أخبار مكة للفاكهي

الفاكهي، أبو عبد الله

الجزء 1

§ذِكْرُ فَضْلِ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ وَمَا جَاءَ فِيهِ، وَأَنَّهُ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ

1 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: ثنا غَوْثُ بْنُ غَيْلَانَ بْنِ مُنَبِّهٍ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ، عَنْ إِدْرِيسَ ابْنِ بِنْتِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، عَنْ طَاوُسٍ الْجَنَدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَوْلَا مَا طَبَعَ اللهُ الرُّكْنَ مِنْ أَنْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَرْجَاسِهَا وَأَيْدِي الظَّلَمَةِ وَالْأَثَمَةِ لَاسْتُشْفِيَ بِهِ -[82]- مِنْ كُلِّ عَاهَةٍ، وَلَأُلْفِيَ الْيَوْمَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَهُ اللهُ تَعَالَى، وَإِنَّمَا غَيَّرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالسَّوَادِ لِئَلَّا يَنْظُرَ أَهْلُ الدُّنْيَا إِلَى زِينَةِ الْجَنَّةِ وَلَيَصِيرَنَّ إِلَيْهَا، وَإِنَّهَا لَيَاقُوتَةٌ بَيْضَاءُ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ، وَضَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ حِينَ أَنْزَلَهُ لِآدَمَ فِي مَوْضِعِ الْكَعْبَةِ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ الْكَعْبَةُ وَالْأَرْضُ يَوْمَئِذٍ طَاهِرَةٌ لَمْ يُعْمَلْ فِيهَا بِشَيْءٍ مِنَ الْمَعَاصِي، وَلَيْسَ لَهَا أَهْلٌ يُنَجِّسُونَهَا، فَوَضَعَ لَهُ صَفًّا مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَلَى أَطْرَافِ الْحَرَمِ يَحْرُسُونَهُ مِنْ سُكَّانِ الْأَرْضِ، وَسُكَّانُهَا يَوْمَئِذٍ الْجِنُّ، وَلَيْسَ يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَيْهِ لِأَنَّهُ شَيْءٌ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَنْ نَظَرَ إِلَى الْجَنَّةِ دَخَلَهَا، فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا إِلَّا مَنْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَالْمَلَائِكَةُ يَذُودُونَهُمْ عَنْهُ لَا يُجِيزُ مِنْهُمْ شَيْءٌ "

_ إسناده ضعيف

2 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الضَّيْفِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يَأْتِي هَذَا الْحَجَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ " 3 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ -[83]- سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي هَذَا الْحَجَرُ " ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي بِشْرٍ

4 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ §إِنَّ عَلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ لَسَبْعِينَ مَلَكًا يَسْتَغْفِرُونَ لِلْمُسْلِمِينَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ بِأَيْدِيهِمْ، وَالرَّاكِعِينَ وَالسَّاجِدِينَ وَالطَّائِفِينَ "

_ إسناده ضعيف

5 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَنْزَلَ الْحَجَرَ مَلَكٌ مِنَ الْجَنَّةِ "

6 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَيْشِيُّ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " §الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ حَتَّى سَوَّدَتْهُ خَطَايَا أَهْلُ الشِّرْكِ "

_ إسناده حسن

7 - وَحَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ قَالَ: ثنا شَاذُّ بْنُ الْفَيَّاضِ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ الْبَزَّارُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ " (1) 8 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ، مِثْلَهُ

_ (1) إسناده ضعيف

9 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الضَّيْفِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §الْحَجَرُ وَالْمَقَامُ مِنْ جَوْهَرِ الْجَنَّةِ "

_ إسناده ضعيف

10 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عُتْبَةَ اللهْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بِمَكَّةَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ مَا بَدْءُ خَلْقِ هَذَا الرُّكْنِ؟ قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا خَلَقَ الْجَنَّةَ قَالَ لِبَنِي آدَمَ: {§أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} [الأعراف: 172] ؟ قَالُوا: بَلَى، فَأَجْرَى نَهْرًا أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَلْيَنَ مِنَ الزُّبْدِ، ثُمَّ أَمَرَ الْقَلَمَ فَاسْتَمَدَّ مِنْ ذَلِكَ النَّهْرِ، فَكَتَبَ إِقْرَارَهُمْ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ أَلْقَمَ ذَلِكَ الْكِتَابَ هَذَا الْحَجَرَ، فَهَذَا الِاسْتِلَامُ الَّذِي تَرَى إِنَّمَا هُوَ يَشْهَدُ عَلَى إِقْرَارِهِمْ بِالَّذِي كَانُوا أَقَرُّوا بِهِ، (1) قَالَ جَعْفَرٌ: وَكَانَ أَبِي إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ قَالَ: " اللهُمَّ أَمَانَتِي أَدَّيْتُهَا، وَمِيثَاقِي وَفَّيْتُ بِهِ، لِيَشْهَدَ لِي عِنْدَكَ بِالْوَفَاءِ

_ (1) إسناده ضعيف

11 - فَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " §مَا يُنْكِرُ قَوْمٌ أَنَّ اللهَ عَلِمَ شَيْئًا فَكَتَبَهُ "

_ إسناده صحيح

12 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: " §الرُّكْنُ حَجَرٌ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ "

13 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " وَجَدَتْ قُرَيْشٌ فِي أَوَّلِ جَاهِلِيَّتِهَا حَجَرَيْنِ عَلَى ظَهْرِ أَبِي قُبَيْسٍ َمْ يَرَوْا أَصْفَى مِنْهُمَا وَلَا أَحْسَنَ، أَحَدُهُمَا أَصْفَرُ، وَالْآخَرُ أَبْيَضُ، فَقَالُوا: وَاللهِ مَا هَذَا مِنْ حِجَارَةِ بِلَادِنَا، وَلَا مِمَّا يُعْرَفُ مِنْ حِجَارَةِ بِلَادِ غَيْرِنَا، وَلَا نَرَاهُمَا إِلَّا نَزَلَا مِنَ السَّمَاءِ، فَكَانَا عِنْدَهَا ثُمَّ فَقَدُوا الْأَصْفَرَ، وَكَانُوا يَدْعُونَهُ الصَّغِيرَ، وَأَمْسَكُوا الْأَبْيَضَ وَاحْتَفَظُوا بِهِ حَتَّى بَنَوُا الْكَعْبَةَ فَجَعَلُوهُ فِيهَا فَهُوَ هَذَا الرُّكْنُ الْأَسْوَدُ -[87]- وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَغَيْرُهُ يَقُولُونَ: " §مَا سَوَّدَ الرُّكْنَ إِلَّا مَسُّ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلُ الْجَنَابَةِ وَالْحُيَّضُ، فَذَلِكَ سَوَّدَهُ، وَاللهُ أَعْلَمُ "

14 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يُبْعَثُ الرُّكْنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ لِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، وَعَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَهُو يَمِينُ اللهِ تَعَالَى الَّتِي يُصَافِحُ بِهَا عِبَادَهُ "

_ إسناده ضعيف

15 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُبَارَكٍ الصُّورِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ أَبِي -[88]- سُوَيْدٍ (1) قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ هِشَامٍ يَسْأَلُ عَطَاءً وَهُوَ فِي الطَّوَافِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا بَلَغَكَ فِي هَذَا الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ فَاوَضَهُ فَإِنَّمَا يُفَاوِضُ يَدَ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ " 16 - وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ

_ (1) إسناده ضعيف

17 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بَزَّةَ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، جَمِيعًا عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §الْحَجَرُ يَمِينُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، فَمَنْ لَمْ يُدْرِكْ بَيْعَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ اسْتَلَمَ الْحَجَرَ فَقَدْ بَايَعَ اللهَ وَرَسُولَهُ (1) " 18 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ -[89]- عَنْهُمَا نَحْوَهُ، ثُمَّ قَرَأَ {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10] أَوْ قَرِيبٌ مِنْ هَذَا أَوْ نَحْوُ هَذَا

_ (1) إسناده ضعيف

19 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §لَقَدْ نَزَلَ الْحَجَرُ وَإِنَّهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الْفِضَّةِ، وَلَوْلَا مَا مَسَّهُ مِنْ أَرْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنْجَاسِهَا مَا مَسَّهُ ذُو عَاهَةٍ بِعَاهَةٍ إِلَّا بَرَأَ "

_ إسناده صحيح

20 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ أَبُو عَمَّارٍ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §هَذَا الرُّكْنُ يَمِينُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، يُصَافِحُ بِهِ عِبَادَهُ مُصَافَحَةَ الرَّجُلِ أَخَاهُ " (1) 21 - وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، -[90]- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا نَحْوَهُ (2)

_ (1) إسناده حسن (2) إسناده ضعيف

22 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ قَالَ: أنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §هَبَطَ آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِالرُّكْنِ مِنَ الْجَنَّةِ يَاقُوتَةً بَيْضَاءَ يَمْسَحُ بِهَا دُمُوعَهُ "

_ إسناده ضعيف

23 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: " §هَبَطَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْهِنْدِ وَأَنْزَلَ مَعَهُ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ، وَأَنْزَلَ مَعَهُ قَبْضَةً مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ فَنَثَرَهَا بِالْهِنْدِ فَنَبَتَ شَجَرُ الطِّيبِ، فَأَصْلُ مَا يُؤْتَى بِهِ مِنَ الطِّيبِ مِنْ الْهِنْدِ مِنَ الْوَرَقِ، وَإِنَّمَا قَبَضَ آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الْقَبْضَةَ أَسَفًا عَلَى الْجَنَّةِ حَيْثُ أُخْرِجَ مِنْهَا "

_ إسناده حسن

24 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا الْقَاسِمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ: ثنا الْهُذَيْلُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، عَنِ -[91]- أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " §رَأَيْتُ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ أَبْيَضَ، وَكَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا نَحَرُوا لَطَّخُوهُ بِالْفَرْثِ

25 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْحَجَرِ مِنَ الْجَنَّةِ فَوَضَعَهُ حَيْثُ رَأَيْتُمْ وَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا بَقِيَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ، فَاسْتَمْتِعُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَجِيءَ فَيَرْجِعَ بِهِ مِنْ حَيْثُ جَاءَ "

_ إسناده حسن

26 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَامِرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي مُوسَى بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ -[92]- الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §يَبْعَثُ اللهُ تَعَالَى الرُّكْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ وَلِسَانٌ يَشْهَدُ لِمَنْ وَافَى بِالْمُوَافَاةِ "

_ إسناده ضعيف

27 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: ثنا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " نَظَرْتُ إِلَى الرُّكْنِ حِينَ نَقَضَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْبَيْتَ، فَإِذَا كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ دَاخِلُ الْبَيْتِ أَبْيَضُ، قَالَ عَتَّابٌ: ثُمَّ وَصَفَهُ لِي خُصَيْفٌ مِثْلَ الْحُوتِ، قَالَ مُجَاهِدٌ: " §إِنَّمَا اسْوَدَّ مَا ظَهَرَ مِنْهُ لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يُلَطِّخُونَهُ بِالدَّمِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَنَّهُ سَيُرَدُّ إِلَى الْجَنَّةِ، وَأَنَّهُ سَيُجْعَلُ لَهُ لِسَانٌ حَتَّى يَشْهَدَ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

28 - وَحَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ: لِعَطَاءٍ تَقْبِيلُ الرُّكْنِ؟ قَالَ: " §حَسَنٌ "

28 - قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو وَكَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّهُمَا قَالَا: " §لَوْلَا مَا يُمْسَحُ بِهِ مِنَ الْأَرْجَاسِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَا مَسَّهُ ذُو عَاهَةٍ إِلَّا شُفِيَ، وَمَا مِنَ الْجَنَّةِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا هُوَ "

28 - قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحُدِّثْتُ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ وَالنَّاسُ يَزْدَحِمُونَ عَلَى الرُّكْنِ فَقَالَ لِجُلَسَائِهِ: " أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قَالُوا: نَعَمْ، هَذَا الْحَجَرُ قَالَ: " قَدْ أَرَى §وَلَكِنَّهُ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُحْشَرَنَّ لَهُ عَيْنَانِ، وَلِسَانٌ وَشَفَتَانِ، يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ "

28 - قَالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ: حُدِّثْتُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: " §الرُّكْنُ هُوَ يَمِينُ اللهِ يُصَافِحُ بِهَا عِبَادَهُ "

28 - قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَقَالَ مُجَاهِدٌ: " §الرُّكْنُ وَالْمَقَامُ يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَيْنَانِ، وَلِسَانٌ وَشَفَتَانِ، يَشْهَدَانِ لِمَنْ وَافَاهُمَا بِالْوَفَاءِ "

28 - قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أُمَّهُ أَخْبَرَتْهُ: " §أَنَّ الرُّكْنَ كَانَ لَوْنُهُ قَبْلَ الْحَرِيقِ كَلَوْنِ الْمَقَامِ "

29 - وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، عَنِ -[94]- ابْنِ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانِ بْنِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَكَرَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَهِيَ تَطُوفُ مَعَهُ بِالْكَعْبَةِ حِينَ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ: " يَا عَائِشَةُ §لَوْلَا مَا طُبِعَ هَذَا مِنْ أَرْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنْجَاسِهَا إِذًا لَاسْتُشْفِيَ بِهِ مِنْ كُلِّ عَاهَةٍ، وَإِذًا لَأُلْفِيَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ أَنْزَلَهُ اللهُ وَلِيُعِيدَنَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا خَلَقَهُ عَلَيْهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَإِنَّهُ لَيَاقُوتَةٌ بَيْضَاءُ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ، وَلَكِنْ غُيِّرَ حُسْنُهُ بِمَعْصِيَةِ الْعَاصِينَ، وَسُتِرَتْ زِينَتُهُ عَنِ الْأَئِمَّةِ الظَّلَمَةِ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى الرُّكْنِ يَمِينِ اللهِ فِي الْأَرْضِ، اسْتِلَامُهُ الْيَوْمَ بَيْعَةٌ لِمَنْ لَمْ يُدْرِكْ بَيْعَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) وَذَكَرَ وَهْبٌ أَنَّ الرُّكْنَ، وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ نُزِّلَا فَوُضِعَا عَلَى الصَّفَا فَأَضَاءَ نُورُهُمَا لِأَهْلِ الْأَرْضِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، كَمَا يُضِيءُ الْمِصْبَاحُ فِي اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُؤْنِسُ الرَّوْعَةَ وَيُسْتَأْنَسُ إِلَيْهِ، وَلَيُبْعَثَنَّ الرُّكْنُ وَالْمَقَامُ وَهُمَا فِي الْعِظَمِ مِثْلُ أَبِي قُبَيْسٍ يَشْهَدَانِ لِمَنْ وَافَاهُمَا بِالْوَفَاءِ، فَرَفَعَ اللهُ تَعَالَى النُّورَ عَنْهُمَا، وَغَيَّرَ حُسْنَهُمَا فَوَضَعَهُمَا حَيْثُ هُمَا، قَالَ وَهْبٌ فِي حَدِيثِهِ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " أَنَّ حُرْمَةَ الْبَيْتِ لَإِلَى الْعَرْشِ فِي السَّمَاوَاتِ وَإِلَى الْأَرَضِينَ السُّفْلَى "،

_ (1) إسناده متروك

30 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: أنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: " §نَزَلَ الْحَجَرُ مِنَ الْجَنَّةِ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ، وَلَوْلَا مَا مَسَّهُ مِنْ خَطَايَا بَنِي آدَمَ مَا مَسَّهُ أَعْمَى وَلَا أَبْرَصُ وَلَا مَجْذُومٌ إِلَّا بَرَأَ "

_ إسناده حسن

31 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَزْرَقِيُّ الْقَاصُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَدِمْنَا مَكَّةَ مَعَ جَدَّتِي أُمِّ عَبْدِ اللهِ فَنَزَلَتْ عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ وَكَانَتْ أُخْتًا لَهَا، قَالَ: فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ قَالَتْ صَفِيَّةُ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أُكَافِئُ بِهِ هَذِهِ الْمَرْأَةَ، هِيَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةُ الدُّنْيَا، وَقَدْ أَحْسَنَتْ إِلَيْنَا، وَمَا أَقْدِرُ أَنْ أُكَافِئَهَا، قَالَ: وَكَانَ عِنْدَهَا حَصَاةٌ مِنَ الرُّكْنَ مِمَّا بَقِيَ مِنْهُ حِينَ أَصَابَهُ الْحَرِيقُ، فَكَانَتْ فِي حُقٍّ وَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهَا فَتَغْسِلُ تِلْكَ الْحَصَاةَ لَهُمْ فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: مَا أَجِدُ شَيْئًا أُكَافِئُ بِهِ هَذِهِ الْمَرْأَةَ إِلَّا هَذِهِ الْحَصَاةَ، قَالَ: فَأَتَتْهَا بِهَا فِي الْحُقِّ فَقَالَتْ: يَا أُخْتَهْ، وَاللهِ مَا أَقْدِرُ أَنْ أُكَافِئَكِ، وَمَا عِنْدِي مَا أُكَافِئُكِ، هَذِهِ حَصَاةٌ مِنَ الرُّكْنَ كُنْتُ أَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى، خُذِيهَا تَنْتَفِعِينَ بِهَا وَتَغْسِلِينَهَا لِلْمَرْضَى، قَالَ: فَأَخَذَتْهَا أُمُّ عَبْدِ اللهِ قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْحَرَمِ صُرِعَ أَصْحَابُنَا، فَقَالَتْ أُمُّ عَبْدِ اللهِ: وَيْحَكُمْ، مَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ أَحْدَثْتُمْ فِي الْحَرَمِ حَدَثًا، فَقَالُوا: لَا نَعْلَمُنَا أَحْدَثْنَا فِي الْحَرَمِ حَدَثًا قَالَ: فَقَالَتْ أَنَا صَاحِبَةُ الذَّنْبِ، فَقَامَتْ فَتَوَضَّأَتْ وَصَلَّتْ، ثُمَّ قَالَتِ: انْظُرُوا إِلَى أَمْثَلِكُمْ حَيَاةً وَحَرَكَةً، فَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَمْثَلَ مِنِّي حَيَاةً وَحَرَكَةً، فَقَالَتْ: شُدُّوا لَهُ عَلَى بَعِيرٍ، ثُمَّ قَالَتِ: ارْكَبْ هَذَا الْبَعِيرَ فَخُذْ هَذَا الْحُقَّ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ فَقُلْ لَهَا: تَقُولُ أُمُّ عَبْدِ اللهِ: §إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَضَعَ فِي حَرَمِهِ شَيْئًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ حَرَمَهِ، وَإِنَّهُ أَصَابَتْنَا فِي هَذِهِ بَلِيَّةٌ فَخُذِيهَا، وَاتَّقِي اللهَ رَبَّكِ وَلَا تُخْرِجِيهَا مِنَ الْحَرَمِ، -[96]- قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: فَمَا أَنَا إِلَّا أَنْ دَخَلْتُ الْحَرَمَ فَأَذْهَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُ حَتَّى جِئْتُ بِالْحُقِّ إِلَى صَفِيَّةَ فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَصْحَابِي، فَقَالُوا: مَا هُوَ إِلَّا ظَنَنَّا أَنَّكَ دَخَلْتَ الْحَرَمَ فَجَعَلْنَا نَبْتَعِثُ رَجُلًا رَجُلًا "

32 - وَحَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَا: أنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْخَلِيلِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ بْنَ أَبَانَ الْعَدَنِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ فَكَبَّرَ وَتَشَهَّدَ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَذَكَرَ اللهَ تَعَالَى، وَلَمْ يَذْكُرْ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا شَيْئًا، كَتَبَ اللهُ تَعَالَى لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا سَبْعِينَ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَحَطَّ عَنْهُ سَبْعِينَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ دَرَجَةً، فَإِذَا انْتَهَى إِلَى مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ: الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ، وَالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ كَانَ فِي خِرَافٍ مِنْ خِرَافِ الْجَنَّةِ، وَشَفَعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ، أَوْ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، الشَّكُّ مِنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ فَإِذَا رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فَأَحْسَنَ رُكُوعَهُ وَسُجُودَهُ، كَتَبَ اللهُ تَعَالَى لَهُ عَدْلَ سِتِّينَ رَقَبَةً كُلُّهُمْ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

_ إسناده حسن

33 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ -[97]- وَكِيعٍ قَالَ: ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: " §لَا حَجَّ لِمَنْ لَا يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ؛ لِأَنَّهُ يَمِينُ اللهِ فِي عِبَادِهِ "

_ إسناده ضعيف

34 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ عَمْرٍو الْجَنْبِيُّ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَأَشْعَثَ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى الْأَمْصَارِ: " §لِيَكُنْ آخِرُ عَهْدِكُمْ بِالْبَيْتِ وَلْيَكُنْ آخِرُ عَهْدِكُمْ مِنَ الْبَيْتِ الْحَجَرَ "

_ إسناده منقطع

ذكر ما يقال عند استلام الركن الأسود، واستلامه ومن لم يستلمه، ورفع الأيدي عنه، والرمل بالبيت

34 - §ذِكْرُ مَا يُقَالُ عِنْدَ اسْتِلَامِ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، وَاسْتِلَامِهِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَلِمْهُ، وَرَفْعِ الْأَيْدِي عَنْهُ، وَالرَّمَلِ بِالْبَيْتِ

35 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: إِنَّ سَالِمًا أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ -[98]- بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ §إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ الْأَسْوَدَ أَوَّلَ مَا يَطُوفُ حِينَ يَقْدَمُ يَخُبُّ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ "

36 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ "

_ إسناده صحيح

37 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَعِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ قَالَ أَهْلُ مَكَّةَ نَرَى أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ جَوْعَى هَزْلَى، قَالَ: " §فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُهَرْوِلُوا لِيُرُوهُمْ أَنَّهُمْ لَيْسُوا كَذَلِكَ، وَأَنَّهُمْ أَقْوِيَاءُ، فَكَانُوا يُهَرْوِلُونَ ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ وَيَمْشُونَ أَرْبَعَةً "

38 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: " كَانَتْ جَدَّتِي عَرَبِيَّةً، يَعْنِي عَرَبِيَّةَ اللِّسَانِ، فَكَانَتْ §لَا تَلْحَنُ، وَكَانَتْ تَحْلِفُ فَتَقُولُ: وَالَّذِي مَسَحْتُ أَيْمَنَ بَيْتِهِ "

39 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَخِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ ثَلَاثَةِ أَشْوَاطٍ وَكَانَ إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ قَالَ: " بِسْمِ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، إِيمَانًا بِاللهِ وَتَصْدِيقًا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَيَقُولُ فِيمَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ: الْيَمَانِيِّ وَالْأَسْوَدِ: " {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201] "

_ إسناده ضعيف جدا

40 - وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ §إِذَا اسْتَلَمَ الْحَجَرَ قَالَ: " آمَنْتُ بِاللهِ وَكَفَرْتُ بِالطَّاغُوتِ "

_ إسناده ضعيف

41 - وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ أَبِي -[100]- إِسْحَاقَ وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ قَالَ: " اللهُمَّ تَصْدِيقًا بِكِتَابِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

_ إسناده ضعيف

42 - وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ §إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ: " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "

_ إسناده حسن

43 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا ابْنُ الْمُقْرِئِ قَالَ: -[101]- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §قَوْلُ النَّاسِ فِي الطَّوَافِ: اللهُمَّ إِيمَانًا بِكَ، وَتَصْدِيقًا بِكِتَابِكَ، شَيْءٌ أَحْدَثَهُ أَهْلُ الْعِرَاقِ "

_ إسناده حسن

44 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " §كَيْفَ صَنَعْتَ فِي اسْتِلَامِكَ الْحَجَرَ؟ قُلْتُ: اسْتَلَمْتُ وَتَرَكْتُ قَالَ: " " أَحْسَنْتَ " " (1) 45 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، مِنْ وَلَدِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " " أَصَبْتَ " "

_ (1) إسناده صحيح

46 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا حَمْزَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ §إِذَا اسْتَفْتَحَ الطَّوَافَ قَالَ: " بِسْمِ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ " قَالَ: أَظُنُّهُ لَا يَصْنَعُ ذَلِكَ إِلَّا حِينَ يَقْدَمُ

_ إسناده صحيح

47 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ، أَظُنُّهُ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §يُقَالُ عِنْدَ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ: اللهُمَّ إِجَابَةَ دَعَوْتِكَ، وَاتِّبَاعَ رِضْوَانِكَ، وَعَلَى سُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

_ إسناده ضعيف

48 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: الْأَشَلُّ أَجْبَى الْكَفِّ الْيُمْنَى، §أَيَسْتَلِمُ بِظَهْرِ كَفِّهِ أَمْ بِشِمَالِهِ؟ قَالَ: " بَلْ يُكَبِّرُ وَلَا يَسْتَلِمُ بِشَيْءٍ مِنْ يَدَيْهِ "، فَقُلْتُ: أَيُّ ذَلِكَ فَعَلَ فَحَسَنٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ " وَقَدْ سَمِعْتُهُ قَبْلَ ذَلِكَ يُحَدِّثُ يَقُولُ: " وَيَسْتَلِمُهُ بِيَمِينِهِ، وَإِنْ كَانَ أَشَلَّ "

48 - قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §طَافَ عَلَى نَاقَتِهِ "، قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: " لَا أَدْرِي " وَزَعَمَ عَطَاءٌ أَنَّهُ " نَزَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى عَلَى سَبْعِهِ رَكْعَتَيْنِ "

48 - قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §إِذَا وَجَدْتَ عَلَى الرُّكْنِ زِحَامًا فَلَا تُؤْذِ وَلَا تُؤْذَ، وَامْضِ "

48 - قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §مَرَرْتُ بِالْمَسْجِدِ غَيْرَ مُتَوَضِّئٍ، أَسْتَلِمُ الرُّكْنَ؟ قَالَ: " لَا "، قُلْتُ: وَلَا شَيْئًا مِنَ الْكَعْبَةِ؟ قَالَ: " لَا "، قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَبَلَغَكَ مِنْ قَوْلٍ يُسْتَحَبُّ عِنْدَ اسْتِلَامِ الرُّكْنِ؟ قَالَ: " لَا " وَهُوَ كَأَنَّهُ يَأْمُرُ بِالتَّكْبِيرِ

48 - قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " كَانَ §إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ قَالَ: " بِسْمِ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ "

49 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ طَاوُسٍ وَطُفْتُ مَعَهُ، وَكَانَ §كُلَّمَا حَاذَى بِالرُّكْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ وَكَبَّرَ "

_ إسناده صحيح

50 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، -[104]- عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ: " §إِذَا أَتَيْتَ الْحَجَرَ فَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ "

_ إسناده صحيح

51 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَأَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى عَطَاءً: هَلْ يَعْلَمُ مِنْ §قَوْلٍ يُقَالُ عِنْدَ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ؟ قَالَ: " لَا، إِلَّا التَّكْبِيرَ وَدُعَاءَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

52 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: " حَجَجْتُ سَنَةَ كَذَا وَكَذَا، لَمْ أَحْفَظْ أَيَّ سَنَةٍ ذَكَرَ، §فَمَا كَانَ أَكْثَرُ كَلَامِ النَّاسِ عِنْدَ الرُّكْنِ إِلَّا: صَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ " قِيلَ لِسُفْيَانَ وَأَنْتَ تَقُولُهُ الْيَوْمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِنْ ذَكَرْتُهُ "

_ إسناده صحيح

53 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ , عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §مَنِ اسْتَلَمَ هَذَا الرُّكْنَ ثُمَّ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ " قَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ أَسْرَعَ؟ قَالَ: " وَإِنْ كَانَ أَسْرَعَ مِنْ بَرْقِ الْخُلَّبِ "

54 - وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَبَّلَ الرُّكْنَ ثُمَّ قَالَ: " أَمَا وَاللهِ §إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ " (1) 55 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ (2) 56 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَرْجِسٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ (3) 57 - وَحَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ -[106]- سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ رَجُلٍ، حَدَّثَهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِثْلَهُ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ: ثُمَّ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَكَ مَا قَبَّلْتُكَ " (4)

_ (1) إسناده صحيح (2) إسناده صحيح (3) إسناده صحيح (4) إسناده ضعيف

58 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: " كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §إِذَا اسْتَلَمَ الْحَجَرَ أَمَرَّ يَدَهُ عَلَى وَجْهِهِ طَوْلًا "

_ إسناده حسن

59 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو قُتَيْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §إِذَا اسْتَلَمَ الْحَجَرَ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَلِحْيَتِهِ "

60 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: رَأَيْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ §إِذَا حَاذَى الرُّكْنَ فَلَمْ يَسْتَلِمْ رَفَعَ يَدَيْهِ وَأَشَارَ بِيَدَيْهِ إِلَى مَنْكِبَيْهِ "

_ إسناده حسن

61 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ: أَنَّهُ " رَأَى طَاوُسًا §إِذَا مَرَّ بِالرُّكْنِ فَلَمْ يَسْتَلِمْ رَفَعَ يَدَيْهِ وَكَبَّرَ "

_ إسناده حسن

62 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ لَيْثَ بْنَ أَبِي سُلَيْمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §إِذَا اسْتَلَمْتَ الرُّكْنَ فَاسْتَقْبِلْهُ وَلَا تَأْتِهِ مِنْ وَرَائِهِ "

_ إسناده ضعيف

63 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: أَنَّهُ " رَأَى سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ §إِذَا حَاذَى بِالرُّكْنِ فَلَمْ يَسْتَلِمْهُ رَفَعَ يَدَيْهِ "

_ إسناده حسن

64 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، أَنَّهُ " رَأَى سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ: §إِذَا حَاذَى بِالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَسْتَلِمَهُ قَامَ بِحِيَالِهِ "

_ إسناده صحيح

65 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَسَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " §تُرْفَعُ الْأَيْدِي عِنْدَ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ "

_ إسناده صحيح

66 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §إِنْ لَمْ تَسْتَلِمْهُ فَارْفَعْ يَدَيْكَ أَوَّلَ مَا تَفْتَتِحُ وَآخِرَهُ "

_ إسناده حسن

67 - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: " أَنَّهُ كَانَ §يُحِبُّ أَنْ يَفْتَتِحَ بِالْحَجَرِ وَيَخْتِمَ بِهِ "

_ إسناده حسن

68 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " §إِذَا ابْتَدَأْتُمُ الطَّوَافَ فَابْدَءُوا بِالرُّكْنِ "

_ إسناده صحيح

69 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " كَانَ §إِذَا أَتَى الرُّكْنَ فَوَجَدَهُمْ يَزْدَحِمُونَ عَلَيْهِ اسْتَقْبَلَ وَدَعَا ثُمَّ طَافَ، وَإِذَا رَأَى خَلْوَةً اسْتَلَمَهُ "

_ إسناده حسن

70 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا أَبُو يَعْفُورٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ خُزَاعَةَ مُنْصَرَفَ الْحُجَّاجِ مِنْ مَكَّةَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَكَانَ رَجُلًا قَوِيًّا يُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنِ: " يَا عُمَرُ إِنَّكَ رَجُلٌ قَوِيٌّ تُؤْذِي الضَّعِيفَ، §فَإِذَا رَأَيْتَ خَلْوَةً فَاسْتَلِمْهُ، وَإِلَّا فَكَبِّرْ وَامْضِ "

_ إسناده ضعيف

71 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا فُضَيْلٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي شُعْبَةَ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §فَإِذَا أَتَى الرُّكْنَ قَالَ: " لَا إِلَهَ -[110]- إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ , فَإِذَا أَتَى عَلَى الْحَجَرِ قَالَ: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201] "

_ إسناده ضعيف جدا

72 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §لِكُلِّ شَيْءٍ شِعَارٌ، وَشِعَارُ الطَّوَافِ اسْتِلَامُ الْحَجَرِ "

_ إسناده ضعيف

73 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ فِي §الرُّكْنِ: " وَلَكِنَّ اللهَ أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَهَ عَلَمًا "

_ إسناده حسن

74 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §عِنْدَ الرُّكْنِ مَلَكٌ مُنْذُ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، يَقُولُ: آمِينَ، فَقُولُوا أَنْتُمْ: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201] "

_ إسناده ضعيف جدا

ذكر السجود على الركن والتزامه، وتقبيله

§ذِكْرُ السُّجُودِ عَلَى الرُّكْنِ وَالْتِزَامِهِ، وَتَقْبِيلِهِ

75 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §قَبَّلَ الْحَجَرَ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ "

_ إسناده ضعيف

76 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، 77 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فِي اللَّفْظِ، قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ §يُقَبِّلُ الْحَجَرَ، ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَبَّلَهُ، ثُمَّ سَجَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَبَّلَهُ، ثُمَّ سَجَدَ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَفْعَلُهُ "، -[112]- وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: إِنِّي رَأَيْتُ خَالَكَ يَفْعَلُهُ، فَسَأَلْتُهُ كَمَا سَأَلْتَنِي فَقَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَفْعَلُهُ وَيَقُولُ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ بِكَ لَمْ أَفْعَلْ بِكَ مَا فَعَلْتُ " قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: قُلْتُ لِأَبِي عَاصِمٍ: مَنْ خَالُهُ؟ قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا

_ إسناده صحيح

78 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا سَعِيدٌ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ "، يَعْنِي: الْحَجَرَ

_ إسناده صحيح

79 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §قَبَّلَ الرُّكْنَ وَالْتَزَمَهُ، وَقَالَ: " رَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَ حَفِيًّا "

_ إسناده صحيح

80 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ الْمَازِنِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو -[113]- حَمَّادٍ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ §طَافَ بِالْبَيْتِ ثُمَّ قَبَّلَ الْحَجَرَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ أَتَى الْمَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ طَافَ الثَّانِيَةَ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْحَجَرِ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَيْهِ فَمَسَحَ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى أَثَرِ سُجُودِهِ، ثُمَّ أَمَرَّهُ عَلَى أَنْفِهِ وَشَفَتَيْهِ "

81 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَوْمًا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَالْتَفَتَ فَلَمْ يَرَ خَلْفَهُ إِلَّا رَجُلًا أَوْ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، §فَعَمَدَ إِلَى الرُّكْنِ فَقَبَّلَهُ ثُمَّ عَادَ فَقَبَّلَهُ "

_ إسناده صحيح

82 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: ثنا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §مَا أَتَيْتُ عَلَى هَذَا الرُّكْنِ مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَلَمَهُ إِلَّا اسْتَلَمْتُهُ فِي رَخَاءٍ وَلَا زِحَامٍ " (1) 83 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، -[114]- عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ

_ (1) إسناده ضعيف

84 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَوَكِيعٌ، (1) 85 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا جَاءَ مُسَبِّدًا رَأْسَهُ حَتَّى §أَتَى الرُّكْنَ فَسَجَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَبَّلَهُ، ثُمَّ سَجَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَبَّلَهُ، ثُمَّ سَجَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَبَّلَهُ " (2)

_ (1) إسناده صحيح (2) إسناده صحيح

86 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ -[115]- عَنْهُمَا قَالَ: §اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَجَرَ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ وَضَعَ شَفَتَيْهِ عَلَيْهِ يَبْكِي طَوِيلًا، فَالْتَفَتَ، قَالَ الْحُلْوَانِيُّ فِي حَدِيثِهِ، إِلَى عُمَرَ وَقَالَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ: فَإِذَا هُوَ بِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَبْكِي، فَقَالَ: " يَا عُمَرُ هَا هُنَا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ "

87 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ حَبَّانَ قَالَ: " رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ §إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ الْأَسْوَدَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ وَعَلَى خَدِّهِ "

_ إسناده ضعيف

88 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: " رَأَيْتُ أَيُّوبَ بْنَ مُوسَى §إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ وَعَلَى خَدِّهِ "

89 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَا: ثنا -[116]- سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، إِنْ شَاءَ اللهُ قَالَ: " §ضَعْ خَدَّيْكَ عَلَى الْبَيْتِ وَلَا تَسْجُدْ عَلَيْهِ "

90 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: " كَانَ طَاوُسٌ §إِذَا وَجَدَ الرُّكْنَ خَالِيًا قَبَّلَهُ، ثُمَّ سَجَدَ عَلَيْهِ، وَقَبَّلَهُ وَسَجَدَ عَلَيْهِ , وَقَبَّلَهُ وَسَجَدَ عَلَيْهِ "

_ إسناده ضعيف

ذكر استلام الركنين: الأسود واليماني، وفضل ذلك

§ذِكْرُ اسْتِلَامِ الرُّكْنَيْنِ: الْأَسْوَدِ وَالْيَمَانِيِّ، وَفَضْلِ ذَلِكَ

91 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ وَالْحَجَرَ فِي كُلِّ طَوَافِهِ "

_ إسناده حسن

92 - حَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ §لَا يَسْتَلِمُ الرُّكْنَيْنِ الْغَرْبِيَّيْنِ "، قَالَ: " وَلَكِنَّهُ كَانَ لَا يَكَادُ أَنْ يُجَاوِزَ الشَّرْقِيَّيْنِ "

_ إسناده رجاله موثقون

93 - حَدَّثَنَا الرَّبَعِيُّ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُ مِنَ الْأَرْكَانِ إِلَّا الْيَمَانِيَّ وَالرُّكْنَ الْأَسْوَدَ "

_ إسناده ضعيف

94 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §لَمْ أَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُ غَيْرَ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَّيْنِ "

_ إسناده ضعيف

95 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،: أَنَّهُ " كَانَ §لَا يَسْتَلِمُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَّا الرُّكْنَيْنِ " (1) -[118]- 96 - حَدَّثَنَا ابْنُ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ وَزَادَ فِيهِ: " يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِمِحْجَنٍ " (2)

_ (1) إسناده ضعيف (2) إسناده ضعيف جدا

97 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: " رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ §إِذَا مَرَّ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ تَنَاوَلَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ "

_ إسناده صحيح

98 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَاسِينَ، عَنْ آدَمَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §مَسْحُهُمَا يَأْكُلُ الذُّنُوبَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ "

_ إسناده ضعيف

99 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -[119]- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: إِنِّي أَرَاكَ تَصْنَعُ خِصَالًا أَرْبَعًا لَا يَصْنَعُهُنُّ أَحَدٌ: لَا تَسْتَلِمُ مِنَ الْأَرْكَانِ إِلَّا هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ، وَلَا تُحْرِمُ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِكَ رَاحِلَتُكَ , وَرَأَيْتُكَ تُغَيِّرَ لِحْيَتَكَ وَرَأْسَكَ، وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ هَذِهِ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " أَمَّا الرُّكْنَانِ فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُمَا، وَأَمَّا الْإِحْرَامُ فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا يُحْرِمُ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَأَمَّا الصُّفْرَةُ , فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَفِّرُ بِهَا، وَأَمَّا النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ فِيهَا وَيَلْبَسُهَا "

_ إسناده صحيح

100 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ عُمَرَ وَأَبَا سَعِيدٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ §يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ فَمَا يَسْتَلِمُونَ إِلَّا الرُّكْنَيْنِ الشَّرْقِيَّيْنِ "

_ إسناده ضعيف

101 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،: أَنَّهُ " §كَانَ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَّيْنِ "

_ إسناده حسن

102 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا ابْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّهُ " §كَانَ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَّيْنِ

_ إسناده صحيح

103 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " أَدْرَكْتُ مَشَايَخَنَا: ابْنَ عَبَّاسٍ، وَجَابِرًا، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَعُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ §لَا يَسْتَلِمُونَ إِلَّا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ وَلَا يَسْتَلِمُونَ غَيْرَهُمَا مِنَ الْأَرْكَانِ "

_ إسناده ضعيف

104 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ -[121]- الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §مَا تَرَكْتُ اسْتِلَامَ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ فِي رَخَاءٍ وَلَا شِدَّةٍ مُنْذُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُمَا "

_ إسناده صحيح

105 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: " رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيَّ §يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ وَيَضَعُ خَدَّهُ عَلَيْهِ "

_ إسناده صحيح

106 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " إِنَّهُ §كَانَ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ ثُمَّ لَا يَعُودُ "

_ إسناده حسن

107 - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ قَالَ: ثنا مُسْتَقِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، مُؤَذِّنُ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §لَا يَسْتَلِمُ مِنَ الْأَرْكَانِ إِلَّا الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ وَالْحَجَرَ "

_ إسناده ضعيف

ذكر استلام النساء الركن

§ذِكْرُ اسْتِلَامِ النِّسَاءِ الرُّكْنَ

108 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، 109 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَبِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، جَمِيعًا عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْبُوذٌ، قَالَ عِيسَى وَبِشْرٌ فِي حَدِيثِهِمَا مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَأَتَتْهَا مَوْلَاةٌ لَهَا، فَقَالَتْ: إِنِّي §اسْتَلَمْتُ الْحَجَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي سَبْعٍ طُفْتُهُ، فَقَالَتْ: " لَا آجَرَكِ اللهُ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، أَلَا كَبَّرْتِ وَعَقَدْتِ " قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: " وَمَرَرْتِ تُدَافِعِينَ الرِّجَالَ "

_ إسناده حسن

110 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " طَافَتِ امْرَأَةٌ مَعَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا سَمَّاهَا، فَلَمَّا جَاءَتِ الرُّكْنَ قَالَتِ الْمَرْأَةُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا تَسْتَلِمِينَ؟ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " §وَمَا لِلنِّسَاءِ وَمَا اسْتِلَامُ الرُّكْنِ، امْضِ عَنْكِ "

_ إسناده صحيح

111 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِنَّ " §أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّ يَطُفْنَ مَعَ الرِّجَالِ "

_ إسناده صحيح

112 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ الرَّازِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْمُثَنَّى قَالَ: رَأَيْتُ عَطَاءً وَأَرَادَتِ امْرَأَةٌ أَنْ تَسْتَلِمَ الْحَجَرَ، فَصَاحَ بِهَا وَقَالَ: " غَطِّي يَدَكِ، §لَيْسَ لِلنِّسَاءِ أَنْ يَسْتَلِمْنَ "

_ إسناده ضعيف

113 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ، عُرِضَ عَلَيْهِ , قَالَ: ثنا جَدِّي قَالَ: ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ ذَفِرَةَ، قَالَتْ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ مَعَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ذَاتَ لَيْلَةٍ بِالْبَيْتِ إِذْ فُطِنَ لَهَا، فَقَالَتْ: " أَعْطِينِي ثَوْبًا " فَأَعْطَيْتُهَا، فَقَالَتْ: " §فِيهِ تَصْلِيبٌ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَبَتْ أَنْ تَلْبَسَهُ "

ذكر من أي جانب يستلم الحجر الأسود

§ذِكْرُ مِنْ أَيِّ جَانِبٍ يُسْتَلَمُ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ

114 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْكَرِيمِ: " كَانَ مُجَاهِدٌ يَقُولُهُ وَلَا يَرَى بِهِ بَأْسًا وَيَفْعَلُهُ، §إِذَا مَسَسْتَ الرُّكْنَ بِيَدِكَ مِمَّا يَلِي الْبَابَ أَجْزَأَ عَنْكَ "

115 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ قَالَ: " كُنْتُ إِذَا طُفْتُ أَنَا وَمُجَاهِدٌ، بِالْبَيْتِ §صَلَّيْنَا فِي صَفْحِ الْبَيْتِ، ثُمَّ اسْتَلَمْنَا الرُّكْنَ مِمَّا يَلِي بَابَ الْكَعْبَةِ "

_ إسناده صحيح

116 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فَرَجٍ الْمَكِّيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً فَقُلْتُ: إِنِّي §أَجِدُ عَلَى الرُّكْنِ زِحَامًا، أَفَأَسْتَلِمُ مِنْ نَحْوِ الْبَابِ؟ قَالَ: " إِذَا نَالَتْ يَدُكَ فَقَدْ تَمَّ سَبْعُكَ "

_ إسناده ضعيف

117 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَنْظَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا أَرَادَ الطَّوَافَ فَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ مِنْ قِبَلِ الْبَابِ , قَالَ بِشْرٌ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَطَرٍ قَالَ: قَالَ لِي مُجَاهِدٌ: " §إِذَا اسْتَلَمْتَ الْحَجَرَ فَأْتِهِ مِنْ قِبَلِ الْبَابِ "

_ إسناده صحيح

ذكر الاستلام عند دخول المسجد، وعند الخروج منه

§ذِكْرُ الِاسْتِلَامِ عِنْدَ دُخُولِ الْمَسْجِدِ، وَعِنْدَ الْخُرُوجِ مِنْهُ

118 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " كُلَّمَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ §طُفْتَ بِالْبَيْتِ أَوْ لَمْ تَطُفْ فَاسْتَلِمِ الْحَجَرَ حِينَ تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، أَوِ اسْتَقْبِلْهُ وَكَبِّرْ وَادْعُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ "

_ إسناده حسن

119 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا عَبْدَةُ، -[126]- عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ " كَانَ §لَا يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى يَسْتَلِمَهُ , كَانَ فِي طَوَافٍ أَوْ فِي غَيْرِ طَوَافٍ "

_ إسناده صحيح

120 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،: أَنَّهُ " كَانَ §يَأْتِي الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ فَيَخْتِمُ بِهِ، ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ "

_ إسناده حسن

121 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ يَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ §فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ ثُمَّ خَرَجَ "

_ إسناده صحيح

ذكر الزحام على الركن الأسود واليماني من فعل ذلك، ومن كرهه , وذكر استلامهما

§ذِكْرُ الزِّحَامِ عَلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ وَالْيَمَانِيِّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، وَمَنْ كَرِهَهُ , وَذِكْرُ اسْتِلَامِهِمَا

122 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، فِي الطَّوَافِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ -[127]- اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §اسْتِلَامُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ يَحُطَّانِ الْخَطَايَا حَطًّا " قَالَ سُفْيَانُ: " فَأُرَانِي لَا أُكَبِّرُ بِهِ فَقَالَ: يَا ابْنَ عُيَيْنَةَ أَتَهَاوُنُ بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ لَقَدْ حَدَّثْتُ بِهِ الشَّعْبِيَّ فَقَالَ: " دُونَ هَذَا تُضْرَبُ فِيهِ أَكْبَادُ الْإِبِلِ "

_ إسناده حسن

123 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: إِنَّكَ تُزَاحِمُ عَلَى هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ؟ فَقَالَ: إِنْ أَفْعَلْ فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ §اسْتِلَامَهُمَا يَحُطُّ الْخَطَايَا "

_ إسناده حسن بالمتابعة

124 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، -[128]- عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §قَلَّ مَا يُزَاحِمُ عَلَى الْحَجَرِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمًا زَاحَمَ عَلَيْهِ حَتَّى رَثَمَ فَابْتَدَرَ مَنْخِرَاهُ دَمًا "

_ إسناده حسن

125 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ " كَانَ §يَكْرَهُ دَفْعَ النَّاسِ عَنِ الرُّكْنِ، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ كَثِيرًا، وَيَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَأَذَى الْمُسْلِمِينَ "

_ إسناده صحيح

126 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " كَانَ §لَا يَدَعُ اسْتِلَامَ الْحَجَرِ وَالرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ " ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ

_ إسناده صحيح

127 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حُرَّةَ الْجَزَرِيُّ قَالَ: " كُنْتُ أَنَا وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، §نُزَاحِمُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَلَى الرُّكْنِ حَتَّى يَسْتَلِمَهُ " (1) قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ غَيْرُ إِبْرَاهِيمَ: " كَانَ سَالِمٌ لَوْ زَاحَمَ الْإِبِلَ لَزَحَمَهَا "

_ (1) إسناده صحيح

128 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §لَا يَذَرُ أَنْ يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ فَمَرَّ يَوْمًا بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَطَوَاهُ وَلَمْ يَسْتَلِمْهُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا عَلَى الْحَجَرِ زَعْفَرَانٌ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا تَرَكَهُ مِنْ أَجْلِ الزَّعْفَرَانِ "

_ إسناده ضعيف

129 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا جَمِيلُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَطُوفُ بِالْهَاجِرَةِ فَازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَى الْحَجَرِ فَطَرَحُوا امْرَأَةً، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " عَلَامَ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا؟ إِنَّمَا جِئْتُمْ بُغَاةَ خَيْرٍ، §فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَلِمَهُ فَلْيَسْتَلِمْهُ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَقْضِ طَوَافَهُ "

_ إسناده ضعيف

130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ اسْتِلَامِ -[130]- الرُّكْنِ، فَقَالَ: " اسْتَلِمْهُ يَا ابْنَ أَخِي وَزَاحِمْ عَلَيْهِ؛ فَإِنِّي " رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يُزَاحِمُ عَلَيْهِ حَتَّى يُدْمَى "

_ إسناده حسن

131 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §اسْتَلَمَ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ وَالْحَجَرَ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَمَا تَرَكْتُهُمَا مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُمَا

_ إسناده صحيح

132 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَّا الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَّيْنِ "

_ إسناده صحيح

133 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -[131]- قَالَ: " §لَا تُزَاحِمْ عَلَى الْحَجَرِ، لَا تُؤْذِ وَلَا تُؤْذَ "

_ إسناده حسن

134 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ: إِنَّهُ سَأَلَ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ عَنِ الِاسْتِلَامِ، فَقَالَ: " §لَا تُزَاحِمْ عَلَيْهِ، وَإِنْ وَجَدْتَ خَلْوَةً فَاسْتَلِمْهُ وَإِلَّا فَامْضِ "

_ إسناده حسن

135 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ الْمَكِّيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ §لَا يَدَعُ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ " قَالَ نَافِعٌ: " وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لَا يَدَعُهُمَا " قَالَ نَافِعٌ: " وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ رَعَفَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِمَّا يُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ , كُلَّ ذَلِكَ يَخْرُجُ فَيَغْسِلُهُ "

136 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §وَدِدْتُ أَنَّ الَّذِيَ يُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنِ نَجَا مِنْهُ كَفَافًا "

137 - وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: §أَصَابَ عُرْوَةُ عَيْنَ إِنْسَانٍ عِنْدَ الرُّكْنِ فِيمَا يَسْتَلِمُونَ، فَقَالَ لَهُ: " يَا هَذَا، أَنَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَإِنْ كَانَ بِعَيْنِكَ بَأْسٌ فَأَنَا بِهَا "

138 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْكِنْدِيِّ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَقُولُ: " §لَا تُزَاحِمْ عَلَى الْحَجَرِ إِلَّا أَنْ تَرَى خَلْوَةً "

139 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: إِنَّ عُرْوَةَ " كَانَ §يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ فَإِذَا اشْتَدَّ الزِّحَامُ وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ اسْتَقْبَلَهُ وَكَبَّرَ " قَالَ: وَكَانَ الزُّبَيْرُ أَوْ ابْنُ الزُّبَيْرِ لَا يَكَادُ أَنْ يَنْفَلِتَ مِنْهُ الْحَجَرُ وَالرُّكْنُ الْيَمَانِيُّ

140 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §تَكْبِيرَةٌ وَلَا أُوذِي مُسْلِمًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ اسْتِلَامِهِ " يَعْنِي الرُّكْنَ

141 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ §إِذَا وَجَدَ عَلَى الرُّكْنِ زِحَامًا كَبَّرَ وَمَضَى وَلَمْ يَسْتَلِمْهُ "

ذكر أول من استلم الركن من الأئمة بعد الصلاة ويقال: إن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما هو أول من أحدث استلام الركن بعد الصلاة من الأئمة

§ذِكْرُ أَوَّلِ مَنِ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ مِنَ الْأَئِمَّةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ وَيُقَالُ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا هُوَ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ اسْتِلَامَ الرُّكْنِ بَعْدَ الصَّلَاةِ مِنَ الْأَئِمَّةِ

142 - حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ. قَالَ عَطَاءٌ: " صَلَّى بِنَا ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْمَغْرِبَ §فَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ ثُمَّ نَهَضَ إِلَى الْحَجَرِ لِيَسْتَلِمَهُ "

143 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَى الْأَئِمَّةَ إِذَا نَزَلُوا عَنِ الْمِنْبَرِ اسْتَلَمُوا الرُّكْنَ قَبْلَ أَنْ يَأْتُوا الْمَقَامَ أَبَلَغَكَ فِيهِ شَيْءٌ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: أَتَسْتَحْسِنُهُ؟ قَالَ: لَا , §إِلَّا أَنَّ اسْتِلَامَ الرُّكْنِ مَا أَكْثَرْتَ مِنْهُ فَهُوَ خَيْرٌ "

ذكر ما أصاب الركن من الحريق , وذرع ما يدور الحجر الأسود من الفضة وتفسيره

§ذِكْرُ مَا أَصَابَ الرُّكْنَ مِنَ الْحَرِيقِ , وَذَرْعِ مَا يَدُورُ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ الْفِضَّةِ وَتَفْسِيرِهِ

144 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: " §انْصَدَعَ الرُّكْنُ بِثَلَاثِ فِرَقٍ فَرَأَيْتُهُ مُتَكَسِّرًا حَتَّى شَدَّهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالْفِضَّةِ، وَأَدْخَلَ الْحَجَرَ فِي الْبَيْتِ "

145 - وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ -[135]- أُمِّهِ، قَالَتْ: " §كَانَ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ قَبْلَ الْحَرِيقِ مِثْلَ لَوْنِ الْمَقَامِ فَلَمَّا احْتَرَقَ اسْوَدَّ "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ الْبَيْتَ كَأَنَّهُ حُمَمَةٌ وَالْحَجَرُ مُلْقًى بِالْأَرْضِ بَائِنًا، وَابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَوَّلَ مَنْ رَبَطَ الرُّكْنَ الْأَسْوَدَ , زَعَمُوا لَمَّا أَصَابَهُ مِنَ الْحَرِيقِ مَا أَصَابَهُ، ثُمَّ كَانَتِ الْفِضَّةُ الَّتِي عَلَيْهِ قَدْ رَقَّتْ وَتَزَعْزَعَتْ وَتَقَلْقَلَتْ حَوْلَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، حَتَّى خَافُوا عَلَى الرُّكْنِ أَنْ يَنْقَضَّ، فَلَمَّا اعْتَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ الرَّشِيدُ عُمْرَتَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الطَّحَّانِ، وَمَوْلَى ابْنِ الْمُشَمْعِلِ وَكَانَا بَصِيرَيْنِ بِالْهَنْدَسَةِ، فَأَمَرَهُمَا بِعَمَلِهِ، وَأَمَرَ بِالْحِجَارَةِ الَّتِي بَيْنَهَا الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ فَثُقِبَتْ بِالْمَاسِ مِنْ فَوْقِهَا وَتَحْتِهَا، ثُمَّ أَفْرَغَ فِيهَا الْفِضَّةَ وَهِيَ الْفِضَّةُ الَّتِي عَلَيْهِ إِلَى الْيَوْمِ "

ذكر ذرع ما بين الحجر الأسود إلى الأرض وذرع ما يدور الحجر الأسود من الفضة ذراع وأربع أصابع، وذرع ما بين الحجر إلى الأرض ذراعان وثلثا ذراع، وذرع ما بين الركن، والمقام ثمانية وعشرون ذراعا، وحول الحجر الأسود طوق من فضة مفرغ، وهو يلي الجدر , ودخول الفضة

§ذِكْرُ ذَرْعُ مَا بَيْنَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ إِلَى الْأَرْضِ وَذَرْعُ مَا يَدُورُ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ الْفِضَّةِ ذِرَاعٌ وَأَرْبَعُ أَصَابِعَ، وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الْحَجَرِ إِلَى الْأَرْضِ ذِرَاعَانِ وَثُلُثَا ذِرَاعٍ، وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَحَوَّلَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ طَوْقٌ مِنْ فِضَّةٍ مُفَرَّغٌ، وَهُوَ يَلِي الْجُدُرَ , -[136]- وَدُخُولُ الْفِضَّةِ الَّتِي حَوْلَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ عَنْ وَجْهِ حَدِّ الْجُدُرِ أُصْبُعَانِ وَنِصْفٌ. وَشَبَرْتُ أَنَا بِيَدِي غَيْرَ مَرَّةٍ الرُّكْنَ الْأَسْوَدَ وَذَرَعْتُهُ فَإِذَا هُوَ فِي طُولِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ إِصْبَعًا بِإِصْبِعِي، وَعَرْضُهُ سَبْعُ أَصَابِعَ، وَذَرَعْتُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ قَبْلَ الزَّوَالِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ

ذكر استلام الركن اليماني وفضله , وما جاء فيه

§ذِكْرُ اسْتِلَامِ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَفَضْلِهِ , وَمَا جَاءَ فِيهِ

146 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَذَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ حَتَّى يُدْمَى وَجْهُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّكَ تُزَاحِمُ عَلَى هَذَا الرُّكْنِ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " إِنْ أَفْعَلْ فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ §مَسْحَهُ يَحُطُّ الْخَطَايَا "

147 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فَرَجٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُرَاوِحُ بَيْنَ خَدَّيْهِ عَلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ يَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى الْجَنَّةَ، وَيَتَعَوَّذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ "

148 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَفْصٍ الْيَمَامِيُّ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ , عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَلَمَّا بَلَغَ الرُّكْنَ حَبَسَ يَدَهُ ثُمَّ مَسَحَ، فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: " §رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عِنْدَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ فَمَسَحَهُ ثُمَّ مَضَى، فَكَرِهْتُ أَنْ أَسْبِقَهُ إِلَى مَسْحِ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ "

149 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ §إِنَّ عَلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ لَمَلَكًا مُنْذُ خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الدُّنْيَا إِلَى يَوْمِ يَرْفَعُ الْبَيْتَ، يَقُولُ لِمَنِ اسْتَلَمَ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ فَقَالَ: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا} [البقرة: 201] عَذَابَ النَّارِ قَالَ الْمَلَكُ: آمِينَ , وَتَأْمِينُ الْمَلَائِكَةِ إِجَابَةٌ "

150 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: ثنا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَبَّلَ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ , وَوَضَعَ خَدَّهُ عَلَيْهِ " 151 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ، وَزَادَ فِيهِ " وَيَسْجُدُ عَلَيْهِ "

152 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُبَارَكٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ أَبِي سُوَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ هِشَامٍ يَسْأَلُ عَطَاءً عَنِ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَهُوَ يَطُوفُ , فَقَالَ عَطَاءٌ حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §وُكِّلَ بِهِ سَبْعُونَ مَلَكًا، مَنْ قَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا} [البقرة: 201] عَذَابَ النَّارِ قَالَ: آمِينَ "

153 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: §لَقَلَّ مَا يَضَعُ أَحَدٌ يَدَهُ عَلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ فَيَدْعُو إِلَّا كَادَ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ "

154 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ §عِنْدَ الرُّكْنِ مَلَكًا يَقُولُ: آمِينَ , فَقُولُوا: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201] "

155 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَّازُ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: إِنَّ الزُّبَيْرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " كَانَ §لَا يَكَادُ يَنْفَلِتُ مِنْهُ الرُّكْنُ الْيَمَانِيُّ يَسْتَلِمُهُ "

156 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ -[140]- الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَا مَرَرْتُ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ إِلَّا وَجَدْتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عِنْدَهُ وَمُحَاذِيهِ، يَأْمُرُنِي بِاسْتِلَامِهِ "

157 - حَدَّثَنَا ابْنُ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: إِنَّ أَبَاهُ " كَانَ §لَا يَدَعُ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ أَنْ يَسْتَلِمَهُ فِي كُلِّ طَوَافٍ إِلَّا أَنْ يُغْلَبَ عَلَيْهِ "

158 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَا: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ قَالَ: " كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ مُجَاهِدٍ §فَلَمْ أَرَهُ تَرَكَ الْيَمَانِيَّ أَنْ يَسْتَلِمَهُ، وَلَمْ أَرَهُ دَنَا مِنَ الْحَجَرِ "

159 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا بَكْرُ بْنُ صَدَقَةَ، عَنْ أَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: " كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ §لَا يَدَعُ إِذَا مَرَّ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ يَسْتَلِمُهُ، وَلَا يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ "، وَقَالَ: " لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ "

160 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ الْأُمَوِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبَانَ الْعَامِرِيِّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ طَارِقِ -[141]- بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ عَجَبًا، كُنَّا بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فَقَالَ الْقَوْمُ بَعْدَ أَنْ فَرَغُوا مِنْ حَدِيثِهِمْ: لِيَقُمْ رَجُلٌ رَجُلٌ §فَلْيَأْخُذْ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ فَلْيَسْأَلِ اللهَ تَعَالَى حَاجَتَهُ؛ فَإِنَّهُ يُعْطِي مِنْ سَعَتِهِ , قُمْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ؛ فَإِنَّكَ أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْهِجْرَةِ، فَقَامَ فَأَخَذَ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنَّكَ عَظِيمٌ تُرْجَى لِكُلِّ عَظِيمٍ، أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ , وَحُرْمَةِ عَرْشِكَ , وَحُرْمَةِ بَيْتِكَ، أَنْ لَا تُمِيتَنِي مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى تُوَلِّيَنِي الْحِجَازَ وَيُسَلَّمُ عَلَيَّ بِالْخِلَافَةِ، وَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ , فَقَالُوا: قُمْ يَا مُصْعَبُ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَامَ حَتَّى أَخَذَ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ فَقَالَ: اللهُمَّ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، وَإِلَيْكَ كُلُّ شَيْءٍ، أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، أَنْ لَا تُمِيتَنِي مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى تُوَلِّيَنِي الْعِرَاقَ وَتُزَوِّجَنِي سَكِينَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ , وَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ، فَقَالُوا: قُمْ يَا عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ فَقَامَ فَأَخَذَ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ فَقَالَ: اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْأَرْضِ ذَاتِ النَّبْتِ بَعْدَ الْقَفْرِ، أَسْأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ عِبَادُكَ الْمُطِيعُونَ لِأَمْرِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ , وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ، وَبِحَقِّ الطَّائِفِينَ حَوْلَ بَيْتِكَ، أَنْ لَا تُمِيتَنِي حَتَّى تُوَلِّيَنِي شَرْقَ الْأَرْضِ وَغَرْبَهَا، وَلَا يُنَازِعَنِي أَحَدٌ إِلَّا أُتِيتُ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ، فَقَالُوا: قُمْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ فَقَامَ حَتَّى أَخَذَ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ، أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي -[142]- سَبَقَتْ غَضَبَكَ , وَأَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ، أَنْ لَا تُمِيتَنِي مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى تُوجِبَ لِيَ الْجَنَّةَ قَالَ الشَّعْبِيُّ: فَمَا ذَهَبَتْ عَيْنَايَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى رَأَيْتُ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَدْ أُعْطِيَ مَا سَأَلَ، وَبُشِّرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالْجَنَّةِ، وَرُئِيَتْ لَهُ حَدَّثَنِي بِهَذَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ

161 - حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ حَتَّى يَعْيَى وَيَنْبَهِرَ ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ الطَّوَافِ فَيَجْلِسُ حَتَّى يَسْتَرِيحَ، ثُمَّ يَرْجِعُ حَتَّى يَسْتَلِمَهُ "

162 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: " رَأَيْتُ مُجَاهِدًا وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَعَطَاءً §إِذَا اسْتَلَمُوا الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ قَبَّلُوا أَيْدِيَهُمْ "

163 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ -[143]- الرَّحْمَنِ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ طَارِقٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ يَلْتَزِمُ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ "

164 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: " سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ §يَسْتَحِبُّ إِذَا رَفَعَ الَّذِي يَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَدَهُ عَلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ أَنَّ يَضَعَهَا عَلَى فِيهِ "

ذكر استلام الركنين الحجر واليماني في كل وتر

§ذِكْرُ اسْتِلَامِ الرُّكْنَيْنِ الْحَجَرِ وَالْيَمَانِيِّ فِي كُلِّ وِتْرٍ

165 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: طُفْنَا مَعَ طَاوُسٍ بِالْبَيْتِ قَالَ يَعْقُوبُ: §فَلَمَّا حَاذَى الرُّكْنَ قَالَ: " اسْتَلِمُوا بِنَا هَذَا لَنَا خَامِسٌ " قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: فَظَنَنَّا أَنَّهُ يَسْتَحِبُّ أَنْ يَسْتَلِمَهُ فِي الْوِتْرِ

166 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، -[144]- عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ قَالَ: " §يُسْتَلَمُ الْحَجَرُ فِي كُلِّ وِتْرٍ "، قَالَ: " وَرَأَى عِنْدَ الْمُلْتَزَمِ قَائِمًا "، فَقَالَ: " الْزَمْ , الْزَمْ "

167 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَنْظَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَجِيَّةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فَكَانَ §يَسْتَلِمُ فِي الْأَوَّلِ، وَيَجْفُوهُ فِي الثَّانِي، وَيَسْتَلِمُ فِي الثَّالِثِ، وَيَجْفُوهُ فِي الرَّابِعِ، وَيَسْتَلِمُ فِي الْخَامِسِ وَالسَّادِسِ وَالسَّابِعِ "

168 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّهُ " كَانَ §لَا يَكَادُ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ وَالْأَسْوَدَ إِلَّا فِي الْوِتْرِ مِنْ طَوَافِهِ "

ذكر ما يقال بين الركنين: الأسود واليماني

§ذِكْرُ مَا يُقَالُ بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ: الْأَسْوَدِ وَالْيَمَانِيِّ

169 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عُبَيْدٍ، مَوْلَى السَّائِبِ أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ السَّائِبِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَقُولُ فِيمَا بَيْنَ رُكْنِ بَنِي جُمَحَ وَالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ: " {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا} [البقرة: 201] عَذَابَ النَّارِ " قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ لِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ: خُذْ هَذَا بِغَيْرِ شَيْءٍ

170 - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَقُولُ بَيْنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَالْأَسْوَدِ: " اللهُمَّ {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201] "

171 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنْ يَاسِينَ بْنِ مُعَاذٍ، يَرْفَعُهُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا مَرَّ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ وَالذُّلِّ، وَمَوَاقِفِ الْخِزْيِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا} [البقرة: 201] عَذَابَ النَّارِ " وَقَالَ كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَدْعُو بِمِثْلِ ذَلِكَ إِذَا مَرَّ بِهِ

172 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، §مَا أَقُولُ فِيمَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ: الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ، وَالْأَسْوَدِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ " فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ يَاسِينَ وَزَادَ فِيهِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ كُنْتُ مُسْرِعًا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ أَسْرَعَ مِنْ بَرْقِ الْخُلَّبِ "

ذكر من كان يطوف بالبيت ولا يستلم

§ذِكْرُ مَنْ كَانَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَلَا يَسْتَلِمُ

173 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَا: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، -[147]- أَنَّ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، " كَانَ §يَطُوفُ وَلَا يَسْتَلِمُ حَتَّى يَنْصَرِفَ " قَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: " وَكَانَ أَبِي يَطُوفُ وَلَا يَسْتَلِمُهُ "

174 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَجَّاجٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،: " أَنَّهُ أَتَى رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ثُمَّ يَمُرُّ بِالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ فَمَا يَسْتَلِمُهُ وَمَا عَلَيْهِ كَثِيرُ زِحَامٍ "

175 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: إِنَّ أَبَاهُ " كَانَ §إِذَا وَجَدَ فَجْوَةً يَعْنِي مِنَ النَّاسِ اسْتَلَمَ , وَإِذَا وَجَدَ الزِّحَامَ عَلَيْهِ شَدِيدًا كَبَّرَ إِذَا حَاذَى بِهِ "

176 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: إِنَّهُ " رَأَى طَاوُسًا §إِذَا مَرَّ بِالرُّكْنِ فَلَمْ يَسْتَلِمْ كَبَّرَ "

177 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نَافِعٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، -[148]- عَنْ عَبْدُ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمَ وَسَالِمًا يُكَبِّرُونَ وَلَا يَسْتَلِمُونَ "

178 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: إِنَّهُ " رَأَى خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ §إِذَا لَمْ يَسْتَلِمْ كَبَّرَ "

179 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: " رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ §إِذَا حَاذَى بِالرُّكْنِ فَلَمْ يَسْتَلِمْهُ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ "

180 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: " رَأَيْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ §يَسْتَلِمُ فِي الطَّوَافِ وَيَتْرُكُ "

181 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا مَعْنٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: " §رَأَيْتُ عِيسَى بْنَ طَلْحَةَ يَسْتَلِمُ وَيَتْرُكُ "

182 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ: " طُفْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَكَانَ §إِذَا مَرَّ بِالْحَجَرِ الْتَفَتَ إِلَيْهِ وَلَمْ يَسْتَلِمْهُ "

183 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ قَالَ: إِنَّ أَبَاهُ " كَانَ §يَطُوفُ كَثِيرًا وَلَا يَسْتَلِمُ حَتَّى يُنْجِزَ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: " طُفْتُ مَعَ طَاوُسٍ فَلَمْ يَسْتَلِمْ شَيْئًا مِنَ الْأَرْكَانِ "

ذكر استلام الركنين الغربيين اللذين يليان الحجر

§ذِكْرُ اسْتِلَامِ الرُّكْنَيْنِ الْغَرْبِيَّيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحَجَرَ

184 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، جَمِيعًا قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَتِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ -[150]- بْنِ بَابَاهْ، عَنْ بَعْضِ بَنِي يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " طُفْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ " قَالَ يَعْلَى: " كُنْتُ مِمَّا يَلِي الْبَيْتَ، فَلَمَّا بَلَغْنَا الرُّكْنَ الَّذِي يَلِي الرُّكْنَ الْأَسْوَدَ جَبَذْتُ بِيَدِهِ لِيَسْتَلِمَ الرُّكْنَ، فَقَالَ: " مَا شَأْنُكَ؟ " فَقُلْتُ: أَلَا تَسْتَلِمُ؟ فَقَالَ: " أَلَمْ تَطُفْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " أَفَرَأَيْتَهُ يَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ؟ قُلْتُ: لَا , قَالَ: أَفَلَيْسَ لَكَ فِيهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " فَانْفُذْ عَنْكَ "

185 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ الْغَرْبِيَّ " قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِنَافِعٍ فَقَالَ: لَمْ نَرَهْ غَيْرَ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ مَدَّ يَدَهُ ثُمَّ قَبَضَهَا، وَقَالَ: " أَسْتَغْفِرُ اللهَ، نَسِيتُ " قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: قُلْتُ لِنَافِعٍ لِمَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا تَرَكَ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ نَحْوَ الْحَجَرِ؟ فَقَالَ: كَانَ لَا يَرَاهُمَا رُكْنَيْنِ إِنَّمَا يَرَاهُمَا كَصَفْحَةِ الْبَيْتِ , وَالرُّكْنَانِ فَوْقَ ذَلِكَ 186 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ قَالَ: قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، يَقُولُ: فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ

187 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا عَبَّاسٌ قَالَ: ثنا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: " إِنَّمَا كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَدَعُ مَسَّ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ عِنْدَ الْحَجَرِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَرَى أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يَتِمَّ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

188 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ قَالَ: ثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ، يَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ يَطُوفَانِ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الرُّكْنِ الَّذِي يَلِي الْحَجَرَ ذَهَبَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِيَسْتَلِمَهُ، فَمَنَعَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §لَيْسَ مِنَ الْبَيْتِ شَيْءٌ مَهْجُورٌ "

189 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالُوا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ -[152]- خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَكَانَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَا يَمُرُّ بِرُكْنٍ إِلَّا اسْتَلَمَهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §لَمْ يَكُنْ يَسْتَلِمُ إِلَّا الْحَجَرَ وَالْيَمَانِيَّ " زَادَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِي حَدِيثِهِ: فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " لَيْسَ مِنَ الْبَيْتِ شَيْءٌ مَهْجُورٌ "

ذكر استلام الأركان كلها وتقبيلها ومسحها، ومن لم يمسحها، وتفسير ذلك

§ذِكْرُ اسْتِلَامِ الْأَرْكَانِ كُلِّهَا وَتَقْبِيلِهَا وَمَسْحِهَا، وَمَنْ لَمْ يَمْسَحْهَا، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

190 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: إِنَّهُ " رَأَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا "

191 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ -[153]- قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ أَبِي شُعْبَةَ قَالَ: " §رَأَيْتُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَسْتَلِمَانِ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا "

192 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ §يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَكُلَّمَا بَلَغَ رُكْنًا مِنَ الْأَرْكَانِ اسْتَلَمَهُ "

193 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " §كَانَ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا "

194 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " §وَمَنْ يَتَّقِي شَيْئًا مِنَ الْبَيْتِ؟ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ " وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَسْتَلِمُهُ حِينَ يَبْدَأُ إِلَى حِينِ يَخْتِمُ "

195 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §كُنَّا نُؤْمَرُ إِذَا طُفْنَا أَنْ نَسْتَلِمَ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا " قَالَ أَبُو عَلِيٍّ قَالَ الشَّقِيقِيُّ أَوْ غَيْرُهُ: وَرَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَفْعَلُهُ

196 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَأَبُو مَرْوَانَ قَالَا: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ يَعْقُوبُ فِي حَدِيثِهِ: وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: " إِنَّ أَبَاهُ §كَانَ يَخْتِمُ بِاسْتِلَامِ الْأَرْكَانِ كُلِّهَا "

197 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: " رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ §أَوَّلَ مَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا أَوَّلَ طَوَافِهِ وَلَا يَسْتَلِمُ بَعْدَهُ إِلَّا الْيَمَانِيَّ وَالْأَسْوَدَ "

198 - وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَيَاضِيُّ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِطَاوُسٍ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ §لَا يَدَعُ الرُّكْنَ فِي كُلِّ طَوَافٍ، قَالَ: " قَدْ كَانَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ يَدَعُهُ "، قِيلَ: مَنْ؟ قَالَ: " أَبُوهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا "

ذكر تقبيل الأركان، وتقبيل الأيدي إذا مسحت بها، والتصويت بالقبلة، وما جاء في ذلك

§ذِكْرُ تَقْبِيلِ الْأَرْكَانِ، وَتَقْبِيلِ الْأَيْدِي إِذَا مُسِحَتْ بِهَا، وَالتَّصْوِيتِ بِالْقُبْلَةِ، وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ

199 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَبَا سَعِيدٍ، وَابْنَ عُمَرَ، وَجَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ §إِذَا اسْتَلَمُوا الْحَجَرَ قَبَّلُوا أَيْدِيَهُمْ " قَالَ: قُلْتُ: فَابْنُ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، حَسِبْتُ كَثِيرًا -[156]- 200 - وَحَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، مِثْلَهُ، قَالَ: قُلْتُ: فَتَدَعُ أَنْ تُقَبِّلَ يَدَكَ إِذَا اسْتَلَمْتَ؟ قَالَ: " لَا، فَلِمَ أَسْتَلِمُهُ إِذًا؟ "

201 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " §يُجْفَى مَنِ اسْتَلَمَ الْحَجَرَ وَلَمْ يُقَبِّلْ يَدَهُ " 202 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: " أَرَأَيْتَ تَقْبِيلَ النَّاسِ أَيْدِيَهُمْ إِذَا اسْتَلَمُوا الْأَرْكَانَ، أَكَانَ مِمَّا مَضَى فِي ذَلِكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " ثُمَّ ذِكْرُ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي بِشْرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ

203 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُرْتَفِعِ -[157]- قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ §يَسْتَلِمَانِ الْحَجَرَ وَيَضَعَانِ أَيْدِيَهُمَا عَلَى أَفْوَاهِهِمَا " 204 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ الْمُرْتَفِعِ، نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَلَا يُقَبِّلَانِهَا "

205 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: أنا ابْنُ نَافِعٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " كَانَ §إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ قَبَّلَ يَدَهُ " 206 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا ابْنُ نَافِعٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَسَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ

207 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ -[158]- بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §اسْتَلَمَ الْحَجَرَ بِيَدِهِ فَقَبَّلَ يَدَهُ وَقَالَ: " مَا تَرَكْتُهُ مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ "

208 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا عَبْدَةُ وَابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: " رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ §يَمْسَحُ الْحَجَرَ ثُمَّ يُقَبِّلُ يَدَهُ "

209 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ حَمَّادٌ: " وَرَأَيْتُ أَبِي §إِذَا اسْتَلَمَ الْحَجَرَ قَبَّلَ يَدَهُ "

210 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: " رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ §يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى فِيهِ وَلَا يُقَبِّلُهُ "

211 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ الزَّيَّاتُ، عَنْ -[159]- أَبِي إِسْرَائِيلَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " §إِذَا قَبَّلْتَ الرُّكْنَ فَلَا تَرْفَعْ بِهَا صَوْتَكَ تُشْبِهُهَا بِقُبْلَةِ النِّسَاءِ "

212 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسُلَيْمَانَ §يَطُوفَانِ بِالْبَيْتِ ثُمَّ يَسْتَلِمَانِ " قَالَ: وَكَانَ سُلَيْمَانُ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ ثُمَّ يُقَبِّلُ يَدَهُ، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَفْعَلُهُ

213 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادٍ 214 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ قَالَ: " §إِذَا اسْتَلَمْتَ الْحَجَرَ ثُمَّ قَبَّلْتَ يَدَكَ فَلَا تُصَوِّتْ "

ذكر الملتزم والتزامه، والدعاء فيه، وفضل ذلك وما جاء فيه

§ذِكْرُ الْمُلْتَزَمِ وَالْتِزَامِهِ، وَالدُّعَاءِ فِيهِ، وَفَضْلِ ذَلِكَ وَمَا جَاءَ فِيهِ

215 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §هَذَا الْمُلْتَزَمُ مَا بَيْنَ الْبَابِ وَالرُّكْنِ " 216 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِنَحْوِهِ

217 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ مُلْتَزَمٌ "

218 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ مُلْتَزَمٌ "

219 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: " أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَسْأَلُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ تَعَالَى، §فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ بَيْنَ الْبَابِ وَالرُّكْنِ يَتَعَوَّذُ "

220 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، أَظُنُّهُ عَنْ أَبِيهِ، 221 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ -[162]- الثَّقَفِيُّ قَالَ: ثنا الْمُثَنَّى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَنَّهُ " طَافَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ طَوَافِهِ وَبَلَغَ دُبُرَ الْكَعْبَةِ قُلْتُ لَهُ: أَلَا تَتَعَوَّذُ؟ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، وَمَضَى حَتَّى §اسْتَلَمَ الرُّكْنَ ثُمَّ قَامَ بَيْنَ الْبَابِ وَالرُّكْنِ فَوَضَعَ صَدْرَهُ وَوَجْهَهُ عَلَى الْبَيْتِ وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ "، وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: فَقَالَ: " أَعُوذُ بِاللهِ عَائِذًا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، فَلَمَّا جَاءَ الْمُلْتَزَمَ بَيْنَ الْبَابِ وَالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ وَضَعَ صَدْرَهُ بِالْبَابِ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا "

222 - وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مَكِّيٌّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، وَصَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَتَعَوَّذُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ "

223 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُؤَمَّلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: " إِنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَزَمَ "

224 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مَكِّيٌّ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ -[163]- بْنُ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ عَطَاءً، وَمُجَاهِدًا وَغَيْرَهُمَا يَلْتَزِمُونَ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ "

225 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا يَعْلَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: " رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ §حَسَرَ عَنْ بَطْنِهِ، ثُمَّ أَلْصَقَهُ بِالْبَيْتِ بَيْنَ الْبَابِ وَالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ "

226 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: ثنا يَعْلَى قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، وَمُجَاهِدٍ: " أَنَّهُمَا §كَانَا يَسْتَحِبَّانِ أَنْ يَفْعَلَا ذَلِكَ "

227 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَهَا تَقُولُ: " أَمَرَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِالْمَصَابِيحِ فَأُطْفِئَتْ، ثُمَّ §طَافَتْ فِي سِتْرٍ أَوْ حِجَابٍ ثَلَاثَةَ أَسَابِيعَ، كُلَّمَا فَرَغَتْ مِنْ سَبْعٍ تَعَوَّذَتْ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ "

228 - وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ رَبَاحِ -[164]- بْنِ أَبِي مَعْرُوفٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ: " كُنَّا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ فَجَاءَ رَجُلٌ §فَطَافَ بِالْبَيْتِ ثُمَّ صَلَّى فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ الْتَزَمَ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " هَذَا مَا أَحْدَثْتُمْ لَمْ نَكُنْ نَصْنَعُهُ "، ثُمَّ وَلَّاهَا الرَّجُلُ ظَهْرَهُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُهَا بِظَهْرِهِ، فَغَضِبَ وَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَقَالَ: " وَاللهِ مَا رَضِيَ حَتَّى جَعَلَ يَضْرِبُهَا بِاسْتِهِ، فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ: " أَشَهِدْتَ بَدْرًا؟ " قَالَ: نَعَمْ وَالْعَقَبَةَ رَدِيفًا خَلْفَ أَبِي

229 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،: أَنَّهُ " كَانَ §يُلْزِقُ ظَهْرَهُ وَجَبِينَهُ بِالْبَيْتِ " -[165]- قَالَ يَعْقُوبُ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: " إِنَّ أَبَاهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ بِالْبَيْتِ "

230 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ §مَا بَيْنَ الْحَجَرِ وَالْبَابِ لَا يَقُومُ فِيهِ إِنْسَانٌ فَيَدْعُو اللهَ تَعَالَى بِشَيْءٍ إِلَّا رَأَى فِي حَاجَتِهِ بَعْضَ الَّذِي يُحِبُّ " وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " يُسَمَّى الْمُلْتَزَمَ "

231 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا ابْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: §مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ مُلْتَزَمٌ مَا الْتَزَمَ بِهِ إِنْسَانٌ فَدَعَا اللهَ تَعَالَى إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ "

232 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ حَنْظَلَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ طَاوُسًا §يَسْتَعِيذُ بَيْنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ وَالْبَابِ "

233 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: " رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ، §وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ يَلْتَزِمُونَهُ "

234 - وَحَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ: " §لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَرَى أَبَا هُرَيْرَةَ، وَلَا جَابِرًا، وَلَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، وَلَا ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، يَلْتَزِمُ وَاحِدٌ مِنْهُمُ الْبَيْتَ، قُلْتُ: فَبَلَغَكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمَسُّ شَيْئًا مِنْ بَاطِنِهَا أَوْ مِنْ خَارِجِهَا يَتَعَوَّذُ بِهِ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: وَلَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَتَلْتَصِقُ أَنْتَ بِالْبَيْتِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَإِذَا تَعَوَّذْتُ بِشَيْءٍ مِنْهُ لَمْ أُبَالِ بِأَيِّهِ تَعَوَّذْتُ، لَمْ أَبْتَغِ حِينَئِذٍ شَيْئًا

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " أَنَّهُ كَانَ §يَتَعَوَّذُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ "

235 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،: أَنَّهُ " كَانَ §يَتَعَوَّذُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ "

236 - حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: " خَرَجْنَا مِنْ خُرَاسَانَ وَمَعَنَا امْرَأَةٌ، فَلَمَّا دَخَلَتِ الْحَرَمَ جَعَلَتْ تَقُولُ: §أَيْنَ بَيْتُ رَبِّي؟ أَيْنَ بَيْتُ رَبِّي؟ فَقِيلَ لَهَا: الْآنَ تَأْتِينَ بَيْتَ رَبِّكِ، فَلَمَّا دَخَلَتِ الْمَسْجِدَ قِيلَ لَهَا: هَذَا بَيْتُ رَبِّكِ، قَالَ: فَاسْتَنَدَتْ إِلَى الْبَيْتِ فَوَضَعَتْ خَدَّهَا عَلَى الْبَيْتِ، فَمَا زَالَتْ تَبْكِي حَتَّى مَاتَتْ "

237 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْرَصَ عَلَى هَذَا الْبَيْتِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، لَقَدْ رَأَيْتُ امْرَأَةً جَاءَتْ فَقَامَتْ فِي الْمُلْتَزَمِ فَجَعَلَتْ تَدْعُو وَتَبْكِي حَتَّى مَاتَتْ "

238 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ -[168]- رَجَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: §رَأَى مُجَاهِدٌ إِنْسَانًا بَيْنَ الْبَابِ وَالرُّكْنِ فَضَرَبَ مَنْكِبَهُ، أَوْ قَالَ: ظَهْرَهُ، وَقَالَ: الْزَمْ، الْزَمْ " قَالَ مَرْوَانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ مُجَاهِدٌ: " يُدْعَى مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ الْمُلْتَزَمَ فَقَلَّ إِنْسَانٌ يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا وَيَسْتَعِيذُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا أَعْطَاهُ "

239 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيَّ §وَاضِعًا بَطْنَهُ بَيْنَ الْبَابِ وَالْحَجَرِ، وَهُوَ يَقُولُ: " بِأَبِي وَأُمِّي "

240 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §الْمُلْتَزَمُ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ "

241 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §كَانُوا يَلْتَزِمُونَهُ وَيَدْعُونَهُ الْمُلْتَزَمَ "

242 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: " طُفْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ §أَرْسَلَ إِزَارَهُ حَتَّى بَدَا بَطْنُهُ، ثُمَّ أَلْصَقَهُ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ "

243 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ الرَّازِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §لَا يُقَامُ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَيْتِ إِلَّا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ "

ذكر التزام دبر الكعبة ومن كان يفعله

§ذِكْرُ الْتِزَامِ دُبُرِ الْكَعْبَةِ وَمَنْ كَانَ يَفْعَلُهُ

244 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ أَبِي مَعْرُوفٍ قَالَ: " قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §هَلْ رَأَيْتَ أَحَدًا يَلْتَزِمُ الْبَيْتَ جَابِرًا أَوْ غَيْرَهُ؟ قَالَ: " لَا "

245 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: §تَعَوَّذَ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: أَتَدْرِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ أَوَّلُ مَنْ صَنَعَ هَذَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: " عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ " قَالَ: فَحَسِبْتُ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ تَرَكَ ذَلِكَ بَعْدُ 246 - حَدَّثَنَا ابْنُ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا ابْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَطَاءٍ، نَحْوَهُ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: حُدِّثْنَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ " كَانَ §يَتَعَوَّذُ بَيْنَ الْبَابِ وَالرُّكْنِ "

247 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَرَجٍ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْتَزَمَ دُبُرَ الْكَعْبَةِ فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: " §ذَاكَ الْمُلْتَزَمُ وَهَذَا الْمُتَعَوَّذُ "

248 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَلَّافُ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: " طُفْتُ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ سَبْعِهِ §اسْتَعَاذَ فِي دُبُرِ الْكَعْبَةِ "

249 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: " إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَهُ: أَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَتَعَوَّذُ فِي ظَهْرِ الْكَعْبَةِ أَوْ عِنْدَ الْحَجَرِ مِمَّا يَلِي أَسْفَلِ مَكَّةَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " , وَرَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَتَعَوَّذُ دُبُرَ الْكَعْبَةِ بَاسِطًا يَدَيْهِ " قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: فَطُفْتُ أَنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَلَمَّا كَانَ الطَّوَافُ السَّابِعُ قَامَ يَسْتَعِيذُ دُبُرَ الْكَعْبَةِ فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَاكَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ لَا يَسْتَعِيذُ هَا هُنَا، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ شَيْءٌ أَحْدَثَهُ النَّاسُ "

250 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: " رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ §يَتَعَوَّذُ خَلْفَ الْكَعْبَةِ "

251 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ إِسْحَاقَ -[172]- بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ عِيسَى بْنَ طَلْحَةَ §يَلْتَزِمُ شِقَّ الْبَيْتِ الْغَرْبِيَّ بَيْنَ الْيَمَانِيِّ وَالْحَجَرِ وَيُلْصِقُ بَطْنَهُ "

252 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا مَعْنٌ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: " رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ §يَلْزَمُ خَلْفَ الْكَعْبَةِ مِمَّا يَلِي الْمَغْرِبَ يُلْصِقُ بِهَا صَدْرَهُ "

253 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: " كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ §إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ تَعَوَّذُ بَيْنَ الْحَجَرِ وَالرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ "

254 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مَعْنٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ §يَلْزَمُ خَلْفَ الْكَعْبَةِ "

255 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: " رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ §-[173]- يَلْتَزِمَانِ حَدَّا الْبَابِ مِنْ ظَهْرِ الْكَعْبَةِ "

256 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: " رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ §يَلْزَمُ دُبُرَ الْكَعْبَةِ بِحِيَالِ الْبَابِ، قَدْ أَلْزَقَ بَطْنَهُ بِهَا "

257 - حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: ثنا الزَّنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: " كُنْتُ وَاقِفًا فِي الْمُلْتَزَمِ فَإِذَا شَيْخٌ مُسِنٌ يَدْعُو اللهَ تَعَالَى بِأَسْمَاءٍ مِنْ أَسَامِيهِ الْعِظَامِ، فَقُلْتُ: إِنَّ لَهُ عِلْمًا، وَيَقُولُ فِي بَعْضِ دُعَائِهِ: §اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَمَا أُرَاكَ تَغْفِرُ لِي، فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ عَلَيَّ مِنْهُ، اسْتَسْمَعْتُ لَهُ، وَعَلِمْتُ أَنَّ لَهَ عِلْمًا، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ قَدْ خَرَجَ حَتَّى أَتَى الرُّكْنَ الشَّامِيَّ وَهُوَ أَكْثَرُ مَجَالِسِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَتَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا شَيْخُ، لَقَدْ دَعَوْتَ فَأَحْسَنْتَ، وَذَكَرْتَ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَسْمَاءً عَلِمْتُ مِنْهَا أَنَّهُ لَا يَعْرِفُهَا إِلَّا عَالِمٌ، فَقَالَ لِي: وَمَا تَحْتَاجُ أَنْ تَسْأَلَنِي عَنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: بَلَى، أَشْتَهِي أَنْ أَعْرِفَ الذَّنْبَ الَّذِي أَتَيْتَ تَعَاظَمُ أَنْ يُغْفَرَ لَكَ، وَإِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكَ، فَقَالَ لِي: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ الشَّامِيُّ، طَلَبْتُ الْحَدِيثَ حَتَّى أَكْثَرْتُ مِنْهُ، فَلَا أَدْرِي قَالَ: ثَلَاثِينَ أَلْفًا، - أَبُو عُبَيْدَةَ يَظُنُّ ذَلِكَ -، ثُمَّ زِدْتُ فِيهَا ثَلَاثَةَ آلَافِ حَدِيثٍ مِنْ عِنْدِي وَكَذَبْتُ فِيهَا، فَذَهَبَ النَّاسُ بِهَا عَنِّي، فَهُوَ الذَّنْبُ الَّذِي اسْتَغْفَرْتُ اللهُ مِنْهُ، وَلَا أَظُنُّ أَنْ يَغْفِرَ لِي "

258 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْجَحَّافَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَقُولُ: " §اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَمَا أُرَاكَ تَغْفِرُ لِي، فَكَرِهَ ذَاكَ لَهُ " قَالَ سُفْيَانُ: وَالْجَحَّافُ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ فَقَالَ الْأَخْطَلُ: [البحر الطويل] أَلَا أَبْلِغِ الْجَحَّافَ هَلْ هُوَ ثَائِرٌ ... بِقَتْلَى أُصِيبَتْ مِنْ سُلَيْمٍ وَعَامِرِ فَقَالَ: نَعَمْ، فَجَمَعَ قَوْمَهُ ثُمَّ أَغَارَ عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُمْ رَجُلًا وَلَا امْرَأَةً وَلَا صَبِيًّا

259 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: " رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ §يَلْزَمُ الْبَابَ وَالْحَجَرَ وَخَلَفَ الْكَعْبَةِ كُلُّ ذَاكَ قَدْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ "

ذكر من كان يلتزم البيت، ومن كان لا يلتزمه

§ذِكْرُ مَنْ كَانَ يَلْتَزِمُ الْبَيْتَ، وَمَنْ كَانَ لَا يَلْتَزِمُهُ

260 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الْأَيْلِيُّ قَالَ: ثنا ابْنُ رَوْحٍ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: لَصَقَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالْبَيْتِ فَقَالَ: " §مَا أَكْرَمَكَ عِنْدَ اللهِ، وَمَا أَعْظَمَ حُرْمَتَكِ عِنْدَ اللهِ، وَلَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَعْظَمُ "

261 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §الْزَقْ بَطْنَكَ " قَالَ صَالِحٌ: أَوْ قَالَ: " كَبِدَكَ بِالْكَعْبَةِ فَتَعَوَّذْ بِرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ مِنَ النَّارِ "

262 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ -[176]- قَالَ: ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " §كَانَ أَصْحَابُنَا يَعْتَنِقُونَ الْبَيْتَ "

263 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا عَفَّانُ قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّهُ " كَانَ §يَكْرَهُ أَنْ يَسْتَنِدَ إِلَى الْكَعْبَةِ "

264 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: " §رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فِي الْحِجْرِ مُعْتَنِقًا الْبَيْتَ "

265 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ §لَا يَلْتَزِمُ مِنَ الْبَيْتِ شَيْئًا "

266 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ وَبِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: إِنَّهُ سَأَلَ -[177]- الْقَاسِمَ وَسَالِمًا عَنْ §الِالْتِطَاءِ بِالْبَيْتِ: " إِلْصَاقِ الظَّهْرِ وَالْبَطْنِ، فَقَالَ: مَا يُحَبُّ ذَلِكَ " وَزَادَ حَيْوَةُ: " وَمَا رَأَيْنَا أَحَدًا نَرْضَاهُ صَنَعَ ذَلِكَ "

267 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: " §تَطَوَّفْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا غَيْرَ مَرَّةٍ فَلَمْ أَرَهُ سَاعَةً قَطُّ فَعَلَ ذَلِكَ فِي لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ "

ذكر الدعاء بين الركن، والمقام

§ذِكْرُ الدُّعَاءِ بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ

268 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا بَيْنَ الْبَابِ وَالرُّكْنِ وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ " فَقَالَ: §رَجُلٌ حَمَّلَنِي أَنْ أَدْعُوَ لَهُ هَا هُنَا، فَقَالَ: " قَدْ غُفِرَ لِصَاحِبِكَ "

269 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ -[178]- عَنْهُمَا الَّذِي لَا يَدَعُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ أَنْ يَقُولَ: " §اللهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَاخْلُفْ عَلَى كُلِّ غَائِبَةٍ لِي بِخَيْرٍ "

270 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أنا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَائِمًا بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ آخِذًا بِثَمَرَةِ لِسَانِهِ وَهُوَ يَقُولُ: " وَيْحَكَ §قُلْ خَيْرًا تَغْنَمْ، أَوْ أَمْسِكْ عَنْ سُوءٍ تَسْلَمْ " فَقِيلَ لَهُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا لَكَ آخِذًا بِثَمَرَةِ لِسَانِكَ؟ قَالَ: " إِنَّهُ بَلْغَنِي أَنَّ الْعَبْدَ لَيْسَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ بِأَحْنَقَ مِنْهُ عَلَى لِسَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

ذكر الصلاة في وجه الكعبة

§ذِكْرُ الصَّلَاةِ فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ

271 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ -[179]- عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَمَّنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عِنْدَ بَابِ الْكَعْبَةِ مَرَّتَيْنِ "

272 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ قَالَ: إِنَّ مِقْسَمًا أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ فَدَعَا فِي نَوَاحِيهِ، ثُمَّ خَرَجَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ "

273 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ حَدِيثًا رَفَعَهُ إِلَى أَبِي سَلَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: " حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ §فَصَلَّى فِي قُبُلِ الْكَعْبَةِ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ " إِنْ شَاءَ اللهُ

274 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي -[180]- مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " دَخَلَ الْكَعْبَةَ ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا، §فَخَبَطَ بِيَدِهِ الْكَعْبَةَ ثَلَاثًا، وَقَالَ: " هَذِهِ الْقِبْلَةُ، هَذِهِ الْقِبْلَةُ، هَذِهِ الْقِبْلَةُ " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ الشَّيْءَ قَالَهُ ثَلَاثًا

275 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: §أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْبَيْتَ ثُمَّ خَرَجَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، وَقَالَ: " هَذِهِ الْقِبْلَةُ "

276 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: §إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ صَلَّى عِنْدَ الْعَلَمِ الَّذِي فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ رَكْعَتَيْنِ " قَالَ سُفْيَانُ: " وَذَلِكَ يُسْتَحَبُّ لِمَنْ دَخَلَ الْبَيْتَ، وَإِنَّمَا أَعْلَمُ ذَلِكَ الْعَلَمَ مُصَلَّى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي رَآهُ الْمَخْزُومِيُّ صَلَّى فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ؛ لِأَنَّهُ وَسَطُ الْكَعْبَةِ بِمَا بَقِيَ فِي الْحِجْرِ مِنْهَا

277 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: -[181]- ثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قُرَيْشٍ: أَنَّهُ سَمِعَ السَّائِبَ يُسْأَلُ: §أَيْنَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي؟ قَالَ: " فَأَشَارَ لَهُ إِلَى وَجْهِ الْكَعْبَةِ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ الرُّكْنِ الَّذِي عَنْ يَسَارِ الدَّاخِلِ فِي الْحِجْرِ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ أَوْ خَمْسَةٍ "

278 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: حَدَّثَنِي مَنْ أُصَدِّقُ: " أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَلَكًا أَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ بِبَابِ الْكَعْبَةِ الَّذِي يَلِينَا، وَلَهَا حِينَئِذٍ بَابَانِ، فَكَانَ مَا عَلِمْتَ مِنَ السُّرَى §فَعُرِجَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَى السَّمَاءِ "

279 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَدَّاحُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §دَخَلَ الْكَعْبَةَ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى بَيْنَ الْحِجْرِ أَوِ الْحَجَرِ وَالْبَابِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: " هَذِهِ الْقِبْلَةُ "

280 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَا: " رَأَيْنَا ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ أَتَى وَجْهَ الْكَعْبَةَ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ "

281 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " إِنَّ مُوسَى بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَمِيلٍ §سَلَّمَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ يُصَلِّي فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ "

282 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ: " §أَخَذَ أَهْلُ مَكَّةَ الصَّلَاةَ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَخَذَهَا ابْنُ جُرَيْجٍ مِنْ عَطَاءٍ، وَأَخَذَهَا عَطَاءٌ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَخَذَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَأَخَذَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

283 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ السَّرَّاجُ قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ رَوْحِ بْنِ جَنَاحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا - أَصْحَابَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَذَكَرَ عِكْرِمَةَ وَعَطَاءً - وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يُصَلِّي إِلَى الْكَعْبَةِ فَجَاءَنِي جَاءٍ فَقَالَ: هَلْ مِنْ مُفْتٍ؟ قَالَ: إِنِّي إِذَا بُلْتُ حَذَفْتُ الْمَاءَ الدَّافِقَ، قُلْنَا: الْأَبْيَضَ الثَّخِينَ الَّذِي يَكُونُ مِنْهُ الْوَلَدُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْنَا: عَلَيْكَ الْغُسْلُ قَوْلًا، وَهُوَ يُرَجِّعُ، وَعَجِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي صَلَاتِهِ، -[183]- ثُمَّ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " يَا عِكْرِمَةُ عَلَيَّ الرَّجُلَ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: " أَخْبِرُونِي عَمَّا أَفْتَيْتُمْ بِهِ هَذَا الرَّجُلَ: عَنْ كِتَابِ اللهِ؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ: فَعَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ فَعَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَعَمَّ؟ قُلْنَا: عَنْ رَأْيِنَا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: لِذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ " ثُمَّ أَقْبَلَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى الرَّجُلِ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي، إِذَا كَانَ ذَا مِنْكَ تَجِدُ شَهْوَةً فِي قَلْبِكَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَإِذَا حَذَفْتَهُ تَجِدُ خَدَرًا فِي جَسَدِكَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " فَهَذِهِ إِبْرَدَةٌ عَلَيْكَ مِنْهَا الْوُضُوءُ " وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: إِنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَجْهِ الْكَعْبَةِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُطْلَى عَلَى الشَّاذَرْوَانِ الَّذِي تَحْتَ إِزَارِ الْكَعْبَةِ الْجَصُّ وَالْمَرْمَرُ عِنْدَ الْحَجَرِ السَّابِعِ مِنْ بَابِ الْحِجْرِ الشَّرْقِيِّ، فَإِنَّ السَّابِعَ حَجَرٌ طَوِيلٌ، هُوَ أَطْوَلُ السَّبْعَةِ، وَفِيهِ عَلَامَةٌ قَدْ عُلِّمَتْ شِبْهُ النَّقْرِ أَوْ شِبْهُ الْحُفْرَةِ، فَهُوَ الْمَوْضِعُ، وَكَذَلِكَ رَأَيْتُهُ أَنَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ لَمَّا قَرَفَ الْجَصُّ وَالْمَرْمَرُ عَنِ الشَّاذَرْوَانِ وَرَأَيْتُ الْكِسْوَةَ الَّتِي جُرِّدَتْ عَنِ الْكَعْبَةِ أَثَرَ خَلُوقٍ قَدْ جُعِلَ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ بِالطُّولِ عَلَامَةً لِهَذَا الْمَوْضِعِ، وَقَدْ زَعَمُوا أَنَّهُ الْمَوْضِعُ الَّذِي جَعَلَ فِيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْمَقَامَ حِينَ ذَهَبَ بِهِ سَيْلُ أُمِّ نَهْشَلٍ

ذكر حد قبلة الكعبة

§ذِكْرُ حَدِّ قِبْلَةِ الْكَعْبَةِ

284 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §الْبَيْتُ قِبْلَةٌ، وَقِبْلَةُ الْبَيْتِ هَذَا الْبَابُ وَالرُّكْنُ وَالْمَقَامُ وَذَاكَ الْوَجْهُ " 285 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا، يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ

286 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §الْبَيْتُ كُلُّهُ قِبْلَةٌ، وَقِبْلَتُهُ وَجْهُهُ، فَإِنْ أَخْطَأَكَ وَجْهُهُ فَقِبْلَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ سُفْيَانُ: " وَقِبْلَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ الْمِيزَابِ إِلَى الرُّكْنِ الشَّامِيِّ الَّذِي يَلِي الْحِجْرَ "

287 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ زَاذَانَ، يَقُولُ لِيَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ: " §أَيْنَ قِبْلَةُ الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: وَيْحَكَ، أَيُّ شَيْءٍ تَقُولُ؟ الْبَيْتُ كُلُّهُ قِبْلَةٌ " قَالَ: فَسَكَتَ مَنْصُورٌ

288 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: " §الْبَيْتُ كُلُّهُ قِبْلَةٌ، وَأَفْضَلُهُ مَيَامِنُهُ "

289 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ قَمْطَةَ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144] قَالَ: " حِيَالَ مِيزَابِ الْكَعْبَةِ "

290 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدِيثًا رَفَعَهُ إِلَى أَبِي سَلَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " حَضَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَوْمَ الْفَتْحِ صَلَّى فِي قِبْلَةِ الْكَعْبَةِ "

291 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ إِلَّا عِنْدَ الْبَيْتِ "

ذكر الطواف بالكعبة والصلاة، وما يؤمر به فيه من الصمت

§ذِكْرُ الطَّوَافِ بِالْكَعْبَةِ وَالصَّلَاةِ، وَمَا يُؤْمَرُ بِهِ فِيهِ مِنَ الصَّمْتِ

292 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ سَبْعًا يُحْصِيهِ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَ، كَعَدْلِ عَتَاقِ رَقَبَةٍ "

293 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَا: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي التَّبُوذَكِيَّ قَالَ: ثنا صَدَقَةُ أَبُو سَهْلٍ الْهُنَائِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا كَبِيرًا مِنْ بَنِي شَيْبَةَ فِي زَمَنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ §أَشْرَفَ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى طَوَافُ أُسْبُوعٍ بِهَذَا الْبَيْتِ، وَصَلَاةُ رَكْعَتَيْنِ " 294 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْكُلَيْبِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ 295 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِنَحْوِهِ وَزَادَ فِيهِ: " وَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ "

296 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ -[188]- يَاسِينَ الزَّيَّاتِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَمِّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا فَأَحْصَاهُ، وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ كَانَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ نَفِيسَةٍ مِنَ الرِّقَابِ " 297 - حَدَّثَنَا ابْنُ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا حَاتِمٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: " مَنْ طَافَ لَا يَتَكَلَّمُ فِيهِ إِلَّا بِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

298 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو عَامِرٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ وَقَفَ وَتَبَسَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَقَفْتَ وَتَبَسَّمْتَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَقِيَنِي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَطُوفُ مَعَهُ مَلَكَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ " 299 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا مُغِيثُ بْنُ بُدَيْلٍ قَالَ: -[189]- حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ

300 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ طَافَ طَوَافًا يُحْصِيهِ كَانَ كَعِتَاقِ رَقَبَةٍ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَرْفَعُ قَدَمًا وَلَا يَضَعُ أُخْرَى إِلَّا كُفِّرَ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةٌ، وَكُتِبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ، وَرُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ "

301 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ، أَنَّهُ قَالَ: " أَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ §مَنْ خَطَا خُطْوَةً فِي طَوَافِهِ بِالْبَيْتِ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةٌ، وَرُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ "

302 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ -[190]- الْحَارِثِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَيْلَمَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أُرِيدُ الْبَيْتَ لِأَطُوفَ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْحَجِّ وَفَضْلِهِ، فَقَالَ: " §لَأَنْ أَطُوفَ بِهَذَا الْبَيْتِ سَبْعًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِثَمَنِ غُلَامِي هَذَا، وَإِنِّي أُعْطَى بِهِ مِائَةَ دِينَارٍ فَمَا أَبِيعُهُ "

303 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: زَعَمَ ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: " §اشْتَكَى الْبَيْتُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: أَيْ كَعْبُ، أَوَ لِلْبَيْتِ لِسَانٌ؟ قَالَ كَعْبٌ: " وَأُذُنَانِ "، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " سَأُحْدِثُ لَكَ تَوْرَاةً حَدِيثَةً، وَعُمَّارًا مُحْدَثِينَ، وَسَأَمْلَؤُكَ جُدُودًا سُجُودًا، يَدِفُّونَ إِلَيْكَ دُفُوفَ النُّسُورِ، وَيَحِنُّونَ إِلَيْكَ حَنِينَ الْحَمَامَةِ إِلَى بَيْضِهَا " ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ بَيْتٌ يُطَافُ بِهِ غَيْرُهُ، مَنْ خَطَا خُطْوَةً فِي طَوَافٍ بِهِ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةٌ، وَرُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَمَنْ حَلَقَ رَأْسَهُ عِنْدَهُ فِي حَجٍّ أَوْ عَمْرَةٍ كُتِبَتْ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَيِّئَةٌ "

304 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: " إِنَّ §هَذَا الْبَيْتَ شَكَى إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ "، فَقَالَ رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ: -[191]- يَا كَعْبُ وَاللهِ إِنَّ لِهَذَا الْبَيْتِ لِسَانًا؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسُ كَعْبٍ بِيَدِهِ إِنَّ لَهُ لِسَانًا كَلِسَانِ أَحَدِكُمْ، وَقَلْبًا كَقَلْبِ أَحَدِكُمْ "، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَوْ بَعْضِهِ

305 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ، قَالَا: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلَاةٌ إِلَّا أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَحَلَّ لَكُمْ فِيهِ الْمَنْطِقَ، فَمَنْ نَطَقَ فَلَا يَنْطِقْ إِلَّا بِخَيْرٍ "

306 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §أَكْثِرُوا -[192]- زِيَارَةَ هَذَا الْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَيَنْسَى النَّاسُ مَكَانَهُ، وَأَكْثِرُوا تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ "

307 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلَاةٌ، فَأَقِلُّوا فِيهِ الْكَلَامَ "

308 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: ثنا هِلَالُ بْنُ فَيَّاضٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " أَهْدَى أَمِيرٌ مِنَ الْأُمَرَاءِ إِلَى الْكَعْبَةِ مِائَةَ وَسْقٍ مَا بَيْنَ كِسْوَةٍ وَطِيبٍ، وَدَرَاهِمَ وَدَنَانِيرَ، وَعَبِيدٍ خَدَمًا لِلْكَعْبَةِ فَقُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ هَدِيَّةً أَفْخَرَ وَلَا أَفْضَلَ مِنْ هَذِهِ الْهَدِيَّةِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §لَطَوَافُ رَجُلٍ أُسْبُوعًا بِهَذَا الْبَيْتِ بِحُسْنِ عَقْلٍ، وَصِدْقِ نِيَّةٍ، أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ أَضْعَافًا مِمَّا رَأَيْتَ، وَلَأَنْ أَرَى حَبَشِيًّا مُسَلْسَلًا عَاقِلًا أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَرَاهَ قَلِيلَ الْعَقْلِ، قَلِيلَ الْوَرَعِ، يَتَمَنَّى عَلَى اللهِ الْأَمَانِيَّ "

309 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، -[193]- عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §اسْتَمْتِعُوا مِنَ الطَّوَافِ مَا اسْتَطَعْتُمْ "

310 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ طَاوُسٍ فَقَالَ لِي: أَلَمْ أَقَلْ لَكَ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي وَاللهِ، قَالَ: أَلَمْ أَقَلْ لَكَ إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: " §إِذَا طُفْتَ بِالْبَيْتِ فَأَقْلِلْ فِيهِ الْكَلَامَ فَإِنَّهُ صَلَاةٌ "

311 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ قَالَ: ثنا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §أَقِلُّوا الْكَلَامَ فِي الطَّوَافِ؛ فَإِنَّمَا أَنْتُمْ فِي صَلَاةٍ " 312 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ مِثْلَهُ سَوَاءً

313 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §اسْتَكْثِرُوا مِنَ الطَّوَافِ بِهَذَا الْبَيْتِ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أَصْعَلَ أَصْمَعَ يَهْدِمُهَا بِمِسْحَاتِهِ " وَقَالَ سُفْيَانُ: الصَّمَعُ فِي الْآذَانِ، وَالصَّعَلُ فِي الرَّأْسِ: صِغَرُ الرَّأْسِ

314 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، وَعَبْدَةُ الصَّفَّارُ قَالُوا: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ، عَنْ عَائِذٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِالطَّائِفِينَ "

315 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: أنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، وَابْنُ -[195]- رَجَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ، مَوْلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ " رَأَى أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ثُمَّ قَالَ: " §لَأَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا ثُمَّ أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، لَا أَقُولُ فِي ذَلِكَ هُجْرًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ طَهْمَانَ " يَعْنِي غُلَامًا لَهُ

316 - حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ أَوْ سَعِيدٍ، الظَّنُّ مِنِّي أَنَا، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §مَنْ طَافَ خَمْسِينَ أُسْبُوعًا كَانَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ "

ذكر كثرة الطواف والثواب عليه

§ذِكْرُ كَثْرَةِ الطَّوَافِ وَالثَّوَابِ عَلَيْهِ

317 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ -[196]- أَيُّوبَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: ثنا نَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي رُقَيَّةَ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَإِذَا أَنَا بِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: " يَا ابْنَ أَبِي رُقَيَّةَ اسْتَكْثِرُوا مِنَ الطَّوَافِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ حَتَّى تُوجِعَهُ قَدَمَاهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ تَعَالَى أَنْ يُرِيحَهُمَا فِي الْجَنَّةِ "

318 - حَدَّثَنَا 7317 مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " §لَمْ أَرْ أَحَدًا أَعْبَدَ مِنْ وَكِيعٍ إِلَّا الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ وَلَقَدْ كَانَ وَكِيعٌ يَطُوفُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ حَتَّى تَوَرَّمَ رِجْلَاهُ "

319 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْكَعْبَةُ مَحْفُوفَةٌ بِسَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ طَافَ بِهَا، وَيُصَلُّونَ عَلَيْهَا "

ذكر كراهية الكلام بالفارسية في الطواف والاضطباع فيه

§ذِكْرُ كَرَاهِيَةِ الْكَلَامِ بِالْفَارِسِيَّةِ فِي الطَّوَافِ وَالِاضْطِبَاعِ فِيهِ

320 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ -[197]- أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طُعْمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: " §نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالْفَارِسِيَّةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ "

321 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَجُلَيْنِ يَتَكَلَّمَانِ بِالْفَارِسِيَّةِ فِي الطَّوَافِ، فَقَالَ: " §ابْتَغِيَا إِلَى الْعَرَبِيَّةِ سَبِيلًا "

322 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، -[198]- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §طَافَ بِالْبَيْتِ مُضْطَبِعًا بُرْدًا حَضْرَمِيًّا "

323 - أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ مُضْطَبِعًا "

ذكر ما ينزل على الطواف وأهل مكة من الرحمة في كل يوم، وتفسيره

§ذِكْرُ مَا يَنْزِلُ عَلَى الطُّوَّافِ وَأَهْلِ مَكَّةَ مِنَ الرَّحْمَةِ فِي كُلِّ يَوْمٍ، وَتَفْسِيرِهِ

324 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ الْفَيْضِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ §فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ عِشْرِينَ -[199]- وَمِائَةَ رَحْمَةٍ تَنْزِلُ عَلَى هَذَا الْبَيْتِ، فَسِتُّونَ لِلطَّائِفِينَ، وَأَرْبَعُونَ لِلرَّاكِعِينَ، وَعِشْرُونَ لِلنَّاظِرِينَ "

325 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يُنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ يَوْمِ مِائَةَ رَحْمَةٍ، سِتِّينَ عَلَى الطَّائِفِينَ بِالْبَيْتِ وَعِشْرِينَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ، وَعِشْرِينَ عَلَى سَائِرِ النَّاسِ " 326 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، نَحْوَهُ مَوْقُوفًا

327 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْطَاكِيُّ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §يُنَزَّلُ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ فِي كُلِّ يَوْمٍ عِشْرُونَ وَمِائَةُ رَحْمَةٍ، سَبْعُونَ مِنْهَا لِلطَّوَّافِينَ، وَثَلَاثُونَ لِأَصْحَابِ الصَّلَاةِ، وَعِشْرُونَ لِلنَّظَّارَةِ إِلَى الْبَيْتِ "

328 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ مِنَ الْعِبَادَةِ " ذَكَرَ إِحْدَاهُنَّ قَالَ: " §وَالنَّظَرُ إِلَى الْكَعْبَةِ عِبَادَةٌ "

ذكر إحصاء الطواف فيه، وما يؤمر به من الصمت والسكوت فيه، والتواضع والخشوع

§ذِكْرُ إِحْصَاءِ الطَّوَافِ فِيهِ، وَمَا يُؤْمَرُ بِهِ مِنَ الصَّمْتِ وَالسُّكُوتِ فِيهِ، وَالتَّوَاضُعِ وَالْخُشُوعِ

329 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ مَعَهُ فِي الطَّوَافِ: §كَمْ تَعُدُّ؟ ثُمَّ قَالَ: تَدْرِي لِمَ سَأَلْتُكَ؟ لِتَحْفَظَهُ " 330 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي يُوسُفَ، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، أَخْبَرَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ مَعَهُ فِي الطَّوَافِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: " لِمَ سَأَلْتُكَ؟ قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " لِكَيْ يَكُونَ أَحْصَى لِعَدَدِكَ "

331 - حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَوْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ طَاوُسٌ: " §إِنِّي لَأَطُوفُ السَّبْعَ لَا يُكَلِّمُنِي فِيهِ أَحَدٌ فَأَغْتَنِمُهُ "

332 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " إِنَّمَا جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ §الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْيَ الْجِمَارِ، لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ عَطَاءٌ " وَطَافَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَلَمْ يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ حَتَّى فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ، قَالَ: فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ لِيَسْمَعَ مَا يَقُولُ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: {§رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201] حَتَّى فَرَغَ، قَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَصْلَحَكَ اللهُ، اتَّبَعْتُكَ فَلَمْ أَسْمَعْكَ تَزِيدُ عَلَى كَذَا وَكَذَا، تَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: أَوَلَيْسَ ذَلِكَ كُلَّ الْخَيْرِ؟ " قَالَ عَطَاءٌ: " فَمَنْ طَافَ فَلْيَدَعِ الْحَدِيثَ، وَلْيَذْكُرِ اللهَ تَعَالَى إِلَّا حَدِيثًا لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ -[202]- يَدَعَ الْحَدِيثَ كُلَّهُ إِلَّا ذِكْرَ اللهِ تَعَالَى وَالْقُرْآنَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَطَاءٌ: " طُفْتُ وَرَاءَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ §فَلَمْ أَسْمَعْ وَاحِدًا مِنْهُمَا يَتَكَلَّمُ فِي الطَّوَافِ " 333 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ " فَلَمْ يَتَكَلَّمَا حَتَّى فَرَغَا "

334 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا §يَطُوفُونَ بِهَذَا الْبَيْتِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ خُشَّعًا "

335 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ طَاوُسًا وَمُجَاهِدًا §يَطُوفَانِ بِالْبَيْتِ وَهُمَا خُشَّعٌ "

336 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ تَوْبَةَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " §طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ ثَلَاثُمِائَةِ رَسُولٍ، آخِرُهُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مُصْطَفًى، وَصَلَّوْا فِي الْحِجْرِ قِبَلِ الْمَقَامِ وَمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ تَكَلَّمَ فِي طَوَافِهِ بِشَيْءٍ إِلَّا بِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، حَتَّى يَفْرُغَ، وَمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ صَلَّى بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ "

337 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، أَوْ غَيْرُهُ قَالَ: " رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ §يَطُوفَانِ بِالْبَيْتِ جَمِيعًا، كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمَا الطَّيْرُ تَخَشُّعًا "

338 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ سَعْدٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لَعَلَّكَ §سَتُدْرِكُ أَقْوَامًا سَاهِينَ لَاهِينَ فِي طَوَافِهِمْ، فَذَلِكَ طَوَافٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ، وَعَمَلٌ غَيْرُ مَرْفُوعٍ، يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ صُفُوفًا فَشُقَّ صُفُوفَهُمْ، وَقُلْ لَهُمْ: هَذَا طَوَافٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ، وَعَمَلٌ غَيْرُ مَرْفُوعٍ "

339 - حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: خَطَبَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ فِي الطَّوَافِ فَلَمْ يَرُدَّ إِلَيْهِ شَيْئًا، فَقُضِيَ أَنْ خَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَتَاهُ عُرْوَةُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: " يَا ابْنَ أَخِي، إِنَّكَ §خَطَبْتَ إِلَيَّ ابْنَتِي فِي الطَّوَافِ وَنَحْنُ نَتَخَايَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ أَعْيُنِنَا، فَهَلْ لَكَ فِيهَا الْيَوْمَ رَغْبَةٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ، مَا كُنْتُ أَرْغَبَ فِيهَا مِنِّي الْيَوْمَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " يَا نَافِعُ ادْعُ لِي سَالِمًا وَعَبْدَ اللهِ ابْنَيْهِ "، قَالَ عُرْوَةُ: وَنَاسًا مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ، أَوْ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: " لَا حَاجَةَ لَنَا بِهِمْ "، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِسَالِمٍ وَعَبْدِ اللهِ فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى، ثُمَّ قَالَ: هَذَا عُرْوَةُ هُوَ مَنْ قَدْ عَرَفْتُمَا، وَقَدْ ذَكَرَ أُخْتَكُمَا فُلَانَةَ، وَقَدْ زَوَّجْتُهُ إِيَّاهَا عَلَى مَا أَمَرَ اللهُ تَعَالَى: {إِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} " وَحَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُقْرِئُ قَالَ: ثنا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: خَطَبْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ابْنَتَهُ وَنَحْنُ فِي الطَّوَافِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ

341 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: " عَزَّانِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَلَى أَبِي وَأَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَقَالَ: " §لَا تَسْتَكِنْ؛ فَإِنَّ الِاسْتِكَانَةَ مِنَ الْجَزَعِ "

342 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي بَزَّةَ الْبَزِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُسَافِعُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَجِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي قَالَ: " §بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ خَلْفَ الْمَقَامِ إِذَا أَنَا بِطَيْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَرَأْسُهُ مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ، وَاقِعًا عَلَى مِصْبَاحِ زَمْزَمَ فَاسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ فَقَالَ: يَا كَعْبَةَ اللهِ، مَا لِي أَرَاكِ قَاطِبَةً، مَا لِي أَرَاكِ مُتَبَغِّضَةً؟ فَقَالَتْ: إِنِّي لَمُؤْمِنَةٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ لِمَا أَرَى حَوْلِي، وَلَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُتَعَلِّلُونَ بِي، وَالْمُتَعَلِّلَاتُ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ، لَأَنْتَفِضُ انْتِفَاضَةً يَرْجِعُ كُلُّ حَجَرٍ مِنِّي إِلَى مَوْضِعِهِ الَّذِي حُمِلَ مِنْهُ "

ذكر من رخص في الكلام في الطواف بالخير والدعاء

§ذِكْرُ مَنْ رَخَّصَ فِي الْكَلَامِ فِي الطَّوَافِ بِالْخَيْرِ وَالدُّعَاءِ

343 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، -[206]- عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَأْخُذُ بِيَدِي وَنَحْنُ نَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَيُعَلِّمُنِي التَّشَهُّدَ: " §التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ "، قَالَ: كُنَّا نَقُولُهَا فِي حَيَاتِهِ قَالَ أَبُو بِشْرٍ يَعْنِي فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ، قَالَ: وَزِدْتُ أَنَا: وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: وَزِدْتُ أَنَا: وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "

344 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَلْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، يَقُولُ: " كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَأْخُذُ بِيَدِي وَأَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَيُعَلِّمُنِي لَحْنَ الْكَلَامِ "

345 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: ثنا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: " §كَانَ مُجَاهِدٌ يُحَدِّثُنِي وَنَحْنُ نَطُوفُ بِالْبَيْتِ "

346 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ عَطَاءً يَتَكَلَّمُ فِي الطَّوَافِ "

347 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: " كَانَ مُجَاهِدٌ §يَعْرِضُ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ فِي الطَّوَافِ "

348 - حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ حُسَيْنٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمِصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ قَالَ: بَيْنَمَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا خَلْفَهُ فَقَالَ: مَا أَشْبَهُ أَلْيَتَيْهِ بِأَلْيَتَيْ هِنْدٍ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: " يَا ابْنَ أَخِي، إِنَّ §ذَاكَ كَانَ يُعْجِبُ أَبَا سُفْيَانَ مِنْهَا "

349 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: الْتَقَى عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَعُبَيْدُ بْنُ -[208]- عُمَيْرٍ، وَهُمَا يَطُوفَانِ بِالْبَيْتِ فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا عَاصِمٍ؟ " قَالَ: " أَرَاكَ كَأَنَّكَ تَصَبَّحْتَ " قَالَ: مَا تَصَبَّحْتُ، وَمَا كُنْتُ لِأَتَصَبَّحَ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَا بَلَغَكَ أَنَّ §الْأَرْضَ تَضِجُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ تَصَبُّحِ عُلَمَائِهَا عَلَيْهَا بِالضُّحَى مَخَافَةَ الْغَفْلَةِ عَلَيْهِمْ؟ " قَالَ: بَلَى

350 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ الصَّقْرَ بْنَ حَبِيبٍ، يَقُولُ: " سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَطُوفُ حَوْلَ الْبَيْتِ وَهُوَ يَقُولُ: §اللهُمَّ ارْزُقْنِي وَلَدًا أَفْقَأُ بِهِ أَعْيُنَ بَنِي عَمِّي، وَمَالًا أَغْبِطُ بِهِ أَعْدَائِي "

351 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " رَأَيْتُ الْجَحَّافَ بْنَ أَبِي عُمَرَ قَالَ سُفْيَانُ: وَالْجَحَّافُ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ فَقَالَ لَهُ الْأَخْطَلُ: [البحر الطويل] §أَلَا أَبْلِغِ الْجَحَّافَ هَلْ هُوَ ثَائِرٌ ... بِقَتْلَى أُصِيبَتْ مِنْ سُلَيْمٍ وَعَامِرِ فَقَالَ الْجَحَّافُ: نَعَمْ، فَجَمَعَ قَوْمَهُ ثُمَّ أَغَارَ عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُمْ رَجُلًا وَلَا امْرَأَةً وَلَا صَبِيًّا "

352 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، -[209]- عَنِ قَيْسٍ، وَأَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " §كَانَ يَتَكَلَّمُ فِي الطَّوَافِ "

353 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ مُجَاهِدٍ فِي الطَّوَافِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى أَبِي قُبَيْسٍ َقَالَ: " §لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَنْفَقَ مِثْلَ هَذَا الْجَبَلِ فِي طَاعَةِ اللهِ تَعَالَى لَمْ يَكُنْ مُسْرِفًا، وَلَوْ أَنْفَقَ دِرْهَمًا وَاحِدًا أَوْ مُدًّا فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَكَانَ مُسْرِفًا "

354 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٌ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَقُولُ: " كَانُوا §يَطُوفُونَ وَيَتَحَدَّثُونَ عِنْدَ الْبَيْتِ "

355 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ: " كُنْتُ §أَطُوفُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَيُحَدِّثُنِي فَيُكْثِرُ، وَلَا يَرَى بِالْحَدِيثِ بَأْسًا "

356 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ " كَانَ §يُحَدِّثُهُ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ "

357 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورِ بْنِ أَبِي الْأَزْهَرِ قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: " رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ §يَتَكَلَّمُ فِي الطَّوَافِ وَيَضْحَكُ "

358 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ هِشَامَ بْنَ حُجَيْرٍ وَطَاوُسًا يَتَحَدَّثَانِ فِي الطَّوَافِ "

359 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ النَّمَرِيِّ قَالَ: " رَأَيْتُ §أَبَا قِلَابَةَ يَتَكَلَّمُ فِي الطَّوَافِ "

360 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: " كَانَ عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ وَعَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ §يَتَحَدَّثُونَ فِي الطَّوَافِ "

361 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْمَسْجِدَ فَطَافَ سَبْعًا، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَدْ طُفْتَ وَصَلَّيْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَا أَسْرَعَ هَذَا؟ قَالَ: " أَجَلْ، §أَنْتُمْ أَكْثَرُ مِنَّا طَوَافًا وَصِيَامًا، وَنَحْنُ خَيْرٌ مِنْكُمْ، نَحْنُ نَأْتِي صِدْقَ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءَ الْأَمَانَةِ، وَإِنْجَازَ الْوَعْدِ "

ذكر التؤدة والسرعة في الطواف

§ذِكْرُ التُّؤَدَةِ وَالسُّرْعَةِ فِي الطَّوَافِ

362 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ مُصَفًّى الْحِمْصِيُّ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -[212]- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سُبُوعًا حَاسِرًا يَغُضُّ طَرْفَهُ، وَيُقَارِبُ خُطَاهُ، وَلَا يَلْتَفِتُ، وَيَسْتَلِمُ الرُّكْنَ فِي كُلِّ شَوْطٍ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يُؤْذِيَ أَحَدًا، كُتِبَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ سَبْعُونَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ، وَرُفِعَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ دَرَجَةٍ، وَعُتِقَ عَنْهُ سَبْعُونَ أَلْفَ رَقَبَةٍ، كُلُّ رَقَبَةٍ عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَأَعْطَاهُ اللهُ تَعَالَى سَبْعِينَ شَفَاعَةً، إِنْ شَاءَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ خَاصَّةً، وَإِنْ شَاءَ فِي الْعَامَّةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ شَاءَ أَخَّرَهَا، وَإِنْ شَاءَ عَجَّلَهَا "

363 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ ذَكَرَهُ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: " إِنَّ §أَسْعَدَ النَّاسِ بِهَذَا الطَّوَافِ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشِ لِتُؤَدَتِهِمْ فِي مِشْيَتِهِمْ "

364 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالُوا: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي الطَّوَافِ، فَرَأَى رَجُلًا مُضْطَرِبًا يَطُوفُ حُجْرَةً مِنَ النَّاسِ، يَقُولُ: نَاحِيَةً، قَالَ: فَدَعَاهُ فَقَالَ: " مَا اسْمُكَ؟ " قَالَ: حُنَيْنٌ قَالَ: مَا تَصْنَعُ هَا هُنَا؟ قَالَ: أَطُوفُ، قَالَ: " إِنَّمَا §تَخْبِطُ خَبْطَ الْجَمَلِ، وَلَا تَذْكُرُ رَبَّكَ " قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِذَا رَأَى رَجُلًا يَطُوفُ يُسْرِعُ الْمَشْيَ قَالَ: " أَحُنَيْنِيٌّ هُوَ؟ "

365 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ -[213]- بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبٍ مَوْلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ: مَرَّ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَمَعَهُ جُنْدُهُ، فَزَحَمُوا السَّائِبَ بْنَ صَيْفِيِّ بْنِ عَابِدٍ فَسَقَطَ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: " ارْفَعُوا الشَّيْخَ " فَلَمَّا قَامَ قَالَ: هَيَا مُعَاوِيَةُ §أَتَيْتَنَا بِأَوْبَاشِ النَّاسِ يَصْرَعُونَنَا حَوْلَ الْبَيْتِ أَمَا وَاللهِ لَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ أُمَّكَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: " لَيْتَكَ فَعَلْتَ، فَجَاءَتْ بِمِثْلِ أَبِي السَّائِبِ " يَعْنِي: عَبْدَ اللهِ بْنَ السَّائِبِ 366 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُدَيْمِيُّ الْبَصْرِيُّ، بِبَغْدَادَ قَالَ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ عُمَرَ أَبُو سَلَمَةَ الْعَبْدَرِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الزُّبَيْرِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ

367 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " طُفْتُ مَعَهُ بِالْبَيْتِ فَكَانَ §يَمْشِي عَلَى هَيِّنَتِهِ قَلِيلًا قَلِيلًا، وَلَا يُزَاحِمُ عَلَى الْحَجَرِ "

368 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: " رَأَيْتُ §ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يُسْرِعُ فِي الطَّوَافِ "

369 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَيَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَطُوفُ بِالْبَيْتِ يُسْرِعُ الْمَشْيَ " قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: قَالَ سُفْيَانُ: " كَانَ خَلِيفَةً فَكَانَ يُوَسَّعُ لَهُ، فُيُسْرِعُ الْمَشْيَ "

370 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: ثنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ فِي الطَّوَافِ يَشْتَدُّ "

371 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ قَالَ: رَأَى طَاوُسٌ فِتْيَةً مِنْ قُرَيْشٍ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ فَقَالَ: " §إِنَّكُمْ لَتَلْبَسُونَ لِبَاسًا مَا كَانَ يَلْبَسُهُ آبَاؤُكُمْ، وَتَمْشُونَ مِشْيَةً مَا يُحْسِنُهَا الزَّفَّانُونَ "

372 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا سَعِيدٌ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §لَا بَأْسَ أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلُ مَشْيَهُ الَّذِي هُوَ مَشْيُهُ فِي الطَّوَافِ مَا لَمْ يُؤْذِ أَحَدًا "

373 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ قَالَ: " رَأَيْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §يَكْرَهُ الْكَلَامَ فِي الطَّوَافِ، وَيُسْرِعُ الْمَشْيَ فِيهِ، وَرُبَّمَا سَأَلْتُهُ فَأَجَابَنِي "

ذكر الإقران في الطواف، ومن رخص فيه وفعله، ومن لم يفعله، وتفسير ذلك

§ذِكْرُ الْإِقْرَانِ فِي الطَّوَافِ، وَمَنْ رَخَّصَ فِيهِ وَفَعَلَهُ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْهُ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

374 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا مُوسَى الرَّمْلِيُّ، عَنْ سَوَّارٍ قَالَ: ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ §فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَصَلَّى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ، فَمَضَتِ السُّنَّةُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَوَافٌ بِالْبَيْتِ وَصَلَاةٌ عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ "

375 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَأَلَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ عَنْهُ الزُّهْرِيَّ فَقَالَ: " §السُّنَّةُ لِكُلِّ سَبْعٍ رَكْعَتَانِ "

376 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْأَحْوَلُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §مَا قَرَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

377 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §لَمْ أَرَ النَّاسَ يَقْرِنُونَ فِي الطَّوَافِ وَهُوَ مُحْدَثٌ، وَلَمْ يَفْعَلْهُ أَحَدٌ مِنَ الْمَاضِينَ إِلَّا عَائِشَةُ وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ "

378 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّهَا " §كَرِهَتِ الْإِقْرَانَ فِي الطَّوَافِ "، وَأَنَّ عُرْوَةَ كَانَ يَكْرَهُهُ، وَأَنَّ هِشَامًا كَانَ يَكْرَهُهُ

379 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: " رَأَيْتُ الْقَاسِمَ وَسَالِمًا وَعُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ §يُصَلُّونَ عَنْ كُلِّ سُبُوعٍ رَكْعَتَيْنِ لَا يَقْرِنُونُ "

380 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ نَافِعٍ وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " كَانَ §يَكْرَهُ الْإِقْرَانَ فِي الطَّوَافِ "

381 - وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنٌ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: " رَأَيْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ §يُصَلِّي عِنْدَ كُلِّ سُبُوعٍ رَكْعَتَيْنِ وَلَا يَقْرِنُ بَيْنَ الْأَسَابِيعِ "

382 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §لَمْ يَقْرِنْ أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " يَعْنِي فِي الطَّوَافِ

383 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَا: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ قَالَ: ثنا زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَكْرَهُ أَنْ يَجْمَعَ الرَّجُلُ بَيْنَ الْأَسَابِيعِ ثُمَّ يُصَلِّي لَهَا " يَعْنِي لِطَوَافِهَا

384 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا يُحَدِّثُ، عَنْ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " كُنْتُ مَعَهُ بِمَكَّةَ فَكَانَ §يُصَلِّي بِاللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ وَيَطُوفُ، كُلَّمَا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَافَ "

385 - وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا ابْنُ رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا , وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ: إِنَّهُ " كَانَ يُصَلِّي فِي إِثْرِ كُلِّ سَبْعٍ رَكْعَتَيْنِ " وَقَالَ أَيُّوبُ: إِنَّهُ " كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقْرِنَ بَيْنَ الْأَسَابِيعِ " وَيَقُولُ: " §عَلَى كُلِّ إِثْرِ سَبْعٍ رَكْعَتَيْنِ "

386 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ -[219]- حَفْصٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ " §لَمْ يَكُنْ يَجْمَعُ بَيْنَ السَّبْعِينَ وَلَا يُصَلِّي بَيْنَهُمَا، وَلَكِنَّهُ كُلَّمَا طَافَ سَبْعًا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ "

387 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَرَجٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ عَطَاءٌ سَوَاءً، أَنَّهُ " §لَمْ يَفْعَلْهُ، يَعْنِي الْإِقْرَانَ، فِي الطَّوَافِ إِلَّا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، يَعْنِي الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ "

388 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: ثنا ابْنُ هُرْمُزَ قَالَ: اجْتَمَعَ نَاسٌ فُقَهَاءٌ عِنْدَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَذَكَرُوا أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا كَانَتْ تَقْرِنَ بَيْنَ الْأَسَابِيعِ، فَقَالَ الْقَاسِمُ: " اتَّقُوا اللهَ §وَلَا تَقُولُوا عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ مَا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُ "

389 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: " رَأَيْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ §يُصَلِّي عِنْدَ كُلِّ سَبْعٍ رَكْعَتَيْنِ "

390 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، -[220]- عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ: أَنَّهُ سَأَلَ الْقَاسِمَ وَسَالِمًا عَنِ §الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ فَقَالَا: " سَبْعٌ ثُمَّ رَكْعَتَانِ "

391 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ قَالَ: " §طُفْتُ مَعَ طَاوُسٍ ثَلَاثَةَ أَسَابِيعَ فَلَمْ يَسْجُدْ بَيْنَهُمَا سَجْدَةً "

392 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ آدَمَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: " §إِذَا طُفْتَ فَصَلِّ "

393 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّهُ " كَانَ §يَكْرَهُ أَنْ يَجْمَعَ، بَيْنَ السَّبُوعَيْنِ فِي الطَّوَافِ "

ذكر من رخص في الإقران في الطواف

§ذِكْرُ مَنْ رَخَّصَ فِي الْإِقْرَانِ فِي الطَّوَافِ

394 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: -[221]- ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ، عَنْ أُمِّهِ: أَنَّهَا " §طَافَتْ مَعَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ثَلَاثَةَ أَسْبَاعٍ لَا تَفْصِلُ بَيْنَهُمَا بِصَلَاةٍ، ثُمَّ صَلَّتْ لِكُلِّ سَبْعٍ رَكْعَتَيْنِ "

395 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوغَسَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " §قَرَنَ فِي الطَّوَافِ "

396 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَارَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: " §طُفْتُ مَعَ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ بَعْدَ الْعَصْرِ ثَلَاثَةَ أَسَابِيعَ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: " ذَلِكَ حَسَنٌ "

397 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَيَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ: " أَنَّهُ كَانَ §يَقْرِنُ بَيْنَ الْأَسَابِيعِ فِي الطَّوَافِ "

398 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ " كَانَ §لَا يَرَى بِقَرْنِ الطَّوَافِ بَأْسًا، وَرُبَّمَا فَعَلَهُ "

399 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: " كَانَ عَطَاءٌ §لَا يَرَى بِقَرْنِ الطَّوَافِ بَأْسًا وَيُفْتِي بِهِ، وَيُذْكَرُ أَنَّ طَاوُسًا كَانَ يَفْعَلُهُ وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحُدِّثْتُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: نَزَلَتْ مَسْكَنَ عُتْبَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ فَكَانَتْ §تَطُوفُ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، فَإِذَا أَرَادَتِ الطَّوَافَ أَمَرَتْ بِمَصَابِيحِ الْمَسْجِدِ جَمِيعًا فَأُطْفِئَتْ، ثُمَّ طَافَتْ، فَإِذَا فَرَغَتْ مِنْ سَبْعٍ تَعَوَّذَتْ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَتْهُ فَطَافَتْ سَبْعًا آخَرَ، كُلَّمَا فَرَغَتْ مِنْهُ تَعَوَّذَتْ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَتْهُ فَطَافَتْ، وَصَارَتْ كُلَّمَا فَرَغَتْ مِنْهُ تَعَوَّذَتْ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ، فَقَرَنَتْ عَلَيْهِ أَسْبُعًا ثُمَّ انْطَلَقَتْ إِلَى وَرَاءِ صُفَّةِ زَمْزَمَ ثُمَّ صَلَّتْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَكَلَّمَتْ، ثُمَّ صَلَّتْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِكَلَامٍ، وَكَانَتْ مَعَهَا امْرَأَةٌ مَوْلَاةٌ وَأُمُّ حَكَمٍ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ وَأُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَتِ الْمَوْلَاةُ: فَتَذَاكَرْنَا حَسَّانَ فَابْتَدَرْنَاهُ نَسُبُّهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: " ابْنَ الْفُرَيْعَةِ تَسُبِّينَ " فَنَهَتْنَا أَنْ نَسُبَّهُ، وَبَرَّأَتْهُ أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَيْهَا، وَقَالَتْ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُدْخِلَهَ اللهُ الْجَنَّةَ بِقَوْلِهِ: [البحر الوافر] -[223]- هَجَوْتَ مُحَمَّدًا وَأَجَبْتُ عَنْهُ ... وَعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ عَائِشَةُ تُنْشِدُهُمْ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ وَهِيَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: طُفْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَبْلَ صَلَاةِ الْفِطْرِ §فَقَرَنَ ثَلَاثَةَ أَسَابِيعَ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ تَقْرِنَ؟ قَالَ: " لِأَنَّهُ لَا يُصَلَّى قَبْلَ صَلَاةِ الْفِطْرِ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَأَلَ إِنْسَانٌ عَطَاءً عَنْ طَوَافِ الْأَسْبُعِ لَيْسَ بَيْنَهُنَّ رُكُوعٌ حَتَّى يَرْكَعَ عَلَيْهِنَّ رُكُوعَهُنَّ بَعْدَمَا يَفْرُغُ مِنْهُمْ، قَالَ: " بَلَغَنِي ذَلِكَ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَعَنْ طَاوُسٍ، وَمَا أَظُنُّ ذَلِكَ إِلَّا شَيْئًا بَلَغَهُمَا "، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَمَا بَلَغَكَ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِهِمَا؟ قَالَ: " لَا "، قُلْتُ: وَتُبَالِي لَوْ فَعَلْتَهُ؟ قَالَ: " مَا أَظُنُّ بِذَلِكَ بَأْسًا لَوْ فَعَلْتُهُ "، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: " بَلَغَنِي عَنِ الْمِسْوَرِ أَنَّهُ كَانَ يَطُوفُ الْأَسْبُعَ لَا يَرْكَعُ بَيْنَهُنَّ "

ذكر القراءة في الطواف، وذكر الله عز وجل

§ذِكْرُ الْقِرَاءَةِ فِي الطَّوَافِ، وَذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ

400 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ §فَسَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ فِي الطَّوَافِ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِهِ ضَرْبَةً شَدِيدَةً، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ، فَقَالَ: " فَعَلْتُ بِهِ كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَعَلَ بِرَجُلٍ فِي الطَّوَافِ "

401 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: " §الْقِرَاءَةُ فِي الطَّوَافِ مُحْدَثٌ "

402 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، قَالَا: " §الْقِرَاءَةُ فِي الطَّوَافِ مُحْدَثٌ "

403 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ لَيْثٌ: ثنا، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الطَّوَافِ، فَقَالَ: " §الْقِرَاءَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْكَلَامِ "

404 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: أنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّهُ " §كَرِهَ الْقِرَاءَةَ فِي الطَّوَافِ أَيَّامَ الْعَشْرِ، وَيَسْتَحِبُّ فِيهِ التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّكْبِيرَ، وَلَمْ يَكُنْ يَرَى بِهَا بَأْسًا قَبْلَ الْعَشْرِ وَلَا بَعْدَهَا "

405 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §ذِكْرُ اللهِ فِي الطَّوَافِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِعْلَانِ الْقُرْآنِ "

406 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ قَالَ: إِنَّ عَطَاءً " كَانَ §لَا يَرَى بَأْسًا بِالْقِرَاءَةِ حَوْلَ الْبَيْتِ، فَإِذَا قَرَأَ فَأَتَى عَلَى السَّجْدَةِ أَوْمَأَ إِيمَاءً لَا يَسْجُدُ عَلَى الْأَرْضِ "

407 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: أنا فُضَيْلٌ قَالَ: أنا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ: " أَنَّهُ كَانَ §يَكْرَهُ الْقِرَاءَةَ فِي الطَّوَافِ "

408 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: " كَانَ §يَكْرَهُ الْقِرَاءَةَ حَوْلَ الْبَيْتِ "

409 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا §جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

410 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: " قَدِمَ مَنْصُورٌ مَكَّةَ فَاسْتَعَانَ بِي أَنْ أَدُلَّهُ عَلَى مَكَانٍ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ §فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي الطَّوَافِ "

411 - حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ الْمُسْلِمِ أَبُو الْمُسْلِمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ الثِّقَةِ قَالَ: زَحَمَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الطَّوَافِ وَهُوَ يَقْرَأُ، فَقَالَ: " عَلَيْكَ بِالذِّكْرِ " فَحَوَّلَهُ مِنَ الْقِرَاءَةِ إِلَى الذِّكْرِ، وَقَالَ: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى §زَيَّنَ الْإِسْلَامَ بِالسَّخَاءِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ، وَزَيَّنَ الطَّوَافَ بِالذِّكْرِ "

412 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ مَثْرُودٍ الْغَافِقِيُّ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: " §مَا زُيِّنَ الْحَجُّ بِأَفْضَلَ مِنَ الطَّوَافِ وَالتَّلْبِيَةِ "

413 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى قَالَ: أَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى النَّاسِ وَهُمْ يَطُوفُونَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، §احْمَدُوا اللهَ وَكَبِّرُوهُ " قَالَ: فَكَانَ إِذَا سَمِعَ ذَلِكَ النَّاسُ حَمِدُوا اللهَ وَكَبَّرُوهُ

414 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، -[228]- عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ، يَقُولُ: رَأَيْتُ أَبَا مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَيْخًا كَبِيرًا فِي الطَّوَافِ يَقُولُ: " يَا حَاجَّ بَيْتِ اللهِ §كَبِّرُوا، فَيُلَبُّونَ، وَيَا حَاجَّ بَيْتِ اللهِ هَلِّلُوا، فَيُهَلِّلُونَ "

ذكر ما يقال في الطواف وتفسير ذلك

§ذِكْرُ مَا يُقَالُ فِي الطَّوَافِ وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

415 - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ قَالَ: رَأَيْتُ شَيْخًا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَقُولُ: " رَبِّ قِنِي شُحَّ نَفْسِي، رَبِّ قِنِي شُحَّ نَفْسِي "، لَا يَزِيدُ عَلَيْهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقِيلَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَتَيْتُهُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " إِنِّي §إِذَا وُقِيتُ شُحَّ نَفْسِي وُقِيتُ السَّرِقَةَ وَالْخِيَانَةَ، وَغَيْرَ ذَلِكَ " 416 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ -[229]- قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَذَكَرَ نَحْوَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] إِنَّ مِنْ الشُّحِّ أَنْ يَشُحَّ عَلَى مَعَاصِي اللهِ فَيَعْمَلُ بِهَا "

417 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صُهْبَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ §يَطُوفُ وَهُوَ يَقُولُ: " اللهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "

418 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي حُكَيْمَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: وَأَظُنُّ أَنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي عُثْمَانَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَانَ §يَطُوفُ بِالْبَيْتِ -[230]- وَهُوَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنْ كَانَ كِتَابِي فِي كِتَابِ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَأَثْبِتْهُ، وَإِنْ كَانَ كِتَابِي فِي أَهْلِ الشَّقَاءِ كَتَبْتَ عَلَيَّ صَعْبًا أَوْ ذَنْبًا فَامْحُهُ، وَاجْعَلْهُ فِي كِتَابِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ "

419 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْكِنْدِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ §يَقُولُ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ: " رَبَّنَا أَرِنَا مَنَاسِكَنَا "

420 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ أَكْثَرُ كَلَامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ §فِي الطَّوَافِ: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201] "

ذكر القيام في الطواف وحد الطواف

§ذِكْرُ الْقِيَامِ فِي الطَّوَافِ وَحَدِّ الطَّوَافِ

421 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ -[231]- ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: إِنَّ نَافِعًا قَالَ: " §مَا رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَائِمًا فِي الطَّوَافِ " وَيُقَالُ: بِدْعَةٌ الْقِيَامُ فِي الطَّوَافِ

422 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ: رَأَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا رَجُلًا خَرَجَ مِنْ الْكَعْبَةِ فَرَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو، فَقَالَ: " هَكَذَا تَصْنَعُ الْيَهُودُ فِي كَنَائِسِهَا، §لِيَدْعُ الرَّجُلُ فِي مَجْلِسِهِ بِمَا شَاءَ ثُمَّ لِيَقُمْ "

423 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الرَّوَّادِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " §مَا رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُومُ فِي شَيْءٍ مِنْ طَوَافِهِ إِلَّا عِنْدَ الْحَجَرِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَقُومُ حَتَّى يَسْتَلِمَهُ "

ذكر القيام على باب الكعبة

§ذِكْرُ الْقِيَامِ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ

424 - حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: ثنا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: ثنا -[232]- ثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: " §دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ فَصَلَّى فِيهِ ثُمَّ خَرَجَ فَقَامَ عَلَى الْبَابِ "

425 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §كُلَّ لَيْلَةٍ يَقُومُ عِنْدَ بَابِ الْكَعْبَةِ فَيَقُولُ: " إِنَّ بَنِي أُمَيَّةَ فَعَلُوا كَذَا، وَفَعَلُوا كَذَا، وَذَكَرَ مِنْ جَوْرِهِمْ "، ثُمَّ يَقُولُ: " يَا عِبَادَ اللهِ، أَنَقْسِمُ بَيْنَكُمْ مَوَارِيثَكُمْ، وَلَا نَقْسِمُ بَيْنَكُمْ فَيْئَكُمْ وَلَا صَدَقَاتِكُمْ، وَلَا وَلَا "، فَسَمِعَتْهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدٍ فَقَالَتْ لِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلَامِ هَذَا الرَّجُلِ، يَعْنِي: ابْنَ الزُّبَيْرِ، مَاذَا يَتَكَلَّمُ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " يَا بِنْتَ أَبِي عُبَيْدٍ، إِنَّمَا يُرِيدُ فَعَلَاتِ مُعَاوِيَةَ "

426 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: ثنا أَبُو الْمُنْذِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ §قَامَ عِنْدَ بَابِ الْكَعْبَةِ يَلْعَنُ الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا الْحَسَنِ لِمَ تَسُبَّهُ وَإِنَّمَا ذُبِحَ فِيكُمْ؟ فَقَالَ: " إِنَّهُ كَذَّابٌ عَلَى اللهِ تَعَالَى وَعَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

427 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَنَا الْمُعْتَمِرُ التَّيْمِيُّ، عَنْ لَيْثٍ: أَنَّ طَاوُسًا، وَمُجَاهِدًا، وَعَطَاءً مَنَعُوهُ أَنْ يَطُوفَ مِنْ وَرَاءِ الْمَقَامِ وَقَالُوا: " إِنَّمَا §الطَّوَافُ مَا بَيْنَ الْبَيْتِ وَالْمَقَامِ "

ذكر طواف النساء بالبيت متنقبات

§ذِكْرُ طَوَافِ النِّسَاءِ بِالْبَيْتِ مُتَنَقِّبَاتٍ

428 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهَا " §كَانَتْ تَطُوفُ وَهِيَ مُتَنَقِّبَةٌ "

429 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أَنَا فَضْلُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ: أَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، قَالَا: " §لَا تَطُوفُ الْمَرْأَةُ وَهِيَ مُتَنَقِّبَةٌ وَلَا تُصَلِّي وَهِيَ مُتَنَقِّبَةٌ "

430 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ عَنِ §الْمَرْأَةِ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَتُغَطِّي أَنْفَهَا أَوْ فَاهَا، فَكَرِهَ ذَلِكَ وَقَالَ: " إِنَّهَا فِي صَلَاةٍ "

431 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: أُرَاهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ كَعْبٍ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ " §كَرِهَ أَنْ تَطُوفَ الْمَرْأَةُ، وَهِيَ مُتَنَقِّبَةٌ "

432 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §الطَّوَافُ صَلَاةٌ، وَكَرِهَ فِيهِ النِّقَابَ لِلْمَرْأَةِ "

433 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: " سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، " §يَكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَهُوَ مُتَلَثِّمٌ "

434 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاذٍ، -[235]- وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي حَرْبُ بْنُ أَبِي الْعَالِيَةِ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّهُ " كَانَ §لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ تَنْتَقِبَ الْمَرْأَةُ فِي الطَّوَافِ "

435 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أَنَا الثَّقَفِيُّ، عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ قَالَ: سُئِلَ عَطَاءٌ عَنِ §الْمَرْأَةِ تَنْتَقِبُ وَهِيَ تَطُوفُ قَالَ: " لَا، إِنْ كَانَتْ حَلَالًا فَلَا بَأْسَ أَنْ تَسْتَتِرَ بِالنَّهَارِ، وَأَمَّا بِاللَّيْلِ فَلَا، وَإِنْ كَانَتْ مُحْرِمَةً فَلَا تَنْتَقِبُ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا "

436 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ: أَنَّهُ " §كَانَ لَا يَرَى بِهِ بَأْسًا "

437 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا الْعَقَدِيُّ قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حَدَّثَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصْلِيبٌ إِلَّا نَقَضَهُ " قَالَ: فَحَدَّثَتْنِي ذَفَرَةُ، قَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَالَ أَبُو بِشْرٍ: يَعْنِي مَعَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، إِذْ فُطِنَ لَهَا، فَقَالَتْ: " أَعْطِنِي ثَوْبًا "، فَأَعْطَيْتُهَا قَالَتْ: " فِيهِ تَصْلِيبٌ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَبَتْ أَنْ تَلْبَسَهَ

438 - حَدَّثَنَا -[236]- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَعْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي شَبِيبٍ قَالَ: إِنَّ امْرَأَةَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا طَافَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ بِغَيْرِ نِطَاقٍ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: " §أُحَرِّجُ بِاللهِ عَلَى امْرَأَةٍ أَنْ تَطُوفَ بِالْبَيْتِ بِغَيْرِ نِطَاقٍ "

ذكر من نذر أن يطوف بالبيت على أربع قوائم أو مقرونا، كيف يصنع؟

§ذِكْرُ مَنْ نَذَرَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عَلَى أَرْبَعِ قَوَائِمَ أَوْ مَقْرُونًا، كَيْفَ يَصْنَعُ؟

439 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ §امْرَأَةٍ نَذَرَتْ أَنْ تَطُوفَ بِالْبَيْتِ عَلَى أَرْبَعِ قَوَائِمَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " تَطُوفُ عَنْ يَدَيْهَا سَبْعًا، وَعَنْ رِجْلَيْهَا سَبْعًا " 440 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مِثْلَ ذَلِكَ

441 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَطَاءٍ، فِي §امْرَأَةٍ نَذَرَتْ أَنْ تَطُوفَ بِالْبَيْتِ عَلَى أَرْبَعِ قَوَائِمَ قَالَ: " لِتَطُفْ لِكُلِّ قَائِمَةٍ سُبُوعًا "

442 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، §وَرَأَى غُلَامًا أَعْرَابِيًّا فِي عُنُقِهِ قِلَادَةٌ فَجَذَبَهَا حَتَّى قَطَعَهَا "

443 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا وَهُوَ §يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، وَرَجُلٌ يَقُودُهُ بِخِزَامَةٍ فِي أَنْفِهِ، فَجَذَبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " قُدْهُ بِيَدِهِ " وَمَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ رَبَطَ بِيَدِهِ إِمَّا سَيْرًا أَوْ إِمَّا خَيْطًا، فَحَلَّهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ: " قُدْهُ بِيَدِهِ "

444 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ -[238]- مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلَيْنِ مُقْتَرِنَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لِلْأَقْرَانِ؟ " فَقَالَا: نَذَرْنَا لَنَقْتَرِنَنَّ حَتَّى نَأْتِيَ الْكَعْبَةَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلِقَا أَنْفُسَكُمَا، لَيْسَ هَذَا نَذْرًا إِنَّمَا §النَّذْرُ مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " قَالَ عَمْرٌو: وَحَدَّثَنِي طَاوُسٌ أَنَّ مُعَاذًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَدِمَ عَلَيْهِمُ الْيَمَنَ بِهَذَا

ذكر الصلاة والطواف للغرباء، أيهما أفضل؟

§ذِكْرُ الصَّلَاةِ وَالطَّوَافِ لِلْغُرَبَاءِ، أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟

445 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " كَانَ §أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ "

446 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَبُو حُمَةَ مَوْلَى بَنِي جُمَحَ قَالَ: ثنا أَبُو قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى بْنِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ قَالَ: -[239]- إِنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَرَكِبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُهُ عَنِ §الْعُمْرَةِ لِلْغُرَبَاءِ أَفْضَلُ أَمِ الطَّوَافُ؟ قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " بَلِ الطَّوَافُ وَالِاسْتِمْتَاعُ بِالْبَيْتِ أَفْضَلُ "

447 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: يَقْدَمُ أَحَدُنَا فَيَطُوفُ السَّبْعَ وَالسَّبْعَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ، وَيُطِيلُ مَا شِيَمَ؟ قَالَ: " §ذَلِكَ التَّرَوُّعُ رَاحَةُ أَحَدِكُمْ لِطَعَامِهِ، فَتِلْكَ الرَّوْعَةُ أَفْضَلُ مِنْ كَذَا وَكَذَا مِنْ طَوَافِنَا "

448 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو خَالِدٍ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ §الصَّلَاةِ أَفْضَلُ أَوِ الطَّوَافُ؟ فَقَالَ: " أَمَّا أَهْلُ مَكَّةَ فَالصَّلَاةُ، وَأَمَّا أَهْلُ الْأَمْصَارِ فَالطَّوَافُ "

449 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ عَطَاءً يَسْأَلُهُ الْغُرَبَاءُ: §الطَّوَافُ أَفْضَلُ أَمِ الصَّلَاةُ؟ فَيَقُولُ: " أَمَّا لَكُمْ - لِلْغُرَبَاءِ - فَالطَّوَافُ أَفْضَلُ؛ لِأَنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى الطَّوَافِ بِأَرْضِكُمْ وَأَنْتُمْ تَقْدِرُونَ هُنَالِكَ -[240]- عَلَى الصَّلَاةِ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي قُرَّةَ

450 - وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: §الصَّلَاةُ هَا هُنَا أَفْضَلُ أَمِ الطَّوَافُ؟ فَقَالَ: " أَمَّا لَكُمْ فَالطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَأَمَّا أَهْلُ الْبَلَدِ فَالصَّلَاةُ "

451 - حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَتِيقٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: " §الطَّوَافُ لِلْغُرَبَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ "

452 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: " §الصَّلَاةُ لِأَهْلِ الْبَلَدِ وَالطَّوَافُ لِلْغُرَبَاءِ "

453 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ مَعْمَرٍ -[241]- أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ §الْغَرِيبِ، هَلْ يُطِيلُ الصَّلَاةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ؟ قَالَ: " يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ؛ فَإِنَّهُ يُصَلِّي بِمِصْرِهِ "

454 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَا: ثنا طَاهِرُ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ مَا شَاءَ اللهُ وَيُصَلِّي عِنْدَ الْمَقَامِ ثُمَّ يُوتِرُ فِي الْحِجْرِ، ثُمَّ يَأْتِي زَمْزَمَ فَيَشْرَبُ مِنْهَا، وَيَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ، ثُمَّ يَأْتِي حَذْوَ الْمَقَامِ مِمَّا يَلِي بَابَ الْحِجْرِ فَيُسَوِّي الْحَصَى ثُمَّ يَبْسُطُ رِدَاءَهُ ثُمَّ يَنَامُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

ذكر الطواف بالبيت على الدواب راكبا، ومن فعله ورخص فيه

§ذِكْرُ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ عَلَى الدَّوَابِّ رَاكِبًا، وَمَنْ فَعَلَهُ وَرَخَّصَ فِيهِ

455 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ -[242]- قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §طَافَ بِالْبَيْتِ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ " 456 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، وَحَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، جَمِيعًا عَنِ الْمَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ، قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، وَأَنَا غُلَامٌ، يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ

457 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزِّيُّ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ -[243]- جَدِّهِ يَزِيدَ بْنِ مُلَيْكٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ "

458 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُلَيْكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُقَبِّلُ طَرَفَ الْمِحْجَنِ "

459 - حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ: ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §طَافَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ مُعْتَجِرًا بِشِقَّةِ بُرْدٍ أَسْوَدَ، فِي يَدِهِ مِحْجَنٌ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ "

460 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " جَاءَ رَسُولُ -[244]- اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدِ اشْتَكَى §فَطَافَ بِالْبَيْتِ عَلَى بَعِيرٍ وَمَعَهُ مِحْجَنٌ، كُلَّمَا مَرَّ عَلَى الْحَجَرِ اسْتَلَمَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ أَنَاخَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ " 461 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَظُنُّهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. 462 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: ثنا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ

463 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ -[245]- أَنَسٍ، وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: ثنا مَالِكٌ، جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: شَكَوْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَشْتَكِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ " وَقَالَ يَعْقُوبُ: " طُوفِي مِنْ وَرَاءِ الْمُصَلِّينَ " قَالَتْ: فَطُفْتُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ يُصَلِّي إِلَى الْبَيْتِ وَهُوَ يَقْرَأُ بِـ وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ وَزَادَ يَعْقُوبُ فِي حَدِيثِهِ: فِي الْمَغْرِبِ

464 - وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا أَبُو أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَسَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §طَافَ بِالْبَيْتِ عَلَى بَعِيرٍ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ كَرَاهِيَةَ أَنْ يُضْرِبَ النَّاسُ عَنْهُ " 465 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، -[246]- بِنَحْوِ حَدِيثِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

466 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا سَعِيدٌ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ امْرَأَةٍ، مِنْ هَمْدَانَ سَمَّاهَا، قَالَتْ: " حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَرَأَيْتُهُ عَلَى بَعِيرٍ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ بِيَدِهِ مِحْجَنٌ، عَلَيْهِ بُرْدَانِ أَحْمَرَانِ، إِذَا مَرَّ بِالْحَجَرِ اسْتَلَمَهُ بِطَرَفِ الْمِحْجَنِ، ثُمَّ رَفَعَهُ إِلَيْهِ فَقَبَّلَهُ " قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: فَقُلْتُ لَهَا شَبِّهِيهِ، قَالَتْ: " الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَمَا رَأَيْتُ قَبْلَهَ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

467 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §طَافَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ لِيَرَاهُ النَّاسُ وَلِيُشْرِفَ وَلِيَسْأَلُوهُ إِنِ النَّاسُ غَشُوهُ " -[247]- 468 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " بِقَضِيبٍ مَعَهُ "

469 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ الْكِلَابِيِّ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ مَعَهُ عَلَى بَعِيرٍ "

470 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَابْنُ كَاسِبٍ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ آخَرَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّهَا " §طَافَتْ بِالْبَيْتِ سَبْعًا رَاكِبَةً مِنْ وَرَاءِ الْمُصَلِّينَ " قَالَ يَعْقُوبُ: " عَلَى بَعِيرٍ "

471 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: -[248]- ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §طَافَ عَامَ الْفَتْحِ رَاكِبًا بِالْبَيْتِ "

472 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، إِنْ شَاءَ اللهُ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ قَالَ: ثنا زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا " §طَافَتْ بِالْبَيْتِ عَلَى بَعِيرٍ "

473 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، 474 - وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا ابْنُ فُلَيْحٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ يَعْقُوبُ فِي حَدِيثِهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا صَلَّيْتِ فَطُوفِي عَلَى بَعِيرِكِ مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَهُمْ يُصَلُّونَ "

475 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: " كُنَّا §نَسْتَلِمُهُ بِالْمِحْجَنِ ثُمَّ نُقَبِّلُ الْمِحْجَنَ "

476 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ §يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهُ: كَوْكَبٌ، فَنُهِيَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَتَمْنَعُونِي أَنْ أَطُوفَ عَلَى كَوْكَبٍ، فَكُتِبَ فِيهِ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: " امْنَعُوهُ "

ذكر الطواف في المطر وفضله

§ذِكْرُ الطَّوَافِ فِي الْمَطَرِ وَفَضْلِهِ

477 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالُوا: ثنا دَاوُدُ بْنُ عَجْلَانَ قَالَ: طُفْنَا مَعَ أَبِي عِقَالٍ فِي مَطَرٍ قَالَ: فَلَمَّا قَضَيْنَا طَوَافَنَا أَتَيْنَا نَحْوَ الْمَقَامِ فَوَقَفَ بِنَا دُونَ الْمَقَامِ، فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا تُسَرُّونَ بِهِ؟ قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: طُفْتُ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ، فَلَمَّا قَضَيْنَا طَوَافَنَا صَلَّيْنَا خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لَنَا أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §ائْتَنِفُوا الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ مَا مَضَى، هَكَذَا قَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطُفْنَا مَعَهُ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ " -[250]- 478 - حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْكَلْبِيُّ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ عَجْلَانَ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَبِي عِقَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ

479 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ التَّابِعِينَ، رَفَعُوهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ طَافَ بِالْكَعْبَةِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُصِيبُهُ حَسَنَةٌ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِالْأُخْرَى سَيِّئَةٌ "

480 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا أَبُوعَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: " §إِذَا ابْتَلَّتِ الْكَعْبَةُ مِنْ جَوَانِبِهَا فَإِنَّ السَّمَاءَ طَبَقٌ "

ذكر الطواف بالبيت سباحة في السيل العظيم ومن فعله

§ذِكْرُ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ سِبَاحَةً فِي السَّيْلِ الْعَظِيمِ وَمَنْ فَعَلَهُ

481 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ -[251]- بْنُ عَبْدِ اللهِ الضَّبِّيُّ قَالَ: ثنا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ قَالَ: " رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ " وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ: " كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ §يَطُوفُ بِالْبَيْتِ زَمَنَ الْمَاءِ، وَالْمَاءُ يَأْخُذُهُ إِلَى سُرَّتِهِ وَمَرَّةً إِلَى ثَنْدُوَتِهِ "، هَذَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ

482 - وَحَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو الْحُسَيْنِ قَالَ: ثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا رَبَاحُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ السَّلَامِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " كَانَ §كُلُّ شَيْءٍ لَا يُطِيقُهُ النَّاسُ مِنَ الْعِبَادَةِ يَتَكَلَّفُهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَجَاءَ سَيْلٌ فَطَبَّقَ الْبَيْتَ، فَامْتَنَعَ النَّاسُ مِنَ الطَّوَافِ، فَوَقَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَطُوفُ سِبَاحَةً "

ذكر أول من فرق بين الرجال والنساء في الطواف ويقال عن سفيان بن عيينة قال: " أول من فرق بين الرجال والنساء في الطواف خالد بن عبد الله القسري "

§ذِكْرُ أَوَّلِ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي الطَّوَافِ وَيُقَالُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي الطَّوَافِ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ "

483 - وَحَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ -[252]- جُعْشُمٍ قَالَ: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، حِينَ مَنَعَ ابْنُ هِشَامٍ النِّسَاءَ الطَّوَافَ مَعَ الرِّجَالِ، قَالَ: فَأَخْبَرَنِي: فَكَيْفَ يَمْنَعُهُنَّ مِنَ الطَّوَافِ وَقَدْ طَافَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الرِّجَالِ؟، قُلْتُ: أَبْعَدَ الْحِجَابِ؟ قَالَ: إِي لَعَمْرِي، قَدْ أَدْرَكْتُهُ بَعْدَ الْحِجَابِ، قُلْتُ: فَكَيْفَ يُخَالِطْنَ الرِّجَالَ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنَّ لِيَفْعَلْنَ، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا §تَطُوفُ حُجْرَةً مِنَ الرِّجَالِ لَا تُخَالِطُهُمْ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا: انْطَلِقِي نَسْتَلِمْ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَاجْتَبَذَتْهَا وَقَالَتِ: " انْطَلِقِي عَنْكِ "، فَأَبَتْ أَنْ تَسْتَلِمَ، قَالَ: فَكُنَّ يَخْرُجْنَ مُتَنَكِّرَاتٍ بِاللَّيْلِ فَيَطُفْنَ مَعَ الرِّجَالِ، قَالَ: وَلَكِنَّهُنَّ يَكُنَّ إِذَا دَخَلْنَ الْبَيْتَ سَتَرْنَ حَتَّى يَدْخُلْنَ ثُمَّ يَخْرُجُ عَنْهُنَّ الرِّجَالُ، قَالَ: وَكُنْتُ آتِي عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهِيَ مُجَاوِرَةٌ فِي جَوْفِ ثَبِيرٍ قُلْتُ: فَمَا حِجَابُهَا حِينَئِذٍ؟ قَالَ: هِيَ فِي قُبَّةٍ لَهَا حِينَئِذٍ تُرْكِيَّةٍ عَلَيْهَا غِشَاؤُهَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا قَالَ: وَلَكِنْ قَدْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا دِرْعًا مُعَصْفَرًا وَأَنَا صَبِيٌّ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنْ §تَطُوفَ رَاكِبَةً فِي خِدْرِهَا مِنْ وَرَاءِ الْمُصَلِّينَ فِي جَوْفِ الْمَسْجِدِ "، قُلْتُ: أَنَهَارًا أَمْ لَيْلًا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قُلْتُ فِي أَيِّ سَبْعٍ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي

484 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَحْمُودٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْجُعْفِيِّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: §نَهَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنْ يَطُوفَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ، قَالَ: فَرَأَى رَجُلًا مَعَهُنَّ فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: -[253]- لَئِنْ كُنْتُ أَحْسَنْتُ لَقَدْ ظَلَمْتَنِي، وَلَئِنْ كُنْتُ أَسَأْتُ مَا عَلَّمْتَنِي، فَأَعْطَاهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الدِّرَّةَ وَقَالَ: " امْتَثِلْ "، قَالَ: فَعَفَى الرَّجُلُ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

ذكر فضل الطواف عند طلوع الشمس وعند غروبها

§ذِكْرُ فَضْلِ الطَّوَافِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ غُرُوبِهَا

485 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ عُبَيْسِ بْنِ مَرْحُومٍ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §طَوَافَانِ لَا يُوَافِقُهُمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَغُفِرَتْ لَهُ بَالِغَةً مَا بَلَغَتْ: طَوَافٌ بَعْدَ الصُّبْحِ، يَكُونُ فَرَاغُهُ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَطَوَافٌ بَعْدَ الْعَصْرِ، يَكُونُ فَرَاغُهُ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ "، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ كَانَ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ؟ قَالَ: " يُلْحَقُ بِهِ " 486 - حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ حُرَيْرُ بْنُ الْمُسْلِمِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي -[254]- رَوَّادٍ، عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحَوَارِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، قَالُوا: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طَوَافَانِ لَا يُوَافِقُهُمَا عَبْدٌ إِلَّا غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ " فَذَكَرَ نَحْوَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَزَادَ فِيهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ فَرَغَ قَبْلَ ذَلِكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَلَا بَأْسَ يَرُدُّ اللهُ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْفَضْلَ " قَالَ: قُلْتُ: فَلِمَ يُسْتَحَبُّ بِهَاتَيْنِ السَّاعَتَيْنِ؟ قَالَ: إِنَّهُمَا سَاعَتَانِ لَا تَعْدُوهُمَا الْمَلَائِكَةُ

ذكر الصلاة بمكة في كل وقت

§ذِكْرُ الصَّلَاةِ بِمَكَّةَ فِي كُلِّ وَقْتٍ

487 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهْ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَوْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ §إِنْ وُلِّيتُمْ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ شَيْئًا فَلَا تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلَّى أَيَّةَ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ " -[255]- 488 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهْ، أَنَّهُ سَمِعَ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ

489 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، إِنْ كُنْتُمْ وُلَاةَ هَذَا الْأَمْرِ بَعْدِي §فَلَا تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ، مَنْ طَافَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، لَوْلَا أَنْ تَطْغَى قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَهَا عِنْدَ رَبِّهَا، اللهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهُمْ نَكَالًا فَأَذِقْ آخِرَهُمْ نَوَالًا "

490 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ فُلَيْحٍ قَالَ: ثنا الْيَسَعُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: بَلَغَنَا أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِحَلْقَيْ بَابِ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: " أَلَا §لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ، أَلَا لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ، أَلَا لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَّا بِمَكَّةَ وَلَا سَوْمَ رَجُلٍ عَلَى أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، وَالْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَفْتَرِقَا، وَلَا رِبْحَ بِغَيْرِ ضَمَانٍ " -[256]- 491 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، 492 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ حُمَيْدٍ مَوْلَى عَفْرَاءَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ فِي الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَحْدَهَا

493 - حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، §لَا تَمْنَعُوا أَحَدًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ "

ذكر من رخص في الصلاة بعد العصر، ومن كان يصلي ويأمر بالصلاة حينئذ

§ذِكْرُ مَنْ رَخَّصَ فِي الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَمَنْ كَانَ يُصَلِّي وَيَأْمُرُ بِالصَّلَاةِ حِينَئِذٍ

494 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ -[257]- قَالَ: " §رَأَيْتُ أَنَا وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا طَافَ بَعْدَ الصُّبْحِ وَصَلَّى "

495 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَيَاضِيُّ قَالَ: ثنا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: §سُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ: " إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تُصَلِّيَ صَلَاةً إِلَّا صَلَّيْتَ بَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ فَافْعَلْ " يَعْنِي: رَكْعَتَيْنِ

496 - حَدَّثَنَا أَبُو حُمَةَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: ثنا أَبُو قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يَذْكُرُ: أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ §طَافَ بَعْدَ الْعَصْرِ سَبْعًا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْطَلَقَ " 497 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، يَعْنِي الثَّوْرِيَّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، نَحْوَهُ

498 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَذَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ قَالَ: إِنَّهُ رَأَى ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَيُخْبِرُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حَدَّثَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَمْ يَدْخُلْ بَيْتَهَا إِلَّا صَلَّاهَا "

499 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ، عَنْ أَبِي شُعْبَةَ، إِنْ شَاءَ اللهُ قَالَ: " إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §طَافَا بَعْدَ الْعَصْرِ وَصَلَّيَا "

500 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: أَنَّهُ " رَأَى ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §طَافَ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَلَا أَدْرِي صَلَّى أَمْ لَا؟ "، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَلَمْ تَرَهُ صَلَّى؟ قَالَ: بَلَى قَدْ رَأَيْتُهُ صَلَّى "

501 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَ: " كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَطُوفَ الرَّجُلُ بَعْدَ الْعَصْرِ سَبْعًا، أَوْ بَعْدَ الصُّبْحِ سَبْعًا، وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ "

502 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: " إِنَّهُ كَانَ §يَطُوفُ بِالْبَيْتِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَيُصَلِّي حَتَّى تَصْفَارَّ الشَّمْسُ "

503 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §رَأَيْتُ طَاوُسًا يَطُوفُ بَعْدَ الصَّلَاةِ وَيُصَلِّي " 504 - وَحَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَبَعْدَ الْعَصْرِ "

505 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهْ قَالَ: طَافَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَعْدَ الْعَصْرِ عِنْدَ مَغَارِبِ الشَّمْسِ وَصَلَّى عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، أَنْتُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَقُولُونَ: §لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ؟ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ لَيْسَ كَسَائِرِ الْبُلْدَانِ "

506 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: " رَأَيْتُ طَاوُسًا §يَطُوفُ بَعْدَ الْعَصْرِ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ "

507 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: إِنَّ عُرْوَةَ " كَانَ §لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَطُوفَ الرَّجُلُ بِالْبَيْتِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَبَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ وَيُصَلِّيَ " 508 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، بِمِثْلِهِ

509 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّومِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّومِيِّ قَالَ: " طُفْتُ مَعَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، §فَصَلَّى قَبْلَ الْمَغْرِبِ " -[261]- 510 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مِثْلَهُ

511 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: ثنا جَدِّي قَالَ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّهُ " كَانَ §يَكْرَهُ الصَّلَاةَ لِمَنْ طَافَ بَعْدَ الْعَصْرِ سُبُوعًا " " وَكَانَ عَطَاءٌ لَا يَرَى بِهِ بَأْسًا فِي كُلِّ وَقْتٍ " 512 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، بِنَحْوِهِ، وَزَادَ فِيهِ: " وَأَمَرَ رَجُلًا أَنْ يَطُوفَ، وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ "

513 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيَّ عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ: " §يُطَافُ هَا هُنَا بَعْدَ الْعَصْرِ وَيُصَلَّى؛ فَإِنَّهُ رُخِّصَ فِي ذَلِكَ هَا هُنَا مَا لَمْ يُرَخَّصْ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَمْصَارِ "

ذكر من لم ير الصلاة بعد العصر وبعد الصبح بمكة

§ذِكْرُ مَنْ لَمْ يَرَ الصَّلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الصُّبْحِ بِمَكَّةَ

514 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا يُصَلَّى بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الشَّمْسُ بَيْضَاءَ نَقِيَّةً " 515 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ، وَزَادَ فِيهِ: " إِلَّا أَنْ تَكُونَ الشَّمْسُ مُرْتَفِعَةً "

516 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: -[263]- ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: إِنَّ مُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ طَافَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، أَوْ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ وَلَمْ يُصَلِّ، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §نَهَى عَنْ صَلَاةٍ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَعَنْ صَلَاةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ "

517 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تُشْرِقَ الشَّمْسُ، وَلَا بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ "

518 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: اسْتَنَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْبَيْتِ فَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: " §لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَلَا تُسَافِرِ امْرَأَةٌ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَلَا تُقْدَمِ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا "

519 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: ثنا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ قَالَ: -[264]- ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ قَدْ سَمَّاهُ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ الزُّهْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §يَنْهَى عَنِ الصَّلَاةَ بَعْدَ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ "

520 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، " §طَافَ بَعْدَ الصُّبْحِ سَبْعًا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي طُوًى وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ "

521 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ قَالَ: " كَانَ طَاوُسٌ §يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ، فَنَهَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا "

522 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، §فَطَافَ -[265]- بَعْدَ الصُّبْحِ " فَقُلْنَا: انْظُرُوا كَيْفَ يَصْنَعُ، " فَجَلَسَ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى "

523 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَبَرَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ §طَافَ بَعْدَ الْعَصْرِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ طَافَ طَوَافًا آخَرَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ طَافَ طَوَافًا آخَرَ فَاصْفَرَّتِ الشَّمْسُ فَلَمْ يُصَلِّ "

524 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أَنَا الثَّقَفِيُّ قَالَ: ثنا أَيُّوبُ قَالَ: " رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدًا §يَطُوفَانِ حِينَ تَصْفَرُّ الشَّمْسُ ثُمَّ يَجْلِسَانِ "

525 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: " رَأَيْتُ طَاوُسًا §يَطُوفُ بَعْدَ الْعَصْرِ وَيُصَلِّي مَا دَامَ فِي وَقْتٍ "

526 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: إِنَّ مُجَاهِدًا " كَانَ §يَطُوفُ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ سَبْعًا، ثُمَّ يَقْعُدُ حَتَّى يُصَلِّيَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ يَعْتَدُّ بِهَا، وَكَانَ حُمَيْدٌ يَفْعَلُهُ "

527 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §أَتَكْرَهُ أَنْ يَطُوفَ الْإِنْسَانُ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَالْإِمَامُ يُنْتَظَرُ خُرُوجُهُ؟ قَالَ: " مَا يَضُرُّهُ "، قُلْتُ: فَفِي صُفْرَةِ الشَّمْسِ فِي الْحِينِ الَّذِي تُكْرَهُ الصَّلَاةُ فِيهِ، قَالَ: " إِذَا أَخَذَ رَكْعَتَيْهِ حَتَّى يَكُونَ حِينٌ لَا يُكْرَهُ الصَّلَاةُ فِيهِ؟ " قَالَ: مَا يَضُرُّهُ إِذَا لَمْ يُصَلِّ فِي حِينٍ تُكْرَهُ الصَّلَاةُ فِيهِ

528 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " §يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ، يَعْنِي: مَنْ يَطُوفُ، ثُمَّ يُقَامُ الْمَغْرِبُ " 529 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ، مِثْلَهُ

530 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ الْمَكِّيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ قَالَ: " لَقَدْ §أَدْرَكْتُ الْبَيْتَ يَخْلُو بَعْدَ الصُّبْحِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ مَا يَطُوفُ بِهِ أَحَدٌ "

531 - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ، أَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي -[267]- مُوسَى بْنُ ثَرْوَانَ قَالَ: رَأَيْتُ مُوَرِّقًا الْعِجْلِيَّ بِمَكَّةَ، §فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْفَجْرَ، فَقَامَ النَّاسُ يَطُوفُونَ حَتَّى صَلَّيْنَا الْفَجْرَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ مُوَرِّقٌ: ذَكَرْتُهُمْ لِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: " لَا يَعْقِلُونَ "

532 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " رَأَيْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ §طَافَ بَعْدَ الصُّبْحِ وَلَمْ يَرْكَعْ "

ذكر من قال: تجزئ المكتوبة من ركعتي الطواف

§ذِكْرُ مَنْ قَالَ: تُجْزِئُ الْمَكْتُوبَةُ مِنْ رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ

533 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا سَعِيدٌ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " §إِذَا فَرَغَ الرَّجُلُ مِنْ طَوَافِهِ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَإِنَّ الْمَكْتُوبَةَ تُجْزِئُ مِنْ رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ "

534 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: -[268]- ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ قَمْطَةَ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: " §تُجْزِيكَ الْمَكْتُوبَةُ مِنْ رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ "

535 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْمَكِّيِّينَ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §تُجْزِيكَ الْفَرِيضَةُ مِنْ رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ "

536 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ قَالَ: " §تُجْزِئُ الْمَكْتُوبَةُ مِنْ رَكْعَتَيْ السُّبْعِ "

537 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا ابْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ: " §أَيُّمَا صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ أُقِيمَتْ مَعَ فَرَاغِكَ مِنْ سَبْعِكَ، فَإِنَّ الْمَكْتُوبَةَ تُجْزِئُ مِنْ رَكْعَتَيِ السَّبْعِ " 538 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ، بِنَحْوِهِ

539 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعَنْ زَمْعَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَا: " §تُجْزِئُ الْمَكْتُوبَةُ مِنْ رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ "

540 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " §تُجْزِئُ الْمَكْتُوبَةُ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ "

541 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى هَا هُنَا بِمَكَّةَ عَنْ مَنْ §طَافَ بِالْبَيْتِ فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ: أَتُجْزِئُ عَنْهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ، هُوَ بِمَنْزِلَةِ السُّجُودِ، يُرْكَعُ بِهِ "

542 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ -[270]- جُعْشُمٍ قَالَ: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: " بَلَغَنِي أَنَّ §الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ تُجْزِئُ مِنْ رَكْعَتَيْنِ عَلَى السَّبْعِ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ قَالَ: " §تُجْزِئُ الْمَكْتُوبَةُ لِلرَّكْعَتَيْنِ عَلَى السَّبْعِ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: " §أَدَعُ سَبْعِي لَا أُصَلِّي عَلَيْهِ حَتَّى آتِيَ الْبَيْتَ فَأُصَلِّيَهَا؟ ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ إِنْ شِئْتَ، قُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ لَوْ قَدَّمْتُ رَكْعَتَيِ السَّبْعِ قَبْلُ، أَيُجْزِئُ ذَلِكَ عَنِّي مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَهُ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، مَا أَدْرِي مَا هَذَا، قُلْتُ: لَا، حَتَّى أَرْكَعَهَا بَعْدَهُ قَالَ: نَعَمْ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأُخْبِرْتُ أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ مُرَّةَ الْجُمَحِيَّ طَافَ مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ قَالَ: فَأَنْجَزْنَا وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قَامَ وَلَمْ يُصَلِّ، فَأَنْشَأَ فِي سَبْعٍ آخَرَ، فَقُلْتُ: لِمَ تُصَلِّ عَلَى سَبْعِكَ؟ قَالَ: أَوَلَسْنَا قَدْ صَلَّيْنَا؟ ثُمَّ قَالَ: " §تُجْزِئُ هَذِهِ الصَّلَاةُ مِنْ رَكْعَتَيِ السَّبْعِ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ هَذَا: وَقَالَ عَطَاءٌ: " §تُجْزِئُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ مِنْ رَكْعَتَيْنِ عَلَى سَبْعٍ "

543 - وَحَدَّثَنِي هُدْبَةُ أَبُو الْفَضْلِ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ الثَّوْرِيَّ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ أَرَأَيْتَ §رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ أَمَاضِيَتَانِ هُمَا مِنْ رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ؟ قَالَ: " نَعَمْ "

ذكر الانصراف من الطواف على وتر

§ذِكْرُ الِانْصِرَافِ مِنَ الطَّوَافِ عَلَى وِتْرٍ

544 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ طَافَ فِي إِمَارَةِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَلَى مَكَّةَ، فَخَرَجَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " أَنْظِرْنِي حَتَّى أَنْصَرِفَ عَلَى وِتْرٍ، §فَانْصَرَفَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَطْوَافٍ، ثُمَّ لَمْ يُعِدْ ذَلِكَ السَّبْعَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ، عَنْ مَنْ طَافَ مَعَ أَبِي الشَّعْثَاءِ، فَقُطِعَتْ بِهِ الصَّلَاةُ وَقَدْ بَقِيَ مِنْ طَوَافِهِ شَيْءٌ فَلَمْ يُعِدْ بَعْدُ لِمَا بَقِيَ، قَالَ: " وَحَسِبْتُ أَنَّهُ §انْصَرَفَ عَلَى خَمْسَةِ أَطْوَافٍ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ كَثِيرٍ: أَنَّهُ " طَافَ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقُطِعَتِ الْعَصْرُ بِهِمَا، وَقَدْ بَقِيَ لَهُمَا طَوَافَانِ "، قَالَ: " فَلَمْ يُعِدْ سَعِيدٌ لَهُمَا، §وَانْصَرَفَ عَلَى خَمْسَةِ أَطْوَافٍ "

545 - حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " أَنَّهُ كَانَ §يُحِبُّ أَنْ يَنْصَرِفَ عَلَى وِتْرٍ مِنْ طَوَافِهِ "

546 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " كَانَ §يُسْتَحَبُّ أَنْ يَخْرُجَ عَلَى وِتْرٍ مِنَ الطَّوَافِ "

547 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: " §طَوَافُ سُبُوعَيْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سُبُوعٍ، وَأَرْبَعُ أَسَابِيعَ أَوْ ثَلَاثُ أَسَابِيعَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سُبُوعَيْنِ "

548 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ، وَأَنَا وَهُوَ نَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ: " §انْصَرِفْ بِنَا عَلَى وِتْرٍ فَإِنَّ ذَلِكَ يُسْتَحَبُّ "

549 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ عَطَاءٌ: ثَلَاثَةُ أَسْبُعٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَرْبَعَةٍ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: " إِنَّ §اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ " قَالَ: فَعَدَّ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ السَّمَاوَاتِ وِتْرًا -[273]- فِي وِتْرٍ كَثِيرٍ، قَالَ: فَمَنِ اسْتَنْثَرَ فَلْيَسْتَنْثِرْ وِتْرًا، وَمَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " §سَبْعَيْنِ خَيْرٌ مِنْ سَبْعٍ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَمِعْتُ عَطَاءً يُسْأَلُ: ثَلَاثَةُ أَسْبُعٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ أَرْبَعَةٌ؟ فَيَقُولُ: " ثَلَاثَةٌ "، فَإِذَا قِيلَ لَهُ: فَسِتَّةٌ؟ قَالَ: " إِنْ شِئْتَ اسْتَكْثَرْتَ، أَمَّا ثَلَاثَةٌ فَأَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَرْبَعَةٍ "، إِنِّي سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَقُولُ: " إِنَّ §اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَإِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا، وَإِذَا اسْتَنْثَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَنْثِرْ وِتْرًا، وَإِذَا مَضْمَضَ فَلْيَتَمَضْمَضْ وِتْرًا، فِي قَوْلٍ مِنْ ذَلِكَ يَقُولُ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَكَانَ مُجَاهِدٌ يَقُولُ: " قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 3] " فَإِنَّ اللهَ الْوَتْرُ، وَالشَّفْعُ: كُلُّ زَوْجٍ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُوتِرْ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: " §اثَنَانِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَاحِدٍ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَطُوفُ بِاللَّيْلِ سَبْعَةَ أَسْبُعٍ وَبِالنَّهَارِ خَمْسَةَ أَسْبُعٍ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَطَاءٌ: بَعْدَ أَنْ طُفْتُ سِتَّةَ أَطْوَافٍ فَطُفْتُ طَوَافًا آخَرَ، ثُمَّ قَالَ عَطَاءٌ: " §إِنْ طَافَ بَعْضَ سَبْعِهِ فِي الْحِجْرِ فَلْيَطُفْ بِالْبَيْتِ مَا طَافَ بِالْحِجْرِ إِنْ أَحْصَاهُ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ أَبُو خَلَفٍ: " كُنْتُ فِي حَرَسِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَطَافَ ثَمَانِيَةَ أَطْوَافٍ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ فِي النَّاسِ عِنْدَ وَسَطِ الْحِجْرِ، قِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَأَتَمَّ لِتِسْعَةِ أَطْوَافٍ، وَقَالَ: " إِنَّمَا §الطَّوَافُ وِتْرٌ "

ذكر الانصراف من الطواف لحاجة تبدو

§ذِكْرُ الِانْصِرَافِ مِنَ الطَّوَافِ لِحَاجَةٍ تَبْدُو

550 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ قَيْسٍ، يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ " §طَافَ ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ ثُمَّ ذَهَبَ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ رَجَعَ فَبَنَى "

551 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دِرْهَمٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَرْسَلَنِي مُجَاهِدٌ فِي حَاجَةٍ وَأَنَا أَطُوفُ مَعَهُ، فَقُلْتُ: إِنِّي §لَمْ أُتِمَّ طَوَافِي، قَالَ: " تَرْجِعُ فَتُتِمُّهُ "

552 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا أَبُو زَيْدٍ حَمَّادُ بْنُ دُلَيْلٍ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ §الرَّجُلِ يَطُوفُ فَتَجِيءُ الْجِنَازَةُ قَالَ: " يَقْطَعُهُ فَيُصَلِّي ثُمَّ يَرْجِعُ "

553 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، وَحَبِيبٌ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §إِذَا عَرَضَتْ لِلرَّجُلِ حَاجَةٌ مِنْ غَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ فَلْيَذْهَبْ فَلْيَقْضِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ لَيَتَوَضَّأْ ثُمَّ لَيَجِئْ فَلْيَبْنِ عَلَى مَا كَانَ بَقِيَ مِنْ طَوَافِهِ "

ذكر من كان يصلي خلف كل سبع أربع ركعات، وابتلال الكعبة من جوانبها في المطر

§ذِكْرُ مَنْ كَانَ يُصَلِّي خَلْفَ كُلِّ سَبْعٍ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَابْتِلَالُ الْكَعْبَةِ مِنْ جَوَانِبِهَا فِي الْمَطَرِ

554 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: ثنا هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ، وَهُوَ مِنْ أَقْدَمِ مَنْ سَمِعْتُ مِنْهُ، سَمِعْتُ مِنْهُ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَهُمْ يَوْمًا، وَهُوَ فِي الْحِجْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ -[276]- أُسْبُوعًا ثُمَّ صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ كَانَ لَهُ كَعَدْلِ عِتْقِ رَقَبَةٍ "

555 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: أَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ: " كَانَ طَاوُسٌ §يُصَلِّي دُبُرَ كُلِّ سَبْعٍ أَرْبَعًا "

556 - حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورِ بْنِ أَبِي الْأَزْهَرِ قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ لَيْثٍ قَالَ: " كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ §يُصَلِّي خَلْفَ كُلِّ سَبْعٍ أَرْبَعًا "

557 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُدَيْمِيُّ الْبَصْرِيُّ، غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §إِذَا ابْتَلَّتِ الْكَعْبَةُ مِنْ جَوَانِبِهَا، كَانَ الْمَطَرُ عَامًا " 558 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فَإِنَّ السَّمَاءَ طَبَقٌ "

ذكر تغميض العينين في الطواف، والطواف في القلانس

§ذِكْرُ تَغْمِيضِ الْعَيْنَيْنِ فِي الطَّوَافِ، وَالطَّوَافِ فِي الْقَلَانِسِ

559 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكَابَ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ " فِي رَجُلٍ §نَذَرَ أَنْ يَطُوفَ مُغَمِّضَ الْعَيْنِ، قَالَ: " لَا "، قُلْتُ: يُكَفِّرُ؟ قَالَ: " لَا "

560 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: " §رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَطُوفُ وَعَلَيْهِ قَلَنْسُوَةٌ لَهَا زِرٌّ " قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: يَسْتَظِلُّ بِهَا

561 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَعَلَى رَأْسِهِ بُرْطُلَةٌ "

ذكر التوقيت في الصلاة، والصلاة بالليل والنهار

§ذِكْرُ التَّوْقِيتِ فِي الصَّلَاةِ، وَالصَّلَاةِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ

562 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ " كَانَ §إِذَا قَدِمَ إِلَى مَكَّةَ طَافَ بِالنَّهَارِ خَمْسَةً، وَبِاللَّيْلِ سَبْعَةً، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَنْصَرِفَ عَلَى وِتْرٍ مِنْ طَوَافِهِ "

563 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ بَكْرٍ بِنْتُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ: إِنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ " كَانَ §إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى يَطُوفَ لِكُلِّ يَوْمٍ غَابَهُ سَبْعًا "

564 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ: " أَنَّهُ قَدِمَ مَكَّةَ §فَطَافَ فَقَرَأَ فِيهِ بِالسَّبْعِ الطِّوَالِ، طَافَ سَبْعًا آخَرَ، ثُمَّ قَرَأَ فِيهِ بَقِيَّةَ الْقُرْآنِ "

565 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " كَانَ §يُعْجِبُهُمْ إِذَا دَخَلُوا مَكَّةَ أَنْ لَا يَخْرُجُوا مِنْهَا حَتَّى يَخْتِمُوا الْقُرْآنَ "

566 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " أَنَّهُ كَانَ §لَا يَصُومُ فِي السَّفَرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ، كَانَ إِذَا أَقَامَ بِمَكَّةَ لَمْ يَكَدْ أَنْ يُفْطِرَ "

567 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا يُحَدِّثُ، عَنْ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " كُنْتُ مَعَهُ بِمَكَّةَ، فَكَانَ §يُصَلِّي بِاللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ وَيَطُوفُ، كُلَّمَا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَافَ "، فَقَالَ رَجُلٌ: طَلَعَ السِّمَاكُ، " فَأَوْتَرْ بِرَكْعَةٍ "

568 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،: أَنَّهُ " كَانَ §إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا حَتَّى يَخْتِمَ الْقُرْآنَ، وَكَانَ يَطُوفُ لِكُلِّ يَوْمٍ مِنَ السَّنَةِ سُبُوعًا "

ذكر المريض والكبير يطاف به بالبيت على أيدي الرجال

§ذِكْرُ الْمَرِيضِ وَالْكَبِيرِ يُطَافُ بِهِ بِالْبَيْتِ عَلَى أَيْدِي الرِّجَالِ

569 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا الثَّقَفِيُّ، عَنْ حَبِيبٍ قَالَ: قِيلَ لِعَطَاءٍ: §الْمَرِيضُ كَيْفَ لَهُ بِالطَّوَافِ؟ قَالَ: " يُحْمَلُ، فَإِذَا أَتَى عَلَى الْحَجَرِ كَبَّرَ "

570 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَالْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " §إِذَا لَمْ يَسْتَطِعِ الْمَرِيضُ الطَّوَافَ حُمِلَ فَطِيفَ بِهِ "

571 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، §يَطُوفُ بِهِ بَنُوهُ عَلَى أَيْدِيهِمْ "

572 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ حَجَّاجٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنْ §مَرِيضٍ حَمَلَهُ رَجُلٌ فَطَافَ بِهِ، لِأَيِّهِمَا الطَّوَافُ؟ قَالَ: فَقَالَ: " لِلْمَحْمُولِ "

ذكر ما يستحب من الذكر لله تبارك وتعالى في الطواف

§ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الذِّكْرِ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الطَّوَافِ

573 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ أَبِي سُوَيْدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ هِشَامٍ لِعَطَاءٍ فِي الطَّوَافِ: الطَّوَافُ؟ يَعْنِي فِي فَضْلِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَبِيبَ يَقُولُ: " §مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا لَمْ يَتَكَلَّمْ فِيهِ إِلَّا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، مُحِيَتْ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَمَنْ طَافَ وَتَكَلَّمَ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ خَاضَ الرَّحْمَةَ بِرِجْلَيْهِ كَخِيَاضِ الْمَاءِ بِرِجْلَيْهِ "

574 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا زَيْدٌ أَبُو -[282]- الْيُسْرِ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: إِنَّ إِنْسَانًا طَافَ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَسْبَاعًا، فَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا ذِكْرَ اللهِ كَلِمَةً وَاحِدَةً: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201] قَالَ: فَقَالَ لَهُ: لَزِمْتُكَ لِأَسْمَعَ مِنْكَ شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ، فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْكَ إِلَّا كَلِمَةً وَاحِدَةً، فَقَالَ لَهُ: " §وَهَلْ أَبْقَيْتُ شَيْئًا مِنْ خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ "

575 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّاسٌ الْبَصْرِيُّ النَّرْسِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ بْنِ الْعَجْلَانِ قَالَ: " جَاءَتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالُوا لَهُ: يَا آدَمُ، إِنَّا §كُنَّا نَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ قَبْلَكَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، فَقَالَ لَهُمْ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَمَاذَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ لَهُمْ آدَمُ: زِيدُوا: وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ جَاءُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ يَبْنِي الْبَيْتَ، فَقَالُوا: يَا إِبْرَاهِيمُ، إِنَّا لَقِينَا أَبَاكَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّا كُنَّا نَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ قَبْلَكَ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ، فَقَالَ لَنَا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ؟ قُلْنَا: كُنَّا نَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ لَنَا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: زِيدُوا: وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، قَالَ: فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: قُولُوا: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، فَانْتَهَى الذِّكْرُ فِي الطَّوَافِ إِلَى قَوْلِ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ "

ذكر الرجل يقرأ السجدة وهو يطوف بالبيت

§ذِكْرُ الرَّجُلِ يَقْرَأُ السَّجْدَةَ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ

576 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيُّ الْكُوفِيُّ، وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ بِمَكَّةَ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ عَطَاءٍ، فِي §الرَّجُلِ يَقْرَأُ السَّجْدَةَ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ قَالَ: " يُومِئُ إِيمَاءً "، هَذَا أَوْ نَحْوَهُ "

577 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَرَأْتُ السَّجْدَةَ وَأَنَا فِي الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ، فَكَيْفَ تَرَى؟ قَالَ: " آمُرُكَ أَنْ تَسْجُدَ "، قُلْتُ: إِذًا يَرْكَبُنِي النَّاسُ وَهُمْ يَطُوفُونَ، فَيَقُولُونَ: مَجْنُونٌ، أَفَأَسْتَطِيعُ وَهُمْ يَطُوفُونَ؟ قَالَ: " وَاللهِ لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ، لَقَدْ قَرَأَ ابْنُ الزُّبَيْرِ السَّجْدَةَ فَلَمْ يَسْجُدْ "، فَقَامَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ فَقَرَأَ السَّجْدَةَ ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ قُبَيْلُ حَيْثُ قَرَأْتَ السَّجْدَةَ؟ فَقَالَ: " أَسْجُدُ لِأَيِّ شَيْءٍ، §لَوْ كُنْتُ فِي صَلَاةٍ لَسَجَدْتُ، فَإِذَا لَمْ أَكُنْ فِي صَلَاةٍ فَإِنِّي لَا أَسْجُدُ " قَالَ: وَسَأَلْتُ عَطَاءً عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: " اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَأَوْمِئْ بِرَأْسِكَ "

ذكر الطواف في الخفاف والنعال وتفسير ذلك

§ذِكْرُ الطَّوَافِ فِي الْخِفَافِ وَالنِّعَالِ وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

578 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَعَلَيْهِ خُفَّانِ وَهُوَ يَحْدُو، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا أَدْرِي لِأَيِّهِمَا أَعْجَبُ: طَوَافُكَ فِي خُفَّيْكَ، أَوْ حِدَاؤُكَ حَوْلَ الْبَيْتِ؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §قَدْ فَعَلْتُ هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَعِبْهُ عَلَيَّ "

579 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ: ثنا عُمَرُ مَوْلَى الْمَنْظُورِ قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْقَطَعَ شِسْعُهُ، فَأَخَذْتُ شِسْعِي فَنَاوَلْتُهُ، فَقَالَ: " §بِهَذِهِ أَثَرَةٌ وَلَا أُحِبُّ الْأَثَرَةَ "

: وَحَدَّثَنِي -[285]- عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَطُوفُ فِي نَعْلَيْهِ، وَرَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَتَعَلَّقَهُمَا "

581 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: " رَأَيْتُ طَاوُسًا وَعَطَاءً وَمُجَاهِدًا §يَطُوفُونَ فِي نِعَالِهِمْ "

ذكر المقيد يطوف بالبيت

§ذِكْرُ الْمُقَيَّدِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ

582 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: " رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَطَلْقَ بْنَ حَبِيبٍ وَأَصْحَابًا لَهُمْ §يَطُوفُونَ فِي قُيُودِهِمْ "

583 - وَحَدَّثَنِي عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَرْوَانَ - شَرِيكُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ - قَالَ: " رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ §يَطُوفُ بِالْبَيْتِ مُقَيَّدًا " 584 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَرْوَانَ، نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " رَأَيْتُ سَعِيدًا عَاشِرَ عَشَرَةٍ مُقَيَّدِينَ، قَالَ: رَأَيْتُهُمْ دَخَلُوا الْكَعْبَةَ مُقَيَّدِينَ "

ذكر الشرب في الطواف

§ذِكْرُ الشُّرْبِ فِي الطَّوَافِ

585 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، بِمَكَّةَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ -[287]- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: عَطِشَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ مِنْ نَبِيذِ السِّقَايَةِ، فَلَمَّا شَمَّهُ قَطَبَ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا، عَلَيَّ بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ " §فَصَبَّهُ عَلَيْهِ ثُمَّ شَرِبَ، وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ

586 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §كَانَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي يَوْمٍ قَائِظٍ فَظَمِئَ، فَاسْتَسْقَى فَأُتِيَ بِشَرَابٍ فَصَبَّ عَلَيْهِ مَاءً ثُمَّ شَرِبَ "

587 - وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §لَا بَأْسَ أَنْ يَشْرَبَ وَهُوَ يَطُوفُ "

588 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، وَمُجَاهِدٍ: أَنَّهُمْ " كَانُوا §لَا يَرَوْنَ بَأْسًا بِشَرَابِ الرَّجُلِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ "

ذكر الاستراحة في الطواف

§ذِكْرُ الِاسْتِرَاحَةِ فِي الطَّوَافِ

589 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ قَالَ: أَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، §طَافَ بِالْبَيْتِ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ أَوْ أَرْبَعَةً ثُمَّ جَلَسَ يَسْتَرِيحُ، وَغُلَامٌ لَهُ يَرُوحُ عَلَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَبَنَى عَلَى مَا مَضَى مِنْ طَوَافِهِ "

590 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §يَسْتَرِيحُ الْإِنْسَانُ فَيَجْلِسُ فِي الطَّوَافِ؟ قَالَ: " نَعَمْ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: " وَكَانَ عَطَاءٌ §لَا يَرَى بِهِ بَأْسًا أَنْ يُجْلَسَ فِي الطَّوَافِ "

591 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْوَاسِطِيِّ قَالَ: " §رَأَيْتُ الْحَسَنَ يَسْتَرِيحُ بَيْنَهُمَا فَذَكَرْتُهُ لِمُجَاهِدٍ فَكَرِهَهُ "

ذكر أين تصلى ركعتا الطواف من المسجد

§ذِكْرُ أَيْنَ تُصَلَّى رَكْعَتَا الطَّوَافِ مِنَ الْمَسْجِدِ

592 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ §إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ تَطَوُّعًا صَلَّى بِحِيَالِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ عَنْ يَسَارِ زَمْزَمَ "

593 - وَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ الْكُوفِيُّ قَالَ: ثنا طَلْحَةُ بْنُ عِيسَى الثَّوْرِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنٍ، فَقُلْتُ: إِنِّي صَرُورَةٌ لَمْ أَحُجَّ، فَقَالَ: " يَا حَبِيبُ، " §إِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ فَاغْتَسِلْ وَالْبَسْ ثَوْبَيْكَ وَاصْنَعْ كَمَا صَنَعْتَ إِذْ أَحْرَمْتَ بِعُمْرَةٍ، وَأْتِ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَصَلِّ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ بِحِيَالِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، ثُمَّ اخْرُجْ فَلَبِّ بِالْحَجِّ "

ذكر الرجل يطوف عن الحي والميت ومن فعله

§ذِكْرُ الرَّجُلِ يَطُوفُ عَنِ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ وَمَنْ فَعَلَهُ

594 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا يَزِيدُ -[290]- مَوْلَى عَطَاءٍ قَالَ: " كَانَ عَطَاءٌ §يَأْمُرُنِي أَنْ أَطُوفَ عَنْهُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ "

595 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّهُ " §اشْتَرَى غُلَامًا يَطُوفُ عَنْهُ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ "

596 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِبَعْضِ بَنِيهِ أَوْ بَعْضِ مَوَالِيهِ: " §اذْهَبْ فَطُفْ عَنِّي سَبْعًا "

597 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §إِذَا لَمْ يَسْتَطِعِ الرَّجُلُ أَنْ يَطُوفَ وَطَابَتْ نَفْسُ غُلَامِهِ أَوْ أَجْبَرَهُ أَنْ يَطُوفَ عَنْهُ فَقَدْ أَجْزَأَهُ "

598 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ قِيرَاطٍ قَالَ: " §-[291]- رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ طَهْمَانَ يَطُوفُ سَبْعًا فَيَقُولُ: " هَذَا عَنْ أَبِي "، وَيَطُوفُ سَبْعًا فَيَقُولُ: " هَذَا عَنْ أُمِّي "

599 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا حَوْشَبُ بْنُ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §لَا يَطُوفُ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ، إِلَّا أَنْ يَحُجَّ عَنْهُ فَيَطُوفَ لِلْحَجِّ " وَقَوْلُ عَطَاءٍ الْأَوَّلُ أَحَبُّ إِلَى الْمَكِّيِّينَ

ذكر التحفظ في الطواف والتشديد في الطواف على غير وضوء

§ذِكْرُ التَّحَفُّظِ فِي الطَّوَافِ وَالتَّشْدِيدِ فِي الطَّوَافِ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ

600 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " §إِذَا اخْتَلَفْتَ أَنْتَ وَالرَّجُلُ فِي الطَّوَافِ فَإِنِّي أَحْتَمِلُ لَكَ حَدَّ نِيَّةٍ "

601 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " §كُنَّا نَطُوفُ وَعَلَيْنَا خَوَاتِيمُنَا نَتَحَفَّظُ بِهَا الْأَسْبَاعَ "

602 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: " سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ عَنْ رَجُلَيْنِ §طَافَا بِالْبَيْتِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: كَمْ تَحْفَظُ؟ قَالَ: سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ، قَالَ: فَصَدَّقَهُ "

603 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §شَكَكْتُ فِي الطَّوَافِ: اثَنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ؟ قَالَ: " أَوْفِ عَلَى أَحْرَزِ ذَلِكَ "، قُلْتُ: فَطُفْتُ أَنَا وَرَجُلٌ وَاخْتَلَفْنَا، قَالَ: " ذَيْنِهْ "، قُلْتُ: أَفَعَلَى أَحْرَزِ ذَلِكَ أَمْ عَلَى أَقَلِّ الَّذِي فِي أَيْدِينَا؟ قَالَ: " بَلْ عَلَى أَحْرَزِ ذَلِكَ فِي أَنْفُسِكُمَا "، قُلْتُ: فَطُفْتُ لِلَّذِي كَانَ مَعِي، كُلُّهُ سَبْعٌ قَالَ: " فَاسْتَقْبَلَ سَبْعًا جَدِيدًا "، قُلْتُ: طُفْتُ سَبْعًا ثُمَّ جَاءَنِي الثَّبَتُ أَنِّي طُفْتُ ثَمَانِيَةَ أَطْوَافٍ، قَالَ: " فَطُفْ سَبْعًا آخَرَ، وَاجْعَلْهُ سِتَّةَ أَطْوَافٍ "، قَالَ: فَطُفْتُ سَبْعًا وَصَلَّيْتُ، ثُمَّ جَاءَنِي الثَّبَتُ أَنِّي طُفْتُ سِتَّةً، قَالَ: " فَطُفْ سَبْعًا آخَرَ وَاجْعَلْهُ ثَمَانِيَةَ أَطْوَافٍ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ هَذَا: وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ يَطُوفُ وَاحِدًا ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى سَبْعِهِ ذَلِكَ

604 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بِشْرٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: طُفْتُ مَعَ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَقَالَ: " سَبْعَةٌ "، وَقُلْتُ أَنَا: سِتَّةٌ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: " §أَتُرَانِي أَدْعُ نَفْسِي لِشَكِّكَ "

605 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ عَمْرٍو الْجَنْبِيُّ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ لَيْثٍ قَالَ: " كَانَ أَصْحَابُنَا: عَطَاءٌ وَطَاوُسٌ وَمُجَاهِدٌ §يُشَدِّدُونَ فِي الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ "

ذكر من يقطع عليه الطواف بصلاة مكتوبة أو غيرها

§ذِكْرُ مَنْ يُقْطَعُ عَلَيْهِ الطَّوَافُ بِصَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ أَوْ غَيْرِهَا

606 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §إِنْ قَطَعَتْ بِكَ الصَّلَاةُ طَوَافَكَ فَأَتِمَّ مَا بَقِيَ عَلَى مَا مَضَى، وَلَا تَرْكَعْ إِنْ قُطِعَتْ بِكَ الصَّلَاةُ لِطَوَافِكَ حَتَّى تُتِمَّهُ "

607 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: ثنا جَدِّي قَالَ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §مَنْ طَافَ شَيْئًا مِنْ طَوَافِهِ تَطَوُّعًا ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يَقْطَعَهُ فَلْيَقْطَعْهُ "

608 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَا: " §لَا يَقْطَعُ الطَّوَافَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ "

609 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَعْقَرِيُّ قَالَ: ثنا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا هَمَّامٌ قَالَ: " سُئِلَ عَطَاءٌ عَنْ §رَجُلٍ قُطِعَ عَلَيْهِ طَوَافُهُ وَقَدْ بَلَغَ الْحِجْرَ، أَيَقْضِي مِنْ حَيْثُ قُطِعَ عَلَيْهِ، أَوْ يَسْتَقِيمُ مِنَ الرُّكْنِ؟ قَالَ: " إِنْ شَاءَ قَضَاهُ مِنْ حَيْثُ قُطِعَ عَلَيْهِ، وَإِنِ اسْتَفْتَحَ مِنْ الرُّكْنِ فَهَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ "

610 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §قُطِعَتِ الصَّلَاةُ فِي سَبْعِي، أُتِمُّ مَا بَقِيَ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: فَانْقَلَبْتُ؟ قَالَ: " أَوْفِ عَلَى مَا مَضَى "، قُلْتُ: فَقُطِعَتِ الصَّلَاةُ بِي فَصَلَّيْتُ عِنْدَ الْمَقَامِ أَوْ نَحْوِ دَارِ ابْنِ الزُّبَيْرِ -[295]- أَوْ مِنْ نَاحِيَتِكُمْ؟ قَالَ: " دَعِ الطَّوَافَ وَلَا تَعْتَدَّ بِهِ "، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ صَلَّيْتُ مِنْ نَاحِيَتِكُمْ أَفَلَا أَمْضِي إِذَا انْصَرَفْتُ كَمَا أَنَا عَلَى وَجْهِي إِلَى الرُّكْنِ وَلَا أَعُدُّهُ شَيْئًا؟ قَالَ: " بَلَى، إِنْ شِئْتَ حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ "، قُلْتُ: الطَّوَافُ الَّذِي تَقْطَعُهُ بِي الصَّلَاةُ وَأَنَا فِيهِ، قَالَ: " أَحَبُّ إِلَيَّ أَلَّا تَعْتَدَّ بِهِ "، قُلْتُ: تَعَدَّدْتُ بِهِ، أَيُجْزِئُ عَنِّي؟ قَالَ: " نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللهُ، قَدْ طُفْتَ " قَالَ: وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَقُولُهُ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: كَيْفَ تَصْنَعُ أَنْتَ؟ قَالَ: " إِذَا رَأَيْتُهُ قَدْ خَرَجَ وَأَنَا عِنْدَ الرُّكْنِ لَمْ أَطُفْ "، قُلْتُ: فَخَرَجَ وَقَدْ خَلَّفْتَ الرُّكْنَ؟ قَالَ: " إِنْ ظَنَنْتُ أَنِّي مُكْمِلٌ ذَلِكَ الطَّوَافَ ذَهَبْتُ فَطُفْتُ وَإِلَّا قَصَّرْتُ "، قُلْتُ: فَقَطَعَتْ بِيَ الصَّلَاةُ سَبْعِي، فَسَلَّمْتُ وَانْصَرَفْتُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْكَعَ قَبْلَ أَنْ أُتِمَّ سَبْعِي؟ قَالَ: " لَا أَوْفِ سَبْعَكَ "، إِلَّا أَنْ تُمْنَعَ الطَّوَافَ فَتُصَلِّيَ إِنْ شِئْتَ حِينَ تَتْرُكُ "، قُلْتُ لَهُ: كَمْ أَجْلِسُ بَعْدَ تَسْلِيمِ الْإِمَامِ إِذَا قُطِعَ بِي؟ قَالَ: " لَا شَيْءَ، وَلَا تَجْلِسْ تُحَدِّثُ "، قُلْتُ لَهُ: أَفَأَقْطَعُ طَوَافِي إِلَى جِنَازَةٍ أُصَلِّي عَلَيْهَا ثُمَّ أَرْجِعُ؟ قَالَ: " لَا "، قَالَ: وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَقُولُهُ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ قَالَ: " إِنْ قَطَعَتْ بِكَ الصَّلَاةُ سَبْعَكَ فَأَتِّمَّهُ مِنْ حَيْثُ قَطَعَتْهُ "

ذكر الطواف في الثياب الموردة وكراهية أن تمس الكعبة على غير وضوء

§ذِكْرُ الطَّوَافِ فِي الثِّيَابِ الْمُوَرَّدَةِ وَكَرَاهِيَةِ أَنْ تَمَسَّ الْكَعْبَةَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ

611 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: " رَأَيْتُ بَعْضَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَطُفْنَ بِالْبَيْتِ وَعَلَيْهِنَّ ثِيَابٌ حُمْرٌ لَيْسَ بِمِشَقٍ "

612 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ فُلَيْحٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي مُوَرَّدَيْنِ " وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: كَانَتِ الثِّيَابُ الْمُوَرَّدَةُ لِبَاسَ أَهْلِ مَكَّةَ فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ، وَإِنَّمَا كَانَ الرَّجُلُ يَأْخُذُ ثَوْبَيْهِ إِزَارَهُ وَرِدَاءَهُ فَيَصْبِغُهُمَا بِبَعْضِ الْأَصْبَاغِ ثُمَّ يَرُوحُ فِيهِمَا وَيَغْدُو، وَلَرُبَّمَا رَأَيْتُ حَلْقَةَ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ الْقَدَّاحِ، وَإِنَّهَا لَمِثْلُ التُّفَّاحَةِ مِنَ الثِّيَابِ الْمُلَوَّنَةِ. وَيُقَالُ إِنَّ هِشَامَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُومِيَّ أَوْ غَيْرَهُ مِنَ الْقُرَشِيِّينَ، كَانَ يَمْشُقُ ثَوْبَهُ ثُمَّ يَرُوحُ فِيهَا إِلَى الْمَسْجِدِ، وَإِنَّ هَذَا اللِّبَاسَ لَمْ يَكُنْ -[297]- يُزْرَى بِالنَّاسِ، وَلَا بِبَعْضِهِمْ عَنْ حَالِ الْمُرُوءَةِ عِنْدَهُمْ، وَلَا يُنْكِرُونَهُ، وَإِنَّ ذَلِكَ كَانَ سَبِيلَهُمْ يُرِيدُونَ بِهِ الرِّفْقَ فِي الْمَعَاشِ، وَقَدْ مَضَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي جُمَحٍ عَلَى مَكَّةَ وَهُوَ يَلْبَسُ هَذِهِ الثِّيَابَ

613 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا قَالَ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ، مِنَ الْمَكِّيِّينَ يَقُولُ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ إِذْ كَانَ أَمِيرَ مَكَّةَ " §أَرَادَ أَنْ يَسْتَقْضِيَ عَلَى مَكَّةَ قَاضِيًا، فَأَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى الْمَدِينَةِ يُؤْتَى بِرَجُلٍ يَسْتَقْضِيهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ قَيْسٍ سَنْدَلٌ فَأَتَاهُ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَبْعَثَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَتَسْتَقْضِيَ عَلَيْنَا مِنْهَا إِنْسَانًا، فَكَيْفَ تَفْعَلُ هَذَا وَعِنْدَنَا مَنْ يَصْلُحُ لِلْقَضَاءِ؟ قَالَ: وَمَنْ هَذَا؟ قَالَ: كُلُّ مَنْ بِهَا مِنْ قُرَيْشٍ يَصْلُحُ، فَإِنْ شِئْتَ فَاجْلِسْ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَوَّلُ فَتًى يَطْلُعُ عَلَيْكَ فَاسْتَقْضِهِ فَهُوَ يَصْلُحُ، فَقَالَ لَهُ: تَعَالَ الْعَشِيَّةَ حَتَّى تَجْلِسَ مَعِي، فَلَمَّا كَانَ بِالْعَشِيِّ جَلَسَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ، وَجَلَسَ مَعَهُ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ فَطَلَعَ مِنْ بَابِ بَنِي جُمَحَ عَمْرُو بْنُ حَسَنٍ الْجُمَحِيُّ، وَهُوَ شَابٌّ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ، وَلَهُ جُمَّةٌ قَدْ رَطَّلَهَا وَعَلَيْهِ نَعْلَانِ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا رَأْسٌ، فَقَالَ لَهُ: هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ هَذَا يَصْلُحُ، قَالَ: فَأَسْتَقْضِيهِ فِي دِينِكَ وَفِي رَقَبَتِكَ إِثْمُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أُوَلِّيَكَ الْقَضَاءَ فَتَوَلَّهُ، قَالَ: " قَدْ قَبِلْتُ "، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَبَوَيْهِ وَهُمَا حَيَّانِ، فَقَالَ لَهُمَا: " إِنَّ الْأَمِيرَ قَدْ وَلَّانِي الْقَضَاءَ، وَلَيْسَ يَسْتَقِيمُ أَمْرِي إِلَّا -[298]- بِخَصْلَةٍ إِنْ أَجَبْتُمَانِي إِلَيْهَا وَلِيتُ وَإِلَّا تَرَكْتُ الْوِلَايَةَ؟ " قَالَا: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: " لَا تَسْأَلَانِي عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِي، وَلَا تَذْكُرُونَ لِي إِنْسَانًا يُخَاصَمُ عِنْدِي، وَلَا تَشْفَعَانِ عِنْدِي فِي شَيْءٍ، فَإِنْ ضَمَنْتُمَا لِي هَذَا دَخَلْتُ؟ " قَالَ: فَأَوْثَقَاهُ أَنْ لَا يُكَلِّمَاهُ فِي شَيْءٍ، فَوَلِيَ وَجَلَسَ، فَكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَقُولُونَ: لَمْ نَرَ قَاضِيًا مِثْلَهُ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مِنْ أَفَاضِلِ بَنِي هَاشِمٍ مِمَّنْ وَلِيَ مَكَّةَ، كَانَ وَلِيَهَا لِأَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ ثُمَّ الْمَهْدِيِّ: أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ "

614 - فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ بَعْضِ، أَشْيَاخِهِ , قَالَ: " كَتَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , يَقُولُ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّ سُفْيَانَ فِيمَا قِبَلَكَ , فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي فَارْفَعْهُ إِلَيَّ , فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ أَخْفَاهُ أَيَّامًا , وَكَانَ سُفْيَانُ يَخْرُجُ فِي اللَّيْلِ فَيَطُوفُ فَتَحَيَّنَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مِنَ اللَّيْلِ , وَكَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَقْتٌ مِنَ اللَّيْلِ يَطُوفُ وَيُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ , فَلَصِقَ بِسُفْيَانَ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {§إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [القصص: 20] فَعَرَفَ سُفْيَانُ مَا أَرَادَ فَخَرَجَ مِنْ لَيْلَتِهِ , فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَظْهَرَ الْكِتَابَ فِي النَّاسِ , وَأَمَرَ بِطَلَبِهِ فَلَمْ يُوجَدْ "

615 - وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْحَافِيَ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ §يُصَلِّي فِي أَيَّامِ الْمَوْسِمِ بِلَا جُنْدٍ وَلَا أَعْوَانٍ "

616 - وَحَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ , قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ: خَرَجْتُ , وَابْنُ جُرَيْجٍ مُتَّكِئٌ عَلَيَّ , حَتَّى إِذَا كُنَّا بِرَأْسِ الْمَرْوَةِ إِذَا بِفِتْيَانٍ مِنْ فِتْيَانِ مَكَّةَ , وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ يُرَطِّلُونَ شُعُورَهُمْ وَيَلْبَسُونَ الثِّيَابَ الْمُمَشَّقَةَ وَالْمُثَلَّثَةَ , قَالَ: فَقَالَ: " صِلْ بِي إِلَيْهِمْ " , قَالَ: فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ , ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: " اللهَ اللهَ يَا فِتْيَانُ، أَنْ تَذْهَبُوا بِهَيْئَاتِكُمْ هَذِهِ أَوْ صُوَرِكُمْ إِلَى مَا يُسْخِطُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ , فَإِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ فَاعِلِينَ §فَاطْلُبُوا إِلَى النِّكَاحِ سَبِيلًا , وَإِيَّاكُمْ وَذَوَاتِ الْأَزْوَاجِ، فَإِنَّهُ الزِّنَا الْمَحْضُ , وَلَيْسَ تُجِيبُ امْرَأَةٌ إِلَى أَنْ تَفْجُرَ وَتَتْرُكَ النِّكَاحَ بَلِ النِّكَاحُ أَحَبُّ إِلَيْهَا إِذَا أُعْلِمَتْ "

617 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §لَا تُمَسُّ الْكَعْبَةُ إِلَّا عَلَى وُضُوءٍ "

ذكر كراهية أن يقال للطواف شوط أو دور

§ذِكْرُ كَرَاهِيَةِ أَنْ يُقَالَ لِلطَّوَافِ شَوْطٌ أَوْ دَوْرٌ

618 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ " كَانَ §يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ شَوْطًا أَوْ شَوْطَيْنِ، وَيَقُولُ: إِنَّمَا سَمَّاهُ اللهُ الطَّوَافَ , فَقُلْ: طَوْفٌ وَطَوْفَيْنِ "

619 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §لَا تَقُلْ دَوْرٌ وَلَا شَوْطٌ وَلَكِنْ قُلْ: طَوْفٌ "

620 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: " كَانَ عَطَاءٌ §يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ: دَوْرٌ , وَقُلْ: طَوْفٌ "

ذكر الأقلف يطوف بالكعبة

§ذِكْرُ الْأَقْلَفِ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ

621 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَتْنَا جَدَّتِي أُمُّ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُنْيَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي بَرْزَةَ، عَنْ جَدِّهَا أَبِي بَرْزَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي §الْأَقْلَفِ يَحُجُّ الْبَيْتَ؟ قَالَ: " حَتَّى يُخْتَنَ "

622 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، وَأَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَا: -[301]- ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: ثنا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: " §اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً , فَأَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّكَ قَدْ أَكْمَلْتَ إِيمَانَكَ " وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ: " الْإِسْلَامَ " , قَالَا جَمِيعًا: " إِلَّا بِضْعَةً " , قَالَ أَبُو بِشْرٍ: " مِنْكَ " , وَقَالَ حُسَيْنٌ: " مِنْ جَسَدِكَ , فَأَلْقِهَا فَخَتَنَ نَفْسَهُ بِالْفَأْسِ " , وَزَادَ أَبُو بِشْرٍ: " وَصَرَفَ بَصَرَهُ عَنْ عَوْرَتِهِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا " , قَالَا جَمِيعًا: قَالَ عِكْرِمَةُ: " فَلَمْ يَطُفْ بَعْدُ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ بِالْبَيْتِ إِلَّا مُخْتَتِنٌ "

ذكر الطواف بالصبيان إذا ولدوا، وإذا اختتنوا، وإذا ختموا

§ذِكْرُ الطَّوَافِ بِالصِّبْيَانِ إِذَا وُلِدُوا، وَإِذَا اخْتَتَنُوا، وَإِذَا خَتَمُوا

623 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ 624 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: " §طَافَ أَبُو بَكْرٍ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ فِي خِرْقَةٍ "

625 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §الْغُلَامُ لَمْ يَبْلُغْ يُطَافُ بِهِ، أَيُوَضَّأُ؟ قَالَ: " مَا عَلَيْهِ إِلَّا عَلَى مَنْ عَقِلَ إِلَّا أَنْ يَبْتَغِيَ أَهْلُهُ الْبَرَكَةَ فِي وُضُوئِهِ وَأَهْلُ مَكَّةَ عَلَى هَذَا إِلَى الْيَوْمِ يَطُوفُونَ بِصِبْيَانِهِمْ إِذَا نَفِسُوا، وَإِذَا خَتَمُوا، وَإِذَا أَرَادُوا أَنْ يَخْتِنُوا "

ذكر إنشاد الشعر في الطواف وفي المسجد الحرام وتفسير ذلك

§ذِكْرُ إِنْشَادِ الشِّعْرِ فِي الطَّوَافِ وَفِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

626 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي -[303]- هَاشِمٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، سَمِعَهُ مِنْهُ قَالَ: " إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَقُولُ [البحر الرجز] §يَا حَبَّذَا مَكَّةَ مِنْ وَادِي ... أَرْضٌ بِهَا أَهْلِي وَعُوَّادِي فَمَرَّ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِهِ، فَقَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ "

627 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ذُوَيْبُ بْنُ عِمَامَةَ السَّهْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْمَازِنِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " شَهِدْتُ عُمْرَةَ الْقَضِيَّةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتُ قَدْ شَهِدْتُ الْحُدَيْبِيَةَ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ انْتَهَى إِلَى الْبَيْتِ، وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ حَتَّى §دَنَا مِنْ الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ مُضْطَبِعًا وَالْمُسْلِمُونَ مُضْطَبِعُونَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَيْنَ يَدَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [البحر الرجز] خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهْ ... أَنَا الشَّهِيدُ أَنَّهُ رَسُولُهْ حَقًّا وَكُلُّ الْخَيْرِ فِي سَبِيلِهْ ... نَحْنُ قَتَلْنَاكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهْ كَمَا قَتَلْنَاكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهْ "

628 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَا: قَدِمَ وَفْدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَأَتَوْهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَنْ سِيرَتِهِ فِيهِمْ، فَقَالُوا: §أَحْسَنُ النَّاسِ سِيرَةً، وَأَقْضَاهُمْ لِحَقٍّ، وَأَعْدَلُهُمْ فِي حُكْمٍ، وَذَلِكَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَلَمَّا صَلَّى عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالنَّاسِ الْجُمُعَةَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَمَثَّلَ: [البحر الرجز] قَدْ جَرَّبُونِي ثُمَّ جَرَّبُونِي ... مِنْ غَلْوَتَيْنِ وَمِنَ الْمِئِينِ حَتَّى إِذَا شَابُوا وَشَيَّبُونِي ... خَلَّوْا عِنَانِي ثُمَّ سَيَّبُونِي ثُمَّ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ هَذَا الْوَفْدَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَنْ عَامِلِهِمْ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَأَحْسَنُوا الثَّنَاءَ، وَذَكَرُوا مِنْهُ أَنَّ مُصْعَبًا أَطْبَى الْقُلُوبَ حَتَّى لَا تَعْدِلُ بِهِ، وَالْأَهْوَاءَ حَتَّى لَا تَحُولُ عَنْهُ، وَاسْتَمَالَ الْأَلْسُنَ بِثَنَائِهَا، وَالْقُلُوبَ بِصِحَّتِهَا، وَالْأَنْفُسَ بِمَحَبَّتِهَا، فَهُوَ الْمَحْبُوبُ فِي خَاصَّتِهِ، الْمَأْمُونُ فِي عَامَّتِهِ، مَا أَطْلَقَ فِيهِ لِسَانَهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَبَسَطَ يَدَيْهِ -[305]- مِنَ الْبَذْلِ، ثُمَّ نَزَلَ " وَقُتِلَ مُصْعَبٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ

629 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ حَسَنٍ الْبَصْرِيُّ، بِبَغْدَادَ قَالَ: ثنا أَبُو الشَّعْثَاءِ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: ثنا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: لَقِيَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ ابْنًا لِخَالِدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْكِلَابِيِّ، فَقَالُ لَهُ: " أَنْشِدْنِي مَا قَالَ أَبُوكَ لِزُهَيْرٍ، أَوِ ابْنِ زُهَيْرٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي مُحْرِمٌ، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: " وَأَنَا مُحْرِمٌ " فَأَنْشَدَهُ حَتَّى بَلَغَ هَذَا الْبَيْتَ: [البحر الوافر] §فَإِمَّا تَأْخُذُونِي فَاقْتُلُونِي ... وَإِنْ أَسْلَمْ فَلَيْسَ إِلَى خُلُودِي قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " فَإِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ بَنِي أُمَيَّةَ مَا قَالَ أَبُوكَ: فَإِمَّا تَأْخُذُونِي فَاقْتُلُونِي ... وَإِنْ أَسْلَمْ فَلَيْسَ إِلَى خُلُودِي "

630 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: طُفْتُ مَعَ -[306]- عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَذَكَرُوا حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، فَسَبُّوهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " لَا تَفْعَلُوا، أَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يَقُولُ: [البحر الوافر] §هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ ... عِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ " قَالُوا: أَلَيْسَ هُوَ الَّذِي قَالَ لَكِ مَا قَالَ؟ ثُمَّ قَرَءُوا: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11] قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " أَلَيْسَ قَدْ عَمِيَ؟ " وَالْبَيْتُ الْأَوَّلُ لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِمَا

631 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِلْيَاسَ السُّلَمِيِّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: " §أَعَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَلَى مَدْحِهِ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعِينَ بَيْتًا "

632 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيِّ، عَنْ أُمِّ خِدَاشٍ، قَالَتْ: " رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَجَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ "، قَالَ عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ وَأَنَا أَشُكُّ فِي أَحَدِ هَذَيْنِ: " ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، §يَتَحَدَّثُونَ فِي الطَّوَافِ وَيَتَنَاشَدُونَ الْأَشْعَارَ "

633 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: ثنا النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ وَهُمْ يَطُوفُونَ "

634 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَوْقَصُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَ: " §أَنْشَدَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [البحر البسيط] بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ ... فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ "

635 - وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي قُتَيْلَةَ، -[308]- 636 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قُتَيْلَةَ مَوْلًى لِبَنِي بَهْزِ بْنِ سُلَيْمٍ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فِي اللَّفْظِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَقْحَمَتِ السَّنَةُ نَابِغَةَ بَنِي جَعْدَةَ وَنَحْنُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، قَالَ الزُّبَيْرُ فِي حَدِيثِهِ: فَدَخَلَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ: [البحر الطويل] حَكَيْتَ لَنَا الصِّدِّيقَ لَمَّا وَلِيتَنَا ... وَعُثْمَانَ وَالْفَارُوقَ فَارْتَاحَ مُعْدِمُ وَسَوَّيْتَ بَيْنَ النَّاسِ فِي الْحَقِّ فَاسْتَوَوْا ... فَعَادَ ضِيَاءً حَالِكُ اللَّوْنِ مُظْلِمُ أَتَاكَ أَبُو لَيْلَى يَجُوبُ بِهِ الدُّجَى ... دُجَى اللَّيْلِ جَوَّابُ الْفَلَاةِ عَثَمْثَمُ لِتَرْفَعَ مِنَّا جَانِبًا ذَعْذَعَتْ بِهِ ... صُرُوفُ اللَّيَالِي وَالزَّمَانُ الْمُصَمِّمُ -[309]- قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ أَبَا لَيْلَى فَإِنَّ الشِّعْرَ أَهْوَنُ وَسَائِلِكَ عِنْدَنَا، أَمَّا صَفْوَةُ مَالِنَا فِلِآلِ الزُّبَيْرِ، وَأَمَّا عَفْوَتُهُ فَإِنَّ بَنِي أَسَدٍ وَتَيْمًا تَشْغَلُهُ عَنْكَ، وَلَكِنْ لَكَ فِي مَالِ اللهِ حَقَّانِ: حَقٌّ بِرُؤْيَتِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَقٌّ بِشَرِكَتِكَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ فِي فَيْئِهِمْ، ثُمَّ نَهَضَ بِهِ إِلَى دَارِ النَّعَمِ، فَأَعْطَاهُ قَلَائِصَ سَبْعًا وَجَمَلًا رَحِيلًا، وَأَوْقَرَ لَهُ الرِّكَابَ بُرًّا وَتَمْرًا وَثِيَابًا، فَجَعَلَ أَبُو لَيْلَى يُعَجِّلُ فَيَأْكُلُ الْحَبَّ صِرْفًا، وَابْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: وَيْحَ أَبِي لَيْلَى لَقَدْ بَلَغَ بِهِ الْجَهْدُ، فَقَالَ النَّابِغَةُ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَا وَلِيَتْ قُرَيْشٌ فَعَدَلَتْ، وَاسْتُرْحِمَتْ فَرَحِمَتْ، وَحَدَّثَتْ فَصَدَقَتْ، وَوَعَدَتْ خَيْرًا فَأَنْجَزَتْ، فَأَنَا وَالنَّبِيُّونَ فَرَطُ الْقَاصِفِينَ " زَادَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي حَدِيثِهِ: " وَالْقَاصِفُونَ الَّذِينَ يُرْسِلُونَ الْإِبِلَ مَرَّةً وَاحِدَةً "

637 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: بَيْنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلٌ أَضْلَعُ يَطُوفُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَعْرِفُ هَذَا؟ فَقَالَ: لَا، وَمَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الَّذِي يَقُولُ لَهُ الشَّاعِرُ: [البحر المتقارب] حُمَيْدٌ الَّذِي أَمَجٌ دَارُهُ ... أَخُو الْخَمْرِ ذُو الشَّيْبَةِ الْأَصْلَعُ عَلَاهُ الْمَشِيبُ عَلَى شُرْبِهَا ... وَعَاشَ حَمِيدًا وَلَمْ يَنْزِعِ فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: " §بَلْ عَاشَ شَقِيًّا وَلَمْ يَنْزِعِ "

638 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: حَدَّثَنِي مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: طُفْتُ مَعَ أَبِي، يَعْنِي جَدَّهُ، بِالْبَيْتِ فَإِذَا أَنَا بِعَجُوزٍ، يَضْرِبُ أَحَدُ لِحْيَيْهَا الْأَرْضَ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ أَبِي، فَقَالَ: " يَا بُنَيَّ، تَعْرِفُ هَذِهِ الْعَجُوزَ؟ " قُلْتُ: لَا وَاللهِ يَا أَبَهْ، مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: " §مَا كَانَ بِمَكَّةَ امْرَأَةٌ أَجْمَلُ مِنْ هَذِهِ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى مَا صَيَّرَهَا الدَّهْرُ، هَذِهِ الَّذِي يَقُولُ فِيهَا الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] سَلَّامُ لَيْتَ لِسَانًا تَنْطِقِينَ بِهِ ... قَبْلَ الَّذِي نَالَنِي مِنْ قِيلِهِ قُطِعَا أَدْعُو إِلَى هَجْرِهَا قَلْبِي فَيَتْبَعُنِي ... حَتَّى إِذَا قُلْتُ هَذَا صَادِقٌ نَزَعَا يَلُومُنِي فِيكِ أَقْوَامٌ أُجَالِسُهُمْ ... فَمَا أُبَالِي أَطَارَ اللَّوْمُ أَوْ وَقَعَا "

639 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ قَالَ: " إِنَّ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسْتُهُ مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ §عِنْدَ بَابِ الْكَعْبَةِ يُنَاشِدُنَا فِيهِ الشِّعْرَ "

ذكر طواف النساء الغرباء بالبيت في المواسم في الإسلام والجاهلية، والطواف بالجواري الأحرار والإماء بمكة إذا بلغن، وتفسير ذلك

§ذِكْرُ طَوَافِ النِّسَاءِ الْغُرَبَاءِ بِالْبَيْتِ فِي الْمَوَاسِمِ فِي الْإِسْلَامِ وَالْجَاهِلِيَّةِ، وَالطَّوَافِ بِالْجَوَارِي الْأَحْرَارِ وَالْإِمَاءِ بِمَكَّةَ إِذَا بَلَغْنَ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

640 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِكْرِمَةَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَعَهَا بَنُونَ لَهَا أَمْثَالُ الرِّمَاحِ، وَهِيَ تَقُولُ: [البحر الرجز] §أَنْتَ وَهَبْتَ الْفِتْيَةَ السَّلَاهِبْ ... وَهَجْمَةً يَحَارُ فِيهَا الْحَالِبْ وَثُلَّةً مِثْلَ الْجَرَادِ السَّارِبْ ... مَتَاعَ أَيَّامٍ وَكُلٌّ ذَاهِبْ " قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ هَذِهِ الْمَرْأَةَ أَسْلَمَتْ وَرُؤِيَتْ بَعْدَ ذَلِكَ وَهِيَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهِيَ تَقُولُ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ "

641 - وَحَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: إِنَّ رَجُلًا -[312]- كَانَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَحْمِلُ أُمَّهُ عَلَى ظَهْرِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] أَحْمِلُ أُمِّي وَهِيَ الْحَمَّالَهْ تُرْضِعُنِي الدِّرَّةَ وَالْعُلَالَهْ هَلْ يُجْزَيَنَّ وَالِدٌ فِعَالَهْ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " لَا وَلَا طَلْقَةً "، فَقَالَ عُمَرُ: " §لَوَدِدْتُ أَنَّ أُمِّي أَسْلَمَتْ فَأَحْمِلُهَا كَمَا حَمَلْتَ أُمَّكَ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ "

642 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ §فَرَأَى رَجُلًا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ حَامِلًا أُمَّهُ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] إِنِّي لَهَا بَعِيرُهَا الْمُذَلَّلْ إِنْ ذُعِرَتْ رِكَابُهَا لَمْ أُذْعَرْ أَحْمِلُهَا مَا حَمَلَتْنِي أَكْثَرْ أَوْ قَالَ: أَطْوَلْ. أَتُرَانِي يَا ابْنَ عُمَرَ جَزَيْتُهَا؟ قَالَ: " لَا وَلَا زَفْرَةً وَاحِدَةً "

643 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أنا جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §رَأَى رَجُلًا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ حَامِلًا أُمَّهُ، وَهُوَ يَقُولُ: أَتَرَيْنِي جَزَيْتُكِ يَا أُمَّهْ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " أَيْ لُكَعُ وَلَا طَلْقَةً وَاحِدَةً "

644 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، حَسِبْتُهُ عَنْ أَبِيهِ، شَكَّ إِبْرَاهِيمُ فِي أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ عَلَى عُنُقِهِ مِثْلُ الْمَهَاةِ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] عُدْتُ لِهَذِي جَمَلًا ذَلُولَا مُوَطَّأً أَتَّبِعُ السُّهُولَا أَعْدِلُهَا بِالْكَفِّ أَنْ تَزُولَا أَحْذَرُ أَنْ تَسْقُطَ أَوْ تَمِيلَا أَرْجُو بِذَاكَ نَائِلًا جَزِيلَا فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مَنْ هَذِهِ الَّتِي وَهَبْتَ لَهَا حَجَّكَ؟ قَالَ: امْرَأَتِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: " بِمَ؟ " قَالَ: إِنَّهَا حَمْقَاءُ مُرْغَامَةٌ أَكُولٌ قَامَّةٌ، مَا تُبْقِي لَنَا خَامَةً قَالَ: " فَمَا لَكَ لَا تُطَلِّقُهَا؟ " قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ §حَسْنَاءُ فَلَا تُفْرَكُ، وَأُمُّ عِيَالٍ فَلَا تُتْرَكُ "، قَالَ: " فَشَأْنَكَ بِهَا "

645 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ وَاصِلٍ أَبُو الْحَسَنِ قَالَ: ثنا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ: بَيْنَمَا أَبُو حَازِمٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ مَرَّتْ بِهِ امْرَأَةٌ ذَاتُ حُسْنٍ وَجَمَالٍ، مُسْفِرَةً عَنْ وَجْهِهَا، وَهِيَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ لَهَا: " يَا أَمَةَ اللهِ إِنَّ §هَذَا مَوْضِعُ رَغْبَةٍ، فَلَوِ اسْتَتَرْتِ فَلَمْ تَفْتِنِي الرِّجَالَ "، فَقَالَتْ: يَا أَبَا الْحَازِمِ أَنَا مِنَ اللَّائِي قَالَ فِيهِنَّ الْعَرْجِيُّ: [البحر الطويل] مِنَ اللَّائِي لَمْ يَحْجُجْنَ يَبْغِينَ حِسْبَةً ... وَلَكِنْ لِيَقْتُلْنَ التَّقِيَّ الْمُغَفَّلَا فَقَالَ لَهَا أَبُو حَازِمٍ: " صَانَ اللهُ هَذَا الْوَجْهَ عَنِ النَّارِ "، فَقِيلَ لَهُ: أَفَتَنَتْكَ يَا أَبَا حَازِمٍ؟ فَقَالَ: " لَا، وَلَكِنَّ الْحُسْنَ مَرْحُومٌ "

646 - وَقَدْ قَالَ ابْنُ أُذَيْنَةَ: حَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ لِابْنِ أُذَيْنَةَ، وَقَدْ حَدَّثَنِي غَيْرُ أَبِي سَعِيدٍ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ أَيْضًا: [البحر الكامل] §-[315]- نَزَلُوا ثَلَاثَ مِنًى بِمَنْزِلِ غِبْطَةٍ ... وَهُمُ عَلَى غَرَضٍ لَعَمْرُكَ مَا هُمُ مُتَجَاوِرِينَ بِغَيْرِ دَارِ إِقَامَةٍ ... لَوْ قَدْ أَجَدَّ رَحِيلُهُمْ لَمْ يَنْدَمُوا وَلَهُنَّ بِالْبَيْتِ الْحَرَامِ لُبَانَةٌ ... وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُنَّ لَوْ يَتَكَلَّمُ لَوْ كَانَ حَيَّا قَبْلَهُنَّ ظَعَائِنًا ... حَيَّا الْحَطِيمُ وُجُوهَهُنَّ وَزَمْزَمُ وَكَأَنَّهُنَّ وَقَدْ أَفَضْنَ لَوَاغِيًا ... دُرٌّ بِأَفْنِيَةِ الْمَقَامِ مُكَرَّمُ ثُمَّ انْصَرَفْنَ لَهُنَّ أَفْضَلُ زِينَةٍ ... وَأَفَضْنَ فِي رَفَهٍ وَحَلَّ الْمُحْرِمُ " وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو سَعِيدٍ بَيْتًا فِي هَذِهِ الْأَبْيَاتِ قَوْلَهُ: مُتَجَاوِرِينَ بِغَيْرِ دَارِ إِقَامَةٍ وَقَدْ قَالَ الشُّعَرَاءُ فِي هَؤُلَاءِ النِّسَاءِ أَشْعَارًا كَثِيرَةً سَأَذْكُرُ بَعْضَهَا، قَالَ بَعْضُهُمْ: [البحر السريع] يَا حَبَّذَا الْمَوْسِمُ مِنْ مَشْهَدِ ... وَمَسْجِدُ الْكَعْبَةِ مِنْ مَسْجِدِ وَحَبَّذَا اللَّائِي يُوَاجِهْنَهَا ... عِنْدَ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ كُوفِيَّةً أَوْ غَيْرَ كُوفِيَّةٍ ... بَصْرِيَّةً تَسْكُنُ فِي الْمِرْبَدِ عُلِّقَهَا الْقَلْبُ عِرَاقِيَّةً ... مَالَتْ مِنَ الشَّمْسِ إِلَى مَقْعَدِ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ يَذْكُرُ نِسَاءً رَآهُنَّ: [البحر الرمل] أَفْسَدَ الْحَجَّ عَلَيْنَا نِسْوَةٌ ... مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ كُنَّ لِلْمَوْسِمِ زَيْنَا وَقَالُوا نِسْوَةٌ مِنْ حَيِّ بَكْرٍ ... تَهَادَيْنَ رُوَيْدًا ثُمَّ لَا يَقْضِينَ دَيْنًا -[316]- وَقَالَ شَاعِرٌ آخَرُ: [البحر الطويل] وَبِالْبَلَدِ الْمَيْمُونِ مِمَّا يَلِي الصَّفَا ... فَتَاةٌ كَقَرْنِ الشَّمْسِ أَحْسَنُ مَنْ مَشَى تَعَلَّقَهَا قَلْبِي وَهِيَ فِي طَوَافِهَا ... تُرِيدُ اسْتِلَامَ الرُّكْنِ فِي نِسْوَةٍ عِشَا فَجَلَّتْ نَهَارًا لَاحَ فِي ضَوْءِ وَجْهِهَا ... وَأَيْقَنْتُ أَنَّ اللهَ يَخْلُقُ مَا يَشَا وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ أَيْضًا يَذْكُرُ نِسْوَةً رَآهُنَّ عِنْدَ الرُّكْنِ فِيهِنَّ فَتَاةٌ: [البحر المنسرح] أَبْصَرْتُهَا لَيْلَةً وَنِسْوَتُهَا ... يَمْشِينَ بَيْنَ الْمَقَامِ وَالْحِجْرِ يَجْلِسْنَ عِنْدَ الطَّوَافِ إِنْ جَلَسَتْ ... طَوْرًا وَطَوْرًا يَطَأْنَ فِي الْأُزُرِ وَقَالَ شَاعِرٌ أَيْضًا يَذْكُرُ بَعْضَ هَؤُلَاءِ النِّسْوَةِ: [البحر المنسرح] أَبْصَرْتُهَا لَيْلَةً وَنِسْوَتَهَا ... يَسْعَيْنَ بَيْنَ الْمَقَامِ وَالْحِجْرِ بِيضًا حِسَانًا نَوَاعِمًا قُطُفًا ... يَمْشِينَ هَوْنًا كَمِشْيَةِ الْبَقَرِ وَقَالَ شَاعِرٌ أَيْضًا يَذْكُرُ بَعْضَ هَؤُلَاءِ النِّسْوَةِ: [البحر الكامل] طَرَقَتْكَ بَيْنَ مُسَبِّحٍ وَمُكَبِّرِ ... بِحَطِيمِ مَكَّةَ حَيْثُ سَالَ الْأَبْطَحُ فَحَسِبْتُ مَكَّةَ وَالْمَشَاعِرَ كُلَّهَا ... وَرِحَالَنَا بَانَتْ بِمِسْكٍ تَنْفَحُ -[317]- وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّهُمْ كَانُوا فِيمَا مَضَى إِذَا بَلَغَتِ الْجَارِيَةُ مَا تَبْلُغُ النِّسَاءُ أَلْبَسَهَا أَهْلُهَا أَحْسَنَ مَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ مِنَ الثِّيَابِ، وَجَعَلُوا عَلَيْهَا حُلِيًّا إِنْ كَانَ لَهُمْ، ثُمَّ أَدْخَلُوهَا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مَكْشُوفَةَ الْوَجْهِ بَارِزَتَهُ، حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا وَيُبْدُونَهَا أَبْصَارَهُمْ فَيَقُولُونَ: مَنْ هَذِهِ؟ فَيُقَالُ: فُلَانَةُ بِنْتُ فُلَانٍ، إِنْ كَانَتْ حُرَّةً، وَمُوَلَّدَةُ آلِ فُلَانٍ، إِنْ كَانَتْ مُوَلَّدَةً، قَدْ بَلَغَتْ أَنْ تُخَدَّرَ، وَقَدْ أَرَادَ أَهْلُهَا أَنْ يُخَدِّرُوهَا وَكَانَ النَّاسُ إِذْ ذَاكَ أَهْلَ دِينٍ وَأَمَانَةٍ، لَيْسُوا عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْمَذَاهِبِ الْمَكْرُوهَةِ، فَإِذَا قَضَتْ طَوَافَهَا خَرَجَتْ كَذَلِكَ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا لِكَيْ يُرْغَبَ فِي نِكَاحِهَا إِنْ كَانَتْ حُرَّةً، وَشِرَائِهَا إِنْ كَانَتْ مُوَلَّدَةً مَمْلُوكَةً، فَإِذَا صَارَتْ إِلَى مَنْزِلِهَا خُدِّرَتْ فِي خِدْرِهَا، فَلَمْ يَرَهَا أَحَدٌ حَتَّى تَخْرُجَ إِلَى زَوْجِهَا، وَكَذَلِكَ كَانُوا فِي الْجَوَارِي الْإِمَاءِ يَفْعَلُونَ، يُلْبِسُونَهَا ثِيَابَهَا وَحُلِيَّهَا، وَيَطُوفُونَ بِهَا مُسْفِرَةً حَوْلَ الْبَيْتِ لِيُشْهِرُوا أَمْرَهَا، وَيُرَغِّبُوا النَّاسَ فِي شِرَائِهَا، فَيَأْتِي النَّاسُ فَيَنْظُرُونَ وَيَشْتَرُونَ

647 - حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، 648 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، جَمِيعًا عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً، وَقَالَ عِيسَى: سُئِلَ عَطَاءٌ عَنِ §النَّظَرِ إِلَى الْجَوَارِي اللَّائِي يُطَافُ بِهِنَّ مِنْ حَوْلِ الْبَيْتِ لِلْبَيْعِ، فَكَرِهَ ذَلِكَ إِلَّا لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ "

649 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ أَسْلَمَ، قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى امْرَأَةٍ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ مُسْتَثْفِرَةً بِثَوْبٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ ثُمَّ قَالَ: [البحر الطويل] §أَلِمَّا بِذَاتِ الْخَالِ وَاسْتَطْلِعَا لَنَا ... عَلَى الْعَهْدِ بَاقٍ عَهْدُهَا أَمْ تَصَرَّمَا وَقُولَا لَهَا إِنَّ النَّوَى أَجْنَبِيَّةٌ ... بِنَا وَبِكُمْ قَدْ خِفْتُ أَنْ تَتَيَمَّمَا فَقُلْتُ لَهُ: امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ مُحْرِمَةٌ غَافِلَةٌ، قَدْ سَيَّرْتَ فِيهَا شِعْرًا وَهِيَ لَا تَدْرِي فَقَالَ: " لَقَدْ سَيَّرْتُ مِنَ الشِّعْرِ مَا بَلَغَكَ، وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ مَا حَلَلْتُ إِزَارِي عَلَى فَرْجِ امْرَأَةٍ حَرَامٍ قَطُّ "

650 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُدَيْمِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: ثنا وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ قَالَ: بَيْنَمَا امْرَأَةٌ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ قَالَتْ لِأُخْتٍ لَهَا: يَا أُخْتَاهُ، قَدْ فُتِحَ بَيْتُ رَبِّي، فَهَلَّا تَدْخُلِينَهُ، فَقَالَتْ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §إِنِّي لَأَرْغَبُ أَنْ أَطَأَ حَوْلَ بَيْتِ رَبِّي، يَعْنِي مِنْ عِظَمِ قَدْرِهِ عِنْدَهَا، فَكَيْفَ أَطَأُ بِقَدَمِي جَوْفَ بَيْتِ رَبِّي "

651 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: ثنا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ ذَاتَ لَيْلَةٍ بِالْبَيْتِ إِذَا أَنَا -[319]- بِجُوَيِّرَةَ، مُتَعَلِّقَةً بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، وَهِيَ تَقُولُ: يَا رَبِّ أَمَا لَكَ عُقُوبَةٌ وَلَا أَدَبٌ إِلَّا بِالنَّارِ؟ " حَتَّى قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، فَانْصَرَفَتْ فَلَحِقْتُهَا حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَتَعَلَّقْتُ بِثَوْبِهَا، فَقُلْتُ لَهَا: يَا هَذِهِ، فَالْتَفَتَتْ إِلَيَّ بِوَجْهٍ لَقَدْ وَاللهِ فَضَحَ عِنْدِي حُسْنُ وَجْهِهَا ضَوْءَ الْقَمَرِ، وَلَقَدْ كَانَتْ فِي عَيْنِي أَحْسَنَ مِنَ الْقَمَرِ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا هَذِهِ لَوْ عَذَّبَ بِغَيْرِ النَّارِ لَكَانَ مَاذَا؟ قَالَتْ: يَا عَمَّاهُ §لَوْ عَذَّبَ بِغَيْرِ النَّارِ لَقَضَيْنَا أَوْطَارًا "

652 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: " بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذَا أَنَا بِجُوَيْرِيَةٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَهِيَ تَقُولُ: " يَا رَبِّ §ذَهَبَتِ اللَّذَّاتُ، وَبَقِيَتِ التَّبِعَاتُ، يَا رَبِّ كَمْ مِنْ شَهْوَةِ سَاعَةٍ قَدْ أَوْرَثَتْ صَاحِبَهَا حُزْنًا طَوِيلًا، يَا رَبِّ أَمَا لَكَ عُقُوبَةٌ وَلَا أَدَبٌ إِلَّا بِالنَّارِ؟ " فَمَا زَالَ ذَاكَ مَقَالَتَهَا حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، قَالَ: فَوَضَعَ مَالِكٌ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ صَارِخًا يَبْكِي، يَقُولُ: ثَكِلَتْ مَالِكًا أُمُّهُ وَعَدِمَتْهُ، جُوَيْرِيَةٌ مُنْذُ اللَّيْلَةِ قَدْ بَطَّلَتْهُ "

653 - قَالَ ابْنُ حُمَيْدٍ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ الْجُنَيْدِ قَالَ: أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ فِي مِثْلِ هَذَا: [البحر الطويل] §-[320]- وَطَائِفَةٍ بِالْبَيْتِ وَاللَّيْلُ مُظْلِمُ ... تَقُولُ وَمِنْهَا دَمْعُهَا يَتَسَجَّمُ أَيَا رَبِّ كَمْ مِنْ شَهْوَةٍ قَدْ رُزِيتُهَا ... وَلَذَّةِ عَيْشٍ حَبْلُهَا يَتَصَرَّمُ أَمَا لَكَ يَا رَبَّ الْعِبَادِ عُقُوبَةٌ ... وَلَا أَدَبٌ إِلَّا الْجَحِيمُ الْمُضَرَّمُ؟ فَمَا زَالَ ذَاكَ الْقَوْلُ مِنْهَا تَضَرُّعًا ... إِلَى أَنْ بَدَا فَجْرُ الصَّبَاحِ الْمُقَوَّمُ فَشَبَّكْتُ بَيْنَ الْكَفِّ أَهْتِفُ صَارِخًا ... عَلَى الرَّأْسِ أُبْدِي بَعْضَ مَا كُنْتُ أَكْتُمُ وَقُلْتُ لِنَفْسِي إِذْ تَطَاوَلَ مَا بِهَا ... فَأَعْيَا عَلَيْهَا وِرْدُهَا الْمُتَعَتِّمُ أَلَا ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ الْيَوْمَ مَالِكًا ... جُوَيْرِيَةٌ أَلْهَاكَ مِنْهَا الْمُكَلَّمُ "

654 - وَحَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ قَالَ: " حَجَجْتُ مَعَ أَبِي وَأَنَا غُلَامٌ، فَرَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ يَتَعَرَّضُ لِامْرَأَةٍ فِي الطَّوَافِ، وَهُوَ عَلَى طَرِيقِهَا كُلَّمَا مَرَّتْ عَبَثَ بِهَا وَكَلَّمَهَا، فَقَالَتْ لَأَخِيهَا أَوْ زَوْجِهَا: لِيَكُنْ بَعْضُكُمْ قَرِيبًا مِنِّي إِذَا أَتَيْتُ الطَّوَافَ، فَجَعَلَتْ تَمُرُّ بِهِ فَإِذَا رَأَى مَعَهَا رَجُلًا لَمْ يُكَلِّمْهَا، فَتَمَثَّلَتْ بِقَوْلِ الْحَارِثِ بْنِ حِلِّزَةَ أَوِ الزِّبْرِقَانِ: [البحر] §تَعْدُو السِّبَاعُ عَلَى مَنْ لَا كِلَابَ لَهُ ... وَتَحْتَمِي مَرْبَضَ الْمُسْتَنْفِرِ الْحَامِي قَالَ: فَمَا خَجِلْتُ مِنْ شَيْءٍ خَجَلِي مِنْهَا "

655 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: " دَخَلَتْ أَعْرَابِيَّةٌ الطَّوَافَ فَقَالَتْ: يَا حَسَنَ الصُّحْبَةِ، أَقْبَلْتُ مِنْ بَعِيدٍ §أَسْأَلُكَ سِتْرَكَ الَّذِي لَا تَخْرِقُهُ الرِّمَاحُ، وَلَا تُزِيلُهُ الرِّيَاحُ "

656 - قَالَ ابْنُ حُمَيْدٍ: وَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ قَالَ: أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ فِي قَوْلِ الْمَرْأَةِ الَّتِي عَاذَتْ بِالْبَيْتِ: " [البحر الطويل] §وَعَائِذَةٍ بِالْبَيْتِ تُمْسِكُ سِتْرَهُ ... تُنَاجِي إِلَهَ الْعَرْشِ وَالنَّاسُ نَوَّمُ أَيَا رَبِّ إِنِّي أَوْثَقَتْنِي خَطِيئَتِي ... وَأَنْتَ بِمَا أَسْلَفْتُ مِنِّيَ أَعْلَمُ أَيَا لَذَّةً أَبْقَتْ غُمُومًا وَحَسْرَةً ... وَنِيرَانَ جَمْرٍ حَرُّهَا يَتَضَرَّمُ وَيَا شَهْوَةً قَدْ أَوْرَثَتْنِي حَرَارَةً ... تَظَلُّ لَهَا عَيْنَايَ بِالدَّمْعِ تَسْجُمُ فَمَا زَالَ هِجِّيرُ الصَّغِيرَةِ لَيْلَهَا ... تُنَادِي: أَيَا ذَا الْعِزَّةِ الْمُتَكَرِّمُ أَمَا مِنْ عَذَابٍ غَيْرُ نَارٍ مُبِيدَةٍ ... وَسِجْنُكَ مِنْ بَعْدِ النُّشُورِ جَهَنَّمُ وَتَزْفِرُ مِنْ خَوْفِ الْمَقَامِ وَهَوْلِهِ ... إِلَى أَنْ بَدَا ضَوْءٌ مِنَ الصُّبْحِ مُعَلِمُ أَلَا ثَكِلَتْنِي أُمُّ مَالِكٍ إِنَّنِي ... شُغِلْتُ بِصَوْتٍ سَدَّ سَمْعِيَ يُفْهَمُ فَضَيَّعْتُ حَظِّي بِاسْتِمَاعِي حَزِينَةً ... وَإِظْهَارِ مَا قَدْ كَانَ يُخْفَى وَيُكْتَمُ "

ذكر طواف الحية وغيرها من الدواب بالكعبة ودخولهن المسجد الحرام

§ذِكْرُ طَوَافِ الْحَيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الدَّوَابِّ بِالْكَعْبَةِ وَدُخُولِهِنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ

657 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ الْمَكِّيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَالْحَدِيثُ لِإِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، بَعْدَمَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ، وَقَلَّصَتِ الْأَفْيَاءُ، إِذَا نَحْنُ بِبَرِيقِ أَيْمٍ دَاخِلٍ مِنْ هَذَا الْبَابِ، يَعْنِي بَابَ بَنِي شَيْبَةَ الْمُقَابِلَ بَابَ الْكَعْبَةِ قَالَ: فَاشْرَأَبَّتْ أَعْيُنُنَا إِلَيْهِ، وَأَبْدَدْنَاهُ أَبْصَارَنَا، حَتَّى اسْتَلَمَ الرُّكْنَ وَنَحْنُ نَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَطَافَ سَبْعًا وَنَحْنُ نُحْصِيهِ لَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى دُبُرِ الْمَقَامِ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ وَنَحْنُ نَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " لَوْ ذَهَبَ بَعْضُكُمْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَحَذَّرَهُ فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْهِ أَنْ يُقْتَلَ أَوْ يُعْبَثَ بِهِ "، قَالَ عُبَيْدٌ: فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ حَتَّى وَقَفْتُ عَلَى رَأْسِهِ فَقُلْتُ: أَيُّهَا الرَّجُلُ، قَدْ رَأَيْنَا مَكَانَكَ، وَقَدْ §قَضَى اللهُ نُسُكَكَ وَإِنَّكَ بِقَرْيَةٍ فِيهَا سُفَهَاءُ وَعُبُدٌ، يَعْنِي الْعَبِيدَ، وَنَحْنُ خَائِفُونَ عَلَيْكَ مِنْهُمْ أَنْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يَعْبَثُوا بِكَ، فَلَوْ تَغَيَّبْتَ عَنْهُمْ، فَأَصْغَى إِلَيَّ بِرَأْسِهِ حَتَّى اسْتَنْفَدَ كَلَامِي، ثُمَّ كَوَّمَ كَوْمَةً مِنْ الْبَطْحَاءِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَقَامِ، ثُمَّ سَنَدَ فِيهَا حَتَّى قَامَ عَلَى ذَنَبِهِ ثُمَّ ذَهَبَ فِي السَّمَاءِ فَلَمْ يَزَلْ يَذْهَبُ فِي السَّمَاءِ وَيَسْمُو حَتَّى مَثُلَ فَمَا نَرَاهُ

658 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، إِذْ جَاءَتْ حَيَّةٌ ذَاتُ طُفْيَتَيْنِ، فَطَافَتْ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، ثُمَّ صَلَّتْ خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهَا ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " إِنَّ §لَنَا أَعْبُدًا فَلَا نَأْمَنُهُمْ عَلَيْكِ، وَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ قَضَى حَجَّكِ "، قَالَ: فَجَمَعَتْ كَثِيبًا، ثُمَّ طَفَتْ فِي السَّمَاءِ حَتَّى مَا رُئِيَتْ 659 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِنَحْوِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فَطَارَتْ "

660 - وَأَخْبَرَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، إِجَازَةً لِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ قَالَ: " شُغِلَ النَّاسُ بِفِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: §فَرَأَيْتُ بَعِيرًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا ثُمَّ خَرَجَ "

661 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: ثنا -[324]- ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْأَصْبَحِيِّ قَالَ: " أَقْبَلَ طَيْرَانِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَأَنَّهُمَا نَعَامَتَانِ، يَسِيرَانِ كُلَّ يَوْمٍ مِيلَيْنِ "، أَوْ قَالَ: " بَرِيدًا، حَتَّى أَتَيَا مَكَّةَ، فَوَقَعَا عَلَى الْكَعْبَةِ، فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُطْعِمُهُمَا وَتَسْقِيهِمَا، §فَإِذَا خَفَّ الطَّوَافُ مِنَ النَّاسِ نَزَلَا فَدَفَّا حَوْلَ الْكَعْبَةِ، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَ النَّاسُ طَارَا، فَوَقَعَا عَلَى الْكَعْبَةِ، فَمَكَثَا كَذَلِكَ شَهْرًا وَنَحْوَهُ، ثُمَّ ذَهَبَا "

662 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ قَالَ: " §دَخَلَ ثَوْرٌ الْمَسْجِدَ قَدِ انْفَلَتَ، وَالْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَرَأَيْتُهُ جَلَسَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَاسْتَقْبَلَهُ، وَأَخَذَ بِقَرْنَيْهِ ثُمَّ احْتَمَلَهُ "

663 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §أَرَأَيْتَ الْكَلْبَ يَمُرُّ فِي مَسْجِدِي مُرُورًا قَطُّ، أَرُشُّ مَسْجِدِي؟ قَالَ: " لَا تَرُشَّنَّ مِنْ أَثَرِهِ، إِنَّهَا تَدْخُلُ مَسْجِدَ مَكَّةَ ثُمَّ مَا يُرَشُّ وَأَقْبَلَ ظَبْيٌ مِنْ ظِبَاءِ الْحَرَمِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ نَيِّفٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ طَوْفًا أَوْ طَوْفَيْنِ، ثُمَّ دَنَا مِنَ الْحَجَرِ فَشَبَّ إِلَيْهِ بِيَدِهِ حَتَّى وَضَعَ رَأْسَهُ عَلَيْهِ، فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَرُبَّمَا دَخَلَتِ الْجِمَالُ تَحْمِلُ الْحَصْبَاءَ، وَرُبَّمَا دَخَلَتِ الْغِزْلَانُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَتَدْخُلُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ " -[325]- قَالَ كَثِيرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، يَذْكُرُ أَمْرَ هَذِهِ الدَّوَابِّ وَالْحَمَامِ بِمَكَّةَ، يُرِيدُ بِقَوْلِهِ دَاوُدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَزَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ وَكَانَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بَعَثَ إِلَيْهِمَا بِمَكَّةَ فَأَخَذَهُمَا وَاتَّهَمَهُمَا أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُمَا مَالٌ لِخَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيِّ حِينَ عُزِلَ خَالِدٌ عَنْ مَكَّةَ، فَقَالَ كَثِيرٌ: [البحر الخفيف] يَأْمَنُ الظَّبْيُ وَالْحَمَامُ وَلَا ... يَأْمَنُ أَهْلُ النَّبِيِّ عِنْدَ الْمَقَامِ طِبْتَ بَيْتًا وَطَابَ أَهْلُكَ أَهْلًا ... أَهْلَ بَيْتِ النَّبِيِّ وَالْإِسْلَامِ رَحْمَةُ اللهِ وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ ... كُلَّمَا قَامَ قَائِمٌ بِسَلَامِ حَفِظُوا خَاتَمًا وَجُرْدَ رِدَاءٍ ... وَأَضَاعُوا قَرَابَةَ الْأَرْحَامِ

ذكر من حدث من أهل العلم المتقدمين وهو يطوف بالبيت وتفسير ما حدثوا به

§ذِكْرُ مَنْ حَدَّثَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَتَفْسِيرِ مَا حَدَّثُوا بِهِ

664 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أنا الْجُرَيْرِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو الطُّفَيْلِ، نَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَقَالَ أَبُو -[326]- الطُّفَيْلِ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي، قُلْتُ: رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: §كَيْفَ كَانَتْ صِفَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا "

665 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَلَقِيتُ أَبَا مَسْعُودٍ فِي الطَّوَافِ فَسَأَلْتُهُ، فَحَدَّثَنِي , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ "

666 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَمَنْصُورٌ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فِي اللَّفْظِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُنْكَدِرِ وَأَنَا أَطُوفُ مَعَهُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى يَدِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الْفَيْءِ -[327]- فَقَلَصَ عَنْهُ فَكَانَ بَعْضُهُ فِي الْفَيْءِ وَبَعْضُهُ فِي الشَّمْسِ فَلْيَقُمْ عَنْهُ وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْهُ "

667 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، فِي الطَّوَافِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §اسْتِلَامُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ يَحُطُّ الْخَطَايَا "

668 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ: " §أَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ "

669 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: فَلَبِثْتُ حَوْلًا، ثُمَّ لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي الطَّوَافِ، فَحَدَّثَنِي بِهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِوَايَةً قَالَ: " §لَا يُنْتَزَعُ الْعِلْمُ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُهُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا "

670 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: ثنا عَفَّانُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، وَنَحْنُ نَطُوفُ بِالْبَيْتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَلَا الْجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ "

671 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ، سَأَلَ هِشَامَ بْنَ حَسَّانَ، وَهُوَ فِي الطَّوَافِ: §مَا كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ فِي الْإِيمَانِ؟ قَالَ: " كَانَ يَقُولُ: فِي قَوْلٍ وَعَمَلٍ "، قَالَ: فَمَا كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ؟ قَالَ: " يَقُولُ: آمَنَّا بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ " قَالَ ابْنُ أَبِي الرَّوَّادِ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ، كَانَ ابْنُ سِيرِينَ. قَالَ: " هِشَامٌ بَيَّنَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْإِرْجَاءَ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي رَوَّادٍ "

672 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: سُئِلَ طَاوُسٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ فِيهَا، §فَخَالَفَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، ثُمَّ لَحِقَهُ فِي الطَّوَافِ فَقَالَ: هُوَ كَمَا قُلْتَ فَمَا رَأَيْتُهُ بَالَى حِينَ خَالَفَهُ وَلَا حِينَ تَابَعَهُ "

673 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ طَاوُسٍ، فَقَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §الطَّوَافُ صَلَاةٌ فَأَقْلِلِ الْكَلَامَ "

674 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ: قَالَ لِي طَاوُسٌ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ: لَتَنْكِحَنَّ أَوْ لَأَقُولَنَّ لَكَ مَا قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِأَبِي الزَّوَائِدِ: " §مَا يَمْنَعُكَ مِنَ النِّكَاحِ إِلَّا عَجْزٌ أَوْ فُجُورٌ "

675 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ طَاوُسٍ، وَكَانَ مِقْسَمٌ يُحَدِّثُهُ فَيَقُولُ: " إِيهَا مِقْسَمُ "، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو الْقَاسِمِ، فَقَالَ: " إِيهَا مِقْسَمُ "، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو الْقَاسِمِ، فَقَالَ: " أَتُرِيدُ أَنْ أَكْنِيَهُ بِهَا، وَاللهِ §لَا أَكْنِيهِ بِهَا أَبَدًا "

676 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْفَرَزْدَقِ، بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ سُفْيَانُ: وَلَقِيتُ لَبَطَةَ بْنَ الْفَرَزْدَقِ، فَسَأَلْتُهُ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ أَسَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِيكَ؟ قَالَ: وَأَيُّ حَدِيثٍ؟ قُلْتُ: لَقِيتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ إِي هَا اللهِ إِذًا سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " خَرَجْتُ إِلَى الْحَجِّ فَلَمَّا كُنْتُ بِالصِّفَاحِ لَقِيتُ قَوْمًا مَعَهُمُ الدَّرَقُ عَلَيْهِمُ الْجَلَامِقَةُ وَالْيَلَامِقُ، فَقُلْتُ: مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: فَجَعَلْتُ أَشْتَدُّ حَتَّى أَخَذْتُ بِزِمَامِهِ، قَالَ: وَكَانَ قَدْ عَرَفَنِي قَبْلَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْعِرَاقَ قَالَ: فَمَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ أَحَبُّ النَّاسِ، §وَالْقَضَاءُ فِي السَّمَاءِ، وَالسُّيُوفُ مَعَ بَنِي أُمَيَّةَ قَالَ: فَلَمَّا تَصَدَّعَ الْحَاجُّ عَنْ مِنًى إِذَا أَنَا بِسُرَادِقٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا السُّرَادِقُ؟ فَقَالُوا: لِعَبْدِ اللِّهِ بْنِ عَمْرٍو، قُلْتُ: وَاللهِ لَأَذْهَبَنَّ إِلَيْهِ فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: فَجِئْتُ فَإِذَا أُغَيْلِمَةٌ سُودٌ قِصَارٌ يَلْعَبُونَ، قُلْتُ: يَا أُغَيْلِمَةُ مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ بَنُو عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قُلْتُ: أَيْنَ أَبُوكُمْ؟ قَالُوا: هُوَ ذَاكَ فِي ذَاكَ الْفُسْطَاطِ، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى خَرَجَ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا؟ قَالَ: الْحُسَيْنُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: لَا يُحْمَلُ فِيهِ السِّلَاحُ، قَالَ: قُلْتُ: أَلَسْتَ الَّذِي قُلْتَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ -[331]- كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: فَسَبَّنِي فَسَبَبْتُهُ، فَقَالَ: مَا مَثَلُهُ إِلَّا مَثَلُ مُوسَى حِينَ خَرَجَ فَارًّا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ قَالَ: ثُمَّ صَدَرْتُ فَذَهَبْتُ إِلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ: تِعْشَارٌ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَمْرٍو: وَكُنْتُ أَحْفَظُ لِسُفْيَانَ فَنَزَلْتُ عَلَيْهِ، وَكَانَتِ الْعِيرُ يَنْزِلُونَ بِذَلِكَ الْمَاءِ، فَإِذَا نَزَلَتِ اسْتَقْبَلَهُمُ النَّاسُ، فَسَأَلُوهُمْ عَنِ الْخَبَرِ، فَرَأَيْتُ عِيرًا نَزَلَتْ فَنَادَيْتُهُمْ، قُلْتُ: مَا فَعَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ؟ قَالُوا: قُتِلَ، قُلْتُ: فَعَلَ اللهُ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَفَعَلَ "

ذكر فرش الطواف بأي شيء هو قال بعض المكيين: إن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما لما بنى الكعبة وفرغ من بنائها وخلقها وطلاها بالمسك وفرش أرضها من داخلها، بقيت من الحجارة بقية، ففرش بها حول الطواف كما يدور البيت نحوا من عشرة أذرع، وذلك الفرش باد إلى

§ذِكْرُ فَرْشِ الطَّوَافِ بِأَيِّ شَيْءٍ هُوَ قَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لَمَّا بَنَى الْكَعْبَةَ وَفَرَغَ مِنْ بِنَائِهَا وَخَلَّقَهَا وَطَلَاهَا بِالْمِسْكِ وَفَرَشَ أَرْضَهَا مِنْ دَاخِلِهَا، بَقِيَتْ مِنَ الْحِجَارَةِ بَقِيَّةٌ، فَفَرَشَ بِهَا حَوْلَ الطَّوَافِ كَمَا يَدُورُ الْبَيْتُ نَحْوًا مِنْ عَشَرَةِ أَذْرُعٍ، وَذَلِكَ الْفَرْشُ بَادٍ إِلَى الْيَوْمِ إِذَا جَاءَ الْحَاجُّ فِي الْمَوْسِمِ جُعِلَ عَلَى تِلْكَ الْحِجَارَةِ رَمْلٌ مِنْ رَمْلِ الْكَثِيبِ الَّذِي بِأَسْفَلِ مَكَّةَ يُدْعَى: كَثِيبَ الرَّمْضَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْحَجَبَةَ يَشْتَرُونَ لَهُ مَدَرًا وَرَمْلًا كَثِيرًا، فَيُجْعَلُ فِي الطَّوَافِ وَيُجْعَلُ الرَّمْلُ فَوْقَهُ، وَيُرَشُّ بِالْمَاءِ حَتَّى يَتَلَبَّدَ، وَيُؤْخَذُ بَقِيَّةُ ذَلِكَ الرَّمْلِ فَيُجْعَلُ فِي زَاوِيَةِ الْمَسْجِدِ الَّتِي تَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ، فَإِذَا خَفَّ ذَلِكَ الرَّمْلُ وَالْمَدَرُ أَعَادُوهُ عَلَيْهِ وَرَشُّوا عَلَيْهِ الْمَاءَ حَتَّى يَأْتَطِيَ وَيَتَلَبَّدَ، فَيَطُوفُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيَكُونُ أَلْيَنَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ فِي الطَّوَافِ، فَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ وَحَمِيَ ذَلِكَ الرَّمْلُ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، فَيُؤْمَرُ غِلْمَانُ زَمْزَمَ وَغِلْمَانُ الْكَعْبَةِ أَنْ يَسْتَقُوا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فِي قِرَبٍ، ثُمَّ -[332]- يَحْمِلُونَهَا عَلَى رِقَابِهِمْ حَتَّى يُرَشَّ بِهِ رَمْلُ الطَّوَافِ فَيَلْتَبِدَ وَيَسْكُنَ حَرُّهُ، وَكَذَلِكَ أَيْضًا يَرُشُّونَ الصَّفَّ الْأَوَّلَ، وَخَلْفَ الْمَقَامِ كَمَا يَدُورُ الصَّفُّ حَوْلِ الْبَيْتِ قَالَ رَجُلٌ كَانَتْ لَهُ صَبْوَةٌ فَتَذَكَّرَ وَرَجَعَ إِلَى التَّوْبَةِ يَحُضُّ نَفْسَهُ عَلَى الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ فِي ذَلِكَ الرَّمْلِ وَالصَّلَاةِ وَالشُّرْبِ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ: [البحر الرمل] أَقَدَمَيَّ اعْتَوِرَا رَمْلَ الْكَثِيبِ ... وَرِدَا الطَّاهِرَ مِنْ مَاءِ الْقَلِيبِ رُبَّ يَوْمٍ رُحْتُمَا فِيهِ عَلَى ... زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَفِي عَيْشٍ خَصِيبِ وَسَمَاعٍ حَسَنٍ مِنْ حَسَنٍ ... يُنْطِقُ الْمِزْهَرَ كَالظَّبْيِ الرَّبِيبِ فَاحْسِبَا ذَاكَ بِهَذَا وَاصْبِرَا ... وَخُذَا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ بِنَصِيبِ إِنَّمَا أَبْكِي لِأَنِّي مُذْنِبٌ ... فَلَعَلَّ اللهَ يَعْفُو عَنْ ذُنُوبِي

§ذِكْرُ الْجُلُوسِ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَفَضْلِ ذَلِكَ

ذكر الجلوس في ظل الكعبة وفضل ذلك

677 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَبَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَبَّابًا، يَقُولُ: " §أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ يَدَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ "

678 - وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ قَالَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ -[333]- قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ " قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَجَلَسَ حَسَنٌ فَضَمَّ فَخِذَيْهِ وَنَصَبَ رُكْبَتَيْهِ، وَقَالَ: هَكَذَا، وَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى

679 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: " §أَنْتُمُ الْآنَ فِي أَكْرَمِ ظِلٍّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ "

680 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ عَبْدِ اللِّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَاسٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: " اعْلَمُوا أَنَّهَا مَسْئُولَةٌ عَمَّا يُعْمَلُ فِيهَا، إِنَّ §سَاكِنَهَا لَا يَسْفِكُ دَمًا، وَلَا يَمْشِي بِنَمِيمَةٍ "

681 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ: ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ -[334]- قَالَ: " دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَإِذَا أَنَا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ يُحَدِّثُ "

682 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: " §هُمُ الْآخِرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " يَعْنِي أَصْحَابَ الْأَمْوَالِ

683 - حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو غَزِيَّةَ، عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ مُحْتَبِيًا بِيَدِهِ "

684 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ قَالَ: ثنا سَيَّارٌ قَالَ: ثنا جَعْفَرٌ -[335]- قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِيسَى الْيَشْكُرِيُّ قَالَ: كُنَّا نَرَاهُ مِنَ الْأَبْدَالِ الَّذِينَ تَقُومُ بِهِمُ الْأَرْضُ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَا قَاعِدَيْنِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَجَعَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَلْزَقُ بِالْأَرْضِ وَيَضْطَرِبُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لَكَ يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: " §هَذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، لَا آمَنُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ بِعُقُوبَةٍ أَوْ بِعَذَابٍ "

§ذِكْرُ الْمُسْتَحَاضَةِ تَدْخُلُ الْكَعْبَةَ وَمَا جَاءَ فِيهِ

ذكر المستحاضة تدخل الكعبة وما جاء فيه

685 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَذَكَرَتْ أَنَّهَا مُسْتَحَاضَةٌ وَأَنَّهَا تُرِيدُ دُخُولَ الْبَيْتِ، فَقَالَ: " §لِتَحْتَشِ وَتَسْتَثْفِرْ وَتَدْخُلْ "، قَالَتْ: إِنَّهُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " وَإِنْ كَانَ "

686 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ قَالَ: إِنَّ أَبَا مَاعِزٍ عَبْدَ اللهِ بْنَ سُفْيَانَ -[336]- حَدَّثَهُ: أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ تَسْتَفْتِيهِ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَقْبَلْتُ أُرِيدُ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ أُهْرِقَتِ الدِّمَاءُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " إِنَّمَا §ذَلِكَ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، اغْتَسِلِي ثُمَّ اسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ وَصَلِّي " 687 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: ثنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي مَاعِزٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِنَحْوِهِ، وَزَادَ فِيهِ " ثُمَّ طُوفِي "

688 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ لَهُمْ: " إِنْ كَانَتْ مَعَكُمُ §امْرَأَةٌ قَدِ اسْتَفْرَغَهَا الدَّمُ فَلْتَغْتَسِلْ، ثُمَّ لِتَسْتَثْفِرْ، ثُمَّ لِتَدْخُلِ الْبَيْتَ فَإِنَّهُ حِلُّهَا، وَتِلْكَ الْمُسْتَحَاضَةُ "

689 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ: ثنا زَائِدَةُ قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ جَحْشٍ §تُسْتَحَاضُ وَهِيَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَصُومُ وَتُصَلِّي "

§ذِكْرُ الْمَكْتُوبَةِ تُصَلَّى فِي الْكَعْبَةِ وَمَنْ لَا يَدْخُلُ الْكَعْبَةَ مِنَ النِّسَاءِ وَتَفْسِيرِهِ

ذكر المكتوبة تصلى في الكعبة ومن لا يدخل الكعبة من النساء وتفسيره

690 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: إِنَّ عَطَاءً جَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَقَدْ §فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ وَالْجَمَاعَةُ فَوَجَدَ الْكَعْبَةَ مَفْتُوحَةً فَصَلَّى فِيهَا الْمَكْتُوبَةَ "

691 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: " §سَأَلْتُ عَطَاءً عَنْ صَلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ فِي الْحِجْرِ فَنَهَانِي "

692 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ امْرَأَةً مَجْذُومَةً تَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ: " يَا هَذِهِ §لَوْ جَلَسْتِ فِي بَيْتِكِ فَلَمْ تُؤْذِ النَّاسَ كَانَ خَيْرًا لَكِ " قَالَ: فَلَمَّا أَنْ مَاتَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَتَاهَا مُخْبِرٌ، فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي نَهَاكِ قَدْ -[338]- مَاتَ فَاخْرُجِي، قَالَتْ: لَا وَاللهِ لَا أُطِيعُهُ فِي الْحَيَاةِ وَأَعْصِيهِ فِي الْمَمَاتِ

693 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: إِنَّ §امْرَأَةً أُصِيبَتْ فِي الْكَعْبَةِ فَانْكَشَفَ بَعْضُ ثِيَابِهَا، فَقَالَ لَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " اجْلِسِي فِي بَيْتِكِ "، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " إِنْ شِئْتِ أَنْ تَخْرُجِي فَاخْرُجِي " فَذَكَرَ بِنَحْوِهِ

§ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يَكُونَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ بِنَاءٌ يُشْرِفُ عَلَيْهَا

ذكر من كره أن يكون حول الكعبة بناء يشرف عليها

694 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا ابْنُ شَيْبَةَ، أَوْ بَعْضُ الْحَجَبَةِ: أَنَّ شَيْبَةَ بْنَ عُثْمَانَ " كَانَ يُشْرِفُ §وَلَا يَرَى بِنَاءً يُشْرِفُ عَلَى الْكَعْبَةِ إِلَّا أَمَرَ بِهِ أَنْ يُهْدَمَ "

695 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: رَأَى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا رَجُلًا، وَكَأَنَّهُ -[339]- يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، فَقَالَ: " أَتُرِيدُ أَنْ تَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، §ائْتِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَبْنُونَ فِي حَرَمِ اللهِ تَعَالَى فَامْنَعْهُمْ "

696 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِأَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ يَبْنِي بَيْتًا لَهُ قَدْ طَرَحَ خَشَبًا وَحِجَارَةً، فَقَالَ: " يَا أَبَا سُفْيَانَ §ارْفَعْ فَقَدْ أَضْرَرْتَ بِطَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ "، فَقَالَ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " لَقَدْ كُنْتَ أَبِيًّا "

697 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ بِمَكَّةَ أَنْ " §لَا يَدَعَ أَحَدًا يَبْنِي بَيْتًا لَهُ مُشْرِفًا عَلَى الْكَعْبَةِ "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ قَيْسٍ مَوْلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: " رَأَيْتُ شَيْبَةَ بْنَ عُثْمَانَ §إِذَا رَأَى بِنَاءً مُشْرِفًا عَلَى الْكَعْبَةِ هَدَمَهُ "

698 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " كَانُوا §يَكْرَهُونَ أَنْ يَبْنُوا حَوْلَ الْكَعْبَةِ بِنَاءً يُشْرِفُ عَلَيْهَا "

699 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: " §إِذَا رَأَيْتَ الْبِنَاءَ قَدِ ارْتَفَعَ عَلَى جِبَالِ مَكَّةَ وَسَالَ الْمَاءُ فَخُذْ حِذْرَكَ "

700 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانُوا §يَكْرَهُونَ أَنْ يَبْنُوا بِنَاءً عِنْدَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَيُطِيلُونَهُ، لِكَيْ يَبْدُوَ لَهُمُ الْبَيْتُ "

701 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ: " كَانَتْ قُرَيْشٌ §لَا يَبْنُونُ بَيْتًا مُشْرِفًا عَلَى الْكَعْبَةِ "

§ذِكْرُ مَا يُقَالُ عِنْدَ وَدَاعِ الْكَعْبَةِ وَكَيْفَ يَفْعَلُ مَنْ أَرَادَ الْوَدَاعَ

ذكر ما يقال عند وداع الكعبة وكيف يفعل من أراد الوداع

702 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ: أنا مَنْصُورٌ قَالَ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: §كَيْفَ أَصْنَعُ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُوَدِّعَ الْبَيْتَ؟ قَالَ: " تَطُوفُ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، ثُمَّ تَأْتِي الْمَقَامَ فَتُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَأْتِي زَمْزَمَ فَتَشْرَبُ، ثُمَّ تَأْتِي الْمُلْتَزَمَ فَتَدْعُو اللهَ وَتَسْأَلُهُ حَاجَتَكَ، ثُمَّ تَسْتَلِمُ الرُّكْنَ ثُمَّ تَنْصَرِفُ "

703 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: " §إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُوَدِّعَ، فَأْتِ الْمُلْتَزَمَ فَقُلِ: اللهُمَّ عَلَى دَابَّتِكَ حَمَلْتَنِي، وَفِي بِلَادِكَ سَيَّرْتَنِي، حَتَّى أَوْرَدْتَنِي حَرَمَكَ وَأَمْنَكَ، وَقَدْ كَانَ فِي حُسْنِ ظَنِّي بِكَ أَنْ تَكُونَ قَدْ غَفَرْتَ لِي وَرَحِمْتَنِي، فَإِنْ كُنْتَ غَفَرْتَ لِي وَرَحِمْتَنِي فَازْدَدْ عَنِّي رِضًا، وَقَرِّبْنِي إِلَيْكَ زُلَفًا، وَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَغْفِرْ لِي فَمِنَ الْآنَ قَبْلَ أَنْ يَنْأَى عَنْ بَيْتِكَ دَارِي، فَقَدْ حَانَ انْصِرَافِي غَيْرَ رَاغِبٍ عَنْكَ وَلَا عَنْ بَيْتِكَ، وَلَا مُسْتَبْدِلٍ بِكَ وَلَا بِهِ، اللهُمَّ وَأَقْدِمْنِي عَلَى أَهْلِي سَالِمًا، فَإِذَا أَقْدَمْتَنِي عَلَيْهِمْ فَلَا تُخْلِ مِنِّي، وَاكْفِنِي مَا بَيْنِي وَبَيْنَ عِبَادِكَ " -[342]- 704 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا الثِّقَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، بِنَحْوٍ مِنْ هَذَا وَزَادَ فِيهِ: " اللهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، حَتَّى تُقْدِمَنِي عَلَى أَهْلِي سَالِمًا، ثُمَّ لَا تُخْلِي مِنِّي

705 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §إِذَا وَدَّعَ الْبَيْتَ يَقُولُ: " مَا زِلْنَا نَشُدُّ عُرْوَةً وَنَحُلُّ أُخْرَى، وَنَصْعَدُ أَكَمَةً وَنَهْبِطُ وَادِيًا، حَتَّى أَتَيْنَاكَ غَيْرَ مَحْجُوبٍ مِنَّا، فَيَا مَنْ لَهُ حَجَجْنَا، وَإِلَيْهِ خَرَجْنَا، وَبِفِنَائِهِ أَنَخْنَا، وَبِرَحْمَتِهِ نَزَلْنَا، ارْحَمْ مُلْقَى الرِّحَالِ اللَّيْلَةَ، فَقَدْ أَتَيْنَاكَ بِهَا مَغُورَةً ظُهُورُهَا، دَامِيَةً أَسْنِمَتُهَا، نَرْجُو مَا عِنْدَكَ، أَمَا وَاللهِ يَا رَبِّ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ أَعْظَمُ الْمَصَائِبِ مَا نَكَيْنَا مِنْ أَبْدَانِنَا، وَلَا مَا أَنْفَقْنَا مِنْ نَفَقَاتِنَا، وَلَكِنَّ أَعْظَمَ الْمَصَائِبِ عِنْدَنَا أَنْ نَرْجِعَ بِالْحِرْمَانِ، فَلَا تَحْرِمْنَا خَيْرَ مَا عِنْدَكَ " 706 - وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنْ جَحْدَرَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِذَا وَدَّعَ الْبَيْتَ يَقْعُدُ حِيَالَهُ كَأَنَّهُ ثَكْلَى ثُمَّ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى ذَقْنِهِ، وَيَقُولُ: " عَلَى دَابَّتِكَ حَمَلْتَنِي " ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ عَطَاءٍ وَزَادَ فِيهِ: " فَاكْفِنِي مُؤْنَةَ عِيَالِي، وَمُؤْنَةَ عِبَادِكَ، أَنْتَ وَلِيُّ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ "

707 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: إِذَا كُنْتَ فِي بَعْضِ الْبَيْتِ فَقُلْ: " §اللهُمَّ هَذَا بَيْتُكَ الْمُحَرَّمُ الَّذِي جَعَلْتَهُ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ، وَجَعَلْتَ {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران: 97] وَجَعَلْتَ لَكَ: {عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97] الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي حَجَّهُ وَالطَّوَافَ بِهِ، تَصْدِيقًا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ، إِيمَانًا بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، أَعُوذُ بِعَظَمَةِ اللهِ، وَجَلَالِ وَجْهِ اللهِ، وَحُرْمَةِ وَجْهِ اللهِ، وَنُورِ وَجْهِ اللهِ، وَسَعَةِ رَحْمَةِ اللهِ، أَنْ أُصِيبَ بَعْدَ مَقَامِي خَطِيَّةً مَخْطِيَّةً، وَذَنْبًا لَا يُغْفَرُ، هَذَا مُقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، فَإِنَّهُ يَصْدُرُ بِأَفْضَلِ مَا صَدَرَ بِهِ حَاجٌّ أَوْ مُعْتَمِرٌ إِلَّا مَنْ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ "

708 - حَدَّثَنَا الرَّبَعِيُّ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §إِذَا أَرَدْتَ وَدَاعَ الْبَيْتِ فَارْتَحِلْ ثُمَّ ائْتِ الْمَسْجِدَ فَطُفْ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ سَبْعِكَ فَأْتِ الْمُلْتَزَمَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ، فَضَعْ خَدَّيْكَ بَيْنَهُمَا، وَابْسُطْ يَدَيْكَ، وَقُلِ: اللهُمَّ هَذَا وَدَاعِي بَيْتَكَ فَحَرِّمْنِي وَعِيَالِي عَلَى النَّارِ، اللهُمَّ خَرَجْتُ إِلَيْكَ بِغَيْرِ مِنَّةٍ عَلَيْكَ، أَنْتَ -[344]- أَخْرَجْتَنِي، فَإِنْ كُنْتَ قَدْ غَفَرْتَ ذُنُوبِي، وَأَصْلَحْتَ عُيُوبِي، وَطَهَّرْتَ قَلْبِي، وَكَفَيْتَنِي الْمُهِمَّ مِنْ دُنْيَايَ وَآخِرَتِي، فَلَا يَنْقَلِبُ الْمُنْقَلِبُونَ إِلَّا لِفَضْلٍ مِنْكَ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَذُنُوبِي وَمَا قَدَّمَتْ يَدَايَ فَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، ثُمَّ تَنَحَّ خَلْفَ الْمَقَامِ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتُطِيلُ فِيهِمَا، وَلَا تَأْلُ أَنْ تُحْسِنَ الدُّعَاءَ، ثُمَّ تَنْصَرِفُ إِلَى زَمْزَمَ، فَاسْتَقِ دَلْوًا فَاشْرَبْ، وَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ تَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا وَاسِعًا، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ، ثُمَّ تَنْصَرِفُ حَتَّى إِذَا كُنْتَ عَلَى بَعْضِ الْأَبْوَابِ مِنَ الْمَسْجِدِ رَمَيْتَهَا بِطَرْفِكَ، وَتَحَزَّنْ عَلَى فِرَاقِهَا، وَتَمَنَّ الرَّجْعَةَ إِلَيْهَا، فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ الْوَدَاعَ، إِنْ شَاءَ اللهُ "

709 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ لَمَّا خَرَجَ إِلَى الْعِرَاقِ مُوَدِّعًا لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا الْتَفَتَ إِلَى الْبَيْتِ، فَقَالَ: " §مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ، خَرَجَ مِنْكَ طَالِبُ خَيْرٍ، وَلَا هَارِبٌ مِنْ سُوءٍ "

710 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: " أَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ أُخْبِرَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ §خَرَجُوا إِلَى مَكَّةَ عَائِذِينَ بِالْكَعْبَةِ مِنْ بَيْعَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ "

711 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ -[345]- اللهِ الزُّهْرِيُّ قَالَ: خَطَبَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ زُجْلَةَ بِنْتَ مَنْظُورِ بْنِ زَبَّانَ بْنِ سَيَّارٍ الْفَزَارِيَّةَ أُمَّ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَلَعَتْ سِنَّهَا وَرَدَّتْهُ، وَقَالَتْ: " §مَاذَا تُرِيدُ إِلَى ذَلْفَاءَ ثَكْلَى حَرَّى " وَقَالَتْ: [البحر البسيط] مَاذَا تُرِيدُ إِلَى ذَلْفَاءَ قَدْ عَمِرَتْ ... حِينًا تَسُوفُ خَلِيلًا غَيْرَ مَوْصُومِ أَبَعْدَ عَائِذِ بَيْتِ اللهِ تَخْطُبُنِي ... جَهْلًا جَهِلْتَ وَغِبُّ الْجَهْلِ مَذْمُومُ " وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ سُوَيْدُ بْنُ مَنْجُوفٍ يَذْكُرُ عَائِذَ بَيْتِ اللهِ عَبْدَ اللهِ، وَمُصْعَبًا: [البحر الطويل] أَلَا قُلْ لِهَذَا الْعَاذِلِ الْمُتَعَصِّبِ ... تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ مِنْ بَعْدِ مُصْعَبِ وَبَعْدَ أَخِيهِ عَائِذِ الْبَيْتِ إِنَّنَا ... بُلِينَا بِجَدْعٍ لِلْعَرَانِينَ مُرْعِبِ فَقَدْ دَخَلَ الْمِصْرَيْنِ خِزْيٌ وَذِلَّةٌ ... وَجَدْعٌ لِأَهْلِ الْمِلَّتَيْنِ وَيَثْرِبِ

712 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ خَالِي ابْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، قَالَ أَحْمَدُ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَالَ ابْنُ شَبِيبٍ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَا جَمِيعًا: " إِذَا وَدَّعَ الْبَيْتَ "، قَالَ أَحْمَدُ: " وَقَضَى نُسُكَهُ، رَكِبَ دَابَّتَهُ، تَمَثَّلَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ، وَقَالَ ابْنُ شَبِيبٍ: " §إِذَا وَدَّعَ الْبَيْتَ فَاغْتَرَزَ فِي رِكَابِهِ، رَفَعَ عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى، وَهُوَ يَقُولُ: قَالَا جَمِيعًا فِي حَدِيثِهِمَا: [البحر الطويل] فَلَمَّا قَضَيْنَا مِنْ مِنًى كُلَّ حَاجَةٍ ... وَمَسَّحَ رُكْنَ الْبَيْتِ مَنْ هُوَ مَاسِحُ وَقَالَ الرَّبَعِيُّ فِي حَدِيثِهِ: وَشُدَّتْ عَلَى حُدْبِ الْمَهَارِي رِحَالُنَا ... وَلَا يَنْظُرُ الْغَادِي الَّذِي هُوَ رَائِحُ قَالَا جَمِيعًا: أَخَذْنَا بِأَطْرَافِ الْأَحَادِيثِ بَيْنَنَا ... وَسَالَتْ بِأَعْنَاقِ الْمَطِيِّ الْأَبَاطِحُ "

§ذِكْرُ طِيبِ الْكَعْبَةِ يُصِيبُ الثَّوْبَ وَالِانْتِفَاعِ بِهِ

ذكر طيب الكعبة يصيب الثوب والانتفاع به

713 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: " رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §أَصَابَ مُلَاءَتَهُ مِنْ خَلُوقِ الْكَعْبَةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمْ يَغْسِلْهُ "

714 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: ثنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: §أَصَابَنِي مِنْ خَلُوقِ الْكَعْبَةِ، فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَغْسِلُهُ؟ قَالَ: " لَا "

715 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ قَالَ: §أَصَابَ ثَوْبِي خَلُوقٌ مِنْ خَلُوقِ الْكَعْبَةِ، فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: " إِنَّمَا هُوَ طَهُورٌ "

716 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: " §لَا بَأْسَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْ طِيبِ الْكَعْبَةِ وَكِسْوَتِهَا بِأَمْرِ الْحَجَبَةِ "

§ذِكْرُ مَنْ حَلَفَ بِالْمَشْيِ إِلَى الْكَعْبَةِ كَيْفَ يَصْنَعُ؟

ذكر من حلف بالمشي إلى الكعبة كيف يصنع؟

717 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الرُّعَيْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ الْيَحْصِبِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أُخْتًا لِي نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى بَيْتِ اللهِ حَافِيَةً غَيْرَ مُخْتَمِرَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مُرْهَا فَلْتَخْتَمِرْ وَلْتَرْكَبْ وَلْتَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، أَوْ نَحْوَ هَذَا، قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ يَحْيَى: " فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى غَنِيٌّ عَنْ نَذْرِهَا " وَقَالَ: " مَا يَصْنَعُ اللهُ بِعَذَابِ أُخْتِكَ شَيْئًا "

718 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ -[349]- الْحَمِيدِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ عَنْ رَجُلٍ حَلَفَ أَنْ لَا يَدْخُلَ بَيْتَ أَبِيهِ وَجَعَلَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ مَشْيًا إِلَى الْكَعْبَةِ، فَأَخَذَهُ أَصْحَابُهُ فَأَدْخَلُوهُ عَلَى أَبِيهِ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: " §يَمْشِي إِلَى الْكَعْبَةِ "

719 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلَاءَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فِي §رَجُلٍ جَعَلَ عَلَيْهِ مَشْيًا إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ: " جَعَلَ لِلَّهِ شَيْئًا، آمُرُكَ أَنْ تَفِيَ لِلَّهِ بِمَا جَعَلْتَ لَهُ عَلَيْكَ "

720 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا حُمَيْدٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى شَيْخًا يُهَادَى بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا هَذَا؟ " قَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا نَفْسَهُ لَغَنِيٌّ " وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْكَبَ

721 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، -[350]- عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " §إِذَا قَالَ الْإِنْسَانُ: عَلَيَّ الْمَشْيُ إِلَى الْكَعْبَةِ فَهَذَا نَذْرٌ فَلْيَمْشِ "

722 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَجَاءَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ §رَجُلٌ جَعَلَ عَلَيْهِ مَشْيًا إِلَى بَيْتِ اللهِ تَعَالَى، فَقَالَ الْقَاسِمُ: " أَنَذَرَ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَجَعَلَهُ لِلَّهِ عَلَيْهِ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ "

723 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِيمَنْ §نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ إِلَى مَكَّةَ قَالَ: " إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَرْكَبْ، وَلْيُهْدِ بَدَنَةً "

724 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَدَنِيِّ قَالَ: إِنَّ عُرْوَةَ بْنَ أُذَيْنَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ إِنْسَانًا نَذَرَ أَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا فَأَعْيَا فَرَكِبَ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى -[351]- ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: " §يَحُجُّ مِنْ قَابِلٍ، وَيَمْشِي مَا رَكِبَ، وَيَرْكَبُ مَا مَشَى "

725 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §يَرْكَبُ مَا مَشَى، وَيَمْشِي مَا رَكِبَ "

726 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ خَتَنُ الْمُقْرِئِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ قَالَ: سُئِلَ عَطَاءٌ عَنْ رَجُلٍ §نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ حَاجًّا فَرَكِبَ، قَالَ: " يُهْدِي بَدَنَةً "، فَقِيلَ لَهُ: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: " فَعَلَيْهِ صِيَامٌ "

727 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي رَجُلٍ قَالَ: §عَلَيْهِ مَشْيٌ إِلَى الْكَعْبَةِ قَالَ: " كَفَّارَةُ يَمِينٍ "

728 - وَحَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ قَالَ فِي رَجُلٍ قَالَ: §عَلَيْهِ الْمَشْيُ إِلَى بَيْتِ اللهِ قَالَ: " كَفَّارَةُ يَمِينٍ "

729 - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: " §عَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ " قَالَ الْأَخْطَلُ يَذْكُرُ النَّذْرَ إِلَى الْبَيْتِ: [البحر الوافر] حَلَفْتُ بِمَنْ تُسَاقُ لَهُ الْهَدَايَا ... وَمَنْ حَلَّتْ بِكَعْبَتِهِ النُّذُورُ وَقَالَ الْأَخْطَلُ فِي ذَلِكَ: [البحر البسيط] لَقَدْ حَلَفْتُ بِمَا أَسْرَى الْحَجِيجُ لَهُ ... وَالنَّاذِرِينَ دِمَاءَ الْبُدْنِ لِلْحَرَمِ

§ذِكْرُ جِمَارِ الْكَعْبَةِ وَمَنْ كَانَ يُجَمِّرُهَا فِيمَا مَضَى مِنْ حَجَبَةِ الْبَيْتِ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ

ذكر جمار الكعبة ومن كان يجمرها فيما مضى من حجبة البيت، ومن فعل ذلك

730 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: " رُبَّمَا رَأَيْتُ §مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَجَبِيَّ يُجَمِّرُ الْكَعْبَةَ "

731 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ الشَّهِيدِ الْحَجَبِيَّ §يُجَمِّرُ الْكَعْبَةَ بِيَدِهِ، وَرُبَّمَا أَجْمَرَهَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ زُرَارَةَ الْحَجَبِيُّ بِيَدِهِ "

§ذِكْرُ الْحَلِفِ بِالْكَعْبَةِ وَحْدَهَا حَتَّى يَقُولَ: وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ

ذكر الحلف بالكعبة وحدها حتى يقول: ورب الكعبة ومن فعل ذلك

732 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يُخْبِرُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يُخْبِرُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَمَّا كَانَ بِالْمَخْمَصِ مِنْ عُسْفَانَ اسْتَبَقَ النَّاسُ فَسَبَقَهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: فَنَهَزْتُ فَسَبَقْتُهُ، فَقُلْتُ: سَبَقْتُكَ وَالْكَعْبَةِ قَالَ: ثُمَّ نَهَزَ فَسَبَقَنِي، فَقَالَ: سَبَقْتُكَ وَاللهِ، قَالَ: ثُمَّ نَهَزْتُ فَسَبَقْتُهُ، فَقُلْتُ: سَبَقْتُكَ وَالْكَعْبَةِ، ثُمَّ نَهَزَ فَسَبَقَنِي الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: سَبَقْتُكَ وَاللهِ، قَالَ: ثُمَّ أَنَاخَ فَقَالَ: " §أَرَأَيْتَ حَلِفَكَ بِالْكَعْبَةِ، وَاللهِ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ فَكَّرْتَ فِيهَا قَبْلَ أَنْ تَحْلِفَ لَعَاقَبْتُكَ، احْلِفْ بِاللهِ فَأْثَمْ وَابْرُرْ " 732 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا أَبُو مُصْعَبٍ قَالَ: ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ -[354]- عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ عُمَرَ وَابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمُ اسْتَبَقَا، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ

734 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا §سَمِعَتِ امْرَأَةً تَقُولُ: وَالْكَعْبَةِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " أَرَأَيْتَكِ هِيَهْ "

735 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَحْلِفُ بِالْكَعْبَةِ، فَضَرَبَهُ وَتَكَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " §الْكَعْبَةُ تُطْعِمُكَ؟ الْكَعْبَةُ تَسْقِيكَ؟ " قَالَ الْأَخْطَلُ يَذْكُرُ الْقَسَمَ بِالْكَعْبَةِ [البحر الطويل] أَتُعْجِزُنَا فِي بَسْطَةِ الْأَرْضِ كُلِّهَا ... فَتِلْكَ وَبَيْتِ اللهِ إِحْدَى الْعَجَائِبِ

§ذِكْرُ مَنْ لَمْ يَرَ بَأْسًا أَنْ يَحْلِفَ بِرَبِّ الْكَعْبَةِ فَيَقُولُ: وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَحَلَفَ بِهِ

ذكر من لم ير بأسا أن يحلف برب الكعبة فيقول: ورب الكعبة ومن فعل ذلك وحلف به

736 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو -[355]- بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْقَارِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ مَا أَنَا نَهَيْتُ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، §وَلَكِنْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ نَهَى عَنْهُ "

737 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مَاهَانَ قَالَ: ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِنْدَ الْمَقَامِ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ: لَا تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَعَاذَ اللهِ، غَيْرَ أَنَّنِي، وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ غَيْرَ أَنَّنِي، وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لَا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا فِي أَيَّامٍ يَصُومُهَا فِيهِ "

738 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا -[356]- مَعْمَرٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: إِنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ حَرَامَ بْنَ مِلْحَانَ، وَهُوَ خَالُ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ طُعِنَ يَوْمَئِذٍ، يَعْنِي بِئْرَ مَعُونَةَ فَتَلَقَّى دَمَهُ بِكَفِّهِ ثُمَّ نَضَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَعَلَى رَأْسِهِ، وَقَالَ: " §فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ "

739 - وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُوفِيُّ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلِ بْنُ غَزْوَانَ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ الْحَرَامِ، وَالْبَلَدِ الْحَرَامِ، إِنَّ §الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ وَوَلَدَهُ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

740 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّهُ §سُئِلَ عَنْ بَيْعِ الصَّدَقَةِ قَبْلَ أَنْ تُعْقَلَ، فَقَالَ: " وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ مَا يَحِلُّ بَيْعُهَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ "

741 - حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْكَلْبِيُّ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، يَقُولُ: " وَرَبِّ هَذِهِ، يَعْنِي الْكَعْبَةَ، وَرَبِّ هَذِهِ، يَعْنِي الْكَعْبَةَ، هَكَذَا قَالَ هَدِيَّةُ، §مَا أَدْرِي مَا هَذِهِ الْعُمْرَةُ؟ " يَعْنِي عُمْرَةَ الْمُحْرِمِ

§ذِكْرُ صِفَةِ الْحَبَشِيِّ الَّذِي يَهْدِمُ الْكَعْبَةَ وَذِكْرُ مَا يَأْتِي مَكَّةَ مِنَ الْجُيُوشِ فَيُخْسَفُ بِهِمْ قَبْلَ وُصُولِهِمْ إِلَيْهَا

ذكر صفة الحبشي الذي يهدم الكعبة وذكر ما يأتي مكة من الجيوش فيخسف بهم قبل وصولهم إليها

742 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْأَخْنَسِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَسْوَدَ أَفْحَجَ يَقْلَعُهَا حَجَرًا حَجَرًا "، يَعْنِي الْكَعْبَةَ

743 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ، فَيَسْلُبُهَا حُلِيَّهَا وَيُجَرِّدُهَا مِنْ كِسْوَتِهَا، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أُصَيْلِعَ أُفَيْدِعَ، يَضْرِبُ عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ وَمِعْوَلِهِ " 744 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، -[358]- عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ مَرْفُوعًا، وَزَادَ فِيهِ: قَالَ مُجَاهِدٌ: فَلَمَّا هَدَمَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْكَعْبَةَ جِئْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ هَلْ أَرَى الصِّفَةَ الَّتِي قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو فَلَمْ أَرَهَا

745 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ "

746 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " §يَخْرُجُ الْحَبَشَةُ خَرْجَةً يَنْتَهُونَ إِلَى الْبَيْتِ فِيهَا، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الشَّامِ فَيَجِدُونَهُمْ قَدِ افْتَرَشُوا فِي الْأَرْضِ، فَيَقْتُلُونَهُمْ فِي أَوْدِيَةِ بَنِي عَلِيٍّ، وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، حَتَّى إِنَّ الْحَبَشِيَّ يُبَاعُ بِالشِّمْلَةِ "

قَالَ صَفْوَانُ وَحَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " §يُخَرِّبُونَ الْبَيْتَ وَيَأْخُذُونَ الْمَقَامَ فَيُدْرَكُونَ عَلَى ذَلِكَ فَيَقْتُلُهُمُ اللهُ تَعَالَى "

747 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §اسْتَكْثِرُوا مِنْ هَذَا الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أَصْلَعَ أَصْمَعَ قَائِمًا عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ يَهْدِمُهَا "

748 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ - بِحَرَضَ - قَالَ: ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: ثنا تَوْبَةُ بْنُ عُلْوَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §تُهْدَمُ الْكَعْبَةُ مَرَّتَيْنِ، وَيُرْفَعُ الْحَجَرُ فِي الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ "

749 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: ثنا عَمْرٌو، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " اخْرُجُوا يَا أَهْلَ مَكَّةَ قَبْلَ إِحْدَى الظُّلْمَتَيْنِ، قِيلَ لَهُ: وَمَا الظُّلْمَتَانِ؟ -[360]- قَالَ: §رِيحٌ سَوْدَاءُ تَحْشُرُ الذُّرِّيَّةَ وَالْجُعْلَ "، قِيلَ: فَمَا الْأُخْرَى؟ قَالَ: " ذَاكَ يَجِيشُ الْبَحْرُ بِمَنْ فِيهِ مِنَ السُّودَانِ، ثُمَّ يَسِيلُونَ سَيْلَ الْبِحَارِ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى الْكَعْبَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللهِ بِيَدِهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى صِفَتِهِ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى: أَفْحَجَ أَصْلَعَ "، قِيلَ لَهُ: فَأَيُّ الْبِنَاءِ يَوْمَئِذٍ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الشَّعَفُ "

750 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ - بِحَرَضَ - قَالَ: ثنا نُعَيْمٌ قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ، وَشُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو حَيْوَةَ، عَنْ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِمَكَّةَ فِي الْحَجِّ، فَقَالَ: " يَا أَهْلَ الْيَمَنِ §هَاجِرُوا قَبْلَ الظُّلْمَتَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا الْحَبَشَةُ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَبْلُغُوا مَقَامِي هَذَا "

751 - حَدَّثَنِي بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْوَلِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنِي كَعْبٌ: أَنَّهُ " §لَمْ يَرْتَفِعْ طَيْرٌ فِي جَوِّ السَّمَاءِ أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ مِيلًا، وَمَا كَانَ فِي سُلْطَانِي شَيْءٌ إِلَّا قَدْ حَدَّثَنِي بِهِ، وَلَقَدْ حَدَّثَنِي أَنَّهُ يَظْهَرُ عَلَى الْبَيْتِ قَوْمٌ "

752 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ: " §لَتَغْلِبَنَّ عَلَيْكَ الْحَبَشَةُ "

753 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَنْتَهِي الْبُعُوثُ عَنْ بَيْتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يُخْسَفَ بِجَيْشٍ مِنْهُمْ "

754 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: ثنا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي سُحَيْمٌ، مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ يَصْحَبُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَغْزُو هَذَا الْبَيْتَ قَوْمٌ تُخْسَفُ بِهِمُ الْبَيْدَاءُ "

755 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: ثنا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ الْأَحْمَسِيُّ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ -[362]- التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §حُجُّوا قَبْلَ أَنْ لَا تَحُجُّوا، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشِ فَوْقَ الْكَعْبَةِ بِأَيْدِيهِمْ مَعَاوِلُ يَهْدِمُونَهَا حَجَرًا حَجَرًا "، قَالَ: قُلْنَا: أَشَيْءٌ تَقُولُهُ بِرَأْيِكَ؟ فَقَالَ: " لَا، وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا سَمِعْتُهُ إِلَّا مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

756 - حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ، عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ الْفَلَّاسُ قَالَ: ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَرْفَجَةَ الْعَمِّيِّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي خَالَتِي عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ §جَيْشًا يُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ يَنْتَابُهُمْ وُقُوفًا يَنْتَظِرُ أَوَّلُهُمْ آخِرَهُمْ، إِذْ خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَأَوْسَطِهِمْ وَآخِرِهِمْ "

757 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَحُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْمَرْوَزِيُّ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فِي اللَّفْظِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي عَبْدَ اللهِ بْنَ صَفْوَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لَيَؤُمَّنَّ هَذَا الْبَيْتَ جَيْشٌ يَغْزُونَهُ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ خُسِفَ بِأَوْسَطِهِمْ، فَنَادَى أَوَّلُهُمْ آخِرَهُمْ فَلَا يُفْلِتُ مِنْهُمْ إِلَّا الشَّرِيدُ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْهُمْ " فَقَالَ رَجُلٌ لِجَدِّي: فَأَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى حَفْصَةَ، وَأَنَّ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا لَمْ تَكْذِبْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

758 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَيْشَ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِمْ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: لَعَلَّ فِيهِمُ الْمُكْرَهَ؟ قَالَ: " إِنَّهُمْ §يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ "

759 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: ثنا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُهَاجِرُ بْنُ الْقِبْطِيَّةِ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ جَالِسَةٌ فِي الْبَطْحَاءِ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ 760 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْقِبْطِيَّةِ قَالَ: دَخَلَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ وَأَنَا مَعَهُمَا، عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَسَأَلَاهَا عَنِ الْجَيْشِ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِمْ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَيَّامِ -[364]- ابْنِ الزُّبَيْرِ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَقَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَعُوذُ عَائِذُ الْبَيْتِ، فَيُبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثٌ، §فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ " فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ: وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: هِيَ بَيْدَاءُ الْمَدِينَةِ

761 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ صَفْوَانَ يَعْنِي مُسْلِمًا، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا يَنْتَهِي النَّاسُ عَنْ غَزْوِ هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ وَسَطُهُمْ " قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ فِيهِمُ الْمُكْرَهَ؟ قَالَ: " يَبْعَثُهُمُ اللهُ تَعَالَى عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمْ "

762 - وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَقِيتُ كَعْبًا الْحَبْرَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ هَلْ تَعْلَمُ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى بُقْعَةً أَنَّهَا أَفْضَلُ مِنْ مَكَّةَ؟ فَقَالَ لِي: " مَعَاذَ اللهِ، §وَلَيَظْهَرَنَّ عَلَى مَكَّةَ عَدُوٌّ يَخْرُجُ مِنَ الْبَحْرِ فَيُقَاتِلُونَهُمْ أَهْلُ جُدَّةَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَيَعْقِلُونَهُمْ أَهْلُ جُدَّةَ ثُمَّ يَقْتُلُهُمُ الْعَدُوُّ حَتَّى يَبْلُغَ كَذَا وَكَذَا، سَمَّاهُ فَذَهَبَ عَلَيَّ، ثُمَّ يُقْبِلُ الْعَدُوُّ نَحْوَ مَكَّةَ فَيَفْتَرِقُ أَهْلُهَا ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ يَنْهَزِمُونَ إِلَى الْبَوَادِي فَيُسْلِمُونَ الْكَعْبَةَ وَأَهَالِيَهُمْ وَذَرَارِيَّهُمْ، وَفِرْقَةٌ يُقْتَلُونَ، وَفِرْقَةٌ -[365]- يَرْتَدُّونَ عَنِ الْإِسْلَامِ، أُولَئِكَ هُمْ شِرَارُ خَلْقِ اللهِ "، ثُمَّ قَالَ كَعْبٌ: " لَوْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ الزَّمَانَ لَقَاتَلْتُهُمْ، وَلَكُنْتُ أَقْتَضِي مَا فَاتَنِي مِنْ قِتَالِ بَدْرٍ وَالْحُدَيْبِيَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

763 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْجُمَحِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ أَبَا قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يُبَايَعُ رَجُلٌ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ هَذَا الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشُ، فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ " قَالَ الْفَرَزْدَقُ التَّمِيمِيُّ يَذْكُرُ الْبَيْعَةَ عِنْدَ الْحَجَرِ وَيَصِفُ قَوْمَهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَيَمْدَحُهُمْ: [البحر الطويل] وَإِنِّي مِنَ الْقَوْمِ الرِّقَاقِ فِعَالُهُمْ ... وَلَسْتُ بِحَمْدِ اللهِ مِنْ وَلَدِ الْفِزْرِ وَمَا كُنْتُ مُذْ شَدَّتْ عَلَى السَّيْفِ قَبْضَتِي ... لِأَنْقُضَ بَيْعًا بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْحِجْرِ

764 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: ثنا أَبُو قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ -[366]- قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §اتْرُكُوا الْحَبَشَةَ مَا تَرَكُوكُمْ، فَإِنَّهُ لَا يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ إِلَّا ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ "

765 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَشْيَاخِنَا وَأَهْلِ الْبَلَدِ يَذْكُرُونَ أَنَّ " §الْحَبَشَةَ يُخَرِّبُونَهَا " 766 - حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ قَالَ: ثنا ابْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أنا صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " اتْرُكُوا الْحَبَشَةَ، مِثْلَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ حَدِيثِ أَبِي قُرَّةَ

767 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِزِمَامِ رَاحِلَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَقُودُ بِهِ إِلَى الْبَيْتِ، فَقَالَ لِي: " كَيْفَ أَنْتَ يَا عَطَاءُ §إِذَا هُدِمَ الْبَيْتُ حَتَّى لَا يُتْرَكَ مِنْهُ حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ؟ " قُلْتُ: وَنَحْنُ عَلَى الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: " ثُمَّ يُعَادُ كَأَحْسَنِ مَا كَانَ "

§ذِكْرُ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَ الْفَتْحِ " وَتَفْسِيرِهِ

ذكر قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تغزى مكة بعد الفتح " وتفسيره

768 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ الْبَرْصَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَهَا أَبَدًا " وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ سُفْيَانُ: " لَا تُغْزَى بَعْدَ الْفَتْحِ عَلَى الْكُفْرِ أَبَدًا " 769 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ

770 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: رَأَيْتُ -[368]- النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَخْرَجَ عَبْدَ اللهِ بْنَ خَطَلٍ مِنْ تَحْتِ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَتَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: " §لَا يُقْتَلَنَّ قُرَشِيٌّ بَعْدَ هَذَا صَبْرًا "

771 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّهْمِيُّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: ثنا لَيْثٌ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: " §لَيَغْزُنَّ الْكَعْبَةَ قَوْمٌ أَكْثَرُهُمْ أَوْلَادُ الزِّنَا "

§ذِكْرُ فَرْضِ حَجِّ الْبَيْتِ الْحَرَامِ عَلَى النَّاسِ

ذكر فرض حج البيت الحرام على الناس

772 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: ثنا مَنْصُورُ بْنُ وَرْدَانَ الْكُوفِيُّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ فَسَكَتَ، قَالُوا: أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ فَسَكَتَ، قَالَهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: " §لَا، وَلَوْ قُلْتُ: -[369]- نَعَمْ، لَوَجَبَتْ " فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] "

773 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ: إِنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا غُلَامَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَلِّ عَنْكَ " قَالَ: إِنِّي رَسُولُ قَوْمِي وَوَافِدُهُمْ إِلَيْكَ، وَإِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَتَدَّةٌ مَسْأَلَتِي إِيَّاكَ، وَنَاشِدُكَ لَمُشْتَدٌّ مُنَاشَدَتِي إِيَّاكَ، فَلَا تَجِدْ عَلَيَّ، فَإِنَّمَا نَحْنُ أَخْوَالُكَ بَنُو جُشَمَ، إِنَّا وَجَدْنَا فِي كِتَابِكَ §وَأَمَرَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نَحُجَّ مِنَ السَّنَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ، فَأَنْشُدُكَ آللَّهُ بِذَلِكَ هَوَ أَمَرَكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ "

774 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ: ثنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي -[370]- سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَنَحُجُّ فِي كُلِّ عَامٍ؟ قَالَ: " لَا، فَحِجَّةٌ، فَمَنْ حَجَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ تَطَوَّعٌ، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَسْمَعُوا وَلَمْ تُطِيعُوا "

775 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، بِحَرَضَ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: ثنا الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ §كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ " فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ أَعَادَهَا، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ عَلَيْكُمْ، وَلَوْ وَجَبَتْ مَا أَطَعْتُمُوهَا، وَلَوْ تَرَكْتُمُوهَا لَكَفَرْتُمْ " فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] . ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا هِيَ مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ "

776 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ §فِي كُلِّ عَامٍ -[371]- حِجَّةٌ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ أَعَادَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ أَعَادَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَكَفَرْتُمْ، وَمَا اسْتَطَعْتُمْ "

777 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، نَحْوَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ: " §فَذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَقَدْ سَأَلَ قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنْبِيَاءَهُمْ، فَأَخْبَرُوهُمْ، فَتَرَكُوا قَوْلَ أَنْبِيَائِهِمْ، ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ لَمَّا تَرَكُوا قَوْلَ أَنْبِيَائِهِمْ "

778 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: ثنا دَهْثَمُ بْنُ قُرَّانَ النُّمَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَائِذُ بْنُ رَبِيعَةَ النُّمَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ النُّمَيْرِيُّ قَالَ: إِنَّهُمْ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَعْهَدُ إِلَيْكُمْ أَنْ تَحُجُّوا الْبَيْتَ الْحَرَامَ "

779 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ الَّتِي وُجِّهَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ الْكَعْبَةِ قَالَ: " -[372]- كَانَ §آخِرُ الْفَرَائِضِ الْحَجَّ، وَنَزَلَتِ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] "

780 - فَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] فَبَكَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، §مَا زِلْنَا فِي زِيَادَةٍ مِنْ دِينِنَا، فَأَمَّا إِذَا كَمُلَ فَإِنَّهُ لَا يَكْمُلُ شَيْءٌ إِلَّا نَقَصَ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقْتَ "

781 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ وَلَهُ مَالٌ إِلَّا سَأَلَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ الرَّجْعَةَ إِلَى الدُّنْيَا " فَقِيلَ لَهُ: مَا نَرَاكَ تُحِدِّثُنَا بِشَيْءٍ لَا نَعْرِفُهُ؟ فَقَالَ: " أَنَا أَقْرَؤُهُ عَلَيْكُمْ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون: 10] أَحْجُجَ "

782 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ كَثِيرٍ أَبِي سَهْلٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنِ §الْحَنِيفِيَّةِ، فَقَالَ: " حِجُّ الْبَيْتِ "

§ذِكْرُ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97] ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

ذكر قول الله عز وجل: ومن كفر فإن الله غني عن العالمين، وتفسير ذلك

783 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85] قَالَتِ الْيَهُودُ: فَنَحْنُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَمَاذَا يَبْغِي مِنَّا مُحَمَّدٌ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ حَجًّا مَفْرُوضًا: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ} [آل عمران: 97] الْآيَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ "

784 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ عُثْمَانَ، وَزَادَ فِيهِ: فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُجَّهُمْ، يَقُولُ اخْصُمْهُمْ، فَقُلْ لَهُمْ: حِجُّوا، فَقَالُوا: لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْنَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} [آل عمران: 97] فَقَالَ لَهُمْ: " إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ §فَرَضَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَجَّ الْبَيْتِ " فَأَبَوْا وَقَالُوا: لَيْسَ عَلَيْنَا حَجٌّ، قَالَ عِكْرِمَةُ: {وَمَنْ كَفَرَ} [البقرة: 126] مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ {فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97] "

785 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ،: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97] قَالَ: " §كَتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْحَجَّ عَلَى الْأُمَمِ، فَكَفَرُوا بِهِ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِمْ، وَآمَنَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ " وَقَالَ غَيْرُهُ: " مِنْ أَهْلِ الْأَدْيَانِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَأَهْلِ الْمِلَلِ، فَلَمْ نَرَهُ حَقًّا وَاجِبًا، فَقَدْ كَفَرَ وَلَسْتُ فِي أَهْلِ الْقِبْلَةِ "

786 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ -[375]- قَالَ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنْ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97] قُلْتُ: §مَا هَذَا الْكُفْرُ؟ قَالَ: " مَنْ كَفَرَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ "

787 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97] قَالَ: " هُوَ §مَنْ إِنْ حَجَّ لَمْ يَرَهُ بِرًّا، وَإِنْ تَرَكَهُ لَمْ يَرَهُ مَأْثَمًا "

788 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} [آل عمران: 97] " §الْأَمْنُ وَالْجِوَارُ وَالْحَجُّ فَرِيضَةٌ، وَمَنْ كَفَرَ بِالْحَجِّ "، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ

789 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§وَمَنْ كَفَرَ} [البقرة: 126] قَالَ: بِالْحَجِّ "

790 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدٌ قَالَ: ثنا -[376]- عُثْمَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " {§وَمَنْ كَفَرَ} [البقرة: 126] قَالَ: " مَنْ كَذَّبَ بِهِ "

§ذِكْرُ مَا يَقُومُ مِنَ الْأَعْمَالِ مَقَامَ الْحَجِّ

ذكر ما يقوم من الأعمال مقام الحج

791 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أُمِّ الْحَكَمِ سَكِينَةَ بِنْتِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الْجِهَادَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا جِهَادُنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §جِهَادُكُنَّ الْحَجُّ "

792 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ، أَيْضًا قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: ثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ -[377]- اللهِ §هَلْ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ، الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ "

793 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا سُفْيَانُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §إِذَا وَضَعْتُمُ السُّرُوجَ فَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلَى الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُ أَحَدُ الْجِهَادَيْنِ "

794 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: أنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ "

795 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا مُوَرِّقٌ الْأَبَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ: " {§حَنِيفًا} [البقرة: 135] قَالَ: الْحَجُّ "

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ: " §الْجُمُعَةُ حَجُّ الْمَسَاكِينِ "

§ذِكْرُ السَّبِيلِ إِلَى الْحَجِّ، وَمَا يُوجِبُهُ

ذكر السبيل إلى الحج، وما يوجبه

797 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، §مَا يُوجِبُ الْحَجَّ؟ قَالَ: " الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ "

798 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: أنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ: أَخْبَرَنِي عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] مَا السَّبِيلُ يَا رَسُولَ اللهِ الَّذِي قَالَ اللهُ تَعَالَى؟ قَالَ: " مِنَ الرِّجَالِ زَادٌ وَرَاحِلَةٌ، وَمِنَ النِّسَاءِ زَادٌ وَرَاحِلَةٌ وَمَحْرَمٌ "

قَالَ عُثْمَانُ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ "

وَقَالَ عَطَاءٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §سَبِيلُهُ مَنْ وَجَدَ لَهُ سَعَةً، وَلَمْ يُحَلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ "

799 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ سُوقَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " §الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ "

800 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَرْوَانُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] قَالَ: " الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ، وَمَنْ كَانَ شَابًّا لَيْسَ لَهُ مَالٌ أَجَّرَ نَفْسَهُ بِأَكْلِهِ وَعَقِبِهِ "

§ذِكْرُ التَّشْدِيدِ فِي التَّخَلُّفِ عَنِ الْحَجِّ وَالْوَاجِبِ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ

ذكر التشديد في التخلف عن الحج والواجب من غير علة

801 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أنا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ الْحَجِّ حَاجَةٌ ظَاهِرَةٌ، أَوْ سُلْطَانٌ جَائِرٌ، أَوْ مَرَضٌ حَابِسٌ، ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ، فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُودِيًّا، وَإِنْ شَاءَ نَصْرَانِيًّا " 802 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ

803 - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَسَنٍ التِّرْمِذِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ -[381]- سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللِّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §حِجَّةٌ لِمَنْ لَمْ يَحُجَّ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ غَزَوَاتٍ "

804 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الثُّمَالِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §مَنْ قَدَرَ عَلَى أَنْ يَحُجَّ فَلَمْ يَحُجَّ، فَلْيَمُتْ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا، وَمَنْ حَجَّ هَاهُنَا فَلْيَخْرُجْ هَاهُنَا، حِجَّةٌ هَاهُنَا وَخُرُوجٌ هَاهُنَا " يَعْنِي ثَابِتٌ: الْغَزْوَ نَحْوَ الشَّامِ مِنَ الرُّومِ

805 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ قِيرَاطٍ قَالَ: ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §حُجُّوا هَذَا الْبَيْتَ قَبْلَ أَنْ لَا تَحُجُّوهُ " قَالُوا: وَلِمَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: " تَنْبُتُ تَفِلَةٌ بِالْبَادِيَةِ فَلَا يُصِيبُ مِنْهَا بَعِيرٌ شَيْئًا مِنْهَا إِلَّا نَفَقَ "

806 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §لَا أَقْدِرُ عَلَى يَسَارٍ تَرَكَ الْحَجَّ إِلَّا عَاقَبْتُهُ "

807 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَا: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ النَّعِيمِ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْعَرِيِّ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §لِيَمُتْ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا رَجُلٌ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ، وَجَدَ لِذَلِكَ سَعَةً وَخُلِّيَتْ سَبِيلُهُ، لَحِجَّةٌ أَحُجُّهَا وَأَنَا صَرُورَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سِتِّ غَزَوَاتٍ، أَوْ سَبْعٍ "، عَبْدُ اللهِ بْنُ النَّعِيمِ يَشُكُّ فِي سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ، " وَلَغَزْوَةٌ أَغْزُوهَا بَعْدَمَا أَحُجُّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ سِتِّ حِجَّاتٍ، أَوْ سَبْعٍ " عَبْدُ اللهِ يَشُكُّ فِي سِتٍّ، أَوْ سَبْعٍ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ، مَوْلًى لَنَا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §مَنْ لَمْ يَكُنْ حَجَّ، فَلْيَحُجَّ الْعَامَ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَامًا قَابِلًا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَامًا قَابِلًا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ كَتَبْنَا فِي يَدِهِ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا " 808 - حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ، أَنَّهُ سَمِعَ لَيْثًا يُحَدِّثُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نَحْوَهُ

809 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §حُجُّوا قَبْلَ أَنْ لَا تَحُجُّوا " قَالُوا: وَمَا شَأْنُ الْحَجِّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " تَقْعُدُ أَعْرَابُهَا عَلَى أَذْنَابِ شِعَابِهَا، وَلَا يَصِلُ إِلَى الْحَجِّ أَحَدٌ " 810 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: أنا عُثْمَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ الْأَوَّلِ

811 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ -[384]- أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §لَوْ تَرَكَ النَّاسُ الْحَجَّ عَامًا وَاحِدًا مَا نُوظِرُوا "

812 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ، يَعْنِي الْفَرِيضَةَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ "

813 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَرَادَ أَنْ يَفْرِضَ عَلَى أَهْلِ الْأَمْصَارِ عِدَّةً يَحُجُّونَ فِي كُلِّ عَامٍ، فَلَمَّا رَأَى تَسَارُعَهُمْ إِلَى ذَلِكَ، تَرَكَهُمْ وَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §لَوْ تَرَكُوهُ عَامًا وَاحِدًا لَجَاهَدْنَاهُمْ عَلَيْهِ كَمَا نُجَاهِدُهُمْ عَلَى الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ "

§ذِكْرُ الْحَجِّ بِالصِّبْيَانِ الصِّغَارِ، وَمَا جَاءَ فِيهِ

ذكر الحج بالصبيان الصغار، وما جاء فيه

814 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: -[385]- ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: رَفَعَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيًّا لَهَا مِنْ مِحَفَّةٍ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، §أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ " فَحَجَّ بِأَهْلِهِ أَجْمَعِينَ "

815 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: " §حَجَّ بِي أَبِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ "

816 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ قَطَنٍ، عَنْ آمِنَةَ بِنْتِ مُحْرِزٍ الْقَيْسِيَّةِ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §حُجُّوا بِهَذِهِ الذُّرِّيَّةِ قَبْلَ -[386]- أَنْ تَأْكُلَ أَرْزَاقَهَا، وَتَذَرَ أَرْبَاقَهَا فِي أَعْنَاقِهَا "

817 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: §الْحَجُّ بِالصِّبْيَانِ؟ قَالَ: " نَعَمْ اعْرِضْهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

§ذِكْرُ فَضْلِ الْمَوْتِ فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَمَا جَاءَ فِيهِ

ذكر فضل الموت في الحج والعمرة، وما جاء فيه

818 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، وَعَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ، قَالُوا: ثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ، عَنْ عَائِذٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ خَرَجَ فِي هَذَا الْوَجْهِ لِحَجٍّ أَوْ لِعُمْرَةٍ، فَمَاتَ فِيهِ، لَمْ يُعْرَضْ، وَلَمْ يُحَاسَبْ، وَقِيلَ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ "

819 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: أنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ أَوْ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ بُعِثَ مِنَ الْآمِنِينَ "

820 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قَالَ: قَالَ خَيْثَمَةُ: " كَانَ §يُعْجِبُهُمْ أَنْ يَمُوتَ الرَّجُلُ حِينَ يَقْضِي حَجًّا أَوْ عُمْرَةً، أَوْ صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ، أَوْ غَزْوًا "

§ذِكْرُ الرَّجُلِ يَحُجُّ عَنْ أَبَوَيْهِ وَقَرَابَتِهِ، وَفَضْلِ ذَلِكَ

ذكر الرجل يحج عن أبويه وقرابته، وفضل ذلك

821 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: -[388]- ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَبِيبٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ حَجَّ عَنْ وَالِدَيْهِ، وَلَمْ يَحُجَّا أَجْزَأَ عَنْهُ، وَعَنْهُمَا، وَبُشِّرَتْ أَرْوَاحُهُمَا فِي السَّمَاءِ وَكَانَتْ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِرًّا "

822 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي أَدْرَكَهُ الْإِسْلَامُ شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ وَالظَّعْنَ إِذَا حَجَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §حُجَّ عَنْ أَبِيكَ وَاعْتَمِرْ "

823 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلًى لِابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يُقَالُ لَهُ: يُوسُفُ أَوْ الزُّبَيْرُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ رَضِيَ -[389]- اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحُجَّ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرَأَيْتَكَ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكَ دَيْنٌ فَقَضَيْتَهُ عَنْهُ، يُقْبَلُ مِنْكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَرْحَمُ، §حُجَّ عَنْ أَبِيكَ "

824 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً شَابَّةً مِنْ خَثْعَمٍ جَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: " إِنَّ §أَبِي شَيْخٌ قَدْ أَفْنَدَ، وَأَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ وَلَا يَسْتَطِيعُ أَدَاءَهَا، فَهَلْ يُجْزِئُ عَنْهُ أَنْ أُؤَدِّيَهَا عَنْهُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ " 425 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمٍ سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ -[390]- 426 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ فَقَالَ: " إِنْ لَمْ يَزِدْهُ خَيْرًا لَمْ يَزِدْهُ شَرًّا " 827 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، أَوْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ

828 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -[391]- بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ رَسُولِ مَرْوَانَ، عَنْ أُمِّ مَعْقِلٍ، قَالَتْ: قَالَ، يَعْنِي أَبَا مَعْقِلٍ، وَكَانَ حَجَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاشِيًا إِنَّ عَلَيَّ حِجَّةً، وَقَدْ كَبُرْتُ فَمَا يُجْزِئُ عَنْهَا؟ قَالَ: " §عُمْرَةٌ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ تُجْزِيكَ مِنْ حَجَّتِكَ "

829 - حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ الْمُسْلِمِ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ يَاسِينَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ الْحَجُّ، فَقُضِيَ عَنْهُ فَقَدْ أَجْزَأَ "، وَقَالَ فِي صَوْمِ رَمَضَانَ وَالْعِتْقِ وَالنَّذْرِ مِثْلَ ذَلِكَ

830 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ لِرَجُلٍ كَبِيرٍ لَمْ يَحُجَّ: " §إِنْ شِئْتَ فَجَهِّزْ رَجُلًا ثُمَّ ابْعَثْهُ يَحُجُّ عَنْكَ "

831 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا أَتَى عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلَمْ يَحُجَّ، -[392]- فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ كَثِيرَ الْمَالِ، فَفَرَّطْتُ فِي الْحَجِّ حَتَّى كَبُرَتْ سِنِّي؟ قَالَ: " أَتَسْتَطِيعُ الْحَجَّ؟ قَالَ: لَا، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §فَإِنْ شِئْتَ فَجَهِّزْ رَجُلًا ثُمَّ ابْعَثْهُ يَحُجُّ عَنْكَ "

§ذِكْرُ الْمَشْيِ فِي الْحَجِّ وَفَضْلِهِ

ذكر المشي في الحج وفضله

832 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فِي اللَّفْظِ قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَنْ أَخْبَرَهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ لِبَنِيهِ: " يَا بَنِيَّ اخْرُجُوا مِنْ مَكَّةَ حَاجِّينَ مُشَاةً -[393]- حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى مَكَّةَ مُشَاةً، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ §لِلْحَاجِّ الرَّاكِبِ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا رَاحِلَتُهُ سَبْعِينَ حَسَنَةً " وَقَالَ ابْنُ أَبِي يُوسُفَ: " ثَمَانِينَ حَسَنَةً " " وَلِلْمَاشِي بِكُلِّ خُطْوَةٍ سَبْعَمِائَةِ حَسَنَةٍ مِنْ حَسَنَاتِ الْحَرَمِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا حَسَنَاتُ الْحَرَمِ؟ قَالَ عَبْدُ الْجَبَّارِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: " الْحَسَنَةُ بِمِائَةِ أَلْفِ حَسَنَةٍ "

833 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ رَسُولِ مَرْوَانَ، عَنْ أُمِّ مَعْقِلٍ، قَالَتْ: " كَانَ يَعْنِي أَبَا مَعْقِلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَدْ §حَجَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاشِيًا "

834 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْيَمَانِ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَجَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ مُشَاةً مِنْ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، وَقَالَ: " §ارْبِطُوا أَوْسَاطَكُمْ بِأُزُرِكُمْ "، وَمَشَى خِلْطَ الْهَرْوَلَةِ

835 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ -[394]- أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: " إِنَّ §ذَا الْقَرْنَيْنِ حَجَّ مَاشِيًا، فَسَمِعَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَتَلَقَّاهُ "

836 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: أنا هُشَيْمٌ قَالَ: أنا الْفَضْلُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ §ذَا الْقَرْنَيْنِ دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَأَتَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَصَافَحَهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ "

837 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §ذُو الْقَرْنَيْنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَعْدٍ "

838 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ قَالَ: ثنا مُجَاهِدٌ قَالَ: " §كَانَ النَّاسُ يَحُجُّونَ مُشَاةً. قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج: 27]-[395]- فَرَخَّصَ لَهُمْ فِي الرُّكُوبِ " وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: قِيلَ لِصَعْصَعَةَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قَالَ: مِنَ الْفَجِّ الْعَمِيقِ، قِيلَ لَهُ: فَأَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْبَيْتَ الْعَتِيقَ، قِيلَ لَهُ: فَمَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: رَبِّي، قِيلَ لَهُ: فَهَلْ كَانَ مِنْ مَطَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، حَتَّى عَفَى الْأَثَرُ، وَكَلَّ الْبَصَرُ، وَبَرَأَ الدُّبُرُ، وَأَنْضَرَ الشَّجَرُ، وَدُهْدِهَ الْحَجَرُ، وَابْيَضَّ الْمَدَرُ، وَحَسُنَ الْقَمَرُ، وَطَابَ السَّمَرُ، وَظَلَّلَ فَيْءُ الشَّجَرِ

839 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الضَّبِّيُّ قَالَ: ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: " لَقَدْ §حَجَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا خَمْسَةً وَعِشْرِينَ حِجَّةً مَاشِيًا، وَإِنَّ النَّجَائِبَ خَلْفَهُ "

840 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَحُجَّ مَاشِيًا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " {يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} [الحج: 27] فَأُرَاهُ بَدَأَ بِهِمْ " 841 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: فَذَكَرَ نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " لَوْ أَنِّي زُرْتُ الْبَيْتَ مَاشِيًا "

842 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ إِنْسَانٌ لِعَطَاءٍ: §الْمَشْيُ خَيْرٌ أَمِ الرُّكُوبُ؟ قَالَ: " النِّيَّةُ فِي ذَلِكَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَأَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى: أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ " كَانَ §يَمْشِي إِلَى الْحَجِّ، وَوَرَاءَهُ جَمَلٌ يُقَادُ، يُقَالُ لَهُ: الْقَلْبُ مَرْحُولٌ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَأَخْبَرَنِي الْجَمَّالُ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ يَقُولُ: " كَانَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ §يَمْشِي إِلَى الْحَجِّ، وَدَوَابُّهُ تُقَادُ وَرَاءَهُ "

843 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى قَالَ: ثنا حُمَيْدٌ الْخَرَّاطُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {§يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} [الحج: 27] قَالَ: " مُشَاةً وَرُكْبَانًا "

844 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً قَالَ: " مَا أَسِفْتُ عَلَى شَيْءٍ مَا §أَسِفْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ بَدَّنْتُ وَلَمْ أَحُجَّ مَاشِيًا، فَاخْرُجُوا يَا بَنِيَّ حَاجِّينَ مِنْ مَكَّةَ مُشَاةً حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى مَكَّةَ مُشَاةً "

845 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: " §حَجَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مِرَارًا مَاشِيًا، وَقَاسَمَ رَبَّهُ مَالَهُ مَرَّتَيْنِ "

846 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ -[398]- بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §فَضْلُ الْمُشَاةِ عَلَى الرُّكْبَانِ فِي الْحَجِّ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى النُّجُومِ "

847 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: §سُئِلَ عَطَاءٌ عَنِ الْحَجِّ، مَاشِيًا أَوْ رَاكِبًا فَقَالَ: " أَمَا سَمِعْتَ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: {يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} [الحج: 27] "

§ذِكْرُ الْأَذَانِ فِي الْحَجِّ مِنَ السَّمَاءِ

ذكر الأذان في الحج من السماء

848 - حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّرَسُوسِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: ثنا يَزِيدُ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §لَا يَحُجُّ عَبْدٌ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: يَحُجُّ فُلَانٌ، وَلَا يَتَزَوَّجُ عَبْدٌ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: يَتَزَوَّجُ فُلَانٌ "

849 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: أنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " §مِنْ كُنُوزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ ثَلَاثَةٍ قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا كَانَ لَهُ مِائَةُ أَلْفٍ لَمْ يَسْتَطِعِ الْحَجَّ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: أَلَا إِنَّ فُلَانًا قَدْ أَكْرَمَهُ اللهُ تَعَالَى الْعَامَ بِالْحَجِّ، وَلَوْ كَانَ لَهُ مِائَةُ أَلْفٍ لَمْ يَعْتَمِرْ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: أَلَا إِنَّ فُلَانًا قَدْ أَكْرَمَهُ -[399]- اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْعُمْرَةِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا ضَرَبَهُ الْمُشْرِكُونَ بِمِائَةِ أَلْفِ سَيْفٍ لَمْ يَقْتُلْ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: إِنَّ فُلَانًا قَدْ أَكْرَمَهُ اللهُ بِالشَّهَادَةِ "

850 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ قَالَ: " بَلَغَنِي وَاللهُ أَعْلَمُ أَنَّ §الْحُجَّاجَ يُكْتَبُونَ فِي خَمْسٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ يَمْضِينَ، فَمَنْ كُتِبَ اسْمُهُ وَافَى الْمَوْسِمَ، إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى "

851 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: " §يُؤْذَنُ لِحُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ تَعَالَى فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَيُكْتَبُونَ بِأَسْمَائِهِمْ " قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأُرَاهُ قَالَ: " وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ، وَلَا يُغَادِرُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَحَدٌ مِمَّنْ كُتِبَ، ثُمَّ قَرَأَ {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4] " وَزَادَ حُسَيْنٌ فِي حَدِيثِهِ: " وَلَا يُزَادُ فِيهَا وَلَا يُنْقَصُ "

§ذِكْرُ التَّشْدِيدِ فِي التَّخَلُّفِ عَنِ الْحَجِّ

ذكر التشديد في التخلف عن الحج

852 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -[400]- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " {جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} [المائدة: 97] ". قَالَ: " §قِيَامَ دِينِهِمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَرَكُوهُ عَامًا وَاحِدًا مَا نُوظِرُوا " 853 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا نَحْوَ هَذَا الْكَلَامِ الْآخِرِ

854 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَاسِينُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " §لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا حَجُّوا وَاعْتَمَرُوا "

855 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الزَّيَّاتُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ ابْنُ أَبِي بَزَّةَ فِي حَدِيثِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَا جَمِيعًا: غَدَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَةَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَتَحْتَهُ قَطِيفَةٌ قَدِ اشْتُرِيَتْ لَهُ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، وَهُوَ يَقُولُ: " §اللهُمَّ اجْعَلْهَا حِجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقَبَّلَةً، لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةَ "

§ذِكْرُ الرَّاكِبِ فِي الْحَجِّ، وَمَا كَانَ النَّاسُ يَرْكَبُونَ

ذكر الراكب في الحج، وما كان الناس يركبون

856 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قَالَ لِي جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ: يَا عَمْرُو §لِي نَاقَةٌ أَقِفُ عَلَيْهَا بِعَرَفَةَ، اسْمُهَا جَرْوَةُ، أُعْطِيتُ بِهَا مِائَتَيْ دِينَارٍ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِيَ بِهَا مِائَةَ نَاقَةٍ " فَقَالَ عَمْرٌو: لَوْ كُنْتُ عَبْدَكَ لَبِعْتُهَا عَلَيْكَ

857 - حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْفَلَّاسُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ قَالَ: ثنا مَوْلًى، لِزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: " رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ قَدْ §أَثَّرَ الرَّحْلُ فِي وَجْهِهِ مِنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ "

858 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ، وَحُسَيْنٌ، قَالَا: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §حَجَّ الْأَبْرَارُ عَلَى الرِّحَالِ "

859 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " §الْحَجُّ عَلَى الرَّحْلِ أَفْضَلُ "

860 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: شَيَّعْتُ أُمِّي، وَهِيَ جَدَّةُ سُفْيَانَ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ فِي أَوَّلِ مَا حَجَّتْ، فَمَا رَأَيْتُ مَحْمَلًا، وَإِنَّمَا §كَانَ النَّاسُ يَحُجُّونَ عَلَى الرَّوَاحِلِ وَالزَّوَامِلِ "

861 - فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §كَانَ النَّاسُ يَحُجُّونَ وَأَزْوَادُهُمْ تَحْتَهُمْ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ رَحْلًا فَحَجَّ عَلَيْهِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَحُمِلَ مَرْوَانُ عَلَى زَامِلَتِهِ " قَالَ سُفْيَانُ: " وَأَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ الْمَحَامِلَ الْحَجَّاجُ "

862 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، -[403]- عَنْ رَسُولِ مَرْوَانَ، عَنْ أُمِّ مَعْقِلٍ، قَالَتْ: كَانَ عَلَيَّ حِجَّةٌ، وَكَانَ أَبُو مَعْقِلٍ قَدْ أَعَدَّ بَكْرًا لَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، فَسَأَلْتُهُ الْبَكْرَ، فَكَأَنَّهُ أَبَى، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " §ادْفَعْهُ إِلَيْهَا فَلْتَحْجُجْ عَلَيْهِ، إِنَّهُ مِنْ سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى " أَوْ نَحْوَهُ

§ذِكْرُ مَنْ قَالَ: يُحَجُّ عَلَى أَيِّ الدَّوَابِّ كَانَ

ذكر من قال: يحج على أي الدواب كان

863 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، كَانَتْ تَقُولُ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَوْ أَنِّي لَا أَقْدِرُ عَلَى الْحَجِّ إِلَّا عَلَى حِمَارٍ أَبْتَرَ لَحَجَجْتُ "

864 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ إِذَا §سُئِلَ عَنِ الْجَلَّالَةِ قَالَ: " إِذَا كَانَ أَكْثَرُ عَلَفِهَا غَيْرَ الْجِلَّةِ فَلَا بَأْسَ بِهَا تُؤْكَلُ وَيُحَجُّ عَلَيْهَا "

865 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " §كَانَتْ لَهُ إِبِلٌ جَلَّالَةٌ فَأَصْدَرَهَا إِلَى الْحِمَى، فَلَمَّا طَابَتْ حَجَّ عَلَيْهَا وَاعْتَمَرَ "

866 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ قَالَ: " §يُطَيَّبُ الْبَعِيرُ الْجَلَّالُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَالْبَقَرَةُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَالدَّجَاجَةُ خَمْسَ لَيَالٍ، وَالشَّاةُ سَبْعًا "

867 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللِّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ أَبُو يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: زَعَمَ الْهُذَلِيُّ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا " §حَجَّتْ بِأَبِي قُحَافَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ كَبِيرٌ فِي مِشْجَرٍ " قَالَ أَبُو يَحْيَى بْنُ الْمُقْرِئِ: الْمِشْجَرُ بُيُوتُ الْيَمَانِيَةِ الَّتِي يَجْعَلُونَهَا عَلَى رَوَاحِلِهِمْ

§ذِكْرُ الْمُتَابَعَةِ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَفَضْلِ ذَلِكَ

ذكر المتابعة بين الحج والعمرة، وفضل ذلك

868 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، -[405]- عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ مُتَابَعَةَ مَا بَيْنَهُمَا تَنْفِي الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ "

869 - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللِّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمَا لَيَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ عَنِ الْعَبْدِ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ "

870 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ كَمَا يَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْحَدِيدِ "

871 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَارَةَ الرَّقِّيُّ قَالَ: ثنا يَعْلَى -[406]- بْنُ الْأَشْدَقِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَرَادٍ، وَكَانَتْ لَهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §حُجُّوا، فَإِنَّ الْحَجَّ يَغْسِلُ الِإِثْمَ كَمَا يَغْسِلُ الْمَاءُ الدَّرَنَ "

872 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §عَمَلَانِ هُمَا مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ إِلَّا كَمِثْلِهِمَا - يَقُولُهَا ثَلَاثًا - حِجَّةٌ مَبْرُورَةٌ، أَوْ عُمْرَةٌ "

873 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا أَمْعَرَ حَاجٌّ " يَعْنِي مَا افْتَقَرَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ يَذْكُرُ الْإِمْعَارَ: [البحر الطويل] -[407]- وَلَيْسَ بِمُزْرٍ بِالْكَرِيمِ اقْتِصَادُهُ ... وَلَا مُكْرِمٍ عِرْقَ اللَّئِيمِ التَّكَثُّرُ وَلَيْسَ إِذَا اسْتَغْنَيْتُ يُبْطِرُنِي الْغِنَى ... وَلَسْتُ بِنَاسٍ حِفْظَتِي حِينَ أَمْعَرُ " يَقُولُ: حِينَ افْتَقَرَ

874 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَتَرَكَ مَالًا فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، فَذَكَرَ الْمُوصَى إِلَيْهِ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، الَّذِي أَوْصَى إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §أَعْطِهِ عُمَّالَ اللهِ " قَالَ: وَمَنْ عُمَّالُ اللهِ؟ قَالَ: " حَاجُّ بَيْتِ اللهِ "

875 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعُمْرَةِ فَأَذِنَ لَهُ، وَقَالَ: " §لَا تَنْسَنَا مِنْ دُعَائِكَ يَا أَخِي "

876 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: -[408]- ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: " §تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يُطْفِئَانِ الْخَطِيئَةَ، وَيُذْهِبَانِ الْفَاقَةَ "

877 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ ابْنِ دِلَافٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " ثُمَّ §ابْلُغُوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ "

878 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ الشَّفَّاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: §أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " إِيمَانٌ بِاللهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ "

879 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ -[409]- إِلَّا الْجَنَّةُ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا بِرُّهُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طِيبُ الْكَلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ "

880 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ قَالَ: ثنا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §الْحَجُّ الْمَبْرُورُ إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَحُسْنُ الصَّحَابَةِ "

881 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: أَتَيْتُ الشَّامَ، فَنَزَلْتُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَلَمْ أَجِدْهُ، وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: تُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَادْعُ اللهَ لَنَا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ §دَعْوَةَ الْمُسْلِمِ مُسْتَجَابَةٌ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ " فَالْقَ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَقِيتُهُ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ، يَأْثُرُهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

882 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ -[410]- سَعِيدٍ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ يُقَالُ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيُقَالُ: حَمَّادُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ أَبِي زِفَافٍ قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَا وَقَيْسٌ مَوْلَى الضَّحَّاكِ، فَقَالَ لَهُ قَيْسٌ: §رَجُلٌ قَدِ اخْتَلَفَ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ أَرْبَعِينَ عَامًا بَيْنَ حِجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، فَإِذَا انْصَرَفَ إِلَى أَهْلِهِ وَجَدَهُمْ قَدْ صَنَعُوا لَهُ نَبِيذًا مِنْ هَذَا الزَّبِيبِ، فَإِنْ صُبَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ لَمْ يُخَفْ، وَإِنْ شَرِبَهُ كَمَا هُوَ سَكِرَ؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " ادْنُ مِنِّي "، فَدَنَا مِنْهُ، فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ حَتَّى وَقَعَ عَلَى اسْتِهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَنْتَ وَهُوَ، لَا حَجَّ لَكَ وَلَا كَرَامَةَ " فَقَامَ قَيْسٌ، فَقَالَ: " وَاللهِ مَا سَأَلْتُكَ إِلَّا عَنْ نَفْسِي، وَاللهِ لَا أَذُوقُ مِنْهُ قَطْرَةً أَبَدًا "

883 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أَفْلَحَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: " §حِجَجٌ وَعُمُرٌ تَتْرَى يَدْرُرْنَ الرِّزْقَ، وَيُطِلْنَ الْعُمْرَ، وَيَدْفَعْنَ مِيتَةَ السُّوءِ "

884 - وَحَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْفَلَّاسُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: ثنا مَوْلًى لِزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: " رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ قَدْ §أَثَّرَ الرَّحْلُ بِوَجْهِهِ مِنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ "

885 - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُحَنَّسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ حُكَيْمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: إِنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ مِنْ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " شَكَّ عَبْدُ اللهِ أَيُّهُمَا قَالَ

886 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §أَدْمِنِ الِاخْتِلَافَ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ؛ فَإِنَّكَ إِنْ أَدْمَنْتَ الِاخْتِلَافَ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ، لَقِيتَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْتَ خَفِيفَ الظَّهْرِ "

887 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي طَرِيقِ -[412]- مَكَّةَ، وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، إِذْ نَظَرَ إِلَى النَّاسِ مُحْرِمِينَ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: " §تُشَعِّثُونَ وَتُغَبِّرُونَ وَتَثْفُلُونَ وَتَضِجُّونَ، لَا تُرِيدُونُ بِذَلِكَ شَيْئًا مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا، مَا نَعْلَمُ سَفَرًا خَيْرًا مِنْ هَذَا " يَعْنِي الْحَجَّ

888 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْيُحْمِدِيُّ قَالَ: ثنا صَالِحٌ الدَّهَّانُ قَالَ: إِنَّ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ يَقُولُ: " §الصَّوْمُ وَالصَّلَاةُ يُجْهِدَانِ الْبَدَنَ وَلَا يُجْهِدَانِ الْمَالَ، وَالصَّدَقَةُ تُجْهِدُ الْمَالَ وَلَا تُجْهِدُ الْبَدَنَ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ شَيْئًا أَجْهَدَ لِلْمَالِ وَالْبَدَنِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ " يَعْنِي السَّفَرَ إِلَى مَكَّةَ

889 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: أنا سُفْيَانُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّهُ كَانَ يَسْتَدِينُ وَيَحُجُّ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَحُجُّ وَعَلَيْكَ دَيْنٌ؟ فَقَالَ: " §الْحَجُّ أَقْضَى لِلدَّيْنِ "

890 - حَدَّثَنَا. . . . . . . . قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ -[413]- مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي يَعْقُوبَ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ، وَأَوْصَى بِمَالٍ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §آمُرُهُمْ أَنْ يُنْفِقُوهُ عَلَى قَوْمٍ صَالِحِينَ، وَعَلَى حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الْعَتِيقِ، أُولَئِكَ وَفْدُ الرَّحْمَنِ "

891 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَحُسَيْنٌ، قَالَا: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §حَجَّ الْأَسْوَدُ وَاعْتَمَرَ بِضْعَةً وَتِسْعِينَ مَرَّةً "

892 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مَكِّيٌّ قَالَ: ثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: " §لَا يَدْخُلُ إِنْسَانٌ مَكَّةَ إِلَّا الْحَمَّالِينَ وَالْحَطَّابِينَ وَأَصْحَابَ مَنَافِعِنَا إِلَّا وَهُوَ مُحْرِمٌ "

893 - وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ قَالَ: ثنا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ قَالَ: ثنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ -[414]- اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §عُمَّارَ بَيْتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ هُمْ أَهْلُ اللهِ تَعَالَى "

894 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَامِلِهِ عَلَى الْيَمَنِ: " إِذَا أَتَاكَ كِتَابِي، فَاعْزِلْ مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ مِنْ مَالِ الْيَمَنِ، وَادْفَعْهَا إِلَى ذَوِي النِّيَّةِ وَالْخَيْرِ، وَأْمُرْهُمْ فَلْيَقْعُدُوا بِأَفْوَاهِ الطُّرُقِ إِلَى مَكَّةَ، فَلَا يَعْدُو عَارِيًا إِلَّا كَسَوْهُ، وَلَا مَاشِيًا إِلَّا حَمَلُوهُ، فَإِنِّي §لَا أَعْلَمُ وَجْهًا أَفْضَلَ مِنَ الْحَجِّ "

§ذِكْرُ تَلْبِيَةِ الْحَاجِّ إِذَا لَبَّى وَمَا يُجِيبُهُ، وَأَنَّهُمْ وَفْدُ اللهِ تَعَالَى، وَإِجَابَةِ دَعْوَتِهِ، وَخَلَفِ النَّفَقَةِ فِي الْحَجِّ وَالثَّوَابِ عَلَيْهِ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

ذكر تلبية الحاج إذا لبى وما يجيبه، وأنهم وفد الله تعالى، وإجابة دعوته، وخلف النفقة في الحج والثواب عليه، وتفسير ذلك

895 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَذَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا لَبَّى مُلَبٍّ إِلَّا لَبَّى مَا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ حَتَّى تَنْقَطِعَ الْأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا "

896 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا يَرْكَبُ الْبَحْرَ إِلَّا حَاجٌّ أَوْ غَازٍ أَوْ مُعْتَمِرٌ "

897 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا يَرْكَبُ الْبَحْرَ إِلَّا حَاجٌّ أَوْ مُعْتَمِرٌ أَوْ غَازٍ "

898 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ -[416]- قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِنْ سَأَلُوا أُعْطُوا، وَإِنْ دَعَوْا أُجِيبُوا، وَإِنْ أَنْفَقُوا أُخْلِفَ لَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، مَا أَهَلَّ مُهَلٌّ، وَلَا كَبَّرَ مُكَبِّرٌ عَلَى شَرَفٍ مِنَ الْأَشْرَافِ إِلَّا أَهَلَّ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَهَلَّلَ بِتَهْلِيلِهِ وَتَكْبِيرِهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ مُنْقَطِعُ التُّرَابِ "

899 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ وَالْغَازِي وَفْدُ اللهِ، ضَمَانُهُمْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ إِنْ تَوَفَّاهُمْ، أَوْ يُرْجِعَهُمْ وَقَدْ غُفِرَ لَهُمْ " 899 - حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا نَحْوَهُ مَوْقُوفًا

901 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ الْخُوزِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ وَالْغَازِي ضَمَانُهُمْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ مَاتَ أَحَدُهُمْ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ انْقَلَبُوا انْقَلَبُوا مَغْفُورًا لَهُمْ "

902 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَاسِينُ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §الْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ وَفْدُ اللهِ تَعَالَى يُعْطِيهِمْ مَسْأَلَتَهُمْ، وَيَسْتَجِيبُ دُعَاءَهُمْ، وَيَقْبَلُ شَفَاعَتَهُمْ، وَيُضَاعِفُ لَهُمْ أَلْفَ أَلْفَ ضِعْفٍ "

903 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §خَلَفُ النَّفَقَةِ فِي الْحَجِّ كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى تُضَاعَفُ سَبْعَمِائَةِ ضِعْفٍ "

904 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: -[418]- ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، عَنْ حَرْبِ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُهَيْرٍ الضُّبَعِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْحَجُّ سَبِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ تُضَاعَفُ نَفَقَتُهُ سَبْعَمِائَةِ ضِعْفٍ "

905 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §وَفْدُ اللهِ ثَلَاثَةٌ: الْحَاجُّ، وَالْمُعْتَمِرُ، وَالْغَازِي " 906 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ طَلْحَةَ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، نَحْوَ مَا حَدَّثَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، مَوْقُوفًا، وَزَادَ فِيهِ: " أُولَئِكَ يَسْأَلُونَ اللهَ تَعَالَى فَيُعْطِيهِمْ سُؤْلَهُمْ "

907 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ -[419]- أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمَكَّةَ: " §الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ تَعَالَى، يُعْطِيهِمْ مَا سَأَلُوا، وَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ فِيمَا دَعَوْا، وَيُخْلِفُ لَهُمْ مَا أَنْفَقُوا، وَيُضَاعِفُ لَهُمُ الدِّرْهَمَ أَلْفَ أَلْفَ دِرْهَمٍ " فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي وَأُمِّي أَيْنَ هَذِهِ الْمُضَاعَفَةُ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا نَفَقَاتُهُمْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُعَجِّلَنَّهَا لَهُمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا، وَأَمَّا الْأَلْفُ الْأَلْفِ فَهِيَ فِي الْآخِرَةِ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَلدِّرْهَمُ الْوَاحِدُ مِنْهَا أَثْقَلُ مِنْ جَبَلِكُمْ هَذَا " وَأَشَارَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي قُبَيْسٍ

908 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَعْدٍ قَالَ: ثنا خَلِيفَةُ بْنُ فُلَانٍ، وَهُوَ شَبَابٌ قَالَ: ثنا مُعَاذُ بْنُ حَيَّانَ الْهُذَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: لَا تَسُبُّوا أَهْلَ الْيَمَنِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §أَهْلُ الْيَمَنِ زَيْنُ الْحَاجِّ "

909 - حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ الْمُسْلِمِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ -[420]- قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحَوَارِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §خَمْسُ دَعَوَاتٍ لَا يُرْدَدْنَ: دَعْوَةُ الْحَاجِّ حَتَّى يَصْدُرَ، وَدَعْوَةُ الْغَازِي حَتَّى يَرْجِعَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ حَتَّى يُنْصَرَ، وَدَعْوَةُ الْمَرِيضِ حَتَّى يَبْرَأَ، وَدَعْوَةُ الرَّجُلِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ " قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَأَعْجَلُهُنَّ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى دَعْوَةُ الْأَخِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ "

910 - وَحَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سُئِلَ طَاوُسٌ: §الْحَجُّ أَفْضَلُ أَمِ الصَّدَقَةُ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ؟ فَقَالَ طَاوُسٌ: " فَأَيْنَ الْحِلُّ وَالرَّحِيلُ، وَالنَّصَبُ وَالسَّهَرُ فِي الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ وَالْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ وَجَمْعٍ، وَرَمْيِ الْجِمَارِ " كَأَنَّهُ يَقُولُ: أَنَّهُ أَفْضَلُ

911 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا فَائِدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " يَقِفُ الْمُسْلِمُونَ بَيْنَ هَذِهِ الْأَجْبُلِ، قَالَ: فَيُلَبِّي الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، قَالَ: فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " §لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، اسْتَجَبْتُ دَعْوَتَكَ، وَقَبِلْتُ نَفَقَتَكَ، وَغَفَرْتُ لَكَ ذَنْبَكَ، فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ يَا مُؤْمِنُ "

912 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ -[421]- قَالَ: ثنا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ السَّلُولِيِّ قَالَ: إِنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ قَالَ: " §الْغَازِي وَافِدٌ عَلَى اللهِ تَعَالَى، وَالْحَاجُّ وَافِدٌ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، كُلَّمَا كَبَّرَ مِنْهُمْ مُكَبِّرٌ وَأَهَلَّ بَلَّغَتْهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْبُشْرَى " فَقَالَ مِرْدَاسٌ: بِمَاذَا يُبَشِّرُونَهُ؟ قَالَ كَعْبٌ: " فَهِمْتَ مَنْ أَنْتَ يَا ابْنَ أَخِي؟ " فَانْتَسَبَ لَهُ، فَقَالَ كَعْبٌ: " فَإِنَّا نَزْعُمُ ذَلِكَ "

913 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " §إِذَا كَبَّرَ الْحَاجُّ أَوِ الْمُعْتَمِرُ أَوِ الْغَازِي، كَبَّرَ الرَّبْوُ الَّذِي يَلِيهِ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ الْأُفُقُ "

914 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §-[422]- أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الْعَجُّ وَالثَّجُّ " يَعْنِي بِالْعَجِّ التَّلْبِيَةَ، وَالثَّجِّ نَحْرَ الْبُدْنِ

915 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَحْلَا، عَنْ مِرْدَاسٍ الْجُنْدَعِيُّ قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ كَعْبٌ، فَحَدَّثَنَا حَدِيثًا قَالَ: " §مَا مِنْ حَاجٍّ وَلَا مُعْتَمِرٍ يُكَبِّرُ تَكْبِيرَةً إِلَّا كَبَّرَ الشَّرَفُ الَّذِي يَلِيهِ إِلَى مُنْتَهَاهُ مِنْ أَطْرَافِ الْأَرْضِ، وَلَا لَبَّى تَلْبِيَةً إِلَّا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ كُلِّ تَلْبِيَةٍ: أَبْشِرْ "، فَقُلْتُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ مَا يُبَشِّرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا بِالْجَنَّةِ فَقَالَ: " صَدَقْتَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَفِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ يُبَشِّرُهُ بِالْجَنَّةِ، وَمَا رَفَعَ بَعِيرُهُ خُفَّهُ وَلَا وَضَعَهُ إِلَّا كَتَبَ اللهُ تَعَالَى لَهُ بِهِ حَسَنَةً، وَكَفَّرَ عَنْهُ سَيِّئَةً، فَإِذَا طَافَ كَانَ طَوَافُهُ عَدْلَ رَقَبَةٍ، فَإِذَا رَكَعَ رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ أَعْطَاهُ اللهُ تَعَالَى أَجْرًا، فَإِذَا مَسَحَ الرُّكْنَ حِينَ يَخْرُجُ إِلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرًا، فَإِذَا سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرًا عَظِيمًا، فَإِذَا طَافَ طَوَافَ الْوَدَاعِ، وَضَعَ الْمَلَكُ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَقَالَ: ائْتَنِفِ الْعَمَلَ، فَقَدْ غُفِرَ لَكَ "

916 - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: ثنا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ -[423]- اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا مِنْ عَبْدٍ يَضْحَى مُحْرِمًا مُلَبِّيًا فَغَابَتِ الشَّمْسُ إِلَّا غَابَتْ بِذُنُوبِهِ، فَكَانَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " 917 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَا: ثنا مُطَرِّفٌ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ

918 - حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ رَجُلَانِ: أَحَدُهُمَا أَنْصَارِيٌّ، وَالْآخَرُ ثَقَفِيٌّ، فَابْتَدَرَا الْمَسْأَلَةَ، فَبَدَرَهُ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَخَا ثَقِيفٍ سَبَقَكَ الْأَنْصَارِيُّ بِالْمَسْأَلَةِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنِّي أُبْدِيهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَلْ عَنْ حَاجَتِكَ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ بِمَا جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْهُ قَالَ: ذَاكَ أَعْجَبُ إِلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِنَّكَ جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْ صَلَاتِكَ بِاللَّيْلِ، وَعَنْ رُكُوعِكَ، وَعَنْ سُجُودِكَ، وَعَنْ قِيَامِكَ، وَعَنْ غُسْلِكَ مِنَ الْجَنَابَةِ قَالَ: أَيْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنَّ ذَلِكَ لَلَّذِي جِئْتُ أَسْأَلُ عَنْهُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا صَلَاتُكَ بِاللَّيْلِ، فَصَلِّ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَآخِرَ اللَّيْلِ قَالَ: أَفَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ صَلَّيْتُ وَسَطَهُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: -[424]- فَأَنْتَ إِذًا أَنْتَ، فَأَمَّا رُكُوعُكَ، وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَرْكَعَ فَاجْعَلْ كَفَّيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ، وَافْرُجْ بَيْنَ أَصَابِعِكَ، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَانْتَصِبْ قَائِمًا حَتَّى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ إِلَى مَكَانِهِ، فَإِذَا سَجَدْتَ فَأَمْكِنْ جَبْهَتَكَ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَنْقُرْ، وَأَمَّا صِيَامُكَ، فَصُمْ مِنَ الْأَيَّامِ الْبِيضِ، يَوْمَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ، وَأَمَّا الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ أَفِضْ عَلَى رَأْسِكَ، ثُمَّ أَفِضْ عَلَى سَائِرِ جَسَدِكَ، ثُمَّ أَقْبَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْأَنْصَارِيِّ فَقَالَ: يَا أَخَا الْأَنْصَارِ سَلْ عَنْ حَاجَتِكَ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ بِالَّذِي جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْهُ قَالَ: فَذَاكَ أَعْجَبُ إِلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِنَّكَ جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ خُرُوجِكَ مِنْ بَيْتِكَ تُرِيدُ الْبَيْتَ الْحَرَامَ مَاذَا لَكَ فِيهِ؟ وَعَنْ وُقُوفِكَ بِعَرَفَاتٍ، تَقُولُ: مَاذَا لِي فِيهِ؟ وَعَنْ طَوَافِكَ بِالْبَيْتِ، وَتَقُولُ: مَاذَا لِي فِيهِ؟ وَعَنْ رَمْيِكَ الْجَمْرَةِ، وَتَقُولُ: مَاذَا لِي فِيهِ؟ وَعَنْ حَلْقِكَ رَأْسَكَ وَتَقُولُ: مَاذَا لِي فِيهِ؟، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ: إِنَّ هَذَا لَلَّذِي جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا خُرُوجُكَ مِنْ بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ مَوْطِئَةٍ تَطَأُهَا رَاحِلَتُكَ أَنْ يُكْتَبَ لَكَ بِهَا حَسَنَةٌ، وَتُمْحَى عَنْكَ سَيِّئَةٌ، فَإِذَا وَقَفْتَ بِعَرَفَاتٍ فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ لِمَلَائِكَتِهِ: " هَؤُلَاءِ §عِبَادِي جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، يَرْجُونَ رَحْمَتِي، وَيَخَافُونَ عَذَابِي، وَهُمْ لَا يَرَوْنِي، فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي، فَلَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ رَمْلِ عَالِجٍ ذُنُوبًا، أَوْ قَطْرِ السَّمَاءِ، أَوْ عَدَدِ أَيَّامِ الدُّنْيَا "، غَسَلَهَا اللهُ عَنْكَ، وَأَمَّا رَمْيُ الْجِمَارِ فَإِنَّ ذَلِكَ مَدْخٌورٌ لَكَ عِنْدَ رَبِّكَ، فَإِذَا حَلَقْتَ رَأْسَكَ كَانَ لَكَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ تَسْقُطُ مِنْ رَأْسِكَ أَنْ يُكْتَبَ لَكَ حَسَنَةٌ، وَيُمْحَى عَنْكَ سَيِّئَةٌ، فَإِذَا طُفْتَ بِالْبَيْتِ خَرَجْتَ مِنْ ذُنُوبِكَ وَلَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا شَيْءٌ -[425]- 919 - وَسَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ يُحَدِّثُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِنَحْوٍ مِنْ ذَلِكَ 920 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلَيْنِ أَتَيَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدُهُمَا مِنَ الْأَنْصَارِ، وَالْآخَرُ مِنْ ثَقِيفٍ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ مُجَاهِدٍ

§ذِكْرُ الْمَغْفِرَةِ لِلْحُجَّاجِ، وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ

ذكر المغفرة للحجاج، ولمن استغفر له الحاج

921 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الشَّامِيُّ، -[426]- وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ مِنَ الْأَبْدَالِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §الْحَاجُّ يَشْفَعُ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ، وَفِي أَرْبَعِمِائَةٍ مِنْ عَشِيرَتِهِ، وَيُغْفَرُ لَهُ، وَيُبَارَكُ فِي أَرْبَعِينَ بَعِيرًا مِنْ أُمَّهَاتِ الْبَعِيرِ الَّذِي حَمَلَهُ " قَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا مُوسَى مَا يَعْدِلُ الْحَجَّ إِنْ تَرَكَهُ الرَّجُلُ؟ قَالَ: " أَيَطِيقُ أَنْ يُعْتِقَ سَبْعِينَ رَقَبَةً " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَأَمَّا الْحِلُّ وَالِارْتِحَالُ فَلَا يُعْرَفُ لَهُ عَدْلًا وَلَا ثِقَلًا " يَعْنِي مِنَ الْأَعْمَالِ 922 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو الضَّحَّاكِ الْخَيَّاطُ قَالَ: ثنا رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ قَدْ سَمَّاهُ قَالَ: شَهِدْتُ مَجْلِسَ الْأَشْعَرِيِّ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: يَشْفَعُ الْحَاجُّ، فَذَكَرَ نَحْوَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ

923 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْخٍ لَهُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْحَاجُّ يُغْفَرُ لَهُ، وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ إِلَى انْسِلَاخِ الْمُحَرَّمِ "

924 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الشَّامِيِّ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §الْحَاجُّ وَفْدُ اللهِ الَّذِي يُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا، وَيُسْتَجَابُ لَهُمْ إِذَا دَعَوْا، وَيُخْلَفُ لَهُمْ مَا أَنْفَقُوا "

925 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا لَقِيتَ الْحَاجَّ فَصَافِحْهُ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَمُرْهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكَ، فَإِنَّهُ مَغْفُورٌ لَهُ "

926 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §ثَلَاثَةٌ فِي ضَمَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، وَرَجُلٌ خَرَجَ حَاجًّا "

927 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا يَاسِينُ -[428]- الزَّيَّاتُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُحَرَّرُ بْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا أَهَلَّ حَاجٌّ قَطُّ إِلَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ بِذُنُوبِهِ "

928 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ §مَنْ حَلَّ فَلَاةً مِنَ الْأَرْضِ، فَحَاجُّ بَيْتِ اللهِ، وَالْمُعْتَمِرُ، وَابْنُ السَّبِيلِ أَحَقُّ بِالظِّلِّ، وَلَا تَحْجُرُوا عَلَى النَّاسِ الْأَرْضَ "

929 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ " قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ " قِيلَ لَهُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ "

§ذِكْرُ ائْتِنَافِ الْعَمَلِ بَعْدَ الْحَجِّ، وَفَضْلُ ذَلِكَ وَتَفْسِيرِهِ

ذكر ائتناف العمل بعد الحج، وفضل ذلك وتفسيره

930 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ قَضَى نُسُكَهُ وَقَدْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "

931 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ، وَالْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا "

932 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ الصَّائِغُ قَالَ: أنا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَهَيْئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " 933 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِنَحْوِهِ

934 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ وَاصِلٍ، مَوْلَى ابْنِ أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: " §مَنْ خَرَجَ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ لَمْ يَنْهَزْهُ غَيْرُهُ رَجَعَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ "

935 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَدْ قَضَى نُسُكَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §أَحَجَجْتَ؟ " قَالَ الرَّجُلُ: نَعَمْ قَالَ: " أَفَتَجَنَّبْتَ مَا نُهِيتَ عَنْهُ؟ " قَالَ: مَا آلَوْتُ قَالَ: " اسْتَقْبِلْ عَمَلَكَ "

936 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَكَعْبٌ قَرِيبٌ مِنْ مَجْلِسِنَا الَّذِي نَحْنُ فِيهِ إِذْ سَمِعَ التَّكْبِيرَ وَالدُّعَاءَ، وَأَنَاخَ قَوْمٌ، قَالَ كَعْبٌ: " لَوْ يَعْلَمُ الْقَوْمُ بِمَنْ نَزَلُوا بِالْمَسَاجِدِ، §لَوْ يَعْلَمُ الْقَوْمُ بِمَا يَرْجِعُونَ بِهِ مِنَ الْفَضْلِ وَالرِّضْوَانِ بَعْدَ الْمَغْفِرَةِ لَقَرَّتْ أَعْيُنُهُمْ "

937 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا الْهَيْثَمُ قَالَ: ثنا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: " §حَجَّةٌ أَفْضَلُ مِنْ عُمْرَتَيْنِ، وَعُمْرَةٌ أَفْضَلُ مِنْ رَكْبَةٍ إِلَى الْبَيْتِ الْمُقَدَّسِ "

938 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، وَقَدْ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: " §مَنْ أَمَّ هَذَا الْبَيْتَ فَأَرَادَ دُنْيَا أَعْطَاهُ اللهُ الدُّنْيَا، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ أَعْطَاهُ اللهُ الْآخِرَةَ "

939 - حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ قَالَ: إِنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ نَظَرَ إِلَى قَوْمٍ قَدْ حَجُّوا، فَقَالَ: " §اجْمَعُوا حَوَائِجَكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ وَفْدُ اللهِ تَعَالَى، ثُمَّ سَلُوهُ "

940 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ أَبُو سُلَيْمَانَ الشَّامِيُّ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ، يَقُولُ: أَرَدْتُ الْحَجَّ، فَسَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: " §إِنْ تَكُنْ نِيَّتُكَ صَادِقَةً وَأَصْلُ نَفَقَتِكَ طَيِّبَةً، وَصُرِفَ عَنْكَ الشَّيْطَانُ حَتَّى تَفْرُغَ مِنْ عَقْدِ حَجِّكَ، عُدْتَ مِنْ سَيِّئَاتِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْكَ أَمُّكَ "

941 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ -[433]- 942 - قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، جَمِيعًا، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى إِيمَانٌ لَا شَكَّ فِيهِ، وَغَزْوٌ لَا غُلُولُ فِيهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ " قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: مَبْرُورٌ مُكَفِّرٌ خَطَايَا ثَلَاثِ سِنِينَ

943 - وَحَدَّثَنِي سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ هَمَّامٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " §مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، وَلَمْ يُجَادِلْ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَاسْتَأْنَفَ الْعَمَلَ "

944 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ -[434]- بْنَ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمٍ مَرُّوا عَلَيْهِ: " §ائْتَنِفُوا الْعَمَلَ "

945 - حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ زُبَيْدٍ قَالَ: حَجَجْنَا، فَلَمَّا قَضَيْنَا نُسُكَنَا، مَرَرْنَا بِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ؟ فَقُلْنَا: مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، قَالَ: " وَإِيَّاهُ أَرَدْتُمْ، أَوْ عَمَدْتُمْ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: " §فَاسْتَأْنِفُوا إِذًا الْعَمَلَ، فَقَدْ كُفِيتُمْ مَا مَضَى " 946 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَاسِينُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، نَحْوَهُ

947 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: -[435]- حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمِّ أَبِيهِ رَبِيعِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْوَنَةَ بْنِ شَعُوبَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي أَوْ مُتَّكِئٌ عَلَيْهَا، فَنَظَرَ إِلَى رَكْبٍ قَدْ أَتْعَبُوا رَوَاحِلَهُمْ صَادِرِينَ عَنِ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §لَوْ يَعْلَمُ الرَّكْبُ أَوِ الرُّكَيْبُ بِمَا يَنْقَلِبُونَ بِهِ مِنَ الْفَضْلِ بَعْدَ الْمَغْفِرَةِ مَا وَضَعَتْ خُفًّا وَلَا رَفَعَتْ خُفًّا إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُمْ بِهَا حَسَنَةً، وَمَحَا عَنْهُمْ بِهَا سَيِّئَةً "

948 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " §كَانُوا إِذَا قَضَوْا حَجَّهُمْ تَصَدَّقُوا بِشَيْءٍ، وَيَقُولُونَ: اللهُمَّ هَذَا عَمَّا لَا نَعْلَمُ "

949 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: ثنا سَعْدٌ قَالَ: -[436]- ثنا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ حَجَّ فَزَارَ قَبْرِي بَعْدَ وَفَاتِي كَانَ كَمَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي "

§ذِكْرُ فَضْلِ حَاجِّ الْكَعْبَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ، وَالتَّرْغِيبِ فِي مُوَافَاةِ الْحَجِّ وَتَفْسِيرِهِ

ذكر فضل حاج الكعبة يوم القيامة على الناس، والترغيب في موافاة الحج وتفسيره

950 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو بَكْرٍ الْبَحْرَانِيُّ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدَةَ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَظُنُّهُ رَفَعَهُ، قَالَ: " §تُحْشَرُ الْكَعْبَةُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ مُتَعَلِّقًا بِأَسْتَارِهَا كُلُّ مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ "

951 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ -[437]- اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: " إِنَّ §عَبْدًا أَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ لَمْ يَفِدْ إِلَيَّ فِي كُلِّ أَرْبَعَةِ أَعْوَامٍ لَمَحْرُومٌ " 952 - وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَبْدَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِيهَا، نَحْوَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْبَحْرَانِيِّ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَتَقُولُ الصَّخْرَةُ: مَرْحَبًا بِالزَّائِرِ وَالْمَزُورِ

953 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، أَوْ غَيْرُهُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: " إِنَّ §عَبْدًا أَصْحَحْتُ جِسْمَهُ، وَأَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ فِي الدُّنْيَا، فَلَا يَفِدُ إِلَيَّ فِي خَمْسَةِ أَعْوَامٍ أَوْ أَرْبَعَةِ أَعْوَامٍ مَحْرُومٌ "

954 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَغْدَادِيُّ أَيْضًا قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ قَالَ: ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §لَيَدْخُلَنَّ بَيْتُ اللهِ مَسْجِدَ اللهِ " يَعْنِي أَنَّهُ يُذْهَبُ بِالْكَعْبَةِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ

§ذِكْرُ سُرْعَةِ السَّيْرِ لِحَجِّ الْبَيْتِ وَمَنْ فَعَلَهُ

ذكر سرعة السير لحج البيت ومن فعله

955 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ كَرَامَةَ قَالَ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " §أَهْلَلْتُ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ بِالْكُوفَةِ، وَوَافَيْتُ الْمَوْسِمَ، فَلَمْ يَعِبْ عَلَيَّ ذَلِكَ أَبُو مُوسَى "

956 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عِمْرَانَ الْجُعْفِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ -[439]- بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: " §الْمُسْرِعُونَ مِنَ الْأَمْصَارِ إِلَى مَكَّةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْمُسْرِعِينَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْأَمْصَارِ "

957 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ طَرْخَانَ، عَنْ عَبْدِ اللِّهِ بْنِ طَاوُسٍ قَالَ: كُنَّا نَخْرُجُ مَعَ أَبِي إِلَى مَكَّةَ، فَيَسِيرُ بِنَا شَهْرًا، فَإِذَا رَجَعْنَا سَارَ بِنَا شَهْرَيْنِ فَنُكَلِّمُهُ فِي ذَلِكَ، فَيَقُولُ: " إِنَّ §الرَّجُلَ فِي سَبِيلِ الْحَجِّ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ "

958 - حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُوسَى قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ قَالَ: ثنا سُلَيْمٌ يَعْنِي ابْنَ أَخْضَرَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: §سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ سُرْعَةِ الْمَسِيرِ لِمَكَّةَ فَقَالَ: " لَا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا "

959 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: " كَانَ - يَعْنِي حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ -، وَأَصْحَابٌ لَهُ §يَتَأَخَّرُونَ فِي الْخُرُوجِ إِلَى مَكَّةَ - يَعْنِي ثُمَّ يُسْرِعُونَ - فَكَانَ إِبْرَاهِيمُ لَا يُعْجِبُهُ ذَلِكَ "

§ذِكْرُ الْمَقَامِ وَفَضْلِهِ

ذكر المقام وفضله

960 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْمَرْوَزِيُّ السُّلَمِيُّ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: ثنا رَجَاءٌ أَبُو يَحْيَى قَالَ: ثنا مُسَافِعُ بْنُ شَيْبَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ: أَشْهَدُ بِاللهِ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §الرُّكْنُ وَالْمَقَامُ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَوَاقِيتِ الْجَنَّةِ طَمَسَ اللهُ تَعَالَى نُورَهُمَا، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَأَضَاءَ نُورُهُمَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " 961 - حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْأَزْرَقِ قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ -[441]- 962 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُسَافِعٍ الْحَجَبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، نَحْوَهُ مَوْقُوفًا

963 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَا: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " وَافَقَنِي رَبِّي " وَقَالَ يَعْقُوبُ " وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ "، فَذَكَرَ إِحْدَاهُنَّ، قُلْتُ: " يَا رَسُولَ اللهِ، §لَوِ اتَّخَذْتَ مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]

964 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " إِنَّ §جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ جَاءَ بِالْمَقَامِ حَتَّى وَضَعَهُ تَحْتَ رِجْلِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

965 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيِّ قَالَ: " §رَأَيْتُ الْمَقَامَ فِي عَهْدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مُلْصَقًا بِالْبَيْتِ مِثْلَ الْمَهَاةِ "

966 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدٍ الْمُسَاحِقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَامِرِيُّ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ الْأَثَرِ الَّذِي فِي الْمَقَامِ فَقَالَ: " كَانَتِ الْحِجَارَةُ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْيَوْمَ إِلَّا أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ الْمَقَامَ آيَةً مِنْ آيَاتِهِ، فَلَمَّا §أُمِرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ قَامَ عَلَى الْمَقَامِ، فَارْتَفَعَ الْمَقَامُ حَتَّى كَانَ أَطْوَلَ الْجِبَالِ، وَأَشْرَفَ عَلَى مَا تَحْتَهُ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ -[443]- أَجِيبُوا رَبَّكُمْ، قَالَ: فَأَجَابَهُ النَّاسُ، فَقَالُوا: لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، فَكَانَ أَثَرُهُ فِيهِ، فَلَمَّا فَرَغَ أَمَرَ بِالْمَقَامِ، فَوَضَعَهُ قِبْلَتَهُ، فَكَانَ يُصَلِّي إِلَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْبَابِ، ثُمَّ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُمِرَ أَنْ يُصَلِّيَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُهَاجِرَ وَبَعْدَ أَنْ هَاجَرَ، فَأَحَبَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَصْرِفَهُ إِلَى قِبْلَتِهِ الَّتِي رَضِيَ لِنَفْسِهِ وَلِأَنْبِيَائِهِ، فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى الْمِيزَابِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ قَدِمَ مَكَّةَ، فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى الْمَقَامِ، وَهُوَ مُلْصَقٌ بِالْكَعْبَةِ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

967 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى لِبَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " إِنَّ §الْمَقَامَ مِثْلُ الْمَهَاةِ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي يُصَلِّي إِلَيْهِ وَيَكُونُ قِبْلَةً لِلْمُسْلِمِينَ "

968 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §لَيْسَ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ، وَإِنَّهُمَا جَوْهَرَتَانِ مِنْ جَوْهَرِ الْجَنَّةِ، وَلَوْلَا مَا مَسَّهُمَا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ مَا مَسَّهُمَا ذُو عَاهَةٍ إِلَّا شَفَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ "

969 - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §الرُّكْنُ وَالْمَقَامُ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ، وَإِلَيْهَا يَصِيرَانِ، وَلَوْلَا مَا مَسَّ هَذَا الرُّكْنَ مِنَ الْأَنْجَاسِ لَأَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ "

970 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانِ ابْنِ بِنْتِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَذَكَرَ مُجَاهِدٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ §الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ نَزَلَا مِنَ السَّمَاءِ لَهُمَا نُورٌ، فَلَمَّا وُضِعَا فِي الْأَرْضِ طُفِئَ نُورُهُمَا، وَلَوْلَا مَا أَطْفَأَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ نُورِهِمَا؛ لَأَضَاءَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، آنَسَ اللهُ تَعَالَى بِهِمَا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَكَانَا يَتَلَأْلَآنِ تَلَأْلُؤًا مِنْ شِدَّةِ بَيَاضِهِمَا، وَأَخَذَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ الرُّكْنَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ اسْتِئْنَاسًا بِهِ، وَلَوْلَا مَا طَبَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَيْدِي الْجَاهِلِيَّةِ لَأَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَلَيْسَ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ، فَإِنَّهُمَا جَوْهَرَتَانِ مِنْ جَوْهَرِ الْجَنَّةِ، يَأْتِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ، لَهُمَا عَيْنَانِ وَشَفَتَانِ يَشْهَدَانِ لِمَنْ وَافَاهُمَا بِالْوَفَاءِ "

971 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ -[445]- ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " {§فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} [آل عمران: 97] ، ثُمَّ انْتَهَى، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي ذَكَرَ هَاهُنَا، فَمَقَامُهُ هَذَا الَّذِي فِي الْمَسْجِدِ " قَالَ عَطَاءٌ: " وَمَقَامُ إِبْرَاهِيمَ مَعَهُ كَثِيرٌ، مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ الْحَجُّ "، ثُمَّ فَسَّرَ لِي عَطَاءٌ فَقَالَ: " الْمُعَرَّفُ وَالصَّلَاتَانِ بِعَرَفَةَ، وَالْمَشْعَرُ، وَالصَّفَا وَالْمَرْوَةُ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ، وَالطَّوَافُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ "، قُلْتُ: فَسَّرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ الْحَجُّ كُلُّهُ، قَالَ: قُلْتُ: أَسَمِعْتَ ذَلِكَ لِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ مِنْهُ "

972 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] قَالَ: " الْحَجُّ كُلُّهُ مُصَلًّى، وَمَدْعًى "

§ذِكْرُ قِيَامِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى الْمَقَامِ وَأَذَانِهِ عَلَيْهِ بِالْحَجِّ، وَفَضَلِ الْمَقَامِ

ذكر قيام إبراهيم عليه الصلاة والسلام على المقام وأذانه عليه بالحج، وفضل المقام

973 - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، عَرَضْتُهُ عَلَيْهِ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ -[446]- عِيسَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَمَّا فَرَغَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ بِنَاءِ الْبَيْتِ أَمَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُنَادِيَ فِي الْحَجِّ، فَقَامَ عَلَى الْمَنَارِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ بَنَى لَكُمْ بَيْتًا فَحُجُّوهُ، وَأَجِيبُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَأَجَابُوهُ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ: أَجَبْنَاكَ أَجَبْنَاكَ، لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، قَالَ: " فَكُلُّ مَنْ حَجَّ الْيَوْمَ فَهُوَ مِمَّنْ أَجَابَ إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَدْرِ مَا لَبَّى " 974 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [الحج: 27] فَذَكَرَ نَحْوَهُ

975 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §فَوَقَرَتْ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ "

976 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: " لَمَّا فَرَغَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ بِنَاءِ الْبَيْتِ -[447]- قَامَ عَلَى الْمَقَامِ فَنَادَى نِدَاءً فَسَمِعَهُ أَهْلُ الْأَرْضِ: " أَلَا إِنَّ §رَبَّكُمْ قَدْ بَنَى بَيْتًا، فَحُجُّوهُ " قَالَ دَاوُدُ: " فَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَنْ حَجَّ الْيَوْمَ مِمَّنْ أَجَابَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

977 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَامَ عَلَى الْمَقَامِ فَقَالَ: " إِنَّ §رَبَّكُمْ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَحُجُّوا هَذَا الْبَيْتَ، فَأَجَابَهُ الْخَلْقُ بِالتَّلْبِيَةِ: لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ "

978 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [الحج: 27] قَالَ: " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ §اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ، فَوَقَرَتْ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ " 979 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: أَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " تَطَاوَلَ الْمَقَامُ بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حَتَّى كَانَ كَأَطْوَلِ جَبَلٍ

980 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ، أَوْ بَلَغَنِي عَنْهُ عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] قَالَ: فَمَقَامُ إِبْرَاهِيمَ الْمَشَاعِرُ كُلُّهَا: عَرَفَةُ، وَالْمُزْدَلِفَةُ، وَمِنًى وَمَوَاقِفُ الْحَجِّ كُلُّهَا " قَالَ الْأَخْطَلُ يَهْجُو جَرِيرًا، وَيَفْخَرُ بِقَوْمِهِ وَيَذْكُرُ وَطْأَهُمْ هَذِهِ الْمَشَاعِرَ: [البحر الكامل] فَانْعِقْ بِضَأْنِكَ يَا جَرِيرُ فَإِنَّمَا ... مَنَّتْكَ نَفْسُكَ فِي الْخَلَاءِ ضَلَالَا مَنَّتْكَ نَفْسُكَ أَنْ تُسَامِيَ دَارِمًا ... أَوْ أَنْ تُوَازِيَ حَاجِبًا وَعِقَالَا وَلَقَدْ وَطِئْنَ عَلَى الْمَشَاعِرِ مِنْ مِنًى ... حَتَّى قَذَفْنَ عَلَى الْجِبَالِ جِبَالَا

981 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: أَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §تَطَاوَلَ الْمَقَامُ بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حَتَّى كَانَ كَأَطْوَلِ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ، فَنَادَى: أَيُّهَا النَّاسُ أَجِيبُوا رَبَّكُمْ، فَأَسْمَعَ مَنْ تَحْتَ التُّخُومِ، فَمَنْ حَجَّ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَهُوَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ " -[449]- 982 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا أُمِرَ أَنْ يُؤَذِّنَ بِالْحَجِّ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ: " فَكَانَتْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَوْلُهُمُ: لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، إِجَابَةً إِلَى مَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ "

983 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §الْمَقَامُ مِنْ جَوْهَرِ الْجَنَّةِ "

984 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §قَرَأَ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] "

985 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَمَّنْ، حَدَّثَهُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §هَذَا مَقَامُ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ " قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ -[450]- عَنْهُ: أَفَلَا نَتَّخِذُهُ مُصَلًّى؟ فَقَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] "

§ذِكْرُ الْأَثَرِ الَّذِي فِي الْمَقَامِ وَمَوْضِعِ قَدَمِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِيهِ وَتَفْسِيرِهِ

ذكر الأثر الذي في المقام وموضع قدم إبراهيم عليه الصلاة والسلام فيه وتفسيره

986 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: إِنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ قَالَ: " §رَأَيْتُ الْمَقَامَ فِيهِ أَصَابِعُهُ، وَأَخْمَصُ قَدَمَيْهِ، وَالْعَقِبُ غَيْرَ أَثَرٍ أَذْهَبَهُ مَسْحُ النَّاسِ بِأَيْدِيهِمْ " 987 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ الْيَمَانِيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَا: ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ نَحْوَ ذَلِكَ

988 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدٍ، -[451]- عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَكَانَ قَدْ رَحَلَ مَعَ قُرَيْشٍ الرِّحْلَتَيْنِ، قَالَ: " §الْأَثَرُ الَّذِي فِي الْمَقَامِ أَنَّ امْرَأَةَ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَاءَتْهُ يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ بِالْمَقَامِ وَهُوَ عَلَى دَابَّتِهِ الْبُرَاقِ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى وَأَدْنَى شِقَّ رَأْسِهِ الْأَيْمَنَ فَغَسَلَتْهُ، ثُمَّ حَوَّلَتِ الْحَجَرَ فَوَضَعَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَهُوَ أَثَرُهُ فِي الْمَقَامِ "

989 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} [آل عمران: 97] أَيْ قَدَمُهُ فِي الْمَقَامِ آيَةٌ بَيِّنَةٌ، وَكَانَ يَقُولُ أَيْضًا: الْآيَةُ الْبَيِّنَةُ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ "

990 - حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدٍ قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §رَأَيْتُ الْمَقَامَ وَمَوْضِعَ الْعَقِبِ، وَهُوَ حِينَ قَامَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى الْمَقَامِ، فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ "

991 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: أَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} [آل عمران: 97] قَالَ: عَدَّهُنَّ الْحَسَنُ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أَصَابِعِهِ: " مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا " وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنَّ رَجُلًا كَانَ بِمَكَّةَ يُقَالُ لَهُ جُرَيْجٌ يَهُودِيٌّ، أَوْ نَصْرَانِيٌّ، فَأَسْلَمَ بِمَكَّةَ فَفُقِدَ الْمَقَامُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَطُلِبَ فَوُجِدَ عِنْدَهُ، أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَهُ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ قَالَ: فَأُخِذَ مِنْهُ، وَضُرِبَتْ عُنُقُ جُرَيْجٍ وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَذْكُرُ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ، وَالْأَثَرَ الَّذِي فِيهِ: [البحر الرجز] الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْأَعْظَمِ ... بَانِي السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ سُلَّمِ وَرَبِّ هَذَا الْأَثَرِ الْمُقَسَّمِ ... مِنْ عَهْدِ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يُطَسَّمِ بِحَيْثُ دَلَّى قَدَمًا لَمْ تُذْأَمِ وَقَوْلُهُ: الْمُقَسَّمِ، يَعْنِي الْمُحَسَّنِ، يُقَالُ: فُلَانٌ قَسِيمُ الْوَجْهِ إِذَا كَانَ حَسَنًا، وَقَوْلُهُ: لَمْ تُذْأَمِ: أَيْ لَمْ تُعَبْ

§ذِكْرُ الْجُلُوسِ خَلْفَ الْمَقَامِ وَمَنْ جَلَسَ خَلْفَهُ

ذكر الجلوس خلف المقام ومن جلس خلفه

992 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، -[453]- عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَهُ خَلْفَ الْمَقَامِ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا، أَوْ خَلَّفَهُ فِي أَهْلِهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ "

993 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ إِنِّي وَعَطَاءٌ لَجَالِسَانِ وَرَاءَ الْمَقَامِ ذَاتَ عَشِيَّةٍ مَا مَعَنَا أَحَدٌ، إِذْ جَاءَ الْأَعْمَشُ، فَاسْتَقْبَلْتُهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَنْبَأْتَنِي أَنَّكَ سَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ خَالِصًا؟ " فَقَالَ لَهُ: قَدْ أَخْبَرْنَاكَ فَدَعْنَا مِنْكَ

994 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ لَيْلَةً جَالِسًا خَلْفَ الْمَقَامِ لَا يُصَلِّي، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: " يَا سُفْيَانُ، أَلَمْ يَنْهَكَ أَبُوكَ عَنْ إِتْيَانِنَا؟ " قَالَ: قُلْتُ: دَعْنِي مِنْ هَذَا، أَرَاكَ اللَّيْلَةَ جَالِسًا لَا تُصَلِّي؟ قَالَ: " إِنِّي §وُعِكْتُ اللَّيْلَةَ، وَلَا أَقْدِرُ عَلَى الصَّلَاةِ، أَكْرَهُ أَنْ أَنَامَ فَأَتَعَوَّدَ النَّوْمَ "

§ذِكْرُ مَوْضِعِ الْمَقَامِ مِنْ أَوَّلِ مَرَّةٍ، وَرَدِّهِ إِلَى مَوْضِعِهِ، وَذِكْرُ السَّيْلِ الَّذِي أَصَابَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ

ذكر موضع المقام من أول مرة، ورده إلى موضعه، وذكر السيل الذي أصابه في الجاهلية والإسلام

995 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: " §كَانَ الْمَقَامُ فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ، وَإِنَّمَا قَامَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ حِينَ ارْتَفَعَ الْبُنْيَانُ، فَأَرَادَ أَنْ يُشْرِفَ عَلَى الْبِنَاءِ، قَالَ: فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ خَشِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنْ يَطَئُوهُ بِأَقْدَامِهِمْ فَأَخْرَجَهُ إِلَى مَوْضِعِهِ هَذَا الَّذِي هُوَ بِهِ الْيَوْمَ، حِذَاءَ مَوْضِعِهِ الَّذِي كَانَ بِهِ قُدَّامَ الْكَعْبَةِ "

996 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، وَغَيْرَهُ مِنْ أَصْحَابِنَا: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §أَوَّلُ مَنْ رَفَعَ الْمَقَامَ، فَوَضَعَهُ فِي مَوْضِعِهِ الْآنَ، وَإِنَّمَا كَانَ فِي قِبَلِ الْبَيْتِ "

997 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا -[455]- هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى الْكَعْبَةِ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَعْدَهُ، وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَطْرَ إِمَارَتِهِ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: {§وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] فَحَوَّلَهُ إِلَى الْمَقَامِ "

998 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ أُرَاهُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " إِنَّ §الْمَقَامَ كَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سُقْعِ الْبَيْتِ " وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: كَانَ بَيْنَ الْمَقَامِ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ مَمَرُّ الْعَنْزِ

999 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " كَانَ §الْمَقَامُ فِي مَوْضِعِهِ الَّذِي هُوَ بِهِ الْيَوْمَ، وَكَانَتِ السُّيُولُ قَبْلَ أَنْ يُحَصَّنَ الْمَسْجِدُ تَدْخُلُهُ، فَتَدْفَعُهُ مِنْ مَوْضِعِهِ وَتُخْرِجُهُ، حَتَّى جَاءَ سَيْلٌ عَظِيمٌ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَدَفَعَهُ حَتَّى أَلْصَقَهُ بِالْكَعْبَةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَخَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَزِعًا حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ وَهُوَ يُرِيدُ إِعَادَتَهُ إِلَى مَوْضِعِهِ الَّذِي كَانَ فِيهِ، فَطَلَبَ عِلْمَ ذَلِكَ، فَجَاءَهُ الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ، وَكَانَ مُسِنًّا بِذَلِكَ "

1000 - فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الْأَشْرَسِ قَالَ: " كَانَ §سَيْلُ أُمِّ نَهْشَلٍ قَبْلَ أَنْ يَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الرَّدْمَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَاحْتُمِلَ الْمَقَامُ مِنْ مَكَانَهِ، فَلَمْ يُدْرَ أَيْنَ مَوْضِعُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَكَّةَ سَأَلَ مَنْ يَعْلَمُ مَوْضِعَهُ؟، فَقَامَ الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيُّ فَقَالَ: أَنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ كُنْتُ قَدَّرْتُهُ وَذَرَعْتُهُ بِمَقَاطَّ، - وَتَخَوَّفْتُ هَذَا عَلَيْهِ - مِنَ الْحَجَرِ إِلَيْهِ، وَمِنَ الرُّكْنِ إِلَيْهِ، وَمِنْ وَجْهِ الْكَعْبَةِ قَالَ: " ائْتِ بِهِ "، فَجَاءَ بِهِ فَوَضَعَهُ فِي مَوْضِعِهِ هَذَا، وَعَمِلَ الرَّدْمَ عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ سُفْيَانُ: فَذَلِكَ الَّذِي حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ الْمَقَامَ كَانَ عِنْدَ سُقْعِ الْبَيْتِ، فَأَمَّا مَوْضِعُهُ الَّذِي هُوَ مَوْضِعُهُ فَمَوْضِعُهُ الْآنَ، وَأَمَّا مَا يَقُولُ النَّاسُ: إِنَّهُ كَانَ هُنَاكَ فَلَا، وَذَكَرَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الْأَشْرَسِ هَذَا لَا أُمَيِّزُ أَحَدَهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ

1001 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْمَكِّيِّينَ، يَقُولُ: " §كَانَ الْخَيْطُ الَّذِي جَاءَ بِهِ الْمُطَّلِبُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَثْنِيًّا، فَمَدَّهُ، ثُمَّ وَضَعَ الْمَقَامَ إِلَى زَمْزَمَ، وَإِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، وَإِلَى الرُّكْنِ الشَّامِيِّ فَوَجَدَهُ عَلَى مَا قَالَ الْمُطَّلِبُ " -[457]- 1002 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ آلِ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَخْزُومٍ: أَنَا وَاللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ بِمَوْضِعِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ

§ذِكْرُ مَسْحِ الْمَقَامِ وَتَقْبِيلِهِ وَتَعْظِيمِهِ

ذكر مسح المقام وتقبيله وتعظيمه

1003 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ الْحَجَّاجُ يَوْمًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، §فَمَالَ الْمَقَامُ، فَتَنَاوَلَهُ الْحَجَّاجُ لِيُسَوِّيَهُ بِرِجْلِهِ، فَتَقَدَّمَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَغَطَّاهُ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ سَوَّاهُ بِيَدِهِ "

1004 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ بَشِيرٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَتَى عَلَى قَوْمٍ يَمْسَحُونَ الْمَقَامَ، فَقَالَ: " إِنَّكُمْ §لَمْ تُؤْمَرُوا بِمَسْحِهِ، إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالصَّلَاةِ " وَزَادَ غَيْرُهُ: " عِنْدَهُ "

1005 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §أَرَأَيْتَ أَحَدًا يُقَبِّلُ الْمَقَامَ أَوْ يَمَسُّهُ؟ قَالَ: " أَمَّا أَحَدٌ يُعْتَبَرُ بِهِ فَلَا "

1006 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّقِيقِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ، عَنْ عَطَاءٍ: " §أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُقَبِّلَ الرَّجُلُ الْمَقَامَ أَوْ يَمْسَحَهُ "

1007 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §أَرَادَ الْحَجَّاجُ أَنْ يَجْعَلَ رِجْلَهُ عَلَى الْمَقَامِ، فَنَهَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا "

§ذِكْرُ الصَّلَاةِ خَلْفَ الْمَقَامِ، وَأَيْنَ تُسْتَحَبُّ الصَّلَاةُ فِيهِ، وَالدُّعَاءِ خَلْفَ الْمَقَامِ

ذكر الصلاة خلف المقام، وأين تستحب الصلاة فيه، والدعاء خلف المقام

1008 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ §قَدِمَ مَكَّةَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، فَقَرَأَ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] فَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ، ثُمَّ أَتَى الْحَجَرَ فَاسْتَلَمَهُ "

1009 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو الْأَوْبَرِ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: " وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ لَقَدْ §رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى وَعَلَيْهِ نَعْلَاهُ عِنْدَ الْمَقَامِ، فَانْصَرَفَ وَهُمَا عَلَيْهِ "

1010 - حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مَاهَانَ قَالَ: ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ قَالَ: بَيْنَمَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِنْدَ الْمَقَامِ يُصَلِّي حَتَّى أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ لَا يُصَلُّوا فِي نِعَالِهِمْ؟ فَقَالَ: " مَعَاذَ اللهِ، غَيْرَ أَنِّي وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ §صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَكَانِ، وَنَعْلَاهُ فِي رِجْلَيْهِ فَانْصَرَفَ وَهُمَا عَلَيْهِ "

1011 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: ثنا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى الْمَقَامِ، وَهُمْ خَلْفَهُ جُلُوسٌ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ أَهْوَى فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ كَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَثَارُوا، فَأَشَارَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ اجْلِسُوا، فَجَلَسُوا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُمُونِي حِينَ فَرَغْتُ مِنْ صَلَاتِي أَهْوَيْتُ بِيَدِي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ كَأَنِّي أُرِيدُ أَنْ آخُذَ شَيْئًا؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §الْجَنَّةَ عُرِضَتْ عَلَيَّ فَلَمْ أَرَ مِثْلَ مَا فِيهَا مِنَ الْخَيْرِ وَالْحُسْنِ وَالْأَعَاجِيبِ، وَإِنَّهُ مَرَّتْ بِي خَصْلَةٌ مِنْ عِنَبٍ فَأَعْجَبَتْنِي، فَأَهْوَيْتُ لِآخُذَهَا فَسَبَقَتْنِي، وَلَوْ أَخَذْتُهَا لَغَرَسْتُهَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ حَتَّى تَأْكُلُوا مِنْ -[461]- فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ الَّتِي تَكُونُ فِي الْمِلْحِ دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا مِنَ الْمَوْتِ "

1012 - وَحَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، ثُمَّ صَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ " يَعْنِي فِي عُمْرَتِهِ

1013 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ، أَوْ أُخْبِرْتُ عَنْهُ قَالَ: " رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَلْفَ الْمَقَامِ §إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ أَقَامَ صُلْبَهُ هَكَذَا، فَرَأَيْتُ غُضُونَ بَطْنِهِ "، وَمَدَّ الْحُمَيْدِيُّ صَدْرَهُ حَتَّى اسْتَوَى

1014 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ قَالَ: ثنا -[462]- حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ قَالَ: " مَرَرْتُ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ §يُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ كَأَنَّهُ خَشَبَةٌ "

1015 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدَةَ قَالَ: " قُمْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ خَلْفَ الْمَقَامِ، فَإِذَا §رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ، وَرَجُلٌ يَفْتَحُ عَلَيْهِ إِذَا أَخْطَأَ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " 1016 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِنَحْوِهِ

1017 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَبْرِقُوهِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، بِالسَّحَرِ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ، سَاجِدٍ خَلْفَ الْمَقَامِ، وَهُوَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: {اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} §إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي فِي الْكِتَابِ شَقِيًّا مَحْرُومًا مُقَدَّرًا عَلَيَّ فِي رِزْقِي، فَامْحُ عَنِّي اسْمَ الشَّقَاءِ، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ سَعِيدًا مُوَسَّعًا عَلَيَّ -[463]- فِي رِزْقِي، فَإِنَّكَ تَقُولُ فِي كِتَابِكَ: {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39] وَأَعْتِقْنِي وَالْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَفُلَانَةَ، أُمَّهُ قَدْ سَمَّاهَا، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ نَسِيَ عَبْدُ اللهِ اسْمَهَا، مِنَ النَّارِ، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ لَيْلَةً، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ سَاجِدٍ تَحْتَ الْمِيزَابِ، وَهُوَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ هَذَا الْكَلَامَ أَيْضًا، وَزَادَ فِيهِ: " وَأَعْتِقْنِي وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، وَأَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ مِنَ النَّارِ "، قَالَ: فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ

1018 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: " إِنِّي لِأُصَلِّي لَيْلَةً خَلْفَ الْمَقَامِ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ مُتَقَنِّعٍ فَزَحَمَنِي حَتَّى تَقَدَّمَ، §فَقَرَأْتُ بِالسَّبْعِ الطُّوَالِ، وَمَا رَكَعَ، ثُمَّ إِنَّهُ رَكَعَ رَكْعَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ سَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "

1019 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةً أَنْبَأَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الضُّحَى، يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: " قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: هَذَا مَقَامُ أَخِيكَ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ لَقَدْ -[464]- رَأَيْتُهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ أَوْ كَادَ أَنْ يُصْبِحَ §يَقْرَأُ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ يَقْرَأُ بِهَا وَيَسْجُدُ وَيَبْكِي: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ} [الجاثية: 21] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ "

1020 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: أَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " كَانَ §إِذَا صَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ جَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَقَامِ الصَّفَّ وَالصَّفَّيْنِ وَالرَّجُلَ وَالرِّجْلَيْنِ "

1021 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " §مَا رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مُصَلِّيًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَطُّ إِلَّا وَالْمَقَامُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ "

1022 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا طَافَ، ثُمَّ صَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: " أَلَا إِنَّ §كُلَّ رَكْعَتَيْنِ تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا "، أَوْ قَالَ: " قَبْلَهُمَا "، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا

1023 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ -[465]- أَبِي حَفْصَةَ قَالَ: " أَوَّلُ مَا عَرَفْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِمَكَّةَ صَلَّيْتُ لَيْلَةً وَرَاءَ الْمَقَامِ، فَلَبِثْتُ قَرِيبًا مِنْ سَعِيدٍ، وَأَنَا لَا أَعْرِفُهُ بَعْدُ، فَقُلْتُ: §اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، فَحَصَبَنِي سَعِيدٌ، وَكَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ مَا قُلْتُ: فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَسَّرَهُ ذَلِكَ "

1024 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ جَمِيعًا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ قَالَ: " §إِنِّي لَأَقُومُ بِالنَّاسِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِذْ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُعْتَمِرًا، فَسَمِعْتُ تَكْبِيرَهَ، وَأَنَا أَؤُمُّ النَّاسَ، فَدَخَلَ فَصَلَّى بِصَلَاتِي " يَعْنِي خَلْفَ الْمَقَامِ

1025 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللِّهِ بْنِ صَفْوَانَ، وَغَيْرِهِمَا قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَدِمَ فَنَزَلَ فِي دَارِ ابْنِ سِبَاعٍ، فَقَالَ: " يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لِعَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، §فَأَمَرَهُ أَنْ يَجْعَلَ الْمَقَامَ فِي مَوْضِعِهِ الْآنَ، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَدِ اشْتَكَى رَأْسَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، صَلِّ لِلنَّاسِ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ، فَصَلَّيْتُ وَرَاءَهُ، قَالَ: فَكُنْتُ -[466]- أَوَّلَ النَّاسِ صَلَّى وَرَاءَهُ حِينَ وُضِعَ، ثُمَّ قَامَ فَأَحْسَسْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَدْ صَلَّيْتُ رَكْعَةً فَصَلَّى وَرَائِي مَا بَقِيَ "

1026 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §يُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ مُخْبِتًا تَطَوُّعًا "

1027 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §خَيْرُ الْمَسْجِدِ خَلْفَ الْمَقَامِ وَعَنْ يَمِينِ الْإِمَامِ "

1028 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: " بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ، إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ مُشْرِفٍ عَلَى النَّاسِ حَسَنِ الشَّيْبِ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: مَا أَشْبَهُ أَنْ يَكُونَ هَذَا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَاتَّبَعْنَاهُ حَتَّى إِذَا قَضَى طَوَافَهُ، وَسَارَ إِلَى الْمَقَامِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى الْقِبْلَةِ، فَدَعَا بِدَعَوَاتٍ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالَ: قُلْنَا: مَا قَالَ رَبُّنَا يَرْحَمُكَ اللهُ؟ قَالَ: قَالَ رَبُّكُمْ: §أَنَا الْمَلِكُ أَدْعُوكُمْ أَنْ تَكُونُوا مُلُوكًا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْقِبْلَةِ فَدَعَا بِدَعَوَاتٍ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالَ: قُلْنَا: مَا قَالَ رَبُّنَا يَرْحَمُكَ اللهُ؟ قَالَ: قَالَ رَبُّكُمْ: " أَنَا الْحَيُّ الَّذِي لَا أَمُوتُ، أَدْعُوكُمْ إِلَى أَنْ تَكُونُوا أَحْيَاءً لَا تَمُوتُونَ " -[467]- ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْقِبْلَةِ، فَدَعَا بِدَعَوَاتٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالَ: قُلْنَا: مَاذَا قَالَ رَبُّنَا يَرْحَمُكَ اللهُ؟ قَالَ: قَالَ رَبُّكُمْ: " أَنَا الَّذِي إِذَا أَرَدْتُ شَيْئًا كَانَ، أَدْعُوكُمْ إِلَى أَنْ تَكُونُوا بِحَالٍ إِذَا أَرَدْتُمْ شَيْئًا كَانَ لَكُمْ "

1029 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: " كَانَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ §يُصَلِّي الصُّبْحَ بِوَضُوءِ الْعَتَمَةِ بِمَكَّةَ "

1030 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: " سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُولُ: §اللهُمَّ لَا تَحْرِمْنِي خَيْرَ مَا عِنْدَكَ لِشَرِّ مَا عِنْدِي، اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ لَمْ تَقْبَلْ تَعَبِي وَلَا نَصَبِي، فَأَعْطِنِي أَجْرَ الْمُصَابِ عَلَى مُصِيبَتِهِ، اللهُمَّ إِنَّ لَكَ عِنْدِي حُقُوقًا فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَهَبَهَا لِي، وَإِنَّ لِلنَّاسِ عِنْدِي تَبِعَاتٍ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَحَمِلَهَا عَنِّي، وَلِكُلِّ ضَيْفٍ قِرًى، فَاجْعَلْ قِرَايَ فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ الْجَنَّةَ " وَذُكِرَ عَنْ بَعْضِ الْمَكِّيِّينَ أَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي رُبِطَ عِنْدَهُ الْمَقَامُ فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ بِأَسْتَارِهَا إِلَى أَنْ حَجَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَرَدَّهُ، وَذَلِكَ أَنَّ يَعُدَّ الطَّائِفَ مِنْ بَابِ الْحِجْرِ الشَّامِيِّ مِنْ حِجَارَةِ شَاذُرْوَانَ الْكَعْبَةِ إِلَى أَنْ يَبْلُغَ الْحَجَرَ السَّابِعَ، فَإِذَا بَلَغَ الْحَجَرَ السَّابِعَ، فَهُوَ مَوْضِعُهُ، وَإِلَّا فَهُوَ التَّاسِعُ مِنْ حِجَارَةِ الشَّاذَرْوَانِ

§ذِكْرُ الصَّلَاةِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَفَضْلِ ذَلِكَ

ذكر الصلاة بين الركن والمقام وفضل ذلك

1031 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فِيمَا بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ يَقْرَأُ فِيهِنَّ بِهَذِهِ الْأَرْبَعِ السُّوَرِ: سُورَةِ يس فِي رَكْعَةٍ، وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ فِي رَكْعَةٍ، وَأَلَمَ تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ فِي رَكْعَةٍ وَالدُّخَانِ فِي رَكْعَةٍ، وُكِّلَ بِهِ مَلَكٌ يَضْرِبُ بِجَنَاحَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ "

1032 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّ الْبِقَاعِ خَيْرٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّكَ تُرِيدُ بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقْتِ إِنَّ §خَيْرَ الْبِقَاعِ وَأَطْهَرَهَا وَأَزْكَاهَا وَأَقْرَبَهَا مِنَ اللهِ تَعَالَى مَا بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ، وَإِنَّ فِيمَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، فَمَنْ صَلَّى فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، نُودِيَ -[469]- مَنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: أَيُّهَا الْعَبْدُ غُفِرَ لَكَ مَا قَدْ سَلَفَ مِنْكَ فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ " وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَتِسْعُ أَصَابِعَ، وَذَرْعُ مَا بَيْنَ جُدُرِ الْكَعْبَةِ مِنْ وَسَطِهِ إِلَى الْمَقَامِ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَذَرْعُ مَا بَيْنَ شَاذُرْوَانِ الْكَعْبَةِ إِلَى الْمَقَامِ سِتَّةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَمِنَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ إِلَى رَأْسِ بِئْرِ زَمْزَمَ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا

§ذِكْرُ الْبَيْعَةِ الَّتِي تَكُونُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَجَامِعُ ذِكْرِ الْمَقَامِ

ذكر البيعة التي تكون بين الركن والمقام وجامع ذكر المقام

1033 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْجُمَحِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ أَبَا قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يُبَايَعُ رَجُلٌ بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ "

1034 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: " §يُبَايَعُ الْمَهْدِيُّ بَيْنَ الْحَجَرِ وَالْمَقَامِ عَلَى عِدَّةِ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثِمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ "

1035 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §لَا يُقَامُ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَيْتِ إِلَّا بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ "

1036 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §لَوْ أَنَّ رَجُلًا قَامَ اللَّيْلَ وَصَامَ النَّهَارَ وَذَبَحَ بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ، لَمْ يُبْعَثْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَعَ مَنْ يُحِبُّ، بَالِغًا مَا بَلَغَ، إِنْ جَنَّةً فَجَنَّةٌ، وَإِنْ نَارًا فَنَارٌ "

1037 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْهَيْثَمِ قَالَ: " §نَهَانِي مُجَاهِدٌ أَنْ أَقُومَ، بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ " يَعْنِي الْحَجَرَ

1038 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي -[471]- أَبِي، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَكِّيِّ، مَوْلَى بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنِّي §سَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَكُمْ ثَلَاثًا: أَنْ يُثَبِّتَ قَائِمَكُمْ، وَأَنْ يَهْدِيَ ضَالَّكُمْ، وَأَنْ يُعَلِّمَ جَاهِلَكُمْ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَجْعَلَكُمْ جُودًا نُجُدًا رُحَمَاءَ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا صَفَنَ بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ وَصَلَّى وَصَامَ، ثُمَّ لَقِيَ اللهَ تَعَالَى وَهُوَ مُبْغِضٌ لِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ النَّارَ " وَقَالَ الشَّاعِرُ يَذْكُرُ الصُّفُونَ: [البحر الكامل] لَزِمَ الصُّفُونَ فَمَا يَزَالُ كَأَنَّهُ ... مِمَّا يَقُومُ عَلَى الثَّلَاثِ كَسِيرَا

1039 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُدَيْمِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى قَالَ: ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْخَزَّازُ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُرِّيُّ قَالَ: ثنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ -[472]- بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَدَخَلَ مَنْزِلَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أُمَّ سَلَمَةَ، اسْمَعِي وَاشْهَدِي وَهُوَ §يُقَاتِلُ الْمَارِقِينَ وَالْقَاسِطِينَ بَعْدِي، يَا أُمَّ سَلَمَةَ، اسْمَعِي وَأَطِيعِي وَهُوَ يُقَاتِلُ الْمَارِقِينَ وَالْقَاسِطِينَ بَعْدِي، يَا أُمَّ سَلَمَةَ، اسْمَعِي وَاشْهَدِي لَوْ أَنَّ رَجُلًا عَبَدَ اللهَ تَعَالَى أَلْفَ عَامٍ بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ، وَأَلْفَ عَامٍ بَعْدَ أَلْفِ عَامٍ، ثُمَّ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مُبْغِضًا لِهَذَا "، يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، " أَكَبَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ "

1040 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: " قَالَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَتْلِ عَمْرِو بْنِ الْحَضْرَمِيِّ يَحُثُّ قُرَيْشًا، وَيَذْكُرُ حُرْمَةَ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ فَقَالَ: [البحر الوافر] §وَقَالُوا حُرْمَةَ رَبِّهِمُ أَبَاحُوا ... فَحَلَّتْ حُرْمَةُ الشَّهْرِ الْحَرَامِ وَهُمْ كَانُوا هُنَاكَ أَشَدَّ جُرْمًا ... بِمَكَّةَ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ "

§ذِكْرُ مَا تَجُوزُ فِيهِ الْيَمِينُ بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ وَتَعْظِيمِ ذَلِكَ وَالتَّشْدِيدِ فِي الْيَمِينِ بَيْنَهُمَا

ذكر ما تجوز فيه اليمين بين الركن، والمقام وتعظيم ذلك والتشديد في اليمين بينهما

1041 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَا: ثنا -[473]- سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ عُقْبَةَ الْبَكَّائِيُّ، وَكَانَ، قَدْ قَلَّدَ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلَافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً زَوَّجَتِ ابْنَةً لَهَا مِنْ رَجُلٍ فَطَلَبَتْ مِنْهُ جَمَلًا، فَمَنَعَهَا وَأَبَى عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُكُمَا، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: " §مُرُوهَا فَلْتَأْتِ الْكَعْبَةَ، فَلْتَحْلِفْ عِنْدَهَا "، قَالَ: فَكَأَنَّهَا تَأَثَّمَتْ حِينَ أَتَتِ الْكَعْبَةَ، وَقَالَتْ: إِنِّي إِنَّمَا أَرَدْتُ يَعْنِي أَنْ أُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا

1042 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا تَسْتَحْلِفُوا عِنْدَ الْمَقَامِ عَلَى الشَّيْءِ الْيَسِيرِ أَخْشَى أَنْ يَتَهَاوَنَ النَّاسُ بِهِ "

1043 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ -[474]- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَكَّةَ، فَرَأَى جَمَاعَةً بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ، فَقَالَ: " مَا هَذَا "؟ قَالُوا: إِنْسَانٌ يُسْتَحْلَفُ قَالَ: " إِلَى دَمٍ؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ: " إِلَى مَالٍ عَظِيمٍ اقْتَطَعَهُ؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ: " §إِنِّي لَأَخْشَى أَنْ يَتَهَاوَنَ النَّاسُ هَذَا الْمَقَامَ " وَالنَّاسُ بِمَكَّةَ لَا يُسْتَحْلَفُونُ بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ فِي أَقَلِّ مِنْ عِشْرِينَ دِينَارًا إِلَى الْيَوْمِ

1044 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ شَبُّوَيْهِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ: أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اتَّهَمَتْ بَنُو أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيَّ، وَمُعَاذَ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيَّ بِقَتْلِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هَبَّارٍ، فَحَجَّ مُعَاوِيَةُ، فَاخْتَصَمُوا إِلَيْهِ، §فَقَصَرَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْقَسَامَةَ فَرَدَّهَا عَلَى الَّذِي ادَّعَى عَلَيْهِمُ الْقَتْلَ، فَجَعَلُوا خَمْسِينَ يَمِينًا بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ، فَبَرُّوا، فَكَانَ ذَاكَ أَوَّلَ مَنْ قَضَى بِالْقَسَامَةِ "

1045 - وَحَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، وَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، -[475]- فَحَدَّثَنِي قَالَ: ثنا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: " إِنَّ رَجُلًا مَاتَ فَأَوْصَى إِلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَادَّعَى عَلَيْهِ مَالًا، فَقَالَ: " يَا نَافِعُ، خُذْ بِيَدِهِ فَانْطَلِقْ §فَاسْتَحْلِفْهُ بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ، ثُمَّ أَعْطِهِ "، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَأَنَّكَ تُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ فِي أَنَّ الَّذِي يَرَانِي ثَمَّ يَرَانِي هَا هُنَا، فَقَالَ: اسْتَحْلِفْهُ وَأَعْطِهِ " وَذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ عَنْ أَشْيَاخِهِمْ أَنَّ الْمَهْدِيَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَجَّ فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، فَنَزَلَ دَارَ النَّدْوَةِ، فَجَاءَهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَجَبِيُّ بِمَقَامِ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ صَلَّى الله عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَاعَةٍ خَالِيَةٍ نِصْفَ النَّهَارِ مُشْتَمِلًا عَلَيْهِ، فَقَالَ لِلْحَاجِبِ: ائْذَنْ لِي عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ مَعِي شَيْئًا لَمْ يُدْخَلْ بِهِ عَلَى أَحَدٍ قَبْلَهُ، وَهُوَ يَسُرُّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَدْخَلَهُ عَلَيْهِ، فَتَكَشَّفَ عَنِ الْمَقَامِ، فَسُرَّ بِهِ الْمَهْدِيُّ وَتَمَسَّحَ بِهِ وَسَكَبَ فِيهِ مَاءً، ثُمَّ شَرِبَهُ وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ. فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ أَهْلِهِ فَشَرِبُوا فِيهِ، وَتَمَسَّحُوا بِهِ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ فَاحْتَمَلَهُ وَرَدَّهُ إِلَى مَكَانِهِ، فَأَمَرَ لَهُ بِجَوَائِزَ عَظِيمَةٍ، وَأَقْطَعَهُ خَيْفًا بِنَخْلَةٍ مِنْ أَعْرَاضِ مَكَّةَ يُقَالُ لَهُ: ذَاتُ الْقَوْبَعِ، فَبَاعَهُ مِنْ مُنِيرَةَ مَوْلَاةِ الْمَهْدِيِّ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَبْعَةِ آلَافِ دِينَارٍ، ثُمَّ رَفَعَ الْحَجَبَةُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ جَعْفَرٍ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللهِ تَعَالَى فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ أَنَّ الْكُرْسِيَّ الْمَنْصُوبَ الْمُقْعَدَ فِيهِ الْمَقَامُ مُلَبَّسٌ صَفَائِحَ مِنْ رَصَاصٍ، وَإِنَّهُ لَوْ عَمِلَ مَكَانَ الرَّصَاصِ فِضَّةً كَانَ أَشْبَهَ وَأَوْفَقَ -[476]- لَهُ، فَأَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِعَمَلِ ذَلِكَ، فَوَجَّهَ إِسْحَاقَ بْنَ سَلَمَةَ فَخَرَجَ فِي صُنَّاعٍ جَاءَ بِهِمْ مِنَ الْعِرَاقِ مِنَ الصُّوَّاغِ وَالرُّخَامِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ، نَيِّفٍ وَثَلَاثِينَ رَجُلًا، فَأَخَذَ فِي عَمَلِ الْمَقَامِ، فَجَعَلَ الْفِضَّةَ عَلَى كُرْسِيِّ الْمَقَامِ مَكَانَ الرَّصَاصِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ، وَاتَّخَذَ لَهُ قُبَّةً مِنْ خَشَبِ السَّاجِ مَقْبُوَّةَ الرَّأْسِ بِضَبَّاتٍ قَدْ جَعَلَهَا لَهَا مِنْ حَدِيدٍ، مُلَبَّسَةَ الدَّاخِلِ بِالْأَدَمِ، وَكَانَتِ الْقُبَّةُ قَبْلَ ذَلِكَ مُسَطَّحَةً، وَدَخَلَ فِي ذَلِكَ مِنَ الْفِضَّةِ آلَافُ الدَّرَاهِمِ، وَقَدْ كَانَ الْمَقَامُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَعَلَى مَكَّةَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَدْ وَهِيَ، فَذَهَبَ الْحَجَبَةُ يَرْفَعُونَهُ فَانْثَلَمَ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَقَامَ حَجَرٌ رَخْوٌ يُشْبِهُ الشِّنَانَ فِي الْمَنْظَرِ، وَهُوَ أَغْبَشُ وَمُكَسَّرُهُ مُكَسَّرُ الرُّخَامِ الْأَبْيَضِ، فَخَشَوْا أَنْ يَتَفَتَّتَ أَوْ يَتَدَاعَى، فَكَتَبُوا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ أَوْ أَكْثَرَ، فَضَبَّبُوا بِهَا أَعْلَى الْمَقَامِ وَأَسْفَلَهُ، وَهُوَ الذَّهَبُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ إِلَى خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ جَعْفَرٍ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللهِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ جَعْفَرٌ أَنْ يُجْعَلَ عَلَيْهِ ذَهَبٌ فَوْقَ ذَلِكَ الذَّهَبِ، وَيُعْمَلُ أَحْسَنَ مِنْ ذَلِكَ الْعَمَلِ، فَعُمِلَ فِي مَصْدَرِ الْحَاجِّ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، فَعُمِلَ وَلَمْ يُقْلَعْ عَنْهُ الذَّهَبُ الْأَوَّلُ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ الذَّهَبُ حَتَّى كَانَ زَمَنُ الْفِتْنَةِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَأَخَذَ جَعْفَرُ بْنُ الْفَضْلِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ فَضَرَبَاهُ دَنَانِيرَ وَأَنْفَقَاهُ عَلَى حَرْبِ إِسْمَاعِيلَ، فِيمَا -[477]- ذَكَرُوا، وَبَقِيَ الذَّهَبُ الَّذِي عَمِلَهُ الْمَهْدِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهِ حَتَّى دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثُمَّ وَلِيَ مَكَّةَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَامَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ الْحَجَبَةِ، وَأَنَا عِنْدَهُ فَكَلَّمُوهُ فِي الْمَقَامِ وَقَالُوا: إِنَّهُ قَدْ وَهِيَ وَتَسَلَّلَتْ أَحْجَارُهُ، وَنَحْنُ نَخَافُ عَلَيْهِ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُجَدِّدَ عَمَلَهُ وَتَضْبِيبَهُ حَتَّى يَشْتَدَّ، فَأَجَابَهُمْ إِلَى مَا طَلَبُوا مِنْ ذَلِكَ، فَأَخَذَ فِي عَمَلِ الْمَقَامِ فِي الْمُحَرَّمِ، فَأَحْضَرَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ عَامَّةَ الْحَجَبَةِ فَقَلَعَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ عَنِ الْمَقَامِ وَخَلَّوْهُ عَنْهُ، فَإِذَا الْحَجَرُ سَبْعُ قِطَعٍ قَدْ كَانَتْ مُلْصَقَةً بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَزَالَ عَنْهَا الْإِلْصَاقُ، فَأُخِذَتِ الْقِطَعُ فَجُعِلَتْ فِي ثَوْبٍ وَخُتِمَ عَلَيْهِ بِخَاتَمٍ، ثُمَّ دَعَا الصَّاغَةَ إِلَى دَارِ الْإِمَارَةِ، وَأَخَذَ فِي عَمَلِهِ، وَحَضَرَتْهُ فِي ذَلِكَ نِيَّةٌ، فَأَمَرَ أَنْ يُعْمَلَ لَهُ طَوْقَانِ مِنْ ذَهَبٍ: طَوْقٌ لِلْأَعْلَى، وَطَوْقٌ لُلْأَسْفَلِ، وَتَحْتَ الطَّوْقِ الْأَسْفَلِ طَوْقٌ مِنْ فِضَّةٍ يَشُدُّ الطَّوْقَ الْأَعْلَى، وَهُوَ قِطْعَتَانِ يَدْخُلُ الْمَقَامُ فِي إِحْدَاهُمَا، ثُمَّ يُلْصَقُ عَلَيْهِ الْأُخْرَى، ثُمَّ يُعْلَى عَلَيْهَا بِالطَّوْقِ الذَّهَبِ مِنْ فَوْقِ الْفِضَّةِ، ثُمَّ تُضَبَّبُ جَوَانِبُهُ بِضِبَابٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ يُسَمَّرُ بِمَسَامِيرَ ذَهَبٍ، وَجَعَلَ فِي الطَّوْقِ كَمَا يَدُورُ أَرْبَعَ حِلَقٍ مِنْ فِضَّةٍ يُرْفَعُ بِهَا الْمَقَامُ، وَزَادَ فِيهَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ مَا يُصْلِحُهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مِنْ عِنْدِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْفِضَّةَ عَجَزَتْ بِهِمْ، فَكَانَ فِي الطَّوْقِ الْأَسْفَلِ مِنَ الْفِضَّةِ أَلْفٌ -[478]- وَسِتُّمِائَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَتِسْعُونَ دِرْهَمًا، وَفِي الطَّوْقِ الذَّهَبِ الَّذِي فَوْقَهُ سَبْعُمِائَةٍ وَأَرْبَعُونَ مِثْقَالًا، وَجَعَلَ الطَّوْقَ الْأَعْلَى أَيْضًا قِطْعَتَيْنِ يَدْخُلُ الْمَقَامُ فِي إِحْدَاهُمَا، ثُمَّ يُلْصَقُ عَلَيْهَا الْأُخْرَى، ثُمَّ يُذَابُ عَلَيْهِمَا الرَّصَاصُ، ثُمَّ تُضَبَّبُ أَرْكَانُهَا بِضِبَابٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ يُسَمَّرُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَجَعَلَ الطَّوْقَ الْأَعْلَى ذَهَبًا مُضَمَّنًا وَحْدَهُ، فَكُلُّ مَا فِي الطَّوْقِ مِنَ الذَّهَبِ أَلْفُ دِينَارٍ وَمِائَةٌ وَتِسْعَةٌ وَخَمْسُونَ مِثْقَالًا، وَجَعَلَ عَلَى الطَّوْقِ الْأَعْلَى نُجُومًا، وَهِيَ مَسَامِيرُ مِنْ ذَهَبٍ كَمَا يَدُورُ الطَّوْقُ عَدَدَ النُّجُومِ سِتُّونَ مِسْمَارًا إِلَّا وَاحِدًا، وَوَزْنُهَا ثَلَاثَةٌ وَتِسْعُونَ مِثْقَالًا، تَجْمَعُ مَا فِي الطَّوْقِ الْأَعْلَى وَالْأَسْفَلِ مِنَ الذَّهَبِ بِالنُّجُومِ أَلْفَا مِثْقَالٍ إِلَّا ثَمَانِيَةَ مَثَاقِيلَ، وَعُمِلَ عَلَى جِنْسٍ مِنَ الصِّنَاعَةِ يُقَالُ لَهُ الْأَلْسُنُ، فَأَقَامَ الصَّاغَةُ يَعْمَلُونَهُ بَقِيَّةَ الْمُحَرَّمِ وَصَفَرٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ، وَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ أَرْسَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ إِلَى الْحَجَبَةِ يَأْمُرُهُمْ بِحَمْلِ الْمَقَامِ إِلَى دَارِ الْإِمَارَةِ لِيُرَكِّبُوا عَلَيْهِ الطَّوْقَيْنِ اللَّذَيْنِ عُمِلَا لَهُ عَلَى مَا وَصَفْنَا لِيَكُونَ أَقَلَّ لِزِحَامِ النَّاسِ، فَأَتَوْا بِهِ إِلَى دَارِ الْإِمَارَةِ، وَأَنَا عِنْدَهُ وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ مِنْ حَمَلَةِ الْعِلْمِ وَغَيْرِهِمْ فِي ثَوْبٍ يَحْمِلُونَهُ حَتَّى وَضَعُوهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَاءَ بِشْرٌ الْخَادِمُ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَدْ قَدِمَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَلَى عِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامُ، وَإِصْلَاحِهِمَا فَأَمَرَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْفَعَلَةَ أَنْ يُذِيبُوا الْعَقَاقِيرَ فَأَذَابُوهَا بِالزِّئْبَقِ، ثُمَّ أَخْرَجَ الْمَقَامَ، وَمَا سَقَطَ مِنْهُ مِنَ الْحِجَارَةِ، فَأَلْصَقَهَا بِشْرٌ بِيَدِهِ بِذَلِكَ الْعَلَكِ حَتَّى الْتَأَمَتْ وَأَخَذَ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَمَسَّحَ النَّاسُ بِالْمَقَامِ وَدَعَوُا اللهَ تَعَالَى وَذَكَرُوهُ وَذَكَرُوا خَلِيلَهُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقَلَّبُوهُ وَنَظَرُوا وَنَظَرْتُ مَعَهُمْ، فَإِذَا فِي جَوَانِبِ الْمَقَامِ كُلِّهَا كَمَا يَدُورُ خُطُوطًا فِي طُولِ الْجَانِبِ الْمُسْتَدِقِّ مِنْهُ الْبَارِزِ عَنِ الذَّهَبِ سَبْعُ خُطُوطٍ مُسْتَطِيلَةٌ، ثُمَّ -[479]- تَرْجِعُ الْخُطُوطُ فِي أَسْفَلِهِ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ حَتَّى تَسْتَبِينَ فِيهِ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ، وَذَلِكَ فِي التَّرْبِيعِ سِتَّةُ خُطُوطٍ، وَفِيهِ حَفْرٌ قِيَاسُهُ هَذَا الْخَطُّ الَّذِي أَخُطُّهُ، وَذَلِكَ فِي عَرْضِهِ، وَفِيهِ أَيْضًا دَوَاوِيرُ قِيَاسُهَا هَذَا الَّذِي أَخُطُّهُ، وَفِي وَسَطِهِ نَكْيَةٌ مِنَ الْحَجَرِ، وَفِيهِ أَيْضًا دَوَّارَةٌ فِي عَرْضِهِ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ، قِيَاسُهَا هَذَا الَّذِي أَخُطُّهُ، وَإِذَا فِيهِ كِتَابٌ بِالْعِبْرَانِيَّةِ، وَيُقَالُ بِالْحِمْيَرِيَّةِ، وَهُوَ الْكِتَابُ الَّذِي وَجَدَتْهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَخَذْتُ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنْ الْمَقَامِ بِأَمْرِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بِيَدِي وَحَكَيْتُهُ كَمَا رَأَيْتُهُ مَخْطُوطًا فِيهِ، وَلَمْ آلُ جَهْدِي وَهُوَ الَّذِي خَطَطْتُهُ الْآنَ، فَهَذَا مَا اسْتَبَانَ لِي مِنَ الْخُطُوطِ، وَقَدْ بَقِيَتْ مِنْهُ بَقِيَّةٌ لَمْ تَسْتَبِنْ لِي فَلَمْ أَكْتُبْهَا، ثُمَّ أَتَى بِالطَّوْقَيْنِ فَقُدِّرَا عَلَ

1047 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُدَيْمِيُّ قَالَ: ثنا سَهْلٌ أَبُو عَتَّابٍ -[481]- قَالَ ثنا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ §فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَكِتَابًا لَوْ غُسِلَ عَنْهُ لَقُرِئَ: هَذَا بَيْتُ اللهِ وَضَعَهُ عَلَى تَرَابِيعِ عَرْشِهِ، يَأْتِيهِ رِزْقُهُ مِنْ كَذَا، وَأَوَّلُ مَنْ يُحِلُّهُ أَهْلُهُ "

§ذِكْرُ ذَرْعِ الْمَقَامِ وَصِفَتِهِ وَمَا كَانَ عَلَيْهِ إِلَى الْيَوْمِ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ ذَرْعُ الْمَقَامِ مُرَبَّعٌ، سَعَةُ أَعْلَاهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أُصْبُعًا فِي أَرْبَعَةَ عَشَرَ أُصْبُعًا، وَمِنْ أَسْفَلِهِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَفِي طَرَفَيْهِ مِنْ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلِهِ كَانَ فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ طَوْقَانِ: طَوْقٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَبَيْنَ الطَّوْقَيْنِ مِنْ حَجَرِ الْمَقَامِ بَارِزٌ لَا ذَهَبَ عَلَيْهِ، طُولُهُ مِنْ نَوَاحِيهِ كُلِّهَا تِسْعُ أَصَابِعَ، وَعَرْضُهُ عَشْرُ أَصَابِعَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُجْعَلَ عَلَيْهِ الذَّهَبُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ مِنْ عَمَلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ جَعْفَرٍ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللهِ، وَعَرْضُ حَجَرِ الْمَقَامِ مِنْ نَوَاحِيهِ إِحْدَى وَعِشْرُونَ أُصْبُعًا، وَوَسَطُهُ مُرَبَّعٌ، وَالْقَدَمَانِ دَاخِلَتَانِ فِي الْحَجَرِ سَبْعَ أَصَابِعَ، وَدُخُولُهُمَا مُنْحَرِفَتَانِ، وَبَيْنَ الْقَدَمَيْنِ مِنَ الْحَجَرِ أُصْبُعَانِ، وَوَسَطُهُ قَدِ اسْتَدَقَّ مِنَ التَّمَسُّحِ بِهِ فِيمَا مَضَى، وَالْمَقَامُ فِي حَوْضٍ مِنْ سَاجٍ مُرَبَّعٍ حَوْلَهُ رَصَاصٌ، وَعَلَى الْحَوْضِ صَفَائِحُ -[482]- كَانَتْ وَحِيَاضٌ تُلْبَسُ بِهَا وَهِيَ الْيَوْمَ فِضَّةٌ، وَمِنَ الْمَقَامِ فِي الْحَوْضِ أُصْبُعَانِ، وَعَلَى الْمَقَامِ صُنْدُوقٌ سَاجٌ مَقْبُوٌّ وَمِنْ وَرَاءِ الْمَقَامِ مُلَبَّنٌ مِنْ سَاجٍ فِي الْأَرْضِ وَفِي طَرَفَيْهِ سِلْسِلَتَانِ تَدْخُلَانِ فِي أَسْفَلِ الصُّنْدُوقِ، وَيُقْفَلُ فِيهِمَا قُفْلَانِ لَا يُفَارِقُهُمَا حَتَّى يَخْرُجَ السُّلْطَانُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَإِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ جَاءَ الْقَيِّمَانِ عَلَى الْمَقَامِ، وَهُمَا خَادِمَانِ مِنْ خَدَمِ الْكَعْبَةِ، فَفَتَحَا الْقُفْلَيْنِ فَإِذَا قَامَ الْإِمَامُ فِي مُصَلَّاهُ كَشَفَا لَهُ عَنِ الْمَقَامِ حَتَّى يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، وَالْمَقَامُ مَكْشُوفٌ، فَإِذَا قَضَى الصَّلَاةَ أَقْفَلَاهُ إِلَى مِثْلِهَا، وَكَذَلِكَ كَانَ حَتَّى كَانَ سَنَةُ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ فَجَاءَ إِسْحَاقُ بْنُ سَلَمَةَ إِلَى مَكَّةَ، وَقَدْ أَمَرَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ جَعْفَرٌ الْمُتَوَكِّلُ عَلَى اللهِ بِعَمَلِهِ فَعَمِلَهُ عَمَلَهُ الَّذِي وَصَفْنَا مُتَقَدِّمًا، وَإِنَّمَا كَانَ الْمَقَامُ يُكْشَفُ لِلْخَلِيفَةِ، وَلِوَالِي مَكَّةَ لَا غَيْرِهِمَا حَتَّى كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْشَفُ لِأَصْحَابِ الشُّرَطِ وَأَصْحَابِ الْحَرَسِ، فَهُوَ عَلَى ذَلِكَ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، فَكَانَ الْمَقَامُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا حَتَّى كَانَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، وَعَلَى مَكَّةَ يَوْمَئِذٍ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ فَمُطِرَتْ مَكَّةُ مَطَرًا شَدِيدًا حَتَّى سَالَ الْوَادِي، وَدَخَلَ السَّيْلُ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَامْتَلَأَ الْمَسْجِدُ، وَبَلَغَ الْمَاءُ قَرِيبًا مِنَ الْحَجَرِ، فَجَاءَ غِلْمَانٌ مِنْ غِلْمَانِ الْكَعْبَةٍ وَخَدَمِهَا إِلَى الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ، فَأَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ، وَأَنَّهُمْ يَخَافُونَ عَلَى الْمَقَامِ، فَأَمَرَ بِرَفْعِ الْمَقَامِ مِنْ مَوْضِعِهِ، وَإِدْخَالِهِ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ أَمَرَ بِعَمَلِ الْمَقَامِ، فَجُعِلَتْ لَهُ أَحْجَارٌ أَرْبَعَةٌ، فَرَكِبَ بَعْضُهَا بَعْضًا وَهُنْدِمَتْ وَسُوِّيَتْ وَنُقِشَتْ، وَرُفِعَتْ عَلَى -[483]- مِقْدَارِ مَوْضِعِ الْمَقَامِ، وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ حُفِرَ مَوْضِعُ الْمَقَامِ قَدْرَ ذِرَاعٍ وَثُلُثٍ فِي ذِرَاعٍ وَثُلُثٍ سَخًّا فِي الْأَرْضِ، وَوَجَدُوا الْمَاءَ قَدْ عَمِلَ فِي كُرْسِيِّ الْخَشَبِ فَأَكَلَهُ مُتَقَدِّمًا حَتَّى أَفْسَدَهُ وَخَرَّبَهُ، فَأَمَرَ بِعَمَلِهِ، وَهُوَ حَاضِرٌ ذَلِكَ، وَأَمَرَ بِفُسْطَاطٍ فَضُرِبَ عَلَى الْمَقَامِ، وَهُوَ حَاضِرٌ، وَأَحْضَرَ ابْنَ أَبِي مَسَرَّةَ، وَالْعَلَاءَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَنَاسًا مِنْ الْحَجَبَةِ فَلَمَّا قَرَّرَ الْمَقَامَ وَأَخْرَجَ تُرَابَهُ، وَكَانَ الَّذِي عَمِلَهُ وَبَنَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ حُوَارٍ فَصَبَّ النَّوْرَةَ وَالْمَرْمَرَ ثُمَّ بَنَى ذَلِكَ بِحَضْرَتِهِ بِهَذِهِ الْأَحْجَارِ الْمُهَنْدَمَةِ الْمَنْقُوشَةِ الْمُرَبَّعَةِ، وَجَعَلَ حَجَرًا مِنْهَا مَنْقُوشًا، فَقَرَّرَ الْمَقَامَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ أَرْبَعَةَ أَحْجَارٍ حَوْلَ كُرْسِيِّ الْحَجَرِ يَلْتَقِي بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، فَأُلْصِقَتْ وَقُوِّرَتْ بَيْنَهَا فِي الْإِلْصَاقِ، وَأَظْهَرَ مِنْهَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ شِبْرًا أَوْ أَقَلَّ حَوْلَ الْكُرْسِيِّ؛ لِئَلَّا يَصِلَ الْمَاءُ إِذَا جَاءَ إِلَى الْبِنَاءِ، ثُمَّ جَعَلَ كُرْسِيَّ الْفِضَّةِ وَكُرْسِيَّ الْخَشَبِ، وَسَمَّرُوا بِهِ فَصَارَ ظُهُورُ الْحِجَارَةِ إِذَا كُشِفَ الْمَقَامُ ذِرَاعَيْنِ: ذِرَاعَ بِنَاءٍ، وَذِرَاعَ ارْتِفَاعِ الْمَقَامِ، وَكَانَ مِقْدَارُ مُكْثِ الْمَقَامِ فِي الْكَعْبَةِ إِلَى أَنْ رُدَّ إِلَى مَوْضِعِهِ عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ شَهْرًا وَاحِدًا، وَكَانَ الْإِمَامُ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الَّتِي كَانَ فِيهَا الْفُسْطَاطُ عَلَى الْمَقَامِ يُصَلِّي وَهُوَ مُسْتَتِرٌ وَالنَّاسُ مِنْ وَرَاءِ الْفُسْطَاطِ إِلَّا مَنِ اسْتَقْبَلَ بَابَ الْفُسْطَاطِ، وَكَانَتْ عَلَى الْمَقَامِ قَبْلَ أَنْ يُعْمَلَ هَذَا الْعَمَلُ قُبَّةٌ مِنْ خَشَبِ السَّاجِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ قُدِّرَتْ عَلَيْهِ، فَلَمْ تَقْدِرْ، فَعَمِلُوا لَهُ قُبَّةً أُخْرَى مَنْقُوشَةً مَقْبُوَّةً فَهِيَ عَلَيْهِ إِلَى الْيَوْمِ، وَكَانَ كَذَلِكَ حَتَّى كَانَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، فَأَخَذَ الْأَمِيرُ الذَّهَبَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ مِنْ عَمَلِ الْمَهْدِيِّ الْقَدِيمِ، فَزَادَ عَلَيْهِ وَعَمِلَ الْمَقَامَ عَمَلًا جَدِيدًا، وَأَقَامَ أَيَّامًا فِي دَارِ الْإِمَارَةِ حَتَّى عُمِلَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ عَمَلِهِ حُمِلَ إِلَى مَوْضِعِهِ يَوْمَ الْأَحَدِ لِخَمْسِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ

ذكر ذرع المقام وصفته وما كان عليه إلى اليوم، وتفسير ذلك ذرع المقام مربع، سعة أعلاه أربعة عشر أصبعا في أربعة عشر أصبعا، ومن أسفله مثل ذلك، وفي طرفيه من أعلاه وأسفله كان فيما مضى من الزمان طوقان: طوق من ذهب، وبين الطوقين من حجر المقام بارز لا ذهب

§ذِكْرُ إِخْرَاجِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ زَمْزَمَ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَأُمِّهِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

1048 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَرْبِ بْنِ هَانِئٍ السُّلَمِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: " §قَدِمَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ وَأُمُّ إِسْمَاعِيلَ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: كُلَا مِنَ الشَّجَرِ، وَاشْرَبَا مِنَ الشِّعَابِ فَلَمَّا ضَاقَتِ الْأَرْضُ، وَتَقَطَّعَتِ الْمِيَاهُ، عَطِشَا، فَقَالَتْ أُمُّهُ: اصْعَدْ وَانْصَبْ فِي هَذَا الْوَادِي؛ حَتَّى لَا أَرَى مَوْتَكَ، وَلَا تَرَى مَوْتِي، فَفَعَلَتْ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى أُمِّ إِسْمَاعِيلَ مَلَكًا مِنَ السَّمَاءِ، فَأَمَرَهَا فَصَرَخَتْ بِهِ فَاسْتَجَابَ لَهَا، فَطَارَ الْمَلَكُ وَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ مَكَانَ زَمْزَمَ وَقَالَ: اشْرَبَا، فَكَانَ سَيْحًا، لَوْ تَرَكَتْهُ مَا زَالَ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّهَا فَرَقَتْ مِنَ الْعَطَشِ، فَقَرَّتْ فِي السِّقَاءِ، وَحَفَرَتْ لَهُ فِي الْبَطْحَاءِ، فَنَضَبَ الْمَاءُ، فَطَفِقَا كُلَّمَا نَضَبَ الْمَاءُ طَوَيَاهُ، ثُمَّ هَلَكَ وَدَفَنَتْهُ السُّيُولُ "

1049 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، وَكَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَرْحَمُ اللهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ، أَوْ قَالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ الْمَاءِ، لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا "

ذكر إخراج جبريل عليه الصلاة والسلام زمزم لإسماعيل بن إبراهيم وأمه عليهم الصلاة والسلام، وتفسير ذلك

1050 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §رَحْمَةُ اللهِ عَلَى هَاجَرَ، لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ لَكَانَتْ عَيْنًا مَعِينًا "

1051 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ، وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْوَازِعِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ: " §وَقَالَ لَهَا الْمَلَكُ: لَا تَخَافِي عَلَى أَهْلِ هَذَا الْوَادِي ظَمَأً؛ فَإِنَّهَا عَيْنٌ يَشْرَبُ بِهَا ضِيفَانُ اللهِ "

1052 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنِ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ حَارِثَةَ بْنَ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: " §اسْتَأْذَنَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ امْرَأَتَهُ سَارَةَ فِي جَارِيَتِهَا هَاجَرَ، فَقَالَتْ: نَعَمْ، عَلَى أَنْ لَا تَسُوءَنِي، قَالَ: نَعَمْ، فَأَطَافَ عَلَيْهَا، فَوَلَدَتْ إِسْمَاعِيلَ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ جَالِسٌ اسْتَبَقَ إِسْمَاعِيلُ وَإِسْحَاقُ إِلَيْهِ، فَسَبَقَ إِسْمَاعِيلُ، فَأَخَذَهُ أَبُوهُ فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْحَاقُ أَخَذَهُ فَأَجْلَسَهُ عَلَى يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ إِسْمَاعِيلُ، وَسَارَةُ تَطَّلِعُ مِنْ فَوْقِ الْبَيْتِ، قَدْ رَأَتْ مَا صَنَعَ إِبْرَاهِيمُ، فَلَمَّا دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ قَالَتْ: قَدْ سَاءَنِي، فَأَخْرِجْهُمَا عَنِّي، فَانْطَلَقَ بِهِمَا حَتَّى نَزَلَ بِهِمَا مَكَّةَ، وَتَرَكَ عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ قَلِيلٍ، قَالَ: أَرْجِعُ فَآتِيكُمَا بِطَعَامٍ وَشَرَابٍ أَيْضًا، قَالَ: فَأَخَذَتْ هَاجَرُ بِثَوْبِهِ فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ، إِلَى مَنْ تَكِلُنَا هَا هُنَا؟ قَالَ: أَكِلُكُمْ إِلَى اللهِ تَعَالَى، فَانْطَلَقَ وَتَرَكَهَا، فَنَفِدَ طَعَامُهُمْ وَشَرَابُهُمْ، وَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، تَوَارَ عَنِّي حَتَّى تَمُوتَ، فَتَوَارَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ، وَقَدْ أَيْقَنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْمَوْتِ، إِذْ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ، فَقَالَ لِهَاجَرَ: مَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا أُمُّ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: مَنْ هَذَا مَعَكِ؟ قَالَتِ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ، قَالَ لَهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِلَى مَنْ وَكَلَكُمْ إِبْرَاهِيمُ حِينَ ذَهَبَ؟ قَالَتْ: أَمَا وَاللهِ لَقَدْ أَخَذْتُ بِثَوْبِهِ، فَقُلْتُ: إِلَى مَنْ تَكِلُنَا؟ قَالَ: أُوكِلِكُمَا إِلَى اللهِ، قَالَ: وَكَلَكُمَا إِلَى كَافٍ، قَالَ: ثُمَّ خَطَّ بَأُصْبُعِهِ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ طَوَّلَهَا، فَإِذَا الْمَاءُ يَنْبُعُ، وَهِيَ زَمْزَمُ، ثُمَّ -[8]- قَالَ: ادْعِي ابْنَكِ، قَالَ: فَجَعَلَتْ تَدْعُوهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ، فَجَاءَ وَهُوَ يَنْجُو، وَقَدْ كَادَ أَنْ يَمُوتَ، وَأَخَذَتْ قُوتَةً عِنْدَهَا يَابِسَةً، فَجَعَلَتْ تَرُشُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ تَبُلُّهَا، قَالَ لَهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّهَا رِيٌّ، ثُمَّ صَعِدَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ: جَاءَكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، جَاءَنَا خَيْرُ رَجُلٍ فِي النَّاسِ، فَحَدَّثَتْهُ، فَقَالَ: إِنَّ ذَلِكَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ "

1053 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، بِبَغْدَادَ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَمَّا طَرَدَتْ هَاجَرَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ سَارَةُ، وَضَعَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمَكَّةَ، عَطِشَتْ هَاجَرُ، فَنَزَلَ عَلَيْهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: مَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: هَذَا وَلَدُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَعَطْشَى أَنْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَبَحَثَ الْأَرْضَ بِجَنَاحِهِ، فَخَرَجَ الْمَاءُ، فَأَكَبَّتْ عَلَيْهِ هَاجَرُ تَشْرَبُهُ، فَلَوْلَا ذَاكَ كَانَتْ عَيْنًا جَارِيَةً "

1054 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ: أُخْبِرْتُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَأَلَ كَعْبًا عَنْ أَشْيَاءَ -[9]- فَقَالَ: حَدِّثْنِي عَنْ زَمْزَمَ، قَالَ: " §وَطْأَةُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، خَفْقَةٌ مِنْ جَنَاحِهِ حِينَ خَشِيَتْ هَاجَرُ عَلَى ابْنِهَا الْعَطَشَ "

1055 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنِ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: بَلَغَنَا فِي الْحَدِيثِ الْمَأْثُورِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: " كَانَ §بَطْنُ مَكَّةَ لَيْسَ فِيهِ مَاءٌ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِ قَرَارٌ، حَتَّى أَنْبَطَ اللهُ تَعَالَى لِإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ زَمْزَمَ، فَعَمُرَتْ مَكَّةُ يَوْمَئِذٍ وَسَكَنَهَا مِنْ أَجْلِ الْمَاءِ قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُمْ جُرْهُمُ، وَلَيْسَتْ مِنْ عَادٍ كَمَا يُقَالُ، وَلَوْلَا الْمَاءُ الَّذِي أَنْبَطَهُ اللهُ تَعَالَى لِإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِمَا أَرَادَ مِنْ عِمَارَةِ بَيْتِهِ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ بِهَا يَوْمَئِذٍ مَقَامٌ، قَالَ عُثْمَانُ: وَذَكَرَ غَيْرُهُ أَنَّ زَمْزَمَ تُدْعَى سَابِقَ، وَكَانَتْ وَطْأَةً مِنْ جِبْرِيلَ، وَكَانَ سُقْيَاهَا لِإِسْمَاعِيلَ يَوْمَ فَرَّجَ لَهُ عَنْهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَأُمُّهُ عَطْشَانَانِ، فَحَفَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ ذَلِكَ الْبِئْرَ، ثُمَّ غَلَبَهُ عَلَيْهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ، وَأَظُنُّ أَنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ كَانَ سَأَلَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَدْعُوَ اللهَ لَهُ، فَقَالَ: كَيْفَ وَقَدْ أَفْسَدْتُمْ بِئْرِي؟ فَقَالَ ذُو الْقَرْنَيْنِ: لَيْسَ عَنْ أَمْرِي كَانَ، وَلَمْ يُخْبِرْنِي أَحَدٌ أَنَّ الْبِئْرَ بِئْرُ إِبْرَاهِيمَ، فَوَضَعَ السِّلَاحَ، وَأَهْدَى إِبْرَاهِيمُ إِلَى ذِي الْقَرْنَيْنِ بَقَرًا وَغَنَمًا، فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَبْعَةَ أَكْبُشٍ فَأَقْرَنَهُمْ وَحْدَهُمْ، فَقَالَ ذُو الْقَرْنَيْنِ: مَا شَأْنُ هَذِهِ الْأَكْبُشِ يَا إِبْرَاهِيمُ؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: هَؤُلَاءِ يَشْهَدُونَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ الْبِئْرَ بِئْرُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

1056 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ، إِنْ شَرِبْتَهُ تُرِيدُ شِفَاءً شَفَاكَ اللهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِظَمَأٍ أَرْوَاكَ اللهُ، وَرُبَّمَا قَالَ: إِنْ شَرِبْتَهُ يَقْطَعُ عَنْكَ الظَّمَأَ قَطَعَهُ اللهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِجُوعٍ أَشْبَعَكَ اللهُ، قَالَ: وَهِيَ بَرَّةُ، وَهِيَ هَزْمَةُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِعَقِبِهِ، وَسُقْيَا اللهِ إِسْمَاعِيلَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ زَمْزَمَ؛ لِأَنَّهَا مُشْتَقَّةٌ مِنَ الْهَزْمَةٍ، وَالْهَزْمَةُ: الْغَمْزَةُ بِالْعَقِبِ فِي الْأَرْضِ "

1057 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عُتْبَةَ اللهَبِيُّ قَالَ: قَالَ سَعِيدٌ مَوْلَى أَبِي لَهَبٍ فِي زَمْزَمَ وَهُوَ يَذْكُرُ هَذِهِ الْخِصَالَ: [البحر المنسرح] §زَمْزَمُ بِئْرٌ لَكُمْ مُبَارَكَةٌ ... تِمْثَالُهَا فِي الْكِتَابِ ذِي الْعَلَمِ طَعَامُ طُعْمٍ لِمَنْ أَرَادَ وَإِنْ ... تَبْغِي شِفَاءً شَفَتْهُ مِنْ سَقَمِ

1058 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: -[11]- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَبِي الْحَجَّاجِ أَنَّهُ قَالَ: " لَمْ نَزَلْ نَسْمَعُ أَنَّ §زَمْزَمَ هَزْمَةُ جِبْرِيلَ بِعَقِبِهِ، وَسُقْيَا اللهِ إِسْمَاعِيلَ "

1059 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: وَقَدْ قَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللهُ عَنْهَا: [البحر الرجز] §نَحْنُ حَفَرْنَا لِلْحَجِيجِ زَمْزَمَا ... شِفَاءَ سُقْمٍ وَطَعَامَ مُطْعِمَا رَكْضَةُ جِبْرِيلَ وَلَمَّا تَعْظُمَا ... سُقْيَا نَبِيِّ اللهِ فِي الْمُحَرَّمَا ابْنُ خَلِيلِ رَبِّنَا الْمُكَرَّمَا

§ذِكْرُ حَفْرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ زَمْزَمَ، وَتَفْسِيرِ أَمْرِهِ

1060 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا حَسَّانُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَبِي الْمُسَاوِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ -[12]- عَنْهُمَا قَالَ: " §أُتِيَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي الْمَنَامِ، فَقِيلَ لَهُ: احْتَفِرْ، قَالَ: مَا أَحْتَفِرُ؟ قَالَ: بَرَّةَ، قَالَ: وَمَا بَرَّةُ؟ قَالَ: مَضْنُونَةُ، ضُنَّ بِهَا عَنِ النَّاسِ وَأُعْطَيْتُمُوهَا، قَالَ: وَأَتَاهُ بَنُو عَمِّهِ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ قِيلَ لِيَ: احْتَفِرْ، قُلْتُ: مَا أَحْتَفِرُ؟ قَالَ: بَرَّةَ، قُلْتُ: وَمَا بَرَّةُ؟ قَالَ: مَضْنُونَةُ، ضُنَّ بِهَا عَنِ النَّاسِ وَأُعْطَيْتُمُوهَا، قَالُوا: أَوَلَا سَأَلْتَهُ؟ قَالَ: فَنَامَ فَأُتِيَ فِي الْمَنَامِ، فَقِيلَ: احْتَفِرْ، فَقَالَ: وَمَا أَحْتَفِرُ؟ قَالَ: احْتَفِرْ زَمْزَمَ، قَالَ: وَمَا زَمْزَمُ؟ قَالَ: لَا تَنْزِفُ، وَلَا تُذَمُّ، تَسْقِي الْحَجِيجَ الْأَعْظَمَ، قَالَ: فَانْتَبَهَ فَأَخْبَرَهُمْ بِرُؤْيَاهُ، قَالُوا: أَفَلَا سَأَلْتَهُ: أَيْنَ مَوْضِعُهَا؟ قَالَ: فَنَامَ فَأُتِيَ فِي الْمَنَامِ، فَقِيلَ لَهُ: احْتَفِرْ، قَالَ: وَأَيْنَ؟ قَالَ: مَسْلَكُ الذَّرِّ، وَمَوْضِعُ الْغُرَابِ بَيْنَ الْفَرْثِ وَالدَّمِ، قَالَ: فَاسْتَيْقَظَ، فَأَخْبَرَهُمْ، قَالُوا: هَذَا مَوْضِعُ خُزَاعَةَ، وَلَا يَدْعُونَكُمْ تَحْتَفِرُونَ فِي مَوْضِعِ نُصْبِهِمْ، قَالَ: وَقَدْ قَالُوا لَهُ فِي الْمَنَامِ: إِنَّ قَوْمَكَ يَكُونُونَ عَلَيْكَ أَوَّلَ النَّهَارِ، وَيَكُونُونَ مَعَكَ آخِرَ النَّهَارِ، قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ مِنْ وَلَدِهِ إِلَّا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: فَأَقْبَلَ هُوَ وَالْحَارِثُ يَحْفِرَانِ، فَحَفَرَا فَاسْتَخْرَجَا غَزَالًا مِنْ ذَهَبٍ، فِي أُذُنَيْهِ قُرْطَانِ، ثُمَّ حَفَرَا فَاسْتَخْرَجَا حِلْيَةَ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، فَقَالَ بَنُو عَمِّهِ: يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، أَحَدُ قَوْمِكَ، قَالَ: ثُمَّ حَفَرَا فَاسْتَخْرَجَا سُيُوفًا مَلْفُوفَةً فِي عَبَاءَةٍ، ثُمَّ حَفَرَا فَاسْتَخْرَجَا الْمَاءَ، فَقَالُوا لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِنَّ لَنَا مَعَكَ مِنْ هَذَا شِرْكًا وَحَقًّا، قَالَ: نَعَمُ، ائْتُونِي بِثَلَاثَةِ قِدَاحٍ؛ أَسْوَدَ وَأَبْيَضَ وَأَحْمَرَ، -[13]- فَأَتَوْهُ بِثَلَاثَةِ قِدَاحٍ، فَجَعَلَ لَهُمُ الْأَسْوَدَ، وَجَعَلَ الْأَحْمَرَ لِلْبَيْتِ، وَالْأَبْيَضَ لَهُ، ثُمَّ أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَأَصَابَ الْحِلْيَةُ الْبَيْتَ، وَأَصَابَتْهُ السُّيُوفُ، وَأَصَابَ قَوْمَهُ الْغَزَّالُ، فَنَذَرَ يَوْمَئِذٍ نَذْرًا لَئِنْ وُلِدَ لِي عَشَرَةٌ لَأَنْحَرَنَّ أَحَدَهُمْ، فَوُلِدَ لَهُ عَشَرَةٌ، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَوَقَعَ عَلَى عَبْدِ اللهِ أَبِي مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَقْرَعَ ثَانِيَةً، فَوَقَعَ عَلَى عَبْدِ اللهِ، ثُمَّ أَقْرَعَ الثَّالِثَةَ فَوَقَعَ عَلَى عَبْدِ اللهِ، فَأَرَادَ أَنْ يَنْحَرَهُ، فَأَتَاهُ بَنُو مَخْزُومٍ أَخْوَالُهُ فَقَالُوا: تَعْمَدُ إِلَى ابْنِ أُخْتِنَا فَتَنْحَرُهُ مِنْ بَيْنِ وَلَدِكَ؟ فَقَالَ: قَدْ أَقْرَعْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِخْوَتِهِ فَوَقَعَ السَّهْمُ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالُوا: فَافْدِهِ، قَالَ: فَفَدَاهُ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ " قَالَ عِكْرِمَةُ: فَمِنْ ثَمَّ دِيَةُ النَّاسِ الْيَوْمَ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ

1061 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §نَذَرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَنْ يَنْحَرَ ابْنَهُ، فَفَدَاهُ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ "

ذكر حفر عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف زمزم، وتفسير أمره

1062 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ أُرِيَ فِي الْمَنَامِ: §احْفِرْ زَمْزَمَ، لَا تَنْزِفُ، وَلَا تُذَمُّ، تَرْوِي الْحَجِيجَ الْأَعْظَمَ، ثُمَّ أُرِيَ مَرَّةً: احْفِرِ الرُّوَا، أُعْطِيتَهَا عَلَى رَغْمِ أَنْفِ الْعِدَا، ثُمَّ أُرِيَ مَرَّةً أُخْرَى: احْفِرِ الْمَضْنُونَةَ؛ ضُنَّ بِهَا -[14]- عَنِ النَّاسِ إِلَّا عَنْكَ، ثُمَّ أُرِيَ مَرَّةً أُخْرَى: احْفِرْ تُكْتَمَ بَيْنَ فَرْثٍ وَدَمٍ عِنْدَ الْأَنْصَابِ الْحُمُرِ فِي قَرْيَةِ النَّمْلِ، قَالَ: فَأَصْبَحَ فَحَفَرَ حَيْثُ أُرِيَ، فَاسْتَهْتَرَتْ بِهِ قُرَيْشٌ، فَلَمَّا نَزَلَ عَنِ الطَّيِّ جَاءَتْ قُرَيْشٌ لِيَحْفِرُوا مَعَهُ، فَمَنَعَهُمْ، فَلَمَّا أَنْبَطَ وَجَدَ غَزَالًا مِنْ ذَهَبٍ وَسَيْفًا وَحِلْيَةً، فَضَرَبَ عَلَيْهَا بِالسِّهَامِ إِلَي أَمْ لِلْبَيْتِ، فَخَرَجَ سَهْمُ الْبَيْتِ، فَكَانَ أَوَّلَ حُلِيِّ حُلِّيَتْهُ الْكَعْبَةُ، فَجَعَلَ حَوْضًا لِلشَّرَابِ، وَحَوْضًا لِلْوُضُوءِ، وَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي لَا أُحِلُّهَا لِمُغْتَسِلٍ، وَهِيَ لِشَارِبِهَا حِلٌّ وَبِلٌّ، فَرَوَى النَّاسُ، فَحَسَدَتْهُ قُرَيْشٌ، فَطَفِقُوا يَحْفِرُونَ الْحَوْضَ وَيَغْتَسِلُونَ فِيهَا، فَمَا يَغْتَسِلُ مِنْهُ أَحَدٌ إِلَّا حُصِبَ أَوْ جُدِرَ، وَلَا يَكْسِرُ حَوْضَهُ أَحَدٌ إِلَّا أُلْقِيَ فِي يَدِهِ أَوْ رِجْلِهِ، حَتَّى تَرَكُوهُ فَرَقًا "

1063 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلَابِيُّ قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنِ احْفِرْ بَرَّةَ، فَأَصْبَحَ مَهْمُومًا بِرُؤْيَاهُ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ قِيلَ لَهُ: احْفِرْ بَرَّةَ، شَرَابَ الْأَبْرَارِ، فَأَصْبَحَ مَهْمُومًا بِمَا رَأَى، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّالِثَةُ أُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: §احْفِرْ زَمْزَمَ، لَا تَنْزِفُ، وَلَا تُذَمُّ، بَيْنَ الْفَرْثِ وَالدَّمِ، اغْدُ بُكْرَةً فَسَتَرَى عَلَى الْآلِهَةِ يَعْنِي أَصْنَامَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ فَرْثًا يَبْحَثُهُ غُرَابٌ، قَالَ: فَغَدَا، فَإِذَا هُوَ بِغُرَابٍ يَبْحَثُ فَرْثًا، فَحَفَرَ، فَإِذَا هُوَ بِالْحِسَى، فَنَثَلَهَا فَوَجَدَ فِيهَا -[15]- أَسْيَافًا وَغَزَالًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَمَّا الْأَسْيَافُ فَضُرِبَتْ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ، وَعُلِّقَ الْغَزَالُ فِي بَطْنِهَا "

1064 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَعْدٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: " §لَمَّا احْتَفَرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ زَمْزَمَ أَصَابَ فِيهَا أَحْجَارًا، فِي حَجَرٍ مِنْهَا: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، وَعَلَى الْآخَرِ: [البحر البسيط] لَمْ تَبْقَ مَكْرُمَةٌ يَعْتَدُّهَا أَحَدٌ ... إِلَّا التَّكَاثُرُ أَذْهَابٌ وَأَوْرَاقُ وَفِي الثَّالِثِ: [البحر الكامل] بِالدَّهْرِ قَدْ خَلَا عَجَبُهُ ... دَهْرٌ يُحَوِّلُ رَأْسَهُ ذَنَبُهُ دَهْرٌ تَدَاوَلُهُ الْإِمَاءُ فَأَصْبَحَتْ ... تَرْضَى بِمِلْءِ بُطُونِهَا عَرَبُهُ قَالَ: فَرَّقَهُ ابْنُ الزِّبَعْرَى فَقَدَّمَ قَافِيَةً وَأَخَّرَ أُخْرَى فَقَالَ: [البحر البسيط] لَمْ تَبْقَ مَكْرُمَةٌ يَعْتَدُّهَا أَحَدٌ ... إِلَّا التَّكَاثُرُ أَوْرَاقٌ وَأَذْهَابُ

1065 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ يَعْنِي ابْنَ سَاجٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: " إِنَّ §عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ هَاشِمٍ بَيْنَمَا هُوَ نَائِمٌ فِي الْحِجْرِ أُتِيَ فَأُمِرَ بِحَفْرِ زَمْزَمَ، وَهِيَ دِفْنٌ بَيْنَ صَنَمَيْ قُرَيْشٍ إِسَافٍ وَنَائِلَةَ عِنْدَ مَنْحَرِ قُرَيْشٍ، وَكَانَتْ جُرْهُمُ دَفَنَتْهَا حِينَ ظَعَنُوا مِنْ مَكَّةَ، وَهِيَ بِئْرُ إِسْمَاعِيلَ الَّتِي سَقَاهُ اللهُ حِينَ ظَمِئَ وَهُوَ -[16]- صَغِيرٌ، فَلَمَّا حَفَرَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ دَلَّهُ الْإِلَهُ عَلَيْهَا، وَخَصَّهُ بِهَا زَادَهُ اللهُ بِهَا شَرَفًا وَحَظًّا فِي قَوْمِهِ، وَعُطِّلَتْ كُلُّ سِقَايَةٍ كَانَتْ بِمَكَّةَ حِينَ ظَهَرَتْ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ عَلَيْهَا الْتِمَاسَ بَرَكَتِهَا وَمَعْرِفَةِ فَضْلِهَا بِمَكَانِهَا مِنَ الْبَيْتِ، وَإِنَّهَا سُقْيَا اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لِإِسْمَاعِيلَ ابْنِ خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَكَانَ أَوَّلَ مَا ابْتُدِئَ بِهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مِنْ أَمْرِهَا وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْحِجْرِ "

1008 - كَمَا حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ حَدِيثَ زَمْزَمَ حِينَ أُمِرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِحَفْرِهَا، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: إِنِّي لَنَائِمٌ فِي الْحِجْرِ إِذْ أَتَانِي آتٍ فَقَالَ: احْفِرْ طَيْبَةَ، فَقُلْتُ: وَمَا طَيْبَةُ؟ ثُمَّ ذَهَبَ عَنِّي، فَرَجَعْتُ إِلَى مَضْجَعِي، فَنِمْتُ الْغَدَ، فَجَاءَنِي فَقَالَ: احْفِرْ بَرَّةَ، قُلْتُ: وَمَا بَرَّةُ؟ ثُمَّ ذَهَبَ عَنِّي، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ رَجَعْتُ إِلَى مَضْجَعِي فَنِمْتُ، فَجَاءَنِي فَقَالَ: §احْفِرْ زَمْزَمَ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا زَمْزَمُ؟ قَالَ: لَا تَنْزِفُ، وَلَا تُذَمُّ، تَسْقِي الْحَجِيجَ الْأَعْظَمَ، وَهِيَ بَيْنَ الْفَرْثِ وَالدَّمِ عِنْدَ نُقْرَةِ الْغُرَابِ الْأَعْصَمِ عِنْدَ قَرْيَةِ النَّمْلِ، قَالَ: فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ شَأْنُهَا، وُدَلَّ عَلَى مَوْضِعِهَا، وَعَرَفَ أَنَّهُ صَدَقَ، غَدَا بِمِعْوَلِهِ، وَمَعَهُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَيْسَ مَعَهُ وَلَدٌ غَيْرُهُ، فَلَمَّا بَدَا لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ الطَّوَى كَبَّرَ، فَعَرَفَتْ قُرَيْشٌ أَنَّهُ قَدْ أَدْرَكَ حَاجَتَهُ، قَامُوا وَقَالُوا: يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، مِيرَاثُنَا مِنْ أَبِينَا إِسْمَاعِيلَ، وَإِنَّ لَنَا فِيِهَا شِرْكًا، فَأَشْرِكْنَا مَعَكَ فِيهَا، قَالَ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ، إِنَّ هَذَا أَمْرٌ خُصِصْتُ بِهِ دُونَكُمْ، وَأُعْطِيتُهُ مِنْ بَيْنِكُمْ، قَالُوا: فَأَنْصِفْنَا، فَإِنَّا غَيْرُ تَارِكِيكَ حَتَّى نُحَاكِمَكَ فِيهَا، قَالَ: فَاجْعَلُوا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مَنْ شِئْتُمْ، أُخَاصِمُكُمْ إِلَى كَاهِنَةِ بَنِي سَعْدِ -[17]- بْنِ هُذَيْمٍ، قَالُوا: نَعَمْ، وَكَانَتْ بِأَشْرَافِ الشَّامِ، فَرَكِبَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي أَبِيهِ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَرَكِبَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ نَفَرٌ، قَالَ: وَالْأَرْضُ إِذْ ذَاكَ مَفَاوِزُ، فَخَرَجُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الْمَفَاوِزِ بَيْنَ الْحِجَازِ وَالشَّامِ، فَنِيَ مَاءُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَصْحَابِهِ، وَظَمِئُوا حَتَّى أَيْقَنُوا بِالْهَلَكَةِ، فَاسْتَسْقَوْا مَنْ مَعَهُمْ مِنْ قَبَائِلِ قُرَيْشٍ، فَأَبَوْا عَلَيْهِمْ، وَقَالُوا: إِنَّا بِمَفَاوِزَ، وَنَحْنُ نَخْشَى عَلَى أَنْفُسِنَا مِثْلَ مَا أَصَابَكُمْ، فَلَمَّا رَأَى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مَا صَنَعَ الْقَوْمُ تَخَوَّفَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَصْحَابِهِ وَقَالَ: مَاذَا تَرَوْنَ؟ قَالُوا: مَا رَأْيُنَا إِلَّا تَبَعٌ لِرَأْيِكَ، فَمُرْنَا بِمَا شِئْتَ، قَالَ: فَإِنِّي أَرَى أَنْ يَحْفِرَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ حُفْرَةً لِنَفْسِهِ بِمَا بِكُمُ الْآنَ مِنَ الْقُوَّةِ، فَكُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ دَفَعَهُ أَصْحَابُهُ فِي حُفْرَتِهِ وَوَارَوْهُ حَتَّى يَكُونَ آخِرُكُمْ رَجُلًا؛ فَضَيْعَةُ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَيْسَرُ مِنْ ضَيْعَةِ رَكْبٍ جَمِيعًا، قَالُوا: نِعْمَ مَا أَمَرْتَنَا بِهِ، فَقَامَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَحَفَرَ حُفْرَةً لَهُ، ثُمَّ قَعَدُوا يَنْتَظِرُونَ الْمَوْتَ عَطَشًا، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: وَاللهِ إِنَّ إِلْقَاءَنَا بِأَيْدِينَا هَلَكًا لِلْمَوْتِ، لَا نَضْرِبُ فِي الْأَرْضِ وَنَسْتَبْقِي أَنْفُسَنَا، لَعَجْزٌ، فَعَسَى اللهُ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا مَاءً بِبَعْضِ الْبِلَادِ، ارْتَحِلُوا، فَارْتَحَلُوا حَتَّى فَرَغُوا، وَمَنْ مَعَهُمْ مِنْ قَبَائِلِ قُرَيْشٍ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ مَا هُمْ فَاعِلُونَ، تَقَدَّمَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا، فَلَمَّا انْبَعَثَتْ بِهِ انْفَجَرَ مِنْ تَحْتِ خُفِّهَا عَيْنٌ مِنْ مَاءٍ عَذْبٍ، فَكَبَّرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَكَبَّرَ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ نَزَلَ فَشَرِبَ وَشَرِبَ أَصْحَابُهُ، وَاسْتَقَوْا حَتَّى مَلَئُوا أَسْقِيَتَهُمْ، ثُمَّ دَعَا الْقَبَائِلَ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ: هَلُمَّ إِلَى الْمَاءِ؛ فَقَدْ سَقَانَا اللهُ، فَاشْرَبُوا وَاسْقُوا، فَشَرِبُوا ثُمَّ قَالُوا: وَاللهِ، لَقَدْ قُضِيَ لَكَ عَلَيْنَا يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، وَاللهِ لَا نُخَاصِمُكَ فِي زَمْزَمَ أَبَدًا، إِنَّ الَّذِي أَسْقَاكَ هَذَا الْمَاءَ بِهَذِهِ الْفَلَاةِ لَهُوَ سَقَاكَ زَمْزَمَ، فَارْجِعْ إِلَى سِقَايَتِكَ وَإِنَّهُ بَدَا لَهُ، فَرَجَعَ وَرَجَعُوا، وَلَمْ يَصِلُوا إِلَى الْكَاهِنَةِ، وَخَلَّوْا بَيْنَهُ -[18]- وَبَيْنَهَا " فَهَذَا بَلَغَنِي عَنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي زَمْزَمَ

قَالَ عُثْمَانُ فِي حَدِيثِهِ هَذَا: وَسَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ قَالَ: وَسَمِعْتُ مَنَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ حِينَ أُمِرَ بِحَفْرِ زَمْزَمَ: [البحر الرجز] ادْعُ بِالْمَاءِ الرُّوَا غَيْرِ الْكَدِرْ ... سُقْيَا الْحَجِيجِ فِي كُلِّ مَبَرْ لَيْسَ يُخَافُ فِيهِ شَيْءٌ مَا عَمَرْ وَخَرَجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ حِينَ قِيلَ لَهُ ذَلِكَ إِلَى قُرَيْشٍ فَقَالَ: تَعْلَمُونَ أَنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَحْفِرَ زَمْزَمَ، قَالُوا: هَلْ بَيَّنَ لَكَ أَيْنَ هِيَ؟ قَالَ: لَا، قَالُوا: ارْجِعْ إِلَى مَضْجَعِكَ الَّذِي رَأَيْتَ فِيهِ مَا رَأَيْتَ، فَإِنْ يَكُ حَقًّا مِنَ اللهِ بَيَّنَ لَكَ، وَإِنْ يَكُنْ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلَنْ يَعُودَ لَكَ، فَرَجَعَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ إِلَى مَضْجَعِهِ فَنَامَ فِيهِ، فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: §احْفِرْ زَمْزَمَ، إِنْ حَفَرْتَهَا لَمْ تَنْدَمْ، وَهِيَ تُرَاثُ أَبِيكَ الْأَعْظَمِ، لَا تَنْزِفُ أَبَدًا، وَلَا تُذَمُّ، تَرْوِي الْحَجِيجَ الْأَعْظَمَ مِثْلَ نَعَامٍ جَافِلٍ لَمْ يُقْسَمْ، يَنْذِرُ فِيهَا نَاذِرٌ لِيَغْنَمَ، تَكُونُ مِيرَاثًا وَعَقْدًا مُحْكَمًا، لَيْسَ كَبَعْضِ مَا قَدْ تَعْلَمُ، وَهِيَ بَيْنَ الْفَرْثِ وَالدَّمِ، زَعَمُوا لِأَنَّهُ حِينَ قِيلَ لَهُ ذَلِكَ قَالَ: وَأَيْنَ هِيَ؟ قِيلَ عِنْدَ قَرْيَةِ النَّمْلِ، حَيْثُ يَنْقُرُ الْغُرَابُ غَدًا، فَاللهُ أَعْلَمُ أَيُّ ذَلِكَ كَانَ، وَغَدَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَمَعَهُ الْحَارِثُ، وَلَيْسَ لَهُ يَوْمَئِذٍ وَلَدٌ غَيْرَهُ، فَوَجَدَ قَرْيَةَ النَّمْلِ، وَوَجَدَ الْغُرَابَ يَنْقُرُ عِنْدَهَا بَيْنَ الْوَثَنَيْنِ إِسَافٍ وَنَائِلَةَ -[19]- اللَّذَيْنِ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَنْحَرُ عِنْدَهُمَا، فَجَاءَ بِالْمِعْوَلِ، وَقَامَ لِيَحْفِرَ حَيْثُ أُمِرَ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ حِينَ رَأَوْهُ وَحْدَهُ: وَاللهِ لَا نَدَعُكُ تَحْفِرُ بَيْنَ وَثَنَيْنَا اللَّذَيْنِ نَنْحَرُ عِنْدَهُمَا، فَقَالَ لِابْنِهِ الْحَارِثِ: دَعْنِي حَتَّى أَحْفِرَ، فَوَاللهِ لَأَمْضِيَنَّ لِمَا أُمِرْتُ، فَلَمَّا عَرَفُوا أَنَّهُ غَيْرُ نَازِعٍ خَلَّوْا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَفْرِ وَكَفُّوا عَنْهُ، فَلَمْ يَحْفِرْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى بَدَا لَهُ الطَّيُّ، فَكَبَّرَ وَعَرَفَ أَنْ قَدْ صُدِقَ، فَلَمَّا فَرَغَ وَبَلَغَ مَا أَرَادَ أَقَامَ سِقَايَةَ زَمْزَمَ لِلْحَاجِّ، وَعَفَتْ عَلَى الْآبَارِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا يَسْتَقِي عَلَيْهَا الْحَاجُّ، وَانْصَرَفَ النَّاسُ إِلَيْهَا؛ لِمَكَانِهَا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَلِفَضْلِهَا عَلَى مَا سِوَاهَا مِنَ الْمِيَاهِ؛ وَلِأَنَّهَا بِئْرُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَفَخَرَتْ بِهَا يَوْمَئِذٍ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ عَلَى قُرَيْشٍ لِمَا وُلُّوا عَلَيْهِمْ مِنَ السِّقَايَةِ وَالرِّفَادَةِ، وَمَا أَقَامُوا عَلَيْهِ لِلنَّاسِ مِنْ ذَلِكَ، وَبِزَمْزَمَ حِينَ ظَهَرَتْ، وَإِنَّمَا كَانُوا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ أَهْلَ بَيْتٍ وَاحِدٍ، شَرَفُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ شَرَفٌ، وَفَضْلُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ فَضْلٌ وَلَمَّا انْتَشَرَتْ قُرَيْشٌ وَكَثُرَ سَاكِنُ مَكَّةَ قَبْلَ حَفْرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ زَمْزَمَ قَلَّتْ عَلَى النَّاسِ الْمِيَاهُ، وَاشْتَدَّتْ عَلَيْهِمْ فِيهِ الْمُؤْنَةُ "

1066 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدٍ الْيَزَنِيِّ، ثُمَّ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ -[20]- بْنِ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِنَحْوِ خَبَرِ عَلِيٍّ الْأَوَّلِ، وَعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، مِنْ قَوْلِهِ نَحْوَ ذَلِكَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَيُقَالُ فِيمَا يُتَحَدَّثُ عَنْ زَمْزَمَ، وَزَادَ فِيهِ: " §وَجَدَ فِيهَا غَزَالَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، وَهُمَا الْغَزَالَانِ اللَّذَانِ كَانَتْ جُرْهُمُ دَفَنَتْهُمَا حِينَ أُخْرِجَتْ مِنْ مَكَّةَ، وَوَجَدُوا أَيْضًا أَسْيَافًا مَعَ الْغَزَالَيْنِ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: لَنَا مَعَكَ يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ فِي هَذَا شِرْكٌ وَحَقٌّ، قَالَ: لَا، وَلَكِنْ هَلُمَّ إِلَى النَّصَفِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمُ، أَضْرِبُ عَلَيْهَا الْقِدَاحَ، قَالُوا: وَكَيْفَ تَصْنَعُ؟ قَالَ: أَجْعَلُ لِلْكَعْبَةِ قِدْحَيْنِ، وَلِي قِدْحَيْنِ، وَلَكُمْ قِدْحَيْنِ، ثُمَّ أَضْرِبُ، فَمَنْ خَرَجَ لَهُ شَيْءٌ كَانَ لَهُ، فَقَالُوا: أَنْصَفْتَ، قَدْ رَضِينَا، فَجَعَلَ قِدْحَيْنِ أَصْفَرَيْنِ لِلْكَعْبَةِ، وَقِدْحَيْنِ أَسْوَدَيْنِ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقِدْحَيْنِ أَبْيَضَيْنِ لِقُرَيْشٍ، ثُمَّ أَعْطَوْهُمَا رَجُلًا يَضْرِبُ بِهَا، فَقَامَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يَدْعُو وَيَقُولُ: [البحر الرجز] اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ الْمَحْمُودُ ... وَأَنْتَ رَبِّي الْمُبْدِي الْمُعِيدُ وَمُمْسِكُ الرَّاسِيَةِ الْجُلْمُودِ ... مِنْ عِنْدِكَ الطَّارِفُ وَالتَّلِيدُ إِنْ شِئْتَ أَلْهَمْتَ لِمَا تُرِيدُ ... بِمَوْضِعِ الْحِلْيَةِ وَالْحَدِيدِ إِنِّي نَذَرْتُ عَاهِدَ الْعُهُودِ ... فَاجْعَلْهُ يَا رَبِّ فَلَا أَعُودُ قَالَ: وَضَرَبَ صَاحِبُ الْقِدَاحِ، فَخَرَجَ الْأَصَفْرَانِ عَلَى الْغَزَالَيْنِ لِلْكَعْبَةِ، فَضَرَبَهُمَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي بَابِ الْكَعْبَةِ، فَكَانَ أَوَّلَ ذَهَبٍ حُلِّيَتْهُ الْكَعْبَةُ، وَخَرَجَ الْأَسْوَدَانِ عَلَى السُّيُوفِ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَأَخَذَهَا، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ وَمَنْ سِوَاهُمْ إِذَا اجْتَهَدُوا فِي الدُّعَاءِ سَجَعُوا وَأَلَّفُوا الْكَلَامَ، وَكَانَتْ فِيمَا يَزْعُمُونَ لَا -[21]- يَرُدُّهَا دَاعٍ، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ أَقَامَ سِقَايَةَ زَمْزَمَ لِلْحَاجِّ، وَقَالَ مُسَافِرُ بْنُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَهُوَ يَذْكُرُ فَضْلَ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ وَمَا أَقَامُوا عَلَيْهِ مِنْ سِقَايَةِ الْحَاجِّ وَالرِّفَادَةِ، وَيَفْخَرُ بِزَمْزَمَ حِينَ أَظْهَرَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ: [البحر الهزج] وَرِثْنَا الْمَجْدَ عَنْ آبَائِنَا ... فَرَقًا بِنَا صُعُدًا وَأَيُّ مَنَاقِبِ الْخَيْرِ ... لَمْ تَشْدُدْ بِنَا عَضُدَا أَلَمْ نَسْقِ الْحَجِيجَ ... وَنَنْحَرِ الدَّلَّافَةَ الرُّفَدَا وَنُلْقَى عِنْدَ تَصْرِيفِ ... الْمَنَايَا سَادَةً سُدَدَا وَزَمْزَمَ مِنْ أَرُومَتِنَا ... وَيَرْغَمُ أَنْفُ مَنْ حَسَدَا وَخَيْرُ النَّاسِ أَوَّلُنَا ... وَخَيْرُ النَّاسِ إِنْ بَعُدَا فَإِنْ نَهْلِكْ فَلَنْ نَمْلِكْ ... وَهَلْ مِنْ خَالِدٍ خَلَدَا وَأَيُّ النَّاسِ لَمْ نَمْلِكْ ... وَنُمَجِّدُهُ وَإِنْ مَجَدَا وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ قَالَ حِينَ لَقِيَ مِنْ قُرَيْشٍ مَا لَقِيَ عِنْدَ حَفْرِ زَمْزَمَ، نَذَرَ لَئِنْ وُلِدَ لَهُ عَشَرَةُ ذُكُورٍ، ثُمَّ بَلَغُوا حَتَّى يَنْفَعُوهُ، أَنْ يَنْحَرَ أَحَدَهُمْ عِنْدَ -[22]- الْكَعْبَةِ، فَلَمَّا تَوَافَى بَنُوهُ عَشَرَةً جَمَعَهُمْ، ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِنَذْرِهِ، مِنْهُمُ: الْحَارِثُ، وَحَجَلٌ، وَهُمَا لِأُمٍّ، وَعَبَّاسٌ وَضِرَارٌ، وَهُمَا لِأُمٍّ، وَحَمْزَةُ وَالْمُقَوِّمُ، وَهُمَا لِأُمٍّ، وَأَبُو طَالِبٍ، وَاسْمُهُ عَبْدُ مَنَافٍ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ اللهِ، وَهُمْ لِأُمٍّ، وَأَبُو لَهَبٍ لِأُمٍّ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعُزَّى "

1067 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " §لَمَّا حُفِرَتْ زَمْزَمُ، وَأَدْرَكَ فِيهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مَا أَدْرَكَ، وَجَدَتْ قُرَيْشٌ فِي أَنْفُسِهَا بِمَا أُعْطِيَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، فَلَقِيَهُ خُوَيْلِدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى فَقَالَ: يَا ابْنَ سَلْمَى، لَقَدْ سُقِيتَ مَاءً رَغَدًا، وَنَثَلْتَ عَادِيَّةً حُتُدًا، قَالَ: يَا ابْنَ أَسَدٍ، أَمَا إِنَّكَ تُشْرِكُ فِي فَضْلِهَا، وَاللهِ لَا يُسَاعِفُنِي أَحَدٌ عَلَيْهَا بِبِرٍّ، وَلَا يَقُومُ مَعِي بِأُزُرٍ إِلَّا بَذَلْتُ لَهُ خَيْرَ الصِّهْرِ، فَقَالَ خُوَيْلِدُ بْنُ أَسَدٍ: [البحر الطويل] أَقُولُ وَمَا قَوْلِي عَلَيْهِمْ بِسُبَّةٍ ... إِلَيْكَ ابْنَ سَلْمَى أَنْتَ حَافِرُ زَمْزَمَ حَفِيرَةُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمَ ابْنِ آجُرٍ ... وَرَكْضَةُ جِبْرِيلَ عَلَى عَهْدِ -[23]- آدَمَ فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: مَا وَجَدْتُ أَحَدًا أَوْزَنَ فِي الْعِلْمِ، وَلَا وَرَقَةَ، غَيْرَ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ "

1068 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْكَلْبِيِّ قَالَ: " إِنَّ §عَبْدَ الْمُطَّلِبِ أَعْطَى مُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ حَوْضًا مِنْ وَرَاءِ زَمْزَمَ يَسْقِي فِيهِ الْحَاجَّ "

1069 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بَعْضِ الْقُرَشِيِّينَ قَالَ: " كَانَ بَيْنَ بُدَيْلِ بْنِ أُمِّ صُرَمٍ الْخُزَاعِيِّ وَبَيْنَ الْقُرَشِيِّينَ شَيْءٌ، فَقَالَ ابْنُ أُمِّ صُرَمٍ: [البحر الطويل] §إِنْ يَكُ ضَيِّقًا دَارُكُمْ وَفِنَاؤُكُمْ ... فَإِنِّي لَآتٍ قَبْلَكُمْ آلَ زَمْزَمِ هُمْ دَمَّرُوا أَمْوَاهَكُمْ فَتَهَدَّمَتْ ... وَعَزَّكُمْ أَنْ تَهْدِمُوهُ فَيُهْدَمِ فَلَا الْجَفْرُ يُسْقَى حَالِمٌ مِنْهُ قَطْرَةً ... وَزَمْزَمُ حَوْضَاهَا بِمِزَانٍ تُرْدَمِ

1070 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ الْأَعْشَى أَعْشَى بْنُ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، فِي زَمْزَمَ أَيْضًا: [البحر الطويل] §وَلَا أَنْتَ مِنْ أَهْلِ الْحَجُونِ وَلَا الصَّفَا ... وَلَا لَكَ حَقُّ الشُّرْبِ مِنْ مَاءِ -[24]- زَمْزَمِ

§بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ زَمْزَمَ وَتَفْسِيرِهِ

1071 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ الْأَيْلِيُّ قَالَ: ثنا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهُمَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ "

1072 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: أَحَدُ الثَّلَاثَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، فَأُتِيتُ فَانْطَلَقَ بِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشُرِحَ صَدْرِي إِلَى كَذَا وَكَذَا "، قَالَ قَتَادَةُ: فَقُلْتُ لِلَّذِي مَعِي: مَا يَعْنِي إِلَى كَذَا وَكَذَا، قَالَ: إِلَى أَسْفَلِ بَطْنِي، فَاسْتُخْرِجَ قَلْبِي فَغُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ أُعِيدَ مَكَانَهُ، فَكَبَّرَا وَقَالَا: حُشِيَ إِيمَانًا وَحِكْمَةً "

1073 - حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ، §ثُمَّ شَقَّ الْقَلْبَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي -[26]- مَكَانِهِ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ، يَعْنِي ظِئْرَهُ، فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعٌ لَوْنُهُ، قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَقَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

باب ما جاء في فضل زمزم وتفسيره

1074 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثنا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي بِمَكَّةَ، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ فِيهِ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشُقَّ بَطْنِي، فَغُسِلَ جَوْفِي وَحُشِيَ إِيمَانًا وَحِكْمَةً "

1075 - حَدَّثَنَا هَارُونُ الْفَرْوِيُّ قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْكَرْمِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ، قَالَ: أَتَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَاحْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، §فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فُرِجَ عَنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ، فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ فِيهِ تَوْرٌ مَحْشُوٌّ إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَجَوْفَهُ وَلَغَادِيدَهُ، ثُمَّ أَطْبَقَهُ "

1076 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ -[27]- قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بَزَّةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُبَيْبَ مَوْلَى آلِ بَاذَانَ، وَغَيْرُهُ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ " قَالَ ابْنُ أَبِي بَزَّةَ فِي حَدِيثِهِ: " أَوْ مِنْهُ "

1077 - وَحَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ قَالَ: أنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، -[28]- 1078 - وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مِهْرَانَ الضَّرِيرُ، قَالُوا: ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَدْفَعُ الزِّحَامَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِمَكَّةَ، وَقَالَ عَبْدَةُ فِي حَدِيثِهِ: كُنْتُ أَجْلِسُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِمَكَّةَ، فَفَقَدَنِي أَيَّامًا، وَقَالَ عَلِيٌّ وَابْنُ مِهْرَانَ: فَاحْتُبِسْتُ عَلَيْهِ أَيَّامًا، قَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: الْحُمَّى، وَقَالَ عَبْدَةُ: وُعِكْتُ أَوْ حُمِمْتُ، قَالَ: أَبْرِدْهَا عَنْكَ بِمَاءِ زَمْزَمَ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الْحُمَّى مِنْ فَحِيحِ جَهَنَّمَ؛ فَأَبْرِدُوهَا بِمَاءِ زَمْزَمَ "، وَقَالَ عَبْدَةُ: " فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ "، أَوْ قَالَ: " بِمَاءِ زَمْزَمَ " شَكَّ هَمَّامٌ

1079 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §آيَةُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ أَنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ "

1080 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا خَرَجْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مِنْ تَحْتِ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: " مَنْ أَنْتَ؟ " فَقُلْتُ: مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ: " مُذْ كَمْ أَنْتَ هَا هُنَا؟ " قُلْتُ: مِنْ بِضْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَا كَانَ طَعَامُكَ؟ " قُلْتُ لَهُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءَ زَمْزَمَ، وَقَدْ تَعَكَّمَ، أَوْ تَعَكَّنَ بَطْنِي كَمَا تَرَى، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ "، قَالَ: فَالْتَفَتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، اذْهَبْ بِهِ إِلَى مَنْزِلِكَ فَأَطْعِمْهُ "، فَذَهَبَ فَأَطْعَمَنِي زَبِيبًا طَائِفِيًّا قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَإِنَّهُ أَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِمَكَّةَ

1081 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارٍ، وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ، وَصَلَّيْتُ يَا ابْنَ أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثِ سِنِينَ، قُلْتُ: فَأَيْنَ تَتَوَجَّهُ؟ قَالَ: حَيْثُ يُوَجِّهُنِي اللهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ، وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا، فَلَبِثْتُ يَا ابْنَ -[30]- أَخِي ثَلَاثِينَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، مَا لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءَ زَمْزَمَ، حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ، قَالَ: فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَتَّى أَتَيَا الْحَجَرَ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ طَافَ ثُمَّ صَلَّى، فَأَتَيْتُهُ حِينَ قَضَى صَلَاتَهُ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ: " وَعَلَيْكَ رَحْمَةُ اللهِ، مَنْ أَنْتَ؟ " قُلْتُ: مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ بَعْضِ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، وَزَادَ فِيهِ: " إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ "، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ " 1082 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْكَلْبِيُّ، أَظُنُّهُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ ابْنِ أَخِي أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ عَمِّي، فَذَكَرَ نَحْوَهُ

1083 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا عَفَّانُ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: بَيْنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي زَمْزَمَ، وَهُمْ يَنْزِعُونَ وَيَخَافُونَ أَنْ تَنْزِحَ، فَجَاءَ كَعْبٌ فَقَالَ: " §انْزِعُوا، وَلَا تَهَابُوا؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي أَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الرُّوَاءَ "، فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَأَيُّ عُيُونِهَا -[31]- أَغْزَرُ؟ قَالَ: " الْعَيْنُ الَّتِي تَجْرِي مِنْ قِبَلِ الْحِجْرِ "، قَالَ: صَدَقْتَ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: " أَنَا كَعْبٌ "، قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُسْلِمَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَتَّى أَسْلَمْتَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ قَالَ: " إِنَّ أَبِي كَتَبَ لِي كِتَابًا مِنَ التَّوْرَاةِ وَدَفَعَهُ إِلَيَّ وَقَالَ: اعْمَلْ بِهَذَا، وَخَتَمَ عَلَى سَائِرِ كُتُبِهِ، وَأَخَذَ عَلَيَّ بِحَقِّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ أَلَّا أَفُضَّ الْخَاتَمَ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ الْآنَ فَرَأَيْتُ الْإِسْلَامَ يَظْهَرُ، قَالَتْ لِي نَفْسِي: لَعَلَّ أَبَاكَ غَيَّبَ عَنْكَ عِلْمًا كَتَمَكَ، فَلَوْ قَرَأْتَهُ، فَفَضَضْتُ الْخَاتَمَ فَقَرَأْتُهُ، فَوَجَدْتُ فِيهِ صِفَةَ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتِهِ، فَجِئْتُ الْآنَ مُسْلِمًا "

1084 - وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §كَانَ الْجُوعُ يَبْلُغُ بِنَا حَتَّى مَا يَحْمِلُ الرَّجُلُ سِلَاحَهُ فَأَغْدُو إِلَى زَمْزَمَ، وَيَغْدُو مَعِي أَصْحَابِي فَنَشْرَبُ فَنَجِدُهَا عِصْمَةً "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ قَالَ: " §رَأَيْتُ الرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَمَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحْمِلَ السِّلَاحَ "

1085 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنْبَرِيُّ، مِنْ أَهْلِ مِصْرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَارِسِيُّ قَالَ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ الْمَكِّيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: " دَخَلْتُ إِلَى زَمْزَمَ فَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ يَسْتَقِي، فَقَالَ لِي: مَا تَصْنَعُ بِهَذَا الْمَاءِ؟ فَقُلْتُ لَهُ: أَشْرَبُ؛ لِمَا جَاءَ فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: اشْرَبْ لِظَمَأِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ "، قَالَ: فَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَهُ

1086 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " كَانَ §أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمُّونَ زَمْزَمَ شِبْعَةً "

1087 - قَالَ يَزِيدُ، وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " §زَمْزَمُ مَكْتُوبَةٌ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: طَعَامُ طُعْمٍ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ " حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا -[33]- عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبًا يَقُولُ نَحْوَ الْكَلَامِ الْآخَرِ

1088 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ، أَنَّ زُيَيْدَ بْنَ الصَّلْتِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ كَعْبًا قَالَ: " §لَزَمْزَمُ بَرَّةٌ مَضْنُونَةٌ ضُنَّ بِهَا لَكُمْ، أَوَّلُ مَنْ أُخْرِجَتْ لَهُ إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: وَقَالَ كَعْبٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: تَجِدُهَا طَعَامَ طُعْمٍ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ كَتَبَ إِلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو: " §إِنْ جَاءَكَ كِتَابِي لَيْلًا فَلَا تُصْبِحَنَّ، أَوْ نَهَارًا فَلَا تُمْسِيَنَّ، حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ "، قَالَ: فَاسْتَعَانَتِ امْرَأَةُ سُهَيْلٍ أَثِيلَةُ الْخُزَاعِيَّةُ، جَدَّةُ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُهَيْرٍ، فَأَدْلَجَتَاهُمَا وَجَوَارِيَهُمَا، فَلَمْ يُصْبِحَا حَتَّى قَرَنَتَا مُزَادَتَيْنِ وَفَرَغَتَا مِنْهُمَا، فَجَعَلَهُمَا فِي كُرَّيْنِ غُوطِيَّيْنِ، ثُمَّ مَلَأَهُمَا مَاءً، فَبَعَثَ بِهِمَا عَلَى بَعِيرٍ -[34]- 1089 - حَدَّثَنَا الْعَائِذِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ

1090 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا ابْنُ جُعْشُمٍ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَمِعْتُ أَنَّهَ كَانَ يَقُولُ: " §خَيْرُ مَاءٍ فِي الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ، وَشَرُّ مَاءٍ فِي الْأَرْضِ مَاءُ بَرَهُوتَ، شِعْبٌ مِنْ شِعَابِ حَضْرَمَوْتَ، وَخَيْرُ بِقَاعِ الْأَرْضِ الْمَسَاجِدُ، وَشَرُّ بِقَاعِ الْأَرْضِ الْأَسْوَاقُ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَبَلَغَنِي عَنْ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: " §قَبْرُ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَا بَيْنَ زَمْزَمَ وَالرُّكْنِ وَالْمَقَامِ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ §سَمَّى زَمْزَمَ، فَسَمَّاهَا: " زَمْزَمَ، وَبَرَّةَ، وَمَضْنُونَةَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَأَخْبَرَنِي ابْنُ خُثَيْمٍ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ: طُفْتُ مَعَهُ، فَقَالَ: " §مِنْ تَحْتِ رِجْلِي إِلَى الرُّكْنِ إِلَى الْمَقَامِ إِلَى زَمْزَمَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ نَبِيًّا "

1091 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ " رَأَى رَجُلًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِمَّا يَلِي بَابَ الصَّفَا وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَإِذَا بِرَجُلٍ مَكْعُومٍ قَدْ كَعَمَ نَفْسَهُ بِقِطْعَةٍ مِنْ خَشَبٍ، فَقُلْتُ: مَا لَهُ؟ فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ شَرِبَ سَوِيقًا، وَكَانَتْ فِي السَّوِيقِ إِبْرَةٌ، فَذَهَبَتْ فِي حَلْقِهِ، وَقَدِ اعْتَرَضَتْ فِي حَلْقِهِ، وَقَدْ بَقِيَ لَا يَقْدِرُ يُطْبِقُ فَمَهُ، وَإِذَا الرَّجُلُ فِي مِثْلِ الْمَوْتِ، قَالَ: فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ: §اذْهَبْ إِلَى مَاءِ زَمْزَمَ فَاشْرَبْ مِنْهُ، وَجَدِّدِ النِّيَّةَ، وَسَلِ اللهَ الشِّفَاءَ، قَالَ: فَدَخَلَ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ بِالْجَهْدِ مِنْهُ حَتَّى أَسَاغَ مِنْهُ شَيْئًا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَوْضِعِهِ، وَانْصَرَفْتُ فِي حَاجَتِي، قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ، وَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: شَرِبْتُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ خَرَجْتُ عَلَى مِثْلِ حَالِي الْأَوَّلِ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى أُسْطُوَانَةٍ، فَأَسْنَدْتُ ظَهْرِي إِلَيْهَا، فَغَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، فَانْتَبَهْتُ مِنْ نَوْمِي وَأَنَا لَا أُحِسُّ مِنَ الْإِبْرَةِ شَيْئًا "

1092 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَبْدَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " §مَاءُ زَمْزَمَ وَعَيْنُ سَلْوَانَ الَّتِي فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنَ الْجَنَّةِ "

1093 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُدَيْمِيُّ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأُسْوَارِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَنَمَةَ الْمُزَنِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَنَافَسَ النَّاسُ فِي زَمْزَمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَكَانَ أَهْلُ الْعِيَالِ يُعَدُّونَ عِيَالَهُمْ فَيَجِيئُونَ عَلَيْهَا، فَيَكُونُ صَبُوحًا لَهُمْ، وَكُنَّا نَعُدُّهَا عَوْنًا عَلَى الْعِيَالِ "

1094 - فَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي زَمْزَمَ قَالَ: " §كُنَّا نُسَمِّيهَا شُبَاعَةٍ، نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَى الْعِيَالِ "

1095 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §زَمْزَمُ طَعَامُ طُعْمٍ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ "

1096 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّينِيُّ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا حَجَّ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَجَجْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا طَافَ بِالْبَيْتِ، وَصَلَّى عِنْدَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ مَرَّ بِزَمْزَمَ وَهُوَ خَارِجٌ إِلَى الصَّفَا فَقَالَ: " انْزِعْ لِي مِنْهَا دَلْوًا يَا غُلَامُ، قَالَ: فَنَزَعَ لَهُ مِنْهَا دَلْوًا، فَأَتَى بِهِ فَشَرِبَ مِنْهُ وَصَبَّ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: " §زَمْزَمُ شِفَاءٌ، هِيَ لِمَا شُرِبَ لَهُ "

1097 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " كُنَّا نَسِيرُ فِي أَرْضِ الرُّومِ، قَالَ: فَأَوَانَا اللَّيْلُ إِلَى رَاهِبٍ " فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَهْلِ -[38]- مَكَّةَ أَحَدٌ؟ قُلْتُ: " نَعَمْ " قَالَ: §كَمْ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْحِجْرِ؟ قُلْتُ: " لَا أَدْرِي إِلَّا أَنْ أَحْزُرَهُ "، قَالَ: لَكِنِّي أَنَا أَدْرِي، إِنَّهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِ الْحِجْرِ، وَلَأَنْ يَكُونَ عِنْدِي مِنْهَا مِلْءُ طَسْتٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ عِنْدِي، مِلْؤُهُ ذَهَبٌ "

1098 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ كَرْكَمٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ زَمْزَمَ؟ قَالَ: " §لَا تَنْزِحُ، وَلَا تُذَمُّ، طَعَامٌ مِنْ طُعْمٍ، وَشِفَاءٌ مِنْ سُقْمٍ، وَخَيْرُ مَا نَعْلَمُ "

1099 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَبَاحٌ الْأَسْوَدُ قَالَ: " كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَابْتُعْتُ بِمَكَّةَ، فَأُعْتِقْتُ، فَمَكَثْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا أَجِدُ شَيْئًا آكُلُهُ، §فَلَبِثْتُ أَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، قَالَ: فَأَجْهَدَنِي ذَلِكَ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُ زَمْزَمَ، فَبَرَكْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ؛ مَخَافَةَ أَنْ أَسْتَقِيَ وَأَنَا جَائِعٌ فَيَرْفَعُنِي الدَّلْوُ مِنَ الْجَهْدِ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَنْزِعُ قَلِيلًا قَلِيلًا حَتَّى -[39]- أَخْرَجْتُ الدَّلْوَ، فَإِذَا أَنَا بِصَرِيفِ اللَّبَنِ بَيْنَ ثَنَايَايَ، فَقُلْتُ: لَعَلِّي نَاعِسٌ، فَضَرَبْتُ بِالْمَاءِ وَجْهِي، وَانْطَلَقْتُ، وَأَنَا أَجِدُ قُوَّةَ اللَّبَنِ وَشِبَعَهُ "

1100 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ، وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: " §إِنَّ رَاعِيًا كَانَ يَرْعَى، وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ، فَكَانَ إِذَا ظَمِئَ وَجَدَ فِيهَا لَبَنًا، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَوَضَّأَ وَجَدَ فِيهَا مَاءً "

1101 - وَحَدَّثَنِي قُرَيْشُ بْنُ بِشْرٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: إِنَّهُ " أُسِرَ فِي بِلَادِ الرُّومِ، وَإِنَّهُ صَارَ إِلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ: مِنْ أَيِّ بَلَدٍ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُ بِمَكَّةَ هَزْمَةَ جِبْرِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ تَعْرِفُ بَرَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ لَهَا اسْمٌ غَيْرُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، هِيَ §الْيَوْمَ تُعْرَفُ بِزَمْزَمَ، قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ بَرَكَتِهَا ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّكَ إِنْ قُلْتَ هَذَا، فَإِنَّا نَجِدُ فِي كُتُبِنَا أَنَّهُ لَا يَحْثُو رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ مِنْهَا ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ فَأَصَابَتْهُ ذَلَّةٌ أَبَدًا "

1102 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْحِمَّانِيَّ -[40]- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: " §شَرِبْتُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ لَبَنًا وَعَسَلًا "

1103 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللِّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §خَيْرُ مَاءٍ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ، وَشَرُّ مَاءٍ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مَاءُ بَرَهُوتَ "

1104 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ قَالَ: ثنا سَيَّارٌ قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَبَطَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمَعَهُ طَسْتٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَاءٌ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَقَلَبَنِي لِخَلَاوَةِ الْقَفَا، ثُمَّ شَقَّ بَطْنِي، فَأَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَرَمَى بِهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، §هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ وَزَنَنِي فَوُزِنْتُ بِعَشْرٍ مِنْ أُمَّتِي حَتَّى بَلَغْتُ الْمِائَةَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ الْمِائَةَ سَمِعْتُ تَكْبِيرَ إِسْرَافِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْهَوَى وَهُوَ يَقُولُ: تَبِعَتْهُ أُمَّتُهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ "

1105 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §النَّظَرُ فِي زَمْزَمَ عِبَادَةٌ، وَهِيَ تَحُطُّ الْخَطَايَا "

1106 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَعْدٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ الْجَزَّارُ قَالَ: ثنا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ، وَفِيهِ طَعَامٌ مِنَ الطُّعْمِ، وَشِفَاءٌ مِنَ السُّقْمِ، وَشَرُّ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءٌ بِوَادِي بَرَهُوتَ بِحَضْرَمَوْتَ، عَلَيْهِ كَرِجْلِ الْجَرَادِ مِنَ الْهَوَامِّ، يُصْبِحُ يَتَدَفَّقُ، وَيُمْسِي لَا بِلَالَ فِيهِ "

1107 - وَحَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْكَلْبِيُّ قَالَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ -[42]- ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فَقَالَ: " هَلْ تَدْرِي §كَيْفَ تَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ؟ قَالَ: وَكَيْفَ أَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ يَا أَبَا عَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَشْرَبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فَانْزِعْ دَلْوًا مِنْهَا، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَقُلْ: بِسْمِ اللهِ، وَتَنَفَّسْ ثَلَاثًا حَتَّى تَضَلَّعَ، وَقُلِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا وَاسِعًا، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ "

1108 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §آيَةُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ أَنْ يُدْلُوا دَلْوًا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ أَوْ يَطَّلِعُوا فِيهَا، مَا اسْتَطَاعَ مُنَافِقٌ قَطُّ يَطَّلِعُ فِيهَا "

1109 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هَارُونَ، عَنْ خَلَفٍ، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §يُحَوِّلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ زَمْزَمَ بَيْنَ النَّارِ وَالْجَنَّةِ، فَإِذَا عَبَرَ النَّاسُ الصِّرَاطَ دَنَوْا فَشَرِبُوا فَرَشَحُوا عَرَقًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الصَّدْرِ غِشٌّ، وَلَا غَمٌّ، وَلَا غِلٌّ، وَلَا تَحَاسُدٌ، وَلَا تَبَاغُضٌ، إِلَّا ذَهَبَ مَعَ عَاهَاتِ الْجَسَدِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَتَقُولُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ، -[43]- يَقُولُ: طِبْتُمْ ذَهَبَتْ عَنْكُمُ الْعَاهَاتُ وَالْآفَاتُ وَالتَّحَاسُدُ وَالتَّبَاغُضُ وَالْغِلُّ وَالْغَمُّ وَالْغِشُّ "

1110 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §خَيْرُ وَادٍ فِي النَّاسِ وَادِي مَكَّةَ، وَوَادٍ بِالْهِنْدِ الَّذِي أُهْبِطَ فِيهِ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَمِنْهُ يُؤْتَى بِهَذَا الطِّيبِ الَّذِي تَطَيَّبُونَ بِهِ، وَشَرُّ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ وَادِي الْأَحْقَافِ، وَوَادٍ بِحَضْرَمَوْتَ يُقَالُ لَهُ بَرَهُوتَ، وَخَيْرُ بِئْرٍ فِي النَّاسِ بِئْرُ زَمْزَمَ، وَهِيَ فِي وَادِي مَكَّةَ، وَشَرُّ بِئْرٍ فِي النَّاسِ بَرَهُوتَ، وَهِيَ فِي وَادِي بَرَهُوتَ، تُجْمَعُ فِيهَا أَرْوَاحُ الْكُفَّارِ " 1111 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: " بِئْرٌ مَاؤُهَا بِالنَّهَارِ أَسْوَدُ كَأَنَّهُ الْقَيْحُ، تَأْوِي إِلَيْهِ الْهَوَامُّ "

1112 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، -[44]- عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ: " §أَمْسَى عَلَيَّ اللَّيْلُ وَأَنَا بِبَرَهُوتَ، فَسَمِعْتُ فِيهِ أَصْوَاتَ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: يَا دُومَةُ، يَا دُومَةُ، قَالَ: فَسَأَلْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي سَمِعْتُ، فَقَالَ: إِنَّ الْمَلَكَ الَّذِي عَلَى أَرْوَاحِ الْكُفَّارِ يُقَالُ لَهُ دُومَةُ "

قَالَ سُفْيَانُ: وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ أَنَّهُ " §أَمْسَى فِيهِ، فَكَانَ فِيهِ أَصْوَاتُ الْحَاجِّ "

قَالَ سُفْيَانُ، وَسَأَلْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ، فَقَالَ: " §لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْشِيَ فِيهِ بِاللَّيْلِ "

1113 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، وَأَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ الْمَرْوَزِيَّانِ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ أَبُو عَمَّارٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ فِي دَارِ الْحَمَّامِ، قَالَا جَمِيعًا: نَعُودُهُ بِأَعْلَى مَكَّةَ، قَالَ: فَاسْتَسْقَى بَعْضُنَا §فَسُقِيَ مَاءَ زَمْزَمَ، فَقَالَ بَعْضُنَا: لَوِ اسْتَعْذَبْتَ يَا فُلَانُ، فَقَالَ: " مَا لِي شَرَابٌ وَلَا غُسْلٌ وَلَا وَضُوءٌ غَيْرَهَا مِنْ حِينِ أَدْخُلُ مَكَّةَ إِلَى أَنْ أَخْرُجَ مِنْهَا، وَإِنِّي لَأَجِدُهُ مَكْتُوبًا فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: بَرَّةُ شَرَابُ الْأَبْرَارِ، وَإِنِّي لَأَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمَضْنُونَةَ، ضُنَّ بِهَا لَكُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَرِدُ بِهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ فَيَشْرَبُ مِنْهَا إِلَّا أَوْرَثَهُ اللهُ شِفَاءً، وَأَخْرَجَ مِنْهُ دَاءً "

1114 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، عَنِ الْمُخْتَارَيْنِ أَبِي عُبَيْدٍ يَقُولُ: " تَرَوْنَ هَذِهِ الْبِئْرَ الَّتِي بِالْكُوفَةِ فِي رَحْبَةِ عَلِيٍّ؛ فَإِنَّ §عَيْنًا مِنْ زَمْزَمَ تَمُدُّهَا "

1115 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ قَالَ: إِنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَيْنًا لَهُ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ يَكْمُنُ النَّهَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ أَتَى إِلَى زَمْزَمَ فَشَرِبَ مِنْهَا، فَلَبِثَ بِذَلِكَ لَيَالِيَ، ثُمَّ إِنَّهُ رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ: " مَا كَانَ عَيْشُكَ؟ " فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي إِلَى زَمْزَمَ فَيَشْرَبُ مِنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّهَا شِفَاءٌ مِنْ سُقْمٍ، وَجَزَاءٌ مِنْ طُعْمٍ "

1116 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §خَيْرُ عِدٍّ فِي الْأَرْضِ زَمْزَمُ "

1117 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا غُنْدَرٌ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، كَذَا قَالَ: §مَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَطْعَمَ نَاسًا قَطُّ إِلَّا سَقَاهُمْ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، وَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا صَامَ الْأَيَّامَ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمِهِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ

1118 - وَحَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §إِذَا نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ أَتْحَفَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ

1119 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " كَانَ §أَهْلُ مَكَّةَ لَا يَشْتَكُونَ رُكَبَهُمْ، وَلَا يُسَابِقُونَ أَحَدًا إِلَّا سَبَقُوهُ، وَلَا يُصَارِعُونَ أَحَدًا إِلَّا صَرَعُوهُ، حَتَّى رَغِبُوا عَنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَبَدَّلَ بِهِمْ "

1120 - وَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: " §مَاءُ زَمْزَمَ طَيِّبٌ لَا بَرْدٌ "

1121 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ ثَابِتٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ بَحْرَةَ قَالَتْ: " رَأَيْتُ قَصْعَةً لِأُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا §تُوضَعُ فِي الْمَسْجِدِ فَيُصَبُّ فِيهَا مَاءُ زَمْزَمَ، فَكُنَّا إِذَا طَلَبْنَا مِنْ أَهْلِنَا الطَّعَامَ قَالُوا: اذْهَبُوا إِلَى صَحْفَةِ أُمِّ هَانِئٍ "

§ذِكْرُ غُسْلِ أَهْلِ مَكَّةَ الْمَوْتَى بِمَاءِ زَمْزَمَ لِبَرَكَتِهِ وَفَضْلِهِ

1122 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: ثنا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: " -[48]- كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ بَشَّرَ أَسْمَاءَ بِالْإِذْنِ فِي إِنْزَالِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ، فَمَا تَنَاوَلْنَا مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا تَابَعَنَا، قَالَ: وَقَدْ كَانَتْ أَسْمَاءُ وُضِعَ لَهَا مِرْكَنٌ فِيهِ مَاءُ زَمْزَمَ، وَشَبٌّ يَمَانِيٌّ، فَجَعَلْنَا نُنَاوِلُهَا عُضْوًا عُضْوًا فَتَغْسِلُهُ، ثُمَّ نَأْخُذُهُ مِنْهَا فَنَضَعُهُ فِي الَّذِي يَلِيهِ، فَلَمَّا فَرَغَتْ مِنْهُ أَدْرَجْنَاهُ فِي أَكْفَانِهِ، ثُمَّ قَامَتْ فَصَلَّتْ عَلَيْهِ، وَكَانَتْ تَدْعُو: §اللهُمَّ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تُوَلِّيَنِي جُنَّتَهُ، فَمَا أَتَتْ عَلَيْهَا جُمُعَةٌ حَتَّى مَاتَتْ وَأَهْلُ مَكَّةَ عَلَى هَذَا إِلَى يَوْمِنَا يُغَسِّلُونَ مَوْتَاهُمْ بِمَاءِ زَمْزَمَ، إِذَا فَرَغُوا مِنْ غَسْلِ الْمَيِّتِ وَتَنْظِيفِهِ جَعَلُوا آخِرَ غُسْلِهِ بِمَاءِ زَمْزَمَ تَبَرُّكًا بِهِ

§ذِكْرُ حَمْلِ مَاءِ زَمْزَمَ لِلْمَرْضَى وَغَيْرِهِمْ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْآفَاقِ

1123 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَحُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَا: أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي نُعَيْمِ بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو §يَسْتَهْدِيهِ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِرَاوِيَةٍ أَوْ رَاوِيَتَيْنِ، وَجَعَلَ عَلَيْهِمَا كُرًّا غُوطِيًّا

ذكر غسل أهل مكة الموتى بماء زمزم لبركته وفضله

1124 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ، عَنْ خَلَّادٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا §كَانَتْ تَحْمِلُ مَاءَ زَمْزَمَ، وَكَانَتْ تُخْبِرُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ

1125 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §يَسْتَهْدِيهِ مَاءَ زَمْزَمَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ سُهَيْلٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ

ذكر حمل ماء زمزم للمرضى وغيرهم من مكة إلى الآفاق

1126 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ خَلَّادٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حَمَلَتْ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فِي الْقَوَارِيرِ لِلْمَرْضَى وَقَالَتْ: حَمَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَدْوَاءِ وَالْقِرَبِ، وَكَانَ §يَصُبُّهُ عَلَى الْمَرْضَى، وَيَسْقِيهِمْ

1127 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا حَسَّانُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ مَعْبَدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَرَّ بِي بِخَيْمَتِي غُلَامُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو أُزَيْهِرُ، وَمَعَهُ قِرْبَتَا مَاءٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا كَتَبَ إِلَى مَوْلَايَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَخْبَرَنِي مَوْلَايَ سُهَيْلٌ أَنَّهُ §كَتَبَ إِلَيْهِ يَسْتَهْدِيهِ مَاءَ زَمْزَمَ، فَأَنَا أُعَجِّلُ السَّيْرَ لِكَيْلَا تَنْشِفَ الْقِرَبُ

1128 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ بْنَ كَثِيرٍ الْمَكِّيَّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: إنَّ كَعْبًا حَجَّ §فَحَمَلَ مَعَهُ سِتَّ عَشْرَةَ رَاوِيَةً، أَوِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَاوِيَةً مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ إِلَى الشَّامِ

1129 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ، عَنْ حَسَنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْحَسَنِ الْجُفْرِيِّ، عَنْ حَبِيبٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: آخُذُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَحْمِلُهُ فِي الْقَوَارِيرِ، وَحَنَّكَ بِهِ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِتَمْرِ الْعَجْوَةِ

§ذِكْرُ شُرْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَالتَّابِعِينَ بَعْدَهُمْ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ كُلِّهِ

1130 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §دَعَا بِسَجْلٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ مِنْهُ وَتَوَضَّأَ وَقَالَ: " انْزِعُوا عَلَى سِقَايَتِكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلَا أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهَا لَنَزَعْتُ "

1131 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ عُمَرَ قَالَ: ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا يُوسُفُ أَبُو عَبْدَةَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى زَمْزَمَ، §فَنَزَعَ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ مَجَّ فِيهِ، ثُمَّ صَبَّهُ فِي زَمْزَمَ

1132 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: أنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: أَظُنُّهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى زَمْزَمَ فَقَالَ: " §اعْمَلُوا؛ فَإِنَّكُمْ عَلَى عَمَلٍ صَالِحٍ "، ثُمَّ أَتَى السِّقَايَةَ

ذكر شرب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم من ماء زمزم والتابعين بعدهم، وتفسير ذلك كله

1133 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّهُ طَافَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالْبَيْتِ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى سِقَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَشَرِبَا مِنْ شَرَابِهَا، ثُمَّ رَجَعَا إِلَى زَمْزَمَ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ صَبَّ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، §حَافِظُوا عَلَى سِقَايَتِكُمْ، لَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهَا لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ "، -[53]- 1134 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، عَنِ الْحَكَمِ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: " لَنَزَعْتُ حَتَّى يُؤَثِّرَ الْحَرِيرُ بِظَهْرِي " وَقَدْ قَالَ الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَذْكُرُ فَضْلَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي زَمْزَمَ، فَقَالَ: [البحر الطويل] لَقَدْ فَضَّلَ الرَّحْمَنُ آلَ مُحَمَّدٍ ... بِعِلْمٍ وَكَانَ اللهُ بِالنَّاسِ أَخْبَرَا سَقَاهُمْ لِيَسْقُوا الْحَاجَّ فِي الْحَجِّ زَمْزَمَا ... وَخَطَّ لَهُمْ فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ كَوْثَرَا

1135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَضَى طَوَافَهُ يَوْمَ دَخَلَ مَكَّةَ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى زَمْزَمَ، فَاطَّلَعَ فِيهَا وَقَالَ: " §لَوْلَا أَنْ تُغْلَبَ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى سِقَايَةِ الْحَاجِّ لَنَزَعْتُ مِنْهَا بِيَدِي "، ثُمَّ انْصَرَفَ فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَعَا بِسَجْلٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَتَوَضَّأَ مِنْهُ، وَالْمُسْلِمُونَ يَبْتَدِرُونَ وَضُوءَهُ يَصُبُّونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ، وَالْمُشْرِكُونَ يَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ: مَا رَأَيْنَا مَلِكًا قَطُّ بَلَغَ هَذَا، وَلَا أَشْبَهَهُ، مَاذَا يَصْنَعُونَ بِالْوَضُوءِ؟

1136 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أُتِيَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وَاسْتَنْثَرَ خَارِجًا مِنَ الدَّلْوِ وَمَضْمَضَ، ثُمَّ مَجَّ فِيهِ قَالَ مِسْعَرٌ: مِسْكًا، أَوْ أَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ

1137 - وَأَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، وَسَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ: أنا هُشَيْمٌ قَالَ: أنا مُغِيرَةُ، وَعَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §شَرِبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَهُوَ قَائِمٌ 1183 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، وَمَرْوَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا نَحْوَهُ قَالَ مَرْوَانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ عَاصِمٌ: فَحَلَفَ عِكْرِمَةُ، مَا كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ إِلَّا عَلَى بَعِيرٍ

1139 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: جَاءَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى زَمْزَمَ، فَنَزَعْنَا لَهُ دَلْوًا فَشَرِبَ، ثُمَّ مَجَّ فِي الدَّلْو، ثُمَّ صَبَبْنَاهُ فِي زَمْزَمَ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَوْلَا أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهَا لَنَزَعْتُ بِيَدِي "

1140 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: §جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَدِيفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَسَقَيْنَاهُ مِنْ هَذَا النَّبِيذِ

1141 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرٌ، 1142 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ -[56]- قَالَ: أنا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ طَاوُسٍ، نَحْوَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، وَزَادَ فِيهِ: ثُمَّ قَالَ: " §إِنَّكُمْ عَلَى عَمَلٍ صَالِحٍ، فَلَوْلَا أَنْ تُتَّخَذَ سُنَّةً لَأَخَذْتُ بِالرِّشَاءِ وَبِالدَّلْوِ "

1143 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: إِنِّي أَرَى أُنَاسًا يَشْرَبُونَ مِنَ النَّبِيذِ إِذَا أَفَاضُوا، فَحَقٌّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ؟ فَقَالَ: أَمَّا النَّبِيذُ فَإِنَّمَا أَخَذَ بِهِ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَفَاضَ نَزَعَ هُوَ بِنَفْسِهِ بِالدَّلْوِ لَا يَنْزِعُ مَعَهُ أَحَدٌ، فَشَرِبَ ثُمَّ أَفْرَغَ مَا بَقِيَ فِي الدَّلْوِ فِي الْبِئْرِ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَوْلَا خَشْيَةُ أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَمْ يَنْزِعْ أَحَدٌ غَيْرِي " قَالَ: فَنَزَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ بِنَفْسِهِ الدَّلْوَ الَّذِي شَرِبَ مِنْهَا لَمْ يُعِنْهُ عَلَى نَزْعِهَا أَحَدٌ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَأَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ مِنَ النَّبِيذِ وَمِنْ زَمْزَمَ وَقَالَ: " §لَوْلَا أَنْ تَكُونَ سُنَّةً لَنَزَعْتُ "، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: رُبَّمَا فَعَلْتُ، قَالَ: قُلْتُ: مَا رُبَّمَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: رُبَّمَا فَعَلْتُ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ عَطَاءٌ، " §لَا يُخْطِينِي إِذَا أَفَضْتُ أَنْ أَشْرَبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، قَالَ: وَقَدْ كُنْتُ فِيمَا مَضَى أَنْزِعُ مَعَ النَّازِعِ الدَّلْوَ الَّذِي أَشْرَبُ مِنْهَا اتِّبَاعَ السُّنَّةِ، فَأَمَّا مُنْذُ كَبِرْتُ وَلَا أَنْزِعُ، يُنْزَعُ لِي فَأَشْرَبُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِي ظَمَأٌ اتِّبَاعَ صَنِيعِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا مِنَ النَّبِيذِ، فَمَرَّةً أَشْرَبُ مِنْهُ، وَمَرَّةً لَا أَشْرَبُ، قَالَ: وَإِنَّمَا كَانَتْ سِقَايَتُهُمْ هَذِهِ الَّذِي يَسْقُونَ عَلَيْهَا، قَالَ: كَانَ لِزَمْزَمَ حَوْضَانِ فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ، فَحَوْضٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ -[57]- الرُّكْنِ، يُشْرَبُ مِنْهُ الْمَاءُ، وَحَوْضٌ مِنْ وَرَائِهَا لِلْوَضُوءِ، لَهُ سَرَبٌ يَذْهَبُ فِيهِ الْمَاءُ مِنْ نَحْوِ بَابِ وَضُوئِهِمُ الْآنَ، قَالَ: فَيَصُبُّ الْمَاءَ النَّازِعُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْبِئْرِ فِي هَذَا مِنْ قُرْبِهَا مِنَ الْبِئْرِ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا شِبَاكٌ حِينَئِذٍ، وَلَمْ يَكُنْ وَضُوءُ آلِ عَبَّاسٍ هَذَا حِينَئِذٍ، قَالَ: فَأَرَادَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنْ يَسْتَقِيَ فِي دَارِ النَّدْوَةِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ لَكَ، فَقَالَ: صَدَقَ، فَسُقِيَ حِينَئِذٍ بِالْمُحَصَّبِ، ثُمَّ رَجَعَ فَسُقِيَ بَعْدُ بِمِنًى، قَالَ: فَرَأَيْتُ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَيْخًا كَبِيرًا يَفْتِلُ الْغَرْبَ، قَالَ: وَكَانَتْ عَلَيْهَا غُرُوبٌ وَدِلَاءٌ، قَالَ: وَرَأَيْتُ رِجَالًا بَعْدُ مِنْهُمْ مَا مَعَهُمْ مَوْلًى فِي الْأَرْضِ، يَلُفُّونَ أَرْدِيَتَهُمْ فِي الْقُمُصِ فَيَنْزِعُونَ، حَتَّى إِنَّ أَسَافِلَ قُمُصِهِمْ لَمُبْتَلَّةٌ يَنْزِعُونَ قَبْلَ الْحَجِّ وَأَيَّامِ مِنًى وَبَعْدَهُ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَأَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَدَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ أَنَّ رَجُلًا نَادَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: السُّنَّةَ تَبْتَغُونَ بِهَذَا النَّبِيذِ أَمْ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّبَنِ وَالْعَسَلِ؟، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَّاسًا فَقَالَ: " اسْقُونَا "، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا النَّبِيذَ شَرَابٌ قَدْ مُغِثَ وَمُرِثَ، أَوَ لَا نَسْقِيكَ لَبَنًا أَوْ عَسَلًا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اسْقُونَا مِمَّا تَسْقُونَ مِنْهُ النَّاسَ "، قَالَ: فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ بِعِسَاسٍ فِيهَا النَّبِيذُ، فَلَمَّا شَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجَّلَ قَبْلَ أَنْ يُرْوَى فَرَفَعَ، فَقَالَ: أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا اصْنَعُوا، قَالَ ابْنُ -[58]- عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: فَرِضَاءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَسِيلَ شِعَابُهَا عَلَيْنَا لَبَنًا وَعَسَلًا، قَالَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ يَفْخَرُ بِزَمْزَمَ وَالْمَشَاعِرِ بِمَكَّةَ: [البحر الطويل] وَإِنَّ لَنَا الْبَطْحَاءَ وَالْمَرْوَ وَالصَّفَا ... وَإِنَّا وُلَاةُ الْبَيْتِ ذِي الْحُجْبِ وَالْحِجْرِ وَإِنَّا سُقَاةُ الْوَافِدِينَ لِحَجِّهِمْ ... إِلَى اللهِ يَرْجُونَ الثَّوَابَ مِنَ الْأَجْرِ لَنَا مَنْهَلٌ نَرْوِي بِهِ كُلَّ وَارِدٍ ... مُقِيمٍ لِحُجَّاجِ الْعَتِيقِ وَلِلْحَضَرِ مِنَ الْعَسَلِ الصَّافِي يُشَابُ بِزَمْزَمٍ ... وَمُعْتَصِرٍ يَأْتِيكَ مِنْ طَيْبِ الْعَصْرِ 1144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا هِشَامٌ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَ الْحَدِيثِ

§ذِكْرُ الشُّرْبِ مِنْ نَبِيذِ السِّقَايَةِ

1145 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلَاهُ السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ السَّائِبُ يَأْمُرُنِي أَنْ أَشْرَبَ مِنْ سِقَايَةِ آلِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَيَقُولُ: " §إِنَّهُ مِنْ تَمَامِ الْحَجِّ "

قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ قَالَ: إِنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ §أَتَى السِّقَايَةَ بَعْدَ أَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَسَقَانَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ نَبِيذًا، فَشَرِبَ مِنْهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَسَقَانِي

1146 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرٍ، أَنَّهُ كَانَ §يَسْتَحِبُّ أَنْ يَدْخُلَ الْحَاجُّ الْكَعْبَةَ وَيَشْرَبَ مِنْ نَبِيذِ السِّقَايَةِ، وَيَسْتَقِي مِنْ زَمْزَمَ فَيَشْرَبُ إِنِ اسْتَطَاعَ

ذكر الشرب من نبيذ السقاية

1147 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ أَنَّهُ قَالَ: " §اشْرَبْ مِنْ نَبِيذِ السِّقَايَةِ "

1148 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: " §شُرْبُ نَبِيذِ السِّقَايَةِ مِنْ تَمَامِ الْحَجِّ "

1149 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمُنْذِرِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَكْرَعُ مِنْ حِيَاضِ زَمْزَمَ وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ اللهَبِيُّ فِي زَمْزَمَ: وَلَنَا حَوْضَانِ لَمْ يُعْطِهِمَا ... غَيْرَنَا اللهُ وَمَجْدٌ قَدْ تَلَدْ حَوْضُنَا الْكَوْثَرُ حَقُّ الْمُصْطَفَى ... يُرْغِمُ اللهُ بِهِ أَهْلَ الْحَسَدْ وَلَنَا زَمْزَمُ حَوْضٌ قَدْ بَدَا ... حَيْثُ مَبْنَى الْبَيْتِ فِي خَيْرِ بَلَدْ وَقَالَ الْفَضْلُ أَيْضًا فِي زَمْزَمَ: [البحر الكامل] حَوْضُ النَّبِيِّ وَحَوْضُنَا مِنْ زَمْزَمٍ ... ظَمِئَ امْرُؤٌ لَمْ يَرْوِهِ حَوْضَانَا فَإِذَا رَأَيْتَ شَرِيبَنَا وَمُقَامَهُ ... مِنْ حَوْضِنَا فَشَرِيبُنَا أَرْوَانَا مُتَمَكِّنًا يَقْضِي وَيَنْفُذُ أَمْرُهُ ... حَتَّى يَكُونَ كَأَنَّهُ أَسْقَانَا -[61]- وَقَالَ الْفَضْلُ أَيْضًا فِي زَمْزَمَ: [البحر الطويل] وَلَنَا مِنْ حِيَاضِ زَمْزَمَ وِرْدٌ ... لِوُفُودِ الْحَجِيجِ وَالْإِهْلَالِ فَسَلِ النَّاسَ يُخْبِرُوكَ يَقِينًا ... بِأَنَّا خَيْرُ مَنْ مَشَى فِي النِّعَالِ وَقَالَ شَاعِرٌ فِي زَمْزَمَ: [البحر المتقارب] خَلِيلَيَّ عُوجَا عَلَى زَمْزَمِ ... وَلَا تَسْبِقَانِي إِلَى الْمَوْسِمِ فَقَدْ وَعَدَتْنَا لَهَا كَلْثَمٌ ... فَيَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى كَلْثَمِ أَكَلْثَمُ لَا تَقْتُلِي عَاشِقًا ... أَفِي اللهِ قَتْلُ فَتًى مُحْرِمِ

§ذِكْرُ مَنْ لَمْ يَشْرَبْ مِنْ نَبِيذِ السِّقَايَةِ، وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ

1150 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §لَمْ يَكُنْ يَشْرَبُ مِنَ النَّبِيذِ، وَلَا مِنْ زَمْزَمَ قَطُّ، يَعْنِي فِي الْحَجِّ

1151 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ -[62]- يَحْيَى الْبَصْرِيُّ قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ قَالَ: ثنا دَارِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ النَّبِيذٍ، فَقَالَ: " §كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ "، قَالَ: قُلْتُ: هَا أَنَّكَ ابْنَ أُمِّ رَبَاحٍ تَزْعُمُ أَنَّهُمْ يَسْقُونَ الْحَرَامَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ؟ قَالَ: " يَا ابْنَ أَخِي، وَاللهِ لَقَدْ أَدْرَكْتُ هَذَا الشَّرَابَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ يَشْرَبُهُ فَتَلْتَزِقُ شَفَتَاهُ مِنْ حَلَاوَتِهِ، قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبَتِ الْحُرِّيَّةُ وَوَلِيَتْهُ الْعَبِيدُ تَهَاوَنُوا بِالشَّرَابِ وَاسْتَخَفُّوا بِهِ " وَقَدْ قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ: وَقَدْ عُوتِبَ فِي النَّبِيذِ، فَقَالَ وَهُوَ يَذْكُرُ شَرَابَ السِّقَايَةِ: [البحر الطويل] زَعَمَ الْعَلَاءُ وَغَيْرُهُ لَمْ يَزْعُمِ ... أَنَّ النَّبِيذَ مَعَ النَّشِيلِ مُحَرَّمُ كَذَبُوا وَرَبِّ مِنًى لَقَدْ جَاشَتْ بِهِ ... حُمْرُ الْحِيَاضِ تَحُوزُ ذَلِكَ زَمْزَمُ هَذَا النَّبِيذُ بِبَطْنِ مَكَّةَ سُنَّةٌ ... وَإِذَا وَرَدْنَا بَطْنَ حَجْرٍ يَحْرُمُ وَكَانَ اسْمُ الَّذِي عَاتَبَهُ الْعَلَاءَ، وَكَانَ النَّبِيذُ الَّذِي كَانَ يَشْرَبُهُ غَيْرَ مُسْكِرٍ، وَحَجْرٌ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الْيَمَامَةِ

1152 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا يَقُولُ: " §سَكْرَةُ نَبِيذِ السِّقَايَةِ مُحْدَثٌ "

ذكر من لم يشرب من نبيذ السقاية، وما جاء في ذلك

1153 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَجَّاجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §لَمْ أَشْرَبْ مِنْ نَبِيذِ السِّقَايَةِ، وَشَرِبْتُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، قَالَ: " يَجْزِيكَ "

§ذِكْرُ تَحْرِيمِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ زَمْزَمَ، وَابْنِهِ مِنْ بَعْدِهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَلَى الْمُغْتَسِلِ فِيهَا

1154 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ يِطِيفُ حَوْلَ زَمْزَمَ وَيَقُولُ: " §لَا أُحِلُّهَا لِمُغْتَسِلٍ، وَهُوَ لِشَارِبٍ وَمُتَوَضِّئٍ حِلٌّ وَبِلٌّ " 1155 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَ زَمْزَمَ، وَهُوَ يَرْفَعُ ثِيَابَهُ فَيَقُولُ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَزَادَ فِيهِ: قَالَ طَاوُسٌ: وَسَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُهَا أَيْضًا

1156 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §فَهِيَ حِلٌّ وَبِلٌّ "، يَعْنِي زَمْزَمَ قَالَ حُسَيْنٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ: حِلٌّ وَبِلٌّ، حِلٌّ: مُحَلَّلٌ، وَالْبِلُّ: الْبُرْءُ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: [البحر الطويل] إِذَا بَلَّ مِنْ دَاءٍ يُخَالُ بِأَنَّهُ ... نَجَا وَبِهِ الدَّاءُ الَّذِي هُوَ قَاتِلُهُ قَالَ حُسَيْنٌ: وَلَيْسَ الْبَيْتُ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ

1157 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَغْدَادِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْنٍ قَالَ: أنا هُشَيْمٌ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا سَأَلَ عَطَاءً فَشَكَى إِلَيْهِ الْبَوَاسِيرَ، فَقَالَ: " §اشْرَبْ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، وَاسْتَنْجِ بِهِ "

ذكر تحريم العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه زمزم، وابنه من بعده عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، على المغتسل فيها

1158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ مِنْ آلِ الْمُغِيرَةِ اغْتَسَلَ فِي زَمْزَمَ، فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَجْدًا شَدِيدًا وَقَالَ: " §لَا أُحِلُّهَا لِمُغْتَسِلٍ، وَهِيَ لِشَارِبٍ وَمُتَوَضِّئٍ حِلٌّ وَبِلٌّ " قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي فِي الْمَسْجِدِ

§ذِكْرُ إِذْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ السِّقَايَةِ فِي الْبَيْتُوتَةِ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى مِنْ أَجْلِهَا

1159 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ §يَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ، فَأَذِنَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ

1160 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §مَنْ كَانَ لَهُ مَتَاعٌ بِمَكَّةَ يَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَبِيتَ عَلَيْهِ لَيَالِيَ مِنًى "

1161 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ، " أَنَّهُ كَانَ §لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ أَيَّامَ مِنًى بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنَّ يَرْمِيَ الْجِمَارَ كُلَّ يَوْمٍ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ "

ذكر إذن النبي صلى الله عليه وسلم لأهل السقاية في البيتوتة بمكة ليالي منى من أجلها

§ذِكْرُ الْجِنَّانِ تُوجَدُ فِي زَمْزَمَ

1162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُوسَى الطَّحَّانِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ: §أَرَادَ بَنُو الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَنْ يَكْنُسُوا زَمْزَمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا نَسْتَطِيعُ مِنْ هَذِهِ الْجِنَّانِ، فَأَمَرَهُمْ بِقَتْلِهِنَّ

1163 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِنَّ §إِنْسَانًا وَقَعَ فِي زَمْزَمَ فَمَاتَ، فَأَمَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنْ تُسَدَّ عُيُونُهَا، وَأَنْ تُنْزَحَ

1164 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: " §أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَبْلَ أَبِي مَحْذُورَةَ، فَجَاءَ أَبُو مَحْذُورَةَ فَحَمَلَهُ فَأَلْقَاهُ فِي بِئْرِ زَمْزَمَ "

ذكر الجنان توجد في زمزم

§ذِكْرُ غَوْرِ الْمَاءِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ غَيْرَ زَمْزَمَ

1165 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي مُقَاتِلٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ: " إِنَّ §اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَرْفَعُ الْمِيَاهَ الْعَذْبَةَ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ غَيْرَ زَمْزَمَ، وَتَنْزِفُ الْمِيَاهُ غَيْرَ زَمْزَمَ، وَتُلْقِي الْأَرْضُ مَا فِي بَطْنِهَا مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةِ، وَيَجِيءُ الرَّجُلُ بِالْجِرَابِ فِيهِ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ فَيَقُولُ: مَنْ يَقْبَلُ مِنِّي هَذَا؟ فَيَقُولُ: لَوْ أَتَيْتَنِي بِهِ أَمْسِ قَبِلْتُهُ "

§ذِكْرُ أَسْمَاءِ زَمْزَمَ

أَعْطَانِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ كِتَابًا ذَكَرَ أَنَّهُ عَنْ أَشْيَاخِهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَكَتَبْتُهُ مِنْ كِتَابِهِ، فَقَالُوا: §هَذِهِ تَسْمِيَةُ أَسْمَاءِ زَمْزَمَ، هِيَ: زَمْزَمُ، وَهِيَ -[68]- هَزْمَةُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَسُقْيَا اللهِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَا تَنْزِفُ وَلَا تُذَمُّ، وَهِيَ بَرَكَةُ، وَسَيِّدَةُ، وَنَافِعَةُ، وَمَضْنُونَةُ، وَعَوْنَةُ، وَبُشْرَى، وَصَافِيَةُ، وَبَرَّةُ، وَعِصْمَةُ، وَسَالِمَةُ، وَمَيْمُونَةُ، وَمُبَارَكَةُ، وَكَافِيَةُ، وَعَافِيَةُ، وَمُغَذِّيَةُ، وَطَاهِرَةُ، وَمُقْدَاةُ، وَحِرْمِيَّةُ، وَمَرْوِيَّةُ، وَمُؤْنِسَةُ، وَطَعَامُ طُعْمٍ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ " وَأَنْشَدَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ لِبَعْضِهِمْ: [البحر المنسرح] طَعَامُ طُعْمٍ لِمَنْ أَرَادَ وَمَنْ ... يَبْغِي شِفَاءً شَفَتْهُ مِنْ سَقَمِ

ذكر غور الماء قبل يوم القيامة غير زمزم

§ذِكْرُ مِصْبَاحِ زَمْزَمَ كَيْفَ كَانَ وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: إِنَّ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيَّ أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ مِصْبَاحَ زَمْزَمَ، يُضِيءُ لِأَهْلِ الطَّوَافِ مُقَابِلَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَقَدْ كَانَ رَجُلٌ مِنْ غَسَّانَ وَضَعَ فِيمَا هُنَالِكَ مِصْبَاحًا، فَمَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ، فَرَفَعَهُ، وَكَانَ مِصْبَاحُ زَمْزَمَ هَذَا فِيمَا مَضَى عَلَى عَمُودٍ طَوِيلٍ مُقَابِلَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعَهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، -[69]- فَلَمَّا وَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ مَكَّةَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ وَضَعَ عَمُودًا طَوِيلًا مُقَابِلَهُ بِحِذَاءِ الرُّكْنِ الْغَرْبِيِّ، فَكَانَا كَذَلِكَ حَتَّى كَانَتْ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَوَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ مَكَّةَ، فَجَعَلَ عَمُودَيْنِ طَوِيلَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا عِنْدَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ، وَالْآخَرُ بِحِذَاءِ الرُّكْنِ الْغَرْبِيِّ، فَلَمَّا اسْتَخْلَفَ هَارُونُ الْوَاثِقَ بِاللهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ أَرَادَ الْحَجَّ، فَأَمَرَ بِعَمَلِ بَيْتِ الشَّرَابِ، وَدَارِ الْعَجَلَةِ، وَالْبِرَكِ، وَمَسْجِدِ الْخَيْفِ، وَالْقُصُورِ، وَالْأَمْيَالِ فِي الطَّرِيقِ، وَبَعَثَ بِعُمُدٍ طُوَالٍ عَشَرَةً مِنْ خَشَبٍ مُلْبَسَةٍ شِبْهَ الصُّفْرِ، فَجُعِلَتْ حَوْلَ الطَّوَافِ يُسْتَصْبَحُ عَلَيْهَا لِأَهْلِ الطَّوَافِ، وَأَمَرَ بِثَمَانِي ثُرَيَّاتٍ يُسْتَصْبَحُ بِهَا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، تُعَلَّقُ فِي كُلِّ وَجْهٍ مِنَ الْمَسْجِدِ اثْنَتَانِ مِمَّا يَلِي الظِّلَالَ الَّتِي تَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ، فَهِيَ كَذَلِكَ يُسْتَصْبَحُ بِهَا فِي الْمَوْسِمِ وَفِي رَمَضَانَ إِلَّا ثُرِيًّا وَاحِدَةً، تَكُونُ مِمَّا يَلِي بَابَ السُّلْطَانِ يُسْتَصْبَحُ بِهَا مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ

1166 - أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: " §مَا سَمِعْتُ بِأَكْذَبَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، زَعَمُوا أَنَّ قَوْلَ الْقَائِلِ: [البحر الكامل] بَيْتٌ زُرَارَةُ مُحْتَبٍ بِفِنَائِهِ ... وَمُجَاشِعٌ وَأَبُو الْفَوَارِسِ نَهْشَلُ -[70]- فِي رِجَالٍ مِنْهُمْ، فَقِيلَ لَهُ: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ قَالَ: الْبَيْتُ: بَيْتُ اللهِ الْحَرَامُ، وَالزُّرَارَةُ: الْحَجَبِيُّ، فَقِيلَ لَهُ: فَمُجَاشِعٌ؟ قَالَ: زَمْزَمُ جُشِعَتْ بِالْمَاءِ، قِيلَ فَأَبُو الْفَوَارِسِ؟ قَالَ: أَبُو قُبَيْسٍ، قِيلَ: فَنَهْشَلٌ؟ قَالَ: فَفَكَّرَ طَوِيلًا ثُمَّ قَالَ: وَنَهْشَلٌ أَشَدُّهُ، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ، نَهْشَلٌ مِصْبَاحُ الْكَعْبَةِ، طَوِيلٌ أَسْوَدُ، فَذَاكَ نَهْشَلٌ

ذكر أسماء زمزم

§ذِكْرُ مَا كَانَ عَلَيْهِ حَوْضُ زَمْزَمَ فِي عَهْدِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَذِكْرُ مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مِنَ السِّقَايَةِ

1167 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْمَكِّيِّينَ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ §يَقْعُدُ يَسْقِي الْحَاجَّ فِي مَوْضِعِ قُبَّةِ الْخَشَبِ إِلَى جَانِبِ سِقَايَةِ النَّبِيذِ، وَذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ مَوْضِعَ مَجْلِسِهِ فِي حَدِّ رُكْنِ زَمْزَمَ الَّذِي يَلِي الصَّفَا وَالْوَادِيَ، وَهُوَ عَلَى يَسَارِ مَنْ دَخَلَ زَمْزَمَ

ذكر مصباح زمزم كيف كان وقال بعض أهل مكة: إن خالد بن عبد الله القسري أول من وضع مصباح زمزم، يضيء لأهل الطواف مقابل الركن الأسود في خلافة عبد الملك بن مروان، وقد كان رجل من غسان وضع فيما هنالك مصباحا، فمنعه من ذلك، فرفعه، وكان مصباح زمزم هذا فيما مضى

1168 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْمَكِّيِّينَ قَالَ: " كَانَ §أَوَّلُ مَنْ عَمِلَ تِلْكَ الْقُبَّةَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي وِلَايَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيِّ عَلَى مَكَّةَ "

1169 - قَالَ الْحَكَمُ بْنُ الْأَعْرَجِ: أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي مَجْلِسِهِ عِنْدَ زَمْزَمَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ صِيَامِ عَاشُورَاءَ فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ أَبُو خُشَيْنَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ عِنْدَ زَمْزَمَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، وَكَانَ نِعْمَ الْجَلِيسُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَقَالَ: §كَانَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ، يَعْنِي يَوْمَ عَاشُورَاءَ ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ الزُّبَيْرِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْمَكِّيِّينَ قَالَ: ثُمَّ عَمِلَهَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فِي خِلَافَتِهِ وَأَحْكَمَهَا وَقَالَ غَيْرُ الزُّبَيْرِ: وَعَمِلَ عَلَى زَمْزَمَ شِبَاكًا، ثُمَّ عَمِلَهَا الْمَهْدِيُّ، وَعَمِلَ شِبَاكَ زَمْزَمَ أَيْضًا، وَعَمِلَ عَلَى مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا رَفًّا فِي الرُّكْنِ عَلَى يَسَارِكَ وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ فِيمَا ذَكَرُوا: إِنَّ مَوْضِعَ السِّقَايَةِ الَّتِي لِلنَّبِيذِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَزَمْزَمَ مِمَّا يَلِي نَاحِيَةَ بَنِي مَخْزُومٍ، فَنَحَّاهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى مَوْضِعِهَا الَّتِي هِيَ بِهِ الْيَوْمَ

1170 - حَدَّثَنِي بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الزَّنْجِيِّ بْنِ خَالِدٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: " كَانَ §مَوْضِعُ حَوْضِ زَمْزَمَ عِنْدَ مَوْضِعِ مِصْبَاحِ زَمْزَمَ، وَكَانَ النَّازِعُ يَقُومُ فَيَنْزِعُ مِنَ الْبِئْرِ فَيَصُبُّ فِيهَا، فَوَاحِدٌ يُشْرَبُ مِنْهُ، وَالْآخَرُ يُتَوَضَّأُ مِنْهُ، فَأَخْرَجَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْوَضُوءَ إِلَى الْوَادِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ، وَأَخَّرَ الْحَوْضَ الَّذِي يُشْرَبُ مِنْهُ إِلَى جَنْبِ السِّقَايَةِ فِي مَوْضِعِهِ الْيَوْمَ الَّذِي بِجَنْبِ الْقُبَّةِ، فَغَضِبَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مِنْ فِعْلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ لَمَّا حَوَّلَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ وَأَخَّرَهُ "

ذكر ما كان عليه حوض زمزم في عهد ابن عباس، وذكر مجلس ابن عباس رضي الله عنهما من السقاية

1171 - فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لِابْنِ الزُّبَيْرِ، يَعْنِي لَمَّا فَعَلَ بِسِقَايَتِهِ مَا فَعَلَ: " §مَا اقْتَدَيْتَ بِبِرِّ مَنْ كَانَ أَبَرَّ مِنْكَ، وَلَا بِفُجُورِ مَنْ كَانَ يُعَدُّ أَفْجَرَ مِنْكَ وَكَانَ هَذَا الْحَوْضُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالرُّكْنِ "

1172 - فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ -[73]- أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §رَأَيْتُهُ فِي حَوْضِ زَمْزَمَ الَّذِي يُسْقَى فِيهِ الْحَاجُّ، وَالْحَوْضُ يَوْمَئِذٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَزَمْزَمَ، فَأَقَامَ الْمُؤَذِّنُ الصَّلَاةَ، فَلَمَّا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَامَ حُسَيْنٌ حِينَ قَالَ الْمُؤَذِّنُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، وَذَلِكَ حِينَ قَدِمَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ بَعْدَ وَفَاةِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَأَهْلُ مَكَّةَ لَا إِمَامَ لَهُمْ مِنْ أَجْلِ الْفِتْنَةِ "

1173 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ قَالَ: §كُنْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي يَوْمِ فِطْرٍ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ، فَقَامَ عَطَاءٌ يُصَلِّي قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَنِ اجْلِسْ، فَجَلَسَ عَطَاءٌ، فَقُلْتُ لِسَعِيدٍ: عَمَّنْ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: عَنْ حُذَيْفَةَ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ

1174 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ رَأَيْتَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، §رَأَيْتُهُ فِي حَوْضِ زَمْزَمَ وَكَانَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ يَجْلِسُ عِنْدَ هَذَيْنِ الْحَوْضَيْنِ الشَّرْقِيِّ مِنْهُمَا -[74]- قَالَ سُدَيْفُ بْنُ مَيْمُونٍ يَصِفُ جُلُوسَهُ عِنْدَهُمَا: [البحر الطويل] كَأَنِّي لَمْ أَقْطُنْ بِمَكَّةَ سَاعَةً ... وَلَمْ يُلْهِنِي فِيهَا رَبِيبٌ مُنَعَّمُ وَلَمْ أَجْلِسِ الْحَوْضَيْنِ شَرْقِيَّ زَمْزَمٍ ... وَهَيْهَاتَ ابْنَا مِنْكَ لَا ابْنُ زَمْزَمَ يَحِنُّ فُؤَادِي إِنْ سُهَيْلٌ بَدَا لَهُ ... وَأُقْسِمُ إِنَّ الشَّوْقَ مِنِّي لَمُتَّهِمُ

§ذِكْرُ عُيُونِ زَمْزَمَ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَكَانَ ذَرْعُ غَوْرِ زَمْزَمَ مِنْ أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلِهَا سِتِّينَ ذِرَاعًا، وَفِي قَعْرِهَا ثَلَاثُ عُيُونٍ: عَيْنٌ حِذَاءَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، وَعَيْنٌ حِذَاءَ أَبِي قُبَيْسٍ وَالصَّفَا، وَعَيْنٌ حِذَاءَ الْمَرْوَةِ، وَكَانَ مَاؤُهَا قَدْ قَلَّ جِدًّا حَتَّى كَانَتْ تُجَمُّ فِي الْأَيَّامِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَضَرَبَ فِيهَا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ خَلِيفَةُ عُمَرَ بْنِ فَرَجٍ الرُّخَجِيِّ عَلَى بَرِيدِ مَكَّةَ وَصَوَافِيهَا تِسْعَ أَذْرُعٍ سَحًّا فِي الْأَرْضِ فِي تَقْوِيرِ جَوَانِبِهَا، قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ اللهُ تَعَالَى بِالْأَمْطَارِ وَالسُّيُولِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَكَثُرَ مَاؤُهَا وَقَدْ كَانَ سَالِمُ بْنُ الْجَرَّاحِ، فِيمَا ذَكَرَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ، قَدْ ضَرَبَ فِيهَا فِي -[75]- خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ، وَمِنْ قَبْلُ كَانَ قَدْ ضُرِبَ فِيهَا فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ مَاهَانَ عَلَى الْبَرِيدِ فِي خِلَافَةِ مُحَمَّدِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ، وَمِنْ قَبْلُ كَانَ قَدْ ضُرِبَ فِيهَا، وَكَانَ مَاؤُهَا قَدْ قَلَّ حَتَّى قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ فِيمَا زَعَمُوا كَانَ يَعْمَلُ فِيهَا: إِنَّهُ صَلَّى فِي قَعْرِهَا فَغَوْرُهَا مِنْ رَأْسِهَا إِلَى الْجَبَلِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، كُلُّ ذَلِكَ بُنْيَانٌ، وَمَا بَقِيَ فَهُوَ جَبَلٌ مَنْقُورٌ، وَهُوَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَذَرْعُ حَنَكِ زَمْزَمَ فِي السَّمَاءِ ذِرَاعَانِ وَشِبْرٌ، وَذَرْعُ تَدْوِيرِ فَمِ زَمْزَمَ أَحَدَ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَسَعَةُ فَمِ زَمْزَمَ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَثُلُثَا ذِرَاعٍ، وَعَلَى الْبِئْرِ مِلْبَنٌ سَاجٌ مُرَبَّعٌ، فِيهِ اثْنَتَا عَشْرَةَ بَكْرَةً يُسْتَقَى عَلَيْهَا، مِنْهَا بَكْرَةٌ كَانَ بَعَثَ بِهَا الْحَسَنُ بْنُ مَخْلَدٍ إِلَيْهَا، فَكَانَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ نُزِعَتْ، وَأَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الرُّخَامَ عَلَى زَمْزَمَ وَالشِّبَاكَ وَفَرَشَ أَرْضَهَا بِالرُّخَامِ أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي خِلَافَتِهِ، ثُمَّ عَمِلَهَا الْمَهْدِيُّ فِي خِلَافَتِهِ، ثُمَّ غَيَّرَهُ عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَجِيُّ فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُعْتَصِمِ بِاللهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَتْ مَكْشُوفَةً قَبْلَ ذَلِكَ إِلَّا قُبَّةً صَغِيرَةً عَلَى مَوْضِعِ الْبِئْرِ، وَفِي رُكْنِهَا الَّذِي يَلِي الصَّفَا عَلَى يَسَارِكَ كَنِيسَةٌ عَلَى مَوْضِعِ مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ غَيَّرَهَا عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ، فَسَقَفَ زَمْزَمَ كُلَّهَا بِالسَّاجِ الْمُذَهَّبِ مِنْ دَاخِلٍ، وَجَعَلَ عَلَيْهَا مِنْ ظَهْرِهَا الْفُسَيْفِسَاءِ، وَأَشْرَعَ لَهُ جَنَاحًا صَغِيرًا كَمَا يَدُورُ، وَجَعَلَ فِي الْجَنَاحِ كَمَا يَدُورُ سَلَاسِلَ، فِيهَا قَنَادِيلُ يُسْتَصْبَحُ فِيهَا فِي الْمَوْسِمِ، -[76]- وَجَعَلَ عَلَى الْقُبَّةِ الَّتِي بَيْنَ زَمْزَمَ وَبَيْتِ الشَّرَابِ الْفُسَيْفِسَاءَ، وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ، عَمِلَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ وَلَمْ يَزَلِ الْأُمَرَاءُ بَعْدَ ذَلِكَ تُسْرِجُ فِي قَنَادِيلَ زَمْزَمَ فِي الْمَوَاسِمِ، حَتَّى كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الزَّيْنَبِيُّ فَأَسْرَجَ فِيهَا مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ بِقَنَادِيلَ بِيضٍ كِبَارٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي مَكَّةَ، فَامْتُثِلَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِ، وَجَرَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ وَعَلَى زَمْزَمَ كِتَابٌ كُتِبَ فِي صَفَائِحِ سَاجٍ مُذَهَّبٍ كَمَا يَدُورُ فِي تَرْبِيعِهَا، وَكُتِبَ فِي الصَّفَائِحِ الَّتِي تَلِي بَابَ الْكَعْبَةِ وَالرُّكْنَ كِتَابًا بِمَاءِ الذَّهَبِ، وَجُعِلَ الْكِتَابُ بِاسْمِ الْمُعْتَصِمِ بِاللهِ، ثُمَّ جُعِلَ بَعْدُ بِاسْمِ جَعْفَرٍ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللهِ، ثُمَّ جُعِلَ الْيَوْمَ بِاسْمِ الْمُعْتَمِدِ عَلَى اللهِ، وَهُوَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَمَرَ خَلِيفَةُ اللهِ جَعْفَرٌ الْإِمَامُ الْمُتَوَكِّلُ عَلَى اللهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، أَيَّدَهُ اللهُ، أَنْ يَأْمُرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ عَامِلَهُ عَلَى مَكَّةَ وَمَخَالِيفِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِهَا بِعَمَلِ مَأْثَرَةٍ أَيَّدَهُ اللهُ، وَمَآثِرًا بِآيَةِ زَمْزَمَ هَزْمَةِ جِبْرِيلَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسِقَايَةِ خَلِيلِهِ وَنَبِيِّهِ إِبْرَاهِيمَ وَذَبِيحِهِ إِسْمَاعِيلَ صَلَّى الله عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ، وَمَأْثَرَةِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَقِيَّةِ آبَائِهِ، وَوَارِثِهِ دُونَ جَمِيعِ خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ، وَأَبِي الْخُلَفَاءِ، فَأَطَالَ اللهُ بَقَاءَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ 000 مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْ رَسُولِهِ، فَأَجْزَلَ اللهُ أَجْرَهُمَا وَمَثُوبَتَهُمَا، وَأَدَامَ عِمَارَةَ الْإِسْلَامِ وَمَآثِرَهُ بِهِمَا، إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ -[77]- وَمَكْتُوبٌ عَلَى الْوَجْهِ الْآخَرِ الَّذِي يَلِي الْقُبَّةَ وَبَيْتَ الشَّرَابِ، وَمِنْهُ مَدْخَلُ زَمْزَمَ، مَنْقُوشٌ فِي صَفَائِحَ مِنْ خَشَبِ السَّاجِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} [الحجر: 46] ، تَحِيَّتُكُمْ فِيهَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَطَالَ اللهُ بَقَاءَهُ، سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، آخِرُ دَعْوَاكُمُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَيَنْوِي كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ لَمَّا يَشْرَبُ مِنْهَا الطُّهُورَ مِنْ ذُنُوبِهِ، وَالصِّحَّةَ مِنْ أَسْقَامِهِ، وَالْقَضَاءَ لِجَمِيعِ حَوَائِجِهِ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ: " طَعَامٌ مِنْ طُعْمٍ، وَشِفَاءٌ مِنْ سُقْمٍ، وَدَوَاءٌ لِكُلِّ مَا شُرِبَ بِهِ، وَأَجْزَلَ اللهُ أَجْرَ خَلِيفَتِهِ وَأَمِينِهِ عَلَى أَرْضِهِ وَعِبَادِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ، عَلَى مَا يَقُومُ بِهِ وَيَتَفَقَّدُهُ وَيَحُوطُهُ، وَيُقَدِّمُ الْعِنَايَةَ بِهِ فِيمَا اسْتَحْفَظَهُ عَلَيْهِ، وَأَعَزَّ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ وَشَرَائِعَهُ وَمَنَاسِكَهُ وَمَآثِرَهُ بِطُولِ بَقَائِهِ، وَحُسْنِ الدِّفَاعِ عَنْهُ، إِنَّهُ سُمَيْعٌ قَرِيبٌ مُجِيبٌ وَكُتِبَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ: وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ

§ذِكْرُ صِفَةِ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ زَمْزَمُ وَحُجْرُتُهَا وَحَوْضُهَا قَبْلَ أَنْ تُغَيَّرَ فِي خِلَافَةِ الْمُعْتَصِمِ بِاللهِ وَذَلِكَ مِمَّا عَمِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ فِي خِلَافَتِهِ وَذَرْعُ وَجْهِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ الَّذِي فِيهِ بَابُهَا، وَهُوَ مِمَّا يَلِي الْمَسْعَى، اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَتِسْعَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَذَرْعُ الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْمَقَامَ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَذَرْعُ الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْكَعْبَةَ تِسْعَةُ أَذْرُعٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَذَرْعُ الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ وَالصَّفَا ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَثَلَاثُ أَصَابِعَ، وَذَرْعُ -[78]- طُولِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ مِنْ خَارِجٍ فِي السَّمَاءِ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ، مِنْ ذَلِكَ الْحِجَارَةِ ذِرَاعَانِ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا عَلَيْهَا الرُّخَامُ، وَالسَّاجُ ذِرَاعَانِ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَيَدُورُ فِي وَسَطِ الْجِدَارِ فِيمَا مَضَى حَوْضٌ فِي جَوَانِبِ زَمْزَمَ كُلِّهَا، طُولُ الْحَوْضِ فِي السَّمَاءِ تِسْعَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَعَرْضُهُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَطُولُ الْجَدْرِ مِنْ دَاخِلٍ ذِرَاعَانِ، وَالْجَدْرُ دَاخِلُهُ وَخَارِجُهُ، وَبَطْنُ الْحَوْضِ وَجُدْرَانُهُ مُلَبَّسٌ رُخَامًا، وَعَرْضُ الْجَدْرِ ذِرَاعٌ وَأَرْبَعُ أَصَابِعَ، وَعَلَى الْجَدْرِ حُجْرَةُ سَاجٍ، مِنْ ذَلِكَ سَقْفٌ عَلَى الْحَوْضِ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عِشْرُونَ أُصْبُعًا، وَتَحْتَ السَّقْفِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ طَاقًا، كَانَتْ فِيمَا مَضَى يُؤْخَذُ مِنْهَا الْمَاءُ مِنَ الْحَوْضِ وَيُتَوَضَّأُ مِنْهَا، طُولُ كُلِّ طَاقٍ عِشْرُونَ أُصْبُعًا، وَعَرْضُهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، مِنْهَا فِي الْوَجْهِ الَّذِي يَلِي الْمَقَامَ اثْنَتَا عَشْرَةَ، وَفِي الْوَجْهِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ اثْنَا عَشَرَ طَاقًا، وَحُجْرَةُ السَّاجِ مُشَبَّكَةٌ، فَكَانَتْ كَذَلِكَ حَتَّى كَتَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُعْتَصِمُ بِاللهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ فَرَجٍ الرُّخَجِيِّ فِي عَمَلِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَكَانَ مِمَّا عَمِلَ قُبَّةُ زَمْزَمَ، فَجَعَلَ عَلَيْهَا الْفُسَيْفِسَاءَ، وَعَمِلَهَا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْعَمَلَ الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ، وَذَرْعُ سَعَةِ بَابِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُ الْبَابِ ذِرَاعَانِ، وَهُوَ سَاجٌ مُشَبَّكٌ، وَبَطْنُ حُجْرَةِ زَمْزَمَ مَفْرُوشٌ بِرُخَامٍ حَوْلَ الْبِئْرِ، وَمِنْ حَدِّ الْبِئْرِ إِلَى عَتَبَةِ بَابِ الْحُجْرَةِ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَذَرْعُ تَدْوِيرِ رَأْسِ الْبِئْرِ مِنْ خَارِجٍ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَتَدْوِيرُهَا مِنْ دَاخِلٍ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَعَلَى الْحُجْرَةِ أَرْبَعُ أَسَاطِينَ سَاجٍ عَلَيْهَا مِلْبَنٌ سَاجٌ مُرَبَّعٌ، فِيهِ اثْنَتَا عَشْرَةَ بَكْرَةً يُسْقَى عَلَيْهَا الْمَاءُ، وَقَدْ كَانَ فِي حَدِّ مُؤَخَّرِ زَمْزَمَ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ كَنِيسَةُ سَاجٍ، يَكُونُ فِيهَا قَيِّمُ زَمْزَمَ، يُقَالُ إِنَّهَا مَجْلِسُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَفَوْقَ الْمِلْبَنِ قُبَّةُ سَاجٍ، عَلَيْهَا قُبَّةٌ خَارِجُهَا أَخْضَرُ ثُمَّ غُيِّرَتْ بِفُسَيْفِسَاءَ، وَدَاخِلُهَا أَصْفَرُ، وَكَانَ فِي حَدِّ حُجْرَةِ زَمْزَمَ أُسْطُوَانَةُ سَاجٍ مُسْتَقْبِلَ الرُّكْنِ الَّذِي فِيهِ الْحَجَرُ -[79]- الْأَسْوَدُ، فَوْقَهَا قُبَّةٌ مِنْ شَبَهٍ، يُسْرَجُ فِيهَا بِاللَّيْلِ لِأَهْلِ الطَّوَافِ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مِصْبَاحُ زَمْزَمَ، ثُمَّ نَحَّاهُ عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَجِيُّ عَنْ زَمْزَمَ حِينَ غُيِّرَتْ وَبُنِيَتْ بِنَاءَهَا هَذَا الَّتِي بُنِيَ عَلَيْهَا الْآنَ، فَلَمَّا بَعَثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْوَاثِقُ بِاللهِ بِعُمُدِ مَصَابِيحِ الشَّبَهِ، وَهِيَ أَحَدَ عَشَرَ عَمُودًا مِنْ شَبَهٍ، رُمِيَ بِذَلِكَ الْعَمُودِ الَّذِي كَانَ يُسْرَجُ عَلَيْهِ، وَأُخْرِجَ مِنَ الْمَسْجِدِ

§ذِكْرُ صِفَةِ الْقُبَّةِ وَحَوْضِهَا وذَرْعِهَا وَذَرْعُ مَا بَيْنَ حُجْرَةِ زَمْزَمَ إِلَى وَسَطِ جَدْرِ الْحَوْضِ الَّذِي قُدَّامُ السِّقَايَةِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ إِحْدَى وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَذَرْعُ سَعَةِ الْحَوْضِ مِنْ وَسَطِهِ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَتِسْعُ أَصَابِعَ فِي مِثْلِهِ، وَذَرْعُ تَدْوِيرِ الْحَوْضِ مِنْ دَاخِلٍ تِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا، وَذَرْعُ تَدْوِيرِهِ مِنْ خَارِجٍ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، وَهُوَ مَفْرُوشٌ بِالرُّخَامِ، وَجُدُرُهُ مُلَبَّسٌ رُخَامًا، حَتَّى غَيَّرَهُ فِيمَا ذَكَرُوا عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَجِيُّ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُعْتَصِمُ فَكَلَّفَهُ عِمَارَتَهَا وَعَمَلَهَا، بِفُسَيْفِسَاءَ، فَثَقُلَتْ وَرَقَّتْ أَسَاطِينُهَا، فَقَلَعَ مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ أَسَاطِينَهَا، وَأَمَرَ بِهَا فَدُعِّمَتْ مِنْ فَوْقِهَا، وَجَعَلَ لَهَا أَسَاطِينَ أَجَلَّ مِنَ الْأَسَاطِينِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا، وَجَعَلَ الْأَسَاطِينَ الْخَشَبَ فِي مَهَارِيسَ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ، فَدَفَنَهَا فِي الْأَرْضِ حَتَّى لَا يَأْكُلَ الْمَاءُ الْخَشَبَ إِذَا دُفِنَ فِي الْأَرْضِ، وَسَكَبَ بَيْنَ الْخَشَبِ وَالْحِجَارَةِ الرَّصَاصَ، وَجَعَلَ جِدَارَهُ بِحَجَرٍ مَفْخَرِيٍّ، وَفَرَشَ أَرْضَهُ بِالرُّخَامِ وَذَرْعُ طُولِ جَدْرِهِ مِنْ دَاخِلٍ فِي السَّمَاءِ عَشْرُ أَصَابِعَ، وَعَرْضُهُ -[80]- ثَمَانِي أَصَابِعَ، وَفِي وَسَطِهِ رُخَامَةٌ مَنْقُوشَةٌ يَخْرُجُ مِنْهَا الْمَاءُ فِي فَوَّارَةٍ تَخْرُجُ مِنَ الْحَوْضِ الَّذِي فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ إِذَا دَخَلْتَ الْحُجْرَةَ عَلَى يَمِينِكَ، ثُمَّ يَخْرُجُ فِي قَنَاةِ رَصَاصٍ حَتَّى يَخْرُجَ فِي وَسَطِ الْحَوْضِ مِنْ هَذِهِ الْفَوَّارَةِ، وَهُوَ الْحَوْضُ الَّذِي كَانَ يُسْقَى فِيهِ النَّبِيذُ فِيمَا مَضَى، وَكَانَ فِي جَدْرِ هَذَا الْحَوْضِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ حَجَرٌ بِحِيَالِ سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فِيهِ قَنَاةٌ مِنْ رَصَاصٍ إِلَى الْحَوْضِ الدَّاخِلِ فِي السِّقَايَةِ، وَهُوَ بَيْتُ الشَّرَابِ يُصَبُّ فِيهِ النَّبِيذُ إِلَى الْحَوْضِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ وَأَيَّامَ الْحَجِّ، وَبَيْنَ الْحَوْضِ الَّذِي فِي زَمْزَمَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ إِلَى هَذَا الْحَوْضِ الْكَبِيرِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ الْقُبَّةُ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَحَوْلَ هَذَا الْحَوْضِ اثْنَتَا عَشْرَةَ أُسْطُوَانَةَ سَاجٍ، طُولُ كُلِّ أُسْطُوَانَةٍ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ، وَمَا بَيْنَ جَدْرِ الْأَسَاطِينِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَفَوْقَ الْأَسَاطِينِ حُجْرَةُ سَاجٍ، طُولُهَا فِي السَّمَاءِ ذِرَاعَانِ، وَعَلَى الْحُجْرَةِ قُبَّةُ سَاجٍ، خَارِجُهَا أَخْضَرُ، وَدَاخِلُهَا مُصَفَّرٌ، وَطُولُ الْقُبَّةِ مِنْ وَسَطِهَا مِنْ دَاخِلٍ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَكَانَتْ هَذِهِ الْقُبَّةُ فِيمَا زَعَمُوا عَمِلَهَا الْمَهْدِيُّ فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، عَمِلَهَا أَبُو بَحْرٍ الْمَجُوسِيُّ النَّجَّارُ الَّذِي كَانَ جَاءَ بِهِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ مِنَ الْعِرَاقِ فَعَمِلَ أَبْوَابَ دَارِهِ الَّتِي عَلَى الْمَرْوَةِ، يُقَالُ لَهَا دَارُ مَخْرَمَةَ، وَعَمِلَ سُقُوفَهَا فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَتْ هَذِهِ الْقُبَّةُ تُعَمَّرُ وَتُجَدَّدُ وَتُزَوَّقُ فِي كُلِّ سَنَةٍ وَبَيْنَ الْحَوْضَيْنِ سِتَّةُ أَذْرُعٍ، وَمِنَ الْحَوْضِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ إِلَى الْحَوْضِ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ قُبَّةٌ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ، -[81]- وَسَعَةُ الْحَوْضِ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ قُبَّةٌ مِنْ وَسَطِهِ بَيْنَ يَدَيْ بَيْتِ الشَّرَابِ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا، وَثَمَانِيَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَعَرْضُ جَدْرِهِ ثَمَانِي أَصَابِعَ، وَتَدْوِيرٌ حَوْلَ الْحَوْضِ خَمْسُونَ حَجَرًا، كُلُّ حَجَرٍ طُولُهُ جَدْرُ الْحَوْضِ، وَبَطْنُ الْحَوْضِ مَفْرُوشٌ بِحِجَارَةٍ، ثُمَّ فُرِشَ بَعْدَ ذَلِكَ بِرُخَامٍ وَفِي وَسَطِ الْحَوْضِ حَجَرٌ مَثْقُوبٌ، يَخْرُجُ مِنْهُ مَاءُ زَمْزَمَ مِنَ الْحَوْضِ الَّذِي فِي زَمْزَمَ عَلَى يَسَارِكَ إِذَا دَخَلْتَ، وَبَيْنَهُمَا خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا، وَثَمَانِي أَصَابِعَ يُصَبُّ فِيهِ الْمَاءُ أَيَّامَ الْحَجِّ لِلْوُضُوءِ، وَيُصَبُّ النَّبِيذُ مِنَ السِّقَايَةِ فِي الْحَوْضِ الَّذِي تَحْتَ الْقُبَّةِ، فَكَانَ ذَلِكَ قَدِيمًا مِنَ الزَّمَانِ، ثُمَّ صَارَ الْوَضُوءُ يَكُونُ فِي حَوْضِ الْقُبَّةِ، وَعَلَيْهِ شِبَاكُ خَشَبٍ يُتَوَضَّأُ مِنْهُ مِنْ كُوًى فِي الشِّبَاكِ، وَجَعَلَ فِي الْحَوْضِ الْآخَرِ سَرَبًا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ، وَيَصِيرُ مَاؤُهُ فِي السَّرَبِ الَّذِي يَذْهَبُ مَاءُ وَضُوءِ زَمْزَمَ فِيهِ إِلَى الْوَادِي فَكَانَتْ هَذِهِ الْقُبَّةُ عَلَى مَا وَصَفْنَا حَتَّى كَانَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ فَقَدِمَ بِشْرٌ الْخَادِمُ فِيهَا مَكَّةَ، بَعَثَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُعْتَمِدُ عَلَى اللهِ إِلَى عِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْمَسَاجِدِ وَالْآثَارِ، فَأَخَذَ فِي عَمَلِ الْمَسْجِدِ، فَأَصْلَحَهُ وَرَمَّهُ، وَطَرَحَ فِيهِ الْحَصْبَاءَ، وَعَمِلَ أَسْرَابَهُ وَسَوَّاهُ، وَجَدَّدَ كِتَابَهُ الَّذِي فِي جَوَانِبِهِ، وَأَخَذَ فِي عَمَلِ زَمْزَمَ، فَعَمِلَهَا بِالْفُسَيْفِسَاءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُعَمَّرُ بِهِ، وَكَذَلِكَ فَعَلَ بِبَيْتِ الشَّرَابِ، هَدَمَ مَا خَرِبَ مِنْهُ، وَرَدَّ عَلَيْهِ الْفُسَيْفِسَاءَ، وَزَوَّقَ مَا يَصْلُحُ عَلَيْهِ التَّزْوِيقُ، وَأَصْلَحَ الْقُبَّةَ الَّتِي يُقَالُ إِنَّهَا مَجْلِسُ -[82]- ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَقَدْ كَانَتْ وَهَتْ وَخُرِّبَتْ فَشَدَّهَا وَضَبَّبَهَا بِضِبَابِ السَّاجِ، وَخَالَفَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَذَلِكَ عَلَى عَمَلٍ يُقَالُ لَهُ الْمُضَلَّعُ، فَلَمَّا أَوْثَقَهَا بِالْمَسَامِيرِ طَلَاهَا بِالنُّورَةِ، ثُمَّ جَعَلَ عَلَيْهَا الْفُسَيْفِسَاءَ، وَكَتَبَ فِي وَسَطِهَا كَمَا يَدُورُ كِتَابًا غَيَّرَهُ أَبُو غَانِمٍ، ثُمَّ الْحَارِثُ بْنُ عِيسَى بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَتَبَ مَكَانَهُ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ثُمَّ أَبْرَزَ عَنْ سَرَبٍ رَصَاصٍ، كَانَ خَالِدُ الْقَسْرِيُّ قَدْ عَمِلَهُ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، يَصُبُّ فِي حَوْضٍ كَانَ عَمِلَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ، فَلَمَّا قَدِمَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ فِي خِلَافَةِ بَنِي هَاشِمٍ أَبْطَلَ ذَلِكَ الْحَوْضَ، فَصَرَفَ بِشْرٌ ذَلِكَ السَّرَبَ إِلَى هَذِهِ الْقُبَّةِ، وَجَعَلَ فِسْقِيَّةً، وَهِيَ الْبِرْكَةُ الصَّغِيرَةُ، وَجَعَلَ فِي وَسَطِهَا فَوَّارَةً يَخْرُجُ مِنْهَا الْمَاءُ مِمَّا يَصِيرُ إِلَيْهَا مِنْ زَمْزَمَ، وَهِيَ الْقُبَّةُ الَّتِي وَصَفْنَا أَمْرَهَا، وَإِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَوَضَّئُونَ مِنْهَا فِي الْمَوْسِمِ وَأَيَّامَ الْحَجِّ، فَأَبْرَزَ عَنْ هَذَا السَّرَبِ الرَّصَاصَ، وَسَوَّاهُ بِالشَّبَهِ وَالنَّوْرَةِ، وَرَدَّهُ عَلَى أَحْكَمِ مَا يَكُونُ مِنَ الْعَمَلِ، وَصَارَتْ هَذِهِ الْبِرْكَةُ فِي وَسَطِ الْقُبَّةِ يَخْرُجُ إِلَيْهَا الْمَاءُ مِنَ الْفَوَّارَةِ الَّتِي فِي وَسَطِهَا، ثُمَّ يَأْخُذُ غِلْمَانُ زَمْزَمَ الْمَاءَ مِنْهَا فَيَصُبُّونَهُ فِي جِرَارٍ، قَدْ جُعِلَتْ فِي جَوْفِ الْقُبَّةِ حَوَالَيْ هَذِهِ الْبِرْكَةِ، فَيُبَرَّدُ الْمَاءُ فِي هَذِهِ الْجِرَارِ، ثُمَّ يُسْقَى النَّاسُ مِنْهَا غُدْوَةً وَعَشِيَّةً فِي الْكِيزَانِ، وَيَأْخُذُ غِلْمَانُ زَمْزَمَ دِلَاءً مِنْ أَدَمٍ فَيَمْلَئُوهَا مِنْ هَذَا الْمَاءِ الْمُبَرَّدِ، ثُمَّ يَطُوفُونَ بِهَا عَلَى الْخَلْقِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَيَشْرَبُ النَّاسُ مِنْهَا، وَجَعَلَ عَلَى هَذِهِ الْقُبَّةِ دَرَابْزِينَ سَاجٍ كَمَا يَدُورُ، وَضَبَّبَ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ بِالْحَدِيدِ، وَجَعَلَ لَهَا بَابَيْنِ يَمَانِيًّا يُدْخَلُ مِنْهُ، وَشَامِيًّا يُخْرَجُ مِنْهُ، وَجَدَّدَ جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي دَارَ أُمِّ جَعْفَرٍ وَدَارِ الْعَجَلَةِ، وَبَابِ بَنِي جُمَحٍ، وَطَلَاهُ بِالنُّورَةِ وَالْمَرْمَرِ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ بُويِعَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُعْتَمِدِ عَلَى اللهِ بِمَكَّةَ، وَفِيهَا جَاوَرَ الْمُوَفَّقَ بِاللهِ، وَأَقَامَ بِمَكَّةَ إِلَى قَرِيبِ الْمَوْسِمِ، ثُمَّ خَرَجَ قَبْلَ الْمَوْسِمِ بِيَسِيرٍ

§ذِكْرُ سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَمَا كَانَ فِيهَا، وَذَرْعُهَا إِلَى أَنْ عُمِّرَتْ فِي خِلَافَةِ الْوَاثِقِ بِاللهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ وَذَرْعُ طُولِ سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَتِسْعَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَفِيهَا مِنَ الْأَسَاطِينِ سِتَّةٌ؛ فِي جُدْرَانِهَا أَرْبَعٌ، وَفِي وَسَطِهَا صَدْرٌ، وَجْهُهَا أُسْطُوَانَةٌ، وَفِي جَدْرِهَا فِي وَسَطِهِ مِنْ مُؤَخِّرِهَا أُسْطُوَانَةٌ، وَمَا بَيْنَ الْأَسَاطِينِ أَلْوَاحُ سَاجٍ، وَطُولُ جُدُرَاتِهَا فِي السَّمَاءِ ثَمَانِيَةُ أَذْرُعٍ، السَّاجُ مِنْ ذَلِكَ سِتَّةُ أَذْرُعٍ وَثَمَانِي أَصَابِعٍ، وَعَلَى الْأَسَاطِينِ جَوَائِزُ عَلَيْهَا بِنَاءُ ذِرَاعٍ وَسِتَّ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَعَلَى جُدُرَاتِ السِّقَايَةِ كَانَ فِيمَا مَضَى سِتٌّ وَأَرْبَعُونَ شُرَّافَةً، مِنْهَا عَلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْكَعْبَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ شُرَّافَةً، وَمِنْهَا عَلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَمِنْهَا عَلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ عَشْرٌ، وَمِنْهَا عَلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْمَشْرِقَ عَشْرٌ، وَكَانَ ذَلِكَ عَمَلَ الْمَهْدِيِّ حَتَّى غَيَّرَهُ حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الطَّالِبِيُّ لَمَّا قَدِمَ فِي سَنَةِ مِائَتَيْنِ فِي الْفِتْنَةِ، وَهَدَمَ شُرَافَهَا، وَنَقَضَ مِنْ سَمْكِهَا، وَفَتَحَ الْأَبْوَابَ وَالْأَلْوَاحَ السَّاجَ الَّتِي بَيْنَ الْأَسَاطِينِ وَسَقَّفَهَا وَبَطَحَهَا بِالْحَصْبَاءِ، وَكَانَ -[84]- النَّاسُ يُصَلُّونَ فِيهَا، وَقَالَ: إِذَا كَانَ الْمَوْسِمُ جُعِلَتْ عَلَيْهَا الْأَبْوَابُ، وَهَكَذَا كَانَتْ تَكُونُ قَبْلَ ذَلِكَ فَلَمَّا أَنْ جَاءَ مُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ، فِيمَا ذَكَرُوا، رَدَّ الْأَلْوَاحَ السَّاجَ فِي مَكَانِهَا، وَأَغْلَقَهَا، وَأَخْرَجَ الْبَطْحَاءَ مِنْهَا، وَكَانَ فِي السِّقَايَةِ بَابَانِ؛ بَابٌ حِيَالُ الْكَعْبَةِ، وَهُمَا مِصْرَاعَانِ؛ طُولُ أَحَدِهِمَا أَرْبَعُ أَذْرُعٍ وَعِشْرُونَ أُصْبُعًا، وَعَرْضُهُ ثَلَاثُ أَذْرُعٍ وَأَرْبَعُ أَصَابِعٍ، وَالْبَابُ الْآخَرُ طُولُهُ كَذَلِكَ، وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَاثْنَتَا عَشَرَ أُصْبُعًا، وَكَانَ فِي السِّقَايَةِ سِتَّةُ أَحْوَاضٍ مِنْهَا ثَلَاثَةٌ؛ طُولُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا خَمْسَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَعَرْضُ كُلِّ حَوْضٍ مِنْهَا ذِرَاعَانِ، وَثَلَاثَةُ أَحْوَاضٍ، طُولُ كُلِّ حَوْضٍ مِنْهَا ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا فِي السَّمَاءِ، وَالْحِيَاضُ سَاجٌ، وَلِكُلِّ حَوْضٍ مِنْهَا حَوْضٌ مِنْ أَدَمٍ يُنْبَذُ فِيهِ النَّبِيذُ لِلْحَاجِّ، يُصَبُّ فِي الْحِيَاضِ مَا يَجْرِي فِي قَنَاةٍ مِنْ رَصَاصٍ، وَفَمُ الْقَنَاةِ فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى يَسَارِكَ تَحْتَ الْكَنِيسَةِ الَّتِي عَلَيْهَا رَفٌّ مِنْ سَاجٍ، عَرْضُهُ ذِرَاعٌ فِي ذِرَاعٍ، وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَطُولُ قَصَبَةِ الْقَنَاةِ الرَّصَاصِ مِنْ بَطْنِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ، وَطُولُ قَصَبَةِ الرَّصَاصِ مِنْ بَطْنِ السِّقَايَةِ إِلَى أَعْلَى الْحَوْضِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا وَبَيْنَ الْحِيَاضِ الَّتِي فِيهَا النَّبِيذُ إِلَى طَرَفِ الْقَنَاةِ، وَهِيَ فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ، اثْنَانِ وَخَمْسُونَ ذِرَاعًا، وَمِنْ حَدِّ مُؤَخَّرِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ الَّذِي يَلِي الْمَقَامَ إِلَى حَدِّ السِّقَايَةِ وَبَيْنَهُمَا الْحَوْضُ الَّذِي عَلَيْهِ قُبَّةُ زَمْزَمَ تِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا، وَمِنْ حَدِّ مُؤْخِرَةِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ الَّذِي فِيهِ الْكَنِيسَةُ إِلَى حَدِّ السِّقَايَةِ، وَبَيْنَهُمَا الْحَوْضُ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ قُبَّةٌ تِسْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وَتِسْعُ -[85]- أَصَابِعَ، فَكَانَ هَذَا بِنَاءُ صُفَّةِ زَمْزَمَ، وَهُوَ بَيْتُ الشَّرَابِ، حَتَّى هَدَمَهُ عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَجِيُّ حِينَ أَمَرَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْوَاثِقُ بِاللهِ بِعِمَارَةِ بَيْتِ الشَّرَابِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَبَنَاهُ بِحِجَارَةٍ بِيضٍ مَنْقُوشَةٍ مُدَاخَلَةٍ عَلَى عَمَلِ الْأَجْنِحَةِ الرُّومِيَّةِ، وَبَنَى أَعْلَاهُ بِآجُرٍّ، وَأَلْبَسَهُ رُخَامًا، وَجَعَلَ لَهُ لِوَاءً عَلَيْهَا تَشَابِيكُ مِنْ حَدِيدٍ وَأَبْوَابٌ، وَجَعَلَهُ مُكَنَّسًا، وَجَعَلَ فَوْقَ الْكَنِيسَةِ ثَلَاثَ قِبَابٍ صِغَارًا، وَأَلْبَسَ ذَلِكَ كُلَّهُ الْفُسَيْفِسَاءَ، وَجَعَلَ فِي بَطْنِهَا حَوْضًا كَبِيرًا مِنْ سَاجٍ، وَفِي بَطْنِ الْحَوْضِ حَوْضٌ مِنْ أَدَمٍ يُنْبَذُ فِيهِ الشَّرَابُ لِلْحَاجِّ أَيَّامَ الْمَوْسِمِ، فَهُوَ عَلَى حَالِهِ إِلَى الْيَوْمِ، وَجَعَلَ حَوَالَيْهِ رُمَّانًا مِنْ خَشَبٍ، وَكَتَبَ عَلَى جَوَانِبِهِ كِتَابًا كَمَا يَدُورُ يَذْكُرُ أَنَّ الْخَلِيفَةَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ، فَالْكِتَابُ قَائِمٌ عَلَيْهِ إِلَى الْيَوْمِ

1175 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا هَا هُنَا، وَأَشَارَ نَحْوَ صِفَةِ زَمْزَمَ يَقُولُ: " §أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ، يَعْنِي الْمَشْرِقَ "

ذكر عيون زمزم وغير ذلك وكان ذرع غور زمزم من أعلاها إلى أسفلها ستين ذراعا، وفي قعرها ثلاث عيون: عين حذاء الركن الأسود، وعين حذاء أبي قبيس والصفا، وعين حذاء المروة، وكان ماؤها قد قل جدا حتى كانت تجم في الأيام، وذلك في سنة ثلاث وعشرين وأربع وعشرين

1176 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: §كَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي صُفَّةِ زَمْزَمَ سِتَّ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ

1177 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُسْلِمِ حَرِيزُ بْنُ الْمُسْلِمِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ §يَعْمَلُ فِي صُفَّةِ زَمْزَمَ، فَأَتَاهُ رَسُولُ ابْنِ صَفْوَانَ يَدْعُوهُ فِي عُرْسٍ، فَقَالَ لِلرَّسُولِ: " قُلْ لِعَبْدِ اللهِ يُحَلِّلْنِي؛ فَإِنِّي فِي شُغُلٍ، وَقَالَ لِمَنْ كَانَ عِنْدَهُ: أَجِيبُوا صَاحِبَكُمْ "

§ذِكْرُ حَدِّ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَأَسَاسِهِ كَيْفَ كَانَ

1178 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ -[87]- الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: " §أَسَاسُ الْمَسْجِدِ الَّذِي وَضَعَهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْحَزْوَرَةُ مِنَ الْمَسْعَى إِلَى مَخْرَجِ سَيْلِ أَجْيَادَ " قَالَ: وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ وَضَعَ أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ عَلَى الْمَسْعَى

ذكر صفة ما كانت عليه زمزم وحجرتها وحوضها قبل أن تغير في خلافة المعتصم بالله وذلك مما عمل أمير المؤمنين المهدي في خلافته وذرع وجه حجرة زمزم الذي فيه بابها، وهو مما يلي المسعى، اثنا عشر ذراعا وتسع عشرة أصبعا، وذرع الشق الذي يلي المقام عشرة أذرع واثنتا

1179 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَكِّيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَجِيحٍ قَالَ: ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ أَنَّ §حَدَّ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنَ الْحَزْوَرَةِ إِلَى الْمَسْعَى " وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَوْقَصِ فِيمَا ذَكَرَهُ عَنْهُ: الْحَزْوَرَةُ: السُّوقُ مَعَ الْمَسْعَى، وَهُوَ مَوْضِعُ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، وَحِيطَانُهُ عَلَيْهِ سَوَاءٌ، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ لِلْمَسْجِدِ وَدَارِ النَّدْوَةِ وَدَارِ شَيْبَةَ: خَيْفُ الْكَعْبَةِ

1180 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ زَاذَانَ بْنَ فَرُّوخَ يَقُولُ: " §-[88]- مَسْجِدُ الْكُوفَةِ سَبْعَةُ أَجْرِبَةٍ وَنِصْفٍ، وَمَسْجِدُ مَكَّةَ تِسْعَةُ أَجْرِبَةٍ وَنِصْفٍ " قَالَ سُفْيَانُ: أَظُنُّهُ يَعْنِي أَسَاسَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا

1181 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سُئِلَ سُفْيَانُ عَنِ §الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ هَلْ كَانَ لَهُ حَدٌّ فِيمَا مَضَى؟ قَالَ: " لَا نَحْفَظُ فِيهِ شَيْئًا، وَلَا نَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لَهُ قَدْرٌ مَعْلُومٌ "

ذكر صفة القبة وحوضها وذرعها وذرع ما بين حجرة زمزم إلى وسط جدر الحوض الذي قدام السقاية الذي عليه القبة إحدى وعشرون ذراعا واثنتا عشرة أصبعا، وذرع سعة الحوض من وسطه اثنا عشر ذراعا وتسع أصابع في مثله، وذرع تدوير الحوض من داخل تسعة وثلاثون ذراعا، وذرع

§ذِكْرُ صِفَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَيْفَ هُوَ وَالْمَسْجِدُ الْحَرَامُ مَنْقُوشٌ مِنْ دَاخِلِهِ بِالْفُسَيْفِسَاءِ، مُطَوَّقٌ بِالطِّيقَانِ، كُلُّهُ شُرَفٌ بِيضٌ، وَهُوَ مِنْ خَارِجِهِ مَنْقُوشٌ بِالْجِصِّ، وَكَذَلِكَ هُوَ مَنْقُوشٌ بِالْجِصِّ مِنْ دَاخِلِهِ، وَهُوَ مُشَرَّفٌ بِشُرَفٍ مِنْ خَارِجَهِ مِمَّا يَلِي الْوَادِيَ فِي سُوقِ اللَّيْلِ، وَبَابُ الصَّفَا مُنْحَدِرٌ إِلَى دَارِ أُمِّ جَعْفَرٍ، وَبَابُ السَّهْمِيِّينَ إِلَى بَابِ دَارِ حُجَيْرِ بْنِ إِهَابٍ، وَبَطْنُهُ الَّذِي يَلِي الْكَعْبَةَ مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ، وَفِي جَدْرِهِ الَّذِي يَلِي الْكَعْبَةَ فِي الصِّفَافِ كِتَابٌ بِبَيَاضٍ فِيهِ مَكْتُوبٌ فِي جَوَانِبِ الْمَسْجِدِ كَمَا يَدُورُ تَرَابِيعُهُ كِتَابٌ بِسَوَادٍ عَلَى بَيَاضٍ، قَدْ جُعِلَ عَلَى أَلْوَاحِ سَاجٍ، كَمَا يَدُورُ فَوْقَ طَاقَاتِ الْمَسْجِدِ الَّتِي تَلِي الصَّحْنَ تَحْتَ الشُّرَافِ كِتَابٌ فِيهِ كَلَامٌ يُعَادُ، كُلَّمَا فُرِغَ مِنْهُ أُعِيدَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وَأَوَّلُهُ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ اللهُ عَزَّ ذِكْرُهُ، وَجَلَّ ثَنَاؤُهُ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُهُ {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} ، فَأَمَرَ خَلِيفَةُ اللهِ أَحْمَدُ الْإِمَامُ الْمُعْتَمِدُ عَلَى اللهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، -[89]- أَطَالَ اللهُ بَقَاءَهُ، بِعِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَعْظَمِ الْمَسَاجِدِ حُرْمَةً، وَأَبْيَنِهَا شَرَفًا، وَأَشْرَفِهَا مَحَلًّا وَبُقْعَةً، قِبْلَةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، وَمَجْمَعُ مَنْ قَصَدَ مِنْ كُلِّ بَلَدٍ نَازِحٍ وَفَجٍّ عَمِيقٍ إِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ

§ذِكْرُ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَا جَاءَ فِيهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَالتَّابِعِينَ

1182 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ السُّلَمِيُّ قَالَ: أنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §صَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ بِمِائَةِ ضِعْفٍ "

1183 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ -[90]- حَرْبٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ صَلَاةٍ فِي مَسْجِدِي "

ذكر سقاية العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وما كان فيها، وذرعها إلى أن عمرت في خلافة الواثق بالله أمير المؤمنين في سنة تسع وعشرين ومائتين وذرع طول سقاية العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أربعة وعشرون ذراعا وتسع عشرة أصبعا، وفيها من الأساطين ستة؛ في

1184 - وَحَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَيَّةَ الْمَكِّيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِائَةُ أَلْفٍ، وَفِي مَسْجِدِي أَلْفٌ، وَفِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَمْسُمِائَةٍ "

1185 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدِ بْنَ أَبِي الْمُعَلَّى يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ "

1186 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُقَاتِلٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: ثنا سُلَيْمٌ أَبُو مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، وَصَلَاةٌ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ "

1187 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ أَخُو عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الصَّلَاةُ -[92]- فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ بِأَلْفِ صَلَاةٍ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ "

1188 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَرْقَمَ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ "

1189 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §مَنْ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَوْلَ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ فِي جَمَاعَةٍ كَتَبَ اللهُ تَعَالَى لَهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً مِائَةَ أَلْفِ صَلَاةٍ " قِيلَ لَهُ، أَوْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ التَّابِعِينَ: أَعَنْ رَأْيِكَ هَذَا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا، بَلْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ذكر حد المسجد الحرام وأساسه كيف كان

1190 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَإِلَى مَسْجِدِي، وَإِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى "

1191 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِائَةُ أَلْفِ صَلَاةٍ "، أَهِيَ الْفَرِيضَةُ فِي جَمَاعَةٍ، أَوْ صَلَاةُ الرَّجُلِ وَحْدَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَوْ غَيْرِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ؟ قَالَ: بَلْ هِيَ صَلَاةُ الرَّجُلِ وَحْدَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، أَوْ فِي الْحَرَمِ، فَإِذَا صَلَّاهَا فِي جَمَاعَةٍ، فَذَلِكَ أَلْفُ أَلْفٍ وَخَمْسُمِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِلَّذِي سَأَلَهُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، عَنْ رَأْيِكَ تُحَدِّثُنَا أَوْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَلْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُحَدِّثُكَ، مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، يَقُولُهَا ثَلَاثًا

1192 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي -[94]- عُثْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَنَا خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ، وَمَسْجِدِي خَاتَمُ الْمَسَاجِدِ، وَأَحَقُّ الْمَسَاجِدِ أَنْ يُزَارَ وَتُرْكَبُ إِلَيْهِ الرَّوَاحِلُ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَصَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ "

1193 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ قَزَعَةَ قَالَ: أَرَدْتُ الْخُرُوجَ إِلَى الطُّورِ، فَأَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: " إِنَّمَا §تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَدَعْ عَنْكَ الطُّورَ وَلَا تَأْتِهِ " 1193 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِنَحْوِهِ

1195 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: " وَجَدْتُ مَكْتُوبًا فِي التَّوْرَاةِ أَنَّهُ §مَنْ شَهِدَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، كَتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ أَلْفٍ وَخَمْسَمِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ "

ذكر صفة المسجد الحرام كيف هو والمسجد الحرام منقوش من داخله بالفسيفساء، مطوق بالطيقان، كله شرف بيض، وهو من خارجه منقوش بالجص، وكذلك هو منقوش بالجص من داخله، وهو مشرف بشرف من خارجه مما يلي الوادي في سوق الليل، وباب الصفا منحدر إلى دار أم جعفر، وباب

1196 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " 1197 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْكَعْبَةَ؛ لِأَنِّي آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ، وَهُوَ آخِرُ الْمَسَاجِدِ "

1198 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ {§إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} [الأنبياء: 106] فَقَالَ: " هِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ فِي جَمَاعَةٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ "

ذكر فضل الصلاة في المسجد الحرام، وما جاء فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم والتابعين

1199 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §صَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا مَسْجِدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّمَا فُضِّلَتْ عَلَيْهِ بِمِائَةِ صَلَاةٍ "

1200 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَلِيلٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " -[97]- 1201 - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَلِيلٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بَعْجَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ

1202 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى "

1203 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَقِيتُ بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، -[98]- فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لَا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي، وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ "

1204 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §مَا لِامْرَأَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا فِي بَيْتِهَا، إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ "

1205 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ لَهُ: " يَا أَبَا مَحْذُورَةَ، §إِنَّكَ بِأَرْضٍ حَارَّةٍ وَمَسْجِدٍ ضَاحٍ فَأَبْرِدْ، ثُمَّ أَبْرِدْ "

1206 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ -[99]- الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي إِتْيَانِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ: " اذْهَبْ فَتَجَهَّزْ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَآذِنِّي "، فَلَمَّا فَرَغَ أَتَاهُ فَآذَنَهُ، فَقَالَ: " §اجْعَلْهَا عُمْرَةً "

1207 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَإِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَإِلَى مَسْجِدِي، وَلَا تُسَافِرُ امْرَأَةٌ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ إِلَّا مَعَهَا زَوْجُهَا أَوْ ذُو رَحِمٍ "

1208 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا تَفْضُلُ عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْمَسَاجِدِ بِأَلْفِ صَلَاةٍ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " -[100]- 1209 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ

1210 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: بَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقْسِمُ نَعَمًا مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلَانِ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمَا؟ فَقَالَا: مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَعَلَاهُمَا بِالدِّرَّةِ ضَرْبًا، وَقَالَ: " §أَحَجًّا كَحَجِّ الْبَيْتِ؟ " فَقَالَا: إِنَّا كُنَّا مُجْتَازَيْنِ

1211 - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ، قَالَ: ثنا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الصَّلَاةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَهِيَ أَفْضَلُ "

1212 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُقْرِئُ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِنَّ §رَجُلًا نَذَرَ أَنْ يُصَلِّيَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَا هُنَا " يَعْنِي فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ ابْنُ الْمُقْرِئِ: لِيُصَلِّ بِمَكَّةَ

1213 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا تَعْدِلُ أَلْفَ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ؛ فَإِنَّهَا تَزِيدُ عَلَيْهِ مِائَةَ صَلَاةٍ " 1214 - وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

1215 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: قُلْتُ لِحُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: §أَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ يَا أَصْلَعُ، ثُمَّ تَقُولُ ذَلِكَ؟ " قُلْتُ: الْقُرْآنُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، قَالَ حُذَيْفَةُ: هَاتِ مَنِ احْتَجَّ بِالْقُرْآنِ فَقَدٍ، قَالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ: قَدِ احْتَجَّ فَقَرَأْتُ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] ، قَالَ: " فَتُرَاهُ صَلَّى فِيهِ؟ " قُلْتُ: لَا، قَالَ: " لَوْ صَلَّى فِيهِ لَكُتِبَ عَلَيْكُمُ الصَّلَاةُ فِيهِ، كَمَا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ "

1216 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ "

1217 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: -[103]- ثنا عُبَيْدُ اللهِ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَخَطَبَنَا بِالرَّوْحَاءِ، يَقُولُ: " §لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ "

1218 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْجُمَحِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا مَوْلَى ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ، أَنَّ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ "

1219 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلَاءَ، عَنْ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ قَالَ: لَقِيَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: " مَا لِي أَرَاكَ شَاحِبًا؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا شَيْءَ وَاللهِ، إِلَّا إِنِّي تَجَهَّزْتُ وَأَرَدْتُ مَسْجِدَ إِيلِيَاءَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " فَإِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ §لَتَجْعَلَنَّ وَجْهَكَ عُمْرَةً، وَتَنْظُرُ فَضْلَ زَادِكَ فَتَجْعَلُهُ لِأَهْلِكَ "

1220 - وَحَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " §صَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ "، قَالَ: قُلْتُ: لَمْ يُسَمِّ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَخُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّهُ إِنَّمَا يُرِيدُ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَتِيقٍ مِثْلَ خَبَرِ عَطَاءٍ هَذَا، قَالَ: ثُمَّ يُشِيرُ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِلَى الْمَدِينَةِ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ , أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا يَقُولُ: " كُنَّا سَمِعْنَا أَنَّ §صَلَاةً فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ خَيْرٌ مِنْ صَلَاتَيْنِ فِيمَا سِوَاهُ، وَصَلَاةً فِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَرْبَعٍ " يَعْنِي فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِ ابْنِ جُعْشُمٍ هَذَا: وَأَقُولُ أَنَا: كَانَ عَطَاءٌ يَقُولُ: " §تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَكَانَ يُنْكِرُ أَوَّلًا الْأَقْصَى، ثُمَّ عَادَ فَعَدَّهُ مَعَهَا "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ طَاوُسٌ، " §تُرَحَّلُ الرِّحَالُ إِلَى مَسْجِدَيْنِ: مَسْجِدِ مَكَّةَ، وَمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ "

1221 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي نَذَرْتُ إِنْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْكَ مَكَّةَ لَأُصَلِّيَنَّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلِّ هَا هُنَا "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي §نَذَرْتُ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَصَلِّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ صَلَّيْتَ هَا هُنَا أَجْزَأَكَ "

1222 - وَحَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ الْمُسْلِمِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §نَافِلَةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَافِلَتِهِ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ "

1223 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو مُطِيعٍ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: ثنا الْمُسَيِّبُ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، -[106]- وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَا: " §الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِأَلْفَيْ أَلْفِ صَلَاةٍ وَخَمْسِمِائَةِ صَلَاةٍ، وَالصَّلَاةُ فِي الْحَرَمِ كُلِّهِ بِمِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ "

1224 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، وَمُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: " §الْحَرَمُ كُلُّهُ هُوَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ "

1225 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {§إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الحج: 25] ، قَالَ: " الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ مَكَّةُ "

1226 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ مَا أَحَاطَتْ بِهِ حُدُودُ الْحَرَمِ "

§ذِكْرُ إِدَارَةِ الصَّفِّ، وَأَوَّلِ مَنْ فَعَلَهُ، وَأَوَّلِ مَنْ أَحْدَثَ التَّكْبِيرَ بَيْنَ التَّرَاوِيحِ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ وَيُقَالُ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ أَدَارَ الصُّفُوفَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ

1227 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ لِلَّهِ عَنْهُمَا: " §عَلَيْكُمْ بِالصَّفِّ الْأَوَّلِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْمَيْمَنَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَمَا بَيْنَ السَّوَارِي "

1228 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمَشَايِخَ يَقُولُونَ: " §أَدْرَكْنَا النَّاسَ عَلَى هَذَا التَّكْبِيرِ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي رَمَضَانَ "

1229 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنِ -[108]- ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §إِذَا صَلَّى بِالنَّاسِ جَمَعَهُمْ أَجْمَعِينَ وَرَاءَ الْمَقَامِ، قَالَ: فَعِيبَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ وَرَاءَ الْمَقَامِ مِنَ النَّاسِ مَا لَوْ جَمَعَهُمْ حَوْلَ الْبَيْتِ أَطَافُوا بِهِ وَاحِدًا، وَلَكِنْ فِيهِ فَرَجٌ، أَيُّ ذَلِكَ أَحَبَّ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [الزمر: 75] ، يَقُولُ: " صُفُوفُهُمْ حَوْلَ الْبَيْتِ أَحَبُّ إِلَيَّ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ هَذَا: رَأَيْتُ أَحْرَاسَ ابْنِ هِشَامٍ، فِي أَوَّلِ مَا أَمَرَهُمْ بِتَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ، لَا يُصَلُّونُ مَعَ النَّاسِ، فَقُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَعْجَبَكَ هَذَا مِنَ الْأَحْرَاسِ؟ قَالَ: لَا وَاللهِ، حَتَّى يُصَلُّوا مَعَ النَّاسِ، سُبْحَانَ اللهِ

1230 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، فَسَأَلَ: مَنْ أَحْدَثَ هَذَا التَّكْبِيرَ فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حَسَنٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §أَدْرَكْتُ النَّاسَ بِمَكَّةَ عَلَى هَذَا "

§ذِكْرُ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِلَا سُتْرَةٍ، وَمَا جَاءَ فِيهِ

1231 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا كَثِيرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيُّ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ الْمُطَّلِبَ بْنَ أَبِي وَدَاعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُصَلِّي مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ، وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ أَمَامَهُ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّوَافِ سُتْرَةٌ قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يُحَدِّثُهُ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَسَأَلْتُ كَثِيرًا، فَقَالَ: إِنَّمَا أَخْبَرَنِيهِ بَعْضُ أَهْلِي

1232 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا غُنْدَرٌ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ صَفِيَّةَ بِنْتَ شَيْبَةَ تَقُولُ: كَانَتِ امْرَأَةٌ تُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَى مِرْفَقَةٍ، فَمَرَّتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بَيْنَهَا -[110]- وَبَيْنَ الْمِرْفَقَةِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " إِنَّمَا §يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ، وَالْهِرُّ الْأَسْوَدُ "

1233 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، وَأَبُو بِشْرٍ، قَالَا: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: ثنا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، مِنْهُمْ عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنُ عَمِّ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ فَأَتَى الْمَكَانَ، §وَأَشَارَ إِلَى مَوْضِعِ سِقَايَةِ خَالِدٍ قُبَالَةَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ

1234 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنَّ يُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ §طَافَ سَبْعًا، ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى

1235 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، وَعَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ، قَالَا: ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §يَرْكُزُ عَصَاهُ، يُصَلِّي إِلَيْهَا عِنْدَ الْكَعْبَةِ، يَسْتُرُهَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ

1236 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ بَارِزًا فِي الْمَسْجِدِ، أَظُنُّهُ قَالَ: §يُصَلِّي بِغَيْرِ سُتْرَةٍ الظَّنُّ مِنِّي أَنَا ابْنُ الْفَاكِهِيِّ يَقُولُ

1237 - وَحَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: " §لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ بِمَكَّةَ شَيْءٌ، لَا يَضُرُّكُ أَنْ تَمُرَّ الْمَرْأَةُ بَيْنَ يَدَيْكَ "

1238 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُجَاهِدًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ §يَبْسُطُ ثَوْبَهُ فَيَسْجُدُ عَلَيْهِ، حَفِظْتُ ذَلِكَ مِنْهُ مِرَارًا

1239 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §يُصَلِّي إِلَى الْكَعْبَةِ وَالنَّاسُ يَطُوفُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ يَزِيدُ: يَزْعُمُونَ أَنَّهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ

§ذِكْرُ الْأَكْلِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْغَدَاءِ فِيهِ

ذكر إدارة الصف، وأول من فعله، وأول من أحدث التكبير بين التراويح حول البيت في شهر رمضان، وتفسير ذلك ويقال: إن أول من أدار الصفوف حول الكعبة خالد بن عبد الله القسري

1240 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: §مَرَّ بِنَا ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَنَحْنُ نَتَغَدَّى فِي الْمَسْجِدِ بِمَكَّةَ، فَقُلْنَا: الْغَدَاءُ، فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ

1241 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ رَجُلَيْنِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَأْكُلُ شِوَاءً بِرُقَاقٍ حَتَّى يَسِيلَ عَلَى يَدَيْهِ أَوْ نَحْوَهُ

1242 - حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ، أَخِي أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: كَانَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ثَرِيدَةٌ يُؤْتَى بِهَا، يَعْنِي فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَدَبَّ إِلَيْهَا صَبِيٌّ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَكَلَ مِنْهَا، §فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ دِرَّةً أَوْ سَوْطًا، قَالَ: فَلَعَنَهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ

§ذِكْرُ مَنْ جَمَعَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بَعْدَ صَلَاةِ الْإِمَامِ

1243 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: ثنا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ: §صَلَّى بِنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بَعْدَمَا صَلَّى أَهْلُهُ فِي جَمَاعَةٍ قَالَ لَيْثٌ: فَخَرَجْتُ إِلَى عَطَاءٍ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: " أَصَابَ وَأَحْسَنَ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا لَا نَفْعَلُ هَذَا بِالْعِرَاقِ، قَالَ: " إِنَّكُمْ تَفْرَقُونَ "

ذكر الصلاة في المسجد الحرام بلا سترة، وما جاء فيه

1244 - وَحُدِّثْتُ عَنْ أَبِي صَالِحِ بْنِ زُنْبُورٍ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا يُوسُفَ الْقَاضِيَ §يَجْمَعُ بِقَوْمٍ فِي جَمَاعَةٍ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

§ذِكْرُ النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَنْ رَخَّصَ فِيهِ وَمَنْ كَرِهَهُ

1245 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى الْفَرْوِيُّ قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ -[114]- أَبِي الْكَرْمِ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ عَنْ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ قَالَ: " §جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ "

1246 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " §لَمْ نَزَلْ نَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ فِي زَمَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا "

1247 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: ثنا أَبُو اللَّيْثِ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ §يَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

1248 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §أَتَكْرَهُ النَّوْمَ فِي الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: " بَلْ أُحِبُّهُ " 1249 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: مَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَرْقُدَ فِيهِ -[115]- 1250 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَطَاءٍ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَحْتَلِمُ كَثِيرًا، قَالَ: وَإِنِ احْتَلَمْتَ

1251 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: " §نِمْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَاحْتَلَمْتُ، فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: " لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا الْغُسْلُ "

1252 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ قَتَادَةَ قَالَ: §بِتُّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقُمْتُ وَقَدْ صُرَّ فِي ثَوْبِي أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا، فَسَأَلْتُ عَطَاءً، فَقَالَ: " إِنَّ الَّذِي صَرَّهُمَا لَمْ يُرِدْ إِلَّا أَنْ تَكُونَ لَكَ، فَإِنْ كُنْتَ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا فَخُذْهَا، وَإِلَّا فَتَصَدَّقْ بِهَا "

1253 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ §لَا يَرَى بَأْسًا بِالنَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَغَيْرِهِ

1254 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، إِنْ شَاءَ اللهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَقَامَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ §يَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، يَطُوفُ وَيُصَلِّي بِاللَّيْلِ

ذكر الأكل في المسجد الحرام والغداء فيه

1255 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §كَانَ يَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ زَمَنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1256 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى قَالَ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ قَالَ: سَأَلْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ عَنِ §النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: " كَيْفَ تَسْأَلُونَ عَنْ هَذَا وَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ الصُّفَّةِ يَنَامُونَ فِيهِ وَيُصَلُّونَ فِيهِ؟ "

1257 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا أَبُو مُطِيعٍ الْبَلْخِيُّ، -[117]- وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللِّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: مَا أُرَانِي إِلَّا مُكَلِّمًا الْأَمِيرَ فِي هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَنَامُونَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ؛ فَإِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا سُئِلَ عَنْهُمْ فَقَالَ: §هُمُ الْعَاكِفُونَ، وَقَالَ مُوسَى: فَإِنِّي سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: هُمُ الْعَاكِفُونَ

1258 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ الْوَلِيدَ بْنَ أَبِي هِشَامٍ وَكَانَ §لَقِيَ أُمَّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ

ذكر من جمع في المسجد الحرام بعد صلاة الإمام

1259 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ، فَقَالَ: " يَرْحَمُهُ اللهُ، إِنْ كَانَ لَيُخْفِي الزُّهْدَ، وَكَانَ §إِذَا قَدِمَ لَا يَنْزِلُ إِلَّا الْمَسْجِدَ حَتَّى يَخْرُجَ "

1260 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَكَانَ يُوقِظُ النِّيَامَ فِي الْمَسْجِدِ -[118]- وَيَقُولُ: اجْلِسُوا فَلَبُّوا؛ فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §التَّلْبِيَةُ مِنْ زِينَةِ الْحَجِّ، أَوْ مِنْ شِعَارِ الْحَجِّ "

§ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ النَّوْمَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

ذكر النوم في المسجد الحرام، ومن رخص فيه ومن كرهه

1261 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الْبِلَادِ قَالَ: §نِمْتُ خَلْفَ الْمَقَامِ، فَاحْتُمِلْتُ فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: " أَمَّا أَنْ تَتَّخِذَهَ مَبِيتًا أَوْ مَقِيلًا فَلَا "

1262 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ قَالَ: كُنْتُ نَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَجَاءَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَأَيْقَظَنِي وَقَالَ: " §لَا تَنَمْ فِي الْمَسْجِدِ "

1263 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " إِنَّهُ كَانَ §يَكْرَهُ النَّوْمَ فِي الْمَسْجِدِ "

1264 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ قَالَ: §نَهَانِي مُجَاهِدٌ أَنْ أَنَامَ فِي الْمَسْجِدِ

§ذِكْرُ إِنْشَادِ الضَّالَّةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَا يُكْرَهُ مِنْ رَفْعِ الصَّوْتِ فِيهِ، وَكَرَاهِيَةِ إِنْشَادِ الشِّعْرِ فِيهِ

1265 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مَوْلَى شَدَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ: لَا أَدَّاهَا اللهُ إِلَيْكَ؛ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا "

1266 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى، أَوْ §سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: " لَا وَجَدْتَ "

1267 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ §نَهَى عَنِ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ فِي الْمَسْجِدِ، وَأَنْ تُنْشَدَ الضَّالَّةُ فِي الْمَسْجِدِ، وَعَنِ التَّحَلُّقِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، وَأَنْ يُتَنَاشَدَ فِيهِ الْأَشْعَارُ

1268 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَصْحَابَنَا يُحَدِّثُونَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ -[121]- مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §نَهَى أَنْ تُقَامَ الْحُدُودُ فِي الْمَسَاجِدِ، وَأَنْ تُتُنَاشَدَ فِيهَا الْأَشْعَارُ، وَأَنْ يُسَلَّ فِيهَا السِّلَاحُ

1269 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: مَنْ دَعَا إِلَى الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا وَجَدْتَ، أَلِهَذَا؟ إِنَّمَا §بُنِيَتِ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ " 1270 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ

1271 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاشِدُ، غَيْرُكَ الْوَاجِدُ "

1272 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا أَبُو الْحَكَمِ مَرْوَانُ بْنُ -[122]- عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ أَبِي دَارِمٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: بُلِّغَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ مَجْلِسٍ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ فِي نَاحِيَةِ بَنِي سَهْمٍ يَجْلِسُ فِيهِ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَخْتَصِمُونَ فَتَرْتَفِعُ أَصْوَاتُهُمْ، فَقَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: انْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِمْ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِمْ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَخْبِرْهُمْ عَنِ §الْكَلَامِ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ الْفَتَى أَيُّوبَ وَهُوَ فِي بَلَائِهِ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: قَالَ الْفَتَى: يَا أَيُّوبُ، أَمَا كَانَ فِي عَظَمَةِ اللهِ وَذِكْرِ الْمَوْتِ مَا يَكِلُّ لِسَانَكَ وَيَقْطَعُ قَلْبَكَ وَيَكْسِرُ حُجَّتَكَ، يَا أَيُّوبُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ للَّهِ عِبَادًا أَسْكَتَتْهُمْ خَشْيَةُ اللهِ مِنْ غَيْرِ عِيٍّ وَلَا بَكَمٍ، وَإِنَّهُمْ لَهُمُ النُّبَلَاءُ الطُّلَقَاءُ الْفُصَحَاءُ الْأَلِبَّاءُ الْعَالِمُونَ بِاللهِ وَأَيَّامِهِ، وَلَكِنَّهُمْ إِذَا ذَكَرُوا عَظَمَةَ اللهِ تَعَالَى تَقَطَّعَتْ قُلُوبُهُمْ، وَكَلَّتْ أَلْسِنَتُهُمْ، وَطَاشَتْ عُقُولُهُمْ وَأَحْلَامُهُمْ؛ فَرَقًا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهَيْبَةً لَهُ، فَإِذَا اسْتَفَاقُوا مِنْ ذَلِكَ اسْتَبَقُوا إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْأَعْمَالِ الزَّاكِيَّةِ، لَا يَسْتَكْثِرُونَ لِلَّهِ الْكَثِيرَ، وَلَا يَرْضَوْنَ لَهُ بِالْقَلِيلِ، يَعُدُّونَ أَنْفُسَهُمْ مَعَ الظَّالِمِينَ وَالْخَاطِئِينَ وَإِنَّهُمْ لَأَنْزَاهٌ أَبْرَارٌ، وَمَعَ الْمُضَيِّعِينَ وَالْمُفَرِّطِينَ وَإِنَّهُمْ لَأَكْيَاسٌ أَقْوِيَاءُ، نَاحِلُونَ ذَائِبُونَ، يَرَاهُمُ الْجَاهِلُ فَيَقُولُ: مَرْضَى، وَلَيْسُوا بِمَرْضَى، وَقَدْ خُولِطُوا، وَقَدْ خَالَطَ الْقَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ قَالَ أَبُو الْحَكَمِ: وَكَتَبَ إِلَيَّ رَجُلٌ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ لَهُمْ عَلَى إِثْرِ هَذَا الْكَلَامِ: كَفَى لَكَ ظَالِمًا أَنْ لَا تَزَالَ مُخَاصِمًا، وَكَفَى بِكَ إِثْمًا أَنْ لَا تَزَالَ مُمَارِيًا، وَكَفَى لَكَ إِثْمًا أَنْ لَا تَزَالَ مُحَدِّثًا بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ -[123]- تَعَالَى

§ذِكْرُ مَوْضِعِ قُبُورِ عَذَارَى بَنَاتِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

1273 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَحُسَيْنٌ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، وَغَيْرُهُمْ قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ الرُّهَيْنِيِّ قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " إِنَّ هَذَا الْمُحْدَوْدِبَ الَّذِي يَلِي الرُّكْنَ الشَّامِيَّ §قُبُورُ عَذَارَى بَنَاتِ إِسْمَاعِيلَ " قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِي حَدِيثِهِ: فَسُئِلَ سُفْيَانُ: أَيُّ مَكَانٍ هُوَ؟ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْحِجْرِ مُسْتَقْبِلَ الرُّكْنِ الْغَرْبِيِّ الَّذِي يَلِي الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ مُقَابِلَ دَارِ الْعَجَلَةِ

1274 - وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي بَزَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ -[124]- الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ قَالَ: " هَذَا الْمُحْدَوْدِبُ مِمَّا يَلِي الرُّكْنَ الْغَرْبِيَّ إِلَى الْمِصْبَاحِ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ، §قُبُورُ عَذَارَى بَنَاتِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ ابْنُ أَبِي بَزَّةَ: وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " تُسَوَّى الْبَطْحَاءُ عِنْدَ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَيَجْلِسُ الْإِنْسَانُ قَلِيلًا فَيَحْدَوْدِبُ "

ذكر من كره النوم في المسجد الحرام

1275 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: ثنا الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَبْرَانِ، لَيْسَ فِيهِ غَيْرُهُمَا، قَبْرُ إِسْمَاعِيلَ وَشُعَيْبٌ، فَقَبْرُ إِسْمَاعِيلَ فِي الْحِجْرِ مُقَابِلَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ "

§ذِكْرُ الْوُضُوءِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

1276 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَتَوَضَّأُ فِي الْمَسْجِدِ

1277 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا -[125]- سُفْيَانُ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا §يَتَوَضَّأُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

1278 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا §يَتَوَضَّأُ فِي الْمَسْجِدِ

ذكر إنشاد الضالة في المسجد الحرام، وما يكره من رفع الصوت فيه، وكراهية إنشاد الشعر فيه

1279 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ " كَانَ §يَتَوَضَّأُ فِي الْمَسْجِدِ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ "

1280 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ إِنْسَانٌ لِعَطَاءٍ، §يَخْرُجُ الْإِنْسَانُ فَيَبُولُ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ حَتَّى يَدْخُلَ زَمْزَمَ فَيَتَوَضَّأُ؟ قَالَ: " لَا بَأْسَ بِذَلِكَ، وَإِنْ تَخَلَّى فَلْيَدْخُلْ إِنْ شَاءَ غَيْرَ مُتَوَضِّئٍ فَلْيَتَوَضَّأْ فِي زَمْزَمَ؛ الدِّينُ سَمْحٌ سَهْلٌ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: إِنِّي §أَرَى أُنَاسًا يَتَوَضَّئُونَ فِي الْمَسْجِدِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، قُلْتُ: أَفَتَتَوَضَّأُ أَنْتَ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قُلْتُ: وُضُوءًا حَسَنًا تَتَمَضَّمَضُ وَتَسْتَنْشِقُ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَأُسْبِغُ وُضُوئِي فِي مَسْجِدِ مَكَّةَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ أَنَّهُ رَأَى أَبَاهُ §يَتَوَضَّأُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ §يَتَوَضَّأُ فِي مَسْجِدِ مَكَّةَ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ، أَنَّ أَبَا هَارُونَ الْعَبْدِيَّ أَخْبَرَهُ , أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَتَوَضَّأُ فِي الْمَسْجِدِ

§ذِكْرُ الْقِيَامِ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ يَدْعُو

1281 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا جَاءَ بَابًا فِي دَارِ يَعْلَى عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ فَدَعَا، وَخَرَجَ إِلَيْهِ بَنَاتُ غَزْوَانَ، وَكُنَّ مُسْلِمَاتٍ فَدَعَوْنَ مَعَهُ

ذكر موضع قبور عذارى بنات إسماعيل عليه السلام من المسجد الحرام

1282 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَغَيْرُهُ، قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، أَظُنُّهُ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §يُكْرَهُ أَنْ يُقَامَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَيَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ، وَقَالَ: إِنَّمَا يَصْنَعُهُ أَهْلُ الْكِتَابِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فِي كَنَائِسِهِمْ " 1283 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، نَحْوَهُ

1284 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ، هَلْ بَلَغَكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ بَعْضَ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ كَانَ §يَسْتَقْبِلُ الْبَيْتَ حِينَ يَخْرُجُ فَيَدْعُوَ؟ قَالَ: " لَا "

ثُمَّ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ، أَنَّهُ قَالَ لِمَنْ يَسْتَقْبِلُ الْبَيْتَ كَذَلِكَ يَدْعُو إِذَا خَرَجَ عِنْدَ خُرُوجِهِ ثُمَّ يَصْنَعُونَ: " هَذَا كَصَنِيعِ الْيَهُودِ فِي كَنَائِسِهَا، §ادْعُوا فِي الْبَيْتِ مَا بَدَا لَكُمْ، ثُمَّ اخْرُجُوا "

§ذِكْرُ لَقْطِ الْقَذَى، وَالْقُشَاشِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَفَضْلِهِ، وَتَحِيَّةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

ذكر الوضوء في المسجد الحرام

1285 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ: ثنا الْيَسَعُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §لَقْطُ الْقَذَى مِنَ الْمَسْجِدِ مُهُورُ حُورِ الْعِينِ "

1286 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ قَالَ: ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: ثنا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ قَالَ: سَأَلْتُ قُدَامَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ الْكِلَابِيَّ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنَّ §رِيشَ الْحَمَامِ قَدْ كَثُرَ فِي الْمَسْجِدِ، فَإِذَا سَجَدَ أَحَدُنَا دَخَلَ فِي عَيْنِهِ، فَقَالَ: " انْفُخُوا "، يَعْنِي الرِّيشَ

1287 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ الْفَأْفَاءُ قَالَ: ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ -[129]- تَلْتَقِطُ الْقَذَى مِنَ الْمَسْجِدِ فَمَاتَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §الَّذِينَ يَلْتَقِطُونَ الْقَذَى مِنَ الْمَسْجِدِ هُمُ الَّذِينَ يَلْتَقِطُونَ الْيَاسَمِينَ فِي الْجَنَّةِ "

1288 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ " §مَنِ ابْتَلَعَ رِيقَهُ إِعْظَامًا لِلْمَسْجِدِ وَإِنْزَاهًا لَهُ، أَبْدَلَهُ اللهُ تَعَالَى بِهِ صِحَّةً فِي جِسْمِهِ "

1289 - حَدَّثَنِي أَبُو الْمُسْلِمِ حَرِيزُ بْنُ الْمُسْلِمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي، حَتَّى الْقَذَاةُ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي، فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ أَوْ آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ أُوتِيهَا رَجُلٌ ثُمَّ نُسِّيهَا "

1290 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ -[130]- مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: {§فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} [النور: 61] ، قَالَ: " هُوَ الْمَسْجِدُ، يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ "

§ذِكْرُ إِرْسَالِ الرِّيحِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

1291 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ قَالَ: ثنا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ حُجَيْرٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ الْمَكِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً , وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَدْ سَمَّاهُ: §أَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَأَجِدُ الرِّيحَ فِي بَطْنِي، قَالَ: " لَا بَأْسَ أَنْ تُرْسِلَهَا "

1292 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ، §إِحْدَاثُ الرَّجُلِ فِي مَسْجِدِ مَكَّةَ، أَوْ فِي مَسْجِدِهِ فِي الْبَيْتِ، عَمْدًا غَيْرَ رَاقِدٍ، قَالَ: " أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ لَا يَفْعَلَ قَالَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ "

1239 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ قَالَ: -[131]- ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَسُئِلَ عَنِ §الرَّجُلِ يَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ فَيَجِدُ الرِّيحَ، قَالَ: " لَا بَأْسَ أَنْ يُرْسِلَهَا "

ذكر القيام على باب المسجد مستقبل القبلة يدعو

1294 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: ثنا جَدِّي قَالَ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَطَاءً وَأَنَا مَعَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، §بِتُّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَقَضَيْتُ حَاجَتِي مِنَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَنِمْتُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَمَسَّ مَاءً، قَالَ: " لَا بَأْسَ "

§ذِكْرُ تَحْصِيبِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَأَخْذِ الْحَصَاةِ مِنْهُ

1295 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءً " §يَكْرَهُ أَنْ يُحَصَّبَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ مِنْ غَيْرِ حَصْبَاءِ الْحَرَمِ "

1296 - حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: §خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَفِي كُمِّي حَصَاةٌ، فَقَالَ أَبِي: " ارْدُدْهَا إِلَى الْمَسْجِدِ "

1297 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " إِنَّ §الْحَصَاةَ إِذَا خُرِجَ بِهَا مِنَ الْمَسْجِدِ لَتَصِيحُ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ يُحَصَّبُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ أَوْ أَقَلَّ فِيمَا مَضَى، حَتَّى كَانَ زَمَنُ فِتْنَةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُوسُفَ الطَّالِبِيُّ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَقَطَعَ ذَلِكَ عَنْهُ زَمَانًا حَتَّى قَدِمَ بِشْرٌ الْخَادِمُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ فَحَصَبَهُ، فَكَانَ فِيهِ ذَلِكَ الْحَصْبَاءُ حَتَّى كَانَ سَنَةَ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، فَجَاءَ سَيْلٌ عَظِيمٌ، فَذَهَبَ بِالْحَصْبَاءِ مِنْهُ حَتَّى عَرِيَ مِنَ الْحَصْبَاءِ، فَحَصَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ اللَّطَفِيُّ، وَكَانَ لَهُ جِمَالٌ بِمَكَّةَ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَى مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ عَلْيٌ، فَحُمِلَتِ الْحَصْبَاءُ، وَحَصَبَهُ بِهِ، فَهُوَ فِيهِ إِلَى الْيَوْمِ "

ذكر لقط القذى، والقشاش من المسجد الحرام وفضله، وتحية المسجد الحرام

§ذِكْرُ صَلَاةِ مُؤَذِّنِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى سَطْحِ الْمَسْجِدِ وَغَيْرِهِ لِصَلَاةِ الْإِمَامِ

1298 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ، §الْمُؤَذِّنُونَ يُصَلُّونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ أَوِ الْمَنَارَةِ بِصَلَاةِ الْإِمَامِ وَالنِّسَاءِ؟ قَالَ: " لَا بَأْسَ بِهِ "

1299 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مَنْ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §كُنَّا نُصَلِّي مَعَهُ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ " 1300 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نَحْوَهُ

1301 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ بَعْضِ الْمَدَنِيِّينَ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §صَلَّى فِي حُجْرَةِ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِصَلَاةِ الْإِمَامِ

1302 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَلَّامٍ الْعَطَّارُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §صَلَّى فَوْقَ سَطْحِ الْمَسْجِدِ بِصَلَاةِ الْإِمَامِ -[134]- 1303 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ

1304 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ §الرَّجُلِ يُصَلِّي عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ بِصَلَاةِ الْإِمَامِ، فَقَالَ: " صَلَاتُهُ جَائِزَةٌ، وَلَيْسَ لَهُ أَجْرُ التَّضْعِيفِ "

§ذِكْرُ فَضْلِ الْأَذَانِ بِمَكَّةَ وَالْحِسْبَةِ فِيهِ بِغَيْرِ أُجْرَةٍ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

ذكر إرسال الريح في المسجد الحرام

1305 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ، وَمَسْكَنُهُ مِصْرُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ §أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَنْبِيَاءُ، وَالشُّهَدَاءُ، وَالْمُؤَذِّنُونَ؛ مُؤَذِّنُو الْكَعْبَةِ، وَمُؤَذِّنُو بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَمُؤَذِّنُو مَسْجِدِي، ثُمَّ سَائِرُ النَّاسِ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ "

1306 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّجَّارُ بِصَنْعَاءَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْعُمَرِيُّ قَالَ: ثنا الْمُعَلَّى بْنُ هِلَالٍ، عَنْ نُفَيْعٍ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §الْحُجَّاجُ إِذَا مَاتُوا قَبْلَ أَنْ يُحِلُّوا خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُمْ يُؤَذِّنُونَ، وَيَغْفِرُ اللهُ لِلْمُؤَذِّنِ الْمُحْتَسِبِ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ مَا سَمِعَهُ مِنْ شَجَرٍ أَوْ حَجَرٍ، أَوْ رَطْبٍ أَوْ يَابِسٍ، وَيُعْطِيهِ اللهُ تَعَالَى كُلَّ شَيْءٍ سَأَلَهُ مِنْ أَذَانِهِ وَإِقَامَتِهِ، وَيُعْطِيهِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ مَنْ صَلَّى بِأَذَانِهِ وَإِقَامَتِهِ، وَيُعْطِيهِ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ يَوْمٍ أَذَّنَ فِيهِ كَأَجْرِ خَمْسِينَ شَهِيدًا، أَوْ مِثْلِ أَجْرِ جَامِعِ الْقُرْآنِ وَحَامِلِ الْفِقْهِ، وَمِثْلِ أَجْرِ مَنْ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ، وَمِثْلِ أَجْرِ الْحَاجِّ وَالْمُعْتَمِرِ وَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ حِينَ يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ بِنَجَائِبَ مِنْ يَاقُوتٍ حُمْرٍ، أَزِمَّتُهَا مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ، وَرَحَائِلُهَا مِنْ ذَهَبٍ، مَيَاثِرُهَا مِنْ سُنْدُسٍ، وَفَوْقَ السُّنْدُسِ الْإِسْتَبْرقُ، تِيجَانُهُمْ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ، نَجَائِبُهُمْ لَهَا أَجْنِحَةٌ، خُطَاهَا مَدُّ الْبَصَرِ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ جَعْدٌ أَمْرَدُ، جُمَّتُهُ جَعْدَةٌ عَلَى مَا تَشْتَهِي نَفْسُهُ، حَشْوُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، لَوْ أَنَّ مِثْقَالًا مِنْ مِسْكِ رَأْسِهِ انْتَثَرَ بِالْمَشْرِقِ وَجَدَ رِيحَهُ أَهْلُ الْمَغْرِبِ، عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ ثَلَاثَةُ أَسْوِرَةٍ؛ سِوَارٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَسِوَارٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَسِوَارٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ، فِي أَعْنَاقِهِمْ أَطْوِقَةٌ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٌ بِالدُّرِ وَالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ، يُمْشَى مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِسَبْعِينَ حَرْبَةً مِنْ نُورٍ، يُشَيِّعُ كُلَّ -[136]- رَجُلٍ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ قُبُورِهِمْ إِلَى الْمَحْشَرِ، يُقَالُ لَهُمْ: تَعَالَوْا، انْظُرُوا إِلَى بَنِي آدَمَ وَبَنِي إِبْلِيسَ كَيْفَ يُحَاسَبُونَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم: 85] " 1307 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّجَّارُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَاسِينَ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: ثنا مُقَاتِلُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَّامٍ الطَّوِيلِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ

§ذِكْرُ تَوْلِيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْأَذَانَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، وَتَعْلِيمِهِ إِيَّاهُ، وَصِفَةِ أَذَانِهِ كَيْفَ كَانَ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

1308 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مَسْلَمَةَ قَالَ: ثنا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَا: ثنا الْهُذَيْلُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §جَعَلَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَذَانَ -[137]- وَلِمَوَالِينَا، وَجَعَلَ السِّقَايَةَ لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَجَعَلَ الْحِجَابَةَ لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ "

1309 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أنا أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، وَأُمُّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ: فَدَعَانِي وَأَجْلَسَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ، فَمَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِي وَبَارَكَ عَلَيَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: " §اذْهَبْ فَأَذِّنْ عِنْدَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ "، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: فَعَلَّمَنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَذَانَ كَمَا يُؤَذِّنُ الْآنَ أَهْلُ مَكَّةَ: " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَذَكَرَ الْأَذَانَ حَتَّى قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، فِي الْأُولَى مِنَ الصُّبْحِ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " وَذَكَرَ فِي حَدِيثِهِ عَنِ الْأَذَانِ قَالَ: وَعَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِقَامَةَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ: " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، مَرَّتَيْنِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، مَرَّتَيْنِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، مَرَّتَيْنِ "

ذكر تحصيب المسجد الحرام، وأخذ الحصاة منه

1310 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْجُمَحِيُّ قَالَ: أنا أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ السَّكْسَكِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَيْرِيزٍ أَخْبَرَهُ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ أَبِي مَحْذُورَةَ، أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " §قُمْ فَأَذِّنْ بِالصَّلَاةِ "، فِي مَقْفَلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ، قَالَ: فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَلْقَى عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّأْذِينَ هُوَ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: " قُلِ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ "، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْجِعْ فَامْدُدْ صَوْتَكَ "، ثُمَّ قَالَ: " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "، ثُمَّ دَعَانِي حِينَ قَضَيْتُ الْأَذَانَ فَأَعْطَانِي صُرَّةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ وَضَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَةِ أَبِي مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ أَمَرَّهَا عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ عَلَى كَبِدِهِ، ثُمَّ بَلَغَتْ يَدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُرَّةَ أَبِي مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَارَكَ اللهُ فِيكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِالتَّأْذِينِ بِمَكَّةَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ أَمَرْتُكَ بِهِ "، وَذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ مِنْ كَرَاهِيَةٍ فِي نَفْسِي، وَعَادَ ذَلِكَ كُلُّهُ مَحَبَّةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَقَدِمْتُ عَلَى عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَامِلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، فَأَذَّنْتُ مَعَهُ بِالصَّلَاةِ عَنْ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[139]- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي بِذَلِكَ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ أَهْلِي مِمَّنْ أَدْرَكَ أَبَا مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى مَا أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

1311 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَبُو عَاصِمٍ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ السَّائِبِ، وَأُمُّ عَبْدِ الْمَلَكِ بْنُ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ حَدِيثِ أَبِي قُرَّةَ، وَذَكَرَ مِثْلَ أَذَانِ أَهْلِ مَكَّةَ الْيَوْمَ وَإِقَامَتِهِمْ سَوَاءً، وَزَادَ فِيهِ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ خَرَجْتُ عَاشِرَ عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ نَطْلُبُهُمْ، فَسَمِعْنَاهُمْ يُؤَذِّنُونَ لِلصَّلَاةِ، فَقُمْنَا نَسْتَهْزِئُ بِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ §سَمِعْتُ فِي هَؤُلَاءِ تَأْذِينَ إِنْسَانٍ حَسَنَ الصَّوْتِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا، فَأَذَّنَّا رَجُلًا رَجُلًا، وَكُنْتُ آخِرَهُمْ، فَقَالَ حِينَ أَذَّنْتُ: تَعَالَ، فَأَجْلَسَنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي قَالَ: وَأَخْبَرَنِي هَذَا الْحَدِيثَ عُثْمَانُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أُمِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُمَا سَمِعَا ذَلِكَ مِنْ أَبِي مَحْذُورَةَ، وَزَادَ فِيهِ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي حَدِيثِهِ: فَإِذَا أَقَمْتَ فَقُلْهَا مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، أَسَمِعْتَ؟ قَالَ: فَكَانَ أَبُو مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَا يَجِزُّ نَاصِيَتَهُ، وَلَا يَفْرُقُهَا؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَيْهَا

1312 - فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ بَحْرَةَ قَالَتْ: رَأَيْتُ أَبَا مَحْذُورَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا قَعَدَ يَضَعُ قُصَّتَهُ فِي الْأَرْضِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ: فَقَالَ §مَسَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، وَلَا أَحْلِقُ مَوْضِعَ يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1313 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " إِنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ §يُؤَذِّنُ مِثْلَ آذَانِهِمْ "

ذكر صلاة مؤذني المسجد الحرام يوم الجمعة على سطح المسجد وغيره لصلاة الإمام

1314 - وَحَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: §أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَبْلَ أَبِي مَحْذُورَةَ، فَجَاءَ أَبُو مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَأَلْقَاهُ فِي بِئْرِ زَمْزَمَ

1315 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَنْشَدَنِي عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ لِبَعْضِ شُعَرَاءِ قُرَيْشٍ فِي أَذَانِ أَبِي مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ الزُّبَيْرُ، وَاسْمُهُ أَوْسُ بْنُ مُغِيرَةَ بْنِ لَوْذَانَ: [البحر الرجز] §إِنِّي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ الْمَسْتُورَةْ ... وَمَا تَلَا مُحَمَّدٌ مِنْ سُورَةْ وَالنَّعَرَاتِ مِنْ أَبِي مَحْذُورَةْ ... لَأَفْعَلَنَّ فِعْلَةً مَذْكُورَةْ

1316 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ، عَنْ أَبِي سَلْمَانَ مُؤَذِّنِ الْجَمَاعَةِ قَالَ: كَانَ أَبُو مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §إِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَالَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، مَرَّتَيْنِ

1317 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدِ بْنُ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ لِصُلْبِهِ قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَكَّةَ أَذَّنْتُ، فَقَالَ لِي: " يَا أَبَا مَحْذُورَةَ، أَمَا خِفْتَ أَنْ يَنْشَقَّ مُرَيْطَاؤُكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَحْبَبْتُ أَنْ أُسْمِعَكَ آذَانِي، قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " إِنَّ §مَكَّةَ بِلَادٌ حَارَّةٌ؛ فَأَبْرِدْ بِالصَّلَاةِ، ثُمَّ أَبْرِدْ، ثُمَّ أَبْرِدْ "

1318 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ لِأَبِي مَحْذُورَةَ: " §إِنَّكَ بِأَرْضٍ حَارَّةٍ شَدِيدَةِ الْحَرِّ؛ فَأَبْرِدْ ثُمَّ أَبْرِدْ بِالْأَذَانِ لِلصَّلَاةِ " 1319 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِثْلَ ذَلِكَ , عَنْ عُمَرَ، وَزَادَ فِيهِ: " ثُمَّ أَبْرِدْ ثَلَاثًا، ثُمَّ ارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ آتِكَ وَلَا تَأْتِنِي "

1320 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيِّ، وَلَيْسَ بِابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ الدِّمَشْقِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: إِنَّ مُؤَذِّنًا مِنْ -[143]- مُؤَذِّنِي الْكَعْبَةِ لَقِيَهُ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللهِ، فَقَالَ: " لَكِنِّي أَبْغَضُكَ فِي اللهِ "، قَالَ: لِمَ؟ فَقَالَ: " §لِأَنَّكَ تَبْغِي فِي أَذَانِكَ، وَتَأْخُذُ عَلَى أَذَانِكَ أَجْرًا "

ذكر فضل الأذان بمكة والحسبة فيه بغير أجرة، وتفسير ذلك

1321 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: ثنا أَبُو قُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ عُثْمَانَ أَبِي الْيَقْضَانِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا يَهُولُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِمَامٌ أَمَّ قَوْمًا يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ، أَوْ مُؤَذِّنٌ أَذَّنَ خَمْسَ سَاعَاتٍ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ، وَعَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللهِ وَحَقَّ مَوْلَاهُ عَلَيْهِ "

1322 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: ثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

1324 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، -[144]- وَأَبُو صَالِحٍ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالُوا جَمِيعًا: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ أَذَّنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " وَزَادَ الْحُلْوَانِيُّ فِي حَدِيثِهِ: " وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتُّونَ حَسَنَةً، وَبِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً "

ذكر تولية النبي صلى الله عليه وسلم أبا محذورة رضي الله عنه الأذان عند الكعبة، وتعليمه إياه، وصفة أذانه كيف كان، وتفسير ذلك

1325 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْأَيْلِيُّ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا خِيَامًا مِنْ لُؤْلُؤٍ، تُرَابُهَا الْمِسْكُ , فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: لِلْمُؤَذِّنِينَ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ أُمَّتِكَ يَا مُحَمَّدُ "

1326 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §هَلْ تَعْلَمُ تَأْذِينَ مَنْ مَضَى يُخَالِفُ تَأْذِينَنَا الْيَوْمَ؟ قَالَ: " مَا أَعْلَمُ بَيْنَهُمَا مِنْ خِلَافٍ فِيمَا بَلَغَنِي "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، فَقَالَ إِنْسَانٌ لِعَطَاءٍ: §أَعْجَبُ لِمُؤَذِّنِيكُمْ يَقُولُونَ فِي الْأَوَّلِ: اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ , أَشْهَدُ أَنَّ -[145]- مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ , فَقَالَ لِي عَطَاءٌ: " قَدْ أَحْسَنُوا مِنْ غَيْرِ أَنْ أَقُولَ إِنَّهُ سُنَّةٌ , وَلَكِنَّهُ زِيَادَةُ خَيْرٍ، مَعَ أَنِّي لَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يُؤَذِّنُ لِذَلِكَ " , قُلْتُ: لَا تَعْلَمُ أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ لَا يُخَالِفُهُمْ فِي الْأَوَّلِ؟ قَالَ: " لَا " , قُلْتُ: الْإِقَامَةُ؟ قَالَ: " لَا أَدْرِي "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ بَنِي سَعْدٍ الْقُرْطَ فِي إِمَارَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يُؤَذِّنُونَ الْأَوَّلَ: " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ , أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ , حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ , حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ , حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ , حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ " قُلْتُ لِعَمْرٍو: وَمَا الْإِقَامَةُ؟ قَالَ: " لَا أَدْرِي كَيْفَ كَانُوا يَقُولُونَ فِي الْإِقَامَةِ "

1327 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَكَّةَ أَتَاهُ أَبُو مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَدْ أَذَّنَ فَقَالَ: §الصَّلَاةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ , حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ , حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ , حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ , فَقَالَ: " وَيْحَكَ أَمَجْنُونٌ أَنْتَ , أَمَا كَانَ فِي دُعَائِكَ الَّذِي دَعَوْتَنَا مَا نَأْتِيكَ حَتَّى تَأْتِيَنَا؟ " وَأَمَّا أَذَانُ الصُّبْحِ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ هُوَ بِبَلَدٍ إِلَّا بِمَكَّةَ، يُؤَذَّنُ بِهِ إِذَا بَقِيَ مِنَ اللَّيْلِ ثُلُثُهُ , وَهُوَ الَّذِي كَانَ الْعَمَلُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ , وَيَتَنَاوَلُونَ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلًا: " أَلَا إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ , فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " , فَكَانُوا عَلَى الْأَذَانِ الْأَوَّلِ وَحْدَهُ حَتَّى كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ -[146]- فَأَخَذَهُمْ بِالْأَذَانِ الْآخَرِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ , فَثَبَتَ إِلَى الْيَوْمِ بِمَكَّةَ، وَرَأَوْهُ مُوَافِقًا لِلنَّاسِ؛ فَهُمْ عَلَيْهِ إِلَى الْيَوْمِ، إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يُؤَذِّنُونُ الْأَذَانَ الْأَوَّلَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مَخَافَةَ أَنْ يَمْتَنِعَ الْجَاهِلُ مِنَ السُّحُورِ وَيَظُنُّ أَنَّهُ الْأَذَانُ الْآخَرُ الَّذِي يُؤَذَّنُ مَعَ الْفَجْرِ

§ذِكْرُ الِاسْتِلْقَاءِ وَالِاضْطِجَاعِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْجُلُوسِ عَلَى اللُّبُودِ وَالطَّنَافِسِ فِي الْمَسْجِدِ

1328 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا غُنْدَرٌ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُغِيرَةُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّهُ §رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي مَسْجِدٍ بِمَكَّةَ مُسْتَلْقِيًا، قَدْ وَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى

1329 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: إِنَّهُ §رَأَى عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَلَى طِنْفِسَةٍ

1330 - حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ سَنَةَ مِائَةٍ §يُلْقَى لَهُ مُضَرَّبَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهَا , وَالنَّاسُ بِمَكَّةَ عَلَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ يَجْلِسُونَ عَلَى اللُّبُودِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَلِبَعْضِهِمْ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الخفيف] إِنَّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ لَقَوْمًا ... خَدَعُوا النَّاسَ بِاللُّبُودِ الصِّغَارِ وَبِسُودٍ عَلَى الْجِبَاهِ حَكَتْهَا ... رُكَبُ الشَّاءِ فِي الرُّبَا وَالصَّحَارِي كُلُّهُمْ مُرْصِدٌ لِمَالِ يَتِيمٍ ... وَغَرِيبٍ وَحُرَّةٍ فِي صِرَارِ أَخَذَ اللهُ لِلْمِلَّتَيْنِ مِنْهُمْ ... وَكَفَى شَرَّهُمْ رُمَاةَ الْجِمَارِ

وَأَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُقَابِلَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ , فَمَرَّ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ، فَلَمَّا أَنْ جَاوَزَ مَجْلِسَهُ رَفَعَ رَأْسَهُ كَأَنَّهُ يَنْظُرُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَالِهِ وَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر البسيط] §كَمْ مِنْ قَوِيٍّ قَوِيٌّ فِي تَقَلُّبِهِ ... مُهَذَّبِ الرَّأْيِ عَنْهُ الرِّزْقُ يَنْحَرِفُ وَمِنْ ضَعِيفٍ ضَعِيفِ الْعَقْلِ مُخْتَلِطٌ ... كَأَنَّمَا مِنْ خَلِيجِ الْبَحْرِ يَغْتَرِفُ

§ذِكْرُ الِاعْتِكَافِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَفِي الْحَرَمِ كُلِّهِ، وَالنَّذْرِ فِي ذَلِكَ

1331 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ نَذَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَعْتَكِفَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ لَيْلَةً، قَالَ ابْنُ رَجَاءٍ: أَوْ قَالَ: شَهْرًا، فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَامُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: " §أَوْفِ بِنَذْرِكَ " قَالَ: فَاعْتَكَفَ لَيْلَةً 1332 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِنَحْوِهِ

1333 - وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَخِي حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: ثنا عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يَقُولُ: " §مَنِ اعْتَكَفَ بِهَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَعَلَيْهِ الصَّوْمُ , وَمَنِ اعْتَكَفَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ مَكَّةَ فَلَيْسَ عَلَيْهِ الصَّوْمُ، إِلَّا أَنْ يَجْعَلَهَ عَلَى نَفْسِهِ " كَذَلِكَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ

1334 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: إِنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " إِنَّ §نَاسًا عُكُوفًا بَيْنَ دَارِكَ وَدَارِ أَبِي مُوسَى , وَأَنْتَ لَا تُغَيِّرُ , وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَوْ فِي الْمَسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ؛ مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ "

1335 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ يَعْنِي عَطَاءً: فَامْرُؤٌ نَذَرَ جِوَارًا فِي مَسْجِدِ خَيْفِ مِنًى أَتُوجِبُهُ أَمْ لَا , مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ مَسْجِدٌ غَيْرُ جَامِعٍ إِلَّا أَيَّامَ مِنًى قَطْ، -[150]- أَمْ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: " بَلْ يُوَفِّيهِ " ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: " §لَا جِوَارَ إِلَّا فِي مَسْجِدَيْنِ؛ مَسْجِدِ مَكَّةَ وَمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَمِعْتُ عَطَاءً يُخْبِرُ عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: " إِنِّي §لَأَمْكُثُ فِي الْمَسْجِدِ , وَمَا أَمْكُثُ إِلَّا لِأَعْتَكِفَ " قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ يَعْلَى أَخْبَرَنِيهِ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لَهُ: فَنَذَرَ جِوَارًا عَلَى رُءُوسِ هَذِهِ الْجِبَالِ جِبَالِ مَكَّةَ , أَيَقْضِي عَنْهُ أَنْ يُجَاوِرَ فِي الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: نَعَمْ , " الْمَسْجِدُ خَيْرٌ وَأَطْهَرُ " , قُلْتُ لَهُ: وَكَذَلِكَ فِي كُلِّ أَرْضٍ إِنْ نَوَى الْإِنْسَانُ جِوَارًا فِي جِبَالِهَا، أَمَسْجِدُهَا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ يَجْعَلَ فِيهِ جِوَارَهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ " , ثُمَّ أَخْبَرَنِي عِنْدَ ذَلِكَ، قَالَ: §نَذَرَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا جِوَارًا فِي جَوْفِ ثَبِيرٍ مِمَّا يَلِي مِنًى , قُلْتُ: نَعَمْ , فَقَدْ جَاوَرَتْ، قَالَ: أَجَلْ , وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نَهَاهَا عَنْ ذَلِكَ، عَنْ أَنْ تُجَاورَ، ثُمَّ أُرَاهُ مَنَعَهَا خَشْيَةَ أَنْ يُتَّخَذَ ذَلِكَ سُنَّةً، قَالَ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " حَاجَةٌ كَانَتْ فِي نَفْسِي "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَرَّقَ لِي عَطَاءٌ بَيْنَ جِوَارِ الْقَرَوِيِّ وَالْبَدَوِيِّ , فَقَالَ: " أَمَّا §الْقَرَوِيُّ إِذَا نَذَرَ الْجِوَارَ هَجَرَ بَيْتَهُ وَهَجَرَ الزَّوْجَ وَصَامَ , وَأَمَّا الْبَدَوِيُّ الَّذِي لَيْسَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَإِذَا نَذَرَ الْجِوَارَ كَانَتْ مَكَّةُ كُلُّهَا حِينَئِذٍ مُجَاوِرًا لَهُ فِي أَيِّ نَوَاحِي مَكَّةَ شَاءَ، وَفِي أَيِّ بُيُوتِهَا شَاءَ، وَلَمْ يَصُمْ، وَأَصَابَ أَهْلَهُ إِنْ شَاءَ "

§ذِكْرُ السَّمَرِ وَالْحَدِيثِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

1336 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ §يَسْمُرُ إِلَى رُبْعِ اللَّيْلِ وَقَرِيبٍ مِنْ مِثْلِهِ، وَعِنْدَهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَالنَّاسُ

1337 - وَوَجَدْتُ فِي مَكَانٍ آخَرَ مِنْ كِتَابِي: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَجْلِسُ مَعَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَيَسْمُرُ عِنْدَهُ إِلَى نَحْوٍ مِنْ رُبْعِ اللَّيْلِ , فَإِذَا قَامَ عَمْرٌو دَخَلَ أَيُّوبُ الطَّوَافَ، فَأَدْخُلُ مَعَهُ، فَيَقُولُ: " §أَرَأَيْتَ لَوْلَا أَنَا كُنْتَ تَطُوفُ؟ " فَأَقُولُ: لَا , فَيَقُولُ: " سَلْ "، فَيُحَدِّثُنِي , ثُمَّ يَقُولُ: " اذْهَبْ فَانْقَلِبْ "

ذكر الاستلقاء والاضطجاع في المسجد الحرام والجلوس على اللبود والطنافس في المسجد

1338 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَسْمُرُ بَعْدَ الْعِشَاءِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: رَأَيْتَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَسْمُرُ بَعْدَ الْعِشَاءِ؟ قَالَ: " نَعَمْ "

1339 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ الْأُمَوِيُّ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ -[152]- عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ: " خَرَجَ قَوْمٌ يَسْمُرُونَ بِمَكَّةَ لَيْلًا , فَسَمِعُوا قَائِلًا يَقُولُ: §دَانَ الزَّمَانُ , وَخَسِيَ الشَّيْطَانُ , وَذَلَّ السُّلْطَانُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ جَاءَتْهُمْ خِلَافَتُهُ , فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ وَهُمْ فِي سَمَرِهِمْ سَمِعُوا قَائِلًا يَقُولُ: [البحر البسيط] جَزَاكَ عَنَّا مَلِيكَ النَّاسِ صَالِحَةً ... فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ وَالْفِرْدَوْسِ يَا عُمَرُ أَنْتَ الَّذِي لَا نَرَى عِدْلًا نُسَرُّ بِهِ ... مِنْ بَعْدِهِ مَا جَرَتْ شَمْسٌ وَلَا قَمَرُ

§ذِكْرُ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَإِقَامَةِ النَّاسِ خَلْفَ الْمَقَامِ، وَالتَّرْغِيبِ فِي ذَلِكَ وَطَلَبِهِ وَشَرَفِهِ، وَصِفَةِ قِيَامِ أَهْلِ مَكَّةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

1340 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ قَالَ: " إِنِّي لَأَقُومُ بِالنَّاسِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِذْ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُعْتَمِرًا، فَسَمِعْتُ تَكْبِيرَهَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ وَأَنَا أَؤُمُّ النَّاسَ، §فَدَخَلَ فَصَلَّى بِصَلَاتِي "

1341 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ -[153]- أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَمَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ السَّائِبِ حِينَ جَمَعَ النَّاسَ فِي رَمَضَانَ أَنْ يَقُومَ بِأَهْلِ مَكَّةَ , فَكَانَ §يُصَلِّي مُسْتَأْخِرًا عَنِ الْمَقَامِ فَيُصَلِّي بِصَلَاتِهِ مَنْ شَاءَ , وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَطُوفَ طَافَ , وَمَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ لِنَفْسِهِ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ صَلَّى , فَكَانَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ فِي زَمَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا

ذكر الاعتكاف في المسجد الحرام وفي الحرم كله، والنذر في ذلك

1342 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: فَجِئْتُ إِلَى أَسْمَاءَ فَكَلَّمْتُهَا فِي أَنْ تُكَلِّمَ لِي عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنْ §يَأْمُرَنِي أَنْ أَقُومَ بِالنَّاسِ , فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ , فَقَالَ: " تَرَيْنَهُ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ " قَالَتْ: قَدْ طَلَبَهُ , قَالَ: " فَأَمَرَنِي " فَقُمْتُ بِالنَّاسِ حَتَّى قَدِمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَجْمَعَ النَّاسَ عَلَى إِمَامٍ وَاحِدٍ , ثُمَّ قُلْتُ: سُنَّةٌ كَانَتْ قَبْلِي " 1343 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ قَالَ: " كَلَّمْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي لِلْحُمَيْدِيِّ أَنْ يَقْرَأَ بِالنَّاسِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ " -[154]- 1344 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: إِنَّهُ أَدْرَكَ أَهْلَ مَكَّةَ لَا يَقْنُتُونُ إِلَّا فِي النِّصْفِ الثَّانِي مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الْوِتْرِ وَقَالَ غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: كَانُوا يُسَلِّمُونَ فِيمَا مَضَى فِي رَكْعَتَيِ الْوِتْرِ

1345 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §لَمَّا دَخَلَتِ الْعَشْرُ قَنَتَ إِمَامُنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ يُصَلِّي بِالرِّجَالِ وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّ فِيَ حَدِيثِ أَبَانَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ أُبَيًّا لَمْ يَقْنُتْ حَتَّى مَضَى النِّصْفُ الْأَوَّلُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ , قَالَ سُفْيَانُ: قَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ عِنْدَنَا قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: وَكَذَلِكَ كَانَ الْعَمَلُ بِمَكَّةَ

1346 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: ثنا أَيُّوبُ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ §يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَلْفَ الْمَقَامِ بِمَنْ صَلَّى مَعَهُ مِنَ النَّاسِ , وَالنَّاسُ فِي سَائِرِ الْمَسْجِدِ مِنْ بَيْنِ مُصَلٍّ وَطَائِفٍ بِالْبَيْتِ وَقَدْ فَسَّرْنَا هَذَا

1347 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَعْقَرِيُّ قَالَ: ثنا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: أَمَّنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ فِي الْمَسْجِدِ -[155]- الْحَرَامِ , وَكَانَ يَؤُمُّ النَّاسَ، فَكَانَ §يَقْرَأُ بِنَا فِي الْوِتْرِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، يَعْنِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ عَلَى الْقُنُوتِ فِي الْوِتْرِ فِي النِّصْفِ الْأَخِيرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَكَانُوا يَقْنُتُونَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ أَيْضًا مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ، وَإِنَّمَا تُرِكَ ذَلِكَ بِمَكَّةَ مِنْ قِبَلِ الْوُلَاةِ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: كَانَ النَّاسُ بِمَكَّةَ فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ يَقُومُونَ قِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، تُرْكَزُ حَرْبَةٌ خَلْفَ الْمَقَامِ بِرَبْوَةٍ، فَيُصَلِّي الْإِمَامُ دُونَ الْحَرْبَةِ وَالنَّاسُ مَعَهُ , فَمَنْ أَرَادَ صَلَّى، وَمَنْ أَرَادَ طَافَ وَرَكَعَ خَلْفَ الْمَقَامِ كَمَا فَعَلَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ , فَلَمَّا وَلِيَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ أَمَرَ الْقُرَّاءَ أَنْ يَتَقَدَّمُوا فَيَصُفُّوا خَلْفَ الْمَقَامِ , فَقِيلَ لَهُ: تَقْطَعُ الطَّوَافَ لِغَيْرِ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ؟ قَالَ: فَأَنَا آمُرُهُمْ أَنْ يَطُوفُوا بَيْنَ كُلِّ تَرْوِيحَتَيْنِ سَبْعًا، فَأَمَرَهُمْ فَفَصَلُوا بَيْنَ كُلِّ تَرْوِيحَتَيْنِ بِطَوَافِ سَبْعٍ , فَقِيلَ لَهُ: فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ وَجَوَانِبِهِ حَتَّى يَعْلَمَ انْقِضَاءَ الطَّوَافِ فَيَتَهَيَّأَ النَّاسُ لِلصَّلَاةِ؟ فَأَمَرَ عَبِيدَ الْكَعْبَةِ أَنْ يُكَبِّرُوا حَوْلَ الْكَعْبَةِ وَيَقُولُونَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ , وَاللهُ أَكْبَرُ , فَإِذَا بَلَغُوا الرُّكْنَ الْأَسْوَدَ فِي الطَّوَافِ السَّادِسِ سَكَتُوا بَيْنَ التَّكْبِيرِ سَكْتَةً حَتَّى يَتَهَيَّأَ مَنْ كَانَ فِي الْحِجْرِ وَفِي جَوَانِبِ الْمَسْجِدِ مِنْ مُصَلٍّ وَغَيْرِهِ، فَيَعْرِفُونَ ذَلِكَ بِانْقِطَاعِ التَّكْبِيرِ، فَيُخَفِّفُ الْمُصَلِّي صَلَاتَهُ ثُمَّ يَعُودُوا إِلَى التَّكْبِيرِ حَتَّى يَفْرُغُوا مِنَ السَّبْعِ , وَيَقُومُ مُسَمِّعٌ مِنْ غِلْمَانِ الْكَعْبَةِ فَيُنَادِي عَلَى زَمْزَمَ: الصَّلَاةَ رَحِمَكُمُ اللهُ، وَكَانَ عَطَاءٌ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، فِيمَا ذَكَرَ الْمَكِّيُّونَ، يَرَوْنَ ذَلِكَ وَلَا يُنْكِرُونَهُ , فَإِذَا فَرَغَ الْإِمَامُ مِنَ التَّرَاوِيحِ فَأَحْرُسُ الْمَسْجِدِ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ , فَأَذِنُوا لِلنِّسَاءِ فَخَرَجْنَ أَوَّلًا، حَتَّى يَنْفُذَ آخِرُ النِّسَاءِ، وَذَلِكَ بَعْدَ طَوَافِ سَبْعٍ بَعْدَ الْقِيَامِ، فَإِذَا طَافَ الطَّائِفُ -[156]- سَبْعًا قَامَ غُلَامٌ مِنْ غِلْمَانِ الْكَعْبَةِ، وَهُوَ الْمُسَمِّعُ فِي الصَّلَاةِ وَرَاءَ الْمَقَامِ، فَصَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ بِالْحَرَسِ: أَرْسِلْ أَرْسِلْ , فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ الْحَرَسِيُّ الَّذِي عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ أَرْسَلُوا الرِّجَالَ حِينَئِذٍ , وَقَدْ صَارَ النِّسَاءُ إِلَى مَنَازِلِهِنَّ، فَإِذَا كَانَ بَعْدَ الْقِيَامِ بِلَيْلٍ وَذَلِكَ مِقْدَارُ الْأَذَانِ الْأَوَّلِ، أَوْ أَرْجَحَ، جَاءَ الْمُؤَذِّنُ إِلَى الْمَنَارَةِ الَّتِي تَلِي أَجْيَادَ , وَقَدْ جَمَعَ مُؤَذِّنِي الْجِبَالِ قَبْلَ ذَلِكَ تَحْتَ الْمَنَارَةِ مِنْ خَارِجٍ فِي الْوَادِي، فَصَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: السَّحُورَ رَحِمَكُمُ اللهُ , اشْرَبُوا رَحِمَكُمُ اللهُ , فَيَفْعَلُ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَيُجِيبُهُ مُؤَذِّنُو الْجِبَالِ الَّذِي تَحْتَ الْمَنَارَةِ وَيَصِيحُونَ: اشْرَبُوا , وَيَتَفَرَّقُونَ فِي فِجَاجِ مَكَّةَ يُؤْذِنُونَ النَّاسَ بِالسَّحُورِ إِلَى قَرِيبٍ مِنَ الْفَجْرِ وَسَمِعْتُ بَعْضَ فُقَهَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ وَأَشْيَاخِهَا يَقُولُ: كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ قَدِيمًا أَنْ يَخْتِمُوا الْقُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فِي التَّرْوِيحَةِ الْأُولَى مِنَ التَّرَاوِيحِ فِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ التَّرْوِيحَةِ الْأُولَى، فَإِذَا فَرَغَ الْخَاتِمُ دَعَا وَهُوَ قَائِمٌ قَبْلَ رُكُوعِهِ، وَدَعَا النَّاسُ مَعَهُ سَاعَةً، لَا يُطَوِّلُ فِيهَا وَلَا يُقَصِّرُ؛ لِكَيْلَا يَضُرَّ بِالضَّعِيفِ , ثُمَّ يَرْكَعُ، فَإِذَا قَامَ فِي الرَّابِعَةِ قَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَآيَاتٍ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لِيَكُونَ قَدْ خَتَمَ وَابْتَدَأَ قَالَ: وَيُرْوَى عَنْ بَعْضِ مَنْ مَضَى مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي الْخَتْمَةِ إِذَا بَلَغُوا وَالضُّحَى كَبَّرَ الْخَاتِمُ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ كُلِّ سُورَةٍ يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ , فِي الصَّلَاةِ ثُمَّ تَرَكُوا ذَلِكَ بَعْدُ، وَجَعَلُوا التَّكْبِيرَ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي غَيْرِ شَهْرِ رَمَضَانَ , ثُمَّ تَرَكُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَفَرَغَ النَّاسُ مِنْ أَرْبَعٍ مِنَ التَّرَاوِيحِ الْخَمْسِ، قَامُوا فَأَدَارُوا بِالْكَعْبَةِ مِنْ جَوَانِبِهَا، وَوَقَفُوا يَدْعُونَ اللهَ وَيُكَبِّرُونَ، وَيَسْأَلُونَ الْمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِهِمْ، وَالْقَبُولَ لِصِيَامِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ، وَأَنْ لَا يَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ صِيَامِ شَهْرِ -[157]- رَمَضَانَ وَقِيَامِهِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ , فَيَفْعَلُونَ ذَلِكَ لَيْلًا طَوِيلًا , ثُمَّ يُنَادَوْنَ: الصَّلَاةَ , فَيُصَلِّي الْإِمَامُ تَرْوِيحَتَهُ الْخَامِسَةَ , فَإِنْ تَمَّ الشَّهْرُ فَعَلُوا مِثْلَ ذَلِكَ فِي لَيْلَةِ ثَلَاثِينَ أَيْضًا

1348 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَغِّبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فِيهِ بِعَزِيمَةٍ , يَقُولُ: " §مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ , وَكَانَ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَصَدْرًا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

§ذِكْرُ عِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالزِّيَادَاتِ الَّتِي زَادَهَا الْأَئِمَّةُ وَالْخُلَفَاءُ فِيهِ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

§ذِكْرُ زِيَادَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَيْفَ كَانَتْ

1349 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: " §-[158]- كَانَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ جِدَارًا مُحَاطًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حَتَّى كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , فَضَاقَ عَلَى النَّاسِ، فَوَسَّعَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْمَسْجِدَ , وَاشْتَرَى دُورًا فَهَدَمَهَا، وَهَدَمَ مَا قَرُبَ مِنَ الْمَسْجِدِ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَبِيعُوا، وَأَعْطَاهُمْ أَثْمَانَ الدُّورِ بَعْدَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَحَاطَ عَلَيْهِ بِجَدْرٍ قَصِيرٍ دُونَ الْقَامَةِ , وَرَفَعَ الْمَصَابِيحَ عَلَى الْجَدْرِ , وَجَعَلَ الرَّدْمَيْنِ؛ رَدْمَ أَجْيَادَ , وَرَدْمَ أَعْلَى مَكَّةَ

ذكر السمر والحديث في المسجد الحرام

§ذِكْرُ زِيَادَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

1350 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: ثنا مَعْمَرٌ مَوْلَى ابْنِ قُسَيْطٍ , عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَمَّا وَلِيَ الْخِلَافَةَ §وَسَّعَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَاشْتَرَى مِنْ قَوْمٍ، وَأَبَى آخَرُونَ أَنْ يَبِيعُوا، فَهَدَمَ عَلَيْهِمْ، فَصَيَّحُوا بِهِ عِنْدَ الْبَيْتِ، فَدَعَاهُمْ فَقَالَ: " إِنَّمَا جَرَّأَكُمْ عَلَيَّ حِلْمِي عَنْكُمْ , فَعَلَ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " فَلَمْ يُصَيِّحْ بِهِ أَحَدٌ

1351 - فَحَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَجَاءٍ الْمَكِّيَّ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً يُحَدِّثُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " لَقَدْ §عَابُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَشْيَاءَ لَوْ فَعَلَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَا عَابُوهَا عَلَيْهِ " ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَاتَّبَعْتُ أَثَرَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ فَصِحْتُمْ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ إِلَى السِّجْنِ، فَكَلَّمَ فِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ

§ذِكْرُ زِيَادَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بَعْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: كَانَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامِ عَلَى مَا جَعَلَهُ عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِحَائِطٍ قَصِيرٍ غَيْرِ مُسَقَّفٍ , إِنَّمَا يَجْلِسُ النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يَتَّبِعُونَ الْأَفْيَاءَ، فَإِذَا قَلَصَ الظِّلُّ قَامَتِ الْمَجَالِسُ وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَدْ بَلَغَ بِالْمَسْجِدِ فِي بِنَائِهِ إِلَى أَنْ أَشْرَعَهُ عَلَى الْوَادِي مِمَّا يَلِي الصَّفَا، وَالْوَادِي يَوْمَئِذٍ فِي مَوْضِعِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الْيَوْمَ، ثُمَّ مَضَى بِهِ مُصْعِدًا مِنْ وَرَاءِ بَيْتِ الشَّرَابِ لَاصِقًا بِهِ، لَيْسَ بَيْنَ جُدُرِ بَيْتِ الشَّرَابِ الَّذِي يَلِي الصَّفَا وَبَيْنَ جُدُرِ الْمَسْجِدِ إِلَّا قَدْرُ مَا يَمُرُّ الرَّجُلُ وَهُوَ مُنْحَرِفٌ , ثُمَّ أَصْعَدَ بِهِ عَنْ بَيْتِ الشَّرَابِ مُصْعِدًا بِقَدْرِ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ أَوْ -[160]- نَحْوِ ذَلِكَ , ثُمَّ رَدَّهُ فِي الْعِرَاضِ، وَكَانَتْ زَاوِيَةُ الْمَسْجِدِ الَّتِي تَلِي الْمَسْعَى وَنَحْرَ الْوَادِي الزَّاوِيَةَ الشَّرْقِيَّةَ , لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَاوِيَةِ بَيْتِ الشَّرَابِ الشَّرْقِيَّةِ إِلَّا نَحْوٌ مِنْ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ , ثُمَّ رَدَّهُ عَرْضًا عَلَى الْمِطْمَارِ إِلَى بَابِ دَارِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ أَدْخَلُ مِنْهَا الْيَوْمَ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ رَدَّ جَدْرَ الْمَسْجِدِ مُنْحَدِرًا عَلَى وَجْهِ دَارِ النَّدْوَةِ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ دَاخِلَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ يَذْكُرُ نِسْوَةً رَآهُنَّ هُنَاكَ: [البحر الهزج] صَبَا قَلْبِي ... بِرِيمٍ سَاكِنِ الْمَرْوَةْ رَخِيمِ الدَّلِّ مُقْتَبِعٍ ... هَضِيمٍ قَاصِرِ الْخَطْوَةْ سَيَأْتِي لَيْلَةَ الْإِثْنَيْـ ... ـنِ بَيْنَ الْحِجْرِ وَالنَّدْوَةْ وَكَانَ بَابُهَا فِي وَسَطِ الصَّحْنِ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّفِّ الْأَوَّلِ مِثْلُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطِّيقَانِ الْأُولَى مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الْيَوْمَ , فَكَانَ عَلَى النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ أَوْ نَحْوِهِ مِنَ الِاسْطُوَانَةِ الْحَمْرَاءِ إِلَى مَوْضِعِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ , فَيُقَالُ: إِنَّ بَابَ دَارِ النَّدْوَةِ كَانَ فِيمَا هُنَالِكَ وَيُرْوَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارِ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيَّ وَهُوَ أَمِيرُ مَكَّةَ يَخْرُجُ مِنْ بَابِ دَارِ النَّدْوَةِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ , قَالَ دَاوُدُ: فَرُبَّمَا طُفْتُ سَبْعًا بَعْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الدَّارِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ هُوَ إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ , وَكَانَ عَظِيمًا جَسِيمًا طَوِيلًا، وَكَانَ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى أَكْبَرِ شَيْخَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ , ثُمَّ يَمْشِي الْأَطَارِيحَ قَلِيلًا قَلِيلًا، وَيَتَقَهْقَرُ أَبَدًا حَتَّى يَبْلُغَ الرُّكْنَ الْأَسْوَدَ فَيَسْتَلِمُهُ , وَكَانَ بَابُ دَارِ النَّدْوَةِ فِي مَوْضِعِهِ هَذَا، حَتَّى زَادَ أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسْجِدِ فَأَخَّرَهُ إِلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ، فَكَانَ هَذَا بِنَاءَ -[161]- ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا , غَيْرَ أَنَّهُ يُقَالُ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ قَدْ سَقَفَهُ أَوْ سَقَفَ بَعْضَهُ

§ذِكْرُ عَمَلِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: وَعَمَّرَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَلَمْ يَزِدْ فِيهِ شَيْئًا، وَلَكِنَّهُ رَفَعَ جُدْرَانَهُ وَسَقَّفَهُ بِالسَّاجِ، وَعَمَّرَهُ عِمَارَةً حَسَنَةً

ذكر الصلاة في المسجد الحرام في شهر رمضان، وإقامة الناس خلف المقام، والترغيب في ذلك وطلبه وشرفه، وصفة قيام أهل مكة في شهر رمضان، وتفسير ذلك

قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِيمَا رُوِيَ عَنْهُ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ فَرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §كُنْتُ فِيمَنْ عَمِلَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي زَمَانِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَوِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: فَجَعَلَ فِي رُءُوسِ الْأَسَاطِينِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ أُسْطُوَانَةٍ خَمْسِينَ مِثْقَالًا مِنْ ذَهَبٍ , فَالذَّهَبُ قَائِمٌ عَلَيْهَا إِلَى الْيَوْمِ، وَفِي بَعْضِهَا فِي أَرْبَعِ أُسْطُوَانَاتٍ مِنْهَا مِمَّا يَلِي بَابَ دَارِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ كِتَابٌ قَائِمٌ بِذَهَبٍ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ: بِسْمِ اللهِ , أَمَرَ عَبْدُ اللهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِعَمَلِ هَذِهِ الْأَسَاطِينِ عَلَى يَدَيِ ابْنِ أَبِي الْأَزْهَرِ سَنَةَ ثَمَانِينَ "

§ذِكْرُ عَمَلِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَخَذَ فِي عَمَلِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ , وَابْتَدَأَ عَمَلَهُ فِي دُخُولِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ , وَكَانَ إِذَا أَخَذَ فِي بِنَاءِ -[162]- الْمَسَاجِدِ زَخْرَفَهَا وَزَيَّنَهَا، فَنَقَضَ عَمَلَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعَمِلَهُ عَمَلًا مُحْكَمًا , وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ نَقَلَ إِلَيْهِ أَسَاطِينَ الرُّخَامِ , فَعَمِلَهُ بِطَاقٍ وَاحِدٍ بِأَسَاطِينِ الرُّخَامِ , وَسَقَّفَهُ بِالسَّاجِ الْمُزَخْرَفِ , وَجَعَلَ عَلَى رُءُوسِ الْأَسَاطِينِ الذَّهَبَ عَلَى صَفَائِحَ شَبَهٍ مِنْ صُفْرٍ , فِي كُلِّ أُسْطُوَانَةٍ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ مِثْقَالًا , وَأَزَّرَ الْمَسْجِدَ بِالرُّخَامِ مِنْ دَاخِلِهِ، وَجَعَلَ فِي وُجُوهِ الطِّيقَانِ فِي أَعْلَاهَا الْفُسَيْفِسَاءَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ عَمِلَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ , فَكَانَتْ هَذِهِ عِمَارَةَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خِلَافَتِهِ

§ذِكْرُ عَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعِمَارَتِهِ إِيَّاهُ فِي الزِّيَادَةِ الْأُولَى وَذَكَرَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ عَنْ أَشْيَاخِهِ، أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبَا جَعْفَرٍ كَتَبَ إِلَى زِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْحَارِثِيِّ، وَهُوَ وَالِيهِ عَلَى مَكَّةَ، فِي عِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَعَمَّرَهُ , فَكَانَ مِنْ عِمَارَتِهِ إِيَّاهُ أَنْ زَادَ فِي شِقِّهِ الشَّامِيِّ الَّذِي فِيهِ دَارُ الْعَجَلَةِ وَدَارُ النَّدْوَةِ، وَفِي أَسْفَلِهِ، وَلَمْ يَزِدْ فِي أَعْلَاهُ، وَلَا فِي شِقِّهِ الَّذِي يَلِي الْوَادِي، قَالَ: فَاشْتَرَى مِنَ النَّاسِ دُورَهُمُ اللَّاصِقَةَ بِالْمَسْجِدِ مِنْ أَسْفَلِهِ حَتَّى وَضَعَهُ عَلَى مُنْتَهَاهُ الْيَوْمَ قَالَ: وَكَانَتْ زَاوِيَةُ الْمَسْجِدِ الَّتِي تَلِي أَجْيَادَ الْكَبِيرَ عِنْدَ بَابِ بَنِي جُمَحٍ عِنْدَ الْأَحْجَارِ النَّادِرَةِ مِنْ جَدْرِ الْمَسْجِدِ الَّذِي عِنْدَهُ بَيْتُ زَيْتِ قَنَادِيلِ الْمَسْجِدِ عِنْدَ مُنْتَهَى آخِرِ أَسَاطِينِ الرُّخَامِ مِنْ أَوَّلِ الْأَسَاطِينِ الْمُبَيَّضَةِ، فَذَهَبَ بِهِ فِي الْعِرَاضِ عَلَى الْمِطْمَارِ حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى الْمَنَارَةِ الَّتِي فِي رُكْنِ الْمَسْجِدِ الَّذِي -[163]- عِنْدَ بَابِ بَنِي سَهْمٍ، وَهُوَ مِنْ عَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ , ثُمَّ أَصْعَدَ بِهِ عَلَى الْمِطْمَارِ عَلَى وَجْهِ دَارِ الْعَجَلَةِ حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى مَوْضِعٍ مُتَزَاوَرٍ عِنْدَ الْبَابِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَى دَارِ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ بَيْنَ دَارِ الْعَجَلَةِ وَدَارِ النَّدْوَةِ , وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ ذَلِكَ كُلَّهُ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْحَارِثِيُّ، وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى مَكَّةَ وَعَلَى شُرْطَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسَافِعٍ الْحَجَبِيِّ جَدِّ مُسَافِعِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ الْمُتَزَاوَرِ ذَهَبَ عَبْدُ الْعَزِيزِ يَنْظُرُ فِيمَا ذَكَرُوا، فَإِذَا هُوَ إِنْ مَضَى بِهِ عَلَى ذَلِكَ الْمِطْمَارِ أَجْحَفَ بِدَارِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ وَأَدْخَلَ أَكْثَرَهَا فِي الْمَسْجِدِ، فَكَلَّمَ زِيَادَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ فِي أَنْ يَمِيلَ عَنْهُ المِطْمَارُ شَيْئًا , فَفَعَلَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي الْمِطْمَارِ يَذْكُرُ وَيَمْدَحُ نَفْسَهُ

1352 - حَدَّثَنِي بِذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: [البحر البسيط] §لَا الْيُسْرُ يُطْرِبُنَا يَوْمًا فَيُبْطِرُنَا ... وَلَا لِأَزْمَةِ دَهْرٍ نُظْهِرُ الْجَزَعَا إِنْ سَرَّنَا الدَّهْرُ لَمْ نَفْرَحْ بِبَهْجَتِهِ ... أَوْ سَاءَنَا الدَّهْرُ لَمْ نُظْهِرْ لَهُ طَمَعَا مِثْلُ النُّجُومِ عَلَى مِطْمَارِ أَوَّلِهَا ... إِذَا تَغَيَّبَ نَجْمٌ آخَرٌ طَلَعَا ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى الْخَبَرِ الْأَوَّلِ، قَالَ: فَلَمَّا صَارَ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ الْمُتَزَاوَرِ فِي الْمَسْجِدِ أَمَرَّهُ عَلَى دَارِ النَّدْوَةِ، فَأَدْخَلَ أَكْثَرَهَا فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ صَارَ إِلَى دَارِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ فَأَدْخَلَ مِنْهَا إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي عِنْدَهُ آخِرُ عَمَلِ الْفُسَيْفِسَاءِ الْيَوْمَ فِي الطَّاقِ الدَّاخِلِ مِنَ الْأَسَاطِينِ الَّتِي تَلِي دَارَ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ وَدَارِ النَّدْوَةِ , فَكَانَ -[164]- هَذَا الْمَوْضِعُ زَاوِيَةَ الْمَسْجِدِ، وَكَانَتْ فِيهِ مَنَارَةٌ مِنْ عَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَرَدَّهُ فِي الْعِرَاضِ حَتَّى وَصَلَهُ بِعَمَلِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الَّذِي فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ , وَإِنَّمَا كَانَ عَمَلُ أَبِي جَعْفَرٍ طَاقًا وَاحِدًا , وَهُوَ الطَّاقُ الْأَوَّلُ الدَّاخِلُ اللَّاصِقُ بِدَارِ شَيْبَةَ , وَدَارِ النَّدْوَةِ , وَدَارِ الْعَجَلَةِ , وَدَارِ زُبَيْدَةَ , فَذَلِكَ الطَّاقُ وَهُوَ مِنْ عَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ لَمْ يُغَيَّرْ وَلَمْ يُحَرَّكْ عَنْ حَالِهِ إِلَى الْيَوْمِ , وَإِنَّمَا عَمِلَ الْفُسَيْفِسَاءَ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ وَجْهَ الْمَسْجِدِ يَوْمَئِذٍ , وَكَانَ بِنَاءُ الْمَسْجِدِ مِنْ شِقِّ الْوَادِي مِنَ الْأَحْجَارِ النَّادِرَةِ الَّتِي وُضِعَتْ عِنْدَ بَيْتِ الزَّيْتِ مِنْ أَوَّلِ الْأَسَاطِينِ الْمُبَيَّضَةِ عِنْدَ مُنْتَهَى أَسَاطِينِ الرُّخَامِ، فَكَانَ هَذَا الْمَوْضِعُ مُسْتَقِيمًا عَلَى الْمِطْمَارِ حَتَّى يَلْصَقَ بِبَيْتِ الشَّرَابِ عَلَى مَا وَصَفْنَا فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ , وَكَانَ عَمَلُ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِيَّاهُ بِأَسَاطِينِ الرُّخَامِ طَاقًا وَاحِدًا , وَأَزَّرَ الْمَسْجِدَ كَمَا يَدُورُ مِنْ بَطْنِهِ بِالرُّخَامِ، وَجَعَلَ فِي وَجْهِ الْأَسَاطِينِ الْفُسَيْفِسَاءَ , فَكَانَ هَذَا عَمَلُ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ عَلَى مَا وَصَفْنَا , وَكَتَبَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يَمُرُّ مِنْهُ سَيْلُ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ بَابُ بَنِي جُمَحٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: بَابُ إِبْرَاهِيمَ , وَهُوَ آخِرُ عَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ فِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ فِي فُسَيْفِسَاءَ مُذَهَّبٍ , وَهُوَ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ , {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لِلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهَدًى لِلْعَالَمِينَ , فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97] , أَمَرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَكْرَمَهُ اللهُ بِتَوْسِعَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعِمَارَتِهِ وَالزِّيَادَةِ فِيهِ؛ نَظَرًا لِلْمُسْلِمِينَ وَاهْتِمَامًا بِأُمُورِهِمْ , وَكَانَ الَّذِي زَادَ فِيهِ الضِّعْفِ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلُ، فَأَمَرَ بِبِنَائِهِ وَتَوْسِعَتِهِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ , وَفَرَغَ مِنْهُ وَرُفِعَتِ الْأَيْدِي عَنْهُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ تَيْسِيرًا مِنَ اللهِ تَعَالَى بِأَمْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَمَعُونَةٌ مِنْهُ لَهُ عَلَيْهِ، وَكِفَايَةٌ مِنْهُ -[165]- لَهُ، وَكَرَامَةٌ أَكْرَمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا، فَأَعْظَمَ اللهُ أَجْرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا سَوَّى مِنْ تَوْسِعَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ , وَأَحْسَنَ ثَوَابَهُ عَلَيْهِ , وَجَمَعَ لَهُ بِهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , وَأَعَزَّ اللهُ نَصْرَهُ وَأَيَّدَهُ

§ذِكْرُ عِمَارَةِ الْمَهْدِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَزِيَادَتِهِ الْأُولَى وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: إِنَّ الْمَهْدِيَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَجَّ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فَأَمَرَ بِعِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ , وَأَمَرَ أَنْ يُزَادَ فِي أَعْلَاهُ، وَيُشْتَرَى مَا كَانَ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ مِنَ الدُّورِ، وَخَلَّفَ الْأَمْوَالَ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِشَامٍ الْأَوْقَصِ الْمَخْزُومِيِّ , وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاضِي أَهْلِ مَكَّةَ , فَاشْتَرَى الْأَوْقَصُ تِلْكَ الدُّورَ، وَمَا كَانَ مِنْهَا صَدَقَةً عَزَلَ ثَمَنَهُ فَاشْتَرَى لِأَهْلِ الصَّدَقَةِ بِثَمَنِ دُورِهِمْ مَسَاكِنَ فِي فِجَاجِ مَكَّةَ عِوَضًا مِنْ صَدَقَاتِهِمْ، تَكُونُ لِأَهْلِ الصَّدَقَةِ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ شُرُوطِ صَدَقَاتِهِمْ , وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ اشْتَرَى كُلَّ ذِرَاعٍ مُكَسَّرًا مِمَّا دَخَلَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ دِينَارًا , وَمَا دَخَلَ فِي الْوَادِي بِخَمْسَةَ عَشَرَ دِينَارًا , فَيَزْعُمُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ مِمَّا دَخَلَ فِي ذَلِكَ الْهَدْمِ دَارٌ -[167]- كَانَ لِرَجُلٍ مِنْ غَسَّانَ، كَانَتْ لَاصِقَةً بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَذَلِكَ أَنَّ أَكْثَرَ تِلْكَ الدَّارِ دَخَلَ فِي الْمَسْجِدِ زَمَنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا حِينَ زَادَ فِيهِ مِمَّا يَلِي شَرْقِيِّ الْمَسْجِدِ، وَدَخَلَتْ فِيهِ أَيْضًا دَارُ خَيْرَةَ بِنْتِ سِبَاعٍ، بَلَغَ ثَمَنُهَا ثَلَاثَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ دُفِعَتْ إِلَيْهَا، وَكَانَتْ شَارِعَةً عَلَى الْمَسْعَى يَوْمَئِذٍ قَبْلَ أَنْ يُؤَخَّرَ الْمَسْعَى , وَدَخَلَتْ فِيهِ أَيْضًا دَارٌ لِآلِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ , وَبَعْضُ دَارِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ، فَاشْتَرَى جَمِيعَ مَا كَانَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَالْمَسْعَى مِنَ الدُّورِ فَهَدَمَهَا، وَوَضَعَ الْمَسْجِدَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ شَارِعًا عَلَى الْمَسْعَى، وَجَعَلَ مَوْضِعَ دَارِ الْقَوَارِيرِ رَحْبَةً , فَكَانَتْ كَذَلِكَ حَتَّى اسْتَقْطَعَهَا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بُرْمَكٍ فِيمَا يَزْعُمُونَ فِي خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ , فَبَنَى بِهَا , ثُمَّ قَبَضَهَا حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ بَعْدَ ذَلِكَ، فَبَنَى بَطْنَهَا بِالْقَوَارِيرِ , فَسُمِّيَتْ دَارَ الْقَوَارِيرِ , وَبَنَى ظَهْرَهَا بِالرُّخَامِ وَالْفُسَيْفِسَاءِ , قَالَ: فَكَانَ الَّذِي زَادَ الْمَهْدِيُّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي هَذِهِ الزِّيَادَةِ الْأُولَى أَنْ مَضَى بِجَدْرِهِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ إِذْ كَانَ لَاصِقًا بِبَيْتِ الشَّرَابِ حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى جَدْرِ بَابِ بَنِي هَاشِمٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: بَابُ بَنِي هَاشِمٍ , الَّذِي عَلَيْهِ الْعَلَمُ الْأَخْضَرُ الَّذِي يَسْعَى مِنْهُ مَنْ أَقْبَلَ مِنَ الْمَرْوَةِ يُرِيدُ الصَّفَا، وَمَوْضِعُهُ ذَلِكَ بَيِّنٌ لِمَنْ تَأَمَّلَهُ، فَكَانَ هَذَا الْمَوْضِعُ فِي زَاوِيَةِ الْمَسْجِدِ، وَكَانَتْ فِيهِ مَنَارَةٌ شَارِعَةٌ عَلَى الْوَادِي وَالْمَسْعَى، وَكَانَ الْوَادِي لَاصِقًا بِهَا يَمُرُّ فِي بَطْنِ الْمَسْجِدِ الْيَوْمَ، قَبْلَ أَنْ يُؤَخِّرَ الْمَهْدِيُّ الْمَسْجِدَ إِلَى مُنْتَهَاهُ الْيَوْمَ مِنْ شِقِّ الصَّفَا وَالْوَادِي , ثُمَّ رَدَّهُ عَلَى مِطْمَارِهِ حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى زَاوِيَةِ الْمَسْجِدِ الَّتِي تَلِي الْحَذَّائِينَ وَبَابَ بَنِي شَيْبَةَ الْكَبِيرَ إِلَى مَوْضِعِ الْمَنَارَةِ الْيَوْمَ , ثُمَّ رَدَّ جَدْرَ الْمَسْجِدِ مُنْحَدِرًا حَتَّى لَقِيَ بِهِ جَدْرَ الْمَسْجِدِ الْقَدِيمِ الَّذِي مِنْ بِنَاءِ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَرِيبًا مِنْ دَارِ شَيْبَةَ -[168]- مِنْ وَرَاءَ الْبَابِ، مُنْحَدِرًا عَنِ الْبَابِ بِإِسْطَوَانَتَيْنِ مِنَ الطَّاقِ اللَّاصِقِ بِجِدَارِ الْمَسْجِدِ مُنْتَهَى عَمَلِ الْفُسَيْفِسَاءِ مِنْ ذَلِكَ الطَّاقِ الدَّاخِلِ , وَذَلِكَ الْفُسَيْفِسَاءُ وَحْدَهُ , وَجَدْرُ الْمَسْجِدِ مُنْحَدِرًا إِلَى أَسْفَلِ الْمَسْجِدِ عَمَلُ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَكَانَ هَذَا مَا زَادَ الْمَهْدِيُّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي الزِّيَادَةِ الْأُولَى , وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ إِنَّمَا عَمِلَ فِي الْمَسْجِدِ مِنَ الظِّلَالِ طَاقًا وَاحِدًا، وَهُوَ الطَّاقُ الْأَوَّلُ اللَّاصِقُ بِجَدْرِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ , فَأَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِأَسَاطِينِ الرُّخَامِ , فَنُقِلَتْ فِي السُّفُنِ مِنَ الشَّامِ حَتَّى أُنْزِلَتْ بِجُدَّةَ , ثُمَّ جُرَّتْ عَلَى الْعَجَلِ مِنْ جُدَّةَ إِلَى مَكَّةَ , ثُمَّ هَنْدَمَ الْمَهْدِيُّ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ ثَلَاثَةَ صُفُوفٍ , جَعَلَ بَيْنَ يَدَيِ الطَّاقِ الَّذِي كَانَ بَنَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ مِمَّا يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ وَدَارَ الْعَجَلَةِ وَأَسْفَلِ الْمَسْجِدِ إِلَى مَوْضِعِ بَيْتِ الزَّيْتِ عِنْدَ بَابِ بَنِي جُمَحٍ صَفَّيْنَ، حَتَّى صَارَتْ ثَلَاثَةَ صُفُوفٍ , وَهِيَ الطِّيقَانُ الَّتِي فِي الْمَسْجِدِ الْيَوْمَ لَمْ تُغَيَّرْ، قَالَ: وَلَمَّا وَضَعَ الْأَسَاطِينَ حَفَرَ لَهَا أَرْبَاضًا عَلَى كُلِّ صَفٍّ مِنَ الْأَسَاطِينِ جَدْرًا مُسْتَقِيمًا، ثُمَّ رَدَّ بَيْنَ الْأَسَاطِينِ جُدُرَاتٍ أَيْضًا بِالْعَرْضِ حَتَّى صَارَتْ كَالْمُصَلَّبَةِ عَلَى مَا أَصِفُ فِي كِتَابِي هَذَا , حَتَّى إِذَا اسْتَوَى الْبِنَاءُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَضَعَ فَوْقَهَا الْأَسَاطِينَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ قَالَ: وَلَمْ يَكُنِ الْمَهْدِيُّ حَرَّكَ فِي الْهَدْمِ الْأَوَّلِ مِنْ شِقِّ الْوَادِي وَالصَّفَا شَيْئًا، أَقَرَّهُ عَلَى حَالِهِ طَاقًا وَاحِدًا؛ وَذَلِكَ لِضِيقِ الْمَسْجِدِ فِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ , وَإِنَّمَا كَانَ بَيْنَ جَدْرِ الْكَعْبَةِ الْيَمَانِيِّ وَبَيْنَ جَدْرِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ وَالصَّفَا تِسْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وَنِصْفُ ذِرَاعٍ قَالَ: فَكَانَتْ هَذِهِ زِيَادَةُ الْمَهْدِيِّ الْأُولَى فِي عِمَارَتِهِ إِيَّاهُ وَالَّذِي فِي -[169]- الْمَسْجِدِ مِنَ الْأَبْوَابِ مِنْ عَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَسْفَلِ الْمَسْجِدِ: بَابُ بَنِي جُمَحٍ، وَهُوَ طَاقَانِ، وَمِنْ تَحْتِهِ يَخْرُجُ سَيْلُ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كُلُّهُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ بَلَاطٌ مِنْ حِجَارَةٍ يَمُرُّ عَلَيْهِ سَيْلُ الْمَسْجِدِ , وَفِي دَارِ زُبَيْدَةَ بَابَانِ كَانَا يُخْرِجَانِ إِلَى زُقَاقٍ كَانَ بَيْنَ الْمَسْجِدِ وَالدَّارِ الَّتِي صَارَتْ لِزُبَيْدَةَ، وَكَانَ ذَلِكَ الزُّقَاقُ طَرِيقًا مَسْلُوكًا مَا سُدَّ إِلَّا حَدِيثًا , وَالْبَابَانِ مُبَوَّبَانِ، وَمِنْ عَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ إِلَى بَابِ بَنِي سَهْمٍ وَهُوَ طَاقٌ وَاحِدٌ , وَبَابُ دَارِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , وَبَابَانِ فِي دَارِ الْعَجَلَةِ طَاقٌ طَاقٌ , كَانَا يُخْرِجَانِ إِلَى زُقَاقٍ كَانَ بَيْنَ دَارِ الْعَجَلَةِ وَبَيْنَ جِدَارِ الْمَسْجِدِ , كَانَ طَرِيقًا مَسْلُوكًا فِيمَا ذَكَرَ الْمَكِّيُّونَ يَمُرُّ فِيهِ سَيْلُ السُّوَيْقَةِ، وَسَيْلُ مَا أَقْبَلَ مِنْ جَبَلِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ، فَلَمْ تَزَلْ تِلْكَ الطَّرِيقُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى سَدَّهَا يَقْطِينُ بْنُ مُوسَى حِينَ بَنَى دَارَ الْعَجَلَةِ لِلْمَهْدِيِّ , قَدَّمَ الدَّارَ إِلَى جَدْرِ الْمَسْجِدِ، وَأَبْطَلَ الطَّرِيقَ، وَجَعَلَ تَحْتَ الدَّارِ سَرْبًا مُسَقَّفًا يَمُرُّ تَحْتَهُ السَّيْلُ، وَذَلِكَ السَّرْبُ عَلَى حَالِهِ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ , وَعَلَى بَابِ هَذَا السَّرَبِ سِقَاءٌ يَكُونُ فِيهِ , يَسْقِي الْمَاءَ , وُسُدَّ أَحَدُ بَابَيِ الْمَسْجِدِ الَّذِي كَانَ فِي ذَلِكَ الزُّقَاقِ، وَهُوَ الْبَابُ الْأَسْفَلُ مِنْهُمَا، مَوْضِعُهُ فِي جَدْرِ الْمَسْجِدِ , وَجُعِلَ الْبَابُ الْآخَرُ بَابًا لِدَارِ الْعَجَلَةِ، فَضَيَّقَهُ وَبَوَّبَهُ، فَهُوَ بَابُ دَارِ الْعَجَلَةِ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا , وَمِمَّا جَعَلَ أَبُو جَعْفَرٍ أَيْضًا الْبَابُ الَّذِي يَسْلُكُ مِنْهُ إِلَى دَارِ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي أَهَابٍ بَيْنَ دَارِ الْعَجَلَةِ وَبَيْنَ دَارِ النَّدْوَةِ , وَبَابُ دَارِ النَّدْوَةِ فَهَذِهِ الْأَبْوَابُ السَّبْعَةُ مِنْ جَعْلِ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَأَمَّا الْأَبْوَابُ الَّتِي مِنْ زِيَادَةِ الْمَهْدِيِّ فَمِنْهَا الْبَابُ الَّذِي فِي دَارِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ , وَهُوَ طَاقٌ وَاحِدٌ , وَمِنْهَا الْبَابُ الَّذِي يَدْخُلُ مِنْهُ الْخُلَفَاءُ، كَانَ يُقَالُ لَهُ بَابُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ , وَيُعْرَفُ الْيَوْمَ بِبَنِي شَيْبَةَ الْكَبِيرِ، وَهُوَ ثَلَاثَةُ طِيقَانٍ , وَفِيهَا اسْطُوَانَتَانِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ بَلَاطٌ مَفْرُوشٌ مِنْ حِجَارَةٍ , وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ حِجَارَةٌ طِوَالٌ مَفْرُوشَةٌ بِهَا الْعَتَبَةُ، يَزْعُمُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ , وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا هِيَ حِجَارَةٌ كَانَتْ فَضَلَتْ مِمَّا قَلَعَ -[170]- خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ لِبِرْكَتِهِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْبَرْدَى بِفَمِ الثَّقْبَةِ وَأَصْلِ ثَبِيرِ غَيْنَاءَ , كَانَتْ حَوْلَ الْبِرْكَةِ مَطْرُحَةً حَتَّى نُقِلَتْ حِينَ بَنَى الْمَهْدِيُّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَوُضِعَتْ حَيْثُ هِيَ السَّاعَةَ , وَاحْتَجَّ فِي ذَلِكَ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَدْخُلْ مَكَّةَ حَتَّى أَمَرَ بِجَمِيعِ الْأَصْنَامِ فَكُسِّرَتْ، وَمَحَى كُلَّ صُورَةٍ، وَلَمْ يُبْقِ أَثَرًا مِنْ آثَارِ الْمُشْرِكِينَ إِلَّا مُحِيَ وَطُلِسَ , وَمِنْهَا الْبَابُ الَّذِي فِي دَارِ الْقَوَارِيرِ، كَانَ شَارِعًا عَلَى رَحْبَةٍ فِي مَوْضِعِ الدَّارِ , وَهُوَ طَاقٌ وَاحِدٌ , وَمِنْهَا بَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الْبَابُ الَّذِي يُقَابِلُ زُقَاقَ الْعَطَّارِينَ، وَهُوَ الزُّقَاقُ الَّذِي يُسْلَكُ مِنْهُ إِلَى بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهُوَ الْبَيْتُ الَّذِي كَانَ تَسْكُنُهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ الل

§ذِكْرُ زِيَادَةِ الْمَهْدِيِّ الثَّانِيَةِ فِي قُدُومِهِ مَكَّةَ , وَصِفَةِ مَا زَادَ، وَتَفْسِيرِهِ وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: إِنَّ الْمَهْدِيَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اعْتَمَرَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فَدَخَلَ مَكَّةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَنَزَلَ دَارَ النَّدْوَةِ , فَبَيْنَمَا هُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي أَيَّامِ مُقَامِهِ إِذْ عَرَضَتْ لَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنٍ فِي سِتَارَةٍ , فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمِّنِّي وَزَوْجِي , فَقَالَ لَهَا: مَنْ أَنْتِ، وَمَنْ زَوْجُكِ؟ قَالَتْ: أَنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنٍ , وَزَوْجِي حَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ , قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَتْ: مَعِي فِي هَذِهِ السِّتَارَةِ , قَالَ: قَدْ أَمِنَ فَلْيَخْرُجْ , فَخَرَجَ فَأَخَذَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِيَدِهِ فَطَافَ مَعَهُ حَتَّى قَضَى طَوَافَهُ , ثُمَّ خَلَّى سَبِيلَهُ، وَأَقَامَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى حَجَّ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِمِنًى

1353 - فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْنِي الثَّوْرِيَّ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي هَارُونَ بِمِنًى , قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، يَعْنِي الْمَهْدِيَّ، قَالَ: قَرَأْتُ وَرَأَيْتُ , فَقُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟ §حَجَّ -[172]- عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَأَنْفَقَ فِي حَجِّهِ سِتَّةَ عَشَرَ دِينَارًا وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: فَقَالَ لَهُ الْمَهْدِيُّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ , كَيْفَ رَأَيْتَ حَجَّنَا؟ فَقَالَ: لَوْلَا مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ، يَعْنِي الْأَعْوَانَ

وَلَقَدْ حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ , عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ الْكِلَابِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَرْمِي الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ، لَا طَرْدَ، وَلَا ضَرْبَ، وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ " وَإِنَّ أَعْوَانَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَؤُلَاءِ قَدْ آذَوُا النَّاسَ وَطَرَدُوهُمْ , فَسَكَتَ عَنْهُ وَقَدْ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ أَمَرَ بِعِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالزِّيَادَةِ فِيهِ فِي حَجَّتِهِ الْأُولَى , فَعُمِّرَ وَزِيدَ فِيهِ مَا وَصَفْنَا , فَكَانَ فِيهِ تَعْوِيجٌ، فَلَمَّا قَدِمَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ رَأَى الْكَعْبَةَ فِي شِقٍّ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَكَرِهَ ذَلِكَ، وَأَحَبَّ أَنْ تَكُونَ مُتَوَسِّطَةً فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَدَعَا الْمُهَنْدِسِينَ فَشَاوَرَهُمْ فِي ذَلِكَ، فَقَدَّرُوا ذَلِكَ، وَإِذَا هُوَ لَا يَسْتَوِي لَهُمْ مِنْ أَجْلِ الْوَادِي وَالسَّيْلِ , وَقَالُوا: إِنَّ وَادِيَ مَكَّةَ يَسِيلُ أَسْيَالًا عَظِيمَةً عَارِمَةً، وَهُوَ وَادٍ حَدُورٌ , وَنَحْنُ نَخَافُ إِنْ حَوَّلْنَا الْوَادِيَ مِنْ مَكَانِهِ أَنْ لَا يَنْصَرِفَ لَنَا عَلَى مَا نُرِيدُ مَعَ أَنَّ مَا وَرَاءَهُ مِنَ الدُّورِ وَالْمَسَاكِنِ مَا تَكْثُرُ فِيهِ الْمَؤُونَةُ , وَلَعَلَّهُ أَنْ لَا يَتِمَّ , قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: لَا بُدَّ لِي مِنْ أَنْ أُوَسِّعَهُ حَتَّى أُوَسِّطَ الْكَعْبَةَ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلَوْ أَنْفَقْتُ فِيهِ مَا فِي بُيُوتِ الْأَمْوَالِ , وَعَظُمَتْ فِي ذَلِكَ نِيَّتُهُ , وَاشْتَدَّتْ رَغْبَتُهُ , وَلَهَجَ بِعَمَلِهِ , وَكَانَ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّهِ، فَقُدِّرَ ذَلِكَ وَهُوَ حَاضِرٌ , وَنُصِبَتِ الرِّمَاحُ عَلَى الدُّورِ مِنْ أَوَّلِ مَوْضِعِ الْوَادِي إِلَى آخِرِهِ، ثُمَّ ذَرَعُوا مِنْ فَوْقِ الرِّمَاحِ حَتَّى عَرَفُوا مَا يَدْخُلُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْ ذَلِكَ , وَمَا يَكُونُ الْوَادِي -[173]- فِيهِ مِنْهُ، فَلَمَّا نَصَبُوا الرِّمَاحَ عَلَى جَنَبَتَيِ الْوَادِي، وَعُلِمَ مَا يَدْخُلُ فِي الْمَسْجِدِ مِنْ ذَلِكَ , وَزَنُوهُ مَرَّةً أُخْرَى وَقَدَّرُوا ذَلِكَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الشُّخُوصَ إِلَى الْعِرَاقِ خَلَّفَ أَمْوَالًا عَظِيمَةً , فَاشْتَرَوْا مِنَ النَّاسِ دُورَهُمْ , وَأَرْغِبُوهُمْ فَكَانَ ثَمَنُ مَا دَخَلَ فِي الْمَسْجِدِ مِنْ ذَلِكَ، كُلُّ ذِرَاعٍ مُكَسَّرٍ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ دِينَارًا , وَعَنْ كُلِّ ذِرَاعٍ دَخَلَ فِي الْوَادِي مُكَسَّرًا خَمْسَةَ عَشَرَ دِينَارًا , وَأَرْسَلَ إِلَى مِصْرَ وَإِلَى الشَّامِ , فَنُقِلَتْ لَهُ أَسَاطِينُ الرُّخَامِ فِي السُّفُنِ حَتَّى أُنْزِلَتْ بِجُدَّةَ , ثُمَّ نُقِلَتْ عَلَى الْعَجَلِ مِنْ جُدَّةَ إِلَى مَكَّةَ , وَوَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ فَهَدَمُوا الدُّورَ وَبَنَوُا الْمَسْجِدَ , وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فَكَانَ ابْتِدَاؤُهُمْ فِيمَا ذَكَرُوا مِنْ أَعْلَى الْمَسْجِدِ مِنْ بَابِ بَنِي هَاشِمٍ الَّذِي يَسْتَقْبِلُ الْوَادِيَ وَالْبَطْحَاءَ، وَوُسِّعَ ذَلِكَ الْبَابُ وَجُعِلَ بِإِزَائِهِ مِنْ أَسْفَلِ الْمَسْجِدِ مُسْتَقْبِلَهُ بَابًا آخَرَ، وَهُوَ الْبَابُ الَّذِي يَسْتَقْبِلُ فَجَّ خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ، يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ: بَابُ الْبَقَّالِينَ , فَقَالَ الْمُهَنْدِسُونَ: إِنْ جَاءَ سَيْلٌ عَظِيمٌ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ خَرَجَ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ، وَلَمْ يُحْمَلْ فِي شِقِّ الْكَعْبَةِ , وَهَدَمُوا أَكْثَرَ دَارِ ابْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَايِدِيِّ , وَجَعَلُوا الْمَسْعَى وَالْوَادِيَ فِيهَا , وَهَدَمُوا مَا كَانَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْوَادِي مِنَ الدُّورِ , ثُمَّ حَرَّفُوا الْوَادِيَ فِي مَوْضِعِ الدُّورِ حَتَّى لَقَوْا بِهِ الْوَادِيَ الْقَدِيمَ بِبَابِ أَجْيَادَ الْكَبِيرِ بِفَمِ خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ , فَالَّذِي زِيدَ فِي الْمَسْجِدِ مِنْ شِقِّ الْوَادِي تِسْعُونَ ذِرَاعًا مِنْ مَوْضِعِ جَدْرِ الْمَسْجِدِ الْأَوَّلِ إِلَى مَوْضِعِهِ الْيَوْمَ , وَإِنَّمَا كَانَ عَرْضُ الْمَسْجِدِ الْأَوَّلُ مِنْ جَدْرِ الْكَعْبَةِ الْيَمَانِيِّ إِلَى جَدْرِ الْمَسْجِدِ الْيَمَانِيِّ الشَّارِعِ عَلَى الْوَادِي الَّذِي يَلِي بَابَ الصَّفَا تِسْعَةً وَأَرْبَعِينَ ذِرَاعًا وَنِصْفَ ذِرَاعٍ , ثُمَّ بَنَى مُنْحَدَرًا حَتَّى دَخَلَتْ دَارُ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فِيهِ , وَكَانَتْ عِنْدَهَا بِئْرٌ جَاهِلِيَّةٌ كَانَ قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ حَفَرَهَا، فَدَخَلَتْ تِلْكَ الْبِئْرُ فِي الْمَسْجِدِ , فَحَفَرَ الْمَهْدِيُّ عِوَضًا مِنْهَا الْبِئْرَ الَّتِي عَلَى بَابِ الْبَقَّالِينَ فِي جَدْرِ رُكْنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الْيَوْمَ -[174]- وَهَذِهِ الْبِئْرُ قَائِمَةٌ فِي أَصْلِ الْمَنَارَةِ إِلَى الْيَوْمِ، يَنْتَفِعُ النَّاسُ بِهَا وَيَسْقُونَ مِنْهَا , وَقَدْ كَانَ الْحَارِثُ بْنُ عِيسَى عَمَّرَهَا فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى خَرَاجِ مَكَّةَ وَصَوَافِيهَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيِّ , وَأَحَاطَ عَلَيْهَا بِجَدْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ، وَشَيَّدَهُ بِالنُّورَةِ، وَجَعَلَ مُنْتَهَى الْحَوْطِ لَاصِقًا بِجَدْرِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الْيَمَانِيِّ , ثُمَّ أَحَاطَ الْبِنَاءَ حِوَاطًا إِلَى بَابِ الْبَقَّالِينَ , وَأَحْكَمَ الْعَرْصَةَ الَّتِي يَقُومُ فِيهَا الْمُسْتَقِي مِنَ الْبِئْرِ , وَجَعَلَ عَلَى ذَلِكَ الْحَوَاطِ طَاقًا , وَجَعَلَ عَلَيْهِ بَابًا يُغْلَقُ وَيُفْتَحُ , وَكَتَبَ عَلَى وَجْهِ الطَّاقِ كِتَابًا بِالْجَصِّ هُوَ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْمَلِكِ الْحَقِّ الْمُبِينِ , وَصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْعَالَمِينَ , سِقَايَةٌ مُبَاحَةٌ لِبَادِي الْمُسْلِمِينَ وَحَاضِرِهِمْ , مُحَرَّمٌ أُجْرَتُهَا , رَحِمَ اللهُ مَنْ دَعَا لِمَنْ أَبَاحَهَا بِخَيْرٍ ثُمَّ مَضَوْا بِبَابِهِ بِأَسَاطِينِ الرُّخَامِ، وَسَقَّفَهُ بِالسَّاجِ الْمُذَهَّبِ الْمَنْقُوشِ، فَكَانَ الْعُمَّالُ يَعْمَلُونَ كَذَلِكَ فِي الْمَسْجِدِ أَحْكَمَ الْعَمَلِ وَأَتْقَنَهِ، وَيَمُدُّهُمُ الْمَهْدِيُّ بِالْأَمْوَالِ , وَدَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَقَدِ انْتَهَوْا إِلَى آخِرِ مُنْتَهَى أَسَاطِينِ الرُّخَامِ مِنْ أَسْفَلِ الْمَسْجِدِ , فَتُوُفِّيَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَلَمْ يُتِمَّ بِنَاءَ الْمَسْجِدِ

ذكر عمارة المسجد الحرام والزيادات التي زادها الأئمة والخلفاء فيه، وتفسير ذلك

§ذِكْرُ عَمَلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُوسَى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعِمَارَتِهِ إِيَّاهُ وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مُوسَى بْنَ الْمَهْدِيِّ لَمَّا وَلِيَ الْخِلَافَةَ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، أَمَرَ بِعَمَلِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَأَسْرَعَ الْعُمَّالُ فِي عَمَلِهِ، وَبَنَوْا أَسَاطِينَهُ الْمُؤَخَّرَةَ بِحِجَارَةٍ , ثُمَّ طُلِيَتْ بِالْجَصِّ , وَإِنَّمَا -[175]- أَرَادُوا بِذَلِكَ رَوَاجَ الْعَمَلِ، وَعَمِلَ سَقْفَهُ الَّذِي يَلِي مُؤَخِّرَهِ عَمَلًا دُونَ عَمَلِ الْمَهْدِيِّ فِي الْإِحْكَامِ وَالْحُسْنِ , فَعَمَلُ الْمَهْدِيِّ مِنْ ذَلِكَ شِقُّ الْمَسْجِدِ الَّذِي يَلِي الْوَادِي مِنْ أَعْلَى الْمَسْجِدِ إِلَى مُنْتَهَى آخِرِ أَسَاطِينِ الرُّخَامِ، فَمِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عُمِلَ فِي خِلَافَةِ مُوسَى بْنِ الْمَهْدِيِّ إِلَى الْمَنَارَةِ الشَّارِعَةِ عَلَى بَابِ أَجْيَادَ الْكَبِيرِ , ثُمَّ يَنْحَدِرُ فِي عَرْضِ الْمَسْجِدِ إِلَى بَابِ بَنِي جُمَحٍ، إِلَى مُنْتَهَى أَسَاطِينِ الرُّخَامِ مِنْ بَابِ بَنِي جُمَحٍ، إِلَى الْأَحْجَارِ النَّادِرَةِ مِنْ بَيْتِ الزَّيْتِ، حَتَّى وُصِلَ بِعَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ وَالْمَهْدِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الزِّيَادَةِ الْأُولَى , لَمْ يُغَيَّرْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، إِلَّا أُسْطُوَانَتَيْنِ كَانَتَا قَدْ عُمِّرَتَا، فَنُقِضَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْ نَاحِيَةِ بَابِ الْحَنَّاطِينَ حَتَّى وَصَلَ إِلَيْهَا , فَهُدِمَ مَا فَوْقَهَا، ثُمَّ رُدَّتَا عَلَى حَالِهِمَا، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ , وَكَانَ مَوْضِعُ الدَّارِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ، بَيْنَ يَدَيْ بَابِ الْبَقَّالِينَ وَبَابِ الْحَنَّاطِينَ، لَاصِقَةٌ بِالْمَسْجِدِ , رَحْبَةٌ بَيْنَ يَدَيِ الْمَسْجِدِ، حَتَّى اسْتَقْطَعَهَا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى فِي خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ فَبَنَاهَا، فَلَمْ يُتِمَّ بِنَاءَهَا حَتَّى جَاءَ نَعْيُهُ مِنْ الْعِرَاقِ , ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَ ذَلِكَ لِزُبَيْدَةَ

ذكر زيادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسجد الحرام كيف كانت

§ذِكْرُ عِمَارَةِ أَبِي أَحْمَدَ الْمُوَفَّقِ بِاللهِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَتَفْسِيرِهِ وَكَانَتْ عِمَارَةُ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَا وَصَفْنَا , حَتَّى كَانَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ فَانْقَضَّ جَدْرُ دَارِ زُبَيْدَةَ الَّتِي يَلِي الْحَنَّاطِينَ مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ عَلَى -[176]- سَقْفِ الْمَسْجِدِ، فَخَرَّبَ سُقُوفَ الْمَسْجِدِ، وَكَبَسَ خَشَبَهُ، وَمَاتَ فِي ذَلِكَ الْهَدْمِ عَشَرَةُ أُنَاسٍ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ، وَسَقَطَتْ مِنْ أَسَاطِينِ الْمَسْجِدِ أُسْطُوَانَتَانِ، فَأَقَامَتَا أَشْهُرًا حَتَّى وَرَدَ كِتَابُ أَبِي أَحْمَدَ الْمُوَفَّقِ بِاللهِ إِلَى هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى مَكَّةَ، يَأْمُرُهُ بِعِمَارَةِ ذَلِكَ، وَرَدِّهِ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ , فَعَمِلَ ذَلِكَ وَرَدَّهُ وَجَدَّدَ لَهُ خَشَبًا مِنَ السَّاجِ , وَعَمِلَ لَهُ جَصًّا طَرِيًّا، وَأَقَامَ الْعُمَّالُ فِيهِ يَعْمَلُونَ , عَلَيْهِمْ سُرَادِقٌ قَدْ سَتَرُوا بِهِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّاسِ، حَتَّى فَرَغُوا مِنْهُ وَسَقَفُوا سَقْفَهُ، وَزَوَّقُوهُ بِالتَّزَاوِيقِ , وَرُدَّتِ الْأَلْوَاحُ الْمَكْتُوبَةُ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِ بِالذَّهَبِ فِي سَقْفِهِ، وَكُتِبَ فِيهَا كِتَابٌ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , أَمَرَ الْإِمَامُ النَّاصِرُ لِدِينِ اللهِ أَبُو أَحْمَدَ الْمُوَفَّقُ بِاللهِ وَلِيُّ عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ أَطَالَ اللهُ بَقَاءَهُ بِعِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ رَجَاءَ ثَوَابِ اللهِ وَالزُّلْفَةِ إِلَيْهِ , وَجَرَى ذَلِكَ عَلَى يَدَيْ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى عَامِلِهِ عَلَى مَكَّةَ وَمَخَالِيفِهَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ , وَكُتِبَ عَلَى أَلْوَاحٍ أُخْرَى فِي سَقْفِهِ وَفِي جَدْرِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي يَلِي دَارَ زُبَيْدَةَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَمَرَ النَّاصِرُ لِدِينِ اللهِ وَلِيُّ عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ أَخُو أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَطَالَ اللهُ بَقَاءَهُمَا الْقَاضِي يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بِعِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ لِمَا رَجَا فِي ذَلِكَ مِنْ ثَوَابِ اللهِ تَعَالَى وَأُكْفِرَ بِهِ إِلَيْهِ , فَأَجْزَلَ اللهُ ثَوَابَهُ وَأَجْرَهُ، وَأَجْرَى ذَلِكَ عَلَى يَدَيْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ كُتِبَ هَذَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ

§ذِكْرُ الْجُلُوسِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْحَدِيثِ فِيهِ

ذكر زيادة عثمان بن عفان رضي الله عنه في المسجد الحرام

1354 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُقَاتِلٍ الْبَلْخِيُّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِذْ جَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يُوحِي إِلَيْهِ , فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَتَى يَكُونُ نِصْفُ النَّهَارِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أَتُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: فَاقْعُدْ فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ النَّهَارِ قَالَ جِبْرِيلُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مُحَمَّدُ، السَّاعَةَ نِصْفُ النَّهَارِ , قَالَ مُحَمَّدٌ: السَّاعَةَ؟ قَالَ: لَا، قَدْ سَارَتْ مُنْذُ قُلْتُ إِلَى أَنْ رَدَدْتَ عَلَيَّ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ مِيلٍ "

1355 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي حَيَّانُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ وَهُوَ تُجَاهَ الرُّكْنِ فَقَالَ: " إِنَّ §حَمْدَ اللهِ يُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ , وَإِنَّ تَكْبِيرَ اللهِ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ "

1356 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَلِيٍّ الْقُرَشِيُّ قَالَ: ثنا الزُّبَيْرُ -[178]- قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّهْرِيُّ قَالَ: إِنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ دَخَلَ الْمَسْجِدَ مُتَّكِئًا عَلَى يَدِ سَالِمٍ مَوْلَاهُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ , فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ , فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: الْمَفْتُونُ بِهِ أَهْلُ الْعِرَاقِ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: يَقُولُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: مَا الَّذِي يَأْكُلُ النَّاسُ وَيَشْرَبُونَ إِلَى أَنْ يُفْصَلَ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: " §يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى مِثْلِ قُرْصَةِ النَّقِيِّ , فِيهَا الْأَنْهَارُ مُفَجَّرَةٌ " , فَرَأَى هِشَامٌ أَنْ قَدْ ظَفَرَ بِهِ , فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ , اذْهَبْ فَقُلْ لَهُ: مَا أَشْغَلَهُمْ عَنِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: قُلْ لَهُ: " هُمْ فِي النَّارِ أَشْغَلُ , وَلَمْ يُشْغَلُوا أَنْ قَالُوا: {أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ} [الأعراف: 50] "، قَالَ: فَظَهَرَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ

ذكر زيادة ابن الزبير رضي الله عنهما في المسجد الحرام بعد عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وقال بعض المكيين: كان المسجد الحرام على ما جعله عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه بحائط قصير غير مسقف , إنما يجلس الناس في المسجد بالغداة والعشي يتبعون الأفياء،

1357 - حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَائِشَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: دَخَلَ الْفَرَزْدَقُ مَكَّةَ فَإِذَا هُوَ بِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فِي حُلَّتِهِ , وَهُوَ مُحْرِمٌ , فَقَالَ: وَيْحَكُمْ يَا مَعْشَرَ أَهْلِ مَكَّةَ، مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي يَطُوفُ بِالْبَيْتِ , وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِهِ، وَلَا مِنْ حُلَّتِهِ , قَالُوا: هَذَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَلِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَنْشَأَ يَقُولُ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ الَّتِي يُنْشِدُهَا النَّاسُ: [البحر البسيط] §هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ الْبَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ ... وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالْحِلُّ وَالْحَرَمُ يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ رَاحَتِهِ ... رُكْنُ الْحَطِيمِ إِذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ -[179]- إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا ... إِلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الْكَرَمُ هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللهِ كُلِّهِمُ ... هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ أَيُّ الْقَبَائِلِ لَيْسَتْ فِي رِقَابِهِمُ ... لِأَوَّلِيَّةِ هَذَا أَوْ لَهُ النِّعَمُ وَيُقَالُ: إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي قَالَ فِيهِ الْفَرَزْدَقُ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ

1358 - وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ قَالَ: هَذَا فِي قُثَمِ بْنِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا , قَالَ فِيهِ بَعْضُ شُعَرَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , قَدْ سَمَّاهُ وَزَادَ فِي الشِّعْرِ بَيْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً , مِنْهَا: [البحر البسيط] §كَمْ صَارِخٍ بِكَ مَكْرُوبٍ وَصَارِخَةٍ ... تَدْعُوكَ يَا قُثَمَ الْخَيْرَاتِ يَا قُثَمُ

§ذِكْرُ مَقْلَعِ الْكَعْبَةِ وَتَسْمِيَةِ مَوَاضِعِهِ وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لَمَّا أَرَادَ هَدْمَ الْكَعْبَةِ سَأَلَ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: مِنْ أَيْنَ كَانَتْ قُرَيْشُ أَخَذَتْ حِجَارَةَ الْكَعْبَةِ حِينَ بَنَتْهَا؟ فَأُخْبِرَ أَنَّهُمْ بَنَوْهَا مِنْ حِرَاءٍ وَثَبِيرٍ، وَمِنَ الْمُقَطَّعِ، وَهُوَ الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى مَسْجِدِ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيِّ عَلَى يَمِينِ مَنْ أَرَادَ الْمُشَاشَ مِنْ مَكَّةَ مُشْرِفًا عَلَى الطَّرِيقِ , وَإِنَّمَا سُمَيِّ الْمُقَطَّعَ؛ لِأَنَّهُ جَبَلٌ صَلِيبُ الْحِجَارَةِ , فَكَانُوا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ ثُمَّ يُقْطَعُ بِالْحَدِيدِ , وَقَالُوا: إِنَّمَا سُمِّيَ الْمُقَطَّعَ لِغَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ , إِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا إِذَا خَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ قَلَّدُوا أَنْفُسَهُمْ وَرَوَاحِلَهُمْ مِنْ عِضَاهِ الْحَرَمِ، وَالْعِضَاهُ كُلُّمَا كَانَ فِيهِ شَوْكٌ، فَإِذَا لَقِيَهُمْ أَحَدٌ قَالُوا: مِنْ أَهْلِ اللهِ , فَلَا يَعْرِضُ لَهُمْ، فَسُمِّيَ بِذَلِكَ الْمُقَطَّعَ، وَمِنَ الْجَبَلِ الْأَبْيَضِ الَّذِي بِالثَّنِيَّةِ الَّذِي فِي طَرِيقِ جُدَّةَ، وَهُوَ الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى ذِي طُوًى، يُقَالُ لَهُ: حَلْحَلَةُ , وَيُقَالُ: مِنْهُ بُنِيَتْ دَارُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الَّتِي عَلَى الصَّيَارِفَةِ , وَمِنْ جَبَلٍ بِأَسْفَلَ مَكَّةَ عَلَى يَسَارِ مَنِ انْحَدَرَ مِنْ ثَنِيَّةِ عَضَلٍ , وَيُقَالُ لِهَذَا الْجَبَلِ: مَقْلَعُ الْكَعْبَةِ , وَمِنْ مُزْدَلِفَةَ مِنْ حَجَرٍ لَهَا يُقَالُ لَهُ: الْمَفْجَرِيُّ , فَهَذِهِ الْجِبَالُ تُعْرَفُ بِمَقْلَعِ الْكَعْبَةِ فِيمَا يُقَالُ , وَاللهُ أَعْلَمُ

ذكر عمل عبد الملك بن مروان في المسجد الحرام قال بعض أهل مكة: وعمر عبد الملك بن مروان المسجد الحرام، ولم يزد فيه شيئا، ولكنه رفع جدرانه وسقفه بالساج، وعمره عمارة حسنة

§ذِكْرُ ذَرْعِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَصِفَتِهِ وَذَرْعُ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُكَسَّرًا مِائَةُ أَلْفِ ذِرَاعٍ وَعِشْرُونَ أَلْفَ ذِرَاعٍ وَذَرْعُ الْمَسْجِدِ طُولًا مِنْ بَابِ بَنِي جُمَحٍ إِلَى بَابِ بَنِي هَاشِمٍ الَّذِي عِنْدَ الْعَلَمِ الْأَخْضَرِ مُقَابِلَ دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِيمَا يَزْعُمُونَ أَرْبَعُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَأَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ مَعَ جَدْرَيْهِ , يَمُرُّ ذَلِكَ فِي بَطْنِ الْحِجْرِ لَاصِقًا بِجَدْرِ الْكَعْبَةِ , وَعَرْضُ الْمَسْجِدِ مِنْ بَابِ دَارِ النَّدْوَةِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ عِنْدَ بَابِ الصَّفَا لَاصِقًا بِوَجْهِ الْكَعْبَةِ ثَلَاثُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَأَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ , وَعَرْضُ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنَ الْمَنَارَةِ الَّتِي عِنْدَ بَابِ الْمَسْعَى إِلَى الْمَنَارَةِ الَّتِي عِنْدَ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ الْكَبِيرِ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَمَانِيَةٌ وَسَبْعُونَ ذِرَاعًا , وَذَرْعُ الْمَسْجِدِ مِنْ مَنَارَةِ بَابِ أَجْيَادَ إِلَى مَنَارَةِ بَنِي سَهْمٍ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَمَانِيَةٌ وَسَبْعُونَ ذِرَاعًا

§ذِكْرُ عَدَدِ أَسَاطِينِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدُ أَسَاطِينِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْ شِقِّهِ الشَّرْقِيِّ مِائَةٌ وَثَلَاثُ أُسْطُوَانَاتٍ , وَمِنْ شِقِّهِ الْغَرْبِيِّ مِائَةُ أُسْطُوَانَةٍ وَخَمْسُ أُسْطُوَانَاتٍ , وَمِنْ شِقِّهِ الشَّامِيِّ مِائَةٌ وَخَمْسٌ وَثَلَاثُونَ أُسْطُوَانَةً , وَمِنْ شِقِّهِ الْيَمَانِيِّ مِائَةٌ وَإِحْدَى وَأَرْبَعُونَ أُسْطُوَانَةً , فَجَمِيعُ مَا فِيهِ مِنَ الْأَسَاطِينِ أَرْبَعُمِائَةٍ وَأَرْبَعٌ وَثَمَانُونَ أُسْطُوَانَةً , طُولُ كُلِّ أُسْطُوَانَةٍ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ , وَتَدْوِيرُهَا ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ , وَبَعْضُهَا يَزِيدُ عَلَى بَعْضٍ فِي الطُّولِ وَالْغِلَظِ، مِنْهَا عَلَى الْأَبْوَابِ عِشْرُونَ أُسْطُوَانَةً عَلَى الْأَوَّلِ , وَالَّذِي يَلِي الْمَسْعَى -[182]- مِنْهَا سِتٌّ , وَمِنْهَا عَلَى الْأَبْوَابِ الَّتِي تَلِي الْوَادِيَ وَالصَّفَا عَشْرٌ , وَمِنْهَا عَلَى الْأَبْوَابِ الَّتِي تَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ أَرْبَعٌ , وَذَرْعُ مَا بَيْنَ كُلِّ أُسْطُوَانَتَيْنِ مِنْ أَسَاطِينِهِ سِتَّةُ أَذْرُعٍ وَثَلَاثَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا

ذكر عمل الوليد بن عبد الملك في المسجد الحرام وقال بعض أهل مكة: إن الوليد بن عبد الملك أخذ في عمل المسجد الحرام , وابتدأ عمله في دخول سنة ثمان وثمانين , وكان إذا أخذ في بناء المساجد زخرفها وزينها، فنقض عمل عبد الملك وعمله عملا محكما , وهو أول من نقل

§ذِكْرُ صِفَةِ الْأَسَاطِينِ الْأَسَاطِينُ الَّتِي رُءُوسُهَا مُذَهَّبَةٌ ثَلَاثُمِائَةٍ وَإِحْدَى وَعِشْرُونَ، مِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي دَارَ النَّدْوَةِ مِائَةٌ وَثَلَاثُونَ , وَفِيمَا هُنَاكَ كَانَ يُصَلِّي ابْنُ جُرَيْجٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الْفُقَهَاءِ، وَأُسْطُوَانَةُ ابْنِ جُرَيْجٍ الَّتِي كَانَ يُصَلِّي عِنْدَهَا رَأْسُهَا مُذَهَّبٌ مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا بِمَاءِ الذَّهَبِ: بِسْمِ اللهِ، أَمَرَ عَبْدُ اللهِ , عَبْدُ اللهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، بِعَمَلِ هَذِهِ الْأُسْطُوَانَةِ وَالْأُسْطُوَانَةُ الَّتِي تَلِيهَا مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا: بِسْمِ اللهِ، أَمَرَ عَبْدُ اللهِ , عَبْدُ اللهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، بِصَنْعَةِ هَذِهِ الْأَسَاطِينِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَلَى يَدَيِ ابْنِ أَبِي الْأَزْهَرِ

ذكر عمل أبي جعفر المنصور في المسجد الحرام وعمارته إياه في الزيادة الأولى وذكر بعض المكيين عن أشياخه، أن أمير المؤمنين أبا جعفر كتب إلى زياد بن عبيد الله الحارثي، وهو واليه على مكة، في عمارة المسجد الحرام، فعمره , فكان من عمارته إياه أن زاد في شقه

1359 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سَلَّامٌ أَبُو عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ مَوْلَى عِيسَى قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: صَلَّى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ تَحْتَ الظِّلَالِ، -[183]- فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ وَلَقِيَهُ , فَقَالَ: " إِنَّكَ مَنْظُورٌ إِلَيْكَ، §وَمَنْ يَرَاكَ تُصَلِّي تَحْتَ الظِّلَالِ ظَنَّ أَنَّهَا سُنَّةٌ فَيَأْتَمُّ بِكَ " , فَقَالَ لَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ: إِنِّي أَجِدُ صُدَاعًا , فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: " فَاخْرُجْ؛ " فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ رَجَوْتُ أَنْ يُذْهِبَ اللهُ عَنْكَ الصُّدَاعَ , فَخَرَجَ ابْنُ جُرَيْجٍ إِلَى مُقَدَّمِ الصُّفُوفِ، فَذَهَبَ عَنْهُ الَّذِي كَانَ يَجِدُ فِي رَأْسِهِ

1360 - وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عُمَرَ يَقُولُ: عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ الْآخِرَةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَجَلَسْتُ فِيهِ طَوِيلًا , ثُمَّ انْقَلَبْتُ فَأَمُرُّ مِمَّا يَلِي الظِّلَالَ الَّتِي تَلِي دَارَ النَّدْوَةِ , فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي وَهُوَ يُرَدِّدُ هَذِهِ الْآيَةَ {§أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} [الزخرف: 80] يُرَدِّدُهَا وَيَبْكِي , فَمَكَثْتُ لَيْلًا طَوِيلًا أَسْمَعُهُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَنِمْتُ , حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ أَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِالرَّجُلِ قَائِمًا وَهُوَ يُرَدِّدُ الْآيَةَ {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} [الزخرف: 80] وَيَبْكِي، حَتَّى إِذَا قُلْتُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ أَوْ قَرُبَ طُلُوعُهُ , قَالَ: {بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف: 80] , فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ مَعَهُ الصُّبْحَ , فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ هَذَا، أَوْ نَحْوُ هَذَا , وَاللهُ أَعْلَمُ وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ أَرْبَعٌ وَخَمْسُونَ , وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي الْوَادِيَ اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ , وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي الْمَسْعَى اثْنَتَانِ وَتِسْعُونَ , وَفِي ثَلَاثِ أَسَاطِينَ مِنَ الْعَدَدِ كَرَاسِيُّهَا حُمْرٌ , وَهِيَ فِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ مِنْهَا مِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ كُرْسِيَّانِ , وَمِنْهَا فِي -[184]- الظِّلَالِ وَاحِدَةٌ، وَفَوْقَ رُءُوسِ الْكَرَاسِيِّ الَّتِي عَلَى الْأَسَاطِينِ مَلَابِنُ سَاجٍ مَنْقُوشَةٌ بِالزُّخْرُفِ وَالذَّهَبِ , وَفِي الْأَسَاطِينِ أَرْبَعٌ وَأَرْبَعُونَ أُسْطُوَانَةً مَبْنِيَّةً بِالْحِجَارَةِ فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ سِتٌّ وَعِشْرُونَ , وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي الْوَادِيَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ , وَعَلَى سِتَّ عَشْرَةَ أُسْطُوَانَةً مِنْ أَسَاطِينِ الرُّخَامِ كَرَاسٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ بِالْجَصِّ , مِنْهَا وَاحِدَةٌ مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ , وَمِنْهَا فِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ خَمْسَ عَشْرَةَ , أَرْبَعٌ تَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ فِي الظِّلَالِ , وَمِنَ الْأَسَاطِينِ الرُّخَامِ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ , كَرَاسِيُّهَا الَّتِي تَلِي الْأَرْضَ حِجَارَةٌ , وَهِيَ مِنْ عَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهَا فِي شِقِّ دَارِ النَّدْوَةِ سَبْعٌ , وَمِنْهَا فِي شِقِّ بَنِي جُمَحٍ عِشْرُونَ , وَعَدَدُ الْأَسَاطِينِ الَّتِي تَلِي أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ مِائَةٌ وَإِحْدَى وَخَمْسُونَ , مِمَّا يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ خَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ , وَمِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ ثَلَاثُونَ , وَمِمَّا يَلِي الْوَادِيَ أَرْبَعٌ وَأَرْبَعُونَ , وَمِمَّا يَلِي الْمَسْعَى اثْنَتَانِ وَثَلَاثُونَ , وَفِي الْأَسَاطِينِ أُسْطُوَانَتَانِ حَمْرَاوَانِ مُخَطَّطَتَانِ بِبَيَاضٍ , وَأُسْطُوَانَتَانِ مِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ عَلَى بَابِ دَارِ النَّدْوَةِ , إِحْدَاهُمَا بَنَفْسَجِيَّةٌ، وَالْأُخْرَى حَمْرَاءُ , وَفِي شِقِّ بَابِ شَيْبَةَ الْكَبِيرِ أُسْطُوَانَتَانِ بَيْضَاوَانِ مُلَوَّنَتَانِ مُحَدَّدَتَانِ مُسَيَّرَتَانِ وَمِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ أَيْضًا أُسْطُوَانَتَانِ عَدَسِيَّتَانِ بُرْشَاوَانِ وَعَلَى بَابِ الْمَسْعَى أُسْطُوَانَتَانِ خَضْرَاوَانِ مُسَيَّرَتَانِ , وَهُمَا عَلَى بَابِ الْعَبَّاسِ , وَأُسْطُوَانَةٌ غَبْرَاءُ مِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ عَلَى بَابِ الْوَادِي مِمَّا يَلِي الْمَسْجِدَ , وَهِيَ أَغْلَظُ أُسْطُوَانَةٍ فِي الْمَسْجِدِ , -[185]- خَضْرَاءُ وَمِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ مِنْ شِقِّ الْوَادِي أُسْطُوَانَتَانِ مَنْقُوشَتَانِ مَكْتُوبَتَانِ بِالذَّهَبِ إِلَى أَنْصَافِهِمَا , وَهُمَا عَلَى بَابِ الصَّفَا , وَأُسْطُوَانَتَانِ أَيْضًا عَلَى بَابِ الصَّفَا بِحِذَائِهِمَا مِمَّا يَلِي السُّوقَ مَنْقُوشَتَانِ مَكْتُوبَتَانِ بِالذَّهَبِ بَيْنَهُمَا طَرِيقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى الصَّفَا , وَفِي وَجْهِ الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي الصَّفَا أُسْطُوَانَتَانِ مُسَيَّرَتَانِ شَارِعَتَانِ فِي الْمَسْجِدِ، إِحْدَاهُمَا فِي أَعْلَى هَذَا الشِّقِّ، وَالْأُخْرَى فِي أَسْفَلِهِ

§ذِكْرُ الطَّاقَاتِ وَعَدَدِهَا وَذَرْعِهَا وَعَلَى الْأَسَاطِينِ أَرْبَعُمِائَةِ طَاقَةٍ وَثَمَانٍ وَتِسْعُونَ طَاقَةً، مِنْهَا فِي ظِلَالِ الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ وَالْإِمَارَةِ وَالْعَجَلَةِ مِائَةٌ وَاثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ طَاقَةً , وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ وَدَارَ زُبَيْدَةَ اثْنَتَانِ وَتِسْعُونَ طَاقَةً , وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي الْوَادِيَ مِائَةٌ وَخَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ طَاقَةً وَمِنْهَا فِي الظِّلَالِ الَّتِي تَلِي الْمَسْعَى تِسْعٌ وَأَرْبَعُونَ طَاقَةً , مِنْهَا فِي الطِّيقَانِ الَّتِي تَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِائَةٌ وَإِحْدَى وَخَمْسُونَ , مِنْ ذَلِكَ مِمَّا يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ سِتٌّ وَأَرْبَعُونَ , وَمِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ وَدَارَ زُبَيْدَةَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ , وَمِمَّا يَلِي الْوَادِيَ خَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ , وَمِنْهَا مِمَّا يَلِي الْمَسْعَى إِحْدَى وَثَلَاثُونَ , وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَتِسْعُ أَصَابِعَ , وَذَرْعُ مَا بَيْنَ جَدْرِ الْكَعْبَةِ مِنْ وَسَطِهَا إِلَى الْمَقَامِ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا , وَذَرْعُ مَا بَيْنَ شَاذَرْوَانِ الْكَعْبَةِ إِلَى الْمَقَامِ سِتَّةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا , وَمِنَ الرُّكْنِ الشَّامِيِّ إِلَى الْمَقَامِ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَتِسْعُ عَشْرَةَ أُصْبُعًا وَمِنَ الرُّكْنِ الَّذِي فِيهِ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ إِلَى حَدِّ حُجْرَةِ زَمْزَمَ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ -[186]- أُصْبُعًا , وَمِنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى رَأْسِ بِئْرِ زَمْزَمَ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا , وَمِنْ وَسَطِ جَدْرِ الْكَعْبَةِ إِلَى حَدِّ الْمَسْعَى مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا , وَمِنْ وَسَطِ جَدْرِ الْكَعْبَةِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ذِرَاعًا , وَمِنْ وَسَطِ جَدْرِ الْكَعْبَةِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَوَاحِدٌ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وَثَمَانِي عَشْرَةَ أُصْبُعًا , وَمِنْ وَسَطِ جَدْرِ الْكَعْبَةِ الَّذِي يَلِي بَابَ الْحِجْرِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَتِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا , وَمِنْ رُكْنِ الْكَعْبَةِ الشَّامِيِّ إِلَى حَدِّ الْمَنَارَةِ الَّتِي تَلِي الْمَرْوَةَ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَأَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا , وَمِنْ رُكْنِ حَدِّ الْكَعْبَةِ الْغَرْبِيِّ إِلَى حَدِّ الْمَنَارَةِ الَّتِي تَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَمَانِيَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا , وَمِنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ إِلَى الْمَنَارَةِ الَّتِي تَلِي أَجْيَادَ الْكَبِيرَ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَسِتَّ عَشْرَةَ أُصْبُعًا , وَمِنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى الْمَنَارَةِ الَّتِي تَلِي الْمَسْعَى وَالْوَادِيَ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا , وَمِنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى وَسَطِ بَابِ الصَّفَا مِائَةُ ذِرَاعٍ وَخَمْسُونَ ذِرَاعًا وَسِتُّ أَصَابِعٍ , وَمِنَ الرُّكْنِ الشَّامِيِّ إِلَى وَسَطِ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وَخَمْسُ أَصَابِعٍ , -[187]- وَمِنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ بَيْتُ الشَّرَابِ، خَمْسَةٌ وَتِسْعُونَ ذِرَاعًا، وَمِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ إِلَى الْمَرْوَةِ ثَلَاثُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ذِرَاعًا , وَمِنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى الصَّفَا مِائَتَا ذِرَاعٍ وَاثْنَانِ وَتِسْعُونَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا

ذكر عمارة المهدي أمير المؤمنين المسجد الحرام وزيادته الأولى وقال بعض أهل مكة: إن المهدي أمير المؤمنين حج في سنة إحدى وستين ومائة فأمر بعمارة المسجد الحرام , وأمر أن يزاد في أعلاه، ويشترى ما كان في ذلك الموضع من الدور، وخلف الأموال عند محمد بن عبد

§ذِكْرُ صِفَةِ جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحُدُودِهَا وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى جَدْرِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى مِائَةُ ذِرَاعٍ وَثَمَانِيَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الصَّفَا مِائَةُ ذِرَاعٍ وَأَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى حَدِّ حُجْرَةِ زَمْزَمَ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى حَرْفِ رَأْسِ زَمْزَمَ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَعِشْرُونَ أُصْبُعًا وَمِنْ وَسَطِ سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى جَدْرِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى مِائَةُ ذِرَاعٍ وَمِنْ وَسَطِ السِّقَايَةِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَوَاحِدٌ وَتِسْعُونَ ذِرَاعًا وَمِنْ وَسَطِ السِّقَايَةِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ مِائَتَا ذِرَاعٍ -[188]- وَمِنْ وَسَطِ السِّقَايَةِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ خَمْسَةٌ وَثَمَانُونَ ذِرَاعًا وَجُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ الَّتِي تَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ مُلَبَّسَةٌ فُسَيْفِسَاءَ , كُلُّهَا مُشَجَّرَةٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ , مِنْهَا أَلْوَانٌ مِنَ الْأَشْجَارِ , وَالنَّقْشُ بِذَلِكَ الْفُسَيْفِسَاءِ

§ذِكْرُ صِفَةِ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدِهَا وَذَرْعِهَا وَفِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنَ الْأَبْوَابِ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ بَابًا , فِيهَا أَرْبَعُونَ طَاقًا , مِنْهَا فِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى، وَهُوَ الشَّرْقِيُّ، خَمْسَةُ أَبْوَابٍ , وَهِيَ إِحْدَى عَشْرَةَ طَاقَةً , مِنْ ذَلِكَ الْبَابُ الْأَوَّلُ، وَهُوَ الْبَابُ الْكَبِيرُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ: بَابُ بَنِي شَيْبَةَ , وَهُوَ بَابُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، وَبِهِمْ كَانَ يُعْرَفُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ , فِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ، وَعَلَيْهِ ثَلَاثُ طَاقَاتٍ، وَالطَّاقَاتُ طُولُهَا عَشَرَةُ أَذْرُعٍ , وَوُجُوهُهَا مَنْقُوشَةٌ , بِفُسَيْفِسَاءَ , وَعَلَى الْبَابِ رَوْشَنٌ سَاجٌ مَنْقُوشٌ مُزَخْرَفٌ بِالذَّهَبِ وَالزُّخْرُفِ , طُولُ الرَّوْشَنِ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا , وَعَرْضُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا , وَمِنَ الرَّوْشَنِ إِلَى الْأَرْضِ سَبْعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا , وَعَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فِي أَعْلَى الْجَدْرِ يُوَاجِهُ مَنْ دَخَلَ مِنَ الْبَابِ كِتَابٌ فِيهِ مَكْتُوبٌ بِفُسَيْفِسَاءَ , فِيهِ ذِكْرُ عِمَارَةِ الْمَهْدِيِّ لَهُ , وَاسْمُ مَنْ عَمِلَهُ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا , وَجَدْرَا الْبَابِ مُلَبَّسَانِ رُخَامًا أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ , وَفِي الْعَتَبَةِ مَرَاقٍ دَاخِلَةٌ فِي الْمَسْجِدِ يُنْزَلُ بِهَا إِلَيْهِ -[189]- وَالْبَابُ الثَّانِي طَاقٌ طُولُهُ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ , كَانَ يَفْتَحُ فِي رَحْبَةٍ كَانَتْ فِي مَوْضِعِ دَارِ الْقَوَارِيرِ , وَهُوَ بَابُ دَارِ الْقَوَارِيرِ وَالْبَابُ الثَّالِثُ طَاقٌ وَاحِدٌ طُولُهُ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ، وَهُوَ بَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ مِنْهُ وَيَدْخُلُهُ مِنْ مَنْزِلِهِ الَّذِي فِي زُقَاقِ الْعَطَّارِينَ، يُقَالُ لَهُ: مَسْجِدُ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَالْبَابُ الرَّابِعِ فِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ، وَعَلَيْهِمَا ثَلَاثُ طَاقَاتٍ، طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا , وَوُجُوهُ الطَّاقَاتِ وَدَاخِلُهَا مَنْقُوشَةٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ، وَعَلَى الْبَابِ رَوْشَنُ سَاجٍ مَنْقُوشٌ بِالزُّخْرُفِ وَالذَّهَبِ، طُولُهُ سِتَّةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا , وَعَرْضُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا , وَمِنْ أَعْلَى الرَّوْشَنِ إِلَى الْعَتَبَةِ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا , وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ وَاحِدٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا , وَالْجَدْرَانِ مُلَبَّسَانِ رُخَامًا أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ وَأَخْضَرَ ورُخَامًا مُمَوَّهًا مَنْقُوشًا بِالذَّهَبِ , يُرْتَقَى إِلَيْهِ بِسَبْعِ دَرَجَاتٍ , وَهُوَ بَابُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , وَعِنْدَهُ عَلَمُ الْمَسْعَى مِنْ خَارِجٍ , وَعَلَى جِدَارِ الْبَابِ مُسْتَقْبَلَ مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ كِتَابٌ بِفُسَيْفِسَاءَ سُودٌ , كُتِبَ بِاسْمِ عَبْدِ الِلَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ سَنَةَ عَمِلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ , يَذْكُرُ أَنَّ الْخَلِيفَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ فِي عِمَارَتِهِ، فَعَمَّرَهُ، وَذَكَرَ كَلَامًا فِيهِ وَالْبَابُ الْخَامِسُ، وَهُوَ بَابٌ بِسُوقِ اللَّيْلِ , وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْوَادِيَ , وَسِعَةُ مَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ وَاحِدٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا , وَفِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ عَلَيْهِمَا ثَلَاثُ طَاقَاتٍ طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا , وَوُجُوهُ الطَّاقَاتِ وَدَاخِلُهَا مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ , وَعَارِضُ الْبَابِ مُلَبَّسٌ صَفَائِحِ رُخَامٍ أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ وَأَصْفَرَ , وَرُخَامًا مَنْقُوشًا مُمَوَّهًا -[190]- بِالذَّهَبِ، وَفَوْقَ الْبَابِ رَوْشَنٌ سَاجٌ مَنْقُوشٌ بِالذَّهَبِ وَالزُّخْرُفِ , طُولُهُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا , وَعَرْضُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا , وَمِنْ أَعْلَى الرَّوْشَنِ إِلَى عَتَبَةِ الْبَابِ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا , وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ خَمْسُ دَرَجَاتٍ إِلَى بَطْنِ الْوَادِي , وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِي، وَهُوَ شِقُّ الْمَسْجِدِ الْيَمَانِيِّ، سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، وَسَبْعَةَ عَشَرَ طَاقًا مِنْهَا الْبَابُ الْأَوَّلُ فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهِ طَاقَانِ، طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا , وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا , وَفِي الْعَتَبَةِ خَمْسُ دَرَجَاتٍ، وَهُوَ الْبَابُ الْأَعْلَى , يُقَالُ لَهُ: بَابُ بَنِي عَائِذٍ وَالْبَابُ الثَّانِي فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ، طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا , وَفِي الْعَتَبَةِ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ فِي بَطْنِ الْوَادِي، وَهُوَ بَابُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ وَالْبَابُ الثَّالِثُ، وَهُوَ بَابُ الصَّفَا , فِيهِ أَرْبَعُ أَسَاطِينَ، عَلَيْهَا خَمْسُ طَاقَاتٍ , طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا , وَالطَّاقُ الْأَوْسَطُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا , وَوُجُوهُ الطَّاقَاتِ وَدَاخِلُهَا مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ , وَأُسْطُوَانَتَا الطَّاقِ الْأَوْسَطِ أَيْضًا مِنْهَا مَنْقُوشَتَانِ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِمَا بِالذَّهَبِ , وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا , وَجَدْرُ الْبَابِ مُلَبَّسٌ رُخَامًا مَنْقُوشًا -[191]- بِالذَّهَبِ , وَرُخَامًا أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ وَأَخْضَرَ وَلَوْنَ لَازَوَرْدٍ وَفِي عَتَبَاتِ الْبَابِ سِتُّ دَرَجَاتٍ , وَفِي الدَّرَجَةِ الرَّابِعَةِ إِذَا خَرَجْتَ مِنَ الْمَسْجِدِ حَذْوَ الطَّاقِ الْأَوْسَطِ رَصَاصَةٌ تُشْبِهُ الْحَجَرَ، عَلَامَةٌ مِنْ رَصَاصٍ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ , ذَكَرَ الْمَكِّيُّونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطِئَ فِي مَوْضِعِهَا حَيْثُ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا، وَكَانَتْ هَذِهِ الرَّصَاصَةُ فِي وَسَطِ الزُّقَاقِ يَتَحَرَّونَهَا وَيَحْذُونَهَا مَوْطِئَ طَرِيقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَزَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ لِهَذَا الْبَابِ: بَابُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ , كَانَتْ دُورُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ مَا بَيْنَ الصَّفَا إِلَى الْمَسْجِدِ , وَمَوْضِعُ الْجُنْبُذِ الَّتِي يُسْقَى فِيهَا الْمَاءُ , وَعِنْدَ بِرْكَةِ الصَّفَا هَلُمَّ جَرًّا إِلَى رَحْبَةِ الْمَسْجِدِ , فَلَمَّا وَقَعَتِ الْحَرْبُ بَيْنَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَبَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ تَحَوَّلَتْ بَنُو عَدِيٍّ إِلَى دُورِ بَنِي سَهْمٍ , وَبَاعُوا مَنَازِلَهُمْ جَمِيعًا فِيمَا هُنَالِكَ فِيمَا يَذْكُرُونَ، إِلَّا آلَ صَدَّادٍ، وَآلَ الْمُؤَمَّلِ , فَأَمَّا الْيَوْمَ فَيُقَالُ لَهُ: بَابُ بَنِي مَخْزُومٍ , وَبِهِمْ يُعْرَفُ , وَقَدْ قَالُوا: هُوَ لِبَنِي مَخْزُومٍ , وَاحْتَجُّوا فِي ذَلِكَ بِالْحَدِيثِ:

1361 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §خَرَجَ مِنْ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ وَفِي أَعْلَى هَذَا الْبَابِ كِتَابٌ مَكْتُوبٌ بِفُسَيْفِسَاءَ، أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْ يُكْتَبَ لِمَا عَمِلَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

1362 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الصَّفَّارُ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: §دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ فَطَافَ سَبْعًا، وَقُرَيْشٌ جُلُوسٌ بَيْنَ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ وَبَابِ بَنِي جُمَحٍ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ وَأَشَارَ إِلَيْهِمْ وَإِلَى أَوْثَانِهِمْ: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} [الأنبياء: 98] ، ثُمَّ خَرَجَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ ابْنُ الزِّبَعْرَى، وَإِذَا قُرَيْشٌ تَسُبُّهُ، فَقَالَ: مَا لَكُمْ؟ فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ أَبِي كَبْشَةَ سَبَّنَا وَسَبَّ أَوْثَانَنَا، فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ لَقِيَ ابْنَ الزِّبَعْرَى، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَهِيَ لَنَا وَلِآلِهَتِنَا خَاصَّةً دُونَ الْأُمَمِ، أَوْ هِيَ لِجَمِيعِ الْأُمَمِ؟ قَالَ: " بَلْ هِيَ لَكُمْ وَلِجَمِيعِ الْأُمَمِ "، قَالَ ابْنُ الزِّبَعْرَى: خَصَمْتُكَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ؛ فَإِنَّكَ تُثْنِي عَلَى عِيسَى وَأُمِّهِ خَيْرًا، وَقَدْ عُبِدَ، فَنَزَلَتْ: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء: 101] ابْنُ الزِّبَعْرَى السَّهْمِيُّ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ هَذَا: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء: 101] عِيسَى وَعُزَيْرٌ وَالْمَلَائِكَةُ وَيُقَالُ: إِنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ كَانَ يُصَلِّي مِمَّا يَلِي بَابَ الصَّفَا

1363 - حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جُرَيْجٍ فَإِذَا بِرَجُلٍ مِنْ آلِ بَاذَانَ يُقَالُ لَهُ فُلَانٌ أَتَاهُ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ، مَنِ §الرَّافِضِيُّ -[193]- مِنَ النَّاسِ؟ قَالَ: " مَنْ يَرْفُضُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَرِهَهُ " قَالَ: فَأَقَمْنَا بَعْدَ ذَلِكَ فَإِذَا بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَدْ طَلَعَ وَكَانَ يُصَلِّي عِنْدَ بَابِ الصَّفَا، وَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يُعَظِّمُهُ إِذَا رَآهُ وَيُوَقِّرُهُ وَيُفْسِحُ لَهُ فِي مَجْلِسِهِ وَقَالَ لِفُلَانٍ: سَلْهُ وَهُو مُقْبِلٌ إِذَا جَاءَ وَجَلَسَ وَاطْمَأَنَّ فَنَسْأَلُهُ عَنْ مَسْأَلَةِ ابْنِ بَاذَانَ، فَلَمَّا جَلَسَ وَتَحَدَّثَ سَاعَةً سَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةِ ابْنِ بَاذَانَ، فَقَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ الْمَجِيدِ، مَنِ الرَّافِضِيُّ؟ قَالَ: الرَّافِضِيُّ مَنْ كَرِهَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ عَيْبُ سَوْءٍ قَالَ: فَلَمَّا قَامَ الرَّجُلُ وَذَهَبَ وَكَانَ النَّاسُ يَتَّهِمُونَ عَبْدَ الْعَزِيزِ بِقَوْلِ الْإِرْجَاءِ وَآخَرُونَ يَقُولُونَ بِقَوْلِ الْخَوَارِجِ قَالَ: فَلَمَّا قَالَ هَذَا الْكَلَامَ رَفَعَ ابْنُ جُرَيْجٍ يَدَهُ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، كَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ فِي هَذَا الرَّجُلِ بِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يَعِيبُ لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِخَيْرٍ وَالْبَابُ الرَّابِعُ: فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ، طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةُ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ خَمْسُ دَرَجَاتٍ فِي بَطْنِ الْوَادِي وَيُقَالُ لِهَذَا الْبَابِ بَابُ بَنِي مَخْزُومٍ أَيْضًا وَالْبَابُ الْخَامِسُ: فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ، طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ -[194]- عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ، وَهَذَا الْبَابُ مِنْ أَبْوَابِ بَنِي مَخْزُومٍ وَالْبَابُ السَّادِسُ: فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهِ طَاقَانِ، طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةُ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ سِتُّ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ يُقَالُ لِهَذَا الْبَابِ بَابُ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَكَانَ بِحِذَاءِ دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَانَ وَدَارِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ عُثْمَانَ، فَدَخَلَتَا فِي الْوَادِي حَيْثُ وَسَّعَ الْمَهْدِيُّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَقَدْ فَضَلَتْ مِنْ دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَانَ فَضْلَةٌ كَانَتْ فِي أَيْدِيهِمْ تِلْكَ الْفَضْلَةُ يَحُوزُونَهَا وَيُكْرُونَهَا وَيَقْبَلُونَهَا، حَتَّى كَانَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَاشْتَرَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الزَّيْنَبِيُّ، وَهُوَ وَالِي مَكَّةَ، ثُمَّ صَارَتْ لِابْنِ يَزْدَادَ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْبَابُ السَّابِعُ: فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ، طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَثَمَانِي عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَفِي عَتَبَةَ الْبَابِ خَمْسُ دَرَجَاتٍ، وَهَذَا الْبَابُ مِمَّا يَلِي دُورَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَبَنِي مَخْزُومٍ كَانَ يُقَالُ لَهُ بَابُ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَعَلَى الْأَسَاطِينِ الَّتِي عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ كَرَاسٍ مِمَّا يَلِي الْوَادِي، وَبَابُ بَنِي سَهْمٍ وَبَابُ بَنِي جُمَحٍ سَاجٍ مَنْقُوشٌ بِالزُّخْرُفِ وَالذَّهَبِ وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحٍ سِتَّةُ أَبْوَابٍ وَعَشْرُ طَاقَاتٍ الْبَابُ الْأَوَّلُ: وَهُوَ الَّذِي يَلِي بَابَ الْمَنَارَةِ الَّتِي تَلِي أَجْيَادَ الْكَبِيرَ، -[195]- فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهَا طَاقَانِ، طُولُ كُلِّ طَاقٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ، وَهُوَ يُقَالُ لَهُ بَابُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَبَنِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ الْيَوْمَ بَابُ الْحِزَامِيَّةِ؛ لِأَنَّهُ يَلِي الْخَطَّ الْحِزَامِيَّ وَالْبَابُ الثَّانِي: فِيهِ أُسْطُوَانَتَانِ عَلَيْهِمَا ثَلَاثُ طَاقَاتٍ، طُولُ كُلِّ طَاقٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةُ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ وَاحِدٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ خَمْسُ دَرَجَاتٍ، وَالْبَابُ يَسْتَقْبِلُ دَارَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ بَابُ الْخَيَّاطِينَ وَالْبَابُ الثَّالِثُ: فِيهِ أُسْطُوَانَةٌ عَلَيْهِ طَاقَانِ، طُولُ كُلِّ طَاقَةٍ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَوُجُوهُ الطَّاقَيْنِ مَنْقُوشٌ بِالْفُسَيْفِسَاءِ، وَمَا بَيْنَ جَدْرَيِ الْبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ، وَبَيْنَ يَدَيِ الْبَابِ بَلَاطٌ يَمُرُّ عَلَيْهِ سَيْلُ الْمَسْجِدِ مِنْ سِرْبٍ تَحْتَ هَذَا الْبَابِ، وَذَلِكَ الْفُسَيْفِسَاءُ مِنْ عَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَهُوَ آخِرُ عَمَلِهِ إِلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَهُوَ بَابُ بَنِي جُمَحٍ وَالْبَابُ الرَّابِعِ: طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةَ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ، وَعَلَيْهِ بَابٌ مُبَوَّبٌ كَانَ يَشْرَعُ فِي زُقَاقٍ كَانَ بَيْنَ يَدَيْ دَارِ زُبَيْدَةَ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ كَانَ ذَلِكَ الزُّقَاقُ مَسْلُوكًا، وَهُوَ بَابُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ بْنِ هَاشِمٍ الْأَسَدِيِّ كَانَ يَسْتَقْبِلُ دَارَهُ الَّتِي دَخَلَتْ فِي دَارِ زُبَيْدَةَ، فِيهَا بِئْرُ الْأَسْوَدِ، لِلْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدٍ، وَهِيَ بِئْرٌ جَاهِلِيَّةٌ مَدْفُونَةٌ فِي بَعْضِ حَوَانِيتِ -[196]- دَارِ زُبَيْدَةَ، وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ بُنِيَتْ دَارُ زُبَيْدَةَ، وَكَانَتْ بُنِيَتْ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ 1364 - فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ وَهْبٍ فِي دَارِ زُبْيَدَةَ وَهِيَ سِتًّا، فَسَمِعْنَا مِنْهُ، فِيهَا سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ حَدَّثَنِي بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: أَنَّ ذَلِكَ الزُّقَاقَ، كَانَ يُبَاعُ فِيهِ فِيمَا مَضَى الدَّجَاجُ وَالْحَمَّامُ، وَكَانَ مَسْلُوكًا مُخْتَرِقًا إِلَى السُّوَيْقَةِ وَمَا نَاحَاهَا وَالْبَابُ الْخَامِسُ: طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَالْبَابُ مُبَوَّبٌ يَشْرَعُ فِي زُقَاقِ دَارِ زُبْيَدَةَ أَيْضًا، وَهُوَ الْبَابُ الَّذِي يُصْعَدُ مِنْهُ الْيَوْمَ إِلَى دَارِ زُبْيَدَةَ وَالْبَابُ السَّادِسِ طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَفِي الْعَتَبَةِ خَمْسُ دَرَجَاتٍ، وَهُوَ بَابُ بَنِي سَهْمٍ، وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ وَهُوَ الشِّقُّ الشَّامِيُّ مِنَ الْأَبْوَابِ سِتَّةُ أَبْوَابٍ الْبَابُ الْأَوَّلُ: وَهُوَ يَلِي الْمَنَارَةَ الَّتِي تَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ، طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ، وَفِي عَتَبَةِ هَذَا الْبَابِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ، فَإِذَا كَثُرَ التُّرَابُ مِنَ السُّيُولِ ذَهَبَتْ أَرْبَعٌ وَبَقِيَتْ مِنْهُ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ -[197]- وَهُوَ بَابُ دَارِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَمِنْهُ يَدْخُلُ سَيْلُ قُعَيْقِعَانَ إِذَا عَظُمَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى حَزَّ فِي جَدْرَيِ الْبَابِ حَزًّا، وَجُعِلَ عَلَيْهِ طَبَقٌ مِنْ خَشَبِ السَّاجِ عَلَى قَدْرِ الْبَابِ يَمْنَعُ السَّيْلَ، يُجْعَلُ ذَلِكَ الطَّبَقُ عَلَيْهِ إِذَا جَاءَ السَّيْلُ وَكَثُرَ الْمَاءُ، فَإِذَا نَضَبَ الْمَاءُ رُفِعَ مِنْ مَوْضِعِهِ وَالْبَابُ الثَّانِي: قَدْ سُدَّ مَوْضِعُهُ، وَالْبَابُ بَيِّنٌ، وَهُوَ بَابُ دَارِ الْعَجَلَةِ قَدْ بُنِيَ وَسُدَّ بِالْبِنَاءِ، وَمَوْضِعُهُ بَيِّنٌ لِمَنْ تَأَمَّلَهُ وَالْبَابُ الثَّالِثُ: وَهُوَ بَابُ دَارِ الْعَجَلَةِ وَالْبَابُ الرَّابِعُ: وَهُوَ بَابُ قُعَيْقِعَانَ، طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ وَسِتُّ أَصَابِعَ، وَفِي عَتَبَةِ الْبَابِ ثَمَانِي دَرَجَاتٍ، يُقَالُ لَهُ بَابُ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ وَالْبَابُ الْخَامِسُ: وَهُوَ بَابُ دَارِ النَّدْوَةِ وَالْبَابُ السَّادِسُ: طَاقٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ تِسْعَةُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ، وَفِي عَتَبَةِ هَذَا الْبَابِ ثَمَانِي دَرَجَاتٍ فِي بَطْنِ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ بَابُ دَارِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ، يُسْلَكُ مِنْهُ إِلَى السُّوَيْقَةِ، وَفِي هَذَا الشِّقِّ دَرَجَةٌ يُصْعَدُ مِنْهَا إِلَى دَارِ الْإِمَارَةِ دَرَجَاتٌ مِنْ رُخَامٍ عَلَيْهَا دَرَابْزِينَ وَفِي هَذَا الشِّقِّ جَنَاحٌ مِنْ سَاجٍ شَارِعٌ مِنْ دَارِ الْعَجَلَةِ، كَانَ شُرِعَ لِلْمَهْدِيِّ أَيَّامَ بُنِيَتْ فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ عَلَى يَدَيْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ إِذْ كَانَ بِمَكَّةَ -[198]- 1365 - وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْجُدِّيَّ، يَذْكُرُ: أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ خَلْفَ الْمَقَامِ يُصَلِّي، فَكَانَ فِيهِ ذَلِكَ الْجَنَاحُ عَلَى حَالِهِ حَتَّى دَخَلَتِ الْمُبَيِّضَةُ، فَقَطَعَهُ حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ وَوَضَعَ الْجَنَاحَ لَ

§ذِكْرُ ذَرْعِ طُولِ جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَذَرْعُ جَدْرِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى وَهُوَ الشَّرْقِيُّ ثَمَانِيَةُ عَشَرَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ، وَفِي هَذَا الْجَدْرِ تَحْتَ الشُّرَّافَاتِ الْمَكْشُوفَاتِ كِتَابٌ مَكْتُوبٌ كَانَ أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ أَنْ يُكْتَبَ. وَطُولُ الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْوَادِي وَهُوَ الشِّقُّ الْيَمَانِيُّ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَطُولُ الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحَ وَهُوَ الْغَرْبِيُّ اثْنَانِ -[199]- وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا وَطُولُ الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ وَهُوَ الشِّقُّ الشَّامِيُّ سَبْعَةُ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا وَعَلَى جِدَارِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُقَابِلَ دَارِ الْإِمَارَةِ مِمَّا يَلِي الصَّحْنَ مَكْتُوبٌ بِفُسَيْفِسَاءَ أَسْوَدَ: أَمَرَ بِكِتَابَتِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ، يَذْكُرُ فِيهِ عِمَارَتَهُ لِلْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

ذكر زيادة المهدي الثانية في قدومه مكة , وصفة ما زاد، وتفسيره وقال بعض المكيين: إن المهدي أمير المؤمنين اعتمر في سنة ست وستين ومائة، فدخل مكة في شهر رمضان، فنزل دار الندوة , فبينما هو يطوف بالبيت في أيام مقامه إذ عرضت له فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن

§ذِكْرُ عَدَدِ الشُّرَّافَاتِ الَّتِي فِي ظَهْرِ الْمَسْجِدِ وَخَارِجِهِ وَعَدَدُ الشُّرَّافَاتِ اللَّائِي عَلَى جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْ خَارِجِهِ مِائَتَا شُرَّافَةٍ وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ شُرَّافَةً وَنِصْفٌ مِنْهَا فِي الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ وَمِنْهَا فِي الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْوَادِي مِائَةٌ وَتِسْعُ عَشْرَةَ وَمِنْهَا فِي الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ وَمِنْهَا فِي الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ خَمْسُ شُرَافَاتٍ وَنِصْفٌ وَفِي جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ مِنْ خَارِجٍ رَوَازِنُ مَنْقُوشَةٌ بِالْجِصِّ نَافِذَةٌ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَوُجُوهُهَا مَنْقُوشَةٌ بِالْجِصِّ وَعَلَى الطَّاقَاتِ تَشَابِيكُ حَدِيدٍ وَوُجُوهُ الشُّرَفِ مَنْقُوشٌ بِالْجِصِّ، وَسَيْلُ سَطْحِ الْمَسْجِدِ مِنَ الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى وَالشِّقِّ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ يَجْرِي سَيْلُهُ فِي سَرَبَيْنِ مَحْفُورَيْنِ عَلَى جَدْرِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ يَسِيلُ فِي أُسْطُوَانَةٍ مَبْنِيَّةٍ عَلَى بَابِ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ الْكَبِيرِ، ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى -[200]- سِقَايَةٍ مَدْبُولَةٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ بَيْنَ يَدَيْ دَارِ الْقَوَارِيرِ، عَلَيْهَا شِبَّاكٌ وَبَابٌ مُغْلَقٌ وَسَيْلُ شِقِّ الْوَادِي , وَشِقُّ بَنِي جُمَحَ يَذْهَبُ فِي سَرَبٍ قَدْ جُعِلَ فِي الْجِدَارِ كَانَ يَسِيلُ فِي سِقَايَةٍ عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ مَدْبُولَةٍ، كَانَتِ الْخَيْزُرَانُ أُمُّ الْخَلِيفَتَيْنِ مُوسَى وَهَارُونُ قَدْ حَفَرَتْهَا هُنَالِكَ فِي مَوْضِعِ الرَّحْبَةِ الَّتِي اسْتَقْطَعَهَا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى فَبَنَى فِيهَا الدَّارَ الَّتِي عَلَى الْبَقَّالِينَ وَالْخَيَّاطِينَ، ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَهُ لِزُبَيْدَةَ 1366 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، إِنْ شَاءَ اللهُ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ يَحْيَى، لَمَّا بَنَاهَا وَشَرَعَ جَنَاحَهَا كَانَ مَنْ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فِي فِتْنَةٍ مِنْهَا حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ مِنْ حُسْنِهَا، فَلَمَّا بُنِيَتْ هَذِهِ الدَّارُ صُرِفَ سَيْلُ الْمَسْجِدِ فَصَارَ فِي سَرَبٍ عَظِيمٍ وَهُوَ بِمِيزَابٍ مِنْ سَاجٍ يُسْكَبُ فِي الْبِئْرِ الَّتِي عَلَى بَابِ الْبَقَّالِينَ الَّتِي حَفَرَهَا الْمَهْدِيُّ عِوَضًا مِنْ بِئْرِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْعَجُولُ، دَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حِينَ وَسَّعَهُ الْمَهْدِيُّ

§ذِكْرُ عَدَدِ الشِّرَافِ الَّتِي فِي بَطْنِ الْمَسْجِدِ وَمَا يَشْرَعُ مِنَ الطِّيقَانِ فِي الصَّحْنِ وَفِي شِقِّ الْمَسْجِدِ الشَّرْقِيِّ الَّذِي فِيهِ الْمَسْعَى وَاحِدٌ وَثَلَاثُونَ طَاقًا، فَوْقَهَا مِائَةُ شُرَّافَةٍ -[201]- مُجَصَّصَةٍ وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي بَابَ بَنِي شَيْبَةَ الصَّغِيرِ وَدَارَ النَّدْوَةِ سِتَّةٌ وَأَرْبَعُونَ طَاقًا، فَوْقَهَا مِائَةٌ وَأَرْبَعٌ وَسَبْعُونَ شُرَّافَةً وَفِي الشِّقِّ الْيَمَانِيِّ خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ طَاقًا، فَوْقَهَا مِائَةٌ وَخَمْسُونَ شُرْفَةً مُجَصَّصَةً وَفِي الشِّقِّ الْغَرْبِيِّ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ طَاقًا، فَوْقَهَا أَرْبَعٌ وَتِسْعُونَ شُرَّافَةً وَبَيْنَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الصَّفَا وَبَيْنَ الرُّكْنِ الَّذِي فِيهِ مَنَارَةُ الْمَسْعَى تِسْعَةُ عَشَرَ طَاقًا فَهَذَا مَا فِي بَطْنِ الْمَسْجِدِ مِنَ الشُّرَفِ الْبِيضِ، وَأَمَّا خَارِجُ الْمَسْجِدِ فَبَعْضُ الشُّرَفِ قَائِمٌ وَبَعْضُهُ دَاخِلٌ فِي الدُّورِ

§ذِكْرُ صِفَةِ سَقْفِ الْمَسْجِدِ وَلِلْمَسْجِدِ الْحَرَامِ سَقْفَانِ أَحَدُهُمَا فَوْقَ الْآخَرِ، فَأَمَّا الْأَعْلَى مِنْهُمَا فمسقف بِالدَّوْمِ الْيَمَانِيِّ، وَأَمَّا الْأَسْفَلُ فَمُسَقَّفٌ بِالسَّاجِ وَالسَّيْلَجِ الْجَيِّدِ، وَبَيْنَ السَّقْفَيْنِ فُرْجَةٌ قَدْرُ ذِرَاعَيْنِ وَنِصْفٍ وَالسَّقْفُ السَّاجُ مُزَخْرَفٌ بِالذَّهَبِ، مَكْتُوبٌ فِي دَوَّارَاتٍ مِنْ خَشَبٍ فِيهِ قَوَارِعُ الْقُرْآنِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالدُّعَاءِ لِلْمَهْدِيِّ

ذكر عمل أمير المؤمنين موسى في المسجد الحرام وعمارته إياه وقال بعض أهل مكة: إن أمير المؤمنين موسى بن المهدي لما ولي الخلافة، وذلك في سنة تسع وستين ومائة، أمر بعمل المسجد الحرام، فأسرع العمال في عمله، وبنوا أساطينه المؤخرة بحجارة , ثم طليت بالجص ,

§ذِكْرُ الْأَبْوَابِ الَّتِي يُصَلَّى فِيهَا عَلَى الْجَنَائِزِ بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَبْوَابٍ، مِنْهَا بَابُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَيُعْرَفُ بِبَنِي هَاشِمٍ فِيهِ مَوْضِعٌ قَدْ هُنْدِمَ لِلْجَنَائِزِ لِتُوضَعَ فِيهِ وَمِنْهَا بَابُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، وَهُوَ بَابُ بَنِي شَيْبَةَ الْكَبِيرِ وَمِنْهَا بَابُ الصَّفَا، وَفِيهِ مَوْضِعٌ قَدْ هُنْدِمَ أَيْضًا فَوُضِعَ فِيهِ الْجَنَائِزُ وَهُوَ عَلَى بَابِ الصَّفَا، صُلِّيَ عَلَى سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ حِينَ مَاتَ فَهَذِهِ الْأَبْوَابُ الَّتِي يُصَلَّى فِيهَا عَلَى الْجَنَائِزِ، وَكَانَ النَّاسُ فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ يُصَلُّونَ عَلَى الرَّجُلِ الْمَذْكُورِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ 1367 - وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْ، يَذْكُرُ أَنَّهُ صُلِّيَ عَلَى أَبِي إِهَابٍ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

§ذِكْرُ مَنَارَاتِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدِهَا وَصِفَتِهَا وَفِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَرْبَعُ مَنَارَاتٍ يُؤَذِّنُ فِيهَا مُؤَذِّنُو الْمَسْجِدِ، وَهِيَ فِي -[203]- زَوَايَا الْمَسْجِدِ عَلَى سَطْحِهِ، يُرْتَقَى إِلَيْهَا بِدَرَجٍ، وَعَلَى كُلِّ مَنَارَةٍ بَابٌ يُغْلَقُ عَلَيْهَا شَارِعٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَعَلَى رُءُوسِ الْمَنَارَاتِ شُرَافٌ فَأَوَّلُهَا: الْمَنَارَةُ الَّتِي تَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ، تُشْرِفُ عَلَى دَارِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَفِيهَا يُؤَذِّنُ صَاحِبُ الْوَقْتِ بِمَكَّةَ وَالْمَنَارَةُ الثَّانِيَةُ: تَلِي أَجْيَادَ تُشْرِفُ عَلَى الْحَزْوَرَةِ وَسُوقِ الْخَيَّاطِينَ، وَفِيهَا يُسَحِّرُ الْمُؤَذِّنُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَالْمَنَارَةُ الثَّالِثَةُ: تُشْرِفُ عَلَى دَارِ ابْنِ عَبَّادٍ وَدَارِ السُّفْيَانِيِّينَ عَلَى سُوقِ اللَّيْلِ، وَيُقَالُ لَهَا مَنَارَةُ الْمَكِّيِّينَ وَالْمَنَارَةُ الرَّابِعَةُ: بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالشَّامِ، وَهِيَ مُطِلَّةٌ عَلَى دَارِ الْإِمَارَةِ وَعَلَى الْحَذَّائِينَ وَالرَّدْمِ، وَفِيهَا يَتَعَبَّدُ أَبُو الْحَجَّاجِ الْخُرَاسَانِيُّ، وَيَكُونُ فِيهَا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَيُصَلِّي الصَّلَوَاتِ فِيهَا، وَلَا يَنْحَدِرُ مِنْهَا إِلَّا مِنْ جُمُعَةٍ إِلَى جُمُعَةٍ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا فِيمَا ذَكَرُوا 1368 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِيهِ ابْنُ صَفْوَانَ الْقُرَشِيُّ قَالَ: كَانَ شَيْخٌ فِي بَعْضِ مَنَارَاتِ الْكَعْبَةِ يَتَعَبَّدُ يُكْنَى -[204]- بِأَبِي الْحَجَّاجِ، لَا يُكَلِّمُ النَّاسَ قَالَ: فَحَجَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ فَأَرَادَهُ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ فَأَبَى، فَمَرَّ بِهِ خَصِيٌّ وَمَعَهُ شَمْعَةٌ فَرَآهُ فِي أَطْمَارِهِ فَصَاحَ بِهِ: تَنَحَّ، فَلَمْ يَكْتَرِثْهُ الشَّيْخُ قَالَ: فَضَرَبَهُ الْخَصِيُّ بِرِجْلِهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ طَرَحَهُ قَالَ: فَتَسْقُطُ شَرَارَةٌ مِنَ الشَّمْعَةِ عَلَى ثِيَابِ الْخَصِيِّ، فَجَعَلُوا يَصُبُّونَ عَلَيْهِ الْمَاءَ فَمَا أَقْلَعَتْ عَنْهُ حَتَّى جَعَلَتْهُ فَحْمَةً

ذكر عمارة أبي أحمد الموفق بالله في المسجد الحرام، وتفسيره وكانت عمارة المسجد الحرام كما وصفنا , حتى كانت سنة إحدى وسبعين ومائتين فانقض جدر دار زبيدة التي يلي الحناطين مما يلي باب بني سهم على سقف المسجد، فخرب سقوف المسجد، وكبس خشبه، ومات في ذلك الهدم

§ذِكْرُ قَنَادِيلِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدِهَا، وَالثُّرَيَّاتِ الَّتِي فِيهِ، وَتَفْسِيرِ أَمْرِهَا وَعَدَدُ الْقَنَادِيلِ أَرْبَعُمِائَةِ قَنْدِيلٍ وَخَمْسَةٌ وَخَمْسُونَ قَنْدِيلًا وَالثُّرَيَّاتُ الَّتِي يُسْتَصْبَحُ فِيهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَفِي الْمَوْسِمِ ثَمَانِي ثُرَيَّاتٍ، أَرْبَعٌ صِغَارٌ وَأَرْبَعٌ كِبَارٌ، يُسْتَصْبَحُ فِي الْكِبَارِ مِنْهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَفِي الْمَوَاسِمِ، وَيُسْتَصْبِحُ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ فِي سَائِرِ السَّنَةِ عَلَى بَابِ دَارِ الْإِمَارَةِ، وَهَذِهِ الثُّرَيَّاتُ فِي مَعَالِيقَ مِنْ شَبَةٍ، وَلَهَا قَصَبٌ مِنْ شَبَةٍ، تَدْخُلُ هَذِهِ الْقَصَبَةُ فِي حَبْلٍ ثُمَّ تُجْعَلُ فِي جَوَانِبِ الْمَسْجِدِ الْأَرْبَعَةِ، فِي كُلِّ جَانِبٍ وَاحِدَةٌ يُسْتَصْبَحُ فِيهَا فِي رَمَضَانَ، فَيَكُونُ لَهَا ضَوْءٌ كَثِيرٌ ثُمَّ تُرْفَعُ فِي سَائِرِ السَّنَةِ

§ذِكْرُ ظُلَّةِ الْمُؤَذِّنِينَ الَّتِي يُؤَذِّنُ فِيهَا الْمُؤَذِّنُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ فَأَوَّلُ مَنْ عَمِلَ ظُلَّةَ الْمُؤَذِّنِينَ الَّتِي عَلَى سَطْحِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ يُؤَذِّنُ فِيهَا الْمُؤَذِّنُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ فَصَارَ عَلَى الْمِنْبَرِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الطَّلْحِيُّ، وَهُوَ أَمِيرُ مَكَّةَ فِي خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ وَكَانَ الْمُؤَذِّنُونَ يَجْلِسُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ بِنَائِهَا فِي الشَّمْسِ فِي الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ، فَكَانَتْ تِلْكَ الظُّلَّةُ عَلَى حَالِهَا حَتَّى كَانَتْ سَنَةُ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ فَغَيَّرَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ وَبَنَاهَا بِنَاءً مُحْكَمًا، وَجَعَلَهَا بِطَاقَاتٍ خَمْسٍ، وَإِنَّمَا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ ظُلَّةً، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى عَمَلَهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَصَّاصُ

ذكر الجلوس في المسجد الحرام والحديث فيه

§ذِكْرُ الدُّورِ الَّتِي تُشْرَعُ عَلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمِنْهَا دَارُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الَّتِي عِنْدَ بَابِ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، فِيهَا فُتِحَ فَتْحٌ فِي دَارِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ يَرَى مِنْهُ الْكَعْبَةَ مَنْ قَامَ عَلَى الْمَرْوَةِ ثُمَّ دَارُ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ فِي الشِّقِّ الشَّامِيِّ ثُمَّ دَارُ النَّدْوَةِ، فِي دُبُرِهَا طَرِيقٌ يُخْرَجُ مِنْهُ إِلَى السُّوَيْقَةِ، وَهِيَ الْيَوْمَ لِأَبِي أَحْمَدَ الْمُوَفَّقِ بِاللهِ أَخِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، سَلَّمَهَا لَهُ الْحَارِثُ بْنُ عِيسَى ثُمَّ دَارُ الْعَجَلَةِ، بَيْنَهَا وَبَيْنَ دَارِ النَّدْوَةِ الْبَابُ الَّذِي يُخْرَجُ مِنْهُ إِلَى قُعَيْقِعَانَ، وَكَانَتْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ، وَكَانَ إِلَى جَنْبِهَا دَارٌ لِبَكَّارِ بْنِ رَبَاحٍ

1369 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَسَمِعْتُهُ مِنْهُ يُحَدِّثُ بِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكَّارُ بْنُ رَبَاحٍ مَوْلَى الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ فَسَامَنِي بِمَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ دَارِ الْعَجَلَةِ وَأَرَادَ أَنْ يُدْخِلَهُ فِي دَارِ الْعَجَلَةِ، فَأَعْطَانِي بِهِ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا كُنْتُ لِأَبِيعَ جِوَارَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: أَعْطُوهُ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ وَدَعُوا لَهُ مَنْزِلَهُ، قَالَ بَكَّارٌ: فَقُلْتُ حِينَ مَاتَ: [البحر الطويل] §أَلَا رَحْمَةُ الرَّحْمَنِ فِي كُلِّ شَارِقٍ ... عَلَى رُمَّةٍ رُشَّتْ بِهَا سَبَدَانِ لَقَدْ غَيَّبَ الْقَبْرُ الَّذِي فِيهِ سُؤْدُدٌ ... وَكَفَّيْنِ بِالْمَعْرُوفِ تَبْتَدِرَانِ ثُمَّ صَارَتْ دَارُ الْعَجَلَةِ الْيَوْمَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ جَعْفَرٍ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللهِ وَفِي الشِّقِّ الْغَرْبِيِّ دَارُ زُبَيْدَةَ الْكَبِيرَةُ الَّتِي بَنَتْهَا، ثُمَّ دَارُ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ، صَارَتْ بَعْدَ ذَلِكَ لِزُبَيْدَةَ وَلَيْسَ فِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِي شَيْءٌ إِلَّا دَارُ الْقَوَارِيرِ الَّتِي بَنَاهَا حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ، ثُمَّ صَارَتِ الْيَوْمَ لِمُوسَى بْنِ بُغَا، قَبَضَهَا لَهُ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِيُّ، وَهُوَ وَالِي الْمَدِينَةِ

§ذِكْرُ الدُّورِ الَّتِي تَسْتَقْبِلُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مِنْ جَوَانِبِهِ خَارِجًا فِي الْوَادِي وَلَا تَلْزَقُ بِهِ وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ: فَمِنْهَا مِمَّا يَلِي الشَّامَ: دَارُ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ، وَخِزَانَةُ الْكَعْبَةِ تَحْتَهَا، وَهِيَ إِلَى جَنْبِ دَارِ الْإِمَارَةِ -[207]- ثُمَّ دَارُ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَهِيَ الْيَوْمَ فِي الصَّوَافِي عِنْدَ دَارِ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ وَدَارُ صَاحِبِ الْبَرِيدِ الَّتِي يَسْكُنُهَا أَصْحَابُ الْبُرُدِ بِمَكَّةَ وَدَارُ مَسْرُورٍ خَادِمِ زُبَيْدَةَ، وَذَلِكَ كُلُّهُ فِي الْجَانِبِ الشَّامِيِّ وَمِنَ الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ دَارُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، كَانَتْ لِعُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ ثُمَّ صَارَتْ لِإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَهِيَ الْيَوْمَ لِعَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيِّ وَدَارُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَدَارُ ابْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْجُمَحِيِّ وَمِنَ الْجَانِبِ الْيَمَانِيِّ دَارُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الَّتِي تَسْتَقْبِلُ بَابَ الْخَيَّاطِينَ وَإِلَى جَانِبِهَا دَارُ ابْنِ بُرَيْعٍ وَدَارُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيِّ وَدَارُ بِنْتِ الْأَشْعَثِ عِنْدَ التَّمَّارِينَ وَدَارُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُدَبِّرٍ الْكَاتِبِ وَدَارُ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيِّ عِنْدَ فَمِ خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ، خَرَّبَهَا ابْنُ أَبِي السَّاجِ، فَهِيَ خَرَابٌ إِلَى الْيَوْمِ ثُمَّ دَارُ الْمُعَيْدِيِّ عَلَى فُوَّهَةِ أَجْيَادَ الْكَبِيرِ، صَارَتْ لِمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُهَيْلٍ الْيَوْمَ، فَأَخْرَجَهَا الْخَيَّاطُونَ وَالْجَزَّارُونَ فِي أَيَّامِ الْفِتْنَةِ فِيهِمْ، وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ لِجَعْفَرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ وَمِنَ الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ: دَارُ عِيسَى بْنِ مُوسَى، كَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَسْكُنُ فِيهَا، ثُمَّ صَارَتْ مُتَوَضِّيَاتٍ لِزُبَيْدَةَ إِلَى الْيَوْمِ وَإِلَى جَانِبِهَا دَارٌ لِبَعْضِ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عِنْدَ أَصْحَابِ الصَّابُونِ وَدَارُ أَبِي عَزَارَةَ وَمُحَمَّدِ -[208]- بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَلَكِيَّيْنِ، وَهِيَ بَقِيَّةُ الدَّارِ الَّتِي كَانَ فِيهَا حِلْفُ الْفُضُولِ، وَهِيَ الْيَوْمَ لِصَاعِدِ بْنِ مَخْلَدٍ وَدَارُ عَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُشْرِفَةُ عَلَى بَابِ أَجْيَادٍ الصَّغِيرِ ثُمَّ دَارُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ وَتُعْرَفُ الْيَوْمَ بِأَبِي أَحْمَدَ بْنِ الرَّشِيدِ ثُمَّ دَارُ شَقِيقِهِ فِيهَا الْبَزَّازُونَ، وَبَيْنَ يَدَيْهَا الصَّيَارِفَةُ ثُمَّ دَارُ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ الَّتِي بَاعَتْهَا أُمُّ عِيسَى بِنْتِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ الْمُطَّلِبِ الْمَخْزُومِيَّةُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ فَبَنَاهَا، ثُمَّ صَارَتْ لِابْنِهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ، وَبِهِ تُعْرَفُ، شَارِعَةٌ عَلَى الصَّفَا وَالْوَادِي ثُمَّ دَارُ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيِّ دُبُرَ دَارِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى الصَّفَا ثُمَّ دَارُ صَيْتَةَ مَوْلَاةِ الْعَبَّاسِيَّةِ ثُمَّ دَارُ الْخَيْزُرَانِ لِوَلَدِ مُوسَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَهِيَ الْيَوْمَ أَوْ بَعْضُهَا لِأَبِي عُمَارَةَ بْنِ أَبِي مَيْسَرَةَ وَدَارُ الْقَاضِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّفْيَانِيِّ مُشْرَعَةٌ عَلَى مَنَارَةِ الْمَسْجِدِ وَالْوَادِي ثُمَّ دَارُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ عِنْدَ الْعَلَمِ الْأَخْضَرِ وَدَارُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ تُشْرِفُ عَلَى سُوقِ اللَّيْلِ وَالْوَادِي، يُقَالُ إِنَّهُ اشْتَرَاهَا بِثَمَانِينَ أَلْفًا، وَأَنْفَقَ عَلَيْهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ، ثُمَّ هِيَ الْيَوْمَ فِي يَدِ وَرَثَةِ وَصِيفٍ وَدَارُ مُوسَى بْنِ عِيسَى فِي أَصْلِهَا الْمِيلُ الْأَخْضَرُ وَهُوَ عَلَمُ الْمَسْعَى ثُمَّ دَارُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عِنْدَ زُقَاقِ الْعَطَّارِينَ -[209]- وَدَارُ الْأَزْهَرَيْنِ وَدَارُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الَّتِي بَنَاهَا حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ عَلَى الصَّيَادِلَةِ فَاحْتَرَقَتْ، ثُمَّ صَارَتِ الْيَوْمَ لِأَبِي عِيسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ ثُمَّ دَارُ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ، بَنَاهَا وَأَرَادَ أَنْ يُسَوِّيَهَا بِدَارِ ابْنِ عَلْقَمَةَ فَمُنِعَ مِنْ ذَلِكَ، فَجَعَلَ أُسْطُوَانَةً فِي رُكْنِ الدَّارِ مِمَّا يَلِي دَارَ ابْنِ عَلْقَمَةَ، فَيُقَالُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ لَهُ حِينَ رَآهَا: مَا أَشْبَهَ دَارَكَ هَذِهِ بِعَجُوزٍ تَمْشِي عَلَى عُكَّازٍ ثُمَّ دَارُ نَافِعِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْكِنَانِيِّ، كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَبَضَهَا ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِمْ وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: كَانَ لِآلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ فِيهَا شَيْءٌ فَأَخَذَهُ نَافِعُ بْنُ عَلْقَمَةَ مِنْهُمْ فِي وِلَايَتِهِ عَلَى مَكَّةَ وَيُقَابِلُهَا دَارُ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ وَإِلَى جَانِبِ دَارِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ مَنْزِلُ أَبِي غَبْشَانَ الْخُزَاعِيِّ بَيْنَ دَارِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ وَبَيْنَ دَارِ عِيسَى بْنِ جَعْفَرٍ الَّتِي فِيهَا الْحَذَّاءُونَ، وَهِيَ الْيَوْمَ بِيَدِ وَرَثَةِ أَحْمَدَ الْمُوَلِّدِ، بَيْنَهَا وَبَيْنَ دَارِ الْإِمَارَةِ طَرِيقٌ إِلَى السُّوَيْقَةِ وَمَا نَاحَاهَا وَدَارُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ إِلَى جَنْبِ دَارِ ابْنِ عَلْقَمَةَ، وَهِيَ مِنَ الدُّورِ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ "

§ذِكْرُ السَّعْيِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَسُنَّةِ السَّعْيِ بَيْنَهُمَا، وَمُبْتَدَأِ ذَلِكَ كَيْفَ كَانَ وَتَفْسِيرِهِ

1370 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، -[210]- يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ §السَّعْيِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " لَمَّا بَعَثَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَتَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُرِيهِ الْمَنَاسِكَ، عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ الْخَبِيثُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ بِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى أَنْ يُجِيزَ الْوَادِي وَقَالَ ابْنُ أَبِي يُوسُفَ: قَبْلَ أَنْ يَعْرِضَ لَهُ الْخَبِيثُ، قَالَا: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: فَكَانَتْ سُنَّةً "

1371 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: نُبِّئْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ حَدَّثَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ "

ذكر مقلع الكعبة وتسمية مواضعه وقال بعض أهل مكة: إن ابن الزبير رضي الله عنهما لما أراد هدم الكعبة سأل رجالا من أهل العلم من أهل مكة: من أين كانت قريش أخذت حجارة الكعبة حين بنتها؟ فأخبر أنهم بنوها من حراء وثبير، ومن المقطع، وهو الجبل المشرف على مسجد

1372 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: إِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رَمَلَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَهِيَ سُنَّةٌ، فَقَالَ: " صَدَقُوا وَكَذَبُوا " -[211]- 1373 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: صَدَقُوا؛ قَدْ فَعَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَذَبُوا؛ لَيْسَتْ بِسُنَّةٍ

ذكر ذرع المسجد الحرام وصفته وذرع المسجد الحرام مكسرا مائة ألف ذراع وعشرون ألف ذراع وذرع المسجد طولا من باب بني جمح إلى باب بني هاشم الذي عند العلم الأخضر مقابل دار العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فيما يزعمون أربعمائة ذراع وأربعة أذرع مع جدريه , يمر ذلك

1374 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " رَآهُمْ §يَسْعَوْنَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؛ لِيُرِيَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُ "

ذكر عدد أساطين المسجد الحرام وعدد أساطين المسجد الحرام من شقه الشرقي مائة وثلاث أسطوانات , ومن شقه الغربي مائة أسطوانة وخمس أسطوانات , ومن شقه الشامي مائة وخمس وثلاثون أسطوانة , ومن شقه اليماني مائة وإحدى وأربعون أسطوانة , فجميع ما فيه من الأساطين

1375 - وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §فِيمَا الرَّمَلَانُ وَالْكَشْفُ عَنِ الْمَنَاكِبِ وَقَدْ أَطَّأَ اللهُ الْإِسْلَامَ وَنَفَى الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَلَا نَدَعُ شَيْئًا كُنَّا نَفْعَلُهُ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

ذكر صفة الأساطين الأساطين التي رءوسها مذهبة ثلاثمائة وإحدى وعشرون، منها في الظلال التي تلي دار الندوة مائة وثلاثون , وفيما هناك كان يصلي ابن جريج وغيره من الفقهاء، وأسطوانة ابن جريج التي كان يصلي عندها رأسها مذهب مكتوب عليها بماء الذهب: بسم الله، أمر

1376 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: ثنا أَبُو مِجْلَزٍ، فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} [البقرة: 127] قَالَ: " لَمَّا فَرَغَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنَ الْبَيْتِ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَرَاهُ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ وَأُرَاهُ قَالَ: بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ "

1377 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ التَّيْسَانِيِّ , عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ §رَجُلٍ بَدَأَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَلَا حَرَجَ "

1378 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ دِرْهَمٍ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَرَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنِ السَّعْيِ، فَقَالَ: " §افْتَحْ بِالصَّفَا، وَاخْتِمْ بِالْمَرْوَةِ قَالَ: إِنْ خِفْتَ أَنْ لَا تُحْصِيَ فَخُذْ مَعَكَ أَحْجَارًا، أَوْ قَالَ: حَصَيَاتٍ، فَكُلَّمَا جِئْتَ إِلَى الْجَبَلِ أَوِ الصَّفَا أَلْقَيْتَ وَاحِدَةً، وَالْمَرْوَةَ أُخْرَى "

ذكر الطاقات وعددها وذرعها وعلى الأساطين أربعمائة طاقة وثمان وتسعون طاقة، منها في ظلال المسجد مما يلي دار الندوة والإمارة والعجلة مائة واثنتان وأربعون طاقة , ومنها في الظلال التي تلي باب بني جمح ودار زبيدة اثنتان وتسعون طاقة , ومنها في الظلال التي تلي

§ذِكْرُ رُقِيِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا، وَذِكْرِهِ إِيَّاهُ، وَمَا جَاءَ فِيهِ

1379 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، جَمِيعًا عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] (وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) , قَالَ: وَهِيَ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللهِ، خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى الصَّفَا فَصَعِدَ عَلَيْهِ ثُمَّ نَادَى: " يَا صَاحِبَاهُ " قَالَ: فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَ رَجُلٍ يَجِيءُ وَبَيْنَ رَجُلٍ يَبْعَثُ رَسُولَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي قُصَيٍّ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، يَا بَنِي، يَا بَنِي، §أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِسَفْحِ الْجِبَالِ تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَصَدَّقْتُمُونِي؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ " فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكُمْ سَائِرَ الْيَوْمِ، مَا دَعَوْتُمُونَا إِلَّا لِهَذَا قَالَ: فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: هَكَذَا قَرَأَ الْأَعْمَشُ، قَالُوا: مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا

1380 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَادَى: " يَا لَغَالِبٍ " فَخَرَجُوا إِلَيْهِ مِنَ الْمَسْجِدِ وَالدُّورِ مَنْ سَمِعَ صَوْتَهُ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا آلَ لُؤَيٍّ " فَرَجَعَ إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْ لُؤَيٍّ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا لَكَعْبٍ، فَرَجَعَ إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْ كعب ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا لَقُصَيٍّ " فَرَجَعَ إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْ آلِ قُصَيٍّ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا لَعَبْدِ مَنَافٍ " فَرَجَعَ إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْ آلِ عَبْدِ مَنَافٍ، ثُمَّ قَالُوا: هَذِهِ عَبْدُ مَنَافٍ، فَمَا تُرِيدُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَرَنِي أَنْ أُنْذِرَ عَشِيرَتِي الْأَقْرَبِينَ، وَأَنْتُمْ هُمْ، وَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا مَنْفَعَةً وَلَا مِنَ الْآخِرَةِ نَصِيبًا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ بِطُولِهِ

ذكر صفة جدرات المسجد الحرام وحدودها ومن المقام إلى جدر المسجد الذي يلي المسعى مائة ذراع وثمانية وثلاثون ذراعا ومن المقام إلى الجدر الذي يلي باب بني جمح مائتا ذراع وثمانية عشر ذراعا ومن المقام إلى الجدر الذي يلي دار الندوة مائة ذراع وخمسة وأربعون ذراعا

1381 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأُمَوِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] قَامَ رَسُولُ -[215]- اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَزَادَ فِيهِ: فَقَالَ: " يَا بَنِي هَاشِمٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، §إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا "

1382 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا، فَإِنْ أَصْبَحَ لَنَا ذَهَبًا اتَّبَعْنَاكَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَ تَفْعَلُونَ؟ " فَدَعَا رَبَّهُ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا، فَمَنْ كَفَرَ بَعْدُ مِنْهُمْ {فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} [المائدة: 115] ، وَإِنْ شِئْتَ فَتَحْتُ لَهُمْ بَابَ الرَّحْمَةِ وَالتَّوْبَةِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ بَابُ الرَّحْمَةِ وَالتَّوْبَةِ " 1383 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ -[216]- لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُ لَنَا رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ

ذكر صفة أبواب المسجد الحرام وعددها وذرعها وفي المسجد الحرام من الأبواب ثلاثة وعشرون بابا , فيها أربعون طاقا , منها في الشق الذي يلي المسعى، وهو الشرقي، خمسة أبواب , وهي إحدى عشرة طاقة , من ذلك الباب الأول، وهو الباب الكبير الذي يقال له اليوم: باب بني

1384 - وَحَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: ثنا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {§وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يَدْعُوهُمْ قَبَائِلَ قَبَائِلَ

1385 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §اجْعَلْ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا قَالَ: " وَيَكُونُ لَكُمْ مِثْلُ الْمَائِدَةِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ " فَأَبَوْا

§ذِكْرُ الرَّمَلِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَمَوْضِعِ الْقِيَامِ عَلَيْهَا، وَكَيْفَ فَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ، وَتَفْسِيرِهِ

1386 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ -[217]- مَهْدِيٍّ قَالَ: أنا هِشَامٌ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ وَلَدِ شَيْبَةَ قَالَتْ: إِنَّهَا أَبْصَرَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَهُوَ يَقُولُ: " لَا يُقْطَعُ الْأَبْطَحُ إِلَّا شَدًّا "

1387 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا تَصَرَّمَتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ §رَمَلَ حَتَّى خَرَجَ مِنْهُ

1388 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَسْعَى فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَفْعَلُهُ

1389 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ -[218]- بْنِ السَّائِبِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ جُمْهَانَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَمْشِي فِي الْمَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَتَمْشِي مِنْ الصَّفَا إِلَى الْمَرْوَةِ؟ فَقَالَ: إِنْ سَعَيْتُ فَقَدْ §رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْعَى، وَإِنْ أَمْشِي فَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي، وَأَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ 1390 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ

ذكر ذرع طول جدرات المسجد الحرام وذرع جدر المسجد الحرام الذي يلي المسعى وهو الشرقي ثمانية عشر ذراعا في السماء، وفي هذا الجدر تحت الشرافات المكشوفات كتاب مكتوب كان أمر به عبد الله بن محمد بن داود أن يكتب. وطول الجدر الذي يلي الوادي وهو الشق اليماني اثنان

1391 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُعْتَمِرًا، وَقَدِمَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقُلْتُ: أَيُّهُمَا أَبْدَأُ؟ فَقُلْتُ: أَلْزَمُ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ آتِي أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَأُسَلِّمُ عَلَيْهَا قَالَ: فَلَزِمْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَبَدَأَ عَبْدُ اللهِ §فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ ثُمَّ أَخَذَ عَلَى يَمِينِهِ فَرَمَلَ ثَلَاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا، ثُمَّ أَتَى الْمَقَامَ -[219]- فَصَلَّى وَرَاءَهُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا، فَقَامَ عَلَى صَدْعٍ فِيهِ فَأَهَلَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْإِهْلَالِ فِي هَذَا الْمَكَانِ قَالَ: " لَكِنِّي آمُرُكَ بِهِ، أَتَدْرِي مَا التَّلْبِيَةُ؟ إِنَّمَا هِيَ اسْتِجَابَةٌ اسْتَجَابَ بِهَا مُوسَى لِرَبِّهِ " ثُمَّ هَبَطَ، فَلَمَّا أَتَى بَطْنَ الْوَادِي رَمَلَ وَقَالَ: " رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ "

ذكر عدد الشرافات التي في ظهر المسجد وخارجه وعدد الشرافات اللائي على جدرات المسجد الحرام من خارجه مائتا شرافة واثنتان وسبعون شرافة ونصف منها في الجدر الذي يلي المسعى ثلاث وسبعون ومنها في الجدر الذي يلي الوادي مائة وتسع عشرة ومنها في الجدر الذي يلي باب بني

1392 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ فِي خَوْخَةٍ لِي فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَرَأَيْتُهُ إِذَا أَتَى عَلَى بَطْنِ الْوَادِي يَسْعَى حَتَّى تَبْدُوَ رُكْبَتَاهُ

ذكر عدد الشراف التي في بطن المسجد وما يشرع من الطيقان في الصحن وفي شق المسجد الشرقي الذي فيه المسعى واحد وثلاثون طاقا، فوقها مائة شرافة مجصصة وفي الشق الذي يلي باب بني شيبة الصغير ودار الندوة ستة وأربعون طاقا، فوقها مائة وأربع وسبعون شرافة وفي الشق

1393 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: أنا وَكِيعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، -[220]- عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي نَوْفَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ يَسْعَى مِمَّا يَلِي الْوَادِي: " §رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ "

ذكر صفة سقف المسجد وللمسجد الحرام سقفان أحدهما فوق الآخر، فأما الأعلى منهما فمسقف بالدوم اليماني، وأما الأسفل فمسقف بالساج والسيلج الجيد، وبين السقفين فرجة قدر ذراعين ونصف والسقف الساج مزخرف بالذهب، مكتوب في دوارات من خشب فيه قوارع القرآن، وغير ذلك

1394 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ، §لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ لَمْ يَلْوِ وَلَمْ يُعَرِّجْ وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ دَخَلَ بَيْتًا وَلَا عَرَّجَ وَلَا لَوَى لِشَيْءٍ فِي حَجَّتِهِ هَذِهِ وَفِي عُمَرِهِ كُلِّهَا قَالَ عَطَاءٌ: إِنْ قَدِمَ مُعْتَمِرٌ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ أَنْ يَطُوفَ، لَا يُمْنَعُ الطَّوَافُ، وَلَا يُصَلِّي تَطَوُّعًا حَتَّى يَسْعَى قَالَ: وَإِنْ وَجَدَ النَّاسَ فِي الْمَكْتُوبَةِ فَصَلَّى مَعَهُمْ، وَلَا أُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ بَعْدَهَا شَيْئًا حَتَّى يَطُوفَ

ذكر الأبواب التي يصلى فيها على الجنائز بمكة المشرفة وهي ثلاثة أبواب، منها باب العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، ويعرف ببني هاشم فيه موضع قد هندم للجنائز لتوضع فيه ومنها باب بني عبد شمس، وهو باب بني شيبة الكبير ومنها باب الصفا، وفيه موضع قد هندم أيضا

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَكَانَ عَطَاءٌ يَقُولُ: " §لَيْسَ دُخُولُ الْبَيْتِ عَلَى النَّاسِ بِوَاجِبٍ "

ذكر منارات المسجد الحرام وعددها وصفتها وفي المسجد الحرام أربع منارات يؤذن فيها مؤذنو المسجد، وهي في زوايا المسجد على سطحه، يرتقى إليها بدرج، وعلى كل منارة باب يغلق عليها شارع في المسجد الحرام، وعلى رءوس المنارات شراف فأولها: المنارة التي تلي باب بني

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §إِذَا قَدِمَ طَافَ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْمَقَامِ، ثُمَّ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا

ذكر قناديل المسجد الحرام وعددها، والثريات التي فيه، وتفسير أمرها وعدد القناديل أربعمائة قنديل وخمسة وخمسون قنديلا والثريات التي يستصبح فيها في شهر رمضان وفي الموسم ثماني ثريات، أربع صغار وأربع كبار، يستصبح في الكبار منها في شهر رمضان وفي المواسم،

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَطَاءٌ: " §مَنْ شَاءَ حِينَ يَخْرُجُ إِلَى الصَّفَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ وَقَالَ: وَإِنْ يَسْتَلِمْ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَا بَأْسَ "

ذكر ظلة المؤذنين التي يؤذن فيها المؤذنون يوم الجمعة إذا خرج الإمام فأول من عمل ظلة المؤذنين التي على سطح المسجد الحرام يؤذن فيها المؤذنون يوم الجمعة إذا خرج الإمام فصار على المنبر عبد الله بن محمد بن عمران الطلحي، وهو أمير مكة في خلافة أمير المؤمنين

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أُخْبِرْتُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَنَعَ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ صَلَّى سُلَيْمَانُ عَلَى سُبْعِ إِحْرَامِهِ حِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى -[221]- الصَّفَا، §فَمَنَعَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنْ يَسْتَلِمَ الرُّكْنَ ثُمَّ يَخْرُجَ إِلَى الصَّفَا، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَاجْتَرَّهُ إِلَى الصَّفَا، فَمَنَعَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنْ يَسْتَلِمَ، فَقَالَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ هَذَا الْأَمْرَ، أُخْبِرْتُ أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا صَلَّتْ عَلَى ذَلِكَ السُّبْعِ ثُمَّ ذَهَبَتْ إِلَى الصَّفَا، فَأَرَادَ بَنُو أَخِيهَا أَنْ يَسْتَلِمُوا الرُّكْنَ فَقَالَتْ: أَدْرِكُوهُمْ، فَمَنَعَتْهُمْ وَخَرَجَتْ كَمَا هِيَ وَلَمْ تَسْتَلِمْ

ذكر الدور التي تشرع على المسجد الحرام فمنها دار أمير المؤمنين التي عند باب بني عبد شمس، فيها فتح فتح في دار عيسى بن علي يرى منه الكعبة من قام على المروة ثم دار الفضل بن الربيع في الشق الشامي ثم دار الندوة، في دبرها طريق يخرج منه إلى السويقة، وهي اليوم

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهَ يُخْبِرُ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يُخْبِرُ عَنْ حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: حَتَّى إِذَا أَتَيْنَا الْبَيْتَ §اسْتَلَمَ الرُّكْنَ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعَةَ أَطْوَافٍ، رَمَلَ بَيْنَ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا عَطَاءٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §سَعَى فِي عُمَرِهِ كُلِّهَا الْأَرْبَعَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ إِلَّا أَنَّهُمْ رُدُّوهُ فِي الرَّابِعَةِ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الْبَيْتِ

ذكر الدور التي تستقبل المسجد الحرام من جوانبه خارجا في الوادي ولا تلزق به وتفسير ذلك: فمنها مما يلي الشام: دار شيبة بن عثمان، وخزانة الكعبة تحتها، وهي إلى جنب دار الإمارة ثم دار الفضل بن الربيع، وهي اليوم في الصوافي عند دار حجير بن أبي إهاب ودار

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَطَاءٌ: §وَسَعَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَامَ حَجَّ إِذْ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عَطَاءٌ: ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَالْخُلَفَاءُ هَلُمَّ جَرًّا يَسْعَوْنَ كَذَلِكَ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §سَعَى عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَسَعَى قَبْلَهَا، قَالَ عَطَاءٌ: وَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَسْعَى وَإِنْ لَمْ يَسْعَ فَلَا بَأْسَ

1395 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا فُضَيْلٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " كَانُوا §يَقُومُونَ عَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ عِشْرِينَ أَوْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ آيَةً مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ "

1396 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أنا الْأَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ " كَانَ §يُحِبُّ إِذَا قَامَ عَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْبَيْتَ حَيْثُ يَرَاهُ ثُمَّ يَكُونَ قِيَامُهُ فِي الدُّعَاءِ وَالتَّكْبِيرِ قَدْرَ سُورَةِ النَّجْمِ أَوْ نَحْوِهَا "

ذكر السعي بين الصفا والمروة، وسنة السعي بينهما، ومبتدأ ذلك كيف كان وتفسيره

1397 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ الْأَجْدَعِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُعَلِّمُ النَّاسَ فَيَقُولُ: " §إِذَا قَدِمَ أَحَدُكُمْ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا فَلْيَطُفْ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَلْيُصَلِّ خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَأْتِي الصَّفَا فَيَصْعَدُ عَلَيْهِ فَيُكَبِّرُ عَلَيْهِ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ بَيْنَ كُلِّ تَكْبِيرَتَيْنِ حَمْدًا لِلَّهِ وَثَنَاءً عَلَيْهِ، وَيَسْأَلُهُ لِنَفْسِهِ، وَصَلَاةً عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

1398 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَهْبِطُ فِي السَّابِعَةِ يَعْنِي فِي التَّكْبِيرَةِ السَّابِعَةِ

1399 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَالَ صَالِحُ بْنُ مَسْعُودٍ، §رَأَيْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ مُحَمَّدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى الصَّفَا رَافِعًا يَدَيْهِ حَتَّى خَرَجَ أَبْطَأَهُ وَهُوَ يَدْعُو: رَبَّ الْحَرَمِ، رَبَّ الْحَرَمِ قَالَ صَالِحٌ: يَعْنِي رَبَّ الْبَيْتِ الْحَرَامِ، رَبَّ الْبَيْتِ الْحَرَامِ

1400 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُبَادَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ §يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَغُشِيَ عَلَيْهِ، فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ فَبَنَى مِنْ حَيْثُ قَطَعَ

1401 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ §قُطِعَ عَلَيْهِ سَعْيُهُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَبَنَى مِنْ حَيْثُ قُطِعَ عَلَيْهِ

1402 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مَعْقِلٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الِاسْتِجْمَارُ وِتْرٌ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ وِتْرٌ، وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وِتْرٌ، وَالطَّوَافُ وِتْرٌ، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَجْمِرْ بِوِتْرٍ "

§ذِكْرُ فَضْلِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَعِظَمِ شَأْنِهِمَا

1403 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا طَافَ وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ، ثُمَّ أَتَى الْحَجَرَ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا وَقَالَ: " §نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ " فَبَدَأَ بِالصَّفَا وَقَرَأَ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} [البقرة: 158]

1404 - حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ -[225]- سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: " §مَا أَتَمَّ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَجَّ رَجُلٍ وَلَا عُمْرَتَهُ لَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ قَالَتْ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] "

ذكر رقي النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا، وذكره إياه، وما جاء فيه

1405 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللهُ عَنْهَا: مَا أَرَى عَلَى أَحَدٍ لَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ شَيْئًا، وَمَا أُبَالِي أَنْ لَا أَطَّوَّفَ بَيْنَهُمَا فَقَالَتْ: بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا ابْنَ أُخْتِي، §طَافَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَافَ الْمُسْلِمُونَ، فَكَانَتْ سُنَّةً، وَإِنَّمَا كَانَ مَنْ أَهَلَّ لِمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي بِالْمُشَلَّلِ لَا يَطُوفُونُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَامُ سَأَلْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] وَلَوْ كَانَتْ كَمَا تَقُولُ لَكَانَتْ: وَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَطَّوَّفَ بِهِمَا قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْعِلْمُ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُونَ: إِنَّمَا كَانَ مَنْ لَا يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُونَ: إِنَّ طَوَافَنَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَجَرَيْنِ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ وَقَالَ آخَرُونَ مِنَ الْأَنْصَارِ: إِنَّمَا أُمِرْنَا بِالطَّوَافِ بِالْبَيْتِ وَلَمْ نُؤْمَرْ -[226]- بِهِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} [البقرة: 158] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأُرَاهَا قَدْ نَزَلَتْ فِي هَؤُلَاءِ وَفِي هَؤُلَاءِ

1406 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] كَأَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَكْرَهُونَ الطَّوَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَالَ: " كَانَتَا مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ فَتَرَكْنَاهَا حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ "

1407 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: ثنا أَبُو قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ كَانَ §يَكْرَهُ أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ حَتَّى يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ قَالَ: " فَإِنْ فَعَلَ فَلَا بَأْسَ "

1408 - حَدَّثَنَا أَبُو حَمَةَ الْيَمَانِيُّ قَالَ: أنا أَبُو قُرَّةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " بَلَغَنَا أَنَّ §مُوسَى النَّبِيَّ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي عَبَاءَةٍ قَطَوَانِيَّةٍ يَقُولُ: لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، فَيُجِيبُهُ رَبُّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ يَا مُوسَى، وَهَذَا أَنَا مَعَكَ "

§ذِكْرُ كَيْفَ يُوقَفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَحَّدِ الْمَسْعَى، وَالدُّعَاءِ عَلَيْهِمَا، وَفَضْلِ ذَلِكَ

1409 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: §خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ إِلَى الصَّفَا، فَبَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُسْنِدُ فِيهِمَا قَلِيلًا فِي الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ غَيْرَ كَثِيرٍ فَيَرَى مِنْ ذَلِكَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ حِينَئِذٍ هَذَا الْبُنْيَانُ، ثُمَّ عَاوَدْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي، ثَمَّ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْلُغُ مِنْ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟ قَالَ: كَانَ يُسْنِدُ فِيهِمَا، قُلْتُ: لَا، قُلْتُ لَهُ: أَوُصِفَ ذَلِكَ لَكَ وَسُمِّيَ حَيْثُ كَانَ يَبْلُغُ فَتَصِفُهُ لِي؟ قَالَ: لَا، كَانُ يُسْنِدُ فِيهِمَا قَلِيلًا قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَرَى الْآنَ؟ قَالَ: كَذَلِكَ أُسْنِدُ فِيهِمَا قَلِيلًا، قُلْتُ: أَوَلَا أُسْنِدُ فِيهِمَا حَتَّى أَرَى الْبَيْتَ؟ قَالَ: لَا، ثُمُّ لَا، إِلَّا أَنْ تَشَا غَيْرَ مَرَّةٍ قَالَ لِي ذَلِكَ، فَأَمَّا أَنْ يَكُونَ حَقًّا عَلَيْكَ فَلَا وَلَمْ يُخْبِرْنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبْلُغُ الْمَرْوَةَ الْبَيْضَاءَ قَالَ: كَانَ يُسْنِدُ فِيهِمَا قَلِيلًا، وَلَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَأَلَ إِنْسَانٌ عَطَاءً: " §أَيُجْزِئُ عَنِ الَّذِي يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَالرُّقِيِّ لَا يَرْقَى عَلَى وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَأَنْ يَقُومَ بِالْأَرْضِ قَائِمًا؟ قَالَ: " -[228]- إِي لَعَمْرِي، وَمَالَهُ؟ " قَالَ: وَكَانَ عَطَاءٌ يَقُولُ: يُسْتَقْبَلُ الْبَيْتُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ لَا بُدَّ مِنَ اسْتِقْبَالِهِ

ذكر الرمل بين الصفا والمروة، وموضع القيام عليها، وكيف فعل النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وتفسيره

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ §لَا يَدَعُ أَنْ يَرْقَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ حَتَّى يَبْدُوَ لَهُ الْبَيْتُ مِنْهَا، ثُمَّ يَسْتَقْبِلَ الْبَيْتَ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي نَافِعٌ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَخْرُجُ إِلَى الصَّفَا فَيَبْدَأُ بِهِ، فَيَرْقَى فِيهِ حَتَّى يَبْدُوَ لَهُ الْبَيْتُ ثُمَّ يَسْتَقْبِلَهُ، لَا يَنْتَهِي فِي كُلِّ مَا حَجَّ أَوِ اعْتَمَرَ حَتَّى يَرَى الْبَيْتَ مِنْ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُهُ مِنْهُمَا قَالَ: فَيَبْلُغُ مِنَ الصَّفَا قَرَارَهُ فِيهِ قَدْرَ قَدَمَيِ الْإِنْسَانِ قَطُّ، بَلْ يَعْجِزُ عَنْ قَدَمَيْهِ حَتَّى يُخْرِجَ مِنْهُمَا أَطْرَافَ قَدَمَيْهِ، لَا يَقُومُ فِيهَا إِلَّا فِي كُلَّمَا حَجَّ أَوِ اعْتَمَرَ قَالَ: أَظُنُّهُ وَاللهِ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ فِيهَا

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي نَافِعٌ حَيْثُ كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَقُومُ مِنَ الْمَرْوَةِ قَالَ: كَانَ لَا يَأْتِي الْمَرْوَةَ الْبَيْضَاءَ عَلَى يَمِينِهِ حَتَّى يَصْعَدَ فِيهَا

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَطَاءٌ: " §وَلَمْ أَسْمَعْ بِدُعَاءٍ مَعْلُومٍ إِلَّا أَنْ يَدْعُوَ الْإِنْسَانُ بِمَا بَدَا لَهُ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ " أَنَّهُ §كَانَ يُطِيلُ الْقِيَامَ عَلَيْهِمَا مُسْتَقْبِلًا الْبَيْتَ "

1410 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ السَّرَّاجُ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَا: ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رَقِيَ عَلَى الصَّفَا حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ، فَكَبَّرَ اللهَ تَعَالَى وَوَحَّدَهُ، وَقَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ " ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ وَقَالَ: فَعَلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ، فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا

1411 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ §يَدْعُو عَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ: " اللهُمَّ اعْصِمْنِي بِدِينِكَ وَطَوَاعِيَتِكَ وَطَوَاعِيَةِ رَسُولِكَ، وَجَنِّبْنِي حُدُودَكَ، اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ يُحِبُّكَ وَيُحِبُّ مَلَائِكَتَكَ وَرُسُلَكَ وَعِبَادَكَ الصَّالِحِينَ، اللهُمَّ حَبِّبْنِي إِلَيْكَ وَإِلَى مَلَائِكَتِكَ وَإِلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، اللهُمَّ يَسِّرْ لِي لِلْيُسْرَى، وَجَنِّبْنِي لِلْعُسْرَى، وَاغْفِرْ لِي فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى، اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَئِمَّةِ الْمُتَّقِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ، وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يَبْعَثُونَ " قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ ابْنُ جُرَيْجٍ: إِنَّهُ لَيَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَقْضِيَ مَغْرَمَهُ

1412 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَقُلْتُ لَهُ: هَلْ مِنْ قَوْلٍ كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَلْزَمُهُ؟ قَالَ: لَا تَسْأَلْ عَنْ ذَلِكَ قَالَ: يُكَبِّرُ وَيَدْعُو، قُلْتُ: هَلْ مِنْ قَوْلٍ كَانَ يَلْزَمُهُ قَالَ: لَا تَسْأَلْ عَنْ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِوَاجِبٍ فَأَبَيْتُ أَنْ أَدَعَهُ حَتَّى يُخْبِرَنِي قَالَ: فَإِنَّهُ كَانَ يُطِيلُ الْقِيَامَ حَتَّى لَوْلَا الْحَيَاءُ مِنْهُ لَجَلَسْتُ قَالَ: §فَيُكَبِّرُ عَبْدُ اللهِ ثَلَاثًا ثُمَّ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ثُمَّ يَدْعُو طَوِيلًا يَرْفَعُ صَوْتَهُ وَيَخْفِضُهُ، حَتَّى أَنَّهُ لَيَسْأَلُهُ أَنْ يَقْضِيَ عَنْهُ مَغْرَمَهُ فِيمَا يَسْأَلُهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ثُمَّ يَدْعُو طَوِيلًا يَرْفَعُ صَوْتَهُ وَيَخْفِضُهُ، حَتَّى أَنَّهُ لَيَسْأَلُهُ أَنْ يَقْضِيَ مَغْرَمَهُ فِيمَا يَسْأَلُهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ثُمَّ يَدْعُو طَوِيلًا يَرْفَعُ صَوْتَهُ وَيَخْفِضُهُ، حَتَّى أَنَّهُ لَيَسْأَلُهُ أَنْ يَقْضِيَ مَغْرَمَهُ فِيمَا يَسْأَلُهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ثُمَّ يَسْأَلُ طَوِيلًا كَذَلِكَ حَتَّى يَقُولَ هَؤُلَاءِ التَّكْبِيرَاتِ وَالْقَوْلَ الَّذِي مَعَهُنَّ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ثُمَّ يَسْأَلُ طَوِيلًا كَذَلِكَ حَتَّى يَقُولَ هَؤُلَاءِ التَّكْبِيرَاتِ الثَّلَاثَ وَالْقَوْلَ مَعَهُنَّ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ -[231]- شَيْءٍ قَدِيرٌ، سَبْعَ مَرَّاتٍ، بَيْنَهُنَّ الدُّعَاءُ وَالْمَسْأَلَةُ الطَّوِيلَةُ، يَقُولُ ذَلِكَ عَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ كُلَّمَا حَجَّ أَوِ اعْتَمَرَ "

1413 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ مِنْ مَجْلِسِ آلِ عَبَّادٍ إِلَى زُقَاقِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ سُفْيَانُ: هُوَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْعَلَمَيْنِ

1414 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ قَالَ: ثنا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ §عَلَى الصَّفَا يَدْعُو يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] وَإِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ كَمَا هَدَيْتَنِي لِلْإِسْلَامِ أَنْ لَا تَنْزِعَهُ مِنِّي حَتَّى تَوَفَّانِي وَأَنَا مُسْلِمٌ "

1415 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ، §فَسَعَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْعَى فِي بَطْنِ مَكَّةَ فَقَطْ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَعَنْ أَبِي جَابِرٍ الْبَيَاضِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُمَا قَالَا: " §السُّنَّةُ فِي الطَّوَافِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أَنْ يَنْزِلَ مِنْ الصَّفَا يَمْشِي حَتَّى يَأْتِيَ بَطْنَ الْمَسِيلِ، فَإِذَا جَاءَهُ سَعَى حَتَّى يَظْهَرَ مِنْهُ، ثُمَّ يَمْشِي حَتَّى يَأْتِيَ الْمَرْوَةَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ قَالَ: §فَيَنْزِلُ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مِنَ الصَّفَا، فَيَمْشِي حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَابِ بَنِي عَبَّادٍ سَعَى حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى مَسْلَكٍ إِلَى الْمَسْجِدِ الَّذِي بَيْنَ دَارِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ وَدَارِ بِنْتِ قُرْطَةَ سَعْيًا دُونَ الشَّدِّ وَفَوْقَ الرَّمَلَانِ، ثُمَّ يَمْشِي مَشْيَهُ الَّذِي هُوَ مَشْيُهُ حَتَّى يَرْقَى الْمَرْوَةَ، فَيَجْعَلَ الْمَرْوَةَ أَمَامَهُ وَبِيَمِينِهِ قَالَ: وَلَا يَأْتِي حَجَرَ الْمَرْوَةِ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يُسْأَلُ عَنِ السَّعْيِ فَقَالَ: " §السَّعْيُ مِنْ بَطْنِ الْمَسِيلِ "

1416 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §يَقُومُ فِي الْحَوْضِ الْأَسْفَلِ مِنَ الصَّفَا قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ حَوْضًا مِثْلَ الْحَوْضِ الَّذِي يُسْقَى فِيهِ الْإِبِلُ أَسْفَلَ مِنَ الصَّفَا

§ذِكْرُ أَيْنَ يَقِفُ مِنَ الْمَرْوَةِ، وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ

1417 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَرْوِيُّ قَالَ: ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ §طَافَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ أَتَى الصَّفَا فَوَقَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ الْمَرْوَةَ، فَرَأَيْتُهُ صَعِدَهَا مِنْ بَيْنِ الصَّخْرَتَيْنِ

1418 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَرْوَةِ فَوَقَفَ وَجَعَلَ الْمَرْوَةَ الْبَيْضَاءَ عَنْ يَمِينِهِ، لَمْ يَتَقَدَّمْهَا وَلَمْ يَتَأَخَّرْ عَنْهَا، جَعَلَهَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّرِيقِ الَّتِي إِلَى دَارِ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ وَآلِ الْحَضْرَمِيِّ

1419 - وَحَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّهُ كَانَ §إِذَا أَتَى عَلَى الْمَرْوَةِ جَعَلَ الْمَرْوَةَ فَوْقَ رَأْسِهِ عَلَى يَسَارِهِ

1420 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: " §مَنْ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ رَاكِبًا فَلْيَجْعَلِ الْمَرْوَةَ الْبَيْضَاءَ فِي ظَهْرِهِ , وَلْيَسْتَقْبِلِ الْبَيْتَ , وَلْيَدَعِ الطَّرِيقَ طَرِيقَ الْمَرْوَةِ , وَلْيَأْخُذْ بَيْنَ دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ " وَأَقُولُ أَنَا: وَهِيَ دَارُ مَنَارَةِ الْمَنْقُوشَةِ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَبَيْنَ الْمَرْوَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الطَّرِيقِ دَارُ طَلْحَةَ بْنِ دَاوُدَ، حَتَّى يَجْعَلَ الْمَرْوَةَ فِي ظَهْرِهِ وَزَعَمَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ أَنَّ مَشَايِخَهُمْ كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ ذَلِكَ وَيَرَوْنَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ فِيهِ، وَهُوَ فِي أَعْلَى شَيْءٍ مِنَ الدَّرَجِ، عَلَى يَسَارِ الْوَاقِفِ عِنْدَ شَظِيَّتَيْنِ مِنَ الْجَبَلِ، صَخْرَةٌ مُتَفَرِّقٌ مُقَدَّمُهَا كَالذِّرَاعِ أَوْ أَكْثَرَ قَلِيلًا، ضَيِّقٌ مُؤَخَّرُهَا، ارْتِفَاعُهَا ذِرَاعٌ أَوْ أَكْثَرُ وَكَانَ مَرْوُ الْمَرْوَةِ كَثِيرًا قَدْ ذَهَبَ بِهِ النَّاسُ حَتَّى شَدَّ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَةَ الْكَبِيرَةَ بِالنُّورَةِ، وَهُوَ بِنَاءُ دَرَجِ الْمَرْوَةِ

§ذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ بَيْنَهُمَا

1421 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، -[235]- 1422 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، جَمِيعًا عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الْقَدَّاحِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا §جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " 1423 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: أنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: ثنا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِنَحْوِهِ مَوْقُوفًا

1424 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَا: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَالْحَسَنَ وَآخَرَ مَعَهُمَا، وَقَالَ حُسَيْنٌ فِي حَدِيثِهِ: وَمُجَاهِدًا §يَتَكَلَّمُونَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

§ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ الرُّكُوبَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

1425 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ الْكِنَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي -[236]- مُلَيْكَةَ قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَرَكَتِ الْعُمْرَةَ سَنَتَيْنِ، فَقَالَتْ: " §مَا يَمْنَعُنِي إِلَّا الطَّوَافُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَرْكَبَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ "

ذكر فضل الصفا والمروة وعظم شأنهما

1426 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: أَخْبَرَنِي مَنْ، رَأَى أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ بَعْدَمَا أَسَنَّتْ، وَبَغْلَتُهَا تُقَادُ مَعَهَا فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ

1427 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §يُوكِئُ مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

1428 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَرَاهُمْ §يَطُوفُونَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ رُكْبَانًا فَيَعِيبُ عَلَيْهِمْ، فَيَعْتَلُّونَ لَهُ بِالْمَرَضِ، فَيَقُولُ: " لَقَدْ خَابَ هَؤُلَاءِ وَخَسِرُوا "

§ذِكْرُ مَنْ رَخَّصَ فِي الرُّكُوبِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

1529 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: §طَافَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى رَاحِلَتِهِ

1430 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ §فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى -[238]- الصَّفَا، فَأُتِيَ بِنَاقَتِهِ فَرَكِبَهَا، فَأَتَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ مَكْفُوفًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اعْطِنِي خِطَامَ رَاحِلَتِكَ حَتَّى أَطُوفَ بِكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا تُهْدَى " قَالَ: فَأَخَذَ بِخِطَامِ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] يَا حَبَّذَا مَكَّةَ مِنْ وَادِي ... أَرْضٌ بِهَا أَهْلِي وَعُوَّادِي إِنِّي بِهَا أَمْشِي بِلَا هَادِي ... إِنِّي بِهَا تَرْسَخُ أَوْتَادِي حَتَّى فَرَغَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طَوَافِهِ

1431 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ الْحَكِيمِ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ

ذكر كيف يوقف بين الصفا والمروة، وحد المسعى، والدعاء عليهما، وفضل ذلك

1432 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: ثنا خَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: رَأَيْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ §يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى حِمَارٍ

1433 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، -[239]- عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " أَنَّهُ §كَرِهَ الرُّكُوبَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ إِلَّا مِنْ ضَرُورَةٍ " وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: " لَا بَأْسَ بِهِ "

1434 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: §طَافَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى رَاحِلَتِهِ لِيَرَاهُ النَّاسُ، وَلِيُشْرِفَ، وَلِيَسْأَلُوهُ، إِنَّ النَّاسَ غَشَوْهُ

§ذِكْرُ طَوَافِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَمَا كَانُوا يَقُولُونَ بَيْنَهُمَا وَيَفْعَلُونَ

1435 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: " كَانَ §أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا طَافُوا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ يَقُولُونَ: [البحر الرجز] الْيَوْمَ قَرِّي عَيْنًا بِقَرْعِ -[240]- الْمَرْوَتَيْنَا قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ يَذْكُرُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: [البحر الكامل] حَتَّى كَأَنِّي لِلْحَوَادِثِ مَرْوَةٌ ... بِقَفَا الْمُشَقَّرِ كُلَّ يَوْمٍ تُقْرَعُ

1436 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: " كَانَ §أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَطُوفُونَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: إِنَّمَا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ، فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] قَالَ: فَرُوِّيتُ أَنَّ أَبَا مِجْلَزٍ كَانَ يَرَى أَنَّهُمَا لَيْسَا بِوَاجِبَيْنِ قَالَ أَبُو الْمُعْتَمِرِ: كَمْ مِنْ أَمْرٍ جَمِيلٍ يَقُولُهُ النَّاسُ وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ

1437 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: قَالَ لِي مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §قَصَّرْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِشْقَصِ أَعْرَابِيٍّ حِينَ نَزَلَ مِنَ الْمَرْوَةِ فِي حَجَّتِهِ "

§ذِكْرُ الْأَصْنَامِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

1438 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: ثنا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: " §كَانَ صَنَمٌ بِالصَّفَا يُدْعَى إِسَافٌ، وَوَثَنٌ بِالْمَرْوَةِ يُدْعَى نَائِلَةُ قَالَ: فَكَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَسْعَوْنَ بَيْنَهُمَا قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ رُمِيَ بِهِمَا فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ يَصْنَعُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ أَجْلِ أَوْثَانِهِمْ، فَأَمْسَكُوا عَنِ السَّعْيِ بَيْنَهُمَا قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} [البقرة: 158] الْآيَةَ فَذُكِّرَ الصَّفَا مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْوَثَنَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ مُذَكَّرٌ، وَأُنِّثَتِ الْمَرْوَةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْوَثَنَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا مُؤَنَّثٌ "

1439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، " أَنَّ عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ §نَصَبَ عَلَى الصَّفَا صَنَمًا يُقَالُ لَهُ نَهِيكٌ مُجَاوِدُ الرِّيحِ، وَنَصَبَ عَلَى الْمَرْوَةِ صَنَمًا يُقَالُ لَهُ مُطْعِمُ الطَّيْرِ "

1440 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَا: " §فَكَانَ بِهَا يَوْمَئِذٍ، يَعْنِي يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ وَثَنًا، عَلَى الصَّفَا صَنَمٌ، وَعَلَى الْمَرْوَةِ صَنَمٌ، وَمَا بَيْنَهُمَا مَحْفُوفٌ بِالْأَوْثَانِ "

§ذِكْرُ ذَرْعِ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ إِلَى الصَّفَا، وَذَرْعِ مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ وَالصَّفَا مِائَتَا ذَرْعٍ وَإِثْنَانِ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا وَثَمَانِي عَشْرَةَ إِصْبَعًا وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الْمَقَامِ إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يُخْرَجُ مِنْهُ إِلَى الصَّفَا مِائَةُ ذِرَاعٍ وَأَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا وَذَرْعُ مَا بَيْنَ بَابِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يُخْرَجُ مِنْهُ إِلَى الصَّفَا إِلَى وَسَطِ الصَّفَا مِائَةُ ذِرَاعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا وَعَلَى الصَّفَا اثْنَتَا عَشْرَةَ دَرَجَةً مِنْ حِجَارَةٍ وَمِنْ وَسَطِ الصَّفَا إِلَى عَلَمِ الْمَسْعَى الَّذِي حِذَاءَ الْمَنَارَةِ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَاثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا وَالْعَلَمُ أُسْطُوَانَةٌ طُولُهَا ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ، وَهِيَ مَبْنِيَّةٌ فِي حَدِّ الْمَنَارَةِ، وَهِيَ مِنَ -[243]- الْأَرْضِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ، وَهِيَ مُلْبَسَةٌ فُسَيْفِسَاءَ أَخْضَرَ، وَفِيهَا لَوْحٌ طُولُهُ ذِرَاعٌ وَثَمَانِي عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالذَّهَبِ، وَفَوْقَهُ طَاقٌ سَاجٍ وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الْعَلَمِ الَّذِي فِي حَدِّ الْمَنَارَةِ إِلَى الْعَلَمِ الْأَخْضَرِ الَّذِي عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ وَهُوَ الْمَسْعَى مِائَةُ ذِرَاعٍ وَاثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَالسَّعْي بَيْنَ الْعَلَمَيْنِ وَطُولُ الْعَلَمِ الَّذِي عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ وَأَرْبَعُ عَشْرَةَ إِصْبَعًا، مِنْهَا أُسْطُوَانَةٌ مُبَيَّضَةٌ سِتَّةُ أَذْرُعٍ، وَفَوْقَهَا أُسْطُوَانَةٌ طُولُهَا ذِرَاعَانِ وَعِشْرُونَ إِصْبَعًا، وَهِيَ مُلْبَسَةٌ فُسَيْفِسَاءَ أَخْضَرَ، وَفِيهَا لَوْحٌ طُولُهُ ذِرَاعٌ وَثَمَانِي عَشْرَةَ إِصْبَعًا، وَاللَّوْحُ مَكْتُوبٌ فِيهِ بِالذَّهَبِ فَكَانَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى كَانَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَعَمَّرَهُ بِشْرٌ الْخَادِمُ وَجَدَّدَهُ وَكَتَبَ عَلَيْهِ اسْمَ الْخَلِيفَةِ الْمُعْتَمِدِ عَلَى اللهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَنَّهُ أَمَرَ بِعِمَارَتِهِ وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الْعَلَمِ الَّذِي عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ إِلَى الْمَرْوَةِ خَمْسُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا وَعَلَى الْمَرْوَةِ خَمْسُ عَشْرَةَ دَرَجَةً وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ إِصْبَعًا وَذَرْعُ مَا بَيْنَ الْعَلَمِ الَّذِي عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ إِلَى الْعَلَمِ الَّذِي بِحِذَائِهِ عَلَى بَابِ دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَبَيْنَهُمَا عَرْضُ الْمَسْعَى خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا وَمِنَ الْعَلَمِ الَّذِي عَلَى بَابِ دَارِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى الْعَلَمِ الَّذِي عِنْدَ دَارِ ابْنِ عَبَّادٍ بِحِذَاءِ الْعَلَمِ الَّذِي فِي حَدِّ الْمَنَارَةِ وَبَيْنَهُمَا الْوَادِي مِائَةُ ذِرَاعٍ وَوَاحِدٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا

§ذِكْرُ ذَرْعِ طَوَافِ السُّبْعِ الْوَاجِبِ بِالْكَعْبَةِ وَهُوَ ثَمَانِمِائَةٍ وَسِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَعِشْرُونَ إِصْبَعًا، وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى الصَّفَا مِائَتَا ذِرَاعٍ وَسَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَمِنَ الصَّفَا إِلَى الْمَرْوَةِ طَوَافٌ وَاحِدٌ سَبْعُمِائَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا يَكُونُ بَيْنَهُمَا سُبْعٌ: خَمْسَةُ آلَافٍ وَثَلَاثُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا

§ذِكْرُ ذَرْعِ مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَتَفْسِيرِهِ وَمِنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى الْمَقَامِ، وَمِنَ الْمَقَامِ إِلَى الصَّفَا، وَمِنَ الصَّفَا إِلَى الْمَرْوَةِ سِتَّةُ آلَافِ ذِرَاعٍ وَخَمْسُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَثَمَانِيَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَسَبْعَ عَشْرَةَ إِصْبَعًا

1441 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، مَوْلَى بَنِي جُمَحَ قَالَ: ثنا أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ عِنْدَ الْمَرْوَةِ

§ذِكْرُ بِنَاءِ دَرَجِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ قَالَ: وَكَانَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةُ يُسْنِدُ فِيهِمَا مَنْ سَعَى بَيْنَهُمَا شَيْئًا، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِمَا بِنَاءٌ وَلَا دَرَجٌ، فَكَانَا كَذَلِكَ كَمَا ذَكَرَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ حَتَّى كَانَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَعَمِلَهُمَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَجَعَلَ لَهَا دَرَجًا وَسَوَّاهَا، وَأَوْطَأَهَا، فَدَرَجُهَا إِلَى الْيَوْمِ قَائِمَةٌ، وَقَدْ كَانَتْ تُعْمَرُ وَتُكَحَّلُ بِالنُّورَةِ، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا بِنَاءً بَعْدَ بِنَاءِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ وَكَحَّلَهَا بِالنُّورَةِ مُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ

§ذِكْرُ أَوَّلِ مَنِ اسْتَصْبَحَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: إِنَّ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيَّ أَوَّلُ مَنِ اسْتَصْبَحَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي الْحَجِّ وَفِي رَجَبَ قَالَ: وَأَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ بِهَذِهِ النَّفَّاطَاتِ الَّتِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُعْتَصِمُ بِاللهِ، أَمَرَ بِهَا لِطَاهِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ حِينَ حَجَّ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي لَيَالِي الْحَجِّ، يُرِيدُ بِذَلِكَ إِضَاءَةَ الطَّرِيقِ لَهُ، ثُمَّ -[246]- هِيَ يُسْتَصْبَحُ بِهَا فِي الْمَوْسِمِ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا وَكَانَتْ هَذِهِ السَّنَةُ مُبَارَكَةٌ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ، أَصَابَ النَّاسُ فِيهَا وَرَبِحُوا، فَيُقَالُ لَهَا إِلَى الْيَوْمِ سَنَةُ ابْنِ طَاهِرٍ

§ذِكْرُ تَحْرِيمِ الْحَرَمِ وَحُدُودِهِ، وَتَعْظِيمِهِ، وَفَضْلِهِ، وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ، وَتَفْسِيرِهِ

ذكر أين يقف من المروة، وما جاء في ذلك

1442 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا فَتَحَ اللهُ تَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ قَامَ فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ §مَكَّةَ لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَإِنَّهَا لَنْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، فَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا، وَلَا تَحِلُّ سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إِمَّا أَنْ يُفْدَى، وَإِمَّا أَنْ يَقْتُلَ " فَقَالَ عَبَّاسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِلَّا الْإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَإِنَّا نَجْعَلُهُ فِي قُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَّا الْإِذْخِرَ " فَقَامَ أَبُو شَاةٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكْتُبُوا لِأَبِي شَاةٍ " فَقُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: مَا قَوْلُهُ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: هَذِهِ الْخُطْبَةُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[247]- 1443 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

1444 - ابْنُ آدَمَ قَالَ: ثنا مُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " إِنَّ §هَذَا الْبَلَدَ حَرَامٌ، حَرَّمَهُ اللهُ تَعَالَى، لَمْ يَحِلَّ فِيهِ الْقَتْلُ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُحِلَّ لِي سَاعَةً، ثُمَّ هُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلَا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلَا يُلْتَقَطُ لُقَطَتُهُ إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا، وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهَا " فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِلَّا الْإِذْخِرَ؛ فَإِنَّهُ لِبُيُوتِهِمْ وَقَيْنِهِمْ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَّا الْإِذْخِرَ، وَلَا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا "

1445 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: " إِنَّ §اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَهِيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تَحِلَّ لِي إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَهِيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللهِ تَعَالَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا يُعْضَدُ شَوْكُهَا، وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهَا، وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ " فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِلَّا الْإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْهُ، إِنَّهُ لِلْقَيْنِ وَالْبُيُوتِ قَالَ: فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: " إِلَّا الْإِذْخِرَ لِلْقَيْنِ فَإِنَّهُ حَلَالٌ " قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يُخْبِرُ بِهَذَا أَجْمَعَ وَزَادَ فِيهِ: " وَلَا يُخَافُ آمِنُهَا " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بِخُطْبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَذْكُرُ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا

1446 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّ -[249]- النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَهُوَ مُسْنَدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ: " إِنَّ §هَذَا الْبَلَدَ لَا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهُ، وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي فَأُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ " فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: إِلَّا الْإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَإِنَّ النَّاسَ يَجْعَلُونَهُ عَلَى ظُهُورِ بُيُوتِهِمْ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَّا الْإِذْخِرَ " 1447 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ وَزَادَ فِيهِ: إِلَّا الْإِذْخِرَ، لَا غِنًى لِأَهْلِ مَكَّةَ عَنْهُ، هُوَ لِسُقُوفِ بُيُوتِهِمْ وَقُبُورِهِمْ 1448 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ قَالَ عِكْرِمَةُ: تَدْرُونَ مَا قَوْلُهُ: " لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا "؟ قَالَ: لَا يُقِيمُوهُ مِنَ الظِّلِّ، وَيَنْزِلُ مَكَانَهُ

1449 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَا جَمِيعًا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ §مَكَّةَ لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا، وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ " فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَّا الْإِذْخِرَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَّا الْإِذْخِرَ " 1450 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ 1451 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، 1452 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، جَمِيعًا قَالَا: ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ فِي حَدِيثِهِ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ

ذكر الله عز وجل بين الصفا والمروة، وما جاء في الحديث بينهما

1453 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ قَالَ: " إِنَّ §الْبَيْتَ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَهِيدًا بِمَا يُعْمَلُ حَوْلَهُ "

1454 - حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ قَالَ: أنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ: " §لَا يَسْكُنُ مَكَّةَ سَافِكُ دَمٍ، وَلَا مَشَّاءٌ بِنَمِيمٍ "

1455 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَا: أنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: ثنا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَزَلَ الْحِجْرَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §لَا تَسْأَلُوا نَبِيَّكُمْ عَنِ الْآيَاتِ، هَؤُلَاءِ قَوْمُ صَالِحٍ سَأَلُوا نَبِيَّهُمْ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَبْعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ آيَةً، فَبَعَثَ اللهُ لَهُمُ النَّاقَةَ، فَكَانَتِ النَّاقَةُ تَرِدُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ، فَيَشْرَبُونَ مِنْ مَائِهِمْ يَوْمَ وِرْدِهَا، وَيَحْتَلِبُونَ مِنْ لَبَنِهَا مِثْلَ الَّذِي كَانُوا يْرَتَوُونَ مِنْ مَائِهَا يَوْمَ غِبِّهَا قَالَ: فَكَانَتْ تَصْدُرُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ، فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَعَقَرُوهَا، -[252]- فَوَعَدَهُمُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعْدًا عَلَيْهِ غَيْرَ مَكْذُوبٍ، ثُمَّ جَاءَتْهُمُ الصَّيْحَةُ، فَأَهْلَكَ اللهُ تَعَالَى مَنْ كَانَ تَحْتَ مَشَارِقِ السَّمَوَاتِ وَمَغَارِبِهَا مِنْهُمْ، إِلَّا رَجُلًا كَانَ فِي حَرَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَنَعَهُ حَرَمُ اللهِ مِنْ عَذَابِ اللهِ " وَزَادَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هُوَ؟ قَالَ: " أَبُو رِغَالٍ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ أَبُو رِغَالٍ؟ قَالَ: " أَبُو ثَقِيفٍ "

ذكر من كره الركوب بين الصفا والمروة

1456 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §الْحَرَمُ كُلُّهُ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

1457 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْحٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ حَدِيثَ الْجَسَّاسَةِ وَالدَّجَّالِ فَقَالَ: " §مَا يَأْتِي بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا يَعْنِي الْمَدِينَةَ إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ صَالِتٌ سَيْفَهُ يَمْنَعُهُ مِنْهَا، وَبِمَكَّةَ مِثْلُهَا "

1458 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، -[253]- عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِهَا، فَإِذَا ضَيَّعُوا ذَلِكَ هَلَكُوا "

1459 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: إِنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ خُزَاعَةَ قَتَلَا رَجُلًا مِنْ هُذَيْلٍ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَأَتَوْا إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَسْتَشْفِعُونَ بِهِمَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَرَّمَ مَكَّةَ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تَحِلَّ لِي إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ هِيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلَا يَسْتَنَّ بِي أَحَدٌ فَيَقُولَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَتَلَ بِهَا، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْتَى عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ثَلَاثَةٍ: رَجُلٍ قَتَلَ بِهَا، أَوْ رَجُلٍ قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَرَجُلٍ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَايْمُ اللهِ لَيُودَيَنَّ هَذَا الْقَتِيلُ " 1460 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ -[254]- الْعَدَوِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوٍ مِنْ بَعْضِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَزَادَ فِيهِ: " أَوْ طَالِبٍ بِدَمِ الْجَاهِلِيَّةِ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، أَوْ نَظَّرَ عَيْنَيْهِ فِي الْمَنَامِ مَا لَمْ تُبْصِرَاهُ "

1461 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: ذَهَبْتُ مَعَ عَمِّي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَمَرَرْنَا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ أَوَّلَ مَنْ نَزَلَ الرَّمْلَةَ، فَقَالَ لَهُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مَا صَنَعْتَ بِنَفْسِكَ، نَزَلْتَ بِهَذِهِ الْأَرْضِ، أَفَلَا كُنْتَ قَرِيبًا مِنِ ابْنِ عَمِّكَ مُعَاوِيَةَ؟ قَدْ كَانَ لَكَ مُكْرِمًا، فَإِنْ كَرِهْتَ ذَلِكَ أَفَلَا نَزَلْتَ مُهَاجَرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَوْضِعَ قَبْرِهِ؟ فَإِنْ كَرِهْتَ ذَلِكَ أَفَلَا كُنْتَ مَعَ قَوْمِكَ فِي حَرَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ: " أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنِ ابْنِ عَمِّي فَهُوَ كَمَا قُلْتَ، وَلَكِنْ أَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ §أَمِيرًا يَلْقَى اللهَ وَلَيْسَ لَهُ عُذْرٌ وَلَا لِجُلَسَائِهِ، فَيَدَعُوهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَلَمْ أُكْرِمْكَ؟ أَلَمْ أُسَلِّحْكَ؟ أَلَمْ أُعْطِكَ نَحْوَ هَذَا؟ فَيُؤْمَرُ بِهِ وَبِجُلَسَائِهِ إِلَى النَّارِ، فَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ الْمَدِينَةِ فَإِنَّهَا مُهَاجَرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَدْ أُتْرِفُوا، وَسَيُصِيبُهُمْ وَبَالُ ذَلِكَ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ مَكَّةَ فَإِنَّهَا كَمَا قُلْتَ، وَلَكِنْ أَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى رَجُلًا يَسْتَحِلُّهَا وَتُسْتَحَلُّ بِهِ، عَلَيْهِ نِصْفُ عَذَابِ الْأُمَّةِ " قَالَ: فَسَمِعْتُ غَيْرَ هَذَا الْقُرَشِيِّ يَقُولُ: اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ

ذكر من رخص في الركوب بين الصفا والمروة

1462 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: ثنا ابْنُ -[255]- ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {§وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ} [الحج: 30] قَالَ: " الْحُرُمَاتُ: مَكَّةُ وَالْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ وَمَا نَهَى الله عَنْهُ مِنْ مَعَاصِيهِ كُلِّهَا "

1463 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا خَطَّابُ بْنُ عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَازِنِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَرْبَعٌ مَحْفُوظَاتٌ وَسَبْعٌ مَلْعُونَاتٌ، فَأَمَّا الْمَحْفُوظَاتُ: فَمَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ وَنَجْرَانُ، وَأَمَّا الْمَلْعُونَاتُ فَبَرْذَعَةُ وَصَعْدَةُ وَأَثَافِتُ وَظَهْرُ وَمَكْلَا وَدَلَّانُ وَعَدَنُ "

1464 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ رَاشِدٍ الْبَعْلِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ شُبْرُمَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §مَا مِنْ أَسِيرٍ يَدْخُلُ الْحَرَمَ إِلَّا حُقِنَ دَمُهُ "

1465 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §لَأَنْ أُخْطِئَ سَبْعِينَ خَطِيئَةٍ بِرُكْبَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُخْطِئَ خَطِيئَةً وَاحِدَةً بِمَكَّةَ "

1466 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ §يَضْرِبُ فُسْطَاطًا فِي الْحِلِّ، وَلَهُ مَسْجِدٌ فِي الْحَرَمِ يُصَلِّي فِيهِ

1467 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، -[257]- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ: حَذَّرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قُرَيْشًا الْحَرَمَ، قَالَ: " كَانَ بِهَا ثَلَاثَةُ أَحْيَاءٍ مِنَ الْعَرَبِ فَهَلَكُوا، §لَأَنْ أُخْطِئَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ خَطِيَّةً بِرُكْبَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُخْطِئَ خَطِيَّةً وَاحِدَةً بِمَكَّةَ "

1468 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّ §هَذَا الْبَيْتَ قَدْ وَلِيَهُ نَاسٌ مِنْ طَسْمٍ، فَعَصَوْا رَبَّهُ وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ وَاسْتَحَلُّوا حُرْمَتَهُ؛ فَأَهْلَكَهُمُ اللهُ، ثُمَّ وُلِّيتُمُوهُ فَلَا تَعْصُوا رَبَّهُ، وَلَا تَسْتَخِفُّوا بِحَقِّهِ، وَلَا تَسْتَحِلُّوا حُرْمَتَهُ، وَصَلَاةٌ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ صَلَاةٍ بِرُكْبَةَ "

ذكر طواف أهل الجاهلية بين الصفا والمروة، وما كانوا يقولون بينهما ويفعلون

1469 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " كَانَتِ §الْأُمَمُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا جَاءُوا ذَا طُوًى خَلَعُوا نِعَالَهُمْ تَعْظِيمًا لِلْحَرَمِ "

1470 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: -[258]- ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: {§آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} [المائدة: 2] " يَبْتَغُونَ الْأَجْرَ وَالتِّجَارَةَ، حَرَّمَ اللهُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ إِخَافَتَهُمْ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ آخَرُونَ: " §الْحَاجُّ نُهِيَ أَنْ يُقْطَعَ سَبِيلُهُمْ، وَذَلِكَ أَنَّ الْحُطَمَ بْنَ ضُبَيْعَةَ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَاسْمُهُ شُرَيْحٌ، وَلَكِنْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْحُطَمُ، وَهُوَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: [البحر الرجز] قَدْ لَفَّهَا اللَّيْلُ بِسَوَاقٍ حُطَمْ فَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْحُطَمَ، الَّذِي قَالَ لَهُ طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْدِ: [البحر الطويل] فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْرَو بْنَ مَرْثَدِ وَهُوَ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَرْتَادَ وَيَنْظُرَ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا سَيِّدُ قَوْمٍ وَدَاعِيَةُ قَوْمٍ، فَاعْرِضْ عَلَيَّ مَا تَقُولُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَدْعُوكَ إِلَى اللهِ تَعَالَى وَإِلَى أَنْ تَعْبُدَهُ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتَشْهَدَ أَنَّ -[259]- مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ " قَالَ الْحُطَمُ: فِي أَمْرِكَ هَذَا غِلْظَةٌ، أَرْجِعُ إِلَى قَوْمِي فَأَذْكُرُ لَهُمْ مَا ذَكَرْتَ، فَإِنْ قَبِلُوا قَبِلْتُ مَعَهُمْ، وَإِنْ أَدْبَرُوا كُنْتُ مَعَهُمْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأْتِ قَوْمَكَ " فَلَمَّا خَرَجَ نَظَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَفَاهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ دَخَلَ إِلَيَّ بِوَجْهِ كَافِرٍ، وَخَرَجَ مِنْ عِنْدِي بِقَفَا غَادِرٍ، وَمَا أَرَى الرَّجُلَ مُسْلِمًا " فَمَرَّ عَلَى سَرْحٍ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فَانْطَلَقَ بِهِ، فَطَلَبَهُ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَاتَهُمْ وَقَدِمَ الْيَمَامَةَ، وَحَضَرَ الْحَجَّ، فَتَجَهَّزَ تَاجِرًا حَاجًّا، وَكَانَ عَظِيمَ التِّجَارَةِ، فَبَلَغَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَجَهُّزُهُ وَإِقْبَالُهُ إِلَى الْبَيْتِ، فَاسْتَأْذَنُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلْقَوْهُ فَيَقْتُلُوهُ وَيَأْخُذُوا مَا مَعَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ} [المائدة: 2] الْأَجْرَ وَالتِّجَارَةَ وَقَدْ أَحْظَوْهُ

1471 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ " أَنَّهُ §يَكْرَهُ رَفْعَ الْأَصْوَاتِ بِمَكَّةَ "

ذكر الأصنام التي كانت بين الصفا والمروة

1472 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أنا إِسْرَائِيلُ قَالَ: أنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §إِذَا دَخَلْتَ الْحَرَمَ فَلَا تَدْفَعَنَّ أَحَدًا، وَلَا تُؤْذِيَنَّ، وَلَا تُزَاحِمْ " قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: يُرِيدُ بِقَوْلِهِ: لَا تُرْفَعُ الْأَصْوَاتُ، تَعْظِيمًا لِمَكَّةَ

1473 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّجَّالِ، فَقَالَ: " §مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ حَذَّرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ، نُوحٌ فَمَنْ دُونَهُ، فَاحْذَرُوهُ، يَطُوفُ الْقُرَى كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ لَنْ يَدْخُلَهَا، الْمَلَائِكَةُ عَلَى حَافَتَيْ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ "

1474 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §فَأَعْدَى الْأَعْدَاءِ مَنْ عَدَا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَرَمِ اللهِ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ " فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ} [محمد: 13]

1475 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ -[261]- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: أَيْنَ تَذْهَبُ؟ إِلَى قَوْمٍ قَتَلُوا أَبَاكَ وَخَذَلُوا أَخَاكَ؟ فَقَالَ حُسَيْنٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §لَأَنْ أُقْتَلَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يُسْتَحَلَّ بِي "

ذكر ذرع ما بين الركن إلى الصفا، وذرع ما بين الصفا والمروة، وتفسير ذلك وذرع ما بين الركن الأسود والصفا مائتا ذرع وإثنان وستون ذراعا وثماني عشرة إصبعا وذرع ما بين المقام إلى باب المسجد الذي يخرج منه إلى الصفا مائة ذراع وأربعة وستون ذراعا واثنتا عشرة

1476 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §إِذَا قَتَلَ فِي الْحَرَمِ قُتِلَ فِي الْحَرَمِ، وَإِذَا أَصَابَ حَدًّا فِي الْحَرَمِ أُقِيمَ عَلَيْهِ فِي الْحَرَمِ، وَإِذَا قَتَلَ فِي غَيْرِ الْحَرَمِ ثُمَّ دَخَلَ أَمِنَ " 1477 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، مِثْلَ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ

1478 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمَكَّةَ: " §إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ حَرَمُ اللهِ وَأَمْنُهُ، وَأَحَبُّ الْبُلْدَانِ إِلَى اللهِ تَعَالَى "

ذكر ذرع طواف السبع الواجب بالكعبة وهو ثمانمائة وستة وثلاثون ذراعا وعشرون إصبعا، ومن المقام إلى الصفا مائتا ذراع وسبعة وسبعون ذراعا، ومن الصفا إلى المروة طواف واحد سبعمائة وستة وستون ذراعا واثنتا عشرة أصبعا يكون بينهما سبع: خمسة آلاف وثلاثمائة ذراع

1479 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ: " §-[262]- لَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْكُنَهَا يَعْنِي مَكَّةَ سَافِكُ دَمٍ، وَلَا تَاجِرٌ، وَلَا مَشَّاءٌ بِنَمِيمٍ "

ذكر ذرع ما بين الصفا والمروة وتفسيره ومن الركن الأسود إلى المقام، ومن المقام إلى الصفا، ومن الصفا إلى المروة ستة آلاف ذراع وخمسمائة ذراع وثمانية وثلاثون ذراعا وسبع عشرة إصبعا

1480 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ رَأَى مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشٍ نَبِيذًا فِي طَرِيقِ مَكَّةَ وَهُوَ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَذَا الشَّرَابَ يُعْجِبُ عُمَرَ قَالَ: فَحَمَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ قَدَحًا عَظِيمًا فِيهِ نَبِيذٌ، فَأَتَاهُ فَوَضَعَهُ فِي يَدِهِ، فَقَرَّبَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى فِيهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: مَنْ صَنَعَ هَذَا؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: نَحْنُ صَنَعْنَاهُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ هَذَا لَطَيِّبٌ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ رَجُلًا عَنْ يَمِينِهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ شِمَالِهِ، فَلَمَّا أَدْبَرَ عَبْدُ اللهِ دَعَا بِهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَنْتَ الْقَائِلُ: §لَمَكَّةُ خَيْرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: هِيَ حَرَمُ اللهِ وَأَمْنُهُ، وَفِيهَا بَيْتُهُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَا أَقُولُ فِي بَيْتِ اللهِ وَلَا فِي حَرَمِهِ شَيْئًا ثُمَّ انْصَرَفَ عَبْدُ اللهِ

1481 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْفَرَائِضِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ -[263]- الْمِصِّيصِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الدَّجَّالُ يَطَأُ كُلَّ بَلْدَةٍ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، فَأَمَّا الْمَدِينَةُ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَقُومُ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا فَيَأْتِي فَيَنْزِلُ فَتَرْجُفُ ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، لَا يَبْقَى فِيهَا كَافِرٌ وَلَا مُنَافِقٌ إِلَّا خَرَجَ إِلَيْهِ " 1482 - حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُقْرِئِ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ

ذكر بناء درج الصفا والمروة قال: وكان الصفا والمروة يسند فيهما من سعى بينهما شيئا، ولم يكن فيهما بناء ولا درج، فكانا كذلك كما ذكر بعض المكيين حتى كان في آخر خلافة أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين فعملهما عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس، فجعل لها

1483 - حَدَّثَنَا شَبِيبُ بْنُ حَفْصٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ "

ذكر أول من استصبح بين الصفا والمروة وقال بعض أهل مكة: إن خالد بن عبد الله القسري أول من استصبح بين الصفا والمروة في خلافة سليمان بن عبد الملك في الحج وفي رجب قال: وأول من أحدث بهذه النفاطات التي بين الصفا والمروة أمير المؤمنين المعتصم بالله، أمر بها

1484 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ الْفَرْوِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَكُلُّ نَبِيٍّ مُجَابٌ: الْمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللهِ، وَالزَّائِدُ بِكِتَابِ اللهِ، وَالْمُتَسَلِّطُ بِالْجَبَرُوتِ لِيُذِلَّ مَنْ أَعَزَّهُ اللهُ وَيُعِزَّ مَنْ أَذَلَّ اللهُ، وَالْمُسْتَحِلُّ لِحَرَمِ اللهِ، وَالتَّارِكُ لِسُنَّتِي، وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي مَا حَرَّمَ اللهُ " 1485 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ 1486 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَا جَمِيعًا: عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ

ذكر تحريم الحرم وحدوده، وتعظيمه، وفضله، وما جاء في ذلك، وتفسيره

1487 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: اسْتَشَارَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْعِرَاقِ، فَقُلْتُ لَهُ: لَوْلَا أَنْ يُزْرِيَ ذَلِكَ بِي وَبِكَ لَنَشَبْتُ بِيَدِي فِي رَأْسِكَ، قَالَ: فَكَانَ الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ بِأَنْ قَالَ: " §لَأَنْ أُقْتَلَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يُسْتَحَلَّ بِي مَكَّةُ "، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: فَذَاكَ الَّذِي سَلَّى بِنَفْسِي عَنْهُ ثُمَّ حَلَفَ طَاوُسٌ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تَعْظِيمًا لِلْمَحَارِمِ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَلَوْ أَشَاءُ أَنْ أَبْكِيَ لَبَكَيْتُ

1488 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §إِذَا دَخَلَ الْقَاتِلُ الْحَرَمَ لَمْ يُؤْوَ، وَلَمْ يُبَايَعْ، وَلَمْ يُجَالَسْ، وَلَمْ يُسْقَ، حَتَّى يَخْرُجَ "

1489 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: -[266]- قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لِقُرَيْشٍ: " إِنَّهُ §كَانَ وُلَاةَ هَذَا الْبَيْتِ قَبْلَكُمْ طَسْمٌ، فَتَهَاوَنُوا بِهِ وَلَمْ يُعَظِّمُوا حُرْمَتَهُ؛ فَأَهْلَكَهُمُ اللهُ تَعَالَى، ثُمَّ وَلِيَتْهُ بَعْدَهُمْ جُرْهُمٌ، فَتَهَاوَنُوا بِهِ وَلَمْ يُعَظِّمُوا حُرْمَتَهُ؛ فَأَهْلَكَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَا تَهَاوَنُوا بِهِ، وَعَظِّمُوا حُرْمَتَهُ " قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَهَذَا اخْتُصِرَ مِنْ حَدِيثِ كَثِيرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَأَيُّوبَ

1490 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُقَاتِلٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §اتَّقُوا الذُّنُوبَ فِي الْحَرَمِ؛ فَإِنَّهَا تُضَاعَفُ تَضْعِيفَ الْحَسَنَاتِ "

1491 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَلْقٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " إِنَّ §هَذَا الْبَيْتَ كَانَ وَلِيَهُ نَاسٌ قَبْلَكُمْ فَعَصَوْا رَبَّهُمْ وَاسْتَحَلُّوا حُرْمَتَهُ فَأَهْلَكَهُمْ، ثُمَّ وَلِيَهُ آخَرُونَ فَعَصَوْا رَبَّهُمْ وَاسْتَحَلُّوا حُرْمَتَهُ، فَلَأُصِيبُ عَشْرَ ذُنُوبٍ بِرُكْبَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصِيبَ بِهَا ذَنْبًا وَاحِدًا " 1492 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا أَهْلَ مَكَّةَ، اللهَ اللهَ فِي حَرَمِ اللهِ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ بَقِيَّةِ حَدِيثِ سُفْيَانَ

1493 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: أنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ وَالْحَدِيثُ لِلْمُقْرِي أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ وَهُوَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى مَكَّةَ: أَتَأْذَنُ لِي أَيُّهَا الْأَمِيرُ أُحَدِّثْكَ قَوْلًا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَدَ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ؟ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ، حَمِدَ اللهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ §مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللهُ تَعَالَى وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا، وَلَا يَعْضِدَ بِهَا شَجَرًا، فَإِنْ أَحَدٌ ارْتَخَصَ بِقِتَالِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا فَقُولُوا: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ " فَقِيلَ لِأَبِي شُرَيْحٍ: فَمَا قَالَ لَكَ عَمْرٌو؟ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْكَ يَا أَبَا شُرَيْحٍ، إِنَّ الْحَرَمَ لَا يُعِيذُ عَاصِيًا، وَلَا فَارًّا بِدَمٍ، وَلَا فَارًّا بِجَرِيرَةٍ

1494 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " إِنَّ §هَذَا الْبَيْتَ كَانَ يَحُجُّهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَبْعُمِائَةِ أَلْفٍ، يَضَعُونَ نِعَالَهُمْ بِالتَّنْعِيمِ ثُمَّ يَدْخُلُونَ حُفَاةً تَعْظِيمًا لَهُ "

1495 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَرْوَانُ الْأَصْفَرُ قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا §يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَإِذَا بَلَغَ الْبَابَ نَزَعَ نَعْلَيْهِ وَأَخْرَجَ نَعْلًا لَهُ أُخْرَى فَلَبِسَهَا وَدَخَلَ

1497 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ: ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: زُلْزِلَتْ مَكَّةُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §انْظُرُوا مَاذَا تَعْمَلُونَ فَإِنَّهَا مَكَّةُ، لَأَنْ أَعْمَلَ عَشْرَ خَطَايَا بِرُكْبَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْمَلَ بِمَكَّةَ خَطِيئَةً وَاحِدَةً " 1497 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ نَحْوَهُ

1498 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَذْكُرُ عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §يُلْحِدُ بِمَكَّةَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللهِ، عَلَيْهِ نِصْفُ عَذَابِ الْعَالَمِ " قَالَ: فَتَحَوَّلَ مِنْهَا إِلَى الطَّائِفِ وَقَالَ: " لَا أَكُونُهُ "

1499 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ، قَالَ لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: " يَا أَهْلَ مَكَّةَ، §انْظُرُوا مَا تَعْمَلُونَ فِيهَا؛ فَإِنَّهَا سَتُخْبِرُ عَنْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَا تَعْمَلُونَ فِيهَا "

1500 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ قَالَ: " إِنَّ §الْبَيْتَ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَهِيدًا بِمَا يُعْمَلُ حَوْلَهُ "

1501 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: " §عَلَيْكَ بِالْعُزْلَةِ فَإِنَّهَا عِبَادَةٌ، وَعَلَيْكَ بِالْحَرَمِ فَإِنْ كَانَتْ حَسَنَةٌ كَانَتْ فِي الْحَرَمِ، وَإِنْ كَانَتْ سَيِّئَةٌ كَانَتْ فِي الْحِلِّ؛ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ أَوْ قَالَ: سَاكِنَ مَكَّةَ لَنْ يَهْلِكُوا حَتَّى يَكُونَ الْحَرَمُ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْحِلِّ "

1502 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ، قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: " رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §وَلَهُ مَسْجِدٌ فِي الْحَرَمِ وَمَنْزِلٌ فِي الْحِلِّ " قَالَ حُسَيْنٌ فِي حَدِيثِهِ: وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: فُسْطَاطٌ فِي الْحَرَمِ

1503 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §وُضِعَ الْحَرَمُ قَبْلَ الْأَرْضِ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ، وَمِنْهُ دُحِيَتِ الْأَرْضُ "

1504 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ ابْنِ بِنْتِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ §حُرْمَةَ الْبَيْتِ لَإِلَى الْعَرْشِ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى الْأَرْضِ السُّفْلَى "

1505 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ -[271]- عَنْهُمَا قَالَ: " §الْحَرَمُ مُحَرَّمٌ بِمِقْدَارِهِ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ مُقَدَّسٌ بِمِقْدَارِهِ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ "

1506 - حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْمَكِّيُّ أَنَّهُ سَمِعَ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: " وَاللهِ §لَوْ أَصْبَحْنَا وَقَدْ رُفِعَتِ الْكَعْبَةُ مِنْ بَيْنَ أَظْهُرِنَا مَا عَجِبْتُ، وَلَعَلِمْنَا أَنَّهُ قَدِ اسْتَوْجَبْنَا ذَلِكَ "

1507 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أنا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " إِنَّ §رَجُلًا أَخَذَ بِيَدِ امْرَأَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي الطَّوَافِ، فَلَزِمَتْ يَدُهُ يَدَهَا، فَلَقِيَهُ شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمَا؟ فَأَخْبَرَاهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ: ارْجِعَا إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَصَابَكُمَا فِيهِ هَذَا فَادْعُوَا اللهَ فِيهِ فَدَعَوَا فَفُرِجَتْ أَيْدِيهِمَا "

1508 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: أنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، قَالَ: " §بَرِقَ سَاعِدُ امْرَأَةٍ لِرَجُلٍ فِي الطَّوَافِ فَلَمَسَهَا، فَالْتَزَقَتْ يَدُهُ بِيَدِهَا " قَالَ عَبْدُ الْجَبَّارِ: " فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: اذْهَبْ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي صَنَعْتَ -[272]- فِيهِ هَذَا " وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِي حَدِيثِهِ: " فَفَطِنَ لَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: عَاهِدْ رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ أَنْ لَا تَعُودَ قَالَ: فَفَعَلَ فَانْطَلَقَتْ يَدُهُ "

1509 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: " إِنَّ §قَوْمًا انْتَهَوْا إِلَى ذِي طُوًى فَنَزَلُوا بِهَا، فَإِذَا ظَبْيٌ قَدْ دَنَا مِنْهُمْ، فَأَخَذَ رَجُلٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِهِ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: وَيْلَكَ أَرْسِلْهُ فَجَعَلَ يَضْحَكُ وَيَأْبَى أَنْ يُرْسِلَهُ، فَبَعَرَ الظَّبْيُ وَبَالَ ثُمَّ أَرْسَلَهُ، فَنَامُوا فِي الْقَائِلَةِ فَانْتَبَهَ بَعْضُهُمْ فَإِذَا بِحَيَّةٍ مُتَطَوِّقَةٍ عَلَى بَطْنِ الرَّجُلِ الَّذِي أَخَذَ الظَّبْيَ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: وَيْحَكَ لَا تَحَرَّكْ وَانْظُرْ مَا عَلَى بَطْنِكَ قَالَ: وَلَمْ تَزَلْ مِنْهُ الْحَيَّةُ حَتَّى كَانَ مِنْهُ مِنَ الْحَدَثِ مِثْلُ مَا كَانَ مِنَ الظَّبْيِ "

1510 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي عُبَادَةَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: يُقَالُ: " إِنَّ §الْعَرْشَ بِحِيَالِ الْحَرَمِ "

1511 - حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " §وَقَعَ بَيْنَ رَجُلٍ وَبَيْنَ خَتَنِهِ كَلَامٌ، فَقَالَ الْفَتَى لِخَتَنِهِ فِيمَا قَالَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي بَعَثْتَ لِي بِنْتَكَ وَلَمْ تَكُنْ عَذْرَاءَ فَقَامَ غُلَامٌ مِنَ الْحَلْقَةِ فَمَضَى إِلَى -[273]- مَرَتِهِ فَأَخْبَرَهَا بِقَوْلِهِ، فَقَامَتِ الْجَارِيَةُ فَانْتَقَبَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ حَتَّى وَقَفَتْ عَلَيْهِمْ وَهُمْ يَتَخَاصَمُونَ فِي حَلْقَتِهِمْ، فَأَسْفَرَتْ عَنْ وَجْهِهَا، ثُمَّ نَظَرَتْ إِلَى زَوْجِهَا وَقَالَتْ: يَا فُلَانُ ابْنَ فُلَانٍ، أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، أَنْتِ مَرَتِي فُلَانَةُ قَالَتْ لَهُ: أَنْتَ الْقَائِلُ لِأَبِي إِنِّي جِئْتُكَ غَيْرَ عَذْرَاءَ؟ اللهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِبًا فَسَلِّطْ عَلَيْهِ بَرَصًا نَقِيًّا قَالَ: فَتَسَلَّخَ الرَّجُلُ مِنْ جِلْدِهِ مَكَانَهُ "

§ذِكْرُ أَنْصَابِ الْحَرَمِ كَيْفَ نَصَبَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْدِ إِبْرَاهِيمَ وَتَحْدِيدِهَا، وَمَا يُؤْمَرُ بِهِ مَنْ تَعَاهُدِهَا وَإِصْلَاحِهَا وَالْقِيَامِ عَلَيْهَا

1512 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ §إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ نَصَبَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ يُرِيهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ جَدَّدَهَا إِسْمَاعِيلُ، ثُمَّ جَدَّدَهَا قُصَيٌّ، ثُمَّ جَدَّدَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ: فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَعَثَ أَرْبَعَةً مِنْ قُرَيْشٍ فَجَدَّدُوهَا، مِنْهُمْ مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ، -[274]- وَسَعِيدُ بْنُ يَرْبُوعٍ، وَحُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى، وَأَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ عَوْفٍ 1513 - وَسَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ يَقُولُ: صَبِيحَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جُبَيْلَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ هُوَ أَحَدُ الْقُرَشِيِّينَ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُجَدِّدُونَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ

1514 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: ثنا غَوْثُ بْنُ جَابِرِ بْنِ غَيْلَانَ بْنِ مُنَبِّهٍ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ، عَنْ إِدْرِيسَ ابْنِ بِنْتِ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §وَضَعَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِآدَمَ صَفًّا مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَلَى أَطْرَافِ الْحَرَمِ يَحْرُسُونَهُ مِنْ سُكَّانِ الْأَرْضِ، وَسُكَّانُهَا يَوْمَئِذٍ الْجِنُّ، فَالْمَلَائِكَةُ يَذُودُونَهُمْ عَنْهُ لَا يُجِيزُ مِنْهُمْ شَيْءٌ، وَهُمْ وُقُوفٌ عَلَى أَطْرَافِ الْحَرَمِ حَيْثُ أَعْلَامُهُ الْيَوْمَ، مُحْدِقُونَ بِهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْحَرَمَ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَحُوزُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ "

1515 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ -[275]- أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَعَثَ عَلَى الْحَجِّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، §وَأَمَرَهُ أَنْ يُجَدِّدَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ، فَبَعَثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ وَنَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ، فَكَانُوا يُجَدِّدُونَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ فِي كُلِّ سَنَةٍ، فَلَمَّا وَلِيَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَى وَالِي مَكَّةَ فَأَمَرَهُ بِتَجْدِيدِ أَنْصَابِ الْحَرَمِ "

1516 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ " أَنَّ §إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هُوَ أَوَّلُ مَنْ نَصَبَ الْأَنْصَابَ لِلْحَرَمِ، أَشَارَ لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى مَوَاضِعِهَا " قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ يَوْمَ الْفَتْحِ تَمِيمَ بْنَ أَسَدٍ جَدَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ تَمِيمٍ، فَجَدَّدَهَا

1517 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: بَلَغَنِي فِي الْحَدِيثِ الْمَأْثُورِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، " أَنَّ §آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اشْتَدَّ بُكَاؤُهُ وَحُزْنُهُ لِمَا كَانَ مِنْ عِظَمِ الْمُصِيبَةِ، -[276]- فَعَزَّاهُ اللهُ تَعَالَى بِخَيْمَةٍ مِنْ خِيَامِ الْجَنَّةِ، وَحَرَسَ لَهُ تِلْكَ الْخَيْمَةَ بِالْمَلَائِكَةِ، فَكَانَ مَوْقِفُهُمْ عِنْدَ أَنْصَابِ الْحَرَمِ صَفًّا وَاحِدًا مُسْتَدِيرُونَ بِالْحَرَمِ كُلِّهِ، وَالْحَرَمُ كُلُّهُ مِنْ دُونِهُمْ، وَلَا يُجَاوِزُهُ جِنٌّ وَلَا شَيْطَانٌ "

1518 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُبَارَكٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §إِذَا بَلَغَ الْحَاجُّ أَنْصَابَ الْحَرَمِ تَلَقَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى جَنَبَتَيِ الْحَرَمِ، فَأَشَارُوا بِالسَّلَامِ عَلَى الْجَمَّالَةِ، وَصَافَحُوا الْبَغَّالَةَ، وَاعْتَنَقُوا الرَّجَّالَةَ اعْتِنَاقًا " 1519 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: يُقَالُ: إِنَّ عَدْنَانَ بْنَ أَدَدَ خَافَ أَنْ يَدْرُسَ الْحَرَمُ فَوَضَعَ أَنْصَابَهُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ وَضَعَهَا، وَأَوَّلَ مَنْ كَسَا الْكَعْبَةَ، أَوْ كُسِيَتْ فِي زَمَانِهِ

1520 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَوْفٍ أَبِي عَمْرٍو الْبِكَالِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ -[277]- بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ §الْحَرَمَ يَحْرُمُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ "

1521 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: ثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §الْحَرَمُ كُلُّهُ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

§ذِكْرُ الِاسْتِنَادِ بِالْكَعْبَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ

1522 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " اجْتَمَعَ عِنْدَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قُرَيْشِيَّانِ - هَكَذَا قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قُرَيْشِيَّانِ - وَثَقَفِيٌّ، أَوْ ثَقَفِيَّانِ وَقُرَيْشِيٌّ قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، كَثِيرٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: §أَتَرَوْنَ اللهَ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ؟ وَقَالَ الْآخَرَانِ: إِنْ كَانَ يَسْمَعُ -[278]- إِذَا جَهَرَنَا؛ فَهُوَ يَسْمَعُ إِذَا أَخْفَيْنَا قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} [فصلت: 22] الْآيَةَ

1523 - حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِيُّ قَالَ: ثنا الْعَطَّافُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ الْهَيْكَلِ بْنِ جَابِرٍ قال: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَتَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: بِحُرْمَةِ هَذَا الْبَيْتِ لَمَا غَفَرْتَ لِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا قُلْتَ: بِحُرْمَتِي أَلَا غَفَرْتَ لِي؟ وَالَّذِي أَكْرَمَنِي بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ §لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ مِنْ حُرْمَةِ هَذَا الْبَيْتِ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ذَنْبِي عَظِيمٌ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْحَكَ ذَنْبُكَ أَعْظَمُ أَمِ الْأَرْضُ؟ " قَالَ: بَلْ ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْحَكَ ذَنْبُكَ أَعْظَمُ أَمِ السَّمَاءُ؟ " فَقَالَ: بَلْ ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْحَكَ ذَنْبُكَ أَعْظَمُ أَمِ الْعَرْشُ "؟ قَالَ: بَلْ ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْحَكَ ذَنْبُكَ أَعْظَمُ أَمِ اللهُ؟ " قَالَ: بَلِ اللهُ يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَإِنَّ اللهَ عَظِيمٌ يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا، وَإِنَّ السَّائِلَ يَأْتِينِي يَسْأَلُنِي، فَكَأَنَّمَا يُشْعِلُنِي بِشُعْلَةٍ مِنْ نَارٍ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْحَكَ تَنَحَّ عَنِّي، لَا تَحْرِقْنِي بِنَارِكَ، فَوَالَّذِي أَكْرَمَنِي بِالْحَقِّ وَدِينِ الْهُدَى لَوْ صُمْتَ وَصَلَّيْتَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ أَلْفًا وَأَلْفَ عَامٍ، وَبَكَيْتَ حَتَّى تَجْرِيَ مِنْ دُمُوعِكَ الْأَنْهَارُ، وَسَقَيْتَ بِهِ الْأَشْجَارَ، ثُمَّ مُتَّ وَأَنْتَ لَئِيمٌ لَأَكَبَّكَ اللهُ تَعَالَى فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِكَ، وَيْحَكَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ السَّرْوَ مِنَ -[279]- الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجِنَانِ؟ وَيْحَكَ إِنَّ الْبُخْلَ كُفْرٌ، وَالْكُفْرُ فِي النَّارِ، وَيْحَكَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} [محمد: 38] ، {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] "

1524 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ قَالَ: ثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَبْدِ اللهِ شَيْخٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: " بَيْنَمَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا رَجُلٌ مُتَعَلِّقٌ بِالْأَسْتَارِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنَ سَمْعٍ، يَا مَنْ لَا يَغْلَطُهُ السَّائِلُونَ، يَا مَنْ لَا يَتَبَرَّمُ بِإِلْحَاحِ الْمُلِحِّينَ، أَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَحَلَاوَةَ رَحْمَتِكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، أَعِدْ دُعَاءَكَ هَذَا قَالَ: أَوَقَدْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَادْعُ بِهِ فِي كُلِّ صَلَاةٍ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِنَ الذُّنُوبِ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ وَقَطْرِهَا وَحَصْبَاءِ الْأَرْضِ وَتُرَابِهَا لَغَفَرَ اللهُ لَكَ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ "

1525 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الشَّامِيُّ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى الْمُحْرِمَ أَنْ يُدْخِلَ رَأْسَهُ بَيْنَ السُّتُورِ وَالْكَعْبَةِ وَقَالَ الْأَخْطَلُ التَّغْلِبِيُّ يَذْكُرُ أَسْتَارَ الْبَيْتِ: [البحر البسيط] -[280]- وَقَدْ حَلَفْتُ يَمِينًا غَيْرَ كَاذِبَةٍ ... بِاللهِ رَبِّ سُتُورِ الْبَيْتِ ذِي الْحُجُبِ وَكُلِّ مُوفٍ بِنَذْرٍ كَانَ يَحْمِلُهُ ... مُضَرَّجٌ بِدِمَاءِ الْبُدْنِ مُخْتَضِبِ وَقَالَ الْأَخْطَلُ أَيْضًا فِي مِثْلِ ذَلِكَ: [البحر الكامل] وَلَقَدْ حَلَفْتُ بِرَبِّ مُوسَى جَاهِدًا ... وَالْبَيْتِ ذِي الْحُرُمَاتِ وَالْأَسْتَارِ وَبِكُلِّ مُبْتَهِلٍ عَلَيْهِ مُسُوحُهُ ... دُونَ السَّمَاءِ مُسَبِّحٍ جَئَّارِ وَقَالَ الْأَخْطَلُ أَيْضًا فِي الْأَسْتَارِ يَذْكُرُهَا: إِنِّي حَلَفْتُ بِرَبِّ الرَّاقِصَاتِ وَمَا ... أَضْحَى بِمَكَّةَ مِنْ حُجْبٍ وَأَسْتَارِ وَمَا بِزَمْزَمَ مِنْ شُمْطٍ مُحَلِّقَةٍ ... وَمَا بِيَثْرِبَ مِنْ عُونٍ وَأَبْكَارِ لَأَلْجَأَتْنِي قُرَيْشٌ خَائِفًا وَجِلًا ... وَنَوَّلَتْنِي قُرَيْشٌ بَعْدَ إِقْتَارِ

§ذِكْرُ أَسْمَاءِ مَكَّةَ وَبَرَكَتِهَا وَصِفَتِهَا وَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، وَأَعْطَانِي كِتَابًا عَنْ أَشْيَاخِهِ، فَإِذَا فِيهِ أَسْمَاءُ مَكَّةَ فِيمَا زَعَمَ الْمَكِّيُّونَ وَاللهُ أَعْلَمُ، قَالُوا: هِيَ مَكَّةُ وَبَكَّةُ -[281]- وَبَرَّةُ وَبَسَّاسَةُ وَأُمُّ الْقُرَى وَالْحَرَمُ وَالْمَسْجِدُ الْحَرَامُ وَالْبَلَدُ الْأَمِينُ

1526 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التين: 3] قَالَ: " مَكَّةُ وَقَالُوا: وَمِنْ أَسْمَائِهَا صَلَاحِ " قَالَ الْقَائِلُ فِي ذَلِكَ: نُورٌ تَلَأْلَأَ لِأَوْسَطِ صَلَاحِ وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: مِنْ أَسْمَائِهَا كُوثَى وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ الْقَائِلِ: [البحر السريع] سَأَلْتُ عَمْرًا فَقُلْتُ لَهُ ... مَتَى لَقِيتَ يَحْيَى وَعِيسَى فَقَالَ أَمَّا يَحْيَى فَرَأَيْتُهُ بِالْفَخِّ ... يَحْلِقُ رَأْسَهُ مُوسَى بِمُوسَى وَأَمَّا عِيسَى فَلَقِيتُهُ دَاخِلًا ... بِقَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا كُوثَى

1527 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: " §وَعَمَّرَتْ قُرَيْشٌ بِمَكَّةَ، هُمْ سَاكِنُوهَا وَمَنَازِلُها لَهُمْ صَالِحًا ذَاتَ بَيْنِهِمْ، مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَعْمُرُوهَا، وَكَانَتْ مَكَّةُ تُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْبَسَّاسَةَ؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ تَبُسُّ مَنْ بَغَى فِيهَا حَتَّى تُخْرِجَهُ مِنْهَا " -[282]- وَيُقَالُ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ بَكَّةَ؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ تَبُكُّ أَعْنَاقَ الْجَبَابِرَةِ، وَكَانَ فِيمَا يَزْعُمُونَ لَا يَدْخُلُهَا مَلِكٌ فَيُحْدِثُ فِيهَا حَدَثًا إِلَّا أَصْبَحَ وَعُنُقُهُ مَكْسُورَةٌ، وَلَا يُحَدِثُ مُحْدِثٌ إِلَّا بَسَّتْهُ مِنَ الْحَرَمِ حَتَّى تُخْرِجَهُ إِلَى الْحِلِّ وَقَالَ شَاعِرُ بَنِي تَمِيمٍ فِي الْبَكِّ بِمَكَّةَ: [البحر الرجز] يَا مَكَّةُ الْفَاجِرَ مُكِّي مَكَّا ... وَلَا تَمُكِّي مَذْحِجًا وَعَكَّا وَقَالَ آخَرُ فِي مَكَّةَ: [البحر الرمل] أَبْصِرُوا ثَمَّ كَثِيرًا مُولَمًا ... وَأَيَّامًا فِي شُعُوبِ الْحَاطِمَةْ دَمْعُ الْعَيْنِ عَلَيْهِ هَاطِلٌ ... لِرُجُوعِ الدَّاءِ فِيهِ الْآكِلَةْ

§ذِكْرُ الْمَقَامِ بِمَكَّةَ وَالْجِوَارِ بِهَا وَمَنْ أَقَامَ بِهَا مِنَ الْخُلَفَاءِ وَالتَّرْغِيبِ فِي ذَلِكَ

1528 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ عُمَرَ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ الْمَازِنِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا مَضَى مِنْ هِجْرَتِي إِلَى الْمَدِينَةِ خَمْسُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ فَعَلَيْكُمْ وَالْجِوَارَ وَالرِّبَاطَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ -[283]- اللهِ، وَإِنَّ بِالْحَرَمِ لَرِبَاطًا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، أَفْضَلُ الرِّبَاطِ، إِنَّ الْكَعْبَةَ لَا تَأْمَنُ أَنْ يَأْتِيَهَا عَدُوُّهَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا، إِذْ مِنْ أَرْجَائِهَا الرِّبَاطُ يَوْمَئِذٍ أَفْضَلُ رِبَاطٍ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ لِمُشَرِّقٍ أَوْ مُغَرِّبٍ " 1529 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ، وَزَادَ فِيهِ: " فَعَلَيْكُمْ بِالْجِوَارِ عِنْدَ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ "

1530 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: [البحر الوافر] §فَيُوشِكُ أَنْ يَحُولَ الْمَوْتُ بَيْنِي ... وَبَيْنَ جِوَارِ بَيْتِكَ وَالطَّوَافِ فَكَمْ مِنْ سَائِلٍ لَكَ رَبِّ رَغْبًا ... وَرَهْبًا بَيْنَ مُنْتَعِلٍ وَحَافِي أَتَاكَ الرَّاغِبُونَ إِلَيْكَ شُعْثًا ... يَسُوقُونَ الْمُقَلَّدَةَ الصَّوَافِي

1531 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ فِطْرِ بْنِ -[284]- خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ أَنَّهُ قَالَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: إِنَّ §مَكَّةَ قَدِ اشْتَدَّتْ حَالُهَا وَتَعَذَّرَ عَيْشُهَا، وَقَدْ أَرَدْتُ الِانْتِقَالَ مِنْهَا، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: " لَا تَخْرُجْ مِنْهَا يَا أَبَا الطُّفَيْلِ وَإِنْ أَكَلْتَ بِهَا الْعِضَاهَ "

1532 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا مَعْمَرُ بْنُ قَيْسٍ السُّلَمِيُّ، 1533 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: ثنا مَعْمَرٌ أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، قُلْتُ: إِنِّي دَخَلْتُ مَكَّةَ قَالَ خَالِدٌ: مُعْتَمِرًا فِي رَجَبٍ وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَحَضَرَنِي رَمَضَانُ، وَأَرَدْتُ الْخُرُوجَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَأَقْدَمُ مُعْتَمِرًا فِي رَمَضَانَ؟ قَالَ: " §طُفْ بِهَذَا الْبَيْتِ؛ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هَذِهِ الْعُمْرَةِ " 1534 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ بِنَحْوِهِ

1535 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §عُمْرَةٌ بَعْدَ الْحَجِّ كَطَوَافٍ بِالْبَيْتِ "

1536 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي " §أَلَا تَذْهَبُ بِنَا نَعْتَمِرُ؟ فَقَالَ: " غَيْرُ الَّذِي نَصْنَعُ كُلَّ يَوْمٍ؟ " يَعْنِي الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ

1537 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الزِّبْرِقَانُ أَبُو بَكْرٍ السَّرَّاجُ قَالَ: أَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أُرِيدُ إِتْيَانَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ سَعِيدٌ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ: " §لَطَوَافٌ أَطُوفُهُ وَصَلَاةُ رَكْعَتَيْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِتْيَانِ الْمَدِينَةِ ثَمَانِيَ مَرَّاتٍ "

1538 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §لَأَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَذْهَبَ إِلَى التَّنْعِيمِ فَأَعْتَمِرَ مِنْهُ "

1539 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ §لَا يَرَى عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ عُمْرَةً، وَيَقُولُ: " هُمْ فِي عُمْرَةٍ كُلَّ يَوْمٍ "

1540 - حَدَّثَنِي سَلَامَةُ بْنُ يَزِيدَ الْكِلَالِيُّ، عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: " §وَجَدْتُ قَلْبِي يَصْلُحُ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَعَ قَوْمٍ غُرَبَاءَ أَصْحَابِ بُتُوتٍ وَعَبَاءٍ "

1541 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُقَاتِلٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو عَمَّارٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ أَعَدَّ قَوْسًا فِي الْحَرَمِ لِيُقَاتِلَ بِهِ عَدُوَّ الْكَعْبَةِ كُتِبَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفُ أَلْفُ حَسَنَةٍ حَتَّى يَحْضُرَ الْعَدُوُّ "

1542 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: " §جَاوَرْتُ مَعَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِمَكَّةَ فِي بَنِي فِهْرٍ سِتَّةَ أَشْهُرٍ "

1543 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " يَا أَبَا الطُّفَيْلِ، §الْزَمْ هَذَا الْحَرَمَ وَكُنْ حَمَامَةً مِنْ حَمَامِهِ؛ فَإِنَّ أَمْرَنَا إِذَا جَاءَ لَيْسَ بِهِ خَفَاءٌ، كَمَا لَيْسَ بِهَذِهِ الشَّمْسِ خَفَاءٌ إِذَا طَلَعَتْ، مَا يُدْرِيكَ إِذَا قَالَ النَّاسُ: إِنَّهُ يَجِيءُ مِنَ الْمَشْرِقِ أَنْ يَجِيءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِنَ الْمَغْرِبِ، وَمَا يُدْرِيكَ إِذَا قَالَ النَّاسُ: إِنَّهُ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ أَنْ يَجِيءَ اللهُ تَعَالَى بِهِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهَا سَتُهْدَى إِلَيْكَ كَمَا تُهْدَى الْعَرُوسُ "

1544 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، §أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ مَنْزِلَةً؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَجُلٌ عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ يُخِيفُ الْعَدُوَّ وَيُخِيفُونَهُ، أَوْ رَجُلٌ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤَدِّي حَقَّ اللهِ تَعَالَى فِي مَالِهِ " وَأَشَارَ بِيَدِهِ قِبَلَ الْحِجَازِ

1545 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، وَنَسَخْتُ مِنْ كِتَابِهِ هَذَا الْحَدِيثَ، قَالَ: أَخَذْتُ نُسْخَةَ هَذَا الْكَلَامِ مِنْ كِتَابِ رَجُلٍ قَالَ: هَذَا كِتَابُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي فَضْلِ مَكَّةَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الزَّهَادَةِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ آدَمَ، وَكَانَ مُجَاوِرًا بِمَكَّةَ، وَكَانَ مُوسِرًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَمَلٌ بِمَكَّةَ إِلَّا الْعِبَادَةُ، وَأَنَّهُ أَرَادَ الْخُرُوجَ مِنْهَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْحَسَنَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ يُرَغِّبُهُ فِي الْمَقَامِ بِمَكَّةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، §حَفِظَكَ اللهُ يَا أَخِي بِحِفْظِ الْإِيمَانِ، وَوَقَاكَ الْمَكْرُوهَ وَوَفَّقَكَ لِلْخَيْرَاتِ، وَأَتَمَّ عَلَيْكَ النِّعْمَةَ، وَجَمَعَنَا وَإِيَّاكَ فِي جِوَارِ الرَّحْمَنِ وَمَنَازِلِ الرِّضْوَانِ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا وَمَنْ قِبَلِي مِنَ الْأَقَارِبِ وَالْإِخْوَانِ عَلَى أَفْضَلِ الْأَحْوَالِ، وَرَبُّنَا مَحْمُودٌ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا، قَدِ انْتَهَى إِلَيَّ أَنَّكَ قَدْ أَزْمَعْتَ الشُّخُوصَ مِنْ حَرَمِ اللهِ تَعَالَى وَالتَّحَوُّلَ مِنْهُ إِلَى الْيَمَنِ فِي سَبَبِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِهَا، وَإِنِّي وَاللهِ كَرِهْتُ ذَلِكَ وَغَمَّنِي، وَاسْتَوْحَشْتُ لِذَلِكَ وَحْشَةً شَدِيدَةً، وَتَعَجَّبْتُ مِنْكَ إِذْ أَطَعْتَ فِي ذَلِكَ الشَّيْطَانَ، فَإِيَّاكَ يَا أَخِي ثُمَّ إِيَّاكَ أَنْ تَبْرَحَ مِنْهَا؛ فَإِنَّ الْمَقَامَ بِهَا سَعَادَةٌ، وَالْخُرُوجَ مِنْهَا شَقَاوَةٌ، فَنَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكَ لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّهُ الْمَنَّانُ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ إِيَّاكَ يَا أَخِي وَالظَّعْنَ مِنْهَا؛ فَإِنَّكَ فِي خَيْرِ أَرْضِ اللهِ وَأَحَبِّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ وَأَفْضَلِهَا وَأَعْظَمِهَا حُرْمَةً، -[289]- وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَضَّلَ مَكَّةَ عَلَى جَمِيعِ الْبُلْدَانِ، وَأَنْزَلَ ذِكْرَهَا فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ، فَكَانَ فِيمَا أَنْزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذِكْرِهَا قَوْلُهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: {جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ} [المائدة: 97] وَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهَدًى لِلْعَالَمِينَ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] وَقَالَ جَلَّ وَعَلَا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً} [الحج: 25] ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35] وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} [إبراهيم: 37] وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ} [البقرة: 126] وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] وَقَالَ جَلَّ وَعَلَا: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [البقرة: 198] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] وَقَالَ تَعَالَى: {أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [البقرة: 125] وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الإسراء: 1] قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ، وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ} [الحج: 26]-[290]- وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا} [النمل: 91] وَقَالَ: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} [سبأ: 15] وَقَالَ: {يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا} [القصص: 57] وَقَالَ: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} [النحل: 112] وَقَالَ: {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الشورى: 7] وَقَالَ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} [البقرة: 158] وَقَالَ: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ} [قريش: 3] هَؤُلَاءِ الْآيَاتُ أَنْزَلَهَا اللهُ تَعَالَى فِي مَكَّةَ خَاصَّةً؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُنْزِلْ فِي بَلَدٍ سِوَاهَا، ثُمَّ جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَخْرَجُوهُ مِنْ مَكَّةَ أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى الْحَزْوَرَةِ، فَقَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ، وَيُقَالُ: خَيْرُ بَلْدَةٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَأَحَبُّهَا إِلَى اللهِ تَعَالَى، يَعْنِي مَكَّةَ وَرُوِيَ أَنَّ الْأَرْضَ دُحِيَتْ مِنْهَا، وَأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ الْمَلَائِكَةُ -[291]- قَبْلَ آدَمَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ بِأَلْفَيْ عَامٍ، وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَهْرُبُ نَبِيٌّ مِنْ قَوْمِهِ إِلَّا هَرَبَ إِلَى الْكَعْبَةِ فَعَبَدَ اللهَ تَعَالَى فِيهَا حَتَّى يَمُوتَ، وَسَمِعْنَا أَنَّ حَوْلَ الْكَعْبَةِ قُبُورَ ثَلَاثِمِائَةِ نَبِيٍّ، وَأَنَّ قَبْرَ نُوحٍ، وَهُودٍ، وَشُعَيْبٍ، وَصَالِحٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فِيمَا بَيْنَ الْمُلْتَزَمِ وَالْمَقَامِ، وَأَنَّ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ قُبُورُ سَبْعِينَ نَبِيًّا، ثُمَّ مَا أَعْلَمُ مِنْ بَلْدَةٍ ضَرَبَ إِلَيْهَا جَمِيعُ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ خَاصَّةً مَا ضُرِبَ إِلَى مَكَّةَ، وَمَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ بَلْدَةً تُرْفَعُ فِيهَا الْحَسَنَاتُ وَأَنْوَاعُ الْبِرِّ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِائَةُ أَلْفٍ مَا يُرْفَعُ مِنْهَا، ثُمَّ مَا أَعْلَمُ بَلْدَةً يَجِدُ فِيهَا مِنَ الْأَعْوَانِ عَلَى الْخَيْرِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَا يَجِدُ فِيهَا، وَلَنَوْمُكَ فِيهَا بِاللَّيْلِ وَإِفْطَارُكَ بِالنَّهَارِ يَوْمًا وَاحِدًا فِي حَرَمِ اللهِ تَعَالَى أَرْجَى وَأَفْضَلُ عِنْدِي مِنْ صِيَامِ الدَّهْرِ وَقِيَامِهِ فِي غَيْرِهَا، ثُمَّ مَا أَعْلَمُ يُحْشَرُ مِنْ بَلْدَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَبْرَارِ وَالْفُقَهَاءِ وَالزُّهَّادِ وَالْعُبَّادِ وَالصَّالِحِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ مَا يُحْشَرُ مِنْهَا، وَيُقَالُ: إِنَّهُمْ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُمْ آمِنُونَ، ثُمَّ مَا أَعْلَمُ أَنَّهُ يَنْزِلُ فِي بَلْدَةٍ مِنَ الدُّنْيَا كُلَّ يَوْمٍ رَائِحَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَرَوْحِهَا مَا يَنْزِلُ بِمَكَّةَ، وَيُقَالُ: إِنَّ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ مَفْتُوحٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ لَا يُغْلَقُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ مَا أَعْلَمُ يَنْزِلُ بِبَلْدَةٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ عِشْرُونَ وَمِائَةُ رَحْمَةٍ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ إِلَّا بِمَكَّةَ، وَيُقَالُ: ذَلِكَ كُلُّهُ لِلطَّائِفِينَ، يُقَالُ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَجِيبُ الدُّعَاءَ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ مَوْضِعًا، أَوَّلُهَا عِنْدَ الْمُلْتَزَمِ، الدُّعَاءُ فِيهِ مُسْتَجَابٌ، وَعِنْدَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ مُسْتَجَابٌ، وَتَحْتَ الْمِيزَابِ مُسْتَجَابٌ، وَحَوْلَ الْبَيْتِ فِي الطَّوَافِ، وَخَلْفَ الْمَقَامِ، وَعَلَى الصَّفَا، وَعِنْدَ الْمَسْعَى، وَعَلَى الْمَرْوَةِ، وَبِمِنًى، وَبِعَرَفَاتٍ وَفِي الْمَوْقِفِ، وَبِجَمْعٍ، وَعِنْدَ الْجِمَارِ، يُسْتَجَابُ ذَلِكَ كُلُّهُ، فَذَلِكَ خَمْسَةَ عَشَرَ مَوْضِعًا، فَاغْتَنِمْ يَا أَخِي هَذِهِ الْمَوَاضِعَ الَّتِي تُرْجَى فِيهَا الْمَغْفِرَةُ، وَاجْتَهِدْ فِيهِنَّ الدُّعَاءَ، فَإِنَّكَ إِنْ خَرَجْتَ مِنْهَا ذَهَبَتْ عَنْكَ بِهَذِهِ الْمَوَاضِعِ كُلِّهَا، فَاعْمَلْ عَلَى ذَلِكَ -[292]- وَقَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ مَاتَ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يُحَاسَبْ، وَقِيلَ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ " وَقَالَ فِي دُخُولِ الْكَعْبَةِ: " مَنْ دَخَلَهَا دَخَلَ فِي رَحْمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَفِي أَمْنِ اللهِ، وَفِي حَرَمِ اللهِ، وَمَنْ خَرَجَ مِنْهَا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَإِنَّ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ صَلَاةٌ، فَأَقِلُّوا فِيهِ الْكَلَامَ " قَالَ: وَجَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي مِنْ أَيْنَ جِئْتُ؟ مَا زِلْتُ قَائِمًا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ يَعْنِي تَحْتَ الْمِيزَابِ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ خَمْسِينَ أُسْبُوعًا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " ثُمَّ مَا أَعْلَمُ مِنْ بَلْدَةٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ يُكْتَبُ لِمَنْ يُصَلِّي فِيهَا رَكْعَةً وَاحِدَةً مِائَةُ أَلْفِ صَلَاةٍ مَا يُكْتَبُ بِمَكَّةَ، وَمَا أَعْلَمُ مِنْ بَلْدَةٍ ع

§ذِكْرُ مَنْ أَقَامَ مِنَ الْخُلَفَاءِ بِمَكَّةَ وَجَاوَرَ بِهَا وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَقَامَ بِمَكَّةَ مُجَاوِرًا فَآذَاهُ الْحَرُّ، وَكَانَتْ مَكَّةُ يَوْمَئِذٍ شَدِيدَةَ الْحَرِّ، فَخَرَجَ إِلَى الطَّائِفِ، فَأَصَابَهُ فِي ذَهَابِهِ إِلَى الطَّائِفِ مَا هَالَهُ وَأَفْزَعَهُ

1546 - فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَأَصَابَنَا مَطَرٌ شَدِيدٌ وَرِيحٌ شَدِيدَةٌ وَرَعْدٌ وَهَدٌّ، فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: خَرَجَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى الطَّائِفِ، فَأَصَابَهُمْ نَحْوٌ مِنْ هَذَا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، فَهَالَهُمْ وَخَافُوا، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانُوا إِذَا خَافُوا الشَّيْءَ أَرْسَلُوا إِلَى عُمَرَ فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا عُمَرُ، أَلَا تَرَى؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، §هَذَا صَوْتُ رَحْمَةٍ، فَكَيْفَ بِصَوْتِ غَضَبٍ؟ قَالَ: فَدَعَا بِبَدْرَةٍ فِيهَا عَشَرَةُ آلَافِ -[301]- دِرْهَمٍ، فَقَالَ: خُذْهَا فَتَصَدَّقْ بِهَا قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوَخَيْرٌ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: قَوْمٌ صَحِبُوكَ مِنَ الشَّامِ فِي مَظَالِمَ لَهُمْ فَلَمْ يَصِلُوا إِلَيْكَ قَالَ: فَأَدْخِلْهُمْ عَلَيَّ قَالَ: فَأَدْخَلَهُمْ عَلَيْهِ، فَكَتَبَ لَهُمْ فِي مَظَالِمِهِمْ فَرُدَّتْ إِلَيْهِمْ وَزَادَ غَيْرُهُ: فَخَرَجَ سُلَيْمَانُ إِلَى الطَّائِفِ، فَلَمَّا قَدِمَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّائِفَ أَتَى مَاءً يُقَالُ لَهُ الْجَالُ بِنَخِبَ، فَلَقِيَهُ أَبُو زُهَيْرٍ أَحَدُ بَنِي سَالِمٍ مِنْ ثَقِيفٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اجْعَلْ مَنْزِلَكَ عَلَيَّ قَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَفْدَحَكَ قَالَ: كَلَّا، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ رَزَقَ خَيْرًا قَالَ: فَنَزَلَ فَرَمَى بِنَفْسِهِ عَلَى بَطْحَاءِ الطَّائِفِ، فَقِيلَ لَهُ: الْوِطَاءَ فَقَالَ: لَا، هَذَا الْبَطْحَاءُ أَحَبُّ إِلَيَّ وَأَعْجَبُ فَأَلْزَمَهُ بَطْنَهُ، وَأُتِيَ بِخَمْسِ رُمَّانَاتٍ فَأَكَلَهُّنَّ، فَقَالَ: أَعِنْدَكُمْ غَيْرُ هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ فَجَعَلُوا يَأْتُونَهُ بِخَمْسٍ خَمْسٍ حَتَّى أَكَلَ سَبْعِينَ رُمَّانَةً، ثُمَّ أُتِيَ بِخَرُوفٍ وَسِتِّ دَجَاجَاتٍ فَأَكَلَهُنَّ، وَأَتَوْهُ بِصَبِيبٍ مِنَ الزَّبِيبِ يَكُونُ قَدْرَ مَكُّوكٍ عَلَى نِطْعٍ فَأَكَلَهُ أَجْمَعَ، ثُمَّ نَامَ فَانْتَبَهَ فَدَعَا بِالْغَدَاءِ، فَأَكَلَ مَعَ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ دَعَا بِالْمَنَادِيلِ فَكَانَ فِيهَا قِلَّةٌ، وَكَثُرَ النَّاسُ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنَ الْمَنَادِيلِ مَا يَسَعُهُمْ، فَقَالَ: كَيْفَ الْحِيلَةُ يَا أَبَا زُهَيْرٍ؟ فَقَالَ أَبُو زُهَيْرٍ: أَنَا أَحْتَالُ فَأَمَرَ بِالضُّرْمِ وَالْخُزَامَى وَمَا أَشْبَهَهَا مِنَ الشَّجَرِ فَأُتِيَ بِهِ، فَامْتَسَحَ بِهِ سُلَيْمَانُ، ثُمَّ شَمَّهُ فَقَالَ: يَا أَبَا زُهَيْرٍ، دَعْنَا وَهَذَا -[302]- الشَّجَرَ نَمْسَحْ بِهِ أَيْدِيَنَا، وَخُذْ هَذِهِ الْمَنَادِيلَ فَأَعْطِهَا الْعَامَّةَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا زُهَيْرٍ، مَا هَذَا الشَّجَرُ الَّذِي يَنْبُتُ عِنْدَكُمْ؟ أَشَجَرُ الْكَافُورِ؟ قَالَ: لَا فَأَخْبَرَهُ بِهِ، فَأُعْجِبَ بِهِ سُلَيْمَانُ وَقَدْ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ حُجْرٍ الْكِنْدِيُّ يَذْكُرُ هَذَا الشَّجَرَ، وَيُشَبِّهُهُ بَرِيقِ امْرَأَةٍ، يُشَبِّهُ رِيقَهَا وَرِيحَهَا بِرِيحِ هَذَا الشَّجَرِ، فَقَالَ: [البحر المتقارب] كَأَنَّ الْمُدَامَ وَصَوْبَ الْغَمَامِ ... وَرِيحَ الْخُزَامَى وَنَشْرَ الْقُطَرْ يُعَلُّ بِهِ بَرْدُ أَنْيَابِهَا ... إِذَا طَرَّبَ الْبَاكِرُ الْمُسْتَحِرْ قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ أَبُو زُهَيْرٍ: افْتَحُوا الْأَبْوَابَ فَفُتِحْتِ الْأَبْوَابُ، فَدَخَلَ النَّاسُ فَأَصَابُوا مِنَ الْفَاكِهَةِ، فَأَقَامَ سُلَيْمَانُ يَوْمَهُ وَمِنَ الْغَدِ، ثُمَّ قَالَ لِعُمَرَ: لَا أُرَانَا إِلَّا قَدْ أَضْرَرْنَا هَذَا الرَّجُلَ، فَارْحَلْ عَنْهُ فَنَظَرَ إِلَى الْوَادِي فَقَالَ: لِلَّهِ دَرُّ قَسِيٍّ، أَيُّ وَادٍ أَنْزَلَ أَفْرُخَهُ لَوْلَا هَذَا الْحِرَارُ وَنَظَرَ إِلَى جُرُنٍ فِيهَا زَبِيبٌ فَظَنَّهَا حِرَارًا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هَذِهِ جُرُنُ الزَّبِيبِ فَأَقَامَ سَبْعًا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ وَقَالَ لِأَبِي زُهَيْرٍ: اتْبَعْنِي إِلَى مَكَّةَ، فَلَمْ يَأْتِهِ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ أَتَيْتَهُ فَقَالَ: أَقُولُ لَهُ مَاذَا؟ أَقُولُ لَهُ: أَعْطِنِي ثَمَنَ طَعَامِيَ الَّذِي قَرْيَتُكَ بِالْأَمْسِ؟ -[303]- وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيَّ جَاءَ إِلَى مَكَّةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَجَاوَرَ بِهَا وَأَقَامَ إِلَى الْمَوْسِمِ، ثُمَّ جَاءَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ بَعْدَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ يُرِيدُ الْجِوَارَ بِمَكَّةَ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ وَأَخْرَجَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ نِصْفَ عَطَاءٍ فَأَعْطَاهُمْ فَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي عُمَرَ يَقُولُ: أَخَذْتُ فِي ذَلِكَ الْعَطَاءِ مِائَةَ دِرْهَمٍ وَأَخَذَ أَخِي مِثْلَهَا، وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ إِذَا صَلَّى يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَكَانَ يُعَجِّلُ الْعَصْرَ، ثُمَّ يَدْخُلُ الطَّوَافَ فَيَطُوفُ حَتَّى الْمَغْرِبِ، فَسَمِعْتُ ابْنَ شَبِيبٍ الْمُغِيرَ يَقُولُ: رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ دَخَلَ الطَّوَافَ، فَأَحْصَيْتُ لَهُ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى صَلَاةِ الْمَغْرِبِ سِتَّةَ عَشَرَ أُسْبُوعًا، يُصَلِّي بَيْنَ كُلِّ سُبْعَيْنِ رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِيمَا سَمِعْتُهُ إِنْ شَاءَ اللهُ يَقُولُ: كَانَ يَطُوفُ وَيَطُوفُ مَعَهُ ابْنَاهُ مُحَمَّدٌ وَالْمَأْمُونُ وَقُوَّادُهُ يَزِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ وَنَفَرٌ، فَإِذَا أَعْيَوْا دَخَلُوا الْحِجْرَ فَصَلَّوْا فِيهِ وَجَلَسُوا، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَطُوفُ فِي حَشَمِهِ، فَإِذَا أَحَسُّوهُ طَالِعًا مِنْ بَابِ الْحِجْرِ الشَّامِيِّ قَامُوا عَلَى أَرْجُلِهِمْ بِأَجْمَعِهِمْ حَتَّى يَمْضِيَ وَيُجَاوِزَهُمْ عِنْدَ الرُّكْنِ الْغَرْبِيِّ ثُمَّ يَجْلِسُونَ وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عُمَرَ يَقُولُ: كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَوْمًا فَدَخَلَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ يُرِيدُ الطَّوَافَ، وَكَانَ مَعَ هَارُونَ حَشَمٌ وَجُنْدٌ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَأُخْرِجُوا مِنَ الطَّوَافِ وَبَقِيَ فِي بَعْضِ حَشَمِهِ، فَدَخَلَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ فَالْتَقَى هُوَ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَسَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى الْآخَرِ وَطَافَا، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ طَوَافِهِمَا أَوْ أَحَدُهُمَا وَقَفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ فَتَكَلَّمَا وَتَنَاجَيَا قَالَ ابْنُ أَبِي -[304]- عُمَرَ: فَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ الْفُضَيْلِ؛ لِأَنَّ النَّاسَ كَثُرُوا، فَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَهُ يَقُولُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يَا حَسَنَ الْوَجْهِ، حَسِّنْ هَذَا الْوَجْهَ الْحَسَنَ عَنِ النَّارِ، وَأَدِمِ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ؛ فَإِنِّي لَا أَظُنُّ خَلِيفَةً بَعْدَكَ يَحُجُّ بَعْدَكَ قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: فَمَا حَجَّ عَلَيْنَا خَلِيفَةٌ بَعْدُ وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: وَرَأَيْتُ فِيَ كِتَابِهِ: مَاتَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ بِمَكَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَمَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ بَعْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى عَلَى بَابِ الصَّفَا

§ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ الْجِوَارَ بِمَكَّةَ مَخَافَةَ الذُّنُوبِ بِهَا وَغَلَاءَ السِّعْرِ عَلَى أَهْلِهَا، وَذِكْرُ الِاخْتِلَافِ إِلَيْهَا وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

1547 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ يَقُولُ: " اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ مَنَايَانَا -[305]- بِهَا " لِأَنَّهَا كَانَتْ مُهَاجَرًا

ذكر أنصاب الحرم كيف نصبها إبراهيم عليه السلام والنبي صلى الله عليه وسلم من بعد إبراهيم وتحديدها، وما يؤمر به من تعاهدها وإصلاحها والقيام عليها

1548 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَيُكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَمُوتَ بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ "

1549 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: " §لَأَنْ أُقِيمَ بِحَمَّامِ أَعْيَنَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُقِيمَ بِمَكَّةَ " قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي أَنَّهُ يَخَافُ ذُنُوبَ الْحَرَمِ

1550 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحِنْزِيِّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: " §مَا أُبَالِي بِمَكَّةَ أَقَمْتُ أَوْ بِحَمَّامِ أَعْيَنَ يَعْنِي تَعْظِيمًا لِمَكَّةَ وَتَعْظِيمَ حُرْمَتِهَا، وَالذَّنْبُ فِيهَا سَبْعُونَ ذَنْبًا فِيمَا سِوَاهَا "

1551 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " §مَا كَانُوا يَعْتَمِرُونَ فِي السَّنَةِ إِلَّا مَرَّةً، وَكَانَ الِاخْتِلَافُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ الْمُقَامِ " قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: الْهَائِمُ فِيهَا كَالْعَامِلِ

1552 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِيَ الْفُضَيْلُ قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْجِوَارِ قَالَ: فَرَخَّصَ فِيهِ، وَقَالَ: " إِنَّمَا كُرِهَ لِيُغْلُوا السِّعْرَ، §وَكُرِهَ لِمَنْ هَاجَرَ مِنْهَا أَنْ يُقِيمَ بِهَا "

1553 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ زَكَرِيَّا قَالَ: سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ: لِأَيِّ شَيْءٍ كَرِهْتَ الْمَقَامَ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: لِكِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخُزَاعَةَ: " §مَنْ أَسْلَمَ مِنْكُمْ فِي أَرْضِهِ فَهُوَ مُهَاجِرٌ إِلَّا سَاكِنَ مَكَّةَ، إِلَّا أَنْ يَقْدَمَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا "

1555 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا شَيْخٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ فِي الْمَوْسِمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُقِيمُ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلَاثًا ثُمَّ يَخْرُجُ

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §هَلْ أَقَامَ بِمَكَّةَ؟ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " نَعَمْ، أَقَمْنَا بِهِ عَشْرًا "

1556 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو صَفْوَانَ الْمَرْوَانَيُّ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي مَعْرُوفٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §إِذَا صَدَرَ الْحَاجُّ قَالَ: " يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، الْحَقُوا بِعِرَاقِكُمْ، وَيَا أَهْلَ الْيَمَنِ الْحَقُوا بِيَمَنِكُمْ، وَيَا أَهْلَ الشَّامِ الْحَقُوا بِشَامِكُمْ ثَلَاثًا ثُمَّ لَا يَبْقَيَنَّ بِهَا أَحَدٌ "

ذكر الاستناد بالكعبة في الجاهلية والإسلام

1557 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا -[308]- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَنٍ الْقَاصُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ حَتَّى يَخْرُجَ "

1558 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: " §مَا أُبَالِي جَاوَرْتُ بِمَكَّةَ أَوْ جَاوَرْتُ بِنَاحِيَةِ أُرَارَةَ "

1559 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ، فَقَالَ رَحِمَهُ اللهُ: " إِنْ كَانَ لَيُخْفِي الزُّهْدَ، وَكَانَ §إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ لَا يُقِيمُ إِلَّا ثَلَاثًا، وَكَانَ يَكُونُ تِلْكَ الْأَيَّامَ كُلَّهَا فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى يَخْرُجَ "

1560 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ: إِنِّي قَدِمْتُ مِنْ كَذَا وَكَذَا وَتَرَكْتُ لِأَهْلِي نَفَقَةً عِنْدَهُمْ، وَأَنَا §أُرِيدُ أَنْ أُقِيمَ هَاهُنَا إِلَى الْمَوْسِمِ، فَمَا تَرَى؟ وَذَلِكَ فِي رَجَبٍ , قَالَ: " اسْتَخِرِ اللهَ تَعَالَى وَاسْتَقْدِرْهُ " فَقَالَ لَهُ أَبُو زَيْدٍ -[309]- الْمَدَائِنِيُّ: إِنْ كَانَ وَكَّلَ ثَمَّ مَنْ يَقُومُ عَلَيْهِمْ، أَلَّا تَأْمُرُهُ أَنْ يُقِيمَ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: " لَا وَاللهِ، لَا أَقُولُ لَهُ أَنْ يُقِيمَ بِمَكَّةَ مَا رَأَيْتُ بَلْدَةً لَمْ تَضِقْ عَلَى أَهْلِهَا مِنْ مَكَّةَ، تُضَاعَفُ فِيهَا السَّيِّئَاتُ كَمَا تُضَاعَفُ فِيهَا الْحَسَنَاتُ، وَالْهَائِمُ فِيهَا كَالْعَامِلِ "

§ذِكْرُ إِقَامَةِ الْمُهَاجِرِ بِمَكَّةَ وَالتَّوْقِيتِ فِي ذَلِكَ

ذكر أسماء مكة وبركتها وصفتها وقال لي رجل من أهل مكة، وأعطاني كتابا عن أشياخه، فإذا فيه أسماء مكة فيما زعم المكيون والله أعلم، قالوا: هي مكة وبكة وبرة وبساسة وأم القرى والحرم والمسجد الحرام والبلد الأمين

1561 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَ جُلَسَاءَهُ: أَيُّ شَيْءٍ سَمِعْتُمْ فِي الْمَقَامِ بِمَكَّةَ؟ فَقَالَ لَهُ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِقَامَةُ الْمُهَاجِرِ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلَاثًا " 1562 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: -[310]- أنا ابْنُ جُرَيْجٍ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نَحْوَهُ

1563 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ §يُحَبُّ لِلْمُعْتَمِرِ أَنْ يُقِيمَ بِمَكَّةَ ثَلَاثًا ثُمَّ يَنْفِرَ "

قَالَ: وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: " إِنَّ §الْعُمْرَةَ لَيْسَتْ بِلَعِبٍ، إِذَا قَدِمَ فَلَا يَحُلُّ رَحْلَهُ حَتَّى يَرْجِعَ "

ذكر المقام بمكة والجوار بها ومن أقام بها من الخلفاء والترغيب في ذلك

1564 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَعْدٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §إِذَا أَتَيْتَ مَكَّةَ نَهَارًا فَلَا تَبِتْ، وَإِذَا أَتَيْتَهَا لَيْلًا فَلَا تُصْبِحْ يَقُولُ: يَخْرُجُ مِنْهَا مَخَافَةَ الذُّنُوبِ "

§ذِكْرُ الصَّبْرِ عَلَى حَرِّ مَكَّةَ وَفَضْلِ ذَلِكَ

1565 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -[311]- يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ صَبَرَ عَلَى حَرِّ مَكَّةَ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ تَبَاعَدَتْ عَنْهُ النَّارُ " 1566 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " تَبَاعَدَتْ مِنْهُ جَهَنَّمُ مِائَةَ عَامٍ، وَتَقَرَّبَتْ مِنْهُ الْجَنَّةُ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ "

1567 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: أنا عِيسَى بْنُ عُبَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " §كُلُّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْحَرِّ بِشَهْرٍ، وَكُلُّ يَوْمٍ مِنْ سَائِرِ الْأَيَّامِ بِعَشْرٍ "

1568 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ قَالَ: ثنا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى -[312]- بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حِبَّانَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ خَالِدٍ قَالَ: ثنا أَيُّوبُ، وَسَلِيطٌ ابْنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَا: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ §يَصُومُ الْمُحَرَّمَ بِمَكَّةَ وَهِيَ أَرْضٌ حَارَّةٌ، وَكَانَ إِذَا أَصَابَهُ الْحَرُّ بَلَّ ثَوْبَهُ وَنَضَحَ بِالْمَاءِ وَهَذَا هُوَ خَالِدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ

§ذِكْرُ الْمَرَضِ بِمَكَّةَ وَفَضْلِهِ وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ

1569 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " §مَنْ مَرِضَ يَوْمًا بِمَكَّةَ كَتَبَ اللهُ تَعَالَى لَهُ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ لِسَبْعِ سِنِينَ، فَإِنْ كَانَ غَرِيبًا ضُوعِفَ ذَلِكَ "

1570 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ، عَنِ الْمُثَنَّى -[313]- بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَكَّةُ رِبَاطٌ، وَجُدَّةُ جِهَادٌ "

§ذِكْرُ مَا وُصِفَتْ عَلَيْهِ مَكَّةُ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ وَالْمَكَارِهِ وَتَعْظِيمِ الْحَرَمِ

1571 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §خَلَقَ اللهُ تَعَالَى مَكَّةَ فَوَضَعَهَا عَلَى الْمَكْرُوهَاتِ وَالدَّرَجَاتِ " فَقَالَ رَجُلٌ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: وَمَا الدَّرَجَاتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: الْجَنَّةُ

1572 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْمَقْدِسِيُّ قَالَ: ثنا سَلَّامُ بْنُ وَاقِدٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §بُنِيَتْ مَكَّةُ عَلَى مَكْرُوهَاتِ الدُّنْيَا وَدَرَجَاتِ الْجَنَّةِ "

1573 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ فَتَوَاضَعَ لِلَّهِ تَعَالَى وَآثَرَ رِضَاءَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى جَمِيعِ أَمْرِهِ؛ لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ "

§ذِكْرُ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ

1574 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْأَزْدِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ أَدْرَكَهُ شَهْرُ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ فَصَامَهُ كُلَّهُ وَقَامَ مِنْهَا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ؛ كَتَبَ اللهُ تَعَالَى لَهُ مِائَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِغَيْرِ مَكَّةَ، وَكَتَبَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ، وَكُلَّ يَوْمٍ حِمْلَانَ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكُلَّ يَوْمٍ حَسَنَةً، وَكُلَّ لَيْلَةٍ حَسَنَةً "

1575 - وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَحْمُودٍ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ -[315]- الْوَلِيدِ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سُلَيْمَانَ السَّدُوسِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو الْحَسَنِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَبُو الْحَسَن /63ِ هُوَ جُوَيْبِرٌ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ §الْجَنَّةَ لَتُنَجَّدُ وَتُزَخْرَفُ مِنَ الْحَوْلِ إِلَى الْحَوْلِ لِدُخُولِ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَإِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ يُقَالُ لَهَا الْمُثِيرَةُ، تُصَفِّقُ وَرَقَ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ وَحِلَقَ الْمَصَارِيعِ، فَيُسْمَعُ لِذَلِكَ طَنِينٌ لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ أَحْسَنَ مِنْهُ، وَتَجِيءُ الْحُورُ الْعِينُ حَتَّى تَقِفَ بَيْنَ يَدَيْ شُرَفِ الْجَنَّةِ فَيُنَادِينَ: هَلْ مِنْ خَاطِبٍ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُزَوِّجَهُ؟ ثُمَّ يَقُلْنَ: يَا رِضْوَانُ، مَا هَذِهِ اللَّيْلَةُ؟ فَيُجِيبُهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا خَيْرَاتٌ حِسَانٌ، هَذِهِ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ لِلصَّائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا رِضْوَانُ، افْتَحْ بَابَ الْجِنَانِ، يَا مَالِكُ، أَغْلِقْ أَبْوَابَ النَّارِ عَنِ الصَّائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ، يَا جِبْرِيلُ اهْبِطْ إِلَى الْأَرْضِ فَصَفِّدْ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ وَغُلَّهُمْ بِالْأَغْلَالِ، ثُمَّ اقْذِفْ بِهِمْ فِي لُجَجِ الْبِحَارِ حَتَّى لَا يُفْسِدُوا عَلَى أُمَّةِ حَبِيبِي صِيَامَهُمْ قَالَ: وَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ثَلَاثَ مِرَارٍ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ مَنْ يُقْرِضِ الْمَلِيءَ غَيْرَ الْمُعْدِمِ، وَالْوَفِيَّ غَيْرَ الْمَظْلُومِ؟ قَالَ: وَلِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ أَلْفُ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ أَعْتَقَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْهَا أَلْفَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ، كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ الْعَذَابَ، فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْتَقَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِقَدْرِ مَا أَعْتَقَ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ إِلَى آخِرِهِ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يَأْمُرُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَهْبِطُ -[316]- فِي كَبْكَبَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى الْأَرْضِ وَمَعَهُ لِوَاءٌ أَخْضَرُ، فَيَرْكِزُ اللِّوَاءَ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، وَلَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ، مِنْهَا جَنَاحَانِ لَا يَنْشُرُهُمَا إِلَّا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَيَنْشُرُهُمَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَيُجَاوِزَانِ الْمَشْرِقَ وَالْمَغْرِبَ، وَيَبُثُّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمَلَائِكَةَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَيُسَلِّمُونَ عَلَى كُلِّ قَائِمٍ وَقَاعِدٍ، مُصَلٍّ وَذَاكِرٍ، وَيُصَافِحُونَهُمْ وَيُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِمْ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا مَعْشَرَ الْمَلَائِكَةِ، الرَّحِيلَ الرَّحِيلَ فَيَقُولُونَ: يَا جِبْرِيلُ، مَا صَنَعَ اللهُ فِي حَوَائِجِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ نَظَرَ إِلَيْهِمْ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ فَعَفَا عَنْهُمْ وَغَفَرَ لَهُمْ إِلَّا أَرْبَعَةً " قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَهَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَعَاقٌّ وَالِدَيْهِ، وَقَاطِعُ رَحِمٍ، وَمُشَاحِنٌ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْمُشَاحِنُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُصَارِمُ " فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْفِطْرِ سُمِّيَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةُ الْجَائِزَةَ، فَإِذَا كَانَ غَدَاةُ الْفِطْرِ يَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَلَائِكَةَ فَيَمْضُونَ فِي الْأَرْضِ، فَيَقُومُونَ عَلَى أَفْوَاهِ السِّكَكِ، فَيُنَادُونَ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ جَمِيعُ خَلْقِ اللهِ تَعَالَى إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، يَقُولُونَ: يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اخْرُجُوا إِلَى رَبٍّ كَرِيمٍ يُعْطِي الْجَزِيلَ وَيَغْفِرُ الْعَظِيمَ فَإِذَا بَرَزُوا إِلَى مُصَلَّاهُمْ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَلَائِكَةِ: يَا مَلَائِكَتِي، مَا جَزَاءُ الْأَجِيرِ إِذَا عَمِلَ عَمَلَهُ؟ قَالَ: تَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: إِلَهَنَا وَسَيِّدَنَا، جَزَاؤُهُ أَنْ يُوَفَّى أَجْرَهُ قَالَ جَلَّ وَعَلَا: فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ ثَوَابَهُمْ مِنْ صِيَامِهِمْ شَهْرَ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِمْ رِضَايَ وَمَغْفِرَتِي وَيَقُولُ: يَا عِبَادِي، سَلُونِي، فَوَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئًا فِي جَمْعِكُمْ لَآخِرَتِكُمْ إِلَّا أَعْطَيْتُكُمُوهُ، وَلَا لِدُنْيَاكُمْ إِلَّا نَظَرْتُ لَكُمْ، وَعِزَّتِي لَأَسْتُرَنَّ عَلَيْكُمْ عَثْرَتَكُمْ مَا رَاقَبْتُمُونِي، وَعِزَّتِي لَا أُخْزِيكُمْ وَلَا أَفْضَحُكُمْ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِ الْحُدُودِ، انْصَرِفُوا مَغْفُورًا لَكُمْ، قَدْ أَرْضَيْتُمُونِي وَرَضِيتُ عَنْكُمْ قَالَ: فَتَفْرَحُ الْمَلَائِكَةُ وَتَسْتَبْشِرُ بِمَا يُعْطِي اللهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ إِذَا أَفْطَرُوا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ "

1576 - وَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَحْمُودٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هُدْبَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَوْ أَذِنَ اللهُ تَعَالَى لِلسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْ تَكَلَّمَا لَبَشَّرَتَا مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ بِالْجَنَّةِ "

ذكر من أقام من الخلفاء بمكة وجاور بها وقال بعض أهل مكة: إن سليمان بن عبد الملك أقام بمكة مجاورا فآذاه الحر، وكانت مكة يومئذ شديدة الحر، فخرج إلى الطائف، فأصابه في ذهابه إلى الطائف ما هاله وأفزعه

§ذِكْرُ عُبَّادِ أَهْلِ مَكَّةَ وَزُهَّادِهِمْ

1577 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ: " إِنَّ §أَوَّلَ مَنْ صَفَّ رِجْلَيْهِ فِي الصَّلَاةِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَاقْتَدَى بِهِ كَثِيرٌ مِنَ الْقُرَّاءِ، وَكَانَ مُجْتَهِدًا "

ذكر من كره الجوار بمكة مخافة الذنوب بها وغلاء السعر على أهلها، وذكر الاختلاف إليها وتفسير ذلك

1578 - حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §إِذَا قَامَ يُصَلِّي كَأَنَّهُ عُودٌ " -[318]- 1579 - وَحُدِّثْتُ أَنَّ أَبَا بِشْرٍ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، نَحْوَهُ

1580 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §أَحْسَنَ النَّاسِ صَلَاةً، كَأَنَّهُ خِرْقَةٌ "

1581 - حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ يَقُولُ: " §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَعْظَمَ سَجْدَةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا "

1582 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: قَالَ لِي طَاوُسٌ وَأَنَا أَطُوفُ مَعَهُ: " وَاللهِ مَا سَمِعْتُ رَجُلًا أَحْسَنَ قِرَاءَةً مِنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ " وَرَفَعَ طَاوُسٌ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَسُئِلَ: §أَيُّ النَّاسِ أَحْسَنُ قِرَاءَةً؟ قَالَ: " مَنْ إِذَا سَمِعْتَهُ يَقْرَأُ رَأَيْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللهَ قَالَ: وَكَانَ طَلْقٌ كَذَلِكَ "

1583 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: " كَانَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ §إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يَفْتَتِحُ الْبَقَرَةَ، فَلَا يَرْكَعُ حَتَّى يَبْلُغَ الْعَنْكَبُوتَ "

1584 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ دِرْهَمٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ: " كَانَ §بَيْنَ عَيْنَيِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مِثْلُ الشِّرَاكِ الْبَالِي مِنَ الْبُكَاءِ "

1585 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: ثنا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى قَالَ: " كَانَ §فِي وَجْهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَطَّانِ أَسْوَدَانِ مِنَ الْبُكَاءِ "

1586 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: قَالَ لَهُ مُجَاهِدٌ يَعْنِي طَاوُسًا: " يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُكَ فِي الْكَعْبَةِ تُصَلِّي وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى بَابِهَا وَهُوَ يَقُولُ: " §اكْشِفْ قِنَاعَكَ وَبَيِّنْ قِرَاءَتَكَ " فَقَالَ لَهُ: اسْكُتْ، لَا يَسْمَعْ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ قَالَ: فَتَخَيَّلَ إِلَيْنَا أَنَّهُ انْبَسَطَ فِي حَدِيثِهِ، وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتَقَنَّعُ "

1587 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي طَاوُسٌ، " §وَلَوْ رَأَيْتَ طَاوُسًا لَعَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَكْذِبُ "

1588 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " إِنِّي §لَأَحْسَبُ طَاوُسًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ "

1589 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ -[321]- دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ التَّيْمِيِّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا جَعَلَ الدَّهْرَ عَلَى ثَلَاثِ لَيَالٍ: §لَيْلَةً يَبِيتُ قَائِمًا حَتَّى يُصْبِحَ، وَلَيْلَةً يَبِيتُ رَاكِعًا حَتَّى يُصْبِحَ، وَلَيْلَةً يَبِيتُ سَاجِدًا حَتَّى يُصْبِحَ

1590 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا الْمُقْرِئُ قَالَ: ثنا أَبُو حَنِيفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَفْضَلَ مِنْ عَطَاءٍ "

1591 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: " كَانَ §عَطَاءٌ يُطِيلُ الصَّمْتَ، فَإِذَا تَكَلَّمَ يُخَيَّلُ إِلَيْنَا أَنَّهُ يُؤَيَّدُ "

1592 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ إِنْ شَاءَ اللهُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: " §أَقَامَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ فِي الْمَسْجِدِ أَرْبَعِينَ سَنَةً يُصَلِّي بِاللَّيْلِ وَيَطُوفُ "

1593 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَصْحَابَنَا الْمَكِّيِّينَ يَقُولُونَ: كَانَ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ وَهُوَ حَدَثٌ §يَبْتَدِرَانِ -[322]- الْمَقَامَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَتَمَةِ، فَأَيُّهُمَا سَبَقَ إِلَيْهِ كَانَ الْآخَرُ خَلْفَهُ، فَلَا يَزَالَانِ يُصَلِّيَانِ إِلَى قَرِيبٍ مِنَ الصُّبْحِ

ذكر إقامة المهاجر بمكة والتوقيت في ذلك

1594 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §مَرَّتْ بِابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ثَلَاثُونَ سَنَةً لَمْ يَسْتَقْبِلْ أَحَدًا بِكَلِمَةٍ يَكْرَهُهَا، وَلَمْ يَمُتْ حَتَّى رَأَى الْبُشْرَى " وَكَانَ بِمَكَّةَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ذَكَرْنَا أَمْرَهُمْ فِي الْعِبَادَةِ: طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ، وَطَاوُسٌ، وَعَطَاءٌ، وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، وَالْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، وَغَيْرُهُمْ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ

1595 - وَحَدَّثَنَا بِهِ أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَبِي مَزَحَ قَطُّ إِلَّا مَزْحَتَيْنِ، فَإِنَّهُ قَالَ لَنَا يَوْمًا: " يَا بَنِيَّ §هَلْ رَأَيْتُمْ جَمَلًا عَلَى وَتِدٍ؟ قَالَ: فَسَكَتْنَا، فَقَالَ: الْجَمَلُ عَلَى الْجَبَلِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [النبأ: 7] قَالَ: وَقَالَ لِجَلِيسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ أَبُو رَبَاحٍ: لَوْ تَزَوَّجْتَ لَعَلَّهُ أَنْ يُولَدَ لَكَ وَلَدٌ فَتُسَمِّيَهُ عَطَاءً، فَيَكُونَ ابْنُكَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ إِلَى هُنَا لِأَبِي يَحْيَى -[323]- وَأَمَّا ابْنُ جُرَيْجٍ فَذَكَرُوا أَنَّهُ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ كُلَّهُ صَلَاةً، فَزَعَمَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ أَنَّ صَبِيَّةً قَالَتْ لِأُمِّهَا لَمَّا مَاتَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَكَانَتْ مِنْ جِيرَانِهِ: أَيْنَ الْمِشْجَبُ الَّذِي كَانَ يَكُونُ فِي هَذَا السَّطْحِ؟ سَطْحِ ابْنِ جُرَيْجٍ فَقَالَتْ لَهَا: يَا بُنَيَّةُ، لَمْ يَكُ بِمِشْجَبٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ

1596 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: §سَافَرَ الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ إِلَى مَكَّةَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ سَفَرًا صَائِمًا مُحْرِمًا حَافِيًا، لَا يَتْرُكُ صَلَاةَ السَّحَرِ فِي السَّفَرِ، إِذَا كَانَ السَّحَرُ نَزَلَ فَصَلَّى وَيَمْضِي أَصْحَابُهُ، فَإِذَا صَلَّى الصُّبْحَ لَحِقَ بِهِمْ مَتَى مَا لَحِقَ، وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يُكْثِرُ الْمَقَامَ بِمَكَّةَ، وَبِهَا مَاتَ

1597 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: " §مَا رَأَيْتُ الْبَيْتَ بِغَيْرِ طَائِفٍ إِلَّا يَوْمَ مَاتَ الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ " قَالَ أَبُو بِشْرٍ: وَزَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا

1598 - حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُمَرَ الْوَهْطِيُّ قَالَ: " §أَقْبَلْتُ مِنَ -[324]- الطَّائِفِ وَأَنَا عَلَى بَغْلٍ لِي، فَلَمَّا كُنْتُ بِمَكَّةَ حَذْوَ الْمَقْبَرَةِ نَعِسْتُ، فَرَأَيْتُ فِيَ مَنَامِي وَأَنَا أَسِيرُ كَأَنَّ فِي الْمَقْبَرَةِ فُسْطَاطًا مَضْرُوبًا فِيهِ سِدْرَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْفُسْطَاطُ وَالسِّدْرَةُ؟ فَقَالُوا: لِمُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، وَكَأَنَّهُمُ الْأَمْوَاتُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: وَلِمَ فُضِّلَ عَلَيْكُمْ بِهَذَا؟ قَالُوا: بِكَثْرَةِ الصَّلَاةِ قَالَ: قُلْتُ: فَابْنُ جُرَيْجٍ؟ قَالُوا: هَيْهَاتَ، رُفِعَ ذَاكَ فِي عِلِّيِّينَ، وَغُفِرَ لِمَنْ شَهِدَ جِنَازَتَهُ " وَكَانَ الْقَسُّ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ مَكَّةَ فَسُمِّيَ الْقَسَّ لِعِبَادَتِهِ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ الَّذِي ذَكَرَ ابْنَ شُبْرُمَةَ فِي شِعْرِهِ كَانَ يَطُوفُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَبْعِينَ أُسْبُوعًا، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ أُسْبُوعًا قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: فَكَسَّرْتُ ذَلِكَ فَإِذَا هِيَ سَبْعَةُ فَرَاسِخَ

ذكر الصبر على حر مكة وفضل ذلك

1599 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ فِي كُرْزٍ الْحَارِثِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ طَارِقٍ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ لَهُمَا: [البحر البسيط] §لَوْ شِئْتَ كُنْتَ كَكُرْزٍ فِي تَعَبُّدِهِ ... أَوْ كَابْنِ طَارِقِ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي الْحَرَمِ قَدْ حَالَ دُونَ لَذِيذِ الْعَيْشِ خَوْفُهُمَا ... وَسَارَعَا فِي طِلَابِ الْفَوْزِ وَالْكَرَمِ قَالَ سُفْيَانُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ الْمُبَارَكِ، فَقَالَ: حَدَّثْتُ بِهِ شُعْبَةَ، فَقَالَ: كَيْفَ هُوَ؟ أَعِدْهُ عَلَيَّ قَالَ: قُلْتُ: أَيَّ شَيْءٍ تَصْنَعُ بِهَذَا؟ إِنَّمَا هَذَا شِعْرٌ قَالَ: لَوْ كُنْتَ فِي مَقْبَرَةِ بَنِي شُكْرٍ لَأَتَيْتُكَ حَتَّى أَسْمَعَهُ مِنْكَ -[325]- 1600 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ فَذَكَرُ نَحْوَهُ وَأَمَّا الْقَسُّ فَلَهُ أَخْبَارٌ كَثِيرَةٌ سَأَذْكُرُ بَعْضَهَا

1601 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأُمَوِيُّ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ شُيُوخًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْهُمْ سُلَيْمٌ، يَذْكُرُ أَنَّ الْقَسَّ كَانَ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ أَحْسَنِهِمْ عِبَادَةً وَأَظْهَرِهِمْ تَبَتُّلًا، وَأَنَّهُ مَرَّ يَوْمًا بِسَلَّامَةَ جَارِيَةٌ كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهِيَ الَّتِي اشْتَرَاهَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَسَمِعَ غِنَاءَهَا فَوَقَفَ يَسْتَمِعُ، فَرَآهُ مَوْلَاهَا فَدَنَا مِنْهُ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ فَتَسْمَعَ؟ فَتَأَبَّى عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى سَمَحَ، وَقَالَ: أَقْعِدْنِي فِي مَوْضِعٍ لَا أَرَاهَا وَلَا تَرَانِي فَقَالَ: أَفْعَلُ فَدَخَلَ فَتَغَنَّيْتُ فَأَعْجَبَتْهُ، فَقَالَ مَوْلَاهَا: هَلْ لَكَ أَنْ أُحَوِّلَهَا إِلَيْكَ؟ فَتَأَبَّى ثُمَّ سَمَحَ، فَلَمْ يَزَلْ يَسْمَعُ غِنَاءَهَا حَتَّى شُغِفَ بِهَا، وَعَلِمَ ذَلِكَ أَهْلُ مَكَّةَ، فَقَالَتْ لَهُ يَوْمًا: أَنَا وَاللهِ أُحِبُّكَ قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ أُحِبُّكِ قَالَتْ: وَأُحِبُّ أَنْ أَضَعَ فَمِي عَلَى فَمِكَ قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ قَالَتْ: وَأُحِبُّ وَاللهِ أَنْ أُلْصِقَ صَدْرِي بِصَدْرِكَ وَبَطْنِي بِبَطْنِكَ قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ قَالَتْ: فَمَا يَمْنَعُكَ؟ وَاللهِ إِنَّ الْمَوْضِعَ لَخَالٍ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ -[326]- يَقُولُ: {§الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67] ، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ خَلَّةُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكِ تَؤُولُ بِنَا إِلَى عَدَاوَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَتْ: يَا هَذَا، أَتَحْسَبُ أَنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ لَا يَقْبَلُنَا إِنْ نَحْنُ تُبْنَا إِلَيْهِ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لَا آمَنُ أَنْ أُفَاجَأَ ثُمَّ نَهَضَ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ فَلَمْ يَرْجِعْ بَعْدُ، وَعَادَ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ النُّسُكِ "

1602 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ مِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي جُمَحَ، وَكَانَتْ أَصَابَتْ جَدَّةً مِنَّةٌ مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَكَانَ يَنْزِلُ مَكَّةَ، وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِهَا؛ فَسُمِّيَ الْقَسَّ مِنْ عِبَادَتِهِ، فَمَرَّ ذَاتَ يَوْمٍ بِسَلَّامَةَ فَوَقَفَ يَسْمَعُ غِنَاءَهَا، فَرَآهُ مَوْلَاهَا فَدَعَاهُ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهَا فَذَكَرَ نَحْوَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ وَزَادَ، فِيهِ: وَنَظَرَ إِلَيْهَا فَأَعْجَبَتْهُ، فَسَمِعَ غِنَاءَهَا فَشُغِفَتْ بِهِ وَشُغِفَ بِهَا، وَكَانَ ظَرِيفًا فَقَالَ فِيهَا: [البحر الخفيف] §أُمَّ سَلَّامَ لَوْ وَجَدْتِ مِنَ الْوَجْدِ ... عُشْرَ الَّذِي بِكُمْ أَنَا لَاقِي أُمَّ سَلَّامَ أَنْتِ شُغْلِي وَهَمِّي ... وَالْعَزِيزِ الْمُهَيْمِنِ الْخَلَّاقِ أُمَّ سَلَّامَ جَدِّدِي لِيَ وَصْلًا ... وَارْحَمِينِي هُدِيتِ مِمَّا أُلَاقِي -[327]- وَزَادَ فِيهِ: فَعَلِمَ أَهْلُ مَكَّةَ بِذَلِكَ، فَسَمَّوْهَا سَلَّامَةَ الْقَسِّ وَزَادَ فِيهِ: فَقَالَ: وَقَالَ أَيْضًا: إِنَّ سَلَّامَةَ الَّتِي ... أَفْقَدَتْنِي تَجَلُّدِي لَوْ تَرَاهَا وَالْعُودُ فِي ... نَحْرِهَا حِينَ تَبْتَدِي لِلسُّرَيْجِيِّ وَالْغَرِيضِ ... وَلِلْقِرْمِ مَعْبَدِ خِلْتَهُمْ تَحْتَ عُودِهَا ... حِينَ تَدْعُوهُ بِالْيَدِ

1603 - وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَعْدٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ شَيْخُ أَهْلِ الْحِجَازِ عَلَى نَخَّاسٍ فِي حَاجَةٍ لَهُ قَالَ: فَأَلْفَاهُ يَعْرِضُ قَيْنَةً فَعَلِقَهَا، فَاشْتَهَرَ بِذِكْرِهَا حَتَّى مَشَى عَطَاءٌ وَطَاوُسٌ وَمُجَاهِدٌ فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ بِاللَّوْمِ وَالْعَذْلِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر البسيط] §يَلُومُنِي فِيكِ أَقْوَامٌ أُجَالِسُهُمْ ... فَمَا أُبَالِي أَطَارَ اللَّوْمُ أَمْ وَقَعَا وَتَرَقَّى خَبَرُهُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ بِالشَّامِ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ هَمٌّ غَيْرُهُ، فَقَدِمَ حَاجًّا فَأَرْسَلَ إِلَى مَوْلَى الْجَارِيَةِ فَاشْتَرَاهَا بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَدَفَعَهَا إِلَى قَيِّمَةِ جَوَارِيهِ وَقَالَ لَهَا: زَيِّنِيهَا وَحَلِّيهَا قَالَ: فَفَعَلَتْ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ -[328]- أَصْحَابُهُ فَقَالَ: مَا لِي لَا أَرَى ابْنَ أَبِي عَمَّارٍ زَارَنَا؟ فَأَخْبَرُوهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ اسْتَجْلَسْهُ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ حُبُّ فُلَانَةَ؟ قَالَ: فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ وَالْمُخِّ وَالْعَصَبِ وَالْعِظَامِ قَالَ: وَتَعْرِفُهَا؟ قَالَ: وَأَعْرِفُ غَيْرَهَا قَالَ: قَدْ ضَمَمْنَا وَاحِدَةً وَاللهِ مَا رَأَيْتُهَا قَالَ: فَدَعَا بِهَا، فَجَاءَتْ تَرْفُلُ فِي الثِّيَابِ وَالْحُلِيِّ، فَقَالَ: هِيَ هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: خُذْ بِيَدِهَا فَقَدْ وَهَبْتُهَا لَكَ، أَرَضِيتَ؟ قَالَ: إِي وَاللهِ وَفَوْقَ الرِّضَا قَالَ: لَكِنِّي وَاللهِ لَا أَرْضَى أُعْطِيكَهَا كَيْلَا تَغْتَمَّ بِكَ وَتَغْتَمَّ بِهَا، احْمِلْ مَعَهَا يَا غُلَامُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ

ذكر المرض بمكة وفضله وما جاء في ذلك

1604 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ نَحْوًا مِنَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَزَادَ فِيهِ: فَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: أَتَعْرِفُ مُعَلِّمَتَهَا؟ قَالَ: وَكَيْفَ لَا أَعْرِفُهَا وَبِصَوْتٍ لَهَا بُلِيتُ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: §سَمِعْتُ سَلَّامَةَ تَقُولُ بِصَوْتٍ لَهَا لَمْ أَسْمَعْ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَأَحْبَبْتُهَا مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الصَّوْتِ قَالَ: أَتُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَهُ؟ قَالَ: وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟ لَعَلَّهُ يُسَلِّي عَنِّي بَعْضَ مَا أَجِدُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ لِعَزَّةَ، وَعَزَّةُ كَانَتْ مُعَلِّمَةً تُعَلِّمُ الْغِنَاءَ: ابْرُزِي فَبَرَزَتْ، وَأَخَذَتْ عُودًا فَضَرَبَتْ بِهِ: [البحر البسيط] بَانَتْ سُعَادُ وَأَمْسَى حَبْلُهَا انْقَطَعَا حَتَّى أَتَمَّتْ صَوْتَهَا، فَغُشِيَ عَلَيْهِ بَعْدَ شَهِيقٍ شَدِيدٍ، فَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: أَثِمْنَا فِيهِ، الْمَاءَ الْمَاءَ فَنَضَحُوا عَلَى وَجْهِهِ الْمَاءَ، فَأَفَاقَ وَهُوَ وَالِهُ الْعَقْلِ حَيْرَانُ كَالسَّكْرَانِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ابْنُ جَعْفَرٍ فَقَالَ: أَبْلَغَ مِنْكَ هَذَا حُبُّ فُلَانَةَ؟ -[329]- قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي هُوَ مَا تَرَى قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَتُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ هَذَا الصَّوْتَ مِنْ سَلَّامَةَ؟ قَالَ: أَخَافُ إِنْ سَمِعْتُهُ مِنْهَا مُتُّ، وَهَا أَنَا ذَا سَمِعْتُهُ مِمَّنْ لَا أُحِبُّهَا فَمِنْ أَجْلِ حُبِّهَا كَادَتْ نَفْسِي أَنْ تَذْهَبَ، فَكَيْفَ مِنْهَا وَأَنَا لَا أَقْدِرُ عَلَى مِلْكِهَا؟ وَعَلَى اللهِ أَتَوَكَّلُ، وَأَنَا أَسْأَلُ اللهَ الصَّبْرَ وَالْفَرْجَ، إِنَّهُ عَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَتَعْرِفُ سَلَّامَةَ إِنْ رَأَيْتَهَا؟ قَالَ: وَأَعْرِفُ غَيْرَهَا قَالَ: فَإِنَّا قَدِ اشْتَرَيْنَاهَا لَكَ، وَاللهِ مَا نَظَرْتُ إِلَيْهَا وَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ تَرْفُلُ فِي الْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ، فَقَالَ: هِيَ هَذِهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللهِ لَقَدْ أَحْيَيْتَنِي، وَفَرَّجْتَ غَمِّي، وَأَنَمْتَ عَيْنِي، وَأَبْرَأْتَ قَرْحَ فُؤَادِي، وَرَدَدْتَ إِلَيَّ عَقْلِي، وَجَعَلْتَنِي أَعِيشُ بَيْنَ قَوْمِي وَأَصْحَابِي كَالَّذِي كُنْتُ وَدَعَا لَهُ دُعَاءً كَثِيرًا فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنِّي وَاللهِ لَا أَرْضَى أَنْ أُعْطِيَكَهَا هَكَذَا، يَا غُلَامُ، احْمِلْ مَعَهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ لِكَيْلَا تَهْتَمَّ بِهَا وَتَهْتَمَّ بِكَ قَالَ: فَرَاحَ بِهَا وَبِالْمَالِ قَالَ: وَقَالَ فِيهَا أَيْضًا: [البحر الكامل] مَا بَالُ قَلْبِكَ لَا يَزَالُ تُهِيجُهُ ... ذِكْرٌ عَوَاقِبُهُ عَلَيْكِ سَقَامُ بَاتَتْ تُعَلِّلُنَا وَتَحْسَبُ أَنَّنَا ... فِي ذَاكَ أَيْقَاظٌ وَنَحْنُ نِيَامُ حَتَّى إِذَا انْصَدَعَ الصَّبَاحُ لِنَاظِرٍ ... فَإِذَا وَذَلِكَ بَيْنَنَا أَحْلَامُ قَدْ كُنْتُ أَعْذِلُ فِي الصِّبَا أَهْلَ الصَّبَا ... عَجَبًا بِمَا تَأْتِي بِهِ الْأَيَّامُ فَالْيَوْمَ أَعْذُرُهُمْ وَأَعْلَمُ أَنَّمَا ... سُبُلُ الضَّلَالَةِ وَالْهُدَى أَقْسَامُ إِنَّ الَّتِي طَرَقَتْكَ بَيْنَ رَكَائِبٍ ... تَمْشِي بِمِزْهَرِهَا وَأَنْتَ حَرَامُ لِتَصِيدَ لُبَّكَ أَوْ جَزَاءَ مَوَدَّةٍ ... إِنَّ الرَّفِيقَ لَهُ عَلَيْكَ ذِمَامُ لَيْتَ الْمَزَاهِرَ وَالْمَعَازِفَ جُمِّعَتْ ... طُرًّا وَأُوقِدَ بَيْنَهُنَّ ضِرَامُ إِنْ تَنْأَ دَارُكِ لَمْ أَرَاكِ وَإِنْ أَمُتْ ... فَعَلَيْكِ مِنِّي نَظْرَةٌ وَسَلَامُ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَمَّارٍ أَيْضًا: [البحر الخفيف] -[330]- طَالَ لِيَلِي فَبِتُّ مَا أَطْعَمُ النَّوْمَ ... فَوَاقًا إِلَّا أَرِقْتُ فَوَاقَا إِثْرَ حَيٍّ بَانُوا بِسَلَّامَةَ الْقَلْبِ ... يُرِيدُونَ غُرْبَةً وَفِرَاقَا قَرَّبُوا جُلَّةَ الْجِمَالِ مَعَ الصُّبْحِ ... قُبَيْلَ الصُّبْحِ وَنُوقًا عِتَاقَا فَاتَّبَعْتُ الْجِمَالَ بِالطَّرْفِ حَتَّى ... سُحِقَ الطَّرْفُ دُونَهُمُ انْسِحَاقَا قَالَ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَمَّارٍ أَيْضًا فِي سَلَّامَةَ: [البحر الطويل] أَلَا قُلْ لِهَذَا الْقَلْبِ هَلْ أَنْتَ تَصْبِرُ ... وَهَلْ أَنْتَ عَنْ سَلَّامَةِ الْقَلْبِ مُقْصِرُ يَقُولُونَ أَقْصِرْ عَنْ سُلَيْمَى وَذِكْرِهَا ... وَكَيْفَ وَفِي رَأْسِي خِشَاشٌ مُضَيَّرُ أَرَى هَجْرَهَا وَالْقَتْلَ مِثْلَيْنِ فَاقْصُرُوا ... مَلَامَكُمُ فَالْقَتْلُ أَعْفَى وَأَيْسَرُ وَإِنِّي أُرَجِّيهَا وَقَدْ حَالَ دُونَهَا ... مِنَ الْأَرْضِ مَجْهُولُ الْمَسَافَةِ أَغْبَرُ إِذَا جَاوَزَتْ حَوْرَانَ مِنْ رَمْلِ عَالِجٍ ... وَأَحْرَزَهَا شَيْءٌ مَعَ الْبُعْدِ مُنْشِرُ هُنَالِكَ لَا دَارٌ يُوَاتِيكَ قُرْبُهَا ... وَلَا وَصْلَ إِلَّا عَبْرَةٌ وَتَذَكُّرُ أَلَا لَيْتَ أَنِّي حَيْثُ صَارَتْ بِهَا النَّوَى ... جَلِيسٌ لِسَلْمَى كُلَّمَا عَجَّ مِزْهَرُ وَأَنِّي إِذَا مَا الْمَوْتُ حَلَّ بِنَفْسِهَا ... يُزَالُ بِنَفْسِي قَبْلَهَا حَيْثُ تُقْبَرُ يُهِيجُ هَوَاهَا الْقَلْبَ مِنْ بَعْدِ سَلْوَةٍ ... إِلَى أُمِّ سَلَّامَ الْحَمَامُ الْمُقَرْقِرُ إِذَا أَخَذَتْ فِي الصَّوْتِ كَادَ جَلِيسُهَا ... يَطِيرُ إِلَيْهَا قَلْبُهُ حِينَ يَنْظُرُ كَأَنَّ حَمَامًا رَاعِبِيًّا مُؤَدِّيًا ... إِذَا نَطَقَتْ مِنْ صَدْرِهَا يَتَقَشَّرُ

1605 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعُتْبِيِّ، نَحْوَ حَدِيثِ الزُّبَيْرِ الْأَوَّلِ، وَزَادَ فِيهِ: قَالَ: وَقَدِمَ بَعْدَ هَذَا الْكَلَامِ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَقِيلَ لَهُ: هَلْ فِي مَكْرُمَةٍ لَا يُسْبَقُ إِلَيْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ فَأُخْبِرَ بِقِصَّتِهِ، فَسَارَعَ إِلَى شِرَائِهَا، فَقِيلَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، فَقَالَ: إِنَّ الْيَمِينَ قَدْ سَبَقَتْ أَنْ لَا نَجْتَمِعَ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ فِي ذَلِكَ: §فَيَا حَزَنًا إِذْ صَارَ حُبِّي وَحُبُّهَا ... سَمَاعًا وَفِيمَا بَيْنَنَا لَمْ يَكُنْ بَذْلُ وَيَا عَجَبًا أَنِّي أُكَاتِمُ حُبَّهَا ... وَبِي وَبِهَا فِي النَّاسِ قَدْ ضُرِبَ الطَّبْلُ

§ذِكْرُ إِعْطَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ الْقَسْمَ وَالْعَطَاءَ وَأَوَّلِ مَنْ فَعَلَهُ

ذكر ما وصفت عليه مكة من أمر الآخرة والمكاره وتعظيم الحرم

1606 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ الْمُؤَدِّبُ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْفَغْوَاءِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَعَثَنِي -[332]- النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ لِيَقْسِمَهُ بِمَكَّةَ، فَقَالَ لِي عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ أَصْحَبُكَ؟ قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الْقَائِلِ: §أَخُوكَ الْبِكْرِيُّ وَلَا تَأْمَنْهُ؟ " قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِالْأَبْوَاءِ قَالَ: إِنَّ لِي حَاجَةً إِلَى قَوْمِي بِوَدَّانَ قُلْتُ: نَعَمْ فَذَهَبَ، وَذَكَرْتُ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَدَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِالْأَصَافِرِ الْتَفَتُّ فَإِذَا جَمَاعَةٌ مُقْبِلُونَ، فَأَوْضَعْتُ بَعِيرِي فَفُتُّهُمْ، فَلَمَّا نَزَلْتُ لَحِقَنِي عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ فَقَالَ: إِنَّمَا خَرَجَ مَعِي قَوْمِي قَالَ: فَقَدِمْتُ مَكَّةَ فَدَفَعْتُ الْمَالَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ

1607 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ أَبِي الرَّدَّادِ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَادَه، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى قُرَيْشٍ يَقْسِمُ عَلَيْهِمْ وَهُمْ كُفَّارٌ، فَخَرَجَ بِهِ حَتَّى جَاءَهُمْ بِهِ فَقَسَمَهُ عَلَيْهِمْ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ أَشْرَافُ قُرَيْشٍ، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فِي أُنَاسٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالُوا: أَعْطِنَا مَا رَدَّ عَلَيْكَ قَوْمُنَا، فَنَحْنُ نَقْبَلُهُ مِنْكَ فَقَالَ: لَا حَتَّى -[333]- أَسْتَأْمِرَ فِيهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدِمَ الرَّجُلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §هَلَّا أَعْطَيْتَهُ مَنْ قَبِلَهُ مِنْهُمْ "؟

1608 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَسَعْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَدِمَ مَكَّةَ §فَأَعْطَى النَّاسَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ، فَمَرَّ بِهِ عَبْدٌ فَأَعْطَاهُ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ، فَلَمَّا وَلَّى قِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ عَبْدٌ فَقَالَ: " دَعْهُ "

1609 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ فَيَّضَ الْمَالَ فَيْضًا بَدَأَ بِقُرَيْشٍ ثُمَّ الْعَرَبِ ثُمَّ الْمَوَالِي ثُمَّ الْفُرْسِ ثُمَّ الْحَبَشِ

ذكر صوم شهر رمضان بمكة

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ هَذَا: وَأَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §فَرَضَ لِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَقْرِبَائِهِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ 1610 - وَحَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: يُقَالُ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَسَا أَصْحَابَهُ ثِيَابًا، فَسَأَلَهُ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّائِبُ بْنُ فَرُّوخَ أَنْ يَكْسُوَهُ مَعَهُمْ فَأَبَى، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الطويل] -[334]- كَسَتْ أَسَدٌ إِخْوَانَهَا وَلَوَ انَّنِي ... بِبَلْدَةِ إِخْوَانِي إِذًا لَكُسِيتُ فَلَمْ أَرَ قَوْمًا مِثْلَ قَوْمِي تَحَمَّلُوا ... إِلَى الشَّامِ مَظْلُومِينَ مُنْذُ بُرِيتُ وَأَعْظَمَ أَحْلَامًا وَأَكْثَرَ نَائِلًا ... وَأَعْرَفَ بِالْمِسْكِينِ حَيْثُ يَبِيتُ إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ رَيِّسٌ قَامَ رَيِّسٌ ... بَصِيرٌ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ زَمِيتُ قَالَ: ثُمَّ قَدِمَ الشَّامَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: أَنْتَ الْقَائِلُ: كَسَتْ أَسَدٌ إِخْوَانَهَا وَلَوَ انَّنِي بِبَلْدَةِ إِخْوَانِي إِذًا لَكُسِيتُ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَقَالَ: هَاتُوا الثِّيَابَ وَاطْرَحُوا عَلَيْهِ فَطُرِحَ عَلَيْهِ مِنَ الثِّيَابِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْخَزِّ حَتَّى صَاحَ: الْمَوْتَ، أَخْشَى أَنْ أَمُوتَ مِنَ الْغَمِّ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: لَوْ لَمْ تَقُلْ هَذَا مَا زِلْنَا نَطْرَحُهَا عَلَيْكَ

§ذِكْرُ مَا يُؤْمَرُ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ مِنَ التَّجْرِيدِ فِي الْحَجِّ

1611 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا هِشَامٌ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: " §وَجْهُ إِهْلَالِ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يُهِلَّ أَحَدُهُمْ حِينَ تَوَجَّهُ دَابَّتُهُ نَحْوَ مِنًى، وَإِنْ كَانَ مَاشِيًا فَحِينَ يُوَجِّهُ نَحْوَ مِنًى "

1612 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ -[335]- جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " يَا أَهْلَ مَكَّةَ §تَجَرَّدُوا وَإِنْ لَمْ تُهِلُّوا "

ذكر عباد أهل مكة وزهادهم

1613 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " يَا أَهْلَ مَكَّةَ §يَقْدَمُ النَّاسُ عَلَيْكُمْ شُعْثًا وَأَنْتُمْ مُدَّهِنُونَ، إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَأَهِلُّوا "

1614 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَمَرَ أَبُو جِرَابٍ عَطَاءً وَهُوَ أَمِيرُ مَكَّةَ أَنْ يُحْرِمَ فِي الْهِلَالِ، فَكَانَ §يُلَبِّي بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَهُوَ حَلَالٌ وَيُعْلِنُ بِالتَّلْبِيَةِ، وَكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ فِيمَا مَضَى عَلَى ذَلِكَ وَفُقَهَاؤُهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَجَرَّدَ النَّاسُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ وَيَتَشَبَّهُوا -[336]- بِالْحَاجِّ

§ذِكْرُ مَا يُؤْمَرُ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ وَيُنْهَوْنَ عَنْهُ

1615 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْمَقْدِسِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ صُبَيْحٍ الْمُرِّيُّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو الْمَكِّيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ يَا مَعْشَرَ أَهْلِ مَكَّةَ، §إِنَّكُمْ بِحِذَاءِ وَسَطِ السَّمَاءِ، وَأَقَلُّ الْأَرْضِ ثِيَابًا، فَلَا تَتَّخِذُوا الْمَوَاشِيَ "

1616 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " §لَا أَرَى لِأَهِلِ مَكَّةَ أَنْ يُحْرِمُوا بِالْحَجِّ حَتَّى يَخْرُجُوا، وَلَا يَطُوفُوا بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ حَتَّى يَرْجِعُوا " 1617 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -[337]- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِنَحْوِهِ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ: وَكَانَ عَطَاءٌ يَقُولُ: لِغَيْرِ أَهْلِ مَكَّةَ إِذَا قَدِمُوا طَافُوا بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ خَرَجُوا بَعْدَ ذَلِكَ

§ذِكْرُ وَدَاعِ أَهْلِ مَكَّةَ إِذَا أَرَادُوا مَخَارِجَهُمْ

1618 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ فِي أَهْلِ مَكَّةَ: " §إِذَا خَرَجُوا إِلَى بَوَادِيهِمْ يُوَدِّعُونَ "

1619 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَا: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §وَدَّعَ الْبَيْتَ، ثُمَّ قَرَأَ كِتَابًا عَلَى النَّاسِ فَأَعَادَ الْوَدَاعَ

1620 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: زَعَمَ الْبَصْرِيُّونَ أَنَّ أَيُّوبَ §كَانَ يُوَدِّعُ ثُمَّ يَأْتِي مَجْلِسَ عَمْرٍو فَيَجْلِسُ عِنْدَهُ طَوِيلًا

§ذِكْرُ الْقَصَصِ بِمَكَّةَ، وَهُوَ ذِكْرُ اللهِ وَالدُّعَاءُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ خَلْفَ الْمَقَامِ قَالَ: وَكَانَ الْقَاصُّ يَقُومُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ فَيَذْكُرُ اللهَ تَعَالَى وَيَدْعُو وَيُؤَمِّنُ النَّاسُ، وَذَلِكَ خَلْفَ الْمَقَامِ بَعْدَ تَسْلِيمِ الْإِمَامِ، وَكَانَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ قَتَادَةَ اللَّيْثِيُّ أَوَّلَ مَنْ فَعَلَهُ، ثُمَّ هَلُمَّ جَرًّا

1621 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عِنْدَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَعُبَيْدٌ يَقُصُّ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا تَهْرِقَانِ دَمْعًا وَزَادَ غَيْرُهُ: وَهُوَ يَقُولُ: " §لِلَّهِ دَرُّكَ يَا ابْنَ قَتَادَةَ، مَاذَا تَجِيءُ بِهِ؟ " أَوْ نَحْوَهُ وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ الْقَاصُّ يَقُصُّ بِمَكَّةَ

1622 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو -[339]- بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: " §لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ " وَقَالَتْ لِعُبَيْدٍ: " اقْصُصْ يَوْمًا وَدَعْ يَوْمًا؛ لَا تُمِلَّ النَّاسَ "

1623 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ §يَقُصُّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

1624 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ كَثِيرٍ الدَّارِيَّ يَقُصُّ عَلَى الْجَمَاعَةِ بِمَكَّةَ وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: " هُوَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ الْعَمَلُ بِبَلَدِنَا، §فَكَانَ الْقَصَصُ عَلَى ذَلِكَ بِمَكَّةَ زَمَانًا طَوِيلًا، ثُمَّ عَاوَدُوهُ مُنْذُ قَرِيبٍ، ثُمَّ تَرَكُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ "

§ذِكْرُ فُقَهَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ وَمَا يَفْخَرُ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ عَلَى النَّاسِ

1625 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ يَعْنِي ابْنَ شَابُورَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §نَفْخَرُ عَلَى النَّاسِ بِأَرْبَعَةٍ: فَقِيهِنَا -[340]- ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَقَارِئِنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، وَمُؤَذِّنِنَا أَبِي مَحْذُورَةَ، وَقَاصِّنَا عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ "

1626 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " §نُفَاخِرُ النَّاسَ بِأَرْبَعَةٍ: بِقَاصِّنَا عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَبِقَارِئِنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، وَبِمُؤَذِّنِنَا أَبِي مَحْذُورَةَ، وَبِفَقِيهِنَا ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ "

قَالَ: وَقَالَ عَطَاءٌ، " §مَا رَأَيْتُ مَجْلِسًا أَحْسَنَ مِنْ مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَعْظَمَ جَفْنَةً، وَلَا أَكْثَرَ حَدِيثًا "

1627 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ قَالَ: " إِنَّمَا §فَقِهَ أَهْلُ مَكَّةَ حِينَ نَزَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِأَظْهُرِهِمْ "

1628 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: " §مَا رَأَيْتُ مَجْلِسًا أَكْرَمَ مِنْ مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَكْثَرَ فِقْهًا وَأَعْظَمَ جَفْنَةً، -[341]- أَصْحَابُ الْقُرْآنِ عِنْدَهُ يَسْأَلُونَهُ، وَأَصْحَابُ الْغَرِيبِ عِنْدَهُ يَسْأَلُونَهُ، وَأَصْحَابُ الشِّعْرِ عِنْدَهُ يَسْأَلُونَهُ، فَكُلُّهُمْ يَصْدُرُ عَنْ رَأْيٍ وَاسِعٍ "

1629 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَيْفٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " مَنِ اسْتُعْمِلَ عَلَى الْمَوْسِمِ؟ " قَالُوا: ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: " هُوَ §أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحَجِّ "

1630 - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي زُبَيْدٍ قَالَتْ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: " §سَلِ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

1631 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنْبَرِيُّ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ إِذْ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ أَصْلَعُ أَرْشَحُ أَفْحَجُ، كَأَنَّ أَنْفَهُ بَعْرَةٌ، أَشَدُّ سَوَادًا مِنِ اسْتِ الْقِدْرِ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ قَطَرِيَّانِ، فَقُلْتُ لِأَبِي: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا سَيِّدُ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْحِجَازِ، هَذَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: فَجَاءَ إِلَى بَابِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَاسْتَأْذَنَ الْحَاجِبَ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ فَصَاحَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ دَاخِلٍ: صَدَقَ، افْتَحْ لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ تَزَحْزَحَ لَهُ عَنْ مَجْلِسِهِ، فَقَالَ: يُصْلِحُ اللهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، احْفَظْ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ قَالَ: أَصْنَعُ بِهِمْ مَاذَا؟ قَالَ: تَنْظُرُ فِي أَرْزَاقِهِمْ وَأَعْطِيَاتِهِمْ ثُمَّ قَالَ: §احْفَظْ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: أَصْنَعُ بِهِمْ مَاذَا؟ قَالَ: تَنْظُرُ فِي أَرْزَاقِهِمْ وَأَعْطِيَاتِهِمْ قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ أَهْلُ الْبَادِيَةِ، تَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ، فَإِنَّهُمْ سَادَةُ الْعَرَبِ قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ، تَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ وَخَفِّفْ عَنْهُمْ مِنْ خَرَاجِهِمْ، فَإِنَّهُمْ عَوْنٌ لَكُمْ عَلَى عَدُوِّ اللهِ وَعَدُوِّكُمْ قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: أَهْلُ الثُّغُورِ، تَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ، فَبِهِمْ يَدْفَعُ اللهُ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ثُمَّ قَالَ: يُصْلِحُ اللهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ نَهَضَ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ سُلَيْمَانُ: هَذَا وَاللهِ الشَّرَفُ لَا شَرَفُنَا، وَهَذَا السُّؤْدُدُ لَا سُؤْدُدُنَا، وَاللهِ لَكَأَنَّمَا مَعَهُ مَلَكَانِ، مَا يُكَلِّمُنِي فِي شَيْءٍ فَأَقْدِرُ أَنْ أَرُدَّهُ، وَلَوْ سَأَلَنِي أَنْ أَتَزَحْزَحَ لَهُ عَنْ هَذَا الْمَجْلِسِ لَفَعَلْتُ أَوْ كَمَا قَالَ

1632 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ -[343]- قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يَقُولُ: " §لَمَّا مَاتَ الْعَبَادِلَةُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، صَارَ الْفِقْهُ فِي الْبُلْدَانِ كُلِّهَا إِلَى الْمَوَالِي، فَكَانَ فَقِيهَ مَكَّةَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَفَقِيهَ أَهْلِ الْيَمَنِ طَاوُسٌ، وَفَقِيهَ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِبْرَاهِيمُ، وَفَقِيهَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ غَيْرَ مُدَافَعٍ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَفَقِيهَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَفَقِيهَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ الْحَسَنُ، وَفَقِيهَ أَهْلِ الشَّامِ مَكْحُولٌ، وَفَقِيهَ أَهْلِ خُرَاسَانَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ "

1633 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: " §مَا بَقِيَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالْحَجِّ مِنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ "

1634 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ -[344]- بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ مَسْأَلَةٍ مِنَ الْمَنَاسِكِ، فَقَالَ: " يَا أَهْلَ مَكَّةَ §تَسْأَلُونَ عَنِ الْمَنَاسِكِ وَفِيكُمْ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ " وَكَانَ عَطَاءٌ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْعَامَّةِ 1635 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرُهُ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: قُلْتُ لِعُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ: مَعَ مَنْ كُنْتَ تَدْخُلُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ قَالَ: مَعَ طَاوُسٍ فِي الْخَاصَّةِ، وَمَعَ عَطَاءٍ فِي الْعَامَّةِ وَمَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالطَّائِفِ

1636 - فَحَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَبُو عُمَرَ يُلَقَّبُ الرَّمْلِيَّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْفُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ الْجَزَرِيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: " §حَضَرْتُ جَنَازَةَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالطَّائِفِ، فَلَمَّا وُضِعَ لِلصَّلَاةِ جَاءَ طَيْرٌ أَبْيَضُ حَتَّى وَقَعَ عَلَى أَكْفَانِهِ -[345]- ثُمَّ دَخَلَ فِيهَا، فَالْتُمِسَ فَلَمْ يُوجَدْ، فَلَمَّا سُوِّيَ عَلَيْهِ نَادَى مُنَادٍ يُسْمَعُ صَوْتُهُ وَلَا يُرَى شَخْصُهُ: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 28] " وَكَانَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ مِنْ مَوَالِي ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا

1637 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: ثنا فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عِشْرِينَ سَنَةً، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قُلْتُ لَهُ: أَوْصِنِي قَالَ: " §أُوصِيكَ بِثَلَاثِ خِصَالٍ فَاحْفَظْهُمْ عَنِّي: لَا تُخَاصِمْ أَهْلَ الْقَدَرِ فَيُؤَثِّمُوكَ، وَلَا تَعَلَّمِ النُّجُومَ فَيَدْعُوَكَ إِلَى الْكِهَانَةِ، وَلَا تَسُبَّ السَّلَفَ فَيَكُبَّكَ اللهُ تَعَالَى عَلَى وَجْهِكَ فِي النَّارِ "

ذكر إعطاء أهل مكة القسم والعطاء وأول من فعله

1638 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: " §شَهِدْتُ وَفَاةَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالطَّائِفِ، فَوَلِيَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا، وَأَدْخَلَهُ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ، وَضَرَبَ عَلَيْهِ فُسْطَاطًا ثَلَاثًا قَالَ حُسَيْنٌ: يَعْنِي ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "

1639 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §مَا سَمِعْتُ رَجُلًا مِثْلَهُ إِلَّا أَنْ يَقُولَ رَجُلٌ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَقَدْ مَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَإِنَّهُ لَحَبْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا "

1640 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: " §لَمَّا مَاتَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ كَانَ بِمَكَّةَ بَعْدَهُ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، وَيُقَالُ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ كَانَ يُفْتِي أَهْلَ مَكَّةَ بَعْدَ عَطَاءٍ " 1641 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: " مَا كَانَ بِبَلَدِنَا أَحَدٌ أَعْلَمَ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، ثُمَّ هَلَكَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ

1642 - فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالُوا لِسُفْيَانَ: مَنْ كَانَ §يُفْتِي بِمَكَّةَ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ؟ قَالَ: " ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ "

1643 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَذْكُرُهُمْ فِي زَمَنِ بَنِي أُمَيَّةَ يَأْمُرُونَ إِلَى الْحَاجِّ صَائِحًا يَصِيحُ: " §لَا يُفْتِي النَّاسَ إِلَّا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَطَاءٌ فَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ "

1644 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: §لَمَّا مَاتَ عَطَاءٌ قَالَ: " قَالَ لِي ابْنُ هِشَامٍ: اجْلِسْ لِلنَّاسِ وَأَرْزُقُكَ قُلْتُ: لَا " 1645 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، لَا عَطَاءً وَلَا مُجَاهِدًا، وَلَمْ يَسْتَثْنِ أَحَدًا -[348]- ثُمَّ هَلَكَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ فَكَانَ مُفْتِي مَكَّةَ بَعْدَهُ ابْنَ جُرَيْجٍ، ثُمَّ هَلَكَ ابْنُ جُرَيْجٍ فَكَانَ مُفْتِي مَكَّةَ بَعْدَهُ مُسْلِمَ بْنَ خَالِدٍ الزَّنْجِيَّ وَسَعِيدَ بْنَ سَالِمٍ الْقَدَّاحَ، ثُمَّ مَاتَا فَكَانَ مُفْتِي أَهْلِ مَكَّةَ بَعْدَهُمَا ابْنَ عُيَيْنَةَ، ثُمَّ مَاتَ فَكَانَ مُفْتِيهِمْ يُوسُفَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارَ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ قُنْبُلٍ وَأَحْمَدَ بْنَ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، ثُمَّ مَاتَ هَؤُلَاءِ فَكَانَ الْمُفْتِي بِمَكَّةَ مُوسَى بْنَ أَبِي الْجَارُودِ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، ثُمَّ مَاتَ أَبُو الْوَلِيدِ مُوسَى فَصَارَ الْمُفْتِي بِمَكَّةَ بَعْدَهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا وَأَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيَّ وَقَالَ شَاعِرٌ يَذْكُرُ بَعْضَ فُقَهَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ هَؤُلَاءِ: [البحر الكامل] يَا أَهْلَ مَكَّةَ مَا يَرَى فُقَهَاؤُكُمْ ... فِي مُحْرِمٍ مُتَعَاهِدٍ بِسَلَامِ أَمَّا النَّهَارُ فَوَاقِفٌ فَمُسَلِّمٌ ... وَلِقَاؤُهُ بِاللَّيْلِ فِي الْأَحْلَامِ أَتَرَوْنَ ذَلِكَ صَائِرًا إِحْرَامُهُ ... أَمْ لَيْسَ ذَلِكَ صَائِرَ الْإِحْرَامِ وَقَالَ شَاعِرٌ يَذْكُرُ مُفْتِيًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: [البحر الطويل] يَقُولُ لِيَ الْمُفْتِي وَهُنَّ عَوَاكِفٌ ... بِمَكَّةَ يَسْحَبْنَ الْمُهَذَّبَةَ السَّحْلَا -[349]- تَقِ اللهَ لَا تَنْظُرْ إِلَيْهِنَّ يَا فَتَى ... وَمَا خِلْتُنِي فِي الْحَجِّ مُلْتَمِسًا وَصْلَا فَأُقْسِمُ لَا أَنْسَى وَإِنْ شَطَّتِ النَّوَى ... عَرَانِينَهُنَّ الشُّمَّ وَالْأَعْيُنَ النُّجْلَا

ذكر ما يؤمر به أهل مكة من التجريد في الحج

§ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ بِالسِّلَاحِ وَمَنْ أَدْخَلَهَا ذَلِكَ

1646 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مَعْقِلٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لَا يَحِلُّ لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَحْمِلَ بِمَكَّةَ السِّلَاحَ "

1647 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ -[350]- قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَعُودُهُ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ لِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَنْ أَصَابَكَ؟ فَقَالَ: " أَنْتَ، §اسْتَحْلَلْتَ الْحَرَمَ، وَأَدْخَلْتَ فِيهِ السِّلَاحَ "

1648 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ سُوقَةَ قَالَ: دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَعُودُهُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ، قَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: مَنْ صَاحِبُكَ؟ قَالَ: " مَا تَصْنَعُ بِهِ؟ " قَالَ: أُقِيدُكَ مِنْهُ قَالَ: " تَفْعَلُ؟ " قَالَ: نَعَمْ قَالَ: " أَنْتَ، §حَمَلْتَ السِّلَاحَ فِي حَرَمِ اللهِ تَعَالَى فِي يَوْمٍ لَا يُحْمَلُ فِيهِ السِّلَاحُ "

1649 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ

ذكر ما يؤمر به أهل مكة وينهون عنه

1650 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §لَا بَأْسَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ بِالسِّلَاحِ "

1651 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: " §لَا بَأْسَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ بِالسِّلَاحِ "

§ذِكْرُ قِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ وَخُرُوجِهِ وَمُبْتَدَاهُ وَدُخُولِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ مَكَّةَ

ذكر وداع أهل مكة إذا أرادوا مخارجهم

1652 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي الْمَهْدِيِّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ الذِّمَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ، عَنْ هِشَامِ -[352]- بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: لَمَّا تَثَاقَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَأَظْهَرَ شَتْمَهُ بَلَغَ ذَلِكَ يَزِيدَ، فَأَقْسَمَ أَنْ لَا يُؤْتَى بِهِ إِلَّا مَغْلُولًا فَأَرْسَلَ، فَقِيلَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: §أَلَا نَصْنَعُ لَكَ غُلًّا مِنْ فِضَّةٍ تَلْبَسُ عَلَيْهِ الثَّوْبَ وَتَبِرُّ قَسَمَهُ؟ فَالصُّلْحُ أَجْمَلُ بِكَ قَالَ: " لَا أَبِرُّ وَاللهِ قَسَمَهُ "

1653 - فَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ: بَعَثَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ابْنَ عِضَاهٍ الْأَشْعَرِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعَدَةَ الْفَزَارِيَّ، وَبَعَثَ مَعَهُمَا بِبُرْنُسٍ مِنْ خَزٍّ وَجَامِعَةٍ مِنْ وَرِقٍ لِيُؤْتَى بِابْنِ الزُّبَيْرِ لِيَبِرَّ بِيَمِينِهِ قَالَ: فَقَالَ لِي أَبِي وَلِأَخِي إِذَا بَلَغَتْهُ رُسُلُ يَزِيدَ فَتَعَرَّضَا لَهُ، وَلْيَتَمَثَّلْ أَحَدُكُمَا: [البحر الطويل] فَخُذْهَا فَلَيْسَتْ لِلْعَزِيزِ بِنُصْرَةٍ ... وَفِيهَا مَقَالٌ لِامْرِئٍ مُتَذَلِّلِ أَعَامِرُ إِنَّ الْقَوْمَ سَامُوكَ خُطَّةً ... وَذَلِكَ فِي الْحَيْرَانِ عَزْلٌ بِمَعْزِلِ أَتَذْكُرُ إِذْ مَا كُنْتَ لِلْقَوْمِ نَاضِحًا ... يُقَالُ لَهُ بِالدَّلْوِ أَدْبِرْ وَأَقْبِلِ -[353]- قَالَ: فَلَمَّا بَلَغَتْهُ رُسُلُ يَزِيدَ قَالَ لِي أَخِي: أَلْقِهَا، فَفَعَلْتُ، فَسَمِعَنِي، فَقَالَ: يَا بَنِي مَرْوَانَ أَبْلِغَا أَبَاكُمَا: [البحر البسيط] §إِنِّي لِمِنْ نَبْعَةٍ صُمٌّ مَكَاسِرُهَا ... إِذَا تَنَاوَحَتِ الْقَصْبَاءُ وَالْعُشَرُ وَلَا أَلِينُ لِغَيْرِ الْحَقِّ أَسْأَلُهُ ... حَتَّى يَلَيِنَ لِضِرْسِ الْمَاضِغِ الْحَجَرُ قَالَ: فَمَا أَدْرِي أَيُّهُمَا كَانَ أَعْجَبَ ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: ثُمَّ قَالَ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ: وَاللهِ لَضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ فِي عِزٍّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ضَرْبَةٍ بِالسَّوْطِ فِي ذُلٍّ ثُمَّ دَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَأَظْهَرَ الْخِلَافَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ مُسْلِمَ بْنَ عُقْبَةَ الْمُرِّيَّ فِي جَيْشِ أَهْلِ الشَّامِ، وَأَمَرَهُ بِقِتَالِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ ذَلِكَ سَارَ إِلَى مَكَّةَ فَدَخَلَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمُرِّيُّ الْمَدِينَةَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِهَا بَقَايَا أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَاثَ فِيهَا وَأَسْرَفَ فِي الْقَتْلِ، وَقَدْ سَمِعْتُ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ يَذْكُرُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ أَمَرَ مُسْلِمًا أَنْ -[354]- يَدْخُلَ الْمَدِينَةَ؛ وَذَلِكَ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ، أَنَّهُمْ رَمَوْهُ بِالْأُبْنَةِ فِي نَفْسِهِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْتُلَ مَنْ لَقِيَ مِنَ النَّاسِ، وَأَنْ يَضَعَ فِيهِمُ السَّيْفَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَقَدِمَ مُسْلِمٌ الْمَدِينَةَ فَأَقَامَ ثَلَاثًا يَقْتُلُ مَنْ لَقِيَ لَا يَتَهَيَّبُ أَحَدًا، حَتَّى أَجْفَلَ النَّاسُ فِي الْبُيُوتِ وَاخْتَبَئُوا مِنْهُ، وَقَدْ كَانَ يَزِيدُ قَالَ لَهُ: إِذَا فَرَغْتَ مِنْ قَتْلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَضَعِ الْمِنْبَرَ ثُمَّ ادْعُ إِلَى بَيْعَتِي، وَادْعُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَسَلْهُمَا أَنْ يُبَايِعَا عَلَى أَنَّهُمَا عُبُدٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَقَالَ لَهُ: مَنِ امْتَنَعَ عَلَيْكَ مِنْهُمَا أَوْ مِنَ النَّاسِ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، وَلَا تُؤَامِرْنِي فِي ذَلِكَ فَلَمَّا صَعِدَ الْمِنْبَرَ دَعَاهُمَا إِلَى ذَلِكَ وَبَدَأَ بِهِمَا عَلَى النَّاسِ، فَأَجَابَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَامْتَنَعَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فَهَمَّ أَنْ يُنَفِّذَ فِيهِ مَا أَمَرَ بِهِ يَزِيدُ، فَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ أَخْوَالُهُ مِنْ كِنْدَةَ، وَقَالُوا لِمُسْلِمٍ: لَا يُوصَلُ إِلَيْهِ حَتَّى تَوصَّلَ إِلَى أَنْفُسِنَا فَتَرَكَهُ، فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ فِي ذَلِكَ، وَلَامَهُ النَّاسُ فِي إِجَابَتِهِ مُسْلِمًا إِلَى مَا دَعَاهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي نَفْسِي، إِنَّمَا كَانَ فِي النَّاسِ، خِفْتُ أَنْ يُنَفِّذَ مَا قَالَ يَزِيدُ مِنَ الْقَتْلِ، فَأَكُونَ قَدْ سَنَنْتُ لِلنَّاسِ سُنَّةً تَذْهَبُ فِيهَا أَنْفُسُهُمْ ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ مَاتَ، فَاسْتُخْلِفَ الْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ الْكِنْدِيُّ وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ لِلْحُصَيْنِ: يَا بَرْذَعَةَ الْحِمَارِ، احْذَرْ خَدَائِعَ قُرَيْشٍ، لَا تُعَامِلْهُمْ إِلَّا بِالثِّقَافِ ثُمَّ الْقِطَافِ قَالَ: فَمَضَى حَتَّى وَرَدَ مَكَّةَ فَقَاتَلَ بِهَا ابْنَ -[355]- الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَيَّامًا، وَضَرَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فُسْطَاطًا فِي الْمَسْجِدِ، فَكَانَ فِيهِ نِسَاءٌ يَسْقِينَ الْجَرْحَى وَيُدَاوِينَهُمْ وَيُطْعِمْنَ الْجَائِعَ قَالَ الْحُصَيْنُ: مَا يَزَالُ يَخْرُجُ عَلَيْنَا مِنْ هَذَا الْفُسْطَاطِ أُسْدٌ كَأَنَّهَا تَخْرُجُ مِنْ عَرِينِهَا، فَمَنْ يَكْفِينِيهِ؟ قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ: أَنَا قَالَ: فَلَمَّا جَنَّ اللَّيْلُ وَضَعَ شَمْعَةً فِي طَرَفِ رُمْحٍ، ثُمَّ ضَرَبَ فَرَسَهُ حَتَّى طَعَنَ الْفُسْطَاطَ فَالْتَهَبَ نَارًا قَالَ: وَالْكَعْبَةُ يَوْمَئِذٍ مُؤَزَّرَةٌ بِطَنَافِسَ حَتَّى احْتَرَقَتِ الْكَعْبَةُ، وَاحْتَرَقَ يَوْمَئِذٍ فِيهَا قَرْنَا الْكَبْشِ

1654 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الرَّبِيعِيُّ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ لِلسَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ أَمَةٌ نُوبِيَّةٌ يُقَالُ لَهَا سَلَّامَةُ، وَكَانَتْ تُقَاتِلُ أَيَّامَ ابْنِ الزُّبَيْرِ جَيْشَ الْحُصَيْنِ مَعَ مَوْلَاهَا أَشَدَّ قِتَالٍ خَلَقَهُ اللهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ النَّاسُ يَوْمًا قَدْ هَزَمَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ حَتَّى بَلَغُوا بِهِمُ الصَّفَا وَالْمَسْجِدَ، وَالْأَمَةُ عِنْدَ تَنُّورِهَا تَخْبِزُ، فَصَاحَ بِهَا مَوْلَاهَا، فَأَخَذَتِ الْمِسْعَرَ، ثُمَّ حَمَلَتْ عَلَى أَهْلِ الشَّامِ فَكَشَفَتْهُمْ حَتَّى هَزَمَتْهُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ: [البحر الطويل] مَا أَنْسَ لَا أَنْسَى إِلَّا رَيْثَ أَذْكُرُهُ ... أَيَّامَ تَطْرُدُنَا سَلْمَى وَتَنْحَدِرُ -[356]- ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: ثُمَّ مَاتَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَدَعَا مَرْوَانُ إِلَى نَفْسِهِ، فَأَجَابَهُ أَهْلُ حِمْصَ وَأَهْلُ الْأُرْدُنِّ وَفِلَسْطِينَ قَالَ: فَوَجَّهَ إِلَيْهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ فِي مِائَةِ أَلْفٍ، فَالْتَقَوْا بِمَرْجِ رَاهِطٍ قَالَ: وَمَرْوَانُ يَوْمَئِذٍ فِي خَمْسَةِ آلَافٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَمَوَالِيهِمْ وَأَتْبَاعِهِمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَقَالَ مَرْوَانُ لِمَوْلًى لَهُ يُقَالُ لَهُ ابْنُ كَرْهٍ: احْمِلْ عَلَى أَيِّ الطَّرَفَيْنِ شِئْتَ قَالَ: كَيْفَ تَحْمِلُ عَلَى هَؤُلَاءِ لِكَثْرَتِهِمْ؟ قَالَ: هُمْ بَيْنَ مُكْرَهٍ وَمُسْتَأْجَرٍ، فَاحْمِلْ، فَيَكْفِيكَ الطِّعَانُ الْمَاحِضُ الْحَجَرُ قَالَ: فَحَمَلُوا عَلَيْهِمْ، وَهَزَمَهُمْ مَرْوَانُ جَمِيعًا وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] لَعَمْرِي لَقَدْ أَبْقَتْ وَقِيعَةُ رَاهِطٍ ... لِمَرْوَانَ صَدْعًا بَيِّنًا مُتَبَايِنَا وَقَدْ يَنْبُتُ الْمَرْعَى عَلَى دِمَنِ الثَّرَى ... وَتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوسِ كَمَا هِيَا -[357]- قَالَ: وَفِيهِ يَقُولُ زُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ الْقَيْسِيُّ: أَفِي الْحَقِّ أَمَّا بَحْدَلٌ وَابْنُ بَحْدَلٍ ... فَيَحْيَا وَأَمَّا ابْنُ الزُّبَيْرِ فَيُقْتَلُ كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللهِ لَا تَقْتُلُونَهُ ... وَلَمَّا يَكُنْ يَوْمٌ أَغَرُّ مُحَجَّلُ وَلَمَّا يَكُنْ لِلْمَشْرِفَيَّةِ فَوْقَكُمْ ... شُعَاعٌ كَقَرْنِ الشَّمْسِ حِينَ تَرَجَّلُ قَالَ: ثُمَّ مَاتَ مَرْوَانُ، فَدَعَا عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى نَفْسِهِ وَقَامَ، فَأَجَابَهُ أَهْلُ الشَّامِ، فَخَطَبَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: مَنْ لِابْنِ الزُّبَيْرِ مِنْكُمْ؟ فَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: فَأَسْكَتَهُ، ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: أَنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي رَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ أَنِّي انْتَزَعْتُ جُبَّتَهُ فَلَبِسْتُهَا قَالَ: فَعَقَدَ لَهُ وَوَجَّهَهُ فِي الْجَيْشِ إِلَى مَكَّةَ، حَتَّى وَرَدَهَا عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَقَاتَلَهُ بِهَا، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لِأَهْلِ مَكَّةَ: احْفَظُوا هَذَيْنِ الْجَبَلَيْنِ؛ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا أَعِزَّةً مَا لَمْ يَظْهَرُوا عَلَيْهِمَا قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ ظَهَرَ الْحَجَّاجُ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ، فَنَصَبَ عَلَيْهِ الْمَنْجَنِيقَ، فَكَانَ يَرْمِي بِهِ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ قَالَ: فَلَمَّا كَانَ الْغَدَاةُ الَّتِي قُتِلَ فِيهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ مِائَةِ سَنَةٍ لَمْ يَسْقُطْ لَهَا سِنٌّ وَلَمْ يَفْسُدْ لَهَا بَصَرٌ، فَقَالَتْ لِابْنِهَا عَبْدِ اللهِ: مَا فَعَلْتَ فِي حَرْبِكَ؟ قَالَ: بَلَغُوا مَكَانَ كَذَا وَكَذَا قَالَ: فَضَحِكَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَقَالَ: إِنَّ §فِي الْمَوْتِ لَرَاحَةً قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، لَعَلَّكَ تَمَنَّاهُ لِي؟ مَا أُحِبُّ أَنْ أَمُوتَ إِمَّا تَمْلِكُ فَتَقَرُّ عَيْنِي، وَإِمَّا أَنْ تُقْتَلَ فَأَحْتَسِبَكَ قَالَ: ثُمَّ وَدَّعَهَا، فَقَالَتْ لَهُ: يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ أَنْ تُعْطِيَ مِنْ دِينِكَ مَخَافَةَ -[358]- الْقَتْلِ وَخَرَجَ مِنْ عِنْدَهَا فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَجَعَلَ شَيْئًا يَسْتُرُ بِهِ الْحَجَرَ أَنْ يُصِيبَهُ الْمَنْجَنِيقُ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا نُكَلِّمُهُمْ فِي الصُّلْحِ؟ قَالَ: أَوَحِينُ صُلْحٍ هَذَا؟ وَاللهِ لَوْ وَجَدُوكُمْ فِي جَوْفِهَا يَعْنِي الْكَعْبَةَ لَذَبَحُوكُمْ جَمِيعًا ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الطويل] وَلَسْتُ بِمُبْتَاعِ الْحَيَاةِ بِسُبَّةٍ ... وَلَا مُرْتَقٍ مِنْ خَشْيَةِ الْمَوْتِ سُلَّمَا أَنَا لَابْنُ أَسْمَا إِنَّهُ غَيْرُ نَازِحٍ ... مُلَاقِي الْمَنَايَا أَيَّ صَرْفٍ تَيَمَّمَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى آلِ الزُّبَيْرِ يَعِظُهُمْ وَيَقُولُ: لِيُكِنَّ أَحَدُكُمْ سَيْفُهُ كَمَا يُكِنُّ وَجْهَهُ، لَا يَنْكَسِرُ سَيْفُهُ فَيَتَّقِي بِيَدِهِ عَنْ نَفْسِهِ كَأَنَّهُ امْرَأَةٌ، وَاللهِ مَا لَقِيتُ زَحْفًا قَطُّ إِلَّا كُنْتُ فِي الرَّعِيلِ الْأَوَّلِ، وَلَا أَلِمْتُ جُرْحًا قَطُّ إِلَّا أَنْ آلَمَ الدَّوَاءَ قَالَ: بَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ بَابِ بَنِي جُمَحَ فِيهِمْ أَسْوَدُ، فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قِيلَ: أَهْلُ حِمْصَ فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ وَمَعَهُ سَيْفَانِ، فَأَوَّلُ مَنْ لَقِيَهُ الْأَسْوَدُ، فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً حَتَّى أَطَنَّ رِجْلَهُ، فَقَالَ الْأَسْوَدُ: آخِ يَا ابْنَ الزَّانِيَةِ فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: اخْسَأْ يَا ابْنَ حَامٍ، أَسْمَاءُ زَانِيَةٌ ثُمَّ أَخْرَجَهُمْ مِنَ الْمَسْجِدِ وَانْصَرَفَ، فَإِذَا هُوَ بِقَوْمٍ قَدْ دَخَلُوا مِنْ بَابِ بَنِي سَهْمٍ، فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقِيلَ: أَهْلُ الْأُرْدُنِّ فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] لَا عَهْدَ لِي بِغَارَةٍ مِنَ السَّيْلِ ... لَا يَنْجَلِي غُبَارُهَا حَتَّى اللَّيْلِ -[359]- قَالَ: فَأَخْرَجَهُمْ مِنَ الْمَسْجِدِ ثُمَّ رَجَعَ، فَإِذَا بِقَوْمٍ قَدْ دَخَلُوا مِنْ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] لَوْ كَانَ قِرْنِي وَاحِدًا كَفَيْتُهُ قَالَ: وَعَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ مِنْ أَعْوَانِهِ مَنْ يَرْمِي عَدُوَّهُ بِالْآجُرِّ وَغَيْرِهِ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ فَأَصَابَتْهُ آجُرَّةٌ فِي مِفْرَقِهِ حَتَّى فَلَقَتْ رَأْسَهُ، فَوَقَفَ قَائِمًا وَهُوَ يَقُولُ: وَلَسْنَا عَلَى الْأَعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا ... وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدِّمَا قَالَ: ثُمَّ وَقَعَ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ مَوْلَيَانِ لَهُ يُقَاتِلَانِ عَنْهُ، وَهُمَا يَقُولَانِ: [البحر الرجز] الْعَبْدُ يَحْمِي رَبَّهُ وَيَحْتَمِي قَالَ: ثُمَّ سِيرَ إِلَيْهِ فَحُزَّ رَأْسُهُ

1655 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا لِيُسَلِّمَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: §أَيْ بُنَيَّ مُتْ عَلَى بَصِيرَتِكَ قَالَ: فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، حَتَّى إِذَا كَانَ قَبْلَ الصُّبْحِ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: الصَّلَاةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: أَصْبِحْ فَقَالَ: الصَّلَاةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: أَصْبِحْ فَقَالَ: الصَّلَاةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: أَصْبِحْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ: وَأَهْلُ الشَّامِ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ -[360]- عَلَيْهِمُ السِّلَاحُ يَنْتَظِرُونَ الصُّبْحَ، فَلَمَّا رَأَى الْوَقْتَ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ قَامَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ قَالَ: فَمَا أَنْكَرُوا قِرَاءَتَهُ وَلَا تَكْبِيرَهُ وَلَا رُكُوعَهُ وَلَا شَيْئًا مِنْ صَلَاتِهِ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ دَخَلَ الْحِجْرَ فَأَخْرَجَ سَيْفَهُ مِنْ غِمْدِهِ أَبْيَضَ وَقَالَ: إِنَّ الْقَتْلَ بِمَكَانِكُمْ مِلْحُ الْمَجْدُورِ قَالَ: أَيْنَ أَهْلُ مِصْرَ؟ أَيْنَ قَتَلَةُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ فَأَشَارُوا لَهُ إِلَى بَابِ بَنِي جُمَحَ، فَقَالَ: {حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 64] فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ بِالسَّيْفِ حَتَّى بَلَغَ مَوْضِعَ الْجَزَّارِينَ حَيْثُ كَانُوا عِنْدَ دَارِ أُمِّ هَانِئٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَسْتَلِمُ الرُّكْنَ

ذكر القصص بمكة، وهو ذكر الله والدعاء في المسجد الحرام خلف المقام قال: وكان القاص يقوم في المسجد الحرام بعد صلاة الصبح فيذكر الله تعالى ويدعو ويؤمن الناس، وذلك خلف المقام بعد تسليم الإمام، وكان عبيد بن عمير بن قتادة الليثي أول من فعله، ثم هلم جرا

1656 - حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ أَبُو خَالِدٍ، وَكَانَ قَدْ بَلَغَ سَبْعًا وَعِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ، قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ وَقَدْ وَضَعَ الْمَنْجَنِيقَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ، وَذَلِكَ لَمَّا أَعْيَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: وَرَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَكِرُّ عَلَى أَصْحَابِ الْحَجَّاجِ حَتَّى يَبْلُغَ بِهِمُ الْأَبْطَحَ، ثُمَّ يَجِيءُ إِلَى الْبَيْتِ فَيَسْتَجِيرُ بِهِ، فَلَمَّا رَمَى الْحَجَّاجُ بِالْمَنْجَنِيقِ وَسَمِعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا صَوْتَ الْحِجَارَةِ تَقَعُ عَلَى الْكَعْبَةِ، خَرَجَ فَقَالَ: " §يُذْهَبُ بِنَفْسِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تُهْدَمَ الْكَعْبَةُ فِي سَبَبِي "

1657 - وَحَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أنا -[361]- هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَحْمِلُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُخْرِجَهُمْ مِنَ الْأَبْوَابِ وَهُوَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ: §لَوْ كَانَ قِرْنِي وَاحِدًا كَفَيْتُهُ وَلَسْنَا عَلَى الْأَعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا ... وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامِنَا يَقْطُرُ الدَّمُ 1658 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يُقَاتِلُ وَيَقُولُ هَذَا الشِّعْرَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ 1659 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا رَيْحَانَةَ عَلِيَّ بْنَ أُسَيْدِ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ كَانَ شَدِيدَ الْخِلَافِ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَتَوَاعَدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ، فَلَحِقَ بِعَبْدِ الْمَلِكِ فَاسْتَمَدَّهُ لِلْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، وَقَالَ: لَوْلَا أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ تَأَوَّلَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ} [البقرة: 191] مَا كُنَّا إِلَّا أَكَلَةَ رَأْسٍ قَالَ: وَكَانَ الْحَجَّاجُ فِي سَبْعِمِائَةٍ، فَأَمَدَّهُ عَبْدُ الْمَلِكِ -[362]- بِطَارِقٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَلِطَارِقٍ يَقُولُ الرَّاجِزُ: [البحر الرجز] يَخْرُجْنَ لَيْلًا وَيَدَعْنَ طَارِقَا ... وَالدَّهْرُ قَدْ أَمَّرَ عَبْدًا سَارِقَا فَأَشْرَفَ أَبُو رَيْحَانَةَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ، فَصَاحَ: أَنَا أَبُو رَيْحَانَةَ، أَلَيْسَ قَدْ أَخْزَاكُمُ اللهُ يَا أَهْلَ مَكَّةَ؟ قَدْ أَقْدَمَتِ الْبَطْحَاءُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ

1660 - فَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَيْضًا، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ، عَنْ أَبِيهِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَكَانَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: بَلَى وَاللهِ لَقَدْ أَخْزَانَا اللهُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَهْلًا يَا ابْنَ أُخْتِي قَالَ: §قُلْتُ لَكَ ائْذَنْ لِي فِيهِمْ وَهُمْ قَلِيلٌ فَأَبَيْتَ، حَتَّى صَارُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ مِنَ الْكَثْرَةِ

1661 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ أَبُو عَلِيٍّ الْأَبْرَشُ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: §بَعَثَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ بِمَكَّةَ يُبَايِعُهُ وَيُؤْتَى بِهِ مُوَثَّقًا فَقَالَ الضَّحَّاكُ إِنَّكَ سَتُؤْتَى وَتُقَاتَلُ قَالَ: لَا فَدَفَعَ إِلَيْهِ قَوْسًا وَسَهْمًا، فَقَالَ: ارْمِ هَذَا الْحَمَامَ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَرْمِيَهَا وَأَنَا فِي حَرَمِ اللهِ -[363]- فَقَالَ: وَأَنَا وَاللهِ لَا أُقَاتِلُ فِي حَرَمِ اللهِ فَقَالَ: إِنَّكَ سَتُؤْتَى وَتُقَاتَلُ

1662 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا دُعِيَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِلَى نُصْرَةِ الْكَعْبَةِ جَاءَتْهُ الْأَعْرَابُ تُقَعْقِعُ أَفَاضَهَا فِي أَبَاطِهَا، فَقَالَ: " لَا مَرْحَبًا وَلَا أَهْلًا، وَاللهِ §إِنَّ حَدِيثَكُمْ مَا عَلِمْتُ لَغَثٌّ، وَإِنَّ سِلَاحَكُمْ لَرَثٌّ، وَإِنَّكُمْ فِي الْخِصْبِ لَعَدُوٌّ، وَإِنَّكُمْ فِي السَّنَةِ لَعِيَالٌ، فَانْطَلِقُوا فَلَا فِي كَنَفِ اللهِ وَلَا فِي سِتْرِهِ "

ذكر فقهاء أهل مكة وما يفخر به أهل مكة على الناس

1663 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: " §أَرْسَلَ إِلَيْنَا الْحَجَّاجُ بِرُؤُوسٍ ثَلَاثَةٍ: رَأْسِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَرَأْسِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، وَرَأْسِ ابْنِ مُطِيعٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ "

1664 - وَحَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْعَائِذِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: " قُتِلَ مَعَهُ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ عَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، وَكَانَ يَقُولُ: " §إِنَّا لَمْ نُقَاتِلْ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَإِنَّمَا قَاتَلْنَا عَلَى دِينِنَا "

1665 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: " كَانَ §ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يُوَاصِلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، فَيُصْبِحُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَهُوَ أَلْيَثُنَا " 1666 - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مَنْصُورٍ الْأَبْرَشُ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، بِنَحْوِهِ

1667 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ -[365]- هَارُونَ قَالَ: أنا الْمُثَنَّى الْقَسَّامُ قَالَ: ثنا أَبُو جَمْرَةَ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: " لَمَّا بَلَغَنِي تَحْرِيقُ الْبَيْتِ خَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ أُرِيدُ قِتَالَ أَهْلِ الشَّامِ، فَقَدِمْتُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَأَكْرَمَنِي، وَجَعَلْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا حَتَّى عَرَفَنِي وَاسْتَأْنَسَ بِي قَالَ: فَأَصَبْتُ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْهُ خَلْوَةً، فَقَالَ لِي: " يَا أَبَا حَمْزَةَ أَلَا تُحَدِّثُنِي مَا أَقْدَمَكَ بَلَدَنَا هَذَا؟ " قُلْتُ: بَلَى، قَدِمْتُ أُرِيدُ قِتَالَ أَهْلِ الشَّامِ الَّذِينَ اسْتَحَلُّوا هَذِهِ الْحُرْمَةَ قَالَ: §أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: بَلَى قَالَ: " تَرْجِعُ إِلَى مِصْرِكَ فَتَقْعُدُ عَلَى بَغْلَتِكَ وَتُجَنِّبُ فَرَسَكَ حَتَّى تَأْتِيَ خُرَاسَانَ فَتُقَاتِلَ عَلَى حَظِّكَ مِنَ اللهِ، وَتَدَعَهُمْ يُقَاتِلُونَ عَلَى حَظِّهِمْ مِنَ الدُّنْيَا " قَالَ: فَكَأَنِّي كُنْتُ نَائِمًا فَنَبَّهَنِي فَرَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى خُرَاسَانَ

1668 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عِيسَى قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَقَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " يَا مُجَاهِدُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ §النَّاسَ قَدْ رَجَعُوا كُفَّارًا؟ " قَالَ: قُلْتُ: مَاذَا؟ قَالَ: " عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " -[366]- 1669 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: غِبْتُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ثُمَّ لَقِيتُهُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ

1670 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ: قُلْتُ لِأُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ: §حَضَرْتِ قَتْلَ الْمِسْوَرِ؟ قَالَتْ: " نَحْنُ فِي مَنْزِلِنَا نَصِيحُ يَوْمَ مَاتَ، وَأَقَمْنَا حَتَّى قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَكَانَ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ شِيعَةَ الْحَجَّاجِ فَوَلَّاهُ مِنًى، فَجَعَلَ مُنَادٍ يُنَادِي: مَنْ دَخَلَ مِنًى إِلَى الْحَارِثِ بْنِ خَالِدٍ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ شَيْبَةَ الْحَاجِبِ فَهُوَ آمِنٌ قَالَتْ: فَخَرَجْنَا حَتَّى نَزَلْنَا مِنًى، وَأَرْسَلَ إِلَيْنَا الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ، فَقَالَ: انْزِلُوا حَيْثُ شِئْتُمْ قَالَتْ: فَنَزَلْنَا مِنْ مِنًى عِنْدَ الْمَسْجِدِ فِي ثَرْوَةِ النَّاسِ وَجَعَلَتْ تَأْتِينَا الْأَخْبَارُ، وَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ، حَتَّى رَأَيْنَا مِنًى مِثْلَ أَيَّامِ الْحَجِّ أَوْ نَحْوَهُ، وَالْحَارِثُ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: §أَخْبَرَنِي مَنْ حَضَرَ قَتْلَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -[367]- يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِتِسْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ

قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ لِعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: " كَيْفَ أَنْتَ يَا لَيْثِيُّ؟ " قَالَ: بِخَيْرٍ عَلَى ظُهُورِ عَدُوِّنَا عَلَيْنَا فَيَقُولُ جَابِرٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §اللهُمَّ {لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [يونس: 85]

1671 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: ثنا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " §بَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ حِينَ قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي جُمَادَى الْأُولَى وَدَخَلَ الْكُوفَةَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ، وَيُقَالُ: فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ، فَخَرَجَ الْحَجَّاجُ فِي أَلْفَيْنِ مِنْ جُنْدِ أَهْلِ الشَّامِ حَتَّى نَزَلَ الطَّائِفَ وَلَمْ يَعْرِضْ لِلْمَدِينَةِ وَلَا طَرِيقِهَا سَلَكَ عَلَى النِّقْرَةِ وَالرَّبَذَةِ، فَنَزَلَ بِالطَّائِفِ فَكَانَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى عَرَفَةَ، وَيَبْعَثُ ابْنُ الزُّبَيْرِ بَعْثًا وَيَلْتَقُونَ، كُلَّ ذَلِكَ تُهْزَمُ خَيْلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَتَرْجِعُ خَيْلُ الْحَجَّاجِ إِلَى الطَّائِفِ، فَكَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي مُحَاصَرَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَدُخُولِ الْحَرَمِ عَلَيْهِ، وَيُخْبِرُهُ أَنَّ شَوْكَتَهُ قَدْ كَلَّتْ وَتَفَرَّقَ عَنْهُ عَامَّةُ مَنْ كَانَ مَعَهُ، وَيَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ -[368]- يُمِدَّهُ بِرِجَالٍ، فَأَجَابَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى ذَلِكَ، وَكَتَبَ إِلَى طَارِقِ بْنِ عَمْرٍو يَأْمُرُهُ أَنْ يَلْحَقَ بِالْحَجَّاجِ قَالَ: وَكَانَ طَارِقٌ يَسِيرُ مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ إِلَى أَيْلَةَ، فَصَادَفَهُ كِتَابُ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالسُّقْيَا سُقْيَا الْجَزْلِ، فَسَارَ فِي أَصْحَابِهِ وَهُمْ خَمْسَةُ آلَافٍ فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ وَعَلَيْهَا عَامِلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ فَهَرَبَ مِنْهُ، وَكَانَ قُدُومُ الْحَجَّاجِ الطَّائِفَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، فَلَمَّا دَخَلَتْ ذُو الْقَعْدَةِ نَزَلَ الْحَجَّاجُ مِنَ الطَّائِفِ فَحَصَرَ ابْنَ الزُّبَيْرِ فِي الْمَسْجِدِ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْحَجَّاجُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ مَحْصُورٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالدُّورِ، ثُمَّ صَدَرَ الْحَجَّاجُ وَطَارِقٌ حِينَ فَرَغَا مِنَ الْحَجِّ فَنَزَلَا بِئْرَ مَيْمُونٍ، وَلَمْ يَطُفِ الْحَجَّاجُ لِحَجَّتِهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيْهِ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ مَحْصُورٌ، وَلَمْ يَطُفِ الْحَجَّاجُ بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَقْرَبْ نِسَاءً وَلَا طِيبًا إِلَى أَنْ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ السِّلَاحَ، فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ نَحَرَ جَزُورًا وَلَبِسَ الثِّيَابِ "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " " §حَجَجْنَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فَقَدِمْنَا مَكَّةَ وَدَخَلْنَا مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ فَنَجِدُ أَصْحَابَ طَارِقٍ بِالْحَجُونِ إِلَى بِئْرِ مَيْمُونٍ، فَطُفْنَا بِالْبَيْتِ وَالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَرَأَيْنَا ابْنَ الزُّبَيْرِ فِي الْمَسْجِدِ وَمَا حَوْلَهُ، فَحَجَّ بِنَا الْحَجَّاجُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِالْمَصَافِّ مِنْ عَرَفَةَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ وَعَلَيْهِ الدِّرْعُ وَالْمِغْفَرُ، ثُمَّ -[369]- صَدَرْنَا فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى بِئْرِ مَيْمُونٍ وَأَصْحَابِهِ وَلَمْ يَطُفْ بِالْبَيْتِ، وَأَصْحَابُهُ مُتَسَلِّحُونَ، وَرَأَيْتُ الطَّعَامَ عِنْدَهُمْ كَثِيرًا، وَرَأَيْتُ الْعِيرَاتِ تَأْتِي مِنَ الشَّامِ تَحْمِلُ الْكَعْكَ وَالسَّوِيقَ وَالدَّقِيقَ، فَرَأَيْتُ أَصْحَابَهُ مَخَاصِيبَ، وَلَقَدِ ابْتَعْنَا مِنْ بَعْضِهِمْ كَعْكًا بِدِرْهَمٍ كَفَانَا حَتَّى بَلَغْنَا الْجُحْفَةَ وَإِنَّا لَثَلَاثَةٌ " "

1672 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا هِشَامٌ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَرَادَ الْحَجَّ زَمَانَ نَزَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ كَائِنٌ بَيْنَهُمْ، وَإِنَّا نَخَافُ أَنْ يَصُدُّوكَ فَقَالَ: {§لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] إِذًا أَصْنَعَ كَمَا صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

§ذِكْرُ غَلَاءِ السِّعْرِ بِمَكَّةَ فِي حِصَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا وَذِكْرُ مَقْتَلِهِ

1673 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: §رَأَيْتُ فَرَسًا لِابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مُعَدًّا، فَأَمَرَ بِهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَذُبِحَ ثُمَّ قُسِمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فَقَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: " §أَكَلْنَا لَحْمَ فَرَسٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَحَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ الْعُبَّادَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَأْكُلُونَ الْبَرَاذِينَ فِي حَصْرِ ابْنِ الزُّبَيْرِ "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَحَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " " §رَأَيْتُ الدَّجَاجَةَ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، وَاشْتَرَيْتُ مُدًّا مِنْ ذُرَةٍ بِعِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَإِنَّ بُيُوتَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا تَقْصِفُ تَمْرًا وَشَعِيرًا وَذُرَةً وَقَمْحًا، وَلَكِنَّهُ كَانَ مَعْذُورًا " "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ تَاجِرًا قَدِمَ مِنْ جُدَّةَ فَدَخَلَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ بِأَحْمِرَةٍ تَحْمِلُ قَمْحًا، فَرَأَيْتُهُ يَبِيعُ الصَّاعَ مِنَ الطَّعَامِ بِمَا احْتَكَمَ، وَرَأَيْتُ صَيَّادًا قَدِمَ بِحِيتَانٍ قَشِيرٍ، فَبَاعَ كُلَّ حُوتٍ بِدِرْهَمٍ "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: " §كُنَّا مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَبَلَغَ مِنَّا الْجَهْدُ، فَأَرْسَلْنَا إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ نُخْبِرُهُ بِحَالِنَا، وَأَنَّ مَعَنَا نَفَقَةً لَا نَجِدُ مَا نَبْتَاعُ، فَإِمَّا أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْنَا بِمَا نَتَقَوَّى بِهِ، وَإِمَّا أَنْ يَأْذَنَ لَنَا فِي الْخُرُوجِ إِلَى بِلَادِنَا فَنَحْمِلَ مَا نَتَقَوَّى بِهِ فَقَالَ: اللَّيْلَةَ أَبْعَثُ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا أَمْسَيْنَا انْتَظَرْنَا وَنَحْنُ فِي الْبُيُوتِ عِشْرُونَ رَجُلًا، فَإِذَا رَسُولُهُ قَدْ أَرْسَلَهُ بِغِرَارَةٍ فِيهَا نَحْوٌ مِنْ صَاعَيْنِ، وَيَقُولُ الرَّسُولُ: يَقُولُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: تَبَلَّغُوا بِهَذَا إِلَى أَنْ يَأْتِيَكُمُ اللهُ بِخَيْرٍ قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ ارْتَحَلْنَا، فَوَاللهِ إِنْ أَصْبَحَ مَعَهُ مِنَّا مُخْبِرٌ، وَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ صَفْوَانَ فَلَامَهُ لَوْمًا شَدِيدًا "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَحَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ §الْجُوعُ يَبْلُغُ مِنَّا حَتَّى مَا يَحْمِلُ الرَّجُلُ سِلَاحَهُ، فَأَغْدُو إِلَى زَمْزَمَ وَيَغْدُو مَعِي أَصْحَابِي فَنَشْرَبُ فَنَجِدُهَا -[372]- عِصْمَةً "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي هَارُونَ قَالَ: " رَأَيْتُ §الرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ يُقَاتِلُ وَمَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحْمِلَ السِّلَاحَ كَمَا يُرِيدُ، وَمَا كَانُوا يَسْتَغِيثُونَ إِلَّا بِزَمْزَمَ "

ذكر من كره أن يدخل مكة بالسلاح ومن أدخلها ذلك

قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: " §رَأَيْتُ حِجَارَةَ الْمَنْجَنِيقِ تُرْمَى بِهَا الْكَعْبَةُ تَجِيءُ كَأَنَّهَا جُيُوبُ النِّسَاءِ، وَرَأَيْتُ كَلْبًا رُمِينَا بِهِ فَكَفَأَ قِدْرًا لَنَا فِيهَا جَشِيشٌ، فَأَخَذْنَا الْكَلْبَ فَذَبَحْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ كَثِيرَ الشَّحْمِ، فَكَانَ خَيْرًا لَنَا مِنَ الْجَشِيشِ وَأَشْبَعَ "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §كُنْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ يُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ وَحِجَارَةُ الْمَنْجَنِيقِ تَهْوِي مُلَمْلَمَةٌ مَلْسَاءُ كَأَنَّهَا خُرِطَتْ، وَمَا يُصِيبُهُ مِنْهَا شَيْءٌ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ مَوْلًى لَهُ يُقَالُ لَهُ يَسَارٌ، فَقَالَ: قَدِمَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَرَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ وَسَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ آنِفًا، فَكَلَّمُوا الْحَجَّاجَ فِي أَنْ يَدَعَهُ، فَإِنَّهُ قَدْ مُنِعَ النَّاسُ مِنَ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَصْحَابِ الْمَنْجَنِيقِ وَعَلَيْهِمْ طَارِقُ بْنُ عَمْرٍو أَنْ يَكُفُّوا، فَكَفُّوا حَتَّى صَدَرَ النَّاسُ مِنَ الطَّوَافِ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَصْحَابِ الْمَنْجَنِيقِ وَعَلَيْهِمْ طَارِقُ بْنُ عَمْرٍو، فَكَانَ مِنْ قَوْلِ الْحَجَّاجِ: إِنِّي لَكَارِهٌ لِمَا تَرَوْنَ، وَلَكِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ لَجَأَ إِلَى الْبَيْتِ، وَالْبَيْتُ لَا يَمْنَعُ خَالِعَ طَاعَةٍ وَلَا عَاصِيًا، وَلَوْ أَنَّهُ اتَّقَى اللهَ -[373]- تَعَالَى وَخَرَجَ إِلَيْنَا فَأَصْحَرَ لَنَا، فَإِمَّا أَنْ يَظْفَرَ وَإِمَّا أَنْ نَظْفَرَ بِهِ، فَيَسْتَرِيحُ النَّاسُ مِنْ هَذَا الْحَصْرِ قَالَ: فَدَخَلَ الْقَوْمُ الْمَسْجِدَ وَقَدْ كُفُوا رَمْيَ الْمَنْجَنِيقِ، فَمَرُّوا بِابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ، فَتَرَكُوهُ حَتَّى طَافُوا بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ عَادُوا إِلَيْهِ فَذَكَرُوا لَهُ مَا قَالَ لَهُمُ الْحَجَّاجُ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: لَوْ كَانَ لِهَذَا كَارِهًا لَمْ يَرْمِ الْكَعْبَةَ نَفْسَهَا , وَاللهِ مَا تَقَعُ حِجَارَتُهُ إِلَّا فِيهَا قَالَ: فَنَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى الْكَعْبَةِ مُتَوَهِّنَةً مِنَ الْحِجَارَةَ "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: لَمَّا كَانَ قَبْلَ قَتْلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِيَوْمٍ قَالَتْ أُمُّهُ: خَذَلُوهُ وَأَحَبُّوا الْحَيَاةَ وَلَمْ يَنْظُرُوا لِدِينِهِمْ وَلَا لِأَحْسَابِهِمْ ثُمَّ قَامَتْ تُصَلِّي وَتَدْعُو وَتَقُولُ: " §اللهُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ مُعَظِّمًا لِحُرْمَتِكَ، كَرِيهٌ إِلَيْهِ أَنْ تُعْصَى، وَقَدْ جَاهَدَ فِيكَ أَعْدَاءَكَ، وَبَذَلَ مُهْجَةَ نَفْسِهِ لِرَجَاءِ ثَوَابِكَ، اللهُمَّ فَلَا تُخَيِّبْهُ، اللهُمَّ ارْحَمْ طُولَ ذَلِكَ السُّجُودِ وَالنَّحِيبِ، وَطُولَ ذَلِكَ الظَّمَأِ فِي الْهَوَاجِرِ، اللهُمَّ لَا أَقُولُ ذَلِكَ تَزْكِيَةً لَهُ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي أَعْلَمُ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ، اللهُمَّ وَكَانَ بَرًّا بِالْوَالِدَيْنِ " قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْنَا يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ جَاءَ أُمَّهُ فَوَدَّعَهَا، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدَهَا، فَأَصَابَتْهُ رَمْيَةٌ فَوَقَعَ، فَتَغَاوَرُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّ أَسْمَاءَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ لَهُ: " §تَصَبَّرْ لِلَّهِ فَانْصَرَفَ مِنْ عِنْدِهَا وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] -[374]- إِنِّي إِذَا أَعْرِفُ يَوْمِي أَصْبِرُ ... وَبَعْضُهُمْ يَعْرِفُ ثُمَّ يُنْكِرُ فَفَهِمَتْ قَوْلَهُ، قَالَتْ لَهُ: تَصَبَّرْ وَاللهِ إِنْ شَاءَ اللهُ، أَلَيْسَ أَبُوكَ الزُّبَيْرَ "

1674 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْمُحَيَّاةِ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: " لَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: يَا أُمَّهْ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْصَانِي بِكِ، فَهَلْ لَكِ مِنْ حَاجَةٍ؟ فَقَالَتْ: مَا لِي مِنْ حَاجَةٍ، وَلَسْتُ بِأُمٍّ لَكَ، وَلَكِنِّي أُمُّ الْمَصْلُوبِ عَلَى رَأْسِ الثَّنِيَّةِ، فَانْظُرْ حَتَّى أُحَدِّثَكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §يَخْرُجُ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ " فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَقَدْ رَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَأَنْتَ فَقَالَ الْحَجَّاجُ: مُبِيرُ الْمُنَافِقِينَ

1675 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بَزَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ -[375]- قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بَعْدَمَا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَصُلِبَ عَلَى ثَنِيَّةِ الْمَدَنِيِّينَ، فَقَالَ لِي: " يَا نَافِعُ، إِذَا بَلَغْنَا الثَّنِيَّةَ فَأَتَيْنَا ابْنَ الزُّبَيْرِ فَأَخْبِرْنِي حَتَّى أُسَلِّمَ عَلَيْهِ " قَالَ نَافِعٌ: فَنَعِسْنَا بِأَصْلِ الثَّنِيَّةِ، فَمَا فَزِعْنَا إِلَّا وَبِالْحِمَارِ مِنْ تَحْتِهِ، فَفَتَحْتُ عَيْنَيَّ فَإِذَا بِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، هَذَا ابْنُ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: " سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا أَبَا خُبَيْبٍ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَمَا وَاللهِ §لَمَنْ كَبَّرَ عَلَيْكَ يَوْمَ وُلِدْتَ خَيْرٌ مِمَّنْ كَبَّرَ عَلَيْكَ يَوْمَ قُتِلْتَ، وَلَقَدْ كُنْتَ صَوَّامًا قَوَّامًا، وَلَكِنَّكَ أَنْزَلْتَ الدُّنْيَا حَيْثُ لَمْ يُنْزِلْهَا اللهُ تَعَالَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا خُبَيْبٍ، سِرْ بِنَا يَا نَافِعُ "

1676 - حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مَصْلُوبًا، وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَقْبَلَ عَلَى بَغْلَةٍ صَفْرَاءَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، وَطَلَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ فِي دَفْنِهِ، فَأَمَرَهُ فَذَهَبَ فَدَفَنَهُ "

ذكر قتال ابن الزبير بمكة وخروجه ومبتداه ودخول الحصين بن نمير مكة

1677 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، قَالَ: أنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، -[376]- عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: " §لَمَّا صُلِبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا دَخَلَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْمَسْجِدَ وَذَلِكَ حِينَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ مَصْلُوبٌ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَمَالَ إِلَيْهَا فَعَزَّاهَا، وَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْجُثَثَ لَيْسَتْ بِشَيْءٍ، وَإِنَّمَا الْأَرْوَاحُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى، فَاتَّقِي اللهَ وَعَلَيْكِ بِالصَّبْرِ " فَقَالَتْ: وَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَصْبِرَ وَقَدْ أُهْدِيَ رَأْسُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا إِلَى بَغِيٍّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ "

1678 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ فُلَانِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: " §لَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ مَنْزِلَهُ، فَوَجَدَ فِيمَا وَجَدَ فِيهِ صُنْدُوقًا صَغِيرًا عَلَيْهِ سَبْعَةُ أَقْفَالٍ، فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: إِنِّي وَجَدْتُ فِي مَنْزِلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ صُنْدُوقًا عَلَيْهِ سَبْعَةُ أَقْفَالٍ، وَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ جَوْهَرٌ أَوْ شَيْءٌ اسْتَأْثَرَ بِهِ لَهُ قِيمَةٌ، وَقَدْ كَفَفْتُ عَنْ فَتْحِهِ، فَيَكْتُبُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِيهِ بِرَأْيِهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ: أَحْضِرْ إِلَيْهِ جَمَاعَةً مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ افْتَحْهُ بِحَضْرَتِهِمْ حَتَّى تَفْضَحَهُ بِمَا فِيهِ قَالَ: فَأَحْضَرَ الْحَجَّاجُ جَمَاعَةً مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِالصُّنْدُوقِ فَفُتِحَ، فَإِذَا فِيهِ وَرَقٌ أَصْفَرُ مَلْفُوفٌ فِي خِرْقَةٍ، فَقَرَأَ فَإِذَا فِيهِ: إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ قَيْظًا، وَفَاضَ اللِّئَامُ فَيْضًا، وَغَاضَ الْكِرَامُ غَيْضًا، وَصَارَ الْبَغِيضُ إِلْفًا، وَالْحَدِيثُ خُلْفًا، فَعَشْرُ شُوَيْهَاتٍ عُفْرٍ، فِي جَبَلٍ وَعُسْرٍ، خَيْرٌ مِنْ مُلْكِ بَنِي النَّضْرِ حَدَّثَنِي ذَاكُمْ كَعْبٌ الْحَبْرُ "

1679 - وَحَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: " §لَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَخَذَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَمْوَالَ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَأَوْدَعَهَا قَوْمَهُ، ثُمَّ لَحِقَ بِعَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَابِ قَالَ لِلْبَوَّابِ: قُلْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بِالْبَابِ قَالَ: مَنْ أَبُو عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: قُلْ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ فَدَخَلَ الْحَاجِبُ، فَقَالَ: إِنَّ رَجُلًا بِالْبَابِ عَلَيْهِ ثِيَابُ السَّفَرِ يَقُولُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بِالْبَابِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَنْ أَبُو عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: قُلْ لَهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بِالْبَابِ قَالَ: وَيْحَكَ ذَاكَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، ائْذَنْ لَهُ قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِأَبِي عَبْدِ اللهِ حَتَّى أَقْعَدَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَ أَبُو خُبَيْبٍ؟ قَالَ: قُتِلَ يَرْحَمُهُ اللهُ قَالَ: فَنَزَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنِ السَّرِيرِ فَخَرَّ سَاجِدًا، ثُمَّ عَادَ إِلَى السَّرِيرِ قَالَ: وَجَاءَ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ الْحَجَّاجِ بِكِتَابٍ يُخْبِرُهُ فِيهِ بِقَتْلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَنَّ عُرْوَةَ أَخَذَ الْأَمْوَالَ فَأَوْدَعَهَا قَوْمَهُ وَلَحِقَ بِكَ، فَأَقْرَأَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ الْكِتَابَ، فَغَضِبَ عُرْوَةُ وَقَالَ: " وَاللهِ مَا يَدَعُونَ الرَّجُلَ أَوْ يَأْخُذَ سَيْفَهُ فَيَمُوتَ كَرِيمًا "

1680 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: " §لَمَّا قُتِلَ -[378]- ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا نُقِلَتْ خَزَائِنُهُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ ثَلَاثَ سِنِينَ وَيُقَالُ: إِنَّ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يُقَاتِلُ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَيُقَالُ: لَا، بَلْ قَاتَلَ مَعَهُ حِينَ أَتَاهُ جَيْشُ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَهُوَ أَصَحُّهُمَا، فَجَعَلَ يُقَاتِلُ وَيَقُولُ: [البحر الرجز] لَمْ يَبْقَ إِلَّا حَسَبِي وَدِينِي ... وَصَارِمٌ تَلْتَدُّهُ يَمِينِي وَهُوَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ مُخْتَبِئٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ: هَذَا رَجُلٌ يُقَاتِلُ عَنْ حَسَبِهِ فَقُتِلَ الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ "

1681 - فَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى الْفَرْوِيُّ قَالَ: قَالَ شَاعِرٌ مِنَ الْعَرَبِ أَسْمَاهُ فَذَهَبَ عَلَيَّ اسْمُهُ يَرْثِي الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَمُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَيُذَكِّرُ بِحَرِيقِ أَهْلِ الشَّامِ الْبَيْتَ: §إِنَّ الْإِمَامَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَإِنْ أَبَى فَذَرُوا الْخِلَافَةَ فِي بَنِي الْخَطَّابِ لَسْتُمْ لَهَا أَهْلًا وَلَسْتُمْ مِثْلَهُ فِي فَضْلِ سَابِقَةٍ وَفَضْلِ خِطَابٍ وَغَدَا النَّعِيُّ بِمُصْعَبٍ وَبِمُنْذِرٍ وَكُهُولِ صِدْقٍ سَادَةٍ وَشَبَابِ قُتِلُوا غَدَاةَ قُعَيْقِعَانَ وَحَبَّذَا قَتْلَاهُمُ قَتْلَى وَمِنْ أَسْلَابِ أَقْسَمْتُ لَوْ أَنِّي شَهِدْتُ فِرَاقَهُمْ لَاخْتَرْتُ صُحْبَتَهُمْ عَلَى الْأَصْحَابِ قَتَلُوا حَوَارِيَّ النَّبِيِّ وَحَرَّقُوا بَيْتًا بِمَكَّةَ طَاهِرَ الْأَثْوَابِ وَقَالَ: وَقُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ، فَرَثَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعَرَبِ بِمَرَاثِيَ كَثِيرَةٍ اخْتَصَرْنَاهَا، فَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الشَّيْبَانِيُّ يَرْثِي عَبْدَ اللهِ وَمُصْعَبًا ابْنَيِ الزُّبَيْرِ كَمَا حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بَكْرٍ: -[379]- أَلَا إِنَّ هَذَا الدِّينَ مِنْ بَعْدِ مُصْعَبٍ وَبَعْدَ أَخِيهِ قَدْ تَنَكَّرَ أَجْمَعُ وَأَنْ لَيْسَ لِلدُّنْيَا بَهَاءٌ وَرِيشُهَا لَقَدْ كَانَ وَحْفًا وَافِرُ الدِّينِ أَفْرَعُ فَلِلدِّينِ وَالدُّنْيَا بَكَيْنَا وَإِنَّمَا عَلَى الدِّينِ وَالدُّنْيَا لَكَ الْخَيْرُ يَجْزَعُ عَلَى ابْنِ حَوَارِيِّ النَّبِيِّ تَحِيَّةٌ مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ يُعْطِي وَيَمْنَعُ فَتًى كُلَّ عَامٍ مَرَّتَيْنِ عَطَاؤُهُ وَغَيْثٌ لَنَا فِيهِ مَصِيفٌ وَمَرْبَعُ فَصُمِّمَتِ الْآذَانُ مِنْ بَعْدِ مُصْعَبٍ وَمَنْ بَعْدِ عَبْدِ اللهِ وَالْأَنْفُ أَجْدَعُ وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: قَالَ سُوَيْدُ بْنُ مَنْجُوفٍ يَرْثِيهِمَا: أَلَا قُلْ لِهَذَا الْعَاذِلِ الْمُتَغَضِّبِ تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ مِنْ بَعْدِ مُصْعَبِ وَبَعْدَ أَخِيهِ عَائِذِ الْبَيْتِ إِنَّمَا رُمِينَا بِجَدْعٍ لِلْعَرَانِينِ مُوعِبِ فَصِرْنَا كَشَاءٍ غَابَ عَنْهَا رِعَاؤُهَا مُعَطَّلَةٍ جُنْحَ الظَّلَامِ لِأَذْؤُبِ فَإِنْ يَكُ هَذَا الدَّهْرُ أَنْحَى بِنَابِهِ وَأَنْحَى عَلَيْنَا بَعْدَ نَابٍ بِمِخْلَبِ وَأَصْبَحَ أَهْلُ الشَّامِ يَرْمُونَ مِصْرَنَا بِنَبْلٍ بَرَوْهَا لِلْعَدَاوَةِ صُيَّبِ فَإِنِّي لَبَاكٍ مَا حَيِيتُ عَلَيْهِمَا وَمُثْنٍ ثَنَاءً لَيْسَ فِيهِ تَعَتُّبُ أَرَى الدِّينَ وَالدُّنْيَا جَمِيعًا كَأَنَّمَا هَوَتْ بِهِمَا بِالْأَمْسِ عَنْقَاءُ مُغْرِبِ هُمَا مَا هُمَا كَانَا لِذَا الدِّينِ عِصْمَةً فَهَلْ بَعْدَ هَذَا مِنْ بَقَاءٍ لِمَطْلَبِ فَزَادَهُمَا مِنِّي صَلَاةً وَرَحْمَةً وَحَرَّةَ ثُكْلٍ دَائِمٍ بِتَنَحُّبِ فَقَدْ دَخَلَ الْمِصْرَيْنِ خِزْيٌ وَذِلَّةٌ وَجَدْعٌ لِأَهْلِ الْمَكَّتَيْنِ وَيَثْرِبٍ وَبُدِّلْتُ مِمَّنْ كُنْتُ أَهْوَى لِقَاءَهُ مَعَاشِرَ حَيٍّ ذِي كَلَاعٍ وَيَحْصُبِ وَعَكًّا وَلَخْمًا وَالسُّكُونَ وَفِرْقَةً بَرَابِرَةَ الْأَخْلَاطِ أَخْلَاطِ سَقْلَبِ

§ذِكْرُ قُدُومِ الْجَيْشِ الَّذِي قَدِمَ مَكَّةَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَابْنِ الْحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ الْكُوفَةِ فِي زَمَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا

1682 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " " §كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ الْحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ بِالْمَدِينَةِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمَئِذٍ بِالشَّامِ يَغْزُو، فَغَضِبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَرَحَلَا حَتَّى نَزَلَا مَكَّةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: تُبَايِعَانِي فَقَالَا: لَا حَتَّى يُجْمَعَ عَلَى رَجُلٍ، فَأَنْتَ فِي فِتْنَةٍ فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ وَوَقَعَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ، فَلَمْ يَزَلِ الْأَمْرُ يَغْلُظُ حَتَّى خَافَاهُ خَوْفًا شَدِيدًا وَمَعَهُمَا الذُّرِّيَّةُ، فَبَعَثَا رَسُولًا إِلَى الْعِرَاقِ يُخْبِرَانِ بِمَا هُمْ فِيهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا أَرْبَعَةُ آلَافٍ فِيهِمْ ثَلَاثَةٌ رُءُوسًا عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ هَانِئٍ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيُّ، فَخَرَجُوا مِنَ الْكُوفَةِ، وَبَعَثَ وَالِي الْكُوفَةِ فِي أَثَرِهِمْ جَيْشًا، فَأَدْرَكُوهُمْ بِوَاقِصَةَ فَامْتَنَعُوا مِنْهُمْ، فَانْصَرَفُوا رَاجِعِينَ، فَمَرُّوا فَدَافَعُوا السِّلَاحَ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى مَكَّةَ، فَدَخَلُوا مَا تَعَرَّضَ لَهُمْ أَحَدٌ، وَإِنَّهُمْ لَيَمُرُّونَ عَلَى مَسَالِحِ ابْنِ الزُّبَيْرِ حِينَ دَخَلُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَسَمِعَ بِهِمُ ابْنُ الزُّبَيْرِ حِينَ دَخَلُوا وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَهَرَبَ حَتَّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ -[381]- عَنْهُمَا قَدْ ضَيَّقَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَأَحْضَرَ الْحَطَبَ فَجَعَلَهُ عَلَى أَبْوَابِهِمْ لِيَحْرِقَهُمْ أَوْ يُبَايِعَاهُ قَالَ: فَجِئْنَا عَلَى تِلْكَ الْحَالِ حَتَّى مَنَعْنَاهُ مِنْ ذَلِكَ، وَخَرَجَا إِلَى الطَّائِفِ، وَكَانَا هُنَالِكَ حَتَّى تُوُفِّيَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَلَزِمَتِ الْأَرْبَعَةُ آلَافٍ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَنَزَلُوا مَعَهُ فِي الشِّعْبِ وَامْتَنَعُوا مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَكَانَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ حَضَرُوا مَوْتَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالطَّائِفِ " "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: " أَنَا §ذَهَبْتُ إِلَى الْعِرَاقِ فَاسْتَصْرَخْتُهُمْ، فَقَدِمَ أَرْبَعَةُ آلَافٍ أَصْحَابُ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، فَهُمُ الَّذِينَ تَخَلَّصُوهُ مِمَّا أَرَادَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِهِ وَلَزِمُوهُ فِي الشِّعْبِ، ثُمَّ دَخَلُوا مَعَهُ حَتَّى انْتَهَوْا بِهِ إِلَى أَيْلَةَ، فَأَتَى عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ أَنْ يَدَعَنَا بِرَجُلٍ كَرِهَ أَنْ يُفْسِدَ النَّاسَ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لَا يُرِيدُ الْقِتَالَ " -[382]- قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَوِ ابْنَ كَثِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يَذْكُرُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ بَعْدَ مَوْتِهِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْوَاقِدِيُّ: وَالثَّابِتُ عِنْدَنَا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ

§ذِكْرُ تَلَاقِي الْإِخْوَانِ فِي الْحَجِّ بِمَكَّةَ وَمِنًى وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ

1683 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: " إِنَّ §مِمَّا يَزِيدُنِي رَغْبَةً فِي الْحَجِّ لُقِيَّ الْإِخْوَانِ، لَا أَلْقَاهُمْ فِي غَيْرِهِ "

1684 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ رَبِيعٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: " §كَانُوا يَحُجُّونَ لِلُّقِيِّ بِهِ "

1685 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، -[383]- عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ يَعْنِي فِي اللِّقَاءِ بِمِنًى: [البحر الطويل] §تُحَدِّثُنَا أَسْمَاءُ أَنْ سَوْفَ نَلْتَقِي ... أَحَادِيثَ طَسْمٍ أُمُّهَا أُمُّ هَايِلِ تُحَدِّثُنَا أَنَّ اللِّقَاءَ عَلَى مِنًى ... وَهَلْ مِنْ تَلَاقٍ بَيْنَنَا دُونَ قَابِلِ

1686 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَنْشَدْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ قَوْلَ الْعَرْجِيِّ: [البحر السريع] §عُوجِي عَلَيْنَا رَبَّةَ الْهَوْدَجِ ... إِنَّكِ إِنْ لَا تَفْعَلِي تَحْرِجِي أَيْسَرُ مَا قَالَ مُحِبٌّ لَدَى ... بَيْنِ حَبِيبٍ قَوْلُهُ عَرِّجِ إِنِّي أُتِيحَتْ لِي يَمَانِيَةٌ ... إِحْدَى بَنِي الْحَارِثِ مِنْ مَذْحِجِ نَلْبَثُ حَوْلًا كَامِلًا كُلَّهُ ... مَا نَلْتَقِي إِلَّا عَلَى مَنْهَجِ فِي الْحَجِّ إِنْ حَجَّتْ وَمَاذَا مِنًى ... وَأَهْلُهُ إِنْ هِيَ لَمْ تَحْجُجِ كَأَنَّمَا الدُّرُّ عَلَى نَحْرِهَا ... نُجُومُ فَجْرٍ سَاطِعٍ أَبْلَجِ تَذُودُ بِالْبَرْدِ لَهَا عَبْرَةً ... جَاشَتْ بِهَا الْعَيْنُ لَمْ تَنْشِجِ -[384]- قَالَ: فَقَالَ عَطَاءٌ حِينَ أَنْشَدْتُهُ الْبَيْتَ الْأَوَّلَ: " خَيْرٌ كَثِيرٌ حِينَ غَيَّبَ اللهُ عَنْهُمْ وَجْهَهُ "

1687 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَكَّارُ بْنُ رَبَاحٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ بِالْيَمَنِ، §فَحَضَرَ الْحَجُّ فَلَمْ تَحْضُرْنِي نِيَّةٌ قَالَ: فَخَطَرَ بِبَالِي قَوْلُ ابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: [البحر البسيط] بِاللهِ قُولِي لَهُ فِي غَيْرِ مَعْتَبَةٍ ... مَاذَا أَرَدْتَ بِطُولِ الْمُكْثِ فِي الْيَمَنِ إِنْ كُنْتَ حَاوَلْتَ دُنْيَا أَوْ رَضِيتَ بِهَا ... فَمَا أَخَذْتَ بِتَرْكِ الْحَجِّ مِنْ ثَمَنِ فَدَخَلْتُ عَلَى مَعْنٍ فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي عَزَمْتُ عَلَى الْحَجِّ، فَقَالَ لِي: مَا نَزَعَكَ إِلَيْهِ وَلَمْ تَكُنْ تَذْكُرُهُ؟ فَقُلْتُ لَهُ: ذَكَرْتُ قَوْلَ ابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَأَنْشَدْتُهُ شِعْرَهُ هَذَا، فَجَهَّزَنِي وَانْطَلَقْتُ

1688 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَوْهَرِيُّ الْمِصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ الضَّحَّاكَ بْنَ مَخْلَدٍ يَقُولُ: " §قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَإِذَا ابْنُ جُرَيْجٍ عِنْدَ مَعْنِ بْنِ -[385]- أَبِي زَائِدَةَ، فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ قَالَ لِي رَجُلٌ قَدْ قَدِمَ فَذَكَرَ نَحْوَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَأَوَّلَ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ: [البحر البسيط] هَيْهَاتَ مِنْ أَمَةِ الْوَهَّابِ مَنْزِلُنَا ... إِذَا حَلَلْنَا بِسِيفِ الْبَحْرِ مِنْ عَدْنِ وَاحْتَلَّ أَهْلُكِ أَوْطَانًا فَلَيْسَ لَهُمْ ... إِلَّا التَّذَكُّرُ إِذْ هَمٌّ مَعَ الْحَزَنِ قَالَتْ لِأُخْتٍ لَهَا سِرًّا مُرَاجِعَةً ... وَمَا أَرَادَتْ بِهِ إِلَّا لِتُبْلِغَنِي بِاللهِ قُولِي لَهُ فِي غَيْرِ مَعْتَبَةٍ ... مَاذَا أَرَدْتَ بِطُولِ الْمُكْثِ بِالْيَمَنِ لَوْ أَنَّهَا أَبْصَرَتْ بِالْجَزْعِ عَبْرَتَهُ ... إِذَا تَغَرَّدَ قُمْرِيٌّ عَلَى فَنَنِ إِذَا رَأَتْ غَيْرَ مَا ظَنَّتْ بِصَاحِبِهَا ... وَأَيْقَنَتْ أَنَّ لَحْجًا لَيْسَ مِنْ وَطَنِي وَزَادَ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ: فَدَخَلَ عَلَى مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ، فَقَالَ: عَتَّقَ مَا يَمْلِكُ إِنْ أَمْسَى بِصَنْعَاءَ قَالَ: فَقَدِمَ لِلْحَجِّ

§ذِكْرُ خُرُوجِ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْهَا

1689 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُدَيْمِيُّ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ مَكَّةَ، فَقَالَ: " §يَعْمُرُهَا -[386]- أَهْلُهَا ثُمَّ يُخَرِّبُونَهَا، يَخْرُجُونَ مِنْهَا ثُمَّ يَعُودُونَ فِيهَا فَيَعْمُرُونَهَا، ثُمَّ يُخَرِّبُونَهَا فَلَا يَعُودُونَ إِلَيْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " 1690 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى الْفَرَّاءِ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقْرَأُ صَحِيفَةَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يَذْكُرُ فِيهَا أَنَّ جَابِرًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فَلَا يَعُودُونَ فِيهَا أَبَدًا "

1691 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ الشُّعَيْثِيُّ قَالَ: ثنا كَهْمَسٌ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْلُو عَلَيَّ هَذِهِ الْآيَةَ: {§وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2] الْآيَةَ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا خَرَجْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ؟ " قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قُلْتُ: إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ أَنْطَلِقُ، -[387]- فَأَكُونُ حَمَامًا مِنْ حَمَامِ مَكَّةَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ مَكَّةَ؟ " قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ أَنْطَلِقُ، إِلَى أَرْضِ الشَّامِ وَالْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ " وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا

1692 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا أَبُو تُمَيْلَةَ قَالَ: ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ جُنَادَةَ الْهَجَرِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، فَرَأَيْتُهُ عَلَى سَرِيرِ عَاجٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ §هَذَا يُكْرَهُ عِنْدَنَا فَقَالَ: " إِنَّ وَادِيَنَا كَثِيرُ الْبَرَاغِيثِ "

§ذِكْرُ التَّرْغِيبِ فِي نِكَاحِ نِسَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ، وَلُغَتِهِنَّ، وَمَا قِيلَ فِيهِنَّ مِنَ الشِّعْرِ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

1693 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §انْكِحُوا نِسَاءَ أَهْلِ مَكَّةَ "

_ إسناده صحيح

ذكر غلاء السعر بمكة في حصار عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما وذكر مقتله

1694 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ، قَالَ: ثنا رَجُلٌ، أَظُنُّهُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ يَعْقُوبَ التَّيْمِيَّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §قَدِمَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ هُذَيْلٍ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ فِيهَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ شِعْرًا: [البحر الطويل] أُحِبُّكِ حُبًّا لَا يُحِبُّكِ مِثْلَهُ ... قَرِيبٌ وَلَا فِي الْعَاشِقِينَ بَعِيدُ أُحِبُّكِ حُبًّا لَوْ شَعَرْتِ بِبَعْضِهِ ... لَجُدْتِ وَلَمْ يَصْعُبْ عَلَيْكِ شَدِيدُ وَحُبُّكِ يَا أُمَّ الصَّبِيِّ مُدَلِّهِي ... شَهِيدِيَ أَبُو بَكْرٍ فَنِعْمَ الشَّهِيدُ وَيَعْلَمُ وَجْدِي قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ... وَعُرْوَةُ مَا أَلْقَى بِكُمْ وَسَعِيدُ وَيَعْلَمُ مَا أُخْفِي سُلَيْمَانُ عِلْمَهُ ... وَخَارِجَةٌ يُبْدِي بِهَا وَيُعِيدُ فَإِنْ تَسْأَلِي عَمَّا أَقُولُ فَتَحْتَرِي ... وَلِلْحُبِّ عِنْدِي طَارِفٌ وَتَلِيدُ " (1) -[6]- يَعْنِي أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ، وَخَارِجَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ هَؤُلَاءِ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّذِينَ يُؤْخَذُ عَنْهُمُ الْعِلْمُ قَالَ: فَقَالَ سَعِيدٌ: مَا أَمِنْتَ أَنْ تَسْأَلَنَا، وَلَوْ سَأَلْتَنَا لَرَجَوْنَا أَنْ لَا نَشْهَدَ لَكَ بِزُورٍ

_ (1) إسناده ضعيف

1695 - حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيِّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: " كُنْتُ جَالِسًا أَنَا وَمِسْعَرٌ، عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، فَأَقْبَلَتْ عَجُوزٌ حَتَّى سَلَّمَتْ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، فَلَمَّا وَلَّتْ قَالَ لَنَا إِسْمَاعِيلُ: §هَذِهِ بَغُومُ عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا: [البحر الخفيف] حَبَّذَا يَا بَغُومُ أَنْتِ وَأَسْمَاءُ ... وَعَيْشٌ يَكُفُّنَا وَخَلَاءُ وَلَقَدْ قُلْتِ لَيْلَةَ الْجَزْلِ لَمَّا ... أَخْضَلَتْ رَيْطَتِي عَلَيَّ السَّمَاءُ " (1) قَالَ: فَقَالَ مِسْعَرٌ: " وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ، مَا كَانَ عِنْدَ هَذَا الْوَجْهِ خَيْرٌ قَطُّ

_ (1) إسناده حسن

1696 - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ -[7]- بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، فِي قَوْلِهِ: {§عُرُبًا} [الواقعة: 37] ، قَالَ: " الشَّيْكَلَةُ بِلُغَةِ مَكَّةَ، وَالْمَغْنُوجَةُ بِلُغَةِ الْمَدِينَةِ "

_ إسناده ضعيف

1697 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " §وَفِي وَلِيدَةَ بِنْتِ سَعِيدِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ يَقُولُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَسْوَدِ: [البحر المتقارب] هِيَ الرُّكْنُ رُكْنُ النِّسَاءِ الَّتِي ... إِذَا خَرَجَتْ مَشْهَدًا تَسْتَلِمْ يَطُفْنَ إِذَا خَرَجَتْ حَوْلَهَا ... كَطَوْفِ الْحَجِيجِ بِبَيْتِ الْحَرَمْ "

§ذِكْرُ التَّكْبِيرِ بِمَكَّةَ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ وَمَا جَاءَ فِيهِ وَالتَّكْبِيرِ لَيْلَةَ الْفِطْرِ، وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

1698 - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -[8]- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ فِيهِنَّ أَفْضَلُ مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ " (1) 1699 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ، وَزَادَ فِيهِ: فَأَكْثِرُوا فِيهِ التَّحْمِيدَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّكْبِيرَ (2)

_ (1) إسناده ضعيف (2) إسناده ضعيف

1700 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْهُ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ " يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ "

1701 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ -[9]- إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ " قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَّا مُعَفِّرٌ بِالتُّرَابِ "

_ إسناده ضعيف

1702 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §الْعَشْرُ الَّتِي أَقْسَمَ اللهُ تَعَالَى بِهَا فِي كِتَابِهِ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ، وَالْوَتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّفْعُ يَوْمُ النَّحْرِ "

_ إسناده صحيح

1703 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 185] قَالَ: " نَرْجُو أَنْ يَكُونَ التَّكْبِيرُ لَيْلَةَ الْفِطْرِ " وَزَعَمَ الْمَكِّيُّونَ أَنَّهُمْ رَأَوْا مَشَايِخَهُمْ يُكَبِّرُونَ لَيْلَةَ الْفِطْرِ إِلَى خُرُوجِ الْإِمَامِ يَوْمَ الْعِيدِ، وَيُظْهِرُونَ التَّكْبِيرَ، وَيَرَوْنَهُ سُنَّةً، وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الْيَوْمَ

_ إسناده صحيح

1704 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثنا -[10]- سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو الْمُنْذِرِ الْقَارِئُ، قَالَ: ثنا حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " كَانَ §أَبُو هُرَيْرَةَ وَابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَخْرُجَانِ أَيَّامَ الْعَشْرِ إِلَى السُّوقِ، فَيُكَبِّرَانِ، فَيُكَبِّرُ النَّاسُ مَعَهُمَا، لَا يَأْتِيَانِ السُّوقَ إِلَّا لِذَلِكَ "

_ إسناده حسن

1705 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: " §سَأَلْتُ الْحَكَمَ وَحَمَّادًا عَنِ التَّكْبِيرِ، أَيَّامَ الْعَشْرِ، فَلَمْ يَعْرِفَاهُ "

1706 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: " كَانَ §النَّاسُ يُكَبِّرُونَ أَيَّامَ الْعَشْرِ حَتَّى نَهَاهُمُ الْحَجَّاجُ " وَالْأَمْرُ بِمَكَّةَ عَلَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ، يُكَبِّرُ النَّاسُ فِي الْأَسْوَاقِ فِي الْعَشْرِ

_ إسناده صحيح

§ذِكْرُ سُنَّةِ صَلَاةِ الْكُسُوفِ بِمَكَّةَ وَالِاسْتِسْقَاءِ

1707 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: " §كُسِفَتِ الشَّمْسُ بَعْدَ الْعَصْرِ هَاهُنَا، وَسُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامٍ هَاهُنَا يَعْنِي بِمَكَّةَ وَمَعَهُ ابْنُ شِهَابٍ، فَقَامُوا يَدْعُونَ بِغَيْرِ صَلَاةٍ "

_ إسناده حسن

1708 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ -[11]- الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: " §كَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي صُفَّةِ زَمْزَمَ سِتَّ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ "

_ إسناده صحيح

1709 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §انْكَسَفَ الْقَمَرُ وَابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالْحَصْبَةِ، فَدَخَلَ حِينَ انْكَسَفَ، فَصَلَّى عِنْدَ الْكَعْبَةِ حَتَّى تَجَلَّى "

1710 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: " رَأَيْتُ §هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ اسْتَسْقَى، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ وَاسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ وَدَعَا "

1711 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: " §كُسِفَتِ الشَّمْسُ بِمَكَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ -[12]- عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ السُّفْيَانِيُّ عَلَى مَكَّةَ يَوْمَئِذٍ عَلَى إِمَارَتِهَا وَقَضَائِهَا، فَصَلَّى بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْكُسُوفِ "

§ذِكْرُ قَوْلِ أَهْلِ مَكَّةَ فِي الْمُتْعَةِ

1712 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: لَقَدْ رَجَعْتَ فِي الْمُتْعَةِ حَتَّى لَقَدْ قَالَ فِيهَا الشَّاعِرُ: [البحر البسيط] أَقُولُ يَوْمًا وَقَدْ طَالَ الثَّوَاءُ بِنَا ... يَا صَاحِ هَلْ لَكَ فِي فَتْوَى ابْنِ عَبَّاسِ هَلْ لَكَ فِي رُخْصَةِ الْأَطْرَافِ آنِسَةٍ ... تَكُونُ مَثْوَاكَ حَتَّى مَصْدَرِ النَّاسِ، فَقَامَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَقَالَ: " إِنَّمَا كَانَتِ §الْمُتْعَةُ لِمَنْ اضْطُرَّ إِلَيْهَا كَالْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ "

_ إسناده حسن بالمتابعة

1713 - وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مَنْ لَا يُتَّهَمُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَعَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قِيلَ لَهُ فِي شَأْنِ الْمُتْعَةِ: لَقَدِ اتَّخَذَ النَّاسُ فِي حَدِيثِكَ رُخْصَةً، حَتَّى قِيلَ: فِيهَا السَّعَةُ، فَقَالَ: " §مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ، فَوَاللهِ مَا حَدَّثْتُهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِيهَا إِلَّا فِي أَيَّامٍ كَانُوا فِي الضَّرُورَةِ عَلَى مِثْلِ مَنْ حَلَّتْ لَهُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ "

ذكر قدوم الجيش الذي قدم مكة على ابن عباس رضي الله عنهما وابن الحنفية رضي الله عنه من الكوفة في زمن ابن الزبير رضي الله عنهما

1714 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: " §رَجَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ قَوْلِهِ فِي الْمُتْعَةِ، وَالصَّرْفِ، وَعَنْ كَلِمَةٍ أُخْرَى "

_ إسناده ضعيف

1715 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ -[14]- بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ذُؤَيْبٍ الْقُرَشِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " أَلَا إِنَّ الذِّئْبَ يُكَنَّى أَبَا جَعْدَةَ، أَلَا وَإِنَّ §الْمُتْعَةَ هِيَ الزِّنَا "

_ إسناده صحيح

1716 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو هَارُونَ يَعْنِي الْعَبْدِيَّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَاللهِ §لَوَدِدْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ ذَكَرَ لِلنَّاسِ فِي شَأْنِ الْمُتْعَةِ: مُتْعَةِ النِّسَاءِ شَيْئًا " وَقَالَ: " إِلَّا أَنْ يَتَّخِذُوهُ رِجَالٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ سِفَاحًا "

_ إسناده متروك

ذكر تلاقي الإخوان في الحج بمكة ومنى وما جاء في ذلك

1717 - حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا زَكَرِيَّا بْنُ الْمُبَارَكِ، مَوْلَى ابْنِ الْمُشْمَعِلِّ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ شِبْلٍ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ جُرَيْجٍ جَالِسًا وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي وَأَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ قَدْ مَرَّتْ، فَقَالَ: §أَدْرِكْهَا، فَسَلْهَا مَنْ هِيَ؟ أَوَلَهَا زَوْجٌ؟ قَالَ: فَأَدْرَكْتُهَا، فَكَلَّمْتُهَا، فَقَالَتْ لِي: مَنْ بَعَثَكَ؟ الشَّيْخُ الْمَفْتُونُ؟ تَقُولُ لَكَ: أَنَا فَارِعَةُ "

1718 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ -[15]- الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ هِشَامٍ، " §سَأَلَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ، فَحَدَّثَهُ فِيهَا، وَلَمْ يَرَ بِهَا بَأْسًا قَالَ: فَقَدِمَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: " لَا يَنْبَغِي، هِيَ حَرَامٌ " قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: " عَطَاءٌ: حَدَّثَنِي فِيهَا، وَزَعَمَ أَنْ لَا بَأْسَ بِهَا فَقَالَ الْقَاسِمُ: سُبْحَانَ اللهِ، مَا أَرَى عَطَاءً يَقُولُ هَذَا قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ابْنُ هِشَامٍ، فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ حَدِّثِ الْقَاسِمَ الَّذِي حَدَّثْتَنِي فِي الْمُتْعَةِ، فَقَالَ: مَا حَدَّثْتُكَ فِيهَا شَيْئًا قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: بَلَى قَدْ حَدَّثْتَنِي، فَقَالَ: مَا فَعَلْتُ، فَلَمَّا خَرَجَ الْقَاسِمُ قَالَ لَهُ عَطَاءٌ: صَدَقْتَ أَخْبَرْتُكَ، وَلَكِنْ كَرِهْتُ أَنْ أَقُولَهَا بَيْنَ يَدَيِ الْقَاسِمِ، فَيَلْعَنَنِي، وَيَلْعَنَنِي أَهْلُ الْمَدِينَةِ "

1719 - حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ أَبُو سَعِيدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، قَالَ: إِنَّ صَدَقَةَ بْنَ أَبِي صَدَقَةَ حَدَّثَهُمَا عَنِ -[16]- أَبِيهِ، قَالَ: " §بَيْنَا أَنَا فِي سُوقِ اللَّيْلِ بِمَكَّةَ بَعْدَ أَيَّامِ الْمَوْسِمِ، إِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ، مَعَهَا صَبِيٌّ يَبْكِي، وَهِيَ تُسْكِتُهُ، فَيَأْبَى أَنْ يَسْكُتَ، فَسَفَرَتْ، وَإِذَا فِي فِيهَا عَشَرَةُ دَرَاهِمَ، فَدَفَعَتْهَا إِلَى الصَّبِيِّ فَسَكَتَ، وَإِذَا وَجْهٌ رَقِيقٌ دُرِّيٌّ، وَإِذَا شَكْلٌ رَطْبٌ، وَلِسَانٌ طَوِيلٌ، فَلَمَّا رَأَتْنِي أُحِدُّ النَّظَرَ إِلَيْهَا قَالَتِ: اتْبَعْنِي، قُلْتُ: إِنَّ شَرِيطَتِي الْحَلَالُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَالَتْ: فِي حِرِّ أُمِّكَ، مَنْ أَرَادَكَ عَلَى الْحَرَامِ؟ فَخَجِلْتُ، وَغَلَبَتْنِي نَفْسِي عَلَى رَأْيِي، فَاتَّبَعْتُهَا، فَدَخَلَتْ زُقَاقَ الْعَطَّارِينَ، ثُمَّ صَعَدَتْ دَرَجَةً وَقَالَتِ: اصْعَدْ فَصَعِدْتُ، فَقَالَتْ: إِنِّي مَشْغُولَةٌ، وَزَوْجِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، وَأَنَا امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، وَلَكِنْ عِنْدِي هَنٌ ضَيِّقٌ، يَعْلُوهُ وَجْهٌ أَحْسَنُ مِنَ الْعَافِيَةِ بِخُلُقِ ابْنِ سُرَيْجٍ، وَتَرَنُّمِ مَعْبَدٍ، وَتِيهِ ابْنِ عَائِشَةَ، وَتَخَنُّثِ طُوَيْسٍ، اجْتَمَعَ هَذَا كُلُّهُ فِي بَدَنٍ وَاحِدٍ بِأَصْفَرِ سُلَيْمٍ، قُلْتُ: وَمَا أَصْفَرُ سُلَيْمٍ؟ قَالَتْ: دِينَارُ يَوْمِكَ وَلَيْلَتِكَ، فَإِذَا أَقَمْتَ فَعَلَيْكَ الدِّينَارُ وَظِيفَةً، وَتَزَوَّجْهَا تَزْوِيجًا صَحِيحًا، قُلْتُ: فِدَاكِ أَبِي وَأُمِّي، إِنِ اجْتَمَعَ لِي مَا ذَكَرْتِ فَلَيْسَتْ فِي الدُّنْيَا، فَهَذِهِ شَرَائِطُ الْجَنَّةِ، قَالَتْ: هَذِهِ شَرِيطَتُكَ قُلْتُ: وَأَيْنَ هَذِهِ الصِّفَةُ؟ فَصَفَّقَتْ بِيَدِهَا إِلَى جَارَةٍ لَهَا، فَأَجَابَتْهَا، فَقَالَتْ: قُولِي لِفُلَانَةَ: الْبَسِي عَلَيْكِ -[17]- ثِيَابَكِ، وَعَجِّلِي، وَبِحَيَاتِي عَلَيْكِ لَا تَمَسِّي طِيبًا وَلَا غُمْرًا، فَتَحْتَسِينَا بِدَلَالِكِ وَعِطْرِكِ، قَالَ: فَإِذَا جَارِيَةٌ قَدْ أَقْبَلَتْ مَا أَحْسَبُ وَقَعَتْ عَلَيْهَا الشَّمْسُ قَطُّ، كَأَنَّهَا صُورَةٌ، فَسَلَّمَتْ وَقَعَدَتْ كَالْخَجِلَةِ، فَقَالَتِ الْأُولَى: هَذَا الَّذِي ذَكَرْتُكِ لَهُ وَهُوَ فِي هَذِهِ الْهَيْئَةِ الَّتِي تَرَيْنَ، قَالَتْ: حَيَّاهُ اللهُ وَقَرَّبَ دَارَهُ، قَالَتْ: وَقَدْ بَذَلَ لَكِ مِنَ الصَّدَاقِ دِينَارًا؟ قَالَتْ: أَيْ أُمِّ، أَخْبَرْتِيهِ بِشَرِيطَتِي قَالَتْ: لَا وَاللهِ أَيْ بُنَيَّةُ، أُنْسِيتُهَا، ثُمَّ نَظَرَتْ إِلَيَّ، فَغَمَزَتْنِي، فَقَالَتْ: تَدْرِي مَا شَرِيطَتُهَا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَتْ: أَقُولُ لَكَ بِحَضْرَتِهَا مَا إِخَالُهَا تَكْرَهُهُ، هِيَ أَفْتَكُ مِنْ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيٍّ، وَأَشْجَعُ مِنْ رَبِيعَةَ بْنِ مُكَدَّمٍ، وَلَيْسَ تُوصَلُ إِلَيْهَا حَتَّى تَسْكَرَ، وَيُغْلَبَ عَلَى عَقْلِهَا، فَإِذَا بَلَغَتْ تِلْكَ الْحَالَ فَفِيهَا الْمَطْمَعُ، قُلْتُ: مَا أَهْوَنَ هَذَا وَأَسْهَلَهُ، فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: تَرَكْتِ شَيْئًا أَيْضًا، قَالَتْ: نَعَمْ وَاللهِ، اعْلَمْ أَنَّكَ لَا تَقْدِرُ عَلَيْهَا إِلَّا أَنْ تَتَجَرَّدَ فَتَرَاكَ مُجَرَّدًا مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا قُلْتُ: وَهَذَا أَيْضًا أَفْعَلُهُ، قَالَتْ: هَلُمَّ دِينَارَكَ، فَأَخْرَجْتُ دِينَارًا، فَنَبَذَتْهُ إِلَيْهَا، فَصَفَّقَتْ تَصْفِيقَةً أُخْرَى، فَأَجَابَتْهَا امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: قُولِي لِأَبِي الْحَسَنِ وَأَبِي الْحُسَيْنِ: هَلُمَّا السَّاعَةَ، قُلْتُ: يَا نَفْسِي، أَبُو الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَإِذَا شَيْخَانِ خَصِيَّانِ قَدْ أَقْبَلَا، فَقَعَدَا، فَقَصَّتْ عَلَيْهِمَا الْمَرْأَةُ الْقِصَّةَ، فَخَطَبَ -[18]- أَحَدُهُمَا، وَأَجَابَ الْآخَرُ، وَأَقْرَرْتُ بِالتَّزْوِيجِ، وَأَقَرَّتِ الْمَرْأَةُ، وَدَعَوْا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ نَهَضَا، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أُحَمِّلَ الْجَارِيَةَ مَئُونَةً مِنَ الدُّنْيَا، فَدَفَعْتُ إِلَيْهَا دِينَارًا آخَرَ، فَقُلْتُ: هَذَا لِطِيبِكِ قَالَتْ: يَا فَتَى، لَسْتُ مِمَّنْ يَمَسُّ طِيبًا لِرَجُلٍ، إِنَّمَا أَتَطَيَّبُ لِنَفْسِي إِذَا خَلَوْتُ، فَقُلْتُ: اجْعَلِي هَذَا لِغَدَائِنَا الْيَوْمَ قَالَتْ: أَمَّا هَذَا، فَنَعَمْ، وَنَهَضَتِ الْجَارِيَةُ، وَأَمَرَتْ بِصَلَاحِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ، ثُمَّ عَادَتْ وَتَغَدَّيْنَا، وَجَاءَتْ بِدَوَاةٍ , وَقَضَيبٍ، وَقَعَدَتْ تُجَاهِي، وَدَعَتْ بِنَبِيذٍ قَدْ أَعَدَّتْهُ، وَانْدَفَعَتْ تُغَنِّينَا بِصَوْتٍ لَمْ أَسْمَعْ قَطُّ بِمِثْلِهِ وَمَا سَمِعْتُ بِمِثْلِ تَرَنُّمِهَا لِأَحَدٍ، فَكِدْتُ أَنْ أُجَنَّ سُرُورًا وَطَرَبًا، وَجَعَلْتُ أُرِيغُ أَنْ تَدْنُوَ مِنِّي فَتَأْبَى، إِلَى أَنْ تَغَنَّتْ بِشَعْرٍ لَا أَعْرِفُهُ: [البحر الكامل] رَاحُوا يَصِيدُونَ الظِّبَاءَ وَإِنَّنِي ... لَأَرَى تَصَيُّدَهَا عَلَيَّ حَرَامَا أَعْزِزْ عَلَيَّ بِأَنْ أُرَوِّعَ شِبْهَهَا ... أَوْ أَنْ يَذُقْنَ عَلَى يَدَيَّ حِمَامَا فَقُلْتُ: جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكِ، مَنْ تَغَنَّى بِهَذَا الشَّعْرِ؟ قَالَتْ: جَمَاعَةٌ اشْتَرَكُوا فِيهِ هُوَ لِمَعْبَدٍ، وَتَغَنَّى بِهِ ابْنُ سُرَيْجٍ وَابْنُ عَائِشَةَ، فَلَمَّا غَلَبَ عَلَيْهَا النَّبِيذُ، وَجَاءَ الْمَغْرِبُ، تَغَنَّتْ بِبَيْتٍ لَمْ أَفْهَمْ مَعْنَاهُ لِلشَّقَاءِ الَّذِي كُتِبَ عَلَى رَأْسِي وَالْهَوَانِ الَّذِي أُعِدَّ لِي: [البحر الوافر] كَأَنِّي بِالْمُجَرَّدِ قَدْ عَلَتْهُ ... نِعَالُ الْقَوْمِ أَوْ خَشَبُ السَّوَارِي فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكِ، مَا أَفْهَمُ هَذَا الشَّعْرَ، وَلَا أَحْسَبُهُ مِمَّا يُتَغَنَّى بِهِ، فَقَالَتْ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَغَنَّى فِيهِ، قُلْتُ: إِنَّمَا هُوَ بَيْتٌ عَائِرٌ قَالَتْ: -[19]- مَعَهُ آخَرُ، قُلْتُ: فَتَرَيْنَ أَنْ تُغَنِّيَهُ لِعَلِّي أَفْهَمُهُ؟ قَالَتْ: لَيْسَ هَذَا وَقْتَهُ وَهُوَ مِنْ آخِرِ مَا أَتَغَنَّى بِهِ، وَجَعَلْتُ لَا أُنَازِعُهَا فِي شَيْءٍ إِجْلَالًا لَهَا وَإِعْظَامًا، فَلَمَّا أَمْسَيْنَا وَصَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ، وَجَاءَتِ الْعِشَاءُ الْآخِرَةُ، وَضَعْتُ الْقَضِيبَ، وَقُمْتُ فَصَلَّيْتُ الْعِشَاءَ، وَلَا أَدْرِي كَمْ صَلَّيْتُ عَجَلَةً وَتَشَوُّقًا، فَلَمَّا سَلَّمْتُ قُلْتُ: تَأْذَنِينَ جُعِلْتُ فِدَاكِ فِي الدُّنُوِّ مِنْكِ، قَالَتْ: تَجَرَّدْ، وَذَهَبَتْ كَأَنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تَخْلَعَ ثِيَابَهَا، فَكِدْتُ أَنْ أَشُقَّ ثِيَابِي عَجَلَةً لِلْخُرُوجِ مِنْهَا، فَتَجَرَّدْتُ، وَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهَا، فَقَالَتِ: امْشِ إِلَى زَوَايَا الْبَيْتِ وَأَقْبِلْ حَتَّى أَرَاكَ مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا، وَإِذَا فِي الْغُرْفَةِ حَصِيرٌ عَلَيْهَا طَرِيقٌ، وَإِذَا تَحْتَهُ خَرْقٌ إِلَى السُّوقِ، فَإِذَا أَنَا فِي السُّوقِ قَائِمًا مُجَرَّدًا، وَإِذَا الشَّيْخَانِ الشَّاهِدَانِ قَدْ أَعَدَّا نِعَالَهُمَا، وَكَمِنَا لِي فِي نَاحِيَةٍ، فَلَمَّا هَبَطْتُ عَلَيْهِمَا بَادَرَانِي، فَقَطَّعَا نِعَالَهُمَا عَلَى قَفَايَ، وَاسْتَعَانَا بِأَهْلِ السُّوقِ، فَضُرِبْتُ وَاللهِ حَتَّى أُنْسِيتُ اسْمِي، فَبَيْنَا أَنَا أُخْبَطُ بِنِعَالٍ مَخْصُوفَةٍ، وَأَيْدٍ ثِقَالٍ، وَخَشَبٍ دِقَاقٍ وَغِلَاظٍ، إِذَا صَوْتُهَا مِنْ فَوْقِ الْبَيْتِ: وَلَوْ عَلِمَ الْمُجَرَّدُ مَا أَرَدْنَا ... لَبَادَرَنَا الْمُجَرَّدُ فِي الصَّحَارِي قُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا وَاللهِ وَقْتُ غِنَاءِ هَذَا الْبَيْتِ، وَهُوَ مِنْ آخِرِ مَا قَالَتْ، إِنَّهَا تُغَنِّي، فَلَمَّا كَادَتْ نَفْسِي تُطْفَأُ، جَاءَنِي بِخَلِقِ إِزَارٍ، فَأَلْقَاهُ عَلَيَّ، وَقَالَ: بَادِرْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ قَبْلَ أَنْ يُنْذَرَ بِكَ السُّلْطَانُ، فَتَفْتَضِحَ، فَكَانَ آخِرُ الْعَهْدِ بِهَا، فَإِذَا وَاللهِ أَنَا الْمُجَرَّدُ، وَأَنَا لَا أَدْرِي، فَانْصَرَفْتُ إِلَى رَحْلِي مَصْحُونًا مَرْضُوضًا، فَلَمَّا أَرَدْتُ الْخُرُوجَ عَنْ مَكَّةَ، جَعَلْتُ زُقَاقَ الْعَطَّارِينَ طَرِيقِي، فَدَنَوْتُ مِنْ تَابِعٍ، وَأَنَا مُتَنَكِّرٌ وَبَدَنِي مَرْضُوضٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ الدَّارُ؟ قَالُوا: لِفُلَانَةَ جَارِيَةٍ مِنْ آلِ فُلَانٍ "

1720 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: قَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَلَى الْمِنْبَرِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَسْفَلَ مِنْهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَاهُنَا رَجُلًا قَدْ أَعْمَى اللهُ بَصَرَهُ وَهُوَ مُعَمًّى قَلْبُهُ، يُحِلُّ الْمُتْعَةَ الْيَوْمَ وَالْيَوْمَيْنِ بِالدِّرْهَمِ وَالدِّرْهَمَيْنِ، وَالشَّهْرَ وَالشَّهْرَيْنِ بِالدِّينَارِ وَالدِّينَارَيْنِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " يَا أَبَا صَالِحٍ، وَجِّهْنِي قِبَلَ وَجْهِهِ "، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ: " §إِنَّ الَّذِي أَعْمَى اللهُ بَصَرَهُ وَهُوَ مُعَمًّى قَلْبُهُ أَنْتَ، بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَلَقَدْ كَانَتْ -[21]- مَجَامِرُهَا تَسْطَعُ لَيَالِيَ دَخَلَتْ مَكَّةَ "، قَالَ أَبُو صَالِحٍ: فَأَتَيْتُ أَسْمَاءَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَأَخْبَرْتُهَا بِمَقَالَتِهِمَا، فَقَالَتْ: صَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَلَدْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَاللهِ لَوْ سَمَّيْتُ رِجَالًا وُلِدُوا مِنْهَا يَعْنِي الْمُتْعَةَ، قَالَ أَبُو صَالِحٍ: فَأَقْبَلْتُ مَا أُمَالِكُ نَفْسِي فَرَحًا، وَابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى قُمْتُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ مَا قَالَتْ أَسْمَاءُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَأَخَذَنِي ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَضَرَبَنِي مِائَةَ سَوْطٍ، وَحَلَقَ رَأْسِي وَلِحْيَتِي، وَقَفَّانِي إِلَى الْكُوفَةِ

§ذِكْرُ قَوْلِ أَهْلِ مَكَّةَ فِي السَّمَاعِ وَالْغِنَاءِ فِي الْأَعَرَاسِ وَالْخِتَانِ وَفِي الْقِرَاءَةِ بِالْأَلْحَانِ، وَفِعْلُهُمْ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ

1721 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ -[22]- بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَدِّهِ، عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَا هَمَمْتُ بِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَعْمَلُونَهُ غَيْرَ مَرَّتَيْنِ، كُلُّ ذَلِكَ يَحُولُ اللهُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَا أُرِيدُ، ثُمَّ مَا هَمَمْتُ بَعْدَهَا بِسُوءٍ حَتَّى أَكْرَمَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرِسَالَتِهِ، فَإِنِّي قَدْ قُلْتُ لَيْلًا لِغُلَامٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَ يَرْعَى مَعِي بِأَعْلَى مَكَّةَ: لَوْ أَنَّكَ أَبْصَرْتَ لِي غَنَمِي حَتَّى أَدْخُلَ مَكَّةَ فَأَسْمُرَ كَمَا يَسْمُرُ الشَّبَابُ، فَقَالَ: افْعَلْ " قَالَ: " فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا جِئْتُ أَوَّلَ دَارٍ مِنْ دُورِ مَكَّةَ، سَمِعْتُ عَزْفًا بِغَرَابِيلَ وَمَزَامِيرَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ تَزَوَّجَ فُلَانَةَ بِنْتَ فُلَانٍ " قَالَ: " فَجَلَسْتُ أَنْظُرُ وَضَرَبَ اللهُ عَلَى أُذُنِي، فَنِمْتُ فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ، فَجِئْتُ صَاحِبِي، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: " مَا صَنَعْتُ شَيْئًا، ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، ثُمَّ بِتُّ لَيْلَةً أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: افْعَلْ، فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ مَكَّةَ، وَسَمِعْتُ مِثْلَ الَّذِي سَمِعْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَجَلَسْتُ أَنْظُرُ، وَضَرَبَ اللهُ عَلَى أُذُنِي، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، ثُمَّ مَا هَمَمْتُ بَعْدَهَا بِسُوءٍ حَتَّى أَكْرَمَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرِسَالَتِهِ "

1722 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْمُغِيرَةِ الْجُمَحِيِّ، قَالَ: " §خَتَنَنِي أَبِي، فَدَعَا عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، فَدَخَلَ الْوَلِيمَةَ، وَثَمَّ قَوْمٌ يَضْرِبُونَ بِالْعُودِ وَيُغَنُّونَ قَالَ: فَلَمَّا رَأَوْهُ أَمْسَكُوا، فَقَالَ عَطَاءٌ: لَا أَجْلِسُ حَتَّى تَعُودُوا عَلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ قَالَ: فَعَادُوا، فَجَلَسَ، فَتَغَدَّا "

ذكر خروج أهل مكة منها

1723 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: " §إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا خَتَنَ ابْنًا لَهُ، فَأَرْسَلَنِي، فَدَعَوْتُ اللَّعَّابِينَ، فَأَعْطَاهُمْ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ "

_ إسناده ضعيف

1724 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ، مَوْلَى ابْنِ صَيْفِيٍّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُمَيْدٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ عَمِّهِ، عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: " §خَتَنَ عَطَاءٌ وَلَدَهُ، فَدَعَانِي فِي وَلِيمَتِهِ فِي دَارِ الْأَخْنَسِ، فَلَمَّا فَرَغَ النَّاسُ جَلَسَ عَطَاءٌ عَلَى مِنْبَرٍ، فَقَسَمَ بَقِيَّةَ الطَّعَامِ، وَدَعَا الْقِينَانَ: الْغَرِيضَ وَابْنَ سُرَيْجٍ، فَجَعَلَا يُغَنِّيَانِهِمْ، فَقَالُوا لِعَطَاءٍ: أَيُّهُمَا أَحْسَنُ غِنَاءً؟ فَقَالَ: يُغَنِّيَانِ حَتَّى أَسْمَعَ، فَأَعَادَا، وَاسْتَمَعَ، فَقَالَ: أَحْسَنُهُمَا الرَّقِيقُ الصَّوْتِ يَعْنِي ابْنَ سُرَيْجٍ " وَكَانَ هَذَا مِنْ فِعْلِ أَهْلِ مَكَّةَ وَرَأْيِهِمُ اسْتِمَاعَ الْغِنَاءِ، وَيَرْوُونَ فِيهِ أَحَادِيثَ

1725 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّينِيُّ، قَالَ: ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ -[24]- لِرَجُلٍ: " مَا هَذَا الَّذِي أَحْدَثْتُمْ بَعْدِي ? " قَالُوا: مَا أَحْدَثْنَا بَعْدَكَ شَيْئًا قَالَ: " بَلَى الْأَعْمَى يَعْنِي §أَبَا الْعَبَّاسِ وَأَبَا الطُّفَيْلِ يُغَنُّونَكُمْ بِالْقُرْآنِ "

الجزء 3

1726 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثا أَبُو تُمَيْلَةَ، يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ، مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَتْ: " §مَرَرْنَا بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَنَحْنُ نَزِفُّ عَرُوسًا وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، وَالْمُغَنِّيَةُ أَوْ قَالَ: الْقَيْنَةُ تَقُولُ: [البحر الطويل] لَإِنِ افْتَنَتْنِي هِيَ بِالْأَمْسِ افْتَنَتْ ... سَعِيدًا فَأَمْسَى قَدْ قَلَا كُلَّ مُسْلِمِ وَأَلْقَى مَفَاتِيحَ الْمَسَاجِدِ وَاشْتَرَى ... وِصَالَ الْغَوَانِي بِالْكِتَابِ الْمُنَمْنَمِ فَقَالَ سَعِيدٌ: " كَذِبٌ وَاللهِ، مَا يَقِينِي "

ذكر الترغيب في نكاح نساء أهل مكة، ولغتهن، وما قيل فيهن من الشعر، وتفسير ذلك

1727 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ، عَنْ إِيَّاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: إِنَّهُ ذَكَرَ الْغِنَاءَ، فَقَالَ: " §هُوَ بِمَنْزِلَةِ الرِّيحِ، يَدْخُلُ فِي هَذِهِ، وَيَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ " قَالَ سُفْيَانُ: يَذْهَبُ إِلَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ

_ إسناده حسن

1728 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ -[25]- ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: الْقِرَاءَةُ عَلَى أَلْحَانِ الْغِنَاءِ؟ قَالَ: وَمَا بَأْسٌ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: " §كَانَ دَاوُدُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَأْخُذُ الْمِعْزَفَةَ، ثُمَّ يَضْرِبُ بِهَا، ثُمَّ يَقْرَأُ عَلَيْهَا تَرُدُّ عَلَيْهِ صَوْتَهُ، يُرِيدُ أَنْ يَبْكِيَ بِذَلِكَ، وَيُبْكِيَ "

_ إسناده حسن

1729 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، قَالَ: أَبْطَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بَطَّأَ بِكِ؟ " قَالَتْ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقْرَأُ، مَا سَمِعْتُ رَجُلًا أَحْسَنَ قِرَاءَةً مِنْهُ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمَعُ صَوْتَهُ، فَإِذَا هُوَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، فَقَالَ: " §الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَكَ "

_ إسناده صحيح

1730 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، أَوْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: " لَقَدْ §أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ "

_ إسناده صحيح

1731 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَقَدْ §أُوتِيَ الْأَشْعَرِيُّ مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ "

_ إسناده ضعيف

1732 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَرْبِيٍّ، عَنْ تَمَّامِ بْنِ نَجِيحٍ، قَالَ: " كَانَتْ §لِعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ جَارِيَةٌ تَقْرَأُ بِأَلْحَانٍ قَالَ: " فَكُنَّا إِذَا اجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ، أَمَرَهَا أَنْ تَقْرَأَ فَنَبْكِي وَتَبْكِي "

_ إسناده ضعيف

ذكر التكبير بمكة في أيام العشر وما جاء فيه والتكبير ليلة الفطر، وتفسير ذلك

1733 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، قَالَ: ثنا صَالِحٌ النَّاجِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر: 1] قَالَ: " الصَّوْتُ الْحَسَنُ "

1734 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْبَدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ: {§يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر: 1] قَالَ: " حُسْنُ الصَّوْتِ "

1735 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: " §وَأَيُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَسْمَعْهُ يَتَغَنَّى بِالنَّصْبِ " قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ هِشَامٌ: قَالَ لِيَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: لِمَ يُحَدِّثُ سُفَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِكَذَا وَبِكَذَا؟ يَعْنِي بِهَذَا

_ إسناده صحيح

1736 - حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: ثنا رَفِيعُ بْنُ سَلَمَةَ، وَشَبَّابٌ الْعُصْفُرِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زَيْدٍ قَالُوا: ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنِي رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ، عَنْ أَبِيهِ الْعَجَّاجِ بْنِ رُؤْبَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلْ تَرَى بِهَذَا بَأْسًا: (1) [البحر الرجز] -[28]- طَافَ الْخَيَالَانِ فَهَاجَا سَقَمَا ... خَيَالٌ تَكْنَى وَخَيَالٌ تَكْتُمَا قَامَتْ تُرِينَا رَهْبَةً أَنْ تُصْرَمَا ... سَاقًا بَخَنْدَاةَ وَكَعْبًا أَدْرَمَا فَقَالَ: " قَدْ كَانَ §يُحْدَى بِمِثْلِ هَذَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا يَنْهَى "

_ (1) إسناده ضعيف

1737 - حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَفِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مِسْكِينٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: إِنَّهُ " رَأَى مَعْبَدًا وَهُوَ غُلَامٌ صَغِيرٌ قَدْ شَدَّ إِزَارَهُ زَمَنَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ الْمُرِّيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ تَغَنَّى، فَضَيَّقَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ مُغَنِّي الْمَدِينَةِ، فَغَنَّى الثَّقِيلُ، وَكَانَ §أَخَذَ الْغِنَاءَ -[29]- عَنْ جَمِيلَةَ قَيْنَةٍ كَانَتْ بِالْمَدِينَةِ قَالَ: وَابْنُهُ كَرْدَمُ بْنُ مَعْبَدٍ الَّذِي غَنَّى: [البحر الطويل] رَأَيْتُ زُهَيْرًا تَحْتَ كَلْكَلِ خَالِدٍ ... فَأَقْبَلْتُ أَسْعَى كَالْعَجُولِ أُبَادِرُ وَكَانَ ابْنُ سُرَيْجٍ وَاسْمُهُ: عُبَيْدٌ، وَكَانَ يُكَنَّى أَبَا يَحْيَى، مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ غِنَاءً، وَكَانَ مُرْتَجِلًا يُوقِعُ بِقَضِيبِهِ، وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى ابْنِ جَعْفَرٍ لَازِمًا لَهُ، وَهُوَ الَّذِي غَنَّى: [البحر الطويل] تُقَرِّبُنِي الشَّهْبَاءُ نَحْوَ ابْنِ جَعْفَرٍ ... سَوَاءٌ عَلَيْهَا لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا -[30]- وَكَانَ صَدِيقًا لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ ابْنُ الْعَوَّامِ، وَهُوَ الَّذِي غَنَّى: [البحر الرمل] حَمْزَةُ الْمُبْتَاعُ بِالْمَالِ النَّدَى ... وَيَرَى فِي بَيْعِهِ أَنْ قَدْ غَبَنَ وَقَالَ رَجُلٌ لِابْنِ سُرَيْجٍ: كَلِّمْ لِي حَمْزَةَ يُسْلِفُنِي أَلْفَ دِينَارٍ، فَكَلَّمَهُ قَالَ: فَأَعْطَاهُ أَلْفًا لِلرَّجُلِ، وَأَعْطَى ابْنَ سُرَيْجٍ أَلْفًا أُخْرَى هِبَةً لَهُ قَالَ: وَأَعْطَى الْأَحْوَصَ الشَّاعِرَ مِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ يُغَنِّيَ أَشْعَارَهُ، فَفَعَلَ ثُمَّ إِنَّ ابْنَ أَبِي عَتِيقٍ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، فَانْحَدَرَ مَعَهُ ابْنُ سُرَيْجٍ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَأَسْمَعُوهُ غِنَاءَ مَعْبَدٍ، فَقَالُوا: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: إِنْ عَاشَ كَانَ مُغَنِّي بِلَادِهِ "

1738 - حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَفِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ، قَالَ: قَالَ أَبُو مِسْكِينٍ: " §وَكَانَ الْغَرِيضُ مَوْلًى لِلْعَبِلَاتِ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ لِلثُّرَيَّا وَأَخَوَاتِهَا بَنَاتِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ الْأَصْغَرِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ قَالَ: وَكَانَ خَادِمًا لِابْنِ سُرَيْجٍ، فَأَخَذَ عَنْهُ الْغِنَاءَ، فَلَمَّا رَأَى ابْنُ -[31]- سُرَيْجٍ ظُرْفَهُ، حَسَدَهُ، فَطَرَدَهُ قَالَ: فَأَتَى مُولِيَاتِهِ، فَشَكَى ذَلِكَ إِلَيْهِنَّ، فَقُلْنَ لَهُ: هَلْ لَكَ أَنْ تَنُوحَ بِالْمَرَاثِي؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ فَأَسْمَعْنَهُ الْمَرَاثِيَ: فَغَنَّى عَلَيْهَا فَغِنَاؤُهُ يُشْبِهُ الْمَرَاثِيَ "

قَالَ أَبُو مِسْكِينٍ: فَحَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ مَوْلًى لِأَهْلِ الْغَرِيضِ أَنَّهُ " §شَهِدَهُ فِي جِنَازَةِ بَعْضِ أَهْلِهِ قَالَ: فَأَمَرُوهُ بِالْغِنَاءِ، فَقَالَ: هُوَ ابْنُ الْفَاعِلَةِ، فَقَالَ مَوْلَاهُ: أَنْتَ وَاللهِ ابْنُ الْفَاعِلَةِ قَالَ: أَكَذَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَأَنْتَ وَاللهُ أَعْلَمُ قَالَ: فَغَنَّى صَوْتًا قَدْ كَانَتِ الْجِنُّ نَهَتْهُ عَنْهُ، وَهُوَ قَوْلُهُ: [البحر الطويل] وَيَشْرَبُ لَوْنَ الرَّازِقِيِّ بَيَاضُهُ ... إِذَا زَعْفَرَانٌ خَالَطَ الْمِسْكَ رَادِعُهْ قَالَ: فَوَثَبَ عَلَيْهِ وَاللهِ وَنَحْنُ نَنْظُرُ، فَمَاتَ "

_ إسناده متروك

1739 - وَحَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ مُحْرِزِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: ابْنُ سَهْلٍ، وَذَكَرَهُ الْوَاقِدِيُّ أَيْضًا قَالَ: " كَانَتْ قُرَيْشٌ إِنَّمَا تُغَنِّي وَيُغَنَّى لَهَا النَّصْبُ، نَصْبَ الْأَعْرَابِ لَا تَعْرِفُ غَيْرَ ذَلِكَ، حَتَّى قَدِمَ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ وَافِدًا عَلَى كِسْرَى، فَمَرَّ عَلَى الْحِيرَةِ، فَتَعَلَّمَ ضَرْبَ -[32]- الْبَرْبَطِ، وَغَنَّى الْعِبَادَ، فَعَلَّمَ أَهْلَ مَكَّةَ، وَفِيهِ نَزَلَتْ: {§وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} [لقمان: 6] "

_ إسناده متروك

1740 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " §بَيْنَا أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسَانِ فِي الْبَيْتِ اسْتَأْذَنَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ كَانَتْ تُغَنِّي، فَلَمْ تَزَلْ بِهَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حَتَّى غَنَّتْ، فَلَمَّا غَنَّتِ، اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، أَلْقَتِ الْمُغَنِّيَةُ مَا كَانَ فِي يَدِهَا، وَخَرَجَتْ، وَاسْتَأْخَرَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنْ مَجْلِسِهَا، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَحِكَ، فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي مِمَّ تَضْحَكُ؟ فَأَخْبَرَهُ مَا صَنَعَتِ الْقَيْنَةُ , وَعَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَأَمَّا وَاللهِ لَا، اللهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ أَنْ يُخْشَى يَا عَائِشَةُ "

_ إسناده حسن

ذكر سنة صلاة الكسوف بمكة والاستسقاء

§ذِكْرُ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَهْلُ مَكَّةَ يَلْعَبُونَ بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ ثُمَّ تَرَكُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ

1741 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَدِمَ مَكَّةَ، فَرَأَى §الْكُرَّكَ يُلْعَبُ بِهِ، فَقَالَ: " لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَرَّكَ مَا أَقْرَرْتُكَ " وَقَالَ الْمَكِّيُّونَ: هُوَ لَعِبٌ قَدِيمٌ كَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَلْعَبُونَ بِهِ، وَلَمْ يَزَلْ حَتَّى كَانَتْ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْعَائِذِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: كَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَلْعَبُونَ بِهِ فِي كُلِّ عِيدٍ، وَكَانَ لِكُلِّ حَارَةٍ مِنْ حَارَاتِ مَكَّةَ كُرَّكٌ يُعْرَفُ بِهِمْ، يُجْمَعُونَ لَهُ، وَيَلْعَبُونَ فِي حَارَةٍ، وَيَذْهَبُ النَّاسُ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فِي تِلْكَ الْمَوَاضِعِ إِلَى الثَّنِيَّةِ وَإِلَى قُعَيْقِعَانَ وَإِلَى أَجْيَادِينَ وَإِلَى فَاضِحَ وَإِلَى الْمَعْلَاةِ وَإِلَى الْمَسْفَلَةِ، فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ لِعْبِهِمْ يَلْعَبُونَ بِهِ فِي كُلِّ عِيدٍ، فَأَقَامُوا عَلَى ذَلِكَ، -[34]- ثُمَّ تَرَكُوهُ زَمَانًا طَوِيلًا لَا يَلْعَبُونَ بِهِ حَتَّى كَانَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ مِائَتَيْنِ، وَذَلِكَ مُنْصَرَفَ الْعَلَوِيِّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَكَّةَ وَوِلَايَةَ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيِّ، فَلَعِبُوا بِهِ فِي أَجْيَادٍ، ثُمَّ تَرَكُوهُ إِلَى الْيَوْمِ

_ إسناده ضعيف

1742 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَيْفَ تَرَكْتَ قُرَيْشًا وَالنَّاسَ بِمَكَّةَ؟ فَقَالَ: تَرَكْتُ فِتْيَانَ قُرَيْشٍ يَلْعَبُونَ بِالْكُرَّةِ بَيْنَ الصَّفَا , وَالْمَرْوَةِ، فَقَالَ: " وَاللهِ §لَوَدِدْتُ أَنَّ النَّفْسَ الَّتِي بَدَّلَ اللهُ عِنْدَ قَتْلِهَا قُرَيْشًا، وَنَحَرَ بِهَا قَدْ قُتِلَتْ " يَعْنِي نَفْسَهُ هَكَذَا فِي الْحَدِيثِ: بِالْكُرَّةِ، وَإِنَّمَا هُوَ: الْكُرَّكُ، وَأَظُنُّ أَهْلَ الْعِرَاقِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ لَمْ يَضْبِطُوهُ، فَقَالُوا: الْكُرَّةُ (1) 1743 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِنَحْوِهِ (2)

_ (1) إسناده ضعيف (2) إسناده حسن

§ذِكْرُ سُنَّةِ أَهْلِ مَكَّةَ عِنْدَ خَتْمِ الْقُرْآنِ وَالتَّلْبِيَةِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ إِذَا بَلَغُوا: {وَالضُّحَى} [الضحى: 1] حَتَّى يَخْتِمُوا الْقُرْآنَ

1744 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، قَالَ: ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، مَوْلَى بَنِي شَيْبَةَ قَالَ: " §قَرَأْتُ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسْطَنْطِينَ مَوْلَى بَنِي مَيْسَرَةَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: {وَالضُّحَى} [الضحى: 1] قَالَ: كَبِّرْ حَتَّى تَخْتِمَ، فَإِنِّي قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ الدَّارِيِّ مَوْلَى بَنِي عَلْقَمَةَ الْكِنَانِيِّينَ، فَأَمَرَنِي بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ أَبِي الْحَجَّاجِ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، -[36]- فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَه أُبِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ "

_ إسناده ضعيف

1746 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الزَّيَّاتُ، سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ مَوْلَى ابْنِ بَحْرٍ الْمَكِّيِّ قَالَ: ثنا ابْنُ خُنَيْسٍ، قَالَ: ثنا وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ، قَالَ: قِيلَ لِعَطَاءٍ: إِنَّ حُمَيْدَ بْنَ قَيْسٍ يَخْتِمُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ عَطَاءٌ: " §لَوْ عَلِمْتُ الْيَوْمَ الَّذِي يَخْتِمُ فِيهِ لَأَتَيْتُهُ حَتَّى أَحْضُرَ الْخَتْمَةَ " قَالَ وُهَيْبٌ: فَذَكَرْتُ لِحُمَيْدٍ قَوْلَ عَطَاءٍ، فَقَالَ: أَنَا آتِيهِ حَتَّى أَخْتِمَ عِنْدَهُ قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَطَاءٍ، فَقَالَ عَطَاءٌ: " لَا هَا اللهُ، إِذًا نَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نَمْشِيَ إِلَى الْقُرْآنِ " قَالَ: فَأَتَاهُ عَطَاءٌ، فَحَضَرَهُ، فَجَعَلَ حُمَيْدٌ يَقْرَأُ حَتَّى بَلَغَ آخِرَ الْقُرْآنِ يُكَبِّرُ كُلَّمَا خَتَمَ سُورَةً كَبَّرَ حَتَّى خَتَمَ، فَقَالَ لِي عَطَاءٌ: " مَا كَانَ الْقَوْمُ يَفْعَلُونَ هَذَا "، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَفَلَا تَنْهَهُ؟ قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ، أَنْهَى رَجُلًا يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ " حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، عَنِ ابْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ، يَقُولُ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: فَلَمَّا بَلَغَ حُمَيْدٌ {وَالضُّحَى} [الضحى: 1] كَبَّرَ كُلَّمَا خَتَمَ سُورَةً، فَقَالَ لِي عَطَاءٌ: إِنَّ هَذَا لَبِدْعَةٌ، -[37]- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ بِمَكَّةَ عَلَى هَذَا كُلَّمَا بَلَغُوا {وَالضُّحَى} [الضحى: 1] كَبَّرُوا حَتَّى يَخْتِمُوا، ثُمَّ تَرَكُوا ذَلِكَ زَمَانًا ثُمَّ عَاوَدُوهُ مُنْذُ قَرِيبٍ، ثُمَّ تَرَكُوهُ إِلَى الْيَوْمِ

_ إسناده لا بأس به

ذكر قول أهل مكة في المتعة

§ذِكْرُ دُخُولِ أَهْلِ الذِّمَّةِ الْحَرَمَ وَمَا يُكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ

1747 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ: " §لَأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، حَتَّى لَا أَتْرُكَ إِلَّا مُسْلِمًا " (1) 1748 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّهُ -[38]- سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ مِثْلَهُ (2)

_ (1) إسناده حسن (2) إسناده صحيح

1749 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الرَّبَعِيُّ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمِّهِ، مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ تَدْرُسَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَخْرِجُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، حَتَّى لَا يَبْقَى بِهَا إِلَّا مُسْلِمٌ " (1) 1750 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى الْفَرْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ جَابِرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ (2)

_ (1) إسناده ضعيف (2) إسناده حسن

1751 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ -[39]- مَيْمُونٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَخْرِجُوا يَهُودَ الْحِجَازِ " وَيُقَالُ: إِنَّمَا سُمِّيَ الْحِجَازَ؛ لِأَنَّهُ حَجَزَ بَيْنَ تِهَامَةَ وَنَجْدٍ قَالَ الْمُرِّيُّ يُرِيدُ بِذَلِكَ قُرَيْشًا: [البحر الطويل] أَلَا لَسْتُمْ مِنَّا وَلَا نَحْنُ مِنْكُمُ ... بَرِئْنَا إِلَيْكُمْ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ أَقَمْنَا عَلَى عِزِّ الْحِجَازِ وَأَنْتُمُ ... بِمُفْتَضِحِ الْبَطْحَاءِ بَيْنَ الْأَخَاشِبِ وَقَالَ الْكِلَابِيُّ يَذْكُرُ الْحِجَازَ: [البحر الوافر] أَزَرْنَا الْغَارِضِينَ بَنِي لُؤَيٍّ ... وَأَسْكَنَّا الْحِجَازَ بَنِي هِلَالِ وَقَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: [البحر الطويل] هُذَيْلٌ حَشَوْا قَلْبَ الْحِجَازِ وَإِنَّمَا ... حِجَازُ هُذَيْلٍ يَقْرَعُ النَّاسَ مِنْ عَلِ

_ إسناده حسن

1752 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّهُ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " أَنْ §لَا يَدْخُلَ الْحَرَمَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا مُشْرِكٌ أَبَدًا "

_ إسناده صحيح

1753 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟ ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ الْحَصَى، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟ قَالَ: ذَلِكَ يَوْمٌ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ وَجَعُهُ، فَقَالَ: " ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا "، فَتَنَازَعُوا، وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فَقَالُوا: مَا لَهُ اسْتَفْهِمُوهُ، أَهَجَرَ؟ قَالَ: " دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الَّذِي تَدْعُونِي إِلَيْهِ "، قَالَ: وَأَوْصَاهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ، فَقَالَ: " §أَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ، وَأَخْرِجُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ " قَالَ سُلَيْمَانُ: وَلَا أَدْرِي أَسَكَتَ سَعِيدٌ عَنِ الثَّالِثَةِ، أَوْ قَالَهَا فَنَسِيتُهَا، وَيُقَالُ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِلَادُ الْعَرَبِ الْجَزِيرَةَ؛ لِإِحَاطَةِ الْبِحَارِ وَالْأَنْهَارِ بِهَا -[41]- مِنْ أَقْطَارِهَا وَأَطْرَارِهَا، فَصَارُوا مِنْهَا فِي مِثْلِ الْجَزِيرَةِ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ

_ إسناده صحيح

1754 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " §لَا يَدْخُلُ مَكَّةَ مُشْرِكٌ بَعْدَ عَامِنَا هَذَا أَبَدًا، إِلَّا أَهْلَ الْعَهْدِ وَخَدَمَكُمْ "

_ إسناده ضعيف

1755 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: " إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ كَانَ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ وَهُوَ كَافِرٌ غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {§إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ، فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: 28] "

1756 - وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: " §الْحَرَمُ كُلُّهُ مَسْجِدٌ "، وَتَلَا: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ، فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: 28] فَقَالَ: " وَلَمْ يَعْنِ الْمَسْجِدَ قَطُّ، وَلَكِنْ يَعْنِي مَكَّةَ الْحَرَمَ " قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَثَبَتَ لَكَ أَنَّهُ الْحَرَمُ؟ قَالَ: " مَا أَشُكُّ "

_ إسناده حسن

1757 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: أَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَأَلْنَاهُ يَعْنِي الزُّهْرِيَّ عَنِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: " §لَيْسَ لِلْمُشْرِكِ أَنْ يَقْرَبَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، كَانَ وُلَاةُ الْأَمْرِ لَا يُرَخِّصُونَ لِلْمُشْرِكِ فِي دُخُولِ مَكَّةَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: 28] "

_ إسناده حسن

ذكر قول أهل مكة في السماع والغناء في الأعراس والختان وفي القراءة بالألحان، وفعلهم ذلك في الجاهلية والإسلام

1758 - وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْكَرْمَانِيُّ، قَالَ: ثنا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ، فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ} [التوبة: 28] قَالَ: " قَذَرٌ "

_ إسناده صحيح

1759 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: أَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: " أَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الْعَامِ الَّذِي نَبَذَ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى الْمُشْرِكِينَ: {§يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ، فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: 28] وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُوَافُونَ بِالتِّجَارَةِ، فَيَبْتَاعُ مِنْهُمُ الْمُسْلِمُونَ، فَلَمَّا حُرِّمَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ أَنْ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَجَدَ الْمُسْلِمُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قُطِعَ عَلَيْهِمْ مِنَ التِّجَارَاتِ الَّتِي كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُوَافُونَ بِهَا، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: 28] ثُمَّ أَحَلَّ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الْآيَةِ الَّتِي تَتْبَعُهَا الْجِزْيَةَ، وَلَمْ تَكُنْ تُوجَدُ قَبْلَ ذَلِكَ عِوَضًا لِمَا مَنَعَهُمْ مِنْ مُوَافَاةِ الْمُشْرِكِينَ بِالتِّجَارَةِ، فَقَالَ: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: 29] إِلَى قَوْلِهِ: {وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29] فَلَمَّا أَحَلَّ اللهُ تَعَالَى ذَلِكَ لِلْمُسْلِمِينَ، عَلِمُوا أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ عَاضَهُمْ أَفْضَلَ مِمَّا مَنَعَهُمْ مِنْ مُوَافَاةِ الْمُشْرِكِينَ بِالتِّجَارَةِ "

_ إسناده حسن

1760 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: أَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: قُلْنَا لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: §أَيَدْخُلُ الْمَجُوسُ الْحَرَمَ؟ قَالَ: " أَمَّا أَهْلُ ذِمَّتِنَا، فَنَعَمْ "

_ إسناده حسن

1761 - حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ " §يَهُودِيٍّ، أَنَّهُ أَتَى ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ لَهُ: افْتَحِ الْكَعْبَةَ، فَفَتَحَهَا، فَأَسْلَمَ "

_ إسناده حسن

1762 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْفَرَائِضِيُّ، قَالَ: ثنا الْحُنَيْنِيُّ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، لَا يَجْتَمِعُ دِينَانِ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ "

_ إسناده ضعيف

§ذِكْرُ الْمَوْضِعِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ مَكَّةَ

1763 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ سُلَيْمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ الزُّبَيْرُ: قَالَ يَحْيَى: وَحَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُحْرِزِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " §إِنَّ خُبَيْبَ بْنَ عَدِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صُلِبَ بِيَأْجَجَ، قَرْيَةِ الْجُذْمَانِ، بَيْنَ الصَّخَرَاتِ الَّتِي كَأَنَّهَا حَتَتٌ أَوْ خَبَبٌ، الَّتِي عَنْ يَسَارِكَ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَرَمَ " وَيَأْجَجُ مَوْضِعَانِ: أَحَدُهُمَا مِثْلُ الْقَرْيَةِ دُونَ التَّنْعِيمِ، يَكُونُ فِيهِ الْجُذْمَاءُ وَيَأْجَجُ الْآخَرُ هُوَ أَبْعَدُهُمَا وَهُوَ عَلَى طَرِيقِ مَرٍّ، قَدْ بُنِيَ هُنَالِكَ مَسْجِدٌ يُقَالُ لَهُ: مَسْجِدُ الشَّجَرَةِ، وَإِنَّمَا أَحْرَمَ النَّاسُ مِنْهُ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَسْجِدِ التَّنْعِيمِ مِيلَانِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، وَيُقَالُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِيهِ

_ إسناده ضعيف جدا

1764 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §زَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ " يَعْنِي الْمَسْجِدَ الَّذِي دُونَ يَأْجَجَ

_ إسناده ضعيف لانقطاعه

1765 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ الْحَارِثِ ابْنِ الْبَرْصَاءِ، قَالَ: §أُتِيَ بِخُبَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَبِيعَ بِمَكَّةَ، فَأَرَادُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ، فَقَالَ: " دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ "، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا "، فَكُنْتُ فِيهِمْ، فَمَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَبْقَى مِنْهُمْ أَحَدٌ

_ إسناده صحيح

1766 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §الَّذِي قَتَلَ خُبَيْبًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَبُو سِرْوَعَةَ، وَاسْمُهُ: عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ "

_ إسناده صحيح

§ذِكْرُ كَرَاهِيَةِ لُقَطَةِ الْحَرَمِ

1767 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَا: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: " §إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لُقَطِ الْحَاجِّ " وَقَالَ ابْنُ طَرِيفٍ: " عَنْ لُقَطَةِ الْحَاجِّ "

_ إسناده صحيح

1768 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ " كَانَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَرَأَى §دِينَارًا مُلْقًى قَالَ: فَذَهَبْتُ لِآخُذَهُ، فَضَرَبَ عَبْدُ اللهِ يَدِي، وَأَمَرَنِي بِتَرْكِهِ "

_ إسناده صحيح

1769 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ -[48]- بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَمُجَاهِدٌ يَطُوفَانِ بِالْبَيْتِ، فَمَرَّا بِحُقَّةٍ فِيهَا دُرَّةٌ، فَلَمْ يَعْرِضَا لَهَا، وَلَمْ يَأْخُذَانِهَا "

_ إسناده صحيح

1770 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ وَهُوَ مُلْصِقٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ: " §لَا يَأْخُذُ الضَّالَّةَ إِلَّا ضَالٌّ " وَقَالَ يَحْيَى: أَظُنُّهُ مِنْ ضَوَالِّ الْإِبِلِ

_ إسناده صحيح

§ذِكْرُ بَيْعِ الطَّعَامِ بِمَكَّةَ وَكَرَاهِيَتِهِ وَمَا جَاءَ فِيهِ مِنَ التَّشْدِيدِ وَتَفْسِيرُهُ

1771 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَمِّهِ، عُمَارَةَ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى -[49]- بْنُ بَاذَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِيَعْلَى: إِنَّ عِنْدَكَ مَالًا، فَأَعْطِنِيهِ نَشْتَرِي لَكَ بِهِ وَدَكًا إِذَا رَخُصَ الْوَدَكُ، وَطَعَامًا إِذَا رَخُصَ الطَّعَامُ قَالَ: وَتَفْعَلُ ذَلِكَ يَا ابْنَ بَاذَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §احْتِكَارُ الطَّعَامِ بِمَكَّةَ إِلْحَادٌ "

_ إسناده ضعيف

1772 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: ثنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللهِ تَعَالَى، وَبَرِئَ اللهُ مِنْهُ، وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرَصَةٍ ظَلَّ فِيهِمُ امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَائِعًا، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

_ إسناده ضعيف

1773 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، -[50]- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا جَاءَ يَطْلُبُ رَجُلًا فِي أَهْلِهِ، فَقَالُوا: خَرَجَ إِلَى السُّوقِ يَشْتَرِي، فَقَالَ لِأَهْلِهِ: أَوْ لِلْبَيْعِ؟ فَقَالَ أَهْلُهُ: وَلِلْبَيْعِ، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ فَأَخْبِرُوهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §احْتِكَارُ الطَّعَامِ بِمَكَّةَ إِلْحَادٌ "

_ إسناده ضعيف

1774 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ، وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ "

_ إسناده ضعيف

1775 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ، وَأَظُنُّهُ ابْنَ قِيرَاطٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §مَنْ بَاعَ الطَّعَامَ، نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ "

1776 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عِيَاضِ بْنِ عَمْرٍو الْقَارِيِّ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " يَا أَهْلَ مَكَّةَ، §لَا تَحْتَكِرُوا الطَّعَامَ بِمَكَّةَ، فَإِنَّ احْتِكَارَ الطَّعَامِ بِمَكَّةَ إِلْحَادٌ "

_ إسناده حسن

ذكر ما كان عليه أهل مكة يلعبون به في الجاهلية والإسلام ثم تركوه بعد ذلك

1777 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ الْوَلِيدَ بْنَ أَبِي الْوَلِيدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " §يَنْهَى عَنِ الْحُكْرَةِ وَيُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنْهَا "

1778 - وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ §كَانَ يُعَظِّمُ ابْتِيَاعَ الطَّعَامِ بِمَكَّةَ، وَيَقُولُ: " هُوَ إِلْحَادٌ "

1779 - حَدَّثَنَا ابنُ كَاسِبٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ أُنَيْسٌ لِعَطَاءٍ: لَوْ أَعْطَيْتَنَا دَرَاهِمَكَ، فَاشْتَرَيْنَا لَكَ كَمَا نَشْتَرِي لِأَنْفُسِنَا قَالَ: وَمَا تَشْتَرُونَ؟ قَالُوا: الطَّعَامَ إِذَا رَخُصَ، فَنُلْقِيهِ فِي الْبُيُوتِ، فَإِذَا غَلَا بِعْنَاهُ، فَقَالَ: " لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، أَفَأُسْمِعُكُمْ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {§وَمَنْ يَرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25] "

ذكر سنة أهل مكة عند ختم القرآن والتلبية عند القراءة إذا بلغوا: والضحى حتى يختموا القرآن

§ذِكْرُ جُدَّةَ وَالتَّحَفُّظِ بِهَا وَبِمَا فِيهَا، وَأَنَّهَا خِزَانَةُ مَكَّةَ

1780 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَكَّةُ رِبَاطٌ، وَجُدَّةُ جِهَادٌ "

1781 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَقُولُ: " إِنَّمَا §جُدَّةُ خِزَانَةُ مَكَّةَ، وَإِنَّمَا يُؤْتَى بِهِ إِلَى مَكَّةَ وَلَا يُخْرَجُ بِهِ مِنْهَا "

ذكر دخول أهل الذمة الحرم وما يكره من ذلك

1782 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: " §مَكَّةُ رِبَاطٌ، وَجُدَّةُ جِهَادٌ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ §فَضْلُ مَرَابِطِ جُدَّةَ عَلَى سَائِرِ الرِّبَاطِ كَفَضْلِ مَكَّةَ عَلَى سَائِرِ الْبُلْدَانِ "

1783 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: ثنا خَلِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: ثنا مُسْلِمُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ صَوِّ بْنِ فَخْرٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنَا فِي أَفْضَلِ الْمَجَالِسِ وَأَشْرَفِهَا، قَالَ: " وَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ §جُدَّةَ، الصَّلَاةُ فِيهَا بِسَبْعَ عَشْرَةَ أَلْفِ أَلْفِ صَلَاةٍ، وَالدِّرْهَمُ فِيهَا مِائَةُ أَلْفٍ، وَأَعْمَالُهَا بِقَدْرِ ذَلِكَ، يُغْفَرُ لِلنَّاظِرِ فِيهَا مَدَّ بَصَرِهِ " قَالَ: قُلْتُ: رَحِمَكَ اللهُ، مِمَّا يَلِي الْبَحْرَ؟ قَالَ: " مِمَّا يَلِي الْبَحْرَ "

1784 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، مِنْ بَنِي سَيَّارٍ، أَوْ مِنْ خُزَاعَةَ، قَالَ: وَالِدِي يُحَدِّثُنِي يَوْمَئِذٍ، أُرَاهُ ابْنَ مِائَةِ سَنَةٍ، قَالَ: " §مَرَّ بِي وَأَنَا بِعُسْفَانَ، أَوْ بِضَجْنَانَ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَلَى بَغْلٍ أَوْ بَغْلَةٍ، فَقَالَ: مَنْ يَدُلَّنِي عَلَى جُدَّةَ وَأَجْعَلْ لَهُ جُعْلًا؟ قَالَ السَّيَّارِيُّ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ شَابٌّ نَشِيطٌ، فَقُلْتُ: أَنَا أَدُلُّكَ، وَلَا أُرِيدُ مِنْكَ جُعْلًا قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى أَتَيْتُ سِرْوَعَةَ، فَدَخَلْتُ بِهِ فِي الْجِبَالِ حَتَّى جِئْتُ بِهِ ذَاتَ قَوْسٍ، فَأَشْرَفْتُ بِهِ عَلَى الْجِبَالِ، ثُمَّ أَشَرْتُ لَهُ إِلَى جُدَّةَ وَإِلَى قَرْيَتِهَا، فَقَالَ: حَسْبِي، إِنِّي رَجُلٌ أَقْرَأُ بِهَذِهِ الْكُتُبِ، وَإِنِّي لَأَجِدُ فِيمَا أَقْرَأُ مِنَ الْكُتُبِ أَنَّهُ سَتَكُونُ مَلْحَمَةٌ وَقَتْلٌ، تَبْلُغُ الدِّمَاءُ بِهَذَا الْمَكَانِ، ثُمَّ قَالَ: حَسْبِي وَانْصَرَفَ، وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ "

1785 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَلِيلُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ فَرُّوخَ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: فَقَدْنَا ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا، قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " مِنْ جُدَّةَ " قُلْنَا: " أَسْرَعْتَ الْكَرَّةَ " قَالَ: " إِنِّي §ذَهَبْتُ فِي يَوْمٍ، وَأَقَمْتُ يَوْمًا، وَجِئْتُ فِي يَوْمٍ، كَغَزْوَةٍ مِنْ بَعْدِ حَجَّةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سَبْعِ حَجَّاتٍ "

1786 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ قِنْدِيلٍ، قَالَ: جَاءَنَا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ بِجُدَّةَ، فَقَالَ: " إِنِّي رَجُلٌ أَقْرَأُ هَذِهِ الْكُتُبَ وَإِنِّي §لَأَجِدُ فِيمَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كُتُبِهِ: جُدَّةُ أَوْ جُدَيْدَةُ يَكُونُ بِهَا قَتْلٌ وَشُهَدَاءُ، لَا شُهَدَاءَ يَوْمَئِذٍ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَفْضَلُ مِنْهُمْ " وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: إِنَّ الْحَبَشَةَ جَاءَتْ جُدَّةَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ فِي مَصْدَرِهَا، فَوَقَعُوا بِأَهْلِ جُدَّةَ، فَخَرَجَ النَّاسُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى جُدَّةَ، وَأَمِيرُهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فَخَرَجَ النَّاسُ غُزَاةً فِي الْبَحْرِ، وَاسْتَعْمَلَ -[56]- عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيَّ وَجَدْتُ هَذَا فِي كِتَابٍ أَعْطَانِيهِ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ عَنْ أَشْيَاخِهِمْ يَذْكُرُ هَذَا

§ذِكْرُ تَفَجُّرِ مَكَّةَ بِالْأَنْهَارِ وَمَا يُكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ

1787 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا الْمُؤَمَّلُ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: ثنا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §إِذَا رَأَيْتَ مَكَّةَ قَدْ بُعِجَتْ كِظَامًا وَرَأَيْتَ الْبِنَاءَ قَدْ عَلَا عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ، فَاعْلَمْ أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ أَظَلَّكَ "

1788 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: ثنا الْمُؤَمَّلُ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ: عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ -[57]- عَنْهُمَا: " يَا مُجَاهِدُ §إِذَا رَأَيْتَ الْمَاءَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ وَرَأَيْتَ الْبِنَاءَ يَعْلُو أَخْشَبَيْهَا، فَخُذْ حِذْرَكَ "

1789 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §يُهْدَمُ الْبَيْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يُرْفَعُ الْحَجَرُ فِي الْهَدْمَةِ الثَّالِثَةِ "

1790 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا الْمُؤَمَّلُ، قَالَ: أَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: ثنا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِزِمَامِ رَاحِلَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَقُودُ بِهِ إِلَى الْبَيْتِ، فَقَالَ لِي: " §كَيْفَ أَنْتَ يَا عَطَاءُ إِذَا هُدِمَ الْبَيْتُ حَتَّى لَا يُتْرَكَ مِنْهُ حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: وَنَحْنُ عَلَى الْإِسْلَامِ قَالَ: وَنَحْنُ عَلَى الْإِسْلَامِ قَالَ: " ثُمَّ يُبْنَى كَأَحْسَنِ مَا كَانَ "

§ذِكْرُ مِنْبَرِ مَكَّةَ، وَأَوَّلِ مَنْ جَعَلَهُ، وَكَيْفَ كَانُوا يَخْطُبُونَ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُتَّخَذَ الْمِنْبَرُ، وَمَنْ خَطَبَ عَلَيْهِ

1791 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، قَالَ: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: " §مَا جَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِنْبَرٍ حَتَّى مَاتَ يَعْنِي يَوْمَ الْفِطْرِ وَإِنَّمَا كَانُوا يَخْطُبُونَ قِيَامًا لَا يَجْلِسُونَ " قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ مِنْبَرٌ إِلَّا مِنْبَرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَ مُعَاوِيَةُ أَوْ حَجَّ بِمِنْبَرٍ، فَلَمْ يَزَالُوا يَخْطُبُونَ عَلَى الْمَنَابِرِ بَعْدَهُ وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: أَوَّلُ مَنْ خَطَبَ عَلَى مِنْبَرٍ بِمَكَّةَ: مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، جَاءَ بِمِنْبَرٍ مِنَ الشَّامِ صَغِيرٍ عَلَى ثَلَاثِ دَرَجَاتٍ، وَإِنَّمَا كَانَ الْخُلَفَاءُ وَالْوُلَاةُ فِيهِ يَخْطُبُونَ قِيَامًا عَلَى أَرْجُلِهِمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَيْرَهُ فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ وَفِي الْحِجْرِ

1792 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: -[59]- ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ §أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْتُهُ قَائِمًا بَيْنَ الْبَيْتِ وَزَمْزَمَ أَيْ يَخْطُبُ "

1793 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ قَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ قَائِمًا، وَخَطَبَ فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَخَطَبَ خُطْبَةً، ذَكَرَهَا ثُمَّ قَالَ: " أَقُولُ قُولِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ "

ذكر الموضع الذي قتل فيه خبيب بن عدي رضي الله عنه من مكة

1794 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِنَادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَثِيرًا مَا يُنْشِدُ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ عَلَى الْمِنْبَرِ بِمَكَّةَ: " [البحر الطويل] §فَمَا بَرِحَتْ مِثْلُ الْمَهَاةِ وَسَابِحٍ ... وَحَظَّارَةٍ غَيْرَ السُّرَى مِنْ عِيَالِيَا فَهَذِي لِأَيَّامِ الْهِيَاجِ وَهَذِهِ ... لِلَهْوِي، وَهَذِي قُرِّبَتْ لِارْتِحَالِيَا " قَالَ الْحَسَنُ: يُرِيدُ بِقَوْلِهِ: الْمَهَاةِ: امْرَأَتَهُ، وَالسَّابِحُ: فَرَسُهُ، وَالْحَظَّارَةُ: نَاقَتُهُ

1795 - وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يَقُولُ: " كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يُصَلِّي الظُّهْرَ، ثُمَّ يَضَعُ الْمِنْبَرَ، فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ فِي الْعَشْرِ كُلِّهَا فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ وَالظُّهْرِ، فَيُعَلِّمُ النَّاسَ الْحَجَّ "

1796 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، قَالَ: " ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ، وَفِيهَا §اسْتَعْمَلَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيَّ، فَخَطَبَ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِ مَكَّةَ، فَلَمْ يَزَلْ وَالِيًا لِلْوَلِيدِ حَتَّى مَاتَ الْوَلِيدُ، وَوَلِيَ سُلَيْمَانُ، فَعَزَلَهُ عَنْ مَكَّةَ " قَالَ الْوَاقِدِيُّ فِي حَدِيثِهِ هَذَا: فَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيَّ يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ مَكَّةَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ: أَيُّهُمَا أَعْظَمُ، أَخَلِيفَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ أَمْ رَسُولُهُ إِلَيْهِمْ؟ وَاللهِ لَوْ لَمْ تَعَلَمُوا فَضْلَ الْخَلِيفَةِ، إِلَّا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ اسْتَسْقَاهُ، فَسَقَاهُ مِلْحًا أُجَاجًا، وَاسْتَسْقَاهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَسْقَاهُ عَذْبًا فُرَاتًا يَعْنِي اسْتَسْقَاهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَسَقَاهُ مِلْحًا أُجَاجًا يَعْنِي زَمْزَمَ وَيَعْنِي اسْتَسْقَاهُ الْخَلِيفَةُ فَسَقَاهُ بِئْرًا حَفَرَهَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بَيْنَ الثَّنِيَّتَيْنِ: ثَنِيَّةِ ذِي طُوًى وَثَنِيَّةِ الْحَجُونِ، فَكَانَ يُنْقَلُ مَاؤُهَا فَيُوضَعُ فِي حَوْضٍ مِنْ أَدَمٍ لِيُعْلَمَ فَضْلُهُ عَلَى زَمْزَمَ قَالَ: ثُمَّ غَارَتِ الْبِئْرُ، فَذَهَبَتْ وَلَا يُدْرَى أَيْنَ هِيَ إِلَى الْيَوْمِ

1797 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، قَالَ: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: " §رَأَيْتُ خَالِدَ بْنَ الْعَاصِ يَخْطُبُ قَائِمًا بِالْأَرْضِ، مُسْتَنِدًا إِلَى الْبَيْتِ، لَيْسَ بَيْنَ ذَلِكَ جُلُوسٌ لَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، خُطْبَةً وَاحِدَةً " قَالَ: " حَتَّى سَقِمَ خَالِدٌ بَعْدُ، فَكَانَ يَجْلِسُ عَلَى سُلَّمٍ؛ وَلِذَلِكَ كَانُوا يَخْطُبُونَ قِيَامًا بِالْأَرْضِ إِلَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِنْبَرِهِ قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ مِنْبَرُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِمَكَّةَ يَعْمُرُهُ الْوُلَاةُ، وَيُصْلِحُونَهُ حَتَّى حَجَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ فِي خِلَافَتِهِ وَمُوسَى بْنُ عِيسَى عَامِلٌ لَهُ عَلَى مِصْرَ، فَأَهْدَى لَهُ مِنْبَرًا عَظِيمًا عَلَى تِسْعِ دَرَجَاتٍ مَنْقُوشًا، فَكَانَ مِنْبَرَ مَكَّةَ، فَرَقِيَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْكَلْبِيُّ وَهُوَ أَمِيرُ مَكَّةَ لِهَارُونَ، فَمَالَ بِهِ الْمِنْبَرُ "

1798 - فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: " خَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ أَمِيرُ مَكَّةَ يُرِيدُ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا رَقِيَهُ وَلَمْ يَكُنْ نَصْبُهُ جُوِّدَ، مَالَ الْمِنْبَرُ بِهِ مِمَّا يَلِي الرُّكْنَ، فَتَلَقَّاهُ الْجُنْدُ وَالْحَرَسُ بِأَيْدِيهِمْ حَتَّى سَوَّوْهُ، وَخَطَبَ، وَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ خَبَّابٌ مَوْلَى الْهَاشِمِيِّينَ: [البحر الطويل] §-[62]- بَكَى الْمِنْبَرُ الْحَرَمِيُّ وَاسْتَبْكَتْ لَهُ ... مَنَابِرُ آفَاقِ الْبِلَادِ مِنَ الْحُزْنِ وَحَنَّ إِلَى الْأَخْيَارِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ ... وَمَلَّ مِنَ التَّيْمِيِّ وَاعْتَاذَ بِالرُّكْنِ فَأُخِذَ الْمِنْبَرُ الْقَدِيمُ، فَجُعِلَ بِعَرَفَةَ، حَتَّى أَرَادَ الْوَاثِقُ بِاللهِ الْحَجَّ، فَكَتَبَ: تُعْمَلُ لَهُ ثَلَاثَةُ مَنَابِرَ: مِنْبَرٌ بِمَكَّةَ، وَمِنْبَرٌ بِمِنًى، وَمِنْبَرٌ بِعَرَفَةَ، فَعُمِلَتْ تِلْكَ الْمَنَابِرُ، وَكُتِبَ عَلَى مِنْبَرِ مَكَّةَ فِي أَعْلَى الْمِنْبَرِ الَّذِي يَخْطُبُ عَلَيْهِ الْوَالِي الْيَوْمَ عِنْدَ الْمَكَانِ الَّذِي يَسْتَنِدُ فِيهِ الْإِمَامُ إِذَا جَلَسَ عَلَيْهِ كِتَابٌ، وَهُوَ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ: بِسْمِ اللهِ، أَمَرَ عَبْدُ اللهِ: هَارُونُ الْإِمَامُ الْوَاثِقُ بِاللهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّهُ اللهُ، عُمَرَ بْنَ فَرَجٍ الرُّخَّجِيَّ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِعَمَلِ هَذَا الْمِنْبَرِ مَقَامًا لِذِكْرِ اللهِ تَعَالَى، وَهُوَ مِنْبَرُ مَكَّةَ إِلَى الْيَوْمِ وَقَدْ كَانَ الْمُنْتَصِرُ بِاللهِ لَمَّا حَجَّ فِي خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللهِ، جُعِلَ لَهُ مِنْبَرٌ عَظِيمٌ، فَخَطَبَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ، ثُمَّ خَرَجَ وَخَلَّفَهُ بِهَا " وَيُقَالُ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ خَطَبَ عَلَى الْمِنْبَرَيْنِ: مِنْبَرِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَجُمِعَ لَهُ ذَلِكَ فِي الْوَلَايَةِ فِي خِلَافَةِ بَنِي هَاشِمٍ، جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، وَمِنْ بَعْدِهِ دَاوُدُ بْنُ عِيسَى، ثُمَّ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، فَقَالَ دَاوُدُ بْنُ سَلْمٍ -[63]- لِجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ حِينَ وَلِيَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ يَمْدَحُهُ وَيَذْكُرُ وِلَايَتَهُ الْمِنْبَرَيْنِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ: [البحر الطويل] صَفَا كَصَفَاءِ الْمُزْنِ فِي نَاقِعِ الثَّرَى ... مِنَ الرَّنْقِ حَتَّى مَاؤُهُ غَيْرُ أَكْدَرَا حَوَى الْمِنْبَرَيْنِ الطَّاهِرَيْنِ فَجَعْفَرٌ ... إِذَا مَا خَطَا عَنْ مِنْبَرٍ أَمَّ مِنْبَرَا

ذكر كراهية لقطة الحرم

§ذِكْرُ التَّكْبِيرِ يَوْمَ الصَّدْرِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

1799 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فِي اللَّفْظِ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالْعَشِيِّ يَوْمَ الصَّدْرِ وَأَنَا غُلَامٌ فِي الْمَسْجِدِ " §يُكَبِّرُ وَيَأْمُرُ مَنْ حَوْلَهُ " وَقَالَ سَعِيدٌ: وَيَأْمُرُ مَنْ مَعَهُ أَنْ يُكَبِّرُوا، فَلَا أَدْرِي أَتَأَوَّلَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 203] أَوْ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} [البقرة: 200] الْآيَةَ

1800 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: " وَأَقُولُ أَنَا: §يُكَبِّرُونَ، حَتَّى اللَّيْلِ " قَالَ: وَرَأَيْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ يُكَبِّرُ بِالْمُحَصَّبِ يَوْمَ الصَّدْرِ وَهُوَ أَمِيرُ الْحَاجِّ حَتَّى اللَّيْلِ

§ذِكْرُ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ كَانَ يُقَالُ لَهُمْ: أَهْلُ اللهِ

1801 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَتَّابَ بْنَ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ وَقَالَ: " هَلْ تَدْرِي إِلَى مَنْ أَبْعَثُكَ؟ أَبْعَثُكَ إِلَى أَهْلِ اللهِ، §فَانْهَهُمْ عَنْ شَرْطَيْنِ فِي بَيْعٍ، وَبَيْعٍ وَسَلَفٍ، وَرِبْحِ مَا لَمْ يُضْمَنْ، وَبَيْعِ مَا لَمْ يُقْبَضْ "

ذكر بيع الطعام بمكة وكراهيته وما جاء فيه من التشديد وتفسيره

1802 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، -[65]- عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ، قَالَ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسٍ مَوْلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَهْلًا أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " أَنْتَ رَسُولِي إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ قُلْ لَهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ وَيَأْمُرُكُمْ بِثَلَاثٍ: أَنْ §لَا تَحْلِفُوا بِغَيْرِ اللهِ، وَإِذَا تَخَلَّيْتُمْ فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَا تَسْتَنْجُوا بِعَظْمٍ وَلَا بِبَعْرٍ "، 1803 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَلِيًّا وَأَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ: أَقْرِئْهُمْ مِنِّي السَّلَامَ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ هَذَا عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اسْتَعْمَلَ عَتَّابَ بْنَ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى مَكَّةَ قَالَ: " هَلْ تَدْرِي عَلَى مَنْ أَسْتَعْمِلُكَ؟ اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى أَهْلِ اللهِ "، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ يَقُولُ ذَلِكَ

1804 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " §وَمَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَتَّابُ بْنُ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَامِلُهُ عَلَى مَكَّةَ "

1805 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 80] قَالَ: " عَتَّابُ بْنُ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "

1806 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الطَّائِيُّ، وَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ، فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى بْنِ بِنْتِ السُّدِّيِّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[67]- لَمَّا بَعَثَ عَتَّابَ بْنَ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى مَكَّةَ قَالَ لَهُ: " §إِذَا ذَهَبْتَ إِلَى مِنًى، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ "

1807 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: " §جَاءَ نَعْيُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ سُوِّيَ عَلَى عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ التُّرَابُ بِمَكَّةَ "

1808 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ شَبُّوَيْهِ قَالُوا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ شَاكٍ، فَقَالَ: إِنَّكَ اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا عُمَرَ، وَقَدْ كَانَ أَعْتَى عَلَيْنَا وَلَا سُلْطَانَ لَهُ، فَلَوْ قَدْ مَلَكَنَا كَانَ أَعْتَى وَأَعْتَى، فَكَيْفَ تَقُولُ لِلَّهِ إِذَا لَقِيتَهُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَجْلِسُونِي، فَأَجْلَسُوهُ، فَقَالَ: هَلْ تُفَرِّقُونِي إِلَّا بِاللهِ؟ قَالَ: فَإِنِّي أَقُولُ لَهُ إِذَا لَقِيتُهُ: §اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ " قَالَ مَعْمَرٌ: فَقُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: مَا قَوْلُهُ: خَيْرُ أَهْلِكَ؟ قَالَ يَقُولُ: خَيْرُ أَهْلِ مَكَّةَ

1809 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَوِ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَالصَّحِيحُ: ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: " كَانَ §أَهْلُ مَكَّةَ فِيمَا مَضَى يُلْقَوْنَ، فَيُقَالُ لَهُمْ: يَا أَهْلَ اللهِ "، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ وَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي آلِ اللهِ: نَحْنُ آلُ اللهِ فِي بَلَدِهِ لَمْ ... يَزَلْ ذَاكَ عَلَى عَهْدِ إِبْرَاهِيمَ

§ذِكْرُ فَضْلِ الْمَوْتِ بِمَكَّةَ

1810 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ طَارِقٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ قُبِرَ بِمَكَّةَ جَاءَ آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ قُبِرَ بِالْمَدِينَةِ كُنْتُ عَلَيْهِ شَهِيدًا، وَلَهُ شَافِعًا "

1811 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: -[69]- ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ مَاتَ فِي الْحَرَمَيْنِ حَرَمِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، بَعَثَهُ اللهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا " 1812 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ

ذكر جدة والتحفظ بها وبما فيها، وأنها خزانة مكة

1813 - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: ثنا عَمِّي، أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ الزَّنْجِيِّ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ مَاتَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ، حَشَرَهُ اللهُ تَعَالَى مِنَ الْآمِنِينَ "، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، وَإِنْ كَانَ كَافِرًا؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَ كَافِرًا، حَتَّى يَقْضِيَ اللهُ تَعَالَى بَيْنَ الْعِبَادِ

§ذِكْرُ مَحْشَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَشَفَاعَتِهِ لَهُمْ وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

1814 - حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَا: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، وَقَالَ عِصْمَةُ: قِرَاءَةً عَلَى ابْنِ نَافِعٍ، وَقَالَ سَلَمَةُ: ثنا ابْنُ نَافِعٍ، قَالَا جَمِيعًا عَنْ عَاصِمٍ الْعُمَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ آتِي أَهْلَ الْبَقِيعِ فَيُحْشَرُونَ مَعِي، ثُمَّ أَنْتَظِرُ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى أُحْشَرَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ "

1815 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: ثنا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، -[71]- مِنْ وَلَدِ سَالِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَلَا فَخْرَ، ثُمَّ تَنْشَقُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ تَنْشَقُّ عَنِ الْحَرَمَيْنِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، ثُمَّ أُبْعَثُ بَيْنَهُمَا هَكَذَا وَجَعَلَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى " 1816 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ نَافِعٍ، مَرَّةً أُخْرَى قَالَ: ثنا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ، وَلَمْ يَقُلْ: عَنْ أَبِيهِ

1817 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي تَيْمَاءَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §-[72]- أَوَّلُ مَنْ أَشْفَعُ لَهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَأَهْلُ مَكَّةَ، وَأَهْلُ الطَّائِفِ " وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ حِرْمِيُّ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ، وَقَالَ فِيهِ: إِنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: وَحَدِيثُ بِشْرٍ الصَّحِيحُ مِنْهَا

1818 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَبْدَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ: " إِنَّ §الْكَعْبَةَ تُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ تُزَفُّ زَفَّ الْعَرُوسِ، مُتَعَلِّقٌ بِهَا مَنْ حَجَّ إِلَيْهَا، فَتَقُولُ الصَّخْرَةُ: مَرْحَبًا بِالزَّائِرِ وَالْمَزُورِ "

§ذِكْرُ مَا خُصَّ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ دُونَ النَّاسِ كُلِّهِمْ

1819 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: " §لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ تَعَالَى إِلَّا وَعَلَيْهِ حَجَّةٌ وَعُمْرَةٌ وَاجِبَتَانِ، لَا بُدَّ مِنْهُمَا، مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، كَمَا قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَحَتَّى أَهْلُ بِوَادِينَا قَالَ: إِلَّا أَهْلَ مَكَّةَ قَالَ: عَلَيْهِمْ حَجَّةٌ، وَلَيْسَ عَلَيْهِمْ عُمْرَةٌ، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ أَهْلُ الْبَيْتِ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَبَلَغَنِي عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: " الْمُتْعَةُ لِلنَّاسِ إِلَّا لِأَهْلِ مَكَّةَ {§ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 196] "

ذكر تفجر مكة بالأنهار وما يكره من ذلك

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحُدِّثْتُ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §الْمُتْعَةُ لِلنَّاسِ إِلَّا لِأَهْلِ مَكَّةَ "

1820 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §لَا يَضُرُّكُمُ يَا أَهْلَ مَكَّةَ أَنْ لَا تَعْتَمِرُوا، فَإِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ فَاعِلِينَ، فَاجْعَلُوا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْحَرَمِ بَطْنَ وَادٍ "

1821 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " §لَيْسَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ عُمْرَةٌ " قَالَ سُفْيَانُ: وَلَمْ أَعْتَمِرْ مُنْذُ سَكَنْتُ بِهَذِهِ الْبِلَادِ

1822 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §الْعُمْرَةُ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَّا عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَإِنَّهَا لَيْسَتْ عَلَيْهِمْ عُمْرَةٌ إِلَّا أَنْ يَقْدَمَ أَحَدُهُمْ مِنْ أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ "

1823 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §لَمْ يَكُنْ يُعْطِي أَهْلَ مَكَّةَ عَطَاءً، وَلَمْ يَكُنْ يَضْرِبُ عَلَيْهِمْ بَعْثًا وَيَقُولُ: هُمْ طُلَقَاءُ "

ذكر منبر مكة، وأول من جعله، وكيف كانوا يخطبون بمكة قبل أن يتخذ المنبر، ومن خطب عليه

1824 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَنْتَ رَسُولِي إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ تَقْرَأَ عَلَيْهِمُ السَّلَامَ، وَتَأْمُرَهُمْ أَنْ لَا يَحْلِفُوا بِآبَائِهِمْ "

1825 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، -[75]- قَالَ: ثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: " §لَا يَدْخُلُ مَكَّةَ إِنْسَانٌ إِلَّا الْحَمَّالِينَ، أَوِ الْحَطَّابِينَ، وَأَصْحَابَ مَنَافِعِنَا، إِلَّا وَهُوَ مُحْرِمٌ "

1826 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللهِ تَعَالَى أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ لِحَاجَةٍ وَلَا لِغَيْرِهَا إِلَّا حَرَامًا؛ لِأَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَدْخُلْهَا قَطُّ إِلَّا حَرَامًا، إِلَّا عَامَ الْفَتْحِ مِنْ أَجْلِ الْقِتَالِ "

§ذِكْرُ حَدِّ الْبَطْحَاءِ وَالْأَبْطَحِ وَمَوْضِعِهِمَا مِنْ مَكَّةَ وَحَدُّ الْبَطْحَاءِ فِيمَا يُقَالُ وَاللهُ أَعْلَمُ: مَا بَيْنَ دَارِ ابْنِ بَرْمَكٍ إِلَى سُوقِ سَاعَةَ فَذَلِكَ يُقَالُ لَهُ: الْبَطْحَاءُ

1827 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَا: ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ -[77]- بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا فِي الْبَطْحَاءِ فِي عِصَابَةٍ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ إِذْ مَرَّتْ عَلَيْهِمْ سَحَابَةٌ، فَنَظَرُوا إِلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا اسْمُ هَذِهِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، هَذِهِ السَّحَابُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالْمُزْنُ؟ " قَالُوا: وَالْمُزْنُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالْعَنَانُ " ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بُعْدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟ " قَالُوا: وَاللهِ مَا نَدْرِي قَالَ: " فَإِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدٌ وَإِمَّا اثْنَانِ وَإِمَّا ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً، وَالسَّمَاءُ الثَّانِيَةُ فَوْقَهَا كَذَلِكَ " حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: " §فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلِهِ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ مَا بَيْنَ أَظْلَافِهِنَّ وَرُكَبِهِنَّ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ "

1828 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: " كَانَ §أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ مِنْ فِتْيَانِ قُرَيْشٍ الْمَعْدُودِينَ بِمَكَّةَ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: جِرْوُ الْبَطْحَاءِ " وَيُقَالُ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي شَيْءٍ: أَمَا وَاللهِ لَوْ كُنَّا عَلَى السَّوَاءِ بِمَكَّةَ لَعَلِمْتَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِذًا -[78]- أَكُونُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، مَنْزِلِي الْأَبْطَحُ، يَنْشَقُّ عَنِّي سَيْلُهُ، وَتَكُونُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، مَنْزِلُكَ أَجْيَادٌ، أَعْلَاهُ مَدَرَةٌ وَأَسْفَلَهُ عَذَرَةٌ وَقَدْ قَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو: أَشْبَهَ امْرُؤٌ بَعْضَ بَزِّهِ، فَكَانَتْ مَثَلًا قَالَ الْفَرَزْدَقُ التَّمِيمِيُّ يَذْكُرُ الْبَطْحَاءَ: [البحر الطويل] تَنَحَّ عَنِ الْبَطْحَاءِ إِنَّ قَدِيمَهَا ... لَنَا وَالْجِبَالُ الْبَاذِخَاتُ الْفَوَارِعُ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ أَيْضًا يَذْكُرُ الْبَطْحَاءَ: أَحَارِثُ دَارِي مَرَّتَيْنِ هَدَمْتَهَا ... وَأَنْتَ ابْنُ أُخْتٍ لَا تُخَافُ غَوَائِلُهْ وَأَنْتَ امْرُؤٌ بَطْحَاءُ مَكَّةَ لَمْ تَزَلْ ... بِهَا مِنْكُمُ مُعْطِي الْجَزِيلَ وَفَاعِلُهْ -[79]- وَقَالَ شَاعِرٌ يَذْكُرُ الْبَطْحَاءَ: [البحر الخفيف] أَوْحَشَتْ بَعْدَ أُنْسِهَا الْبَطْحَاءُ ... فَكُدَيٌّ فَمَا حَوَتْ فَكَدَاءُ فَثَبِيرٌ فَبَلْدَحٌ فَجِيَادَا ... نِ فَفَخٌّ فَمَفْجِرٌ فَحِرَاءُ وَقَالَ شَاعِرٌ أَيْضًا: [البحر الكامل] إِذَا عُدَّ بَطْحَا وَقُرَيْشٌ نَمَاؤُكُمْ ... إِلَى أَصْلِهَا الْفَرْعِ الزَّكِيِّ الْمَذْهَبُ

1829 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْبَطْحَاءِ " فَأَمَّا الْأَبْطَحُ، فَيُقَالُ: إِنَّهُ مَا بَيْنَ مَسْجِدِ الْحَرَسِ إِلَى حَائِطِ خُرْمَانَ فَذَلِكَ يُقَالُ لَهُ: الْأَبْطَحُ 1830 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: أنا الثَّقَفِيُّ

1831 - وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي عُمَرَ، يُحَدِّثُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَالثَّقَفِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَذْكُرُ، قَالَ: لَمَّا صَدَرَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ، وَقَالَ الثَّقَفِيُّ فِي حَدِيثِهِ: أَنَاخَ بِالْأَبْطَحِ، ثُمَّ كَوَّمَ كَوْمَةَ بَطْحَاءَ، وَأَلْقَى عَلَيْهَا صِنْفَةَ رِدَائِهِ، وَقَالَ: " §اللهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي، وَضَعُفَتْ قُوَّتِي، وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلَا مُفَرِّطٍ "، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي ذِي الْحِجَّةِ، فَمَا انْسَلَخَ الشَّهْرُ حَتَّى قُتِلَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

§ذِكْرُ النَّعْيِ بِمَكَّةَ وَأَوَّلُ مَنْ نُعِيَ بِهَا وَبُكِيَ عَلَيْهِ فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ

ذكر التكبير يوم الصدر في المسجد الحرام

1832 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ ابْنِ صَيَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: " §لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْتَجَّتْ مَكَّةُ بِصَوْتٍ قَالَ: فَسَمِعَ ذَلِكَ أَبُو قُحَافَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فَمَنْ وَلِيَ الْأَمْرَ بَعْدَهُ؟ قَالُوا: ابْنُكَ قَالَ: أَفَرَضِيَتْ -[81]- بِذَلِكَ بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ وَبَنُو الْمُغِيرَةِ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: فَإِنَّهُ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ قَالَ: فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ارْتَجَّتْ مَكَّةُ بِصَوْتٍ دُونَ ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: مَاتَ ابْنُكَ قَالَ: هَذَا خَبَرٌ جَلِيلٌ " قَالَ عَبْدُ الْجَبَّارِ فِي حَدِيثِهِ: وَالْأَوَّلُ أَجَلُّ مِنْهُ وَأَعْظَمُ

1833 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: " §لَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ مَكَّةَ، فَنَفَرُوا مِنْ ذَلِكَ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمْ، فَقَامَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ، فَوَعَظَهُمْ "

1834 - حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّافِعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّى بِنَا ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَوَجَمَ وُجُومًا طَوِيلًا بَعْدَ الصَّلَاةِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا قَالَ: وَقَدْ كَانَ أَتَاهُ نَعْيُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: " §لِلَّهِ دَرُّ ابْنِ هِنْدٍ، إِنْ كَانَ لَنُفَرِّقُهُ فَيَتَفَارَقُ لَنَا، وَمَا اللَّيْثُ الْحَرِبُ بِأَجْرَأَ مِنْهُ، وَإِنْ كُنَّا لَنُخَوِّفُهُ فَيَخَافُ، وَمَا ابْنُ لَيْلِهِ بِأَدْهَى مِنْهُ، كَانَ وَاللهِ كَمَا قَالَ بَطْحَاءٌ الْعُذْرِيُّ: [البحر المتقارب] -[82]- رَكُوبُ الْمَنَابِرِ وَثَّابُهَا ... مِعْنٌ بِخُطْبَتِهِ مُجْهِرُ يَثُوبُ إِلَيْهِ فُصُوصُ الْكَلَامِ ... إِذَا نَثَرَ الْخُطَبَ الْمُهْمِرُ كَانَ وَاللهِ كَمَا قَالَتْ أُمَيْمَةُ بِنْتُ رُقَيْقَةَ: [البحر الهزج] أَلَا أُبْكِيهِ أَلَا أُبْكِيهِ ... أَلَا كُلُّ الْفَتَى فِيهِ كَانَ وَاللهِ لَا يُتَخَوَّنُ لَهُ عَقْلٌ، وَلَا يُنْقَصُ لَهُ قُوَّةٌ، وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهُ بَقِيَ مَا بَقِيَ أَبُو قُبَيْسٍ " وَيُقَالُ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ جِهَارًا مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَأَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ

ذكر أن أهل مكة كان يقال لهم: أهل الله

1835 - فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّهُ قَالَ يَوْمَئِذٍ: أَتَصْنَعُونَ هَذَا وَأَنْتُمْ بِالْبَلَدِ الْحَرَامِ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §دَعْنَا يَا رَجُلُ، فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَضْحَكَ وَأَبْكَى "

1836 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَاجِشُونَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَإِذَا رَجُلٌ شَرِيفٌ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ مَاتَ، فَأُخْرِجَ سَرِيرُهُ، وَإِذَا الْغَرِيضُ، وَابْنُ سُرَيْجٍ قَدِ اكْتَنَفَا السَّرِيرَ، وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ: [البحر الرمل] §قَدْ لَعَمْرِي بِتُّ لِيَلِي ... كَأَخِي الدَّاءِ الْوَجِيعِ وَيَضْرِبُ بِكُمِّهِ السَّرِيرَ قَالَ: وَيَقُولُ الْآخَرُ: [البحر الرمل] قَدْ لَعَمْرِي بِتُّ لِيَلِيَ ... كَأَخِي الدَّاءِ الدَّفِينِ وَيَضْرِبُ بِكُمِّهِ السَّرِيرَ، قَالَ الْآخَرُ: كُلَّمَا أَبْصَرْتُ رَبْعًا ... خَالِيًا فَاضَتْ دُمُوعِي قَالَ الْآخَرُ: كُلَّمَا أَبْصَرْتُ رَبْعًا ... خَالِيًا فَاضَتْ دُمُوعِي وَالْآخَرُ يَقُولُ: خَالِيًا مِنْ سَيِّدٍ ... كَانَ لَنَا غَيْرَ مُضِيعِ وَالْآخَرُ يُجِيبُهُ يَقُولُ: خَالِيًا مِنْ سَيِّدٍ ... كَانَ لَنَا غَيْرَ مُهِينِ " -[84]- وَالْغَرِيضُ مَوْلَى الْعَبِلَاتِ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، وَابْنُ سُرَيْجٍ مَوْلَى الْمَخْزُومِيِّينَ، أَوْ لِغَيْرِهِمْ

§ذِكْرُ عَمَلِ أَهْلِ مَكَّةَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَاجْتِهَادِهِمْ فِيهَا لِفَضْلِهَا وَأَهْلُ مَكَّةَ فِيمَا مَضَى إِلَى الْيَوْمِ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، خَرَجَ عَامَّةُ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَصَلَّوْا، وَطَافُوا، وَأَحْيَوْا لَيْلَتَهُمْ حَتَّى الصَّبَاحَ بِالْقِرَاءَةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، حَتَّى يَخْتِمُوا الْقُرْآنَ كُلَّهُ، وَيُصَلُّوا، وَمَنْ صَلَّى مِنْهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مِائَةَ رَكْعَةٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِالْحَمْدُ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَأَخَذُوا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَشَرِبُوهُ، وَاغْتَسَلُوا بِهِ، وَخَبَّؤُوهُ عِنْدَهُمْ لِلْمَرْضَى، يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ الْبَرَكَةَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَيُرْوَى فِيهِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ

1837 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا كَانَتْ -[85]- لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: " أَلَا مُسْتَغْفِرٌ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ " أَلَا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ

1838 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَهُ عَنِ الْمُصْعَبِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " §يَنْزِلُ بِنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لِكُلِّ نَفْسٍ إِلَّا لِإِنْسَانٍ فِي قَلْبِهِ شَحْنَاءُ أَوْ مُشْرِكٍ بِاللهِ "

1839 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ عَمْرٍو الْجَنْبِيُّ، قَالَ: ثنا أَبِي عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، قَالَ: ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوٍ -[86]- مِنْ بَعْضِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ: " وَلَكِنْ §إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يَنْزِلُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ مِنَ الذُّنُوبِ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ " 1840 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: ثنا عَنْ مَنْصُورٍ

1841 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَيُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَا جَمِيعًا: عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §حَدَّثَنِي بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ قَالُوا: " مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ فِي حَدِيثِهِ: وَلَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ مِائَةَ رَكْعَةٍ، يَقْرَأُ فِيهَا أَلْفَ مَرَّةٍ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] فِي كُلِّ رَكْعَةٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُعْطِيَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِائَةً مِنَ الْمَلَائِكَةِ، ثَلَاثُونَ مِنْهُمْ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ، وَثَلَاثُونَ مِنْهُمْ يُؤَمِّنُونَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَثَلَاثُونَ مِنْهُمْ يَعْصِمُونَهُ مِنَ الْخَطَايَا، وَالْعَشَرَةُ الْبَاقِيَةُ يَكِيدُونَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ " وَقَالَ مُحَمَّدُ -[87]- بْنُ عَلِيٍّ فِي حَدِيثِهِ: " يَكِيدُونَ لَهُ مَنْ عَادَاهُ "

§ذِكْرُ عَدَدِ الْمَنَارَاتِ الَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ بِمَكَّةَ وَكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ لَا يُؤَذِّنُونَ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ، وَإِنَّمَا كَانَ الْآذَانُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحْدَهُ، فَكَانَ النَّاسُ تَفُوتُهُمْ الصَّلَاةُ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ فِي فِجَاجِ مَكَّةَ وَنَائِيًا عَنِ الْمَسْجِدِ، حَتَّى كَانَ فِي زَمَنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ، فَقَدِمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَالِكٍ أَوْ غَيْرُهُ مِنْ نُظَرَائِهِ مَكَّةَ، فَفَاتَتْهُ الصَّلَاةُ، وَلَمْ يَسْمَعِ الْآذَانَ، فَأَمَرَ أَنْ تُتَّخَذَ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ مَنَارَاتٌ تُشْرِفُ عَلَى فِجَاجِ مَكَّةَ وَشِعَابِهَا، يُؤَذَّنُ فِيهَا لِلصَّلَاةِ، وَأَجْرَى عَلَى الْمُؤَذِّنِينَ فِي ذَلِكَ أَرْزَاقًا فَلِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيِّ عَلَى جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ الْمُشْرِفِ عَلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مَنَارَةٌ عَلَى الْقَلَعَةِ بِعَيْنِهَا، وَمَنَارَةٌ أُخْرَى بِحِذَائِهَا مُشْرِفَةٌ عَلَى أَجْيَادٍ، وَمَنَارَةٌ إِلَى جَنْبِ الْمَنَارَةِ الَّتِي عَلَى الْقَلَعَةِ، وَأُخْرَى تَحْتَهَا، فَتِلْكَ أَرْبَعُ مَنَارَاتٍ وَلِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ أَيْضًا مَنَارَةٌ عَلَى جَبَلِ مَرَازِمَ الْمُشْرِفِ عَلَى شِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ وَجَبَلِ الْأَعْرَجِ ثُمَّ أَمَرَ بُغَا مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِي يُكَنَّى بِأَبِي مُوسَى بِمَنَارَةٍ عَلَى رَأْسِ الْفَلْقِ، فَبُنِيَتْ لَهُ وَلِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ مَنَارَةٌ تُشْرِفُ عَلَى الْمَجْزَرَةِ، وَلَهُ هُنَاكَ مَنَارَتَانِ عَلَى جَبَلِ تُفَّاحَةَ -[88]- وَلِعَبْدِ اللهِ مَنَارَةٌ عَلَى رَأْسِ الْأَحْمَرِ بَنَاهَا عَلَى مَوْضِعٍ مِنْهُ يُقَالُ لَهُ: الْكَبْشُ مُرْتَفِعٌ وَعَلَى جَبَلِ الْأَحْمَرِ مَنَارَةٌ لِبُغَا أَيْضًا وَلِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ مَنَارَةٌ عَلَى جَبَلِ خَلِيفَةَ بْنِ عُمَرَ الْبَكْرِيِّ، وَمَعَهَا مَنَارَةٌ لِبُغَا أَيْضًا وَلِعَبْدِ اللهِ عَلَى كَدَاءَ مَنَارَةٌ تُشْرِفُ عَلَى وَادِي مَكَّةَ وَلِبُغَا مَنَارَةٌ عَلَى جَبَلِ الْمَقْبَرَةِ وَلَهُ أَيْضًا مَنَارَةٌ عَلَى جَبَلِ الْحَزْوَرَةِ، وَلَهُ مَنَارَتَانِ عَلَى جَبَلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَعَلَى جَبَلِ الْأَنْصَابِ الَّذِي يَلِي أَجْيَادًا مَنَارَةٌ، وَلَهُ مَنَارَةٌ عَلَى ثَنِيَّةِ أُمِّ الْحَارِثِ تُشْرِفُ عَلَى الْحَصْحَاصِ وَلِبُغَا مَنَارَةٌ عَلَى جَبَلِ مَعْدَانَ مُشْرِفَةٌ عَلَى حَائِطِ خُرْمَانَ وَلَهُ أَيْضًا مَنَارَةٌ تُشْرِفُ عَلَى الْخَضْرَاءِ وَبِئْرِ مَيْمُونٍ وَلِبُغَا أَيْضًا مَنَارَةٌ بِمِنًى عِنْدَ مَسْجِدِ الْكَبْشِ فَكَانَتْ هَذِهِ الْمَنَارَاتُ عَلَيْهَا قَوْمٌ يُؤَذِّنُونَ فِيهَا لِلصَّلَوَاتِ وَتَجْرِي عَلَيْهِمُ الْأَرْزَاقُ فِي كُلِّ شَهْرٍ، ثُمَّ قُطِعَ ذَلِكَ عَنْهُمْ، فَتَرَكَ ذَلِكَ بَعْضُهُمْ، وَبَقِيَ مِنْهَا مَنَارَاتٌ يُؤَذَّنُ عَلَيْهَا يُجْرِي عَلَى مَنْ يُؤَذِّنِ فِيهَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهَاشِمِيُّ الْيَوْمَ

§ذِكْرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ بِمَكَّةَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ مِنْهُمْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، مَاتَتْ هِيَ وَأَبُو طَالِبٍ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، وَمَاتَ أَوْلَادُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذُّكُورُ كُلُّهُمْ رُضَّعًا بِمَكَّةَ، وَأُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فِيمَا يُقَالُ، وَاللهُ أَعْلَمُ، وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ

ذكر فضل الموت بمكة

1842 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: ثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ سَرْجِسَ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §أَخَفَّ النَّاسِ صَلَاةً عَلَى النَّاسِ، وَأَدْوَمَهُ عَلَى نَفْسِهِ " وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ مَاتَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِمَكَّةَ فِي دَارِ عَبْدِ اللهِ -[90]- بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ خَالِدٍ عَلَى الرَّدْمِ وَقَبْرُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي مَقْبَرَةِ حَائِطِ خُرْمَانَ، وَأَبُو قُحَافَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَعَتَّابُ بْنُ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَكَانَ عَامِلًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَكَّةَ، ثُمَّ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَتَّى مَاتَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِيَسِيرٍ

1843 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: " §جَاءَ نَعْيُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ سُوِّيَ عَلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَجَاءَ نَعْيُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ سَوِّيَ عَلَى عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَمَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ فِي زَمَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَشَهِدَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا "

1844 - فَحَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا ابْنُ جُعْشُمٍ، قَالَ: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، -[91]- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، يَقُولُ: " §رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لَمَّا فَرَغُوا مِنْ دَفْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ، وَقَامَ النَّاسُ عَنْهُ بِأَمْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَدَعَا لَهُ قَالَ: قُلْتُ: فَسَمِعْتَ مِنْ قَوْلِهِ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا " وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قُتِلَ بِمَكَّةَ وَدُفِنَ بِهَا وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مَاتَ بِالْجَبَلِ الْحَبَشِيِّ أَسْفَلَ مَكَّةَ، فَنُقِلَ إِلَى مَكَّةَ، فَدُفِنَ بِأَذَاخِرَ وَشَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَجَبِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَاتَ بِمَكَّةَ فِي قِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يُقَالُ: إِنَّهُ أَصَابَهُ حَجَرٌ مِنَ الْمَنْجَنِيقِ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُطِيعٍ قُتِلَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَدُفِنَ بِمَكَّةَ وَعُمَيْرُ بْنُ قَتَادَةَ اللَّيْثِيُّ أَبُو عُبَيْدِ بْنُ عُمَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

§ذِكْرُ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَهْلُ مَكَّةَ مِنَ الْقَوْلِ فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ مِمَّا لَمْ يُتَابِعْهُمْ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلَى الْيَوْمِ وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

ذكر محشر النبي صلى الله عليه وسلم بين أهل مكة والمدينة وشفاعته لهم وتفسير ذلك

1845 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: اجْتَمَعَ عِيدَانِ عَلَى عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، §فَأَخَّرَ الْخُرُوجَ حَتَّى تَعَالَى النَّهَارُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَخَطَبَ، فَأَطَالَ الْخُطْبَةَ، ثُمَّ نَزَلَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَلَمْ يُصَلِّ بِالنَّاسِ يَوْمَئِذٍ الْجُمُعَةَ، فَعَابَ ذَلِكَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: أَصَابَ السُّنَّةَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَاجْتَمَعَ عَلَى عَهْدِهِ عِيدَانِ، فَصَنَعَ هَكَذَا "

1846 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: تَكَلَّمَ طَاوُسٌ، فَقَالَ: " §الْخُلْعُ لَيْسَ بِطَلَاقٍ، إِنَّمَا هُوَ فِرَاقٌ "، فَأَنْكَرَ -[93]- ذَلِكَ عَلَيْهِ أَهْلُ مَكَّةَ، فَقَالُوا: إِنَّمَا هُوَ طَلَاقٌ، فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ: " لَمْ أَقَلْ هَذَا، إِنَّمَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا "

1847 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فِي اللَّفْظِ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّهْمِيُّ الْجُمُعَةَ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُجَاهِدٍ، فَقَالَ: " §وَهَلْ رَأَيْتَ عِيدًا قَطُّ إِلَّا فِي صَدْرِ النَّهَارِ "

1848 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، وَمُجَاهِدٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا: " §مَنْ فَاتَتْهُ الْخُطْبَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا، إِنَّمَا قُصِرَتِ الصَّلَاةُ مِنْ أَجْلِ الْخُطْبَةِ " وَبَعْضُ فُقَهَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ كَانَ يَقُولُ بِهَذَا، وَهُوَ عَلَيْهِ إِلَى الْيَوْمِ

1849 - حَدَّثَنِي جُنَيْدٌ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ الْمُسْتَمْلِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ -[94]- أَيُّوبَ، قَالَ: " §شَهِدْتُ مِنْ طَاوُسٍ ثَلَاثًا مِنَ الْعَظَائِمِ وَالْكَبَائِرِ يَعْنِي عَارِيَةَ الْفَرْجِ، وَالدِّرْهَمَ بِالدِّرْهَمَيْنِ، وَالْمُتْعَةَ "

ذكر ما خص به أهل مكة دون الناس كلهم

1850 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا، نَزَلَ عَلَى قَرَابَةٍ إِنْ كَانَ لَهُ بِهَا، وَإِلَّا نَزَلَ الصُّفَّةَ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ قَدْ تَخَرَّقَتْ عَنَّا هَذِهِ الْخُنُفُ، وَمَرَجَ بُطُونَنَا هَذَا التَّمْرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا كُنَّا بِمَكَّةَ إِنَّمَا جُلُّ طَعَامِنَا الْبَرِيرُ، ثُمَّ إِنَّا §قَدِمْنَا عَلَى إِخْوَانِنَا الْمَدِينَةَ، وَإِنَّمَا جُلُّ طَعَامِهِمُ التَّمْرُ، فَآسَوْنَا فِيهِ، وَإِنِّي لَوْ قَدِرْتُ لَكُمْ عَلَى الْخُبْزِ وَاللَّحْمِ لَأَطْعَمْتُكُمْ " -[95]- قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: الْبَرِيرُ: ثَمَرُ الْأَرَاكِ وَكَانَ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ مَكَّةَ فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ فِي الصَّرْفِ أَنْ لَا بَأْسَ بِهِ يَدًا بِيَدٍ أَقَلَّ أَوْ كَثُرَ

1851 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ لَيْسَ بَيْنَهُمَا فَضْلٌ، فَقُلْتُ: فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي لَقِيتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ الَّذِيَ تَقُولُهُ، شَيْئًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ وَجَدْتَهُ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ أَجِدْهُ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي، وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الرِّبَا فِي الدَّيْنِ " وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى " فِي النَّسِيئَةِ "

1852 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، قَالَ: عُدْنَا سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ -[96]- مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ: §أَرَجَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ الصَّرْفِ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: " عَهْدِي بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسِتٍّ وَثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَمَا رَجَعَ عَنْهُ "

1853 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " كَانَ الْمَسْجِدُ فِي زَمَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] يَرْتَجُّ بِآمِينَ وَكَانَ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ مَكَّةَ فِي بُيُوعِهِمْ أَنْ يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ اللَّبَنَ مِنْ لَبَنِ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْإِبِلِ الشَّهْرَ وَالشَّهْرَيْنِ "

1854 - فَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: أَنَا النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً، أَوْ سُئِلَ عَمَّا يَصْنَعُ أَهْلُ مَكَّةَ، §يَشْتَرُونَ اللَّبَنَ فِي الضُّرُوعِ الشَّهْرَ وَالشَّهْرَيْنِ، فَكَرِهَهُ، وَقَالَ: " لَا يَصْلُحُ "

§ذِكْرُ السِّقَايَا الَّتِي بِمَكَّةَ يُسْقَى فِيهَا الْمَاءُ وَيَشْرَبُ النَّاسُ مِنْهَا وَبِمَكَّةَ فِي فِجَاجِهَا وَشِعَابِهَا مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ إِلَى مِنًى وَنَوَاحِيهَا وَمَسْجِدِ التَّنْعِيمِ نَحْوٌ مِنْ مِائَةِ سِقَايَةٍ مِنْهَا لِأَبِي أَحْمَدَ الْمُوَفَّقِ بِاللهِ ثَلَاثُ سِقَايَا فِي ظَهْرِ جَبَلِ الْعَيْرَةِ وَمِنْهَا سِقَايَتَانِ لِابْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ وَمِنْهَا سِقَايَةٌ لِلْحَارِثِ بْنِ عِيسَى أَبِي غَانِمٍ وَمِنْهَا لِأَبِي سَهْلٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ سِقَايَتَانِ وَمِنْهَا سِقَايَةٌ لِلسُّلْطَانِ عِنْدَ مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ، وَأُخْرَى عِنْدَ مَسْجِدِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِالتَّنْعِيمِ، وَسَائِرُ ذَلِكَ لِلْغُرَبَاءِ، وَلِغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ

1855 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ -[98]- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ كَانَتْ §تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، أَفَيَنْفَعُهَا أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، وَعَلَيْكَ بِالْمَاءِ "

§ذِكْرُ مَنْ كَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَانًا وَكُتِبَ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَهُوَ مُقِيمٌ بِهَا وَلَمْ يَبْرَحْهَا

1856 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، وَأَمْلَى هَذَا الْحَدِيثَ عَلَيْنَا، وَقَالَ لَنَا: أَمْلَيْتُ عَلَيْكُمْ مِنْ نُسْخَةِ كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ أَبِيهِ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ سَلَمَةَ بْنِ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، قَالَ: قَالَ سَلَمَةُ: دَفَعَ إِلِيَّ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ هَذَا الْكِتَابَ، وَقَالَ: يَا بُنَيَّ هَذَا كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَوْصُوا بِهِ، فَلَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ، قَالَ لَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ: أَمْلَيْتُ عَلَيْكُمْ مِنْ -[99]- نُسْخَةِ كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، §مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إِلَى بُدَيْلٍ وَبِشْرٍ وَسَرَوَاتِ بَنِي عَمْرٍو، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي لَمْ أَثِمَّ بَالَكُمْ وَلَمْ أَضَعْ فِي جَنْبِكُمْ، وَإِنَّ أَكْرَمَ أَهْلِ تِهَامَةَ عَلَيَّ أَنْتُمْ، وَأَقْرَبَهُمْ رَحِمًا وَمَنْ تَبِعَكُمْ مِنَ الْمُطَيَّبِينَ، وَإِنِّي قَدْ أَخَذْتُ لِمَنْ هَجَرَ يَعْنِي: هَاجَرَ مِنْكُمْ مِثْلَ مَا أَخَذْتُ لِنَفْسِي، وَلَوْ هَجَرَ هَكَذَا أَمْلَى عَلَيْنَا، وَإِنَّمَا هِيَ: هَاجَرَ بِأَرْضِهِ غَيْرَ سَكَنٍ يُرِيدُ: سَاكِنَ مَكَّةَ إِلَّا مُعْتَمِرًا أَوْ حَاجًّا، وَإِنْ لَمْ أَضَعْ فِيكُمْ إِذَا سَلَّمْتُ وَإِنَّكُمْ غَيْرُ خَائِفِينَ مِنْ قِبَلِي وَلَا مُحْصَرِينَ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ وَابْنَا هَوْذَةَ، وَتَبِعَا يَعْنِي: وَبَايَعَا وَهَجَرَا يَعْنِي: وَهَاجَرَا عَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ مِنْ عِكْرِمَةَ، وَأَخَذَ لِمَنْ تَبِعَهُ مِنْكُمْ مِثْلَ مَا أَخَذَ لِنَفْسِهِ، وَإِنَّ بَعْضَنَا مِنْ بَعْضٍ أَبَدًا فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ، وَإِنَّنِي وَاللهِ مَا كَذَبْتُكُمْ، وَلْيُحَيِّيكُمْ رَبُّكُمْ "

§ذِكْرُ فَضْلِ الْمَعْلَاةِ عَلَى الْمَسْفَلَةِ بِمَكَّةَ

1857 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عُتْبَةَ اللهَبِيُّ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَمَّا حَدَّ الْمَشَاعِرَ بِالْمَعْلَاةِ: عَرَفَةَ , وَمِنًى , وَالْجِمَارَ , وَالصَّفَا , وَالْمَرْوَةَ , وَالْمَسْعَى , وَالرُّكْنَ , وَالْمَقَامَ , وَالْحِجْرَ، بَرَزَ إِلَى أَسْفَلِ مَكَّةَ، فَنَظَرَ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقَالَ: " لَيْسَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا هَاهُنَا حَاجَةٌ "، يَعْنِي مِنَ الْمَشَاعِرِ

ذكر حد البطحاء والأبطح وموضعهما من مكة وحد البطحاء فيما يقال والله أعلم: ما بين دار ابن برمك إلى سوق ساعة فذلك يقال له: البطحاء

§ذِكْرُ الْحَمَّامَاتِ بِمَكَّةَ وَعَدَدُهَا وَعَدَدُ الْحَمَّامَاتِ بِمَكَّةَ سِتَّةَ عَشَرَ حَمَّامًا كَانَ مِنْهَا حَمَّامٌ فِي دَارِ الْوَادِي، فَخَرِبَ وَذَهَبَ وَحَمَّامٌ أَسْفَلَ مِنْهُ إِلَى جَنْبِ زُقَاقِ الْخَيْبَرِيِّينَ شَارِعًا عَلَى الْوَادِي، وَحَمَّامُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى عِنْدَ دَارِ الْحَمَّامِ وَفِي شِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ حَمَّامَانِ: أَحَدُهُمَا لِابْنِ أَخِي أَبِي خُرَاسَانَ، وَحَمَّامُ ابْنِ عِمْرَانَ الْعَطَّارِ فِي زُقَاقِ جَنْدَرٍ وَحَمَّامُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ فِي دَارِ عَبَّاسٍ، قُبَالَةَ دَارِ السَّعْدِيِّينَ وَحَمَّامُ الْحُوَيْطِبِيِّينَ عِنْدَ دَارِهِمْ فِي زُقَاقٍ هُنَالِكَ وَحَمَّامُ مَعْمَرٍ الْحَرَسِيِّ عِنْدَ دَارِ السَّلْمَانِيِّ عِنْدَ سُوقِ الْفَاكِهَةِ وَحَمَّامُ ابْنِ حَنْظَلَةَ الْمَخْزُومِيِّ إِلَى جَنْبِهِ عِنْدَ دَارِ الطَّلْحِيِّينَ وَبِأَجْيَادٍ ثَلَاثَةُ حَمَّامَاتٍ: حَمَّامٌ عِنْدَ دَارِ شُرَكَاءَ، وَحَمَّامٌ عِنْدَ دَارِ دَانِقٍ، وَحَمَّامٌ عِنْدَ السَّوَّاقِينَ كَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَارُونَ وَحَمَّامُ الْحَنْطِيِّ فِي زُقَاقِ التَّمَارِينَ وَحَمَّامُ أَبِي يَحْيَى الْمَرْوَزِيِّ شَارِعٌ عَلَى فُوَّهَةِ رَدْمِ بَنِي جُمَحٍ وَحَمَّامٌ فِي سُوقِ الدَّجَاجِ عِنْدَ أَصْحَابِ النَّوْرَةِ -[101]- وَيُقَالُ: فِي دَارِ ابْنِ دَاوُدَ الَّتِي عَلَى الصَّفَا حَمَّامٌ

1858 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَازُ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اتَّقُوا بَيْتًا يُقَالُ لَهُ: الْحَمَّامُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يُنَقِّي الْوَسَخَ وَالْأَذَى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِذَا دَخَلَهُ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ "

§ذِكْرُ حَدِّ مَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

1859 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: مَنْ لَهُ الْمُتْعَةُ؟ قَالَ: قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 196]-[102]- قَالَ: أَمَّا الْقُرَى الْحَاضِرَةُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ الَّتِي لَا يَتَمَتَّعُ أَهْلُهَا، فَالْمَطْبَنَةُ بِمَكَّةَ الْمُطِلَّةُ عَلَيْهَا نَخْلَتَانِ، وَمَرُّ الظَّهْرَانِ، وَعَرَفَةُ وَضَجْنَانُ، وَالرَّجِيعُ قَالَ: فَأَمَّا الْأُخْرَى الَّتِي لَيْسَتْ بِحَاضِرَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّتِي يَتَمَتَّعُ أَهْلُهَا إِنْ شَاءُوا، فَالسَّفَرُ، وَ§السَّفَرُ مَا تُقْصَرُ فِيهِ الصَّلَاةُ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " السَّفَرُ مَا تُقْصَرُ فِيهِ الصَّلَاةُ "

قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §تُقْصَرُ الصَّلَاةُ إِلَى الطَّائِفِ وَعُسْفَانَ " 1860 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ، فِي قَوْلِهِ ذَلِكَ وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَنْ كَانَ عَلَى يَوْمٍ أَوْ نَحْوِهِ فَهُوَ كَأَهْلِ مَكَّةَ

ذكر النعي بمكة وأول من نعي بها وبكي عليه في قديم الزمان

§ذِكْرُ سُيُولِ مَكَّةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَيُقَالُ وَاللهُ أَعْلَمُ: إِنَّ وَادِيَ مَكَّةَ سَالَ سَيْلًا عَظِيمًا فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ وَذَلِكَ فِي زَمَنِ خُزَاعَةَ، وَإِنَّ ذَلِكَ السَّيْلَ هَجَمَ عَلَى مَكَّةَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَأَحَاطَ بِالْكَعْبَةِ، وَرَمَى بِشَجَرِ الْوَادِي أَسْفَلَ مَكَّةَ، وَجَاءَ بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، فَعُرِفَتِ الْمَرْأَةُ، وَذَكَرُوا أَنَّهَا امْرَأَةٌ كَانَتْ تَكُونُ بِأَعْلَى مَكَّةَ، يُقَالُ لَهَا: فَأْرَةُ، وَلَمْ يُعْرَفِ الرَّجُلُ، فَسُمِّيَ ذَلِكَ السَّيْلُ سَيْلَ فَأْرَةَ، أَوْ أُمَّ فَأْرَةَ، وَكَانَتِ السُّيُولُ تَعْظُمُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي وَادِي مَكَّةَ

1861 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: " §جَاءَ سَيْلٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَسَا مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ " وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: كَانَ يُقَالُ لِوَادِي مَكَّةَ أَسْفَلَهَا وَأَعْلَاهَا: الْبَطْحَاءُ، وَالظَّوَاهِرُ بِوَادِي مَكَّةَ

1862 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: ثنا دَاوُدُ -[104]- بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §مَرَّ أَبُو جَهْلٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ يَا مُحَمَّدُ لَتَنْتَهِيَنَّ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ بِكَ قَالَ: فَانْتَهَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَغْلَظَ لَهُ قَالَ: بِمَ تُهَدِّدُنِي يَا مُحَمَّدُ؟ فَمَا فِي هَذَا الْوَادِي يَعْنِي وَادِي مَكَّةَ أَكْثَرُ نَادِيًا مِنِّي قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} [العلق: 18] وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: لَوْ نَادَى لَأَخَذَتْهُ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ مَكَانَهُ

§ذِكْرُ سُيُولِ وَادِي مَكَّةَ فِي الْإِسْلَامِ فَأَمَّا السُّيُولُ الَّتِي كَانَتْ فِي الْإِسْلَامِ: فَمِنْهَا السَّيْلُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: سَيْلُ أُمِّ نَهْشَلٍ كَانَ فِي إِمَارَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَقْبَلَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ -[105]- الْحَرَامَ، وَكَانَ طَرِيقُهُ بَيْنَ الدَّارَيْنِ، فَذَهَبَ ذَلِكَ السَّيْلُ بِأُمِّ نَهْشَلٍ بِنْتِ عُبَيْدَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، حَتَّى اسْتُخْرِجَتْ مِنْهُ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ، فَسُمِّيَ سَيْلَ أُمِّ نَهْشَلٍ، وَاقْتَلَعَ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، حَتَّى قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَكَّةَ، فَبَنَى الرَّدْمَ وَسَوَّاهُ وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ فِي ذِكْرِ الْمَقَامِ وَالرَّدْمُ مِنْ عِنْدِ دَارِ آلِ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ إِلَى دَارِ بَبَّةَ، بُنِيَ بِالضَّفَائِرِ وَالصَّخْرِ، فَلَمْ يَعْلُهُ سَيْلٌ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، وَقَدْ جَاءَتْ سُيُولٌ عَظِيمَةٌ وَكَانَ سَيْلُ الْجُحَافِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَفِيهَا وُلِدَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَاتَ فِي سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ

1863 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: ثنا هِلَالُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: " §دَخَلْتُ مَكَّةَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فَلَقِيَنِي زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَأَنَا -[106]- عِنْدَ الصَّفَا، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَمَا بَلَغَكَ مَا حَدَثَ أَمْسِ؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: دَفَنَّا ابْنَ جُرَيْجٍ أَمْسِ " صَبَّحَ الْحَاجَّ ذَلِكَ السَّيْلُ، فَذَهَبَ بِمَتَاعِهِمْ، وَجَحَفَهُمْ جَحْفًا، وَإِنَّمَا سُمِّيَ سَيْلَ الْجُحَافِ، أَنَّهُ جَاءَ السَّيْلُ وَهُمْ بِالْأَبْطَحِ، فَجَحَفَهُمْ وَأَهْلَكَهُمْ وَهُمْ غَارُّونَ قَدْ نَزَلُوا فِي الْوَادِي وَاضْطَرَبُوا الْأَبْنِيَةَ، وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمَطَرِ إِلَّا شَيْءٌ يَسِيرٌ، إِنَّمَا كَانَ رَشَاشًا، وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَأَحَاطَ بِالْكَعْبَةِ، وَهَدَمَ الدُّورَ الشَّوَارِعَ عَلَى الْوَادِي، وَمَاتَ فِي الْهَدْمِ خَلَقٌ كَثِيرٌ، وَفَرَّ النَّاسُ مِنْهُ فِي الْجِبَالِ وَالشِّعَابِ، وَخَرَجَ الْعَوَاتِقُ مِنَ الْخُدُورِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ فِي ذَلِكَ: لَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ ... أَكْثَرَ مَحْزُونًا وَأَبْكَى لِلْعَيْنِ إِذْ خَرَجَ الْمُخَبَّيَاتُ يَسْعَيْنِ ... سَوَانِدًا فِي الْجَبَلَيْنِ يَرْقَيْنِ وَكَانَ السَّيْلُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَتُرْوَى هَذِهِ الْأَبْيَاتُ لِأَبِي السَّنَابِلِ

1864 - فَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، قَالَ: " §نَظَرَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ -[107]- إِلَى أَعْرَابِيٍّ فِي سَيْلِ الْجُحَافِ وَهُوَ يَذْهَبُ بِهِ تَارَةً وَيَطْفُو بِهِ أُخْرَى، وَيَقُولُ: مَرَتْهُ الصَّبَا وَلَقَحَتْهُ الْجَبَائِبُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ: كُنْ مَنْ شِئْتَ فَأَشْهَدُ أَنَّكَ كَرِيمُ " وَقَالَ خَالِدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ: كُنْتُ تِلْكَ السَّنَةَ بِمَكَّةَ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا يَذْهَبُ بِهِ السَّيْلُ وَهُوَ يَقُولُ: لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، إِنْ كُنْتَ ابْتَلَيْتَ لَطَالَمَا عَافَيْتَ وَرَأَيْتُ امْرَأَةً وَمَعَهَا صَبِيٌّ وَالسَّيْلُ يَذْهَبُ بِهَا قَدْ رَفَعَتْهُ تُنَادِي: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا الصَّبِيَّ مِنِّي، حَتَّى عَلَاهَا الْمَاءُ وَعَلَا الصَّبِيَّ وَمِنْهَا: سَيْلُ أَبِي شَاكِرٍ فِي وِلَايَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ الدَّارِيُّ

ذكر عمل أهل مكة ليلة النصف من شعبان واجتهادهم فيها لفضلها وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان، خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد، فصلوا، وطافوا، وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام، حتى يختموا القرآن كله، ويصلوا

1865 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: ثنا قَاسِمٌ الرَّحَّالُ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَنَحْنُ فِي جَنَازَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ الدَّارِيِّ: " §-[108]- حَجَّ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةَ أَبُو شَاكِرٍ، فَقَالَ ابْنُ أُذَيْنَةَ اللَّيْثِيُّ يَذْكُرُ أَبَا شَاكِرٍ وَاسْمُهُ مَسْلَمَةُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ: [البحر المتقارب] أَتَيْنَا نَمُتُّ بِأَرْحَامِنَا ... وَجِئْنَا بِإِذْنِ أَبِي شَاكِرِ بِإِذْنِ الَّذِي سَارَ مَعْرُوفُهُ ... بِنَجْدٍ وَغَارَ مَعَ الْغَائِرِ إِلَى خَيْرِ خِنْدَفٍ ... فِي مُلْكِهِ لِبَادٍ مِنَ النَّاسِ أَوْ حَاضِرِ فَأُسْمِيَ هَذَا السَّيْلُ سَيْلَ أَبِي شَاكِرٍ " وَمِنْهَا السَّيْلُ اللَّيْبَرِيُّ فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْمَهْدِيُّ عَامَئِذٍ، وَكَانَ السَّيْلُ لِيَوْمَيْنِ بَقِيَا مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَكَانَ سَيْلٌ فِي زَمَنِ حَمَّادٍ الْبَرْبَرِيِّ عَظِيمٌ، أَخَذَ النَّاسَ مِنْهُ بِمَكَّةَ شِبْهُ الْخَبَلِ، فَسُمِّيَ الْمُخَبِّلَ وَأَصَابَ النَّاسَ فِي عَقِبِهِ مَرَضٌ فِي أَجْسَادِهِمْ وَأَلْسِنَتِهِمْ، وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ حَتَّى عَزَقَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ وَادِيَ مَكَّةَ عَامَئِذٍ، وَلَمْ يُعْزَقْ وَادِي مَكَّةَ إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَعَزَقَتْهُ -[109]- أُمُّ الْمُتَوَكِّلِ، وَكَانَ الْمُتَوَلِّي لِذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ، وَجَاءَ سَيْلٌ آخَرُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمَأْمُونِ، وَعَلَى مَكَّةَ يَوْمَئِذٍ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ خَلِيفَةً لِمُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْجُلُودِيِّ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَأَحَاطَ بِالْكَعْبَةِ حَتَّى رُفِعَ الْمَقَامُ مِنْ مَكَانِهِ لَمَّا خِيفَ عَلَيْهِ

1866 - حَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقُ بْنُ الْعَبَّاسِ رَحِمَهُ اللهُ " أَنَّ §ذَلِكَ السَّيْلَ، كَانَ عَظِيمًا مَلَأَ الْوَادِيَ، وَعَلَاهُ قِيدَ رُمْحٍ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: سَيْلُ ابْنِ حَنْظَلَةَ، وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ، وَدَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى مَكَّةَ مَقْبَلَهُ مِنَ الْيَمَنِ " وَجَاءَ سَيْلٌ آخَرُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ، وَعَلَى مَكَّةَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ فِي شَوَّالٍ، وَالنَّاسُ غَافِلُونَ، وَاجْتَمَعَ سَيْلُ سِدْرَةَ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ نَوَاحِي مِنًى، فَاقْتَحَمَ -[110]- الْمَسْجِدَ حَتَّى رُفِعَ الْمَقَامُ، وَذَهَبَ بِنَاسٍ كَثِيرٍ، وَوَافَى الْعُمَّارَ تِلْكَ السَّنَةَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَسَيْلُ مَكَّةَ يَأْتِي مِنْ مَوْضِعٍ يُدْعَى السِّدْرَةَ، سِدْرَةَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، عَلَى أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ عَلَى طَرِيقِ الذَّاهِبِ إِلَى الْعِرَاقِ، وَهُوَ مَثَلٌ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ فِي الْعِظَمِ، يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ إِذَا دَعَا عَلَيْهِ أَوْ سَبَّهُ: ذَهَبَ بِكَ سَيْلُ سِدْرَةَ قَالَ: فَكَتَبَ مُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ وَهُوَ عَلَى بَرِيدِ مَكَّةَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَأْمُونِ فِي ذَلِكَ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ مَا فِي الْمَسْجِدِ مِنَ الطِّينِ وَالتُّرَابِ، اجْتَمَعَ خَلْقٌ كَثِيرٌ، فَكَانُوا يَعْمَلُونَ بِأَيْدِيهِمْ، وَيَسْتَأْجِرُونَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ حَتَّى كَانَ النِّسَاءُ الْعَوَاتِقُ وَغَيْرُهُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ فِيمَا ذَكَرُوا فَيَنْقُلْنَ التُّرَابَ الْتِمَاسَ الْأَجْرِ، حَتَّى رُفِعَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَنُقِلَ مِنْهُ فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الْمَأْمُونَ، بَعَثَ بِمَالٍ عَظِيمٍ، وَأَمَرَ أَنْ يُعَمَّرَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، وَيُبْطَحَ، وَيُعْزَقَ وَادِي مَكَّةَ، فَعُزِقَ الْوَادِي، وَعُمِّرَ الْمَسْجِدُ وَبُطِحَ وَذَلِكَ كُلُّهُ عَلَى يَدَيْ مُبَارَكٍ الطَّبَرِيِّ وَيُقَالُ لِشِعَابِ مَكَّةَ أَيْضًا: وَادِي مَكَّةَ وَيُقَالُ لَهُ: أَعْلَى الْوَادِي

1867 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي -[111]- عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ كَلَدَةَ بْنَ الْحَنْبَلِ أَخْبَرَهُ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَعَثَهُ فِي الْفَتْحِ بِلِبَاءٍ وَجَدَايَةٍ وَضَغَابِيسَ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَعْلَى الْوَادِي، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَلَمْ أُسَلِّمْ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §ارْجِعْ فَقُلِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ " وَذَلِكَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ صَفْوَانُ قَالَ عَمْرٌو: وَأَخْبَرَنِي هَذَا الْخَبَرَ أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ، وَلَمْ يَقُلْ: أَخْبَرَنِي ابْنُ كَلَدَةَ وَجَاءَ سَيْلٌ فِي زَمَنِ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيِّ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَأَحَاطَ بِالْكَعْبَةِ، وَبَلَغَ قَرِيبًا مِنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، وَرَمَى بِالدُّورِ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ، وَذَهَبَ بِأَمْتِعَةِ النَّاسِ، وَخَرَّبَ مَنَازِلَهُمْ، وَمَلَأَ الْمَسْجِدَ غُثَاءُ السَّيْلِ وَتُرَابُهُ، حَتَّى جُرَّ مَا فِي الْمَسْجِدِ مِنَ التُّرَابِ بِالْعَجَلِ، وَتَوَلَّى ذَلِكَ مِنْ عِمَارَتِهِ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي مَكَّةَ

§ذِكْرُ الرُّدُومِ الَّتِي رُدِمَتْ بِمَكَّةَ وَالرُّدُومُ بِمَكَّةَ ثَلَاثَةُ رُدُومٍ أَحَدُهَا: الرَّدْمُ الْأَعْلَى الَّذِي عَمِلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ جَاءَ سَيْلُ أُمِّ نَهْشَلٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ رَدَمَهُ بِالصَّخْرِ وَسَوَّاهُ، فَلَمْ يَعْلُهُ سَيْلٌ، وَهُوَ مِنْ حَدِّ دَارِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ إِلَى دَارِ بَبَّةَ، وَيُقَالُ لِهَذَا الْمَوْضِعِ: رَدْمُ أَبِي عَبْدِ اللهِ

1868 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي جَنَازَةٍ، فَلَمَّا بَلَغْنَا الرَّدْمَ الْتَفَتَ عَبْدُ اللهِ، فَإِذَا §النِّسَاءُ مَعَ الْجِنَازَةِ، فَقَالَ: " أَرْجِعُوهُنَّ، فَإِنَّهَا مَا عَلِمْتُ فِتْنَةٌ لِلْحَيِّ وَأَذًى لِلْمَيِّتِ " وَمِنْهَا: رَدْمٌ عِنْدَ خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ عِنْدَ دَارِ حِرَابَةَ وَمِنْهَا: رَدْمُ بَنِي جُمَحٍ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: رَدْمُ بَنِي قُرَادٍ فَهَذِهِ الرُّدُومُ الَّتِي رُدِمَتْ بِمَكَّةَ وَيُقَالُ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ لَمَّا بَلَغَهُ سَيْلُ الْجُحَافِ، بَعَثَ بِمَالٍ عَظِيمٍ، وَكَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُفْيَانَ الْمَخْزُومِيِّ، وَيُقَالُ: بَلْ كَانَ عَامِلُهُ الْحَارِثَ بْنَ خَالِدٍ، فَعَمِلَ ضَفَائِرَ الدُّورِ الشَّارِعَةِ عَلَى الْوَادِي لِلنَّاسِ مِنَ الْمَالِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ، وَعَمِلَ رُدُومًا عَلَى أَفْوَاهِ السِّكَكِ، حَصَّنَ بِهَا دُورَ النَّاسِ مِنَ السُّيُولِ إِذَا جَاءَتْ، وَبَعَثَ مُهَنْدِسًا فِي ذَلِكَ عَمِلَ ضَفَائِرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَضَفَائِرَ الدُّورِ فِي جَنَبَتَيِ الْوَادِي، وَمِنْهَا مَا هُوَ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ -[114]- وَكَانَ مِنْ تِلْكَ الرُّدُومِ: الرَّدْمُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: رَدْمُ بَنِي جُمَحٍ، وَلَيْسَ لَهُمْ، وَلَكِنَّهُ لِبَنِي قُرَادٍ الْفِهْرِيِّينَ، فَغَلَبَ عَلَيْهِ رَدْمُ بَنِي جُمَحٍ لَقُرْبِهِ مِنْ رَبْعِهِمْ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الوافر] سَأَمْلِكُ عَبْرَةً وَأُفِيضُ أُخْرَى ... إِذَا جَاوَزْتُ رَبْعَ بَنِي قُرَادِ وَمِنْهَا رَدْمُ الْحِزَامِيَّةِ فِي أَوَّلِ خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ، وَكَانَ الصَّخْرُ يُنْقَلُ لِذَلِكَ عَلَى الْعَجَلِ وَحَفَرَ أَرْبَاضُ دُورَ النَّاسِ فَبَنَاهَا وَأَحْكَمَهَا مِنَ الْمَالِ الَّذِي بُعِثَ بِهِ، فَزَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ الْإِبِلَ وَالثِّيرَانَ كَانَتْ تَجُرُّ تِلْكَ الْعَجَلَ، حَتَّى لَرُبَّمَا أَنَّهُ أَنْفَقَ فِي الْمَسْكَنِ الصَّغِيرِ لِبَعْضِ النَّاسِ مِثْلَ ثَمَنِهِ مِرَارًا وَمَنْ تِلْكَ الضَّفَائِرِ مَا هُوَ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ بِحَالِهِ مِنْ دَارِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ إِلَى عِنْدِ رَدْمِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، هَلُمَّ جَرًّا إِلَى دَارِ ابْنِ الْحُوَارِ فَتِلْكَ الضَّفَائِرُ الَّتِي فِي أُصُولِ تِلْكَ الدُّورِ كُلُّهَا مِمَّا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَمِنْ رَدْمِ بَنِي جُمَحٍ مُنْحَدِرًا إِلَى الشِّقِّ الْأَيْسَرِ إِلَى أَسْفَلِ مَكَّةَ، وَأَشْيَاءُ بَيْنَ ذَلِكَ عَلَى حَالِهَا وَأَمَّا ضَفَائِرُ دَارِ رُوَيْسٍ الَّتِي بِأَسْفَلِ مَكَّةَ بِبَطْحِ نَحْرِ الْوَادِي، فَقَدِ اخْتَلَفَ الْمَكِّيُّونَ فِي ضَفَائِرِهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ مِنْ عَمَلِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا بَلْ مِنْ عَمَلِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ عِنْدَهُمْ أَنْ تَكُونَ مِنْ عَمَلِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

ذكر عدد المنارات التي على رءوس الجبال بمكة وكان أهل مكة فيما مضى من الزمان لا يؤذنون على رءوس الجبال، وإنما كان الآذان في المسجد الحرام وحده، فكان الناس تفوتهم الصلاة من كان منهم في فجاج مكة ونائيا عن المسجد، حتى كان في زمن أمير المؤمنين هارون، فقدم

§ذِكْرُ الْوَقُودِ بِمَكَّةَ لَيْلَةَ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ فِي فِجَاجِهَا وَطُرُقِهَا وَتَفْسِيرُهُ

1869 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، قَالَ: ثنا كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَصِيحُ فِي أَهْلِ مَكَّةَ وَيَقُولُ: " يَا أَهْلَ مَكَّةَ §أَوْقِدُوا لَيْلَةَ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ، فَأَضْوُوا فِجَاجَكُمْ لِحُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ، وَاحْرُسُوهُمْ لَيْلَةَ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ حَتَّى يُصْبِحُوا "

ذكر من مات من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم بمكة قديما وحديثا وتفسير ذلك منهم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ماتت هي وأبو طالب في سنة واحدة قبل الهجرة، ومات أولاد النبي صلى الله عليه وسلم الذكور كلهم رضعا بمكة، وأم هانئ بنت أبي طالب رضي

1870 - وَحَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مُزَاحِمِ بْنِ أَبِي مُزَاحِمٍ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ -[116]- الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَتَبَ مَعَهُ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: " إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَمَرَ أَهْلَ مَكَّةَ بِأَنْ §يُوقِدُوا لَيْلَةَ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ فِي فِجَاجِهِمْ وَيَحْرُسُوا حَاجَّ بَيْتِ اللهِ حَتَّى يُصْبِحُوا، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا، فَمُرْهُمْ بِذَلِكَ " قَالَ سَعِيدٌ: قَالَ أَبِي: فَأَمَرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَنْ يُوقِدُوا ثَلَاثًا، وَيَحْرُسُوا الْحَاجَّ، فَكَانَ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ بِمَكَّةَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ حَتَّى كَانَتْ وِلَايَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ عَلَى مَكَّةَ، فَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُوقِدُوا لَيْلَةَ هِلَالِ رَجَبٍ، فَيَحْرُسُوا عُمَّارَ أَهْلِ الْبَيْتِ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ فِي وِلَايَتِهِ، ثُمَّ تَرَكُوهُ بَعْدُ

§ذِكْرُ الْمُكَنَّيْنَ وَالْمُسَمَّيْنَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ بِاسْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنْيَتِهِ وَأَوَّلِ مَنْ سُمِّيَ مُحَمَّدًا وَيُقَالُ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سُمِّيَ مِنَ الْعَرَبِ مُحَمَّدًا وَأَحْمَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَكُنِ الْعَرَبُ يُسَمُّونَ بِهَذَيْنِ قَبْلَهُ، وَإِنَّمَا قِيلَ لِأُمِّهِ أَسْمِيهِ مُحَمَّدًا، فَإِنَّ اسْمَهُ فِي التَّوْرَاةِ أَحْمَدُ

1871 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِي أَرْبَعَةَ أَسْمَاءٍ: §أَنَا أَحْمَدُ، وَمُحَمَّدٌ، وَأَنَا الْعَاقِبُ، وَأَنَا الْحَاشِرُ "

1872 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّينِيُّ، قَالَ: ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيتُ مَا لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ " فَقُلْنَا: مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ، وَسُمِّيتُ أَحْمَدَ، وَجُعِلَ التُّرَابُ لِي طَهُورًا، وَجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ " صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ذكر ما كان عليه أهل مكة من القول في قديم الدهر مما لم يتابعهم عليه أحد إلى اليوم وتفسير ذلك

1873 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: " -[118]- كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ كَانَ §يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ "

1874 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا " أَنَّ §أَوَّلَ، مَنْ سُمِّيَ فِي الْإِسْلَامِ بِاسْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ، وُلِدَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَأَرْضَعَتْهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَأَرْضَعَتْ بِهِ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَكَانَا يَتَوَاصَلَانِ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَاتَا "

§ذِكْرُ مُلَحَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ وَطَرَائِفِهِمْ وَمَنْ كَانَ يَجِدُ فِي نَفْسِهِ مِنْهُمْ وَمِزَاحِهِمْ

1875 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا لَقِيَ أَبِي، فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ، فَرَأَيْتُ طَاوُسًا يَعْقِدُهُ بِيَدِهِ كَأَنَّهُ يَتَحَفَّظُهُ، فَقَالَ -[119]- أَبِي: إِنَّ لُقْمَانَ قَالَ: إِنَّ مِنَ الصَّمْتِ حِكَمًا، وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ قَالَ: " يَا أَبَا نَجِيحٍ §مَنْ تَكَلَّمَ وَاتَّقَى اللهَ خَيْرٌ مِمَّنْ صَمَتَ وَاتَّقَى اللهَ " زَادَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِي حَدِيثِهِ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: لَوْ كَانَ مِنْ طُولِكَ فِي قِصَرِي خَرَجَ مِنَّا رَجُلَانِ تَامَّانِ قَالَ: وَكَانَ هَذَا طَوِيلًا وَالْآخَرُ قَصِيرًا

1876 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، أَنَّهُ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ وَمَعَهُ كَلْبٌ قَالَ: " مَا اسْمُكَ؟ " قَالَ: وَثَّابٌ قَالَ: " §مَا اسْمُ كَلْبِكَ؟ " قَالَ: عَمْرٌو قَالَ: " وَاخِلَافَاهُ " 1877 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الرَّبَعِيُّ، مَوْلَى بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَسَمِعْتُهُ مِنْهُ

1878 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ، قِرَاءَةً وَعُرِضَ عَلَيْهِ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فِي اللَّفْظِ قَالَا: ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §اجْتَمَعَ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ، سَرْوِيٌّ، وَنَجْدِيٌّ، وَحِجَازِيٌّ، -[120]- وَشَامِيٌّ، فَقَالُوا: تَعَالَوْا نَتَنَاعَتِ الطَّعَامَ، قَالَ ابْنُ شَبِيبٍ: أَيُّهُ أَطْيَبُ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ الشَّامِيُّ: إِنَّ أَطْيَبَ الطَّعَامِ ثَرِيدَةٌ مُوَشَّعَةٌ زَيْتًا، تَأْخُذُ أَدْنَاهَا فَيَسْقُطُ عَلَيْكَ أَقْصَاهَا، تَسْمَعُ لَهَا وَقِيبًا فِي الْحَنْجَرَةِ كَتَقَحُّمِ بَنَاتِ الْمَخَاضِ، فَقَالَ ابْنُ شَبِيبٍ: فِي الْحَرْفِ قَالَ السَّرْوِيُّ: إِنَّ أَطْيَبَ الطَّعَامِ خُبْزُ بُرٍّ فِي يَوْمِ قَرٍّ، عَلَى جَمْرِ عُشَرٍ، مُوَشَّعٌ سَمْنًا وَعَسَلًا قَالَ الْحِجَازِيُّ: إِنَّ أَطْيَبَ الطَّعَامِ فُطْسٌ، بَإِهَالَةِ جُمْسٍ، يَغِيبُ فِيهَا الضِّرْسُ قَالَ النَّجْدِيُّ: أَطْيَبُ الطَّعَامِ بَكْرَةٌ سَمِينَةٌ، مُعْتَبِطَةٌ نَفْسَهَا، غَيْرُ ضَمِنَةٍ، فِي غَدَاةِ بَشْمَةٍ، بِشِفَارِ خَذِمَةٍ، فِي قُدُورِ خَطْمَةٍ قَالَ لَهُمُ الشَّامِيُّ: دَعُونِي أَنْعَتُ لَكُمُ الْأَكْلَ قَالُوا: نَعَمْ -[121]- قَالَ: إِذَا أَكَلْتَ فَابْرُكْ عَلَى رُكْبَتَيْكَ، وَافْتَحْ فَاكَ، وَامْرَحْ عَيْنَيْكَ، وَافْرُجْ أَصَابِعَكَ، وَأَعْظِمْ لُقْمَتَكَ، وَاحْتَسِبْ نَفْسَكَ " قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَطُّ، فَبَلَغَ قَوْلَ الشَّامِيِّ: وَاحْتَسِبْ نَفْسَكَ، إِلَّا ضَحِكَ مِنْهُ

1879 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: " كَانَ ابْنُ الرَّهِينِ الْعَبْدَرِيُّ §إِذَا مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ، سَأَلَ عَنْهَا، فَإِذَا قِيلَ لَهُ: مَوْلًى أَوْ مَوْلَاةٌ، قَالَ: " اللهُ يَذْهَبُ بِهِمْ إِذَا شَاءَ " فَإِذَا قِيلَ لَهُ: عَرَبِيٌّ، قَالَ: " هُنَاكَ تَكُونُ الْبَرْكُ "، فَإِذَا قِيلَ: قُرَشِيٌّ، قَالَ: " وَاقَوْمَاهُ "، أَوْ نَحْوَ هَذَا

1880 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا الْحُمَيْدِيُّ،: قَالَ ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ ابْنُ الرَّهِينِ: " §جَاءَنِي رَجُلٌ، فَقُلْتُ: أَنْتَ مِنْ بَلْهَمَ، أَوْ مِنْ بَلْهَمَ أَنْتَ؟ قَالَ: لَا قُلْتُ: فَاذْهَبْ إِذًا قَالَ: يَعْنِي بَلْهَمَ مِنْ قُرَيْشٍ، يَقُولُ: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58] يَقُولُ: إِنْ كُنْتَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَإِلَّا فَلَا تَفْخَرَنَّ

1881 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا " أَنَّ رَجُلًا، مِنْ وَلَدِ الْحَارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ كَانَ يَجِدُ فِي نَفْسِهِ وَجْدًا شَدِيدًا، وَكَانَ يَلْبَسُ ثَوْبَيْنِ إِزَارًا وَرِدَاءً فِي الشِّتَاءِ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا ابْنَ الرَّهِينِ أَلَا تَلْبَسُ ثَوْبًا يُدَفِّئُكَ؟ فَقَالَ: §أَنَا ابْنُ الرَّهِينِ، وَأَمْشِي الْخَوْزَلِيَّ، وَأَلْقَى بِالْأَطَارِيحِ، وَحَسَبِي يُدَفِّئُنِي " وَسَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيَّ أَنَّهُ بَلَغَهُ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ الرَّهِينِ لَوْ ذَهَبْتَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَدَخَلْتَ عَلَى الْخَلِيفَةِ فَأَجَازَكَ، قَالَ: أَخْشَى أَلَّا يَحْمِلَ الْجِسْرُ حَسَبِي

1882 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّيَ، يَقُولُ: كَانَ ابْنُ الرَّهِينِ يَذْهَبُ إِلَى ثَبِيرٍ، فَيَضَعُ ثِيَابَهُ عَلَى عَصَاهُ، ثُمَّ يَتَبَرَّزُ هُنَاكَ، فَإِذَا فَرَغَ، رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " يَا ثَبِيرُ §ذَهَبَ قَوْمٌ بَيْنَ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ، وَأَنْتَ قَائِمٌ عَلَى ذَنَبِكَ، وَاللهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكَ يَوْمٌ يَذَرُكَ اللهُ فِيهِ قَاعًا صَفْصَفًا لَا يُرَى فِيهِ عِوَجٌ وَلَا أَمْتٌ " 1883 - حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَزِيزُ بْنُ الْخَلَّالِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ الرَّهِينِ يَذْهَبُ إِلَى حِرَاءَ يَتَبَرَّزُ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ

1884 - وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: " §كَانَ ابْنُ أَبِي نُوَاسٍ يُضْحِكُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَيَقُولُ: لَيْتَ لِي أَبَا قُبَيْسٍ ذَهَبًا، وَيَقُولُ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: أَمُوتُ عَلَيْهِ "

ذكر السقايا التي بمكة يسقى فيها الماء ويشرب الناس منها وبمكة في فجاجها وشعابها من باب المسجد إلى منى ونواحيها ومسجد التنعيم نحو من مائة سقاية منها لأبي أحمد الموفق بالله ثلاث سقايا في ظهر جبل العيرة ومنها سقايتان لابن أبي الشوارب ومنها سقاية للحارث بن

1885 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّيَ، يَقُولُ: " دَخَلَ ابْنُ الرَّهِينِ دَارًا بِمَكَّةَ، إِمَّا لَهُمْ أَوْ لِغَيْرِهِمْ، فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: يَا مِهْرَانَةُ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الكامل] §أَيْنَ الَّذِينَ إِذَا غَضِبْتَ رَأَيْتَهُمْ ... مُتَعَمِّمِينَ سَبَائِبَ الْكِتَّانِ سَكَنُوا الْقُبُورَ وَخَلَّفُوا فِي دَارِهِمْ ... مِهْرَانَةً تَهْوِي إِلَى مِهْرَانَ "

1886 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الرَّهِينِ وَقَدْ تَابَعَ الْحَدِيثَ عَلَى جُلَسَائِهِ: " إِنَّمَا §أَنَا سَمَاءٌ يُرْعِدُ بِهَا رَاعِدٌ، وَيُبْرِقُ بِهَا بَارِقٌ، وَيُمْطِرُهَا مَاطِرٌ "

ذكر من كتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانا وكتب إليه من أهل مكة وهو مقيم بها ولم يبرحها

1887 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عُتْبَةَ -[124]- اللهَبِيُّ، قَالَ: " §إِنَّ سُدَيْفَ بْنَ مَيْمُونٍ مَوْلَى أَبِي لَهَبٍ جَاءَ إِلَى ابْنِ الرَّهِينِ، وَاسْمُهُ: النَّضْرُ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ ابْنَ الرَّهِينِ؛ لِأَنَّ قُرَيْشًا رَهَنَتْ جَدَّهُ النَّضْرَ، فَقَالَ لَهُ سُدَيْفٌ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَهِينَةِ قُرَيْشٍ قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ قَوْمِكَ، قَالَ: وَأَيُّ قَوْمِي أَنْتَ؟ قَالَ: سُدَيْفُ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: لَيْسَ مِنْ قَوْمِي مَيْمُونٌ "

1888 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: " §مَا سَمِعْتُ أَبِي مَزَحَ، قَطُّ إِلَّا مَرَّتَيْنِ، فَإِنَّهُ قَالَ وَنَحْنُ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ: يَا بَنِيَّ هَلْ رَأَيْتُمْ جَمَلًا عَلَى وَتَدٍ؟ قُلْنَا: لَا قَالَ: -[125]- أَمَا تَرَوْنَ الْجَمَلَ عَلَى الْجَبَلِ ? قَالَ اللهُ تَعَالَى {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [النبأ: 7] ثُمَّ تَبَسَّمَ، وَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَكَانَ لَهُ جَلِيسٌ يُكَنَّى أَبَا رَبَاحٍ، فَخَلَا بِهِ الْمَجْلِسُ مَعَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا رَبَاحٍ هَلْ لَكَ مِنْ وَلَدٍ؟ قَالَ: لَا قَالَ: فَإِنْ وُلِدَ لَكَ غُلَامٌ، فَسَمِّهِ عَطَاءً حَتَّى يَكُونَ ابْنُكَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ، ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ

ذكر فضل المعلاة على المسفلة بمكة

1889 - حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَمِّعٍ، قَالَ: ثنا صَالِحُ بْنُ الْوَجِيهِ، قَالَ: " §حَجَّ الْمَهْدِيُّ، فَإِذَا رَجُلٌ يَصِيحُ مِنْ خَارِجِ الْمَضْرِبِ، فَدَعَا بِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: أَبُو مَيَّاسٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي عَاشِقٌ لِابْنَةِ عَمِّي، وَلَيْسَ يُزَوِّجُنِيهَا قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: فَأَدْنِ إِلَيَّ رَأْسَكَ قَالَ: فَضَحِكَ الْمَهْدِيُّ وَأَدْنَى إِلَيْهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: إِنِّي هَجِينٌ، فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: فَلَا يَضُرُّكَ، هَؤُلَاءِ وَلَدُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَإِخْوَتُهُ أَكْثَرُهُمْ هُجُنٌ، وَبَعَثَ إِلَى عَمِّهِ، فَأَتَاهُ، فَإِذَا هُوَ أَشْبَهُ النَّاسِ بِأَبِي مَيَّاسٍ، كَأَنَّهُمَا بَاقِلَّاءُ فُلِقَتْ، فَقَالَ: مَا لَكَ لَا تُزَوِّجُ أَبَا مَيَّاسٍ، وَلَهُ هَذَا الظُّرْفُ وَاللِّسَانُ قَالَ: فَإِنَّهُ هَجِينٌ قَالَ: فَلَا يَضُرَّهُ ذَاكَ هَؤُلَاءِ أُخُوَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَلَدُهُ هُجُنٌ، قَدْ زَوَّجْتُهُ عَلَى عَشَرَةِ آلَافٍ، وَأَعْطَيْتُكَ عَشَرَةَ آلَافٍ لِمَا تَكْرَهُ فَخَرَجَ أَبُو مَيَّاسٍ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الكامل] ابْتَعْتُ ظَبْيَةً بِالْغَلَاءِ وَإِنَّمَا ... يُعْطِي الْغَلَاءَ بِمِثْلِهَا أَمْثَالِي وَتَرَكَتُ أَسْوَاقَ الْقِبَاحِ لِأَهْلِهَا ... إِنَّ الْقِبَاحَ وَإِنْ رَخُصْنَ غَوَالِي "

§ذِكْرُ قِيَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ يَعِظُ النَّاسَ فِي خُطْبَةٍ وَيُذَكِّرُهُمْ وَمَا حُفِظَ عَنْهُ فِي ذَلِكَ

ذكر الحمامات بمكة وعددها وعدد الحمامات بمكة ستة عشر حماما كان منها حمام في دار الوادي، فخرب وذهب وحمام أسفل منه إلى جنب زقاق الخيبريين شارعا على الوادي، وحمام علي بن عيسى عند دار الحمام وفي شعب ابن عامر حمامان: أحدهما لابن أخي أبي خراسان، وحمام ابن

1890 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَحُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: فَسَكَتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ قَالَ: " أَلَيْسَ ذَا الْحِجَّةِ؟ " قَالُوا: بَلَى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: " أَلَيْسَ الْبَلَدَ الْحَرَامَ؟ " قُلْنَا: بَلَى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: " أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأُرَاهُ قَالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، فَلَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ مَنْ يَبْلُغُهُ أَوْعَى مِنْ بَعْضِ مَنْ يَسْمَعُهُ " قَالَ: فَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا ذَكَرَهُ يَقُولُ: صَدَقَ -[127]- رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟

1891 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ السَّرَّاجُ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَغَيْرُهُمَا، قَالَا: ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: " §إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ، وَدِمَاءُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، وَأَوَّلُ دَمٍ أَضَعُ دَمَ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي سَعْدٍ، فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ، فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ تَعَالَى، وَإِنَّ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَلَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ، فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْتُمْ سَتُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ " قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُبُهَا إِلَى الْأَرْضِ: " اللهُمَّ اشْهَدْ اللهُمَّ اشْهَدْ اللهُمَّ اشْهَدْ "

1892 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: ثنا -[128]- هِلَالُ بْنُ عَامِرٍ الْمُزَنِيُّ، قَالَ: §سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ، " أَنَّهُ أَقْبَلَ مَعَ وَالِدِهِ يَوْمَ حِجَّةِ الْوَدَاعِ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ أَوْ عَلَى بَعِيرٍ يَوْمَ النَّحْرِ بِالضُّحَى قَالَ: فَانْتُزِعَتْ يَدِي مِنْ يَدِ أَبِي فَتَخَلَّلْتُ الرِّجَالَ، وَالنَّاسُ بَيْنَ قَائِمٍ وَقَاعِدٍ، فَأَضْرِبُ بِيَدَيَّ كِلْتَيْهِمَا عَلَى رُكْبَتَيَّ، فَأَخَذْتُ بِسَاقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَسَحْتُهَا حَتَّى أَدْخَلْتُ يَدِي بَيْنَ النَّعْلِ وَالْقَدَمِ قَالَ: فَإِنَّهُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنِّي أَجِدُ بَرْدَ قَدَمِهِ السَّاعَةَ عَلَى يَدِي "

ذكر حد من لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام

1893 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ أَبُو يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى نَاقَةٍ جَدْعَاءَ وَهُوَ يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمٍ آخَرَ: مَاذَا يَقُولُ؟ وَمَاذَا يُرِيدُ أَنْ يَقُولَ؟ فَقَالَ: " أَلَا تَسْمَعُونَ؟ §أَطِيعُوا رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا وُلَاةَ أَمَرِكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ "، قَالَ: فَقَالُوا لَهُ: ابْنُ كَمْ كُنْتَ حِينَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً

1894 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " إِنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَخْطُبُ النَّاسَ بِمِنًى "

1895 - وَحَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَا: " §خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ "

ذكر سيول مكة في الجاهلية ويقال والله أعلم: إن وادي مكة سال سيلا عظيما في أول الدهر وذلك في زمن خزاعة، وإن ذلك السيل هجم على مكة، فدخل المسجد الحرام، وأحاط بالكعبة، ورمى بشجر الوادي أسفل مكة، وجاء برجل وامرأة، فعرفت المرأة، وذكروا أنها امرأة كانت

1896 - وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ " §شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ "

1897 - وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، -[130]- قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ §رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ بِالْعَقَبَةِ " فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْأَوَّلِ

1898 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَاصِمِ بْنِ جَرِيرِيِّ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْكَوَّا الْبُخَارِيُّ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: ثنا الْمُعَلَّى بْنُ عُرْفَانَ ابْنُ أَخِي أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى، فَقَالَ: " §إِنَّ يَوْمَكُمْ يَوْمٌ حَرَامٌ وَشَهْرَكُمْ شَهْرٌ حَرَامٌ وَبَلَدَكُمْ بَلَدٌ حَرَامٌ، وَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ إِلَّا عَنْ تِجَارَةٍ أَوْ قِرَاضٍ "

ذكر سيول وادي مكة في الإسلام فأما السيول التي كانت في الإسلام: فمنها السيل الذي يقال له: سيل أم نهشل كان في إمارة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أقبل من أعلى مكة حتى دخل المسجد الحرام، وكان طريقه بين الدارين، فذهب ذلك السيل بأم نهشل بنت عبيدة بن سعيد

1899 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْخَثْعَمِيَّةُ، امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ لَيْلَةً بِمَكَّةَ، فَقَالَ: " اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ " يَقُولُهَا ثَلَاثًا، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَكَانَ أَوَّاهًا، فَقَالَ: -[131]- اللهُمَّ نَعَمْ، فَحَرَصْتَ وَجَهِدْتَ وَنَصَحْتَ فَاصْبِرْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَظْهَرُ الْإِسْلَامُ حَتَّى يَرُدَّ الْكُفْرَ إِلَى مَوَاطِنِهِ وَلَيَخُوضَنَّ رِجَالٌ الْبِحَارَ بِالْإِسْلَامِ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ فَيَقْرَءُونَهُ، وَيُقِيمُونَهُ، وَيَقُولُونَ: قَدْ قَرَأْنَا وَعَلِمْنَا، فَمَنْ هَذَا الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنَّا؟ فَمَا فِي أُولَئِكَ خَيْرٌ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أُولَئِكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ "

§ذِكْرُ خُطْبَةِ يَوْمِ سَابِعِ الثَّمَانِ بِمَكَّةَ لِتَعْلِيمِ الْحَاجِّ الْمَنَاسِكَ وَالسُّنَّةَ فِيهَا

1900 - حَدَّثَنِي أَبُو نَصْرِ بْنُ أَبِي عَرَابَةَ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " وَقَدْ كَانَ يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §قَامَ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ، فَعَلَّمَهُمْ مَنَاسِكَهُمْ، وَقَرَأَ بَرَاءَةٌ حَتَّى خَتَمَهَا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّفْرِ الْأَوَّلِ، قَامَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَامَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَرَأَ بَرَاءَةٌ حَتَّى خَتَمَهَا "

1901 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ -[132]- الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَارِثَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَثْرِبِيٍّ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَخْطُبُ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَيَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ عَلَى رَاحِلَتِهِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، وَالْغَدَ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ بِمِنًى بَعْدَ الظُّهْرِ " وَالنَّاسُ عَلَى هَذَا بِمَكَّةَ إِلَى الْيَوْمِ، يَخْطُبُ الْإِمَامُ سَابِعَ الثَّمَانِ فَيُعَلِّمُ النَّاسَ مَنَاسِكَهُمْ بَعْدَ الظُّهْرِ

1902 - وَحَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ، يَقُولُ: أَشْكَلَ عَلَى النَّاسِ الْهِلَالُ فِي أَوَّلِ حَجَّةٍ حَجَّهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مِنْ خِلَافَتِهِ، فَشَاوَرَ فِي ذَلِكَ أَقْوَامًا، فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُمْ بَيَانًا لِمَا يُرِيدُ، فَأَمَرَ، فَنُصِبَ الْمِنْبَرُ فِي يَوْمِ سَابِعٍ وَهُوَ قَبْلَ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ، فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ §اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ أَمْرَ الْأُمَمِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ يُدَبِّرُونَ الْأَوَانَ، وَيُقِيمُونَ الزَّمَانَ، فَيَصْرِفُونَ أَعْيَادَهُمْ أَنَّى شَاءُوا بِظَنٍّ وَحُسْبَانٍ، أَلَا وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَلَكَ عَلَيْكُمْ -[133]- أَمْرَكُمْ، فَجَعَلَ الْأَهِلَّةَ مَوَاقِيتَ النَّاسِ أَلَا وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخْفَى عَلَيْكُمْ هَذَا؛ لِيَبْتَلِيَكُمْ فَيَعْلَمَ أَيُّكُمُ الْمُتِّبِعُ مِنَ الْمُضَيِّعِ، أَلَا وَإِنِّي شَاوَرْتُ أَقْوَامًا، فَلَمْ أَجِدْ عِنْدَهُمْ شِفَاءً لِمَا فِي الصُّدُورِ، وَأَتَانِي الرَّكْبُ مِنْ كُلِّ وِجْهَةٍ يُخْبِرُونِي عَنْ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ قَبْلَ الْيَوْمِ الَّذِي يَأْتِي لَكُمْ، وَلَمْ أَجِدْ فِيهِمْ مَنْ أَثِقُ بِشَهَادَتِهِ عَنْ ثَبَاتِ مَعْرِفَتِهِ عِنْدِي، وَإِنَّمَا تَعَبَّدْنَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِإِجَازَةِ شَهَادَةِ الْمَعْرُوفِينَ وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ فِيهِمْ مِمَّنْ لَا أَعْرِفُ قَوْمٌ هُمْ أَوْثَقُ مِمَّنْ أَعْرِفُ، وَلَكِنَّ الْحَقَّ وَالسُّنَّةَ أَوْلَى أَنْ تُتَّبَعَ، أَلَا إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا، فَإِنْ أُصِبْ فَمِنَ اللهِ تَعَالَى وَإِنْ أُخْطِئْ فَمَبْلَغُ اجْتِهَادِي، وَاللهَ أَسْأَلُ التَّوْفِيقَ، وَأَنَا خَارِجٌ بِالنَّاسِ مِنْ غَدِ يَوْمِنَا هَذَا إِلَى مِنًى، وَهَذَا الْيَوْمُ الَّذِي يَزْعُمُ مَنْ سَبَقَنَا إِلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ أَنَّهُ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، وَأَقِفُ بِهِمْ مِنْ غَدِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ الَّذِي يَزْعُمُ مَنْ تَأَخَّرَ فِي الرُّؤْيَةِ أَنَّهُ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، ثُمَّ أُفِيضُ بِهِمْ إِلَى جَمْعٍ، ثُمَّ أُصْبِحُ بِهِمْ رَاجِعِينَ إِلَى عَرَفَاتٍ، فَأَقِفُ بِهِمْ وَقْفَةً أُخْرَى، وَأُؤَخِّرُ نُسُكَهُمْ، فَيُحِلُّونَ وَيَنْحَرُونَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يَزْعُمُ أُولَئِكَ أَنَّهُ يَوْمُ النَّفْرِ، فَإِنْ يَكُنِ الْقَوْلُ مَا قَالُوا لَمْ يَضُرَّهُمْ تَأْخِيرُ مَنَاسِكِهِمْ وَيَكُونُ مَا فَعَلْتُ زِيَادَةً فِي أَعْمَالِهِمْ، وَعَلَى اللهِ أَجْرُ الْعَامِلِينَ " قَالَ: فَوَقَفَ بِالنَّاسِ يَوْمَيْنِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

1903 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: " كَانَ §ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يُعَلِّمُ النَّاسَ الْمَنَاسِكَ " قَالَ: يَعْنِي يَوْمَ سَابِعٍ وَاللهُ أَعْلَمُ

§ذِكْرُ خُطْبَةِ أَبِي ذَرٍّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادَةَ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِمَكَّةَ وَقِيَامِهِ بِهَا

ذكر الردوم التي ردمت بمكة والردوم بمكة ثلاثة ردوم أحدها: الردم الأعلى الذي عمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جاء سيل أم نهشل الذي ذكرناه ردمه بالصخر وسواه، فلم يعله سيل، وهو من حد دار أبان بن عثمان إلى دار ببة، ويقال لهذا الموضع: ردم أبي عبد الله

1904 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ، ـ بِالْكُوفَةِ وَحْدِي ـ قَالَ: ثنا مُفَضَّلُ بْنُ صَالِحٍ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَنَشٍ الْكِنَانِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ آخِذًا بِبَابِ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِي، فَأَنَا مَنْ عَرَفْتُمْ، وَمَنْ أَنْكَرَنِي، فَأَنَا أَبُو ذَرٍّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَثَلُ §أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ " وَزَادَ غَيْرُهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمَّ إِلَى أَخٍ نَاصِحٍ شَفِيقٍ قَالَ: فَاكْتَنَفَهُ النَّاسُ، ثُمَّ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَرَادَ سَفَرًا، أَلَيْسَ كَانَ يَأْخُذُ مِنَ الزَّادِ مَا يُصْلِحُهُ؟ السَّفَرُ سَفَرُ الْآخِرَةِ، فَتَزَوَّدُوا مَا يُصْلِحُكُمْ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقَالَ: وَمَا الَّذِي يُصْلِحُنَا؟ قَالَ: احْجُجْ حَجَّةً لِعَظَائِمِ الْأُمُورِ، وَصُمْ يَوْمًا شَدِيدًا حَرُّهُ لِلنُّشُورِ، وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ لِظُلْمَةِ الْقُبُورِ، وَكَلِمَةُ خَيْرٍ تَقُولُهَا، وَكَلِمَةُ شَرٍّ تَسْكُتُ عَنْهَا، وَصَدَقَةٌ -[135]- مِنْكَ عَلَى مِسْكِينٍ لَعَلَّكَ تَنْجُو مِنْ يَوْمٍ عَسِيرٍ، اجْعَلِ الدُّنْيَا مَجْلِسَيْنِ: مَجْلِسًا فِي طَلَبِ الْحَلَالِ، وَمَجْلِسًا فِي طَلَبِ الْآخِرَةِ ثُمَّ الثَّالِثُ يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ، اجْعَلِ الْمَالَ دِرْهَمَيْنِ: دِرْهَمًا تُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِكَ، وَدِرْهَمًا تُقَدِّمُهُ لِآخِرَتِكَ ثُمَّ الثَّالِثُ يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ ثُمَّ قَالَ: أَوَّهْ قِيلَ لَهُ: مَا ذَاكَ؟ قَالَ: قَتَلَنِي طُولُ الْأَمَلِ، إِنَّمَا الدُّنْيَا سَاعَتَانِ: سَاعَةٌ مَاضِيَةٌ، وَسَاعَةٌ بَاقِيَةٌ، فَأَمَّا الْمَاضِيَةُ، فَذَهَبَتْ لَذَّتُهَا، وَأَمَّا الْبَاقِيَةُ فَهِيَ تَخْدَعُكَ حَتَّى يَقِلَّ صَبْرُكَ فِيهَا، تَأْخُذُ حَلَالَهَا وَحَرَامَهَا، فَإِنْ أَخَذْتَهَا بِحَلَالِهَا، فَأَنْتَ أَنْتَ، وَإِنْ أَخَذْتَهَا بِحَرَامِهَا فَمَا أَدْرِي مَا أَصِفُ مِنْ سُوءِ حَالِكَ، وَاللهُ وَلِيُّ نِعَمِكَ وَمَعْرُوفِكَ

§ذِكْرُ خُطْبَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الَّتِي كَانَ يَخْطُبُ بِهَا بِمَكَّةَ فِي النِّكَاحِ

ذكر الوقود بمكة ليلة هلال المحرم في فجاجها وطرقها وتفسيره

1905 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: كَانَتْ خُطْبَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الَّتِي يُزَوِّجُ بِهَا: " §الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اسْتُحْمِدَ بِفَضْلِهِ وَرَضِيَ الْحَمْدَ شُكْرًا مِنْ خَلْقِهِ، أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِينُهُ وَأُؤْمِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَحَلَّ -[136]- حَلَالًا رَضِيَهُ وَحَرَّمَ حَرَامًا سَخِطَهُ، فَأَمَرَ بِمَا أَحَلَّ وَوَسَّعَ فِيهِ وَنَهَى عَمَّا حَرَّمَ وَعَذَّبَ فِيهِ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32] "

§ذِكْرُ خُطْبَةِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِمَكَّةَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ

1906 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: ثنا أَبُو هَاشِمٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ دَأَبٍ، قَالَ: حَجَّ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بِالنَّاسِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ، فَخَطَبَ بِعَرَفَةَ، فَقَالَ: " أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ، فَقَدْ §وُلِّينَا هَذَا الْأَمْرَ الَّذِي يُضَاعِفُ اللهُ فِيهِ لِلْمُحْسِنِ الْأَجْرَ، وَعَلَى الْمُسِيءِ فِيهِ الْوِزْرَ، وَنَحْنُ عَلَى طَرِيقَةِ قَصْدِنَا، فَاقْبَلُوا الْعَافِيَةَ فِينَا مَا قَبِلْنَاهَا مِنْكُمْ، وَأَنَا أَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُعِينَ كُلًّا عَلَى كُلٍّ " قَالَ: فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: لَسْتُ بِهِ، وَلَمْ تَبْعُدْ قَالَ: " يَا أَخَاهُ، قَالَ: قَدْ أَسْمَعْتَ فَقُلْ، قَالَ: وَاللهِ لَأَنْ تُحْسِنُوا وَقَدْ أَسَأْنَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُسِيئُوا وَقَدْ أَحْسَنَّا، فَلَئِنْ -[137]- كَانَ الْإِحْسَانُ لَكُمْ دُونَنَا فَإِنَّكُمْ لَمَحْقُوقُونَ بِاسْتِتِمَامِهِ، وَلَئِنْ كَانَ لَنَا دُونَكُمْ إِنَّكُمْ لَمَحْقُوقُونَ بِمُكَافَأَتِنَا عَلَيْهِ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ يَمُتُّ إِلَيْكُمْ بِالْعُمُومَةِ، وَيَخْتَصُّكَ بِالْخُئُولَةِ، وَطْأَةُ زَمَانٍ، وَكَثْرَةُ عِيَالٍ، وَبِهِ فَقْرٌ، وَعِنْدَهُ شُكْرٌ " قَالَ: فَقَالَ عُتْبَةُ: " نَسْتَغْفَرُ اللهَ مِنْكُمْ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ فِيكُمْ، قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِغِنًى، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ إِسْرَاعَنَا إِلَيْكُمْ يَقُومُ بِإِبْطَائِنَا عَنْكُمْ " قَالَ: فَأَخَذَ مَا أَمَرَ لَهُ بِهِ، ثُمَّ وَقَفَ الْأَعْرَابِيُّ عَلَى الْمَوْقِفِ، فَسُمِعَ يَقُولُ: " اللهُمَّ لَا تَحْرِمْنِي خَيْرَ مَا عِنْدَكَ لِسُوءِ مَا عِنْدِي فَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَقْبَلْ تَعَبِي وَنَصَبِي، فَلَا تَحْرِمْنِي أَجْرَ الْمُصَابِ عَلَى مُصِيبَتِهِ، اللهُمَّ عَجَّتْ إِلَيْكَ الْأَصْوَاتُ بِضُرُوبِ الُّلغَاتِ يَسْأَلُونَكَ الْحَاجَاتِ، وَحَاجَتِي إِلَيْكَ أَنْ تَذْكُرَنِي عَلَى طُولِ الْبَلَاءِ إِذَا نَسِيَنِي أَهْلُ الدُّنْيَا " وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْيَمَانِيَّ يَذْكُرُ هَذِهِ الْخُطْبَةَ وَيَزِيدُ فِيهَا: فَلَا تَمُدُّوا الْأَعْنَاقَ إِلَى غَيْرِنَا، فَإِنَّهَا تُقْطَعُ، وَرُبَّ مُتَمَنٍّ حَتْفُهُ فِي أُمْنِيَّتِهِ، فَاقْبَلُوا الْعَافِيَةَ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ دَأَبٍ

ذكر المكنين والمسمين من أهل مكة باسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته وأول من سمي محمدا ويقال: إن أول من سمي من العرب محمدا وأحمد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن العرب يسمون بهذين قبله، وإنما قيل لأمه أسميه محمدا، فإن اسمه في التوراة أحمد

§ذِكْرُ خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ بِمَكَّةَ

1907 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُ: خَطَبَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ فِي بَعْضِ قَدَمَاتِهِ مَكَّةَ وَهُوَ وَالِي الْحَجِّ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: " يَا أَهْلَ مَكَّةَ §إِنَّا قَدْ أَرْمَلْنَا، وَلَكِنِّي -[138]- سَأَبْعَثُ إِلَيْكُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ، فَأَنْظِرُونَا "، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: لَا أَنْظَرَ اللهُ مَنْ أَنْظَرَكَ، وَلَا عَذَرَ مَنْ عَذَرَكَ، أَمِيرُ الْعِرَاقَيْنِ، وَابْنُ عَظِيمِ الْقَرْيَتَيْنِ، وَيَقُولُ: أَنْظِرُونِي قَالَ: فَقَالَ الْحَجَّاجُ: " صَدَقْتَ، لَا عَذَرَ اللهُ مَنْ عَذَرَنِي، وَلَا أَنْظَرَ مَنْ أَنْظَرَنِي " ثُمَّ نَزَلَ، فَتَسَلَّفَ مِنْ وُجُوهِ أَهْلِ الْعِرَاقِ مِمَّنْ وَافَى الْحَجَّ أَرْبَعِينَ مِنْهُمْ، فَجَمَعَ مَالًا، فَقَسَمَهُ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ

§ذِكْرُ خُطْبَةِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ حِينَ قَدِمَهَا

1908 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْمَكِّيُّ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: لَمَّا أَنْ حَجَّ بِالنَّاسِ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ أَوَّلَ سَنَةٍ اسْتُخْلِفَ أَبُو الْعَبَّاسِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، خَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " شُكْرًا شُكْرًا، §أَظَنَّ عَدُوُّ اللهِ يَعْنِي مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ، أُرْجِئَ لَهُ زَمَانُهُ حَتَّى عَثَرَ فِي فَضْلِ خِطَامِهِ، الْآنَ أَخَذَ الْقَوْسَ بَارِيهَا، وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ -[139]- مِنْ مَطْلَعِهَا، وَعَادَ السَّهْمُ إِلَى النَّزْعَةِ، وَصَارَ الْأَمْرُ إِلَى أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلِ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَعْدَلَةِ، إِنَّا وَاللهِ مَا خَرَجْنَا لِنُجْرِيَ فِيكُمْ نَهْرًا، وَلَا لِنَبْنِيَ فِيكُمْ قَصْرًا، لَكُمْ ذِمَّةُ اللهِ تَعَالَى وَذِمَّةُ الْعَبَّاسِ، لَا وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ لَا نُهِيجُ مِنْكُمْ أَحَدًا "، ثُمَّ نَزَلَ فَلَمْ يَمْضِ يَوْمَانِ حَتَّى تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي أَبِي الْعَبَّاسِ، فَأَمَرَ بِالْمِنْبَرِ، فَوُضِعَ، فَرَكِبَهُ، فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " عُذْرًا عُذْرًا يَا أَهْلَ النَّكْثِ وَالتَّبْدِيلِ، أَلَمْ يَزِعْكُمُ الْفَتْحُ الْمُبِينُ عَنِ الْقَوْلِ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، كَلَّا وَاللهِ حَتَّى يَحْمِلَ أَوْزَارَهُمْ وَأَوْزَارَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ، هَا، ثُمَّ مَا قَامَتْ شَكَاتُكُمْ، أَحِينَ احْتُصِدْتُمْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَوَفَّرَكُمْ، وَأَنْزَعْتُمْ دِمَاءَكُمْ فَحَقَنَهَا، الْآنَ يَا مَنَابِتَ الدِّمَنِ، إِذْ أَصْبَحَ كَبْشُ الْكُفْرِ فِيكُمْ نَطِيحًا، وَنَابُهُ مَغْلُولًا، وَجَمْعُهُ شَذَرًا، أَمَسَسْتُمُ الْغُرَّ، أَوْ ذَيَّبْتُمْ فِي الْجَمْرِ أَمْ مُحَمَّدٌ وَالْعَبَّاسُ؟ لَئِنْ عُدْتُمْ إِلَى سَقَطَاتِ الْقَوْلِ، لَأَحْصُدَنَّكُمْ بِظُبَاةِ الْهِنْدِ، وَمَا ذَلِكَ بِعَزِيزٍ، ثُمَّ يُغْنِي اللهُ عَنْكُمْ وَيَسْتَبْدِلُ بِكُمْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ "

§ذِكْرُ خُطْبَةِ أَبِي حَمْزَةَ الشَّارِيِّ الْمُخْتَارِ بْنِ عَوْفٍ بِمَكَّةَ

ذكر ملحاء أهل مكة وطرائفهم ومن كان يجد في نفسه منهم ومزاحهم

1909 - حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي يَقَظَةَ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثمَالِ بْنِ طُلَيْبٍ الْحَرُورِيِّ، وَجَرِيرِ بْنِ مَيْمُونٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدٍ، ابْنَيْ كَثِيرِ بْنِ مُسَافِعٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنِ ابْنِ عِيَاضٍ الْكَعْبِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُصْبِحِيِّ، وَأَزْهَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَالِدٍ الضَّمْرِيِّ، -[141]- وَعُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْمُؤَمَّلِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ حَسَنٍ، وَغَيْرِهِمْ، حَدَّثَنِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِطَائِفَةٍ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَاجْتَمَعَ حَدِيثُهُمْ فِيمَا سَمِعْتُ مِنْ أَمْرِ الْحَرُورَاءِ الَّذِينَ خَرَجُوا فِي زَمَنِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالُوا: وَأَقْبَلَ أَبُو حَمْزَةَ مِنْ عَرَفَةَ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ يَعْنِي بِمَكَّةَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ قِطْرِيَّانِ وَهُوَ مُتَنَكِّبٌ قَوْسًا عَرَبِيَّةً، فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ §فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَتَقَدَّمُ وَلَا يَتَأَخَّرُ إِلَّا بِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَوَحْيِهِ، أَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابًا بَيَّنَ لَهُ مَا يَأْتِي وَمَا يَذَرُ، فَلَمْ يَكُنْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِهِ، وَلَا عَلَى شُبْهَةٍ مِنْ أَمْرِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مَعَالِمَ دِينِهِمْ، وَوَلَّى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَلَاتَهُمْ، فَعَمِلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَقَتَلَ أَهْلَ الرِّدَّةِ، ثُمَّ مَضَى لِسَبِيلِهِ يَرْحَمُهُ اللهُ، وَوَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْأَمْرَ بَعْدَهُ، فَسَارَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سِيرَةَ صَاحِبِهِ، جَبَى الْفَيْءَ، وَقَسَّمَهُ بَيْنَ أَهْلِهِ، وَفَرَضَ الْأَعْطِيَةَ، وَجَمَعَ النَّاسَ فِي قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَغَزَا الْعَدُوَّ فِي بِلَادِهِمْ، وَضَرَبَ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِينَ، ثُمَّ مَضَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِسَبِيلِهِ يَرْحَمُهُ اللهُ وَغَفَرَ لَهُ، ثُمَّ وَلِيَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْأَمْرَ عَلَى النَّاسِ مِنْ بَعْدِهِ، فَسَارَ سِتَّ سِنِينَ بِسِيرَةِ صَاحِبَيْهِ، وَسَارَ فِي السِّتِّ الْآخِرَةِ بِمَا أَحْبَطَ سِنِيَّهُ الْأَوَائِلَ، ثُمَّ قَامَ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمْ يَبْلُغْ مِنَ الْحَقِّ قَصْدًا، وَلَمْ يَرْفَعْ لَهُ مَنَارًا، ثُمَّ -[142]- مَضَى لِسَبِيلِهِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَلْعَنُهُمَا لَعَنَ اللهُ أَبَا حَمْزَةَ ثُمَّ قَامَ مِنْ بَعْدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَعِينُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنُ لَعِينِهِ، فَاتَّخَذَ عِبَادَ اللهِ خَوَلًا، وَمَالَ اللهِ دُوَلًا، وَدِينَ اللهِ دَغَلًا، ثُمَّ مَضَى إِلَى سَبِيلِهِ، فَالْعَنُوهُ لَعَنَهُ اللهُ أَيُّهَا النَّاسُ قَالَ: فَلَعَنَهُ جُنْدُهُ وَالنَّاسُ الَّذِينَ مَعَهُ حَتَّى ارْتَفَعَ الصَّوْتُ، ثُمَّ وَلِيَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، يَزِيدُ الْخُمُورِ وَيَزِيدُ الْقُرُودِ، فَالْعَنُوا يَزِيدَ، لَعَنَ اللهُ يَزِيدَ وَأَبَا يَزِيدَ، ثُمَّ وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَلَمْ يَذْكُرْهُ، وَحَمِدَهُ وَحَمِدَ عَمَلَهُ، ثُمَّ اسْتُقْرِئَ خُلَفَاءَ بَنِي أُمَيَّةَ خَلِيفَةً خَلِيفَةً يَقَعُ بِهِمْ، وَيَسُبُّهُمْ قَالَ: ثُمَّ وَلِيَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْفَاسِقُ فِي بَطْنِهِ، الْمَأْبُونُ فِي دُبُرِهِ، الَّذِي لَمْ يُؤْنَسْ مِنْهُ رُشْدٌ، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ فِي أَمْوَالِ الْيَتَامَى {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} [النساء: 6] فِي نَفْسٍ وَاحِدَةٍ يَطْلُبُ مِنْهَا الرُّشْدَ وَالْمَالَ لَهَا، فَكَيْفَ بِمَنْ يَلِي أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَذَا أَعْظَمُ، يَأْكُلُ الْحَرَامَ، وَيَشْرَبُ الْحَرَامَ، وَيَلْبَسُ الْحُلَّةَ، قَدْ قُوِّمَتْ عَلَيْهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ، قَدْ ضُرِبَتْ فِيهَا الْأَبْشَارُ، وَتَهَتَّكَتْ فِيهَا الْأَسْتَارُ، وَأَجْلَسَ حَبَّابَةَ عَنْ يَمِينِهِ وَسَلَّامَةَ عَنْ شِمَالِهِ تُغَنِّيَانِهِ، وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ حَتَّى إِذَا أَخَذَ الشَّرَابُ كُلَّ مَأْخَذٍ قَالَ: أَلَا أَطِيرُ؟ بَلَى، يَطِيرُ إِلَى النَّارِ وَأَمَّا بَنُو أَبِيهِ يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ فَفِرْقَةٌ مِنْهُمْ بَطْشُهُمْ بَطْشُ جَبْرِيَّةٍ، يَأْخُذُونَ بِالظِّنَةِ، وَيَقْتُلُونَ عَلَى الْغَضَبِ وَيَحْكُمُونَ بِالشَّفَاعَةِ، وَيَأْخُذُونَ الْفَرِيضَةَ -[143]- مِنْ غَيْرِ مَوْضِعِهَا، وَيَضَعُونَهَا فِي غَيْرِ أَهْلِهَا، وَقَدْ سَمَّى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَهْلَهَا، فَجَعَلَهُمْ ثَمَانِيَةَ أَصْنَافٍ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 60] فَأَقْبَلَ صِنْفٌ تَاسِعٌ لَيْسَ مِنْهَا، فَلَمْ يَرْضَ أَنْ يَكُونَ كَأَحَدِهَا حَتَّى أَخَذَهَا كُلَّهَا، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ لَيْسَ لَكَ فِيهَا حَقًّا، أَفَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ فِيهَا كَمَنْ لَهُ فِيهَا حَقٌّ، فَأَبَى إِلَّا أَخْذَهَا كُلَّهَا، فَأَقْبَلْنَا عَلَيْكُمْ، فَقُلْنَا: أَعِينُونَا عَلَيْهِمْ، وَقُلْتُمْ: سُلْطَانٌ وَلَا نَقْوَى عَلَيْهِ، فَعَذَرْنَاكُمْ بِذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَدَرْتُمْ إِلَيْهِ فَأَعَنْتُمُوهُ عَلَى أَخْذِهَا، فَلَا أَنْتُمْ إِذْ غَلَبَكُمْ تَرَكْتُمْ عَوْنَهُ، فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ظُلْمَهُ حَتَّى صِرْتُمْ لَهُ أَعْوَانًا عَلَى أَخْذِهَا، وَالظُّلْمُ فِيهِمْ، تِلْكُمُ الْفِرْقَةُ الْحَاكِمَةُ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ شَهِدَ لَكُمْ يَا أَهْلَ مَكَّةَ فِي حُكْمِهِ أَصَابَتْكُمْ فِي زَمَنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ بِكِتَابٍ أَرْضَاكُمْ فِيهِ وَأَسْخَطَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ تَرَكْتُ لَكُمْ صَدَقَاتِكُمْ فِي عَامِكُمْ هَذَا، فَزَادَ فَقِيرُكُمُ الَّذِي جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ ذَلِكَ فَقْرًا، وَزَادَ غَنِيُّكُمْ غِنًى، فَقُلْتُمْ: جَزَاهُ اللهُ خَيْرًا، فَلَا جَزَاهُ اللهُ خَيْرًا، وَلَا أَثَابَكُمْ خَيْرًا، أَمَّا هَذِهِ الشِّيَعُ فَشِيَعٌ تَظَاهَرَتْ بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَعْظَمَتِ الْفِرْيَةَ عَلَى اللهِ تَعَالَى، لَمْ يُفَارِقُوا النَّاسَ بِبَصَرٍ نَاقِدٍ فِي الدِّينِ، وَلَا عِلْمٍ نَافِعٍ فِي الْقُرْآنِ، يَنْقِمُونَ الْمَعْصِيَةَ عَلَى أَهْلِهَا، وَيَعْمَلُونَ إِذَا وَلَّوْا بِهَا، يَنْصُرُونَ الْفِتْنَةَ، وَلَا يَخْرُجُونَ مِنْهَا جُفَاةً عَنِ الدِّينِ، أَتْبَاعُ كُهَّانٍ، يُؤَمِّلُونَ الدَّوْلَةَ فِي بَعْثِ الْمَوْتَى، وَيُوقِنُونَ بِبَعْثٍ إِلَى الدُّنْيَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَلَّدُوا دِينَهُمْ مَنْ لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ -[144]- {قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة: 30] ، يَا أَهْلَ الْحِجَازِ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تُعَيِّرُونَنِي بِأَصْحَابِي وَتَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ شَبَابٌ، وَيْحَكُمْ، وَهَلْ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا شَبَابًا؟ شَبَابٌ وَاللهِ يَكْتَهِلُونَ فِي شَبَابِهِمْ، غَائِبَةٌ عَنِ الشَّرِّ أَعْيُنُهُمْ، ثَقِيلَةٌ عَنِ الْبَاطِلِ أَرْجُلُهُمْ، أَنْضَاءُ عِبَادَةٍ، وَقَدْ نَظَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، مَحْنِيَّةً أَصْلَابُهُمْ عَلَى أَجْزَاءِ الْقُرْآنِ، إِذَا مَرَّ أَحَدُهُمْ بِالْآيَةِ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ دَعَا شَوْقًا إِلَيْهَا، وَإِذَا مَرَّ بِالْآيَةِ فِيهَا ذِكْرُ النَّارِ شَهِقَ شَهْقَةً كَأَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ فِي أُذُنَيْهِ، مَوْصُولٌ كُلَالُهُمْ بِكُلَالِهِمْ، كُلَالُ اللَّيْلِ بِكُلَالِ النَّهَارِ، قَدْ أَكَلَتِ الْأَرْضُ رُكَبَهُمْ وَأَيْدِيَهُمْ وَجِبَاهَهُمْ، فَاسْتَقَلُّوا ذَلِكَ فِي جَنْبِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى إِذَا رَأَوُا السِّهَامَ قَدْ فُوِّقَتْ وَالرِّمَاحَ قَدْ أُشْرِعَتْ وَالسُّيُوفَ قَدِ انْتُضِيَتْ وَأَرْعَدَتِ الْكَتِيبَةُ بِصَوَاعِقِ الْمَوْتِ اسْتَخَفُّوا رَعْدَ الْكَتِيبَةِ فِي ذَاتِ اللهِ تَعَالَى، فَمَضَى الشَّبَابُ مِنْهُمْ قُدُمًا حَتَّى اخْتَلَفَتْ رِجْلَاهُ عَلَى عُنُقِ فَرَسِهِ، وَتَخَضَّبَتْ بِالدِّمَاءِ مَحَاسِنُ وَجْهِهِ، وَأَسْرَعَتْ إِلَيْهِ سِبَاعُ الْأَرْضِ وَانْحَطَّتْ عَلَيْهِ طَيْرُ السَّمَاءِ، فَكَمْ مِنْ عَيْنٍ فِي مِنْقَارِ طَيْرٍ طَالَمَا بَكَى صَاحِبُهَا فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فِي سُجُودِهِ لِلَّهِ تَعَالَى، وَكَمْ مِنْ كَفٍّ زَالَتْ عَنْ مِعْصَمِهَا طَالَمَا اعْتَمَدَ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا فِي رُكُوعٍ وَسُجُودٍ لِلَّهِ تَعَالَى " ثُمَّ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ: " هَاهْ، هَاهْ " وَانْتَحَبَ، وَوَضَعَ كُمَّهُ عَلَى وَجْهِهِ، وَبَكَى، وَبَكَى النَّاسُ لِبُكَائِهِ، وَقَالَ لِلنَّاسِ: " لَشَتَّانَ بَيْنَ مَنْ يَدْعُوكُمْ -[145]- إِلَى الرَّحْمَنِ وَبَيْعَةِ الْقُرْآنِ وَبَيْنَ مَنْ يَدْعُو إِلَى سُّنَّةِ الشَّيْطَانِ وَبَيْعَةِ مَرْوَانَ، وَمَا أَمْرُ مَرْوَانَ بِرَشِيدٍ "،

§ذِكْرُ خُطْبَةِ سُدَيْفِ بْنِ مَيْمُونٍ بَيْنَ يَدَيْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، وَمَا لَقِيَ قَبْلَ خُرُوجِ بَنِي هَاشِمٍ فِي دَوْلَتِهِمْ

1911 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسِيبٍ اللِّهْبِيُّ، عَنِ ابْنِ دَأْبٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ مَكَّةَ، أَخْرَجَ سُدَيْفَ بْنَ مَيْمُونٍ مِنَ الْحَبْسِ وَخَلَعَ -[146]- عَلَيْهِ، ثُمَّ وُضِعَ الْمِنْبَرُ فَخَطَبَ، فَأُرْتِجَ عَلَيْهِ، فَقَامَ سُدَيْفُ بْنُ مَيْمُونٍ فَقَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، §فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاخْتَارَهُ مِنْ قُرَيْشٍ، نَفْسُهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَبَيْتُهُ مِنْ بُيُوتِهِمْ، فكَانَ فِيمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ فِي كِتَابِهِ الَّذِي حَفِظَهُ وَأَشْهَدَ مَلَائِكَتَهُ عَلَى حَقِّهِ {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] ، وَجَعَلَ الْحَقَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، فَقَاتَلُوا عَلَى سُنَّتِهِ وَمِلَّتِهِ بَعْدَ عَصْرٍ مِنَ الزَّمَانِ، وَتَتَابَعَ الشَّيْطَانُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَقْوَامٍ، إِنْ رُتِقَ حَقٌّ فَتَقُوهُ، وَإِنْ فُتِقَ جَوْرٌ رَتَقُوهُ، آثَرُوا الْعَاجِلَ عَلَى الْآجِلِ، وَالْفَانِيَ عَلَى الْبَاقِي، أَهْلُ خُمُورٍ وَمَاخُورٍ وَطَنَابِيرَ وَمَزَامِيرَ، إِنْ ذُكِّرُوا اللهَ لَمْ يَذْكُرُوا، وَإِنْ قُوِّمُوا الْحَقَّ أَدْبَرُوا، بِهَذَا قَامَ زَمَانُهُمْ، وَبِهِ كَانَ يَعْمُرُ سُلْطَانُهُمْ، أَيَزْعُمُ الضُّلَّالُ، فَأُحْبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ، أَنَّ غَيْرَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى بِالْخِلَافَةِ مِنْهُمْ، فَبِمَ، وَلِمَ أَيُّهَا النَّاسُ؟ أَلَهُمُ الْفَضْلُ بِالصَّحَابَةِ دُونَ ذَوِي الْقُرْبَى فِي النَّسَبِ، وَالْوَرَثَةِ لِلسَّلَبِ، مَعَ ضَرْبِهِمْ عَلَى الدِّينِ جَاهِلَكُمْ، وَإِطْعَامِهِمْ فِي اللَّأْوَاءِ جَائِعَكُمْ، وَأَمْنِهِمْ فِي الْخَوْفِ سَائِلَكُمْ؟ وَاللهِ مَا اخْتَرْتُمْ مِنْ حَيْثُ اخْتَارَ اللهُ لِنَفْسِهِ، مَا زِلْتُمْ تُوَلُّونَ تَيْمِيًّا مَرَّةً، وَعَدَوِيًّا مَرَّةً، وَأَسَدِيًّا مَرَّةً، وَأُمَوِيًّا مَرَّةً، حَتَّى جَاءَكُمْ مَنْ لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ وَلَا نَسَبُهُ، فَضَرَبَكُمْ بِالسَّيْفِ، فَأَعْطَيْتُمُوهَا عَنْوَةً وَأَنْتُمْ كَارِهُونَ، آلُ -[147]- مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَئِمَّةُ الْهُدَى، وَمَنَارُ سُبُلِ التُّقَى، كَمْ قَصَمَ اللهُ بِهِمْ مِنْ مُنَافِقٍ طَاغٍ، وَفَاسِقٍ بَاغٍ، وَأَرْبَادٍ أَمْلَاغٍ، فَهُمُ السَّادَّةُ الْقَادَةُ الذَّادَةُ، بَنُو عَمِّ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمُنَزِّلِ جِبْرِيلَ بِالتَّنْزِيلِ، لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِ عَبَّاسٍ، لَمْ تَخْضَعْ لَهُ الْأُمَّةُ إِلَّا لِوَاجِبِ حَقِّ الْحُرْمَةِ، أَبُو رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَبِيهِ، وَإِحْدَى يَدَيْهِ، وَجِلْدَةُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَالْمُوَثِّقُ لَهُ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، وَأَمِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَرَسُولُهُ يَوْمَ مَكَّةَ، وَحَامِيهِ يَوْمَ حُنَيْنٍ عِنْدَ مُلْتَقَى الْفِئَتَيْنِ، وَالشَّافِعُ يَوْمَ نِيقِ الْعُقَابِ؛ إِذْ سَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ الْأَحْزَابِ أَقُولُ قُولِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ " وَيُقَالُ: إِنَّ سُدَيْفَ بْنَ مَيْمُونٍ كَانَ فِي حَبْسِ بَنِي أُمَيَّةَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِي بَنِي أُمَيَّةَ وَيُطْلِقُ فِيهِمْ لِسَانَهُ وَيَهْجُوهُمْ، وَكَانَ لَهُ فِي الْحِسَابِ فِيمَا يَزْعُمُونَ نَظَرٌ وَفِي الْأَدَبِ حَظٌّ وَافِرٌ، وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَ لُمَّةٍ لَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَأَهْلِ الطَّائِفِ يَسْمُرُونَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَنَحْوِهِ، فَيَتَحَدَّثُونَ، وَيُخْبِرُهُمْ بِدَوْلَةِ بَنِي هَاشِمٍ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ -[148]- مِنْ قَوْلِهِ الْوَلِيدَ بْنَ عُرْوَةَ وَهُوَ عَلَى مَكَّةَ وَالِيًا لِمَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الطَّائِفِ يَقُولُ: فَاتَّخَذَ عَلَيْهِ الْأَرْصَادَ مَعَ أَصْحَابِهِ حَتَّى أَخَذُوهُ، فَأَخَذَهُ، فَحَبَسَهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْلِدُهُ كُلَّ سَبْتٍ مِائَةَ سَوْطٍ، كُلَّمَا مَضَى سَبْتٌ أَخْرَجَهُ فَضَرَبَهُ مِائَةَ سَوْطٍ حَتَّى ضَرَبَهُ أَسْبُتًا، فَلَمَّا اتَّطَأَ الْأَمْرُ لِبَنِي هَاشِمٍ، وَبُويِعَ لِأَبِي الْعَبَّاسِ بِالْخِلَافَةِ، بَعَثَ دَاوُدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَقَدِمَ مَكَّةَ لِيَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فَلَمَّا سَمِعَ الْوَلِيدُ بْنُ عُرْوَةَ السَّعْدِيُّ بِدَاوُدَ أَنَّهُ يُرِيدُ مَكَّةَ أَيْقَنَ بِالْهَلَكَةِ، فَخَرَجَ هَارِبًا إِلَى الْيَمَنِ، وَقَدِمَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ مَكَّةَ، فَاسْتَخْرَجَ سُدَيْفًا مِنَ الْحَبْسِ، وَخَلَعَ عَلَيْهِ، وَأَخْلَدَهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ سُدَيْفٌ قَصِيدَتَهُ الَّتِي يَمْدَحُ فِيهَا بَنِي الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: [البحر الخفيف] أَصْبَحَ الدِّينُ ثَابِتَ الْأَسَاسِ ... بِالْبَهَالِيلِ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ ثُمَّ وَضَعَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَ، فَأُرْتِجَ عَلَيْهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ سُدَيْفٌ، فَخَطَبَ بَيْنَ يَدَيْهِ الْخُطْبَةَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا

§ذِكْرُ الْبِرَكِ الَّتِي عُمِّرَتْ بِمَكَّةَ وَتَفْسِيرُ أَمْرِهَا وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ عَنْ أَشْيَاخِهِ: إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ كَتَبَ إِلَى خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيِّ أَنْ أَجْرِ لِي عَيْنًا مِنَ الثَّقَبَةِ يَخْرُجُ مِنْ مَائِهَا الْعَذْبُ الزُّلَالُ، حَتَّى تَظْهَرَ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ تُضَاهِي بِهَا فِيمَا ذَكَرُوا زَمْزَمَ قَالَ: فَعَمِلَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبِرْكَةَ الَّتِي بِفَمِ الثَّقَبَةِ، يُقَالُ لَهَا: بِرْكَةُ الْقَسْرِيِّ، وَيُقَالُ لَهَا: بِرْكَةُ السَّرْوِيِّ، وَهِيَ قَائِمَةٌ إِلَى الْيَوْمِ بِأَصْلِ ثَبِيرٍ، فَعَمِلَهَا بِحِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ طِوَالٍ، وَأَحْكَمَهَا وَأَنْبَطَ مَاءَهَا فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، ثُمَّ شَقَّ لَهَا فَلْجًا يَسْكُبُ فِيهَا مِنَ الثَّقَبَةِ، وَبَنَى سَدَّ الثَّقَبَةِ وَأَحْكَمَهُ، وَالثَّقَبَةُ شِعْبٌ يَفْرَعُ فِيهِ وَجْهُ ثَبِيرٍ، ثُمَّ شَقَّ مِنْ هَذِهِ الْبِرْكَةِ عَيْنًا تَخْرُجُ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَأَجْرَاهَا فِي قَصَبٍ مِنْ رَصَاصٍ حَتَّى أَظْهَرَهَا مِنْ فَوَّارَةٍ تُسْكَبُ -[150]- فِي فِسْقِيَّةٍ مِنْ رُخَامٍ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، فَلَمَّا أَنْ جَرَتْ وَظَهَرَ مَاؤُهَا، أَمَرَ الْقَسْرِيُّ بِجُزُرٍ، فَنُحِرَتْ بِمَكَّةَ، وَقُسِّمَتْ بَيْنَ النَّاسِ، وَعَمِلَ طَعَامًا، فَدَعَا إِلَيْهِ النَّاسَ، ثُمَّ أَمَرَ صَائِحًا فَصَاحَ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، وَأَمَرَ بِالْمِنْبَرِ، فَوُضِعَ فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ صَعِدَهُ فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ احْمَدُوا اللهَ وَادْعُوهُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِي سَقَاكُمُ الْمَاءَ الْعَذْبَ الزُّلَالَ النُّقَاخُ بَعْدَ الْمَاءِ الْمِلْحِ الْأُجَاجِ الَّذِي لَا يُشْرَبُ إِلَّا صَبْرًا قَالَ الشَّاعِرُ يَذْكُرُ الْمَاءَ النُّقَاخَ الْعَذْبَ: [البحر الطويل] فَمِنْهُنَّ مَا يُسْقَى بِعَذْبٍ مُبَرَّدٍ ... نُقَاخٍ، فَتِلْكُمْ طَافَتْ وَاسْتَقَرَّتِ وَمِنْهُنَّ مَا يُسْقَى بِأَخْضَرَ آجِنٍ ... طَرِيفٍ فَلَوْلَا خَشْيَةُ اللهِ بَرَّتِ يُرِيدُ: أَعْلَنَتْ وَأَنَارَتْ وَقَالَ الْعَرْجِيُّ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو -[151]- بْنِ عُثْمَانَ، وَيُقَالُ: بَلْ قَائِلُ ذَلِكَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَذْكُرُ النُّقَاخَ، أَنَّهُ الْمَاءُ الْعَذْبُ: [البحر الطويل] فَإِنْ شِئْتِ حَرَّمْتُ النِّسَاءَ سِوَاكُمُ ... وَإِنْ شِئْتِ لَمْ أَشْرَبْ نُقَاخًا وَلَا بَرْدَا وَإِنْ شِئْتِ غُرْنَا مَعْكُمُ ثُمَّ لَمْ نَزَلْ ... بِمَكَّةَ حَتَّى تَجْلِسِي قَائِلًا نَجْدَا ثُمَّ تُفْرِغُ تِلْكَ الْفِسْقِيَّةُ فِي سَرَبٍ مِنْ رَصَاصٍ يَخْرُجُ إِلَى مَوْضِعِ وُضُوءٍ كَانَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ بَابِ الصَّفَا فِي بِرْكَةٍ كَانَتْ فِي السُّوقِ قَالَ: فَكَانَ النَّاسُ لَا يَقِفُونَ عَلَى تِلْكَ الْفِسْقِيَّةِ، وَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يَقْرَبُهَا، وَكَانُوا عَلَى شُرْبِ مَاءِ زَمْزَمَ أَحْرَصَ، وَفِيهِ أَرْغَبَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْقَسْرِيُّ، صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ يُؤَنِّبُ فِيهِ أَهْلَ مَكَّةَ، ثُمَّ نَزَلَ، فَلَمْ تَزَلْ تِلْكَ الْبِرْكَةُ عَلَى حَالِهَا حَتَّى قَدِمَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ مَكَّةَ حِينَ أَفْضَتِ الْخِلَافَةُ إِلَى بَنِي هَاشِمٍ، فَكَانَ أَوَّلَ مَا أَحْدَثَ بِمَكَّةَ فِيمَا يَقُولُونَ أَنْ هَدَمَهَا، وَكَسَرَ الْفِسْقِيَّةَ، وَصَرَفَ الْعَيْنَ إِلَى بِرْكَةٍ كَانَتْ بِبَابِ الْمَسْجِدِ، فَسُّرَ النَّاسُ بِذَلِكَ سُرُورًا عَظِيمًا حِينَ هُدِمَتْ فَكَانَ ذَلِكَ السَّرَبُ الرَّصَاصُ عَلَى حَالِهِ حَتَّى قَدِمَ بِشْرٌ الْخَادِمُ -[152]- مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ فَعَمِلَ الْقُبَّةَ الَّتِي إِلَى جَانِبِ بَيْتِ الشَّرَابِ، وَأَخْرَجَ قَصَبَ خَالِدٍ هَذِهِ الَّتِي مِنْ رَصَاصٍ، الَّتِي كَانَ عَمِلَهَا لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَصْلَحَهُ وَجَعَلَهُ فِي سَرَبِ الْفَوَّارَةِ الَّتِي يَخْرُجُ الْمَاءُ مِنْهَا مِنْ حِيَاضِ زَمْزَمَ، تَصُبُّ فِي هَذِهِ الْبِرْكَةِ، وَقَدْ فَسَّرْنَا عَمَلَهَا فِي مَوْضِعَهَا وَقَدْ كَانَ أَهْلُ مَكَّةَ فِيمَا مَضَى قَدْ ضَاقُوا مِنَ الْمَاءِ ضِيقًا شَدِيدًا، حَتَّى كَانَتِ الرَّاوِيَةُ تَبْلُغُ فِي الْمَوْسِمِ عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ أَكْثَرَ، وَفِي سَائِرِ السَّنَةِ نِصْفَ دِينَارٍ، وَثُلُثَ دِينَارٍ، وَنَحْوَ ذَلِكَ، فَأَقَامُوا بِذَلِكَ حِينًا، حَتَّى أَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ بِعُيُونِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الدَّوَائِرِ، فَعُمِلَتْ وَجُمِعَتْ وَصُرِفَتْ فِي عَيْنٍ وَاحِدَةٍ يُقَالُ لَهَا: الرِّشَا، وَتَسْكُبُ فِي الْمَاجِلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَحْدَثَهُمَا هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَيُعْرَفَانِ الْيَوْمَ: بِمَاجِلَيْ هَارُونَ، بِالْمَعْلَاةِ، ثُمَّ تَسْكُبُ فِي الْبِرْكَةِ الَّتِي عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ , فَتَوَسَّعَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ بَعْضَ السَّعَةِ، وَكَانُوا إِذَا انْقَطَعَ مِنْ هَذِهِ الْعُيُونِ شَيْءٌ فِي شِدَّةٍ مِنَ الْمَاءِ فَبَلَغَ ذَلِكَ أُمَّ جَعْفَرٍ زُبَيْدَةَ بِنْتَ أَبِي الْفَضْلِ جَعْفَرِ ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَقِيلَ لَهَا: إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ فِي ضِيقٍ مِنَ الْمَاءِ وَشِدَّةٍ، فَأَمَرَتْ بِعَمَلِ بِرْكَتِهَا هَذِهِ الَّتِي بِمَكَّةَ، فَأَجْرَتْ لَهَا عَيْنًا مِنَ الْحَرَمِ، فَجَرَتْ بِمَاءٍ قَلِيلٍ لَمْ يَكُنْ فِيهِ رِيٌّ لِأَهْلِ مَكَّةَ وَلَا فَضْلٌ، وَقَدْ غَرِمَتْ فِي ذَلِكَ غُرْمًا كَبِيرًا، فَبَلَغَهَا ذَلِكَ، فَأَمَرَتِ الْمُهَنْدِسِينَ أَنْ يُجْرُوا لَهَا عُيُونًا مِنَ الْحِلِّ وَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ: إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ مَاءُ الْحِلِّ إِلَى الْحَرَمِ؛ لِأَنَّهُ يَمُرُّ عَلَى -[153]- عِقَابٍ وَظِرَابٍ وَجِبَالٍ، فَأَرْسَلَتْ بِأَمْوَالٍ عِظَامٍ، ثُمَّ أَمَرَتْ مَنْ يَزِنُ عَيْنَهَا الْأُولَى، فَوَجَدُوا فِيهَا فَسَادًا، فَأَنْشَأَتْ عَيْنًا أُخْرَى إِلَى جَنْبِهَا، وَأَبْطَلَتْ تِلْكَ الْعَيْنَ، فَعَمِلَتْ عَيْنَهَا هَذِهِ بِأَحْكَمِ مَا يَكُونُ مِنَ الْعَمَلِ، وَعَظُمَتْ نِيَّتُهَا فِي ذَلِكَ، فَلَمْ يَزَلِ الْعُمَّالُ يَعْمَلُونَ، حَتَّى بَلَغُوا ثَنِيَّةَ خَلٍّ فَإِذَا الْمَاءُ لَا يَظْهَرُ عَلَى ذَلِكَ الْجَبَلِ إِلَّا بِعَمَلٍ شَدِيدٍ، وَعَزْمٍ فَظِيعٍ، وَضَرْبٍ فِي الْجَبَلِ، فَأَمَرَتْ بِالْجَبَلِ فَضُرِبَ فِيهِ بِالزُّبُرِ وَأَنْفَقَتْ فِي ذَلِكَ مِنَ الْأَمْوَالِ مَا لَمْ يَكُنْ تَطِيبُ بِهِ نَفْسُ أَحَدٍ، حَتَّى أَجْرَاهَا اللهُ تَعَالَى وَأَجْرَتْ فِيهَا عُيُونًا مِنَ الْحِلِّ، مِنْهَا عَيْنُ مُشَاشٍ، وَاتَّخَذَتْ لَهَا بِرَكًا تَكُونُ السُّيُولُ إِذَا جَاءَتْ تَجْتَمِعُ فِيهَا، ثُمَّ أَجْرَتْ لَهَا عُيُونًا مِنْ حُنَيْنٍ، وَاشْتَرَتْ حَائِطَ حُنَيْنٍ، فَصَرَفَتْ عَيْنَهُ إِلَى الْبِرْكَةِ، وَجَعَلَتْ حَائِطَهُ سَدًّا تَجْتَمِعُ فِيهِ السُّيُولُ، فَأَهْلُ مَكَّةَ يَشْرَبُونَ مِنْ مَائِهَا إِلَى يَوْمِنَا هَذَا وَكَانَ النَّاسُ يَسْتَقُونَ مِنْ هَذِهِ الْبِرْكَةِ الْكَبِيرَةِ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ، حَتَّى كَانَتْ سَنَةُ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنٍ، فَكَتَبَ صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَأْمُونِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي عَمَلِ الْبِرَكِ الصِّغَارِ الَّتِي فِي فِجَاجِ مَكَّةَ، وَأَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَتَّخِذَ لَهُ بِرَكًا فِي الْفِجَاجِ خَمْسًا لِئَلَّا يَتَعَنَّى أَهْلُ الْمِسْفَلَةِ وَأَهْلُ الثَّنِيَّةِ وَأَجْيَادِينَ، وَالْوَسَطِ، إِلَى بِرْكَةِ أُمِّ جَعْفَرٍ بِالْمَعْلَاةِ، فَأَجْرَى مِنْ بِرْكَةِ أُمِّ جَعْفَرٍ فَلْجًا يُسْكَبُ فِيهِ الْمَاءُ مِنْ -[154]- بِرْكَةِ أُمِّ جَعْفَرٍ إِلَى بِرْكَةٍ عِنْدَ شِعْبِ عَلِيٍّ، وَدَارِ ابْنِ يُوسُفَ، ثُمَّ يَمْضِي إِلَى بِرْكَةٍ عَمِلَهَا عِنْدَ الصَّفَا، ثُمَّ يَمْضِي إِلَى بِرْكَةٍ عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ، ثُمَّ يَمْضِي إِلَى بِرْكَةٍ بِفُوَّهَةِ سِكَّةِ الثَّنِيَّةِ دُونَ دَارِ رُوَيْسٍ، ثُمَّ تَمْضِي إِلَى بِرْكَةٍ عِنْدَ سُوقِ الْحَطَبِ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا صَالِحٌ وَخَرَجَ الْمَاءُ فِيهَا، رَكِبَ بِوُجُوهِ أَهْلِ مَكَّةَ إِلَيْهَا، فَوَقَفَ عَلَيْهَا حَتَّى جَرَى الْمَاءُ، وَنَحَرَ عَلَى كُلِّ بِرْكَةٍ جَزُورًا، وَقَسَمَ لَحْمَهَا عَلَى النَّاسِ، وَبَلَغَ ذَلِكَ أُمَّ جَعْفَرٍ زُبَيْدَةَ، فَاغْتَمَّتْ لِذَلِكَ، ثُمَّ حَجَّتْ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَعَلَى مَكَّةَ يَوْمَئِذٍ صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ، فَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يُوسُفَ يَقُولُ: فَأَتَاهَا، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا، فَلَامَتْهُ فِي أَمْرِ هَذِهِ الْبِرَكِ الَّتِي عَمِلَ، وَقَالَتْ: هَلَّا كَتَبْتَ إِلَيَّ حَتَّى كُنْتُ أَنَا أَسْأَلُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَجْعَلَ ذَلِكَ إِلَيَّ، فَأَتَوَلَّى النَّفَقَةَ فِيهَا كَمَا أَنْفَقْتُ فِي هَذِهِ الْبِرْكَةِ، حَتَّى اسْتَتَمَّ مَا نَوَيْتُ فِي أَهْلِ حَرَمِ اللهِ؟ فَاعْتَذَرَ إِلَيْهَا صَالِحٌ مِنْ ذَلِكَ وَقَدْ قَالَ شَاعِرٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَذْكُرُ بِرْكَةَ أُمِّ جَعْفَرٍ، وَدُخُولَ مَاءِ الْحِلِّ إِلَى الْحَرَمِ: [البحر الرجز] الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَعَزِّ الْأَكْرَمِ ... الْوَاسِعِ الْفَضْلِ الْكَثِيرِ الْمُنْعِمِ أَجْرَى عَلَى رُغْمِ أُنُوفِ الرُّغَّمِ ... مَنْ كَانَ يُنْبِينَا بِمَا لَمْ نَعْلَمِ -[155]- عَيْنًا مِنَ الْحِلِّ جَرَتْ فِي الْحَرَمِ ... تُسْكَبُ فِي خَابِيَةٍ قَلَيْدَمِ خَضْرَاءَ فِيهَا مَلْعَبٌ لِلْعُوَّمِ فِي قَصِيدَةٍ يَرْجُزُ فِيهَا ثُمَّ عُمِلَتْ عَلَى الْبِرْكَةِ الَّتِي بِالْمَعْلَاةِ سُفْلًا وَعُلْوًا يَكُونُ فِيهِ قَيِّمُ الْبِرْكَةِ الَّذِي يَحْرُسُهَا وَيَقُومُ بِمَصْلَحَتِهَا، وَجَعَلَ لِذَلِكَ بَابَ دَارٍ، مُبَوَّبٍ بِفَرْخٍ صَغِيرٍ فِيهِ، وَعَلَيْهِ طَاقٌ مَعْقُودٌ، وَكُتِبَ عَلَى وَجْهِ الْبِرْكَةِ كِتَابٌ هُو قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ:

§بَابٌ جَامِعٌ مِنْ أَخْبَارِ مَكَّةَ فِي الْإِسْلَامِ

1912 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحِينِ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مُعَاوِيَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ لِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: " §كَيْفَ أَنَا فِي قَوْمِي؟ وَكَيْفَ أَنَا فِي عَشِيرَتِي؟ " قَالَ: أَنْتَ وَاللهِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الوافر] نَمِيلُ عَلَى جَوَانِبِهِ كَأَنَّا ... إِذَا مِلْنَا نَمِيلُ عَلَى أَبِينَا نُقَلِّبُهُ لِنَخْبُرَ حَالَتَيْهِ ... فَنَبْلُوا مِنْهُمَا كَرَمًا وَلِينَا فَأَنْتَ وَاللهِ كَذَلِكَ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِعَشَرَةِ آلَافٍ

1913 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ الثِّقَةِ، عِنْدَهُ , قَالَ: " §إِنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ -[158]- وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَا مِنَ الْمِائَةِ الصَّابِرَةِ يَوْمَ حُنَيْنٍ "

1914 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: " §رَأَيْتُ الْغَنَمَ تُقْدِمُ مَكَّةَ مُقَلَّدَةً "

1915 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، وَغَيْرِهِ، قَالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطَّائِفِ رَأَى عَلَى الْعَقَبَةِ قَبْرًا فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا هَذَا الْقَبْرُ؟ " فَقَالَ: هَذَا قَبْرُ أَبِي أُحَيْحَةَ لَعَنَهُ اللهُ؛ فَإِنَّهُ كَانَ شَدِيدَ التَّكْذِيبِ بِآيَاتِ اللهِ تَعَالَى، شَدِيدَ الرَّدِّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ: بَلْ لَعَنَ اللهُ أَبَا قُحَافَةَ؛ إِنَّهُ كَانَ لَا يَدْفَعُ الضَّيْمَ، وَلَا يُقْرِي الضَّيْفَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تُؤْذُوا الْأَحْيَاءَ بِسَبِّ الْأَمْوَاتِ "

1916 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، قَالَ: " §اسْتُعْمِلَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَلَى الْمَوْسِمِ، وَكَانَ صَاحِبُ الْمَوْسِمِ يُقِيمُ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَتَحَيَّنُ بِهِ صَاحِبُ مَكَّةَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي كِتَابِهِ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَتَحَيَّنَ بِأَبَانَ، فَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] فَإِنْ تَنْجُ مِنْهَا يَا أَبَانُ مُسَلَّمًا ... فَقَدْ أَلْفَتِ الْحَجَّاجَ خَيْلُ شَبِيبِ وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَرُدُّ عَلَيْهِ: فَلَا تَذْكُرِ الْحَجَّاجَ إِلَّا بِصَالِحٍ ... فَقَدْ عِشْتَ مِنْ مَعْرُوفِهِ بِذَنُوبِ قَالَ: فَمَا رَاعَ الرَّجُلُ إِلَّا وَالْكِسَاءُ قَدْ جَاءَتْ مِنْ عِنْدِ الْحَجَّاجِ "

1917 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ شَبُّوَيْهِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ -[160]- عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْوَزْنُ وَزْنُ أَهْلِ مَكَّةَ وَالْمِكْيَالُ مِكْيَالُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ "

1918 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، عَرَضْتُهُ عَلَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقُرَشِيُّ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ مَاتَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا بَعَثَهُ اللهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ وَلَا عَذَابَ، وَمَنْ زَارَنِي بَعْدَ مَوْتِي فَكَأَنَّمَا زَارَنِي فِي حَيَاتِي، وَمَنْ جَاوَرَنِي بَعْدَ مَوْتِي فَكَأَنَّمَا جَاوَرَنِي فِي حَيَاتِي، وَمَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ فَكَأَنَّمَا مَاتَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَمَنْ شَرِبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فَمَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ، وَمَنْ قَبَّلَ الْحَجَرَ وَاسْتَلَمَهُ شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْوَفَاءِ، وَمَنْ طَافَ حَوْلَ بَيْتِ اللهِ أُسْبُوعًا أَعْطَاهُ اللهُ بِكُلِّ طَوْفٍ عَشْرَ نَسَمَاتٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ عَتَاقَةً، وَمَنْ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثَبَّتَ اللهُ تَعَالَى قَدَمَيْهِ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ الْأَقْدَامُ " حَدَّثَنِي بِهَذَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ وَعَرَضْتُهُ عَلَيْهِ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ، وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ

1919 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَا وَاللهِ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعِيسَى: أَحْمَرُ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبِطُ الشَّعْرِ يَنْطِفُ أَوْ يُهَرَاقُ رَأْسُهُ مَاءً، يَتَهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، فَرَأَيْتُهُ، فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِمٌ جَعْدُ الشَّعْرِ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا الدَّجَّالُ فَأَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ " رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ هَلَكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ

1920 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَهُ رَجُلٌ، مِنْ عُمَّالِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَتَبَ إِلَيْهِ يَزْعُمُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِامْرَأَتِهِ: حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنْ مُرْهُ فَلْيُوَافِنِي، قَالَ: فَقَدِمَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ مَكَّةَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَا الرَّجُلُ الَّذِي كَتَبْتَ فِيهِ إِلَى فُلَانٍ أَنْ -[162]- يُوَافِيَكَ، قَالَ لَهُ عُمَرُ: " أَنْشُدُكَ بِاللهِ رَبِّ هَذَا الْبَيْتِ وَرَبِّ هَذَا الْبَلَدِ وَرَبِّ هَذَا الْمَقَامِ §مَا أَرَدْتَ بِقَوْلِكَ: حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ؟ " قَالَ: أَمَا وَاللهِ لَوْلَا أَنَّكَ نَشَدْتَنِي فِي مَكَانِكَ هَذَا مَا أَخْبَرْتُكَ، اللهُمَّ أَرَدْتُ فِرَاقَهَا، قَالَ: " فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا "

ذكر قيام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة يعظ الناس في خطبة ويذكرهم وما حفظ عنه في ذلك

1921 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُقْرِئُ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: " §قَدِمَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ عُمَرِهِ مَكَّةَ، وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ "

1922 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى -[163]- صَاحِبِهِ فِي اللَّفْظِ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: " دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ الْحُلْوَانِيُّ: مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ، وَابْنُ رَوَاحَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ آخِذٌ بِغَرْزِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] §خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ ... قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهِ بِأَنَّ خَيْرَ الْقَتْلِ فِي سَبِيلِهِ "

1923 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: §خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ إِلَى أَنْ رَجَعْنَا الْمَدِينَةَ نُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا الْمَغْرِبَ، قُلْتُ لِأَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَمْ أَقَمْتُمْ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشَرَةَ أَيَّامٍ "

§ذِكْرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الْوُلَاةِ بِمَكَّةَ وَمَاتَ مِنَ الْوُلَاةِ بِمَكَّةَ عَتَّابُ بْنُ أَسِيدٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَامِلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَلَى مَكَّةَ وَمَاتَ بِهَا نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ، وَكَانَ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَمَاتَ بِهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، وَكَانَ عَامِلًا لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَمَاتَ بِهَا هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَابْنَاهُ مُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمُ ابْنَا هِشَامٍ وَمَاتَ بِهَا نَافِعُ بْنُ عَلْقَمَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَمَاتَ بِهَا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ قُثَمَ، وَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الزَّيْنَبِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ

§ذِكْرُ مَنْ وَلِيَ مَكَّةَ مِنَ الْعَرَبِ سِوَى قُرَيْشٍ وَأَحْدَاثِهِمْ فِيهَا وَأَفْعَالِهِمْ وَتَفْسِيرِهَا

1924 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: إِنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عَامِلَهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي قَالَ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمُ ابْنَ أَبْزَى، قَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ مَوَالِينَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟ قَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ , عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ §اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَرْفَعُ بِهَذَا الْقُرْآنِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ " 1925 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ -[166]- بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: كَانَ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ عَلَى مَكَّةَ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ

1926 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: " §مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِبَابِ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ، وَكَانَ عَامِلًا لَهُ عَلَى مَكَّةَ، فَسَأَلَهُ عَنْ فَتًى كَانَ يَعْمَلُ، قَالَ: تُوُفِّيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ " وَكَانَ مِنْ وُلَاةِ مَكَّةَ طَارِقُ بْنُ الْمُرْتَفِعِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ، وَلِيَهَا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

1927 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " كَانَ §طَارِقُ بْنُ الْمُرْتَفِعِ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى مَكَّةَ، فَأَعْتَقَ سَوَائِبَ، وَمَاتَ، ثُمَّ مَاتَ بَعْضُ السَّوَائِبِ، فَرُفِعَ ذَاكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَكَتَبَ بِدَفْعِ مِيرَاثِهِمْ إِلَى وَرَثَتِهِ، فَأَبَوْا أَنْ يَقْبَلُوهُ، فَأَمَرَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِمِيرَاثِهِ أَنْ يُوضَعَ فِي مِثْلِهِمْ " -[167]- وَكَانَ مِنْ وُلَاةِ مَكَّةَ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْهُمْ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ، وَلِيَهَا لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ أَقَرَّهُ سُلَيْمَانُ عَلَيْهَا حِينَ وَلِيَ زَمَانًا , فَأَحْدَثَ أَشْيَاءَ بِمَكَّةَ، مِنْهَا مَا ذَمَّهُ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَمِنْهَا مَا أَخَذُوا بِهِ فَهُمْ عَلَيْهِ إِلَى الْيَوْمِ، فَأَمَّا الْأَشْيَاءُ الَّتِي تَمَسَّكُوا بِهَا مِنْ فِعْلِهِ: فَالتَّكْبِيرُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَوْلَ الْبَيْتِ، وَإِدَارَةُ الصَّفِّ حَوْلَ الْبَيْتِ، وَالتَّفْرِقَةُ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي الطَّوَافِ، وَالثَّرِيدُ الْخَالِدِيُّ، وَأَمَّا الْأَشْيَاءُ الَّتِي ذَمُّوهُ عَلَيْهَا فَعَمَلُهُ الْبِرْكَةَ عِنْدَ زَمْزَمَ وَالرُّكْنِ وَالْمَقَامِ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَالْحَمْلُ عَلَى قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ، وَإِظْهَارُ الْعَصَبِيَّةِ عَلَيْهِمْ، وَكَانَ هُوَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ اللَّعْنَ عَلَى الْمِنْبَرِ بِمَكَّةَ فِي خُطْبَتِهِ

1928 - فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارِ، إِنْ شَاءَ اللهُ، قَالَ: " كَانَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ فِي إِمَارَتِهِ عَلَى مَكَّةَ فِي زَمَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يَذْكُرُ الْحَجَّاجَ فِي خُطْبَتِهِ كُلَّ جُمُعَةٍ إِذَا خَطَبَ وَيُقَرِّظُهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ الْوَلِيدُ وَبُويِعَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَقَرَّ خَالِدًا عَلَى مَكَّةَ وَكَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ يَأْمُرُهُمْ بِلَعْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، فَلَمَّا أَتَاهُ الْكِتَابُ، قَالَ: كَيْفَ أَصْنَعُ؟ كَيْفَ أُكَذِّبُ نَفْسِي فِي هَذِهِ الْجُمُعَةِ بِذَمِّهِ وَقَدْ مَدَحْتُهُ فِي الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا؟ مَا أَدْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ خَطَبَ، ثُمَّ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: " -[168]- أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّ §إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ مَلَائِكَةِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي السَّمَاءِ، وَكَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تَرَى لَهُ فَضْلًا؛ بِمَا يُظْهِرُ مِنْ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِبَادَتِهِ، وَكَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى سَرِيرَتِهِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَهْتِكَهُ أَمَرَهُ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَامْتَنَعَ، فَلَعَنَهُ، وَإِنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ كَانَ يُظْهِرُ مِنْ طَاعَةِ الْخُلَفَاءِ مَا كُنَّا نَرَى لَهُ بِذَلِكَ عَلَيْنَا فَضْلًا، وَكُنَّا نُزَكِّيهِ، وَكَأَنَّ اللهَ قَدْ أَطْلَعَ سُلَيْمَانَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ سَرِيرَتِهِ، وَخُبْثِ مَذْهَبِهِ عَلَى مَا لَمْ يُطْلِعْنَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَرَادَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى هَتْكَ سِتْرِ الْحَجَّاجِ أَمَرَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سُلَيْمَانُ بِلَعْنِهِ، فَالْعَنُوهُ لَعَنَهُ اللهُ " وَكَانَتْ قُرَيْشٌ بِمَكَّةَ أَهْلَ كَثْرَةٍ وَثَرْوَةٍ، وَأَهْلَ مَقَالٍ فِي كُلِّ مَقَامٍ، هُمْ أَهْلُ النَّادِي وَالْبَلَدِ، وَعَلَيْهِمْ يَدُورُ الْأَمْرُ، وَفِي النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَقِيَّةٌ وَمُسْكَةٌ، فَأَحْدَثَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ فِي وِلَايَتِهِ هَذِهِ حَدَثًا مُنْكَرًا، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، يُقَالُ لَهُ: طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَيْبَةَ، وَيُقَالُ بَلْ هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَيْبَةَ الْأَعْجَمُ، كَمَا سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يُحَدِّثُ بِذَلِكَ، فَأَمَرَهُ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَاهُ عَمَّا فَعَلَ، فَغَضِبَ خَالِدٌ غَضَبًا شَدِيدًا، وَأَخَافَ الرَّجُلَ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يَشْكُو إِلَيْهِ، وَيَتَظَلَّمُ مِنْهُ

1929 - فَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §أَخَافَ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ، وَهُوَ عَامِلٌ عَلَى مَكَّةَ، فَخَرَجَ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَشَكَا إِلَيْهِ أَمْرَهُ، -[169]- فَكَتَبَ إِلَى خَالِدٍ أَلَّا تَعْرِضْ لَهُ بِأَمْرٍ يَكْرَهُهُ، فَلَمَّا جَاءَ الْكِتَابُ وَضَعَهُ وَلَمْ يَفْتَحْهُ، وَأَمَرَ بِهِ فَبُرِزَ، وَجُلِدَ، ثُمَّ فَتَحَ الْكِتَابَ فَقَرَأَهُ، فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ دَرَيْتُ بِمَا فِي كِتَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لَمَا ضَرَبْتُكَ، فَرَجَعَ الْعَبْدَرِيُّ إِلَى سُلَيْمَانَ، فَأَخْبَرَهُ فَغَضِبَ، وَأَمَرَ بِالْكِتَابِ فِي قَطْعِ يَدِ خَالِدٍ، فَكَلَّمَهُ فِيهِ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ، وَقَبَّلَ يَدَهُ، فَوَهَبَ لَهُ يَدَهُ، وَكَتَبَ فِي قَوَدِهِ مِنْهُ، فَجَلَدَ خَالِدًا مِثْلَ مَا جَلَدَهُ " فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: [البحر الطويل] لَعَمْرِي لَقَدْ صُبَّتْ عَلَى ظَهْرِ خَالِدٍ ... شَآبِيبُ مَا اسْتُهْلِلْنَ مِنْ سُبُلِ الْقَطْرِ أَتَجْلِدُ فِي الْعِصْيَانِ مَنْ كَانَ عَاصِيًا ... وَتَعْصِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخَا قَسْرِ وَقَالَ أَيْضًا: سَلُوا خَالِدًا لَا قَدَّسَ اللهُ خَالِدًا ... مَتَى وَلِيَتْ قَسْرٌ قُرَيْشًا تُهِينُهَا أَبْعَدَ رَسُولِ اللهِ أَمْ قَبْلَ عَهْدِهِ ... وَجَدْتُمْ قُرَيْشًا قَدْ أَغَثَّ سَمِينُهَا رَجَوْنَا هُدَاهُ , لَا هَدَى اللهُ قَلْبَهُ ... وَمَا أُمُّهُ بِالْأُمِّ يُهْدَى جَنِينُهَا

1930 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: -[170]- حَدَّثَنِي الشُّوَيْفِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ، أَنَّ " §هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، كَتَبَ إِلَى خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ، يُوصِيهِ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ شَيْبَةَ الْأَعْجَمِ، فَأَخَذَ الْكِتَابَ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ أَرْسَلَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ شَيْبَةَ يَسْأَلُهُ أَنْ يَفْتَحَ لَهُ الْكَعْبَةَ فِي وَقْتٍ لَمْ يُرِدْ ذَلِكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَيْبَةَ وَامْتَنَعَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِهِ فَضَرَبَهُ مِائَةَ سَوْطٍ عَلَى ظَهْرِهِ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَيْبَةَ هُوَ وَمَوْلًى لَهُ عَلَى رَاحِلَتَيْنِ، فَأَتَى هِشَامًا فَكَشَفَ عَنْ ظَهْرِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ هَذَا الَّذِي أَوْصَيْتَهُ بِي، فَقَالَ: إِلَى مَنْ تُحِبُّ أَنْ أَكْتُبَ لَكَ؟ قَالَ: إِلَى خَالِكَ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنْ كَانَ خَالِدٌ ضَرَبَهُ بَعْدَ أَنْ أَوْصَلْتُ إِلَيْهِ كِتَابِي وَقَرَأَهُ فَاقْطَعْ يَدَهُ، وَإِنْ كَانَ ضَرَبَهُ وَلَمْ يَقْرَأْ كِتَابِي فَأَقِدْهُ مِنْهُ " قَالَ: فَقَدِمَ بِالْكِتَابِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ، فَدَعَا بِالْقَسْرِيِّ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، يَا غُلَامُ ائْتِ بِالْكِتَابِ , قَالَ: فَأَتَاهُ بِهِ مَخْتُومًا لَمْ يَقْرَأْهُ، قَالَ: فَأَخْرَجَهُ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ وَحَضَرَهُ الْقُرَشِيُّونَ وَالنَّاسُ، فَجَرَّدَهُ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ أَنْ يُضْرَبَ، فَضُرِبَ مِائَةً، فَلَمَّا أَصَابَهُ الضَّرْبُ كَأَنَّهُ تَمَايَلَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي ضَرْبِهِ، قَالَ: ثُمَّ لَبِسَ ثِيَابَهُ فَرَجَعَ إِلَى إِمْرَتِهِ " فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ فِي ذَلِكَ: سَلُوا خَالِدًا، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الزُّبَيْرِ الْأَوَّلِ، وَزَادَ فِيهِ، قَالَ: فَقَالَتْ: أُمُّ الضَّحَّاكِ، وَهِيَ يَمَانِيَةٌ: [البحر الطويل] فَمَا جُلِدَ الْقَسْرِيُّ فِي أَمْرِ رِيبَةٍ ... وَمَا جُلِدَ الْقَسْرِيُّ فِي مَشْرَبِ الْخَمْرِ فَلَا يَأْمَنِ النَّمَّامَ مَنْ كَانَ مُحْرِمًا ... بِمَلْقَى الْحَجِيجِ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْحِجْرِ لَهُ جَلَمٌ يَسْمِي الْحُسَامَ وَشَفْرَةٌ ... خَدَامٌ فَمَا تَفْرِي الشِّفَارُ كَمَا يَفْرِي -[171]- تُعَرِّضُ بِالْأَعْجَمِ أَنَّهُ يَسْرِقُ الْحَاجَّ وَكَانَ مِمَّنْ وَلِيَ مَكَّةَ نَافِعُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْكِنَانِيُّ وَهُوَ خَالُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، ثُمَّ لِابْنِهِ هِشَامٍ بَعْدَهُ وَدَارُهُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَفِيهَا كَانَ تَكُونُ مُخَاصَمَةٌ فِيهَا بَعْضُ آلِ طَلْحَةَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، فِي حَقٍّ كَانَ لَهُ فِيهَا إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ ثُمَّ إِلَى هِشَامٍ

ذكر خطبة يوم سابع الثمان بمكة لتعليم الحاج المناسك والسنة فيها

1931 - قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ، حَدَّثَنِيهِ عَنْهُ ابْنُ شَبِيبٍ: أَخْبَرَنِي عَمِّي، مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " إِنَّ §هِشَامًا قَدِمَ حَاجًّا وَقَدْ كَانَ تَظَلُّمٌ مِنْهُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي دَارِ ابْنِ عَلْقَمَةَ الَّتِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَكَانَ لِآلِ طَلْحَةَ شَيْءٌ مِنْهَا، فَأَخَذَهُ نَافِعُ بْنُ عَلْقَمَةَ وَهُوَ خَالُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَكَانَ عَامِلًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ عَلَى مَكَّةَ، فَلَمْ يُنْصِفْهُمْ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنْ نَافِعِ بْنِ عَلْقَمَةَ، فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: أَلَمْ تَكُنْ ذَكَرْتَ ذَلِكَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: بَلْ تَرَكَ الْحَقَّ وَهُوَ يَعْرِفُهُ، قَالَ: فَمَا صَنَعَ الْوَلِيدُ؟ قَالَ: اتَّبَعَ أَثَرَ أَبِيهِ، وَقَالَ مَا قَالَ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف: 23] قَالَ: فَمَا فَعَلَ فِيهَا سُلَيْمَانُ؟ قَالَ: -[172]- لَا قِفِي وَلَا سِيرِي، قَالَ: فَمَا فَعَلَ فِيهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ قَالَ: رَدَّهَا يَرْحَمُهُ اللهُ، قَالَ: فَاسْتَشَاطَ هِشَامٌ غَضَبًا وَكَانَ إِذَا غَضِبَ بَدَتْ حَوْلَتُهُ وَدَخَلَتْ عَيْنُهُ فِي حِجَاجِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ أَيُّهَا الشَّيْخُ، لَوْ كَانَ فِيكَ مَضْرَبٌ لَأَحْسَنْتُ أَدَبَكَ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَهُوَ وَاللهِ فِيَّ فِي الدِّينِ وَالْحَسَبِ، لَا يَبْعُدَنَّ الْحَقُّ وَأَهْلُهُ، لَيَكُونَنَّ لَهَا نَبَأٌ بَعْدَ الْيَوْمِ وَقَالَ غَيْرُ الزُّبَيْرِ: فَانْحَرَفَ هِشَامٌ فَقَالَ لِلْأَبْرَشِ الْكَلْبِيِّ، وَهُوَ خَلْفَهُ: كَيْفَ رَأَيْتَ اللِّسَانَ؟ قَالَ: مَا أَجْوَدَ اللِّسَانَ قَالَ: هَذِهِ قُرَيْشٌ وَأَلْسِنَتُهَا لَا تَزَالُ فِي النَّاسِ بَقِيَّةٌ مَا رَأَيْتَ مِثْلَ هَذَا " وَكَانَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْحَارِثِيُّ مِمَّنْ وَلِيَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ

1932 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، قَالَ: " §جَاءَ جُوَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي -[173]- رَبِيعَةَ إِلَى زِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْحَارِثِيِّ شَاهِدًا، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي يَقُولُ لَكَ أَبُوكَ: [البحر المتقارب] شَهِيدِي جُوَانٌ عَلَى حُبِّهَا ... أَلَيْسَ بِعَدْلٍ عَلَيْهَا جُوَانُ قَالَ: نَعَمْ، أَصْلَحَكَ اللهُ، قَالَ: قَدْ أَجَزْنَا شَهَادَةَ مَنْ عَدَّلَهُ عُمَرُ، وَأَجَازَ شَهَادَتَهُ "

1933 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: جَلَسَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ فِي الْمَسْجِدِ بِمَكَّةَ فَصَاحَ: مَنْ لَهُ مَظْلِمَةٌ؟ فَقَدِمَ إِلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْحَزِّ، فَقَالَ: إِنَّ بَقَرَةً لِجَارِي خَرَجَتْ مِنْ مَنْزِلِهِ فَنَطَحَتِ ابْنًا لِي فَمَاتَ، فَقَالَ زِيَادٌ لِكَاتِبِهِ: مَا تَرَى؟ قَالَ: نَكْتُبُ إِلَى أَمِيرِ الْحَزِّ إِنْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى مَا وَصَفَ دُفِعَتِ الْبَقَرَةُ إِلَيْهِ بِابْنِهِ، قَالَ: فَاكْتُبْ بِذَاكَ، قَالَ: فَكَتَبَ الْكِتَابَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْتِمَهُ مَرَّ ابْنُ جُرَيْجٍ، فَقَالَ: نَدْعُوهُ فَنَسْأَلُهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْمَسْأَلَةِ، فَقَالَ: لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ " فَقَالَ لِكَاتِبِهِ: شُقَّ -[174]- الْكِتَابَ، وَقَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ: انْصَرِفْ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ تُجْمِعُ أَنْتَ وَكَاتِبُكَ عَلَى شَيْءٍ ثُمَّ يَأْتِي هَذَا الرَّجُلُ فَيَرُدُّكُمَا؟ قَالَ: لَا تَغْتَرَّ بِي وَلَا بِكَاتِبِي فَوَاللهِ مَا بَيْنَ جَبَلَيْهَا أَجْهَلُ مِنِّي وَلَا مِنْهُ، هَذَا الْفَقِيهُ يَقُولُ: لَيْسَ لَكَ شَيْءٌ

1934 - وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، إِجَازَةً، قَالَ: " كَانَ §زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ عَلَى الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَالطَّائِفِ ثَمَانِيَ سِنِينَ، وَعُزِلَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَفِيهَا حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ " فَوَلِيَ بَعْدَ زِيَادٍ مَكَّةَ وَالطَّائِفَ الْهَيْثَمُ الْعَتَكِيُّ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَكَانَ مِنْ وُلَاةِ مَكَّةَ مِنَ الْمَوَالِي حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ، وَلَّاهُ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ عُرْوَةَ السَّعْدِيُّ مِنْ وُلَاةِ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مَكَّةَ، وَهُوَ الَّذِي جَلَدَ سُدَيْفَ بْنَ مَيْمُونٍ وَأَخَذَهُ، قَبْلَ وِلَايَةِ بَنِي هَاشِمٍ

§ذِكْرُ مَنْ وَلِيَ مَكَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ قَدِيمًا عَتَّابُ بْنُ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ عَامِلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَكَّةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

ذكر خطبة أبي ذر جندب بن جنادة الغفاري رضي الله عنه بمكة وقيامه بها

1935 - أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 80] قَالَ: " §اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَتَّابَ بْنَ أَسِيدٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَلَى مَكَّةَ فَانْتَصَرَ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ "

1936 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحُصَيْنِ الرَّقِّيُّ، ابْنُ بِنْتِ مَعْمَرٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ -[176]- إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " §اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَتَّابَ بْنَ أَسِيدٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَلَى مَكَّةَ وَفَرَضَ لَهُ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً مِنْ فِضَّةٍ " وَعُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ كَانَ قَدْ وَلِيَ مَكَّةَ

ذكر خطبة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه التي كان يخطب بها بمكة في النكاح

1937 - أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ سَأَلَ أَبَاهُ جَعْفَرَ بْنَ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ: هَلْ أَدْرَكَ أَحَدًا يُجَمِّعُ فِي الْحِجْرِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، §أَدْرَكْتُ عُتْبَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يُجَمِّعُ فِيهِ وَيَخْطُبُ قَائِمًا عَلَى الْأَرْضِ لَيْسَ تَحْتَهُ شَيْءٌ " وَمِنْ وُلَاةِ مَكَّةَ أَيْضًا: عَبْدُ اللهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَدْ كَانَ هُوَ أَوْ بَعْضُ وُلَاةِ مَكَّةَ عَلَى مَكَّةَ قَدْ جَلَدَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ فِي بَعْضِ الْأُمُورِ فَخَرَجَ فِي ذَلِكَ سَعِيدٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ يُرِيدُ أَنْ يَفْسَخَ عَنْهُ الضَّرْبَ وَيُخْبِرَهُ بِأَمْرِهِ

1939 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ -[177]- عِيسَى الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْحَجَبِيُّ، قَالَ: خَرَجَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَمَعَهُ حَلِيفُهُ أَبُو تِجْرَاةَ فِي أَمْرِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ لِيَفْسَخَ عَنْهُ الْجَلْدَ، وَكَانَ قَدْ جُلِدَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ: [البحر الطويل] §تَزَوَّجْ أَبَا تِجْرَاةَ مَنْ يَكُ أَهْلُهُ ... بِمَكَّةَ يَظْعَنْ وَهُوَ لِلظِّلِّ آلِفُ وَيَصْبِرْ عَلَى حَرِّ الْهَوَاجِرِ وَالسُّرَى ... وَيُدْنِي الْقِنَاعَ وَهُوَ أَشْعَثُ صَائِفُ " 1939 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي، وَمُحَمَّدَ بْنَ الضَّحَّاكِ، وَغَيْرَهُمَا، مِنْ رُوَاةِ قُرَيْشٍ يَرْوُونَهَا لِعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ وَيَزِيدُونَ فِيهَا: لَعَلَّكَ يَوْمًا أَنْ تَقُولَ وَقَدْ بَدَا ... مِنَ الْبَلَدِ النُّورِ التِّهَامِ مَعَارِفُ لِفِتْيَانِ صِدْقٍ إِنَّنِي مُتَعَجِّلٌ ... عَلَى ذَاتِ لَوْثٍ وَالْمَطِيُّ خَوَاشِفُ وَمِنْ وُلَاةِ مَكَّةَ أَيْضًا: أَبُو جِرَابٍ الْأُمَوِيُّ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ الْأَصْغَرِ، كَانَ عَلَى مَكَّةَ فِي زَمَنِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ

ذكر خطبة عتبة بن أبي سفيان بمكة في سنة إحدى وأربعين

1940 - فَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: " §أَمَرَ أَبُو جِرَابٍ عَطَاءً، وَهُوَ أَمِيرُ مَكَّةَ، أَنْ يُحْرِمَ فِي الْهِلَالِ، فَكَانَ يُلَبِّي بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَهُوَ حَلَالٌ، وَيُعْلِنُ التَّلْبِيَةَ " وَكَانَ مِنْ وُلَاةِ مَكَّةَ أَيْضًا: عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ

1941 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ " §عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ طَافَ فِي إِمْرَةِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَلَى مَكَّةَ، فَخَرَجَ عَمْرٌو إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنْظِرْنِي حَتَّى أَنْصَرِفَ عَلَى وِتْرٍ " وَكَانَ مِنْ وُلَاةِ مَكَّةَ أَيْضًا: عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ، وَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

ذكر خطبة الحجاج بن يوسف بمكة

1942 - فَحَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ -[179]- عَنْهُ وَلَّى عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ مَكَّةَ، وَكَانَ يَحْمُقُ، فَكَتَبَ: مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقِيلَ لَهُ: §تَبْدَأُ بِنَفْسِكَ قَبْلَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: إِنَّ لَنَا الْكِبْرَ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا بَلَغَ قَوْلُهُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَمَا وَاللهِ أَنْتَ أَحْمَقُ، مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ حُمْقٍ " وَكَانَ بَنُو الْمُطَّلِبِ يُسَمَّوْنَ النَّوْكَى وَكَانَ مِنْ وُلَاةِ مَكَّةَ: عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ الْعَدَوِيُّ، كَانَ عَامِلًا عَلَى مَكَّةَ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَبْلَ ذَلِكَ

1943 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، قَالَ: -[180]- كُنْتُ بِمَكَّةَ وَعَلَيْهَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ أَمِيرًا، فَسَمِعْتُهُ يَخْطُبُهُمْ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ مَكَّةَ، مَا لَكُمْ قَدْ أَقْبَلْتُمْ عَلَى عِمَارَةِ الْبَيْتِ أَوِ الطَّوَافِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا سَوَّاقُو الْمُجَاهِدِينَ، إِنِّي سَمِعْتُ مِنْ أَبِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ أَظَلَّ غَازِيًا أَظَلَّهُ اللهُ، وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا حَتَّى يَسْتَقِلَّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، وَمَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ " -[181]- قَالَ: فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقِيلَ: هَذَا ابْنُ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الَّتِي قَامَتْ عَنْهُ

ذكر خطبة داود بن علي بن عبد الله بن عباس بمكة حين قدمها

1944 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْعَتَكِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سُرَاقَةَ " أَنَّهُ كَانَ §يَقْنُتُ فِي النِّصْفِ الثَّانِي مِنْ رَمَضَانَ، وَكَانَ يَقْنُتُ بَعْدَ الرُّكُوعِ " وَكَانَ خَالِدُ بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ وُلَاةِ مَكَّةَ، يُقَالُ: إِنَّهُ وَلِيَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

1945 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ أَبَا مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §لَا يُؤَذِّنُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَرَى خَالِدَ بْنَ الْعَاصِ دَاخِلًا مِنْ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ " وَوَلِيَ ابْنُهُ بَعْدَهُ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ، لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ

ذكر خطبة أبي حمزة الشاري المختار بن عوف بمكة

1946 - حَدَّثَنَا 1430 الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " إِنَّ §يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ اسْتَعْمَلَ الْحَارِثَ بْنَ خَالِدٍ عَلَى مَكَّةَ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِهَا قَبْلَ أَنْ يُنَصِّبَ يَزِيدُ الْحَارِثَ بَدَلَ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَتَبِعَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَلَمْ يَزَلْ فِي دَارِهِ مُعْتَزِلًا لِابْنِ الزُّبَيْرِ، حَتَّى وَلِيَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، فَوَلَّاهُ مَكَّةَ، ثُمَّ عَزَلَهُ، وَمِنْ قَبْلِ ذَلِكَ مَا وَلِيَ مِنًى لِلْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ فِي حِصَارِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَقِتَالِهِ " وَكَانَ مِنْ وُلَاةِ مَكَّةَ: مُحْرِزُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، كَانَ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِيمَا يُقَالُ، وَاللهُ أَعْلَمُ وَكَانَ مِنْ وُلَاةِ مَكَّةَ لِبَنِي أُمَيَّةَ: مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَهُ يَقُولُ الْعَرْجِيُّ

1947 - كَمَا ذَكَرَ الزُّبَيْرُ، عَنْ عَمِّهِ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ، حَدَّثَنِيهِ ابْنُ شَبِيبٍ، عَنْهُ، قَالَ: " §لَمَّا وَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ أَنْشَأَ الْعَرْجِيُّ يَقُولُ: [البحر الطويل] أَلَا قُلْ لِمَنْ أَمْسَى بِمَكَّةَ ثَاوِيًا ... وَمَنْ جَاءَ مِنْ نَجْدٍ وَنَقْبِ الْمُشَلَّلِ -[183]- دَعُوا الْحَجَّ لَا تَسْتَهْلِكُوا نَفَقَاتِكُمْ ... فَمَا حَجُّ هَذَا الْعَامِ بِالْمُتَقَبَّلِ وَكَيْفَ يُزَكَّى حَجُّ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ... إِمَامٌ لَدَى تَعْرِيفِهِ غَيْرُ دُلْدُلِ يَظَلُّ يُرَائِي بِالنَّهَارِ صَلَاتَهُ ... وَيَلْبَسُ فِي الظَّلْمَا وِشَاحَ الْقُرُنْفُلِ وَكَانَ مِنْ وُلَاةِ مَكَّةَ أَيْضًا: أَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ

ذكر خطبة سديف بن ميمون بين يدي داود بن علي، وما لقي قبل خروج بني هاشم في دولتهم

1948 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: لَقِيَنِي طَاوُسٌ فَقَالَ: " أَلَا يَنْتَهِي هَذَا، يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ بْنَ هِشَامٍ، عَمَّا يَفْعَلُ؟ §إِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَهَرَ بِالسَّلَامِ أَوْ بِالتَّكْبِيرِ عُمَرُ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَنْكَرَتِ الْأَنْصَارُ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ إِذْنًا " وَهُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ

1949 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ الْكَلْبِيِّ، قَالَ: " قَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ حُمَيْدٍ مِنْ بَنِي -[184]- أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ، عَامِلِ هِشَامٍ عَلَى مَكَّةَ، وَفَاخَرَهُ أَوْ قَضَى عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ، فَقَالَ الْمَخْزُومِيُّ: أَنَا ابْنُ الْوَحِيدِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: وَاللهِ مَا أَنَا بِنَافِخِ كِيرٍ، وَلَا ضَارِبِ عَلَاةٍ، §وَلَوْ ثُقِبَتْ قَدَمَايَ لَانْتَثَرَتْ مِنْهُمَا بَطْحَاءُ مَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ هِشَامٍ: قُمْ فَإِنَّكُمْ وَاللهِ كُنْتُمْ وُحُوشًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَا اسْتَأْنَسْتُمْ فِي الْإِسْلَامِ " وَكَانَ مِمَّنْ وَلِيَ بَعْدَ ذَلِكَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّفْيَانِيُّ، كَانَ عَلَى قَضَاءِ مَكَّةَ وَإِمَارَتِهَا ثُمَّ وَلِيَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي زَمَانِنَا هَذَا مَكَّةَ: عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى مِنْ بَعْدِهِ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَخْزُومِيُّ وَلِيَهَا، اسْتَخْلَفَهُ عَلَيْهَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ شَاعِرٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: امْعَجُوا يَا بَنِي الْمُغِيرَةِ فِيهَا ... فَبَنُو حَفْصٍ مِنْكُمُ أُمَرَاءُ

ذكر البرك التي عمرت بمكة وتفسير أمرها وقال بعض أهل مكة عن أشياخه: إن سليمان بن عبد الملك كتب إلى خالد بن عبد الله القسري أن أجر لي عينا من الثقبة يخرج من مائها العذب الزلال، حتى تظهر بين زمزم والمقام تضاهي بها فيما ذكروا زمزم قال: فعمل خالد بن عبد

§ذِكْرُ مَنْ وَلِيَ قَضَاءَ مَكَّةَ مِنْ أَهْلِهَا مِنْ قُرَيْشٍ وَكَانَ الْقَضَاءُ بِمَكَّةَ فِي بَنِي مَخْزُومٍ، وَكَانَ مِنْهُمُ الْقَاضِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ

1950 - فَحَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الْحَذَّاءُ، وَهُوَ الْجَرْدَمُ، قَالَ: " جَلَسَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ قَاضِي مَكَّةَ يَقْضِي فَقَدِمَ إِلَيْهِ أَبُو الزَّعْفَرَانِ الشَّاعِرُ فَشَهِدَ لِامْرَأَةٍ بِشَيْءٍ كَانَ فِي عُنُقِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَتَشْهَدُ عِنْدِي يَا أَبَا الزَّعْفَرَانِ وَأَنْتَ الْقَائِلُ: [البحر الطويل] §لَقَدْ طُفْتُ سَبْعًا قُلْتُ لَمَّا قَضَيْتُهَا ... أَلَا لَيْتَ هَذَا لَا عَلَيَّ وَلَا لِيَا مَا كُنْتَ تَصْنَعُ فِي الطَّوَافِ؟ تَعْرِضُ لِلنِّسَاءِ؟ قَالَ: " لَا وَاللهِ أَصْلَحَكَ اللهُ، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الشُّعَرَاءِ: إِنَّهُمْ {يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} [الشعراء: 226] وَقَدِ اسْتَعْفَيْتُهَا فَأَبَتْ أَنْ تُعْفِيَنِي، وَأَنْتَ أَصْلَحَكَ اللهُ حَفِظْتَ سَيِّئَ مَا قُلْتُ، وَلَمْ تَحْفَظْ خَيْرَ مَا قُلْتُ، قَالَ: وَمَا خَيْرُ مَا قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: -[186]- مِنَ الْحَنْطَبِيِّينَ الَّذِينَ وُجُوهُهُمْ ... مَصَابِيحُ تَبْدُو كَوْكَبًا بَعْدَ كَوْكَبِ قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى كَاتِبِهِ، فَقَالَ: يَا مُوسَى بْنَ عَطِيَّةَ أَتَعْرِفُ مِنْهُ إِلَّا خَيْرًا؟ قَالَ: لَا وَاللهِ، قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ مَا أَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا " وَكَانَ مِنْ قُضَاةِ مَكَّةَ: ابْنُ الْوَضِيِّ الْجُمَحِيُّ وَقَدْ كَتَبْنَا قِصَّتَهُ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ هَذَا وَكَانَ مِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِشَامٍ الْأَوْقَصُ، قَضَى لِلْمَهْدِيِّ، وَخَلَّفَ عِنْدَهُ أَمْوَالَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ لِيُعَمِّرَ الْمَسْجِدَ، فَفَعَلَ وَكَانَ مِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّفْيَانِيُّ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ آنِفًا ثُمَّ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ حَنْظَلَةَ أَدْرَكْتُهُ عَلَى قَضَاءِ مَكَّةَ

§ذِكْرُ أَشْرَافِ الْمَوَالِي مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ

1951 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ الزَّنْجِيِّ، قَالَ: " §اخْتَصَمَ بَنُو نَوْفَلٍ وَبَنُو أُمَيَّةَ، وَهُمُ الْخَالِدِيُّونَ، فِي وَلَاءِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ يَوْمَئِذٍ حَيٌّ، فَقِيلَ لِابْنِ جُرَيْجٍ: افْرُقْ بَيْنَ هَؤُلَاءِ بِقَوْلِكَ، فَقَدْ بَلَغُوا مَا لَا يَحْسُنُ، فَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَنَا الْعَزِيزُ إِلَى أَيِّهِمَا شِئْتُ وَالَيْتُهُ " قَالَ أَبُو يَحْيَى: وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَمَّا أَنَا فَأَرَى أَنَّ الْعَصَبَةَ مَوَالِيهِ، قَالَ أَبُو يَحْيَى: وَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِيمَا يَقُولُونَ أَعْتَقَتْ أَبَاهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، وَكَانَ وَلَدُهَا عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللهِ وَإِخْوَةً لَهُ، فَكَانَ يَنْتَمِي إِلَى هَؤُلَاءِ مَرَّةً، مَوَالِي أُمِّهِ، وَإِلَى هَؤُلَاءِ مَرَّةً، يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ؛ لِأَنَّهُمْ عَصَبَةُ مَوْلَاتِهِ

1952 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: " §وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، -[188]- هُوَ مَوْلَى ابْنِ بَاذَانَ، وَبَاذَانُ هُوَ مَوْلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ "، قَالَ: فَلَمْ تَكُنْ مَوَالِي أَشْرَفَ مِنْهُمْ

§ذِكْرُ الْخِلَافِ بِمَكَّةَ وَأَوَّلُ مَنْ خَلَفَ بِمَكَّةَ وَيُقَالُ: إِنَّ الْخِلَافَ كَانَ بِمَكَّةَ فِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَانَ التَّخَلُّفُ يَكُونُ بِأَعْلَى مَكَّةَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الْحَجُّ

1953 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: " كَانَ §رَجُلٌ وَكَانَ فِيهِ عُجْمَةٌ، وَكَانَ فِي الْحَجِّ إِمَامًا خَلَفَ عَلَى النَّاسِ وَكَانَ ذَلِكَ بِأَعْلَى مَكَّةَ فَتَقَدَّمَ، فَصَلَّى فَأَخَّرَهُ رَجُلٌ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَانَ الْحَجُّ فَخَشِيتُ أَنْ يَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ وَقَدْ سَمِعُوا مِنْهُ شَيْئًا فِي قِرَاءَتِهِ، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ الَّذِي تَقَدَّمَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ أَوْ غَيْرُهُ

§ذِكْرُ لِمَ سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِمَكَّةَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ

باب جامع من أخبار مكة في الإسلام

1954 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَقُولُ: " إِنَّمَا §سُمِّيَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ؛ لِأَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَرَوَّوْنَ مِنَ الْمَاءِ " 1955 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَدَقَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مِثْلَ ذَلِكَ

1956 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا يَعْلَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: " إِنَّمَا §سُمِّيَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ؛ لِأَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَرَوَّوْنَ فِيهِ الْمَاءَ إِلَى عَرَفَاتٍ، وَلَمْ يَكُنْ بِهَا مَاءٌ "

§ذِكْرُ الْخُطْبَةِ بِمَكَّةَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمَ الصَّدَرِ إِذَا وَافَقَ ذَلِكَ يَوْمَ جُمُعَةٍ

1957 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ الْخُطْبَةِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ إِذَا وَافَقَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ؟ فَأَخْبَرَنِي، قَالَ: " §أَدْرَكْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُوَافِقَةً يَوْمَ التَّرْوِيَةِ بِمَكَّةَ، فَكُلُّ ذَلِكَ قَدْ أَدْرَكْتُ النَّاسَ يَصْنَعُونَهُ، قَدْ أَدْرَكْتُهُمْ يُجَمِّعُ إِمَامُهُمْ وَيَخْطُبُ مَرَّةً، وَمَرَّةً لَا يُجَمِّعُ بِمَكَّةَ وَلَا يَخْطُبُ "

1958 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §وَاقِفًا يَوْمَ الصَّدْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَرَأَيْتُهُ قَائِمًا بِالْأَرْضِ فِي قُبُلِ الْكَعْبَةِ، فَخَطَبَ فَتَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ، ثُمَّ صَلَّى الْجُمُعَةَ رَكْعَتَيْنِ "

§ذِكْرُ الطَّائِفِ وَأَمْرِهَا وَنُزُولِ ثَقِيفٍ بِهَا وَمُبْتَدَأِ ذَلِكَ وَأَخْبَارٍ مِنْ أَخْبَارِهَا قَالَ: وَأَمَّا الطَّائِفُ فَهِيَ مِنْ مَخَالِيفِ مَكَّةَ، وَهِيَ بَلَدٌ طَيِّبُ الْهَوَاءِ، بَارِدُ الْمَاءِ، كَانَ لَهَا خَطَرٌ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ فِيمَا مَضَى، وَكَانَ الْخَلِيفَةُ يُوَلِّيهَا رَجُلًا مِنْ عِنْدِهِ وَلَا يَجْعَلُ وِلَايَتَهَا إِلَى صَاحِبِ مَكَّةَ، وَفِي مَكَّةَ وَفِيهَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، فِيمَا يُقَالُ، وَفِيهَا فَسَّرَ الْمُفَسِّرُونَ: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 31] قَالَ: هُوَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَكَانَ رَيْحَانَةَ قُرَيْشٍ يَوْمَئِذٍ، وَقَالُوا: بَلْ هُوَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبٍ

1959 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " إِنَّ §عُمَرَ -[192]- بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اسْتَعْمَلَ أَبَاهُ، سُفْيَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيَّ عَلَى الطَّائِفِ، وَمَخَالِيفِهَا "

1960 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ، عَرْضًا، قَالَ: ثنا جَدِّي، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: حَاصَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَصْرَ الطَّائِفِ فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " §مَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فَهُوَ لَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ " فَبَلَغْتُ يَوْمَئِذٍ سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا

1961 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سُوَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: -[193]- زَعَمَتِ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ وَهُوَ مُحْتَضِنٌ أَحَدَ ابْنَيِ ابْنَتِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: " وَاللهِ §إِنَّكُمْ لَتُبَخَّلُونَ وَتُجَهَّلُونَ وَتُجَنَّبُونَ، وَإِنَّكُمْ لَمِنْ رَيْحَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَهَا اللهُ تَعَالَى بِوَجٍّ " قَالَ سُفْيَانُ: تَفْسِيرُهُ آخِرُ غَزَاةٍ غَزَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الطَّائِفِ، لِقِتَالِهِ أَهْلَ الطَّائِفِ وَحِصَارِهِ ثَقِيفًا، قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ الشَّاعِرُ: لَأَطَأَنَّكُمْ وَطْأَةَ الْمُتَثَاقِلِ

1962 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ انْصَرَفَ إِلَى الطَّائِفِ، فَحَاصَرَهَا تِسْعَ عَشْرَةَ أَوْ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، فَلَمْ يَفْتَحْهَا، ثُمَّ أَوْغَلَ رَوْحَةً أَوْ غُدْوَةً، فَنَزَلَ ثُمَّ هَجَّرَ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ §إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَإِنِّي أُوصِيكُمْ بِعِتْرَتِي خَيْرًا، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ، -[194]- وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُقِيمُنَّ الصَّلَاةَ وَلَتُؤْتُنَّ الزَّكَاةَ، أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا مِنِّي أَوْ لِنَفْسِي فَلَيَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَ مُقَاتِلَتِهِمْ، وَلَيَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَّهُمْ " فَرَأَى النَّاسُ أَنَّهُ أَبُو بَكْرٍ أَوْ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: " هَذَا " فَقُلْتُ: مَا حَمَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَلَى مَا صَنَعَ؟ قَالَ: مِنْ ذَاكَ أَعْجَبُ

1963 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ مَرَّةً: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: §حَاصَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الطَّائِفِ بِضْعَ عَشْرَةَ، فَلَمْ يَفْتَتِحْهَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللهُ " فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: -[195]- أَيَقْفُلُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَفْتَتِحْهَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَاغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ " فَغَدَوْا فَأَصَابَتْهُمْ جِرَاحَاتٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ " قَالَ: فَسَكَتُوا وَكَأَنَّ ذَلِكَ أَعْجَبَهُمْ، قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي

1964 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: §لَمَّا كَانَ يَوْمُ الطَّائِفِ دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَانْتَجَاهُ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: لَقَدْ طَوَّلَ بِنَجْوَاهُ مَعَ ابْنِ عَمِّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنَا انْتَجَيْتُهُ وَلَكِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ انْتَجَاهُ "

1965 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ الْمَكِّيُّ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ يُذْكَرُ " §أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ بِمَقْتَلِ أَهْلِ الْجِسْرِ، وَقَدْ كَانَ اسْتَعْمَلَ أَبَا عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ، وَمَعَهُ نُمَيْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَسَلِيطُ بْنُ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيَّانِ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى النَّاسِ أَبَا عُبَيْدٍ فَلَقِيَتْهُمْ فَارِسُ بِالْفِيَلَةِ، فَقَاتَلُوهُمْ فَقُتِلُوا جَمِيعًا، فَقَدِمَ فَتًى مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ الْمَدِينَةَ فَقَعَدَ عِنْدَ حَذَّاءٍ يَحْذُو لَهُ نَعْلَيْنِ، فَقَالَ: مَا بَالُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَا يَبْكُونَ عَلَى قَتْلَاهُمْ؟ فَوَاللهِ لَقَدْ قُتِلَ أَهْلُ الْجِسْرِ، فَأَخَذَ الْحَذَّاءُ بِلِبَبِهِ ثُمَّ أَتَى بِهِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، خَرَجْتُ أَنَا وَنَفَرٌ مَعِي كَثِيرٌ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِوَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ الطَّائِفِ، يُقَالُ لَهُ الشِّهَابُ، سَمِعْنَا جَلَبَةَ النَّاسِ وَإِرْغَاءَ الْإِبِلِ وَصِيَاحَ الصِّبْيَانِ، ثُمَّ دَهِمْنَا حَاضِرًا كَثِيرَ الْأَهْلِ فَسَمِعْنَا ضَرْبَ الْحُجَرِ وَالْقِبَابِ، فَقَامَتْ مَنَاحَةٌ فَجَعَلْنَ يَقُلْنَ، نَسْمَعُ الْأَصْوَاتَ قَرِيبًا مِنَّا وَلَا نَرَى أَحَدًا: وَاأَبَا عُبَيْدَاهُ، وَانُمَيْلَتَاهُ، وَاسَلِيطَاهُ، ثُمَّ هَتَفَ هَاتِفٌ فَقَالَ: [البحر الخفيف] -[197]- مَاتَ عَلَى الْجِسْرِ فِتْيَةٌ صُبُرٌ ... صَادِقِينَ اللِّقَاءَ يَوْمَ اللِّقَاءِ قَدَّسَ اللهُ مَعْرَكًا ثَمَّ مِنْهُمْ ... فَهُمُ الْأَكْرَمُونَ خَيْرُ الْمِلَاءِ كَمْ كَرِيمٍ وَمَاجِدٍ ثَمَّ مِنْهُمْ ... مُؤْمِنُ الْقَلْبِ مُسْتَجَابُ الدُّعَاءِ يَقْطَعُ اللَّيْلَ لَا يَنَامُ صَلَاةً ... وَجُؤَارًا يَمُدُّهُ بِالْبُكَاءِ وَخَبِيتًا لِرَبِّهِ مُسْتَكِينًا ... غَيْرَ ذِي غَدْرَةٍ وَلَا ذِي عَدَاءِ قَالَ: فَحَبَسَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَتَبَ إِلَى الطَّائِفِ، فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ جَاءَهُ الْخَبَرُ حَقًّا، وَبَدَرَ عَلَيْهِ الْعِلَلُ "

ذكر من مات من الولاة بمكة ومات من الولاة بمكة عتاب بن أسيد، رضي الله عنه عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على مكة ومات بها نافع بن عبد الحارث، وكان عاملا لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه ومات بها عبد الله بن خالد بن أسيد، وكان عاملا لعثمان رضي

1966 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: ثنا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: ثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُمَيْلَةَ، عَنْ أَبِي طَرِيفٍ، قَالَ: " حَاصَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِصْنَ الطَّائِفِ فَكَانَ §يُصَلِّي بِنَا صَلَاةَ الْمَغْرِبِ، وَلَوْ أَنَّ إِنْسَانًا رَمَى لَرَأَى مَوْقِعَ نَبْلِهِ "

ذكر من ولي مكة من العرب سوى قريش وأحداثهم فيها وأفعالهم وتفسيرها

1967 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الْأَيْلِيُّ، قَالَ: ثنا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: لَمَّا حَصَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الطَّائِفِ غَلَّقُوا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَامُوا عَلَى حِصْنِهِمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: [البحر الرجز] هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ فِينَا ... وَاللهِ لَا نُسْلِمُ مَا حَيِينَا قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى قَبْرِ أَبِي رِغَالٍ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " تَدْرِي مَا هَذَا؟ §هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ وَهُوَ مِنْ بَقِيَّةِ ثَمُودَ أَوْ مِنْ ثَمُودَ "

1968 - فَحَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: أَظُنُّهُ أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّائِفِ، قَالَ: " تَدْرُونَ قَبْرُ مَنْ هَذَا؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ فَالْعَنُوهُ لَعَنَهُ اللهُ وَارْجُمُوهُ " قَالَ: -[199]- فَجَعَلَتْ ثَقِيفٌ نَبِيثَتَيْنِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: وَاللهِ لَوْ جَعَلُوهُ عَشْرَ نَبَائِثَ لَرُجِمَ وَلُعِنَ قَالَ هِشَامٌ: وَقَالَ هُوَ أَبُو ثَقِيفٍ وَهَذَا فِي الْحَدِيثِ شَيْءٌ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ أَبُو ثَقِيفٍ

1969 - وَحَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: ثنا ابْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " §كَانَ النَّخَعُ وَثَقِيفٌ رَجُلَيْنِ مِنْ إِيَادِ بْنِ نِزَارٍ، يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: ثَقِيفٌ، وَهُوَ قَسِّيُّ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ النَّبِيتِ بْنِ يَقْدَمَ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ إِيَادِ بْنِ نِزَارٍ وَالْآخَرُ: النَّخَعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الطِّمْثَانِ بْنِ عَوْذِ مَنَاةَ بْنِ يَقْدَمَ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ إِيَادِ بْنِ نِزَارٍ، فَخَرَجَا وَمَعَهُمَا غُنَيْمَةٌ لَهُمَا، فِيهَا عَنْزٌ وَالِدٌ وَهُمَا يَشْرَبَانِ مِنْ لَبَنِهَا، فَعَرَضَ لَهُمَا مُصَدِّقُ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الْيَمَنِ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ غَنَمِهِمَا الصَّدَقَةَ، فَقَالَا لَهُ: خُذْ أَيَّتَهُنَّ شِئْتَ، قَالَ: آخُذُ صَاحِبَةَ اللَّبَنِ، فَقَالَا: إِنَّ مَعِيشَتَنَا وَمَعِيشَةَ هَذَا الْجَدْيِ -[200]- مِنْ لَبَنِهَا، فَأَبَى، فَرَمَى أَحَدُهُمَا الْمُصَدِّقَ، فَقَتَلَهُ بِسَهْمٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إِنِّي لَا تَحْمِلُنِي وَإِيَّاكَ أَرْضٌ، فَإِمَّا أَنْ تَصْعَدَ وَأَنْحَدِرَ، وَإِمَّا أَنْ أَصْعَدَ وَتَنْحَدِرَ، قَالَ النَّخَعُ: فَأَنَا أَصْعَدُ، فَأَتَى النَّخَعُ بِيشَهْ فَنَزَلَهَا، وَمَضَى ثَقِيفٌ إِلَى وَادِي الْقُرَى، فَكَانَ يَأْوِي إِلَى عَجُوزٍ يَهُودِيَّةٍ، فَيَكْمُنُ عِنْدَهَا بِاللَّيْلِ وَيَعْمَلُ بِالنَّهَارِ، فَاتَّخَذَتْهُ وَلَدًا، وَاتَّخَذَهَا أُمًّا، فَلَمَّا حَضَرَهَا الْمَوْتُ قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَخُذْ هَذِهِ الدَّنَانِيرَ، وَهَذِهِ الْقُضْبَانَ مِنَ الْكَرْمِ، فَإِذَا نَزَلْتَ بَلَدًا فَاغْرِسْ فِيهَا هَذِهِ الْقُضْبَانَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَعْدَمُكَ مِنْهَا نَفْعٌ، فَفَعَلَ ثَقِيفٌ ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى نَزَلَ مَوْضِعًا قَرِيبًا مِنَ الطَّائِفِ، فَإِذَا هُوَ بِحَبَشِيَّةٍ فِي الظُّهْرِ تَرْعَى مِائَةَ شَاةٍ، فَأَسَرَّ فِيهَا طَمَعًا، وَقَالَ: أَقْتُلُهَا وَآخُذُ الْغَنَمَ، وَأُلْقِيَ فِي رُوعِهَا مَا أَرَادَ بِهَا، قَالَتْ: يَا هَذَا كَأَنَّكَ طَمِعْتَ أَنْ تَقْتُلَنِي وَتَأْخُذَ غَنَمِي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: لَوْ قَدْ فَعَلْتَ لَقُتِلْتَ وَأُخِذَتِ الْغَنَمُ، أَنَا جَارِيَةُ عَامِرِ بْنِ ظَرِبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِيَاذِ بْنِ يَشْكُرَ بْنِ عدْوَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ، وَهُوَ سَيِّدُ أَهْلِ هَذَا الْوَادِي، وَأَنَا أَظُنُّكَ غَرِيبًا خَائِفًا، قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِمَّا أَرَدْتَ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: إِنَّ مَوْلَايَ إِذَا طَفَلَتِ الشَّمْسُ لِلْإِيَابِ يَأْتِي -[201]- هَذِهِ الصَّخْرَةَ فَيَضَعُ ثِيَابَهُ وَقَوْسَهُ وَجَفِيرَهُ عِنْدَهَا، وَيَنْحَدِرُ إِلَى الْوَادِي فَيَقْضِي حَاجَتَهُ وَيَتَوَضَّأُ مِنَ الْعَيْنِ الَّتِي فِي الْوَادِي، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَأْخُذُ ثِيَابَهُ وَمَا تَرَكَ، وَيَنْصَرِفُ إِلَى رَحْلِهِ وَيَأْمُرُ مُنَادِيًا: مَنْ أَرَادَ الطَّعَامَ وَالتَّمَجُّعَ فَلْيَأْتِ دَارَ عَامِرِ بْنِ ظَرِبٍ فَيَفْعَلُونَ ذَلِكَ، فَاكْمُنْ لَهُ خَلْفَ الصَّخْرَةِ فَخُذْ قَوْسَهُ وَمَا أَمَرْتُكَ بِأَخْذِهِ، فَإِذَا رَآكَ، وَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْ: غَرِيبٌ فَأَنْزِلْنِي، وَخَائِفٌ فَأَجِرْنِي، وَكُفْءٌ فَزَوِّجْنِي، إِنْ كُنْتَ عَرَبِيًّا شَرِيفًا، قَالَ: أَنَا كَمَا ذَكَرْتِ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَامِرُ بْنُ ظَرِبٍ لِعَادَتِهِ وَاسْتَخْفَى لَهُ ثَقِيفٌ، فَلَمَّا دَخَلَ الْوَادِيَ فَعَلَ ثَقِيفٌ مَا أَمَرْتُهُ الْجَارِيَةُ، فَقَالَ عَامِرُ بْنُ ظَرِبٍ: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ فَانْحَدَرَ بِهِ إِلَى قَوْمِهِ، وَنَادَى مُنَادِيهِ وَأَقْبَلَ النَّاسُ فَأَكَلُوا وَتَمَجَّعُوا، فَقَالَ لَهُمْ عَامِرٌ: أَلَسْتُ سَيِّدَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: وَقَدْ أَجَرْتُمْ مَنْ أَجَرْتُ وَأَمَّنْتُمْ مَنْ أَمَّنْتُ، وَزَوَّجْتُمْ مَنْ زَوَّجْتُ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ عَامِرٌ: هَذَا قَسِّيُّ بْنُ مُنَبِّهٍ، فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ، فَوَلَدَتْ لِثَقِيفٍ عَوْفًا وَدَارِسًا وَسَلَامَةَ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَى أُخْتِهَا مِنْ بَعْدِهَا، فَوَلَدَتْ لَهُ جُشَمُ، وَأَقَامَ بِالطَّائِفِ وَغَرَسَ تِلْكَ الْقُضْبَانَ مِنَ الْكَرْمِ فَنَبَتَتْ وَأَطْعَمَتْ، فَقَالُوا: لِلَّهِ أَبُوهُ مَا أَثْقَفَهُ حِينَ ثَقِفَ عَامِرًا حَتَّى أَمَّنَهُ وَآوَاهُ وَزَوَّجَهُ وَثَقِفَ الْكَرْمَ حِينَ غَرَسَهُ، فَسُمِّيَ ثَقِيفًا "

1970 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ، -[202]- قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُخْتُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ أَوِ ابْنَتُهُ، قَالَتْ: " §بَيْنَا أُمَيَّةُ بِالطَّائِفِ نَائِمًا عَلَى سَرِيرٍ لَهُ، وَأَنَا عَلَى بَابِ الْبَيْتِ أَدْبُغُ إِهَابًا لِي، إِذْ أَقْبَلَ طَائِرَانِ أَبْيَضَانِ فَوَقَعَا عَلَى الْبَيْتِ، فَفَرَجَا السَّقْفَ، فَأَقْبَلَ أَحَدُهُمَا حَتَّى وَقَعَ عَلَى صَدْرِ أُمَيَّةَ، وَوَقَفَ الْآخَرُ مَكَانَهُ، قَالَتْ: فَفَرَجَ صَدْرَهُ ثُمَّ اطَّلَعَ فِيهِ، فَقَالَ: لَهُ الَّذِي فَوْقَ السَّطْحِ: وَعَى، قَالَ: وَعَى، قَالَ: زَكَا، قَالَ: أَبَى، قَالَتْ: فَطَارَا وَاسْتَوَى السَّقْفُ، وَقَامَ أُمَيَّةُ يَقُولُ: وَاصَدْرَاهُ، وَجَعَلْتُ أَصْرُخُ: وَامَيِّتَاهُ، قُلْتُ: وَإِنَّكَ لَحَيٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ، فَقَالَ: أَرَادَ اللهُ بِي خَيْرًا فَصَرَفَهُ عَنِّي وَاللهِ لَا تَزَالُ حَزَازَةٌ فِي نَفْسِي حَتَّى أَمُوتَ " 1971 - وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يُوسُفَ الْمَكِّيَّ، يُحَدِّثُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: حَدَّثَتْنِي الْفَارِعَةُ، أُخْتُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَتْ: حَضَرْتُ أُمَيَّةَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَزَادَ فِيهِ: فَقَالَ أُمَيَّةُ: لَبَّيْكُمَا لَبَّيْكُمَا، هَا أَنَذَا لَدَيْكُمَا، إِنِّي لَا ذُو قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ، وَلَا ذُو مِرَّةٍ فَأَعْتَذِرُ قَالَ: ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ: -[203]- لَبَّيْكُمَا لَبَّيْكُمَا، هَا أَنَذَا لَدَيْكُمَا، ثُمَّ قَالَ: [البحر الرجز] إِنْ تَغْفِرِ اللهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا ... وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الخفيف] كُلُّ عَيْشٍ وَإِنْ تَطَاوَلَ دَهْرًا ... صَائِرٌ أَمْرُهُ إِلَى أَنْ يَزُولَا لَيْتَنِي كُنْتُ قَبْلَ مَا قَدْ بَدَا لِي ... فِي قِلَالِ الْجِبَالِ أَرْعَى الْوُعُولَا هَذَا أَوْ نَحْوَهُ

1972 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِنَّ أَصْدَقَ بَيْتٍ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ، ... وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ "

1973 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَنْشَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِعْرَ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §آمَنَ شِعْرُهُ وَكَفَرَ قَلْبُهُ "

1974 - حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلًى، لَنَا يُقَالَ لَهُ: مُسْلِمٌ، قَالَ: " §مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالطَّائِفِ عِنْدَنَا، فَلَمَّا أَخْرَجْنَا جِنَازَتَهُ قَالَتِ الشِّيعَةُ: اطْرُدُوا هَؤُلَاءِ الْأَنْجَاسَ مِنْ ثَقِيفٍ وَلَا يُتْبِعَنَّ جِنَازَتَهُ، قَالَ: فَطُرِدُوا، وَكُنْتُ مَوْلًى لَا يُؤْبَهُ لَهُ، قَالَ: فَكُنْتُ مَعَهُمْ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ الْجِنَازَةِ إِذْ أَقْبَلَ طَائِرٌ أَبْيَضُ مِثْلُ الشَّاةِ حَتَّى الْتَفَّ فِي نَعْشِهِ، فَمَا رَأَيْنَا لَهُ مَنْفَذًا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَقُلْتُ لِبِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ: مَا تَرَوْنَ ذَلِكَ الطَّيْرَ؟ قَالَ: يَرَوْنَهُ عِلْمَهُ "

1975 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَمِيرُ الطَّائِفِ وَكَانَ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: " §جَاءَ كِتَابُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى أَمِيرِ الطَّائِفِ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ، فَأَرْسِلْ إِلَيَّ بِعَسَلٍ أَخْضَرَ، فِي وِعَاءٍ أَبْيَضَ، فِي الْإِنَاءِ مِنْ عَسَلِ النَّدْعِ وَالسَّمَا، مِنْ نَحْلِ بَنِي شَبَابَةَ " قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَبَنُو شَبَابَةَ حَيٌّ مِنْ عدْوَانَ يَنْزِلُونَ فَوْقَ الطَّائِفِ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَالنَّدْعُ: الصَّقْرُ الْبَرِّيُّ، وَالسَّمَا: وَاحِدُهَا سَمَاةٌ، قَالَ: وَالسَّمَا مَفْتُوحٌ

1976 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَعْوَرِ، قَالَ: §إِنَّ " عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِ قَادِمٌ سَأَلَهُ عَنِ النَّاسِ وَعَنْ أَخْبَارِهِمْ وَعَنْ حَالِهِمْ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ قَادِمٌ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: مِنَ الطَّائِفِ قَالَ: فَمَهْ؟ قَالَ: رَأَيْتُ بِهَا شَيْخًا يَقُولُ: [البحر الوافر] تَرَكْتُ أَبَاكَ مُرْعَشَةً يَدَاهُ ... وَأُمَّكَ مَا تَسِيغُ لَهَا شَرَابًا إِذَا نَعَبَ الْحَمَامُ بِبَطْنِ وَجٍّ ... عَلَى بَيْضَاتِهِ ذَكَرَا كِلَابًا قَالَ: وَمَا كِلَابٌ قَالَ: ابْنُ الشَّيْخِ، وَكَانَ غَازِيًا، فَكَتَبَ فِيهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَقْفَلَ

1977 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: " §كَتَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي وَصِيَّتِهِ فِي الْوَهْطِ، وَجَعَلَهَا صَدَقَةً، لَا تُبَاعُ وَلَا تُوهَبُ وَلَا تُورَثُ وَهِيَ إِلَى الْأَكْبَرِ مِنْ وَلَدِي، الْمُتَّبِعِ فِيهَا عَهْدِي وَأَمْرِي، فَإِنْ لَمْ يَقُمْ بِعَهْدِي وَلَا أَمْرِي فَلَيْسَ لِي بِوَلِيٍّ حَتَّى يَرِثَهُ اللهُ قَائِمًا عَلَى أُصُولِهِ "

1978 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: " §غَرَسَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي الْوَهْطِ مِائَةَ أَلْفِ عُودٍ، كُلُّ عُودٍ -[206]- بِدِرْهَمٍ " وَالْوَهْطُ: قَرِيبٌ مِنَ الطَّائِفِ بَيْنَهُمَا ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ، وَهِيَ فِي عَمَلِ الطَّائِفِ

ذكر من ولي مكة من قريش قديما عتاب بن أسيد بن أبي العيص عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة، رضي الله عنه

1979 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَجَّاجٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " §كَانَتِ الطَّائِفُ مِنْ أَرْضِ فِلَسْطِينَ، فَلَمَّا قَالَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} [إبراهيم: 37] " قَالَ: " رَفَعَهَا اللهُ تَعَالَى لَهُ، فَوَضَعَهَا فِي مَوْضِعِهَا "

1980 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْحَنْظَلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي زُفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِهْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلْمَانَ الطَّائِفِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الطَّائِفُ بُسْتَانُ الْحَرَمِ "

§ذِكْرُ سَاحَاتِ مَكَّةَ وَأَطْرَافِهَا وَأَفْنِيَتِهَا وَمَخَارِجِهَا

1981 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: ثنا أَبُو هَاشِمٍ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، قَالَ: " §حُفِرَ حَفِيرٌ فِي بَعْضِ أَفْنِيَةِ مَكَّةَ، فَوُجِدَ فِيهِ حَجَرٌ مَنْقُوشٌ فِيهِ: [البحر الكامل] مَا لَا يَكُونُ فَلَا يَكُونُ بِحِيلَةٍ ... أَبَدًا وَمَا هُوَ كَائِنٌ سَيَكُونُ سَيَكُونُ مَا هُوَ كَائِنٌ فِي وَقْتِهِ ... وَأَخُو الْجَهَالَةِ مُتْعَبٌ مَحْزُونُ يَسْعَى الْقَوِيُّ فَلَا يَنَالُ بِسَعْيِهِ ... حَظًّا، وَيَحْظَى عَاجِزٌ وَمَهِينُ "

1982 - حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى ابْنِ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: " §خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ إِلَى بَعْضِ نَوَاحِي مَكَّةَ نَتَنَزَّهُ، وَمَعَنَا شَيْخٌ كَانَ يَتَغَنَّى، فَقُلْنَا لَهُ: أَسْمِعْنَا بَعْضَ مَا كُنْتَ تَعْمَلُ، قَالَ: قَدْ تَرَكْتُ ذَلِكَ، قَالَ: قُلْنَا قَدْ كُنْتَ مَعَ السُّفَهَاءِ فَأَسْمِعْنَا، فَقَالَ: فَكَيْفَ بِابْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ؟ فَقُلْنَا لِعَبْدِ الْمَجِيدِ: إِنَّ هَذَا الشَّيْخَ كَانَ يَتَغَنَّى فَتَابَ، وَقَدْ قُلْنَا -[208]- لَهُ: فَسَمِّعْنَا فَكَرِهَ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِكَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَجِيدِ: أَسْمِعْهُمْ، قَالَ: فَتَغَنَّى: [البحر الكامل] مَنْ يَأْتِنَا يَدَعِ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا ... إِلَّا التَّيَمُّمَ أَوْ صَلَاةَ مُسَافِرِ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ الْمَجِيدِ: بِئْسَ الْقَوْمُ هَؤُلَاءِ، بِئْسَ الْقَوْمُ هَؤُلَاءِ "

§ذِكْرُ أَوَائِلِ الْأَشْيَاءِ الَّتِي حَدَثَتْ بِمَكَّةَ فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، وَأَوَّلِ مَنْ أَحْدَثَهَا وَفَعَلَهَا مِنَ النَّاسِ يُقَالُ وَاللهُ أَعْلَمُ: إِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ لَمْ يَزَلْ بِهَا مُقِيمًا، صَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى مَاتَ بِهَا فَدُفِنَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ وَيُقَالُ: إِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ لَمَّا أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ

1983 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ الْأَحْبَارِ، يَقُولُ: " §أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ " وَقَالَ: " لَا تَصْلُحُ الْمَعِيشَةُ إِلَّا بِهِمَا -[209]- وَأَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ مِنْبَرًا: إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَأَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ الْعَصَا يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا: إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

1984 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: ثنا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ السَّلُولِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِنْ أَتَّخِذْ مِنْبَرًا فَقَدِ اتَّخَذَهُ أَبِي إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَإِنْ أَتَّخِذِ الْعَصَا فَقَدِ اتَّخَذَهَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ "، وَأَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ الْأَرْحِيَةَ يُطْحَنُ بِهَا بِمَكَّةَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّبِيُّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ، وَأَوَّلُ مَنْ رَثَى مَيِّتًا: آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ

1985 - حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ رَجُلَيْنِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَتَّابِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ -[210]- أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: " §بَكَى آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى ابْنِهِ حِينَ قُتِلَ، فَقَالَ: [البحر الوافر] تَغَيَّرَتِ الْبِلَادُ وَمَنْ عَلَيْهَا ... فَلَوْنُ الْأَرْضِ مُغْبَرٌّ قَبِيحْ تَغَيَّرَ كُلُّ ذِي طَعْمٍ وَلَوْنٍ ... وَقَلَّ بَشَاشَةُ الْوَجْهِ الْمَلِيحْ "

1986 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ جَهَرَ بِالْقُرْآنِ بِمَكَّةَ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَنِ اشْتَدَّ بِهِ فَرَسُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى: الْمِقْدَادُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "

1987 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ صَلَّى بِنَا فِي مَسْجِدٍ يُصَلَّى فِيهِ: عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "

1988 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ سَلَّ سَيْفًا فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى: الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَانَ قَائِلًا بِشِعْبِ الْمَطَابِخِ مِنْ مَكَّةَ وَأَوَّلُ مَنْ بُرِصَ بِأَرْضِ الْحِجَازِ مِنْ أَعْرَاضِ مَكَّةَ بَلْعَاءُ بْنُ قَيْسٍ "

1989 - فَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَزْدِيُّ، حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْرَائِيلَ، قَالَ: ثنا أَبُو الْمُنْذِرِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْكَلْبِيِّ، قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §كَانَ بَلْعَاءُ بْنُ قَيْسٍ أَبْرَصَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: سَيْفٌ جَلَاهُ اللهُ قَالَ أَبُو الْمُنْذِرِ: وَكَانَ اسْمُ بَلْعَاءَ حَمِيصَةَ -[212]- وَأَوَّلُ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ بِمَكَّةَ فِي الْمَسْجِدِ فِيهَا: حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ "

1990 - فَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " §كَانَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ لَا يَأْكُلُ طَعَامًا وَحْدَهُ، وَكَانَ لَهُ إِنْسَانٌ يَخْدُمُهُ، فَضَجِرَ عَلَيْهِ يَوْمًا، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَجَعَلَ يَقُولُ لِلنَّاسِ: ارْتَفِعُوا إِلَى أَبِي خَالِدٍ، فَتَقَوَّضَ النَّاسُ، فَقَالَ: مَا لِلنَّاسِ؟ فَقِيلَ: دَعَاهُمْ عَلَيْكَ فُلَانٌ، فَصَاحَ بِغِلْمَانِهِ: هَاتُوا ذَلِكَ التَّمْرَ، فَأُلْقِيَتْ بَيْنَهُمْ جِلَالُ التَّمْرِ، فَلَمَّا أَكَلُوا، قَالَ بَعْضُهُمْ: إِدَامٌ يَا أَبَا خَالِدٍ، قَالَ: إِدَامُهَا فِيهَا، وَأَوَّلُ مَنْ جَعَلَ الرُّكْنَ لِلنَّاسِ بَعْدَ هَلَاكِهِ حِينَ غَرِقَ الْبَيْتُ وَانْهَدَمَ: إِلْيَاسُ بْنُ مُضَرَ " 1991 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابٍ ذَكَرَ أَنَّهُ مِنْ كُتُبِ ابْنِ أَبِي نَمِرٍ

1992 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، -[213]- عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ: بِلَالٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَعْنِي أَذَانَهُ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَأَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَحْدَاثِ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " وَيُقَالُ: أَوَّلُ النَّاسِ مِنَ الْكُهُولِ إِسْلَامًا: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ النِّسَاءِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا

ذكر من ولي قضاء مكة من أهلها من قريش وكان القضاء بمكة في بني مخزوم، وكان منهم القاضي عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب

1993 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " §أَوَّلُ امْرَأَةٍ اسْتُشْهِدَتْ: أُمُّ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، طَعَنَهَا أَبُو جَهْلٍ فِي حَيَاهَا بِالْحَرْبَةِ "

1994 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: " §أَوَّلُ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ: عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيِّ، قَتَلَهُ وَاقِدُ بَنِي فُلَانٍ "

ذكر أشراف الموالي من أهل مكة

1995 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ صَلَّى: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَأَوَّلُ مَنْ صَلَّى مِنَ النِّسَاءِ: خَدِيجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا " 1996 - وَحَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ كَاسِبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ وَأَوَّلُ مَنْ أَدْخَلَ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ بِمَكَّةَ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، جَاءَ بِهِ مِنَ الْحِيرَةِ

1997 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " §سَأَلْنَا الْمُهَاجِرِينَ: مِنْ أَيْنَ تَعَلَّمْتُمُ الْكِتَابَةَ؟ قَالُوا: مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ، فَسَأَلْنَا أَهْلَ الْحِيرَةِ: مِنْ أَيْنَ تَعَلَّمْتُمْ؟ قَالُوا: مِنْ أَهْلِ الْأَنْبَارِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: فَسَأَلْنَا أَهْلَ الْأَنْبَارِ: مِنْ أَيْنَ تَعَلَّمْتُمْ؟ قَالُوا: نَزَلَ عَلَيْنَا رَجُلَانِ مِنْ طَيِّئٍ يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: مُرَامِرُ بْنُ مَرْوَةَ، وَلِلْآخَرِ: عَامِرُ بْنُ سِدْرَةَ، فَأَخَذْنَا ذَلِكَ مِنْهُمَا "

§وَأَوَّلُ مَنْ أَعْطَى الْعَبِيدَ بِمَكَّةَ وَسَوَّى بَيْنَ الْعَبْدِ وَالْحُرِّ فِي الْعَطَاءِ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -[215]- حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ

ذكر الخلاف بمكة وأول من خلف بمكة ويقال: إن الخلاف كان بمكة في عهد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كان التخلف يكون بأعلى مكة حتى ينقضي الحج

1998 - §وَأَوَّلُ مَنْ أَبْرَدَ إِلَى الْخُلَفَاءِ بِسَلَامَةِ الْحَاجِّ بِمِنًى وَعَرَفَةَ وَمَكَّةَ، مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ 1999 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ: وَقَدْ قَالُوا: مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَنْ أَدَارَ الصُّفُوفَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ , وَأَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ التَّكْبِيرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الطَّوَافِ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ , وَأَوَّلُ مَنْ خَطَبَ بِمَكَّةَ عَلَى مِنْبَرٍ: مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , وَأَوَّلُ مَنْ قَضَى بِمَكَّةَ: عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ قَتَادَةَ اللَّيْثِيُّ , وَأَوَّلُ امْرَأَةٍ أَسْلَمَتْ بَعْدَ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا

2000 - فَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْأَثْرَمُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: " إِنَّ §أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا كَانَتْ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ بِمَكَّةَ بَعْدَ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي بَيْتِهَا "

ذكر لم سمي يوم التروية بمكة يوم التروية

2001 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ خَلَعَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، يَعْنِي بِمَكَّةَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَلَهُ يَقُولُ الشَّاعِرُ: بِحَيْثُ الْقَرَاوَتَيْنِ أَبُو عَمْرٍو ... قَتِيلٌ جَادَتْ عَلَيْهِ السَّمَاءُ وَأُمُّهُ دُرَّةُ بِنْتُ خُزَاعِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ الثَّقَفِيِّ، وَلِحَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَقِبٌ بِمَكَّةَ قَدْ وَلُوهَا، وَلَهُ يَقُولُ الْقَائِلُ: [البحر الطويل] نَادِ الْمُضَافَ الْمُسْتَضِيفَ وَقُلْ لَهُ ... لَدَى دَارِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَانْزِلِ فَإِنَّ بِلَادَ اللهِ إِلَّا مَحَلُّهُ ... جُدُوبٌ وَإِنْ تَنْزِلْ عَلَى الْجَدْبِ تَهْزِلِ "

§وَأَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ الْعِلْمَ بِمَكَّةَ وَدَوَّنَهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ " 2002 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ، مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ

§وَأَوَّلُ مَنِ اسْتَلَمَ الْأَرْكَانَ مِنَ الْأَئِمَّةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَأَوَّلُ مَنْ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النِّسَاءِ بِمَكَّةَ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَوَّلُ مَنْ أَفْتَى وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ: ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " 2003 - حَدَّثَنِي بِذَلِكَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْجُوَيْرِيَّةِ الْجَرْمِيِّ وَأَوَّلُ مَنْ صَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ حِينَ وُضِعَ فِي مَوْضِعِهِ هَذَا: عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ الْعَائِذِيُّ وَأَوَّلُ مَنْ رَدَمَ الرَّدْمَ بِمَكَّةَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَنْ قَنَتَ مِنَ الْأَئِمَّةِ بِمَكَّةَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَنْ حَيَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ: أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -[218]- وَأَوَّلُ مَا أُبْصِرَ الْجُدَرِيُّ وَالْحَصْبَةُ وَالْحَرْمَلُ وَالْعُشَرُ وَالْحَنْظَلُ بِمَكَّةَ زَمَنَ الْفِيلِ وَأَوَّلُ مَنْ خَطَبَ بِمَكَّةَ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: أَمَّا بَعْدُ: كَعْبُ بْنُ لُؤَيٍّ وَأَوَّلُ جَبَلٍ وُضِعَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ: جَبَلُ أَبِي قُبَيْسٍ وَأَوَّلُ مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ: مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَنْ قِيلَ عَلَيْهِ: وَاحَرْبَاهُ: حَرْبُ بْنُ أُمَيَّةَ، فَاشْتُقَّتِ النَّوَائِحُ مِنْ ذَلِكَ، فَقُلْنَ يَا حَرْبَاهُ

ذكر الخطبة بمكة يوم التروية ويوم الصدر إذا وافق ذلك يوم جمعة

2004 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُؤَمَّلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ، أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: " §مَا اشْتَقَّ النَّوَائِحُ: وَاحَرْبَاهُ إِلَّا مِنْ مَوْتِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، صَاحَ نَوَائِحُهُ وَاحَرْبَاهُ، فَجَعَلَهَا النَّوَائِحُ لِلنَّاسِ كُلِّهِمْ، فَقُلْنَ: وَاحَرْبَاهُ وَأَوَّلُ مَنْ بُكِيَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ حَوْلًا كَامِلًا: الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ وَأَوَّلُ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ خَلْفَ الْمَقَامِ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "

2005 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَمَةَ، -[219]- عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ عَلَّمَ الْقُرْآنَ كَمَا سَمِعَهُ بِمَكَّةَ: سُهَيْلُ بْنُ بَيْضَاءَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ "

2006 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ مَشَى بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَصَا: ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ بِمَكَّةَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1] "

ذكر الطائف وأمرها ونزول ثقيف بها ومبتدأ ذلك وأخبار من أخبارها قال: وأما الطائف فهي من مخاليف مكة، وهي بلد طيب الهواء، بارد الماء، كان لها خطر عند الخلفاء فيما مضى، وكان الخليفة يوليها رجلا من عنده ولا يجعل ولايتها إلى صاحب مكة، وفي مكة وفيها نزلت

2007 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَوَّلُهُمَا أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ، وَكَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ فَرَقًا مِنْ أَبِيهِ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ أَبُو طَالِبٍ وَهُوَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَسْلَمْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: آزِرِ ابْنَ عَمِّكَ يَا بُنَيَّ وَانْصُرْهُ، قَالَ: " وَكَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَوَّلَهُمَا إِسْلَامًا " وَأَوَّلُ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ: آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَيُقَالُ: بَلِ الْمَلَائِكَةُ -[220]- وَأَوَّلُ مَنْ صَلَّى بِمَكَّةَ صَلَاةَ الْكُسُوفِ: ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي صُفَّةِ زَمْزَمَ وَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ فِي الْإِسْلَامِ بِاسْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ

2008 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا " §أَنَّ أَوَّلَ، مَنْ أُسْمِيَ بِاسْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وُلِدَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَأَرْضَعَتْهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَعَتْ أُمُّهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ فَكَانَا يَتَوَاصَلَانِ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَاتَا "

§وَأَوَّلُ مَنْ حَوَّلَ الْمَقَامَ مِنْ مَكَانِهِ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَنْ أَحَاطَ عَلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَنْ أَتَمَّ الصَّلَاةَ بِمِنًى: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَنْ جَلَدَ الْحُدُودَ بِمَكَّةَ: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى إِقَامَةِ الْحُدُودِ وَأَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ الشَّجَرَ بِمَكَّةَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -[221]- وَأَوَّلُ مَنْ صَافَحَ بِيَدِهِ: إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لَقِيَهُ ذُو الْقَرْنَيْنِ عِنْدَ الْبَيْتِ، وَقَدْ حَجَّ مَاشِيًا فَصَافَحَهُ وَأَوَّلُ مَنْ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ: أُمُّ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَأَوَّلُ مَنْ كَسَا الْكَعْبَةَ كِسْوَةً: تُبَّعٌ وَأَوَّلُ مَنْ كَسَا الْكَعْبَةَ الدِّيبَاجَ: ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَيُقَالُ: عَبْدُ الْمَلِكِ وَأَوَّلُ مَنْ غَلَّفَ الْكَعْبَةَ بِالْغَالِيَةِ: ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " 2009 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ وَأَوَّلُ مَنْ طَيَّبَهَا بِالطِّيبِ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَأَوَّلُ مَنْ بَنَى بِمَكَّةَ بَيْتًا مُرَبَّعًا: حُمَيْدُ بْنُ زُهَيْرٍ الْأَسَدِيُّ

2010 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " §كَانَتْ قُرَيْشٌ لَا تَبْنِي إِلَّا -[222]- خِيَامًا، شَكَّ الْفَاكِهِيُّ، أَوْ آجَامًا، وَتَكْرَهُ أَنْ تُضَاهِيَ بِبِنَاءِ الْكَعْبَةِ بِالتَّرْبِيعِ، يَخَافُونَ الْعُقُوبَةَ فِي ذَلِكَ، حَتَّى رَبَّعَ حُمَيْدُ بْنُ زُهَيْرٍ دَارَهُ، فَجَعَلَتْ رِجَالُ قُرَيْشٍ يَرْتَجِزُونَ وَهُوَ يُبْنَى وَيَقُولُونَ: [البحر الرجز] الْيَوْمَ يُبْنَى لِحُمَيْدٍ بَيْتُهُ ... إِمَّا حَيَاتُهُ وَإِمَّا مَوْتُهُ فَلَمَّا لَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ رَبَّعَتْ قُرَيْشٌ مَنَازِلَهَا " 2011 - وَسَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللهِ، وَحَدَّثَنِي، قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، بِنَحْوِ ذَلِكَ وَيُقَالُ: أَوَّلُ مَنْ عَلَّمَ بِمَكَّةَ فِي الْكُتَّابِ مِنَ الْغُرَبَاءِ: أَبُو صَالِحٍ

2012 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، -[223]- قَالَ: قَالَ أَبُو صَالِحٍ: " §أَنَا عَلَّمْتُ أَهْلَ مَكَّةَ الْكِتَابَ " قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عَمْرٌو: " مَا عَلِمْتُهُ وَلَا رَأَيْتُهُ

2013 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §أَنُوشُ بْنُ شِيثٍ أَوَّلُ مَنْ غَرَسَ النَّخْلَةَ، وَبَوَّبَ الْكَعْبَةَ، وَزَرَعَ الْحَبَّةَ، وَنَطَقَ بِالْحِكْمَةِ " وَأَوَّلُ مَنْ قُبِرَ بِمَكَّةَ: آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَأَوَّلُ مَنْ زَادَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَأَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الْيَاقُوتَةَ بِمِنًى: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَأَوَّلُ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَالثَّرِيدَ بِمَكَّةَ: هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأَوَّلُ مَنْ أَطْعَمَ الْبُرَّ بِالشَّهْدِ وَعَمِلَ الْخَبِيصَ بِمَكَّةَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ، وَأَوَّلُ مَنْ بَكَتْ عَلَيْهِ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: ابْنُ جُدْعَانَ، وَأَوَّلُ مَنِ اسْتَتَرَ بِالْكَعْبَةِ مُسْلِمًا: أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَأَوَّلُ مَنْ قُتِلَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ: ابْنُ خَطَلٍ، أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْتَلَ حَيْثُ وُجِدَ، فَوُجِدَ هُنَالِكَ فَقُتِلَ، -[224]- وَأَوَّلُ مَنْ بُرِصَ مِنْ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ: أَبُو عَزَّةَ الشَّاعِرُ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ

2014 - فَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي جَعْدِيَّةٍ، قَالَ: " §بُرِصَ أَبُو عَزَّةَ الْجُمَحِيُّ، فَكَانَتْ قُرَيْشٌ لَا تُؤَاكِلُهُ وَلَا تُجَالِسُهُ، فَقَالَ: الْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ هَذَا "، قَالَ: " فَأَخَذَ حَدِيدَةً فَدَخَلَ بَعْضَ شِعَابِ مَكَّةَ وَطَعَنَ بِهَا فِي مَعَدِّهِ "، وَالْمَعَدُّ: مَوْضِعُ قَدَمَيِ الرَّاكِبِ مِنَ الدَّابَّةِ قَالَ ابْنُ جَعْدِيَّةَ: فَمَارَتِ الْحَدِيدَةُ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: بَيْنَ الْجِلْدِ وَالصِّفَاقِ، فَسَالَ مِنْهُ مَاءٌ أَصْفَرُ وَبَرَأَ، فَقَالَ: " [البحر الرجز] اللهُمَّ رَبَّ وَائِلٍ وَنَهْدٍ ... وَالتِّهَامَاتِ وَالْجِبَالِ الْجُرْدِ وَرَبَّ مَنْ يَرْعَى بَيَاضَ نَجْدِ ... أَصْبَحْتُ عَبْدًا لَكَ وَابْنَ عَبْدِ أَبْرَأْتَنِي مِنْ وَضَحٍ بِجِلْدِي ... مِنْ بَعْدِ مَا طَعَنْتُ فِي مَعِدِي

2015 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: -[225]- ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ،: " §أَوَّلُ مَنْ رَضَعَ سَبْعَةً: الْحَارِثُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ "

2016 - وَحَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: " §حُدِّثْتُ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ صَلَّى بِمَكَّةَ صَلَاةً بَعْدَ الْفَتْحِ هُبَيْرَةُ بْنُ سُبُلِ بْنِ الْعَجْلَانِ، أَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْفَتْحِ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ "، قَالَ: وَهُبَيْرَةُ مِنْ ثَقِيفٍ، جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ

وَأَوَّلُ مَنْ نُعِيَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَتْ وَفَاتُهُ بِالْمَدِينَةِ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ 2017 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَبَانَ، قَالَ: " §جَاءَ نَعْيُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ سُوِّيَ عَلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَجَاءَ نَعْيُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ سُوِّيَ عَلَى عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِمَكَّةَ " وَأَوَّلُ مَنْ قَنَتَ مِنَ الْأَئِمَّةِ بِمَكَّةَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

2018 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: " §سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقْنُتُ هَا هُنَا فِي الْفَجْرِ بِمَكَّةَ " وَأَوَّلُ مَنْ شَرِبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ مُسْلِمًا: أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ بِئْرٍ كَانَتْ بِمَكَّةَ: زَمْزَمُ وَأَوَّلُ مَنْ أَجْرَى عَيْنًا بِمَكَّةَ: مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الْجِصَّ وَالْآجُرَّ بِمَكَّةَ وَبَنَى بِهِ: مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَنْ وُلِدَ فِي الْكَعْبَةِ: حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَنْ أَحْرَقَ الْكَعْبَةَ: الْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، فِي زَمَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَأَوَّلُ مَنْ وُلِدَ فِي الْكَعْبَةِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَنْ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْقَتْلِ: خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

" §وَأَوَّلُ مَنْ أَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ: الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، ثُمَّ سَعْدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَامَ الْفَتْحِ بِمَكَّةَ " 2019 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ، مِنْ فِعْلِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ابْنُ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا ابْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: وَهُوَ أَوَّلُ مَنِ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ وَهُوَ بِبَلَدِهِ 2020 - وَحَدَّثَنِي بِذَلِكَ ابْنُ شَبُّوَيْهِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَأَوَّلُ مَنْ طَلَبَ الطَّبِيبَ بِمَكَّةَ: آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي مَرَضِهِ

2021 - حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُذَامِيُّ الشَّامِيُّ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ -[228]- الْقُرَشِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّ آدَمَ لَمَّا اشْتَكَى شِكَايَتَهُ الَّتِي مَاتَ فِيهَا قَالَ: اطْلُبُوا لِي طَبِيبًا "، وَأَوَّلُ مَنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْعَقَبَةَ: أَبُو الْهَيْثَمِ مَالِكُ بْنُ التَّيْهَانِ، وَأَوَّلُ مَنْ جَهَرَ بِالْقُرْآنِ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ: ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

وَأَوَّلُ مَنِ اشْتَرَى نَفْسَهُ بِدِينِهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَيُقَالُ: بَلْ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ 2022 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ " أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، §اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنَ اللهِ تَعَالَى مِرَارًا " وَأَنَّ أَوَّلَ مَنْ قَالَ: سَلُونِي، بِالْكُوفَةِ: عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

2023 - " §وَأَوَّلُ مَنْ قَالَ: سَلُونِي، بِمَكَّةَ: سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ أَبِي طَاهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ، وَأَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ -[229]- وَأَوَّلُ مَنْ صَادَ بِالْحَرَمِ: الْحِيتَانُ الصِّغَارُ مِنَ الْحِيتَانِ الْكِبَارِ زَمَنَ الطُّوفَانِ وَأَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ مِنَ الْعَرَبِ بِأَحْمَدَ وَمُحَمَّدٍ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَوَّلُ مَنِ اسْتَسْقَى بِمَكَّةَ: قَوْمُ عَادٍ وَأَوَّلُ مَنْ أَهْدَى إِلَى الْكَعْبَةِ الْبُدْنَ: إِلْيَاسُ بْنُ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ وَأَوَّلُ مَنْ جَعَلَ الدِّيَةَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ: النَّضْرُ بْنُ كِنَانَةَ حِينَ قَتَلَ أَخَاهُ، وَيُقَالُ: بَلْ أَوَّلُ مَنْ جَعَلَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ فَدَى ابْنَهُ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ وَأَوَّلُ مَنْ حُلِّيَتْ لَهُ السُّيُوفُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ: سَعْدُ بْنُ شِبْلٍ وَأَوَّلُ حَائِطٍ أُجْرِيَ بِمَكَّةَ فِي أَعْرَاضِهَا: حَائِطٌ يُقَالُ لَهُ: الرَّحَا، مَحُوزُهُ مِنْ نَخْلَةَ يُقَالُ: إِنَّ رُومِيًّا كَانَ بِمَكَّةَ أَجْرَاهُ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَيُقَالُ: بَلْ أَوَّلُ حَائِطٍ أُجْرِيَ بِأَعْرَاضِ مَكَّةَ الْعَبَّاسِيَّةُ يُقَالُ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ يَوْمًا وَهُوَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ وَادِيًا يَجْرِي بِالذَّهَبِ جَرْيًا قَالَ: فَسَكَتَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلَمْ يَسْأَلْهُ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَقْطَعَهُ مَوْضِعَ الْعَبَّاسِيَّةِ فَأَجْرَاهَا عَيْنًا، فَلَمَّا عَمِلَهَا أَخَذَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَمَلَ الْحَائِطِ وَأَوَّلُ مَنْ سَقَى الْعَذْبَ بِمَكَّةَ: عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ جَعَلَ لِلْكَعْبَةِ بَابًا مَنْ ذَهَبٍ -[230]- وَأَوَّلُ مَنْ أَجْرَى فِي الْحَرَمِ عَيْنًا وَجَعَلَ بِمَكَّةَ حَائِطًا: مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

" §وَأَوَّلُ مَنْ حَجَّ عَلَى رَحْلٍ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " 2024 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

" §وَأَوَّلُ مَنْ حَلَّى الْكَعْبَةَ وَجَعَلَ لَهَا حُلِيًّا: عَبْدُ الْمُطَّلِبِ حِينَ حَفَرَ زَمْزَمَ فَوَجَدَ فِيهَا الْغَزَالَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ " 2025 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ، حُسَيْنٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَوَّلُ مَنْ لَبِسَ السَّيْحَانَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ كَانَ اشْتَرَاهَا مِنَ الْأَعَاجِمِ وَأَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ مِنَ النِّسَاءِ قُبَّةً مِنْ أَدَمٍ بِمِنًى: الْحُظَيَّا وَاسْمُهَا: -[231]- رَائِطَةُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ الْأَحَبِّ بْنِ زُنَيْبَةَ بْنِ جَذِيمَةَ

2026 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ، وَأَبُو طَلْحَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَانَيُّ قَالُوا: " قَالَ الشَّاعِرُ يَمْدَحُ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَيَذْكُرُ أُمَّهُمُ الْحُظَيَّا: [البحر الوافر] §مَضَى بِالصَّالِحَاتِ بَنُوا الْحُظَيَّا ... وَكَانَ نَسِيبُهُمْ بِفِنَا الْقُفَيْرَى "

2027 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ، قَالَ: قَالَ عَمِّي: " [البحر الوافر] §أَنَا ابْنُ الْأَكْرَمِينَ، بَنُوا الْحُظَيَّا ... نَمِيتُ إِلَيْهِمُ غَيْرَ اقْتِرَاحِ "، وَأَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ جُدَّةَ سَاحِلًا: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ: الشُّعَيْبَةُ

" §وَأَوَّلُ مَنْ جَلَبَ النَّرْدَ إِلَى مَكَّةَ وَالْحِجَازِ: أَبُو قَيْسِ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ " 2028 - سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، يُحَدِّثُ بِذَلِكَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ -[232]- اللهُ عَنْهُمَا وَأَوَّلُ مَنْ جَاءَ بِالنَّرْدِ إِلَى مَكَّةَ: أَبُو قَيْسِ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ فَوَضَعَهَا بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ يَلْعَبُ بِهَا وَيُعَلِّمُهَا وَأَوَّلُ مَنْ صَعِدَ الْكَعْبَةَ مِنْ قُرَيْشٍ حِينَ هَدَمَتْهَا قُرَيْشٌ: الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَأَوَّلُ مَنْ تَرَكَ دُخُولَ الْكَعْبَةِ بِنَعْلٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَأَوَّلُ مَنْ هَدَمَ الْكَعْبَةَ فِي الْإِسْلَامِ وَبَنَاهَا فِي الْإِسْلَامِ: ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَأَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ الْبِرَكَ الَّتِي فِيهَا الْمَاءُ بِمَكَّةَ: زُبَيْدَةُ ثُمَّ بَعْدَهَا الْمَأْمُونُ، جَعَلَ الْبِرَكَ الصِّغَارَ الْمَأْمُونُ وَأَوَّلُ مَنْ وَسَّعَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ: الْمَهْدِيُّ بِهَذِهِ السَّعَةِ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا إِلَى الْيَوْمِ وَأَوَّلُ مَنْ سَبَقَ بِمَكْرُمَةِ الْحَاجِّ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ بِعَرَفَةَ، وَأُمُّ جَعْفَرٍ بِمَكَّةَ وَيُقَالُ: إِنَّ ثَلَاثَةً سَبَقُوا إِلَى ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ لَمْ يَسْبِقْ إِلَيْهَا مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ بِمَكَّةَ مِنَ الْمُلُوكِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ فِي عَرَفَةَ، وَالْمَهْدِيُّ فِي عِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَتَوْسِعَتِهِ، وَأُمُّ جَعْفَرٍ فِي بِرْكَتِهَا وَأَوَّلُ مَنْ أَقَامَ الْحُدُودَ بِمَكَّةَ: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ

2029 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يَقُولُ: تَبَرَّزَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي أَجْيَادٍ §فَوَجَدَ سَكْرَانَ، فَطَرَقَ بِهِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَكَانَ جَعَلَهُ يُقِيمُ الْحُدُودَ وَقَالَ: " إِذَا أَصْبَحْتَ فَاجْلِدْهُ " وَأَوَّلُ مَنْ بَنَى بِمَكَّةَ دَارًا: حُمَيْدُ بْنُ زُهَيْرٍ وَإِنَّمَا كَانَ عَامَّةُ بُيُوتِهِمْ عُرُشًا مِنْ خَصَاصِيفَ وَسَعْفٍ وَجَرِيدٍ، وَكَانُوا يُسَمُّونَهَا الْعُرُشَ

2030 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ §مُتْعَةِ الْحَجِّ، قَالَ: " قَدْ فَعَلْنَاهَا وَهَذَا يَوْمَئِذٍ كَافِرٌ يَعْنِي مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِالْعُرُشِ "، قَالَ سُلَيْمَانُ: الْعُرُشُ بُيُوتُ مَكَّةَ وَأَوَّلُ مَنْ جَعَلَ لِأَهْلِ مَكَّةَ سُنَّةَ الْعِيدِ: سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَكَانَ يَدْخُلُ الْكَعْبَةَ مِنْ عَاشُورَاءَ إِلَى عَاشُورَاءَ وَأَوَّلُ مَنْ رَبَطَ الرُّكْنَ بِالْفِضَّةِ: ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لَمَّا احْتَرَقَتِ الْكَعْبَةُ -[234]- وَأَوَّلُ مَنْ خَضَبَ بِالسَّوَادِ وَهُوَ الْوَشْمَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ جَاءَ بِهَا مِنَ الْيَمَنِ فَخَضَبَ النَّاسُ بِهَا بِمَكَّةَ بَعْدَهُ

ذكر ساحات مكة وأطرافها وأفنيتها ومخارجها

وَأَوَّلُ قَرْيَةٍ أَمَارَتْ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ النَّبِيَّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ الْفُرْعُ 2031 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " إِنَّ §الْفُرْعَ أَوَّلُ قَرْيَةٍ أَمَارَتْ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ النَّبِيَّ بِمَكَّةَ وَكَانَتْ مِنْ عَمَلِ عَادٍ، شِعْبٌ لَهَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ " وَأَوَّلُ مَنْ لَعِقَ الدَّمَ مِنَ الْأَحْلَافِ: الْأَسْوَدُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ

2032 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " §سُوَيْدُ بْنُ هَرَمِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ الْأَرَائِكَ بِمَكَّةَ وَكَانَ لَهُ قَدْرٌ وَشَرَفٌ وَهُوَ سُوَيْدُ بْنُ هَرَمِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومٍ "

" §وَأَوَّلُ مَنْ حَجَّ فِي الْمَحَامِلِ: الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ " -[235]- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، بِذَلِكَ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ

ذكر أوائل الأشياء التي حدثت بمكة في قديم الدهر إلى يومنا هذا، وأول من أحدثها وفعلها من الناس يقال والله أعلم: إن آدم عليه الصلاة والسلام لما قدم مكة لم يزل بها مقيما، صلى الله على محمد وعليه وسلم، حتى مات بها فدفن في مسجد الخيف ويقال: إن آدم عليه

" §وَأَوَّلُ مَنْ صُلِّيَ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ: أَبُو إِهَابِ بْنُ عَزِيزٍ التَّمِيمِيُّ " 2034 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ، سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ، مِنْ بَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ يَذْكُرُهُ وَأَوَّلُ مَنْ كَتَبَ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فِي صَدْرِ الْكِتَابِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

2035 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، تَقُولُ: " §كَانَ أَبِي أَوَّلَ مَنْ كَتَبَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " وَأَوَّلُ امْرَأَةٍ ضَرَبَهَا الطَّلْقُ وَهِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِالْكَعْبَةِ: أُخْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -[236]- وَأَوَّلُ مَنْ وُلِدَ فِي الْكَعْبَةِ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوَّلُ مَنْ قُتِلَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِالْكَعْبَةِ فِي الْإِسْلَامِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَأَوَّلُ مَنْ قَضَى عَلَى مَكَّةَ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ: يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَيْفِيٍّ وَقَالُوا: الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ وَأَوَّلُ امْرَأَةٍ أَخَذَهَا الطَّلْقُ مِنَ النِّسَاءِ فَدَخَلَتِ الْكَعْبَةَ فَوَلَدَتْ: أُمُّ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ

2036 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: " §دَخَلَتْ أُمُّ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ الْكَعْبَةَ مَعَ نِسْوَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَهِيَ حَامِلٌ مُتِمٌّ بِحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ فَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ فِي الْكَعْبَةِ فَأُتِيَتْ بِنِطْعٍ حِينَ أَعْجَلَهَا الْوِلَادُ، فَوَلَدَتْ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ فِي الْكَعْبَةِ عَلَى النِّطْعِ " وَكَانَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ سَادَاتِ قُرَيْشٍ وَوُجُوهِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ

2037 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ، قَالَ: " §وَأُمُّ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَاخِتَةُ بِنْتُ زُهَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ -[237]- الْعُزَّى " وَأَوَّلُ مَنْ ظَاهَرَ مِنَ النِّسَاءِ بِمَكَّةَ: هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ

2038 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي مِسْكِينٍ، عَنْ خَالِدٍ، وَإِسْحَاقَ، ابْنَيْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِمَا، قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ ظَاهَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بِأَسْمَاءَ بِنْتِ مُخَرِّبَةَ التَّمِيمِيَّةِ، وَقَدْ وَلَدَتْ أَبَا جَهْلٍ وَالْحَارِثَ فَقَالَ لَهَا الْمُغِيرَةُ: أَمَا وَاللهِ لَأُزَوِّجَنَّكِ غُلَامًا لَيْسَ دُونَهُ، فَزَوَّجَهَا أَبَا رَبِيعَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ فَوَلَدَتْ عَيَّاشًا وَعَبْدَ اللهِ "

2039 - وَحَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ مَنْ قُرَيْشٍ: أَبُو أُحَيْحَةَ: سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ جَمَعَ بَيْنَ هِنْدٍ وَصَفِيَّةَ ابْنَتَيِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ " وَأَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الذَّهَبَ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ فِي الْإِسْلَامِ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ -[238]- وَأَوَّلُ مَنْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ لِدُخُولِ الْكَعْبَةِ: الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ

2040 - فَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهِشَامَيْنِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَشْيَاخِي، قَالُوا: " §كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ أَوَّلَ مَنْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ لِدُخُولِ الْكَعْبَةِ فَخَلَعَ النَّاسُ نِعَالَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ وَأَوَّلُ مَنْ جَلَدَ فِي الْخَمْرِ، فَجُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَوَّلَ مَنْ قَطَعَ فِي السَّرِقَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ قُطِعَ فِي الْإِسْلَامِ قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ: لَا وَثَوْبَيِ الْوَلِيدِ، الْخَلِقِ مِنْهَا وَالْجَدِيدِ قَالَ: وَأَنْشَدَنِي لِابْنِ الزِّبَعْرَى: [البحر الكامل] أَنْشُدُ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ حِلْفَنَا ... وَمُلْقَى نِعَالِ الْقَوْمِ عِنْدَ الْمُقَبَّلِ وَمَا عَقَدَ الْآبَاءُ مِنْ كُلِّ حَلْفَةٍ ... وَمَا خَالِدٌ مِنْ مِثْلِهَا بِمُحَلَّلِ " وَيُقَالُ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَ الْأَذَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِمَكَّةَ: الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ

2041 - وَحَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، قَالَ: أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: " إِنَّمَا كَانَ §الْأَذَانُ الْأَوَّلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيمَا مَضَى وَاحِدًا فَأَمَّا الْأَذَانُ الَّذِي يُؤَذِّنُ بِهِ الْآنَ قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ -[239]- وَجُلُوسِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَهُ: الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ "

§وَأَوَّلَ مَنْ أَهْدَى الْبُدْنَ إِلَى الْبَيْتِ: إِلْيَاسُ بْنُ مُضَرَ " 2042 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَأَوَّلُ مَنْ صَلَّى الْجُمُعَةَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ بِمَكَّةَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَاجْتَمَعَ لَهُ عِيدَانِ

2043 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: " §كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُصَلُّونَ الْجُمُعَةَ، وَإِنَّ ظِلَّ الْكَعْبَةِ كَمَا هُوَ "

" §وَأَوَّلُ مَنْ أَقْدَمَ الْبُدْنَ بِمَكَّةَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَدِمَ بِهِ مِنَ الْيَمَنِ عَامَ حَجَّ مِنَ الْيَمَنِ مَعَ الْبُدْنِ الَّتِي أَهْدَاهَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " 2044 - سَمِعْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْخُرَاسَانِيَّ، يَقُولُ ذَلِكَ وَأَوَّلُ مَنْ بَنَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ وَجَعَلَ لَهُمَا دَرَجَهُمَا الَّتِي هُمَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ثُمَّ كَحَلَهَا بَعْدَهُ مُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ بِالنُّورَةِ -[240]- وَأَوَّلُ مَنْ وَضَعَ مِصْبَاحَ زَمْزَمَ بَصَرًا لِأَهْلِ الطَّوَافِ فِي الطَّوَافِ مُقَابِلَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ وَضَعَهُ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَأَوَّلُ مَنِ اسْتَصْبَحَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي الْحَجِّ وَفِي رَجَبٍ وَأَوَّلُ مَنْ أَخَذَ النَّاسَ بِالْحَرِيقِ بِمَكَّةَ لَيْلَةَ هِلَالِ رَجَبٍ وَأَنْ يَحْرُسُوا عُمَّارَ الْبَيْتِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ ثُمَّ تَرَكَ النَّاسُ ذَلِكَ بَعْدَهُ وَأَوَّلُ مَنِ اسْتَخَفَّ بِأَصْحَابِ الْبُرُدِ بِمَكَّةَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ، ثُمَّ الْوُلَاةُ عَلَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ وَأَوَّلُ مَنْ زَادَ الْأَذَانَ الْآخَرَ لِلْفَجْرِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ وَالنَّاسُ عَلَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ وَأَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ لَعْنَ الْوُلَاةِ وَأَظْهَرَهُ بِمَكَّةَ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ أَمَرَهُ سُلَيْمَانُ أَنْ يَلْعَنَ الْحَجَّاجَ فَفَعَلَ وَأَوَّلُ مَنِ اسْتَصْبَحَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي الْقَنَادِيلِ فِي الصَّحْنِ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَنْصُورِيُّ جَعَلَ عُمُدًا مِنْ خَشَبٍ فِي وَسَطِ الْمَسْجِدِ، وَجَعَلَ بَيْنَهَا حِبَالًا وَجَعَلَ فِيهَا قَنَادِيلَ يَسْتَصْبِحُ فِيهَا فَكَانَ ذَلِكَ فِي وِلَايَتِهِ حَتَّى عُزِلَ -[241]- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، فَعَلَّقَهَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ فِي إِمَارَتِهِ الْآخِرَةِ

" §وَأَوَّلُ مَنْ فَرَّغَ الطَّوَافَ لِلنِّسَاءِ بَعْدَ الْعَصْرِ يَطُفْنَ وَحْدَهُنَّ لَا يُخَالِطُهُنَّ الرِّجَالُ فِيهِ: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّالِبِيُّ، ثُمَّ عَمِلَ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي إِمَارَتِهِ " 2045 - أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ، مِنْ فِعْلِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ أَبُو هَاشِمِ بْنُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ مُحْرِزٍ وَأَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ سِتْرًا عَلَى بَابِ دَارِ الْإِمَارَةِ بِمَكَّةَ مِنْ خَارِجٍ مِمَّا يَلِي الْمَسْجِدَ: مُحَمَّدٌ الْمُنْتَصِرُ بِاللهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَجَعَلَهُ الْوُلَاةُ بَعْدَهُ ثُمَّ تَرَكُوا ذَلِكَ بَعْدُ وَأَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ الْبِرَكَ الصِّغَارَ الَّتِي فِي فِجَاجِ مَكَّةَ: الْمَأْمُونُ وَأَوَّلُ مَنِ اسْتَصْبَحَ بَيْنَ مَأْزَمَيْ عَرَفَةَ: الْمُعْتَصِمُ بِاللهِ، أَمَرَ بِهِ لِطَاهِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاهِرٍ سَنَةَ حَجَّ وَأَوَّلُ مَنْ أَفْتَى النَّاسَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً أَوْ -[242]- نَحْوِهِ: أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ وَهُوَ فَقِيهُ أَهْلِ مَكَّةَ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا وَأَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ الْقَنَادِيلَ عَلَى زَمْزَمَ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ: مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَأَوَّلُ مَنْ دَقَّ الْأَرْحَاءَ وَمَنَعَ النَّاسَ الطَّحْنَ بِمَكَّةَ: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ سَنَةَ غَلَا السِّعْرُ وَأَوَّلُ مَنْ قَطَعَ الْأَيْدِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَضَرَبَ فِي النَّبِيذِ فِيمَا يُقَالُ: الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَأَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الْفُسَيْفِسَاءَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ: الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَعَلَ الذَّهَبَ عَلَى مِيزَابِ الْكَعْبَةِ وَأَوَّلُ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ فِي جُلُوسِهِمْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ: عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ، أَمَرَ بِحِبَالٍ فَرُبِطَتْ بَيْنَ الْأَسَاطِينِ الَّتِي يَقْعُدُ عِنْدَهَا النِّسَاءُ فَكُنَّ يَقْعُدْنَ دُونَ الْحِبَالِ إِذَا جَلَسْنَ فِي الْمَسْجِدِ، وَالرِّجَالُ مِنْ وَرَاءِ الْحِبَالِ

§ذِكْرُ كَرَاهِيَةِ كِرَاءِ بُيُوتِ مَكَّةَ وَإِجَارَتِهَا وَبَيْعِ رِبَاعِهَا، وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ وَتَفْسِيرِهِ

2046 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْبَدٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ عَبْدُ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ أَبُو عَلِيٍّ وَكَانَ كَمَا سَنَّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَكَّةُ مُبَاحٌ أَوْ مُنَاخٌ لَا تُبَاعُ رِبَاعُهَا، وَلَا تُؤَاجَرُ بُيُوتُهَا "

2047 - وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، -[244]- عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: " §كَانَتِ الدُّورُ وَالْمَسَاكِنُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لَا تُبَاعُ وَلَا تُكْرَى، وَلَا تُدْعَى إِلَّا السَّوَائِبَ، مَنِ احْتَاجَ سَكَنَ، وَمَنِ اسْتَغْنَى أَسْكَنَ "

2048 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: مَرَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ بِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ عِنْدَ السِّقَايَةِ، فَقَالَ: نِعْمَ الْإِمَارَةُ إِمَارَةُ الْأَحْلَافِ فِيكُمْ، وَإِنَّمَا قَالَ: كَيْفَ رَأَيْتُمْ إِمَارَةَ الْأَحْلَافِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §إِمْرَةُ الْمُطَيَّبَيْنِ قَبْلَهَا كَانَتْ خَيْرًا مِنْهَا يَعْنِي خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " فَقَالَ ابْنُ صَفْوَانَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَمَرَ أَنْ تُطْبَقَ زَمْزَمُ مِنَ الْمَوْسِمِ إِلَى الْمَوْسِمِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " أَسُنَّةُ عُمَرَ تَبْتَغِي؟ -[245]- إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَضَى أَنَّ أَسْفَلَ الْوَادِي وَأَعْلَاهُ مُنَاخُ الْحَاجِّ وَأَنَّ أَجْيَادِينَ، وَقُعَيْقِعَانَ لِلْمُرِيحِينَ وَمَذَاهِبِهِمْ فَجِئْتَ أَنْتَ وَصَاحِبُكَ فَقَطَّعْتُمُوهَا دُورًا وَرُبَّمَا قَالَ: فَاتَّخَذْتَهَا أَنْتَ وَصَاحِبُكَ دُورًا وَقُصُورًا فِيهَا أَهْلُكَ وَمَالُكَ، ثُمَّ جِئْتَ تَبْتَغِي سُنَّةَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ أَيْهَاتَ، تَرَكْتَ سُنَّةَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَأْوًا مُغَرَّبًا " وَقَالَ زُهَيْرٌ يَمْدَحُ هَرَمَ بْنَ سِنَانِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ: [البحر البسيط] يَطْلُبُ شَأْوَ امْرَأَيْنِ قَدَّمَا حَسَنًا ... نَالَا الْمُلُوكَ وبَزَّا هَذِهِ السُّوَقَا هُوَ الْجَوَادُ فَإِنْ يَلْحَقْ بِشَأْوِهِمَا ... عَلَى تَكَالِيفِهِ فَمِثْلُهُ لَحِقَا

2049 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §يَا أَهْلَ مَكَّةَ لَا تُبَوِّبُوا عَلَى دُورِكُمْ لِيَنْزِلَ الْبَادِي حَيْثُ شَاءَ "

2050 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ سَعِيدٍ السَّهْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بَلَغَنَا -[246]- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ سَاكِنَ هَذِهِ الْبَلْدَةِ يَعْنِي مَكَّةَ حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ فَكَانُوا §يَكْتَرُونَ الظِّلَالَ وَيَبِيعُونَ الْمَاءَ " وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَبْدَلَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِمْ قُرَيْشًا فَأَظَلُّوا فِي الظِّلَالِ، وَسَقُوا الْمَاءَ "

2051 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا أَيْمَنُ يَعْنِي ابْنَ نَابِلٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " §مَنْ أَكَلَ كِرَاءَ بُيُوتِ مَكَّةَ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ نَارًا "، 2052 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكَابَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَدَّاحُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَجِيحٍ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أُجُورَ بُيُوتِ مَكَّةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ

2053 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، -[247]- عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §مَكَّةَ حَرَامٌ، حَرَّمَهَا اللهُ تَعَالَى لَا يَحِلُّ بَيْعُ رِبَاعِهَا، وَلَا أُجُورُ بِيُوتِهَا " 2054 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: ثنا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، نَحْوَهُ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ 2055 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ

2056 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: أَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، جَمِيعًا عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ §يَنْهَى أَنْ تُغْلَقَ دُورُ مَكَّةَ فِي زَمَنِ الْحَاجِّ، وَأَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَنْزِلُونَ مِنْهَا حَيْثُ وَجَدُوهُ فَارِغًا، حَتَّى كَانُوا يَضْطَرِبُونَ الْفَسَاطِيطَ فِي جَوْفِ الدُّورِ "

2057 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا سَكَنَ الْمَدِينَةَ كَانَ لَا يَدْخُلُ بُيُوتَ مَكَّةَ "، قَالَ: " وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا -[248]- طَافَ بِالْبَيْتِ انْطَلَقَ إِلَى أَعْلَى مَكَّةَ فَاضْطَرَبَ بِهَا الْأَبْنِيَةَ " قَالَ: وَقَالَ عَطَاءٌ: وَفِي حَجَّتِهِ فَعَلَ ذَلِكَ أَيْضًا، وَنَزَلَ أَعْلَى مَكَّةَ قَبْلَ التَّعْرِيفِ، وَلَيْلَةَ النَّفْرِ نَزَلَ أَعْلَى الْوَادِي

2058 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: " إِنَّ أَبَا أُحَيْحَةَ كَانَ §يَنْهَى عَنْ بَيْعِ، رِبَاعِ مَكَّةَ، وَكَانَ قَدْ جَعَلَ دَارًا مِنْ دُورِهِ سَائِبَةً "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: قَالَ لِي مُجَاهِدٌ: " §تَرَى كَسْبِي هَذَا؟ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ كِرَاءً مِائَةَ دِينَارٍ "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ بَوَّبَ بَابَ دَارٍ: أَيْمَنُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ "

2059 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: " كَانَ عَطَاءٌ §يَنْهَى عَنِ الْكِرَاءِ، فِي الْحَرَمِ " 2060 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ، نَحْوَهُ

2061 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: ثنا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَطَاءٍ، " أَنَّهُ §كَرِهَ أُجُورَ بُيُوتِ مَكَّةَ "

2062 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: " وَقَرَأْتُ كِتَابًا مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَأْمُرُهُ §أَلَّا يُكْرِيَ بِمَكَّةَ شَيْئًا "

2063 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ الْمَكِّيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْكَرِيمِ بْنَ أَبِي الْمُخَارِقِ، يَقُولُ: " §لَا تُبَاعُ تُرْبَتُهَا وَلَا يُكْرَى ظِلُّهَا يَعْنِي مَكَّةَ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ عَبْدُ الْمَجِيدِ: قَالَ أَبِي فَذَكَرْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَوْلَ عَبْدِ الْكَرِيمِ لَا تُبَاعُ تُرْبَتُهَا وَلَا يُكْرَى ظِلُّهَا فَقَالَ: جَاءَكَ بِهِ عَلَى الرَّوْيِ

2064 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ -[250]- بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §لَمْ يَكُنْ لِلْدُورِ بِمَكَّةَ أَبْوَابٌ فَكَانَ أَهْلُ مِصْرَ، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ، وَأَهْلُ الْبُلْدَانِ يَأْتُونَ بِقَطْرَانِهِمْ فَيَدْخُلُونَ فَيَنْزِلُونَ بِهَا، فَأَوَّلُ مَنْ بَوَّبَ بِهَا بَابًا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "

2065 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ " كَانَ §يَكْرَهُ أَنْ تُبَاعَ بُيُوتَ مَكَّةَ أَوْ تُكْرَى " 2066 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ، نَحْوَهُ

2067 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: " دَخَلْتُ مَكَّةَ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَوَجَدْنَا عُمَرَ قَدْ §حَرَّمَ كِرَاءَ بُيُوتِ مَكَّةَ " قَالَ: " فَتَكَارَيْنَا سِرًّا "

2068 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ §يَنْهَى أَنْ تُبَوَّبَ أَبْوَابُ دُورِ مَكَّةَ " قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ يَعْنِي: رِحَابَ الدُّورِ الَّتِي هِيَ مَنَائِخُ

2069 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: " كَانَ يُقَالُ §لَا يُكْرَى ظِلُّهَا وَلَا تُبَاعُ تُرْبَتُهَا، يَعْنِي مَكَّةَ "

2070 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: أَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، أَخْبَرَهُ مَنْ، سَمِعَ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: " §لَا أَرَى بِكِرَاءِ بُيُوتِ مَكَّةَ بَأْسًا إِلَّا أَنْ يَتَكَارَى رَجُلٌ يَتَرَبَّحُ فِيهِ "

2071 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ -[252]- صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَنْ أَخْبَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَكَّةَ: " §لَا يُبَاعُ ظِلُّهَا وَلَا تُكْرَى تُرْبَتُهَا "

2072 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " §الْحَرَمُ كُلُّهُ مَسْجِدٌ "

§ذِكْرُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْبِنَاءِ بِمَكَّةَ بِالتَّرْبِيعِ وَأَوَّلُ مَنْ بَنَى فِيهَا بَيْتًا مُرَبَّعًا

2073 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ، قَالَ: " كَانَتْ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ §لَا يَبْنُونَ بَيْتًا مُرَبَّعًا بِمَكَّةَ "

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ بَنَى بَيْتًا مُرَبَّعًا حُمَيْدُ بْنُ زُهَيْرٍ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: " وَكَانَتِ الْأَئِمَّةُ لَا يَدَعُونَ أَحَدًا يَبْنِي بَيْتًا مُرَبَّعًا بِمَكَّةَ

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: " §مَا بُنِيَ بِمَكَّةَ بَيْتٌ مُرَبَّعٌ حَتَّى كَانَتْ فِتْنَةُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "

§ذِكْرُ مَنْ رَخَّصَ فِي كِرَاءِ بُيُوتِ مَكَّةَ وَبَيْعِ رِبَاعِهَا وَشِرَائِهَا وَالْحُكْمِ فِيهَا وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

2074 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا؟ وَذَلِكَ فِي حَجَّتِهِ حِينَ دَنَوْنَا مِنْ مَكَّةَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مَنْزِلًا؟ " وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ " قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَالْخَيْفُ: الْوَادِي حَيْثُ تَقَاسَمَتْ قُرَيْشٌ عَلَى الْكُفْرِ، وَذَلِكَ أَنَّ بَنِيَ كِنَانَةَ حَالَفَتْ قُرَيْشًا عَلَى بَنِي هَاشِمٍ أَلَا يُبَايِعُوهُمْ وَلَا يُؤْوُوهُمْ

2075 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: ثنا عَمْرُو -[254]- بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: قِيلَ لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ وَذَلِكَ بَعْدَ الْفَتْحِ: إِنَّهُ لَا دِينَ لِمَنْ لَمْ يُهَاجِرْ قَالَ: لَا أَصِلُ إِلَى مَنْزِلِي حَتَّى أَجِيءَ الْمَدِينَةَ، فَخَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَزَلَ عَلَى الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَنَامَ فِيهِ وَوَضَعَ خَمِيصَةً لَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ فَأَتَاهُ سَارِقٌ فَسَرَقَهَا فَأَخَذَهُ صَفْوَانُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْطَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللِّهِ هِيَ لَهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَهَلَّا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ " ثُمَّ قَالَ: " مَا جَاءَ بِكَ أَبَا وَهْبٍ؟ " قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ لَا دِينَ لِمَنْ لَا يُهَاجِرْ، فَجِئْتُ مُهَاجِرًا فَقَالَ: " ارْجِعْ أَبَا وَهْبٍ إِلَى أَبَاطِحِ مَكَّةَ، فَقِرُّوا عَلَى سَكَنَتِكُمْ فَقَدْ §انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا "

2076 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَرُّوخَ، قَالَ: " §إِنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ اشْتَرَى لِعُمَرَ مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ دَارَ السِّجْنِ بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ فَإِنْ رَضِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَالْبَيْعُ جَائِزٌ وَإِلَّا فَلِصَفْوَانَ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ "

2077 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: ثنا -[255]- إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: §جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَسْتَعْدِي عَلَى أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ ظَلَمَنِي حَدِّي فِي مَهْبِطِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَلَرُبَّمَا لَعِبْتُ أَنَا وَأَنْتَ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ فَإِذَا قَدِمْتَ مَكَّةَ فَأْتِنِي بِأَبِي سُفْيَانَ فَلَمَّا قَدِمَ أَتَاهُ الْمَخْزُومِيُّ بِأَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " يَا أَبَا سُفْيَانَ خُذْ هَذَا الْحَجَرَ مِنْ هَا هُنَا فَضَعْهُ هَاهُنَا "، فَقَالَ: وَاللهِ لَا أَفْعَلُ فَقَالَ: " وَاللهِ لَتَفْعَلَنَّ " فَقَالَ: لَا أَفْعَلُ فَعَلَاهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ وَقَالَ: " خُذْهُ لَا أُمَّ لَكَ مِنْ هَا هُنَا فَضَعْهُ هَا هُنَا " فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ فَكَأَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ إِذْ لَمْ تُمِتْنِي حَتَّى غَلَبْتُ أَبَا سُفْيَانَ عَلَى رَأْيِهِ، وَذَلَلْتَهُ لِي بِالْإِسْلَامِ " قَالَ: فَاسْتَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْقِبْلَةَ فَقَالَ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ الَّذِي لَمْ تُمِتْنِي حَتَّى أَدْخَلْتَ قَلْبِي مِنَ الْإِسْلَامِ مَا ذَلَلْتَنِي بِهِ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "

2078 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: " اخْتَصَمَ آلُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَبَنُو أَبِي عُتْبَةَ فِي رَبْعٍ بَيْنَهُمْ §فَقَضَى بَيْنَهُمْ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِشَهَادَةِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ " قَالَ: " وَشَهَادَتُهُ تِلْكَ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ " -[256]- قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: " وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، خَبَرَ عَمْرٍو هَذَا إِيَّايَ عَنِ الْمُطَّلِبِ، وَمُعَاوِيَةَ غَيْرَ أَنَّهُ زَادَ مَعَ الْمُطَّلِبِ: يَعْلَى بْنَ أُمَيَّةَ قَالَ: فَأَجَازَ مُعَاوِيَةُ شَهَادَتَهُمَا فِي الْإِسْلَامِ وَكَانَ عِلْمُهُمَا ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَشَهِدَا بِهِ فِي الْإِسْلَامِ

2079 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ أَسْأَلُهُ عَنْ §كِرَاءِ، دُورِ مَكَّةَ وَشِرَائِهَا قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ: " إِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُنِي عَنْ أَشْرِيَةِ دُورِ مَكَّةَ وَكِرَائِهَا، فَأَمَّا الشِّرَاءُ فَقَدْ اشْتَرَى النَّاسُ رُبُوعَهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

2080 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، قَالَ: §سَمِعْنَا رُخْصَةً، فِي كِرَاءِ بُيُوتِ مَكَّةَ، سَأَلْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ فَقَالَ: " لَا بَأْسَ بِكِرَائِهَا، وَلَا بَأْسَ بِبَيْعِ رِبَاعِهَا، قَدْ كَانَتْ تُبَاعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ "

قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " §لَا بَأْسَ بِكِرَاءِ بُيُوتِ مَكَّةَ " قَالَ الْوَاقِدِيُّ: " لَمَّا تُوُفِّيَ قُصَيٌّ دُفِنَ بِالْحَجُونِ "

2081 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ، قَالَ: ثنا أَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: تَزَوَّجَ رِيَابُ -[257]- بْنُ حُذَيْفَةَ أُمَّ وَائِلٍ بِنْتَ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيَّةَ فَوَلَدَتْ لَهُ ثَلَاثَةَ أَوْلَادٍ: وَائِلًا وَمَعْمَرًا، وَخُبَيْبًا، فَتُوُفِّيَتْ أُمُّهُمْ فَوَرِثَهَا بَنُوهَا رِبَاعَهَا وَمَوَالِيهَا قَالَ: فَخَرَجَ بِهِمْ عَمْرٌو إِلَى الشَّامِ فَمَاتُوا فِي طَاعُونِ عَمْوَاسَ، قَالَ: فَوَرِثَهُمْ عَمْرٌو وَكَانَ عَصَبَتَهُمْ قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَ جَاءَ بَنُو مَعْمَرٍ، وَبَنُو خُبَيْبٍ يُخَاصِمُونَ فِي مَوَالِيهَا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمْ بِمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَا أَحْرَزَ الْوَلَدُ فَهُوَ لِلْعَصَبَةِ مَنْ كَانَ " قَالَ: فَقَضَى لَنَا بِهِ وَكَتَبَ لَنَا بِهِ كِتَابًا فِيهِ شَهَادَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَآخَرُ

2082 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: أَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، أَخْبَرَهُ مَنْ سَمِعَ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: " §لَا أَرَى بِكِرَاءِ بُيُوتِ مَكَّةَ بَأْسًا "

2083 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، -[258]- عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ لَا يَرَى بِهِ بَأْسًا، وَيَقُولُ: " كَيْفَ يَكُونُ بِهِ بَأْسٌ وَالرَّبْعُ يُبَاعُ فَيُؤْكَلُ ثَمَنُهُ وَقَدِ §ابْتَاعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دَارَ السِّجْنِ بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَأَعْرَبَ فِيهَا أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ حُجَيْرٍ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: اللهُ يَعْلَمُ أَنِّي §سَأَلْتُهُ عَنْ مَسْكَنٍ لِي فَقَالَ لِي: " كُلٌّ كِرَاءَهُ "

2084 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ، قَالَ: " §سَأَلْتُ طَاوُسًا عَنْ كِرَاءِ، بَيْتٍ لِي بِمَكَّةَ فَقَالَ: كُلْهُ "

2085 - حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الرَّبَعَيُّ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دَاوُدَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَصَابَ السَّيْلُ حُدُودًا كَانَتْ بَيْنَ حُقُوقٍ لِقُرَيْشٍ بِمَكَّةَ فَلَمَّا قَدِمَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اخْتَصَمُوا إِلَيْهِ قَالَ: فَدَعَا أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ فَقَالَ: لَيْسَ هَا هُنَا أَحَدٌ أَعْلَمُ بِهَا مِنِّي وَمِنْكَ قَالَ: فَأَخَذَ الْحَبْلَ فَأَعْطَى طَرَفَهُ أَبَا سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَالَ لَهُ: مُدَّ وَأَسْرِعْ قَالَ: فَجَعَلَ أَبُو سُفْيَانَ يَسْعَى، فَرَفَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَدَيْهِ يَقُولُ: " §الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرَانِي أَبَا سُفْيَانَ يَسْعَى إِذَا قُلْتُ لَهُ: اسْعَ بِبَطْنِ مَكَّةَ "

2086 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ -[259]- ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ فِي صَدَقَةِ الرِّبَاعِ: " §لَا يُخْرِجُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ فَضْلٌ مِنَ السَّكَنِ "

2087 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ قَالَ: " §مَنْ بَنَى فِي رِبْعِ قَوْمٍ بِإِذْنِهِمْ فَلَهُ نَفَقَتُهُ، وَمَنْ بَنَى فِي حَقِّ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَلَهُ نَقْضُهُ "

§ذِكْرُ مُبْتَدَأِ رِبَاعِ مَكَّةَ كَيْفَ كَانَتْ، وَأَوَّلُ مَنْ أَقْطَعَهَا، وَبَيَانِ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ وَكَانَ مُبْتَدَأُ قَطَائِعِ الرِّبَاعِ بِمَكَّةَ أَنَّ قُصَيَّ بْنَ كِلَابٍ لَمَّا فَرَغَ مِنْ حَرْبِ خُزَاعَةَ وَرَأَّسَتْهُ قُرَيْشٌ وَاسْتَقَامَ لَهُ الْعِزُّ بِمَكَّةَ وَجَمَعَ قُرَيْشًا إِلَيْهِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الْمُجَمِّعُ فِيمَا يَذْكُرُونَ لِمَا جَمَعَ مِنْ أَمَرِهِمْ بَعْدَ تَشَتُّتِهِ وَلِوَلَدِهِ يَقُولُ حُذَيْفَةُ بْنُ غَانِمٍ: [البحر الطويل] أَبُوكُمْ قُصَيٌّ كَانَ يُدْعَى مُجَمِّعًا ... بِهِ جَمَعَ اللهُ الْقَبَائِلَ مِنْ فِهْرِ -[260]- فَقَطَّعَ مَكَّةَ رِبَاعًا لَهُ وَلِقَوْمِهِ مِنْ قُرَيْشٍ، فَأَنْزَلَ كُلَّ قَوْمٍ مَنَازِلَهُمُ الَّتِي فِي أَيْدِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ وَاخْتَطَّ قَوْمُهُ مِنْ بَعْدِهِ أَيْضًا بِمَكَّةَ رِبَاعًا لِأَنْفُسِهِمْ وَحُلَفَائِهِمْ، فَكَانُوا يَحُوزُونَهَا وَيَبْنُونَهَا، وَيَبِيعُونَهَا وَيَشْتَرُونَهَا، فَكَانَ الَّذِي قَطَعَ لِنَفْسِهِ

2088 - كَمَا حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: " §لَمَّا غَلَبَ قُصَيٌّ عَلَى مَكَّةَ وَنَفَى خُزَاعَةَ قَسَمَهَا عَلَى قُرَيْشٍ فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ وَجْهَ الْكَعْبَةِ فَصَاعِدًا، وَبَنَى دَارَ النَّدْوَةِ، فَكَانَتْ مَسْكَنَهُ قَالَ: وَقَدْ دَخَلَ أَكْثَرُهَا فِي الْمَسْجِدِ وَأَعْطَى بَنِي مَخْزُومٍ أَجْيَادِينَ، وَبَنِي جُمَحٍ الْمَسْفَلَةَ وَبَنِي سَهْمٍ الثَّنِيَّةَ، وَأَعْطَى بَنِي عَدِيٍّ أَسْفَلَ الثَّنِيَّةِ، فِيمَا بَيْنَ حَقِّ بَنِي جُمَحٍ وَبَنِي سَهْمٍ " وَقَدْ قَالَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيَّةُ تَذْكُرُ قُصَيًّا وَمَا قَطَعَ لِنَفْسِهِ وَلِقَوْمِهِ: [البحر الطويل] فَلَا وَالَّذِي بَوَّا قُصَيًّا قَطِينَهُ ... وَتَلْفَى بِرُكْنَيْهِ بُيُوتَ بَنِي عَمْرٍو

ذكر كراهية كراء بيوت مكة وإجارتها وبيع رباعها، وما جاء في ذلك وتفسيره

2089 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْعَائِذِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " §مَنْزِلُنَا هَذَا بِمَكَّةَ قَطَعَهُ لَنَا قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ وَكَذَلِكَ مَنَازِلُ قُرَيْشٍ كُلُّهَا بِمَكَّةَ " وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِيمَا ذُكِرَ عَنْهُ: نَزَلَ النَّاسُ بِمَكَّةَ -[261]- عَلَى أَقْدَارِهِمْ، فَلِبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ وَجْهُ الْكَعْبَةِ وَالْمَسِيلُ وَالرَّدْمُ إِلَى الْمَعْلَاةِ قَالَ: فَلَمْ تَزَلْ قُرَيْشٌ تَحُوزُ رِبَاعَهَا وَتَبِيعُهَا حَتَّى جَاءَ اللهُ بِالْإِسْلَامِ وَهُمْ عَلَى سَكَنَتِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ فَأَقَرَّهُمْ عَلَى رِبَاعِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا وَلَمْ يُخْرِجْ أَحَدًا مِنْ رِبْعِهِ وَلَا مِنْ مَنْزِلِهِ عَفْوًا مِنْهُ وَصَفْحًا عَنْهُمْ ثُمَّ لَمْ يَزِدِ الْإِسْلَامُ ذَلِكَ إِلَّا شِدَّةً وَتَوْكِيدًا وَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَذَلِكَ مِنْ بَعْدِ الْفَتْحِ وَقَدْ قَدِمَ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ يَطْلُبُ الْهِجْرَةَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْجِعْ أَبَا وَهْبٍ إِلَى الْأَبْطَحِ فَقِرُّوا عَلَى سَكَنَتِكُمْ وَقَدْ جَاءَتْ أَحَادِيثُ تَشُدُّ هَذَا وَتُثْبِتُهُ

2090 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مَنْ مَنْزِلٍ؟ " وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا مَاتَ وَرِثَهُ ابْنَاهُ عَقِيلٌ وَطَالِبٌ وَلَمْ يَرِثْهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

قَالَ: فَكَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَقُولُ: 2091 - كَمَا حَدَّثَنَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ -[262]- 2092 - وَكَمَا حَدَّثَنَاهُ ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ حَسَّانَ، جَمِيعًا، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ تَرَكْنَا نَصِيبَنَا مِنَ الشِّعْبِ وَقَدْ كَانَ §لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الشِّعْبِ حَقٌّ فَوَهَبَهُ لِعَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَلَمْ يَزَلْ بِيَدِ عَقِيلٍ حَتَّى بَاعَهُ وَلَدُهُ مَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أَخِي الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ فِيمَا يُقَالُ وَاللهُ أَعْلَمُ " وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ وَيَشُدُّهُ فِعْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ اشْتَرَى دَارًا لِلسِّجْنِ مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَهِيَ سِجْنُ مَكَّةَ قَائِمَةٌ إِلَى الْيَوْمِ

§وَهَذِهِ تَسْمِيَةُ رِبَاعِ قُرَيْشٍ ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ

" §فَكَانَ الَّذِي طَارَ لِبَنِي هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَلِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ يَقُولُ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ، وَأُمُّ عُتْبَةَ وَعُتَيْبَةُ وَمُعَتِّبٌ بَنِي أَبِي لَهَبٍ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ " 2093 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ الْفَضْلُ يَمْدَحُ قَوْمَهُ بَنِي هَاشِمٍ: [البحر الرمل] قَصَدُوا قَوْمِي وَسَارُوا سِيرَةً ... كَلَّفُوا مَنْ سَارَهَا جَهْدَ التَّعَبْ فَكَانَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بَيْتٌ عِنْدَ سِقَايَةِ زَمْزَمَ وَلَهُمْ مَا بَيْنَ الدَّارِ الَّتِي صَارَتْ لِبَنِي سُلَيْمٍ الْأَزْرَقِ وَهِيَ إِلَى جَنْبِ دَارِ أَبِي مَرْحَبٍ مَوْلَى بَنِي جُشَمٍ، الَّتِي صَارَتْ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِجِّيِّ، قُبَالَةَ دَارِ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَمَوْضِعُهَا الْيَوْمَ دَارٌ لِيَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَزَّازِ إِلَى مُنْتَهَى دَارِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الَّتِي ابْتَاعَ -[264]- وَلِوَلَدِهِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوَّلُ الْحَقِّ وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي اشْتَرَتْهَا سَعْدُونَةُ أُخْتُ وَصِيفٍ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّارِعَةَ عَلَى اللَّبَّانِينَ بِالْبَطْحَاءِ وَسَمِعْتُ بَعْضَ النَّاسِ يَقُولُ: إِنَّهُ كَانَ فِيهَا بَيْتٌ فِيهِ مَسْجِدٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَقُّ الَّذِي يَلِيهِ، وَهُوَ شِعْبُ ابْنِ يُوسُفَ، وَدَارُ ابْنِ يُوسُفَ لِأَبِي طَالِبٍ وَالْحَقُّ الَّذِي يَلِيهِ بَعْضُ دَارِ ابْنِ يُوسُفَ مَنْ مَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الشِّعْبُ الَّذِي حَاصَرَتْ فِيهِ قُرَيْشٌ بَنِي هَاشِمٍ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُمْ فِي الشِّعْبِ

2094 - فَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، " أَنَّ §مُشْرِكِي قُرَيْشٍ لَمَّا حَصَرُوا بَنِي هَاشِمٍ فِي الشِّعْبِ كَانَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ تَأْتِيهِ الْعِيرُ تَحْمِلُ الْحِنْطَةَ مِنَ الشَّامِ فَيُقَبِّلُهَا الشِّعْبَ، ثُمَّ يَضْرِبُ أَعْجَازَهَا فَتَدْخُلُ عَلَيْهِمْ فَيَأْخُذُونَ مَا عَلَيْهَا مِنَ الْحِنْطَةِ، وَلَهُ كَانَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهَبَهُ لِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَوَهَبَتْهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْتَقَهُ وَتَبَنَّاهُ حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] فَانْتَسَبَ زَيْدٌ إِلَى أَبِيهِ حَارِثَةَ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ أَصَابَتْهُ سَبْيًا وَفِي هَذَا الشِّعْبِ وُلِدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا "

2095 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي زُفَرُ بْنُ -[265]- الْحَارِثِ الْفِهْرِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ الْفَضْلِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ قَالَتْ: حَمَلْتُ وَأَنَا فِي الشِّعْبِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أُمَّ الْفَضْلِ إِنِّي §لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ غُلَامًا يَكُونُ فِي وَلَدِهِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خِلَافَةٌ وَمُلْكٌ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: فَوَلَدَتْنِي وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ شِعْبَ بْنَ يُوسُفَ الَّذِي يُدْعَى بِهِ كَانَ لِهَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ دُونَ النَّاسِ كُلِّهِمْ ثُمَّ صَارَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فَقَسَّمَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بَيْنَ وَلَدِهِ وَدَفَعَ ذَلِكَ إِلَيْهِمْ فِي حَيَاتِهِ حِينَ ذَهَبَ بَصَرُهُ فَمِنْ ثَمَّ صَارَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقُّ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

2096 - فَحَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنِّي لَأَمُرُّ بِالْحَجَرِ مَنْ حِجَارَةِ مَكَّةَ فَأَعْرِفُهُ، كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ أَيَّامَ بُعِثْتُ "

2097 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ -[266]- الْقَطِيعِيُّ الْبَزَّازُ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَخَرَجْنَا فِي بَعْضِ نَوَاحِيهَا خَارِجًا عَنْ مَكَّةَ بَيْنَ الشِّعَابِ وَالشَّجَرِ §فَلَا يَمُرُّ بِجَبَلٍ وَلَا شَجَرَةٍ إِلَّا قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ " 2098 - حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي السُّدِّيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنَّ دَارَ ابْنِ يُوسُفَ كَانَتْ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَأَمَرَ الْحَجَّاجُ أَخَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ فَاشْتَرَاهَا بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَدَفَعَهَا الْحَجَّاجُ إِلَيْهِ وَأَمَرَ أَخَاهُ مُحَمَّدًا أَنْ يَبْنِيَهَا فَبَنَاهَا وُكَلَاءُ مُحَمَّدٍ فَقَالَ النَّاسُ: الدَّارُ لِمُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ فَلَمَّا وَلِيَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ اسْتَعْمَلَ خَالِدَ بْنَ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ عَلَى مَكَّةَ فَادَّعَى أَنَّهَا لِأَبِيهِ فَخَاصَمَهُ الْحَجَّاجُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ فَنَظَرُوا فِي الدَّوَاوِينِ فَوَجَدُوا النَّفَقَةَ وَالثَّمَنَ مِنَ الْحَجَّاجِ وَكَانَ الْحَجَّاجُ قَدْ جَعَلَ الدَّارَ الْخَارِجَةَ وَقْفًا عَلَى وَلَدِ الْحَكَمِ -[267]- بْنِ أَبِي عَقِيلٍ، وَالْوُسْطَى عَلَى وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، وَالدَّاخِلَةَ عَلَى وَلَدِ الْحَجَّاجِ وَذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ كَانَ أَوْدَعَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ الْمَالَ الَّذِي بَنَاهَا بِهِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ فَلَمَّا أَرَادُوا وُكَلَاؤُهُ قَبْضَهَا دَعَا النَّاسَ لِيَشْهَدُوا عَلَى قَبْضِهَا مِنْهُ، فَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: فَكُنْتُ فِيمَنْ دُعِيَ لِيَشْهَدَ فَكَانَتْ رُؤْيَتُهَا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ دِرْهَمَيْنِ ثُمَّ صَارَتْ هَذِهِ الدَّارُ بَعْدَ ذَلِكَ لِوَلَدِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ ثُمَّ صَارَتِ الْيَوْمَ لِأَبِي سَهْلٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ الشَّاعِرُ يَذْكُرُ دَارَ ابْنِ يُوسُفَ هَذِهِ: [البحر الطويل] وَمَوْعِدُهَا دَارُ ابْنِ يُوسُفَ غُدْوَةً ... كَذَا الْخَوْخَةُ الْقُصْوَى الْمُغَلَّقُ بَابُهَا وَيُقَالُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَبَ حَقَّهُ مَنْ هَذِهِ الدَّارِ وَالشِّعْبِ لِعَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَخِيًّا حَلِيمًا سَمْحًا كَرِيمًا

2099 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §مَا سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ لَا " وَيُقَالُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْرِيَ بِهِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مِنْ مَكَّةَ مِنْ شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ

2100 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: -[268]- ثنا عَوْفٌ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ وَضِقْتُ بِأَمْرِي وَعَلِمْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ " قَالَ: فَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُغَيَّرًا حَزِينًا فَمَرَّ بِهِ أَبُو جَهْلٍ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَمَا هُوَ؟ قَالَ: " أُسْرِيَ بِيَ اللَّيْلَةَ " قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَلَمْ يُرِدْ أَنْ يُكَذِّبَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَ الْحَدِيثَ إِنْ دَعَا قَوْمَهَ إِلَيْهِ قَالَ: أَتُحَدِّثُ قَوْمَكَ مَا حَدَّثَتْنِي إِنْ دَعَوْتُهُمْ إِلَيْكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَنَادَى يَا مَعْشَرَ لُؤَيٍّ هَلُمَّ قَالَ: فَانْقَضَّتْ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا إِلَيْهِ فَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا فَقَالَ لَهُ: حَدِّثْ قَوْمَكَ مَا حَدَّثْتَنِي فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أُسْرِيَ بِيَ اللَّيْلَةَ " قَالُوا: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَمِنْ مُصَدِّقٍ أَوْ قَالَ: مُصَفِّقٍ، وَبَيْنَ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُسْتَعْجِبًا لِلْكَذِبِ فَقَالَ أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ؟ قَالَ: وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَمَنْ لَمْ يَأْتِهِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ لَهُمْ مِنْهُ وَأَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَتَّى وُضِعَ دُونِي فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ " فَقَالَ الْقَوْمُ: أَمَّا النَّعْتُ فَقَدْ أَصَابَ -[269]- وَفِي دَارِ ابْنِ يُوسُفَ بِئْرٌ جَاهِلِيَّةٌ حَفَرَهَا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَلَمْ تَزَلْ هَذِهِ الدَّارُ حَتَّى بَاعَهَا وَلَدُهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، وَفِي هَذِهِ الدَّارِ الْبَيْتُ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ اتُّخِذَ مُصَلًّى يُصَلَّى فِيهِ وَالَّذِي يَلِيهِ حَقُّ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَتَّى دَارِ خَالِصَةَ مَوْلَاةِ الْخَيْزُرَانِ ثُمَّ حَقُّ الْمُقَوِّمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهِيَ دَارُ طَلُوبَ مَوْلَاةِ زُبَيْدَةَ ثُمَّ حَقُّ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهِيَ دَارُ أَبِي يَزِيدَ اللِّهْبِيِّ وَفِيهَا كَانَ يَسْكُنُ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا

2101 - فَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الطَّبَرِيُّ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " §كَانَتْ مَوْلَاةُ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَكَانَ لَهَا خِشْفٌ، فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهَا، وَكَانَ الْفَضْلُ قَدْ أَسْكَنَهَا فِي بَعْضِ الدَّارِ، فَأَتَاهَا خِشْفُهَا لَيْلَةً فَلُدِغَ، فَمَلَأَ الدَّارَ صِيَاحًا وَفَضَحَهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ الْفَضْلُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَأَلَ عَنْهَا فَأُخْبِرَ بِهَا، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر المتقارب] فَإِنْ عُصِيَ اللهُ فِي دَارِنَا ... فَإِنَّ عَقَارِبَنَا تَغْضَبُ وَدَارِي إِذَا نَامَ حُرَّاسُهَا ... أَقَامَ الْحُدُودَ بِهَا عَقْرَبُ -[270]- فَهَذِهِ الدَّارُ آخِرُ حَقِّ وَلَدِ أَبِي لَهَبٍ، وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا لَهَبٍ كَانَ يَسْكُنُ فِي بَيْتٍ لَهُ قُبَالَةَ بَيْتِ خَدِيجَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَكَانَ يَسْكُنُ مَعَ زَوْجَتِهِ أُمِّ جَمِيلٍ بِنْتِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَكَانَ ذَلِكَ الزُّقَاقُ طَرِيقَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ فِيمَا يُقَالُ، وَاللهُ أَعْلَمُ، وَهُوَ يُدْعَى الْيَوْمَ: زُقَاقَ أَبِي لَهَبٍ

2102 - فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَا: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: ثنا رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ يَمْشِي فِي زُقَاقِ أَبِي لَهَبٍ وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَقْبَلَ رَجُلٌ يَمْشِي فِي بُرْدَيْنِ لَهُ قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ يَنْظُرُ فِي عِطْفَيْهِ وَهُوَ يَتَبَخْتَرُ فِي بُرْدَيْهِ؛ إِذْ خَسَفَ اللهُ تَعَالَى بِهِ الْأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " وَلِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الدَّارُ الَّتِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي أَيْدِي وَلَدِ مُوسَى بْنِ عِيسَى إِلَى جَنْبِ دَارِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَدَارُ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هِيَ الدَّارُ الْمَنْقُوشَةُ الَّتِي عِنْدَهَا الْعَلَمُ الَّذِي يَسْعَى مِنْهُ مَنْ جَاءَ مِنَ الْمَرْوَةِ يُرِيدُ الصَّفَا، وَقَدْ كَانَ فِي مَوْضِعِهَا فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ سُوقٌ يُبَاعُ فِيهِ الرَّقِيقُ

2103 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §أَدْرَكْتُ الرَّقِيقَ يُبَاعُونَ -[271]- فِي مَوْضِعِ دَارِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي سُوقِ اللَّيْلِ "

2104 - فَأَمَّا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَحَدَّثَنَا قَالُ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عُتْبَةَ اللهَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ مَشْيَخَتِنَا " أَنَّ §الْحَجَرَيْنِ، إِسَافًا وَنَائِلَةَ كَانَا فِي دَارِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمُ الَّتِي تَصَدَّقَ بِهَا الَّتِي تُعْرَفُ بِالْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَنَّهَا كَانَتْ قَبْلَهُ لِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ " وَإِسَافٌ وَنَائِلَةُ حَجَرَانِ مَمْسُوخَانِ رَجُلًا وَامْرَأَةً كَانَا مُسِخَا فِي الْكَعْبَةِ فَأُخْرِجَا مِنْهَا فَأَخَذَتْهُمَا قُرَيْشٌ فَجَعَلَتْ أَحَدَهُمَا عِنْدَ الْكَعْبَةِ وَالْآخَرَ عِنْدَ زَمْزَمَ فَكَانَ يُطْرَحُ بَيْنَهُمَا مَا يُهْدَى لِلْكَعْبَةِ وَكَانَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ: الْحَطِيمَ، وَإِنَّمَا نُصِبَا بِالْحَطِيمِ لِيَعْتَبِرَ النَّاسُ بِهِمَا وَهُمَا فِي رُكْنِ دَارِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الَّتِي تَلِي الْوَادِيَ وَذَرْعُ مَا بَيْنَ دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا، وَثُلُثُ ذِرَاعٍ وَلَهُمْ أَيْضًا دَارُ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا كَانَتْ عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ فِي أَصْلِ الْمَنَارَةِ فَدُخِلَتْ فِي الْمَسْجِدِ حِينَ وَسَّعَهُ الْمَهْدِيُّ فِي الْهَدْمِ الْآخَرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَتْ مِنْ دُورِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ فَكَانَتِ الْعُجُولُ تَرْبِضُ إِلَى جَنْبِهَا

2105 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: -[272]- ثنا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ كَانَ أَوَّلَ بَيْتٍ دَخَلَهُ بَيْتُ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَدَعَا بِمَاءٍ فَشَرِبَ وَأَفْضَلَ مِنْهُ فَضْلَةً فَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّ هَانِئٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَهِيَ عَنْ يَمِينِهِ فَشَرِبَتْ ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ فَعَلْتُ فَعْلَةً فَلَا أَدْرِي أَتُوَافِقُكَ أَمْ لَا: شَرِبْتُ وَأَنَا صَائِمَةٌ وَكَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّ فَضْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا: " أَقْضَاءٌ مِنْ رَمَضَانَ أَمْ تَطَوُّعٌ؟ " قَالَتْ: لَا بَلْ تَطَوُّعٌ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ التَّطَوُّعَ أَوْ §صَاحِبَ التَّطَوُّعِ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاءَ صَامَ وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ "

2106 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا بَيْتَهَا يَوْمَ الْفَتْحِ §فَصَلَّى الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ " 2107 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَنَا -[273]- مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ الْيَمَانِ

2108 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: " إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ §يَنْزِلُ دَارَ أُمِّ هَانِئٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ "

§ذِكْرُ رِبَاعِ حُلَفَاءِ بَنِي هَاشِمٍ لَهُمْ دَارُ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيِّ وَهِيَ دَارُ طَلْحَةَ الطَّلْحَاتِ بَاعَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبِيدَةَ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيُّ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فِيمَا ذَكَرَ بِثَمَانِيَةِ آلَافِ دِينَارٍ، وَهِيَ دَارُ الْإِمَارَةِ الْيَوْمَ وَبِهَا يَنْزِلُ الْأُمَرَاءُ بِمَكَّةَ بَنَاهَا حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ

2109 - حَدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: " إِنَّهُ قَدْ رَأَى §فِي مَوْضِعِ دَارِ الْإِمَارَةِ الْجَزَّارِينَ يَعْمَلُونَ، وَهِيَ كَانَتْ مَوْضِعَ سُوقِهِمْ فِي الزَّمَانِ الْأَوَّلِ " وَلَهُمْ أَيْضًا دَارُ الْقِدْرِ الَّتِي فِي زُقَاقِ أَصْحَابِ الشِّيرَقِ بَاعَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبِيدَةَ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيُّ مِنَ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ وَلِآلِ حَكِيمِ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيِّ حُلَفَاءِ بَنِي هَاشِمٍ: دَارُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي السُّوَيْقَةِ، وَدَارُ دِرْهَمٍ فِي السُّوَيْقَةِ وَلِلْمُلَيْحِيِّينَ الْخُزَاعِيِّينَ أَيْضًا: دَارُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ الَّتِي فِي زُقَاقِ الْحَذَّائِينَ اشْتَرَاهَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَكَانَ يُقَالُ لَهَا: دَارُ أَوْسٍ وَلِلْمُلَيْحِيِّينَ أَيْضًا: دَارُ ابْنِ مَاهَانَ، وَهِيَ دُبُرُ دَارِ الْإِمَارَةِ، وَدُبُرُ دَارِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ وَلِبَنِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ دَارُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الْأَشْدَقِ، وَدَارُ الطَّلْحِيِّينَ الَّتِي بِفُوَّهَةِ شِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ فَذَلِكَ الرَّبْعُ لَهُمْ أَيْضًا

2110 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ الْكَلْبِيُّ: " كَانَ نَاسٌ مِنْ خُزَاعَةَ مِنْ بَنِي مُلَيْحٍ §يَعْبُدُونَ الشِّعْرَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ "

2111 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {§وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم: 1] قَالَ: " الثُّرَيَّا "، {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} [النجم: 49] قَالَ: " مَرْزَمُ الْجَوْزَاءِ "

§ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ كَانَتْ لَهُمُ الدَّارُ الَّتِي لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَخَرَجَتْ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَكَانَتْ لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَهُمْ حَقَّهُمُ الَّذِي فِيهِ مَنَازِلُهُمْ فِي فُوَّهَةِ شِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ بِالْمَعْلَاةِ وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ كَانَتْ لَهُمْ جَاهِلِيَّةٌ

§ذِكْرُ رِبَاعِ حُلَفَاءِ بَنِي الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَلِآلِ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ السُّلَمِيِّ حَلِيفِ بَنِي الْمُطَّلِبِ: دَارُهُمُ الَّتِي عِنْدَ الْمَرْوَةِ، وَهُوَ شِقُّ الْمَرْوَةِ الْأَسْوَدِ، دَارُ الْحَرَشِيِّ الْمَنْقُوشَةِ وَزُقَاقُ آلِ أَبِي مَيْسَرَةَ يُقَالُ لَهَا: دَارُ ابْنِ فَرْقَدٍ وَلَهُمْ حَقُّ آلِ شَافِعٍ بِالثَّنِيَّةِ

§ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَلِبَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَلِبَعْضِهِمْ يَقُولُ الشَّاعِرُ يَمْدَحُهُ وَيَمْدَحُهُمْ فَقَالَ: [البحر الوافر] رَأَيْتُكَ أَمْسِ خَيْرَ فَتًى فِعَالًا ... وَأَنْتَ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكَ أَمْسِ وَأَنْتَ غَدًا تَزِيدُ الضَّعْفَ ضِعْفًا ... كَذَاكَ تَسُودُ سَادَةُ عَبْدِ شَمْسِ فَلَهُمْ رَبْعُ آلِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَهُوَ مُنْقَطِعٌ وَحَقُّ أَبِي لَهَبٍ إِلَى -[277]- مُنْتَهَى حَقِّ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، وَكَانَ حَقُّ ابْنِ عَامِرٍ ذَلِكَ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَتْ دَارُ الْحَمَّامِ لِابْنِ عَامِرٍ فَنَاقَلَهُ بِهَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَخَذَ دَارَ الْحَمَّامِ الَّتِي بِأَصْلِ جَبَلِ تُفَّاحَةَ، وَلَهُمْ دَارُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الْأَكْبَرِ كَانَتْ لَهُ ثُمَّ لِابْنِهِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَهَاجَرَ خَالِدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَهَا، وَكَانَ خَالِدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُتَقَدِّمَ الْإِسْلَامِ، وَلَهُمْ دَارُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الَّتِي عِنْدَ النَّجَّارِينَ، كَانَتْ لِآلِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَلِآلِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ دَارُ أَبِي سُفْيَانَ الَّتِي صَارَتْ لِرَيْطَةَ بِنْتِ أَبِي الْعَبَّاسِ، إِلَى جَنْبِ دَارِ الْوَلِيدِ، بَيْنَهَا وَبَيْنَ دَارِ نَافِعِ بْنِ عَلْقَمَةَ وَيُقَالُ: إِنَّ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ تِلْكَ كَانَتْ لِشَيْبَةَ وَهِيَ دَارُ أَبِي سُفْيَانَ الَّتِي قَالَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ: مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ

ذكر ما يكره من البناء بمكة بالتربيع وأول من بنى فيها بيتا مربعا

2112 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمَكِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ نَضْلَةَ، -[278]- قَالَ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَفَ عَلَى رَبْعِ الْحَذَّائِينَ ثُمَّ ضَرَبَ بِرِجْلِهِ وَقَالَ: سَنَامُ الْأَرْضِ إِنَّ لَهَا سَنَامًا، أَيَزْعُمُ ابْنُ فَرْقَدٍ: يَعْنِي عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ السُّلَمِيَّ أَنِّي لَا أَعْرِفُ حَقِّي مِنْ حَقِّهِ، لِي بَيَاضُ الْمَرْوَةِ وَلَهُ سَوَادُهَا، وَفِيمَا بَيْنَ مَقَامِي إِلَى تَجْنَا قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: " إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ لَقَدِيمُ الظُّلْمِ §لَيْسَ لِأَحَدٍ حَقٌّ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا مَا أَحَاطَتْ عَلَيْهِ جُدْرَانُهُ " وَلَهُمْ دَارُ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ إِلَى جَنْبِ دَارِ ابْنِ عَلْقَمَةَ وَفِيهَا كَانَ يَسْكُنُ عُتْبَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَتْ لِحَكِيمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيِّ الَّذِي كَانَ عَلَى سُفَهَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَتْ دَارُ الْوَلِيدِ تِلْكَ لِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَلَهُمْ دَارُ زِيَادٍ إِلَى جَنْبِ دَارِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَتْ فَضَاءً بَيْنَ دَارِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ فَأَرَادَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِنَاءَهَا فَمَنَعَهُ آلُ الْحَكَمِ فَغَلَبَهُمْ مُعَاوِيَةُ حَتَّى بَنَاهَا لِزِيَادٍ وَهِيَ الْيَوْمَ قَطِيعَةٌ لِوَلَدِ يَزِيدَ بْنِ مَنْصُورٍ وَدَارُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الَّتِي فِيهَا أَصْحَابُ الْخَرَزِ كَانَتْ مِنْ دُورِ أَبِي سُفْيَانَ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا: وَمَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ وَلِآلِ أَسَدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ حَقُّهُمُ الْمُتَّصِلُ بِحَقِّ آلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ الَّذِي يَصِلُ حَقَّ آلِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلَهُمْ دَارُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى الرَّدْمِ الْأَعْلَى رَدْمِ آلِ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ لَهُمْ رَبْعٌ قَدِيمٌ جَاهِلِيٌّ وَكَانَ مَجْلِسًا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدٍ وَكَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ فِيهِ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ -[279]- وَلَهُمُ الدَّارُ الَّتِي فَوْقَهَا عَلَى رَأْسِ الرَّدْمِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدٍ زُقَاقُ ابْنِ هَرْبذٍ وَلَهُمْ أَيْضًا هُنَالِكَ: دَارُ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الَّتِي فِيهَا أَصْحَابُ الْحُمُرِ إِلَى جَانِبِ دَارِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَيُقَالُ لَهَا: دَارُ الْقَسْرِيِّ فِي الزُّقَاقِ وَكَانَ عَلَى بَابِهَا كِتَابُ أَبِي عُثْمَانَ وَلِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ دَارٌ بِأَجْيَادَ الْكَبِيرِ فِي ظَهْرِ دَارِ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ مُتَوَضِّيَاتٍ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَتْ لِمُوسَى بْنِ عِيسَى وَفِيهَا كَانَ يَسْكُنُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَمَاتَ فِيهَا فَرَثَاهُ ابْنُ مَنَاذِرَ بِقَصِيدَةٍ يَقُولُ فِيهَا: [البحر السريع] مَنْ كَانَ يَبْكِي وَرِعًا عَالِمًا ... فَلْيَبْكِ مَا عُمِّرَ سُفْيَانَا رَاحُوا بِسُفْيَانَ عَلَى نَعْشِهِ ... وَالْعِلْمُ يَكْسُو مِنْهُ أَكْفَانَا وَلِآلِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ: الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِجَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى تَقُومُ بِأَجْيَادَ الْكَبِيرِ عِنْدَ أَصْحَابِ السَّمَكِ، عُمْرُهَا بِالْحَجَرِ الْمَنْقُوشِ وَالسَّاجِ، وَكَانَ جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى اشْتَرَاهَا مِنْ أُمِّ السَّائِبِ بِنْتِ -[280]- جُمَيْعٍ الْأُمَوِيَّةِ فِيمَا ذَكَرُوا بِثَمَانِينَ أَلْفَ دِينَارٍ وَهِيَ الْيَوْمَ لِأَبِي أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ وَهِيَ خَرَابٌ كَانَ الْجَزَّارُونَ وَالْخَيَّاطُونَ حَرَقُوهَا فِي فِتْنَتِهِمْ وَيُقَالُ: إِنَّ هَذِهِ الدَّارُ كَانَتْ لِأَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ زَوْجِ زَيْنَبَ بِنْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَفِيهَا ابْتَنَى بِزَيْنَبَ، أَهْدَتْهَا إِلَيْهِ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَفِيهَا وُلِدَتْ أُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا

2113 - فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَابْنُ عَجْلَانَ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَعَلَى عَاتِقِهِ أُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ مِنَ السُّجُودِ أَعَادَهَا "

" وَكَانَ §أَبُو الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ فِتْيَانِ قُرَيْشٍ الْمَعْدُودِينَ بِمَكَّةَ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: جِرْوُ الْبَطْحَاءِ " 2114 - حَدَّثَنِي بِذَلِكَ، عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ، عَنِ الْحِزَامِيِّ -[281]- وَلَهُمُ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِمُوسَى بْنِ عِيسَى بِأَجْيَادَ الْكَبِيرِ يُقَالُ: إِنَّهَا كَانَتْ لِعَبْدِ شَمْسٍ وَلِلْعَبَلَاتِ حَقٌّ بِأَجْيَادَ الْكَبِيرِ فِي ظَهْرِ دَارِ الدَّوْمَةِ عِنْدَ الْحَذَّائِينَ بَيْنَ حَقِّ عِيسَى بْنِ مُوسَى، وَالْوَادِي كَانَتْ لِلْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ وَهَبَهَا لَهُ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ، وَذَلِكَ أَنَّ هِشَامَ بْنَ الْمُغِيرَةِ وَحَرْبَ بْنَ أُمَيَّةَ تُوُفِّيَا فَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا فِيمَا ذَكَرُوا إِلَّا سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَيُقَالُ: بَلْ مَاتَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَرَثَى الْحَارِثُ بْنُ أُمَيَّةَ الْأَصْغَرُ هِشَامًا وَلَمْ يَرْثِ حَرْبًا فَقَالَ: [البحر الطويل] فَمَا كُنْتَ كَالْهَلْكَى فَتُبْكَى بُكَاءَهُمْ ... وَلَكِنْ أَرَى الْهُلَّاكَ فِي جَنْبِهِ وَعْلَا أَلَمْ تَرَيَا أَنَّ الْأَمَانَةَ أُصْعِدَتْ ... مَعَ النَّعْشِ إِذْ وَلَّى فَكَانَ لَهَا أَهْلَا فَغَضِبَ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ عَلَيْهِ وَأَخْرَجُوهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ وَأَغْرَوْا بِهِ حَكِيمَ بْنَ حَارِثَةَ السُّلَمِيَّ فَقَالَ: [البحر الوافر] أَقْرَرُ بِالْأَبَاطِحِ كُلَّ يَوْمٍ ... مَخَافَةَ أَنْ يُشَرِّدَنِي حَكِيمُ فَوَهَبَ أَبُو جَهْلٍ لِلْحَارِثِ دَارَهُ هَذِهِ الَّتِي وَصَفْنَاهَا وَلِلْعَبَلَاتِ أَيْضًا حَقٌّ بِالثَّنِيَّةِ، فِي حَقِّ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ مَهْبِطَ الْحَزَنَةِ وَالْعَبَلَاتُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ الْأَصْغَرِ لَهُمْ -[282]- قَدْرٌ وَشَرَفٌ، وَكَانَتْ مِنْهُمُ الثُّرَيَّا بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ الْأَصْغَرِ فَتَزَوَّجَهَا سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ

2115 - فَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ " تَزَوَّجَهَا سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهِيَ مَوْلَاةُ الْغَرِيضِ فَقَالَ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ: [البحر الخفيف] §أَيُّهَا الْمُنْكِحُ الثُّرَيَّا سُهَيْلًا ... عَمْرَكَ اللهِ كَيْفَ يَلْتَقِيَانِ هِيَ شَامِيَّةٌ إِذَا مَا اسْتَهَلَّتْ ... وَسُهَيْلٌ إِذَا اسْتُهِلَّ يَمَانِي " يُرِيدُ أَنَّ عَبْدَ الْمَجِيدِ بْنَ سُهَيْلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَنَّ الثُّرَيَّا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَجَعَلَ ذَلِكَ مَثَلًا

ذكر من رخص في كراء بيوت مكة وبيع رباعها وشرائها والحكم فيها وتفسير ذلك

2116 - قَالَ الزُّبَيْرُ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُّ، عَنْهُ قَالَ: " لَمَّا قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ: [البحر الخفيف] §مَنْ رَسُولِي إِلَى الثُّرَيَّا فَإِنِّي ... ضِقْتُ ذَرْعًا بِهَجْرِهَا وَالْكِتَابِ هِيَ مَكْنُونَةٌ تَحَيَّرَ مِنْهَا ... فِي أَدِيمِ الْخَدَّيْنِ مَاءُ الشَّبَابِ أَبْرَزُوهَا مِثْلَ الْمَهَاةِ تَهَادَى ... بَيْنَ خَمْسٍ كَوَاعِبٍ أَتْرَابِ ثُمَّ قَالُوا: تُحِبُّهَا؟ قُلْتُ: بَهْرًا ... عَدَدَ الْقَطْرِ وَالْحَصَى وَالتُّرَابِ -[283]- قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ: وَاللهِ لَا كَانَ الْمُبَلِّغُ لِهَذَا الشِّعْرِ غَيْرِي فَارْتَحَلَ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، فَصَادَفَ الثُّرَيَّا فِي الطَّوَافِ، فَقَالَتْ: يَا ابْنَ أَبِي عَتِيقٍ مَا جَاءَ بِكَ، وَلَيْسَ هَذَا أَوَانَ الْحَجِّ؟ فَقَالَ لَهَا: أَبْيَاتٌ لِعُمَرَ قَالَتْ: أَنْشِدْنِي فَأَنْشَدَهَا: مَنْ رَسُولِي إِلَى الثُّرَيَّا فَإِنِّي ... ضِقْتُ ذَرْعًا بِهَجْرِهَا وَالْكِتَابِ حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهَا، فَقَالَتْ: أَدَّى الله عَنْ أَمَانَتِكَ، فَقَدْ أَدَّيْتَ، قَالَ: فَصَرَفَ رَاحِلَتَهُ وَخَرَجَ رَاجِعًا " وَرَبْعُ آلِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مَا بَيْنَ دَارِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَدَارِ الْحَكَمِ مِمَّا يَلِي النَّجَّارِينَ وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْهَرَابِدَةِ، فِي الزُّقَاقِ الَّذِي يُخْرِجُكَ إِلَى النَّجَّارِينَ، قُبَالَةَ رَبْعِ كُرَيْزِ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، إِلَى مَسْكَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ إِلَى الزُّقَاقِ الْأَسْفَلِ الَّذِي يَخْرُجُ إِلَى الْبَطْحَاءِ عِنْدَ حَمَّامِ ابْنِ عِمْرَانَ الْعَطَّارِ فَذَلِكَ الرَّبْعُ يُقَالُ لَهُ: دَارُ ابْنِ أَبِي مُعَيْطٍ وَرَبْعُ كُرَيْزِ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ: الدَّارُ الَّتِي فِي ظَهْرِ دَارِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ مِمَّا يَلِي الْوَادِيَ عِنْدَ النَّجَّارِينَ، إِلَى زُقَاقِ ابْنِ هَرْبَدٍ، كَانَ يُسْتَوْحَشُ فِيهِ فِي أَوَّلِ الزَّمَانِ، وَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يَدْخُلُهُ بِلَيْلٍ، كَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يُفَرِّقُونَ بِهِ صِبْيَانَهُمْ فِيمَا زَعَمُوا [البحر الرجز] أَيْنَ الضَّبْعُ رَاقِدَهْ ... فِي زُقَاقِ الْهَرَابِدَةْ فَذَلِكَ الرَّبْعُ رَبْعُ كُرَيْزِ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ الدَّارُ الَّتِي فِي الشِّعْبِ -[284]- وَالشِّعْبُ كُلُّهُ مَنْ رَبْعِهِ، مِنْ دَارِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ إِلَى ثَنِيَّةِ أَبِي مَرْحَبٍ، إِلَى مَوْضِعٍ منْ ثَنِيَّةِ أَبِي مَرْحَبٍ نَادِرٍ مِنَ الْجَبَلِ، شِبْهُ الْبُخْتِ هُوَ قَائِمٌ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، يُشْبِهُ الْمِيلَ الْأَخْضَرَ، يُقَالُ: إِنَّ ذَلِكَ كَانَ عَلَمًا بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، فَمَا كَانَ فِي وَجْهِهِ مِمَّا يَلِي حَائِطَ عَوْفٍ، فَذَلِكَ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلِآلِ سَمُرَةَ بْنَ خُبَيْبٍ دَارٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ، عِنْدَ خِيَامِ عُنْقُودٍ وَعُنْقُودٌ: إِنْسَانٌ كَانَ يَبِيعُ الرُّءوُسَ هُنَالِكَ وَلَهُمْ دُورُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ الَّتِي فِي الشِّعْبِ، الَّتِي يُقَالُ لَهَا شِعْبُ الْمَطَابِخِ كَانَ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَيُقَالُ: كَانَ فِي فِنَاءِ دُورِهِمْ هَذِهِ سُوقُ الْغَنَمِ الْقَدِيمِ يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ: دَارُ سَمُرَةَ وَلِآلِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ دَارٌ عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ صَارَتْ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَفِي الْإِسْلَامِ كَانَتْ قَبْلَهُ لِآلِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَيُقَالُ: بَلْ كَانَتْ لِأَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ

2117 - فَحَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ، مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ رُفَيْعٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ بِأَيَّامٍ اسْتَبْطَأَ النَّاسَ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ فَقَالَ: " إِنَّ §حَوْلَ هَذَا الْمَسْجِدِ نَاسًا يُبْطِئُونَ عَنْ هَذِهِ الصَّلَاةِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِبِيُوتِهِمْ تُدَمَّرُ عَلَيْهِمْ " فَبَلَغَ ذَلِكَ أُنَاسًا -[285]- فَخَرَجُوا، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنَى بِذَلِكَ قَوْمًا مَنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ مِنْ بَنِي السَّبَّاقِ، وَكَانُوا فِي الرَّبْعِ الَّذِي صَارَ لِلْخُزَاعِيِّينَ وَكَانُوا حُلَفَاءَهُمْ وَلِآلِ سَمُرَةَ حَقٌّ عِنْدَ شِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي عِنْدَ قَرْنِ مَصْقَلَةَ وَلَهُمْ دَارُ مَرْوَانَ بِالثَّنِيَّةِ، كَانَتْ لِبَنِي سَهْمٍ ابْتَاعَهَا مِنْ آلِ سَمِيرِ بْنِ مَوْهَبَةَ وَلِآلِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ: الدَّارُ الَّتِي دُبُرَ دَارِ أَبِي سُفْيَانَ، وَدُبُرَ دَارِ زِيَادٍ بِنَحْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ لِوَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ ثُمَّ صَارَتْ لِأُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، أَخَذَهَا فِي ضَرْبِ الثَّنِيَّةِ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِعِيسَى بْنِ مُوسَى وَهُنَالِكَ طَرِيقٌ إِلَى جَنْبِ دَارِ الْحَكَمِ، وَإِلَى جَنْبِ دَارِ أَبِي سُفْيَانَ تَسْلُكُ إِلَى بَيْنَ الدَّارَيْنِ، وَإِلَى أَصْحَابِ الْقَوَارِيرِ

2118 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ الْمَشْيَخَةِ، يَذْكُرُونَ أَنَّهُ " كَانَ يَسْمَعُ أَنَّ §النَّاسَ كَانُوا يُسْرِعُونَ الْمَشْيَ إِذَا بَلَغُوا هَذَا الْمَوْضِعَ، وَيَقُولُونَ: إِنَّهُ يُخْسَفُ هُنَالِكَ بِرَجُلٍ وَاللهُ أَعْلَمُ كَيْفَ ذَلِكَ "

2119 - وَحَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، قَالَ: -[286]- قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: إِنَّ أَوْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ أَخَا بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَ: " كَانَ §لَنَا مَسْكَنٌ فِي دَارِ الْحَكَمِ " فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي إِمَارَتِهِ: بِعْنِي مَسْكَنَكَ الَّذِي فِي دَارِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: قُلْتُ: مَا هِيَ بِدَارِ أَبِي الْعَاصِ وَلَكِنَّهَا دَارُنَا، كَانَتْ لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ أَسْلَمْنَا فِيهَا قَالَ: مَا كَانَتْ لَكُمْ إِلَّا عُمْرَى قَالَ: قُلْتُ: إِنَّمَا كَانَتْ هِيَ لَنَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَدَقْتَ، فَبِعْنِيهَا قَالَ: قُلْتُ: أَمَّا بِمَالٍ فَلَا، لَا أَبِيعُكَهَا إِلَّا بِدَارٍ قَالَ: فَانْظُرْ أَيُّ دُورِي شِئْتَ بِمَكَّةَ، قَالَ: دَارُ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي الْأَخْنَسِ قَالَ: تِلْكَ دَارٌ مَنْ دُورِ مَرْوَانَ قَالَ: وَلَكِنْ غَيْرَهَا قَالَ: قُلْتُ دَارُ حِرْمَاسٍ قَالَ: هِيَ لَكَ بِهَا قَالَ: " فَبِعْتُهَا إِيَّاهُ بِدَارِ حِرْمَاسٍ " وَلِآلِ هَبَّارِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ: دَارٌ بِأَجْيَادٍ الصَّغِيرِ فِي ظَهْرِ دَارِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ وَلِلْرَبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى دَارٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ عِنْدَ دَارِ آلِ سَمُرَةَ بْنِ خُبَيْبٍ، عِنْدَ خِيَامِ عُنْقُودٍ وَلِآلِ مُحْرِزِ بْنِ حَارِثَةَ، خَلِيفَةِ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ عَلَى مَكَّةَ فِي سَفَرٍ سَافَرَهُ، وَكَانَ مِنْ وَلَدِهِ الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى الرَّبْعِ أَيَّامَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -[287]- وَلِآلِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ: الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ قُدَامَةَ فِي حَقِّ بَنِي سَهْمٍ ابْتَاعَهَا عَمْرٌو مِنْ آلِ قُدَامَةَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ: الدَّارُ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ الَّتِي كَانَ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْتَاعَهَا ثُمَّ صَارَتْ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ ذَكْوَانَ الْحَرَّانِيِّ وَلِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الدُّورُ السِّتُّ لَيْسَ بَيْنَهُنَّ لِأَحَدٍ فَصْلٌ، وَهِيَ مُتَوَالِيَةٌ، وَهِيَ دَارُ الرَّقْطَاءِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الرَّقْطَاءَ؛ لِأَنَّهَا بُنِيَتْ بِالْآجُرِّ الْأَحْمَرِ وَالْجَصِّ، فَكَانَتْ رَقْطَاءَ وَكَانَتْ قَدْ أُقْطِعَتْ، ثُمَّ قُبِضَتْ فِي الصَّوَافِي وَمِنْهَا الدَّارُ الْبَيْضَاءُ الَّتِي عَلَى الْمَرْوَةِ، بَابُهَا مَنْ نَاحِيَةِ الْمَرْوَةِ، وَوَجْهُهَا شَارِعٌ فِي الطَّرِيقِ الْعُظْمَى بَيْنَ الدَّارَيْنِ، وَكَانَتْ فِيهَا طَرِيقٌ إِلَى جَبَلِ الدَّيْلَمِيِّ حَتَّى كَانَ زَمَنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَسَدَّ تِلْكَ الطَّرِيقَ، فَهِيَ مَسْدُودَةٌ إِلَى الْيَوْمِ وَقَدْ كَانَتْ قُبِضَتْ لِأُمِّ الْمُسْتَعِينِ بِاللهِ تَسَلَّمَهَا لَهَا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ مَعَ دَارِ الْقَوَارِيرِ وَغَيْرِهَا سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ؛ وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الْبَيْضَاءِ؛ لِأَنَّهَا بُنِيَتْ بِالْجَصِّ ثُمَّ طُلِيَتْ بِهِ فَكَانَتْ بَيْضَاءَ كُلَّهَا وَمِنْهَا دَارُ الْمَرَاجِلِ وَهِيَ فِي أَصْلِ جَبَلِ الدَّيْلَمِيِّ، فَأَمَّا دَارُ الْمَرَاجِلِ فَكَانَتْ لِآلِ الْمُؤَمَّلِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ فَابْتَاعَهَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الْمَرَاجِلِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ فِيهَا قُدُورٌ صُفْرٌ كَانَ يُطْبَخُ فِيهَا طَعَامُ الْحَاجِّ وَطَعَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَ ذَلِكَ لِوَرَثَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ -[288]- وَكَانَتْ دَارُ لُبَابَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ الَّتِي عِنْدَ الْقَوَّاسِينَ لِحَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَدَارُ زِيَادٍ كَانَ مَوْضِعُهَا رَحْبَةً بَيْنَ دَارِ أَبِي سُفْيَانَ، وَدَارُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فِي وَجْهِ دَارِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَدَارِ الْحَكَمِ وَكَانَتْ تِلْكَ الرَّحَبَةُ يُقَالُ لَهَا: بَيْنَ الدَّارَيْنِ يَعْنُونَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ وَدَارَ حَنْظَلَةَ، وَبِذَلِكَ سُمِيَّ بَيْنَ الدَّارَيْنِ وَكَانَتِ الْعِيرُ إِذَا قَدِمَتْ مَكَّةَ تَحْمِلُ الْحُبُوبَ وَالْحِنْطَةَ إِنَّمَا كَانَتْ تَحُطُّ بَيْنَ الدَّارَيْنِ، وَتُنَاخُ فِيهَا فَلَمَّا اسْتَلْحَقَ مُعَاوِيَةُ زِيَادًا خَطَبَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أُخْتَهُ فَرَدَّهُ، فَشَكَاهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَأُقْطِعَنَّكَ لَهُ رَبْعًا بِمَكَّةَ، وَلَأُفْسِدَنَّ عَلَيْهِ وَجْهَ دَارِهِ، فَأَقْطَعَهُ هَذِهِ الرَّحَبَةَ فَبَنَاهَا فِي وَجْهِ دَارِ سَعِيدٍ وَوَجْهِ دَارِ الْحَكَمِ، فَتَكَلَّمَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فِي ذَلِكَ فَتَرَكَ لَهُ تِسْعَةَ أَذْرُعٍ وَلَمْ يَتْرُكْ لِسَعِيدٍ إِلَّا نَحْوًا مِنْ أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ لَا يَمُرُّ فِيهَا حِمْلُ الْحَطَبِ وَلَهُ دَارُ أَوْسٍ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا الْجَزَّارُونَ وَالْحَدَّادُونَ وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِسَلْسَبِيلَ أُمِّ زُبَيْدَةَ فِي ظَهْرِ دَارِ الْخُزَاعِيِّينَ كَانَتْ لِنَاسٍ مِنْ خُزَاعَةَ فَابْتَاعَهَا مِنْهُمْ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَبَنَاهَا وَأَوْسٌ الَّتِي نُسِبَتْ إِلَيْهِ الدَّارُ رَجُلٌ خُزَاعِيٌّ وَلِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ بَبَّةَ، عَلَى الرَّدْمِ بِالْمَعْلَاةِ وَبَبَّةُ اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ الَّذِي قَتَلَتْهُ السَّمَائِمُ فِيمَا ذُكِرَ عَنِ الزُّبَيْرِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَكَانَتْ أُمُّهُ تُنَقِّزُهُ وَهِيَ تَقُولُ: [البحر الرجز] -[289]- يَا أَبَّةَ يَا أَبَّةْ ... لَأُنْكِحَنَّ بَبَّةْ جَارِيَةً فِي نَقْبَهْ ... تُسَمَّى أُمَّ عُقْبَهْ تَسُودُ أَهْلَ الْكَعْبَةْ وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِعِيسَى بْنِ مُوسَى وَلِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ سَلْمٍ، صَارَتْ لِسَلْمِ بْنِ زِيَادٍ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَيُقَالُ: إِنَّهَا كَانَتْ مَنْ دَارِ الْحَمَّامِ، وَيُقَالُ: إِنَّ سَلْمًا كَانَ قَيِّمًا عَلَيْهَا وَهِيَ الْيَوْمُ لِوَلَدِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَلِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دَارُ رَابِعَةَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، وَهِيَ تُقَابِلُ دَارَ الْحَمَّامِ، وَهِيَ الَّتِي فِي وَجْهِهَا الْيَوْمَ دُورُ بَنِي غَزْوَانَ، وَهِيَ عِنْدَ سُوقِ الظُّهْرِ فِي أَصْلِ قَرْنِ مَصْقَلَةَ وَلِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دَارُ الشِّعْبِ بِالثَّنِيَّةِ كَانَتْ لِبَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ فَابْتَاعَهَا مُعَاوِيَةُ مِنْهُمْ، وَلِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الدَّارُ الَّتِي فِي زُقَاقِ الْحَدَّادِينَ الَّتِي عِنْدَ مَنْزِلِ ابْنِ أَخِي سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَيُعْرَفُ هَذَا الزُّقَاقُ فِيمَا مَضَى بِيَاسِينَ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: دَارُ مَالِ اللهِ تَعَالَى، كَانَ يَكُونُ فِيهَا الْمَرْضَى وَكَانَتْ مِنْ رِبَاعِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ فَابْتَاعَهَا مِنْهُمْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ سَعْدٍ، وَسَعْدٌ هَذَا يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ الْقَصْرُ، غُلَامُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ بَنَاهَا سَعْدٌ بِالْحِجَارَةِ -[290]- الْمَنْقُوشَةِ فِيهَا التَّمَاثِيلُ مُصَوَّرَةٌ فِي الْحِجَارَةِ، وَكَانَتْ فِيهَا طَرِيقٌ تَمُرُّ فِيهَا الْقِبَابُ وَالْمَحْامِلُ مِنَ السُّوَيْقَةِ، وَكَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ دَارِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ وَدَارِ سَلْسَبِيلٍ طَرِيقٌ فِي زُقَاقٍ ضَيِّقٍ، فَصَارَتْ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْهَيْثَمِ، فَهَدَمَهَا وَسَدَّ الطَّرِيقَ الَّتِي كَانَتْ فِي بَطْنِهَا، وَأَخْرَجَ لِلنَّاسِ طَرِيقًا تَمُرُّ بِهَا الْمَحَامِلُ وَالْقِبَابُ، وَكَانَ الزُّقَاقُ الضَّيِّقُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ دَارِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ، وَهِيَ دَارُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ الَّتِي فِي ظَهْرِ دَارِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ فِي زُقَاقِ الْجَزَّارِينَ، وَيُقَالُ: إِنَّهَا كَانَتْ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْعَبْدَرِيِّ، فَابْتَاعَهَا مِنْهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

2120 - فَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرِّبَاحِيِّ، قَالَ: ثنا عَامِرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ قَالَ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مَنْزِلَهَا، فَقَالَتْ: أَنْتَ الَّذِي عَمَدْتَ إِلَى مَكَّةَ فَبَنَيْتَهَا مَدَائِنَ وَقُصُورًا، وَقَدْ أَبَاحَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُسْلِمِينَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَقَّ بِهَا مِنْ أَحَدٍ، قَالَ: " يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ §مَكَّةَ كَدَاءٌ، وَلَا يَجِدُونَ مَا يُكِنُّهُمْ مِنَ الشَّمْسِ وَالْمَطَرِ، وَأَنَا أُشْهِدُكِ أَنَّهَا صَدَقَةٌ عَلَيْهِمْ " فَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الْمَدَنِيُّ: اشْهَدُوا عَلَى شَهَادَةِ ذَكْوَانَ أَنَّهَا صَدَقَةٌ وَدَارُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الْأَعْرَابِيُّ، وَقَدْ نَزَلَ بِهِ وَأَضَافَهُ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الخفيف] -[291]- كُلَّ يَوْمٍ تَخَالُهُ يَوْمَ أَضْحَى ... عِنْدَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَوْ يَوْمَ فِطْرِ وَلَهُ أَلْفُ صَحْفَةٍ مِنْ رُخَامٍ ... وَاسِعَاتٍ يَمُدُّهَا أَلْفُ قِدْرِ وَلِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دَارُهُ وَكَانَتْ قَبْلَهُ لِنَاسٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ ثُمَّ ابْتَاعَهَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَبَنَاهَا لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ الْوَلِيدُ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْهَا ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى الْحَاجِّ وَالْمُعْتَمِرِينَ وَكَتَبَ صَدَقَتَهَا وَوَضَعَ ذَلِكَ الْكِتَابَ فِي خِزَانَةِ الْكَعْبَةِ عِنْدَ الْحَجَبَةَ وَوَلَّاهُمُ الْقِيَامَ بِأَمْرِهَا وَجَعَلَهَا إِلَيْهِمْ، وَيُقَالُ: إِنَّ الْوَلِيدَ كَانَ وَهَبَهَا لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ وَيُقَالُ: بَلْ كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مِمَّا رَأَى الْوَلِيدُ وَأَنَّهُ أَشْهَدَهُ عَلَى ذَلِكَ فَخَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ تَسْلِيمِهَا إِلَى وَرَثَةِ الْوَلِيدِ وَخَافَهُمْ أَلَّا يُنْفِذُوا رَأْيَهُ فِيهَا فَلَمْ تَزَلْ عَلَى حَالِهَا حَتَّى قُبِضَتْ أَمْوَالُ بَنِي أُمَيَّةَ فَقُبِضَتْ مَعَهَا فَأُقْطِعَهَا يَزِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثُمَّ رَدَّهَا الْمَهْدِيُّ عَلَى وَرَثَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَبَضَهَا الْحَجَبَةَ فَكَانَتْ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى مَا كَانَتْ وَعَمِلُوا فِيهَا تابُوتًا لِكَعْبَةِ الْخَلِقِ وَهُمَا تَابُوتَانِ أَحَدُهُمَا جَدِيدٌ عُمِلَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ وَالْآخَرُ خَلِقٌ عُمِلَ قَدِيمًا فِي دَارِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثُمَّ تَكَلَّمَ فِيهَا وَلَدُ يَزِيدَ بْنِ مَنْصُورٍ فَرُدَّتْ عَلَيْهِمْ ثُمَّ صَارَتْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ قَبَضَهَا لَهُ حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ فَلَمْ تَزَلْ حَتَّى كَانَ زَمَنُ الْمُعْتَصِمِ بِاللهِ فَرَدَّهَا عَلَى وَلَدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَهِيَ بِأَيْدِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ

§ذِكْرُ رِبَاعِ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَلِحُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ ثُمَّ لِآلِ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ الْأَسَدِيِّ الدَّارُ الَّتِي عَلَى رَدْمِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِالْمَعْلَاةِ ثُمَّ صَارَتْ لِأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عِنْدَهَا الرَّوَّاسُونَ الْيَوْمَ فَلَمْ تَزَلْ هَذِهِ الدَّارُ فِي أَيْدِي آلِ جَحْشٍ وَهُمْ بَنُو عَمَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُمُّهُمْ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

2121 - حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، قَالَ " كَانَتْ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ جَحْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللهِ، وَأَبَا أَحْمَدَ الْأَعْمَى، وَاسْمُهُ مُحَمَّدٌ، وَعُبَيْدَ اللهِ الَّذِي تَنَصَّرَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَزَيْنَبَ الَّتِي كَانَتْ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37] ، وَحَمْنَةَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَأُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ -[293]- وَأَبُو أَحْمَدَ الَّذِي كَانَ يَقُولُ، وَكَانَ شَاعِرًا، وَهُوَ يَطُوفُ أَسْفَلَ مَكَّةَ وَأَعْلَاهَا بِغَيْرِ قَائِدٍ: §يَا حَبَّذَا مَكَّةَ مِنْ وَادِي ... أَرْضٌ بِهَا أَهْلِي وَعُوَّادِي أَرْضٌ بِهَا أَمْشِي بِلَا هَادِي وَكَانَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ حِينَ هَاجَرَ آلُ جَحْشٍ، وَكَانَتْ دَارُهُمْ مِنَ الدُّورِ الَّتِي ادُّعِيَتْ فِي الْهِجْرَةِ؛ لِأَنَّهُمْ خَرَجُوا جَمِيعًا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرِينَ، وَتَرَكُوا دَارَهُمْ خَالِيَةً، وَهُمْ حُلَفَاءُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، فَعَمَدَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى الدَّارِ فَبَاعَهَا مِنْ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ أَخِي بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَلَمَّا بَلَغَ آلَ جَحْشٍ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ هَذَا بَاعَهَا، تَرَكُوهُ حَتَّى كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ، أَتَى أَبُو أَحْمَدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ فِيهَا، وَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ بَاعَ دَارَنَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا سَمِعْتُ بَعْضَ فُقَهَاءِ مَكَّةَ: إِنْ صَبَرْتَ كَانَ خَيْرًا لَكَ، وَكَانَتْ لَكَ بِهَا دَارٌ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ حِينَئِذٍ " فَإِنِّي أَصْبِرُ " فَتَرَكَهَا أَبُو أَحْمَدَ، ثُمَّ اشْتَرَاهَا بَعْدَ ذَلِكَ يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ، حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فِيمَا ذَكَرُوا وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ جَحْشٍ لِأَبِي سُفْيَانَ فِي ذَلِكَ، وَهُوَ يُعَيِّرُ أَبَا سُفْيَانَ بِبَيْعِ دَارِهِ، وَكَانَتْ تَحْتَهُ الْفَارِعَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ: [البحر الكامل] أَبْلِغْ أَبَا سُفْيَانَ أَمْرًا ... فِي عَوَاقِبِهِ النَّدَامَهْ دَارُ ابْنِ أُخْتِكَ بِعْتَهَا ... تَقْضِي بِهَا عَنْكَ الْغَرَامَهْ -[294]- فَاذْهَبْ بِهَا اذْهَبْ بِهَا ... طُوِّقْتَهَا طَوْقَ الْحَمَامَهْ فَلَأَتْرُكَنَّكَ سُبَّةً ... بَيْنَ الْأَبَاطِحِ مِنْ تِهَامَهْ اذْهَبْ إِلَيْكَ بِخِزْيِهَا ... وَشَنَارِهَا حَتَّى الْقِيَامَهْ عَقْدِي وَعَقْدُكَ وَاحِدٌ ... أَلَّا عُقُوقَ وَلَا أَثَامَهْ وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ أَيْضًا وَهُوَ يَذْكُرُ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُمَيَّةَ مِنَ الْحِلْفِ: أَبَنِي أُمَيَّةَ كَيْفَ أُظْلَمُ فِيكُمُ ... وَأَنَا ابْنُكُمْ وَحَلِيفُكُمْ فِي الْعُسْرِ لَا تَنْقُضُوا حِلْفِي وَقَدْ حَالَفْتُكُمْ ... عِنْدَ الْجِمَارِ عَشِيَّةَ النَّفْرِ وَعَقَدْتُ حَبْلَكُمُ بِحَبْلِيَ جَاهِدًا ... وَأَخَذْتُ مِنْكُمْ أَوْثَقَ النَّذْرِ وَلَقَدْ أَتَانِي غَيْرُكُمْ فَأَبَيْتُهُمْ ... وَذَخَرْتُكُمْ لِنَوَائِبِ الدَّهْرِ فَوَصَلْتُمُ رَحِمِي بِحَقْنِ دَمِي ... وَمَنَعْتُمُ عَظْمِي مِنَ الْكَسْرِ لَكُمُ الْوَفَاءُ وَأَنْتُمُ أَهْلٌ لَهُ ... إِذْ فِي بُيُوتِ سِوَاكُمُ الْغَدْرِ مُنِعَ الرُّقَادُ فَمَا أُغَمِّضُ سَاعَةً ... هَمٌّ يَضِيقُ بِذِكْرِهِ صَدْرِي

2122 - فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٌ الرَّبَعِيُّ أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَيْنَمَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يَسِيرُ عِنْدَ دُورِ ابْنِ جَحْشٍ، وَهُوَ -[295]- عِنْدَ الْمَرْوَةِ، هَكَذَا قَالَ أَبُو سَعِيدٍ، أَنْشَدَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ قَوْلَ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ: [البحر الكامل] §وَلَقَدْ أَتَانِي غَيْرُكُمْ فَأَبَيْتُهُمْ ... وَذَخَرْتُكُمْ لِنَوَائِبِ الدَّهْرِ فَأَقْبَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَيَّ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ " مَنْ دَعَاهُ؟ " قَالَ: بَنُو أَسَدِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: " مَا أَحْسَنَ الصِّدْقَ "

2123 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَحْشٍ وَكَانَتْ عِنْدَهُ الْفَارِعَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، فَغُلِّقَتْ دَارُ بَنِي جَحْشٍ فَمَرَّ بِهَا عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَهِيَ دَارُ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْيَوْمَ، الَّتِي بِالرَّدْمِ، وَهُمْ مُصْعِدُونَ إِلَى أَعْلَى مَكَّةَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ تَخْفِقُ أَبْوَابُهَا لَيْسَ فِيهَا سَاكِنٌ، فَلَمَّا رَآهَا كَذَلِكَ تَنَفَّسَ الصَّعْدَاءَ، ثُمَّ قَالَ: [البحر البسيط] §وَكُلُّ دَارٍ وَلَوْ طَالَتْ سَلَامَتُهَا ... يَوْمًا سَتُدْرِكُهَا النَّكْبَاءُ وَالْحُوبُ أَضْحَتْ دَارُ بَنِي جَحْشٍ خَلَاءً مِنْ أَهْلِهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: مَا تَبْكِي عَلَيْهِ مِنْ تَلٍّ مُرَتَّلِ ثُمَّ قَالَ: ذَلِكَ عَمَلُ ابْنِ أَخِي هَذَا، فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا وَشَتَّتَ أَمْرَنَا، وَقَطَعَ بَيْنَنَا " قَالَ: وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ، وَهُوَ يَذْكُرُ هِجْرَةَ قَوْمِهِ مِنْ بَنِي أَسَدٍ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، وِإِيفَاءَهُمْ فِي ذَلِكَ حِينَ دُعُوا إِلَى الْهِجْرَةِ: [البحر الطويل] -[296]- لَوْ حَلَفَتْ بَيْنَ الصَّفَا أُمُّ أَحْمَدٍ ... وَمَرْوَتِهَا بِاللهِ بَرَّتْ يَمِينُهَا لَنَحْنُ الْأُلَى كُنَّا بِهَا ثُمَّ لَمْ نَزَلْ ... بِمَكَّةَ حَتَّى عَادَ غَثًّا سَمِينُهَا بِهَا خَيَّمَتْ غَنْمُ بْنُ دُودَانَ وَابْتَنَتْ ... وَمِنْهَا غَدَتْ حَقًّا وَخَفَّ قَطِينُهَا إِلَى اللهِ تَغْدُو بَيْنَ مَثْنَى وَوَاحِدٍ ... وَدِينُ رَسُولِ اللهِ بِالْحَقِّ دِينُهَا ثُمَّ صَارَتْ هَذِهِ الدَّارُ بَعْدَ ذَلِكَ لِعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ وَلِآلِ جَحْشٍ أَيْضًا الدَّارُ الَّتِي بِالثَّنِيَّةِ فِي حَقِّ آلِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ وَيُقَالُ لَهَا دَارُ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الْكِنْدِيِّ، ابْتَاعَهَا مِنْ آلِ جَحْشٍ، وَهِيَ دَارُ الطَّاقَةِ وَلِأَبِي الْأَعْوَرِ السُّلَمِيِّ، وَاسْمُهُ: عَمْرُو بْنُ سُفْيَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَايِفِ بْنِ الْأَوْقَصِ، الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ حَمْزَةَ كَانَتْ لِمُعَاوِيَةَ فَلَمَّا اصْطَفَاهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَهَبَهَا لِابْنِهِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَكَانَتْ لِحَمْزَةَ، ثُمَّ صَارَتْ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ، وَهِيَ تَتَّصِلُ بِحَقِّ الْخُزَاعِيِّينَ وَهِيَ شَارِعَةٌ فِي السُّوَيْقَةِ، وَهِيَ تُعْرَفُ بِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَهِيَ الْيَوْمَ فِي الصَّوَافِي وَدَارُ يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ الَّتِي كَانَتْ عَلَى قَفَا الْمَسْجِدِ، يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ الْوَجْهَيْنِ، كَانَ لَهَا بَابَانِ، وَكَانَ يَكُونُ فِيهَا الْعَطَّارُونَ، وَكَانَتْ مِمَّا يَلِي الْبَابَ -[297]- الَّذِي يُقَالُ لَهُ: بَابُ بَنِي شَيْبَةَ، دَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

2124 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ طَارِقِ بْنِ عَلْقَمَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ أُمِّهِ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا جَاءَ مَكَانًا مِنْ دَارِ يَعْلَى - نَسِيَهُ عُبَيْدُ اللهِ - اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ فَدَعَا " وَكُنْتُ أَنَا أَنْصَرِفُ وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ، حَتَّى إِذَا جِئْنَا ذَلِكَ الْمَكَانَ، اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ وَدَعَا وَقَالَ: بَلَغَنِي فِي هَذَا الْمَقَامِ نَبِيٌّ وَكَانَتْ قَبْلَ يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ، فِيمَا زَعَمُوا، لِغَزْوَانَ بْنِ جَابِرٍ، دَفَعَهَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ لَمَّا هَاجَرَ، إِلَى أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ هَمَّامٍ وَالِدِ يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ، فَأَمْسَكَ عُتْبَةُ عَنِ الْكَلَامِ فِيهَا لَمَّا رَأَى مِنْ سُكَاتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ دُورِهِ وَرِبَاعِهِ، وَأَمْرِ كُلِّ مَنْ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَنْ يُمْسِكُوا عَمَّا تَرَكُوهُ حَتَّى فَارَقُوهُ وَدَارُ آلِ الْأَزْرَقِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ الْغَسَّانِيِّ حَلِيفِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، دَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ فِيمَا يُقَالُ -[298]- وَدَارٌ كَانَتْ لِيَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ، ابْتَاعَهَا مِنْ آلِ صَيْفِيٍّ، فَأَخْرَجَهُ الذَّرُّ مِنْهَا وَهِيَ الَّتِي صَارَتْ لِزُبَيْدَةَ

2125 - حَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: " حُدِّثْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا جَاءَ بَابًا فِي دَارِ يَعْلَى عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ اسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ فَدَعَا، وَخَرَجَ إِلَيْهِ بَنَاتُ غَزْوَانَ، وَكُنَّ مُسْلِمَاتٍ، فَدَعَيْنَ مَعَهُ " وَدَارُ الْحَضْرَمِيِّ، وَاسْمُ الْحَضْرَمِيِّ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمَّارٍ، حَلِيفُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، عِنْدَ الْمَرْوَةِ يُقَالُ لَهَا: دَارُ طَلْحَةَ بْنِ دَاوُدَ، وَهُوَ دَاوُدُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ، وَهَذِهِ الدَّارُ بَيْنَ دَارِ الْأَزْرَقِ بْنِ عَمْرٍو، وَبَيْنَ دَارِ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ السُّلَمِيِّ، وَقَدْ رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ دَاوُدَ

2126 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ دَاوُدَ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §نِعْمَ الْمُرْضِعُونَ أَهْلُ نُعْمَانَ " -[299]- وَلَهُمْ دَارٌ إِلَى جَنْبِ هَذِهِ الدَّارِ يُقَالُ لَهَا: دَارُ حَفْصَةَ، وَيُقَالُ لَهَا: دَارُ الزَّوْرَاءِ أَيْضًا وَمِنْ رِبَاعِهِمْ أَيْضًا: الدَّارُ الَّتِي عِنْدَ الْمَرْوَةِ فِي صَفِّ دَارِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَجْهُهَا شَارِعٌ عَلَى الْمَرْوَةِ، الْحَجَّامُونَ فِي دُبُرِهَا، وَهِيَ الْيَوْمَ فِي الصَّوَافِي، اشْتَرَاهَا بَعْضُ السَّلَاطِينِ، وَهِيَ الْيَوْمَ فِي يَدِ ابْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، قَطِيعَةً مِنَ السُّلْطَانِ، فَبَنَاهَا بِالْحَجَرِ الْمَنْقُوشِ وَالْآجُرِّ وَجَعَلَ لَهَا عَلَالِيَ وَأَوْسَاطًا وَالدَّارُ الَّتِي عِنْدَ رَدْمِ آلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، عِنْدَهَا الْحَمَّارُونَ بِلَصْقِ دَارِ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ، وَهِيَ بُيُوتٌ صِغَارٌ كَانَتْ لِقَوْمٍ يُقَالُ لَهُمُ: الْبَرَاهِمَةُ، وَمَسْكَنُهُمُ الْيَوْمَ السَّرَاةُ، وَهُمْ حُلَفَاءٌ لِآلِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، فَاشْتَرَاهَا مِنْهُمْ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ، فَكَانَتْ تُعْرَفُ بِهِ، ثُمَّ اصْطُفِيَتْ

§ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَلِبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ يَقُولُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزِّبَعْرَى، وَهُوَ يَذْكُرُ مَوْضِعَهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ، وَيَصِفُ إِقْدَامَهُمْ وَرِحْلَتَهُمْ، فَقَالَ: [البحر الوافر] وَنَوْفَلُ وَالْمَحَارِمُ قَدْ تَوَلَّوْا ... لِمَجْدٍ لَا أَجَدُّ وَلَا سَنِيدُ -[300]- فَلَهُمْ دَارُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، عِنْدَ مَوْضِعِ دَارِ الْقَوَارِيرِ الْمُلَاصِقَةِ بِالْمَسْجِدِ كَانَتْ فِي أَصْلِهِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَدَخَلَتْ فِيهِ حِينَ وَسَّعَ الْمَهْدِيُّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَكَانَ مَوْضِعُهَا رَحْبَةً بَيْنَ يَدَيِ الْمَسْجِدِ، فَأُقْطِعَتْ تِلْكَ الرَّحَبَةُ جَعْفَرَ بْنَ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ، فَبَنَاهَا لَهُ حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ بِالرُّخَامِ وَالْفُسَيْفِسَاءُ مِنْ خَارِجِهَا، وَبَنَى بَاطِنَهَا بِالْقَوَارِيرِ الْأَصْفَرِ وَالْأَخْضَرِ

2127 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَعْنِيُّ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ الرَّهِينِ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ بَعْضِ نِسَائِهَا أَنَّهَا قَالَتْ: أَشْرَفْتُ مِنْ حَقٍّ لِآلِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ فِي نِسْوَةٍ، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ §كُتِبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيُ فَاسْعَوْا " وَكَانَتْ عِنْدَهَا بِئْرٌ جَاهِلِيَّةٌ يُسْقَى مِنْهَا الْحَاجُّ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فِيمَا يُقَالُ، فَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِي ذَلِكَ: يَتَمَدَّحُ عَدِيَّ بْنَ نَوْفَلٍ، وَيُقَالُ قَائِلُ ذَلِكَ: مَطْرُودُ بْنُ كَعْبٍ الْخُزَاعِيُّ: [البحر الطويل] -[301]- فَمَا النِّيلُ يَأْتِي بِالسَّفِينِ يَكُبُّهُ ... بَأَجْوَدَ سَيْبًا مِنْ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ وَأَنْبَطَتَّ بَيْنَ الْمَشْعَرَيْنِ ... سِقَايَةً لِحُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ أَفْضَلَ مَنْهَلِ

2128 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقِدَاحُ مَوْلَى بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ يُقَالُ لَهُ: سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: " §أَدْرَكْتُ سِقَايَةَ عَدِيٍّ هَذِهِ يُسْقَى عَلَيْهَا اللَّبَنُ وَالْعَسَلُ وَكَانَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ تَزَوَّجَ بِنْتَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا فَسَمَّاهُ عَلِيًّا، وَكَانَ إِذَا رَآهُ قَالَ: هَذَا ابْنُ السَّقَّائِينَ وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مَنَعَهُ أَنْ يَحْفِرَ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ بَعْدُ فَقَالَ عَدِيٌّ: [البحر الطويل] مَتَى يَدْعُ مَوْلَايَ مَوَالِيكَ ... يَكْفِنِي مَتَى أَدْعُ مَوْلَى نَوْفَلٍ غَيْرَ وَاحِدٍ مَتَى أَدْعُ عَوَّامًا وَيَأْتِ ابْنُ أُمِّهِ ... حِزَامٌ، فَمَوْلَى نَوْفَلٍ غَيْرُ مُفْرَدِ تَرَى أَسَدًا حَوْلِي تَجِدُّ رِمَاحُهَا ... وَيَأْتُوكَ أَفْوَاجًا عَلَى غَيْرِ مَوْعِدِ بَنِي أُمِّنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ كَرِيهَةٍ ... وَمِنْ نَسْلِ شَيْخٍ مَجْدُهُ غَيْرُ مُقْعَدِ " قَالَ: وَكَانَتْ لَهُمْ أَيْضًا دَارٌ دَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ يُقَالُ لَهَا: دَارُ بِنْتِ قَرَظَةَ

2129 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، قَالَ: " فَيَنْزِلُ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مِنَ -[302]- الصَّفَا حَتَّى §إِذَا جَاءَ بَابَ بَنِي عَبَّادٍ سَعَى حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الزُّقَاقِ الَّذِي يَسْلُكُ بَيْنَ دَارِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَدَارِ بِنْتِ قَرَظَةَ " وَكَانَتْ لَهُمُ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِلْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ، الَّتِي بَيْنَ دَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَدَارِ ابْنِ عَلْقَمَةَ، وَفِي دَارِ ابْنِ عَلْقَمَةَ حَقٌّ لِآلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، كَانَ خَاصَمَ فِيهَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ أَسَدُ الْحِجَازِ، فَدَارُ ابْنِ عَلْقَمَةَ فِي أَيْدِي وَلَدِهِ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا يَحُوزُونَهَا، وَلَهَا بَابٌ وَمِصْرَاعَانِ

2130 - حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ بَكَّارَ بْنَ رَبَاحٍ، مَوْلَى الْأَخْنَسِ قَالَ: " كُنْتُ جَالِسًا عَلَى بَابِ دَارِ ابْنِ عَلْقَمَةَ فِي الْمَسْعَى، وَمَعَنَا الْمَشَايِخُ، مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ أَبُو كِنَانَةَ، وَجَمَاعَةٌ، فَمَرَّ بِنَا ابْنُ جُرَيْجٍ رَائِحًا إِلَى الْجُمُعَةِ مِنْ دَارِهِ الْبَيْضَاءِ مِنَ الْمَرْوَةِ، فَقَالَ أَهْلُ الْمَجْلِسِ: هَذَا عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ رَاحَ إِلَى الْجُمُعَةِ، §انْظُرُوا إِلَى مَنْ رَدَّنَا الدَّهْرُ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ " وَلِبَنِي نَوْفَلٍ دَارُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، كَانَتْ عِنْدَ الْعَلَمِ الَّذِي عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يَسْعَى مِنْهُ مَنْ أَقْبَلَ مِنَ الْمَرْوَةِ إِلَى الصَّفَا، وَكَانَتْ دَاخِلَةً فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ الْعَلَمُ قُدَّامَهَا، فَبِيعَتْ، وَكَانَتْ صَدَقَةً، فَاشْتَرَى لَهُمْ بِثَمَنِهَا دُورًا فَهِيَ فِي أَيْدِي آلِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ إِلَى الْيَوْمِ وَلَهُمْ دَارُ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ، دَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَتْ صَدَقَةً فَاشْتَرَى لَهُمْ بِثَمَنِهَا دُورًا هِيَ فِي أَيْدِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ -[303]- وَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ الدَّارُ طَرِيقَ النَّاسِ إِلَى الْمَسْعَى فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ

ذكر مبتدأ رباع مكة كيف كانت، وأول من أقطعها، وبيان ذلك في الجاهلية والإسلام وكان مبتدأ قطائع الرباع بمكة أن قصي بن كلاب لما فرغ من حرب خزاعة ورأسته قريش واستقام له العز بمكة وجمع قريشا إليه وكان يقال له: المجمع فيما يذكرون لما جمع من أمرهم بعد تشتته

2131 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: " رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَسْعَى مِنْ دَارِ عَبَّادٍ إِلَى زُقَاقِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ "

2132 - وَحَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، مَوْلَى ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَا الْحَسَنَ بْنَ عِيسَى، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ، قَالَ: أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أنا مَعْرُوفُ بْنُ مُشْكَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي نِسْوَتِي، مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ اللَّائِي أَدْرَكْنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَ: دَخَلْنَا دَارَ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، فَاطَّلَعْنَا مِنْ بَابٍ مُقَطَّعٍ، فَرَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْعَى فِي الْمَسْعَى، حَتَّى إِذَا بَلَغَ زُقَاقَ بَنِي قَرَظَةَ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ §اسْعُوا فَإِنَّ السَّعْيَ قَدْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ "

2132 - §ذِكْرُ رِبَاعِ حُلَفَاءِ بَنِي نَوْفَلٍ وَلِحُلَفَاءِ بَنِي نَوْفَلٍ، وَهُمْ آلُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ سُلَيْمٍ، دَارٌ كَانَتْ وَسْطَ دُورِهِمْ، يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ الْوَجْهَيْنِ، فَدَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ -[304]- وَدَارٌ لِآلِ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ، كَانَتْ قِبَلَهُمْ لِآلِ نُعْمِ بْنِ حَبِيبٍ الْجُمَحِيِّ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: بَابَانِ عَلَى فُوَّهَةِ سِكَّةِ قُعَيْقِعَانَ، ثُمَّ صَارَتْ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ اشْتَرَاهَا مِنْ آلِ حُجَيْرٍ بِسِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، ثُمَّ هِيَ الْيَوْمَ فِي الصَّوَافِي

§ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ فَرِبَاعُهُمْ دُبُرَ قَرْنِ الْقَرَظِ، بَيْنَ رَبْعِ آلِ مُرَّةَ بْنِ عَمْرٍو الْجُمَحِيَّيْنِ، وَبَيْنَ الطَّرِيقِ الَّذِي لِآلِ وَابِصَةَ مِمَّا يَلِي الْخَلِيجَ وَلَهُمْ دُورٌ عِنْدَ رَدْمِ بَنِي قُرَادٍ الَّذِي عَلَيْهِ رَدْمُ بَنِي جُمَحٍ، وَكَانَ الَّذِي عَمِلَ ذَلِكَ الرَّدْمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مَعَ مَا عَمِلَ مِنَ الضَّفَائِرِ وَالرُّدُومِ بِمَكَّةَ، فَنُسِبَ الرَّدْمُ إِلَيْهِمْ بِذَلِكَ

2133 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ الْأَنْمَارِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: " الرَّدْمُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ رَدْمُ بَنِي جُمَحٍ بِمَكَّةَ لِبَنِي قُرَادٍ الْفِهْرِيِّينَ، هُوَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ بَعْضُ شُعَرَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ: [البحر الوافر] §-[305]- سَأَحْبِسُ عَبْرَةً وَأُفِيضُ أُخْرَى ... إِذَا جَاوَزْتُ رَدْمَ بَنِي قُرَادِ "

وهذه تسمية رباع قريش ذكر رباع بني عبد المطلب بن هاشم

2134 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: " كَانَتْ §حَرْبٌ بَيْنَ بَنِي جُمَحِ بْنِ عَمْرٍو، وَبَيْنَ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، فَالْتَقَوْا بِالرَّدْمِ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَقَتَلَتْ بَنُو مُحَارِبٍ بَنِي جُمَحٍ أَشَدَّ الْقَتْلِ، ثُمَّ انْصَرَفَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ عَنِ الْآخَرِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ رَدْمَ بَنِي جُمَحٍ لِمَا رُدِمَ فِيهِمْ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهِ " وَذُكِرَ لِذَلِكَ سَبَبًا وِلِلضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الْفِهْرِيِّ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِ بَنِي سَهْمٍ ابْتَاعَهُ مِنْهُمْ بَيْنَ حَقِّ آلِ عَفِيفٍ السَّهْمِيِّينَ وَآلِ الْمُرْتَفِعِ الْعَبْدَرِيِّينَ

2134 - §ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَلِبَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُ فِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزِّبَعْرَى السَّهْمِيُّ: [البحر الوافر] أَلَا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي رَسُولًا ... بَنِي أَسَدِ الْمَكَارِمَ وَالْخِيَارَا أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ الْمَطَايَا ... وَمَنْ وَافَى الْمُحَصَّبَ وَالْجِمَارَا وَلَهُمْ يَقُولُ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ أَيْضًا يَفْخَرُ بِقَوْمِهِ: [البحر الوافر] -[306]- إِذَا افْتَخَرَ الْأَكَارِمُ مِنْ قُرَيْشٍ ... فَخَرْتُ بِمَعْشَرٍ صُدُقٍ كِرَامِ بَنُو أَسَدٍ هُمُ لِلنَّاسِ فَرْعٌ ... إِذَا بَرَمَتْ بَوَارِمُ كُلِّ عَامِ وَلَهُمْ دَارُ حُمَيْدِ بْنِ زُهَيْرٍ الْمُلَاصِقَةُ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فِي ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، تَفِيءُ عَلَيْهَا بِالْبُكَرِ، وَتَفِيءُ عَلَيْهَا بِالْعَشِيِّ فَدَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ

2135 - حَدَّثَنِي بِذَلِكَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، إِنْ شَاءَ اللهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيِّ، قَالَ: " تَصَدَّقَ حُمَيْدُ بْنُ زُهَيْرٍ بِدَارِهِ هَذِهِ فَكَتَبَ فِي كِتَابِهِ: §تَصَدَّقْتُ بِدَارِيَ الَّتِي تَفِيءُ عَلَى الْكَعْبَةِ، وَتَفِيءُ الْكَعْبَةُ عَلَيْهَا "

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: " رُبَّمَا كُنْتُ فِي الطَّوَافِ، §فَيَنْقَطِعُ شِسْعُ نَعْلِي فِي الطَّوَافِ، فَأَصِيحُ بِبَعْضِ أَهْلِي مِنَ الطَّوَافِ فَيَأْتِينِي بِشِسْعٍ " 2136 - وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، أَنَّهُمْ قَرَءُوا فِي صَدَقَةِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ زُهَيْرٍ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ

2137 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ -[307]- الْحَارِثِ الزَّمْعِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، قَالَ: " كَانَتْ §دَارُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُوَاجِهَةً لِلْكَعْبَةِ مِنْ شِقِّهَا الْغَرْبِيِّ، بَيْنَهَا وَبَيْنَهَا تِسْعَةُ أَذْرُعٍ فَأَوْهَبَتْ بِهَا دَارُ أُمِّ جَعْفَرِ بِنْتِ أَبِي الْفَضْلِ عَامَّةَ دَارِهَا، دَارِ أَسَدٍ، اشْتَرَتْهَا أُمُّ جَعْفَرٍ مِنَ الْأَسْوَدِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، وَكَانَتِ الْكَعْبَةُ تَفِيءُ عَلَى دَارِ أَسَدٍ بِالْغَدَوَاتِ، وَتَفِيءُ عَلَى الْكَعْبَةِ بِالْعَشِيِّ " وَكَانَ يُقَالُ لَهَا: رَضِيعَةُ الْكَعْبَةِ، وَكَانَتْ فِيهَا دَوْحَةٌ رُبَّمَا تَعَلَّقَ بَعْضُ أَفْنَانِهَا بِثَوْبِ مَنْ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَطَعَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَفَدَاهَا بِبَقَرَةٍ

وَنَظَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمًا إِلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَدِ انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَنَفَحَ بِنَعْلِهِ فَوَقَعَتْ فِي مَنْزِلِهِ مِنْ دَارِ أَسَدٍ هَذِهِ، فَقَالَ: " إِنَّ §دَارَكُمْ هَذِهِ قَدْ ضَيَّقَتِ الْكَعْبَةَ وَلَا بُدُّ لِي مِنْ هَدْمِهَا وَإِدْخَالِهَا فِي الْمَسْجِدِ " فَفَعَلَ وَأَعْطَاهُ فِيهَا مَالًا، فَأَبَى أَخْذَهُ، حَتَّى طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقِيلَ لَهُ: لِمَنْ تَتْرُكُهُ؟ فَأَخَذَهُ

2138 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ: " إِنَّ §الرَّجُلَ مِنْ بَنِي أَسَدٍ كَانَ يَجْلِسُ مَعَ قُرَيْشٍ فِي الْحِجْرِ، فَتَبْدُو لَهُ الْحَاجَةُ فَيَصِيحُ بِجَارِيَتِهِ، فَتُشْرِفُ عَلَيْهِ مِنْ مَنْزِلِهِ، فَيَأْمُرُهَا بِحَاجَتِهِ " وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي ذَلِكَ: [البحر البسيط] لِهَاشِمٍ وَزُهَيْرٍ فَرْعُ مَكْرُمَةٍ ... بِحَيْثُ لَاحَتْ نُجُومُ الْفَرْعِ وَالْأَسَدِ مُجَاوِرُ الْبَيْتِ وَالْأَرْكَانِ بَيْتُهُمَا ... مَا دُونَهُ فِي جِوَارِ الْبَيْتِ مِنْ أَحَدِ يُرِيدُ هَاشِمًا وَزُهَيْرًا ابْنَيِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدٍ -[308]- وَلَهُمْ أَيْضًا دَارُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ بْنِ هَاشِمٍ، وَهِيَ الَّتِي صَارَتْ لِزُبَيْدَةَ، فَتَشْرَعُ عَلَى الْخَيَّاطِينَ، وَلَهُمُ السِّكَّةُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْحِزَامِيَّةُ، بِهَا دَارُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَدَارُ الزُّبَيْرِ، وَفِي دَارِ حَكِيمٍ الْبَيْتُ الَّذِي تَزَوَّجَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَهِيَ سَقِيفَةٌ هُنَالِكَ لَهَا جِدَارٌ مِمَّا يَلِي دَارَ الزُّبَيْرِ، وَفِي الْجِدَارِ بَابٌ إِلَى بَابِ دَارِ الزُّبَيْرِ، وَلَهُمْ بَيْتُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا الَّذِي دُبُرَ آلِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الثَّقَفِيِّينَ، الَّذِي اتُّخِذَ مَسْجِدًا أَيْضًا فِيهِ وَلِعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الدُّورُ الثَّلَاثُ الَّتِي بِقُعَيْقِعَانَ الْمُصْطَفَّةُ، يُقَالُ لَهَا: دُورُ الزُّبَيْرِ وَفِي الدَّارِ الدُّنْيَا الَّتِي هِيَ أَقْرَبُ الدُّورِ إِلَى الْمَسْجِدِ، كَانَ يَسْكُنُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَلَمْ تَكُنْ هَذِهِ الدُّورُ لِلزُّبَيْرِ مِلْكًا، وَلَكِنَّ عَبْدَ اللهِ اشْتَرَاهَا مِنْ آلِ عَفِيفِ بْنِ نُبَيْهٍ السَّهْمِيِّينَ مِنْ وَلَدِ مُنْيَةَ، فِيمَا يُقَالُ، وَاللهُ أَعْلَمُ وَفِيهَا دَارٌ يُقَالُ: لَهَا دَارُ الزِّنْجِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الزِّنْجِ؛ لِأَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ لَهُ فِيهَا زِنْجٌ، وَفِي الدَّارِ الْعُظْمَى بِئْرٌ حَفَرَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَفِيهَا طَرِيقٌ إِلَى الْجَبَلِ الْأَحْمَرِ إِلَى جَنْبِ الْمَنْزِلِ الَّذِي كَانَ لَحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ، يَخْرُجُ إِلَى قَرَارَةِ الْمِدْحَاةِ، مَوْضِعٍ كَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَتَدَاحُونَ فِيهِ بِالْمَدَاحِي وَالْمَرَاصِعِ وَكَانَتْ لَهُمْ دَارُ الْبُخْتِ، وَكَانَتْ بَيْنَ دَارِ النَّدْوَةِ وَدَارِ الْعَجَلَةِ، وَكَانَتْ -[309]- إِلَى جَنْبِهَا دَارٌ كَانَ فِيهَا بَيْتُ مَالِ مَكَّةَ، كَانَتَا مِنْ دُورِ بَنِي سَهْمٍ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ حِينَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ دَخَلَتْ فِي الدَّارِ الَّتِي كَانَ فِيهَا بَيْتُ الْمَالِ، وَصَارَتْ لِلرَّبِيعِ الْحَاجِبِ، فَأُدْخِلَتْ فِي دَارِ الْعَجَلَةِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الْبَخَاتِيِّ؛ لِأَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا جَعَلَ فِيهَا بَخَاتِيَّ أَتَى بِهَا مِنَ الْعِرَاقِ وَكَانَتْ لَهُمْ دَارُ الْعَجَلَةِ، ابْتَاعَهَا مِنْ آلِ سَمِيرِ بْنِ مَوْهَبٍ السَّهْمِيِّينَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الْعَجَلَةِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَجَّلَ بِبِنَائِهَا فِيمَا زَعَمُوا، وَبَادَرَ بِهَا، فَكَانَتْ تُبْنَى بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا سَرِيعًا، وَيُقَالُ: بَلِ اتَّخَذَ فِيهَا عَجَلًا كَانَتْ تُحْمَلُ عَلَيْهَا الْحِجَارَةُ، وَتَجُرُّهَا الْبَقَرُ وَالْبُخْتُ وَلَهُمْ دَارُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا اللَّتَانِ عِنْدَ دَارَ الْعَجَلَةِ ابْتَاعَهُمَا مِنْ وَلَدِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ، وَكَانَتْ لِلْخَطَّابِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَهُمْ دَارُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ عِنْدَ دَارِ نُعَيْمٍ الْعَدَنِيِّ

§ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَلِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ يَقُولُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزِّبَعْرَى السَّهْمِيُّ: [البحر الوافر] أَلَا أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَنِي قُصَيٍّ ... سِهَامَ الْمَجْدِ وَالْحَسَبِ اللِّهَامِ وَغَيْثَ الْمُجْتَدِينَ إِذَا شَتَوْنَا ... وَحِرْزَ الْعَائِذِينَ مِنَ الظَّلَامِ وَأَوْلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ جَمِيعًا ... بِبَيْتِ اللهِ وَالْبَلَدِ الْحَرَامِ وَبِالْمَجْدِ الْمُقَدَّمِ غَيْرَ بُخْلٍ ... وَبِالْحَجَرِ الْمُشَرَّفِ وَالْمَقَامِ هُمُ الْفَرْعُ الْمُهَذَّبُ مِنْ لُؤَيٍّ ... وَأَهْلُ الطِّيبِ وَالنَّسَبِ الْقِدَامِ فَلَهُمْ دَارُ النَّدْوَةِ، بَنَاهَا قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ، وَكَانَ لَا يَكُونُ لِقُرَيْشٍ شَيْءٌ يُحْدِثُونَهُ إِلَّا تَنَاظَرُوا فِيهَا لِأَمْرِهِمْ، وَلَا يَعْقِدُونَ لِوَاءَ الْحَرْبِ، وَلَا يَبْرَمُونَ أَمْرًا إِلَّا فِيهَا، يَعْقِدُ لَهُمْ ذَلِكَ بَعْضُ وَلَدِ قُصَيٍّ وَكَانُوا إِذَا بَلَغَتِ الْجَارِيَةُ أُدْخِلَتْ دَارَ النَّدْوَةِ، فَجَابَ عَلَيْهَا فِيهَا دِرْعَهَا عَامِرُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، ثُمَّ انْصَرَفَتْ إِلَى أَهْلِهَا فَحَجَبُوهَا، وَكَانَتْ بِيَدِهِ مِنْ بَيْنِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَإِنَّمَا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي دَارِ قُصَيٍّ تَيَمُّنًا عِنْدَهُمْ بِأَمْرِهِ؛ لِأَنَّهُ جَمَعَهُمْ بِمَكَّةَ وَخَطَّ لَهُمْ فِيهَا الرِّبَاعَ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ -[311]- وَكَانَتْ دَارُ النَّدْوَةِ تُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَحِيضًا، وَإِنَّمَا كَانَتْ مَحِيضًا؛ لِأَنَّ الْجَارِيَةَ كَانَتْ إِذَا بَلَغَتْ فَعَلَ أَهْلُهَا مَا وَصَفْنَا وَأَوَّلُ مَنْ خَرَّبَهَا مِنَ الْخُلَفَاءِ الْمَأْمُونُ، فَهِيَ خَرَابٌ إِلَى الْيَوْمِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ دَارَ النَّدْوَةِ مِنْ غَيْرِ بَنِي قُصَيٍّ إِلَّا ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَيَدْخُلُهَا بَنُو قُصَيٍّ كُلُّهُمْ وَحُلَفَاؤُهُمْ كَبِيرُهُمْ وَصَغِيرُهُمْ، فَلَمْ تَزَلْ بِأَيْدِي بَنِي عَامِرِ بْنِ هَاشِمٍ، حَتَّى بَاعَهَا ابْنُ الرَّهِينِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ مِنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَلَهَا بَابٌ يَشْرَعُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَهِيَ الْيَوْمَ لِأَبِي أَحْمَدَ الْمُوَفَّقِ بِاللهِ، قَبَضَهَا لَهُ الْحَارِثُ بْنُ عِيسَى، وَكَانَتْ دَارُ النَّدْوَةِ يَسْكُنُهَا الْخُلَفَاءُ فِيمَا مَضَى إِذَا حَجُّوا، وَقَدْ سَكَنَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي سَنَةٍ مِنْ سِنِيِّهِ

2139 - فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: إِنَّ طَلْحَةَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ أَخْبَرَهُ، " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §نَزَلَ دَارَ النَّدْوَةِ فِي قَدْمَةٍ قَدِمَهَا يَسْتَقْرِبُ الْمَسْجِدَ، -[312]- ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيُّ عَامَ حَجَّ، وَأُتِيَ إِلَيْهِ بِالْمَقَامِ فِيهَا، فَمَسَحَ بِهِ، ثُمَّ نَزَلَهَا مِنْ بَعْدِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ، وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عُمَرَ يَقُولُ ذَلِكَ، أَوْ غَيْرَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ "

2140 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا} [الفرقان: 8] : " قَالَهُ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَأَصْحَابُهُ يَوْمَ دَارِ النَّدْوَةِ " وَكَانَ فِي دُبُرِ دَارِ النَّدْوَةِ دَارٌ يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْحِنْطَةِ الَّتِي بَابُهَا أَسْفَلُ مِنْ سُدَّةِ أَبِي الرَّزَّامِ الْحَجَبِيِّ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الْحِنْطَةِ؛ لِأَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَضَعَ فِيهَا حِنْطَةَ الْأَرْزَاقِ، كَانَ يُجْرِيهَا بِمَكَّةَ وَلَهُمْ دَارُ شَيْبَةَ، وَقَدْ دَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهَا، وَهِيَ إِلَى جَنْبِ دَارِ النَّدْوَةِ وَفِيهَا خِزَانَةُ الْكَعْبَةِ، وَهِيَ دَارُ أَبِي طَلْحَةَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ، وَلَهَا بَابٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَلَهُمْ رِبْعٌ فِي جَبَلِ شَيْبَةَ خَلْفَ دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيِّ وَلَهُمْ حَقُّ آلِ الْمُرْتَفِعِ، وَكَانَ قَبْلَ آلِ الْمُرْتَفِعِ لِآلِ النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيِّينَ، وَكَانَ آلُ النَّبَّاشِ لَهُمْ عِزٌّ وَشَرَفٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ

2141 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمًا الْمَكِّيَّ، يَقُولُ: " كَانَ §يُقَالُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: وَاللهِ لَأَنْتَ أَعَزُّ مِنْ -[313]- آلِ النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ "، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى دُورٍ حَوْلَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: " هَذِهِ كَانَتْ رِبَاعَهُمْ " وَلَهُمْ دَارُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، ثُمَّ ابْتَاعَهَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَتْ لَهُمُ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، كَانَتْ لِآلِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ، وَيُقَالُ: لَا، بَلْ لِأَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَلَهُمْ حَقُّ آلِ أَبِي رَبِيعَةَ فِي رَبْعِ بَنِي جُمَحٍ وَالْحِزَامِيَّةِ

§ذِكْرُ رِبَاعِ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَلِحُلَفَائِهِمْ لِآلِ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيِّينَ الْحَقُّ الْمُتَّصِلُ بِحَقِّهِمْ إِلَى الْحَذَّائِينَ، وَدَارِ النَّدْوَةِ إِلَى السُّوَيْقَةِ وَالزُّقَاقِ الَّذِي يُسْلَكُ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، وَإِلَى الْمَرْوَةِ وَهُوَ الْحَقُّ الَّذِي بَاعُوا مِنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، وَيَنْقَطِعُ رَبْعُهُمْ مِنْ عِنْدِ دَارِ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ الَّتِي فِي دَارِ أَوْسٍ وَلِآلِ نَافِعٍ أَيْضًا حَقُّهُمْ دُبُرَ دَارِ شَيْبَةَ وَلِبَنِي الْمُلَحِيِّينَ حَقٌّ قَدْ صَارَ لِابْنِ مَاهَانَ

2142 - فَحَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ، مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا ابْنُ رُفَيْعٍ الْمَكِّيُّ، -[314]- قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ،: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ بِأَيَّامٍ اسْتَبْطَأَ النَّاسَ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ، فَقَالَ: " إِنَّ حَوْلَ هَذَا الْمَسْجِدِ لَنَاسًا §يُبَطِّئُونَ عَنِ الصَّلَاةِ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِبِيُوتِهِمْ فَتُدَمَّرَ عَلَيْهِمْ " فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّاسَ فَخَرَجُوا وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنَى بِذَلِكَ قَوْمًا مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ مِنْ وَلَدِ السَّبَّاقِ وَكَانُوا فِي الرَّبْعِ الَّذِي صَارَ لِلْخُزَاعِيِّينَ، وَكَانُوا حُلَفَاءَهُمْ

§ذِكْرِ رِبَاعِ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَلِبَنِي زُهْرَةَ يَقُولُ جَعْفَرُ بْنُ الْأَحْنَفِ أَخُو بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ: [البحر الكامل] وَسَرَاةُ زُهْرَةَ وَاللُّيُوثُ كَذَا الْوَغَا ... تَيْمٌ هُنَاكَ لَهَا الْفِعَالُ الْأَكْرَمُ وَلَهُمْ دَارٌ بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ عِنْدَ دَارِ يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ ذَاتِ الْوَجْهَيْنِ، كَانَ فِيهَا حَقُّ آلِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ

" وَلَهُمْ §دَارُ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِعِيسَى عِنْدَ الْمَرْوَةِ، وَيُقَالُ: إِنَّ مَخْرَمَةَ بْنَ نَوْفَلٍ تَصَدَّقَ بِهَا، وَأَشْهَدَ عَلَيْهَا سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَابْتَاعَهَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ بَعْدَ ذَلِكَ وَتَصَدَّقَ بِهَا، وَجَعَلَهَا عَلَى مِثْلِ مَا كَانَ جَعَلَهَا عَلَيْهِ مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ، فَهِيَ تُسْكَنُ إِلَى الْيَوْمِ " -[315]- 2143 - أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَلَهُمْ حَقُّ آلِ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ الْمُتَّصِلُ بِدَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى فُوَّهَةِ سِكَّةِ الْعَطَّارِينَ، وَهُوَ بِأَيْدِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ، وَلَهُمْ دَارُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ فِي الْعَطَّارِينَ، وَلَهُمْ دَارُ خُنَيْسٍ، أَوِ ابْنِ أَبِي خُنَيْسِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، عَمِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَدَارُ أَبِي إِهَابِ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ، وَهُمَا بَيْنَ الزُّقَاقِ الَّذِي إِلَى جَنْبِ دَارِ ابْنِ عَلْقَمَةَ، وَبَيْنَ دَارِ الْقَارَةِ، وَلَهُمْ دَارُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، وَهِيَ الَّتِي صَارَتْ إِلَيْهِمْ حِينَ ضَرَبَ أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ عَلَى الثَّنِيَّةِ قَالَ: وَلَمَّا هَاجَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ غَلَبَ آلُ ابْنِ عَبْدِ عَوْفٍ عَلَى دُورِهِمُ الَّتِي كَانَتْ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ بَاعَ أَبُو بَكْرٍ وَسُهَيْلٌ وَعُثْمَانُ بَنُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَقَّهُمْ مِنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَبَاعَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَقَّ أُمِّهِ عَاتِكَةَ بِنْتِ عَوْفٍ، فَلَمَّا قَدِمَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، نَزَلَهَا فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَبَضَهَا الْحَجَّاجُ فَنُسِبَتْ لِمُصْعَبٍ، فَلَمْ تَزَلْ بِأَيْدِي بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى اصْطُفِيَتْ عَنْهُمْ

ذكر رباع حلفاء بني هاشم لهم دار الأسود بن خلف الخزاعي وهي دار طلحة الطلحات باعها عبد الله بن القاسم بن عبيدة بن خلف الخزاعي من جعفر بن يحيى بن خالد فيما ذكر بثمانية آلاف دينار، وهي دار الإمارة اليوم وبها ينزل الأمراء بمكة بناها حماد البربري لأمير

§ذِكْرُ رِبَاعِ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ وَلِخَيْرَةَ بِنْتِ سِبَاعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى الْخُزَاعِيَّةِ الْمُلَحِيَّةِ دَارٌ كَانَتْ فِي أَصْلِ الْمَسْجِدِ مُتَّصِلَةٌ بِحَقِّ آلِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، فَدَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ، وَلِآلِ قَارِظٍ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ الَّتِي بَنَاهَا حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ بَيْنَ دَارِ الْأَزْهَرِيِّينَ، وَبَيْنَ دَارِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَيُقَالُ لَهَا: دَارُ الْخُلْدِ، عَلَى الْعَبَادِلَةِ، احْتَرَقَتْ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَتْ مِنْ أَحْسَنِ دُورِ مَكَّةَ، وَكَانَ حَرِيقُهَا عَظِيمًا، خِيفَ عَلَى الْكَعْبَةِ وَالْمَسْجِدِ مِنْهُ، وَيُقَالُ: إِنَّ حَرِيقَهَا رُئِيَ قَرِيبًا مِنَ الطَّائِفِ، فِيمَا يُقَالُ وَاللهُ أَعْلَمُ، وَكَانَتْ لِأَبِي غَسَّانَ الْخُزَاعِيِّ الدَّارُ الْمُتَّصِلَةُ بِدَارِ أَوْسٍ، وَدَارُ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ شَارِعَةً عَلَى الْحَذَّائِينَ، كَانَتْ قَبْلَ الْخُزَاعِيِّينَ لِآلِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الثَّقَفِيِّينَ، فَابْتَاعُوهَا مِنْهُمْ بِصَاعٍ مِنْ دَرَاهِمَ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِعِيسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَلِآلِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ دَارُهُمُ الَّتِي فِي ظَهْرِ دَارِ ابْنِ عَلْقَمَةَ فِي زُقَاقِ أَصْحَابِ الشَّيْرَقِ يُقَالُ لَهَا دَارُ الْعِصَامِيِّينَ بَيْنَ دَارِ الْفَضْلِ بْنِ -[317]- الرَّبِيعِ، الَّتِي يُقَالُ لَهَا دَارُ الْقِدْرِ إِلَى بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا بَيْتُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَهُوَ رَبْعٌ لَهُمْ جَاهِلِيٌّ وَهُنَالِكَ أَيْضًا رَبْعٌ لِآلِ هَدْمٍ، وَلِآلِ أَنْمَارٍ الْقَارِيِّينَ، الرَّبْعُ الشَّارِعُ عَلَى الْمَرْوَةِ عَلَى أَصْحَابِ الْأَدَمِ مِنْ رَبْعِ الْحَضْرَمِيِّ إِلَى رَحْبَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مُقَابِلَ زُقَاقِ الْجَزَّارِينَ الَّذِي يُسْلَكُ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، وَوَجْهُ هَذَا الرَّبْعِ أَيْضًا بَيْنَ الدَّارَيْنِ مِمَّا يَلِي الْبَرَّامِينَ فِيهِ دَارُ أُمِّ أَنْمَارٍ وَكَانَتْ بَرْزَةً بَيْنَ النِّسَاءِ، وَكَانَتْ تَاجِرَةً تَتَّجِرُ بِمَكَّةَ، تَبِيعُ وَتَشْتَرِي

2144 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ قَيْلَةَ أُمِّ بَنِي أَنْمَارٍ، قَالَتْ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ فِي عُمْرَةٍ مِنْ عُمَرِهِ، فَأَتَيْتُهُ أَتَوَكَّأُ عَلَى عَصَاتِي حَتَّى جَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أَبِيعُ وَأَشْتَرِي، فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَ سِلْعَةً سُمْتُ بِهَا أَقَلَّ مِنَ الَّذِي أُرِيدُ، ثُمَّ أُزِيدُ حَتَّى أَبْلُغَ الَّذِي أُرِيدُ أَخْذَهَا بِهِ فَأُعْطَاهَا، وَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَ السِّلْعَةَ اسْتَمْتُ بِهَا أَكْثَرَ مِنَ الَّذِي أُرِيدُ أَنْ أَبِيعَهَا، ثُمَّ نَقَصْتُ حَتَّى أَبِيعَهَا بِالَّذِي أُرِيدُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَفْعَلِي يَا قَيْلَةُ ذَلِكَ، §وَإِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَشْتَرِي شَيْئًا فَأَعْطِي الَّذِي تُرِيدِينَ، أُعْطِيتِ أَوْ مُنِعْتِ، وَإِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَبِيعِي فَاسْتَامِي بِهِ الَّذِي تُرِيدِينَ، أُعْطِيتِ أَوْ مُنِعْتِ " -[318]- وَفِي هَذَا الرَّبْعِ بَيْتٌ جَاهِلِيٌّ عَلَى بِنَائِهِ، يُقَالُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ ذَلِكَ الْبَيْتَ وَفِي وَجْهِ هَذَا الرَّبْعِ مَسْجِدٌ صَغِيرٌ بَيْنَ الدَّارَيْنِ عِنْدَ الْبَرَّامِينَ، زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِيهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ، وَلِآلِ الْقَارِيِّينَ الدَّارُ الَّتِي فِيهَا أَصْحَابُ الشَّوْحَطِ، كَانَتْ قَبْلَهُمْ لِبَنِي زُهْرَةَ وَلِآلِ الْأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ الثَّقَفِيِّ دَارُ الْأَخْنَسِ الَّتِي فِي زُقَاقِ الْعَطَّارِينَ دُبُرَ الدَّارِ الَّتِي بَنَاهَا حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، إِلَى دَارِ الْقِدْرِ الَّذِي لِلْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَهَذَا الرَّبْعُ جَاهِلِيٌّ وَلِآلِ الْأَخْنَسِ أَيْضًا الْحَقُّ الَّذِي بِسُوقِ اللَّيْلِ عَلَى الْحَدَّادِينَ مُقَابِلَ دَارِ ابْنِ الْجَوَّارِ، شِرَاءً، اشْتَرَوْهُ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَلِلْقَارَةِ دَارٌ بَيْنَ زُقَاقِ ابْنِ عَلْقَمَةَ وَدَارِ آلِ خُنَيْسِ بْنِ عَوْفٍ

§ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَلِبَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ يَقُولُ الشَّاعِرُ وَهُوَ يَذْكُرُ حِلْفَهُمْ: [البحر الطويل] تَيْمُ بْنُ مُرَّةَ إِنْ سَأَلْتَ وَهَاشِمُ ... الْخَيْرِ فِي دَارِ ابْنِ جُدْعَانِ مُتَحَالِفِينَ عَلَى النَّدَى مَا غَرَّدَتْ ... وَرْقَاءُ فِي فَنَنٍ مِنْ جَزْعِ كُتْمَانِ -[319]- فَلَهُمْ دَارُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي خَطِّ بَنِي جُمَحٍ، وَفِيهَا بَيْتُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الَّذِي دَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ، وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ الْبِنَاءِ إِلَى الْيَوْمِ، وَمِنْهُ هَاجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَفِي هَذَا الْبَيْتِ كَانَ أَبُو قُحَافَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَسْكُنُ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَبَقِيَ أَبُو قُحَافَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

2145 - حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَسَأَلْتُهُ: هَلْ كَانَ §لِأَبِي قُحَافَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَسْكَنٌ غَيْرَ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: " لَا نَعْلَمُهُ، وَمَا كَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَسْكُنُ إِلَّا هَذَا الْبَيْتَ "

ذكر رباع بني عبد المطلب بن عبد مناف كانت لهم الدار التي لعمرو بن سعيد بن العاص فخرجت من أيديهم، وكانت لهم في الجاهلية ولهم حقهم الذي فيه منازلهم في فوهة شعب ابن عامر بالمعلاة وهي الدار التي يقال لها: دار قيس بن مخرمة كانت لهم جاهلية

2146 - فَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُقْرِئِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ وَاسْمُهُ: ثَابِتُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْغَارِ، ذَهَبْتُ أَسْتَخْبِرُ وَأَنْظُرُ، هَلْ أَحَدٌ يُخْبِرُنِي عَنْهُ فَأَتَيْتُ دَارَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَوَجَدْتُ أَبَا قُحَافَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَخَرَجَ عَلَيَّ وَمَعَهُ هِرَاوَةٌ فَلَمَّا رَآنِي اشْتَدَّ نَحْوِي وَهُوَ يَقُولُ: هَذَا مِنَ الصُّبَاةِ الَّذِينَ أَفْسَدُوا عَلَيَّ ابْنِي " وَلَهُمْ دَارُ ابْنِ جُدْعَانَ، وَكَانَتْ شَارِعَةً عَلَى الْوَادِي فِي فُوَّهَةِ سِكَّةِ أَجْيَادَيْنِ بَيْنَ أَجْيَادِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، فَابْتَاعَهَا مِنْهُمْ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، ثُمَّ -[320]- رَدَّ ذَلِكَ الْبَيْعَ وَصَارَتْ إِلَيْهِمْ، فَدَخَلَتْ فِي وَادِي مَكَّةَ حِينَ وُسِّعَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ وَكَانَ مَوْضِعُ الْوَادِي دُورًا مِنْ دُورِ النَّاسِ إِلَّا قِطْعَةً فَضَلَتْ مِنْ دَارِ ابْنِ جُدْعَانَ، وَهِيَ دَارُ أَبِي عُزَارَةَ وَدَارُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَكِّيَّيْنِ، اللَّتَانِ عِنْدَ الْغَزَّالِينَ، إِلَى جَنْبِ دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَاشْتَرَاهَا مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الزَّيْنَبِيُّ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالٍ عَلَى مَكَّةَ ثُمَّ بَاعَهَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ أَبِي يَزْدَادَ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ هِيَ الْيَوْمَ لِصَاعِدٍ، وَهِيَ بَقِيَّةُ الدَّارِ الَّتِي كَانَ فِيهَا حِلْفُ الْفُضُولِ

ذكر رباع حلفاء بني المطلب بن عبد مناف ولآل عتبة بن فرقد السلمي حليف بني المطلب: دارهم التي عند المروة، وهو شق المروة الأسود، دار الحرشي المنقوشة وزقاق آل أبي ميسرة يقال لها: دار ابن فرقد ولهم حق آل شافع بالثنية

2147 - فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §شَهِدْتُ حِلْفًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي دَارِ ابْنِ جُدْعَانَ لَوْ دُعِيتُ إِلَيْهِ الْيَوْمَ لَأَجَبْتُ، رَدُّ الْفُضُولِ إِلَى أَهْلِهَا، وَأَلَّا يُقِرَّ ظَالِمٌ مَظْلُومًا " وَلَهُمْ حَقُّ آلِ مُعَاذٍ عِنْدَ الْمَرْوَةِ وَلَهُمْ دَارٌ كَانَتْ لِعُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ -[321]- لَهُ: شَارِبُ الذَّهَبِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ شَارِبَ الذَّهَبِ؛ لِأَنَّهُ وَهَبَ لَهُ بَعْضُ الْمُلُوكِ قَدَحَ ذَهَبٍ فَكَانَ يَشْرَبُ فِيهِ، وَيُقَالُ: لَا، بَلْ سُمِّيَ شَارِبَ الذَّهَبِ لِحُسْنِ وَجْهِهِ، كَانَ يُشَبَّهُ بِالذَّهَبِ، وَكَانَتْ عَلَى فُوَيْهَةِ سِكَّةِ أَجْيَادٍ، فَدَخَلَتْ فِي الْوَادِي وَلَهُمْ دُورُ دِرْهَمَ بِالسُّوَيْقَةِ شِرَاءً

ذكر رباع بني عبد شمس بن عبد مناف ولبني عبد شمس بن عبد مناف ولبعضهم يقول الشاعر يمدحه ويمدحهم فقال: رأيتك أمس خير فتى فعالا وأنت اليوم خير منك أمس وأنت غدا تزيد الضعف ضعفا كذاك تسود سادة عبد شمس فلهم ربع آل سعيد بن العاص، وهو منقطع وحق أبي لهب إلى منتهى

§ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ

2148 - وَلِبَنِي مَخْزُومٍ يَقُولُ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: وَجَدْتُ بِخَطِّ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، لَهُ يَذْكُرُ خُؤُولَةَ بَنِي مَخْزُومٍ، وَيُثْنِي عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: " [البحر الطويل] §جَزَى اللهُ مَخْزُومَ بْنَ مُرٍّ جَزَاءَهَا ... إِذَا عَدَّتِ الْأَقْوَامُ فَضْلَ الْأَوَائِلِ فَهُمْ يُعْرَفُونَ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا ... وَهُمْ رَفَدُونِي نَصْرَهُمْ غَيْرَ آجِلِ أُولَئِكَ إِخْوَانِي وَأَخْوَالِي الْأُلَى ... إِنَ الْقَ بِهِمْ مُسْتَبْدِلًا لَا أُبَادِلِ "

2149 - وَلِبَنِي مَخْزُومٍ يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَيْضًا: " [البحر الطويل] §-[322]- إِنَّ بَنِي مَخْزُومٍ قَوْمٌ وَجَدْتُهُمْ ... نُجُومَ الدُّجَى وَالْجَوْهَرَ الْمُتَخَيَّرَا صَفَوْا كَصَفَاءِ الْمُزْنِ فِي بَلْقَعِ الثَّرَى ... مِنَ الرِّيقِ حَتَّى مَاؤُهُ غَيْرُ أَكْدَرَا " فَلَهُمُ الْأَجْيَادَانِ الْكَبِيرُ وَالصَّغِيرُ، مَا أَقْبَلَ عَلَى الْوَادِي إِلَى مُنْتَهَاهُمَا إِلَّا حَقَّ آلِ جُدْعَانَ، وَآلِ عُثْمَانَ، الَّذِي وَصَفْنَا قَبْلُ وَالْأَجْيَادَانِ جَمِيعًا هُمَا لِبَنِي الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ إِلَّا دَارَ السَّائِبِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ سَفِينَةَ، وَدَارَ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الَّتِي عَلَى الصَّيَارِفَةِ فَإِنَّهُ مِنْ رَبْعِ الْعَائِذِيِّينَ مِنْ حَقِّ آلِ صَيْفِيِّ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَمَعَهُمْ حَقُّ آلِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ الْأَصْغَرِ فِي ظَهْرِ دَارِ الدَّوْمَةِ، وَفِي دَارِ الدَّوْمَةِ مَنْزِلُ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الدَّوْمَةِ أَنَّ ابْنَةً لِمَوْلَى خَالِدِ بْنِ هِشَامٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ الْعَذَارِ، كَانَتْ تَلْعَبُ بِمَقْلٍ فَدَفَنَتْ فِيهَا مُقْلَةً، وَجَعَلَتْ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ، فَخَرَجَتْ فِيهَا دَوْمَةٌ وَمُنْزِلُ أَبِي جَهْلٍ الَّذِي كَانَ فِيهِ هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَفِي دَارِ الدَّوْمَةِ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] سَقَى سِدْرَتَيْ أَجْيَادٍ بِالدَّوْمَةِ الَّتِي ... إِلَى الدَّارِ صَوْبَ الْبَاكِرِ الْمُتَهَلِّلِ فَلَوْ كُنْتُ بِالدَّارِ الَّتِي مَهْبِطُ الصَّفَا ... مَرِضْتُ إِذَا مَا غَابَ عَنِّي مُعَلِّلِي وَلِآلِ هَبَّارٍ مَعَهُمْ حَقٌّ بِأَجْيَادٍ، وَهَبَّارٌ رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ -[323]- الْمُغِيرَةِ تَبَنَّاهُ فِيمَا يَزْعُمُونَ صَغِيرًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَحَبَّهُ الْوَلِيدُ، فَأَقْطَعَهُ حَقَّ آلِ هَبَّارٍ بَيْنَ رَبْعِ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ وَهِشَامٍ، وَبَيْنَ دَارِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ وَلِآلِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَيْضًا دَارُ الشُّرَكَاءِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الشُّرَكَاءِ؛ لِأَنَّ الْمَاءَ كَانَ قَلِيلًا بِأَجْيَادٍ، فَتَخَارَجَ آلُ هِشَامٍ فِي مَاءٍ بَيْنَهُمْ، فَاحْتَفَرُوا بِئْرًا فِي الدَّارِ، فَقِيلَ بِئْرُ الشُّرَكَاءِ، وَهِيَ لِآلِ سَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ وَدَارُ الْعُلُوجِ بِمُجْتَمَعِ أَجْيَادَيْنِ، كَانَتْ لِخَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامٍ وَيُقَالُ: إِنَّ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ وُلِدَ فِي هَذِهِ الدَّارِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الْعُلُوجِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ فِيهَا عُلُوجٌ مِنْ عُلُوجِ الْحَبَشِ

2150 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: -[324]- ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَوْسَجَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَمْنَعُ حَبَشَ بَنِي الْمُغِيرَةِ أَنْ يَأْتُوكَ إِلَّا أَنَّهُمْ يَخْشَوْنَ أَنْ تَرُدَّهُمْ، فَقَالَ: " §لَا خَيْرَ فِي الْحَبَشِ إِنْ جَاعُوا سَرَقُوا، وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا، وَإِنَّ فِيهِمْ لَخُلَّتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَبَأْسٌ عِنْدَ الْبَأْسِ " وَفِي هَذِهِ الدَّارِ كَانَ يَسْكُنُ خَالِدُ بْنُ الْعَاصِ

2151 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ أَبَا مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، §لَا يُؤَذِّنُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَرَى خَالِدَ بْنَ الْعَاصِ دَاخِلًا مِنْ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ " وَلَهُمْ دَارُ الْأَوْقَصِ عِنْدَ دَارِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بِأَجْيَادٍ الصَّغِيرِ وَلَهُمْ دَارُ الشَّطَوِيِّ، كَانَتْ لِآلِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَكَانَ بَعْضُهَا لِوَرَثَةِ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ، ثُمَّ صَارَتْ لِأَبِي سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ سَهْلٍ ثُمَّ بَاعَهَا مِنَ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَلِآلِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ عِنْدَ دَارِ سَمُرَةَ بْنِ حَبِيبٍ رَبْعٌ يُقَالُ: إِنَّهُ دُفِنَ فِيهِ هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَقَدِ اخْتَصَمَ فِيهَا آلُ مُرَّةَ -[325]- بْنِ حَبِيبٍ، وَبَنُو مَخْزُومٍ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِشَامٍ الْأَوْقَصِ، وَهُوَ عَلَى قَضَاءِ مَكَّةَ، فَشَهِدَ عِنْدَهُ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّ خَالِدَ بْنَ مَسْلَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا سَاوَمَ خَالِدَ بْنَ الْعَاصِ بِذَلِكَ الرَّبْعِ فَقَالَ: وَهَلْ يَبِيعُ الرَّجُلُ مَوْضِعَ قَبْرِ أَبِيهِ؟ فَقَسَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَيْنَ بَنِي مَرَّةَ، وَبَيْنَ بَنِي مَخْزُومٍ، بَعَثَ فِيمَا يَزْعُمُونَ مُسْلِمَ بْنَ خَالِدٍ الزَّنْجِيَّ فَقَسَّمَ بَيْنَهُمْ وَلِآلِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ دَارُ زُهَيْرٍ بِأَجْيَادٍ

2152 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ الْعَائِذِيُّ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ " §أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللهُ عَنْهَا شَهِدَتْ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُهَيْرٍ وَإِخْوَتِهِ أَنَّ أَبَا رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ أَعْطَى أَخَاهُ زُهَيْرَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ نَصِيبَهُ مِنْ رَبْعِهِ، لَمْ يُشْهِدْ عَلَى ذَلِكَ غَيْرَهَا، فَأَجَازَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَهَادَتَهَا وَحْدَهَا، وَعَلْقَمَةُ حَاضِرٌ ذَلِكَ مِنْ قَضَاءِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ إِنَّ رَسُولَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ -[326]- وَزَعَمَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ أَنَّ الدَّارَ الَّتِي عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ يُقَالُ لَهَا: دَارُ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، كَانَتْ لِبَنِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَتْ لِآلِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَحَقُّ آلِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عِنْدَ الضَّفِيرَةِ بِأَجْيَادٍ الْكَبِيرِ، وَحَقُّ آلِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، دَارُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَلَهُمُ الدَّارُ الَّتِي عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ كَانَتْ لِآلِ صَيْفِيٍّ، فَابْتَاعَهَا مِنْهُمْ يَعْلَى بْنُ مُنْيَةَ، فَأَخْرَجَهُ مِنْهَا الذَّرُّ، وَلَهُمُ الدَّارُ الَّتِي كَانَتْ عَلَى فُوَّهَةِ سِكَّةِ أَجْيَادٍ الصَّغِيرِ، كَانَ فِي أَصْلِهَا الصَّيَارِفَةُ، كَانَتْ لِآلِ خِوَانٍ، ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَ ذَلِكَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، فَدَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ، وَبَاعَهَا الْمُتَوَكِّلُ مِنْ أَبِي نَهِيكٍ فِيمَا يَذْكُرُونَ، وَالْبَيْتُ الَّذِي كَانَ فِيهِ تِجَارَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالسَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمَ

2153 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ -[327]- الْعَوَقِيُّ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْحَمْسَاءِ، قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَيْعٍ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ، فَبَقِيَتْ لَهُ بَقِيَّةٌ، فَوَعَدْتُهُ أَنْ آتِيَهُ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ، قَالَ: فَقَالَ لِي: " يَا فَتَى §شَقَقْتَ عَلَيَّ، أَنَا هَا هُنَا مُنْذُ ثَلَاثٍ أَنْتَظِرُكَ " وَهَذَا الْبَيْتُ فِي دَارِ السَّائِبِ الَّتِي صَارَ وَجْهُهَا لِجَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ، شَارِعَةً عَلَى الصَّيَارِفَةِ، وَهُوَ حَقُّ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَكَانَتْ لِآلِ خِوَانٍ وَكَانَ السَّائِبُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَرِيكَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

2154 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُهُ، فَنَسَبَنِي فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَعَرَفَنِي، فَقَالَ: أَتُجَّارٌ كَسَبَةٌ، أَتُجَّارٌ كَسَبَةٌ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ " قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي: يَسْتَغْنِي بِهِ قَالَ سُفْيَانُ: وَإِنَّمَا سَأَلَهُ؛ لِأَنَّ السَّائِبَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ شَرِيكَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ

2155 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ قَائِدٍ السَّائِبِ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُنْتَ شَرِيكِي، فَكُنْتَ §خَيْرَ شَرِيكٍ، لَا تُمَارِي، وَلَا تُدَارِي " وَمِنْ حَقِّ آلِ عَائِذٍ دَارُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَائِذٍ فِي أَصْلِ جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ، بَيْنَ دَارِ الْقَاضِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّفْيَانِيِّ إِلَى دَارِ ابْنِ صَيْفِيٍّ الَّتِي صَارَتْ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ، إِلَى الْمَنَارَةِ الشَّارِعَةِ عَلَى الْمَسْعَى، وَفِيهَا كَانَ يَنْزِلُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ

2156 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ نَعُودُهُ فِي دَارِ ابْنِ عَبَّادٍ هَذِهِ، وَمَعَنَا سَعِيدُ بْنُ حَسَّانَ فَقَالَ سُفْيَانُ لِسَعِيدٍ: أَعِدْ عَلَيَّ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثْتَنِي فَقَالَ سَعِيدٌ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ صَالِحٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ -[329]- النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §كَلَامُ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لَا لَهُ، إِلَّا أَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهِيٌ عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ ذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " فَدَخَلَتْ هَذِهِ الدَّارُ دَارُ ابْنِ عَبَّادٍ فِي الْوَادِي حِينَ اشْتُرِيَتْ مِنْهُمْ، وَمَا بَقِيَ مِنْهَا لَاصِقٌ بِجَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ، وَهِيَ دَارُ يَزِيدَ بْنِ حَنْظَلَةَ، وَدَارُ ابْنُ رَوْحٍ إِلَى دَارِ ابْنِ بَرْمَكٍ وَمِنْ رِبَاعِ بَنِي عَائِذٍ دَارُ ابْنِ صَيْفِيٍّ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي فِيهَا الْبَزَّازُونَ، صَارَتْ لِيَحْيَى بْنِ بَرْمَكٍ وَمِنْ رِبَاعِ بَنِي مَخْزُومٍ دَارُ آلِ حَنْطَبٍ، وَهُوَ مُتَّصِلٌ بِحَقِّ السَّائِبِ مِنَ الصَّيَارِفَةِ هَلُمَّ إِلَى الصَّفَا، تِلْكَ الْمَسَاكِنُ كُلُّهَا إِلَى الصَّفَا حَقُّ وَلَدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَكَانَ ذَلِكَ الْحَقُّ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ وَوَلَدِهِ حَتَّى بَاعَتْهُ أُمُّ عِيسَى بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بِثَمَانِ مِائَةِ دِينَارٍ، فَبَنَاهُ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي عَلَى الصَّفَا شَارِعَةً عَلَى الصَّفَا وَالْوَادِي

2157 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يُحَدِّثُ أَبِي بِمِنًى فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مَعْيُوفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ الْحَكَمَ بْنَ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ مَوْتِهِ بِثَغْرِ -[330]- مَنْبِجَ، فَلَقِيَ مِنَ الْمَوْتِ شِدَّةً، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ حَضَرَهُ وَهُوَ فِي غَشْيَةٍ: اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ، فَقَالَ: مَنِ الْمُتَكَلِّمُ؟ فَقَالَ الْمُتَكَلِّمُ: أَنَا، فَقَالَ: هَذَا §مَلَكُ الْمَوْتِ يَقُولُ: إِنِّي بِكُلِّ سَخِيٍّ رَفِيقٌ " قَالَ: " فَكَأَنَّمَا كَانَ فَتِيلَةً أُطْفِئَتْ " وَلَهُمْ أَيْضًا حَقُّ السُّفْيَانِيِّينَ، دَارُ الْقَاضِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِنْ دَارِ الْأَرْقَمِ إِلَى دَارِ ابْنِ رَوْحٍ الْعَائِذِيِّ، فَذَلِكَ الرَّبْعُ لِسُفْيَانَ، وَلِلْأَسْوَدِ ابْنَيْ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَلِلسُّفْيَانِيِّينَ أَيْضًا حَقٌّ فِي زُقَاقِ الْعَطَّارِينَ، الدَّارُ الَّتِي تُقَابِلُ دَارَ الْأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ، كَانَ فِيهَا ابْنُ أَخِي الصِّمَّةِ، يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْحَارِثِ، لِنَاسٍ مِنَ السُّفْيَانِيِّينَ، يُقَالُ لَهُمْ: آلُ أَبِي قَزَعَةَ، وَمَسْكَنُهُمُ السَّرَاةُ الْيَوْمَ وَرَبْعُ آلِ أَرْقَمَ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ، وَاسْمُ أَبِي الْأَرْقَمِ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ أَبِي جُنْدُبٍ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، الدَّارُ الَّتِي عِنْدَ الصَّفَا يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْخَيْزُرَانِ، وَفِيهَا اخْتَبَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ ذَكَرْنَا قِصَّتَهَا فِي مَوْضِعِهِ، وَفِيهَا أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلِبَنِي مَخْزُومٍ حَقُّ الْوَابِصِيِّينَ الَّذِي فِي خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ بَيْنَ دَارِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَبَيْنَ دَارِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَكَانَتْ هَذِهِ الدَّارُ فِيمَا يَذْكُرُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِمَوْلًى لِخُزَاعَةَ يُقَالُ لَهُ: رَافِعٌ، فَبَاعَهَا وَلَدُهُ وَلِبَنِي مَخْزُومٍ دَارُ حُزَابَةَ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي عِنْدَ اللَّبَّانِينَ بِفُوَّهَةِ خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ، شَارِعَةً فِي الْوَادِي، صَارَ بَعْضُهَا لِخَالِصَةَ، وَبَعْضُهَا لِآلِ غَزْوَانَ الْجَنَدِيِّ، وَفِي بَعْضِهَا كَانَ يَضْرِبُ الضَّرَّابُونَ بِمَكَّةَ بِالسِّكَّةِ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ وَبَعْضُ هَذِهِ الدَّارِ لِعِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيِّ، كَانَ قَدْ بَنَاهَا -[331]- فِي وِلَايَتِهِ عَلَى مَكَّةَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ بِالْحَجَرِ الْمَنْقُوشِ وَالْآجُرِّ وَالْجَصِّ وَشَرَعَ لَهَا حِيَاضًا عَلَى الْوَادِي فِي الْحَزْوَرَةِ، وَأَسْرَعَ فِي بِنَائِهَا، ثُمَّ عَمَرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ ابْنُهُ، وَسَكَنَ فِيهَا، فَلَمَّا نَزَلَ ابْنُ أَبِي السَّاجِ بِهِ فِي الْمَوْسِمِ، وَظَهَرَ عَلَيْهِ حَرَقَهَا وَحَرَقَ دَارَ الْحَارِثِ مَعَهَا وَلَهُمْ حَقُّ آلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، الْمَوْضِعُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الْمِرْبَدُ بِأَجْيَادِ الصَّغِيرِ، وَمَعَهُمْ بِأَجْيَادِ الْكَبِيرِ فِيمَا وَصَفْنَا مِنْ دُورِ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

ذكر رباع حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف ولحلفاء بني عبد شمس ثم لآل جحش بن رئاب الأسدي الدار التي على ردم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمعلاة ثم صارت لأبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنهما عندها الرواسون اليوم فلم تزل هذه الدار في أيدي آل جحش وهم بنو عمة

§ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَلِبَنِي عَدِيٍّ يَقُولُ حَفْصُ بْنُ الْأَخْيَفِ: [البحر الكامل] وَبَنِي عَدِيٍّ لَا أَرَى أَمْثَالَهُمْ ... عِنْدَ الْقِتَالِ إِذَا الْقَنَا مُتَحَطِّمُ فَلِلْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ الدَّارَانِ اللَّتَانِ صَارَتَا لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ عِنْدَ دَارِ الْعَجَلَةِ، دَخَلَتَا فِي دَارِ الْعَجَلَةِ وَفِي الْمَسْجِدِ بَعْضُهَا -[332]- وَكَانَتْ لِلْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ أَيْضًا دَارٌ بَيْنَ دَارِ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الَّتِي صَارَتْ لِعِيسَى بْنِ عَلِيٍّ، وَبَيْنَ دَارِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، كَانَ لَهَا وَجْهَانِ: وَجْهٌ عَلَى مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَوَجْهٌ عَلَى فَجٍّ بَيْنَ الدَّارَيْنِ، فَهَدَمَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي خِلَافَتِهِ، وَجَعَلَهَا رَحْبَةً وَمُنَاخًا، وَقَدْ بَقِيَتْ مِنْهَا حَوَانِيتُ، فِيهَا أَصْحَابُ الْأَدَمِ، وَأَرْضُ تِلْكَ الْحَوَانِيتِ كُلِّهَا مِنْ رَحْبَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَانَ فِيهَا قَوْمٌ يَبِيعُونَ فِي مَقَاعِدِهِمْ

2158 - وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، يَذْكُرُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، يَقُولُ: " هَذِهِ §الْبُيُوتُ الصِّغَارُ الَّتِي فِي رَحْبَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ صَدَقَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَإِنَّمَا كَانَتْ هَذِهِ الْمَقَاعِدُ فِي أَوَّلِ الزَّمَانِ يَقْعُدُ فِيهَا النَّاسُ، ثُمَّ يُحَجِّزُونَهَا بِالْجَرِيدِ وَالسَّعْفِ فَلَبِثَتْ مِنَ الزَّمَانِ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ جَعَلُوا يَبْنُونَهَا بِاللَّبِنِ النِّيْءِ، وَكِسَارِ الْآجُرِّ فِيمَا ذَكَرُوا، حَتَّى صَارَتْ بُيُوتًا صِغَارًا يُكْرُونَهَا مِنْ أَصْحَابِ الْأَدَمِ بِالدَّنَانِيرِ الْكَثِيرَةِ، وَصَارَتْ غَلَّةً، فَجَاءَهُمْ قَوْمٌ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ الْمَدِينَةِ فَخَاصَمُوهُمْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُمَرِيِّ، وَهُوَ قَاضٍ عَلَى مَكَّةَ فَقَضَى بِهَا لِلْعُمَرِيِّينَ، وَأَعْطَى أَصْحَابَ الْمَقَاعِدِ قِيمَةَ بِنَائِهِمْ، فَصَارَتْ حَوَانِيتَ تُكْرَى مِنْ أَصْحَابِ الْأَدَمِ، وَهِيَ فِي أَيْدِي وَلَدِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا "

2159 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: " مَا رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §مَرَّ بِرَبْعِهِ قَطُّ إِلَّا غَمَّضَ عَيْنَيْهِ " وَيُقَالُ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: وَاللهِ إِنَّ هَذِهِ الدَّارَ لَضَيِّقَةٌ عَلَى النَّاسِ، وَمَا أَجِدُ لَهُمْ مُعْتِبًا غَيْرَ هَذَا، فَهَدَمَهَا حَتَّى وَضَعَهَا بِالْأَرْضِ، ثُمَّ تَصَدَّقَ بِهَا، وَجَعَلَهَا مُنَاخًا، وَتَفَسُّحًا لِلْمُسْلِمِينَ، وَهِيَ دَارُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

2160 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ يَسَارٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ زَعْزَعَهُ فِي مَسْكَنِهِ فِي حَقِّ آلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ؛ لِيَكْتُبَ لَهُ فِيهِ، وَأَنَّهُ جَاءَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: أَسْكَنْتُمُونَا فَقَالَ: " كَذَبْتَ، §لَوْ أَسْكَنْتُكَ لَمْ أُخْرِجْكَ مِنْهُ، وَلَكِنَّا أَعْمَرْنَاكَ " وَكَانَ لَهُمْ حَقٌّ إِلَى جَنْبِ دَارِ حَنْطَبٍ عِنْدَ الصَّفَا لِآلِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ

2161 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " إِنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ فِي بَيْتِهِ بِالصَّفَا: [البحر الرجز] §-[334]- اللهُمَّ إِنِّي حَرَمٌ لَا حِلِّهْ ... وَإِنَّ دَارِي أَوْسَطُ الْمَحَلَّهْ عِنْدَ الصَّفَا لَيْسَتْ بِهَا مَضَلَّهْ " وَيُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ عَبْدِ شَمْسٍ، وَبَيْنَ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ مُلَاحَاةٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي شَيْءٍ، فَكَانُوا يَتَنَاوَشُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَكَانَتْ مَسَاكِنُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ مَا بَيْنَ الصَّفَا إِلَى الْكَعْبَةِ، فَكَانَتْ بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ يَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، فَأَصَابَ الْحَيَّانِ جَمِيعًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ صَاحِبِهِ بَعْضَ مَا يَكْرَهُ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ تَحَوَّلَتْ بَنُو عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ مِنْ رِبَاعِهَا وَبَاعَتْهَا، وَحَالَفَتْ بَنِي سَهْمٍ، وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ آلَ صُدَاءٍ مِمَّنْ لَمْ يَبِعْ، فَلَمَّا تَحَوَّلُوا إِلَى بَنِي سَهْمٍ، قَطَعَتْ لَهُمْ بَنُو سَهْمٍ قَطَائِعَ فِي رِبَاعِهَا، فَيُقَالُ وَاللهُ أَعْلَمُ: إِنَّ كُلَّ حَقٍّ أَصْبَحَ لِبَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي بَنِي سَهْمٍ حَقُّ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَهُوَ حَقُّ عُمَرَ وَزَيْدِ ابْنَيِ الْخَطَّابِ بِالثَّنِيَّةِ، وَحَقُّ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ، يَعْنِي مِنَ الرِّبَاعِ وَالدُّورِ، وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ بَاعُوا مَسَاكِنَهُمْ، وَكَانَتْ سَهْمٌ مِنْ أَعَزِّ بَطْنٍ فِي قُرَيْشٍ وَأَمْنَعِهِ وَأَكْثَرِهِ عَدَدًا

2162 - فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، فِي قَوْلِهِ: {§أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1] ، {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر: 2] ، قَالَ: " تَعَادَّ بَنُو سَهْمٍ وَبَنُو عَبْدِ شَمْسٍ، أَيُّهُمْ أَكْثَرُ؟ قَالَ: فَنَزَلَتْ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1] ، {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر: 2] " وَقَالَ الْخَطَّابُ بْنُ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَهُوَ يَمْدَحُ بَنِي سَهْمٍ وَيَذْكُرُ فَضْلَهُمْ وَشَرَفَهُمْ وَمَنْعَتَهُمْ وَأَفْضَالَهُمْ عَلَى -[335]- مَنْ نَزَلَ بِهِمْ، وَيَتَشَكَّرُ لَهُمْ فِي شَعْرِهِ، فَقَالَ: [البحر السريع] أَسْكَنَنِي قَوْمٌ لَهُمْ نَائِلٌ ... أَجْوَدُ بِالْعُرْفِ مِنَ اللَّافِظَهْ سَهْمٌ فَهَلْ مِثْلُهُمُ مَعْشَرٌ ... عِنْدَ مَسِيلِ الْأَنْفُسِ الْقَائِظَهْ أَصْبَحْتُ فِي سَهْمٍ أَمِينَ الْحِمَى ... تَقْصُرُ عَنِّي الْأَعْيُنُ اللَّاحِظَهْ مُوَسَّطًا فِي رَبْعِهِمْ آمِنًا ... قَدْ ضَمِنُوا لِي حَدَثَ الْبَاهِظَهْ حَيْثُ إِذَا مَا خِفْتُ ضَيْمًا حَنَتْ ... دُونِي رِمَاحٌ لِلْعِدَا غَائِظَهْ وَقَالَ الْخَطَّابُ بْنُ نُفَيْلٍ، وَهُوَ يَذْكُرُ جِوَارَهُمْ، وَذَلِكَ فِيمَا زَعَمُوا لِشَيْءٍ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، فَتَوَاعَدَهُ فَقَالَ: [البحر الوافر] أَيُوعِدُنِي أَبُو عَمْرٍو وَدُونِي ... رِجَالٌ لَا يُنَهْنِهُهَا الْوَعِيدُ رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرٍو ... إِلَى أَبْيَاتِهِمْ يَأْوِي الطَّرِيدُ جَحَاجِحَةٌ شَيَاظِمَةٌ كِرَامٌ ... مُرَاجِجَةٌ إِذَا قَرَعَ الْحَدِيدُ خَضَارِمَةٌ مَلَاوِثَةٌ لُيُوثٌ ... خِلَالَ بُيُوتِهِمْ كَرَمٌ وَجُودُ -[336]- رَبِيعُ الْمُعْدِمِينَ وَكُلِّ جَارٍ ... إِذَا نَزَلَتْ بِهِمْ سَنَةٌ كَؤُودُ فَهُمُ الرَّأْسُ الْمُقَدَّمُ مِنْ قُرَيْشٍ ... وَعِنْدَ بُيُوتِهِمْ تُلْقِي الْوُفُودُ وَكَيْفَ أَخَافُ أَوْ أَخْشَى عَدُوًّا ... وَنَصْرُهُمُ إِذَا دُعُووا عَتِيدُ فَلَسْتُ بِعَادِلٍ بِهِمْ سِوَاهُمْ ... طَوَالَ الدَّهْرِ مَا اخْتَلَفَ الْجَدِيدُ وَلِبَنِي عَدِيٍّ خَطُّ ثَنِيَّةِ كُدًى، يَمِينًا لِلْخَارِجِ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى حَقِّ آلِ شَافِعٍ، وَيَسَارًا إِلَى حَقِّ آلِ طَرَفَةَ الْهُذَلِيِّينَ، عَلَى يَسَارِ الثَّنِيَّةِ فِيهَا أَرَاكَةٌ وَهُنَاكَ حَقٌّ مَعَهُمْ لِغَيْرِ وَاحِدٍ

2163 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ فِي بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، يَذْكُرُ كَدَاءً وَكُدَى: " [البحر الخفيف] §أَقْفَرَتْ بَعْدَ شَمْسٍ كَدَاءُ ... فَكُدًى فَالرُّكْنُ فَالْبَطْحَاءُ " وَكَانَتْ لَهُمْ دَارُ الْمَرَاجِلِ كَانَتْ لِآلِ الْمُؤَمَّلِ الْعَدَوِيِّينَ، فَابْتَاعَهَا مِنْهُمْ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَلَهُمْ رَبْعٌ فِي حَقِّ آلِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ حَقٌّ لَكَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الْكِنْدِيِّينَ، ابْتَاعَهُ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فِي الْإِسْلَامِ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي كَانَتْ لِآلِ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ

ذكر رباع بني نوفل بن عبد مناف ولبني عبد مناف يقول عبد الله بن الزبعرى، وهو يذكر موضعهم من قريش، ويصف إقدامهم ورحلتهم، فقال: ونوفل والمحارم قد تولوا لمجد لا أجد ولا سنيد فلهم دار جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، عند موضع دار القوارير الملاصقة

§ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي جُمَحِ بْنِ عَمْرٍو وَلِبَنِي جُمَحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصٍ، يَقُولُ حَفْصُ بْنُ الْأَخْيَفِ الْعَامِرِيُّ: [البحر الكامل] وَبَنُو هُصَيْصٍ وَالْأَكَارِمُ عَامِرٌ ... وَمُحَارِبٌ تِلْكَ اللُّيُوثُ الْقُصَّمُ

2164 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " إِنَّ قَيْنًا مَاتَ فِي خُطَّةِ بَنِي جُمَحٍ، §وَلَمْ يَتْرُكْ وَارِثًا إِلَّا عَبْدًا هُوَ أَعْتَقَهُ، فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَكَّةَ ذُكِرَ ذَلِكَ لَهُ فَأَعْطَاهُ مِيرَاثَهُ " فَلَهُمْ خَطُّهُمُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: خَطُّ بَنِي جُمَحٍ عِنْدَ الرَّدْمِ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَيْهِمْ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: رَدْمُ ابْنِ قُرَادٍ، دَارُ أُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ وَلَهُمْ دَارُ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ فِي حَقٍّ لِبَنِي سَهْمٍ، ابْتَاعَهَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ مِنْ آلِ قُدَامَةَ وَلَهُمْ جَنْبَتَا خَطِّهِمْ يَمِينًا وَشِمَالًا وَلَهُمْ دَارُ صَفْوَانَ السُّفْلَى عِنْدَ دَارِ سَمُرَةَ وَلَهُمْ حَقُّ آلِ أَبِي مَحْذُورَةَ فِي حَقِّ بَنِي سَهْمٍ، وَلَهُمْ حَقُّ آلِ حِذْيَمٍ فِي حَقِّ بَنِي سَهْمٍ، يُقَالُ: إِنَّ تِلْكَ الدَّارَ كَانَتْ -[338]- لِآلِ مَظْعُونٍ، فَلَمَّا هَاجَرُوا وَأَوْعَبُوا فِي الْهِجْرَةِ، حَلَّهَا آلُ حِذْيَمَ، فَغَلَبُوا عَلَيْهَا، ثُمَّ انْتَقَلَ عَنْهَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ إِلَى الشَّامِ

2165 - فَحَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، قَالَ: دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَعِيدَ بْنَ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ فَقَالَ: إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ عَلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: لَا تَفْتِنِّي، قَالَ: وَاللهِ لَا أَدَعُكَ، قَلَّدْتُمُوهَا فِي عُنُقِي قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَلَا نَفْرِضُ لَكَ؟ قَالَ: قَدْ جَعَلَ اللهُ فِي عَطَايَايَ مَا يَكْفِينِي دُونَهُ وَفَضْلًا عَلَى مَا أُرِيدُ فَكَانَ عَطَاؤُهُ إِذَا خَرَجَ ابْتَاعَ لِأَهْلِهِ قُوتَهُمْ وَتَصَدَّقَ بِبَقِيَّتِهِ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ فَضْلُ عَطَائِكَ؟ فَيَقُولُ: أَقْرَضْتُهُ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ أَصْهَارِهِ فَقَالُوا: إِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِأَصْهَارِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، قَالَ: مَا اسْتَأْثَرْتُ عَلَيْهِمْ، وَمَا أَنَا بِمُلْتَمِسٍ رِضَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ بِطَلَبِ الْحُورِ الْعِينِ، لَوِ اطَّلَعَتْ مِنْهُمْ خَيْرَةٌ مِنْ خَيْرَاتِ -[339]- الْجَنَّةِ لَأَشْرَقَتْ لَهَا الْأَرْضُ كَمَا تُشْرِقُ الشَّمْسُ، وَمَا أَنَا بِمُتَخَلِّفٍ عَنِ الْعُنُقِ الْأَوَّلِ، بَعْدَ أَنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §يُجْمَعُ النَّاسُ لِلْحِسَابِ، فَيَجِيءُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ يَدِفُّونَ كَمَا يَدِفُّ الْحَمَامُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: قِفُوا لِلْحِسَابِ فَيَقُولُونَ: وَاللهِ مَا عِنْدَنَا مِنْ حِسَابٍ، وَمَا تَرَكْنَا مِنْ شَيْءٍ فَيَقُولُ رَبُّهُمْ: صَدَقَ عِبَادِي، فَيُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُونَهَا قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِينَ عَامًا " قَالَ ابْنُ سَابِطٍ: وَأَوْصَى سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: اخْشَ اللهَ فِي النَّاسِ، وَلَا تَخْشَ النَّاسَ فِي اللهِ، وَأَحِبَّ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَلِأَهْلِكَ، وَاكْرَهْ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَلِأَهْلِ بَيْتِكَ، وَأَقِمْ وَجْهَكَ لِمَنِ اسْتَرْعَاكَ اللهُ مِنْ قَرِيبِ الْمُسْلِمِينَ وَبَعِيدِهِمْ، وَالْزَمِ الْأَمْرَ ذَا الْحُجَّةِ يُعِنْكَ اللهُ تَعَالَى عَلَى مَا وَلَّاكَ، وَلَا تَقْضِ فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ، بِقَضَائَيْنِ اثْنَيْنِ فَيَخْتَلِفُ عَلَيْكَ قَوْلُكَ، وَيَنْزِعُ عَنِ الْحَقِّ، وَلَا يُخَالِفْ قَوْلُكَ فِعْلَكَ، فَإِنَّ شَرَّ الْقَوْلِ مَا خَالَفَ الْفِعْلَ، وَخُضِ الْغَمَرَاتِ إِلَى الْحَقِّ حَيْثُ عَلِمْتَهُ، وَلَا تَخَفْ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ قَالَ: وَمَنْ يُطِيقُ هَذَا يَا سَعِيدُ؟ قَالَ: مَنْ قُطِعَ لِلَّهِ فِي عُنُقِهِ مِثْلُ مَا قُطِعَ فِي عُنُقِكَ، إِنَّمَا عَلَيْكَ أَنْ تَأْمُرَ فَيُتَّبَعَ أَمْرُكَ، أَوْ يُتْرَكَ فَتَكُونَ لَكَ الْحُجَّةُ وَكَانَتْ لَهُمْ دَارُ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابِ بْنِ عَزِيزٍ التَّمِيمِيِّ، حَلِيفِ الْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ، وَكَانَتْ لِآلِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبٍ

2166 - فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا أَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: تَزَوَّجَ رِئَابُ بْنُ حُذَيْفَةَ أُمَّ وَائِلِ بِنْتَ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيَّةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ ثَلَاثَةَ أَوْلَادٍ: وَائِلًا، وَمَعْمَرًا، وَحَبِيبًا، فَتُوُفِّيَتْ أُمُّهُمْ، فَوَرِثَهَا بَنُوهَا رِبَاعَهَا وَمَوَالِيهَا، فَخَرَجَ بِهِمْ عَمْرٌو إِلَى الشَّامِ، فَمَاتُوا فِي طَاعُونِ عَمْوَاسَ، فَوَرِثَهُمْ عَمْرٌو، وَكَانَ عَصَبَتَهُمْ، فَلَمَّا رَجَعَ جَاءَ بَنُو مَعْمَرٍ، وَبَنُو حَبِيبٍ يُخَاصِمُونَهُ فِي وَلَاءِ مَوَالِيهَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمْ بِمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَا أَحْرَزَ الْوَلَدُ فَهُوَ لِلْعَصَبَةِ، مَنْ كَانَ " فَقَضَى لَنَا بِهِ وَكَتَبَ لَنَا بِهِ كِتَابًا، فِيهِ شَهَادَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَرَجُلٍ آخَرَ، حَتَّى اسْتُخْلِفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَاسْتَعْمَلَ الْحَجَّاجَ، وَبَلَغَهُمْ أَنَّ ذَلِكَ الْقَضَاءَ قَدْ غُيِّرَ، فَتُوُفِّيَ مَوْلًى لَنَا، وَتَرَكَ أَلْفَيْ دِينَارٍ، قَالَ: فَخَاصَمُونَا إِلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، فَرَفَعَنَا إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَأَتَيْتُهُ بِكِتَابِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنْ كُنْتُ لَأَرَى أَنَّ هَذَا مِنَ الْقَضَاءِ الَّذِي لَا يُشَكُّ فِيهِ، وَمَا أَرَى أَنْ بَلَغَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْ يَشُكُّوا فِي هَذَا الْقَضَاءِ فَقَضَى لَنَا بِهِ، فَنَحْنُ فِيهِ الْيَوْمَ وَكَانَتْ لَهُمُ الدَّارُ الَّتِي هِيَ سِجْنُ مَكَّةَ الْيَوْمَ، وَكَانَتْ لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، فَابْتَاعَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْهُ، وَجَعَلَهَا سِجْنَ مَكَّةَ، فَهِيَ إِلَى الْيَوْمِ السِّجْنُ -[341]- وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ أَنَّهُ سِجْنُ عَارِمٍ وَإِنَّمَا سُمِّيَ فِيمَا يَقُولُونَ سِجْنَ عَارِمٍ، أَنَّ عَارِمًا، وَاسْمُهُ زَيْدٌ، وَلَقَبُهُ عَارِمٌ، كَانَ غُلَامًا لِمُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، وَأَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ غَلَبَ مُصْعَبًا وَجَعَلَهُ عَلَى حَرَسِهِ، فَلَمَّا وَجَّهَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ عَمْرَو بْنَ الزُّبَيْرِ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِمَكَّةَ، خَرَجَ عَارِمٌ مَعَ عَمْرِو بْنِ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا هُزِمَ عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ وَأَصْحَابُهُ، أَخَذَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَارِمًا، وَكَانَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَجَعَلَهُ فِي سِجْنِ مَكَّةَ، وَطَلَا ابْنُ الزُّبَيْرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فَأَقَامَهُ قَائِمًا، ثُمَّ بَنَى عَلَيْهِ ذِرَاعًا فِي ذِرَاعٍ، ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ الْبِنَاءَ، فَمَاتَ عَارِمٌ فِيهِ، فَسُمِّيَ سِجْنَ عَارِمٍ وَزَعَمَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ أَنَّ قَبْرَ عَارِمٍ فِي ذَلِكَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: حُفِرَ لَهُ فِي السِّجْنِ، وَكَانَ عَارِمٌ هَذَا مَوْلًى لِبَنِي زُهْرَةَ، فِيمَا ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، وَيُقَالُ: بَلْ سِجْنُ عَارِمٍ فِي دُبُرِ دَارِ النَّدْوَةِ، وَهُوَ أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَ سِجْنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي خِلَافَتِهِ بِمَكَّةَ

2167 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " §أَخَذَنِي ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَحَبَسَنِي فِي دَارِ النَّدْوَةِ فِي سِجْنِ عَارِمٍ، فَانْفَلَتُّ مِنْهُ فِي قُيُودِي، فَلَمْ أَزَلْ أَتَخَطَّى الْجِبَالَ، حَتَّى سَقَطْتُ عَلَى أَبِي بِمِنًى " -[342]- 2168 - فَسَمِعْتُ أَنَا: كَثِيرَ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيَّ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، هَذَا الْحَدِيثَ، وَيَزِيدُ فِيهِ هَذَا الشِّعْرَ: قَالَ: فَقَالَ أَبِي يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، يَتَمَثَّلُ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ، وَهِيَ فِيمَا ذَكَرُوا لَكَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيِّ يُرِيدُ بِهَا ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: [البحر الطويل] تُخَبِّرُ مَنْ لَاقَيْتَ أَنَّكَ عَائِذٌ ... بَلِ الْعَائِذُ الْمَظْلُومُ فِي سِجْنِ عَارِمِ سَمِيُّ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَابْنُ عَمِّهِ ... وَفَكَّاكُ أَغْلَالٍ وَقَاضِي مَغَارِمِ فَمَنْ يَأْتِ هَذَا الشَّيْخَ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنَى ... مِنَ النَّاسِ يَعْلَمْ أَنَّهُ غَيْرُ ظَالِمِ وَلَهُمْ دَارٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ، يُقَالُ لَهَا دَارُ مِصْرَ، فِيهَا الدَّبَّاغُونَ، كَانَتْ لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارُ مِصْرَ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ كَانَ يَأْتِيهِ مِنْ مِصْرَ تِجَارَاتٌ، وَأَمْتِعَةٌ، فَكَانَ إِذَا أَتَتْهُ أُنِيخَتْ فِي دَارِهِ تِلْكَ، فَيَأْتِيهِ النَّاسُ إِلَى أَسْفَلِ مَكَّةَ، فَيَشْتَرُونَ مِنْهُ الْمَتَاعَ، وَلَا تَجُوزُ تِجَارَتُهُ إِلَى غَيْرِ مِصْرَ، فَنُسِبَ الدَّارُ إِلَى مَا كَانَ يُبَاعُ فِيهَا مِنْ مَتَاعِ مِصْرَ

2169 - وَحَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ -[343]- الصَّبَّاحِ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: " كَانَتِ الْأَلُوفُ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَوَلَدَتْ لَهُ جُمَحًا وَسَهْمًا، فَجَلَسَتْ ذَاتَ يَوْمٍ وَمَعَهَا أُتْرُجَّةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَعِنْدَهَا ابْنَاهَا فَدَحَّتْ بِهَا، ثُمَّ قَالَتْ: أَيْ بَنِيَّ، §اسْتَبِقَا فَأَيُّكُمَا سَبَقَ إِلَيْهَا فَهِيَ لَهُ فَخَرَجَا نَحْوَهَا، فَسَبَقَ إِلَيْهَا سَهْمٌ، فَأَخَذَهَا، فَقَالَتْ: وَاللهِ لَكَأَنَّهُ سَهْمٌ مَرَقَ " وَقَالَتْ: لَشَدَّ مَا جَمَحَ عَلَيْهَا فَسُمِّيَ بِهَذَا سَهْمٌ، وَبِهَذَا جُمَحٌ "

§ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصٍ

ذكر رباع حلفاء بني نوفل ولحلفاء بني نوفل، وهم آل عتبة بن غزوان من بني مازن بن منصور بن سليم، دار كانت وسط دورهم، يقال لها: ذات الوجهين، فدخلت في المسجد الحرام ودار لآل حجير بن أبي إهاب، كانت قبلهم لآل نعم بن حبيب الجمحي، وهي الدار التي يقال لها:

" وَلِبَنِي سَهْمٍ يَقُولُ الْخَطَّابُ بْنُ نُفَيْلٍ: [البحر الوافر] §رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرٍو ... إِلَى أَبْيَاتِهِمْ يَأْوِي الطَّرِيدُ فَلَهُمْ مَا بَيْنَ قُعَيْقِعَانَ إِلَى دَارِ قُدَامَةَ إِلَى دَارِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى دَارِ غَبَاةَ السَّهْمِيِّ إِلَى مَا جَازَ الزُّقَاقَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ عَلَى دَارِ أَبِي مَحْذُورَةَ، إِلَى الثَّنِيَّةِ -[344]- وَكَانَتْ لَهُمْ دَارُ الْعَجَلَةِ، وَهِيَ فِيمَا يَقُولُونَ لِقُرَيْشِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَهْمٍ " 2170 - حَدَّثَنِي بِذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّهْمِيُّ وَلَهُمْ مَا جَازَ سَيْلَ قُعَيْقِعَانَ وَمَعَهُمْ لِآلِ هُبَيْرَةَ الْجُشَمِيِّينَ حَقٌّ فِي سَنْدِ جَبَلِ زَرْزَرَ وَمَعَهُمْ حَقُّ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ فِي حَقِّ الْكَفِيفِ وَلَهُمْ دَارُ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ، جَدِّ ابْنِ الزِّبَعْرَى وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي كَانَتِ اتُّخِذَتْ مُتَوَضِّيَاتٍ، ثُمَّ صَارَتْ لِيَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ الْمُطَبِّقِيِّ، ثُمَّ صَارَتْ لِزُبَيْدَةَ، وَكَانَ يُقَالُ لَهَا: دَارُ أَيُّوبَ، وَكَانَ أَيُّوبُ قَيِّمًا عَلَيْهَا، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَهْمٍ وَيُقَالُ: إِنَّ هَذِهِ الدَّارَ كَانَتْ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

ذكر رباع بني الحارث بن فهر فرباعهم دبر قرن القرظ، بين ربع آل مرة بن عمرو الجمحيين، وبين الطريق الذي لآل وابصة مما يلي الخليج ولهم دور عند ردم بني قراد الذي عليه ردم بني جمح، وكان الذي عمل ذلك الردم عبد الملك بن مروان مع ما عمل من الضفائر والردوم بمكة

2171 - فَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، -[345]- قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنِ الْيَسَعِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَكَى خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضِيقَ مَنْزِلِهِ، فَقَالَ لَهُ: " §ارْفَعِ الْبِنَاءَ فِي السَّمَاءِ، وَسَلِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ السَّعَةَ " 2172 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ذَكَرَ لِي الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيُّ، عَنِ الْيَسَعِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَكَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضِيقًا فِي مَنْزِلِهِ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الزُّبَيْرِ

2173 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: وَهِيَ دَارُهُ، يَعْنِي دَارَ خَالِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هَذِهِ الَّتِي مَضَى ذِكْرُهَا، إِلَى قُبَالَةِ دَارِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ، وَهِيَ بِيَدِ آلِ أَيُّوبَ بْنِ سَلَمَةَ، وَكَانَ أَيُّوبُ بْنُ سَلَمَةَ اخْتَصَمَ فِيهَا هُوَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، يَقُولُ أَيُّوبُ: هِيَ مِيرَاثٌ، وَأَنَا أَرِثُهَا دُونَكُمْ بِالْقُعْدُدِ، وَيَقُولُ إِسْمَاعِيلُ: هِيَ صَدَقَةٌ فَأُعْطِيَهَا أَيُّوبُ مِيرَاثًا بِالْقُعْدُدِ -[346]- فَهِيَ لَهُ الْيَوْمَ، وَهِيَ مُوَاجِهَةٌ الْمَسْجِدَ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ إِلَّا الزُّقَاقُ الَّذِي يَخْرُجُ إِلَى مَوْضِعِ الْبَطْحَاءِ الَّتِي قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَرْفُثَ أَوْ يَنْشُدَ شِعْرًا، فَلْيَخْرُجْ إِلَى الْبَطْحَاءِ " وَقَدْ دَخَلَتِ الْبَطْحَاءُ فِي الْمَسْجِدِ وَلَهُمْ دَارُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عِنْدَ أَصْلِ مَنَارَةِ الْمَسْجِدِ السُّفْلَى الْغَرْبِيَّةِ وَلَهُمْ دَارُ يَاسِرٍ خَادِمِ زُبَيْدَةَ، مَا بَيْنَ دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ إِلَى دَارِ غَبَاةَ السَّهْمِيِّ وَعِنْدَ دَارِ غَبَاةَ هَذِهِ زَنْقَةٌ ضَيِّقَةٌ فِي الْتِوَاءٍ كَانَ يُسْتَوْحَشُ فِيهَا أَوَّلَ الزَّمَانِ، وَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يَدْخُلُهَا بِلَيْلٍ إِلَّا ذُعِرَ

2174 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي عُمَرَ، إِنْ شَاءَ اللهُ، يَذْكُرُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عُمَرَ، فَسُئِلَ عَنْ نَفْسِهِ، أَوْ عَنْ غَيْرِهِ، قَالَ: " أَقْبَلْتُ لَيْلَةً مِنَ الثَّنِيَّةِ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ حَتَّى إِذَا صِرْتُ عِنْدَ دَارِ غَبَاةَ يَعْنِي فِي هَذِهِ الزَّنْقَةِ، إِذَا أَنَا بِشَخْصٍ قَدْ وَضَعَ رِجْلًا لَهُ عَلَى حَدِّ الْجِدَارِ، وَالْأُخْرَى عَلَى الْجِدَارِ الْآخَرِ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الهزج] §يَا رِجْلِيَ الْيُمْنَى ... أَعِينِي رِجْلِيَ الْيُسْرَى فَإِنَّكِ إِنْ تُعِينِيهَا ... تُعِنْكِ لَيْلَةً أُخْرَى قَالَ: فَرَجَعْتُ حِينَ سَمِعْتُ ذَلِكَ فَزِعًا حَتَّى أَخَذْتُ فِي الْوَادِي "

ذكر رباع بني أسد بن عبد العزى ولبني أسد بن عبد العزى، وهم الذين يقول فيهم عبد الله بن الزبعرى السهمي: ألا من مبلغ عني رسولا بني أسد المكارم والخيارا ألستم خير من ركب المطايا ومن وافى المحصب والجمارا ولهم يقول ورقة بن نوفل أيضا يفخر بقومه: إذا افتخر

2175 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ -[347]- حَمْزَةَ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ: " أُكْرِيَ لِقَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْوَرَعِ فِي دَارِ السَّهْمِيِّينَ بِهَذِهِ، فَتَعَسَّرَتْ عَلَيْهِمْ ضَبَّةُ الْبَابِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أَلَا نَأْتِي بِمَنْ يَعْمَلُ الضَّبَّةَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: §لَا نَسْتَعْمِلُ الضَّبَّةَ حَتَّى يَأْتِيَ رَبُّ الضَّبَّةِ "، هَذَا أَوْ نَحْوَهُ وَفِي دَارِ غَبَاةَ يَقُولُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ: [البحر المتقارب] وَدَارُ غَبَاةٍ فَلَا تَقْرَبُوهَا ... أَشَرُّ الْبِقَاعِ وَمَأْوَى اللُّصُوصْ وَلَهُمْ حَقُّ آلِ قَمَطَةَ وَكَانَتْ لَهُمْ دُورُ ابْنِ الزُّبَيْرِ الَّتِي بِقُعَيْقِعَانَ الَّتِي ابْتَاعَهَا مِنْ آلِ عَفِيفِ بْنِ عَمْرٍو، وَآلِ سَمِيرٍ وَلِلْعَقَارِبَةِ حَقٌّ فِي بَنِي سَهْمٍ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي تُقَابِلُ دَارَ يَسَارٍ مَوْلَى بَنِي جَمِيلٍ وَالْعَقَارِبَةُ: قَوْمٌ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ وَلِكَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ فِيهِمْ خُؤُولَةٌ

2176 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " أُمُّ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ: عَائِشَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ، وَهُوَ خُوَيْلِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُجَالِدِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ بُحَيْرِ بْنِ حِمَاشِ بْنِ عُرَيْجِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: §لَعَنَ اللهُ مَنْ سَبَّ عَلِيًّا ... وَحُسَيْنًا مِنْ سُوقَةٍ وَإِمَامِ أَتَسُبُّ الْمُطَيَّبِينَ جُدُودًا ... وَالْكَرِيمِي الْأَخْوَالِ وَالْأَعْمَامِ "

§ذِكْرُ رِبَاعِ حُلَفَاءِ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرٍو وَلِبُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيِّ دَارٌ فِي طَرَفِ الثَّنِيَّةِ، فَوَلَدُ بُدَيْلٍ يَحُوزُونَهَا إِلَى الْيَوْمِ، وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الَّذِي كَانَ سَفِيرًا بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ قُرَيْشٍ فِي صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ، وَلَهُ يَقُولُ ابْنُ الزِّبَعْرَى السَّهْمِيُّ

2177 - كَمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّهْمِيُّ: " [البحر الطويل] §جَزَى اللهُ وَالْأَيَّامُ خَيْرَ جَزَائِهِ ... بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ الَّذِي سَبَّبَ السِّلْمَا

§ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَلِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ يَقُولُ حَفْصُ بْنُ الْأَخْيَفِ الْعَامِرِيُّ: [البحر الكامل] وَبَنُو هُصَيْصٍ وَالْأَكَارِمُ عَامِرٌ ... وَمُحَارِبٌ تِلْكَ اللُّيُوثُ الْقُضَّمُ فَلَهُمْ مَا بَيْنَ ظَهْرِ دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الَّتِي فِي الْمَسْعَى، وَدَارِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، شَارِعًا عَلَى الْوَادِي، وَدَارِ ابْنِ حُوَارٍ -[349]- مُصْعِدًا إِلَى حَقِّ أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَذَلِكَ عَنْ يَسَارِ الْمُصْعِدِ فِي الْوَادِي وَلَهُمْ أَيْضًا شَارِعٌ عَلَى الْوَادِي مَا بَيْنَ حَقِّ آلِ صَيْفِيٍّ إِلَى حَقِّ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَّا مَا ابْتَاعَ الْأَخْنَسُ بْنُ شُرَيْقٍ مِنْهُمْ وَلَهُمْ بَعْضُ دَارِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الَّتِي فِي الْمَسْعَى وَكَانَ حَقُّ آلِ أَبِي طَرَفَةَ الْهُذَلِيِّينَ الَّذِي بَاعُوهُ مِنْ آلِ أَبِي طَلْحَةَ، وَهُوَ دَارُ الرَّبِيعِ، وَالَّتِي يَلِيهَا، وَدَارُ الطَّلْحِيِّينَ، وَالْحَمَّامُ، " وَأَوَّلُ حَقِّهِمْ مِنْ أَعْلَى الْوَادِي: دَارُ هِنْدِ بِنْتِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ أَوَّلُ بَابٍ بُوِّبَ بِمَكَّةَ

2178 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §أَوَّلُ بَابٍ بُوِّبَ بِمَكَّةَ دَارُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو " وَهَذِهِ الدَّارُ الْيَوْمَ تُنْسَبُ إِلَى صَدَقَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ

ذكر رباع بني عبد الدار بن قصي ولبني عبد الدار بن قصي يقول عبد الله بن الزبعرى السهمي: ألا أبلغ لديك بني قصي سهام المجد والحسب اللهام وغيث المجتدين إذا شتونا وحرز العائذين من الظلام وأولى الناس كلهم جميعا ببيت الله والبلد الحرام وبالمجد المقدم غير بخل

2179 - فَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ -[350]- بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: " تَزَوَّجَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو أَحَدُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، صَفِيَّةَ بِنْتَ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ الْعَامِرِيِّ، قَتِيلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَكَانَتْ تَحْمُقُ، فَوَلَدَتْ مِنْهُ عَمْرَو بْنَ سُهَيْلٍ فَأَنْجَبَتْ، ثُمَّ وَلَدَتْ أَنَسَ بْنَ سُهَيْلٍ فَأَحْمَقَتْ، فَبَيْنَا سُهَيْلٌ جَالِسًا عَلَى بَابِ دَارِهِ، يَعْنِي بِمَكَّةَ، وَمَعَهُ أَنَسٌ، وَهُوَ شَابٌّ يَوْمَئِذٍ، إِذْ مَرَّ بِهِ الْأَخْنَسُ بْنُ شُرَيْقٍ الثَّقَفِيُّ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَنَسُ؟ قَالَ: لَيْسَ أُمِّي فِي الْبَيْتِ، هِيَ فِي بَيْتِ حَنْظَلَةَ تَطْحَنُ سَوِيقًا لَهَا، فَقَالَ أَبُوهُ: أَسَاءَ سَمْعًا، فَأَسَاءَ إِجَابَةً، ثُمَّ قَامَ مُغْضَبًا فَدَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ فَقَالَ: وَيْحَكِ، وَقَفَ الْأَخْنَسُ بْنُ شُرَيْقٍ عَلَى أَنَسٍ فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ فَقَالَ: لَيْسَ أُمِّي فِي الْبَيْتِ، ذَهَبَتْ تَطْحَنُ سَوِيقًا لَهَا، فَقَالَتْ: أَفَلَا أَخْبَرْتَهُ أَنَّهُ صَبِيٌّ لَا عَقْلَ لَهُ؟ فَتَعَجَّبَ سُهَيْلٌ مِنْ حُمْقِهَا فَقَالَ: §أَشْبَهَ امْرَأً بَعْضُ بَزِّهِ، فَأَرْسَلَهَا مَثَلًا، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَهَا " وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ هِنْدًا اسْتَأْذَنَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي تَبْوِيبِ بَابِهَا عَلَى دَارِهَا، وَذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَنْهَى أَنْ تُتَّخَذَ الْأَبْوَابُ عَلَى دُورِ مَكَّةَ، فَقَالَتْ لَهُ هِنْدٌ: إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أَحْفَظَ مَتَاعَ الْحَاجِّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأُحْرِزَهُ مِنَ السَّرَقِ، فَأَثْبَتَ الْبَابَ عَلَى حَالِهِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: بَوَّبَتْهُ قَبْلَ عُمَرَ، فَاللهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ، وَقَدْ جَاءَ حَدِيثٌ يَشُدُّ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ، أَنَّهَا اسْتَأْذَنَتْ فِيهِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

2180 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ جَعَلَ عَلَى دَارِهِ بَابًا بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، اسْتَأْذَنَتْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ السَّرَقِ " وَلِدَارِ هِنْدٍ يَقُولُ الْقَائِلُ: [البحر الطويل] أَلَا يَا دَارَ هِنْدٍ أَلَا حُيِّيتِ مِنْ دَارِ ... فَقَدْ قَضَّيْتُ مِنْ هِنْدٍ لُبَانَاتِي وَأَوْطَارِي لَيَالِيَّ أَنْتِ رَوَاحَاتِي وَأَبْكَارِي وَلَهَا يَقُولُ أَيْضًا: أَلَا يَا دَارَ هِنْدٍ لَا يَغْشَكِ الْبِلَى ... وَلَا زَالَ مَمْطُورُ جَنَابِكَ سَالِمَا كَأَنِّي لَمْ أَجْلِسْ بِفَيْئِكِ بِالضُّحَى ... وَلَمْ أَكُ مَسْرُورًا بِمَنْ فِيكِ نَاعِمَا وَلَهُمْ دَارُ ابْنُ الْحُوَارِ بِسُوقِ اللَّيْلِ

2181 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، وَسَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى بْنَ أَبِي مَسَرَّةَ، غَيْرَ مَرَّةٍ يُحَدِّثُ بِهِ، قَالَا: ثنا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، قَالَ: " §أَتَيْنَا الزُّهْرِيَّ فِي دَارِ ابْنِ الْحُوَارِ، فَخَيَّرَنَا بَيْنَ عِشْرِينَ حَدِيثًا وَبَيْنَ حَدِيثِ السَّقِيفَةِ، فَقَالَ الْقَوْمُ: حَدِّثْنَا بِحَدِيثِ السَّقِيفَةِ، فَحَدَّثَنَا بِهِ " -[352]- وَلَهُمُ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِلْغِطْرِيفِ أَسْفَلَ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ، وَكَانَتْ لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ صَارَتْ لِابْنِ حُوَيْطِبٍ وَأَسْفَلُ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ دَارُ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَبِئْرُهُ بَيْنَ يَدَيْ دَارِهِ إِلَى الْيَوْمِ وَكَانَ حُوَيْطِبٌ خَرَجَ عَنْ مَكَّةَ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَعَ أُنَاسٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَتَرَكُوا مَنَازِلَهُمْ بِمَكَّةَ

2182 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: إِنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ وَحُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى وَسُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو حَضَرُوا بَابَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَخَّرَ إِذْنَهُمْ، فَكَلَّمُوهُ، فَقَالَ: " §لَيْسَ إِلَّا مَا تَرَوْنَ , دُعِيَ الْقَوْمُ فَأَجَابُوا، وَدُعِيتُمْ فَأَبْطَأْتُمْ، فَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ " فَخَرَجُوا إِلَى الشَّامِ يُجَاهِدُونَ حَتَّى مَاتُوا وَكَانَتْ لَهُمُ الدَّارُ الَّتِي تُعْرَفُ بِالْعَبَّاسِيَّةِ، الَّتِي كَانَتْ لِمُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، فَأَخَذَهَا مِنْهُ الْمَهْدِيُّ، كَانَتْ لِمَخْرَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَخِي حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَهُمْ أَيْضًا رَبْعٌ عِنْدَ أَصْحَابِ الشَّيْرَقِ يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِدَارِ أَبِي ذِئْبٍ وَلَهُمْ أَيْضًا حَقٌّ عِنْدَ الْعَطَّارِينَ

§ذِكْرُ حُدُودِ مَكَّةَ وَتِهَامَةَ

ذكر رباع حلفاء بني عبد الدار بن قصي ولحلفائهم لآل نافع بن عبد الحارث الخزاعيين الحق المتصل بحقهم إلى الحذائين، ودار الندوة إلى السويقة والزقاق الذي يسلك إلى دار عبد الله بن مالك، وإلى المروة وهو الحق الذي باعوا من جعفر بن يحيى، وينقطع ربعهم من عند دار

2183 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ: " §تِهَامَةُ: مَكَّةُ إِلَى أَسْيَافِ الْبَحْرِ إِلَى الْجُحْفَةِ بِذَاتِ عِرْقٍ وَأَمَّا نَجْدٌ: فَالْمَدِينَةُ إِلَى الطَّائِفِ إِلَى الْعَذِيبِ إِلَى السِّمَاوَةِ سِمَاوَةِ كَلْبٍ وَأَمَّا الْحِجَازُ فَمَا حَجَزَ بَيْنَ نَجْدِ أَرْضِ الْيَمَنِ، فِيمَا بَيْنَ تِهَامَةَ وَالْعَرُوضِ، وَالْحِجَازُ السَرَوَاتُ وَمَا يَلِيهَا إِلَى عَدَنٍ إِلَى سَيْفِ عُمَانَ "

§ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَ مُسْلِمًا مِنْ ظِلِّ رَأْسِهِ مِنْ حَرَمِ اللهِ تَعَالَى، مَا لَهُ فِيهِ مِنَ الْإِثْمِ، وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

ذكر رباع بني زهرة بن كلاب ولبني زهرة يقول جعفر بن الأحنف أخو بني عامر بن لؤي: وسراة زهرة والليوث كذا الوغا تيم هناك لها الفعال الأكرم ولهم دار بفناء المسجد عند دار يعلى بن منية ذات الوجهين، كان فيها حق آل عوف بن عبد عوف

2184 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، أَوْ عَطَاءٍ قَالَ: " بَلَغَنَا أَنَّهُ " §مَنْ أَخْرَجَ مُسْلِمًا مِنْ ظِلِّ رَأْسِهِ فِي حَرَمِ اللهِ تَعَالَى أَحْرَمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ظِلَّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

2185 - وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ، قَالَ: " إِنْ §أَسْكُنْ بَيْتًا فِي حَرَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِمَكَّةَ ذَهَبًا "

ذكر رباع حلفاء بني زهرة ولخيرة بنت سباع بن عبد العزى الخزاعية الملحية دار كانت في أصل المسجد متصلة بحق آل جبير بن مطعم، فدخلت في المسجد، ولآل قارظ الدار التي صارت لأمير المؤمنين هارون التي بناها حماد البربري بين دار الأزهريين، وبين دار الفضل بن الربيع

§ذِكْرُ الزِّيَادَةِ فِي الدِّيَةِ عَلَى مَنْ قَتَلَ فِي الْحَرَمِ وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

2186 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " إِنَّ §رَجُلًا مِنْ آلِ عَبْلَةَ أَوْطَأَ امْرَأَةً فِي الْحَرَمِ، فَقَضَى عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِدِيَتِهَا دِيَةً وَثُلُثًا تَعْظِيمًا لِلْحَرَمِ " 2187 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: أنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، نَحْوَهُ

2188 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: أنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §إِذَا قَتَلَ الرَّجُلُ الْمُحْرِمُ، أَوْ فِي الْحَرَمِ، أَوْ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، فَدِيَةٌ وَثُلُثٌ "

ذكر رباع بني تيم بن مرة ولبني تيم بن مرة يقول الشاعر وهو يذكر حلفهم: تيم بن مرة إن سألت وهاشم الخير في دار ابن جدعان متحالفين على الندى ما غردت ورقاء في فنن من جزع كتمان فلهم دار أبي بكر الصديق رضي الله عنه في خط بني جمح، وفيها بيت أبي بكر رضي الله عنه

2189 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا الْمُقْرِئُ، عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: " إِنَّ السُّنَّةَ كَانَتْ أَنْ يُزَادَ فِي الْقَتْلِ وَالْجِرَاحِ مِثْلُ ثُلُثِ عَقْلِهَا فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ وَحُرْمَةِ مَكَّةَ، حَتَّى لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقْضِي بِذَلِكَ فِي §رَاحِلَةِ الْمُحْرِمِ تُصَابُ فِي الْحَرَمِ، فَيَزِيدُ فِي ثَمَنِهَا مِثْلَ ثُلُثِهِ قَالَ: فَنَزَلَتْ زِيَادَةُ الشَّهْرِ الْحَرَامِ حَتَّى دَرَسَ الْعِلْمُ، وَأَمْسَكَ بِزِيَادَةِ الْحُرْمَةِ وَلَمْ أَشْعُرْ أَنَّهَا تُرِكَتْ حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ "

2190 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّجَّارُ بِصَنْعَاءَ، عَنْ مَنْ أَجَازَهُ لِي، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §الرَّجُلُ يُقْتَلُ فِي الْحَرَمِ أَيْنَ يُقْتَلُ قَاتِلُهُ؟ قَالَ: " حَيْثُ شَاءَ أَهْلُ الْمَقْتُولِ، فِي الْحَرَمِ أَوْ فِي الْحِلِّ، " قَالَ: " وَإِنْ قَتَلَ فِي الْحِلِّ لَمْ يُقْتَلْ فِي الْحَرَمِ، وَكَذَلِكَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ فِي كُلِّ ذَلِكَ "، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّ رَجُلًا خَرَجَ فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي شَهْرٍ حَلَالٍ فَأَتَى عُثْمَانَ فِي ذَلِكَ فِي شَهْرٍ حَرَامٍ فَأَرَادَ أَنْ يُقِيدَ -[357]- فِي شَهْرٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ إِنْسَانًا وَهُوَ فِي طَائِفَةِ الْقَوْمِ أَلَّا يُقِيدَ حَتَّى يَدْخُلَ شَهْرٌ حَلَالٌ سَوَاءٌ ذَلِكَ بَيْنَهُمَا، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَزَعَمُوا أَنَّ الْحُدُودَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ يُجْنِبُهَا إِلَى غَيْرِهِ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " مَنْ قَتَلَ أَوْ سَرَقَ فِي الْحَرَمِ أُخِذَ فِي الْحَرَمِ "، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: الْمُسْلِمُ يَقْتُلُ النَّصْرَانِيَّ عَمْدًا؟ قَالَ: دِيَتُهُ، قُلْتُ لِعَطَاءٍ: تُغَلَّظُ فِي عَقْلِهِ فِي الْحَرَمِ؟ قَالَ: لَا

2191 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي التَّغْلِيظِ فِي الدِّيَةِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ وَفِي الْحَرَمِ وَفِي الْمُحَرَّمِ وَشِبْهِ الْعَمْدِ: " §يُغَلَّظُ فِي الْأَسْنَانِ وَلَا يُزَادُ فِي الدِّيَةِ " يَقُولُ: " إِنَّمَا التَّغْلِيظُ فِي أَسْنَانِ الْإِبِلِ "

2192 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فِي التَّغْلِيظِ فِي الْحَرَمِ، وَالْمُحَرَّمِ، وَالْجَارِ، وَالشَّهْرِ الْحَرَامِ: " §يُغَلَّظُ فِي الْأَسْنَانِ، وَلَا يُزَادُ فِي الدِّيَةِ شَيْءٌ "

ذكر رباع بني مخزوم بن يقظة

2193 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: ثنا الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، فَأَرْسَلْنَا إِلَى عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ نَسْأَلُهُ عَنِ الْإِنْسَانِ، يَقْتُلُ بِمَكَّةَ قَالَ: أَحْسَبُهُ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، فَأَتَانَا الرَّسُولُ فَقَالَ: " §يُغَلَّظُ فِي السِّنِّ "

2194 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَطَاءٍ، أَنَّهُمَا قَالَا: " §فِيهِ فَضْلٌ لَا نَدْرِي مَا ذَلِكَ الْفَضْلُ "

2195 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ قَالَ فِي §الَّذِي يُقْتَلُ فِي الْحَرَمِ: " لَهُ الدِّيَةُ وَثُلُثُ الدِّيَةِ "

2196 - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ، قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ اسْتُفْتِيَ فِي §الدِّيَةِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ هَلْ فِيهَا مِنْ زِيَادَةٍ؟ فَقَالَ: " لَا، وَلَكِنَّهَا فِي الْحُرْمَةِ، وَفِيهَا ثُلُثُ الدِّيَةِ "

2197 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي §الَّذِي يَقْتُلُ فِي الْحَرَمِ: " دِيَةٌ وَثُلُثٌ " 2198 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا أَبُو حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ، نَحْوَهُ وَزَادَ فِيهِ: وَيَعْتِقُ رَقَبَةً وَالْمَسْأَلَةُ أَنْ يُقْتَلَ رَجُلٌ خَطَأً فِي الْحَرَمِ

2199 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: ثنا الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ §الَّذِي يَقْتُلُ فِي الْحَرَمِ فَقَالَ: " يُزَادُ رُبُعُ الدِّيَةِ "

2200 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَحَجَّاجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَالشَّعْبِيِّ، أَنَّهُمَا قَالَا: " §مَنْ قَتَلَ فِي الْحَرَمِ أَوْ فِي غَيْرِ الْحَرَمِ فَهُوَ سَوَاءٌ "

§ذِكْرُ الْقَاتِلِ يَدْخُلُ الْحَرَمَ أَنَّهُ يَأْمَنُ فِيهِ، وَكَيْفَ يُصْنَعُ بِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ، فَيُقَامَ عَلَيْهِ الْحَدُّ

2201 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ "، قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا الْحَدَثُ؟ قَالَ: الْحَدَثُ الرَّجُلُ يَقْتُلُ الْقَتِيلَ، أَوْ يُصِيبُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ الَّذِي أَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ لَا يُنْجِيهِ مِنْهُ إِلَّا الْحَرَمُ، فَأَمَرَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَّا يُطْعَمَ، وَلَا يُسْقَى، وَلَا يُؤْوِيهِ أَحَدٌ، فَمَنْ فَعَلَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ حَتَّى يُخْرِجَهُ الْجُوعُ مِنَ الْحَرَمِ فَيُؤْخَذَ بِحَدَثِهِ

2202 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §إِذَا -[361]- أَصَابَ الْإِنْسَانُ الْحَدَّ فِي غَيْرِ الْحَرَمِ، ثُمَّ دَخَلَ الْحَرَمَ كَانَ آمِنًا، لَا يُؤْخَذُ، يَأْتِيهِ الَّذِي يُطَالِبُهُ فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ اتَّقِ اللهَ فِي دَمِ فُلَانٍ وَاخْرُجْ مِنَ الْمَحَارِمِ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " لَا يُبَايَعُ، وَلَا يُجَالَسُ، وَلَا يُؤَاكَلُ، وَلَا يُؤْوَى , فَإِذَا خَرَجَ مِنَ الْحَرَمِ أُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدُّ وَلَا يُقْتَلُ فِي الْحَرَمِ "

2203 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §مَنْ أَصَابَ حَدًّا ثُمَّ دَخَلَ الْحَرَمَ، فَإِنَّهُ لَا يُؤْوَى وَلَا يُبَايَعُ، وَلَا يُجَالَسُ، وَيُذْكَرُ فِيهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الْحَرَمِ فَيُقَامَ عَلَيْهِ " قَالَ سُفْيَانُ: خَالَفَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا النَّاسَ فِي هَذَا 2204 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِنَحْوِهِ 2205 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ -[362]- بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِنَحْوٍ مِنْ ذَلِكَ 2206 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِنَحْوِهِ

ذكر رباع بني عدي بن كعب ولبني عدي يقول حفص بن الأخيف: وبني عدي لا أرى أمثالهم عند القتال إذا القنا متحطم فللخطاب بن نفيل الداران اللتان صارتا لمصعب بن الزبير عند دار العجلة، دخلتا في دار العجلة وفي المسجد بعضها وكانت للخطاب بن نفيل أيضا دار بين دار

2207 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §عَابَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي رَجُلٍ أَخَذَهُ فِي الْحِلِّ ثُمَّ أَدْخَلَهُ الْحَرَمَ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ إِلَى الْحِلِّ فَقَتَلَهُ " قَالَ: " أَدْخَلَهُ الْحَرَمَ ثُمَّ أَخْرَجَهُ، وَكَانَ ذَلِكَ رَجُلًا اتَّهَمَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي بَعْضِ الْأَمْرِ، وَأَعَانَ عَلَيْهِ عَبْدَ الْمَلِكِ فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لَمْ يَرَ عَلَيْهِ قَتْلًا، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ بَعْدَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى قُتِلَ "

2208 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا -[363]- الْيَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْعَنَزِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: " شَهِدْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §أُتِيَ بِسَبْعَةٍ أُخِذُوا فِي لِوَاطٍ فَقَامَتْ عَلَيْهِمُ الْبَيِّنَةُ، أَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ أَنْ قَدْ أُحْصِنُوا بِالنِّسَاءِ، فَأَمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِالثَّلَاثَةِ فَجُلِدُوا، وَأَمَرَ بِالْأَرْبَعَةِ فَأُخْرِجُوا مِنَ الْحَرَمِ فَرُضِخُوا بِالْحِجَارَةِ، وَابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ فِي الْمَسْجِدِ "

2209 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " §إِذَا قَتَلَ الرَّجُلُ فِي الْحَرَمِ قُتِلَ فِي الْحَرَمِ، فَإِذَا أَصَابَ حَدًّا فِي الْحَرَمِ أُقِيمَ عَلَيْهِ، وَإِذَا قَتَلَ فِي غَيْرِ الْحَرَمِ ثُمَّ دَخَلَ الْحَرَمَ أَمِنَ " 2210 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، مِثْلَ حَدِيثِ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ

2211 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: " §لَا يُقَامُ الْحَدُّ فِي الْحَرَمِ إِلَّا رَجُلٌ -[364]- أَصَابَهُ بِالْحَرَمِ، فَإِنَّهُ يُقَامُ عَلَيْهِ الْحَدُّ فِي الْحَرَمِ " قَالَ: " وَأَرَادَ أَمِيرٌ مِنْ أُمَرَاءِ مَكَّةَ أَنْ يُقِيمَ حَدًّا عَلَى رَجُلٍ فِي الْحَرَمِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ أَلَّا تُقِيمَ بِمَكَّةَ حَدًّا عَلَى أَحَدٍ إِلَّا رَجُلٌ أَصَابَهُ فِي الْحَرَمِ " قَالَ: " فَخَلَّى سَبِيلَهُ "

2212 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: ثنا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: " §شَهِدْتُ الْمَوْسِمَ، فَأُتِيَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بِسَارِقٍ قَدْ قُطِعَتْ قَوَائِمُهُ ثُمَّ سَرَقَ نَاقَةً لِعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ بِرَحْلِهَا وَمَتَاعِهَا، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ مِنَ الْحَرَمِ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ سَالِمًا وَالْقَاسِمَ وَعُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ فَلَمْ يُنْكِرُوا ذَلِكَ " وَقَالُوا: " أَصَابَ السُّنَّةَ "

2213 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَطَاءٌ: §عَظَّمَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَتْلَ ابْنِ الزُّبَيْرِ سَعْدًا وَأَصْحَابَهُ فِي الْحَرَمِ، فَقَالَ لَهُ أَحَدُ الْقَوْمِ: قَوْمٌ قَاتَلُوهُ، فَقَالَ: " وَلَوْ يَأْمَنُونَ إِذَا دَخَلُوا الْحَرَمَ " قَالَ: " أَرَأَيْتَ إِنْ وَجَدْتُ فِيهِ قَاتِلَ أَبِي أَوْ أُمِّي؟ " قَالَ: " إِذَنْ أَدَعَهُ وَأَعْزِمَ عَلَى النَّاسِ أَلَّا يُؤْوهُ وَلَا يُجَالِسُوهُ، فَلَعَمْرِي لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهُ "

2214 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ {§وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران: 97] ؟ قَالَ: " يَأْمَنُ فِيهِ كُلُّ شَيْءٍ دَخَلَهُ " قَالَ: " وَإِنْ كَانَ صَاحِبَ دَمٍ إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَتَلَ فِي الْحَرَمِ فَيُقْتَلُ " وَتَلَا: {وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ} [البقرة: 191] " فَإِنْ كَانَ قَتَلَ فِي غَيْرِهِ، ثُمَّ دَخَلَهُ أَمِنَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ " فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى: فَعَبْدِي أَبِقَ فَدَخَلَهُ؟ قَالَ: " فَخُذْهُ فَإِنَّكَ لَا تَأْخُذُهُ لِتَقْتُلَهُ "

ذكر رباع بني جمح بن عمرو ولبني جمح بن عمرو بن هصيص، يقول حفص بن الأخيف العامري: وبنو هصيص والأكارم عامر ومحارب تلك الليوث القصم

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {§وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران: 97] قَالَ: " يَأْمَنُ فِيهِ مَنْ فَرَّ إِلَيْهِ، وَإِنْ أَحْدَثَ كُلَّ حَدَثٍ، قَتَلَ، أَوْ زَنَا، أَوْ صَنَعَ مَا صَنَعَ، إِذَا كَانَ هُوَ يَفِرُّ إِلَيْهِ أَمِنَ وَلَمْ يُمْسَسْ مَا كَانَ فِيهِ، وَلَكِنْ يُمْنَعُ النَّاسُ أَنْ يُؤْوهُ، وَأَنْ يُبَايِعُوهُ، وَأَنْ يُجَالِسُوهُ، قَالَ: فَإِنْ كَانُوا هُمْ أَدْخَلُوهُ فَلَا بَأْسَ أَنْ يُخْرِجُوهُ إِنْ شَاءُوا، وَإِنِ انْفَلَتَ مِنْهُمْ فَدَخَلَهُ، وَإِنْ أَحْدَثَ فِي الْحَرَمِ أُخِذَ فِي الْحَرَمِ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §لَوْ وَجَدْتُ قَاتِلَ الْخَطَّابِ فِيهِ مَا مَسَسْتُهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي حُسَيْنٍ يُحَدِّثُ ذَلِكَ عَنْ -[366]- عِكْرِمَةَ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §لَوْ وَجَدْتُ فِيهِ قَاتِلَ الْخَطَّابِ مَا بَدَهْتُهُ "

§ذِكْرُ مَا يَجُوزُ قَطْعُهُ وَأَكْلُهُ مِنْ شَجَرِ الْحَرَمِ

2215 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي §السَّنَا فِي الْحَرَمِ: " خُذْ مِنْ وَرَقِهِ وَلَا تَنْزِعْهُ مِنْ أَصْلِهِ "

2216 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ " رَخَّصَ فِي §الْأَرَاكِ أَنْ يُقْطَعَ مِنْهُ السِّوَاكُ، وَكَانَ يُرَخِّصُ فِي وُرَيْقِ السَّنَا "

ذكر رباع بني سهم بن عمرو بن هصيص

2217 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " §لَا بَأْسَ بِمَا سَقَطَ مِنْ وَرَقِ الْحَرَمِ "

2218 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: " §وَلَا بَأْسَ أَنْ يُنْزَعَ، فِي الْحَرَمِ الْعُشَرُ وَالضَّغَابِيسُ وَالسِّوَاكُ مِنَ الْبَشَامَةِ فِي الْحَرَمِ وَوَرَقِ السَّنَا تَوْرِيقًا، وَلَعَمْرِي لَأَنْ كَانَ يُنْزَعُ مِنْ أَصْلِهِ أَبْلَغُ، لَيُنْزَعَنَّ كَمَا تُنْزَعُ الضَّغَابِيسُ، وَأَمَّا التِّجَارَةُ فَلَا "

2219 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي يُوسُفَ الْمَكِّيُّ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، -[368]- قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ، يَقُولُ: " كَانَ عَطَاءٌ §يُرَخِّصُ فِي الْحِنَّاءِ وَالضَّغَابِيسِ وَالْعِتْرِ أَنْ يُؤْكَلَ فِي الْحَرَمِ وَيَأْكُلَهُ الْمُحْرِمُ "

2220 - حَدَّثَنَا الْمَخْزُومِيُّ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: " §الْبَهْشُ مِنَ الْحَرَمِ "، وَلَا أَرَاهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ: لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا إِلَّا لِمَاشِيَةٍ

2221 - وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ " كَانَ §لَا يَرَى بَأْسًا بِكُلِّ شَيْءٍ يُؤْكَلُ مِنْ شَجَرِ الْحَرَمِ مِنَ الْعِشْرِقِ وَالْعِتْرِ "

2222 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " §لَا بَأْسَ بِمَا أُنْبِتَ عَلَى مَائِكَ أَوْ كِظَامَتِكَ مِنْ شَجَرِ الْحَرَمِ أَنْ تَنْزِعَهُ "

2223 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: كَرِهَ عَطَاءٌ وَعَمْرٌو مَا نَبَتَ عَلَى مَائِي فِي الْحَرَمِ " فَرَاجَعَ عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ عَطَاءً فَقَالَ: لَئِنْ كَرِهَ مَا نَبَتَ عَلَى مَائِي فِي الْحَرَمِ، لَيُحَرِّمَنَّ عَلَيَّ قِطْنِي فِيمَا أَحْسَبُ فَإِنَّهُ تَنْبُتُ فِيهِ الْغُرَيْبَةُ وَالْخُضَرُ قَالَ عَطَاءٌ: " §حَلَّ لَكَ مَا نَبَتَ عَلَى مَائِكَ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ أَنْبَتَّهُ " وَكَرِهَ عَطَاءٌ أَنْ أُقَرِّبَ لِبَعِيرِي أَوْ لِشَاتِي غُصْنًا مِنْ شَجَرِ الْحَرَمِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَأَلَهُ ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ: أَبْسُطُ بِسَاطِي عَلَى نَبْتٍ فِي الْحَرَمِ وَيَنْزِلُونَ عَلَيْهِ؟ قَالَ " نَعَمْ "

ذكر رباع حلفاء بني سهم بن عمرو ولبديل بن ورقاء الخزاعي دار في طرف الثنية، فولد بديل يحوزونها إلى اليوم، وبديل بن ورقاء الذي كان سفيرا بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش في صلح الحديبية، وله يقول ابن الزبعرى السهمي

2224 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " §لَا بَأْسَ بِمَا وَقَعَ مِنْ شَجَرِ الْحَرَمِ أَنْ يُؤْخَذَ وَيُنْتَفَعَ بِهِ "

§ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ قَطْعَ شَجَرِ الْحَرَمِ، وَمَنْ رَخَّصَ فِيهِ

ذكر رباع بني عامر بن لؤي ولبني عامر بن لؤي يقول حفص بن الأخيف العامري: وبنو هصيص والأكارم عامر ومحارب تلك الليوث القضم فلهم ما بين ظهر دار العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه التي في المسعى، ودار جعفر بن سليمان، شارعا على الوادي، ودار ابن حوار مصعدا

2225 - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْعِجْلِيُّ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَأَى §رَجُلًا يَحْتَشُّ فِي الْحَرَمِ، فَزَبَرَهُ وَقَالَ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ هَذَا؟ " قَالَ: وَشَكَى إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَرَقَّ لَهُ وَأَمَرَ لَهُ بِشَيْءٍ

2226 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَبْصَرَ §رَجُلًا يَعْضُدُ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ فِي الْحَرَمِ، فَقَالَ لَهُ: " يَا عَبْدَ اللهِ، إِنَّ هَذَا حَرَمُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ تَصْنَعَ فِيهِ هَذَا " فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي لَمْ أَعْلَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

2227 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ -[371]- أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " §شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْفَتْحَ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَمَعَهُ جَمَلٌ حَرُونٌ، وَفَرَسٌ حَرُونٌ، قَالَ: فَذَهَبَ يَخْتَلِي لِفَرَسِهِ مِنَ الْجَبَلِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ، وَذَكَرَ خَيْرًا " قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَعَلَيْهِ بُرْدٌ مُلَوَّنٌ، وَمَعَهُ رُمْحٌ ثَقِيلٌ

2228 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: " فِي §الدَّوْحَةِ تُقْتَلُ فِي الْحَرَمِ بَقَرَةٌ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي مُزَاحِمٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرٍ " كَانَ §يَقْطَعُ الدَّوْحَةَ مِنْ حَائِطِهِ بِشِعْبِهِ مِنَ السَّمُرِ وَالسَّلَمِ، وَيَغْرَمُ عَنْ كُلِّ دَوْحَةٍ بَقَرَةً "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ مُضَرِّسٍ، " أَنَّ §رَجُلًا مِنَ الْحَاجِّ قَطَعَ شَجَرَةً مِنْ مَنْزِلٍ لَنَا، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرَهُ، فَقَالَ: صَدَقَ، كَانَتْ قَدْ ضَيَّقَتْ عَلَيْنَا مَنْزِلَنَا وَمُنَاخَنَا، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَمَا رَأَيْتُهُ إِلَّا دَيَّنَهُ " -[372]- 2229 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، بِنَحْوٍ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِ مُزَاحِمٍ: قَالَ: أَخْبَرَنِي مُزَاحِمٌ، عَنْ أَشْيَاخٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرٍ

2230 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ قَالَ: " فِي §الدَّوْحَةِ مِنْ شَجَرِ الْحَرَمِ إِذَا قُطِعَتْ: بَقَرَةٌ "

ذكر حدود مكة وتهامة

2231 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِي حَدِيثِهِ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا تَقْطَعُوا الْأَخْضَرَ مِنْ عِرْقِهِ "، وَمَرَّةً زَادَ أَبُو عَبْدِ اللهِ فِي حَدِيثِهِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقْطَعُوا الشَّجَرَ فَإِنَّهُ عِصْمَةٌ لِلْمَوَاشِي فِي الْجَدْبِ "، 2232 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ -[373]- ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ

2233 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ مَشْيَخَةِ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ مِمَّا رَخَّصُوا فِي قَطْعِ شَجَرِ الْحَرَمِ إِذَا اضَّطَرُوا إِلَى قَطْعِهِ فِي مَنَازِلِهِمْ وَيَدُونَهُ أَنَّ " عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لَمَّا بَنَى دُورَهُ بِقُعَيْقِعَانَ §قَطَعَ شَجَرًا كَانَتْ فِي دُورِهِ، وَوَدَاهُ كُلَّ دَوْحَةٍ بِبَقَرَةٍ "

ذكر من أخرج مسلما من ظل رأسه من حرم الله تعالى، ما له فيه من الإثم، وتفسير ذلك

§ذِكْرُ تَعْظِيمِ صَيْدِ الْحَرَمِ وَإِطْعَامِهِ الطَّعَامَ، وَالرِّفْقِ بِهِ، وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ

2234 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَطَاءً يَقُولُ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَا تَقُولُ فِي §صَيْدِ الْجَرَادِ فِي الْحَرَمِ؟ قَالَ " لَا يَصْلُحُ " قُلْتُ: إِنَّ قَوْمَكَ يَأْخُذُونَهُ وَهُمْ مُحْتَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: " إِنَّهُمْ وَاللهِ مَا يَعْلَمُونَ "

2235 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ، قَالَ: " كَانَ مُجَاهِدٌ §يَرَى الْجَرَادَ فِي يَدَيِ الصِّبْيَانِ بِمَكَّةَ فَيُلْقِيهِ وَيَقُولُ: هُوَ صَيْدٌ "

ذكر الزيادة في الدية على من قتل في الحرم وتفسير ذلك

2236 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ الضَّبِّيِّ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيُّ، قَالَ: " أُتِيَ بِي إِلَى عَطَاءٍ وَأَنَا غُلَامٌ، فَقَالُوا: إِنَّ §هَذَا يَأْخُذُ الْجَرَادَ مِنَ الْحَرَمِ "

2237 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: " رَأَيْتُ صَدَقَةَ بْنَ يَسَارٍ §يَجْعَلُ لِحَمَامِ الْحَرَمِ حَوْطًا مُصَهْرَجًا وَيَجْعَلُ فِيهِ قَفَصًا وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ قَدْرَ مَا يُدْخِلْنَ رُءُوسَهُنَّ "

2238 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ -[375]- حُجَيْرٍ، قَالَ: " §دَخَلْتُ أَنَا وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَلَى الْحَسَنِ عَامَ قَدِمَ مَكَّةَ وَنَزَلَ فِي دَارِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَرَأَيْتُهُ يَطْرَحُ لِلْحَمَامِ الْحِنْطَةَ مِلْءَ كَفِّهِ " قَالَ هِشَامٌ: وَلَوْ تَصَدَّقَ بِهِ كَانَ أَفْضَلَ

2239 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، أَنَّهُ " سَأَلَهُمَا عَنْ §طَيْرٍ مِنْ طَيْرِ الْحَرَمِ كَانَ فِي رِجْلِهِ شَوْكٌ فَنَزَعْتُهُ، فَمَاتَ لَمْ أُرِدْ بِهِ إِلَّا الْخَيْرَ؟ فَقَالَا: " لَيْسَ عَلَيْكَ شَيْءٌ "

§ذِكْرُ الصَّيْدِ يُدْخَلُ بِهِ الْحَرَمُ حَيًّا، وَمَنْ قَالَ: " لَا يُؤْكَلُ إِذَا كَانَ حَيًّا مَأْسُورًا " وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

2240 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَنَّهُمَا قَالَا: " §كُلُّ صَيْدٍ ذُبِحَ فِي الْحِلِّ فَلَا بَأْسَ أَنْ تَأْكُلَهُ فِي الْحَرَمِ، وَإِذَا ذُبِحَ فِي الْحَرَمِ فَلَا تَأْكُلْهُ "

2241 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا " §كَرِهَتِ الصَّيْدَ يُدْخَلُ بِهِ مَكَّةَ حَيًّا فَيُذْبَحُ أَنْ يُؤْكَلَ مِنْهُ "

2242 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ صَدَقَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَا: " §لَا بَأْسَ بِلَحْمِ الصَّيْدِ أَنْ يُؤْكَلَ فِي الْحَرَمِ " قَالَا: " وَلَا يُذْبَحُ الصَّيْدُ فِي الْحَرَمِ، وَلَكِنْ لَوْ ذُبِحَ فِي الْحِلِّ ثُمَّ أُدْخِلَ الْحَرَمَ مَذْبُوحًا لَمْ يَكُنْ بِأَكْلِهِ بَأْسٌ "

2243 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ: " §أَخْشَى أَنْ يَكُونَ، صِيدَ فِي الْحَرَمِ "

2244 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " §إِذَا دَخَلَ الصَّيْدُ الْحَرَمَ حَيًّا فَلَا يُذْبَحُ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ -[377]- اللهُ عَنْهُمَا يُسْأَلُ عَنِ §الطَّيْرِ الَّذِي يُؤْتَى بِهِ مَكَّةَ: آكُلُهُ؟ قَالَ " لَوْ ذُبِحَ فِي الْحِلِّ لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّ " ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ §يَنْهَى عَنْ أَكْلِ الصَّيْدِ يُدْخَلُ بِهِ الْحَرَمُ حَيًّا " فَقُلْتُ أَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَخُصُّ الصَّيْدَ يُدْخَلُ بِهِ الْحَرَمُ حَيًّا بِالنَّهْيِ عَنْهُ؟ قَالَ: " لَا "، وَلَا أَشُكُّ أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنْهُ فِيمَا كَانَ يَنْهَى عَنْ أَشْبَاهِهِ، فَأَمَّا الصَّيْدُ فَلَمْ أَعْلَمْهُ

2245 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ §الْغِزْلَانِ، وَالْقَمَارِيِّ، تُدْخَلُ الْحَرَمَ أَحْيَاءً؟ قَالَ: " إِنَّ أَكْلَ ذَلِكَ لَغَيْرُ طَائِلٍ "

2246 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّهُمَا كَانَا يَقُولَانِ: " §كُلُّ شَيْءٍ يُدْخَلُ بِهِ مَكَّةَ مِنَ الصَّيْدِ حَيًّا فَلَا يُذْبَحُ "

ذكر القاتل يدخل الحرم أنه يأمن فيه، وكيف يصنع به حتى يخرج منه، فيقام عليه الحد

2247 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ §الصَّيْدِ يُذْبَحُ فِي الْحَرَمِ؟ فَقَالَ: " كُنَّا لَا نَرَى بِهِ بَأْسًا حَتَّى حَدَثَ حَدَثٌ أَنَّهُ يَكْرَهُهُ "

2248 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ §ابْنِ الْمَاءِ، أَصَيْدُ بَرٍّ أَوْ أَصَيْدُ بَحْرٍ؟ وَعَنْ أَشْبَاهِهِ؟ فَقَالَ: " حَيْثُ يَكُونُ أَكْثَرَ فَهُوَ صَيْدٌ "

وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَأَلَ إِنْسَانٌ عَطَاءً عَنْ §حِيتَانِ بِرْكَةِ الْقَسْرِيِّ وَهِيَ بِئْرٌ عَظِيمَةٌ فِي الْحَرَمِ أَيُصَادُ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَاللهِ لَوَدِدْتُ عِنْدَنَا مِنْهَا شَيْءٌ " قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَيْدِ الْأَنْهَارِ وَقِلَاتِ الْمِيَاهِ، أَلَيْسَ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ؟ قَالَ: " بَلَى "، وَتَلَا {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} [الفرقان: 53] ، {وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا} [فاطر: 12]-[379]- قَالَ عَطَاءٌ: " إِنْ صَادَ حَرَامٌ صَيْدًا فَذَبَحَهُ فَلَا يُؤْكَلُ، فَلَيْسَ عَلَى وَجْهِ التَّزْكِيَةِ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ §صَيْدَ الْأَنْهَارِ وَقِلَاتِ السَّيْلِ أَصَيْدُ بَحْرٍ؟ قَالَ " نَعَمْ " قَالَ جَرِيرٌ أَوْ غَيْرُهُ فِي الْقِلَاتِ أَنْشَدَنِي أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ ذَلِكَ: [البحر الكامل] لَوْ شِئْتِ قَدْ نَقَعَ الْفُؤَادُ بِشَرْبَةٍ ... تَذَرُ الْحَوَائِمَ مَا يَجِدْنَ غَلِيلَا بِالْعَذْبِ فِي رَصَفِ الْقِلَاتِ يُجِنُّهُ ... فَيْضُ الْأَبَاطِحِ مَا يَزَالُ ظَلِيلَا وَقَالَ الْأَخْطَلُ يَذْكُرُ الْقِلَاتِ: [البحر الطويل] وَهُنَّ بِنَا عُوجٌ كَأَنَّ عُيُونَهَا ... بَقَايَا قِلَاتٍ قَلَّصَتْ لِنُضُوبِ ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ

فَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرٍ أَهْدَى لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَظْبَاءً أَحْيَاءً، فَرَدَّهَا، وَقَالَ: " §هَلَّا ذَبَحَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا الْحَرَمَ، لَمَّا دَخَلَتْ مَأْمَنَهَا الْحَرَمَ، لَا أَرَبَ لِي فِي هَدِيَّتِهِ هَذِهِ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ مَوْلَاةٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَتْ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ كَانَ يَبْعَثُ مَعَهَا بِطَيْرٍ أَحْيَاءٍ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا يُهْدِيهَا فَتَرُدُّهَا وَتَقُولُ: " إِنَّكُمْ تَبْعَثُونَ أَرِقَّاءَكُمْ §فَأَخْشَى أَنْ تَكُونُوا تَصِيدُونَ فِي الْحَرَمِ "

§ذِكْرُ مَنْ رَخَّصَ فِي ذَلِكَ وَمَنْ كَانَ يَتَّخِذُ الْحَمَامَ الْمُقَرْقِرَةَ وَغَيْرَهَا فِي بَيْتِهِ، وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

2249 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {§وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران: 97] قَالَ: " إِنَّمَا أَدْخَلَهُ وَلَمْ يَدْخُلْهُ يَعْنِي الصَّيْدَ "

2250 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: قِيلَ لِهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: إِنَّ عَطَاءً يَكْرَهُ ذَبْحَ الدَّوَاجِنِ، فَقَالَ: " وَمَا عِلْمُ ابْنِ أَبِي رَبَاحٍ؟ هَذَا §أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِمَكَّةَ يَرَى الْقَمَارِيَّ وَالدَّبَاسِيَّ -[381]- فِي الْأَقْفَاصِ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا "

2251 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، " أَنَّهُ كَانَ §لَا يَرَى بَأْسًا مِمَّا أُدْخِلَ بِهِ الْحَرَمُ مِنَ الصَّيْدِ مَأْسُورًا "

2252 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، " أَنَّهُ كَانَ §يَأْكُلُهُ وَلَا يَرَى بِهِ بَأْسًا "

2253 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكَتِّبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي §الصَّيْدِ يُدْخَلُ بِهِ الْحَرَمُ فَيُذْبَحُ قَالَ: " لَا بَأْسَ بِهِ "

2254 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، غَيْرَ مَرَّةٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، زَكَرِيَّا بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ وَأَنَا صَغِيرٌ، ابْنُ أَرْبَعٍ أَوْ مَا أَشْبَهَهَا فَكُنَّا نَلْعَبُ مَعَ ابْنَتِهِ عَزَّةَ، قَالَ: §فَرَأَيْتُ فِيَ بَيْتِهِ الطَّيْرَ الْمَأْسُورَ قَالَ أَبُو يَحْيَى: " وَلَا يُعْجِبُنِي وَلَا أَكْرَهُهُ "

§ذِكْرُ كَفَّارَةِ الصَّيْدِ الَّذِي يُصَابُ بِمَكَّةَ وَدِيَتُهُ وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

ذكر ما يجوز قطعه وأكله من شجر الحرم

2255 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " إِنَّ غُلَامًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حُمَيْدٍ الْحُمَيْدِيُّ §قَتَلَ حَمَامَةً مِنْ حَمَامِ الْحَرَمِ فَسَأَلَ أَبُوهُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَأَمَرَهُ بِشَاةٍ "

2256 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: " §مَنْ أَصَابَ حَمَامَةً مِنْ حَمَامِ مَكَّةَ فَفِيهَا شَاةٌ "

2257 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ الْكُوفِيُّ، قَالَ: ثنا -[383]- أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: " §عَبَثَ بَعْضُ بَنِي عُرْوَةَ بِحَمَامٍ مِنْ حَمَامِ مَكَّةَ فَأَمَرَ أَبِي بِشَاةٍ فَذُبِحَتْ، ثُمَّ تَصَدَّقَ بِهَا "

2258 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي الضَّيْفِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَوْ عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " §حَمَامُ مَكَّةَ هَذَا بَقِيَّةُ طَيْرِ أَبَابِيلَ "

2259 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §فِي حَمَامِ الْحَرَمِ شَاةٌ، شَاةٌ فِي الْقُمْرِيِّ، وَالدُّبْسِيِّ، وَالْقَطَا، وَالْحَمَامِ الْأَخْضَرِ، شَاةٌ شَاةٌ " 2260 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي الْحَمَامِ مِثْلَ ذَلِكَ

2261 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّينِيُّ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: -[384]- ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: ثنا الْحَكَمُ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: " §إِنَّ حَمَامًا كَانَ عَلَى الْبَيْتِ فَخَرِئَ عَلَى يَدِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ فَطَارَ فَوَقَعَ عَلَى بَعْضِ بُيُوتِ مَكَّةَ , فَجَاءَتْ حَيَّةٌ فَأَكَلَتْهُ، فَحَكَمَ عُمَرُ عَلَى نَفْسِهِ بِشَاةٍ "

2262 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي يُوسُفَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: " قَدِمْنَا مَكَّةَ مَعَ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ، فَكُنَّا نَأْخُذُ حَمَامَ مَكَّةَ فِي مَنْزِلِنَا وَنَعْبَثُ بِهِ حَتَّى قَتَلْنَا فَرْخًا لَهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ مُطِيعٍ لِعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ: تَعْلَمُ أَنَّ §بَنِيكَ قَدْ عَبِثُوا بِحَمَامٍ كَانَ هَا هُنَا حَتَّى قَتَلُوا فَرْخًا لَهُ قَالَ: فَذَبَحَ كَبْشًا "

2263 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: " §قَضَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي الْحَمَامَةِ وَفَرْخَيْهَا بِثَلَاثِ شِيَاهٍ "

2264 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ فِي §السِّنَّوْرِ يُصِيبُ الْحَمَامَ فِي الْحَرَمِ قَالَ: " إِنْ كَانُوا اتَّخَذُوهُ لِمَنَافِعِهِمْ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانُوا اتَّخَذُوهُ لِلْحَمَامِ ضَمِنُوا "

2265 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، فِي رَجُلٍ أَغْلَقَ بَابًا عَلَى حَمَامٍ فَمُتْنَ، قَالَ: " §عَلَى كُلِّ حَمَامَةٍ شَاةٌ " وَقَالَ عَطَاءٌ مِثْلَ ذَلِكَ

2266 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: ثنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَيُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، قَالَا: " إِنَّ §رَجُلًا أَغْلَقَ بَابَهُ عَلَى حَمَامَةٍ وَفَرْخَيْهَا، وَانْطَلَقَ إِلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى، فَرَجَعَ وَقَدْ مُتْنَ، فَأَتَى ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ قَالَ: " فَجَعَلَ ثَلَاثًا مِنَ الْغَنَمِ، حَكَّمَ مَعَهُ رَجُلًا " قَالَ حُسَيْنٌ: وَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ

ذكر من كره قطع شجر الحرم، ومن رخص فيه

2267 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ مِسْمَارٍ، قَالَ: " دَخَلْنَا عَلَى عَطَاءٍ فِي بَيْتِهِ نَعُودُهُ، فَسَمِعْتُهُ يَأْمُرُ خَادِمَهُ §يُكَشْكِشُ الْحَمَامَ عَنْ خَمِيرٍ فِي الْبَيْتِ "

2268 - وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، قَالَ: " كَانَتِ §الْحَمَامَةُ بِمَكَّةَ تُؤْخَذُ فَيَقُولُونَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ لَتَنْتَهُنَّ أَوْ لَنُحْرَمَنَّ قَطْرَ السَّمَاءِ "

2269 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: §فِي الْحَمَامَةِ شَاةٌ، قُلْتُ: أَسَمِعْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقْضِي فِي شَيْءٍ مِمَّا ذَكَرْتَ؟ قَالَ: لَا , غَيْرَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ حُمَيْدٍ جَاءَهُ، فَقَالَ: إِنَّ ابْنًا لِي قَتَلَ حَمَامَةً، قَالَ: " ابْتَعْ شَاةً فَتَصَدَّقْ بِهَا " قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَمِنْ حَمَامِ مَكَّةَ قَتَلَ ابْنُ عُثْمَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: " §أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِحَمَامَةٍ فَأُطِيرَتْ، فَوَقَعَتْ عَلَى الْمَرْوَةِ، فَأَخَذَتْهَا حَيَّةٌ، فَجَعَلَ فِيهَا عُثْمَانُ شَاةً "

قَالَ: " §وَأَمَرَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِحَمَامَةٍ فَأُطِيرَتْ مِنْ وَاقِفٍ، فَوَقَعَتْ عَلَى وَاقِفٍ، فَأَخَذَتْهَا حَيَّةٌ، فَدَعَا نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ، فَحَكَمَا فِيهَا عَنْزًا عَفْرَاءَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَطَاءٌ فِي إِنْسَانٍ §أَخَذَ حَمَامَةً يُخَلِّصُ مَا فِي رِجْلَيْهَا فَمَاتَتْ، قَالَ: " فَمَا أَرَى عَلَيْهِ شَيْئًا "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §كَمْ فِي بَيْضَةٍ مِنْ بَيْضِ حَمَامِ مَكَّةَ؟ قَالَ: نِصْفُ دِرْهَمٍ، بَيْنَ الْبَيْضَتَيْنِ دِرْهَمٌ، قَالَ: وَتَحْكُمُ فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: " فَأَمَّا ذَلِكَ فَالَّذِي أَرَى "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: §بَيْضَةُ حَمَامٍ وَجَدْتُهَا عَلَى فَرْشِي؟ قَالَ: فَأَمِطْهَا عَنْ فِرَاشِكَ قَالَ: قُلْتُ: فَكَانَتْ فِي سَهْوَةٍ أَوْ فِي مَكَانٍ مِنَ الْبَيْتِ لِذَلِكَ مُعْتَزَلٍ مِنَ الْبَيْتِ، قَالَ: " فَلَا تُمِطْهَا " قَالَ عَطَاءٌ فِي بَيْضَةٍ كُسِرَتْ فِيهَا فَرْخٌ قَالَ: دِرْهَمٌ قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيْجَعَلُ رَجُلٌ بَيْضَةَ دَجَاجَةٍ تَحْتَ حَمَامَةٍ مَكِّيَّةٍ؟ قَالَ: لَا أَخْشَى أَنْ يَضُرَّ ذَلِكَ بَيْضَهَا قَالَ عَطَاءٌ: فِي الْحَمَامَةِ شَاةٌ

2270 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ -[388]- عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: " §نَزَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي دَارِ النَّدْوَةِ، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ عَلَى عُودٍ فَأَطَارَ حَمَامَةً عَلَى وَاقِفٍ، وَخَشِيَ أَنْ يَغْشِبَ رِدَاءَهُ فَوَقَعَ عَلَى وَاقِفٍ آخَرَ فَانْتَهَزَهُ جَانٌّ فَأَخَذَ بِحَلْقَةٍ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ لِعُثْمَانَ وَنَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ: احْكُمَا عَلَيَّ فَحَكَمَا بِعَنَاقٍ ثَنِيَّةٍ عَفْرَاءَ، فَأَمَرَ بِهَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " 2271 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: إِنَّ طَلْحَةَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ أَخْبَرَهُ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هَاشِمٍ

2272 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّائِيُّ أَبُو عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سُئِلَ الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ رَجُلٍ، أَرْسَلَ كَلْبَهُ فِي الْحِلِّ عَلَى صَيْدٍ فَأَدْخَلَهُ الْحَرَمَ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنَ الْحَرَمِ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ: لَا أَدْرِي مَا الْقَوْلُ فِيهَا فَقَالَ لَهُ السَّائِبُ: يَا أَبَا عَمْرٍو لَوْ رَدَدْتَنِي فِيهَا شَهْرًا لَمْ أَسْأَلْ عَنْهَا أَحَدًا غَيْرَكَ قَالَ: فَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: " §لَا يُؤْكَلُ الصَّيْدُ وَلَيْسَ عَلَى صَاحِبِهِ جَزَاءٌ " قَالَ أَبِي: فَحَجَجْتُ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَلَقِيتُ ابْنَ جُرَيْجٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَحَدَّثَنِي عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِمِثْلِ مَا قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ وَقَدْ قَالَ شَاعِرٌ مِنَ الْعَرَبِ يَذْكُرُ فَخْرَ قَوْمِهِ وَيُذْكَرُ أَمْنَ جَارِهِمْ فِيهِمْ وَيُمَثِّلُ ذَلِكَ بِحَمَامِ مَكَّةَ فِي الْأَمْنِ فَقَالَ: [البحر الطويل] -[389]- يَرَى الْجَارُ فِيهِمْ أَمْنًا مِنْ عَدُوِّهِ ... كَمَا أَمِنَتْ عِنْدَ الْحَطِيمِ حَمَامُهَا وَقَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ السَّعْدِيُّ فِي حَمَامِ مَكَّةَ: [البحر الرجز] وَرَبِّ هَذَا الْبَلَدِ الْمُحَرَّمِ ... وَالْقَاطِنَاتِ الْبَيْتِ غَيْرِ الرُّزَّمِ أَوَالِفًا مَكَّةَ مِنْ وُرْقِ الْحِمَى يُرِيدُ بِالْوُرْقِ: الْحَمَامَ الَّتِي تُشْبِهُ لَوْنَ الرَّمَادِ وَقَالَ شَاعِرٌ أَيْضًا يَذْكُرُ حَمَامَ مَكَّةَ: [البحر الطويل] وَلَوْ زُرْتُ بَيْتَ اللهِ ثُمَّ لَقِيتُهَا ... بِأَبْوَابِهِ حَيْثُ اسْتَجَارَتْ حَمَامُهَا لَمَسَّتْ ثِيَابِي إِنْ قَدِرْتُ ثِيَابَهَا ... وَلَنْ يَنْهَنِي عَنْ مَسِّهِنَّ حَرَامُهَا

ذكر تعظيم صيد الحرم وإطعامه الطعام، والرفق به، وما جاء في ذلك

§ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَرَمِ إِلَى الْحِلِّ أَوْ يَنْتَفِعَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَرَمِ فِي غَيْرِهِ

2273 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ -[390]- عَنْهُمَا " أَنَّهُمَا §كَرِهَا أَنْ يُنْقَلَ مِنْ تُرَابِ الْحَرَمِ إِلَى الْحِلِّ، أَوْ يُدْخَلَ تُرَابُ الْحِلِّ إِلَى الْحَرَمِ "

2274 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَا: " §كُلُّ شَيْءٍ اشْتَرَيْتَهُ مِنَ الصَّيْدِ بِمَكَّةَ ثُمَّ أَخْرَجْتَهُ فَمَاتَ، فَعَلَيْكَ جَزَاؤُهُ تَبْعَثُ بِهِ إِلَى مَكَّةَ "

2275 - وَحَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ الْمُسْلِمِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ " §يُنْكِرُونَ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدٌ مِنَ الْحَرَمِ شَيْئًا مِنْ تُرْبَتِهِ أَوْ مِنْ حِجَارَتِهِ إِلَى الْحِلِّ، وَيَكْرَهُونَ أَنْ يُدْخَلَ مِنْ تُرَابِ الْحِلِّ أَوْ مِنْ حِجَارَتِهِ إِلَى الْحَرَمِ شَيْئًا " قَالَ عَبْدُ الْمَجِيدِ: قَالَ أَبِي: وَكَانَ عَهْدِي بِالنَّاسِ لَا يَبْطِحُونَ الْمَسْجِدَ إِلَّا مِنَ الْحَرَمِ

2276 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " §لَا يُؤْخَذُ مِنَ الْحَرَمِ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ، وَلَا شَجَرَةٌ، وَلَا حَشِيشٌ، وَلَا شَيْءٌ "

2277 - وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ عَمْرٍو الْجَنْبِيُّ، قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، " أَنَّهُ كَانَ §يَكْرَهُ أَنْ يُخْرَجَ، شَيْءٌ مِنَ الْحَرَمِ إِلَى الْحِلِّ: الْحَجَرُ أَوِ الشَّيْءُ " 2278 - حَدَّثَنَا عَمَّارٌ، قَالَ: ثنا حَفْصٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، بِنَحْوِهِ

§ذِكْرُ مَنْ رَخَّصَ فِي ذَلِكَ

ذكر الصيد يدخل به الحرم حيا، ومن قال: " لا يؤكل إذا كان حيا مأسورا " وتفسير ذلك

2279 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ رَزِينٍ، مَوْلَى آلِ الْعَبَّاسِ قَالَ: " كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: أَنِ §ابْعَثْ إِلَيَّ بِلَوْحٍ مِنَ الْمَرْوَةِ نَسْجُدُ عَلَيْهِ "

2280 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: " إِنَّ أَبَاهُ §جَاءَهُ بِقِطْعَةِ سُنْدُسٍ مِنْ كِسْوَةِ الْكَعْبَةِ فَجَعَلَهَا فِي مُصْحَفِهِ "

2281 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ كَانَ " §لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ تُجْبَى الْكَمْأَةُ مِنَ الْحَرَمِ

§ذِكْرُ مَا يَجُوزُ قَتْلُهُ مِنَ الدَّوَابِّ فِي الْحَرَمِ

2282 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى الْفَرْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، عَنْ عَاصِمٍ، يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ -[393]- عَطَاءِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَمَرَ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ فِي الْإِحْرَامِ وَالْحَرَمِ "

2283 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ فِي الْحَرَمِ وَالْإِحْرَامِ: الْغُرَابُ وَالْحِدَأَةُ وَالْعَقْرَبُ وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ " 2284 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَالزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ 2285 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ -[394]- اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: قَالَتْ حَفْصَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ فَذَكَرَ نَحْوَهُ

2286 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: ثنا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَلَيْثٌ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ يَقْتُلُهُنَّ الْمُحْرِمُ، وَيُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ: الْفَأْرَةُ وَالْعَقْرَبُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ وَالْحِدَأَةُ وَالْغُرَابُ "

2287 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ مِقْسَمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا تَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §أَرْبَعٌ كُلُّهُنَّ فَسَقَةٌ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ: الْحِدَأَةُ، وَالْغُرَابُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ " قَالَ: فَقُلْتُ لِلْقَاسِمِ: أَفَرَأَيْتَ الْحَيَّةَ؟ قَالَ: تُقْتَلُ لِصُغْرٍ لَهَا -[395]- 2288 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ، مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَا: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ

2289 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: عَاوَدْتُ عَطَاءً فَقُلْتُ: §أَتَكْرَهُ قَتْلَ الْجُعْلِ وَأَشْبَاهِهِ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قُلْتُ: وَإِنْ قَتَلَهُ فِي الْحِلِّ أَوْ فِي الْحَرَمِ فَلَا بَأْسَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " ثُمَّ ذَكَرَ لَنَا حَدِيثَهَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي ذَلِكَ، فَقُلْتُ: فَكَيْفَ تَقُولُ لَيْسَ فِي قَتْلِهِ حَرَجٌ، وَهَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ مَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: " فَمَاذَا أَصْنَعُ؟ قَدْ قُلْتُ لَكَ أَنَا أَكْرَهُ قَتْلَهُ مَا لَمْ يُؤْذِكَ، فَخُذْ بِذَلِكَ وَدَعْ قَتْلَهُ إِنْ لَمْ يُؤْذِكَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ §الرَّخَمَةِ وَالْبُغَاثَةِ إِنْ قَتَلَهُمَا فِي الْحَرَمِ؟ قَالَ: قُلْتُ: الصَّدَقَةُ فِيهِمَا فِي الْحَرَمِ أَمْرٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: " §مَا تَعُدُّونَ أَنَّهُ يَحِلُّ لِلْمُحْرِمِ أَنْ يَقْتُلَهُ؟ وَعَنْ مَنْ تَرْوُونَ ذَلِكَ؟ قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: قُلْتُ: اعْدُدْهُنَّ عَلَيَّ، فَعَدَّ عَلَيَّ نَحْوًا مِمَّا تَعُدُّونَ، وَجَعَلَ الْحَيَّةَ مِنْهُنَّ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §اقْتُلُوا الْحَيَّةَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ -[396]- مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ قَالَ: §أُحِلَّ خَمْسٌ لِلْحَرَامِ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ، قَالَ أَبَانُ: فَقُلْتُ لَهُ: أَلِخَبَرٍ؟ فَقَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ يَقُولُ: " هِيَ أَفْسَقُ الْفَسَقَةِ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §هَؤُلَاءِ الْخَمْسُ إِنَّهُنَّ أُحْلِلْنَ لِلْحَلَالِ وَالْحَرَامِ أَنْ يُقْتَلْنَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ عَطَاءٌ: " فِي §هَؤُلَاءِ اللَّائِي أُحْلِلْنَ لِلْحَرَامِ وَلْيَتْبَعْهُنَّ الْحَلَالُ فَيَقْتُلْهُنَّ، وَإِنْ لَمْ تَعْرِضْ لَهُ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ مِثْلَ ذَلِكَ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَرْمِي غُرَابًا بِالنَّبْلِ وَهُوَ حَرَامٌ

ذكر من رخص في ذلك ومن كان يتخذ الحمام المقرقرة وغيرها في بيته، وتفسير ذلك

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّ مُجَاهِدًا أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ لَيْلَةَ عَرَفَةَ الَّتِي قَبْلَ يَوْمِ عَرَفَةَ إِذْ §سَمِعْنَا حِسَّ الْحَيَّةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْتُلُوهَا " فَدَخَلَتْ فِي شِقِّ جُحْرٍ، فَأُتِيَ بِسَعَفَةٍ فَأَضْرَمَ فِيهَا نَارًا، فَأَدْخَلْنَا عُودًا فَقَلَعْنَا عَنْهَا بَعْضَ الْحِجَارَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعُوهَا فَقَدْ وَقَاهَا اللهُ شَرَّكُمْ وَوَقَاكُمْ شَرَّهَا "

وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَطَاءٌ: " §وَكُلُّ عَدُوٍّ لَكَ لَمْ يُذْكَرْ قَتْلُهُ، فَاقْتُلْهُ وَأَنْتَ حَرَامٌ " قَالَ: قُلْتُ لَهُ: الْعُقَابُ فَإِنَّهَا تَخْطَفُ زَعَمُوا حَمْلَ الضَّأْنِ؟ قَالَ " اقْتُلْهَا " قُلْتُ: فَالصَّقْرُ وَالْحُمَيْمِيقُ فَإِنَّهُمَا يَأْخُذَانِ حَمَامَ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: " فَاقْتُلْ " قَالَ: وَأَقْتُلُ الْبَعُوضَ وَالدَّوَابَّ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: " وَاقْتُلِ الذِّئْبَ فَإِنَّهُ عَدُوٌّ " وَقَالَ عَطَاءٌ: " وَاقْتُلِ الْوَزَغَ فَإِنَّهُ كَانَ يُؤْمَرُ بِقَتْلِهِ، وَاقْتُلِ الْجَانَ ذَا الطُّفْيَتَيْنِ فَإِنَّهُ يُؤْمَرُ بِقَتْلِهِ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا " §اسْتَأْمَرَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَتْلِ الْوُزْغَانِ، فَأَمَرَهَا بِقَتْلِهَا " وَأُمُّ شَرِيكٍ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ أَنَّ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §اقْتُلُوا الْوَزَغَ فَإِنَّهُ كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ " وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَقْتُلُهُنَّ

2290 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا حَنْظَلَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَسُئِلَ عَنِ §الْأَوْزَاغِ، أَتُقْتَلُ فِي الْحَرَمِ؟ فَقَالَ: " رَأَيْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَأْمُرُ بِقَتْلِهِ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

2291 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " إِنَّ §الْأَوْزَاغَ يَوْمَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَوْمَ حُرِقَ يَنْفُخُ، وَالْوَطَاوِيطُ تُطْفِيهِ بِأَجْنِحَتِهَا "

2292 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ، " أَنَّ §الذِّئْبَ، يُقْتَلُ فِي الْحَرَمِ "

ذكر كفارة الصيد الذي يصاب بمكة وديته وتفسير ذلك

2293 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، وَسَأَلَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ §قَتْلِ الْأَوْزَاغِ، وَالْجُعْلَانِ، فِي الْحَرَمِ، فَقَالَ: " لَا بَأْسَ -[399]- بِذَلِكَ " فَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ لَمْ أَفْهَمْهَا، فَسَأَلْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُسْلِمٍ، فَقَالَ: " إِنْ آذَاكَ مِنْهُنَّ شَيْءٌ "

2294 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §اقْتُلِ الْوَزَغَ وَلَوْ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ "

2295 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: أنا الثَّقَفِيُّ، عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ، قَالَ: سُئِلَ عَطَاءٌ: §أَيُقْتَلُ السَّبُعُ فِي الْحَرَمِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَالْحِدَأَةُ؟ قَالَ: " نَعَمْ "

2296 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا حَنْظَلَةُ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: " §لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَقْتُلُوهَا فِي الْحَرَمِ "

§ذِكْرُ الْمَوَاضِعِ الَّتِي يُسْتَحَبُّ فِيهَا الصَّلَاةُ بِمَكَّةَ وَآثَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

§فَمِنْهَا الْبَيْتُ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارِ أَبِي يُوسُفَ، وَلَمْ يَزَلْ هَذَا الْبَيْتُ فِي الدَّارِ حَتَّى قَدِمَتِ الْخَيْزُرَانُ أُمُّ الْخَلِيفَتَيْنِ مُوسَى، وَهَارُونَ، فَجَعَلَتْهُ مَسْجِدًا يُصَلَّى فِيهِ، وَأَخْرَجَتْهُ مِنَ الدَّارِ، وَزَعَمَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يُقَالُ لَهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مَرْحَبٍ، كَانَ يَذْكُرُ أَنَّ نَاسًا سَكَنُوا هَذَا الْبَيْتَ ثُمَّ انْتَقَلُوا مِنْهُ، قَالُوا: وَاللهِ مَا أَصَابَتْنَا فِيهِ حَاجَةٌ وَلَا جَائِحَةٌ قَطُّ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْهُ اشْتَدَّ عَلَيْنَا الزَّمَانُ، وَهُوَ مِنْ أَصَحِّ الْآثَارِ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ، يُحَقِّقُ ذَلِكَ مَشَايِخُهُمْ

2297 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو الزُّبَيْرِ قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ قَالَ: ثنا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ قَالَ: ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ الطَّوِيلِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَوْلِدِي مَكَّةُ، وَمُهَاجَرِي الْمَدِينَةُ "

2298 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §وُلِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ السُّورَةُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ -[7]- فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَقُبِضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ "

2299 - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَقُبِضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ "

§وَمِنْهَا بَيْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الْمَنْزِلُ الَّذِي كَانَتْ تَنْزِلُهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَفِيهِ كَانَ مَسْكَنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا، وَفِيهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَنَى بِهَا وَوَلَدَتْ فِيهِ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَوْلَادَهَا جَمِيعًا، وَفِيهِ تُوُفِّيَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ سَاكِنًا حَتَّى خَرَجَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْهِجْرَةِ، فَأَخَذَهُ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِيمَا أَخَذَهُ فَاشْتَرَاهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ خَلِيفَةٌ فَاتَّخَذَهُ مَسْجِدًا يُصَلَّى فِيهِ وَبَنَاهُ بِنَاءً جَدِيدًا. وَحُدُودُهُ الْحُدُودُ الَّتِي كَانَتْ لَبَيْتِ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا لَمْ تُغَيَّرْ غَيْرَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لَمَّا بَنَاهُ فَتْحَ فِيهِ بَابًا مِنْ دَارِ -[8]- أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ فَهُوَ فِيهَا قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا يَوْمَ الْفَتْحِ: " مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ ". وَهِيَ الْيَوْمُ تُعْرَفُ بِرَائِطَةَ بِنْتِ أَبِي الْعَبَّاسِ. وَفِي بَيْتِ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حَجَرٌ خَارِجٌ مِنَ الْبَيْتِ، كَانَ سُلَيْمُ بْنُ مُسْلِمٍ أَوْ غَيْرُهُ مِنَ الْمَكِّيِّينَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْلِسُ تَحْتَهُ يَسْتَتِرُ مِنَ الرَّمْيِ إِذَا جَاءَهُ مِنْ دَارِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ، وَدَارِ أَبِي لَهَبٍ. وَذَرْعُ ذَلِكَ الْحَجَرِ ذِرَاعٌ وَشِبْرٌ. فَأَمَّا بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ فَكَانَ يَقُولُ: إِنَّ هَذِهِ رِفَافٌ كَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَتَّخِذُونَهَا فِي بُيُوتِهِمْ صَفَائِحَ مِنْ حِجَارَةٍ يَكُونُ شِبْهُ الرِّفَافِ يَضَعُونَ عَلَيْهَا أَمْتِعَتَهُمُ الَّتِي تَكُونُ فِي بُيُوتِهِمْ، وَلِكُلِّ بَيْتٍ قَدِيمٍ مِنْ بِنَاءِ الْمَكِّيِّينَ إِلَّا وَفِيهِ رِفَافٌ نَحْوٌ مِنْ ذَلِكَ الْحَجَرِ. وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَثْبَتُ، يَعْنِي أَصْلَ الْحَدِيثِ

2300 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّافِعِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ الدِّيلِيِّ قَالَ: لَقَدْ أَسْمَعُكُمْ تَذْكُرُونَ مِمَّا كَانَتْ تَنَالُهُ قُرَيْشٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّ §مَنْزِلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بَيْنَ مَنْزِلِ -[9]- أَبِي لَهَبٍ، وَبَيْنَ مَنْزِلِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ رَجَعَ وَقَدْ وَضَعُوا الْأَنْحَاثَ وَالْأَرْحَامَ وَالدِّمَاءَ عَلَى بَابِهِ فَيُنَحِّيهِ بِسِيَةِ قَوْسِهِ وَيَقُولُ: " يَا مَعْشَرُ قُرَيْشٍ مَا أَسْوَأَ جِوَارَكُمْ "

§وَمِنْهَا الْمَوْضِعُ الَّذِي بِأَجْيَادَ الصَّغِيرِ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الْمُتَّكَأُ. وَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُونَ: أَوَّلُ مَا نَزَلَ الْقُرْآنُ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ نَزَلَ فِيهِ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ وَهِيَ أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ مِنَ الْقُرْآنِ 2301 - حَدَّثَنِي بِذَلِكَ ابْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا

2302 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا خَالِدٌ، عَنْ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُقْرِئُنَا، يُجْلِسُنَا حِلَقًا حِلَقًا، وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَبْيَضَانِ §فَأَقْرَأَنِي هَذِهِ السُّورَةَ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ وَقَالَ: " هَذِهِ أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " "

2303 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ " وَبَعْضُ الْمَكِّيِّينَ يُضَعِّفُ أَمْرَ الْمُتَّكَأِ غَيْرَ أَنَّهُمْ يُحَقِّقُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِأَجْيَادَ وَكَانَ فِيهِ

2304 - حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ: -[11]- ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ بَيْنَ أَصْحَابِ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ تَنَازُعٌ فَاسْتَطَالَ أَصْحَابُ الْإِبِلِ عَلَى أَصْحَابِ الْغَنَمِ فَبَلَغَنَا أَنْ ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوسَى وَدَاوُدَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَهُمْ يَرْعُونَ الْإِبِلَ، وَبُعِثْتُ وَأَنَا أَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِي بِأَجْيَادَ "

2305 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَزْدِيُّ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ بْنِ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ لُؤْلُؤَةَ مَوْلَاةِ عَمَّارٍ قَالَتْ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ تِرْبًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكُنْتُ أَرْعَى غَنْمَ أَهْلِي وَيَرْعَى غَنْمَ أَهْلِهِ فَوَعَدَنِي بِمَوْضِعٍ نَرْعَى فِيهِ غَنَمَنَا قَالَ: فَأَتَيْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهَا وَإِذَا هُوَ يُخَلِّي غَنَمَهُ عَنِ الرَّعْيِ فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ، مَا لَكَ تُخَلِّي غَنَمَكَ عَنِ الرَّعْيِ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §وَاعَدْتُكَ وَلَمْ أَكُنْ لِأَدَعَهَا تَرْعَى حَتَّى تَأْتِيَ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: التَّخْلِيَةُ: الْمَنْعُ

2306 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ، قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، -[12]- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18] قَالَ: " لَمْ يَرَهُ فِي صُورَتِهِ إِلَّا مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَمَرَّةً بِأَجْيَادَ، لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ " قَالَ ابْنُ مَيْمُونٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ سُفْيَانُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ: مِنْ نَحْوِ أَجْيَادَ مَنْسُوجٌ بِالدُّرِ وَالْيَاقُوتِ

§وَمِنْهَا مَسْجِدٌ فِي دَارِ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيِّ عِنْدَ الصَّفَا فِي الدَّارِ الَّتِي تُعْرَفُ الْيَوْمَ بِالْخَيْزُرَانِ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا مُخْتَفِيًا، وَفِيهِ أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو فِيهَا إِلَى الْإِسْلَامِ

2307 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي يُوسُفَ الْمَكِّيُّ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ الْمَكِّيُّ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ، كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ أَنَّهُ قَالَ: -[13]- بَيْنَا نَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ وَهُوَ يُسِرُّ الْإِسْلَامَ، وَمَعَهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِذْ هَتَفَ هَاتِفٌ عَلَى بَعْضِ جِبَالِ مَكَّةَ مِنَ اللَّيْلِ وَفِتْيَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَسْمَعُونَ صَوْتَهُ وَيَعْرِفُونَ قَوْلَهُ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الخفيف] قَبَّحَ اللهُ رَأْيَ كَعْبِ بْنِ فِهْرٍ ... مَا أَدَقَّ الْعُقُولَ وَالْأَحْلَامِ بَيْنَهَا بَاهٍ يَعِيبُ عَلَيْهَا ... دِينَ آبَائِهَا الْحُمَاةِ الْكِرَامِ حَالَفَ الْحَيَّ حِلْفَ نَصْرٍ عَلَيْهِمْ ... وَرِجَالَ النَّخِيلِ وَالْآكَامِ تُوشِكُ الْخَيْلُ أَنْ تَرَوْهَا جِهَارًا ... تَقْتُلُ الْقَوْمَ فِي الْبِلَادِ التُّهَامِي هَلْ كَرِيمٌ مِنْكُمْ لَهُ نَفْسُ حُرٍّ ... مَاجِدُ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَعْمَامِ ضَارِبًا ضَرْبَةً تَكُونُ نَكَالًا ... وَرَوَاحًا مِنْ كُرْبَةٍ وَاغْتِمَامِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: قَالَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ: فَوَثَبَ الْمُشْرِكُونَ عَلَيْنَا وَهَمُّوا بِنَا. قَالَ: فَلَمَّا بَلَغَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِيَاحَ الصَّائِحِ قَالَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ: " هَذَا شَيْطَانٌ فِيمَنْ يَدْخُلُ فِي الْأَوْثَانِ وَيُكَلِّمُهُمْ فِيهَا، وَلَمْ يُعْلِنْ شَيْطَانٌ بِتَحْرِيضٍ عَلَى نَبِيٍّ قَطُّ إِلَّا قَتَلَهُ اللهُ تَعَالَى ". قَالَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَمَكَثْنَا ثَلَاثَ لَيَالٍ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتٍ عِنْدَ الصَّفَا كُنَّا نَجْتَمِعُ فِيهِ مَسْرُورًا فَقَالَ: " §أَشَعَرْتُمْ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَتَلَ الشَّيْطَانَ الْمُحَرِّضَ عَلَيْكُمْ، قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ عَفَارِيتِ الرَّجُلِ يُدْعَى: سَمْحَجِيٌّ، فَأَسْمَيْتُهُ: عَبْدَ اللهِ لَمْ يَزَلْ فِي طَلَبِهِ مُنْذُ ثَلَاثٍ حَتَّى ظَفِرَ بِهِ الْبَارِحَةَ فَقَتَلَهُ ". قَالَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ: فَلَمَّا أَمْسَيْنَا مِنْ لَيْلَةَ أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَادِقًا مُصَدَّقًا , هَتَفَ هَاتِفٌ بِالْمَكَانِ الَّذِي هَتَفَ فِيهِ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: [البحر الرجز] نَحْنُ قَتَلْنَا مِسْعَرَا لَمَّا طَغَى وَاسْتَكْبَرَا ... وَصَغَّرَ الْحَقَّ وَسَنَّ الْمُنْكَرا -[14]- أَتْبَعْتُهُ سَيْفًا هُذَامًا مُبْتِرَا ... بِشَتْمِهِ نَبِيَّنَا الْمُظَفَّرَا أَنَا نَذِيرُ مَنْ أَرَادَ الْبَطَرَا ... مِنْ قَوْمِهِ وَغَيْرِهِ أَنْ يَفْجُرَا أَتْبَعْتُهُ حَتَّى رُئِي مُعَفَّرَا "

2308 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بْنِ نَوْفَلٍ النَّوْفَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ خُنَيْسٍ، مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عُزَيْرِ بْنِ الْجَرِيحِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارِ الْأَرْقَمِ مُخْتَفِيًا فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا وَبِضْعَ عَشْرَةَ امْرَأَةٍ قَالَ: فَدَقَّ الْبَابُ رَجُلٌ قَصِيرٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §افْتَحُوا لَهُ إِنَّهَا لَنَغَمَةُ شَيْطَانٍ ". قَالَ: فَفُتِحَ لَهُ فَدَخَلَ رَجُلٌ قَصِيرٌ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا نَبِيَّ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، مَنْ أَنْتَ؟ " قَالَ: أَنَا هَامَةُ بْنُ أَهْيَمَ بْنِ لَاقِيسَ بْنِ إِبْلِيسَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " -[15]- مَا أَرَى بَيْنَكَ وَبَيْنَ إِبْلِيسَ إِلَّا أَبَوَيْنِ ". فَقَالَ لَهُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمِثْلُ مَا أَنْتَ يَوْمَ قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ؟ " قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ قَدْ عَلَوْتُ الْآكَامَ، وَأُمِرْتُ بِالْآثَامِ، وَإِفْسَادِ الطَّعَامِ، وَقَطِيعَةِ الْأَرْحَامِ. قَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَ الشَّيْخُ الْمُتَوَشِّمُ، وَالشَّبَابُ النَّاسِي ". قَالَ: لَا تَقُلْ ذَا يَا رَسُولَ اللهِ فَإِنِّي كُنْتُ مَعَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَسْلَمْتُ مَعَهُ ثُمَّ لَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى دَعَا عَلَى قَوْمِهِ فَهَلَكُوا فَبَكَا وَأَبْكَانِي، ثُمَّ لَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى هَلَكَ، ثُمَّ لَمْ أَزَلْ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيًّا نَبِيًّا كُلُّهُمْ يَهْلَكُ حَتَّى كُنْتُ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ثُمَّ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَقَالَ لِي: إِنْ لَقِيتَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ فَقَامَ عَلَى قَدَمَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا هَامَةُ بْنَ الْهَامِ كَمَا أَقْرَأْتَنِي مِنْ حَبِيبِي السَّلَامَ "

2309 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا ظَهْرَ أَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ يُقَالُ لَهُ مِسْعَرٌ فَقَالَ: [البحر الخفيف] قَبَّحَ اللهُ رَأْيَ كَعْبِ بْنِ فِهْرٍ ... مَا أَقَلَّ الْعُقُولَ وَالْأَحْلَامَ حَالَفَ الْحَيَّ حَيَّ نَصْرٍ عَلَيْهِمْ ... وَرِجَالَ النَّخِيلِ وَالْآكَامِ هَلْ عَلَى امْرِئٍ مِنْكُمْ لَهُ نَفْسُ صِدْقٍ ... وَاحِدُ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَعْمَامِ -[16]- قَالَ: فَأَصْبَحَتْ قُرَيْشٌ تَقُولُ: تَوَانَيْتُمْ حَتَّى خَرَجَ مِنْكُمُ الْجِنُّ قَالَ: فَلَمَّا كَانَ الْقَابِلَةُ قَامَ فِي مَقَامِهِ رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ يُقَالُ لَهُ سَمْحَجٌ فَقَالَ: [البحر الرجز] نَحْنُ قَتَلْنَا مِسْعَرَا لَمَّا طَغَى وَاسْتَكْبَرَا بِشَتْمِهِ نَبِيَّنَا الْمُظَفَّرَا أَوْرَدْتُهُ سَيْفَ جَزُورٍ مُفْتِرَا أَنَا نَذِيرُ مَنْ أَرَادَ الْبَطَرَا فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَبْدَ اللهِ "

§وَمِنْهَا مَوْضِعٌ فَوْقَ أَبِي قُبَيْسٍ يُقَالُ لَهُ: مَسْجِدُ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَزَعَمَ أَهْلُ مَكَّةَ عَنْ أَشْيَاخِهِمْ، عَنْ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَمَّا أُمِرَ أَنْ يُؤَذِّنَ بِالْحَجِّ قَامَ فَوْقَ أَبِي قُبَيْسٍ فَقَالَ: يَا عِبَادَ اللهِ أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ، فَكَانُوا يَرَوْنَ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ حَيْثُ قَامَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاللهُ أَعْلَمُ كَيْفَ كَانَ. وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ: رَأَيْتُ ذَاتَ يَوْمٍ شَخْصًا عَلَى رَأْسِ أَبِي قُبَيْسٍ يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ فَارْتَقَيْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَاللهُ أَعْلَمُ كَيْفَ ذَلِكَ، وَلَمْ يُسْمَعْ فِيهِ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا

ذكر من كره أن يخرج بشيء من الحرم إلى الحل أو ينتفع بشيء من الحرم في غيره

2310 - غَيْرَ أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ حَسَنٍ حَدَّثَنَا قَالَ: ذَكَرَهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ §فَصَلَّى فَأَطَالَ الصَّلَاةَ قَالَ: وَالْحَرُّ شَدِيدٌ قَالَ الْحُسَيْنُ: وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ بُيُوتٌ إِنَّمَا حُدِّثَتْ بَعْدُ قَالَ: فَعَطَشْتُ فَقُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ: الْعَطَشُ. فَقَالَ: تَكْتُمْ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ بِيَدِهِ. بِسْمِ اللهِ. قَالَ: فَإِذَا مَاءٌ قَدْ نَبَعَ. قَالَ: فَشَرِبْتُ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللهِ. قَالَ: فَمَا ذَكَرْتُهُ لِأَحَدٍ حَتَّى مَاتَ أَيُّوبُ رَحِمَهُ اللهُ "

2311 - وَحَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ §الرَّجُلِ يُصَلِّي عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ بِصَلَاةِ الْإِمَامِ؟ فَقَالَ: ذَلِكَ جَائِزٌ وَلَيْسَ لَكَ تَضْعِيفُ الْإِمَامِ. قَالَ: فَأَمَّا بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ فَكَانَ يَقُولُ: هُوَ مَسْجِدُ إِبْرَاهِيمَ الْقَبِيسِيِّ كَانَ يَسْكُنُهُ فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ فَنُسِبَ إِلَيْهِ فَاللهُ أَعْلَمُ "

2312 - وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو -[18]- بْنِ دِينَارٍ قَالَ: §كَانَ ابْنٌ لِنَوَّاسٍ أَوْ نَوَّاسٌ يُضْحِكُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَكَانَ يَقُولُ: لَيْتَ أَبَا قُبَيْسٍ ذَهَبًا. فَيَقُولُ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ " قَالَ: أَمُوتُ عَلَيْهِ "

§وَمِنْهَا مَسْجِدٌ بِعَرَفَةَ عَنْ يَمِينِ الْإِمَامِ فِي الْمَوْقِفِ يُقَالُ لَهُ: مَسْجِدُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ بِمَسْجِدِ عَرَفَةَ.

2313 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُوفِيُّ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ مُجَاهِدٍ نَسِيرُ حَتَّى إِذَا خَرَجْنَا مِنَ الْحَرَمِ نَحْوَ عَرَفَاتٍ قَالَ: " §هَلْ لَكُمْ فِي مَسْجِدٍ كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَسْتَحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ. فَصَلَّيْنَا فِيهِ ثُمَّ قَالَ: " لَقَدْ صَلَّى فِيهِ سَبْعُونَ نَبِيًّا كُلُّهُمْ يَؤُمُّ الْخَيْفَ "

§وَمِنْهَا مَسْجِدُ الْكَبْشِ الَّذِي بِمِنًى وَإِنَّمَا سُمِيَّ مَسْجِدَ الْكَبْشِ لِأَنَّ الْكَبْشَ الَّذِي ذَبَحَ إِبْرَاهِيمُ فِدَاءَ إِسْمَاعِيلَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ نَزَلَ عَلَيْهِ فِي مَوْضِعِ الْمَسْجِدِ، وَقَدْ كَتَبْنَا ذِكْرَهُ مُفَسَّرًا فِي مَوْضِعِهِ

ذكر من رخص في ذلك

§وَمِنْهَا مَسْجِدٌ بِأَعْلَى مَكَّةَ عِنْدَ الرَّدْمِ الْأَعْلَى عِنْدَ بِئْرِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَيُقَالُ لَهَا: الْبِئْرُ الْعُلْيَا. يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِيهِ

2314 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ كَثِيرٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَيْسَانَ مَوْلَى خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ مُتَلَبِّبًا بِثَوْبٍ عِنْدَ الْبِئْرِ الْعُلْيَا " هَكَذَا قَالَ سَعِيدٌ: عُمَرُ بْنُ كَثِيرٍ، وَإِنَّمَا هُوَ عَمْرٌو. وَقَدْ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَبَنَى جُنَيْبِذًا إِلَى جَنْبِهِ، حَوْضًا يُسْقَى فِيهِ الْمَاءُ. وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ مَكَّةَ مِنَ الْفُقَهَاءِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ لَا يُجَاوِزُونَ فِي السَّكَنِ فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ هَذِهِ الْبِئْرَ إِنَّمَا كَانَ النَّاسُ فِيمَا دُونَهَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَمَا فَوْقَ ذَلِكَ خَالٍ مِنَ النَّاسِ. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَوْ غَيْرُهُ يَذْكُرُ هَذِهِ الْبِئْرَ: [البحر الكامل] نَزَلَتْ بِمَكَّةَ فِي قَبَائِلِ نَوْفَلٍ ... وَنَزَلْتُ خَلْفَ الْبِئْرِ أَبْعَدَ مَنْزِلِ حَذَرًا عَلَيْهِ مِنْ مَقَالَةِ كَاشِحٍ ... ذَرِبِ اللِّسَانِ يَقُولُ مَا لَمْ يَفْعَلِ -[20]- 2315 - وَسَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى بْنَ أَبِي مَسَرَّةَ، يَقُولُ: كَانَ آخِرُ الْبُيُوتِ عِنْدَ الرَّدْمِ نَحْوًا مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَاحْتَجَّ فِي ذَلِكَ بِقَوْلِ عَطَاءٍ: إِذَا جَاوَزَ الرَّدْمُ - يَعْنِي الْحَاجَّ - صَنَعَ مَا شَاءَ

§وَمِنْهَا مَسْجِدٌ بِأَعْلَى مَكَّةَ يُقَالُ لَهُ: مَسْجِدُ الْحَرَسِ وَهُوَ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ الْيَوْمَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ مَسْجِدَ الْحَرَسِ؛ لِأَنَّ صَاحِبَ الْحَرَسِ بِمَكَّةَ كَانَ يَطُوفُ فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَعْوَانُهُ مِنْ شِعَابِ مَكَّةَ وَأَرْبَاعِهَا عِنْدَ ذَلِكَ الْمَسْجِدِ، فَسُمِّيَ مَسْجِدَ الْحَرَسِ، وَهُوَ فِي طَرَفِ الْحَجُونِ، وَهُوَ مَسْجِدُ الْجِنِّ الَّذِي خَطَّ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَطًّا.

2316 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ بْنِ سَنَّةَ الْخُزَاعِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[21]- وَهُوَ بِمَكَّةَ: " §مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَحْضُرَ أَمْرَ الْجِنِّ اللَّيْلَةَ فَلْيَفْعَلْ "، فَلَمْ يَحْضُرْ مِنْهُمْ أَحَدٌ غَيْرِي، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَعْلَى مَكَّةَ خَطَّ لِي بِرِجْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا، ثُمَّ طَفِقُوا يَتَقَطَّعُونَ مِثْلَ قِطَعِ السَّحَابِ ذَاهِبِينَ حَتَّى بَقِيَ مِنْهُمْ بِهِ رَهْطٌ، وَقَدْ فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الْفَجْرِ فَانْطَلَقَ فَتَبَرَّزَ ثُمَّ أَتَانِي فَقَالَ: " مَا فَعَلَ الرَّهْطُ؟ " قُلْتُ: هُمْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللهِ فَأَعْطَاهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَظْمًا وَرَوَثًا زَادًا، ثُمَّ نَهَى أَنْ يَسْتَطِيبَ أَحَدٌ بِعَظْمٍ أَوْ بِرَوْثٍ "

ذكر ما يجوز قتله من الدواب في الحرم

2317 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §بِتُّ اللَّيْلَةَ أَقْرَأُ عَلَى الْجِنِّ رُبُعًا بِالْحَجُونِ "

2318 - حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا أَبُو مُصْعَبٍ قَالَ: ثنا حَاتِمٌ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §أَتَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِالْحَجُونِ فِي خَيْمَةٍ لِي وَأَنَا شَاكٍ، وَمَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرَةُ الْفَتْحِ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيَّ نَحَّاهُمْ وَدَخَلَ "

2319 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي قَدْ §أُمِرْتُ أَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ عَلَى الْجِنِّ، فَمَنْ يَذْهَبُ مَعِي؟ " فَسَكَتُوا , ثُمَّ الثَّانِيَةَ: فَسَكَتُوا , ثُمَّ الثَّالِثَةَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا أَذْهَبُ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ تَذْهَبُ مَعِي ". فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا جَاءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَجُونَ عِنْدَ شِعْبِ أَبِي دُبٍّ خَطَّ عَلَيَّ خَطًّا وَقَالَ: " لَا تُجَاوِزْهُ ". ثُمَّ مَضَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْحَجُونِ فَانْحَدَرُوا عَلَيْهِ أَمْثَالَ الْحَجَلِ يَحْدُرُونَ الْحِجَارَةَ بِأَقْدَامِهِمْ، يَمْشُونَ يَقْرَعُونَ فِي دَفُوفِهِمْ كَمَا تَقْرَعُ النُّسُورُ فِي دَفُوفِهَا، يَزُولُونَ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ حَتَّى غَشَوْهُ وَلَا أَرَاهُ، فَقُمْتُ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ بِيَدِهِ أَنِ اجْلِسْ فَتَلَا الْقُرْآنَ فَلَمْ يَزَلْ صَوْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْتَفِعُ وَلَصَقُوا بِالْأَرْضِ حَتَّى مَا أَرَاهُمْ ثُمَّ انْفَتَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ فَقَالَ: " أَرَدْتَ أَنْ تَأْتِيَنِي؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا كَانَ ذَلِكَ لَكَ , هَؤُلَاءِ الْجِنُّ أَتَوْا يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ثُمَّ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ، فَسَأَلُونِي الزَّادَ فَزَوَّدْتُهُمُ الْعَظْمَ وَالْبَعْرَ فَلَا يَسْتَطِيبَنَّ أَحَدٌ بِعَظْمٍ وَلَا بَعْرٍ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ هَذَا: وَأَمَّا مُجَاهِدٌ فَقَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَانْطَلَقَ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الَّذِي عِنْدَ حَائِطِ عَوْفٍ خَطَّ عَلَيَّ خَطًّا فَأَتَاهُ نَفَرٌ مِنْهُمْ -[23]- فَقَالَ أَصْحَابُنَا: كَأَنَّهُمْ رِجَالُ الزُّطِّ، وَكَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَكَاكِيُّ، قَالَ مُجَاهِدٌ: قَالُوا مَا أَنْتَ قَالَ: " أَنَا نَبِيٌّ ". فَقَالُوا: فَمَنْ يَشْهَدُ لَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذِهِ الشَّجَرَةُ تَعَالَيْ يَا شَجَرَةُ ". فَجَاءَتْ تَجُرُّ عُرُوقُهَا الْحِجَارَةَ , لَهَا فَقَاقِعٌ حَتَّى انْتَصَبَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " عَلَى مَاذَا تَشْهَدِينَ؟ " قَالَتْ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبِي ". فَرَجِعَتْ كَمَا جَاءَتْ تَجُرُّ عُرُوقَهَا وَلَهَا فَقَاقِعٌ حَتَّى عَادَتْ حَيْثُ كَانَتْ، فَسَأَلُوهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا الزَّادُ؟ فَزَوِّدْهُمُ الْعَظْمَ وَالْحَثَّةَ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَسْتَطِيبَنَّ أَحَدٌ بِعَظْمٍ وَلَا حَثَّةٍ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ فَعَرَفَهُ فَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ بِالْمَدِينَةِ. أَمَّا الْجِنُّ الَّذِينَ لَقُوهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَخْلَةَ فَجِنُّ نِينَوَى، وَأَمَّا الْجِنُّ الَّذِي لَقُوهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَجِنُّ نُصَيْبِينَ. 2320 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ذَهَبْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجْنَا مِنْ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ أَوْدِيَةِ مَكَّةَ دَخَلَ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَزَادَ فِيهِ قَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ " قُلْتُ: لَا هَا اللهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَؤُلَاءِ جِنُّ نُصَيْبِينَ - أَوِ الْمَوْصِلِ يَشُكُّ سَعْدٌ - جَاءُوا إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا، لَنَا الْحَيَوَانُ وَلَهُمُ الرِّمَّةُ "

2321 - فَأَمَّا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ فَحَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ، عَنِ ابْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةَ الْعِشَاءِ ثُمَّ انْصَرَفَ §فَأَخَذَ بِيَدِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَخَرَجَ بِهِ حَتَّى أَتَى أَبْطَحَ مَكَّةَ فَأَجْلَسَهُ ثُمَّ خَطَّ عَلَيْهِ خَطًّا ثُمَّ قَالَ لَهُ: " لَا تَبْرَحْ، وَيْحَكَ فَإِنَّهَا سَتَنْتَهِي إِلَيْكَ رِجَالٌ فَلَا تُكَلِّمْهُمْ فَإِنَّهُمْ لَنْ يُكَلِّمُوكَ ". ثُمَّ انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَمْ أَرَهُ فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِرِجَالٍ كَأَنَّهُمُ الزُّطُّ شُعُورُهُمْ وَأَجْسَامُهُمْ لَا أَرَى عَوْرَةً، وَلَا أَرَى بَشَرًا، فَجَعَلُوا يَنْتَهُونَ إِلَى الْخَطِّ فَلَا يَجُوزُونَهُ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي خَطِّي فَقَالَ: " لَقَدْ آذَانِي هَؤُلَاءِ مُنْذُ اللَّيْلَةِ ". ثُمَّ دَخَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ فِي الْخَطِّ فَتَوَسَّدَ فَخِذِي ثُمَّ رَقَدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ نَفَخَ , فَذَكَرَ حَدِيثًا فِيهِ طُولٌ 2322 - وَفِي الْحَجُونِ تَقُولُ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ كَمَا حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: [البحر الوافر] لَحَا اللهُ كُلَّ صَائِبَةٍ بِوَجٍّ ... وَمَكَّةَ أَوْ بِأَطْرَافِ الْحَجُونِ تَدِينُ لِمَعْشَرٍ قَتَلُوا أَبَاهَا ... أَقَتْلُ أَبِيكِ جَاءَكِ بِالْيَقِينِ -[25]- وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ الْخَيَّاطُ يَذْكُرُ الْحَجُونَ: [البحر الكامل] سَائِلْ بِطَلْحَةَ بِالْبِطَاحِ ... بِطَاحِ مَكَّةَ فَالْحَجُونِ هَلْ مِثْلُ طَلْحَةَ فِيكُمُ ... فِيمَنْ يُقِيمُ وَمَنْ يَبِينُ وَقَالَ النَّابِغَةُ يَذْكُرُ الْحَجُونَ: [البحر الوافر] حَلَفْتُ بِمَا تُسَاقُ لَهُ الْهَدَايَا ... عَلَى التَّأْوِيبِ يَعْصِمُهَا الدَّرِينُ بِرَبِّ الرَّاقِصَاتِ بِكُلِّ سَهْبٍ ... بِشُعْثِ الْكَوْمِ مَوْعِدُهَا الْحَجُونُ وَيُقَالُ: إِنَّ مَسْلَحَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَتْ بِالْحَجُونِ

2323 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ §مَسْلَحَةً كَانَتْ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالْحَجُونِ فِيمَا بَيْنَ الْمَسْجِدِ وَبِئْرِ مَيْمُونٍ، وَالْحَجَّاجُ بِبِئْرِ مَيْمُونٍ فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ جَرِيدَةَ خَيْلٍ فَهَرَبَتْ تِلْكَ الْمَسْلَحَةُ حَتَّى أَتَوُا ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَاتَّبَعَتْهُمُ الْجَرِيدَةُ حَتَّى أَدْخَلُوهُمُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَنَدَبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا النَّاسَ فَانْتَدَبَ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْذِرِ فِي أُنَاسٍ مَعَهُ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى بَلَغَ الْحَجُونِ مُنْتَهَى مَسْلَحَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ثُمَّ وَقَفَ النَّاسُ وَقْفَةً فَذَمَّرَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَاسْتَنْهَضَهُمْ وَقَالَ: اصْنَعُوا بِهِمْ مَا صَنَعُوا بِكُمْ. فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى أَدْخَلَهُمْ عَسْكَرُ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، ثُمَّ كَانَ يَحْرُسُهَا "

2324 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَسْمَاءَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا كُلَّمَا مَرَّتْ بِالْحَجُونِ تَقُولُ: " لَقَدْ §نَزَلْنَا مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَا هُنَا وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ خِفَافُ الْحَقَائِبِ، قَلِيلٌ ظَهْرُنَا، قَلِيلٌ زَادُنَا، فَاعْتَمَرْتُ أَنَا، وَأُخْتِي عَائِشَةُ، وَالزُّبَيْرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ فَلَمَّا مَسَحْنَا الْبَيْتَ أَحْلَلْنَا وَأَهْلَلْنَا بِالْعَشِيِّ بِالْحَجِّ "

§وَمِنْهَا مَسْجِدُ الْبَيْعَةِ بَيْعَةُ الْأَنْصَارِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، عَقَبَةِ مِنًى وَقَدْ فَسَّرْنَا ذَلِكَ فِي مَوْضِعِهَا.

2325 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا وَعَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْصَارَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، فَالْتَقَوْا بِالْعَقَبَةِ فَقَالُوا: سَلْ لِرَبِّكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَلِنَفْسِكَ مَا شِئْتَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَسْأَلُ لِرَبِّي أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَسْأَلُكُمْ لِنَفْسِي أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ " قَالُوا: فَمَاذَا لَنَا إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكُمُ الْجَنَّةُ "

§وَمِنْهَا مَسْجِدٌ بِذِي طُوًى عِنْدَ مُفْتَرَقِ الطَّرِيقَيْنِ: طَرِيقِ التَّنْعِيمِ، وَطَرِيقِ جُدَّةَ، يُقَالُ لَهُ: مَسْجِدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

§وَمِنْهَا مَسْجِدٌ يُقَالُ لَهُ: مَسْجِدُ الشَّجَرَةِ بِأَعْلَى مَكَّةَ فِي دُبُرِ دَارِ مَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ الَّتِي عِنْدَ سَفْحِ الْجَبَلِ مُقَابِلَ الْحَجُونِ بِحِذَاءِ مَسْجِدِ الْحَرَسِ، كَانَتْ فِيهِ شَجَرَةٌ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَاهَا مِنْ مَوْضِعِهَا فَجَاءَتْهُ

2326 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ هِشَامٍ: يَعْنِي ابْنَ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَضَ عَلَى رُكَانَةَ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الْإِسْلَامَ، وَدَعَاهُ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَكَانَ رُكَانَةُ -[28]- مِنْ أَشَدِّ الْعَرَبِ، لَمْ يَصْرَعْهُ أَحَدٌ قَطُّ، فَقَالَ: لَا يُسْلِمُ حَتَّى تَدْعُوَ شَجَرَةً فَتُقْبِلَ إِلَيْكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَشَجَرَةٍ وَهُوَ بِظَهْرِ مَكَّةَ: " §أَقْبِلِي بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "، وَكَانَتْ طَلْحَةً أَوْ سَمُرَةً قَالَ: فَأَقْبَلَتْ وَرُكَانَةُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ سِحْرًا أَعْظَمَ مِنْ هَذَا، مُرْهَا فَلْتَرْجِعْ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْجِعِي بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى "، فَرَجَعَتْ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْلِمْ " قَالَ: لَا وَاللهِ حَتَّى تَدْعُوَ نِصْفَهَا فَيُقْبِلَ إِلَيْكَ، وَيَبْقَى نِصْفُهَا فِي مَوْضِعِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنِصْفِهَا: " أَقْبِلْ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى "، فَأَقْبَلَ وَرُكَانَةُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ سِحْرًا أَعْظَمَ مِنْ هَذَا، مُرْهَا فَلْتَرْجِعْ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْجِعِي بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "، فَرَجَعَتْ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْلِمْ "، فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ: لَا حَتَّى تُصَارِعَنِي، فَإِنْ صَرَعْتَنِي أَسْلَمْتُ، وَإِنْ صَرَعْتُكَ كَفَفْتَ عَنْ هَذَا الْمَنْطِقِ قَالَ: فَصَارَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَرَعَهُ، وَأَسْلَمَ رُكَانَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ "

2327 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ جَالِسٌ حَزِينٌ قَدْ خُضِبَ بِالدِّمَاءِ قَدْ ضَرَبَهُ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ فَقَالَ: " §فَعَلَ بِي هَؤُلَاءِ وَفَعَلُوا ". قَالَ: فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: أَتُحِبُّ أَنْ أُرِيَكَ آيَةً؟ قَالَ -[29]- رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ ". قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى شَجَرَةٍ مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي فَقَالَ: ادْعُ تِلْكَ الشَّجَرَةَ. فَدَعَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا فَجَاءَتْ تَمْشِي حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: مُرْهَا فَلْتَرْجِعْ قَالَ: فَأَمَرَ بِهَا، فَرَجِعَتْ إِلَى مَكَانِهَا الَّتِي كَانَتْ فِيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَسْبِي "

2328 - وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: ثنا أَبُو حَيَّانَ التَّمِيمِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيْنَ تُرِيدُ؟ ". قَالَ: إِلَى أَهْلِي. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §هَلْ لَكَ إِلَى خَيْرٍ؟ " قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ". قَالَ: مَنْ شَاهِدٌ عَلَى مَا تَقُولُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذِهِ الشَّكْمَةُ " - يَعْنِي الشَّجَرَةَ - فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ بِشَاطِئِ الْوَادِي فَأَقْبَلَتْ تَخُدُّ الْأَرْضَ حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَشْهَدَهَا ثَلَاثًا أَنَّهُ كَمَا قَالَ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا فَرَجَعَ الْأَعْرَابِيُّ إِلَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنْ يَتَّبِعُونِي أَقْبَلْتُ بِهِمْ، وَإِلَّا رَجَعْتُ فَكُنْتُ مَعَكَ "

2329 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ -[30]- بْنِ عَائِشَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا بِالْحَجُونِ كَئِيبًا حَزِينًا فَقَالَ: " اللهُمَّ §أَرِنِي آيَةً لَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي ". فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَقَالَ: ادْعُ تِلْكَ الشَّجَرَةَ فَجَاءَتْ تَخُدُّ الْأَرْضَ أَوْ تَخُطُّ الْأَرْضَ حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: " ارْجِعِي ". فَرَجَعَتْ فَقَالَ: " لَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي " 2330 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي سُوَيْدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ - جَمِيعًا - قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ

§وَمِنْهَا مَسْجِدٌ يُقَالُ لَهُ: السُّرَرُ وَهُوَ الَّذِي بَنَاهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ

2331 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ -[31]- بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: عَدَلَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَأَنَا نَازِلٌ، تَحْتَ سَرْحَةٍ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فَقَالَ مَا أَتَى بِكَ تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟ قُلْتُ: أَرَدْتُ ظِلَّهَا. قَالَ: فَهَلْ غَيْرَ هَذَا؟ قُلْتُ: لَا، مَا أَنْزَلَنِي إِلَّا ذَلِكَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا كُنْتَ بَيْنَ الْأَخْشَبَيْنِ مِنْ مِنًى، وَنَفَحَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، فَإِنَّ هُنَاكَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ السُّرَرُ , بِهِ سَرْحَةٌ نَزَلَ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِيًّا " 2332 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا نَحْوَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ

2333 - وَحَدَّثَنِي حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ أَبُو الْحَسَنِ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -[32]- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ §سُرَّ فِي ظِلِّ سَرْحَتِهِ سَبْعُونَ نَبِيًّا لَا تُعْبَلُ وَلَا تُجَرَّدُ وَلَا تُسْرَفُ - لَا يَقَعُ فِيهَا دُودَةٌ يُقَالُ لَهَا: السَّرِفُ , تَأْكُلُ الشَّجَرَ "

2334 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §حَسَرَ السَّيْلُ عَنْ حُجْرٍ بِمَسْجِدِ السُّرَرِ عِنْدَ قَبْرِ الْمَرْأَتَيْنِ مَكْتُوبٌ فِيهِ: أَنَا أُسَيْدُ بْنُ أَبِي الْعِيصِ تَرَحَّمَ اللهُ عَلَى بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، فَهَذَا كَانَتْ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ "

§وَمِنْهَا مَسْجِدٌ عِنْدَ الْبَرَامِينِ إِلَى الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، مُقَابِلَ دَارِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَزْعُمُ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ كَثِيرًا مَا يَجْلِسُ فِيهِ، وَكَانَ لَبَيْتِ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا طَرِيقٌ إِلَيْهِ إِلَى جَنْبِ دَارِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

§وَمِنْهَا مَسْجِدٌ عِنْدَ شِعْبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. يُقَالُ: إِنَّهُ دَخَلَ فِي دَارِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَيَجْلِسُ فِيهِ فَاللهُ أَعْلَمُ كَيْفَ ذَلِكَ

2335 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ سُفْيَانَ، فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] قَالَ: " أُسْرِيَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ "

§وَمِنْهَا مَسْجِدٌ بِذِي طُوَى عِنْدَ ثَنِيَّةِ الْمَدَنِيِّينَ الْمُشْرِفَةِ عَلَى مَقْبَرَةِ مَكَّةَ، وَبَيْنَ الثَّنِيَّةِ الَّتِي تَهْبِطُ عَلَى الْحَصْحَاصِ، وَذَلِكَ الْمَسْجِدُ بَنَتْهُ زُبَيْدَةُ بِأَزَجَ

2336 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ،. . . . -[34]- وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ " §حَتَّى خَرَجْتُ مَعَهُمَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا ذَا طُوَى، نَحْوَ ثَنِيَّةِ الْمَدَنِيِّينَ قَالَ: فَجَاءَ أَكَمَةً هُنَالِكَ غَلِيظَةً، فَصَلَّى عَلَيْهَا، وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى هُنَالِكَ. قُلْتُ لِلْقَاسِمِ: أَهُوَ الْمَسْجِدُ الَّذِي يُبْنَى الْآنَ؟ قَالَ: لَا "

2337 - وَحَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §أَخْطَأَ الْأَئِمَّةُ، لَيْسَ بِالْمَسْجِدِ الَّذِي يَبْنُونَ "

ذكر المواضع التي يستحب فيها الصلاة بمكة وآثار النبي صلى الله عليه وسلم فيها، وتفسير ذلك

§وَمِنْهَا مَسْجِدُ الشَّجَرَةِ

فمنها البيت الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار أبي يوسف، ولم يزل هذا البيت في الدار حتى قدمت الخيزران أم الخليفتين موسى، وهارون، فجعلته مسجدا يصلى فيه، وأخرجته من الدار، وزعم بعض المكيين أن رجلا من أهل مكة يقال له: سليمان بن أبي مرحب

2338 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §زَعَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ، يَعْنِي الْمَسْجِدَ الَّذِي دُونَ يَأْجَجَ "

2339 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: إِنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ -[35]- أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ §يَبْدَأُ بِالْمَسْجِدِ الَّذِي كَانَتِ الشَّجَرَةُ عِنْدَهُ إِذَا ذَهَبَ نَحْوَ مَكَّةَ فَإِنْ وَجَدَهُ فَارِغًا صَلَّى فِيهِ، وَإِنْ لَمْ يَجِدْهُ فَارِغًا ذَهَبَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْآخَرِ فَصَلَّى فِيهِ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ يَذْكُرُ يَأْجَجَ: [البحر الطويل] وَأَسْرِجْ لِيَ الدَّهْمَاءَ وَاعْجَلْ بِمِطْرَفِي ... وَلَا يَعْلَمَنْ حَيٌّ مِنَ النَّاسِ مَذْهَبِي وَمَوْعِدُكَ الْبَطْحَاءُ مِنْ بَطْنِ يَأْجَجٍ ... أَوِ الشِّعْبُ ذِي الْمَمْرَوخِ مِنْ بَطْنِ مُغْرَبِ

§وَمِنْهَا مَسْجِدٌ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ فِي طَرِيقِ عُرَنَةَ عَلَى يَسَارِكَ، وَهُوَ الْغَارُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ حَيْثُ يَقُولُ: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] .

2340 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ -[36]- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِابْنِهِ: " يَا بُنَيَّ إِنْ حَدَثَ حَدَثٌ , أَوْ كَانَ كَوْنٌ، §فَأْتِ الْغَارَ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْ فِيهِ فَسَيَأْتِيكَ فِيهِ رِزْقُكَ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً "

ومنها بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو المنزل الذي كانت تنزله خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وفيه كان مسكن رسول الله صلى الله عليه وسلم معها، وفيه صلى الله عليه وسلم ابتنى بها وولدت فيه خديجة رضي الله عنها أولادها جميعا، وفيه توفيت رضي الله عنها فلم

§وَمِنْهَا مَسْجِدٌ فِي جَبَلِ حِرَاءٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِيهُ وَيَعْتَكِفُ فِيهِ الْأَيَّامَ.

2341 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: اخْتَبَأْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَذَى الْمُشْرِكِينَ بِحِرَاءٍ، فَلَمَّا اسْتَوَيْنَا عَلَيْهِ رَجَفَ بِنَا فَضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَفِّهِ ثُمَّ قَالَ: " §اثْبَتْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ ". قَالَ: وَعَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ "

§ذِكْرُ الدَّابَّةِ وَخُرُوجِهَا وَمِنْ أَيْنَ تَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ

ومنها الموضع الذي بأجياد الصغير وهو الذي يقال له: المتكأ. وبعض الناس يقولون: أول ما نزل القرآن في ذلك الموضع نزل فيه: اقرأ باسم ربك الذي خلق وهي أول سورة نزلت من القرآن حدثني بذلك ابن منصور قال: ثنا سفيان، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن

2342 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو غَزِيَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §الدَّابَّةُ الَّتِي يُخْرِجُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْأَرْضِ هِيَ الثُّعْبَانُ الَّذِي كَانَ فِي الْبَيْتِ، تَخْرُجُ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ، أَوْ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، أَوْ يَوْمَ عَرَفَةَ، أَوْ يَوْمَ النَّحْرِ "

2343 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ، وَيَعْقُوبُ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §الدَّابَّةُ الَّتِي يُخْرِجُ اللهُ تَعَالَى {مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} [النمل: 82] الْآيَةَ، هُوَ الثُّعْبَانُ الَّذِي كَانَ -[38]- فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ فَاخْتَطَفَهُ الْعُقَابُ فَأَلْقَاهُ بِأَصْلِ حِرَاءٍ لِمَخْسَفِ الْعَمَالِيقِ بَقِيَّةِ قَوْمِ عَادٍ "

2344 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ فَذَكَرْتُ لَهُ الدَّابَّةَ فَقَالَ: " §تَخْرُجُ ثَلَاثَ خَرْجَاتٍ: خَرْجَةً فِي بَعْضِ الْبَوَادِي ثُمَّ تَكْمُنُ، وَخَرْجَةً فِي بَعْضِ الْقُرَى حَتَّى تُذْكَرَ وَيُهْرِيقُ الْأُمَرَاءُ فِيهَا الدِّمَاءَ قَالَ: فَبَيْنَا النَّاسُ عِنْدَ أَفْضَلِ الْمَسَاجِدِ وَأَعْظَمِهَا وَأَشْرَفِهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيَقُولُ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، وَلَمْ يُسَمِّ شَيْئًا إِذِ ارْتَفَعَتِ الْأَرْضُ وَخَرَجَتِ الدَّابَّةُ وَهَرَبَ النَّاسُ وَتَبَقَّى عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ تَقُولُ: لَا يُنْجِينَا مِنْ أَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ شَيْءٌ، فَتَجْلُو وُجُوهَهُمْ حَتَّى تَجْعَلَهَا كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ , ثُمَّ تَتْبَعُ النَّاسَ فَتَخْطِمُ الْكَافِرَ وَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ، ثُمَّ لَا يَنْجُو مِنْهَا هَارِبٌ وَلَا يَدْرِيهَا طَالِبٌ ". قَالُوا: وَمَا النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا حُذَيْفَةُ؟ قَالَ: " شُرَكَاءُ فِي الْأَمْوَالِ، جِيرَانٌ فِي الرِّبَاعِ، أَصْحَابٌ فِي الْأَسْفَارِ "

2345 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ ابْنِ -[39]- وَهْبٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §تَخْرُجُ الدَّابَّةُ ثَلَاثَ خَرْجَاتٍ " ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ فُضَيْلٍ

2346 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي دَابَّةِ الْأَرْضِ قَالَ: " §مُولَعَةٌ ذَاتُ رِيشٍ، فِيهَا أَلْوَانُ الدَّوَابِّ كُلِّهَا، وَفِيهَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ سِيمَةٌ، وَسيمَاهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَنَّهَا تَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ تُكَلِّمُهُمْ، وَكَلَامُهَا: {أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل: 82] "

2347 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْجَرْمِيُّ قَالَ: ثنا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ: لَوْ شِئْتُ أَخَذْتُ سِبْتِيَّتَيَّ هَاتَيْنِ ثُمَّ مَشَيْتُ حَتَّى أَدْخُلَ الْوَادِي الَّذِي §تَخْرُجُ مِنْهُ دَابَّةُ الْأَرْضِ، فَإِنَّهَا تَخْرُجُ وَهِيَ ذَامَّةٌ لِلنَّاسِ فَتَلْقَى الْمُؤْمِنَ فَتَسِمُهُ فِي وَجْهِهِ وَكَتِفِهِ، فَيَبْيَضُّ لَهَا وَجْهُهُ، وَتَسِمُ الْكَافِرَ وَكَتِفَهُ، فَيَسْوَدُّ لَهَا وَجْهُهُ، وَهِيَ دَابَّةٌ ذَاتُ زَغَبٍ وَرِيشٍ فَتَقُولُ: {أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل: 82] "

ومنها مسجد في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي عند الصفا في الدار التي تعرف اليوم بالخيزران كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها مختفيا، وفيه أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيها إلى الإسلام

2348 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا نُعَيْمٌ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، -[40]- عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الشَّرْعَبِيِّ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ شِعْبِ أَجْيَادَ، رَأْسُهَا يَمَسُّ السَّحَابَ، وَمَا خَرَجَتْ رِجْلَاهَا مِنَ الْأَرْضِ "

2349 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ الْغِفَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَذْكُرُ السَّاعَةَ فَقَالَ: " مَا تَذْكُرُونَ؟ " قُلْنَا السَّاعَةَ. فَقَالَ: " أَمَا إِنَّهَا §لَا تَقُومُ حَتَّى يَكُونَ قَبْلَهَا عَشْرُ آيَاتٍ " , فَذَكَرَ الدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَثَلَاثَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ مِنَ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ "

2350 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَخَاصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ "

2351 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ: " §كُلُّ مَا وَعَدَ اللهُ رَسُولَهُ قَدْ رَأَيْنَا غَيْرَ أَرْبَعٍ: الدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ " قَالَ: وَنُبِّئْتُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ: قَدْ مَضَى الدُّخَانُ، كَانَ سِنِينَ كَسِنِيِّ يُوسُفَ، وَالْبَطْشَةُ الْكُبْرَى يَوْمَ بَدْرٍ وَقَدِ انْشَقَّ الْقَمَرُ "

ومنها موضع فوق أبي قبيس يقال له: مسجد إبراهيم صلوات الله على نبينا محمد وعليه وسلم. وزعم أهل مكة عن أشياخهم، عن ابن مجاهد، عن أبيه قال: إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما أمر أن يؤذن بالحج قام فوق أبي قبيس فقال: يا عباد الله أجيبوا داعي الله،

2352 - وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكَابَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، -[42]- 2353 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، جَمِيعًا , قَالَا: ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ صَدْعٍ فِي الصَّفَا، كَحُضْرِ الْفَرَسِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَلَا يَخْرُجُ ثُلُثُهَا "

2354 - وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ الْأَبْرَشُ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أنا طَلْحَةُ يَعْنِي: ابْنَ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §تَخْرُجُ دَابَّةُ الْأَرْضِ فَيَفْزَعُ النَّاسُ إِلَى الصَّلَاةِ , فَتَأْتِي الرَّجُلَ وَهُوَ يُصَلِّي فَتَقُولُ: طَوِّلْ مَا أَنْتَ مُطَوِّلٌ فَوَاللهِ لَأَخْطُمَنَّكَ "

2355 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ -[43]- قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §بِئْسَ الشِّعْبُ شِعْبُ أَجْيَادَ، تَخْرُجُ مِنْهُ الدَّابَّةُ تَصِيحُ ثَلَاثَ صَيْحَاتٍ يَسْمَعُهَا مَنْ بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ "

2356 - وَحَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قُلْنَا لَهُ: {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} [النمل: 82] أَوْ تَكْلِمُهُمْ قَالَ: " §لَا بَلْ تُكَلِّمُهُمْ , يَعْنِي: الْكَلَامَ "

ومنها مسجد بعرفة عن يمين الإمام في الموقف يقال له: مسجد إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وليس بمسجد عرفة.

2357 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا مُهَنَّا أَبُو شِبْلٍ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -[44]- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مَعَهَا عَصَا مُوسَى وَخَاتَمُ سُلَيْمَانَ فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْعَصَا وَتَخْطِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ حَتَّى أَنَّ أَهْلَ الْخِوَانِ لَيَقْعُدُونَ، فَيَقُولُ هَذَا لِهَذَا: يَا مُؤْمِنُ، وَهَذَا لِهَذَا يَا كَافِرُ "

2358 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو شِبْلٍ مُهَنَّا عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ، وَقَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ أَخَذَ نَعْلَهُ وَقَالَ: " §لَوْ شِئْتُ أَنْ لَا أَنْتَعِلَ حَتَّى أَضَعَ رِجْلَيَّ حَيْثُ تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ قِبَلِ أَجْيَادَ مِمَّا يَلِي الصَّفَا "

ومنها مسجد الكبش الذي بمنى وإنما سمي مسجد الكبش لأن الكبش الذي ذبح إبراهيم فداء إسماعيل صلوات الله على محمد وعليهما وسلم نزل عليه في موضع المسجد، وقد كتبنا ذكره مفسرا في موضعه

2359 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ - عَرَضْتُهُ عَلَيْهِ - قَالَ: ثنا نُعَيْمٌ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا كَانَ الْوَعْدُ الَّذِي قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} [النمل: 82] قَالَ: " لَيْسَ ذَاكَ بِحَدِيثٍ وَلَا كَلَامٍ وَلَكِنَّهُ سِمَةٌ تَيْسَمُ مَنْ أَمَرَهَا اللهُ تَعَالَى، وَيَكُونُ خُرُوجُهَا مِنَ الصَّفَا لَيْلَةَ أَهْلِ مِنًى، فَيُصْبِحُونَ بَيْنَ رَأْسِهَا وَذَنَبِهَا لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ وَلَا يَخْرُجُ خَارِجٌ حَتَّى إِذَا فَرَغَتْ مِمَّا أَمَرَهَا اللهُ تَعَالَى بِهِ كَانَتْ أَوَّلُ خُطْوَةٍ تَضَعُهَا بِأَنْطَاكِيَّةَ "

ومنها مسجد بأعلى مكة عند الردم الأعلى عند بئر جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل رضي الله عنه ويقال لها: البئر العليا. يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه

2360 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَا: ثنا عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: ثنا مَهْدِيُّ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: سُئِلَ أَبُو الطُّفَيْلِ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقِيلَ لَهُ: مِنْ §أَيْنَ تَخْرُجُ الدَّابَّةُ؟ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهَا تَخْرُجُ مِنَ الصَّفَا أَوِ الْمَرْوَةِ "

2361 - وَحَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا أَبُو شِبْلٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: " §الْآيَاتُ كُلُّهَا فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ "

ومنها مسجد بأعلى مكة يقال له: مسجد الحرس وهو الذي يعرف به اليوم، وإنما سمي مسجد الحرس؛ لأن صاحب الحرس بمكة كان يطوف فيجتمع إليه أعوانه من شعاب مكة وأرباعها عند ذلك المسجد، فسمي مسجد الحرس، وهو في طرف الحجون، وهو مسجد الجن الذي خط فيه رسول الله صلى

§ذِكْرُ أَخْشَبَيْ مَكَّةَ وَمَا جَاءَ فِيهِمَا وَأَخْشَبَا مَكَّةَ: الْجَبَلُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: أَبُو قُبَيْسٍ، وَهُوَ الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى الصَّفَا، وَهُوَ مَا بَيْنَ أَجْيَادَ الصَّغِيرِ إِلَى السُّوَيْدَاءِ إِلَى الْخَنْدَمَةِ، وَكَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ: الْأَمِينَ.

2362 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §أَبُو قُبَيْسٍ أَوَّلُ جَبَلٍ وَضَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْأَرْضِ حِينَ مَادَتِ الْأَرْضُ "

2363 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] قَالَ: رَأَوْهُ مُنْشَقًّا، فَقَالَ: {سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} [القمر: 2] : ذَاهِبٌ. قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §رَأَيْتُ الْقَمَرَ مُنْشَقًّا شِقَّتَيْنِ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، شِقَّةٌ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ، وَشِقَّةٌ عَلَى كَدَى وَكَدَى، فَقَالُوا: سُحِرَ الْقَمَرُ، فَنَزَلَتْ: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] ، كَمَا أَرَيْنَاكُمُ الْقَمَرَ مُنْشَقًّا، فَإِنَّ الَّذِي يُخْبِرُكُمْ عَنِ السَّاعَةِ حَقٌّ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: " §رُفِعَ الرُّكْنُ يَوْمَ الْغَرَقِ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ "

2364 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِنَّ §إِبْرَاهِيمَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَمَّا أُمِرَ أَنْ يُنَادِيَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ، قَامَ عَلَى رَأْسِ أَبِي قُبَيْسٍ فَقَالَ: يَا عِبَادَ اللهِ، أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ. قَالَ: وَعَلَى رَأْسِ أَبِي قُبَيْسٍ صَخْرَةٌ يُقَالُ لَهَا: صَخْرَةُ أَبِي يَزِيدَ وَأَبُو قُبَيْسٍ أَحَدُ أَخْشَبَيْ مَكَّةَ، وَهُوَ الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى الصَّفَا، وَهُوَ مَا بَيْنَ حَرْفِ أَجْيَادَ الصَّغِيرِ إِلَى السُّوَيْدَاءِ الَّتِي تَلِي الْخَنْدَمَةَ، وَكَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ: الْأَمِينَ، وَيُقَالُ: إِنَّمَا سُمِّيَ الْأَمِينَ أَنَّ الرُّكْنَ كَانَ مُسْتَوْدَعًا فِيهِ عَامَ الطُّوفَانِ، فَلَمَّا بَنَى إِبْرَاهِيمُ صَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ نَادَاهُ أَبُو قُبَيْسٍ: إِنَّ الرُّكْنَ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا. وَيُقَالُ: اقْتُبِسَ الرُّكْنُ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ، فَسُمِّيَ أَبَا قُبَيْسٍ. وَيُقَالُ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ مَذْحِجٍ، وَيُقَالُ: مِنْ إِيَادٍ، نَهَضَ فِيهِ بِالْبِنَاءِ أَوَّلُ النَّاسِ، وَكَانَ الرَّجُلُ يُدْعَى قُبَيْسًا، فَسُمِّيَ أَبَا قُبَيْسٍ وَالْأَخْشَبُ الْآخَرُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْأَحْمَرُ وَكَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ: الْأَعْرَفُ، وَهُوَ الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ وَجْهُهُ عَلَى قُعَيْقِعَانَ، عَلَى دُورِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَفِيهِ مَوْضِعٌ يُقَالُ: الْجَرُّ وَالْمِيزَابُ. وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْجَرَّ وَالْمِيزَابَ أَنَّ هُنَالِكَ مَوْضِعَيْنِ يُشْرِفُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ وَالْأَعْلَى يَصُبُّ فِي الْأَسْفَلِ، فَاسْمُ -[48]- الْأَعْلَى الْمِيزَابُ، وَاسْمُ الْأَسْفَلِ الْجَرُّ. وَهَذَا كُلُّهُ حَدَّثَنَا بِهِ الزُّبَيْرُ. وَفِي ظَهْرِهِ الْآخَرِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ: قَرْنُ أَبِي رِيشٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ صَخَرَاتٌ مُشْرِفَاتٌ فَوْقَ الْجَبَلِ الْأَحْمَرِ يُقَالُ لَهَا: الْكَبْشُ عَلَيْهَا مَنَارَةٌ يُؤَذَّنُ عَلَيْهَا. وَفِي ظَهْرِهِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ: قَرَارَةُ الْمَدْحَى كَانَ أَهْلُ مَكَّةَ فِيمَا يَزْعُمُونَ يَتَدَاحُونَ هُنَالِكَ بِالْمَدَاحِي وَالْمَرَاصِيعِ

2365 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا هُشَيْمٌ قَالَ: أنا حُصَيْنٌ، عَنْ عُكَيْمِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَتْ: إِنَّهَا نَذَرَتْ إِنْ عَاشَ ابْنُهَا أَنْ تَجْعَلَهُ نَصْرَانِيًّا فَقَالَ: " §اذْهَبِي فَاجْعَلِيهِ مُسْلِمًا ". أَوْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَبِيتَ عَلَى قُعَيْقِعَانَ مُجَرَّدًا حَتَّى يُصْبِحَ فَضَحِكَ مِنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَقَالَ: " انْظُرُوا إِلَى هَذَا أَرَادَ الشَّيْطَانُ يُبْدِيَ عَوْرَتَهُ فَيَضْحَكُ مِنْهُ وَأَصْحَابُهُ "، ثُمَّ قَالَ لَهُ: " انْطَلِقْ فَالْبِسْ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ، وَصَلِّ عَلَى قُعَيْقِعَانَ حَتَّى تُصْبِحَ "

2366 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " هَذِهِ §حَرَّمَهَا اللهُ تَعَالَى يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَوَضَعَ هَذَيْنِ الْأَخْشَبَيْنِ "

2367 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} [الرعد: 31] قَالَ: قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ أَرْضَنَا بَيْنَ جَبَلَيْنِ - يَعْنِي أَبَا قُبَيْسٍ، وَالْأَحْمَرَ - فَأَخِّرْ عَنَّا هَذَيْنِ الْجَبَلَيْنِ حَتَّى نَزْرَعَ، وَأَجْرِ لَنَا فِيهَا عُيُونًا، وَأَحْيِ لَنَا قُصَيَّ بْنَ كِلَابٍ فَإِنَّهُ كَانَ لَهُ عَقْلٌ نَسْأَلُهُ: أَحَقٌّ مَا تَقُولُ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا} [الرعد: 31] قَالَ: " لَا يَكُونُ هَذَا وَلَمْ يَكُنْ أَوَّلًا أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ مَا يَرَوْنَ مِنَ الْآيَاتِ: السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ وَالْمَطَرِ " 2368 - سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، يَقُولُ: مَا بَيْنَ أَخْشَبَيْهَا، وَجَنْحَتَيْهَا أَكْرَمُ مِنْ فُلَانٍ، وَالْأَخَاشِبُ وَالْجُبَاجِبُ: جِبَالُ مَكَّةَ، وَأَنْشَدَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ لِلْعَامِرِيِّ فِي الْأَخْشَبَيْنِ: [البحر الطويل] نُبَايِعُ بَيْنَ الْأَخْشَبَيْنِ وَإِنَّمَا ... يَدُ اللهِ بَيْنَ الْأَخْشَبَيْنِ نُبَايِعُ

ومنها مسجد البيعة بيعة الأنصار ليلة العقبة، عقبة منى وقد فسرنا ذلك في موضعها.

§ذِكْرُ فَضْلِ مَقْبَرَةِ مَكَّةَ وَاسْتِقْبَالِهَا الْقِبْلَةَ وَذِكْرُ مَقْبَرَةِ مَكَّةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ وَلَا يُعْلَمُ بِمَكَّةَ شِعْبٌ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ لَيْسَ فِيهِ انْحِرَافٌ عَنْهَا إِلَّا شِعْبُ مَقْبَرَةِ أَهْلِ مَكَّةَ فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ وَجْهَ الْكَعْبَةِ كُلِّهَا مُسْتَقِيمًا

2369 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ: بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَا: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي خِدَاشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §نِعْمَ الْمَقْبَرَةُ هَذِهِ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: يَعْنِي: مَقْبَرَةَ مَكَّةِ

ومنها مسجد بذي طوى عند مفترق الطريقين: طريق التنعيم، وطريق جدة، يقال له: مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.

2370 - وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ: أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَقْبَرَةِ وَلَيْسَ بِهَا يَوْمَئِذٍ مَقْبَرَةٌ فَقَالَ: " §يَبْعَثُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ هَذِهِ الْبُقْعَةِ وَمِنْ هَذَا الْحَرَمِ كُلِّهِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، يَشْفَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي سَبْعِينَ، وُجُوهُهُمْ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَنْ هُمْ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنَ الْغُرَبَاءِ ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ: مَا لِمَنْ هَلَكَ فِي حَرَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَلَكَ فِي حَرَمِ اللهِ تَعَالَى مُحْتَسِبًا دَارَهُ بُعِثُوا آمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالَ: فَمَا لِمَنْ هَلَكَ فِي حَرَمِكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَلَكَ بِالْمَدِينَةِ مُحْتَسِبًا دَارَهُ حُبًّا لِلَّهِ تَعَالَى وَلِرَسُولِهِ بُعِثُوا آمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: فَمَا لِمَنْ هَلَكَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَلَكَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ طَلَبَ طَاعَةً مِنْ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بُعِثُوا آمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

ومنها مسجد يقال له: مسجد الشجرة بأعلى مكة في دبر دار منارة البيضاء التي عند سفح الجبل مقابل الحجون بحذاء مسجد الحرس، كانت فيه شجرة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم دعاها من موضعها فجاءته

2371 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، فِي حَدِيثٍ رَفَعَهُ -[52]- إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §ائْتُوا مَوْتَاكُمْ فَسَلِّمُوا عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا؛ فَإِنَّ لَكُمْ فِيهِمْ عِبْرَةٌ "

قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: " وَرَأَيْتُ أَنَا عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا §تَزُورُ قَبْرَ أَخِيهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَمَاتَ بِالْحُبْشِيِّ عَلَى بَرِيدٍ مِنْ مَكَّةَ، وَقُبِرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِمَكَّةَ "

2372 - وَحَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَقَابِرِ فَأَمَرَنَا فَجَلَسْنَا ثُمَّ تَخَطَّا إِلَى الْقُبُورِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَبْرٍ مِنْهَا فَجَلَسَ إِلَيْهِ فَنَاجَاهُ طَوِيلًا ثُمَّ ارْتَفَعَ نَحِيبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاكِيًا فَبَكَيْنَا لِبُكَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ إِلَيْنَا فَلَقِيَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا الَّذِي أَبْكَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ لَقَدْ أَبْكَانَا وَأَفْزَعَنَا، فَأَخَذَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَوْمَأَ إِلَيْنَا فَأَشَارَ فَقَالَ: " أَفْزَعَكُمْ بُكَائِي؟ " فَقُلْنَا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْقَبْرَ الَّذِي رَأَيْتُمُونِي عِنْدَهُ قَبْرُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، وَإِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي زِيَارَتِهَا فَأَذِنَ لِي، ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُهُ فِي الِاسْتِغْفَارِ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ". فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] كَذَلِكَ حَتَّى تَقَصَّى الْآيَاتِ -[53]- كُلَّهَا: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} [التوبة: 114] فَأَخَذَنِي مَا يَأْخُذُ الْوَلَدُ لِوَالِدِهِ فِي الرِّقَةِ فَذَاكَ الَّذِي أَبْكَانِي، أَلَا إِنِّي §كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، وَأَكْلِ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ، لِيَسَعَكُمْ، وَعَنْ نَبِيذِ الْأَوْعِيَةِ، فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا وَتُذَكِّرُ الْآخِرَةَ، وَكُلُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ وَأَبْقُوا مِنْهَا مَا شِئْتُمْ فَإِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ أَنَّ الْخَيْرَ قَلِيلٌ تَوْسِعَةً عَلَى النَّاسِ، أَلَا وَإِنَّ كُلَّ وِعَاءٍ لَا يُحَرِّمُ شَيْئًا، كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ: " إِنَّ §آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ أُمُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُفِنَتْ فِي شِعْبِ أَبِي دُبٍّ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي خِدَاشٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا أَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَقْبَرَةِ وَهُوَ عَلَى طَرِيقِهِ الْأَوَّلِ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ وَرَاءَ الضَّفِيرَةِ فَقَالَ: " §نِعْمَ الْمَقْبَرَةُ هَذِهِ " قُلْتُ لِلَّذِي يُخْبِرُنِي: أَخَصَّ الشِّعْبَ؟ قَالَ: هَكَذَا قَالَ، وَلَمْ يُخْبِرْنِي أَنَّهُ خَصَّ شَيْئًا إِلَّا كَذَلِكَ أَشَارَ بِيَدِهِ وَرَاءَ الضَّفِيرَةِ

ومنها مسجد يقال له: السرر وهو الذي بناه عبد الصمد بن علي

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحُدِّثْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَجَاءَ مَقْبَرَةَ مَكَّةَ فَقِيلَ لَهُ: §أَتَطَأُ عَلَى الْقَبْرِ؟ فَقَالَ: " أَيْنَ أَطَّأُ أَهَاهُنَا وَأَشَارَ إِلَى ثَنِيَّةِ الْمَدَنِيِّينَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ هَذَا: قَالَ لِي عَطَاءٌ: " §يُكْرَهُ أَنْ تُوطَأَ الْقُبُورُ، وَأَنْ يُجْلَسَ عَلَيْهَا "، فَقُلْتُ: أَتُخَطَّا؟ قَالَ: " أَكْرَهُهُ ". قَالَ: " وَمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ؟ إِنَّا إِذَا بَلَغْنَا قَبْرَ أَحَدِهِمْ إِنَّا لَنَطَؤُهُ "

2373 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: ثنا سُوَيْدٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَسَدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ حَرْبِ بْنِ سُرَيْجٍ، عَنْ بِشْرٍ النَّدَبِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى مَقْبَرَةً فَخَلَّى عَنْ نَاقَتِهِ وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَأْخُذُ بِرَأْسِهَا وَلَمْ تَكُنْ تَقَرُّ لَمُنَافِقٍ فَأَخَذَ رَجُلٌ بِرَأْسِهَا، فَفَتَلَ رَأْسَهَا، فَدَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَدْنُو حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ نَزَلَ فِينَا شَيْءٌ، فَتَوَجَّهَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَلَمَّا رَآهُ أَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: " §هَذَا قَبْرُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ الزُّهْرِيَّةِ أُمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُشَفِّعَنِيَ فِيهَا، وَأَنَّهُ أَبَى عَلَيَّ " وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ عَنْ أَشْيَاخِهِمْ أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ فِي شِعْبِ أَبِي دُبٍّ، وَقَامَ الْإِسْلَامُ عَلَى ذَلِكَ. وَهُمْ يُدْفَنُونَ هُنَالِكَ وَبِالْحَجُونِ أَيْضًا إِلَى شِعْبِ الصَّفِّيِّ، صُفِيُّ السِّبَابِ وَفِي الشِّعْبِ اللَّاصِقِ بِثَنِيَّةِ الْمَدَنِيِّينَ، الَّذِي هُوَ الْيَوْمُ مَقْبَرَةُ أَهْلِ مَكَّةَ، ثُمَّ تَمْضِي الْمَقْبَرَةُ مُصْعِدَةً بِالْجَبَلِ إِلَى ثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ بِحَائِطِ خُرْمَانَ. وَكَانَ يُدْفَنُ فِي هَذِهِ الْمَقْبَرَةِ الَّتِي عِنْدَ ثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ آلُ أُسَيْدِ -[55]- بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَفِيهَا دُفِنَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِذْ مَاتَ بِمَكَّةَ، وَكَانَ نَازِلًا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ فِي دَارِهِ، وَكَانَ صَدِيقًا لَهُ وَخَاصًّا

2374 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ أَهْدَى إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدٍ مِنْ صَدَقَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: §فَلَمَّا حَضَرَتِ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْوَفَاةُ أَوْصَى عَبْدَ اللهِ بْنَ خَالِدٍ أَنْ لَا يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ، وَكَانَ الْحَجَّاجُ بِمَكَّةَ وَالِيًا بَعْدَ مَقْتَلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ خَالِدٍ لَيْلًا عَلَى رَدْمِهِمْ عِنْدَ بَابِ دَارِهِ , وَدَفَنَهُ فِي مَقْبَرَتِهِمْ هَذِهِ عِنْدَ ثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ بِحَائِطِ خُرْمَانَ رَحِمَهُ اللهُ وَغَفَرَ لَهُ " وَيُدْفَنُ فِي هَذِهِ الْمَقْبَرَةِ مَعَ آلِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ آلُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا. وَشِعْبُ أَبِي دُبٍّ الَّذِي يَعْمَلُ فِيهِ الْجَزَّارُونَ بِمَكَّةَ فَسُمِّيَ بِهِ وَعَلَى فَمِ الشِّعْبِ سَقِيفَةٌ مِنْ حِجَارَةٍ بَنَاهَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَزَلَهَا -[56]- حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الْحَكَمَيْنِ، وَقَالَ فِيمَا ذَكَرُوا: أُجَاوِرُ قَوْمًا لَا يَغْدُرُونَ وَلَا يَمْكُرُونَ - يَعْنِي بِذَلِكَ أَهْلَ الْمَقَابِرِ - وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: إِنَّ فِي هَذَا الشِّعْبِ قَبْرُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ أُمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَبْرُهَا فِي دَارِ رَائِعَةَ فَاللهُ أَعْلَمُ

ومنها مسجد عند البرامين إلى الجدر الذي يلي دار عمر بن عبد العزيز، مقابل دار أبي سفيان رضي الله عنه يزعم بعض المكيين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يجلس فيه، وكان لبيت خديجة رضي الله عنها طريق إليه إلى جنب دار أبي سفيان رضي الله عنه.

2375 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَ أُمِّي فَأَذِنَ لِيَ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَدْعُوَ لَهَا فَأَبَى أَنْ يَأْذَنَ لِي ". 2376 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: ثنا أَبُو مُنَيْنٍ: يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ فِيهِ: " فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الْمَوْتَ "

ومنها مسجد عند شعب علي بن أبي طالب رضي الله عنه. يقال: إنه دخل في دار الحارث بن عبد المطلب وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فيه ويجلس فيه فالله أعلم كيف ذلك

2377 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا: ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ أَتَى جِذْمَ قَبْرٍ فَجَلَسَ إِلَيْهِ وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ، فَجَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَهَيْئَةِ الْمُخَاطِبُ ثُمَّ قَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْكِي فَاسْتَقْبَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَكَانَ مِنْ أَجْرَأِ النَّاسِ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي وَأُمِّي مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §هَذَا قَبْرُ أُمِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِيَ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِيَ، فَذَكَرْتُهَا فَوَقَفْتُ فَبَكَيْتُ ". قَالَ: فَلَمْ يُرَ بَاكِيًا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ "

2378 - وَحَدَّثَنِي أَبُو إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَنْبَلٍ فِي جِنَازَةٍ فَقَالَ لِي: كُنْتُ مَعَ عَمِّي الزَّنْجِيِّ بْنِ خَالِدٍ هَا هُنَا فِي جِنَازَةٍ، فَدَعَا دَاوُدَ الْأَعْوَرَ الَّذِي كَانَ يَكُونُ عَلَى الْمَقَابِرِ فَقَالَ لَهُ: يَا دَاوُدُ أَنْتَ بَيْتُكَ فِي الْمَقَابِرِ وَأَنْتَ تَنَامُ فِيهَا فَهَلْ رَأَيْتَ فِيهَا شَيْئًا يُعْجِبُكَ أَوْ تُنْكِرُهُ؟ فَقَالَ: وَاللهِ لَأُحَدِّثَنَّكَ، إِنِّي كُنْتُ فِي لَيْلَةٍ شَاتِيَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ مُقْمِرَةٍ، فَدَخَلْتُ فِي الْمَقْبَرَةِ سَاعَةً فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، ثُمَّ أَتَيْتُ -[58]- خَيْمَتِي لِأَرْقُدَ فَلَمَّا تَلَفَّفْتُ بِكِسَائِي §سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ أَقْصَى الْمَقْبَرَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فَقَعَدْتُ أَسْمَعُ سَاعَةً فَوَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا، فَلَمَّا أَنْ هَوَيْتُ لِأَرْقُدَ إِذَا أَنَا بِالصَّوْتِ يَقُولُ مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فَخَرَجْتُ وَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَنْتَهِي حَتَّى أَنْظُرَ مَا الْخَبَرُ فَدُرْتُ فِي الْمَقْبَرَةِ سَاعَةً مَا أَسْمَعُ شَيْئًا وَلَا أَرَى أَحَدًا حَتَّى إِذَا هَوَيْتُ لِأَخْرُجَ سَمِعْتُ الصَّوْتَ فَخَرَجْتُ أَؤُمُّ الصَّوْتَ، فَقَعَدْتُ لَيْلًا لِأَسْتَمِعَ فَإِذَا بِالصَّوْتِ يَخْرُجُ مِنَ الْقَبْرِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فَأَتَيْتُ الْقَبْرَ فَعَلَّمْتُهُ بِحِجَارَةٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَرَقَدْتُ ثُمَّ تَرَدَّدْتُ إِلَى الْقَبْرِ أَطْلُبُ أَيْنَ هُوَ فَوَجَدْتُ عَجُوزًا عِنْدَهُ فَقُلْتُ لَهَا: أَيَا أُمَّةَ , مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرَ؟ فَارْتَاعَتْ لِمَسْأَلَتِي عَنْهُ وَقَالَتْ: مَا لَهُ، وَمَا سُؤَالُكَ عَنْهُ؟ فَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي سَمِعْتُ فَقَالَتْ: وَسَمِعْتَهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا فَاتَتْهُ فِي رُقَادِهِ يَتَكَلَّمُ بِهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَيُقَالُ: إِنَّ قُصَيَّ بْنَ كِلَابٍ دُفِنَ بِالْحَجُونِ وَهِيَ الْمَقْبَرَةُ الْأُولَى. وَحَدُّ الْحَجُونِ: الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ الَّذِي بِحِذَاءِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يَلِي شِعْبَ الْجَزَّارِينَ إِلَى -[59]- مَا بَيْنَ الْحَوْضَيْنِ اللَّذَيْنِ فِي حَائِطِ عَوْفٍ، وَبُيُوتُ ابْنِ الصَّيْقَلِ عَلَى الْحَجُونِ. وَابْنُ الصَّيْقَلِ مَوْلًى لِآلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

ومنها مسجد بذي طوى عند ثنية المدنيين المشرفة على مقبرة مكة، وبين الثنية التي تهبط على الحصحاص، وذلك المسجد بنته زبيدة بأزج

2379 - فَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: مَاتَ قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ بِمَكَّةَ فَدُفِنَ بِالْحَجُونِ، فَتَدَافَنَ النَّاسُ بَعْدَهُ بِالْحَجُونِ قَالَ: فَكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ فِي جَنَبَتَيِ الْوَادِي يَمِينًا وَشِمَالًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَصَدْرِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ حَوَّلُوا مَقْبَرَتَهُمْ فِي الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ لِمَا جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْخَبَرِ لِقَوْلِهِ: " §نِعْمَ الْمَقْبَرَةُ، وَنِعْمَ الشِّعْبُ ". فَهِيَ مَقْبَرَةُ أَهْلِ مَكَّةَ إِلَّا آلَ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ فَهُمْ يُدْفَنُونَ فِي الْمَقْبَرَةِ الْعُلْيَا بِحَائِطِ خُرْمَانَ إِلَى يَوْمَنَا هَذَا "

2380 - وَفِي مَقْبَرَةِ الْحَجُونِ يَقُولُ كَثِيرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيُّ بَعْدُ فِي الْإِسْلَامِ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: [البحر الخفيف] §عَيْنَيَّ جُودِي بِعِبْرَةٍ أَسْرَابِ ... بِدُمُوعٍ كَثِيرَةِ التِّسْكَابِ إِنَّ أَهْلَ الْحِصَابِ قَدْ تَرَكُونِي ... مُوزِعًا مُولَعًا بِأَهْلِ الْخَرَابِ كَمْ بِذَاكَ الْحَجُونِ مِنْ حَيِّ صِدْقٍ ... مِنْ كُهُولٍ أَعِفَّةٍ وَشَبَابِ سَكَنُوا الْجَزْعَ جَزْعَ بَيْتِ أَبِي ... مُوسَى إِلَى النَّخْلِ مِنْ صُفِيِّ السِّبَابِ أَهْلُ دَارٍ تَتَابَعُوا لِلْمَنَايَا ... مَا عَلَى الدَّهْرِ بَعْدَهُمْ مِنْ عِتَابِ فَارَقُونِي وَقَدْ عَلِمْتُ يَقِينًا ... مَا لِمَنْ ذَاقَ مَيْتَةً مِنْ إِيَابِ أَحْزَنَتْنِي حُمُولُهُمْ يَوْمَ وَلَّوْا ... مِنْ بِلَادِي وَآذَنُوا بِالذِّهَابِ وَزَادَ غَيْرُ الزُّبَيْرِ: فَلِيَ الْوَيْلُ بَعْدَهُمْ وَعَلَيْهِمْ صِرْتُ خِلْوًا وَمَلَّنِي أَصْحَابِي وَكَانَتْ مَقْبَرَةُ الْمُطَيَّبِينَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، وَمَقْبَرَةُ الْأَحْلَافِ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ "

2381 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي، يَنْشُدُ لِبَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ فِي الْحَجُونِ وَالْمَقْبَرَةِ الَّتِي بِهِ: [البحر الكامل] §فَإِذَا مَرَرْتَ عَلَى الْحَجُونِ وَأَهْلِهِ ... فَصِلِ الْحَجُونَ وَأَهْلَهُ بِسَلَامِ كَمْ بِالْحَجُونِ وَبَيْنَهُ مِنْ سَيِّدٍ ... ضَخْمِ الدَّسِيعَةِ مَاجِدٍ مِكْرَامِ خَلَّى مَنَازِلَهُ وَأَصْبَحَ ثَاوِيًا ... بِالشِّعْبِ بَيْنَ دَكَادِكٍ وَأَكَامِ وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ اللِّهْبِيُّ يَذْكُرُ مَنْ قُبِرَ بِمَكَّةَ مِنْ قَوْمِهِ: [البحر البسيط] أَبَا الْفَضْلِ تُقًى فِينَا وَمَكْرُمَةً ... تُنَافِسُ الْأَرْضَ مَوْتَانَا إِذَا قُبِرُوا تَرَى بِنَا فَضْلَهَا عَنْ كُلِّ مَقْبَرَةٍ ... إِذَا الْعِبَادُ لِفَضْلٍ بَيْنَهُمْ حُشِرُوا تَبْكِي السَّمَاءُ عَلَيْنَا فِي مَقَابِرِنَا ... إِذَا تُسَوَّى عَلَى أَمْوَاتِنَا الْحُفَرُ وَالشَّمْسُ تَبْكِي عَلَى هُلَّاكِنَا جَزَعًا ... لَوْ تَسْتَطِيعُ لَهُمْ نَشْرًا لَقَدْ نُشِرُوا "

ومنها مسجد الشجرة

§ذِكْرُ مَقْبَرَةِ الْمُهَاجِرِينَ بِمَكَّةَ وَهِيَ الَّتِي عِنْدَ الْحَصْحَاصِ وَمَا جَاءَ فِيهَا

2382 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ نَاسٌ قَدْ §أَقَرُّوا بِالْإِسْلَامِ وَلَمْ يُهَاجِرُوا فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ خُرِجَ بِهِمْ كَرْهًا، فَقَاتَلُوا وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النحل: 28] إِلَى قَوْلِهِ: {عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ} [النساء: 99] الْآيَةَ، ثُمَّ قَالَ: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [النساء: 98] الْآيَةَ، فَكَتَبَ بِذَلِكَ مَنْ كَانَ بِالْمَدِينَةِ إِلَى مَنْ كَانَ بِمَكَّةَ مِمَّنْ كَانَ قَدْ أَسْلَمَ , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي بَكْرٍ: قَالَ يَعْقُوبُ فِي حَدِيثِهِ - قَالَ سُفْيَانُ: فَبَلَغَنَا أَنَّهُ ضَمْرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ -[63]- وَكَانَ مَرِيضًا: أَخْرِجُونِي إِلَى الرُّوحِ، فَخَرَجُوا بِهِ فَلَمَّا بَلَغُوا بِهِ الْحَصْحَاصَ مَاتَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ} [النساء: 100] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ "

2383 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي الضَّيْفِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عِيَاضِ بْنِ عَمْرٍو الْقَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ الْقَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ بَعْدَمَا انْطَلَقَ إِلَى خَيْبَرَ وَرَجَعَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ الْقَارِيِّ، فَقَالَ سَعْدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا، وَإِنَّ وَرَثَتِي كَلَالَةٌ §أَفَأَتَصَدَّقُ بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا ". قَالَ: أَفَأَتَصَدَّقُ بِشَطْرِهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا ". قَالَ: أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ ". قَالَ: " كَثِيرٌ ". ثُمَّ جَهَشَ إِلَيْهِ سَعْدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَمُوتُ بِالْأَرْضِ الَّتِي خَرَجْتُ مِنْهَا مِنَ الشِّرْكِ مُهَاجِرًا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَرْفَعَكَ اللهُ فَيَنْكَأَ بِكَ أَقْوَامًا وَيَرْفَعَ بِكَ آخَرِينَ، يَا عَمْرُو بْنَ الْقَارِيِّ إِنْ مَاتَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فَادْفِنْهُ هَا هُنَا ". وَأَشَارَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ عَقَبَةِ الْمَدَنِيِّينَ "

ومنها مسجد في جبل ثور في طريق عرنة على يسارك، وهو الغار الذي ذكره الله عز وجل في كتابه حيث يقول: إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا.

2384 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،: {§وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ} [النساء: 100] قَالَ: " هُوَ جُنْدُبُ بْنُ ضَمْرَةَ أَحَدُ بَنِي لَيْثٍ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ ضَمْرَةُ: " اللهُمَّ §أَبَلَغْتَ فِي الْمَعْذِرَةِ وَالْحُجَّةِ، وَلَا مَعْذِرَةَ وَلَا حُجَّةَ، فَخَرَجَ شَيْخًا كَبِيرًا، فَمَاتَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ "

ومنها مسجد في جبل حراء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه ويعتكف فيه الأيام.

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ هَذَا: وَأَخْبَرَنِي يَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: §مَاتَ بِسَرِفَ "

2385 - وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ السَّائِبَ بْنَ عُمَيْرٍ الْقَارِيَّ فَقَالَ: " §إِنْ مَاتَ سَعْدٌ - لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فَلَا تَقْبُرْهُ بِمَكَّةَ " -[65]- وَقَالَ غَيْرُ أَبِي عَبْدِ اللهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ ذِي طُوَى. قَالَ: وَأَرَادَ بَنُو عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنْ يُخْرِجُوهُ مِنْ مَكَّةَ فَمَنَعَهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ خَالِدٍ وَقَالَ: قَدْ حَضَرَ النَّاسُ

ذكر الدابة وخروجها ومن أين تخرج من مكة

2386 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: خَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَجُلًا فَقَالَ: " §إِنْ مَاتَ بِمَكَّةَ فَلَا تَدْفِنُوهُ بِهَا " قَالَ سُفْيَانُ: لِأَنَّهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ مُهَاجِرًا

2387 - وَحَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: إِنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اشْتَكَى خِلَافَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ حِينَ ذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطَّائِفِ فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ الْقَارِيِّ: " §إِنْ مَاتَ فَهَا هُنَا ". وَأَشَارَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى طَرِيقِ الْمَدِينَةِ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: " §عُدْنَا أَبَا وَاقِدٍ الْبَكْرِيَّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَمَاتَ فَدُفِنَ فِي قُبُورِ الْمُهَاجِرِينَ قَالَ: وَمَاتَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدُفِنُوا هُنَالِكَ. قَالَ: وَاتَّبَعْتُ بَعْضَهُمْ، يَعْنِي: تِلْكَ الَّتِي دُونَ فَخٍّ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: " §مَا زِلْتُ أَسْمَعَ وَأَنَا غُلَامٌ أَنَّهَا قُبُورُ الْمُهَاجِرِينَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحُدِّثْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَيْفِيِّ أَنَّهُ قَالَ: " §يُبْعَثُ مَنْ مَاتَ وَقُبِرَ فِي تِلْكَ الْمَقْبَرَةِ آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ هَذَا: وَكُنْتُ أَسْمَعُ قَبْلَ ذَلِكَ أَنَّ §مَنْ مَاتَ فِي الْحَرَمِ فَأَنَّ ذَلِكَ لَهُ "

§ذِكْرُ الْمُحَصَّبِ، وَحُدُودِهِ، وَمَا جَاءَ فِيهِ

2388 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §لَيْسَ الْمُحَصَّبُ بِشَيْءٍ إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ نَزَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

2389 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: إِنَّمَا §نَزَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ كَانَ أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ، تَعْنِي: الْمُحَصَّبَ "

2390 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَذْكُرُ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ لَنَا عَمْرٌو: اذْهَبُوا إِلَى صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ فَسَلُوهُ عَنْ حَدِيثٍ يَذْكُرُهُ فِي الْمُحَصَّبِ، قَدِ اعْتَمَرَ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَقَالَ لِي: عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ عَلَى ثِقَلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَمْ يَأْمُرْنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَنْزِلَ الْأَبْطَحَ، وَلَكِنْ أَنَا ضَرَبْتُ قُبَّتَهُ، فَجَاءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ "

2391 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانُوا §يَنْزِلُونَ الْأَبْطَحَ " -[68]- 2392 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ سَوَاءً

2393 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: " §نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْطَحِ فِي قُبَّةٍ ضُرِبَتْ لَهُ، فَجَعَلَ يُصَلِّي، فَرَكَزَ بَيْنَ يَدَيْهِ الْعَنَزَةَ ثُمَّ صَلَّى إِلَيْهَا، وَإِنَّ الْحِمَارَ وَالْكَلْبَ وَالْمَرْأَةَ لَتَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا. قَالَ: وَخَرَجُوا بِفَضْلِ وَضُوءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَابْتَدَرَهُ النَّاسُ، فَأَصَبْتُ مِنْهُ "

2394 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ، وَرَقَدَ رَقْدَةً بِالْمُحَصَّبِ، ثُمَّ رَكِبَ إِلَى الْبَيْتِ فَطَافَ بِهِ "

2395 - حَدَّثَنَا ابْنُ طَرِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ -[69]- الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ يَقُولُ: §مَا الْإِنَاخَةُ بِالْمُحَصَّبِ سُنَّةٌ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَظَرَ بِهِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حَتَّى تَأْتِيَ "

2396 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ يَقُولُ: " إِنَّمَا §كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ، أَنَّ الْعَرَبَ كَانَ يَخَافُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيَجْتَمِعُونَ فَيَتَوَاعَدُونَ بِهَا، ثُمَّ يَخْرُجُونَ جَمِيعًا، فَجَرَى النَّاسُ عَلَيْهَا "

2397 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: §إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانُوا يُحَصِّبُونَ "

2398 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَسْمَاءَ، بِنْتَيْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُمَا §لَمْ تَكُونَا تُحَصِّبَانِ "

2399 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَخِي عَبْدُ اللهِ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: §نَزَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْمُحَصَّبَ، فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ وَاسْتَلْقَى، فَحَدَّثَهُ الْقَوْمُ بِحَدِيثٍ وَلَمْ يُجِبْهُمْ فِيهِ بِشَيْءٍ، فَقَالُوا: رَقَدَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَاسْتَفَاقَ لَهُمْ وَقَالَ: لَا وَاللهِ مَا رَقَدْتُ، وَلَكِنْ حَدَّثْتُ نَفْسِي بِحَدِيثٍ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ حَدِيثِكُمْ، فَقَالُوا: وَمَا هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى الْقَمَرِ وَإِلَى الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، فَإِذَا هِيَ تَزِيدُ وَتَزِيدُ، ثُمَّ تَرْجِعُ حَتَّى لَا تَكُونَ شَيْئًا، ثُمَّ ذَكَرْتُ مَوْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ مَوْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلَاكَ الْإِسْلَامِ، حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شَيْءٌ، فَذَلِكَ الَّذِي حَالَ دُونَ حَدِيثِكُمْ "

2400 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ قَالَ: §كَانَ أَبِي يُحَصِّبُ فِي شِعْبِ الْخُوزِ "

2401 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَأَخْبَرَنِي صَالِحٌ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: §كَانَتْ بَنُو تَمِيمٍ وَرَبِيعَةُ تَخَافُ بَعْضُهَا بَعْضًا "

ذكر أخشبي مكة وما جاء فيهما وأخشبا مكة: الجبل الذي يقال له: أبو قبيس، وهو الجبل المشرف على الصفا، وهو ما بين أجياد الصغير إلى السويداء إلى الخندمة، وكان يسمى في الجاهلية: الأمين.

2402 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا أَيُّوبُ، وَعُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِذَا جَاءَ مِنْ مِنًى، §جَاءَ الْمُحَصَّبَ فَصَلَّى بِهِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، وَيَهْجَعُ بِهِ هَجْعَةً ثُمَّ يَخْرُجُ 2403 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: ثنا عَفَّانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ

2404 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: " إِنَّ أَبَاهُ عُرْوَةَ §لَمْ يَكُنْ -[72]- يُحَصِّبُ ". وَحَدُّ الْمُحَصَّبِ: مَا بَيْنَ شِعْبِ عَمْرٍو الَّذِي عِنْدَ بِئْرِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ -[73]- اللهِ، الَّذِي عِنْدَهَا الْعَرْضَانِ. سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى بْنَ أَبِي مَسَرَّةَ، يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ لَهَا: دَيْنُ الْعَرْضَيْنِ الظَّاهِرُ، ثُمَّ يَصْعَدُ إِلَى الثَّنِيَّةِ الَّتِي تُسْلَكُ إِلَى الْجِعْرَانَةِ، إِلَى حَائِطِ خُرْمَانَ مُرْتَفِعًا، وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: الْمُحَصَّبُ مَا بَيْنَ شِعْبِ الصَّفِّيِّ إِلَى حَائِطِ مُقَيْصِرَةَ، وَهُوَ فِنَاءُ دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَفِيمَا بَيْنَ حَائِطِ خُرْمَانَ إِلَى الثَّنِيَّةِ الَّتِي تُسْلَكُ إِلَى الْجِعْرَانَةِ، وَهِيَ ثَنِيَّةُ أَذَاخِرَ، وَكَانَ يُسَمَّى الْمُحَصَّبُ، وَحَائِطُ خُرْمَانَ: خَيْفُ بَنِي كِنَانَةَ

2405 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَنْفِرَ مِنْ مِنًى قَالَ: " §نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ بِالْمُحَصَّبِ، بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ "، وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا تَقَاسَمُوا عَلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَعَلَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَلَّا يُنَاكِحُوهُمْ حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

2406 - فَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَا: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا قَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْمَ ذَوِي الْقُرْبَى قَالَ الْحُلْوَانِيُّ: مِنْ خَيْبَرَ، يَعْنِي بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ، وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، جِئْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو هَاشِمٍ لَا يُنْكَرُ فَضْلُهُمْ لِمَكَانِكَ الَّذِي وَضَعَكَ اللهُ بِهِ مِنْهُمْ، أَرَأَيْتَ إِخْوَانَنَا مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ أَعْطَيْتَهُمْ وَتَرَكْتَنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُمْ §لَمْ يُفَارِقُونِي فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ " زَادَ الْحُلْوَانِيُّ فِي حَدِيثِهِ: وَإِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ، ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ قَالَ الْحُلْوَانِيُّ، وَأَرَانَا يَزِيدُ كَيْفَ -[75]- شَبَّكَ، وَأَرَانَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُلْوَانِيُّ كَيْفَ شَبَّكَ بِيَدِهِ

2407 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ حَبِيبٍ، يُحَدِّثُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ: " §مَوْعِدُكَ خَيْفُ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمَ الْكُفَّارُ عَلَيْنَا " قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ قَالَ عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ: حَائِطُ الصَّفِّيِّ، وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُحَصَّبِ دَارَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَهِيَ الَّتِي دُبُرَ بِرْكَةِ أُمِّ جَعْفَرٍ، الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ، وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ نَزَلَ بِالْمُحَصَّبِ فَوْقَ ذَلِكَ، فِيمَا بَيْنَ الْحَجُونِ إِلَى حَائِطِ خُرْمَانَ، إِلَى أَنْ يَلْتَوِيَ بِالْجَبَلِ الَّذِي عِنْدَهُ الْمَسْجِدُ، الَّذِي صُلِّيَ عَلَى -[76]- أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِيهِ، وَهُوَ الشِّعْبُ الَّذِي يُخْرِجُكَ عَلَى شِعْبِ الْخُوزِ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] فَلَا وَالَّذِي مَسَّحْتُ أَرْكَانَ بَيْتِهِ ... أَعُوذُ بِهِ فِيمَنْ يَعُوذُ وَيَرْغَبُ نَسِيتُكَ مَا أَرْسَى ثَبِيرٌ مَكَانَهُ ... وَمَا دَامَ جَارَ الْحَجُونِ الْمُحَصَّبُ

2408 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ رَبَاحِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّهْمِيِّ، عَنِ الزَّنْجِيِّ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: §حَدُّ الْمُحَصَّبِ مَا بَيْنَ شِعْبِ عَمْرٍو إِلَى شِعْبِ بَنِي كِنَانَةَ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: الْمُحَصَّبُ مَا بَيْنَ دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ، إِلَى فِنَاءِ دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَحَائِطِ خُرْمَانَ، إِلَى الثَّنِيَّةِ الَّتِي تُسْلَكُ إِلَى الْجِعْرَانَةِ، وَهِيَ ثَنِيَّةُ أَذَاخِرَ، وَإِنَّمَا سُمِيَّ الْمُحَصَّبَ لِرَمْيِ الْجَمْرَةِ الْأَخِيرَةِ، يَسِيلُ حَصْبَاؤُهَا بِالْمُحَصَّبِ "

2409 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: §أَذِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا، فَلَمَّا -[77]- نَزَلَ الْحَصْبَةَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَارْتَحَلَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، أَقْبَلَ رَاكِبٌ فَقَالَ: أَيْنَ كَانَ مَنْزِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟، فَأُشِيرَ لَهُ إِلَيْهِ قَالَتْ: فَأَنَاخَ وَرَفَعَ عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى، فَقَالَ: [البحر الطويل] عَلَيْكَ السَّلَامُ مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ اللهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُخَرَّقِ فَمَنْ يَجْرِ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ... لَيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالْأَمْسِ تَسْبِقِ قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا ... نَوَائِحَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: اعْلَمُوا إِلَيَّ عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ، فَلَمْ يَجِدُوا فِي مَكَانِهِ أَحَدًا قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: إِنِّي لَأَحْسَبُهُ مِنَ الْجِنِّ، فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نَحَلَ النَّاسُ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ شَمَّاخَ أَوْ جَمَّاعَ بْنَ ضِرَارٍ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ حُجْرٍ الْكِنْدِيُّ فِي الْمُحَصَّبِ، يَذْكُرُهُ: [البحر الطويل] فَلِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى مِنْ تَفَرُّقٍ ... أَشَتَّ وَأَنْأَى مِنْ فِرَاقِ الْمُحَصَّبِ وَقَالَ الْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ أَيْضًا فِي ذَلِكَ: [البحر الطويل] إِذَا مَا قَضَيْتَ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ حَاجَةً ... فَمَكَّةُ مِنْ أَوْطَانِهَا فَالْمُحَصَّبُ -[78]- وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ فِي الْمُحَصَّبِ: [البحر الطويل] نَظَرْتُ إِلَيْهَا بِالْمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى ... وَلِي نَظَرٌ لَوْلَا التَّحَرُّجُ عَارِمُ، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ أَيْضًا فِيهِ: نَظَرْتُ إِلَيْهَا بِالْمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى ... فَقُلْتُ: شُعَاعُ الشَّمْسِ وَالشَّمْسُ تَقْصُرُ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ أَيْضًا فِيهِ: [البحر الوافر] أَلَمْ تَرَبَّعْ عَلَى الطَّلَلِ التَّرِيبِ ... عَفَا بَيْنَ الْمُحَصَّبِ فَالطَّلُوبِ بِمَكَّةَ دَارِسًا دَرَجَتْ عَلَيْهِ ... خِلَافَ الْحَيِّ رِيحُ صَبًّا دَبُوبِ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ يَذْكُرُ الْمُحَصَّبَ وَالْمَوَاسِمَ، وَهُوَ يَفْتَخِرُ بِقَوْمِهِ: [البحر الطويل] هُمُ سَمِعُوا يَوْمَ الْمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى ... نِدَائِي وَقَدْ لَفَّتْ رِقَاقُ الْمَوَاسِمِ وَقَالَ النُّصَيْبُ، يَذْكُرُهُ: [البحر الطويل] ذَكَرْتُكِ يَوْمَ النَّحْرِ لَمَّا بَدَا لَنَا ... خَدُوجٌ تُدَانِي ضَحْوَةً بِالْمُحَصَّبِ خَدُوجٌ عَلَيْهَا الرَّقْمُ قَدْ أَزِرَتْ بِهِ ... وَقُنِّعْنَ مِنْ خُضْرِ الْفَرِيدِ الْمُذَهَّبِ -[79]- وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْمُسْلِمِ الرِّيَاحِيُّ فِي الْمُحَصَّبِ، وَهُوَ يَذْكُرُ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ الْعُثْمَانَيَّ: [البحر الطويل] يَا ابْنَ الَّذِي خَطُّ الْحَصَى فِي يَمِينِهِ ... وَأَكْرَمَ مَنْ وَافَى جِمَارَ الْمُحَصَّبِ وَحُبْرٍ ثَلَاثٍ قَدْ مَضَوْا لِسَبِيلِهِمْ ... مَضَوْا سَلَفًا أَرْوَاحُهُمْ لَمْ تُشَعَّبِ هُوَ الثَّالِثُ الْهَادِي بِهَدْيِ مُحَمَّدٍ ... عَلَى رَغِمِ أَنْفِ السَّاخِطِ الْمُتَعَتِّبِ

§ذِكْرُ جَبَلِ ثَوْرٍ وَفَضْلِهِ

ذكر فضل مقبرة مكة واستقبالها القبلة وذكر مقبرة مكة في الجاهلية والإسلام ولا يعلم بمكة شعب يستقبل القبلة ليس فيه انحراف عنها إلا شعب مقبرة أهل مكة فإنه يستقبل وجه الكعبة كلها مستقيما

2410 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §خَرَجَ إِلَى ثَوْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَكُونُ أَمَامَهُ مَرَّةً، وَخَلْفَهُ مَرَّةً، فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِذَا كُنْتُ أَمَامَكَ خَشِيتُ تُؤْتَى مِنْ خَلْفِكَ، وَإِذَا كُنْتُ خَلْفَكَ خَشِيتُ تُؤْتَى مِنْ أَمَامِكَ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْغَارِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَمَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، حَتَّى أُدْخِلَ يَدِي فَأُحِسَّهُ وَأُقِمَّهُ، فَإِنْ كَانَتْ فِيهِ دَابَّةٌ أَصَابَتْنِي قَبْلَكَ قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ فِي الْغَارِ جُحْرٌ، فَأَلْقَمَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رِجْلَهُ ذَلِكَ الْجُحْرَ، فَرَقًا أَنْ يَخْرُجَ مِنْهُ شَيْءٌ يُؤْذِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

2411 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " §لَوْ رَأَيْتِنِي وَأَبَاكِ حِينَ رَقَيْنَا الْجَبَلَ، فَأَمَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَقَطَّرَتْ قَدَمَاهُ دَمًا، وَأَمَّا أَبُوكِ فَصَارَتْ قَدَمَاهُ كَالصَّفْوَانَيْنِ "، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتَعَوَّدِ الْحِفْيَةَ، وَلَا الرَّعِيَّةَ، وَلَا الشِّقْوَةَ، فَلَمَّا دَخَلْنَا الْغَارَ، إِذَا بِجُحْرٍ فِي الْغَارِ، فَأَلْقَمَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَدَمَهُ حَتَّى أَصْبَحَ "

2412 - وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ: ثنا الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [التوبة: 40] قَالَ: فَبَلَغَنِي - وَاللهُ أَعْلَمُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَأَمَرَهُ بِالْخُرُوجِ فَخَرَجَ إِلَى الْغَارِ مِنْ يَوْمِهِ، وَقَالَ لِأَهْلِهِ: " إِنْ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَأَخْبِرُوهُ أَنِّي فِي الْغَارِ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ " فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى أَهْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرُوهُ بِالَّذِي أَمَرَهُمْ بِهِ، فَطَلَبَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَحِقَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ فَحَسِبَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَدُوِّ فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ، فَخَافَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنْ يَشُقَّ عَلَيْهِ، فَعَرَّفَ صَوْتَهُ فَعَرَفَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ حَتَّى لَحِقَهُ -[81]- فَانْطَلَقَا حَتَّى دَخَلَا الْغَارَ، وَأَصْبَحَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ قُرَيْشٍ يَطْلُبُونَهُ، فَجَاءُوا بِالْقَافَّةِ يَقْفُونَ الْأَثَرَ، فَانْقَطَعَ الْأَثَرُ حِينَ انْتَهَوْا إِلَى الْغَارِ، وَفِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ عَمِّ عَنَّا أَبْصَارَهُمْ "، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَدِيدُ الْحُزْنِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا " قَالَ: فَضَرَبُوا يَمِينًا وَشِمَالًا حَوْلَ الْغَارِ، وَعَمَّى اللهُ تَعَالَى أَبْصَارَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهُ، {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى} [التوبة: 40] الْآيَةَ "

2413 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مِهْرَانَ، قَالُوا: ثنا عَفَّانُ قَالَ: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ - وَنَحْنُ فِي الْغَارِ - لَوْ يَنْظُرُ أَحَدُهُمْ إِلَى قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، §مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا " يَعْنِي أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُمَا يُعِينُهُمَا وَيُبْصِرُهُمَا

2414 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، -[82]- عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْجَلْدُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {§فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143] قَالَ: " لَمْ يَتَجَلَّ مِنْهُ إِلَّا قَدْرُ الْخِنْصَرِ، فَطَارَتْ سِتَّةُ أَجْبُلٍ، فَوَقَعَ ثَلَاثَةٌ بِالْمَدِينَةِ، وَثَلَاثَةٌ بِمَكَّةَ، فَالَّذِي وَقَعَ بِالْمَدِينَةِ: أُحُدٌ , وَوَرْقَانُ، وَرَضْوَى، وَالَّذِي وَقَعَ بِمَكَّةَ: ثَوْرٌ، وَثَبِيرٌ، وَحِرَاءٌ " 2415 - حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْكِنَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنِ الْجَلْدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ

2416 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُقَاتِلٍ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: ثنا عَوْنُ بْنُ عَمْرٍو الْقَيْسِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَدْرَكْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَالْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §بَاتَ فِي الْغَارِ، فَأَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ شَجَرَةً فَنَبَتَتْ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَتَرَتْ وَجْهَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ -[83]- اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَنْكَبُوتَ فَنَسَجَتْ عَلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ الْخَامَةِ،. قَالَ: قُلْتُ: مَا الْخَامَةُ يَا أَبَا مُصْعَبٍ؟ قَالَ: ثَوْبُ الْعَرُوسِ، الَّذِي يَلِي جَسَدَهَا، وَأَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ حَمَامَتَيْنِ وَحْشِيَّتَيْنِ فَوَقَعَا بِفَمِ الْغَارِ، وَأَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ مِنْ قُرَيْشٍ، حَتَّى إِذَا كَانُوا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَدْرِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، مَعَهُمْ قِسِيُّهُمْ وَعِصِيُّهُمْ، وَهِرَاوَاتُهُمْ قُلْتُ: مَا الْهِرَاوَةُ؟ قَالَ: الَّذِي عَلَى رَأْسِهَا الْفَصْلُ قَالَ: فَنَظَرَ أَوَّلُهُمْ فَرَأَى الْحَمَامَتَيْنِ فَرَجَعَ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: هَلَّا نَظَرْتَ فِي الْغَارِ قَالَ: رَأَيْتُ حَمَامَتَيْنِ عَلَى فَمِ الْغَارِ، فَعَرَفْتُ أَنْ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ قَالَ: فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَهُ، فَعَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى دَارَأَ بِهِمَا عَنْهُ، فَسَمَتَ عَلَيْهِمَا، وَفَرَضَ جَزَاءَهُنَّ، وَانْحَدَرْنَ فِي حَرَمِ اللهِ تَعَالَى، وَفَرَّخْنَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْحَرَمِ قَالَ ابْنُ أَبِي مُقَاتِلٍ: يَعْنِي جَزَاءَهُنَّ جَعَلَ لَهُنَّ رِزْقًا

2417 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: لَمْ يَدْخُلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَارَ حَتَّى دَخَلَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَبْلَهُ، فَلَمَسَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: إِنْ كَانَتْ فِيهِ دَابَّةٌ تَلْدَغُنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَلْدَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا شَجَرَةً يُقَالُ لَهَا: رَاةُ، فَأَقْبَلَتْ حَتَّى قَامَتْ عَلَى بَابِ الْغَارِ، وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ رَافِعًا ثَوْبَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَرَاهُ يَرَانَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَوْ رَآنَا مَا اسْتَقْبَلَنَا بِفَرْجِهِ " قَالَ الرَّجُلُ: لَيْسَ هَا هُنَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ} [التوبة: 40] الْآيَةَ " -[84]- قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي الْغَارِ وَظُلْمَتِهِ، وَمَا لَقِيَ سُرَاقَةُ، إِذْ عَرَضَ لَهُمَا فِي الطَّرِيقِ، إِذْ سَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ فِي الْأَرْضِ: [البحر البسيط] قَالَ النَّبِيُّ وَلَمْ أَجْزَعْ يُوَقِّرُنِي ... وَنَحْنُ فِي شِدَّةٍ مِنْ ظُلْمَةِ الْغَارِ لَا تَخْشَ شَيْئًا فَإِنَّ اللهَ ثَالِثُنَا ... وَقَدْ تَوَكَّلَ لِي مِنْهُ بِإِظْهَارِ حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ وَارَانَا جَوَانِبُهُ ... وَصَارَ مِنْ دُونِ مَنْ يَخْشَى بِأَسْتَارِ سَارَ الْأُرَيْقِطُ يَهْدِينَا وَأَيْنُقُنَا ... يَنْعَبْنَ بِالْقَوْمِ نَعْبًا تَحْتَ أَكْوَارِ حَتَّى إِذَا قُلْتُ: قَدْ أَنْجَدْنَ عَارَضَنَا ... مِنْ مُدْلِجٍ فَارِسٌ فِي مَنْصِبٍ وَارِي فَقَالَ: كُرُّوا، فَقُلْنَا: إِنَّ كَرَّتَنَا ... مِنْ دُونِهَا إِنْ لَمْ يَعْثُرِ الضَّارِي أَنْ تُخْسَفَ الْأَرْضُ بِالْأَحْوَى وَصَاحِبِهِ ... فَانْظُرْ إِلَى أَرْبَعٍ فِي الْأَرْضِ غُوَّارِ يَقُولُ لَمَّا رَأَى أَرْسَاغَ مُهْرَتِهِ ... قَدْ سُخْنَ فِي الْأَرْضِ لَمْ تُحْفَرْ بِمِحْفَارِ يَا قَوْمِ هَلْ لَكُمُ أَنْ تُطْلِقُوا فَرَسِي ... وَتَأْخُذُوا مَوْثِقِي فِي نُصْحِ أَسْرَارِي فَقَالَ قَوْلًا رَسُولُ اللهِ مُجْتَهِدًا ... يَا رَبِّ إِنْ كَانَ هَذَا غَيْرَ إِخْفَارِي فَنَجِّهِ سَالِمًا مِنْ شَرِّ دَعْوَتِنَا ... وَمُهْرَهُ طَلِقًا مِنْ خَوْفِ آثَارِ فَأَظْهَرَ اللهُ إِذْ يَدْعُو حَوَافِرَهُ ... وَفَازَ فَارِسُهُ مِنْ هَوْلِ أَخْطَارِ

2418 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ -[85]- إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ سُرَاقَةُ شِعْرًا يَذْكُرُ فِيهِ خُرُوجَهُ فِي طَلَبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا أَصَابَ فَرَسَهُ، §يَصِفُ لِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ مَا رَأَى يَوْمَئِذٍ مِنَ الْهَوْلِ، وَيَأْمُرُهُ بِالْكَفِّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: [البحر الطويل] أَبَا حَكَمٍ وَاللهِ لَوْ كُنْتَ شَاهِدًا ... لِأَمْرِ جَوَادِي إِذْ تَسِيخُ قَوَائِمُهْ عَجِبْتَ وَلَمْ تَشْكُكْ بِأَنَّ مُحَمَّدًا ... رَسُولٌ وَبُرْهَانٌ فَمَنْ ذَا يُكَاتِمُهْ عَلَيْكَ بِرَدِّ الْقَوْمِ عَنْهُ فَإِنَّنِي ... أَرَى أَمْرَهُ يَوْمًا سَتَبْدُو مَعَالِمُهْ بِأَمْرٍ يَوَدُّ النَّصْرَ عَنْهَا بِإِلْبِهَا ... وَأَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ طُرًّا تُسَالِمُهْ "

§ذِكْرُ حِرَاءٍ وَفَضْلِهْ

2419 - حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ شَيْبَةَ الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُؤَمِّلِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عِيسَى الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقِيتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ مَكَّةَ، يُرِيدُ حِرَاءً، وَأَنَا -[86]- دَاخِلٌ مَكَّةَ، فَإِذَا هُوَ قَدْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمِهِ شَيْءٌ فِي صَدْرِ النَّهَارِ، لِمَا أَظْهَرَ مِنْ خِلَافِهِمْ، وَاعْتَزَلَ آلِهَتَهُمْ، وَمَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ فَقَالَ: يَا عَامِرُ بْنَ رَبِيعَةَ، إِنِّي قَدْ فَارَقْتُ قَوْمِي، وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ، وَمَا كَانَ يَعْبُدُ إِسْمَاعِيلُ مِنْ بَعْدِهِ، كَانَ يُصَلِّي إِلَى هَذِهِ الْبَنِيَّةِ، وَأَنَا انْتَظَرُ نَبِيًّا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَمَا أُرَانِي أُدْرِكُهُ، وَأَنَا أُومِنُ بِهِ، وَأُصَدِّقُ بِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَإِنْ طَالَ بِكَ يَا عَامِرُ مُدَّةٌ، فَآمِنْ بِهِ، وَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، وَسَأُخْبِرُكَ مَا نَعْتُهُ حَتَّى لَا يَخْفَى عَلَيْكَ، قُلْتُ: هَلُمَّ قَالَ: هُوَ رَجُلٌ لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ، وَلَا بِكَثِيرِ الشَّعْرِ وَلَا بِقَلِيلِهِ، وَلَيْسَ يُفَارِقُ عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ، خَاتَمُ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَاسْمُهُ أَحْمَدُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا الْبَلَدُ مَوْلِدُهُ وَمَبْعَثُهُ، ثُمَّ يُخْرِجُهُ قَوْمُهُ، وَيَكْرَهُونَ مَا جَاءَ بِهِ حَتَّى يُهَاجِرَ إِلَى يَثْرِبَ، فَيَظْهَرُ أَمْرُهُ، فَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَنَّ، فَإِنِّي طُفْتُ الْبِلَادَ أَطْلُبُ دِينَ إِبْرَاهِيمَ، فَكُلُّ مَنْ سَأَلْتُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى يَقُولُونَ: هُوَ الَّذِي وَرَاءَكَ، وَيَنْعَتُونَهُ لِي مِثْلَمَا نَعَتُّهُ لَكَ، وَيَقُولُونَ: لَمْ يَبْقَ نَبِيٌّ غَيْرُهُ، قَالَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَوَقَعَ الْإِسْلَامُ فِي قَلْبِي، فَلَمَّا تَنَبَّأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتُ رَجُلًا حَلِيفًا فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى اتِّبَاعِهِ ظَاهِرًا، فَأَسْلَمْتُ سِرًّا وَكُنْتُ أُخْبِرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَأُقْرِئُهُ مِنْهُ السَّلَامَ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُدُّ عَلَيْهِ، وَيَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §رَأَيْتُهُ فِي الْجَنَّةِ يَسْحَبُ ذُيُولًا "

2420 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ -[87]- مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَسْأَلُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ الْجُنْدَعِيَّ، عَنْ بُدُوِّ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُبَيْدٌ: كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَاوِرُ بِحِرَاءٍ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ شَهْرًا، وَيُطْعِمُ مَنْ جَاءَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَإِذَا قَضَى جِوَارَهُ لَمْ يَصِلْ إِلَى بَيْتِهِ حَتَّى يَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِرَاءٍ، وَكَانَ يَقُولُ: " §لَمْ يَكُنْ مِنَ الْخَلْقِ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ شَاعِرٍ أَوْ مَجْنُونٍ، كُنْتُ لَا أُطِيقُ النَّظَرَ إِلَيْهِمَا، فَلَمَّا ابْتَدَأَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكَرَامَتِهِ أَتَانِي رَجُلٌ فِي كَفِّهِ نَمَطٌ مِنْ دِيبَاجٍ، فِيهِ كِتَابٌ، وَأَنَا نَائِمٌ فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: وَمَا أَقْرَأُ؟، فَغَطَّنِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ الْمَوْتُ، ثُمَّ كَشَطَ عَنِّي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: وَمَا أَقْرَأُ؟ فَعَادَ لِي مِثْلُ ذَلِكَ فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: وَمَا أَقْرَأُ؟ فَعَاوَدَنِي بِمِثْلِ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَنَا أُمِّيٌّ، وَلَا أَقُولُهَا إِلَّا تَنَحِّيًا مِنْ أَنْ يَعُودَ لِي بِمِثْلِ الَّذِي فَعَلَ بِي، فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} [العلق: 2] إِلَى قَوْلِهِ {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5] ثُمَّ انْتَهَى كَمَا كَانَ يَصْنَعُ بِي قَالَ: فَفَزِعْتُ، فَكَأَنَّمَا صَوَّرَ فِي قَلْبِي كِتَابًا، فَقُلْتُ: إِنَّ الْأَبْعَدَ لَشَاعِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ، فَقُلْتُ: لَا تَحَدَّثُ عَنِّي قُرَيْشٌ بِهَذَا لَأَعْمِدَنَّ إِلَى حَالِقٍ مِنَ الْجَبَلِ، فَلَأَطْرَحَنَّ نَفْسِي مِنْهُ فَلَأَقْتُلُهَا، فَخَرَجْتُ وَمَا أُرِيدُ غَيْرَ ذَلِكَ، فَبَيْنَا أَنَا عَامِدٌ لِذَلِكَ، إِذْ سَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، وَأَنَا جِبْرِيلُ، فَذَهَبْتُ أَرْفَعُ رَأْسِي، فَإِذَا رَجُلٌ صَافٌّ قَدَمَيْهِ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، فَوَقَفْتُ لَا أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَتَقَدَّمَ وَلَا أَتَأَخَّرَ , وَمَا أَصْرِفُ وَجْهِي فِي نَاحِيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ، حَتَّى بَعَثَتْ خَدِيجَةُ رَضِيَ -[88]- اللهُ عَنْهَا إِلَيَّ رُسُلَهَا فِي طَلَبِي، وَرَجَعُوا إِلَيْهَا، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى كَادَ النَّهَارُ يَتَحَوَّلُ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجِئْتُ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَجَلَسْتُ إِلَى فَخِذَيْهَا مُضِيفًا، فَقَالَتْ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ أَنَّى كُنْتَ؟، وَاللهِ لَقَدْ بَعَثْتُ فِي طَلَبِكَ رُسُلِي، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْتُ: إِنَّ الْأَبْعَدَ لَشَاعِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ، فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: مَعَاذَ اللهِ يَا ابْنَ عَمِّ، مَا كَانَ اللهُ لِيَفْعَلَ بِكَ إِلَّا خَيْرًا، لَعَلَّكَ رَأَيْتَ شَيْئًا أَوْ سَمِعْتَ؟ فَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ فَقَالَتْ: يَا ابْنَ عَمِّ، وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ نَبِيَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، ثُمَّ جَمَعَتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا، ثُمَّ انْطَلَقَتْ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ، فَأَخْبَرَتْهُ الْخَبَرَ، وَقَصَّتْ عَلَيْهِ مَا قَصَّ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ وَرَقَةُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَإِنْ كُنْتِ صَدَقْتِنِي، إِنَّهُ لِنَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، إِنَّهُ لَيَأْتِيهِ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ، الَّذِي يَأْتِي مُوسَى، فَقُولِي لَهُ فَلْيَثْبُتْ قَالَ: فَرَجَعَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَتْهُ الْخَبَرَ فَاسْتَكْمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِوَارَهُ بِحِرَاءٍ، ثُمَّ نَزَلَ فَبَدَأَ بِالْبَيْتِ فَطَافَ بِهِ فَلَقِيَهُ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي أَخْبِرْنِي بِالَّذِي رَأَيْتَ، فَقَصَّ عَلَيْهِ خَبَرَهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لِيَأْتِيكَ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ، الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى، وَإِنَّكَ لِنَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَلَتُؤْذَيَنَّ وَلَتُخْرَجَنَّ، وَلَتُقَاتَلَنَّ، وَلَتُنْصَرَنَّ، وَلَئِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ لَأَنْصُرَنَّكَ نَصْرًا يَعْلَمُهُ اللهُ مِنِّي حَقًّا، ثُمَّ دَنَا فَقَبَّلَ شَوَاتَهُ - يَعْنِي وَسَطَ رَأْسِهِ - ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ فِي ذَلِكَ: [البحر الوافر] -[89]- ذَكَرْتُ وَكُنْتُ فِي الذِّكْرَى لَجُوجًا ... لِهَمٍّ طَالَ مَا بَعَثَ النَّشِيجَا وَوَصْفٍ مِنْ خَدِيجَةَ بَعْدَ وَصَفٍ ... فَقَدْ طَالَ انْتِظَارِي يَا خَدِيجَا وَقَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ أَيْضًا فِي ذَلِكَ: [البحر البسيط] يَا لَلرِّجَالِ لِصَرْفِ الدَّهْرِ وَالْقَدَرِ ... وَمَا عَسَى قَدْ قَضَاهُ اللهُ مِنْ غِيَرِ جَاءَتْ خَدِيجَةُ تُنْبِينِي لِأُخْبِرَهَا ... وَمَا لَنَا بِخَمِيسِ الْغَيْبِ مِنْ خَبَرِ فَكَانَ مَا سَأَلَتْ عَنْهُ لِأُخْبِرَهَا ... أَمْرًا أُرَاهُ سَيَأْتِي النَّاسَ فِي أُخَرِ بِأَنَّ أَحْمَدَ يَأْتِيهِ فَيُخْبِرُهُ ... جِبْرِيلُ أَنَّكَ مَبْعُوثٌ إِلَى الْبَشَرِ فَقُلْتُ: كَانَ الَّذِي تَرْجِينَ يُنْجِزُهُ ... لَكِ الْإِلَهُ فَرِّجِي الْخَيْرَ وَانْتَظِرِي فَأَرْسِلِيهِ إِلَيْنَا كَيْ نُسَائِلَهُ ... عَنْ أَمْرِهِ مَا يَرَى فِي النَّوْمِ وَالسَّهَرِ فَقَالَ حِينَ أَتَانِي مَنْطِقًا عَجَبًا ... يَقِفُّ مِنْهُ أَعَالِي الْجِلْدِ وَالشَعَرِ إِنِّي رَأَيْتُ أَمِينَ اللهِ وَاجَهَنِي ... فِي صُورَةٍ أُكْمِلَتْ فِي أَحْسَنِ الصُّوَرِ ثُمَّ اسْتَمَرَّ فَكَادَ الْخَوْفُ يُذْعِرُنِي ... مِمَّا يُسَلِّمُ مَا حَوْلِي مِنَ الشَّجَرِ وَلِلْمَلِيكِ عَلَيَّ أَنْ دَعَوْتُهُمْ ... قَبْلَ الْجِهَادِ بِلَا مَنٍّ وَلَا كَدَرِ لَيْتَ الْمَلِيكَ إِلَهَ النَّاسِ أَخَّرَنِي ... حَتَّى تَعَالَى مَنْ يَدْعُو مِنَ الْبَدَرِ

2421 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا -[90]- أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18] قَالَ: " §رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِحِرَاءٍ، لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ "

2422 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . . " §لَمَّا اسْتَعْلَنَ لِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِالرِّسَالَةِ جَعَلْتُ لَا أَمُرُّ بِحَجَرٍ وَلَا شَجَرٍ إِلَّا قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ "

2423 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ظَالِمٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -[91]- الْكُوفَةَ أَقَامَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ خُطَبَاءَ يَتَنَاوَلُونَ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَفِي الدَّارِ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَخَذَ بِيَدِي ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا الظَّالِمِ الَّذِي يَأْمُرُ بِلَعْنِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَشْهَدُ عَلَى التِّسْعَةِ أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَلَوْ شَهِدْتُ عَلَى الْعَاشِرِ لَمْ آثَمْ قَالَ: قُلْتُ: وَمَا التِّسْعَةُ؟ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى حِرَاءٍ: " §اثْبُتْ حِرَاءُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ " قَالَ: قُلْتُ: مَا التِّسْعَةُ؟ قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قَالَ: قُلْتُ: مَنِ الْعَاشِرُ؟ فَتَلَكَّأَ هُنَيَّةً وَقَالَ: أَنَا. رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ "

2424 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ أَبِي شَمْلَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْخِيَارِ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ قُتِلَ يَقُولُ: بَيْنَا أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَخْرَةٍ بِحِرَاءٍ، إِذْ تَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا §عَلَيْكِ نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ "، كَانَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَنَا، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ "

2425 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِرَاءٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اثْبُتْ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ " قَالَ: وَعَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ "

2426 - وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَا: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى صَخْرَةٍ بِحِرَاءٍ، هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اهْدَ فَمَا عَلَيْكِ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ " قَالَ يَعْقُوبُ فِي حَدِيثِهِ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ذ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. -[93]- 2427 - وَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ

2428 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَسَلَمَةُ وَغَيْرُهُمْ قَالُوا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ، فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: " §بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَاجْتَثَيْتُ مِنْهُ رُعْبًا قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَدَثَّرُونِي، فَأَنْزَلَ اللهُ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 2] "، وَهِيَ الْأَوْثَانُ "

ذكر مقبرة المهاجرين بمكة وهي التي عند الحصحاص وما جاء فيها

2429 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ أَبُو الْحَسَنِ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ النُّمَيْرِيُّ، بَصْرِيٌّ قَالَ: ثنا -[94]- طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ أَبُو الْحَسَنِ، وَحَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ أَبِي بَزَّةَ، يَقُولُ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَبَلِ حِرَاءٍ، وَمَعَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، إِذْ قَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ هَذِهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مَعَهَا حِلَابٌ فِيهِ حَيْسٌ، وَشِكْوَةُ مَاءٍ، فَأَقْرِئْهَا السَّلَامَ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ثُمَّ أَقْرِئْهَا السَّلَامَ مِنِّي قَالَ: فَأَشْرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ بِخَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَدِيجَةُ " فَقَالَتْ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَمَعَكِ حِلَابٌ فِيهِ حَيْسٌ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، وَمَنْ أَنْبَأَكَهُ، فَوَالَّذِي اصْطَفَاكَ عَلَى الْبَشَرِ مَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ إِلَّا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ثُمَّ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ " فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، وَعَلَى جِبْرِيلَ السَّلَامُ "

2430 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، وَحُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ، فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِي ذَوَاتِ الْعَدَدِ - يُتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَتُزَوِّدُهُ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى فَجَأَهُ الْحَقُّ، وَهُوَ بِغَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَ -[95]- الْمَلَكُ فِيهِ فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: " §مَا أَنَا بِقَارِئٍ " فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي ثُمَّ بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: " مَا أَنَا بِقَارِئٍ " فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: " مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي الثَّالِثَةَ، حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] حَتَّى بَلَغَ {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5] " فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حَتَّى دَخَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَ: " زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي " فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا خَدِيجَةُ، مَا لِي " فَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ، وَقَالَ: " قَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي " فَقَالَتْ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلَّا أَبْشِرْ، فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتُقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، حَتَّى أَتَتْ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - أَخِي أَبِيهَا - وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ، فَكَتَبَ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنَ الْإِنْجِيلِ، مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يَا ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟ " قَالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَأُوذِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً، حَتَّى حَزِنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

2431 - حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ: ثنا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، -[96]- عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: §انْشَقَّ الْقَمَرُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، حَتَّى رَأَيْتُ حِرَاءً بَيْنَ شِقَّتَيْهِ "

2432 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا الثَّقَفِيُّ قَالَ: ثنا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا §جَاوَرَتْ بَيْنَ حِرَاءٍ وَثَبِيرٍ شَهْرَيْنِ، فَكُنَّا نَأْتِيهَا، وَيَأْتِيهَا نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، يَتَحَدَّثُونَ إِلَيْهَا فَإِذَا لَمْ يَكُنْ ثَمَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ صَلَّى بِهَا غُلَامُهَا ذَكْوَانُ أَبُو عَمْرٍو "

§ذِكْرُ الْآبَارِ الَّتِي كَانَتْ بِمَكَّةَ تُشْرَبُ مَعَ زَمْزَمَ وَيُقَالُ - وَاللهُ أَعْلَمُ - إِنَّ أَوَّلَ بِئْرٍ حُفِرَتْ بِمَكَّةَ حِينَ أَهْبَطَ اللهُ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِلَى مَكَّةَ حَفَرَهَا آدَمُ وَسَمَّاهَا: كَرَّ آدَمَ فِي شِعْبِ حَوَّاءَ، مِنَ الْمَفْجَرِ. -[97]- وَزَعَمُوا أَنَّ مُرَّةَ بْنَ كَعْبٍ حَفَرَ بِئْرًا يُقَالُ لَهَا: رُمُّ، وَيُقَالُ: بَلْ هِيَ مِنْ حَفَائِرِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ، وَبَلَغَنِي أَنَّ مَوْضِعَهَا عِنْدَ طَرَفِ الْمَوْقِفِ بِعَرَفَةَ، قَرِيبًا مِنْ عُرَنَةَ. وَحَفَرَ كِلَابُ بْنُ مُرَّةَ بِئْرًا يُقَالُ لَهَا: خُمٌّ كَانَتْ مَشْرَبَ النَّاسِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَيُقَالُ: إِنَّهَا كَانَتْ لِبَنِي مَخْزُومٍ

2433 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْأَثْرَمُ , قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: وَكَانَ §أَوَّلَ مَنِ احْتَفَرَ بِأَبْطُحِ مَكَّةَ سِقَايَةً يَشْرَبُهَا الْحَاجُّ وَالنَّاسُ غَيْرَ زَمْزَمَ، فَحَفَرَ قُصَيٌّ رَكِيَّةَ، مَوْضِعُهَا فِي دَارِ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَسَمَّاهَا الْعَجُولَ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا اسْتَقَوْا مِنْهَا ارْتَجَزُوا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ وَارِدِيهَا: [البحر الرجز] نَرْوِي عَلَى الْعَجُولِ ثُمَّ نَنْطَلِقْ إِنَّ قُصَيًّا قَدْ وَفَى وَقَدْ صَدَقْ بِالشَّبْعِ لِلْحَاجِّ وَرِيِّ الْمُغْتَبِقْ وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي دَفَعَ فِيهَا هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخَا بَنِي ظُوَيْلِمِ بْنِ عَمْرٍو النَّصْرِيَّ فِيهَا فَمَاتَ "

2434 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْأَثْرَمُ، -[98]- عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ شَمْسٍ §احْتَفَرَ بَعْدَ الْعَجُولِ خُمًّا، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي عِنْدَ الرَّدْمِ عِنْدَ دَارِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، وَهَذِهِ خَلْفَ دَارِ آلِ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ الْأَسَدِيِّ، الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، يُقَالُ: إِنَّ قُصَيًّا حَفَرَهَا فَدَثَرَتْ، وَإِنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نَثَلَهَا وَأَحْيَاهَا، وَعِنْدَهَا مَسْجِدٌ بَنَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ، يُقَالُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِيهِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهَا: الْبِئْرُ الْعُلْيَا، وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَفَرَ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ بَذَّرَ، وَقَالَ حِينَ حَفَرَهَا لَأَجْعَلَنَّهَا بَلَاغًا لِلنَّاسِ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي فِي حَقِّ الْمُقَوِّمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فِي ظَهْرِ دَارِ طَلُوبَ، مَوْلَاةِ زُبَيْدَةَ فِي أَصْلِ الْمُسْتَنْذَرِ -[99]- وَيُقَالُ: إِنَّ قُصَيًّا حَفَرَهَا فَنَثَلَهَا أَبُو لَهَبٍ، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا بَنَاتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: [البحر الرجز] نَحْنُ حَفَرْنَا بَذَّرْ بِجَانِبِ الْمُسْتَنْذَرْ وَهِيَ فِي زُقَاقٍ يُعْرَفُ بِأَبِي ذَرٍّ، وَذَكَرُوا أَنَّ هَاشِمًا حَفَرَ سَجْلَةَ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا بِئْرُ الْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ، كَانَتْ دَخَلَتْ فِي دَارِ الْقَوَارِيرِ، أَدْخَلَهَا حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ، حِينَ بَنَى الدَّارَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ، فَكَانَتِ الْبِئْرُ شَارِعَةً فِي الْمَسْعَى، وَيُقَالُ: إِنَّ جُبَيْرًا ابْتَاعَهَا مِنْ هَاشِمٍ، وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: إِنَّ عَدِيَّ بْنَ نَوْفَلٍ كَانَ اشْتَرَاهَا مِنْ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ، وَيُقَالُ: بَلْ وَهَبَهَا لَهُ أَسَدٌ، حِينَ ظَهَرَتْ زَمْزَمُ، وَيُقَالُ: لَا، بَلْ كَانَتْ هَذِهِ الْبِئْرُ لِعَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنْبَطَهَا بَيْنَ الْمَشْعَرَيْنِ، وَكَانَ يَسْقِي عَلَيْهَا الْحَاجَّ. وَقَدْ قَالَ مَطْرُودُ بْنُ كَعْبٍ الْخُزَاعِيُّ، يَذْكُرُ ذَلِكَ فَقَالَ: [البحر الطويل] فَمَا النِّيلُ يَأْتِي بِالسَّفِينِ يَكُبُّهُ ... بِأَجْوَدَ سَيْبًا مِنْ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ وَأَنْبَطْتَ بَيْنَ الْمَشْعَرَيْنِ سِقَايَةً ... لِحُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ أَفْضَلَ مَنْهَلِ وَيُقَالُ: بَلْ وَهَبَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ حِينَ حَفَرَ زَمْزَمَ، وَاسْتَغْنَى عَنْهَا لِلْمُطْعِمِ بْنِ -[100]- عَدِيٍّ، فَأَذِنَ لَهُ أَنْ يَضَعَ حَوْضًا عِنْدَ زَمْزَمَ مِنْ أَدَمٍ يَسْتَقِي مِنْهَا، وَيَسْقِي الْحَاجَّ، وَهُوَ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَهُمْ

2435 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْكَلْبِيِّ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ هَاشِمٍ §أَعْطَى الْمُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ حَوْضًا مِنْ وَرَاءِ زَمْزَمَ، فَكَانَ يَسْقِي فِيهِ الْحَاجَّ "

2436 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ النَّوْفَلِيُّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ، خَرَجَ هُوَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا كَانَ بِرَأْسِ الرَّدْمِ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ: أَيْنَ حَقُّكَ مِمَّا هَا هُنَا؟ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا تَحْتَ قَدَمَيْكَ حَتَّى تَجْنَا قَالَ: إِنَّ ظُلْمَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ لَقَدِيمٌ §لَيْسَ لِأَحَدٍ هَاهُنَا مِلْكٌ، وَلَا يُنْقَلُ، هَذِهِ مَذَاهِبُ الْحَاجِّ، وَمَنَافِذُهُمْ، فَسُرَّ بِذَلِكَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، وَلَهُ دَارٌ عَلَى بِئْرٍ فَهَدَمَهَا، وَأَبَاحَ بِئْرَهُ، وَحَفَرَ عَبْدُ شَمْسِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بِئْرًا يُقَالُ لَهَا: الطَّوِيُّ، وَمَوْضِعُهَا دَارُ ابْنِ يُوسُفَ "

2437 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: §إِنَّ عَبْدَ شَمْسٍ حَفَرَ الطَّوِيَّ، وَهِيَ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ عِنْدَ دَارِ الْبَيْضَاءِ دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، فَقَالَتْ سُبَيْعَةُ بِنْتُ عَبْدِ شَمْسٍ: [البحر الطويل] إِنَّ الطَّوِيَّ إِذَا ذَكَرْتُمْ مَاءَهَا ... صَوْبُ السَّمَاءِ عُذُوبَةً وَصَفَاءَ "

2438 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: ثُمَّ §احْتَفَرَ أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ الْجَفْرَ، فَسَمَّاهَا الْجَفْرَ، وَقَالَ أُمَيَّةُ: [البحر الرجز] أَنَا حَفَرْتُ لِلْحَجِيجِ الْجَفْرَا وَهُوَ فِي وَجْهِ الْمَسْكَنِ الَّذِي كَانَ لِبَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عِكْرِمَةَ الْمَخْزُومِيِّ، وَهِيَ بِطَرَفِ أَجْيَادٍ الْكَبِيرِ، فَاشْتَرَى ذَلِكَ الْمَسْكَنَ يَاسِرٌ، خَادِمُ زُبَيْدَةَ، فَأَدْخَلَهُ فِي الْمُتَوَضَّآتِ الَّتِي عَمِلَهَا عَلَى بَابِ أَجْيَادٍ، وَكَانَتْ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ بِئْرٌ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ جَعْلَانَ، مَوْضِعُهَا دَخَلَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. -[102]- وَكَانَتْ لَهُمْ أَيْضًا بِئْرٌ يُقَالُ لَهَا: الْعَلُوقُ، عِنْدَ دَارِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، وَكَانَتْ لِبَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بِئْرٌ يُقَالُ لَهَا: شُفَيَّةُ وَيُقَالُ: سُقْيَةُ، مَوْضِعُهَا فِي دَارِ أُمِّ جَعْفَرٍ، يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ الْأَسْوَدِ، وَلَهَا يَقُولُ الْحُوَيْرِثُ بْنُ أَسَدٍ

2439 - كَمَا حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَثْرَمِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: [البحر الرجز] §مَاءُ شُفَيَّةَ كَصَوْبِ الْمُزْنِ ... وَلَيْسَ مَاؤُهَا بِطَرْقٍ أَجْنِ وَكَانَتْ لِبَنِي جُمَحَ بِئْرٌ يُقَالُ لَهَا: سُنْبُلَةُ، كَانَتْ لِخَلَفِ بْنِ وَهْبٍ فِي خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ، قُبَالَةَ دَارِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يُقَالُ لَهَا الْيَوْمَ: بِئْرُ أُبَيٍّ، وَيُقَالُ: إِنَّ -[103]- النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَقَ فِيهَا - وَاللهُ أَعْلَمُ كَيْفَ ذَلِكَ - وَيُقَالُ: إِنَّ مَاءَهَا جَيِّدٌ مِنَ الصُّدَاعِ، مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى، وَكَانَتْ لَهُمْ عِنْدَ رَدْمِ الْجُمَحِيِّينَ بِئْرٌ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ حُرْدَانَ، ذَكَرَ أَنَّهُ لَا يَدْرِي مَنْ حَفَرَهَا، ثُمَّ صَارَتْ لِبَنِي جُمَحَ، وَيُقَالُ: هِيَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ. وَكَانَتْ لِبَنِي سَهْمٍ بِئْرٌ يُقَالُ لَهَا: مَرَمْرَمُ، يُقَالُ: دَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، حِينَ وَسَّعَهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي نَاحِيَةِ بَنِي سَهْمٍ، وَكَانَتْ لِبَنِي سَهْمٍ أَيْضًا بِئْرٌ يُقَالُ لَهَا: الْغَمْرُ لَمْ يُذْكَرْ مَوْضِعُهَا

2440 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: §فَحَفَرَتْ بَنُو سَهْمٍ الْغَمْرَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: [البحر الرجز] نَحْنُ حَفَرْنَا الْغَمْرَ لِلْحَجِيجِ ... تَثُجُّ الْمَاءَ أَيَّمَا ثَجِيجِ وَقَدْ سَمِعْنَا فِي الْبِئَارِ حَدِيثًا جَامِعًا. -[104]- وَيُقَالُ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ حَفَرَ بِئْرًا مُرَّةُ، حَفَرَ بِئْرًا يُقَالُ لَهَا: الْيُسَيْرَةُ، خَارِجَةً مِنَ الْحَرَمِ، فَكَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْهَا دَهْرًا، إِذَا كَثُرَتِ الْأَمْطَارُ فَشَرِبُوا، وَإِذَا قَحَطُوا ذَهَبَ مَاؤُهَا. وَكَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ أَغَادِيرَ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ، وَحَفَرَ مُرَّةُ بِئْرًا أُخْرَى يُقَالُ لَهَا: الرَّوَاءُ، وَهُمَا خَارِجَتَانِ مِنْ مَكَّةَ، فِي بَوَادِيهَا مِمَّا يَلِي عَرَفَةَ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ حَوْلَ مَكَّةَ، ثُمَّ حَفَرَ كِلَابُ بْنُ مُرَّةَ خُمًّا، وَرُمًّا، وَالْجَفْرَ، وَهَذِهِ بِئَارُ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ، وَكُلُّهَا خَارِجاً مِنْ مَكَّةَ، ثُمَّ كَانَ قُصَيٌّ حِينَ جَمَعَ قُرَيْشًا بِمَكَّةَ، وَأَهْلُ مَكَّةَ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ الْآبَاءُ مِنَ الشُّرْبِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ، وَمِنْ هَذِهِ الْآبَارِ الْخَارِجَةِ مِنْ مَكَّةَ، فَلَمْ يَزَلِ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى هَلَكَ قُصَيٌّ، ثُمَّ وَلَدُهُ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ حَتَّى هَلَكَ أَعْيَانُ بَنِي قُصَيٍّ: عَبْدُ الدَّارِ، وَعَبْدُ مَنَافٍ، وَعَبْدُ الْعُزَّى، وَعَبْدٌ بَنُو قُصَيٍّ، فَخَلَفَ أَبْنَاؤُهُمْ فِي قَوْمِهِمْ عَلَى مَا كَانَ مِنْ فِعْلِهِمْ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَمَّا حَفَرَ أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ الْجَفْرَ لِنَفْسِهِ، حَفَرَ مَيْمُونُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ بِئْرَهُ، وَكَانَتْ آخِرَ بِئْرٍ حُفِرَتْ مِنْ هَذِهِ الْبِئَارِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَلَمْ يَكُنْ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ مَاءٌ يُشْرَبُ إِلَّا زَمْزَمُ، وَبِئْرُ مَيْمُونٍ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا، فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: 30]-[105]- فَقَالَ - وَاللهُ أَعْلَمُ - إِنَّ تِلْكَ الْآبَارَ كَانَتْ تَغُورُ فَيَذْهَبُ مَاؤُهَا {فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: 30] ، وَزَمْزَمُ مَاؤُهَا مَعِينٌ

ذكر المحصب، وحدوده، وما جاء فيه

2441 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: 30] قَالَ: " نَزَلَتْ فِي زَمْزَمَ وَبِئْرِ مَيْمُونِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَكَانَتْ بِئْرًا جَاهِلِيَّةً "

2442 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ قَالَ: §كَانَ طَاوُسٌ لَيْلَةَ الصَّدْرِ يَبِيتُ مِنْ وَرَاءِ بِئْرِ مَيْمُونٍ إِلَى مَكَّةَ، وَقَالَ بَعْضُ شُعَرَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ فِي بِئْرِ مَيْمُونٍ هَذِهِ: [البحر البسيط] يَا بِئْرَ مَيْمُونٍ قَدْ هَيَّجْتِ لِي طَرَبًا ... يَا لَيْتَ مَيْمُونَ لَمْ تُحْفَرْ لَهُ بِيرُ فَلَوْ تَرَاهَا وَقَدْ جَادَ الرَّبِيعُ بِهَا ... وَأَنْبَتَتْ مِنْ أَفَانِينٍ وَتَنْوِيرِ يَا بِئْرَ مَيْمُونَ لَا أَخْطَتْكِ غَادِيَةٌ ... تَغْدُو عَلَيْكِ بِسَحٍّ غَيْرِ مَبْرُورِ "

2443 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَهِيَ §بِئْرُ مَيْمُونِ -[106]- بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، أَخِي عَمْرِو بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَكَانَتْ بِئْرًا جَاهِلِيَّةً، وَفِيهَا يَقُولُ الْقَائِلُ [البحر الوافر] إِلَى بِئْرِ مَيْمُونٍ: فَمَا حَازَ حَوْزُهَا ... إِلَى شِعْبِ عُثْمَانَ فَاسْقِي مُقَيْصِرًا "

2444 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: §وَحَفَرَتْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ أُمَّ أَحْرَادٍ، فَقَالَتْ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عُمَيْلَةَ بْنِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ امْرَأَةُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ: [البحر الرجز] نَحْنُ حَفَرْنَا الْبَحْرَ أَمَّ أَحْرَادْ ... لَيْسَتْ كَبَذَّرِ النَّزُورِ الْجَمَادْ قَالَ: فَأَجَابَتْهَا ضَرَّتُهَا صَفِيَّةُ: [البحر الرجز] نَحْنُ حَفَرْنَا بَذَّرْ ... تَسْقِي الْحَجِيجَ الْأَكْبَرْ مِنْ مُقْبِلٍ وَمُدْبِرْ ... وَأَنْتُمُ أَحْرَادُكُمْ لَمْ تُذْكَرْ وَحَفَرَتْ بَنُو مَخْزُومٍ سُقْيًا , بِئْرَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ. -[108]- وَحَفَرَتْ بَنُو تَيْمٍ الْحَفِيرَ، وَهِيَ بِئْرُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَانَ "

2445 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: §حَفَرَتْ بَنُو تَيْمٍ الْحَفِيرَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: [البحر الرجز] اللهُ سَخَّرَ لَنَا الْحَفِيرَا ... بَحْرًا يَجِيشُ مَاؤُهُ غَزِيرَا "

2446 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ يَعْنِي ابْنَ سَاجٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: وَلَمَّا انْتَشَرَتْ قُرَيْشٌ، وَكَثُرَ سَاكِنُ مَكَّةَ قَبْلَ حَفَرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ زَمْزَمَ، قَلَّتْ عَلَى النَّاسِ الْمِيَاهُ، وَاشْتَدَّتْ عَلَيْهِمْ فِيهِ الْمُؤْنَةُ، §فَحَفَرَ عَبْدُ شَمْسِ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الطَّوِيَّ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ عِنْدَ دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْبَيْضَاءِ، وَحَفَرَ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ بَذَّرَ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي عِنْدَ الْمُسْتَنْذَرِ بِخَطْمِ الْخَنْدَمَةِ، عَلَى فَمِ شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ حِينَ حَفَرَهَا قَالَ: لَأَجْعَلَنَّهَا بَلَاغًا لِلنَّاسِ، وَحَفَرَ سَجْلَةَ، وَهِيَ بِئْرُ الْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، الَّتِي كَانُوا يَسْقُونَ عَلَيْهَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَيَزْعُمُ بَنُو نَوْفَلٍ أَنَّ مُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ كَانَ ابْتَاعَهَا مِنْ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ، وَيَزْعُمُ بَنُو هَاشِمٍ أَنَّمَا وَهَبَهَا حِينَ ظَهَرَتْ زَمْزَمُ، وَاسْتَغْنَوْا بِهَا عَنْ تِلْكَ الْآبَارِ، وَحَفَرَ أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ الْجَفْرَ، فَلَمَّا حَفَرَتْ بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ آبَارًا وَسَقَتْ عَلَيْهَا، حَفَرَتْ قَبَائِلُ مِنْ قُرَيْشٍ آبَارًا يَسْقُونَ عَلَيْهَا، وَيَشْرَبُونَ مِنْهَا، فَحَفَرَتْ بَنُو أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى -[109]- سَقِيَّةً بِئْرَ بَنِي أَسَدٍ، وَحَفَرَتْ بَنُو جُمَحَ سُنْبُلَةَ، وَهِيَ بِئْرُ خَلَفِ بْنِ وَهْبٍ، وَحَفَرَتْ بَنُو سَهْمٍ الْغَمْرَ، وَهِيَ بِئْرُ بَنِي سَهْمٍ، وَكَانُوا يَسْقُونَ عَلَيْهَا وَيُبَارُونَ بِهَا، وَيَقُولُونَ فِيهَا الْأَشْعَارَ، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَأْخُذُ عَلَى بِئْرِهِ الْأَجْرَ، مِنْ بَعْضِ النَّاسِ قَالَ فَلَمَّا حَفَرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ زَمْزَمَ تَرَكَ النَّاسُ أَوْ عَامَّتُهُمْ تِلْكَ الْآبَارَ، وَأَقْبَلُوا عَلَى زَمْزَمَ لِمَكَانِهَا مِنَ الْبَيْتِ، وَلَأَنَّهَا بِئْرُ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ابْنِ خَلِيلِ اللهِ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى الله عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِفَضْلِ مَائِهَا عَلَى سَائِرِ الْمِيَاهِ فِي الْعُذُوبَةِ وَالْكَثْرَةِ "

2447 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، نَحْوَ ذَلِكَ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ: وَقَدْ قَالَتْ خَالِدَةُ بِنْتُ هَاشِمٍ تَذْكُرُ سَجْلَةَ: " [البحر الرجز] §نَحْنُ حَفَرْنَا يَا لِقَوْمٍ سَجْلَهْ ... فِي دَارِنَا ذَاتِ فُصُولٍ سَهْلَهْ نَابِتَةٌ فَوْقَ سِقَائِهَا بَقْلَهْ ... تَسْقِي الْحَجِيجَ زُعْلَةً فَزُعْلَهْ " وَزَادَ فِيهِ: وَحَفَرَ عَبْدُ شَمْسٍ الطَّوِيَّ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي عِنْدَ دَارِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، وَقَالَ عَبْدُ شَمْسِ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، حِينَ حَفَرَ بِئْرَهُ الطَّوِيَّ، قَالَ: [البحر الكامل] إِنَّ الطَّوِيَّ إِذَا ذَكَرْتُمْ مَاءَهَا ... صَوْبُ السَّحَابِ عُذُوبَةً لَا يُتْرَكُ كَانَتْ عَطَاءً مِنْ قَدِيرٍ مَالِكٍ ... يَسْقِي بِهَا الْحُجَّاجَ لَيْسَتْ تُفْرَكُ -[110]- فَلَأَسْخَرَنَّ مِنَ التَّتَارِ وَذِكْرِهَا ... بِمُلُوحَةٍ يَسْقُونَ مِنْهَا الْهُلَّكُ وَلَأَفْخَرَنَّ بِأَنَّ بِئْرِي ذِكْرُهَا ... أَكْنَافُ قَيْصَرَ لَا تُبَاعُ فَتُمْلَكُ وَقَالَ أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ حِينَ حَفَرَ بِئْرَهُ الْجَفْرَ لِنَفْسِهِ: [البحر الرجز] هَمَمْتُ هَمًّا أَنْ أَمُوتَ غَمًّا ... حَفَرْتُ جَفْرًا وَدَفَنْتُ خُمًّا وَالْجَفْرُ لَا بُدَّ بِأَنْ تَطِمَّا ... حَتَّى يُرَى الْأَمْرُ لَنَا خِضَمًّا وَنَعْرِفُ الْحَقَّ إِذَا أَلَمَّا ... نَحْنُ وَلَيْنَاكُمْ فَلَمْ نُذَمَّا ثُمَّ فَرَجْنَا الْهَمَّ بَعْدَ مَا أَهَمَّا ... ثُمَّ قَمَعْنَا الْأَبْلَحَ الْغِشَمَّا حَتَّى تَرَكْنَا سَمْعَهُ أَصَمَّا ... وَالْحَقُّ لَا بُدَّ بِأَنْ يُحَمَّا حَتَّى يَكُونَ أَمْرُنَا أَعَمَّا ... لِأَنَّ قَوْمِي فَرَجُوا الْمُهِمَّا وَزَادَ فِيهِ، وَكَانَ بَعْضُهُمْ فِيمَا ذَكَرُوا يَأْخُذُ عَلَى بِئْرِهِ الْأَجْرَ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ، فَقَالَ الْحُوَيْرِثُ بْنُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى لِشُفَيَّةَ، بِئْرِ بَنِي أَبِيهِ، يَفْخَرُ بِشُفَيَّةَ: [البحر الكامل] هَذِي الشُّفَيَّةُ قَدْ عَرَفْتُمْ فَضْلَهَا ... مِثْلَ الصِّيَاحِ مُصِيبَةٌ لِلْفَاجِرِ كَانَتْ عَطَاءً لَا يُنَالُ وَفَضْلُهَا ... بَادٍ لَعَمْرُكَ زِينَةً لِلذَّاكِرِ صَوْبُ السَّمَاءِ فَلَا يُذَاقُ كَطَعْمِهَا ... إِلَّا الْمُدَامُ عُمَارَةً لِلْعَامِرِ فِيهَا نُفَاخِرُ مَنْ أَتَانَا فَاخِرًا ... وَهِيَ الْمُغَاثُ لِبَدْوِنَا وَالْحَاضِرِ وَقَالَ شَاعِرُ بَنِي سَهْمٍ، يَذْكُرُ الْغَمْرَ، بِئْرَ بَنِي سَهْمٍ: [البحر الكامل] مَاذَا يَقُولُ الْفَاخِرُونَ بِمَائِهِمْ ... جَهْلًا وَبِئْرِي ذِكْرُهَا لَا يَنْفَدُ -[111]- فَضَلَتْ بِئَارَكُمُ بِصَوْبِ سَحَابَةٍ ... عَلَى صِلَةِ الطَّرِيقِ تُرْصَدُ فِيهَا عُذُوبَةُ مَاءِ مُزْنٍ فَارِسٍ ... فَلَهَا عُذُوبَتُهُ وَلَيْسَتْ تَفْسُدُ وَقَالَ شَاعِرُ بَنِي جُمَحَ يَمْتَدِحُ سُنْبُلَةَ، بِئْرَ خَلَفِ بْنِ وَهْبٍ الْجُمَحِيِّ: [البحر الرجز] نَحْنُ حَفَرْنَا بِئْرَ صِدْقٍ سُنْبُلَهْ ... ثُمَّ تَرَكْنَاهَا بِرَأْسِ الْقُنْبُلَهْ تَصُبُّ مَاءً مِثْلَ فَيْضِ الْعَنْبَلَهْ ... لَيْسَتْ كَبَذَّرَ لَا وَلَا كَالْحَرْمَلَهْ تَسْقِي عَبِيطًا عِنْدَهَا كَالْيَعْمَلَهْ ... ثُمَّ سَقَيْنَا النَّاسَ عِنْدَ الْمُسْهَلَهْ صَوْبَ سَحَابٍ رَبِّنَا هُوَ أَنْزَلَهْ وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، يَفْخَرُ عَلَى خِدَاشِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، فِي شَيْءٍ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَيَذْكُرُ فَضْلَ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ: [البحر الطويل] نَحْنُ حَفَرْنَا فِي أَبَاطِحِ مَكَّةٍ ... حَفِيرًا لِطُولِ الدَّهْرِ عِنْدَ الْعَوَاقِبِ نَسْقِي بِهَا الْحَجِيجَ فِي كُلِّ ضَيْقَةٍ ... إِذَا عَطِشُوا يَنْزُونَ نَزْوَ الْجَنَادِبِ وَإِنَّ عَلَى أَسْيَافِنَا السُّمَّ مَنْ يُعِدْ ... يَبُوءُ بِخَسْفٍ أَنْ يَبُوءْ غَيْرَ غَالِبٍ وَيَرْجِعُ مَذْمُومًا مَلُومًا مُقَصِّرًا ... خِدَاشٌ لَئِيمًا كَعْبُهُ غَيْرُ رَاتِبِ لَنَا مُكْرَمَاتٌ مَنْ يَنَلْهَا مِنَّا غَدًا ... تَقْصُرُ لِذَا تِلْكَ الْأُمُورُ الْمَصَاعِبُ إِذَا فَزِعَ الْحَيُّ التِّهَامُونَ أَرْفَضُوا ... إِلَيْنَا رِجَالًا بَيْنَ رَاضٍ وَعَاتِبِ وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِزَمَانٍ وَهِيَ تُفَاخِرُ أُمَيْمَةَ بِنْتَ عُمَيْلَةَ بْنِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ، وَكَانَتَا عِنْدَ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ ضَرَّتَيْنِ، تَفْخَرُ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى: [البحر الرجز] -[112]- نَحْنُ حَفَرْنَا بَذَّرْ ... بِجَانِبِ الْمُسْتَنْذَرْ الطَّيِّبَ الْعَذْبَ الَّذِي لَمْ يُمْقَرْ ... كَانَتْ بَلَاغًا لِلْحَجِيجِ الْأَكْبَرْ وَأُمُّ أَحْرَادِكُمْ لَمْ تُذْكَرْ ... وَنَحْنُ نَسْقِي عِنْدَ كُلِّ صَرْصَرْ مِثْلَ سَحَابٍ مَاؤُهُ لَمْ يُقْصَرْ ... أَوْ كَغَزِيرِ الْمُزْنِ عِنْدَ الْأَحْجَرْ نَسْقِي بِغَيْرِ الْجَعْلِ لَمَّا نَفْخَرْ قَالَ: فَأَجَابَتْهَا أُمَيَّةُ بِنْتُ عُمَيْلَةَ بْنِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ تَقُولُ: [البحر الرجز] نَحْنُ حَفَرْنَا الْبِئْرَ أُمَّ أَحْرَادِ ... نَسْقِي الْحَجِيجَ كَدَمِ الْفَصَادِ دَمًا عَبِيطًا لَيْسَ مِنْ أَعْوَادِ ... ثُمَّ يَسِيحُ الْمَاءُ فِي الْجَمَادِ سَيْحَ سَحَابٍ سَالَ فِي رَمَادِ ... أَتَفْخَرِي بِبَذَّرِكِ الرَّهَادِ؟ "

2448 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: فَلَمَّا §أَحْقَفَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ زَمْزَمَ، عَفَوْا هَذِهِ الْمِيَاهَ يَعْنِي لَمَّا أَظْهَرَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ "

§ذِكْرُ الْآبَارِ الَّتِي حُفِرَتْ بَعْدَ زَمْزَمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَمِنْهَا بِئْرٌ فِي دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْبَيْضَاءُ، حَفْرَهَا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي حَقِّ الْمُقَوِّمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَيُقَالُ: حَفَرَهَا عَبْدُ شَمْسِ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، وَنَثَلَهَا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، يُقَالُ لَهُ الطَّوِيَّ. -[113]- وَيُقَالُ بَلْ حَفْرُهَا قُصَيٌّ، وَنَثَلَهَا بَعْدَهُ أَبُو لَهَبٍ , وَبِئْرُ الْأَسْوَدِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، كَانَتْ عَلَى بَابِ دَارِ الْأَسْوَدِ عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ، دَخَلْتُ فِي دَارِ زُبَيْدَةَ الْكَبِيرَةَ عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ، وَالْبِئْرُ قَائِمَةٌ فِي سُفْلِ الدَّارِ إِلَى الْيَوْمِ، وَرَكَايَا قُدَامَةِ بْنِ مَظْعُونٍ حِذَاءَ أَضَاةِ الْقِبْطِ بِعُرَنَةَ، فِي شِقِّهَا الَّذِي يَلِي مَكَّةَ. وَبِئْرُ حُوَيْطِبَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى فِي بَطْنِ وَادِي مَكَّةَ، بَيْنَ يَدَيْ دَارِهِ، وَبِئْرُ الصَّلَاصِلِ بِفَمِ شِعْبِ الْبَيْعَةُ عِنْدَ عَقَبَةِ مِنًى، وَلَهَا يَقُولُ أَبُو طَالِبٍ: [البحر الطويل] وَنُسْلِمُهُ حَتَّى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ ... وَنَذْهِلُ عَنْ أَبْنَائِنَا وَالْحَلَائِلِ وَيَنْهَضُ قَوْمٌ فِي الْحَدِيدِ إِلَيْكُمُ ... نُهُوضَ الرَّوَايَا تَحْتَ ذَاتِ الصَّلَاصِلِ -[114]- وَالْبِئْرُ الَّتِي تُعْرَفُ بِبِئْرِ خَالِصَةَ مَوْلَاةِ الْخَيْزُرَانِ فِي الْمَسِيلِ الَّذِي يُفَرَّعُ بَيْنَ مَأْزَمَيْ عَرَفَةَ وَمَسْجِدِ إِبْرَاهِيمَ. وَبِئْرُ أَجْيَادَ فِي دَارِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ بِئْرُ خُمٍّ: جَاهِلِيَّةٌ وَهِيَ لِآلِ زُرَيْقِ بْنِ وَهْبِ اللهِ الْمَخْزُومِيِّ جَدِّ أَبِي الْقَاسِمِ الْعَائِذِيِّ

§ذِكْرُ الْآبَارِ الْإِسْلَامِيَّةِ بِئْرُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَلَى بَابِ شِعْبِ أَبِي دُبٍّ بِالْحَجُونِ، حَفَرَهَا حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الْحَكَمَيْنِ، ثُمَّ انْدَمَلَتْ، فَلَمْ تَزَلْ مَدْمُولَةً حَتَّى نَثَلَهَا بَغَا مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، عَلَى يَدِ وَكِيلِهِ ابْنِ شَلْقَانَ، وَهِيَ قَائِمَةٌ إِلَى الْيَوْمِ. -[115]- وَبِئْرُ آلِ شَوْذَبٍ: كَانَتْ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ آلِ شَيْبَةَ، فَدَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، حِينَ وَسَّعَهُ الْمَهْدِيُّ فِي خِلَافَتِهِ، وَهِيَ فِي الزِّيَادَةِ الْأُولَى الَّتِي كَانَ وَلِيَهَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَشَوْذَبٌ مَوْلًى لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَالْبَرُودُ: بِفَخٍّ أَسْفَلَ مِنْ شِعْبِ الْمُبَيِّضَةِ، حَفَرَهَا خِرَاشُ بْنُ أُمَيَّةَ مُحَرِّشٌ، وَيُقَالُ: مُحَرِّشٌ الْكَعْبِيُّ فِيمَا يَقُولُونَ، وَلَهَا يَقُولُ الشَّاعِرُ: بَيْنَ الْبَرُودِ وَبَيْنَ بَلْدَحَ نَلْتَقِي وَبِئْرُ بَكَّارٍ: بِذِي طُوًى، عِنْدَ مَمَادِرِ بَكَّارٍ، وَبَكَّارٌ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، كَانَ يَسْكُنُ مَكَّةَ. -[116]- وَبِئْرُ وَرْدَانَ مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ: بِذِي طُوًى عِنْدَ سِقَايَةِ سِرَاجٍ بِفَخٍّ، وَسِرَاجٌ مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ، وَفِي هَذَا الْمَوْضِعِ يَقُولُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ: [البحر البسيط] إِلَى مَبِيتِ سِرَاجٍ فَالْبَرُودِ فَمَا ... حَازَتْ بَلَادِحُ ذَاتُ النَّخْلِ وَالسِّدْرِ وَبِئْرٌ لِابْنِ هِشَامٍ بِبِئْرِ مَيْمُونٍ تُدْعَى الْهِشَامِيَّةَ، وَرَاءَ الدَّارِ الَّتِي كَانَتْ لِأُمِّ عِيسَى بِنْتِ سُهَيْلٍ، مُقَابِلَةً دَارَ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ. وَبِئْرٌ لَكَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ فِي دَارِهِ الَّتِي بِالثَّنِيَّةِ، وَهِيَ دَارُ طَاقَةٍ. وَبِئْرُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِقُعَيْقِعَانَ. وَبِئْرٌ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى حَمَّامِهِ عِنْدَ دَارِ الْحَمَّامِ. وَبِئْرٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ فِي شِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ. وَبِئْرُ السُّقْيَا فَوْقَ مَأْزَمَيْ عَرَفَةَ عِنْدَ مَسْجِدِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ عُرَنَةَ، كَانَتْ جَاهِلِيَّةً، حَفَرَتْهَا خَالِصَةُ. -[117]- وَالْيَاقُوتَةُ: الَّتِي بِمِنًى حَفَرَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي خِلَافَتِهِ، فَعَمِلَهَا الْحَجَّاجُ بَعْدَ مَقْتَلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِيمَا يَزْعُمُونَ، وَضَرَبَ فِيهَا وَأَحْكَمَهَا. وَآبَارُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الَّتِي بِمِنًى فِي شِعْبِ عَمْرٍو، وَمِنْهَا يَشْرَبُ الْيَوْمَ النَّاسُ بِمِنًى، وَيَسْكُبُونَ الْمَاءَ فِي مَضَارِبِهِمْ، وَبِئْرُ الشُّرَكَاءِ بِأَجْيَادَ لِبَنِي مَخْزُومٍ، وَبِئْرِ عِكْرِمَةَ بِأَجْيَادَ الصَّغِيرِ، فِي الشِّعْبِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْأَيْسَرُ، وَبِئْرُ ابْنِ الْمُرْتَفِعِ.

2449 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ §مُحَمَّدُ بْنُ الْمُرْتَفِعِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ، صَاحِبُ بِئْرِ ابْنِ الْمُرْتَفِعِ بِمَكَّةَ، وَبِئْرُ ابْنِ الْمُرْتَفِعِ الَّتِي فَوْقَ الْأَنْصَابِ إِلَى طَرِيقِ الْعِرَاقِ، وَتُعْرَفُ بِبِئْرِ -[118]- ابْنِ الْمُرْتَفِعِ، الْيَوْمَ لِرَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ حَوَّاسٍ، وَقَدْ عَمَرَهَا ابْنُ عُثْمَانَ الْمَكِّيُّ وَسَوَّاهَا، وَهِيَ مِنْ أَعْذَبِ الْمِيَاهِ. وَآبَارُ الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ فِي أَصْلِ ثَنِيَّةِ أُمِّ قِرْدَانَ وَبِئْرٌ يُقَالُ لَهَا: الطَّلُوبُ كَانَتْ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، وَيُقَالُ: بَلْ كَانَتْ لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، فِي شِعْبِ عَمْرٍو بِالرَّمْضَةِ دُونَ الْمَيْثِبِ. -[119]- وَبِئْرُ أُمِّ النُّعْمَانِ بِذِي طُوًى كَانَتِ النَّاسُ يَشْرَبُونَ مِنْهَا فِي الْفِتْنَةِ، زَمَنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُوسُفَ الطَّالِبِي

2450 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا أَبُو زُهَيْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ §إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ، نَزَلَ بِذِي طُوًى "

2451 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَقْصُرُ الصَّلَاةَ بِالْعَقِيقِ إِذَا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، وَيَقْصُرُ بِذِي طُوًى إِذَا خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ "

§ذِكْرُ مَا عُمِلَ بِمَكَّةَ مِنْ سِقَايَاتٍ بَعْدَ الْآبَارِ حِيَاضُ الْمُزْدَلِفَةِ، عَمِلَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. السِّدَادُ الَّتِي بِالنِّصْعِ وَبَطْنِ الْأُفَيْعِيَّةِ فِي طَرَفِ النَّخِيلِ عَمِلَهَا الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، يُقَالُ لَهَا: السِّدَادُ الْأَعْظَمُ، مِنْهَا سَدٌّ يُقَالُ لَهُ: أُثَالٌ. سَدَادُ أَبِي جِرَابٍ أَسْفَلَ مِنْ عَقَبَةِ مِنًى دُونَ الْقُبُورِ، عَلَى يَمِينِ الذَّاهِبِ إِلَى مِنًى، وَأَبُو جِرَابٍ: اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ الْأَصْغَرُ، عَمِلَهُ فِي وِلَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ عَلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، بِغَيْرِ إِذَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامِ فَكَتَبَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى عَامِلِهِ بِمَكَّةَ أَنْ يَقِفَ أَبُو جِرَابٍ فِي الشَّمْسِ حَتَّى يَدْفِنَ بِئْرَهُ، فَفَعَلَ ذَلِكَ، فَاسْتَعَانَ أَبُو جِرَابٍ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى غَوَّرُوا تِلْكَ الْبِئْرَ وَدَفَنُوا ذَلِكَ السَّدَّ.

§ذِكْرُ مَا أُجْرِيَ مِنَ الْعُيُونِ بِمَكَّةَ وَحَوْلَهَا فِي الْحَرَمِ سَمِعْتُ بَعْضَ أَشْيَاخِنَا يَذْكُرُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَانَ أَجْرَى بِمَكَّةَ عُيُونًا، وَاتَّخَذَ لَهَا أَخْيَافًا، وَكَانَتْ فِيهَا النَّخِيلُ وَالزُّرُوعُ

§فَمِنْهَا حَائِطُ عَوْفٍ وَمَوْضِعُهُ مِنْ زُقَاقِ خَشَبَةَ دَارُ مُبَارَكٍ التُّرْكيِّ، وَدَارُ جَعْفَرٍ، وَدَارُ مَالِ اللهِ , وَمَوْضِعُ الْمَاجِلَيْنَ مَاجِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ اللَّاحِقِ بِالْحَجُونِ فَهَذَا مَوْضِعُ حَائِطِ عَوْفٍ إِلَى الْجَبَلِ، وَيُقَالُ لِهَذَا الْمَوْضِعِ: حَوْضُ الْحُمُرِ وَعَوْفٌ كَانَ قَيِّمًا لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى ذَلِكَ الْحَائِطِ، فَنُسِبَ إِلَيْهِ، وَكَانَتْ لِهَذَا الْحَائِطِ عَيْنٌ تَسْقِيهِ، وَكَانَ فِيهِ النَّخِيلُ، وَكَانَ لَهُ مَشْرَعَةٌ يَرِدُهَا النَّاسُ.

2452 - فَحَدَّثَنِي أَبُو جُبَيْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ النَّوْفَلِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ أَبِي الدَّهْمِ النَّحْوِيُّ الْمَكِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §كَانَتْ لِي سَقِيفَةٌ فِي السَّدِّ الَّذِي يُطِلُّ عَلَى الْمَجْزَرَةِ الْيَوْمَ، فِي حَائِطِ عَوْفٍ، وَحَائِطُ عَوْفٍ فِيهِ النَّخِيلُ لَا يَتَخَلَّصُ طَائِرُهُ، فَسَمِعْتُ خَارِفًا فِي نَخْلَةٍ يَخْرِفُهَا وَيَتَغَنَّى: [البحر الخفيف] -[122]- قُلْ لِأَسْمَاءَ أَنْجِزِي الْمِيعَادَا ... وَانْظُرِي أَنْ تُزَوَّدِي مِنْكِ زَادَا وَإِذَا مَا حَلَلْتِ أَرْضًا مِنَ الشَّامِ ... وَجَاوَرْتِ حِمْيَرًا وَمُرَادَا وَإِذَا مَا سَمِعْتِ مِنَ نَحْوِ أَرْضِي ... بِمُحِبٍّ قَدْ مَاتَ أَوْ قِيلَ: كَادَا فَارْتَجِي أَنْ أَكُونَ مِنْكِ قَرِيبًا ... وَسَلِي الصَّادِرِينَ وَالْوُرَّادَا "

§وَمِنْهَا حَائِطٌ يُقَالُ لَهُ: الصَّفِّيُّ مَوْضِعُهُ بَيْنَ دَارِ زَيْنَبَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ، الَّتِي صَارَتْ لِعَمْرِو بْنِ مَسْعَدَةَ، وَالدَّارِ الَّتِي فَوْقَهَا إِلَى دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الَّتِي بِأَصْلِ نَزَّاعَةِ الشَّوَى، وَكَانَ لَهُ عَيْنٌ، وَكَانَ فِيهِ النَّخْلُ، وَكَانَ لَهُ مَشْرَعَةٌ يَرِدُهَا النَّاسُ، وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الخفيف] سَكَنُوا الْجَزْعَ جَزْعَ بَيْتِ أَبِي مُوسَى ... إِلَى النَّخْلِ مِنْ صُفِيِّ السِّبَابِ

§وَمِنْهَا حَائِطُ مُقَيْصِرَةَ وَكَانَ مَوْضِعُهُ نَحْوَ بِرْكَتَيْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ إِلَى نَحْوِ قَصْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَنْصُورِ أَبِي جَعْفَرٍ يُقَالُ: مَوْضِعُهُ مَوْضِعُ دَارِ لُبَابَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى الْقَرْنِ الَّذِي عَلَيْهِ بُيُوتُ الْمُطَبِّقيِّ، وَكَانَتْ لَهُ عَيْنٌ وَمَشْرَعَةٌ، وَكَانَ فِيهِ النَّخْلُ، وَمُقَيْصَرَةُ قَيِّمٍ، كَانَ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَنُسِبَ إِلَيْهِ، وَيُقَالُ عَنِ الْعُتْبِيِّ قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَائِطًا لَهُ بِمَكَّةَ، وَمَعَهُ ابْنُ صَفْوَانَ، فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى هَذَا الْحَائِطَ؟ قَالَ: أُرَاهُ عَلَى غَيْرِ مَا وَصَفَ اللهُ تَعَالَى بِهِ الْبَلَدَ، فَقَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ -[123]- {بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} [إبراهيم: 37] وَأَرَاكَ قَدْ جَعَلْتَ زَرْعًا قَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مَتَى تَعَلَّمْتَ هَذِهِ الْآيَةَ؟ فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَوْجَعْتُكَ، فَقُلْ مَا شِئْتَ

§وَمِنْهَا حَائِطٌ يُقَالُ لَهُ حَائِطُ مُوَرِّشٍ وَمَوْضِعُهُ فِي دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، وَدَارِ لُبَابَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ، وَدَارِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ قُثَمَ اللَّوَاتِيِّ بِفَمِ شِعْبِ الْخُوزِ، وَكَانَ فِيهِ النَّخْلُ، وَكَانَتْ لَهُ عَيْنٌ وَمَشْرَعَةٌ يَرِدُهَا النَّاسُ عَلَى طَرِيقِ مِنًى وَطَرِيقِ الْعِرَاقِ، وَمُوَرِّشٌ كَانَ قَيِّمًا لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَنُسِبَ إِلَيْهِ الْحَائِطُ.

§وَمِنْهَا حَائِطُ خُرْمانَ وَهُوَ مِنْ ثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ إِلَى بُيُوتِ أَبِي جَعْفَرٍ الْعَلْقَمِيِّ، وَبُيُوتِ ابْنِ أَبِي الرَّزَّامِ، وَمَدْخَلُهُ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ وَكَانَ فِيهِ النَّخْلُ وَالزَّرْعُ حَدِيثًا مِنَ الدَّهْرِ، وَكَانَتْ لَهُ عَيْنٌ وَمَشْرَعَةٌ، يَرِدُهَا النَّاسُ

ذكر جبل ثور وفضله

2453 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: ثنا ابْنُ الْكَلْبِيِّ قَالَ: ثنا مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذَ الْمَكِّيُّ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ مِحْرَابٍ الْكِنَانِيُّ جَدُّ مَرْوَانَ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ، §لَهُ فِي ظَهْرِ مَكَّةَ مَاءٌ، يُقَالُ لَهُ: السُّرَرُ عِنْدَ مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ: حَائِطُ خُرْمَانَ، فَخَرَجَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ، عَلَيْهِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ، وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ أَصْبَحَ، وَعَلَيْهِ لَيْلٌ، وَكَانَتْ مَعَهُ مَقْرَعَةٌ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى مَوْضِعِ خُرْمَانَ، إِذَا هُوَ بِشَيْءٍ لَهُ -[124]- رِجْلٌ وَاحِدَةٌ، وَيَدٌ وَاحِدَةٌ، وَعَيْنٌ وَاحِدَةٌ، مَعَهُ السَّيْفُ وَهُوَ يَدُورُ حَوْلَ حِمَارِهِ، وَيَقُولُ: [البحر الرجز] عَلْقَمُ إِنِّي مَقْتُولْ ... وَإِنِّي لَحْمِي مَأْكُولْ أَضْرِبُهُمْ بِالْهَدْلُولْ ... ضَرَبَ غُلَامٍ مَسْمُولْ رَحْبَ الذِّرَاعِ بُهْلُولْ فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ: مَا لِي وَلَكَ تَقْتُلُ مَنْ لَا يَقْتُلُكَ، أَغْمِدْ عَنِّي مَنْصَلَكَ قَالَ ذَلِكَ الشِّقُّ: عُنِيتُ لَكْ عُنِيتُ لَكْ ... كَيْمَا أُبِيحَ مَعْقِلَكْ ثُمَّ أُحِلُّ مَنْزِلَكْ ... فَاصْبِرْ عَلَى قَدَرٍ لَكْ فَضَرَبَهُ بِالْمَقْرَعَةِ، وَضَرَبَهُ ذَلِكَ الشِّقُّ بِالسَّيْفِ، فَوَقَعَا جَمِيعًا إِلَى الْأَرْضِ، وَذَهَبَ حِمَارُ عَلْقَمَةَ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ، فَوَثَبَ وَلَدُهُ وَأَهْلُهُ فَاتَّبَعُوا الْأَثَرَ، فَوَجَدُوهُ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، وَإِذَا إِلَى جَانِبِهِ فَحْمَةٌ، وَإِذَا فِي عَلْقَمَةَ مِثْلُ الْخَطِّ فَجَاءُوا بِهِ فَعَاشَ عَلْقَمَةُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ مَاتَ، وَعُطِّلَ ذَلِكَ الْمَاءُ حَتَّى جَاءَ الْإِسْلَامُ، فَقَالَتِ الْجِنِّيَّةُ لَدَى ذَلِكَ الشِّقِّ: [البحر الكامل] قُولُوا لِمَنْ يَعْذِلُنِي ... فِيمَا يَلُومُوا وَلِمَهْ كَانَ بُكَائِي دَائِمًا ... عَلَى ابْنِ أُمِّي سَلَمَهْ إِنْ تَقْتُلُوا سَيِّدَنَا ... فَقَدْ أَتَانَا عَلْقَمَهْ كِلَاهُمَا كَانَ لَهُ ... فِي قَوْمِهِ مُغَلْغَمَهْ لَنْ تَسْكُنُوهَا أَبَدًا ... وَفِي تِهَامَةَ سَلَمَهْ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: يُرِيدُ بِقَوْلِهِ سَلَمَةَ: الشَّجَرَ "

§وَمِنْهَا حَائِطُ حِرَاءٍ وَهُوَ أَسْفَلُ حِرَاءٍ، وَضَفِيرَتُهُ قَائِمَةٌ إِلَى الْيَوْمِ، وَكَانَ فِيهَا النَّخْلُ، وَكَانَتْ فِيهِ مَشْرَعَةٌ يَرِدُهَا النَّاسُ. -[125]- وَفِي حِرَاءٍ وَثَبِيرٍ، يَقُولُ الْقَائِلُ: [البحر الكامل] وَارْحَلْ بِوُدِّكَ حَيْثُ شِئْتَ فَلَيْسَ لِي ... أَسَفٌ عَلَيْكَ، وَلَا لَدَيْكَ كَثِيرُ أُخْرِجْتُ مِنْ سِجْنٍ غَدَاةَ هَجَرْتَنِي ... وَانْحَطَّ عَنْ عُنُقِي حِرًا وَثَبِيرُ

§وَمِنْهَا حَائِطُ ابْنِ طَارِقٍ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ، وَكَانَتْ عَيْنَهُ تَمُرُّ فِي بَطْنِ وَادِي مَكَّةَ وَتَحْتَ الْأَرْضِ، وَكَانَتْ لَهُ عَيْنٌ وَمَشْرَعَةٌ، وَكَانَ فِيهِ النَّخْلُ وَكَانَ مَوْضِعُهُ أَسْفَلَ قَرْنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ابْتَاعَهُ مِنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُرْتَفِعِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ، وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ، قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: أَدْرَكْتُ فِيهِ أُصُولَ النَّخْلِ، ثُمَّ كَانَ هَذَا الْحَائِطُ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بَعْدَ ذَلِكَ، وَفِيهِ عَيْنٌ تَمُرُّ الْيَوْمَ فِي وَادِي مَكَّةَ، وَأَصْلُهُ لِآلِ طَارِقٍ، فَرَهَنَهُ عِنْدَ رَجُلٍ فَغَرِقَ فِي الرَّهْنِ فَهُوَ لِلْمَخْزُومِيِّينَ لِآلِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَلَهُمْ بُيُوتٌ عِنْدَ أَصْلِ قَرْنٍ

§وَمِنْهَا حَائِطُ فَخٍّ وَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا إِلَى سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَقَدِمَ الصَّائِغُ إِسْحَاقُ بْنُ سَلَمَةَ فَقَطَعَ شَجَرَهُ، وَجَعَلَ لَهُ فَلْجًا يَذْهَبُ إِلَى بِرْكَةٍ، جَعَلَهَا نَاحِيَةَ الْحَصْحَاصِ، وَذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ ضَاقُوا مِنَ الْمَاءِ، فَأَبْطَلَ الْحَائِطَ، وَلَمْ يَنْتَفِعِ النَّاسُ بِشَيْءٍ مِنْ مَائِهِ، وَقَدْ كَانَ النَّاسُ يَنْتَفِعُونَ بِهِ وَيَسْتَنْفِعُونَ فِيهِ، وَمَوْضِعُهُ قَدِيمٌ مَعْرُوفُ الْمَكَانِ، وَيَشْرَبُهُ مَارَّةُ الطَّرِيقِ، وَفِي -[126]- هَذَا الْمَوْضِعِ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر البسيط] أَسْتَوْدِعُ اللهَ ظَبْيًا قَدْ كَلِفْتُ بِهِ ... مَرْعَاهُ فَخٌّ إِلَى فَسْقِيَّةِ الطَّبَرِيِّ وَقَدْ عُمِّرُ الْيَوْمَ هَذَا الْحَائِطُ، وَرُدَّ فِي مَوْضِعِهِ، وَصُرِفَتْ عَيْنُهُ إِلَى الْحَائِطِ، كَمَا كَانَتْ

2454 - وَحَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي وَسَالِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، حَتَّى إِذَا §كُنَّا بِفَخٍّ دَخَلَ فَاغْتَسَلَ "

§وَمِنْهَا حَائِطُ بَلْدَحٍ وَهُوَ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ

2455 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: ثنا وُهَيْبٌ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: ثنا سَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، وَقَالَ: " إِنِّي §لَا آكُلُ مِمَّا -[127]- تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلَا آكُلُ إِلَّا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ " حَدَّثَ بِهَذَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي بَلْدَحٍ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] وَبِالْمُنْحَنَى ذِي السَّرْحِ مِنْ بَطْنِ بَلْدَحٍ ... إِلَى بِئْرِ بَكَّارٍ قَوَاءٌ بَسَابِسُ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الرجز] حَبَّذَا مَاءُ بَلْدَحٍ ... وَهَوَا فِيهِ نَازِلُهُ

§وَمِنْهَا حَائِطُ الْحَمَّامِ وَهُوَ بِالْمَعْلَاةِ بِالْقُرْبِ مِنْ بِرْكَةِ أُمِّ جَعْفَرٍ، وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ يُقَالُ لَهُ: دَارُ الْحَمَّامِ الْيَوْمَ، وَإِنَّمَا سُمِيَّ الْحَمَّامَ أَنَّ حَمَّامًا لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ فِي أَسْفَلِهِ، وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ

2456 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ زَمْعَةَ أَوِ ابْنَ زَمْعَةَ -[128]- قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ §أَقْطِعْنِي خَيْفَ الْأَرِينِ أَمْلَأْهُ عَجْوَةً قَالَ: نَعَمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: دَعُوهُ فَلْيَمْلَأْهُ، ثُمَّ لِنَنْظُرْ أَيُّنَا يَأْكُلُ جَنَاهُ، فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ تَرَكَهُ حَتَّى كَانَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَهُوَ الَّذِي مَلَأَهُ وَجَعَلَ لَهُ عَيْنًا، وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَنَا أَدْرَكْتُ الْعَجْوَةَ فِيهِ يَعْنِي حَائِطَ الْحَمَّامِ "

ذكر حراء وفضله

§ذِكْرُ طُرُقَاتِ مَكَّةَ وَشَوَارِعِهَا الَّتِي يُدْخَلُ مِنْهَا وَلِمَكَّةَ أَرْبَعَةُ مَدَاخِلَ وَشَوَارِعَ يُدْخَلُ مِنْهَا، وَيُخْرَجُ مِنْهَا، فَمِنْهَا الطَّرِيقُ الْعُظْمَى، وَهِيَ الْمَعْلَاةُ عَلَى كَدَاءَ، مَحَجَّةُ الْعِرَاقِ بِئْرُ مَيْمُونِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَالطَّرِيقُ الْأُخْرَى وَهِيَ الْمُسْفِلَةُ يَسْلُكُهَا أَهْلُ الْيَمَنِ، وَطَرِيقَانِ بِالثَّنِيَّةِ، إِحْدَاهُمَا عَلَى كُدًى وَذِي طُوًى يَسْلُكُهَا أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ مِصْرَ، وَمَنْ أَرَادَ الْعِرَاقَ عَلَى طَرِيقِ الْمَدِينَةِ، وَالْأُخْرَى ثَنِيَّةُ الْمَقْبَرَةِ، وَهِيَ ثَنِيَّةُ الْمَدَنِيِّينَ الَّتِي تُشْرِفُ عَلَى الْحَجُونِ فَهَذِهِ طُرُقَاتُ مَكَّةَ وَشَوَارِعُهَا

2457 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ -[129]- أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَكَّةُ كُلُّهَا طَرِيقٌ يُدْخَلُ مِنْ هَاهُنَا، وَيُخْرَجُ مِنْ هَاهُنَا "

2458 - حَدَّثَنَا ابْنُ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ §دَخَلَ مِنْ ثَنِيَّةِ الْمَدَنِيِّينَ حَتَّى أَتَى الْأَبْطَحَ فَأَنَاخَ بِهِ "

§ذِكْرُ فَضْلِ الْمَعْلَاةِ عَلَى الْمُسْفِلَةُ

2459 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثنا حَمْزَةُ بْنُ عُتْبَةَ اللِّهْبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَدَّ الْمَشَاعِرَ بِالْمَعْلَاةِ، عَرَفَةَ، وَمِنًى، وَالْجِمَارَ، وَالصَّفَا وَالْمَرْوَةَ، وَالْمَسْعَى، وَالرُّكْنَ، وَالْمَقَامَ، وَالْحِجْرَ، بَرَزَ إِلَى أَسْفَلِ مَكَّةَ فَنَظَرَ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقَالَ: " §لَيْسَ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيمَا هَا هُنَا حَاجَةٌ، يَعْنِي: مِنَ الْمَشَاعِرِ "

§ذِكْرُ مَعْلَاةِ مَكَّةَ وَمَسْفَلَتِهَا وَحَدُّ الْمَعْلَاةِ فِيمَا يُقَالُ - وَاللهُ أَعْلَمُ - وَفِيمَا جَاءَ الْأَثَرُ بِذَلِكَ حَدِيثُ جُرْهُمٍ وَقَطُورَا أَنَّهُمْ لَمَّا نَزَلُوا مَكَّةَ بَعْدَ الْعَمَالِيقِ اقْتَسَمُوا مَكَّةَ -[130]- نِصْفَيْنِ. فَكَانَ لِجُرْهُمٍ أَعْلَى الْوَادِي وَكَانَ لِقَطُورَا أَسْفَلُهُ، فَكَانَ حَوْزُ جُرْهُمٍ وَجْهَ الْكَعْبَةِ إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، وَالْمَقَامَ، وَمَوْضِعَ زَمْزَمَ، مُصْعِدًا يَمِينًا وَشِمَالًا وَقُعَيْقِعَانَ إِلَى أَعْلَى الْوَادِي وَكَانَ حَوْزُ قَطُورَا الْمُسْفِلَةَ ظَهْرَ الْكَعْبَةِ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَّ وَالْغَرْبِيَّ وَأَجْيَادَيْنِ وَالثَّنِيَّةَ وَالْمُسْفِلَةَ، وَكَانَتْ جُرْهُمٌ تُعَشِّرُ مَنْ جَاءَ مِنَ الْمَعْلَاةِ، وَكَانَتْ قَطُورَا تُعَشِّرُ مَنْ جَاءَ مِنَ الْمُسْفِلَةِ، وَحَّدُّ ذَلِكَ مِنْ شِقِّ مَكَّةَ الْأَيْمَنِ مَا حَازَتْ دَارُ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ، وَالزُّقَاقُ الَّذِي عَلَى الصَّفَا يُصْعَدُ مِنْهُ إِلَى جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ مُصْعِدًا فِي الْوَادِي، فَذَلِكَ كُلُّهُ مِنَ الْمَعْلَاةِ. وَحَدُّ أَعْلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِمَّا يَلِي الشِّقَّ الْأَيْسَرَ مِنْ زُقَاقِ الْبَقَرِ الَّذِي عِنْدَ الطَّاحُونَةِ دَارَا عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ اللَّتَانِ تُقَابِلُ دَارَ يَزِيدَ بْنِ مَنْصُورٍ الْحِمْيَرِيِّ خَالِ الْمَهْدِيِّ، الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْعَرُوسِ مُصْعِدًا إِلَى قُعَيْقِعَانَ، وَدَارُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَدَارُ الْعَجَلَةِ، وَمَا حَازَ سَيْلُ قُعَيْقِعَانَ إِلَى السُّوَيْقَةِ مُصْعِدًا، فَذَلِكَ كُلُّهُ مِنَ الْمَعْلَاةِ، وَحَدُّ الْمُسْفِلَةِ مِنَ الشِّقِّ الْأَيْمَنِ مِنَ الصَّفَا إِلَى أَجْيَادَيْنِ فَمَا أَسْفَلَ مِنْهُ، فَذَلِكَ كُلُّهُ مِنَ الْمُسْفِلَةِ، وَحَدُّ الْمُسْفِلَةِ مِنَ الشِّقِّ الْأَيْسَرِ مِنْ زُقَاقِ الْبَقَرِ مُنْحَدِرًا إِلَى دَارِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَدَارِ زُبَيْدَةَ، فَذَلِكَ كُلُّهُ مِنَ الْمُسْفِلَةِ، فَهَذِهِ حُدُودُ الْمَعْلَاةِ وَالْمُسْفِلَةِ فِيمَا يُقَالُ وَاللهُ أَعْلَمُ.

2460 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ -[131]- عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ رَجُلٍ سَلَّ سَيْفَهُ فِي اللهِ تَعَالَى الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، نُفِخَتْ نَفْخَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ , أُخِذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَقْبَلَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَشُقُّ النَّاسَ بِسَيْفِهِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَعْلَى مَكَّةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ؟ " قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أُخْبِرْتُ أَنَّكَ أُخِذْتَ قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ وَلِسَيْفِهِ "

2461 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §دَخَلَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا "

2462 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ §يَدْخُلُ مَكَّةَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا وَيَخْرُجُ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى "

2463 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ ثنا عَبْدُ -[132]- اللهِ بْنُ بُكَيْرٍ الْغَنَوِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: {§لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} [الأعراف: 16] قَالَ: طَرِيقُ مَكَّةَ "

§ذِكْرُ مَعْلَاةِ مَكَّةَ الْيَمَانِيَّ وَمَا يُعْرَفُ اسْمُهُ مِنَ الْمَوَاضِعِ وَالسِقَايَاتِ وَالْجِبَالِ وَمَا أَحَاطَ بِهِ الْحَرَمُ

§فَاضِحٌ: بِأَصْلِ جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ مَا أَقْبَلَ عَلَى الْمَسْجِدِ وَالْمَسْعَى، وَإِنَّمَا سُمِّيَ فَاضِحًا أَنَّهُمْ كَانُوا فِيمَا مَضَى يَتَخَلَّوْنَ وَيَتَبَرَّزُونَ هُنَالِكَ، فَإِذَا جَلَسُوا، كَشَفَ أَحَدُهُمْ ثَوْبَهُ فَسُمِّيَ مَا هُنَالِكَ فَاضِحًا. -[133]- وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: فَاضِحٌ مِنْ حَقِّ آلِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ إِلَى حَدِّ دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ , فَمِ الزُّقَاقِ الَّذِي فِيهِ مَوْلِدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ فَاضِحًا فِيمَا يُقَالُ أَنَّ جُرْهُمًا، وَقَطُورَا اقْتَتَلُوا دُونَ دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عِنْدَ حَقِّ آلِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ، فَغَلَبَتْ جُرْهُمٌ قَطُورًا، وَأَخْرَجُوهُمْ مِنَ الْحَرَمِ، وَتَنَاوَلُوا النِّسَاءَ، فَسُمِّيَ بِذَلِكَ فَاضِحًا. قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ يَذْكُرُ فَاضِحًا أَوْ غَيْرَهُ: [البحر الكامل] إِنَّ الْمَجَالِسَ لَا مَجَالِسَ مِثْلُهَا ... شِعْبُ الْأَلَامِقِ رَدْمُ آلِ عِيَاضِ لَيْسَتْ كَمِثْلِ قُعَيْقِعَانَ وَفَاضِحِ ... وَعِرَاضُ أَجْيَادَيْنِ شَرُّ عِرَاضِ

§الْخَنْدَمَةُ: مَا بَيْنَ حَرْفِ السُّوَيْدَاءِ إِلَى الثَّنِيَّةِ الَّتِي عَلَيْهَا بِئْرُ ابْنِ أَبِي سُمَيْرٍ، فِي شِعْبِ عَمْرٍو، مُشْرِفَةً عَلَى أَجْيَادَ الصَّغِيرِ، وَعَلَى شِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ، وَعَلَى دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، فِي طَرِيقِ مِنًى، وَهُوَ جَبَلٌ فِي ظَهْرِ أَبِي قُبَيْسٍ، وَمِنْ قَافِيَتِهِ الْخَنْدَمَةُ، مِنْ ظَهْرِهَا مُشْرِفٌ عَلَى دَارِ ابْنِ صَيْفِيٍّ الْمَخْزُومِيِّ مِنَ الثَّنِيَّةِ الَّتِي يُسْلَكُ مِنْهَا مِنْ شِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ إِلَى شِعْبِ آلِ سُفْيَانَ دُونَ شِعْبِ الْخُوزِ، وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ الَّذِي عَلَى يَمِينِ مَنِ انْحَدَرَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الَّتِي يُسْلَكُ مِنْهَا مِنْ شِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ، وَعَلَى دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ فِي طَرِيقِ مِنًى إِذَا جَاوَزْتَ الْمَقْبَرَةَ عَنْ يَمِينِ الذَّاهِبِ إِلَى مِنًى.

2464 - فَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُلَيْكِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أُسَامَةَ الْجَنَدِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو صَفْوَانَ الْمَرْوَانِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: §مَا مُطِرَتْ مَكَّةُ قَطُّ إِلَّا كَانَ لِلْخَنْدَمَةِ عِزَّةً، وَذَلِكَ أَنَّ فِيهَا قَبْرَ سَبْعِينَ نَبِيًّا "

ذكر الآبار التي كانت بمكة تشرب مع زمزم ويقال - والله أعلم - إن أول بئر حفرت بمكة حين أهبط الله آدم عليه الصلاة والسلام إلى مكة حفرها آدم وسماها: كر آدم في شعب حواء، من المفجر. وزعموا أن مرة بن كعب حفر بئرا يقال لها: رم، ويقال: بل هي من حفائر كلاب

2465 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: يَا أَبَتِ، §كَيْفَ أَسَرَكَ أَبُو الْيَسَرِ وَلَوْ شِئْتَ لَجَعَلْتَهُ فِي كَفِّكَ؟ قَالَ: يَا بُنَيَّ، لَا تَقُلْ ذَلِكَ، لَقِيَنِي وَهُوَ أَعْظَمُ فِي عَيْنِي مِنَ الْخَنْدَمَةِ، وَهِيَ الَّتِي هَرَبَ فِيهَا عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ حِينَ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، حَتَّى وُجِدُوا بَعْدَ ذَلِكَ وَأَسْلَمُوا، فَأَمَّا سُهَيْلٌ فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَمَاتَ بِهَا مُجَاهِدًا، وَأَمَّا عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ "

2466 - فَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: " §قُتِلَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ يَوْمَ أَجْنَادَيْنِ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْهُ شَهِيدًا، وَلَيْسَ لَهُ -[136]- عَقِبٌ وَهُوَ مِنْ مُسْلِمَةِ الْفَتْحِ. وَفِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الرجز] إِنَّكِ لَوْ شَهِدْتِنَا بِالْخَنْدَمَهْ ... إِذْ فَرَّ صَفْوَانُ وَفَرَّ عِكْرِمَهْ وَلَحِقَتْنَا بِالسُّيُوفِ الْمُسْلِمَهْ ... لَمْ تَنْطِقيْ فِي اللَّوْمِ أَدْنَى كَلِمَهْ وَفِي ظَهْرِ الْخَنْدَمَةِ: الْمَفَاجِرُ , وَوَاحِدُهَا الْمَفْجَرُ , وَفِيهَا يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر المنسرح] فَبَطْنُ مَكَّةَ أَسْقَا فَأَسْقَا ... مُحَسِّرًا فَمُزْدَلِفَاتِ فَالْمَفَاجِرِ

§وَالْجَبَلُ الْأَبْيَضُ: الْمُشْرِفُ عَلَى حَقِّ أَبِي لَهَبٍ وَحَقِّ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ وَكَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ: الْمُسْتَنْذَرَ وَلَهُ تَقُولُ بَعْضُ بَنَاتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: [البحر الرجز] نَحْنُ حَفَرْنَا بَذَّرْ ... بِجَانِبِ الْمُسْتَنْذَرْ

§جَبَلُ مَرَازِمَ: الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى حَقِّ آلِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ , هُوَ مُنْقَطَعُ حَقِّ أَبِي لَهَبٍ إِلَى مُنْتَهَى حَقِّ ابْنِ عَامِرٍ الَّذِي يَصِلُ حَقَّ آلِ عَبْدِ -[137]- اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدِ. وَمَرَازِمُ: رَجُلٌ كَانَ يَسْكُنُهُ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ.

§قَرْنُ مَصْقَلَةَ وَهُوَ قَرْنٌ قَدْ بَقِيَتْ مِنْهُ بَقِيَّةٌ بِأَعْلَى مَكَّةَ فِي دُبُرِ دَارِ ابْنِ سَمُرَةَ عِنْدَ مَوْقِفِ الْغَنَمِ هُوَ بِهَا بَيْنَ شِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ وَطَرَفُ دَارِ رَائِعَةَ فِي أَصْلِهِ. وَمَصْقَلَةُ رَجُلٌ كَانَ يَسْكُنُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ

2467 - فَحَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ الْأَسْوَدَ حَضَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُ النَّاسَ يَوْمَ الْفَتْحِ قَالَ: جَلَسَ عِنْدَ قَرْنِ مَصْقَلَةَ قَالَ: وَقَرْنُ مَصْقَلَةَ الَّذِي إِلَيْهِ بُيُوتُ ابْنِ أَبِي ثُمَامَةَ، وَهِيَ دَارُ ابْنِ سَمُرَةَ وَمَا حَوْلَهَا قَالَ الْأَسْوَدُ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ إِلَيْهِ، فَجَاءَهُ النَّاسُ الصِّغَارُ وَالْكِبَارُ، وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، يُبَايِعُونَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالشَّهَادَةِ قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الشَّهَادَةُ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْأَسْوَدِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §بَايَعَهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ بِاللهِ، وَالشَّهَادَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "

§جَبَلُ نَبْهَانَ: الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى شِعْبِ أَبِي زِيَادٍ فِي حَقِّ -[138]- آلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، وَنَبْهَانُ وَأَبُو زِيَادٍ مَوْلَيَانِ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ.

§جَبَلُ زِيقْيَا الْجَبَلُ الْمُتَّصِلُ بِجَبَلِ نَبْهَانَ إِلَى حَائِطِ عَوْفٍ، وَزِيقْيَا مَوْلًى لِآلِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ بَنَى فِيهِ، فَسُمِّيَ بِهِ، وَيُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ: جَبَلُ الزِّيقِيِّ، وَفِيهِ كَانَ يَسْكُنُ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنِي ذَلِكَ ابْنُهُ عَنْهُ.

§جَبَلُ الْأَعْرَجِ: فِي حَقِّ آلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ مُشْرِفًا عَلَى شِعْبِ أَبِي زِيَادٍ، وَشِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ، وَالْأَعْرَجُ مَوْلًى لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَانَ فِيهِ فَسُمِّيَ بِهِ وَنُسِبَ إِلَيْهِ.

§الْمَطَابِخُ: شِعْبُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، كُلُّهُ يُقَالُ لَهُ: الْمَطَابِخُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتُبَّعٍ، لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ طَبَخَ فِيهِ وَنَحَرَ.

2468 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبِ بْنِ. . . . . قَالَ: أَنْشَدَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَنْشَدَنِي عَمِّي قَالَ: §أَنْشَدَنِي أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُصْعَبٍ فِي سَلِّ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَيْفَهُ: [البحر الكامل] فَسَلِي سُلَيْمَى خَابِرًا بِفِعَالِنَا ... لَيْسَ الْعَمِيُّ بِأَمْرِنَا كَالْخَابِرِ هَلْ سُلَّ فِي الْإِسْلَامِ سَيْفًا قَبْلَنَا ... فِي اللهِ يَعْدِلُ كُلَّ بَاغٍ جَائِرِ؟ سَلَّ الزُّبَيْرُ بِبَطْنِ مَكَّةَ سَيْفَهُ ... قَبْلَ السُّيُوفِ وَكَانَ غَيْرَ مُسَاتِرِ "

2469 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَا: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ سَلَّ سَيْفًا فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَانَ قَائِلًا بِشِعْبِ الْمَطَابِخِ إِذْ سَمِعَ نَغَمَةً: قُتِلَ مُحَمَّدٌ، فَخَرَجَ مُتَجَرِّدًا سَيْفَهُ صَلْتًا، فَلَقِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " §مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ؟ " قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَا، إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ نَغَمَةً أَنَّكَ قُتِلْتَ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَاذَا كُنْتَ صَانِعًا؟ " قَالَ: أَسْتَعْرِضُ أَهْلَ مَكَّةَ. فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْرٍ. قَالَ سَعِيدٌ: فَأَرْجُو أَنْ لَا يُضَيِّعَ اللهُ تَعَالَى دُعَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " -

2470 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ الْأَسَدِيُّ: [البحر البسيط] §هَذَا وَأَوَّلُ سَيْفٍ سُلَّ فِي غَضِبٍ ... لِلَّهِ سَيْفُ الزُّبَيْرِ الْمُنْتَضَى أَنَفًا حَمِيَّةً سَبَقَتْ مِنْ فَضْلِ نَجْدَتِهِ ... قَدْ يَحْبِسُ النَّجَدَاتِ الْمُحْبِسُ الْأَزَفَا " وَفِي شِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ يَقُولُ بَعْضُ شُعَرَاءِ مَكَّةَ: [البحر الطويل] إِذَا جِئْتَ بَابَ الشِّعْبِ شِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ ... فَأْقَرِئْ غَزَالَ الشِّعْبِ مِنِّي سَلَامِيَا وَقُلْ لِغَزَالِ الشِّعْبِ هَلْ أَنْتَ نَازِلٌ ... بِشِعْبِكَ يَا مَنْ يُنْزِلُ الْقَلْبَ سَاهِيَا؟ وَمَا نَظَرَتْ عَيْنِي إِلَى وَجْهِ طَالِعٍ ... مِنَ الْحَجِّ إِلَّا بَلَّ دَمْعِي رِدَائِيَا

§ثَنِيَّةُ أَبِي مَرْحَبٍ الْمُشْرِفَةُ عَلَى شِعْبِ أَبِي زِيَادٍ فِي حَقِّ ابْنِ عَامِرٍ الَّتِي تَهْبِطُ عَلَى حَائِطِ عَوْفٍ مُخْتَصَرًا مِنْ شِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ إِلَى الْمَعْلَاةِ وَإِلَى مِنًى.

§شِعْبُ أَبِي دُبٍّ وَهُوَ الشِّعْبُ الَّذِي فِيهِ الْجَزَّارُونَ وَأَبُو دُبٍّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُوَاءَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَفِي فَمِ الشِّعْبِ سَقِيفَةٌ لِأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلَهَا يَقُولُ كَثِيرُ بْنُ كَثِيرٍ: [البحر الخفيف] سَكَنُوا الْجَزْعَ جَزْعَ بَيْتِ أَبِي مُوسَى ... إِلَى النَّخْلِ مِنْ صُفِيِّ السِّبَابِ سَكَنُوا بَعْدَ غِبْطَةٍ وَرَجَاءٍ ... وَسُرُورٍ بِالْعَيْشِ تَحْتَ التُّرَابِ

2471 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ أَهْلِ الْوَادِي يُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ فَأَقَامَ وَقُمْنَا إِذْ خَرَجَ حِمَارٌ مِنْ شِعْبِ أَبِي دُبٍّ شِعْبِ أَبِي مُوسَى §فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُكَبِّرْ وَأَجْرَى إِلَيْهِ يَعْقُوبَ بْنَ زَمْعَةَ أَخَا بَنِي زَمْعَةَ حَتَّى رَدَّهُ ". وَعَلَى بَابِ الشِّعْبِ بِئْرُ لُبْغَا مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَكَانَتْ قَدْ دُثِرَتْ -[141]- وَانْدَمَكَتْ حَتَّى نَثَلَهَا بُغَا الْكَبِيرُ وَأَحْكَمَهَا وَبَنَى بِحِذَائِهَا سِقَايَةً يُسْقَى فِيهَا الْمَاءُ وَاتَّخَذَ عِنْدَهَا مَسْجِدًا يُصَلَّى فِيهِ وَكَانَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نَزَلَ الشِّعْبَ حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الْحَكَمَيْنِ.

2472 - فَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّ طَاوُسًا، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ تَفَرَّقَ هُوَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ حُكْمِ الْحَكَمَيْنِ فَطَافَ هُوَ وَطَاوُسٌ فَزَعَمَ طَاوُسٌ أَنَّ رَجُلًا اعْتَرَضَ لِأَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، أَهَذِهِ الْفِتْنَةُ الَّتِي كَانَتْ تُذْكَرُ؟ قَالَ: مَا هَذِهِ إِلَّا حَيْضَةٌ مِنْ حَيْضَاتِ الْفِتَنِ وَبَقِيَتِ الرَّدَاحُ الْمُطْبِقَةُ، " §مَنْ أَشْرَفَ لَهَا أَشْرَفَتْ لَهُ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَالصَّامِتُ خَيْرٌ مِنَ الْمُتَكَلِّمِ، وَالنَّائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمُسْتَيْقِظِ "

ذكر الآبار التي حفرت بعد زمزم في الجاهلية فمنها بئر في دار محمد بن يوسف البيضاء، حفرها عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه في حق المقوم بن عبد المطلب، ويقال: حفرها عبد شمس بن عبد مناف، ونثلها عقيل بن أبي طالب، يقال له الطوي. ويقال بل حفرها قصي، ونثلها

2473 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا الْقَدَّاحُ سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: §كَانَ فُلَانٌ الْأَعْمَى يَسْكُنُ فِي شِعْبِ الْجَزَّارِينَ وَكَانَتْ لَهُ فِيهِ زَوْجَةٌ فَبَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ أَطَافَ بِبَيْتِهِ فَقَالَ لِقَائِدِهِ: صَلِّ بِيَ الْجُمُعَةَ إِلَى -[142]- جَنْبِ عُمَرَ فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنَ الْجُمُعَةِ أَخَذَ بِحَاشِيَةِ ثَوْبِ عُمَرَ ثُمَّ صَاحَ: [البحر الوافر] أَلَا مَنْ يَشْتَرِي جَارًا نَئُومًا ... بِجَارٍ لَا يَنَامُ وَلَا يُنِيمُ وَيَلْبَسُ بِالنَّهَارِ ثِيَابَ إِنْسٍ ... وَتَحْتَ اللَّيْلِ شَيْطَانٌ رَجِيمُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَقِلْنِيهَا فَهِيَ التَّوْبَةُ فَأَرْسَلَهُ وَقَبْرُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فِي هَذَا الشِّعْبِ شِعْبِ أَبِي دُبٍّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَبْرُهَا فِي دَارِ رَائِعَةَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ قَبْرُهَا بِالْأَبْوَاءِ.

2474 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا سَلَمَةُ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي حَدِيثِهِمَا: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: " §مَاتَتْ أُمُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْوَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ سِتِّ سِنِينَ " قَالَ ابْنُ حُمَيْدٍ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَتْ قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ عَلَى أَخْوَالِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ تُزِيرُهُ إِيَّاهُمْ، فَمَاتَتْ وَهِيَ رَاجِعَةٌ إِلَى مَكَّةَ وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَثْبَتُ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يُقَالَ: مَاتَتْ بِمَكَّةَ مِنْ أَجْلِ الْحَدِيثِ.

§الْحَجُونُ: الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ بِحِذَاءِ مَسْجِدِ الْجِنِّ وَيُعْرَفُ الْيَوْمَ بِمَسْجِدِ الْحَرَسِ وَفِيهِ ثَنِيَّةٌ تُسْلَكُ مِنْ حَائِطِ عَوْفٍ مِنْ عِنْدِ الْمَاجِلَيْنِ اللَّذَيْنِ فَوْقَ دَارِ مَالِ اللهِ إِلَى شِعْبِ الْجَزَّارِينَ، وَبِأَصْلِهِ فِي شِعْبِ الْجَزَّارِينَ كَانَتِ الْمَقْبَرَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَفِيهِ عَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي مَرَضِهِ بِمَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَفِيهِ يَقُولُ الْجُرْهُمِيُّ مَا يَقُولُ.

ذكر الآبار الإسلامية بئر أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: على باب شعب أبي دب بالحجون، حفرها حين انصرف من الحكمين، ثم اندملت، فلم تزل مدمولة حتى نثلها بغا مولى أمير المؤمنين في سنة اثنتين وأربعين ومائتين، على يد وكيله ابن شلقان، وهي قائمة إلى اليوم.

2475 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرًا، يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي سَفِينَةٍ §فَحَجَبَهُمُ الرِّيحُ أَوْ قَالَ: كُسِرَتْ نَحْوَ جَزَائِرِ فُرْسَانَ قَالَ الرَّجُلُ: فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ لَقِيَنِي شَيْخٌ فَسَأَلَنِي مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: فَتَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ: وَاهًا لِمَكَّةَ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الطويل] كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْحَجُونِ إِلَى الصَّفَا ... أَنِيسٌ وَلَمْ يَسْمُرْ بِمَكَّةَ سَامِرُ بَلَى نَحْنُ كُنَّا أَهْلَهَا فَأَزَالَنَا ... صُرُوفُ اللَّيَالِي وَالْجُدُودُ الْعَوَاثِرُ قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ؟ قَالَ: امْرُؤٌ مِنْ جُرْهُمٍ وَفِي الْحَجُونِ يَقُولُ كَثِيرُ بْنُ كَثِيرٍ فِي الْإِسْلَامِ: [البحر الخفيف] -[144]- كَمْ بِذَاكَ الْحَجُونِ مِنْ حَيِّ صِدْقٍ ... مِنْ كُهُولٍ أَعِفَّةٍ وَشَبَابِ وَقَالَ الْأَعْشَى فِي الْحَجُونِ: [البحر الطويل] فَمَا أَنْتَ مِنْ أَهْلِ الْحَجُونِ وَلَا الصَّفَا ... وَلَا لَكَ حَقُّ الشُّرْبِ مِنْ مَاءِ زَمْزَمِ وَقَالَ الْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ يَذْكُرُهُ: [البحر الوافر] وَإِنَّ لَنَا بِمَكَّةَ أَبْطَحَيْهَا ... وَمَا بَيْنَ الْأَخَاشِبِ وَالْحَجُونَا وَفِي الْحَجُونِ يَقُولُ أَبُو طَالِبٍ: [البحر الطويل] جَزَى اللهُ رَهْطًا بِالْحَجُونِ تَبَايَعُوا ... عَلَى مَلَأٍ يَهْدِي بِخَيْرٍ وَيُرْشِدُ قُعُودًا لَدَى خَطْمِ الْحَجُونِ كَأَنَّهُمْ ... مُقَاوِلَةٌ بَلْ هُمْ أَعَزُّ وَأْمَجَدُ وَقَالَ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمَ الْفَتْحِ يَذْكُرُ الْحَجُونَ: [البحر الخفيف] يَا نَبِيَّ الْهُدَى إِلَيْكَ لَجَا ... حَيُّ قُرَيْشٍ وَلَاتَ حِينَ لَجَاءِ حِينَ ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ سَعَةُ الْأَرْضِ ... وَعَادَاهُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالْتَقَتْ حَلْقَتَا الْبِطَانِ عَلَيْهِمْ ... ثُمَّ غُودِرُوا بِالصَّيْلَمِ الصَّلْمَاءِ إِنَّ سَعْدًا يُرِيدُ قَاصِمَةَ الظَّهْرِ ... بِأَهْلِ الْحَجُونِ وَالْبَطْحَاءِ

§كَدَاءُ: الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى الْوَادِي مُقَابِلَ مَقْبَرَةِ أَهْلِ مَكَّةَ الْيَوْمَ تَحْتَهُ بُيُوتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، وَابْنِ خَلَفٍ مَوْلَى الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَهُوَ مُمْتَدٌّ إِلَى دَارِ الْأَرَاكَةِ.

§شِعْبُ الصَّفِّيِّ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ صُفِيُّ السِّبَابِ وَهُوَ فِيمَا بَيْنَ الرَّاحَةِ -[146]- وَالرَّاحَةُ: الْجَبَلُ الَّذِي يُشْرِفُ عَلَى الْوَادِي عَلَيْهِ الْمَنَارَةُ وَبَيْنَ نَزَّاعَةِ الشَّوَى.

{§وَنَزَّاعَةُ الشَّوَى} : هُوَ الْجَبَلُ الَّذِي بَيْنَ شِعْبِ الصَّفِّيِّ وَشِعْبِ الْخُوزِ عَلَيْهِ بُيُوتُ الْقَاسِمِ بْنِ أَيْمَنَ وَتَحْتَهُ الْمَسْجِدُ الَّذِي صُلِّيَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَهُ الَّذِي عِنْدَهُ بُيُوتُ بَنِي قَطْرٍ وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ لَهُ أَبُو الْفُضَلَاءِ عَبْدُ اللهِ بْنُ خَالِدٍ مَوْلَى الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ فِيمَا يَزْعُمُونَ: [البحر الطويل] إِذَا مَا مَرَرْتُمْ نَحْوَ نَزَّاعَةِ الشَّوَى ... بُيُوتَ بَنِي قَطْرٍ فَانْفُذُوا أَيُّهَا الرَّكْبُ وَيُقَالُ لِنَزَّاعَةِ الشَّوَى أَيْضًا قَرْنُ مَعْدَانَ. وَابْنُ قَطْرٍ مَوْلًى لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُقَالُ: مَوْلًى لِبَنِي عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، أَوْ لِآلِ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ. -[147]- وَإِنَّمَا سُمِّيَ شِعْبَ السِّبَابِ؛ لِأَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا فِيمَا يُقَالُ، وَاللهُ أَعْلَمَ إِذَا قَضَوْا مَنَاسِكَهُمْ نَزَلُوا الْمُحَصَّبَ لَيْلَةَ الْحَصْبَةِ فَوَقَفَتْ قَبَائِلُ مِنَ الْعَرَبِ بِفَمِ الشِّعْبِ وَكَانُوا يَتَوَاعَدُونَ لِتِلْكَ.

2476 - كَمَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: وَكَانُوا §يَخَافُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا يَتَوَاعَدُونَ هُنَالِكَ فَيَقِفُونَ بِفَمِ الصَّفِّيِّ فَيَتَفَاخَرُونَ بِآبَائِهِمْ وَأَيَّامِهِمْ وَوَقَائِعِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ "

2477 - فَحَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§اذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} قَالَ: " كَانُوا يَذْكُرُونَ آبَاءَهُمْ فِي الْحَجِّ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ: كَانَ أَبِي يُطْعِمُ الطَّعَامَ , وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ: كَانَ أَبِي يَضْرِبُ بِالسَّيْفِ؟ وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ: كَانَ أَبِي يَجُزُّ نَوَاصِيَ بَنِي فُلَانٍ، وَيُقَالُ: وَيَقُومُ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ شَاعِرُهُمْ وَخَطِيبُهُمْ فَيَقُولُ: فِينَا فُلَانٌ وَفِينَا فُلَانٌ وَلَنَا يَوْمُ كَذَا وَوَقَعْنَا بِبَنِي فُلَانٍ يَوْمَ كَذَا ثُمَّ يَقُومُ الشَّاعِرُ فَيُنْشِدُ مَا قِيلَ فِيهِمْ مِنَ الشَّعْرِ، ثُمَّ -[148]- يَقُولُ: مَنْ يُفَاخِرُنَا فَلْيَأْتِ بِمِثْلِ فَخْرِنَا. فَمَنْ كَانَ يُرِيدُ الْمُفَاخَرَةَ مِنَ الْقَبَائِلِ قَامَ فَذَكَرَ مَثَالِبَ تِلْكَ الْقَبِيلَةِ وَمَا فِيهَا مِنَ الْمَسَاوِئِ، وَمَا ذُكِرَتْ بِهِ يَرُدُّ عَلَيْهِ مَا قَالَ: ثُمَّ يَفْخَرُ هُوَ بِمَا فِيهِ وَفِي قَوْمِهِ فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ حَتَّى جَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْإِسْلَامِ وَأَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} [البقرة: 200] يَعْنِي دَعُوا هَذِهِ الْمُفَاخَرَةَ وَالْمُكَاثَرَةَ وَاذْكُرُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ "

2478 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} [البقرة: 200] قَالَ: " كَمَا أَذْكُرُ أَبِي؟ فَقَالَ: لَا وَلَا نِعْمَةٌ وَلَكِنْ كَمَا يَذْكُرُكَ أَبُوكَ فَإِنَّ الْوَالِدَ مُوَكَّلٌ بِالْوَلَدِ "

ذكر ما عمل بمكة من سقايات بعد الآبار حياض المزدلفة، عملها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما. السداد التي بالنصع وبطن الأفيعية في طرف النخيل عملها الحجاج بن يوسف، يقال لها: السداد الأعظم، منها سد يقال له: أثال. سداد أبي جراب أسفل من عقبة منى دون

2479 - وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، {§كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} [البقرة: 200] قَالَ: " أَبُهُ، أُمُّهُ "

ذكر ما أجري من العيون بمكة وحولها في الحرم سمعت بعض أشياخنا يذكر أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، كان أجرى بمكة عيونا، واتخذ لها أخيافا، وكانت فيها النخيل والزروع

2480 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} [البقرة: 200]-[149]- قَالَ: " كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَذْكُرُونَ أَفْعَالَ آبَائِهِمْ فِي النَّاسِ فَنَزَلَتْ {مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا} [البقرة: 200] هَبْ لَنَا غَنَمًا هَبْ لَنَا إِبِلًا، {وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} [البقرة: 200] فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ كَفَّتْهُمْ عَنْ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ خَطَبَهُمْ "

فمنها حائط عوف وموضعه من زقاق خشبة دار مبارك التركي، ودار جعفر، ودار مال الله , وموضع الماجلين ماجل أمير المؤمنين هارون اللاحق بالحجون فهذا موضع حائط عوف إلى الجبل، ويقال لهذا الموضع: حوض الحمر وعوف كان قيما لمعاوية رضي الله عنه على ذلك الحائط، فنسب

2481 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَفْتَخِرُوا بِآبَائِكُمُ الَّذِينَ مُوِّتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَوَاللهِ لَجُعْلٌ يُدَهْدِهُ الْخَرْءَ بِأَنْفِهِ خَيْرٌ مِنْ آبَائِكُمُ الَّذِينَ مُوِّتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ " وَفِي هَذَا الشِّعْبِ يَقُولُ كَثِيرُ بْنُ كَثِيرٍ: [البحر الخفيف] سَكَنُوا الْجَزْعَ جَزْعَ بَيْتِ أَبِي مُوسَى ... إِلَى النَّخْلِ مِنْ صُفِيِّ السِّبَابِ وَيُقَالُ: إِنَّ شِعْبَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ مَا بَيْنَ شِعْبِ الْخُوزِ إِلَى نَزَّاعَةِ الشَّوَى إِلَى الثَّنِيَّةِ الَّتِي تَهْبِطُ فِي شِعْبِ الْخُوزِ يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِشِعْبِ النَّوْبَةِ.

§شِعْبُ بَنِي كِنَانَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ الَّذِي صُلِّيَ فِيهِ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ إِلَى الثَّنِيَّةِ الَّتِي تَهْبِطُ عَلَى شِعْبِ الْخُوزِ وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَمَّا صُلِّيَ عَلَيْهِ دُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ أَهْلِ مَكَّةَ الَّتِي عِنْدَ الْعَقَبَةِ.

ومنها حائط يقال له: الصفي موضعه بين دار زينب بنت سليمان، التي صارت لعمرو بن مسعدة، والدار التي فوقها إلى دار العباس بن محمد التي بأصل نزاعة الشوى، وكان له عين، وكان فيه النخل، وكان له مشرعة يردها الناس، وفيه يقول الشاعر: سكنوا الجزع جزع بيت أبي

2482 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدَةَ الشُّوَيْفِعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: §تُوُفِّيَ أَبُو جَعْفَرٍ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ عِنْدَ الْخَطِيمِ فِي مَسْجِدٍ هُنَاكَ وَضُرِبَ عَلَى الْمَقْبَرَةِ يَعْنِي مَقْبَرَةَ مَكَّةَ سُرَادِقٌ، ثُمَّ أُتِيَ بِنَعْشِهِ فَأُدْخِلَ فِي السُّرَادِقِ فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ وَرَجَعَ النَّاسُ وَرُفِعَ السُّرَادِقُ وَإِذَا بِقَبْرَيْنِ وَاحِدٍ فِي أَعْلَى الْمَقْبَرَةِ وَوَاحِدٍ فِي أَسْفَلِهَا مِمَّا يَلِي الْمَسْجِدَ ثُمَّ بُنِيَ عَلَيْهِمَا جُنْبَذَانِ. قَالَ لِي أَبُو يَحْيَى: أَدْرَكْتُ أَحَدَ الْجُنْبَذَيْنِ أَنَا. قَالَ: ثُمُّ حَجَّ الْمَهْدِيُّ بَعْدَ ذَلِكَ فَرَأَيْتُهُ جَاءَ إِلَى الْجُنَيْذِ الْأَعْلَى فِي الْمَقْبَرَةِ فَوَقَفَ عَلَى ذَلِكَ الْقَبْرِ وَالنَّاسُ خَلْفَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ -[151]- وَفِي وَجْهِ شِعْبِ الْخُوزِ دَارُ لُبَابَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ , وَفِي هَذِهِ الدَّارِ كَانَ يَسْكُنُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ قُثَمَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي مَكَّةَ مَعَ زَوْجَتِهِ لُبَابَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ، وَفِيهَا رَأَى الرُّؤْيَا الَّتِي أَفْزَعَتْهُ

ومنها حائط مقيصرة وكان موضعه نحو بركتي سليمان بن جعفر إلى نحو قصر أمير المؤمنين المنصور أبي جعفر يقال: موضعه موضع دار لبابة بنت علي، ومحمد بن سليمان بن علي إلى القرن الذي عليه بيوت المطبقي، وكانت له عين ومشرعة، وكان فيه النخل، ومقيصرة قيم، كان

2483 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ سَالِمٍ، مَوْلَى ابْنِ صَيْفِيٍّ الْمَكِّيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَيْفِيٍّ الْمَخْزُومِيُّ، وَكَانَ صَدِيقًا لِعُبَيْدِ اللهِ بْنِ قُثَمَ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ قُثَمَ وَهُوَ أَمِيرُ مَكَّةَ نِصْفَ النَّهَارِ وَكَانَ نَازِلًا بِبِئْرِ مَيْمُونٍ فِي دَارِ لُبَابَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ زَوْجَتِهِ وَهِيَ مَعَهُ فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ مَذْعُورٌ فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ، إِنِّي رَأَيْتُ وَاللهِ عَجَبًا فِي قَائِلَتِي §خَرَجَ إِلَيَّ وَجْهُ إِنْسَانٍ مِنْ هَذَا الْجِدَارِ فَقَالَ: [البحر الخفيف] بَيْنَمَا الْحَيُّ وَافِرُونَ بِخَيْرٍ ... حَمَلُوا خَيْرَهُمْ عَلَى الْأَعْوَادِ أَنَا وَاللهِ مَيِّتٌ قَالَ: قُلْتُ: كَلَّا هَذَا وَاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ قَالَ: لَا وَاللهِ قَالَ: قُلْتُ فَيُنْعَى غَيْرُكَ قَالَ: مَنْ؟ قُلْتُ: لَعَلَّ غَيْرَكَ قَالَ: كَأَنَّكَ تُعَرِّضُ بِلُبَابَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ هِيَ وَاللهِ خَيْرٌ مِنِّي قَالَ: فَوَاللهِ مَا مَكَثْنَا إِلَّا شَهْرًا أَوْ نَحْوَهُ حَتَّى مَاتَتْ لُبَابَةُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ هُوَ مَا قُلْتَ قَالَ: ثُمَّ أَقَمْنَا سَنَةً فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الْوَقْتِ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: قَدْ وَاللهِ خَرَجَ إِلَيَّ ذَلِكَ الْوَجْهُ بِعَيْنِهِ , فَقَالَ: بَيْنَمَا الْحَيُّ وَافِرُونَ بِخَيْرٍ ... حَمَلُوا خَيْرَهُمْ عَلَى الْأَعْوَادِ أَنَا وَاللهِ مَيِّتٌ قَالَ: قُلْتُ: كَلَّا إِنْ شَاءَ اللهُ قَالَ: لَيْسَ هَاهُنَا لُبَابَةٌ أُخْرَى تُعَلِّلُنِي بِهَا قَالَ: فَمَكَثْنَا شَهْرًا أَوْ نَحْوَهُ ثُمَّ مَاتَ "

ومنها حائط يقال له حائط مورش وموضعه في دار محمد بن سليمان بن علي، ودار لبابة بنت علي، ودار عبيد الله بن قثم اللواتي بفم شعب الخوز، وكان فيه النخل، وكانت له عين ومشرعة يردها الناس على طريق منى وطريق العراق، ومورش كان قيما لمعاوية رضي الله عنه فنسب

2484 - وَحَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ مَطَرٍ، وَغَيْرُهُ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ قُثَمَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي مَكَّةَ قَالَ: §رَأَيْتُ فِيَ مَنَامِي أَنَّ رَجُلًا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيَّ فَقَالَ: [البحر الخفيف] بَيْنَمَا الْحَيُّ وَافِرُونَ بِخَيْرٍ ... حَمَلُوا خَيْرَهُمْ عَلَى الْأَعْوَادِ قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِينِي بِذَاكَ وَقُلْتُ: " نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي " ثُمَّ ذَكَرْتُ أَنَّ لُبَابَةَ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ عَبَّاسٍ زَوْجَتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّهَا خَيْرٌ مِنِّي، وَإِنَّهَا الَّتِي تَمُوتُ وَأَقَمْتُ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً بِذَلِكَ ثُمَّ مَاتَتْ فَأَقَمْتُ بَعْدَهَا أَشْهُرًا أَوْ نَحْوَهَا فَإِذَا بِذَاكَ الرَّجُلِ قَدْ مَثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: [البحر الطويل] فَقُلْ لِلَّذِي يَبْقَى خِلَافَ الَّذِي مَضَى ... تَأَهَّبْ لِأُخْرَى بَعْدَهَا فَكَأَنْ قَدِي قَالَ: فَبَعَثَ حِينَ رَأَى ذَلِكَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ صَيْفِيٍّ وَإِلَى زَكَرِيَّا بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُمَا فَتَوَجَّعَا لَهُ وَقَالَا لَهُ: يَقِيكَ اللهُ أَيُّهَا الْأَمِيرُ قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى مَاتَ وَأَوْصَى إِلَى يَحْيَى بْنِ عُمَرَ الْفِهْرِيِّ، وَكَانَ عَلَى شُرَطِهِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَكَانَ يَسْكُنُ فِي دَارِ لُبَابَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ زَوْجَتِهِ حِذَاءَ شِعْبِ الْخُوزِ وَفِيهَا رَأَى الرُّؤْيَا.

ومنها حائط خرمان وهو من ثنية أذاخر إلى بيوت أبي جعفر العلقمي، وبيوت ابن أبي الرزام، ومدخله قائم إلى اليوم وكان فيه النخل والزرع حديثا من الدهر، وكانت له عين ومشرعة، يردها الناس

§شِعْبُ الْخُوزِ يُقَالُ لَهُ شِعْبُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ جَانِبَيِ الثَّنِيَّةِ الَّتِي بِشِعْبِ الْخُوزِ بِأَصْلِهَا بُيُوتُ سَعِيدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَيْبَرِيِّ وَبَيْنَ شِعْبِ بَنِي كِنَانَةَ الَّتِي فِيهِ بُيُوتُ ابْنِ صَيْفِيٍّ إِلَى الثَّنِيَّةِ الَّتِي تَهْبِطُ عَلَى شِعْبِ عَمْرٍو الَّذِي فِيهِ بِئْرُ ابْنِ أَبِي سُمَيْرٍ، -[153]- وَإِنَّمَا سُمِّيَ شِعْبَ الْخُوزِ؛ لِأَنَّ نَافِعَ بْنَ الْخُوزِيِّ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيَّ نَزَلَهُ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَنَى فِيهِ.

2485 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ سَالِمٍ، مَوْلَى بَنِي صَيْفِيٍّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَلَى نَجِيبٍ لَهُ بِرَحْلٍ وَمَعَهُ غُلَامٌ وَتَحْتَهُ خُرْجٌ، فَقَالَ: §أَيْنَ الْخَطِيمُ؟ فَدَلُّوهُ عَلَى الْخَطِيمِ الَّذِي عَلَى بَابِ شِعْبِ الْخُوزِ فَنَزَلَ عَنْ نَجِيبِهِ وَتَوَسَّدَ رِدَاءَهُ وَاسْتَلْقَى فِي التُّرَابِ ثُمَّ رَفَعَ عَقِيرَتَهُ يُغَنِّي: [البحر الكامل] إِنِّي سَمِعْتُ مِنَ الْفِجَاجِ مُنَادِيًا ... مَنْ ذَا يُعِينُ عَلَى الْفَتَى الْمِعْوَانِ؟ حَانَتْ مَنِيَّتُهُ وَعُجِّلَ دَفْنُهُ ... بِالْخَطْمِ عِنْدَ مَنَازِلِ الرُّكْبَانِ قَالَ: ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى قَبْرِ ابْنِ سُرَيْجٍ؟ فَقَالَ فَتًى مِنَ الْخُزَاعِيِّينَ: هُوَ بِمَوْضِعٍ مِنْ نَخْلَةَ وَأَنَا أَدُلُّكَ عَلَيْهِ فَاخْرُجْ مَعِي قَالَ: فَأَرْدَفَهُ خَلْفَ غُلَامِهِ وَخَرَجَ بِهِ حَتَّى أَتَى بِهِ أَرْضَ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ نَخْلَةَ فَأَوْقَفَهُ عَلَى قَبْرِ ابْنِ سُرَيْجٍ قَالَ: فَنَزَلَ فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَأَمَرَ غُلَامَهُ فَحَطَّ رَحْلَ رَاحِلَتِهِ وَنَحَرَهَا وَأَخْرَجَ عِشْرِينَ دِينَارًا فَدَفَعَهَا إِلَى الْخُزَاعِيِّ فَقَالَ: شَأْنُكَ -[154]- بِالنَّاقَةِ الْمَنْحُورَةِ وَبِرَحْلِهَا قَالَ: ثُمَّ رَكِبَ , وَرَجَعَ وَغُلَامُهُ يَمْشِي خَلْفَهُ إِلَى مَكَّةَ قَالَ الْخُزَاعِيُّ: فَبِعْتُ لَحْمَ الْجَزُورِ مِنْ أَهْلِ الْقَرْيَةِ وَرَجَعْتُ بِرَحْلِهَا وَعِشْرِينَ دِينَارًا "

ومنها حائط حراء وهو أسفل حراء، وضفيرته قائمة إلى اليوم، وكان فيها النخل، وكانت فيه مشرعة يردها الناس. وفي حراء وثبير، يقول القائل: وارحل بودك حيث شئت فليس لي أسف عليك، ولا لديك كثير أخرجت من سجن غداة هجرتني وانحط عن عنقي حرا وثبير

§شِعْبُ عُثْمَانَ هُوَ الشِّعْبُ الَّذِي فِيهِ طَرِيقُ مِنًى يُسْلَكُ مِنْ شِعْبِ الْخُوزِ بَيْنَ شِعْبِ الْخُوزِ وَبَيْنَ الْخَضْرَاءِ , وَمَسِيلُهُ يُفَرَّعُ فِي أَصْلِ الْعَيْرَةِ وَفِيهِ بِئْرُ ابْنِ أَبِي سُمَيْرٍ

ومنها حائط ابن طارق بأسفل مكة، وكانت عينه تمر في بطن وادي مكة وتحت الأرض، وكانت له عين ومشرعة، وكان فيه النخل وكان موضعه أسفل قرن ابن شهاب، وكان معاوية رضي الله عنه ابتاعه من طارق بن عبد الرحمن بن المرتفع بن الحارث بن عبد مناة، وكان فيه نخل، قال

§وَالْفَدَّاحِيَّةُ فِيمَا بَيْنَ شِعْبِ عُثْمَانَ وَشِعْبِ الْخُوزِ وَهِيَ مُخْتَصَرُ طَرِيقِ مِنًى سِوَى الطَّرِيقِ الْعُظْمَى.

ومنها حائط فخ ولم يزل قائما إلى سنة ست وأربعين ومائتين، فقدم الصائغ إسحاق بن سلمة فقطع شجره، وجعل له فلجا يذهب إلى بركة، جعلها ناحية الحصحاص، وذلك أن أهل مكة ضاقوا من الماء، فأبطل الحائط، ولم ينتفع الناس بشيء من مائه، وقد كان الناس ينتفعون به

§الْعَيْرَةُ وَمُقَابِلُهُ جَبَلٌ يُقَالُ لَهُ الْعَيْرُ الَّذِي بِأَصْلِهِ دَارُ صَالِحِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَكَانَتْ قَبْلَهُ لِخَالِصَةَ وَيُقَالُ هُوَ الْعَيْرَةُ أَيْضًا.

2486 - وَلَهُ يَقُولُ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ كَمَا حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: [البحر الكامل] §أَقْوَى مِنْ آلِ ظُلَيْمَةَ الْحَزْمُ ... فَالْعَيْرَتَانِ فَأَوْحَشَ الْخَطْمُ أَظُلَيْمُ إِنَّ مُصَابَكُمْ رَجُلًا ... أَهْدَى السَّلَامَ إِلَيْكُمُ ظُلْمُ "

ومنها حائط بلدح وهو قائم إلى اليوم

§خَطْمُ الْحَجُونِ: يُقَالُ لَهُ الْخَطْمُ وَالَّذِي أَرَادَ الْحَارِثُ الْخَطْمَ دُونَ سِدْرَةِ آلِ أُسَيْدٍ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي هَذِهِ الْوَرَقَةِ لَيْسَ بِخَطْمِ الْحَجُونِ، وَالْحَزْمُ: أَمَامَهُ مُتَيَاسِرًا عَنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِ.

§رَبَابُ: الْقَرْنُ فِي أَصْلِ الْخَنْدَمَةِ بَيْنَ بُيُوتِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَبَيْنَ -[156]- الْعَيْرَةِ، وَيُقَالُ لِذَلِكَ الشِّعْبِ شِعْبُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ.

ومنها حائط الحمام وهو بالمعلاة بالقرب من بركة أم جعفر، وذلك الموضع يقال له: دار الحمام اليوم، وإنما سمي الحمام أن حماما لمعاوية رضي الله عنه كان في أسفله، وكان فيه نخل

§الْمَفْجَرُ: مَا بَيْنَ الثَّنِيَّةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: الْخَضْرَاءُ إِلَى خَلْفِ دَارِ يَزِيدَ بْنِ مَنْصُورٍ يَهْبِطُ عَلَى حِيَاضِ ابْنِ هِشَامٍ الَّتِي بِمَفْضَى مَأْزِمَيْ مِنًى إِلَى الْفَجِّ الَّذِي يَلْقَاكَ عَلَى يَمِينِكَ إِذَا أَرَدْتَ مِنًى يُفْضِي بِكَ إِلَى بِئْرِ نَافِعِ بْنِ عَلْقَمَةَ وَبُيُوتِهِ حَتَّى تَخْرُجَ عَلَى ثَوْرٍ، وَبِالْمَفْجَرِ مَوْضِعٌ يُقَالُ: لَهُ بَطْحَاءُ قُرَيْشٍ كَانَتْ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَوَّلِ الْإِسْلَامِ يَتَنَزَّهُونَ بِهِ وَيَخْرُجُونَ إِلَيْهِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ بِذَنَبِ الْمَفْجَرِ فِي مُؤَخَّرِهِ يُصَبُّ فِيهِ مَا جَاءَ مِنْ سَيْلِ الْفَدْفَدَةِ.

§شِعْبُ حَوَّاءَ فِي طَرَفِ الْمَفْجَرِ عَلَى يَسَارِكَ وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ وَفِي ذَلِكَ الشِّعْبِ الْبِئْرُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا كَرُّ آدَمَ حَفَرَهَا آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِيمَا يُقَالُ، وَاللهُ أَعْلَمُ.

ذكر طرقات مكة وشوارعها التي يدخل منها ولمكة أربعة مداخل وشوارع يدخل منها، ويخرج منها، فمنها الطريق العظمى، وهي المعلاة على كداء، محجة العراق بئر ميمون بن الحضرمي، والطريق الأخرى وهي المسفلة يسلكها أهل اليمن، وطريقان بالثنية، إحداهما على كدى وذي

§وَاسِطٌ قَرْنٌ كَانَ أَسْفَلَ مِنْ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ بَيْنَ الْمَأْزِمَيْنِ فَضُرِبَ حَتَّى ذَهَبَ وَيُقَالُ: الَّذِي ضُرِبَ فِيهِ عَبْدُ -[157]- اللهِ بْنُ صَفْوَانَ الْجُمَحِيُّ الطَّوِيلُ. وَيُقَالُ وَاسِطٌ الْجَبَلَانِ اللَّذَانِ دُونَ الْعَقَبَةِ. وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: بَلْ تِلْكَ النَّاحِيَةُ مِنْ بِرْكَةِ الْقَسْرِيِّ إِلَى الْعَقَبَةِ تُسَمَّى وَاسِطَ الْمُقِيمِ.

2487 - فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الْمَجِيدِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ لِأَحْمَدَ بْنِ مَيْسَرَةَ وَهُوَ فِي طَرِيقِ مِنًى §وَوَقَفَ بِهِ عَلَى وَاسِطٍ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ، أَتَعْرِفُ وَاسِطًا؟ قَالَ: لَا قَالَ: فَضَرَبَ بِرِجْلِهِ الْأَرْضَ عَلَى بَقِيَّةِ جَبَلٍ فَقَالَ: هَذَا وَاسِطٌ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: [البحر الطويل] خَلِيلَيَّ أَمَّا أَهْلُ عَزَّةَ بُكْرَةً ... فَبَانُوا وَأَمَّا وَاسِطٌ فَمُقِيمُ وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: وَاسِطٌ: الْقَرْنُ الَّذِي عَلَى يَسَارِ مَنْ ذَهَبَ إِلَى مِنًى دُونَ الْخَضْرَاءِ فِي وَجْهِهِ، مِمَّا يَلِي الطَّرِيقَ بُيُوتُ مُبَارَكِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى -[158]- الْأَزْرَقِ بْنِ عَمْرٍو، وَفِي ظَهْرِهِ دَارُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِمْيَرِيِّ وَيَحْتَجُّونَ فِي ذَلِكَ بِقَوْلِ مَضَّاضِ بْنِ عَمْرٍو الْجُرْهُمِيِّ

2488 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا أَنْشَدَ هَذَا الشِّعْرَ: [البحر الطويل] §وَأَبْدَلَنَا زَيْدٌ بِهَا دَارَ غُرْبَةٍ ... بِهَا الْخَوْفُ بَادٍ وَالْعَدُوُّ الْمُحَاصِرُ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْحَجُونِ إِلَى الصَّفَا ... أَنِيسٌ وَلَمْ يَسْمُرْ بِمَكَّةَ سَامِرُ وَلَمْ يَتَرَبَّعْ وَاسِطًا فَجَنُوبَهُ ... إِلَى الْمُنْحَنَى مِنْ ذِي الْأَرَاكَةِ حَاضِرُ قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: كَانَ يَزِيدُ هَذَا فِي حَدِيثِ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ. قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَوَاسِطٌ الْجَبَلُ الَّذِي يَجْلِسُ عِنْدَهُ الْمَسَاكِينُ إِذَا ذَهَبْتَ إِلَى مِنًى، وَقَالَ: إِنَّ آخِرَ مَنْ سَهَّلَهُ وَضَرَبَ فِيهِ خَالِصَةُ مَوْلَاةُ الْخَيْزُرَانِ

ذكر فضل المعلاة على المسفلة

§الرَّبَابُ الْقَرْنُ الَّذِي عِنْدَ ثَنِيَّةِ الْخَضْرَاءِ بِأَصْلِ ثَبِيرِ غَيْنَاءَ -[159]- عِنْدَ بُيُوتِ ابْنِ لَاحِقٍ مُشْرِفَةٌ عَلَيْهَا وَهِيَ عِنْدَ الْقَصْرِ الَّذِي بَنَى مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ دُونَ بِئْرِ مَيْمُونِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَأَسْفَلَ مِنْ قَصْرِ الْمَنْصُورِ أَبِي جَعْفَرٍ.

§ذُو الْأَرَاكَةِ: وَكَانَ هُنَاكَ عَرْضٌ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخَضْرَاءِ وَبَيْنَ بُيُوتِ ابْنِ مَيْسَرَةَ الزَّيَّاتِ.

ذكر معلاة مكة ومسفلتها وحد المعلاة فيما يقال - والله أعلم - وفيما جاء الأثر بذلك حديث جرهم وقطورا أنهم لما نزلوا مكة بعد العماليق اقتسموا مكة نصفين. فكان لجرهم أعلى الوادي وكان لقطورا أسفله، فكان حوز جرهم وجه الكعبة إلى الركن الأسود، والمقام، وموضع

§شِعْبُ الرَّخَمِ الشِّعْبُ الَّذِي بَيْنَ الرَّبَابِ وَبَيْنَ أَصْلِ ثَبِيرِ غَيْنَاءَ، وَفِي هَذَا الشِّعْبِ يَقُولُ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: [البحر البسيط] يَا طِيبَ مَلْعَبِنَا بِالشِّعْبِ بِالرَّخَمِ ... إِلَى ثَبِيرٍ إِلَى بُسْتَانِ مَسْرُورِ إِلَى الْمَسِيلِ الَّذِي يَلْقَى مَنَازِلَنَا ... إِلَى الْأَبَاطِحِ فَالْقَصْرَيْنِ فَالدُّورِ -[160]- وَلِثَبِيرٍ يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبَّادٍ: وَهَلْ عَائِدٌ مَا قَدْ مَضَى مِنْ زَمَانِنَا ... لَيَالِيَ نَعْصِي فِي الْهَوَى وَنُطِيعُ لَيَالِي قُطُوفُ اللهْوِ دَانِيَةٌ لَنَا ... وَمَشْرَبُنَا صَافٍ وَنَحْنُ جَمِيعُ فَفَجُّ ثَبِيرٍ لَا يَرَى الْبُؤْسَ بَعْدَنَا ... وَجَادَ عَلَيْهِ صَيِّبٌ وَرَبِيعُ

§الْأَثْبِرَةُ ثَبِيرُ غَيْنَاءَ وَهُوَ الْمُشْرِفُ عَلَى بِئْرِ مَيْمُونِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَقُلَّتُهُ الْمُشْرِفَةُ عَلَى شِعْبِ عَلِيٍّ، وَعَلَى شِعْبِ الْحَضَارِمَةِ بِمِنًى كَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ سُمْيَرًا وَيُقَالُ لِقُلَّتِهِ: ذَاتُ الْقَتَادَةِ وَكَانَ فَوْقَهُ قَتَادَةٌ وَلَهَا يَقُولُ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ: [البحر الوافر] إِلَى طَرَفِ الْجِمَارِ فَمَا يَلِيهَا ... إِلَى طَرَفِ الْقَتَادَةِ مِنْ ثَبِيرِ وَلِثَبِيرٍ يَقُولُ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ حُجْرٍ الْكِنْدِيُّ: [البحر الطويل] كَأَنَّ ثَبِيرًا فِي عَرَانِينِ وَبْلِهِ ... كَبِيرُ أُنَاسٍ فِي بِجَادٍ مُزَمَّلِ وَالْوَبْلُ: الْمَطَرُ. وَالْبِجَادُ: الْكِسَاءُ. -[161]- وَلَهُ يَقُولُ النُّصَيْبُ: [البحر الوافر] أَلَا لَيْسَ ذَاكُمْ. . . ... وَإِنْ كَثُرَتْ لِهِجْرَتِهَا الْكُرُورُ لَدَيَّ بَكَاتِنٍ مَا دَامَ حَيٌّ ... وَمَا أَمْسَى لِمُحْرِمِهِ ثَبِيرُ وَلَهُ يَقُولُ الْخُزَاعِيُّ يَذْكُرُ مَكَانَهُ وَمَكَانَ قَوْمِهِ مِنْ مَكَّةَ فَقَالَ: [البحر الوافر] أَلَا زَعَمَ الْمُغِيرَةُ أَنَّ كَعْبًا ... بِمَكَّةَ مِنْهُمُ قَدْرٌ كَثِيرُ فَلَا تَعْجَبْ مُغِيرُ بِأَنْ تَرَانَا ... بِهَا يَمْشِي الْمُعَهْلِجُ وَالْمَهِيرُ بِهَا آبَاؤُنَا وَبِهَا نَبَتْنَا ... كَمَا أَرْسَى بِمَكَّتِهِ ثَبِيرُ

2489 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: ذَهَبْتُ أنا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، إِلَى عَائِشَةَ عِنْدَ بِئْرِ مَيْمُونٍ §وَهِيَ مُعْتَكِفَةٌ بِثَبِيرٍ -[162]- وَلِثَبِيرٍ يَقُولُ قَيْسُ بْنُ ذَرِيحٍ أَيْضًا: [البحر الطويل] حَلَفْتُ بِمَنْ أَرْسَى ثَبِيرًا مَكَانَهُ ... عَلَيْهِ ضِبَابٌ فَوْقَهُ يَتَعَصَّبُ لَقَدْ عِشْتُ مِنْ لُبْنَى زَمَانًا أُحِبُّهَا ... أَخَا الْمَوْتِ إِذْ بَعْضُ الْمُحِبِّينَ يَكْذِبُ. وَلَهُ يَقُولُ أَيْضًا بَعْضُ الشُّعَرَاءِ: [البحر الطويل] لَا أَنْسَ مِ الْأَشْيَاءِ لَا أَنْسَ مَجْلِسًا ... لَنَا وَلَهَا بِالسَّفْحِ سَفْحِ ثَبِيرِ وَلِثَبِيرٍ يَقُولُ السُّلَمِيُّ وَهُوَ يُوعِدُ حَيًّا مِنَ الْعَرَبِ كَانُوا يَطْلُبُونَ السِّلْمَ فَأَبَى عَلَيْهِمْ , وَقَالَ: [البحر الوافر] أَلَا لَا تَطْمَعُوا مِنَّا بِسِلْمٍ ... طِوَالَ الدَّهْرِ مَا أَرْسَى ثَبِيرُ 2490 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ عَمِّهِ، أَوْ غَيْرِهِ

2491 - وَحَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى قَالَ: ثنا عَزِيزُ بْنُ الْخَلَّالِ، عَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ: إِنَّ ابْنَ الرَّهِينِ الْعَبْدَرِيَّ كَانَ يُوَافِي كُلَّ يَوْمٍ أَصْلَ ثَبِيرٍ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ وَإِلَى قُلَّتِهِ إِذَا تَبَرَّزَ وَفَرَغَ، ثُمَّ يَقُولُ: §قَاتَلَكَ اللهُ، فَمَاذَا فَنِيَ مِنْ قَوْمِي مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ عَلَى ذَنَبِكَ؟ فَوَاللهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكَ يَوْمٌ يَنْسِفُكَ اللهُ فِيهِ عَنْ وَجْهِ الْأَرْضِ نَسْفًا؛ فَيَذَرُكَ قَاعًا صَفْصَفًا لَا يُرَى فِيكَ عِوَجٌ وَلَا أَمْتٌ -[163]- وَثَبِيرٌ الَّذِي يُقَالُ لَهُ جَبَلُ الزِّنْجِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ جَبَلَ الزِّنْجِ أَنَّ زُنُوجَ مَكَّةَ فِيمَا مَضَى كَانُوا يَلْعَبُونَ فِيهِ، وَهُوَ ثَبِيرُ النَّخِيلِ، وَيُقَالُ: إِنَّ الْأُقْحُوَانَةَ: الْجَبَلُ الَّذِي بِهِ ثَنِيَّةُ الْخَضْرَاءِ، وَبِأَصْلِهِ بُيُوتُ الْهَاشِمِيِّينَ، يَمُرُّ سَيْلُ مِنًى بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَادِي ثَبِيرٍ، وَيُقَالُ: بَلِ الْأُقْحُوَانَةُ مَا بَيْنَ بِئْرِ مَيْمُونٍ إِلَى بِئْرِ ابْنِ هِشَامٍ. -[164]- وَيُقَالُ: بَلِ الْأُقْحُوَانَةُ بِأَجْيَادَ الصَّغِيرِ فِي ظَهْرِ دَارِ الدَّوْمَةِ وَمَا نَاحَاهَا، وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَصَحُّ، وَلَهَا يَقُولُ الْحَارِثُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ: [البحر البسيط] مَنْ ذَا يُسَائِلُ عَنَّا أَيْنَ مَنْزِلُنَا؟ ... فَالْأُقْحُوَانَةُ مِنَّا مَنْزِلٌ قَمِنُ وَلِلْأُقْحُوَانَةِ يَقُولُ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ أَوْ غَيْرُهُ: [البحر الطويل] سَقَى سِدْرَتَيْ أَجْيَادَ فَالدَّوْمَةَ الَّتِي ... إِلَى الدَّارِ صَوْبُ الرَّاكِبِ الْمُتَنَزِّلِ فَلَوْ كُنْتُ بِالدَّارِ الَّتِي مَهْبِطُ الصَّفَا ... مَرِضْتُ إِذَا مَا غَابَ عَنِّي مُعَلِّلِي وَزَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ الْأُقْحُوَانَةَ بِاللِّيطِ مِنْ أَكْنَافِ مَكَّةَ، كَانَ يَجْلِسُ فِيهِ قَوْمٌ مِنْ قُرَيْشٍ؛ فَيَتَحَدَّثُونَ فِيهِ بِالْعَشِيِّ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا حَمْرَاءَ وَمُوَرَّدَةً وَمُطَيَّبَةً، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِمْ فِي أَوَّلِ الزَّمَانِ، وَإِنَّ الْمَجْلِسَ كَانَ إِذَا احْتَدَبَ نُظِرَ إِلَيْهِ كَأَنَّهُ تِفَّاحَةٌ مِنْ أَلْوَانِ الثِّيَابِ الْمُصَبَّغَةِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْأُقْحُوَانَةَ فِيمَا يُقَالُ لَهُمْ بِحُسْنِ أَلْوَانِ ثِيَابِهِمْ، وَقَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: الْأُقْحُوَانَةُ وَالْأُسْتُوَانَةُ وَالزُّرْدِيَانَةُ كُلُّهَا بِاللِّيطِ، وَبَعْضُهَا قَرِيبٌ مِنْ بَعْضٍ.

2492 - وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ -[165]- مُحَمَّدِ بْنِ الْهِشَامَيْنِ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: §خَرَجَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مُيَّارًا إِلَى الشَّامِ قَالَ: فَبَيْنَا هُمْ يَسِيرُونَ إِذَا هُمْ بِقَصْرٍ وَغُدُرٍ قَالَ: قَالَ بَعْضَ الْقَوْمُ لِبَعْضٍ: لَوْ مِلْنَا إِلَى هَذَا الْقَصْرِ فَقِلْنَا بِفِنَائِهِ قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذِ انْفَرَجَ الْبَابُ عَنْ مِثْلِ الْغَزَالِ الْعَطْشَانِ، فَسَبَّحَ الْبَابَ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيْ فِتْيَانُ، مِمَّنِ الْقَوْمُ؟ فَقُلْنَا: أَضَامِيمَ، ثُمَّ قَالَ: [البحر البسيط] يَا مَنْ يُسَائِلُ عَنَّا أَيْنَ مَنْزِلُنَا ... فَالْأُقْحُوَانَةُ مِنَّا مَنْزِلٌ قَمِنُ إِذْ نَلْبَسُ الْعَيْشَ صَفْوًا مَا يُكَدِّرُهُ ... سَعْيُ الْوُشَاةِ وَلَا يَنْبُو بِنَا الزَّمَنُ مَنْ كَانَ ذَا شَجَنٍ بِالشَّامِ مَحْبَسُهُ ... فَإِنَّ غَيْرِيَ مَنْ أَمْسَى لَهُ الشَّجَنُ وَإِنَّ ذَا الْقَصْرَ حَقًّا مَا بِهِ وَطَنِي ... لَكِنْ بِمَكَّةَ حَقُّ الدَّارِ وَالْوَطَنِ قَالَ: ثُمَّ لَجَّ بِهَا، فَخَرَجَتْ عَجُوزٌ مِنْخَالَةٌ فَنَضَحَتْ فِي وَجْهِهَا مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ قَالَتْ: وَاللهِ لَلْمَوْتُ خَيْرٌ لَكِ مِنْ هَذَا، هَذَا لَكِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّاتٍ قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: يَا عَجُوزُ، مَنْ هَذِهِ الْجَارِيَةُ؟ فَقَالَتْ: كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَاشْتَرَاهَا صَاحِبُ هَذَا الْقَصْرِ فَهِيَ تَنْزِعُ إِلَى مَكَّةَ وَتَذْكُرُ أَوْطَانَهَا. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَالَ لَنَا هَذَا الشَّيْخُ: ابْنُ الْهَاشِمَيْنِ الْمَخْزُومِيُّ بِأَجْيَادٍ، عِنْدَ الْبِئْرِ الَّتِي بِأَعْلَى جِيَادٍ , -[166]- 2493 - وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَوْقَصِ، نَحْوَ هَذَا الْخَبَرِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا فِي خِلَافَةِ بَنِي أُمَيَّةَ غَزَاةً فَأَصَابَنَا مَطَرٌ فَأَوَيْنَا إِلَى قَصْرٍ مِنْ تِلْكَ الْقُصُورِ نَسْتَذْرِي بِهِ مِنَ الرِّيحِ وَالْمَطَرِ , فَإِذَا بِجَارِيَةٍ قَدْ خَرَجَتْ مِنَ الْقَصْرِ فَأَنْشَدَتْ هَذَا الشِّعْرَ، وَزَادَ فِيهِ فَقَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَى صَاحِبِ الْقَصْرِ فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: هَذِهِ جَارِيَةٌ مُوَلَّدَةٌ اشْتَرَيْتُهَا مِنْ مَكَّةَ وَخَرَجْتُ بِهَا إِلَى الشَّامِ فَوَاللهِ مَا تَرَى عَيْشَنَا وَلَا مَا نَحْنُ فِيهِ شَيْئًا فَقُلْتُ: أَتَبِيعُهَا؟ فَقَالَ: إِذًا أُفَارِقُ رُوحِي. 2494 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ هَذَا الشِّعْرَ، لِلْحَارِثِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ الزُّبَيْرُ: وَهُوَ خَالِدُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَأُمُّهُ بِنْتُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَأُمُّهَا صَخْرَةُ بِنْتُ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَكَانَ الْحَارِثُ شَاعِرًا كَثِيرَ الشِّعْرِ وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ فَذَكَرَ نَحْوًا مِنَ الشِّعْرِ الْأَوَّلِ وَزَادَ فِيهِ: إِذَا الْجِمَارُ خَوَى مِمَّنْ نُسَرُّ بِهِ وَالْحَجُّ دَاجٍ بِهِ مُعْرَوْرِفٌ ثُكَنُ قَالَ الزُّبَيْرُ: وَالْأُقْحُوَانَةُ مَا بَيْنَ بِئْرِ مَيْمُونٍ إِلَى بِئْرِ ابْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ، وَمَوْضِعُ تِلْكَ الْبِئْرِ دُبُرَ دَارِ أُمِّ عِيسَى بِنْتِ سَهْلٍ الَّتِي تُقَابِلُ دَارَ ابْنِ دَاوُدَ

§وَثَبِيرُ النِّصْعِ: الَّذِي فِيهِ سَدَادُ الْحَجَّاجِ وَهُوَ جَبَلُ الْمُزْدَلِفَةِ عَنْ يَسَارِكِ وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى مِنًى.

ذكر معلاة مكة اليماني وما يعرف اسمه من المواضع والسقايات والجبال وما أحاط به الحرم

2495 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، -[168]- عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَقُولُونَ لَثَبِيرٍ هَذَا إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَدْفَعُوا مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ: أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَمَا نُغِيرُ فَلَا يَدْفَعُوا حَتَّى يَرَوُا الشَّمْسَ عَلَيْهِ فَخَالَفَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَدَفَعَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ "

فاضح: بأصل جبل أبي قبيس ما أقبل على المسجد والمسعى، وإنما سمي فاضحا أنهم كانوا فيما مضى يتخلون ويتبرزون هنالك، فإذا جلسوا، كشف أحدهم ثوبه فسمي ما هنالك فاضحا. وقال بعض المكيين: فاضح من حق آل نوفل بن الحارث إلى حد دار محمد بن يوسف , فم الزقاق الذي

§وَثَبِيرُ الْأَعْرَجِ: الْمُشْرِفُ عَلَى حَقِّ الطَّارِقِيِّينَ بَيْنَ الْمَغْمَسِ وَالنَّخِيلِ.

الخندمة: ما بين حرف السويداء إلى الثنية التي عليها بئر ابن أبي سمير، في شعب عمرو، مشرفة على أجياد الصغير، وعلى شعب ابن عامر، وعلى دار محمد بن سليمان، في طريق منى، وهو جبل في ظهر أبي قبيس، ومن قافيته الخندمة، من ظهرها مشرف على دار ابن صيفي

§الثُّقْبَةُ: الَّتِي تَصُبُّ مِنْ ثَبِيرِ غَيْنَاءَ وَهُوَ الْفَجُّ الَّذِي فِيهِ قَصْرُ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ إِلَى طَرِيقِ الْعِرَاقِ إِلَى بُيُوتِ آلِ جُرَيْجٍ.

§السِّدْرُ: مِنْ بَطْنِ السُّرَرِ وَالْأُفَيْعِيَّةِ مِنَ السُّرَرِ مَجَارِي الْمَاءِ مِنْهُ، مَسِيلُ مَكَّةَ السِّدْرُ، وَأَعْلَى مَجَارِي السُّرَرِ، وَزَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ عَنْ أَشْيَاخِهِمْ أَنَّ الثُّقْبَةَ بَيْنَ حِرَاءٍ وَثَبِيرٍ فِيهَا بُطَيْحَاءُ مِنْ بُطَيْحَاءِ الْجَنَّةِ.

§الْمُشَقَّرَاتُ: هِيَ أَقْرُنٌ بَيْنَ مَحَجَّةِ الْعِرَاقِ وَبَيْنَ مَكَّةَ وَفِيهَا جَبَلٌ أَحْمَرُ وَهُوَ الْقَرْنُ الَّذِي عَنْ يَمِينِ مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ مِنَ الْعِرَاقِ وَالْوَادِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ -[170]- ثَبِيرِ غَيْنَاءَ وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] أَقُولُ لِأَصْحَابِي إِذَا الْعِيرُ شَمَّرَتْ ... أَلَا عَرِّجُوا كَيْمَا نَحِلُّ الْمِشْقَرَا أَقُولُ لِرَكْبٍ أَمَّمُوا أَيْنَ دَارُكُمْ؟ ... فَنَتْرُكُ مَا كُنْتُمْ بِهَا أَوْ تُنَكَّرَا فَعَاجُوا عَلَيْنَا بِالسَّلَامِ وَغَيْرُهُمْ ... سَقَى اللهُ بِالْأَمْطَارِ غَيْنَا فَعَرْعَرَا

§السِّدَادُ ثَلَاثَةُ أَسِدَّةٍ، بِشِعْبِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدٍ وَصَدْرُهَا يُقَالُ لَهُ النِّصْعُ عَمِلَهَا الْحَجَّاجُ تَحْبِسُ الْمَاءَ، وَالْكَبِيرُ مِنْهَا يُدْعَى: أُثَالٌ وَهُوَ سَدٌّ عَمِلَهُ الْحَجَّاجُ فِي صَدْرِ شِعْبِ عَمْرٍو، وَجَعَلَهُ عَلَى وَادِي مَكَّةَ وَجَعَلَ مَفِيضَهُ يَسْكُبُ فِي سِدْرَةِ خَالِدٍ وَهُوَ عَلَى يَسَارِ مَنْ أَقْبَلَ مِنْ شِعْبِ عَمْرٍو فَأَمَّا السَّدَّانِ الْآخَرَانِ فَإِنَّهُمَا عَنْ يَمِينِ مَنْ أَقْبَلَ مِنْ شِعْبِ عَمْرٍو، وَهُمَا يَسْكُبَانِ فِي أَسْفَلِ مِنًى.

والجبل الأبيض: المشرف على حق أبي لهب وحق إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله وكان يسمى في الجاهلية: المستنذر وله تقول بعض بنات عبد المطلب: نحن حفرنا بذر بجانب المستنذر

§سِدْرَةُ خَالِدٍ وَهِيَ صَدْرُ وَادِي مَكَّةَ وَمِنْ شِقِّهَا وَادٍ يُقَالُ لَهُ: الْأُفَيْعِيَّةُ وَيَسْكُبُ فِيهِ أَيْضًا شِعْبُ عَلِيٍّ بِمِنًى وَشِعْبُ عُمَارَةَ الَّذِي فِيهِ مَنَازِلُ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ وَفِي ظَهْرِهِ الرَّخَمُ وَيَسْكُبُ فِيهِ أَيْضًا -[171]- مَسِيلُ الْمَنْحَرِ مِنْ مِنًى وَمَا جَازَ الْمَنْحَرُ مِنَ الْجِمَارِ بِبَكَّةَ

جبل مرازم: الجبل المشرف على حق آل سعيد بن العاص , هو منقطع حق أبي لهب إلى منتهى حق ابن عامر الذي يصل حق آل عبد الله بن خالد بن أسيد. ومرازم: رجل كان يسكنه من بني سعد بن بكر بن هوازن.

§وَبَكَّةُ الْوَادِي الَّذِي بِهِ الْكَعْبَةُ وَبَطْنُ مَكَّةَ وَسَائِرُ الْوَادِي مَكَّةُ فَمِنْ ذَلِكَ الْمُرَبَّعِ حَائِطُ ابْنِ بَرْمَكَ هَلُمَّ جَرًّا وَفَخٌّ وَهُوَ أَعْظَمُهَا، وَصَدْرُهُ شِعْبُ بَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ

قرن مصقلة وهو قرن قد بقيت منه بقية بأعلى مكة في دبر دار ابن سمرة عند موقف الغنم هو بها بين شعب ابن عامر وطرف دار رائعة في أصله. ومصقلة رجل كان يسكنه في الجاهلية

§وَالْغَمِيمُ: مَا أَقْبَلَ عَلَى الْمَقْطَعِ وَيَلْتَقِي سَيْلُهُمَا سَيْلَ وَادِي مَكَّةَ، وَبَكَّةُ بِقُرْبِ الْبَحْرِ.

§سِدْرَةُ خَالِدٍ: هِيَ صَدْرُ وَادِي مَكَّةَ أَعْظَمُ السَّيْلِ سَيْلُهَا إِذَا سَالَ يُقَالُ لَهُ: سَيْلٌ عَارِمٌ إِذَا سَالَ وَعَظُمَ وَهُوَ مَثَلٌ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ إِذَا وَجَدَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ ذَهَبَ بِكَ سَيْلُ سِدْرَةَ وَهُوَ مِنْ مَكَّةَ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ وَهُوَ عَلَى طَرِيقِ الذَّاهِبِ إِلَى الْعِرَاقِ وَلِخَالَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَيْدٍ يَقُولُ عِمْرَانُ الْأَسْلَمِيُّ: [البحر الطويل] وَمَنْزِلَةٌ بَيْنَ الطَّرِيقَيْنِ لَمْ يَكُنْ ... لِيَنْزِلَهَا إِلَّا فَتًى مِثْلُ خَالِدِ فَلَوْ كَانَ حَوْضُ الْمَجْدِ لَا حَوْضَ فَوْقَهُ ... مَكَانَ الثُّرَيَّا كُنْتُ أَوَّلَ وَارِدِ وَلَوْ نَالَ نَجْمَ السَّعْدِ أَكْرَمُ مَنْ مَشَى ... لَنَالَ بِكَفَّيْهِ نُجُومَ الْأَسَاعِدِ -[172]- وَهُوَ خَالِدُ بْنُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ.

جبل نبهان: الجبل المشرف على شعب أبي زياد في حق آل عبد الله بن عامر، ونبهان وأبو زياد موليان لعبد الله بن عامر.

§الْمَقْطَعُ: مُنْتَهَى الْحَرَمِ مِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِ تِسْعَةُ أَمْيَالٍ وَهُوَ مَقْلَعُ الْكَعْبَةِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمَقْطَعَ؛ لِغِلْظِهِ وَأَنَّهُ قُطِعَ بِالزُّبُرِ وَمِنْهُ الْحِجَارَةُ الَّتِي بُنِيَتْ بِهَا الْكَعْبَةُ وَيُقَالُ: إِنَّ الْمَقْطَعَ عَلَى غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا إِذَا خَرَجُوا مِنَ الْحَرَمِ لِتِجَارَةٍ أَوْ غَيْرِهَا عَلَّقُوا فِي رِقَابِهِمْ وَرِقَابِ أَبَاعِرِهِمْ لِحَاءً مِنْ لِحَاءِ الْحَرَمِ يَأْمَنُونَ بِهَا حَيْثُمَا تَوَجَّهُوا فَإِذَا رَجَعُوا قَطَعُوا ذَلِكَ اللِّحَاءَ مِنْ رِقَابِهِمْ وَرِقَابِ إِبِلِهِمْ فَسُمِّيَ بِذَلِكَ الْمَقْطَعَ.

جبل زيقيا الجبل المتصل بجبل نبهان إلى حائط عوف، وزيقيا مولى لآل أبي ربيعة المخزومي، كان أول من بنى فيه، فسمي به، ويقال له اليوم: جبل الزيقي، وفيه كان يسكن عبد الله بن رجاء المكي، أخبرني ذلك ابنه عنه.

2496 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ قَالَ: سُئِلَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَنِ §الْقَلَائِدِ، فَقَالَ: " هِيَ لِحَاءُ الشَّجَرِ كَانَ مَنْ تَقَلَّدَهُ أَمِنَ "

جبل الأعرج: في حق آل عبد الله بن عامر مشرفا على شعب أبي زياد، وشعب ابن عامر، والأعرج مولى لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، كان فيه فسمي به ونسب إليه.

§ثَنِيَّةُ خَلٍّ: بِطَرَفِ الْمَقْطَعِ مُنْتَهَى الْحَرَمِ مِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِ.

المطابخ: شعب عبد الله بن عامر، كله يقال له: المطابخ، سمي بذلك لتبع، لما قدم مكة طبخ فيه ونحر.

§وَالسُّقْيَا: الْمَسِيلُ الَّذِي يُفَرَّعُ بَيْنَ مَأَزِمَيْ عَرَفَةَ وَنَمِرَةَ عَلَى مَسْجِدِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُوَ شِعْبٌ عَلَى يَمِينِ الْمُقْبِلِ مِنْ عَرَفَةَ إِلَى مِنًى وَفِي هَذَا الشِّعْبِ بِئْرٌ عَظِيمَةٌ يُقَالُ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا حَفَرَهَا وَعَلَى بَابِ شِعْبِ السُّقْيَا بِئْرٌ جَاهِلِيَّةٌ يُقَالُ: إِنَّ خَالِصَةَ عَمَّرَتْهَا فَهِيَ تُعْرَفُ بِهَا الْيَوْمَ.

§وَالسِّتَارُ: مِنْ فَوْقِ الْأَنْصَابِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ السِّتَارَ؛ لِأَنَّهُ سَتَرَ بَيْنَ الْحِلِّ وَالْحَرَمِ.

§ذِكْرُ شِقِّ مَعْلَاةِ مَكَّةَ الشَّامِيِّ وَتَسْمِيَةِ مَا فِيهِ مِنَ الشِّعَابِ وَالْجِبَالِ وَالْمَوَاضِعِ مِمَّا أَحَاطَ بِهِ الْحَرَمُ مِنْ ذَلِكَ

§شِعْبُ قُعَيْقِعَانَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ قُعَيْقِعَانَ لِتَقَعْقُعِ السِّلَاحِ فِيهِ.

ثنية أبي مرحب المشرفة على شعب أبي زياد في حق ابن عامر التي تهبط على حائط عوف مختصرا من شعب ابن عامر إلى المعلاة وإلى منى.

2497 - حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي صَفْوَانَ الْمَرْوَانَيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ: قَالَ ابْنُ -[174]- عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §وَضَعَ إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْخَيْلِ وِجَاهَ السَّلَاهِ فَكَانَتْ كُلَّمَا أُخْرِجَتْ تُقَعْقِعُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ قُعَيْقِعَانَ "

شعب أبي دب وهو الشعب الذي فيه الجزارون وأبو دب رجل من بني سواءة بن عامر بن صعصعة وفي فم الشعب سقيفة لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه ولها يقول كثير بن كثير: سكنوا الجزع جزع بيت أبي موسى إلى النخل من صفي السباب سكنوا بعد غبطة ورجاء وسرور بالعيش تحت التراب

2498 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالشَّمْسُ عَلَى قُعَيْقِعَانَ فَقَالَ: " §مَا بَقِيَ مِنْ أَعْمَارِكُمْ فِي أَعْمَارِ مَنْ مَضَى إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ هَذِهِ الشَّمْسِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ " فَحَدُّ ذَلِكَ مَا بَيْنَ دَارِ يَزِيدَ بْنِ مَنْصُورٍ الَّتِي بِالسُّوَيْقَةِ وَيُقَالُ لَهَا دَارُ الْعَرُوسِ إِلَى دُورِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِلَى الشِّعْبِ الَّذِي مُنْتَهَاهُ فِي أَصْلِ الْأَحْمَرِ إِلَى فَلَقِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الَّذِي يُسْلَكُ مِنْهُ إِلَى الْأَبْطَحِ. وَالسُّوَيْقَةُ عَلَى فَمِ قُعَيْقِعَانَ وَيُقَالُ: إِنَّ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نَزَلَ هَذِهِ الدَّارَ - دَارَ الْعَرُوسِ - مَرَّةً

2499 - فَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ فُضَيْلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: §نَزَلَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَرَّةً دَارَ ابْنِ مَنْصُورٍ أُرَاهُ يَزِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَلِيٍّ تَنْزِلُ دَارَ ابْنِ مَنْصُورٍ أَوْ تَنْزِلُ هَذِهِ الدَّارَ؟ فَقَالَ إِنْسَانٌ: سَوَاءٌ الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ فَقَالَ فُضَيْلٌ: هُوَ ذَاكَ. وَعِنْدَ السُّوَيْقَةِ رَدْمٌ عَمِلَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا حِينَ بَنَى دَارَهِ بِقُعَيْقِعَانَ لِيَرُدَّ السَّيْلَ عِنْدَ دَارِ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ وَغَيْرِهَا. وَفَوْقَ ذَلِكَ رَدْمٌ بَيْنَ رَبْعِ آلِ الْمُرْتَفِعِ وَبَيْنَ دَارِ عَفِيفٍ، وَرَدْمٌ عَنِ السُّوَيْقَةِ وَرَبْعِ الْخُزَاعِيِّينَ وَدَارِ النَّدْوَةِ وَدَارِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ

§جَبَلُ شَيْبَةَ: هُوَ الْجَبَلُ الَّذِي يَطُلُّ عَلَى جَبَلِ الدَّيْلَمِيِّ وَكَانَ جَبَلُ الدَّيْلَمِيِّ وَجَبَلُ شَيْبَةَ يُسَمَّيَانِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَاسِطًا وَكَانَ جَبَلُ شَيْبَةَ لِلنَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيِّ ثُمَّ صَارَ بَعْدَ ذَلِكَ لِشَيْبَةَ.

§جَبَلُ الدَّيْلَمِيِّ: جَبَلٌ مُشْرِفٌ عَلَى الْمَرْوَةِ كَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِيمَا يَقُولُونَ سَمِيرًا، وَالدَّيْلَمِيُّ مَوْلًى لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ بَنَى فِي ذَلِكَ الْجَبَلِ فَنُسِبَ إِلَيْهِ

§الْجَبَلُ الْأَبْيَضُ: الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى فَلْقِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

الحجون: الجبل المشرف بحذاء مسجد الجن ويعرف اليوم بمسجد الحرس وفيه ثنية تسلك من حائط عوف من عند الماجلين اللذين فوق دار مال الله إلى شعب الجزارين، وبأصله في شعب الجزارين كانت المقبرة في الجاهلية، وفيه عاد النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص رضي

§وَالْخَافِضُ: أَسْفَلَ مِنَ الْفَلْقِ اسْمُهُ السَّائِلُ وَهُوَ مُشْرِفٌ عَلَى دَارِ الْحَمَّامِ وَإِنَّمَا كَانَ سَبَبُ تَسْهِيلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الْفَلْقَ وَضَرْبَهُ فِيهِ حَتَّى فَلَقَهُ أَنَّ الْأَمْوَالَ الَّتِي كَانَتْ تَأْتِيهِ مِنَ الْعِرَاقِ وَغَيْرِهَا كَانَ يَدْخُلُ بِهَا مَكَّةَ فَيَعْلَمُ النَّاسُ بِهَا فَكَأَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ فَأَمَرَ بِالْفَلْقِ فَعُمِلَ وَسُوِّيَ فَكَانَ إِذَا جَاءَهُ مَالٌ دَخَلَ بِهِ لَيْلًا , ثُمَّ سَلَكَ بِهِ مِنَ الْمَعْلَاةِ فِي الْفَلْقِ حَتَّى يَخْرُجَ بِهِ عَلَى دُورِهِ بِقُعَيْقِعَانَ فَيُدْخِلُ ذَلِكَ الْمَالَ وَلَا يَدْرِي أَحَدٌ وَعَلَى الْفَلْقِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ رَحَى الرِّيحِ كَانَ سُوِّيَ فِيهِ مَوْضِعُ رَحًى لِلرِّيحِ حَدِيثًا مِنَ الدَّهْرِ فَلَمْ يَسْتَقِمْ وَهُوَ مَوْضِعٌ قَلَّمَا تُفَارِقُهُ الرِّيحُ.

§جَبَلُ تِفَّاحَةَ: الْمُشْرِفُ عَلَى دَارِ سَلَمَةَ بْنِ زِيَادٍ وَدَارِ الْحَمَّامِ وَزُقَاقِ النَّارِ، وَتُفَّاحَةُ كَانَتْ مَوْلَاةً لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , وَهِيَ أَوَّلُ مَنْ بَنَى فِي ذَلِكَ الْجَبَلِ بِنَاءً فَنُسِبَ إِلَيْهَا.

كداء: الجبل المشرف على الوادي مقابل مقبرة أهل مكة اليوم تحته بيوت عبد الرحمن بن يزيد، وابن خلف مولى العباس بن محمد وهو ممتد إلى دار الأراكة.

§جَبَلُ الْحُبْشِيِّ: الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى دَارِ السَّرِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الَّتِي صَارَتْ لِلْحَرَّانِيِّ، وَاسْمُ الْجَبَلِ الْحُبْشِيُّ لَمْ يُنْسَبْ إِلَى رَجُلٍ حَبَشِيٍّ وَإِنَّمَا هَذَا اسْمُ الْجَبَلِ.

شعب الصفي وهو الذي يقال له صفي السباب وهو فيما بين الراحة والراحة: الجبل الذي يشرف على الوادي عليه المنارة وبين نزاعة الشوى.

§أُولَاتُ يَحَامِيمَ: الْأَحْدَابُ الَّتِي بَيْنَ دَارِ السَّرِيِّ إِلَى ثَنِيَّةِ الْمَقْبَرَةِ الْعُظْمَى الَّتِي فِيهَا قَبْرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي جَعْفَرٍ وَتُعْرَفُ بِالْيَحَامِيمِ وَأَوَّلُهَا الْقَرْنُ الَّذِي عَلَى ثَنِيَّةِ الْمَدَنِيِّينَ.

ونزاعة الشوى: هو الجبل الذي بين شعب الصفي وشعب الخوز عليه بيوت القاسم بن أيمن وتحته المسجد الذي صلي على أبي جعفر أمير المؤمنين عنده الذي عنده بيوت بني قطر وهو الذي يقول له أبو الفضلاء عبد الله بن خالد مولى الأخنس بن شريق فيما يزعمون: إذا ما مررتم نحو

2500 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَدْخُلُ مِنْ ثَنِيَّةِ الْمَدَنِيِّينَ وَيَخْرُجُ مِنْ كُدَى "

2501 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى الْفَرْوِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا وَإِذَا خَرَجَ خَرَجَ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى. -[178]- 2502 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مِنْ ثَنِيَّةِ الْعَقَبَةِ , ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ فَأَوَّلُ الْيَحَامِيمِ: الْقَرْنُ الَّذِي عَلَى ثَنِيَّةِ الْمَدَنِيِّينَ وَعَلَى رَأْسِهِ بُيُوتُ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ النَّوْفَلِيِّ وَالَّذِي يَلِيهِ الْقَرْنُ الْمُشْرِفُ عَلَى دَارِ مَنَارَةَ وَالْحُبْشِيِّ فِيمَا بَيْنَ ثَنِيَّةِ الْمَدَنِيِّينَ وَفَلْقِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَمَقَابِرُ أَهْلِ مَكَّةَ بِأَصْلِ ثَنِيَّةِ الْمَدَنِيِّينَ وَهِيَ الَّتِي كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مَصْلُوبًا عَلَيْهَا

2503 - حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ مُرَّةَ قَالَ: ثنا يَزِيدُ أَبُو خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مَصْلُوبًا يَعْنِي عَلَى هَذِهِ الثَّنِيَّةِ وَرَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَقْبَلَ عَلَى بَغْلَةٍ صَفْرَاءَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ فَطَلَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنْ §يَأْذَنَ لَهُ فِي دَفْنِهِ فَأَمَرَهُ فَذَهَبَ فَدَفَنَهُ. وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَهَّلَ هَذِهِ الثَّنِيَّةَ فِيمَا يَقُولُونَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ثُمَّ عَمِلَهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بَعْدَهُ ثُمَّ كَانَ آخِرُ مَنْ بَنَى ضَفَائِرَهَا وَحُدُودَهَا وَأَحْكَمَهَا -[179]- الْمَهْدِيُّ

§شِعْبُ الْمَقْبَرَةِ: شِعْبٌ مُبَارَكٌ لَا يُعْلَمُ بِمَكَّةَ شِعْبٌ مُسْتَقْبِلٌ الْقِبْلَةَ غَيْرُهُ، وَمِنْ ثَنِيَّةِ الْمَقْبَرَةِ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ ثَنِيَّةَ الْمَقْبَرَةِ هُوَ اسْمُهَا يُقَالُ لَهَا ثَنِيَّةُ الْمَقْبَرَةِ وَيُقَالُ: اسْمُهَا كَدَاءُ وَهِيَ ثَنِيَّةُ الْمَعْلَاةِ. وَيُقَالُ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَوَّلُ مَنْ سَهَّلَهَا.

2504 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُلَيْمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §دَخَلَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ مِنْ ثَنِيَّةِ الْمَقْبَرَةِ، بَاتَ ثُمَّ دَخَلَ حَتَّى أَصْبَحَ فَطَافَ وَسَعَى ثُمَّ نَزَلَ الْمُحَصَّبَ "

§كَدَاءُ الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى الْمَقْبَرَةِ وَالْوَادِي وَلَهُ يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْفَتْحِ: [البحر الوافر] عَدِمْتُ بُنَيَّتِي إِنْ لَمْ تَرَوْهَا ... تُثِيرُ النَّقْعَ عَنْ كَنَفَيْ كَدَاءِ وَفِي كَدَاءَ يَقُولُ شَاعِرٌ مِنَ الْعَرَبِ: كَرِهْتُ كَتِيبَةَ الْجُمَحِيِّ لَمَّا ... رَأَيْتُ الْمَوْتَ سَالَ عَلَى كَدَاءِ

§أَبُو دُجَانَةَ الْجَبَلُ الَّذِي خَلْفَ الْمَقْبَرَةِ شَارِعًا عَلَى الْوَادِي يُقَالُ لَهُ جَبَلُ الْبُرْمِ وَأَبُو دُجَانَةَ وَالْأَحْدَابُ الَّتِي خَلْفَهُ تُسَمَّى ذَاتَ أَعَاصِيرَ.

شعب بني كنانة من المسجد الذي صلي فيه على أبي جعفر إلى الثنية التي تهبط على شعب الخوز ويقال: إن أبا جعفر أمير المؤمنين لما صلي عليه دفن في مقبرة أهل مكة التي عند العقبة.

§غُرَابٌ الْقَرْنُ الَّذِي عَلَيْهِ بُيُوتُ خَالِدِ بْنِ عِكْرِمَةَ بَيْنَ حَائِطِ خُرْمَانَ وَبَيْنَ شِعْبِ آلِ قُنْفُذٍ، مَسْكَنُ ابْنِ أَبِي الرَّزَّامِ، وَمَسْكَنُ ابْنِ جَعْفَرٍ، وَحَائِطُ خُرْمَانَ عِنْدَهُ

§شِعْبُ آلِ قُنْفُذٍ: هُوَ الشِّعْبُ الَّذِي فِيهِ دَارُ آلِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ وَيُقَالُ آلُ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ السَّائِبِ مُقَابِلَ قَصْرِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَكَانَ يُسَمَّى شِعْبَ اللِّئَامِ وَهُوَ قُنْفُذُ بْنُ زُهَيْرٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَهُوَ الشِّعْبُ الَّذِي عَلَى يَسَارِكَ فَوْقَ حَائِطِ خُرْمَانَ وَفِيهِ الْيَوْمَ دَارُ -[181]- الْخَلِفِيِّينَ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ وَفِي هَذَا الشِّعْبِ كَانَ يَنْزِلُ الْحَضَارِمَةُ وَيُعْرَفُ بِالْخَلِفِيِّينَ، فِيهِ مَسْجِدٌ هُنَالِكَ يُقَالُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِيهِ.

2505 - حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيُّ أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ: ثنا زَكَرِيَّا بْنُ مَطَرٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ زُهَيْرِ بْنِ قُنْفُذٍ الْأَسَدِيَّةِ، عَنْ أَبِيهَا، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَكُونُ فِي حِرَاءٍ بِالنَّهَارِ فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ نَزَلَ مِنْ حِرَاءٍ فَأَتَى الْمَسْجِدَ الَّذِي فِي الشِّعْبِ الَّذِي خَلْفَ دَارِ أَبِي عُبَيْدَةَ يُعْرَفُ بِالْخَلِفِيِّينَ وَتَأْتِيهِ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مِنْ مَكَّةَ فَيَلْتَقِيَانِ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي فِي الشِّعْبِ فَإِذَا قَرُبَ الصَّبَّاحُ افْتَرَقَا أَوْ نَحْوَهُ "

§الْعَيْرُ: هُوَ الْجَبَلُ الطَّوِيلُ مُقَابِلَ الْمَقْبَرَةِ وَبُيُوتِ حَقِّ أُبَيٍّ بِأَصْلِ الْعَيْرِ , وَهُوَ مُشْرِفٌ عَلَى شِعْبِ الزَّارَوِيَّةِ , وَيُقَالُ لَهُ ذُو الْأَرَاكَةِ , وَبِأَصْلِهِ دَارُ صَالِحِ بْنِ الْعَبَّاسِ , وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر المنسرح] فَالْخَطْمُ فَالْعَيْرُ فَبِطَاحُهُمَا ... فَالْحَصْرُ فَالْعَيْرَةُ -[182]- فَالطَّاهِرُ

شعب الخوز يقال له شعب بني المصطلق جانبي الثنية التي بشعب الخوز بأصلها بيوت سعيد بن عمر بن إبراهيم الخيبري وبين شعب بني كنانة التي فيه بيوت ابن صيفي إلى الثنية التي تهبط على شعب عمرو الذي فيه بئر ابن أبي سمير، وإنما سمي شعب الخوز؛ لأن نافع بن الخوزي

§سَقَرُ: الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى قَصْرِ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ بُيُوتُ بَنِي قُرَيْشٍ مَوَالِي بَنِي شَيْبَةَ ثُمَّ ابْتَاعَهُ صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَأَسْمَاهُ الْمُسْتَقَرَّ وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الخفيف] أَوْحَشَ الْمُسْتَقَرُّ مِنْ بَعْدِ أُنْسٍ ... وَعَقَّبَتْهُ الرِّيَاحُ وَالْأَمْطَارُ

2506 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: §دَعَانِي صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ فَأَدْخَلَنِي فِي قَصْرِهِ هَذَا بِبِئْرِ مَيْمُونٍ فَأَرَانِي بُسْتَانَهُ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللهُ الْأَمِيرَ هَذَا الْبُسْتَانُ وَاللهِ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ: [البحر الطويل] فَلَمَّا نَزَلْنَا مَنْزِلًا طَلَّهُ النَّدَى ... أَنِيقًا وَبُسْتَانًا مِنَ النَّبْتِ غَالِيَا أَجَدَّ لَنَا طِيبُ الْمَكَانِ وَحُسْنُهُ ... مُنًى فَتَمَنَّيْنَا فَكُنْتَ الْأَمَانِيَا ثُمَّ صَارَ هَذَا الْقَصْرُ بَعْدَ ذَلِكَ لِلْمُنْتَصِرِ بِاللهِ وَقَدْ خُرِّبَ الْيَوْمَ وَذَهَبَتْ مَعَانِيهِ وَكَانَ سَقَرُ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ السِّيَاتِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ جَبَلُ كِنَانَةَ - رَجُلٌ مِنَ الْعَبَلَاتِ مِنْ وَلَدِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ الْأَصْغَرِ -[183]- وَفِي سَقَرَ يَقُولُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ: [البحر الرجز] أَبْصَرْتُ وَجْهًا كَالْقَمَرْ ... بَيْنَ حِرَاءٍ وَسَقَرْ وَفِيهِ حَقٌّ لِآلِ زُرَارَةَ مَوَالِي الْقَارَّةِ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ وَحَقُّ الزَّرَاوِزِيِّينَ مِنْهُ بَيْنَ الْعَيْرِ وَسَقَرَ إِلَى ظَهْرِ شِعْبِ آلِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ شِعْبُ الزَّرَاوِزِيِّينَ وَيُقَالُ لَهُ أَيْضًا شِعْبُ الْأَزَارِقَةِ وَذَلِكَ أَنَّ نَجَدَةَ بْنَ عَامِرٍ الْحَرُورِيَّ عَسْكَرَ فِيهِ عَامَ حَجَّ وَيُقَالُ لَهُ شِعْبُ الْعَيْشُومِ - نَبَاتٌ فِيهِ " وَالْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ وَاسْمُ الْأَخْنَسِ أُبَيٌّ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْأَخْنَسَ؛ أَنَّهُ خَنَسَ بِبَنِي زُهْرَةَ فَلَمْ يَشْهَدُوا بَدْرًا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي الْأَخْنَسِ فِيمَا يُقَالُ وَاللهُ أَعْلَمُ نَزَلَتْ {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} [سورة: الهمزة، آية رقم: 1] وَذَلِكَ الشِّعْبُ الَّذِي يُخْرَجُ مِنْهُ إِلَى أَذَاخِرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ فَخٍّ. وَيُقَالُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ مِنْ أَذَاخِرَ حَتَّى خَرَجَ عَلَى بِئْرِ مَيْمُونٍ ثُمَّ انْحَدَرَ فِي الْوَادِي وَفِي أَذَاخِرَ يَقُولُ الْقَائِلُ: [البحر الخفيف] وَتَذَكَّرْتُ مِنَ أَذَاخِرَ رَسْمًا ... كِدْتُ أَقْضِي لِذِكْرِ ذَاكَ حِمَامِي

شعب عثمان هو الشعب الذي فيه طريق منى يسلك من شعب الخوز بين شعب الخوز وبين الخضراء , ومسيله يفرع في أصل العيرة وفيه بئر ابن أبي سمير

§جَبَلُ حِرَاءٍ وَهُوَ الْجَبَلُ الطَّوِيلُ الَّذِي بِأَصْلِ شِعْبِ آلِ الْأَخْنَسِ مُشْرِفًا عَلَى حَائِطِ مُوَرِّشٍ وَهُوَ الْحَائِطُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ حَائِطُ حِرَاءٍ عَلَى يَسَارِ الذَّاهِبِ إِلَى الْعِرَاقِ وَهُوَ الْمُشْرِفُ الْقُلَّةَ مُقَابِلَ ثَبِيرِ غَيْنَاءَ مَحَجَّةُ الْعِرَاقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ , وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَبَّدُ فِيهِ مُبْتَدَأَ نُبُوَّتِهِ فِي غَارٍ فِي رَأْسِهِ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ , وَقَدْ كَتَبْنَا مَا فِيهِ فِي مَوْضِعِهِ.

والفداحية فيما بين شعب عثمان وشعب الخوز وهي مختصر طريق منى سوى الطريق العظمى.

2507 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سُهَيْلٍ قَالَ: ثنا عَفَّانُ قَالَ: ثنا أَبَانُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: أُحَدِّثُكَ كَمَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §جَاوَرْتُ فِي حِرَاءٍ " وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا. وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِي حِرَاءٍ: [البحر الطويل] مُنَعَّمَةٌ لَمْ تَدْرِ مَا عَيْشُ شِقْوَةٍ ... وَلَمْ تَغْتَزِلْ يَوْمًا عَلَى عُودِ عَوْسَجِ تَفَرَّجَ عَنْهَا الْهَمَّ لَمَّا بَدَا لَهَا ... حِرَاءٌ كَرَأْسِ الْفَارِسِيِّ الْمُتَوَّجِ

العيرة ومقابله جبل يقال له العير الذي بأصله دار صالح بن العباس بن محمد وكانت قبله لخالصة ويقال هو العيرة أيضا.

§الْجَوَاءُ: جَبَلٌ فِي شِعْبِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ وَكَانَتْ تَنْزِلُ الْحَبَشُ فِيمَا هُنَالِكَ قَدِيمًا. -[185]- قَالَ عَنْتَرَةُ بْنُ غَالِبٍ الْعَبْسِيُّ يَذْكُرُهُ: [البحر الكامل] يَا دَارَ عَبْلَةَ بِالْجَوَاءِ تَكَلَّمِي ... وَعِمِي صَبَاحًا دَارَ عَبْلَةَ وَاسْلَمِي

§الْقَاعِدُ: هُوَ الْجَبَلُ السَّاقِطُ أَسْفَلَ حِرَاءٍ عَلَى الطَّرِيقِ عَنْ يَمِينِ مَنْ أَقْبَلَ مِنَ الْعِرَاقِ أَسْفَلَ مِنْ بُيُوتِ ابْنِ أَبِي الرَّزَّامِ الشَّيْبِيِّ.

خطم الحجون: يقال له الخطم والذي أراد الحارث الخطم دون سدرة آل أسيد الذي تقدم ذكره في هذه الورقة ليس بخطم الحجون، والحزم: أمامه متياسرا عن طريق العراق.

§أَظْلَمُ هُوَ الْجَبَلُ الْأَسْوَدُ بَيْنَ ذَاتِ جَلِيلَيْنِ وَبَيْنَ الْأَكَمَةِ.

رباب: القرن في أصل الخندمة بين بيوت عثمان بن عبد الله وبين العيرة، ويقال لذلك الشعب شعب عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد.

§وَذَاتُ جَلِيلَيْنِ: مِنْ مُنْتَهَى شِعْبِ الْأَخْنَسِ مِنْ مُؤَخَّرِهِ مِمَّا يَلِي أَذَاخِرَ إِلَى مَكَّةَ السِّدْرِ.

المفجر: ما بين الثنية التي يقال لها: الخضراء إلى خلف دار يزيد بن منصور يهبط على حياض ابن هشام التي بمفضى مأزمي منى إلى الفج الذي يلقاك على يمينك إذا أردت منى يفضي بك إلى بئر نافع بن علقمة وبيوته حتى تخرج على ثور، وبالمفجر موضع يقال: له بطحاء قريش

§ضَنْكٌ: وَهُوَ الشِّعْبُ بَيْنَ أَظْلَمَ وَبَيْنَ أَذَاخِرَ عَلَى مَحَجَّةِ الطَّرِيقِ , وَإِنَّمَا سُمِّيَ ضَنْكًا أَنَّ فِيَ ذَلِكَ الشِّعْبِ كِتَابًا فِي عِرْقٍ أَبْيَضَ مُسْتَطِيلٍ فِي الْجَبَلِ مُصَوِّرٍ صُورَةً، مَكْتُوبٌ الضَّادُ وَالنُّونُ وَالْكَافُ مُتَّصِلٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ كَمَا كُتِبَتْ " ضَنْكٌ "؛ فَلِذَلِكَ سُمِّيَ ضَنْكًا.

شعب حواء في طرف المفجر على يسارك وأنت ذاهب إلى المزدلفة وفي ذلك الشعب البئر التي يقال لها كر آدم حفرها آدم عليه الصلاة والسلام فيما يقال، والله أعلم.

§مَكَّةُ السِّدْرِ مِنْ بَطْنِ فَخٍّ إِلَى الْمَحْدَثِ. -[186]- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ أَوْ غَيْرُهُ فِيهَا: [البحر الطويل] إِلَى طَلَلٍ بِالْجَزْعِ مِنْ مَكَّةَ السِّدْرِ ... لِلَيْلَى عَفَا بَيْنَ الْمُشَقَّرِ فَالْحَضَرِ فَظَلْتُ وَظَلَّ الْقَوْمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ ... كَذَا غُدْوَةً حَتَّى دَنَتْ حَزَّةُ الْعَصْرِ

واسط قرن كان أسفل من جمرة العقبة بين المأزمين فضرب حتى ذهب ويقال: الذي ضرب فيه عبد الله بن صفوان الجمحي الطويل. ويقال واسط الجبلان اللذان دون العقبة. وقال بعض المكيين: بل تلك الناحية من بركة القسري إلى العقبة تسمى واسط المقيم.

§شِعْبُ بَنِي عَبْدِ اللهِ: مَا بَيْنَ الْجِعْرَانَةِ إِلَى الْمَحْدَثِ

§الْخَضْرَمَتَيْنِ: عَلَى يَمِينِ شِعْبِ آلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ بِحِذَاءِ أَرْضِ ابْنِ هِرْبِذَ.

§الْقِمْعَةُ: قُرَيْنٌ دُونَ شِعْبِ بَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدٍ عَلَى يَمِينِ الطَّرِيقِ فِي أَسْفَلِهِ حَجَرٌ عَظِيمٌ مُفْتَرَشٌ أَعْلَاهُ مُسَتْدِقٌّ أَصْلُهُ جِدًّا كَهَيْئَةِ الْقِمْعِ.

الرباب القرن الذي عند ثنية الخضراء بأصل ثبير غيناء عند بيوت ابن لاحق مشرفة عليها وهي عند القصر الذي بنى محمد بن خالد بن برمك دون بئر ميمون بن الحضرمي وأسفل من قصر المنصور أبي جعفر.

§الْقُنَيْنَةُ: شِعْبُ بَنِي عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدٍ وَهُوَ الشِّعْبُ الَّذِي يَصُبُّ عَلَى بُيُوتِ مَكْتُومَةَ مَوْلَاةِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ.

ذو الأراكة: وكان هناك عرض فيما بينه وبين الخضراء وبين بيوت ابن ميسرة الزيات.

§النَّقْوَاءُ السُّفْلَى: ثَنِيَّةٌ فِيمَا بَيْنَ شِعْبِ بَنِي عَبْدِ اللهِ وَالْجِعْرَانَةِ , كَانَتْ تُسَمَّى الْمُسْتَوْفِرَةَ.

شعب الرخم الشعب الذي بين الرباب وبين أصل ثبير غيناء، وفي هذا الشعب يقول بعض أهل مكة: يا طيب ملعبنا بالشعب بالرخم إلى ثبير إلى بستان مسرور إلى المسيل الذي يلقى منازلنا إلى الأباطح فالقصرين فالدور ولثبير يقول إبراهيم بن عباد: وهل عائد ما قد مضى من

§ثَنِيَّةُ الشُّعَيْبَةِ الشَّرْقِيَّةِ: الَّتِي تَصُبُّ عَلَى حَائِطِ ابْنِ هِرْبِذَ.

الأثبرة ثبير غيناء وهو المشرف على بئر ميمون بن الحضرمي، وقلته المشرفة على شعب علي، وعلى شعب الحضارمة بمنى كان يسمى في الجاهلية سميرا ويقال لقلته: ذات القتادة وكان فوقه قتادة ولها يقول الحارث بن خالد المخزومي: إلى طرف الجمار فما يليها إلى طرف القتادة

§ثَنِيَّةُ أَذَاخِرَ: الَّتِي تُشْرِفُ عَلَى حَائِطِ خُرْمَانَ. وَمِنْ أَذَاخِرَ فِيمَا يُقَالُ، دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَقَبْرُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِأَصْلِهَا.

§النَّقْوَاءُ الْعُلْيَا: رَدْهَةٌ وَرَاءَ سِدْرَةِ خَالِدٍ، مَاءٌ كَانَ النَّاسُ يَنْزِلُونَهُ , وَفِيهِ ثَنِيَّةٌ تُسْلَكُ إِلَى نَخْلَةَ مِنْ شِعْبِ بَنِي عَبْدِ اللهِ.

§وَالْمُسْتَوْفِرَةُ: ثَنِيَّةٌ تُظْهِرُكَ عَلَى حَائِطٍ يُقَالُ لَهُ حَائِطُ ثُرَيْرٍ كَانَ لِلْبُوشَنْجَانِيِّ وَعَلَى رَأْسِهَا أَنْصَابُ الْحَرَمِ فَمَا سَالَ مِنْهَا مِمَّا يَلِي ثُرَيْرٍ فَهُوَ حِلٌّ وَمَا سَالَ مِمَّا يَلِي الشِّعْبَ فَهُوَ حَرَمٌ.

2508 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ أَبُو يَحْيَى قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ سَالِمٍ، مَوْلَى ابْنِ صَيْفِيٍّ قَالَ: §كُنَّا فِي نُزْهَةٍ لَنَا بِشِعْبِ آلِ عَبْدِ اللهِ فَخَرَجْنَا نَتَمَشَّى بِهِ فَإِذَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فَقِيهُ أَهْلِ مَكَّةَ فِي إِزَارٍ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ نَاحِيَةِ ثُرَيْرٍ وَمَعَهُ جَرِيدَةٌ فِيهَا ثَوْبٌ قَدْ جَعَلَهُ مِثْلَ الْبَنْدِ وَهُوَ يَقُولُ: لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: مَا هَذَا يَا أَبَا عُثْمَانَ؟ قَالَ: كُنَّا فِي نُزْهَةٍ لَنَا فَبِعْنَا الْإِمَارَةَ مِنْ فُلَانٍ فَجَارَ عَلَيْنَا فَخَرَجْنَا لَهُ "

§ذِكْرُ شِقِّ مُسْفِلَةِ مَكَّةَ الْيَمَانِيِّ وَمَا فِيهِ مِمَّا يُعْرَفُ مِنَ الْمَوَاضِعِ وَالْجِبَالِ وَالشِّعَابِ وَالْآبَارِ إِلَى مُنْتَهَى مَا أَحَاطَ بِهِ الْحَرَمُ فَحَدُّ ذَلِكَ أَجْيَادُ الصَّغِيرُ، وَهُوَ الشِّعْبُ الْمُلَاصِقُ بِأَبِي قُبَيْسٍ مُسْتَقْبِلُهُ أَجْيَادُ الْكَبِيرُ، وَعَلَى فَمِ الشِّعْبِ دَارُ هِشَامِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ، وَدَارُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِيِّ إِلَى الْمُتَّكَأِ، مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُقَالُ: إِنَّمَا سُمِّيَ أَجْيَادًا أَنَّ خَيْلَ تُبَّعٍ كَانَتْ فِيهِ، وَقَدْ قَالُوا: بَلْ هِيَ خَيْلُ إِسْمَاعِيلَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وثبير النصع: الذي فيه سداد الحجاج وهو جبل المزدلفة عن يسارك وأنت ذاهب إلى منى.

2509 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِنَّ أَبَاكُمْ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَوَّلُ مَنْ ذُلِّلَتْ لَهُ الْخَيْلُ الْعِرَابُ؛ فَأَعْتَقَهَا وَأَوْرَثَكُمْ حُبَّهَا؛ وَذَلِكَ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَرَجَ حَتَّى أَتَى أَجْيَادَ، فَأَلْهَمَهُ اللهُ تَعَالَى الدُّعَابَةَ بِالْخَيْلِ، فَدَعَا فَلَمْ يَبْقَ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ عَلَيْهَا فَرَسٌ إِلَّا أَتَاهُ، وَذَلَّلَهُ اللهُ لَهُ وَأَمْكَنَهُ مِنْ نَوَاصِيهَا "

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: فَبِذَلِكَ §سُمِّيَتْ أَجْيَادَ؛ لِأَنَّهَا اجْتَمَعَتْ فِي أَجْيَادَيْنِ "

وثبير الأعرج: المشرف على حق الطارقيين بين المغمس والنخيل.

§رَأْسُ الْإِنْسَانِ: الْجَبَلُ الَّذِي بَيْنَ أَجْيَادَ الْكَبِيرِ وَبَيْنَ أَبِي قُبَيْسٍ، يُقَالُ لَهُ: رَأْسُ الْإِنْسَانِ.

الثقبة: التي تصب من ثبير غيناء وهو الفج الذي فيه قصر الفضل بن الربيع إلى طريق العراق إلى بيوت آل جريج.

§أَنْصَابُ الْأَسَدِ: جَبَلٌ بِأَجْيَادَ الصَّغِيرِ فِي رَبْعِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، مُشْرِفٌ عَلَى أَجْيَادَ الْكَبِيرِ فِي أَقْصَى الشِّعْبِ. وَفِي أَجْيَادَ الصَّغِيرِ بِأَصْلِ الْخَنْدَمَةِ بِئْرٌ يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ عِكْرِمَةَ، عَلَى بَابِ شِعْبِ الْمُتَّكَأِ، حَفَرَتْهَا زَيْنَبُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ. وَعِنْدَ الْمُتَّكَأِ بِئْرٌ حَفَرَهَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، وَهُوَ أَمِيرُ مَكَّةَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ.

السدر: من بطن السرر والأفيعية من السرر مجاري الماء منه، مسيل مكة السدر، وأعلى مجاري السرر، وزعم بعض أهل مكة عن أشياخهم أن الثقبة بين حراء وثبير فيها بطيحاء من بطيحاء الجنة.

§شِعْبُ الْخَاتَمِ: بَيْنَ أَجْيَادَ الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ شِعْبَ الْخَاتَمِ؛ أَنَّ خَاتَمَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ الَّذِي كَانَ يَكُونُ فِي كَفِّهِ رُئِيَ فِي كَفِّهِ، وَقَدْ سَقَطَتْ بِمَكَّةَ بِأَجْيَادَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَقَدْ قُتِلَ فِي نَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ، فَيُقَالُ: إِنَّ بَعْضَ الطَّيْرِ أَخَذَ يَدَهُ فَأَلْقَاهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، سَمِعْتُ رَجُلًا بَصْرِيًا يَقُولُ ذَلِكَ.

المشقرات: هي أقرن بين محجة العراق وبين مكة وفيها جبل أحمر وهو القرن الذي عن يمين من دخل مكة من العراق والوادي بينه وبين ثبير غيناء وفيه يقول الشاعر: أقول لأصحابي إذا العير شمرت ألا عرجوا كيما نحل المشقرا أقول لركب أمموا أين داركم؟ فنترك ما كنتم بها أو

§جَبَلُ نُفَيْعٍ: مَا بَيْنَ بِئْرِ زَيْنَبَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ حَتَّى تَأْتِيَ أَنْصَابَ الْأَسَدِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ نُفَيْعًا؛ أَنَّهُ كَانَ فِيهِ أَدْهَمُ لِلْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ كَانَ يَحْبِسُ فِيهِ غِلْمَانَهُ وَكَانَ ذَلِكَ الْأَدْهَمُ يُسَمَّى نُفَيْعًا.

السداد ثلاثة أسدة، بشعب عمرو بن عبد الله بن خالد وصدرها يقال له النصع عملها الحجاج تحبس الماء، والكبير منها يدعى: أثال وهو سد عمله الحجاج في صدر شعب عمرو، وجعله على وادي مكة وجعل مفيضه يسكب في سدرة خالد وهو على يسار من أقبل من شعب عمرو فأما السدان

§الْمَيْغَةُ: وَهُوَ جَبَلُ خَلِيفَةَ وَبِهِ يُعْرَفُ الْيَوْمَ مُشْرِفٌ عَلَى أَجْيَادَ الْكَبِيرِ وَعَلَى الْخَلِيجِ وَالْحِزَامِيَّةِ وَهُوَ خَلِيفَةُ بْنُ عُمَرَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي بَكْرٍ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي جَنْدَعٍ كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَكَنَ فِيهِ وَابْتَنَى، وَمَسِيلُهُ يَمُرُّ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْخَلِيجُ يَمُرُّ فِي دَارِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ وَقَدْ خُلِجَ هَذَا الْخَلِيجُ تَحْتَ بُيُوتِ النَّاسِ وَابْتَنَوْا فَوْقَهُ وَكَانَ يُسَمَّى هَذَا الْجَبَلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَيْدًا وَكَانَ مَا بَيْنَ دَارِ الْحَارِثِ الصَّغِيرَةِ إِلَى مَوْقِفِ الْبَقَرِ بِأَصْلِ جَبَلِ خَلِيفَةَ سُوقٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ الْكَثِيبُ أَسْفَلَ مِنْ جَبَلِ خَلِيفَةَ وَهُوَ الْيَوْمَ مِنْ حَدِّهِ ذَلِكَ إِلَى مَوْقِفِ الْبَقَرِ مِنْ أَعْمَرِ فَجٍّ بِمَكَّةَ وَأَكْثَرِهِ أَهْلًا وَصَانِعًا , وَفِي هَذَا الْفَجِّ زُقَاقُ جُحُوشٍ وَفِيهِ زُقَاقُ وَحْوَحِ بْنِ الْأَسْلَتِ أَخِي أَبِي مُقَيَّرِ بْنِ الْأَسْلَتِ، وَإِذَا أَفْضَيْتَ مِنْهُ أَفْضَيْتَ إِلَى رِبَاعٍ لِلْكِنَانِيِّينَ , فَمِنْهَا دَارُ مَالِكِ بْنِ الضَّجْنَانِ الْكِنَانِيِّ يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِدَارِ مَالِكٍ وَلَهُمْ رَبْعٌ عِنْدَ بُيُوتِ الْمُنْكَدِرِيِّ وَفِيهِ رَبْعٌ فِي أَوَّلِ الزُّقَاقِ لِابْنِ حُفَيْصِ بْنِ مُحْلِفَا مَوْلَى آلِ مَاجِدَةَ. -[192]- وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ حُفَيْصِ بْنِ مُحْلِفَا حَدِيثَ " مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ خُيَلَاءً ". وَفِي أَجْيَادَ الْكَبِيرِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ النَّمَارِقُ وَمَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ الْمَشَاجِبُ نَاحِيَةَ الدَّحْضَةِ.

سدرة خالد وهي صدر وادي مكة ومن شقها واد يقال له: الأفيعية ويسكب فيه أيضا شعب علي بمنى وشعب عمارة الذي فيه منازل سعيد بن سالم وفي ظهره الرخم ويسكب فيه أيضا مسيل المنحر من منى وما جاز المنحر من الجمار ببكة

2510 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا الصُّبْحَ ثُمَّ §أَدْخُلُ جِيَادَ فَأَقْضِي حَاجَتِي فَمَا أَعْرِفُ وَجْهَ صَاحِبِي "

وبكة الوادي الذي به الكعبة وبطن مكة وسائر الوادي مكة فمن ذلك المربع حائط ابن برمك هلم جرا وفخ وهو أعظمها، وصدره شعب بني عبد الله بن خالد بن أسيد

§وَالْمَشَاجِبُ: مَوْضِعٌ بِأَجْيَادَ مُشْرِفٌ عَلَى السَّلَمَاتِ مُتَنَزَّهٌ لِلشَّبَابِ بِأَجْيَادَ الْكَبِيرِ عِنْدَ الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمِيَاهُ يَحْبِسُ الْمَطَرَ , كَانَ فَتَيَانٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَتَنَزَّهُونَ هُنَالِكَ.

والغميم: ما أقبل على المقطع ويلتقي سيلهما سيل وادي مكة، وبكة بقرب البحر.

§مَحْرَزَةُ الْغَوْثِ: كَانَتْ بَيْنَ دَارِ الدَّوْمَةِ وَدَارِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، وَالْغَوْثُ مِنَ الْأَزْدِ فَأَخَذَهَا آلُ زُهَيْرٍ فَبَنَوْا بِهَا بُيُوتًا.

سدرة خالد: هي صدر وادي مكة أعظم السيل سيلها إذا سال يقال له: سيل عارم إذا سال وعظم وهو مثل عند أهل مكة إذا وجد الرجل على الرجل قال له: اذهب ذهب بك سيل سدرة وهو من مكة على ستة أميال وهو على طريق الذاهب إلى العراق ولخالد بن عبد الله بن أسيد يقول عمران

§قَرْنُ الْقُرْطِ: بِذَنَبِ أَجْيَادَيْنِ جَمِيعًا، عَلَيْهِ رَبْعُ آلِ مُرَّةَ بْنِ -[193]- عَمْرٍو الْجُمَحِيِّ وَإِنَّمَا سُمِّيَ قَرْنَ الْقُرْطِ؛ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَبْتَاعُونَ عِنْدَهُ الْقُرُطَ وَعِنْدَهُ مُنْقَطَعُ ضَفِيرَةِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مَا بَيْنَ دَارِ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، وَدَارِ قَيْسِ بْنِ السَّائِبِ إِلَى الدَّحْضَةِ مِنَ الشِّقِّ الْيَمَانِيِّ وَإِلَى صَخْرَةِ لُقْمَانَ , وَهِيَ جَاهِلِيَّةٌ , وَهِيَ صَخْرَةٌ مُلْقَاةٌ فِي الطَّرِيقِ.

المقطع: منتهى الحرم من طريق العراق تسعة أميال وهو مقلع الكعبة، وإنما سمي المقطع؛ لغلظه وأنه قطع بالزبر ومنه الحجارة التي بنيت بها الكعبة ويقال: إن المقطع على غير هذا الوجه أن أهل الجاهلية كانوا إذا خرجوا من الحرم لتجارة أو غيرها علقوا في رقابهم ورقاب

§السَّلَمَاتُ: فِي ظَهْرِ الدَّحْضَةِ وَهِيَ تَصُبُّ فِي اللَّاحِجَةِ.

§شِعْبُ الْعَرُوسِ: مُنْقَطَعُ السَّلَمَاتِ بِأَجْيَادَ الْكَبِيرِ.

ثنية خل: بطرف المقطع منتهى الحرم من طريق العراق.

§صَخْرَةُ الْغُرَابِ بِأَجْيَادَ الْكَبِيرِ فِي مَدْبَرِهَا، يَدْفَعُ شِقُّهَا الشَّامِيُّ عَلَى أَجْيَادَ الْكَبِيرِ، وَشِقُّهَا الْيَمَانِيُّ فِي اللَّاحِجَةِ.

والسقيا: المسيل الذي يفرع بين مأزمي عرفة ونمرة على مسجد إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام، وهو شعب على يمين المقبل من عرفة إلى منى وفي هذا الشعب بئر عظيمة يقال: إن ابن الزبير رضي الله عنهما حفرها وعلى باب شعب السقيا بئر جاهلية يقال: إن خالصة عمرتها فهي

§الْبَوَّالَةُ: بِأَقْصَى جِيَادَ الْكَبِيرِ أَقْصَى الشِّعْبِ.

والستار: من فوق الأنصاب وإنما سمي الستار؛ لأنه ستر بين الحل والحرم.

§الْجَرُّ وَالْمِيزَابُ: مَوْضِعٌ بِأَجْيَادَ عِنْدَ الْمِيَاهِ مِحَبِسٌ لِلْأَمْطَارِ.

ذكر شق معلاة مكة الشامي وتسمية ما فيه من الشعاب والجبال والمواضع مما أحاط به الحرم من ذلك

§الْحَفْرُ: مَوْضِعٌ يُدْعَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْحَفْرَ فِي دَارِ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ دَخَلَ فِي دَارِ عِيسَى بْنِ مُوسَى

شعب قعيقعان: وإنما سمي قعيقعان لتقعقع السلاح فيه.

§الْأَصْفَى: وَيُقَالُ: الْمَصَافِيُّ بِالدَّحْضَةِ مَوَاضِعُ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ فِي أَيَّامِ الرَّبِيعِ وَالْخَرِيفِ.

§اللَّاحِجَةُ: هِيَ الثَّنِيَّةُ الَّتِي بِأَصْلِ بُيُوتِ أَبِي أَحْمَدَ الْمَرْوَانَيِّ ثُمَّ إِلَى الْجَبَلِ الْمُشْرِفِ عَلَى كَثِيبِ الرَّمْضَةِ وَبُيُوتِهَا , وَهِيَ آخِرُ عُمْرَانِ مَكَّةَ مِنْ أَسْفَلِهَا وَفِيهَا يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الوافر] مَتَى أَرَ عَرْمَسًا تَهْوِي بِرَحْلٍ ... إِلَى الرَّمَضَاتِ تُهْدِ بِكَ الطَّرِيقَا

§الْغُرَابَاتُ: جِبَالٌ سُودٌ مُصْطَفَّاتٌ عَلَى يَمِينِكَ وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى الْمُسْفِلَةِ.

§الْمَيْثِبُ: مِنَ الثَّنِيَّةِ إِلَى أَسْفَلِ الرَّمْضَةِ وَفِيهِ رَدْهَةٌ تُمْسِكُ الْمَاءَ.

جبل شيبة: هو الجبل الذي يطل على جبل الديلمي وكان جبل الديلمي وجبل شيبة يسميان في الجاهلية واسطا وكان جبل شيبة للنباش بن زرارة التميمي ثم صار بعد ذلك لشيبة.

§ثَمَدُ: الشِّعْبُ الَّذِي خَلْفَ بُيُوتِ بَنِي زُرَيْقِ بْنِ وَهْبِ اللهِ.

جبل الديلمي: جبل مشرف على المروة كان يسمى في الجاهلية فيما يقولون سميرا، والديلمي مولى لمعاوية رضي الله عنه كان بنى في ذلك الجبل فنسب إليه

§ثَنِيَّةُ بَنِي عَظْلٍ: هِيَ الثَّنِيَّةُ الَّتِي تَضْرِبُ عَلَى حَائِطِ ابْنِ طَارِقٍ.

الجبل الأبيض: الجبل المشرف على فلق ابن الزبير رضي الله عنهما.

§الْيَحَامِيمُ: أَيْضًا جِبَالٌ أَسْفَلَ الْمَجْزَرَةِ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ

والخافض: أسفل من الفلق اسمه السائل وهو مشرف على دار الحمام وإنما كان سبب تسهيل ابن الزبير رضي الله عنهما الفلق وضربه فيه حتى فلقه أن الأموال التي كانت تأتيه من العراق وغيرها كان يدخل بها مكة فيعلم الناس بها فكأنه كره ذلك فأمر بالفلق فعمل وسوي فكان إذا

§شِعْبُ الْبَيْنِ: فِيهِ الْمَجْزَرَةُ بِالْمُسْفِلَةِ الْيَوْمَ وَفِيهِ طُرِحَ تُرَابُ وَادِي مَكَّةَ حِينَ عُزِقَ.

جبل تفاحة: المشرف على دار سلمة بن زياد ودار الحمام وزقاق النار، وتفاحة كانت مولاة لمعاوية رضي الله عنه , وهي أول من بنى في ذلك الجبل بناء فنسب إليها.

§ذَاتُ الرِّمَاضِ: شِعْبٌ يُفَرَّعُ مِنْ ثَوْرٍ وَيَصِيرُ فِي بَطْنِ اللَّاحِجَةِ. قَالَ الشَّاعِرُ فِي اللَّوَاحِجِ وَهَذِهِ الْمَوَاضِعِ: [البحر الكامل] إِنَّ اللَّوَاحِجَ قَدْ عَلِمْـ ... ـنَ مِنَ الْمَخَارِجِ فِي الرَّبِيعْ ذَاتُ الرِّمَاضِ فَثَوْرُ مَنْ ... يَرْبُعْ صَنِيعَ ابْنِ الرَّبِيعْ

جبل الحبشي: الجبل المشرف على دار السري بن عبد الله التي صارت للحراني، واسم الجبل الحبشي لم ينسب إلى رجل حبشي وإنما هذا اسم الجبل.

§سَامِي الْمَنْظَرِ: قَرْنٌ أَسْفَلَ مِنَ الطَّلُوبِ دُونَ أَضَاءَةِ لَبَنٍ كَانَتْ قُرَيْشٌ يَجْلِسُونَ عَلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ يَنْتَظِرُونَ تِجَارَتَهُمْ حَتَّى تَأْتِيَ مِنَ الْيَمَنِ.

أولات يحاميم: الأحداب التي بين دار السري إلى ثنية المقبرة العظمى التي فيها قبر أمير المؤمنين أبي جعفر وتعرف باليحاميم وأولها القرن الذي على ثنية المدنيين.

§أَضَاءَةُ لَبَنٍ: وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ أَضَاءَةَ لَبَنٍ؛ لِأَنَّ الْجَبَلَ الْمُطِلَّ عَلَيْهَا يُقَالُ لَهُ لَبَنٌ. وَالْأَضَاءَةُ: فِي الْوَادِي وَهِيَ خَبْتٌ يَجْتَمِعُ سَيْلُ وَادِي مَكَّةَ فِيهِ.

§السَّرْدُ: الْجَبَلُ الَّذِي بَيْنَ الطَّلُوبِ وَاللَّاحِجَةِ , وَيُقَالُ لِرَأْسِهِ: الْمَيْثَبُ , وَفِيهِ رَدْهَةٌ تُمْسِكُ الْمَاءَ يُقَالُ لَهَا النَّبْعَةُ.

§أَضَاءَةُ الْحِمَامِ: عِنْدَ الْجَبَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْحُبْشِيُّ يَحْبِسُ الْمَاءَ بَيْنَ أَضَاءَةِ لَبَنٍ وَبَيْنَ الْحُبْشِيِّ وَمِنْهَا يَمْتَدِرُ النَّاسُ الْمَدَرَ الْحُرَّ.

§الْمُرَوَّحُ: مَوْضِعٌ هُنَاكَ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الوافر] وَذُو الْمُرَوَّحِ أَقْفَرَ مِنْ ضُفَيَّا ... وَبُدَّلَ بَعْدَ سَاكِنِهِ الْحِمَامَا وَمُقَابِلُهُ شِعْبُ بَنِي الْحَلَّاقِ.

شعب المقبرة: شعب مبارك لا يعلم بمكة شعب مستقبل القبلة غيره، ومن ثنية المقبرة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قال بعضهم: إن ثنية المقبرة هو اسمها يقال لها ثنية المقبرة ويقال: اسمها كداء وهي ثنية المعلاة. ويقال: إن ابن الزبير رضي الله

§ذَنَبُ الطَّاوُسِ: يُقَابِلُ شِعْبَ بَنِي الْحَلَّاقِ , وَفِيهِ بِئْرُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ.

§اللَّاحِجَةُ السَّلَمَاتُ: وَهِيَ تَصُبُّ عَلَى الْأَجْنَا , يَزْعُمُ آلُ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ أَنَّهَا لَهُمْ , وَبِهَا لَهُمْ ثَلَاثَةُ آبَارٍ , وَقَدِ انْدَفَنَتْ مِنْهَا بِئْرَانِ.

كداء الجبل المشرف على المقبرة والوادي وله يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه يوم الفتح: عدمت بنيتي إن لم تروها تثير النقع عن كنفي كداء وفي كداء يقول شاعر من العرب: كرهت كتيبة الجمحي لما رأيت الموت سال على كداء

§اللَّاحِجَةُ الْأُخْرَى: الصَّخْرَةُ الْقَائِمَةُ بَيْنَ اللَّاحِجَةِ وَالْفَدَفْدَةِ. -[197]- قَالَتْ سَرِيَّةُ بِنْتُ شَبِيبٍ الْجُمَحِيَّةُ وَكَانَتْ نَازِلَةً بِذَاتِ الرِّمَاضِ وَجَارَتُهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْعَاصِ نَازِلَةً عَلَى اللَّاحِجَةِ فَقَالَتْ: [البحر المتقارب] سَرِيَّةُ سَبَيْتِ اللَّوَاحِجَ مِنْ مَنْزِلٍ ... وَلَا مِثْلَ جَارِكِ يَا فَاطِمَهْ بِدَفْعِ صِيغٍ فُوَيْقَ الْمُرَارِ ... فَالدَّوْحُ فَالصَّخْرَةُ الْقَائِمَهْ قَالَ: فَأَجَابَتْهَا فَاطِمَةُ: [البحر المتقارب] إِذَا جِئْتَ حَيًّا بِذَاتِ الرِّمَاضِ ... فَأَبْلِغْ سَرِيَّةَ عَنْ فَاطِمَهْ وَقُولَا فَقَدْ جَاءَنِي قَوْلُهَا ... أَيَقْظَى تَحَدَّثْتِ أَمْ نَائِمِهْ؟ ذَمَمْتِ اللَّوَاحِجَ فَاسْتَغْفِرِي ... وَتُوبِي إِلَى اللهِ يَا ظَالِمَهْ فَلَوْ بِتِّ فِي مَنْزِلِي لَيْلَةً ... تَمَنَّيْتُ أَنَّكِ لِي خَادِمِهْ بِأَبْطُحَ حُلْوَاجِ دَمْثِ الرُّبَا ... بِمَا شِئْتِ مِنْ دَوْحَةٍ نَاعِمَهْ

أبو دجانة الجبل الذي خلف المقبرة شارعا على الوادي يقال له جبل البرم وأبو دجانة والأحداب التي خلفه تسمى ذات أعاصير.

§وَثَمَدٌ: إِلَى جَانِبِهِ , وَهُنَالِكَ صَخْرَةٌ يُقَالُ لَهَا صَخْرَةُ الْمَيْثِبِ.

غراب القرن الذي عليه بيوت خالد بن عكرمة بين حائط خرمان وبين شعب آل قنفذ، مسكن ابن أبي الرزام، ومسكن ابن جعفر، وحائط خرمان عنده

§غَارُ بَنِي الْحَلَّاقِ مَوْضِعٌ هُنَالِكَ , وَهَذِهِ الْمَوَاضِعُ كُلُّهَا بِاللَّوَاحِجِ يَقْرُبُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ , وَفِي الرَّمْضَةِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ: النَّبْعَةُ وَهِيَ مِيَاهٌ يَجْتَمِعُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ. قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ يَذْكُرُهَا: [البحر الرجز] يَا صَاحِ مَا أَطْيَبَ خُمًّا وَثَمَدْ ... وَصَخْرَةُ الْمَيْثِبِ دَمْثًا كَالْبَرَدْ وَغَارُ حَلَّاقٍ فَذَاكَ الْمُعْتَمَدْ وَقَالَ آخَرُ: فِي نَبْعَةٍ وَنَبْعَاتٍ ... طَابَتْ وَطَابَ مَاؤُهَا -[198]- وَقَالَ فِيهِ شَاعِرٌ آخَرُ: [البحر الطويل] فَلَا تَبْرَحَنْ أَكْنَافَ نَبْعٍ مُقِيمَةٍ ... إِلَى شَرَفٍ فِي مَشْطَةٍ وَتَعَطُّرِ

شعب آل قنفذ: هو الشعب الذي فيه دار آل خلف بن عبد الله بن السائب ويقال آل عبد ربه بن السائب مقابل قصر محمد بن سليمان وكان يسمى شعب اللئام وهو قنفذ بن زهير من بني أسد بن خزيمة وهو الشعب الذي على يسارك فوق حائط خرمان وفيه اليوم دار الخلفيين من بني مخزوم

§بِئْرُ خُمٍّ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمَيْثِبِ حَفَرَهَا مُرَّةُ بْنُ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَ خُمًّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ فِي الدَّهْرِ الْأَوَّلِ يَتَنَزَّهُونَ بِهِ وَيَكُونُونَ فِيهَا

2511 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِخُمٍّ يَقُولُ: " §بُكَاءُ الْحَيِّ عَلَى الْمَيِّتِ عَذَابٌ لِلْمَيِّتِ " وَفِي خُمٍّ يَقُولُ الرَّاجِزُ: [البحر الرجز] لَا تَسْتَقِي إِلَّا بِخُمٍّ وَالْحَفَرِ وَكَانَ مَاءً لِلْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ عَلَى بَابِ دَارِ قَيْسِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَادِيَةً قَدِيمَةً.

العير: هو الجبل الطويل مقابل المقبرة وبيوت حق أبي بأصل العير , وهو مشرف على شعب الزاروية , ويقال له ذو الأراكة , وبأصله دار صالح بن العباس , وفيه يقول الشاعر: فالخطم فالعير فبطاحهما فالحصر فالعيرة فالطاهر

§عَدَافَةُ الْجَبَلُ الَّذِي خَلْفَ الْمَسْرُوحِ مِنْ وَرَاءِ الطَّلُوبِ عَلَى طَرِيقِ الْحُبْشِيِّ.

سقر: الجبل المشرف على قصر أبي جعفر عليه بيوت بني قريش موالي بني شيبة ثم ابتاعه صالح بن العباس وأسماه المستقر وفيه يقول الشاعر: أوحش المستقر من بعد أنس وعقبته الرياح والأمطار

§الْمُقَنَّعَةُ: الْجَبَلُ الَّذِي عِنْدَ الطَّلُوبِ بِاللَّاحِجَةِ مِنْ ظَهْرِ الدَّحْضَةِ وَظَهْرِ أَجْيَادَ الْكَبِيرِ إِلَى بُيُوتِ ابْنِ رِزْقِ اللهِ الْمَخْزُومِيِّ -[199]- وَفِي نَاحِيَةِ خُمٍّ شِعْبٌ يُقَالُ لَهُ شِعْبُ النَّاقَةِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ شِعْبَ النَّاقَةِ؛ لِأَنَّ فِيهِ صَخْرَةً مَنْ رَآهَا ظَنَّ أَنَّهَا نَاقَةٌ بَارِكَةٌ وَهِيَ مِنْ حِجَارَةٍ

§الْفَدْفَدَةُ: بَيْنَ مُؤَخَّرِ الْمَفْجَرِ وَاللَّاحِجَةِ.

جبل حراء وهو الجبل الطويل الذي بأصل شعب آل الأخنس مشرفا على حائط مورش وهو الحائط الذي يقال له حائط حراء على يسار الذاهب إلى العراق وهو المشرف القلة مقابل ثبير غيناء محجة العراق بينه وبينه , وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعبد فيه مبتدأ نبوته في

§ذَاتُ اللهَا: تَصُبُّ فِي الْفَدْفَدَةِ.

§ذُو مُرَاخٍ بَيْنَ مُزْدَلِفَةَ وَبَيْنَ الْبِرْكَةِ مَا كَانَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ وَبَيْنَ أَرْضِ ابْنِ مَعْمَرٍ , وَفِيهِ يَقُولُ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ: [البحر الوافر] أَحَقًّا أَنَّ جِيرَتَنَا اسْتَحَبُّوا ... حَزُونَ الْأَرْضِ بِالْبَلَدِ السَّخَاخِ عَلَى عُقْرِ الْأَبَاطِحِ مِنْ ثَبِيرٍ ... إِلَى ثَوْرٍ فَمَدْفَعِ ذِي مُرَاخِ

الجواء: جبل في شعب الأخنس بن شريق وكانت تنزل الحبش فيما هنالك قديما. - قال عنترة بن غالب العبسي يذكره: يا دار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحا دار عبلة واسلمي

§السِّلَفَانِ الْيَمَانِيُّ وَالشَّامِيُّ: مَتْنَانِ بَيْنَ اللَّاحِجَةِ وَعُرْنَةَ وَلَهُ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الوافر] أَلَمْ تَسَلِ التَّنَاضُبَ عَنْ سُلَيْمَى ... تَنَاضُبَ مَقْطَعِ السِّلَفِ الْيَمَانِي

القاعد: هو الجبل الساقط أسفل حراء على الطريق عن يمين من أقبل من العراق أسفل من بيوت ابن أبي الرزام الشيبي.

§التَّنَاضُبُ: مَوْضِعٌ فِيهِ شَجَرٌ مَلْتَفٌّ أَخْضَرُ رَيَّانُ وَاحِدَةٌ مِنْ هَذَا الشَّجَرِ يُقَالُ لَهُ تَنْضُبَةٌ وَجَمَاعَةُ التَّنَاضُبِ. قَالَ الْأَعْشَى يَذْكُرُ امْرَأَةً: [البحر المتقارب] مَلِيكِيَّةٌ جَاوَرَتْ بِالْحِجَا ... زِ قَوْمًا عُدَاةً وَأَرْضًا شَطِيرَا بِمَا قَدْ تَرَبَّعَ رَوْضَ الْقَطَا ... وَرَوْضَ التَّنَاضُبِ حَتَّى تَصِيرَا يُرِيدُ بِقَوْلِ: تَصِيرَا، مِنَ النِّعْمَةِ وَالنَّضَارَةِ.

أظلم هو الجبل الأسود بين ذات جليلين وبين الأكمة.

§الضَّحَاضِحُ: وَرَاءَ السِّلْفَيْنِ.

وذات جليلين: من منتهى شعب الأخنس من مؤخره مما يلي أذاخر إلى مكة السدر.

§ذُو السَّدِيرِ: مِنْ مُنْقَطِعِ اللَّاحِجَةِ إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ.

ضنك: وهو الشعب بين أظلم وبين أذاخر على محجة الطريق , وإنما سمي ضنكا أن في ذلك الشعب كتابا في عرق أبيض مستطيل في الجبل مصور صورة، مكتوب الضاد والنون والكاف متصل بعضه ببعض كما كتبت " ضنك "؛ فلذلك سمي ضنكا.

§ذَاتُ السُّلَيْمِ: الْجَبَلُ الَّذِي بَيْنَ مُزْدَلِفَةَ وَبَيْنَ ذِي مُرَاخٍ.

مكة السدر من بطن فخ إلى المحدث. قال الحارث بن خالد أو غيره فيها: إلى طلل بالجزع من مكة السدر لليلى عفا بين المشقر فالحضر فظلت وظل القوم في غير حاجة كذا غدوة حتى دنت حزة العصر

§الْوَتِيرُ: مَاءٌ بِنَاحِيَةِ مَلْكَانَ عَلَى يَوْمٍ مِنْ مَكَّةَ فِي نَاحِيَةِ مَلْكَانَ، -[201]- كَانَ يُعْرَفُ بِخُزَاعَةَ، وَعَلَيْهِ قَتَلَتْهُمْ بَنُو بَكْرٍ , وَفِيهِ خَرَجَ الْمُسْتَنْصِرُ مِنْهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَنْصِرُهُ عَلَى بَنِي بَكْرٍ.

شعب بني عبد الله: ما بين الجعرانة إلى المحدث

§أَضَاءَةُ النَّبَطِ: بِعُرَنَةَ فِي الْحَرَمِ , كَانَ يَعْمَلُ فِيهَا نَبَطٌ بَعَثَ بِهِمْ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَعْمَلُونَ الْآجُرَّ لِدُورِهِ بِمَكَّةَ فَسُمِّيَتْ بِهِمْ , وَفِي عُرَنَةَ يَقُولُ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ وَيَذْكُرُهَا مَعَ مَوَاضِعَ هُنَاكَ: [البحر الطويل] عَفَتْ عَرَفَاتُ فَالْمَصَايِفُ مِنْ هِنْدِ ... وَأَقْفَرَ مَا بَيْنَ الْجَرِيرِ إِلَى الْمَهْدِي وَغَيَّرَهَا طُولُ التَّقَادُمِ وَالْبِلَا ... فَلَيْسَتْ كَمَا كَانَتْ تَكُونُ عَلَى عَهْدِي وَمَسْكَنُهَا بِالرَّبْعِ رَبْعِ عَرَاعِرٍ ... إِلَى الْهَضَبَاتِ الْقَفْرِ فَالْأَبْلَقِ الْفَرْدِ

الخضرمتين: على يمين شعب آل عبد الله بن خالد بن أسيد بحذاء أرض ابن هربذ.

§ثَنِيَّةُ أُمِّ قِرْدَانَ مُشْرِفَةٌ عَلَى الصِّلَا، مَوْضِعُ بِئْرِ الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ الْمَخْزُومِيِّ.

القمعة: قرين دون شعب بني عبد الله بن خالد على يمين الطريق في أسفله حجر عظيم مفترش أعلاه مستدق أصله جدا كهيئة القمع.

§يَرَمْرَمُ أَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ , وَفِيهَا يَقُولُ الشَّاعِرُ - رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ -: [البحر الطويل] فَإِنْ يَكُ ظَنِّي صَادِقِي لِمُحَمَّدٍ ... تَرَوْا خَيْلَهُ بَيْنَ الصِّلَا وَيَرَمْرَمِ

القنينة: شعب بني عبد الله بن خالد وهو الشعب الذي يصب على بيوت مكتومة مولاة محمد بن سليمان.

§قَرْنُ ابْنِ شِهَابٍ وَهُوَ مِنْ بَنِي لَيْثِ بْنِ جَنْدَعٍ وَهُوَ الْمُشْرِفُ -[202]- عَلَى مَاجِلِ ابْنِ طَارِقٍ، وَطَارِقٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ كَانَ الْحَائِطُ لَهُ فَابْتَاعَهُ مِنْهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , وَعَلَى قَرْنِ ابْنِ شِهَابٍ بُيُوتُ ابْنِ أَبِي خَرَزَةَ، حَائِطٌ كَانَ بِمَكَّةَ , وَكَانَتْ قَبْلَهُ لِمَسْلَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.

النقواء السفلى: ثنية فيما بين شعب بني عبد الله والجعرانة , كانت تسمى المستوفرة.

§قَائِدٌ: بَيْنَ قَرْنِ ابْنِ شِهَابٍ وَبَيْنَ ثَنِيَّةِ آلِ زُرَيْقٍ الدُّنْيَا , وَهِيَ مُجْتَمَعُ الْمَاءِ إِذَا جَاءَ الْمَطَرُ , وَقَائِدٌ هُوَ ثَنِيَّةُ خُمٍّ، الثَّنِيَّةُ الَّتِي تَهْبِطُ عَلَى صَخْرَةِ لُقْمَانَ فِي مُؤَخَّرِ أَجْيَادَ الْكَبِيرِ

ثنية الشعيبة الشرقية: التي تصب على حائط ابن هربذ.

§وَالدَّحْضَةُ: بَيْنَ بُيُوتِ بَنِي خَالِدٍ وَبَيْنِ بُيُوتِ سَلَمَةَ بْنِ سَاسَانَ.

ثنية أذاخر: التي تشرف على حائط خرمان. ومن أذاخر فيما يقال، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وقبر ابن عمر رضي الله عنهما بأصلها.

§ذَاتُ اللَّجَبِ: رَدْهَةٌ أَسْفَلَ اللَّاحِجَةِ تُمْسِكُ الْمَاءَ.

النقواء العليا: ردهة وراء سدرة خالد، ماء كان الناس ينزلونه , وفيه ثنية تسلك إلى نخلة من شعب بني عبد الله.

§ذَاتُ أَرْحَاءَ بَيْنَ الْغُرَابَاتِ وَبَيْنَ ذَاتِ اللَّجَبِ , وَهُنَالِكَ بِئْرٌ حَفَرَهَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي خُزَيْمَةَ.

والمستوفرة: ثنية تظهرك على حائط يقال له حائط ثرير كان للبوشنجاني وعلى رأسها أنصاب الحرم فما سال منها مما يلي ثرير فهو حل وما سال مما يلي الشعب فهو حرم.

§النِّسْوَةُ: أَحْجَارٌ تَطَؤُهَا فِي مَحَجَّةِ مَكَّةَ إِلَى عَرَفَةَ يُفَرَّعُ عَلَيْهَا سَيْلُ الْقُفَيْلَةِ مِنْ ثَوْرٍ , يُقَالُ: إِنَّ امْرَأَةً فَجَرَتْ فَحَمَلَتْ , فَلَمَّا دَنَا وِلَادُهَا خَرَجَتْ حَتَّى جَاءَتْ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ , فَلَمَّا حَضَرَتْهَا الْوِلَادَةُ قَبَّلَتْهَا امْرَأَةٌ , فَكَانَتْ خَلْفَ ظَهْرِهَا امْرَأَةٌ أُخْرَى، فَيُقَالُ وَاللهُ أَعْلَمُ: إِنَّهُنَّ مُسِخْنَ جَمِيعًا فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَهِيَ تِلْكَ الْحِجَارَةُ.

§الْقُفَيْلَةُ: قِيعَةٌ تُمْسِكُ الْمَاءَ عِنْدَ مَوْضِعِ النِّسْوَةِ , وَهِيَ مِنْ حَدِّ ثَوْرٍ.

ذكر شق مسفلة مكة اليماني وما فيه مما يعرف من المواضع والجبال والشعاب والآبار إلى منتهى ما أحاط به الحرم فحد ذلك أجياد الصغير، وهو الشعب الملاصق بأبي قبيس مستقبله أجياد الكبير، وعلى فم الشعب دار هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي، ودار زهير بن

§ثَوْرٌ: جَبَلٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ , وَهُوَ الْغَارُ الَّذِي كَانَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُخْتَبِئَيْنِ.

§شِعْبُ الْبَانَةِ: شِعْبٌ فِي ثَوْرٍ , وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ الْهُذَلِيُّ: [البحر الوافر] أَفِي الْآيَاتِ وَالدِّمَنِ الْمَنُولِ ... بِمَفْضَى سَيْلِ بَانَةَ فَالْغَلِيلِ؟

§الرَّمْضَةُ: مَوْضِعٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ هُنَالِكَ كَثِيبٌ عَلَيْهِ بُيُوتٌ لِنَاسٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ وَبَنِي جُمَحٍ , وَفِي ظَهْرِ الْكَثِيبِ شِعْبٌ لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ الْجُمَحِيِّ.

رأس الإنسان: الجبل الذي بين أجياد الكبير وبين أبي قبيس، يقال له: رأس الإنسان.

§الضَّحَاضِحُ: ثَنِيَّةُ كُرْزٍ مِنْ وَرَاءِ السِّلْفَيْنِ تَصُبُّ فِي النَّبْعَةِ، بَعْضُهَا فِي الْحِلِّ وَبَعْضُهَا فِي الْحَرَمِ.

أنصاب الأسد: جبل بأجياد الصغير في ربع الوليد بن المغيرة، مشرف على أجياد الكبير في أقصى الشعب. وفي أجياد الصغير بأصل الخندمة بئر يقال لها: بئر عكرمة، على باب شعب المتكأ، حفرتها زينب بنت سليمان بن علي. وعند المتكأ بئر حفرها سليمان بن عبد الله بن

§الْحُبْشِيُّ: جَبَلٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ خَلْفَ الطَّلُوبِ كَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهُ فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ , وَفِيهِ مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

شعب الخاتم: بين أجياد الكبير والصغير، وإنما سمي شعب الخاتم؛ أن خاتم عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد الذي كان يكون في كفه رئي في كفه، وقد سقطت بمكة بأجياد في هذا الموضع، وقد قتل في ناحية البصرة، فيقال: إن بعض الطير أخذ يده فألقاها في هذا الموضع، سمعت

2512 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ الْحَجبِّيِّ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: ذَهَبْتُ إِلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أُعَزِّيهَا بِأَخِيهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَمَاتَ بِالْحُبْشِيِّ جَبَلٍ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ فَنُقِلَ إِلَى مَكَّةَ , فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: §يَرْحَمُ اللهُ أَخِي , مَا مِنْ أَمْرِهِ شَيْءٌ آسَى عَلَيْهِ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُدْفَنْ حَيْثُ مَاتَ "

جبل نفيع: ما بين بئر زينب بنت سليمان حتى تأتي أنصاب الأسد وإنما سمي نفيعا؛ أنه كان فيه أدهم للحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم كان يحبس فيه غلمانه وكان ذلك الأدهم يسمى نفيعا.

2513 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُقْرِئُ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ -[205]- أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا قَدِمَتْ مَكَّةَ §جَاءَتْ إِلَى قَبْرِ أَخِيهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ وَزَادَ غَيْرُهُمَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ ثُمَّ تَقُولُ: [البحر الطويل] وَكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ يَتَصَدَّعَا فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا ... لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا ثُمَّ تَقُولُ: يَرْحَمُكَ اللهُ يَا أَخِي , أَمَا وَاللهِ لَوْ شَهِدْتُكَ مَا زُرْتُكَ , وَلَوْ حَضَرْتُكَ لَدَفَنْتُكَ حَيْثُ مُتَّ.

الميغة: وهو جبل خليفة وبه يعرف اليوم مشرف على أجياد الكبير وعلى الخليج والحزامية وهو خليفة بن عمر رجل من بني بكر ثم أحد بني جندع كان أول من سكن فيه وابتنى، ومسيله يمر في موضع يقال له الخليج يمر في دار حكيم بن حزام وقد خلج هذا الخليج تحت بيوت الناس

§الْغُرَابُ جَبَلٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ بَعْضُهُ فِي الْحِلِّ وَبَعْضُهُ فِي الْحَرَمِ , وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ النَّبْعَةَ تَصُبُّ فِي أَصْلِ غُرَابٍ.

§ذِكْرُ حُدُودِ مُسْفِلَةِ مَكَّةَ الشَّامِيَّةِ وَمَا يُعْرَفُ فِيهَا مِنَ الْأَسْمَاءِ وَالْمَوَاضِعِ وَالْجِبَالِ فِيمَا أَحَاطَ بِهِ الْحَرَمُ

§الْحَزْوَرَةُ: وَهِيَ سُوقُ مَكَّةَ الْقَدِيمُ كَانَ بِفِنَاءِ دَارِ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا الَّتِي عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ فَدَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ , كَانَتْ فِي أَصْلِ الْمَنَارَةِ هَلُمَّ جَرًّا إِلَى الْحَثْمَةِ. وَالْحَزَاوِرُ وَالْجَبَاجِبُ: الْأَسْوَاقُ , وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: بَلْ كَانَتِ الْحَزْوَرَةُ فِي مَوْضِعِ السِّقَايَةِ الَّتِي عَمِلَتِ الْخَيْزُرَانُ بِفِنَاءِ دَارِ الْأَرْقَمِ , وَقَالُوا: بَلْ بِحِذَاءِ الرَّدْمِ فِي الْوَادِي , فَأَمَّا الصَّحِيحُ مِنْ ذَلِكَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ فَأَنَّهَا عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ وَلَا أَعْلَمُ أَنِّي سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عُمَرَ يَقُولُ ذَلِكَ، وَزَعَمَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَنَّ الْحَزْوَرَةَ دَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَفِي الْحَزْوَرَةِ يَقُولُ الْجُرْهُمِيُّ: [البحر الطويل] وَبَدَّلَهَا قَوْمًا أَشِحًّا أَشِدَّةً ... عَلَى مَا هُمْ يَشْرُونَهُ بِالْحَزَاوِرِ

والمشاجب: موضع بأجياد مشرف على السلمات متنزه للشباب بأجياد الكبير عند الموضع الذي يقال له المياه يحبس المطر , كان فتيان من أهل مكة يتنزهون هنالك.

2514 - حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ، عَنْ -[207]- جَدِّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا بِالْحَزْوَرَةِ مِنْ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ: " أَمَا وَاللهِ إِنِّي §لَأَعْلَمُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ , وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ " وَالْحَزْوَرَةُ كَانَتْ سُوقَ مَكَّةَ الْقَدِيمَ , وَكَانَ فِيهَا مُجْتَمَعُ النَّاسِ لِلْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ , وَعِنْدَهَا كَانَتْ دَارُ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا

محرزة الغوث: كانت بين دار الدومة ودار زهير بن أبي أمية، والغوث من الأزد فأخذها آل زهير فبنوا بها بيوتا.

2515 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كُنْتُ §أَتَسَمَّعُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا نَائِمَةٌ عَلَى عَرِيشِ أَهْلِي "

قرن القرط: بذنب أجيادين جميعا، عليه ربع آل مرة بن عمرو الجمحي وإنما سمي قرن القرط؛ أن الناس كانوا في الجاهلية يبتاعون عنده القرط وعنده منقطع ضفيرة الحارث بن عبد الله ما بين دار جعفر بن يحيى، ودار قيس بن السائب إلى الدحضة من الشق اليماني وإلى صخرة

§الْحَثْمَةُ: بِأَسْفَلِ مَكَّةَ: صَخَرَاتٌ فِي رَبْعِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ: لَا بَلْ كَانَتْ عِنْدَ دَارِ رُوَيْسٍ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ عَلَى بَابِ دَارِ يَسَارٍ مَوْلَى بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَالْأَوَّلُ أَشْهُرُ عِنْدَ الْمَكِّيِّينَ أَنَّهَا فِي رَبْعِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

السلمات: في ظهر الدحضة وهي تصب في اللاحجة.

2516 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَا: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَرَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ {جَنَّاتِ عَدْنٍ} [التوبة: 72] فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ §أَتَدْرُونَ مَا جَنَّاتُ عَدْنٍ؟ قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ لَهُ خَمْسَةُ آلَافِ بَابٍ عَلَى كُلِّ بَابٍ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ , لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا نَبِيٌّ، وَهَنِيئًا لِصَاحِبِ الْقَبْرِ وَأَشَارَ إِلَى قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ صِدِّيقٌ، وَهَنِيئًا لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , أَوْ شَهِيدٌ، وَأَنَّى لِعُمَرَ الشَّهَادَةُ؟ وَإِنَّ الَّذِي أَخْرَجَنِي مِنْ مَنْزِلِي بِالْحَثْمَةِ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَسُوقَهَا إِلَيَّ، وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي حَدِيثِهِ قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ: الْحَثْمَةُ: مَنْزِلُهُ بِمَكَّةَ , وَفِي الْحَثْمَةِ يَقُولُ الْمُهَاجِرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: لَنِسَاءٌ بَيْنَ الْحَجُونِ إِلَى الْحَثْـ ... ـمَةِ فِي لَيَالٍ مُقْمِرَاتٍ وَشَرْقِ سَاكِنَاتُ الْبِطَاحِ أَشْهَى إِلَى الْقَلْـ ... ـبِ مِنَ السَّاكِنَاتِ دُورَ دِمَشْقِ وَفِي الْحَثْمَةِ وُلِدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

شعب العروس: منقطع السلمات بأجياد الكبير.

2517 - حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، أَوْ سَمِعْتُ فِي -[209]- مَجْلِسِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: بَيْنَا أَنَا بِالْحَثْمَةِ، إِذْ سَمِعْتُ صَارِخًا، مِنْ دَارِ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا:. . . §لِلْخَطَّابِ مَوْلُودٌ - يَعْنِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "

صخرة الغراب بأجياد الكبير في مدبرها، يدفع شقها الشامي على أجياد الكبير، وشقها اليماني في اللاحجة.

2518 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كَانَ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ §خَطَبَ فِي مَقْدِمِهِ دِمَشْقَ عَمْرَةَ بِنْتَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيَّةَ فَقَالَتْ: [البحر المتقارب] كُهُولُ دِمَشْقَ وَشُبَّانُهَا ... أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْجَالِيَهْ لَهُمْ ذَفَرٌ كَصِنَانِ التُّيُوسِ ... أَعْيَا عَلَى الْمِسْكِ وَالْغَالِيَهْ فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ يُجِيبُهَا: [البحر الخفيف] سَاكِنَاتُ الْعَقِيقِ أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ ... مِنَ السَّاكِنَاتِ دُورَ دِمَشْقِ يَتَضَوَّعْنَ إِنْ تَطَيَّبْنَ بِالْمِسْكِ ... صُنَانًا كَأَنَّهُ رِيحُ مَرَقِ , 2519 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ، أَيْضًا قَالَ: وَهِيَ - يَعْنِي هَذِهِ الْأَبْيَاتَ - لِلْمُهَاجِرِ بْنِ خَالِدٍ وَقَالَ: لَنِسَاءٌ بَيْنَ الْحَجُونِ إِلَى الْحَثْمَةِ. وَالْحَثْمَةُ: صَخَرَاتٌ مُشْرِفَاتٌ فِي رَبْعِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الطَّوِيلِ الْمُشْرِفِ عَلَيْهِ، اسْمُهُ الْعَاقِرُ , وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] هَيْهَاتَ مِنْهَا إِنْ أَلَمَّ خَيَالُهَا ... سَلْمَى إِذَا نَزَلَتْ بِسَفْحِ الْعَاقِرِ

البوالة: بأقصى جياد الكبير أقصى الشعب.

§زُقَاقِ النَّارِ: بِأَسْفَلِ مَكَّةَ مِمَّا يَلِي دَارَ بِشْرِ بْنِ فَاتِكٍ الْخُزَاعِيِّ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ زُقَاقَ النَّارِ، زَعَمُوا لِمَا كَانَ يَكُونُ بِهِ مِنَ الشُّرُورِ.

الجر والميزاب: موضع بأجياد عند المياه محبس للأمطار.

§بَيْتُ الْأَزْلَامِ: لِمِقْيَسِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ السَّهْمِيِّ , وَيُقَالُ مَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ الْعَامِرِيُّ , وَكَانَ بِالْحَثْمَةِ الَّتِي تَلِي دَارَ رُوَيْسٍ فِي مَبْطَحِ السَّيْلِ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ , صَارَ الْيَوْمَ لِجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ.

الحفر: موضع يدعى في الجاهلية الحفر في دار خالد بن العاص دخل في دار عيسى بن موسى

§شِعْبُ اللَّيْلِ: الَّذِي فِيهِ الْمَجْزَرَةُ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ , وَبَيْنَ يَدَيْهِ دَارُ الْوَرَّاقِينَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا دَارُ مِصْرَ.

الأصفى: ويقال: المصافي بالدحضة مواضع يجتمع فيها الماء في أيام الربيع والخريف.

§جَبَلُ زُرْزُرٍ: الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى دَارِ يَزِيدَ بْنِ مَنْصُورٍ الْحِمْيَرِيِّ خَالِ الْمَهْدِيِّ بِالسُّوَيْقَةِ عَلَى حَقِّ آلِ نُبَيْهِ بْنِ الْحَجَّاجِ السَّهْمِيِّ , وَكَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْقَائِمَ، وَزُرْزُرٌ، كَانَ بِمَكَّةَ فِيمَا ذَكَرُوا حَائِكًا كَانَ أَوَّلَ مَنْ بَنَى فِيهِ -[211]- فَنُسِبَ الْجَبَلُ إِلَيْهِ , وَهُوَ مَوْلًى لِبَنِي سَهْمٍ وَيُقَالُ مَوْلًى لِآلِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

اللاحجة: هي الثنية التي بأصل بيوت أبي أحمد المرواني ثم إلى الجبل المشرف على كثيب الرمضة وبيوتها , وهي آخر عمران مكة من أسفلها وفيها يقول الشاعر: متى أر عرمسا تهوي برحل إلى الرمضات تهد بك الطريقا

2520 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا زُرْزُرٌ، مَوْلَى آلِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ، سُفْيَانُ حَدِيثَيْنِ. 2521 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زُرْزُرٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً §أَنُسَلِّمُ عَلَى النِّسَاءِ؟ فَقَالَ: إِنْ كُنَّ شَوَابًّا فَلَا "

الغرابات: جبال سود مصطفات على يمينك وأنت ذاهب إلى المسفلة.

قَالَ: وَسَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ §الرَّجُلِ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الرِّيحُ قَالَ: " يُمْسِكُ عَنِ الْقِرَاءَةِ حَتَّى يَذْهَبَ "

الميثب: من الثنية إلى أسفل الرمضة وفيه ردهة تمسك الماء.

§جَبَلُ النَّارِ الَّذِي يَلِي جَبَلَ زُرْزُرٍ وَإِنَّمَا سُمِّيَ جَبَلَ النَّارِ؛ أَنَّهُ كَانَ أَصَابَ أَهْلَهُ حَرِيقٌ مُتَوَالٍ.

ثمد: الشعب الذي خلف بيوت بني زريق بن وهب الله.

2521 - §جَبَلُ أَبِي يَزِيدَ: الْجَبَلُ الَّذِي يَصِلُ جَبَلَ زُرْزُرٍ مُشْرِفًا عَلَى حَقِّ آلِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الَّذِي عِنْدَ زُقَاقِ مُهْرٍ، وَمُهْرٌ إِنْسَانٌ مُعَلِّمُ كُتَّابٍ فِيمَا يَزْعُمُونَ، وَأَبُو يَزِيدَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ سَوَادِ الْكُوفَةِ زَعَمَ الْمَكِّيُّونَ أَنَّهُ كَانَ أَمِيرًا -[212]- عَلَى الْحَاكَةِ بِمَكَّةَ بَلْ كَانَ أَوَّلَ مَنْ بَنَى فِيهِ فَنُسِبَ إِلَيْهِ وَهُوَ يَتَوَالَى آلَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ.

ثنية بني عظل: هي الثنية التي تضرب على حائط ابن طارق.

§جَبَلُ عُمَرَ: الْمُشْرِفُ عَلَى حَقِّ آلِ عُمَرَ وَحَقِّ آلِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ وَحَقِّ آلِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الْكِنْدِيِّ وَيُنْسَبُ الْيَوْمَ إِلَى عُمَرَ , وَكَانَ هَذَا الْجَبَلُ يُدْعَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ ذَا أَعَاصِيرَ , وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُ: كَانَ يُدْعَى الْفُسْطَاطَ؛ لِأَنَّهُ مُنْبَسِطٌ وَهُوَ عَلَامَةٌ لِلْمَكِّيِّينَ فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ لِصَلَاةِ السُّبْحَةِ إِذَا وَقَعَتِ الشَّمْسُ عَلَيْهِ صَلُّوا السُّبْحَةَ.

اليحاميم: أيضا جبال أسفل المجزرة بأسفل مكة

2522 - فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: كَانَ مَنْ تَعْرِفُ قَالَ أَبُو يَحْيَى: يَعْنِي عَطَاءً وَمُجَاهِدًا - يَقُولُونَ: أَوْ §يُصَلُّونَ السُّبْحَةَ إِذَا وَقَعَتِ الشَّمْسُ عَلَى جَبَلِ عُمَرَ "

شعب البين: فيه المجزرة بالمسفلة اليوم وفيه طرح تراب وادي مكة حين عزق.

§جِبَالُ الْإِذْخَرِ: الَّتِي تَلِي جَبَلَ عُمَرَ تُشْرِفُ عَلَى وَادِي مَكَّةَ بِالْمُسْفِلَةِ وَكَانَتْ تُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْهَدِيَّاتِ , وَكَانَتْ تُسَمَّى الْإِعْصَارَ.

ذات الرماض: شعب يفرع من ثور ويصير في بطن اللاحجة. قال الشاعر في اللواحج وهذه المواضع: إن اللواحج قد علم ن من المخارج في الربيع ذات الرماض فثور من يربع صنيع ابن الربيع

§الْحَزَنَةُ: الثَّنِيَّةُ الَّتِي تَهْبِطُ مِنْ حَقِّ آلِ عُمَرَ وَمُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ -[213]- وَدَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الْكِنْدِيِّ إِلَى الْمَمَادِرِ وَبِئْرِ بَكَّارٍ وَهِيَ ثَنِيَّةٌ قَدْ ضُرِبَ فِيهَا وَفُلِقَ الْجَبَلُ فَصَارَ فَلْقًا فِي الْجَبَلِ يُسْلَكُ فِيهِ إِلَى الْمَمَادِرِ , وَيُقَالُ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ هُوَ الَّذِي ضَرَبَ فِيهَا، يَخْتَصِرُ مِنْهَا إِلَى عَيْنٍ كَانَ أَجْرَاهَا فِي الْمَغَشِّ مِنْ فَخٍّ وَعَمِلَ هُنَاكَ بُسْتَانًا.

سامي المنظر: قرن أسفل من الطلوب دون أضاءة لبن كانت قريش يجلسون على ذلك الموضع ينتظرون تجارتهم حتى تأتي من اليمن.

§شِعْبُ أَرِنِي: بِالثَّنِيَّةِ فِي حَقِّ آلِ الْأَسْوَدِ وَيُقَالُ: إِنَّ أَرِنِي مَوْلًى لِحَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا , وَقَالُوا: بَلْ كَانَ فِيهَا فَوَاجِرُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِنَّ إِنْسَانٌ قُلْنَ: أَرِنِي أَرِنِي يَقُلْنَ: أَعْطِنِي فَسُمِّيَ شِعْبَ أَرِنِي، وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَعْجَبُ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَكُونَ لِأَرِنِي مَوْلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَفِي شِعْبِ أَرِنِي يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر البسيط] إِنِّي أَعُوذُ بِرَبِّ الْبَيْتِ مُجْتَهِدًا ... وَرَبِّ مَكَّةَ ذِي الْآلَاءِ وَالنِّعَمِ يَا أَهْلَ مَكَّةَ مِنْ ظَبْيٍ كَلِفْتُ بِهِ ... بِشِعْبِ يَرِنِي لَا يَأْوِي لِمَنْ يَهِمِ

أضاءة لبن: وإنما سميت أضاءة لبن؛ لأن الجبل المطل عليها يقال له لبن. والأضاءة: في الوادي وهي خبت يجتمع سيل وادي مكة فيه.

2523 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، 2524 - وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: §كُنَّ نِسَاءٌ بِمَكَّةَ يُقَالُ لَهُنَّ: الْقَالِقِيَّاتُ فَنُهُوا عَنْهُنَّ "

السرد: الجبل الذي بين الطلوب واللاحجة , ويقال لرأسه: الميثب , وفيه ردهة تمسك الماء يقال لها النبعة.

§ثَنِيَّةُ كُدًى: الَّتِي يُهْبَطُ مِنْهَا إِلَى ذِي طُوًى وَهِيَ الَّتِي دَخَلَ مِنْهَا قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْفَتْحِ وَخَرَجَ مِنْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ.

أضاءة الحمام: عند الجبل الذي يقال له الحبشي يحبس الماء بين أضاءة لبن وبين الحبشي ومنها يمتدر الناس المدر الحر.

2525 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَدْخُلُ مِنْ ثَنِيَّةِ كَدَاءَ وَيَخْرُجُ مِنْ ثَنِيَّةِ كُدًى، قُلْتُ: أَيْنَ كَدَاءُ؟ قَالَ: ثَنِيَّةُ الْمَدَنِيِّينَ وَثَنِيَّةُ كُدًى هَذِهِ الْأُخْرَى وَعَلَى كُدًى بُيُوتُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الشَّافِعِيِّ، وَدَارُ أَبِي طُرْفَةَ الْهُذَلِيِّينَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا دَارُ الْأَرَاكَةِ , فِيهَا أَرَاكَةٌ خَارِجَةٌ مِنَ الدَّارِ فِي الطَّرِيقِ وَهُوَ الْجَبَلُ الَّذِي عَلَى طَرِيقِ التَّنْعِيمِ , وَهُوَ بِذِي طُوًى.

المروح: موضع هناك قال الشاعر: وذو المروح أقفر من ضفيا وبدل بعد ساكنه الحماما ومقابله شعب بني الحلاق.

2526 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا أَبُو زُهَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ §إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ نَزَلَ بِذِي طُوًى، فَإِذَا أَصْبَحَ اغْتَسَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، يَأْمُرُهُمْ بِذَلِكَ، ثُمَّ -[215]- يَدْخُلُ مَكَّةَ فَيَسْتَلِمُ الْحَجَرَ ثُمَّ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ. وَفِي ذِي طُوًى يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] إِذَا جِئْتَ أَقْصَى ذِي طُوًى وَشِعْبَهُ ... فَقُلْ لَهُمَا: جَادَ الرَّبِيعُ عَلَيْكُمَا وَقُلْ لَهُمَا لَيْتَ الرِّكَابَ الَّتِي مَضَتْ ... إِلَى أَهْلِ سَلْعٍ قَدْ رَجَعْنَ إِلَيْكُمَا وَقَالَ شَاعِرٌ يُذْكُرُهُمْ أَيْضًا: سَقَا وَاسِطًا فَالْمُنْحَنَى مِنْ أَرَاكَةٍ ... نَصِيفًا بِأَعْلَى ذِي طُوًى وَمُرَبِّعَا

ذنب الطاوس: يقابل شعب بني الحلاق , وفيه بئر عبد العزيز بن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة.

§الْأَبْيَضُ: الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى كُدًى عَلَى شِعْبِ أَرِنِي عَلَى يَسَارِ الْخَارِجِ مِنْ مَكَّةَ.

اللاحجة السلمات: وهي تصب على الأجنا , يزعم آل خالد بن العاص أنها لهم , وبها لهم ثلاثة آبار , وقد اندفنت منها بئران.

§قَرْنُ أَبِي الْأَشْعَثِ: وَهُوَ الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى كُدًى يَمِينَ الْخَارِجِ مِنْ مَكَّةَ، وَهُوَ مِنْ جَبَلِ الْأَحْمَرِ، وَأَبُو الْأَشْعَثِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ يُقَالُ لَهُ: كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ بِشْرٍ.

اللاحجة الأخرى: الصخرة القائمة بين اللاحجة والفدفدة. قالت سرية بنت شبيب الجمحية وكانت نازلة بذات الرماض وجارتها فاطمة بنت المغيرة بن العاص نازلة على اللاحجة فقالت: سرية سبيت اللواحج من منزل ولا مثل جارك يا فاطمه بدفع صيغ فويق المرار فالدوح فالصخرة

§بَطْنُ ذِي طُوًى: مَا بَيْنَ مَهْبِطِ ثَنِيَّةِ الْمَقْبَرَةِ الَّتِي بِالْمَعْلَاةِ إِلَى الثَّنِيَّةِ الْقُصْوَى، الَّتِي يُقَالُ لَهَا: الْخَضْرَاءُ، تَهْبِطُ عَلَى قُبُورِ الْمُهَاجِرِينَ دُونَ فَخٍّ.

وثمد: إلى جانبه , وهنالك صخرة يقال لها صخرة الميثب.

§بَطْنُ مَكَّةَ: مِمَّا يَلِي ذِي طُوًى، مَا بَيْنَ الثَّنِيَّةِ الْبَيْضَاءِ الَّتِي تُسْلَكُ إِلَى التَّنْعِيمِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْحَصْحَاصِ الَّتِي بَيْنَ ذِي طُوًى وَبَيْنَ الْحَصْحَاصِ.

غار بني الحلاق موضع هنالك , وهذه المواضع كلها باللواحج يقرب بعضها من بعض , وفي الرمضة موضع يقال له: النبعة وهي مياه يجتمع بعضها إلى بعض. قال بعض الشعراء في هذه المواضع يذكرها: يا صاح ما أطيب خما وثمد وصخرة الميثب دمثا كالبرد وغار حلاق فذاك المعتمد

§الْمَقْلَعُ: الْجَبَلُ الَّذِي بِأَسْفَلِ الْحَصْحَاصِ عَنْ يَمِينِ الْخَارِجِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَعَلَيْهِ بَيْتٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى السَّرِيِّ بْنِ عَلِيٍّ، وَهُوَ يُطِلُّ عَلَى الْحَصْحَاصِ، بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ كَثِيرَةٌ كِبَارٌ، يُقَالُ: إِنَّهُ بَكَى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.

بئر خم قريبة من الميثب حفرها مرة بن كعب بن لؤي وكان الناس يأتون خما في الجاهلية والإسلام في الدهر الأول يتنزهون به ويكونون فيها

§فَخٌّ: الْوَادِي الَّذِي بِأَصْلِ ثَنِيَّةِ الْبَيْضَاءِ إِلَى بَلْدَحَ، وَهُوَ الْوَادِي تَطَؤُهُ فِي طَرِيقِ جُدَّةَ عَلَى يَسَارِ ذِي طُوًى.

2527 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا حَتَّى إِذَا §كُنَّا بِفَخٍّ دَخَلْنَا فَاغْتَسَلْنَا "

عدافة الجبل الذي خلف المسروح من وراء الطلوب على طريق الحبشي.

2528 - وَحَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا رَجُلٌ، مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ قَالَ: إِنِّي لَفِي وَادٍ مِنَ الْأَوْدِيَةِ وَنَحْنُ §-[217]- نَنْتَظِرُ السَّائِقَ فِي غَدِنَا وَنُقَدِّرُ لَهُ الدُّخُولَ، إِذَ سَمِعْنَا صَوْتًا بِاللَّيْلَةِ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الطويل] وَإِنَّا لَحَيَّانِ وَإِنَّا لَجِيرَةٌ ... وَمَصْرَعُ أَوْلَادِ الرَّسُولِ بِبَلْدَحِ فَقُلْنَا حَدَثَ وَاللهِ بِمَكَّةَ حَدَثٌ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا لَمْ نَنْشَبْ أَنْ طَلَعَ سَائِقُنَا، فَقُلْنَا: وَيْحَكَ أَيُّ شَيْءٍ تُحَدِّثُنَا؟ قَالَ: الشَّرُّ، قُتِلَ النَّاسُ بِفَخٍّ، وأَخْبَرَ الْخَبَرَ "

المقنعة: الجبل الذي عند الطلوب باللاحجة من ظهر الدحضة وظهر أجياد الكبير إلى بيوت ابن رزق الله المخزومي وفي ناحية خم شعب يقال له شعب الناقة وإنما سمي شعب الناقة؛ لأن فيه صخرة من رآها ظن أنها ناقة باركة وهي من حجارة

2529 - وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبِ الرَّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ صَالِحٍ الطَّلْحِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §اغْتَسَلَ، أَظُنُّهُ قَالَ: بِفَخٍّ، لِدُخُولِهِ مَكَّةَ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ يَذْكُرُ نِسْوَةً رَآهُنَّ بِفَخٍّ رَائِحَاتٍ: [البحر الطويل] مَرَرْنَ بِفَخٍّ رَائِحَاتٍ عَشِيَّةً ... يُلَبِّينَ لِلرَّحْمَنِ مُعْتَمِرَاتِ وَقَالَ شَاعِرٌ يَذْكُرُ فَخًّا أَيْضًا وَجَوَارٍ رَآهُنَّ فِيمَا هُنَالِكَ: [البحر الطويل] مَاذَا بِفَخٍّ مِنَ الْإِشْرَاقِ وَالطِّيبِ ... وَمِنْ جَوَارٍ تَقِيَّاتٍ رَعَابِيبِ

الفدفدة: بين مؤخر المفجر واللاحجة.

2530 - حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُدَيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: ثنا وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِذَا §ذَكَرَ الْمَوْتَ تَسْمَعُ خَفَقَانَ فُؤَادِهِ مِنْ ذِي طُوًى "

ذات اللها: تصب في الفدفدة.

2530 - §الْمُمْدَرَةُ: بِذِي طُوًى عِنْدَ بِئْرِ بَكَّارٍ، يُنْقَلُ مِنْهَا الطِّينُ الَّذِي يَبْتَنِي بِهِ أَهْلُ -[218]- مَكَّةَ، وَإِذَا جَاءَ الْمَطَرُ اسْتَنْقَعَ فِيهَا الْمَاءُ.

ذو مراخ بين مزدلفة وبين البركة ما كان لإبراهيم بن هشام المخزومي وبين أرض ابن معمر , وفيه يقول الحارث بن خالد المخزومي: أحقا أن جيرتنا استحبوا حزون الأرض بالبلد السخاخ على عقر الأباطح من ثبير إلى ثور فمدفع ذي مراخ

§الْمَغَشُّ: مِنْ طَرَفِ اللِّيطِ إِلَى خَيْفِ الشَّيْرَقِ بِعُرَنَةَ.

السلفان اليماني والشامي: متنان بين اللاحجة وعرنة وله يقول الشاعر: ألم تسل التناضب عن سليمى تناضب مقطع السلف اليماني

2531 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، غَيْرَ مَرَّةٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَذْهَبُ لِحَاجَتِهِ نَحْوَ الْمَغَشِّ، وَقَالَ ابْنُ صَالِحٍ مَرَّةً أُخْرَى: نَحْوَ الْمَغْشَى، أَوِ الْمَغَشِّ "

التناضب: موضع فيه شجر ملتف أخضر ريان واحدة من هذا الشجر يقال له تنضبة وجماعة التناضب. قال الأعشى يذكر امرأة: مليكية جاورت بالحجا ز قوما عداة وأرضا شطيرا بما قد تربع روض القطا وروض التناضب حتى تصيرا يريد بقول: تصيرا، من النعمة والنضارة.

2532 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، وَابْنُ أَبِي بَزَّةَ الْمَكِّيَّانِ قَالَا: ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَبَرَّزَ قَالَ ابْنُ أَبِي بَزَّةَ: §إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ الْحَاجَةَ ذَهَبَ إِلَى الْمَغَشِّ. قَالَ أَحَدُهُمَا: وَهُوَ عَلَى مِيلٍ مِنْ مَكَّةَ "

الضحاضح: وراء السلفين.

2533 - وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي بَزَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: §مَا وُجِدَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجِيعٌ مِنَ الْخَلَاءِ قَطُّ "

ذو السدير: من منقطع اللاحجة إلى المزدلفة.

§خَزَرُورَعُ: طَرَفُ اللِّيطِ مِمَّا يَلِي الْمَغَشِّ

ذات السليم: الجبل الذي بين مزدلفة وبين ذي مراخ.

§السِّتَارُ: الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى فَخٍّ مِمَّا يَلِي طَرِيقَ الْمَحْدَثِ أَرْضٌ لِآلِ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ الثَّقَفِيِّ.

الوتير: ماء بناحية ملكان على يوم من مكة في ناحية ملكان، كان يعرف بخزاعة، وعليه قتلتهم بنو بكر , وفيه خرج المستنصر منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنصره على بني بكر.

§مَقْبَرَةُ النَّصَارَى: دُبُرَ الْمَقْلَعِ عَلَى طَرِيقِ بِئْرِ ابْنِ عَنْبَسَةَ بِذِي طُوًى

أضاءة النبط: بعرنة في الحرم , كان يعمل فيها نبط بعث بهم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما يعملون الآجر لدوره بمكة فسميت بهم , وفي عرنة يقول الحارث بن خالد المخزومي ويذكرها مع مواضع هناك: عفت عرفات فالمصايف من هند وأقفر ما بين الجرير إلى المهدي وغيرها

2534 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ §اغْتَسَلَ عِنْدَ بِئْرِ أَبِي عَنْبَسَةَ. قَالَ: وَيُخْبِرُنَا أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا "

ثنية أم قردان مشرفة على الصلا، موضع بئر الأسود بن سفيان المخزومي.

§جَبَلُ الْبَرُودِ: هُوَ الْجَبَلُ الَّذِي قُتِلَ عِنْدَهُ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ بِفَخٍّ.

يرمرم أسفل من ذلك , وفيها يقول الشاعر - رجل من أشجع -: فإن يك ظني صادقي لمحمد تروا خيله بين الصلا ويرمرم

§الثَّنِيَّةُ الْبَيْضَاءُ: الثَّنِيَّةُ الَّتِي فَوْقَ الْبَرُودِ الَّتِي قُتِلَ حُسَيْنٌ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْبَرُودِ.

قرن ابن شهاب وهو من بني ليث بن جندع وهو المشرف على ماجل ابن طارق، وطارق من بني الحارث بن عبد مناة كان الحائط له فابتاعه منه معاوية رضي الله عنه , وعلى قرن ابن شهاب بيوت ابن أبي خرزة، حائط كان بمكة , وكانت قبله لمسلمة بن الحارث مولى بني عامر بن لؤي.

§الْحَصْحَاصُ: الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى ظَهْرِ ذِي طُوًى إِلَى بَطْنِ مَكَّةَ مِمَّا يَلِي بُيُوتَ أَبِي أَحْمَدَ الْمَخْزُومِيِّ عِنْدَ مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْبَرُودُ.

قائد: بين قرن ابن شهاب وبين ثنية آل زريق الدنيا , وهي مجتمع الماء إذا جاء المطر , وقائد هو ثنية خم، الثنية التي تهبط على صخرة لقمان في مؤخر أجياد الكبير

§الْمُدَوَّرُ: مَتْنٌ مِنَ الْأَرْضِ فِيمَا بَيْنَ الْحَصْحَاصِ وَسِقَايَةِ أُهَيْبِ بْنِ مَيْمُونٍ.

والدحضة: بين بيوت بني خالد وبين بيوت سلمة بن ساسان.

2535 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §لَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ مَكَّةَ إِلَّا غُدْوَةً , وَكَانَ يُعَرِّسُ بِذِي طُوًى وَالنَّاسُ وَالْخُلَفَاءُ يُعَرِّسُونَ بِذَلِكَ الْمَكَانِ "

ذات اللجب: ردهة أسفل اللاحجة تمسك الماء.

2536 - وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى ذِي طُوًى فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُفَارِقَهُ قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا جِبْرِيلُ " §لَا آمَنُ قَوْمِي " قَالَ: ثَمَّ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ يُصَدِّقُكَ "

ذات أرحاء بين الغرابات وبين ذات اللجب , وهنالك بئر حفرها رجل من بني خزيمة.

§الْمَرْبَعُ: فِيمَا بَيْنَ الْبَرُودِ وَبَيْنَ دَارِ أَبِي صَالِحِ بْنِ الْعَبَّاسِ لَهُ فَلَجٌ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ وَكَانَ بُسْتَانًا عَمِلَهُ مُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ ثُمَّ دَثَرَ، وَعَيْنُهُ قَائِمَةٌ دَائِرَةٌ.

النسوة: أحجار تطؤها في محجة مكة إلى عرفة يفرع عليها سيل القفيلة من ثور , يقال: إن امرأة فجرت فحملت , فلما دنا ولادها خرجت حتى جاءت ذلك الموضع , فلما حضرتها الولادة قبلتها امرأة , فكانت خلف ظهرها امرأة أخرى، فيقال والله أعلم: إنهن مسخن جميعا في ذلك

§حِيَاضُ مَجَنَّةَ: يُقَالُ إِنَّهَا عِنْدَ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ بِالْحَصْحَاصِ مِنْ وَرَاءِ الْمَرْبَعِ وَفِيمَا هُنَاكَ بِئْرٌ عَذْبَةٌ يُسْقَى مِنْهَا يُقَالُ لَهَا الْبَرُودُ وَهِيَ مِنْ أَطْيَبِ مَاءٍ بِمَكَّةَ , وَفِي ظَهْرِ ذِي طُوًى الْحَصْحَاصُ وَالْمَرْبَعُ الَّذِي وَصَفْنَا وَفَخٌّ وَبُيُوتُ سِرَاجٍ وَالْبَرُودُ وَبَلْدَحٌ , وَهَذَا كُلَّهُ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ يُقَالُ لِذَلِكَ كُلِّهِ بَطْنُ مَكَّةَ وَفِي بُيُوتِ سِرَاجٍ يَقُولُ الْقَائِلُ: [البحر الطويل] سَقَى اللهُ فَخًّا فَالصَّعِيدُ الَّذِي بِهِ ... بُيُوتَ سِرَاجٍ مَا أَلَفَّ قَاطِبُهْ وَفِي الْبَرُودِ وَالْحَصْحَاصِ يَقُولُ الشَّاعِرُ: إِلَى الصَّفْحِ مِنْ مُفْضِي الْبَرُودِ وَبَلْدَحٍ ... إِلَى وَادِي الْحَصْحَاصِ حِينَ يُدَعْثَرَا

القفيلة: قيعة تمسك الماء عند موضع النسوة , وهي من حد ثور.

§ثَنِيَّةُ أُمُّ الْحَارِثِ: هِيَ الثَّنِيَّةُ الَّتِي عَلَى يَسَارِكَ إِذَا هَبَطْتَ ذَا طُوًى تُرِيدُ فَخًّا بَيْنَ الْحَصْحَاصِ وَبَيْنَ طَرِيقِ جُدَّةَ , وَهِيَ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.

ثور: جبل بأسفل مكة , وهو الغار الذي كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه مختبئين.

§مُسْلِمٌ: الْجَبَلُ الَّذِي انْطَلَقَ مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَيْلَةَ هَاجَرَا , فَبِذَلِكَ سُمُّيَ مُسْلِمًا , وَلَقِيَتْهُمَا بِهِ أَسْمَاءُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا , -[222]- وَهُوَ الْمُشْرِفُ عَلَى ثَنِيَّةِ حُمْرَانَ بِذِي طُوًى عَلَى طَرِيقِ جُدَّةَ وَادِي ذِي طُوًى , بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَصْرِ ابْنِ أَبِي مَحْمُودٍ , وَهُوَ عِنْدَ مُفْضَى مَهْبِطِ الْحَزَنَتَيْنِ الصَّغِيرَةِ وَالْكَبِيرَةِ.

شعب البانة: شعب في ثور , وهو الذي يقول فيه الهذلي: أفي الآيات والدمن المنول بمفضى سيل بانة فالغليل؟

2537 - حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْكَلْبِيِّ، عَنِ ابْنِ الْخَرَّبُوذِ قَالَ: §كَانَتْ بَنُو سَهْمِ ابْنِ عَمْرٍو أَعَزَّ أَهْلِ مَكَّةَ وَأَكْثَرَهُ عَدًّا وَكَانَتْ لَهُمْ صَخْرَةٌ عِنْدَ الْجَبَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مُسْلِمٌ , قَالَ: وَكَانُوا إِذَا أَرَادُوا أَمْرًا نَادَى مُنَادِيهِمْ يَا صَبَاحَاهُ وَيَقُولُونَ: أَصْبَحَ لَيْلٌ فَتَقُولُ قُرَيْشٌ مَا لِهَؤُلَاءِ الْمَشَائِيمِ مَا يُرِيدُونَ وَيَتَشَاءَمُونَ بِهِمْ , وَكَانَ مِنْهُمْ قَوْمٌ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو الْغَيْطَلَةِ , وَكَانَ الشَّرَفُ وَالْبَغْيُ فِيهِمْ , وَهِيَ الْغَيْطَلَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كِنَانَةَ ثُمَّ مِنْ بَنِي شَنُوقِ بْنِ مُرَّةَ تَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ سَهْمٍ فَوَلَدَتْ لَهُ الْحَارِثَ وَحُذَافَةَ , وَكَانَ فِيهِمُ الْعَدَدُ وَالْبَغْيُ , قَالَ: فَقَتَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ حَيَّةً وَأَصْبَحَ مَيِّتًا عَلَى فِرَاشِهِ , قَالَ: فَغَضِبُوا فَقَامُوا إِلَى كُلِّ حَيَّةٍ فِي تِلْكَ الدَّارِ فَقَتَلُوهُنَّ وَأَصْبَحَ عِدَّتُهُنَّ مَوْتَى عَلَى فُرُشِهِمْ , فَتَتَبَعُوهُمْ فِي الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ فَقَتَلُوهُنَّ وَأَصْبَحُوا وَقَدْ مَاتَ مِنْهُمْ بِعَدَدِ مَا قَتَلُوا مِنَ الْحَيَّاتِ , قَالَ: فَصَرَخَ صَارِخٌ مِنْهُمْ ابْرُزُوا لَنَا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَالَ: فَهَتَفَ هَاتِفٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالَ [البحر الخفيف] يَا آلَ سَهْمٍ قَتَلْتُمْ عَبْقَرِيًّا ... فَصَبَّحْنَاكُمْ بِمَوْتٍ ذَرِيعِ يَا آلَ سَهْمٍ كَثُرْتُمْ وَبَطَرْتُمْ ... وَالْمَنَايَا تَنَالُ كُلَّ رَفِيعِ قَالَ: فَنَزَعُوا وَكَفُّوا وَقَلُّوا -[223]- قَالَ الْكَلْبِيُّ: وَفِيهِمْ نَزَلَتْ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الْخَرَّبُوذِ: وَجَعَلُوا يَعُدُّونَ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ أَيَّامَ الْحَيَّاتِ وَهَذَا قَبْلَ الْوَحْيِ وَذَلِكَ أَنَّهُ وَقَعَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بَنِي عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ شَرٌّ فَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ مِنْكُمْ وَقَالَ: هَؤُلَاءِ نَحْنُ أَعَزُّ مِنْكُمْ , فَجَعَلُوا يَعُدُّونَ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ بِالْحَيَّاتِ , فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِيهِمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الرمضة: موضع بأسفل مكة هنالك كثيب عليه بيوت لناس من بني مخزوم وبني جمح , وفي ظهر الكثيب شعب لعمرو بن عبد الله بن صفوان الجمحي.

§مَتْنُ ابْنِ عَلْيَاءَ: مَا بَيْنَ الْمَقْبَرَةِ وَالثَّنِيَّةِ الَّتِي خَلْفُهَا إِلَى الْمَحَجَّةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْخَضْرَاءُ. وَابْنُ عَلْيَاءَ: رَجُلٌ خُزَاعِيٌّ.

الضحاضح: ثنية كرز من وراء السلفين تصب في النبعة، بعضها في الحل وبعضها في الحرم.

§جَبَلُ أَبِي لَقِيطٍ: هُوَ الْجَبَلُ الَّذِي بِأَصْلِهِ حَائِطُ ابْنِ الشَّهِيدِ بِفَخٍّ , -[224]- وَقَدْ صَارَ هَذَا الْحَائِطُ الْيَوْمَ لِابْنِ حَشِيشٍ الْبَزَّارِ وَعَمَّرَهُ وَأَجْرَى لَهُ فَلْجًا وَجَعَلَ فِيهِ النَّخْلَ وَالْبُقُولَ وَهُوَ مُتَنَزَّهٌ لِأَهْلِ مَكَّةَ الْيَوْمَ قَرِيبُ ثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ , وَلَيْسَتِ الثَّنِيَّةُ الَّتِي دَخَلَ مِنْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ حَائِطِ خُرْمَانَ وَلَكِنَّهَا الْمُشْرِفَةُ عَلَى مَالِ ابْنِ الشَّهِيدِ بِفَخٍّ وَأَذَاخِرَ , وَيُقَالُ لَهَا ثَنِيَّةُ وَرْدَانَ.

الحبشي: جبل بأسفل مكة خلف الطلوب كان الناس يأتونه في الزمن الأول , وفيه مات عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.

§شِعْبُ أَشْرَسَ: الشِّعْبُ الَّذِي يَفْرَعُ عَلَى بُيُوتِ ابْنِ وَرْدَانَ مَوْلَى السَّائِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ , وَأَشْرَسُ مَوْلًى لِلْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ , وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ حَبِيبٍ حَدِيثَ الْمَقَامِ وَالْمُقَاطِ , حِينَ رَدَّ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْمَقَامَ إِلَى مَوْضِعِهِ الْآنَ زَمَنَ السَّيْلِ.

§الْغُرَابُ: الْجَبَلُ الَّذِي بِمُؤَخَّرِ شِعْبِ آلِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ إِلَى أَذَاخِرَ.

§شِعْبُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ: الشِّعْبُ الَّذِي خَلْفَ شِعْبِ أَشْرَسَ يَفْرَعُ فِي وَادِي ذِي طُوًى.

الغراب جبل بأسفل مكة بعضه في الحل وبعضه في الحرم , وقد زعم بعض أهل مكة أن النبعة تصب في أصل غراب.

§ذَاتُ جَلِيلَيْنِ: مَا بَيْنَ مَكَّةَ السِّدْرِ وَفَخٍّ.

ذكر حدود مسفلة مكة الشامية وما يعرف فيها من الأسماء والمواضع والجبال فيما أحاط به الحرم

§شِعْبُ زُرَيْقٍ: يَفْرَعُ فِي الْوَادِي الَّذِي يُقَالُ لَهُ ذِي طُوًى وَزُرَيْقٌ مَوْلًى كَانَ فِي الْحَرَسِ مَعَ نَافِعِ بْنِ عَلْقَمَةَ فَفَجَرَ بِامْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا دُرَّةُ مَوْلَاةٌ كَانَتْ بِمَكَّةَ فِيمَا يُقَالُ فَرُجِمَا جَمِيعًا فِي ذَلِكَ الشِّعْبِ فَسُمِّيَ شِعْبُ زُرَيْقٍ.

الحزورة: وهي سوق مكة القديم كان بفناء دار أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها التي عند الخياطين فدخلت في المسجد الحرام , كانت في أصل المنارة هلم جرا إلى الحثمة. والحزاور والجباجب: الأسواق , وقال بعض المكيين: بل كانت الحزورة في موضع السقاية التي عملت

§الْبُغَيْبِغَةُ: وَالْبُغَيْبِغَةُ بِطَرَفِ أَذَاخِرَ.

§كَتَدٌ: جَبَلٌ بِالشُّرَيْبِ , وَالشُّرَيْبُ بَيْنَ طَرِيقِ الْحُبْشِيِّ وَبَيْنَ الْمَغَشِّ , غَيْرَ أَنَّ حَلْحَلَةَ بَيْنَ الْمَمْدَرَةِ وَكَتَدٍ.

§جَبَلُ الْمَغَشِّ: مِنْهُ تُقْطَعُ الْحِجَارَةُ الْبِيضُ الَّتِي يُبْنَى بِهَا , وَهِيَ الْحِجَارَةُ -[226]- الْمَنْقُوشَةُ الْبِيضُ بِمَكَّةَ , يُقَالُ أَنَّهَا مِنْ مُقْلَعَاتِ الْكَعْبَةِ , وَمِنْهُ بُنِيَتْ دَارُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُشْرِفَةُ عَلَى الصَّيَارِفَةِ.

الحثمة: بأسفل مكة: صخرات في ربع عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وقال بعض أهل مكة: لا بل كانت عند دار رويس بأسفل مكة على باب دار يسار مولى بني أسد بن عبد العزى، والأول أشهر عند المكيين أنها في ربع عمر بن الخطاب رضي الله عنه

§ذُو الْأَبْرَقِ: مَا بَيْنَ الْمَغَشِّ إِلَى ذَاتِ الْجَيْشِ.

§ذَاتُ الْجَيْشِ: بَيْنَ الْمَغَشِّ وَبَيْنَ رَحَا وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ ذَاتَ الْجَيْشِ لِحَرَجَةٍ مِنْ سُمْرٍ كَانَتْ فِيهَا.

2538 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِذَاتِ الْجَيْشِ §فَدَخَلَتْ فِي خُفِّهَا حَسَكَةٌ فَنَزَعَتْهُ وَمَشَتْ فِي خُفٍّ وَاحِدٍ وَقَالَتْ: لَا أَخْشَى أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَإِنَّهُ زَعَمَ أَنْ لَا يُمْشَى فِي النَّعْلِ الْوَاحِدِ وَلَا فِي الْخُفِّ الْوَاحِدِ "

§الشَّيْقُ: طَرَفُ بَلْدَحَ يُسْلَكُ مِنْهُ إِلَى ذَاتِ الْحَنْظَلِ عَلَى يَمِينِ طَرِيقِ جُدَّةَ قَدْ عَمِلَ الدَّوْرَقِيُّ حَائِطًا وَعَيْنًا بِفَوَّهَةِ ذَلِكَ الشِّعْبِ.

زقاق النار: بأسفل مكة مما يلي دار بشر بن فاتك الخزاعي، وإنما سمي زقاق النار، زعموا لما كان يكون به من الشرور.

§ذَاتُ الْحَنْظَلِ: ثَنِيَّةٌ فِي مُؤَخَّرِ هَذَا الشِّعْبِ تَفْرَعُ فِي بَلْدَحَ.

بيت الأزلام: لمقيس بن عبد قيس السهمي , ويقال مقيس بن صبابة العامري , وكان بالحثمة التي تلي دار رويس في مبطح السيل بأسفل مكة , صار اليوم لجعفر بن سليمان بن علي.

§أَنْصَابُ الْحَرَمِ: عَلَى رَأْسِ الثَّنِيَّةِ مَا كَانَ فِي وَجْهِهَا فِي هَذَا الشِّقِّ فَهُوَ حَرَامٌ , وَمَا كَانَ فِي ظَهْرِهَا فَهُوَ حِلٌّ.

شعب الليل: الذي فيه المجزرة بأسفل مكة , وبين يديه دار الوراقين التي يقال لها دار مصر.

§الْعَقْلَةُ رَدْهَةٌ تُمْسِكُ الْمَاءَ فِي أَقْصَى الشَّيْقِ.

جبل زرزر: الجبل المشرف على دار يزيد بن منصور الحميري خال المهدي بالسويقة على حق آل نبيه بن الحجاج السهمي , وكان يسمى في الجاهلية القائم، وزرزر، كان بمكة فيما ذكروا حائكا كان أول من بنى فيه فنسب الجبل إليه , وهو مولى لبني سهم ويقال مولى لآل جبير بن

§الْأَرْنَبَةُ: شِعْبٌ يَفْرَعُ فِي ذَاتِ الْحَنْظَلِ وَمَا بَيْنَ ثَنِيَّةِ أُمِّ رَبَابٍ إِلَى الثَّنِيَّةِ الَّتِي بَيْنَ اللِّيطِ وَبَيْنَ شِعْبِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ.

§وَذَاتُ الْحَنْظَلِ: هُوَ الْفَجُّ الَّذِي مِنْ عَيْنِ الْحَائِطِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْحَرَمِ.

§الْعِبْلَاتَيْنِ: بَيْنَ ذِي طُوًى وَاللِّيطِ.

جبل النار الذي يلي جبل زرزر وإنما سمي جبل النار؛ أنه كان أصاب أهله حريق متوال.

§الثَّنِيَّةُ الْبَيْضَاءُ: الَّتِي بَيْنَ فَخٍّ وَبَلْدَحَ.

جبل أبي يزيد: الجبل الذي يصل جبل زرزر مشرفا على حق آل عمرو بن عثمان الذي عند زقاق مهر، ومهر إنسان معلم كتاب فيما يزعمون، وأبو يزيد رجل من أهل سواد الكوفة زعم المكيون أنه كان أميرا على الحاكة بمكة بل كان أول من بنى فيه فنسب إليه وهو يتوالى آل هشام بن

§شِعْبُ الْبَيْنِ الشِّعْبُ الَّذِي يَفْرَعُ عَلَى حَائِطِ خَرَشَةَ فِي بَلْدَحَ.

جبل عمر: المشرف على حق آل عمر وحق آل مطيع بن الأسود وحق آل كثير بن الصلت الكندي وينسب اليوم إلى عمر , وكان هذا الجبل يدعى في الجاهلية ذا أعاصير , وكان بعض أهل مكة يقول: كان يدعى الفسطاط؛ لأنه منبسط وهو علامة للمكيين في قديم الدهر لصلاة السبحة إذا وقعت

§مِلْحَةُ الْغُرَابِ: شِعْبٌ يَفْرَعُ فِي بَلْدَحَ وَيَفْرَعُ عَلَى حَائِطِ الطَّائِفِيِّ.

§مِلْحَةُ الْحُرُوبِ: شِعْبٌ يَفْرَعُ عَلَى حَائِطِ ابْنِ سَعِيدٍ بِبَلْدَحَ الْعَشِيرَةِ حِذَاءَ أَرْضِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ إِذَا جَاوَزْتَ طَرَفَ الْحُدَيْبِيَةِ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ.

جبال الإذخر: التي تلي جبل عمر تشرف على وادي مكة بالمسفلة وكانت تسمى في الجاهلية الهديات , وكانت تسمى الإعصار.

§قَبْرُ الْعَبْدِ: بِذَنَبِ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى يَسَارِ الذَّاهِبِ إِلَى جُدَّةَ , وَإِنَّمَا سُمِّيَ قَبْرَ الْعَبْدِ أَنَّ عَبْدًا لِبَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ أَبَقَ فَدَخَلَ فِي غَارٍ فِيهَا هُنَالِكَ فَمَاتَ فِيهِ فَرُضِمَتْ عَلَيْهِ الْحِجَارَةُ فَكَانَ فِي ذَلِكَ الْغَارِ قَبْرُهُ.

الحزنة: الثنية التي تهبط من حق آل عمر ومطيع بن الأسود ودار كثير بن الصلت الكندي إلى الممادر وبئر بكار وهي ثنية قد ضرب فيها وفلق الجبل فصار فلقا في الجبل يسلك فيه إلى الممادر , ويقال: إن يحيى بن خالد بن برمك هو الذي ضرب فيها، يختصر منها إلى عين كان

§الْجِفَّةُ رَدْهَةٌ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ مِنْ حِنْكَةِ الْحِلِّ إِلَى الْمَضِيقِ يُقَالُ لَهَا الرِّمَاقُ.

شعب أرني: بالثنية في حق آل الأسود ويقال: إن أرني مولى لحفصة بنت عمر أم المؤمنين رضي الله عنها , وقالوا: بل كان فيها فواجر في الجاهلية فكان إذا دخل عليهن إنسان قلن: أرني أرني يقلن: أعطني فسمي شعب أرني، والقول الأول أعجب إلى أهل مكة أن يكون لأرني

§التَّخَابُرُ: بَعْضُهَا فِي الْحِلِّ وَبَعْضُهَا فِي الْحَرَمِ , وَهِيَ عَلَى يَمِينِ الذَّاهِبِ إِلَى جُدَّةَ إِلَى أَنْصَابِ الْأَعْشَاشِ , وَبَعْضُ الْأَعْشَاشِ فِي الْحِلِّ وَبَعْضُهَا فِي الْحَرَمِ , وَهِيَ عَلَى بُحَيْرَةِ الْبَهِيمَاءِ وَبُحَيْرَةِ الْأَصْفَرِ وَالرَّغْبَاءِ , مَا أَقْبَلَ عَلَى بَطْنِ مَرِّ الظَّهْرَانِ مِنْهُنَّ فَهُوَ حِلٌّ , وَمَا أَقْبَلَ عَلَى الْمُدَيْرَاءِ مِنْهُنَّ فَهُوَ حَرَمٌ.

§كَبْشٌ: الْجَبَلُ الَّذِي دُونَ نُعَيْلَةَ فِي طَرَفِ الْحَرَمِ.

ثنية كدى: التي يهبط منها إلى ذي طوى وهي التي دخل منها قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه يوم الفتح وخرج منها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

§رَحَا: وَقَالُوا: ذَاتُ أَرْحَاءَ فِي الْحَرَمِ وَهُوَ مَا بَيْنَ أَنْصَابِ الْمَصَانِيعِ إِلَى ذَاتِ الْجَيْشِ وَرَحَا رَدْهَةُ الرَّاحَةِ دُونَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى يَسَارِ الذَّاهِبِ إِلَى جُدَّةَ.

§ذِكْرُ مَسْجِدِ الْبَيْعَةِ مِنْ مِنًى وَتَفْسِيرُ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

2539 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبِثَ عَشْرَ سِنِينَ يَتَتَبَّعُ النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ بِمِجَنَّةَ وَعُكَاظَ وَمَنَازِلِهِمْ بِمِنًى: " §مَنْ يَقْرِينِي وَيَنْصُرُنِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَاتِ رَبِّي وَلَهُ الْجَنَّةُ " وَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَنْصُرُهُ وَلَا يُؤْوِيهِ , حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ يَرْحَلُ مِنَ الْيَمَنِ أَوْ مِنْ مُضَرَ إِلَى ذِي رَحِمِهِ فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ فَيَقُولُونَ لَهُ احْذَرْ غُلَامَ قُرَيْشٍ لَا يَفْتِنُكَ وَيَمْشِي بَيْنَ رِحَالِهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ تَعَالَى يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ حَتَّى بَعَثَنَا اللهُ تَعَالَى لَهُ مِنْ يَثْرِبَ , فَيَأْتِيهِ الرَّجُلُ مِنَّا فَيُؤْمِنُ بِهِ وَيُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ فَيُسْلِمُونَ بِإِسْلَامِهِ , حَتَّى لَمْ تَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ يَثْرِبَ إِلَّا وَفِيهَا رَهْطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ , ثُمَّ بَعَثَنَا اللهُ تَعَالَى فَائْتَمَرْنَا وَاجْتَمَعْنَا سَبْعُونَ رَجُلًا مِنَّا فَقُلْنَا: حَتَّى مَتَى نَذَرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطْرَدُ فِي -[232]- جِبَالِ مَكَّةَ، وَيَخَافُ، فَرَحَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَيْهِ فِي الْمَوْسِمِ فَوَاعَدْنَاهُ شِعْبَ الْعَقَبَةِ , فَقَالَ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا ابْنِ أَخِي إِنِّي لَا أَدْرِي مَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ الَّذِينَ جَاءُوكَ , إِنِّي ذُو مَعْرِفَةٍ بِأَهْلِ يَثْرِبَ , فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ , فَلَمَّا نَظَرَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي وُجُوهِنَا فَقَالَ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا أَعْرِفُهُمُ , هَؤُلَاءِ أَحْدَاثٌ , فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ عَلَى مَا نُبَايِعُكَ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبَايِعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ , وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ , وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ , وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ , وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا فِي اللهِ لَا يَأْخُذُكُمْ فِيهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ , وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِيَ إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ , فَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ وَلَكُمُ الْجَنَّةُ " فَقُمْنَا نُبَايِعْهُ , فَأَخَذَ بِيَدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ أَصْغَرُ السَّبْعِينَ إِلَّا أَنَا "

الأبيض: الجبل المشرف على كدى على شعب أرني على يسار الخارج من مكة.

2540 - فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا جَاءَتِ الْأَنْصَارُ وَعَدَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَقَبَةَ , فَأَتَاهُمْ وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ §تَكَلَّمُوا وَأَوْجِزُوا فَإِنَّ عَلَيْنَا عُيُونًا " فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: اشْتَرِطْ لِرَبِّكَ وَاشْتَرِطْ لِنَفْسِكَ وَاشْتَرِطْ لِأَصْحَابِكَ , فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَشْتَرِطُ لِرَبِّي أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا , وَلِنَفْسِي أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ , وَلِأَصْحَابِي الْمُسَاوَاةَ فِي ذَاتِ أَيْدِيكُمْ " ثُمَّ خَطَبَ خُطْبَةً لَمْ يَخْطُبِ الْمُرْدُ وَلَا الشِّيبُ خُطْبَةً مِثْلَهَا قَالَ: فَمَا لَنَا قَالَ: " الْجَنَّةُ " قَالَ: ابْسُطْ يَدَكَ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ بَايِعُكَ. -[233]- ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: فَقَالَ يَعْنِي أَبَا أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ , إِنَّا لَمْ نَضْرِبْ إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْمَطِيِّ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَإِنَّ إِخْرَاجَهُ الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ وَأَنْ تَعَضَّكُمُ السُّيُوفُ , فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عَلَيْهَا إِذَا مَسَّتْكُمْ وَقُتِلَ خِيَارُكُمْ وَمُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً فَخُذُوهُ وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللهِ , وَإِمَّا أَنْتُمْ تَخَافُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ خِيفَةً فَذَرُوهُ فَهُوَ أَعْذَرُ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ , فَقَالُوا يَا أَسْعَدُ أَمِطْ عَنْهُ يَدَكَ فَوَاللهِ لَا نَذَرُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ وَلَا نَسْتَقِيلُهَا , قَالَ: فَقُمْنَا إِلَيْهِ رَجُلًا رَجُلًا يَأْخُذُ عَلَيْنَا بِشَرْطِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَيُعْطِينَا عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ.

قرن أبي الأشعث: وهو الجبل المشرف على كدى يمين الخارج من مكة، وهو من جبل الأحمر، وأبو الأشعث رجل من بني أسد بن خزيمة يقال له: كثير بن عبد الله بن بشر.

2541 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ حِينَ ذَهَبَ بَصَرُهُ , وَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى الْجُمُعَةِ فَسَمِعَ الْأَذَانَ §صَلَّى عَلَى أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: فَمَكَثَ عَلَى ذَلِكَ حِينًا لَا يَسْمَعُ الْأَذَانَ لِلْجُمُعَةِ إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي إِنَّ هَذَا يُعْجِزُنِي أَنْ لَا أَسْأَلَهُ مَا لَهُ إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ صَلَّى عَلَى أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: فَخَرَجْتُ بِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَمَا كُنَّا نَخْرُجُ , -[234]- فَلَمَّا سَمِعَ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ صَلَّى عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ , قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَهُ مَا لَكَ إِذَا سَمِعْتَ الْأَذَانَ بِالْجُمُعَةِ صَلَّيْتَ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ؟ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ بِنَا بِالْمَدِينَةِ فِي هَزْمٍ مِنْ حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ نَقِيعُ الْخَضَمَاتِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ وَكَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ قَالَ: أَرْبَعُونَ رَجُلًا "

بطن ذي طوى: ما بين مهبط ثنية المقبرة التي بالمعلاة إلى الثنية القصوى، التي يقال لها: الخضراء، تهبط على قبور المهاجرين دون فخ.

2542 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَخُو بَنِي سَلَمَةَ أَنَّ أَخَاهُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ الْأَنْصَارِ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، وَكَانَ كَعْبٌ مِمَّنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَايَعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَخَرَجْنَا فِي حُجَّاجِ قَوْمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ فَقِهْنَا وَصَلَّيْنَا وَمَعَنَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَيِّدُنَا وَكَبِيرُنَا , فَلَمَّا وَجَّهْنَا لِسَفَرِنَا وَخَرَجْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا هَؤُلَاءِ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأَيًا وَاللهِ مَا أَدْرِي أَتُوَافِقُونِي عَلَيْهِ أَمْ لَا , فَقُلْنَا مَا هُوَ؟ قَالَ: تُصَلُّونَ إِلَى الْكَعْبَةِ قَالَ: قُلْنَا: مَا أَمَرَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُصَلِّي إِلَّا إِلَى الشَّامِ , وَمَا نُرِيدُ أَنْ نُخَالِفَهُ , قَالَ: إِنِّي لِمُصَلٍّ إِلَيْهَا , قَالَ: قُلْنَا: لَا تَفْعَلْ , قَالَ: فَكُنَّا إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ نُصَلِّي إِلَى الشَّامِ وَيُصَلِّي إِلَى الْكَعْبَةِ , حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ وَقَدْ عِبْنَا عَلَيْهِ مَا صَنَعَ وَأَبَى إِلَّا الْإِقَامَةَ عَلَيْهِ , قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ: يَا أَخِي أَنْطَلِقُ إِلَى -[235]- رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَسْأَلَهُ عَمَّا صَنَعْتُ فِي سَفَرِي هَذَا فَإِنِّي وَاللهِ لَقَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْءٌ لَمَّا رَأَيْتُ مِنْ خِلَافِكُمْ إِيَّايَ فِيهِ , فَخَرَجْنَا نَسْأَلُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنَّا لَا نَعْرِفُهُ لَمْ نَرَهْ قَبْلَ ذَلِكَ , فَلَقِينَا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَهُ؟ قَالَ: قُلْنَا: لَا , قَالَ: فَهَلْ تَعْرِفُونَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ قَالَ: قُلْنَا نَعَمْ، وَكُنَّا نَعْرِفُ الْعَبَّاسَ , كَانَ لَا يَزَالُ يَقْدَمُ عَلَيْنَا تَاجِرًا , قَالَ: فَإِذَا دَخَلْتُمَا الْمَسْجِدَ فَهُوَ الرَّجُلُ الْجَالِسُ مَعَ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ فَإِذَا الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جَالِسٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ جَالِسٌ , فَسَلَّمْنَا ثُمَّ جَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " هَلْ تَعْرِفُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يَا أَبَا الْفَضْلِ؟ " قَالَ: نَعَمْ هَذَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ سَيِّدُ قَوْمِهِ وَهَذَا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ , قَالَ: فَوَاللهِ مَا أَنْسَى قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّاعِرُ؟ " يُرِيدُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنِّي قَدْ خَرَجْتُ فِي سَفَرِي هَذَا وَقَدْ هَدَانِي اللهُ تَعَالَى إِلَى الْإِسْلَامِ فَرَأَيْتُ أَلَّا أَضَعَ هَذِهِ الْبَنِيَّةَ بِظَهْرٍ فَصَلَّيْتُ إِلَيْهَا , وَقَدْ خَالَفَنِي أَصْحَابِي فِي ذَلِكَ حَتَّى وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ , فَمَاذَا تَرَى يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §قَدْ كُنْتَ عَلَى قِبْلَةٍ لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهَا " قَالَ: فَرَجَعَ الْبَرَاءُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى قِبْلَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى مَعَنَا إِلَى الشَّامِ وَأَهْلُهُ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ صَلَّى إِلَى الْكَعْبَةِ حَتَّى مَاتَ وَلَيْسَ كَذَلِكَ كَمَا قَالُوهُ وَنَحْنُ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُمْ. ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الْحَجِّ وَوَاعَدْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَقَبَةَ مِنْ أَوْسَطِ -[236]- أَيَّامِ التَّشْرِيقِ , فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الْحَجِّ وَكَانَتْ لَيْلَةُ الَّتِي وَاعَدْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَقَبَةَ مِنْ أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَمَعَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أَبُو جَابِرٍ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا , وَكُلُّنَا يَكْتُمُ مَنْ مَعَنَا مِنْ قَوْمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَرَنَا فَكَلَّمْنَاهُ وَقُلْنَا: يَا أَبَا جَابِرٍ إِنَّكَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا وَشَرِيفٌ مِنْ أَشْرَافِنَا وَإِنَّا نَرْغَبُ بِكَ عَمَّا أَنْتَ عَلَيْهِ أَنْ تَكُونَ حَطَبًا لِلنَّارِ غَدًا ثُمَّ دَعَوْنَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبَرْنَاهُ بِمِيعَادِنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَقَبَةَ , قَالَ: فَأَسْلَمَ وَشَهِدَ مَعَنَا مِنْ رِجَالِنَا لِمِيعَادِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَخْفِينَ تَسَلُّلَ الْقَطَا إِذِ اجْتَمَعْنَا فِي الشِّعْبِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ وَنَحْنُ سَبْعُونَ رَجُلًا مِنْهُمُ امْرَأَتَانِ نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ أُمُّ عُمَارَةَ إِحْدَى بَنِي عَامِرِ بْنِ النَّجَّارِ وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنُ نَابِي إِحْدَى بَنِي سَلَمَةَ وَهِيَ أُمُّ مَنِيعٍ قَالَ: فَاجْتَمَعْنَا بِالشِّعْبِ نَنْتَظِرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَنَا لَيْلَتَئِذٍ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ إِلَّا أَنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يَحْضُرَ أَمْرَ ابْنِ أَخِيهِ فَيُوثِقُ لَهُ , فَلَمَّا جَلَسْنَا كَانَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ قَالَ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ يُسَمُّونَ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ الْخَزْرَجَ أَوْسَهَا وَخَزْرَجَهَا إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَّا حَيْثُ عَلِمْتُمْ , وَقَدْ مَنَعْنَاهُ مِنْ قَوْمِنَا مِمَّنْ هُوَ عَلَى رَأْيِنَا وَهُوَ فِي عَزٍّ مِنْ قَوْمِهِ وَمَنَعَةٍ مِنْ بَلَدِهِ , قَالَ: قُلْنَا: مَا قُلْتَ , فَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَى إِلَى اللهِ تَعَالَى وَرَغَّبَ فِي الْإِسْلَامِ , ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ " قَالَ: فَأَخَذَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَنَمْنَعَنَّكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا يَا رَسُولَ اللهِ فَبَايِعْنَا , فَنَحْنُ وَاللهِ -[237]- أَهْلُ الْحُرُوبِ وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ , فَاعْتَرَضَ الْقَوْلَ وَالْبَرَاءُ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ النَّاسِ حِبَالًا , وَإِنَّا قَاطِعُوهَا , فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ نَحْنُ فَعَلْنَا ذَلِكَ ثُمَّ أَظْهَرَكَ اللهُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ وَتَدَعَنَا؟ قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " بَلِ الدَّمُ بِالدَّمِ وَالْهَدْمُ بِالْهَدْمِ , أَنَا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّي , دَمِي مَعَ دِمَائِكُمْ , وَهَدْمِي مَعَ هَدْمِكُمْ , أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ , وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ " وَقَدْ قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخْرِجُوا إِلَيَّ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا يَكُونُونَ عَلَى قَوْمِهِمْ " فَأَخْرَجُوا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا تِسْعَةً مِنَ الْخَزْرَجِ وَثَلَاثَةً مِنَ الْأَوْسِ "

بطن مكة: مما يلي ذي طوى، ما بين الثنية البيضاء التي تسلك إلى التنعيم إلى ثنية الحصحاص التي بين ذي طوى وبين الحصحاص.

2543 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَأَمَّا مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فَحَدَّثَنِي عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: §أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , وَتَتَابَعَ الْقَوْمُ , فَلَمَّا بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَرَخَ الشَّيْطَانُ مِنْ رَأْسِ الْعَقَبَةِ بِأَبْعَدِ صَوْتٍ سَمِعْتُهُ قَطُّ: يَا أَهْلَ الْجُبَاجِبِ - وَالْجُبَاجِبُ: الْمَنَازِلُ - هَلْ لَكُمْ فِي مُذَمَّمٍ وَالِصُّبَاءِ , وَقَدِ اجْتَمَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ؟ وَالْمُذَمَّمُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: الْمَهِينُ الْكَسِيرُ. -[238]- قَالَ الشَّاعِرُ فِي ذَلِكَ: [البحر الكامل] حَامُوا عَلَى مَنْ عَابَ غَيْرَ مُذَمَّمِ ... سَكَنَ الصَّرِيحَةَ مِنْ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللهِ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا ابْنُ أُزْيَبَ تَسْمَعُ يَا عَدُوَّ اللهِ , أَمَا وَاللهِ لَأَفْرُغَنَّ لَكَ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْفُضُّوا إِلَى رِحَالِكُمْ " قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ شِئْتَ لَنَمِيلَنَّ عَلَى أَهْلِ مِنًى غَدًا بِأَسْيَافِنَا , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ أُؤْمَرْ بِذَلِكَ " قَالَ: فَرَجَعْنَا إِلَى مَضَاجِعِنَا فَنِمْنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا , فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَتْ عَلَيْنَا جُلَّةٌ مِنْ قُرَيْشٍ حَتَّى جَاؤُونَا فِي مَنَازِلِنَا , قَالَ: فَقَالُوا يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّكُمْ جِئْتُمْ إِلَى صَاحِبِنَا هَذَا تَسْتَخْرِجُوهُ مِنْ بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَتُبَايِعُونَهُ عَلَى حَرْبِنَا , وَإِنَّهُ وَاللهِ مَا مِنَ الْعَرَبِ أَحَدٌ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ تَشُبَّ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ مِنْكُمْ قَالَ: فَاتَّبَعَهُ هُنَالِكَ قَوْمٌ مِنْ قَوْمِنَا يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا كَانَ مِنْ هَذَا شَيْءٌ وَمَا عَلِمْنَاهُ وَصَدَقُوا لَمْ يَعْلَمُوا مَا كَانَ مِنَّا وَبَعْضُنَا يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ قَالَ: ثُمَّ قَامَ الْقَوْمُ وَفِيهِمُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ وَعَلَيْهِ نَعْلَانِ جَدِيدَانِ , فَقُلْتُ كَلِمَةً كَأَنِّي أُرِيدُ أُشْرِكُ الْقَوْمَ فِيمَا قَالُوا يَا أَبَا جَابِرٍ أَمَا تَسْتَطِيعُ وَأَنْتَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا أَنْ تَتَّخِذَ نَعْلَا مِثْلَ نَعْلَ هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ فَسَمِعَهَا الْحَارِثُ فَخَلَعَهَا ثُمَّ رَمَى بِهَا إِلَيَّ قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَرُدُّهَا، فَأْلٌ صَالِحٌ قَالَ: وَاللهِ لَئِنْ صَدَقَ الْفَأْلُ لَأَسْلُبَنَّهُ هَذَا حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ الْعَقَبَةِ وَمَا حَضَرَ مِنْهَا , فَجَمِيعُ مَنْ -[239]- شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ سَبْعُونَ رَجُلًا , وَقَدْ حَضَرَ الْبَيْعَةَ مِنْهُمُ امْرَأَتَانِ يَزْعُمُونَ أَنْ قَدْ بَايَعَتَا

المقلع: الجبل الذي بأسفل الحصحاص عن يمين الخارج إلى المدينة، وعليه بيت لعبد الله بن يزيد مولى السري بن علي، وهو يطل على الحصحاص، بين يديه حجارة كثيرة كبار، يقال: إنه بكى على النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة، والله أعلم.

2544 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ مِمَّنْ §حَضَرَ الْعَقَبَةَ الْأُولَى اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُفْتَرَضَ الْحَرْبُ "

فخ: الوادي الذي بأصل ثنية البيضاء إلى بلدح، وهو الوادي تطؤه في طريق جدة على يسار ذي طوى.

2545 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، يَذْكُرُ الْبَيْعَةَ قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسِهِ فَقَالَ: " §تُبَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا - فَقَرَأَ عَلَيْنَا الْآيَةَ - " فَمَنْ وَفَّى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ , وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ , وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ فَهُوَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ "

2546 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: ثنا -[240]- سُفْيَانُ، عَنِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: §شَهِدَ بِي خَالَايَ الْعَقَبَةَ "

§تَسْمِيَةُ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ

2547 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَقَدْ ثَبَتَ فِي ذَلِكَ قَالَ: هَذِهِ §تَسْمِيَةُ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ: مِنْ بَنِي سَلَمَةَ: الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرٍ وَهُوَ نَقِيبٌ , وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ وَهُوَ بِبَلَدِهِ. وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ وَهُو نَقِيبٌ. وَرَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ نَقِيبٌ. وَأَبُو أُمَامَةَ: أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ بْنِ عُدْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ نَقِيبٌ. وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ: أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ نَقِيبٌ. وَأُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ بْنِ سِمَاكٍ نَقِيبٌ. وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ: سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ نَقِيبٌ. وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ نَقِيبٌ. -[241]- وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ نَقِيبٌ. وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ نَقِيبٌ. وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو نَقِيبٌ. وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمٍ نَقِيبٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ: لَمْ يَشْهَدْ سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ الْعَقَبَةَ فَهَؤُلَاءِ النُّقَبَاءُ. وَبِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ وَهُوَ الَّذِي أَكَلَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشَّاةِ الَّتِي سُمَّ فِيهَا يَوْمَ خَيْبَرَ. وَمَعْقِلُ بْنُ الْمُنْذِرِ , وَطَفِيلُ بْنُ النُّعْمَانِ , وَطَفِيلُ بْنُ مَالِكٍ , وَجَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ , وَيَزِيدُ بْنُ خِذَامٍ , وَمَسْعُودُ بْنُ يَزِيدَ , وَثَابِتُ بْنُ الْجِذْعِ وَاسْمُ الْجِذْعِ: ثَعْلَبَةُ بْنُ زَيْدٍ. وَعُمَيْرُ بْنُ الْحَارِثِ , وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو , وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ , وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ , وَخَالِدُ بْنُ عَمْرٍو , -[242]- وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ , وَخَالِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي كَعْبٍ , وَعَمْرُو بْنُ عَنَمَةَ , وَثَعْلَبَةُ بْنُ عَنَمَةَ , وَأَبُو الْيَسَرِ: وَاسْمُهُ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو , وَيَزِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ , وَقُطْبَةُ بْنُ عَامِرٍ , وَصَيْفِيُّ بْنُ أَسْوَدَ , وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ , وسليمُ بْنُ عَمْرٍو , وَسِنَانُ بْنُ صَيْفِيِّ بْنِ خَنْسَاءَ , وَالْمُخْتَارُ بْنُ حَارِثَةَ وَيُقَالُ: الضَّحَّاكُ بْنُ حَارِثَةَ , وَمَسْعُودُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سُبَيْعٍ , وَعَامِرُ بْنُ نَابِئِ بْنِ زَيْدٍ. وَيُقَالُ أُمُّ شُبَاثٍ شَهِدَتِ الْعَقَبَةَ وَكَانَتْ عَلَى رِحَالِ الْقَوْمِ وَهِيَ بِنْتُ سُبَيْعٍ وَهِيَ أُمُّ مَنِيعٍ بِنْتُ عَمْرٍو. وَعَبَّادُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَالِدٍ , -[243]- وَأَبُو خَالِدٍ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ , وَذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ. وَمِنْ بَنِي بَيَاضَةَ بْنِ زُرَيْقٍ: زِيَادُ بْنُ لَبِيدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ , وَفَرْوَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَذْفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ. وَمِنْ بَنِي النَّجَّارِ ثُمَّ مِنْ بَنِي مَازِنٍ: قَيْسُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ وَاسْمُ أَبِي صَعْصَعَةَ: عَمْرُو بْنُ زَيْدِ بْنِ عَوْفٍ , وَعَمْرُو بْنُ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ. وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ثُمَّ مِنْ بَنِي حُدَيْلَةَ: أَوْسُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ , وَأَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ حَرَامٍ. وَمِنْ بَنِي النَّجَّارِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَاسْمُ مَبْذُولٍ: عَامِرُ بْنُ مَالِكٍ: سَهْلُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ النُّعْمَانِ. وَمِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ: أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ , وَعُمَارَةُ بْنُ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ , -[244]- وَمُعَاذُ ابْنُ عَفْرَاءَ , وَعَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ , وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ. وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ. وَمِنْ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ: ظُهَيْرُ بْنُ رَافِعٍ , وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ حَلِيفٌ مِنْ بَلِي , وَنُهَيرُ بْنُ الْهَيْثَمِ. وَمِنْ بَنِي ظُفُرَ: قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ. وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ: رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ , وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جُبَيْرٍ. وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ مَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ وَمِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ الرَّبِيعِ , وَأَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ , وَعَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الَّذِي أُرِيَ النِّدَاءَ , -[245]- وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ , وَخَلَّادُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ , وَبَشِيرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ. وَمِنْ بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ , وَغَنْمِ بْنُ عَوْفٍ مِنْ بَنِي الْحُبْلِي: عَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ وَكَانَ خَرَجَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَكَانَ يُقَالُ لَهُ الْمُهَاجِرُ. وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَزِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ , وَعُقْبَةُ بْنُ وَهْبِ بْنِ كَلْدَةَ وَهُوَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ , حَلِيفٌ لِبَنِي غَنْمِ بْنِ عَوْفٍ وَرِفَاعَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زَيْدٍ كَانَ خَرَجَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ مُهَاجِرًا. وَمِنْ بَنِي سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبٍ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمٍ وَهُوَ نَقِيبٌ. وَمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ نَقِيبٌ , وَكَانَ النَّاسُ قَدِ انْقَضَّتْ عَلَيْهِمْ بِمِنًى فِي أَيَّامِ الْحَجِّ صَخْرَةٌ وَذَلِكَ أَنَّ الْأَمْطَارَ تَوَالَتْ بِمَكَّةَ فَانْقَضَّتْ هَذِهِ الصَّخْرَةُ مِنَ الْجَبَلِ مِنْ نَاحِيَةِ الْعَقَبَةِ فَقَتَلَتْ جَمَاعَةً مِنَ الْحَاجِّ وَذَلِكَ فِي سَنَةٍ "

§ذِكْرُ مِنًى وَحُدُودِهَا وَمَنْ كَانَ يَرُدُّ النَّاسَ مِنَ الْعَقَبَةِ أَنْ يُبَيِّتُوا مِنْ وَرَائِهَا وَالْعَمَلُ بِهَا فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ

الممدرة: بذي طوى عند بئر بكار، ينقل منها الطين الذي يبتني به أهل مكة، وإذا جاء المطر استنقع فيها الماء.

2548 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ رَبَاحٍ، عَنِ الزَّنْجِيِّ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: §حَدُّ مِنًى رَأْسُ الْعَقَبَةِ مِمَّا يَلِي مِنًى إِلَى الْمَنْحَرِ. وَيُقَالُ سُمِّيَتْ مِنًى لِاجْتِمَاعِ النَّاسِ بِهَا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ مَكَانٍ يَجْتَمِعُ فِيهِ النَّاسُ: مِنًى -[247]- وَاسْمُ الْجَبَلِ الَّذِي مَسْجِدُ الْخَيْفِ بِأَصْلِهِ: الصَّائِحُ. وَيُقَالَ اسْمُ الصَّائِحِ: صَبٌّ. وَاسْمُ الْجَبَلِ الَّذِي عَلَى وِجَاهِهِ عَلَى يَسَارِكَ إِذَا أَتَيْتَ مِنًى الْقَابِلُ

المغش: من طرف الليط إلى خيف الشيرق بعرنة.

2549 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّهُ قَالَ: §كُلُّ مِنًى إِذَا هَبَطْتَ مِنْ مُحَسِّرِ مَا صَعِدْتَ فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ فَأَنْتَ فِي مِنًى إِلَى الْعَقَبَةِ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ "

2550 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ وَفِجَاجُ مَكَّةَ كُلُّهَا مَنْحَرٌ "

2551 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَدْ §نَحَرْتُ هَاهُنَا وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ "

2552 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّرْطُوسِيُّ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ قُسَيْطٍ -[248]- الرَّقِّيُّ الشَّامِيُّ ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §غَادِيًا إِلَى مِنًى وَبَيْنَ يَدَيْهِ بِلَالٌ مَعَهُ عَصًا عَلَيْهَا ثَوْبٌ يَسْتُرُهُ مِنَ الشَّمْسِ "

خزرورع: طرف الليط مما يلي المغش

2553 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي عَاتِكَةَ الْأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الْهِلَالِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §رَائِحًا إِلَى مِنًى يَقْدُمُ مَوْكِبَهُ وَبِلَالٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى جَنْبِهِ مَعَهُ عُودٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ أَوْ شَيْءٌ يُظِلُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

الستار: الجبل المشرف على فخ مما يلي طريق المحدث أرض لآل يوسف بن الحكم الثقفي.

2554 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي خَمْسَةٌ، أَوْ سِتَّةٌ مِنْهُمْ أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى , قَالَ أَحَدُهُمْ: عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ -[249]- عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَالَ الْآخَرُ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §لَا يَبِيتَنَّ أَحَدٌ مِنَ الْحَاجِّ مِنْ وَرَاءِ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ " وَكَانَ يُرْسِلُ رِجَالًا فَلَا يَجِدُونَ أَحَدًا شَذَّ إِلَّا أَدْخَلُوهُ. 2555 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: وَوَجَدْتُ فِي مَكَانٍ آخَرَ سُفْيَانَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَسْلَمَ، نَحْوَهُ. قَالَ سُفْيَانُ: فَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ فَإِنَّهُمَا كَانَا يُخَالِفَانِ فِيهِ أَيُّوبَ بْنَ مُوسَى يَقُولَانِهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا نَحْوَهُ

مقبرة النصارى: دبر المقلع على طريق بئر ابن عنبسة بذي طوى

2556 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ §هَذِهِ السُّورَةَ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بِمِنًى وَهُوَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ فَعَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ الْوَدَاعُ "

2557 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أنا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ جُنْدُبٍ الْأَزْدِيَّةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ §لَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ وَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "

جبل البرود: هو الجبل الذي قتل عنده حسين بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم بفخ.

2558 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَفِيفٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنْتُ امْرَأً تَاجِرًا فَقَدِمْتُ الْحَجَّ فَأَتَيْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِأَبْتَاعَ مِنْهُ فَوَاللهِ إِنِّي لَعِنْدَهُ بِمِنًى إِذْ §-[251]- خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خِبَاءٍ قَرِيبًا مِنْهُ , فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ فَلَمَّا رَآهَا مَالَتْ قَامَ فَصَلَّى , ثُمَّ خَرَجَتْ امْرَأَةٌ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَامَتْ خَلْفَهُ فَصَلَّتْ , ثُمَّ خَرَجَ غُلَامٌ حِينَ رَاهَقَ الْحُلُمَ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ فَقَامَ فَصَلَّى مَعَهُ فَقُلْتُ لِلْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنْ هَذَا؟ يَا عَبَّاسُ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنِ أَخِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ؟ قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قُلْتُ فَمَنْ هَذَا الْفَتَى؟ قَالَ: هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قُلْتُ فَمَا هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ قَالَ: يُصَلِّي وَيَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فَلَمْ يَتَّبِعْهُ عَلَى أَمْرِهِ إِلَّا امْرَأَتُهُ وَابْنُ عَمِّهِ الْفَتَى وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَتُفْتَحُ عَلَيْهِ كُنُوزُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ قَالَ: وَكَانَ عَفِيفٌ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ يَقُولُ: وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ - لَوْ كَانَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى هَدَانِي يَوْمَئِذٍ فَأَكُونُ ثَانِيًا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "

الثنية البيضاء: الثنية التي فوق البرود التي قتل حسين وأصحابه رضي الله عنهم بينها وبين البرود.

2559 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: {§إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ} [النمل: 91] قَالَ: " هِيَ مِنًى ". قَالَ أَبُو يَحْيَى: وَلِذَلِكَ الْعَرَبُ تُسَمِّيهَا الْبَلْدَةُ إِلَى الْيَوْمِ. فَأَقُولُ أَنَا: وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ خَطَبَ: " أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قَالُوا: حَرَامٌ

الحصحاص: الجبل المشرف على ظهر ذي طوى إلى بطن مكة مما يلي بيوت أبي أحمد المخزومي عند موضع يقال له البرود.

2560 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: ثنا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ نُبَيْشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا إِنَّ " §هَذِهِ الْأَيَّامَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

المدور: متن من الأرض فيما بين الحصحاص وسقاية أهيب بن ميمون.

2561 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ , وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالُوا: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أُمِّهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: بَيْنَمَا نَحْنُ بِمِنًى إِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ " §هَذِهِ أَيَّامُ طُعْمٍ وَشُرْبٍ فَلَا يَصُمْ أَحَدٌ " فَاتَّبَعَ النَّاسَ وَهُوَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى جَمَلِهِ يَصِيحُ بِذَلِكَ "

2562 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَا: -[253]- ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ الْغِفَارِيِّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ يُنَادِي أَيَّامَ مِنًى: " §لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ وَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ". 2563 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَسَعِيدٌ قَالَا: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ وَزَادَ فِيهِ: " وَبِعَالٍ "

2564 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ جَدِّهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " قُمْ فَصِحْ فِي النَّاسِ: إِنَّ §أَيَّامَ مِنًى أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ لَا صَوْمَ فِيهَا " وَفِي هَذَا الْبَابِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ اخْتَصَرْنَاهَا

المربع: فيما بين البرود وبين دار أبي صالح بن العباس له فلج قائم إلى اليوم وكان بستانا عمله مبارك الطبري ثم دثر، وعينه قائمة دائرة.

2565 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: سَأَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ -[254]- عَنْهُ امْرَأَةً بِمِنًى وَهِيَ فِي خَيْمَةٍ لَهَا مَاءً يَشْرَبُهُ , تُومِئُ إِلَيْهِ وَلَا تُكَلِّمُهُ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى كَلَّمَتْهُ قَالَتْ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ , قَالَتْ: قُرَيْشٌ كَثِيرٌ فَمِنْ أَيِّهِمْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَتْ: بِأَبِي وَأُمِّي إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ قَوْمِي قِتَالٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَنَذَرْتُ إِنْ أَصْلَحَ اللهُ بَيْنَهُمْ أَنْ أَحُجَّ صَامِتَةً لَا أَتَكَلَّمُ , فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَهَا: " §تَكَلَّمِي فَإِنَّ الْإِسْلَامَ هَدَمَ مَا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ "

حياض مجنة: يقال إنها عند قبور الشهداء بالحصحاص من وراء المربع وفيما هناك بئر عذبة يسقى منها يقال لها البرود وهي من أطيب ماء بمكة , وفي ظهر ذي طوى الحصحاص والمربع الذي وصفنا وفخ وبيوت سراج والبرود وبلدح , وهذا كله قريب بعضه من بعض يقال لذلك كله بطن مكة

2566 - وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، سَمَّاهُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِمِنًى فِي بَعْضِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ §فَأَخَّرَ صَلَاةَ الْعَصْرِ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ فَصَاحَ بِهِ صَائِحٌ مِنَ الْجَبَلِ الصَّلَاةَ لَا صَلَّى الله عَلَيْكَ , الصَّلَاةَ لَا صَلَّى الله عَلَيْكَ , الصَّلَاةَ لَا صَلَّى الله عَلَيْكَ , قَالَ: فَخُنِقَ مِنْ سَاعَتِهِ ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَخْتَنِقُ نَتَعَاهَدُهُ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ "

ثنية أم الحارث: هي الثنية التي على يسارك إذا هبطت ذا طوى تريد فخا بين الحصحاص وبين طريق جدة , وهي أم الحارث بنت نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.

2567 - حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الصُّوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: " كَانَتْ §شَجَرَةٌ عِنْدَ الْجَمْرَةِ وَكَانَتْ تُعْبَدُ يَعْنِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ: فَأَمَرَ السُّلْطَانُ بِهَا فَقُطِعَتْ "

مسلم: الجبل الذي انطلق منه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه ليلة هاجرا , فبذلك سمي مسلما , ولقيتهما به أسماء رضي الله عنها , وهو المشرف على ثنية حمران بذي طوى على طريق جدة وادي ذي طوى , بينه وبين قصر ابن أبي محمود , وهو عند مفضى مهبط

2568 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْجُمَحِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو قُرَّةَ -[255]- قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ طَاوُسٍ، يَذْكُرُ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاوُسٍ قَالَ: " §سَتَكُونُ بِمِنًى مَلْحَمَةٌ تَزِلُّ فِي دِمَائِهِمْ صِغَارُ الْإِبِلِ وَلَا يَزَالُ النَّاسُ فِي فِتْنَةٍ حَتَّى يَصِيحَ صَائِحٌ مِنَ السَّمَاءِ: إِنَّ الْأَمِيرَ فُلَانٌ "

2569 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ كَانَ §لَا يَرَى بَأْسًا بِالِانْتِفَاعِ بِشُعُورِ النَّاسِ الَّتِي تُحْلَقُ بِمِنًى "

متن ابن علياء: ما بين المقبرة والثنية التي خلفها إلى المحجة التي يقال لها الخضراء. وابن علياء: رجل خزاعي.

2570 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَفَاضَ يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ رَجَعَ فَصَلَّى الظُّهْرَ بِمِنًى ". قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ

جبل أبي لقيط: هو الجبل الذي بأصله حائط ابن الشهيد بفخ , وقد صار هذا الحائط اليوم لابن حشيش البزار وعمره وأجرى له فلجا وجعل فيه النخل والبقول وهو متنزه لأهل مكة اليوم قريب ثنية أذاخر , وليست الثنية التي دخل منها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حائط

2571 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا أَبُو زُهَيْرٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ بِمِنًى ". قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لَا يُصَلِّي الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةَ إِلَّا بِمِنًى

شعب أشرس: الشعب الذي يفرع على بيوت ابن وردان مولى السائب بن أبي وداعة , وأشرس مولى للمطلب بن أبي وداعة السهمي , وقد روى سفيان عن أبيه حبيب حديث المقام والمقاط , حين رد عمر رضي الله عنه المقام إلى موضعه الآن زمن السيل.

2572 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ السَّرَّاجُ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَا: ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِمِنًى ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلًا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَأَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبَّةٍ لَهُ مِنْ شَعْرٍ فَضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةَ فَسَارَ "

الغراب: الجبل الذي بمؤخر شعب آل الأخنس بن شريق إلى أذاخر.

2573 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّقَفِيُّ قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ الْقَاسِمَ، وَسَالِمًا، كَانَا يَقُولَانِ لِأَهْلِ مَكَّةَ إِذَا خَرَجُوا إِلَى مِنًى: §قَصِّرُوا "

شعب المطلب بن أبي وداعة السهمي: الشعب الذي خلف شعب أشرس يفرع في وادي ذي طوى.

2574 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: إِنَّ عَطَاءً كَانَ §يَقْصُرُ بِمِنًى "

ذات جليلين: ما بين مكة السدر وفخ.

2575 - وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: ثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ الشَّاعِرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ -[257]- أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " إِنَّ §مِنْ وَرَائِكُمْ حَجَّةٌ , شَرُّ حَجَّةٍ حَجَّهَا الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ , يَنْتَهِبُ فِيهَا الْحَاجُّ حَتَّى تُنْتَهَبَ الْأَحْلَاسُ " قَالَ: عَلِيٌّ مَعْنَى الْحِلْسِ: الَّذِي يَكُونُ عَلَى أَسْنِمَةِ الْإِبِلِ

شعب زريق: يفرع في الوادي الذي يقال له ذي طوى وزريق مولى كان في الحرس مع نافع بن علقمة ففجر بامرأة يقال لها درة مولاة كانت بمكة فيما يقال فرجما جميعا في ذلك الشعب فسمي شعب زريق.

2576 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ سُفْيَانُ: أَظُنُّهُ قَالَ: صَلَّى أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْعِشَاءَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: " §سَبَقَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَيْرَاتِ , وَقَدْ جَاءَ ذَكْوَانُ مَوْلَى مَرْوَانَ فَأَخْبَرَ أَنَّ النَّاسَ هَادُونَ قَدْ قَضَوْا نُسُكَهُمْ , قَالَ: وَكَانَ جَاءَ فِي يَوْمَيْنِ وَلَيْلَةٍ مِنْ مِنًى إِلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: [البحر الطويل] أَنَا الَّذِي كَلَّفْتُهَا سَيْرَ لَيْلَةٍ ... مِنَ اهْلِ مِنًى نَصًّا إِلَى أَهْلِ يَثْرِبَ "

البغيبغة: والبغيبغة بطرف أذاخر.

2577 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى أَوْ عَنْ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ -[258]- جَدِّهِ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ §قَابِلُوا بَيْنَ النِّعَالِ "

كتد: جبل بالشريب , والشريب بين طريق الحبشي وبين المغش , غير أن حلحلة بين الممدرة وكتد.

2578 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: ثنا الزُّبَيْرُ قَالَ: حَدَّثَنِي بَكَّارُ بْنُ رَبَاحٍ، مَوْلَى الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَقْمَةَ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: سَمِعْتُ ابْنَ سُرَيْجٍ، عَلَى أَخْشَبِ مِنًى لَيْلَةَ النَّفْرِ وَقَدْ رَفَعَ عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى: " [البحر الخفيف] §جَدِّدِي الْوَصْلَ يَا قَرِيبُ وَجُودِي ... لِحَبِيبٍ فِرَاقُهُ قَدْ أَلَمَّا لَيْسَ بَيْنَ الرَّحِيلِ وَالْبَيْنِ إِلَّا ... أَنْ يَرُدُّوا جِمَالَهُمْ فَتُزَمَّا قَالَ: فَمَا تَشَاءُ أَنْ تَسْمَعَ مِنْ خِبَاءٍ أَوْ مَضْرِبٍ حَنِينًا أَوْ بُكَاءً إِلَّا سَمِعْتَهُ "

جبل المغش: منه تقطع الحجارة البيض التي يبنى بها , وهي الحجارة المنقوشة البيض بمكة , يقال أنها من مقلعات الكعبة , ومنه بنيت دار العباس بن محمد المشرفة على الصيارفة.

2579 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ قَالَ: ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ §قَائِمًا أَيَّامَ مِنًى وَهُوَ يَذُوقُ عَسَلًا "

ذو الأبرق: ما بين المغش إلى ذات الجيش.

2580 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: " إِنَّ عُمَرَ بْنَ -[259]- الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ §يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيُكَبِّرُ أَهْلُ السُّوقِ بِتَكْبِيرِهِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا "

ذات الجيش: بين المغش وبين رحا وإنما سميت ذات الجيش لحرجة من سمر كانت فيها.

2581 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: " سَمِعْنَا أَنَّهُ §يُكْرَهُ أَنْ يَنْزِلَ أَحَدٌ دُونَ الْعَقَبَةِ إِلَيْنَا هَلُمَّ إِلَى مَكَّةَ "

§ذِكْرُ التَّكْبِيرِ بِمِنًى أَيَّامَ مِنًى وَالسُّنَّةِ فِي ذَلِكَ

الشيق: طرف بلدح يسلك منه إلى ذات الحنظل على يمين طريق جدة قد عمل الدورقي حائطا وعينا بفوهة ذلك الشعب.

2582 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: " §التَّكْبِيرُ أَيَّامَ مِنًى أَوَّلُهُ حِينَ تَنْحَرِفُ عَنِ الْجَمْرَةِ وَآخِرُهُ إِلَى اللَّيْلِ مِنْ آخِرِ تِلْكَ الْأَيَّامِ "

ذات الحنظل: ثنية في مؤخر هذا الشعب تفرع في بلدح.

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَطَاءٌ: " كَانَ §الْأَئِمَّةُ يُكَبِّرُونَ خَلْفَ الصَّلَوَاتِ بِمِنًى أَيَّامَ مِنًى كُلِّهَا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ الْإِمَامُ بِمِنًى , فَأَمَّا بِمَكَّةَ فَلَا "

أنصاب الحرم: على رأس الثنية ما كان في وجهها في هذا الشق فهو حرام , وما كان في ظهرها فهو حل.

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَقَالَ عَطَاءٌ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى تِلْكَ الْأَيَّامِ فَيَسْمَعُهُ -[260]- أَهْلُ الْمَسْجِدِ , فَيُكَبِّرُونَ فَيَسْمَعُهُمْ أَهْلُ الْأَسْوَاقِ أَيْضًا، فَيُكَبِّرُونَ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا "

العقلة ردهة تمسك الماء في أقصى الشيق.

2583 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّهُ كَانَ §يُنْكِرُ قِلَّةَ تَكْبِيرِ النَّاسِ أَيَّامَ مِنًى "

الأرنبة: شعب يفرع في ذات الحنظل وما بين ثنية أم رباب إلى الثنية التي بين الليط وبين شعب عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة.

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ §يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الْأَيَّامِ وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ , وَعَلَى فِرَاشِهِ , وَفِي الصَّلَوَاتِ , وَفِي فُسْطَاطِهِ , وَفِي مَجْلِسِهِ , وَفِي مَمْشَاهُ تِلْكَ الْأَيَّامَ جَمِيعًا "

وذات الحنظل: هو الفج الذي من عين الحائط إلى ثنية الحرم.

§ذِكْرُ لِمَ سُمِّيَ الْمَوْسِمُ: الْمَوْسِمَ , وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ: أَيَّامَ التَّشْرِيقِ

العبلاتين: بين ذي طوى والليط.

2584 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ قَالَ: ثنا أَبُو حَمَّادٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ لِمَ سُمِّيَتْ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ قَالَ: لِأَنَّهُمْ كَانُوا §يُشَرِّقُونَ لِلشَّمْسِ بِمِنًى فِي غَيْرِ بُيُوتٍ وَلَا أَبْنِيَةٍ فِي الْحَجِّ "

الثنية البيضاء: التي بين فخ وبلدح.

2585 - وَحَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْفَرَضِيُّ، عَنْ رَجُلٍ - ذَهَبَ عَلَيَّ اسْمُهُ عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ قَالَ: كَانَ الْقَسْرِيُّ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَسْأَلُ قَتَادَةَ عَنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، لِأَيِّ شَيْءٍ بِهِ سُمِّيَتْ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ؟ فَقَالَ: كَانُوا §يُشَرِّقُونَ الْقَدِيدَ فَسَأَلُونِي عَنْ ذَلِكَ فَأَنْشَدْتُهُمْ قَوْلَ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ: [البحر البسيط] مَوْقُوفَةٌ يَنْظُرُ التَّشْرِيقَ رَاكِبُهَا ... كَأَنَّهَا فِي حِبَالِ الرَّمَلِ مَسْلُوسُ "

شعب البين الشعب الذي يفرع على حائط خرشة في بلدح.

2586 - وَحَدَّثَنِي جُنَيْدٌ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ قَالَ: إِنَّمَا §سُمِّيَ الْمَوْسِمُ الْمَوْسِمَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَتَوَسَّمُ بَعْضُهُمْ فِيهِ بَعْضًا "

ملحة الغراب: شعب يفرع في بلدح ويفرع على حائط الطائفي.

2587 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَا: ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَتَى مُحَسِّرًا سَلَكَ عَلَى الطَّرِيقِ الْوُسْطَى الَّتِي تُخْرِجُكَ عَلَى الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ §فَرَمَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا "

ملحة الحروب: شعب يفرع على حائط ابن سعيد ببلدح العشيرة حذاء أرض ابن أبي مليكة إذا جاوزت طرف الحديبية عن يسار الطريق.

§ذِكْرُ مَا قِيلَ مِنَ الشِّعْرِ بِمِنًى وَقَدْ قَالَ النَّاسُ فِي مِنًى وَجَمْرَةِ الْعَقَبَةِ وَالنَّفْرِ أَشْعَارًا كَثِيرَةً سَنَذْكُرُ بَعْضَهَا: قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ: [البحر الكامل] مَا دَعَانَا إِلَيْهِ مَوْقِفُنَا ... يَوْمَ الْتَقَيْنَا بِجَانِبِ الْعَقَبَهْ قَدْ كُنْتُ لَوْلَا مَحَبَّتِي لَكُمُ ... مِنْ أَغْلَظِ النَّاسِ كُلِّهِمْ رَقَبَهْ وَقَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ فِي مِنًى: [البحر الطويل] تَفَرَّقَ آلَافُ الْحَجِيجِ عَلَى مِنًى ... وَشَتَّتَهُمْ شَعْثُ النَّوَى صُبْحَ أَرْبَعِ فَرِيقَانِ مِنْهُمْ سَالِكٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ ... وَآخَرُ مِنْهُمْ سَالِكٌ بَطْنَ تَضْرُعِ فَلَمْ أَرَ دَارًا مِثْلَهَا دَارَ غِبْطَةٍ ... وَلَهْوٍ إِذَا الْتَفَّ الْحَجِيجُ بِمَجْمَعِ أَقَلَّ مُقِيمًا رَاضِيًا بِمَكَانِهِ ... وَآخَرُ مِنْهُمْ طَاعِنٌ لَمْ يُوَدَّعِ وَأَصْبَحْتُ لَا تَلْقَى خِبَاءً عَهِدْتَهُ ... بِهِ غُدْوَةً أَوْتَادُهُ لَمْ تُنْزَعِ فَشَاقُوكَ لَمَّا وَجَّهُوا كُلَّ وِجْهَةٍ ... فَبَانُوا وَخَلَّوْا عَنْ مَنَازِلِ بَلْقَعِ وَقَالَ آخَرُ مِنَ الْعَرَبِ فِي مِنًى وَالْحَجِّ: [البحر البسيط] قَالَتْ عُلَيَّةُ لِي فِيمَا تُحَاوِلُنِي ... أَلَا تَحُجُّ فَقُلْتُ: الْحَجُّ مَحْظُورُ قَالَتْ: أَرَى النَّاسَ قَدْ حَجُّوا. فَقُلْتُ لَهَا: ... مَا حَجَّ نَاسٌ وَلَكِنْ حَجَّتِ الْعِيرُ وَلَوْ حَجَجْتِ عَلَى مَا تَفْعَلِينَ بِنَا ... لَمْ يُقْبَلِ الْحَجُّ حَتَّى يُنْفَخَ الصُّورُ لَنْ يَقْبَلَ اللهُ مِنْ مَعْشُوقَةٍ عَمَلًا ... يَوْمًا وَعَاشِقُهَا غَضْبَانُ مَهْجُورُ وَلَيْسَ يَأْجُرُهَا فِي قَتْلِ عَاشِقِهَا ... لَكِنَّ عَاشِقَهَا فِي ذَاكَ مَأْجُورُ -[263]- وَقَالَ مَجْنُونُ بَنِي عَامِرٍ أَوْ غَيْرُهُ: [البحر الطويل] وَنَادَيْتُ يَوْمَ النَّفْرِ وَاشْتَقْتُ لِلْهَوَى ... هَلِ الْوُدُّ مِمَّنْ أَدْبَرَ الْيَوْمَ يَرْجِعُ فَنُودِيتُ أَنْ لَا , أَوْجِرِ الْقَلْبَ إِنَّمَا ... ثَلَاثُ مِنًى وَقْتُ الْحَجِيجِ الْمُوَدَّعُ وَقَالَ جَعْفَرٌ الْغَنَوِيُّ: [البحر الطويل] وَنَادَيْتُ يَوْمَ النَّفْرِ وَاشْتَقْتُ لِلْهَوَى ... هَلِ الْوُدُّ مِمَّنْ يَرْحَلُ الْيَوْمَ يُقْبِلُ فَنُودِيتُ أَنْ لَا , أَوْجِرِ الْقَلْبَ إِنَّمَا ... ثَلَاثُ مِنًى وَقْتُ الْحَجِيجِ الْمُؤَجَّلُ

قبر العبد: بذنب الحديبية على يسار الذاهب إلى جدة , وإنما سمي قبر العبد أن عبدا لبعض أهل مكة أبق فدخل في غار فيها هنالك فمات فيه فرضمت عليه الحجارة فكان في ذلك الغار قبره.

2588 - وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: أَنْشِدْنِي الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: " [البحر الطويل] §فَلَمَّا تَقَضَّى الْحَجُّ وَانْشَعَبَتْ بِنَا ... نَوَى غُرْبَةٍ عَمَّنْ نُحِبُّ شُطُونُ رَحَلْنَا فَشَأَّمْنَا وَرَاحُوا فَيَمَّنُوا ... وَفَاضَتْ لِرَوْعَاتِ الْفِرَاقِ عُيُونُ رَحَلْنَا وَحَاجَاتُ النُّفُوسِ حَوَامِلٌ ... وَلَمْ تُقْضَ مِنْ أَهْلِ الصَّفَاءِ شُجُونُ "

الجفة ردهة يجتمع فيها الماء من حنكة الحل إلى المضيق يقال لها الرماق.

§ذِكْرُ مَنْزِلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِنًى وَمَوْضِعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْخُلَفَاءِ مِنْ بَعْدِهِ وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

التخابر: بعضها في الحل وبعضها في الحرم , وهي على يمين الذاهب إلى جدة إلى أنصاب الأعشاش , وبعض الأعشاش في الحل وبعضها في الحرم , وهي على بحيرة البهيماء وبحيرة الأصفر والرغباء , ما أقبل على بطن مر الظهران منهن فهو حل , وما أقبل على المديراء منهن فهو حرم.

2589 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ -[264]- أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا قَدِمْنَا مِنًى إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى نَزَلْنَا الْخَيْفَ وَالْخَيْفُ مَسْجِدُ مِنًى الَّتِي تَحَالَفُوا عَلَيْنَا فِيهِ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ: أَيُّ حِلْفٍ؟ قَالَ: الْأَحْزَابُ

كبش: الجبل الذي دون نعيلة في طرف الحرم.

2590 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ مُعَاذُ بْنُ عُثْمَانَ أَوْ عُثْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُ النَّاسَ مَنَاسِكَهُمْ بِمِنًى قَالَ: وَفَتَحَ اللهُ تَعَالَى أَسْمَاعَنَا حَتَّى أَنَّا لَنَسْمَعُهُ وَنَحْنُ فِي رِحَالِنَا قَالَ: فَنَزَلَ الْمُهَاجِرُونَ شِعْبَ الْمُهَاجِرِينَ , وَنَزَلَ الْأَنْصَارُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ , وَنَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ , وَعَلِمَ النَّاسُ مَنَاسِكَهُمْ , وَقَالَ: " §ارْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "

رحا: وقالوا: ذات أرحاء في الحرم وهو ما بين أنصاب المصانيع إلى ذات الجيش ورحا ردهة الراحة دون الحديبية على يسار الذاهب إلى جدة.

2591 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ، أَيْضًا قَالَ: أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: " كَانَ §مَنْزِلُنَا يُرِيدُ أَبَا بَكْرٍ عِنْدَ الصَّخْرَةِ الَّتِي عَلَيْهَا الْمَنَارَةُ "

ذكر مسجد البيعة من منى وتفسير ما كان فيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم

قَالَ ابْنُ جُرَيْجِ، قَالَ طَاوُسٌ: " §نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى عَنْ يَسَارِ مُصَلَّى الْإِمَامِ بِمِنًى "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَقَالَ غَيْرُ طَاوُسٍ مِنْ أَشْيَاخِنَا مِثْلَ قَوْلِ طَاوُسٍ وَزَادَ فِيهِ قَالَ: §وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنِسَائِهِ أَنْ يَنْزِلْنَ حَيْثُ الدَّارِ دَارَ مِنًى , وَأَمَرَ الْأَنْصَارَ أَنْ يَنْزِلُوا الشِّعْبَ وَرَاءَ الدُّورِ , وَقَالَ لِلنَّاسِ: " انْزِلُوا " فَأَشَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَوَاحِي مِنًى. وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: الْأَحْجَارُ الَّتِي بَيْنَ يَدَيِ الْمَنَارَةِ هُوَ مَوْضِعُ مُصَلَّى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لَمْ يَزَلْ أَهْلُ الْعِلْمِ يُصَلُّونَ هُنَالِكَ وَهُوَ مَسْجِدُ الْعَيْشُومَةِ

2592 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: قُلْتُ: أَيْنَ يَجْلِسُ؟ قَالُوا: §مِمَّا يَلِي الْمَنَارَةَ فَهُوَ مِمَّا يَلِيهَا بِمِنًى قَالَ: قُلْتُ صِفُوهُ لِي بِشَيْءٍ أَتَعَرَّفُهُ , قَالُوا: إِنَّكَ تَعْرِفُهُ بِالْخُشُوعِ إِذَا رَأَيْتَهُ , قَالَ: فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِالشَّيْخِ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ رَحِمَكَ اللهُ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: قُلْتُ: لَا أَسْأَلُ عَنْكَ أَحَدًا "

§ذِكْرُ مَسْجِدِ الْخَيْفِ وَفَضْلِهِ وَفَضَلِ الصَّلَاةِ فِيهِ

2593 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُوفِيُّ، وَعَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , قَالَ عَبْدَةُ فِي حَدِيثِهِ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ §صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا فِيهِمْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ عَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوَانِيَّتَانِ وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ مَخْطُومٍ ". وَلَمْ يَقُلْ عَبْدَةُ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ: " بِخِطَامٍ مِنْ لِيفٍ وَلَهُ ضَفْرَانِ "

2594 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا أَبُو هَمَّامٍ الدَّلَّالُ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ قَبْرُ سَبْعِينَ نَبِيًّا "

2595 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §لَوْ كُنْتُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ لَصَلَّيْتُ فِي مِنًى كُلَّ سَبْتٍ "

2596 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ صَخْرِ ابْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: كَانَ سَعْدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §لَوْ كُنْتُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مَاأَخْطَأَنِي جُمُعَةٌ لَا أُصَلِّي فِيهِ , يَعْنِي مَسْجِدَ الْخَيْفِ , وَلَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِيهِ لَضَرَبُوا إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْإِبِلِ , وَلَأَنْ أُصَلِّيَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ رَكْعَتَيْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آتِيَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ مَرَّتَيْنِ فَأُصَلِّيَ فِيهِ "

2597 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّتَهُ قَالَ: فَصَلَّيْتُهَا بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ يَعْنِي مَسْجِدَ مِنًى فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ وَانْحَرَفَ إِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ فِي آخِرِ الْقَوْمِ لَمْ يُصَلِّيَا مَعَهُ , فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيَّ بِهِمَا " , فَأُتِيَ بِهِمَا تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا قَالَ: " مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا "؟ قَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا قَدْ صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا -[268]- قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلَا تَفْعَلَا §إِذَا صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا ثُمَّ أَتَيْتُمَا مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَصَلِّيَا مَعَهُمْ فَإِنَّهَا لَكُمْ نَافِلَةٌ " 2598 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: أنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ السُّوَائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ

تسمية من شهد العقبة من الأنصار

2599 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي خُصَيْفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §حَجَّ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ نَبِيًّا كُلُّهُمْ قَدْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلَّى فِي مَسْجِدِ مِنًى فَإِنِ اسْتَطَعْتَ لَا تَفُوتُكَ صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِ مِنًى فَافْعَلْ "

2600 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §قَبْرُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمَكَّةَ أَوْ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ , وَقَبْرُ حَوَّاءَ بِجُدَّةَ "

ذكر منى وحدودها ومن كان يرد الناس من العقبة أن يبيتوا من ورائها والعمل بها في أيام التشريق

2601 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، -[269]- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " §مَرَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ وَعَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوَانِيَّتَانِ تُجَاوِبُهُ صِفَاحُ الرَّوْحَاءِ وَهُوَ يَقُولُ: لَبَّيْكَ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدَيْكَ , وَمَرَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ يُلَبِّي وَهُوَ يَقُولُ: لَبَّيْكَ عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ بِنْتِ عَبْدَيْكَ , وَمِنْ قَبْلُ أَوْ مِنْ بَعْدُ سَبْعُونَ نَبِيًّا خَاطِمِي رَوَاحِلَهُمْ بِحِبَالِ اللِّيفِ حَتَّى صَلَّوْا فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ "

2602 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ §أَيْنَ مُصَلَّى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْخَيْفِ وَهُو مَسْجِدُ مِنًى قَالَ: " لَا أَدْرِي "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ قَالَ: إِنَّ خَالِدَ بْنَ مُضَرِّسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ §رَأَى أَشْيَاخًا مِنَ الْأَنْصَارِ يَتَحَرَّوْنَهُ أَمَامَ الْمَنَارَةِ قَرِيبًا مِنْهَا "

2603 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: §صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا كُلُّهُمْ مُخْطِمِينَ بِاللِّيفِ " قَالَ مَرْوَانُ: يَعْنِي رَوَاحِلَهُمْ

2604 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ابْنُ بِنْتِ مَطَرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ -[270]- عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى فَقَالَ: " §نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا , فَبَلَّغَهَا مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا , فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ , وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ لَهُ , ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ , وَالنَّصِيحَةُ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ , وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ , فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تَكُونُ مِنْ وَرَائِهِمْ "

2605 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَا: ثنا النَّضْرُ بْنُ كَثِيرٍ السَّعْدِيُّ أَبُو سَهْلٍ الْعَبْدَانِيُّ قَالَ: صَلَّى إِلَى جَنْبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ بِمِنًى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ فَكَانَ §إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ وَضَعَ يَدَهُ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ. فَقُلْتُ لِوُهَيْبٍ صَاحِبِ الْكَرَابِيسِ: إِنِّي رَأَيْتُ هَذَا يَصْنَعُ شَيْئًا لَمْ أَرَ أَحَدًا يَصْنَعُهُ. فَقَالَ لَهُ وُهَيْبٌ: يَصْنَعُ شَيْئًا لَمْ تَرَ أَحَدًا يَصْنَعُهُ؟ قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ أَبِي يَصْنَعُهُ , وَقَالَ أَبِي: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَصْنَعُهُ , قَالَ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُهُ "

2606 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي -[271]- رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §رَجُلٌ مِنَ التُّجَّارِ شُغِلَ فِي أَيَّامِ الْحَجِّ فِي بَيْعِهِ فَلَمْ يَسْتَطِعِ الصَّلَاةَ فِيهِ حَتَّى نَفَرَ قَالَ: " فَيُصَلِّي فِيهِ " , قُلْتُ: أَتُوجِبُ الصَّلَاةَ فِيهِ؟ قَالَ: " لَا , وَلَكِنْ صَلُّوا فِيهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ "

وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §لَوْ كُنْتُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مَا جَاءَتْ عَلَيَّ جُمُعَةٌ إِلَّا صَلَّيْتُ فِيهِ "

2607 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " §يُصَلِّي بِمِنًى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ , قَالَ: فَجَاءَ شَابٌّ مِنْ أَهْلِهِ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ "

2608 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، وَابْنُ أَبِي سَلَمَةَ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَزَعَةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، قَالَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَبِيهِ، " " إِنَّ §آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لُحِدَ لَهُ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ وَدُفِنَ فِي وِتْرٍ مِنَ الثِّيَابِ " "

2609 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ رِيَاسِ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَا: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ قَالُونَ -[272]- قَالَ ابْنُ بِشْرٍ فِي حَدِيثِهِ وَكَانَ يَنْقِلُ عَنِ الْمَجَانِينَ عَنْ حَفْصٍ الطَّيِّبِ قَالَ: " §رَأَيْتُ شَيْطَانًا يُفْتِي النَّاسَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ بِمِنًى قَالَ ابْنُ بِشْرٍ فِي حَدِيثِهِ فَعَرَفْتُهُ , وَقَالَ ابْنُ أَبِي بَزَّةَ: فَقُلْتُ لَهُ: فُلَانٌ؟ قَالَ: " مُمَثَّلٌ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ "

2610 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ - يَعْنِي عَطَاءً -: §رَجُلٌ نَذَرَ جِوَارًا فِي مَسْجِدِ مِنًى أَيُوفِيهِ أَمْ لَا مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ مَسْجِدٌ غَيْرُ جَامِعٍ إِلَّا أَيَّامُ مِنًى قَطُّ أَمْ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: " بَلْ يُوفِيهِ " ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ غَيْرُ جَامِعٍ قَالَ: " وَلَكِنْ لَهُ شَأْنُهُ فَلْيُوفِهِ "

§ذِكْرُ مَا قِيلَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ مِنَ الشِّعْرِ وَقَدْ قَالَتِ الشُّعَرَاءُ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ أَشْعَارًا كَثِيرَةً , نَذْكُرُ بَعْضَهَا: قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ: [البحر الهزج] أَلَا يَا أَهْلَ خَيْفِ مِنًى ... غَزَالُكُمُ أَشَاطَ دَمِي بِلَا تِرَةٍ وَلَا قَوَدٍ ... وَلَا قَاضٍ وَلَا حَكَمِ وَقَالَ مَجْنُونُ بَنِي عَامِرٍ فِي خَيْفِ مِنًى: [البحر الطويل] وَدَاعٍ دَعَا إِذْ نَحْنُ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى ... فَهَيَّجَ أَحْزَانَ الْفُؤَادِ وَلَا يَدْرِي دَعَا بِاسْمِ لَيْلَى غَيْرَهَا فَكَأَنَّمَا ... أَطَارَ بِلَيْلَى طَائِرًا كَانَ فِي صَدْرِي -[273]- 2611 - وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ الرُّقَيَّاتُ أَحَدُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنْشَدَنِي ذَلِكَ أَبُو يَحْيَى: [البحر الخفيف] حَبَّذَا الْحَجُّ وَالثُّرَيَّا وَمَنْ بِالْـ ... ـخَيْفِ مِنْ أَجْلِهَا وَمَلْقَى الرِّجَالِ حَبَّذَا هُنَّ مِنْ لُبَانَةِ قَلْبِي ... وَجَدِيدُ الشَّبَابِ مِنْ سِرْبَالِ عَلَّقُوا أَرْسُنَ الْجِيَادِ وَمَرُّوا ... قَارِنِيهَا بِشَاحِجَاتِ الْبِغَالِ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ: [البحر الطويل] أَلَا لَا تَعِدْنِي لَيْلَةٌ قَبْلَ لَيْلَةِ الْخَيْفِ مِنْ ... مِنًى إِذَا نَامَ أَهْلُ الْمَنَازِلِ وَلَا مِثْلَ يَوْمٍ غَابَ عَنِّي جَمَالُهُ ... صَرِيعًا بِجَمْعٍ تَحْتَ أَيْدِي الرَّوَاحِلِ يُسَائِلْنَ مَنْ هَذَا الصَّرِيعُ الَّذِي يُرَى ... وَيَنْظُرْنَ شَزْرًا مِنْ جَلَالِ الْمَرَاجِلِ وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: [البحر الطويل] وَجَارِيَةٌ مِنْ أَهْلِ غُشْمٍ لَقِيتُهَا ... بِخَيْفِ مِنًى وَالنَّاسُ يَمْتَزِجُونَا فَسَلَّمْتُ تَسْلِيمًا خَفِيفًا وَسَلَّمَتْ ... وَقُلْتُ: مِنَ ايِّ النَّاسِ تَنْتَسِبِينَا؟ فَقَالَتْ: أَنَا شُكْرِيَّةٌ وَمَنَازِلِي ... بِغُشْمٍ وَجِئْنَا الْأَجْرَ مُطَّلِبِينَا فَقُلْتُ لَهَا: مَا لِلْأَجْرِ جِئْتِ تَعَمُّدًا ... وَلَكِنْ قُلُوبَ النَّاسِ تَسْتَلِبِينَا فَقَالَتْ: بَلَى لِلْأَجْرِ جِئْنَا فَإِنْ نُمِتْ ... فَوَاللهِ مَا كُنَّا بِمُعْتَمِدِينَا -[274]- وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ أَيْضًا: [البحر البسيط] لَا أَنْسَ لَا أَنْسَ يَوْمَ الْخَيْفِ مَوْقِفَهَا ... وَمَوْقِفِي وَكِلَانَا ثَمَّ ذُو شَجَنِ وَقَوْلُهَا لِلثُّرَيَّا وَهْيَ بَاكِيَةٌ ... وَالدَّمْعُ مِنْهَا عَلَى الْخَدَّيْنِ ذُو سَنَنِ وَقَالَ النُّمَيْرِيُّ أَيْضًا: [البحر الوافر] إِنْ رُمْنَ بِخَيْفِ مِنًى وَثَوْرٍ ... كَأَنَّ عِرَاصَ مَعْنَاهَا زَبُورُ مَنَازِلُ أَوْحَشَتْ مِنْ أُمِّ عَمْرٍو ... فَعَفَتْهَا الْجَنَائِبُ وَالدَّبُورُ فَلَا يَنْسَى فُؤَادُكَ أُمَّ عَمْرٍو ... وَلَوْ طَالَ اللَّيَالِي وَالشُّهُورُ أَقُولُ وَقَدْ أُمِيطَ الْخَسْفُ عَنْهَا ... أَشَمْسٌ تِلْكَ أَمْ قَمَرٌ مُنِيرُ حَلَفْتُ لَهَا بِرَبِّ مِنًى إِذَا مَا ... تَغَيَّبَ فِي عَجَاجَتِهِ ثَبِيرُ لَأَنْتِ أَحَبُّ شَيْءٍ إِنْ جَلَسْنَا ... وَإِنْ زُرْنَا فَأَكْرَمُ مَنْ نَزُورُ وَبَشِيرُهَا لَنَا الْمَيْمُونُ حَتَّى ... رَأَيْنَاهَا بِبَطْنِ مِنًى تَسِيرُ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ: [البحر الكامل] لَدِرْعُ ذَاتِ الْخَالِ يَوْمَ فِرَاقِنَا ... بِالْخَيْفِ مَوْقِفُ صُحْبَتِي وَرِكَابِي وَعَرَفْتُ أَنْ سَتَكُونَ دَارُ غَرِيبَةٍ ... مِنْهَا إِذَا جَاوَزْتُ بَطْنَ خِضَابِ وَتَبَوَّأَتْ مِنْ بَطْنِ مَكَّةَ مَنْزِلًا ... غَرِدَ الْحَمَامِ مُشَرَّفَ الْأَبْوَابِ

§ذِكْرُ مَسْجِدِ الْكَبْشِ وَفَضْلِهِ وَمَا جَاءَ فِيهِ

2612 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يُخْبِرُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §نَزَلَ الْكَبْشُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعِرْقِ الْأَخْضَرِ الَّذِي فِي ثَبِيرٍ "

2613 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: {§وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: 107] قَالَ: كَبْشٌ أَعْيَنُ أَقْرَنُ أَبْيَضُ مَرْبُوطًا بِسَمُرَةٍ فِي ثَبِيرٍ "

2614 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §الْكَبْشُ رَعَى فِي الْجَنَّةِ سَبْعِينَ خَرِيفًا "

2615 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " كَانَ §الْكَبْشُ الَّذِي فَدَى بِهِ إِبْرَاهِيمُ ابْنَهُ كَبْشًا أَمْلَحَ، صُوفُهُ مِثْلُ الْقَزِّ الْأَحْمَرِ "

2616 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ: " §لَمَّا رَأَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ذَبْحَ إِسْحَاقَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَارَ بِهِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ فِي رَوْحَةٍ وَاحِدَةٍ طُوِيَتْ لَهُ الْأَوْدِيَةُ وَالْجِبَالُ "

2617 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §النَّحْرُ حَيْثُ يَنْحَرُ الْإِمَامُ "

§ذِكْرُ شِعْبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَاتِّسَاعِ مِنًى بِأَهْلِهِ

2618 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " §جَاءَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ألْفَانِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لَوْ أَمَرَهُمْ أَنْ يُزِيلُوا الْجَبَلَ لَأَزَالُوهُ. قَالَ عَمْرٌو: فَكَانُوا فِي شِعْبِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اعْتَزَلَ بِهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ فَكَانَ رُبَّمَا أَتَاهُمُ الْفَزَعُ فَيُنَادِي مُنَادِيهِمْ إِنَّ مَهْدِيًّا يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا السِّلَاحَ " وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَمْ يَنْزِلْ هَذَا الشِّعْبَ وَلَكِنْ نَزَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ أَيَّامَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَنُسِبَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَإِلَى جَنْبِهِ شِعْبٌ يُقَالُ لَهُ شِعْبُ عُمَارَةَ فِيهِ مَنَازِلُ سَعْدِ بْنِ سَالِمٍ وَمِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ شِعْبٌ يُقَالُ لَهُ شِعْبُ الْبِشَامَةِ نَاحِيَةُ مَضْرَبِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى

2619 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أنا أَبُو مَالِكٍ قَالَ: ثنا سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ " أَنَّهُ §كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي الشِّعْبِ يَعْنِي هَذَا الشِّعْبَ "

2620 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ فِي الشِّعْبِ: §لَوْ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَدْرَكَ هَذَا الْأَمْرَ لَكَانَ هَذَا مَوْضِعُ رَحْلِهِ أَوْ قَالَ: رِجْلِهِ "

2621 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يُسْأَلُ عَنْ مِنًى، وَيُقَالُ عَجَبًا لِمِنًى ضَيِّقَةٌ فِي غَيْرِ الْحَجِّ وَمَا تَسَعُ مِنَ الْحَاجِّ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ §مِنًى يَتَّسِعُ بِأَهْلِهِ كَاتِّسَاعِ الرَّحِمِ لِلْوَلَدِ. وَيُقَالُ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ مِنًى لَمَّا يُمْنَى فِيهَا مِنَ الدِّمَاءِ

§ذِكْرُ طَرِيقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مِنًى

2622 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ، -[279]- عَنِ هِشَامِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: §كَانَتْ طَرِيقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مِنًى فِي الْجَبَلِ عَلَى يَسَارِكَ وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى مِنًى. فَحَبَسَ ابْنُ عَلْقَمَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي مَكَّةَ أُعْطِيَاتِ النَّاسِ فَضَرَبَ بِهَا ذَلِكَ الْجَبَلَ حَتَّى فَتْحَ الطَّرِيقَ الَّتِي يَسْلُكُ النَّاسُ الْيَوْمَ. فَطَرِيقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمَةٌ فِي ذَلِكَ الْجَبَلِ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا ثُمَّ دُثِرَتْ تِلْكَ الطَّرِيقُ وَانْقَطَعَ النَّاسُ مِنْهَا حَتَّى كَانَ زَمَنُ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللهِ فَبَعَثَ إِسْحَاقَ بْنَ سَلَمَةَ -[280]- فَعَمَّرَهَا وَجَدَّدَهَا وَضَرَبَ فِي الْجَبَلِ وَنَصَبَهَا شَبِيهَةَ الْأَنْصَابِ وَعَمِلَ ضَفِيرَةَ عَقَبَةِ مِنًى وَجُدْرَانَهَا وَأَصْلَحَ هَذِهِ الطَّرِيقَ الَّتِي يُقَالُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَكَهَا مِنْ مِنًى إِلَى الشِّعْبِ وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , وَهُوَ شِعْبُ الْبَيْعَةِ لِلْأَنْصَارِ الَّذِي أَخَذَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ وَأَبِي الْهَيْثَمِ وَأَصْحَابِهِمْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمُ الْبَيْعَةَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالنُّصْرَةِ لَهُ , وَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ الطَّرِيقُ قَدْ دُثِرَتْ وَعَفَتْ زَمَانًا لِأَنَّ الْجَمْرَةَ زَائِلَةٌ عَنْ مَوْضِعِهَا فَرَدَّهَا إِسْحَاقُ إِلَى مَوْضِعِهَا الَّذِي كَانَتْ عَلَيْهِ وَبَنَى مِنْ وَرَائِهَا جِدَارًا أَعْلَاهُ عَلَيْهَا وَمَسْجِدًا مُتَّصِلًا بِذَلِكَ الْجُدْرِ لِئَلَّا يَصِلُ إِلَيْهَا مَنْ يُرِيدُ الرَّمْيَ مِنْ أَعْلَاهَا , وَجَعَلَ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ أَعْلَامًا بَنَاهَا بِالْجَصِّ وَالنَّوْرَةِ لِأَنَّ السُّنَّةَ لِمَنْ أَرَادَ رَمْيَهَا أَنْ يَقِفَ مِنْ تَحْتِهَا وَيَسْتَبْطِنَ الْوَادِيَ وَيَجْعَلَ مَكَّةَ عَنْ يَسَارِهِ وَمِنًى عَنْ يَمِينِهِ وَيَرْمِي كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ بَعْدِهِ

2623 - حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §رَمَى الْجَمْرَةَ مِنْ فَوْقِهَا وَرَأَى الزِّحَامَ عَلَيْهَا. فَهَذِهِ الطَّرِيقُ تُسْلَكُ إِلَى الْيَوْمِ

§ذِكْرُ قَرْنِ الثَّعَالِبِ وَمَا جَاءَ فِيهِ

2624 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ عَلَيْكَ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ §لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمُ الْعَقَبَةِ أَنْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ كِلَابٍ - هَكَذَا قَالَ ابْنُ طَرِيفٍ وَإِنَّمَا هُوَ كُلَالٌ - فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَغْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا سَحَابَةٌ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ , وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ قَالَ: فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ بِمَا شِئْتَ فَإِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ " فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ أَرْجُو أَنْ يَخْرُجَ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " -[282]- وَمِنْ مَسْجِدِ مِنًى إِلَى قُرَيْنِ الثَّعَالِبِ أَلْفُ ذِرَاعٍ وَخَمْسُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا. وَقُرَيْنُ الثَّعَالِبِ جَبَلٌ مُشْرِفٌ عَلَى أَسْفَلِ مِنًى وَيُقَالُ إِنَّمَا سُمِّيَ قُرَيْنَ الثَّعَالِبِ لِكَثْرَةِ مَا كَانَ يَأْوِي إِلَيْهِ مِنَ الثَّعَالِبِ

§ذِكْرُ الْبِنَاءِ بِمِنًى وَكَرَاهِيَتِهِ

2625 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ: بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَلَا نَبْنِي لَكَ بِمِنًى بَيْتًا أَوْ بِنَاءً يُظِلُّكَ مِنَ الشَّمْسِ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا , إِنَّمَا §مِنًى مُنَاخُ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ "

قَالَ: وَسَأَلَتْ أُمِّي عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا يُبْنَى مَنْزِلُهَا بِمِنًى فَقَالَتْ: إِنِّي §لَا أُحِلُّ لَكِ وَلَا لِأَحَدٍ أَنْ يَسْتَحِلَّ مِنًى لَشَأْنِي "

ذكر التكبير بمنى أيام منى والسنة في ذلك

2626 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا §اسْتَأْذَنَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بِنَاءِ كَنِيفٍ لَهَا بِمِنًى فَلَمْ يَأْذَنْ لَهَا "

2627 - وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْيَمَانِيُّ، بِصَنْعَاءَ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ، يَقُولُ كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا §تَكْرَهُ الْبُنْيَانَ بِمِنًى "

قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: وَبَلَغَنِي أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " §أَرْخَصَ فِي الْكَنِيفِ "

2628 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ فَقَالَ أَيْنَ مَنْزِلُكَ؟ قَالَ: فِي الشِّقِّ الْأَيْسَرِ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: §ذَلِكَ مَنْزِلُ الدَّاجِّ فَلَا تَنْزِلْهُ "

قَالَ سُفْيَانُ: ثُمَّ يَقُولُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §وَمَنْزِلِي فِي مَنْزِلِ الدَّاجِّ "

قَالَ سُفْيَانُ: §وَكَانَ مَنْزِلُ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا شَارِعًا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ إِذَا خَرَجَتْ إِلَى عَرَفَةَ "

ذكر لم سمي الموسم: الموسم , وأيام التشريق: أيام التشريق

2629 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ: بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كَانَ التُّجَّارُ §يُدْعَوْنَ الدَّاجَّ فَيَنْزِلُونَ نَاحِيَةً , وَالْحَاجُّ يَنْزِلُونَ مَكَانًا آخَرَ "

2630 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " §الدَّاجُ: التُّجَّارُ الَّذِينَ يَأْتُونَ لِلتِّجَارَةِ "

§ذِكْرُ رَمْيِ الْجِمَارِ وَأَوَّلِ مَنْ رَمَاهَا , وَذِكْرُ رَمْيِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَالسُّنَّةِ فِي رَمْيِهَا وَمَنْ كَرِهَ الرُّكُوبَ إِلَيْهَا

2631 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: §جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ لِيُرِيَهُ -[285]- الْمَنَاسِكَ قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبَ بِهِ انْفَرَجَ لَهُ ثَبِيرٌ فَدَخَلَهُ، فَأَتَى عَرَفَاتٍ، فَقَالَ لَهُ: أَعَرَفْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: ثُمَّ أَتَى جَمْعًا فَجَمَعَ بِهِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ قَالَ: فَمِنْ هُنَاكَ سُمِّيَتْ جَمْعًا، ثُمَّ أَتَى بِهِ مِنًى فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْأُولَى، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: خُذْ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، فَارْمِهِ بِهَا، وَكَبِّرْ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، فَفَعَلَ ذَلِكَ، فَسَاخَ الشَّيْطَانُ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَ لَهُ: خُذْ سَبْعَ حَصَيَاتٍ فَارْمِهِ، وَكَبِّرْ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، فَفَعَلَ فَسَاخَ الشَّيْطَانُ، فَعَرَضَ لَهُ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَأَمَرَهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ، فَفَعَلَ فَسَاخَ الشَّيْطَانُ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَعْرِضْ لَهُ "

2632 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرُبَّمَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ، وَهُوَ يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ , لَا يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، §إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ، فَارْمُوهَا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "

ذكر ما قيل من الشعر بمنى وقد قال الناس في منى وجمرة العقبة والنفر أشعارا كثيرة سنذكر بعضها: قال بعض الشعراء: ما دعانا إليه موقفنا يوم التقينا بجانب العقبه قد كنت لولا محبتي لكم من أغلظ الناس كلهم رقبه وقال كثير عزة في منى: تفرق آلاف الحجيج على منى

2633 - وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَا: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ -[286]- مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ قَالَ: أَفَضْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَةَ، فَلَمْ يَزَلْ §يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ قَطَعَ التَّلْبِيَةَ مَعَ آخِرِ حَصَاةٍ "

2634 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: §أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَنْ نَرْمِيَ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "

2635 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ حُصَيْنٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَرَأَيْتُ بِلَالًا، وَأُسَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَبِلَالٌ يَقُودُ بِخِطَامِ رَاحِلَتِهِ، وَالْآخَرُ يَسْتُرُهُ بِثَوْبِهِ مِنَ الْحَرِّ حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ هَلْ بَلَّغْتُ؟، ثُمَّ يَقُولُ: " §إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجَدَّعٌ، - أُرَاهَا قَالَ: - أَسْوَدُ، يَقُودُكُمْ لِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا "

ذكر منزل النبي صلى الله عليه وسلم من منى وموضعه صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده وتفسير ذلك

2636 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ قُدَامَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ الْكِلَابِيَّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَرْمِي الْجَمْرَةَ عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ أَوْ حَمْرَاءَ لَيْسَ فِيهِ ضَرْبٌ، وَلَيْسَ فِيهِ دَفْعٌ، وَلَيْسَ فِيهِ إِلَيْكَ إِلَيْكَ "

2637 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، وَابْنُ أَبِي رَزِينٍ قَالَا: ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرِّيَاحِيُّ أَبُو حَفْصٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْحُوَارِ، عَنِ الْحَارِثِ ابْنِ الْبَرْصَاءِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، وَهُوَ يَمْشِي بَيْنَ جَمْرَتَيْنِ مِنَ الْجِمَارِ: " §مَنِ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينٍ، فَأَخَذَهُ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا مِنَ النَّارِ "

2638 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ، يَقُولُ: لَا تَقُولُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلَا سُورَةَ -[288]- كَذَا وَكَذَا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: مَشَيْتُ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ النَّحْرِ فِي بَطْنِ الْوَادِي حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ فَجَعَلَهَا عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ اعْتَرَضَهَا فَرَمَاهَا، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّ النَّاسَ يَرْمُونَهَا مِنْ فَوْقِهَا، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: §مِنْ هَا هُنَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ رَمَاهَا الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ "

2639 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ الْعَقَبَةِ: " هَاتِ الْقُطْ لِي حَصَيَاتٍ "، فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ هِيَ حَصَى الْخَذْفِ فَجَعَلَ يَقْبِضُهُنَّ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: " نَعَمْ بِمِثْلِ هَؤُلَاءِ فَارْمُوا "، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ §إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي دِينِكُمْ، فَإِنَّمَا أُهْلِكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ "

2640 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا أَبُو جَابِرٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ عِنْدَ الْجَمَرَاتِ -[289]- فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَالَ: " أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ "، قَالُوا: يَوْمُ النَّحْرِ قَالَ: " فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قَالُوا: الْبَلَدُ الْحَرَامُ قَالَ: " فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ " قَالُوا: الشَّهْرُ الْحَرَامُ قَالَ: " §هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ فَدِمَاؤُكُمْ وَأَمْوَالُكُمْ وَأَعْرَاضُكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ هَذَا الْبَلَدِ فِي هَذَا الْيَوْمِ "، ثُمَّ قَالَ: " هَلْ بَلَّغْتُ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ فَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ اشْهَدْ "، ثُمَّ وَدَّعَ النَّاسَ، فَقَالَ: " هَذِهِ حَجَّةُ الْوَدَاعِ "

2641 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْأُولَى، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ §أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ عِنْدَ الْوُسْطَى، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ وَضَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَقَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ؟ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَبَّارٍ "

§ذِكْرُ مَنْ رَخَّصَ فِي الرُّكُوبِ إِلَى الْجِمَارِ وَمَنْ كَرِهَهُ وَذِكْرُ مَشْيِ الْأَئِمَّةِ إِلَيْهَا وَتَعْظِيمِهَا

ذكر مسجد الخيف وفضله وفضل الصلاة فيه

2642 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ، وَيَقُولُ لَنَا: " §خُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ "

2643 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ: بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: §رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَرْمِي الْجِمَارَ مَاشِيًا ذَاهِبًا وَرَاجِعًا "

2644 - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ §يَرْمِي الْجِمَارَ مَاشِيًا ذَاهِبًا وَرَاجِعًا "

قَالَ صَالِحٌ: وَسَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: §إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَعَلَ ذَلِكَ "

2645 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءً، يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ §يَكْرَهُ أَنْ يَرْمِيَ شَيْئًا مِنَ الْجِمَارِ رَاكِبًا إِلَّا مِنْ ضَرُورَةٍ "

2646 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ §الرُّكُوبِ، إِلَى الْجِمَارِ حَتَّى يَأْتِيَهَا لِلرَّمْيِ؟ فَقَالَ: مَا أُحِبُّهُ، وَمَا كُنْتُ لِآمُرَ بِهِ إِلَّا مِنْ وَجَعٍ أَوِ امْرَأَةٍ ثَقِيلَةٍ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَمْشِيَ إِلَيْهَا، قُلْتُ: أَفَرَأَيْتَ إِذَا فَرَغْتُ مِنْهَا أَرْجِعُ رَاكِبًا؟ قَالَ: فَرَغْتَ حِينَئِذٍ، فَارْكَبْ إِنْ شِئْتَ، قُلْتُ لِعَطَاءٍ: كَيْفَ بَلَغَكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصْنَعُ فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يَمْشِي إِلَيْهَا قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَمَشَى إِذَا رَجَعَ أَمْ رَكِبَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي قَالَ: لَا أَظُنُّهُ إِلَّا كَانَ يَنْقَلِبُ مَاشِيًا قَالَ عَطَاءٌ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ يَمْشُونَ إِلَى الرَّمْيِ مُقْبِلِينَ وَمُدْبِرِينَ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَمْشِي مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا إِلَى الْجِمَارِ، وَكَانَ عَطَاءٌ لَا يُوجِبُ الْمَشْيَ إِلَيْهَا، وَلَكِنْ يَقُولُ: لَمْ يَرْكَبْ وَهُوَ صَحِيحٌ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي نَافِعٌ قَالَ: §لَمْ يَكُنْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَرْكَبُ إِلَى الرَّمْيِ مُقْبِلًا إِلَيْهِ، وَلَا مُدْبِرًا عَنْهُ "

2647 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: §إِنَّ النَّاسَ كَانُوا إِذَا رَمَوُا الْجِمَارَ مَشَوْا ذَاهِبِينَ وَرَاجِعِينَ، وَأَوَّلُ مَنْ رَكِبَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "

§ذِكْرُ حَصَى الْجِمَارِ أَنَّهُ يُرْفَعُ إِذَا قُبِلَ

2648 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ فِطْرٍ، وَابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: رَمَى النَّاسُ الْجِمَارَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ، فَكَيْفَ لَا يَسُدُّ الطَّرِيقَ؟ قَالَ: " §مَا يُقْبَلُ مِنْهُ رُفِعَ، وَلَوْلَا ذَلِكَ كَانَ أَعْظَمَ مِنْ ثَبِيرٍ "

2649 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا أَزْهَرُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ عَنْ حَصَى الْجِمَارِ، أَلَا يَكُونُ -[293]- هِضَابًا تَسُدُّ الطَّرِيقَ؟ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْهُ، فَقَالَ: " مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ، §فَمَا يُقْبَلُ مِنْهُ رُفِعَ وَمَا لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ بَقِيَ "

2650 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: الْحَصَى قُرْبَانٌ، §فَمَا يُقْبَلُ مِنَ الْحَصَى رُفِعَ "

2651 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: الْحَصَى قُرْبَانٌ يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعَبْدُ إِلَى اللهِ تَعَالَى §فَمَا يَقْبَلُ مِنْهُ رَفَعَ. 2652 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، بِنَحْوِهِ، وَزَادَ فِيهِ، وَمَا لَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ فَهُوَ الَّذِي يَبْقَى. 2653 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ -[294]- عَيَّاشٍ الْكُلَيْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا نَحْوَهُ

2654 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قُلْتُ: مَا بَالُ هَذِهِ الْجِمَارِ تُرْمَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ كَيْفَ لَا تَسُدُّ الطَّرِيقَ؟ قَالَ: إِنَّهُ §مَا تَقَبَّلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ امْرِئٍ إِلَّا رَفَعَ حَصَاهُ "

2655 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: §مَا يُقْبَلُ مِنَ الْجِمَارِ رُفِعَ "

2656 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §مَا تَقَبَّلَ اللهُ حَجَّ امْرِئٍ إِلَّا رَفَعَ حَصَاهُ "

2657 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ , أَنَّهُ كَانَ " §يَلْتَقِطُ لَهُ مِثْلَ حَصَى الْخَذْفِ "

2658 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ، يَقُولُ: " §يُغْفَرُ لِلْحَاجِّ بِكُلِّ حَصَاةٍ مِنْ حَصَى الْجِمَارِ كَبِيرَةٌ مِنَ الْكَبَائِرِ "

2659 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ نُفَيْعًا كَانَ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِذْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا كُنَّا نَتَرَاءَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنَ الْحَصَى، وَالْمُسْلِمُونَ الْيَوْمَ أَكْثَرُ، ثُمَّ إِنَّهُ لَضَحْضَاحٌ قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " إِنَّهُ وَاللهِ §مَا قَبِلَ اللهُ مِنَ امْرِئٍ حَجَّةً إِلَّا رَفَعَ حَصَاهُ , قَالَ "

ذكر ما قيل في مسجد الخيف من الشعر وقد قالت الشعراء في مسجد الخيف أشعارا كثيرة , نذكر بعضها: قال عمر بن أبي ربيعة: ألا يا أهل خيف منى غزالكم أشاط دمي بلا ترة ولا قود ولا قاض ولا حكم وقال مجنون بني عامر في خيف منى: وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى فهيج

ثُمَّ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، إِنِّي تَوَسَّطْتُ الْجَمْرَةَ، فَرُمِيتُ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، فَمَا وَجَدْتُ لَهُ مَسًّا , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا هُوَ مُوَكَّلٌ بِهِ مَلَكٌ يَمْنَعُهُ مِمَّا لَمْ يُقَدَّرْ، فَإِذَا جَاءَ الْقَدَرُ لَمْ يَسْتَطِعْ مَنْعَهُ مِنْهُ , وَاللهِ مَا تَقَبَّلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ امْرِئٍ حَجَّهُ إِلَّا رَفَعَ حَصَاهُ "

ذكر مسجد الكبش وفضله وما جاء فيه

2660 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §ارْمِ الْجِمَارَ وَكَبِّرْ , وَلَا تَرْمِ ثُمَّ تُكَبِّرْ "

2661 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ §رَجُلٍ، أَخَذَ حَصَى الْمَسْجِدِ فَرَمَى بِهِ الْجَمْرَةَ قَالَ: " أَجْزَأَ عَنْهُ وَيُعِيدُ فِي الْمَسْجِدِ مِثْلَهَا "

§ذِكْرُ مِنْ حَيْثُ تُرْمَى الْجِمَارُ وَوَقْتِ ذَلِكَ وَالدُّعَاءِ

2662 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: " §أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَرْمِيَ الْجَمْرَةَ أَسْفَلَ مِنَ السَّيْلِ، وَلَمْ يَكُنْ يُوجِبُهُ "، قَالَ: " ثُمَّ أَرْجِعُ مِنْ أَسْفَلِ السَّيْلِ كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ " قَالَ: فَإِنْ دَهَمَكَ النَّاسُ فَارْمِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ، وَلَا بَأْسَ، وَلَا حَرَجَ، قُلْتُ لِعَطَاءٍ: فَمِنْ أَيْنَ أَرْمِي السُّفْلِيَّيْنِ؟ قَالَ: اعْلُهُمَا كَمَا يَصْنَعُ مَنْ أَقْبَلَ مِنْ أَسْفَلِ مِنًى، قَالَ: فَإِنْ دَهَمَكَ النَّاسُ فَارِمِهِمَا مِنْ فَوْقِهِمَا، وَلَمْ يَكُنْ يُوجِبُهُ قَالَ فَإِنْ كَثُرَ عَلَيْكَ النَّاسُ، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ مِنْ أَيِّ نَوَاحِيهَا رَمَيْتَهَا , قَالَ عَطَاءٌ: " وَلَا يَضُرُّكَ مِنْ أَيِّ الطُّرُقِ سَلَكْتَ إِلَى الْجَمْرَةِ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَصْعَدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي بَعْضِ الْبُنْيَانِ، بُنْيَانِ الْعَقَبَةِ، §فَرَمَى الْجَمْرَةَ مِنْ ثَمَّ " قَالَ عَطَاءٌ: لَا يَرْمِ يَوْمَ النَّحْرِ إِلَّا جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ قَالَ: وَتَرْمِي كُلَّ جَمْرَةٍ مِنْهُنَّ بَعْدُ، وَتَرْمِي كُلَّ جَمْرَةٍ مِنْهُنَّ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ مَعَ كُلِّ إِرْسَالِ حَصَاةٍ تَكْبِيرٌ، قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أُكَبِّرُ بِيَدِي كُلَّمَا رَمَيْتُ بِحَصَاةٍ كَمَا أُكَبِّرُ بِيَدِي فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: لَا، إِرْمِ وَكَبِّرْ وَلَا تُكَبِّرْ بِيَدَيْكَ، وَلَا تَرْفَعْهُمَا

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي نَافِعٌ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " §يُكَبِّرُ عِنْدَ كُلِّ حَصَاةٍ رَمَى بِهَا "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حَبَّةَ الْأَنْصَارِيَّ يُفْتِي بِأَنْ " §لَا بَأْسَ بِمَا رَمَى بِهِ الْإِنْسَانُ الْجَمْرَةَ مِنَ الْحَصَى، يَقُولُ: مِنْ عَدَدِهِ، فَقَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ أَبَا حَبَّةَ الْأَنْصَارِيَّ يُفْتِي النَّاسَ أَنْ لَا بَأْسَ بِمَا رَمَى بِهِ الْإِنْسَانُ مِنْ حَصَى الْجَمْرَةِ يَقُولُ مِنْ عَدَدِهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: صَدَقَ أَبُو حَبَّةَ، وَأَبُو حَبَّةَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ "

ذكر شعب علي بن أبي طالب رضي الله عنه واتساع منى بأهله

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ عَطَاءٌ: " إِنْ رَمَيْتَ بِحَصَاتَيْنِ مَعًا، فَلَا يَضُرُّكَ , §وَكَبِّرْ عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ تَكْبِيرَةً أَوْ سَقَطَتَا مِنْكَ، وَقَالَ: وَأَقُولُ: أَنْ لَا يَعْمِدَ لِذَلِكَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ -[298]- اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §لَا أَدْرِي بِكَمْ رَمَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ §لَوْ وَقَفْتُ عَلَى الْجَمْرَةِ، فَإِذَا سَبْعُ حَصَيَاتٍ قَدْ سَقَطْنَ أَوْ حَصَاةٌ وَاحِدَةٌ آخُذُ مِنَ الْجَمْرَةِ مِنْ حَصَاهَا بَدَلَ مَا سَقَطَ مِنْ حَصَايَ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَفَأَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أُبَدِّلَ مِنْ غَيْرِهَا؟ قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ بِأَحَبِّ إِلَيَّ , قَالَ: قُلْتُ: أَفَلَا أَدَعُ أَنْ آخُذَ مِنْ أَهْلِ حَصَايَ وَآخُذَ مِنْ كُلِّ جَمْرَةٍ سَبْعًا، فَأَرْمِيَهَا بِهِنَّ؟ قَالَ: لَا أُحِبُّ ذَلِكَ، وَلَكِنْ خُذْ مِنَ الْبَيْتِ أَوْ غَيْرِ الْبَيْتِ، قَالَ عَطَاءٌ خُذِ الْحَصَى مِنْ حَيْثُ شِئْتَ مِنْ جَمْعٍ أَوْ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ مِنْ غَيْرِهَا قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَغْسِلُ الْحَصَى، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ لَا يَكُونَ طَيِّبًا مِنْ طَرِيقِ الْحَجِّ؟ قَالَ: فَلَا تَغْسِلْهُ، وَهُوَ زَعْمٌ , لَا تَغْسِلْهُ "

2663 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: §رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَرْمِي الْجَمْرَةَ، وَإِنَّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ "

§ذِكْرُ الْقِيَامِ عِنْدَ الْجِمَارِ وَالدُّعَاءِ وَرَفْعِ الْأَيْدِي

ذكر طريق النبي صلى الله عليه وسلم إلى منى

2664 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: ذَهَبْتُ أَرْمِي الْجِمَارَ، فَسَأَلْتُ هَلْ رَمَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ -[299]- اللهُ عَنْهُمَا؟ فَقَالُوا: لَا، وَلَكِنْ قَدْ رَمَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَعْنُونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا , قَالَ عَمْرٌو: فَانْتَظَرْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا , فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ، §فَأَتَى الْجَمْرَةَ الْأُولَى فَرَمَاهَا، ثُمَّ تَقَدَّمَ أَمَامَهَا قَلِيلًا، فَوَقَفَ وُقُوفًا طَوِيلًا، ثُمَّ أَتَى الْوُسْطَى، فَرَمَاهَا، ثُمَّ قَامَ عَنْ يَسَارِهَا، فَوَقَفَ وُقُوفًا طَوِيلًا، ثُمَّ أَتَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ فَرَمَاهَا، ثُمَّ انْصَرَفَ وَلَمْ يَقِفْ عِنْدَهَا "

2665 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ: إِنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ §يَرْمِيَانِ الْجِمَارَ حِينَ تَزِيغَ الشَّمْسُ , وَرَآهُمَا يُطِيلَانِ الْوُقُوفَ عِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ "

2666 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَقُومُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى، هَذِهِ الصَّخْرَةِ السَّابِلَةِ الَّتِي فِي الْجَبَلِ "

ذكر قرن الثعالب وما جاء فيه

2667 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: " كَانُوا §يَقُومُونَ عِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ بِقَدْرِ قِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ. قَالَ ابْنُ خُثَيْمٍ، فَقُلْتُ لِسَعِيدٍ: إِنَّ مِنَ النَّاسِ سَرِيعَ الْقِرَاءَةِ، وَمِنْهُمْ بَطِيءُ الْقِرَاءَةِ , قَالَ: فَقَالَ لِي سَعِيدٌ: أَجْرِهَا عَلَى قِرَاءَتِي , قَالَ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ رَجُلًا سَرِيعَ الْقِرَاءَةِ "

2668 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: رَمَيْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، §فَوَقَفَ عِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ قَدْرَ سُورَةٍ مِنَ السَّبْعِ. فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، وَزَادَ فِيهِ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ ابْنُ خُثَيْمٍ: فَأَخْبَرْتُ عَلِيًّا الْأَزْدِيَّ خَبَرَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ إِيَّايَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: كَذَلِكَ كُنْتُ أُجْرِي , يَقُولُ: احْرِزْ قَدْرَ قِيَامِ سُورَةٍ مِنَ السَّبْعِ

ذكر البناء بمنى وكراهيته

2669 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِذَا رَمَيْتَ الْجِمَارَ، فَقَالَ: هَكَذَا §وَمَدَّ يَدَهُ وَرَفَعَهَا حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ "

2670 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: §حَزَرْتُ قِرَاءَتِي بِقِيَامِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ بِقَدْرِ سُورَةٍ مِنَ الْمِئِينَ "

2671 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أنا أَبُو -[301]- الْأَزْهَرِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §رَاحَ إِلَى الْجِمَارِ فِي سَاعَةٍ لَوْ أُلْقِيَتْ قِطْعَةٌ مِنْ لَحْمٍ فِي الشَّمْسِ لَرَأَيْتُ أَنَّهَا تُشْوَى "

2672 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: §ذَهَبْتُ أَرْمِي الْجِمَارَ مَعَ أَبِي فَرَأَيْنَا رَجُلًا يُطِيلُ الْقِيَامَ يَدْعُو عِنْدَ الْجِمَارِ، فَقَالَ لِي: سَلْ مَنْ هَذَا؟ فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقِيلَ لِي: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ عِمَامَةً قَدْ أَرْخَاهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ "

2673 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: §رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ عَلَى حِمَارٍ وَاقِفًا عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى قَدْرَ مَا كَانَ إِنْسَانٌ قَارِئًا سُورَةَ الْبَقَرَةِ "

2674 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ، جَمِيعًا قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ §يَتَزَوَّدُونَ الْمَاءَ فِي الْإِدَاوَا إِذَا ذَهَبُوا يَرْمُونَ الْجِمَارَ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ عِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ "

2675 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ -[302]- بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّمِيمِيِّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: رَمَيْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: فَحَزَرْتُ قِيَامَهُ، فَكَانَ قَدْرَ سُورَةِ يُوسُفَ، §وَرَمَى حِينَ كَانَ الظِّلُّ ثَلَاثَةَ أَشْبَارٍ قَالَ: وَشَبَّرْتُهُ، فَكَانَ الظِّلُّ ثَلَاثَةَ أَشْبَارٍ "

2676 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: رَأَيْنَا ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يَقُومُ عِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ قَدْرَ مَا كُنْتُ قَارِئًا سُورَةَ الْبَقَرَةِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَسْتَقْبِلُ الْبَيْتَ فِي الدُّعَاءِ عِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ؟ فَقَالَ لِي: مَا قَالَ فِي اسْتِقْبَالِ الْبَيْتِ فِي الْمَوْقِفِ بِعَرَفَةَ آخِرَ مَا ذَكَرْتُهُ فِي هَذَا الْبَابِ

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رَمَى بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيِّ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: نَظَرْنَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ النَّفْرِ الْأَوَّلِ، §فَخَرَجَ عَلَيْنَا تَقْطُرُ لِحْيَتُهُ مَاءً فِي يَدِهِ حَصَيَاتٌ، وَفِي حُجْزَتِهِ حَصَيَاتٌ مَاشِيًا يُكَبِّرُ فِي طَرِيقِهِمْ حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ الْأُولَى، ثُمَّ مَضَى حَتَّى انْقَطَعَ مِنْ فَضَضِ الْحَصَى، وَحَيْثُ لَا يَنَالُهُ حَصَى مَنْ رَمَى، فَدَعَا سَاعَةً، ثُمَّ مَضَى إِلَى الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى، ثُمَّ الْأُخْرَى "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ عَطَاءٌ: §إِذَا رَمَيْتَ قُمْتَ عِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ السُّفْلَاوَيْنِ قُلْتُ: حَيْثُ يَقُومُ النَّاسُ الْآنَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَدَعَوْتَ بِمَا بَدَا لَكَ، وَلَمْ أَسْمَعْ بِدُعَاءٍ مَعْلُومٍ فِي ذَلِكَ , قَالَ: قُلْتُ: أَلَا يُقَامُ عِنْدَ الْعَقَبَةِ؟ قَالَ: لَا، وَلَا يُقَامُ عِنْدَ رَمْيِ الْجِمَارِ يَوْمَ النَّفْرِ , قَالَ: قُلْتُ: أَبَلَغَكَ ذَلِكَ عَنْ ثَبْتٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَحَقٌّ أَوْ سُنَّةٌ عَلَى الرَّاجِلِ وَالرَّاكِبِ، وَالرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ الْقِيَامُ عِنْدَ مَدْعَى الْجَمْرَتَيْنِ الْقُصْوَاوَيْنِ

ذكر رمي الجمار وأول من رماها , وذكر رمي جبريل عليه الصلاة والسلام بإبراهيم عليه السلام، والسنة في رميها ومن كره الركوب إليها

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: §إِذَا رَمَيْتَ الْجَمْرَةَ فَتَقَدَّمْ إِلَى بَطْنِ الْمَسِيلِ "

2677 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَعْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ اللَّخْمِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحِرْمَارِيُّ قَالَ: زَعَمَ النَّهْشَلِيُّ قَالَ: خَرَجَ فِتْيَانٌ مِنْ قُرَيْشٍ مَعَهُمْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ §يَخْتِلُونَ النِّسَاءَ عِنْدَ الْجِمَارِ، فَجَعَلَ أُولَئِكَ يَنْظُرُونَ إِلَى الشَّارَةِ وَالْهَيْئَةِ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى الْمَحَاسِنِ إِلَى أَنْ مَرَّتْ بِهِ امْرَأَةٌ بَاذَّةُ الْهَيْئَةِ مُسْتَقِرَّةٌ فِي الْخِمَارِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ وَهُوَ يُومِئُ إِلَيْهَا: [البحر الطويل] وَمَا كَانَ بِالْحَيَّيْنِ هَذَا وَلَا هَذَا ... وَلَا رَاحَ يَرْمِي هَذِهِ الْجَمَرَاتِ شَبِيهٌ بِهَا إِنِّي عَلِيمٌ بِمِثْلِهَا ... قَدِيمُ التَّصَابِي، عَارِمُ النَّظَرَاتِ "

§ذِكْرُ مَا قِيلَ فِي الْجِمَارِ مِنَ الشِّعْرِ وَقَدْ قَالَتِ الشُّعَرَاءُ فِي الْجِمَارِ أَشْيَاءً سَأَذْكُرُ بَعْضَهَا. قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَيُقَالُ: بَلِ الْقَائِلُ ذَلِكَ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ: [البحر الطويل] وَلَمْ أَرَ كَالتَّجْمِيرِ أَحْسَنَ مَنْظَرًا ... وَلَا كَلَيَالِي الْحَجِّ أَفْتَنَ ذَا هَوَى وَمِنْ مَالِئٍ عَيْنَيْهِ مِنْ شَيْءِ غَيْرِهِ ... إِذَا رَاحَ نَحْوَ الْجَمْرَةِ الْبِيضِ كَالدُّما يُسَحِّبْنَ أَذْيَالَ الْمُرُوطِ بِأَسْوُقٍ ... خِلَالٍ إِذَا وَلَّيْنَ أَعْجَازُهَا رُوَا وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ أَيْضًا فِي الْجِمَارِ: [البحر الرمل] كَانَ يَوْمُ الْجِمَارِ مِمَّا قَضَى ... اللهُ عَلَيْنَا وَخُطَّ بِالْأَقْلَامِ قَدْ تَمَنَّيْتُ أَنَّنِي لَكِ دِرْعٌ ... وَإِزَارٌ وَحِلْيَةٌ فِي نِظَامِ وَقَالَ الْعَرْجِيُّ يَذْكُرُهَا أَيْضًا: [البحر الطويل] وَلِلرَّمْيِ قَدْ تُبْدِي الْحِسَانُ أَكُفَّهَا ... وَيَفْتَرُّ بِالتَّكْبِيرِ عَنْ شِعْبِ غُرٍّ فَيَا رُبَّ مَشْغُوفٍ بِنَا لَا يَنَالُنَا ... غَدَاةَ تُسَاقُ الْمُشْعَرَاتُ إِلَى النَّحْرِ غَدَاةَ يُوَافِي أَهْلَ جَمْعٍ مَعَ الْحَصَى ... كَذَا الْجَمْرَةُ الْقُصْوَى ذَوُو لِمَمٍ غُبْرِ فَيَا رُبَّ بَادٍ شَجْوُهُ وَمُعَوَّلٍ ... إِذَا مَا رَأَى الْأَطْنَابَ تُنْزَعُ لِلنَّفْرِ -[305]- وَقَالَ مَجْنُونُ بَنِي عَامِرٍ: [البحر الطويل] وَلَمْ أَرَ لَيْلَى بَعْدَ مَوْقِفِ سَاعَةٍ ... بِبَطْنِ مِنًى تَرْمِي جِمَارَ الْمُحَصَّبِ وَيُبْدِي الْحَصَى مِنْهَا إِذَا قَذَفَتْ بِهِ ... مِنَ الدِّرْعِ أَطْرَافَ الْبَنَانِ الْمُخَضَّبِ فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّ التَّفَرُّقَ غُلْتُهُ ... وَأَنَّا مَتَى مَا نَفْتَرِقْ نَتَشَعَّبِ أَشَارَتْ بَمَوْسُومٍ كَأَنَّ بَنَانَهُ ... عَلَيْهِ الْمَثَانِي مِنْ دِمَقْسٍ مُذَهَّبِ أَلَا إِنَّمَا غَادَرْتِ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... مَرًا أَيْنَمَا تَذْهَبْ بِهِ الرِّيحُ يَذْهَبِ وَقَالَ شَاعِرٌ أَيْضًا فِي الْجِمَارِ: [البحر الكامل] إِنِّي امْرُؤٌ يَعْتَادُنِي ذِكْرٌ ... مِنْهَا ثَلَاثُ مِنًى لِذَا صَبْرِي وَمَوَاقِفٌ بِالْمَشْعَرَيْنِ لَهَا ... وَمَنَاظِرُ الْجَمَرَاتِ وَالنَّحْرِ وَقَالَ شَاعِرٌ مِنَ الْعَرَبِ أَيْضًا يَذْكُرُهَا: [البحر الهزج] أَلَا وَاهًا لِهَذَا الْحَجِيجِ ... وَالتَّجَهُّرِ وَالنَّحْرِ لِأَنْ حَجَّ لِأَنْ حَجَّ ... لِأَنْ حَجَّ أَبُو بَكْرِ أَخٌ لَهُ وَابْنُ أُخْتٍ ... كُلٌّ بِمَا يَفْعَلُ عَنْ أَمْرِي فَإِنْ أَيْسَرَا يَسَّرْتُ ... وَعَشْرُ الرَّمْيِ عَشْرِ وَقَالَ شَاعِرٌ أَيْضًا: [البحر الطويل] تَقُولُ الَّتِي تَرْمِي الْجِمَارَ عَشِيَّةً ... وَتُبْدِي لَنَا مِنْهَا بَنَانًا مُخَضَّبَا غَدًا يَنْفِرُ الْحُجَّاجُ مِنْ بَطْنِ مَكَّةٍ ... وَتَفْتَرِقُ الْأَحْيَاءُ شَرْقًا وَمَغْرِبَا فَأُبْلِسْتُ وَاسْتَرْجَعْتُ إِذْ نَطَقَتْ بِهِ ... وَقُلْتُ لَهَا الْعَيْنَانِ بِالدَّمْعِ تَسْكُبَا وَقَالَ بَعْضُهُمْ: [البحر البسيط] أَتَعْهَدُ الْحَيَّ لَيْلَ السَّامِرِ الْعَرِدِ ... بِجَانِبِ الْجَمْرَةِ الْقُصْوَى إِلَى السَّبَدِ هَلْ لِلزَّمَانِ إِيَابٌ فِي تَصَرُّفِهِ ... بِلَيْلَةٍ سَلَفَتْ مِنْكُنَّ لَمْ تَعُدِ

§ذِكْرُ مَقْبَرَةِ مِنًى وَاسْمِهَا

2678 - حَدَّثَنِي أَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ الْمَكِّيُّ قَالَ: قَالَ أَخِي: §اسْمُ مَقْبَرَةِ مِنًى ثِيَادٌ. وَأَنْشَدَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ: شَهِدَ الْحَجِيجُ مِنًى وَأَقَامَ بِثِيَادٍ ... وَمَضَوْا لِظَبَاتِهِمْ وَأَقَامَ "

§ذِكْرُ أَوَّلِ مَنْ نَصَبَ الْأَصْنَامَ بِمِنًى

2679 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، " أَنَّ عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ، §نَصَبَ بِمِنًى سَبْعَةَ أَصْنَامٍ وَنَصَبَ صَنَمًا عَلَى الْقَرِينِ الَّذِي بَيْنَ مَسْجِدِ مِنًى وَالْجَمْرَةِ الْأُولَى عَلَى بَعْضِ الطَّرِيقِ، وَنَصَبَ عَلَى الْجَمْرَةِ الْأُولَى صَنَمًا وَعَلَى الْمَدْعَى صَنَمًا وَعَلَى الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى صَنَمًا، وَنَصَبَ عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي فَوْقَ الْجَمْرَةِ الْعَظِيمَةِ صَنَمًا، وَعَلَى الْجَمْرَةِ الْعُظْمَى صَنَمًا، وَقَسَمَ عَلَيْهِنَّ حَصَى الْجَمَرَاتِ إِحْدَى وَعِشْرُونَ حَصَاةً يَرْمِي كُلَّ وَثَنٍ بِثَلَاثِ حَصَيَاتٍ , وَيُقَالُ لِلْوَثَنِ حِينَ يُرْمَى أَنْتَ أَكْبَرُ مِنْ فُلَانٍ الصَّنَمِ الَّذِي يُرْمَى قَبْلَهُ "

§ذِكْرُ ذَرْعِ مَا بَيْنَ الْجِمَارِ وَذَرْعِ مِنًى مِنْ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ إِلَى الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى أَرْبَعُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَسَبْعَةٌ وَثَمَانُونَ ذِرَاعًا وَإِحْدَى عَشْرَةَ إِصْبَعًا. وَمِنَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى إِلَى الْجَمْرَةِ الثَّانِيَةِ، وَهِيَ تَلِي مَسْجِدَ مِنًى ثَلَاثُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَخَمْسَةُ أَذْرُعٍ. وَمِنَ الْجَمْرَةِ الَّتِي تَلِي مَسْجِدَ مِنًى إِلَى أَوْسَطِ أَبْوَابِ مَسْجِدِ مِنًى أَلْفُ ذِرَاعٍ وَثَلَاثُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَوَاحِدٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا. وَذَرْعُ مِنًى مِنْ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ إِلَى وَادِي مُحَسِّرٍ وَهُوَ آخِرُ مِنًى سَبْعَةُ آلَافِ ذِرَاعٍ وَمِائَتَا ذِرَاعٍ. وَذَرْعُ مِنًى مِنْ مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يَلِي الْجَبَلَ إِلَى الْجَبَلِ الَّذِي بِحِذَائِهِ أَلْفُ ذِرَاعٍ وَثَلَاثُمِائَةِ ذِرَاعٍ. وَذَرْعُ شِعْبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ عَلَى يَسَارِ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ إِذَا نَزَلْتَ مِنَ الْعَقَبَةِ سِتٌّ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا. وَعَرْضُ الطَّرِيقِ الْأَعْظَمِ حِيَالُ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى، وَهِيَ الطَّرِيقُ الَّتِي سَلَكَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ حِينَ غَدَا مِنْ قُزَحَ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ بِمِنًى، وَكَانَتِ الْأَئِمَّةُ تَسْلُكُهَا حَتَّى تُرِكَتْ مُنْذُ سَنَةِ الْمِائَتَيْنِ، وَجَاءَ أُمَرَاءُ بَعْدَ ذَلِكَ فَسَلَكُوا الطَّرِيقَ اللَّاصِقَةَ بِالْمَسْجِدِ , وَلَيْسَتْ تِلْكَ بِطَرِيقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَقُولُونَ، وَمِنْ حَدِّ مُؤَخَّرِ مَسْجِدِ مِنًى إِلَى مَسْجِدِ الْمُزْدَلِفَةِ ثَمَانِيَةُ آلَافِ ذِرَاعٍ وَذِرَاعٌ، فِيمَا يُقَالُ وَاللهُ أَعْلَمُ

§ذِكْرُ ذَرْعِ مَسْجِدِ مِنًى وَطُولِهِ وَعَرْضِهِ وَذَرْعُ مَسْجِدِ الْخَيْفِ مِنْ وَجْهِهِ فِي طُولِهِ مِنْ حَدَّتِهِ الَّتِي تَلِي دَارَ الْإِمَارَةِ إِلَى حَدَّتِهِ الَّتِي تَلِي عَرَفَةَ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَلَاثَةٌ وَتِسْعُونَ ذِرَاعًا، وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَمِنْ حَدَّتِهِ الَّتِي تَلِي الطَّرِيقَ السُّفْلَى فِي عَرْضِهِ إِلَى حَدَّتِهِ الَّتِي تَلِي الْجَبَلَ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَأَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَطُولُهُ مِمَّا يَلِي الْجَبَلَ فِي حَدَّتِهِ السُّفْلَى إِلَى حَدَّتِهِ الَّتِي تَلِي دَارَ الْإِمَارَةِ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَأَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا. وَعَرْضُهُ مِمَّا يَلِي الْإِمَارَةَ مِائَتَا ذِرَاعٍ , وَفِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي دَارَ الْإِمَارَةِ سِتُّ ظِلَالٍ كَانَ زَوَّقَهَا الصَّائِغُ إِسْحَاقُ بْنُ سَلَمَةَ وَعَمِلَهَا , وَفِيهِ مِنَ الْأَسَاطِينِ مِائَةٌ وَثَمَانٌ وَسِتُّونَ أُسْطُوَانَةً , مِنْهَا فِي الْقِبْلَةِ ثَمَانٌ وَسَبْعُونَ مِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ، وَفِي شِقِّهِ الْأَيْمَنِ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ، وَفِي أَسْفَلِهِ الَّذِي يَلِي عَرَفَاتٍ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ , وَفِي شِقِّهِ الْأَيْسَرِ الَّذِي يَلِي الْجَبَلَ إِحْدَى وَثَلَاثُونَ، مِنْهَا وَاحِدَةٌ فِي الظُّلَّةِ وَعَلَى مَسْجِدِ الْخَيْفِ عِشْرُونَ بَابًا مُتَفَرِّقَةً فِي جَوَانِبِهِ، ثُمَّ قَدِمَ إِسْحَاقُ بْنُ سَلَمَةَ، فَعَمِلَ ضَفِيرَةً لِمَسْجِدِ مِنًى لِيَرُدَّ سَيْلَ الْجَبَلِ عَنِ الْمَسْجِدِ وَدَارِ الْإِمَارَةِ , فَعَمِلَ هُنَالِكَ ضَفِيرَةً عَرِيضَةً مُرْتَفِعَةَ السَّمْكِ وَأَحْكَمَهَا بِالْحِجَارَةِ وَالنَّوْرَةِ وَالرَّمَادِ فَصَارَ مَا يَنْحَدِرُ مِنَ السَّيْلِ يَتَسَرَّبُ فِي أَصْلِ الضَّفِيرَةِ مِنْ خَارِجِهَا، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الشَّارِعِ الْأَعْظَمِ بِمِنًى، وَلَا يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ، وَلَا دَارَ -[309]- الْإِمَارَةِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَصَارَ مَا بَيْنَ الضَّفِيرَةِ وَالْمَسْجِدِ، وَهُوَ عَنْ يَسَارِهِ رِفْقًا لِلْمَسْجِدِ وَزِيَادَةً فِي سَعَتِهِ , وَعَمَّرَ مَا كَانَ يَحْتَاجُ إِلَى الْعِمَارَةِ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ تَهَدَّمَ ذَلِكَ، وَخَرِبَ لِقِلَّةِ تَعَاهُدِهِ الْيَوْمَ، وَعِنْدَنَا جَمِيعُ ذَرْعِ بَاطِنِ الْمَسْجِدِ وَجَمِيعُ مَا فِيهِ، وَلَكِنَّا اخْتَصَرْنَا ذَلِكَ مَخَافَةَ التَّطْوِيلِ، فَكَانَتْ أَبْوَابُ مَسْجِدِ الْخَيْفِ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى قَدِمَ بِشْرٌ الْخَادِمُ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى عِمَارَةِ الْمَسْجِدِ فَغَيَّرَهَا فَسَدَّ الْبَابَ الَّذِي يَلِي الْجَبَلَ مَخَافَةً مِنَ السَّيْلِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ

§ذِكْرُ ذَرْعِ أَسْفَلِ مِنًى وَمَا بَيْنَ مَأْزَمَيْ مِنًى وَالْعَقَبَةِ وَمِنْ حَدِّ مَسْجِدِ مِنًى الَّذِي يَلِي عَرَفَاتٍ إِلَى وَسَطِ حِيَاضِ الْيَاقُوتَةِ ثَلَاثَةُ آلَافٍ وَسَبْعُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَثَلَاثَةٌ وَخَمْسُونَ ذِرَاعًا، وَمِنْ وَسَطِ حِيَاضِ الْيَاقُوتَةِ إِلَى حَدِّ مُحَسِّرٍ أَلْفَا ذِرَاعٍ، وَمِنْ حَدِّ مَأْزَمَيْ مِنًى مِنَ الْجَبَلِ إِلَى الْجَبَلِ خَمْسُونَ ذِرَاعًا

2680 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ -[310]- بْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: " §لَا يَبِيتَنَّ أَحَدٌ مِنْ دُونِ الْمَأْزِمَيْنِ، وَهُمَا جَبَلَانِ مِنْ دُونِ الْعَقَبَةِ إِلَى مَكَّةَ , يَقُولُ: أَيَّامَ مِنًى "

2681 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا يَزِيدُ أَبُو خَالِدٍ، عَنْ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ بَيْنَ مَأْزَمَيْ مِنًى، وَسَمِعَ النَّاسَ يَقُولُونَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ: " هِيَ هِيَ " , فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا هِيَ هِيَ؟ قَالَ: {§وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} [الفتح: 26] ". قَالَ الْحُمَيْدِيُّ فِي حَدِيثِهِ: مَا بَيْنَ مَأْزَمَيْ مِنًى. وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِي الْمَأْزِمَيْنِ يَذْكُرُهُمَا: [البحر البسيط] أَلَمْ يَكُنْ بِجَنُوبِ الْمَأْزِمَيْنِ إِلَى ... خَيْفَيْ مِنًى فَمَنَاخِ الْمَنْحَرِ الْجَسَدِ لَيْلٌ يُقَرَّبُ مِنْ نَفْسٍ شَقِيقَتُهَا ... وَيَلْصِقُ الْكَبِدَ الْحِرَّى إِلَى الْكَبِدِ

ذكر من رخص في الركوب إلى الجمار ومن كرهه وذكر مشي الأئمة إليها وتعظيمها

2682 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يُلَبِّي بِمَكَّةَ حَتَّى إِنْ كَادَ لَيَسْمَعُ مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ يَعْنِي الْمَأْزِمَيْنِ مِنْ مِنًى إِنْ شَاءَ -[311]- اللهُ " وَذَرْعُ طَرِيقِ الْعَقَبَةِ مِنَ الْعَلَمِ الَّذِي عَلَى الْجِدَارِ إِلَى الْعَلَمِ الْآخَرِ الَّذِي يَحُدَّهُ تِسْعَةٌ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا، وَالطَّرِيقُ مَفْرُوشَةٌ بِحِجَارَةٍ يَمُرُّ عَلَيْهَا سَيْلُ مِنًى. وَذَرْعُ الطَّرِيقِ الْأَعْظَمِ طَرِيقِ الْعَقَبَةِ الْخَارِجَةِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا

§ذِكْرُ الْمُزْدَلِفَةِ وَحُدُودِهَا وَذِكْرُ فَضْلِهَا وَمَا جَاءَ فِيهَا

2683 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §جَمْعٌ مِنْ مَفْضَى الْمَأْزِمَيْنِ إِلَى الْقَرْنِ الَّذِي خَلْفَ وَادِي مُحَسِّرٍ " 2684 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَبَاحٍ، عَنِ الزَّنْجِيِّ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، بِنَحْوِهِ. 2685 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، بِنَحْوِهِ إِلَّا أَنَّهُ -[312]- قَالَ: حَتَّى يَبْلُغَ الْقَرْنَ الْأَحْمَرَ دُونَ مُحَسِّرٍ عَلَى يَمِينِ مَنْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ. وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الْمُزْدَلِفَةَ لِمُزْدَلِفِ النَّاسِ عَنْهَا، وَأَنَّهُمْ لَا يُقِيمُونَ بِهَا يَوْمًا كَامِلًا

2686 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْمُعِزِّ الْأَوْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §أَهْبَطَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِالْهِنْدِ وَأَهْبَطَ حَوَّاءَ بِجُدَّةَ، وَلَا يَعْلَمُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا بِمَكَانِ صَاحِبِهِ حَتَّى اجْتَمَعَا بِجَمْعٍ، فَسُمِّيَتْ جَمْعًا لِاجْتِمَاعِهِمَا بِهَا "

2687 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَضْرِبُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى هَبَطَ مِنْ مُحَسِّرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا هَذَا؟ فَقَالَ: " قَدْ كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا §تَأْمُرُ بِبَغْلَتِهَا فَتُضْرَبُ حَتَّى تَهْبِطَ مُحَسِّرًا حَتَّى تَخْرُجَ مِنْهُ "

قَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: وَأَخْبَرَنِي طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ أَنَّهُ دَفَعَ مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَلَمَّا §هَبَطَ مِنْ جَمْعٍ أَوْضَعَ رَاحِلَتَهُ " هَذَا كُلُّهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَرْوَانَ.

2688 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمَّا رَأَى أَهْلَ جَمْعٍ قَالَ: " §اللهُ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ وَأَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُخَيِّبَ أَحَدًا مِنْ هَؤُلَاءِ حَتَّى يَرُدَّهُ بِقَضَاءِ حَاجَتِهِ "

2689 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَا: -[314]- ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا مِسْعَرٌ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا، مِنْ فَهْمٍ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالْمُزْدَلِفَةِ فَأَمَرَ بِجَزُوزٍ فَنُحِرَتْ، ثُمَّ أَطْعَمَنَا، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مَعَ الْقَوْمِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يُلْقِي اللَّحْمَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ §أَطْيَبَ لَحْمٍ لَحْمُ الظَّهْرِ " زَادَ عَبْدُ الْجَبَّارِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ سُفْيَانُ: فَقُلْتُ لِمِسْعَرٍ: جَاءَ مَا جَاءَ بِهِ الْفَهْمِيُّ قَالَ بِالْمُزْدَلِفَةِ

2690 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَقَالَ: " §قَدْ وَقَفْتُ هَاهُنَا وَالْمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ "

2691 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى قَالَ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ جَمْعٍ قَالَ: وَدَفَعَ مَعَنَا رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ لَهُ ابْنَةٌ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهَا نَظَرًا شَدِيدًا فَأَمَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسِي -[315]- حَتَّى أَمَالَ وَجْهِي عَنْهَا، §فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ "

ذكر حصى الجمار أنه يرفع إذا قبل

2692 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا حَضَرَ أَحَدٌ هَذَا الْجَمْعَ يُؤْمِنُ بِاللهِ مُخْلِصًا يَدْعُوهُ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ "

2693 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §لَمْ يَكُنْ يُحَرِّكُ فِيَّ شَيْءٌ مِنْ تِلْكَ الْمَشَاهِدِ إِلَّا فِي بَطْنِ مُحَسِّرٍ "

2694 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ، فِي مَسْجِدِ مِنًى يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْحِمْصِيِّ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَمَرَ بِلَالًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي مَوْقِفِ جَمْعٍ قَبْلَ الدَّفْعَةِ أَنْ أُسْمِعَ النَّاسَ , فَنَادَى فِي النَّاسِ: " إِنَّ §اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ وَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ، وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ فَادْفَعُوا بِسْمِ اللهِ "

2695 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَغَيْرُهُمَا، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَنَا أُغَيْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا أَيْ بَنِيَّ §لَا تَرْمُوا الْحِجَارَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ "، وَكَانَ قَدَّمَهُمْ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى مِنًى فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ "

2696 - وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا النَّهْشَلِيُّ قَالَ: حَجَّ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَقَدْ شَابَ، فَقَالَ: " [البحر الوافر] §رَأَيْتُ أَبَا الْوَلِيدِ غَدَاةَ جَمْعٍ ... بِهِ شِيبٌ وَقَدْ عَدِمَ الشَّبَابَا وَلَكِنْ تَحْتَ ذَاكَ الشَّيْبِ لُبٌّ ... إِذَا مَا ظَنَّ أَمْرَضَ أَوْ أَصَابَا " يَعْنِي بِقَوْلِهِ أَمْرَضَ أَيْ: وَقَعَ قُرْبَهُ.

2697 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيْنَ الْمُزْدَلِفَةُ؟ قَالَ: §-[317]- الْمُزْدَلِفَةُ إِذَا أَفْضَيْتَ مِنْ مَأْزَمَيْ عَرَفَةَ فَذَلِكَ إِلَى مُحَسِّرٍ قَالَ: لَيْسَ الْمَأْزِمَانِ مَأْزَمَا عَرَفَةَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ وَلَكِنْ مَفْضَاهُمَا. قَالَ: وَتَقِفُ بِأَيِّهِمَا شِئْتَ , قَالَ: وَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ تَقِفَ دُونَ قُزَحَ، وَهَلُمَّ إِلَى مِنًى. قَالَ عَطَاءٌ: فَإِذَا أَفْضَيْتَ مِنْ مَأْزَمَيْ عَرَفَةَ، فَانْزِلْ فِي كُلِّ ذَلِكَ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ وَأَيْنَ شِئْتَ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَنْزِلُ فِي الْجُرُفِ إِلَى الْجَبَلِ الَّذِي يَأْتِي يَمِينِي حِينَ أُفْضِيَ إِذَا أَقْبَلْتُ مِنَ الْمَأْزِمَيْنِ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنْ شِئْتَ. قَالَ: وَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ تَنْزِلَ دُونَ قُزَحَ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَحَذْوَهُ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَنْزِلَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: سَوَاءٌ إِذَا خَفَضْتَ عَنْ قُزَحَ هَلُمَّ إِلَيْنَا، وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يَنْزِلَ الْإِنْسَانُ عَلَى الطَّرِيقِ قَالَ: تُضَيِّقُ عَلَى النَّاسِ , قَالَ: وَإِنْ نَزَلْتَ فَوْقَ قُزَحَ إِلَى مَفْضَى مَأْزِمَيْ عَرَفَةَ، فَلَا بَأْسَ إِنْ شَاءَ اللهُ. قَالَ: وَقُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ إِنْ أَنْزِلْ أَسْفَلَ مِنْ قُزَحَ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَجْلِ أَيِّ شَيْءٍ تَقُولُ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ أَجْلِ طَرِيقِ النَّاسِ، إِنَّمَا يَنْزِلُ النَّاسُ فَوْقَ قُزَحَ فَتَضِيقُ عَلَى النَّاسِ طَرِيقُهُمْ فَيُؤْذِي ذَلِكَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: قُلْتُ: هَلْ بِكَ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: فَأَبَى إِلَّا ذَلِكَ، قَالَ: قُلْتُ: أَفَرَأَيْتَ إِنِ اعْتَزَلْتُ مَنَازِلَ النَّاسِ، وَذَهَبْتُ فِي الْجُرُفِ الَّذِي عَنْ يَمِينِ الْمُقْبِلِ مِنْ عَرَفَةَ لَسْتُ أَقْرَبُ أَحَدًا؟ قَالَ: لَا أَكْرَهُ ذَلِكَ، قُلْتُ: وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ أَنْزِلُ أَسْفَلَ مِنْ قُزَحَ فِي النَّاسِ؟ قَالَ: سَوَاءٌ ذَلِكَ إِذَا اعْتَزَلْتَ مَا يُؤْذِي النَّاسَ مِنَ التَّضْيِيقِ عَلَيْهِمْ فِي طَرِيقِهِمْ، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّمَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَقُولُ نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْفَلَ قُزَحَ، فَأَحْبَبْتَ أَنْ يَنْزِلَ النَّاسُ أَسْفَلَ مِنْ قُزَحَ؟ قَالَ: لَا وَاللهِ مَا فِي ذَلِكَ مَا لِشَيْءٍ مِنْهَا عِنْدِي آثُرُهُ عَلَى شَيْءٍ , قَالَ: قُلْتُ: أَيْنَ تَنْزِلُ أَنْتَ؟ قَالَ: أَقُولُ عِنْدَ بُيُوتِ ابْنِ الزُّبَيْرِ الْأُولَى عِنْدَ حَائِطِ الْمُزْدَلِفَةِ فِي بَطْحَاءَ هُنَاكَ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " §ارْفَعُوا عَنْ مُحَسِّرٍ وَارْفَعُوا عَنْ عَرَفَاتٍ " قَالَ: قُلْتُ لَهُ: رَفْعُ مَاذَا؟ قَالَ: أَمَّا قَوْلُهُ ارْفَعُوا عَنْ مُحَسِّرٍ فَفِي الْمَنْزِلِ بِجَمْعٍ أَيْ: لَا تَنْزِلُوا مُحَسِّرًا لَا تَبْلُغُوهُ، قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ مُحَسِّرٌ؟ أَيْنَ يَبْلُغُ مِنْ جَمْعٍ؟ وَأَيْنَ يَبْلُغُ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ مِنْ مُحَسِّرٍ؟ قَالَ: لَمْ أَرَ النَّاسَ يَخْلُفُونَ بِمَنَازِلِهِمُ الْقَرْنَ الَّذِي يَلِي حَائِطَ مُحَسِّرٍ الَّذِي هُوَ أَقْرَبُ قَرْنٍ فِي الْأَرْضِ مِنْ مُحَسِّرٍ عَنْ يَمِينِ الذَّاهِبِ مِنْ مَكَّةَ عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ، قَالَ: وَمُحَسِّرٌ إِلَى ذَلِكَ الْقَرْنِ يَبْلُغُهُ مُحَسِّرٌ وَيَنْقَطِعُ إِلَيْهِ قَالَ: فَأَحْسَبُ أَنَّهَا كُدْيَةُ مُحَسِّرٍ حَتَّى ذَلِكَ الْقَرْنِ , قَالَ: فَلَا أُحِبُّ أَنْ يَنْزِلَ أَحَدٌ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ الْقَرْنِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ. وَيُقَالُ إِنَّهَا سُمِّيَتِ الْمُزْدَلِفَةُ لِازْدِلَافِ النَّاسِ عَلَيْهَا، وَأَنَّهُمْ لَا يُقِيمُونَ بِهَا يَوْمًا وَاحِدًا، وَلَا لَيْلَةً تَامَّةً، وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِي الْمُزْدَلِفَةِ يَذْكُرُهَا: [البحر الرجز] أَقْبَلَ شَيْخَانِ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ ... كِلَاهُمَا لِحْيَتُهُ مُخْتَلِفَهْ وَقَالَ أَبُو طَالِبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي جَمْعٍ: [البحر الطويل] وَلَيْلَةِ جَمْعٍ وَالْمَنَازِلُ مِنْ مِنًى ... وَمَا فَوْقَهَا مِنْ حُرْمَةٍ وَمَنَازِلِ وَجَمْعٍ إِذَا مَا الْمُقْرَبَاتُ أَجَزْنَهُ ... سِرَاعًا كَمَا يَخْرُجْنَ مِنْ وَقْعِ وَابِلِ -[319]- قَالَ ابْنُ رَبِيعَةَ يَذْكُرُ مُحَسِّرًا أَيْضًا: [البحر الكامل] وَمَقَالُهَا بِالنِّعْفِ نِعْفِ مُحَسِّرٍ ... لِفَتَاتِهَا هَلْ تَعْرِفِينَ الْمُعْرِضَا هَذَا الَّذِي أَعْطَى مَوَاثِقَ عَهْدِهِ ... حَتَّى رَضِيتُ وَقُلْتِ لِي لَنْ يَنْقُضَا بِاللهِ رَبِّكِ إِنْ ظَفَرْتُ بِمِثْلِهَا ... مِنْهُ لَيَعْتَرِفَنَّ مَا قَدْ أُقْرِضَا

§ذِكْرُ قُزَحَ وَالْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَالْجَبَلِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَذِكْرُ الْوَقُودِ بِالنَّارِ عَلَى قُزَحَ

2698 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدُّهْنِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ §الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ، فَقَالَ: " إِنِ اتَّبَعْتَنَا أَخْبَرْتُكَ أَيْنَ هُوَ "، قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ، فَلَمَّا دَفَعَ مِنْ -[320]- عَرَفَةَ وَوَضَعَتِ الرِّكَابُ أَيْدِيَهَا فِي الْحَرَمِ قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْمَشْعَرِ؟ " قُلْتُ: هُوَ ذَا قَالَ: " قَدْ دَخَلْتَ فِيهِ "، قُلْتُ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: " إِلَى أَنْ تَخْرُجَ مِنْهُ "

2699 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ شَبُّوَيْهِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ " §الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ الْمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا "

2700 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ: أنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: أنا حَجَّاجٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {§اذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} قَالَ: " هُوَ الْجَبَلُ وَمَا حَوْلَهُ "

2701 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: أنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §رَأَى زِحَامَ النَّاسِ عَلَى الْجَبَلِ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا هَا هُنَا مَشْعَرٌ "

2702 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: ذَكَرَ سُفْيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [البقرة: 198] قَالَ: " هُوَ مَا بَيْنَ جَبَلَيِ الْمُزْدَلِفَةِ "

2703 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ " §يُقَدِّمُ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ فَيَقُومُونَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ، فَيَذْكُرُونَ اللهَ تَعَالَى مَا بَدَا لَهُمْ، ثُمَّ يُدْفَعُونَ , فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِي مِنًى لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ، وَقَالَ: أُولَئِكَ ضَعَفَةٌ، وَيَقُولُ: أَذِنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ "

ذكر من حيث ترمى الجمار ووقت ذلك والدعاء

2704 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ أنا الثَّقَفِيُّ، عَنْ حَبِيبٍ قَالَ: قِيلَ لِعَطَاءٍ يَعْنِي: فِي الْمَوْقِفِ بِجَمْعٍ قَالَ: §مَا فَوْقَ بَطْنِ مُحَسِّرٍ. قِيلَ إِلَى قُزَحَ قَالَ: وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ هُوَ الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ "

2705 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ -[322]- الْحَسَنِ الْمَدَنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عُثَيْمِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَكَانَ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَقَدْ رَوَى الْوَاقِدِيُّ عَنْ مُحَمَّدٍ هَذَا , قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ وَقَدْ §دَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ إِلَى جَمْعٍ، وَالنَّارُ تُوقَدُ بِالْمُزْدَلِفَةِ حَتَّى نَزَلَ قَرِيبًا مِنْهَا "

2706 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَارِجَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَبْصَرَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّارَ، فَقَالَ لِخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ: §مَتَى كَانَتْ هَذِهِ النَّارُ يَا أَبَا يَزِيدَ؟ قَالَ: كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ نَقَضَتْهَا قُرَيْشٌ، فَكَانَتْ لَا تَخْرُجُ مِنَ الْحَرَمِ إِلَى عَرَفَةَ تَقُولُ: نَحْنُ أَهْلُ اللهِ، وَكَانُوا يَحُجُّونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَيَرَوْنَ تِلْكَ النَّارَ "

2707 - وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، 2708 - وَحَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ -[323]- بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ يَعْقُوبُ فِي حَدِيثِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى قُزَحَ، وَقَالَ: " §هَذَا الْمَوْقِفُ وَكُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَوْقِفٌ "

2709 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ بِمُزْدَلِفَةَ، فَقَالَ: " §قَدْ وَقَفْتُ هَا هُنَا وَالْمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ "

§ذِكْرُ قُزَحَ وَصِفَتِهِ وَكَيْفَ هُوَ؟

2710 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ -[324]- عَنْهُ §وَاقِفًا عَلَى قُزَحَ، ثُمَّ دَفَعَ فَجَعَلَ يَحْرُسُ بَعِيرَهُ بِمِحْجَنٍ فِي يَدِهِ حَتَّى انْكَشَفَتْ فَخِذُهُ وَقُزَحُ أُسْطُوَانَةٌ مِنْ حِجَارَةٍ مُدَوَّرَةٍ تَدْوِيرُهَا أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَطُولُهَا فِي السَّمَاءِ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا، وَهِيَ شِبْهُ الْمَنَارَةِ، وَفِيهَا خَمْسٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً، وَهِيَ عَلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ كَانَ يُوقَدُ عَلَيْهَا فِي خِلَافَةِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِالشَّمْعِ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ، وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ إِنَّمَا يُوقَدُ عَلَيْهَا بِالْحَطَبِ، فَلَمَّا مَاتَ هَارُونُ كَانُوا بَعْدَهُ يَضَعُونَ عَلَيْهَا مَصَابِيحَ كِبَارًا يُسْرَجُ فِيهَا بِفَتِيلٍ جِلَالٍ، فَكَانَ ضَوْؤُهَا يَبْلُغُ مَكَانًا بَعِيدًا، ثُمَّ صَارَتِ الْيَوْمَ يُوقَدُ عَلَيْهَا بِمَصَابِيحَ صِغَارٍ، وَقِيلَ: أَدَقُّ مِنَ الْأُولَى لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ جَعَلَ النَّفَاطَاتِ بَيْنَ الْمَأْزِمَيْنِ لَيْلَةَ النَّحْرِ فِي الدَّفْعَةِ الْمُعْتَصِمُ بِاللهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , أَمَرَ بِهَا لِطَاهِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ سَنَةَ حَجَّ، ثُمَّ هِيَ تُجْعَلُ إِلَى الْيَوْمِ

§ذِكْرُ ذَرْعِ مَسْجِدِ الْمُزْدَلِفَةِ وَذَرْعُ مَسْجِدِ الْمُزْدَلِفَةِ تِسْعَةٌ وَخَمْسُونَ ذِرَاعًا، وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا فِي مِثْلِهِ , وَعَرْضُهُ مِثْلُ ذَلِكَ يَكُونُ مُكَسَّرًا ثَلَاثَةَ آلَافِ ذِرَاعٍ وَخَمْسَمِائَةِ ذِرَاعٍ وَأَحَدَ وَأَرْبَعِينَ ذِرَاعًا , يَدُورُ حَوْلَهُ جِدَارٌ لَيْسَ بِمُظَلَّلٍ، وَذَرْعُ طُولِ جُدُرِ الْقِبْلَةِ فِي السَّمَاءِ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ وَثَمَانِي عَشْرَةَ أُصْبُعًا , مَعْطُوفًا فِي الشِّقِّ الْأَيْمَنِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ , وَفِي الشِّقِّ الْأَيْسَرِ مِثْلُهُ. -[325]- وَذَرْعُ مَا بَيْنَ مُؤَخَّرِ مَسْجِدِ الْمُزْدَلِفَةِ مِنْ شِقِّهِ الْأَيْسَرِ إِلَى قُزَحَ أَرْبَعُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَعَشَرَةُ أَذْرُعٍ، وَعِنْدَنَا ذَرْعُ جَمِيعِ الْمُزْدَلِفَةِ وَمَا فِيهَا، وَلَكِنِ اخْتَصَرْنَا ذَلِكَ

§ذِكْرُ طَرِيقِ ضَبٍّ

ذكر القيام عند الجمار والدعاء ورفع الأيدي

2711 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: §سَلَكَ عَطَاءٌ مِنْ عَرَفَةَ إِلَى جَمْعٍ طَرِيقَ ضَبٍّ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: " لَا بَأْسَ بِذَلِكَ إِنَّمَا هِيَ الطَّرِيقُ " وَطَرِيقُ ثَنِيَّةِ ضَبٍّ مِنْ طَرِيقِ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى عَرَفَةَ، وَهِيَ فِي أَصْلِ الْمَأْزِمَيْنِ عَلَى يَمِينِ الذَّاهِبِ إِلَى عَرَفَةَ، وَيُقَالُ وَاللهُ أَعْلَمُ أَنَّهَا كَانَتْ طَرِيقَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ

§ذِكْرُ نَمِرَةَ وَمَنْزِلِ الْخُلَفَاءِ بِهَا فِي الْحَجِّ

2712 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَزَلَ يَوْمَ عَرَفَةَ بِنَمِرَةَ، وَيُظَنُّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ لَيْلَةَ جَمْعٍ مَنْزِلَ الْأَئِمَّةِ , الْآنَ لَيْلَةَ جَمْعٍ "

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي زَبَّانُ بْنُ سَلْمَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §نَزَلَ يَوْمَ عَرَفَةَ عِنْدَ الصَّخْرَةِ الْمُقَابِلَةِ مَنْزِلَ الْأَئِمَّةِ يَوْمَ عَرَفَةَ , الَّتِي بِالْأَرْضِ فِي أَصْلِ الْجَبَلِ وَسَتَرَ إِلَيْهَا بِثَوْبٍ عَلَيْهِ "

2713 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَا مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَةَ فَسَارَ وَلَمْ يَشُكَّ -[327]- النَّاسُ أَنَّهُ وَاقِفٌ بِالْمَشْعَرِ الْحَرَامِ §فَأَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبَّةٍ لَهُ فَضُرِبَتْ بِنَمِرَةَ، فَسَارَ حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةَ، فَنَزَلَ بِهَا حَتَّى زَاغَتِ الشَّمْسُ "

2714 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ " §تَنْزِلُ نَمِرَةَ "

2715 - وَحَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ " §يَغْتَسِلُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ حِينَ يُرِيدُ الرَّوَاحَ إِلَى الْمَوْقِفِ "

2716 - وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ حَسَّانَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَزَلَ بِعَرَفَةَ فِي وَادِي نَمِرَةَ قَالَ: وَكَانَ مَنْزِلَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا "

§ذِكْرُ ذَرْعِ حَدِّ الْحَرَمِ إِلَى نَمِرَةَ وَالْمَوْقِفِ وَمَنْزِلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ وَمِنْ حَدِّ الْحَرَمِ إِلَى مَسْجِدِ عَرَفَةَ أَلْفُ ذِرَاعٍ وَسِتُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَخَمْسَةُ أَذْرُعٍ وَمِنْ نَمِرَةَ وَهُوَ الْجَبَلُ الَّذِي عَلَيْهِ أَنْصَابُ الْحَرَمِ عَلَى يَمِينِكَ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ مَأْزَمَيْ عَرَفَةَ تُرِيدُ الْمَوْقِفَ إِلَى مَسْجِدِ عَرَفَةَ أَلْفَا ذِرَاعٍ وَسِتُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ ذِرَاعًا، وَتَحْتَ جَبَلِ نَمِرَةَ غَارٌ طُولُهُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ فِي عَرْضِ أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ، وَذَكَرُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْزِلُهُ يَوْمَ عَرَفَةَ حَتَّى يَرُوحَ إِلَى الْمَوْقِفِ , وَهُوَ مَنْزِلُ الْأَئِمَّةِ إِلَى الْيَوْمِ

2717 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا حَاتِمٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَتَى نَمِرَةَ، فَقَالَ بِهَا، ثُمَّ رَاحَ إِلَى الْمَوْقِفِ "

2718 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ أَخُو عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: " إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ §يَنْزِلُ الْغَارَ مِنْ نَمِرَةَ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْغَارُ دَاخِلَ حَدِّ دَارِ الْإِمَارَةِ فِي بَيْتٍ فِي الدَّارِ. وَمِنَ الْغَارِ إِلَى مَسْجِدِ عَرَفَةَ أَلْفُ ذِرَاعٍ وَإِحْدَى عَشْرَةَ أُصْبُعًا. وَمِنْ مَسْجِدِ عَرَفَةَ إِلَى مَوْقِفِ الْإِمَامِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ مِيلٌ، يَكُونُ الْمِيلُ خَلْفَ الْإِمَامِ إِذَا وَقَفْتَ، وَهُوَ حَبْلُ الْمُشَاةِ

§ذِكْرُ مَا بَيْنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى عَرَفَةَ وَذَرْعُ مَا بَيْنَ مَأْزِمَيْ عَرَفَةَ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَذِرَاعَانِ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا. وَذَرْعُ مَا بَيْنَ مَسْجِدِ مُزْدَلِفَةَ إِلَى مَسْجِدِ عَرَفَةَ ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ وَثَلَاثَةُ آلَافٍ وَثَلَاثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا

§ذِكْرُ ذَرْعِ مَسْجِدِ عَرَفَةَ وَكَمْ فِيهِ مِنَ الْأَبْوَابِ وَالشِّرَافِ وَذَرْعُ سَعَةِ مَسْجِدِ عَرَفَةَ مِنْ مُقَدَّمِهِ إِلَى مُؤَخَّرِهِ ثَلَاثُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا. وَعَرْضُهُ ثَلَاثُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا. وَجَدْرُ قِبْلَتِهِ فِي السَّمَاءِ ثَمَانِيَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ إِصْبَعًا. وَمِنْ جَانِبِهِ الْأَيْمَنِ إِلَى جَانِبِهِ الْأَيْسَرِ بَيْنَ عَرَفَةَ وَالطَّرِيقِ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا. وَفِي مَسْجِدِ عَرَفَةَ مِنَ الْأَبْوَابِ عَشَرَةُ أَبْوَابٍ، مِنْ ذَلِكَ بَابَانِ فِي الْقِبْلَةِ عَلَيْهِمَا طَاقٌ طَاقٌ. وَفِي الْجَدْرِ الْأَيْمَنِ أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ، وَفِي الْأَيْسَرِ ثَلَاثَةُ أَبْوَابٍ. وَفِي أَعْطَافِهِ الْيُمْنَى فِي جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ مِنَ الشُّرَفِ مِائَتَا شُرَّافَةٍ وَثَلَاثُ شُرَّافَاتٍ. وَمِنْ جَانِبِهِ الْأَيْسَرِ وَفِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ الْأَيْمَنِ فِي طَرَفِ الْجَدْرِ دُكَّانٌ مُرَبَّعٌ. وَفِي الْمَسْجِدِ مِحْرَابٌ عَلَى دُكَّانٍ مُرْتَفِعٍ، يُصَلِّي عَلَيْهِ الْإِمَامُ وَبَعْضُ مَنْ مَعَهُ، وَيُصَلِّي بَقِيَّةُ النَّاسِ أَسْفَلَ. وَارْتِفَاعُ الدُّكَّانِ ذِرَاعَانِ. -[6]- وَعِنْدَنَا تَفْسِيرُ جَمِيعِ ذَرْعِهِ وَصِفَاتِهِ إِلَّا أَنَّا اخْتَصَرْنَا ذَلِكَ مَخَافَةَ التَّطْوِيلِ

§ذِكْرُ عَرَفَةَ وَحُدُودِهَا وَجِبَالِهَا وَالنُّزُولِ بِهَا، وَلِمَ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ وَتَفْسِيرِ مَا كَانَ بِهَا

2719 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَبَاحٍ السَّهْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا هَكَذَا قَالَ الزُّبَيْرُ، وَأَمَّا الصَّحِيحُ مِنَ الرِّوَايَةِ فَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ -[7]- اللَّيْثِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: §حَدُّ عَرَفَةَ الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى بَطْنِ عُرَنَةَ إِلَى جِبَالِ عَرَفَةَ، وَمَوْقِفُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْأَجْبُلِ مِنَ النُّبَيْعَةِ وَالنَّبْعَةِ وَالنَّابِتِ، مَوْقِفُهُ مِنْهَا النَّابِتُ، وَهِيَ الظِّرَابُ الَّتِي تَكْتَنِفُ مَوْقِفَ الْأَنَامِ الْأَيْسَرَ الَّذِي خَلْفَ الْإِمَامِ "

2720 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّابِتِ أَمَامَ الْجَبَلِ الَّذِي يُسَمَّى أَلَالًا، حَذْوَ الْجَبَلِ الَّذِي يُسَمَّى مُسْلِمًا، وَهُوَ حَبْلُ الْمُشَاةِ بَيْنَ النَّبْعَةِ وَالنُّبَيْعَةِ. وَأَلَالٌ قَالَ: هُوَ الْبَيْتُ الْحَرَامُ، وَيُقَالُ: هُوَ حَبْلُ الْمُشَاةِ مِنْ -[8]- عَرَفَةَ " قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ يَذْكُرُهُ: [البحر الطويل] حَلَفْتُ بِرَبِّ الْعِيسِ تَدْمَى أُنُوفُهَا ... يَزُرْنَ أَلَالًا سَيْرُهُنَّ التَّدَافُعُ وَقَالَ النَّابِغَةُ أَيْضًا: [البحر الوافر] فَيَا عَمْرُو الَّذِي حَجَّتْ قُرَيْشٌ ... إِلَيْهِ قَاصِدِينَ إِلَى أَلَالِ لَمَا أَغْفَلْتُ شُكْرَكَ فَانْتَصِحْنِي ... وَكَيْفَ وَمِنْ عَطَائِكَ كُلُّ مَالِ

2721 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §أَوَّلُ جَبَلٍ مِمَّا يَلِي بَطْنَ عُرَنَةَ إِلَى الْجَبَلِ جَبَلُ عَرَفَةَ، كُلُّهُ مِنْ عَرَفَةَ " وَيُقَالُ لِعَرَفَةَ عَرَفَةُ الْخَيْرِ؛ لِمَا فِيهَا مِنَ الْأَرَاكِ

2722 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §غَدَا إِلَى عَرَفَةَ "، فَرَأَيْتُ الْأَئِمَّةَ يُصَلُّونَ الصُّبْحَ ثُمَّ يَغْدُونَ بَعْدَهَا بِسَاعَةٍ. قَالَ: فَلَا أَظُنُّهُمْ إِلَّا يَتَحَرَّوْنَ بِذَلِكَ فِعْلَ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

2723 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَا: -[9]- ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَّى بِمِنًى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلًا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ وَقَدْ ضُرِبَتْ لَهُ قُبَّةٌ بِنَمِرَةَ فَنَزَلَ بِهَا "

ذكر ما قيل في الجمار من الشعر وقد قالت الشعراء في الجمار أشياء سأذكر بعضها. قال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة ويقال: بل القائل ذلك الحارث بن خالد: ولم أر كالتجمير أحسن منظرا ولا كليالي الحج أفتن ذا هوى ومن مالئ عينيه من شيء غيره إذا راح نحو الجمرة

2724 - وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: §انْطَلَقَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى عَرَفَاتٍ فَقَالَ: عَرَفْتَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمِنْ ثَمَّ سُمِّيَتْ عَرَفَاتٍ "

2725 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " إِنَّمَا §سُمِّيَتْ عَرَفَاتٍ؛ لِأَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يُرِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمَنَاسِكَ، ثُمَّ يَقُولُ: عَرَفْتَ؟ فَيَقُولُ: عَرَفْتُ. ثُمَّ يَقُولُ: عَرَفْتَ؟ فَيَقُولُ: عَرَفْتُ. فَسُمِّيَتْ عَرَفَاتٍ "

ذكر مقبرة منى واسمها

2726 - وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ -[10]- ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي نُعَيْمٌ قَالَ: إِنَّمَا §سُمِّيَتْ عَرَفَةُ عَرَفَةَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ أَتَاهَا مَرَّةً، فَلَمَّا حَجَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ نَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ؛ لِأَنَّهُ كَانَ أَتَاهَا قَبْلَ ذَلِكَ "

2727 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا: " §مَنْ لِي مِنْ خَالِدِ بْنِ نُبَيْحٍ؟ " وَخَالِدُ بْنُ نُبَيْحٍ رَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِعُرَنَةَ قِبَلَ عَرَفَةَ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، مَا هِبْتُ شَيْئًا قَطُّ. فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَتَّى أَتَى جِبَالَ عَرَفَةَ، فَلَقِيَهُ قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ قَالَ ابْنُ أُنَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَلَقِيتُ رَجُلًا رُعِبْتُ مِنْهُ فَعَرَفْتُهُ حِينَ رُعِبْتُ مِنْهُ أَنَّهُ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: بَاغٍ حَاجَةً، هَلْ مِنْ مَبِيتٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَالْحَقْ. قَالَ: فَخَرَجْتُ فِي أَثَرِهِ فَصَلَّيْتُ الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ وَأَشْفَقْتُ أَنْ يَرَانِي، ثُمَّ لَحِقْتُهُ فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ، ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى غَشِيتُ الْجَبَلَ فَمَكَثْتُ فِيهِ، حَتَّى إِذَا هَدَأَ النَّاسُ عَنِّي خَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ " -[11]- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِخْصَرَةً، فَقَالَ: " تَخَصَّرْ بِهَا حَتَّى تَلْقَانِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَقلُّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُتَخَصِّرُونَ ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَمَرَ بِهَا فَوُضِعَتْ عَلَى بَطْنِهِ وَكُفِّنَ عَلَيْهَا وَدُفِنَتْ مَعَهُ

ذكر أول من نصب الأصنام بمنى

2728 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ قَالَ: قُلْتُ لِعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: أَنَا فِي هَذَا الْجَبَلِ يَعْنِي كَبْكَبًا وَإِنَّهُ شَقَّ عَلَيْنَا الصُّعُودُ فِيهِ، وَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَتَحَوَّلَ مِنْهُ. فَقَالَ عُبَيْدٌ: " §لَا تَفْعَلُوا؛ فَإِنَّهُ جَبَلٌ مُبَارَكٌ يَكْثُرُ فِيهِ غُبَارُ الْحَاجِّ " وَكَبْكَبٌ جَبَلٌ عَنْ يَمِينِ الْإِمَامِ إِذَا وَقَفَ بِعَرَفَةَ لِهُذَيْلٍ مَا وَرَاءَهُ، وَفِيهِ يَقُولُ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ حُجْرٍ الْكِنْدِيُّ: [البحر الطويل] فَلِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى مِنْ تَفَرُّقٍ ... أَشَتَّ وَأَنْأَى مِنْ فِرَاقِ الْمُحَصَّبِ غَدَاةَ غَدَوْنَا سَالِكِي بَطْنِ نَخْلَةٍ ... وَآخَرُ مِنْهُمْ جَازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ وَقَالَ النُّصَيْبُ فِي كَبْكَبٍ يَذْكُرُهُ: [البحر الطويل] وَمَا لِي بِذِكْرِ الْعَامِرِيَّةِ مُغْرَمًا ... بَدَا الدَّهْرُ أَوْ تَنْزَاحُ أَرْكَانُ كَبْكَبِ -[12]- وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ الْخَيَّاطُ يَمْدَحُ طَلْحَةَ بْنَ عِيسَى وَيَذْكُرُ عَرَفَةَ فِي ذَلِكَ: [البحر المقتضب] تَتَبَاهَى عَرَفَاتٌ ... بِابْنِ عِيسَى وَمِنَاهَا وَيَقُولُ الرُّكْنُ وَاهًا ... لَكَ يَا طَلْحَةُ آهَا وَعَلَى قُطْبِكَ يَا طَلْحَةُ ... قَدْ دَارَتْ رَحَاهَا وَإِلَيْكُمْ مُنْتَهَى عِزِّ ... قُرَيْشٍ وَثَنَاهَا

2729 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَرَجٍ الْمَكِّيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ إِذَا كَلْبٌ يُرِيدُ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَسَقَطَ مَيِّتًا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَيُّكُمْ دَعَا عَلَى الْكَلْبِ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا دَعَوْتُ عَلَيْهِ. فَقَالَ: " دَعَوْتَ فِي سَاعَةٍ مَا سَأَلَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا مُؤْمِنٌ شَيْئًا إِلَّا اسْتَجَابَ لَهُ " وَكَانَ الدُّعَاءُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

ذكر ذرع ما بين الجمار وذرع منى من جمرة العقبة إلى الجمرة الوسطى أربعمائة ذراع وسبعة وثمانون ذراعا وإحدى عشرة إصبعا. ومن الجمرة الوسطى إلى الجمرة الثانية، وهي تلي مسجد منى ثلاثمائة ذراع وخمسة أذرع. ومن الجمرة التي تلي مسجد منى إلى أوسط أبواب مسجد منى

2730 - حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْمِصْرِيُّ مِنْ بَاهِلَةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الضُّبَعِيُّ عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ -[13]- الْهُذَلِيُّ: " §نَشَأْتُ غُلَامًا أَشْتَهِي الْعِلْمَ، فَخَرَجْتُ إِلَى ابْنِ شِهَابٍ بِالْمَدِينَةِ، فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ، فَقَدِمَ ابْنٌ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الْحَجِّ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَرَدَ عَلَيْهِ كِتَابُ أَبِيهِ هِشَامٍ أَنْ قِفْ بِالنَّاسِ عَلَى أَلَالٍ، فَقَرَأَهُ فَلَمْ يَدْرِ مَا أَلَالٌ، فَبَعَثَ إِلَى الزُّهْرِيِّ فَدَعَاهُ فَقَالَ: إِنَّ كِتَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَرَدَ بِأَنْ قِفْ بِالنَّاسِ عَلَى أَلَالٍ فَأَيُّ شَيْءٍ عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: مَا عِنْدِي فِيهِ شَيْءٌ مَا أَدْرِي مَا أَلَالٌ. قَالَ: فَتَحَيَّرَ فِي أَمْرِهِ، فَقَالَ لَهُ الزُّهْرِيُّ: إِنَّ فَتًى مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَدْ قَدِمَ عَلَيَّ يَطْلُبُ الْعِلْمَ، فَلَعَلَّ عِنْدَهُ مِنْ هَذَا عِلْمًا. فَأَرْسَلَ إِلَيَّ الزُّهْرِيُّ، فَجِئْتُ. قَالَ: فَدَخَلَنِي مَا يَدْخُلُ الْفِتْيَانَ مِنَ الْحَصْرِ. قَالَ: فَسَكَّنَ مِنْ جَأْشِي ابْنُ شِهَابٍ وَتَرَكَنِي حَتَّى سَكَنْتُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ كِتَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَرَدَ عَلَى الْأَمِيرِ يَعْنِي ابْنَ هِشَامٍ يَأْمُرُهُ يَقِفُ بِالنَّاسِ عَلَى أَلَالٍ، فَعِنْدَكَ فِي أَلَالٍ عِلْمٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، جَبَلُ عَرَفَةَ الَّذِي يَقِفُ النَّاسُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَعِنْدِكَ عَلَى هَذَا شَاهِدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَوْلُ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ: [البحر الطويل] بِمُصْطَحِبَاتٍ مِنْ لَصَافٍ وَثَبْرَةَ ... يُرِدْنَ أَلَالًا سَيْرُهُنَّ التَّدَافُعُ قَالَ: فَأَعْجَبَ ذَلِكَ ابْنَ شِهَابٍ. قَالَ: فَدَعَا لِي. قَالَ: فَوَهَبَ لِي وَكَسَانِي. قَالَ: فَإِنَّ ذَلِكَ أَوَّلُ شَيْءٍ أَصَبْتُهُ مِنَ الْعِلْمِ "

ذكر ذرع مسجد منى وطوله وعرضه وذرع مسجد الخيف من وجهه في طوله من حدته التي تلي دار الإمارة إلى حدته التي تلي عرفة مائتا ذراع وثلاثة وتسعون ذراعا، واثنتا عشرة أصبعا، ومن حدته التي تلي الطريق السفلى في عرضه إلى حدته التي تلي الجبل مائة ذراع وأربعة أذرع

2731 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ صَاعِقَةً أَصَابَتْ نَخْلَتَيْنِ بِعَرَفَةَ فَأَحْرَقَتْهُمَا " قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: فَرَأَيْتُهُمَا كَأَنَّهُمَا جَمْرَتَانِ "

2732 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، -[14]- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §حَجَّ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ حَجَّتَيْنِ قَبْلَ خُرُوجِهِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ "

_ إسناده حسن

ذكر ذرع أسفل منى وما بين مأزمي منى والعقبة ومن حد مسجد منى الذي يلي عرفات إلى وسط حياض الياقوتة ثلاثة آلاف وسبعمائة ذراع وثلاثة وخمسون ذراعا، ومن وسط حياض الياقوتة إلى حد محسر ألفا ذراع، ومن حد مأزمي منى من الجبل إلى الجبل خمسون ذراعا

2733 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ وَحْدِي قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَيْحُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ عَلَى رَأْسِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَشِيَّةَ عَرَفَةَ إِذَا أَنَا بِجَمَاعَةٍ أُدْمَانٍ يَحْمِلْنَ شَابًّا فِي كِسَاءٍ حَتَّى وَضَعُوهُ بَيْنَ يَدَيِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالُوا: اسْتَشْفِ لِهَذَا يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ. قَالَ: فَكَشَفَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ وَجْهِهِ، فَإِذَا شَابٌّ مُعْرَقُ الْوَجْهِ، نَاحِلُ الْبَدَنِ، أَحْلَى مَنْ رَأَيْتُ مِنَ الْفِتْيَانِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §وَمَا بِكَ يَا فَتَى؟ فَقَالَ: [البحر الطويل] وَبِي لَوْعَةٌ لَوْ تَشْتَكِي الصُّمُّ مِثْلَهَا ... تَقَطَّرَتِ الصُّمُّ الصِّلَابُ فَخَرَّتِ وَلَوْ قَسَمَ اللهُ الَّذِي بِي مِنَ الْجَوَا ... عَلَى كُلِّ نَفْسٍ حَظَّهَا لَأَلَمَّتِ وَلَكِنَّمَا بَقَّى حُشَاشَةَ مَاجِدٍ ... عَلَى مَا بِهِ صُلْبُ النِّجَادِ فَهُدَّتِ قَالَ: فَأَقْبَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى فَقَالَ: ذَهَبَ الْبَدَوِيُّ بِالْعَوْدِ عَلَيْنَا وَعَلَيْكَ. قَالَ: ثُمَّ خَفَتَ فِي أَيْدِيهِمْ فَمَاتَ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: هَذَا قَتِيلُ الْحُبِّ، لَا عَقْلَ وَلَا -[15]- قَوَدَ. قَالَ: فَأَرْدَيْنَهُ، وَقُلْنَ: كَلَّا وَاللهِ إِنَّ لَهُ عَقْلًا وَقَوَدًا. قَالَ عِكْرِمَةُ: فَمَا سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا سَأَلَ اللهَ عَشِيَّةً حَتَّى أَمْسَى إِلَّا الْعَافِيَةَ مِمَّا بَلَى اللهُ بِهِ الْفَتَى "

§ذِكْرُ فَضْلِ يَوْمِ عَرَفَةَ عَلَى سَائِرِ الْأَيَّامِ وَفَضَلِ أَهْلِ عَرَفَةَ

2734 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ أَوْ سُلَيْمِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْمَغْفِرَةُ تَنْزِلُ عَلَى أَهْلِ عَرَفَةَ مَعَ الْحَرَكَةِ الْأُولَى، فَإِذَا كَانَتِ الدَّفْعَةُ الْأُولَى فَعِنْدَ ذَلِكَ يَضَعُ الشَّيْطَانُ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ يَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ ". قَالَ: " فَتَجْتَمِعُ إِلَيْهِ شَيَاطِينُهُ فَيَقُولُونَ: مَا لَكَ؟ فَيَقُولُ: قَوْمٌ قَدْ قَتَلْتُهُمْ مُنْذُ سِتِّينَ وَسَبْعِينَ سَنَةً غُفِرَ لَهُمْ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ ". يَعْنِي مَنْ يَحْضُرُ مِنَ الْحَاجِّ بِعَرَفَةَ "

2735 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو -[16]- الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنٌ لِكِنَانَةَ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §دَعَا لِأُمَّتِهِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ فَأَكْثَرَ الدُّعَاءَ. قَالَ: فَأَجَابَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنِّي قَدْ فَعَلْتُ، إِلَّا ظُلْمَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، فَأَمَّا ذُنُوبُهُمْ فَمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَقَدْ غَفَرْتُهَا لَهُمْ. فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنَّكَ قَادِرٌ أَنْ تُثِيبَ هَذَا الْمَظْلُومَ مِنْ مَظْلَمَتِهِ أَوْ تَغْفِرَ لِهَذَا الظَّالِمِ. قَالَ: لَمْ يُجِبْهُ تِلْكَ الْعَشِيَّةِ، فَلَمَّا كَانَ غَدَاةَ الْمُزْدَلِفَةِ أَعَادَ الدُّعَاءَ، فَأَجَابَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، ثُمَّ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَبَسَّمْتَ فِي سَاعَةٍ لَمْ تَكُنْ تَبَسَّمُ فِيهَا؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَبَسَّمْتُ مِنْ عَدُوِّ اللهِ إِبْلِيسَ لَمَّا عَلِمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدِ اسْتَجَابَ لِي فِي أُمَّتِي هُوَ يَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ وَيَحْثِي التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ "

ذكر المزدلفة وحدودها وذكر فضلها وما جاء فيها

2736 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَا مِنْ أَيَّامِ السَّنَةِ الْعَمَلُ أَفْضَلُ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَلَا مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا إِلَّا عَفِيرًا عَفَّرَ لِي التُّرَابَ، فَإِذَا كَانَتْ عَشِيَّةُ عَرَفَةَ هَبَطَ اللهُ تَعَالَى -[17]- إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاجِّينَ " زَادَ الْقَاسِمُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ تَعَالَى فِيهِ أَيْ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ إِلَى مُخْتَالٍ ". قَالَ عَمْرٌو فِي حَدِيثِهِ: عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَلَمْ يُرَ عَشِيَّةٌ أَكْثَرَ عَتِيقًا وَلَا عَتِيقَةً مِنَ النَّارِ إِلَّا عَشِيَّةَ عَرَفَةَ "

2737 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو مَرْوَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ "

2738 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: §يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ الْمُبَاهَاةِ. قِيلَ لَهَا: وَمَا يَوْمُ الْمُبَاهَاةِ؟ قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يَنْزِلُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ عَرَفَةَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا يَدْعُو مَلَائِكَتَهُ وَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا، بَعَثْتُ إِلَيْهِمْ رَسُولًا فَآمَنُوا -[18]- بِهِ، وَبَعَثْتُ إِلَيْهِمْ كِتَابًا فَآمَنُوا بِهِ، يَأْتُونَنِي مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ يَسْأَلُونِي أَنْ أُعْتِقَهُمْ مِنَ النَّارِ، فَقَدْ أَعْتَقْتَهُمْ. فَلَمْ يُرَ يَوْمٌ أَكْثَرَ أَنْ يُعْتَقَ فِيهِ مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ "

2739 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْغَفُورِ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " §يَوْمَانِ يُكْثِرُ اللهُ تَعَالَى فِيهِمَا الْعِتَاقَ مِنَ النَّارِ: يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَيَوْمُ عَرَفَةَ، فَتَنَافَسُوا فِي الْخَيْرِ وَاذْخَرُوا لِيَوْمِ الْحِسَابِ "

_ إسناده ضعيف

2740 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا الْأَحْوَلَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: " إِنَّ §لَيْلَةَ عَرَفَةَ شَفَعَتْ يَوْمَهَا "

2741 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ: ثنا شَيْخٌ مِنْ جُلَسَاءِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ " أَنَّ الْفَضْلَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ حَفِظَ سَمْعَهُ -[19]- وَبَصَرَهُ وَلِسَانَهُ يَوْمَ عَرَفَةَ حَفِظَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَرَفَةَ إِلَى عَرَفَةَ "

_ إسناده لم يسم

2742 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ بُخْتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §يَوْمُ الْمُبَاهَاةِ يَوْمُ عَرَفَةَ، يُبَاهِي اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَتَهُ فِي السَّمَاءِ بِأَهْلِ الْأَرْضِ يَقُولُ: عِبَادِي جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا، صَدَّقُوا بِكِتَابِي وَلَمْ يَرَوْنِي؛ لَأُعْتِقَنَّهُمْ مِنَ النَّارِ. قَالَ: وَهُوَ يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ "

_ إسناده حسن

2743 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، وَأَبُو عَمْرٍو الزَّيَّاتُ قَالُوا: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ §اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَاهَى أَهْلَ السَّمَاوَاتِ بِأَهْلِ عَرَفَةَ عَامَّةً، وَبَاهَاهُمْ بِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَاصَّةً "

_ إسناده متروك

2744 - حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ -[20]- بْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِيُّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " كَانُوا §يَرَوْنَ أَنَّ الرَّحْمَةَ تَنْزِلُ عِنْدَ دَفْعَةِ الْإِمَامِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ "

_ إسناده ضعيف

2745 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ §اللهَ تَعَالَى يَسْتَبْشِرُ بِالْعَبْدِ يَأْتِي بِأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ حَتَّى يَسُدَّ الْفَجْوَةَ مِنْ فَجَوَاتِ عَرَفَةَ يَقُولُ: عَبْدِي دَعَوْتُهُ فَأَجَابَنِي "

_ إسناده منقطع

2746 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: §يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا يَوْمَ عَرَفَةَ فَيَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا يَبْتَغُونَ فَضْلَ رِضْوَانِي، يَا أَهْلَ عَرَفَةَ قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ "

_ إسناده صحيح

2747 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، وَالْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، وَدَاوُدَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ §اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَدْنُو يَوْمَ عَرَفَةَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ رَغْبَتَكُمْ وَأَجَبْتُ دَعْوَتَكُمْ ". قَالَ: " فَيَضَعُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَدَهُ بَيْنَ أَكْتَافِهِمْ إِذَا فَرَغُوا مِنْ حَجِّهِمْ فَيَقُولُ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ: ارْجِعْ مَغْفُورًا لَكَ، قَدْ أَجَبْتُ دَعَوْتَكَ وَأَعْطَيْتُكَ رَغْبَتَكَ، فَأْتَنِفِ الْعَمَلَ "

_ إسناده مرسل

2748 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: ثنا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، وَكَانَ الْفَتَى يُلَاحِظُ النِّسَاءَ. قَالَ: فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ وَيَقُولُ: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ §هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ سَمْعَهُ إِلَّا مِنْ حَقٍّ، وَبَصَرَهُ إِلَّا مِنْ حَقٍّ، وَلِسَانَهُ إِلَّا مِنْ حَقٍّ؛ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ " 2749 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ نَحْوًا مِنَ الْأَحَادِيثِ الْأُوَلِ، وَزَادَ فِيهِ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: عِبَادِي أَجَابُوا دَعْوَتِي مِنَ الْفَجِّ الْعَمِيقِ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ هَاهُنَا شُعْثًا مُغَبَّرِينَ؛ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمُ التَّبِعَاتِ بَيْنَهُمْ، وَعَلَيَّ عِوَضُ أَهْلِهَا " (1)

_ (1) إسناده منقطع

2750 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَيَّاشٍ الْكُلَيْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ §يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ أَوِ الْحَاجِّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ "

_ إسناده حسن

2751 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " كَانُوا §يَرْجُونَ فِي ذَلِكَ الْمَوْقِفِ يَعْنِي عَرَفَةَ حَتَّى لِلْحَبَلِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ "

_ إسناده صحيح

2752 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَوْ عَلَيْنَا أُنْزِلَتْ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: 3] الْآيَةَ، لَاتَّخَذْنَاهُ عِيدًا. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " إِنِّي §لَأَعْلَمُ أَيَّ يَوْمٍ نَزَلَتْ، نَزَلَتْ بِعَرَفَةَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ "

_ إسناده صحيح

2753 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَامِرٍ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: كَيْفَ لَمْ تَحْفَظِ الْعَرَبُ هَذَا الْيَوْمَ الَّذِي أَكْمَلَ اللهُ لَهَا دِينَهَا؟ قَالَ: فَقَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: أَوَمَا حَفِظْتَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: §يَوْمُ عَرَفَةَ، أَنْزَلَهَا اللهُ تَعَالَى فِي يَوْمِ عَرَفَةَ "

_ إسناده صحيح

ذكر قزح والمشعر الحرام والجبل وما بينهما، وذكر الوقود بالنار على قزح

2754 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: ثنا الْخَطَّابُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ السَّكُونِيَّ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] ، فَقَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: إِنَّمَا §أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَوْمَ عَرَفَةَ " (1) 2755 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: ثنا ابْنُ الْمِنْهَالِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِنَحْوِهِ (2)

_ (1) إسناده صحيح (2) إسناده حسن

§ذِكْرُ الدُّعَاءِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَفَضْلِهِ وَتَسْمِيَتِهِ

2756 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الزَّيَّاتُ مَوْلَى أَبِي بَحْرٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَا: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ -[24]- بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ وَيَدَاهُ إِلَى صَدْرِهِ §يَدْعُو كَاسْتِطْعَامِ الْمِسْكِينِ "

_ إسناده ضعيف

2757 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ مُجَاهِدٌ: دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ، وَقَالَ: " اللهُمَّ §اهْدِ قُرَيْشًا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ اللهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهُمْ وَبَالًا، فَأَذِقْ آخِرَهُمْ نَوَالًا " قَالَ: " عِلْمُ الْعَالِمِ مِنْهُمْ يَسَعُ طَبَقَ الْأَرْضِ "

_ إسناده مرسل

2758 - حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْكَلْبِيُّ قَالَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ وَهُوَ يَدْعُو فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَانْفَلَتَ زِمَامُ النَّاقَةِ مِنْ يَدِهِ فَتَنَاوَلَهُ فَوَقَعَ مِنْ يَدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: §هَذِهِ الِابْتِهَالُ، هَذِهِ التَّضَرُّعُ "

_ إسناده حسن

2759 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ: §لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ -[25]- عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "

_ إسناده ضعيف

2760 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ "

_ إسناده مرسل

2761 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْفَيْضِ أَنَّهَا سَمِعَتْ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " §مَنْ قَالَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ لَيْلَةَ عَرَفَةَ أَلْفَ مَرَّةٍ لَمْ يَسْأَلِ اللهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ إِلَّا قَطِيعَةَ رَحِمٍ أَوْ مَأْثَمًا: سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْأَرْضِ مَوْطَاهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي النَّارِ سُلْطَانُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْقُبُورِ قَضَاؤُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْهَوَاءِ رَوْحُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ، سُبْحَانَ الَّذِي وَضَعَ الْأَرْضَ، سُبْحَانَ الَّذِي لَا مَنْجَى مِنْهُ إِلَّا إِلَيْهِ "

_ إسناده صعيف

2762 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: ثنا مَالِكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ الْخُزَاعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ أَصْغَرُ فِيهِ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ؛ وَمَا ذَلِكَ إِلَّا مِمَّا يَرَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِلَّا مَا رُئِيَ يَوْمَ بَدْرٍ. فَقِيلَ: وَمَا الَّذِي رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَهُوَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ "

_ إسناده مرسل

2763 - وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: §رُئِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ حَاجًّا " قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ مِنْ بَنِي خَطْمَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سَأَلَهُ: كَمْ حَجَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " وَاحِدَةً مِنَ الْمَدِينَةِ ". وَسَأَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَبَا هَاشِمٍ قَالَ: قَالَ: حَجَّتَيْنِ، وَاحِدَةً مِنْ مَكَّةَ، وَالْأُخْرَى مِنَ الْمَدِينَةِ

_ إسناده متروك

§ذِكْرُ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَفَضْلِ صِيَامِهِ

2764 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ: سَنَةٍ هَذِهِ وَسَنَةٍ مُسْتَقْبَلَةٍ "

_ إسناده صحيح

ذكر قزح وصفته وكيف هو؟

2765 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: " كُنَّا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَعْدِلُهُ بِصَوْمِ سَنَةٍ "

_ إسناده حسن

2766 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: ثنا ابْنُ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَصِيَامِ أَلْفِ يَوْمٍ "

_ إسناده حسن

ذكر ذرع مسجد المزدلفة وذرع مسجد المزدلفة تسعة وخمسون ذراعا، واثنتا عشرة أصبعا في مثله , وعرضه مثل ذلك يكون مكسرا ثلاثة آلاف ذراع وخمسمائة ذراع وأحد وأربعين ذراعا , يدور حوله جدار ليس بمظلل، وذرع طول جدر القبلة في السماء سبعة أذرع وثماني عشرة أصبعا ,

2767 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَا: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §يُرَشُّ عَلَيْهِ مَاءٌ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ وَهُوَ صَائِمٌ "

_ إسناده صحيح

ذكر طريق ضب

2768 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَمُجَاهِدٍ أَنَّهُمَا قَالَا: لَمْ نَكُنْ نَصُومُ يَوْمَ عَرَفَةَ حَتَّى أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ أَنَّ §صِيَامَ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ: السَّنَةِ الْمُسْتَقْبَلَةِ، وَالسَّنَةِ الْمَاضِيَةِ " (1) قَالَ عُثْمَانُ: وَأَخْبَرَنِي ذَلِكَ عَبْدُ الْكَرِيمِ

_ (1) إسناده صحيح

2769 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا " أَنَّهَا كَانَتْ §تَصُومُ يَوْمَ عَرَفَةَ "

_ إسناده صحيح

ذكر نمرة ومنزل الخلفاء بها في الحج

2770 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْهُزَيْلَ يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §مَا مِنَ السَّنَةِ يَوْمٌ أَصُومُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَتُوَاصِلُ لَيْلَهُ وَلَا تُفْطِرُ حَتَّى تُصْبِحَ "

_ إسناده صحيح

2771 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ صَوْمَ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: " إِنَّمَا §كَرِهُوا مِنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ أَنَّهُ يَوْمٌ لِذِكْرٍ. وَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا "

_ إسناده صحيح

§ذِكْرُ مَنْ لَمْ يَصُمْ يَوْمَ عَرَفَةَ مَخَافَةَ الضَّعْفِ عَنِ الدُّعَاءِ

2772 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَتَيْتُهُ يَوْمَ عَرَفَةَ -[30]- وَهُوَ يَأْكُلُ رُمَّانًا، فَقَالَ: " §ادْنُ لَعَلَّكَ صَائِمٌ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَصُمْ هَذَا الْيَوْمَ "

_ إسناده صحيح

2773 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَأَنَا لَا أَصُومُهُ، وَلَا آمُرُ بِهِ وَلَا أَنْهَى عَنْهُ "

_ إسناده صحيح

2774 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنْ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهُمْ تَمَارَوْا فِي صِيَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " سَأَبْعَثُ إِلَيْهِ بِشَرَابٍ، فَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا لَمْ يَرُدَّهُ. فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بِقَدَحِ لَبَنٍ §فَشَرِبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ. يَعْنِي يَوْمَ عَرَفَةَ " (1) -[31]- 2775 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُمَيْرٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ حَدِيثِ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا (2)

_ (1) إسناده حسن (2) إسناده صحيح

2776 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §لَمْ يَصُمْ يَوْمَ عَرَفَةَ "

_ إسناده صحيح

ذكر ذرع حد الحرم إلى نمرة والموقف ومنزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ومن حد الحرم إلى مسجد عرفة ألف ذراع وستمائة ذراع وخمسة أذرع ومن نمرة وهو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم على يمينك إذا خرجت من مأزمي عرفة تريد الموقف إلى مسجد عرفة ألفا ذراع وستمائة

2777 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، فَحَدَّثَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا §لَا يَصُومُ يَوْمَ عَرَفَةَ. قُلْتُ: بَلَغَكَ عَنْ غَيْرِ ابْنِ عُمَرَ؟ قَالَ: حَسْبُكَ بِهِ شَيْخًا "

_ إسناده حسن

2778 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَا: ثنا ابْنُ -[32]- رَجَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ يَعْقُوبُ: عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَا جَمِيعًا: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيِّ قَالَ: §سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَنَهَانِي "

_ إسناده حسن

2779 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَا: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: كَانَ §مَعْبَدُ بْنُ عُمَيْرٍ يَصُومُ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَنَهَاهُ أَبِي وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ يَوْمُ طُعْمٍ وَذِكْرٍ "

_ إسناده صحيح

ذكر ما بين المزدلفة إلى عرفة وذرع ما بين مأزمي عرفة مائة ذراع وذراعان واثنتا عشرة أصبعا. وذرع ما بين مسجد مزدلفة إلى مسجد عرفة ثلاثة أميال وثلاثة آلاف وثلاثمائة وتسعة عشر ذراعا

2780 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي نُدْبَةُ مَوْلَاةُ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: " §مَنْ صَحِبَنِي مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى فَلَا يَصُمْ يَوْمَ عَرَفَةَ "

_ إسناده حسن

ذكر ذرع مسجد عرفة وكم فيه من الأبواب والشراف وذرع سعة مسجد عرفة من مقدمه إلى مؤخره ثلاثمائة ذراع وثلاثة عشر ذراعا. وعرضه ثلاثمائة ذراع وأربعون ذراعا. وجدر قبلته في السماء ثمانية أذرع واثنتا عشرة إصبعا. ومن جانبه الأيمن إلى جانبه الأيسر بين عرفة

2781 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: " §رَأَيْتُ عَمِّي مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ عَامًا وَاحِدًا فَشَقَّ عَلَيْهِ وَتَرَكَ بَعْضَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ الدُّعَاءِ؛ فَأَقْسَمَ أَنْ لَا يَصُومَهُ أَبَدًا لَمَّا قَطَعَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّعَاءِ "

_ إسناده لين

2782 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ مُفْطِرًا يَوْمَ عَرَفَةَ وَقَالَ: " §أَبْقُوا عَلَى الدُّعَاءِ "

_ إسناده منقطع

ذكر عرفة وحدودها وجبالها والنزول بها، ولم سميت عرفة وتفسير ما كان بها

2783 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ فِي صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ قَالَ: " إِنْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا سُنَّةً، §فَمَا صَامَاهُ. يَعْنِي يَوْمَ عَرَفَةَ فِي الْحَجِّ " "

_ إسناده إلى طاوس صحيح

2784 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: " إِنَّمَا §تَرَكَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ التَّكْبِيرَ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ؛ لِأَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يُكَبِّرُ فِيهِ "

_ إسناده صحيح

§ذِكْرُ مِنْبَرِ عَرَفَةَ وَمَا جَاءَ فِيهِ

2785 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رَاحَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَجَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ " (1) قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ زَمَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مِنْبَرَ عَرَفَةَ حَيْثُ يُصَلَّى الظُّهْرُ وَالْعَصْرُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ مَبْنِيًّا بِحِجَارَةٍ صَغِيرًا، فَذَهَبَ بِهِ السَّيْلُ، فَجَعَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا حِينَئِذٍ مِنْبَرًا مِنْ عِيدَانٍ، وَلَمْ يُدْرَ كَيْفَ خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ

_ (1) إسناده مرسل

2786 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا أَيُّوبُ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ هِشَامٍ بِعَرَفَةَ يَخْطُبُ قَالَ: " §كُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ إِلَى مِنْبَرِي هَذَا "

_ إسناده صحيح

2787 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: ثنا الثَّقَفِيُّ، عَنْ حَبِيبٍ قَالَ: سُئِلَ -[35]- عَطَاءٌ عَنِ الْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ، فَقَالَ: مَا فَوْقَ عُرَنَةَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §ارْتَفِعُوا عَنْ وَادِي عُرَنَةَ وَالْمِنْبَرُ فِي مَسِيلِهِ فَمَا فَوْقَهُ مِنَ الْمَوْقِفِ "

_ إسناده صحيح

§ذِكْرُ وُقُوفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ وَبَعْدَهَا وَأَنَّهَا مَوْقِفٌ كُلَّهَا

2788 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ بِعَرَفَاتٍ، فَمَرَّ بَيْنَ قَوْمِهِ حَتَّى يَدْفَعَ مَعَهُمْ؛ تَوْفِيقًا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

_ إسناده صحيح

2789 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو -[36]- بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَضْلَلْتُ بَعِيرًا لِي يَوْمَ عَرَفَةَ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ حَتَّى أَتَيْتُ عَرَفَةَ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ مَعَ النَّاسِ، فَقُلْتُ: هَذَا مِنَ الْحُمْسِ فَمَا لَهُ خَرَجَ مِنَ الْحَرَمِ؟ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَقِفُ سِنِيهِ كُلَّهَا بِعَرَفَةَ، لَا يَقِفُ مَعَ قُرَيْشٍ فِي الْحَرَمِ "

_ إسناده صحيح

2790 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: إِنَّ يَزِيدَ بْنَ شَيْبَانَ قَالَ: كُنَّا فِي مَوْقِفٍ لَنَا بِعَرَفَةَ خَلْفَ الْمَوْقِفِ فِي مَكَانٍ بَعِيدٍ، فَأَتَانَا ابْنُ مِرْبَعٍ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ لَكُمُ: " §اثْبُتُوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ إِبْرَاهِيمَ " قَالَ سُفْيَانُ: مَكَانًا يُبْعِدُهُ عَمْرٌو مِنْ مَوْقِفِ الْإِمَامِ

_ إسناده صحيح

2791 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ بِعَرَفَةَ وَهُوَ مُرْدِفٌ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ثُمَّ قَالَ: " §هَذَا الْمَوْقِفُ، وَكُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ " (1) 2792 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ (2)

_ (1) إسناده صحيح (2) إسناده حسن

2793 - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ قَالَ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ "

_ إسناده ضعيف

2794 - حَدَّثَنِي عَبَدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى قَالَ: كَانَ §حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ يُرَى بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، وَيُرَى بِعَرَفَةَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ "

_ إسناده حسن

2795 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي السَّفَّاحُ بْنُ مَطَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §عَرَفَةُ الْيَوْمَ الَّذِي يَعْرِفُ النَّاسُ فِيهِ "

_ إسناده مرسل

2796 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا مَرْحُومٌ الْعَطَّارُ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ فَنَسِيَهُ أَبُو بِشْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَطَاءً عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فِي الْمَوْقِفِ، §فَتَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيِ الْإِمَامِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى حَدِّ عَرَفَةَ أَوْ حَدِّ عُرَنَةَ شَكَّ أَبُو بِشْرٍ فَلَمَّا أَفَاضَ الْإِمَامُ أَفَاضَ " قَالَ أَبُو بِشْرٍ: " وَرُبَّمَا صَنَعْنَا هَذَا "

_ في إسناده من لم يسم

2797 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ -[39]- جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا أَهَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ §رَكِبَ حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ، فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ إِلَى الصَّخَرَاتِ، وَجَعَلَ حَبْلَ الْمُشَاةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا "

_ إسناده صحيح

ذكر فضل يوم عرفة على سائر الأيام وفضل أهل عرفة

2798 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَكِّيُّ قَالَ: ثنا زَنْفَلٌ الْعَرَفِيُّ، عَنْ نَجِيحِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْتَفِعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِّرٍ، وَاخْفِضُوا عَنْ وَادِي وَصِيقٍ "

_ إسناده ضعيف

2799 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §ارْفَعُوا عَنْ عُرَنَاتٍ، وَارْفَعُوا عَنْ مُحَسِّرٍ. يَعْنِي الْمَوْقِفَ "

_ إسناده صحيح

2800 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ: أنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ -[40]- الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ عَرَفَةَ أَيْنَ أَقِفُ مِنْ هَذَا الْوَادِي؟ قَالَ: " §قِفْ مِنْهُ حَيْثُ شِئْتَ "

2801 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْفَرَزْدَقَ جَاءَ إِلَى قَوْمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فِي مَسْجِدٍ لَهُمْ بِعَرَفَةَ وَمَعَهُمْ مَصَاحِفُ يَبْعُدُ مَكَانُهُمْ مِنْ مَوْقِفِ الْإِمَامِ جِدًّا، فَفَدَاهُمْ بِالْأَبِ وَالْأُمِّ، ثُمَّ قَالَ: " §إِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ آبَائِكُمْ "

_ إسناده صحيح

2802 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " §عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَبْلُغَ مَوْقِفَ الْإِمَامِ، وَمَنْ أَحَبَّ يَدْنُو مِنْهُ " (1) قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَقُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ الْمَوْقِفَ بِعَرَفَةَ أَحَقٌّ عَلَى النَّاسِ أَنْ يُوَجِّهُوا إِلَى الْبَيْتِ؟ قَالَ: أَمَّا إِذَا وَجَّهْتَ نَحْوَ الْحَرَمِ فَحَسْبُكَ، الْحَرَمُ كُلُّهُ قِبْلَةٌ وَمَسْجِدٌ. ثُمَّ تَلَا عَلَيَّ: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] قَالَ: فَالْحَرَمُ كُلُّهُ مَسْجِدٌ. قَالَ: فَقَالَ: أَرَأَيْتَ أَهْلَ الْآفَاقِ أَلَيْسَ إِنَّمَا يَسْتَقْبِلُونَ الْحَرَمَ كُلَّهُ؟ وَتَلَا -[41]-: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ} [التوبة: 28] قَالَ: لَمْ يَعْنِ الْمَسْجِدَ قَطُّ، وَلَكِنْ يَعْنِي مَكَّةَ وَالْحَرَمَ. فَقُلْتُ لَهُ: أَثَبَتَ أَنَّهُ الْحَرَمُ؟ قَالَ: فَأَمْسَكَ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: أَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَتَوَجَّهُ فِي الْمَوْقِفِ قِبَلَ الْبَيْتِ بِعَمَلِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ

_ (1) إسناده حسن

2803 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ بِعَرَفَةَ وَقَالَ: " §وَقَفْتُ هَاهُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ "

_ إسناده صحيح

2804 - وَحَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: " كُنْتُ بِالْمَوْقِفِ وَإِلَى جَانِبِي رَجُلٌ يَدْعُو دُعَاءً خَفِيًّا، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ نَهَضَ مُسْرِعًا وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ §بِهَذَا أَمَرْتَنَا، وَإِلَيْهِ نَعَتَّنَا، فَأَنْجِزِ الْيَوْمَ مَا وَعَدْتَنَا. ثُمَّ انْحَدَرَ مِنَ الْجَبَلِ " وَقَالَ شَاعِرٌ يَذْكُرُ حِبَالَ عَرَفَةَ: [البحر الطويل] أَنَا وَالَّذِي عَجُّوا لَهُ ثُمَّ كَبَّرُوا ... عَلَى الْحَبْلِ شَتَّى فِي صُنُوفِ الْقَبَائِلِ لَهُمْ ضَجَّةٌ حَتَّى إِذَا الشَّمْسُ سَرَّعَتْ ... عَلَى الْفَجْرِ طُلُوعًا خِفَافَ الدَّمَائِلِ

2805 - وَحَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُيَيْنَةَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَاهُنَا رَجُلٌ يُكَذِّبُ بِالْقَدَرِ. فَقَالَ سُفْيَانُ: " وَمَا يَقُولُ؟ سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا بِالْمَوْقِفِ هَذَا هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ يَقُولُ: اللهُمَّ §إِلَيْكَ خَرَجْتُ وَأَنْتَ أَخْرَجْتَنِي، وَعَلَيْكَ قَدِمْتُ وَأَنْتَ أَقْدَمْتَنِي، أَطَعْتُكَ بِأَمْرِكَ لَكَ الْمِنَّةُ عَلَيَّ، وَعَصَيْتُكَ بِعِلْمِكَ فَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ، أَنَا أَسْأَلُكُ بِوُجُوبِ حُجَّتِكَ وَانْقِطَاعِ حُجَّتِي إِلَّا رَدَدْتَنِي الْيَوْمَ بِذَنْبٍ مَغْفُورٍ "

_ شيخ المصنف لم اعرفه

§ذِكْرُ حِيَاضِ عَرَفَاتٍ الَّتِي لِابْنِ عَامِرٍ وَتُعْرَفُ سَبْعَةُ حِيَاضٍ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ، وَهِيَ فِي سُوقِ عَرَفَةَ فِي الْحَائِطِ الَّذِي يَلِي السُّوقَ، وَمِنْهَا يَشْرَبُ النَّاسُ وَيَسْتَقُونَ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ وَفِي غَيْرِهِ

2806 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ §رَأَى ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَاقِفًا عَشِيَّةَ عَرَفَةَ عِنْدَ هَذِهِ الْحِيَاضِ " قِيلَ لِسُفْيَانَ: حِيَاضُ عَرَفَةَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " وَيُقَالَ: إِنَّ ثَلَاثَةً سَبَقُوا بِمَكَّةَ إِلَى ثَلَاثَةٍ لَمْ يَسْبِقْهُمْ إِلَيْهَا أَحَدٌ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ فِي حِيَاضِهِ هَذِهِ، وَالْمَهْدِيُّ فِي عَمَلِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَأُمُّ جَعْفَرٍ زُبَيْدَةُ بِنْتُ أَبِي الْفَضْلِ فِي عَمَلِ الْبِرْكَةِ بِمَكَّةَ

_ إسناده ضعيف

2807 - وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُجَاهِدًا §صَائِمًا يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ اغْتَسَلَ مِنْ بَعْضِ حِيَاضِ عَرَفَةَ "

_ إسناده ضعيف

2808 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أنا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَرْسَلَ إِلَى نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ: قَدْ نَزَلَ مَا قَدْ تَرَوْنَ، وَلَا أُرَانِي إِلَّا لَمَأْتِيٌّ. -[44]- فَقَالُوا: لَقَدْ كُنْتَ تُعْطِي السَّائِلَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَحَفَرْتَ الْآبَارَ بِالْفَلَوَاتِ لِابْنِ السَّبِيلِ، وَبَنَيْتَ الْحَوْضَ بِعَرَفَةَ لِيَشْرَعَ فِيهِ حَاجُّ بَيْتِ اللهِ، فَمَا نَشُكُّ لَكَ فِي النَّجَاةِ. قَالَ: وَابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا سَاكِتٌ، فَلَمَّا أَبْطَأَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَلَا تَتَكَلَّمُ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §إِذَا طَابَتِ الْمَكْسَبَةُ زَكَتِ النَّفَقَةُ، وَسَتَرِدُ فَتَعْلَمُ " وَقَبْرُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ بِعَرَفَةَ عِنْدَ الْحِيَاضِ فِي جُنْبُذَةٍ هُنَالِكَ

_ إسناده حسن

§ذِكْرُ وَقْتِ الدَّفْعَةِ مِنْ عَرَفَةَ وَالصَّلَاةِ بِجَمْعٍ وَالشِّعْبِ الَّذِي بَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ

2809 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ قَالَ أَحَدُهُمَا: أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنْ أُسَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَقَالَ الْآخَرُ: أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ، عَنْ أُسَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: وَكَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَةَ إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ، فَلَمَّا أَتَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشِّعْبَ §نَزَلَ فَبَالَ وَلَمْ يَقُلْ: أَهْرَاقَ الْمَاءَ، فَأَتَيْتُهُ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُضُوءًا خَفِيفًا، فَقُلْتُ: " الصَّلَاةَ -[45]- يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصَّلَاةَ أَمَامَكَ. فَلَمَّا أَتَى جَمْعًا صَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ حَطُّوا رِحَالَهُمْ، ثُمَّ صَلَّوُا الْعِشَاءَ " زَادَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أُسَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: حَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحْلَهُ وَأَعَنْتُهُ عَلَيْهِ. وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ

_ إسناده صحيح

2810 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ الْفَزَارِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِعَرَفَاتٍ وَهُوَ يَقُولُ لِابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §أَفِضْ أَفِضْ. حَتَّى سَقَطَتِ الشَّمْسُ "

_ إسناده حسن

2811 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: " §اتَّخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبَالًا وَاتَّخَذْتُمُوهُ مُصَلًّى. يَعْنِي الشِّعْبَ "

_ إسناده صحيح

2812 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، -[46]- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: §لَا صَلَاةَ لَيْلَتَئِذٍ إِلَّا بَجَمْعٍ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ عَطَاءٌ: أَرْدَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَةَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا حَتَّى أَتَى جَمْعًا، فَلَمَّا جَاءَ الشِّعْبَ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الْخُلَفَاءُ الْآنَ الْمَغْرِبَ نَزَلَ فَأَهْرَاقَ الْمَاءَ ثُمَّ تَوَضَّأَ، فَلَمَّا رَأَى أُسَامَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نُزُولَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ أُسَامَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمَّا تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَرَغَ قَالَ لِأُسَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " لِمَ نَزَلْتَ؟ "، وَعَادَ أُسَامَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَرَكِبَ مَعَهُ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى جَاءَ جَمْعًا فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي فِي ذَلِكَ حَتَّى دَخَلَ جَمْعًا. يُخْبِرُ ذَلِكَ عَنْهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَا وَالْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ سُفْيَانَ وَاقِفَيْنِ عَلَى الْجَبَلِ عَلَى بَطْنِ عَرَفَةَ فَوَقَفْنَا مَعَهُمَا، فَلَمَّا دَفَعَ الْإِمَامُ دَفَعَا وَقَالَا: [البحر الرجز] إِلَيْكَ تَغْدُو قَلِقًا وَضِينُهَا ... مُخَالِفًا دِينَ النَّصَارَى دِينُهَا وَيُكَبِّرَانِ بَيْنَ ذَلِكَ حَتَّى أَتَيَا نَمِرَةَ وَهُمَا يَقُولَانِهَا. -[47]- قَالَ: فَسَأَلْتُ مَوْلًى لِأَبِي بَكْرٍ مَعَهُ حِينَئِذٍ، فَزَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ يَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُهَا إِذَا دَفَعَ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: دَفَعْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مِنْ عَرَفَةَ، حَتَّى إِذَا وَازَيْنَا بِالشِّعْبِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الْخُلَفَاءُ الْمَغْرِبَ دَخَلَهُ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَتَنَفَّضَ فِيهِ ثُمَّ تَوَضَّأَ فَرَكِبَ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى جَاءَ جَمْعًا، فَأَقَامَ هُوَ بِنَفْسِهِ الصَّلَاةَ لَيْسَ قَبْلَهَا أَذَانٌ بِالْأَوَّلِ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، فَلَمَّا سَلَّمَ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: الصَّلَاةَ. وَلَمْ يُؤَذِّنْ لَهَا بِالْأَوَّلِ وَلَمْ يُقِمْ لَهَا، وَكَانَ عَطَاءٌ لَا يُعْجِبُهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لَمْ يُقِمْ لِلْعِشَاءِ. قَالَ عَطَاءٌ: وَلِكُلِّ صَلَاةٍ إِقَامَةٌ لَا بُدَّ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَأَلْتُ عَطَاءً: كَمْ بَلَغَكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ لَنَا بِمِنًى وَمَكَّةَ؟ قَالَ: أَذَانَيْنِ لِكُلِّ صَلَاةٍ. قَالَ: وَسَأَلْتُهُ كَمْ أَذَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلصُّبْحِ غَدَاةَ جَمْعٍ وَلِلصَّلَاةِ عَشِيَّةَ التَّرْوِيَةِ وَبِمِنًى وَلَيْلَةَ عَرَفَةَ وَالصُّبْحِ غَدَاةَ عَرَفَةَ؟ قَالَ: أُذِّنَ لَهُ أَذَانَانِ مِنْ أَجْلِ جَمَاعَةِ النَّاسِ. قَالَ: وَقَدْ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُذِّنَ لَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَلَيْلَةَ جَمْعٍ إِقَامَةٌ إِقَامَةٌ. فَقَالَ: هُمْ مَعَهُ، مَنْ يَدْعُو بِالْأَوَّلِ وَهُمْ مَعَهُ؟ وَقَدْ قُلْتُ لَهُ: فَهُوَ فِي جَمَاعَةٍ؟ فَقَالَ: هُمْ مَعَهُ فَمَنْ يَدْعُو وَهُمْ مَعَهُ؟ -[48]- قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْأَعْمَى يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: إِنَّمَا جَمْعٌ مَنْزِلٌ تَذْبَحُ فِيهِ إِذَا شِئْتَ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ سَالِمُ بْنُ شَوَّالٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا بَعَثَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ يَبْعَثُ بَنِيهِ وَهُمْ صِبْيَانٌ حَتَّى يُصَلِّيَ بِهِمْ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِمِنًى

2813 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " §أَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُوَافِيَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ بِمَكَّةَ أَوْ لِصَلَاةِ الضُّحَى "

_ إسناده صحيح

2814 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، -[49]- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، هَلْ غَابَ الْقَمَرُ لَيْلَةَ جَمْعٍ؟ وَهِيَ تُصَلِّي وَنَزَلَتْ عِنْدَ دَارِ الْمُزْدَلِفَةِ، فَقُلْتُ: لَا. فَصَلَّتْ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ هَلْ غَابَ الْقَمَرُ؟ قَالَ: وَقَدْ غَابَ، قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتِ: ارْتَحِلُوا. فَارْتَحَلْنَا، ثُمَّ مَضَيْنَا بِهَا حَتَّى رَمَتِ الْجَمْرَةَ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَصَلَّتْ فِي مَنْزِلِهَا، فَقُلْتُ لَهَا: أَيْ هَنْتَاهُ لَقَدْ غَلَّسْتِ. قَالَتْ: " كَلَّا , إِنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ لِلظُّعُنِ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ عَنْ أَسْمَاءَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَ: " فَخَرَجَتْ مِنْ جَمْعٍ فَرَمَتِ الْجَمْرَةَ، فَقَالَ لَهَا إِنْسَانٌ: أَيْ هَنْتَاهُ، لَقَدْ رَمَيْنَا الْجَمْرَةَ بِلَيْلٍ. فَقَالَتْ: لَقَدْ كُنَّا نَصْنَعُ هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: " كُنْتُ مِمَّنْ قَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الثِّقَلِ ". قَالَ عَطَاءٌ: وَأَنَا أَفْعَلُ ذَلِكَ، أَهْبِطُ فَأَسْتَقِيمُ عَلَى وَجْهِي مَكَانِي فَأَرْمِي الْجَمْرَةَ، ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِي فَأُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ. قُلْتُ: أَفَلَا أَرْمِي إِذَا خَرَجْتُ سَحَرًا مِنْ مِنًى؟ أَلَا أَرْمِي سَحَرًا قَبْلَ الْفَجْرِ إِنْ شِئْتُ؟ قَالَ: بَلَى إِنْ شِئْتَ. قَالَ: مَا أُبَالِي أَيَّ حِينٍ رَمَيْتُهَا هُوَ لِنَفْسِهِ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ عَطَاءٌ فِي رَجُلٍ مَرَّ كَمَا هُوَ وَلَمْ يَبِتْ بِجَمْعٍ، جَهِلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: عَلَيْهِ دَمٌ

_ إسناده حسن

2815 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §يُقَدِّمُ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ لَيْلَةَ جَمْعٍ إِلَى مِنًى "

2816 - وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: " §وَقْتُ الدَّفْعَةِ انْصِرَافُ الْقَوْمِ الْمُسْفِرِينَ بِالصُّبْحِ إِذَا أَبْصَرَتِ الْإِبِلُ مَوَاقِعَ أَخْفَافِهَا "

_ إسناده صحيح

ذكر الدعاء يوم عرفة وفضله وتسميته

2817 - وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ أَنَّ زُفَرَ بْنَ عَقِيلٍ حَدَّثَهُ أَنَّ سُعْدَى بِنْتَ الْحَارِثِ امْرَأَةَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ حَدَّثَتْهُ " أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " كَانَ §يُقَدِّمُهُمْ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ حَتَّى يُصَلُّوا الصُّبْحَ بِمِنًى "

§ذِكْرُ عَدَدِ الْأَمْيَالِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَوْقِفِ بِعَرَفَةَ وَمَوَاضِعِهَا وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ وَمِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَهُوَ الْبَابُ الْكَبِيرُ بَابُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ الَّذِي يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِبَنِي شَيْبَةَ إِلَى أَوَّلِ الْأَمْيَالِ وَمَوْضِعُهُ عَلَى بَابِ شِعْبِ الصَّفِّيِّ وَالْمِيلُ الثَّانِي فِي حَدِّ الْعَيْرِ. وَالْمِيلُ حَجَرٌ طُولُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ، وَهُوَ مِنَ الْأَمْيَالِ الَّتِي عَمِلَهَا مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ لَمْ تُغَيَّرْ

2818 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَيَحْيَى بْنُ عَاصِمٍ مِنْ وَلَدِ ابْنِ الْكَوَّاءِ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ §كَرِهَ أَنْ يُصَلَّى خَلْفَ الْأَمْيَالِ الَّتِي عَمِلَهَا بَنُو مَرْوَانَ " قَالَ سُفْيَانُ: هِيَ مِثْلُ النُّصُبِ. قَالَ يَحْيَى بْنُ عَاصِمٍ فِي حَدِيثِهِ: حِجَارَةٌ قِيَامٌ؛ لِأَنَّ الْقَوْمَ كَانُوا عَبَدَةَ أَوْثَانٍ. وَمَوْضِعُ الْمِيلِ الثَّالِثِ عِنْدَ مَأْزِمَيْ مِنًى. وَمَوْضِعُ الْمِيلِ الرَّابِعِ دُونَ الْجَمْرَةِ الثَّالِثَةِ الَّتِي تَلِي مَسْجِدَ الْخَيْفِ بِخَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا. -[52]- وَمَوْضِعُ الْمِيلِ الْخَامِسِ وَرَاءَ قُرَيْنِ الثَّعَالِبِ بِمِائَةِ ذِرَاعٍ، وَمَوْضِعُ الْمِيلِ السَّادِسِ فِي حَدِّ جَدْرِ حَائِطِ مُحَسِّرٍ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ جِدَارِ حَائِطِ مُحَسِّرٍ وَوَادِي مُحَسِّرٍ خَمْسُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا. وَمَوْضِعُ الْمِيلِ السَّابِعِ دُونَ مَسْجِدِ مُزْدَلِفَةَ بِمِائَةِ ذِرَاعٍ وَسَبْعِينَ ذِرَاعًا. وَالْمِيلُ حَجَرٌ مَرْوَانِيٌّ طُولُهُ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ. وَمَوْضِعُ الْمِيلِ الثَّامِنِ فِي حَدِّ الْجَبَلِ دُونَ مَأْزِمَيْ عَرَفَةَ وَهُوَ حِيَالُ سِقَايَةِ زُبَيْدَةَ، وَالطَّرِيقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سِقَايَةِ زُبَيْدَةَ وَهُوَ عَلَى يَمِينِكَ وَأَنْتَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى عَرَفَاتٍ. وَمَوْضِعُ الْمِيلِ التَّاسِعِ بَيْنَ مَأْزِمَيْ عَرَفَةَ بِفَمِ الشِّعْبِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ شِعْبُ الْمَبَالِ الَّذِي بَالَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ

_ إسناده صحيح

2819 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " إِنَّ أُسَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَدِفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ الشِّعْبَ، فَنَزَلَ §فَأَهْرَاقَ فِيهِ الْمَاءَ وَتَوَضَّأَ " وَهَذَا الْمِيلُ بِحِيَالِ سِقَايَةِ شِعْبِ السُّقْيَا، سِقَايَةِ خَالِصَةَ

_ إسناده حسن

2820 - وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ " أَنَّهُ نَفَرَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَرَآهُ §عَاجَ إِلَى الشِّعْبِ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَلَمْ يُصَلِّ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ فَنَزَلَهَا فَأَذَّنَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ " وَمَوْضِعُ الْمِيلِ الْعَاشِرِ حِيَالُ سِقَايَةِ ابْنِ بَرْمَكَ وَبَيْنَهُمَا الطَّرِيقُ وَهُوَ فِي حَدِّ جَبَلِ النَّظَرِ وَمَوْضِعُ الْمِيلِ الْحَادِيَ عَشَرَ فِي حَدِّ الدُّكَّانِ الَّذِي يَدُورُ حَوْلَ قِبْلَةِ عَرَفَةَ وَمَسْجِدِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا وَسَلَّمَ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ جِدَارِ الْمَسْجِدِ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا. وَمَوْضِعُ الْمِيلِ الثَّانِيَ عَشَرَ خَلْفَ الْمَقَامِ حَيْثُ يَقِفُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ عَلَى قَرْنٍ يُقَالُ لَهُ النَّابِتُ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَوْقِفِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ. فِيمَا بَيْنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَبَيْنَ مَوْقِفِ الْإِمَامِ بِعَرَفَةَ بَرِيدٌ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ سَوَاءٌ

§ذِكْرُ قَبْرِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَمَوْضِعِهِ مِنْ أَطْرَافِ مَكَّةَ وَقَبْرُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَهِيَ خَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَلَى الثَّنِيَّةِ الَّتِي بَيْنَ وَادِي سَرِفٍ وَبَيْنَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، وَكَانَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مَاتَتْ بِسَرِفٍ حَيْثُ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدُفِنَتْ هُنَالِكَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا

2821 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ قَالَا: ثنا ابْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنِ الْأَجْلَحِ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ §فَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى أَتَى سَرِفًا، وَهِيَ تِسْعَةُ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ " وَفِي سَرِفٍ يَقُولُ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ: [البحر المنسرح] أَوْحَشَ مِنْ بَعْدِ خُلَّةٍ سَرِفُ ... فَالْمُنْحَنَى فَالْعَقِيقُ فَالْجُرُفُ -[55]- وَأَضَاةُ بَنِي غِفَارٍ: مَوْضِعٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَتَاهُ وَنَزَلَهُ

_ إسناده حسن

2822 - وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: " لَمَّا مَاتَتْ مَيْمُونَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا §أَخَذْتُ رِدَائِي فَبَسَطْتُهُ فَأَلْقَيْتُهُ فِي لَحْدِهَا، فَأَخَذَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَرَمَاهُ "

2823 - وَحَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ: حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا جِنَازَةَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِسَرِفٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: هَذِهِ جِنَازَةُ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا §فَلَا تُزَعْزِعُوهَا وَلَا تُزَلْزِلُوا وَارْفُقُوا، فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعٌ، وَكَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ وَلَا يَقْسِمُ لِوَاحِدَةٍ " وَقَالَ قَيْسُ بْنُ ذَرِيحٍ يَذْكُرُ سَرِفًا: [البحر الطويل] عَفَا سَرِفٌ مِنْ أَهْلِهِ فَشَوَارِعُ ... فَوَادِي حُنَيْنٍ فَالْبِلَاعُ الدَّوَافِعُ فَسَمْرَةُ فَالْأَخْسَافُ أَخْسَافُ طَيِّبَةٍ ... لَهَا مِنْ لُبَيْنَى مَخْرَفٌ وَمَرَابِعُ

ذكر صوم يوم عرفة وفضل صيامه

§ذِكْرُ مَسْجِدِ التَّنْعِيمِ وَفَضْلِهِ وَمَا جَاءَ فِيهِ

2824 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ قَالَ: ثنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أَمَرَهَا أَنْ تُهِلَّ مِنَ التَّنْعِيمِ مِنْ مَكَّةَ "

_ إسناده حسن

2825 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: بَلَغَنَا " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §وَقَّتَ لِأَهْلِ مَكَّةَ التَّنْعِيمَ "

_ إسناده مرسل

2826 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ §أُرْدِفَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا لَيْلَةَ الْحَصْبَةِ فَأُعْمِرَهَا مِنَ التَّنْعِيمِ "

2827 - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ أَبَاهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ §اذْهَبْ بِأُخْتِكَ عَائِشَةَ فَأَعْمِرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ إِذَا انْحَدَرْتَ مِنَ الْأَكَمَةِ، فَإِنَّهَا عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ "

_ إسناده حسن بالمتابعة

2828 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ قُرَّةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنَا صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يَا رَسُولَ اللهِ أَيَرْجِعُ النَّاسُ بِأَجْرَيْنِ وَأَرْجِعُ بِأَجْرٍ؟ " §فَأَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنْ يَنْطَلِقَ بِهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا إِلَى التَّنْعِيمِ ". قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: فَأَرْدَفَنِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَلْفَهُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ. قَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: فَجَعَلْتُ أَرْفَعُ خِمَارِي وَأَحْسُرُهُ عَنْ عُنُقِي فَتَضْرِبُ رِجْلِي الرَّاحِلَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ تَرَى مِنْ أَحَدٍ؟ ثُمَّ أَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْحَصْبَةِ

_ إسناده صحيح

2829 - وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا §سُمِّيَ التَّنْعِيمَ أَنَّ الْجَبَلَ عَنْ يَمِينِكَ إِذَا دَخَلْتَ يُقَالُ لَهُ نَاعِمٌ، وَالَّذِي عَنْ يَسَارِكَ مُنْعِمٌ، وَالْوَادِي نُعْمَانُ "

_ إسناده ضعيف

2830 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا §سُمِّيَ التَّنْعِيمَ أَنَّ الْوَادِيَ اسْمُهُ التَّنْعِيمُ "

_ إسناده ضعيف جدا

2831 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: " §أَلَا تَذْهَبُ بِنَا نَعْتَمِرُ؟ قَالَ: غَيْرُ الَّذِي نَصْنَعُ كُلَّ يَوْمٍ "

_ إسناده صحيح

ذكر من لم يصم يوم عرفة مخافة الضعف عن الدعاء

2832 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: حَدَّثُونَا عَنْ مُسْلِمٍ، -[59]- عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " هَؤُلَاءِ الَّذِينَ §يَنْهَوْنَ عَنِ الْعُمْرَةِ مِنَ التَّنْعِيمِ وَاللهِ لَوْ كَانَ لِي عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ لَحَبَسْتُهُمْ "

_ في إسناده من لم يسم

2833 - حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: " وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ §مَا أَدْرِي مَا هَذِهِ الْعُمْرَةُ يَعْنِي عُمْرَةَ الْمُحْرِمِ وَمَا أَدْرِي أَيُعَذَّبُونَ عَلَيْهَا أَمْ يُؤْجَرُونَ "

_ إسناده حسن

2834 - حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: " §أَدْرَكْتُ عَطَاءً وَمُجَاهِدًا وَعَبْدَ اللهِ بْنَ كَثِيرٍ الدَّارِيَّ وَأُنَاسًا مِنَ الْقُرَّاءِ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ خَرَجُوا إِلَى التَّنْعِيمِ فَاعْتَمَرُوا مِنْ خَيْمَتَيْ جُمَانَةَ مِنْ حَيْثُ اعْتَمَرَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. قَالَ: ثُمَّ رَأَيْتُهُمْ تَرَكُوا بَعْدَ ذَلِكَ " وَجُمَانَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ أُخْتُ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: وَلَدَتْ جُمَانَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ لِأَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَبْدَ اللهِ

_ إسناده حسن

2835 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: حَدَّثُونَا عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، -[60]- عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " وَاللهِ لَقَدْ §أَدْرَكْتُ عَطَاءً يَعْتَمِرُ مِنَ التَّنْعِيمِ، فَلَمَّا كَبِرَ وَضَعُفَ تَرَكَ ذَلِكَ "

_ في إسناده من لم يسم

2836 - وَحَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: إِنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَقُولُ: " §لَأَنْ أَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ أَوْ أَتَصَدَّقَ عَلَى عَشَرَةِ مَسَاكِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَمِرَ الْعُمْرَةَ الَّتِي اعْتَمَرْتُ مِنَ التَّنْعِيمِ "

_ إسناده ضعيف

2837 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنْ عُمْرَتِهَا مِنَ التَّنْعِيمِ فَقَالَتْ: " §هِيَ عَلَى قَدْرِ نَفَقَتِهَا "

_ إسناده صحيح

2838 - وَحَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ فِي عُمْرَةِ التَّنْعِيمِ قَالَ: " §هِيَ عُمْرَةٌ تَامَّةٌ "

2839 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ -[61]- الْحَكَمِ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " §مَنْ أَرَادَ الْعُمْرَةَ مِمَّنْ هُوَ مِنْ أَهْلِهَا أَوْ غَيْرِهِ فَلْيَخْرُجْ إِلَى التَّنْعِيمِ أَوْ إِلَى الْجِعْرَانَةِ فَلْيُحْرِمْ مِنْهَا، وَأَفْضَلُ ذَلِكَ أَنْ يَأْتِيَ وَقْتًا " وَالتَّنْعِيمُ مِنْ حَيْثُ اعْتَمَرَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حِينَ بَعَثَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَخِيهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ عَلَى طَرِيقِ الْمَدِينَةِ وَهُمَا مَسْجِدَانِ. فَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ أَنَّ الْمَسْجِدَ الْأَدْنَى إِلَى الْحَرَمِ الْخَرِبَ هُوَ الْمَسْجِدُ الَّذِي اعْتَمَرَتْ مِنْهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ أَنَّ ابْنَ أَبِي عُمَرَ يَذْكُرُ ذَلِكَ عَنْ أَشْيَاخِهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّهُ هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَهُمْ، وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى مَفْضَى الْأَكَمَةِ الْحَمْرَاءِ، وَاحْتَجُّوا فِي ذَلِكَ بِحَدِيثِ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي فِي صَدْرِ هَذَا الْبَابِ، فَاللهُ أَعْلَمُ كَيْفَ ذَلِكَ

§ذِكْرُ مَسْجِدِ الْجِعْرَانَةِ وَمَا جَاءَ فِيهِ

2840 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُزَاحِمُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَرِّشٍ الْكَعْبِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §خَرَجَ لَيْلًا مِنَ الْجِعْرَانَةِ حِينَ أَمْسَى مُعْتَمِرًا، فَدَخَلَ مَكَّةَ فَقَضَى عُمْرَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ تَحْتِ لَيْلَتِهِ، فَأَصْبَحَ بِالْجِعْرَانَةِ كَبَائِتٍ، حَتَّى إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ إِلَى بَطْنِ سَرِفٍ حَتَّى جَامِعِ الطَّرِيقِ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ بِسَرِفٍ " قَالَ مُحَرِّشٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَلِذَلِكَ خَفِيَتْ عُمْرَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ

_ إسناده حسن

2841 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ الْقَدَّاحِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ قَالَ: " §اعْتَمَرَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ ثَلَاثُمِائَةِ نَبِيٍّ "

_ إسناده حسن

2842 - وَحَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَمَّا فَرَغَ مِنْ قِتَالِ أَهْلِ حُنَيْنٍ اعْتَمَرَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ "

_ إسناده مرسل

2843 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ قُرَّةَ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَغَانِمَ حُنَيْنٍ بِالْجِعْرَانَةِ، قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ: اعْدِلْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ §شَقِيتَ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ "

_ إسناده صحيح

ذكر منبر عرفة وما جاء فيه

2844 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ §خَرَجَا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْجِعْرَانَةِ فَاعْتَمَرَا مِنْهَا "

_ إسناده صحيح

2845 - وَحَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْجِعْرَانَةِ مِنْ مَكَّةَ وَمَعَهُ بِلَالٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَتَاهُ -[64]- أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَلَا تُنْجِزُ لِي يَا مُحَمَّدُ مَا وَعَدْتَنِي؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَبْشِرْ ". فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: أَكْثَرْتَ عَلَيَّ مِنْ أَبْشِرْ. فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي مُوسَى وَبِلَالٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَهَيْئَةِ الْغَضْبَانِ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا قَدْ رَدَّ الْبُشْرَى فَاقْبَلَا أَنْتُمَا ". فَقَالَا: قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ. ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُمَا: " اشْرَبَا مِنْهُ وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا وَأَبْشِرَا. فَفَعَلَا مَا أَمَرَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَادَتْهُمَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ أَنْ أَفْضِلَا لِأُمِّكُمَا مِمَّا فِي إِنَائِكُمَا، فَأَفْضَلَا لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً "

2846 - حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكِ بْنُ أَبِي فَارَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَهُوَ الَّذِي رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَجْزَرَهُ أَبُو خُنَاسٍ قَالَ: نَزَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِعْرَانَةِ وَخَالِدٌ عَلَيْهِمَا فَأَجْزَرَهُ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، وَغَدَا خَالِدٌ -[65]- فِي ضَيْعَتِهِ فَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ فَوَجَدَ عِنْدَهُمْ لَحْمًا، فَقَالَ لِزَوْجَتِهِ أُمِّ خُنَاسٍ: يَا أُمَّ خُنَاسٍ مَا هَذَا اللَّحْمُ عِنْدَكِ؟ قَالَتْ: هَذَا شَطْرُ الشَّاةِ الَّتِي بَعَثْتَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَيْنَا بِشَطْرِهَا. فَقَالَ: يَا أُمَّ خُنَاسٍ، مَا لَكِ لَا تُطْعِمِي عِيَالَكِ مِنْ هَذَا اللَّحْمِ؟ فَقَالَتْ: يَا أَبَا خُنَاسٍ قَدْ أَطْعَمْتُهُمْ وَهَذَا سُؤْرُهُمْ، قَدْ كَانَ يَذْبَحُ لَهُمُ الشَّاةَ وَالشَّاتَيْنِ فَلَا يُجْدِيَانِهِمْ. ثُمَّ بَدَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ الْعُمْرَةُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَائِفٌ مِنْ أَهْلِ الْقَرْيَةِ يَعْنِي مَكَّةَ فَبَعَثَ مَعَهُ ابْنَ عَمٍّ لِخَالِدٍ يُقَالُ لَهُ مُحَرِّشُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فَانْحَدَرُوا عَلَى وَادِي سَرِفٍ حَتَّى كَانَا بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهُ ذَنَبُ أَشْقَابٍ الْأَسْفَلُ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مُحَرِّشُ §مَاءُ هَذَا الْمَكَانِ يَعْنِي مِنْ هَذَا الْمَكَانِ مِنْ أَعْلَى الْوَادِي فَهُوَ لِخَالِدٍ، وَمَا فَضَلَ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ فَهُوَ لَكَ يَا مُحَرِّشُ ". فَاعْتَمَرَا وَأَصْبَحَا عِنْدَ خَالِدٍ رَاجِعَيْنِ عَلَى الْجِعْرَانَةِ "

2847 - وَحَدَّثَنِي أَبُو نَصْرِ بْنُ أَبِي عَرَابَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عُمْرَةِ الْجِعْرَانَةِ §اسْتَعْمَلَ عَلَى تِلْكَ الْحَجَّةِ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "

ذكر وقوف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة قبل الهجرة وبعدها وأنها موقف كلها

2848 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَتَى الْجِعْرَانَةَ فَاعْتَمَرَ مِنْهَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ "

_ إسناده صعيف

2849 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ شَبُّوَيْهِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَمَّا قَفَلَ مِنْ حُنَيْنٍ اعْتَمَرَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ "

_ إسناده مرسل

2850 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَا: ثنا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَارِقٍ، أَنَّهُ قَالَ: اتَّفَقْتُ أَنَا وَمُجَاهِدٌ بِالْجِعْرَانَةِ، فَأَخْبَرَنِي " أَنَّ §الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى الَّذِي مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى مُصَلَّى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِعْرَانَةِ. قَالَ: فَأَمَّا هَذَا الْأَدْنَى فَإِنَّمَا بَنَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَاتَّخَذَ ذَلِكَ الْحَائِطَ " زَادَ الزُّبَيْرُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ خَالِدٍ وَالْمَسْجِدُ هُوَ عِنْدَ الْحِجَارَةِ الْمَنْصُوبَةِ مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي. قَالَ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: مِنْ هُنَاكَ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

_ إسناده صحيح

2851 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ أَوِ ابْنِ أَخِي سُرَاقَةَ، عَنْ سُرَاقَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِعْرَانَةِ، فَجَعَلْتُ لَا أَمُرُّ عَلَى مِقْنَبٍ مِنْ مَقَانِبِ الْأَنْصَارِ إِلَّا قَرَعَ رَأْسِي وَقَالُوا: إِلَيْكَ إِلَيْكَ. فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، §الْيَوْمُ يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ وَصِدْقٍ " قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي بِقَوْلِهِ: أَنَا، صَاحِبَ الْأَمَانِ الَّذِي كُنْتَ كَتَبْتَ لِي فِي الرُّقْعَةِ. وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ لَهُ أَمَانًا فِي رُقْعَةٍ حِينَ لَقِيَهُ يَوْمَ هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ الْغَارِ

_ إسناده صحيح

2852 - وَحَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو فَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §سَارَ إِلَى الْجِعْرَانَةِ قَبْلَ مُهَاجَرِهِ مُخْتَفِيًا، وَدَخَلَ الثَّانِيَةَ مَرْجِعَهُ مِنْ حُنَيْنٍ بِالْفَيْءِ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ "

2853 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَقْسِمُ الْغَنَائِمَ بِالْجِعْرَانَةِ، -[68]- وَفِي حِجْرِ بِلَالٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ التِّبْرُ "

_ إسناده صحيح

2854 - حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكِ بْنُ أَبِي فَارَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §غَرَزَ رُمْحَهُ فَنَبَعَ الْمَاءُ مَوْضِعَ الْكُرِّ مَرْجِعَهُ مِنْ حُنَيْنٍ وَقَسَمَ عَلَيْهِ الْفَيْءَ "

2855 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا كَانَ بِالْجِعْرَانَةِ أَوْ بِحُنَيْنٍ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: " اللهُمَّ §اهْدِ قُرَيْشًا فَإِنَّ الْعَالِمَ مِنْهُمْ يُطْبِقُ الْأَرْضَ "

_ إسناده مرسل

2856 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " إِنَّهُ كَانَ §يَخْرُجُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى الْجِعْرَانَةِ فَيَعْتَمِرُ "

_ إسناده حسن

2857 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ شِهَابٍ §اعْتَمَرَ فِي الْمُحَرَّمِ مِنَ الْجِعْرَانَةِ " وَالْجِعْرَانَةُ حَيْثُ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَرِيدٍ مِنْ مَكَّةَ، وَهِيَ فِيمَا بَيْنَ الْمُشَاشِ فِي طَرِيقِ الْعِرَاقِ

_ إسناده حسن

2858 - حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكِ بْنُ أَبِي فَارَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ مِنْ حُنَيْنٍ يَوْمَ هَوَازِنَ حِينَ قَسَمَ الْفَيْءَ بِالْجِعْرَانَةِ، وَيُقَالُ: فَحَصَ الْكُرَّ بِيَدِهِ فَانْبَجَسَ، §فَشَرِبَ وَسَقَى النَّاسَ "

§ذِكْرُ مَسْجِدِ الْحُدَيْبِيَةِ وَالْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَمَّا مَسْجِدُ الْحُدَيْبِيَةِ فَمَسْجِدٌ اعْتَمَرَ مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ قَاضَى قُرَيْشًا وَمَنَعُوهُ مِنْ دُخُولِ مَكَّةَ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ قَضَايَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُنَنٌ مَعْمُولٌ بِهَا إِلَى الْيَوْمِ، فَمِنْهَا مُقَاضَاتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْشًا وَالصُّلْحُ الَّذِي صَالَحَهُمْ عَلَيْهِ

2859 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عِيَاضِ بْنِ عَمْرٍو الْقَارِيِّ قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَنَحْنُ عِنْدَهَا جُلُوسٌ، فَحَدَّثَ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ -[71]- عَنْهُ: " §جَاءَنَا سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ حِينَ صَالَحَ قَوْمَهُ قُرَيْشًا "

_ إسناده حسن

2860 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَأَيُّوبَ، وَحُمَيْدٍ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ بِالْحُدَيْبِيَةِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَهُوَ يُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ لَهُ وَالْقَمْلُ يَتَهَافَتُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَالَ: أَتُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ هَذِهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §فَاحْلِقْ رَأْسَكَ وَأَطْعِمْ فَرَقًا بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ وَالْفَرَقُ ثَلَاثُمِائَةِ آصُعٍ أَوْ صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوِ انْسُكْ نَسِيكَةً " قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: " أَوِ اذْبَحْ شَاةً "

_ إسناده صحيح

2861 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ أَسْأَلُهُ عَنْ لُحُومِ الْهَدْيِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " §عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ "

_ إسناده صحيح

2862 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَا: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ: " §يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ ". قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ ". قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ ". قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا بَالُ الْمُحَلِّقِينَ ظَاهَرْتَ لَهُمُ التَّرَحُّمَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُمْ لَمْ يَشُكُّوا "

_ إسناده صحيح

2863 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عُبْدَانٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ قَبْلَ الصُّلْحِ فَأَسْلَمُوا، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَوَالِيهِمْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: وَاللهِ يَا مُحَمَّدُ مَا خَرَجُوا إِلَيْكَ رَغْبَةً فِي دِينِكَ، وَلَكِنَّهُمْ إِنَّمَا خَرَجُوا هَرَبًا مِنَ الرِّقِّ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقُوا يَا رَسُولَ اللهِ فَرُدَّهُمْ إِلَيْهِمْ. فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " §مَا أُرَاكُمْ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ تَنْتَهُونَ حَتَّى يَبْعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ -[73]- مَنْ يَضْرِبُ رِقَابَكُمْ عَلَى هَذَا الدِّينِ ". فَأَبَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرُدَّهُمْ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَخَرَجَ آخَرُونَ بَعْدَ الصُّلْحِ فَرَدَّهُمْ "

_ إسناده صحيح

2864 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أنا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَأَلَ أَبِي أَبَا حَاضِرٍ أَوِ ابْنَ حَاضِرٍ وَأَنَا شَاهِدُهُ، بِمَكَّةَ: هَلْ بَلَغَكَ أَنَّ أَهْلَ الْحُدَيْبِيَةِ أُمِرُوا بِإِبْدَالِ الْهَدْيِ الَّذِي صَدَّهُ الْمُشْرِكُونَ أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ؟ فَقَالَ لَهُ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ، إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَوْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنِّي كُنْتُ عَامِلًا لِابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَأَقْبَلْنَا نُرِيدُ مَكَّةَ وَمَعِي هَدْيٌ لِنَفْسِي وَلِغَيْرِي، فَبَلَغَنِي نُزُولُ حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ بِأَهْلِ الشَّامِ لِقِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَخِفْتُ أَنْ أَدْخُلَ مَكَّةَ، فَنَحَرْتُ الْهَدْيَ الَّذِي مَعِي لِنَفْسِي وَلِغَيْرِي عَلَى مَاءٍ مِنْ تِلْكَ الْمِيَاهِ، وَقَسَمْتُ اللَّحْمَ بَيْنَ أَهْلِهِ، أَفَأَجْزَأَ ذَلِكَ عَنِّي؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَمَا لَكَ فِي أَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ أُسْوَةٌ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: وَمَا أَمْرُ أَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " §أُمِرُوا بِإِبْدَالِ الْهَدْيِ فِي الْعَامِ التَّابِعِ الَّذِي دَخَلُوا مِنْهُ مَكَّةَ، فَأَبْدَلُوا وَنُحِرَتِ الْإِبِلُ، وَقَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ بِبَقَرٍ لَهُ فَرَخَّصَ لِمَنْ لَمْ يَجِدْ بَدَنَةً مِنَ الْإِبِلِ فِي اشْتِرَاءِ بَقَرَةٍ "

_ إسناده حسن

ذكر حياض عرفات التي لابن عامر وتعرف سبعة حياض لعبد الله بن عامر بن كريز، وهي في سوق عرفة في الحائط الذي يلي السوق، ومنها يشرب الناس ويستقون في يوم عرفة وفي غيره

2865 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ رَجُلَيْنِ، عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ} [الفتح: 10] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ نَزَلَتْ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَهِيَ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ. قَالَ: وَأَوَّلُ مَنْ بَايَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الْأَسَدِيُّ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} [الممتحنة: 10] نَزَلَتْ فِي سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ حَلَّتْ مُهَاجِرَةً، وَزَوْجُهَا اسْمُهُ مُسَافِرُ بْنُ أَسْلَمَ "

_ إسناده موضوع

2866 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَلَمَةَ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ بَايَعْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ قَالَ: " §بَايَعْنَاهُ عَلَى الْمَوْتِ " (1) 2867 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَعَبْدُ الْجَبَّارِ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ -[75]- أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِنَحْوِهِ (2)

_ (1) إسناده صحيح (2) إسناده صحيح

2868 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَكَّةَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ بِرِسَالَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَقَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ: شَمِّرْ إِزَارَكَ " فَقَالَ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ: [البحر المنسرح] أَسْبِلْ وَأَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ أَحَدًا ... بَنُو سَعِيدٍ أَعِزَّةُ الْحَرَمِ فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " إِنَّ §التَّشْمِيرَ مِنْ أَخْلَاقِنَا "

_ إسناده ضعيف

2869 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا صُدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ حَلَقُوا بِالْحُدَيْبِيَةِ وَنَحَرُوا، §بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحًا عَاصِفًا فَاحْتَمَلَتْ أَشْعَارَهُمْ فَأَلْقَتْهَا فِي الْحَرَمِ، وَقَدْ ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الشَّجَرَةَ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] "

_ إسناده حسن

ذكر وقت الدفعة من عرفة والصلاة بجمع والشعب الذي بال النبي صلى الله عليه وسلم فيه ليلة المزدلفة

2870 - فَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، -[76]- عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: " §الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ مَنْ أَدْرَكَ الْبَيْعَةَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ "

_ إسناده مرسل

2871 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْبَيْعَةِ عِنْدَ الشَّجَرَةِ كَانَ أَوَّلَ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ مِنَ النَّاسِ أَبُو سِنَانٍ الْأَسَدِيُّ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §عَلَامَ تُبَايِعُنِي؟ قَالَ: " عَلَى مَا فِي نَفْسِكَ ". قَالَ سُفْيَانُ: وَهِيَ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ، ثُمَّ قَرَأَ: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] الْآيَةَ "

_ إسناده مرسل

2872 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ، وَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ " قَالَ عَمْرٌو: وَقَالَ لَنَا جَابِرٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ لَأَرَيْتُكُمْ مَوْضِعَ الشَّجَرَةِ

_ إسناده صحيح

2873 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ -[77]- عَنْهُمَا يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " §لَا يَدْخُلُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى النَّارَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ، الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ " (1) 2874 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ، عَنْ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ (2)

_ (1) إسناده صحيح (2) إسناده صحيح

2875 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] قَالَ: سَمُرَةٌ كَانَتْ بِالْحُدَيْبِيَةِ " فَكَانَتْ هَذِهِ الشَّجَرَةُ يُعْرَفُ مَوْضِعُهَا وَيُؤْتَى هَذَا الْمَسْجِدُ، حَتَّى كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَبَلَغَهُ أَنَّ النَّاسَ يَأْتُونَهَا وَيُصَلُّونَ عِنْدَهَا فِيمَا هُنَالِكَ وَيُعَظِّمُونَهَا؛ فَرَأَى أَنَّ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِمْ حَدَثٌ

_ إسناده حسن

2876 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: " بَلَغَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ الشَّجَرَةَ الَّتِي بُويِعَ عِنْدَهَا تُؤْتَى، §فَأَوْعَدَ فِي ذَلِكَ وَأَمَرَ بِهَا فَقُطِعَتْ "

_ إسناده منقطع

2877 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا كَانَ بِالْحُدَيْبِيَةِ قَالَ: " §لَا تُوقِدُوا نَارًا " ثَلَاثًا. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوْقَدُوا وَاصْطَنِعُوا، فَإِنَّهُ لَا يُدْرِكُ قَوْمٌ بَعْدُ صَاعَكُمْ وَلَا مُدَّكُمْ "

_ إسناده حسن

2878 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} [البقرة: 194] : إِنَّهُمْ مَنَعُوهُ قَوْمٌ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَحَالُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَدَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِسَنَةٍ فَأَذَّنَ فِي مَكَّةِ: §لَا يَطُفْ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ وَلَا مُشْرِكٌ "

2879 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " §فَخَرَتْ قُرَيْشٌ أَنْ صَدَّتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} [البقرة: 194] " (1) 2880 - وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} [البقرة: 194] قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْحُدَيْبِيَةِ. ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ يُقْسِمُ بِرَبِّ الشَّهْرِ الْحَرَامِ: [البحر الوافر] فَإِنْ يَهْلِكْ أَبُو قَابُوسَ يَهْلِكْ ... رَبِيعُ النَّاسِ وَالشَّهْرُ الْحَرَامُ وَيُمْسِكْ بَعْدَهُ بِذِنَابِ عَيْشٍ ... أَجَبِّ الظَّهْرِ لَيْسَ لَهُ سَنَامُ (2)

_ (1) إسناده صحيح (2) إسناده صحيح

2881 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِنَّ -[80]- رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى مَرَّةً الصُّبْحَ بِذِي دَوْرَانَ مُسْفِرًا، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §هَاهُنَا حَيْثُ أَضَلَّ الشَّيْطَانُ وَلَدَهُ ". ثُمَّ صَلَّاهَا مَرَّةً أُخْرَى بِالْحُدَيْبِيَةِ مُغَلِّسًا، ثُمَّ رَكِبُوا فَوَجَدُوا النَّاسَ فِي الصَّلَاةِ بِمَكَّةَ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أَمْيَالٌ "

_ إسناده مرسل

ذكر عدد الأميال من المسجد الحرام إلى الموقف بعرفة ومواضعها وتفسير ذلك ومن باب المسجد الحرام وهو الباب الكبير باب بني عبد شمس الذي يعرف اليوم ببني شيبة إلى أول الأميال وموضعه على باب شعب الصفي والميل الثاني في حد العير. والميل حجر طوله ثلاثة أذرع، وهو

2882 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ §فَنَحَرَ بِهَا مِائَةَ بَدَنَةٍ وَنَحْنُ سَبْعُمِائَةٍ مَعَهُمْ عِدَّةُ الرِّجَالِ وَالسِّلَاحِ، وَكَانَ فِي بُدْنِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَلٌ، فَنَزَلَ الْحُدَيْبِيَةَ فَصَالَحَتْهُ قُرَيْشٌ عَلَى أَنَّ هَذَا الْهَدْيَ حَيْثُ حَبَسْنَاهُ فَهُوَ مَحِلُّهُ "

_ إسناده ضعيف

2883 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: " §كُنَّا يَوْمَ -[81]- الشَّجَرَةِ أَلْفًا وَثَلَاثُمِائَةٍ، وَكَانَتْ أَسْلَمُ يَوْمَئِذٍ ثُمْنَ الْمُهَاجِرِينَ "

2884 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §لَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ نَزَلَتْ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [الفتح: 2] ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَنِيئًا لَكَ مَا أَعْطَاكَ اللهُ تَعَالَى، فَمَا لَنَا؟ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [الفتح: 5] إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزًا عَظِيمًا} [الفتح: 5] "

_ إسناده صحيح

2885 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ الَّتِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ، وَكَانَ بَعْضُ أَغْصَانِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ -[82]- اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §فَرَفَعْتُهُ عَنْ ظَهْرِهِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزِّبَعْرَى وَهُوَ يَذْكُرُ بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ وَكَانَ الَّذِي مَشَى بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ قُرَيْشٍ فِي الصُّلْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ وَيَذْكُرُ حِلْفَهُمْ فِي بَنِي سَهْمٍ فَقَالَ: [البحر الطويل] جَزَى اللهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ الَّذِي سَبَّبَ السِّلْمَا حَلِيفَ بَنِي سَهْمٍ فَأَوْفَى بِحِلْفِهِمْ ... وَبِالْحِلْفِ أَوْفَوْهُ فَأَكْرِمْ لَهُمْ قَوْمَا مَشَى بَيْنَهُمْ بِالصُّلْحِ حَتَّى تَهَادَنُوا ... وَحَتَّى أَتَوْا مَا لَمْ يُحِيطُوا بِهِمْ عِلْمَا وَحَتَّى أَتَى فَتْحٌ أَتَى مَعْ مُحَمَّدٍ ... فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا غَيْرَ طَاعَتِهِ رُغْمَا وَذَلِكَ أَيَّامُ الْحُدَيْبِيَةِ الَّتِي ... بِهَا كَانَ لَمَّا أَحْصَرُوهُ بِهَا ظُلْمَا بِهَا نَحَرَ الْهَدْيَ الَّذِي كَانَ وَاجِبًا ... وَحَلَّ لَهُ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ حُرْمَا

_ إسناده حسن

ذكر قبر ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها وموضعه من أطراف مكة وقبر ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها وهي خالة ابن عباس رضي الله عنهما على الثنية التي بين وادي سرف وبين أضاة بني غفار، وكانت رضي الله

2886 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَصَابَنَا مَطَرٌ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ لَمْ يَبُلَّ أَسْفَلَ نِعَالِنَا، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنْ §صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ " وَهَذَا الْمَسْجِدُ عَنْ يَمِينِ طَرِيقِ جُدَّةَ، وَهُوَ الْمَسْجِدُ الَّذِي يَزْعُمُ النَّاسُ -[83]- أَنَّهُ الْمَوْضِعُ الَّذِي كَانَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَهُوَ مَسْجِدُ آلِ كُرْزٍ وَثَمَّ مَسْجِدٌ آخَرُ، وَهَلَّ النَّاسُ فِيهِ، بَنَاهُ يَقْطِينُ بْنُ مُوسَى فِي الشِّقِّ الْأَيْسَرِ

_ إسناده صحيح

§ذِكْرُ عُمَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي اعْتَمَرَهَا بِمَكَّةَ وَعَدَدِهَا وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

2887 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " §اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ عُمَرٍ، كُلَّ ذَلِكَ يُلَبِّي حَتَّى تَسَلَّمَ الْحَجَرَ "

_ إسناده لين

2888 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ -[84]- دِينَارٍ، عَنِ عِكْرِمَةَ قَالَ: " §اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عُمَرٍ " حَصَرَهَا سُفْيَانُ: عُمْرَةُ الْحُدَيْبِيَةِ، وَعُمْرَةُ الْقَضَاءِ، وَعُمْرَةُ الْجِعْرَانَةِ، وَعُمْرَةٌ مَعَ حَجَّتِهِ

_ إسناده مرسل

ذكر مسجد التنعيم وفضله وما جاء فيه

2889 - وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عُمْرَةٍ؟ قَالَ: " §أَقْبَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَمِرًا رَجْعَتَهُ مِنْ مُعْتَمَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْحُدَيْبِيَةِ رَجْعَتَهُ قُرَيْشٌ، وَكَاتَبُوهُ أَنَّهُ يَرْجِعُ عَامًا قَابِلًا فِي هَذَا الشَّهْرِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ فَنُخَلِّي بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَكَّةَ فَتَمْكُثُ أَيَّامًا ثَلَاثًا، وَإِنَّكُمْ لَا تَخْرُجُونَ بِأَحَدٍ. فَفَعَلَ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ ذَلِكَ: إِنَّهُ لَا تُضَافِرُ عَلَيْنَا أَحَدًا، وَلَا نُضَافِرُهُ عَلَيْكَ. وَكَانَتْ تِلْكَ عُمْرَةً، حَتَّى إِذَا كَانَ الْعَامُ الْقَابِلُ جَاءَ مُعْتَمِرًا مِنْ مُعْتَمَرِهِمْ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ إِمَّا إِلَى تِجَارٍ وَإِمَّا إِلَى ذِي الْمَجَازِ تُجَّارًا، وَتَخَلَّفَ حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَذَلِكَ عَامَ يَقُولُ: " أَرُوهُمْ أَنَّ بِكُمْ قُوَّةً ". فَسَعَى ذَلِكَ السَّبْعَ، ثُمَّ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَفَتَحَ اللهُ تَعَالَى ذَلِكَ الْعَامَ الْفَتْحَ، ثُمَّ غَزَا مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ حُنَيْنًا، ثُمَّ مَرَّ بِالْجِعْرَانَةِ رَاجِعًا، فَاعْتَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ عَامِهِ ذَلِكَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَمَّرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَامَئِذٍ عَلَى الْحَجِّ، ثُمَّ دَخَلَ الْعَامَ الرَّابِعَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ يَسُوقُ هَدْيًا، فَجَعَلَ حَجَّتَهُ عُمْرَتَهُ، فَتِلْكَ أَرْبَعُ عُمَرٍ، فِي ذِي الْقَعْدَةِ كُلُّهَا "

_ إسناده حسن

2890 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ خَتَنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ الْكُوفِيِّ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ الْعُكْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " §اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ عُمَرٍ، عُمْرَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ، وَعُمْرَةً بَعْدَمَا هَاجَرَ قَرَنَ مَعَهَا حَجَّةً "

_ إسناده حسن

§ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْعُمْرَةِ وَالتَّوْقِيتِ فِي ذَلِكَ

2891 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §فِي كُلِّ شَهْرٍ عُمْرَةٌ "

_ إسناده منقطع

2892 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: ثنا -[86]- مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " §عُمْرَتَانِ فِي كُلِّ شَهْرٍ حَسَنٌ "

2893 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " إِنَّ أَنَسًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَكُونُ بِمَكَّةَ، فَإِذَا حَمَّمَ رَأْسُهُ §خَرَجَ إِلَى الْجِعْرَانَةِ فَاعْتَمَرَ "

_ في إسناده لم يسم

2894 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ الْمُتْعَةِ، فَقَالَ: " §الْعُمْرَةُ فِي الْمُحَرَّمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهَا "

_ إسناده صحيح

§ذِكْرُ مَا يَسْكُبُ مِنْ أَوْدِيَةِ الْحِلِّ فِي الْحَرَمِ جَبَلٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ بَعْضُهُ فِي الْحِلِّ وَبَعْضُهُ فِي الْحَرَمِ يُقَالُ لَهُ الْغُرَابُ، يَسْكُبُ فِي نَبْعَةَ. -[87]- وَرَدْهَةٌ يُقَالُ لَهَا رَدْهَةُ بَشَامٍ تَصُبُّ فِيهَا أَضَاةُ لَبَنٍ تُمْسِكُ الْمَاءَ فِيهَا، بَعْضُهَا فِي الْحِلِّ وَبَعْضُهَا فِي الْحَرَمِ وَرَدْهَةٌ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ عِنْدَ حِنْكِ الْغُرَابِ تُقَابِلُ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، وَاحِدَةٌ فِي الْحِلِّ وَالْأُخْرَى فِي الْحَرَمِ، وَهِيَ عَلَى يَسَارِ الذَّاهِبِ إِلَى جُدَّةَ، وَاسْمُ الرَّدْهَةِ الْجِفَّةُ. ذَنَبُ السَّلَمِ الْجَبَلُ الَّذِي بَيْنَ الْمُزْدَلِفَةِ وَبَيْنَ ذِي مَرَاخٍ عَلَيْهِ أَنْصَابُ الْحَرَمِ. ثَنِيَّةُ كَرْدَمٍ مِنْ وَرَاءِ السِّلْفَيْنِ يَصُبُّ فِي النَّبْعَةِ، بَعْضُهَا فِي الْحِلِّ وَبَعْضُهَا فِي الْحَرَمِ -[88]- وَهِيَ عَلَى يَمِينِ الذَّاهِبِ إِلَى جُدَّةَ، يَصُبُّ فِي الْأَعْشَاشِ، وَالْأَعْشَاشُ بَعْضُهَا فِي الْحِلِّ وَبَعْضُهَا فِي الْحَرَمِ. قَالَ الشَّاعِرُ يَذْكُرُ نَبْعَةَ: [البحر الطويل] فَلَا تَبْرَحَنْ أَكْنَافَ نَبْعٍ مُقِيمَةً ... إِلَى سَرِفٍ فِي مَشْطَةٍ وَتَعَطُّرِ

2895 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَّازُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: " §لَيْسَ يَدْخُلُ مِنْ مَكَّةَ الْحَرَمَ إِلَى الْحِلِّ إِلَّا مِنْ شِعْبَةٍ وَاحِدَةٍ يَعْنِي السَّيْلَ. قَالَ: وَأَقُولُ أَنَا: يَعْنِي بِهِ وَادِيَ نَبْعَةَ هَذَا، وَاللهُ أَعْلَمُ " (1) بُحَيْرَةُ الْمَدَرَةِ وَبُحَيْرَةُ الْأَصْفَرِ وَالرَّغْبَاءِ مَا أَقْبَلَ عَلَى مَرِّ الظَّهْرَانِ فَحِلٌّ، وَمَا أَقْبَلَ عَلَى الْمُرَيْرِ فَحَرَمٌ

_ (1) إسناده صحيح

§ذِكْرُ صِفَةِ حُدُودِ الْحَرَمِ مِنْ جَوَانِبِهِ مِنْ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ دُونَ التَّنْعِيمِ عِنْدَ بُيُوتِ نِفَارٍ ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ. وَمِنْ طَرِيقِ الْيَمَنِ طَرَفَ أَضَاةِ لَبَنٍ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ. وَمِنْ طَرِيقِ جُدَّةَ مُنْقَطَعَ الْأَعْشَاشِ عَلَى عَشَرَةِ أَمْيَالٍ. وَمِنْ طَرِيقِ الطَّائِفِ عَلَى طَرِيقِ عَرَفَةَ مِنْ بَطْنِ نَمِرَةَ عَلَى أَحَدَ عَشَرَ مِيلًا. وَمِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِ عَلَى ثَنِيَّةِ خَلٍّ بِالْمَقْطَعِ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ. وَمِنْ طَرِيقِ الْجِعْرَانَةِ فِي شِعْبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ عَلَى تِسْعَةِ -[90]- أَمْيَالٍ. وَأَقْرَبُ أَنْصَابِ الْحَرَمِ لِلْحَرَمِ التَّنْعِيمُ.

2896 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْحُدَيْبِيَةِ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانُونَ رَجُلًا مِنَ التَّنْعِيمِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فِي سِلَاحِهِمْ، §فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُخِذُوا سِلْمًا. قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 24] . قَالَ: يَعْنِي أَنَّ جَبَلَ التَّنْعِيمِ مِنْ مَكَّةَ "

_ إسناده صحيح

§ذِكْرُ الْمَوَاضِعِ الَّتِي دَخَلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَالتَّابِعُونَ بَعْدَهُ بِالْقُرْبِ مِنْ مَكَّةَ لِلْحَرْبِ وَغَيْرِهَا وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ فَمِنْهَا حُنَيْنٌ، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ، وَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا} [التوبة: 25] الْآيَةَ. وَمِنْهَا سَبُوحَةُ، وَهِيَ قَرْيَةٌ مِنْهَا. وَبِحُنَيْنٍ حَائِطٌ كَانَ هُنَالِكَ فَاشْتَرَتْهُ زُبَيْدَةُ فَأَبْطَلَتِ الْحَائِطَ وَصَرَفَتْ عَيْنَهُ إِلَى مَكَّةَ فِي بِرْكَتِهَا الَّتِي عَمِلَتْ بِمَكَّةَ، وَكَانَ مَخْرَجُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ أَنَّهُ خَرَجَ يُرِيدُ قِتَالَ هَوَازِنَ، وَكَانَ يَوْمًا شَدِيدًا أُعْرِيَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّاسِ وَهُوَ ثَابِتٌ لَمْ يَبْرَحْ مَكَانَهُ

2897 - فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَمَّا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُعْرِيَ يَوْمَ حُنَيْنٍ ذَكَرْتُ أَنَّ أَبِي وَعَمِّي قَتَلَهُمَا عَلِيٌّ وَحَمْزَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أُدْرِكُ ثَأْرِي مِنْ مُحَمَّدٍ. قَالَ: فَجِئْتُ عَنْ يَمِينِهِ فَإِذَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَائِمٌ مَعَهُ عَلَيْهِ دِرْعٌ بَيْضَاءُ كَأَنَّهَا الْفِضَّةُ يَتَكَشَّفُ عَنْهَا الْعَجَاجُ، فَقُلْتُ: عَمُّهُ، فَجِئْتُ مِنْ خَلْفِهِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ أَسُورَ سَوْرَةً بِالسَّيْفِ، إِذْ رُفِعَ لِي شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ كَأَنَّهَا الْبَرْقُ فَخِفْتُ أَنْ تَمْحَشَنِي، فَنَكَصْتُ عَلَى عَقِبِي الْقَهْقَرَى. قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا لَكَ يَا شَيْبُ؟ ادْنُ. فَدَنَوْتُ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي. قَالَ: فَاسْتَخْرَجَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الشَّيْطَانَ مِنْ قَلْبِي، فَرَفَعْتُ إِلَيْهِ بَصَرِي وَهُوَ وَاللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سَمْعِي وَمِنْ بَصَرِي وَمِنْ أَبِي وَأُمِّي، فَقَالَ: " يَا شَيْبُ، §قَاتِلِ الْكُفَّارَ ". ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبَّاسُ اصْرُخْ ". فَلَمْ أَرَ صَرْخَةً مِثْلَ صَرْخَتِهِ، فَقَالَ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ مِنَ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَيَا لَلْأَنْصَارِ الَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا. قَالَ: فَأَجَابُوا كُلُّهُمْ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ شَيْبَةُ: فَمَا شَبَّهْتُ -[93]- عَطْفَ الْأَنْصَارِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَعَطْفَةِ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا، فَبَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ فِي حَرْجَةِ سَلَمٍ. قَالَ شَيْبَةُ: فَوَاللهِ لَأَنَا لِرِمَاحِ الْأَنْصَارِ أَخْوَفُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْكُفَّارِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبَّاسُ نَاوِلْنِي مِنَ الْحَصْبَاءِ ". فَأَفْقَهَ اللهُ تَعَالَى الْبَغْلَةَ كَلَامَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاخْتَفَضَتْ بِهِ حَتَّى كَادَ بَطْنُهَا يَمَسُّ الْأَرْضَ، فَتَنَاوَلَ مِنَ الْحَصْبَاءِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَفَحَهَا فِي وُجُوهِهِمْ وَقَالَ: " شَاهَتِ الْوُجُوهُ "، فَهَزَمَ اللهُ تَعَالَى الْقَوْمَ عِنْدَ ذَلِكَ " (1) 2898 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِنَحْوٍ مِنْ بَعْضِ هَذَا الْحَدِيثِ (2)

_ (1) إسناده ضعيف جدا (2) إسناده صحيح

2899 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، وَسَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ قَزَعَةَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالُوا: ثنا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، -[94]- عَنِ أَبِيهِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَاللهِ مَا أَخْرَجَنِي الْإِسْلَامُ وَلَا مَعْرِفَتُهُ، وَلَكِنْ أَنِفْتُ أَنْ تَظْهَرَ هَوَازِنُ عَلَى قُرَيْشٍ، فَقُلْتُ وَأَنَا وَاقِفٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَأَرَى خَيْلًا بُلْقًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَا يَرَاهَا إِلَّا كَافِرٌ ". فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ §اهْدِ شَيْبَةَ ". ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ: " اللهُمَّ اهْدِ شَيْبَةَ ". فَمَا رَفَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ مِنْ صَدْرِي الثَّالِثَةَ حَتَّى مَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ تَعَالَى أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ. قَالَ: فَالْتَقَى النَّاسُ، وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ آخِذٌ بِاللِّجَامِ، وَالْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ آخِذٌ ثَفَرَ دَابَّتِهِ، فَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ، فَنَادَى الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِصَوْتٍ لَهُ عَالٍ: أَيْنَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ؟ أَيْنَ أَصْحَابُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ؟ قَالَ: وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبَ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ: فَعَطَفَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ، وَهَزَمَ اللهُ الْمُشْرِكِينَ "

_ إسناده ضعيف

2900 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ قَالَ سَعِيدٌ: فَكَانَ بِسَبُوحَةَ قَالَا -[95]- جَمِيعًا: فَسَأَلَهُ النَّاسُ وَرَهَفُوهُ، فَحَاصَتْ بِهِ نَاقَتُهُ فَأَخَذَتْ شَجَرَةٌ بِرِدَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي، أَتَخَافُونَ عَلَيَّ الْبُخْلَ فَوَاللهِ لَوْ أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ سَلَمِ تِهَامَةَ نَعَمًا لَقَسَمْتُهَا بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا كَذَّابًا وَلَا جَبَانًا ". فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ مَقْسَمِ الْخُمُسِ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ يَسْتَحِلُّهُ مِخْيَطًا أَوْ خِيَاطًا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رُدَّ الْخِيَاطَ وَالْمِخْيَطَ؛ فَإِنَّ الْغُلُولَ عَارٌ وَنَارٌ وَشَنَارٌ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ثُمَّ رَفَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَرَةً مِنْ ذِرْوَةِ سَنَامِ بَعِيرٍ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لِي فِيمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكُمْ وَلَا مِثْلُ هَذِهِ إِلَّا الْخُمُسَ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ فِيكُمْ " وَقَالَ سَعِيدٌ: عَلَيْكُمْ

_ إسناده صحيح

2901 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْقَطِيعِيُّ قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، §فَخَرَجْنَا فِي بَعْضِ نَوَاحِيهَا خَارِجًا مِنْ مَكَّةَ بَيْنَ الْجِبَالِ وَالضِّرَابِ، فَلَمْ نَمُرَّ بِجَبَلٍ وَلَا شَجَرٍ إِلَّا قَالَ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا رَسُولَ اللهِ "

_ إسناده ضعيف

2902 - وَحَدَّثَنِي الرَّبَعِيُّ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَجَبِيِّ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ بَرَّةَ بِنْتِ أَبِي تُجْرَاةَ قَالَتْ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ لِحَاجَتِهِ أَبْعَدَ حَتَّى لَا يَرَاهُ -[96]- أَحَدٌ، يُفْضِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الشِّعَابِ وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ فَلَا يَمُرُّ بِحَجَرٍ وَلَا شَجَرٍ إِلَّا قَالَ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا رَسُولَ اللهِ " وَالْحُبْشِيُّ جَبَلٌ بِأَسْفَلَ مَكَّةَ عَلَى بَرِيدٍ مِنْهَا دُونَ الطَّلُوبِ، وَطَرِيقُهُ مِنَ الزَّرْبَانِيَّةِ، وَفِيهِ مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

_ إسناده ضعيف

ذكر مسجد الجعرانة وما جاء فيه

2903 - فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ الْكِنَانِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالْحُبْشِيِّ جَبَلٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ فَقَدِمَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَقَالَتْ: " §دُلُّونِي عَلَى قَبْرِ أَخِي. فَأَتَتْهُ وَدَعَتْ لَهُ وَقَالَتْ: [البحر الطويل] وَكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ يَتَصَدَّعَا فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا ... لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا لَوْ شَهِدْتُكَ مَا بَكَيْتُ عَلَيْكَ، وَلَوْ حَضَرْتُكَ دَفَنْتُكَ حَيْثُ مُتَّ " حذيذن جَبَلَانِ خَارِجَانِ عَنْ مَكَّةَ بِأَسْفَلِهَا، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا طَرَفٌ يُشْرِفُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ. سيحين جَبَلَانِ فِيمَا هُنَالِكَ أَيْضًا يَتَنَاظَرَانِ. -[97]- شَامَةُ وَطَفِيلٌ: جَبَلَانِ خَارِجَانِ عَنْ مَكَّةَ عَلَى نَحْوٍ مِنْ ثَلَاثِينَ مِيلًا مِنْ مَكَّةَ. وَأَمَّا لَبَنٌ فَهُوَ لَبَنٌ فِي طَرَفِ أَضَاةِ لَبَنٍ، وَالْأَضَاةُ هِيَ الْأَرْضُ، وَلَبَنٌ هُوَ الْجَبَلُ، وَالْأَضَاةُ مِنْ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ، وَهُوَ جَبَلٌ طَوِيلٌ لَهُ رَأْسَانِ، وَعِنْدَهُ أَضَاةُ بَنِي غِفَارٍ، وَأَضَاةُ بَنِي غِفَارٍ هَذِهِ فِي طَرِيقِ الْيَمَنِ، وَيُقَالُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَتَاهَا وَكَانَ بِهَا

2904 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا غُنْدَرٌ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -[98]- قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَهُوَ بِأَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ §رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ. فَقُلْتُ: " أَسْأَلُ اللهَ الْمُعَافَاةَ ". قَالَ: فَإِنَّهُ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَهُ عَلَى حَرْفَيْنِ. قُلْتُ: " الْمُعَافَاةَ ". قَالَ: فَإِنَّهُ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَهُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ. فَقَالَ: " أَسْأَلُ اللهَ الْمُعَافَاةَ ". قَالَ: فَإِنَّهُ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، كُلُّهَا شَافٍ كَافٍّ " وَمِنَ الْمَوَاضِعِ الَّتِي كَانَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ إِلَى الطَّائِفِ نَخْلَةُ الْيَمَانِيَةُ، نَزَلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ذَاهِبٌ يُرِيدُ الطَّائِفَ، وَبِهَا أَتَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجِنُّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ

_ إسناده صحيح

2905 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: {§وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} [الأحقاف: 29] قَالَ: بِنَخْلَةَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ، نَفَرٌ {كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19] " وَمِنْهَا مَرُّ الظَّهْرَانِ، نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي فِيهِ

_ إسناده منقطع

2906 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ نَجْتَنِي الْكَبَاثَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ مِنْهُ فَإِنَّهُ أَطْيَبُهُ ". قَالَ: قُلْنَا: وَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ رَعَاهَا " وَمِنْهَا لِيَّةُ: مِنْ نَاحِيَةِ الطَّائِفِ

_ إسناده صحيح

2907 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِنْسَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ لِيَّةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا عِنْدَ السِّدْرَةِ وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرَفِ الْقَرْنِ الْأَسْوَدِ حَذْوَهَا وَاسْتَقْبَلَ النَّاسَ بِبَصَرِهِ، وَوَقَفَ حَتَّى اتَّفَقَ النَّاسُ كُلُّهُمْ، ثُمَّ -[100]- قَالَ: " إِنَّ §صَيْدَ وَجٍّ وَعِضَاهُ حَرَامٌ مُحَرَّمٌ ". وَذَلِكَ قَبْلَ نُزُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّائِفَ وَحِصَارِهِ ثَقِيفًا "

_ إسناده حسن

2908 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَمَاةِ أَوْ بِالنَّبَاوَةِ مِنَ الطَّائِفِ، فَقَالَ: " §تُوشِكُونَ أَنْ تَعْلَمُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَوْ خِيَارَكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ ". وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: " أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ". قَالُوا: بِمَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِالثَّنَاءِ الْحَسَنِ وَالثَّنَاءِ السَّيِّئِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ " وَمِنْهَا قَرْنُ الْمَنَازِلِ، وَهُوَ وَقْتٌ مِنَ الْأَوْقَاتِ الَّتِي وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُقَالُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْرَمَ مِنْهَا حِينَ أَقْبَلَ مِنَ الطَّائِفِ بِعُمْرَةٍ

_ إسناده صحيح

2909 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §حِينَ أَقْبَلَ مِنَ الطَّائِفِ أَهَلَّ مِنْ قَرْنٍ " دَجْنَاوَيْنِ: قَرِيبٌ مِنَ الطَّائِفِ، إِحْدَاهُمَا عَلَى مَحَجَّةِ الطَّائِفِ وَهِيَ السُّفْلَى، وَالْعُلْيَا مُرْتَفِعَةٌ عَنْ يَمِينِ الذَّاهِبِ مُعَارِضَةٌ فِي الْمَغْرِبِ بَيْنَهُمَا أَمْيَالٌ. وَدَجْنَا هَذِهِ طَيِّبَةٌ مَوْضِعُهَا عَذِيٌّ طَيِّبُ الْهَوَاءِ. وَيُقَالُ وَاللهُ أَعْلَمُ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَسَحَ ظَهْرَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِدَجْنَا

_ إسناده مرسل

2910 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرُهُ قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: {§وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الأعراف: 172] قَالَ: مَسَحَ ظَهْرَهُ بِدَجْنَا. وَقَالُوا: بَلْ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِنَعْمَانَ "

_ إسناده حسن

2911 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالُوا: " §مَسَحَ ظَهْرَهُ بِنَعْمَانِ السَّحَابِ " (1) 2912 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: ثنا أَبُو ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، أَنَّ كُلْثُومَ بْنَ جَبْرٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ وَفِيمَا هُنَالِكَ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ عَلْيٌ، مَاءٌ كَثِيرٌ، وَفِيهِ شِعْبٌ يُؤْتَى مِنْهُ وَمِمَّا نَاحَاهُ بِحَصْبَاءَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. الْوَتِيرُ: مَاءٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ فِي الشَّرْقِ عَنْ يَمِينِ مَلْكَانَ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنْهَا، وَهُوَ مَاءٌ قَدِيمٌ لِخُزَاعَةَ، وَعَلَيْهِ قُتِلَ الْخُزَاعِيُّونَ، قَتَلَهُمْ بَنُو بَكْرٍ فِي الْمُهَادَنَةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ قُرَيْشٍ (2)

_ (1) إسناده حسن (2) إسناده حسن

2913 - فَحَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ -[103]- سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرِهِ قَالُوا: " ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ، وَأَقَامَتْ قُرَيْشٌ عَلَى الْوَفَاءِ سَنَةً وَبَعْضَ أُخْرَى، ثُمَّ إِنَّ بَنِي بَكْرٍ غَدَوْا عَلَى خُزَاعَةَ بِمَاءٍ لَهُمْ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ يُقَالُ لَهُ الْوَتِيرُ، فَأَصَابُوا مِنْهُمْ رِجَالًا "

_ إسناده منقطع

2914 - فَحَدَّثَنِي أَبُو مَالِكِ بْنُ أَبِي فَارَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ الْوَلِيدِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: إِنَّ الْمُسْتَنْصِرَ مُسْتَنْصِرَ خُزَاعَةَ خَرَجَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَا إِلَيْهِ مَا صُنِعَ بِهِمْ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] اللهُمَّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدَا ... حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا أَنَّا وَلَدْنَاكَ فَكُنْتَ وَلَدَا ... ثُمَّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا فَانْصُرْ هَدَاكَ اللهُ نَصْرًا أَيَّدَا ... وَادْعُوا عِبَادَ اللهِ يَأْتُوا مَدَدَا فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ قَدْ تَجَرَّدَا ... إِنَّ قُرَيْشًا أَخْلَفَتْكَ الْمَوْعِدَا وَنَقَضُوا مِيثَاقَكَ الْمُوَكَّدَا ... وَجَعَلُوا لِي فِي كَدَاءٍ رُصَّدَا وَبَيَّتُونَا بِالْوَتِيرِ هُجَّدَا ... قَتَّلُونَا رُكَّعًا وَسُجَّدَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَنْشَدَهُ: " §لَا نُصِرْتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرْكُمْ ". ثُمَّ سَارَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ نَحْوَ مَكَّةَ يُرِيدُ نَصْرَ خُزَاعَةَ حَتَّى كَانَ بِبَطْنِ مَرٍّ، ثُمَّ -[104]- رَأَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّحَابَ يَخْرُجُ فِي السَّمَاءِ، فَقَالَ: " إِنَّ السَّحَابَ لَتَنْتَصِرُ بِنَصْرِ بَنِي كَعْبٍ غَدًا ". فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ: مَعَ بَنِي كَعْبٍ؟ فَقَالَ: تَرِبَ نَحْرُكَ، وَهَلْ عَدِيٌّ إِلَّا كَعْبٌ؟ وَهَلْ كَعْبٌ إِلَّا عَدِيٌّ؟ " فَقَالَ: فَكَانَ أَوَّلَ رَجُلٍ قُتِلَ يَوْمَ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ فِي نَصْرِ خُزَاعَةَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْعَدَوِيُّ. قَالَ: وَذَلِكَ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَرِبَ نَحْرُكَ " الصِّفَاحُ: مِنْ وَرَاءِ جِبَالِ عَرَفَةَ، بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَكَّةَ عَشَرَةُ أَمْيَالٍ، وَكَانَ النَّاسُ يَلْتَقُونَ هُنَالِكَ عِنْدَ دُخُولِهِمْ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ

2915 - حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ قَالَ: ثنا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: نَفَى ابْنُ مَحْمِيَةَ بْنِ عَبْدِ الدُّئِلِ زُهَيْرَ بْنَ رَبِيعَةَ أَبَا خِرَاشٍ بِالصِّفَاحِ، فَقَالَ زُهَيْرٌ: " §إِنَّنِي حَرَامٌ، وَقَدْ جِئْتُ مُعْتَمِرًا فَقَالَ: لَا. قُلْتُ: مُعْتَمِرًا. فَقَتَلَهُ ثُمَّ نَدِمَ، فَقَالَ: [البحر الرجز] اللهُمَّ إِنَّ الْعَامِرِيَّ الْمُعْتَمِرْ ... لَمْ آتِ فِيهِ عُذْرَةً لِمُعْتَذِرْ فَقَالَ ابْنُ عَبْسٍ وَهُوَ السُّوَيْعَرِيُّ أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ فِي كَلِمَتِهِ: [البحر الوافر] تَرَكْنَا ثَاوِيًا يَرْقُوا صَدَاهُ ... وَكَانُوا بِالْعَوِيلِ وَبِالصِّفَاحِ وَابْنَ مَحْمِيَةَ بْنَ عُبَيْدٍ ... فَأَعْجَلَهُ التَّوَسُّدَ بِالْبِطَاحِ -[105]- وَرَدَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَوْرٍ الْبَكَّائِيُّ: [البحر الوافر] أَلَا هَلْ جَاءَ أَبَا حَسَّانَ أَنَّا ... ثَأَرْنَاهُ بِأَطْرَافِ الرِّمَاحِ فَإِمَّا تَقْتُلُوهُ فَإِنَّ هَامًا ... بِمُجْتَمَعِ الْغَوَائِلِ فَالصِّفَاحِ "

2916 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أًبِي ظَبْيَانَ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: نَزَلْتُ الصِّفَاحَ، فَإِذَا رَجُلٌ نَائِمٌ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ قَدْ أَدْرَكَتْهُ الشَّمْسُ، فَأَمَرْتُ الْغُلَامَ فَظَلَّلَ عَلَيْهِ بِالنِّطْعِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ إِذَا هُوَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَحَيَّانِي وَحَيَّيْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا جَرِيرُ إِنَّهُ §مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ تَعَالَى فِي الدُّنْيَا رَفَعَهُ اللهُ فِي الْآخِرَةِ، يَا جَرِيرُ لَوِ الْتَمَسْتَ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَ هَذَا وَأَخَذَ عُودًا مِنَ الْأَرْضِ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ لَمْ تَجِدْهُ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ فَأَيْنَ النَّخْلُ وَالشَّجَرُ؟ قَالَ: أُصُولُهَا ذَهَبٌ وَلُؤْلُؤٌ، وَأَعْلَاهَا ثَمَرٌ " وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ يَذْكُرُ الصِّفَاحَ: [البحر الكامل] أَلْمِمْ بِحُورٍ بِالصِّفَاحِ حِسَانِ ... هَيَّجْنَ مِنْكَ رَوَادِعَ الْأَحْزَانِ شِعْبُ آلِ مُحَرَّقٍ: مِمَّا يَلِي طَرِيقَ جُدَّةَ، وَفِيهَا يَقُولُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ: [البحر الكامل] يَا قَبْرُ بَيْنَ بُيُوتِ آلِ مُحَرَّقٍ ... جَادَتْ عَلَيْهِ رَوَاعِدٌ وَبُرُوقُ هَلْ تَنْفَعَنَّكَ ذِمَّةٌ مَرْعِيَّةٌ ... فِيهَا أَدَاءُ أَمَانَةٍ وَحُقُوقُ

§ذِكْرُ حُدُودِ مَخَالِيفِ مَكَّةَ وَمُنْتَهَاهَا وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ وَأَعْمَالُ مَكَّةَ وَمَخَالِيفُهَا كَثِيرَةٌ، وَلَهَا أَسْمَاءٌ نَقْصُرُ عَنْ ذِكْرِهَا لِاخْتِصَارِ الْكِتَابِ، وَلَكِنَّا نَذْكُرُ مُنْتَهَى حُدُودِهَا الَّتِي تَنْتَهِي إِلَيْهِ. فَآخِرُ أَعْمَالِهَا مِمَّا يَلِي طَرِيقَ الْمَدِينَةِ الشَّرِيفَةِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ جَنَابِذُ بْنُ صَيْفِيٍّ فِيمَا بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَرٍّ، وَذَلِكَ عَلَى يَوْمٍ وَبَعْضِ يَوْمٍ. وَآخِرُ أَعْمَالِهَا مِمَّا يَلِي طَرِيقَ الْجَادَّةِ فِي طَرِيقِ الْعِرَاقِ الْغُمَيْرُ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ، وَذَلِكَ عَلَى يَوْمٍ وَبَعْضِ يَوْمٍ. وَآخِرُ أَعْمَالِهَا مِمَّا يَلِي الْيَمَنَ فِي طَرِيقِ تِهَامَةَ الْيَوْمَ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ ضَنْكَانُ، وَذَلِكَ عَلَى عَشَرَةِ أَيَّامٍ مِنْ مَكَّةَ. -[107]- وَقَدْ كَانَ آخِرُ أَعْمَالِهَا فِيمَا مَضَى بِلَادُ عَكٍّ دَاخِلًا فِي الْيَمَنِ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ عَدَنَ. وَآخِرُ أَعْمَالِهَا مِمَّا يَلِي الْيَمَنَ فِي طَرِيقِ الْبَحْرِ وَطَرِيقِ صَنْعَاءَ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ نَجْرَانُ، فَهُوَ آخِرُ مَخَالِيفِهَا وَأَبْعَدُهُ مِنْ مَكَّةَ، وَنَجْرَانُ عَلَى عِشْرِينَ يَوْمًا مِنْ مَكَّةَ، وَهِيَ أَرْضٌ طَيِّبَةٌ عَذْبَةٌ، وَقَدْ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُلْحٌ، ثُمَّ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صُلْحٌ بَعْدَ ذَلِكَ

_ إسناده حسن

2917 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: كَانَ فِي كِتَابِ جَدِّي الَّذِي كَتَبَهُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى نَجْرَانَ: " أَنْ §لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ "

_ إسناده مرسل

2918 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ فِي كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ نَجْرَانَ: " §لَهُمْ جِوَارُ اللهِ تَعَالَى وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا نَصَحُوا وَأَصْلَحُوا، وَعَلَيْهِمْ أَلْفَا حُلَّةٍ مِنْ حُلَلِ الْأَوْرَاقِ، شَهِدَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا "

_ إسناده مرسل

2919 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: كَانَ أَهْلُ نَجْرَانَ قَدْ بَلَغُوا سَبْعِينَ أَلْفًا، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَخَافُهُمْ أَنْ يَمِيلُوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَتَحَاسَدُوا بَيْنَهُمْ، فَجَاءُوا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ تَحَاسَدْنَا بَيْنَنَا فَأَجْلِنَا. قَالَ: " وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا " §أَنْ لَا تُجْلَوْا "، فَاغْتَنَمَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَأَجْلَاهُمْ، فَلَمَّا أَجْلَاهُمْ نَدِمُوا، فَجَاءُوا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالُوا: أَقِلْنَا. فَأَبَى أَنْ يُقِيلَهُمْ. فَلَمَّا قَامَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَتَوْهُ فَقَالُوا: إِنَّا بِحَطِّكَ بِيَمِينِكَ بِلِسَانِكَ إِلَّا أَقَلْتَنَا. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَيْحَكُمْ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ رَشِيدَ الْأَمْرِ " قَالَ سَالِمٌ: فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَوْ كَانَ طَاعِنًا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ طَعَنَ عَلَيْهِ فِي أَمْرِ أَهْلِ نَجْرَانَ (1) 2920 - وَحَدَّثَنِي بَعْضُ الْأَشْرَافِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: كُنَّا فِي بَيْتٍ بِنَجْرَانَ، فَرَأَيْتُ مَكْتُوبًا فِيهِ: [البحر السريع] أَحَقُّ حَقٍّ بِالْحُبِّ وَأَوْلَى بِهِ ... مِنْ بَيْنِ حَقٍّ بَيْنَ آلِ الزُّبَيْرِ فَفَخٍّ فَالْأَكْنَافِ مِنْ ذِي طُوًى ... فَبِئْرِ مَيْمُونٍ إِلَى قَصْرِ ثَوْرِ -[118]- سَوْفَ لَا أَنْدَمُ مُسْتَنْصِرًا ... أَقُولُ مِنْ حَدِّ خُرُوجِي وَسَيْرِي حَلِيفُ نَجْرَانَ وَسُكَّانُهَا ... لَا أَخْلَفَ اللهُ عَلَيْهِمْ بِخَيْرِ قَالَ الَّذِي حَدَّثَنِي بِهَذَا: وَالشِّعْرُ لِلْحِجَازِيِّ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ شُعَرَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ، وَاللهُ أَعْلَمُ

_ (1) إسناده منقطع

ذكر أول خلق الله لبيته

1 - حَدثنَا الزبير بن بكار حَدثنِي حَمْزَة بن عتبَة حَدثنِي مُحَمَّد بن عمرَان عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ هُوَ الصَّادِق بن الباقر قَالَ كنت مَعَ أبي بِمَكَّة فِي ليَالِي الْعشْر وَأبي قَائِم يُصَلِّي فِي الْحجر فَدخل عَلَيْهِ رجل أَبيض الرَّأْس واللحية شثن الأراب فَجَلَسَ إِلَى جنب أبي فَخفف فَقَالَ إِنِّي جئْتُك رَحِمك الله تُخبرنِي عَن أول خلق هَذَا الْبَيْت قَالَ وَمن أَنْت قَالَ أَنا رجل من أهل هَذَا الْمغرب قَالَ إِن أول خلق هَذَا الْبَيْت أَن الله لما رد عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة حَيْثُ قَالُوا (أَتجْعَلُ فِيهَا من يفْسد فِيهَا) غضب فطافوا بِعَرْشِهِ فاعتذورا فَرضِي عَنْهُم وَقَالَ اجعلوا لي فِي الأَرْض بَيْتا يطوف بِهِ من عبَادي من غضِبت عَلَيْهِ فأرضى عَنهُ كَمَا رضيت عَنْكُم فَقَالَ لَهُ الرجل أَي يَرْحَمك الله مَا بَقِي من أهل زَمَانك أعلم مِنْك ثمَّ ولى فَقَالَ لي أبي أدْرك الرجل فَرده عَليّ قَالَ فَخرجت وَأَنا أنظر إِلَيْهِ فَلَمَّا بلغ بَاب الصَّفَا فَكَأَنَّهُ لم يَك شَيْئا فَأخْبرت أبي فَقَالَ تَدْرِي من هَذَا قلت لَا قَالَ هَذَا الْخضر

ذكر سَبَب مَجِيء ابراهيم بهاجر إِلَى مَكَّة

ذكر مسجد الحديبية والموضع الذي كان به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وأما مسجد الحديبية فمسجد اعتمر منه النبي صلى الله عليه وسلم عام قاضى قريشا ومنعوه من دخول مكة، وكانت عنده قضايا من النبي صلى الله عليه وسلم وسنن معمول بها إلى اليوم

2 - عَن حَارِثَة بن مضرب عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ إِن ابراهيم استوهب هَاجر من سارة فوهبتها لَهُ وشرطت عَلَيْهِ أَن لَا يسرها فالتزم ذَلِك ثمَّ غارت مِنْهَا فَكَانَ ذَلِك السَّبَب فِي تحويلها مَعَ ابْنهَا إِلَى مَكَّة

ذكر قدوم ابراهيم بِإِسْمَاعِيل وَأمه هَاجر الى مَكَّة وَأَيْنَ أنزلهما

3 - روى الفاكهي بِسَنَدِهِ عَن الْوَاقِدِيّ عَن أبي جهم بن حُذَيْفَة خَبرا فِي قدوم ابراهيم باسماعيل عَلَيْهِمَا السَّلَام قَالَ فِيهِ فَعمد ابراهيم إِلَى مَوضِع الْحجر فَأنْزل فِيهِ هَاجر واسماعيل وَأمر هَاجر أَن تتَّخذ فِيهِ عرشا

ذكر نفاد المَاء الَّذِي كَانَ مَعَ أم اسماعيل وتطلبها للْمَاء واخراج جِبْرِيل زَمْزَم ونزول العمالقة على أم اسماعيل

4 - روى الفاكهي من طَرِيق الْوَاقِدِيّ عَن أبي جهم بن حُذَيْفَة خَبرا ذكر فِيهَا نفاد المَاء الَّذِي كَانَ مَعَ أم اسماعيل وتطلبها للْمَاء حِين عَطش ابْنهَا اسماعيل

وَسَقَى الله لَهَا وَإِخْرَاج جِبْرِيل لَهما المَاء فِي مَوضِع زَمْزَم وَغير ذَلِك وَفِيه قَالَ قَالَ وَيقبل غلامان من العماليق يُريدَان بَعِيرَيْنِ لَهما قد أخطأه وَقد عطشا وأهلهما بِعَرَفَة فَنَظَرا إِلَى طير يهوي قبل الْكَعْبَة فاستنكرا ذَلِك وَقَالا أَنى يكون هَذَا الطير على غير مَاء قَالَ أَحدهمَا لصَاحبه كَمَا ترى هَذَا الطير يذهب إِلَى غير مَاء قَالَ الآخر فأمهل حَتَّى نبرد ثمَّ نسلك فِي مهوى أَو مهد الطير فأبردا ثمَّ نزحا فَإِذا الطير يرد ويصدر فاتبعا الْوَارِدَة مِنْهَا حَتَّى وَقعا على أبي قبيس فَنَظَرا إِلَى المَاء والى الْعَريش فَنزلَا وَكلما هَاجر وسألاها مَتى نزلت فأخبرتهما وَقَالا لمن هَذَا المَاء فَقَالَت لي ولابني فَقَالَا وَمن حفره فَقَالَت سقيا الله فعرفا أَن أحدا لَا يقدر على ان يحْفر هُنَالك مَاء وعهدهما بِمَا هُنَالك قريب وَلَيْسَ بِهِ مَاء فَرَجَعَا إِلَى أهلهما من ليلتهما وأخبراهم فتحولوا حَتَّى نزلُوا مَعهَا على المَاء وأنست بهم وَمَعَهُمْ الذُّرِّيَّة وَنَشَأ اسماعيل مَعَ ولدانهم وَكَانَ ابراهيم يزور هَاجر كل شهر على الْبراق يَغْدُو غدْوَة فَيَأْتِي مَكَّة ثمَّ يرجع فيقيل فِي منزله بِالشَّام وَنظر من هُنَالك من العماليق وَإِلَى كثرتهم وَعمارَة المَاء فسر بذلك

ذكر حفر زَمْزَم وعلاجها

5 - حَدثنَا عبد الله بن عمرَان المَخْزُومِي قَالَ حَدثنَا سعيد بن سَالم قَالَ حَدثنَا عُثْمَان بن سَاج قَالَ بلغنَا فِي الحَدِيث الْمَأْثُور عَن وهب ابْن مُنَبّه قَالَ كَانَ بطن مَكَّة لَيْسَ فِيهِ مَاء وَلَيْسَ لأحد فِيهِ قَرَار حَتَّى أنبط

الله لإسماعيل زَمْزَم فعمرت يَوْمئِذٍ مَكَّة وسكنها من أجل المَاء قَبيلَة من الْيمن يُقَال لَهُم جرهم وَلَيْسَت من عَاد كَمَا يُقَال وَلَوْلَا المَاء الَّذِي انبطه الله تَعَالَى لاسماعيل من عمَارَة لم يكن لَاحَدَّ بهَا يَوْمئِذٍ مقَام قَالَ عُثْمَان وَذكره غَيره ان زَمْزَم تدعى سَابق وَكَانَت وَطْأَة من جِبْرِيل وَكَانَت سقياها لاسماعيل يَوْم فرج لَهُ عَنْهَا جِبْرِيل وَهُوَ يَوْمئِذٍ وَأمه عطشانان فحفر ابراهيم بعد ذَلِك الْبِئْر ثمَّ غَلبه عَلَيْهَا ذُو القرنين وأظن أَن ذُو القرنين كَانَ سَأَلَ ابراهيم ان يَدْعُو الله لَهُ فَقَالَ كَيفَ وَقد افسدتم بئري فَقَالَ ذُو القرنين لَيْسَ عَن أَمْرِي كَانَ وَلم يخبر أحد ان الْبِئْر بِئْر ابراهيم فَوضع السَّلَام وَأهْدى ابراهيم إِلَى ذِي القرنين بقرًا وَغنما فَأخذ ابراهيم سَبْعَة أكبش فأقرنهم وحدهم فَقَالَ ذُو القرنين مَا شَأْن هَذِه الأكبش يَا ابراهيم فَقَالَ ابراهيم هَؤُلَاءِ يشْهدُونَ فِي يَوْم الْقِيَامَة أَن الْبِئْر بِئْر ابراهيم وَفِي حَاشِيَة كتاب الفاكهي فِي هَذَا الحَدِيث مَكْتُوب مَا صورته: عطاشا مَا أَقرَأ عبد الله بن عمرَان عطاشا قَالَ أَبُو عبد الله: وَالصَّوَاب عطشانان

ذكر ذبح ابراهيم لاسماعيل عَلَيْهِمَا السَّلَام والكبش الَّذِي فدى بِهِ اسماعيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ الفاكهي وَكَانَت من حَدِيث ذبح اسماعيل وقصته فِي ذَلِك مَا أذكرهُ الْآن

6 - حَدثنِي عبد الْملك بن مُحَمَّد عَن زِيَاد بن عبد الله عَن ابْن اسحاق قَالَ حدثت وَعند الله الْعلم ان ابراهيم أَمر بِذبح ابْنه قَالَ أَي بني خُذ الْحَبل والمدية وَهِي الشَّفْرَة ثمَّ امش بِنَا إِلَى هَذَا الشّعب لنحتطب لأهْلك مِنْهُ قبل أَن يذكر لَهُ مَا أَمر بِهِ فَلَمَّا توجه بِهِ اعْتَرَضَهُ ابليس عَدو الله ليصده عَن أَمر الله عز وَجل فِي صُورَة رجل فَقَالَ أَيْن تُرِيدُ أَيهَا الشَّيْخ قَالَ أُرِيد هَذَا الشّعب لحَاجَة لي فَقَالَ وَالله إِنِّي لأرى الشَّيْطَان قد أَتَاك فِي مَنَامك فأمرك أَن تذبح إبنك هَذَا فَأَنت تُرِيدُ أَن تذبحه فَعرفهُ إِبْرَاهِيم فَقَالَ عني أَي عَدو الله فوَاللَّه لأمضين لأمر رَبِّي فَلَمَّا يئس من إِبْرَاهِيم اعْترض لاسماعيل وَهُوَ وَرَاء أَبِيه يحمل الْحَبل والمدية فَقَالَ أَيهَا الْغُلَام هَل تَدْرِي أَيْن يذهب بك أَبوك قَالَ نحتطب لأهلنا قَالَ لَا وَالله مَا يُرِيد إِلَّا أَن يذبحك قَالَ وَلم قَالَ يزْعم أَن ربه أمره بذلك قَالَ فَلْيفْعَل مَا أمره بِهِ ربه سمعا وَطَاعَة فَلَمَّا امْتنع مِنْهُ الْغُلَام ذهب إِلَى هَاجر أم اسماعيل وَهِي فِي منزلهَا فَقَالَ يَا أم اسماعيل أَتَدْرِينَ أَيْن ذَاهِب ابراهيم بِإِسْمَاعِيل قَالَت ذَهَبا يحتطبان فَقَالَ مَا ذهب إِلَّا ليذبحه قَالَت كلا إِنَّه أرْحم من ذَلِك وَأحب إِلَيْهِ قَالَ يزْعم أَن الله أمره بذلك قَالَت إِن كَانَ الله أمره بذلك سلمنَا لأمر الله فَرجع عَدو الله بغيظه لم يصب مِنْهُم شَيْئا مِمَّا أَرَادَ وَقد منع الله مِنْهُ ابراهيم وَآل إِبْرَاهِيم وَأَجْمعُوا لأمر الله بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة فَلَمَّا خلا ابراهيم فِي الشّعب وَيُقَال ذَلِك إِلَى ثبير قَالَ لَهُ! يَا بني إِنِّي أرى فِي الْمَنَام أَنِّي أذبحك فَانْظُر مَاذَا ترى قَالَ يَا أَبَت افْعَل مَا تُؤمر ستجدني إِن شَاءَ الله من الصابرين! قَالَ فَحدثت أَن إِسْمَاعِيل قَالَ لَهُ عِنْد ذَلِك يَا أبتاه إِذا أردْت ذبحي فأشدد رباطي لَا يصيبك من دمي فينقص أجري فَإِن الْمَوْت شَدِيد وَلَا آمن أَن اضْطربَ عِنْده إِذا وجدت مَسّه واشحذ شفرتك حَتَّى تجهز عَليّ فتذبحني فَإِذا أَنْت أضجعتني فأكببني على جَنْبي وَلَا تضجعني لشقي فَإِنِّي أخْشَى إِن أَنْت نظرت إِلَى

وَجْهي أَن تدْرك الرقة فتحول بَيْنك وَبَين أَمر رَبك فِي وَإِن رَأَيْت أَن ترد قَمِيصِي إِلَى أُمِّي فَإِنَّهُ عَسى أَن يكون أسلى لَهَا فافعل فَقَالَ إِبْرَاهِيم نعم العون أَنْت يَا بني على أَمر الله وَيُقَال إِنَّه ربطه كَمَا أمره بالحبل فأوثقه ثمَّ شحذ شفرته ثمَّ تله للجبين وَاتَّقَى النّظر إِلَى وَجهه ثمَّ أَدخل الشَّفْرَة حلقه فقلبها جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام لقفائها فِي يَده ثمَّ اجتذبها إِلَيْهِ وَنُودِيَ (أَن يَا إِبْرَاهِيم قد صدقت الرُّؤْيَا) فَهَذِهِ ذبيحتك فدَاء لإبنك فاذبحها دونه

7 - ثمَّ قَالَ الفاكهي قَالَ ابْن إِسْحَاق فَحَدثني من لَا أتهم من أهل الْبَصْرَة عَن الْحسن أَنه كَانَ يَقُول مَا فدي إِلَّا بتيس من الأروى هَبَط عَلَيْهِ من ثبير ثمَّ قَالَ الفاكهي وَيَزْعُم أهل الْكتاب وَكثير من الْعلمَاء أَن ذَبِيحَة ابراهيم الَّتِي فدي بِهِ اسماعيل كَبْش أَمْلَح أَقرع أعين

8 - ثمَّ قَالَ الفاكهي وَحدثنَا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان قَالَ حَدثنَا قبيصَة بن عقبَة قَالَ حَدثنَا سُفْيَان عَن عبد الله بن عُثْمَان بن خثيم عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ الْكَبْش الَّذِي ذبحه ابراهيم هُوَ الْكَبْش الَّذِي قربه ابْن آدم

9 - ثمَّ روى الفاكهي بِسَنَدِهِ عَن ابْن عَبَّاس ان الْكَبْش الَّذِي فدي بِهِ إِسْمَاعِيل هُوَ القربان المتقبل من أحد بني آدم ثمَّ قَالَ فِي هَذَا الْخَبَر فَلم يزل ذَلِك الْكَبْش مَحْبُوسًا عِنْد الله حَتَّى أخرجه فِي فدَاء إِسْمَاعِيل فذبحه على هَذَا الصَّفَا فِي ثبير عِنْد منزل سَمُرَة الصراف وَهُوَ على يَمِينك مَتى ترمي الْجمار

ذكر بَيَان سنّ اسماعيل حِين بنى مَعَ أَبِيه الْبَيْت

10 - روى الفاكهي بِسَنَدِهِ من طَرِيق الْوَاقِدِيّ عَن أبي جهم بن حُذَيْفَة قَالَ فَلَمَّا بلغ اسماعيل ثَلَاثِينَ سنة وَسَيِّدنَا ابراهيم الْخَلِيل يَوْمئِذٍ ابْن مائَة سنة أوحى الله عز وَجل إِلَى ابراهيم أَن ابْن لي بَيْتا وَذكر بِنَاء الْبَيْت

ذكر مَوضِع ذبح الْكَبْش وزمانه

11 - وَحدثنَا عبد الله بن أبي سَلمَة قَالَ حَدثنَا ابْن أبي الْوَزير وَالْفضل بن خَالِد قَالَا حَدثنَا مُحَمَّد بن جَابر قَالَ حَدثنَا أَبُو إِسْحَاق عَن حَارِثَة بن مضرب عَن عَليّ فَذكر خَبرا يَأْتِي ذكره ثمَّ قَالَ وَقَالَ عَليّ ابْن أبي طَالب ثمَّ أوحى الله تَعَالَى إِلَيْهِ نَاد بِالْحَجِّ فَنَادَى عِنْد كل ركن حجُّوا يَا عباد الله فلبى كل شَيْء حَتَّى النحلة فَكَانَت أول تَلْبِيَة لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك ثمَّ أَتَاهُ جِبْرِيل قبل يَوْم عَرَفَة فَذهب بِهِ إِلَى منى فَنزل بهَا وَبَات حَتَّى أصبح غاديا إِلَى عَرَفَات ثمَّ رَاح إِلَى الْجَبَل الَّذِي يفِيض مِنْهُ النَّاس فَوقف بِهِ ثمَّ أرَاهُ الْموقف ثمَّ خرج إِلَى جمع فَبَاتَ بهَا لَيْلَة جمع ثمَّ أَنه أَمر بِذبح اسماعيل فَأصْبح حَزينًا فَقَالَ لَهُ هَل عرفت المواقف قَالَ لَا فَذهب بِهِ مرّة أُخْرَى فَقَالَ أعرف فَمن ثمَّ سميت عَرَفَات ثمَّ رده إِلَى جمع فَلَمَّا صلى الْغَدَاة وقف فَدَعَا حَتَّى أَضَاء النَّهَار ثمَّ أَفَاضَ فَأتى

صلى جَمْرَة الْعقبَة فَرَمَاهَا بِسبع حَصَيَات ثمَّ قيل لَهُ اذْبَحْ مَا أمرت بِهِ فَدَعَا اسماعيل فَقَالَ إِنِّي أمرت بذبحك فَقَالَ لَهُ اسماعيل امْضِ على أمرت بِهِ فَإِنِّي سَوف أطيعك وَلَا أَحسب إِلَّا أَنه قَالَ أَخَاف أَن اجزع فَإِن خفت فَشد يَدي وَرَاء ظَهْري فَإِنِّي أَجْدَر أَن لَا أَضْطَرِب فَوَضعه لجبينه فَجعل ينظر ويعرض فَقَالَ لَهُ أعرض وضع السكين فوضعها فَانْقَلَبت وناداه مُنَاد من السَّمَاء أَن قد وفيت بِنَذْرِك وأرضيت رَبك إذبح الَّذِي انْزِلْ عَلَيْك فَنزل عَلَيْهِ كَبْش من ثبير فاضطرب الْجَبَل ثمَّ جَاءَ بِهِ يجْرِي حَتَّى نَحره بَين الْجَمْرَتَيْن

ذكر من هُوَ الذَّبِيح

12 - قَالَ الفاكهي وَقد قَالَ النَّاس فِي الذَّبِيح مَا قَالُوا فَقَالَت الْعَرَب هُوَ اسماعيل وَقَالَت طَائِفَة من الْمُسلمين وَأهل الْكتاب جَمِيعًا أَنه إِسْحَاق فَإِن أَقْوَال الْعَرَب فِي ذَلِك أثبت وَاسْتدلَّ الفاكهي على ذَلِك بِمَا مَعْنَاهُ ان الله تَعَالَى عبر عَن قصَّة اسماعيل بقوله (فبشرناه بِغُلَام حَلِيم) إِلَى قَوْله (إِنَّه من عبادنَا الْمُؤمنِينَ) وَأخْبر عَن قصَّة اسحاق بقوله (وبشرناه بِإسْحَاق نَبيا من الصَّالِحين) وَإِن ذكر قصَّة إِسْحَاق بعد الْقِصَّة الَّتِي قبلهَا دَلِيل على أَن إِسْحَاق غير الذَّبِيح وَأَن ذَلِك يتأيد بِكَوْن سارة بشرت بِإسْحَاق وَمن وَرَاء إِسْحَاق

يَعْقُوب وَيَعْقُوب هُوَ ابْن إِسْحَاق والبشارة بِيَعْقُوب تَقْتَضِي حَيَاة أَبِيه لتصح الْبُشْرَى فَكيف يُؤمر بِذبح ابْنه

ذكر أَن الذَّبِيح هُوَ اسماعيل عَلَيْهِ السَّلَام

13 - نقل الفاكهي ذَلِك من طَرِيق مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس وَمن طَرِيق عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس وَنَقله عَن مُجَاهِد نَفسه وَعَن سعيد بن الْمسيب وَعَن سعيد بن جُبَير عَن أبي الْخلد وَعَن عبد الله سَلام وَلَفظه كُنَّا نَقْرَأ فِي كتب الْيَهُود أَنه اسماعيل وَنَقله أَيْضا عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ وَعَن سعيد بن جُبَير وَعَن الْحسن وَذكر فِي ذَلِك شعرًا لأمية بن أبي الصَّلْت الثَّقَفِيّ حَيْثُ يَقُول ولابراهيم الموفي بِالنذرِ ... احتسابا وحامل الاجزال بكره لم يكن ليصبر عَنهُ ... لَو رَآهُ فِي معشر إقبال بَيْنَمَا يخلع السَّرَاوِيل عَنهُ ... فكه ربه بكبش حَلَال

14 - ثمَّ قَالَ الفاكهي قَالَ ابْن إِسْحَاق فِي حَدِيثه فحقق قَول أُميَّة بن أبي الصَّلْت فِي شعره أَن الَّذِي أَمر بذَبْحه إِبْرَاهِيم من وَلَده بكره وبكره إِسْمَاعِيل وَهُوَ أكبر من إِسْحَاق فِي علم النَّاس كلهم الْعَرَب من بني إِسْمَاعِيل وَأهل الْكتاب

ذكر عمر النبي صلى الله عليه وسلم التي اعتمرها بمكة وعددها وتفسير ذلك

ذكر زواج اسماعيل امْرَأَة من العماليق وَأَوْلَاده مِنْهَا

15 - روى الفاكهي بِسَنَدِهِ عَن طَرِيق الْوَاقِدِيّ عَن أبي جهم بن حُذَيْفَة قَالَ لما بلغ اسماعيل تزوج امْرَأَة من العماليق ابْنة صدي قَالَ فجَاء ابراهيم زَائِرًا لاسماعيل واسماعيل فِي مَاشِيَته يرعاها وَيخرج متنكبا قوسه فَيَرْمِي الصَّيْد مَعَ رَعيته وَكَانَ يرْعَى بِأَعْلَى مَكَّة السدر وَمَا والاها فجَاء ابراهيم إِلَى منزله فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم يَا أهل الْبَيْت فَسَكَتَتْ فَلم ترد عَلَيْهِ إِلَّا أَن تكون ردَّتْ عَلَيْهِ فِي نَفسهَا فَقَالَ هَل من منزل قَالَت لَاها الله إِذن قَالَ كَيفَ طَعَامكُمْ ولبنكم وماشتيكم قَالَ فَذكرت جهدا فَقَالَت أما الطَّعَام فَلَا طَعَام وَأما الشَّاة فَلَا تحلب الشَّاة بعد الشتَاء المضير قَالَ الْوَاقِدِيّ المضير السحب وَأما المَاء فعلى مَا ترى من الغلظ قَالَ فَأَيْنَ رب الْبَيْت قَالَت فِي حَاجته قَالَ فَإِذا جَاءَ فاقرئيه السَّلَام وَقَوْلِي غير عتبَة بَيْتك

16 - ثمَّ روى بِإِسْنَادِهِ عَن عُثْمَان بن عَفَّان أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنه سُئِلَ مَتى نزل اسماعيل مَكَّة قَالَ فَذكر نَحْو حَدِيث أبي جهم الأول إِلَّا أَنه قَالَ تزوج اسماعيل امْرَأَة مِنْهُم فَولدت لَهُ عشرَة ذُكُور

ذكر زواج اسماعيل ببنت مضاض ابْن عَمْرو الجرهمية

17 - روى الفاكهي بِسَنَدِهِ من طَرِيق الْوَاقِدِيّ عَن أبي جهم بن حُذَيْفَة قَالَ وَفِيه نظر اسماعيل إِلَى بنت مضاض بن عَمْرو فَأَعْجَبتهُ فَخَطَبَهَا من أَبِيهَا فَتَزَوجهَا فجَاء ابراهيم زَائِرًا لاسماعيل فجَاء إِلَى بَيت اسماعيل فَسلم عَلَيْهِ فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم يَا أهل الْبَيْت وَرَحْمَة الله فَقَامَتْ إِلَيْهِ الْمَرْأَة فَردَّتْ إِلَيْهِ ورحبت بِهِ فَقَالَ كَيفَ عيشكم ولبنكم وماشيتكم قَالَت خير عَيْش نحمد الله وَنحن فِي لبن كثير وَلحم كثير وَمَاء وبل وصيب قَالَ هَل من حب قَالَت يكون إِن شَاءَ الله وَنحن فِي نعم قَالَ بَارك الله لكم قَالَ أَبُو جهم فَكَانَ أبي يَقُول لَيْسَ أحد يَخْلُو على اللَّحْم وَالْمَاء بِغَيْر مَكَّة إِلَّا اشْتَكَى بَطْنه ولعمري لَو وجد عِنْدهَا حبا لدعى فِيهِ بِالْبركَةِ وَكَانَت أَرض زرع قَالَ مَا طَعَامكُمْ قَالَت اللَّحْم وَاللَّبن قَالَ فَمَا شرابكم قَالَت اللَّبن وَالْمَاء قَالَ بَارك الله لكم فِي طَعَامكُمْ أَو قَالَ فِي طَعَام وشراب قَالَت انْزِلْ رَحِمك الله فاطعم واشرب قَالَ إِنِّي لَا أَسْتَطِيع النُّزُول انْتهى بِاخْتِصَار ثمَّ قَالَ بعد غسلهَا لرأسه وَهُوَ رَاكب فَلَمَّا فرغت قَالَ لَهَا إِذا جَاءَ اسماعيل قولي لَهُ اثْبتْ عتبَة بَيْتك فَإِنَّهَا صَلَاح الْمنزل

ذكر ما يستحب من العمرة والتوقيت في ذلك

ذكر أَن اسماعيل أول من ذللت لَهُ الْخَيل العراب وَأَنه أول من تكلم بِالْعَرَبِيَّةِ

18 - روى الفاكهي بِسَنَدِهِ عَن ابْن عَبَّاس ان النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِن أَبَاكُم اسماعيل أول من ذللت لَهُ الْخَيل العراب فَأعْتقهَا وأورثكم حبها

19 - وروى الفاكهي عَن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن يَعْنِي الباقر أَنه سُئِلَ أول من تكلم بِالْعَرَبِيَّةِ فَقَالَ اسماعيل بن ابراهيم النَّبِي عَلَيْهِمَا السَّلَام وَهُوَ يَوْمئِذٍ ابْن ثَلَاث عشرَة سنة

20 - وروى الفاكهي بِسَنَدِهِ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ من الْأَنْبِيَاء خَمْسَة من تكلم بِالْعَرَبِيَّةِ مُحَمَّد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واسماعيل بن ابراهيم وَشُعَيْب وَصَالح وَهود وسائرهم بالسُّرْيَانيَّة مَا خلا مُوسَى فَإِنَّهُ تكلم بالعبرانية والعبرانية هِيَ من السريانية تكلم بهَا ابراهيم ثمَّ إِسْحَاق ثمَّ يَعْقُوب فورثه وَلَده من بعده بَنو اسرائيل فَهِيَ لغتهم وَبهَا قَرَأَ مُوسَى التَّوْرَاة عَلَيْهِم

ذكر قدوم جرهم وقطورا إِلَى مَكَّة ولغتهما

ذكر ما يسكب من أودية الحل في الحرم جبل بأسفل مكة بعضه في الحل وبعضه في الحرم يقال له الغراب، يسكب في نبعة. وردهة يقال لها ردهة بشام تصب فيها أضاة لبن تمسك الماء فيها، بعضها في الحل وبعضها في الحرم وردهة يجتمع فيها الماء عند حنك الغراب تقابل إحداهما

21 - روى الفاكهي بِسَنَدِهِ عَن ابْن إِسْحَاق من طَرِيق عُثْمَان بن سَاج وَمن طَرِيق زِيَاد البكائي عَنهُ خَبرا فِي قدوم جرهم وقطورا إِلَى مَكَّة وفيهَا وجرهم وقطورا أول من تكلم بِالْعَرَبِيَّةِ مِنْهُم

ذكر اسْم نَبِي الله اسماعيل

22 - روى الفاكهي بِسَنَدِهِ عَن حَارِثَة مضرب عَن عَليّ فَقَالَ سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكر أَن هَاجر دعت اسماعيل هَكَذَا يَا شمويل ثَلَاث مَرَّات ومدها

ذكر صفة حدود الحرم من جوانبه من طريق المدينة دون التنعيم عند بيوت نفار ثلاثة أميال. ومن طريق اليمن طرف أضاة لبن على سبعة أميال. ومن طريق جدة منقطع الأعشاش على عشرة أميال. ومن طريق الطائف على طريق عرفة من بطن نمرة على أحد عشر ميلا. ومن طريق العراق على

ذكر أَن اسماعيل أَبُو الْعَرَب

23 - وحَدثني عبد الله بن أبي سَلمَة قَالَ حَدثنَا ابراهيم بن الْمُنْذر عَن عبد الْعَزِيز بن عمرَان عَن مُعَاوِيَة بن صَالح عَن ثَوْر بن زيد عَن مَكْحُول قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَرَب بَنو اسماعيل إِلَّا أَرْبَعَة قبائل السّلف والأوزاع وحضرموت وَثَقِيف

ذكر المواضع التي دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم والتابعون بعده بالقرب من مكة للحرب وغيرها وتفسير ذلك فمنها حنين، وهو الذي ذكره الله تعالى في كتابه، وذلك حين يقول الله عز وجل: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا

ذكر أَن النُّبُوَّة وَالْملك إِنَّمَا تكون فِي ذُرِّيَّة اسماعيل الى آخر الزَّمَان

24 - حَدثنَا عبد الله بن أبي سَلمَة قَالَ أخبرنَا الْهَيْثَم بن عدي عَن مُجَاهِد عَن الشّعبِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ جَاءَ اسماعيل إِلَى إِسْحَق فَطلب مِيرَاثه من أَبِيه فَقَالَ لَهُ إِسْحَاق أما رضيت أَن تركناك وأمك لم نأخذكما فِي الْمِيرَاث فأوى إِلَى جذم حَائِط كئيبا يبكي فَأوحى الله عز وَجل إِلَى اسماعيل مَالك قَالَ مَا أَنْت أعلم بِهِ يَا رب قَالَ الله تَعَالَى لَا تبك يَا إِسْمَاعِيل فَإِنِّي جَاعل الْملك والنبوة فِي آخر الزَّمَان فِي ولدك وَأَجْعَل الذل وَالصغَار فِي وَلَده إِلَى يَوْم الْقِيَامَة

ذكر شَيْء من أَخْبَار هَاجر أم إِسْمَاعِيل عَلَيْهِمَا السَّلَام

25 - وَسمعت من بعض من يروي الْعلم يَقُول أُوحِي إِلَى ثَلَاث من النِّسَاء إِلَى مَرْيَم بنت عمرَان وَإِلَى أم مُوسَى وَإِلَى هَاجر أم إِسْمَاعِيل صلوَات الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ

ذكر أَوْلَاد اسماعيل

26 - حَدثنَا عبد الله بن أبي سَلمَة قَالَ حَدثنَا يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن طَلْحَة التَّيْمِيّ عَن عبد الْمجِيد وَعبد الرَّحْمَن بن سُهَيْل عَن عبد الرَّحْمَن ابْن عَمْرو العجلان قَالَ سَمِعت عَليّ بن أبي طَالب يَقُول ولد اسماعيل اثْنَي عشر رجلا وأمهم بنت الْحَارِث بن مضاض بن عَمْرو الجرهمي فأكبر أَوْلَاد اسماعيل نابت وقيدر والذيل ومنشا ومسمع ودومها وناس وأدد وصيبا ومصور وتيش وقيدم كلهم بَنو اسماعيل وَكَانَ عمر اسماعيل مائَة وَثَلَاثِينَ سنة فَمن نابت وقيدار نشر الله الْعَرَب

ذكر شَيْء من خبر بني اسماعيل عَلَيْهِ السَّلَام

27 - وحَدثني الزبير بن أبي بكار قَالَ وجدت فِي الْكتاب الَّذِي ذكر انه من كتب عبد الْحَكِيم بن أبي غمر ان الله تَعَالَى لما نشر ولد اسماعيل تَوَالَدُوا وكثروا وَضَاقَتْ عَلَيْهِم مَكَّة واشتدت الْمَعيشَة بهَا عَلَيْهِم فَجعلُوا ينبسطون فِي الارض وينتشرون فَخرج أهل الْقُوَّة مِنْهُم يتخذون أَمْوَالًا من الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم يتطلبون بهَا الرَّعْي فَلَا تلبث أَمْوَالهم أَن تربوا وتكثر فَجعل النَّاس يتداعون إِلَى ذَلِك رَغْبَة فِيهِ وَكَرَاهَة أَن يحدثوا فِي الْحرم حَدثا يَقُولُونَ نَحن عباد الله وَهَذَا بَيته وَحرمه وَمن أحدث فِيهِ أخرج مِنْهُ وَلم يعد فِيهِ

غير فَيخرج إِلَى ظلّ الله ومظهر من حرمه وَمن أحداثنا فَمن أحدث منا لم يحرم عَلَيْهِم دُخُول الْحرم وَلَا زِيَادَة الْبَيْت فَلم يبرحوا يصنعون ذَلِك وَيخرجُونَ حَتَّى ضَاقَتْ مَكَّة وَمَا يُقيم بهَا أحد من ولد إِسْمَاعِيل إِلَّا متدين حبس نَفسه بجوار الْبَيْت وعمارته أَو مضعف لَا مَال لَهُ صَبر على لأوائها وشدتها حسبَة أَو خَائِف مستجير بِالْبَيْتِ وَالْحرم فَيَأْمَن بذلك وَكَانَ النَّاس إِذْ ذَاك يدعونَ من أَقَامَ بهَا أهل الله يَقُولُونَ هَؤُلَاءِ أهل الله أَقَامُوا عِنْده بِفنَاء بَيته وَحرمه وَفِي حرمته من بَين حَابِس لَهُ نَفسه أَو صابر على لأوائها وشدتها لوجهه

ذكر تَبْدِيل دين إِبْرَاهِيم الْخَلِيل وَأول من فعله وإنكار إلْيَاس بن مُضر ابْن نزار عَلَيْهِم

28 - حَدثنَا عبد الله بن عمرَان المَخْزُومِي قَالَ حَدثنَا سعيد بن سَالم قَالَ حَدثنَا عُثْمَان يَعْنِي ابْن سَاج قَالَ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق

29 - وحَدثني عبد الْملك بن مُحَمَّد عَن زِيَاد بن عبد الله البكائي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق يزِيد أَحدهمَا على صَاحبه فِي اللَّفْظ أَن بني إِسْمَاعِيل والعماليق من سكان مَكَّة ضَاقَتْ عَلَيْهِم الْبِلَاد فتفسحوا فِي الْبِلَاد والتمسوا المعاش فخلف الخلوف بعد الخلوف وتبدلوا بدين إِسْمَاعِيل غَيره وسلخوا إِلَى عبَادَة الْأَوْثَان فيزعمون أَن أول مَا كَانَت عبَادَة الْأَوْثَان أَو الْحِجَارَة فِي بني

إِسْمَاعِيل أَنه كَانَ لَا يظعن من مَكَّة ظاعن حِين ضَاقَتْ عَلَيْهِم والتمسوا التفسح فِي الْبِلَاد إِلَّا إحتملوا مَعَهم من حِجَارَة الْحرم تَعْظِيمًا للحرم وصيانة لمَكَّة والكعبة فأينما حلوا وضعوه فطافوا بِهِ طوافهم بِالْكَعْبَةِ حَتَّى سلخ ذَلِك بهم إِلَى أَن كَانُوا يعْبدُونَ مَا استحسنوا من الْحِجَارَة وأعجبهم حَتَّى خلف الخلوف ونسوا مَا كَانُوا عَلَيْهِ واستبدلوا بدين إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام غَيره وعبدوا الْأَوْثَان وصاروا إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ الْأُمَم قبلهم من الضَّلَالَة وانتحوا مَا كَانَ يعبد قوم نوح مِنْهَا على إِرْث مَا كَانَ بَقِي فيهم من ذكرهَا وَفِيهِمْ على ذَلِك بقايا من عهد إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل يتمسكون بهَا من تَعْظِيم الْبَيْت وَالطّواف بِهِ وَالْحج وَالْعمْرَة وَالْوُقُوف على عَرَفَة ومزدلفة وهدي الْبدن وإهلال الْحَج وَالْعمْرَة مَعَ إدخالهم فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ حَتَّى كَانَ فيهم إلْيَاس بن مُضر ابْن نزار فَأنْكر على بني إِسْمَاعِيل مَا غيروا من دين آبَائِهِم وَبَان فَضله فيهم حَتَّى جمعهم على رَأْيه وَرَضوا بِهِ رضَا مَا لم يرضوه من أحد من ولد اسماعيل بعد أدد فردهم إِلَى دين أباءهم حَتَّى رجعت سنته تَامَّة وَهُوَ أول من أهْدى الْبدن إِلَى الْبَيْت وَهُوَ أول من وضع الرُّكْن الْأسود بعد ذَهَابه فِي الطوفان وانهدامه زمن نوح عَلَيْهِ السَّلَام فَكَانَ أول من ظفر بِهِ الياس فَوَضعه فِي زَاوِيَة الْبَيْت وَكَانَت الْعَرَب تعظم الياس تَعْظِيم أهل الْحِكْمَة لُقْمَان وأشباهه وَكَانَ أول من غير دين اسماعيل عَلَيْهِ السَّلَام وَنصب الْأَوْثَان وسيب السائبة وبحر الْبحيرَة وَوصل الوصيلة وَحمى الحام عَمْرو بن لحي ابْن قمعة بن خندف جد خُزَاعَة إِلَّا أَنهم من ولد عَمْرو بن عَامر بن غَسَّان

ذكر أول نَبِي من ولد اسماعيل عَلَيْهِم السَّلَام

30 - وحَدثني عبد الْملك بن مُحَمَّد عَن زِيَاد بن عبد الله قَالَ ابْن إِسْحَاق يُقَال إِن أول نَبِي كَانَ بَين ولد اسماعيل الْحَارِث كَانَ بَين سعد الْعَشِيرَة وَبَين معد وَيُقَال كَانُوا يسمعُونَ أَن دَعْوَة ابراهيم لولد اسماعيل فِي معد بن عدنان لسعد الْعَشِيرَة وهم أخرجُوا من الْيمن إِلَى أَرض نجد إِلَّا أَن كنَانَة أَقَامَت بِهَذَا الْحرم وانما اقْتَتَلُوا على الْمِيَاه فَقَالَ عَامر بن الظرب العدواني فِي حَرْب مَعَه وَسعد الْعَشِيرَة يذكر قرابتهم وَفضل معد فيهم وينتمي إِلَى عَوْف من الْبَيْت على صلَة معد أَبونَا مَالك والصلب زيد ... معد ابْنه خير البنينا أَتَاهُم من ذَوي شمران آتٍ ... فظلت حولهَا أمد السنينا فيا عَوْف بن بَيت يَا لعوف ... وَهل عَوْف لتصبح موعدينا فَلَا تعصوا معدا إِن فِيهَا ... بِلَاد الله وَالْبَيْت الكمينا وشمران من الْيمن

ذكر خبر وَفد عَاد إِلَى مَكَّة

31 - ذكر الفاكهي فِي خبر وَفد عَاد للاستسقاء لقومهم بِسَبَب جَدب بِلَادهمْ أَنهم نزلُوا على بكر بن مُعَاوِيَة سيد العماليق يَوْمئِذٍ بِمَكَّة فأقاموا

عِنْده شهرا يسقيهم الْخمر ويطعمهم اللَّحْم وتغنيهم الجرادتان فلهوا عَمَّا جاؤوا لَهُ واستحيا بكر من مشافهتهم بذلك فَعمل شعرًا غنتهم بِهِ الجراداتان فأفاقوا من غفلتهم فنهضوا فَلَمَّا رَآهُمْ بكر بن مُعَاوِيَة قَالَ لَهُم اعلوا هَذَا الْجَبَل يَعْنِي أَبَا قبيس فَإِنَّهُ لم يعله خاطىء يعرف الله تَعَالَى مِنْهُ إِلَّا أَجَابَهُ إِلَى مَا دَعَاهُ إِلَيْهِ وَذكر بَقِيَّة الْخَبَر فِي دُعَاء كل من الْوَفْد واستجابة دُعَائِهِ

ذكر لماذا سمي العماليق ب العماليق

ذكر حدود مخاليف مكة ومنتهاها وتفسير ذلك وأعمال مكة ومخاليفها كثيرة، ولها أسماء نقصر عن ذكرها لاختصار الكتاب، ولكنا نذكر منتهى حدودها التي تنتهي إليه. فآخر أعمالها مما يلي طريق المدينة الشريفة موضع يقال له جنابذ بن صيفي فيما بين عسفان ومر، وذلك على

32 - حَدثنَا عبد الله بن عمرَان المَخْزُومِي العائذي قَالَ حَدثنَا سعيد بن سَالم القداح قَالَ قَالَ عُثْمَان بن سَاج أخبرنَا مُحَمَّد بن اسحاق قَالَ كَانَ الْبَيْت فِي زمن هود مَعْرُوفا وَالْحرم قَائِم فِيمَا يذكرُونَ وَالله أعلم وَأهل مَكَّة يَوْمئِذٍ العماليق وانما سموا العماليق لِأَن أباهم عملاق بن لاوذ بن سَام ابْن نوح وَكَانَ سيد العماليق فِيمَا يَزْعمُونَ يَوْمئِذٍ رجل يُقَال لَهُ بكر بن مُعَاوِيَة وَهُوَ الَّذِي نزل عَلَيْهِ وَفد عَامر حِين بعثوا إِلَى مَكَّة يستسقون

ذكر بِنَاء العماليق للبيت

33 - وَحدثنَا حُسَيْن بن حسن قَالَ حَدثنَا عَمْرو بن عُثْمَان قَالَ حَدثنَا مُوسَى بن أعين عَن اسرائيل عَن سماك بن حَرْب عَن خَالِد بن عمر عَن عَليّ بن أبي طَالب قَالَ أول من بني الْبَيْت ابراهيم ثمَّ هدم فبنته جرهم ثمَّ هدم الْبَيْت فبنته العماليق ثمَّ هدم فبنته قُرَيْش

ذكر شَيْء من أَخْبَار العماليق

34 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ الْمروزِي قَالَ حَدثنَا ابْن حميد قَالَ حَدثنَا سَلمَة بن الْفضل قَالَ قَالَ ابْن اسحاق فَحَدثني مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن حصن عَن عُرْوَة بن الزبير قَالَ كَانَت الْحجاز أَسحر أَرض الله وأكثرها مَاء وَإِنَّمَا كَانَت الْخرق مظلة عَلَيْهَا قَالَ يَقُول عُرْوَة لقد بَلغنِي أَن العماليق تسرح بهَا فِي الْغَدَاة الْوَاحِدَة ألفي نَاضِح بَين أَحْمَر وجون

ملحق

35 - وَعَن أبي الجهم بن حُذَيْفَة أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ لَا يمر بقرية إِلَّا قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم بِهَذِهِ أمرت يَا جِبْرِيل فَيَقُول لَهُ جِبْرِيل لَا حَتَّى مر بِهِ على مَكَّة وَهِي إِذْ ذَاك عضاه وَسلم والعماليق يَوْمئِذٍ حول الْحرم وهم يكونُونَ بعرنة وهم أول من نزل حول مَكَّة وَكَانَت الْمِيَاه يَوْمئِذٍ قَليلَة

ذكر نسب جرهم

ذكر سبب مجيء ابراهيم بهاجر إلى مكة

36 - وحَدثني حسن بن حُسَيْن أَبُو سعيد قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن حبيب عَن ابْن الْكَلْبِيّ عَن أبي الْمُقَوّم الْأنْصَارِيّ وأسمه يحيى بن ثَعْلَبَة عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح قَالَ كُنَّا عِنْد ابْن عَبَّاس فَذَكرنَا جرهما فَقَالَ ابْن عَبَّاس كَانَ الْملك من الْمَلَائِكَة إِذا أذْنب ذَنبا عَظِيما أهبط إِلَى الْهوى ونزعت مِنْهُ روحانية الْمَلَائِكَة وَجعل فِي خلق ابْن آدم فأذنب ملك من الْمَلَائِكَة يُقَال لَهُ عرعرا أَو نَحْوهَا ذَنبا فَكَانَ فِي الْهوى ثمَّ هَبَط مَكَّة فَتزَوج امْرَأَة من العماليق فَولدت لَهُ جرهما فَذَلِك قَول الْحَارِث بن مضاض الجرهمي اللَّهُمَّ إِن جرهما عِبَادك ... النَّاس طرف وهم قلادك

ذكر أَن جرهما كَانَ فِي السَّفِينَة مَعَ نوح عَلَيْهِ السَّلَام

ذكر قدوم ابراهيم بإسماعيل وأمه هاجر الى مكة وأين أنزلهما

37 - عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ كَانَ فِي السَّفِينَة ثَمَانُون إنْسَانا وَفِيهِمْ جرهم

ذكر السَّبَب فِي خُرُوج جرهم من مَكَّة

ذكر نفاد الماء الذي كان مع أم اسماعيل وتطلبها للماء واخراج جبريل زمزم ونزول العمالقة على أم اسماعيل

38 - قَالَ الفاكهي وَيُقَال فِي رِوَايَة أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ إِن حجابة الْبَيْت صَارَت إِلَى خُزَاعَة لِأَن ربيعَة بن حَارِثَة بن عَمْرو بن عَامر بن حَارِثَة بن امرىء الْقَيْس بن ثَعْلَبَة بن مَازِن تزوج فهَيْرَة بنت الْحَارِث بن مضاض الجرهمي فَولدت لَهُ عَمْرو بن ربيعَة فَلَمَّا شب وساد وَشرف طلب حجابة الْبَيْت فَعِنْدَ ذَلِك نشب الْقِتَال بَينهم وَبَين جرهم ثمَّ قَالَ بعد أَن ذكر شَيْئا من خبر عَمْرو وَأَوْلَاده وَكَانَت بَينهم حَرْب طَوِيلَة وقتال شَدِيد ثمَّ إِن خُزَاعَة غلبوا جرهما على الْبَيْت وَخرجت جرهم حَتَّى نزلت وَادي إضم فهلكوا فِيهِ وَفِي هَذَا الْخَبَر شَيْء من جرهم لِأَن فِيهِ وَذكروا وَالله أعلم أَن اسافا كَانَ رجلا من بني قطورا أَخذ امْرَأَة من جرهم يُقَال لَهَا نائلة ففجر بهَا فِي الْكَعْبَة فمسخهما الله حجرين فَغَضب عَمْرو من ذَلِك فَأخْرج بني مضاض وَكَانُوا أَخْوَاله وَكَانُوا أخرجوهم خُرُوجًا من مَكَّة فَلَحقُوا بِالْيمن فَتَفَرَّقُوا فِي الْقَبَائِل فَقَالَ بكر بن غَالب بن الْحَارِث بن مضاض وأخرجنا عَمْرو سواهَا لبلده ... بهَا الذِّئْب تعوي والعدو المحاصر وَكُنَّا وُلَاة الْبَيْت والقاطن الَّذِي ... إِلَيْهِ يُوفي نَذره كل محرم سكنا بهَا قبل الظباء وراثة ... ورثنا بني حَيّ بن نبت بن جرهم فأزعجنا مِنْهُ وَكُنَّا عقيلة ... قبائل من كَعْب وعَوْف وَأسلم

ذكر آخر فِي خُرُوج جرهم من مَكَّة

39 - وحَدثني حسن بن حُسَيْن قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن حبيب قَالَ ذكر ابْن الْكَلْبِيّ أَن الله تَعَالَى سلط على الَّذين يلون الْبَيْت من جرهم دَوَاب شَبيهَة بالعنف فَهَلَك مِنْهُم ثَمَانُون كهلا فِي لَيْلَة وَاحِدَة سوى الشَّبَاب حَتَّى جلوا عَن مَكَّة إِلَى إضم

ذكر حفر زمزم وعلاجها

ذكر فنَاء جرهم بالنمل

40 - حَدثنَا حسن بن حُسَيْن الإزدي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن حبيب عَن ابْن الْكَلْبِيّ قَالَ بَيْنَمَا النَّاس سمار حول الْكَعْبَة إِذا هم بِخلق يطوف بهَا يُدَارِي رَأسه بهَا فأجفل النَّاس هاربين فناداهم لَا تراعوا فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُول لَا هم رب الْبَيْت ذِي المناكب ثمَّ يَقُول بعد ان ذكر شعرًا زِيَادَة على مَا ذَكرْنَاهُ قَالَ فنظروا فَإِذا هُوَ امْرَأَة فَقَالُوا مَا أَنْت إنسية أم جنية قَالَت بل إنسية من جرهم ثمَّ قَالَت من ينْحَر لي كل يَوْم جزورا ويعد لي زَاد وبعيرا ويبلغني بِلَاد الْغَوْر أعْطِيه مَالا كثيرا قَالَ فَانْتدبَ لَهَا رجلَانِ من جُهَيْنَة فسارا بهَا أَيَّامًا وليالي حَتَّى انتهيا إِلَى جبل جُهَيْنَة فَأَتَت على قَرْيَة نمل وذر وَقَالَت يَا

مَعَ هَذَانِ هَهُنَا هلك قومِي فاحتفروا هَذَا الْمَكَان فاحتفروا عَن مَال كثير من ذهب وَفِضة فأوقرا بعيرهما وَقَالَت لَهما إياكما أَن تلتفتا فيختلس مَا مَعَكُمَا وَأَقْبل الذَّر حَتَّى غشيها فمضينا غير بعيد ثمَّ التفتنا فاختلس مَا كَانَ احتملا فنادياها هَل من مَاء قَالَت نعم فِي مَوضِع هَذِه الهضبات وَقَالَت وَقد غشيها الذَّر يَا ويلي يَا ويلي من أَجلي ... أرى صغرا الذَّر يَبْغِي هبلي سلطن نفرين على محملي ... لما رَأَيْت أَنه لَا بُد لي من مَنْعَة أحرز فِيهَا معقلي وَدخل الذَّر منخريها ومسمعيها فخرت تشهق فَهَلَكت وَوجد الجهينيان المَاء حَيْثُ قَالَت المَاء يُقَال لَهُ مسخى وَهُوَ بِنَاحِيَة فرس حلل إِلَى جَانب مشْعر فَهُوَ الْيَوْم لجهينة

ذكر ذبح ابراهيم لاسماعيل عليهما السلام والكبش الذي فدى به اسماعيل عليه السلام

ذكر بعض شعر الْحَارِث بن مضاض الجرهمي

41 - وَقَالَ الحراث بن مضاض يَعْنِي بكرا وغبشان وَسَاكن مَكَّة الَّذين خلفوا فِيهَا بعدهمْ يَا أَيهَا النَّاس سِيرُوا ان قصركم ... أَن تصبحوا ذَات يَوْم لَا تسيرونا حثوا الْمطِي وأرخوا من أزمته ... قبل الْمَمَات وقضوا مَا تقضونا قضوا أُمُوركُم بالحزم إِن لَهُ ... أمرا رشيدا وَرَاء الحزم مَأْمُونا مَا إِن عمرنا بدهر كَانَ يعجبنا ... حَتَّى أَتَانَا زمَان أظهر الهونا

42 - وَقَالَ أَيْضا يعظ بكرا وغبشان حَيْثُ تهيئوا لقِتَال جرهم ويعظم عَلَيْهِم الْقِتَال فِي الْحرم ويحذرهم الْهلَال إِن هم فعلوا ذَلِك أَوله نَعُوذ بِرَبّ النَّاس من كل ظَالِم ... بغى من كَعْب الْمُلُوك وجرهم وَقَالَ أَيْضا فِي شَأْن بكر وغبشان حِين أخرجُوا من مَكَّة وأوله لقد نهضت بكر وغبشان كلهَا ... تُرِيدُ تسامي جرهما فِي فعالها

ذكر من بَقِي من جرهم

43 - وحَدثني الزبير بن بكار قَالَ حَدثنِي عمر بن أبي بكر الْموصِلِي عَن زَكَرِيَّا بن عِيسَى عَن ابْن شهَاب قَالَ هَلَكت جرهم فَلم يبْق مِنْهَا غير حَيّ فِي بني ملكان وهم قَلِيل وَآخَرُونَ فِي بني الجون

ذكر شَيْء من خبر عَمْرو بن الْحَارِث بن مضاض الجرهمي وَطول حَيَاته

ذكر بيان سن اسماعيل حين بنى مع أبيه البيت

44 - وحَدثني عبد الله بن أبي سَلمَة قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الزُّهْرِيّ عَن أَبِيه قَالَ حَدثنِي سعد بن ابراهيم عَن أبي سَلمَة

مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن أَن أَبَا سَلمَة بن عبد الْأسد خرج فِي نَاس من قُرَيْش نَحْو الْيمن قَالَ وأخطأوا الطَّرِيق فَأَصَابَهُمْ عَطش شَدِيد قَالَ فَقَالَ أَبُو سَلمَة ابْن عبد الْأسد لمن مَعَه من قُرَيْش أَي قوم أَطِيعُونِي فَإِن نَاقَتي عارفة بِالطَّرِيقِ قَالُوا فَإنَّا نطيعك قَالَ فخلى عَن رَأس نَاقَته فَسَارُوا يومهم وليلتهم حَتَّى كَانَ عِنْد الصُّبْح فَإِذا النَّاقة قد بَركت قَالَ أَبُو سَلمَة مَا بَركت إِلَّا على مَاء قَالَ فنزلوا فَإِذا هم ببعر الْغنم فَمَا كَانَ بأسرع من أَن انفجر الْفجْر فنظروا فَإِذا بِئْر وعَلى رَأس الْبِئْر رجل طَوِيل لم ير مثله فتقدموا إِلَيْهِ فَقَالَ الرجل مِمَّن الْقَوْم فَقُلْنَا من قُرَيْش فَقَالَ من أَي قُرَيْش قُلْنَا من بني مَخْزُوم قَالَ فسعى فَأتى شَجَرَة طَوِيلَة فَإِذا قفة معلقَة فِي الشَّجَرَة فَمد يَده فَأنْزل القفة وَفتح رَأسهَا فَإِذا شيخ فِيهَا فَرفع حاجبيه ثمَّ قَالَ أَبَت ثَلَاث مَرَّات قَالَ فَفتح عَيْنَيْهِ فَقَالَ مَا تشَاء قَالَ هَؤُلَاءِ قوم من قُرَيْش قَالَ أدعهم إِلَيّ فَجَاءُوا فَقَالَ تقدمُوا إِلَى الشَّيْخ فتقدمنا إِلَيْهِ فَفعل بِهِ مثل فعله الأول ثَلَاث مَرَّات فَفتح عَيْنَيْهِ فَقَالَ مَا أَنْت قَالَ هَؤُلَاءِ قوم من قُرَيْش فَقَالَ من أَي قُرَيْش أَنْتُم قَالَ أَبُو سَلمَة فَقلت من بني مَخْزُوم فَقَالَ هَا أَنا ومخزوم فَقَالَ هَل تعرفُون لم سميت أجياد أجيادا قُلْنَا لَا قَالَ لِأَنَّهَا جَادَتْ فِيهَا الْخَيل ثمَّ قَالَ لم سميت قعيقعان قعيقعان قُلْنَا لَا قَالَ لِأَنَّهَا تقعقعت فِيهَا السيوف ثمَّ أنشأ يَقُول كَأَن لم يكن بَين الْحجُون إِلَى الصَّفَا ... أنيس وَلم يسمر بِمَكَّة سامر بلَى نَحن كُنَّا أَهلهَا فأبادنا ... كروب اللَّيَالِي والجدود العواثر فَهَل فَرح يَأْتِي بِشَيْء تريده ... وَهل جزع ينجيك مِمَّا تحاذر يَا ابْن أخي أَتَدْرِي لم سميت قعيقعان باسمها قلت لَا قَالَ خرج الْقَوْم

ذكر موضع ذبح الكبش وزمانه

الله علينا مِنْهَا عَلَيْهِم السِّلَاح تقَعْقع فسميت بقيعقعان أَتَدْرِي يَا ابْن أخي لم سميت أجياد أجيادا قلت لَا قَالَ جَادَتْ بالدماء فسميت أجيادا

ذكر ولَايَة اياد بن نزار الْبَيْت وحجابتهم إِيَّاه وَتَفْسِير ذَلِك

45 - حَدثنَا حسن بن حُسَيْن الْأَزْدِيّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن حبيب قَالَ قَالَ عِيسَى بن بكر الْكِنَانِي ثمَّ وليت حجابةالبيت اياد فَكَانَ أَمر الْبَيْت إِلَى رجل مِنْهُم يُقَال لَهُ وَكِيع بن سَلمَة بن زُهَيْر بن إياد فَبنى صرحا بِأَسْفَل مَكَّة عِنْد سوق الخياطين الْيَوْم وَجعل فِيهِ أمة يُقَال لَهَا الْحَزْوَرَة فِيهَا سميت حزورة مَكَّة وَجعل فِيهَا سلما وَكَانَ يرقاه وَيَقُول بِزَعْمِهِ انه يُنَاجِي الله تَعَالَى وَكَانَ ينْطق بِكَثِير من الْخَيْر يَقُوله قد أَكثر فِيهِ عُلَمَاء الْعَرَب فَكَانَ أَكثر من قَالَ فِيهِ أَن قَالَ إِنَّه كَانَ صديقا من الصديقين وَكَانَ يتكهن وَيَقُول مُرْضِعَة فَاطِمَة ووادعة وقاطعة والقطيعة والفجيعة وصلَة الرَّحِم وَحسن الْكَلم يَقُول ربكُم ليجزين بِالْخَيرِ ثَوابًا وبالشر عقَابا وَكَانَ يَقُول من فِي الأَرْض عبيد لمن فِي السَّمَاء هَلَكت جرهم وأزيلت إياد وَكَذَلِكَ الصّلاح وَالْفساد حَتَّى إِذا حَضرته الْوَفَاة جمع إيادا فَقَالَ اسمعوا وصيتي الْكَلَام كلمتان والامر بعد الْبَيَان من رشد فَاتَّبعُوهُ وَمن غوى فَارْفُضُوهُ وكل شَاة معلقَة برجليها فَكَانَ أول من قَالَهَا فأرسلها مثلا فَمَاتَ وَكِيع فنعى على رُؤُوس الْجبَال فَقَالَ بشر بن الْحجر

ذكر من هو الذبيح

وَنحن إياد عباد الاله ... ورهط مناجيه فِي سلم وَنحن وُلَاة حجاب الْعَتِيق ... زمَان النخاع على جرهم ثمَّ قَالَ وَقَامَت نائحة وَكِيع على أبي قبيس فَقَالَت أَلا هلك الوكيع اخو إياد ... سَلام الْمُرْسلين على وَكِيع مناجي الله مَاتَ فَلَا خُلُود ... وكل شرِيف قوم فِي وضيع ثمَّ إِن مُضر أديلت بعد إياد وَكَانَ أول من ديل مِنْهَا عدوان وَفهم وَأَن رجلا من إياد ورجلا من مُضر خرجا يصيدان فمرت بهما ارنب فاكتنفا بهَا يرميانها فَرَمَاهَا الايادي فَنزل سهم فنظم قلب المضري فَقتله فَبلغ الْخَبَر مُضر فاستغاثت بفهم وعدوان يطْلبُونَ لَهُم قَود صَاحبهمْ فَقَالُوا إِنَّمَا أخطأه فَأَبت فهم وعدوان إِلَّا قَتله فتناوش النَّاس بَينهم بالمدور وَهُوَ مَكَان فَسَمت مُضر من إياد ظفرا فَقَالَت لَهُم إياد أجلونا ثَلَاثًا فَلَنْ نساعيكم أَرْضكُم فأجلوهم ثَلَاثًا فظعنوا قبل الْمشرق فَلَمَّا صَارُوا يَوْمًا أتبعتهم فهم وعدوان حَتَّى ادركوهم فَقَالُوا ردوا علينا نسَاء مُضر المتزوجات فِيكُم لَا تقطعوا قرابتنا اعرضوا على النِّسَاء فأيت امْرَأَة اخْتَارَتْ قَومهَا رددتموها وَإِن أحبت الذّهاب مَعَ زَوجهَا أعرضتم لنا عَنْهَا قَالُوا نعم فَكَانَ أول من اخْتَار أَهله إمرأة من خُزَاعَة

46 - فحدثنا الزبير بن بكار قَالَ لما هلك وَكِيع الْإِيَادِي واتضعت إياد وَهِي إِذْ ذَاك تلِي أَمر بَيت الله الْحَرَام وقاتلوهم واخرجوهم واجلوهم ثَلَاثًا يخرجُون عَنْهُم فَلَمَّا كَانَت اللَّيْلَة الثَّانِيَة حسدوا مُضر ان تلِي الرُّكْن الاسود فَحَمَلُوهُ على بعير فبرك فَلم يقم فغيروه فَلم يحملوه على شَيْء الا رزح وَسقط فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِك بحثوا لَهُ تَحت شَجَرَة فدفنوه ثمَّ ارتحلوا من ليلتهم

بن فَلَمَّا كَانَ بعد يَوْمَيْنِ افتقدت مُضر الرُّكْن فَعظم فِي أَنْفسهَا وَقد كَانَت شرطت على إياد كل متزوجة فيهم فَكَانَت امْرَأَة من خُزَاعَة فِيمَا يَقُولُونَ يُقَال لَهَا قدامَة متزوجة فِي إياد وخزاعة إِذْ ذَاك فِيمَا يَزْعمُونَ وَالله أعلم ينتسبون لبني عَمْرو بن لحي بن قمعة بن الياس بن مُضر فابصرت اياد حِين دفن الرُّكْن اجْتمع الزبير والكلبي وحديثهما كل وَاحِد مِنْهُم بِنَحْوِ من حَدِيث صَاحبه فَقَالَت لقومها حِين رَأَتْ مشقة ذهَاب الرُّكْن إِلَى مُضر خُذُوا عَلَيْهِم أَو يولوكم حجابة الْبَيْت وأدلكم على الرُّكْن فَأخذُوا بذلك عَلَيْهِم فَوليتهَا خُزَاعَة على الْعَهْد والميثاق الَّذِي كَانَ فَهَذَا سَبَب ولايتهم الْبَيْت وَقَالَ الْكَلْبِيّ فِي حَدِيثه فَقَالُوا لَهُم إِن دللناكم على الرُّكْن اتجعلون وُلَاة قَالُوا نعم وَقَالَت مُضر جَمِيعًا نعم فدلتهم عَلَيْهِ فأعادوه فِي مَكَانَهُ وولوه فَلم يبرح فِي أَيدي خُزَاعَة حَتَّى قدم قصي مُضر فَكَانَ من أمره الَّذِي كَانَ وَكَانَ الْعدَد والشرف من بني نزار بن معد فِي إياد قَالَ فَلم يزَالُوا كَذَلِك حَتَّى بغوا على مُضر وَرَبِيعَة فأهلكهم الله تَعَالَى فَكَانُوا اول من اهلكهم بعد ابْن آدم سلط الله عز وَجل عَلَيْهِم النخاع وَجعل الشّرف وَالْعدَد وَالْملك والنبوة فِي مُضر فَدَخَلُوا إِلَى ارْض الْعرَاق

ذكر أن الذبيح هو اسماعيل عليه السلام

ذكر اولاد نزار بن معد بن عدنان وَشَيْء من خبرهم

47 - وحَدثني حسن بن حُسَيْن الْأَزْدِيّ قَالَ حَدثنَا عَليّ بن الصَّباح وَمُحَمّد بن حبيب وَمُحَمّد بن سهل قَالُوا حَدثنَا ابْن الْكَلْبِيّ عَن ابيه عَن أبي صَالح عَن مُعَاوِيَة بن عميرَة بن منجوس الْكِنْدِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ ولد نزار بن معد بن عدنان اربعة مُضر وَرَبِيعَة وإيادا وأنمارا وَأم مُضر وإياد سَوْدَة بنت عك وَأم ربيعَة وأنمار الجدلة بنت وعلان بن جوشم بن جلهمة بن جرهم فَلَمَّا حضر نزار الْمَوْت جمع بنيه هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة فَقَالَ أَي بني هَذِه الْقبَّة الْحَمْرَاء وَهِي من أَدَم وَمَا أشبههَا من المَال فلمضر وَهَذِه البدرة والمجلس فلأنمار وَهَذَا الْفرس الأدهم والخباء الْأسود وَمَا أشبههَا من مَالِي فلربيعة وَهَذَا الْخَادِم وَكَانَت شَمْطَاء وَمَا اشبهها من مَالِي فلاياد وَإِن أشكل عَلَيْكُم كَيفَ تقتسمون فَأتوا الأفعي الجرهمي ومنزله بِنَجْرَان وَإِن أَنْتُم رَضِيتُمْ وَهنا قد خفت صَوته إِذْ لم يسمع الصَّوْت فألمع ثمَّ مَاتَ فتشاجروا فِي مِيرَاثه وَلم يهتدوا إِلَى الْقسم فتوجهوا إِلَى الأفعي يريدونه وَهُوَ بِنَجْرَان فَرَأى مُضر أثر بعير قد رعى فَقَالَ إِن الَّذِي رعى هَذَا الْموضع لبعير أَعور فَقَالَ ربيعَة إِنَّه لأزور فَقَالَ إياد إِنَّه لأبتر فَقَالَ أَنْمَار إِنَّه لشرود فَسَارُوا قَلِيلا فَإِذا بِرَجُل يوضع على جمله فَسَأَلَهُمْ عَن الْبَعِير فَقَالَ مُضر قَالَ نعم قَالَ ربيعَة أَزور قَالَ نعم قَالَ إياد ابتر قَالَ نعم قَالَ انمار شرود قَالَ نعم فَسَأَلَهُمْ عَن الْبَعِير وَقَالَ

هَذِه هَذِه صفة بَعِيري فَدَخَلُوا نَجْرَان فَقَالَ صَاحب الْبَعِير هَؤُلَاءِ أَصَابُوا بَعِيري وصفوا لي صفته وَقَالُوا لم نره فاختصموا إِلَى الأفعي وَهُوَ يَوْمئِذٍ حكم الْعَرَب فأخبروه بقَوْلهمْ فَحَلَفُوا لَهُ مَا رَأَوْهُ فَقَالَ الرجل نعتوا لي صفة بَعِيري قَالَ الأفعي لمضر كَيفَ عرفت أَنه أَعور قَالَ إِنَّه رعى جانبا وَترك جانبا فَعرفت أَنه أَعور فَقَالَ لِرَبِيعَة كَيفَ عرفت أَنه أَزور قَالَ رَأَيْت إِحْدَى يَدَيْهِ ثَابِتَة الْأَثر وَالْأُخْرَى فَاسِدَة الْأَثر فَعرفت أَنه أفسدها بِشدَّة وَطئه فَقَالَ لإياد كَيفَ عرفت أَنه أَبتر قَالَ باجتماع بعره وَلَو كَانَ ذيالا لمصع بِهِ فَقَالَ لأنمار كَيفَ عرفت أَنه شُرُوط قَالَ انه رعى فِي الْمَكَان المكليء وَلم يجزه إِلَى مَكَان أغزر مِنْهُ نبتا فَقَالَ للرجل لَيْسُوا بأصحاب بعيرك فاطلبه ثمَّ سَأَلَهُمْ من أَنْتُم فأخبروه فَرَحَّبَ بهم وَأَخْبرُوهُ مَا جَاءَ بهم فَقَالَ تحتاجون إِلَيّ وَأَنْتُم كَمَا قد أرى فذبح لَهُم وَأَقَامُوا عِنْده ثمَّ قَامَ إِلَى خَازِن لَهُ يستحثه بِالطَّعَامِ ثمَّ جلس مَعَهم ثمَّ أكلُوا وَشَرِبُوا وَتَنَحَّى عَنْهُم الأفعي حَيْثُ لَا يرى وَهُوَ يسمع كَلَامهم فَقَالَ ربيعَة لم أر كَالْيَوْمِ لَحْمًا أطيب مِنْهُ لَوْلَا أَن شاته غذيت بِلَبن كلبة فَقَالَ مُضر لم أر كَالْيَوْمِ خمرًا لَوْلَا أَن حبلته نَبتَت على قبر فَقَالَ اياد لم أر كَالْيَوْمِ رجلا أسرى لَوْلَا أَنه لَيْسَ لِأَبِيهِ الَّذِي يَدعِي إِلَيْهِ فَقَالَ أَنْمَار لم أر كَالْيَوْمِ كَامِلا أَنْفَع فِي حاجتنا وَكَانَ كَلَامهم بأذنه فَقَالَ مَا هَؤُلَاءِ إِلَّا شياطين فَدَعَا القهرمان فَقَالَ أَخْبرنِي خبر هَذِه الكرمة فَقَالَ إِن حبلته غرستها على قبر أَبِيك وَسَأَلَ الرَّاعِي عَن العناق فَقَالَ هِيَ عنَاق أرضعتها بِلَبن كلبة وَلم يكن ولد فِي الْغنم غَيرهَا وَمَاتَتْ أمهَا ثمَّ أَتَى أمه فَقَالَ أصدقيني من أبي فَأَخْبَرته انها كَانَت تَحت ملك كثير المَال لَا يُولد لَهُ فَخفت ان يَمُوت وَلَا يُولد لَهُ فَمر بِي رجل فَوَقع عَليّ وَكَانَ نازلا عَليّ فَولدت فَرجع إِلَيْهِم فَقَالَ قصوا عَليّ قصتكم فَقَالَ مَا أشبه الْقبَّة الْحَمْرَاء من مَال فلمضر فَذهب بِالدَّنَانِيرِ

ذكر زواج اسماعيل امرأة من العماليق وأولاده منها

بن وَالْإِبِل فسميت مُضر الْحَمْرَاء وَأما صَاحب الخباء الْأسود فَلهُ كل أسود فَأخذ ربيعَة الْفرس وَمَا أشبهه وَكَانَ الْفرس أدهم فسميت ربيعَة الْفرس وَأما الدَّرَاهِم وَالْأَرْض فلأنمار وَذهب إياد بِالْخَيْلِ البلق وَالْغنم وَالنعَم فانصرفوا من عِنْده فَقَالَ الأفعي مساعدة الخاطل تعد من الْبَاطِل وان الْعَصَا من العصية وان خشينا من أخشن

ذكر من ولي مَكَّة من مُضر بن نزار قَدِيما وَتَفْسِير أُمُورهم

48 - حَدثنَا أَحْمد بن حميد الْأنْصَارِيّ قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا قَالَ حَدثنَا الْعَبَّاس بن بكار قَالَ حَدثنَا الفضيل بن مُحَمَّد قَالَ كَانَ محلم بن سُوَيْد الرئيس الأول ظننا أول من رَأس معدا وَكَانَت معد قبل ذَلِك تسترضي رَأْيه جمَاعَة رَحل رجل فَكَانَ أول من قاد مَعَه ميمنة وميسرة ولواء وَفِي ذَلِك يَقُول الفرزدق زيد الفوارس وَابْن زيد مِنْهُم ... وَأَبُو قبيصَة والرئيس الأول أما قَوْله ابْن زيد فَهُوَ حُصَيْن بن زيد بن صباح الضَّبِّيّ وَهُوَ الَّذِي قَالَ أوصى أَبونَا ضبة الْملقى ... سيف سُلَيْمَان الَّذِي يبْقى إِن على كل رَئِيس حَقًا ... أَن يخضب الْقَنَاة أَو تندقا

ذكر زواج اسماعيل ببنت مضاض ابن عمرو الجرهمية

قَالَ وَكَانَ ضبة ينزل مَكَّة وَكَانَ قد ولي الْحجاز واليمن لِسُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِمَا السَّلَام وَفِي ذَلِك يَقُول الشَّاعِر ضبة رب الْحجاز ... تجبي إِلَيْهِ أتاواتها من كل ذِي إبل نَاقَة ... وَمن كل ذِي غنم شَاتِهَا وَكَانَ الْبَيْت فِي ضبة من مُضر فَلَمَّا أَن مَاتَ صَار الْبَيْت من مُضر فِي سعد بن ضبة فَلَمَّا مَاتَ صَار الْبَيْت فِي أَسد بن خُزَيْمَة فَكَانَ سَادِن الْكَعْبَة

49 - فَحَدثني عبد الله بن أبي سَلمَة قَالَ حَدثنَا الْوَلِيد بن عَطاء الْمَكِّيّ عَن أبي صَفْوَان عَن عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ أَسد بن خُزَيْمَة خَازِن الْكَعْبَة فِي الزَّمن الأول

ذكر أن اسماعيل أول من ذللت له الخيل العراب وأنه أول من تكلم بالعربية

50 - وحَدثني هَارُون بن مُحَمَّد بن عبد الْملك قَالَ حَدثنِي مُوسَى بن صَالح بن شيخ بن عميرَة قَالَ حَدثنِي أبي قَالَ قَالَ لي أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور يَا شيخ أَيْن قبر جدك قلت بخرمان قَالَ فَقَالَ لي لَا هُوَ هَذَا وَهُوَ على أبي قبيس انه كَانَ من الْفَرِيقَيْنِ عَظِيما يَعْنِي أَسد بن خُزَيْمَة ثمَّ رَجعْنَا إِلَى حَدِيث الْأنْصَارِيّ قَالَ فَلَمَّا مَاتَ صَار الْبَيْت فِي تَمِيم فَلَمَّا مَاتَ صَارَت الرياسة إِلَى ابْنه عَمْرو بن تَمِيم ثمَّ صَارَت الْبَيْت فِي أسيد بن عَمْرو فَلَمَّا مَاتَ أسيد صَارَت مُضر لَا رَأس لَهَا حَتَّى نَشأ أَبُو الخفاد الْأَسدي وَكَانَ من المعمرين عَاشَ دهرا طَويلا وَفِيه يَقُول ربيعَة أَبُو لبيد الْجَعْفَرِي

ابو الخفاد إقبال الْكبر ... فالدهر صرفان فسد مُضر فِي الدَّهْر ان يحيى لَك ... من قيس عيلان وَأَحْيَاء أخر وَكَانَ الَّذِي يسْعَى لأبي الخفاد فِي جَمِيع صدقاته الْحَارِث بن عَمْرو بن تَمِيم فَكَانَ إِذا نزل بِقوم لم يبرح حَتَّى يَأْكُل من طعامهم فَأكْثر يَوْمًا من ذَلِك فَعظم بَطْنه فَسَموهُ الْحَارِث الحنط وَهُوَ أَبُو الحنطات فَلَمَّا مَاتَ أَبُو الخفاد صَار الْبَيْت فِي بني جمعان بن سعد ثمَّ تحول الْبَيْت بعد الجمانيين إِلَى الأضبط بن تريع ثمَّ تحول الْبَيْت إِلَى بني حَنْظَلَة بن دارم بن حَنْظَلَة وَضرب عَلَيْهِم الْقبَّة الْحَمْرَاء وَهِي قبَّة مُضر الْحَمْرَاء وَبهَا سميت مُضر الْحَمْرَاء فَلَمَّا مَاتَ صَارَت إِلَى ابْنه حَاجِب بن زُرَارَة وَكَانَ الْحَاجِب والنباش إبنا زُرَارَة من أشرف بني تَمِيم وَذَوي الْقدر بِمَكَّة

51 - حَدثنَا عبد الله بن عمرَان المَخْزُومِي قَالَ حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن ثَوْر بن يزِيد قَالَ تزوج رجل امْرَأَة على عهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلامه أَخ لَهُ فَذكر مِنْهَا صلاحا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عَلَيْك إِلَّا أَن تكون تزوجت ابْنة حَاجِب ابْن زُرَارَة إِن الله عز وَجل جَاءَ بِالْإِسْلَامِ فسوى بَين النَّاس وَلَا لوم على مُسلم

52 - وَحدثنَا الزبير بن بكار قَالَ حَدثنِي حَمَّاد بن نَافِع قَالَ سَمِعت سليما الْمَكِّيّ يَقُول كَانَ يُقَال فِي الْجَاهِلِيَّة وَالله لأَنْت أعز من آل النباش وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى دور حول الْمَسْجِد فَقَالَ كَانَت هَذِه رباعهم ثمَّ رَجعْنَا إِلَى حَدِيث الفضيل قَالَ ثمَّ صَارَت إِلَى ابْنه عُطَارِد بن حَاجِب فَلَمَّا مَاتَ صَارَت الرياسة فِي بني تَمِيم فِي عُمَيْر بن عُطَارِد فَلَمَّا مَاتَ صَارَت إِلَى ابْنه بجيد بن عُمَيْر وَكَانَ أحد الأجواد وَكَانَ صَاحب ربع بني تَمِيم وهمدان بِالْكُوفَةِ وَكَانَ على أذربيجان فِي ولَايَة مُعَاوِيَة فَمر بِهِ ألف رجل

ذكر قدوم جرهم وقطورا إلى مكة ولغتهما

من من بني بكر بن وَائِل كَانُوا وجهوا فِي بعث فحملهم على ألف فرس وَكَانَ الْبَيْت من ضبة فِي الْكبر من بني ثَعْلَبَة بن بكر وهم الفرسان وَالْعدَد من بني صباح فِي الْحصين بن يزِيد ثمَّ تحول الْبَيْت يَعْنِي الشّرف والرياسة يَوْم القرنين أَو القريتين شكّ أَبُو الْعَبَّاس فِي ضرار بن عَمْرو فَلَمَّا مَاتَ صَار إِلَى زيد الفوارس فَلَمَّا قتل صَار إِلَى قبيصَة بن ضرار وَكَانَ قبيصَة على أَصْحَابه يَوْم الْكلاب فَلَمَّا مَاتَ صَارَت إِلَى الْمُنْذر بن حسان بن ضرار وَكَانَ الْمُنْذر ابْن حسان هُوَ الَّذِي قتل مهْرَان الْملك يَوْم الْقَادِسِيَّة فَلَمَّا مَاتَ الْمُنْذر صَارَت إِلَى غيلَان بن حرشة بن عَمْرو بن ضرار فَلَمَّا مَاتَ صَار إِلَى ابْنه مَكْحُول بن غيلَان ذكر شَيْء من خبر خُزَاعَة وولايتهم لمَكَّة فِي الْجَاهِلِيَّة وَسبب ولايتهم ومدتها

53 - قَالَ الفاكهي بعد ان روى فِي هَذَا الْمَعْنى أَخْبَارًا قَالَ ابْن أبي سَلمَة وَابْن اسحاق فِي حَدِيثهمَا فَلم يزل الْأَمر بجرهم وغبشان وَبكر حَتَّى اقْتَتَلُوا فَغَلَبَتْهُمْ بكر وغبشان وظهروا عَلَيْهِم ووطئوهم ونفوهم من مَكَّة إِلَى مَا حولهَا وولوا عَلَيْهِم الْبَيْت وَمَا كَانُوا يلون بِمَكَّة من الحكم وَغَيره

ذكر اسم نبي الله اسماعيل

ذكر تغلب خُزَاعَة على جرهم وولايتهم مَكَّة وَأول مُلُوكهمْ

54 - وَذكر الفاكهي خَبرا يَقْتَضِي أَن عَمْرو بن لحي أول مُلُوك خُزَاعَة وَفِيه ذكر شَيْء من خَبره وَخبر جرهم لِأَنَّهُ قَالَ وَيُقَال فِي رِوَايَة أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ إِن حجابة الْبَيْت صَارَت إِلَى خُزَاعَة لِأَن ربيعَة بن حَارِثَة بن امرىء الْقَيْس بن ثَعْلَبَة بن مَازِن تزوج فهَيْرَة بنت الْحَارِث بن مضاض الجرهمي فَولدت لَهُ عَمْرو بن ربيعَة فَلَمَّا شب عَمْرو وساد وَشرف طلب حجابة الْبَيْت فَعِنْدَ ذَلِك نشبت الْحَرْب بَينهم وَبَين جرهم وَذكروا أَن عَمْرو بن ربيعَة عَاشَ ثَلَاثمِائَة وخمسا وَأَرْبَعين سنة وَبلغ وَلَده فِي حَيَاته ألف مقَاتل من ولد كَعْب وعدي وَسعد ومليح وعَوْف بن عَمْرو وَكَانَت بَينهم حروب طَوِيلَة وقتال شَدِيد ثمَّ إِن خُزَاعَة غلبوا جرهما على الْبَيْت وَخرجت جرهم حَتَّى نزلت وَادي إضم فهلكوا فِيهِ وَكَانَ عَمْرو بن ربيعَة أول من غير دين ابراهيم عَلَيْهِ السَّلَام وَأَنه خرج إِلَى الشَّام فاستخلف على الْبَيْت رجلا من بني عبد بن ضخم يُقَال لَهُ آكل الْمَرْوَة وَعَمْرو يَوْمئِذٍ وَأهل مَكَّة على دين ابراهيم عَلَيْهِ السَّلَام فَلَمَّا قدم الشَّام نزل البلقاء فَوجدَ قوما يعْبدُونَ أوثانا فَقَالَ مَا هَذِه الأنصاب الَّتِي أَرَاكُم تَعْبدُونَ فَقَالُوا أَرْبَابًا نتخذها نستنصر بهَا على عدونا فننصر ونستشفي بهَا من الْمَرَض فنشفى فَوَقع قَوْلهم فِي نَفسه فَقَالَ هبوا لي مِنْهَا وَاحِدًا نتخذه ببلدي فَإِنِّي صَاحب بَيت الله الْحَرَام وَالِي وفدت الْعَرَب من كل صوب فَأَعْطوهُ صنما يُقَال لَهُ هُبل فَحَمله حَتَّى نَصبه للنَّاس بِمَكَّة فتابعه الْعَرَب على ذَلِك. وَذكر بَقِيَّة الْخَبَر

ذكر أن اسماعيل أبو العرب

ذكر أول من ولي الْبَيْت من خُزَاعَة

55 - قَالَ الفاكهي قَالَ الْوَاقِدِيّ وحَدثني حرَام بن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ أول من وليه من غبشان من خُزَاعَة وَكَانَ الَّذِي وليه مِنْهُم عَمْرو بن الْحَارِث بن لؤَي بن ملكان بن قصي نصب هُبل صنما بِمَكَّة فَقَالَ الْحَارِث ابْن مضاض وَهُوَ يعظ عمرا يَا عَمْرو لَا تفجر بِمَكَّة ... إِنَّهَا بلد حرَام

ذكر أن النبوة والملك إنما تكون في ذرية اسماعيل الى آخر الزمان

ذكر من ولي الْبَيْت من خُزَاعَة

56 - حَدثنَا عبد الله بن عمرَان المَخْزُومِي قَالَ حَدثنَا سعيد بن سَالم قَالَ قَالَ عُثْمَان يَعْنِي ابْن سَاج أَخْبرنِي مُحَمَّد بن اسحاق

ذكر شيء من أخبار هاجر أم إسماعيل عليهما السلام

57 - وحَدثني عبد الْملك بن مُحَمَّد عَن زِيَاد بن عبد الله عَن ابْن اسحاق يزِيد أَحدهمَا على صَاحبه فِي اللَّفْظ قَالَ ثمَّ إِن غبشان من خُزَاعَة وليت الْبَيْت من بعد جرهم دون بكر بن كنَانَة فَكَانَت بكر لَهُم عضدا وناصرا مِمَّن بغى عَلَيْهِم وَقد حاربتهم وقريش إِذْ ذَاك حُلُول وأضرام وهم بيوتات متفرقون فِي قَومهمْ من بني كنَانَة وَكَانَ الَّذِي يَلِي الْبَيْت من غبشان عَمْرو بن الْحَارِث بن لؤَي بن ملكان بن قصي وَهُوَ الَّذِي يَقُول نَحن وليناه فَلم نغشه ... وَابْن مضاض قَائِم يهشه يَأْخُذ مَا يهدى لَهُ يعسه ... نَتْرُك مَال الله لَا نمسه

وَقَالَ أَيْضا نَحن ولينا الْبَيْت بعد جرهم ... لنمنعه من كل بَاغ وظالم ونمنعه من كل بَاغ يُريدهُ ... فَيرجع منا عِنْده غير سَالم ونحفظ حق الله فِيهِ وعهدنا ... ونمنعه من كل بَاغ وآثم ونترك مَا يهدى لَهُ لَا نمسه ... نَخَاف عِقَاب الله عِنْد الْمَحَارِم وَكَيف نُرِيد الظُّلم فِيهِ وربنا ... بَصِير بِأَمْر الظُّلم من كل غاشم فوَاللَّه لَا يَنْفَكّ يحفظ أمره ... ويعمره مَا حج أهل المواسم وَنحن نَفينَا جرهما عَن بلادهما ... إِلَى بَلْدَة فِيهَا صنوف المآثم قَالَ فوليت خُزَاعَة الْبَيْت زَمَانا طَويلا وهم أخرجُوا إسافا ونائلة من الْكَعْبَة فوضعوهما على زَمْزَم

ذكر أولاد اسماعيل

ذكر أَن قيس عيلان أَرَادَت اخراج خُزَاعَة من الْحرم فَلم يتم لَهُم ذَلِك

58 - وَذكر الفاكهي خَبرا يَقْتَضِي بَان قيس بن عيلان أَرَادوا إِخْرَاج خُزَاعَة من مَكَّة فَلم يتم لَهُم أَمر لانه قَالَ بعد ان ذكر شَيْئا عَن الْوَاقِدِيّ فَلَمَّا مَاتَ عَمْرو بن لحي ولي الْبَيْت من بعده كَعْب بن عَمْرو فاجتمعت قيس على عَامر بن الظرب العدواني فَسَار بهم إِلَى مَكَّة ليخرج خُزَاعَة فقاتلتهم خُزَاعَة فانهزمت قيس وَوليت خُزَاعَة الْبَيْت لَا ينازعهم اُحْدُ

ذكر شيء من خبر بني اسماعيل عليه السلام

ذكر بعض مَا قَالَت عدوان من الشّعْر ينالون فِيهِ من خُزَاعَة

59 - وَذكر الفاكهي لبَعض عدوان شعرًا نَالَ فِيهِ من خُزَاعَة لَان بعض خُزَاعَة قَالَ شعرًا تعرض فِيهِ لعدوان فِيمَا يظْهر وَالله اعْلَم وَنَصّ مَا ذكره الفاكهي وَقَالَ حليل نَحن بَنو عَمْرو وُلَاة الْمشعر ... نذب بِالْمَعْرُوفِ أهل الْمُنكر حسا ولسنا بِهَذَا الْمحصر وَقَالَ وأجابه نصر بن الأحت العدواني إِن الْخَنَا مِنْكُم وَقَول الْمُنكر ... جئناكموا بالزحف فِي المسنور بِكُل مَاض فِي اللِّقَاء مسعر

60 - وَذكر الفاكهي عَن حليل بن حبشية هَذَا شعرًا آخر لانه قَالَ وَقَالَ حليل بن حبشية وَاد حرَام طيره ووحشه ... وَابْن مضاض قَائِم يهشه وَقد سبق فِيمَا ذكره الفاكهي عَن ابْن إِسْحَاق أَن عَمْرو بن الْحَارِث الغبشاني هُوَ الَّذِي يَقُول نَحن وليناه فَلم نغشه ... وَابْن مضاض قَائِم يهشه

ذكر تبديل دين إبراهيم الخليل وأول من فعله وإنكار إلياس بن مضر ابن نزار عليهم

ذكر آخر من ولي الْبَيْت وَمَكَّة من خُزَاعَة

61 - روى الفاكهي بِسَنَدِهِ عَن عَائِشَة وَابْن اسحاق وَغَيره من اهل الاخبار ان حليل بن حبشية هُوَ آخر من ولي الْبَيْت وَأمر مَكَّة من خُزَاعَة

ذكر من كَانَ شَرِيكا لحليل بن حبشية فِي ولَايَة الْكَعْبَة

62 - وَذكر الفاكهي خَبرا يَقْتَضِي ان أَبَا غبشان الْخُزَاعِيّ كَانَ شريك حليل فِي الْكَعْبَة وابو غبشان هُوَ على مَا ذكره الزبير عَن الْأَثْرَم عَن أبي عُبَيْدَة سليم ابْن عَمْرو بن لؤَي بن ملكان بن أفصى بن حَارِثَة بن عَمْرو بن عَامر وَنَصّ الْخَبَر الَّذِي ذكره الفاكهي

ذكر أول نبي من ولد اسماعيل عليهم السلام

63 - قَالَ الْوَاقِدِيّ وَسمعت ان جريج يَقُول كَانَ حليل يفتح الْبَيْت فَإِذا اعتل أعْطى ابْنَته الْمِفْتَاح حَتَّى تفتحه فَإِذا اعتلت اعطت زَوجهَا قصيا يَفْتَحهُ وَكَانَ قصي يعْمل فِي أَخذ الْبَيْت وحيازته إِلَيْهِ وَقطع ذكر خُزَاعَة مِنْهُ وَكَانَ شريك حليل فِيهِ أَبُو غبشان وَكَانَ حليل يتنزه عَن أَشْيَاء يَفْعَلهَا أَبُو غبشان

ذكر أَن ابا غبشان كَانَ وَصِيّا على الْبَيْت من قبل حليل بن حبشية الْخُزَاعِيّ

ذكر خبر وفد عاد إلى مكة

64 - حَدثنَا حسن بن حُسَيْن الْأَزْدِيّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن حبيب قَالَ قَالَ عِيسَى بن بكر الْكِنَانِي الْمدنِي قَالَ قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ أَو غَيره يُقَال أَن قصيا دَعَا غبشانه الملكاني فَقَالَ هَل لَك أَن تدع الْأَمر الَّذِي أوصى بِهِ إِلَى حبي وَعبد المدان فتخلي بَينهمَا وَبَينه وتصيب عرضا من الدُّنْيَا فطابت نفس أبي غبشان وأجابهم إِلَى ذَلِك فَأَعْطَاهُمْ قصي أثوابا وأبعرة وَلم يكن أَبُو غبشان وَارِثا لحليل وَلَا وليا إِنَّمَا كَانَ وَصِيّا فجازت وَصيته وصيرت حبي إِلَى إبنها حجابة الْبَيْت وَدفعت المفاتيح إِلَيْهِ

ذكر سَبَب بيع أبي غبشان نصِيبه من ولَايَة الْبَيْت وَكم كَانَ الثّمن

65 - نقل الفاكهي عَن الْوَاقِدِيّ عَن ابْن جريج وَكَانَت البحائر تنحر عِنْد الْبَيْت عِنْد إساف ونائلة فَكَانَ أَبُو غبشان لَهُ من كل بحيرة رَأسهَا والعنق ثمَّ أَنه اسْتَقل ذَلِك فَأبى أَن يرضى بذلك فَقَالَ يزِيدُونَ الأكتاف فَفَعَلُوا ثمَّ أدب لَهُم فَقَالَ يزِيدُونَ الْعَجز فَأبى النَّاس ذَلِك

ذكر لماذا سمي العماليق ب العماليق

عَلَيْهِ عَلَيْهِ فَأتى رجل من بني عقيل يُقَال لَهُ مرّة بن كثير أَو كَبِير ببدنة لَهُ وَكَانَت سَمِينَة فنحرها وَأَبُو غبشان قَائِم فَقَالَ أبدأ بالعنق وَالرَّأْس والكتف وَالْعجز فَقَالَ الْعقيلِيّ فَمَا بَقِي إِذا لمن سيقت إِلَيْهِ قَالَ الأكارع قَالَ فرفده النَّاس وَمن حضر من قُرَيْش وَغَيرهم وَقَالُوا عَبث كنت أَولا تَقول الرَّأْس والعنق فَكَانَ هَذَا أخف من غَيره ثمَّ تعديت إِلَى الأكارع فَقَالَ لَا أقيم فِي هَذَا الْبَلَد أبدا إِلَّا على ذَلِك فَلَمَّا أَبَوا عَلَيْهِ قَالَ من يَشْتَرِي نَصِيبي من الْبَيْت بأداوة تبلغني إِلَى الْيمن أَو بزق خمر فَاشْترى نصِيبه فِي ذَلِك قصي وارتحل أَبُو غبشان إِلَى الْيمن فَقَالَ النَّاس أخسر من صَفْقَة أبي غبشان قَالَ الْوَاقِدِيّ وَرَأَيْت مشيخة خُزَاعَة تنكر هَذَا

ذكر الْمَكَان الَّذِي اشْترى فِيهِ قصي مِفْتَاح الْكَعْبَة من أبي غبشان

ذكر بناء العماليق للبيت

66 - وَنقل الفاكهي عَن الزبير بن بكار مَا يَقْتَضِي أَن قصيا اشْترى مِفْتَاح الْبَيْت من أبي غبشان بِالطَّائِف

ذكر أَخْبَار تبع الْحِمْيَرِي

ذكر شيء من أخبار العماليق

67 - حَدثنِي حسن بن حُسَيْن الْأَزْدِيّ قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله عَن هِشَام بن الْكَلْبِيّ قَالَ أَخْبرنِي جرير بن يزِيد البَجلِيّ عَن جَعْفَر بن

مُحَمَّد مُحَمَّد عَن أَبِيه قَالَ لما أقبل تبع يُرِيد هدم الْبَيْت وَصرف وُجُوه الْعَرَب إِلَى الْيمن فَبَاتَ صَحِيحا فَأقبل وَقد سَالَتْ عَيناهُ على خديه فَبعث إِلَى الْأَحْبَار والسحرة والكهان والمنجمين فَقَالَ مَالِي فوَاللَّه لقد بت لَيْلَتي وَمَا أجد شَيْئا ثمَّ صرت إِلَى مَا ترَوْنَ فَقَالُوا لَعَلَّك حدثت نَفسك لهَذَا الْبَيْت بِسوء فَقَالَ نعم فَقَالُوا فَحدث نَفسك أَن تصنع بِهِ وبأهله خيرا فَفعل وَقد رجعت عَيناهُ فَارْتَد بَصيرًا وكسى الْبَيْت الخصف

ذكر كَيفَ انْتَقَلت أصنام قوم نوح إِلَى الْعَرَب

ذكر نسب جرهم

68 - عَن ابْن الْكَلْبِيّ قَالَ كَانَ لعَمْرو بن ربيعَة رئي من الْجِنّ فَأَتَاهُ فَقَالَ أجب أَبَا ثُمَامَة وادخل بِلَا ملامة ثمَّ أئت سيف جدة تَجِد بهَا أصناما معدة ثمَّ أوردهَا تهَامَة وَلَا تهب ثمَّ ادْع الْعَرَب إِلَى عبادتها تجب قَالَ فَأتى عَمْرو سَاحل جدة فَوجدَ بهَا ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا وَهِي الْأَصْنَام الَّتِي عبدت على عهد نوح وَإِدْرِيس ثمَّ إِن الطوفان طرحها هُنَاكَ فسقى عَلَيْهَا الرمل فاستثارها عَمْرو وَخرج بهَا إِلَى تهَامَة وَحضر الْمَوْسِم فَدَعَا إِلَى عبادتها فَأُجِيب قَالَ ابْن حجر وَعَمْرو بن ربيعَة هُوَ عَمْرو بن لحي

69 - عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ كَانَت أنعم من طي وجرش بن مذْحج اتَّخذُوا يَغُوث لجرش

ذكر أن جرهما كان في السفينة مع نوح عليه السلام

الله وَكَانَت خيوان بطن من هَمدَان اتَّخذُوا يعوق بأرضهم وَأما نسر فَكَانَت لحمير لآل ذِي الكلاع اتخذوه بِأَرْض حمير

ذكر أول حُدُوث الْأَصْنَام على الأَرْض وَسَببه

ذكر السبب في خروج جرهم من مكة

70 - عَن عبيد الله بن عبيد بن عُمَيْر قَالَ أول مَا حدثت الْأَصْنَام على عهد نوح وَكَانَت الْأَبْنَاء تبر الْآبَاء فَمَاتَ رجل مِنْهُم فجزع عَلَيْهِ فَجعل لَا يصبر عَنهُ فاتخذوا مِثَالا على صورته فَكلما اشتاق إِلَيْهِ نظره ثمَّ مَاتَ فَفعل بِهِ كَمَا فعل حَتَّى تتابعوا على ذَلِك فَمَاتَ الْآبَاء فَقَالَ الْأَبْنَاء مَا إتخذ آبَاؤُنَا هَذِه إِلَّا أَنَّهَا كَانَت آلِهَتهم فعبدوها

ذكر ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر ومواضعها وَمن كَانَ يَعْبُدهَا

ذكر آخر في خروج جرهم من مكة

71 - عَن مُحَمَّد بن ثَوْر عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ صَارَت الْأَوْثَان الَّتِي كَانَت فِي قوم نوح فِي الْعَرَب بعد أما ود فَكَانَت لكَلْب بدومة الجندل وَأما سواغ فَكَانَت لهذيل وَأما

بن يَغُوث فَكَانَت لمراد ثمَّ بنى غطيف بالجرف عِنْد سبأ وَأما يعوق فَكَانَت لهمدان وَأما نسر فَكَانَت لحمير لآل ذِي كلاع أَسمَاء رجال صالحين من قوم نوح فَلَمَّا هَلَكُوا أوحى الشَّيْطَان إِلَى قَومهمْ أَن انصبوا إِلَى مجَالِسهمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أنصابا وسموها بِأَسْمَائِهِمْ فَفَعَلُوا فَلم تعبد حَتَّى إِذا هلك أُولَئِكَ وتنسخ الْعلم عبدت

ذكر فناء جرهم بالنمل

ذكر خبر مَنَاة وموضعها

72 - عَن عُثْمَان بن سَاج عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ نصب عَمْرو بن لحي مَنَاة على سَاحل الْبَحْر مِمَّا يَلِي قديد فَكَانَت الأزد وغسان يحجونها ويعظمونها إِذا طافوا بِالْبَيْتِ وأفاضوا من عَرَفَات وفرغوا من منى أَتَوا مَنَاة فأهلوا لَهَا فَمن أهل لَهَا لم يطف بَين الصَّفَا والمروة قَالَ وَكَانَت مَنَاة لِلْأَوْسِ والخزرج والأزد من غَسَّان وَمن دَان دينهم من أهل يثرب ذكر صنمي إساف ونائلة وموضعهما

73 - عَن الشّعبِيّ قَالَ كَانَ صنم بالصفا يدعى إساف ووثن بالمروةيدعى نائلة فَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يسعون بَينهمَا فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام رمي بهما

ذكر بعض شعر الحارث بن مضاض الجرهمي

أبي وَقَالُوا إِنَّمَا كَانَ يصغه أهل الْجَاهِلِيَّة من أجل أوثانهم فأمسكوا عَن السَّعْي بَينهمَا قَالَ فَأنْزل الله تَعَالَى! إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله! الْآيَة

74 - وَعَن أبي مجلز نَحوه وَزَاد فِيهِ يزْعم أهل الْكتاب أَنَّهُمَا زَنَيَا فِي الْكَعْبَة فمسخا حجرين فوضعهما على الصَّفَا والمروة ليعتبر بهما فَلَمَّا طَالَتْ الْمدَّة عبدا

ذكر اللات وأصل عبادتها ومكانها

ذكر من بقي من جرهم

75 - عَن مُجَاهِد قَالَ كَانَ رجل فِي الْجَاهِلِيَّة على صَخْرَة بِالطَّائِف وَعَلَيْهَا لَهُ غنم فَكَانَ يسلوا من رسلها وَيَأْخُذ من زبيب الطَّائِف والأقط فَيجْعَل مِنْهُ حَيْسًا وَيطْعم من يمر بِهِ من النَّاس فَلَمَّا مَاتَ عبدوه

76 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ أَن اللات لمامات قَالَ لَهُم عَمْرو بن لحي إِنَّه لم يمت وَلكنه دخل الصَّخْرَة فعبدوها وبنوا عَلَيْهَا وبنوا عَلَيْهَا بَيْتا وَكَانَت اللات بِالطَّائِف

ذكر شيء من خبر عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي وطول حياته

ذكر من كَانَ يعبد الشعري

77 - عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى! وَأَنه هُوَ رب الشعرى! قَالَ نزلت فِي خُزَاعَة وَكَانُوا يعْبدُونَ الشعري وَهُوَ الْكَوْكَب الَّذِي يتبع الجوزاء

ذكر فرق الْعَرَب فِي الْأَشْهر الْحرم

78 - روى الفاكهي بِسَنَدِهِ عَن هِشَام بن الْكَلْبِيّ عَن أَبِيه قَالَ كَانَت الْعَرَب فِي أشهر الْحَج على ثَلَاثَة أهواء مِنْهُم من يفعل الْمُنكر وهم المحلون الَّذين يحلونَ الْأَشْهر الْحرم فيغتالون فِيهَا وَيَسْرِقُونَ وَمِنْهُم من كَانَ يكف عَن ذَلِك وَمِنْهُم اهل هوى شرعة صلصل بن أَوْس بن مجاسر بن مُعَاوِيَة بن شرِيف من بني عَمْرو بن تَمِيم فِي قتال المحلين ثمَّ قَالَ أَن ذكر المحرمين وَكَانُوا يسمونهم الصلاصل لِأَن صلصلا شرع ذَلِك وَكَانُوا ينزلون على بِئْر قريبَة من مَكَّة ثمَّ يتفرقون فِي النَّاس مِنْهَا وَكَانَت الْبِئْر تسمى ببئر صلاصل

ذكر ولاية اياد بن نزار البيت وحجابتهم إياه وتفسير ذلك

ذكر شَيْء من أَخْبَار قُرَيْش بِمَكَّة فِي الْجَاهِلِيَّة وَذكر مَا وصفت بِهِ بطُون قُرَيْش

79 - حَدثنَا عبد الله بن عَمْرو بن أبي سعد قَالَ حَدثنَا إِسْحَاق بن البهلول قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد منَاف عز قُرَيْش وَأسد ركنها وعضدها وَعبد الدَّار رئتها وأوائلها وعدي جناحاها ومخزوم ريحانتها وأواكتها وجمح وَسَهْم عديدها وعامر ليوثها وفرسانها وَالنَّاس تبع لقريش وقريش تبع لولد قصي

80 - وَحدثنَا عبد الله بن أبي سَلمَة قَالَ حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر عَن عبد الْعَزِيز بن عمرَان عَن عبد الْملك بن عبد الْعزي عَن عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ عبد منَاف عز قُرَيْش وَأسد بن عبد الْعزي عضدها وزهرة الكبد وتيم وعدي رئتها ومخزوم فِيهَا كالأراكة فِي بطونها وجمح وَسَهْم جناحاها وعامر ليوثها وفرسانها وكل تبع لولد قصي وَالنَّاس تبع لقريش

81 - وحَدثني حسن بن حُسَيْن قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي السّري قَالَ حَدثنَا هِشَام بن الْكَلْبِيّ

82 - وَعَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن مُحَمَّد بن قيس الْأَسدي قَالَ عَن ابْن الْكَلْبِيّ عَن عَليّ بن ربيعَة عَن مُحَمَّد بن قيس قَالَ سُئِلَ عَليّ بن أبي

ذكر اولاد نزار بن معد بن عدنان وشيء من خبرهم

قَالَ طَالب رَضِي الله عَنهُ وكرم الله وَجهه عَن بني هَاشم فَقَالَ أطيب النَّاس أنفسا عِنْد الْمَوْت وَذكر كرائم الْأَخْلَاق وَسُئِلَ عَن بني أُميَّة فَقَالَ أشدنا حجرا وأدركنا للأمور إِذا طلبُوا وَسُئِلَ عَن بني الْمُغيرَة من بني مَخْزُوم فَقَالَ أُولَئِكَ رَيْحَانَة قُرَيْش الَّتِي تشمونها وَسُئِلَ عَن بطن آخر كنى عَنْهُم سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ عُثْمَان وهم بَنو تيم فَذكر شَيْئا

83 - قَالَ حسن بن حُسَيْن وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن سهل الْأَزْدِيّ قَالَ سَمِعت هِشَام بن الْكَلْبِيّ يذكر عَن أَبِيه قَالَ سُئِلَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَجهه عَن قُرَيْش فَقَالَ أما بَنو هَاشم فأفضح وأسمح وَأصْبح وَمَا إخوتها من بني عبد شمس فَأنْكر نكرا وأعذر وأفجر وَسُئِلَ مرّة أُخْرَى فَقَالَ أما بَنو هَاشم فَأَصدق قُرَيْش فِي النّوم واليقظة وَأَكْرمهَا أحلاما وأضربها بِالسَّيْفِ وَأما بَنو شمس فأبعدنا هما وأمنعنا لما وَرَاء ظُهُورهمْ وَأما بَنو مَخْزُوم فريحانة قُرَيْش يحب ويشتهي تزوج نِسَائِهِم

ذكر أهل البطاح والظواهر من قُرَيْش

84 - حَدثنَا الزبير بن أبي بكر قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن المَخْزُومِي عَن الْعَلَاء بن الْحسن عَن عَمه أَفْلح بن عبد الله بن الْمُعَلَّى عَن أَبِيه وَغَيره من أهل الْعلم قَالَ إِن قُرَيْش البطاح بَنو كَعْب بن لؤَي وَإِنَّمَا سموا

ذكر من ولي مكة من مضر بن نزار قديما وتفسير أمورهم

قُرَيْش البطاح لِأَن قُريْشًا حِين أقتسموا بِلَادهمْ احتلت كَعْب بن لؤَي الأباطح فكعب وَبَنوهُ قِرْش البطاح حَيْثُ مَا كَانُوا وقريش الظَّوَاهِر هم خَالِد بن النَّضر والْحَارث بن مَالك وقدد بن رجا والْحَارث ومحارب إبنا فهر وعَوْف بن فهر ودرج والأدرم وهم بَنو تيم بن غَالب بن فهر وَقيس بن فهر وقدد وعامر بن لؤَي وَإِنَّمَا سموا الظَّوَاهِر لِأَن قُريْشًا حِين إقتسموا دَارهم أخذُوا مِنْهُم ظواهر مَكَّة بِحَيْثُ سكنوا بالظاهرة

85 - وَحدثنَا الزبير بن أبي بكر قَالَ حَدثنِي أَبُو الْحسن الْأَثْرَم عَن هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ قَالَ كَانَت قُرَيْش الظَّوَاهِر محَارب والْحَارث ابْنا فهر وَمن هُنَاكَ من جيرانهم عَامر بن لؤَي والأدرم بن غَالب يغيرون على بني كنَانَة يُغير بهم عَمْرو بن عبد ود إِلَّا أَن الْحَارِث بن فهر دخلت بعد ذَلِك مَكَّة فَهِيَ من البطاح وهم يَد مَعَ المطيبين

ذكر قُرَيْش الْعَارِية

86 - حَدثنَا الزبير بن أبي بكر قَالَ وَأما ولد سامة بن لؤَي وهم قُرَيْش الْعَارِية لأَنهم عريوا عَن قَومهمْ فنسبوا إِلَى أمّهم نَاجِية بنت حرَام بن رَيَّان وَهُوَ غلاف وَكَانَ أول من أَتَّخِذ من الرِّجَال الغلافية فنسب إِلَيْهَا فَقيل غلاف وإسم نَاجِية ليلى وَإِنَّمَا سميت نَاجِية لِأَنَّهَا سَارَتْ فِي مفازة فعطشت فاستسقت سامة بن لؤَي فَقَالَ لَهَا بَين يَديك وَهُوَ يريها السراب حَتَّى جَاءَت المَاء فنجت فسميت نَاجِية

87 - وَقد ذكر الفاكهي عَن الزبير تسميتهم بذلك لِأَنَّهُ قَالَ وَإِنَّمَا قيل لخزيمة بن لؤَي عَائِدَة لِأَن عُبَيْدَة بن خُزَيْمَة تزوج عَائِدَة بنت الحمس ابْن قُحَافَة بن خثعم فَولدت لَهُ مَالِكًا وتيما فسموا عَائِدَة بأمهم قَالَ لنا الزبير قَالَ عَليّ بن الْمُغيرَة عَن حسن بن عَليّ الْعقيلِيّ قَالَ وَإِنَّمَا قيل عَائِدَة قُرَيْش لِأَن عدادهم فِي بني أبي ربيعَة بن ذهل بن شَيبَان فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام فَقيل عَائِدَة قُرَيْش لِئَلَّا يضلوا

88 - وحَدثني الزبير بن ابي بكر قَالَ كَانَ أهل الظَّوَاهِر من قُرَيْش فِي الْجَاهِلِيَّة يفخرون على أهل الْحرم فيعقد لِوَاء فخارهم للنَّاس قَالَ الزبير وَكَانَت الْعَرَب تنفس قُريْشًا وَتعير أهل الْحرم مِنْهَا بالْمقَام بِالْحرم فأسموهم الصب

ذكر نسب قُرَيْش وَأول من سمي بالقرشي وَسبب ذَلِك

89 - روى الفاكهي بِسَنَدِهِ أَن عبد الْملك بن مَرْوَان سَأَلَ مُحَمَّد بن جُبَير عَن ذَلِك فَقَالَ إِن ذَلِك لتجمعها فِي الْحرم وَأَن عبد الْملك قَالَ لَهُ مَا

بن سَمِعت بِهَذَا وَلَكِن سَمِعت أَن قصيا كَانَ يُقَال لَهُ الْقرشِي وَلم يسم قرشي قبله

90 - وَنقل الفاكهي ذَلِك عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف من طَرِيقين

ذكر تغلب خزاعة على جرهم وولايتهم مكة وأول ملوكهم

91 - وَنقل الفاكهي مَا يُخَالف ذَلِك لِأَنَّهُ قَالَ قَالَ أَبُو بكر وحَدثني أَبُو بكر بن عبد الله وَابْن أبي جهم قَالَا النَّضر بن كنَانَة كَانَ يُسمى الْقرشِي

92 - روى الفاكهي بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه سَأَلَ عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنهُ بِحَضْرَة مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ لماذا سميت قُرَيْش قُريْشًا ثمَّ أجَاب ابْن عَبَّاس عَن ذَلِك أَن بِسَبَب دَابَّة فِي الْبَحْر تسمى القرش ثمَّ أنْشد قَول المسروح بن عَمْرو الْحِمْيَرِي على ذَلِك وقريش هِيَ الَّتِي تسكن البح ... ر بهَا سميت قُرَيْش قُريْشًا تَأْكُل الغث وَلَا تت ... رك مِنْهُ لذِي جناحين ريشا

ذكر أول من ولي البيت من خزاعة

ذكر خبر قصي بن كلاب

93 - وَحدثنَا الزبير بن أبي بكر قَالَ قَالَ أَبُو الْحسن الْأَثْرَم قَالَ أَبُو عُبَيْدَة قَالَ مُحَمَّد بن حَفْص قدم رزاح وَقد نفى قصي خُزَاعَة وَقَالَ

ذكر من ولي البيت من خزاعة

بن بعض مشيخة قُرَيْش إِن مَكَّة لم يكن بهَا بَيت فِي الْحرم إِنَّمَا كَانُوا يكونُونَ بهَا حَتَّى إِذا أَمْسوا خَرجُوا لَا يسْتَحلُّونَ أَن يُصِيبُوا فِيهَا جَنَابَة وَلم يكن بهَا بَيت قَائِم فَلَمَّا جمع قصي قُريْشًا وَكَانَ أدهى من رُؤِيَ من الْعَرَب قَالَ لَهُم أرى أَن تصبحوا بأجمعكم فِي الْحرم حول الْبَيْت فوَاللَّه لَا تستحل الْعَرَب قتالكم وَلَا يَسْتَطِيعُونَ إخراجكم مِنْهُ وتسكنونه فتسودوا الْعَرَب أبدا

ذكر ولَايَة قصي للكعبة وَكَيف أَخذ مفتاحها من أبي غبشان

94 - عَن الزبير قَالَ حَدثنِي عمر بن أبي بكر الْموصِلِي عَن عبد الْحَكِيم وسُفْيَان بن أبي نمر قَالَ كَانَ أَبُو غبشان الْخُزَاعِيّ يَلِي الْبَيْت وَكَانَ هُوَ وقصي بِمَكَّة فتحالفا على أَن لَا يَبْغِي أَحدهمَا على صَاحبه ثمَّ إبتاع قصي الْمِفْتَاح فَقدم مَكَّة فَقَالَ لِقَوْمِهِ هَذَا مِفْتَاح بَيت أبيكم إِسْمَاعِيل قد رده الله عَلَيْكُم من غير غدر وَلَا ظلم فَلَمَّا أَفَاق أَبُو غبشان ندمه أَصْحَابه وعابوا عَلَيْهِ مَا صنع فَجحد البيع فَقَالَ إِنَّمَا رهنته عِنْده رهنا بِحقِّهِ فَقَالَ النَّاس أخسر من صَفْقَة أبي غبشان فَذَهَبت مثلا وَوَقعت الْحَرْب بَين قصي وَبَين أبي غبشان وفوقهما قُرَيْش وخزاعة فَذَلِك قَول الشَّاعِر ابو غبشان أظلم من قصي ... وأظلم من بني فهر خزاعه فَلَا تلحو قصيا فِي شراه ... ولوموا شيخكم إِذْ كَانَ بَاعه

ذكر الثّمن الَّذِي دَفعه قصي لأبي غبشان عَن مِفْتَاح الْبَيْت

ذكر أن قيس عيلان أرادت اخراج خزاعة من الحرم فلم يتم لهم ذلك

95 - روى الفاكهي بِسَنَدِهِ إِلَى كَرَامَة بن الْمِقْدَاد بن عَمْرو الْكِنْدِيّ عَن أَبِيهَا الْمَعْرُوف بالمقداد بن الْأسود أَن قصيا اشْترى مَفَاتِيح الْكَعْبَة من أبي غبشان بزق خمر

ذكر قدوم رزاح على قصي واستقرار قُرَيْش بِمَكَّة

ذكر بعض ما قالت عدوان من الشعر ينالون فيه من خزاعة

96 - حَدثنَا الزبير بن أبي بكر قَالَ قَالَ أَبُو الْحسن الْأَثْرَم قَالَ أَبُو عُبَيْدَة قَالَ مُحَمَّد بن حَفْص قدم رزاح وَقد نفى قصي خُزَاعَة وَقَالَ بعض مشيخة قُرَيْش إِن مَكَّة لم يكن بهَا بَيت فِي الْحرم إِنَّمَا كَانُوا يكونُونَ بهَا حَتَّى إِذا أَمْسوا خَرجُوا لَا يسْتَحلُّونَ أَن يُصِيبُوا فِيهَا جَنَابَة وَلم يكن بهَا بَيت قَائِم فَلَمَّا جمع قصي قُريْشًا وَكَانَ أدهى من رُؤِيَ فِي الْعَرَب قَالَ لَهُم أرى أَن تصبحوا بأجمعكم فِي الْحرم حول الْبَيْت فوَاللَّه لَا يسْتَحل الْعَرَب قتالكم وَلَا يَسْتَطِيعُونَ إخراجكم مِنْهُ وتسكنونه فتسودون الْعَرَب أبدا فَقَالُوا أَنْت سيدنَا رَأينَا لرأيك تبع فَجَمعهُمْ ثمَّ أصبح بهم فِي الْحرم حول الْبَيْت فمشت إِلَيْهِ أَشْرَاف كنَانَة وَقَالُوا إِن هَذَا عِنْد الْعَرَب عَظِيم وَلَو تركناك مَا تركتك

الله الْعَرَب فَقَالَ وَالله لَا أخرج مِنْهُ فَثَبت وَحضر الْحَج فَقَالَ لقريش قد حضر الْحَج وَقد سَمِعت الْعَرَب بِمَا صَنَعْتُم وهم لكم معظمون وَلَا أعلم مكرمَة عِنْد الْعَرَب أعظم من الطَّعَام فَليخْرجْ كل إِنْسَان مِنْكُم من مَاله خرجا فَفَعَلُوا فَجمع من ذَلِك شَيْئا كثيرا فَلَمَّا جَاءَ أَوَائِل الْحَاج نحر على كل طَرِيق من طرق مَكَّة جزورا وَنَحْو بِمَكَّة وَجعل حَظِيرَة فَجعل فِيهَا الطَّعَام من الْخبز والثريد وَاللَّحم فَمن مر بِاللَّحْمِ والثريد أكل وَمن قدم قصد الحظيرة فَأكل وَسقي المَاء وَاللَّبن الْمَحْض ثمَّ صدرُوا على مثل ذَلِك فصدر روادهم يَقُولُونَ أشبعهم زيد قصي لَحْمًا ... ولبنا مَحْضا وخبرا هشما وَلم يكن بَنو عَامر بن لؤَي ترفد مَعَ قُرَيْش شَيْئا

ذكر شَيْء من خبر الْحجر الْأسود

ذكر آخر من ولي البيت ومكة من خزاعة

97 - عَن أم سَلمَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا حدثت أَن جرهما كَانَت أهل الْبَيْت وهم الْعَرَب الَّذين كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِالْعَرَبِيَّةِ ونكح إِلَيْهِم إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام فأحلوا حرم الْبَيْت واقتتلوا حَتَّى كَانُوا يتفاوتون فَسلط الله عَلَيْهِم الْعَرَب فَخَرجُوا من مَكَّة إِلَى الْيمن وَكَانَ حول الْبَيْت غيضة والسيل يدْخلهُ وَلم يرفع الْبَيْت حِينَئِذٍ فَإِذا قدم الْحَاج وطنوه حَتَّى يذهب الغيضة فَإِذا خَرجُوا بثبت فَقدم قصي فَقطع الغيضة وابتنى حول الْبَيْت

رَسُول دَارا ونكح حبي بنت حليل فَولدت لَهُ عبد الدَّار بن قصي أول مَا ولدت فَسَماهُ عبد الدَّار بداره تِلْكَ وَجعل الحجابة لَهُ لِأَنَّهُ أكبرهم وَعبد منَاف بمناف وَجعل السِّقَايَة لَهُ والرفادة وَدَار الندوة لعبد الْعزي واللواء لعبد قصي وَيُقَال عبد بن قصي فَقَالَ قصي لإمرأته قولي لجدتك تدل بنيك على الْحجر فَلم يزل بهَا حَتَّى قَالَت إِنِّي أفعل إِنَّهُم حِين خَرجُوا إِلَى الْيمن سَرقُوهُ ونزلوا منزلا وَهُوَ مَعَهم فبرك الْجمل الَّذِي عَلَيْهِ فضربوه فَقَامَ ثمَّ برك فضربوه فَقَامَ فبرك الثَّالِثَة فَقَالُوا مَا برك إِلَّا من أجل الْحجر فدفنوه وَذَلِكَ فِي أَسْفَل مَكَّة وَإِنِّي أعرف حِين برك فَخَرجُوا بالحديد وَخَرجُوا بهَا مَعَهم فأرتهم حَيْثُ برك أَولا وَثَانِيا وثالثا فَقَالَت إحفروا هَا هُنَا فَحَفَرُوا حَتَّى يئسوا مِنْهُ ثمَّ ضربوا فأسابوه وأخرجوه فَأتى بِهِ قصي فَوَضعه فِي الأَرْض وَكَانُوا يتمسحون بِهِ وَهُوَ فِي الأَرْض حَتَّى بنى قصي الْبَيْت وَمَات قصي وَدفن بالحجون

ذكر من كان شريكا لحليل بن حبشية في ولاية الكعبة

ذكر إِخْرَاج قصي الْحجر الْأسود بعد دفن جرهم لَهُ

98 - حَدثنَا عبد الله بن أبي سَلمَة قَالَ حَدثنَا عبد الله بن يزِيد قَالَ حَدثنَا ابْن لَهِيعَة عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أبي الْأسود أَن يَعْقُوب بن عبد الله بن وهب حَدثهُ عَن أَبِيه أَن أم سَلمَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِي جدته قَالَت قدم قصي بن كلاب يَعْنِي مَكَّة فَقطع غيضه كَانَت ثمَّ إبتنى حول

الله الْبَيْت دَارا ونكح حبى بنت حليل الْخُزَاعِيّ فَولدت لَهُ عبد الدَّار وَعبد منَاف وَعبد الْعزي بن قصي ثمَّ قَالَ قَالَ قصي لأمرأته قولي لأمك تدل بنيك على الْحجر الْأسود فَإِنَّمَا هم يلون الْبَيْت فَلم تزل بهَا ياأمة دليني عَلَيْهِ فَإِنَّمَا هم بنوك وَلم تزل بهَا حَتَّى قَالَت فَإِنِّي أفعل أَنهم حِين خَرجُوا إِلَى الْيمن سَرقُوهُ فنزلوا منزلا وَهُوَ مَعَهم فبرك الْجمل الَّذِي عَلَيْهِ الْحجر فضربوه فَقَامَ ثمَّ سَارُوا فبرك فضربوه ثمَّ سَارُوا الثَّالِثَة فَقَالُوا مَا يبرك إِلَّا من أجل الْحجر فدفنوه وَذَلِكَ فِي أَسْفَل مَكَّة وَإِنِّي لأعرف حَيْثُ برك فَخَرجُوا بالحديد وَخَرجُوا بهَا فأرتهم حَيْثُ برك أول الشَّأْن وَلَا شَيْء ثمَّ إِن الْمَكَان الثَّانِي فَلَا شَيْء ثمَّ الثَّالِث فَقَالَت إحفروا هَهُنَا فَحَفَرُوا حَتَّى أيسوا مِنْهُ ثمَّ ضربوا فأصابوه فأخرجوه فَأتى بِهِ قصي فَوَضعه مَوْضِعه فِي الأَرْض فَكَانُوا يتمسحون بِهِ وَهُوَ فِي الأَرْض حَتَّى بنت قُرَيْش الْكَعْبَة

ذكر أن ابا غبشان كان وصيا على البيت من قبل حليل بن حبشية الخزاعي

99 - ثمَّ روى الفاكهي بِسَنَدِهِ عَن أم سَلمَة أَنَّهَا قَالَت منزل الْجمل الأول عِنْد الجزارين ثمَّ دلتهم على الْمنزل الثَّانِي عِنْد سوق الْبَقر

ذكر شَيْء من أَخْبَار بني قصي بن كلاب وَذكر الأحلاف والمطيبين

ذكر سبب بيع أبي غبشان نصيبه من ولاية البيت وكم كان الثمن

100 - حَدثنَا عبد الْملك بن مُحَمَّد عَن زِيَاد بن عبد الله عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ ثمَّ إِن بني عبد منَاف وَعبد شمس وهَاشِم وَالْمطلب

أَن إختلفوا ثمَّ إِن بني عبد منَاف أَجمعُوا على أَن يَأْخُذُوا مَا بأيدي بني عبد الدَّار بن قصي من الحجابة والسقاية والرفادة فتفرقت عِنْد ذَلِك قُرَيْش فَكَانَت طَائِفَة مَعَ بني عبد منَاف فِي رَأْيهمْ يرَوْنَ أَنهم أَحَق بذلك من بني عبد الدَّار وَكَانَت طَائِفَة مَعَ بني عبد الدَّار لَا يرَوْنَ أَن يُغير عَنْهُم مَا كَانَ قصي جعل إِلَيْهِم فَكَانَ صَاحب أَمر بني عبد منَاف عبد الشَّمْس بن عبد منَاف وَذَلِكَ أَنه أسن بني عبد منَاف وَكَانَ صَاحب أَمر بني عبد الدَّار عَامر بن هَاشم بن عبد منَاف ابْن عبد الدَّار وَكَانَ بَنو أَسد بن عبد الْعُزَّى بن قصي وَبَنُو زهرَة بن كلاب وَبَنُو تيم بن مرّة بن كَعْب وَبَنُو الْحَارِث بن فهر بن مَالك بن النَّضر مَعَ بني عبد منَاف وَكَانَ بَنو مَخْزُوم بن يقظة بن مرّة وَبَنُو سهم بن عَمْرو بن هصيص بن كَعْب وَبَنُو جمح بن عَمْرو بن هصيص وَبَنُو عدي بن كَعْب مَعَ بني عبد الدَّار وَخرجت عَامر بن لؤَي ومحارب بن فهر فَلم يَكُونُوا مَعَ وَاحِد من الْفَرِيقَيْنِ فعقد كل قوم على أَمرهم حلفا مؤكدا على أَن لَا يتخاذلوا وَلَا يسلم بَعضهم بَعْضًا مَا بل بَحر صوفة فأخرجت عَاتِكَة بنت عبد الْمطلب طيبا فَوَضَعته لأحلافهم ثمَّ غمس الْقَوْم فِيهِ حِين تعاقدوا وتعاهدوا ثمَّ مسحوا بهَا الْكَعْبَة فسموا حلف المطيبين

101 - وَحدثنَا الزبير بن أبي بكر قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن فضَالة عَن عبد الله بن زِيَاد بن سمْعَان قَالَ حَدثنِي ابْن شهَاب قَالَ كَانَت السِّقَايَة فِي بني الْمطلب وَكَانَت الرِّئَاسَة فِي بني عبد منَاف كلهم وَكَانَت الرفادة فِي بني أَسد بن عبد الْعزي واللواء والحجابة فِي بني عبد الدَّار فَجَاءُوا إِلَى سهم فحالفوهم وَقَالُوا لَهُم إمنعونا من بني عبد منَاف فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِك الْبَيْضَاء الَّتِي يُقَال لَهُم أم حَكِيم بنت عبد الْمطلب أخذت جَفْنَة فملأتها خلوقا ثمَّ وَضَعتهَا

ذكر المكان الذي اشترى فيه قصي مفتاح الكعبة من أبي غبشان

فِي فِي الْحجر فَقَالَت من تطيب بِهَذَا الطّيب فَهُوَ منا فتطيب بَنو عبد منَاف وَأسد وزهرة وَبَنُو تيم وَبَنُو الْحَرْث بن فهر فسموا المطيبين فَلَمَّا سَمِعت بذلك بَنو سهم نحرُوا جزورا وَقَالُوا من أَدخل يَده فِي دَمهَا فلعق مِنْهَا فَهُوَ منا فأدخلت أيديها بَنو سهم وَبَنُو عبد الدَّار وَبَنُو جمح وَبَنُو عدي وَبَنُو مَخْزُوم فَلَمَّا فعلوا ذَلِك وَقع الشَّرّ بَينهم فتراجعوا وَقَالُوا وَالله لَئِن إقتتلنا لتدخلن الْعَرَب علينا فأقروهم على حَالهم فَسُمي هَؤُلَاءِ المطيبين وَهَؤُلَاء الأحلاف فَقَالَ أَبُو طَلْحَة بن عبد الْعزي بن عُثْمَان بن عبد الدَّار أَتَانِي أَن عَمْرو بن هصيص ... أَقَامَ وأنني لَهُم حَلِيف وَأَنَّهُمْ إِذا حدثوا لأمر ... فَلَا نكل أكون وَلَا ضَعِيف

102 - حَدثنَا حسن بن الْحُسَيْن الْأَزْدِيّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن حبيب عَن الْكَلْبِيّ قَالَ ثمَّ إِن بني عبد منَاف لما زَاد شرفهم وكثرتهم أَرَادوا أَخذ الْبَيْت من بني عبد الدَّار فأرسلوا إِلَى أبي طَلْحَة وَهُوَ عبد الله بن عبد الْعزي ابْن عُثْمَان بن عبد الدَّار أَن أرسل إِلَيْنَا بمفتاح الْكَعْبَة وَكَانَت أم بني سهم عاطرة بنت زهرَة وَأم عدي بن سعد هِنْد بنت عبد الدَّار بن قصي فعدادهم من بني عبد منَاف وَذكر نَحْو حَدِيث ابْن شهَاب إِلَّا أَنه قَالَ لما غمسوا أَيْديهم قَالُوا وَالله لَا يسلم أحد منا أحدا وخلطوا نعَالهمْ بِفنَاء الْكَعْبَة فسموا الأحلاف بخلطهم نعَالهمْ بِفنَاء الْكَعْبَة فسموا الأحلاف بخلطهم نعَالهمْ وتحالفهم فِي الْبَيْت ثمَّ قَالَ وَقَالَ أَبُو طَلْحَة عبد الْعزي بن عُثْمَان بن عبد الدَّار شعرًا ذكره وهما البيتان فِي حَدِيث ابْن شهَاب فَقَالَ بَنو سهم نَحن نكفيهم ... إِن قَاتلُوا قتلنَا وَإِن رفدوا رفدنا ... وَإِن فعلوا فعلنَا

ذكر أخبار تبع الحميري

103 - وَحدثنَا عبد الله بن أبي سَلمَة قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر قَالَ حَدثنَا عمر بن أبي بكر الْموصِلِي عَن بني عدي بن كَعْب قَالَ حَدثنِي الضَّحَّاك بن عُثْمَان الجرامي قَالَ حَدثنِي ابْن عُرْوَة بن الزبير عَن أَبِيه عُرْوَة عَن ابْن حَكِيم بن حزَام قَالَ لما حضر عبد الدَّار الْمَوْت جعل الندوة واللواء والرفادة إِلَى ابْنه عُثْمَان بن عبد الدَّار فَقَالَ أُميَّة بن عبد شمس لعُثْمَان بن عبد الدَّار لتخرج لي عَن طيب نفس عَن وَاحِدَة من هَذِه الثَّلَاث فَأبى فَقَالَ إِذا لَا أدعك فاستخرج عُثْمَان بن عبد الدَّار قُريْشًا فَقَالَت لَهُ بَنو مَخْزُوم وجمح وَسَهْم وعدي نَحن مَعَك وَيَقَع لَك هَذِه الْخِصَال ونحالفك قَالَ نعم فتحالفوا فمنعوها لَهُ

104 - وحَدثني عبد الله بن أبي سَلمَة قَالَ حَدثنَا عبد الله بن يزِيد قَالَ حَدثنِي ابْن لَهِيعَة قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْأسود قَالَ فَذكر أَنه لما توفّي عبد بن قصي وَكَانَ اللِّوَاء بِيَدِهِ أَخذه عبد الدَّار لِأَنَّهُ أكبر إخْوَته فحسده إخْوَته فَذهب مُخَالف بني مَخْزُوم وعدي

105 - وحَدثني عبد الْملك بن مُحَمَّد عَن زِيَاد بن عبد الله عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ ثمَّ هَلَكت اعيان بني منَاف فَأَقَامَ عبد شمس بن عبد منَاف على مَا كَانَ بيد عبد منَاف وَكَانَ أكبر وَلَده فَأَقَامَ عبد شمس بن عبد منَاف على مَا كَانَ بيد عبد منَاف وَكَانَ أكبر وَلَده فَأَقَامَ أَمر بني عبد منَاف فَلَمَّا انتشرت قُرَيْش سكان مَكَّة قلت عَلَيْهِم الْمِيَاه واشتدت عَلَيْهِم المؤونة

ذكر كيف انتقلت أصنام قوم نوح إلى العرب

106 - وَقَالَ الفاكهي وَحدثنَا الزبير بن أبي بكر قَالَ حَدثنِي عمر بن أبي بكر الْموصِلِي عَن زَكَرِيَّا بن عِيسَى عَن ابْن شهَاب أَنَّهُمَا كَانَا حلفين اثْنَيْنِ فَأَما حلف قُرَيْش الأول فَإِن بني كلاب تكثروا على بطُون بني كَعْب ابْن لؤَي فتحالفت عَلَيْهِم تِلْكَ الأحلاف مَخْزُوم وعدي وَسَهْم وجمح فَانْطَلق المطيبون وَكَانَ حلفهم أَن جعلُوا جَفْنَة من طيب فتطيبوا بهَا فسموا المطيبين بذلك الطّيب فِي الْجَفْنَة وَسميت الأحلاف بتحالفهم عَلَيْهِ أَن جعلُوا جَفْنَة فِيهَا دم فغمسوا أَيْديهم فِيهَا زَاد الزبير بن أبي بكر فِي حَدِيثه وَأَن الأحلاف عبوا لكل قَبيلَة قَبيلَة وأنكروا شَأْن بني عبد الدَّار وولايتهم الْكَعْبَة واللواء والندوة فَقَالُوا مَا شَأْن هَؤُلَاءِ إِخْوَاننَا يلون علينا هَذَا وهم قَلِيل لننزعنه من أَيْديهم وَأَنَّهُمْ عَمدُوا إِلَى مِفْتَاح الْكَعْبَة فَأَخَذُوهُ من عُثْمَان بن عبد الدَّار وَبَينه وَأَن بني عبد الدَّار أضافوا إِلَى الأحلاف فحالفوهم فشدوا الْحلف بَينهم وَأَن الأحلاف لكل قَبيلَة فَبعث بَنو سهم لبني عبد منَاف (اه) بِاخْتِصَار

ذكر رُؤَسَاء قُرَيْش بعد قصي

107 - وَحدثنَا حسن بن حُسَيْن الْأَزْدِيّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن حبيب قَالَ كَانَت الرياسة أَيَّام بني عبد منَاف إِلَى عبد منَاف بن قصي وَكَانَ الْقَائِم بِأُمُور قُرَيْش والمنظور إِلَيْهِ فِيهَا ثمَّ أفْضى ذَلِك إِلَى هَاشم ابْنه فَرب ذَلِك

بن بِحسن الْقيام فَلم يكن لَهُ نَظِير من قُرَيْش وَلَا مسَاوٍ ثمَّ صَارَت الرياسة لعبد الْمطلب وَفِي كل قُرَيْش رُؤُوس غير أَنهم كَانُوا يعْرفُونَ لعبد الْمطلب فَضله وتقدمه وشرفه فَلَمَّا مَاتَ عبد الْمطلب صَارَت الرياسة لِحَرْب بن أُميَّة فَلَمَّا مَاتَ حَرْب بن أُميَّة تَفَرَّقت الرياسة ببني عبد منَاف وَغَيرهم من قُرَيْش

ذكر أول حدوث الأصنام على الأرض وسببه

108 - حَدثنَا الزبير قَالَ لنا مُحَمَّد بن الْحسن كَانَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة من بني عبد منَاف هَاشم وَالْمطلب وَعبد شمس وَنَوْفَل أول من رفع الله بهم قُريْشًا إِنَّمَا كَانَت تتجر بِمَكَّة وتبضع مَعَ من يخرج من الْأَعَاجِم فَركب هَاشم فَأخذ لَهُ خيلا من قَيْصر فتجروا إِلَى الشَّام وَركب الْمطلب فَأخذ لَهُ خيلا من مُلُوك الْيمن فتجروا إِلَى الْيمن بذلك الْخَيل وَركب نَوْفَل فَأخذ لَهُم خيلا من النَّجَاشِيّ فتجروا بذلك الْخَيل إِلَى أَرض الْحَبَشَة

109 - حَدثنَا الزبير حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن عَن الْعَلَاء بن حُسَيْن عَن أَفْلح بن عبد الله بن الْعلي عَن أَبِيه وَغَيره من أهل الْعلم قَالُوا هَاشم وَعبد شمس وَالْمطلب وَنَوْفَل هم الزينون وَبَنُو هَاشم يَد وَبَنُو الْمطلب يدان فَإِن دهمهم غَيرهم صَارُوا يدا وَاحِدَة على ذَلِك كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة دون بني عبد منَاف يدان هَاشم وَالْمطلب البدران وَعبد شمس وَنَوْفَل يَد وهم الأبهران قَالَ وَكَانَت الْعَرَب تسمي هاشما وَالْمطلب وَعبد شمس ونوفلا أقداح النظار فَإِن دهمهم غَيرهم اجْتَمعُوا فصاروا يدا وَاحِدَة

ذكر ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر ومواضعها ومن كان يعبدها

110 - وَحدثنَا الزبير بن أبي بكر قَالَ وحَدثني أَبُو الْحسن الْأَثْرَم عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ كَانَ يُقَال لهاشم وَعبد شمس وَالْمطلب بني عبد منَاف المجرون

111 - وحَدثني الزبير بن أبي بكر قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن الْحسن قَالَ كَانَ هَاشم رَئِيس بني عبد منَاف وَعبد شمس رَئِيس بني أُميَّة قَالَ الزبير وَذَلِكَ النّسَب عندنَا قَالَ آدم بن عبد الْعزي بن عَمْرو بن عبد الْعزي اللَّهُمَّ إِنِّي قَائِل قو ... ل ذِي دين وبر وَحسب عبد شمس لَا تهنها إِنَّمَا ... عبد شمس عَم عبد الْمطلب عبد شمس كَانَ يَتْلُو هاشما ... وهما بعد لأم ولأب

112 - وَحدثنَا حسن بن الْحُسَيْن قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر بن حبيب عَن ابْن الْكَلْبِيّ قَالَ فَلَمَّا مَاتَ هَاشم خرج الْمطلب بن عبد منَاف إِلَى الْيمن فَأخذ من مُلُوكهمْ عهدا لمن نفر قبلهم من قُرَيْش قبل أَن يَأْخُذ الأيلاف مِمَّن مر بِهِ من الْعَرَب حَتَّى على مثل مَا كَانَ هَاشم أَخذ وَكَانَ الْمطلب أكبر ولد عبد منَاف

ذكر خبر مناة وموضعها

ذكر ولَايَة عبد الْمطلب

113 - حَدثنَا عبد الْملك بن مُحَمَّد عَن زِيَاد بن عبد الله عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ ولي السِّقَايَة والرفادة بعد الْمطلب بن عبد منَاف عبد الْمطلب بن هَاشم وتزعم بَنو أَسد أَن الْحُوَيْرِث ابْن أَسد قد ولي الرفادة فِي بعض الزَّمَان وَقد كَانَت بَنو أَسد تَقول ذَلِك وَلم يسمع ذَلِك بتاتا

ذكر قبائل الْأَحَابِيش

114 - وحَدثني عبد الْملك بن مُحَمَّد عَن زِيَاد بن عبد الله عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ فَلَمَّا هلك قصي أَقَامَ عبد منَاف على أَمر قُرَيْش وَهُوَ أَقَامَ أَمرهم بعده واختط بِمَكَّة رباعا بعد الَّذِي كَانَ قصي قطع لِقَوْمِهِ فَكَانَ يُعْطِيهَا فِي قُرَيْش وَفِي غَيرهم وَهُوَ عقد حلف الْأَحَابِيش والأحابيش عضل والقارة ودوس ورعل رَهْط سُفْيَان بن عَوْف والحليس بن زيد وخَالِد بن عبيد بن أبي فايض بن خَالِد

ذكر تَقْسِيم مَا كَانَ بيد قصي على أَوْلَاده من بعده

ذكر اللات وأصل عبادتها ومكانها

115 - وحَدثني عبد الله بن أبي سَلمَة قَالَ حَدثنِي عبد الْجَبَّار بن سعيد

أبي المساحقي قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن فضَالة النمري قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عمر بن نَافِع عَن أَبِيه عَن ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ كَانَت الرفادة إِلَى عبد الْعزي بن قصي وَكَانَت الحجابة واللواء والندوة إِلَى عبد الدَّار بن قصي وَولدت عبد منَاف بن قصي خَمْسَة نفر عمر وهاشما وَعبد شمس وَالْمطلب وَنَوْفَل

116 - وحَدثني عبد الله بن أبي سَلمَة قَالَ حَدثنَا عبد الله بن زيد قَالَ حَدثنِي ابْن لَهِيعَة قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْأسود قَالَ يذكر أَنه لما توفّي عبد بن قصي وَكَانَ اللِّوَاء بِيَدِهِ أَخذه عبد الدَّار لِأَنَّهُ أكبر إخْوَته فحسده إخْوَته فَذهب فحالف بني مَخْزُوم وعدي وَتُوفِّي عبد منَاف فَأخذ السِّقَايَة هَاشم لِأَنَّهُ كَانَ أكبر وَلَده وَتُوفِّي أَسد فَأخذ الندوة الْمطلب لِأَنَّهُ أكبر وَلَده فَلم يزل فِي أَيْديهم حَتَّى بَاعهَا زَمعَة بن الْأسود لمعاوية فَلذَلِك يَقُول الشَّاعِر وبعتم مجدكم وسناكم ... وَلم تبقوا بِمَكَّة دَارا

ذكر من كان يعبد الشعري

ذكر الْفجار الأول وَمَا كَانَ فِيهِ بَين قُرَيْش وَقيس عيلان وَسبب ذَلِك

117 - حَدثنَا عبد الْملك بن مُحَمَّد عَن زِيَاد بن عبد الله عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ ثمَّ هاج يَوْم الْفجار الأول بَين قُرَيْش وَمن كَانَ إلفها من كنَانَة

ذكر فرق العرب في الأشهر الحرم

الله كلهَا وَبَين قيس عيلان وَسَببه أَن رجلا من بني كنَانَة كَانَ عَلَيْهِ دين لرجل من بني نصر بن مُعَاوِيَة بن بكر بن هوَازن فواعده بِهِ الْكِنَانِي فوافاه النصري بسوق عكاظ يقرد مَعَه فَوَقفهُ بِالسُّيُوفِ فَقَالَ من يبيعني مثل هَذَا بِمَالي على فلَان الْكِنَانِي وَإِنَّمَا أَرَادَ ذَلِك النصري الْكِنَانِي وَقَومه فَمر بِهِ رجل من كنَانَة فَضَربهُ بِالسَّيْفِ فَقتله إنفاعا فَصَرَخَ النصري فِي قيس والكناني فِي بني كنَانَة فتحاوز النَّاس حَتَّى كَادُوا أَن يكون بَينهم قتال ثمَّ تداعوا بمنى للصلح وسرى الْخطب من أنفسهم فتراجع النَّاس وكف بَعضهم عَن بعض وَلم يكن بَينهم إِلَّا ذَلِك وَيُقَال بل قعد فتية من الْعَرَب من قُرَيْش غدية إِلَى إمرأة من بني عَامر ذَات هَيْبَة عَلَيْهَا برقع وَهِي فِي درع فضل وَكَذَلِكَ نسَاء الْعَرَب يفعلن فَأَعْجَبَهُمْ مَا رَأَوْهُ من حسن هيئتها فَقَالُوا لَهَا ياأمة الله أسفري لنا وَجهك نَنْظُر إِلَيْك فَأَبت عَلَيْهِم فَقَامَ غُلَام مِنْهُم غُلَام فَشك درعها إِلَى ظهرهَا بشوكة وَالْمَرْأَة لَا تَدْرِي فَلَمَّا قَامَت انْكَشَفَ الدرْع عَن دبرهَا فضحكوا وَقَالُوا منعتنا أَن نَنْظُر إِلَى وَجهك فقد نَظرنَا إِلَى دبرك فصاحت الْمَرْأَة فِي بني عَامر فضجت فتحاوز النَّاس ثمَّ ترادوا وَرَأَوا أَن الْأَمر دون وَيُقَال بل قعد رجل من بني غفار بن خَلِيل بن حَمْزَة يُقَال لَهُ أَبُو معشر كَانَ عَارِفًا متصنعا فِي نَفسه بسوق عكاظ وَمد رجله وَقَالَ أَنا مدركة بن خندف أَنا وَالله أعز الْعَرَب فَمن زعم أَنه أكْرم مني فليضربها بِالسَّيْفِ فَضَربهُ رجل من قيس فخدشها خدشا غير كَبِير فتحاوز النَّاس عِنْد ذَلِك حَتَّى كَاد أَن يكون بَينهم قَالَ ثمَّ تراجع النَّاس وَرَأَوا أَن لم يكن بَينهم شَيْء كَبِير فَكل هَذَا الحَدِيث يُقَال فِي يَوْم الْفجار وَالله أعلم أَي ذَلِك كَانَ قَالَ عبد الْملك قَالَ زِيَاد قَالَ ابْن إِسْحَاق وَقد قَالَ بعض الشُّعَرَاء شعرًا قد

ذكر فِيهِ عكاظ وَمَا أَصَابُوا من بني كنَانَة وَضرب رجل أبي معشر فَقَالَ

ذكر شيء من أخبار قريش بمكة في الجاهلية وذكر ما وصفت به بطون قريش

عمرك الله سائلي أَي قوم ... معشري فِي سوالف الْأَعْصَار نَحن كُنَّا الْمُلُوك من أهل نجد ... زمن جزناه بميل الدمار منعنَا الْحجاز من كل حَيّ ... وقمعنا الْفجار يَوْم الْفجار وضربنا بِهِ كنَانَة ضربا ... حالفوا بعده سني العسار قَالَ زِيَاد فِي حَدِيثه هَذَا وَقَالَ ابْن إِسْحَاق فَأَجَابَهُ أُميَّة بن الأسكر بِشعر

ذكر حَرْب الْفجار الآخر

118 - وحَدثني عبد الْملك بن مُحَمَّد عَن زِيَاد بن عبد الله عَن ابْن إِسْحَق قَالَ ثمَّ كَانَ الْفجار الآخر بعد الْفِيل بِعشْرين سنة فَلم يكن فِي الْعَرَب يَوْم أعظم وَلَا أذهب ذكرا فِي النَّاس مِنْهُ بَين قُرَيْش وَمن حالفها من كنَانَة وَبَين قيس بن عيلان فَالْتَقوا فِيهَا بعكاظ وَإِنَّمَا سمي يَوْم الْفجار بِمَا اسْتحلَّ هَذَانِ الْحَيَّانِ كنَانَة وَقيس فِيهِ من الْمَحَارِم وَقد كَانَ قبله يَوْم بَين بني جبلة وَتَمِيم وروى أشعارا كَثِيرَة اختصرناها مَخَافَة التَّطْوِيل وَلذَلِك مَوضِع غير هَذَا

119 - وحَدثني حسن بن حُسَيْن الْأَزْدِيّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن حبيب عَن أبي عُبَيْدَة أَن فجار البراض بَين كنَانَة وَبَين قيس أَرْبَعَة أَيَّام فِي كل سنة يَوْم وَكَانَ أَوله يَوْم شطيمة من عكاظ وعَلى الْفَرِيقَيْنِ الرؤساء من

قُرَيْش غير أبي برَاء وَكَانَت هوَازن من وَرَاء المسيل وقريش دون المسيل وَبَنُو كنَانَة فِي بطن الْوَادي وَقَالَ لَهُم حَرْب بن أُميَّة إِن أبيحت فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانكُمْ وعبأت هوَازن فَأخذُوا مَصَافهمْ وعبأت قُرَيْش فَكَانَ على إِحْدَى المجنبتين ابْن جدعَان وعَلى الْأُخْرَى كريز بن ربيعَة بن حبيب بن عبد شمس وَحرب بن أُميَّة فِي الْقلب فَكَانَت الدائرة أول النَّهَار لكنانة على هوَازن حَتَّى إِذا كَانَ آخر النَّهَار وَصَبَرت فاستحر الْقَتْل فِي قُرَيْش فَلَمَّا رأى ذَلِك الَّذين فِي الْوَادي من كنَانَة مالوا إِلَى قُرَيْش وَتركُوا مكانهم فَلَمَّا فعلوا ذَلِك استحر الْقَتْل بهم فَقتل تَحت رايتهم ثَمَانُون رجلا وَقَالَ آخَرُونَ لما رَأَتْ ذَلِك بَنو بكر بن عبد منَاف نجابهم رئيسهم اسْتِبْقَاء لِقَوْمِهِ فاعتزل بهم إِلَى جبل يُقَال لَهُ رخم وَقَالَ ادعوهُمْ ولوددت أَنه لم يفلت مِنْهُم أحد فَكَانَ يَوْم شطيمة لهوازن على كنَانَة وَلم يقتل من قُرَيْش أحد يذكر وزالت آخر النَّهَار من بني بكر

ذكر يَوْم العبلاء

120 - حَدثنِي الْأَزْدِيّ قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ وَجمع هَؤُلَاءِ وَأُولَئِكَ فَالْتَقوا بالعبلاء وَهُوَ الْجَبَل إِلَى جنب عكاظ ورؤساؤهم الَّذين كَانُوا يَوْم الشطيمة بأعيانهم فَكَانَت الدائرة أَيْضا فِيهِ لهوازن على كنَانَة

ذكر أهل البطاح والظواهر من قريش

ذكر يَوْم شرب

121 - حَدثنِي الْأَزْدِيّ قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ ثمَّ جمع الْفَرِيقَانِ على قرن الْخُيُول فِي الْيَوْم الثَّانِي من عكاظ فَالْتَقوا فِيهِ بِشرب من عكاظ وَعَلَيْهِم رؤساؤهم الَّذين كَانُوا قبلا وَلم يكن يَوْم أعظم مِنْهُ فَحمل يَوْمئِذٍ ابْن جدعَان ألفا على ألف بعير فَالْتَقوا وَقد كَانَ لهوازن على كنَانَة يَوْمَانِ متواليان يَوْم شطيمة وَيَوْم العبلاء فخشوا مثلهَا وحافظوا يَوْمئِذٍ وقيدت بَنو أُميَّة فِيهِ أنفسهم وحافظت مَخْزُوم فَصَبَرت وَبَنُو عبد مَنَاة بن كنَانَة ليعفى على صنيعها يَوْم شطيمة وَصَبَرت نصر وَثَقِيف وَذَلِكَ ان عكاظ بلد لَهُم بِهِ نخل وأموال فَلم يعبوا شَيْئا فَقَاتلُوا حَتَّى أَمْسوا وانهزموا وَذكر شعرًا لِابْنِ الزبعري يمدح بِهِ نفر من قُرَيْش

122 - وَحدثنَا الزبير بن أبي بكر قَالَ وحَدثني مُحَمَّد بن الضَّحَّاك عَن ابيه قَالَ العنابس حَرْب وَأَبُو حَرْب وابو سُفْيَان بَنو أُميَّة وَإِنَّمَا سموا العنابس لانهم عقلوا أنفسهم يَوْم عكاظ وقاتلوا قتالا شَدِيدا فشبهوا بالاسد والاسد يُقَال لَهُ العنبس

123 - وَحدثنَا الزبير بن أبي بكر قَالَ حَدثنِي مُصعب بن عُثْمَان وَمُحَمّد ابْن الضَّحَّاك الْحزَامِي ان خويلد بن أَسد يَوْم عكاظ على ابْن أَسد بن عبد الْعزي

ذكر قريش العارية

ذكر يَوْم الحريرة

124 - حَدثنِي الازدي حسن بن حُسَيْن قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن حبيب الْهَاشِمِي عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ كَانَت فِيهِ الدائرة لهوازن على كنَانَة وَهُوَ آخر أيامهم وحريرة إِلَى جنب عكاظ مِمَّا يَلِي مهب جنوبها لمن يقبل يُرِيد مَكَّة من مهب شمالها حَتَّى تقطع دوين قرن فَكَانَ رؤساؤهم الَّذين كَانُوا قبلا إِلَى قيسا فانه مَاتَ وَكَانَ بعده الرئيس عَلَيْهِم ختار بن قيس وَقتل يَوْمئِذٍ أَبُو سُفْيَان بن أُميَّة وَمن كنَانَة ثَلَاث رَهْط قَتلهمْ عُثْمَان بن أسيد بن مَالك بن ربيعَة ابْن عَمْرو بن عَامر بن ربيعَة بن عَامر بن صعصعة وَقتل وَرْقَاء بن الْحَارِث بن مَالك بن ربيعَة بن عَمْرو بن عَامر أَبَا مكنف وَعَمْرو وَابْن أَيُّوب وَقد ذكرهم خِدَاش بن زُهَيْر فِي شعره فَهَذِهِ أَيَّام الْفجار الْخَمْسَة الَّتِي تراجفوا فِيهَا فِي أَربع سِنِين أولهنَّ يَوْم نَخْلَة حِين تبعتهم هوَازن فَكَانَ كفاء لَا على هَؤُلَاءِ وَلَا على هَؤُلَاءِ ثمَّ يَوْم شطيمة فَكَانَ لهوازن علىكنانة ثمَّ يَوْم عكاظ الاول وَهُوَ يَوْم العبلاء فَكَانَ لهوازن على كنَانَة وَيَوْم عكاظ الثَّانِي وَهُوَ يَوْم شرب كَانَ لبني كنَانَة على هوَازن وَلم يكن بَينهم يَوْم اعظم مِنْهُ ثمَّ يَوْم الحريرة وَهُوَ آخر أيامهم قَالَ ثمَّ كَانَ الرجل يلقى الرجل وَالرّجلَيْنِ أَو اكثر من ذَلِك أَو اقل فيقتتلون فَرُبمَا قتل بَعضهم بَعْضًا فلقي ابْن محمية أَخُو بني الدئل بن بكرا أَخا خِدَاش بن زُهَيْر بالصفاح فَقَالَ أَخُو زُهَيْر بن خِدَاش جِئْت مُعْتَمِرًا فَقَالَ لَا يلقى الدَّين ان قلت مُعْتَمِرًا فَقتله ثمَّ نَدم فَقَالَ اللَّهُمَّ إِن العامرية الْمُعْتَمِر ... لم آتٍ فِيهِ عذرا لمعتذر

ثمَّ إِن النَّاس تداعوا إِلَى السّلم على أَن يرى الْفضل من الْقَتْلَى الَّتِي فيهم أَي الْفَرِيقَيْنِ افضل على الآخر فتواعدوا عكاظا ليتعادوا الْقَتْلَى وتعاقدوا وتواثقوا ان يتموا على ذَلِك وَجعلُوا بَينهمَا موعدا يلتقون فِيهِ لذَلِك فَأبى وهب بن مُتْعب وحالف على قومه وَجعل لَا يرضى بذلك حَتَّى يدركوا ثأرهم فَقَالَ فِي ذَلِك أُميَّة بن جدعَان بن الأشكر الْمَرْء وهب وهب آل متعبة ... مل الغوات وان يماطل يملل يسْعَى يعوذها بجزل وقودها ... وَإِذا تعايى صلح قَوْمك فاعمل وَهِي فِي شعره واندس وهب حَتَّى مكرت هوَازن بكنانة وهم على رَأس الصُّلْح فَبعثت خيلا عَلَيْهَا سَلمَة بن شعل البكائي وخَالِد بن هَوْذَة فيهم نَاس من بني هِلَال وَرَئِيسهمْ ربيعَة بن أبي طبان وناس من بني نصر عَلَيْهِم مَالك بن عَوْف فَأَغَارُوا على بني لَيْث بصحراء الغميم وهم غَارونَ فقاتلوهم وَجعل مَالك يُقَاتل ويرتجس وَهُوَ أَمْرَد يَوْمئِذٍ يَقُول أَمْرَد يُبْدِي حلّه شيب اللحا وَهُوَ أول يَوْم ذكر فِيهِ مَالك بن عَوْف فقتلت بَنو مُدْلِج يَوْمئِذٍ عبيد بن عَوْف البكائي وسبيع بن أبي المؤمل من بني محَارب ثمَّ انْهَزَمت بَنو لَيْث فاستحر الْقَتْل ببني الملوح بن يعمر فَقتلُوا مِنْهُم ثَلَاثِينَ رجلا وَسَاقُوا نعما ثمَّ أَقبلُوا فعرضت لَهُم خُزَاعَة وطمعوا فيهم فقاتلوهم فَلَمَّا رَأَوْا انه لَا بُد لَهُم مِنْهُم قَالُوا عرضونا من غنيمتكم عراضة فَأَبَوا فَخلوا سبيلهم ثمَّ إِن النَّاس تداعو إِلَى الصُّلْح ورهنوا رهانا بوفاء بديات من كَانَ لَهُ الْفضل فِي الْقَتْلَى وَتمّ الصُّلْح وَوضعت الْحَرْب أَوزَارهَا

ذكر حلف الفضول وَسَببه وَتَفْسِيره وَغَيره من الْحلف

ذكر نسب قريش وأول من سمي بالقرشي وسبب ذلك

125 - حَدثنَا الزبير بن أبي بكر قَالَ حَدثنِي أَبُو الْحسن الْأَثْرَم عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ كَانَ سَبَب حلف الفضول أَن رجلا من أهل الْيمن قدم مَكَّة ببضاعة فاشتراها رجل من بني سهم فَلوى الرجل عُنُقه فَسَأَلَهُ مَاله فَأبى عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ مَتَاعه فَأبى عَلَيْهِ فَقَامَ على الْحجر وَقَالَ يال فَهُوَ لمظلوم بضاعته ... بِبَطن مَكَّة نائي الدَّار والنفر ومحرم أَشْعَث لم يقْض حرمته ... بَين الْإِلَه وَبَين الْحجر وَالْحجر أقائم من بني سهم بِذِمَّتِهِمْ ... أم ذَاهِب فِي ضلال مَال مُعْتَمر

126 - وحَدثني الزبير قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن فضَالة عَن عبد الله بن زِيَاد بن سمْعَان عَن ابْن شهَاب قَالَ كَانَ شَأْن حلف الفضول أَن رجلا من بني زبيد قدم مَكَّة مُعْتَمِرًا فِي الْجَاهِلِيَّة وَمَعَهُ تِجَارَة لَهُ فاشتراها مِنْهُ رجل من بني سهم فأواها إِلَى بَيته ثمَّ تغيب فابتغى مَتَاعه الزبيدِيّ فَلم يقدر عَلَيْهِ فجَاء إِلَى بني سهم يستعد يهم عَلَيْهِ فأغلظوا عَلَيْهِ فَعرف ان لَا سَبِيل إِلَى مَاله فطوف فِي قبائل قُرَيْش يَسْتَعِين بهم فتخاذلت الْقَبَائِل عَنهُ فَلَمَّا رآى ذَلِك أشرف على أبي قبيس حِين أخذت قُرَيْش مجالسها ثمَّ قَالَ بِأَعْلَى صَوته يَا لفهر لمظلوم بضاعته ... بِبَطن مَكَّة نائي الْأَهْل والوطن ومحرم أَشْعَث لم يقْضِي عمرته ... يَا آل فهر وَبَين الْحجر وَالْحجر هَل محْضر من بني سهم بحضرتهم ... فعادل ام ضلال مَال مُعْتَمر

فَلَمَّا نزل من الْجَبَل أعظمت ذَلِك قُرَيْش فتكالموا فِيهِ وَقَالَ المطيبون وَالله لَان قمنا فِي هَذَا لنقضين على الاحلاف وَقَالَ الاحلاف وَالله لَان تظلمنا فِي هَذَا لنقضين على المطيبين فَقَالَ نَاس من قُرَيْش تَعَالَوْا فلنكرر حلف الفضول دون المطيبين وَدون الاحلاف فَاجْتمعُوا فِي دَار عبد الله بن جدعَان وصنع لَهُم يَوْمئِذٍ طَعَام كثيرا وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمئِذٍ مَعَهم قبل ان يُوحى إِلَيْهِ وَهُوَ ابْن خمس وَعشْرين سنة فاجتمعت بَنو هَاشم وَأسد وزهرة وتيم وَكَانَ الَّذِي تعاقد عَلَيْهِ الْقَوْم وتحالفوا ان لَا يظلم بِمَكَّة غَرِيب وَلَا قريب وَلَا حر وَلَا عبد الا كَانُوا مَعَه حَتَّى يَأْخُذُوا لَهُ بِحقِّهِ ويردوا إِلَيْهِ مظلمته من أنفسهم وَمن غَيرهم ثمَّ عَمدُوا إِلَى مَاء زَمْزَم فجعلوه فِي جَفْنَة ثمَّ بعثوا بِهِ إِلَى الْبَيْت فغسلت بِهِ أَرْكَانه ثمَّ أَتَوا بِهِ فشربوه فَحدث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة ام الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لقد شهِدت فِي دَار عبد الله بن جدعَان من حلف الفضول مَا لَو دعيت إِلَيْهِ لاجبت وَمَا أحب أَن لي بِهِ حمر النعم

127 - حَدثنَا الزبير قَالَ حَدثنِي عبد الْعَزِيز بن عمر العنبسي ان الَّذِي اشْترى من الزبيدِيّ الْمَتَاع الْعَاصِ بن وَائِل السَّهْمِي وَقَالَ حلف الفضول بَنو هَاشم وَبَنُو الْمطلب وَبَنُو اسد بن عبد الْعزي وَبَنُو زهرَة وَبَنُو تيم وتحالفوا بَينهم بِاللَّه لَا يظلم أحد بِمَكَّة الا كُنَّا جَمِيعًا مَعَ الْمَظْلُوم على الظَّالِم حَتَّى نَأْخُذ لَهُ مظلمته مِمَّن ظلمه شريفا أَو وضيعا منا أَو من غَيرنَا ثمَّ انْطَلقُوا إِلَى الْعَاصِ بن وَائِل فَقَالُوا وَالله لَا نُفَارِقك حَتَّى تُؤدِّي إِلَيْهِ حَقه فَأعْطى الرجل حَقه فَمَكَثُوا كَذَلِك لَا يظلم أحد حَقه بِمَكَّة الا أَخَذُوهُ لَهُ فَكَانَ عتبَة بن ربيعَة بن عبد شمس يَقُول لَو ان رجلا وَحده خرج من قومه لَخَرَجت من بني شمس حَتَّى ادخل فِي حلف الفضول وَلَيْسَت عبد شمس فِي حلف الفضول

128 - وَحدثنَا الزبير قَالَ وحَدثني مُحَمَّد بن حسن عَن مُحَمَّد بن طَلْحَة عَن مُوسَى بن مُحَمَّد بن ابراهيم عَن ابيه وَعَن مُحَمَّد بن فضَالة عَن هِشَام بن عُرْوَة وَعَن ابراهيم بن مُحَمَّد عَن يزِيد بن عبد الله بن الْهَاد ان بني هَاشم وَبني الْمطلب وَأسد بن عبد الْعزي وتيم بن مرّة تحالفوا على أَن لَا يدعوا بِمَكَّة كلهَا وَلَا فِي الْأَحَابِيش مَظْلُوما يَدعُوهُم إِلَى نصرته الا انجدوه حَتَّى يردوا إِلَيْهِ مظلمته أَو يبلغُوا فِي ذَلِك عذرا وعَلى ان لَا يتْركُوا لَاحَدَّ عِنْد أحد فضلا الا اخذوه وعَلى الامر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَبِذَلِك سمي حلف الفضول بِاللَّه على الظَّالِم حَتَّى نَأْخُذ للمظلوم حَقه مَا بل بَحر صوفة وعَلى النَّاس فِي المعاش

129 - وَحدثنَا الزبير بن أبي بكر قَالَ وَقَالَ بعض الْعلمَاء ان قيس السّلمِيّ بَاعَ مَتَاعا من أبي بن خلف فلواه وَذهب بِحقِّهِ فَاسْتَجَارَ بِرَجُل من بني جمح فَلم يقم بجواره فَقَالَ قيس يال قصي كَيفَ هَذَا فِي الْحرم ... وَحرمت الْبَيْت واخلاق الْكَرم أظلم لَا يمْنَع مني من ظلم وَبلغ الْخَبَر عَبَّاس بن مرداس فَقَالَ ان كَانَ جَارك لم تنفعك ذمَّته ... وَقد شربت بكأس الذل انفاسا فأت الْبيُوت وَكن من أَهلهَا صددا ... وَلَا تبديهم فحشا وَلَا بَأْسا وَثمّ كن بِبِنَاء الْبَيْت معتصما ... يَبْغِي ابْن حَرْب ويبغي الْمَرْء عباسا ساقي الحجيج وَهَذَا يَا سرفلح ... وَالْمجد يُورث اسداسا واخماسا وَقَامَ الْعَبَّاس وابو سُفْيَان حَتَّى ردا عَلَيْهِ مَتَاعه وَاجْتمعت بطُون قُرَيْش فتحالفوا على رد الظُّلم بِمَكَّة وان لَا يظلم اُحْدُ الا منعُوهُ واخذوا لَهُ بِحقِّهِ وَكَانَ حلفهم فِي دَار ابْن جدعَان فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهِدت حلفا فِي دَار ابْن

ذكر خبر قصي بن كلاب

بكر جدعَان مَا احب ان لي بِهِ حمر النعم وَلَو دعيت بِهِ لاجبت فَقَالَ قوم من قُرَيْش هَذَا وَالله فضل من الْحلف فَسمى حلف الفضول قَالَ وَقَالَ الْآخرُونَ فَحَالَفُوا على مِثَال حلف فحالفت عَلَيْهِ قوم من جرهم فِي هَذَا الامر أَلا يلفوا ظلما بِبَطن مَكَّة الا غيروه وأسماهم الْفضل بن شراعة وَالْفضل ابْن ودَاعَة وَالْفضل بن قضاعة وَالله اعْلَم أَي ذَلِك كَانَ

130 - حَدثنَا الزبير بن أبي بكر قَالَ حَدثنِي عَليّ بن صَالح عَن جدي عبد الله بن مُصعب عَن ابيه فَذكر قصَّته ثمَّ قَالَ فَبلغ ذَلِك مُعَاوِيَة وَعِنْده جُبَير بن مطعم فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة يَا أَبَا مُحَمَّد كُنَّا فِي حلف الفضول قَالَ لَهُ جُبَير بن مطعم لَا وَقد مر رجل من ثمالة فَبَاعَ سلْعَة لَهُ من خلف بني وهب بن حذافة بن جمح فظلمه وَكَانَ سيء المخالطة فَأتى الثمالى اهل حلف الفضول فاخبرهم فَقَالُوا اذْهَبْ فاخبره بانك قد أَتَيْتنَا فان اعطاك حَقك والا فَارْجِع الينا فاتاه فاخبره مَا قَالَ لَهُ اهل حلف الفضول وَقَالَ لَهُ فَمَا تَقول فَاخْرُج إِلَيْهِ حَقه فاعطاه اياه فَقَالَ اتلحوني بِبَطن مَكَّة ظَالِما ... واني وَلَا قومِي لَدَى وَلَا صحبي وناديت قومِي بارقا لتجيبني ... وَكم دون قومِي من فياف وَمن شهب ويأبى لكم حلف الفضول ظلامتي ... بني جمح وَالْحق يُؤْخَذ بِالْغَصْبِ

131 - وَحدثنَا الزبير قَالَ حَدثنِي غير وَاحِد من قُرَيْش مِنْهُم عبد الْعَزِيز ابْن عمر العنبسي عَن مضاض بن عبد الله بن عتبَة ان رجلا خثعم قدم مَكَّة تَاجِرًا وَمَعَهُ ابْنة لَهُ يُقَال لَهُ الْقبُول اوضأ نسَاء الْعَالمين فعلقها نبيه بن الْحجَّاج بن عَامر بن حُذَيْفَة بن سعد بن سهم فَلم يبرح حَتَّى نقلهَا إِلَيْهِ وَغلب أَبَاهَا عَلَيْهَا فَقيل لأَبِيهَا عَلَيْك بِحلف الفضول فَأَتَاهُم وشكا ذَلِك اليهم فَأتوا نبيه بن الْحجَّاج وَقَالُوا اخْرُج ابْنة هَذَا الرجل وَهُوَ يَوْمئِذٍ بِنَاحِيَة

ذكر ولاية قصي للكعبة وكيف أخذ مفتاحها من أبي غبشان

عَن مَكَّة وَهِي مَعَه والا فانا من قد عرفت فَقَالَ يَا قوم متعوني بهَا اللَّيْلَة فَقَالُوا قبحك الله مَا أجهلك لَا وَالله وَلَا شخم لقحة فاخرجها اليهم فاعطوها اباها وَركب مَعَهم الْخَثْعَمِي فَلذَلِك يَقُول نبيه بن الْحجَّاج رَاح صبحي وَلم أحيي القبولا ... لم أودعهم وداعا جميلا

وَذكر بَقِيَّة الابيات وَقَالَ نبيه فِي ذَلِك أبياتا اخر

ذكر الثمن الذي دفعه قصي لأبي غبشان عن مفتاح البيت

132 - قَالَ الفاكهي ثمَّ ان قُريْشًا تداعت إِلَى الفضول وَذَلِكَ بعد رجوعهم من عكاظ وَيُقَال بعد فراغهم من بُنيان الْكَعْبَة وَكَانَ حلفا جميلا على قُرَيْش لَان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَالف فِيهِ فَاجْتمعُوا فِي ذَلِك فِي دَار ابْن جدعَان لشرفه وموضعه فِي قومه وَكَانَت لَهُ اسباب ساذكرها ان شَاءَ الله تَعَالَى

133 - حَدثنِي عبد الله بن شبيب الربعِي مولى بني قيس بن ثَعْلَبَة قَالَ حَدثنِي أَبُو بكر بن أبي شيبَة عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْملك بن شيبَة الْخُزَاعِيّ قَالَ حَدثنِي عَمْرو بن أبي بكر الْعَدوي قَالَ حَدثنَا عُثْمَان بن الضَّحَّاك عَن ابيه عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ سَمِعت جدي حَكِيم بن حذام يَقُول انصرفت قُرَيْش من الْفجار وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن عشْرين سنة وَكَانَ حلف الفضول فِي شَوَّال وَكَانَ اشرف حلف واعظم بركَة وَذَلِكَ ان الرجل من الْعَرَب أَو غَيرهَا من الْعَجم كَانَ يقدم مَكَّة بسلعة فَرُبمَا ظلم ثمنهَا وَكَانَ آخر من ظلم بهَا رجل من بني زبيد فَقدم مَكَّة بسلعة لَهُ فَبَاعَهَا من الْعَاصِ بن وَائِل فظلمه ثمنهَا فَطَافَ فِي الاحلاف عبد الدَّار وجمح وَسَهْم ومخزوم فَسَأَلَهُمْ ان يعينوه على الْعَاصِ بن وَائِل فزجروه وتجهموه وَأَبُو

ذكر قدوم رزاح على قصي واستقرار قريش بمكة

أَن أَن يغلبوه على الْعَاصِ فَلَمَّا نظر إِلَى سلْعَته قد حيل دونهَا رقي على جبل أبي قبيس عِنْد طُلُوع الشَّمْس وقريش فِي أنديتها فصاح بِأَعْلَى صَوته يَا لفهر لمظلوم بضاعته ... بِبَطن مَكَّة نائي الدَّار والنفر ومحرم أَشْعَث لم يقْض عمرته ... يال الرِّجَال وَبَين الْحجر وَالْحجر هَل قَائِم من بني سهم بخفرته وعادل ام ضلال مَال مُعْتَمر فَقَالَ الزبير بن عبد الْمطلب ان هَذَا الامر مَا يَنْبَغِي لنا ان نمسك عَنهُ فَطَافَ فِي بني هَاشم وزهرة واسد وتيم فَاجْتمعُوا فِي دَار عبد الله بن جدعَان وتحالفوا بِاللَّه الْقَائِل لنكونن يدا للمظلوم علىالظالم حَتَّى يُؤَدِّي إِلَيْهِ حَقه مَا بل بَحر صوفة ومارسا حراء وثبير فِي مكانهما وعَلى النَّاس فِي المعاش ثمَّ نهضوا إِلَى الْعَاصِ بن وَائِل فنزعوا سلْعَة الزبيدِيّ ودفعوها إِلَيْهِ فَقَالَت قُرَيْش إِنَّه قد دخل هَؤُلَاءِ فِي فضل من الْأَمر فَسمى حلف الفضول فَقَالَ الزبير بن عبد الْمطلب حَلَفت لنعقدن حلفا عَلَيْهِم ... وان كُنَّا جَمِيعًا أهل دَار نُسَمِّيه الفضول إِذا عَقدنَا ... مقربة الْغَرِيب لَدَى الْجوَار وَيعلم من حوالي الْبَيْت أَنا ... أباة الضيم تمنع كل عَار قَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة حَدثنِي عَمْرو بن أبي بكر قَالَ كَانَ يُقَال كَانَ فِي جرهم مثل هَذَا الْحلف فَمشى فِيهِ رجال مِنْهُم فضل وفضال وفضالة فَسَموهُ حلف الفضول وَقَالَ الزبير بن عبد الْمطلب ان الفضول تحالفوا وتعاقدوا ... ان لَا يُقيم بِبَطن مَكَّة ظَالِم أَمر عَلَيْهِ تعاقدوا وتواثقوا ... فالجار الْمَظْلُوم فيهم سَالم

ذكر شَيْء من خبر عبد الله بن جدعَان التَّيْمِيّ الَّذِي كَانَ فِي دَاره حلف الفضول

134 - وَعَن هِشَام بن الْكَلْبِيّ قَالَ كَانَ لعبد الله بن جدعَان مناديان يناديان أَحدهمَا بِأَسْفَل مَكَّة والاخر بِأَعْلَى مَكَّة وَكَانَ المناديان سُفْيَان بن عبد الاسد وابو عبد قُحَافَة وَكَانَ أَحدهمَا يُنَادي أَلا من أَرَادَ اللَّحْم والشحم فليأت دَار ابْن جدعَان وَهُوَ أول من أطْعم الفالوذج بِمَكَّة

ذكر شيء من خبر الحجر الأسود

ذكر موت أهل الشّرف من قُرَيْش بِمَكَّة ومراثيهم

135 - قَالَ الفاكهي ثمَّ هلك عبد الله بن جدعَان بن عَمْرو التَّيْمِيّ فبكته الْجِنّ والأنس فَأَما بكاء الْجِنّ فَحَدثني ابراهيم بن يُوسُف الْمَكِّيّ قَالَ حَدثنَا اسماعيل بن زِيَاد عَن ابْن جريج ان عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَ يحدث ان النباش بن زُرَارَة التَّمِيمِي وَكَانَ حليفا لقريش قَالَ خرجنَا إِلَى الشَّام تجارًا فِي الْجَاهِلِيَّة وَعبد الله بن جدعَان حَيّ حِين خرجنَا فَلَمَّا سرنا نَحوا من خمس عشرَة لَيْلَة نزلنَا ذَات لَيْلَة واشتهينا ان نصبح بذلك الْمَكَان قَالَ فَقَامَ أَصْحَابِي وأصابني أرق شَدِيد فَإِذا هَاتِف يَهْتِف يَقُول

أَلا هلك الهلوك غيث بن فهر ... وَذُو الْعِزّ وَالْمجد المؤثل وَالْفَخْر قَالَ فأجبته فَقلت ... أَلا أَيهَا الناعي أَبَا الْمجد وَالذكر من الْمَرْء تنعاه لنا من بني فهر فَأَجَابَهُ الْهَاتِف فَقَالَ نعيت ابْن جدعَان بن عَمْرو أَخا الندى ... وَذَا الْحسب الْمَعْدُود والمنصب الوفر قَالَ فأجبته فَقلت لعمري لقد نوهت بالسيد الَّذِي ... لَهُ الْفضل مَعْلُوم على ولد النَّضر فاخبر وأخبران علمت وَفَاته ... فَإنَّك قد أخْبرت جلا من الْأَمر فَأَجَابَهُ الْهَاتِف فَقَالَ مَرَرْت بنسوان تخمش أوجها ... عَلَيْهِ صياحا بَين زَمْزَم وَالْحجر قَالَ فأجبته فَقلت مَتى إِنَّمَا عهدي بِهِ مُنْذُ جُمُعَة ... وَسِتَّة أَيَّام لغرة ذَا الشَّهْر قَالَ فَأَجَابَهُ الْهَاتِف فَقَالَ ثوى مُنْذُ أَيَّام ثَلَاث كوامل ... مَعَ الصُّبْح أَو فِي الصُّبْح فِي وضح الْفجْر قَالَ فَاسْتَيْقَظت الرّفْقَة وَهِي تتراجع بنعي ابْن جدعَان وَقَالُوا ان كَانَ اُحْدُ نعى لعز وَشرف فقد نعى ابْن جدعَان فَقَالَ الجني أرى الْأَيَّام لَا تبقي عَزِيزًا ... لعزته وَلَا تبقي ذليلا

ذكر إخراج قصي الحجر الأسود بعد دفن جرهم له

فأجبته فَقلت وَلَا تبقى من الثقلَيْن حَيا ... وَلَا تبقى الْجبَال وَلَا السهولا فَقَالَ الجني صدقت

ذكر شَيْء من رثاء الْأنس لعبد الله بن جدعَان ذكر أزواد الركب من قُرَيْش

137 - حَدثنَا حسن بن حُسَيْن الْأَزْدِيّ قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر عَن هِشَام ابْن الْكَلْبِيّ قَالَ وَكَانُوا إِذا سافروا لم يختبز مَعَهم أحد وَلم يطْبخ إِلَّا الْأسود ابْن عبد الْمطلب بن أَسد بن عبد الْعزي بن قصي ومسافر بن أبي عَمْرو وَابْن أُميَّة ابْن عبد شمس وَأَبُو أُميَّة بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عَمْرو بن مَخْزُوم وَزَمعَة بن عبد الْمطلب بن أَسد

ذكر الْحُكَّام من قُرَيْش بِمَكَّة

ذكر شيء من أخبار بني قصي بن كلاب وذكر الأحلاف والمطيبين

138 - حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ النجار الصَّنْعَانِيّ قَالَ حَدثنَا عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج قَالَ أَخْبرنِي بشير بن تَمِيم بن الْحَارِث بن عبيد بن عَمْرو بن

مَخْزُوم قَالَ كَانَ أول من حكم فِي الْجَاهِلِيَّة بالقسامة وَالدية عبد الْمطلب حكم بالقسامة فِي رجل وبمائة من الْإِبِل فِي رجل وَكَانَ عقل أهل الْجَاهِلِيَّة الْغنم

139 - وحَدثني الْحسن بن حُسَيْن الْأَزْدِيّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد أَبُو جَعْفَر عَن الْكَلْبِيّ فِي الْحُكَّام من قُرَيْش قَالَ فَمن بن هَاشم عبد الْمطلب بن هَاشم وَالزُّبَيْر وَأَبُو طَالب ابْنا عبد الْمطلب وَمن بني أُميَّة حَرْب بن أُميَّة وَأَبُو سُفْيَان بن حَرْب وَمن بني زهرَة الْعَلَاء بن الحارثة الثَّقَفِيّ حَلِيف بني زهرَة وَمن بني مَخْزُوم الْعدْل وَهُوَ الْوَلِيد بن المغير بن عبد الله بن عَمْرو بن مَخْزُوم وَمن بني سهم قيس بن عدي بن سعد بن سهم وَالْعَاص ابْن وَائِل بن هَاشم بن سعد بن سهم وَمن بني عدي بن كَعْب الْخطاب بن نفَيْل بن عبد الْعُزَّى بن رزاح

ذكر أنحاء نِكَاح الْجَاهِلِيَّة وتفسيرها وَذكر البغايا وراياتهن

140 - عَن ابْن أبي ملكية قَالَ تبرز عمر بأجياد فَدَعَا بِمَاء فَأَتَتْهُ أم مهزول وَهِي من البغايا التسع اللَّاتِي كن فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَت هَذَا مَاء وَلكنه فِي إِنَاء لم يدبغ فَقَالَ هَلُمَّ فَإِن الله جعل المَاء طهُورا

141 - عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عبد الله بن عمر أَن امْرَأَة كَانَ يُقَال لَهَا

بن أم مهزول تسافح فِي الْجَاهِلِيَّة فَأَرَادَ بعض الصَّحَابَة ان يَتَزَوَّجهَا فَنزلت! الزَّانِي لَا ينْكح إِلَّا زَانِيَة أَو مُشركَة!

142 - عَن مُجَاهِد فِي هَذِه الاية قَالَ هن بَغَايَا كن فِي الْجَاهِلِيَّة مَعْلُومَات لَهُنَّ رايات يعرفن بهَا

143 - وَعَن عَاصِم بن الْمُنْذر عَن عُرْوَة بن الزبير مثله وَزَاد كرايات البيطار ذكر

144 - من ولي الاجازة بِالنَّاسِ من عَرَفَة ومزدلفة وَمنى من الْعَرَب فِي ولَايَة جرهم وَفِي ولَايَة قُرَيْش وَفِي ولَايَة خُزَاعَة وقريش على مَكَّة

ذكر رؤساء قريش بعد قصي

ذكر انْتِقَال الاجازة من صُوفًا إِلَى عدوان

145 - حَدثنِي الزبير بن أبي بكر قَالَ حَدثنِي ابراهيم بن الْمُنْذر عَن عبد الْعَزِيز بن عمرَان قَالَ أَخْبرنِي عقال بن شبة قَالَ فَلم تزل الاجازة إِلَى عقد صوفة حَتَّى أَخَذتهَا عدوان فَلم تزل فِي عدوان حَتَّى أَخَذتهَا قُرَيْش ثمَّ كَانَ الْحَج مُخْتَلفا فَكَانَت قُرَيْش تدفع بِمن مَعهَا من الْمزْدَلِفَة وَكَانَ أَبُو سيارة يدْفع بقيس من عَرَفَة وابو سيارة من بني عبد بن معيص بن عَامر بن لؤَي وَقيس وأخواله

146 - وحَدثني احْمَد بن سُلَيْمَان قَالَ حَدثنَا زيد بن مبارك قَالَ حَدثنَا أَبُو ثَوْر عَن ابْن جريج قَالَ وَقَالَ مولى بن عَبَّاس وَكَانَت الحمس من عدوان قَالَ وَكَانُوا يقومُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ حَتَّى يدفعوهم من يعرف بِعَرَفَة من الْمزْدَلِفَة غَدَاة جمع وَكَانَ يدْفع بهم أَبُو سيارة على حمَار لَهُ وَكَانَ يَقُول أشرق ثبير كَيْمَا نغير

147 - وَحدثنَا حسن بن الْحُسَيْن الْأَزْدِيّ عَن أبي عبد الله بن الاعرابي عَن هِشَام بن الْكَلْبِيّ عَن ابيه نَحوا من الاحاديث الاولى وَزَاد فِيهِ فَكَانَ كرب بن صَفْوَان بن شحنة بن عُطَارِد يَأْخُذ بِالطَّرِيقِ فَلَا يفِيض اُحْدُ من عَرَفَات حَتَّى تغيب الشَّمْس وَكَانَ يَلِي ذَلِك مِنْهُم يَعْنِي الاجازة كرب بن صَفْوَان وَكَانُوا يقفون وَلَا يعْرفُونَ الْوُقُوف بهَا فيقيمين يفتخرون بآبائهم وبافعالهم ويسألون لدنياهم فَأنْزل الله عز وَجل! فاذكروا الله كذكركم آبَاءَكُم أَو أَشد ذكرا! الْآيَة فاذا غربت الشَّمْس صارع نَحْو جمع ويسيرون خَلفه لكل حَيّ مجيز سوى ذَلِك حَتَّى يَأْتُوا الحمس فِي جَوف اللَّيْل فيقضوا مَعَهم وَقد أَخذ الطَّرِيق لَا يخرج اُحْدُ قبل طُلُوع الشَّمْس فاذا أَصْبحُوا قَامَ أَبُو سيارة عميلة بن الاعزل بن خَالِد بن الْحَرْث العدواني فَقَالَ أشرق ثبير كَمَا نغير اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك طَريقَة قُرَيْش فَبين لنا يَا رب حَقنا ثمَّ يَقُول اللَّهُمَّ أصلح بَين نسائنا وبغض بَين رعائنا وَاجعَل اموالنا عِنْد سمحائنا ثمَّ يفِيض من مُزْدَلِفَة إِلَى منى على فرس لَهُ وان حمير عرضت لابي سيارة ذَات عَام فَقَالُوا نَحن أولى بِهَذَا مِنْك فَقَالَ كَذبْتُمْ فِي بلدي ونسكي وديني هَذَا أَمر نَحن شرعناه اولا وبنا اقْتَضَت الْعَرَب فِيهِ وَهَذَا مِيرَاث لنا عَن آبَائِنَا وَالْحُرْمَة حرمتنا فَأَبَوا عَلَيْهِ وتعلقوا بلجامه فَقَالَ يَا آل قيس فَلم يكن بِهِ كثير أحد من قيس فَقَالَ يَا آل مُضر فثار إِلَيْهِ بَنو أَسد بن

أبي خُزَيْمَة وَبَنُو كنَانَة واستنقظوه ثمَّ قَالُوا وَالله لَا يُجِيز بهم الا على حمَار فَإِنَّهُم قد استيطنوا من الْخَيل فَحَمَلُوهُ على حمَار ثمَّ رفوا حوله قَلِيلا قَلِيلا وهم يَقُولُونَ نَحن دفعنَا عَن أبي سياره ... وَعَن موَالِيه بني فزاره حَتَّى أجَاز سالما حِمَاره ... مُسْتَقْبل الْكَعْبَة يَدْعُو جَاره وَقد قَالَ ذُو الاصبع العدواني وَمِنْهُم من يُجِيز الْحَج بِالسنةِ وَالْفَرْض فاذا أَتَى النَّاس منى قَامَ فيهم رجل يُقَال لَهُ صوفة كَانَ على صَدَقَة الْكَعْبَة وَكَانَ الَّذِي يُجِيز بهم من صوفة ثَوْر بن أصفر فَإِذا جَازَ النَّاس فِي الأبطح اجْتمعت كِنْدَة إِلَى بكر بن وَائِل فأجازوا بهم حَتَّى يبلغ الْبَيْت وَقَالَ الشَّاعِر وَكِنْدَة إِذا ترعى عَشِيَّة حجنا ... يُجِيز بهَا حجاج بكر بن وَائِل قَالَ فَلم يزل أَبُو سيارة يُجِيز بِالنَّاسِ حَتَّى أَتَاهُم قصي بن كلاب

148 - حَدثنَا الْحسن بن عُثْمَان عَن الْوَاقِدِيّ قَالَ وحَدثني عمرَان بن أبي أنس عَن مُحَمَّد بن سعيد بن الْمسيب عَن أَبِيه عَن حويطب بن عبد الْعزي قَالَ رَأَيْت أَبَا سيارة يدْفع بِالنَّاسِ من جمع على أتان لَهُ عقوق

ذكر سَبَب تَسْمِيَة صوفة بصوفة

149 - عَن الزبير بن بكار قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وصوفة وصوفان يُقَال لكل من ولي الْبَيْت من غير أَهله أَو أَقَامَ بِشَيْء من خدمَة الْبَيْت أَو بِشَيْء من أَمر الْمَنَاسِك

ذكر ولاية عبد المطلب

بن يُقَال لَهُم صوفة وصوفان قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وانهم بِمَنْزِلَة الصُّوف فيهم الْقصير والطويل والاسود والاحمر لَيْسُوا من قَبيلَة وَاحِدَة

150 - وَذكر أَبُو عبد الله يَعْنِي الزبير انه حَدثهُ أَبُو الْحسن الاثرم عَن هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ قَالَ انما سمي الْغَوْث بن مر صوفة لانه كَانَ لَا يعِيش لأمه ولد فنذرت لَئِن عَاشَ لتعلقن بِرَأْسِهِ صوفة ولتجعلهن ربيطا للكعبة فَفعلت فَقيل لَهُ صوفة ولولده من بعده وَهُوَ الربيط

ذكر قبائل الأحابيش

151 - وَعَن ابراهيم بن الْمُنْذر عَن عبد الْعَزِيز بن عمرَان قَالَ اخبرني عقال بن شبة قَالَ قَالَت ام تَمِيم بن مر وَولدت نسْوَة فَقَالَت لله عَليّ نذر لَان ولدت غُلَام لأعبدنه للبيت فَولدت الْغَوْث اكبر من ولد من مر فَلَمَّا ربطته عِنْد الْبَيْت اصابه الْحر فمرت بِهِ وَقد سقط وزوى واسترخى فَقَالَت مَا صَار ابْني الا صوفة فَسُمي صوفة

ذكر أَن الاجازة كَانَت فِي مُضر

ذكر تقسيم ما كان بيد قصي على أولاده من بعده

152 - وحَدثني عبد الله بن أبي سَلمَة قَالَ حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن عمر الفِهري عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز عَن عبد الله بن أبي بكر بن عَمْرو ابْن حزم عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت وَقد كَانَ فِي بعض ولد مُضر بن نزار من ولد اسماعيل خلال ارْبَعْ لَا ينكرها الْعَرَب وَلَا يدفعونهم عَنْهَا يعدون فِيهَا ولَايَة جرهم الاجازة للنَّاس بِالْحَجِّ من عَرَفَة وَكَانَ الَّذِي يَلِي ذَلِك من

أَنه مُضر الْغَوْث بن مرّة بن أد بن طابخة بن خَنْدَق بن مُضر بن نزار وَولده من بعده وَيُقَال للغوث وَولده من بعده ان لَهُم صُوفًا فَقَالَت اجيزوا صوفة

153 - حَدثنَا الْحسن بن عُثْمَان عَن الْوَاقِدِيّ قَالَ حَدثنِي ربيعَة بن عُثْمَان قَالَ سَأَلت الزُّهْرِيّ هَل كَانَت الاجازة من عَرَفَة أَو من جمع عِنْد جَمْرَة الْعقبَة فِي اُحْدُ من الْيمن فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ لَا هَذَا لَا يعرف ان الصّبيان لَا يعلمُونَ انه انما كَانَ فِي مُضر قَالَ الْوَاقِدِيّ وَسَأَلت عبد الله بن جَعْفَر الزُّهْرِيّ هَل سَمِعت الاجازة فِي شَيْء من المشاعر فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَت فِي كنَانَة فَقَالَ لَا

ذكر آخر رجل من الْمُشْركين أجَاز النَّاس وَمَتى كَانَ

ذكر الفجار الأول وما كان فيه بين قريش وقيس عيلان وسبب ذلك

154 - وَقَالَ الْوَاقِدِيّ وَسَأَلت ربيعَة بن عُثْمَان التَّيْمِيّ وَعبد الله بن جَعْفَر عَن آخر رجل من الْمُشْركين دفع بِالنَّاسِ من عَرَفَة والمزدلفة وَمنى فَقَالَ ربيعَة آخِرهم كرب وَقَالَ عبد الله بن جَعْفَر دفع بهم سنة ثَمَان وأنسي أَبُو تمامة بمنى

ذكر من ولي أنساء الشُّهُور من الْعَرَب بِمَكَّة

155 - عَن الفاكهي قَالَ الْكَلْبِيّ فَكَانَ أول من أنسأ الشُّهُور من مُضر مَالك بن كنَانَة وَذَلِكَ أَن مَالك بن كنَانَة نكح إِلَى مُعَاوِيَة بن ثَوْر الْكِنْدِيّ وَهُوَ يَوْمئِذٍ فِي كِنْدَة وَكَانَت النساءة قبل ذَلِك فِي كِنْدَة لانهم كَانُوا قبل ذَلِك مُلُوك الْعَرَب من ربيعَة وَمُضر وَكَانَت كِنْدَة من أرداف المقاول فنسيء ثَعْلَب ابْن مَالك ثمَّ نسيء بعده الْحَارِث بن مَالك بن كنَانَة وَهُوَ القلمس ثمَّ نسيء القلمس سُوَيْد بن القلمس ثمَّ كَانَت النساءة فِي بني فقيم من بني ثَعْلَبَة حَتَّى جَاءَ الْإِسْلَام وَكَانَ آخر من نسيء مِنْهُم أَبُو ثُمَامَة جُنَادَة بن عَوْف بن أُميَّة بن عبد الله بن فقيم وَهُوَ الَّذِي جَاءَ فِي زمن عمر بن الْخطاب إِلَى الرُّكْن الْأسود فَلَمَّا رأى النَّاس يزدحمون عَلَيْهِ قَالَ أَيهَا النَّاس أَنا لَهُ جَار فاخروا فخفقه عمر رَضِي الله عَنهُ بِالدرةِ ثمَّ قَالَ أَيهَا الجلف الجافي قد أذهب الله عزك بِالْإِسْلَامِ فَكل هَؤُلَاءِ قد نسيء فِي الْجَاهِلِيَّة

ذكر فيه عكاظ وما أصابوا من بني كنانة وضرب رجل أبي معشر فقال

ذكر أول من أنسأ الشُّهُور من الْعَرَب بِمَكَّة

156 - قَالَ الفاكهي عَن الْكَلْبِيّ وَيُقَال إِن أول من أنسأ الشُّهُور عدي ابْن زيد بن عَامر بن ثَعْلَبَة بن الْحَارِث بن مَالك بن كنَانَة ثمَّ كَانَ بعد عدي ابْن عبد الله بن فقيم ثمَّ كَانَ بعده عباد بن حُذَيْفَة ثمَّ كَانَ قلع بن عباد

ذكر حرب الفجار الآخر

ثمَّ ثمَّ كَانَ أُميَّة بن قلع ثمَّ عَوْف بن أُميَّة ثمَّ جُنَادَة بن عَوْف وَقد أدْركهُ الْإِسْلَام فِيمَا يُقَال وَكَانَ أبعدهم ذكرا وأطولهم أمدا يُقَال إِنَّه أنسأ أَرْبَعِينَ سنة وَالله أعلم أَكَانَ ذَلِك أم لَا أم أقل أم أَكثر

ذكر شَيْء من خبر خَدِيجَة قبل زواجها من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

157 - عَن أنس رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْد أبي طَالب فأستاذنه أَن يتَوَجَّه إِلَى خَدِيجَة فَأذن لَهُ وَبعث بعده جَارِيَة لَهُ يُقَال لَهَا نبعة فَقَالَ لَهَا أنظري مَا تَقول لَهُ خَدِيجَة قَالَت نبعة فَرَأَيْت عجبا إِلَّا أَن سَمِعت بِهِ خَدِيجَة فَخرجت إِلَى الْبَاب فَأخذت بِيَدِهِ فضمتها إِلَى صدرها ونحرها ثمَّ قَالَت بِأبي وَأمي وَالله مَا أفعل هَذَا الشَّيْء وَلَكِنِّي أَرْجُو أَن تكون أَنْت النَّبِي الَّذِي ستبعث فَإِن تكن هُوَ فأعرف حَقي ومنزلتي وادع الْإِلَه الَّذِي يَبْعَثك لي قَالَت وَالله لَان كنت انا هُوَ قد احتنفت عِنْدِي مَالا اضيعه ابدا وان يكن غَيْرِي فان الآله الَّذِي تصنعين هَذَا لاجله لَا يضيعك ابدا

ذكر أول النِّسَاء إسلاما بعد صلح الْحُدَيْبِيَة

ذكر يوم العبلاء

158 - ذكر الفاكهي أَن سبيعة بنت الْحَارِث اول امْرَأَة بعد صلح الْحُدَيْبِيَة أثر العقد وطي الْكتاب وَلنْ تخفي نزلت آيَة الامتحان فامتحنها النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورد على زَوجهَا مهر مثلهَا وَتَزَوجهَا عمر

ذكر السَّبَب فِي فتح مَكَّة

ذكر يوم شرب

159 - حَدثنَا سعيد بن عبد الرَّحْمَن حَدثنَا عبد الْمجِيد بن ابي رواد عَن ابْن جريج قَالَ قَالَ عَطاء وَكَانَت خُزَاعَة حلفاء رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأصابت بَنو بكر مِنْهُم قَتِيلا فَقَالَت بَنو بكر لقريش لَا تسلموا بني عمكم فَركب بديل إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلم يصدقهُ وَأرْسل مَعَه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلِيعَة يستطلعهم قَالَ فجَاء بِهِ بديل بن وَرْقَاء فَجعل يقف بِهِ على قُرَيْش ويكلمهم فَقَالُوا قد عرفنَا انما انت مستطلع فوَاللَّه لَا نسلمهم فَرجع إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخْبرهُ الْخَبَر فَأَنْشَأَ حِينَئِذٍ يتجهز لنصر حلفاءه

160 - جَوَاب أبي بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا لأبي سُفْيَان حِين جَاءَ إِلَى الْمَدِينَة يجدد الْعَهْد وَيزِيد فِي مدَّته ذكر

161 - سُؤال أبي سُفْيَان فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا لتجير بَين النَّاس وَتشفع لَهُ عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تمديد الْعَهْد

ذكر شَيْء من خبر صلح الْحُدَيْبِيَة وَفتح مَكَّة

ذكر يوم الحريرة

162 - حَدثنَا مُحَمَّد بن ادريس بن عمر من كِتَابه قَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب قَالَ حَدثنَا حَمَّاد عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة فَذكر خَبرا يَقْتَضِي موادعة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل مَكَّة وَدخُول خُزَاعَة فِي صلح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدخُول بني بكر فِي صلح قُرَيْش وَمَا كَانَ بَين خُزَاعَة وَبني بكر بعد ذَلِك من الْقِتَال وإعانة قُرَيْش لَهُم بِالسِّلَاحِ وَالطَّعَام وتخوف قُرَيْش ان يَكُونُوا قد نقضوا وإرسالهم أَبَا سُفْيَان بن حَرْب إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليجدد الْحلف وَيصْلح بَين النَّاس وقدوم أبي سُفْيَان إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ قَالَ وَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد

وَفِي جَاءَكُم أَبُو سُفْيَان فَيرجع راجيا بِغَيْر حَاجَة قَالَ فَأتى أَبَا بكر رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ يَا أَبَا بكر جدد الْحلف وَالصُّلْح بَين النَّاس أَو قَالَ بَين قَوْمك فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ الْأَمر إِلَى الله وَقد قَالَ لَهُ فِيمَا قَالَ ان أعَان قوم على قوم وأمدهم بسلاح وَطَعَام مَا ان يَكُونُوا نقضوا فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ الْأَمر إِلَى الله وَإِلَى رَسُول الله

163 - ذكر الفاكهي مَا يُوهم ان قدوم أبي سُفْيَان بن حَرْب الْمَدِينَة لتجديد الْحلف والإصلاح بَين النَّاس كَانَ قبل قدوم وَافد خُزَاعَة على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة لاعلامه بِمَا كَانَ من قتال بني بكر لَهُم ومعاونة قُرَيْش عَلَيْهِم لَان فِي الْخَبَر السَّابِق بعد إتْيَان أبي سُفْيَان لعمر وَقَوله لَهُ نَحوا مِمَّا قَالَ لأبي بكر وَجَوَاب عمر لأبي سُفْيَان بِنَحْوِ من جَوَابه الَّذِي أَجَابَهُ على نَحْو مَا ذكره ابْن عقبَة وإتياه لفاطمة وسؤاله لَهَا فِي تَجْدِيد الْحلف والإصلاح بَين النَّاس وَقَوْلها لَهُ لَيْسَ الْأَمر الي وإتيانه عليا وَقَوله لَهُ نَحوا مِمَّا قَالَ لأبي بكر وَإِشَارَة عَليّ لَهُ بالجيرة بَين النَّاس ثمَّ انْطلق يَعْنِي أَبُو سُفْيَان حِين قدم مَكَّة فَأخْبرهُم بِالَّذِي صنع فَقَالُوا مَا رَأينَا كَالْيَوْمِ وَافد عشيرة وَالله مَا أَتَيْتنَا الْيَوْم بِحَرب فنحذر وَلَا أَتَيْتنَا الْيَوْم بصلح فنأمن ارْجع قَالَ وَقدم وَافد خُزَاعَة على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخْبرهُ بِالَّذِي صنع الْقَوْم وَدعَاهُ إِلَى النَّصْر وَأنْشد فِي ذَلِك شعرًا

ذكر حلف الفضول وسببه وتفسيره وغيره من الحلف

ذكر الْموضع الَّذِي أفطر فِيهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى فتح مَكَّة

164 - حَدثنَا أَبُو بشر بكر بن خلف قَالَ حَدثنَا ابْن أبي عَيَّاش قَالَ حَدثنَا شُعْبَة عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ صَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَام الْفَتْح حَتَّى بلغ عسفان

165 - حَدثنَا هَارُون بن مُوسَى الْمروزِي قَالَ حَدثنِي ابراهيم

166 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن يحيى الزماني وحسين بن حسن الْمروزِي قَالَا حَدثنَا عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ جَمِيعًا عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا ان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج إِلَى مَكَّة عَام الْفَتْح فصَام حَتَّى بلغ كرَاع الغميم فَقيل لَهُ إِن النَّاس قد شقّ عَلَيْهِم الصّيام فَدَعَا بقدح من مَاء بَين الصَّلَاتَيْنِ فشربه وَالنَّاس ينظرُونَ إِلَيْهِ فَأفْطر بعض النَّاس وَصَامَ بَعضهم فَبلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن أُنَاسًا صَامُوا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اولئك العصاة ثَلَاثَة مَرَّات

ذكر لِقَاء أبي سُفْيَان لجيش الْمُسلمين عِنْد مر الظهْرَان

167 - وَذكر الفاكهي فِي الْخَبَر الَّذِي رَوَاهُ عَن مُحَمَّد بن ادريس بن عمر الْمشَار إِلَيْهِ مَا يَقْتَضِي ان ابا سُفْيَان لما سَأَلَ عَن الْعَسْكَر والنيران قيل لَهُ فِي

ذَلِك ذَلِك غير مَا سبق بانه قَالَ فَأمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالرحيل فارتحلوا فَصَارَ حَتَّى نزلُوا مرا وَجَاء أَبُو سُفْيَان لَيْلًا فَرَأى الْعَسْكَر والنيران فَقَالَ مَا هَؤُلَاءِ قَالُوا هَذِه تَمِيم أَمْحَلت بلادها وانتجعت بِلَادكُمْ قَالَ هَؤُلَاءِ وَالله أَكثر من أهل منى أَو قَالَ مثل أهل منى

ذكر جوَار الْعَبَّاس لأبي سُفْيَان بعد ان اخذه حرس الْمُسلمين عنْوَة

168 - وَفِي هَذَا مُوَافقَة لما فِي الْخَبَر الَّذِي ذكره الفاكهي من أَن أَبَا سُفْيَان علم خبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غير الْعَبَّاس

ذكر إِسْلَام أبي سُفْيَان

169 - وَذكر الفاكهي مَا يَقْتَضِي انا ابا سُفْيَان اسْلَمْ لَيْلًا لِأَنَّهُ قَالَ فِي الْخَبَر الَّذِي رَوَاهُ عَن ابْن ادريس تلو قَوْله فاخبره الْعَبَّاس الْخَبَر وَانْطَلق بِهِ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قبَّة لَهُ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا سُفْيَان أسلم تسلم قَالَ فَكيف أصنع بِاللات والعزى قَالَ أَيُّوب فَحَدثني أَبُو الْخَلِيل عَن سعيد بن جُبَير قَالَ فَقَالَ لَهُ عمر وَهُوَ خَارج من الْقبَّة فِيهِ

وذكر بقية الابيات وقال نبيه في ذلك أبياتا اخر

ثمَّ عُنُقه السَّيْف أخر عَلَيْهَا أما وَالله لَو كنت خَارِجا من الْقبَّة مَا قلتهَا ابدا فَقَالَ أَبُو سُفْيَان من هَذَا قَالُوا عمر ثمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيث أَيُّوب عَن عِكْرِمَة قَالَ فَأسلم أَبُو سُفْيَان وَانْطَلق بِهِ الْعَبَّاس إِلَى منزله فَلَمَّا أَصْبحُوا ثار النَّاس لظهورهم فَقَالَ أَبُو سُفْيَان يَا أَبَا الْفضل أَو أسر النَّاس فِي بِشَيْء قَالَ لَا وَلَكنهُمْ قَامُوا إِلَى الصَّلَاة انْتهى بِاخْتِصَار

ذكر سَبَب حبس الْعَبَّاس لابي سُفْيَان فِي خطم الْجَبَل

170 - حَدثنِي الْحُسَيْن بن عبد الْمُؤمن حَدثنَا عَليّ بن عَاصِم عَن حُصَيْن عَن عبيد الله بن عبد الله قَالَ فَلَمَّا جعل أَبُو سُفْيَان يُسَايِر الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب رأى من النَّاس انتشارا وَالنَّاس فِي حوائجهم لَيْسُوا بِحَضْرَة عدوه قَالَ هَؤُلَاءِ يُرِيد أَن يغلبني ويقتلني مُحَمَّد قَالَ يَا عَبَّاس انبئني من خلق السَّمَاء قَالَ الله قَالَ فأنبئني من خلق الارض قَالَ الله وَجعل يسْأَله عَن أَشْيَاء نَحْوهَا فَعرف ان الاسلام لم يدْخل قلبه فَتخلف عَنهُ ثمَّ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخْبرهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَم أدع الي خَالِد بن الْوَلِيد فَدَعَا لَهُ وَهُوَ على مُقَدّمَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا خَالِد قَالَ لبيْك يَا رَسُول الله قَالَ اضمم اليك الْخَيل قَالَ نعم وَلم تكن بِحَضْرَة عَدوك يَا رَسُول الله قَالَ اضمم اليك الْخَيل قَالَ نعم فضم إِلَيْهِ الْخَيل قَالَ ادْع لي ابا عُبَيْدَة ابْن الْجراح فَدَعَا لَهُ فَقَالَ يَا ابا عُبَيْدَة اضمم اليك النَّاس فَقَالَ نعم

قَالَ قَالَ فضم إِلَيْهِ النَّاس قَالَ وَبَقِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الضُّعَفَاء وَفِي المشاة وَفِي الردافى فَقَالَ للْعَبَّاس انْطلق بِهِ فقف بِهِ من مَكَان كَذَا وَكَذَا قَالَ فَذهب الْعَبَّاس فَوقف بِأبي سُفْيَان فِي الْمَكَان الَّذِي أمره رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ يحدثه إِذْ أقبل خَالِد بن الْوَلِيد رَضِي الله عَنهُ فِي الْخَيل فَلَمَّا رَآهُمْ أَبُو سُفْيَان فِي الْخَيل قَالَ يَا عَبَّاس فِي هَؤُلَاءِ مُحَمَّد قَالَ لَا هَذَا خَالِد بن الْوَلِيد هَذَا سيف الله قَالَ فَمضى خَالِد فِي الْخَيل ثمَّ أقبل أَبُو عُبَيْدَة بِالنَّاسِ فَلَمَّا رَآهُمْ قَالَ يَا عَبَّاس أَفِي هَؤُلَاءِ مُحَمَّد قَالَ لَا هَذَا أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح هَذَا أَمِين الله على النَّاس قَالَ مضى أَبُو عُبَيْدَة فِي النَّاس ثمَّ أقبل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الردافى والمشاة وضعفاء النَّاس فَلَمَّا رَآهُمْ عرف ان النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهم فَقَالَ يَا عَبَّاس هَذَا مُحَمَّد قَالَ نعم هَذَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا عَبَّاس لَا تفلح قُرَيْش بعد الْيَوْم أبدا خُذ لي من مُحَمَّد الْأمان فَأتى الْعَبَّاس النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن الله قد أرعبه وانه يسْأَل الْأمان قَالَ نعم من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن

ذكر شيء من خبر عبد الله بن جدعان التيمي الذي كان في داره حلف الفضول

ذكر دُخُول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه مَكَّة يَوْم الْفَتْح

171 - حَدثنَا مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن عمر من كِتَابه قَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان ابْن حَرْب قَالَ حَدثنَا حَمَّاد عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة فَذكر حَدِيثا طَويلا فِي قصَّة الْفَتْح وَفِيه قَالَ فَقَالَ أَبُو سُفْيَان واصباح قُرَيْش فَقَالَ الْعَبَّاس يَا رَسُول الله لَو أَذِنت لي فَأتيت أهل مَكَّة فدعوتهم وأمنتهم وَجعلت لأبي سُفْيَان شَيْئا

ذكر موت أهل الشرف من قريش بمكة ومراثيهم

قَالَ يذكر بِهِ قَالَ فَانْطَلق الْعَبَّاس رَضِي الله عَنهُ حَتَّى ركب بغلة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهْبَاء فَانْطَلق فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ردوا على عمي فَإِن عَم الرجل صنو ابيه قَالَ فَانْطَلق الْعَبَّاس حَتَّى قدم على أهل مَكَّة فَقَالَ يَا أهل مَكَّة أَسْلمُوا تسلموا قد استبطنتم بأشهب بازل قَالَ وَقد كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث الزبير من قبل أعلا مَكَّة وَبعث خَالِد بن الْوَلِيد من قبل أَسْفَل مَكَّة فَقَالَ هم الْعَبَّاس هَذَا الزبير من قبل أعلا مَكَّة وخَالِد بن الْوَلِيد من قبل أَسْفَل مَكَّة وخَالِد وَمَا خَالِد وخزاعة المخزعة الأنوف قَالَ ثمَّ قَالَ من ألْقى سلاحه فَهُوَ آمن وَمن أغلق بَابه فَهُوَ آمن وَمن دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن قَالَ ثمَّ جَاءَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتراموا بِشَيْء من النبل ثمَّ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظهر عَلَيْهِم فأمن النَّاس إِلَّا خُزَاعَة عَن بني بكر قَالَ وَذكر أَرْبَعَة مقيس بن صبَابَة وَعبد الله بن أبي سرح وَابْن خطل وَسَارة مولاة بني هَاشم قَالَ حَمَّاد وَسَارة لَا أَدْرِي فِي حَدِيث أَيُّوب أَو فِي حَدِيث غَيره قَالَ فقاتلتهم خُزَاعَة إِلَى نصف النَّهَار فَأنْزل الله عز وَجل! أَلا تقاتلون قوما! الْآيَة وَالَّتِي بعْدهَا ثمَّ قَالَ بعد قَوْله! ويشف صُدُور قوم مُؤمنين! قَالَ خُزَاعَة! وَيذْهب غيظ قُلُوبهم! قَالَ خُزَاعَة! وَيَتُوب الله على من يَشَاء! قَالَ خُزَاعَة

ذكر الثَّنية الَّتِي دخل مِنْهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْفَتْح

172 - حَدثنِي عبد الله بن شبيب قَالَ حَدثنَا ابراهيم بن الْمُنْذر قَالَ حَدثنِي معن بن عِيسَى عَن عبد الله بن عمر عَن حَفْص عَن نَافِع عَن

مُحَمَّد ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ لما دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّة رأى النِّسَاء يلطمن وُجُوه الْخَيل بِالْخمرِ فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أبي بكر فَقَالَ كَيفَ قَالَ حسان بن ثَابت يَا أَبَا بكر فأنشده أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ عدمت بنيتي إِن لم تَرَوْهَا ... تثير النَّقْع من كَتِفي كداء ينازعن الأعنة مشعفات ... يلطمهن بِالْخمرِ النِّسَاء فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حَيْثُ قَالَ حسان فَدخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كداء أَعلَى مَكَّة

ذكر شيء من رثاء الأنس لعبد الله بن جدعان

ذكر مَا كَانَ يلبس النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على رَأسه حِين دخل مَكَّة

173 - حَدثنِي أَحْمد بن عبيد عَن عَاصِم بن مُضرس الْأنْصَارِيّ قَالَ أَخْبرنِي أَبُو بكر عَمْرو الضَّبِّيّ عَن الْمُغيرَة عَن ابراهيم قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم فتح مَكَّة معتجرا بعمامة سَوْدَاء وَالْعَبَّاس بن عبد الْمطلب كَذَلِك انْتهى بِاخْتِصَار

ذكر الحكام من قريش بمكة

174 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن يحيى بن أبي عمر قَالَ حَدثنَا سُفْيَان عَن مساور الْوراق قَالَ أَخْبرنِي جَعْفَر بن عَمْرو بن حُرَيْث عَن أَبِيه قَالَ رَأَيْت على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِمَامَة سَوْدَاء يَوْم فتح مَكَّة

175 - حَدثنَا ابْن أبي عمر حَدثنَا بشير بن السّري حَدثنَا حَمَّاد بن

بن سَلمَة عَن أبي الزبير عَن جَابر رَضِي الله عَنهُ ان النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل يَوْم الْفَتْح وَعَلِيهِ عِمَامَة سَوْدَاء

ذكر أَخذ قيس بن سعد بن عبَادَة الرَّايَة من أَبِيه

ذكر أنحاء نكاح الجاهلية وتفسيرها وذكر البغايا وراياتهن

176 - حَدثنِي الْحُسَيْن بن عبد الْمُؤمن قَالَ حَدثنَا عَليّ بن عَاصِم عَن عَطاء بن السَّائِب قَالَ حَدثنِي طَاوس وعامر قَالَا دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقدم خَالِد بن الْوَلِيد فَذكر شَيْئا من خَبره يَأْتِي ذكره ثمَّ قَالَ أَلا أَن راية الْأَنْصَار فِي يَد سعد بن عبَادَة وَقد مَاتَ سعد بن معَاذ وَصَارَ سعد ابْن عبَادَة سيد الْقَوْم الرَّايَة فِي يَده فَبَيْنَمَا هُوَ وَاقِف وَالْأَنْصَار حوله إِذْ نظر فَلم ير حوله إِلَّا الْأَنْصَار فَقَالَ الْيَوْم يَوْم الملحمة ... الْيَوْم تستحل الْحُرْمَة وَدخل مَعَهم من الْمُهَاجِرين من لَا يفْطن لَهُ فَاشْتَدَّ وهم لَا يعلمُونَ فَأتى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخْبرهُ بِمَا سمع من سعد بن عبَادَة فَقَالَ لَهُ أَنْت سمعته يَقُول هَذَا قَالَ نعم قَالَ من هَهُنَا أَدْعُو إِلَى قيس بن سعد بن عبَادَة فجَاء الرَّسُول وَهُوَ وَاقِف مَعَ أَبِيه والراية فِي يَد أَبِيه وَقَالَ يَا قيس يَدْعُوك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ فَقَالَ يَا قيس قَالَ لبيْك يَا رَسُول الله فَقَالَ اذْهَبْ فَخذ الرَّايَة من سعد قَالَ نعم يَا رَسُول الله قَالَ فَجَاءَهُ الْأَنْصَار حوله فَقَالَ أَعْطِنِي الرَّايَة قَالَ لَا لَا أم لَك قَالَ أعطنيها وَلَا تحمق نَفسك قَالَ لَا إِلَّا أَن يكون رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمرك بِهَذَا قَالَ أَمرنِي بذلك رَسُول الله

صلى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فسمعا وَطَاعَة وَدفع الرَّايَة إِلَى قيس ابْنه فَدخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّة والراية مَعَ قيس بن عبَادَة

ذكر من قَالَ إِن الَّذِي أَخذ الرَّايَة من سعد هُوَ الزبير بن الْعَوام رَضِي الله عَنهُ

177 - حَدثنَا عبد الله بن احْمَد بن أبي مَسَرَّة قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن قَالَ حَدَّثتنِي ام عُرْوَة عَن أمهَا عَن جدها عَن الزبير بن الْعَوام قَالَ أَعْطَانِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم فتح مَكَّة لِوَاء سعد بن عبَادَة وَدخل مَكَّة بلواءين

ذكر صفة راية رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْفَتْح

178 - حَدثنَا الْحسن بن عَليّ الْحلْوانِي قَالَ حَدثنَا يحيى بن آدم قَالَ حَدثنَا شريك بن عبد الله النَّخعِيّ عَن عمار الدهني عَن أبي الزبير عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّة وَلِوَاؤُهُ أَبيض قَالَ الْحسن بن عَليّ يَعْنِي يَوْم الْفَتْح

ذكر عدد من قتل من الْمُشْركين يَوْم الْفَتْح وَسَببه

ذكر انتقال الاجازة من صوفا إلى عدوان

179 - حَدثنِي الْحُسَيْن بن عبد الْمُؤمن قَالَ حَدثنَا عَليّ بن عَاصِم عَن عَطاء بن السَّائِب قَالَ حَدثنِي طَاوس وعامر قَالَا دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقدم خَالِد بن الْوَلِيد رَضِي الله عَنهُ فأنالهم شَيْئا من قتل فجَاء رجل من قُرَيْش فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذَا خَالِد بن الْوَلِيد قد أسْرع فِي الْقَتْل فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرجل من الْأَنْصَار عِنْده يَا فلَان قَالَ لبيْك يَا رَسُول الله قَالَ أئت خَالِد بن الْوَلِيد فَقل لَهُ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرك أَن لَا تقتل بِمَكَّة أحدا فجَاء الْأنْصَارِيّ فَقَالَ يَا خَالِد ان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرك أَن تقتل من لقِيت من النَّاس فَانْدفع خَالِد فَقتل سبعين رجلا بِمَكَّة قَالَ فجَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل من قُرَيْش فَقَالَ يَا رَسُول الله هَلَكت قُرَيْش لَا قُرَيْش بعد الْيَوْم قَالَ وَلم قَالَ هَذَا خَالِد لَا يلقى أحدا من النَّاس إِلَّا قَتله قَالَ ادْع لي خَالِدا فدعى لَهُ قَالَ يَا خَالِد ألم أرسل إِلَيْك أَن لَا تقتل أحدا قَالَ بل أرْسلت الي أَن أقتل من قدرت عَلَيْهِ قَالَ ادْع لي الْأنْصَارِيّ فدعى لَهُ فَقَالَ ألم آمُرك أَن تَأمر خَالِدا أَن لَا يقتل أحدا قَالَ بلَى وَلَكِنَّك أمرت وَأَرَادَ الله غَيره فَكَانَ مَا أَرَادَ الله قَالَ يَا خَالِد قَالَ لبيْك يَا رَسُول الله قَالَ لَا تقتل أحدا وَلم يقل للْأَنْصَارِيِّ شَيْئا

ذكر اذن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لخزاعة بِأخذ ثأرهم من بني بكر

180 - حَدثنَا حسن بن حُسَيْن ان ابْن أبي عدي قَالَ حَدثنَا حُسَيْن الْمعلم عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما فتح مَكَّة قَالَ كفوا السِّلَاح إِلَّا خُزَاعَة عَن بني بكر فَأذن لَهُم حَتَّى صلوا الْعَصْر ثمَّ أَمرهم ان يكفوا السِّلَاح حَتَّى إِذا كَانَ الْغَد لَقِي رجل من خُزَاعَة رجلا من بني بكر بِالْمُزْدَلِفَةِ فَقتله فَلَمَّا بلغ ذَلِك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ خَطِيبًا وظهره إِلَى الْكَعْبَة فَقَالَ إِن أَعْتَى النَّاس على الله من عدا فِي الْحرم وَمن قتل غير قَاتله وَمن قتل بذحول الْجَاهِلِيَّة انْتهى بِاخْتِصَار

ذكر الْأَرْبَعَة الَّذين لم يؤمنهم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْفَتْح

181 - حَدثنَا زيد بن حباب ثَنَا عمر بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن سعيد حَدثنِي جدي عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْم فتح مَكَّة أَرْبَعَة لَا أؤمنهم فِي حل وَلَا فِي حرم الْحَارِث بن نقيد وَمقيس بن صبَابَة وَعبد الله بن أبي سرح وهلال بن خطل قَالَ فَقتل عَليّ رَضِي الله عَنهُ الْحَارِث بن نقيد وَقتل مقيس ابْن عَم لَهُ وَقتل هِلَال بن خطل الزبير ابْن الْعَوام رَضِي الله عَنهُ

182 - حَدثنَا سعيد بن عبد الرَّحْمَن حَدثنَا هِشَام بن سُلَيْمَان المَخْزُومِي عَن ابْن جريج قَالَ بَلغنِي ان النَّبِي أَمن النَّاس يَوْم فتح مَكَّة إِلَّا أَرْبَعَة عبد الْعَزِيز بن خطل وَمقيس بن صبَابَة وَعبد الله بن أبي سرح وَأم سارة قينة لبني هَاشم كَانَت تَدْعُو على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين يصبح وَحين يُمْسِي فَأَما أم سارة فقتلت انْتهى بِاخْتِصَار ثمَّ قَالَ الفاكهي بِهَذَا السَّنَد عَن ابْن جريج وَأما مقيس فَقتل عِنْد الرَّدْم أهـ

ذكر سبب تسمية صوفة بصوفة

ذكر سَبَب إهدار دم ابْن خطل يَوْم الْفَتْح

183 - عَن ابْن جريج قَالَ قَالَ مولى بن عَبَّاس بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلا من الْأَنْصَار ورجلا من مزينة وَابْن خطل وَقَالَ أطيعا الْأنْصَارِيّ حَتَّى ترجعا فَقتل ابْن خطل الْأنْصَارِيّ وهرب الْمُزنِيّ وَكَانَ مِمَّن أهْدر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمه يَوْم الْفَتْح ذكر تَأْمِين أم هانىء لحموين لَهَا

184 - حَدثنَا مُحَمَّد بن عمر قَالَ حَدثنَا سُفْيَان عَن ابْن عجلَان عَن المَقْبُري عَن أبي مرّة مولى عقيل بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ قَالَ

بن سَمِعت أم هانىء بنت أبي طَالب تَقول لما كَانَ يَوْم الْفَتْح أَتَانِي حموان لي فأمنتهما فجَاء عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ يُرِيد أَن يقتلهما فَذَهَبت إِلَى النَّبِي صلىالله عَلَيْهِ وَسلم فَوجدت فَاطِمَة وَكَانَت أَشد عَليّ من عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فَقَالَت لم تؤمنين الْمُشْركين وتجيرينهم فَبَيْنَمَا أَنا عِنْدهَا إِذْ دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعَلى وَجهه رهجة الْغُبَار فَقلت يَا رَسُول الله إِنِّي أمنت حموين لي وان ابْن أُمِّي عَليّ بن أبي طَالب يُرِيد قَتلهمَا فَقَالَ مَا كَانَ ذَلِك لَهُ قد أجرنا من أجرت وَأمنا من أمنت انْتهى بِاخْتِصَار

ذكر أَذَان بِلَال بن رَبَاح على الْكَعْبَة ورقية فَوْقهَا يَوْم الْفَتْح للأذان

ذكر أن الاجازة كانت في مضر

185 - حَدثنِي مُحَمَّد بن عَليّ الْمروزِي حَدثنَا عبيد الله بن مُوسَى حَدثنَا مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا فرقي على ظهر الْكَعْبَة فَأذن بِالصَّلَاةِ وَقَامَ الْمُسلمُونَ فتجرروا فِي الأزر وَأخذُوا الدلاء وارتجزا على زَمْزَم فغسلوا الْكَعْبَة ظهرهَا وباطنها فَلم يدعوا أثرا من آثَار الْمُشْركين إِلَّا محوه وغسلوه

186 - حَدثنَا عبد الله بن أبي سَلمَة حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز عَن أَبِيه عَن ابْن شهَاب عَن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس عَن أَبِيه عبد الله ابْن عَبَّاس قَالَ دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّة يَوْم الْفَتْح ثمَّ خرج يسْعَى بَين

رَسُول الصَّفَا والمروة وَأَبُو سُفْيَان بن حَرْب وعتاب بن أسيد وَصَفوَان بن أُميَّة وَسُهيْل بن عَمْرو مختبئون فِي الْحجر فرقي بِلَال على ظهر الْكَعْبَة فَأذن بِالصَّلَاةِ فَفَزعَ الصّبيان وَخرج النِّسَاء وسمعوا شَيْئا هالهم فَقَالَ صَفْوَان بن أُميَّة لَو أَن لهَذَا العَبْد أحدا وَقَالَ عتبا بن أسيد الْحَمد لله الَّذِي اكرم أسيدا أَن لَا يرى هَذَا الْيَوْم وَمَات أسيد قبل ذَلِك بِيَسِير قَالَ وَقَالَ سُهَيْل بن عَمْرو إِن كَانَ هَذَا لغير الله فسيغير وَإِن كَانَ من الله ليمضينه قَالَ وَقَالَ أَبُو سُفْيَان لَا أَقُول شَيْئا لَو تَكَلَّمت لظَنَنْت هَذَا الْحَصَى ستخبر عني قَالَ فَأوحى الله تَعَالَى إِلَى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقَوْلهمْ وَهُوَ على الصَّفَا يَدْعُو فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ بالرهط فلَانا وَفُلَانًا وَفُلَانًا وهم فِي الْحجر قَالَ ذَلِك لرجل من الْأَنْصَار فَقَالَ الْأنْصَارِيّ أَنا لَا أعرفهم يَا رَسُول الله فَابْعَثْ مَعنا من يعرفهُمْ من الْمُهَاجِرين فَأتى بهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو سُفْيَان يذكر الْعَهْد الَّذِي كَانَ لَهُ وَيخَاف الْعَذَاب فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَفْوَان قلت كَذَا وَكَذَا للْكَلَام الَّذِي قَالَه وَقَالَ لعتاب قلت كَذَا وَكَذَا وَقلت يَا سُهَيْل بن عَمْرو كَذَا وَكَذَا وَقلت يَا أَبَا سُفْيَان كَذَا وَكَذَا قَالَ فعرفهم بِالَّذِي قَالُوا فَحسن إِسْلَام عتاب بن أسيد وَصَفوَان بن أُميَّة وَسُهيْل بن عَمْرو وفزع أَبُو سُفْيَان وَكَاد أَن يَقع فَقَالَ أَبُو سُفْيَان أما أَنا فَأسْلمت يَوْمئِذٍ فَحسن إِسْلَامه

ذكر مَا قيل من الشّعْر فِي تكسير النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأصنام

ذكر آخر رجل من المشركين أجاز الناس ومتى كان

187 - وَقَالَ فضَالة بن عُمَيْر بن الملوح اللَّيْثِيّ يذكر كسر الْأَصْنَام يَوْمئِذٍ

لَو مَا رَأَيْت مُحَمَّدًا وَجُنُوده ... بِالْفَتْح يَوْم تكسر الْأَصْنَام لرأيت دين الله أصبح بَينا ... والشرك يغشي وَجهه الإظلام

ذكر من ولي أنساء الشهور من العرب بمكة

188 - حَدثنِي حسن بن حُسَيْن قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي السرى عَن هِشَام بن الْكَلْبِيّ عَن أبي عوَانَة قَالَ لما افْتتح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّة أَشَارَ إِلَى الْأَصْنَام فخرت لوجهها فَقَالَ فِي ذَلِك أبياتا رجل يُقَال لَهُ رَاشد قَالَ أَبُو سعيد هُوَ رَاشد بن عبد ربه السّلمِيّ قَالَت هَلُمَّ إِلَى الحَدِيث فَقلت لَا ... يَأْبَى عَليّ الْإِلَه وَالْإِسْلَام لَو مَا شهِدت مُحَمَّدًا وقبيله ... بِالْفَتْح يَوْم تكسر الْأَصْنَام لرأيت دين الله أضحى ساطعا ... والشرك يغشى وَجهه الإظلام

ذكر عدد الْمُسلمين الَّذين كَانُوا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْفَتْح

ذكر أول من أنسأ الشهور من العرب بمكة

189 - حَدثنَا حُسَيْن حَدثنَا الثَّقَفِيّ قَالَ سَمِعت يحيى بن سعيد يَقُول سَمِعت ابْن الْمسيب يَقُول خرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل الْمَدِينَة بِثمَانِيَة آلَاف أَو عشرَة آلَاف وَمن أهل مَكَّة بِأَلفَيْنِ

ذكر الْمدَّة الَّتِي أَقَامَهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَكَّة بعد الْفَتْح

190 - حَدثنَا إِسْحَاق بن ابراهيم الطَّبَرِيّ قَالَ حَدثنَا اسماعيل بن علية عَن يحيى بن أبي إِسْحَاق قَالَ سَأَلت أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ عَن قصر الصَّلَاة فَقَالَ سافرنا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة فصلى بِنَا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى وصلنا فَسَأَلته كم أَقَامَ قَالَ نعم أَقَمْنَا بِمَكَّة عشرا يَعْنِي زمَان الْفَتْح

ذكر شيء من خبر خديجة قبل زواجها من النبي

ذكر كِتَابَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كسْرَى

191 - حَدثنَا يحيى بن أبي طَالب حَدثنَا عَليّ بن عَاصِم حَدثنَا دَاوُد عَن الشّعبِيّ قَالَ كتب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كسْرَى فمزق كِتَابه وَكتب إِلَى باذان أرسل إِلَيْهِ من يَأْمُرهُ بِالرُّجُوعِ إِلَى دين قومه فَإِن أَبى فقاتله فَذكر الحَدِيث وَفِيه قَالَ فَخرج باذان من الْيمن إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلحقه العنسبي الْكذَّاب فَقتله

ذكر أول النساء إسلاما بعد صلح الحديبية

ذكر أول من نصب أنصاب الْحرم

192 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ قَالَ وَأول من نصب ذَلِك الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام بِدلَالَة جِبْرِيل لَهُ ثمَّ قصي بن كلاب وَقيل نصبها اسماعيل عَلَيْهِ السَّلَام بعد أَبِيه الْخَلِيل ثمَّ قصي

ذكر السبب في فتح مكة

ذكر أول من بنى الْكَعْبَة

193 - عَن عَليّ بن أبي طَالب أَن ابراهيم الْخَلِيل هُوَ أول من بنى الْبَيْت

ذكر أول من بوب الْكَعْبَة

194 - وَحدثنَا أَحْمد بن صَالح عَن الْوَاقِدِيّ قَالَ كَانَ الْبَيْت قد دخله السَّيْل من أعلا مَكَّة فانهدم فأعادته جرهم على بِنَاء ابراهيم وَجعلُوا لَهُ مصراعين وقفلا فاستخفت جرهم بِأَمْر الْبَيْت وَعمِلُوا أمورا وأحدثوا أحداثا لم تكن

ذكر شيء من خبر صلح الحديبية وفتح مكة

ذكر مَا كَانَت عَلَيْهِ الْكَعْبَة فِي عهد ابراهيم عَلَيْهِ السَّلَام من الطول وَالْعرض إِلَى يَوْمنَا هَذَا

195 - ثمَّ بنتهَا قُرَيْش فِي الْجَاهِلِيَّة وَقد كتبنَا بناءها فِي مَوضِع بِنَاء قُرَيْش الْكَعْبَة وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمئِذٍ قد ناهز الْحلم

ذكر بِنَاء قصي للبيت

196 - وحَدثني عبد الله بن أبي سَلمَة حَدثنَا عبد الله بن يزِيد عَن ابْن لَهِيعَة عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أبي الْأسود قَالَ بَلغنِي أَن قصي بن كلاب بنى الْبَيْت بعد بِنَاء ابراهيم ثمَّ بنته قُرَيْش

ذكر الموضع الذي أفطر فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوجه إلى فتح مكة

ذكر مَا كَانَ عَلَيْهِ ارْتِفَاع الْكَعْبَة قبل بِنَاء قُرَيْش لَهَا

197 - عَن ابْن جريج عَن عبيد الله بن عبيد بن عُمَيْر قَالَ كَانَت الْكَعْبَة فَوق الْقَامَة فَأَرَادَتْ قُرَيْش رَفعهَا وتسقيفها

ذكر بِنَاء قُرَيْش الْكَعْبَة فِي الْجَاهِلِيَّة

198 - وحَدثني عبد الله بن أبي سَلمَة بن زهر قَالَ حَدثنَا ابراهيم بن الْمُنْذر عَن عبد الْعَزِيز بن عمرَان عَن عبد الله بن عُثْمَان بن أبي سُلَيْمَان عَن أَبِيه عَن ابْن الزبير رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ عَالما بِأَمْر الْجَاهِلِيَّة وبنيان الْبَيْت قَالَ إِن قُريْشًا لما هدمت الْكَعْبَة فَجعلُوا يبنونها بأحجار الْوَادي تحملهَا قُرَيْش على رقابها فرفعوها فِي السَّمَاء عشْرين ذِرَاعا وَكَانُوا ينقلون الْحِجَارَة من أجياد

ذكر لقاء أبي سفيان لجيش المسلمين عند مر الظهران

199 - عَن عُثْمَان بن سَاج عَن ابْن جريج كَانَ رومي يُقَال لَهُ باقوم يتجر إِلَى المندب فَانْكَسَرت سفينته بالشعيبة فَأرْسل إِلَى قُرَيْش هَل لَكِن ان تجروا عيري فِي عِيركُمْ يَعْنِي التِّجَارَة وان أمدكم بِمَا شِئْتُم من خشب ونجار فتبنوا بِهِ بَيت ابراهيم

ذكر من وضع الْحجر الْأسود فِي الْكَعْبَة حِين بنتهَا قُرَيْش

200 - وَزعم عباد بن عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج مولى ربيعَة بن الْحَارِث قَالَ حَدثنِي من لَا أتهم عَن حسان بن ثَابت وَكَانَ قد شهد بناءها قَالَ

ذكر جوار العباس لأبي سفيان بعد ان اخذه حرس المسلمين عنوة

من رَأَيْت عبد الْمطلب بن هَاشم جَالِسا على سور الْكَعْبَة وَهُوَ شيخ كَبِير قد ربط لَهُ حاجباه وهم يختصمون فِي الرُّكْن ليرفعوه إِلَيْهِ فَلَمَّا قضى فِيهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قضى ورفعته قُرَيْش فِي الثَّوْب حَتَّى وَضعه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فرفعه إِلَى عبد الْمطلب وَكَانَ هوالذي وَضعه بِيَدِهِ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد بن عَليّ حِين حَدثهُ وَالله مَا سَمِعت هَذَا من أحد من أهل بَيْتِي وَمَا سَمِعت أحدا يذكر إِلَّا ان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الَّذِي وَضعه بِيَدِهِ قَالَ عُثْمَان قَالَ مُحَمَّد وَحدثت عَن بعض أهل الْعلم أَن عبد الْمطلب اخذه بِيَدِهِ وَجعلت قُرَيْش ايديها تَحت يَده ثمَّ رفعوا حَتَّى انْتَهوا بِهِ إِلَى مَوْضِعه فَوَضعه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ كل ذَلِك قد سمعناه فِي الرُّكْن

ذكر بُنيان الْكَعْبَة وَأَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترك ذَلِك خوفًا على قُرَيْش

ذكر إسلام أبي سفيان

201 - وَقع عِنْد الفاكهي من حَدِيث أبي عَمْرو بن عدي بن الْحَمْرَاء ان النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعَائِشَة فِي هَذِه الْقِصَّة ولأدخلت فِيهَا من الْحجر أَرْبَعَة أَذْرع

ذكر بِنَاء ابْن الزبير للكعبة وَأَن ابْن عَبَّاس أَشَارَ على ابْن الزبير أَن لَا يَهْدِمهَا

202 - وَكَانَ ابْن عَبَّاس قد أَشَارَ على ابْن الزبير لما أَرَادَ ان يهدم الْكَعْبَة ويجدد بناءها ان يرم مَا وَهِي مِنْهَا وَلَا يتَعَرَّض مِنْهَا بِزِيَادَة أَو نقص وَقَالَ لَهُ لَا أَمن أَن يَجِيء من بعْدك أَمِير فيغير الَّذِي صنعت

ذكر سبب حبس العباس لابي سفيان في خطم الجبل

203 - وللفاكهي من وَجه آخر عَن عَطاء قَالَ كنت فِي الْأُمَنَاء الَّذين جمعُوا على حفره فَحَفَرُوا قامة وَنصفا فَهَجَمُوا على حِجَارَة لَهَا عروق تتصل بزرد عرق الْمَرْوَة فضربوها فارتجت قَوَاعِد الْبَيْت فَكبر النَّاس فَبنِي عَلَيْهِ

204 - وللفاكهي من طَرِيق أبي أويس عَن مُوسَى بن ميسرَة أَنه دخل الْكَعْبَة بَعْدَمَا بناها ابْن الزبير فَكَانَ النَّاس لَا يزدحمون فِيهَا يدْخلُونَ من بَاب وَيخرجُونَ من آخر

ذكر بِنَاء الْحجَّاج للكعبة

ذكر دخول النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة يوم الفتح

205 - للفاكهي من طَرِيق أبي أويس عَن هِشَام بن عُرْوَة فبادر يَعْنِي الْحجَّاج فَهَدمهَا وَبنى شقها الَّذِي يَلِي الْحجر وَرفع بَابهَا وسير الْبَاب الغربي

قَالَ قَالَ أَبُو أويس فَأَخْبرنِي غير وَاحِد من أهل الْعلم أَن عبد الْملك نَدم على اذنه للحجاج فِي هدمها وَلعن الْحجَّاج

ذكر مَا عَلَيْهِ بِنَاء الْكَعْبَة فِي زمن الفاكهي

ذكر الثنية التي دخل منها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح

206 - وَذكر الفاكهي أَنه شَاهد هَذَا الْبَاب المسدود من دَاخل الْكَعْبَة فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ فَإِذا هُوَ مُقَابل بَاب الْكَعْبَة وَهُوَ بِقَدرِهِ فِي الطول وَالْعرض وَإِذا فِي أَعْلَاهُ كلاليب ثَلَاثَة كَمَا فِي الْبَاب الْمَوْجُود سَوَاء

ذكر بَدْء كسْوَة الْكَعْبَة

207 - عَن عبد الصَّمد بن معقل عَن وهب بن مُنَبّه أَنه سَمعه يَقُول زَعَمُوا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عَن سبّ أسعد وَكَانَ اول من كسى الْبَيْت الوصائل

ذكر ما كان يلبس النبي صلى الله عليه وسلم على رأسه حين دخل مكة

ذكر أول من كسى الْكَعْبَة الديباج

208 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن أبي عمر وَعبد الْجَبَّار بن الْعَلَاء يزِيد أَحدهمَا

على على صَاحبه فَقَالَ حَدثنَا سُفْيَان عَن مسعر عَن خشرم قَالَ أصَاب خَالِد بن جَعْفَر لطيمة فِي الْجَاهِلِيَّة فِيهَا نمط من ديباج فَأرْسل بِهِ إِلَى الْكَعْبَة وَبسط عَلَيْهَا

ذكر آخر كسْوَة لأهل الشّرك للكعبة

209 - عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ لما كَانَ عَام الْفَتْح أَتَت امْرَأَة تجمر الْكَعْبَة فاحترقت ثِيَابهَا وَكَانَت كسْوَة الْمُشْركين فكساها الْمُسلمُونَ بعد ذَلِك

ذكر أخذ قيس بن سعد بن عبادة الراية من أبيه

ذكر مَاذَا يفعل بالكسوة الْقَدِيمَة للكعبة

210 - عَن عَلْقَمَة بن أبي عَلْقَمَة عَن أمه عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت دخل عَليّ شيبَة الحَجبي فَقَالَ يَا أم الْمُؤمنِينَ إِن ثِيَاب الْكَعْبَة تَجْتَمِع عندنَا فتكثر فننزعها ونحفر بئارا فنعمقها وندفنها لكَي لَا تلبسها الْحَائِض وَالْجنب قَالَت بئْسَمَا صنعت وَلَكِن بعها فَاجْعَلْ ثمنهَا فِي سَبِيل الله وَفِي الْمَسَاكِين فَإِنَّهَا إِذا نزعت عَنْهَا لم يضر من لبسهَا من حَائِض أَو جنب

من فَكَانَ شيبَة يبْعَث بهَا إِلَى الْيمن فتباع لَهُ فَيَضَعهَا حَيْثُ أَمرته

ذكر من قال إن الذي أخذ الراية من سعد هو الزبير بن العوام رضي الله عنه

211 - وَعَن ابْن خثيم حَدثنِي رجل من بني شيبَة قَالَ رَأَيْت شيبَة بن عُثْمَان يقسم مَا سقط من كسْوَة الْكَعْبَة على الْمَسَاكِين

212 - وَعَن ابْن أبي نجيح عَن أَبِيه أَن عمر كَانَ ينْزع كسْوَة الْكَعْبَة كل سنة فَيقسمهَا على الْحَاج

ذكر صفة راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح

ذكر مَا يجوز ان تُكْسَى بِهِ الْكَعْبَة من الثِّيَاب

213 - وروى الفاكهي بِإِسْنَاد صَحِيح عَن ابْن عمر أَنه كَانَ يكسو بدنه الْقبَاطِي والحبرات يَوْم يقلدها فَإِذا كَانَ يَوْم النَّحْر نَزعهَا ثمَّ أرسل بهَا إِلَى شيبَة ابْن عُثْمَان فناطها على الْكَعْبَة

ذكر عدد من قتل من المشركين يوم الفتح وسببه

ذكر أول من جرد الْكَعْبَة من الْخُلَفَاء

214 - روى الفاكهي عَن بعض المكيين أَن شيبَة بن عُثْمَان اسْتَأْذن مُعَاوِيَة فِي تَجْرِيد الْكَعْبَة فَأذن لَهُ فَكَانَ أول من جردها من الْخُلَفَاء وَكَانَت كسوتها قبل ذَلِك تطرح عَلَيْهَا شَيْئا فَوق شَيْء

ذكر اذن النبي صلى الله عليه وسلم لخزاعة بأخذ ثأرهم من بني بكر

ذكر أول من كسى الْكَعْبَة الديباج الْأَبْيَض

215 - ذكر الفاكهي أَن أول من كساها الديباج الْأَبْيَض الْمَأْمُون بن الرشيد وَاسْتمرّ بعده

ذكر الأربعة الذين لم يؤمنهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح

ذكر وَقت فتح الْكَعْبَة فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام

216 - حَدثنَا أَحْمد بن صَالح بن سعيد عَن مُحَمَّد بن عَمْرو السّلمِيّ حَدثنِي عبد الله بن يزِيد عَن سعيد بن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ رَأَيْت قُريْشًا فِي الْجَاهِلِيَّة يفتحون الْبَيْت يَوْم الِاثْنَيْنِ وَيَوْم الْجُمُعَة

217 - حَدثنِي أَبُو عَليّ الْحسن بن مكرم قَالَ حَدثنَا عبد الله بن بكر قَالَ حَدثنِي أبي بكر بن حبيب قَالَ جَاوَرت بِمَكَّة فغابت أسطوانة من أساطين الْبَيْت فأخرجت وَجِيء بِأُخْرَى ليدخلوها مَكَانهَا وطالت عَن الْموضع فأدركهم اللَّيْل والكعبة لَا تفتح لَيْلًا فتركوها مائلة ليعودوا من غَد فيصلحوها فَجَاءُوا من غَد فأصابوها أقوم من الْقدح

ذكر سبب إهدار دم ابن خطل يوم الفتح

ذكر الْأُمُور الَّتِي صنعها رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَعْبَة

218 - حَدثنَا سَلمَة بن شبيب أَبُو عبد الرَّحْمَن قَالَ حَدثنَا زيد بن الْحباب قَالَ سَمِعت أَبَا قدامَة عَامر الْأَحول يَقُول إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِدَلْو من مَاء فَصَبَّهُ عَلَيْهِ فِي الْكَعْبَة

ذكر بعض آدَاب دُخُول الْكَعْبَة

219 - حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي عمر قَالَ قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة سَمِعت بعض من يذكر أَن بعض الْخُلَفَاء هِشَام بن عبد الْملك أَو غَيره دخل الْكَعْبَة عَام حج فَلم يدع فِي الْكَعْبَة غير مَنْصُور الحَجبي فَقَالَ لَهُ هِشَام سل حَاجَتك قَالَ مَنْصُور مَا كنت لأسأل غير الله فِي بَيته فَلم يسْأَله شَيْئا

ذكر أذان بلال بن رباح على الكعبة ورقية فوقها يوم الفتح للأذان

ذكر فتح النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للكعبة يَوْم الْفَتْح بِيَدِهِ الشَّرِيفَة

220 - عَن ابْن عمر قَالَ كَانَ بَنو أبي طَلْحَة يَزْعمُونَ أَنه لَا يَسْتَطِيع أحد فتح الْكَعْبَة غَيرهم فَأخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِفْتَاح فَفَتحهَا بِيَدِهِ

ذكر الذَّهَب الَّذِي وجده النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَعْبَة

221 - وَحكى الفاكهي أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجد فِيهَا يَوْم الْفَتْح سِتِّينَ أُوقِيَّة فَقيل لَهُ لَو استعنت بهَا على حربك فَلم يحركه

ذكر ما قيل من الشعر في تكسير النبي صلى الله عليه وسلم للأصنام

ذكر الْموضع الَّذِي تَابَ الله تَعَالَى فِيهِ على آدم عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ بَين الرُّكْن وَالْحجر وَتَفْسِيره

222 - وَكَانَ يذكر بعض أهل مَكَّة عَن أشياخه أَن الْموضع الَّذِي تَابَ الله تَعَالَى فِيهِ على آدم دبر الْكَعْبَة عِنْد الْبَاب الَّذِي فتح ابْن الزبير من دبرهَا عِنْد الرُّكْن الْيَمَانِيّ وَالْقَوْل الأول أحب اليهم وأعجب من أجل الحَدِيث

ذكر السَّبَب الَّذِي من أَجله يغيب الحجبيون مِفْتَاح الْكَعْبَة

223 - عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه ان النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما ناول عُثْمَان الْمِفْتَاح قَالَ لَهُ غيبه قَالَ الزُّهْرِيّ فَلذَلِك يغيب الْمِفْتَاح

ذكر عدد المسلمين الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح

ذكر قفل الْكَعْبَة

224 - وَقَالَ بعض المكيين إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتصم بِاللَّه بعث إِلَى الْكَعْبَة بقفل فِيهِ ألف دِينَار فِي سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وعَلى مَكَّة يَوْمئِذٍ صَالح بن الْعَبَّاس فَأرْسل صَالح إِلَى الحجبة فَدَعَاهُمْ ليقبضهم فَأَبَوا أَن يأخذوه فأجبرهم على ذَلِك وَأَرَادَ أَن يَأْخُذ قفلها هَذَا الَّذِي عَلَيْهَا وَأَعْطَاهُمْ القفل الَّذِي كَانَ بعث اليها فقسموه بَينهم

ذكر المدة التي أقامها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعد الفتح

ذكر معاليق الْكَعْبَة

225 - قَالَ الفاكهي وَبعث أَمِير الْمُؤمنِينَ بالياقوته الَّتِي كَانَت تعلق كل سنة فِي وَجه الْكَعْبَة بسلسلة من ذهب وَهِي أكبر من الدرة الْيَتِيمَة

ذكر كتابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى

226 - حَدثنِي حسن بن حُسَيْن الْأَزْدِيّ حَدثنَا اسماعيل بن مجمع قَالَ وزنت الدرة الْيَتِيمَة فَوَجَدتهَا فَإِذا وَزنهَا مثقالان وَنصف وَربع عشر

227 - وَقَالَ الفاكهي ثمَّ قدم الْفضل بن عَبَّاس الْهَاشِمِي مَكَّة فِي موسم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمَعَهُ كتاب فِيهِ بيعَة جَعْفَر بن أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُعْتَمد وبيعة أبي أَحْمد الْمُوفق بِاللَّه أخي أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمَا عقد لَهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُعْتَمد على

ذكر أول من نصب أنصاب الحرم

الله الله فَعمل لذَلِك قَصَبَة من فضَّة فِيهَا ثَلَاثمِائَة وَخَمْسُونَ درهما فضَّة ثمَّ أَدخل الْكتاب فِيهَا وَجعل على رَأس القصبة ثَلَاث رزات وَجعل الرزات ثَلَاث سلاسل من فضَّة ثمَّ دخل الْكَعْبَة يَوْم الِاثْنَيْنِ لأَرْبَع لَيَال خلون من صفر وَمَعَهُ مُحَمَّد بن يحيى صَاحب شرطته وَهُوَ يَوْمئِذٍ على الْخراج والبريد والصوافي فأقاما فِيهَا حَتَّى علقت هَذِه القصبة مَعَ معاليق الْكَعْبَة وَذَلِكَ فِي صفر سنة اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ

ذكر تَغْيِير النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْم مرّة إِلَى حلوة

ذكر أول من بنى الكعبة

228 - ذكره الفاكهي فِي كتاب مَكَّة من طَرِيق ابْن جريج قَالَ جَاءَ مولى الْعَبَّاس إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَنا أَبُو مرّة مولى الْعَبَّاس قَالَ بل أَنْت أَبُو حلوة

ذكر شَيْء من خبر كثير بن الصَّلْت بن معدي كرب الْكِنْدِيّ

ذكر أول من بوب الكعبة

229 - عَن مَيْمُون بن الحكم عَن مُحَمَّد بن جعْشم عَن ابْن جريج ان كثير بن الصَّلْت كَانَ اسْمه قَلِيلا فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرا

ذكر نفي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحكم بن أبي الْعَاصِ الى الطَّائِف

ذكر ما كانت عليه الكعبة في عهد ابراهيم عليه السلام من الطول والعرض إلى يومنا هذا

230 - وروى الفاكهي من طَرِيق حَمَّاد بن سَلمَة حَدثنَا أَبُو سِنَان عَن الزُّهْرِيّ وَعَطَاء الْخُرَاسَانِي أَن أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخلُوا عَلَيْهِ وَهُوَ يلعن الحكم ابْن أبي الْعَاصِ فَقَالُوا يَا رَسُول الله مَا لَهُ قَالَ دخل على شقّ الْجِدَار وَأَنا مَعَ زَوْجَتي فُلَانَة فكلح فِي وَجْهي فَقَالُوا أَفلا نلعنه نَحن قَالَ لَا كَأَنِّي أنظر إِلَى بنيه يصعدون منبري وينزلونه فَقَالُوا يَا رَسُول الله أَلا نأخذهم قَالَ الا ونفاه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ذكر الْقرْيَة بِنَاحِيَة الرجيع

ذكر بناء قصي للبيت

231 - وَقَالَ الفاكهي فِي كتاب مَكَّة بني حَرْب بن أُميَّة ومرداس بن أبي عَامر السّلمِيّ قَرْيَة بِنَاحِيَة الرجيع فَذكر قصَّتهَا فِي قَتلهَا الْحُسَيْن وموتهما قَالَ ففارقها النَّاس وَخَربَتْ فَلَمَّا كَانَ زمن عمر وثب عَلَيْهَا كُلَيْب بن عميمة فخاصمه فِيهَا الْعَبَّاس بن مرداس فَقَالَ كُلَيْب فِيهِ عَبَّاس مَالك كل يَوْم ظَالِما ... وَالظُّلم أنكد وجهة مَلْعُون

ذكر الرجل الَّذِي كَانَ يحيض كَمَا تحيض الْمَرْأَة

ذكر ما كان عليه ارتفاع الكعبة قبل بناء قريش لها

232 - حَدثنَا أَبُو الْحسن حَامِد بن أبي عَاصِم حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن الْعَلَاء الْمَكِّيّ فِي إِسْنَاد ذكره قَالَ كَانَ أَبُو كَعْب رجلا يحيض كَمَا تحيض الْمَرْأَة فَنَذر لَئِن عافاه الله ليحجن وليعتمرن فعافاه الله من ذَلِك فَكَانَ يحجّ كل عَام فَأَنْشد فِي ذَلِك شعرًا فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فعل جملك يَا أَبَا كَعْب فَقَالَ شرد وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مُنْذُ أسلمت

ذكر من كَانَ بِمَكَّة من أهل الْحَبَشَة

ذكر بناء قريش الكعبة في الجاهلية

233 - وَمِمَّنْ كَانَ بِمَكَّة يُقَال إِنَّه من حمير وَهُوَ حبشِي أَبْرَهَة بن الصباج أسلم وَلم تصبه منَّة لأحد هَذَا آخر مَا وَجَدْنَاهُ من الْقسم الضائع وَالْحَمْد لله رب العالمين

198 - وحَدثني عبد الله بن أبي سَلمَة بن زهر قَالَ حَدثنَا ابراهيم بن الْمُنْذر عَن عبد الْعَزِيز بن عمرَان عَن عبد الله بن عُثْمَان بن أبي سُلَيْمَان عَن أَبِيه عَن ابْن الزبير رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ عَالما بِأَمْر الْجَاهِلِيَّة وبنيان الْبَيْت قَالَ إِن قُريْشًا لما هدمت الْكَعْبَة فَجعلُوا يبنونها بأحجار الْوَادي تحملهَا قُرَيْش على رقابها فرفعوها فِي السَّمَاء عشْرين ذِرَاعا وَكَانُوا ينقلون الْحِجَارَة من أجياد

199 - عَن عُثْمَان بن سَاج عَن ابْن جريج كَانَ رومي يُقَال لَهُ باقوم يتجر إِلَى المندب فَانْكَسَرت سفينته بالشعيبة فَأرْسل إِلَى قُرَيْش هَل لَكِن ان تجروا عيري فِي عِيركُمْ يَعْنِي التِّجَارَة وان أمدكم بِمَا شِئْتُم من خشب ونجار فتبنوا بِهِ بَيت ابراهيم

ذكر من وضع الحجر الأسود في الكعبة حين بنتها قريش

ذكر من وضع الْحجر الْأسود فِي الْكَعْبَة حِين بنتهَا قُرَيْش

200 - وَزعم عباد بن عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج مولى ربيعَة بن الْحَارِث قَالَ حَدثنِي من لَا أتهم عَن حسان بن ثَابت وَكَانَ قد شهد بناءها قَالَ

من رَأَيْت عبد الْمطلب بن هَاشم جَالِسا على سور الْكَعْبَة وَهُوَ شيخ كَبِير قد ربط لَهُ حاجباه وهم يختصمون فِي الرُّكْن ليرفعوه إِلَيْهِ فَلَمَّا قضى فِيهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قضى ورفعته قُرَيْش فِي الثَّوْب حَتَّى وَضعه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فرفعه إِلَى عبد الْمطلب وَكَانَ هوالذي وَضعه بِيَدِهِ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد بن عَليّ حِين حَدثهُ وَالله مَا سَمِعت هَذَا من أحد من أهل بَيْتِي وَمَا سَمِعت أحدا يذكر إِلَّا ان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الَّذِي وَضعه بِيَدِهِ قَالَ عُثْمَان قَالَ مُحَمَّد وَحدثت عَن بعض أهل الْعلم أَن عبد الْمطلب اخذه بِيَدِهِ وَجعلت قُرَيْش ايديها تَحت يَده ثمَّ رفعوا حَتَّى انْتَهوا بِهِ إِلَى مَوْضِعه فَوَضعه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ كل ذَلِك قد سمعناه فِي الرُّكْن

ذكر بنيان الكعبة وأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك ذلك خوفا على قريش

ذكر بُنيان الْكَعْبَة وَأَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترك ذَلِك خوفًا على قُرَيْش

201 - وَقع عِنْد الفاكهي من حَدِيث أبي عَمْرو بن عدي بن الْحَمْرَاء ان النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعَائِشَة فِي هَذِه الْقِصَّة ولأدخلت فِيهَا من الْحجر أَرْبَعَة أَذْرع

ذكر بناء ابن الزبير للكعبة وأن ابن عباس أشار على ابن الزبير أن لا يهدمها

ذكر بِنَاء ابْن الزبير للكعبة وَأَن ابْن عَبَّاس أَشَارَ على ابْن الزبير أَن لَا يَهْدِمهَا

202 - وَكَانَ ابْن عَبَّاس قد أَشَارَ على ابْن الزبير لما أَرَادَ ان يهدم الْكَعْبَة ويجدد بناءها ان يرم مَا وَهِي مِنْهَا وَلَا يتَعَرَّض مِنْهَا بِزِيَادَة أَو نقص وَقَالَ لَهُ لَا أَمن أَن يَجِيء من بعْدك أَمِير فيغير الَّذِي صنعت

203 - وللفاكهي من وَجه آخر عَن عَطاء قَالَ كنت فِي الْأُمَنَاء الَّذين جمعُوا على حفره فَحَفَرُوا قامة وَنصفا فَهَجَمُوا على حِجَارَة لَهَا عروق تتصل بزرد عرق الْمَرْوَة فضربوها فارتجت قَوَاعِد الْبَيْت فَكبر النَّاس فَبنِي عَلَيْهِ

204 - وللفاكهي من طَرِيق أبي أويس عَن مُوسَى بن ميسرَة أَنه دخل الْكَعْبَة بَعْدَمَا بناها ابْن الزبير فَكَانَ النَّاس لَا يزدحمون فِيهَا يدْخلُونَ من بَاب وَيخرجُونَ من آخر

ذكر بناء الحجاج للكعبة

ذكر بِنَاء الْحجَّاج للكعبة

205 - للفاكهي من طَرِيق أبي أويس عَن هِشَام بن عُرْوَة فبادر يَعْنِي الْحجَّاج فَهَدمهَا وَبنى شقها الَّذِي يَلِي الْحجر وَرفع بَابهَا وسير الْبَاب الغربي

قَالَ قَالَ أَبُو أويس فَأَخْبرنِي غير وَاحِد من أهل الْعلم أَن عبد الْملك نَدم على اذنه للحجاج فِي هدمها وَلعن الْحجَّاج

ذكر ما عليه بناء الكعبة في زمن الفاكهي

ذكر مَا عَلَيْهِ بِنَاء الْكَعْبَة فِي زمن الفاكهي

206 - وَذكر الفاكهي أَنه شَاهد هَذَا الْبَاب المسدود من دَاخل الْكَعْبَة فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ فَإِذا هُوَ مُقَابل بَاب الْكَعْبَة وَهُوَ بِقَدرِهِ فِي الطول وَالْعرض وَإِذا فِي أَعْلَاهُ كلاليب ثَلَاثَة كَمَا فِي الْبَاب الْمَوْجُود سَوَاء

ذكر بدء كسوة الكعبة

ذكر بَدْء كسْوَة الْكَعْبَة

207 - عَن عبد الصَّمد بن معقل عَن وهب بن مُنَبّه أَنه سَمعه يَقُول زَعَمُوا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عَن سبّ أسعد وَكَانَ اول من كسى الْبَيْت الوصائل

ذكر أول من كسى الكعبة الديباج

ذكر أول من كسى الْكَعْبَة الديباج

208 - وَحدثنَا مُحَمَّد بن أبي عمر وَعبد الْجَبَّار بن الْعَلَاء يزِيد أَحدهمَا

على على صَاحبه فَقَالَ حَدثنَا سُفْيَان عَن مسعر عَن خشرم قَالَ أصَاب خَالِد بن جَعْفَر لطيمة فِي الْجَاهِلِيَّة فِيهَا نمط من ديباج فَأرْسل بِهِ إِلَى الْكَعْبَة وَبسط عَلَيْهَا

ذكر آخر كسوة لأهل الشرك للكعبة

ذكر آخر كسْوَة لأهل الشّرك للكعبة

209 - عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ لما كَانَ عَام الْفَتْح أَتَت امْرَأَة تجمر الْكَعْبَة فاحترقت ثِيَابهَا وَكَانَت كسْوَة الْمُشْركين فكساها الْمُسلمُونَ بعد ذَلِك

ذكر ماذا يفعل بالكسوة القديمة للكعبة

ذكر مَاذَا يفعل بالكسوة الْقَدِيمَة للكعبة

210 - عَن عَلْقَمَة بن أبي عَلْقَمَة عَن أمه عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت دخل عَليّ شيبَة الحَجبي فَقَالَ يَا أم الْمُؤمنِينَ إِن ثِيَاب الْكَعْبَة تَجْتَمِع عندنَا فتكثر فننزعها ونحفر بئارا فنعمقها وندفنها لكَي لَا تلبسها الْحَائِض وَالْجنب قَالَت بئْسَمَا صنعت وَلَكِن بعها فَاجْعَلْ ثمنهَا فِي سَبِيل الله وَفِي الْمَسَاكِين فَإِنَّهَا إِذا نزعت عَنْهَا لم يضر من لبسهَا من حَائِض أَو جنب

من فَكَانَ شيبَة يبْعَث بهَا إِلَى الْيمن فتباع لَهُ فَيَضَعهَا حَيْثُ أَمرته

211 - وَعَن ابْن خثيم حَدثنِي رجل من بني شيبَة قَالَ رَأَيْت شيبَة بن عُثْمَان يقسم مَا سقط من كسْوَة الْكَعْبَة على الْمَسَاكِين

212 - وَعَن ابْن أبي نجيح عَن أَبِيه أَن عمر كَانَ ينْزع كسْوَة الْكَعْبَة كل سنة فَيقسمهَا على الْحَاج

ذكر ما يجوز ان تكسى به الكعبة من الثياب

ذكر مَا يجوز ان تُكْسَى بِهِ الْكَعْبَة من الثِّيَاب

213 - وروى الفاكهي بِإِسْنَاد صَحِيح عَن ابْن عمر أَنه كَانَ يكسو بدنه الْقبَاطِي والحبرات يَوْم يقلدها فَإِذا كَانَ يَوْم النَّحْر نَزعهَا ثمَّ أرسل بهَا إِلَى شيبَة ابْن عُثْمَان فناطها على الْكَعْبَة

ذكر أول من جرد الكعبة من الخلفاء

ذكر أول من جرد الْكَعْبَة من الْخُلَفَاء

214 - روى الفاكهي عَن بعض المكيين أَن شيبَة بن عُثْمَان اسْتَأْذن مُعَاوِيَة فِي تَجْرِيد الْكَعْبَة فَأذن لَهُ فَكَانَ أول من جردها من الْخُلَفَاء وَكَانَت كسوتها قبل ذَلِك تطرح عَلَيْهَا شَيْئا فَوق شَيْء

ذكر أول من كسى الكعبة الديباج الأبيض

ذكر أول من كسى الْكَعْبَة الديباج الْأَبْيَض

215 - ذكر الفاكهي أَن أول من كساها الديباج الْأَبْيَض الْمَأْمُون بن الرشيد وَاسْتمرّ بعده

ذكر وقت فتح الكعبة في الجاهلية والإسلام

ذكر وَقت فتح الْكَعْبَة فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام

216 - حَدثنَا أَحْمد بن صَالح بن سعيد عَن مُحَمَّد بن عَمْرو السّلمِيّ حَدثنِي عبد الله بن يزِيد عَن سعيد بن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ رَأَيْت قُريْشًا فِي الْجَاهِلِيَّة يفتحون الْبَيْت يَوْم الِاثْنَيْنِ وَيَوْم الْجُمُعَة

217 - حَدثنِي أَبُو عَليّ الْحسن بن مكرم قَالَ حَدثنَا عبد الله بن بكر قَالَ حَدثنِي أبي بكر بن حبيب قَالَ جَاوَرت بِمَكَّة فغابت أسطوانة من أساطين الْبَيْت فأخرجت وَجِيء بِأُخْرَى ليدخلوها مَكَانهَا وطالت عَن الْموضع فأدركهم اللَّيْل والكعبة لَا تفتح لَيْلًا فتركوها مائلة ليعودوا من غَد فيصلحوها فَجَاءُوا من غَد فأصابوها أقوم من الْقدح

ذكر الأمور التي صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة

ذكر الْأُمُور الَّتِي صنعها رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَعْبَة

218 - حَدثنَا سَلمَة بن شبيب أَبُو عبد الرَّحْمَن قَالَ حَدثنَا زيد بن الْحباب قَالَ سَمِعت أَبَا قدامَة عَامر الْأَحول يَقُول إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِدَلْو من مَاء فَصَبَّهُ عَلَيْهِ فِي الْكَعْبَة

ذكر بعض آداب دخول الكعبة

ذكر بعض آدَاب دُخُول الْكَعْبَة

219 - حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي عمر قَالَ قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة سَمِعت بعض من يذكر أَن بعض الْخُلَفَاء هِشَام بن عبد الْملك أَو غَيره دخل الْكَعْبَة عَام حج فَلم يدع فِي الْكَعْبَة غير مَنْصُور الحَجبي فَقَالَ لَهُ هِشَام سل حَاجَتك قَالَ مَنْصُور مَا كنت لأسأل غير الله فِي بَيته فَلم يسْأَله شَيْئا

ذكر فتح النبي صلى الله عليه وسلم للكعبة يوم الفتح بيده الشريفة

ذكر فتح النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للكعبة يَوْم الْفَتْح بِيَدِهِ الشَّرِيفَة

220 - عَن ابْن عمر قَالَ كَانَ بَنو أبي طَلْحَة يَزْعمُونَ أَنه لَا يَسْتَطِيع أحد فتح الْكَعْبَة غَيرهم فَأخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِفْتَاح فَفَتحهَا بِيَدِهِ

ذكر الذهب الذي وجده النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة

ذكر الذَّهَب الَّذِي وجده النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَعْبَة

221 - وَحكى الفاكهي أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجد فِيهَا يَوْم الْفَتْح سِتِّينَ أُوقِيَّة فَقيل لَهُ لَو استعنت بهَا على حربك فَلم يحركه

ذكر الموضع الذي تاب الله تعالى فيه على آدم عليه السلام وهو بين الركن والحجر وتفسيره

ذكر الْموضع الَّذِي تَابَ الله تَعَالَى فِيهِ على آدم عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ بَين الرُّكْن وَالْحجر وَتَفْسِيره

222 - وَكَانَ يذكر بعض أهل مَكَّة عَن أشياخه أَن الْموضع الَّذِي تَابَ الله تَعَالَى فِيهِ على آدم دبر الْكَعْبَة عِنْد الْبَاب الَّذِي فتح ابْن الزبير من دبرهَا عِنْد الرُّكْن الْيَمَانِيّ وَالْقَوْل الأول أحب اليهم وأعجب من أجل الحَدِيث

ذكر السبب الذي من أجله يغيب الحجبيون مفتاح الكعبة

ذكر السَّبَب الَّذِي من أَجله يغيب الحجبيون مِفْتَاح الْكَعْبَة

223 - عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه ان النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما ناول عُثْمَان الْمِفْتَاح قَالَ لَهُ غيبه قَالَ الزُّهْرِيّ فَلذَلِك يغيب الْمِفْتَاح

ذكر قفل الكعبة

ذكر قفل الْكَعْبَة

224 - وَقَالَ بعض المكيين إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتصم بِاللَّه بعث إِلَى الْكَعْبَة بقفل فِيهِ ألف دِينَار فِي سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وعَلى مَكَّة يَوْمئِذٍ صَالح بن الْعَبَّاس فَأرْسل صَالح إِلَى الحجبة فَدَعَاهُمْ ليقبضهم فَأَبَوا أَن يأخذوه فأجبرهم على ذَلِك وَأَرَادَ أَن يَأْخُذ قفلها هَذَا الَّذِي عَلَيْهَا وَأَعْطَاهُمْ القفل الَّذِي كَانَ بعث اليها فقسموه بَينهم

ذكر معاليق الكعبة

ذكر معاليق الْكَعْبَة

225 - قَالَ الفاكهي وَبعث أَمِير الْمُؤمنِينَ بالياقوته الَّتِي كَانَت تعلق كل سنة فِي وَجه الْكَعْبَة بسلسلة من ذهب وَهِي أكبر من الدرة الْيَتِيمَة

226 - حَدثنِي حسن بن حُسَيْن الْأَزْدِيّ حَدثنَا اسماعيل بن مجمع قَالَ وزنت الدرة الْيَتِيمَة فَوَجَدتهَا فَإِذا وَزنهَا مثقالان وَنصف وَربع عشر

227 - وَقَالَ الفاكهي ثمَّ قدم الْفضل بن عَبَّاس الْهَاشِمِي مَكَّة فِي موسم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمَعَهُ كتاب فِيهِ بيعَة جَعْفَر بن أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُعْتَمد وبيعة أبي أَحْمد الْمُوفق بِاللَّه أخي أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمَا عقد لَهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُعْتَمد على

الله الله فَعمل لذَلِك قَصَبَة من فضَّة فِيهَا ثَلَاثمِائَة وَخَمْسُونَ درهما فضَّة ثمَّ أَدخل الْكتاب فِيهَا وَجعل على رَأس القصبة ثَلَاث رزات وَجعل الرزات ثَلَاث سلاسل من فضَّة ثمَّ دخل الْكَعْبَة يَوْم الِاثْنَيْنِ لأَرْبَع لَيَال خلون من صفر وَمَعَهُ مُحَمَّد بن يحيى صَاحب شرطته وَهُوَ يَوْمئِذٍ على الْخراج والبريد والصوافي فأقاما فِيهَا حَتَّى علقت هَذِه القصبة مَعَ معاليق الْكَعْبَة وَذَلِكَ فِي صفر سنة اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ

ذكر تغيير النبي صلى الله عليه وسلم اسم مرة إلى حلوة

ذكر تَغْيِير النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْم مرّة إِلَى حلوة

228 - ذكره الفاكهي فِي كتاب مَكَّة من طَرِيق ابْن جريج قَالَ جَاءَ مولى الْعَبَّاس إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَنا أَبُو مرّة مولى الْعَبَّاس قَالَ بل أَنْت أَبُو حلوة

ذكر شيء من خبر كثير بن الصلت بن معدي كرب الكندي

ذكر شَيْء من خبر كثير بن الصَّلْت بن معدي كرب الْكِنْدِيّ

229 - عَن مَيْمُون بن الحكم عَن مُحَمَّد بن جعْشم عَن ابْن جريج ان كثير بن الصَّلْت كَانَ اسْمه قَلِيلا فَسَماهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرا

ذكر نفي رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم بن أبي العاص الى الطائف

ذكر نفي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحكم بن أبي الْعَاصِ الى الطَّائِف

230 - وروى الفاكهي من طَرِيق حَمَّاد بن سَلمَة حَدثنَا أَبُو سِنَان عَن الزُّهْرِيّ وَعَطَاء الْخُرَاسَانِي أَن أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخلُوا عَلَيْهِ وَهُوَ يلعن الحكم ابْن أبي الْعَاصِ فَقَالُوا يَا رَسُول الله مَا لَهُ قَالَ دخل على شقّ الْجِدَار وَأَنا مَعَ زَوْجَتي فُلَانَة فكلح فِي وَجْهي فَقَالُوا أَفلا نلعنه نَحن قَالَ لَا كَأَنِّي أنظر إِلَى بنيه يصعدون منبري وينزلونه فَقَالُوا يَا رَسُول الله أَلا نأخذهم قَالَ الا ونفاه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ذكر القرية بناحية الرجيع

ذكر الْقرْيَة بِنَاحِيَة الرجيع

231 - وَقَالَ الفاكهي فِي كتاب مَكَّة بني حَرْب بن أُميَّة ومرداس بن أبي عَامر السّلمِيّ قَرْيَة بِنَاحِيَة الرجيع فَذكر قصَّتهَا فِي قَتلهَا الْحُسَيْن وموتهما قَالَ ففارقها النَّاس وَخَربَتْ فَلَمَّا كَانَ زمن عمر وثب عَلَيْهَا كُلَيْب بن عميمة فخاصمه فِيهَا الْعَبَّاس بن مرداس فَقَالَ كُلَيْب فِيهِ عَبَّاس مَالك كل يَوْم ظَالِما ... وَالظُّلم أنكد وجهة مَلْعُون

ذكر الرجل الذي كان يحيض كما تحيض المرأة

ذكر الرجل الَّذِي كَانَ يحيض كَمَا تحيض الْمَرْأَة

232 - حَدثنَا أَبُو الْحسن حَامِد بن أبي عَاصِم حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن الْعَلَاء الْمَكِّيّ فِي إِسْنَاد ذكره قَالَ كَانَ أَبُو كَعْب رجلا يحيض كَمَا تحيض الْمَرْأَة فَنَذر لَئِن عافاه الله ليحجن وليعتمرن فعافاه الله من ذَلِك فَكَانَ يحجّ كل عَام فَأَنْشد فِي ذَلِك شعرًا فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فعل جملك يَا أَبَا كَعْب فَقَالَ شرد وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مُنْذُ أسلمت

ذكر من كان بمكة من أهل الحبشة

ذكر من كَانَ بِمَكَّة من أهل الْحَبَشَة

233 - وَمِمَّنْ كَانَ بِمَكَّة يُقَال إِنَّه من حمير وَهُوَ حبشِي أَبْرَهَة بن الصباج أسلم وَلم تصبه منَّة لأحد هَذَا آخر مَا وَجَدْنَاهُ من الْقسم الضائع وَالْحَمْد لله رب العالمين

§1/1