما تزوج نائلة بنت الفرافصة أتت مع الأحوص الكلبي، أتى بها من الشام. فأدخلت داره ليلاً وقد هيئ لها المجلس. فلما أخذت مجلسها وأصلح من شأنها -وعثمان في المسجد قد صلى العشاء الآخرة- أتته مولاةٌ له فأذنته بها وقالت: ((إن قضيت صلاتك فانصرف إلى أهلك!)) . فقام حتى دخل عليها فسلم ثم جلس في فراشه فردت عليه السلام. فقال لها عثمان: ((ما أدري! تقومين إلينا أم نقوم إليك؟)) فقالت: ((والله ما سرت إليك مسيرة شهرٍ من أهلي وأنا أريد أن تعنى إلى عرض هذا البيت! بل أقوم إليك وكرامةً)) .

فلما قعدت إلى جنبه أقبلت تنظر إليه [وقد وضع قلنسوته] فقال لها: ((لعلك تكرهين ما ترين من كبري وشيبي؟ إن وراء هذا ما يحسن!)) فقالت: ((إني -والله! - لمن نسوةٍ أحب أزواجهن إليهن الكهل السيد)) فقال لها: ((ضعي رداءك!)) فوضعته ثم قال لها: [اطرحي خمارك!)) فطرحته ثم قال] : ((اخلعي درعك!)) فخلعته، ثم [قال] : ((حلي مئزرك!)) فقالت: ((أنت وذلك!)) . [قال: ((صدقت!)) . وبنى بها فأعجبته فولدت ابنته مريم. وقتل وهي عنده. فخطبها بعده أشراف قريشٍ فلم تنكح بعده أحداً حتى ماتت] .

باب ما ينبغي للمرأة أن تضعه فيما بينها وبين زوجها

باب ما ينبغي للمرأة أن تضعه فيما بينها وبين زوجها 40- قال عبد الملك [بن حبيب] : حدثني إسماعيل بن البشر أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله! إن لي امرأةً إذا أتيتها مهموماً قامت إلي فأخذت بطرف ردائي ومسحت على وجهي ثم قالت: إن كان همك الدنيا فقد صرفها الله عنك! وإن كان همك الآخرة فزادك الله هماً!)) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذه لها أجر الشهداء ورزقهم)) . 41- وعن إبراهيم بن أدهم أن أبا الدرداء قال لأم الدرداء: ((إذا غضبت [فأرضيني] وإذا غضبت أرضيك. فإنا ألا نفعل يوشك أن تفتري)) . 42- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بسببيٍ فقال عليٍ بن أبي طالبٍ: ((يا فاطمة اذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

[فاسأليه] خادماً!)) . فأتت فاستحت أن تكلمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألحاجةٍ جاءت فاطمة أم جاءت زائرةً؟)) . فأخذتها العبرة فقالت: ((يا رسول الله! أما الماء فإني أغرفه من البئر في جوف الدار لا يراني أحدٌ. وأما العجين فإني أخبز في بيتي لا يراني أحدٌ. والغسل أغسل في بيتي لا يراني أحدٌ)) وأرته يديها قد خلقتا من العمل. ((ولكن -يا نبي الله! - إنما يشق علي الحطب أحتطب من مكان بعيدٍ، والمرأة -يا نبي الله! - عورةٌ، فذلك الذي يشق علي)) . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن ذلك على ما هو خير لك من خادمٍ وخادمٍ وخادمٍ. إذا انصرفت إلى بيتك فأصلحي فراش زوجك! فإذا جاء فتلقيه بالباب وخذي منه رداءه! ثم إذا قعد على فراشه فاخلعي نعليه! فإن كان مفطراً [فقربي] إليه ما في بيتك! فإذا فرغ وفرغت ما بين يديه فاقعدي قريباً منه! فإذا دعاك إلى فراشه [فأجيبيه] ! وإن لم يدعك [فأدني] إلى فراشك! ((فإذا استويت فيه [فكبري] الله ثلاثاً وثلاثين مرةً [وسبحيه] ثلاثاً وثلاثين مرةً، واحمديه ثلاثاً وثلاثين مرةً واختمي المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له.. .. إلى آخرها. فذلك -يا فاطمة! - خيرٌ لك من خادمٍ وخادمٍ وخادمٍ!)) . قالها ست مراتٍ. فلما انصرفت فاطمة سألها علي -رضي الله عنه! -: ((ما قال أبوك؟ فأخبرته بالذي قال لها صلى الله عليه وسلم فقال لها علي: ((والذي خلقني لهذا خيرٌ لك من خادمٍ وخادمٍ!)) .

43- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالبٍ وعبد الله بن جعفر بن أبي طالبٍ خطبوا إلى المسيب بن نجبة الفزاري وكان شريف الكوفة فاستشار فيهم علياً فقال له: ((أما حسنٌ فطلاقٌ! وأما حسينٌ فشديد الخلق! ولكن عليك بعبد الله بن جعفرٍ)) . فزوجه. فلما [كانت] الليلة التي بنى بها دعاها أبوها فجلست بين يديه فقال لها: ((يا بنيتي! اعلمي أن أهلك -الذين هم أهلك [بعد اليوم]- الذين تمسين فيهم وتصبحين! أطيعي زوجك إذا أمرك وآته إذا دعاك وكوني له أمةً يكن لك عبداً! واعلمي أن أطيب الطيب الماء وأحسن الحلي الكحل)) . 44- وعن مقاتل بن سليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال] : ((أيما امرأةٍ صلت خمسها، وصامت شهرها، وحفظت زوجها، وأطاعت ربها تدخل من أي أبواب الجنة شاءت)) . 45- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني بعض المشيخة أن إسماعيل بن خارجة الفزاري زوج ابنته الحجاج بن يوسف. فلما

[كانت] ليلة البناء بها دخل عليها أبوها فرفع جانب الخدر فقال: ((يا بنيتي! إني رأيت النساء إنما يؤدب من النساء! وإن أمك قد هلكت وتركتك صغيرة فاسمعي مقالتي واحفظي وصيتي! كوني لزوجك في بعض أحيانه أقرب من شسع نعله، وفي بعض أحيانه أبعد من الثريا! وعليك بالطيب وأطيب الطيب الماء! وإياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق! ودعي المعاتبة فإنها نورة ولا تنطفئ في فورة حيث الغضب فإني رأيت الود في الصدر والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب [أن] يذهب)) . 46- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن مالكاً -رحمه الله! - خير ابنته في نفسها [أن] تنكح من أحبت فاختارت فتى من أبناء الملوك قد رفض الدنيا وأخذ في الزهادة. فلما كان انتقالها إليه اجتمع إليها أخوات ثلاث وحاضنة لها. فابتدرت الحاضنة وصيتها [فقالت] : ((أي بنيتي! من لم يغط من نور نظره ما يتبين له [به] رشده

ويعرف ما يؤذيه فيجتنبه كان كآكل السموم وهو لا يدري! أي بنية! النساء بخمس خصال لا غنى لهن عن واحدة منهن بينهن وبين الأزواج: المحبة بالغيب فإن القلوب شاهدة - وحسن الطاعة فإنها تثبت المودة - والاقتصاد فإنه يؤمن [من] الملامة ويستبقي حسن المودة - والطهارة فإنها تستهيل الهوى. والعفاف فإنه يدعو إلى الخير. فخذي حظك من عقلك وانتفعي بنصيحتي من نصحك!)) . ثم قالت إحدى أخواتها: ((يا أخيتي! إنك كنت مالكة فصرت مملوكة! وكنت آمرة فصرت مأمورة! وكنت مختارة فصرت مختاراً عليك! وإنه لا جمال للمرأة إلا بزوجها كما أنه لا جمال [للشجرة] إلا بأغصانها! فلا تعاصي زوجك فتلحيه ولا تسلسي كل السلس فتمليه! وتوقي بوادر ضجره واستبيني طرفاً من دعنه ولا تجعلي هزلك في ما يغضب في جده وقفي في نفسك على حدود أمره! وليكن رأس طيبك الماء، ورأس وسيلتك إليه الطاعة، ورأس آلتك العفاف، ولا تغيريه بسببه ولا تمني عليه بحسنة! وكوني له أمة يكن لك عبداً!))

ثم قالت الأخت الثانية: ((يا [أخيتي] ! اجعلي لزوجك رقيباً عليك من نفسك وملكيه عنان طاعتك! [تأملي] ما أحب فابتغيه ولا تتبعي ما يكره فاجتنبيه! [واستقبلي] بصره بالطهارة ومجانته بالعفاف وتفويضه بالاقتصاد وثمرة قلبه بالمودة! واعلمي أن لا عز للمرأة إلا بزوجها كما أنه لا عز للشجاع إلا بسلاحه!)) . ثم قالت الأخت الثالثة: ((يا أخيتي! إنك أخرجت نفسك إلى رق الزوج بعد ملك النفس. ولا حياة للمرأة إلا بزوجها كما أنه لا حياة للسمكة إلا بالماء. يا أخيتي! استصغري إحسانك لزوجك فإنما هو منك لنفسك وعظمي إحسانه إليك فإنه أرغب في الزيادة لك! وليكن استعدادك له كأن له عليك حافظاً منه! وعاشريه بالتواضع وتحلي عنده بالصدق وتزيني عنده بالطهارة وتحصني [من] رينته بالعفاف والتسليم واجعلي قصدك في ما بين دنوك وبعدك!)) . فلما فرغن قالت الفتاة: ((قلتن بالنصيحة! فلا [عدمتها] منكن ولا عدمتها من نفسي! لكن الطاعة وبالله التوفيق ومنه المعونة!)) . 47- وعن محمد بن أبي طلحة المكي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

باب ما يستحب للرجل أن يتزين لامرأته في هيئته وشكله

((خير نسائكم العفيفة عن زوجها، الحليفة لغيرها)) . باب ما يستحب للرجل أن يتزين لامرأته في هيئته وشكله 48- وعن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة أتت عمر بن الخطاب بزوجٍ لها أشعث أغبر أصفر فقالت له: ((يا أمير المؤمنين! لا أنا ولا هذا خلصني منه!)) . فنظر عمر إليه فعرف ما كرهت منه فأشار إلى رجلٍ وقال: ((اذهب به إلى الحمام فجممه وخذ من شعره [وقلم] أظفاره وألبسه حلةً معافريةً ثم ائتني به!)) . فذهب به الرجل ففعل ذلك به ثم أتى به. فأومأ إليه عمر بيده أن خذ بيدها! [فأخذ بيدها] فإذا هي لا تعرفه فقالت: ((يا عبد الله! سبحان الله! أبين يدي أمير المؤمنين تفعل مثل هذا؟)) . فلما عرفته مضت

باب ما يستحب من الأدب في المجامعة

معه فقال عمر: ((هكذا فاصنعوا بهن! فوالله إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم)) . باب ما يستحب من الأدب في المجامعة 49- وعن عمرة [بنت عبد الرحمن] أنها سألت عائشة - رضي الله عنها!: ((كيف كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جامع نساءه؟)) قالت: ((كان [ألين] الناس وأكرم الناس ضحاكاً بساماً)) . وعن حسين بن عبد الله بن ضمرة عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من الجماع قبل الملاعبة)) . 50-[قال عبد الملك بن حبيب] : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ثلاثة من العجز في الرجال: أن تلقى من تعجبك هيئته وسمته وتحب معرفته فتفارقه قبل أن تعرف اسمه ونسبه. والثانية: أن يكرمه أخوه، ويبادله فيرده عليه كرامته. والثالثة: في شأن النساء)) . قيل: ((وما هي -

يا رسول الله! - أحبهن إلينا؟)) قال: ((أن يخلو الرجل فيسمها قبل أن يضاحكها ويؤانسها فيصيب هو حاجته منها قبل أن تصيب هي حاجتها منه)) . 51- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني بعض أشياخنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أصاب أحدكم أهله فليستتر ولا ينخر كالبعير)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : يمشي إليها عرياناً. 52- قال [عبد الملك بن حبيب] : وحدثني عبد الله بن مسلم عن

جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعلي بن أبي طالب: ((لا تجامع رأس ليلة الهلال أو في النصف منه)) . 53- وعن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من جامع أهله فليقل: بسم الله! اللهم جنبنا الشيطان وجنبه ما رزقتنا. فإن قضى الله -تعالى! - بينكما بولدٍ لم يضره الشيطان أبداً)) . 54- وعن عطية بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيباً في الناس فقال: ((يا أيها الناس! إن الله -تعالى! - أمرني أن أعلمكم مما علمني وأن أود بكم. لا يكثرن أحدكم الكلام عند الجماع فإنه يكون الولد أخرس! ولا ينظر أحدكم إلى فرج امرأته إذا جامعها فإن منه يكون العمى! ولا يديمن أحدكم النظر إلى الماء ولا [يبولن] فيه فإن منه يكون ذهاب العقل!)) .

باب ما جاء في ثواب الجماع وحب الاستكثار منه

55- وعن أصبغ بن الفرج أنه سأل ابن القاسم: ((أينظر الرجل إلى فرج امرأته إذا جامعها؟)) قال: ((نعم!)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : واجتناب ذلك أحب إلي اتباعاً للحديث وأخذاً به وحذراً مما ذكر فيه. باب ما جاء في ثواب الجماع وحب الاستكثار منه 56- عن عروة بن الزبير عن عائشة -رضي الله عنها! - أنها

قالت: ((ما من رجلٍ يلاعب امرأته إلا كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئاتٍ ورفع له بذلك عشر درجاتٍ في الجنة. فإن قبلها وعانقها كتب الله مائةً وعشرين حسنةً. فإن جامعها فقام فاغتسل لم يجر الماء منه على شعرةٍ من جسده إلا كتب الله له عشر حسناتٍ وحط بها عنه عشر سيئاتٍ ورفع له بها عشر درجاتٍ مع ما يعطيه الله في الدنيا من الفضائل حتى إن الله -تعالى! - ليباهي به الملائكة. يقول: انظروا إلى عبدي يغتسل في الليلة الغراء ابتغاء مرضاتي وتصديقاً بوعدي! أشهدكم أني قد غفرت له!)) . 57- وعن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال] : ((إن الرجل إذا هم بغشيان أهله فلاعبها كتب الله له عشرين حسنةً ومحا عنه عشرين سيئةً. فإذا أخذ بيدها كتب الله له أربعين حسنةً ومحا عنه أربعين سيئةً، فإذا قبلها كتب الله له ستين حسنةً ومحا عنه ستين سيئةً. فإذا أصابها كتب الله له عشرين ومائة حسنةٍ ومحا عنه عشرين ومائة سيئةٍ. فإذا اغتسل باهى الله به الملائكة يقول: أنظروا إلى عبدي هذا يغتسل في هذه الليلة الغراء من خشيتي ويقيناً بأني ربه! اشهدوا بأني قد غفرت له! فما يجري الماء منه على شعرةٍ إلا كتب الله له بها حسنةً)) .

58- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل المسلم إذا غشي أهله أو [ما] ملكت يمينه فلم يكن من وقعته تلك كان له بها وصيفٌ في الجنة. وإن كان من وقعته تلك ولدٌ فمات كان له فرطاً وشفيعاً يوم القيامة. وإن مات بعده كان له نوراً يوم القيامة)) . 59- وعن عطاء بن أبي رباح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ من أصحابه: ((يا فلان! هل صمت اليوم؟)) قال: ((لا!)) قال: ((فهل [تصدقت] اليوم؟)) قال: ((لا!)) قال: ((فائت أهلك فأصب منها فإنها صدقةٌ منك عليك!)) . وكان ذلك اليوم يوم جمعةٍ. 60- وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((على كل مسلمٍ في كل يومٍ صدقةً!)) [قيل له] : ((من يطيق ذلك منا يا رسول الله؟)) قال: (إن تسليمك على المسلم صدقةٌ، وعيادتك المريض صدقةٌ، وصلاتك على الميت صدقةٌ، وإماطة الأذى عن الطريق صدقةٌ، وعونك الضعيف صدقةٌ، وغشيان

أهلك صدقةٌ)) . 61- وعن سعيد بن أبي هلال عن أبي قلابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس من نفس [ابن] آدم إلا وعليها صدقةً في كل يوم طلعت الشمس)) قيل: ((وما هي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ومن أين لنا صدقة يتصدق بها كل يومٍ يا رسول الله؟)) فقال صلى الله عليه وسلم: ((إن أبواب الخير لكثيرةٌ: التسبيح والتحميد والتهليل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتميط الأذى عن الطريق، وتسمع الأصم، وتهدي الأعمى، وتدل المستدل على حاجته، [وتستسعي] عن اللهفان المستغيث، وتحمل [بشدة] ذراعيك مع المسكين الضعيف. فهذا كله صدقةٌ منك على نفسك. ((ولك في جماع أهلك أجرٌ)) قيل: ((يا رسول الله وفي شهوةٍ

يكون أجرٌ؟)) قال: ((نعم! أرأيت لو كان [لك] ولدٌ فأدرك ثم زوجته ثم مات، أكنت محتسبه؟)) قال: ((نعم!)) قال: ((أكنت خلقته؟)) قال: ((بل الله خلقه)) قال: ((أكنت هديته؟)) قال: ((بل الله هداه)) قال: ((أفأنت كنت ترزقه؟)) قال: ((بل الله رزقه)) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فضعه في حلاله وجنبه حرامه وقدره قراره! فإن شاء الله أحياه وإن شاء أماته ولك أجره)) . 62- وعن ابن شهاب أنه قال: ((قالت عائشة: ((جاءتني خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعونٍ وهي بذة الهيئة فسألتها عن ذلك فقالت: إن صاحبها قد تبتل وصام النهار وقام الليل)) . فذكرت ذلك عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إلى عثمان فدعاه فقال: ((يا عثمان! إنه لم تكتب علينا الرهبانية! ألست لكم أسوةً حسنةً؟ فوالله إني لأخشاكم لله

وأحفظ لحدوده! وليأثم امرؤٌ يدع غشيان أهله!)) . 63- وعن علي [بن أبي طالب] قال: ((ثلاثٌ أعطيهن الأنبياء: التعطر والسواك وكثرة الجماع)) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربعٌ من سنن المرسلين: السواك والحناء والتعطر وكثرة غشيان النساء)) . وعن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت قوة [بضعةٍ] وأربعين رجلاً في الجماع)) . وعن عطاء بن أبي رباح قال: ((أعطي النبي صلى الله عليه وسلم قوة أربعين رجلاً)) . 64- وعن وهب [بن منبه] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الجماع قال: ((كنت فيه كأحدكم حتى رأيت في منامي قدراً [أنزلت] علي من

السماء فأكلت منها حتى تضلعت فأصبحت وأنا أصيب منها ما شئت)) . وعن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أوتي [النبي] في الجماع ما لم يؤت أحدٌ)) . قال: ((فخرج ليلةً فطاف على نسائه فكلما خرج من عند امرأةٍ اغتسل)) . قال أبو رافعٍ: ((وأنا أصب عليه الماء. فقلت: يا رسول الله! هلا اغتسلت غسلاً واحداً؟)) فقال: ((هذا أطيب وأطهر)) . 65- ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((حبب إلي النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة)) . وعن ميمون بن مهران قال: ((ما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من نعماء إلا النساء والطيب)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته قال: ((ما أصبت من دنياكم إلا نساءً وشيئاً من الطيب)) . 66- وعن سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أصبت من هذه الدنيا إلا النسوان)) . قال سفيان: ((ليس من النساء سرف! ولا يكرهن زهادةً ولا عبادةً!

ولا بأس أن يجمع الرجل المؤمن أربعاً من الحرائر ومن الإماء ما شاء الله)) . 67- و [عن] عبد الله بن عمر أنه قال: ((أعطيت من الجماع ما لم يعط أحدٌ من هذه الأمة إلا أني كون رسول الله صلى الله عليه وسلم)) . وعن مطرف عن مالك قال: ((قدم ابن عمر من سفرٍ. فلما أصبح أخبرهم أنه طاف في ليلته على إحدى [عشرة] امرأةً)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني عبد الله بن القاسم عن السري بن يحيى بن محمد بن سيرين أنه قال: ((كان عبد الله بن عمر بن الخطاب ربما بدأ بالجماع قبل الطعام إذا أفطر من صيامه)) . 68- وعن سليمان بن عبد الله الغازي قال: ((كانت لنافع، مولى ابن عمر، جارية تسمى كوكب الصبح، فكانت ربما فرت منه من

كثرة الجماع)) . وعن ابن وهب أن رجلاً أتى سعيد بن المسيب فقال له: ((إن عيني -كما ترى- ذهبت وإنه قيل لي: إنما ذهبت من كثرة الجماع! فما ترى؟)) . فقال ابن المسيب: ((لا تدعه وإن ذهبت عينك!)) . 69- عن وهب [بن منبه] أن رجلاً قال [لرسول] الله صلى الله عليه وسلم: ((يا رسول الله! إذا [تبطن] الرجل امرأته اغتسل!)) فقال: ((وأنا إذا [تبطنتها] اغتسلت)) . 70- قال عبد الملك [بن حبيب] : حدثني المبارك بن عبد الله أبو أمية أن رجلاً استدعى علي بن أبي طالب على قومٍ فقال: ((يا أمير المؤمنين! هؤلاء زوجوني امرأةً مجنونةً!)) فقال علي: ((فما رأيت من

جنونها؟)) قال: ((إذا أتيتها غشي عليها!)) فضحك علي وقال: ((ما كنت لها بأهلٍ!)) . 71- وعن نافع مولى ابن عمر أنه كان يقول: (( [العجيزة] أحسن الوجهين!)) فقيل له: ((ولم؟)) قال: ((الوجوه الحسان كثيرةٌ والأعجاز قليلةٌ)) . وعن ابن عباس أنه قال: ((النساء لعب الرجال)) . قال ابن وهب: ((ما تفسير ذلك؟)) . قال [ابن وهب] : ((يحضر لهن ويصفر)) . 72- وقال عمر بن الخطاب: ((اجعلوا أمركم في ثلاثٍ: النساء والخيل والنصال!)) .

باب ما يجوز من النخير والشهيق والحمحمة والمداعبة عند الجماع

باب ما يجوز من النخير والشهيق والحمحمة والمداعبة عند الجماع 73- وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي [فروة] أن عبد الله بن عمر كان يرخص في النخير عند الجماع. قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني الخزامي عن معين بن يعقوب ابن طلحة أنه قال: ((قيل لنافع بن جبير بن مطعم: النخير عند الجماع؟ فقال: أما النخير فلا! ولكن تأخذني عند ذلك حمحمة كحمحمة الفرس)) . وقال مالك: ((لا بأس بالنخير عند الجماع وأراه سفهاً في غير ذلك يعاب عليه)) . 74- قال معين: ((فكان محمد بن سيرين وعطاء ومجاهد يكرهون النخير في غير الجماع)) . وقال عطاء: ((من انفلتت منه نخرة فليكبر أربع تكبيرات)) .

باب ما يكره للرجل أن يتحدث مما يخلو به عند أهله

وقال مجاهد: ((لما أهبط الله إبليس أن ونخر.. .. إلا ما أرخص فيه عند الجماع لما فيه من اللذة في غير محرم)) . وعن عمر بن قيس المكي قال: ((سألتني امرأة عطاء بن أبي رباح فقالت: إن زوجي [يأمرني] أن أنخر عند الجماع)) . فقال لها: ((أطيعي زوجك!)) . باب ما يكره للرجل أن يتحدث مما يخلو به عند أهله 75- عن الحسن [البصري] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((لعل أحدكم يتحدث بما يخلو عليه هو وأهله!)) فسكت القوم. ثم أقبل على النساء فقال: ((لعل إحداكن تحدث صواحبها بما تخلو عليه هي وزوجها؟)) فقالت امرأة ذات سنٍ: ((نعم يا رسول الله! إنهن ليتحدثن بذلك)) فقال

باب ما جاء في فضل شهوة المرأة على شهوة الرجل

رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تفعلوا! [فإنما] مثل ذلك كمثل شيطانٍ لقي شيطانة فوثب عليها في جانب الطريق [والناس ينظرون] )) . باب ما جاء في فضل شهوة المرأة على شهوة الرجل 76- عن أناس [عن] أبي مسلم الغمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الشهوة عشرة أجزاءٍ: التسعة للنساء والعاشر للرجال)) . قال عمرو بن العاص: ((فضل شهوة المرأة على شهوة الرجل كفضل أثر الكرزم على أثر المخيط، إلا أن الله -تعالى! - سترهن بالحياء)) .

باب ما يكره للنساء من نكاح الشيخ ونكاح القبيح من الرجال

باب ما يكره للنساء من نكاح الشيخ ونكاح القبيح من الرجال 77- وعن أبي بكر بن أبي مريم أنه قال: ((رفع إلى عمر بن الخطاب [أن] امرأةً شابةً تزوجها شيخٌ كبيرٌ فقتلته فحبست فيه فقال: يا أيها الناس! اتقوا الله! وليتزوج أحدكم لمته من النساء ولتتزوج المرأة لمتها من الرجال!)) . وعن الحكم بن [عتيبة] أن شيخاً تزوج شابةً فضمته إليها فدقت صدره فرفعت إلى علي بن أبي طالبٍ فقال: ((إنها لشبقةٌ)) . فجعل ديته على عاقلتها)) .

باب ما يتقى من فتنة النساء

78- وعن معن أن علي بن أبي طالبٍ قال: (( [لا] تتزوج المرأة إلا مثلها! واعلموا أنهن يحببن منكم ما تحبون منهن!)) . وعن هشام بن عروة عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب [قال] : ((يعمد أحدكم فيزوج [ابنته] الشيخ الدميم. إنهن [ليحببن] لأنفسهن ما تحبون لأنفسكم)) . وعن هشام بن عروة عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال: ((لا تكرهوا فتياتكم على الرجل القبيح فإنهن يحببن ما تحبون!)) . باب ما يتقى من فتنة النساء 79- عن حارثة قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما تركت [بعدي] فتنةً أضر على الرجال من النساء)) .

وعن أبي صالح مولى أم هانئ قال: ((بلغني أن أكثر ذنوب أهل الجنة في النساء)) . وعن علي بن زيد بن جدعان قال: ((سمعت ابن المسيب يقول: ما يئس الشيطان من ولي قط إلا أتاه من قبل النساء)) . قال ابن جدعان: ((وسمعت ابن المسيب وهو ابن بضع وثمانين سنة وإحدى عينيه عوراء والأخرى يعشو بها وهو يقول: ما أمسيت أخاف على نفسي في ديني غيرهن)) . 80- وعن يونس بن عبيد قال: ((صحبت الحسن [البصري] [وثلاثين] سنة فما سمعته قط قال: عزل أمير! ولا: ولي! ولا: غلا سعر! ولا: رخص سعر! ولا: اشتد الحر!. وما كان ذكره إلا الموت جاءكم! حتى أتته امرأة يوماً. ناهيك من امرأة جمالاً وشباباً وشحماً ولحماً

ترتج، يدفع بعضها بعضاً! فترامت جالسة بين يديه ثم قالت: يا شيخ! أيحل للرجل أن يتزوج على امرأته وهي شابة جميلة ولود؟ قال: نعم! أحل الله له أن يتزوج أربعاً. قالت: سبحان الله! قال: نعم! قالت: فبعيشك لا تخبر بذلك الرجال!. ((ثم قامت منصرفة فأتبعها الحسن [البصري] ببصره ثم قال: ما ضر امرءاً كانت هذه عنده؟ ما فاته من دنياه شيء!)) . 81- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني بعض أشياخنا أن عائشة كانت تقول: ((من شقاوتنا أن الله -تعالى! - جعلنا رأس الشهوات وبدأ بنا في ذكرها)) ثم تتلو قوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث} الآية. 82- وعن عبد الله بن أبي بكر بن حزام أنه قال: ((لقي عمر بن الخطاب امرأة متنقبةً فقال [لها] : ضعي نقابك! فوضعته فرآها امرأةً ذميمةً فقال لها: لا تتنقبي!)) .

وروي أيضاً أن عمر بن الخطاب مر بنسوةٍ فقال لهن: ((انزعن النقاب!)) فنزعنه فإذا هي [بينهن] امرأةً حسناء فقال لها: [أما] أنت فانتقبي!)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : إنما خاف عليها أن تفتن من يراها لحسنها. 83- وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تدخلوا على المغيبات فإن الشيطان يجري من [أحدكم] مجرى الدم!)) قال: ((ومنك يا رسول الله؟)) قال: ((ومني إلا أن الله -تعالى! - أعانني عليه فأسلم)) . 84- وعن إبراهيم [بن أدهم] عن أبيه أنه قال: ((قال عمر بن الخطاب: ألا لا يتحدث رجلٌ مع امرأةٍ إلا امرأةً هي عليه بالمحرم)) إلى

باب ما يؤمر الرجل أن يفعله إذا أعجبته المرأة

أن قال: ((حموها وإن حموها الموت)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : ((والحمو والختن أبو الزوج، إنما منع من ذلك خوف الإفتتان)) . 85- وعن عبد الله بن زرارة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم وخضراء الدمن!)) قالوا: ((يا رسول الله! وما خضراء الدمن؟ قال: ((المرأة الحسناء في منبت السوء)) . باب ما يؤمر الرجل أن يفعله إذا أعجبته المرأة 86- عن معاوية بن صالح الأزهر بن سعيد عن أبي كبشة، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مرت بنا امرأة ونحن جلوسٌ مع رسول الله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل ثم خرج إلينا وقد اغتسل. فقلنا: يا رسول الله! قد كان شيءٌ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: قد كانت مرت بنا فلانةً فوقع في نفسي

باب ما يجوز للرجل من غشيان امرأته باركة وكيف شاء

شهوة النساء فوضعته في حلالٍ. فافعلوا كذلك! فإن من أماثل أعمالكم إتيانكم الحلال)) . 87- وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: ((مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأةٍ فأعجبته فأتى سودة زوجته وعندها نسوةٌ فقمن عنها فقضى حاجته ثم قال: ((أيما رجلٍ أعجبته امرأة غيره فليأت أهله فإن مع أهله مثل الذي معها)) . وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أعجبت أحدكم المرأة فليرجع إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد من نفسه)) . باب ما يجوز للرجل من غشيان امرأته باركةً وكيف شاء 88- وعن جابر بن عتبة أن رجلاً أبرك امرأته فدسرها دسرةً

فألقاها على وجهها فشدت بنيتها فرجع ذلك إلى علي بن أبي طالبٍ فقال: ((مطيةٌ يركبها كيف شاء!)) ولم يجعل لذلك عليه شيئاً)) . عن حفصة أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ((إن زوجي يأتيني مدبرةً!)) فقال: ((لا بأس بذلك إذا كان في سمامٍ واحدٍ)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : يعني في الفرج، والسمام الثقب مثل قوله -تعالى!: { [سم] الخياط} .

باب ما جاء في كراهية مسيس النساء في غير الفرج

89- وعن جابر بن عبد الله أنه قال: ((قالت اليهود بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل إذا أتى امرأته من خلفها في قبلها كان ولده أحول. فأنزل الله على رسوله: {نساؤكم حرثٌ لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} )) . [قال جابر بن عبد الله] : ((أنى شئتم! إن شئتم من بين يديها! وإن شئتم من خلفها! غير أن السبيل واحدٌ في موضع الولد. فإن شئت أن تصيبها باركةً! وإن شئت أن تصيبها على جنبٍ! بعد أن يكون السبيل [واحداً] )) . وعن ميمون بن مهران أنه قال: ((اشتهوا من نسائكم ما أحببتم! غير أن يكون المأتى [واحداً] يعني في الفرج. باب ما جاء في كراهية مسيس النساء في غير الفرج 90- عن [عمرو] بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم نهى عن غشيان المرأة في دبرها وقال: ((هي اللوطية الصغرى)) . وروي أن رجلاً سأل علي بن أبي طالبٍ حين جلس على المنبر في مسجد الكوفة يخطب الناس فقال: ((يا أمير المؤمنين! ما تقول في إتيان النساء في أدبارهن؟)) فغضب علي وقال: ((سفلت! سفل الله بك! أما تسمع قول الله - تعالى!: يقول: {أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحدٍ من العالمين} . وإنها اللوطية الصغرى! وبها بدأ قوم لوطٍ فاستفتحوا بالنساء ثم رجعوا إلى الرجال)) . 91- وعن ابن عباس أنه قال: ((ألا أخبركم ببدء قوم لوطٍ؟ إنهم أتوا النساء في أدبارهن فأفشى ذلك بعضهم إلى بعضٍ حتى اجتمع على ذلك رأيهم فقالوا: ما أدبار النساء وأقبالهن إلا واحدٌ! ثم قالوا: ما أدبار النساء وأدبار الرجال وأدبار الصبيان إلا واحدٌ! فلما اجتمع على ذلك رأيهم أتاهم العذاب)) . ثم قال ابن عباس: ((ما أشبه الليلة بالبارحة!)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : يعني ما أحدث الناس من ذلك اليوم. 92- وعن مجاهد في قول الله - عز وجل!: {وتذرون ما خلق

لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قومٌ عادون} قال: ترك أقبال النساء إلى أدبارهن وأدبار الرجال)) . وفي قوله - تعالى!: {إنهم أناسٌ يتطهرون} قال [مجاهد] : من أدبار النساء وأدبار الرجال)) . 93- ويروى أن رجلاً أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((يا رسول الله! أتي امرأتي من دبرها؟)) قال: ((نعم! آتها في قبلها من دبرها!)) . وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا [يستحيي] من الحق! لا يحل مأتى النساء في حشوشهن)) يعني في أدبارهن. 94- وعن ابن عباس في قوله - تعالى!: {فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإن تطهرن فأتوهن من حيث أمركم

الله} ، يعني من حيث جاء [المولود] ! فمن ثم أمر الله أن يؤتى. وعن ابن عباس قال: ((اسق زرعك من حيث نباته!)) . وعن كريب عن ابن عباس أنه قال: ((ملعونٌ من أتى بهيمةٌ! ملعونٌ من أتى امرأةً من دبرها!)) يعني في دبرها. 95- وعن أبي الدرداء [وقد] سئل عنه فقال: ((وهل يفعل ذلك إلا كافرٌ!)) . وقال سعيد بن المسيب: ((وهل يصنع ذلك إلا أحمق فاجرٌ!)) . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا ينظر الله إلى رجلٍ أتى امرأةً في دبرها)) . 96- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أتى امرأةً

حائضاً [أو] امرأةً في دبرها فقد كفر)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : إنما هو كفر المعصية وليس هو كفر التوحيد لأنه من عصى فقد كفر. 97- قال عبد الملك [بن حبيب] : وكان نافع مولى ابن عمر يحدث عن ابن عمر بالرخصة فيه فأنكر ذلك عليه. قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني ابن معبد قال: ((تذاكرنا عند عبد الله بن ميمون بن مهران حديث نافع عن ابن عمر بالرخصة فيه فقال ابن ميمون: إنما قال نافع هذا بعدما كبر وذهب عقله)) . 98- وقال ابن عباس: ((إن قوماً من قريشٍ كانوا يتلذذون بالنساء بمكة مقبلاتٍ ومدبراتٍ. فلما قدموا المدينة تزوجوا في الأنصار فذهبوا ليفعلوا

ذلك بهن فأنكرن ذلك وقلن: هذا شيءٌ لم نكن نؤتى عليه. فانتشر الحديث حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله في ذلك: {نساؤكم حرثٌ لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} , إن شئت مقبلةً وإن شئت مدبرةً وإن شئت باركةً بعد أن يكون في موضع الولد)) . 99-[قال عبد الملك بن حبيب] : يقال: ائت الحرث من حيث شئت! قال ابن عمر: ((في دبرها!)) فأوهم ابن عمر -والله يغفر له! - لأن هذا الحديث على ما أعلمتك به. قال عبد الملك [بن حبيب] : وقد ذكر غير نافع فيه الكراهية عن ابن عمر. وعن سعيد بن يسار قال: ((كنت أتجر بالجواري فسألت ابن عمر فقلت له: إنني ابتاع الجارية فربما كان في التحميض! قال: وما التحميض؟ قلت: وطء الجارية في دبرها! فقال: سبحان الله! وهل يفعل ذلك مسلمٌ؟)) .

باب ما يحل من الحائض ومن ابتلي بمس حائض

باب ما يحل من الحائض ومن ابتلي بمس حائض 100- عن مسروق قال: ((قلت لعائشة: ما يحل لي من امرأتي إذا كانت حائضاً؟)) قالت: ((كل شيء ما خلا الفرج)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : ويستحب اجتناب أسفلها مخافة الذريعة إلى مسيس الفرج. قال عبد الملك [بن حبيب] : وقد بلغني أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يحل لي من امرأتي وهي حائضٌ؟)) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لتشد إزارها ثم شأنك بأعلاها!)) . [قال عبد الملك بن حبيب] : يعني عكنها في بطنها، وصدرها وما أشبه ذلك. قال عبد الملك [بن حبيب] : وليس على زوجها في مباشرتها إلا الوضوء. ومباشرتها حائضاً أو غير حائض بمنزلة سواء. 101- وروي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في من أتى

امرأة في دبرها قولاً عظيماً شديداً. 102- وعن عكرمة -رضي الله عنه! - أنه قال: إن الله -تعالى! - حرم الغشيان في الحيض كما حرم الزنى. فمن أتى امرأةً حائضاً فليستغفر الله ولا يعد)) . وعن زيد بن عبد الحميد عن أبيه أن عمر بن الخطاب أتى جاريةً له فقالت: ((إني حائضةً!)) فلذ بها فوقع عليها فوجدها حائضةً. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال: ((يغفر الله لك يا أبا حفصٍ! تصدق بنصف دينارٍ!)) . وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من وطئ امرأته وهي حائضٌ فليستغفر الله -عز وجل! - وليتصدق بدينارٍ أو بنصف دينارٍ)) .

باب ما جاء في العزل

قال ابن عباس: ((إن كان في الدم فبدينارٍ! وإن كان في الصفرة فنصف دينارٍ!)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : وليس في هذا حد محدود إلا أن الصدقة فيه على قدر ذلك. باب ما جاء في العزل 103- عن أبي سعيد الخدري أنه قال: ((سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال: أتفعلون ذلك؟ لا عليكم ألا تفعلوه! فإنه ليس من نسمةٍ قضى الله أن تكون إلا وهي كائنةٌ)) . قال ابن شهاب: ((وكان عمر بن الخطاب وابنه عبد الله يكرهان العزل. وكان ابن عباسٍ وابن مسعودٍ وسعد بن [أبي] وقاصٍ وزيد بن ثابتٍ يرون الأمر فيه واسعاً. من شاء عزل ومن شاء ترك)) .

104- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني أسد بن موسى عن الحسن بن دينار عن الحسن البصري عن جابر بن عبد الله أنه قال: ((كنا نعزل والقرآن ما نزل -والله ما نزل القرآن! - بتحريم ذلك علينا!)) . وعن أبي سعيد الخدري أنه قال: ((جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي أمةً وأنا أعزل عنها وأنا أخاف أن تحمل وأنا أريد ما يريد الرجال! واليهود تزعم أنها الموؤودة الصغرى. فقال: كذبت اليهود! لو أراد الله أن يخلقه لم يستطع أحد أن يصرفه!)) . 105- وعن إبراهيم [النخعي] [عن ابن] مسعود أنه قال: ((لو كان ممن أخذ الله ميثاقه ثم صبحه على صخرةٍ لأخرجه منها)) . وعن أبي سعيد الخدري أنه قال: ((أصبنا سبياً يوم حنين فكنا نعزل

عنهن نلتمس أن يفاديهن أهلهن. فقال بعضهم لبعضٍ: نفعل هذا وفينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نسأله! فلما سألوه قال لهم: ما من كل ماءٍ يكون الولد! إذا أراد الله أمراً كان)) . وعن أبي سعيد الخدري أنه قال: ((كانت لي جاريةٌ وكنت أعزل عنها فولدت أحب الناس إلي)) . 106- وعن ابن عباس أنه قال: ((إنكم قد أكثرتم علي في هذه [القضية، أي] العزل! فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه شيئاً فهو كما قال! وإلا فأنا أقول كما قال الله -تعالى!: {نساؤكم حرثٌ لكم [فأتوا حرثكم] أنى شئتم} . فمن شاء سقى حرثه ومن شاء أعطشه!)) . وعن مطرف عن مالك أن زيد بن ثابتٍ كان يقول ذلك أيضاً.

باب ما ينبغي للمرأة أن تكتفي به من جماع زوجها

107- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن عمر بن الخطاب وابن عباس وأنس بن مالك وعطاء بن أبي رباح وسعيد بن جبير كانوا يعزلون عن الأمة ويستأذنون الحرة. قال عبد الملك [بن حبيب] : وإن كانت الأمة زوجة لم يعزل إلا بإذن أهلها. باب ما ينبغي للمرأة أن تكتفي به من جماع زوجها 108- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني قدامة بن محمد عن المغيرة [بن عبد الرحمن] بن الحارث المخزومي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تكتفي المؤمنة بالوقعة في الشهر)) . وعن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب قال: ((حسب المرأة المسلمة أن يأتيها زوجها في كل طهرٍ مرةً)) .

باب ما جاء في كراهية السحاق للنساء

باب ما جاء في كراهية السحاق للنساء 109- عن مكحول أنه قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: السحاق زنى النساء بينهن)) . وعن أنس بن مالك أنه قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ظهرت في أمتي خمسٌ فعليهم الدمار: التلاعن والخمر والحرير والمعازف واكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء)) . وعن الحسن [البصري] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سيكون بعدي قومٌ تحدث قلوبهم وتدق أحلامهم و [تتولى] أعمالهم! يتعلمون الزور أنواعاً! يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء! فإذا فعلوا ذلك فانظروا النكال من الله - عز وجل!)) . 110- وعن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه أن رسول الله

باب ما يكره للمرأة من الاستلقاء على ظهرها

صلى الله عليه وسلم نهى أن تنظر المرأة إلى عورة المرأة وأن ينظر الرجال إلى عورة الرجال)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : ولا يجوز أن تتجرد المرأة عريانة عند المرأة وإن كانت أمها وأختها ولا يحل لها أن تتجرد ولا [أن] تبدي عريتها ولا عورتها إلا عند زوجها فقط. قال عبد الملك [بن حبيب] : وإذا بلغ الصبايا والصبيان عشر سنين فهم في ذلك كالرجال البالغين والنساء البالغات. ولا يجوز للجارية بنت عشر سنين أن تنام عريانة مع أمها أو أختها ولا غيرهما إلا وبينهما ثوب وكذلك الغلام [ابن] عشر سنين. باب ما يكره للمرأة من الاستلقاء على ظهرها 111- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني الخزامي عن سفيان بن عبد الكريم قال: ((يكره للمرأة أن تنام مستلقية على ظهرها وأن ينام الرجل مستلقياً على وجهه)) .

باب ما جاء في كراهية تشبه [المرأة] بالرجل في الهيئة والشكل

وحدثني أصبغ بن الفرج عن (.. ..) الشعبي عن حميدة حاضنة عمر بن عبد العزيز أن عمر بن عبد العزيز كان ينهى بناته أن ينمن مستلقيات. قال عبد الملك [بن حبيب] : يعني يسول لها الشيطان ذكر الرجال بالاستلقاء. باب ما جاء في كراهية تشبه [المرأة] بالرجل في الهيئة والشكل 112- عن تميم الداري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى النساء عن [اتخاذ] اللمم وعن لبس النعال وعن الجلوس في المجالس وعن لبس المئزر والرداء من غير درعٍ. وعن إسحاق بن أبي يحيى قال: ((دخل عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز على امرأته وعليها جمة وهي متوشحة. فلما رآها قال لها: أنت طالق ثلاثاً!)) .

باب ما يستحب للنساء من الخضاب والاكتحال والحلي

قال عبد الملك [بن حبيب] : أصابته عليها غيرة حين رآها في هيئة الرجال. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن امرأة تلبس لبسة الرجال ولعن الرجل يلبس لبسة النساء ولعن الرجل يتشبه بالمرأة ولعن المرأة تتشبه بالرجال)) . باب ما يستحب للنساء من الخضاب والاكتحال والحلي 113- عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره للمرأة أن تكون مرهاء أو سلتاء أو عطلاء. قال عبد الملك [بن حبيب] : والمرهاء من النساء غير المكتحلة،

والسلتاء غير المختضبة، والعطلاء غير المتحلية. وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره المرأة أن تكون عطلاء وإن لم تكن إلا خرزةً تجعلها في سيرٍ ثم تربطها في عنقها. 114- وروي عن راشد بن حكيمٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر النساء بالكحل والخضاب ولباس القلائد وأن يجعلن في أيديهن وأرجلهن شيئاً ولا يتشبهن بالرجال وكان يكره المرهاء والسلتاء والعطلاء. وعن أم عبد الله بنت خالد بن معدان أنها قالت: ((نزل بأبي مولى لعائشة فسأله أبي وأنا أسمع: هل كن نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخضبن؟

قال: نعم! قد كن يخضبن ويتعطرن ويلبسن المعصفرات)) . 115- وعن أبي سعيد المازوني عن امرأة من أهله وكانت قد صلت القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: ((دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لي: ((اختضبي! لا تترك إحداكن يدها حتى تكون فاتت ثمانين سنةً!)) . وعن إسماعيل بن رابع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على امرأةٍ من الأنصار وهي تختضب فقال: ((مهلاً يا أم فلانٍ! هكذا!)) ووصف بأصبعه اليمنى على ظهر كفه اليسرى كأنه يريد النقش. 116- وعن عطاء بن أبي رباح أن عمر بن الخطاب كان ينهى عن التظاريف والنقش ويأمر بالخضاب. قال عبد الملك [بن حبيب] : ولا بأس به! قد جاءت الرخصة فيه من النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي قبل هذا.

باب ما يستحب للنساء من لبس المصوغ

وسئلت عائشة -رضي الله عنها! - عن المرأة تخضب رأسها بالسواد فلم ترب به بأساً. وعن أبي لهيعة عن عاد بن سنان أن المهاجرين والأنصار وأخيار التابعين كانوا يستحبون أن تخضب نساؤهم بما استمكن من الخضاب. باب ما يستحب للنساء من لبس المصوغ 117- عن عبد الرحمن بن القاسم [بن محمد بن أبي بكر الصديق] عن أبيه أنه قال: ((رأيت على عائشة ثياباً حمراً كأنها شرار النار)) . وعن جرير بن ثعلبة أنه قال: ((رأيت نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما يلبسن إلا ثوباً مصبوغاً)) .

وعن عبد الله بن عمر عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص أنها قالت: ((أدركت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما جل ثيابهن إلا العصب والمعصفر)) . 118- وعن أنس بن مالك أنه قال: ((رأيت على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قميص حريرٍ سيراء)) . وعن فاطمة بنت المنذر أنها قالت: ((ما رأيت أسماء بنت أبي بكرٍ لبست إلا المعصفر حتى لقيت الله -تعالى! - وإن كان الثوب يقوم قائماً من المعصفر)) .

باب ما يكره للنساء من لبس الخفيف الذي لا يواري

119- وعن الحسن [البصري] وقتادة أنهما قالا: ((كان عمر بن الخطاب يضرب الرجال عليهم الثياب [المعصفرة] ويخرجهم من المسجد ويقول: اتركوا هذه البراقات للنساء!)) . باب ما يكره للنساء من لبس الخفيف الذي لا يواري 120- عن علي بن زياد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أربع من أطاع فيهن امرأته أكبه الله على وجهه في النار: الثياب الرقاق والحمامات والمناحات والعرائس)) . وعن مالك أن عمر بن الخطاب كان يقول: ((لا تلبسوا النساء القباطي فإنها الأشف)) ، يعني فإنها تصف. قال عبد الملك [بن حبيب] : يعني أنها تلتصق بجسدها حتى تصف ما تحتها من البدن والعكن والأعجاز وما أشبه ذلك. 121- وعن علقمة بن أبي علقمة عن أمه أنها قالت: ((دخلت

حفصة بنت عبد الرحمن على عائشة وعلى حفصة خمارٌ رقيقٌ فشقته وكستها خماراً كثيفاً)) . وعن عمرة [بنت عبد الرحمن] أنها قالت: ((ابتاعت عائشة قبطية فأرسلت بها إلى أسماء أختها وقالت: اختمري بها واجعلي تحتها وقايةً)) . وعن عروة عن عائشة أنها قالت: ((يرحم الله النساء المهاجرات الأوائل! لما أنزل الله - تعالى!: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} [عمدن إلى] أكثف ما وجدن من ثيابهن فاختمرن بها)) . 122- وعن أبي هريرة قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مرققاتٌ مائلاتٌ مميلاتٌ لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها

باب ما يستحب من شكل النساء في اللباس والهيئة

وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عامٍ)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : فتفسير: كاسيات عاريات، أنهن يلبسن الخفيف الرقيق الذي لا يواري، فهن كاسيات عاريات. والمرققات، يقال: يرققن في كلامهن كما قال تعالى!: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرضٌ} . والمائلات، يعني: مائلات عن الحق. مميلات، يعني: مميلات من أطاعهن عن الحق. المميلات، يعني: في مشيهن ليفتن الرجال. أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رب كاسياتٍ في الدنيا عارياتٌ يوم القيامة!)) . باب ما يستحب من شكل النساء في اللباس والهيئة 123- عن نافع قال: ((كان ابن عمر يحلي بناته وأمهات أولاده بالذهب ويكسي جواريه حمر الخز الصفاق ويكسي صفية زوجته أكسية الخز ويجعل عامة مهور نسائه في الحلي)) .

124- وعن عبد الله بن عمر أنه قال في قوله - تعالى!: {والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناحٌ أن يضعن ثيابهن} يعني بالقواعد العجائز اللاتي قعدن عن [الوللدة] ليس عليهن جناحٌ أن يضعن ثيابهن، هي الجلاليب والخمر)) . 125- وقال سليمان بن بشار وابن شهاب وبكر بن الأشج عن ابن مسعود في قول الله - تعالى!: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} : هي الثياب، وما خفي منها: الخضاب والحلي وشبهه. وعن عائشة في قوله - تعالى!: {إلا ما ظهر منها} قالت: ((الوجه والكفان)) .

126- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني الخزامي عن موسى ابن أبي كثير عن أبي بكر الهمذاني عن أسماء بنت عيسى أنها قالت: ((قال صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي للمرأة المسلمة أن يبدو منها إلا هذا. وأمسك بكفيه حتى لم يبد من كفه إلا أصابعه. ثم وضع يده على صدغيه حتى لم يبد منه إلا وجهه)) . وعن أبي هريرة أنه قال: ((المرأة كلها عورةٌ حتى ظفرها)) . 127- وعن عبد الله بن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل للمرأة المسلمة أن يدخل عليها غلامٌ محتلمٌ فيرى كفيها! ولا تكتحل عنده ولا تلبس عنده ثوباً ولا تخلعه ولا تؤاكله إلا أن يكون مملوكاً لها أو أحداً من ذوي محارمها! فإن فعلت بصقت الملائكة في وجهها)) . ثم قال صلى الله عليه وسلم لعائشة -رضي الله عنها! -: ((مري بذلك -يا

عائشة! - نساء قريشٍ! ولا [يتخذن] من بيوتهن قبوراً!)) . 128- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني عبد الله بن صالح عن الليث، عن سعيد أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن أم سلمة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجامة فأمر أبا طيبة أن يحجمها. وقال الليث: ((حسبت أنه أخوها من الرضاعة أو غلام لم يحتلم)) . 129- وقال إبراهيم [النخعي] : ((إذا حاضت الجارية وجب عليها ما وجب على أمها)) . وعن [سفيان] الثوري أنه قال: ((يكره للمرأة أن تخلى في الدار في العرس حيث يراها الناس)) .

باب ما يستحب للنساء من لباس السراويل

130- قال عبد الملك [بن حبيب] : وكل ما يكره من لبس الخفيف الذي لا يواري والقميص الرقيق الذي يصف ما تحته وما أشبه ذلك من كل ما ذكر في هذا الباب إنما ذلك عند خروج المرأة أو عند دخول من يدخل عليها من غير زوجها. وفيما بينه وبينها فلا بأس بذلك. باب ما يستحب للنساء من لباس السراويل 131- عن وهب [بن منبه] أن امرأة صرعت بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكشفت فإذا هي [بسراويل] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله المتسرولات من أمتي!)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : إنما يستحب لباس السراويل للمرأة إذا ركبت أو سافرت خيفة مما أصاب هذه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصراعة وانكشاف العورة. وأما في غير ركوب أو سفر فالمئزر شأن المرأة. باب ما يستحب للنساء من لباس المأزر 132- عن عثمان بن ميمون، أن عمر بن الخطاب قال: ((لا يعجز

باب ما يستحب للنساء من تزرير أكمامهن

النساء عن الإخفاء! فإن كان ما تحت ذلك وثيراً كان أخفى له! وإن كان مجتمعاً كان أستر له)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : والإخفاء هي المآزر وهي شأن النساء ومن سنة لباسهن حتى إنه يستحب أن تؤزر الميتة بها إذا كفنت لأن ذلك من سنة لباسهن. وما رأيت نساء أقوم للمآزر من نساء المدينة. باب ما يستحب للنساء من تزرير أكمامهن 133- عن أسماء بنت عيسى أنها قالت: ((دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة فوجد عندها أختها أسماء بنت أبي بكرٍ وعليها ثيابٌ شاميةً واسعة الأكمام. فلما نظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فخرج فقالت لها عائشة -رضي الله عنها! -: يا أسماء! قومي! فقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً يكرهه. فقامت ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له عائشة: يا رسول الله! لقد قمت حين رأيت أختي أسماء! فقال: ألم [تري] إلى

باب ما يجوز للنساء من جر ذيولهن

هيئتها؟ إنه لا ينبغي للمرأة المسلمة أن يبدو منها إلا [وجهها وكفاها] )) . 134- وعن مجاهد أنه قال: ((لقد رأيت المرأة عليها خواتم فتجعل بكفي درعها أزرةً فتلقم كل أصبعٍ أزراً لكيلا ترى خواتمها)) . وعن ثعلبة أنه قال: ((كانت أفواه دروع أكمام نساء النبي صلى الله عليه وسلم شبراً وشبراً)) . باب ما يجوز للنساء من جر ذيولهن 135- عن الحسين [بن علي] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إليه فاطمة ابنته فأرخى من منطقتها شبراً يقع في الأرض وقال: ((هذه سنتكن [ومناطقتكن] يا معشر الناس!)) . وعن صفية بنت أبي عبيد أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((يا

باب ما جاء في الختان

رسول الله! كم ترخي المرأة من ذيلها؟)) فقال: ((ترخي شبراً)) قالت: ((إذاً ينكشف عنها!)) قال: (( [فذراعاً] لا تزيد عليه)) . 136- وعن مخرمة بن بكر بن الأشج عن أبيه أنه قال: ((لم يأذن النبي صلى الله عليه وسلم في جر المرأة ذيلها إلا ذراعاً)) . ثم قال: ((ما فضل من ذلك فعليه الشيطان)) . باب ما جاء في الختان 137- عن زيد بن أبي حبيب أن أبا الحسن بن أبي الحسن سئل عن الختان فقال: ((هو للرجال سنةٌ وللنساء مكرمةٌ)) . وعن يحيى بن سعيد أنه كان يقول: ((ختان المرأة سنةٌ لا يتركها

باب ما يكره للنساء من رفعهن أوساط رؤوسهن

المسلمون)) قال: ((وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أول ما تسأل المرأة عنه يوم القيامة الصلاة. والثانية رضى زوجها. [والثالثة ختانها] )) . وروي عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه قال: ((خفاض المرأة كختان الرجل. ولو لم يكن كذلك [لما] حل أن تكشف وينظر إلى ذلك منها)) . باب ما يكره للنساء من رفعهن أوساط رؤوسهن 138- عن الحسن [البصري] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا ومن لم يكن رأى أهل النار فلينظر إلى نساءٍ كاسياتٍ عارياتٍ مائلاتٍ من غير ميلٍ! رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف يذاب بالنار يوم القيامة)) . باب ما يكره للنساء من اتخاذ القصص من شعورهن 139- عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع معاوية بن أبي

باب ما يكره للنساء من الوشم والوشر والنمص ووصل الشعر

سفيان عام حجه وهو على المنبر [وقد] تناول قصةً من شعرٍ كانت بيد حرسي وهو يقول: يا أهل المدينة! أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذا ويقول: إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ نساؤهم هذه)) . قال إبراهيم بن فارط: ((ثم أخذ معاوية القصة فوضعها على رأسه وهو على المنبر. فلم أرها على عروسٍ ولا غيره أجمل منها على معاوية وهو يقول: لعن الله الواصلة والموصولة، والنامصة والمنموصة، والواشرة والموشورة)) . باب ما يكره للنساء من الوشم والوشر والنمص ووصل الشعر 140- عن مالك بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة

[والمستوصلة] ، والنامصة والمستنمصة، والواشرة [والمستوشرة] ، والواشمة والمستوشمة. قال عبد الملك [بن حبيب] : الواصلة هي التي تصل الشعر بالشعر، والنامصة هي التي تنتف شعر الحواجب، والواشرة هي تفلج الأسنان، والواشمة التي تحل الخيال في الوجه والجسد، والمستفعلة من هذا كله هي التي تمكن نفسها بفعل هذا بها. 141- وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لعن الله المتشبهة من النساء بالرجال، والمتشبه من الرجال بالنساء، والواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة، [والمتفلجة] و [المستفلجة] ، والمحللة والمحلل)) . وعن الأوزاعي أن امرأةً من بني أسدٍ [يقال لها أم يعقوب] أتت عبد الله بن مسعودٍ فقالت: ((بلغني أنك تقول: ((لعنت الواصلة

والموصولة!)) قال: ((نعم!)) [قالت] : ((قرأت ما بين اللوحين فلم أجد هذا فيه)) قال: ((لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه فيه!)) . فدعا بالمصحف فقرأ عليها: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} فقالت: ((ما فكرت في هذا وإني لأظن صاحبة القصة موصولةً!)) فقال: ((قومي إليها ففتشي عقاصها!)) فقامت إليها وقال: ((يا فلانة! دعيها فلتفتش!)) ففتشت فما وجدت شيئاً. فقال: ((هل وجدت شيئاً؟)) قالت: ((لا)) ! قال: ((ليس عند الله [عملي] أنا إذاً لئن أفتيت بما لا أعمل به)) . 142- وعن بكر بن الأشج عن أمه أنها دخلت على عائشة وهي

عروسٌ ومعها ماشطتها فقالت عائشة: ((أشعرها هذا؟)) فقالت الماشطة: ((شعرها وغيره وصلته بصوفٍ!)) فلم تنكر ذلك عائشة. قال بكر [بن الأشج] : ((وإنما يكره أن يوصل الشعر بالشعر ولا بأس أن يوصل الشعر بالصوف الأسود)) . 143- وعن أبي الصخر عن أمه عمرة [بنت عبد الرحمن] أنها سألت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ((يا أماه! إني امرأةٌ أحب الجمال لزوجي)) فقالت: ((يا بنية! لا [تصلي] الشعر بالشعر، ولكن خذي خرقةً طيبةً فارفعي بها عقصتك!)) . وعن إبراهيم النخعي أنه كان لا يرى بأساً بالمرأة أن تضع العقصة على رأسها من غير أن تصلها. 144- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن امرأة أتت رسول الله

باب ما يكره للنساء من اتخاذهن القعاقع في الحلي

صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! إن لي ابنةً وهي زعراء أفأصلها؟)) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا! لعن الله الواصلة [والمستوصلة] !)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : قلت: (.. ..) لعطاء بن أبي رباح: أرأيت وشماً تريد به المرأة حسنها؟ فقال: ((لا خير فيه!)) . باب ما يكره للنساء من اتخاذهن القعاقع في الحلي 145- عن سعيد بن عبد العزيز الدمشقي أنه قال: ((كان الناس إذا زوجوا الجارية مروا بها -قبل أن يأتوا بها على زوجها- على عائشة أم المؤمنين حتى تهديها التماس البركة في ذلك. فأدخلت عليها جارية تهدى إلى زوجها فسمعت قعاقع حليها وأجراسها في رجليها فقالت عائشة: ((من هذه المنفرة للملائكة؟ أخرجوها عني!)) . 146- وعن ابن جريج عن (.. ..) أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها أوتيت بجارية فسمعت قعقعة أجراسها فقالت: ((اقطعوا أجراسها قبل أن

باب ما يكره للإماء من التشبه بالحرائر في لباسهن

تدخل علي! فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه جرسٌ)) . باب ما يكره للإماء من التشبه بالحرائر في لباسهن 147- عن أنس بن مالك أنه قال: ((أبصر عمر بن الخطاب جاريةٌ لبعض أصحابه مختمرةً فقال: أعتقك مولاك؟ قالت: لا! قال: فما بال الجلباب؟ ضعيه! فأبت. فقام إليها بالدرة فضربها حتى طرحته عنها ثم قال لها: ((لا تعودي تتشبهين بالحرائر!)) . وعن أنس بن مالك أنه قال: ((جاء عمر [بن الخطاب] إلى أهله يوماً فإذا في منزله امرأةٌ عليها جلبابٌ. فرجع حين رآها ثم انصرف فوجدها فانصرف. ففعل ذلك مراراً حتى ذهبت. فأدخل فقال: من هذه التي عنتنا هذا اليوم؟ فقالت امرأته: ما كان عليك منها؟ هي أمة فلانٍ!. فلما راح قال للناس: لا تتشبه الأمة بسيدتها! لا تلبسوهن الجلابيب فتشبهن بالحرائر المحصنات! فإنما قال الله - تعالى! {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} .

باب ما يكره للنساء من التسمن

148- قال عبد الملك [بن حبيب] : وما رأيت بالمدينة أمة تخرج وإن كانت رائعة إلا وهي مكشوفة الرأس في ضفائرها أو في شعر محمم لا تلقي على رأسها شيئاً. وربما رأيت الجارية تلقي الجلباب على صدرها من فوق ثوبها الذي تلبس. وتكشف الأمة رأسها لتعرف الأمة من الحرة. قال [عبد الملك بن حبيب] : ولا بأس أن تصلي الأمة كذلك مكشوفة الرأس والمعصم والساق. ولا بأس أن يبدو ذلك منها في غير صلاة. والسراري في هذا وغير السراري بمنزلة واحدة ما عدا أمهات الأولاد فإن [سبيلهن] سبيل الحرائر في لباسهن وصلاتهن. باب ما يكره للنساء من التسمن 149- عن ثابت البناني أنه قال: [روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:] ((ويلٌ للمتسمنات من فترةٍ تكون في العظام يوم القيامة)) .

باب ما يكره للنساء من علاج [مما] يعرفن أنه يحببهن إلى أزواجهن

وعن ثابت البناني عن عائشة أنها كانت يؤتى لها بالجواري فتدعو لهن. فأوتيت بالجارية مسمنةً فقالت: ((قد حشوتموها سويقاً!)) فلم تدع لها)) . وعن محمد بن سيرين أنه قال: ((لا تطعموا بناتكم الفتات فإنه يغلهن)) يعني الثريد. 150- وعن سالم بن أبي الجعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مررت ليلة أسري [بي] ومعي أخي جبريل بنسوةٍ ينهشن ما بين أيديهن جباتٍ كأمثال أعناق الإبل فقلت: من هؤلاء يا أخي جبريل؟ قال: ((هؤلاء نسوةٌ كن يلدن فلا يحتسبن الأجر في إرضاع أولادهن يلتمسن السمن)) . باب ما يكره للنساء من علاج [مما] يعرفن أنه يحببهن إلى أزواجهن 151- عن خالد بن معدان أن امرأة أتت رسول الله

صلى الله عليه وسلم فقالت: ((يا رسول الله! أرأيت إن صنعت شيئاً أتحبب به إليه؟)) فقال: ((أفٍ لك! أفٍ لك! لقد قلت قولاً عظيماً! لقد آذيت أهل السماوات وأهل الأرض! ولقد كدرت الماء!)) ثم أمر بها فأخرجت ثم أمر بماءٍ فنضج الموضع الذي كانت فيه. ثم بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أن تلك المرأة تعبدت وحسن حالها. 152- وعن ابن مسعود أنه قال: ((دخلت مع أمي على عائشة أم المؤمنين وعندها نسوةٌ يسألنها فأتت امرأةٌ فقالت: يا أم المؤمنين! [المرأة] تزم حلسها؟ فقالت غير ما بأسٌ. فخرجت المرأة فقال لها النساء: أتدرين ما أرادت يا أم المؤمنين؟ فقالت: وما ذاك؟ قلن: أرادت أن تعالج زوجها! قالت عائشة: أرددنها علي! فرددنها فقالت لها: (أفٍ لك! ونهتها. ثم قالت: ملحةٌ في النار! ملحةٌ في النار! [أخرجنها] عني فاغسلن أثرها بماءٍ وسدرٍ)) . 153- وعن علي بن جعفر بن محمد بن علي

عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كانت العنكبوت امرأةً فسحرت زوجها فمسخها الله عنكبوتاً)) . قال: ((وكانت الأرنب امرأةً قذرةً لا تغتسل من حيضٍ ولا من غير ذلك فمسخها الله أرنباً)) . باب ما يكره للنساء من دخول الحمامات 154- عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنكم ستفتحون أرض العجم وإنكم ستجدون فيها بيوتاً يقال لها الحمامات فلا يدخلها الرجال إلا بمئزرٍ! وامنعوها النساء إلا نفساء أو مريضةً)) . وعن أم كلثوم أنها قالت: ((دخلت مع عائشة الحمام فقلت لها:

ألست كنت تكرهين الحمام؟ فقالت: إني مريضةٌ وقد أرخص للمريضة!. وكان قد أصابها حسفٌ. قالت: فطيبتها من لدن قرنها إلى قدميها بالحناء)) . وعن مالك أنه كان يكره للمرأة دخول الحمام وإن كانت مريضة أو نفساء إلا أن يكون معها فيه أحد. 155- وعن المنكدر بن محمد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم والآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزرٍ! ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام!)) . وعن عبادة أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي عبيدة بن الجراح

وهو أمير الشام: ((أما بعد! فلقد بلغني أن نساءً من نساء المسلمين يدخلن الحمام! فامنع ذلك وحل دونه!)) . فقرأ أبو عبيدة الكتاب على الناس ثم قام مبتهلاً في المقام ثم قال: ((اللهم أيما امرأةٍ دخلت الحمام من غير علةٍ ولا سقمٍ تريد به البياض لوجهها فسود وجهها يوم تبيض الوجوه!)) . 156- وعن سالم بن أبي الجعد أنه قال: ((دخل نسوةٌ على عائشة فقالت: ممن أنتن؟ قلن: من أهل الشام! قالت: من القوم الذين يدخلون نساءهم الحمام؟ قلن: نعم! قالت: فإنني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا وضعت المرأة ثيابها في غير بيت أهلها فقد هتكت سترها في ما بينها وبين الله -عز وجل! - فاتقين الله ولا تهتكن الستر الذي ستركن الله به!)) . 157- وعن الليث بن سعد أن نساءً قلن لعائشة: ((إن إحدانا تدخل الحمام وعليها القرقل)) قالت: ((وما القرقل؟)) قلن: ((مثل الدرعة)) قالت: ((فلا بأس إذاً)) .

وعن عطاء [الخراساني] عن عائشة أنها قالت يوماً للنساء [وقد] اجتمعن عندها: ((يا معشر النساء. اتقين الله ربكن وبالغن في الوضوء، وأقمن صلاتكن، وآتين زكاتكن طيبةٌ بها أنفسكن! وأطعن أزواجكن فيما ما أحببتن أو كرهتن! وإياكن والحمامات! فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأةٍ دخلت الحمام وضع الشيطان يده على قبلها فإن شاء أقبل بها، وإن شاء أدبر بها. فاجتنبن الحمام فإنه بيتٌ من بيوت الكفار، وبابٌ من أبواب جهنم! فيا معشر الرجال! من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يرسل حليلته إلى الحمام! الرجال قوامون على النساء. فاحبسوا نساءكم ولا تلوموا إلا أنفسكم، وعلموهن القرآن، وامروهن بالتسبيح طرفي النهار، ولا تدعوهن إلى الخروج من بيوتهن!)) . 158- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن عائشة سئلت عن الحمام للنساء فقالت: ((حجابٌ لا يستر، وماءٌ لا يطهر، وبابٌ من أبواب السعير، وبيتٌ من بيوت المشركين، وملعبٌ للشياطين! إذا دخلت المرأة الحمام وضع الشيطان يده على قبلها. فإن شاء أقبلت وإن شاء أدبرت)) . ثم قالت عائشة:

باب ما يكره للنساء من النياحة وشهود المناحات

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن عثمان يستحي من الله -تعالى! - وأنا أستحي! فمن يستحي من الله -تعالى! -؟)) . قالت عائشة: ((وكيف بالمرأة المتجردة في الحمام التي لا تستحي من الله -عز وجل! -)) . باب ما يكره للنساء من النياحة وشهود المناحات 159- عن مجاهد عن الأخيار الأربعة: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، و [عبد الله بن عمرو] بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القاص ينتظر المقت، والمستمع ينتظر الرحمة، والتاجر ينتظر الرزق، والمحتكر ينتظر اللعنة، والنائحة ومن حولها من امرأةٍ مستمعةٍ عليهن لعنة الله!)) . قال مجاهد: ((فحدثت كعب الأحبار بهذا الحديث فقال لي: يا أبا الحجاج! أشد الناس عذاباً يوم القيامة ثلاث نسوةٍ: الزانية والنائحة والعاصية لزوجها! وأشدهن عذاباً وأبعدهن فترةً النائحة! ولأن تلقى المرأة ربها بمائة زنيةٍ أيسر عليها من أن تلقاه نائحةً أو جليسة نائحةٍ في نوحٍ)) .

160- قال عبد الملك [بن حبيب] : والنوح كأنه والاجتماع إليه سواء، سراً كان أو علانية، مكروه منهي عنه. وقد بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لعنت النائحة والمستمعة، والشاقة جيبها، واللاطمة وجهها!)) . ونهى صلى الله عليه وسلم عن لطم الخدود، وشق الجيوب، وضرب الصدر، والدعاء بالويل والثبور. 161- وقال صلى الله عليه وسلم ((ليس منا من حلق ولا من خرق، ولا من دلق، ولا من سلق!)) . فالخرق تخريق الثياب، والدلق تمريش الوجوه، والسلق الصياح في البكاء، والحلق حلق الشعر من وجوه الصبية. قال عبد الملك [بن حبيب] : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخلوا النائحة بيوتكم فإنها ملعونةٌ من كلاب جهنم!)) . 162-[قال عبد الملك بن حبيب] : وبلغني أن عمر بن الخطاب نظر

إلى نائحةٍ فضربها بالدرة حتى مال خمارها وانكشف شعرها. فقيل: ((يا أمير المؤمنين! أما لها رحمةٌ؟)) فقال: ((لا والله! ما لها رحمةٌ! إن الله -تعالى! - يأمر بالصبر وينهى عن الجزع. وهذه تأخذ الدراهم على عبرتها)) . 163- قال عبد الملك [بن حبيب] : ولا يجوز للنساء اتباع الجنائز ولو كن غير نوائح. وينبغي للإمام أن يمنع من ذلك كله النساء فإنه بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في جنازةٍ فرأى فيها نساءً فقال لهن: ((أتحملنه في من يحمل؟)) قلن: ((لا!)) قال: ((فتدخلنه في من يدخل؟)) قلن: ((لا!)) قال: ((فارجعن موزوراتٍ غير مأجوراتٍ!)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيما امرأةٍ خرجت من بيتها إلى جنازةٍ لتصلي عليها كتب عليها بكل خطوةٍ سيئةً، وبكل من نظر إليها من الرجال سيئةٌ)) .

باب ما يكره للنساء من الخروج إلى المساجد

باب ما يكره للنساء من الخروج إلى المساجد 164- عن عمرة [بنت عبد الرحمن] عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله! وليخرجن تفلاتٍ!)) ثم قالت عائشة: ((لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم حالهن اليوم لمنعهن!)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : والتفلات غير المتطيبات. 165- وعن عمرة [بنت عبد الرحمن] أنها قالت: ((قالت عائشة: لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن المساجد كما منعها نساء بني إسرائيل)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني ابن الماجشون عن إبراهيم بن سعد عن صفوان بن سليم عن (.. ..) أبي هريرة أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا خرجت المرأة فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة!)) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ركعتان للمرأة في قعر بيتها خيرٌ لها من أربعٍ في حجرةٍ. وأربعٌ في حجرتها خيرٌ لها من ثمان في المسجد)) . وعن ابن مسعود أنه قال: ((ما صلت امرأةٌ في موضع خيرٍ لها من قعر بيتها إلا أن يكون المسجد الحرام أو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم)) . 166- وعن ابن الزبير أن امرأةً خرجت [متطيبةً] فوجد عمر ريحها فقال: ((أتخرجن [متطيباتٍ] ؟ وإنما قلوب الرجال عند أنوفهن! أخرجن تفلاتٍ!)) . وعن مالك بن معدان قال: ((وجد عمر بن الخطاب رائحةً طيبةً من ناحية صف النساء في المسجد فنهاهن وتوعدهن وقال: نارٌ في شنارٍ!.

وما زال يتوعدهن حتى بالت امرأةٌ منهن في مجلسها)) . 167- وعن عاصم بن عبيد الله [عن عبيد الله مولى أبي رهم] عن أبي هريرة قال: ((مررت بأبي هريرة فاستقبلتنا امرأةٌ تنفح طيباً ولذيلها إعصارٌ فقال: يا أمة الله! إلى أين تريدين؟ قالت: إلى المسجد! قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يتقبل الله صلاةً للمرأة تطيبت لمسجدٍ حتى تغتسل كما تغتسل للجنابة)) . وعن بكر بن يزيد بن سراقة عن أمه أنها أرسلت إلى حفصة تسألها عن الطيب وأرادت الخروج إلى المسجد فقالت حفصة: ((فإنما الطيب للفراش)) .

168- وعن عروة بن الزبير قال: ((دخلت امرأةٌ مزينةً المسجد ترفل في زينةٍ لها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ فقال: أيها الناس! انهوا نساءكم عن الزينة والتبختر بها! فإن بني إسرائيل لم يلعنوا حتى لبس نساؤهم الزينة فتبخترن بها في مساجدهم)) . 169- وعن مجاهد قال: ((كنا عند [عبد الله] بن عمر فقال: [قال] رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائذنوا للنساء إلى المسجد بالليل! فقال بعض بنيه: والله لا نأذن لهن يتخذنه دغلاً!. [والله لا نأذن لهن! فسبه وغضب] فقال: فعل الله بك! أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: لا تأذن لهن!)) . 170- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن عاتكة بنت زيد بن عمرو [بن] نفيلٍ، امرأة عمر بن الخطاب كانت تخرج بالليل إلى المسجد

باب ما يكره للنساء من خروجهن من بيوتهن وما عليهن في ذلك من الإثم

لصلاة العشاء فعلم عمر ذلك وكان يثقل ذلك عليه. وكان لها حظ من الحال والجمال وكان يقول لها: ((لو صليت في بيتك!)) فتقول: ((لا أدع ذلك حتى تنهاني عنه!)) . فكان عمر لا ينهاها عن الخروج إلى المسجد. فلما طال ذلك عليه وشق خروجها خرج ليلةً إلى المسجد وسبقها بالخروج فقعد لها بالطريق مستتراً بجدارٍ في غلس الظلام. فلما مرت به ضرب على عجيزتها فانصرفت راجعةً إلى بيتها. فلما كانت الليلة القابلة قامت ولم تخرج فقال لها عمر: ((ما لك لا تخرجين إلى المسجد؟)) قالت: ((كنا نخرج إذ كان الناس ناساً)) . وحسبت أن الذي كان من غير عمر فلم تخرج بعد. باب ما يكره للنساء من خروجهن من بيوتهن وما عليهن في ذلك من الإثم 171- عن عطاء عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا خرجت المرأة من بيتها كتب عليها بكل خطوةٍ سيئةٌ وبكل من نظر إليها من الرجال سيئةٌ. وأيما امرأةٍ وقفت أو تكلمت مع غير زوجها أو كلمت رجلاً خالياً

فإن الله وملائكته يلعنونها إلا أن يكون ذا محرمٍ منها)) . 172- وعن أبي رواد قال: ((قالت امرأة عبد الله بن مسعود: ألبسني جلباباً! فقال عبد الله: أخشى أن تدعي جلباب الله الذي جلببك، يعني لزوم البيت فقالت: سبحان الله! تقول لي هذا وأنا أختك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فلذلك قلت لك ذلك)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : قال عمر بن الخطاب: ((استعينوا على النساء بالعري يلزمن الحجاب)) . 173- وعن أبي إسحاق الهمداني أن عمر بن الخطاب قال: ((باعدوا بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال! واستعينوا عليهن بالعري لأن

المرأة إذا عريت لزمت بيتها!)) . وعن ابن مسعود أنه قال: ((شأن المرأة كله عورةٌ. وأقرب ما تكون في بيتها ما كانت في قعر بيتها. فإذا خرجت انتشر فيها الشيطان)) . 174- وعن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس النساء سواءً في الطريق -يعني وسط الطريق- وإنما ينبغي لهن أن يمشين جانباً)) . وعن عائشة أنها قالت: ((شر النساء [اللاتي] يتشوفن للرجال! وشر الرجال الذين يتشوفون للنساء ويفتنون الناس!)) . 175- وعن محمد بن صدقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشاً فقال رجلٌ من القوم لامرأته: ((لا تخرجي من بيتك!)) . فلما خرج اشتكى أبوها بمرضٍ فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستأذنه في الخروج إلى أبيها. فأرسل إليها أن [اتقي] الله وأطيعي زوجك! ثم أرسلت إليه: ((إن أبي في الموت!)) فأرسل إليها أن [اتقي] الله وأطيعي زوجك! فأرسلت إليه:

ما يكره للمرأة من سؤال زوجها الطلاق

((إنه قد مات!)) فأرسل إليها أن [اتقي] الله وأطيعي زوجك وقري في بيتك!)) . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهده. وكان إذا أتاه الوحي فكأنما في جيبه الجمار! فبينما هو على قبره إذ أصابه ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه: ((اذهب إلى المرأة فأخبرها أن الله -تعالى! - غفر لأبيها بطاعة زوجها)) . 176- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيما امرأةٍ غاب عنها زوجها أو غيره فحفظت له غيبته، وطرحت زينتها، واستقرت في بيتها، وقنعت برزقها، وأقامت الصلاة ساحت في الجنة حيث شاءت)) . ما يكره للمرأة من سؤال زوجها الطلاق 177- عن أنس بن عياض الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيما امرأةٍ سألت زوجها الطلاق من غير بأسٍ فحرامٌ عليها الجنة)) . وعن أبي قلابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سألت المرأة زوجها الطلاق من غير بليةٍ لم تجد رائحة الجنة)) .

باب ما يجوز للرجال من ضرب نسائهم

قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أنبئكم بمن لا يريح ريح الجنة؟)) قالوا: ((نعم يا رسول الله!)) قال: ((من لا يحب الناس ولا [يحبونه] ! امرأةٌ سألت زوجها الطلاق من غير بأسٍ)) . 178- وعن الحسن البصري [عن أبي هريرة] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المختلعات المنتزعات هن المنافقات)) . باب ما يجوز للرجال من ضرب نسائهم 179- عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر [بن الخطاب] [عن إياس بن عبد الله بن أبي ذبابٍ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تضربوا

إماء الله!)) فتركوا الضرب. فجاء عمر يوماً فقال: ((يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذئرن -النساء- على أزواجهن! فأذن لهم فضربوا. فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءٌ كثيرٌ [يشكون أزواجهن] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد طاف الليلة بآل محمدٍ سبعون امرأةً كلهن تشتكي زوجها. ولا تجدون أولئك خياركم!)) . وعن يحيى بن سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استؤذن في ضرب النساء فقال: ((اضربوا ولن يضرب خياركم!)) .

180- وعن الحسن [البصري] أن رجلاً لطم امرأته فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((بئس ما صنعت!)) . فنزلت الآية: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعضٍ وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتاتٌ حافظاتٌ للغيب} -يقال: لغيبة أزواجهن- {بما حفظ الله} -يقال: بما أمر الله أن يحفظ- {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً} . قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني المكفوف عن أيوب بن خوط عن قتادة أنه قال: ((نشوز المعصية [هو] المخالفة منها. فإذا فعلت المعصية [أدبت] بالقول فإن تمادت هجرت)) . يقال: اجتنب مضاجعها! فإن تمادت ضربها ضرباً غير موجع، يعني غير شائن. 181- وعن [بهز] بن حكيم السلمي، عن أبيه [حكيم بن معاوية

السلمي] عن جده [معاوية القشيري] أنه قال: ((قلت يا رسول الله! نساؤنا ما نأتي منهن وما نذر؟)) قال: ((حرثك فأت حرثك أنى شئت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت! وأطعم إذا طعمت، واكس إذا اكتسيت، ولا تضرب! كيف وقد أفضى بعضكم إلى بعضٍ إلا في ما حل عليها؟)) . [قال عبد الملك بن حبيب] : يقال: لا تضربها إلا بما استوجبت! فإذا استوجبت فلا بأس أن يضربها.. 182- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن عبد الله بن عمر ضرب امرأته صفية بنت أبي عبيد حتى شجها. وقد أنزل القرآن بضربهن عند النشوز والمعصية والمخالفة لأمره. وحدثني الغازي بن قيس أن الزبير بن العوام دخل منزله فأمر امرأته أسماء بنت أبي بكرٍ وامرأةً له أخرى أن تكنسا ما تحت فراشه ثم

خرج عنهما فرجع فوجده بحاله. قالت أسماء: فأخذ بقرون رؤوسنا وضربنا بالسوط ضربا وجيعاً فكانت صاحبتي تحسن الإتقاء وكنت لا أحسن فأثر في أثراً قبيحاً. فخرجت أشتكي إلى عائشة فأرسلت إلى أبي بكر فقالت: ما صنع هذا بأختي؟ فقال لي أبو بكرٍ: يا بنيتي! إنه رجلٌ صالحٌ وهو أبو ذريتك. ولعل الله أن يزوجكه في الجنة؟ فاصبري وارجعي إلى بيتك!)) . 183- وعن أبي بكر العمري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: للفضيل بن عباسٍ: ((لا ترفع عصاك عن أهلك وأدبهم في الله!)) يعني بالعصا الأدب [وباليد] واللسان. وعن يحيى بن أبي كثير أن سليمان بن داود -عليهما السلام! - قال: ((إذا أردت أن تغيظ عدوك فلا تبعد من بيتك العصا!)) . وعن الرضي بن عطاء أنه قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أشراط الساعة أن يرجع الأدب فتنكروا لأهليكم)) ، يعني الشدة بالأدب.

باب ما يؤمر به من الرفق بالنساء والصبر عليهن

باب ما يؤمر به من الرفق بالنساء والصبر عليهن 184- عن مطرف، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما المرأة كالضلع إن ذهبت تقيمه يتكسر وإن تستمتع به تستمتع وهو أعوج)) . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المرأة خلقت من ضلعٍ أعوج لا يزال في خلقها عوجٌ. فإن أقمتها كسرتها وكسرها طلاقها. وإن استمعت بها فإن بها متعةً)) . 185- وعن سفيان أن جرير بن عبد الله شكا إلى عمر بن الخطاب ما يلقى من غيرة النساء فقال له: ((إني لألقى مثل ذلك لأني لأخرج إلى الحاجة فتقول لي: ما خرجت إلا إلى فتيات بني فلان تنظر إليهن!)) . فقال عبد الله بن مسعود: ((يا أمير المؤمنين! أما بلغك أن خليل الرحمن شكا إلى الله ضراً في حق سارة فأوحى الله إليه أن ألبسها على ما كان فيها فإنما خلقت من ضلعٍ إن قومتها كسرتها. فالبسها على ما كان فيها ما لم تر عليها

خزيةً في دينها)) . قال [عبد الملك بن حبيب] : والخزية الفساد في الدين. 186- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من يصبر على سوء خلق امرأته فله بكل يومٍ وليلةٍ مثل أجر الشهيد)) . وعن محمد بن عبد الله بن عروة عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم خيركم لأهله)) . 187- وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اتقوا الله في النساء فإنهن عوانٌ عندكم! استحللتم فروجهن بكتاب الله -عز وجل! - وأخذتموهن بأمانة الله. لا تضربهن فإن ضربتم فاضربوهن غير مبرحٍ! خياركم خياركم لنسائهم، وأشراركم [أشراركم]

لنسائهم. وأنا خيركم لنسائي)) . 188- وعن العلاء بن حارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إني لأبغض الذواق الطلاق الذي يأكل ما وجد ويسأل عما فقد وهو عند أهله كالأسد وخارجاً كالثعلب. لكن علي لفاطمة يأكل ما وجد ولا يسأل عما فقد وهو عندها كالثعلب، وخارجاً كالسد. ولا يستحي أحدكم أن يتخبط تخبط البعير ثم يظل معانقها)) . وعن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يعمد أحدكم فيضرب امرأته ضرب عبده ثم لعله يضاجعها من آخر يومه)) . 189- وعن عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني ثابت بن محمد الأسدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليتزوج أحدكم المرأة الشابة الرضية! حتى إذا ذوى

جلدها ونفض بطنها طلقها. الله الله في النساء! ثم الله الله!)) . وبلغني أن آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته أن قال: ((اتقوا الله في الضعيفين اللذين لا ينتصفان إلا بالله: المرأة والمملوك)) . 190- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إني لأكره أن أرى الرجل ثائر قبض رقبته قائماً على امرأته يضربها)) . ثم قال الله: {فإمساك بمعروفٍ أو تسريح بإحسانٍ} . 191- وعن عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه أنه خرج إلى السوق فمر به عمر بن الخطاب وهو يسوم بمرطٍ فقال له عمر: ((ما تصنع بهذا؟)) قال: ((أشتريه وأتصدق)) فقال له عمر: ((أنت إذاً وما أتيت له!)) . فمضى عمر واشترى عمرو المرط ثم ذهب به إلى بيته

باب ما جاء في حق المرأة على زوجها

فكساه امرأته رقية ثم خرج فلقيه عمر فقال له عمر: ((ما فعل المرط؟)) قال: ((اشتريته وتصدقت به)) قال: ((على من؟)) قال: ((على رقية)) قال: أو ليست رقية زوجتك؟)) قال: ((نعم! ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما أعطيتموهن من شيءٍ فهو لكم صدقةٌ)) فقال له عمر: ((يا عمرو! لا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم)) فقال له عمرو: ((والله لا أفارقك حتى [نأتي] عائشة!)) . فذهبا إليها فناداها عمر: ((يا أماه!)) من وراء الحجاب، قالت: ((لبيك يا عمر!)) قال: ((أنشدك الله! أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما أعطيتموهن من شيء فهو لكم صدقةٌ؟)) فقالت: ((اللهم نعم!)) . باب ما جاء في حق المرأة على زوجها 192- عن سالم بن عبد الله بن عمر [عن أبيه عبد الله] عن أبيه عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله رجلٌ فقال: ما حق امرأتي علي؟)) فقال: ((تطعمها مما تأكل وتلبسها مما تلبس)) قال: ((فما حق جاري علي؟)) قال: ((تنيله معروفك وتكف عنه أذاك)) قال: ((فما حق خادمي علي؟)) قال: ((هو أشد الثلاثة عليك يوم القيامة)) .

باب ما جاء في حق الرجل على المرأة

193- وعن الحسين بن يحيى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من حق المرأة على زوجها أن يشبع بطنها ويكسو ظهرها ويعلمها كتاب الله تعالى!)) . وعن عطاء بن أبي رباح أن رجلاً من قيسٍ سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله! ما حق زوجتي علي؟)) قال: ((تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا كسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبحه ولا تهجر إلا في البيت!)) . باب ما جاء في حق الرجل على المرأة 194- عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيما امرأةٍ أحنثت زوجها في يمينه أحبط لها سبعون صلاةً! وأيما امرأةٍ لم تشكر لزوجها لم ينظر الله إليها يوم القيامة)) .

195- وعن الأعمش قال: ((بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبلٍ إلى اليمن. فلما قدم قال: يا رسول الله -صلى الله عليك! - إني رأيت أهل الكتاب يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم! أفلا أسجد لك؟ فقال: لو كنت آمر بشراً أن يسجد لبشرٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها! ولا تؤدي المرأة حق زوجها عليها كله حتى لو سألها نفسها وهي على قتبٍ أعطته نفسها)) . قال الأعمش: ((فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي فقال: كانوا يقولون: لو أن المرأة لحست أنف زوجها من جذام حتى يموت ما أدت حقه)) . 196- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني [الغازي] بن قيس عن يعقوب بن جعفر المدني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده لو أمرت أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها! ولو كان ما بين قرنيه إلى قدميه قرحةٌ ولحستها بلسانها حتى تقيه من ذلك ما أدت حق زوجها عليها!)) .

197- وعن الحسن [البصري] أن بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم جاءت إليه تشتكي زوجها وتريه ضرباً بجلدها فقال لها: ((يا بنيتي! ارجعي إلى زوجك وإلى بيتك! وإنه لا امرأةً [صالحةً] حتى تأتي ما يحب زوجها وهو فادعٌ! ولو أمرها أن تنقل من جبلٍ أسود إلى جبلٍ أحمر ومن جبلٍ أحمر إلى جبلٍ أسود [لكان] عليها من الحق أن تفعل! ولو كنت أمرت أحداً أن يسجد إلى أحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)) . 198- وعن الأوزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في ناسٍ من أصحابه فدخل في حائطٍ من حوائط الأنصار، فإذا بنا ضحين. فلما رأياه ضربنا بمناخرهما ساجدين لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما: ((ارفعا رأسيكما!)) فرفعا فقالوا له: ((يا رسول الله! نحن أحق أن نسجد لك من هذين البعيرين!)) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني أموت فاسجدوا للذي لا يموت! وإني لو أمرت أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرت أن تسجد المرأة لزوجها)) .

199- وعن حصين بن محصن، عن عمته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سألها فقال لها: ((أذات زوجٍ أنت؟)) قالت: ((نعم!)) قال: ((انظري أين أنت منه فإنه جنتك أو نارك)) . وقال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني عن محمد بن كعب القرظي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للنساء: ((ألا توصين بأزواجكن خيراً فإنهم جناتكن أو ناركن؟)) . 200- وعن الحسن بن يحيى أن عائشة كانت تقول: ((خليفة الله -تعالى! - على المرأة زوجها! فإذا رضي عنها زوجها رضي الله عنها وإذا سخط عليها زوجها سخط الله عليها وملائكته لأنها تحمل زوجها على ما يحل لها)) . وعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أول ما تسأل

المرأة عنه يوم القيامة فعن صلاتها، والثانية عن رضى زوجها)) . 201- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني عن عبد الله بن مسعود، وعائشة أنهما قالا: ((من حق الزوج على المرأة أن تلزم فراشه، وتجتنب سخطه، وتتبع مرضاته، وتوفر كسبه، ولا تعصي له أمراً، وتحفظه في نفسها، ولا تخونه في فرجها! وإذا فعلت ذلك فدخل زوجها الجنة كانت زوجته في الجنة)) . 202- وعن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثل المرأة المسلمة التي تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتطيع زوجها، ولا توطئ فراشها غيره كمثل المجاهد في سبيل الله -عز وجل! -)) ؟ وعنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى امرأةٍ تحمل ولداً لها وتقود آخر فقال: ((حاملاتٌ والداتٌ مرضعاتٌ رحيماتٌ! لولا ما يسأل عنه أزواجهن [لدخل] مصلياتهن الجنة)) . وعن سليمان بن وهب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة تصلي ركعتين

ثم تنصرف إلى ابنها تقبله ثم تصلي ركعتين ثم تنصرف تقبل ولدها فقال: ((حاملاتٌ والداتٌ مرضعاتٌ! لولا أزواجهن [لدخل] مصلياتهن الجنة)) . 203- وعن عبد العزيز بن أبي رواد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثةٌ لا يتقبل الله أعمالهم: امرأةٌ يبيت زوجها غضبان عليها، وإمام قومٍ هم له كارهون، والعبد الآبق حتى يرجع إلى سيده)) . وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل لامرأةٍ أن تأذن في بيت زوجها وهو كارهٌ، ولا تضيف فيه أحداً، ولا تحسن فيه ولا تعتزل فراشه، ولا تصارمه وإن كان هو أظلم منها. وينبغي لها أن تأتيه حتى ترضيه. فإن هو قبل منها قبل الله منها وأفلح حجتها ولا إثم عليها. وإن أبى زوجها أن يقبل منها فقد بلغت إليه عذرها)) . 204- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تعتزل

المرأة فراش زوجها إلا لعنتها الملائكة حتى ترجع إليها. وإذا غضب عليها زوجها لم يقبل الله منها صلاةً حتى تضع يدها في يده فترضيه. وإذا غضبت هي عليه من غير [موجبٍ] غضبت له الأرضون السبع والسماوات السبع حتى يخلص الغضب إلى العرش)) . 205- وعن عمرو [وبن] الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما المؤمن إذا آذته زوجته في الدنيا فإن زوجته من الحور العين تطلع فتنادي: ويحك! ما تؤذيه! فإنما هو عندك أياماً قلائل)) . وعن الحسن [البصري] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن المرأة إذا أتت زوجها وأساءت إليه ثم غضب عليها لم تقبل لها صلاةٌ حتى يرضى عنها. وإن هو ظلمها وأساء إليها ثم شكت إلى الله نصرها. وأول ما تسأل عنه يوم القيامة صلاتها وعن زوجها كيف صنعت إليه)) . 206- وعن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظر الله -عز وجل! - إلى امرأةٍ لم تشكر زوجها وهي لا تستغني عنه)) .

وعن الحسن [البصري] أنه قال: ((إذا قالت المرأة لزوجها: ما رأيت منك خيراً قط! حبط الله عملها)) . قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن معاذ بن جبل قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمدٍ بين [يديه] لا تؤدي امرأةً حق الله عليها حتى تؤدي حق زوجها كله حتى لو دعاها وهي على قتبٍ أعطته نفسها!)) . 207- قال [عبد الملك بن حبيب] : وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالسٌ في ملإٍ من أصحابه إذ أقبلت امرأةٌ من الأنصار -يقال لها: أسماء- فسلمت عليه ثم قالت: ((يا رسول الله! [إني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين كلهن يقلن بقولي وعلى مثل رأيي!] . إن الله أرسلك إلى الناس كافةً [إلى الرجال والنساء فآمنا بك واتبعناك] وصدقنا بما أنزل عليك. ثم إن الله فضلكم -معشر الرجال- على النساء بفضائل شتىً فجعل لكم الجمعة والجماعة وعيادة المرضى، واتباع الجنائز، والحج، والعمرة

بعد الحج وخصكم بأفضل من هذا، الرباط والجهاد في سبيل الله. فما لنا -معشر النساء- ونحن [مقصورات مخدراتٌ] حواضن أولادكم، ومنتهى شهواتكم، وقواعد في دياركم، نربي لكم صبيانكم، وننسج لكم لباسكم، ولا نوطئ فراشكم غيركم. فما لنا من الأجر يا رسول الله؟)) . فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه فقال: ((هل سمعتم مثل منطق هذه المرأة؟)) قالوا: ((لا! والذي بعثك بالنبوة يا رسول الله! ما كنا نرى أن في النساء من يبلغ عقلها ومنتهى مسألتها مثل هذا)) . ثم أقبل عليها فقال لها صلى الله عليه وسلم: ((أيتها المرأة! [انصرفي!] اعلمي وأعلمي نساء حيك، ومن لقيت من نساء الأنصار والمهاجرين وجميع نساء المسلمين أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، ورضاه عنها ساعةً من النهار يعدل الجهاد والرباط والحج والعمرة واتباع الجنائز، وعيادة المرضى، وشهود الجمعة والجماعة. فهذا للمرأة من الثواب)) . [فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشاراً بما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم] . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((منزلة الزوج من المرأة [بمنزلة] الرأس

باب ما جاء في المرأة التي تخون زوجها في نفسها

من الجسد. لا خير في جسدٍ من غير رأسٍ وكذلك المرأة لا خير فيها من غير زوجٍ)) . 208- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني عن جحش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لحمنة بنت جحشٍ منصرفه من أحدٍ وقد قتل حمزة وهو خالها فاسترجعت، ثم نعي لها أخوها ابن جحشٍ فاسترجعت، ثم نعي لها زوجها مصعب بن عميرٍ فقالت: ((واحزناها! واجهداها!)) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن للزوج شعبةً من المرأة ما هي لأحدٍ)) . وعن سفيان الثوري أنه كان يقول: ((ذهب الزوج بحق الأب)) . باب ما جاء في المرأة التي تخون زوجها في نفسها 209- وعن عبيد بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((استؤمنت

المرأة على فرجها)) . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أيما امرأةٍ أوطأت فراش زوجها رجلاً غيره جعلها الله يوم القيامة بين مهمهين من نارٍ)) . 210- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني عن سعيد بن المسيب أنه قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأةٍ أورثت مال زوجها ولداً من غيره لم يقم لها يوم القيامة وزن حبةٍ من خردلٍ)) . قال: وبلغني عن عائشة أنها كانت تقول: ((أيما امرأةٍ تجردت لغير زوجها بعثها الله يوم القيامة ويد الذي تجردت له على قبلها)) .

باب ما جاء في إحسان المرأة

باب ما جاء في إحسان المرأة 211- عن سليمان بن موسى قال: ((كانت زينب الثقفية، امرأة عبد الله بن مسعودٍ، تغزل بيدها فتنفق على زوجها وبنيه من غيرها فقالت له يوماً: ما تركت أنت وبنوك من عملي شيئاً أتصدق به لنفسي! فقال لها ابن مسعودٍ: فاصنعي ما شئت! فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت إليه ذلك فقال لها: ما أنفقت على زوجك وولده فهو لك صدقةٌ)) . 212-[عن سليمان بن موسى قال] : ((وإنها أتت عائشة فقالت لها: سلي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفقةٍ [جمعتها] أشتري بها رقبةً وأعتقها وأجعلها في سبيل الله وأنفقها على زوجي وولدي! أي ذلك أفضل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تعدون بها زوجها!)) .

باب ما يحق على المرأة من خدمة زوجها وحفظ ماله والقيام بمصلحة بيتها

213- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن امرأةً أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ((يا رسول الله! إني جمعت ثلاثين ديناراً وأنا أريد أن أجعلها في سبيل الله وزوجي خارجٌ في سبيل الله فأردت أن أعطيها إياه وهو ابن عمي فتهمت نفسي فيه لمكانه مني!)) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطها زوجك! فإن لك أجر الزوج، وأجر حق القرابة، وأجر سبيل الله)) . باب ما يحق على المرأة من خدمة زوجها وحفظ ماله والقيام بمصلحة بيتها 214- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا استقر الماء في رحم المرأة كان لها مثل أجر الصائم القائم، المخبت، المجاهد في سبيل الله. فإذا ضربها الطلق ثم لا تعلم نفس ما أخفي لها من الأجر. فإذا وضعت حملها كان لها مثل أجر الشهيد

المتشحط في دمه في سبيل الله. فإذا أرضعت كان لها بكل رضعةٍ عتق رقبةٍ)) . 215- وعن سعيد بن المسيب أنه قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حملت المرأة كان لها مثل أجر المجاهد في سبيل الله، ومثل أجر الصائم الذي لا يفطر، والقائم الذي لا يفتر. فإذا أصابها المخاض كان لها بكل طلقةٍ مثل أجر من أعتق رقبةً. فإذا فطمت ولدها نادى منادٍ من السماء أن آستأنفي العمل فقد غفر الله لك!)) . 216- وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للحولاء: ((اعلمي -أيتها المرأة! - أنه ليس من امرأةٍ تحمل إلا كان لها مثل أجر الصائم المجاهد في سبيل الله. فإذا ضربها الطلق لم يدر أحدٌ ما ثوابها إلا الله. فإذا وضعت فأرضعته كان لها بكل مصةٍ كنسمةٍ تعتقها. فإذا فطمته نادى منادٍ من السماء: أيتها المرأة! استأنفي العمل في ما بقي فقد كفيت!)) .

باب ما يستحب للمرأة من الصبر عن النكاح بعد زوجها

باب ما يستحب للمرأة من الصبر عن النكاح بعد زوجها 217- عن أبي رواد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أنا والسعفاء التي صبرت على أولادها وحنت عليهم إلا كهاتين يوم القيامة!)) وأشار بإصبعه. قيل: ((يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما السعفاء؟)) قال: ((الأرملة التي صبرت عن النكاح وأظهرت وجهها للشمس حتى تغير حوطاً على أولادها وقياماً بهم)) . 218- وعن أم الدرداء أنها قالت لأبي الدرداء: ((إنك خطبتني إلى آبائي في الدنيا فأنكحوك إياي وأنا أخطبك إلى نفسك في الآخرة)) فقال لها: ((لا تنكحي بعدي أحداً!)) . قال [عبد الملك بن حبيب] : فخطبها معاوية بن أبي سفيان فأخبرته بالذي كان فقال لها: ((فعليك بالصيام!)) . يعني أن الصيام يكسرها عن حب النكاح ويعينها على الصبر.

باب ما جاء في قلة من يدخل الجنة من النساء

219- وعن الفزاري، أن أبا الدرداء قال لأم الدرداء: ((إن صبرت بعدي كنت زوجتي في الجنة. وإن تزوجت بعدي فإن المرأة لآخر زوجها)) . وعن سعيد بن المسيب أنه قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن المرأة يكون لها الزوجان في الدنيا: لأيهما تكون في الآخرة؟ فقال: المرأة للأخير)) . وروي أن أبا بكر الصديق قال لابنته أسماء وهي تحت الزبير بن العوام: ((أي بنيتي! إن المرأة إذا كان لها الزوج الصالح فمات فلم تتزوج بعده جمع الله بينهما في الجنة)) . باب ما جاء في قلة من يدخل الجنة من النساء 220- روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أريت أني دخلت الجنة فرأيت أقل أهلها النساء!)) فقيل لي: ((أتدرون لم ذاك يا رسول الله؟)) قلت: ((لا!)) قيل: ((ألهاهن الأحمران: الذهب والزعفران)) .

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((رأيت الجنة فرأيت أكثر أهلها فقراء المسلمين وذراريهم! ورأيت أقل أهلها أغنياء المسلمين والنساء! بطأ بالنساء أزواجهن [والأحمران] : الذهب والحرير وبطأ بالأغنياء أموالهم!)) . 221- وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنما يهلك النساء أزواجهن وخير الدنيا!)) [وقيل] : ((يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بال أزواجهن؟)) قال: ((إنهن إذا أعطين لم يشكرن! فإذا منعن اشتكين! وإذا ائتمن فشين! والذي نفسي بيده لا تقوم إحداهن عن زوجها مجانبةً له إلا وهي عاصية لله ورسوله حتى ترجع إليه ويرضى عنها!)) . 222- وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لنسوةٍ: ((إنكن أكثر أهل النار! قلن: ((ولم ذاك يا رسول الله؟)) قال: ((لأنكن إذا ابتليتن لم تصبرن! وإذا أعطيتن لم تشكرن! وإذا ائتمنتن أفشيتن!)) . وقال: ((ما أكفركن بالعشير، وما آمنكن باليسير)) . وأنه صلى الله عليه وسلم قال: ((أكثرن من الصدقة! فإنكن أكثر أهل النار!)) فقالت إحداهن: ((ولم يا رسول الله!)) قال: ((إنكن أنكر الناس لنعمته! وإني لم أر ناقصات عقلٍ ودين وأصرف لقلوب الرجال ذوي الأحلام منكن!

فاتقين الله! فاتقين الله!)) فقال رجلٌ: ((وما بهن من النقص يا رسول الله!)) قال: ((يحضن ولا يصلين! وشهادة اثنتين منهن كشهادة الرجل الواحد!)) قال: ((وما بهن من الكفر للنعمة؟)) قال: ((يتزوج الرجل إحداهن ولم تملك شيئاً فيحسن إليها حتى يطعمها ويلبسها. فإن كان بينهما تحاورٌ قالت: ((ما رأيت منك خيراً قط! ولذلك هن حطب السعير! وعسى أن تكون قد ولدت منه أولاداً)) . 223- وروي أن امرأةً من المبايعات قالت: ((إني من أهل الجنة؟)) قيل لها: ((وما يدريك؟)) قالت: ((بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا أشرك بالله شيئاً ولا أسرق ولا أزني، ولا أقتل ولدي، ولا آتي بهتانٍ أفتريه! ووفيت لله فالله أوفى وأكرم!)) . فأتاها في منامها ملكٌ من الملائكة فقال لها: ((أنت القائلة ما قلت؟)) فقالت: ((نعم)) قال: ((كيف تدخلين الجنة؟ وأنت زينتك تبدين، وكلامك تزجين، وزوجك تعصين، وجارتك تؤذين، وخيرك تكذبين)) ثم نشر أصابعه في وجهها وقال: ((خمسٌ بخمسٍ! ولو زدت لزدناك!)) .

باب ما جاء في الغيرة للرجال

باب ما جاء في الغيرة للرجال 224- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله -تعالى! - خلق ثلاثة أشياء بيده: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس الفردوس بيده، فقال: وعزتي وجلالي! لا يسكنك مدمن خمرٍ، ولا ديوثٌ! قالوا: يا رسول الله! قد عرفنا مدمن حمر! فما الديوث؟ قال: الذي يقر الفاحشة لأهله، يعني الذي ليس بغيور)) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الغيرة من الإيمان والريب من النفاق)) . 225- وعن ابن مسعود -رضي الله عنه! - أنه قال: لؤم بالرجل إلا أن يكون غيوراً!)) . ويروى عن معاذ بن جبلٍ أنه كان يأكل تفاحاً ومعه امرأته فأتاه غلامٌ له فناولته من تفاحةٍ قد أكلت منها فأوجعها ضرباً. ويروى أن أبي بن كعبٍ دخل على ذات قرابةٍ له فرآها تأكل فتاتاً

فناولت بعضها غلاماً لها فقال لها: ((لا تعودي!)) . قال [عبد الملك بن حبيب] : وكانت في الأنصار غيرةٌ شديدةٌ. 226- ويروى أن سعد بن عبادة الأنصاري قال: ((لو وجدت معها رجلاً -يعني امرأته- لضربتها بالسيف غير مصفحٍ وما انتظرت أن آتي بأربعة شهداء!)) . فعجب الناس لقوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتعجبون من غيرة سعدٍ؟ لأنا أغير من سعدٍ! والله -تعالى! - أغير مني! فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن)) . 227- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أعطي عبدٌ مثل عافيةٍ ولا سأل مثل مغفرةٍ ولا تصدق بمثل موعظةٍ! ولا أحد أحق بالحمد من الله -تعالى! - ولذلك حمد نفسه -سبحانه! - ولا أحد أغير من الله -تعالى! - ولذلك حرم الفواحش. ولا أحد أكثر معاذير من الله -تعالى! - ولذلك بعث الرسل)) . ويروى: وغيرةٌ يدخل بها الرجل النار يعني أن يغار في الحلال فيفرط في العقوبة.

باب [ما جاء في الغيرة للنساء]

228- ويروى أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الغيرة غيرتان: غيرةٌ يبغضها الله، وغيرةٌ يحبها الله. فالغيرة التي يحبها الله غيرة العبد أن تؤتى معاصي الله وتشهد محارمه. والغيرة التي يكرهها الله غيرة أحدكم في غير كنهٍ)) يعني في غير حق. باب [ما جاء في الغيرة للنساء] 229- عن أبي عبيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كتب الجهاد على الرجال، والغيرة على النساء. فمن صبر منهن كان لها مثل أجر المجاهد)) . وروى الأوزاعي أن امرأةً أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده قومٌ فقالت: ((يا رسول الله! إني زنيت وإني محصنةٌ!)) وزوجها في المجلس جالسٌ فقام فقال: ((يا رسول الله! إنها امرأةٌ غيراء! وإنما قالت هذا من الغيرة!)) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أقسمت لبرت! ما تدري الغيراء ما أعلى الوادي من أسفله!)) .

باب ما جاء في سنة النساء في الخفاض

باب ما جاء في سنة النساء في الخفاض 230- عن ابن عباس -رضي الله عنه! - قال: ((كانت أم إسماعيل جاريةً لسارة أم إسحاق فأعطتها سارة لزوجها إبراهيم، خليل الرحمن. فاستبق إسماعيل وإسحاق وهما غلامان فسبق إسماعيل فجلس في حجر إبراهيم فغارت سارة أم إسحاق على هاجر أم إسماعيل حين سبق ابنها وقد كانت أمتها فقالت سارة: ((والله لأغيرن من هاجر ثلاثة أشرافٍ)) فخشي إبراهيم أن تجزمها أو نحوها وكان يتقي سخطها فقال لها: ((هل لك أن تجعلي شيئاً تبرين به يمينك ولا تأثمين؟ تثقبين أذنيها، تخفضينها ففعلت فكان أول الخفاض)) .

231- ويروى أن يحيى بن سعد وربيعة بن أبي عبد الرحمن كانا يقولان: ((خفاض المرأة كختان الرجل. ولو لم يكن مثله [لما] أحل أن يخفض. إن مسلماً لا يقطع منه شيء لا يكون واجباً. ونتف إبط المرأة والرجل واستحمامهما وقص أظفارهما سواء)) . وقال مالك: ((هي في كل ذلك مثل الرجل سواء)) . 232- وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأم عطية بنت عمار وكانت تخفض النساء: ((يا أم عطية! أشمي ولا تنهكي! فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج)) . ويروى عن الضحاك بن قيس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك إلا أنه قال: ((أنضر للوجه وأحظى عند الزوج)) . فأمرها ألا تبالغ القطع وأن تخفف. وقوله: ((أسرى للوجه)) يقال: وأنضر وأكثر ماء للوجه. فإذا بالغت في القطع وأكثرت أذهب ذلك ماء وجهها ومات لونها. وقوله: ((أحظى عند الزوج)) يقال: ذلك أحسن في جماعها ولا

باب جامع في ذكر حقوق النساء على الرجال وحقوق الرجال على النساء

تبالغ في قطع ذلك منها فأدنى الأخذ يجزي وإنما هو ذلك للسنة. 233- وعن علي -رضي الله عنه! - أنه كره للجارية أن تخفض حتى تبلغ سبع سنين)) . باب جامع في ذكر حقوق النساء على الرجال وحقوق الرجال على النساء 234- مما روي وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه! - أنه قال: ((كانت امرأةٌ بالمدينة عطارةً يقال لها: الحولاء. وكانت تأتي بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشترون منها العطر. فأتتهم يوماً فلم توافق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لعائشة: ((يا أم المؤمنين! والله إني لأتعطر لزوجي حتى لكأني عروسةٌ تزين لزوجها فأدخل معه في خلافٍ فيعرض عني بوجهه. ثم أتعرض له فيعرض عني وما أحسبه إلا استغاظني!)) فقالت عائشة: ((اقعدي حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم)) . فلم يلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دخل فقال: ((أتتكم الحولاء فاشتريتم منها عطراً)) ؟ فقالت عائشة: ((لا يا رسول الله! ولكنها جاءت تشتكي بزوجها)) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اسمعي وأطيعي!)) فقالت: ((يا رسول الله! ماذا علي في ذلك؟)) فقال: ((نساءٌ حاملاتٌ، ونساءٌ

مرضعاتٌ رحيماتٌ بأولادهن! لولا أزواجهن [لدخل] مصلياتهن الجنة)) . 235-[قال عبد الملك بن حبيب] : وفي الغزل والنسج والطحن والكنس ونحو هذه الأعمال لها أجر وإحسان. وليس عليها ذلك إلا أن تشاء! ولا تكلف أن تعمل إلا ما خف عليها إلا أن يكون تزوجها على هذا الشرط. وإنما يجب هذا لمثل أهل الضعف التي لم تطحن لزوجها [وقد] طحنت لغيره في نفقتها فذلك واجب عليها. 236- وعن عائشة أنها نظرت إلى امرأةٍ وفي يديها مغزلٌ وهي تغزل فقالت لها: ((أبشري لما لك عند الله -تعالى! - من الثواب! ولو علمت ذلك ما قعدت عن الغزل والنسج ليلاً ونهاراً!)) . ثم قالت لها: ((لك بكل ثوبٍ نسجته لنفسك أو لمن يلبسه قصرٌ في الجنة أوسع من المشرق إلى المغرب! ولك بكل خيطٍ [تغزلينه] مائةٌ وعشرون ألف مدينةٍ! وإن صرير المغزل تفتح له سبع سماواتٍ حتى ينتهي إلى العرش فيكون له دوي كدوي النحل وهو عند الله بمنزلة شهادة أن لا إله إلا الله! فلا يستقر ولا يسكن حتى ينتهي إلى الله -تعالى! - وينظر إليه فيقول الله -عز وجل! - له: مرحباً

بك! فإني قد غفرت لصاحبتك! أشهدكم -يا ملائكتي! - أني قد غفرت لها ذنوبها ولو كانت مثل زبد البحر، أو مثل رمل السيل، أو مثل رمل البحار)) . 237- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من امرأة غزلت حتى كست نفسها وأولادها إلا استغفرت لها ملائكة سبع سماواتٍ وسبع أرضين وما فيها من الملائكة، وتخرج من قبرها وعليها حلةٌ مثل نور الشمس، وعلى رأسها خمارٌ مثل نور القمر ليلة البدر، وبين يديها نور، وعن شمالها نورٌ، ويأتيها ملكٌ بشربةٍ من السلسل، ويأتيها ملكٌ يحملها على جناحه فيمر بها آمنةً إلى الجنة. فإذا دخلت الجنة بعث الله إليها ثمانين ألف وصيفٍ مع كل وصيفٍ حلةٌ من حللٍ نورها مثل نور الشمس)) . 238- وعن مجاهد أنه قال: ((كتب الجهاد على الرجال، والغيرة على النساء. فمن صبر منهن كان لها من الأجر مثل ما للمجاهد في سبيل الله - عز وجل!)) . 239- وعن عائشة أنها قالت: (( [سألت] رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهن هؤلاء الثلاث من النساء اللاتي يصرخن في النار على وجوههن؟))

قال: ((يا عائشة! هي الساحرة فتلقم بحجرٍ من النار في قعر جهنم حتى يفرغ الله بين الناس. وأما النائحة فتمكث في النار صماء بكماء حتى يفرغ الله من الحساب بين الخلق. وأما النمامة فتنبح على أبواب جهنم كما تنبح الكلاب في دار الدنيا حتى يضيق أهل جهنم فيقولون: يا ليتني! لو شربنا من وادي سيحان وجيحان والحطمة والهاوية ولا نسمع نباح هذه النائحة!)) . 240- فقالت له عائشة: ((يا رسول الله! ما حق الرجال على الناس، وما حق النساء على الرجال؟)) فقال: ((يا عائشة! كاد أن يكون حق الرجل على المرأة كحق الله على عبده! وما من امرأةٍ أكرمت زوجها إلا أكرم الله حظها وأضاءت كما يضيء القمر ليلة البدر!)) . قالت له: ((زدني يا رسول الله!)) قال لها: ((يا عائشة! ما من امرأة تطهرت في دار غيرها بغير إذن زوجها إلا طهرها الله في [وادي] الفلق وهو شر وادٍ خلقه الله في جهنم!)) . قالت له: ((زدني يا رسول الله!)) قال لها: ((يا عائشة! ما من امرأةٍ خرجت تمشط رأسها في دار الجارة بدون إذن زوجها إلا مشط الله رأسها بأمشاطٍ من نارٍ، وتقنع بقناعٍ من نارٍ على رأسها وصدرها، ويغلي دماغ رأسها كما تغلي القدر على النار!)) . قالت له: ((زدني يا رسول الله!)) قال: ((يا عائشة! ما من امرأةٍ رفعت يدها إلى زوجها بغضبٍ إلا جعل الله تلك

اليد ثعباناً يأكل لحمها ويرضرض عظامها!)) . قالت: ((يا رسول الله زدني!)) قال لها: ((يا عائشة! ما من امرأةٍ خرجت مكشوفة الرأس من دارها إلا لعنها الله والملائكة والناس أجمعون! ولا تزال اللعنة عليها حتى ترجع إلى دارها!)) . 241- قالت له: ((يا رسول الله! هذا للرجال على النساء! فما للنساء على الرجال؟)) قال لها: ((يا عائشة! للمرأة على زوجها [ألا] يجيعها، ولا يعريها [وأن] يشتري أثوابها، ويعاشرها بالمعروف كما أمر الله -سبحانه! - فإن لم يفعل انقلب بالسيئات وانقلبت هي بالحسنات)) . فبينما هما في حديثهما ذلك إذ نزل عليهما جبريل -عليه السلام! - فقال له ((يا رسول الله! اهبط بنا إلى مقبرة المدينة!)) فإذا هما بقبرين مخترقين، وفي القبر الواحد شابٌ وفي عنقه سلسلةٌ من نارٍ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل! ما ذنب هذا الشاب الشقي؟ فقال: ((يا رسول الله! كان لا تمر به محصنةٌ إلا قال فيها ما لا يعلم الله منها!)) قال: ((يا جبريل! وما ذنب هذا الشيخ الشقي؟)) قال: ((يا رسول الله! كان يأكل

أموال اليتامى ظلماً، وكان يرائي الناس في الدنيا! فهذا عذابه في الدنيا وله في الآخرة أشد العذاب)) . 242-[قال عبد الملك بن حبيب] : وينبغي للمسلم والمسلمة أن يتطهرا كل يوم جمعةٍ ولو بلغ ذلك الطهور ديناراً! فإن الذنوب تتساقط عنهما بذلك الطهر كما تتساقط أوراق الشجر. قلت: ((يا رسول الله! هؤلاء الجمعات أفيها دعواتٌ تنفذ سبع سماوات؟)) قال: ((نعم يا عائشة!)) : دعوة المؤذن إلى أن يقيم الصلاة! ودعوة المجاهد إلى أن يرزقه الله الشهادة! ودعوة الحاج حتى يرده الله إلى بلده ووطنه! ودعوة المظلوم إلى أن ينصره الله! ودعوة الصائم إلى أن يفطر!)) . 243- قالت له: ((يا رسول الله! أي هؤلاء النسوة اللاتي يظلهن الله كل يوم جمعةٍ برحمته؟)) قال: ((يا عائشة! منهن الغسالة، والغزالة، والمؤمنة المتصدقة في سبيل الله - عز جل!)) . قالت: ((أي هؤلاء الثلاثة من الرجال الذين لا ينظر الله إليهم إلا نظرةً مسخطةً؟)) فقال

باب جامع في ذكر النساء

لها: ((يا عائشة! رجلٌ طلق وأمسك! وأعتق وملك! ورجلٌ أعان على مظلومٍ بشهادة الزور!)) . قالت: ((يا رسول الله! أي هؤلاء الثلاثة الغرباء في الدنيا؟)) قال لها: ((يا عائشة! كل مسجدٍ لا يصلى فيه، ومصحفٍ لا يقرأ فيه، وعالمٍ بين قومٍ جاهلين لا يسألونه، إن أمرهم بالمعروف ضحكوا، وإن نهاهم عن المنكر استهزؤوا به!)) . باب جامع في ذكر النساء 244- روي عن سعيد بن يعقوب عن رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة أنها قالت: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة تعطرت لغير زوجها فهي زانيةٌ! وكل عينٍ نظرت إليها وإلى زينتها وطيبها فهي زانيةٌ! ولا يقبل الله منها صرفاً ولا عدلاً حتى تتوب إلى الله!)) . وعن ابن عباس أنه قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأةٍ اكتحلت بين يدي رجلٍ ليس لها بمحرمٍ أمر الله الملائكة أن يلعنوها ولا يقبل الله منها صرفاً، ولا عدلاً ما دام ذلك الكحل في عينها!)) .

245- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني الحسن بن أبي الحسن عن (.. ..) ابن عباس قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت في النار ليلة أسري بي امرأةً معلقةً من شعرها وهي يغلي دماغها! ورأيت امرأة قد أخرج لسانها من وراء قفاها والحميم يصب من فوق رأسها ويخرج من دبرها! ورأيت امرأةً معلقةً بثدييها والنار توقد من تحتها وهي تأكل من لحم جسدها! ورأيت امرأةً معلقةً بقدميها خرساء صماء بكماء عمياء! ورأيت امرأةً معلقةً برجليها وهي تأكل من بدنها مساً! كل أهل النار من النار يأكلون ومن النار يشربون ومن النار يلبسون وعلى حمم جهنم يتقلبون!)) . 246- فقامت إليه فاطمة ابنته فقالت له: ((حبيبي وقرة عيني يا

رسول الله! ألا تخبرني بأي شيءٍ وضع الله العذاب على هؤلاء النسوة؟)) قال: ((يا فاطمة! إن المعلقة بشعرها كانت لا تغطي شعرها من الرجال! والمعلقة بلسانها كانت تؤذي زوجها بلسانها! والمعلقة بثدييها وهي تأكل جسدها كانت تفرش فراش زوجها لغيره! والتي كانت في تابوتٍ من نارٍ كانت امرأةً متزوجةٍ وكانت تزني! والمعلقة برجليها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها!)) . 247- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأةٍ قذفت زوجها بلسانها فتح الله لها سبعين باباً من اللعنة، وغضب الله عليها، ولعنتها الملائكة في السماء والأرض)) . ((وأيما امرأةٍ قالت: ما لي؟ فوالله ما رأيت منك خيراً قط إلا حرم الله عليها نعيم الجنة، وكتب عليها من الوزر مثل رمل عالجٍ، وأنزل عليها كل يومٍ وليلةٍ ألف لعنةٍ! ((وأيما امرأةٍ دعاها زوجها إلى فراشه فأبت أحبط الله عملها سبعين سنةً!. ((وأيما امرأةٍ أحرجت زوجها حشرت يوم القيامة خرساء صماء ولا يقبل [الله] منها صرفاً ولا عدلاً!)) . 248-[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم] : ((وأيما امرأةٍ خرجت من بيت زوجها بغير إذنه بنى الله لها بكل خطوةٍ بيتاً من النار!)) .

((وأيما امرأةٍ خانت زوجها في الفراش فعليها عذاب نصف هذه الأمة وكتب عليها من الوزر مثل رمل عالجٍ!)) . 249-[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم] : ((وأيما امرأةٍ قالت لزوجها إنما تأكل [مالها] وتلبس [ثيابها] غضب الله عليها ثمانين يوماً! ولو كان لها من المال مثل مال قارون وتصدقت به في سبيل الله [لما] قبل الله منها شيئاً!. ((وأيما امرأةٍ قالت لزوجها: أراحني الله منك! فتح الله عليها باباً من العذاب ووضع الله على جسدها كسوةً من النار ولا يجيب الله لها دعاءها!)) . 250-[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم] : ((وأيما امرأةٍ كحلت في وجه زوجها سود الله وجهها وجعل قبرها حفرةً من حفر جهنم!)) . ((وأيما امرأةٍ مشقت على زوجها أخرج الله لسانه من وراء قفاها ولم يقبل الله منها شيئاً من أعمال البر! فإن ماتت على حالها دخلت النار مع المنافقين والمنافقات! والمرأة المنافقة لو عبدت ربها عبادة الملائكة [لما] نفعها ذلك!)) . ((ولو أن امرأةً لحست من خياشم أنف زوجها من أحدهما دماً ومن الآخر قيحاً كل يومٍ سبعين مرةً [لما] أدت حق زوجها!)) .

251- قال [رسول الله صلى الله عليه وسلم] : ((فإذا تكمل للمرأة أربع خصالٍ فقد كمل لها خصال الخير ورجوت أن تكون من أهل الجنة: ((إذا حافظت على الصلوات الخمس في أوقاتها، وكانت طائعةً لزوجها في كل شيءٍ لله فيه رضىً وطاعةٌ له! فإن أول ما تسأل عنه المرأة يوم القيامة الصلاة، وعن حق زوجها، وعن رضى زوجها وطوعها له، فإنه خيرٌ لها من صيام الدهر وقيام الليل. والثانية حفظ اللسان من قول الزور، والغيبة واللغو وكفر النعمة، وهو أن تقول لزوجها: ما رأيت منك خيراً قط! ونحو هذا)) . 252-[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم] : ((والثالثة الزهادة في زينة الدنيا من الذهب والفضة، وثياب الحرير، وثياب المباهاة وكذلك متاع المنزل. فإذا رزقت ذلك ورشدت في هذا فركعتان منها أفضل من ألف ركعةٍ من غيرها من النساء. والرابعة صبرها على المصائب، والصبر عند الغيرة، ولها في ذلك أجر المجاهد في سبيل الله)) . 253-[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم] : ((وأيما امرأةٍ ماتت عزباء ولم تتزوج، ولم تطمث دخلت الجنة!)) . ((وأيما امرأةٍ أرملت فصبرت على أبنائها ولم تتزوج كانت يوم القيامة في

باب في ذكر المرأة التي تخدم زوجها ومالها في ذلك من الثواب

ظل عرش الرحمن!)) . باب في ذكر المرأة التي تخدم زوجها ومالها في ذلك من الثواب 254- قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني [علي بن] جعفر بن محمد قال: ((أيما امرأة قامت بخدمة زوجها يوماً واحداً أوجب الله لها الجنة، وأعطاها ثواب اثني عشر ولياً! وأيما امرأة خدمت زوجها يوماً وليلة غفر الله لها الذنوب كلها، وكسيت يوم القيامة حلة خضراء، وكتب الله لها بكل شعرة في جسدها ثواب شهيد، وبنى لها بكل شعرة في بدنها مدينة من مسك، ولا تخرج من الدنيا حتى ترى موضعها من الجنة!)) . 255- ((وأيما امرأة خدمت زوجها نهاراً واحداً خرجت من ذنوبها كيوم ولدتها أمها، وأعطاها الله ثواب ألف حجة، وألف عمرة، واستغفر لها ألف ملك! وأيما امرأة كنست بيت زوجها، وبسطت له ثوباً كي يجلس عليه زوجها حباً في الله فتح الله عليها أبواب الرحمة، ونظف لها قبرها من الدود والعقارب، وأدخل الله في بيتها سبعين حوراء يؤنسنها ويزرن قبرها كل يوم وألف ملك يحملون

باب في ذكر النساء المحسنات لأزواجهن وما لهن في ذلك من الثواب

إليها من نعيم الجنة ووسع الله عليها قبرها!)) . باب في ذكر النساء المحسنات لأزواجهن وما لهن في ذلك من الثواب 256- قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيما امرأةٍ تبسمت في وجه زوجها وشكرت فعله نظر الله إليها يوم القيامة! وأيما امرأةٍ انشرحت بين يدي زوجها ليلةً واحدةً خرجت من قبرها مع نساء النبيين، وتمر على الصراط معهن بغير حسابٍ، وأعطاها [الله] في الجنة ثواب اثني عشر ولياً!)) . ((وأيما امرأةٍ فرشت لزوجها بطيب نفسها حرم الله صدرها على النار، وأعطاها ثواب مائتي حجةٍ وعمرةٍ، وكتب لها مائتي ألف حسنةٍ، ورفع لها مائتي ألف درجةٍ في الجنة!)) . 257- ((وأيما امرأةٍ دخلت مع زوجها في فراشٍ واحدٍ ناداها ملكٌ من تحت العرش: لتستأنفي العمل! فقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر!. وكتب الله لها ثواب من أعتق مائة رقبةٍ، وكتب لها بكل شعرةٍ حسنةً!)) . وأيما امرأةٍ قبلت زوجها بطيب نفسها فكأنما قرأت القرآن [اثنتي

عشرة] مرةً وكتب الله بها بكل آيةٍ في القرآن خمسين حسنةً وبنى لها بكل قبلةٍ مدينةً في الجنة!. ((وأيما امرأةٍ قبلت رأس زوجها ومشطت رأسه ولحيته كتب الله لها بعدد كل شعرةٍ حسنةً، وغرس لها بكل شعرةٍ نخلةً في الجنة)) . 258- ((وأيما امرأةٍ دهنت رأس زوجها وأخذت من شاربه سقاها الله من أنهار الجنة وهون عليها سكرات الموت، وكتب لها براءةً من النار، وجوازاً على الصراط، وأعطاها ثواب عمل ستين عاماً!)) . ((وأيما امرأةٍ أخذت من ظفر زوجها وجدت قبرها روضةً من رياض الجنة، وفتح الله لها باباً إلى الجنة، وكتب لها بكل ظفرةٍ مائة حسنةٍ، ورفع لها مائة درجةٍ في الجنة!)) . 259- ((وأيما امرأةٍ ناولت زوجها شربةً من ماءٍ فكأنما أعتقت رقبةً وسقاها الله من الكوثر سبعين شربةً قبل أن تدخل الجنة، وألبسها حلةً من حلل الجنة!)) . ((وأيما امرأةٍ وضعت مائدةً بين يدي زوجها كتب الله لها بذلك عبادة سنةٍ، وكتب لها بكل رغيفٍ وضعته بين يدي زوجها عشر حسناتٍ، ورفع لها عشر درجاتٍ، ووضع على رأسها [تاجاً] من نورٍ [مكلل] بالدر والياقوت!)) .

260- وأيما امرأةٍ غسلت ثياب زوجها أعطاها الله ثواب ستين شهيداً ولا تقوم من مقامها إلا مغفورٌ لها جميع ذنوبها!. ((وأيما امرأةٍ طبخت لزوجها قدراً حرم الله عليها النار!)) . ((وأيما امرأةٍ خبزت لزوجها لا تصيبها شدةٌ يوم القيامة ومرت على الصراط كالبرق الخاطف!)) . 261- وأيما امرأةٍ رضي عنها زوجها رضي الله عنها وأدخلها الجنة بغير حسابٍ! وأيما امرأةٍ نامت وزجها راضٍ عنها أعطاها الله من الثواب مثل ما أعطى أيوب -عليه السلام! - على بلائه! ((وللزوجة فضلٌ على الحور العين كفضل محمد صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق)) . 262- ((وأيما امرأةٍ نوت صيام تطوعٍ من ليلها ثم أمرها زوجها أن تفطر ثم أفطرت كتب الله لها أجر الصوم، وأجر الطاعة لزوجها. وإن حلفت: إني صائمةٌ! لم تأثم على ذلك!)) . ((والمتزوجة لها الشفاعة يوم القيامة كشفاعة النبيين)) . ((طوبى لامرأةٍ رضي عنها زوجها تقوم وتقعد، والأرض تستغفر، والملائكة يكتبون لها الحسنات، والرب عنها راضٍ، وتدخل الجنة بغير حسابٍ!)) .

263- وعن أنس بن مالك أنه قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثٌ ليس لهن جزاءٌ إلا النار إلا أن يتبن: المرأة السارقة من مال زوجها، والقوادة والنائحة. فإن تبن تاب الله عليهن. وإن متن على حالهن فما لهن جزاءٌ إلا النار. وإن امرأةٌ سرقت من بيت زوجها درهماً واحداً أو رغيفاً واحداً ثم عبدت ربها ألف سنةٍ ما نفعها ذلك [إلا أن] توفي زوجها ما أخذت من ماله. فإن ردته وبينت لزوجها وقالت: اجعلني في حل! فإن رضي عنها زوجها غفر الله لها الذنوب كلها وأدخلها الجنة بغير حسابٍ)) . 264- وعن علي بن زياد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أربعةٌ من أطاع فيها امرأته أكبه الله على وجهه في النار: الثياب الرقاق، والحمامات، والمناحات، والعرائس)) . 265- انتهى كتاب الغاية والنهاية تأليف الإمام عبد الملك بن حبيب -رحمه الله ورضي عنه! - في آخر ربيع الأول عام واحد وأربعين ومائة وألف [1041] من نسخة بخط سيد محمد بن محمد بن عرضون الحساني -رحمه الله تعالى! - ونفعنا ببركاته! آمين! آمين! آمين!.

وكان الفراغ منه يوم الثلاثاء عند صلاة العصر على يد الحقير الذليل الراجي من مولاه المغفرة، محمد الطاهر بن المأمون بن المالق بن البغداد بن المالق بن بعبيد الشرقي -نفعني الله ببركاته! - العمري البجعدي داراً ومنشأ. 266- اللهم اغفر لكاتبه ولوالده ولشيوخه ولجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات! اللهم ثبتنا على الكلمة المشرفة! لا إله إلا الله! محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فرغ يوم الثلاثاء من سبعة وعشرين يوماً من شوال عام اثنين وتسعين ومائة وألف [1192] . حسبي الله ونعم الوكيل! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! لا إله إلا الله! محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

§1/1