أحاديث معلة ظاهرها الصحة

مقبل بن هادي الوادعي

مقدمة الطبعة الثانية

مقدمة الطبعة الثانية الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد: فإني أحمد الله الذي وفقني وأعانني على تأليف "أحديث معلة ظاهرها الصحة"، وقد يسر الله دراستها في دار الحديث بدماج مع طلبة العلم، وفيهم الحفاظ الكبار، والباحثون الأخيار، فكانت الفوائد تتدفق حتى ضُمَّ بحمد الله إلى الكتاب زيادة على مائة حديث، أغلب تلك الزيادات من بحثي وتنقيبي عنها، ومنها من إخواننا في الله جزاهم الله خيراً. ثم طلب مني الأخ الفاضل سعيد بن عمر حبيشان الحضرمي صاحب (مكتبة الآثار) بصنعاء أن يعيد طبع الكتاب فأذنت له بذلك، والكتاب بحمد الله قد اشتمل على فوائد تشد لها الرحال، وستمر بم إن شاء الله إذ لا داعي لذكرها في المقدمة، فذكرها في المقدمة من باب تحصيل حاصل.

ثم إن بعض إخواننا في الله انتقد خمسة أحاديث قد أجبنا بحمد الله على اعتراضاته بجواب إجمالي عند الأحاديث التي انتقدها، وبجواب تفصيلي ضم فوائد تشد لها الرحال في " غارة الفصل على المعتدين على كتاب العلل " وهو مطبوع بحمد الله. هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي

تقديم [أحمد بن أبي العينين]

تقديم [أحمد بن أبي العينين] إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وبعد فقد ثبت عن نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه)) ، فهذا دليل على تغير الناس في آخر الزمان وتغير أحوالهم،

روى البخاري في "صحيحه" عن مرداس السلمي رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله بالة) قال البخاري يقال حفالة وحثالة، أي انهما بمعنى واحد. وفي "الصحيحين" من حديث أبي موسى وعبد الله بن مسعود رضي الله عنمها قالا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم " إِنَّ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ أَيَّامًا يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ وَيَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ ". وفي "الصحيحين" من حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ- يَقُولُ " إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ". وفي "الصحيحين" ايضاً عن حُذَيْفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حَدِيثَيْنِ قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ حَدَّثَنَا " أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِى جِذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ ". ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِ الأَمَانَةِ قَالَ " يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْوَكْتِ ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَىْءٌ - ثُمَّ أَخَذَ حَصًى فَدَحْرَجَهُ عَلَى رِجْلِهِ - فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ لاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّى الأَمَانَةَ حَتَّى يُقَالَ إِنَّ فِى بَنِى فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينًا. حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ مَا أَجْلَدَهُ مَا أَظْرَفَهُ مَا أَعْقَلَهُ وَمَا فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ". وَلَقَدْ أَتَى عَلَىَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِى أَيَّكُمْ بَايَعْتُ لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَىَّ دِينُهُ وَلَئِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا أَوْ يَهُودِيًّا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَىَّ سَاعِيهِ وَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ لأُبَايِعَ مِنْكُمْ إِلاَّ فُلاَنًا وَفُلاَنًا. ففي هذه الأحاديث بيان أن العلماء العاملين يقلون في آخر الزمان، وأن

الرجل ربما تراه يعجبك كلامه وسمته، وما في قلبه حبة خردل من إيمان، نسأل الله ان يجعلنا من الصادقين، وأن يرزقنا العلم النافع. ومن هولاء العلماء الذين لا نزكيهم على الله عزوجل، شيخنا مقبل بن هادي حفظه الله، فهو ممن نحسبه جمع بين العلم والعمل، فمن الناحية العلمية لا أكون مبالغاً إذا قلت: إنه ممن يحب علم الحديث أكثر من أهله وماله. كثير من الناس إذا رأى محققاً من المحققين قد أكثر من التخريجات للحديث وأرقا الصفحات وأرقام الحاديث، اغتر بذلك وظن أن ذلك المحقق من أكابر العلماء، ولكن كثرة التخريج وإن كانت مفيدة وتدل على علم إلا أنها وحدها لا تكفي، العلم الحقيقي ما حواه الصدر، وبعض المحققين علمه في أوراقه التي يكتبها، فربما إذا قابل هؤلاء إسناد فيه أبو إسحاق السبيعي، أو الأعمش أو زهير بن معاوية، ذهب ينظر ترجمته، لأن علمه هو الرجوع للكتب في كل شيئ، أما شيخنا حفظه الله فهو حريص على معرفة حال الرواة، فلان أثبت الناس في فلان، وفلان أخص من فلان من غيره، وقد عرفنا من صحبته أنه يشتهي ذلك ويستمتع به أشد من اشتهائه الطعام والشراب، وهذا هو العلم الحقيقي، فإنه إذا كان في إسناد اختلاف فذهب يرجح بين الرواة فإنه يقضي بينهم، فهو كأنه يعيش وسطهم، فهذا عندما يتكلم بكلمة في مثل هذه المواطن يكون لها وزنها، أما من كان مبلغ علمه هو الرجوع إلى الكتب وليست عنده ملكة للتمييز بين الرواة، فإنه إما يتحير، وإما يسلك مسلك أصحاب الرياضيات، فيقول: ثلاثة خالفوا واحداً، إذن الثلاثة على صواب والواحد مخطئ، فالمسألة ليست مسألة رياضيات بحتة، والعدد وإن

كان له دوره في الترجيح إلا أنه ليس العامل الوحيد للترجيح، فلننظر إلى حديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (كان يقبل الهدية ويثيب عليها) الحديث أخرجه البخاري من طريق عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة عن أبه عن عائشة، وقال عقبه: لم يذكر وقيع ومحاضر عن هشام عن أبيه عن عائشة، أي أنهما روياه مرسلاً عن عروة، وسئل أبو داود عنه فقال: تفرد بوصله عيسى بن يونس، وهو عند الناس مرسل،. وقال أحمد: كان عيسى بن يونس يسند حديث الهدية والناس يرسلونه. وقال نحو ذلك ابن معين. ومع هذا فإن البخاري أخرج الطريق الموصولة، والقصد ليس بيان الراجح من القولين، وإنما بيان أن البخاري رحمه الله إنما رجّح الطريق الموصولة لعلة غير العدد، وإنما قضى بذلك لملكته التي تكونت عنده من معرفة أحوال الرجال. ومن راجع ردود الحافظ ابن حجر على الدارقطني وغيره فيما انتقدوه على البخاري، تبين له ذلك، انظر مثلا إجابته عن الحديث الأول من الأحاديث المنتقدة في مقدمة "الفتح" وفي أثناء إجابته يقول: ويتأيد ذلك بأن الإسماعيلي لما أخرج هذا الحديث في "مستخرجه" على الصحيح من طريق يحيى بن سعيد القطان عن زهير، استدل بذلك على أن هذا مما لم يدلس فيه أبو إسحاق، قال: لأن يحيى بن سعيد لا يرضى أن يأخذ عن زهير ما ليس بسماع لشيخه، وكأنه عرف هذا بالاستقراء من حال يحيى والله أعلم. اهـ الغرض من هذا هو بيان أن معرفة أحوال الرجال موسعة لا غنى لمحدث عنها، بل هي أساس علم الحديث، ومن عرف شيخنا أو جالسه علم حرصه الشديد على ذلك، قل أن تجد مثله في هذا الشأن، وبعض المحققين

المعاصرين تجد أحدهم يحقق ويدون ويثبت في أوراقه: هذا حديث صحيح وهذا ضعيف، أما ما يتعلق في ذاكرته من ذلك فقليل، ومن هو أحسن حالاً من يتذكر أن هذا الحديث ضعيف أو صحيح، أما شيخنا مقبل حفظه الله فإذا سئل عن حديث ضعيف فغالباً يذكر سبب الضعف، فيه فلان وهو ضعيف، أو متروك أو هو من طريق فلان، يرويه عن فلان، ولم يسمع منه، وهكذا غالباً يبين سبب الضعف، ولا شك أن السامع ينتفع من هذا أكثر، وأن هذا أثبت حجة وأكثر نشراً للعلم، نسأل الله عزوجل أن يزكي فينا هذا الجانب. وبعض الناس يقول: إن الشيخ لا يهتم بالجانب الفقهي، وأقول: إن الشيخ يحذو في هذا الجانب حذو البخاري وغيره من أهل الحديث الذين عمدتهم في مسائل الأحكام هو حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن البخاري رحمه الله كتابه كتاب فقه بحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو يترجم للمسألة ثم يتبعها بحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي هو دليل المسألة، ولذلك فهو يكرر الحديث الواحد في أكثر من موضع حسب استدلاله به، وشيخنا يسير على هذه الطريقة ويلزم نفسه بها، فقلما يسأل عن مسألة إلا أجاب بحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهل من ذلك من بأس؟؟ مع أنه يرجع أيضاً إلى كتب الفقه لمعرفة أقوال أهل العلم كلما احتاج إلى ذلك، وبعض العاملين في التحقيق في زماننا جل همه التحقيق فقط وليس له دور يذكر في الدعوة إلى الله تعالى، بل إن بعضهم ربما لا يكون له دور بالكلية، وأما شيخنا حفظه الله فهو حريص أشد الحرص على الدعوة إلى الله، ويحض طلبته على ذلك ويشجعهم / وكثيراً ما كان يجعل أحد طلبته يخطب الجمعة وهو جالس تشجيعاً لهم. وهو يحض الطلبة على الذهاب للدعوة إلى الله في القرى والمدن، وفي ذات

مرة طلب من أحد الأخوة المجتهدين في تحصيل العلم أن يذهب للدعوة إلى الله فرفض فاعتزل الدرس من ساعتها وبقي يوماً أو يومين لا يحضر للدروس حتى رجع ذلك الأخ عن رأيه وذهب للدعوة. وهو مع طلبته لا يحملهم على رأيه، بل لا يغضب إذا خالفه بعضهم عن اجتهاد وإن كان مظهراً في ذلك أنه يرجح رأي غيره من أهل العلم الذين هم أقرانه، فهو لا يحب لطلبته أن يكونوا مقلدين له، بل دائماً يحضهم على الجد والإجتهاد في العلم والعمل، حتى إنه كثيراً ما كان يصرح بأنه يحب أن يرى طلبته أفضل منه، ويظهر ذلك في سلوكه لمن عايشه، وهو مع ذلك محب لمشائخه، مبجل من غير تقليد، فهو إذا خالف الشيخ العلامة الألباني في مسألة لا يصرح باسمه كما يعرف ذلك كل من يطلع على كتابات شيخنا، فهو يبين ما يراه حقاً من غير أن يظهر نفسه ناقداً لشيخه. وهو إذا رأى طالب علم بصدق فهو يساعده بكل ما يستطيع حتى إن استطاع أن يخلع له ثيابه التي يلبسها لفعل ذلك، ولا يدخر شيئاً عن طالب علم، صادق حريص على العلم، والتعليم هو شغله، أما الدنيا فلا يلتفت إليها، كتبه التي يكتبها لا يأخذ من ورائها ديناراً ولا درهماً، إذا اتاه أحد بشيء لإنفاقه في الدعوة لا يدخل بيته وإنما يوضع في صندوق يقوم عليه أحد طلبة العلم لينفق منه على طلبة العلم والدعوة إلى الله، وبيته كما هو من أول أمره باللبن ونفقته في بيته مثل النفقه على طلبة العلم، بل ربما تكون أحيانً أقل. وقد يأخذ عليه بعضهم أنه شديد على مخالفه، فنقول: إنه يشتد على من يريد صرف الناس عن العلم والتعليم، ويشغلهم بالسياسات وهو مع ذلك لا يحب إيذاء أحد ولا هدم شيء فيه منفعة للإسلام، فهو مع ما كان يظهر بينه

بين جماعة الإخوان المسلمين من جفوة، إلا أنه دائماً كان يعرض القضاء على المعاهد العلمية التي يسيطر عليه الإخوان، لما يرى فيها من نفع للإسلام أكثر من مدارس التربية والتعليم. وهذا وإنني ذكرت ما مضى ليس رغبة في مدح الشيخ، فأن أعلم أنه لا يحب ذلك بل يكرهه، ولكن ذكرت ذلك لما أرى فيه من المنفعة لطالب العلم وذلك ليتخلقوا بالخصال الطيبة الموجودة في أهل العلم، والشخص الحريص على ما ينفعه يحاول أن يستفيد من أهل الخير فكل خصلة طيبة في شخص يحرص على أن يتصف بهذه الصفة (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) وفي "الصحيحين" عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) . وبعض الناس إذا سمع أخبار السلف الصالح لم يحرك فيه ذلك رغبة التأسي بهم وكأنهم خلق آخر غيرنا، وأما من كان في عصرنا ويعيش بيننا وهم يتأسون بالسلف الصالح فهم حافز لغيرهم على التأسي بسلفنا، ونرجو من الله عزوجل أن يأخذ بأيدينا ونواصينا للخير حتى نكون أهلاً لميراث جنة الفردوس في مقعد صدق عند مليك مقتدر، إنه ولي ذلك والقادر عليه، كما نسأله سبحانه أن يمد في عمر شيخنا، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين، كما نسأله سبحانه أن يغفر لنا ما قدمنا، وما أخرنا، وما أسرننا، وما أعلنا، وما هو أعلم به منا، وآخر دعوانا ا، الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين

المقدمة

المقدمة الحمد لله حمداً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد: فإني في بحث "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" كانت تمر بي أحاديث ظاهرها الصحة، فأجدها في كتاب آخر معلة، وربما يطلع عليها باحث من الإخوة الباحثين، ففيظن أنها مما يلزمني إخراجه، فأفردت لها دفتراً حتى اجتمع لديَّ نحو أربعمائة حديث، فرأيت إخراجها حتى يتم الانتفاع بها كما تم بـ"الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"، اسأل الله أن ينفع بها وأن يجعل العمل خالصاً لوجهه الكريم. وغالب هذه الفوائد من كتب أهل العلم كما ستراها إن شاء الله، فليس لي إلا الجمع والحمد لله الذي وفقني لذلك.

معنى العلة

معنى العلة قال ابن الصلاح في "المقدمة" فالحديث المعلل هو: الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته مع أن ظاهرة السلامة منها. قال الحافظ في "النكت" (ج2ص710 بتحقيق الشيخ الفاضل ربيع بن هادي حفظه الله) قلت: وهذا تحرير لكلام الحاكم في "علوم الحديث" فإنه قال: وإنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل، فإن حديث المجروح ساقط واه وعلة الحديث تكثر في أحاديث الثقات أن يحدثوا بحديث له علة فتخفى عليهم علته، والحجة فيه عندنا العلم والفهم والمعرفة. متى يسمى الحديث معلولاً: فعلى هذا لا يسمى الحديث المنقطع مثلا معلولاً، ولا الحديث الذي راويه مجهول معلولاً أو ضعيف وإنما يسمى معلولاً إذ آل أمره إلى شيء من ذلك مع كونه ظاهر السلامة من ذلك. وفي هذا رد على من زعم أن المعلول يشمل كل مردود. وإذا تقرر هذا فالسبيل إلى معرفة سلامة الحديث من العلة كما نقله المصنف عن الخطيب أن يجمع طرقه، فإن اتفقت رواته واستووا ظهرت سلامته. وإن اختلفوا أمكن ظهور العلة، فمدار التعليل في الحقيقة على بيان الاختلاف وسأوضحه في النوع الذي بعد هذا إن شاء الله تعالى وهذا الفن أغمض أنواع الحديث وأدقها مسلكاً، ولا يقوم به إلا من منحه الله تعالى فهما غايصاً وإطلاعاً حاوياً وإدراكاً لمراتب الرواة ومعرفة ثاقبة، ولهذا لم يتكلم

الترجيح

فيه إلا أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم وإليهم المرجع في ذلك لما جعل الله فيهم من معرفة ذلك، والاطلاع على غوامضه دون غيرهم ممن لم يمارس ذلك. وقد تقصر عبارة المعلِّل منهم، فلا يفصح بما استقر في نفسه من ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى كما في نقد الصيرفي سواء، فمتى وجدنا حديثا قد حكم إمام من الأئمة المرجوع إليهم - بتعليله - فالأولى إتباعه في ذلك كما نتبعه في تصحيح الحديث إذا صححه. وهذا الشافعي مع إمامته يحيل القول على أئمة الحديث في كتبه فيقول: "وفيه حديث لا يثبته أهل العلم بالحديث". وهذا حيث لا يوجد مخالف منهم لذلك المعلل، وحيث يصرِّح بإثبات العلة فأما إن وجدغيره صححه فينبغي حينئذ توجه النظر إلى الترجيح بين كلاميهما. وكذلك إذا أشار المعلل إلى العلة إشارة ولم يتبين منه ترجيح لإحدى الروايتين، فإن ذلك يحتاج إلى الترجيح والله أعلم. الترجيح قال الحافظ في "النكت" (ج2ص712 بتحقيق الشيخ الفاضل ربيع بن هادي حفظه الله) : قال الحافظ العلائي بعد أن ذكر ما هذا ملخصه: "فأما إذا كان رجال الإسنادين متكافئين في الحفظ أو العدد أو كان من أسنده أو رفعه دون من أرسله أو وقفه في شيء من ذلك مع أن كلهم ثقات محتج بهم فههنا مجال النظر واختلاف أئمة الحديث والفقهاء.

فالذي يسلكه كثير من أهل الحديث بل غالبهم جعل ذلك علة مانعة من الحكم بصحة الحديث مطلقا، فيرجعون إلى الترجيح لإحدى الروايتين على الأخرى، فمتى اعتضدت إحدى الطريقين بشيء من وجوه الترجيح حكموا لها وإلا توقفوا (¬1) عن الحديث وعللوه بذلك، ووجوه الترجيح كثيرة لا تنحصر ولا ضابط لها بالنسبة إلى جميع الأحاديث، بل كل حديث يقوم به ترجيح خاص، وإنما ينهض بذلك الممارس الفطن الذي أكثر من الطرق والروايات ولهذا لم يحكم المتقدمون في هذا المقام بحكم كلي يشمل القاعدة بل يختلف نظرهم بحسب ما يقوم عندهم في كل حديث بمفرده -والله أعلم. قال الحافظ في "النكت على ابن الصلاح" (ج2ص715 بتحقيق الشيخ الفاضل ربيع بن هادي حفظه الله) : قال العلائي: "وهذا كله إذا كان الإسناد واحداً من حيث المخرج غير مختلف في الحالات، أما إذا اختلف في الوصل والإرسال كأن يروي بعضهم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - حديثا مرفوعاً فيرويه بعضهم عن الزهري، عن أبي سلمة - رضي الله عنه - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ - مرسلاً. أو يرويه بعضهم عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - حديثاً مرفوعاً، فيرويه بعضهم، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي سعيد - رضي الله عنه - موقوفاً. ففي مثل هذه الصيغة يَضعُفُ تعليل أحدهما بالآخر؛ لكون كل منهما ¬

(¬1) الذي يظهر أنه إذا كانت الطرق متكافئة أنه يحمل على الوجهين، فإذا كان بعضهم يرسله عن المحدث وبعضهم يوصله فيحمل على أنه حدث به على الوجهين، ويؤخذ بالوصل لأنها زيادة لم يعارضها ما هو أرجح منها. وهذكا الرفع والوقف يؤخذ بالرفع لأنها زيادة لم يعارضها ما هو أرجح منها ولعله يأتي في المقدمة إن شاء الله شيء من ذلك.

أمثلة للعلة القادحة

إسناداً برأسه، ولقوة احتمال كونهما إسنادين عند الزهري أو عند الأعمش كل واحد منهما على وجه. قلت (¬1) : وإنما يقوى هذا إذا أتى بهما الراوي جميعا في وقت واحد وحينئذ ينتفي التعليل، وشرط هذا كله التساوي في الحفظ أو العدد. فأما إذا كان راوي الوصل أو الرفع مرجوحاً، فلا، تقرر غير مرة - والله أعلم -. أمثلة للعلة القادحة منها تكافؤ الطرق، قال الدارقطني في "التتبع" ص (176) : وأخرجا جميعًا حديث يحيى بن سعيد القطان، عَن عُبيد الله، عَن سعيد المقبري، عَن أبيه، عَن أبي هريرة: قصة المسيء صلاته وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (ارجع فصل فإنك لم تصل) . قال: وقد خالف يحيى أصحاب عُبيد الله كلهم منهم أبو أسامة وعبد الله بن نمير وعيسى بن يونس وغيرهم ورووه، عَن عُبيد الله، عَن سعيد، عَن أبي هريرة، فلم يذكروا أباه، ورواه معتمر، عَن عُبيد الله، عَن سعيد، مُرْسَلاً، عَن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويحيى حافظ ويشبه أن يكون عُبيد الله حدث به على الوجهين. والله أعلم. وأخرجا أيضًا حديث يحيى القطان، عَن عُبيد الله، عَن سعيد، عَن أبيه، عَن أبي هريرة: قيل يا رسول الله من أكرم. وقد خالف خالف يحيى جماعة منهم أبو أسامة وابن نمير وعبد ة ومعتمر ومحمد بن بشر وغيرهم فرووه، عَن عُبيد الله، عَن سعيد، عَن أبي هريرة، وأخرج ¬

(¬1) القائل هو الحافظ.

فائدة في معنى نفي الحفاظ المتابعات

البخاري الوجهين جميعًا وأخرج مسلم حديث يحيى دون من خالفه. اهـ وبعض إخواننا من طلبة العلم حفظهم الله إذا سألته عن العلة غير القادحة قال: إبدال ثقة بثقة، نعم، هذه علة غير قادحة، ولكنها مجرد مثال، فإذا وجدت في الحديث علة قادحة ثم أزيلت وسلم الحديث من العلة يقال: فيه علة غير قادحة. وذلك كعنعنة المدلس الذي تضر عنعنته ثم جاء من طريق تنتهي إلى ذلك الملس وفيها التصريح بسماعه، والإرسال والوصل، ثم ترجح الوصل، والوقف والرفع ثم ترجح الرفع، وهكذا بقية العلل القادحة التي تطرأ على الحديث وتعرف بجمع الطرق كما قال علي بن المديني رحمه الله: "الباب إذا لم تجمع طرقه، لم يتبين خطؤه". فائدة في معنى نفي الحفاظ المتابعات قال الحافظ في "النكت على ابن الصلاح" (ج2ص721 بتحقيق الشيخ الفاضل ربيع بن هادي حفظه الله) : ولما أخرج الترمذي حديث ابن جريج المبدأ بذكره في "كتاب الدعوات" من جامعه عن أبي عبيدة بن أبي السفر، عن حجاج قال: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه"انتهى. وهو متعقب أيضاً، وقد عرفناه من حديث سهيل من غير هذا الوجه فرويناه في الخلعيات مخرجاً من أفراد الدارقطني من طريق الواقدي ثنا عاصم ابن عمر وسليمان بن بلال كلاهما عن سهيل به. ورويناه في كتاب " الذكر " لجعفر الفريابي قال: ثنا هشام بن عمار: ثنا

إسماعيل بن عياش. ثنا سهيل. ورويناه في "الدعاء" للطبراني من طريق ابن وهب قال: حدثني محمد بن أبي حميد عن سهيل. فهؤلاء أربعة رووه عن سهيل من غير الوجه الذي أخرجه الترمذي فلعله إنما نفى أن يكون يعرفه من طريق قوية، لأن الطرق المذكورة لا يخلو واحد منها من مقال. أما الأولى: فالواقدي متروك الحديث. وأما الثانية: فإسماعيل بن عياش مضعف في غير روايته عن الشاميين ولو صرح بالتحديث. وأما الثالثة: فمحمد بن أبي حميد وإن كان مدنيا، لكنه ضعيف أيضاً. وقد سبق الترمذي أبو حاتم إلى ما حكم به من تفرد تلك الطريق عن سهيل، فقال: فيما حكاه ابنه عنه في "العلل": (لا أعلم روى هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في شيء من طرق أبي هريرة رضي الله عنه. قال: وأما رواية إسماعيل بن عياش، فما أدري ما هي؟، إنما روى عنه إسماعيل أحاديث يسيرة) . فكأن أبا حاتم استبعد أن يكون إسماعيل حدث به، لأن هشام بن عمار تغير في آخر عمره، فلعله رأى أن هذا مما خلط فيه، ولكن أورد ابن أبي حاتم عى إطلاق أبيه طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة التي قدمناها، ثم اعتذر عنه بقوله: كأنه لم يصحح رواية عبد الرحمن بن أبي عمرو عن المقبري. وهذا يدلك على أنهم قد يطلقون النفي، ويقصدون به نفي الطرق الصحيحة، فلا ينبغي أن يورد على إطلاقهم معذلك الطرق الضعيفة والله

الموفق. قال أبو عبد الرحمن: وربما صرحوا بذلك، قال الدارقطني رحمه الله في "الإلزامات" ص (98) : وانفرد البخاري بحديث سنين أبي جميلة ولم يرو عنه غير الزهري من وجه يصح مثله. وانفرد البخاري بحديث شيبة بن عثمان ولم يرو عنه غير أبي وائل من وجه يصح مثله، فهذا حديث الثوري والشيباني، عَن واصل، عَن أبي وائل. وانفرد مسلم بحديث الأغر المزني ولم يروه عنه غير أبي بردة بن أبي موسى من وجه يصح مثله. وانفرد مسلم بحديث أبي رفاعة العدوي، ولم يرو عنه غير حميد بن هلال العدوي من وجه يصح مثله. وانفرد مسلم برافع بن عمرو الغفاري أخي الحكم بن عمرو ولم يرو غير عنه عبد الله بن الصامت من وجه يصح مثله. وانفرد مسلم بحديث ربيعة بن كعب الأسلمي، ولم يرو عنه غير أبي سلمة بن عبد الرحمن من وجه يصح مثله. وانفرد البخاري بحديث أبي عبس بن جبر: (من اغبرت قدماه في سبيل الله) من رواية عباية بن رفاعة، ولم يرو عنه من وجه يصح مثله غيره.

تنبيه مهم

تنبيه مهم قد يكون الحديث معلاً من طريق، وصحيحاً من طريق أخرى، أو من طُرُقٍ. قال الدارقطني رحمه الله في "التتبع" ص (375) : وأخرج مسلم، عَن المقدمي، عَن حماد، عَن أيوب، عَن نافع، عَن ابن عمر أن عمر قبل الحجر. قال: وقد إختلف فيه على أيوب وعلى حماد بن زيد وقد وصله مسدد والحوضي، عَن حماد. وخالفهم سليمان وأبو الربيع وعارم فأرسلوه، عَن حماد. قال بن علية، عَن أيوب نبئت أن عمر ليس فيه نافع، ولكن عمر وهو صحيح من حديث سويد بن غفلة وعابس بن ربيعة وابن سرجس، عَن عمر. وقال ص (379) وأخرج البخاري حديث عمران بن حطان، عَن ابن عمر، عَن عمر في لبس الحرير، وعمران متروك لسوء اعتقاده وخبث رأيه والحديث ثابت من وجوه، عَن عمر، عَن عبد الله مولى أسماء وغيره، عَن ابن عمر، عَن عمر. اهـ فعلى لا يجوز لطالب علم أن يحكم على الحديث بالضعف بمجرد أن يراه في كتب العلل، فربما يكون صحيحاً من طريق أخرى، أو صحيحاً عن صحابي آخر، بل ربما يكون الحديث في "مجمع الزوائد" بسند ضعيف وهو في "الصحيحين" عن صحابي آخر. ولا يحكم على الحديث بالضعف المطلق إلا حافظ كبير كالإمام أحمد وعلي بن المديني، والبخاري، ومسلم، وأبي زرعة، وأبي حاتم الرازيين، ومن

كلمة شكر ودعاء

كان في مضمارهم كالدارقطني وبقية حفاظ الحديث المتبحرين في هذا الفن، ومن العلماء المبرزين في هذا الفن الحافظ ابن حجر رحمه الله فإني وجدت في كتابه "النكت على كتاب ابن الصلاح " في المعلِّ وفي المضطرب تعقبات له تشد لها الرحال، فجزاه الله عن الإسلام وعن علم الحديث بخصوصه خيراً. ولسنا بحمد الله ممن يتحجر واسعاً، وال ممن يهضم الناس جهودهم، فالباحث في هذا الزمن الذي أعطاه الله إمكانية البحث ويسَّر له الكتب التي أصبحت متوفرة في هذا الزمن وجمعت ولم تكن مجموعة من قبل، له أن يقول: قد بحثت فلم أجد لفلان متابعاً، فعلى هذا فالحديث شاذ أو مرسل. والله أعلم. كلمة شكر ودعاء روى أبو داود في "سننه" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) . فأسأل الله أن يجزي أخانا حسين بن محمد مناع خيراً على قيامه بكتابة "أحاديث معلة ظاهرها الصحة" على الآلة الكاتبة، ثم ترتيبه إياها على المسانيد مع مشاركة أخيه في الله صالح بن صالح مناع فجزاهما الله خيراً. وأسأل الله أن يجزي أخانا الهمام محمد بن قائد الحجري على مراجعته الكتاب وإبداء ملاحظاته القيمة، فأسأل الله أن يبارك فيه وفي علمه ويجزيه خيراً، وأن يعيذه من الحزبية المساخة ومن فتنة المحيا والممات. إنه على كل شيء قدير.

مسند أبي اللحم

مسند أبي اللحم 1-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج3 ص158) : أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ عَنْ آبِي اللَّحْمِ أَنَّهُ رَأَى رَسُول اللهْْْ صلى الله عليه وعلى آله وسلم عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ يَسْتَسْقِي , وَهُوَ مُقْنِعٌ بِكَفَّيْهِ يَدْعُو. هذا حديث ظاهره الصحة , ولكن الحافظ في "تهذيب التهذيب"قال في ترجمة يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد: روى عن عمير مولى آبى اللحم والصحيح أن بينهما محمد بن إبراهيم التيمي.

مسند أبى بن كعب رضي الله عنه

مسند أبى بن كعب رضي الله عنه 2-قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج1 ص523) حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ عَنْ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا وَجْهُنَا وَاحِدٌ فَلَمَّا قُبِضَ نَظَرْنَا هَكَذَا وَهَكَذَا. هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدته قابل للتحسين، ولكن في جامع التحصيل وفى "مصباح الزجاجة" أن الحسن لم يسمع من أبى بن كعب، وإنما سمعه من عتي بن ضمرة السعدي عن أبى. 3- قال أبو يعلى الموصلي رحمه الله (ج8ص145) : حدثنا ابو كريب حدثنا معاوية بن هشام عن عمران بن أبي أنس المكي عن ابن أبي ملكية: عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأصحابه تدرون أزنى الزنا عند الله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: (فإن أزنى الزنا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم ـ ثم قرأ: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا) هذا الحديث كنت حكمت عليه في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" (ج2ص 471) بالصحة، ظاناً أن عمران بن أبي أنس هو القرشي، حتى أفادنا الشيخ الفاضل عبد الرقيب الإبي بأن الصحيح أنه عمران بن أنس المكي وهو ضعيف، وأحالنا على

"شعب الإيمان " للبيهقي (ج5ص298) رقم حديث (6711) فوجدنا في "شعب الإيمان": عن ابن (¬1) سلام عن يحيى بن واضح سمع عمران. قال البخاري لا يُتَابَعُ عليه، ورواه عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الراهب عن كعب من قوله وهو أصح. اهـ ¬

(¬1) في الأصل: أبي سلام، والصواب: ابن سلام وهو محمد بن سلام البيكندي وهو في "تاريخ البخاري " على الصواب

مسند أسامة بن زيد رضي الله عنهما

مسند أسامة بن زيد رضي الله عنهما 4- قال الإمام النسائي - (5/219) : أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَطَاءٌ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ الْبَيْتَ فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَجَافَ الْبَابَ وَالْبَيْتُ إِذْ ذَاكَ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ فَمَضَى حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الْأُسْطُوَانَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَلِيَانِ بَابَ الْكَعْبَةِ جَلَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ وَاسْتَغْفَرَهُ ثُمَّ قَامَ حَتَّى أَتَى مَا اسْتَقْبَلَ مِنْ دُبُرِ الْكَعْبَةِ فَوَضَعَ وَجْهَهُ وَخَدَّهُ عَلَيْهِ وَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ وَاسْتَغْفَرَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى كُلِّ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الْكَعْبَةِ فَاسْتَقْبَلَهُ بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّسْبِيحِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ وَالْمَسْأَلَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ مُسْتَقْبِلَ وَجْهِ الْكَعْبَةِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ هَذِهِ الْقِبْلَةُ هَذِهِ الْقِبْلَةُ. هذا حديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح , ولكن في جامع التحصيل عن أبي زرعة أن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من أسامة بن زيد , وفي تهذيب التهذيب عن أبي حاتم أن عطاء لم يسمع من أسامة بن زيد , والذي أسقطه عطاء هنا هو ابن عباس ,كما في صحيح مسلم , وفي النسائي أيضا (ج5 ص 220) . 5- وقال الإمام البزار رحمه الله (ج7ص65) : حدثنا عَمْرو بن علي, أخبرنا

7

معاذ بن هشام, أخبرنا همام عن قتادة عن عزرة عن الشعبي قال أخبرني أسامة بن زيد أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من جمع فما رفعت يديها عادية حتى رمى الجمرة. قال البزار رحمه الله تعالى: ولا نعلم روى الشعبي عن أسامة غير هذا الحديث ولا رواه عن الشعبي إلا عزرة وعزرة هذا هو عزرة بن عبد الرحمن روى عنه قتادة وداود بن أبي هند وغيرهما. أهـ قال أبو عبد الرحمن: الحديث ظاهره الحسن، ولكن ابن أبى حاتم فى "العلل" (ج1ص270) قال سألت أبى عن حديث رواه همام عن قتادة عن عزرة عن الشعبي أن الفضل بن العباس حدثه وأن أسامة بن زيد حدثه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يلبى حتى رمى جمرة العقبة، هل سمع الشعبي منهما؟ فقال أبوه: لا يحتمل، وينبغي أن يكون بينهما أحد، ولكن كذا حدث به همام، فلا أدرى ما هذا الأمر؟. اهـ 6-قال أبو داود الطيالسي رحمه الله تعالى كما في "المسند" (ص88) : حدثنا شعبة وهمام، عن قتادة، عن عزرة، عن الشعبي، قال: حدثني أسامة بن زيد، أنه " أفاض مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ من عرفة فلم ترفع راحلته يدا غادية حتى أتى المزدلفة ". قال أبو عبد الرحمن: الحديث ظاهره الصحة، ولكن ابن أبى حاتم ذكر في "العلل" (ج1ص277-288) أنه سأل أباه عن هذا الحديث فقال أبوه: هذان الحديثان خطأ، الشعبي لم يسمع من أسامة شيئا فيما أعلم. اهـ وأما التصريح بالسماع هنا فيحتمل أن يكون غلطا من الناسخين أو الطابعين أو وهما من بعض الرواة، وعلى كل فقول الحافظ مقدم على نسخة ليست مسموعة لنا، والله أعلم. 7-قال الترمذي رحمه الله تعالى (ج4 ص380بتحقيق إبراهيم عطوة) :

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ بِمَكَّةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ عَنْ سُعَيْرِ بْنِ الْخِمْسِ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ. قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ جَيِّدٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا فَلَمْ يَعْرِفْهُ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ما بين ثقة وصدوق، فظاهره الحسن، ولكن ابن أبى حاتم يقول في "العلل" (ج2ص350) سمعت أبى يقول: هذا حديث منكر بهذا الإسناد.

مسند أسامة بن عمير رضي الله عنه

مسند أسامة بن عمير رضي الله عنه 8-قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج4ص292) : حدثنا علي بن عيسى، ثنا أحمد بن نجدة القرشي، ثنا سعيد بن منصور، ثنا محمد بن حمران، ثنا خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه، رضي الله عنه، قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعثر بعيرنا فقلت: تعس الشيطان، فقال لي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: " لا تقل تعس الشيطان، فإنه يستعظم حتى يكون مثل البيت ويقوى، ولكن قل بسم الله، فإذا قلت: بسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب "0 الحديث معروف عن أبى المليح عن رديف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ غير مسمى، حتى قال الإمام المزي في "تحفة الأشراف": رواه جماعة عن خالد، لم يقولوا: عن أبيه، قالوا عن رجل. وقال الإمام النسائي في عمل "اليوم والليلة" (ص374) بعد أن ذكره من طريق عبد الله بن المبارك، عن خالد الحذاء، عن أبى تميمة، عن أبى المليح، عن رديف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم ذكره من طريق محمد بن حمران، عن خالد، عن أن أبى تميمة عن أبى المليح، عن أبيه. قال: الصواب عندنا حديث عبد الله بن المبارك وهذا عندي خطأ. 9- قال الحاكم رحمه الله (ج4ص292) : حدثنا علي بن حمشاذ العدل, ثنا أبو المثنى, ثنا مسدد, ثنا يزيد بن زريع, ثنا خالد الحذاء, عن أبي تميمة,

10

عن رديف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه عثرت به دابته فقال: تعس الشيطان فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: لا تقل تعس الشيطان فإنك إن قلت تعس الشيطان تعاظم وقال بقوتي صرعته وإذا قيل بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب) . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. أبو تميمة هو طريف بن مجالد لم يذكر أنه سمعه من ردف رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وقد جاء في "سنن أبي داود" و "عمل اليوم والليلة" من طريق عبد الله بن المبارك، عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن ابي المليح، عن ردف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. فعلم أن في رواية الحاكم رحمه الله سقطاً وهو أبو المليح والله أعلم. والحديث أخرجه أحمد (ج5ص59) من حديث عاصم بن سليمان الأحول، كما جاء مصرحاً به في "المسند" (ج5ص71) وهو في هذا الموضع عن أبي تميمة عن رديف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل عن ردف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فَتُؤُكِّد من السقط، والحمد لله. 10-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص74) : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ وَابْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ. ثم قال ص (75) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ. الحديث أخرجه أبو داود (ج11ص194) , وأخرجه الترمذي (ج5ص467) ثم قال: ولا نعلم أحدا قال (عن أبى المليح عن أبيه) غير سعيد بن أبى عروبة، ثم قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة عن يزيد الرشك، عن أبى المليح، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أنه نهى عن جلود السباع , وهذا أصح. زاد الحافظ المزي في"تحفة الأشراف" عازيا له إلى الترمذي: وعن ابن بشار عن

11

معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن أبى المليح أنه كره جلود السباع. أهـ فسعيد بن أبى عروبة يعتبر شاذا، لأنه خالف من هو أرجح منه، والله أعلم. والحديث ذكره الإمام الترمذي في "العلل" (ج2ص741) بعد أن ذكره من حديث سعيد بن أبى عروبة متصلا، قال: سألت محمدا يعنى البخاري، فقال: سعيد بن أبى عروبة روى عن قتادة، عن أبى المليح، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وَعَلَى آلِهِ وسلم , وروى هشام عن قتادة عن أبى المليح فقال: نهى عن جلود السباع، ولم يعرض محمد في هذا بشئ أيهما أصح. قال أبو عيسى: وروى شعبة هذا الحديث عن يزيد الرشك، عن أبى المليح، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن جلود السباع، ولم يذكر فيه عن أبيه. أهـ 11-قال الطبراني (ج1ص191) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يَحْيَى الْقَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَهَانِي بن يَحْيَى، قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلا أَعْتَقَ شِقْصًا مِنْ مَمْلُوكٍ، فَأَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عِتْقَهُ، وَقَالَ: لَيْسَ لِلَّهِ شَرِيكٌ. هذا إسناد قوى كما قال الحافظ في "الفتح" (ج5ص159) . وأخرجه أحمد (ج5ص759) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، ثنا سعيد، عن قتادة به موصولا، ثم قال: ثنا بهز، عن همام، قال: حديث الشقص في العبد مرسل. وأخرجه أبو داود (4970) موصولا، فقال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: ثنا أبو الوليد، قال: ثنا همام، قال: ثنا قتادة. وأخبرنا محمد بن معمر، قال: ثنا حبان، قال: ثنا همام به، ثم رواه (4971) فقال أخبرنا المؤمل بن هشام، قال: ثنا إسماعيل، عن سعيد، عن قتادة، عن أبى المليح به مرسلا. وقال (4972) : أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنى أبو عامر، قال: ثنا هشام، عن قتادة، عن أبى المليح به مرسلا. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3933) فقال: حدثنا أبو الوليد الطيالسى، قال: ثنا

همام (ح) وثنا محمد بن كثير المعنى، أخبرنا همام، عن قتادة، عن أبى المليح، قال أبو الوليد: عن أبيه به. ونقل المزي في "التحفة" (ج1ص65) أن النسائي قال: هشام وسعيد أثبت في قتادة فاتضح من ذلك شذوذ الرواية الموصولة، وقد اختلف على همام فيه، فقد رواه محمد بن كثير عنه مرسلا عند النسائي ورواه أبو عمر الحوضي ويحيى بن هانئ عند الطبراني وأبو الوليد عند أبى داود، والنسائي موصولا؛ وكذا حبان بن هلال عند أبى داود أيضا. والصواب ما رواه البخاري (ج5ص132فتح) فقال: حدثنا بشر بن محمد، أخبرنا عبد الله، عن سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وَعَلَى آلِهِ وسلم قال من أعتق شقصا له من عبد أو شركا-أو قال: نصيبا-وكان له ما يبلغ ثمنه بقيمة العدل فهو عتيق، وإلا فقد عتق منه ما عتق) . ورواه مسلم (1503) عن عمرو الناقد، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن أبى عروبة، عن قتادة به نحوه. ورواه عن على بن خشرم، أخبرنا عيسى بن يونس، عن ابن أبى عروبة به نحوه.

مسند أنس بن مالك رضي الله عنه

مسند أنس بن مالك رضي الله عنه 12-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص194) : أَخْبَرَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ مِنْ وَثْءٍ كَانَ بِهِ. إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح. ولكن أبا داود (ج5ص290) : يقول عقب هذا الحديث: سمعت أحمد قال: ابن أبى عروبة أرسله. يعنى عن قتادة. أهـ. وفى رواية معمر عن قتادة كلام، وأما سعيد ابن أبى عروبة فمن أثبت الناس في قتادة، فيعتبر حديث معمر شاذاً. والله أعلم. 13-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج3ص110) : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ عَنْ الْمِنْبَرِ فَيَعْرِضُ لَهُ الرَّجُلُ فَيُكَلِّمُهُ فَيَقُومُ مَعَهُ النَّبِيُّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ إِلَى مُصَلَّاهُ فَيُصَلِّي. هذا حديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بالصحة، فرجاله رجال الصحيح إلا محمد بن على بن ميمون، وقد قال الحاكم عنه إمام أهل الجزيرة في عصره ثقة مأمون.

14

ولكن أبا داود رحمه الله تعالى يقول (ج3ص16) بعد ذكر الحديث: والحديث ليس بمعروف عن ثابت، هو مما انفرد جرير عن حازم. اهـ ويقول الإمام الترمذي رحمه الله (ج3ص52) بعد ذكره الحديث هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث جرير بن حازم سمعت يقول: وهم جرير بن حازم في هذا الحديث. والصحيح ما روي عن ثابت عن أنس قال: أقيمت الصلاة فأخذ رجل بيد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فمازال يكلمه حتى نعس بعض القوم. قال محمد: والحديث هو هذا، وجرير بن حازم ربما يَهِمُ في الشيء، وهو صدوق. اهـ 14-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج4ص16) : أَخْبَرَنَا إِسْحَقُ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ حِينَ بَايَعَهُنَّ أَنْ لَا يَنُحْنَ فَقُلْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ نِسَاءً أَسْعَدْنَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَفَنُسْعِدُهُنَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لَا إِسْعَادَ فِي الْإِسْلامِ إذا نظرت في رجال هذا الحديث، وجدتهم رجال الصحيح. وسيأتي ما قيل في رواية معمر عن ثابت، وقد قال أبو حاتم كما في كتاب "العلل"لابنه (ج1ص37) : هذا حديث منكر. 15-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج8ص170) : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْأَبَحُّ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَسَلَّمَ مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ0 قَالَ: وَرُوِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ

16

مَهْدِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يُثَبِّتُ حَمَّادَ بْنَ يَحْيَى الْأَبَحَّ، وَكَانَ يَقُولُ هُوَ مِنْ شُيُوخِنَا. أهـ قال الحافظ ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (ج2ص143) : الصواب عن ثابت عن الحسن مرسلا، كذا رواه حماد بن سلمة عن ثابت. يريد رحمه الله أن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت، وحكم أن حماد بن يحيى الأبح وهم في هذا. هذا بالنظر إلى هذا السند، وأما متن الحديث فله طرق يرتقى بها إلى الحسن، كما قال الحافظ ابن حجر كما في "كشف الخفاء". ورواية حماد بن سلمة المرسلة رواها الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص143) : فقال: حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت وحميد ويونس، عن الحسن، أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: "مثل أمتى.." فذكره. 16- قال أبو داود رحمه الله (ج9ص42) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ "لَا عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ ". رواية معمر عن ثابت ضعيفة، وفى "شرح علل الترمذي" (ج2ص42) : قال على يعنى بن المديني: وفى أحاديث معمر عن ثابت غرائب ومنكرة 0وذكر على أنها تشبه أحاديث أبان بن أبى عياش. وقال العقيلي: أنكرهم رواية عن ثابت معمر. وذكر ابن أبي خيثمة عن يحيى ابن معين قال: حديث معمر عن ثابت مضطربٌ كثير الأوهام. 17-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج5ص426) : حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ،، قَالَا حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ

18

نَزَعَ خَاتَمَهُ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا داود رحمه الله يقول في "سننه" (ج9ص35) : هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَإِنَّمَا يُعْرَفُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ ثُمَّ أَلْقَاهُ. وَالْوَهَمُ فِيهِ مِنْ هَمَّامٍ وَلَمْ يَرْوِهِ إِلاَّ هَمَّامٌ. أهـ وفى "تحفة الأشراف" في ترجمة ابن جريج عن الزهري أن النسائي قال: هذا الحديث غير محفوظ. ولم أجده في النسائي، فقد ذكر الحديث (ج8ص178) ، فإما أن يكون قد سقط من "الصغرى"وإما أن يكون في "الكبرى". والله أعلم. وإن كنت تريد المزيد في المسألة راجعت "تهذيب التهذيب "لابن القيم، فقد نصر رحمه الله ما قاله أبو داود. 18-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج6ص605) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّث َنَا أَبِي عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ- يَعْنِي رَجُلً-أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: " أَوَلَا تَدْرِي، فَلَعَلَّهُ تَكَلَّمَ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ، أَوْ بَخِلَ بِمَا لَا يَنْقُصُهُ". قَالَ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيب. هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا سليمان بن عبد الجبار , وقد قال ابن أبى حاتم: إنه صدوق كما في تهذيب التهذيب , روى عن أنس ولم يثبت له منه سماع وفى تهذيب التهذيب أيضا وقال الخليلى: رأى أنساً ولم يُرزَق السماع منه , وما رواه عن أنسٍ ففيه الإرسالُ.

19

19-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج6ص109) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ " مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ وَمَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ". قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. وأخرجه ابن ماجه (ج4ص1400) فقال حدثنا الحسن بن على الخلال ثنا عبد الرزاق به. هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح ولكن يحيى بن معين يقول إن معمرا عن ثابت مضطرب كثير الأوهام. 20- قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج1ص475) : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، أَنْبَأَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ. هذا حديث ظاهر سنده الحسن , ورجاله رجال الشيخين ولكن الإمام الترمذي رحمه الله تعالى بعد أن ذكر محمد بن المثنى أخبرنا محمد بن بكر به قال وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال هذا حديث أخطأ فيه محمد بن بكر وإنما يروى هذا الحديث عن يونس عن الزهري أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة قال الزهري وأخبرني سالم أن أباه كان يمشى أمام الجنازة قال محمد وهذا أصحُّ. 21-قال الإمام أبو داود الطيالسي رحمه الله في مسنده (ج9ص2849) :

22

حدثنا ابن سعد، عن أبيه، عن أنس، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: " الأئمة من قريش، إذا حكموا عدلوا، وإذا عاهدوا وفوا، وإن استرحموا رحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منهم صرفٌ ولا عدلٌ ". هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح فابن سعد هو إبراهيم بن سعد وأبوه هو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. ولكن الحافظ ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (ج2ص596) يقول: إن أحمد بن حنبل سئل عن هذا الحديث فقال هذا الحديث ليس في كتب إبراهيم ابن سعد لا ينبغي أن يكون له أصل. أهـ بتصرف. هذا وحديث الأئمة من قريش صحيح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فقد قال الحافظ رحمه الله في الفتح إنه روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قدر أربعين صحابياً. 22-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص146) : حدَّثَنَا هَارُونُ (قَالَ: أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ (وهو عبد الله بن أحمد) وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ غَيْرَ مَرَّةٍ) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ أَنَّهُ سَمِعَ قَتَادَةَ بْنَ دِعَامَةَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَوَضَّأَ وَتَرَكَ عَلَى قَدَمِهِ مِثْلَ مَوْضِعِ الظُّفُرِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: "ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ" هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن أبا داود رحمه الله يقول في السنن (ج1ص146) هذا الحديث ليس بمعروف عن جرير بن حازم ولم يروه إلا ابن وهب وحده ثم قال عقب حديث ساقه بعده حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا حماد قال أخبرني يونس وحميد عن الحسن عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ. فكأن أبا داود رحمه الله يرجح المرسل والله أعلم. ثم إن في رواية جرير ابن حازم عن قتادة ضعف ففي "تهذيب التهذيب": وقال عبد الله ابن أحمد سألت ابن معين عنه أي عن جرير فقال ليس به بأس فقلت: إنه

23

يحدث عن قتادة عن أنس أحاديث مناكير؟ فقال ليس بشيء هو عن قتادة ضعيف. وفى "تهذيب التهذيب" أيضاً قال ابن عدى: وقد حدث عن أيوب السختياني , والليث بن سعد , وله أحاديث كثيرة عن مشايخه , وهو مستقيم الحديث صالح فيه إلا في روايته عن قتادة , فإنه يروى عنه أشياء لا يرويها عنه غيره. وفى "تهذيب التهذيب" أيضاً , وقال الميموني؛ عن أحمد: كان حديثه عن قتادة غير حديث الناس يُوقِفُ أشياء , ويسند أشياء, ثم أثنى عليه , وقال: صاحب سنَّةٍ وفضل. اهـ 23-قال الإمام أحمد رحمه الله: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ذُو مَالٍ كَثِيرٍ وَذُو أَهْلٍ وَوَلَدٍ وَحَاضِرَةٍ فَأَخْبِرْنِي كَيْفَ أُنْفِقُ وَكَيْفَ أَصْنَعُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ " تُخْرِجُ الزَّكَاةَ مِنْ مَالِكَ فَإِنَّهَا طُهْرَةٌ تُطَهِّرُكَ وَتَصِلُ أَقْرِبَاءَكَ وَتَعْرِفُ حَقَّ السَّائِلِ وَالْجَارِ وَالْمِسْكِينِ" فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْلِلْ لِي قَالَ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا فَقَالَ حَسْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا أَدَّيْتُ الزَّكَاةَ إِلَى رَسُولِكَ فَقَدْ بَرِئْتُ مِنْهَا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ إِذَا أَدَّيْتَهَا إِلَى رَسُولِي فَقَدْ بَرِئْتَ مِنْهَا فَلَكَ أَجْرُهَا وَإِثْمُهَا عَلَى مَنْ بَدَّلَهَا. هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدت رجاله رجال الصحيح , ولكن في "تهذيب التهذيب" أن رواية سعيد ابن أبى هلال عن أنسٍ مرسلة. 24-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج7ص101) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ وَيَنْهَى عَنْ الْمُثْلَة.

25

هذا الحديث إذا نظرت إلى إسناده وجدتهم رجال الصحيح. ولكن الحافظ يقول في "النكت الظراف" قلت: أخرجه البخاري في قصة العرنيين من رواية سعيد ابن أبى عروبة عن قتادة عن أنس فذكر قصة العرنيين ثم قال: قال قتادة: وبلغنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فذكر هذا رواه معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن هياج عن عمران بن حصين فهذه علة رواية عبد الصمد عن هشام عن قتادة أي لم يسنده قتادة عن أنس وإنما ذكره بلاغاً. اهـ فحديث النسائي معل وأما الحديث من طريق قتادة عن الحسن عن هياج بن عمران عن عمران بن حصين فسنده قوى كما قال الحافظ في الفتح (ج7ص459) . اهـ هذا وأما على بن المديني فقد قال إن هياجا مجهول كما في تهذيب التهذيب ولكن إذا قد عرف ابن سعد فلا يضره أن حكم عليه ابن المدينى بالجهالة والله أعلم. 25-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص118) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا هِشَامٌ (ح) وَإِسْحَاقُ (¬1) الْأَزْرَقُ قَالَ أَخْبَرَنَا الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ قَالَ أَفْطَرَ عِنْدَكُمْ الصَّائِمُونَ وَأَكَلَ طَعَامَكُمْ الْأَبْرَارُ وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْكُمْ الْمَلَائِكَة ُ. هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح ولكن في "جامع التحصيل" أن أبا زرعة وأبا حاتم والبخاري وغيرهم قالوا إن يحيى بن أبى كثير لم يدرك أحداً من الصحابة إلا أنس ابن مالك فإنه رآه ولم يسمع منه وهذا لفظ ابن أبى حاتم قال أبو زرعة وحديثه عنه مرسل يعنى عن أنس. اهـ وفى "تحفة الأشراف" بعد عزوه إلى "اليوم والليلة " للنسائي أن أنساً حدث فذكر هذا الحديث وفيها أيضا عن هشام عن يحيي حدثت عن أنس. اهـ وفى "النكت الظراف " في ترجمة يحيى بن أنس وهو منقطع بين يحيى وأنس وذكر ¬

(¬1) معطوف على وكيع, والدستوائي هو: هشام شيخ وكيع, فوكيع وإسحاق يرويانه عن هشام.

26

ما في سند الحديث من الإختلاف. 26-قال الإمام أحمد رحمه الله: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ دِرْعُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مَرْهُونَةً مَا وَجَدَ مَا يَفْتَكُّهَا حَتَّى مَاتَ. هذا الحديث رجاله رجال الصحيح , وهو منقطع، الأعمش لم يسمع من أنس، وقد آه، قاله على بن المدينى كما في "جامع التحصيل ". 27-قال الإمام أبو داود رحمه الله (13ص437) : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَثْعَمِيُّ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ يُقَالُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقى. الحديث أخرجه الترمذي (ج9ص177) فقال حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي أخبرنا أبى أخبرنا ابن جريج به , وقال هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. ورواه النسائي في "عمل اليوم والليلة "ص (177) فقال أخبرنا عبد الله بن محمد ابن تميم عن حجاج عن ابن جريج به. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بالصحة , ولكن الحافظ ابن حجر لما ذكر أن ابن حبان صححه قال: لكن خفيت عليه علته , قال البخاري: لا أعرف لابن جريج عن إسحاق إلا هذا ولا أعرف له منه سماعاً. وقال الدارقطني: رواه عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج قال حُدِّثْتُ عن

28

إسحاق , قال: وعبد المجيد أثبت الناس بابن جريج , ثم ذكر له شاهدا مرسلا قويا من طريق عون ابن عبد الله بن عتبة. أهـ المراد من تخريج "اليوم والليلة "للنسائي. وذكر الترمذي رحمه الله في العلل الكبير ص (362) فقال سألت محمدا يعنى البخاري عن هذا الحديث فقال حدثوني عن يحيى بن سعيد عن ابن جريج بهذا الحديث ولا أعرف لا بن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة غير هذا ولا أعرف له سماعاً منه. اهـ فالحاصل أن الحديث بهذا السند ضعيف. 28-قال الإمام محمد ابن حبان رحمه الله (ص336) من "موارد الظمآن": أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: " إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ". هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات من رجال الصحيح إلا الحسن بن سفيان وهو حافظ كبير ولكن الإمام الترمذي رحمه الله يقول (ج5ص362) بعد ذكره حديث ابن عمر المتفق عليه وفى الباب عن أبى هريرة وأنس وأبى موسى ثم قال وحديث أبى موسى غير محفوظ وحديث أنس غير محفوظ ثم قال رحمه الله قال محمد وروى اسحاق ابن إبراهيم عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن أنس عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ إن الله سائل كل راع عما استرعاه سمعت محمدا يقول هذا غير محفوظ إنما الصحيح عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. 29-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه (ج2ص906) : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ

30

جَابِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنِّي لَتَحْتَ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَسِيلُ عَلَيَّ لُعَابُهَا, فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ أَلا لا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ. قال الإمام البوصيرى رحمه الله في مصباح الزجاجة (ج3ص144) هذا إسناد صحيح رجاله ثقات ومحمد بن شعيب وثقه دحيم وأبو داود , وباقي الإسناد على شرط البخاري. اعهـ هذا قول البوصيرى رحمه الله , وإليك ما قاله الحافظ في النكت الظراف في الكلام على ترجمة الحافظ المزي: سعيد بن أبى سعيد المقبري , فقال الحافظ: قلت هو سعيد بن أبى سعيد الساحلي شامي وأما المقبري فمدني وقد أوضحت ذلك في "التهذيب ". اهـ وفى حاشية "تحفة الأشراف" حاشية بخط ابن عبد الهادي: سعيد بن أبى سعيد راوي هذه الأحاديث عن أنس ليس هو المقبري أحد الثقات , وإنما هو الساحلي , وهو غير محتج به , كذا جاء مصرحاً به عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. أهـ المراد من الحاشية. وراجع "تهذيب التهذيب "ترجمة سعيد بن أبى سعيد المقبري. 30-قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج4ص200) : حدثني محمد بن صالح بن هانئ، ثنا الفضل بن محمد الشعراني، ثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة، ثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " إذا حم أحدكم فليشن عليه الماء البارد ثلاث ليال من السحر ". هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وإنما اتفقا على الأسانيد في أن الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء) . وقال الحاكم رحمه الله (ج4ص403) : أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد بن

31

غالب بن حرب، والحسين بن يسار الخياط، قالا: ثنا عبيد الله بن محمد ابن عائشة (¬1) ، ثنا حماد بن سلمة، به 0وقال أيضا صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. هكذا قال الحاكم وسكت عليه الذهبي، وإليك ما قاله ابن أبي حاتم رحمه الله في كتاب "العلل" (ج2ض337) قال رحمه الله: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه روح بن عبادة وابن عائشة عن حماد عن حميد عن انس - فذكره- قال أبي: رواه موسى ابن اسماعيل وغيره عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهو أشبه. قال أبو زرعة هذا خطأ إنما هو حميد عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهو الصحيح. اهـ هذا قول الحافظين الناقدين ولسنا نعارض قولهما بكلام عصري باحث ليس بحافظ فإن وجدنا من يعارضهما من العلماء الحفاظ نظرنا في حجة كل واحد منهما ثم نرجح إن تيسر الترجيح وإلا توقفنا والحمد لله. 31- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج14ص20) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ وَنَحْنُ بِبَيْرُوتَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ الْمُتَتَابِعَةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. هذا حديث ظاهره الصحة ولا سيما وقد ذكر الحافظ المزي في تحفة الأشراف تحت ترجمة سعيد بن أبى سعيد المقبري فتنظر في السند فتجدهم ثقات ولكن الحافظ ابن حجر يتعقب الحافظ المزي في "النكت الظراف " فيقول قلت هو سعيد بن أبى سعيد الساحلي شامي وأما المقبري فهو مدني وقد أوضحت ذلك في "التهذيب ". ¬

(¬1) في الأصل في هذا الموضع (عبد الله) مكبرَّ, والصواب: (عبيد الله) كما تقدم, وكما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم, وهو عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي المعروف بابن عائشة.

32

وفى "تحفة الأشراف "حاشية ك: بخط ابن عبد الهادي: سعيد بن أبى سعيد راوي هذه الأحاديث عن أنس ليس هو المقبري أحد الثقات، وإنما هو الساحلي وهو غير محتج به كذلك جاء مصرحاً به عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر , والظاهر أنه سعيد بن خالد. أهـ المراد من الحاشية. وذكر الحافظ في "تهذيب التهذيب "نحو ذلك (¬1) . 32- قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج2ص802) : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيَّانِ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ وَالْمِنْحَةُ مَرْدُودَةٌ. في "مصباح الزجاجة " (ج3ص62) هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. قال أبو عبد الرحمن: هكذا قال رحمه الله ظنا منه أن سعيد بن أبى سعيد هو المقبري ,وهكذا ظننا حتى راجعت "تهذيب التهذيب ", و "النكت الظراف "قال الحافظ في "النكت الظراف " قلت: هو سعيد بن أبى سعيد الساحلي ,وأما المقبري فمدني وقد أوضحت ذلك في "التهذيب". أهـ وفى حاشية "تحفة الأشراف" حاشية بخط ابن عبد الهادي: سعيد بن أبى سعيد راوي هذه الأحاديث عن أنس ليس هو المقبري أحد الثقات وإنما هو الساحلي وهو غير محتج به. كذلك جاء مصرحاً به عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والظاهر أنه سعيد بن خالد أهـ. المراد من "النكت" و"الحاشية". وذكر الحافظ في "تهذيب التهذيب" في ترجمة سعيد بن أبى سعيد نحو ذلك. 33-قال أبو يعلى رحمه الله (ج2ص583 بتحقيق الأخ: باسم بن طاهر حفظه الله) : وحدثنا عمر بن شبة، حدثنا أبو بكر بن ¬

(¬1) والحديث معناه صحيح في أحاديث أخرى.

34

مروان الأسيدي، عن عبد الوارث، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "ما من مسلم يشهد جنازة امرىء مسلم إلا كان له قيراط من الأجر فإن قعد حتى صلوا عليها كان له قيراطان من الأجر كل قيراط مثل أحد. هذا حديث ظاهره الحسن , ولكن ابن أبى حاتم يقول في "العلل" (ج1ص366) عن أبيه إنه حديث منكر , قال أبو حاتم: وأبو بكر بن مروان كتبت عنه ليس به بأس. 34-قال الإمام أبو يعلى رحمه الله (ج5ص280) :: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، أَوْ سَاقَاهُ فَقِيلَ لَهُ أَلَيْسَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن الحافظ يقول في "المطالب العالية" (ج1ص144) قلت: هو معلول , والمشهور عن مسعر عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة. اهـ ويقول الحافظ في "الفتح" (ج3ص15) : في الكلام على رواية مسعر عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة هكذا رواه الحفاظ من أصحاب مسعر وخالفهم محمد بن بشر وحده فرواه عن مسعر عن قتادة عن أنس أخرجه البزار وقال الصواب عن مسعر عن زياد. أهـ المراد من "الفتح". وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "التفسير" (ج4ص184 طبعة الشعب) : وقد ساقه بسند ابن أبى حاتم من حديث محمد بن بشر عن مسعر عن قتادة عن أنس غريب من هذا الوجه. أهـ المخالفون لمحمد بن بشر: (1) أبو نعيم عند البخاري (ج3ص14) .

35

(2) خلاد بن يحيى عند البخاري (ج11ص303) . (3) سفيان بن عيينة عند البخاري (ج8ص584) . (4) أبو عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري عند مسلم (ج4ص1271) . فهؤلاء أربعة منهم من هو بمفرده أرجح من محمد بن بشر فعلم شذوذ والحمد لله. 35- قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار" (ج3ص254) حدثنا محمد بن المثنى, ثنا عبد الله بن رجاء, عن قتادة, عن أنس فذكر حديثا بهذا ثم قال: وبإسناده أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال يوم الحديبية: (دعونى فأنطلق بالهدى) فنحره أو كما قال فقال المقداد بن الأسود: لا والله لا نكون كالملأ من بني إسرائيل إذ قالوا لموسى (اذهب أنت وربك إنا ههنا قاعدون) , ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون , فنحر الهدى بالحديبية. قال قتادة: وكانت معهم يومئذ سبعين بدنة. قال البزار: لا نعلمه يُروى عن قتادة عن أنس إلا من هذا الوجه. قال أبو عبد الرحمن: إذا نظرت إلى سند هذا الحديث وجدتهم رجال الصحيح , وعبد الله بن رجاء هو الغداني روى عن أصحاب قتادة همام وأبى عوانة وهشام الدستوائي وشعبة ولم يذكروا في مشايخه قتادة وقد ذكروا أن قتادة توفى سنة (117) وقيل (118) وعبد الله بن رجاء توفى سنة (219) وقيل (220) ولم يتيسر لي الوقوف على ولادة عبد الله بن رجاء. وقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره الحديث عن أنس وعبد الله بن مسعود أن المقداد قال ذلك في غزوة بدر ثم ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى الحديث المرسل الذي أخرجه ابن جرير.

36

قال ابن جرير رحمه الله (ج15ص186 بتحقيق محمود شاكر) : حدثنا بشر قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لأصحابه..فذكره. ثم قال الحافظ ابن كثير رحمه الله عقبه: وهذا وإن كان محفوظا يوم الحديبية يحتمل أنه كرر المقالة يومئذ كما قاله يوم بدر. اهـ أقول: ليس بمحفوظ نعم سنده صحيح إلى قتادة , ولكنه مرسل وهو أيضاً يُعِّلُ حديث البزار. والله أعلم. 36 -قال الإمام الطبري رحمه الله في "التفسير" (ج3ص205) : حدثنا خلاد بن أسلم قال، أخبرنا النضر بن شميل قال، أخبرنا حماد بن سلمة قال، أخبرنا شعيب بن الحبحاب، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أُتِي بقِناع بُسْر، فقال: (مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة) قال: هي النخلة. الحديث رجاله رجال الصحيح إلا خلاد بن أسلم وقد وثقه النسائي والدارقطني ومسلمة وابن حبان كما في "تهذيب التهذيب" ثم قال الطبري رحمه الله حدثنا سوار بن عبد الله قال ثنا أبى قال ثنا حماد بن سلمة به. سوار بن عبد الله وثقه النسائي كما في "تهذيب التهذيب" وأبوه عبد الله بن سوار وثقه أبو داود كما في "تهذيب التهذيب". وأخرجه أبو يعلى (ج7 ص182) فقال حدثنا غسان عن حماد به وغسان هو ابن الربيع ترجم له ابن أبى حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فالمعتبر هو رواية الطبري , ولكن الحديث أخرجه الترمذي (ج8ص445) فقال رحمه الله حدثنا عبد بن حميد أخبرنا أبو الوليد أخبرنا حماد بن سلمة به. ثم قال الترمذي رحمه الله (ص546) حدثنا قتيبة حدثنا أبو بكر بن ِعيب بن الحبحاب عن أبيه عن أنس بن مالك نحوه بمعناه ولم يرفعه ولم يذكر قول أبى العالية (¬1) وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة. وروى غير واحد مثل هذا موقوفاً ولا نعلم أحداً رفعه في حماد بن سلمة ورواه معمر وحماد بن زيد وغير واحد ولم يرفعوه. حدثنا أحمد بن عبدة الضبى أخبرنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك نحو حديث عبد الله بن أبى بكر بن شعيب بن ¬

(¬1) في الطبري قال شعيب: فأخبرت بذلك أبا العالية فقال: كذلك كانوا يقولون، وفي الترمذي فقال: صدوق وأحسن.

37

الحبحاب ولم يرفعوه وهو في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. 37- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج4ص147) أَخْبَرَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَذَلِكَ عِنْدَ السُّحُورِ يَا أَنَسُ إِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ أَطْعِمْنِي شَيْئًا فَأَتَيْتُهُ بِتَمْرٍ وَإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أَذَّنَ بِلَالٌ فَقَالَ يَا أَنَسُ انْظُرْ رَجُلًا يَأْكُلْ مَعِي فَدَعَوْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَجَاءَ فَقَالَ إِنِّي قَدْ شَرِبْتُ شَرْبَةَ سَوِيقٍ وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ) فَتَسَحَّرَ مَعَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ. هذا الحديث إذا نظرت إليه قلت هؤلاء ثقات أثبات، ولكن الحافظ ابن رجب يقول في كتاب "شرح علل الترمذي" (ج2ص508) وقال الدارقطني في "العلل": معمر سيء الحفظ لحديث قتادة والأعمش وقال ابن أبى خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول قال معمر جلست إلى قتادة وأنا صغير فلم أحفظ عنه الأسانيد. اهـ وقد نظرت في "تحفة الأشراف" في ترجمة معمر عن قتادة عن أنس فلم أرَ الشيخين أخرجا شيئا بهذا الإسناد إلا حديث واحد عند مسلم في الشواهد.

38

وفى مقدمة الفتح أن البخاري لم يخرج معمر عن قتادة والأعمش شيئاً إلا تعليقاً. اهـ وما ذكر في "تهذيب التهذيب" عن معمر أنه قال جلست إلى معمر عن قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة فما سمعت منه حديثاً إلا كأنه ينقش في صدري فهذا إن صح حُمِلَ على المتن جمعاً بين الروايتين، ثم إن قتادة بصري , وقد قال الحافظ ابن رجب في "شرح علل الحديث" (ج2ص612) قال ابن أبى خيثمة سمعت يحيى ابن معين يقول إذا حدثت معمر عن العراقيين فخفه إلا عن الزهري وابن طاووس فإن حديثه عنهما مستقيم فأما أهل الكوفة والبصرة فلا وما عمل في حديث الأعمش شيئاً. 38 -قال الإمام محمد بن يزيد بن ماجه رحمه الله (ج2ص900) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَهُوَ يُغَرْغِرُ بِنَفْسِهِ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم. إذا نظرت إلى هذا السند وجدتهم رجال الصحيح ولكن رواية سليمان بن طرخان التيمى عن قتادة فيها ضعف قال الحافظ ابن رجب في "شرح علل الحديث للترمذي" (ج2ص631) قال أبو بكر بن الأثرم في كتاب "الناسخ والمنسوخ" كان التيمى من أصحاب قتادة ولكن كان لا يقوم بحديث قتادة وقال أيضاً: لم يكن التيمى من الحفاظ من أصحاب قتادة - وذكر له أحاديث وهم فيها عن قتادة منها هذا - قال وإنما رواه قتادة عن أبى الخليل عن سفينة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال وهذا خطأٌ فاحشٌ أهـ يعنى روايته عن أنس. قال أبو عبد الرحمن ورواية قتادة عن أبى الخليل وهو صالح بن أبى مريم الضبعي عن سفينة ضعيفة، لأنها منقطعة ففي "تهذيب التهذيب" في ترجمة صالح بن أبى خليل: وأرسل عن أبى قتادة وأبى موسى وأبي سعيد وسفينة مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. 39-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج6ص206) : حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ

40

مَسْعَدَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كَوَى أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ مِنْ الشَّوْكَةِ. وهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيب. هذا الحديث إذا نظرت إليه حكمت عليه بالصحة فإن رجاله كلهم رجال الصحيحين ولكن الحافظ في "الإصابة" يقول: إن هذه الطريق شاذة وإن المحفوظ رواية عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبى أمامة بن سهل وهو مرسل. ويقول ابن رجب رحمه الله في "شرح العلل" (ج2ص261) والصواب المرسل، - وقد جعله مثالاً لما اختلف فيه على معمر باليمن وبالبصرة فرواه باليمن مرسلاً وبالبصرة متصلاً - ثم قال والصواب المرسل أهـ وقال ابن أبى حاتم في "العلل" (ج2ص261) سألت أبى عن حديث رواه يزيد بن زريع عن معمر عن الزهري عن أنس أن النبي زالت الشمس أو لم تزل صلاة الظهر ثم ارتحل. فقال ابن المبارك وما حسن هذا الحديث؟! أنا أقول كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يصلى قبل الزوال وقبل الوقت. اهـ قال أبو عبد الرحمن: هذا الكلام قاله ابن المبارك على سبيل الإنكار كيف تصلى الصلاة قبل الوقت. كوى أسعد بن زرارة من الشوكة فقال أبى: هذا خطأ , أخطأ فيه معمر إنما هو الزهري عن أبى أمامة بن سهل أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كوى أسعد , مرسل. اهـ 40- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج4ص71) : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْمِسْحَاجِ بْنِ مُوسَى قَالَ قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ فَقُلْنَا زَالَتْ الشَّمْسُ أَوْ لَمْ تَزُلْ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ ارْتَحَلَ. هذا حديث ظاهره الصحة , ولكن قال ابن حبان في "المجروحين" (ج3ص32) في ترجمة المسحاج بن موسى , روى حديثاً واحداً منكراً في تقديم صلاة الظهر قبل الوقت للمسافرين، لا يجوز الاحتجاج به , سمعت أحمد بن محمد بن الحسين سمعت الحسن بن عيسى قلت لابن المبارك حدثنا أبو نعيم بحديث حسن قال ما هو؟ قلت: حدثنا أبو نعيم عن مسحاج بن أنس بن مالك قال: كنا مع رسول الله في سفر ونزلنا منزلاً فقلنا:

41

زالت الشمس أو لم تزل صلاة الظهر ثم ارتحل. فقال ابن المبارك وما حسن هذا الحديث؟! أنا أقول كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يصلى قبل الزوال وقبل الوقت. اهـ قال أبو عبد الرحمن: هذا الكلام قاله ابن المبارك على سبيل الإنكار كيف تصلى الصلاة قبل الوقت. 41-قال ابن جرير رحمه الله (ج2ص900) : وقد حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني نافع بن يزيد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: "إنَّ نَبِيَّ الله أيُّوبَ لَبِثَ بِهِ بَلاؤهُ ثَمانِيَ عَشْرَة سَنَة، فَرَفَضَه القَرِيبُ وَالبَعِيدُ، إلا رَجُلانِ مِنْ إخْوَانِهِ كانا مِنْ أخَصّ إخْوَانِهِ بِهِ، كَانَا يَغْدُوانِ إلَيْهِ ويَرُوحانِ، فَقالَ أحَدُهُما لِصَاحِبه: تَعْلَم والله لَقَدْ أذْنَبَ أيُّوبُ ذَنْبًا ما أذْنَبَهُ أحَدٌ مِنَ العَالَمِينَ، قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: ومَا ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ ثَمانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ الله فَيَكْشِفَ ما بِهِ; فَلَمَّا رَاحا إلَيْهِ لَمْ يَصْبِر الرَّجُلُ حتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فقَالَ أيَّوُّبُ: لا أدْرِي ما تَقُولُ، غَيرَ أنَّ الله يَعْلَمُ أنِّي كُنْتُ أمُرُّ على الرُّجُلَيْنِ يَتَنازَعانِ فَيَذْكُرَانِ الله، فَأَرْجِعَ إلى بَيْتِي فَأكفِّرُ عَنْهُما كَرَاهِيَةَ أنْ يُذْكَرَ الله إلا في حَقّ; قال: وكان يَخْرُجُ إلى حاجَتِهِ، فإذَا قَضَاها أمْسَكَت امْرأُتُه بِيَدِهِ حتى يَبْلُغ فَلَما كانَ ذاتَ يَوْمٍ أبْطَأُ عَلَيْها، وأوحِيَ إلى أيُّوب في مَكانِهِ: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) فاسْتَبطأتَهُ، فَتَلقتهُ تَنْظُرُ، فأقْبَلَ عَلَيْهَا قَدْ أذْهَبَ الله ما بِهِ مِنَ البَلاءِ، وَهُوَ عَلى أحْسَنِ ما كانَ; فَلَمَّا رَأتْهُ قَالَتْ: أيْ بارَكَ الله فِيكَ، هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ الله هَذَا المُبْتَلى، فو الله على ذلك ما رَأَيْتُ أحَدًا أشبه به منك إذ كان صحيحا!! قال: فإنى هو. قال: وكان له أندران: أندر للقمح, وأندر

42

للشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض) . قال ابن كثير رحمه الله في قصص الأنبياء من "تاريخه" (ج1ص222) بعد أن ذكر الحديث بسند ابن أبى حاتم وابن جرير وهذا غريب رفعه جداً، والأشبه أن يكون موقوفاً. 42-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص136) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ عَلَى جُلَيْبِيبٍ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ إِلَى أَبِيهَا فَقَالَ حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَنَعَمْ إِذًا قَالَ فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا فَقَالَتْ لَاهَا اللَّهُ إِذًا مَا وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِلَّا جُلَيْبِيبًا وَقَدْ مَنَعْنَاهَا مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ قَالَ وَالْجَارِيَةُ فِي سِتْرِهَا تَسْتَمِعُ قَالَ فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَتْ الْجَارِيَةُ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَمْرَهُ إِنْ كَانَ قَدْ رَضِيَهُ لَكُمْ فَأَنْكِحُوهُ فَكَأَنَّهَا جَلَّتْ عَنْ أَبَوَيْهَا وَقَالَا صَدَقْتِ فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنْ كُنْتَ قَدْ رَضِيتَهُ فَقَدْ رَضِينَاهُ قَالَ فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهُ فَزَوَّجَهَا ثُمَّ فُزِّعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ فَرَكِبَ جُلَيْبِيبٌ فَوَجَدُوهُ قَدْ قُتِلَ وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَدْ قَتَلَهُمْ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا وَإِنَّهَا لَمِنْ أَنْفَقِ بَيْتٍ فِي الْمَدِينَةِ. قال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص341) : سئل أبو زرعة عن حديث اختلف على ثابت البناني فروى معمر عن ثابت عن أنس قال وقع فزع بالمدينة فركب جليبيب فوجده قد قتل وحوله ناس من المشركين قد قتلهم. وروى حماد بن سلمة عن ثابت عن كنانة بن نعيم عن أبي برزة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بهذا المتن وبزيادة أنهم وجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه فأتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ

43

فأخبره فجاء حتى قام عليه فقال: (هذا مني وأنا منه قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه) ثم حمله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ على ساعده ماله سرير غير ساعدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ حتى حفر له ودفن ولم يذكر غسلاً. فقال أبو زرعة: عن أبي برزة أصح من حديث ثابت عن أنس. 43-قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج1ص388) : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي إسماعيل بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ خَرَجَ فَرَأَى أُنَاسًا يُصَلُّونَ قُعُودًا فَقَالَ صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ الحديث ظاهره الصحة ولكن قال النسائي رحمه الله يقول في "الكبرى" (ج1ص430) بعد أن ساقه إلى عبد الله بن جعفر به هذا خطأ والصواب إسماعيل عن مولى لابن العاص عن عبد الله بن عمرو. 44-قال الإمام ابن ماجه رحمه الله: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ وَأَقْضَاهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ مِثْلَهُ عِنْدَ ابْنِ قُدَامَةَ غَيْرَ أَنَّهُ يَقُولُ فِي حَقِّ زَيْدٍ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْفَرَائِضِ. وأخرجه الترمذي (ج5ص665بتحقيق إبراهيم عطوة) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

45

وأنت إذا نظرت إلى سند هذا الحديث وجدتهم رجال الصحيح. ولكن البيهقي رحمه الله (ج6ص210) بعد ذكره من طريق عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء يقول: ورواه بشر بن المفضل وإسماعيل ابن علية ومحمد بن أبى عدى عن خالد الحذاء عن أبى قلابة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسلا لقوله في أبى عبيدة فإنهم وصلوه في آخره فجعلوه عن أنس بن مالك عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وكل هؤلاء الرواة ثقات أثبات والله أعلم. وقال الحافظ في الفتح (ج7ص93) بعد ذكره من طريق خالد الحذاء عن أبى قلابة عن أنس عن النبي قال وإسناده صحيح إلا أن الحفاظ قالوا إن الصواب في أوله الإرسال والموصول ما اقتصر عليه البخاري. اهـ يعنى آخره: (وإن لكل أمة أميناً وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح) (ج7ص92 93) وأخرج آخره مسلم (ج15ص191 مع النووي) ، وإعراض الشيخين عن أوله ولم يخرجا إلا فضيلة أبى عبيدة من طريق خالد عن أبى قلابة دليل على أن أوله معل عندهما. 45- قال ابن حبان رحمه الله: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون، قال: حدثنا هارون بن عبد الله الحمال، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: " وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وأبو بكر، وعمر، رضوان الله عليهما، لا يجهرون بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) " الحديث رجاله رجال الصحيح وشيخ ابن حبان وصفه الذهبي رحمه الله في السير (ج14ص423) بأنه الحافظ المحدث الثقة. فعلى هذا فالحديث ظاهره الصحة ولكن الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى يقول في "النكت على ابن الصلاح" (ج2ص423 بتحقيق الشيخ الفاضل ربيع بن هادى حفظه الله) : وذكر الخلال في "العلل" أن مهنا بن يحيى سأل أحمد عنه فقال: هو وَهَمٌ، حدثنى

46

يحيى بن آدم - يعنى بهذا الإسناد - فقال عن أبى نعامة قيس بن عباية عن أنس رضي الله عنه - بدل أبى قلابة -. قال وكذا هو في كتاب الأشجعى عن سفيان. قال: وكذلك بلغني عن العدني عن سفيان. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله رواية العدني أخرجها البيهقي من طريقه، وكذا قال على ابن المدينى في "العلل" إن يحيى ابن آدم حدث به على الوهم ولم يخرجه أحمد في "مسنده" من هذا الوجه وهو في "معجم الطبراني" من طريق محمد بن يوسف الفريابى، عن سفيان على الصواب، وكذا أخرجه البيهقي من طريق الحسين بن حفص عن سفيان بنفي الجهر، وقال أبو نعامة وثقه يحيى ابن معين ولم يخرج له الشيخين. اهـ 46 -قال الإمام أحمد رحمه الله: حَدَّثَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَجْهَرُوا بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} . الحديث أخرجه ابن خزيمة (ج1ص250) , والطحاوي (ج1ص203) ,والخطيب (ج7ص334 335) ,و (ج8ص19) و (ص163) , و (ج10ص129) . هذا الحديث ظاهر إسناده يحكم عليه بالحسن لكن إليك كلام أبى حاتم وابن عبد البر على هذه الطريق: 1) قال ابن أبي حاتم رحمه الله في كتابه "العلل" (ج1ص86) : سألت أبي عن حديث رواه أبو الجواب، عن عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن شعبة، عن ثابت عن أنس قال صليت خلف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وأبي بكر وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم فقال أبي هذا خطأ أخطأ فيه الأعمش أنما هو شعبة عن قتادة عن أنس. قلت لأبي حدثنا احمد بن يونس الضبي عن بعض أصحابه أن شعبة كان عند

47

الأعمش فقال له الأعمش: يا بصري! أي شيء عندكم مما تغربون به علينا؟ فقال شعبة: حدثنا قتادة عن أنس أنه صلى خلف أبي بكر وعمر. فقال: يا بصري أحلني على غير قتادة. فقال: حدثنا ثابت عن أنس. قال أبي ليس هذا بشيء لم يحك صاحبك عن أحد معروف ثقة يحكى عن شعبة هذا الكلام والحديث عن شعبة معروف عن قتادة عن أنس. اهـ 2) وقال ابن عبد البر رحمه الله (ج2ص167) من الرسالة التي في "الرسائل المنيرية": ورواه ثابت عن أنس وقد ذكرناه من رواية حماد بن سلمة عن ثابت وقتادة وحميد عن أنس ورواه عمار بن زريق عن الأعمش عن شعبة عن ثابت عن أنس أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، وأبا بكر، وعمر كانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم فأخطأ فيه، ولا يصح لشعبة بن ثابت؛ لأنه لم يروه إلا الأحوص بن جواب عن عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس ولم يروه أصحاب شعبة الذين هم فيه حجة، ولا يعرف للأعمش عن شعبة رواية محفوظة، والحديث لشعبة صحيح عن قتادة لا عن ثابت. 3) ثم وجدت البخاري رحمه الله قد أشار إلى هذا الإختلاف في "التاريخ الكبير" في ترجمة أحوص بن جواب (ج2ص58) فقال قال لي محمد بن حسين حدثنا أبو الجواب الأحوص بن جواب حدثنا عمار بن زريق عن الأعمش عن شعبة عن ثابت عن أنس أن النبي وأبا بكر وعمر كانوا يستفتتحون الصلاة بـ الحمد لله. قال أبو عبد الله: وحدثنا أصحاب شعبة عن شعبة عن قتادة عن أنس. اهـ 47- قال الإمام أبى يعلى رحمه الله في "مسنده" (ج7ص229) : حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا الصعق بن حزن، حدثنا علي بن الحكم البناني، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: " أتاني جبريل بمثل المرآة البيضاء فيها نكتة سوداء، قلت: يا جبريل: ما هذه؟ قال: هذه الجمعة، جعلها الله عيدا لك

ولأمتك، فأنتم قبل اليهود والنصارى، فيها ساعة لا يوافقها عبد يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه "، قال: " قلت: ما هذه النكتة السوداء؟ قال: هذا يوم القيامة، تقوم في يوم الجمعة، ونحن ندعوه عندنا المزيد "، قال: " قلت: ما يوم المزيد؟ قال: إن الله جعل في الجنة واديا أفيح، وجعل فيه كثبانا من المسك الأبيض، فإذا كان يوم الجمعة ينزل الله فيه، فوضعت فيه منابر من ذهب للأنبياء، وكراسي من در للشهداء، وينزلن الحور العين من الغرف فحمدوا الله ومجدوه "، قال: " ثم يقول الله: اكسوا عبادي، فيكسون، ويقول: أطعموا عبادي، فيطعمون، ويقول: اسقوا عبادي، فيسقون، ويقول: طيبوا عبادي فيطيبون، ثم يقول: ماذا تريدون؟ فيقولون: ربنا رضوانك "، قال: " يقول: رضيت عنكم، ثم يأمرهم فينطلقون، وتصعد الحور العين الغرف، وهي من زمردة خضراء، ومن ياقوتة حمراء ". هذا الحديث ظاهر إسناده الحسن , ولكن انظر ما يقول عنه أئمة العلل قال لي ابن أبى حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن أنس عن النبي فذكره. قال أبو زرعة هذا خطأ رواه سعيد بن زيد عن علي بن الحكم عن عثمان بن عثمان عن أنس عن النبي قال أبي نقص الصعق رجلا من الوسط. اهـ من "العلل" (ج1ص198 199) . قلت عثمان هو أبو اليقظان ,ففي "تهذيب التهذيب" قال البخاري فيه وأبو حاتم وأحمد -في رواية - والجوزجانى: منكر الحديث , زاد البخاري ولم يسمع من أنس أهـ المراد. وفى "التقريب" ضعيف واختلط وكان يدلس ويغلو في التشيع. اهـ فقوله: [ابن عثمان] هكذا في "العلل" ولعله خطأ ولهذا جعلناه بين معكوفتين كما ترى فيقال فيه: ابن عمير، وقيل ابن قيس، وقيل: ابن قيس وقيل: ابن أبى حميد.

48

قلت: وتابعه أبو النعمان عارم، عن الصعق نفسه عن على بن الحكم عن عثمان عن أنس به. أخرجه العقيلي في الضعفاء (ج1ص293) فبان الأمر جلياً أن الوهم من الصعق كما يقول الرويانى والله أعلم. أفادنا بهذا الأخ أحمد بن سعيد. 48 -قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص155) : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا جَسْرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَدِدْتُ أَنِّي لَقِيتُ إِخْوَانِي قَالَ فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَوَلَيْسَ نَحْنُ إِخْوَانَكَ قَالَ أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَلَكِنْ إِخْوَانِي الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَلَمْ يَرَوْنِي. قد كنت حكمت على الحديث في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين فأفادنا الأخ على المغربي حفظه الله أن جسراً وهو ابن فرقد تصحف إلى حسن كما في مجمع الزوائد (ج1ص67) وجسر ضعيف كما في"لسان الميزان"عن النسائي رحمه الله. 49-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص155) : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنَا جَسْرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ طُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَرَآنِي مَرَّةً وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي سَبْعَ مِرَارٍ. الحديث كسابقه أفادنا به الأخ على المغربي حفظه الله وانظر"مجمع الزوائد" (ج10ص66) . 50- قال ابن جرير رحمه الله (ج16ص585) : حدثنا سَوَّار بن عبد الله قال، حدثنا أبي قال، حدثنا حماد بن سلمة، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: (ومثل كَلِمة خبيثةٍ كشجرة خبيثة اجْتُثَّت من فوق الأرض ما لها من قَرار) ، قال: هي الحنظلة , قال شعيب: وأخبرت بذلك أبا العالية فقال: كذلك كانوا يقولون.

51

الحديث ظاهره الصحة ولكن الإمام الترمذي رحمه الله بعد أن ذكره (ج8ص433) مع "تحفة الأحوذي" عقبه بقوله: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ نَحْوَهُ بِمَعْنَاهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ أَبِي الْعَالِيَةِ وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ مِثْلَ هَذَا مَوْقُوفًا وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَهُ غَيْرَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ وَلَمْ يَرْفَعُوه. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسٍ نَحْوَ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ. اهـ قال أبو عبد الرحمن: والأمر كما يقول الترمذي رحمه الله فقد رواه جمع موقوفاً على أنس فعند ابن جرير (ج16ص583) شعبة عن معاوية بن قرة عن أنس موقوفاً. و (ص584) : ابن علية عن شعيب بن الحبحاب عن أنس موقوفاً. 51- قال الإمام أبو يعلى (ج5ص78) : حدثني مخلد بن أبي زميل، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ صلى بأصحابه، فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال: (أتقرءون في صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ؟) فسكتوا، فقالها ثلاث مرات، فقال قائل - أو قال قائلون - إنا لنفعل، قال: (فلا تفعلوا ليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه) . الحديث ظاهره الحسن , ولكن ابن أبى حاتم يقول كما في "العلل" لولده (ج1ص175) رقم (502) : وهم فيه عبيد الله بن عمرو والحديث ما رواه خالد الحذاء عن أبى قلابة عن محمد بن أبى عائشة عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. من فوائد أخينا الحربي.

مسند الأقرع بن حابس رضي الله عنه

مسند الأقرع بن حابس رضي الله عنه 52- قال ابن جرير رحمه الله (ج22ص 284) : حدثنا الحسن بن أبي يحيى المقدمي، قال: ثنا عفان، قال: ثنا وُهَيب، قال: ثنا موسى بن عقبة، عن أبي سَلَمة، قال: ثني الأقرع بن حابس التميميّ أنه أتى النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، فناداه، فقال: يا محمد إن مدحي زين، وإن شتمي شين; فخرج إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فقال: وَيْلَكَ ذَلِكَ اللهُ، فأنزل الله (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ) ... الآية. هذا الحديث يحتمل الصحة، ولكن الحافظ ابن حجر يقول في طالإصابة"بعد أن ذكره في ترجمة الأقرع بن حابس: قال بن مندة: وروى عن أبي سلمة أن الأقرع بن حابس نادى فذكره مرسلاً وهو الأصح، وكذا رواه الروياني من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال نادى الأقرع فذكره مرسلاً. وأخرجه أحمد على الوجهين ووقع في رواية بن جرير التصريح بسماع أبي سلمة من الأقرع فهذا يدل على أنه تأخر. اهـ قال أبو عبد الرحمن: يحتمل أن يكون الوهم في التصريح بالتحديث من بعض رجال السند لا سيما والحسن بن أبي يحيى لم نقف له على ترجمة. والله أعلم. فائدة قال أحمد بن سعيد: رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن الأقراع بن حابس

ذُكِرَ في ترجمته أنه توفي سنة (94) وهو ابن (72) سنة وعلى هذا فولادته سنة (22) آخر خلافة عمر بن الخطاب وقبل وفاته بعام واحد هذا ما قيل في أبي سلمة. أما الأقرع فقيل: توفي في اليرموك كما في "الإصابة" قلت: واليرموك كانت في آخر خلافة الصديق وأول خلافة الفاروق في سنة ثلاثة عشر كما في "البداية" (ج7ص141) و "تاريخ الإسلام"مجلد الخلفاء ص (285-256) . وقيل توفي في خلافة عثمان. قال ابن الأثير: واستعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خرسان فأصيب بالجوزجان هو والجيش. اهـ. قال الذهبي في "تاريخه وابن كثير في "بدايته" وابن حجر في "إصابته": وذلك في زمن خلافة عثمان. وذكر هذا الحافظ في "التعجيل" ورجح أنه توفي في خلافة عثمان، ثم قال في آخر الترجمة: رواية أبي سلمة عن الأقرع منقطعة. اهـ المراد وانظر "الفتح" (ج8ص592-593)

مسند البراء بن عازب رضى الله عنهما

مسند البراء بن عازب رضى الله عنهما 53-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج7ص417) : حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ الْبَرَاءِ قَالَ: مَاتَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الْخَمْرُ فَلَمَّا حُرِّمَتْ الْخَمْرُ قَالَ رِجَالٌ كَيْفَ بِأَصْحَابِنَا وَقَدْ مَاتُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ فَنَزَلَتْ {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وقد رواه شعبة عن أبى إسحاق عن البراء أيضاً. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ قَالَ: قَالَ الْبَرَاءُ: مَاتَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ فَلَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُهَا قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَكَيْفَ بِأَصْحَابِنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَهَا فَنَزَلَتْ {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الآيَةَ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

54

هذا حديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا يعلى ذكر في مسنده (ج3ص226) بعد أن أخرجه: شعبة قال لأبي إسحاق: أسمعته من البراء؟ قال لا. فعلى هذا فالحديث منقطع. والحديث قد أخرجه ابن جرير (ج7ص37) وابن حبان في "الموارد" (333) و (430) وأبو يعلى (ج3ص265) وليس عندهم تصريح أبو اسحاق بالتحديث، بل ذكر أبو يعلى بسنده الصحيح المتصل إلى شعبة ما تقدم (¬1) . 54-قال الإمام أبو داود الطيالسي رحمه الله (711) : حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أتى على قوم جلسوا في الطريق فقال: " إن كنتم لابد فاعلين فردوا السلام وأعينوا المظلوم واهدوا السبيل " هذا الحديث ظاهره الصحة ولكن في "جامع الترمذي " (ج7ص512) أن شعبة قال ولم يسمعه -يعني أبا اسحاق -من البراء. 55- قال الإمام النسائي رحمه الله: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزَ مَوْلَى بَنِي شَيْبَانَ قَالَ قُلْتُ لِلْبَرَاءِ حَدِّثْنِي عَمَّا نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مِنْ الْأَضَاحِيِّ قَالَ قَامَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَيَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِهِ فَقَالَ أَرْبَعٌ لَا يَجُزْنَ الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا وَالْكَسِيرَةُ الَّتِي لَا تُنْقِي قُلْتُ إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ فِي الْقَرْنِ نَقْصٌ وَأَنْ يَكُونَ فِي السِّنِّ نَقْصٌ قَالَ مَا كَرِهْتَهُ فَدَعْهُ وَلَا تُحَرِّمْهُ عَلَى أَحَدٍ. ¬

(¬1) وهو متفق عليه من حديث أنس، وفي "الصحيح المسند من أسباب النزول" من حديث ابن عباس.

56

والحديث أخرجه أبو داود برقم (2802) والترمذي برقم (1497) وابن ماجه (ج2ص1050) رقم (3144) من طريق شعبة. والحديث ظاهره الصحة ولكن قال الحافظ في "التهذيب" في ترجمة سليمان بن عبد الرحمن: قال علي بن المديني في "العلل": لم يسمع سليمان من عبيد بن فيروز. اهـ وجاء في بعض طرقه ذكر واسطة بين سليمان وعبيد، ولكن نقل الترمذي في" العلل الكبير "عن البخاري أن رواية الإسقاط أصح. والله أعلم. 56 -قال الإمام النسائي رحمه الله (ج2ص13 رقم 646) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ الْكُوفِيِّ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ وَالْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوْتِهِ وَيُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ. أخرجه النسائي وأحمد من طريق هشام عن قتادة عن أبي اسحاق الكوفي عن البراء مرفوعا. وهذا إسناد ضعيف لعنعنة قتادة، قال البرديجي في "جامع التحصيل": وحدث عن أبي إسحاق ولا أدري اسمع منه أم لا والذي يقر في القلب أنه لم يسمع منه والله أعلم. وقال الحافظ ابن رجب في شرحه للبخاري: وذكر الترمذي في "العلل" أنه لا يعرف لقتادة سماعاً من أبي اسحاق الكوفي. اهـ وروى جرير بن حازم وعمار بن شريق الشطر الأول من الحديث دون قوله: (والمؤذن يغفر له....) عن أبي اسحاق عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء وزادوا في الإسناد بين أبي اسحاق والبراء عبد الرحمن بن عوسجة وكذلك رواه إسرائيل عن أبي اسحاق عن البراء مختصرا دون قوله: (والمؤذن يغفر له) ولم يذكر عبد الرحمن بن عوسجة في الإسناد

57

57 - قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج3حديث 3570) : حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَتْ لَهُ نَاقَةٌ ضَارِيَةٌ فَدَخَلَتْ حَائِطًا فَأَفْسَدَتْ فِيهِ فَكُلِّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فِيهَا فَقَضَى أَنَّ حِفْظَ الْحَوَائِطِ بِالنَّهَارِ عَلَى أَهْلِهَا وَأَنَّ حِفْظَ الْمَاشِيَةِ بِاللَّيْلِ عَلَى أَهْلِهَا وَأَنَّ عَلَى أَهْلِ الْمَاشِيَةِ مَا أَصَابَتْ مَاشِيَتُهُمْ بِاللَّيْل. رواه أحمد في المسند (ج5ص435) من طريق مالك وابن ماجه (2/برقم 2332) من طريق الليث بن سعد وعبد الرزاق في "تفسيره" (ج2ص26) عن معمر كلهم عن الزهري عن حرام بن محيصة أن ناقة للبراء ... فذكره مرسلا، ومالك والليث بن سعد ومعمر من الطبقة الأولى من أصحاب الزهري ومن أثبت الناس فيه وهذه الرواية هي الراجحة. وحرام بن محيصة هو ابن سعد ينسب إلى جده قال في التهذيب روى عن جده محيصة والبراء بن عازب قال ابن سعد كان ثقة قليل الحديث. وأخرجه أبو داود (3/برقم 3570) والنسائي في "الكبرى" (3/برقم 5785) والحاكم (ج2ص48-49) كلهم من طريق الأوزاعي وابن ماجه (ج2ص781) من طريق عبد الله بن عيسى كلاهما عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء فذكره، وقد خالف الأوزاعي وعبد الله بن عيسى مالكاً ومعمراً في قولهما عن البراء وهم أثبت في الزهري منهما. وحرام هو ابن سعد بن محيصة قال ابن حبان: لم يسمع من البراء. وأخرجه عبد الرزاق (10/برقم 18437) ومن طريقه أبو داود (3/برقم 3569) وابن حبان (7/5976) . عن معمر عن الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه أن ناقة للبراء مرسلاً.

قال ابن عبد البر في "التمهيد" (ج11ص82-81) : ورواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ولم يتابع عبد الرزاق على ذلك وأنكروا عليه قوله فيه عن أبيه ثم ساق سنده إلى أبي داود قال: لم يتابع أحد عبد الرزاق على قوله في هذا الحديث: عن أبيه، وقال محمد بن يحيى الذهلي: لم يتابع معمر على ذلك، فجعل محمد بن يحيى الخطأ فيه من معمر وجعله أبو داود من عبد الرزاق. اهـ وأبوه اسمه سعد ابن محيصة بن مسعود الأنصاري قال الحافظ في "التقريب": قيل له صحبة أو رؤية وروايته مرسلة. اهـ وقد أعله ابن حزم في "المحلى" (ج8ص146) ، وابن التركماني في "الجوهر النقي" (ج8ص342) .

مسند بريدة بن الحصيب رضي الله عنه

مسند بُرَيدَةَ بن الحُصَيْب رضي الله عنه 58-قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج13ص409) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الطَّائِيُّ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ أَوْ حِينَ يُمْسِي اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ لَيْلَتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا الوليد بن ثعلبة وقد وثقه ابن معين كما في "تهذيب التهذيب". ولكن الإمام النسائي رحمه الله يقول في "عمل اليوم والليلة" ص (386) بعد أن ذكره من طريق الوليد بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ثم ذكره من طريق حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب عن شداد (¬1) بن أوس. قال رحمه الله: حسين أثبت عندنا من الوليد بن ثعلبة وأعلم بعبد الله بن بريدة وحديثه أولى بالصواب. اهـ فعلى هذا فحديث الوليد بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه يعتبر شاذا ويكون الوليد قد سلك الجادة. وهذا مما يرجح رواية حسين المعلم. والله أعلم. ¬

(¬1) وهو في البخاري من حديث شداد بن أوس.

59

59-قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج10ص416) : حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَتَطَيَّرُ مِنْ شَيْءٍ وَكَانَ إِذَا بَعَثَ عَامِلًا سَأَلَ عَنْ اسْمِهِ فَإِذَا أَعْجَبَهُ اسْمُهُ فَرِحَ بِهِ وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهُ رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَإِذَا دَخَلَ قَرْيَةً سَأَلَ عَنْ اسْمِهَا فَإِنْ أَعْجَبَهُ اسْمُهَا فَرِحَ وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهَا رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ. والحديث أخرجه أحمد (ج5ص347) . ظاهر هذا السند أن الحديث على شرط الشيخين، ولكن الترمذي ينقل عن بعض أهل العلم أنه لا يعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة كما في "جامع التحصيل" , وفى "تهذيب التهذيب" عن البخاري نحو ذلك. 60-قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج13ص323) : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلّ. ظاهر هذا الحديث أنه صحيح على شرط الشيخين ولكن الحافظ العلائي يقول فى "جامع التحصيل " وقال الترمذي (¬1) قال بعض أهل العلم لا نعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة. اهـ وقال البخاري كما في تهذيب التهذيب ولا نعرف لقتادة سماعاً من ابن بريدة. اهـ فإن قال قائل إن الترمذي لم يذكر عن بعض أهل العلم الجزم بعدم السماع؟ فالجواب: إن قتادة مدلس ويرسل, ولم يصرح في هذا الحديث بالسماع, فنحن نتوقف ¬

(¬1) (ج3ص302) بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي

61

في نسبة الحديث إلى رسول الله. فإن قال قائل فقد تابعه عقبة بن عبد الله الأصم عند الحاكم (ج4ص31) وعند أبى نعيم في "أخبار أصبهان" (ج2ص198) ,وعند الخطيب في "تاريخه" (ج5ص454) وقال الحاكم: صحيح الإسناد. فالجواب أن عقبة ضعيف جداً لا يصلح في الشواهد والمتابعات، قال الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال" قال يحيى ليس بشيء وقال أبو داود ضعيف وقال الفلاس كان واهي الحديث ليس بالحافظ وقال النسائي ليس بثقة إلى آخر ما ذكر الذهبي رحمه الله فقول النسائي رحمه الله ليس بثقة يفيد أنه لا يصلح في الشواهد والمتابعات ... والله أعلم. 61-قال البزار رحمه الله (ج2ص411) : حدثنا محمد بن المثنى ثنا معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (إذا أبردتم إلي بريدا فابعثوا حسن الوجه حسن الاسم) . قال البزار لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا قتادة. قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث رجاله رجال الصحيح ولكن في "جامع التحصيل": وقال الترمذي: قال بعض أهل العلم: لا نعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة. 62-قال الحاكم رحمه الله في "المستدرك" (ج1ص354) : أخبرني أبو قتيبة سَلمُ (¬1) بن الفضل الآدمي بمكة، ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، ثنا أبو بردة بريد بن عبد الله، عن علقمة بن مرثد، عن سُليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: " لما أخذوا في غسل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فإذا هُم بمنادٍ من الدَّاخِلِ: لا تنزعوا عن رسول الله قميصه ".. ¬

(¬1) في "المستدرك" سالم والصواب ما اثبتناه كما في " الأنساب " للسمعاني ...

63

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. كذا قال الحاكم وعليه فيه مؤاخذتان: الأولى أن سليمان ليس من رجال البخاري كما في "تهذيب التهذيب". الثانية: أن أبا بردة هو عمرو بن يزيد التميمي وهو ضعيف وليس ببريد وأن صرح به الحاكم فقول الحفاظ أقدم من قول الحاكم لكثرة أوهامه. وقد صرح المزي أنه التميمي وتبعه على ذلك البوصيري في "مصباح الزجاجة" (ج2ص26) والحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" وحكي عن ابن معين أنه ليس من ولد أبو موسى الأشعري. فعلى هذا فقول الحافظ في "النكت الظراف ": (إنه أخرجه الحاكم وصرح فيه أنه بريد بن عبد الله الأشعري) ليس صادراً عن تأمل وما حققه في "تهذيب التهذيب " في ترجمة أبي بردة عمرو بن يزيد أولى، لموافقته لغيره من الحفاظ. والله أعلم. 63- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص346) : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ وَاصِلِ بْنِ حِبَّانَ الْبَجَلِيِّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ الْكَمْأَةُ دَوَاءُ الْعَيْنِ وَإِنَّ الْعَجْوَةَ مِنْ فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ قَالَ ابْنُ بُرَيْدَةَ يَعْنِي الشُّونِيزَ الَّذِي يَكُونُ فِي الْمِلْحِ دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا الْمَوْتَ. إذا نظرت في سند هذا الحديث قلت صحيح على شرط الشيخين ولكن أبا حاتم رحمه الله يقول كما في "العلل " لولده (ج2ص232) : أخطأ زهير مع اتقانه هذا هو صالح بن حيان وليس هو واصلاً وصالح بن حيان ليس بالقوي هو شيخ ولم يدرك زهير واصلاً. اهـ المراد منه وفي "تهذيب التهذيب" في ترجمة صالح بن حيان وروى عنه زهير بن معاوية فسماه واصل بن حيان فقال أحمد بن حنبل انقلب على زهير اسمه. وقال أبو داود:::

64

غلط فيه معمر. اهـ المرادراجع "شرح علل الترمذي " (ج2ص686) للحافظ ابن رجب وينظر في نسبة واصل بن حيان وصالح بن حيان إلى بجيلة فإني لم أجد هذا. ثم رأيت الحديث والحمد لله في "مسند أحمد " (ج5ص351) فقال رحمه الله: ثنا محمد بن عبيد ثنا صالح بن حيان عن ابن بريدة....فذكره. فَعُلِم صحة ما قاله هؤلاء الأمة رحمهم الله تعالى أن الذي في السند هو صالح بن حيان وهو ضعيفٌ والحمد لله. 64-قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج1ص467) : حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ. هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح إلا بكر بن خلف وقد وثقه ابن أبى حاتم كما في "تهذيب التهذيب" بل قد توبع فقد تابعه محمد بن بشار عند الإمام الترمذي رحمه الله (ج4ص56) . ولكن الإمام الترمذي رحمه الله قال بعد ذكره بسنده: هذا حديث حسن، وقال بعض أهل الحديث: لا نعرف لقتادة سماعاً من عبد الله بن بريدة. اهـ ذكر هذا الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" وسكت عليه مقراً له، وقال البخاري كما في "تهذيب التهذيب": ولا نعرف لقتادة سماعاً من عبد الله بن بريدة. اهـ بالمعنى::

مسند بسر بن أبى بسر السلمي رضي الله عنه

مسند بُسر بن أبى بُسر السُّلمي رضي الله عنه 65-قال الإمام أبو عمرو الشهير بابن أبى عاصم رحمه الله في الآحاد والمثاني (ج3ص53) : حدثنا محمد بن المثنى، نا يحيى بن حماد، نا شعبة، عن يزيد بن خُمَيرٍ (¬1) ، عن عبد الله بن بسر، عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نزل بهم وذكر طعاماً وشراباً أتوه به وَوَطأةً (¬2) يعني الحيس, وكان يأكل التمر ويضع النوى على ظهر أصبعيه ثم يرمي به، ثم قام فركب بغلة له بيضاء فأخذت بركابه، فقلت: يا رسول الله ادع الله تعالى لنا. فقال: " اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم. الحديث رجاله رجال الصحيح ولكن يحيى بن حماد قد خالف محمد بن جعفر غندراً وابن أبي عدي عند مسلم وحفص بن عمر عند أبي داود وبهز بن أسد وأبا داود الطيالسي عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" فهؤلاء خمسة يروونه عن عبد الله بن بسر ¬

(¬1) في الأصل حمير بالحاء المهملة، والصواب بالخاء المعجمة. (¬2) كذا في الأصل، وفي" النهاية"مادة (وطب) : وفي حديث عبد اللَّه بن بُسْر (وجاءه بِوَطْبَة فأكَلَ منها) بالباء، ثم قال النَّضر: الوَطْبَة: الحَيْسُ يُجْمَعُ بين التَّمر والأقِط والسَّمْن. اهـ قال النووي "في شرح مسلم" نقل القاضي عياض عن رواية بعضهم فى مسلم وطئه بفتح الواو وكسر الطاء وبعدها همزة ... والوطئة بالهمز عند أهل اللغة: طعام يتخذ من التمر كالحيس. وقال في مادة وطأ: وفي حديث عبد اللَّه بن بُسْر (أتَيْناه بوَطيئة) هي طعامٌ يُؤخَذ من التَّمر كالحَيْس/هـ وفي لسان العرب وطيئة ووطبة. أبوالحارث

وليس عن أبيه كما في "تحفة الأشراف" بل يحيى ابن حماد يرويه عن شعبة كالجماعة عند مسلم كما في "تحفة الأشراف". ثم وجدت سادساً وهو عفان بن مسلم عند أحمد (ج4ص188) . وسابعاً عند الإمام أحمد (ص20) وهو روح بن عبادة فعلم بهذا شذوذ يحيى بن حماد في روايته التي ذكر فيها عن (أبيه) . والله أعلم. (¬1) ¬

(¬1) والحديث صحيحعند مسلم, كما تقدم في التخريج من حديث عبد الله بن بسر.

مسند بلال بن رباح رضي الله عنه.

مسند بلال بن رباح رضي الله عنه. 66- قال أبو عبد الله بن ماجه رحمه اله (ج1ص237) : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ بِلَالٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يُؤْذِنُهُ بِصَلَاةِ الْفَجْرِ فَقِيلَ هُوَ نَائِمٌ فَقَالَ الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ فَأُقِرَّتْ فِي تَأْذِينِ الْفَجْرِ فَثَبَتَ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ. الحديث رجاله رجال الصحيح، إلا عمرو بن رافع وقد قال أبو حاتم: قل من كتبنا عنه أصدق لهجة وأصح حديثاً منه. اهـ من "تهذيب التهذيب" ... ::::: ولكن البوصيرى يقول في "الزوائد" (ج1ص32) : هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن فيه انقطاعاً: سعيد بن المسيب لم يسمع من بلال.

مسند ثوبان رضي الله عنه

مسند ثوبان رضي الله عنه 67-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج7ص) 134: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنْ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْحَبَشِيِّ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَحُمِلْتُ عَلَى الْبَرِيدِ قَالَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقَدْ شَقَّ عَلَى مَرْكَبِي الْبَرِيدُ فَقَالَ يَا أَبَا سَلَّامٍ مَا أَرَدْتُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ وَلَكِنْ بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثٌ تُحَدِّثُهُ عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فِي الْحَوْضِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ تُشَافِهَنِي بِهِ قَالَ أَبُو سَلَّامٍ حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ حَوْضِي مِنْ عَدَنَ إِلَى عَمَّانَ الْبَلْقَاءِ مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ وَأَكَاوِيبُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا أَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الشُّعْثُ رُءُوسًا الدُّنْسُ ثِيَابًا الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ وَلَا تُفْتَحُ لَهُمْ السُّدَدُ. قَالَ عُمَرُ: لَكِنِّي نَكَحْتُ الْمُتَنَعِّمَاتِ وَفُتِحَ لِيَ السُّدَدُ وَنَكَحْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ لَا جَرَمَ أَنِّي لَا أَغْسِلُ رَأْسِي حَتَّى يَشْعَثَ وَلَا أَغْسِلُ ثَوْبِي الَّذِي يَلِي جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ , وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَأَبُو سَلَّامٍ الْحَبَشِيُّ اسْمُهُ مَمْطُورٌ وَهُوَ

68

شَامِيٌّ ثِقَةٌ. هذا الحديث ظاهر سنده الحسن، ولكن ابن ماجه رواه (ج2ص1438) فقال حدثنا محمود بن خالد ثنا مروان بن محمد ثنا محمد بن مهاجر حدثنى العباس ابن سالم نبئت عن أبى سلام ... فذكره. فعُلِمَ من هذا أن العباس لم يسمعه من أبى سلام، وأيضاً أبو سلام وهو ممطور الحبشي قال يحيى ابن معين وعلى بن المدينى: لم يسمع من ثوبان، وتوقف أبو حاتم كما في "جامع التحصيل". 68-قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج1ص101) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةَ وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ. الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات ولكنه منقطع، فالإمام أحمد يقول: إن سالماً لم يلق ثوبان، وأبو حاتم يقول لم يدرك ثوبان. اهـ من" جامع التحصيل"

مسند جابر بن سمرة رضي الله عنه

مسند جابر بن سمرة رضي الله عنه 69- قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج1ص180) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ (ح) وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ قَالَا حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أيُصَلِّي (¬1) فِي الثَّوْبِ الَّذِي يَأْتِي فِيهِ أَهْلَهُ قَالَ نَعَمْ إِلا أَنْ يَرَى فِيهِ شَيْئًا فَيَغْسِلَهُ. هذا الحديث بسند محمد بن يحيى ظاهره أنه على شرط البخاري وأما سليمان بن عبد الله الرقي ففيه كلام ولكنه متابع كما ترى. ولكن الإمام أحمد رحمه الله يقول (ج5ص89) : هذا الحديث لا يرفع عن عبد الملك بن عمير. 70-قال الإمام الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج1ص90) : حدثنا أبو أمية، حدثنا علي بن بحر القطان، حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: رأى رجل من أصحاب النبي عليه السلام في النوم قوما من اليهود فأعجبته هيئتهم فقال: إنكم قوم لولا أنكم تقولون: عزير ابن الله قال: وأنتم قوم لولا أنكم تقولون: ما ¬

(¬1) زيادة همزة من "مصباح الزجاجة"والسياق يقتضيها. وفي "مسند أحمد" (أُصلي في ثوبي الذي آتى فيه أهلي) .

شاء الله وشاء محمد ثم إنه رأى قوما من النصارى فأعجبته هيئتهم فقال: إنكم قوم لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله قال: وإنكم قوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد فلما أصبح قص ذلك على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: " قد كنت أسمعها منكم فتؤذيني فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء محمد) . هذا الحديث ظاهره الصحة ولكنه قد شذَّ فيه معمر، لأنه قد خالفه شعبة عند الدارمي (ج2ص259) وأبو عوانة عند ابن ماجه (ج1ص685) وحماد بن سلمة عند الإمام أحمد (ج5ص32) كل هؤلاء الثلاثة يروونه عن عبد الملك، عن ربعي، عن الطفيل بن سخبرة، فعلم أن حديث معمر عن عبد الملك عن جابر بن سمرة شاذ. والله أعلم.

مسند جابر رضي الله عنه

مسند جابر رضي الله عنه 71-قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج2ص317) : حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان، ثنا عمرو بن دينار، قال: قلت لجابر بن عبد الله إنهم يزعمون أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ " نهى عن لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر " قال: قد كان يقول ذلك الحكم بن عمرو، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، ولكن أبى ذلك البحر يعني ابن عباس رضي الله عنهما، وقرأ (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما) الآية. وقد كان أهل الجاهلية يتركون أشياء تقذرا فأنزل الله عز وجل في كتابه وبين حلاله وحرامه، فما أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه، فهو عفو، ثم تلا هذه الآية (قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة. الحديث بهذا الحوار من حديث جابر بن عبد الله وهم وإنما هو جابر بن زيد بن الشعثاء كما في صحيح البخاري (ج9ص654) من حديث سُفْيَانُ قَالَ عَمْرٌو قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ حُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ, فَقَالَ:

72

قَدْ كَانَ يَقُولُ ذَاكَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ عِنْدَنَا بِالْبَصْرَةِ , وَلَكِنْ أَبَى ذَاكَ الْبَحْرُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَرَأَ {قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} . ورواه الحميدي في المسند (ج2ص379) مثل رواية البخاري. ورواه أبو داود (ج10ص285) فقال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَسَنٍ الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ عَنْ جَابِرِ بَنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ أَنْ نَأْكُلَ لُحُومَ الْحُمُرِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَأْكُلَ لُحُومَ الْخَيْلِ. قَالَ عَمْرٌو: فَأَخْبَرْتُ هَذَا الْخَبَرَ أَبَا الشَّعْثَاءِ فَقَالَ قَدْ كَانَ الْحَكَمُ الْغِفَارِيُّ فِينَا يَقُولُ هَذَا وَأَبَى ذَلِكَ الْبَحْرُ يُرِيدُ ابْنَ عَبَّاسٍ. ففصلت رواية أبي داود حديث عمرو بن رجل وحديث أبي الشعثاء عن الحكم ابن عمرو الغفاري وقول ابن عباس. والرجل المبهم في رواية أبي داود وهو محمد بن علي بن الحسين كما رواه البخاري (ج9ص648) قال رحمه الله: - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ وَرَخَّصَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ. فإن قلت من الواهم في رواية الحاكم؟ قلت الراجح عندي أنه الحاكم , فإنه كثير الأوهام حتى إني لا اعتمد على ما خالف وأتوقف فيما تفرد به، ولم يُخالف لكثرة أوهامه. 72- قال الإمام أبو يعلى رحمه الله (ج3ص444) : حدثنا أبو خيثمة، حدثنا محمد بن خازم، حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله قال: خرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ على أصحابه ذات ليلة، وهم ينتظرون العشاء، فقال: " صلى الناس ورقدوا وأنتم تنتظرونها، أما إنكم في صلاة ما انتظرتموها "، ثم قال: " لولا ضعف الضعيف وكبر الكبير لأخرت هذه الصلاة إلى شطر

73

الليل ". وأخرجه أبو بكر بن أبو شيبة (ج1ص402) من طريق أبي معاوية به. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن ابن أبي حاتم يذكر في "العلل" (ج1ص186) عن أبي زرعة أنه قال: هذا حديث وهم فيه أبو معاوية، قلت: لم يبين الصحيح ما هو؟ والذي عندي أن الصحيح ما رواه وهيب وخالد الواسطي عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. وقال الدارقطني في "العلل" (ج11ص327) عندما سئل عن حديث أبي نضرة عن أبي سعيد: أخر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ صلاة العشاء حتى مضى نحو من شطر الليل ثم خرج فصلى بنا ثم خرج فصلى بنا ثم قال: " ليس أحدا إلا صلى ونام غيركم، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها، لولا ضعف الضعيف لأخرتها ". فقال: يرويه داود بن أبي هند، واختلف عنه، فرواه هشيم وخالد وابن أبي عدي وبشر بن المفضل وعلي بن مسهر وعبد الوارث وإبراهيم بن طهمان ويحيى بن زكريا ابن أبي زائدة ومحمد بن سعيد الأموي أخو يحيى - وهم أربعة إخوة: عبيد ومحمد ويحيى وعبد الله كلهم ثقات - عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد. اهـ وقال البيهقي في "السنن الكبرى " (ج1ص451) : حديث أبي سعيد من حديث علي بن عاصم عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: أخر رسول الله....فذكر الحديث، ثم قال البيهقي: وكذلك رواه بشر بن المفضل وابن أبي عدي وعبد الوارث وغيرهم عن داود ورواه أبو معاوية عن داود فقال عن جابر بدل أبي سعيد. اهـ 73-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج4ص85) : أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَهُوَ أَبُو أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى قَبْرِ

74

امْرَأَةٍ بَعْدَ مَا دُفِنَتْ. إذا نظرت إلى هذا السند وجدتهم ثقات وأيضا إذا نظرت إلى ترجمة حبيب بن أبي مرزوق وجدتهم يذكرون في مشايخه عطاء بن أبي رباح لكن الحافظ المزي يقول بعدما ذكر هذا السند: هكذا رواه أبو بكر بن السني عن النسائي وقال ابنه أبو موسى عبد الكريم وأبو الحسن بن حيويه والحسن بن الأخضر السيوطي وأبو القاسم الطبراني عن النسائي بإسناده عن حبيب بن أبي مرزوق عن ابن جريج عن عطاء وكذلك رواه أبو عروبة الحراني عن المغيرة بن عبد الرحمن وكذلك رواه محمد بن أبي أسامة الرقي عن أبيه به. اهـ فعلم أن هذا الحديث منقطع بهذا السند، والله أعلم. 74-قال الإمام أحمد رحمه الله ((ج3ص364) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مُحَارِبَ خَصَفَةَ بِنَخْلٍ فَرَأَوْا مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِرَّةً فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي قَالَ كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ قَالَ أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ لَا وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لَا أُقَاتِلَكَ وَلَا أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ فَخَلَّى سَبِيلَهُ قَالَ فَذَهَبَ إِلَى أَصْحَابِهِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ فَلَمَّا كَانَ الظُّهْرُ أَوْ الْعَصْرُ صَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْخَوْفِ فَكَانَ النَّاسُ طَائِفَتَيْنِ طَائِفَةً بِإِزَاءِ عَدُوِّهِمْ وَطَائِفَةً صَلَّوْا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفُوا فَكَانُوا مَكَانَ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانُوا بِإِزَاءِ عَدُوِّهِمْ وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ فَكَانَ لِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ وَلِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ.

75

وقال رحمه الله ص (390) : ثنا سريج ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سليمان بن قيس به. أنت إذا نظرت في سند هذا الحديث وجدتهم ثقات رجال الصحيح إلا سليمان بن قيس وقد وثقه أبو زرعة والنسائي. كما في "تهذيب التهذيب". ولكن أبا بشر وهو جعفر بن أبي وحشية لم يسمع من سليمان بن قيس كما في" تهذيب التهذيب "عن البخاري وابن حبان. والحديث صحيح عن جابر من طرق أخرى، رواه مسلم (ج1ص576) من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بنحوه. بل هو متفق عليه من حديث جابر. 75- قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج2ص473) : حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران، ثنا أبي، ثنا هشام بن عمار، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد الحراني قالا: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا زهير بن محمد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: لما قرأ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ سورة الرحمن على أصحابه حتى فرغ قال: " ما لي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن منكم ردا، ما قرأت عليهم من مرة، (فبأي آلاء ربكما تكذبان) إلا قالوا: ولا بشيء من نعمتك ربنا نكذب فلك الحمد " " صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي. قال أبو عبد الرحمن: الحديث ذكره الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمة زهير بن محمد التميمي من مناكيره ثم قال الإمام الذهبي رحمه الله: تفرد به هشام بن عمار عن الوليد قال ابن عدي: سرقه جماعة فحدثوا به عن الوليد منهم سليمان بن أحمد الواسطي وعلي بن جميل الرقي وعمرو بن مالك البصري وبركة بن محمد الحلبي. اهـ وذكر الذهبي قبل هذا في ترجمة زهير بن محمد: قال الترمذي في "العلل": سألت

76

البخاري عن حديث زهير هذا فقال: أنا أتَّقي هذا الشيخ كأن حديثه موضوع، وليس هذا عندي زهير بن محمد. قال وكان أحمد بن حنبل يضعف هذا الشيخ ويقول: ينبغي أن يكون قلب اسمه أهل الشام". اهـ وقال الإمام الترمذي بعد ذكره هذا الحديث (ج4ص192مع "تحفة الأحوذي" طبعة هندية) : غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ كَأَنَّ زُهَيْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الَّذِي وَقَعَ بِالشَّامِ لَيْسَ هُوَ الَّذِي يُرْوَى عَنْهُ بِالْعِرَاقِ كَأَنَّهُ رَجُلٌ آخَرُ قَلَبُوا اسْمَهُ يَعْنِي لِمَا يَرْوُونَ عَنْهُ مِنْ الْمَنَاكِيرِ. وسَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: أَهْلُ الشَّامِ يَرْوُونَ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَنَاكِيرَ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ يَرْوُونَ عَنْهُ أَحَادِيثَ مُقَارِبَةً. اهـ 76-قال أبو داود رحمه الله (ج1ص327) : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ أَبُو عِمْرَانَ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ آخِرَ الْأَمْرَيْنِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ تَرْكُ الْوُضُوءِ مِمَّا غَيَّرَتْ النَّارُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا اخْتِصَارٌ مِنَ الْحَدِيثِ الأَوَّلِ. الحديث ظاهر سنده الصحة، لكن الحافظ ابن حجر رحمه الله قال في "التلخيص الحبير" (ج1ص116) : وَقَالَ أَبُو دَاوُد: هَذَا اخْتِصَارٌ مِنْ حَدِيثِ: قَرَّبْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ خُبْزًا وَلَحْمًا فَأَكَلَ، ثُمَّ دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ قَبْلَ الظُّهْرِ، ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ طَعَامِهِ فَأَكَلَ، ثُمَّ قَامَ إلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "الْعِلَلِ" عَنْ أَبِيهِ نَحْوَهُ؛ وَزَادَ: وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شُعَيْبٌ حَدَّثَ بِهِ مَنْ حَفِظَهُ، فَوَهِمَ فِيهِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: نَحْوًا مِمَّا قَالَهُ أَبُو دَاوُد، وَلَهُ عِلَّةٌ أُخْرَى: قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي "سُنَنِ حَرْمَلَةَ": لَمْ يَسْمَعْ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ جَابِرٍ، إنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ. /هـ المراد من "التلخيص"

77

77-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص294) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ جَافَى حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ. إذا نظرت في هذا السند قلت: صحيح على شرط الشيخين ولكن الحافظ ابن رجب رحمه الله يقول في "شرح علل الترمذي" (ج2ص538) : ومعمر في منصور كأنه ليس بالقوي، فإن معمراً روى عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. كان إذا سجد جافى)) ، ورواه سفيان عن منصور عن إبراهيم مرسلاً. والصحيح عند أحمد وابن معين قول سفيان في هذا، وحديث معمر عندهما خطأ. 78-قال الإمام مالك رحمه الله في الموطأ (ج2ص101) : عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بَنِي أَنْمَارٍ قَالَ جَابِرٌ فَبَيْنَا أَنَا نَازِلٌ تَحْتَ شَجَرَةٍ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَقْبَلَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلُمَّ إِلَى الظِّلِّ قَالَ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقُمْتُ إِلَى غِرَارَةٍ لَنَا فَالْتَمَسْتُ فِيهَا شَيْئًا فَوَجَدْتُ فِيهَا جِرْوَ قِثَّاءٍ فَكَسَرْتُهُ ثُمَّ قَرَّبْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا قَالَ فَقُلْتُ خَرَجْنَا بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ الْمَدِينَةِ قَالَ جَابِرٌ وَعِنْدَنَا صَاحِبٌ لَنَا نُجَهِّزُهُ يَذْهَبُ يَرْعَى ظَهْرَنَا قَالَ فَجَهَّزْتُهُ ثُمَّ أَدْبَرَ يَذْهَبُ فِي الظَّهْرِ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ لَهُ قَدْ خَلَقَا قَالَ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَمَا لَهُ ثَوْبَانِ غَيْرُ هَذَيْنِ فَقُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ لَهُ ثَوْبَانِ فِي الْعَيْبَةِ كَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا قَالَ فَادْعُهُ فَمُرْهُ فَلْيَلْبَسْهُمَا قَالَ فَدَعَوْتُهُ فَلَبِسَهُمَا ثُمَّ وَلَّى يَذْهَبُ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مَا لَهُ ضَرَبَ اللَّهُ عُنُقَهُ أَلَيْسَ هَذَا خَيْرًا لَهُ قَالَ فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ فَقُتِلَ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.

79

هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن في"تهذيب التهذيب" في ترجمة زيد بن أسلم: قال الدوري: عن ابن معين لم يسمع من جابر. 79-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص357) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ كَانَ لَهُ شَرِيكٌ فِي حَائِطٍ فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْه. الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا سليمان وهو ابن قيس اليشكري وقد وثقه أبو زرعة والنسائي لكن رواه الترمذي (ج4ص540) فقال: حدثنا علي بن خشرم حدثنا عيسى بن يونس عن سعيد به ثم قال: هذا حديث ليس إسنادة بمتصل وسمعت محمدا يقول سليمان اليشكري يقال إنه مات في حياة جابر بن عبد الله قال ولم يسمع منه قتادة ولا أبو بشر قال محمد ولا نعرف لأحد منهم سماعا من سليمان اليشكري إلا أن يكون عمرو بن دينار فلعله سمع منه في حياة جابر بن عبد الله قال وإنما يحدث قتادة عن صحيفة سليمان اليشكري وكان له كتاب عن جابر بن عبد الله. إلى آخر كلام الترمذي رحمه الله. 80-قال الإمام النسائي رحمه الله في "عمل اليوم والليلة" (ص529) : أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا يزيد قال أخبرنا هشام عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل فإذا تغولت لكم الغيلان فنادوا بالأذان. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا شيخ النسائي أحمد بن سليمان وقد قال النسائي إنه ثقة مأمون صاحب حديث. وقال ابن أبي حاتم كتب إلي ببعض حديثه وهو ثقة صدوق. أما يزيد فهو ابن هارون وهشام فهو ابن حسان والحسن هو ابن أبي الحسن

81

البصري. ولكن في "تهذيب التهذيب": قال أبو زرعة لم يلق جابرا. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي: سمع الحسن من جابر؟ قال ما أرى. ولكن هشام بن حسان يقول عن الحسن: ثنا جابر وأنا أنكر هذا إنما الحسن عن جابر كتاب مع إنه أدرك جابراً. اهـ. وهشام بن حسان مضعف في الحسن ففي "تهذيب التهذيب": قال أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن علية: ما كنا نعد هشام بن حسان في الحسن شيئا. وفيه: وقال أبو داود: غنما تكلموا في حديثه عن الحسن وعطاء، لأنه كان يرسل وكانوا يرون أنه أخذ كتب حوشب. 81-قال الإمام محمد بن يزيد الشهير بابن ماجه رحمه الله (ج1ص292) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ (ح) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالا حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ. هذا الحديث ظاهر سنده أنه حسن وإن كان ابن الزبير مدلساً ولم يصرح بالتحديث فليس تضعيف الحديث من أجله ففي طتهذيب التهذيب" في ترجمة لأيمن بن نابل بعد أن ذكر من وثقه، وقال الدارقطنى: ليس بالقوى خالف الناس ولو لم يكن إلا حديث التشهد. وقال الحافظ: قلت زاد في أول الحديث الذي رواه عن أبى الزبير عن طاوس عن ابن عباس في التشهد: (بسم الله وبالله) وقد رواه الليث وعمرو بن الحارث وغيرهما عن أبى الزبير بدون هذا قال النسائي بعد تخريجه: لا نعلم أحدا تابع أيمن على هذا وهو

82

خطأ وقال الترمذي حديث أيمن غير محفوظ. /هـ المراد من "تهذيب التهذيب". أقول: الذي يظهر لي أن في كلام الحافظ ههنا تخليطاً، فإن الحديث الذي فيه زيادة (بسم الله وبالله) ليس من حديث أبى الزبير عن طاوس عن ابن عباس ولكن من حديث أيمن عن أبى الزبير عن جابر كما في "التلخيص الحبير" وفى كتاب "التمييز" لمسلم. قال الحافظ في "التلخيص الحبير" بعد ذكره الحديث حديث جابر: كذا روى النسائي وابن ماجه والترمذي في "العلل" والحاكم ورجاله ثقات إلا أن أيمن بن نابل راويه عن أبي الزبير أخطأ في إسناده وخالفه الليث وهو من أوثق الناس في أبي الزبير فقال عن أبي الزبير عن طاوس وسعيد بن جبير عن ابن عباس قال حمزة الكناني قوله: عن جابر خطأ ولا أعلم أحداً قال في التشهد بسم الله وبالله إلا أيمن، وقال الدارقطني: ليس بالقوي خالف الناس ولو لم يكن إلا حديث التشهد وقال يعقوب بن شيبة فيه ضعف وقال الترمذي: سألت البخاري عنه فقال خطأ وقال الترمذي وهو غير محفوظ. وقال النسائي لا نعلم أحداً تابعه، وهو لا بأس به لكن الحديث خطأ. اهـ المراد من "تلخيص الحبير". 82- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص381) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَن قَتَادَةَ عَن سليمان بن قيس اليشكرى عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أَنَّ رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَحَاطَ حَائِطًا عَلَى أَرْضٍ فَهِيَ لَهُ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا سليمان بن قيس وهو اليشكري وقد وثقه أبو زرعة والنسائي كما في "تهذيب التهذيب". ولكن قتادة لم يسمع من سليمان بن قيس اليشكري، كما في "تهذيب التهذيب" عن البخاري. 83-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص353) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا

84

أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَبَا طَيْبَةَ فَحَجَمَهُ قَالَ فَسَأَلَهُ كَمْ ضَرِيبَتُكَ قَالَ ثَلَاثَةُ آصُعٍ قَالَ فَوَضَعَ عَنْهُ صَاعًا. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا سليمان بن قيس وهو اليشكري وقد وثقه أبو زرعة والنسائي كما في "تهذيب التهذيب". ولكن أبا بشر لم يسمع من سليمان بن قيس، بل قال ابن حبان: لم يره. 84-قال الإمام أحمد رحمه الله ((ج3ص332) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سَبْعِينَ بَدَنَةً الْبَدَنَةُ عَنْ سَبْعَةٍ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا سليمان بن قيس وهو اليشكري وقد وثقه أبو زرعة والنسائي كما في "تهذيب التهذيب". ولكن أبا بشر لم يسمع من سليمان بن قيس، بل قال ابن حبان: لم يره كما في: تهذيب التهذيب" 85-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص332) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ الْمَدِينَةُ يَتْرُكُهَا أَهْلُهَا وَهِيَ مُرْطِبَةٌ قَالُوا فَمَنْ يَأْكُلُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (السِّبَاعُ وَالْعَائِفُ) . قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: فَحُدِّثْتُ أَنَّ أَبَا بِشْرٍ قَالَ كَانَ فِي كِتَابِ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا سليمان بن قيس وهو اليشكري وقد وثقه أبو زرعة والنسائي كما في "تهذيب التهذيب". ولكن في "تهذيب التهذيب" قال البخاري: يقال إنه مات في حياة جابر ولم يسمع منه قتادة ولا أبو بشر ولا نعرف لأحد سماعاً إلا أن يكون عمرو بن دينار

86

سمع منه في حياة جابر. وفي "تهذيب التهذيب" أيضا: أن ابن حبان قال: لم يروه أبو بشر. والحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة. 86- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص292) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَايَعْنَا نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى أَلَا نَفِرَّ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا سليمان بن قيس وهو اليشكري وقد وثقه أبو زرعة والنسائي كما في "تهذيب التهذيب". ولكن في "تهذيب التهذيب" قال البخاري: يقال إنه مات في حياة جابر ولم يسمع منه قتادة ولا أبو بشر ولا نعرف لأحد سماعاً إلا أن يكون عمرو بن دينار سمع منه في حياة جابر. وفي "تهذيب التهذيب" أيضا: أن ابن حبان قال: لم يروه أبو بشر. 87-قال الإمام أبو بكر الآجري رحمه الله في "الشريعة" ص (200) : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا داود ابن رشيد قال حدثنا يحيى ابن زكريا عن موسى بن عقبة عن أبي الزبير وعن جعفر بن محمد عن أبيه: عن جابر بن عبد اللهط أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال لأبي بكر يا أبا بكر إن الله لو لم يشأ لان يعصى ما خلق إبليس. هو في جزء "بيبي "ص76 بهذا السند. الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات، هذا بناء على أن يحيى بن زكريا هو ابن أبي زائدة كما يتوهم الباحث.

88

ولكن ابن الجوزي ذكر هذا الحديث في "الموضوعات" (ج1ص273) وذكر أن في سنده يحيى ابن أبي زكريا واتهمه به. وذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره (ج1ص538) إن شيخ الإسلام أبا العباس ابن تيمية قال: هذا حديث موضوع مختلق باتفاق أهل المعرفة. وقال ابن قتيبة في"تأويل مختلف الحديث ص (236) : الحديث ضعيف عند أهل الحديث. وقال الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال": (يحيى بن زكريا) صوابه (يحيى أبو زكريا) ، ثم ذكر الحديث وقال: إنه باطل. إلى أن قال الحافظ الذهبي: وبقيت مدة أظن أن يحيى هو ابن أبي زائدة وأن الحديث أدخل على بيبي في" جزئها "ثم إذا به في الأمل من حديث ابن أخي ميمي البغدادي عن البغوي أيضا والبغوي فصاحب حديث وفهم وصدق، وشيخه فثقة فتعين أن الحمل في هذا الحديث على يحيى ابن زكريا هذا المجهول التالف ثم ذكر له الحافظ الذهبي طريقا أخرى فيها يحيى ابن سابق وقال: وهو واه وسيأتي. اهـ وأعلم أن الحديث جاء من طريق عبد الله بن عمر. ومن حديث عبد الله ابن عمرو ولا يصح منها شئ. والحمد لله. 88-قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج10 ص348) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا عَقِيلُ بْنُ مَعْقِلٍ قَالَ سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ عَنْ النُّشْرَةِ فَقَالَ هُوَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ. إذا نظرت إلى رجال هذا الحديث وجدتهم رجال الصحيح إلا عقيل بن معقل وقد وثقه ابن معين ولكن العلائي في جامع التحصيل يقول في ترجمة وهب: قال ابن معين: لم يلق جابر بن عبد الله إنما هو كتاب وقال في موضع آخر هو صحيفة ليست

89

بشيء. 89-قال الإمام أبو داود رحمه الله: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا قَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ حَقَّهَا وَلَا تَعْدُوا الْمَنَازِلَ. وقال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج2ص1240) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا هِشَامٌ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لَا تَنْزِلُوا عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ وَلَا تَقْضُوا عَلَيْهَا الْحَاجَاتِ. هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح ولكنه منقطع قال ابن أبى حاتم كما في "جامع التحصيل" سألت أبى سمع الحسن من جابر؟ قال ما أرى ولكن هشام بن حسان يقول عن الحسن حدثنا جابر وأنا أنكر هذا إنما الحسن عن جابر كتاب مع أنه أدرك جابراً. اهـ ورواية هشام بن حسان عن الحسن ضعيفة ففي "تهذيب التهذيب" قال أبو داود إنما تكلموا في حديثه عن الحسن عن عطاء لأنه كان يرسل وكانوا يرون أنه أخذ كتب حوشب. اهـ 90- قال الإمام أبو بكر بن أبى شيبة في "كتاب الإيمان" ص (14) : حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الحسن عن جابر بن عبد الله أنه

91

قال: قيل: يا رسول الله؟ أي الأعمال أفضل، قال: " الصبر والسماحة، قيل: أي المؤمنين أكمل إيمانا قال: أحسنهم خلقاً) هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح فزائدة هو ابن قدامة وهشام هو ابن حسان والحسن هو الحسن بن أبي الحسن البصري ولكن رواية هشام عن الحسن ضعيفة. ففي "تهذيب التهذيب ": وقال أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن عليه: ما كنا نعد هشام بن حسان في الحسن شيئا وذكر نحو هذا عن ابن المديني وأبي داود. والحسن لم يسمع من جابر بن عبد الله كما في "تهذيب التهذيب" عن ابن المديني وأبي حاتم. 91-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1079) : - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَقَ الْهَرَوِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لَمْ يُحَرِّمْ الضَّبَّ وَلَكِنْ قَذِرَهُ وَإِنَّهُ لَطَعَامُ عَامَّةِ الرِّعَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَنْفَعُ بِهِ غَيْرَ وَاحِدٍ وَلَوْ كَانَ عِنْدِي لَأَكَلْتُهُ. حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. ظاهر سند الحديث أنه صحيح ولكن في" تهذيب التهذيب" عن البخاري أن قتادة لم يسمع من سليمان بن قيس اليشكري. وكذا قال يحيى ابن معين كما في "تهذيب التهذيب "أيضا وكذا قال البوصيري كما في"مصباح الزجاجة". 92-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجة رحمه الله (ج2ص971) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ

93

سُوقَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ رَفَعَتْ امْرَأَةٌ صَبِيًّا لَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِهَذَا حَجٌّ قَالَ نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ. الحديث أخرجه الترمذي (ج3ص673) وقال حديث جابر حديث غريب. هكذا قال الترمذي رحمه الله أما رجاله فرجال الصحيح أما علي ابن محمد فهو الطنافسي وليس من رجال الصحيح، ولكنه ثقة، وهو مقرون، فظاهر السند أن الحديث صحيح ولكن إليك ما ذكره ابن أبى حاتم في "العلل" (ج1ص293) بعد سؤاله أباه، وذكر الحديث فقال أبوه: قال ابن عيينة قال إبراهيم ابن عقبة إنما حديث ابن المنكدر عن كريب عن ابن عباس هذا الحديث. اهـ فالحديث معروف من حديث ابن عباس منكرٌ من حديث جابر. 93-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص864) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ لَا يُقْطَعُ الْخَائِنُ وَلَا الْمُنْتَهِبُ وَلَا الْمُخْتَلِسُ. هذا حديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن إليك ما قاله أبو حاتم وأبو زرعة كما في "العلل" لابن أبي حاتم (ج1ص450) قالا: لم يسمع ابن جريج هذا الحديث من أبي الزبير، يقال انه سمعه من ياسين: أنا حدثت ابن جريج عن أبي الزبير. قال ابن أبي حاتم فقلت لهما: ما حال ياسين؟ فقالا ليس بالقوي. اهـ. 94-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص833) : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ الْجَارُ أَحَقُّ بِشُفْعَةِ جَارِهِ يَنْتَظِرُ بِهَا وَإِنْ كَانَ غَائِبًا إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِدًا.

95

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات، ولكن الظاهر أن عبد الملك بن أبي سليمان وهم فيه، ففي "تهذيب التهذيب ": وقال الحسن بن حبان سئل يحيى بن معين عن حديث عطاء عن جابر في الشفعة فقال هو حديث لم يحدث به احد إلا عبد الملك، وقد أنكره الناس عليه ولكن عبد الملك ثقة صدوق لا يرد على مثله. قلت: تكلم فيه شعبة؟ قال: نعم. قال شعبة لو جاء عبد الملك بآخر مثله لرميت بحديثه. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه هذا حديث منكر وعبد الملك ثقة. اهـ 95-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص793) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِد. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته على شرط مسلم ولكن الإمام الترمذي رحمه الله بعد أن ذكره من طريق عبد الوهاب به قال (ج4ص574) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ الْوَاحِدِ. قَالَ وَقَضَى بِهَا عَلِيٌّ فِيكُمْ. وَهَذَا أَصَحُّ وَهَكَذَا رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مُرْسَلًا. وقال ابن أبي حاتم في العلل (ج1ص467) : إنه سأل أباه وأبا زرعة عن هذا الحديث فقالا: أخطأ عبد الوهاب في هذا الحديث إنما هو عن جعفر عن أبيه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. مرسلا. اهـ المراد من الترمذي. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص467) أنه سألت أبِاه، وأبا زُرعة، عَن هذا الحدِيثٍ؛ فقالا: أخطأ عبدُ الوهّابِ فِي هذا الحدِيثِ، إِنّما هُو عن جعفرٍ، عن أبِيهِ: أنَّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مُرسلاً. 96-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص354) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَمِيرًا مِنْ أُمَرَاءِ الْفِتْنَةِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُ جَابِرٍ فَقِيلَ لِجَابِرٍ لَوْ تَنَحَّيْتَ عَنْهُ فَخَرَجَ يَمْشِي بَيْنَ ابْنَيْهِ فَنُكِّبَ فَقَالَ: تَعِسَ مَنْ أَخَافَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

97

فَقَالَ ابْنَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا: يَا أَبَتِ وَكَيْفَ أَخَافَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَقَدْ مَاتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ جَنْبَيَّ) . الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح ولكن في "جامع التحصيل " عن علي بن الحسين بن الجنيد: زيد بن أسلم عن جابر مرسل. 97-قال الحاكم رحمه الله (ج1ص452) : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، ثنا الحسين بن الحسن المهاجري، ثنا هارون بن سعيد الأيلي، ثنا ابن وهب، أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، ويحيى بن عبد الله بن سالم، أن عمر، مولى المطلب أخبرهما، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أنه كان يقول: " لحم صيد البر لكم حلال، وأنتم حرم ما لم تصيدوه أو يصاد لكم " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. كذا قال الحاكم، والمطلب بن عبد الله بن حنطب لم يسمع من جابر، قاله أبو حاتم كما في "جامع التحصيل". 98- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج7ص11) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ح وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ هَشِشْتُ فَقَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: صَنَعْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا عَظِيمًا قَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ. قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ مَضْمَضْتَ مِنَ الْمَاءِ وَأَنْتَ صَائِمٌ ". قَالَ عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ فِى حَدِيثِهِ قُلْتُ لاَ بَأْسَ بِهِ. ثُمَّ اتَّفَقَا قَالَ " فَمَهْ ". هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام النسائي

99

يقول عقب الحديث: هذا حديث منكر، وبكير مأمون، وعبد الملك بن سعيد روى عنه غير واحد، ولا ندري ممن هذا. كما في "تحفة الأشراف" في ترجمة عمر، وفي "ميزان الاعتدال" في ترجمة عبد الملك بن سعيد. 99-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1027) : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ثَلَاثَ حَجَّاتٍ حَجَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ وَحَجَّةً بَعْدَ مَا هَاجَرَ مِنْ الْمَدِينَةِ وَقَرَنَ مَعَ حَجَّتِهِ عُمْرَةً وَاجْتَمَعَ مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَمَا جَاءَ بِهِ عَلِيٌّ مِائَةَ بَدَنَةٍ مِنْهَا جَمَلٌ لِأَبِي جَهْلٍ فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ فَنَحَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ وَنَحَرَ عَلِيٌّ مَا غَبَرَ قِيلَ لَهُ مَنْ ذَكَرَهُ قَالَ جَعْفَرٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ. الحديث رجاله رجال الصحيح إلا القاسم بن محمد وقد وثقه الخطيب ثم إنه متابع، قال الترمذي رحمه الله (ج3ص545) : حدثنا عبد الله بن أبي زياد أخبرنا زيد بن حباب عن سفيان به. ولكن الإمام الترمذي رحمه الله بعد أن ذكره بهذا السند قال: هذا حديث غريب من حديث سفيان لا نعرفه إلا من حديث زيد بن حباب ورأيت عبد الله بن عبد الرحمن روى هذا الحديث في كتبه عن عبد الله بن أبي زياد قال وسألت محمدا عن هذا فلم يعرفه من حديث الثوري عن جعفر عن أبيه عن جابر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ورأيته لم يعد هذا الحديث محفوظا وقال إنما يروى عن الثوري عن أبي إسحق عن مجاهد مرسلاً اهـ. أقول: قول الترمذي رحمه الله: لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حُبَابٍ متعقب فقد تابع زيدا عبد الله بن داود وهو الخريبي ثقة فيبقى على الحديث العلة التي أعله بها البخاري.

100

ورواية الثوري عند ابن ماجه عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس منقطعة فإن الحكم لم يسمع من مقسم عن ابن عباس إلا خمسة أحاديث ليس هذا منها. 100- قال أبو داود رحمه الله (ج4ص30) : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَلَفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بَوَاكِي فَقَالَ اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا مَرِيعًا نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ قَالَ فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ. وأخرجه الطبراني في الدعاء (ج3ص1786) فقال رحمه الله: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن محمد بن أبي خلف به. قال أبو عبد الرحمن: الحديث ظاهر سنده أنه على شرط مسلم، ولكن قال الحافظ في "التلخيص الحبير" (ج2ص202) : وقد أعله الدارقطني في "العلل" بالإرسال وقال: رواية من قال: عن يزيد الفقير من غير ذكر جابر أشبه بالصواب. وكذا قال أحمد بن حنبل رحمه الله، وجرى النووي في الأذكار على ظاهره فقال: صحيح على شرط مسلم. اهـ 101-قال ابن القيم في المنار المنيف (ص94) : وقال الحارث بن أبي أسامة في مسنده حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثنا إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر قال: قال رسول الله ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي تعال صل بنا فيقول لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة. وهذا إسناد جيد. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته ظاهره الصحة، ولكن وهب ابن منبه قال ابن معين: لم يلق جابر بن عبد الله إنما هو كتاب، وقال في موضع آخر صحيفة ليست بشيء، وفى "التهذيب" أنه اختلف في سماعه من عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله

102

عنهما كما في "جامع التحصيل". 102-قال الإمام البيهقي رحمه الله (ج10ص200) : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبى عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن على بن عفان ثنا حسين ابن على عن سفيان بن عيينة عن عمرو عن جابر قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ انطلقوا بنا إلى البصير الذي في بنى واقف نعوده وكان رجلا أعمى - كذا قال. الحديث ظاهر سنده الصحة ولكن الإمام البزار رحمه الله يقول عقب هذا الحديث كما في "كشف الأستار" (ج2ص389) : لا نعلم أحداً وصل هذا الحديث إلا الجعفي - يعنى الحسين بن على الجعفي الذي في السند - أحسبه أخطأ لأن الحفاظ إنما يروونه عن ابن عيينة عن عمرو عن محمد بن جبير مرسلاً. اهـ

مسند جبير بن مطعم رضى الله عنه

مسند جبير بن مطعم رضى الله عنه 103-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص80) : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ رُكَانَةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلا الْمَسْجِدَ الْحَرَام. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدت رجاله رجال الصحيح ولكن فى "تهذيب التهذيب" و "جامع التحصيل" إن رواية محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن جبير بن مطعم مرسلة. 104- قال الإمام َ أحمد رحمه الله (ج4ص81) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ فِرْقَةً عَلَى هَذَا الْجَبَلِ وَفِرْقَةً عَلَى هَذَا الْجَبَلِ فَقَالُوا سَحَرَنَا مُحَمَّدٌ فَقَالُوا إِنْ كَانَ سَحَرَنَا فَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ. إذا نظرت إلى سند هذا الحديث فهو محتمل للحسن وقد رواه ابن حبان وعنده متابعة محمد ابن فضيل بن غزوان لسليمان بن كثير فيرتقي الحديث في ظاهره إلى الصحة ولكن الحديث رواه الحاكم (ج2ص472) من طريق هشيم عن حصين عن جبير بن محمد بن جبير عن أبيه عن جده وهشيم أثبت من سفيان وشعبة في حصين,

105

قاله يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي كما في "تهذيب التهذيب". وقال أبو داود: قال أحمد: ليس أحد أصح حديثا عن حصين من هشيم كما في "تهذيب التهذيب" أيضاً. وفيه اختلاف آخر ففي "تحفة الأشراف" عن المزي رحمه الله رواه محمد بن فضيل عن حصين عن سالم بن أبى الجعد عن محمد بن جبير عن أبيه. اهـ وذكر الحافظ هذا الإختلاف في "النكت الظراف" ثم قال: ولولا هذا الإختلاف لكان الحديث على شرط الصحيح. اهـ والظاهر أن الإختلاف من حصين بن عبد الرحمن فإنه كان قد تغير. والله أعلم. 105-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص81) : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْر. الحديث أخرجه الدارمي (ج1ص413) فقال: أخبرنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة به. والحديث رجاله رجال الصحيح ولكنه معل، قال حمزة الكنانى الحافظ: لم يقل فيه أحد: (عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير، عن أبيه) غير حماد بن سلمة ورواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير، عن رجل من أصحاب النبي وهو أشبه بالصواب. والله أعلم.

مسند جرير بن عبد الله البجلي رضى الله عنه

مسند جرير بن عبد الله البجلي رضى الله عنه 106-قال الإمام الطبراني رحمه الله في "المعجم الكبير" (ج2ص343) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدُوسِ بن كَامِلٍ السِّرَاجُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ بن أَبَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ سَرِيَّةً إِلَى خَثْعَمٍ، فَاعْتَصَمَ نَاسٌ مِنْهُمْ بِالسُّجُودِ، فَأَسْرَعَ إِلَيْهِمُ الْقَتْلَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ لَهُمْ بنصْفِ الْعَقْلِ، وَقَالَ: " إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْمُشْرِكِينَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِمَ؟ قَالَ: " لا تَرَاءَى نارَهُمَا ". الحديث رواه الترمذي (ج5ص229) فقال: حدثنا هناد، حدثنا أبو معاوية به. ورواه أبو داود (ج3ص104) بسند الترمذي. وأنت إذا نظرت إلى سنده من الكتابين وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي قال عقبه: حدثنا هناد، حدثنا عبدة، عن اسماعيل بن أبى خالد، عن قيس بن أبى حازم مثل حديث أبى معاوية، ولم يذكر فيه (عن جرير) ، وهذا أصح، وأكثر أصحاب إسماعيل قالوا: (عن إسماعيل، عن قيس بن أبى حازم، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بعث سرية) ، ولم يذكروا فيه (عن جرير) . وروى حماد بن سلمة عن الحجاج بن أرطأة، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن قيس، عن جرير، مثل حديث أبى معاوية، وسمعت محمداً يقول: الصحيح حديث قيس عن النبي

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسلاً. اهـ المراد منه. وقال أبو داود عقبه: الحديث بسنده من حديث أبى معاوية متصلاً رواه هشيم ومعمر، وخالد الواسطي، وجماعة لم يذكروا جريراً. اهـ

مسند أبى ذر جندب بن جنادة رضى الله عنه

مسند أبى ذر جندب بن جنادة رضى الله عنه 107-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص152) : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كَانَ يَسْقِي عَلَى حَوْضٍ لَهُ فَجَاءَ قَوْمٌ فَقَالَ أَيُّكُمْ يُورِدُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَيَحْتَسِبُ شَعَرَاتٍ مِنْ رَأْسِهِ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا فَجَاءَ الرَّجُلُ فَأَوْرَدَ عَلَيْهِ الْحَوْضَ فَدَقَّهُ وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ قَائِمًا فَجَلَسَ ثُمَّ اضْطَجَعَ فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا ذَرٍّ لِمَ جَلَسْتَ ثُمَّ اضْطَجَعْتَ قَالَ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا داود رواه (ج13ص140) من حديث أحمد بن حنبل به. ثم قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن داود، عن بكر أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بعث أبا ذر بهذا. قال أبو داود: وهذا أصح الحديثين. يريد أبو داود أن المراسيل أصح. قال صاحب "عون المعبود": قال: المنذري بعد ذكره كلام أبي داود: وقال غيره إنما يروى أبو حرب عن عمه عن أبى ذر، ولا يحفظ له سماع من أبى ذراهـ المراد من "عون المعبود". 108-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص178) : حَدَّثَنَا يَزِيدُ, حَدَّثَنَا

109

كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو السَّلِيلِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَتْلُو عَلَيَّ هَذِهِ الْآيَةَ {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} حَتَّى فَرَغَ مِنْ الْآيَةِ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَا لَكَفَتْهُمْ قَالَ فَجَعَلَ يَتْلُو بِهَا وَيُرَدِّدُهَا عَلَيَّ حَتَّى نَعَسْتُ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ كَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ أُخْرِجْتَ مِنْ الْمَدِينَةِ قَالَ قُلْتُ إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ أَنْطَلِقُ حَتَّى أَكُونَ حَمَامَةً مِنْ حَمَامِ مَكَّةَ قَالَ كَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ أُخْرِجْتَ مِنْ مَكَّةَ قَالَ قُلْتُ إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ إِلَى الشَّامِ وَالْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ قَالَ وَكَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ أُخْرِجْتَ مِنْ الشَّامِ قَالَ قُلْتُ إِذَنْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ أَضَعَ سَيْفِي عَلَى عَاتِقِي قَالَ أَوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ أَوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ قَالَ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا. أنت إذا نظرت في سند هذا الحديث وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في ترجمة أبى السليل ضريب بن نقير من تهذيب: وأرسل عن أبى ذر، وأبى هريرة، وابن عباس، فعلى هذا فالحديث منقطع. 109-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص151) : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ بَيْتِ كَنْزٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ وَلَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي. هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح فحسين هو ابن محمد المؤدب وشيبان هو ابن عبد الرحمن أبو معاوية، وبقية السند معروفون، ولكن الحديث له علة هي أنه قد اختلف على منصور فيه. ففي المسند (ج5ص151) : ثنا جرير عن منصور عن ربعي بن حراش عمن

110

حدثه عن أبى ذر. وبعده ثنا سن بن موسى ثنا زهير عن منصور عن ربعي بن راش قال منصور عن زيد بن بيان أو عن رجل أو عن أبي ذر به. وفي "تفسير ابن كثير" (ج1ص604) بعد ما نقل حديث الباب بسنده قال وقد رواه ابن مردويه من حديث الأشجعى عن الثوري عن منصور عن ربعي عن زيد بن ظبيان عن أبي ذر به. والثوري أحفظ من كل من رواه عن منصور وتؤيد روايته رواية زهير وهو ابن معاوية التي فيها تردد وزيد بن ظبيان الذي يرجع الحديث إليه ما روى عنه إلا ربعي ولم يوثقه معتبر كما في "تهذيب التهذيب" فهو مجهول العين فعلم أن الحديث ضعيف والله أعلم. 110-قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله (ج1ص309) : ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال: من بنى لله مسجداً ولو مثل مفحص قطاة بنى له بيت في الجنة. حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا يزيد بن عبد العزيز عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: (من بني لله مسجدا ولو مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة) . الأثر الموقوف صحيح. وقال الإمام أبو عمرو بن عبد الخالق البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار" (ج1ص203) : حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ في الدار، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، (ح) وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ

111

ابْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ (¬1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا، وَلَوْ قَدْرَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ. قال البزار: وَلاَ نَعْلَمُ أَنَّ سَلْمَ بْنَ جُنَادَةَ تُوبِعَ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ وَإِنَّمَا يُعْرَفُ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ وقد وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَبْدِ الْعَزِيزِ (¬2) . كذا قال البزار رحمه الله وإليك ما قاله ابن أبي حاتم رحمه الله حول هذا الحديث، قال رحمه الله في "العلل" (ج1ص97) : سألت ابي وأبا زرعة عن حديث وراه علي بن حكيم عن شريك عن الأعمش عن ابراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رفعه قال من بنى مسجدا ولو مثل مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة فقالا هكذا رواه عدة من أصحاب شريك فلم يرفعوه والصحيح عن أبي ذر من حديث شريك موقوفاً. قال أبي: ورواه أبو بكر بن عياش عن الأعمش ورفعه ونفس الحديث موقوف وهو أصح. قال أبو محمد: وحدثني أبي قال حدثنا حماد بن زاذان قال سمعت ابن مهدي قال حديث الأعمش من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة) ليس من صحيح حديث الأعمش. 111-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص173) : حَدَّثَنَا ابْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ لَاءَمَكُمْ مِنْ خَدَمِكُمْ فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ وَمَنْ لَا يُلَائِمُكُمْ مِنْ خَدَمِكُمْ فَبِيعُوا وَلَا تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. هذا حديث ظاهره الصحة، ولكن ابن أبي حاتم يقول في "المراسيل" ص (216) : ¬

(¬1) في "التمهيد" لابن عبد البر (ج1ص32) قال شعبة وسفيان: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من إبراهيم التيمي. اهـ من فوائد أبي أحمد المكي. (¬2) كذا في الأصل، وصوابه: عن قطبة بن عبد العزيز كما في "موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان" (ص97)

112

قيل لأبي زرعة: مورق العجلي عن أبي ذر، قال لم يسمع مورق من أبي ذر شيئاً. وقال الدارقطني في "العلل" (ج6ص264) : ومورق لم يسمع من أبي ذر. 112-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص161) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَبَهْزٌ وَحَجَّاجٌ قَالُوا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاصِلٍ قَالَ بَهْزٌ حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَالَ حَجَّاجٌ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا عَنْ أَبِي ذَرٍّ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي جُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِنَبِيٍّ قَبْلِي وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ عَلَى عَدُوِّي وَبُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَهِيَ نَائِلَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا قَالَ حَجَّاجٌ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا. الحديث ظاهره الصحة، ولكن ابن أبي حاتم قال في "المراسيل" (ص205) : سمعت أبي يقول: مجاهد عن عائشة مرسل، وعن أبي ذر مرسل. اهـ وذكره الدارقطني في "العلل" (ج6ص257) ، فقال: ورواه واصل الاحدب وعمر (1) بن ذر عن مجاهد عن أبي ذر مرسلا. إلى أن قال الدارقطني: والمحفوظ قول من قال عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، عن (2) أبي ذر. 113-قال الإمام أبو داود رحمه الله (4205) : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيْلِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ هَذَا الشَّيْبُ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ) .

114

_ (1) في الأصل (عمرو) والصواب ما أثبتناه. (2) سقطت (عن) من الأصل ورأينا إثباتها. أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (20174) ، وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (ج2ص153) : حدثنا اسحاق بن ابراهيم الدبري، أنا عبد الرزاق به. وأخرجه الإمام أحمد (ج5ص147) : حدثنا عبد الرزاق به وغيرهم. وأنت إذا نظرت إلى هذا السند وجدت ظاهره على شرط الشيخين. ولكن قال الدارقطني في "العلل" (ج6ص278) : تفرد به معمر بن راشد وأغرب به. اهـ وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص302) : سألت أبي عن حديث رواه عَبْدُ الرَّزَّاقِ عن مَعْمَرٌ عَنْ ٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيْلِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ هَذَا الشَّيْبُ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَم. قال أبي: إنما هو الأجلح ليس للجريري معنى. اهـ فتبين من هذا أن رواية معمر شاذة، ولم يصب من صححه من هذه الطريق زاعما أنه على شرط الشيخين. هذا والله أعلم. أما طريق الأجلح فالراجح فيها الإرسال حيث أن النسائي قال بعد ذكر طريق الأجلح: خالفه الجريري وكهمس. اهـ يعني فرووه من طريق عبد الله بن بريدة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كذا مرسلاً. انظر "سنن النسائي" (ج8ص139-140) . تنبيه: لأحد تلاميذنا جزء في جمع طرق هذا الحديث. 114-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج6ص223) : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مَا مِنْ فَرَسٍ عَرَبِيٍّ إِلَّا يُؤْذَنُ لَهُ عِنْدَ كُلِّ سَحَرٍ بِدَعْوَتَيْنِ اللَّهُمَّ خَوَّلْتَنِي مَنْ خَوَّلْتَنِي مِنْ بَنِي آدَمَ وَجَعَلْتَنِي لَهُ فَاجْعَلْنِي أَحَبَّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ أَوْ مِنْ أَحَبِّ مَالِهِ وَأَهْلِهِ إِلَيْهِ) .

هذا الحديث ظاهر سنده الحجية، ولكن الدارقطني في "العلل" وقد سئل عن هذا الحديث يرويه يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه فرواه عبد الحميد بن جعفر عن يزيد عن سويد بن قيس عن معاوية بن حديج عن أبي ذر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال ذلك يحيى القطان عن عبد الحميد. ووقفه غير يحيى عن عبد الحميد وكذلك رواه الليث عن يزيد بن أبي حبيب موقوفا أيضا وهو المحفوظ. اهـ وهو عند الإمام أحمد (ج5ص162) - ولكن شيخ يزيد بن أبي حبيب أبو شماسة -أن معاوية بن حديج مر على أبي ذر وهو قائم عند فرس له، وذكره موقوفا ومعاوية بن حديج ليس من رجال السند، بل هو عن أبي شماسة عن أبي ذر. وفي آخره: قال عبد الله: قال أبي: ووافقه عمرو بن الحارث. وقال الإمام أحمد بعد أن ذكره عند النسائي من طريق عبد الحميد بن جعفر: خالفه عمرو بن الحارث فقال عن يزيد عن عبد الرحمن بن شماسة وقال ليث: عن بن شماسة أيضاً. اهـ

مسند أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه

مسند أبي قتادة الحارث بن رِبْعِي رضي الله عنه 115- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج8ص184) : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ كَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ ضَخْمَةٌ فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ أَنْ يُحْسِنَ إِلَيْهَا وَأَنْ يَتَرَجَّلَ كُلَّ يَوْمٍ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ن ولكن محمد بن المنكدر لم يسمع من أبي قتادة كما قرره الحافظ في "تهذيب التهذيب". وفي الحديث اختلاف آخر، فقد رواه المفضل بن فضالة، عن ابن جريج عن عطاء عن ابن المنكدر، أن أبا قتادة.....كما في "تحفة الأشراف". واختلاف آخر وهو حسان بن عطية رواه عن ابن المنكدر، عن جابر مرفوعا ن كما في "سنن أبي داود" (ج11ص111) . ويحيى ابن سعيد وهو الأنصاري، وعطاء وهوابن أبي رباح أرجح من حسان بن عطية، وأيضا هو قد سلك به الجادة فترجح روايتهما، ويكون الحديث عن أبي قتادة وهو منقطع. والله أعلم. 116-قال الحاكم رحمه الله (ج1ص310) : أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر، ثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، عن

أبي قتادة، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مر بأبي بكر، وهو يصلي يخفض من صوته، ومر بعمر وهو يصلي رافعا صوته. قال: فلما اجتمعا عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قال لأبي بكر: " يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض من صوتك؟ " فقال: قد أسمعت من ناجيت فقال: " مررت بك يا عمر وأنت ترفع صوتك؟ " فقال: يا رسول الله، أحتسب به أوقظ الوسنان، قال: فقال لأبي بكر: " ارفع من صوتك شيئاً ". وقال لعمر: " اخفض من صوتك ". الحديث أخرجه أبو داود كما في "تحفة الأشراف" عن الحسن بن الصباح عن يحيى ابن اسحاق به، فظاهره أنه على شرط مسلم، ولكن أبا داود أتبعه عن موسى وهو ابن اسماعيل التبوذكي المنقري، عن حماد وهو ابن سلمة، عن ثابت البناني، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسلاً. وذكر صاحب "التحفة" أن الترمذي قال: غريب إنما أسنده يحيى ابن اسحاق عن حماد، وأكثر الناس إنما رووا هذا عن ثابت عن ابن رباح مرسلاً.

مسند حذيفة بن اليمان رضي الله عنه

مسند حُذيفة بن اليمان رضي الله عنه 117 -قال النسائي رحمه الله (ج4ص142) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ قَالَ أَنْبَأَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ أَيَّ سَاعَةٍ تَسَحَّرْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ هُوَ النَّهَارُ إِلَّا أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَطْلُعْ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بالحسن، لكن النسائي رحمه الله عقبه بطريقين تدلان على أن الصحيح وقفه على حذيفة والمتن أيضا مغاير فقال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ قَالَ تَسَحَّرْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الصَّلَاةِ فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا إِلَّا هُنَيْهَةٌ. أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ قَالَ تَسَحَّرْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْنَا رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ ثُمَّ أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَصَلَّيْنَا. قال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف": قال النسائي لا نعلم أحدا رفعه غير عاصم، ثم ذكر النسائي تأويله على فرض صحته. قال أبو عبد الرحمن: لا يُحتاجُ إلى التأويل الذي ذكره الإمام النسائي رحمه الله، فإن الأثرين الذين بعده يدلان على أن عاصماً ما حفظ.

118

وقد قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في " شرح علل الترمذي": بعد ذكره عاصماً: كان حفظه سيئاً وحديثه خاصة عن زر، وأبي وائل مضطرب، كان يحديث بالحديث تارة عن زر، وتارة عن أبي وائل. قال حنبل بن إسحاق: نا مسدد أبو زيد الواسطي عن حماد ابن سلمة قال: ((كان عاصم يحدثنا بالحديث الغداة عن زر، وبالعشي عن أبي وائل) قال العجلي: ((عاصم ثقة في الحديث، لكن يختلف عليه في حديث زر وأبي وائل) اهـ . قال أبو عبد الرحمن: وحديث عاصم بن أبي النجود يزداد ضعفاً أنه خالف ظاهر قول الله تعالى (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) . وحديث عائشة المتفق عليه وفيه (ولا يؤذن حتى يطلع الفجر) وفيه (فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم) . 118-قال أبو داود رحمه الله (ج12ص420) : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ: مَا أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ تُدْرِكُهُ الْفِتْنَةُ إِلَّا أَنَا أَخَافُهَا عَلَيْهِ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا تَضُرُّكَ الْفِتْنَةُ) . محمد هو ابن سيرين، وهشام هوابن حسان، وأنت إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن محمد ابن سيرين روايته عن حذيفة مرسلة، كما في "جامع التحصيل". 119-قال أبو داود رحمه الله (ج13ص173) : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا أَبَانُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مِجْلَزٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

120

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لَعَنَ مَنْ جَلَسَ وَسْطَ الْحَلْقَةِ. الحديث أخرجه الترمذي (ج8ص28) وقال: هذا حديث حسن صحيح. فأنت إذا نظرت إلى هذا السند قلت: هو صحيح على شرط الشيخين، ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة أبي مجلز لا حق بن حميد: وأرسل عن عمر وحذيفة، وفيه قال الدوري عن ابن معين: لم يسمع من حذيفة. وفي "جامع التحصيل" في ترجمة لاحق بن حميد: قال شعبة: لم يدرك حذيفة. اهـ 120-قال الترمذي رحمه الله (ج10ص147) : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رِبْعِيٍّ وَهُوَ ابْنُ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. هذا حديث حسن. ثم عقبه الترمذي بأنه منقطع وأن عبد الملك بن عمير لم يسمعه من ربعي، وإنما سمعه من مولى ربعي هلال. قال أبو عبد الرحمن: وهلال مولى ربعي مجهول، لم يرو عنه إلا عبد الملك بن عمير ولم يوثقه معتبر، وزاد المناوي في " فيض القدير" أن ابن حجر يقول: إن أبا حاتم أعله بأن ربعي بن حراش لم يسمعه من حذيفة. اهـ ومما ذكر أن حديث ابن مسعود وحديث أنس يشهدان له لا يصلح، لنه منقطع وهما شديدا الضعف. والله أعلم. 121-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص393) : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي لَقِيتُ بَعْضَ أَهْلِ الْكِتَابِ

122

فَقَالَ نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَدْ كُنْتُ أَكْرَهُهَا مِنْكُمْ فَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ مُحَمَّدٌ. هذا الحديث بهذا السند رجاله رجال الصحيح ولكن الحافظ ابن حجر يقول في " الفتح" (ج11ص540) : وقال أبو عوانة عن عبد الملك، عن ربعي ن عن الطفيل بن سخبرة اخي عائشة بنحوه. أخرجه ابن ماجه أيضا، وهكذا قال حماد بن سامة عند أحمد وشعبة وعبد الله بن ادريس، عن عبد الملك، وهو الذي رجحه الحفاظ وقالوا: إن ابن عيينة وهم في قوله: عن حذيفة والله أعلم. اهـ ويضاف إلى هؤلاء زيد بن أبي أنيسة عند الطبراني في "الكبير " (ج8ص289) . ويضاف إلى هؤلاء عبد الله بن عمرو الرقي كما في " الأسماء والصفات" ص (143) . فهؤلاء ستة. قال الحافظ في "النكت الظراف": قال ابراهيم الحربي في كتاب "الهجران " له: هذا وهم من ابن عيينة، إنما رواه ربعي ابن حراش عن الطفيل بن عبد الله بن سخبرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. وفي "الأسماء والصفات" قال البخاري: حديث شعبة اصح من حديث ابن عيينة. وقال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" في ترجمة الطفيل: وهم سفيان في ذلك. اهـ فعلم شذوذ سفيان كما قال هؤلاء الحفاظ. والله أعلم. 122-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص391) : حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَعَفَّانُ قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ عَنْ نُعَيْمٍ قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ ابْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ أَسْنَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِي فَقَالَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ حَسَنٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ. هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، إلا عثمان البتي وهو عثمان بن مسلم البتي

123

مترجم له في "تهذيب التهذيب" وثقه أحمد وابن معين، وفي رواية معاوية بن صالح عن ابن معين تضعيفه، لكن قال النسائي: هذا عندي خطأ، لعله أراد عثمان البري. اهـ وتصحيح الحديث متوقف على ثبوت سماع نعيم بن أبي هند من حذيفة، وهو في "تحفة الأشراف" في ترجمة ربعي عن حذيفة يروي عن ربعي عن حذيفة وليس هنا تصريح بالسماع حتى يقال: إنه من المزيد في متصل الأسانيد، على أنه قد جاء في "الأسماء والصفات" للبيهقي ص (385) ذكر الواسطة أنها ربعي، وإن في سندها الحسن بن بن أبي جعفر الجفري، وهو ضعيف إلا أنها تعطي ريبة في رواية نعيم عن حذيفة، والله اعلم. 123-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5 ص391) : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ) . هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكنه معل، قال ابن أبي حاتم: عن أبي زرعة وقد ذكر الحديث عن عبد العزيز الأويسي، عن أبراهيم بن سعد، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن ربعي بن حراش عن حذيفة....وذكر الحديث، ثم قال أبو زرعة: والصحيح عن ربعي عن أبي مسعود (وهو عقبة بن عمرو البدري) عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كلام الأول. والثاني ليس من الحديث يعني: (ويأتيك بالأخبار من لم تزود) . 124-قال الإمام عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله في "المصنف" (ج10 ص420) : عن معمر عن الاعمش عن زيد ابن وهب عن حذيفة قال: كنا إذا دعينا إلى طعام والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ معنا، لم نضع أيدينا حتى يضع يده، قال: فأتينا بجفنة، فكف يده، فكففنا أيدينا، فجاء أعرابي كأنما يطرد، فوضع يده فيها، فأخذ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بيده، فأجلسه، ثم جاءت جارية فوقعت بها، فأخذ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ,

ثم قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: إن الشيطان يستحل طعام القوم إذا لم يذكروا عليه اسم الله، وإن الشيطان لما رآنا كففنا أيدينا جاء بهذا الرجل وهذه الجارية يستحل بهما طعامنا والذي لا إله غيره إن يده لمع أيديهما في يدي) هذا الحديث ظاهر سنده الصحة، ولكن الإمام الطحاوي يقول في " مشكل الأثار" (ج3ص111) : وأهل العلم جميعا بالحديث يقولون: إن معمر غلط في إسناد عن معمر، وأن الصحيح في إسناده هو ما حدثناه فهد بن سليمان، قال حدثنا محمد بن الصلت الكوفي، قال حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش عن خيثمة، عن أبي حذيفة، عن حذيفة فذكر الحديث. اهـ قال أبو عبد الرحمن: الأمر كما يقول الإمام الطحاوي رحمه الله فقد خالف معمر أبو معاوية وعيسى ابن يوسف وسفيان الثوري كل هؤلاء الثلاثة عند مسلم (ج3ص1597 بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي) .

مسند الحكم بن عمرو الغفاري رضي الله عنه

مسند الحكم بن عمرو الغفاري رضي الله عنه 125-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص213) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ أَبِي حَاجِبٍ عَنِ الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ بِفَضْلِهَا لَا يَدْرِي بِفَضْلِ وَضُوئِهَا أَوْ فَضْلِ سُؤْرِهَا. الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدت رجاله ثقات ن وأبو حاجب اسمه سوادة بن عاصم والراوي عنه هو عاصم بن سليمان الأحول. ولكن الإمام الترمذي في "العلل" (ج1ص134) يقول: إنه سأل البخاري عن هذا الحديث فقال: ليس بصحيح. اهـ وقال البخاري في "التاريخ الكبير" سوادة بن عاصم أبو حاجب العنزي بصري، كناه أحمد وغيره، ويقال الغفاري، ولا أراه يصح عن الحكم بن عمرو. ثم ساق الحديث. وقال الدارقطني في "السنن" (ج1ص53) : بعد ذكره الحديث مرفوعا: أبو حاجب اسمه سوادة بن عاصم، واختلف عنه فرواه عمران بن حدير، وغزوان بن حجير السدوسي عنه موقوفا من قول الحكم غير مرفوع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

مسند حكيم بن حزام رضي الله عنه

مسند حكيم بن حزام رضي الله عنه 126-قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج9ص410) : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ أَخْبرَنَاأَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَأْتِينِي الرَّجُلُ فَيُرِيدُ مِنِّي الْبَيْعَ لَيْسَ عِنْدِي أَفَأَبْتَاعُهُ لَهُ مِنْ السُّوقِ فَقَالَ لَا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ) . هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الشيخين، ولكن في "جامع التحصيل" في ترجمة يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال الإمام أحمد: مرسل. قلت أخرجه ابن حبان في "صحيحه"، والأصح ما قال الإمام أحمد: بينهما عبد الله بن عصمة. اهـ قال أبو عبد الرحمن: قد عزى الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" زيادة رواية يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عصمة، عن حكيم بن حزام إلى النسائي ن ولكن عبد الله بن عصمة مستور الحال. والله أعلم. 127-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج2ص205) : أَخْبَرَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ قَالَ سَمِعْتُ يُوسُفَ

وَهُوَ ابْنُ مَاهَكَ يُحَدِّثُ عَنْ حَكِيمٍ قَالَ: بايعت رسول الله ألا أخِرَّ (¬1) إلا قائماً. أنت إذا نظرت في رجاله حكمت بأنه صحيح السند، ولكنه منقطع، قال الإمام أحمد: يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام مرسل. كما في "جامع التحصيل". ¬

(¬1) قيل معناه: ألا يخر للسجود إلا بعد القيام من الركوع، وقيل معناه: ألا أُقتل إلا وأنا قائم على الإسلام. أي: ثابت على الإسلام. وقيل: مبايعته رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الموت. راجع "مشكل الآثار" للطحاوي (ج1ص196)

مسند أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد رضي الله عنه

مسند أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد رضي الله عنه 128-قال أبو داود رحمه الله (ج4ص296) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ أخبَرَنَا قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ الْوِتْرُ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِخَمْسٍ فَلْيَفْعَلْ وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِثَلَاثٍ فَلْيَفْعَلْ وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِوَاحِدَةٍ فَلْيَفْعَلْ) . الحديث أخرجه النسائي (ج3ص238) في"المجتبى"، وابن ماجه (ج1ص376) فقال: حدثنا عبد الرحمن بن ابراهيم الدمشقي، ثنا الفريابي، عن الأوزاعي، عن الزهري به. ظاهر الحديث بسند ابن ماجه أنه على شرط الشيخين. ولكن النسائي في "الكبرى" يقول بعد أن ذكره من حديث سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب قال من شاء أوتر بسبع.....فذكره موقوفا، ثم قال النسائي: الموقوف أولى بالصواب.، والله أعلم. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص171) : سألت أبي عن حديث رواه الفريابي عن الاوزاعي عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي ايوب عن النبي قال: (الوتر حق فمن شاء أوتر بثلاث ومن شاء أوتر بخمس) ورواه عمر بن عبد الواحد عن الاوزاعي عن الزهري, عن عطاء بن يزيد, عن النبي مرسلاً، ولم

يذكر أبا أيوب. قلت لأبي: أيهما أصح مرسل أو متصل؟ قال لا هذا ولا هذا هو من كلام أبي ايوب. قال أبو محمد: أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد (¬1) عن أبيه عن الاوزاعي فقال عن أبي أيوب عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وروى بكر بن وائل والزبيدي ومحمد بن أبي حفصة (¬2) وسفيان بن حسين ووهيب عن معمر، فقالوا كلهم: عن الزهري عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. وأما من وقفه فابن عيينة ومعمر من رواية عبد الرزاق وشعيب بن أبي حمزة (¬3) . اهـ وذكره الدارقطني في "العلل" (ج6ص98) وسئل عنه فقال: يرويه الزهري واختلف عنه في رفعه فرواه بكر بن وائل والاوزاعي والزبيدي محمد بن أبي حفصة وسفيان بن حسين ومحمد بن إسحاق عن الزهري مرفوعا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. ورواه أشعث بن سوار عن الزهري فشك في رفعه واختلف عن يونس فرواه حرملة عن بن وهب عن يونس مرفوعا وخالفه بن أخي بن وهب عن عمه عن يونس فوقفه وتابعه عثمان بن عمر عن يونس واختلف عن معمر فرفعه عدي بن الفضل عن معمر ووقفه حماد بن يزيد وابن علية وعبد الاعلى وعبد الرزاق عنه. واختلف عن بن عيينة فرفعه محمد بن حسان الازرق عنه ووقفه الحميدي وقتيبة وسعيد بن منصور والذين وقفوه عن معمر أثبت ممن رفعه. أهـ وقال الحافظ في "التلخيص" (ج2ص29) : وصحح أبو حاتم والذهلي والدارقطني في "العلل" والبيهقي وغير واحد وقفه وهو الصواب. اهـ ¬

(¬1) في الأصل: (ابن يزيد) والصواب ما أثبتناه. (¬2) في الأصل: (حفص) والصواب ما أثبتناه. (¬3) في الأصل: (شعير) والصواب ما أثبتناه.

مسند خالد بن عدي الجهني رضي الله عنه

مسند خالد بن عدي الجهني رضي الله عنه 129-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص220) : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَحَيْوَةُ حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ وَلَا يَرُدَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ) . أبو الأسود هو محمد بن عبد الرحمن الملقب بيتيم عروة. واخرجه أبو يعلى (ج2ص226) . هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن ابن أبي حاتم ذكره في "العلل" (ج1ص217) وقال: قال أبي: هذا خطأ، إنما يروي عن بسر بن سعيد، عن ابن الساعدي، عن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. اهـ

مسند خريم بن فاتك الأسدي رضي الله عنه

مسند خُريم بن فَاتِك الأسَدي رضي الله عنه 130-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص321) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ شِمْرٍ عَنْ خُرَيْمٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لَوْلَا أَنْ فِيكَ اثْنَتَيْنِ كُنْتَ أَنْتَ قَالَ إِنْ وَاحِدَةً تَكْفِينِي قَالَ تُسْبِلُ إِزَارَكَ وَتُوَفِّرُ شَعْرَكَ قَالَ لَا جَرَمَ وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ. هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا شمر بن عطية ن وقد وثقه النسائي وابن سهد وابن نمير وابن معين كما في "تهذيب التهذيب" ولكنه لم يدرك خريم بن فاتك كما في "تهذيب التهذيب" فالحديث منقطع.

مسند ذي الجوشن رضي الله عنه

مسند ذِي الجَوشَن رضي الله عنه 131-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص484) : حَدَّثَنَا عِصَامُ (¬1) بْنُ خَالِدٍ, حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ بِابْنِ فَرَسٍ لِي فَقُلْتُ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ جِئْتُكَ بِابْنِ الْعَرْجَاءِ لِتَتَّخِذَهُ قَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَنْ أَقِيضَكَ بِهِ الْمُخْتَارَةَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ فَقُلْتُ مَا كُنْتُ لِأَقِيضَكَ الْيَوْمَ بِعُدَّةٍ قَالَ فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهِ ثُمَّ قَالَ يَا ذَا الْجَوْشَنِ أَلَا تُسْلِمُ فَتَكُونَ مِنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ قُلْتُ لَا قَالَ لِمَ قُلْتُ إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمَكَ قَدْ وَلِعُوا بِكَ قَالَ فَكَيْفَ بَلَغَكَ عَنْ مَصَارِعِهِمْ بِبَدْرٍ قَالَ قُلْتُ بَلَغَنِي قَالَ قُلْتُ إِنْ تَغْلِبْ عَلَى مَكَّةَ وَتَقْطُنْهَا قَالَ لَعَلَّكَ إِنْ عِشْتَ أَنْ تَرَى ذَلِكَ قَالَ ثُمَّ قَالَ يَا بِلَالُ خُذْ حَقِيبَةَ الرَّجُلِ فَزَوِّدْهُ مِنْ الْعَجْوَةِ فَلَمَّا أَنْ أَدْبَرْتُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ مِنْ خَيْرِ بَنِي عَامِرٍ قَالَ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَبِأَهْلِي بِالْغَوْرِ إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ فَقُلْتُ مِنْ أَيْنَ قَالَ مِنْ مَكَّةَ فَقُلْتُ مَا فَعَلَ النَّاسُ قَالَ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ قُلْتُ: هَبِلَتْنِي أُمِّي, فَوَاللَّهِ لَوْ أُسْلِمُ ¬

(¬1) في الأصل: عفان, والتصويب من " إتحاف المهرة ".

يَوْمَئِذٍ ثُمَّ أَسْأَلُهُ الْحِيرَةَ لَأَقْطَعَنِيهَا. قال عبد الله بن أحمد (¬1) : حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ن والحكم بن موسى، قال: حدثنا عيسى بن يونس ن عن أبيه، عن جده، عن ذي الجوشن عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نحوه. قال حدثنا محمد بن عباد، قال حدثنا سفيان، عن أبي اسحاق عن ذي الجوشن أبي شمر الضبابي، نحو هذا الحديث. قال سفيان: فكان ابن ذي الجوشن جارا لأبي أسحاق، لا أراه إلا سمع منه. هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، وظاهره الصحة، لكنه منقطع، أبو اسحاق لم يسمع من ذي الجوشن. قاله ابو زرعة كما في "تهذيب التهذيب" وكلام سفيان في آخره يشعر بذلك. ¬

(¬1) وقع في المطبوع من رواية أحمد بن حنبل، والتصحيح من "إتحاف المهرة" (ج4ص459) ، "أطراف المسند" (ج2ص321) وكلاهما للحافظ ابن حجر.

مسند رافع بن خديج رضي الله عنه

مسند رافع بن خديج رضي الله عنه 132-قال الحاكم رحمه الله (ج2ص308) : أخبرنا أبو زكريا العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، عن رافع بن خديج، أنه كانت تحته امرأة قد خلا من سنها، فتزوج عليها شابة، فآثر البكر عليها، فأبت امرأته الأولى أن تقر على ذلك، فطلقها تطليقة حتى إذا بقي من أجلها يسير، قال: إن شئت راجعتك، وصبرت على الأثرة، وإن شئت تركتك حتى يخلو أجلك. قالت: بل راجعني أصبر على الأثرة، فراجعها ثم آثر عليها، فلم تصبر على الأثرة، فطلقها الأخرى، وآثر عليها الشابة، قال: فذلك الصلح الذي بلغنا أن الله قد أنزل فيه " (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً، فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. كذا قال الحاكم رحمه الله. ولكن الحافظ ابن كثير رحمه الله في"تفسيره" (ج1ص520) يقول: قال الشافعي رحمه الله: أنبأنا ابن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب فذكره

مرسلا. وذكر ابن كثير عن البيهقي أنه رواه من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، أخبرني سعيد بن المسيب وسليمان بن يَسَار: أن السُّنَّة في هاتين الآيتين اللتين ذكر الله فيهما نشوز المرء وإعراضه عن امرأته في قوله: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} إلى تمام الآيتين، وذكر نحو ما تقدم عند الحاكم وكذا عزاه الحافظ ابن كثير إلى عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه 'ن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار ن قال ابن كثير رحمه الله: فذكره بطوله. اهـ فعلم من هذا أن الراجح إرساله، فإن ابن عيينة وشعيب بن أبي حمزة أرجح من معمر، ثم إنا لا نعتمد على الحاكم لكثرة أوهامه في.

مسند الزبير بن العوام رضي الله عنه

مُسند الزُبيرِ بن العَوَّام رضي الله عنه 133-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص165) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ) . هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم كلهم ثقات، ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة محمد بن عبد الله المعروف بابن كناسة: روى له النسائي حديثه عن هشام عن أخيه عثمان، عن أبيه عروة بن الزبير حديث: غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود، قال ابن معين: غنما هو عن عروة مرسلاً. وقال الدارقطني: لم يتابع عليه، رواه الحفاظ من أصحاب هشام بن عروة مرسلاً. اهـ وذكره الإمام النسائي في "سننه" (ج8ص137) من حديث عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود) . ومن حديث محمد بن كناسة بمثل ما عند الإمام أحمد، ثم قال: وكلاهما غير محفوظ. 134-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص653) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَيَّاجٍ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ أَنَّهُ كَانَتْ عِنْدَهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ

عُقْبَةَ فَقَالَتْ لَهُ وَهِيَ حَامِلٌ طَيِّبْ نَفْسِي بِتَطْلِيقَةٍ فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ فَرَجَعَ وَقَدْ وَضَعَتْ فَقَالَ مَا لَهَا خَدَعَتْنِي خَدَعَهَا اللَّهُ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقَالَ (سَبَقَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ اخْطُبْهَا إِلَى نَفْسِهَا) . هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، إلا شيخ ابن ماجه وقد قال النسائي: لا بأس به . وقال محمد بن عبد الله الحضرمي: كان ثقة. ولكن قال البوصيري في "مصباح الزجاجة": هذا اسناد رجاله ثقات، إلا انه منقطع، ميمون هو ابن مهران أبو أيوب روايته عن الزبير مرسلة. قاله المزي في "التهذيب". اهـ

مسند زياد بن لبيد رضي الله عنه

مسند زِيادِ بن لَبِيدٍ رضي الله عنه 135-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص160) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ شَيْئًا فَقَالَ وَذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ أُمِّ لَبِيدٍ إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ لَا يَنْتَفِعُونَ مِمَّا فِيهِمَا بِشَيْءٍ؟) . وقال الإمام أحمد ص (219) من هذا الجزء: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن ابن لبيد الأنصاري به. هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الذهبي يقول في "الكاشف" في ترجمة زياد بن لبيد: إن رواية سالم عنه مرسلة. والحديث صحيح من حديث عوف بن مالك كما في "مسند أحمد " (ج6ص26) وقد أخرجته في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين".

مسند زيد بن ثابت رضي الله عنه.

مسند زيد بن ثابت رضي الله عنه. 136-قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج4ص281) : حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بِمَعْنَاهُ أي بمعنى الحديث السابق، وهو أن زيد بن ثابت قرأ على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ النجم فلم يسجد فيها. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا صخر وهو - حميد بن زياد - خالف يزيد بن خصيفة وابن أبي ذئب ن فهما يرويانه عن ابن قسيط عن عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت أنه قرأ على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. وهو يرويه عن ابن قسيط عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه به. وهما أرجح منه فيعتبر شاذاً. راجع ما كتبته على "التتبع" ص (468) وقد حصل لي وهم هناك، سيتبين ان شاء الله في الطبعة الثالثة.

مسند زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه.

مسند زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه. 137-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص192) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا) . هذا حديث رجاله رجال الصحيح، عبد الملك هو ابن أبي سليمان، وعطاء هو ابن أبي رباح، وهو منقطع، ففي " جامع التحصيل" في ترجمة عطاء بن أبي رباح لم يسمع من زيد بن خالد الجهني. وأخرجه البزار كما في "كشف الأستار" (ج1ص399) . 138-قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج1ص304) : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ أَرْسَلُونِي إِلَى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ أَسْأَلُهُ عَنْ الْمُرُورِ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي فَأَخْبَرَنِي عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ (لَأَنْ يَقُومَ أَرْبَعِينَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ) قَالَ سُفْيَانُ فَلَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ شَهْرًا أَوْ صَبَاحًا أَوْ سَاعَةً. قال الحافظ المزي رحمه الله في "تحفة الأشراف" في ترجمة زيد بن خالد: إن المحفوظ حديث سالم أبي النضر عن بُسر بن سعيد: أنّ زيد بن خالد أرسله إلى أبي جُهيم. ومن جعل الحديث من مسند زيد بن خالد فقد وهم والله أعلم. اهـ مختصراً

139

وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (ج1ص584) في الكلام على رواية البخاري من طريق مالك عن أبي النضر مولى عبد الله بن عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد أن زيد بن خالد أَرْسَلَهُ إِلَى أَبِي جُهَيْمٍ. قال الحافظ: هَكَذَا رَوَى مَالِك هَذَا الْحَدِيث فِي الْمُوَطَّأِ لَمْ يُخْتَلَفْ عَلَيْهِ فِيهِ أَنَّ الْمُرْسِلَ هُوَ زَيْد، وَأَنَّ الْمُرْسَلَ إِلَيْهِ هُوَ أَبُو جُهَيْم، وَتَابَعَهُ سُفْيَان الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عِنْد مُسْلِم وَابْن مَاجَهْ وَغَيْرِهِمَا وَخَالَفَهُمَا اِبْن عُيَيْنَة عَنْ أَبِي النَّضْرِ فَقَالَ " عَنْ بُسْر بْن سَعِيد قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبُو جُهَيْمٍ إِلَى زَيْد بْن خَالِد أَسْأَلُهُ.... فَذَكَرَ الْحَدِيث. قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ: هَكَذَا رَوَاهُ اِبْن عُيَيْنَة مَقْلُوبًا أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ، ثُمَّ قَالَ اِبْن أَبِي خَيْثَمَةَ: سُئِلَ عَنْهُ يَحْيَى بْن مَعِينٍ فَقَالَ: هُوَ خَطَأ، إِنَّمَا هُوَ " أَرْسَلَنِي زَيْد إِلَى أَبِي جُهَيْمٍ " كَمَا قَالَ مَالِك. اهـ المراد من الفتح، وذكر الطحاوي في "مشكل الأثار" (ج1ص83) نحو ذلك. 139-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص116) : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (لَا تَتَّخِذُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا صَلُّوا فِيهَا وَمَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الْغَازِي فِي أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيْءٌ) . الحديث رجاله رجال الصحيح، فإسحاق بن يوسف هو المعروف بالأزرق، وعبد الملك هو ابن أبي سليمان، وعطاء هو ابن أبي رباح، ولكن الحديث منقطع، قال علي بن المديني: عطاء بن أبي رباح لم يسمع من زيد بن خالد الجهني. من "جامع التحصيل". وأخرجه الترمذي (ج3ص533) مقتصراً على أجر التفطير.

140

140-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص114) : حَدَّثَنَا يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيْءٌ) . وَيَزِيدُ (¬1) قَالَ: أَنْبَأَنَا، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: مِنْ غَيْرِ أَنْ لَا يُنْتَقَصُ. الحديث رجاله رجال الصحيح، فيعلى هو ابن عبيد، وعبد الملك هو ابن أبي سليمان، وعطاء هو ابن أبي رباح. والحديث منقطع، فعطاء بن أبي رباح لم يسمع من زيد بن خالد، قاله ابن المديني كما في "جامع التحصيل". ¬

(¬1) الظاهر أنه يزيد بن هارون شيخ الإمام أحمد، ويكون شيخه عبد الملك.

مسند سالم بن عبيد رضي الله عنه.

مسند سالم بن عبيد رضي الله عنه. 141-قال الإمام أبو حاتم محمد ابن حبان البستي رحمه الله (ص479) من "الموارد": أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل، عن منصور، عن هلال بن يساف، قال: كنا مع سالم بن عبيد في غزاة، فعطس رجل من القوم، فقال: السلام عليكم، فقال سالم: السلام عليك وعلى أمك، فوجد الرجل في نفسه، فقال له سالم: كأنك وجدت في نفسك؟ ، فقال: ما كنت أحب أن تذكر أمي بخير ولا بشر، فقال سالم كنا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، في سفر فعطس رجل، فقال: السلام عليكم، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: " عليك وعلى أمك، إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، أو، قال: الحمد لله رب العالمين، وليقل له: يرحمك الله، وليقل هو: يغفر الله لكم " هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا عبد الله بن محمد الأزدي، ولم أتمكن من البحث عنه، ولا يضر وليس هو المقصود منالبحث، إذ الحديث في "سنن أبي داود" والترمذي من غير طريقه. قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج8ص12، 13) : هذا حديث قد اختلفوا في روايته عن منصور، وقد أدخلوا بين هلال بن يساف وبين سالم رجلاً. وقال الإمام النسائي في "عمل اليوم والليلة" ص (241) وص (242) بعد ذكره

الإختلاف: أخبرنا محمد بن بشار، قال حدثنا يحيى عن سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن رجل، عن آخر، قال: كنا مع سالم بن عبيد في سفر فقال كنا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فعطس رجل....نحوه. قال أبو عبد الرحمن (النسائي) : وهذا الصواب عندنا، والأول خطأ، والله أعلم. ثم قال النسائي رحمه الله: أخبرنا القسام بن زكريا بن دينار قال حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن منصور عن هلال عن رجل عن خالد بن عرفطة عن سالم بن عبيد.

مسند سراقة بن مالك رضي الله عنه.

مسند سُرَاقةَ بن مَالك رضي الله عنه. 142-قال الحاكم رحمه الله (ج1ص60) : أخبرنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف، ثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا زيد بن الحباب، حدثني موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن سراقة بن مالك، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: " ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ المغلوبون الضعفاء، وأهل النار كل جعظري جواظ مستكبر ". " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ". وقال الحاكم رحمه الله (ج3ص619) : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني الزاهد، ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني موسى بن علي بن رباح به. كذا قال الحاكم رحمه الله في الطريق الأول: إنه على شرط مسلم، ولكنه منقطع فقد رواه الإمام أحمد (ج4ص175) فقال: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ بَلَغَنِي عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِيِّ، وذكر الحديث. فعلم من هذا أن علي بن رباح لم يسمعه من سراقة. 143-قال الإمام ابو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج2ص1209) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ سَمِعْتُ أَبِي

يَذْكُرُ عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ ابْنَتُكَ مَرْدُودَةً إِلَيْكَ لَيْسَ لَهَا كَاسِبٌ غَيْرُكَ. هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، إلا أنه منقطع، قال البوصيري في "مصباح الزجاجة": علي بن رباح لم يسمع من سراقة بن مالك.

مسند سعد بن عبادة رضي الله عنه

مسند سعد بن عُبادة رضي الله عنه 144- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج6ص255) : أخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ حَجَّاجٍ قَالَ سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَة: أَنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ سَقْيُ الْمَاءِ فَتِلْكَ سِقَايَةُ سَعْدٍ بِالْمَدِينَةِ. الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا ابراهيم بن الحسن، وقد قال أبو حاتم: إنه صدوق، ووثقه النسائي، ولكن الحسن لم يدرك سعد بن عبادة كما في "تهذيب التهذيب". 145-قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج2ص1214) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ صَاحِبِ الدَّسْتُوَائِيِّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ (سَقْيُ الْمَاءِ) . الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا علي بن محمد، وقد توبع فقد رواه أبو داود في الزكاة عن محمد بن كثير، عن همام بن يحيى، عن قتادة به. وعن محمد بن عبد الرحيم، عن محمد بن عرعرة، عن شعبة عن قتادة به.

فالحديث كما ترى رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع، سعيد بن المسيب لم يدرك سعد بن عبادة كما في "جامع التحصيل".

مسند سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

مسند سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. 146-قال الإمام ابوعبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص45) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ ابْنِ سَابِطٍ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ فِي بَعْضِ حَجَّاتِهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ فَذَكَرُوا عَلِيًّا فَنَالَ مِنْهُ فَغَضِبَ سَعْدٌ وَقَالَ تَقُولُ هَذَا لِرَجُلٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات، ولكن يحيى ابن معين يقول: إن عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من سعد بن أبي وقاص كما في "جامع التحصيل". 147- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج5ص102) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ الْمِصْرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: لَمَّا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ النِّسَاءُ قَامَتْ امْرَأَةٌ جَلِيلَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نِسَاءِ مُضَرَ فَقَالَتْ: (يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّا كَلٌّ عَلَى آبَائِنَا وَأَبْنَائِنَا) - قَالَ أَبُو دَاوُد وَأُرَى فِيهِ وَأَزْوَاجِنَا - فَمَا يَحِلُّ لَنَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ؟ فَقَالَ: (الرَّطْبُ تَأْكُلْنَهُ وَتُهْدِينَهُ) .

148

قَالَ أَبُو دَاوُد: الرَّطْبُ: الْخُبْزُ وَالْبَقْلُ وَالرُّطَبُ. قَالَ أَبُو دَاوُد: وَكَذَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ يُونُسَ. هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا محمد بن سوار بن راشد، وقد قال أبو حاتم: إنه صدوق، بل قد رواه سفيان الثوري عن يونس بن عبيد، فظاهر الحديث الصحة، ولكن الحافظ يقول في "تهذيب التهذيب" في ترجمة زياد بن جبير: قال أبو حاتم وأبو زرعة روايته عن سعد بن أبي وقاص مرسلة. 148- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص275) : أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مُوسَى الْبَلْخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ قَالَ مُجَاهِدٌ قَالَ سَعْدٌ رَجَعْنَا فِي الْحَجَّةِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَبَعْضُنَا يَقُولُ رَمَيْتُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ وَبَعْضُنَا يَقُولُ رَمَيْتُ بِسِتٍّ فَلَمْ يَعِبْ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا حاتم يقول: إن مجاهداً عن سعدٍ مرسل كما في "تهذيب التهذيب". 149-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص275) : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا يَأْكُلُ الْبَقَرُ بِأَلْسِنَتِهَا) . الحديث ظاهر سنده الحسن، ولكن في "جامع التحصيل": وقال أبوزرعة: زيد بن أسلم عن سعد -يعني سعد بن أبي وقاص- مرسل، وفي "تهذيب التهذيب": قال أبوزرعة: لم يسمع من سعد. اهـ 150-قال الإمام أبو يعلى رحمه الله (ج2ص66) : حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن سعيد بن أبي

هلال، حدثه، عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، عن أبيها، أنه دخل مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ على امرأة، وبين يديها نوى وحصى تسبح، فقال: " أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا، أو أفضل؟ قول: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا قوة إلا بالله مثل ذلك ". وأخرجه ابن حبان كما في "موارد الظمآن" ص (579) ، والحاكم (ج1ص547) . فأنت إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن إذا رجعت إلى "تهذيب التهذيب" لم تجد رواية لسعيد بن أبي هلال عن عائشة بنت سعد، فرجعنا إلى "تحفة الأشراف" فإذا يعزوه إلى أبي داود والترمذي والنسائي في "عمل اليوم والليلة" من طريق سعيد بن أبي هلال عن خزيمة عن عائشة عن أبيها، وخزيمة هذا قال الإمام الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه سعيد بن أبي هلال، حديثه في التسبيح. اهـ

مسند أبي سعيد الخدري سعد بن مالك رضي الله عنهما

مسند أبي سعيد الخُدري سعد بن مالك رضي الله عنهما 151-قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج4ص399) : حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ. حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ وَأَبُو حَمْزَةَ اسْمَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَابِرٍ وَهُوَ شَيْخٌ بَصْرِيٌّ. سويد هو ابن نصر، وأنت إذا نظرت في رجال هذا السند وجدتهم رجال الصحيح، إلا أبا حمزة عبد الله بن جابر وقد وثقه ابن معين، ولكن الحسن لم يسمع من أبي سعيد قاله علي بن المديني كما في "جامع التحصيل". 152-َقال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص40) : أخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ الْأَوْدِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ) . هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا البختري وهو

153

سعيد بن فيروز لم يدرك أبا سعيد الخدري كما في "جامع التحصيل" عن أبي حاتم رحمه الله. وقال أبو داود (ج4ص422) عقب هذا الحديث: أبو البختري لم يسمع من أبي سعيد. والحديث في "الصحيحين" من حديث أبي سعيد من غير هذه الطريق. 153- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص22) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ قَالَ قَرَأَهَا رَسُولُصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَوَسَلَّمَ حَتَّى خَتَمَهَا وَقَالَ النَّاسُ حَيْزُ وَأَنَا وَأَصْحَابِي حَيْزُ وَقَالَ لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ كَذَبْتَ وَعِنْدَهُ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَهُمَا قَاعِدَانِ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ لَوْ شَاءَ هَذَانِ لَحَدَّثَاكَ وَلَكِنْ هَذَا يَخَافُ أَنْ تَنْزِعَهُ عَنْ عِرَافَةِ قَوْمِهِ وَهَذَا يَخْشَى أَنْ تَنْزِعَهُ عَنْ الصَّدَقَةِ فَسَكَتَا فَرَفَعَ مَرْوَانُ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ لِيَضْرِبَهُ فَلَمَّا رَأَيَا ذَلِكَ قَالُوا (¬1) : صَدَقَ. هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا البختري وهو سعيد بن فيروز لم يسمع من أبي سعيد حكاه في "جامع التحصيل" عن أبي حاتم. 154-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج2ص123) : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ, عَنْ ¬

(¬1) كذا في "المسند"، وفي "تفسير ابن كثير" (ج8ص531) نقلاً عن "المسند": (قالا) :، وفي "دلائل النبوة" للبيهقي (ج5ص110) (قال: صدقت) والمناسب مافي "تفسير ابن كثير " (قالا) .

155

عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ) . هذا الحديث ظاهر سنده أنه حسن ولكن الإمام الترمذى رحمه الله يقول (ج2ص50) بعد ذكره الحديث وقد تكلم فى إسناد حديث أبى سعيد كان يحيى بن سعيد يتكلم فى على بن على وقال أحمد لايصح هذا الحديث. اهـ وقال الإمام أبو داود رحمه الله (ج2ص478) بعد ذكره الحديث وهذا الحديث يقولون هو من على بن على عن الحسن مرسلاً الوهم من جعفر. اهـ وقد أورده أبو داود في "المراسيل" عن الحسن كما في "تحفة الأشراف". 155-قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1328) : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (لَا يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَحْقِرُ أَحَدُنَا نَفْسَهُ قَالَ يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ ثُمَّ لَا يَقُولُ فِيهِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِي كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ خَشْيَةُ النَّاسِ فَيَقُولُ فَإِيَّايَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى) . فأنت إذا نظرت إلى رجال هذا الحديث وجدتهم رجال الصحيح، وقد قال

156

البوصيري في "مصباح الزجاجة" هذا اسناد صحيح اهـ. ولكن أبا البختري وهو سعيد بن فيروز لم يدرك أبا سعيد كما في "جامع التحصيل" عن أبي حاتم. ثم وجدت الحديث في "المسند" (ج3ص84) عن أبي البختري عن رجل عن أبي سعيد به. فصرح بالساقط وهو مبهم. 156- قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج1ص498) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ (¬1) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُبْنَى عَلَى الْقَبْرِ. هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، وإليك ما قاله البوصيري في "مصباح الزجاجة" (ج2ص41) قال رحمه الله: هذا اسناده ثقات، إلا أنه منقطع، القاسم بن مخيمرة لم يسمع من أبي سعيد. اهـ وفي "تهذيب التهذيب" في ترجمة القاسم بن مخيمرة: وقال الدوري عن ابن معين: لم نسمع أنه سمع من أحد من الصحابة. وقال ابن حبان في "الثقات": ماأحسبه سمع من أبي موسى يعني أبا بردة. وقال في موضع آخر: سأل عائشة عما يلبس المحرم؟. اهـ 157-قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج1ص171) : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ عَنْ التَّشَبُّهِ فِي الصَّلَاةِ ¬

(¬1) في الأصل: وهب, والصواب ما أثبتناه كما في " تحفة الأشراف ".

158

فَقَالَ: (لَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا) . هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، قال البوصيري رحمه الله في "مصباح الزجاجة" (ج1ص74) : هذا اسناد رجاله ثقات، إلا أنه معل برواية الحفاظ من أصحاب الزهري عنه،، عن سعيد، عن عبد الله بن زيد. اهـ وحديث عبد الله بن زيد بن عاصم في "الصحيحين" وأبي داود والنسائي، وحديث أبي سعيد رواه الإمام أحمد في "المسند" وذكر العقيلي عن الإمام أحمد أنه كان ينكر حديث المحاربي عن معمر. وقال العلائي في "المراسيل": قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: لم نعلم أن عبد الرحمن بن محمد المحاربي سمع من معمر شيئاً، وبلغنا أنه كان يدلس. اهـ 158-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص87) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ لَتُرَى غُرَفُهُمْ فِي الْجَنَّةِ كَالْكَوْكَبِ الطَّالِعِ الشَّرْقِيِّ أَوْ الْغَرْبِيِّ فَيُقَالُ مَنْ هَؤُلَاءِ فَيُقَالُ هَؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا حازم وهو سلمة بن دينار لم يسمع من أبي سعيد، ففي "جامع التحصيل" عن ولده عبد العزيز: من حدثك أن أبي سمع واحدا من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ غير سهل بن سعد فلا تصدقه. 159-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص84) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ: (أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ أَلَا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً وَإِنَّ أَكْثَرَ ذَاكُمْ غَدْرًا أَمِيرُ الْعَامَّةِ فَمَا نَسِيتُ رَفْعَهُ بِهَا صَوْتَهُ) . هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن علي بن المديني

160

يقول: إن الحسن لم يسمع من أبي سعيد. كما في "جامع التحصيل". 160-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص78) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ سُئِلَ عَنْ الْعَزْلِ قَالَ: حدثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: (أَنْتَ تَخْلُقُهُ أَنْتَ تَرْزُقُهُ أَقِرَّهُ قَرَارَهُ أَوْ مَقَرَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ) . هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن علي بن المديني قال: إن الحسن لم يسمع من أبي سعيد كما في "جامع التحصيل". 161-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص68) : حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ اسْتِئْجَارِ الْأَجِيرِ حَتَّى يُبَيَّنَ أَجْرُهُ وَعَنْ النَّجْشِ وَاللَّمْسِ وَإِلْقَاءِ الْحَجَرِ. وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص71) : ثنا حسن، ثنا حماد بن سلمة، عن حماد، عن أبراهيم، عن أبي سعيد الخدري به. هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، فسريح هو ابن النعمان، وحماد هو ابن سلمة، وحماد شيخه هو ابن أبي سليمان، وابراهيم هو ابن يزيد النخعي. ولكن الحديث منقطع، قال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف": إن ابراهيم لم يسمع من أبي سعيد. وله علة آخرى هو أن النسائي رواه في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف": إن ابراهيم لم يسمع من أبي سعيد. اهـ وله علة أخرى هي أن النسائي رواه في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي سعيد: إذا استأجرت أجيراً فأعلمه أجره. موقوف. 162-قال الحاكم رحمه الله (ج1ص132) : وحدثنا أبو بكر محمد بن

163

أحمد بن بالويه، ثنا أبو المثنى العنبري، قال (¬1) : ثنا أبو عمر (¬2) الضرير، ثنا حسان بن إبراهيم، عن سعيد بن مسروق الثوري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قال: " مفتاح الصلاة الوضوء، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم ". هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه. فأنت إذا نظرت إلى السند وجدته كما يقول الحاكم رحمه الله صحيحا ولكن ابن عدي رحمه الله يقول في ترجمة حسان بن ابراهيم: إنه وهم فيه، وإنما الحديث لأبي سفيان وهو طريف العدوي ثم ساقه بسنده. اهـ المراد منه وطريف هو ابن شهاب أبو سفيان، ضعفه ابن معين، وقال أحمد: ليس بشئ، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم، وقال النسائي: متروك. اه المراد من "الميزان". 163-قال الإمام ابو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص63) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَرَى رَبَّنَا قَالَ: (تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ فِي غَيْرِ سَحَابٍ قُلْنَا لَا قَالَ فَتَضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فِي غَيْرِ سَحَابٍ قَالُوا لَا قَالَ إِنَّكُمْ لَا تَضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ إِلَّا كَمَا تَضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا) ¬

(¬1) في "المستدرك": (قالا) وهو خطأ. (¬2) أبوعمر هو حفص بن عمر وترجمته في " تذكرة الحفاظ ". وفي " الكامل " لابن عدي: أبوعمر الحوضي وهو حفص بن عمر وكلاهما قد روى عن حسان كما في " تهذيب الكمال ".

164

ظاهر السند أنه على شرط الشيخين، ولكن إليك ما قاله الترمذي رحمه الله (ج7ص270) بعد ذكره الحديث من حديث جابر بن نوح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً: وهكذا روى يحيى بن عيسى الرملي وغير واحد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وروى عبد الله بن إدريس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وحديث ابن إدريس عن الأعمش غير محفوظ وحديث أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أصح وهكذا رواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وقد روي عن أبي سعيد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ من غير هذا الوجه مثل هذا الحديث وهو حديث صحيح أيضاً. اهـ يقول المباركفوري رحمه الله: أخرجه الشيخان من طريق عطاء بن يسار عن أبي سعيد. اهـ وقد ذكر الحافظ رحمه الله كلام الترمذي في "النكت الظراف" وأقره عليه. 164- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج7ص497) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُضَحِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَحِيلٍ يَنْظُرُ فِي سَوَادٍ وَيَأْكُلُ فِي سَوَادٍ وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ. الحديث أخرجه الترمذي (ج5ص80) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث حفص بن غياث. وأخرجه النسائي وابن ماجه. قال أبو عبد الرحمن: ظاهر السند أنه على شرط مسلم، ولكن في "تهذيب التهذيب" وقد قيل: إن رواية محمد بن علي عن جميع من سمي هنا من الصحابة ما عدا ابن عباس وجابر بن عبد الله وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب مرسلة. اهـ وما وجدت له في "تحفة الأشراف" عن أبي سعيد إلا هذا الحديث مع أن محمد رحمه الله من المكثرين.

165

165- قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج1ص589) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا لِخَمْسَةٍ لِعَامِلٍ عَلَيْهَا أَوْ لِغَازٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ لِغَنِيٍّ اشْتَرَاهَا بِمَالِهِ أَوْ فَقِيرٍ تُصُدِّقَ عَلَيْهِ فَأَهْدَاهَا لِغَنِيٍّ أَوْ غَارِمٍ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن ابن أبي حاتم يسأل أباه وأبا زرعة عن هذا الحديث (ج1ص221) فقالا هذا خطأ، رواه الثوري عن زيد بن اسلم قال حدثني الثبت قال قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وهو اشبه وقال أبي: فان قال قائل: الثبت من هو؟ أليس هو عطاء بن يسار؟ قيل له لو كان عطاء بن يسار لم يُكَنَّ عنه. قلت لأبي زرعة: أليس الثبت هو عطاء؟ قال: لا لو كان عطاء ما كان يكني عنه. وقد رواه ابن عيينه عن زيد عن عطاء عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسل. قال أبي والثوري احفظ. اهـ من "العلل". 166- قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج1ص586) : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ: (الْوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا) . هذا الحديث بهذا السند إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة أبي البختري سعيد بن فيروز: وقال أبوداود: لم يسمع من أبي سعيد، وفيه أيضا: وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" عن أبيه: لم يدرك أبا ذر ولا أبا سعيد، ولا زيد بن ثابت، ولا رافع بن خديج، وهو عن عائشة مرسل. اهـ 167- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج13ص170) : أخبََرَنَََا الْقَعْنَبِيُّ, أخبرنا

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: (خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا) . قَالَ أَبُو دَاوُد هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ. وقال البخاري في "الأدب المفرد" ص (388) : حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا أبو عامر، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي، حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال: أذن أبو سعيد بجنازة فكأنه تخلف حتى أخذالقوم مجالسهم، ثم جاء بعد فلما رآه القوم تسرعوا وقام بعضهم عنه ليجلس في مجلسه. فقال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يقول: خير المجالس أوسعها، ثم تنحى وجلس في مجلس واسع. هذا الحديث إذا نظرت في سنده ظننتهم رجال الصحيح، ومن ثم يقول الإمام النووي في "رياض الصالحين" ص (339) : رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري. ويقول الحاكم في "المستدرك" (ج4ص269) : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. ولكن في "تهذيب التهذيب" عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري اثنان: أحدهما من رجال الجماعة، والآخر ذكره الحافظ تمييزا، قال: وهو ابن أخي عبد الرحمن بن أبي عمرة. وقال في ترجمة الأول الذي هو من رجال الجماعة: وما ادعاه المؤلف -يعني المزي- من أن ابن أبي الموالي روى عنه، ليس بشئ إنما روى عن ابن أخيه. وقال في ترجمة التمييز: وما أظنه سمع منه -يعني أبا سعيد -. وعبد الرحمن بن أبي عمرة الذي ذكر تمييزا روى عنه جماعة، وما وثقه معتبر فهو هذا. فالحديث ضعيف من أجل عبد الرحمن، ومن أجل قول الحافظ: وما أظنه سمع من

168

أبي سعيد. وقد كنت وهمت في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" وقلت: صحيح على شرط البخاري، ثم نبهني بعض أخواني في الله على هذا، فجزاه الله خيراً. 168- قال الإمام أبو يعلى رحمه الله (ج2ص346) : حدثنا أبو بكر، حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عياض، عن أبي سعيد قال: " كنا نورثه على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ " يعني الجد. هذا الحديث ظاهره الصحة، فأبو بكر هو بن أبي شيبة، وقبيصة هو ابن عقبة، وسفيان هو الثوري، وعياض هو ابن عبد الله، ولكن أبا زرعة يقول كما في "العلل" لابن أبي حاتم (ج2ص52) : هذا خطأ أخطأ فيه قبيصة انما هو كنا نؤدي صدقة الفطر على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. وقال الإمام مسلم في "التمييز" (ص190) : هذا خبر صحف فيه قبيصة، وانما كان الحديث بهذا الإسناد عن عياض (يعني عن أبي سعيد) ، قال: كنا نوديه على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يعني في الطعام وغيره في زكاة الفطر، فلم يقر قراءته، فقلب قوله، الى أن قال: يورثه. ثم قلب له معنى فقال: يعني الجد. اهـ 169- قال الحاكم رحمه الله (ج4ص311 بتحقيقنا) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا أبو أسامة، ثنا سعيد بن إياس الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إذا استجد ثوبا سماه عمامة أو قميصا أو رداء ثم يقول: " اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له " " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ". كذا قال الحاكم حكم عليه بظاهر الحديث ولكن الحافظ فى "نتائج الأفكار"

(ج1ص123) يذكر أن النسائى رواه من طريق حماد بن سلمة عن الجريرى عن أبى العلاء بن عبد الله بن الشخير عن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسلاً وقال: هذا أولى بالصواب من رواية عيسى بن يونس -يعنى الذى يرويه عن سعيد الجريرى -فإنه سمع من الجريرى بعد الإختلاط وسماع حماد عنه قديم قبل اختلاطه ثم قال الحافظ: وكذا أشار أبو داود إلى هذه العلة وأفاد علة أخرى وهى أن عبد الوهاب الثقفى رواه عن الجريرى عن أبى نضرة مرسلا لم يذكر أبا سعيد وغفل ابن حبان والحاكم عن علته فصححاه أخرجه ابن حبان من رواية عيسى ابن يونس ومن رواية خالد الطحان. وأخرجه الحاكم من رواية أبى أسامة كلهم عن الجريرى وكل من ذكرناه سوى حماد والثقفى سمع من الجريري بعد اختلاطه. اهـ المراد منه.

مسند سلمان الفارسي رضي الله عنه

مسند سلمان الفارسي رضي الله عنه 170-قال أبو بكر بن أبي شيبة كما في "المطالب العالية" (ج1ص199) رقم (451) : حدثنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت القاسم بن مخيمرة يذكر أن سلمان قدمه قوم يصلى بهم فأبى فدفعوه فلما صلى بهم قال: أكلكم راض؟ قالوا: نعم قال: الحمد لله إني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يقول: (ثلاثة لا تقبل صلاتهم المرأة تخرج من بيتها بغير إذنه والعبد الابق والرجل يؤم القوم وهم له كارهون) . هذا سند رجال ثقات فظاهره الصحة، لكن لم يسمع القاسم بن مخيمرة من أحد من الصحابة كما في "تهذيب التهذيب". 171- قال الإمام البزار رحمه الله (ج6ص484) : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبِيدَةَ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قَالَ: (رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ) . قال أبو عبد الرحمن: هذا الالحديث ظاهر سنده الحسن، ولكن ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص310) قال: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه أنس بن عياض

عن محمد بن عمرو عن عبيدة بن سفيان عن أبي الجعد الضمري عن سلمان الفارسي عن النبي "رباط يوم في سبيل خير من صيام شهر وقيامه" فقالا: هذا خطأ انما هو محمد بن عمرو عن مكحول عن سلمان كذا رواه يحيى القطان واسماعيل بن جعفر قلت لهما الوهم ممن هو قالا من أبي ضمرة. اهـ

مسند سفينة رضي الله عنه

وقال الدارقطني رحمه الله في "أطراف الغرائب والأفراد" (ج3ص119) : تفرد به أبو ضمرة أنس بن عياض، عن محمد بن عمرو، عن عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي الجعد (¬1) عنه، أي عن سلمان، ووهم فيه وإنما رواه محمد بن عمرو، عن مكحول عن سلمان مرسلاً. مسند سفينة رضي الله عنه 172- قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج3ص606) : حدثنا أبو العباس، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني أسامة بن زيد، أن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، حدثه، عن محمد بن المنكدر، أن سفينة، مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قال: " ركبت البحر فانكسرت سفينتي التي كنت فيها فركبت لوحا من ألواحها فطرحني اللوح في أجمة فيها الأسد فأقبل إلي يريدني فقلت: يا أبا الحارث، أنا مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فطأطأ رأسه، وأقبل إلي فدفعني بمنكبه حتى أخرجني من الأجمة، ووضعني على الطريق وهمهم فظننت أنه يودعني فكان ذلك آخر عهدي به " هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. كذا قال الحاكم رحمه الله، وسكت عليه الذهبي، ومحمد بن عبد الله ما رولى له مسلم، وأسامة بن زيد هو الليثي، قال الحاكم: واستدللت بكثرة روايته على أنه عنده -أي عند مسلم - صحيح الكتاب. على أن أكثر تلك الأحاديث مستشهد بها، أو هو مقرون في الإسناد، وقال ابن القطان الفاسي: لم يحتج به مسلم، وإنما أخرج له استشهاداً. ومحمد بن المنكدر قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": روايته عن سفينة مرسلة. ¬

(¬1) في الأصل (ابن الجعد) , والصواب ما أثبتناه.

مسند سمرة بن جندب رضي الله عنه

مسند سَمُرة بن جُندب رضي الله عنه 173-قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج10ص64) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ: أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ عَضُدٌ مِنْ نَخْلٍ فِي حَائِطِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ وَمَعَ الرَّجُلِ أَهْلُهُ قَالَ فَكَانَ سَمُرَةُ يَدْخُلُ إِلَى نَخْلِهِ فَيَتَأَذَّى بِهِ وَيَشُقُّ عَلَيْهِ فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَبِيعَهُ فَأَبَى فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يُنَاقِلَهُ فَأَبَى فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَطَلَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيعَهُ فَأَبَى فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يُنَاقِلَهُ فَأَبَى قَالَ فَهِبْهُ لَهُ وَلَكَ كَذَا وَكَذَا أَمْرًا رَغَّبَهُ فِيهِ فَأَبَى فَقَالَ أَنْتَ مُضَارٌّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (لِلْأَنْصَارِيِّ اذْهَبْ فَاقْلَعْ نَخْلَهُ) . هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع، ففي "تهذيب التهذيب": في وفاة سمرة بن جندب أنه توفي سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة تسع وخمسين. وفيه في ولادة محمد بن علي أنه ولد سنة ستين، وقيل سنة ست وخمسين، وأما ما جاء عن الواقدي أن مولده سنة خمس وأربعين فلم يرتضه الحافظ. والله أعلم 174-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص11) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ,

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ سَمُرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا حَدَّثْتُكُمْ حَدِيثًا فَلَا تَزِيدُنَّ عَلَيْهِ وَقَالَ أَرْبَعٌ مِنْ أَطْيَبِ الْكَلَامِ وَهُنَّ مِنْ الْقُرْآنِ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ لَا تُسَمِّيَنَّ غُلَامَكَ أَفْلَحًا وَلَا نَجِيحًا وَلَا رَبَاحًا وَلَا يَسَارًا) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن هل سمع هلال ابن يساف من سمرة بن جندب؟ وهلال يرسل عن الصحابة كما فى تهذيب التهذيب فمن ادعى سماعه من سمرة فعليه أن يأتى برواية واحدة صحيحة ولو فى غير هذا الحديث أو بقول حافظ من الحفاظ أنه سمع منه وقد أخرجه أبو داود الطيالسى رقم (899، 900) مفرقا وأخرج قطعة منه ابن ماجه (ج2ص1252) وأخرجه النسائى فى عمل اليوم والليلة ص (487) وليس عندهم تصريح بالسماع ثم أيضا هلال بن يساف ليس له من سمرة إلا هذا الحديث عند النسائى فى "عمل اليوم والليلة" وقطعة منه عند ابن ماجه كما فى "تحفة الأشراف" ومما يدل على أن هلال بن يساف لم يسمعه من سمرة أن الإمام أحمد رحمه الله رواه (ج5ص7) فقال ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن عميلة عن سمرة وذكر النهى عن التسمية وقال ص (10) ثنا حسن بن موسى ثنا زهير عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن عميلة عن سمرة قال قال رسول الله > أحب الكلام إلى الله تبارك وتعالى أربع. وذكر بقية الحديث المتقدم وقال الإمام مسلم رحمه الله (ج3ص1685) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ رَبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ وَلَا تُسَمِّيَنَّ غُلَامَكَ يَسَارًا وَلَا

175

رَبَاحًا وَلَا نَجِيحًا وَلَا أَفْلَحَ فَإِنَّكَ تَقُولُ أَثَمَّ هُوَ فَلَا يَكُونُ فَيَقُولُ لَا إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ فَلَا تَزِيدُنَّ عَلَيَّ وحَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنِي جَرِيرٌ ح وحَدَّثَنِي أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَهُوَ ابْنُ الْقَاسِمِ ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ كُلُّهُمْ عَنْ مَنْصُورٍ بِإِسْنَادِ زُهَيْرٍ فَأَمَّا حَدِيثُ جَرِيرٍ وَرَوْحٍ فَكَمِثْلِ حَدِيثِ زُهَيْرٍ بِقِصَّتِهِ وَأَمَّا حَدِيثُ شُعْبَةَ فَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الْغُلَامِ وَلَمْ يَذْكُرْ الْكَلَامَ الْأَرْبَع. اهـ ولا يقال إن هلال سمعه من ربيع بن عميلة ثم سمعه من سمرة أو سمعه من سمرة ثم سمعه من ربيع بم عميلة وإنما يقال هذا فيمن ثبت سماعه من شيخ شيخه ولو مرة واحدة. والله أعلم فالحاصل أن الحديث بذكر ربيع بن عميلة صحيح وبحذفه معل. 175- قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله (ج3ص266) : حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن أبي قلابة عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (عليكم بالثياب البياض فليلبسها أحياؤكم وكفنوا فيها موتاكم) . الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكن في "جامع التحصيل": أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي لم يسمع من سمرة. اهـ وقد ذكرت الواسطة بينه وبين سمرة وهو أبو المهلب كما في "تحفة الأشراف" وعزاه للنسائي. وقد صح من حديث ابن عباس.

مسند سهل بن أبي حثمة رضي الله عنهما

مسند سَهل بن أبي حَثمة رضي الله عنهما 176- قال ابن أبي عاصم رحمه الله في "السنة" (ج2ص1002) : حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الأعلى، عن معمر عن الزهري، عن سهل بن أبي حثمة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: تعلموا من قريش ولا تعلموهم. أبو بكر هو ابن أبي شيبة. وهذا الحديث ظاهره الصحة، ولكنه منقطع ففي ترجمة سهل بن أبي حثمة من "تهذيب التهذيب" (ج4ص218) ك وأرسل عنه الزهري. 177- قال ابن أبي عاصم رحمه الله في "السنة" (ج2ص1005) : حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الأعلى، عن معمر عن الزهري، عن سهل بن أبي حثمة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: قَدِّموا قريشاً ولا تَقَدَّمُوها. الحديث تقدم الكلام عليه في الذي قبله.

مسند شداد بن أوس رضي الله عنهما

مسند شَدَّادِ بن أوس رضي الله عنهما 178- قال الإمام أحمد في "مسنده" (ج4ص123) : حدثنا عبد الرزاق، قال: معمر ن أخبرني أيوب ن عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي أسماء الرحبي، عن شداد بن أوس قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَى لِي الْأَرْضَ أَوْ قَالَ إِنَّ رَبِّي زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَإِنِّي أُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يَهْلِكُوا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَلَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ وَقَالَ يُونُسُ لَا يُرَدُّ وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَلَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا أَوْ قَالَ مَنْ بِأَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ وَإِذَا وُضِعَ فِي أُمَّتِي السَّيْفُ لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قال أبو عبد الرحمن: الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن قال البزار بعد إخراجه من حديث شداد بن أوس (ج8ص413) : قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ: فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ إِنَّمَا هَذَا عَنْ ثَوْبَانَ، فَقَالَ: لاَ نَظَرْتَ وَهُوَ هَكَذَا. وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ,

عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّوَابُ. وَرَوَاهُ قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. اهـ فعلم من هذا أن الحديث معل من حديث شداد بن أوس، صحيح من حديث ثوبان.

مسند أبي أمامة صدي بن عجلان رضي الله عنه

مسند أبي أُمَامة صُديِّ بن عجلان رضي الله عنه 179- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص249) : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ سَالِمٍ أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيءٍ، وسُبحَانَ الله مِثلَهَا فَأعظِم ذَلِكَ) هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع قال العلائي في "جامع التحصيل": وحكى الترمذي في "العلل" (¬1) عن البخاري أنه قال: سالم بن أبي الجعد لم يسمع من أبي أمامة ولا ثوبان، وسمع من جابر وأنس بن مالك. 180- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج9ص471) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الثَّقَفِيُّ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَيُّ الدُّعَاءِ ¬

(¬1) في " العلل الكبير" (ج2 ص963) .

أَسْمَعُ قَالَ جَوْفَ اللَّيْلِ الْآخِرِ وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب التهذيب" عن يحيى بن معين: أن عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من أبي أمامة.

مسند صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه

مسند صَفَوان بن عسَّال المُرادي رضي الله عنه 181- قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج1ص829: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ قُلْتُ أُنْبِطُ الْعِلْمَ قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا مِنْ خَارِجٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ إِلَّا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا بِمَا يَصْنَعُ) . هذا الحديث بهذا السند ظاهره الحسن، ولكن الإمام يحيى ابن معين يقول: وحديث معمر عن ثابت، وعاصم بن أبي النجود، وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام. اهـ من "تهذيب التهذيب" والحديث صحيح من حديث صفوان بن عسال من طريق أخرى، وقد ذكرته في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين".

مسند ضرار بن الأزور رضي الله عنه

مسند ضِرَارِ بن الأزوَرِ رضي الله عنه 182- قال الإمام أحمد رحمه اله (ج4ص311) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَر: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَحْلُبُ فَقَالَ: دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ. إذا نظرت إلى سند هذا الحديث وجدت رجاله ثقات، وظاهره الصحة ولكن الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول كما في "العلل" (ج2ص245) : سألت أبي وأبا زرعة وذكر هذا الحديث: فقالا: روى هذا الحديث جماعة من الحفاظ عن الأعمش ن عن يعقوب بن بجير، عن ضرار بن الأزور، بدلا من عبد الله بن سنان، وهو الصحيح، قال: خالف الثوري الخلق في هذا الحديث. وقال غير سفيان: الأعمش عن يعقوب بن بجير، عن ضرار بن الأزور. اهـ قلت: ويعقوب بن بجير قال الذهبي: في "الميزان": لا يعرف ثم قال: غريب فرد، والأعمش مدلس، وما ذكر سماعا ولا يعقوب ذكر سماعا من ضرار، ولا أعرف لضرار سواه. اهـ من "الميزان". قلت: فالحديث لا يصح من الطريقين. والله أعلم.

مسند طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

مسند طلحة بن عُبيد الله رضي الله عنه 183-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص163) : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ عَنِ ابْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَجُلَيْنِ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَكَانَ إِسْلامُهُمَا جَمِيعًا وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْ صَاحِبِهِ فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ قَالَ طَلْحَةُ فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِهِمَا وَقَدْ خَرَجَ خَارِجٌ مِنْ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ ثُمَّ رَجَعَا إِلَيَّ فَقَالَا لِي ارْجِعْ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ فَعَجِبُوا لِذَلِكَ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقَالَ مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا كَانَ أَشَدَّ اجْتِهَادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدَخَلَ هَذَا الْجَنَّةَ قَبْلَهُ فَقَالَ أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً قَالُوا بَلَى وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَهُ قَالُوا بَلَى وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا سَجْدَةً فِي السَّنَةِ قَالُوا بَلَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ فَلَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "جامع التحصيل" عن ابن معين: أن أبا سلمة لم يسمع من طلحة.

مسند عبادة بن الصامت رضي الله عنه.

مسند عُبَادَةَ بن الصَّامِت رضي الله عنه. 184-قال الحاكم رحمه الله (ج3ص356) : حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا هشام بن علي، ثنا حسين بن محمد، ثنا شيبان، عن قتادة، عن سليمان اليشكري، عن أبي الأشعث، عن عبادة بن الصامت قال: " بايعنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ على أن لا نخاف في الله لومة لائم ". " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ". كذا قال وسليمان لم يخرجا له. وإذا نظرت إلى سند هذا الحديث وجدته صحيحا وليس كذلك، فقتادة لم يسمع من سليمان اليشكري كما في "تهذيب التهذيب" في ترجمة سليمان بن قيس اليشكري.

مسند العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه.

مسند العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه. 185- قال أبو داود رحمه الله (ج14ص165) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُوسَى الطَّحَّانِ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَكْنُسَ زَمْزَمَ وَإِنَّ فِيهَا مِنْ هَذِهِ الْجِنَّانِ، يَعْنِي الْحَيَّاتِ الصِّغَارَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِنَّ. الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا موسى بن مسلم، وقد وثقه ابن معين كما في "تهذيب التهذيب" ولكن الحافظ المنذري يقول كما في "عون المعبود" في سماع عبد الرحمن بن سابط من العباس بن عبد المطلب نظر، والأظهر أنه مرسل.

مسند عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه

مسند عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه 186-قال الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد "فضائل الصحابة" (ج1ص56) : حدثني عبد الله بن عون، قال: حدثنا أبو اسماعيل المؤدب ابراهيم بن سليمان، قال: حدثنا اسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد الله ابن أبي أوفى. وحدثنا الربيع بن ثعلب أبو الفضل إملاء، قال: حدثنا أبو اسماعيل المؤدب ابراهيم بن سليمان بن رزين، عن اسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد الله ابن أبي أوفى قال: " شكا عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد- رضي الله عنه- إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يا خالد لم تؤذي رجلًا من أهل بدر؟ لو أنفقت مثل أحد ذهبًا لم تدرك عمله. فقال: يا رسول الله يقعون في فأرد عليهم. فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: لا تؤذوا خالدًا فإنه سيف من سيوف الله- عز وجل- صبَّه الله على الكفار ". هذا الحديث ظاهره الصحة، ولكن ابن أبي حاتم يقول في "العلل" (ج2ص356) : وحدثنا أبوزرعة، عن ابن الأصبهاني عن عبد الله بن إدريس عن اسماعيل عن الشعبي,

187

عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسل. سمعت أبا زرعة يقول: الصحيح حديث أبي إدريس. اهـ وقال الحافظ الذهبي متعقباً على الحاكم إذ قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه (ج3ص298) قلت: رواه ابن إدريس عن أبي خالد عن الشعبي مرسلاً وهو أشبه. 187-قال الإمام أبوعبد الله محمد بن يزيد القزويني رحمه الله (ج1ص61) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَقُ الْأَزْرَقُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَّارِ) . هذا الحديث بهذا السند إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح ولكن الصحيح أن الأعمش لم يسمع من ابن أبي أوفى ففي "تهذيب التهذيب" يقال: أنه مرسل وكذا في "تحفة الشراف" وفي "تهذيب التهذيب" أيضا: لم يسمع من ابن أبي أوفى. اهـ وفي "جامع التحصيل": ذكر الترمذي أنه لم يسمع من أحد من الصحابة. اهـ وفي "مصباح الزجاجة" واسناد ابن أبي أوفى رجاله ثقات إلا أنه منقطع والأعمش لم يسمع من ابن أبي أوفى، قاله غير واحد. اهـ هذا وأما أبو نعيم في "الحلية" (ج5ص54) فقد قال: إن الأعمش رأى ابن أبي أوفى وسمع منه. اهـ وأبو نعيم ليس بمنزلة من نفى حتى يقال: المثبت مقدم على من النافي، بل هو متساهل جمع في "الحلية" ماهبَّ ودبَّ. ثم إن إسحاق بن يوسف الأزرق قد خالفه عبد الله بن نمير فرواه عن الأعمش عن الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كما في "تحفة الأشراف". وقد قال أبو نعيم في "الحلية" (ج5ص56) : ويذكر أنه مما تفرد به اسحاق وروي من حديث الثوري عن الأعمش ثم ساقه بسنده إلى سفيان ولكن السند إلى سفيان يحتاج إلى نظر في رجاله. والله المستعان. وللحديث سند آخر حسن في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" مسند عبد الله بن أبي أوفى.

مسند عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما

مسند عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما 188-قال الإمام النسائي رحمه الله (ج8ص182) : أخبرنا اسحاق بن ابراهيم، قال: أنبأنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت محمد بن أبي يعقوب، يحدث عن عبد الله بن جعفر قال: أمهل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم، ثم أتاهم، فقال: لا تبكوا أخي بعد اليوم، ثم قال: ادعوا إلي بني أخي، فجئ بنا كأنا أفراخ، فقال: ادعوا الحلاق، فأمر بحلق رؤوسنا. مختصر. هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن محمد بن أبي يعقوب وهو محمد بن عبد الله لم يسمع من عبد الله بن جعفر، رواه عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر كما في "مسند الإمام أحمد" (ج1ص2049 وكما في "تحفة الأشراف". والظاهر أنه سقط عند الطبع أو النسخ التي طبع عليها، ولو كان من أصل النسائي لنبه عليه الحافظ المزي رحمه الله، وعندنا من النسائي نسختان في كلتيهما هذا السقط، ومن المؤكد أنه ليس من النسائي إذ قد عزاه إليه المزي في "تحفة الأشراف" من طريق محمد بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر، فالله أعلم فالحديث ليس معلا، ولكنني أبقيته ليُعلم أن في نسختي النسائي سقطاً.

مسند عبد الله بن حبشي الخثعمي رضي الله عنه

مسند عبد الله بن حبشي الخثعمي رضي الله عنه 189-قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص411) : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُبْشِيٍّ الْخَثْعَمِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ: (إِيمَانٌ لَا شَكَّ فِيهِ وَجِهَادٌ لَا غُلُولَ فِيهِ وَحَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ قِيلَ فَأَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ قَالَ طُولُ الْقُنُوتِ قِيلَ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ جَهْدُ الْمُقِلِّ قِيلَ فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ هَجَرَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ قِيلَ فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ جَاهَدَ الْمُشْرِكِينَ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ قِيلَ فَأَيُّ الْقَتْلِ أَشْرَفُ قَالَ مَنْ أُهَرِيقَ دَمُهُ وَعُقِرَ جَوَادُهُ) . هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، فعلي هو ابن عبد الله البارقي، وقد روى له مسلم حديثا واحدا كما في "تهذيب التهذيب". ولكن الحديث قد اختلف فيه على عبيد بن عمير كما في "تاريخ البخاري" ترجمة عبد الله بن حبشي ورجح الحافظ في "الإصابة" ما رواه البخاري في "تاريخه" قال رحمه الله: وقال زهير بن حرب حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح، قال: حدثنا ابن شهاب، عن عبد الله بن عبيد، عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ....مثله. وقال الحافظ: وهذا الأقوى.

مسند عبد الله بن حوالة رضي الله عنه

مسند عبد الله بن حوالة رضي الله عنه 190- قال الإمام يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (ج2ص88) : حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، قال: حدثنى أبو علقمة، يرد الحديث إلى جبير بن نفير قال: قال عبد الله بن حوالة رضى الله عنه: كنا عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فشكونا إليه العرى والفقر وقلة الشئ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: أبشروا فوالله لأنا بكثرة الشئ أخوفني عليكم من قلته، والله لا يزال هذا الامر فيكم حتى يفتح الله ارض فارس وارض الروم وارض حمير وحتى تكونوا اجنادا ثلاثة جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن وحتى يعطى الرجل المائة فيسخطها، قال ابن حوالة ك قلت: يارسول الله ومن يستطيع الشام وبه الروم ذوات القرون؟ قال والله ليفتحها الله عليكم وليستخلفنكم فيها حتى يظل العصابة البيض منهم قمصهم الملحمة اقفاؤهم قياما على الرويجل الاسود منكم المحلوق ما امرهم من شئ فعلوه وان بها رجالا لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في اعجاز الابل، قال ابن حوالة: فقلت: يارسول الله اختر لى ان ادركني ذلك قال انى اختار لك الشام فانه صفوة الله من بلاده واليه تجتبى صفوته من عباده يا اهل اليمن عليكم بالشام فان صفوة

الله من ارضه الشام ألا فمن أبى فليستبق في غدر اليمن فان الله قد تكفل لى بالشام واهله - قال أبو علقمة فسمعت عبد الرحمن بن جبير يقول: يعرف أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نعت هذا الحديث في جزء بن سهيل السلمى وكان على الاعاجم في ذلك الزمان فكان إذا راحوا إلى مسجد نظروا إليه واليهم قياما حوله فعجبوا لنعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فيه وفيهم، قال أبو علقمة أقسم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ في هذا الحديث ثلاث مرات لا نعلم أنه أقسم في حديث مثله. هذا حديث ظاهره الصحة فنصر بن علقمة وثقه دحيم كما في "تهذيب التهذيب" لكن في "المراسيل" للإبن أبي حاتم رحمه الله (ص176) أن أباه قال: نصر بن علقمة عن جبير بن نفير مرسل. وفي موضع آخر: نصر بن علقمة لم يدرك جبير بن نفير. اهـ وذكر عبد الرحمن بن جبير في آخر الحديث لا يدل على أن عبد الرحمن أسنده عن أبيه جبير بن نفير، فتنبه.

مسند عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما

مسند عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما 191-قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج2ص159) : حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، ثنا السري بن خزيمة، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، عن معمر بن راشد، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن الزبير رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: " من شهر سيفه، ثم وضعه، فدمه هدر " " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ". وأخرجه النسائي (ج7ص117) فقال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم، قال: أنبأنا الفضل بن موسى، قال: حدثنا معمر، عن ابن طاوس به. ثم أخرجه من حديث عبد الرزاق عن معمر به موقوفاً، ثم رواه من حديث ابن جريج عن ابن طاوس به موقوفاً. فالظاهر ترجيح الموقوف، لأن معمراً قد اختلف عليه في رفعه ووقفه، وابن جريج لم يختلف عليه فيه، والله أعلم. 192-قال البزار رحمه الله (ج6ص153) : حَدَّثَنَا زُرَيْقُ بْنُ السَّخْتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قَالَ: الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث ظاهره الحسن، وقد تكلم عليه البزار قال: إن أحمد بن اسحاق الحضرمي تفرد بهذا الحديث وخالف غيره. وكذلك روى عن هدبة بن المنهال عن عبد الملك بن عمير مختصرا واختلف عن أبى عوانة فرواه أحمد بن إسحاق الحضرمي عن أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن عبد الله بن الزبير. ولكن كلام الدارقطني أوسع، فلذلك نحن ننقل الكلام عليه من "العلل" للدارقطني (ج8ص18) قال: يرويه عبد الملك بن عمير واختلف عنه فرواه شيبان بن عبد الرحمن وأبو حمزة السكري وعبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وخالفه إبراهيم بن الحجاج فرواه عن أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة مرسلاً. واختلف عن شريك فرواه جبارة عن شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وخالفه منجاب فرواه عن شريك عن عبد الملك عن أبي سلمة مرسلا وقال محمد بن الطفيل عن شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أم سلمة. حدثنا ابن مخلد ثنا حمدان بن عمر ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: "المستشار مؤتمن" ووهم فيه حمدان وإنما هذا في حديث شيبان عن عبد الملك وقوله عن يحيى بن أبي كثير وهم وقال عبد الحكيم بن منصور عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هيثم بن التيهان ويشبه أن يكون الاضطراب من عبد الملك والاشبه بالصواب قول شيبان وأبي حمزة. اهـ

مسند عبد الله بن السائب رضي الله عنهما

مسند عبد الله بن السائب رضي الله عنهما 193-قال الحاكم رحمه الله (ج1ض295) : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي، ثنا أبو الموجه، ثنا يوسف، عن عيسى، ثنا الفضل بن موسى، ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن السائب، قال: شهدت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ العيد، فلما قضى الصلاة، قال: " إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب " هذا " حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه الحديث ظاهره الصحة كما قال الحاكم رحمه الله إلا أن أبا داود قال عقب الحديث (ج4ص16) : وهذا مرسل عن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. وأخرجه البيهقى (ج3ص301) ثم عقبه بقول يحيى ابن معين هذا خطأ إنما هو عن عطاء فقط وإنما يغلط فيه الفضل بن موسى يقول عن عبد الله ابن السائب قال البيهقى رحمه الله وساق بسنده عن قبيصة عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء قال النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ....وذكر الحديث. اهـ وذكر صاحب "عون المعبود" عن النسائى أنه قال: هذا خطأ والصواب انه مرسل. اهـ ومحاولة ابن التركمانى فى الجوهر النقى وكذا بعض العصريين تقوية الحديث فماذا يقعان فى مقابلة الحفاظ:

1-يحيى ابن معين 2- أبو داود 3-النسائى 4- البيهقى فأقول: رحم الله من عرف قدر نفسه فالحفاظ يحفظون حديث المحدث وحديث شيوخه وحديث تلاميذه فهم يعرفون وهم الشيخ، وهذا بخلاف الباحث العصرى فهو لايحكم إلا بما عنده من السند فلا مقارنة بين باحث عصرى وبين حافظ من المتقدمين.

مسند عبد الله بن سلام رضي الله عنه.

مسند عبد الله بن سلام رضي الله عنه. 194- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج7ص187) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ الْأَعْرَابِيِّ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ. ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. والحديث أخرجه ابن ماجه (ج1ص423) و (ج2ص1083) والدارمي (ج2ص357) والإمام أحمد (ج5ص451) وعبد بن حميد في "المنتخب" (ص444) والحاكم في "المستدرك" (ج3ص13) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. و (ج4ص160) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووالحديث يتوقف في الحكم على صحته، حتى يعلم ثبوت سماع زرارة بن أوفى من عبد الله بن سلام، فقد قال أبو حاتم لما سأله ابنه: ما أراه ولكن يدخل في المسند. ولا يشكل على هذا ما وقع من التصيح عند ابن ماجة (ج2ص1083) بتحديث

عبد الله بن سلام لزرارة فإنه مخالف لجميع الأصول التي نقلت منها، فإن ابن ماجه يرويه (ج2ص1083) من طريق أبي أسامة عن عوف مصرحاً بالتحديث وقد رواه (ج1ص423) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وابن أبي عدي وعبد الوهابومحمد بن جعفر عن عوف، وليس فيه التصريح بالتحديث. والترمذي كما ترى وزيادة على من لم يصرحوا بالتحديث سعيد بن عامر عند الدارمي، وابن حميد في "المنتخب" فالله أعلم التصريح في ابن ماجة من بعض النساخ، أو غلط مطبعي، أو وهم من بعض الرواة، والله أعلم.

مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنه

مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنه 195-قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص879) : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ جَعَلَ الدِّيَةَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا قَالَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} قَالَ بِأَخْذِهِمْ الدِّيَة. الحديث رواه الترمذى (ج4ص646) : فقال حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن هانىء حدثنا محمد بن مسلم الطائفى به وأخرجه أبو داود (ج2ص290) : حدثنا محمد بن سليمان الأنبارى أخبرنا زيد بن الحباب عن محمد بن مسلم به الحديث إذا نظرت إلى اسناده حكمت عليه بالحسن لأن محمد بن مسلم مختلف فيه والظاهر أنه لا ينزل حديثه عن الحسن ولكن أبا داود رحمه الله قال بعد ذكره الحديث من طريق محمد بن مسلم رواه بن عيينة عن عمرو عن عكرمة عن النبى لم يذكر ابن عباس وذكر الإمام الترمذى رحمه الله نحو كلام أبى داود. وأنت خبير أن ابن عيينة أثبت الناس فى عمرو بن دينار فيكون محمد بن مسلم

196

شاذاً وقد وصله محمد بن ميمون عن ابن عيينة كما في "عون المعبود" وقد قال فيه النسائى إنه صالح كان أمياً مغفلاً. فلا يقبل من الوصل والناس يرسلونه عن سفيان ونقل صاحب "تحفة الأشراف" عن النسائى أنه قال ومحمد بن ميمون أيضاً ليس بالقوي. 196-قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج2ص506) : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه فقال: يا عم، إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالاً. قال: لم؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمداً لتعرض لما قبله قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً. قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر له أو أنك كاره له قال: وماذا أقول " فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجز ولا بقصيدة مني ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى وإنه لَيُحَطِّمُ مَا تَحتَهُ " قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه. قال: فدعني حتى أفكر، فلما فكر قال: " هذا سحر يؤثر يأثره من غيره فنزلت (ذرني ومن خلقت وحيداً) " هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ولم يخرجاه

197

وقد ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله فى البداية والنهاية (ج3ص60) فقال قال اسحاق حدثنا عبد الرزاق به. والحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته على شرط البخارى كما يقول الحاكم رحمه الله ولكن الحافظ البيهقى بعد أن ذكره فى دلائل النبوة (ج2ص198) : قال هكذا حدثناه موصولا وفى حديث حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال جاء الوليد ثم ذكره ثم قال وهذا فيما رواه يوسف بن يعقوب القاضى عن سليمان بن حرب عن حماد هكذا مرسلاً وكذلك رواه معمر عن عباد بن منصور عن عكرمة مرسلاً فمعمر كما ترى اختلف عليه فيه وحماد بن زيد يرويه مرسلاً وحماد بن زيد أثبت الناس فى أيوب فرواية معمر المتصلة تعتبر شاذة والله أعلم. 197- قال الإمام ابو عبد الله الحاكم رحمه الله في "مستدركه" (ج4ص128) : أخبرني الحسين بن علي، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا نصر بن علي الجهضمي، أخبرني أبي، عن هارون بن موسى النحوي، عن الزبير بن الحارث، عن عكرمة، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: " نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ عن طعام المتباريين أن يؤكل ". " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ". هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات، ولكن أبا داود رحمه الله (ج10ص224) قال: حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: أخبرني أبي، قال: أخبرنا جرير بن حازم، عن الزبير بن الحارث به. ثم قال أبو داود: أكثر من رواه عن جرير لا يذكر فيه ابن عباس. وهارون النحوي ذكر فيه ابن عباس، وحماد بن زيد لم يذكر ابن عباس. اهـ وذكر المناوي في "فيض القدير" نحو قول أبي داود، وزاد أن الحافظ الذهبي قال في

198

"الميزان": صوابه مرسل. وفي "عون المعبود" أن صاحب "المصابيح" قال: والصحيح أنه عن عكرمة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسلاً. 198- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص272) : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ -يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ-، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَالَ: أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ يَعْنِي عَرَفَةَ فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} . هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدته على شرط مسلم، ولكن الإمام ابن منده يقول في "الرد على الجهمية": وهذا حديث تفرد به حسين بن محمد المروزي، عن جرير بن حازم، وهو أحد الثقات، ورواه حماد بن زيد، وعبد الوارث، وابن علية، وربيعة بن كلثوم، كلهم عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفاً. وكذا رواه حبيب بن أبي ثابت، وعلي بن بذيمة، وعطاء بن السائب كلهم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مثله. اهـ المراد منه وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "التفسير" (ج2ص262) و"البداية والنهاية" (ج1ص83) بعد سياق طرقه موقوفاً: فهذا أكثر وأثبت، والله أعلم. 199- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج4ص47) : أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ

200

إِبْرَاهِيمَ، عَنْ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ، ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ مَرَّتْ بِهِمَا جَنَازَةٌ فَقَامَ أَحَدُهُمَا وَقَعَدَ الْآخَرُ فَقَالَ الَّذِي قَامَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَدْ قَامَ، قَالَ لَهُ الَّذِي جَلَسَ: لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَدْ جَلَسَ. هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم ثقات رجال الصحيح، ولكن قال الحافظ في "التهذيب" في ترجمة أبي مجلز لاحق بن حميد: وقال ابن خيثمة: سئل ابن معين عن حديث التميمي عن أبي مجلز أن ابن عباس والحسن بن علي مرت بهما جنازة فقال: مرسل. 200- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج4ص46) : أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ جَنَازَةً مَرَّتْ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَابْنِ عَبَّاسٍ فَقَامَ الْحَسَنُ وَلَمْ يَقُمْ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ الْحَسَنُ: أَلَيْسَ قَدْ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لِجَنَازَةِ يَهُودِيٍّ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَعَمْ ثُمَّ جَلَسَ. أخبرنا يعقوب بن ابراهيم، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا منصور، عن ابن سيرين، قال: مر بجنازة على الحسن بن علي وابن عباس، فقام الحسن ولم يقم ابن عباس، فقال الحسن لابن عباس: أما قام لها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ؟ قال ابن عباس: قام لها، ثم قعد. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم أثباتاً، قد أخرج لهم البخاري ومسلم، ولكن الحديث منقطع، محمد بن سيرين لم يسمع ابن عباس، قاله ابن المديني وأحمد كما في "جامع التحصيل". 201- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص277) : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ الْحَسَنِ

202

الْعُرَنِيِّ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا رَمَى الْجَمْرَةَ فَقَدْ حَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا النِّسَاءَ قِيلَ وَالطِّيبُ قَالَ أَمَّا أَنَا فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يَتَضَمَّخُ بِالْمِسْكِ أَفَطِيبٌ هُوَ؟ سيأتي الكلام على هذا السند، وهو أن الحسن العرني لم يسمع من ابن عباس. 202- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج6ص2) : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَقُ الْأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أُخْرِجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ، قَالَ: أَبُو بَكْرٍ أَخْرَجُوا نَبِيَّهُمْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ لَيَهْلِكُنَّ، فَنَزَلَتْ: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَكُونُ قِتَالٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَهِيَ أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله يقول (ج5ص325 بتحقيق ابراهيم عطوة) بعد أن حسنه: وقد رواه عبد الرحمن ابن مهدي وغيره عن سفيان ن عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير مرسلا ليس فيه عن ابن عباس. حدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير مرسلاً ليس فيه ابن عباس. ثم ذكره أيضا من طريق أبي أحمد الزبيري وهو محمد بن عبد الله مرسلاً.

تنبيهات

تنبيهات الأول: وقع تخليط بعد هذا الحديث في "تحفة الأحوذي" طبعة مصرية بتحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن عثمان، علم بالمقابلة على الطبعة الهندية، والطبعة التي بتحقيق ابراهيم عطوة و "تفسير ابن كثير" (ج3ص225) . الثاني: قد روى هذا الحديث ابن جرير (ج17ص172) والطبراني (ج12ص16) من طريق قيس بن الربيع، عن الأعمش متصلا، وقيس بن الربيع ضعيف. الثالث: عند الترمذي من طريق شيخه سفيان بن وكيع، زيادة (وكيع) مع اسحاق الأزرق، فقال الترمذي (ج9ص15) : حدثنا سفيان بن وكيع، أخبرنا أبي واسحاق بن يوسف الأزرق به. ولكن سفيان بن وكيع ضعيف، فالظاهر أنه تفرد بوصله اسحاق بن يوسف الأزرق، والله أعلم. الرابع: قد روى هذا الحديث الإمام أحمد في "المسند" (ج1ص216) والترمذي والنسائي والحاكم (ج2ص66) وابن حبان كما في "الموارد" ص (409) والطبراني كما في "الأوائل" ص (58) كلهم من طريق سفيان عن الأعمش، وخالف الحاكم (ج3ص7) فرواه من طريق شعبة، عن الأعمش به، فصار شعبة متابعا لسفيان الذي اختلف عليه فيه، وقد بحثت حتى تعبت لعلي أجد طريق الحاكم عند غيره فلم أجد، ولا تطمئن النفس لما تفرد به الحاكم لكثرة أوهامه، على أن في السند علي بن سعيد وهما اثنان أحدهما: حافظ متفق على جلالته، والآخر حافظ فيه ضعف، ولم يتميز لي أيهما، فالحاصل أني لا أعتمد على الحاكم فيما تفرد به لكثرة أوهامه. وقد تتبعت من "المستدرك" الكثير من الأوهام التي سكت عليها الإمام الذهبي، وأنا إن شاء الله مستمر في إكمال الباقي ثم إخراجه يسر الله ذلك (¬1) . ¬

(¬1) وقد خرج الكتاب مطبوعاً بحمد الله.

203

203- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج4 ص239) : حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ وَيَحْيَى بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ، فَصَلَّى ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْهَا رَكْعَتَا الْفَجْرِ، حَزَرْتُ قِيَامَهُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِقَدْرِ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. لَمْ يَقُلْ نُوحٌ مِنْهَا رَكْعَتَا الْفَجْرِ. هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم ثقات رجال الصحيح، إلا نوح بن حبيب، وهو موثق ومقرون، ولكن عكرمة بن خالد قال الإمام أحمد: لم يسمع من ابن عباس. كما في "تهذيب التهذيب". 204 - قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج5 ص414) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَنبَأَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِى سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِىِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَدَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ أُغَيْلِمَةَ بَنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى حُمُرَاتٍ فَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا وَيَقُولُ: " أُبَيْنِىَّ (¬1) لاَ تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ اللَّطْحُ الضَّرْبُ اللَّيِّنُ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب ¬

(¬1) في "النهاية": بعد ذكره الحديث وقد اختُلف في صيغتها ومعناها: فقيل إنه تصغير أبنى كأعمى وأُعَيْمَى وهو اسم مفرد يدل على الجمع. وقيل إنّ ابْناً يُجمع على أبْنَا مقصورا وممدودا. وقيل هو تصغير ابن وفيه نظر. وقال أبو عُبيد: هو تصغير بَنِيَّ جمع ابن مضافا إلى النفس فهذا يُوجب أن تكون صيغة اللفظ في الحديث (أُبَيْنِيّ) , بوزن (سُرَيْجِيّ) , وهذه التقديرات على اختلاف الروايات. /هـ

205

التهذيب" في ترجمة الحسن بن عبد الله العرني: قال أحمد بن حنبل: العرني لم يسمع من ابن عباس شيئاً. وقال أبو حاتم: لم يدركه. اهـ 205- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج6 ص321) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ أَخْبَرَنِى أَبُو أَحْمَدَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَسْلَمَتِ امْرَأَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَتَزَوَّجَتْ فَجَاءَ زَوْجُهَا إِلَى النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى قَدْ كُنْتُ أَسْلَمْتُ وَعَلِمَتْ بِإِسْلاَمِى فَانْتَزَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مِنْ زَوْجِهَا الآخَرِ وَرَدَّهَا إِلَى زَوْجِهَا الأَوَّلِ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، لكن رواية سماك عن عكرمة مضطربة، قاله علي بن المديني كما في "تهذيب التهذيب". 206- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج9 ص175) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِى ابْنَ مُحَمَّدٍ - عَنْ عَمْرٍو - يَعْنِى ابْنَ أَبِى عَمْرٍو - عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً لَزِمَ غَرِيمًا لَهُ بِعَشْرَةِ دَنَانِيرَ فَقَالَ وَاللَّهِ لاَ أُفَارِقُكَ حَتَّى تَقْضِيَنِى أَوْ تَأْتِيَنِى بِحَمِيلٍ فَتَحَمَّلَ بِهَا النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ بِقَدْرِ مَا وَعَدَهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ " مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَ هَذَا الذَّهَبَ ". قَالَ مِنْ مَعْدِنٍ. قَالَ " لاَ حَاجَةَ لَنَا فِيهَا وَلَيْسَ فِيهَا خَيْرٌ ". فَقَضَاهَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. ظاهر هذا الحديث أنه حسن، لكن قال الحافظ ابن رجب في "شرح علل الحديث للترمذي" في الكلام على عمرو بن أبي عمرو: وقال البخاري: هو صدوق، لكن روى عن عكرمة مناكير ولم يذكر في شئ منها أنه سمع من عكرمة، نقله عنه الترمذي في كتاب "العلل" إلى أن قال ابن رجب: وقال أحمد: كل أحاديثه عن عكرمة مضطربة، لكنه نسب الاضطراب إلى عكرمة لا إلى عمرو.

207

207- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج10 ص18) حدثنا أحمد بن الحسن حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال: بينما نحن عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال بأبي أنت وأمي تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمت في صدرك؟ قال أجل يا رسول الله فعلمني قال إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب وقد قال أخي يعقوب لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي} يقول حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم يستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وآلم تنزيل السجدة وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله وصل علي وأحسن وعلى سائر النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ثم قل في آخر ذلك اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف مالا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني اللهم بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني اللهم بديع السموات

والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري وأن تطلق به لساني وأن تفرج به عن قلبي وأن تشرح به صدري وأن تعمل به بدني لأنه لا يعينني على الحق غيرك ولا يؤتيه إلا أنت ولا حول ولا وقوة إلا بالله العلي العظيم يا أبا الحسن فافعل ذلك ثلاث جمع أو خمس أو سبع يجاب بإذن الله والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط) قال عبد الله بن عباس: فوالله ما لبث علي إلا خمسا أو سبعا حتى جاء علي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في مثل ذلك المجلس فقال يا رسول الله إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات أو نحوهن وإذا قرأتهن على نفسي تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها وإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلت وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عند ذلك مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن) هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم. وأخرجه الحاكم (ج1ص316) وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه. فتعقبه الذهبي فقال: قلت: هذا حديث منكر شاذ، أخاف أن يكون موضوعاً، وقد حيَّرني والله جودة سنده. اهـ وأخرجه الطبراني في " الكبير" (ج11ص317) حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا هشام بن عمار ثنا محمد بن إبراهيم القرشي حدثني أبو صالح (¬1) ¬

(¬1) كذا في المعجم وصوابه أبو صالح عن عكرمة، ويقول ابن الجوزي ان أبا صالح إسحاق بن نجيح الملطي.

208

وعكرمة عن ابن عباس به وذكره الحافظ ابن كثير في "فضائل القران" وقال بعد قول الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولاشك أن سنده من الوليد على شرط الشيخين حيث صرح الوليد بالسماع من ابن جريج فالله أعلم فإنه من البين غرابته بل نكارته والله أعلم. اهـ وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" (ج2ص138) وذكر أن في سند الطبراني محمد بن إبراهيم القرشي مجروح، وأما بسند الوليد بن مسلم فقال: إن فيه محمد بن الحسن النقاش ونقل عن طلحة بن محمد بن جعفرأنه قال: كان النقاش يكذب. اهـ وذكر الذهبي في ترجمة محمد بن إبراهيم القرشي أنه روى خبراً موضوعاً في الدعاء لحفظ القران. قال أبوعبد الرحمن: كتبتُ هذا الحديث لأن ظاهره أنه حسن، كما قاله الترمذي وما علمت عالماً صححه من العلماء الأولين إلا الترمذي والحاكم وهما متساهلان، وقد رأيتَ ماذا قال أئمة النقد حول الحديث. وقال الحافظ الذهبي في " ميزان الإعتدال"في ترجمة سليمان بن عبد الرحمنبعد أن أبان أنه ثقة مطلقاً ذكر له هذا الحديث ثم قال: وهو - مع نظافة سنده - حديث منكر جداً في نفسي منه شيء فالله أعلم فلعل سليمان شبه له وأدخل عليه كما قال فيه أبو حاتم لو أن رجلا وضع له حديثا لم يفهم. اهـ وقال في ترجمة الوليد بن مسلم قلت ومن أنكر ما أتى حديث حفظ القرآن رواه الترمذي. اهـ وقال الحافظ بن رجب رحمه الله في "شرح علل الترمذي" (ج2ص77) : ومنه قول أبي أحمد الحاكم في حديث علي الطويل في الدعاء لحفظ القرآن إنه يشبه أحاديث القصاص. اهـ 208- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج40 ص135) : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ

209

عُثْمَانَ أَبُو الْجَوْزَاءِ - وَهُوَ ثِقَةٌ بَصْرِيٌّ أَخُو أَبِي الْعَالِيَةِ- قَالَ أَنْبَأَنَا حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ) هذا الحديث إذا نظرت إليه وجدت سنده رجال الصحيح، لكنَّ النسائي رحمه الله روى بعده من طريق سفيان (¬1) عن عمرو, عن محمد (¬2) بن جبير عن ابن عباس. وتابع سفيان ابن جريج عن عمرو بن دينار به كما في طتحفة الأشراف" فعلى هذا فحديث حماد بن سلمة منقطع. 209- قال الإمام البزار رحمه الله كما في " كشف الأستار" (ج4 ص94) حَدَّثنا سَهْل بن بحر، قال: حَدَّثنا أبو نعيم، قال: حَدَّثنا عصام بن قدامة، عَن عِكْرِمة، عَن ابنِ عباس، رَضِي الله عنهما، قال: قال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لنسائه: ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأديب تخرج كلاب حوأب فيقتل عن يمينها، وعَن يسارها قتلى كثيراً ثم تنجو بعدما كادت. حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا عبيد الله (¬3) بن موسى عن عصام بن قدامة البجلي، عن عكرمة. قال الهيثمي: قلت: فذكر نحوه غير أنه قال: (تقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثيرة) ¬

(¬1) وهو أثبت الناس في عمرو بن دينار. (¬2) في الأصل: محمد بن حنين والصواب ما أثبتناه كما في "تحفة الأشراف". (¬3) في الأصل (عبد الله) والصواب ما أثبتناه كما في ترجمة محمد بن عثمان بن كرامة من "تهذيب الكمال".

210

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد. قال أبو عبد الرحمن: وظاهره الحسن، وسهل بن بحر ترجمه ابن أبي حاتم ثم قال: كتبت عنه بالري مع أبي وكان صدوقاً. اهـ. وبقية الرجال مترجم لهم في "تهذيب التهذيب" وسهل بن بحر متابع كما ترى، على أنه حسن الحديث لو تفرد، ومخرج الحديث هو عصام بن قدامة، وأقل أحواله أنه حسن الحديث، كما في ترجمته في "تهذيب التهذيب". ولكن أبا حاتم يذكر في "العلل" (ج2ص426) أنه سأل أباه عن هذا الحديث فقال: لم يرو هذا الحديث غير عصام، وهو حديث منكر لا يروى من طريق غيره. اهـ قلت: والحديث صحيح من حديث عائشة في "مسند أحمد" والبزار كما في "كشف الأستار" (ج4ص94) وقد أخرجته في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" بمعناه. 210- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج2 ص399) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالاَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّى فَذَهَبَ جَدْىٌ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَتَّقِيهِ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وهو منقطع فيحيى بن الجزار لم يسمعه من ابن عباس كما في "تهذيب التهذيب". وفي "المسند" (ج1ص291) : عفان ثنا شعبة قال أخبرني عمرو قال سمعت يحيى بن الجزار عن بن عباس لم يسمعه منه، وذكر الحديث. 211- قال الإمام أبو يعلى الموصلي رحمه الله في " المسند" (ج4 ص217) : حدثنا أحمد بن جميل المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا رباح بن

زيد عن عمر بن حبيب عن القاسم بن أبي بزة عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس أنه يحد ث أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: إن أول شيء خلقه الله القلم وأمره فكتب كل شيء. الحديث ظاهره الصحة، فرجاله كلهم ثقات، أحمد بن جميل المروزي، قال أبوحاتم: صدوق، وقال ابن معين: ليس به بأس. ومعنى ليس به بأس عند ابن معين: ثقةكما في "مقدمة ابن الصلاح"ص (111) لكن أحمد بن جميل سمع من ابن المبارك وهو صغير كان يقول: كنت أسمع منه وأنا أنظر إلى العصافير. اهـ من "تعجيل المنفعة". وقد تابع أحمد بن جميل عليه نعيم بن حماد الخزاعي، عند عثمان بن سعيد الدارمي ص (121) وعند ابن جرير (ج29ص16) ونعيم بن حماد فيه كلام، لكنه قد تابعهما علي بن الحسن بن شقيق عند الطبري في "النفسير" أيضاً، وتابعهم يعمر بن بشر عند ابن أبي عاصم في "السنة" (ج1ص50) ويعمر ترجمه ابن أبي حاتم فقال: روى عن ابن المبارك، وروى عنه أحمد بن سنان الواسطي، وحجاج بن حمزة وغيرهما. ولم يذكر ابن أبي حاتم فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مستور الحال، يصلح في الشواهد والمتابعات. وأما قول الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله في "تخريج السنة": إن يعمر بن بشر تابعه الإمام أحمد فهو وهم، فلعله توهم (أحمد بن جميل) (أحمد بن حنبل) واغتر بما في "الأسماء والصفات" للبيهقي من التصحيف، والله أعلم. وبعد هذا البحث تعلم أن مخرج الحديث الإمام ابن المبارك يرويه عن رباح ابن زيد، عن عمر بن حبيب، عن القاسم بن أبي بزة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به مرفوعاً. وقد خالف هذه الطريق ما هو أرجح منها، وإليكها بالتفصيل. قال الإمام عبد الله بن أحمد في "السنة"ص (131) : حدثني أبي نا جرير عن عطاء عن أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنه قال أول ما خلق الله القلم ثم قال له اكتب قال ما اكتب قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.

212

عطاء بن السائب مختلط، وجرير بن عبد الحميد سمع منه بعد الاختلاط، ولكن الوقف له طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال الإمام عبد الله بن أحمد في "السنة"ص (131) حدثني أبي نا هشيم أنا منصور يعني ابن زاذان عن الحكم بن عتيبة عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال إن أول ما خلق الله عز وجل القلم قال وأمره فكتب ما هو كائن قال فكتب فيما كتب تبت يدا أبي لهب. هذا الأثر صحيح، وأبو ظبيان اسمه حصين بن جندب. قال ابن جرير رحمه الله (ج29ص16) حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن مجاهد قال: قلت لابن عباس.. وذكر الأثر موقوفاً، وسنده صحيح كما ترى، وأبو هاشم هو الرماني. ثم ذكره من حديث شعبة، قال: ثنا أبو هاشم، وفيه التردد في الصحابي أهو ابن عباس أو ابن عمر، ولا يضر التردد هنا، فهو من طريق سفيان وهو الثوري مجزوم به أنه ابن عباس، فلا يضر التردد من شعبة، فسفيان أرجح من شعبة كما هو معلوم من ترجمتيهمت ومن قول شعبة: سفيان أحفظ مني. على أن الطريق المرفوعة تنتهي إلى القاسم بن أبي بِزَّةَ وقد جاء في "السنة" لعبد الله بن أحمد ص (36) بسند أصح من المرفوع، قال عبد الله: حدثني أبي نا يحيى بن سعيد عن هشام يعني الدستوائي حدثني القاسم ابن أبي بزة حدثني عروة بن عامر قال سمعت ابن عباس.. فذكره موقوفاً، فعُلِمَ بهذا أن المرفوع شاذٌّ وأن الصحيح وَقفُه على ابن عباس رضي الله عنهما. وقد صح الحديث مرفوعاً من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وقد كتبته بأسانيده في "الجامع الصحيح في القدر"ص (102، 103) . 212- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج3 ص639) : حدثنا قتيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس: أن

213

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أفاض قبل طلوع الشمس قال أبو عيسى حديث ابن عباس حديث حسن صحيح. الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام أحمد يقول: لم يسمع الحكم من مقسم إلا خمسة أحاديث ذكرها الحافظ في " تهذسي التهذيب" وليس هذا منها. 213- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1 ص246) رقم (2211) حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَرْبَعًا عُمْرَةً مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ وَعُمْرَةَ الْقَضَاءِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ قَابِلٍ وَعُمْرَةَ الثَّالِثَةِ مِنْ الْجِعِرَّانَةِ وَالرَّابِعَةَ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ. وأخرجه أبو داود (ج5ص470) . الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله (ج3 ص547) بعد أن رواه من طريق داود بن عبد الرحمن قال: حديث ابن عباس حديث حسن غريب وروى ابن عيينة هذا الحديث عن عمرو بن دينار عن عكرمة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ اعتمر أربع عمر ولم يذكر فيه (عن ابن عباس) قال حدثنا بذلك سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فذكر نحوه. اهـ وسفيان ابن عيينة هو أثبت الناس في عمرو بن دينار، فتكون رواية داود بن عبد الرحمن شاذة والله أعلم. قال البيهقي في "السنن الكبرى" (ج5 ص12) بعد أن روى الحديث: قال أبو الحسن يعني -علي بن عبد العزيز- ليس أحد يقول في هذا الحديث عن بن عباس إلا داود بن عبد الرحمن قال الشيخ قد رواه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ اعتمر مرسلا قال البخاري داود بن عبد الرحمن صدوق إلا أنه ربما

214

يهم في الشيء. 214- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج5 ص81) : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِىُّ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) قَالَ كَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ عُمَرُ - رضى الله عنه- أَنَا أُفَرِّجُ عَنْكُمْ. فَانْطَلَقَ فَقَالَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ إِنَّهُ كَبُرَ عَلَى أَصْحَابِكَ هَذِهِ الآيَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضِ الزَّكَاةَ إِلاَّ لِيُطَيِّبَ مَا بَقِىَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ وَإِنَّمَا فَرَضَ الْمَوَارِيثَ لِتَكُونَ لِمَنْ بَعْدَكُمْ ". فَكَبَّرَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ لَهُ " أَلاَ أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ " هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته رجال الصحيح، وغيلان هو ابن جامع من رجال مسلم، فظاهره أنه على شرط مسلم، وقد كنت اغتررت بذلك حتى أفادني بعض إخواني في الله أن شعبة يقول: لم يسمع جعفر بن إياس من مجاهد كما في "تهذيب التهذيب". ثم أوقفني بعض إخواني في الله على " سلسلة " الشيخ الضعيفة رقم (1319) فإذا الحديث فيها انقطاع بين غيلان وجعفر بن إياس، والساقط عثمان بن عمير أبو اليقظان، وهو ضعيف. 215- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج3ص459) : حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوارث عن يونس عن الحسن عن ابن عباس: قال أمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بصوم يوم عاشوراء يوم العاشر قال أبو عيسى حديث ابن عباس حسن صحيح.

216

الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع، الحسن لم يسمع من ابن عباس كما في "جامع التحصي" عن أحمد ويحيى وبهز بن أسد وابن المديني. وفي "عون المعبود" أن أصحاب الأطراف حملو قول الترمذي: حسن صحيح على حديث قبله لابن عباس. 216- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص204) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ - يَعْنِى ابْنَ مُوسَى - عَنْ عَلِىِّ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ - وَكَانَ النَّضِيرُ أَشْرَفَ مِنْ قُرَيْظَةَ - فَكَانَ إِذَا قَتَلَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْظَةَ رَجُلاً مِنَ النَّضِيرِ قُتِلَ بِهِ وَإِذَا قَتَلَ رَجُلٌ مِنَ النَّضِيرِ رَجُلاً مِنْ قُرَيْظَةَ فُودِىَ بِمِائَةِ وَسْقٍ مِنْ تَمْرٍ فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَتَلَ رَجُلٌ مِنَ النَّضِيرِ رَجُلاً مِنْ قُرَيْظَةَ فَقَالُوا ادْفَعُوهُ إِلَيْنَا نَقْتُلْهُ. فَقَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَأَتَوْهُ فَنَزَلَتْ (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) وَالْقِسْطُ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ ثُمَّ نَزَلَتْ (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ) . قَالَ أَبُو دَاوُدَ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ جَمِيعًا مِنْ وَلَدِ هَارُونَ النَّبِىِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. قال أبو عبد الرحمن هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكن رواية سماك عن عكرمة مضطربة. 217- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص157) : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ أَبِى عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ " مَنْ أَتَى بَهِيمَةً فَاقْتُلُوهُ

218

وَاقْتُلُوهَا مَعَهُ ". قَالَ قُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُ الْبَهِيمَةِ قَالَ مَا أُرَاهُ إِلاَّ قَالَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُؤْكَلَ لَحْمُهَا وَقَدْ عُمِلَ بِهَا ذَلِكَ الْعَمَلُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ لَيْسَ هَذَا بِالْقَوِىِّ. قال أبو عبد الرحمن: تقدم ما قيل في رواية عمر بن أبي عمرو عن عكرمة (¬1) . 218- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص153) : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ النُّفَيْلِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِى عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِى عَمْرٍو مِثْلَهُ وَرَوَاهُ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ وَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ. الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بأنه حسن، ولكن رواية عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة مضطربة كما تقدم. وعباد بن منصور ضعيف ومدلس، وقد دلس إبراهيم بن أبي يحيى وداود بن الحصين كما في "الميزان" وإبراهيم بن أبي يحيى تالف. وأحديث داود بن الحصين عن عكرمة مناكير، قاله أبو داود كما في " الميزان". وقد سأل ابن أبي حاتم أباه (ج1ص455) عن حديث إبراهيم ابن أبي حبيبة، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، فقال: هذا حديث منكر، لم يروه غير ابن أبي حبيبة. قال أبو عبد الرحمن: وإبراهيم بن أبي حبيبة هو إبراهيم بن سالم بن أي حبيبة مختلف فيه ¬

(¬1) في التعليق على حديث رقم (206) .

219

والراجح ضعفه، وقد رأيتَ أن أبا حاتم حمن على حديثه بأنه منكر. 219- قال الإمام أبو عيسى الترمذي رحمه الله (ج10ص266) : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن ثور بن يزيد عن مكحول عن كريب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ للعباس إذا كان غداة الاثنين فأتني أنت وولدك حتى أدعو لك بدعوة ينفعك الله بها وولدك فغدا وغدونا معه وألبسنا كساء ثم قال اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا اللهم أحفظه في ولده قال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث ظاهره الحسن، كما قال الترمذيرحمه الله، لكن الحافظ المزي رحمه الله يقول في ترجمة عبد الوهاب بن عطاء: وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل أبو زرعة عنه فقال روى عن ثور بن يزيد حديثين ليسا من حديث ثور وذكر عن يحيى بن معين هذين الحديثين فقال لم يذكر فيهما الخبر وقال صالح بن محمد الأسدي أنكروا على الخفاف حديثا رواه لثور بن يزيد عن مكحول عن كريب عن بن عباس حديثا في فضل العباس وما أنكروا عليه غيره فكان يحيى بن معين يقول هذا موضوع وعبد الوهاب لم يقل فيه حدثنا ثور ولعله دلس فيه وهو ثقة ثم ذكر الحافظ المزي هذا الحديث. اهـ وكذا ذكر الحافظ الذهبي هذا الحديث في ترجمته يعني أنه تفرد به. والله المستعان. 220- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص391) : حدثنا علي بن محمد. حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأرقم ابن شرحبيل عن ابن عباس قال: لما مرض رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة. فقال (ادعوا لي عليا) قالت عائشة يا رسول الله

221

ندعو لك أبا بكر؟ قال (ادعوه) قالت حفصة يا رسول الله ندعو لك عمر؟ قال (ادعوه) قالت أم الفضل يا رسول الله ندعو لك العباس؟ قال نعم. فلما اجتمعوا رفع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رأسه. فنظر فسكت. فقال عمر قوموا عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. ثم جاء بلال يؤذنه بالصلاة. فقال (مروا أبا بكر فليصل بالناس) فقالت عائشة يا رسول الله أن أبا بكر رجل رقيق حصر. ومتى لا يراك يبكي والناس يبكون. فلو أمرت عمر يصلي بالناس. فخرج أبو بكر فصلى بالناس. فوجد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ من نفسه خفة. فخرج يهادي بين رجلين. ورجلاه تخطان في الأرض. فلما رآه الناس سبحوا بأبي بكر. فذهب ليستأخر. فأومأ إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أي مكانك. فجاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فجلس عن يمينه. وقام أبو بكر. وكان أبو بكر يأتم بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ والناس يأتمون بأبي بكر. قال ابن عباس وأخذ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ من القراءة من حيث كان بلغ أبو بكر قال وكيع وكذا السنة. قال فمات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في مرضه ذلك. هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم ثقات، ولكن أبا إسحاق مدلس ولم يصرح بالتحديث، قال الإمام البخاري رحمه الله في "التاريخ" في ترجمة أرقم بن شرحبيل: ولم يذكر أبو إسحاق سماعاً منه. 221- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص189) : حدثنا هشام بن عمار. حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين. حدثنا الأوزعي عن عطاء بن أبي رباح قال: سمعت ابن عباس يخبر أن رجلا أصابه جرح في رأسه على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. ثم أصابه احتلام. فأُمر

222

بالإغتسال فاغتسل فكُزَّ (¬1) فمات. فبلغ ذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فقال (قتلوه. قتلهم الله. أو لم يكن شفاء العي السؤال) . قال عطاء وبلغنا أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال (لو غسل جسده وترك رأسه حيث أصابه الجراح) . هشام ابن عمار فيه كلام، وليس هو المقصود هنا، وبقية رجال السند ثقات، ولكن البوصيري يقول في "مصباح الزجاجة": هذا إسناد منقطع قال الدارقطني الأوزاعي عن عطاء مرسل انتهى. رواه أبو داود عن نضر بن عاصم الأنطاكي حدثنا محمد بن شعيب أخبرني الأوزاعي أنه بلغه عن عطاء بن أبي رباح فذكره بإسناده ومتنه. اهـ المراد من "مصباح الزجاجة". وقد ذكر للأوزاعي متابعاً، ولسنا بصدد صحة الحديث من ضعفه، ولكن المقصود بيان سند ظاهره الصحة وفيه كلام. 222- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص307) : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ زَعَمَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ غَنَمًا يَوْمَ النَّحْرِ فِي أَصْحَابِهِ وَقَالَ اذْبَحُوهَا لِعُمْرَتِكُمْ فَإِنَّهَا تُجْزِئُ عَنْكُمْ فَأَصَابَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ تَيْسٌ. هذا الحديث إذا نظرت إلى ظاهره قلت: هو على شرط البخاري، ولكني رجعت إلى " تحفة الأشراف" فلم أجد في هذه الترجمة إلا حديثين خارج "الصحيحين"، فعلمت أن بهما شيئاً، فرجعت إلى "جامع التحصيل" فإذا علي بن المديني يقول: لم يلق ابن جريج عكرمة، وما ذكر في "المسند" (أخبرني عكرمة) يحمل على أنه وهم من حجاج بن محمد ذلك لأنه لم يثبت أحد سماع ابن جريج من عكرمة، فعلم أن ما في "المسند" وهمٌ. والله أعلم. ¬

(¬1) الكز مرض يؤخد من شدة البرد. كما في "مختار الصحاح".

223

223- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص240) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي السَّلَفِ فِي حَبَلِ الْحَبَلَةِ رِبًا. الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الشيخين، ولكن الإمام الترمذي بعد أن ذكره (ج4ص423) فقال: حدثنا قتيبة حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نهى عن بيع الحبل الحبلة قال وفي الباب عن عبد الله بن عباس وأبي سعيد الخدري قال حديث ابن عمر حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم وحبل الحبلة نتاج النتاج وهو بيع مفسوخ عند أهل العلم وهو من بيوع الغرر وقد روى شعبة هذا الحديث عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وروى عبد الوهاب الثقفي وغيره عن أيوب عن سعيد بن جبير ونافع عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وهذا أصح. اهـ قال أبو عبد الرحمن: وحديث ابن عمر متفق عليه، وحديث ابن عباس شاذ. 224- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص231) : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرْسَلْتَ الْكَلْبَ فَأَكَلَ مِنْ الصَّيْدِ فَلَا تَأْكُلْ فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ وَإِذَا أَرْسَلْتَهُ فَقَتَلَ وَلَمْ يَأْكُلْ فَكُلْ فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى صَاحِبِهِ) قَالَ عَبْد اللَّهِ: (وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَضَرَبَ عَلَيْهِ أَبِي كَذَا قَالَ أَسْبَاطٌ) . هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدت رجاله رجال الصحيح، وحماد هو ابن أبي سليمان، ولكن الحديث ضعيف، لأن إبراهيم هو ابن يزيد النخعي لم يسمع من ابن عباس ففي "تهذيب التهذيب": وقال ابن المديني لم يلق النخعي أحدا من أصحاب

225

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فقلت (¬1) له فعائشة قال هذا لم يروه غير سعيد ابن أبي عروبة عن أبي معشر عن ابراهيم وهو ضعيف وقد رأى أبا جحيفة وزيد بن أرقم وابن أبي أوفى ولم يسمع من ابن عباس..اهـ 225- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص215) : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ سَافَرَ مِنْ الْمَدِينَةِ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ. الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الشيخين. ومنصور هو ابن راذان، ولكن في "جامع التحصيل" في ترجمة محمد بن سيرين: قال أحمد وابن المديني لم يسمع من بن عباس شيئا قال أحمد إنما يقول نُبِّئت عن ابن عباس وقد سمع من أبي هريرة وابن عمر وقال خالد الحذاء كل شيء قال بن سيرين نبئت عن بن عباس إنما سمعه من عكرمة لقيه أيام المختار بالكوفة. 226- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص294) : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ يُونُسَ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِائَةٍ وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ وَلَا يُغْلَبُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ) . الحديث بهذا السند ظاهره أنه على شرط الشيخين، ولكن إليك ما ذكره ابن أبي حاتم (ج1ص347) قال: وسألت أبي عن حديث؛ رواه وهب بن جرير، عن أبيه، عن يحيى بن أيوب، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، فذكره. ¬

(¬1) القائل (فقات له) هو محمد بن أحمد البراء كما في "المراسيل"لإبن أبي حاتم ص (8) وفيه: وقد رأى أبا جحيفة وزيد بن أرقم وابن أبي أوفى يعني عبد الله ولم يسمع منهم. ولم يذكر ابن عباس.

227

ورواه لوين: محمد بن سليمان، عن حبان بن علي أخي مندل، عن عقيل، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. ورواه ليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قال ... ، فسمعت أبي يقول: مرسل أشبه، لا يحتمل هذا الكلام يكون كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. اهـ المراد منه. وقال الترمذي (ج5ص66) : بعد ما ذكره: هذا حديث حسن غريب لا يسنده كبير أحد غير جرير بن حازم وإنما روى هذا الحديث عن الزهري وعن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، ثم ذكر ما تقدم من أنه قد رواه حبان بن علي مسنداً، وذكر روية الليث المرسلة. اهـ المراد منه. وذكره أبو داود في "المراسيل" من حديث عقيل عن الزهري مرسلاً، قال أبو داود قد أسند هذا ولا يصح أسنده جرير بن حازم وهو خطأ. اهـ. هذا ومما ينبغي أن يعلم أن مراسيل الزهري رحمه الله من أضعف المراسيل. والله أعلم. 227- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص880) : حدثنا محمد بن معمر. ثنا محمد بن كثير. ثنا سليمان بن كثير عن عمرو ابن دينار عن طاوس عن ابن عباس رفعه إلى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: (من قتل في عمية أو عصبية بحجر أو سوط أو عصا فعليه عقل الخطإ. ومن قتل عمدا فهو قود. ومن حال بينه وبينه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. لايقبل منه صرف ولاعدل) . الحديث أخرجه النسائي (ج2ص40) من هذه الطريق وأخرجه قبلها فقال: أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال قال حدثنا سعيد بن سليمان قال أنبأنا سليمان بن كثير به. وأخرجه (ج12ص282) فقال: حدثنا محمد بن أبي غالب أخبرنا سعيد بن سليمان عن سليمان بن كثير به.

228

هذا الحديث بهذا السند محتمل للتحسين، ولكن سليمان بن كثير خالف سفيان بن عيينة قال أبو داود رحمه الله (ج12ص281) حدثنا محمد بن عبيد حدثنا حماد ح وحدثنا ابن السرح حدثنا سفيان - وهذا حديثه - عن عمرو عن طاوس قال من قتل. وقال ابن عبيد قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ... الحديث. فسليمان بن كثير شاذ، إذ قد خالف من هو أرجح منه، وهو سفيان بن عيينة، وسفيان أثبت الناس في عمرو بن دينار، فيكون الراجح أنه من قول طاوس أو مرفوعاً مرسلاً. 228- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج2ص396) : حدثنا أبو علي الحافظ أنبأ عبدان الأهوازي ثنا عمرو بن محمد الناقد ثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن شعبة عن جعفر بن إياس عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما: في قوله تعالى: {لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا} قال: أخطأ الكاتب حتى تستأذنوا هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدته على شرط الشيخين، كما يقول الحاكم رحمه الله، ولكن في "تهذيب التهذيب" أن شعبة قال: لم يسمع جعفر بن إياس من مجاهد شيئاً إنما هي صحيفة. اهـ وفي "مقدمة الفتح" أن الشيخين لم يخرجا لجعفر عن مجاهد شيئاً. والأثر ثابت من طريق شعبة وهشيم، عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس كما في "تفسير ابن جرير". 229- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص787) : حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن يسف. ثنا إسرائيل حدثنا سماك بن

230

حرب عن عكرمة عن ابن عباس أن قريشاً أتوا امرأة كاهنة. فقالوا لها أخبرينا أشبهنا أثراً بصاحب المقام. فقالت إن أنتم جررتم كساء على هذه السهلة ثم مشيتم عليها أنبأتكم. قال فجروا كساء. ثم مشى الناس عليها. فأبصرت أثر رسول الله. فقالت هذا أقربكم إليه شبها. ثم مكثوا بعد ذلك عشرين سنة أو ماشاء الله ثم بعث الله محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (ج3ص50) هذا إسناد صحيح رجاله ثقات وله شاهد من حديث عائشة رواه أصحاب الكتب الستة. اهـ قال أبو عبد الرحمن: سماك بن حرب روايته عن عكرمة مضطربة كما في " تهذيب التهذيب" عن علي بن المديني. 230- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج4ص380) : أنبأنا أبو عمار بن حسين حريث أنبأنا الفضل بن موسى عن معمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس: أن رجلا أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قد ظاهر من امرأته فوقع عليها فقال يا رسول الله! إني قد ظاهرت من زوجتي فوقعت عليها قبل أن أكفر فقال وما حملك على ذلك يرحمك الله؟ قال رأيت خلخالها في ضوء القمر قال فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله به قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح. الحديث ظاهر سنده أنه حسن، لكن الإمام النسائي رحمه الله ذكره (ج6ص167) : قالأخبرنا محمد بن رافع، قال حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا معمر الحكم بن أبان عن عكرمة مرسلاً. ثم قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه قال أنبأنا المعتمر (ح) وأنبأنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال حدثنا المعتمر قال سمعت الحكم بن أبان قال سمعت عكرمة مرسلاً. ثم قال الإمام النسائي المرسل

231

أولى بالصواب من المسند والله سبحانه وتعالى أعلم. وفي "سنن أبي داود" (ج6ص306) : رواه عن الحكم مرسلاً سفيان وإسماعيل بن علية. وفيها أيضاً: حدثنا أبو كامل أن عبد العزيز بن المختار حدثهم حدثنا خالد حدثنى محدث عن عكرمة فذكره مرسلاً. وخالد هو ابن مهران الحذاء. فمعمر بن راشد يعتبر شاذاً، على أنه قد رواه عبد الرزاق مرسلاً، ولعل الوصل مما حدث به بالبصرة. والله أعلم. 231- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج12ص593) : حدثنا محمد بن يحيى. حدثنا سعيد بن سليمان. حدثنا محمد بن مسلم. حدثنا إبراهيم ابن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ (لم نر للمتحابين مثل النكاح) . الحديث رجاله رجال الصحيح، ومحمد بن مسلم هو الطائفي والظاهر فيه أن حديثه لا ينزل عن الحسن ولكن الحاكم رحمه الله بعد إخراجه الحديث من طريق محمد بن مسلم به قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه لأن سفيان بن عيينة ومعمر بن راشد أوقفاه عن إبراهيم بن ميسرة على ابن عباس. اهـ وقال ابن أبي شيبة (ج5ص228) معاذ عن ابن جريج عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكره. فعلم أن وصله شاذ، وللحديث طرق أخرى ذكرها الشيخ ناصر حفظه الله في "الصحيحة" لا يرتقي بها الحديث إلى الحسن. والله أعلم. 232- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج14ص178) : حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة,

عن ابن عباس قال: إن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة والنحلة والهدهد والصرد. وأخرجه ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1074) . ثم إذا إلى سند الحديث وجدت رجاله رجال الصحيح، ولكن إليك ما قاله ابن أبي حاتم في "العلل) (ج2ص301) قال رحمه الله: وسألت أبي، وأبا زرعة، عن حديث؛ رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نهى عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد. قلت لهما: وقد روى هذا الحديث هشام الدستوائي، وأبان العطار، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. فقالا: رواه ابن جريج، عن عبد الله بن أبي لبيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس. وقالا: سمعنا علي بن المديني يذكر عن يحيى بن سعيد، عن الثوري، قال: اطلعت في كتاب ابن جريج فوجدت فيه عن عبد الله بن أبي لبيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس. قال أبو زرعة: وهو أصح. ورواه رباح، عن معمر، عن الزهري، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. وروى أيوب بن سويد، عن ابن جريج، عن الزهري، عن سليمان بن يسار، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، وأخطأ فيه، ولم يسمع ابن جريج من الزهري هذا الحديث وقد روى بعضهم عن ابن جريج هذا الحديث، فقال: حدثت عن الزهري. وروى هذا الحديث حارث الخازن شيخ بهمذان، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، وأخطأ فيه الشيخ، يشبه أن يكون دخل له حديث في حديث، وليس هذا الحديث من حديث إبراهيم بن سعد. قلت لأبي زرعة: ما حال هذا الشيخ الهمذاني؟ قال: كان شيخا لم يبلغني عنه أنه حدث بحديث منكر إلا هذا، وقد كان كتب عن أبي معشر حديثا كثيرا. قلت لأبي زرعة: فما وجه هذا الحديث عندك؟ قال: أخطأ فيه عبد الرازق،

233

والصحيح من حديث معمر, عن الزهري أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، مرسلا. وأما نفس الحديث فالصحيح عندنا على ما روي في كتاب ابن جريج: عن عبد الله بن أبي لبيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. قلت: أليس هشام وأبان العطار رويا عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ؟ قال: بلى، ولكن زيادة الحافظ على الحافظ تقبل. اهـ فالحاصل أن رواية عبد الرزاق معلة، ورواية ابن جريج، عن عبد الله بن أبي لبيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ صحيحة والله أعلم. 233- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص215) : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ وقال (ص271) حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَ مُوسَى بِمَا صَنَعَ قَوْمُهُ فِي الْعِجْلِ فَلَمْ يُلْقِ الْأَلْوَاحَ فَلَمَّا عَايَنَ مَا صَنَعُوا أَلْقَى الْأَلْوَاحَ فَانْكَسَرَتْ أخرجه الحاكم رحمه الله (ج2ص321) وابن حبان (14/رقم6213) وابن عدي في "الكامل (ج7ص2596) كلهم من طريق هشيم عن أبى بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس مرفوعاً. وساق ابن عدي سنده إلى يحيى بن حسان يقول هشيم لم يسمع حديث أبى بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس (ليس الخبر كالمعاينة) إنما دلسه. قال ابن عدي: ويقال ان هذا لم يسمعه هشيم من أبى بشر إنما سمعه من أبى عوانة عن أبى بشر فدلسه. اهـ

234

وطريق أبي عوانة عن أبى بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباسأخرجا البزار كما في "كسف الأستار" (1/رقم200) وابن حبان (14/رقم6214) من طريق أبي داور والحاكم (ج2ص380) من طريق عفان والطبراني في "الكبير" (12/رقم124510) من طريق محمد بن أبي نعيم الواسطي وابن عدي (ج7ص2596) من طريق حماد كلهم عن أبي عوانة به. وهذا حديث صحيح الإسناد. والله أعلم. 234- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج1ص236) : أخبرنا أبو محمد الحسن بن حليم (¬1) المروزي أنبأ أبو الموجه أنبأ يوسف بن عيسى وأبو عمار قالا: ثنا الفضل بن موسى ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يلتفت في صلاته يمينا وشمالا ولا يلوي عنقه خلف ظهره هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بما حكم عليه الحاكم رحمه الله، ولكن إليك ما ذكره المزي رحمه الله في "تحفة الأشراف" عقب هذا الحديث فيعد أن ذكره من حديث الفضل بن موسى، منحديث أبي داود رحمه الله ذكر عن أبي داود أنه ذكره عن هناد بن السري، عن وكيع، عن عبد الله بن سعيد عن رجل، عن عكرمة، عن النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال- يعني أبا داود -: وهذا أصح. ثم ذكر المزي أنه قال في حديث الفضل أنه: غريب. وقال الترمذي: قد خالف وكيع الفضل ثم قال: عن محمود عن وكيع عن عبد الله بن سعيد عن بعض أصحاب عكرمة: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بنحوه، ولم يقل عكرمة. اهـ. ¬

(¬1) في "المستدرك"حكيم، والصواب ما أثبتناه، بعد الحاء لام من الحلم، وهو الحسن بن محمد بن حليم.

235

235- قال الإمام الطبراني رحمه الله في "المعجم الكبير" (ج12ص63) : حدثنا الوليد بن العباس العداس المصري ثنا أبو صالح الحراني ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قرأ (في عين حمئة) . وذكره في "المعجم الضغير" (ص460) وقال: لم يروه عن بن خثيم إلا حماد تفرد به أبو صالح. اهـ قلت: وأبو صالح هو عبد الغفار بن داود، كما في - السند في "الصغير"-. وشيخ الطبراني ضعيف كما في " الميزان" و "اللسان" (¬1) ولكن رواه الحاكم (ج2ص244) فقال: حدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا عبيد بن شريك (¬2) البزاز ثنا أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ {في عين حمئة} هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. الحديث ظاهره كما يقول الحاكم رحمه الله، ولكن إليك ما قاله الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج1ص255-256) قال رحمه الله: حدثنا علي بن عبد الرحمن (¬3) ابن محمد بن المغيرة، حدثنا عبد الغفار بن داود الحراني، حدثنا حماد بن سلمة به. ثم قال رحمه الله: وكأن هذا الحديث مما لم يرفعه أحد من حديث حماد بن سلمة ¬

(¬1) في "اللسان" نسبه الوليد بن العباس البصري إلى البصرة، والصواب إلى مصر كما في المصادر الأخرىى منها "الميزان". (¬2) هو عبيد بن عبد الواحد بن شريك. (¬3) قال الحافظ في التقريب: صدوق

غير عبد الغفار بن داود، وهو مما يخطئه فيه أهل الحديث ويقولون: إنه موقوف على ابن عباس وقد خالفه فيه أصحاب حماد فلم يرفعوه فممن خالفه فيه منهم خالد بن عبد الرحمن الخراساني وحجاج بن منهال الأنماطي، كما قد حدثنا محمد بن الحجاج بن سليمان الحضرمي أبو جعفر، حدثنا خالد بن عبد الرحمن، حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الله بن عثمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه كان يقرؤها في عين حمئة يهمزها وكما قد حدثنا محمد بن خزيمة، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد، عن عبد الله بن عثمان فذكر بإسناده مثله ولم يرفعه. اهـ قال أبو عبد الرحمن: وقد رواه غير حماد أيضاً موقوفاً. قال ابن جرير (ج16ص11) : حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا ابن أبى عديّ، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس (وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) قال: ذات حمأة. حدثنا الحسين بن الجنيد، قال: ثنا سعيد بن سلمة، قال: ثنا إسماعيل بن علية، عن عثمان بن حاضر، قال: سمعت عبد الله بن عباس يقول: قرأ معاوية هذه الآية، فقال: (عَيْنٌ حامِيَةٌ) فقال ابن عباس: إنها عين حمئة، قال: فجعلا كعبا بينهما، قال: فأرسلا إلى كعب الأحبار، فسألاه، فقال كعب: أما الشمس فإنها تغيب في ثأط، فكانت على ما قال ابن عباس، والثأط: الطين. حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني نافع بن أبي نعيم، قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج يقول: كان ابن عباس يقول (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) ثم فسرها. ذات حمأة، قال نافع: وسئل عنها كعب، فقال: أنتم أعلم بالقرآن مني، ولكني أجدها في الكتاب تغيب في طينة سوداء. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن

236

ابن عباس (وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) قال: هي الحمأة. قال: وأخبرني عمرو بن دينار، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، قال: قرأت (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) وقرأ عمرو بن العاص (فِي عَيْنٍ حامِيَةٍ) فأرسلنا إلى كعب. فقال: إنها تغرب في حمأة طينة سوداء. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) والحمئة: الحمأة السوداء. حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن ورقاء، قال: سمعت سعيد بن جبير، قال: كان ابن عباس يقرأ هذا الحرف (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) ويقول: حمأة سوداء تغرب فيها الشمس. هذا وقد جاء الحديث مرفوعاً من حديث ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ لكنه لا يثبت فهو من طريق محمد بن دينار الطاحي، عن سعد بن أوس، عن مصدح أبي يحيىكما في "مشكل الآثار" (ج1ص261) ومحمد بن دينار الطاحي قال في الحافظ في "التقريب" صدوق سيء الحفظ رمي بالقدر، وتغير قبل موته. وقال الحافظ في مصدح أبي يحيى: مقبول. فعلم بهذا أن الحديث لا يثبت مرفوعاً. والحمد لله. 236- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص261) : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ أَهْدَى جَمَلَ أَبِي جَهْلٍ الَّذِي كَانَ اسْتَلَبَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي رَأْسِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي هَدْيِهِ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ لِيَغِيظَ بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَْْْْ. هذا الحديث ظاهر سنده الحسن، ولكن الإمام البيهقي رحمه الله يقولفي "السنن الكبرى" (ج5ص230) عقب الحديث: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن

237

صالح الهاشمي ثنا أبو جعفر المستعيني ثنا عبد الله بن علي المديني حدثني أبي قال: كنت أرى أن هذا من صحيح حديث بن إسحاق فإذا هو قد دلسه حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن إسحاق قال حدثني من لا اتهم عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس قال علي فإذا الحديث مضطرب. اهـ ولا يعترض على هذا بالتصريح بالتحديث، عند الإمام أحمد فقول الحافظ مقدم على نسخة يجوز أنه دخلها التتحريف أو الوهم من بعض الرواة. ثم وجدته في "سيرة ابن هشام" (ج3ص322) طبع دار الصحابة: (وقال عبد الله بن أبي نجيح) غير مصرح بالتحديث، ومثله في الطبراني (ج11ص91- 92) وكذا في "سنن أبي داود" (ج2ص360) فعُلِم صحة قول ابن المديني إذ أعله بالتدليس ابن اسحاق. والله أعلم. وفي "المسند" (ج1ص160) ثنا يعقوب، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال حدثني رجل عن عبد الله بن أبي نجيح به. طريق أخرى إلى ابن أبي نجيح: 237- حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَهْدَى فِي بُدْنِهِ بَعِيرًا كَانَ لِأَبِي جَهْلٍ فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ.) . هذا الحديث ظاهره الصحة، قال الحافظ البيهقي (ج5ص230) : وهذا إسناد صحيح إلا أنهم يرون أن جرير بن حازم أخذه من محمد بن إسحاق ثم دلسه فإن بين فيه سماع جرير من بن أبي نجيح صار الحديث صحيحا والله أعلم. والحديث أخرجه الحاكم (ج1ص467) وقال صحيح على شرط مسلم. وعليه فيه ثلاث مؤاخذات:

238

الأولى: أن مسلم لم يعتمد على ابن إسحاق، وما روى إلا قدر خمسة أحاديث في الشواهد والمتابعات. الثانية: أن أحمد بن عبد الجبار العطاردي ليس من رجال مسلم، كما في "التقريب". الثالثة: أنه معل كما ترى. 238- قال الإمام ابن حبان رحمه الله كما في "موارد الظمآن" (ص451) : أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا يزيد بن صالح اليشكري ومحمد بن أبان الواسطي قالا: حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت أبا رجاء العطاردي قال: سمعت ابن عباس وهو يقول على المنبر: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (لا يزال أمر هذه الأمة مواتياً - أو مقارباً - ما لم يتكلموا في الولدان والقدر) . هذا الحديث صحيح رجاله رجال الصحيح، إلا يزيد بن صالح اليشكري، وقد قال ابن أبي حاتم عن أبيه: إنه مجهول. فتعقبه الذهبي في "الميزان" فقال: كان ورعا مجتهدا كبير القدر، قال الحسن بن سفيان فاتني لأجل أمي يحيى بن يحيى فعوضني الله بأبي خالد الفراء قال أبو حاتم الرازي مجهول قلت: وثقه غيره. اهـ وهو مقرون بمحمد بن أبن أبان الواسطي، وقد وثقه مسلمة كما في "تهذيب التهذيب"، وقد قيل فيه إنه من شيوخ البخاري. وأما الحسن بن سفيان وإن كان أنزل من رجال الصحيح طبقة فإنه إمام عظيم الشأن. هذا ما قررته على ظاهر السند ثم رأيت في "كشف الأستار" (ج3ص36) قال البزار قد رواه جماعة فوقفوه على ابن عباس. اهـ. 239- قال ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" رحمه الله (ج7ص312طبعة الشعب) : وحدثنا أبي، حدثنا يحيى بن المغيرة، أخبرنا جرير، عن عبد الله بن

240

عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في الحجر: "والله ليبعثه الله يوم القيامة له عينان ينظر بهما، ولسان ينطق، به ويشهد على من استلمه بالحق، فمن استلمه فقد بايع الله"، ثم قرأ: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) . قلت: هذا إسناد حسن، غير أن زيادة (فمن استلمه فقد بايع الله) تفرد بها يحيى بن المغيرة وهو حسن الحديث، وقد خالف قتيبة بن سعيد، عن جرير به دون الزيادة، أخرج حديثه الترمذيفي كتاب الحج (961) وتابعه متابعة قاصرة وهي لجري تامة جماعة منهم: 1) حماد بن سلمة عند أحمد (ج1ص291و 307و371) والدارمي رقم (1839) وابن خزيمة رقم (2734) والبيهقي (ج5ص75) . 2) ثابت بن يزيد أبو زيد الأحول عند أحمد (ج1ص266) وابن خزيمة رقم (2736) والحاكم (ج1ص457) . 3) عبد الرحيم بن سليمان الرازي عند ابن ماجه رقم (2944) . 4) علي بن عاصم عند أحمد (ج1ص247) 5) فضيل بن سليمان عند ابن خزيمة (2735) وابن حبان رقم (3711 و3712) . 6) عمران بن عبد الله عند أب نعيم في "الحلية" (ج6ص243) . جميعهم عن عبد الله بن عثمان بن خيثم به، دون الزيادة المذكورة، فعلم من هذا أن الزيادة شاذة تفرد بها ابن المغيرة وخالف جمعاً. أفادنا بهذا أحمد بن سعيد. 240- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج4ص319) : أنبأ أبو الحسن أحمد بن

محبوب الرملي بمكة ثنا عبد الله بن محمد بن نصر الرملي ثنا محمد بن أبي عمر العدني ثنا عبد العزيز بن محمد عن أبي سُهيل (¬1) بن مالك عن طاوس عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: ليس على المعتكف صيام إلا أن يجعله على نفسه. وأخرجه البيهقي في "سننه" (ج4ص319) مرفوعاً وقال: تفرد به عبد الله بن محمد بن نصر الرملي هذا ثم أخرجه موقوفاً على ابن عباس وقال: هذا هو الصحيح موقوف ورفعه وهم. قال الدارقطني (ج2ص199) بعد أن روى الحديث: رفعه هذا الشيخ وغيره لا يرفعه. قال في "التنقيح" والشيخ هو عبد الله بن محمد الرملي، ذكره ابن القطان في كتابه" بيان الوهم والإيهام" ثم قال: وعبد الله بن محمد بن نصر الرملي لا أعرفه (3/442) رقم (1198) . عبد الله بن محمد بن نصرقال فيه الذهبي في "تاريخ الإسلام" (300-301) ص (316) : الحافظ كثير الحديث واسع الرحلة. فائدة: حديث عمر بن الخطاب (اعتكف وصم يوماً) ذكر هذا الحديث ابن عدي في "الكامل" ثم قال: لا أعلم ذكر ذكر الصوم مع الاعتكاف الا من رواية عبد الله بن بديل ... وعبد الله بن بديل له غير ما ذكرت مما فقلنا عليه من الزيادة في متن أو في إسناد. (ج4ص1530) . قال أبو بكر النيسابوري: هذا الحديث منكر لأن الثقات من أصحاب عمرو بن دينار لم يذكروه ومنهم ابن جريج وابن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وغيرهم وابن ¬

(¬1) في الأصل: أبو سهل, وهو خطأ وصوابه: أبو سهيل كما في "تهذيب الكمال"والبيهقي (ج4ص319) .

241

بديل ضعيف الحديث. (ج4ص316) . أخرج البخاري ومسلم هذا الحديث ولم يذكروا الصوم بل فيه: (أوف بنذرك) "نصب الرأيةط (ج2ص488". أفادنا بهذا خالد بن علي. 241- قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار" (ج3ص52و53) رقم (2219) : يوسف بن موسى ومحمد بن عثمان بن كرامة حدثنا عبيد الله بن موسى: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أن رجلاً من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، كان يحب امرأة، فاستأذن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في حاجة، فأذن له فانطلق في يوم مطير، فإذا هو بامرأة على غدير ماء تغتسل، فلما جلس منها مجلس الرجل من المرأة، ذهب يحرك ذكره، فإذا هو كأنه هدبة، فذكر ذلك، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: أربع ركعات فأنزل الله عز وجل: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات) . قال البزار: لانعلمه بهذا اللفظ إلا عن ابن عباس ولا نعلم رواه عن ابن عيينة إلا عبيد الله بن موسى. اهـ الحديث ظاهره الصحة، ولكن الإمام أحمد رحمه الله وقد سُئِلَ عن هذا الحديث فقال: ماأرى هذا إلا كذاب أو كذب وأنكره جداً. الهـ من "العلل" (ج2ص210) رقم (2039) . وقال أبو حاتم الرازي: وقد سأله عن هذا الحديث ولدهُ كما في"العلل" (ج2

ص58) رقم (1659) هذا خطأ، حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن يحيى بن جعدة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وذكر الحديث. اهـ وقال يعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (ج2ص210) حدثنا أبو يوسف ثنا الحميدي حدثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار أخبرني يحيى بن جعدة: أن رجلاً استأذن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في يوم مطير. وعبيد الله بن موسى روى هذا الحديث عن ابن عيينة باسناد عجب، والصحيح ما ذكرنا عن الحميدي، وعبيد الله عند أصحابنا قد غلط فيما ذكر. اهـ وقال عبد الرزاق في "تفسيرهط (ج2ص315) : عن محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، وذكر الحديث. اهـ فالصحيح أن الحديث مرسل، والمرسل من قسم الضعيف أفادنا بهذا الأخ أبو أحمد الحربي.

مسند أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان رضي الله عنهما

مسند أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان رضي الله عنهما 242- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص127) : أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّسَائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ خَرَجَ حَاجًّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ فَلَمَّا كَانُوا بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَلَدَتْ أَسْمَاءُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ ثُمَّ تُهِلَّ بِالْحَجِّ وَتَصْنَعَ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ إِلَّا أَنَّهَا لَا تَطُوفُ بِالْبَيْتِ) هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، إلا أحمد بن فضالة، وقد قال النسائي ومسلمة بن قاسم: لا بأس كان يخطئ. لكن محمد بن أبي بكر لم يسمع من أبيه، فقد كان عمره حين توفي أبوه أبو بكر رضي الله عنه نحو ثلاث سنين وذكر العلائي أن القاسم لم يدرك أباه أيضاً اهـ من "جامع التحصيل". وقد بسط القول أبو محمد بن حزم رحمه الله في كتابه "حجة الوداع " في تضعيف هذا الحديث وعدم ثبوته، فراجعه إن شئت. 243- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص8) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ,

244

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ قَامَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بِعَامٍ فَقَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَقَامِي عَامَ الْأَوَّلِ فَقَالَ سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِنَّهُ لَمْ يُعْطَ عَبْدٌ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ الْعَافِيَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ وَالْبِرِّ فَإِنَّهُمَا فِي الْجَنَّةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ وَالْفُجُورَ فَإِنَّهُمَا فِي النَّارِ) . هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدت رجاله رجال الصحيح، ولكن أبا عبيدة وهو عامر بن عبد الله بن مسعود لم يدرك أبا بكر.. 244- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص8) : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا فِي الدُّنْيَا خَيْرًا مِنْ الْيَقِينِ وَالْمُعَافَاةِ فَسَلُوهُمَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع الحسن بن أبي الحسن ولد لسنتين من خلافة عمر كما في "تهذيب التهذيب" فعلى هذا فهو لم يدرك أبا بكرالصديق رضي الله عنه. 245- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص9) : حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَنَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا عَامَ أَوَّلَ فَقَالَ: أَلَا إِنَّهُ لَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ النَّاسِ شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنْ الْمُعَافَاةِ بَعْدَ الْيَقِينِ أَلَا إِنَّ الصِّدْقَ وَالْبِرَّ فِي الْجَنَّةِ أَلَا إِنَّ الْكَذِبَ وَالْفُجُورَ فِي النَّارٍٍٍٍِ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وحميد بن عبد الرحمن هو الحميري كما في "العلل" للدار قطني (ج1ص166) و "العلل"لابن أبي حاتم (ج2ص204) وما رأيت في "تهذيب التهذيب"رواية للحميري عن عمر وما أظنه أدركه.

246

على أنه قد رُوي عن سليم، عن قتادة عن ابن عباس عن عمر عن أبي بكر كما في "العلل" للدار قطني. وفي "العلل" لابن أبي حاتم (ج2ص205) سألت أبي عن هذا الحديث؟ أي الذي هم حميد سمعت أبا بكر يخطب فقال: هذا خطأ، إنما هو حميد، عن ابن عباس، قال: سمعت أبا بكر. اهـ فالحاصل أن هذا الحديث اختلف فيه على حميد ولعل الأرجح ما ذكره ابو حاتم رحمه الله. والله أعلم. 246- قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (ج2ص975) : حدثنا إبراهيم بن المنذر الخزامي ويعقوب بن حميد بن كاسب قالا حدثنا ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن محمد بن المنكدر عن عبد الرحمن بن يربوع عن أبي بكر الصديق أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ سئل أي الأعمال أفضل؟ : قال (العَجُّ والثَّجُّ) . الحديث ظاهره أنه صالح للحجية. ولكن الإمام الترمذ رحمه الله في "سننه" (ج3ص190) بعد أن ذكر الحديث حديث أبي بكر غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان ومحمد بن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع وقد روى محمد بن المنكدر عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن أبيه غير هذا الحديث. وروى أبو نعيم الطحان ضرار بن صرد هذا الحديث عن ابن أبي فديك عن الضحاك عن عثمان عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن عبد الرحمن ابن يربوع عن أبيه عن أبي بكر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وأخطأ فيه ضرار. قال أبو عيسى سمعت أحمد بن الحسن يقول: قال أحمد بن حنبل: من قال في هذا الحديث عن محمد بن المنكدر, عن ابن عبد الرحمن بن يربوع, عن أبيه فقد أخطأ.

قال وسمعت محمداً يقول: وذكرت له حديث ضرار بن صرد عن ابن أبي فديك فقال: هو خطأ, فقلت: قد رواه غيره عن ابن أبي فديك أيضا مثل روايته فقال لا شيء إنما رووه عن ابن أبي فديك ولم يذكروا فيه عن سعيد بن عبد الرحمن ورأيته يُضعِّفُ ضرار بن صرد. والعج هو رفع الصوت بالتلبية والثج هو نحر البدن

مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما 247- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج2ص76) : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ قِيلَ لَهُ بِأَيِّ شَيْءٍ أَمَرَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَمَرَنَا أَنْ نُسَبِّحَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنَحْمَدَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنُكَبِّرَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ فَتِلْكَ مِائَةٌ قَالَ سَبِّحُوا خَمْسًا وَعِشْرِينَ وَاحْمَدُوا خَمْسًا وَعِشْرِينَ وَكَبِّرُوا خَمْسًا وَعِشْرِينَ وَهَلِّلُوا خَمْسًا وَعِشْرِينَ فَتِلْكَ مِائَةٌ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ افْعَلُوا كَمَا قَالَ الْأَنْصَارِيُّ) . هذا الحديث إذا نظرت في سنده حكمت عليه بالحسن، وعبد العزيز بن أبي رواد هو حسن الحديث، لكن روايته عن نافع فيها ضعفبل قال ابن حبان: روى عن نافععن ابن عمر نسخة موضوعة كما في "الميزان" 248- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص250) : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: غَدَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِنًى

249

إِلَى عَرَفَةَ فَمِنَّا الْمُلَبِّي وَمِنَّا الْمُكَبِّرُ أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: غَدَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَرَفَاتٍ فَمِنَّا الْمُلَبِّي وَمِنَّا الْمُكَبِّرُ. هذا الحديث بهذا السند رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع، فقد رواه مسلم عن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه، وعبد الله بن أبي سلمة يرسل ولم يُتيقن سماعه من ابن عمر، بل لم يذكر له في الأمهات الست عن ابن عمر إلا هذا الحخديث، ولو ثبت سمتاعه لقلنا: يحتمل أنه رواه عن ابن عمر بواسطة ثم رواه عنه مباشرةولكنه لم يثبت، والله اعلم. 249- قال الإمام أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي رحمه الله في "سننه" (ج1ص9) : أخبرنا محمد بن طريف ثنا محمد بن فضيل ثنا أبو حيان عن عطاء عن بن عمر قال: كنا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أين تريد قال إلى أهلي قال هل لك في خير قال وما هو قال تشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله قال ومن يشهد على ما تقول قال هذه السلمة فدعاها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثا فشهدت ثلاثا أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه وقال إن اتبعوني أتيتك بهم وإلا رجعت مكثت معك) . أبو حيان هو يحيى بن سعيد التيمي، وعطاء يحتمل أنه ابن رباح، ويحتمل أنه ابن يسار.

250

وأنت إذا نظرت في رجاله وجدتهم رجال الصحيح، فهذا السند ظاهره أنه حسن، ولكن ابن أبي حاتم في "لالعلل" (ج2ص392) إن أباه قال: أنا أُنكر هذا، لأن أبا حيان لم يسمع من عطاء، ولم يروِ عنه، وليس هذا الحديث من حديث عطاء. اهـ المراد منه. 250- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج8ص464) : حدثنا القعنبى حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهرى عن سالم عن أبيه قال رأيت النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة. هذا الحديث إذا نظرت إلى ظاهره قلت: هو في غاية من الصحة وإليك ما قاله الإمام الترمذي رحمه الله حول هذا الحديث (ج4ص88) بعد أن ساقه بسنده عن ابن عيينة متصلاً ثم قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال حدثنا عمرو بن عاصم عن همام عن منصور وبكر الكوفي وزياد وسفيان كلهم يذكر أنه سمعت من الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة. حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة. قال الزهري وأخبرني سالم أن أباه كان يمشي أمام الجنازة. قال أبو عيسى حديث ابن عمر هكذا رواه ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحد عن الزهري عن سالم عن أبيه نحو حديث ابن عيينة وروى معمر ويونس بن يزيد ومالك وغير واحد من الحفاظ عن الزهري أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كان يمشي أمام الجنازة قال الزهري وأخبرني سالم أنه أباه كان يمشي أمام الجنازة. وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك أصح. قال أبو عيسى: وسمعت يحيى بن موسى يقول: سمعتُ عبد الرزاق قال: ابن المبارك: حديث الزهري في هذا مرسل أصح من حديث ابن عيينة, قال ابن المبارك

251

وأرى ابن جريج أخذه عن ابن عيينة. قال أبو عيسى وروى همام بن يحيى هذا الحديث عن زياد وهو ابن سعد ومنصور وبكر وسفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه وإنما هو سفيان بن عيينة روى عنه همام. اهـ يقصد التمذي من هذا أن همام بن يحيى وهم فيه، وقال النسائي (ج4ص52) هذا خطأ والجواب مرسل. اهـ وراجع "تلخيص الحبير" للحافظ ابن حجر، وهذا الحديث كما ترى مما سكت عنهأبو داود، فعلى هذا فقوله رحمه الله تعالى: وما سكتُّ عنه فهو صالح يحتاج إلى بحث، فقد سكت عن أحاديث وتعقبه الحافظ المنذري، وسكت المنذري عن أشياء فتعقبه الحافظ ابن القيم كما يعلم من كتابيهما. 251- قال الإمام أبو داود رحمه الله (11ص308) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ. فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ؟ قَالَ هِيَ: (هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ) .

252

هذا الحديث إذا نظرت في سنده حكمت بصحته، ولكن الحافظ ابن أبي حاتم يسأل أباه عن هذا الحديث كما في "العلل" (ج2ص417) فيقول أبوه بعد ذكره الحديث: روى هذا الحديث ابن جابر، عن عمير بن هانئ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، مرسلا، والحديث عندي ليس بصحيح، كأنه موضوع.. 252- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص88) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا أَبْيَضَ فَقَالَ أَجَدِيدٌ ثَوْبُكَ أَمْ غَسِيلٌ فَقَالَ فَلَا أَدْرِي مَا رَدَّ عَلَيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (الْبَسْ جَدِيدًا وَعِشْ حَمِيدًا وَمُتْ شَهِيدًا) أَظُنُّهُ قَالَ (وَيَرْزُقُكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) هذا الحديث إذا نظرت إليه تقول: هو صحيح على شرط الشيخين، ولكن ابن أبي حاتم يذكره في "العلل"0ج1ص490) ثم قال بعد أن سأل أباه عنه: ورواه عبد الرزاق أيضاً، عن الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: مثله، فأنكر الناس ذلك، وهو حديث باطل، فالتمس الحديث هل رواه أحد. فوجدوه قد رواه ابن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي الأشهب النخعي، عن رجل من مزينة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، فذكر مثله. وقال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" (ج5ص397) قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ: لا أعلم أحداً رواه عن الزهري غير معمر، وما أحسبه بالصحيح - والله أعلم. وقال الحافظ في "النكت الظراف" قلت: قال النسائي: هذا حديث منكر أنكره يحيى القطان على عبد الرزاق ولم يروه عن معمر غيره. وقد رُوِيَ عن معقل واختلف عليه فقيل: عنه ابراهيم بن سعد عن الزهري مرسلاً، وليس هذا الحديث من حديث الزهري. هكذا وقع في رواية ابن الأحمر. اهـ قلت وهو كذلكفي طعمل اليوم واليلة"ص (276) .

253

وقال الترمذي رحمه الله في "العلل الكبير"ص (373) عقب الحديث سألت محمداً (يعني البخاري) عن هذا الحديث قال: قال سليمان الشاذكوني قدمت على عبد الرزاق فحدثنا بهذا الحديث عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه. ثم رأيت عبد الرزاق يحدث بهذا الحديث عن سفيان الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر. قال محمد وقد حدثونا بهذا عن عبد الرزاق عن سفيان أيضاً قال محمد وكلا الحديثين لا شيء. وأما حديث سفيان فالصحيح ما حدثنا به أبو نعيم عن سفيان عن ابن أبي خالد عن أبي الأشهب أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رأى على عمر ثوبا جديداً مرسل قال محمد واسم أبي الأشهب هذا زاذان قال ابن إدريس أنا ذهبت بابن أبي خالد إليه. اهـ فالحاصل أنه حديث منكر كما قاله النسائي. 253- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص294) : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَذْنَبْتُ ذَنْبًا كَبِيرًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ فَقَالَ لَهُ: (رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَلَكَ وَالِدَانِ) قَالَ لَا قَالَ: (فَلَكَ خَالَةٌ) قَالَ نَعَمْ فَقَالَ: (رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَبِرَّهَا إِذًا) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي ذكره (ج6ص30) ثم قال: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان بن عيية، عن عن محمد بن سوقة عن أبي بكر بن حفص عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نحوه ولم يذكر فيه عن ابن عمر وهذا أصح من حديث أبي معاوية. اهـ يعني الإرسال. 254- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج3ص255) : حدثنا نصر بن على حدثنى أبى حدثنا شعبة عن أبى بشر سمعت مجاهدا يحدث عن ابن عمر عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فى التشهد " التحيات لله الصلوات الطيبات السلام

255

عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ". قال قال ابن عمر زدت فيها وبركاته. " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله ". قال ابن عمر زدت فيها وحده لا شريك له. " وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ". الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وقد قال الدارقطني (ج1ص351) : هذا إسناد صحيح، وقد تابعه -يعني علي بن نصر- على رفعه بن أبي عدي عن شعبة ووقفه غيرهما. اهـ ولم أكتبه من أجل قول الدارقطني فإنا لا ندري من وَقَفه أهو أرجح أم علي بن نصر وابن أبي عدي؟ ولكن كتبته هنالأن في "تهذيب التهذيب" أن الإمام أحمد قال كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد قال لم يسمع منه شيئاً. وقال ابن معين طعن عليه شعبة في حديثه عن مجاهد قال من صحيفة. اهـ. هذا وأما التصرح هنا بالسماع من مجاهد، فيحتمل أنه وهم من أبي بشر أو غيره والله أعلم. ولا أقصد أن الحديث لم يصح بحال، ولكني أقصد أن هذه الطريق معلة لأن الحديث قد ورد في "مسند الإمام أحمد" (ج7ص193) بتحقيق أحمد شاكر: حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَابَيْ الْمَكِّيُّ قَالَ صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ فَقَالَ أَلَا أُعَلِّمُكَ تَحِيَّةَ الصَّلَاةِ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا فَتَلَا عَلَيَّ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ يَعْنِي قَوْلَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فِي التَّشَهُّدِ. هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح. 255- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص491) : حدثنا سهل بن أبي سهل. حدثنا مكي بن إبراهيم أبو السكن عن مالك عن نافع عن ابن عمر , أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صلى على النجاشي فكبر أربعاً.

256

هذا الحديث إذا نظرت في سنده حكمتَ عليه بالصحة، وسهل بن أبي سهل هو سهل بن زنجلة حافظ كما في "تهذيب التهذيب" وقال أبو حاتم: صدوق، وقال مسلمة رازي ثقة. ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة سهل: وسئل أبو إسحاق الحربي عن حديث رواه سهل بن زنجلة عن مكي بن ابراهيم عن مالك عن نافع عن ابن عمران النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صلى على النجاشي. فأنكره قال الخطيب وقد قال مكي حدثتهم بالبصرة عن مالك عن نافع يعني بهذا الحديث وهو خطأ إنما حدثنا مالك عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة. اهـ 256- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص95) : حدثنا زيد بن أخرم وأبو بدر عباد بن الوليد قالا حدثنا محمد بن عباد الهنائي. حدثنا علي بن المبارك الهنائي عن أيوب الختياني عن خالد بن دريك عن ابن عمر: - أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال (من طلب العلم لغير الله أو أراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار) . الحديث أخرجه الترمذي (ج5ص33بتحقيق إبراهيم عطوة) . ظاهر السند أن الحديث حسن، ولكن الحافظ العلائي يقول في ترجمة خالد بن دُريك: روى عم ابن عمر وعائشة ولم يدركهما. قاله شيخنا المزي. اهـ المراد منه. وأما ما نقله الحافظ في "النكت الظراف" قال: حكم ابن القطان بصحته، فكأنه عنده متصل أو اكتفى بالمعاصرة. اهـ فأقول: يجوز ان ابن القطان اكتفى بظاهر السند، والله أعلم. 257- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص61) : حدثنا هشام بن عمار. حدثنا يحيى بن حمزة. حدثنا الأوزاعي عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال (ينشأ نشء يقرؤن القرأن لا يجاوز تراقيهم. كلما خرج قرن قطع)

258

قال ابن عمر سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: (كلما خرج قرن قطع أكثر من عشرين مرة, حتى يخرج في عِرَاضِهِم الدجال) قال البوصيري في "مصباح الزجاجة (ج1ص26) : هذا إسناد صحيح احتج به البخاري بجميع رواته. اهـ ولكن في "تهذيب التهذيب" وقال أبو زرعة الدمشقي لا يصح للاوزاعي عن نافع شئ وكذا قال عباس عن ابن معين لم يسمع من نافع شيئاً. اهـ 258- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص118) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ لَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ قَالَ بَلَى قَدْ فَعَلْتَ وَلَكِنْ غُفِرَ لَكَ بِالْإِخْلَاصِ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن قد تقدم في "المسند" (ج7ص194) وسيأتي فيه أيضاً (ج8ص232) أن حماد بن سلمة قال: لم يسمع هذا من ابن عمر - يعني ثابتاً - بينهما رجل. فعلم أن الحديث بهذا السند منقطع، والحمد لله. 259- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص98) : - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّي حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُمَثِّلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مَالَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ ثُمَّ يَلْزَمُهُ يُطَوِّقُهُ يَقُولُ أَنَا كَنْزُكَ أَنَا كَنْزُكَ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تحفة الأشراف" بعد أن ذَكَرَهُ: رواه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار, عن أبيه, عن أبي

صالح عن أبي هريرة, قال النسائيُّ: رواية عبد الرحمن أشبه بالصواب وعبد العزيز أثبت عندنا من عبد الرحمن. اهـ وذكر نحو هذا الحافظ ابن كثير في "تفسيره" عن النسائي ثم عقبه بقوله: قلت: لا منافاة بين الروايتين فقد يكون عند عبد الله بن دينار من الوجهين والله أعلم. قال أبو عبد الرحمن: الحديث في النسائي (ج5ص39) ولم أجد هذا الكلام، فلعله سقط من النسخة المطبوعة. وكذا لم أجده في طبعة الحلبي (ج5ص28) فلعله سقط أيضاً. وقول الحافظ (لا منافاة بين الروايتين فقد يكون عند عبد الله بن دينار من الوجهين) مقبول لو لم يكن هناك قرينة تدل على وهم عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة بن الماجشون، وأما وقد وجدت القرينة وهي الظاهر أنه سلك الجادة وعبد الرحمن سلك غير الجادة، فترجح رواية من سلك الجادة كما في "فتح المغيث" والله أعلم. وقال الحافظ في "الفتح"_ج3ص269) قوله عن أبي صالح كذا رواه عبد الرحمن وتابعه زيد بن أسلم عن أبي صالح عند مسلم وساقه مطولا وكذا رواه مالك عن عبد الله بن دينار ورواه بن حبان من طريق بن عجلان عن القعقاع بن حلية عن أبي صالح لكنه وقفه على أبي هريرة وخالفهم عبد العزيز بن أبي سلمة فرواه عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أخرجه النسائي ورجحه (¬1) لكن قال بن عبد البر: رواية عبد العزيز خطأ بين لأنه لو كان عند عبد الله بن دينار عن بن عمر ما رواه عن أبي صالح أصلاً. انتهى. وفي هذا التعليق نظر وما المانع أن يكون له فيه شيخان نعم الذي يجري على طريقة أهل الحديث أن رواية عبد العزيز شاذة لأنه سلك الجادة ومن عدل عنها دل على مزيد حفظه. اهـ ¬

(¬1) ينظر في قوله (رجحه) بل الذي في "تفسير ابن كثير " و"تحفة الأشراف" أن النسائي رجح رواية عبد الرحمن عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً.

260

قال أبو عبد الرحمن: فالحاصل أن الحديث صحيح عن أبي هريرة وشاذ من حديث ابن عمر. 260- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص71) : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ وَإِذَا أُحِلْتَ عَلَى مَلِيءٍ فَاتْبَعْهُ وَلَا بَيْعَتَيْنِ فِي وَاحِدَةٍ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة يونس بن عبيد وقال ابن أبي خيثمة قلت: لابن معين سمع يونس من نافع؟ قال: لا. - وفيه أيضاً- وقال أحمد وأبو حاتم لم يسمع من نافع شيئاً. - وفيه أيضاً- قال الترمذي قال البخاري ما أراه من نافع. وما ذكر في "جامع التحصيل" أن أبا زرعة قال: أتوهم أنّ في حديثه شيئاً يدل على أنه سمع منه. فلا يقبل التوهم مع التصريح من أحمد وابن معين وأبي حاتم أنه لم يسمع منه. والله أعلم. 261- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص33) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَشْتَرِي الذَّهَبَ بِالْفِضَّةِ فَقَالَ إِذَا أَخَذْتَ وَاحِدًا مِنْهُمَا فَلَا يُفَارِقْكَ صَاحِبُكَ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ لَبْسٌ) . قال الإمام أحمد رحمه الله (ج7ص156) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ به. قال الإمام أحمد رحمه الله (ص264) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ به. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي يتبعه كما في تحقيق أحمد شاكر (ج7ص50) من "المسند" بقوله:

262

هذا الحديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن ابن عمر. وروى داود بن أبي هند هذا الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عمر موقوفاً. ثم قال أحمد شاكر رحمه الله: وقال المنذري: قال البيهقي: والحديث تفرد برفعه سماك بن حرب. وقال شعبة: رفعه لنا سماك بن حرب وأنا أفرقه. اهـ ومعنى أفرقه: أي أخافه. فعلى هذا فالحديث شاذ، ومحاولة أحمد شاكر تصحيحه أن زيادة الثقة مقبولة، هذا إذا لم يخالف من هو أرجح منه، وقد خالف سماكاً داود بن أبي هند فوقفه، فسماك يعتبر شاذ لأن داود أرجح منه، والله أعلم. 262- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص25) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ قَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ مَنَايَانَا بِهَا حَتَّى تُخْرِجَنَا مِنْهَا) . قال الإمام أحمد رحمه الله أيضاً (ج8ص223) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ به. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح بالسند الأول، وفي الثاني رجاله رجال الصحيح، إلا محمد بن ربيعة وهو ثقة. ولكن سعيد بن أبي هند يرسل ولم يصرح بالتحديث، ولا ندري أسمع من ابن عمر أم لم يسمع، ولم يذكر في شيوخه ان عمر كما في "تهذيب الكمال" وهكذا لم تذكر له ترجمة في "تحفة الأشراف" عن ابن عمر، فنحن نتوقف في ثبوت الحديث. والله أعلم. 263- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص8) : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَوَضَّأُ

264

ثَلَاثًا ثَلَاثًا وَيُسْنِدُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن ابا حاتم يقول: إن رواية المطلب بن عبد الله بن حنطب عن ابن عمر مرسلة. كما في "تهذيب التهذيب". 264- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص918) : حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. ثنا يحيى بن سليم الطائفي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال نهى رسول الله عن بيع الولاء وعن هبته) . هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، وإليك ما قاله أبوزرعة الرازي كما في "العلل"لابن أبي حاتم (ج2ص53) قال أبو زرعة: الصحيح: عبيد الله عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً ثم ذكره بسنده إلى حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر به. وبسنده إلى عبد الله بن نمير عن عبيد الله، عن عبد الله بن دينار عن عبد الله به. اهـ المراد منه. قال أبو عبد الرحمن وحديث عبد الله بن دينار عنابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ في الصحيحين ولا يعرف الحديث إلا من طريق عبد الله بن دينار حتى قال مسلم في "صحيحه" الناس عيال في هذا على عبد الله بن دينار. 265- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص844) : حدثنا راشد بن سعيد الرملي وعبيد الله بن الجهم الأنماطي قالا ثنا ضمرة ابن ربيعة عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (من ملك ذا رحم محرم فهو حر) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حمت عليه بأنه حسن، ولكن في "تهذيب التهذيب"في ترجمة ضمرة بن ربيعة- بعد ذكر أنه وثقه أحمد وابن معين والنسائي وابن سعد- ذكر أن الإمام أحمد أنكر على ضمرة هذا الحديث ورده رداً شديداً, وقال: لو

266

قال رجل ان هذا كذب لما كان مخطئاً وأخرجه الترمذي وقال لا يتابع ضمرة عليه وهو خطأ عند أهل الحديث. اهـ وذكر الحافظ الذهبي في "الميزان" أن ضمرة تفرد بهذا الحديث. وقال النسائي (4897) بعد إخراج الحديث: وهو حديث منكر. والله أعلم اهـ 266- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجة رحمه الله (ج2ص845) : حدثنا حرملة بن يحيى. عبد الله بن وهب. أخبرني ابن لهيعة. ح وحدثنا محمد بن بحيى. ثنا سعيد بن أبي مريم. أنبأنا الليث بن سعد جميعا عن عبيد الله بن أبي جعفر عن بكير بن الأشج عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (من أعتق عبدا وله مال فمال العبد له. إلا أن يشترط السيد ماله فيكون له) وقال ابن لهيعة: (إلا أن يستثنيه السيد) . وقال الإمام أبو داود رحمه الله (ج10ص503) : حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرنى ابن لهيعة والليث بن سعد عن عبيد الله بن أبى جعفر به. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وابن لهيعة متابع كما ترى، ولكن إليك ما قاله الحافظ ابن القيم رحمه الله في "تهذيب السنن" (ج10503 مع "عون المعبود") : وهذا الحديث يعد في أفراد عبيد الله هذا , وقد أنكره عليه الأئمة قال الإمام أحمد - وقد سئل عنه - يرويه عبيد الله بن أبي جعفر من أهل مصر , وهو ضعيف في الحديث , كان صاحب فقه , وأما في الحديث: فليس هو فيه بالقوي. وقال أبو الوليد: هذا الحديث خطأ. ثم قال ابن القيم: وهذا كما قاله الأئمة , فإن الحديث المحفوظ عن سالم إنما هو في البيع " من باع عبدا وله مال فماله للبائع إلا أن يشترط المبتاع " هذا هو المحفوظ عنه إلى أن قال: وأما قصة العتق: فإنها وهم من ابن أبي جعفر , خالف فيها الناس.

267

قال البيهقي في روايته: وهي خلاف رواية الجماعة. اهـ المراد من "تهذيب السنن". 267- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص6280) : دثنا يحيى بن حكيم. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: - أسلم غيلان بن سلمة وتحته عشر نسوة. فقال له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ خذ منهن أربعاً) الحديث ظاهر سنده الصحة. ولكن الإمام الترمذي رحمه الله بعد أن ذكره (ج4ص378) من طريق هناد أخبرنا عبدة عن سعيد بن أبي عروبة عن معمر به قال هكذا رواه معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال وسمعت محمد بن إسماعيل يقول هذا حديث غير محفوظ والصحيح ما روى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري وحمزة قال حدثت عن محمد بن سويد الثقفي أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة قال محمد وإنما حديث الزهري عن سالم عن أبيه أن رجلا من ثقيف طلق نساءه فقال له عمر لتراجعن نساءك أو لأرجمن قبرك كما رجم قبر أبي رغال. اهـ وراجع بقية الكلام على هذا الحديث في "نيل الأوطار" (ج6ص170) تجد أن أبا حاتم وأبا زرعة وأحمد قد أعلوا هذا الحديث. والله أعلم. 268- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج92ص78) : حدثنا محمد بن العلاء حدثنا ابن إدريس قال سمعت الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة قال سمع ابن عمر رجلا يحلف لا والكعبة فقال له ابن عمر إنى سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقول " من حلف بغير الله فقد أشرك ". هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع قال البيهقي (10ص29) : وهذا مما لم يسمعه سعد بن عبيدة من بن عمر، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر هو القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن منصور عن سعد بن عبيدة قال:

269

كنت عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقمت وتركت رجلا عنده من كندة فأتيت سعيد بن المسيب قال فجاء الكندي فزعا فقال جاء بن عمر رجل فقال احلف بالكعبة قال لا ولكن أحلف برب الكعبة فإن عمر كان يحلف بأبيه فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لا تحلف بأبيك فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك. وجاء بيان المجهول أنه محمد الكنديكما في "مسند أحمد" (ج2ص69) ومحمد الكندي ترجمته في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (ج8ص132) وهو مجهول، قاله أبو حاتم. وأما مارواه الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص58) فقال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي حَلْقَةٍ فَسَمِعَ رَجُلًا فِي حَلْقَةٍ أُخْرَى وَهُوَ يَقُولُ لَا وَأَبِي فَرَمَاهُ ابْنُ عُمَرَ بِالْحَصَى وَقَالَ إِنَّهَا كَانَتْ يَمِينَ عُمَرَ فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا وَقَالَ إِنَّهَا شِرْكٌ) . وكذا ذكره (ص60) سنداً ومتناً، فهذه الرواية محمولة على رواية منصور، إذ في رواية منصور أنه لم يسمعه، إذ يحتمل أنه سمع رجلاً في حلقة أخرى لم يكن فيها، ثم منصور أثبت وأتقن من الأعمش، والأعمش أيضاً مدلس. وقال الإمام الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج2ص300) بعد ذكره من طريق منصور: وقفنا على أن منصور بن المعتمر قد زاد في إسناد هذا الحديث على الأعمش، وعلى سعيد بن مسروق، عن سعد بن عبيدة رجلاً مجهولاً بينه وبين ابن عمر في هذا الحديث ففسد بذلك إسناده. اهـ المراد منه. فعلم أن الحديث ضعيف، والحمد لله. 269- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص91) : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْوَحْدَةِ أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ وَحْدَهُ أَوْ يُسَافِرَ وَحْدَهُ.

270

أبو عبيدة اسمه عبد الواحد بن واصل، وهو من رجال البخاري كما في "تهذيب التهذيب" فرجاله رجال الصحيح،، ولكنه شاذ، فقد خالف أبا عبيدة هاشم بن القاسم عند أحمد (ج2ص120) ومحمد بن عبيد وه الطنافسي عند أحمد (ج2ص24) و (ص60) وسفيان بن عيينة عند أحمد (ج2ص86) وأبو الوليد وهو هشام بن عبد الملك الطيالسي عند البخاري (ج6ص137) وأبو نعيم وهو الفضل بن دكين عند البخاري أيضاً (ج6ص137) والهيثم بن جميل عند الدارمي (ج2ص289) وبشر بن المفضل عند الحاكم (ج2ص101) ووكيع كما في "الموارد" (ص484) . فهولاء ثمانية منهم من هو بمفرده أرجح من أبي عبيدة عبد الرحمن بن واصل. ثم أيضاً عمر بن محمد يتابع أخاه عاصماً كمتا عند أحمد (ج2ص112) وعند النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"، والراوي عنه عند أحمد مؤمل بن إسماعيل وهو ضعيف ولكنه تابعه محمد بن ربيعة عند النسائي. ففي "التحفة" وعن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن محمد بن ربيعة، عن عمر بن محمد بن زيد العمري عن أبيه به. سند المتابعة عند النسائي كمافي "تحفة الأشراف". المغيرة بن عبد الرحمن: وثقه النسائي ومسلمة كما في "تهذيب التهذيب". ومحمد بن ربيعة وثقه ابن معين والنسائي والدارقطني كما في "تهذيب التهذيب". وعمر بن محمد بن زيد من رجال الشيخين كما في "تهذيب التهذيب". فالمتابعة صحيحة والحمد لله. واللفظ المحفوظ: (لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده) لفظ البخاري. 270- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج3ص175) : حدثنا يزيد بن محمد الدمشقى حدثنا هشام بن إسماعيل حدثنا محمد بن شعيب, أنبأنا

عبد الله بن العلاء بن زبر عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر أن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صلى صلاة فقرأ فيها فلبس عليه فلما انصرف قال لأبى " أصليت معنا ". قال نعم. قال " فما منعك ". أي: أن تفتح عليَّ كما في "عون المعبود" وعزاه لابن حبان وهو في "تقريب الإحسان إلى صحيح ابن حبان" (ج6ص13و14) . هذا حديث ظاهره الصحة، وقد كتبته في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" فعسى الله أن ييسر حذفه، وذلك أن ابن أبي حاتم قال (ج1ص77) : وسألت أبي عن حديث؛ رواه هشام بن إسماعيل فذكره، قال أبي: هذا وهم، دخل لهشام بن إسماعيل حديث في حديث، نظرت في بعض أصناف محمد بن شعيب فوجدت هذا الحديث: رواه محمد بن شعيب، عن محمد بن يزيد البصري، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صلى فترك آية هكذا مرسل. ورأيت بجنبه حديث: عبد الله بن العلاء، عن سالم، عن أبيه: عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، أنه سئل عن صلاة الليل، فقال: مثنى مثنى ... ) فعلمتُ أنه سقط على هشام بن إسماعيل متن حديث عبد الله بن العلاء، وبقي إسناده، وسقط إسناد حديث محمد بن يزيد البصري، فصار متن حديث محمد بن يزيد البصري بإسناد حديث عبد الله بن العلاء بن زبر، وهذا حديث مشهور يرويه الناس عن هشام بن عروة. فلما قدمت السفرة الثانية رأيت هشام بن عمار يحدث به عن محمد بن شعيب، فظننت أن بعض البغداديين أدخلوه عليه، فقلت له: يا أبا الوليد، ليس هذا من حديثك فقال: أنت كتبت حديثي كله؟ فقلت: أما حديث محمد بن شعيب فإني قدمت عليك سنة بضعة عشر، فسألتني أن أخرج لك مسند محمد بن شعيب، فأخرجت إلي حديث محمد بن شعيب فكتبت لك مسنده؟ فقال: نعم، هي عندي بخطك، قد أعلمت الناس أن هذا بخط أبي حاتم فسكت. اهـ

271

271- قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار" (ج2ص202) : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، وَلاَ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ بِجَرِيرَةِ أَبِيهِ، وَلاَ بِجَرِيرَةِ أَخِيهِ) . وَحَدَّثَنَاهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى السَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ. قال الهيثمي: قلت: فذكر نحوه. قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه وهذا الكلام قد رُوِيَ نحوه من وجه آخر ورُوِيَ بألفاظ من وجوه. هذا الحديث بالسند الأول رجاله رجال الصحيح، والحديث في النسائي (ج7ص126، 127) واستفدنا منه فوائد: الأولى: أن الحديث في النسائي فليس من شرط "زوائد البزار". الثانية: أن عبد الله هو ابن عمر، وكان المتبادر إلى الذهن أنه ابن مسعود، لأن هذه السلسلة تنتهي إلى ابن مسعود كثيراً. الثالثة: أن الراجح في الحديث من هذه الطريق الإرسال، فقد ذكره النسائي من طريق شريك وأبي بكر بن عياش، عن الأعمش ثم قال: هذا خطأ والصواب مرسل، ثم ذكره من طريق أبي معاوية ويعلى بن عبيد عن الأعمش مرسلاً. 272- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج6ص3) : حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة الكوفي حدثنا حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كنا نأكل على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ونحن نمشي

273

ونشرب ونحن قيام قال هذا حديث صحيح غريب من حديث عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر وروى عمران بن جرير هذا الحديث عن أبي اليرزي عن ابن عمر وأبو اليرزي اسمه يزيد بن عطارد. هذا حديث ظاهره الحسن. وأخرجه الدارمي (2126) وابن حبان (5322، 5325) وابن أبي شيبة (24108) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" وأحمد (5874) وابنه في "الزوائد" بنفس الرقم، والخطيب في "التاريخ" (ج8ص195-196) من طريق حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر به. وتابع سلم بن جنادة في روايته عن حفص بن غياث أبو بكر بن أبي شيبة، ومن خلال الطرق يثبت أن مدار هذا الحديث على حفص بن غياث، وهذا إسناده ظاهره الصحة إلا أنه معل بعلة خفية عجيبة، فقد جاء في "علل الترمذي الكبير" (ج2ص791) قال الترمذي رحمه الله: ما جاء في الرخصة في الشرب قائماً حدثنا أبو السائب حدثنا حفص بن غياث.. فذكر الحديث فسألت محمداً عن هذا الحديث فقال هذا حديث فيه نظر قال أبو عيسى لا يعرف عن عبيد الله إلا من وجه رهاة حفص وإنما يعرف من حديث عمران بن حدير عن أبي البزري عن ابن عمر. اهـ وإذا كنت تريد المزيد من الحديث راجعت"تاريخ الخطيب" (ج8ص195) اهـ مختصراً من كلام رضا المصري. 273- قال الإمام أحمد رحمه الله (6201) : حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لِلْمُؤَذِّنِ مَدَّ صَوْتِهِ وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ سَمِعَ صَوْتَهُ) .

274

قال الحافظ في "التلخيص الحبير" (ج1ص205ح 300) : ورواه البيهقي من وجهين آخرين عن الأعمش فقال تارة عن أبي صالح وتارة عن مجاهد عن أبي هريرة، ومن طريق أخرى عن مجاهد عن بن عمر. وقال الدارقطني: الأشبه أنه عن مجاهد مرسل. اهـ 274- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص383) : حدثنا علي بن محمد وأبو كريب وأحمد بن سنان. قالوا حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ سها فسلم في الركعتين. فقال له رجل يقال له ذو اليدين يا رسول الله أقصرت أو نسيت؟ قال (ما قصرت وما نسيت) قال إذا فصليت ركعتين. قال (أكما يقول ذو اليدين؟) قالوا نعم. فتقدم فصلى ركعتين ثم سلم. ثم سجد سجدتي السهو. وأخرجه أبو داود فقال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت حدثنا أبو أسامة (ح) أخبرنا محمد بن العلاء أخبرنا أبو أسامة أخبرنى عبيد الله. هذا حديث ظاهره الصحة، ولكن ابن أبي حاتم يقول في "العلل" (ج1ص99) : وسألت أبي عن حديث؛ رواه أبو أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في قصة ذي اليدين. قال أبي: هذا حديث منكر، أخاف أن يكون أخطأ فيه أبو أسامة. اهـ 275- قال الإمام الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج7ص83) : حدثنا إبراهيم بن أبي داود (¬1) قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال جاء ¬

(¬1) مترجم في "السير" (ج12ص612) وصفه الذهبي بأنه حافظ متقن.

276

رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فقال: أوصني, فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (لا تشرك بالله عز وجل شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر وتسمع وتطيع وعليك بالعلانية وإياك والسر) . هذا الحديث ظاهره الصحة، ولكن افمام البخاري يقول في "التاريخ" (ج3ص494) في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن الجمحي قال ابن صباح حدثنا سعيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: عليك بالعلانية، وقال محمد بن بشر عن عبيد الله عن يونس عن الحسن عن عمر - قوله - مثله، وهذا اصح. وذكره ابن عدي (ج3ص1235) في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن الجمحي من طريق البخاري به، وذكر أنه قال: وإرساله أصح. اهـ وذكر الحاكم (ج1ص51) عن محمد بن يحيى الذهلي مثل قول البخاري. اهـ وذكر ابن أبي حاتم في "العلل" عن أبي زرعة أنه قال: يروى هذا الحديث عن عبيد الله عن يونس عن الحسن قال: قال جاء رجل إلى عمر.... فذكر الحديث. اهـ. 276- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج4ص244) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني ثنا أسد بن موسى ثنا أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد حدثني عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قام بعد أن رجم الأسلمي فقال: اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها فمن ألم فليستتر بستر الله وليتب إلى الله فإنه من يبدلنا صفحته نقم عليه كتاب الله عز وجل هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. كذا قال رحمه الله، وأسد بن موسى لم يخرج له البخاري إلا تعليقاً، ولم يخرج له مسلم كما في "التقريب". وله متابع عند البيهقي (ج8ص330) : عبد الوهاب

الثقفي متابعة قاصرة، ومتابع آخر عند البيهقي أيضاً هارون بن موسى القروي وهو لا بأس به كما في "التقريب". وقال الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج1ص86) : ما قد حدثنا يونس- وهو ابن عبد الأعلى الصدفي، أخبرني أنس بن عياض الليثي، عن يحيى، حدثني عبد الله بن دينار، مولى ابن عمر أنه بلغه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، ثم ذكر هذا الحديث حرفاً حرفاً. قلت وهذا مرسل. وقال عبد الرزاق في "المصنف" (ج7ص323) قال بن جريج فأخبرني يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار مولى بن عمر أنه بلغه أن رجلا من أسلم جاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. وهو مرسل كما ترى. وقال عبد الرزاق في "المصنف" (ج7ص323) قال ابن عيينة فأخبرني عبد الله بن دينار، قال قام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكر الحديث. فسفيان ابن عيينة يخالف يحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان أرجح من يحيى بن سعيد، ويحيى بن سعيد قد اختلف عليه فيه كما ترى. والحديث ذكره العقيلي في "الضعفاء" في ترجمة عبد الله بن دينار (ج2ص248) وأنه مضطرب فيه عبد الله بن دينار فقال: حدثنا روح بن الفرج القطان قال: حدثنا أبو سعيد الجعفي قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار، قال الجعفي: أراه عن ابن عمر، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لما رجم (1) الأسلمي الذي أخبره عن نفسه أنه زنا فرجمه، قام في الناس فقال: " يا أيها الناس، اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها، ومن ألم بها فليستتر بستر الله عز وجل " حدثناه إبراهيم بن محمد قال: حدثنا أبو يعلى محمد بن الصلت التوزي قال: حدثنا أبو ضمرة، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لما رجم الأسلمي خطب فقال: " يا أيها الناس، قدرنا لكم أن تنتهوا عن هذه القاذورة التي نهاكم الله عنها، فمن ألم بشيء فليستتر بستر الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله "

277

حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج، وحدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا حسين بن حسن قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد وقال ابن جريج: أخبرنا يحيى بن سعيد، يقول: أخبرني عبد الله بن دينار، أنه بلغه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لما رجم الأسلمي، فذكر نحوه. حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا بهذا الحديث يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار، ثم سألت ابن دينار عنه فقال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ على المنبر: " اجتنبوا هذه القاذورة ". فذكره. وقد تقدم أن العقيلي قال إن عبد الله بن دينار اضطرب فيه. اهـ وتعقبه الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمة عبد الله بن دينار وقال: إن الإضطراب من غيره. فالحافظ الذهبي يقر الإضطراب ولكنه يتفيه عن عبد الله بن دينار. وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "التلخيص الحبير" (ج4ص116) وذكره الدارقطني في "العلل" وقال رُويَ عن عبد الله بن دينار مسنداً ومرسلاً والمرسل أشبه. اهـ 277- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج2ص57) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا الخصيب بن ناصح ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نهى عن بيع الكالئ بالكالئ هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه هذا الحديث ظاهر سنده الحجية، وموسى بن عقبة ثقة حجة إمام في المغازي من رجال الجماعة كما في "التقريب". لكن قد رواه البيهقي (ج5ص290) من طرق موسى عن نافع به، ولم يسمِّ موسى ثم قال موسى هذا هو بن عبيدة الربذة وشيخنا أبو عبد الله - أي الحاكم - قال في روايته: عن موسى بن عقبة وهو خطأ والعجب من أبي الحسن الدارقطني شيخ

عصره روى هذا الحديث في كتاب "السنن" عن أبي الحسن علي بن محمد المصري هذا فقال عن موسى بن عقبة وشيخنا أبو الحسين رواه لنا عن أبي الحسن المصري في الجزء الثالث من سنن المصري فقال عن موسى غير منسوب ثم أردفه المصري بما أخبرنا وساق الحديث عن عبد العزيز الربذي عن نافع عن ابن عمر: به.. أبو عبد العزيز الربذي هو موسى بن عبيدة. اهـ ثم قال بعد سند آخر قال أبو أحمد وهذا معروف بموسى بن عبيدة عن نافع قال الشيخ رحمه الله وقد رواه عبيد الله بن موسى وزيد بن الحباب وغيرهما عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. اهـ موسى بن عبيدة قال أحمد: لا يكتب حديثه، وقال النسائي وغيره: ضعيف، وقال ابن معين: ليس بشئ. وقال مرة لا يحتج بحديثه. اهـ المراد من "الميزان". وقد ذكر ابن عدي الحديث في "الكامل" (ج5ص221) ثم قال في آخر الترجمة (ص2336) وهذه الأحاديث التي ذكرتها لموسى بن عبيدة بأسانيدها مختلفة عامتها مما ينفرد بها من يرويها عنه وعامتها متونها غير محفوظة وله غير ما ذكرت من الحديث والضعف على رواياته بين. اهـ وقال الشيخ الألباني في "الإرواء" (ج5ص221) نقلاً عن تلخيص الحبير: وقد جزم الدارقطني في " العلل " بأن موسى بن عبيدة تفرد به. فهذا يدل على أن الوهم في قوله: موسى بن عقبة من غيره. قال الشيخ الألباني: وأنا أظن أن الوهم من ابن ناصح فهو الذي قال ذلك لأن توهيمه أولى من توهيم حافظين مشهورين الدارقطني والحاكم. والله أعلم. ثم ذكر الحافظ عن الشافعي أنه قال: أهل الحديث يوهنون هذا الحديث. وعن الإمام أحمد قال: ليس في هذا حديث يصح لكن إجماع الناس على أنه لا يجوز بيع دين بدين. وقال الحافظ في " بلوغ المرام. رواه إسحاق والبزار بإسناد ضعيف اهـ المراد.

278

278- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص331) : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. حدثنا طلحة بن يحيى عن يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: - قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ (لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء أن تلتمع) يعني في الصلاة) . هذا الحديث ظاهره الحسن، فطلحة بن يحيى وهو الأنصاري الدمشقي الظاهر أن حديثه لا ينزل عن الحسن. ولكن قال أبو حاتم كما في "العلل" لولده (ج1ص130) وهم يونس بن يزيد، روى بالحجاز عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، وأخطأ فيه. وروى مرة عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، وهذا الصحيح. اهـ. قلت: وحديث يونس عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قد ذكرته في"الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" والحمد لله.

مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما

مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما 279- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص159) : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنِ الْقَاسِمِ يَعْنِي ابْنَ مُخَيْمِرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ يُصَابُ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ إِلَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ فَقَالَ اكْتُبُوا لِعَبْدِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنْ خَيْرٍ مَا كَانَ فِي وِثَاقِي هذا حديث رجاله رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب التهذيب "وقال الدوري: عن ابن معين: لم نسمع انه سمع من أحد من الصحابة اهـ يعني أن قاسماً لم يسمع من أحد من الصحابة. وأما ما ذكر ابن حبان انه سال عائشة عما يلبس المحرم؟ فان ثبت كان مخصصاً بعائشة والله أعلم. 280- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص294) : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا رَأَيْتُمْ أُمَّتِي تَهَابُ الظَّالِمَ أَنْ تَقُولَ لَهُ إِنَّكَ أَنْتَ ظَالِمٌ فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ) .

281

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجل الصحيح، والحسن بن عمرو وهو الفقيمي ولكن أبا الزبير وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي قال العلا ئي في ترجمته: إن ابن معين وأبا حاتم قالا: لم يسمع من عبد الله بن عمرو بن العاص. 281- قال عبد الرزاق رحمه الله (1713) : عن الثوري عن خالد الحذاء عن القاسم بن ربيعة عن عقبة بن أوس السدوسي عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال لما قدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مكة قال لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده ألا إن كل مأثرة تعد وتدعى ومال ودم تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحجاج ألا إن قتيل الخطأ قتيل السوط والعصا قال القاسم منها أربعون في بطونها أولادها قال خالد وقال غير القاسم مائة منها أربعون في بطونها أولادها. ورواه أحمد رحمه الله (ج5ص411-412) عن إسماعيل، عن خالد به نحوه، غير أنه قال عن رجل (¬1) من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. وروى نحوه أبو داود (4547) عن سليمان بن حرب، ومسدد، عن حماد، عن خالد به وقال فيه: عن عبد الله بن عمرو. ورواه أيضاً النسائي (ج8ص41) نحوه عن يحي بن حبيب بن عربي عن حماد عن خالد به، وقال عن عبد الله بن عمرو. وروى نحوه ابن ماجه (ج2ص877) عن محمد بن يحي عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن خالد به. وقال فيه: عن عبد الله بن عمرو أيضاً. هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدته صالحاً للحجية، على اختلاف على خالد ¬

(¬1) الصحابي المبهم هو عبد الله بن عمرو كما في الطريق الأخرى.

الحذاء، بوب عليه النسائي رحمه الله (ج8ص40-41) ولا يضر. وقد ذكره ابن ماجة عن أيوب بدل خالد بسند صحيح لكن سقط منه عقبة ابن أوس فقد رواه عن القاسم بن ربيعة عن عبد الله بن عمرو مباشرة. والحديث معل فقد قال الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" ترجمة (528) : عقبة ابن أوس، عن عبد الله بن عمر أو عبد الله بن عمرو، قال ابن الغلابي فيما رواه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: لم يسمع منه.

مسند أبي موسى الأشعري (عبد الله بن قيس) رضي الله عنه

مسند أبي موسى الأشعري (عبد الله بن قيس) رضي الله عنه 282- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص399) : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى وَقَالَ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي ذَاتِي وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي) هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح وقد صححه النووي كما في "تخريج عمل اليوم الليلة"للنسائي قال المخرج: وخالفه الحافظ ابن حجر فقال: لان أبا مجلز في سماعه من أبي موسى نظر، وقد عهد منه الإرسال عمن لم يلقه. اهـ المراد منه. 283-قال قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج5ص383) : حدثنا إسحاقُ بنُ منصورٍ حدثنا عبدُ الله بنُ نُمَيْرٍ حدثنا عُبَيْدُ الله بنُ عُمَرَ عن نَافِعٍ عن سَعيدِ بنِ أبي هِنْد عن أبي موسى الأشعَرِيِّ أنَّ رسولَ الله قال: "حُرَّمَ لِبَاسُ الْحَرِيرِ والذَّهَب على ذُكُورِ أُمَّتِي وأُحِلَّ لإنَاثِهمْ" هذا حديث حسنٌ صحيحٌ. إذا نظرت في السند وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحديث منقطع قال الحافظ

284

العلائي في"جامع التحصيل"في ترجمة سعيد بن أبي هند: قال أبو حاتم: لم يلق أبا موسى الأشعري. اهـ والحديث في "مسند أحمد" (ج4ص392) و (393) عن سعيد بن أبي هند، عن رجل عن أبي موسى. 284- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج13ص283) حدثنا عَبْدُ الله بنُ مَسْلَمَةَ عن مَالِكٍ عن مُوسَى بنِ مَيْسَرَةَ عن سَعِيدٍ بنِ أَبِي هِنْدٍ عن أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قالَ: " مَنْ لَعِبَ بالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى الله وَرَسُولَهُ". هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح إلا موسى بن ميسرة قد وثقه ابن معين والنسائي كما في "تهذيب التهذيب" على أنه قد توبع قال ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1237) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبد الرحيم بن سليمان وأبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى فذكره. فهذا السند الظاهر أنه على شرط الشيخين، ولكن في "جامع التحصيل" أن سعيد بن أبي هند لم يلق أبا موسى الأشعري قاله أبو حاتم. 285- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص414) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رِفَاعَةَ عَن الْحَسَنِ عَن أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَطِيرُ الصُّحُفُ فِي الْأَيْدِي فَآخِذٌ بِيَمِينِهِ وَآخِذٌ بِشِمَالِهِ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا علي بن علي بن رفاعة، وقد وثقه ابن معين وأبو زرعة كما في " تهذيب التهذيب" وتكلم فيه أبو حاتم. وأبو حاتم رحمه الله من المتشددين في الجرح، ولكن الحديث ضعيف من أجل أن الحسن

286

لم يسمع من أبي موسى، قاله ابن المديني كما في "تهذيب التهذيب". 286- حدثنا أحمد بن سنان حدثنا يزيد بن هارون عن سليمان التيمي وسعيد بن أبي عروبةض عن قتادة عن الحسن عن أبي موسى قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (إذا التقى المسلمان بسيفهيما فالقاتل والمقتول في النار) قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال (إنه أراد قتل صاحبه) هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وقد قال البوصيري في الزوائد: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات. اهـ ثم نظرت في " تهذيب التهذيب" فوجدت أن الحسن لم يسمع من أبي موسى، قاله علي بن المديني. وفيه وقال البزار ولا احسبه سمع من أبي موسى. اهـ والحديث في "الصحيحين" من حديث الحسن عن الأحنف عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فيزداد حديث أبي موسى ضعفاً لشذوده. 287- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج8ص248) : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فِي دَابَّةٍ لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةٌ فَقَضَى بِهَا بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحافظ المزي ذكر فيه من الإختلاف ثم قال: والصحيح عن سماك بن حرب مرسلاً إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ والله أعلم. "تحفة الأشراف" 288- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج11ص77) حدثنا عَمْرُو بنُ عَوْنٍ أخبرنا أبُو عَوَانَةَ عن قَتَادَةَ عن أبِي بُرْدَةَ قال قال لِي أبي: "يَا بُنَيَّ لَوْ

289

رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أصَابَتْنَا السَّماءُ حَسِبْتَ أنَّ رِيحَنَا رِيحُ الضَّأْنِ". الحديث أخرجه ابن ماجه (ج2ص1180) فقال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا الحسن بن موسى عن شيبان عن قتادة به. وعزاه الحافظ المزي في "تحفة الأشراف " إلى الترمذي من طريق قتية عن أبي عوانة بسند أبي داود، فأنت إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن ذكر الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" عن الإمام يحيى بن معين أنه قال: ولا أعلم سمع من أبي بردة. اهـ يعني أنه لا يعلم أن قتادة سمع من أبي بردة. 289- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج4ص395) : حدثنا مُحمَّدُ بنُ المُثَنَّى أخبرنا مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ حدثني أبِي عن قَتَادَةَ عن أبي بُرْدَةَ بنِ عَبْدِ الله أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ: "أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا خَافَ قَوْماً قالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ في نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ". هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحافظ العلائي يذكر في "جامع التحصيل" عن الإمام يحيى بن معين أنه قال: ولا أعلم سمع من أبي بردة يعني قتادة. والحديث أخرجه الإمام أحمد (ج4ص414) ثنا سليمان بن داود قال أنا عمران عن قتادة عن أبي بردة عن أبي موسى. فذكره. وعمران هو ابن دوار القطان. ثم الإمام أحمد ثنا على بن عبد الله قال ثنا معاذ قال حدثني أبي عن قتادة عن أبي بردة بن عبد الله بن قيس عن أبيه عبد الله بن قيس: ان نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكره، وهذه علة أخرى للحديث وهي الإرسال.

290

290- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص412) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو عَن الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَ) . حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَن عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَن الْمُطَّلِبِ عَن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى) . هذا الحديث ظاهره الصحة إذ رجاله رجال الصحيح، ولكن الحافظ الذهبي يقول في "تلخيص المستدرك" (ج4ص308) بع أن قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقال الذهبي: فيه انقطاع. يعني الحافظ الذهبي أن المطلب بن عبد الله بن حنطب لم يسمع من أبي موسى. 291- قال الإمام النسائي رحمه الله في "السنن الكبرى" (ج6ص363) : قوله تعالى (ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده) أنا محمد بن عبد الأعلى نا خالد عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن أبي موسى قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: لا يسمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار) . قال أبوعبد الرحمن: هذا حديث ظاهره الصحة، فرجاله رجال الصحيح، وخالد هو

292

ابن الحارث كما في ترجمة شعبة في "تهذيب الكمال" لكن الإمام البزار يقول في "مسنده" (ج8ص59) وهذا الكلام لا نعلم رواه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إلا أبو موسى بهذا الإسناد ولا أحسب سمع سعيد بن جبير من أبي موسى. قال ابوعبد الرحمن وقد نظرنا إلى مخرج الحديث. أحمد في "المسن" (ج4ص396) والطيالسي (ص69) والبزار (ج8ص59) فليس عند أحد منهم التصريح بالتحديثو أيضاً نظرنا في "تحفة الأشراف" فلم نجد لسعيد بن جبير رواية عن أبي موسى إلا هذا الحديث، فالظاهر صحة ما قاله البزار رحمه الله. ثم وجدت الحافظ في "التقريب" يقول وروايته عن عائشة وأبي موسى ونحوهما مرسلة. اهـ 292- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج2ص476 بتحقيقنا) : حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري ثنا أبو نعيم ثنا يونس بن أبي إسحاق: أنه تلا قول الله عز وجل: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون} فقال أبو بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال: نزل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بأعرابي فأكرمه فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: تعهدنا ائتنا فأتاه الأعرابي فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: ما حاجتك؟ فقال: ناقة برحلها وبحر لبنها أهلي فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: عجز هذا أن يكون كعجوز بني إسرائيل فقال له أصحابه: ما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله؟ فقال: إن موسى حين أراد أن يسير ببني إسرائيل ضل عنه الطريق فقال لبني إسرائيل ما هذا؟ قال فقال له علماء بني إسرائيل:

إن يوسف عليه السلام حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى تنقل عظامه معنا فقال موسى: أيكم يدري أين قبر يوسف؟ فقال علماء بني إسرائيل ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل فأرسل إليها موسى فقال: دلينا على قبر يوسف قالت: لا والله حتى تعطيني حكمي فقال لها: ما حكمك؟ قالت: حكمي أن أكون معك في الجنة فكأنه كره ذلك قال فقيل له: اعطها حكمها فأعطاها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء فقالت لهم: انضبوا هذا الماء فلما انضبوا قالت لهم: احفروا فحفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أن أقلوه من الأرض إذ الطريق مثل ضوء النهار هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ولعل واهم يتوهم أن يونس بن أبي إسحاق سمع من أبي بردة حديث لا نكاح إلا بولي كما سمعه أبوه. اهـ وقال الحاكم رحمه الله (ج2ص355) : حدثنا أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا أحمد بن عمران الأخمسي ثنا محمد بن فضيل ثنا يونس بن أبي إسحاق به. فذكره وقال في آخره: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . اهـ الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته صالح للحجية، ولكن الحافظ ابن كثير رحمه الله يقول في "تفسيره" (ج3ص355) بعد ذكر هذا الحديث: وهذا حديث غريب جداً والأقرب أنه موقوف. والله أعلم. قول الحاكم: ولعل واهم يتوهم أن يونس بن أبي إسحاق سمع من أبي بردة حديث: (لا نكاح إلا بولي) كما سمعه أبوه. /هـ غير مفهوم فيه سقط أخل بتركيب بالكلام والظاهر أنه: (ولعل واهماً يتوهم أن الحديث منقطع بين يونس بن أبي إسحاق وبين أبي بردة وليس كذلك فقد سمع يونس بن أبي إسحاق من أبي بردة حديث (لا نكاح إلا

293

بولي) كما سمعه أبوه) . وكلام الذهبي في "التلخيص" يرشد إلى ذلك. 293- قال البيهقي رحمه الله (ج1ص146) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِىُّ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ فِرَاسٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلاَثَةٌ يَدْعُونَ اللَّهَ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ رَجُلٌ كَانَتْ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ سَيِّئَةُ الْخُلُقِ فَلَمْ يُطَلِّقْهَا وَرَجُلٌ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ مَالٍ فَلَمْ يُشْهِدْ عَلَيْهِ وَرَجُلٌ آتَى سَفِيهًا مَالَهُ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ) ". الحديث بهذا السند ظاهره الصحة. وقد أخرج الحاكم (¬1) الحديث (ج2ص302) ثم قال عقبه: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لتوقيف أصحاب شعبة هذا الحديث على أبي موسى وإنما أجمعوا على سند حديث شعبة بهذا الإسناد ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين وقد اتفقا جميعا على إخراجه. اهقول الحاكم. وقال الذهبي في "التلخيص": ولم يخرجاه، لأن الجمهور رووه عن شعبة موقوفاً ورفعه معاذ بن معاذ عنه. اهـ ونقل المناوي في "فيض القدير (ج3ص336) عن الذهبي قوله في "تهذيب ¬

(¬1) وقع عند الحاكم سقط وتخليط ففيه: حدثني علي بن حمشاذ العدل ثنا أبو المثنى معاذ بن معاذ العنبري ثنا أبي ثنا شعبة ... إلخ وصوابه، ثنا أَبُوالْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِىُّ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. كما في "سنن البيهقي"

السنن للبيهقي" هو مع نكارته إسناده نظيف. وقد رواه ابن جرير من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به موقوفاً وهو صحيح على شرطهما. وكذا رواه أبو نعيم في مسانيد أبي يحيى فراس الهمداني من طريق داود بن إبراهيم الواسطي وهو متروك كما في "الجرح والتعديل" (ج3ص407) من طريق عمر بن حكام وهو ضعيف، وكذا الطحاوي من طريق عمرو بن حكام مرفوعاً. ورواه أبونعيم كذلك عن عثمان بن عمر موقوفاً، وقال رواه غندر وروح موقوفاً. اهـ فالحاصل أنه تفرد به من يعتد به معاذ بن معاذ. وخالف غندر عند ابن جرير وأبي نعيم، وروح وعثمان بن عمر عند أبي نعيم أيضاً، ويحيى بن سعيد القطان عند ابن أبي شيبة.

مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه 294- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج11ص478) : حدثنا عَبْدُ الله بنُ مُحمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ أخبرنا يُونُسُ بنُ رَائِدٍ عن عَلِيِّ بنِ بَذِيمَةَ عن أبي عُبَيْدَةَ عن عَبْدِ الله بنِ مَسْعُودٍ، قال قال رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "إنَّ أوَّلَ مَا دَخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ: يَا هذَا اتَّقِ الله وَدَعْ مَا تَصْنَعُ فإنَّهُ لا يَحِلُّ لَكَ ثُمَّ يَلْقَاهُ مِنَ الْغَدِ فَلاَ يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أنْ يَكُونَ أكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ فلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ الله قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، ثُمَّ قالَ: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَرْيَمَ ـ إلَى قَوْلِهِ ـ فَاسِقُونَ} ، ثُمَّ قالَ: كَلاَّ والله لَتَأْمُرُنَّ بالمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عن المُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيِ الظَّالِمِ، وَلَتَأْطِرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أطْراً، وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْراً". حدثنا خَلَفُ بنُ هِشَامٍ أخبرنا أبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ عن الْعَلاَءِ بنِ المُسَيِّبِ عن عَمْرِو بنِ مُرَّةَ عن سَالِمٍ عن أبي عُبَيْدَةَ عن ابنِ مَسْعُودٍ عن النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، بِنَحْوِهِ. زَادَ: "أوْ لَيَضْرِبَنَّ الله بِقُلُوبِ بَعْضِكُم عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ لَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا

295

لَعَنَهُمْ". قالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ المحَارِبيُّ عن الْعَلاَءِ بنِ المسَيِّبِ عن عَبْدِ الله بنِ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ عن سَالِمٍ الأفْطَسِ عن أبي عُبَيْدَةَ عن عَبْدِ الله. وَرَوَاهُ خَالِدٌ الطَّحَّانُ عن الْعَلاَء عن عَمْرِو بنِ مُرَّةً عن أبي عُبَيْدَةَ. الحديث قال فيه الإمام الترمذي (ج9ص413) : هذا حديث حسن غريب. وهو كما يقول الترمذي رحمه الله أو أعلى، لولا أن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه. وقد جاء الحديث في "مجكع الزوائد" من حديث أبي موسى فقال الهيثمي: إن رجاله رجال الصحيح. وذلك لأنه جاء عن أبي عبيدة عن أبي موسى وأبو عبيدة قد سمع من أبي موسى، ولكن ابن أبي حاتم رحمه الله يقول (ج2ص103) من "العلل" وسألت أبي عن حديث؛ رواه خالد، عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكره. قال أبي: لا أعرف هذا الحديث من حديث عمرو بن مرة، وإنما رواه علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ويرويه عن العلا بن المسيب عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن سالم الا فطس عن ابي عبيدة عن النبي صلى عليه وعلى اله وسلم. والحديث من جميعه الى ابي عبيد ة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. اهـ. 295- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج2ص103) : حدثنا هنّاد حدثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن عاصمِ بن كُلَيْبٍ، عن عبدِ الرحم?نِ بن الأسودِ عن عَلْقَمَةَ قال: قال عبدُ الله ابنُ مسعودٍ: "ألا أُصلي بكمْ صلاةَ رسولِ الله، فصلى، فلم يرفعْ يَديْهِ إلاَّ في أول مرة" قال أبو عيسى: حديثُ ابن مسعود حديث حسنٌ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته كما يقول الترمذي رحمه الله، ولكن إليك ما يقول أبو داود رحمه الله (ج2ص448) قال رحمه الله: هذا حديث مختصر من حديث

296

طويل، وليس هو بصحيح على هذا اللفظ. حدثنا الحسن بن علي، اخبرنا معاوية وخالد بن عمرو وأبو حذيفة، اخبرنا سفيان بإسناده فقال: فرفع يديه في أول مرة وقال بعضهم: مرة واحدة. اهـ وقال الإمام البخاري رحمه الله في "جزء رفع اليدين"بعد ذكر هـ هذا الحديث بصيغة التمريض، وقال أحمد بن حنبل: عن يحي بن ادم، قال: نظرت في كتاب عبد الله بن إدريس، عن عاصم بن كليب، ليس فيه (ثم لم يعد) فهذا أصح، لان الكتاب أحفظ عند أهل العلم لان الرجل يحدث بشيء ثم يرجع إلى الكتاب فيكون كما في الكتاب. حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، حدثنا علقمة أن عبد الله، رضي الله عنه قال: " علمنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ الصلاة: فقام فكبر ورفع يديه، ثم ركع، فطبق يديه جعلهما بين ركبتيه فبلغ ذلك سعدا فقال: صدق أخي قد كنا نفعل ذلك في أول الإسلام ثم أمرنا بهذا ". قال البخاري: " وهذا المحفوظ عند أهل النظر من حديث عبد الله بن مسعود" وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص96) : سألت أبي عن حديث رواه الثوي فذكره، فقال أبي: هذا خطأ يقال: وهم فيه الثوري، وروى هذا الحديث عن عاصم جماعة، فقالوا كلهم: إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ افتتح فرفع يديه ثم ركع فطبق وجعلها بين ركبتيه. ولم يقل احد ما رواه الثوري. اهـ 296-قال الإمام الطبراني رحمه الله في "المعجم الكبير" (ج10ص256) : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري وعبدان بن أحمد قالا: ثنا أبو كريب ثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن منصور عن ربعي عن عبد الله يرفعه قال: ثلاثة يحبهم الله رجل قام من الليل يتلو كتاب الله ورجل تصدق بصدقة يخفيها من شماله ورجل كان في سرية فانهزم أصحابه فاستقبل العدو) .

297

قال الحافظ الهيثمي (ج1ص255) : رجاله رجال الصحيح. وأخرجه الترمذي (ج7ص289) : فقال: حدثنا أبو كريب به. ثم أعقبه فقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه غير محفوظ، والصحيح ما روى شعبة وغيره عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن زيد بن ظبيان، عن أبي ذر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وأبو بكر بن عياش كثير الغلط. اهـ وقال ص (293) : من حديث شعبة عن منصور سمعت ربعياً يحدث عن زيد بن ظبيان رفعه إلى أبي ذر وذكر الحديث، ثم قال الترمذي: حديث صحيح، وهكذا روى شيبان عن منصور نحو هذا، وهذا اصح من حديث أبي بكر. اهـ قال أبو عبد الرحمن: لا حديث ابن مسعود صحيح لما رأيت، ولا حديث أبي ذر، فا ن زيد بن ظبيان ما روى عنه إلا ربعي ولم يوثقه معتبر كما في "تهذيب التهذيب". 297-قال قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1412) : حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رجل لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت؟ قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (إذا سمعت جيرانك يقولون أن قد أحسنت فقد أحسنت. وإذا سمعتهم يقولون قد أسأت. فقد أسأت) هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكن ابن أبي حاتم يذكره في "العلل" (ج2ص100) ويقول: انه سال أباه وأبازرعة وأنهما قالا: هذا خطأ، رواه حماد بن شعيب عن منصور عن جامع بن شداد عن الحسن (¬1) بن مسلم عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسل، قالا: وهذا هو الصحيح. ¬

(¬1) كذا في ابن ماجه قبل هذا الحديث: (جامع بن شداد، عن كلثوم الخزاعي) والظاهر أنه تصحف في "العلل"لابن أبي حاتم.

298

298-قال الإمام جعفر بن محمد الفريابي في كتابه "صفات المنافقين وذم المنافقين" ص (8) حدثنا عمرو بن علي، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، قال: أخبرني منصور، سمعت أبا وائل، يحدث عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان " قال أبو حفص عمرو بن علي: لا أعلم أحداً تابع أبا داود على هذا وأبو داود ثقة هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، وقد تفرد برفعه أبو داود وقد رواه جرير عن منصور به موقوفاً. ورواه زهير وهو ابن معاوية، عن منصور عند النسائي (ج8ص117) موقوفاً أيضاً. ورواه عاصم بن بهدلة عن أب وائل به موقوفاً. ورواه الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله فذكره موقوفاً. كل هذا عند المؤلف رحمه الله إلا رواية زهير فعند النسائي. وأخرج ابن جرير رحمه الله (ج1ص191) حديث الأعمش عن عمارة بن عمير به موقوفاً. والحديث رواه أبو نعيم (ج5ص43) من طريق المؤلف ثم قال: تفرد برفعه أبوداور عن شعبة، ورواه غندر عن شعبة موقوفاً، ورواه أبو عوانة وزهير بن معاوية عن منصور موقوفاً. اهـ وقال قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار" (ج1ص62) وهذا لا نعلن سنده إلا أبوداود بهذا الإسناد وغيره يرويه موقوفاً. اهـ فعُلِمَ بهذا شذوذ أبي داود سليمان بن داود الطيالسي. والحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة. 299- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج8ص363) : حدثنا ابنُ أبي عُمَرَ,

أخبرنا سُفْيَانُ عن جَامِعٍ، وَهُوَ ابنُ أَبي رَاشِدٍ وَعبْدُ المَلِكَ بنُ أَعْيَنَ عن أَبي وَائِلٍ عن عَبْدِ الله بن مسعود، يَبْلُغُ بِهِ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قالَ: "مَا مِنْ رَجُلٍ لاَ يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ إلاَّ جَعَلَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي عُنُقِهِ شُجَاعاً، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ الله عز وجل {ولاَ يحسبن الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا أَتَاهُمْ الله مِنْ فَضْلِهِ} الآيَةَ، وَقَالَ مَرَّةً قَرَأَ رَسُولُ الله مِصْدَاقَهُ {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وَمَنْ اقْتَطَعَ مَالَ أَخِيهِ المسْلِمِ بِيَمِينٍ لَقِيَ الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ الله مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ الله {إنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله} الآيَةَ" هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده توهمته صحيحاً، فظاهره أنه على شرط مسلم. نعم قوله (من اقتطع) إلى آخره في "الصحيحينط من حديث ابن مسعود، وما قبله يعتبر رفعه شاذاً، ذلك لأنه قد خالف سفيان بن عيينة من هو أرجح منه فرواه الطبري (ج7ص436) من حديث سفيان الثوري، عن أبي إسحاق عن أبي وائل، عن عبد الله قولهز ومن طريق شعبة عن أبي إسحاق سمعت أبا وائل يحدث أنه سمع عبد الله به. ورواه الحاكم (ج2ص298) من حديث أبي بكر بن عياش، ثنا أبو إسحاق ثنا أبو وائل قال: قال عبد الله به. فالثوري وشعبة وأبو بكر بن عياش يروونه موقوفاً، وسفيان بن عيينة يرفعه، يعتبر شاذاً كما ترى، والله أعلم.

300

300- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص880) : حدثنا علي بن محمد، حدثنا يحيى بن ادم، حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن علقمة عن عبد الله قال: - لقد رأينا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يصلي في النعلين والخفين. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا إسحاق مختلط، وزهير بن حرب ممن روى عنه بعد الإختلاط، وأبو إسحاق أيضاً مدلس والظاهر أنه هنا قد دلس ففي "مسند الإمام أحمد" رحمه الله (ج1ص460) ثنا حسن بن موسى، ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن علقمة بن قيس، - ولم يسمع منه، وسأله رجل من حديث علقمة - فهو هذذا الحديث أن عبد الله بن مسعود أتى أبا موسى الأشعري ... وذكر الحديث. وهذكا رواه ابن أبي شيبة (ج2ص417) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (ج1ص511) . وأخرجه الطيالسي (ج1ص84 من "ترتيب المسند" فقال حدثنا زهير عن أبي إسحاق عمن حدثه عن عبد الله، فقد أبهم من حدثه ودلس علقمة بن قيس كما ترى. 301- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص458) : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فِي قَرِيبٍ مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ لَيْسَ فِيهِمْ إِلَّا قُرَشِيٌّ لَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ صَفْحَةَ وُجُوهِ رِجَالٍ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ وُجُوهِهِمْ يَوْمَئِذٍ فَذَكَرُوا النِّسَاءَ فَتَحَدَّثُوا فِيهِنَّ فَتَحَدَّثَ مَعَهُمْ حَتَّى أَحْبَبْتُ أَنْ يَسْكُتَ قَالَ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ فَإِنَّكُمْ أَهْلُ هَذَا الْأَمْرِ مَا لَمْ تَعْصُوا اللَّهَ فَإِذَا عَصَيْتُمُوهُ بَعَثَ إِلَيْكُمْ مَنْ يَلْحَاكُمْ كَمَا يُلْحَى هَذَا الْقَضِيبُ لِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ ثُمَّ لَحَا

302

قَضِيبَهُ فَإِذَا هُوَ أَبْيَضُ يَصْلِدُ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن رواية عبيد الله عن عبد الله بن مسعود مرسلة كما في "تهذيب التهذيب" وفي "تحفة الأشراف" في ترجمة عبيد الله بن عبد الله: لم يدركه. 302- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص444) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِطَعَّانٍ وَلَا بِلَعَّانٍ وَلَا الْفَاحِشِ الْبَذِيءِ وَقَالَ ابْنُ سَابِقٍ مَرَّةً بِالطَّعَّانِ وَلَا بِاللَّعَّان) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب التهذيب" بعد أن ذكر رواه أبو بكر بن أبي شيبة رواه عن محمد بن سابق قال إن كان ابن أبي شيبة حفظه فهو غريب وقال ابن المديني هذا حديثٌ منكرٌ من حديث إبراهيم عن علقمة وإنما روى هذا أبو وائل عن عبد الله من غير حديث الأعمش عنه. اهـ مختصراً من ترجمة محمد بن سابق. 303- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص389) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدُّهْنِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ابْنُ سُمَيَّةَ مَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ قَطُّ إِلَّا اخْتَارَ الْأَرْشَدَ مِنْهُمَا) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "جامع التحصيل" في ترجمة سالم بن أبي الجعد قال ابن المديني: لم يلقَ ابن مسعود، ولم يلق عائشة. 304- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1142) : حدثنا علي بن سلمة. حدثنا زيد بن الحباب. حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي

305

الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (عليكم بالشفاءين العسل والقرآن) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا علي بن سلمة وهو اللبقي وقد وثقه البخاري ومسلم كما في "تهذيب التهذيب"ولكن ابن جرير في "تفسيره" يقول (14ص141) حدثنا سفيان بن وكيع قال ثنا أبي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله فذكر نحوه موقوفاً. وسفيان بن وكيع ضعيف، ولكن الحافظ ابن كثير يذكرهذا في "تفسيرهط عقب حديث ابن ماجةثم يقول: وله شبه. اهـ كذا ولعله (ولعله أشبه) . ويقول المناوي في "فيض القدير" قال الحاكم على شرطهما، وقال البيهقي في "الشعب" الصحيح موقوف على ابن مسعود. اهـ ثم رأيت الحديث في "المستدرك" (ج4ص200) فإذا سفيان بن وكيع قد توبع، تابعه أبو بكر بن أبي شيبة، ثم قال الحاكم رحمه الله وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا محمد بن عبيد ثنا الأعمش عن خثيمة والأسود قالا: قال عبد الله: عليكم بالشفائين: القرآن والعسل. فعلم أن الصحيح وقفه، وأن زيد بن الحباب الذي رفعه يعتبر شاذاً. 305- قال الإمام ابن حبان رحمه الله كما في "موارد الضمآن" (ص441) : أبو يعلى, حدثنا أبو همام (¬1) حدثنا ابن وهب, أنبأنا حيوة بن شريح عن عُقيل بن خالد عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: (كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد ¬

(¬1) أبو همام هو يونس بن عبد الأعلى, ويقال له أيضاً: أبو محمد كما في "الكنى" للدولابي.

306

وعلى حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا) الحديث أخرجه ابن جرير (ج1ص30) فقال حدثني بذلك يونس بن عبد الأعلى فقال انبأنا ابن وهب به. فظاهر السند أنه حسن، وقد أخرجه الحاكم (ج1ص553) وقال ك صحيح الإسناد. ولكن قال الإمام الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج4ص185) : وكان أهل العلم بالأسانيد يدفعون هذا الإسناد بإنقطاعه في إسناده، لأن أبا سلمة لا يتهيأ في سِنّهِ لقاء عبد الله بن مسعود ولا أخذه عنه. 306- قال الإمام الدولابي رحمه الله في" الكنى" (ج1ص155) : أخبرني أحمد بن شعيب قال: أنبأ عبد الحميد بن محمد قال: حدثنا مخلد قال: حدثنا بشير أبو إسماعيل، عن سيار أبي الحكم، عن طارق عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: " اقتربت الساعة، ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصاً " هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت له بالحسن، وبشير هو ابن سليمان أبو إسماعيل، وأما سيار فالصحيح أنه أبو حمزة، وليس بأبي الحكم، وقد كان بشير بن سلمان يهم فيه ويقول: أبو الحكم. وأبو الحكم من رجال الجماعة، وأما سيار أبو حمزة فمستور الحال. وإن كنت تريد المزيد راجعت ترجمة سيار أبي الحكم من "تهذيب التهذيب" وترجمة سيار أبي حمزة من "تهذيب الكمال" فالحديث ضعيف لأن سياراً أبا حمزة لا يرتقي إلى الحجية، ولكن يصلح في الشواهد

307

والمتابعات. والله أعلم. 307- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج1ص20-21) : حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا محمد بن غالب بن حرب. وأخبرني الحسين بن علي ثنا محمد بن إسحاق قالا: ثنا علي بن مسلم الطوسي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. وحدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ثنا علي بن العباس البجلي قال: ذكر عبد الوارث بن عبد الصمد قال: حدثني أبي ثنا شعبة عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: لو أن رجلين دخلا في الإسلام فاهتجرا كان أحدهما خارجا من الإسلام حتى يرجع الظالم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين جميعا ولم يخرجاه وعبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد: ثقة مأمون وقد خرجا جميعا له غير حديث تفرد به عن أبيه وشعبة وغيرهما. قال أبو عبد الرحمن: الحديث ظاهره أنه على شرط مسلم، ولكن الإمام الدارقطني لما سئل عنه كما في "العلل" (ج1ص33) قال يرويه الأعمش وطلحة بن المصرف، عن زيد بن وهب رفعه عبد الصمد، عن شعبة عن الأعمش. ووقفه غيره. والموقوف أشبه. اهـ 308- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج2ص880) : حدثنا دعلج بن أحمد السجزي ببغداد ثنا موسى بن هارون وصالح بن مقاتل. وحدثنا علي بن حمشاد ثنا أبو المثنى العنبري (¬1) وأحمد بن علي الأبار. وحدثنا أحمد بن سَهلِ (¬2) ¬

(¬1) في الأصل: (العَنَزي) , والصواب ما أثبتناه. (¬2) في الأصل: (أحمد بن سفيان) , والصواب ما أثبتناه.

بن حمدويه الفقيه ببخارى ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ قالوا: ثنا أحمد بن جناب المصيصي ثنا عيسى بن يونس عن سفيان الثوري عن زبيد عن مرة عن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب) . هذا حديث صحيح الإسناد تفرد به أحمد بن جناب المصيصي وهو شرط من شرطنا في هذا الكتاب أنا نحرج أفراد الثقات إذا لم نجد لها علة وقد وجدنا لعيسى بن يونس فيه متابعين: أحدهما من شرط هذا الكتاب وهو سفيان بن عقبة أخو قبيصة حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ مهران بن هارون الرازي ثنا الفضل بن العباس الرازي ـ وهو فضلك الرازي ـ ثنا إبراهيم بن محمد بن حمويه الرازي ثنا سفيان بن عقبة أخو قبيصة عن حمزة الزيات وسفيان الثوري عن زبيد عن مرة عن عبد الله بن مسعود: عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب وإذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان وأما المتابع الذي من شرط هذا الكتاب فعبد العزيز بن أبان والحديث معروف به فقد صح بمتابعين لعيسى بن يونس ثم بمتابع الثوري عن زبيد وهو حمزة الزيات. اهـ الحديث إذا نظرت إلى سنده فأقل أحواله أنه يحسن، ولكن إليك ما قاله الدارقطني رحمه الله في "العلل" (ج5ص269) وقد سئل عن هذا الحديث فقال: يرويه زبيد، عن مرة، عن عبد الله واختلف عنه، فرفعه أحمد بن جناب، عن عيسى بن يونس، عن الثوري، عن زبيد. وتابعه عبد الرحمن بن زبيد، عن أبيه. ووقفه عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن كثير، عن الثوري، عن زبيد. وكذلك، رواه محمد بن طلحة، وزهير بن معاوية. وروي عن حمزة الزيات، عن زبيد، مرفوعا أيضا. ورواه الصباح بن محمد الهمداني -وهو كوفي أحمسي ليس بقوي- عن مرة، عن

309

عبد الله، مرفوعا أيضاً والصحيح موقوف. اهـ. 309- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص153) حدثنا عَلِيُّ بنُ الْحُسَيْنِ الرَّقِّيُّ حدثنا عَبْدُ الله بنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قال أخبرني عُبَيْدُالله بنُ عَمْرٍو عن زَيْدِ بنِ أبي أُنَيْسَةَ عنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ عن إبْرَاهِيمَ، قال: أرَادَ الضَّحَّاكُ بنُ قَيْسٍ أنْ يَسْتَعْمِلَ مَسْرُوقاً، فقالَ لَهُ عُمَارَةُ بنُ عُقْبَةَ: أتَسْتَعْمِلُ رَجُلاً منْ بَقَايَا قَتَلَةِ عُثْمَانَ؟ فقالَ لَهُ مَسْرُوقٌ حدثنا عَبْدُ الله بنُ مَسْعُودٍ، وَكَانَ في أنْفُسِنَا مَوْثُوقَ الْحَدِيث: " أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أرَادَ قَتْلَ أبِيكَ قال مَنْ لِلصِّبْيَةِ قال النَّارُ فَقَدْ رَضِيتُ لَكَ مَا رَضِيَ لَكَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ". وأخرجه الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج11ص402) وعنده عمارة بن عقبة بن أبي معيط. وأخرجه الحاكم (ج2ص124) وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. الحديث ظاهره الصحة إلا أن إبراهيم هو ابن يزيد النخعي كما في ترجمة عمرو بن مرة من "تهذيب الكمال" لم يسمع من أحمد من الصحابة كما في "المراسيلط لابن أبي حاتم، وعمارة بن عقبة بن أبي معيط صحابي كما في ترجمته من "الإصابة". والضحاك بن قيس أثبت البخاري صحبته كما في " الإصابة" واختلفوا في صحة سماعه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، قال الحافظ في "الإصابة" - أي في سماعه من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فإن أقل ما قيل في سنِّه عند موت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أنه كان ابن ثمان سنين. اهـ. 310- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1424) : حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري وعمر بن شبة بن عبيدة قالا حدثنا عمر بن علي. أخبرني إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله بن

مسعود عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: (إذا كان أجل أحدكم بأرض وأوثبته. الحاجة, فإذا بلغ أقصى أثره قبضه الله سبحانه. فتقول الأرض يوم القيامة رب هذا ما استودعتني) . وأخرجه ابن أبي عاصم رحمه الله في "السنة" (ج1ص137) فقال حدثنا محمد بن يحيى بن أبي حازم القطعي، حدثنا عمر بن علي، عن إسماعيل بن أبي خالد به. وأخرجه الحاكم (ج1ص41-42) من طريق عمر بن علي المقدمي به. ومن طريق محمد بن خالد الوهبي عن إسماعيل به. ومن طريق هشيم عن إسماعيل به. ثم قال الحاكم: فقد أسند هذا الحديث ثلاثة من الثقات عن إسماعيل وواقفه عنه سفيان بن عيينة فنحن على ما شرطنا في إخراج الزيادة من الثقة في الوصل والسند. اهـ فأنت إذا نظرت إلى السند وجدته يستحق أن يحكم عليه بالصحة، ولكن ابن أبي حاتم ذكره في "العلل" (ج1ص362) فقال رحمه الله: وسألت أبي عن حديث؛ رواه محمد بن خالد الوهبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود، وذكر الحديث. ثم قال أبي: الكوفيون لا يرفعونه. قال أبو محمد: هذا الحديث معروف بعمر بن علي بن مقدم، تفرد به عن إسماعيل بن أبي خالد، وتابعه على روايته محمد بن خالد الوهبي. اهـ ذكره الدارقطني في "العلل" (ج5ص238) فقال: فقال وقد سُئِل عن الحديث فقال: يرويه إسماعيل بن أبي خالد، فرفعه عنه عمرو بن علي المقدمي، ومحمد بن خالد الوهبي، وهشيم من رواية موسى بن حيان، عن ابن مهدي عنه , وغيره يرويه، عن هشيم ولا يرفعه. وكذلك رواه ابن عيينة، ويحيى القطان، وغيرهما موقوفا، وهو الصواب. حدثنا أحمد بن عبد الله الوكيل، حدثنا عمر بن شبة، حدثنا يحيى، حدثنا إسماعيل، عن قيس، قال: قال عبد الله: إذا كان أجل أحدكم بأرض أتى له الحاجة فيعمد إليها، فإذا كان أقصى أثره قبض، فتقول الأرض يوم القيامة: هذا ما استودعتني. اهـ

311

311- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج2ص880) : حدثنا أبو علي الحافظ أنبأ عبدان الأهوزي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: هبطوا على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وهو يقرأ ببطن نخلة فلما سمعوه قالوا: انصتوا قالوا: صه وكانوا تسعة أحدهم زوبعة فأنزل الله عز وجل: {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا} إلى {ضلال مبين} صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وسكت عليه الذهبي، وأخرجه تلميذه في "الدلائل" (ج2ص228) من طريق الحاكم به. قلت: أبو احمد اسمه محمد بن عبد الله ثقة، إلا انه متكلم في روايته عن الثوري، فأقل أحوال هذا الإسناد انه حسن، ولكن أبا احمد قد خالف جماعة: يحي القطان عند إسحاق البستي رقم (877) ، والطبري رقم (31312) في "تفسيريهما" ووكيع ويحي ابن يمان عند أبي نعيم في "الدلال" (ح2ص464) رقم (253) ، ووافقهم في رواية أخرى وهي الراجحة البستي رقم (879) والطبري رقم (31313) ، والبزار (ج3ص68) كما في "كشف الأستار"، والدارقطني في "العلل" (ج5ص55) ، فرووه عن الثوري، عن عاصم، عن زر به مرسلاً وهو الراجح، فرواية الوصل تعتبر شاذة أو منكرة، وانظر أيضاً "علل الدارقطني" (ج5ص54-55) رقم (701) . 312- قال الإمام أحمد رحمه الله (3861) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا

سَعِيدٌ, حَدَّثَنَا قَتَادَةُ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ, عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْفِطْرَةِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ النَّارِ قَالَ فَابْتَدَرْنَاهُ فَإِذَا هُوَ صَاحِبُ مَاشِيَةٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَنَادَى بِهَا) . أنت إذا نظرت في الحديث وجدت رجاله رجال الشيخين، ولكن قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص142) : سمعت أبي يقول: قتادة عن أبي الأحوص مرسل.

مسند عبد الله بن المغفل رضي الله عنه

مسند عبد الله بن المغفل رضي الله عنه 313- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج11ص216) حدثنا مُسَدَّدٌ أخبرنا يحيى عن هِشَامِ بنِ حَسَّانَ عن الْحَسَنِ عن عَبْدِ الله بنِ مُغْفَّلٍ: "أنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عن التَّرَجَّلِ إلاَّ غِبًّا". هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن رواية هشام بن حسان عن الحسن ضعيفة، قال ابن علية: ما كنا نعد هشام في الحسن شيئاً. اهـ من "تهذيب التهذيب"

مسند عبد الرحمن بن أزهر رضي الله عنه

مسند عبد الرحمن بن أزهر رضي الله عنه 214- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص88) : قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَسْأَلُ عَنْ مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَأُتِيَ بِسَكْرَانَ فَأَمَرَ مَنْ كَانَ مَعَهُ أَنْ يَضْرِبُوهُ بِمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ. قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ يُحَدِثُ أَنَّ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ... الحديث. الحديث أخرجه أبو داود (ج3ص475) والحميدي في "المسند" (ج3ص398) والبخاري في "التاريخ" (ج5ص340) والطبري في "التاريخ" (ج13ص43) ويعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (ج ص383) . وقد ألزم الدارقطني البخاري ومسلماً أن يخرجاه. هذا الحديث ظاهره الصحة، ولكن قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص416) : وسألت أبي، وأبا زرعة، عن حديث؛ رواه أسامة بن زيد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن أزهر، قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يسأل عن خالد بن الوليد، وأنا غلام شاب، فأتي بشارب، وأمرهم، فضربوه، فمنهم من ضرب بنعله، وذكرت لهما الحديث. فقالا: لم يسمع الزهري هذا الحديث من عبد الرحمن بن أزهر، يدخل بينهما عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر. قلت لهما: من يدخل بينهما ابن عبد الرحمن بن أزهر؟ قالا: عُقيل

بن خالد. اهـ قال أبو عبد الرحمن: وعبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر: قال الحافظ في "التقريب"مقبول، أي إذا توبع وإلا فليّن، فعلى فالحديث لايصح والله أعلم. والإمام أحمد يقول كما في "تهذيب التهذيب" في ترجمة الزهري: ما أراه سمع من عبد الرحمن بن أزهر إنما يقول الزهري: كان عبد الرحمن بن أزهر يحدث فيقول معمر وأسامة عنه سمعت عبد الرحمن. ولم يصنعا عندي شيئاً. وذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" في ترجمة الزهري نحوه وقد تصحف معمر في "المراسيل" إلى (نعم) ومن "المراسيل" زيادة اراه حفظ وقد أدخل بينه وبينه طلحة بن عبد الله بن عوف. اهـ أي أدخل الزهري بينه وبين عبد الرحمن بن أزهر.

مسند عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

مسند عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه 315- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص319) : حدثنا محمد بن المصفى الحمصي. حدثنا أنس بن عياض. حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ (إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول) . هذا حديث حسن. قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بالحسن، ولكن قال الدارقطني في "العلل" (ج4ص287-288) رقم (570) وسئل عن حديث إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف فقال: يرويه محمد بن مصفى، وانفرد به، عن أنس بن عياض، عن محمد بن عمرو، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، ووهم فيه. وإنما رواه محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم التيمي مرسلاً. اهـ وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص172) : وسألت أبي عن حديث؛ رواه محمد بن المصفى، عن أبي ضمرة، عن محمد بن عمرو، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قال: إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون في الصفوف الأول. قال أبي: هذا خطأ بهذا الإسناد، الصحيح، ما رواه الدراوردي، عن ابن عجلان، عن

316

إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. اهـ. أفادنا بهذا أبو الفضل الليبي 316- قال الإمام أحمد رحمه الله في "المسند" (ج1ص193 رقم1675 بتحقيق أحمد شاكر) : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي الْجَنَّةِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ) . هذا الحديث ظاهر إسناده الحسن، ولكنه شاذ وسيأتي بيانه، وأخرجه الترمذي (ج5ص647) رقم (3747) فقال رحمه الله حدثنا قتيبة به. ثم قال: أخبرنا مصعب (¬1) قراءة عن عبد العزيز بن محمد عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نحوه ولم يذكر فيه عن عبد الرحمن بن عوف. قلتُ: يعني أرسله ولكن رواية الوصل أرجح، لعلو مرتبة قتيبة على أبي مصعب، ثم أيضاً قتيبة توبع كما ذكر ذلك الحافظ في "نكته على الأطراف" حيث قال: قلت تابعه إسحاق بن إبراهيم والحماني على وصله. اهـ المراد. انظر "تحفة الأشراف" (ج1ص209) . ثم قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن سعيد بن زيد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نحو هذا وهذا أصح من الحديث الأول. ¬

(¬1) كذا في الأصل والصواب (أبو مصعب) واسمه أحمد بن أبي بكر الزهري. انظر "تحفة الأحوذي" و"تحفة الأشراف" وترجمته من "التهذيب" وغيرها.

تنبيه:

قلت: يعني من حديث عبد الرحمن بن عوف هذا، ثم ذكر حديث سعيد بن زيد بسنده عمر بن سعيد - وهو ابن أبي الحسين النوفلي المكي ثقة - عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عنه به ثم قال وسمعت محمداً - يعني البخاري- يقول هو أصح من الحديث الأول. اهـ. وانظر "تحفة الأشراف" مع النكت عليها (ج7ص209) وأخرج الحديث أيضاً النسائي في "الكبرى" (ج5ص56) رقم (8194) قال أخبرنا قتيبة بن سعيد به. والبغوي في "شرح السنة" (ج14ص128) رقم (3925) من طريق قتيبة به. قال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص366) رقم (2613) وسألت أبي عن حديث؛ رواه عبد العزيز الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قال: عشرة في الجنة. ورواه موسى بن يعقوب الزمعي، عن عمر بن سعيد بن سريج، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن سعيد بن زيد، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. قلت لأبي: أيهما أشبه؟ قال: حديث موسى أشبه، لأن الحديث يروى عن سعيد من طرق شتى، ولا يعرف عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في هذا شيء. اهـ فُلِمَ بهذا أن حديث ابن عوف شذ به الدراوردي فسلك به الجادة، وخالف في ذلك من هو أرجح منه - وهو عمر بن سعيد النوفلي- والله أعلم. تنبيه: حديث العشرة صحيح بمجموع طرقه من حديث سعيد بن زيد أبي الأعور وهو أحدهم. أفادنا بهذا الأخ أحمد بن سعيد. 317- قال البزار رحمه الله في "مسننده" (ج3ص241) : وَحَدَّثَنَاهُ عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ يَعْنِي ابْنَ شُرَيْحٍ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَعَنَهُ اللَّهُ)

، قَالَ: لَنْ يَنْفَلِتَ مِنِّي ابْنُ آدَمَ مِنْ إِحْدَى ثَلاثٍ: أَخْذُ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ، وَوَضْعُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، أَوْ يَمْنَعُهُ مِنْ حَقِّهِ. قلت: رجاله ثقات غير عبدة بن عبد الله وهو الصفار الجزاعي. فترجمته في "الجرح والتعديل" (ج6ص90) قال أبو حاتم: صدوق. ولكن قال يحيى بن معين والبخاري: أبو سلمة لم يسمع من أبيه شيئاً، زاد ابن معين: ولا من طلحة بن عبيد الله. اهـ

مسند عبد الرحمن بن يعمر رضي الله عنه

مسند عبد الرحمن بن يَعمُر رضي الله عنه 318- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1127) : حدثنا أبو بكر والعباس بن عبد العظيم العنبري قالا. حدثنا شبابة عن شعبة عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر قال نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عن الدباء والحنتم. هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم ثقات، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله يقول في "العلل" (ج10ص527) بعد ذكر الحديث بسنده: هذا حديث غريب من قبل إسناده لا نعلم أحداً حدث به عن شعبة غير شبابة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أوجه كثيرة أنه نهى أن ينتبذ في الدباء والمزفت)) . وحديث شبابة إنما يستغرب لأنه تفرد به عن شعبة، وقد روى شعبة وسفيان والثوري بهذا الإسناد عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((الحج عرفة)) . فهذا الحديث المعروف عند أهل الحديث بهذا الإسناد) . وقال البخاري" في التاريخ الكبير" في ترجمة وقال عبد الرزاق قال الثوري: كان عند بكير حديثان سمع شعبة احدهما ولم يسمع الآخر، وروى شبابة عن شعبة عن بكير عن ابن يعمر: نهى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عن الجر، ولم يصح /هـ. قال أبو عبد الرحمن: حديث (الحج عرفة) من الأحاديث التي ألزم الدارقطني البخاري ومسلماً أن يخرجاه.

مسند عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه

مسند عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه 319-قال أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله كما في "المطالب العالية" (ج1ص207) رقم (480) : وقال أبو بكر: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن ابن خثيم، حدثني داود بن عاصم الثقفي، عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: " وقت لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أن أقرأ بـ سبح اسم ربك الأعلى، وأشباهها من القرآن " هذا حديث سنده حسن. ولكن قال ابن المديني كما في "جامع التحصيل": داود بن أبي عاصم عن عثمان بن أبي العاص هو مرسل.

مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه

مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه 320- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج7ص4) : حَدَّثنا عَبْدُ بنُ حُمَيدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ، أخبرنا حُرَيثُ بنُ السَّائِبِ، قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ حدثني حُمْرَانُ بنُ أَبَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ ، عَنْ النبيِّ قَالَ: "لَيْسَ لابنِ آدَمَ حَقٌ فِي سِوَى هذِهِ الخِصَالِ: بَيْتٍ يَسْكُنُهُ، وَثَوْبٍ يُوَارِي عَوْرَتَهُ، وَجِلْفِ الْخُبْزِ وَالْمَاءِ" هَذَا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ وَهُوَ حدِيثُ الحُرَيثِ بنِ السَّائِبِ. ظاهر هذا السند أن الحديث حسن ورجاله رجال الصحيح، إلا حريث بن السائب وقد قال في ابن معين صالح وقال مرة ثقة وقال أبو حاتم ما به بأس، فمثل هذا يحسن حديثه ولا يضره إدخال الساجي إياه في "الضعفاء" مع قول ابن معين وأبي حاتم ولكن الحافظ يقول"تهذيب التهذيب": قال الساجي قال أحمد روى عن الحسن عن حمران عن عثمان حديثا منكرا يعني الذي أخرجه الترمذي وقد ذكر الاثرم عن أحمد علته فقال سئل أحمد عن حريث فقال هذا شيخ بصري روى حديثاً منكراً يعني الذي أخرجه الترمذي عن الحسن عن حمران عن عثمان كل شئ فضل عن ظل بيت وجلف الخبز وثوب يواري عورة ابن آدم فلا حق لابن آدم فيه. قال قلت قتادة يخالفه قال نعم سعيد عن قتادة عن الحسن عن حمران عن رجل من أهل الكتاب. قال أحمد حدثناه روح ثنا سعيد يعنى عن قتادة به.

321

321- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص63) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حُرِّمَ عَلَى النَّارِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا أُحَدِّثُكَ مَا هِيَ هِيَ كَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ الَّتِي أَعَزَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ وَهِيَ كَلِمَةُ التَّقْوَى الَّتِي أَلَاصَ (¬1) عَلَيْهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ عِنْدَ الْمَوْتِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يقول الفاضل أحمد شاكر: إسناده صحيح، وهو في "مجمع الزوائد" (ج1ص15) وقال: رجاله ثقات. اهـ قال ابوعبد الرحمن: لكنه منقطع ففي"تهذيب التهذيب" في ترجمة مسلم بن يسار وقال القطان: لم يسمع قتادة منه. اهـ وفي"جامع التحصيل"في ترجمة قتادة: وقال يحي بن سعيد: لم يسمع قتادة من مسلم بن يسار شيئاً. اهـ وفي"تهذيب التهذيب"في ترجمة قتادة وقال ابن معين: لم يسمع من ابن أبي مليكة، ولا من حميد بن عبد الرحمن الحميري، ولا من مسلم بن يسار. اهـ 322- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج7ص103) : أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِثَلَاثٍ أَنْ يَزْنِيَ بَعْدَ مَا أُحْصِنَ أَوْ يَقْتُلَ إِنْسَانًا ¬

(¬1) ألاص عليها عمه أي أداره عليها وراوده فيها, وعمه هو أبوطالب. /هـ من تحقيق أحمد شاكر.

323

فَيُقْتَلَ أَوْ يَكْفُرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ فَيُقْتَلَ) هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا مؤمل بن إهاب، والظاهر أن حديثه لا ينزل عن درجة الحسن، ولكن الحافظ ابن حجر رحمه الله يقول في "النكت الظراف": قال ابن أبي حاتم في "العلل": سمعت أبي يقول: بسر بن سعيد عن عثمان مرسل. اهـ والحديث صحيح عن عثمان من غير هذه الطريق، أخرجته في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين". 323- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص62) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ يَعْنِي ابْنَ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ دَعَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَقَالَ إِنِّي سَائِلُكُمْ وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَصْدُقُونِي نَشَدْتُكُمْ اللَّهَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْثِرُ قُرَيْشًا عَلَى سَائِرِ النَّاسِ وَيُؤْثِرُ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى سَائِرِ قُرَيْشٍ فَسَكَتَ الْقَوْمُ فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَوْ أَنَّ بِيَدِي مَفَاتِيحَ الْجَنَّةِ لَأَعْطَيْتُهَا بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى يَدْخُلُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ فَبَعَثَ إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَلَا أُحَدِّثُكُمَا عَنْهُ يَعْنِي عَمَّارًا أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ آخِذًا بِيَدِي نَتَمَشَّى فِي الْبَطْحَاءِ حَتَّى أَتَى عَلَى أَبِيهِ وَأُمِّهِ وَعَلَيْهِ يُعَذَّبُونَ فَقَالَ أَبُو عَمَّارٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ الدَّهْرَ هَكَذَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ اصْبِرْ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِآلِ يَاسِرٍ وَقَدْ فَعَلْتُ) هذا حديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أحمد شاكر يقول: إسناده ضعيف لانقطاعه، نقل عن الحافظ انه قال في"الإصابة": لم يدرك ثوبان ولا أبا الدرداء، ولا عمرو بن عبسة، فضلاً عن عمر، فضلاً عن أبي بكر. اهـ

مسند عدي بن عميرة الكندي رضي الله عنه

مسند عَدي بن عَمِيرة الكِندي رضي الله عنه 324- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص602) : حدثنا عيسى بن حماد المصري. أنبأنا اليث بن سعد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن عدي بن عدي الكندي عن أبيه قال: - قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ (الثيب تعرب عن نفسها والبكر رضاها صمتها) هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكن في"تهذيب التهذيب"في ترجمة عدي ابن عدي وقال ابن أبي حاتم: عن ابيه: روى عن أبيه مرسلاً لم يسمع من أبيه، يدخل بينهما العرس بن عميرة (¬1) . اهـ وقال البوصيري في"مصباح الزجاجة" (ج2ص101) : هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه منقطع، عدي لم يسمع من أبي عدي بن عميرة يدخل بينهما العرس بن عميرة، قاله أبو حاتم وغيره. اهـ المراد من"مصباح الزجاجة". وأخرجه الإمام احمد (ج4ص192) و (ج4ص492) وفيه العلة المتقدمة. ¬

(¬1) قلت: هو في "المراسيل" لابن أبي حاتم ص (126) .

مسند عقبةبن عامر الجهني رضي الله عنه

مسند عقبةبن عامر الجهني رضي الله عنه 325- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص148) : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ انْطَلَقَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى لِيُصَلِّيَ فِيهِ فَاتَّبَعَهُ نَاسٌ فَقَالَ مَا جَاءَ بِكُمْ قَالُوا صُحْبَتُكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَحْبَبْنَا أَنْ نَسِيرَ مَعَكَ وَنُسَلِّمَ عَلَيْكَ قَالَ انْزِلُوا فَصَلُّوا فَنَزَلُوا فَصَلَّى وَصَلَّوْا مَعَهُ فَقَالَ حِينَ سَلَّمَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا لَمْ يَتَنَدَّ بِدَمٍ حَرَامٍ إِلَّا دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَِِِِ) . الحديث ظاهره الصحة، ولكن عبد الرحمن بن عائذ لم يسمع من عقبة بن عامر، كما في"تحفة الأشراف". 326- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص153) : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ اكْفِنِي أَوَّلَ النَّهَارِ بِأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ أَكْفِكَ بِهِنَّ آخِرَ يَوْمِكَ) . هذا حديث ظاهره الصحة، ولكن قتادة يرسل كثيراً. قال الإمام احمد: ما اعلم قتادة سمع من احد من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إلا من انس

327

ابن مالك قيل له: فعبد الله بن سرجس؟ فكأنه لم يره سماعاً، قال حرب: فقلت لأحمد: شيخ يقال له دغفل بن حنظلة له صحبة يروي عنه قتادة؟ قال: ما اعرفه. وصحح أبو زرعة سماعه من عبد الله بن سرجس وزاد ابن المديني: أبا الطفيل. اهـ مختصراً من "جامع التحصيل" 327- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج9ص413) حدثنا مُسْلِمُ بنُ إبْرَاهِيمَ أخبرنا أَبَانُ عن قَتَادَةَ عن الْحَسَنِ عن عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ أنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قالَ: "عُهْدَةُ الرَّقِيقِ ثَلاَثَةُ أيَّامٍ". الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع، الحسن لم يسمع من عقبة بن عامر كما في "جامع التحصيل"عن علي بن المديني. وكذا في"المراسيل"لابن أبي حاتم ص (42) اهـ.. وقال الخطابي في "اختصار السنن"وضعف احمد بن حنبل عهدة الثلاث في الرقيق، وقال: لا يثبت في العهدة حديث. وقالوا لم يسمع الحسن من عقبة بن عامر شيئاً، الحديث (¬1) مشكوك فيه، عن سمرة، ومرة قال: عقبة. اهـ ويزداد ضعفاً انه في"مصنف ابن أبي شيبة " (ج8ص406) عن الحسن مرسلاً. ¬

(¬1) في الأصل " (فالحديث) وفي التعليق على متن "سنن أبي داود) (ج7ص76) : (والحديث) وهو الصواب، لأنه ابتداء كلام.

مسند أبي مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو رضي الله عنه

مسند أبي مسعود الأنصاري عُقبة بن عَمرو رضي الله عنه 328- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص119) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَأَوْسَطَهُ وَآخِرَهُ هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، إلا أبا عبد الله الجدلي، وقد وثقه أحمد وابن معين كما في "تهذيب التهذيب" والحديث ظاهره الصحة، ولكنه منقطع، ففي "جامع التحصيل"في ترجمة إبراهيم ابن يزيد النخعي وقال شعبة: لم يسمع إبراهيم النخعي من أبي عبد الله الجدلي. اهـ وأخرجه احمد أيضاً (ج5ص272) من هذه الطريق المعلة. 329- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج13ص315) حدثنا أَبُو بَكْرِ بنُ أَبِي شَيْبةَ أخبرنا وَكِيعٌ عن الأوْزَاعِيِّ عن يَحْيَى عن أَبِي قِلاَبَةَ، قال قال أبو مَسْعُود لأبِي عَبْدِ الله أَوْ قال أَبُو عَبْدِ الله لأبِي مسعود: " مَا سَمِعْتَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بئس مطية الرَّجل زَعَمُوا؟ قال سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَمُوا". قَالَ أبُو دَاوُدَ: أَبُو عَبْدِ الله هذَا حُذَيْفَةُ.

هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن صاحب "عون المعبود"ينقل عن أبي مسعود الدمشقي في الأطراف انابا قلابة لم يسمع منهما يعني حذيفة وأبا مسعود رضي الله عنهم. اهـ وقال المناوي في "فيض القدير"قال الذهبي في "المهذب": فيه إرسال، وقال ابن عساكر في"الأطراف": حديث منقطع لأنه من رواية عبد الله بن زيد الجرمي وهو لم يسمع منه. اهـ وقال العلائي في"جامع التحصيل": وقد ذكر جماعة من الصحابة في ترجمة أبي قلابة منهم حذيفة والظاهر في ذلك كله الإرسال. اهـ فقول هؤلاء الأئمة مقدم على وجادات الشيخ ناصر الدين رجفظه الله التصريح بالتحديث عند الطحاوي في "مشكل الآثار" وعند ابن مندة في "المعرفة" لأن هذين الكتابين غير مسموعين له، والكتب قد دخلها التصحيف، وهذه القاعدة لنا أن نقول الحافظ مقدم على ما نجده في الكتب لأن الكتب ليست مسموعة لنا، والله أعلم. ثم وجدت الحافظ رحمه اله قد ذكره في "النكت الظراف" فقال بعد ذكره كلام المزي: إن أبا القاسم قال: إن أبا قلابة لم يسمع منهما، قال الحافظ: قلت في تفسير أبي عبد الله في هذا الحديث بأنه حذيفة نظر، لأن الوليد بن مسلم روى هذا الحديث عن الأوزاعي أنه حدثه قال ثنا يحيى بن أبي كثير، ثنا أبو قلابة حدثني أبو عبد الله هكذا أخرجه الحسن بن سفيان، عن دحجيم عن الوليد، فعلى فأبو عبد الله آخر غير حذيفة لأن أبا قلابة ما أدرك حذيفة. قلت وقد اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير اختلافاً آخر، فرواه يحيى بن عبد العزيز، عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المهلب أنا عبد الله بن عمر قال: يا أبا مسعود فذكره. اهـ قال أبو عبد الرحمن: والحديث من الطريقين في "الأدب المفرد" فعلم بما قرره الحافظ رحمه الله أن يحيى بن أبي كثير قد اضطرب في شيخ أبي قلابة ولا تزال أيضاً علة

330

الانقطاع، لأنه لم يسمع من أبي مسعود. والله أعلم. 330- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص1100) : دثنا إسماعيل بن أسد. حدثنا جعفر بن عون. حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود قال أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رجل. فكلمه. فجعل ترعد فرائصه. فقال له: (هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد) قال أبو عبد الله إسماعيل وحده وصله. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا إسماعيل بن أسد، وقد قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو ثقة صدوق كما في "تهذيب التهذيب" ولكن في "مصباح الزجاجة" هذا الحديث معدود في أفراد ابن ماجه. وقد استغربه حجاج بن الشاعر. وأشار على إسماعيل أن لا يحدث به إلا مرة في السنة لغرابته إلى أن قال حاكياً عنابن عدي هذا الحديث سرقه ابن أبان من إسماعيل بن أبي الحارث القطان. وسرقه منه أيضا عبيد بن الهيثم الحلبي. ورواه زهير وابن عيينة ويحيى القطان عن أبي خالد مرسلاً والمحفوظ عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس مرسلاً من غير ذكر أبي مسعود. وقال الإمام البيهقي في "دلائل النبوة" (ج5ص69) بع ذكره موصولاً قال: وقد أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب، قال: أنبأنا جعفر بن عون، قال: أنبأنا إسماعيل، عن قيس، قال: جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يكلمه فأرعد الرجل، فقال له: " هون عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد " هذا مرسل وهو المحفوظ. وأخرجه ابن سعد مرسلاً (ج1ص23) فقال أخبرنا يزيد بن هارون وعبد الله بن نمير قالا أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن رجلا أتى رسول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكر الحديث. فأنت ترى أن زهير بن معاوية، ويحيى بن سعيد القطان، وابن عيينة، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن نمير، يرسلونه ولم يخالفهم من هو مماثل لهم، فعلى فالوصل شاذٌ والله أعلم. وقد خالف الجميع عباد بن العوام عند الحاكم (ج2ص466) فرواه عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير بن عبد الله به سلك الجادة، وهو يعتبر شاذاً والله أعلم.

مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه

مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه 331- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص135) : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا أَيُّوبُ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جُعْتُ مَرَّةً بِالْمَدِينَةِ جُوعًا شَدِيدًا فَخَرَجْتُ أَطْلُبُ الْعَمَلَ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ قَدْ جَمَعَتْ مَدَرًا فَظَنَنْتُهَا تُرِيدُ بَلَّهُ فَأَتَيْتُهَا فَقَاطَعْتُهَا كُلَّ ذَنُوبٍ عَلَى تَمْرَةٍ فَمَدَدْتُ سِتَّةَ عَشَرَ ذَنُوبًا حَتَّى مَجَلَتْ يَدَايَ ثُمَّ أَتَيْتُ الْمَاءَ فَأَصَبْتُ مِنْهُ ثُمَّ أَتَيْتُهَا فَقُلْتُ بِكَفَّيَّ هَكَذَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَبَسَطَ إِسْمَاعِيلُ يَدَيْهِ وَجَمَعَهُمَا فَعَدَّتْ لِي سِتَّةَ عَشْرَ تَمْرَةً فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَأَكَلَ مَعِي مِنْهَا. هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدته رجال الصحيح، لكن في "جامع التحصيل" عن أبي زرعة: مجاهد عن علي مرسل. 332- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص116) : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَنْبَأَنَا يُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ عَنْ الصَّغِيرِ حَتَّى يَبْلُغَ وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنْ الْمُصَابِ حَتَّى يُكْشَفَ عَنْهُِِِِ) . هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحسن لم يسمع من علي ففي"جامع التحصيل" قال الترمذي لا نعرف للحسن سماعاً من علي وقد

333

روى عنه حديث (رفع القلم عن ثلاثة) وقد أدركه ولكنا لا نعلم له سماعاً منه. اهـ 333- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص112) : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ حَدَّثَنِي شُرَيْحٌ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ قَالَ ذُكِرَ أَهْلُ الشَّامِ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ بِالْعِرَاقِ فَقَالُوا الْعَنْهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ لَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْأَبْدَالُ يَكُونُونَ بِالشَّامِ وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ رَجُلًا يُسْقَى بِهِمْ الْغَيْثُ وَيُنْتَصَرُ بِهِمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَيُصْرَفُ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ بِهِمْ الْعَذَابُ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح، ولكن شريح بن عبيد لم يدرك علياً، كما أفاده الشيخ أحمد شاكر. 334- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص94) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يُودَى (¬1) الْمُكَاتَبُ بِقَدْرِ مَا أَدَّىُُُُ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحافظ العلائي يقول في "جامع التحصيل" وقال أبو زرعة: عكرمة عن أبي بكر الصديق وعن علي رضي الله عنهمامرسل. اهـ وفي "تحفة الأشراف" أن الترمذي بعد ما ذكره تعليقاً قال: روى خالد عن عكرمة، عن علي قوله. ثم ذكر المزي أن النسائي رواه في "الكبرى " من طريق وهيب، بالسند المتقدم عند أحمد، ثم قال: ومن طريق إسماعيل ابن علية، عن أيوب به ولم يرفعه. إلى أن قال المزي رحمه الله: قال النسائي: ابن علية أثبت في أيوب من وهيب، وحديثه أشبه ¬

(¬1) يودّى من الدية.

335

بالصواب. اهـ فعلم أن الحديث معل بالانقطاع وبالوقف. وفيه غير ذلك راجع "تحفة الأشراف" (ج5ص111) 335- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص83) : حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ وَأَنَا حَدِيثُ السِّنِّ قَالَ قُلْتُ تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ يَكُونُ بَيْنَهُمْ أَحْدَاثٌ وَلَا عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ سَيَهْدِي لِسَانَكَ وَيُثَبِّتُ قَلْبَكَ قَالَ فَمَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ بَعْدُ هذا حديث رجاله رجال الصحيح، ويحيى هو ابن سعيد القطان، وقد أخرجه الحاكم في" المستدركط (ج3ص135) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وسكت عليه الذهبي. قال أبو عبد الرحمن: الحديث منقطع لأن أبا البختري وهو سعيد بن فيروز لم يسمع من علي، وقد أخرجه الإمام أحمد (ج1ص136) فقال فيه أبو البختري: أخبرني من سمع علياً فذكره. وقال أبو عبد الرحمن النسائي في " الخصائصطص (57) أبو البختري لم يسمع من علي شيئاً. 336- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص94) حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلنَّاسِ مَا تَرَوْنَ فِي فَضْلٍ فَضَلَ عِنْدَنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ فَقَالَ النَّاسُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ شَغَلْنَاكَ عَنْ أَهْلِكَ وَضَيْعَتِكَ وَتِجَارَتِكَ فَهُوَ لَكَ فَقَالَ لِي: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟

337

فَقُلْتُ قَدْ أَشَارُوا عَلَيْكَ فَقَالَ لِي قُلْ فَقُلْتُ لِمَ تَجْعَلُ يَقِينَكَ ظَنًّا فَقَالَ لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ فَقُلْتُ أَجَلْ وَاللَّهِ لَأَخْرُجَنَّ مِنْهُ أَتَذْكُرُ حِينَ بَعَثَكَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ سَاعِيًا فَأَتَيْتَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَمَنَعَكَ صَدَقَتَهُ فَكَانَ بَيْنَكُمَا شَيْءٌ فَقُلْتَ لِي انْطَلِقْ مَعِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْنَاهُ خَاثِرًا فَرَجَعْنَا ثُمَّ غَدَوْنَا عَلَيْهِ فَوَجَدْنَاهُ طَيِّبَ النَّفْسِ فَأَخْبَرْتَهُ بِالَّذِي صَنَعَ فَقَالَ لَكَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ وَذَكَرْنَا لَهُ الَّذِي رَأَيْنَاهُ مِنْ خُثُورِهِ فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ وَالَّذِي رَأَيْنَاهُ مِنْ طِيبِ نَفْسِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي فَقَالَ إِنَّكُمَا أَتَيْتُمَانِي فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ وَقَدْ بَقِيَ عِنْدِي مِنْ الصَّدَقَةِ دِينَارَانِ فَكَانَ الَّذِي رَأَيْتُمَا مِنْ خُثُورِي لَهُ وَأَتَيْتُمَانِي الْيَوْمَ وَقَدْ وَجَّهْتُهُمَا فَذَاكَ الَّذِي رَأَيْتُمَا مِنْ طِيبِ نَفْسِي فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَدَقْتَ وَاللَّهِ لَأَشْكُرَنَّ لَكَالْأُولَى وَالْآخِرَةَُُُُ هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع أبو البختري وهو سعيد بن فيروز لم يسمع من علي، ففي " جامع التحصيل" في ترجمة أبي البختري سعيد بن فيروز: شعبة كان أبو إسحاق يعني السبيعي أكبر من أبي البختري ولم يدرك أبو البختري عليا ولم يره وكذلك قال البخاري وأبو زرعة وغيرهما. 337- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص151) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ قِيلَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ رَسُولَكُمْ كَانَ يَخُصُّكُمْ بِشَيْءٍ دُونَ النَّاسِ عَامَّةً قَالَ مَا خَصَّنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ يَخُصَّ بِهِ النَّاسَ إِلَّا بِشَيْءٍ فِي قِرَابِ سَيْفِي هَذَا فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ أَسْنَانِ الْإِبِلِ وَفِيهَا أَنَّ الْمَدِينَةَ حَرَمٌ مِنْ بَيْنِ ثَوْرٍ إِلَى عَائِرٍ مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا,

338

فَإِنَّ عَلَيْهِ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ وَمَنْ تَوَلَّى مَوْلًى بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الدارقطني رحمه الله سئل عنه في "العلل" (ج4ص153-154) فقال: يرويه الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن علي حدث به عنه الثوري، وأبو معاوية، وابن فضيل، ويعلى بن عبيد، وزيد بن أبي أنيسة، وغيرهم. وخالفهم شعبة فرواه عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن علي. والمحفوظ قول الثوري ومن تابعه. اهـ المراد منه. وذكره الحافظ في "الفتح" (ج4ص85) وأقر الدارقطني على قوله. 338- قال الإمام الحاكم رحمه الله في "المستدرك" (ج3ص59) : حدثنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان ثنا إبراهيم بن نصر الرازي وإبراهيم بن ديزيل قالا: ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن علي رضي الله عنه قال: غسلت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فجعلت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا وكان طيبا حيا وميتا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه إذا نظرت إلى سند الحديث وجدته كما يقول الحاكم رحمه الله. ولكن إليك ماقاله الدارقطني في"العلل" (ج3ص219) قال بعد أن ذكر الحديث: حدث به سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن علي.

339

وقال عبد الواحد بن زياد، وصفوان بن عيسى، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: قال علي. وأرسله ابن المبارك، وعبد الرزاق، عن معمر، وكذلك قال صالح بن كيسان، والأوزاعي، عن الزهري. والمرسل أصح. اهـ وأيضاً رواية عبد الواحد بن زياد، وحماد بن زيد، وعيسى بن صفوان تعتبر من رواية البصريين عن معمر، وما حدث به في البصرة ففيه ضعف والله أعلم. 339- قال الإمام الطحاوي (ج1ص373) حدثنا جعفر الفريابي، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي، قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: " من حدث عني بحديث، وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " واخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (903) وابن ماجه (ج1ص15) . الحديث ظاهر سنده الحسن، ولكن إليك ما قاله الإمام الترمذي رحمه الله (ج5ص36 بتحقيق كمال يوسف الحوت) قال رحمه الله: وروى شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ هذا الحديث وروى الأعمش وابن أبي ليلى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وكأن حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة عند أهل الحديث أصح. اهـ وقال ابن أبي حاتم في "العلل" وقد وسأل أبا زرعة، فقال أبو زرعة: هذا خطأ، والصحيح: أنه عن ابن أبي ليلى، عن سمرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. اهـ

مسند عمار بن ياسر رضي الله عنهما

مسند عَّمار بن ياسر رضي الله عنهما 340- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج11ص236) حدثنا هَارُونُ بنُ عَبْدِ الله حدثنا عبْدُ الْعَزِيزِ بنُ عَبْدِ الله الأوَيْسِي حدثنا سُلَيْمانُ بنُ بِلاَلٍ عنْ ثَوْرٍ بنِ زَيْدٍ عن الْحَسَنِ بنِ أبِي الْحَسَنِ عنْ عَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ، أنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قالَ: "ثَلاَثَةٌ لاَ تَقْرَبُهُمْ المَلاَئِكَةٌ: جِيْفَةُ الْكَافِرِ، وَالمُتَضَمِّخُ بِالخُلُوقِ، وَالْجُنُبُ إلاَّ أنْ يَتَوَضَّأَ". هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحسن لم يسمع من عنار، قاله الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" وفي "تهذيب الكمال" وقاله المنذري كما في "عون المعبود" 341- قال أبو يعلى رحمه الله (ج3ص212) حدثنا الحسن بن قزعة حدثنا سفيان بن حبيب عن سعيد عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (أنزلت المائدة من السماء خبزاً ولحماً فأمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا لغد فخانوا وادخروا ورفعوا فمسخوا قردة وخنازير) . الحديث أخرجه الترمذي (ج8ص343) مع"التحفة"وقال هذا حديث غريب. قد رواه أبو عاصم وغير واحد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن خلاس عن عمار

342

بن ياسر موقوفا ولا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث الحسن بن قزعة. ثم قال الترمذي رحمه الله حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا سفيان بن حبيب عن سعيد بن أبي عروبة نحوه ولم يرفعه وهذا أصح من حديث الحسن بن قزعة ولا نعلم للحديث المرفوع أصلاً. وأخرجه البزار (ج4ص250) واقل حدثن الحسن بن قزعةبه، وقال عَقِبَ الحديث: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمار مرفوعاً إلا من هذا الوجه. 342- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص148) رقم (429) : حدثنا محمد بن أبي عمر العدني. حدثنا سفيان عن بعد الكريم أبي أمية عن حسان بن بلال عن عمار بن ياسر. ح وحدثنا ابن عمر قال حدثنا سفيان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن حسان بن بلال عن عمار بن ياسر قال: - رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يخلل لحيته. أنت إذا نظرت إلى سند الحديث حكمت عليه بالحسن، فرجاله رجال مسلم سوى حسان بن بلال وهو حسن الحديث، وعبد الكريم بن أمية ضعيف لكنه متابع كما ترى. ولكن الإمام البخاري يقول في "تاريخه" (ج1ص31) في ترجمة حسان بن بلال وقال ابن عيينة مرة: عن سعيد عن قتادة عن حسان عن عمار عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، ولا يصح حديث سعيد. اهـ قال الحافظ في "التلخيص" (ج1ص149) لم يسمع ابن عيينو من سعيد ولا قتادة من حسان. اهـ وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص32) وسألت أبي عن حديث؛ رواه ابن عيينة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن حسان بن بلال، عن عمار، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في تخليل اللحية. قال أبي: لم يحدث بهذا أحد سوى ابن عيينة، عن ابن أبي عروبة. قلت: هو صحيح؟

343

قال: لو كان صحيحاً لكان في مصنفات ابن أبي عروبة، ولم يذكر ابن عيينة في هذا الحديث الخبر وهذا أيضاً مما يوهنه. اهـ 343- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص153) : حدثنا مُحمَّدُ بنُ أحْمَدَ بنِ أبي خَلَفٍ وَمُحمَّدُ بنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ في آخَرِينَ قالوا أخبرنا يَعْقُوبُ أخبرنا أبي عن صَالحٍ عن ابنِ شِهَابٍ حَدَّثَني عُبَيْدَالله بنُ عَبْدِ الله عن ابنِ عَبَّاسٍ عن عَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ أنَّ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَرَّسَ بأُولاَتِ الْجَيْشِ وَمَعَهُ عَائشةُ، فَانْقَطَعَ عِقْدٌ لَهَا مِنْ جَزْعِ ظِفَارٍ (¬1) ، فَحَبَسَ النَّاسَ ابْتِغَاءُ عِقْدِهَا ذَلِكَ حَتَّى أضَاءَ الْفَجْرُ وَلَيْسَ مَعَ النَّاسِ مَاءٌ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهَا أبُو بَكْرٍ رَضِي الله عَنْهُ وقال: حَبَسْتِ النَّاسَ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَأنْزَلَ الله تَعالَى ذِكْرُهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رُخْصَةَ التَّطْهِرِ بالصَّعِيدِ الطَّيِّبِ، فَقَامَ المُسْلِمُونَ مَعَ رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَضَرَبُوا بأيْدِيهِمْ إلَى الأرْضِ ثُمَّ رَفَعُوا أيْدِيهِمْ وَلَمْ يَقْبِضُوا مِنَ التُّرَابِ شَيْئاً، فَمَسَحُوا بِهَا وُجُوهَهُمْ وَأيْدِيَهُمْ إلَى المَنَاكِبِ وَمِنْ بُطُونِ أيْدِيهِمْ إلَى الآبَاطِ. زَادَ ابنُ يَحْيَى في حَدِيثِهِ: قال ابنُ شِهَابٍ في حَدِيثِهِ: وَلاَ يَعْتَبِرُ بِهَذَا النَّاسُ". /هـ هذا الحديث ظاهره الصحة، ولكن إليك ما ذكره ابن أبي حاتم في"العلل" (ج1ص32) وقد سأل أباه، وأبا زرعة، عن هذا الحديث؛ فقالا: هذا خطأ، رواه مالك، وابن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبيه، عن عمار، وهو الصحيح، وهما أحفظ. قلت: قد رواه يونس، وعقيل، وابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عمار، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، وهم أصحاب الكتاب. فقالا: مالك صاحب كتاب وصاحب ¬

(¬1) اسم مكان وراء ذي الحليفة كما في "عون المعبود".

حفظ. اهـ واعلم أن الحديث قد جاء عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عمار وهو منقطع عبيد الله لم يسمع من عمار، وجاء عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه عن عمار وظاهره الصحة، ولكنه شاذ والصحيح عن عمار - أخرجه البخاري ومسلم - المسح على الكفين فحسب والله أعلم.

مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه

مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه 344- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج10ص105) حدثنا عَبَّادُ بنُ مُوسَى الْخُتَّلِيُّ قالَ أخبرنا إِسْمَاعِيلُ ـ يَعني ابنَ جَعْفَرٍ ـ عن إسْرَائِيلَ عن أبي إسْحَاقَ عن عَمْرٍو عن عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ قالَ: "لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ قالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا في الْخَمْرِ بَيَانَاً شِفَاءً، فَنَزَلَتْ الآيةُ الَّتي في الْبَقَرَةِ: {يَسْأَلُونَكَ عن الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إثْمٌ كَبِيرٌ} الآيةُ، فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ، قالَ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا في الْخَمْرِ بَيَاناً شِفَاءً، فَنَزَلَتْ الآيةُ الَّتي في النِّسَاءِ {ي?أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} فَكَانَ مُنَادِي رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ يُنَادِي: ألاَ لا يَقْرَبَنَّ الصَّلاَةَ سَكْرَانٌ. فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ، فقالَ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا في الخَمْرِ بَيَاناً شِفاءً، فَنَزَلَتْ هـ?ذِهِ الآيةُ {فَهَلْ أنْتُمْ مُنْتَهُونَ} قالَ عُمَرُ: انْتَهَيْنَا". هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع ففي "جامع التحصيل" في ترجمة عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة قال أبو زرعة: حديثه عن عمر

345

مرسل. وأيضاً رواه الإمام الترمذي (ج8ص416) عن أبي ميسرة عن عمر، ثم رواه عن أبي ميسرة أن عمر بن الخطاب قال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً ثم قال: وهذا أصح من حديث محمد بن يوسف. اهـ يعني رحمه الله أن المرسل أصح. هذا قول الترمذي وفيه نظر، فإن محمد بن يوسف قد توبع، فقد تابعه إسماعيل بن أبي جعفر كما ترى عند أبي داود، وخلف بن الوليد عند الإمام أحمد، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله (ج2ص92) : إنه مروي من طريق إسرائيل. اهـ فيبقى الحديث على الإنقطاع والله أعلم. 345- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص44) : حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ أَنْبَأَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ عَنْ أَبِي لَبِيدٍ قَالَ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ طَاحِيَةَ مُهَاجِرًا يُقَالُ لَهُ بَيْرَحُ بْنُ أَسَدٍ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بِأَيَّامٍ فَرَآهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَعَلِمَ أَنَّهُ غَرِيبٌ فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ مِنْ أَهْلِ عُمَانَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ الَّتِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا عُمَانُ يَنْضَحُ بِنَاحِيَتِهَا الْبَحْرُ بِهَا حَيٌّ مِنْ الْعَرَبِ لَوْ أَتَاهُمْ رَسُولِي مَا رَمَوْهُ بِسَهْمٍ وَلَا حَجَرٍ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ، إلا لمازة بن زبارة وقد وثقه ابن سعد، فشيخ الإمام أحمد هو يزيد بن هارون، وجرير هو ابن حازم وقد قال الحافظ الهيثمي في "المجمع" (ج1ص52) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير لمازة بن زبارة وهو ثقة، قال ورواه أبو يعلى كذلك. اهـ وقال أحمد شاكر في تحقيق "المسند": إسناده صحيح. اهـ هذا قول الهيثمي وأحمد شارك ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة لمازة وقال

346

المفضل بن غسان الغلابي: إن أبا لبيد لمازة لم يلقَ عمر. فعُلم أن الحديث منقطع. 346- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج9ص443) حدثنا زُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ وَعُثْمَانُ بنُ أبِي شَيْبَةَ قالاَ أخبرنا جَرِيرٌ عن عُمَارَةَ بنِ الْقَعْقَاعِ عن أبي زُرْعَةَ بنِ عَمْرِو بنِ جَرِيرٍ أنَّ عُمَرَ بنَ الْخَطَّابِ قالَ قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: " إنَّ مِنْ عِبَادِ الله لأُنَاساً مَا هُمْ بِأنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُم الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ الله. قالُوا: يَارَسُولَ الله تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟ قالَ: هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ الله عَلَى غَيْرِ أرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلاَ أمْوَالٍ يَتَعَاطُونَهَا فَوَالله إنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإنَّهُمْ لَعَلَى نُورٍ، لاَ يَخَافُونَ إذَا خَافَ النَّاسُ، وَلاَ يَحْزَنُونَ إذَا حَزِنَ النَّاسُ، وَقَرَأَ هذِهِ الآيَةَ: {ألاَ إنَّ أوْلِيَاءَ الله لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ". هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع أبو زرعة أرسل عن عمر كما في "تهذيب التهذيب". وقال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف": إن أبا زرعة لم يدرك عمر. 347- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص159) : حدثنا علقمة بن عمرو الدارمي. حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء البجلي عن عقبة بن عامر الجهني عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (ما من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء. ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إى فتحت له ثمأنية أبواب

348

الجنة يدخل من أيها شاء) . علقمة بن عمرو الدارمي لم يوثقه إلا ابن حبان، ولم أكتب الحديث من أجله، فهو متابع، قال عبد الرزاق في "المصنف" (ج1ص45) عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر الجهني به. ولكني كتبته من أجل الإنقطاع بين عبد الله بن عطاء وعقبة بن عامر، فإن عبد الله أسقط ثلاثة. وإليك بيان ذلك: قالابن أبي حاتم رحمه اله في مقدمة "الجرح والتهعديل" (ج1ص167) نا علي بن الحسين بن الجنيد قال قال علي ابن المديني نا بشر بن المفضل قال قدم علينا إسرائيل فحدثنا عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر بحديثين، فذهبت إلى شعبة فقلت ما تصنع شيئاً، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بكذا، فقال يا محنون هذا حدثنا به أبو إسحاق فقلت لأبي: إسحاق من عبد الله بن عطاء؟ قال شاب من أهل البصرة قدم علينا، فقدمت البصرة فسألت عنه فإذا هو جليس فلان وإذا هو غائب في موضع فقدم فسألته فحدثني به، فقلت من حدثك؟ قال حدثني زياد بن مخراق فأحالني على صاحب حديث، فلقيت زياد بن مخراق فسألته فحدثني به قال حدثني بعض أصحابنا عن شهر بن حوشب. اهـ وأما تلكم القصة الطويلة التي وقعت في "الرحلة" للخطيب، وفي "الكفاية" للخطيب أيضاً فضعيفة جداً، لأنها من طريق نصر بن حماد وهو كذاب. 348- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1103) : حدثنا الحسين بن مهدي. حدثنا عبد الرزاق. أنبأنا معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة) . هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح، إلا الحسين بن مهدي،

وقد قال أبو حاتم: إنه صدوق كما في "تهذيب التهذيب" وقد توبع عند الترمذي (ج5ص584) فقال الترمذي رحمه الله (ج5ص584) حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق به. ولكن الإمام الترمذي بعد أن ذكره بسنده قال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق عن معمر وكان عبد الرزاق يضطرب في رواية هذا الحديث فربما ذكر فيه (عن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ) وربما رواه عن الشك فقال أحبه عن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وربما قال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسلاً حدثنا أبو داود سلميان بن معبد حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نحوه ولم يذكر فيه (عن عمر) اهـ وفي "علل الترمذي الكبير" (رقم331) سألت محمداً عن هذا الحديث فقال هو حديث مرسل قلت له رواه أحد عن زيد بن أسلم غير معمر؟ قال لا أعلمه (¬1) . وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص15) وسمعته - يعني أباه - يقول: وذكر الحديث بسنده من طريق عبد الرزاق متصلاً فقال: حدث مرة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ هكذا رواه دهراً. ثم قال بعد زيد بن أسلم، عن أبيه: أحسبه عن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ثم لم يمت حتى جعله: عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بلا شك. اهـ وأخرجه البزار (ج1ص397) وقال عقبه: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن زيد إلا معمر، وزياد بن سعد، ورواه غير واحد، عن عبد الرزاق عن معمر، عن زيد، عن أبيه، ولا أعلمه إلا عن عمر، ورواه غير واحد بلا شك. اهـ ¬

(¬1) وقد تصحف هذا الكلام في "فيض القدير "تصحيفاً شديداً ففيه: قلت له: ورواه أحمد عن زيد بن أسلم عن عمر؟ قال: لا أعلمه. اهـ والله المستعان.

349

وذكره ابن الطاهر في "أطراف غرائب الدارقطني" (ج1ص96) ثم قال: إن الدارقطني قال: غريب من حديث زيد عن أبيه حدث به عنه معمر، وتابعه زياد بن سعد. اهـ قال أبو عبد الرحمن: ومما يؤكد أن الصحيح في الحديث الإرسال أنه في "جامع معمر" (ج10ص442) من آخر "مصنف عبد الرزاق". عن معمر عن زيد بن أسلم، عن أبيه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال.. وذكر الحديث. اهـ 349- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج10ص240 بتحقيق أحمد شاكر) : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَ النَّاسَ فَسَمِعَهُ يَقُولُ أَلَا وَإِنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ مَا بَالُ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْجَلْدُ وَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا (¬1) بَعْدَهُ وَلَوْلَا أَنْ يَقُولَ قَائِلُونَ أَوْ يَتَكَلَّمَ مُتَكَلِّمُونَ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ زَادَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ لَأَثْبَتُّهَا كَمَا نُزِّلَتْ) . هذا حديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في رواية هشيم عن الزهري ضعف، ضاعت صحيفة هشيم التي سمعها من الزهري وقيل: جاءت الريح فأخذتها من يده، وقيل: انه ذاكر شعبة بحديث الزهري ولم يكن شعبة كتب عن الزهري، فاخذ شعبة الصحيفة فالقاها في دجلة. فكان هشيم يروي عن الزهري من حفظه. اهـ مختصراً من"تهذيب التهذيب". وقد وهم ههنا هشيم في ذكر عبد الرحمن بن عوف في السند، قال الحافظ المزي في "الأطراف"في ترجمة عبد الرحمن بن عوف عن عمر بعد ان ذكره من رواية شعبة، عن ¬

(¬1) في الأصل: (ورجمناه) بعده، وفي "المستدرك" طبعة الحلبي (ج1ص29) (ورجمنا) كما أثبتناه.

350

سعد بن إبراهيم، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف، عن عمر: رواه جماعة فلم يذكروا عبد الرحمن بن عوف في إسناده وهو الصواب. 350- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج1ص21) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَنْبَأَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي يَدِ رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ أَلْقِ ذَا فَأَلْقَاهُ فَتَخَتَّمَ بِخَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ ذَا شَرٌّ مِنْهُ فَتَخَتَّمَ بِخَاتَمٍ مِنْ فِضَّةٍ فَسَكَتَ عَنْهُ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن عمار بن أبي عمار لم يدرك عمر، كما في"جامع التحصيل"عن أبي زرعة، وكذا في"المراسيل"لابن أبي حاتم ص (185) . 351- قال الحاكم رحمه الله في "المستدرك" (ج1ص113) : حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو ثنا إبراهيم بن هلال البوزنجردي ثنا علي بن الحسن بن شقيق أنبأ عبد الله بن المبارك، وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد الفقيه البخاري بنيسابور ثنا أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله بن المبارك، وحدثنا بكر بن محمد الصوفي بمكة ثنا الحسن بن علي المعمري ثنا الحسن بن عيسى أنبأ عبد الله بن المبارك وحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القاري واللفظ له ثنا عثمان بن سعيد الدارامي ثنا نعيم بن حماد أنبأ ابن المبارك أنبأ محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: خطبنا عمر بالجابية فقال: إني قمت فيكم كمقام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فينا فقال: أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو

الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ويشهد ولا يستشهد فمن أراد منكم بحبوحة (¬1) الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان قالها ثلاثا وعليكم بالجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ألا ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فإني لا أعلم خلافا بين أصحاب عبد الله بن المبارك في إقامة هذا الإسناد عنه ولم يخرجاه. ثم ذكر له الحاكم شاهدين عن محمد بن سوقه. الحديث اخرجه الترمذي (ج3ص207) مع "التحفة"طبعة هندية، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقه، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. اهـ فأنت إذا نظرت إلى سند الحديث وجدته كما يقول الحاكم والترمذي رحمهما الله ولكن الإمام البخاري رحمه الله يقول في "التاريخ" (ج1ص120) في ترجمة محمد بن سوقه: وقال ابن المبارك اخبرنا محمد بن سوقة عن ابن دينار عن ابن عمر عن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال خير الناس قرنى بطوله، وقال لنا عبد الله بن صالح حدثنى الليث قال حدثنى يزيد بن الهاد عن ابن دينار عن ابن شهاب أن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، نحوه، وقال بعضهم عن ابن دينار عن أبى صالح، وحديث ابن الهاد اصح، وهو مرسل بإرساله اصح. اهـ وقد رواه ابن ماجه (ج2ص791) من حديث عبد الملك بن عمير، عن جلبر بن سمرة، وقد اضطرب فيه عبد الملك بن عمير كما في "العلل" للدارقطني، وهو ثقة تغير ¬

(¬1) أي: التمكين فيها والحلول بها وأراد أن يسكن وسطها وخيارها

352

حفظه ربما دلس، فلعل هذا الحديث مما تغير حفظه فيه، ويراجع ما كتبته في تخريج أحاديث "الرسالة الوازعة للمعتدين عن سب صحابة سيد المرسلين" فإن الظاهر أن الحديث بمجموع طرقه صحيح والله أعلم، وتعليل الحديث من طريق أو الطريقين لا يعني أنه معل من جميع طرقه، إلا إذا جزم حافظ من الحفاظ أنه لا يصح بوجه من الوجوه. 352- قال البزار رحمه الله (ج1ص291) : حدثنا محمد بن يحيى بن السكن، قال: حدثنا حبان بن هلال، وأملاه علينا من كتابه، عن همام، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس، عن عمر، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجد الأقصى) . قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام البزار قال عقب الحديث: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه، من هذا الإسناد، وهو خطأ أتى خطؤه من حبان، لأن هذا الحديث إنما يرويه همام، وغيره عن قتادة عن قزعة عن أبي سعيد. ثم قال الحافظ ابن كثير كما في "مسند الفاروق" (ج1ص327) قلت: وروى الإسماعيلي من حديث الثوري، عن أبي سنان ضرار، عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: سمعت عمر خطبنا بالروحاء فقال: لا تشد الرحال إلا إلى البيت العتيق. وهكذا رواه موقوفاً على عمر رضي الله عنه. 353- قال الإمام البخاري في "التاريخ الكبير" (ج4ص29) : سليمان بن عتيق الحجازى، قال الحميدي نا ابن عيينة عن زياد بن سعد عن سليمان بن عتيق عن ابن الزبير سمع عمر يقول: صلاة في المسجد الحرام خير من مائة صلاة فيما سواه. وقال إسحاق ابن نصر: أنا عبد الرزاق أنا ابن جريح, وسليمان بن عتيق سمعا ابن

354

الزبير قوله. وقال عارم: حدثنا حماد بن زيد عن حبيب المعلم عن عطاء عن ابن الزبير عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، وقال إبراهيم ابن نافع عن سليمان بن عتيق عن ابن الزبير عن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، وقال يحيى بن يوسف نا عبيد الله عن عبد الكريم عن عطاء عن جابر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ولا يصح، وقال عبد الكريم عن عطاء عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، ولا يثبت. اهـ 354- قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (ج4ص295) : حدثنا علي بن عبد الرحمن ومحمد بن سليمان الباغندي قالا ثنا خلاد بن يحيى قال ثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن عمرو بن حريث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعراً) . الحديث أخرجه البزار (ج1ص368) فقال: حدثنا زهير بن محمد، وأحمد بن إسحاق اللفظ لزهير، قالا: حدثنا خلاد بن يحيى، به ثم قال البزار: وهذا الحديث قد رواه غير واحد، عن إسماعيل، عن عمرو بن حريث، عن عمر موقوفاً. ولا نعلم أسنده إلا خلاد بن سفيان. اهـ وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص235) وذكر أنه سأل أباه وأبا زرعة عن هذا الحديث فقالا: هذا خطأ وهم فيه خلاد، وإنما هو عن عمر قوله. اهـ وقال الدارقطني في "العلل" (ج2ص189) وقد سُئل عن هذا الحديث: أسنده خلاد بن يحيى، عن الثوري، عن إسماعيل، رفعه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. ووقفه غيره عن الثوري. وكذلك رواه يحيى القطان، وأبو معاوية، وأبو أسامة، وغيرهم عن إسماعيل موقوفاً. وهو الصحيح. اهـ المراد منه. 355- قال الإمام النسائي رحمه الله في "الكبرى" (ج1ص182) : أخبرنا حميد بن مَسعدة عن سفيان وهو بن حبيب عن شعبة عن زبيد عن عبد الرحمن

النافون لسماعه من عمر:

بن أبي ليلى عن عمر قال: صلاة الجمعة ركعتان والفطر ركعتان والنحر ركعتان والسفر ركعتان تمام غير قصر على لسان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. وقال رحمه الله (ص183) أنبأ إبراهيم بن محمد قال حدثنا يحيى عن سفيان عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قال عمر: صلاة المسافر ركعتان وصلاة الأضحى ركعتان وصلاة الفطر ركعتان وصلاة الجمعة ركعتان تمام وليس بقصر على لسان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ.) هذا حديث ظاهره الصحة، ولكن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر على الصحيح من أقوال أهل العلم، فالبخاري في"تاريخه الكبير"لم يذكر عمر من شيوخ ابن أبي ليلى، وذكر عن احمد وهو ابن سعيد الدارمي، عن النضر، عن شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي اليلى: ولدت لست سنين بقيت من خلافة عمر رضي الله عنه. واحمد هو ابن سعيد الدارمي أبو جعفر، ففي"المعروفة والتاريخ"للفسوي (ج1ص321) أثر احمد بن أبي الحجاج الدارمي أبو جعفر، وهو احمد بن سعيد الدارمي، إمام كبير رحمه الله مترجم في"تهذيب التهذيب". النافون لسماعه من عمر: احمد بن زهيربن حرب قال: قد روي سماعه عن عمر من طرق وليس بصحيح"تهذيب التهذيب". وقال الخليلي في"الإرشاد": الحفاظ لا يثبتون سماعه من عمر"تهذيب التهذيب". وقال ابن المديني: كان شعبة ينكر أن يكون سمع من عمر. وقال عباس الدوري: سئل يحي بن معين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمر؟ فقال: لم يره، قال فقلت له: الحديث الذي يروي كذا مع عمر نتراءى الهلال؟ فقال: ليس بشيء. اهـ أقول: هذه القصة ذكرها الذهبي رحمه الله في "السير" (ج4ص266) وقال: تفرد

356

به إسرائيل. اهـ المراد منه. قلت: وعبد الأعلى في السند شيخ إسرائيل، والراوي عن عبد الرحمن بن أبي اليلى هوعبد الأعلى بن عامر الثعلبي وهو ضعيف، راجع"تهذيب التهذيب". فعلى هذا فقول أبي حاتم كما في"تهذيب التهذيب" إن عبد الرحمن بن أبي ليلى رأى عمر محمول على هذه القصة ولا يقال: المثبت مقدم على النافي، لان المثبت معتمد على حديث ضعيف. والله اعلم. وكذا ما جاء في"العلل"اللدارقطني (ج2ص116) تصريح عبد الرحمن بالسماع من عمر قال الدارقطني: لم يتابع يزيد بن هارون على قوله هذا. وكذا ما جاء انه عن عبد الرحمن بن أبي اليلى عن كعب بن عجرة عن عمر كما في النسائي في"الكبرى"وابن ماجه، فهو حديث معل كما في "العلل" للدارقطني (ج2ص115) وابن أبي حاتم في"العلل" (ج1ص183) . فالصحيح أن الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر. 356- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج1ص443) : ثنا أبو محمد.... (¬1) القاسم بن مالك المزني عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا كان نفر ثلاثة فليؤمروا أحدهم ذاك أمير أمره رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. هكذا يقول الحاكم رحمه الله، ولكن الإمام البزار رحمه الله يقول في"البحر الزخار" (ج1ص462) : حدثنا عمار بن خالد، قال: نا القاسم بن مالك المزني فذكره. ثم قال: ¬

(¬1) هنا سقط في السند استدرك من "اتحاف المهرة" قال الحاكم رحمه الله: حدثنا أبو محمد المزني حدثنا جعفر بن أحمد بن سنان، حدثنا عمار بن خالد. فذكره عن القاسم بن مالك به.

357

وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عمر موقوفاً ولا نعلم أسنده إلا القاسم بن مالك، عن الأعمش. اهـ وقال الدارقطني في "العلل" (ج2ص151) : وقد سُئِل عن الحديث هو حديث يرويه القاسم بن مالك المزني، والحسين بن علوان، وهو ضعيف، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عمر قوله (¬1) . وخالفهما عبد الواحد بن زياد، وأبو معاوية، وغيرهما، فرووه عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عمر قوله، وهو الصواب. اهـ 357- قال الإمام الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج1ص201) : حدثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن إسماعيل يعني ابن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبزى، أن عمر كبر على زينب بنت جحش أربعا، ثم أرسل إلى أزواج النبي عليه السلام من يدخل هذه قبرها قلن: من كان يدخل عليها في حياتها وقال: كان رسول الله عليه السلام يقول: " أسرعكن بي لحاقا أطولكن يدا " فكن يتطاولن بأيديهن وإنما كان ذلك أنها كانت صناعا يعني بما يقيم في سبيل الله. واخرجه البزار (ج1ص360) فقال حدثنا علي بن نصر، ومحمد بن معمر، واللفظ لمحمد بن معمر، قالا: حدثنا وهب بن جرير به. ثم قال عقبه: وهذا الحديث قد يروى عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ من وجوه، ولا نعلم رواه أحد عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أجل من عمر، وقد رواه غير واحد، عن إسماعيل، عن الشعبي مرسلا، وأسنده شعبة فقال عن ابن أبي ليلى، ولا نعلم حدث به، عن شعبة إلا وهب. ¬

(¬1) كذا في "علل الدارقطني" وصواب العبارة: (مرفوعاً) فإن القاسم بن مالك يرويه مرفوعاً.

358

الحديث ظاهره الصحة ولكن إليك ما ذكره الدارقطني في "العلل" (ج2ص176) : فقال رحمه الله وقد سُئِلَ عنه: هو حديث يرويه إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، عن ابن أبزى عن عمر رواه عن إسماعيل جماعة منهم زايدة وزهير وأبو شهاب وعبيد الله بن موسى وأبو حمزة السكري ويحيى القطان، وابن فضيل، وابن عيينة، ويزيد بن هارون ويعلى بن عبيد، وغيرهم فرووه عن إسماعيل موقوفا غير مرفوع. ورواه شعبة من رواية وهب بن جرير عنه عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن ابن أبزى عن عمر. وذكر فيه كلاماً رفعه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. أغرب به وهب بن جرير، عن شعبة، وهو قوله: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يقول: أسرعكن بي لحوقاً أطولكن يداً. ورواه غندر، عن شعبة فوقفه، وقال: عن ابن أبي ليلى. ورواه فراس، عن الشعبي، عن ابن أبزى، عن عمر. ورواه زكريا، عن الشعبي، عمن حدثه عن عمر. ورواه منصور بن عبد الرحمن الأشل، عن الشعبي مرسلاً، عن عمر. ورواه حجاج بن أرطاة، عن الشعبي، عن ابن أبي ليلى، عن عمر، قوله والمحفوظ قول زايدة، ومن تابعه عن إسماعيل. حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل حدثنا عمر بن شبة حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل حدثنا عامر حدثني عبد الرحمن بن أبزى قال صليت مع عمر رضي الله عنه بالمدينة على زينب فكبر عليها أربعا ثم أرسل إلى أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أن من تأمرن أن يدخلها القبر قال فكان عمر يعجبه أن يكون هو يلي ذلك قال فأرسلن إليه انظر من كان يراها في حياتها فليكن هو الذي يدخلها القبر فقال عمر صدقن. 358- قال لإمام أحمد رحمه الله في "المسند" (143) بتحقيق أحمد شاكر: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ حَدَّثَنَا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ عَبْدِيٌّ حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ الْكُرْدِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ) .

الحديث أخرجه البزار كما في "كشف الأستار" (ج1ص97) : حدثنا محمد بن عبد الملك، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: حذرنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كل منافق عليم اللسان. وهذا الكلام لا نحفظه إلا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واختلفوا في رفعه عن عمر فذكرناه، عن عمران إذ كان يختلف في رفعه عن عمر، وإسناد عمر إسناد صالح فأخرجناه، عن عمر وأعدناه، عن عمران لحسن إسناد عمران. اهـ هذا الحديث ظاهره الصحة، ولكن سُئِل الدارقطني في "العلل" (ج2ص170) : عن حديث عبد الله بن بريدة، عن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: أخوف ما أخاف عليكم من منافق عليم اللسان. فقال: هو حديث رواه حسين المعلم، واختلف عنه؛ فرواه معاذ بن معاذ، عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن عمران بن حصين، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. ووهم فيه. ورواه عبد الوهاب بن عطاء، وروح بن عبادة، وغيرهما عن حسين، عن ابن بريدة، عن عمر بن الخطاب، وهو الصواب في قصة طويلة. اهـ وابن بريدة لم يسمع من عمر قال أبو زرعة مرسل كما في "جامع التحصيل" رقم (252) وسئل أيضاً الدارقطني في "العلل" (ج2ص246) عن حديث أبي عثمان النهدي عن عمر قوله أخوف ما أخاف عليكم كل منافق عليم اللسان. فقال رواه المعلى بن زياد عن أبي عثمان عن عمر موقوفا غير مرفوع. وكذلك رواه حماد بن زيد عن ميمون الكردي عن أبي عثمان عن عمر قوله. وخالفه ديلم بن غزوان ويكنى أبا غالب عن ميمون الكردي عن أبي عثمان عن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. وتابعه الحسن بن أبي جعفر الجفري عن ميمون الكردي فرفعه أيضا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. والموقوف أشبه بالصواب والله اعلم. اهـ

مسند عمرو بن حزم رضي الله عنه

مسند عَمرو بن حَزم رضي الله عنه 359- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1163) : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عفان. حدثنا عبد الواحد بن زياد. حدثنا عثمان ابن حكيم. حدثني أبو بكر بن عمرو بن حزم عن عمرو بن حزم قال عرضت (¬1) النهشة من الحية على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فأمر بها. إذا نظرت في سند الحديث وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع كما حكاه البوصيري في "مصباح الزجاجة" نقلاً عن المزي من "تحفة الأشراف" نقلاً عن الترمذي وفي"تحفة الأشراف": هذا مرسل. وأبو بكر هو أبو محمد بن عمرو بن حزم فإنه لم يدرك جده. ¬

(¬1) هنا سقط ففي "تحفة الأشراف": (عرضت رقية الحيَّة من النهشة على النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .

مسند عمرو بن خارجة رضي الله عنه

مسند عَمرو بن خارجة رضي الله عنه 360- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج6ص247) : أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ اسْمُهُ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ وَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات، ولكن قتادة لم يسمع من عمرو بن خارجة، ولم يذكروا لقتادة سماعاً من أحد من الصحابة إلا من أنس، واختلفوا في سماعه من عبد الله بن سرجس، فنظرنا في السند الذي قبله في النسائي وفي مسند الإمام أحمد (ج4ص186و238) فوجدنا قتادة قد دلس عند أن حدث إسماعيل بن أبي خالد، دلس شهر بن حوشب وعبد الرحمن بن غنم، فقد رواه عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنيم، عن عمرو بن خارجه. والله أعلم.

مسند عمرو بن عبسة رضي الله عنه

مسند عَمرو بن عَبَسَة رضي الله عنه 361- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج7ص434) : حدثنا الْوَلِيدُ بن عُتْبَةَ قال أخبرنا الوَلِيدُ حدثنا عَبْدُ الله بنُ الْعَلاَءِ أنَّهُ سَمِعَ أبا سَلاَّمٍ الأسْوَدَ قالَ سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عَبْسَةَ ، قالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إلَى بَعيرٍ مِنَ المَغْنَمِ فَلَمَّا سَلَّمَ أخَذَ وَبَرَةً مِنْ جَنْبِ البَعِيرِ ثُمَّ قالَ وَلاَ يَحِلُّ لِي مِنْ غَنَائِمِكُم مِثْلُ هـ?ذَا إلاَّ الْخُمُسَ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ فِيكُم". هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا الوليد بن عتبة وهو ثقة، وأبو سلام وهو ممطور الحبشي قد صرح بالسماع من عمرو بن عبسة، ولكن ابا حاتم يقول كما في "العلل" لولده (ج1ص303) : ما أدري ما هذا لم يسمع أبو سلام من عمرو بن عبسة شيئاً، غنما روى عن أبي أمامة عنهاهـ وعند ابن أبي حاتم أيضاً تصريح أبي سلام بالسماع كما عند أبي داود، فلم يعتبره شيئاً وعده وهماص من بعض الرواة.

مسند عمرو بن أم مكتوم رضي الله عنه

مسند عَمرو بن أُمِّ مَكتُوم رضي الله عنه 362- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص423) : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ (¬1) , عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ قَالَ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتُ ضَرِيرًا شَاسِعَ الدَّارِ وَلِي قَائِدٌ لَا يُلَائِمُنِي فَهَلْ تَجِدُ لِي رُخْصَةً أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي قَالَ أَتَسْمَعُ النِّدَاءَ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ مَا أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً) . الحديث ظاهره الحسن، ولكن في "تهذيب التهذيب" أن ابن القطان أنكر سماع أبي رزين من ابن أم مكتوم. وفي "جامع التحصيل": وقال يحيى بن معين: أبو رزين عن عمرو بن أم مكتوم مرسل. ¬

(¬1) أبورزين هو: مسعود بن مالك

مسند عمران بن حصين رضي الله عنه

مسند عمران بن حصين رضي الله عنه 363- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1299) : حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حميد حدثنا الحسن عن عمران بن الحصين أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: (مَنْ اِنْتَهَبَ نُهْبَة فَلَيْسَ مِنَّا) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب التهذيب" أن ابن معين قال: إن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين، وفيه أيضاً: وقال ابن المديني: سمعت يحيى يعني ابن القطان وقيل: كان الحسن يقول: سمعت عمران قال: أما عن ثقة فلا. اهـ والحديث صحيح عن أنس وعن جابر رض الله عنهما. 364- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج7ص247) : حدثنا يَحْيَى بنُ خَلَفٍ أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بنُ عَبْدِ المَجِيدِ أخبرنا عَنْبَسَةُ ح. وحدثنا مُسَدَّدٌ أخبرنا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ جَمِيعاً عن الْحَسَنِ عن عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ عن النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قال: " لاَ جَلَبَ وَلاَ جَنَبَ. زَادَ يَحْيَى في حَدِيثِهِ: في الرِّهَانِ". هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن ابن أبي حاتم يقول في "المراسي"ص (40) :

365

(رواية الحسن البصري عن عمران بن حصين رضي الله عنهما) حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي بن المديني قال سمعت يحيى وقيل له كان الحسن يقول سمعت عمران بن حصين فقال أما عن ثقة فلا. حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال قال أبي الحسن قال بعضهم حدثني عمران بن حصين يعني إنكاراً عليه أنه لم يسمع من عمران بن حصين. حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني الحسن لم يسمع من عمران بن حصين وليس يصح ذلك من وجه يثبت. سمعت أبي يقول لم يسمع الحسن من عمران بن حصين وليس يصح من وجه يثبت. حدثنا محمد بن سعيد بن بلج قال سمعت عبد الرحمن بن الحكم يقول سمعت جريراً يسأل بهزا عن الحسن من لقي من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال سمع من ابن عمر حديثا ولم يسمع من عمران بن حصين شيئاً. سمعت أبي يقول الحسن لا يصح له سماع عن عمران بن حصين يدخل قتادة عن الحسن هياج بن عمران البرجمي عن عمران بن حصين وسمرة ذكره أبي عن إسحق بن منصور قلت ليحيى بن سيرين والحسن سمعا من عمران بن حصين قال ابن سيرين نعم قال أبو محمد بن أبي حاتم يعني أن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين. اهـ 365- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج3ص358) : حدثنا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ فَارِسَ أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله بنِ المُثَنَّى (¬1) حدثني أشْعَثُ عن مُحَمَّدِ بنِ سِيرِينَ عن خَالِدٍ ـ يَعْني الْحَذَّاءَ ـ عن أبي قَلاَبَةَ عن أبي المُهَلَّبِ عن عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ: " أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ فَسَهَا فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ تَشَهَّدَ ثُمَّ سَلَّمَ". ¬

(¬1) وقع في "عون المعبود" طبعة مصرية تقديم وتأخير وصححناه من الطبعة الهندية ومن "جامع الترمذي"

الحديث أخرجه الترمذي (ج2ص412) وقال هذا حديثٌ حسَنٌ. وقال الحافظ في "الفتح (ج3ص98) بعد عزوه لأبي داود والترمذي وابن حبان والحاكم: قال الترمذي حسن غريب وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وقال بن حبان ما روى بن سيرين عن خالد غير هذا الحديث انتهى وهو من رواية الأكابر عن الاصاغر وضعفه البيهقي وبن عبد البر وغيرهما ووهموا رواية أشعث لمخالفته غيره من الحفاظ عن بن سيرين فإن المحفوظ عن بن سيرين في حديث عمران ليس فيه ذكر التشهد وروى السراج من طريق سلمة بن علقمة أيضا في هذه القصة قلت لابن سيرين فالتشهد قال لم أسمع في التشهد شيئا وقد تقدم في باب تشبيك الأصابع من طريق بن عون عن بن سيرين قال نبئت أن عمران بن حصين قال ثم سلم وكذا المحفوظ عن خالد الحذاء بهذا الإسناد في حديث عمران ليس فيه ذكر التشهد كما أخرجه مسلم فصارت زيادة أشعث شاذة ولهذا قال بن المنذر لا أحسب التشهد في سجود السهو يثبت لكن قد ورد في التشهد في سجود السهو عن بن مسعود عند أبي داود والنسائي وعن المغيرة عند البيهقي وفي اسنادهما ضعف فقد يقال أن الأحاديث الثلاثة في التشهد باجتماعها ترتقي إلى درجة الحسن قال العلائي وليس ذلك ببعيد وقد صح ذلك عن بن مسعود من قوله أخرجه بن أبي شيبة اهـ. قال أبو عبد الرحمن: أشعث هو ابن عبد الملك الحمراني ثقة فقيه كما في "التقريب" ولكن حكم على روايته بالشذوذ لمخالفته غيره من الحفاظ كما تقدم في كلام الحافظ رحمه الله، وقد ذكر البيهقي ف "السنن" (ج2ص355) شعبة ووهيباً وابن علية والثقفي وهشيماً وحماد بن زيد ويزيد بن زريع، ثم قال: وغيرهم عن خالد الحذاء، لم يذكر أحد منهم ما ذكر أشعث عن محمد عنه، ثم قال البيهقي: ورواه أيوب عن محمد قال أخبرت عن عمران فذكر السلام دون التشهد. وفى رواية هشيم ذكر التشهد قبل

السجدتين، وذلك يدل على خطإ أشعث فيما رواه. اهـ وأما حديث ابن مسعود الذي أشار إليه الحافظ فقد رواه أبو داود (ج3ص338) فقال رحمه الله: حدثنا النُّفَيْلِيُّ أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ عن خُصَيْفٍ عن أبي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ الله عَنْ أَبِيهِ عن رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قال: "إذَا كُنْتَ في صَلاَةٍ فَشَكَكْتَ في ثَلاَثٍ أوْ أرْبَعٍ وَأكْبرُ ظَنَّكَ عَلَى أرْبَعٍ تَشَهَّدْتَ ثُمَّ سَجَدْتَ سَجْدَتَيْنِ وَأنْتَ جَالِسٌ قَبْلَ أنْ تُسَلِّمَ، ثُمَّ تَشَهَّدْتَ أيْضاً ثُمَّ تُسَلِّمُ". قَالَ أبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ عن خُصَيْفٍ وَلَمْ يَرْفَعْهُ، وَوَافَقَ عَبْدُ الْوَاحِدِ أيْضاً سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَإسْرَائِيلُ، وَاخْتَلَفُوا في الْكَلاَمِ في مَتْنِ الْحَدِيثِ وَلَمْ يُسْنِدُوهُ. اهـ قال أبو عبد الرحمن: فتحصل من هذا أن في الحديث ثلاث علل: الشذوذ، شذ محمد بن مسلمة فرفعه، وقد خالف عبد الواحد وهو ابن زياد وسفيان الثوري وشريك وهو ابن عبد الله النخعي وإسرائيل وهو ابن يونس بن أبي إسحاق. وفيه أيضاً ضعف خصيف وهو ابن عبد الرحمن الجزري، وفيه الإنقطاع أبو عبيدة وهو عامر بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من عبد الله بن مسعود فمثل هذا الحديث لا يستشهد به. وأما حديث المغيرة بن شعبة فقد رواه البيهقي (ج2ص355) وقال هذا يتفرد به محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الشعبي ولا يُفرح بما تفرد به والله أعلم. اهـ فُلِمَ أنه لم يثبت في التشهد فس سجود السهو شيء ولاتصلح الأحاديث بمجموعها للحجية، وحسبها أنها مخالفة للأحاديث الصحيحة التي في "الصحيحين" وغيرهما إذ ليس فيها تشهد. والله أعلم. وأما أثر عبد الله بن مسعود فليس بحجة قال أبو بكر بن أبي شيبة (ج2ص31) :

366

ــــــــ (1) وكذا محمد بن فضيل عند ابن أبي شيبة (ج2ص31) . حدثنا محمد بن فضيل، عن خصيف عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: يتشهد فيهما. حدثنا عباد بن العوام، عن حصين، عن إبراهيم، عن عبد الله: قال: فيهما تشهد. اهـ فأما الأثر فلأول فخصيف ضعيف، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وأما الأثر الثاني فإبراهيم هو ابن يزيد النخعي ولم يسمع من عبد الله بن مسعود والحمد لله. 366- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1155) : حدثنا عمرو بن رافع. حدثنا هشيم عن منصور ويونس عن الحسن عن عمران ابن الحصين قال نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عن الكي. فاكتويت. فما أفلحت ولا أنجحت.) . هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح، إلا عمرو بن رافع وقد قال أبو حاتم: قلَّ من كتبنا عنه أصدق لهجة أو أصحُّ حديثاً منه، حدثنا علي الطنافسي عنه. اهـ من "تهذيب التهذيب" ولكن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين فهو منقطع.

مسند عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه

مسند عَوفِ بن مالكٍ الأشَجَعي رضي الله عنه 367- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1444) : حدثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد حدثنا جابر قال سمعت سليم ابن عامر يقول سمعت عوف بن مالك الأشجعي يقول قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (أتدرون ما خيرني ربي الليلة؟) قلنا الله ورسوله أعلم. قال (فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة. فاخترت الشفاعة) قلنا يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهلها. قال (هي لكل مسلم) الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام ابن خزيمة رواه في"التوحيد"ص (263) وقال ص (264) : أخاف أن يكون قوله: سمعت عوفاً وهَمَاً وان بينهما معدي كرب. ثم ساقه بسنده إلى يسلم بن عامر، عن معدي كرب، عن عوف بن مالك. اهـ المراد منه. وأخرج الحديث يعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (ج2ص337) بسنده إلى سليم بن عامر، عن معدي كرب، عن عوف به. اهـ وفي"تهذيب التهذيب"في ترجمة سليم: وقال ابن أبي حاتم في"المراسيل": روى عن عوف بن مالك مرسلاً ولم يلقه. اهـ وقال ابن أبي حاتم في"العلل" (ج2ص213) عن أبيه: لم يسمع سليم بن عامر من عوف بن مالك شيئا، بينه بين عوف نفسان. اهـ المراد منه. ويراجع ما كتبته في "الشفاعة" على هذا الحديث ص (84) .

مسند أبي الدرداء عويمر رضي الله عنه

مسند أبي الدرداء عُويمر رضي الله عنه 368- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص444) : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ لَا تَخْتَصَّ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ دُونَ اللَّيَالِي وَلَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ دُونَ الْأَيَّامِ) . عاصم هو ابن سليمان الأحول، والحديث ظاهر سنده انه صحيح على شرط الشيخين، ولكن في"جامع التحصيل" في ترجمة محمد بن سيرين عن أبي حاتم: ولا أظنه سمع من أبي الدرداء، ذاك بالشام، وذاك بالبصرة. وفيه أيضاً: وقال في"التهذيب": إن روايته عن حذيفة وأبي الدرداء مرسلة. اهـ 369- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص443) : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ يُونُسَ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نَتَذَاكَرُ مَا يَكُونُ إِذْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَبَلٍ زَالَ عَنْ مَكَانِهِ فَصَدِّقُوا وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِرَجُلٍ تَغَيَّرَ عَنْ خُلُقِهِ فَلَا تُصَدِّقُوا بِهِ وَإِنَّهُ يَصِيرُ إِلَى مَا جُبِلَ عَلَيْهِ) . الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع الزهري لم يسمع من أبي الدرداء كما في"فيض القدير"عن الهيثمي والسخاوي.

370

370- قال الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربي رحمه الله في "إكرام الضيف" ص (28) حدثنا سُريج (¬1) نا ابن علية عن يونس عن الحسن عن أبي الدرداء أنه تضيفهم ضيف فأبطأ أبو الدرداء حتى نام الضيف طاويا ونام الصبية فجاء أبو الدرداء والمرأة غضبى تلظى فقالت لقد شققت علينا منذ الليلة أبطأت علينا حتى بات ضيفنا طاويا ونام صبياننا جياعا فغضب وقال لا أطعمه الليلة وقالت المرأة لا أطعم حتى تطعم فاستيقظ الضيف وقال ألا تراها تجرأ على الذنوب إني احتبست في كذا وكذا فقال الضيف وأنا والله حتى تطعماه والطعام موضوع فلما رأيت الضيف جائعا والصبية جياعا قدمت يدي فأكلت وأكلوا معي فبروا يا رسول الله وفجرت قال بل أنت أبرهم وأخيرهم) . هذا حديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في"تهذيب التهذيب"عن أبي الدرداء مرسل. 371- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص898) : حدثنا علي بن محمد ثنا وكيع عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي السفر قال: قال أبو الدرداء سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: (ما من رجل يصاب بشيء من جسده فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة أو حط عنه به خطيئة) سمعته أذناي ووعاه قلبي هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا علي بن محمد والظاهر أنه الطنافسي وهو ثقة، ولابن ماجه شيخ آخر اسمه علي بن محمد، وهو ¬

(¬1) في الأصل: (شريح) والصواب ما أثبتناه, وهو سريج بن النعمان من مشايخ الإمام أحمد.

372

صدوق، وكلاهما يرويان عن وكيع، ولكن الطنافسي أشهر، ورواية ابن ماجه عنه أكثر. ولكن الترمذي رحمه الله أخرج الحديث (ج4ص650) ثم قال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ولا أعرف لأبي السفر سماعا من أبي الدرداء وأبو السفر اسمه سعيد بن أحمد ويقال له محمد الثوري. اهـ وقال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" في ترجمة أبي السفر عن أبي الدرداء لم يسمع منه. 372- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص440) : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ لَا تَعْجَزَنَّ مِنْ الْأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ نَهَارِكَ أَكْفِكَ آخِرَهُ) . هذا الحديث رجاله رجال الصحيح ثقات، فأبو المغيرة فهو عبد القدوس بن الحجاج وصفوان هو ابن عمرو. والحديث منقطع ففي "تهذيب الكمال" أن محمد بن عوف سئل هل سمع شريح بن عبيد من أبي الدرداء فقال لا قيل له فسمع من أحد من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال ما أظن ذلك وذلك انه لا يقول في شيء من ذلك سمعت وهو ثقة. وفي "تهذيب التهذيب" روى عن ثوبان وأبي الدرداء وأبي أمامة ثم ذكر جماعة وقال: ولم يدركهم. 373- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في"المطالب العالية" (ج5ص15) قال الطيالسي، حدثنا ابن أبي ذئب، عن يزيد بن أبي حبيب قال إن رجلين اختصما إلى أبي الدرداء في شبر من الأرض فقال أبو الدرداء سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقول " إذا كنت في أرض

374

فسمعت رجلين يختصمان في شبر من الأرض فاخرج منها ". قال: فخرج أبو الدرداء فأتى الشام) . هو في "مسند الطيالسي" (132) وقد قال البوصيري: رواه أبو داود الطيالسي ورواته ثقات. اهـ نعم هو كما يقول، ولكن أبا الدراء مات قبل أن يولد يزيد بن أبي حبيب بسنوات. 374- قال الإمام أحمد رحمه الله (8668) بتحقيق أحمد شاكر رحمه الله: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُصُّ عَلَى الْمِنْبَرِ {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فَقُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ الثَّانِيَةَ {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فَقُلْتُ الثَّانِيَةَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ الثَّالِثَةَ {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فَقُلْتُ الثَّالِثَةَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ نَعَمْ وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ وأخرجه النسائي في "التفسير" (2ص222) فقال حدثنا علي بن حجر نا إسماعيل نا محمد بن أبي حرملة به. وأخرجه ابن جرير في "التفسير" (ج27ص146) فقال: وحدثني زكرياء بن يحيى بن أبان المصري، قال ثنا ابن أبي مريم، قال أخبرنا محمد بن جعفر عن محمد بن أبي حرملة به. هذا الحديث ظاهره الصحة ولكن الحافظ في "الفتح" (ج11ص267) في الكلام على حديث أبي ذر المتفق عليه: وزاد حفص بن غياث في روايته

375

عن الأعمش قال الأعمش قلت لزيد بن وهب: انه بلغني انه أبو الدرداء قال أشهد لحدثنيه أبو ذر بالربذة قال الأعمش وحدثني أبو صالح عن أبي الدرداء نحوه وأخرجه احمد عن أبي نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي الدرداء بلفظ انه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة نحوه وفيه وان رغم انف أبي الدرداء قال البخاري في بعض النسخ عقب رواية حفص حديث أبي الدرداء مرسل لا يصح انما أردنا للمعرفة أي انما اردنا ان نذكره للمعرفة بحاله قال والصحيح حديث أبي ذر قيل له فحديث عطاء بن يسار عن أبي الدرداء فقال مرسل أيضا لا يصح ثم قال اضربوا على حديث أبي الدرداء قلت فلهذا هو ساقط من معظم النسخ وثبت في نسخة الصغاني وأوله قال أبو عبد الله حديث أبي صالح عن أبي الدرداء مرسل فساقه.. . اهـ المراد من "الفتح". قال أبو عبد الرحمن: وهذا الذي ذكره الحافظ موجود في "الطبعة الحلبية" مع الفتح" (ج14ص39) قال البخاري رحمه الله: قال أبو عبد الله - يعني البخاري- حديث أبي صالح عن أبي الدرداء مرسل لا يصح، إنما أردنا المعرفة، والصحيح حديث أبي ذر قيل لأبي عبد الله: حديث عطاء بن يسار عن أبي الدرداء؟ قال مرسل أيضاً لا يصح والصحيح حديث أبي الدرداء ثم قال اضربوا على حديث أبي الدرداء. اهـ وقال الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمة عطاء بن يسار عن أبي الدرداء قال البخاري: هو مرسل. ثم ساق الحديث بسند سعيد بن أبي مريم، وفيه أن عطاء قال أخبرني أبو الدرداء. اهـ قلت: لعل التصريح وهم من بعض الرواة، ثم إن الحديث له طرق أخرى ذكره الحافظ في "الفتح" من غير طريق أبي طالح وعطاء بن يسار، تحتاج إلى نظر في أسانيدها. 375- قال ابن أبي عاصم في "السنة" (ج1ص198 حديث 271 تحقيق الجوابرة) حدثنا هشام بن خالد، ثنا الوليد بن مسلم، عن

عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: " إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله " الوليد بن مسلم قد صرح بالتحديث عند البزار كما في "كشف الأستار" (ج2ص82) وعند أب نعيم في "الحلية" (ج6ص86) . فظاهر السند أنه صالح للحجية، ولكن ابن الجوزي رحمه الله يقول في "العلل المتناهية" (ج2ص800) قال الدارقطني: وقد روي موقوفاً وهو الصواب. اهـ وقال المناوي رحمه الله في "فيض القدير" (ج2ص341) قال الدارقطني والبيهقي وقفه أصح من رفعه. وقال ابن عدي وهو بهذا الإسناد باطل. اهـ

مسند عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه

مسند عيَّاش بن أبي رَبيعَةَ رضي الله عنه 376- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص420) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ تَخْرُجُ رِيحٌ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ تُقْبَضُ فِيهَا أَرْوَاحُ كُلِّ مُؤْمِنٍ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "الإصابة" في ترجمة عياش بن أبي ربيعة أن نافعاً أرسل عنه.

مسند قيس بن سعد رضي الله عنهما

مسند قيس بن سعد رضي الله عنهما 377- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص585) : حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن القاسم بن مخيمرة عن أبي عمار عن قيس بن سعد قال: أمرنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة فلما نزلت الزكاة لم يأمرنا ولم ينهنا ونحن نفعله) . أبو عمار هو عريب بن حميد، وثقه أحمد ويحيى كما في "تهذيب الكمال" وبقية السند معروفون ثقات، فأنت إذا نظرت إلى هذا السند وجدتهم ثقات، ولكن الإمام النسائي رحمه الله بعد أن أخرجه من طرق شعبة عن الحكم بن عيينة عن القاسم بن مخيمرة عن عمرو بن شرحبيل عن قيس بن سعد بن عبادة به، ثم ذكر هذه الطريق التي هي من طريق سلمة بن كهيل عن القاسم بن مخيمرة عن أبي عمار الهمداني عن قيس بن سعد به قال: والحكم أثبت من سلمة بن كهيل ، يريد رحمه الله أن رواية الحكم هي المحفوظة، ورواية سلمة بن كهيل هي الشاذة والله أعلم.

مسند قيس بن عائذ رضي الله عنه

مسند قيس بن عائذ رضي الله عنه 378- قال الإمام عبد الله بن أحمد رحمه الله في "زوائد المسند" (ج1ص585) حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَلَى نَاقَةٍ خَرْمَاءَ وَعَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُمْسِكٌ بِخِطَامِهَا. وَهَلَكَ قَيْسٌ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ. وقال الإمام أحمد (ج4ص408) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَةٍ وَحَبَشِيٌّ مُمْسِكٌ بِخِطَامِهَا) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات، وأبو إسماعيل المؤدب هو إبراهيم بن سليمان حسن الحديث، وهو متابع كما ترى، تابعه محمد بن عبيد الطنافسي وهو ثقة، فظاهر الحديث الصحة، ولكن الحديث أخرجه النسائي (ج3ص151) من طريق بن أبي زائدة قال أخبرني إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن أبي كاهل الأحمسي.

وفي "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" من طريق أبي أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن أبي كاهل به. وأخرجه الدولابي (ج1ص50) من طريق أبي أسامة به، وذكر أن اسم اخيه اشعث. وأخرجه ابن ماجه (ج1ص408) من طريق وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن أبي كاهل به. ورواه أحمد (ج4ص306) من حديث وكيع أيضاً عن إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن أبي كاهل به. وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (ج2ص225) من حديث وكي عبه. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (ج7ص142) من حديث عيسى بن يونس عن إسماعيل بن أبي خالد قال أخبرني سعيد أخي عن أبي كاهل قيس بن عائذ الأحمسي به. فعلم من هذه الطرق إلى إسماعيل أن هناك واسطة بين إسماعيل وأبي كاهل. قال الدولابي في "الكنى" قال سمعت العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين قال إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن أبي كاهل به أما سعيد بن أبي خالد أخو إسماعيل فترجمته في "تهذيب التهذيب" ولم يذكر عنه راوياً إلا أخاه إسماعيل على اختلاف عنه فيه، ولم يوثقه معتبر. قال الحافظ في " التهذيب" ولأبي خالد ابنان غير هذين وهما النعمان وأشعث. اهـ وأما أشعث الذي عند الدولابي فلم أجد ترجمته، فالحديث لم يصح لأن إسماعيل لم يسمعه من أبي كاهل، والواسطة غير موثق من معتبر والله أعلم.

مسند كعب بن عجرة رضي الله عنه

مسند كعب بن عُجرة رضي الله عنه 379- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجة رحمه الله (ج1ص41) : حدثنا علي بن محمد حدثنا عبد الله بن إدريس عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن كعب بن عجرة قال: - ذكر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فتنة فقربها، فمر رجل مقنع رأسه، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ (هذا يومئذ على الهدى) فوثبت فأخذت بضبعي عثمان ثم استقبلت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. فقلت هذا؟ قال (هذا) هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلاعلي بن محمد شيخ ابن ماجه وهو الطنافسي، وقد قال أبو حاتم فيه: كان ثقة صدوقاً، وهو أحب إليَّ من أبي بكر بن أبي شيبة في الفضل والصلاح، وأبو بكر أكثر حديثاً وأفهم. اهـ من "تهذيب التهذيب" على أن علي بن محمد قد توبع قال أبو بكر بن أبي شيبة في "المصنف" (ج12ص41) حدثنا إسماعيل بن علية، عن هشام به. فسند أبي بكر بن أبي شيبة رجاله رجال الصحيح. ولكن الحديث منقطع، محمد بن سيرين لم يسمع من كعب بن عجرة كما في "زوائد البوصيري" (ج1ص18) اهـ وفي "جامع التحصيل" عن أبي حاتم أنه قال: لم يسمع محمد بن سيرين من كعب بن عجرة شيئاً.

مسند كعب بن مرة رضي الله عنه

مسند كعب بن مُرة رضي الله عنه 380- قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله (ج10ص219) : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَن سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَن شُرَحْبِيلَ بْنِ السَّمْطِ قَالَ: قلْنَا لِكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ يَا كَعْبُ، حَدِّثْنَا، عَن رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فقَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَسْقِ اللَّهَ لِمُضَرَ، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مَرِيعًا مَرِيًّا عَاجِلاً غَيْرَ رَائِثٍ نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، قَالَ: فَمَا جَمَّعُوا حَتَّى أُحيوا فَأَتَوْهُ فَشَكَوْا إلَيْهِ الْمَطَرَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلا عَلَيْنَا، قَالَ: فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَقَطَّعُ يَمِينًا وَشِمَالاً) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن سالم بن أبي الجعد لم يسمع من شرحبيل بن السمط، قاله أبو داود كما في "جامع التحصيل" 381- قال الإمام أحمد رحمه الله في "المسند" (ج4ص235) : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ قَالَ قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ارْمُوا أَهْلَ صُنْعٍ مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً قَالَ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي

382

النَّحَّامِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الدَّرَجَةُ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ وَلَكِنَّهَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ. قَالَ يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا كَانَ فِكَاكَهُ مِنْ النَّارِ يُجْزَى بِكُلِّ عَظْمٍ مِنْهُ عَظْمًا مِنْهُ وَمَنْ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ كَانَتَا فِكَاكَهُ مِنْ النَّارِ يُجْزَى بِكُلِّ عَظْمَيْنِ مِنْهُمَا عَظْمًا مِنْهُ وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً) . وَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ اسْتَسْقِ اللَّهَ لِمُضَرَ قَالَ فَقَالَ إِنَّكَ لَجَرِيءٌ أَلِمُضَرَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَنْصَرْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَنَصَرَكَ وَدَعَوْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَأَجَابَكَ قَالَ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ يَقُولُ اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيعًا مَرِيئًا طَبَقًا غَدَقًا عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ قَالَ فَأُحْيُوا قَالَ فَمَا لَبِثُوا أَنْ أَتَوْهُ فَشَكَوْا إِلَيْهِ كَثْرَةَ الْمَطَرِ فَقَالُوا قَدْ تَهَدَّمَتْ الْبُيُوتُ قَالَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا قَالَ فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَقَطَّعُ يَمِينًا وَشِمَالًا) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا داود يقول: لم يسمع سالم بن أبي الجعد من شرحبيل بن السمط، كما في "جامع التحصيل". 382- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج6ص27) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

الْعَلَاءِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ يَا كَعْبُ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) . قَالَ لَهُ حَدِّثْنَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ ارْمُوا مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً قَالَ ابْنُ النَّحَّامِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الدَّرَجَةُ قَالَ أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ وَلَكِنْ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا داود رحمه الله يقول بعد إخراجه الحديث (ج10ص514) سالم لم يسمع من شرحبيل مات شرحبيل بصفين. اهـ ونقله الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" وسكت عليه.

مسند محمد بن صيفي رضي الله عنه

مسند مُحمَّد بن صَيفِي رضي الله عنه 383- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1060) : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو الأحوص عن عاصم عن الشعبي عن محمد بن صيفي قال: ذبحت أرنبين بمروة. فأتيت بهما النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. فأمرني بأكلهما. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحافظ يذكر في "الإصابة" في ترجمة محمد بن صيفي: وأخرج البغوي من طريق الأعمش وغيره عن الشعبي عن محمد بن صيفي وذكر الحديث ثم قال: وقال البغوي هذا وهم والصواب محمد بن صفوان. اهـ قال أبو عبد الرحمن: وقد أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث محمد بن صفوان. وقد أخرجته في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين".

مسند مرة بن وهب الثقفي رضي الله عنه

مسند مُرَّة بن وَهب الثقفي رضي الله عنه 384- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص122) : دثنا علي بن محمد. حدثنا وكيع عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن يعلى بن مرة عن أبيه قال: كنت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في سفر. فأراد أن يقضي حاجته. فقال لي (ائت تلك الأشاءتين) قال وكيع يعني النخل الصغار. (فقل لها أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يأمركما أن تجتمعا) . فاجتمعتا. فاستتر بهما. فقضى حاجته ثم قال لي (ائتهما فقل لهما لترجع كل واحدة منكما إلى مكانها) فقلت لهما. فرجعتا وأخرجه أحمد (ج4ص172) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده كان ظاهره الحسن، ولكن الحافظ يقول في ترجمة منهال بن عمرو في "تهذيب التهذيب" وأرسل عن يعلى بن مرة. وقوله (يعلى بن مرة عن أبيه) في زيادة (عن أبيه) خلاف قال الحافظ المزي في "تحفة الشراف": رواه أبو بكر بن أبي شيبة، عن وكيع فلم يقل (عن أبيه) وهو الصحيح، وقال البخاري: قال وكيع: (عن يعلى عن أبيه) وهو وَهَمٌ. وذكر الحافظ في "تهذيب التهذيب" نحو هذا ثم قال: قلت: قلت: وقد تابع علياً - يعني شيخ ابن ماجة - علي بن مسلم وقد تابع وكيعاً على ذلك محاضر ابن المورع ويحيى بن عيسى الرملي ويونس بن بكير والله تعالى أعلم وقد روى البغوي في "معجم

385

الصحابة" ما يدل على أن له صحبة بغير هذا الحديث المختلف فروى من طريق أم يحيى بنت يعلى بن مرة عن أبيها قال جئت بأبي يوم الفتح فقلت يارسول الله بايعه على الهجرة فقال لا هجرة بعد الفتح الحديث وإسناده جيد. وأقول: الذي يظهر لي أن الحديثين ضعيفان، أما الأول فلأن المنهال بن عمرو لم يسمع من يعلى، وأما الثاني: فلأن أم يحيى مجهولة، ولم أرَ ما يثبت صحبتها، وإن كان قد ذكرها الحافظ في "الإصابة". 385- قال الإمام أحمد رحمه الله في "المسند" (ج4ص171) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ وَكِيعٌ مُرَّةَ يَعْنِي الثَّقَفِيَّ وَلَمْ يَقُلْ مُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا بِهِ لَمَمٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَبَرَأَ فَأَهْدَتْ إِلَيْهِ كَبْشَيْنِ وَشَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَشَيْئًا مِنْ سَمْنٍ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ خُذْ الْأَقِطَ وَالسَّمْنَ وَأَحَدَ الْكَبْشَيْنِ وَرُدَّ عَلَيْهَا الْآخَرَِِِِ) . المنهال بن عمرو لم يسمع من يعلى بن مرة كما في "تهذيب التهذيب"

مسند معاذ بن جبل رضي الله عنه

مسند مُعاذ بن جَبَل رضي الله عنه 386- قال الإمام الحاكم رحمه الله ج1ص4) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب أخبرني الليث بن سعد عن عياش بن عباس القتباني عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن عمر خرج إلى المسجد يوما فوجد معاذ بن جبل عند قبر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يبكي فقال: ما يبكيك يا معاذ؟ قال: يبكيني حديث سمعته من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: يقول: اليسير من الرياء شرك ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة) . هذا حديث صحيح ولم يخرج في الصحيحين وقد احتجا جميعا بزيد بن أسلم عن أبيه عن الصحابة واتفقا جميعا على الإحتجاج بحديث الليث بن سعد عن عياش بن عباس القتباني وهذا إسناد مصري صحيح ولا يحفظ له علة. كذا قال وقد أخرجه (ج4ص328) والطحاوي في "مشكل الآثار" (ج5ص48) من طريق عياش بن عباس، عن عيسى بن عبد الرحمن به، عن زيد بن أسلم به. فعلم أن الساقط من السند عيسى بن عبد الرحمن، وهو تالف فقد قال البخاري فيه: منكر الحديث. كما في "تهذيب التهذيب".

387

387- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج4ص87) حدثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ أخبرنا اللَّيْثُ عن يَزِيدَ بنِ أبي حَبِيبٍ عن أبي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بنِ وَاثلَةَ عن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ: "أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَان في غَزْوَةِ تَبُوك إذا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حتى يَجْمَعَهَا إِلى الْعَصْرِ فَيُصَلِّيِهمَا جَمِيعاً، وَإذا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمسِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعاً ثُمَّ سَارَ، وكَان إذا ارْتَحَلَ قَبْلَ المَغْرِبِ أَخَّرَ المَغْرِبَ حتى يُصَلِّيَهَا مع الْعِشَاءِ، وإذا ارْتَحَلَ بَعْدَ المَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلاَّهَا مع المَغْرِبِ". قال أَبُو دَاوُدَ: ولم يَرْوِ هذا الحديثَ إِلاَّ قُتَيْبَةُ وَحْدَهُ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقاتٍ أثباتاً، ولكن الحكم رحمه الله تعالى يذكره في " معرفة علوم الحديث" ص (120) فقال: هذا حديث رواته أئمة ثقات وهو شاذ الإسناد والمتن لا نعرف له علة نعلله بها ولو كان الحديث عند الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل لعللنا به الحديث ولو كان عند يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير لعللنا به فلما لم نجد له العلتين خرج عن أن يكون معلولاً ثم نظرنا فلم نجد ليزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل رواية ولا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أصحاب أبي الطفيل ولا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل عن أبي الطفيل فقلنا: الحديث شاذ. وقد حدثونا عن أبي العباس الثقفي قال كان قتيبة بن سعيد يقول لنا: على هذا الحديث علامة أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأبي بكر بن أبي شيبة وأبي خيثمة حتى عد قتيبة أسامي سبعة من أئمة الحديث كتبوا عنه هذا الحديث وقد أخبرناه أحمد بن جعفر القطيعي قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا قتيبة فذكره قال أبو عبد الله: فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجبا من إسناده ومتنه ثم لم يبلغنا عن واحد منهم أنه ذكر للحديث علة وقد قرأ علينا أبو علي الحافظ هذا الباب,

وحدثنا به عن أبي عبد الرحمن النسائي وهو إمام عصره عن قتيبة بن سعيد ولم يذكر أبو عبد الرحمن ولا أبو علي للحديث علة فنظرنا فإذا الحديث موضوع وقتيبة بن سعيد ثقة مأمون حدثني أبو الحسن محمد بن موسى بن عمران الفقيه قال ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال سمعت صالح بن حفصويه النيسابوري قال أبو بكر وهو صاحب حديث يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول قلت لـ قتيبة بن سعيد: مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل؟ فقال: كتبته مع خالد المدايني قال البخاري وكان خالد المداني يدخل الأحاديث على الشيوخ. اهـ قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في "العلل" (ج2ص702) بع ذكره الحديث: وهو غريب جداً، فاستنكره الحفاظ، ويقال: إنه سمعه مع خالد بن الهيثم فأدخله على الليث، وهو لا يشعر، كذا ذكره الحاكم في "علوم الحديث" اهـ وقوله (خالد بن الهيثم) الظاهر أنه غلط مطبعي وهو خالد بن القاسم أبو الهيثم كما في "ميزان الإعتدال". 388- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص580) : حدثنا عمرو بن سواد المصري، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني سليمان بن بلال عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بعثه إلى اليمن وقال له (خذ الحب من الحب. والشاة من الغنم. والبعير من الإبل. والبقرة من البقر) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة عطاء بن يسار: روى عن معاذ وفي سماعه منه نظر. وقال الحاكم رحمه الله (ج1ص388) : هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع عطاء ابن يسار من معاذ بن جبل فاني لا أتقنه. فتعقبه الذهبي فقال: قلت: لم يلقه.

389

389- قال الإمام ابن جرير رحمه الله في "التفسير" (ج12ص136) : حدثنا أبو كريب قال، حدثنا أبو أسامة، وحسين الجعفي، عن زائدة قال، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ قال: أتى رجل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، ما ترى في رجل لقي امرأة لا يعرفها، فليس يأتي الرجل من امرأته شيئًا إلا قد أتاه منها، غير أنْ لم يجامعها؟ فأنزل الله هذه الآية: (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) ، فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: توضأ ثم صلّ. قال معاذ: قلت: يا رسول الله، أله خاصة أم للمؤمنين عامة؟ قال: بل للمؤمنين عامة. حدثنا محمد بن المثني قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أن رجلا أصابَ من امرأة ما دون الجماع، فأتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يسأله عن ذلك، فقرأ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أو: أنزلت (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل) ، الآية، فقال معاذ: يا رسول الله، أله خاصة، أم للناس عامة؟ قال: هي للناس عامة. حدثنا ابن المثني قال، حدثنا أبو داود قال، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أتى رجل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، فذكر نحوه. الحديث بالسند الأول من طريق زائدة وهو ابن قدامة، ظاهره الصحة، وذكره

الحاكم رحمه الله (ج1ص135) فقال: ومنها ما أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى (¬1) أنبأ محمد بن أيوب (¬2) , أنبأ إبراهيم بن موسى ويحيى بن المغيرة قالا: ثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل فذكره. ثم قال الحاكم: إنه صحيح. وكذا من طريق جرير وه وابن عبد الحميد، وأما من طريق شعبة فهو مرسل والحديث الذي ظاهره افتصال قد حكم عليه العلماء بأنه منقطع، قال الإمام الترمذي رحمه الله مع "تحفة الأحوذي" (ج8ص426) بعد ذكره الحديث من طريق زائدة: هذا حديثٌ لَيْسَ إسنادُهُ بِمُتَّصِلٍ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي لَيْلَى لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ مَاتَ في خِلاَفَةِ عُمَرَ وَقُتِلَ عُمَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي لَيْلَى غُلامٌ صَغِيرٌ ابنُ سِتِّ سِنِينَ. وقد رَوَى (¬3) عن عُمَرَ ورآه. وَرَوَى شُعْبَةُ هذا الحديثَ عن عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أبي لَيْلَى عن النَّبيِّ مُرْسَلاً. اهـ وقال ابن المديني: لم يسمع من معاذ، وكذا قال الترمذي في "العلل الكبير" وابن خزيمةاهـ من "تهذيب التهذيب" وقال الحافظ البيهقي رحمه الله بعد ذكره من طريق جرير عن عبد الملك بن عمير عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل به: وهكذا رواه زائدة بن قدامة وأ بو عوانة عن عبد الملك وفيه إرسال (¬4) عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك معاذ بن جبل. اهـ وفي "جامع التحصيل" للعلائي في ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلى وبخط الحافظ ¬

(¬1) هو الكعبي. (¬2) هو ابن الضريس وكلاهما مترجم في " رجال الحاكم الذين ليسوا في التهذيب" (¬3) روى عنه ولم يمع منه راجع "تهذيب التهذيب" ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلى. (¬4) في الأصل (عن عبد الرحمن) فحذفنا (عن) عمداً.

390

الضياء: أنه لم يسمع من معاذ بن جبل رضي الله عنهم. اهـ كذا (رضي الله عنهم) ولعله يعني ابن أبي ليلى وأباه ومعاذ بن جبل. 390- قال الإمام أبو داود رحمه الله: (ج13ص138) : حدثنا يُوسُفُ بنُ مُوسَى أخبرنا جُرِيرُ بنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عن عَبْدِ المَلِك بنِ عُمَيْرٍ عن عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ أَبي لَيْلَى عن مُعَادِ بنِ جَبَلٍ قالَ: " اسْتَبَّ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، فَغَضِبَ أَحَدُهُمَا غَضَباً شَدِيداً حَتَّى خُيِّلَ إِلَىَّ أَنَّ أَنْفَهُ يَتَمَرَّعُ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ، فقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لأعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَها لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُه مِنَ الْغَضَبِ، فقالَ مَا هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قالَ يَقُولُ: الَّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ قالَ: فَجَعَلَ مُعَاذُ يَأْمُرُهُ فأَبَى وَمَحِكَ وَجَعَلَ يَزْدَادُ غَضَباًّ". الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ كما في"جامع التحصيل" وحديث متفق عليه من حديث سليمان بن صرد.

مسند معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما

مسند مُعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما 391- قال الإمام أبو داود رحمه الله حدثنا عُبَيْدُ الله بنُ مُعَاذٍ أخبرنا أبِي أخبرنا شُعْبَةُ عن قَتَادَةَ أَنَّهُ سَمِعَ مُطَرِّفاً عن مُعَاوِيَةَ بنِ أبي سُفْيَانَ عن النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ قال: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ". الحديث معل كما في "علل" الدارقطني (ج7ص65) وسئل عن حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن معاوية: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قال: ليلة القدر ليلة أربع وعشرين. فقال: يرويه معاذ بن معاذ، عن شعبة، عن قتادة، عن مطرف، عن معاوية مرفوعاً. وكذلك قال فهد بن سليمان، عن عمرو بن مرزوق، وعباد بن زياد الساجي، عن عثمان بن عمر، عن شعبة، ولا يصح، عن شعبة مرفوعاً. والذي رجحه ابن القطان كما في "الوهم والإيهام" (ج2ص517) وقال الحافظ في "بلوغ المرام": رواه أبو داود والراجح وقفه.

مسند المغيرة بن شعبة رضي الله عنه

مسند المغيرة بن شعبة رضي الله عنه 392- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص182) : حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ثور بن يزيد عن رجاء بن حيوة عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة عن المغيرة بن شعبة: - أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مسح أعلى الخف وأسفله هشام بن عمار فيه كلام ولكنه متابع، قال الترمذي رحمه الله حدثنا أبو الوليد الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم به. وأبو الوليد اسمه: أحمد بن عبد الرحمن بن بكار. قال أبو داود رحمه الله حدثنا موسى بن مروان ومحمود بن خالد الدمشقى - المعنى - قالا حدثنا الوليد به. هذا الحديث إذا نظرت إلى رجال السند وجدتهم ثقات، ولكن أبا عيسى الترمذي رحمه الله يقول (ج1ص323) : هذا حديث معلول لم يسنده عن ثور بن يزيد غير الوليد بن مسلم. قال أبو عيسى وسألت أبا زرعة ومحمد بن اسماعيل عن هذا الحديث؟ فقالا ليس بصحيح لأن ابن مبارك روى هذا عن ثور عن رجاء بن حيوة قال حدثت عن كاتب المغيرة مرسل عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ولم يذكر فيه المغيرة. اهـ وقال أبوداود (ج1ص282) وبلغني أنه لم يسمع هذا الحديث ثور من

393

رجاء. اهـ 393- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج4ص59) : أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ بَكَّارٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ عَمِّهِ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ الرَّاكِبُ خَلْفَ الْجَنَازَةِ وَالْمَاشِي حَيْثُ شَاءَ مِنْهَا وَالطِّفْلُ يُصَلَّى عَلَيْهِ) . هذا الحديث اخرجه الترمذي (ج4ص118) فقال حدثنا بشر بن آدم بن بنت أزهر السمان البصري حدثنا إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله حدثنا أبي عن زياد بن جبي ربه. ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح رواه إسرائيل وغير واحد عن سعيد بن عبيد الله. ولكن الحافظ ابن حجر يقول في "التلخيص الحبير" (ج2ص114) بعد ذكر مخرجيه وقول الحاكم (صحيح على شرط البخاري) لكن رواه الطبراني موقوفاً على المغيرة وقال لم يرفعه سفيان ورجح الدارقطني في العلل الموقوف.

مسند المقداد بن الأسود رضي الله عنه

مسند المقداد بن الأسود رضي الله عنه 394- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج1ص356) : حدثنا عَبْدُ الله بنِ مَسْلَمَةَ عن مَالِكٍ عن أبي النَّضْرِ عن سُلَيْمَان بنِ يَسَارٍ عن المِقْدَادِ بنِ الأسْوَدِ، قال: "إنَّ عَلِيَّ بنِ أبي طَالِبٍ أمَرَهُ أنْ يَسْألَ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عن الرَّجُلِ إذَا دَنَا مِنْ أهْلِهِ فَخَرَجَ مِنْهُ المَذْيُ مَاذَا عَلَيْهِ، فإنَّ عِنْدِي ابْنَتَهُ وَأنَا أسْتَحْيِي أنْ أسْألَهُ؟ قال المِقْدَادُ: فَسَألْتُ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عن ذَلِكَ، فَقَالَ: إذَا وَجَدَ أحَدُكمُ ذَلِكَ فَلْيَنْضَحْ فَرْجَهُ وَلْيَتوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ". هذا الحديث إذا نظرت إلى رجال السند وجدتهم ثقات أثباتاً، ولكن في "عون المعبود" قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: حديث سليمان بن يسار عن المقداد مرسلاً لا نعلم سمع منه شيئاً. قال البيهقي: هو كما قال. اهـ وأيد الحافظ رحمه الله في "تهذيب التهذيب"

مسند المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه

مسند المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه 395- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص132) : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ الْكِنَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ قَالَ سَمِعْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مَلَأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثُ طَعَامٍ وَثُلُثُ شَرَابٍ وَثُلُثٌ لِنَفْسِهِ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا سليمان بن سليم، وقد وثقه أحمد وابن معين وغيرهما كما في "تهذيب التهذيب" ولكن في "تهذيب التهذيب" و"الجرح والتعديل" و "جامع التحصيل" أن رواية يحيى بن جابر عن المقدام وهم من بعض الرواة، وجزم الحفاظ بأن فلان لم يسمع من فلان، ولم يعارضهم من يثبت سماعه مقدم على التصريح بالسماع في نسخة غير مسموعة لنا والله أعلم. على أنه قد اختلف على سليمان بن سليم كما في "تحفة الأشراف" فتارة يرويه عن يحيى بن جابر، وتارة عن صالح بن يحيى كما عزاه المزي رحمه الله إلى عشرة النساء للنسائي في "الكبرى". وصالح بن يحيى بن المقدام قال البخاري: فيه نظر. وقال موسى بن هارون الحمال: لا يعرف صالح ولا أبوه إلا بجده. اهـ مختصراً من "تهذيب التهذيب".

وللحديث طرق أخرى عزاها المزي رحمه الله في "تحفة الأشراف" إلى ابن ماجه من طريق محمد بن حرب، عن أمه، عن أمها عن المقدام فذكره. ووالدة محمد بن حرب ترجم لها الذهبي في "الميزان" في عداد النساء المجهولات وقال: تفرد عنها ولدها. وجدته يُنظر في حالها.

مسند نافع بن عبد الحارث رضي الله عنه

مسند نافع بن عبد الحارث رضي الله عنه 396- قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه" (ج12ص55) حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , قَالَ: قَالَ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ , وَقَالَ لِي: أَمْسِكْ عَلَي الْبَاب , فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْقُفِّ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ فَضُرِبَ الْبَابُ , فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا أَبُو بَكْرٍ , فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ , قَالَ: فَأَذِنْت لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ , فَجَاءَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقُفِّ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ , ثُمَّ ضُرِبَ الْبَابُ , فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا , قَالَ: عُمَرُ , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا عُمَرُ , فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ , قَالَ: فَأَذِنْت لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَجَاءَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقُفِّ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ , ثُمَّ ضُرِبَ الْبَابُ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا , قَالَ: عُثْمَان , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا عُثْمَان , قَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ مَعَ بَلاَءٍ , قَالَ: فَأَذِنْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَدَخَلَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقُفِّ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ) . الحديث أخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص408) فقال ثنا يزيد بن هارون به. ثم قال: عفان ثنا وهيب حدثني موسى بن عقبة قال سمعت أبا سلمة يحدث

ولا أعلمه إلا عن نافع بن عبد الحارث به. وأخرجه أبو داود (ج14ص91) فقال حدثنا يحيى بن أيوب يعني المقابري أخبرنا إسماعيل يعني بن جعفر، أخبرنا محمد بن عمرو به. وأخرجه النسائي ص (11) من "فضائل الصحابة" مفرداً من "الكبرى" فقال أخبرنا علي بن حجر قال أنا إسماعيل عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي قال دخل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ حائطا من حوائط المدينة فقال لبلال أمسك علي الباب. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا محمد بن عمرو بن علقمة فروى له البخاري مقروناص بغيره، ومسلم في المتابعات كما في "تهذيب التهذيب" وهو حسن الحديث، والذي يظهر لي أنه قد وهم في هذا الحديث، وقد قال يحيى بن معين عن محمد بن عمرو فقال ما زال الناس يتقون حديثه قيل له وما علة؟ ذلك قال كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من روايته ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة. طوقد تابع موسى بن عقبة وليس جزما به كما ترى، وخالفهما أبو الزناد كما في "فضائل الصحابة" للنسائي ص (11) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ابن عوف أخبره أن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي أخبره أن أبا موسى الأشعري أخبره أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كان في حائط بالمدينة فذكره، وهذا هو المحفوظ من حديث أبي موسى كما في "الصحيحين" والله أعلم. ثم وجدت الحافظ في "الفتح" (ج7ص37) قد تكلم على هذا قال رحمه الله: ووقع نحو قصة أبي موسى لبلال وذلك فيما أخرجه أبو داود من طريق إسماعيل بن جعفر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي قال دخل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ حائطا من حوائط المدينة فقال لبلال: (أمسك (¬1) علي الباب) فجاء أبو بكر يستأذن ... فذكر نحوه. وأخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث أبي سعيد نحوه ¬

(¬1) قال أبوعبد الرحمن: هذا في النسائي وليس في أبي داود

وهذا إن صح حُمِلَ على التعدد. ثم ظهر لي أن فيه وهما من بعض رواته فقد أخرجه احمد عن يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو وفي حديثه أن نافع بن عبد الحارث هو الذي كان يستأذن وهو وهم أيضاً فقد رواه احمد من طريق موسى بن عقبة عن أبي سلمة عن نافع فذكره وفيه فجاء أبو بكر فاستأذن فقال لأبي موسى (1) فيما أعلم ائذن له وأخرجه النسائي من طريق أبي الزناد عن أبي سلمة عن نافع (2) بن عبد الحارث عن أبي موسى وهو الصواب فرجع الحديث إلى أبي موسى واتحدت القصة والله اعلم.

مسند نبيط بن شريط رضي الله عنه

ــــــــ (1) ليس في "المسند" فقال لأبي موسى. (2) الذي في النسائي: عن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الرحمن بن عبد الحارث عن أبي موسى، وكذا في "تحفة الأشراف". مسند نبيط بن شريط رضي الله عنه 397- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص253) : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ بِعَرَفَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ) . هذا الحديث أخرجه الإمام أبو داود رحمه الله (ج5ص394) فقال حدثنا مُسَدَّدٌ أخبرنا عَبْدُ الله بنُ دَاوُدَ عن سَلَمَةَ بنِ نُبَيْطٍ عن رَجُلٍ مِنَ الْحَيِّ عن أبِيهِ نُبَيْطٍ: "أَنَّهُ رَأَى النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَاقِفاً بِعَرَفَةَ عَلَى بَعِيرٍ أَحْمَرَ يَخْطُبُ". فعلم أن في سند النسائي انقطاعاً، والله أعلم.

مسند أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد رضي الله عنه

مسند أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد رضي الله عنه 398- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج13ص204) : حدثنا مُحَمَّدُ بنُ حَاتِمٍ الْجَرْجَرَائِيُّ وَعُثْمانُ بنُ أَبي شَيْبَةَ المَعْنَى أَنَّ عَبْدَ ةَ بنَ سُلَيْمانَ أَخْبَرَهُمْ عن الْحَجَّاجِ بنِ دِينَارٍ عن أَبِي هَاشِمٍ عن أَبِي الْعَالِيَةِ عن أَبي بَرْزَةَ الأسْلَمِيِّ، قال: " كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِأَخَرَةٍ إِذَا أَرادَ أَنْ يَقُومَ مِنَ المَجْلِسِ: سُبْحَانَكَ الَّلهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِل?هَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ أَلَيْكَ. فقالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ الله إِنَّكَ لَتَقُولُ قَوْلاً مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا مَضَى. قال: كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ في المَجْلِسِ". ظاهر السند أنه حسن، فرجاله رجال الصحيح، إلا الحجاج بن دينار وهو حسن الحديث، وأ هشمه ارماني، وأبو الالية وهو الرياحي. والحديث ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص188) وفيه بعد سؤاله عن هذا الحديث بهذا السند، قال عبد الرحمن قلت: ورواه منصور، عن فضيل بن عمرو، عن زياد بن حصين، عن أبي العالية، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً. قال أبي: حديث منصور أشبه، لأن حديث أبي هاشم رواه حجاج بن دينار، عن أبي هاشم، وحجاج ليس بالقوي، إاى أن قال ابن أبي حاتم قال أبو زرعة: حديث منصور أشبه، لأن الثوري رواه وهو أحفظهم. اهـ وذكر الدارقطني في "العلل" (ج6ص311) نحوه: والمرسل أصح، ثم قال محمد بن مروان العقيلي حدثنا هشام بن حسان، عن حفصة، عن أبي العالية، قوله لم يجاوز به. اهـ

مسند النعمان بن بشير رضي الله عنه

مسند النعمان بن بشير رضي الله عنه 399- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص401) : حدثنا محمد بن المثنى وأحمد بن ثابت وجميل بن الحسن، قالوا حدثنا عبد الوهاب، حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. فخرج فزعا يجر ثوبه، حتى أتى المسجد. فلم يزل يصلي حتى انجلت، ثم قال (إن أناسا يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء، وليس كذلك. أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا تجلى الله لشيء من خلقه خشع له) هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدته على شرط الصحيح، وأحمد بن ثابت وجميل بن الحسن مقرونان بمحمد بن المثنى، وهو من شيوخ الشيخين، ولكن الحديث فيه انقطاع، قال الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" في ترجمة أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي: وقال يحيى بن معين: وأبو قلابة عن النعمان بن بشير مرسل. اهـ وقال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" بعد ذكره من رواه عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير. ورواه عفان، عن عبد الوارث، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل، عن (سقط المروي عنه) ورواه وهيب بن خالد وعبيد الله بن الوزاع، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن قبيصة بن مخارق. اهـ المراد منه

400

أقول: أبو قلابة يرسل كثيراً، فينظر أسمع الحديث من قبيصة أم لا؟ وإلا فيجتمع على الحديث الاختلاف فيه على أبي قلابة والانقطاع. والله أعلم. 400- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج7ص97) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَسَارَّهُ فَقَالَ اقْتُلُوهُ ثُمَّ قَالَ أَيَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ نَعَمْ وَلَكِنَّمَا يَقُولُهَا تَعَوُّذًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لَا تَقْتُلُوهُ فَإِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ) . الحديث ظاهره الحسن لكن الامام المزي رحمه الله ذكره في "تحفة الاشراف" في ترجمة اوس بن أبي أوس من طرق سنذكرها إن شاء الله من"سنن النسائي" ثم قال ورواه أسود بن عامر عند النسائي في المحاربة، عن إسرائيل، عن سماك، عن النعمان بن بشير، وأخطأ فيه. اهـ ونقل عن النسائي في ترجمة النعمان بن بشير من "تحفة الاشراف" أنه قال: حديث الأسود خطأ يعني أن الصواب: حديث سماك عن النعمان بن سالم عن أوس. اهـ وأقول: خالف أسود بن عامر عبيد الله بن موسى عند النسائي (ج8ص80) فرواه عن إسرائيل عن سماك، عن النعمان بن سالم، عن رجل حدثه، فذكر الحديث. ورواه النسائي أيضاً عن زهير وهو ابن معاوية، عن سماك عن النعمان بن سالم، قال سمعت أوساً فذكر الحديث. ورواه شعبة عن النعمان بن سالم، قال سمعت أوساً فذكر الحديث. وحاتم بن أبي صغيرة، عن النعمان بن سالم، أن عمرو بن أوس أخبره أن أباه أوساً فذكر الحديث. اهـ

لا يضر زيادة عمرو بن أوس فهو من المزيد في المتصل الاسانيد، إذ قد صرح النعمان بن سالم بالسماع من أوس بن أبي أوس. هذا وقال البزار كما في "كشف الأستار" (ج1ص15) بعد أن ذكره بسند النسائي إلى النعمان بن بشير فقال: وهذا أخطأ فيه أسود. اهـ

مسند النعمان بن مقرن رضي الله عنه

مسند النعمان بن مُقرن رضي الله عنه 401- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص445) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا حَرْبٌ يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ قَالَ قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْبَعِ مِائَةٍ مِنْ مُزَيْنَةَ فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَبِأَمْرِهِ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا طَعَامٌ نَتَزَوَّدُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ زَوِّدْهُمْ فَقَالَ مَا عِنْدِي إِلَّا فَاضِلَةٌ مِنْ تَمْرٍ وَمَا أُرَاهَا تُغْنِي عَنْهُمْ شَيْئًا فَقَالَ انْطَلِقْ فَزَوِّدْهُمْ فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى عُلِّيَّةٍ لَهُ فَإِذَا فِيهَا تَمْرٌ مِثْلُ الْبَكْرِ الْأَوْرَقِ فَقَالَ خُذُوا فَأَخَذَ الْقَوْمُ حَاجَتَهُمْ قَالَ وَكُنْتُ أَنَا فِي آخِرِ الْقَوْمِ قَالَ فَالْتَفَتُّ وَمَا أَفْقِدُ مَوْضِعَ تَمْرَةٍ وَقَدْ احْتَمَلَ مِنْهُ أَرْبَعُ مِائَةِ رَجُلٍ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحافظ يقول في "الإصابة" في ترجمة النعمان بن مقرن بعد أن ساق الحديث: ورجاله ثقات، ولكنه منقطع فإن النعمان استشهد في خلافة عمر، فلم يدركه سالم. اهـ

مسند أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه

مسند أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه 402- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص41) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي مُسَيْلِمَةَ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فِيهِ شَيْئًا فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا فَقَالَ أَمَّا بَعْدُ فَفِي شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِيهِ وَإِنَّهُ كَذَّابٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَذَّابًا يَخْرُجُونَ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَلْدَةٍ إِلَّا يَبْلُغُهَا رُعْبُ الْمَسِيحِ إِلَّا الْمَدِينَةَ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا مَلَكَانِ يَذُبَّانِ عَنْهَا رُعْبَ الْمَسِيحِ) . هذا الحديث سنده أنه على شرط البخاري، ولكن الحاكم رحمه الله (ج1ص541) يقول وقد أعضل معمر وشعيب بن أبي حمزة هذا الإسناد عن الزهري فإن طلحة بن عبد الله لم يسمعه من أبي بكرة إنما سمعه من عياض بن مسافع عن أبي بكرة هكذا رواه يونس بن يزيد وعقيل بن خالد عن الزهري، ثم ذكره بسنده إلى عقيل ويونس ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. كذا قال الحاكم رحمه الله، وإلا فعياض بن مسافع ليس من رجال أصحاب الأمات الست، وإنما ترجمته في "تعجيل المنفعة" وهو أيضاً مجهول لم يروِ عنه إلا الزهري ولم يوثقه إلا ابن حبان.

هذا وقد تابع يونس عقيلاً على ذكر عياض بن مسافع ابنُ أخي الزهري عند الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص46) فقال رحمه الله: ثنا يعقوب، ثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه به.

مسند النواس بن سمعان رضي الله عنهما

مسند النواس بن سمعان رضي الله عنهما 403- قال الإمام ابن حبان رحمه الله في (ج16ص296-297) رقم (7307) كما في "الحسان": أخبرنا أبو يعلى حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال: فتح على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فتح فأتيته فقلت: يا رسول الله سيب الخيل ووضعوا السلاح فقد وضعت الحرب أوزارها وقالوا: لا قتال فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (كذبوا الآن جاء القتال الآن جاء القتال إن الله جل وعلا يزيغ قلوب أقوام يقاتلون ويرزقهم الله منهم حتىى يأتي أمر الله على ذلك وعقر دار المؤمنين الشام) ورواه أبو القاسم البغوي كما في "تفسير ابن كثير" (ج7ص291 طبعة الشعب) فقال حدثنا داود بن رشيد به. ثم قال الحافظ ابن كثير عقبه: وهكذا رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي عن داود بن لرشيد به، والمحفوظ أنه من رواية سلمة بن نفي كما تقدم. اهـ المراد. قلت ك ورواه الحافظ بن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج1ص116و117) من كريقين: الول إلى الموصلي به، والثاني إلى البغوي به. قلت: هذا رواه داود بن رشيد فخالف الناس في إسناده، فقد رواه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عند ابن سعد في "الطبقات" (ج7ص427) وصفوان بن صالح

الدمشقي عند الطبراني في الكبير (ج7 رقم 6359) وفي مسند الشاميين (ج2 رقم 1419) وهشام بن عمار وأحمد بن عبد الرحمن القرشي عند ابن عساكر (ج1ص116) كلهم عن الوليد بن مسلم، عن محمد بن مهاجر، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن بفير، عن سلمة بن نفي لبه. قال الحافظ بن عساكر عقب رواية ابن عمار والقرشي: خالفهما داود بن رشيد فرواه عن الوليد بن مسلم فجعله من مسند نواس بن سمعان. اهـ

مسند هشام بن عامر رضي الله عنه

مسند هشام بن عامر رضي الله عنه 404- قال الإمام عبد الرزاق رحمه الله (ج8ص117) : أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن هشام بن عامر قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ الورق بالذهب رباً إلا يداً بيد) . هذاالحديث. رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع، ابوقلا بة عبد الله بنزيد الجرمي لم يسمع من هشام بن عامر، قاله ابن المديني كما في"جامع التحصيل". 405-قال الإمام معمر بن راشد كما في آخر "مصنف عبد الرزاق" (ج8ص177) عن أيوب عن أبي قلابة عن هشام بن عامر قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إن رأس الدجال من ورائه حبك حبك وأنه سيقول أنا ربكم فمن قال أنت ربي افتتن ومن قال كذبت ربي الله وعليه توكلت وإليه أنيب فلا يضره - أو قال فلا فتنة عليه) . واخرجه احمد (ج4ص20) من طريق عبد الرزاق عن معمربه. وكذاالحاكم (ج4ص508) وقال: هذاحديث صحيح على شرط الشيخين. اهـ هذاالحديث رجاله رجال صحيح، ولكنه منقطع، ابوقلابة وهوعبد الله بن زيد الجرمي لم يسمع من هشام بن عامر، قاله ابن المديني كما في"جامع التحصيل". 406- قال الإمام أبو داود رحمه الله (3216) : حدثنا أبُو صَالِحٍ يَعْنِي

الأنْطَاكِيَّ, أخبرنا أبُو إسْحَقَ ـ يَعْني الْفَزَارِيَّ ـ عن الثَّوْرِيِّ عن أيُّوبَ عن حُمَيْدِ -يعني بنِ هِلاَلٍ- عن هِشَامِ بنِ عَامِرٍ، قال: " جَاءَتِ الأنْصَارُ إلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالُوا: أصَابَنَا قُرْحٌ وَجَهْدٌ فَكَيْفَ تَأْمُرُنَا؟ قالَ: احْفِرُوا وَأوْسِعُوا وَاجْعَلُوا الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلاَثَةَ في الْقَبْرِ، قِيلَ: فَأيُّهُمْ يُقَدَّمُ؟ قال: أكْثَرُهُمْ قُرْآناً". اخرجه النسائي (2010) واحمد (ج4ص19-20) والبيهقي (ج4ص34) . والحديثبهذا السند ظاهره على شرط الشيخين، ولكن اليك طرقه ومااعلبه، فا الحديث مداره على حميدبن هلال يرويه: سفيان الثوري كما عند النسائي (ج4ص80) ، احمد (ج4ص19) ، والبيهقي (ج4ص34، وسفيان بن عيينة كما عند النسائي والطبراني (ج22ص172) . ومعمربن راشد كما عند الطبراني واحمد. وحمادبن زيد كما عند الطبراني (ج22ص172) ، وهوالمحفوظ من رواية حماد، لانه جاء عند النسائي (ج4ص83) والبيهقي عن حماد بن زيد، عن ابو، عن حميد بن هلال عن سعد بن هشام، عن هشام بن عامربه. ولكن قال ابن ابي حاتم لابيه كمافي"المراسيل"ص (46) : حميد، عن هشام أي ذلك اصح؟ قال: مارواه حماد بن زيد، عن ايوب، عن حميد، عن هشام. اهـ فتكون زيادة سعدبين حميد وهشام معلة، لان الصحيح فيها الا نقطاع كما قال ابن ابي حاتم. فاربعتهم (يعني سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، ومعمربن راشد، وحمادبن زيد) يروونه عن ايوب، عن حميد بن هلال عن هشام بن عامربه، وخالفهم عبد الوارث كما عند الترمذي (1713) وابن ماجه (1560) واحمد (ج4ص20) والنسائي (2017) والطبراني (ج22ص173) يرويه عن أيوب عن حميد عن أبي الدهماء عن هشام بن عامر

407

به. فيكون عبد الوارث خالف الأربعة المتقدمين، وزاد أبا الدهماء، فتكون الزيادة شاذة لمخالفته من هو أرجح منه. والله أعلم. وتابع أيوب السختياني على روايته (عن حميد عن هشام بدون ذكر الواسطة بين حميد وهشام) سليمان بن المغيرة كما عند النسائي (2015) والطبراني (ج22ص173) فرواه عن حميد عن هشام به. وخالفهما جرير بن حازم فرواه عن حميد عن سعد بن هشام عن هشام به، ولكن قال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص45) وسألت أبي عن حديث؛ رواه حميد بن هلال في قتلى يوم أحد، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (احفروا، وأعمقوا، وقدموا أكثرهم قرآنا) قال أبي: ورواه سليمان بن المغيرة، وأيوب، عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر. وقال جرير بن حازم: عن حميد بن هلال، عن سعد بن هشام. ورواه غيرهما، فقال: عن حميد بن هلال، عن أبي الدهماء، أو غيره، عن هشام بن عامر. فقلت لأبي: أيهما أصح؟ فقال: أيوب، وسليمان بن المغيرة أحفظ من جرير بن حازم. اهـ فيكون الراجح من هذه الرواية (والله أعلم) هي رواية أيوب وسليمان بن المغيرة عن حميد عن هشام بن عامر به، وهذه الطريق هي منقطعة كما قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص46) سمعت أبي يقول حميد بن هلال لم يلق هشام بن عامر يدخل بينه وبين هشام أبو قتادة العدوي ويقول بعضهم عن أبي الدهماء والحفاظ لا يدخلون بينهم أحداً. اهـ أفادنا بهذا الأخ أبو الحسن الرازحي 407- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص20) : قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فِتْنَةٌ أَكْبَرُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ) .

408

واخرجه أبو عونه كما في"اتحاف المهرة" (ج13ص631) ، واخرجه الحاكم (ج4ص528) من طريقين عن ايوب، عن حميد بن هلال، عن هشام به. مع زيادة فيه وهي: انهم كانوايمرون على هشام وياتون عمران بن الحصين، فقال هشام بن عامر: هؤلاءيجتازون الى رجل قد كنا اكثر مشاهدة الرسول الله واحفظ عنه، ولقد سمعت رسول الله فذكره. وجاءعنداحمد، والطبراني (ج22ص174 (منطريق حماد بن زيد، عن ايوب عن ابي الدرهماء عن هشام بمثل حديث الحاكم، وقد تقدم لك قول ابي حاتم في "المرسيل": ان حميد بن هلال لم يلق هشام بن عامر، وان الحفاظ لايدخلون بينهم احدا. ان يعني ان الصحيح فيها هوالا نقطاع. والحمدالله رب العالمين. افادانا بهذا الاخ ابوالحسن الرازحي 408- قال الإمام الطبراني رحمه الله (ج22ص171-172) : حدثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: جاء هشام بن عامر إلى الصلاة فأسرع المشي فدخل في الصلاة وقد حفزه النفس فجهر بالقراءة خلف الإمام فلما قضى صلاته قيل له أتقرأ خلف الإمام؟ قال: إنا لنفعل قال الهيثمي في"المجمع" (ج2ص114) : رواه الطبراني ورجاله موثقون. اهـ وعاصم بن علي فيه كلام لايضر، فهوحسن الحديث. وقدتقدم لك في الحديثين السابقين ان الصحيح في هذا السندهوالانقطاع. افادنا بهذاالاخ ابوالحسن الرازحي 409- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص19) : قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ كَانَ النَّاسُ يَشْتَرُونَ الذَّهَبَ بِالْوَرِقِ نَسِيئَةً

410

إِلَى الْعَطَاءِ فَأَتَى عَلَيْهِمْ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ فَنَهَاهُمْ وَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَبِيعَ الذَّهَبَ بِالْوَرِقِ نَسِيئَةً وَأَنْبَأَنَا أَوْ قَالَ وَأَخْبَرَنَا أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الرِّبَا) . قال الهيثمي في"مجمع الزوائد" (ج4ص114: رواه احمد وابويعلى ورجاله رجال الصحيح. اهـ وهوكما قال، ولكن قال ابن ابي حاتم في"المرسيل"ص (95) : قال علي بن المديني: لم يسمع ابو قلابة من هشم بن عامر. اهـ وقاله العلائي في"جامع التحصيل"ترجمة (362) نقلا عن ابن المديني. فالحديث منقطع. والله المستعان. افادنا بهذاالاخ ابوالحسن الرازحي 410- قال الإمام الطبراني رحمه الله (ج22ص177) : حدثنا محمد بن علي بن الأحمر الناقد ثنا نصر بن علي ثنا عمر بن يونس اليمامي ثنا يحيى بن عبد العزيز عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي قتادة العدوي عن هشام بن عامر رضي الله عنه: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: (من رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله) قال ابن ابي حاتم في"العلل" (ج2ص157) بعدان ذكرهذاالحديث: قال ابي: هذاخطا، نمايروونه عن ابي قلابه عن ثابت بن الضحاك عن النبيصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. اهـ افانابهذاالاخ ابوالحسن الرازحي

مسند وائل بن حجر رضي الله عنه

مسند وائل بن حجر رضي الله عنه 411- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج3ص37) : أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ زَائِدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ أَخْبَرَهُ قَالَ قُلْتُ لَأَنْظُرَنَّ إِلَى صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُصَلِّي فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَقَامَ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا بِأُذُنَيْهِ ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى كَفِّهِ الْيُسْرَى وَالرُّسْغِ وَالسَّاعِدِ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ مِثْلَهَا قَالَ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ لَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ مِثْلَهَا ثُمَّ سَجَدَ فَجَعَلَ كَفَّيْهِ بِحِذَاءِ أُذُنَيْهِ ثُمَّ قَعَدَ وَافْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ وَرُكْبَتِهِ الْيُسْرَى وَجَعَلَ حَدَّ مِرْفَقِهِ الْأَيْمَنِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى ثُمَّ قَبَضَ اثْنَتَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ وَحَلَّقَ حَلْقَةً ثُمَّ رَفَعَ إِصْبَعَهُ فَرَأَيْتُهُ يُحَرِّكُهَا يَدْعُو بِهَا) . هذاالحديث بهذاالسندظاهره انه حسن، ولكن فيه لفظة شاذةوهي ذكر تحريك الاصبع، فقدرواه جماعة من الصحابة وليس في احاديثهم الا الاشارة، والذي شذبهذه اللفظة هوالثقة الثبت زائدة بن قدامة وقد خالف من هو ارجع منه: سفيان الثوري عند النسائي، وشعبةعند احمد، وسفيان بن عيينةعند النسائي، وبشربن المفضل عند ابي داود، وعبد الواحدوعنداحمد، وزهيربن معاوية عند احمد، وعبد الله بن ادريس عندابن خزيمة، وخالدالطحان عند البيهقي، ومحمد بن فضيل عندابن خزيمة، واباالاحوص سلام بن سليم عند الطيالسي، واباعوانة وغيلان بن جامع حكاه عنهما البيهقي، كل هؤلاءيروونه عن عاصم بن كليب به وليس في روايتهم التحريك فيعتبر زائدة بن قدامة شاذا، ولايقال: إن زيادة الثقة مقبولة، فانه يشترط في قبولها أن لايخالف من هو أوثق،

412

وقد بسطت القول في ذلك في مقدمة"الالزامات والتتبع". ولأخينا الفاضل احمد بن سعيد حفظه الله رسالة في هذا وهي مفيدة جداً ليس لها نظير في بابها. 412- قال أبو داود الطيالسي رحمه الله تعالى (1024) ص (138) : حدثنا شعبة قال أخبرني سلمة بن كهيل قال سمعت حجرا أبا العنبس قال سمعت علقمة بن وائل يحدث عن وائل وقد سمعت من وائل انه: صلى مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فلما قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال آمين خفض بها صوته ووضع يده اليمنى على يده اليسرى وسلم عن يمينه وعن يساره) . قال الدارقطني في "سننه" (ج1ص334) كذا قال شعبة وأخفى بها صوته ويقال أنه وهم فيه لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل وغيرهما رووه عن سلمة فقالوا ورفع صوته بآمين وهو الصواب اهـ قلت: وطريق الثوري هي عند الترمذي رقم (248) وأبي داود رقم (932) وأحمد (ج4ص316) . قال أبو داود: حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن سلمة عن حجر أبى العنبس الحضرمى عن وائل بن حجر قال كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إذا قرأ (ولا الضالين) قال " آمين ". ورفع بها صوته.. وقال البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (ج2ص391) بعد ذكره الحديث وقال يحيى بن سعيد القطان: ليس أحد أحب إلي من شعبة، وإذا خالفه سفيان، أخذت بقول سفيان، وقال يحيى بن معين، ليس بأحد يخالف سفيان الثوري إلا كان القول قول سفيان، قيل: وشعبة أيضا إن خالفه؟ قال: نعم. وقال أيضاً: وقد أجمع الحفاظ: محمد بن إسماعيل البخاري وغيره، على أنه - يعني شعبة - أخطأ في ذلك، فقد رواه: العلاء بن صالح، ومحمد بن سلمة بن كهيل، عن سلمة

413

بمعنى رواية سفيان. اهـ وقال الترمذي في "العلل الكبير" (ج1ص217) و "السنن" (ج2ص28) سمعت محمداً يقول حديث سفيان أصح من حديث شعبة في هذا وأخطأ شعبة في مواضع من هذا الحديث فقال عن حجر أبي العنبس وإنما هو حجر بن عنبس ويكنى أبا السكن وزاد فيه عن علقمة بن وائل وليس فيه عن علقمة وإنما هو عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر وقال وخفض بها صوته وإنما هو ومد بها صوته قال أبو عيسى وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث؟ فقال حديث سفيان في هذا أصح من حديث شعبة قال وروى العلاء بن صالح الأسدي عن سلمة بن كهيل نحو رواية سفيان. ثم ساق رواية العلاء، فقال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبان حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا العلاء بن صالح الأسدي عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر: عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نحو حديث سفيان. اهـ 413- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج1ص227) : حدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا الحارث بن عبد الله الخازن ثنا هشيم عن عاصم بن كليب عن علقمة بن وائل عن أبيه: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كان إذا سجد ضم أصابعه هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه الحديث ظاهره كما قال الحاكم رحمه الله, ولكن ابن أبي حاتم رحمه الله يقول في "المراسيل" (ص180) : أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال: قال أبي: لم يسمع هشيم من عاصم بن كليب /هـ المراد منه. وفي تهذيب التهذيب وجامع التحصيل عن أحمد مثل ذلك. فعلى هذا فالحديث منقطع.

مسند الوليد بن الوليد رضي الله عنه

مسند الوليد بن الوليد رضي الله عنه 414- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص6) : قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ وَحْشَةً قَالَ إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَقُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ فَإِنَّهُ لَا يُضَرُّ وَبِالْحَرِيِّ أَنْ لَا يَقْرَبَكَ هذالحديث رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع لان محمدبن يحي لم يسمع من الوليدقاله الحفظ في"الاصابة".

مسند يعلى بن امية رضي الله عنه

مسند يعلى بن امية رضي الله عنه 415- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص224) : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ وَعَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ وَعَلَيْهِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَحْرَمْتُ فِيمَا تَرَى وَالنَّاسُ يَسْخَرُونَ مِنِّي وَأَطْرَقَ هُنَيْهَةً قَالَ ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ اخْلَعْ عَنْكَ هَذِهِ الْجُبَّةَ وَاغْسِلْ عَنْكَ هَذَا الزَّعْفَرَانَ وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ) . ثم قال بعد حديثين: ثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك، عن عطاء عن يعلى بن امية، انه كان مع عمرفي سفر وانه طلب الى عمران يريه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ اذاانزل عليه، وذكرالحديث نحوالحديث المتقدم. هذا الحديث اذانظرت الى سنده وجدتهم ثقات اثباتا، ولكنه منقطع، عطاءلم يسمع منيعلى بن امية، والواسطة بينها صفوان بن يعلى بن اميةكما في"الصحيحين"و"مسند احمد"وعيرهم راجع"التتبع"ص (470) . 416- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج5ص336) حدثنا مُحمَّدُ بنُ كَثِيرٍ أنبأنا سُفْيَانُ عن ابنِ جُرَيْجٍ عن ابنِ يَعْلَى عن يَعْلَى، قال: "طَافَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مُضْطَبِعاً بِبُرْدٍ أَخْضَرَ".

هذا الحديث اذا نظرت اليه رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع، ابن جريج لم يسمع من يعلى، وابن يعلى هو صفوان وقد ذكرت الواسطة عند الترمذي وابن ماجه، وهو عبد الحميد بن مطعم، والحديث صحيح عند الترمذي وابن ماجه، وقدذكرته في"الصحيح المسند مماليس في الصحيحين".

مسند يعلى بن مرة رضي الله عنه

مسند يعلى بن مرة رضي الله عنه 417- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص173) : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ يَعْلَى قَالَ مَا أَظُنُّ أَنَّ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ رَأَى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِلَّا دُونَ مَا رَأَيْتُ فَذَكَرَ أَمْرَ الصَّبِيِّ وَالنَّخْلَتَيْنِ وَأَمْرَ الْبَعِيرِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ مَا لِبَعِيرِكَ يَشْكُوكَ زَعَمَ أَنَّكَ سَانِيهِ حَتَّى إِذَا كَبُرَ تُرِيدُ أَنْ تَنْحَرَهُ قَالَ صَدَقْتَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا قَدْ أَرَدْتُ ذَلِكَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَفْعَلُ) . هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، الكنه منقطع، المنهال بن عمرو ارسل عن يعلى ابن مرة كما في"تهذيب التهذيب".

الكنى

الكنى مسند أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه 418- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص193) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْتُبْ لِي بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا بِأَرْضِ الشَّامِ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى مَا يَقُولُ هَذَا فَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَظْهَرُنَّ عَلَيْهَا قَالَ فَكَتَبَ لَهُ بِهَا قَالَ قُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ صَيْدٍ فَأُرْسِلُ كَلْبِيَ الْمُكَلَّبَ وَكَلْبِيَ الَّذِي لَيْسَ بِمُكَلَّبٍ قَالَ إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُكَلَّبَ وَسَمَّيْتَ فَكُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ كَلْبُكَ الْمُكَلَّبُ وَإِنْ قَتَلَ وَإِنْ أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُكَلَّبٍ فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ وَكُلْ مَا رَدَّ عَلَيْكَ سَهْمُكَ وَإِنْ قَتَلَ وَسَمِّ اللَّهَ قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ أَهْلِ كِتَابٍ وَإِنَّهُمْ يَأْكُلُونَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَيَشْرَبُونَ الْخَمْرَ فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِآنِيَتِهِمْ وَقُدُورِهِمْ قَالَ إِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا فَارْحَضُوهَا وَاطْبُخُوا فِيهَا وَاشْرَبُوا قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَحِلُّ لَنَا مِمَّا يُحَرَّمُ عَلَيْنَا قَالَ لَا تَأْكُلُوا لُحُومَ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ وَلَا كُلَّ ذِي

419

نَابٍ مِنْ السِّبَاعِِِِِ) . ورواه أحمد رحمه الله (ج4ص193) فقال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أيوب به. الحديث رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع ففي "جامع التحصيل" وبخط الحافظ الضياء أنه لم يسمع من أبي ثعلبةاهت. وكذا قال الترمذي في "جامعه" كما في "تحفة الشراف". والحديث أخرجه أحمد رحمه الله (ج4ص195) عن ايوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن أبي ثعلبة. 419- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج11ص508) : حدثنا مُوسَى بنُ سَهْلٍ أخبرنا حَجَّاجُ بنُ إِبراهِيمَ أخبرنا ابنُ وَهْبٍ حدَّثني مُعَاوِيَةَ بنُ صَالِحٍ عن عَبْدِ الرَّحْم?نِ بنِ جُبَيْرٍ عن أبِيهِ عن أبي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ ، قالَ: قالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "لَنْ يَعْجِزَ الله هـ?ذِهِ الأمَّةَ مِنْ نِصْفِ يَوْمِ". اخرجه الحاكم (ج4ص424) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. كذاقال الحاكم. ومعاوية بن صالح وعبد الرحمن بن جبير، وابوه ليسوامن رجال البخاري. ثم ان الحديث معل فقد رواه احمد (ج4ص193) فقال رحمه الله: ثنا هاشم بن القاسم، ثنا ليث، عن معاوية بن صالح به وذكره موقوفا وليث هوابن سعيد وهو اثبت من عبد الله بن وهب وقد قال الحافظ في"الفتح" (ج11ص351) في حديث ابي ثعلبة: اخرجه ابوداود وصححه الحاكم، ورواته ثقات، ولكن رجح البخاري وقفه.

مسند أبي السنابل بن بعكك رضي الله عنه

مسند أبي السنابل بن بعككٍ رضي الله عنه 420- قال الإمام أحمد (ج4ص304) حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ وَالْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي السَّنَابِلِ قَالَ وَلَدَتْ سُبَيْعَةُ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً فَتَشَوَّفَتْ فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَأُخْبِرَ فَقَالَ إِنْ تَفْعَلْ فَقَدْ مَضَى أَجَلُهَا) . حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ مَنْصُورٍ ح وَعَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي السَّنَابِلِ بْنِ بَعْكَكٍ قَالَ وَضَعَتْ سُبَيْعَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً فَلَمَّا تَعَلَّتْ تَشَوَّفَتْ لِلنِّكَاحِ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا وَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنْ تَفْعَلْ فَقَدْ حَلَّ أَجَلُهَا) . قَالَ عَفَّانُ (فَقَدْ خَلَى أَجَلُهَا) . هذا حديث ظاهره الصحة،، ولكن الترمذي رحمه الله يقول بعد هذا الحديث (ج4ص374 من "التحفة") حديث أبي السنابل حديث مشهور من هذا الوجه ولا نعرف للأسود سماعا من أبي السنابل وسمعت محمدا يقول لا أعرف أن أبا السنابل عاش بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.

مسند أبي سيارة المتعي رضي الله عنه

مسند أبي سيارة المُتعي رضي الله عنه 421- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص584) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِي سَيَّارَةَ الْمُتَعِيُّ (¬1) قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي نَحْلًا قَالَ أَدِّ الْعُشْرَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ احْمِهَا لِي فَحَمَاهَا لِي الحديث اذا نظرت الى سنده وجدتهم رجال الصحيح، الاعلي بن محمدوهو ال طنافسي، وهوثقة ولكن الحافظ في"الاصابة"في ترجمةابي سيارة يقول: وسليمان لم يدركاحدا من الصحابة، فهذاالسند منقطع. وذكر البوصيري في"مصباح الزجاجة"عن ابي حاتم والبخاري نحو ذلك. ¬

(¬1) في الأصل: المنقي, والصواب ما أثبتناه كما في "الإصابة".

مسند أبي عياش رضي الله عنه

مسند أبي عياش رضي الله عنه 422- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص60) : حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَالَ حِينَ أَصْبَحَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كَانَ لَهُ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَكُتِبَ لَهُ بِهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرُفِعَتْ لَهُ بِهَا عَشْرُ دَرَجَاتٍ وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنْ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِذَا أَمْسَى مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ قَالَ فَرَأَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا عَيَّاشٍ يَرْوِي عَنْكَ كَذَا وَكَذَا قَالَ صَدَقَ أَبُو عَيَّاشٍ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن ابن أبي حاتم ذكره في"العلل" (ج2ص180) من حديث أبي معاوية عن سهيل به. قال: ورواه وهيب، عن سهيل، عن أبيه، عن ابن أبي عياش، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال ابن أبي حاتم: قال أبي: وهيب أحفظ من أبي معاوية، والناس يقولون: عن رجل من اسلم. اهـ قلت: ابر معاوية قد تابعه حماد بن سلمة عند أحمد كما ترى، ولكن الظاهران رواية وهيب تعل رواية حماد بن سلمة وأبي معاوية، والله اعلم.

مسند أبي كبشة الانماري رضي الله عنه

مسند أبي كبشة الانماري رضي الله عنه 423- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص230) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَعْمَلُ بِهِ فِي مَالِهِ فَيُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ مَا لِهَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِيهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاء) . وقال (ص231) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ عَنْ سَعِيدٍ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ثَلَاثٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ قَالَ فَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّذِي أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ فَإِنَّهُ مَا نَقَّصَ مَالَ عَبْدٍ صَدَقَةٌ وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ بِمَظْلَمَةٍ فَيَصْبِرُ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عِزًّا وَلَا يَفْتَحُ

عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ لَهُ بَابَ فَقْرٍ وَأَمَّا الَّذِي أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ فَإِنَّهُ قَالَ إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ عَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ حَقَّهُ قَالَ فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ قَالَ وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا قَالَ فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ عَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ قَالَ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ قَالَ وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقَّهُ فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ قَالَ وَعَبْدٌ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ قَالَ هِيَ نِيَّتُهُ فَوِزْرُهُمَا فِيهِ سَوَاءٌ) . الحديث بالسند الأول رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع، قال الحافظ رحمه الله في"النكت الظراف": ولم يسمع سالم من ابي كبشة، وقد أخرجه أبو عوانة في"صحيحه" من طريق جرير، عن منصور، عن سالم قال: حديث عن أبي كبشة. اهـ قالت: وقد ذكرت الواسطة انه ابن أبي كبشة وسمي عبد الله كما في"تحفة الأشراف"وعبد الله بن أبي كبشة ترجمه ابن حبان رحمه الله في"الثقات" (ج5ص36) فقال: يروي عن أبيه وله صحبه- يعني أباه أبا كبشة- عداده في أهل الشام، روى عنه حبيب بن عبد الله بن أبي كبشة. اهـ قلت: وسالم بن أبي الجعد كما في"تحفة الأشراف"، فعلى هذا فهو مجهول الحال. فالحديث ضعيف. وإما الحديث الثاني فمن طريق يونس بن خباب، وهو مختلف فيه كما في"تهذيب التهذيب" لكن الجرح فيه مفسركما في"ميزان الاعتدال"، قال الحافظ الذهبي في ترجمته من "الميزان": قال يحي بن سعيد: كان كذاباً. وقال ابن معين: رجل سوء ضعيف. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه. وقال النسائي: ضعيف- وهذا جرح غير

مسفر - وقال الدارقطني: رجال سوء فيه شيعية مفرطة. وقال البخاري: منكر الحديث. وذكر في ترجمته حديثاً فيه: أن العبد يُسأل في قبره: من وليك؟ فان قال: علي، نجا. اهـ المراد من"الميزان". هذا وقد كتبت هذا في "الفواكه الجنية" فعسى الله أن يوفقني لحذفه من الطبعات القادمة.

مسند أبي مالك الاشعري رضي الله عنه

مسند أبي مالك الاشعري رضي الله عنه 424- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص342) : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ عَنْ شُرَيْحِ (1) بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ يَا سَامِعَ الْأَشْعَرِيِّينَ لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ مِنْكُمْ الْغَائِبَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ حُلْوَةُ الدُّنْيَا مُرَّةُ الْآخِرَةِ وَمُرَّةُ الدُّنْيَا حُلْوَةُ الْآخِرَةِْْْْ هذا الحديث ظاهره الصحة، وقد أخرجه الحاكم (ج4ص310) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. اهـ لكن في "جامع التحصيل"في ترجمة يعيد بن أبي هند أن أبا حاتم قال: إن رواية سعيد بن أبي هند عن أبي مالك الأشعري مرسلة.

مسند أبي هريرة رضي الله عنه

_ (1) في الأصل: عن شريح عن عبيد, والصواب ما أثبتناه, فهو شريح بن عبيد, كما في كتب الرجال. مسند أبي هريرة رضي الله عنه 425- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص797) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَوْفٍ عَنْ خِلَاسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعُودُ فِي عَطِيَّتِهِ كَمَثَلِ الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ ثُمَّ عَادَ فِي قَيْئِهِ فَأَكَلَهُ) . هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكنه منقطع، خلاسٌ لم يسمع من أبي هريرة قاله البوصيري في"مصباح الزجاجة"والحافظ في"تهذيب التهذيب"عن الإمام احمد رحمه الله. 426- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص429) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَوْفٍ قَالَ حَدَّثَنَا خِلَاسٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ الحسن هو ابن أبي الحسن البصري، وهو شيخ عوف، فعوف يرويه عن خلاس عن أبي هريرة، وعن الحسن مرسلاً. وأنت إذا نظرت في طريق خلاس وجدتهم كلهم رجال الصحيح، ولكن خلاس لم يسمع من أبي هريرة كما في"تهذيب التهذيب"عن الإمام احمد وغيره.

427

على أن الحاكم قد رواه (ج2ص429) من حديث روح، عن عوف، عن خلاس، ومحمد عن أبي هريرة، لكني لا اعتمد على تفردات الحاكم لكثرة أوهامه. 427- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج6ص171) حدثنا أبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ أخبرنا هَمَّامٌ أخبرنا قَتَادَةَ عن النَّضْرِ بنِ أنَسٍ عن بَشِيرٍ ابنِ نَهِيكٍ عن أَبي هُرَيْرَةَ عن النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: "مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إلَى إحْدَاهُما جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ". هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم ثقات رجال الصحيح، ولكن الترمذي رحمه الله تعالى يقول (ج4ص295) : إنما أسند هذا همام بن يحي عن قتادة. ورواه هشام الدستوائي عن قتادة، كان يقال: ولا نعرف هذا الحديث مرفوعاً إلا من حديث همام. اهـ قال أبو عبد الرحمن: وهشام هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وهو أثبت من همام فيكون الحديث شاذاً، والله اعلم. ثم وجدت الترمذي في"العلل" (ج1ص449) قد ذكره من حديث سعيد وهو ابن أبي عروبة عن قتادة، قال: كان يقال ... فذكره من قول قتادة، ثم قال الترمذي: وحديث همام أشبه، وهو ثقة حافظ. اهـ قال ابو عبد الرحمن: بل يعتبر شاذاً، وقد خالف همام هشاما وسعيدا وكل واحد منهما اثبت منه في قتادة، والله علم. 428- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج7ص236) : حدثنا مُحَمَّدُ بنُ رَافَعٍ أخبرنا ابنُ أبي فُدَيْكٍ حدَّثني عَبْدُ الله بنُ أبي يَحْيَى عن سَعِيدِ بنِ أبي هِنْدٍ قال قال أبُو هُرَيْرَةَ ،: قال رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "تَكُونُ إبِلٌ لِلشَّيَاطِينِ وَبُيُوتٌ لِلشَّيَاطِينِ فأمَّا إبِلُ الشَّيَاطِينِ فَقَدْ رَأيْتُها يَخْرُجُ أحَدُكُمْ بِجَنِيبَاتٍ مَعَهُ قَدْ أسْمَنَهَا فَلاَ يَعْلُو بَعِيراً مِنْها وَيَمُرُّ بِأخِيهِ قَدِ انْقَطَعَ بِهِ فَلاَ يَحْمِلُهُ، وَأمَّا بُيُوتُ

429

الشَّيَاطِينِ فَلَمْ أرَهَا) كَانَ سَعِيدٌ يَقُولُ: لاَ أُرَاهَا إلاَّ هَذِهِ الأقْفَاصُ الَّتِي يَسْتُرُ النَّاسُ بالدِّيبَاجِ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدت رجاله رجال الصحيح، إلا عبد الله بن أبي يحي، وقد وثقه احمد وابن معين وأبو داود كما في"تهذيب التهذيب". ولكن قال ابن أبي حاتم ص (67) من"المراسيل": سمعت أبي يقول: سعيد بن أبي هند لم يلق أبا هريرة. 429- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص113) : أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَثْرُودٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَخْرَمَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ اللَّهِ ثَلَاثَةٌ الْغَازِي وَالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ) . هذا الحديث إذا نظرت في سنده حكمت عليه بأنه حسن، ولكن مخرمة بن بكير لم يسمع من أبيه، فالحديث منقطع وقد كتبت شيئاً من هذا في تحقيق ودراسة "التتبع" في الكلام على حديث أبي موسى في ساعة الجمعة. 430- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج7ص6) : حدثنا مُسْدَدٌ أخبرنا عِيسَى بنُ يُونُسَ أخبرنا هِشَامُ بنُ حَسَّانَ عن مُحَمَّدِ بنِ سِيرِينَ عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ ذَرَعَهُ قَيْءٌ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَإنِ اسْتَقَاءَ فَلْيَقْضِ". هذا الحديث إذا نظرت سنده وجدتهم رجال الصحيح، والكن الحافظ المنذري كما في"عون المعبود"يقول: إن الترمذي (¬1) يقول: قال محمد- يعني البخاري-: لا أراه محفوظاً. قال أبو عيسى: وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة، ولا يصح ¬

(¬1) وذكره في "العلل الكبير" (ج1ص342) .

431

إسناده. قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل قال: ليس من ذا شيء. قال الخطابي: يريد أن الحديث غير محفوظ. اهـ وفي"فيض القدير": وأنكره احمد. وقال الدارمي: زعم أهل البصرة أن هشاماً وهم فيه. اهـ 431- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج6ص441) : حدثنا مُحمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ أخبرنا حَمَّادٌ في حديثِ أيُّوبَ عن مُحمَّدِ ابن المُنْكَدِرِ عنْ أَبي هُرَيْرَةَ، ذَكَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فيهِ قالَ: "وَفِطْرُكُمْ يَوْمَ تُفْطِرُونَ وَأضْحَاكُمْ يَوْمَ تُضَحُّونَ وَكُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ، وَكُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ مَنْحَرٌ وَكُلُّ جَمْعٍ مَوْقِفٌ". هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح ولكن في"جامع التحصيل"في ترجمة محمد بن المنكدر قال ابن معين وأبو زرعة: لم يسمع من أبي هريرة ولم يلقه. اهـ وتمثيلنا بأي حديث لا يعني انه لم يثبت من طريق أخرى، فقد اخرج الترمذي (ج3ص382) وقال: هذا حديث غريب حسن من حديث المقبري عن أبي هريرة، وقد أخرجته في "الصحيح المسند". ولكن مقصودنا التنبيه على أن الحديث بهذا المسند لا يثبت، والله اعلم. 432 - قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار" (ج2ص366) : حدثا يحيى بن حبيب، ثنا المعتمر بن سليمان، قال سمعت عوفاً قال: سمعت خِلاساً يقول قال أبو هريرة: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: ذهب ثلاثة نفر رادة لأهلهم قال: فأخذهم مطر فلجؤوا إلى غار قال: فوقع عليهم - أحسبه قال: من فم الغار - حجر فسد عليهم فم الغار ووقع متجاف عنهم

قال: فقال النفر بعضهم لبعض: عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعلم بمكانكم إلا الله تعالى فتعالوا فليدع كل رجل منكم بأوثق عمل عمله لله عز وجل عسى أن يخرجكم من مكانكم. قال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أني كنت برا بوالدي وإني أرحت غنمي ليلة وكنت أحلب لأبوي فآتيهما وهما مضطجعان على فراشهما حتى أسقيهما بيدي وإني أتيتهما ليلة من تلك الليالي وجئت بشرابهما فوجدتهما قد ناما وإني جعلت أرغب لهما في نومهما وأكره أن أوقظهما وأكره أن أرجع بالشراب فيستيقظان فلا يجداني عندهما فقمت مكاني قائما على رؤوسهما كذلك حتى أصبحت اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا. قال: فزال - أو كلمة نحوها - ثلث الحجر انفراجا. قالوا للآخر: إيها - أي قل - قال: فقال الثاني: اللهم إن كنت تعلم أني أحببت ابنة عم لي حباً شديداً - وإني أحسبه قال: - خطبتها إلى أهلها فمنعونيها حتى جعلت لها ما رضيت به بيني وبينها ثم دعوت بها فخلوت بها فقعدت منها مقعد الرجل من المرأة فقالت: لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه. فانقبضت إلى نفسي ووفرت حقها عليها ونفسها اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا. قال: فزال - أو كلمة نحوها - انفراجا. وقالوا للثالث: إيها - أي: قل - قال: اللهم إن كنت تعلم أني عمل لي عامل على صاع من طعام فانطلق العامل ولم يأخذ صاعه فاحتبس علي طويلا من الدهر وإني عمدت إلى صاعه أحرثه حتى اجتمع من ذلك الصاع بقر كثير وشاء كثير ومال كثير وإن ذلك العامل أتاني بعد زمان يطلب الصاع من الطعام وإني قلت: إن صاعك ذلك من الطعام قد صار مالا كثيرا وشاء كثيرا وبقرا كثيرا فخذ

433

هذا كله فإنه من ذلك الصاع. قال لي: أتسخر بي؟ قلت له: لا والله ولكنه الحق. فانطلق به يسوق المال أجمع اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا. فانفلق الحجر فوقع فخرجوا يتماشون) . قال البزار: لا نعلم رواه عن عوف عن خلاس إلا المعتمر. قال أبو عبد الرحمن: الحديث رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع وخلاس لم يسمع من أبي هريرة ففي "جامع التحصيل" أن أبا داود قال: سمعت أحمد يقول: لم يسمع من أبي هريرة شيئاً. وقال يحيى بن سعيد: خلاس عن أبي هريرة مرسل. اهـ المراد منه. 433- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص339) : حَدَّثَنَا يُونُسُ (¬1) حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ شَكَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ مَشَقَّةَ السُّجُودِ عَلَيْهِمْ إِذَا تَفَرَّجُوا قَالَ اسْتَعِينُوا بِالرُّكَبِ قَالَ ابْنُ عَجْلَانَ وَذَلِكَ أَنْ يَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ إِذَا أَطَالَ السُّجُودَ وَأَعْيَا) . وأخرجه الحاكم (ج2ص229) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. كذا قال الحاكم رحمه الله، ومسلم لم يحتج بابن عجلان إنما روى له في الشواهد والمتابعات. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته صالحاً للحجية، ولكن الإمام البخاري في "التاريخ" (ج4ص203) حدثنا أبو نعيم عن سفيان عن سمي عن النعمان بن أبي عياش: شكا أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مشقة السجود فقال: استعينوا بالركب، وتابعه عبد الله بن محمد عن ابن عيينة عن سمي عن النعمان. ¬

(¬1) يونس هو: ابن محمد.

434

وقال ابن عجلان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة، والأول أصح بإرساله. وقال الترمذي رحمه الله تعالى (ج2ص78 بتحقيق أحمد شاكر) بعد أن ذكر الحديث متصلاً: قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إلا من هذا الوجه من حديث الليث عن ابن عجلان وقد روى هذا الحديث سفيان بن عيينة وغير واحد عن سمي عن النمان بن أبي عياش عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نحو هذا، وكأن رواية هؤلاء أصح من رواية الليث. اهـ والحديث ذكره عبد الرزاق (ج2ص171) عن الثوري عن سمي بسند البخاري في "التاريخ" مرسلاً. وذكره أيضاً ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص190) فذكر نحو كلام الترمذي ثم ذكر عن أبيه أنه مرسل. 434- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص287) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى بَطْنِهِ فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ لَضِجْعَةٌ مَا يُحِبُّهَا (¬1) اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ) . ظاهر الحديث الحسن، ولكن ابن أبي حاتم ذكره في "العلل" (ج2ص233) وقال: قال أبي: له علة. قلت: وما هو؟ قال: رواه ابن أبي ذئب، عن خاله (¬2) الحارث بن عبد الرحمن، قال: دخلت أنا، وأبو سلمة على ابن طهفة، فحدث عن أبيه، قال: مر بي وأنا نائم على وجهي، وهو الصحيح. وذكره ابن أبي حاتم أيضاً في هذه الصفحة من وجه آخر وكذا ص (269) و (270) وذكر أنه معل. ¬

(¬1) في الأصل: ما يحبه الله، والصواب ما أثبتناه. (¬2) في الأصل: عن خال الحارث بن عبد الرحمن، والصواب ما أثبتناه.

435

435- قال ابن حبان رحمه الله (485) : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (إن الله يبغض كل جعظري جواظ سخاب بالأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الأخرة) هذا الحديث كثيراً ما حدثنا به، وذلك لأن رجاله كلهم ثقات، ولكن أبا حاتم يقول: سعيد بن أبي هند لم يلق أبا هريرة كما في "المراسيل" ونقل هذا الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" مقراً له. - قال ابن حبان رحمه الله (485) أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (إن الله يبغض كل جعظري جواظ سخاب بالأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الأخرة) هذا الحديث كثيراً ما حدثنا به، وذلك لأن رجاله كلهم ثقات، ولكن أبا حاتم يقول: سعيد بن أبي هند لم يلق أبا هريرة كما في "المراسيل" ونقل هذا الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" مقراً له. 436- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج4ص70) : حدثنا محمدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أبي الشَّوَارِبِ حدثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ المُخْتَارِ عن سُهَيْلِ بن أبي صَالِحٍ عن أبيهِ عن أبي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ قالَ: "مِنْ غُسْلِهِ الغُسْلُ، ومِنْ حَمْلِهِ الوُضُوءُ يَعْنيِ المَيِّتَ". هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وافقت أبا عيسى على الحكم عليه بالحسن، ولكن الحافظ في "الفتح" (ج3ص127) يقول: وهو معلول لأن أبا صالح لم يسمعه من أبي هريرة. وللحديث طرق أخرى إلى أبي هريرة، قال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص351) وسئل أبي عن حديث رواه هدبة، عن حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: (من غسل ميتا فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ) . قال أبي: هذا خطأ، إنما هو موقوف عن أبي هريرة، لا يرفعه الثقات. اهـ

437

وقال المناوي في "فيض القدير": قال الترمذي: حسن وضعفه الجمهور وقال ابن حجر: ذكر له البيهقي طرقاً وضعفها ثم صحح وقفه وقال البخاري: الأشبه موقوف وقال ابن الجوزي: فيه محمد بن عمرو قال يحيى: ما زال الناس يتوقون حديثه. اهـ وأنت خبير أننا إذا ذكرنا حديثاً في هذا الكتاب لا يعني أنه ضعيف من جميع الطرق، ولكن يعني أنه معل من هذه الطريق، وهذا شأن كتب العلل ككتاب ابن أبي حاتم وكتاب الدارقطني، وهذا الحديث من ذاك، فإن له طرقاً كثيرة، حتى قال الحافظ كما في "فيض القدير": طرقه كثيرة كلها لا تصح، وأسوأ أحواله أن يمةن حسناً. اهـ المراد من "فيض القدير". وأم الحكم الشرعي فالأمر فيه للندب، والله أعلم. 437- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص232) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِلصَّلَاةِ أَوَّلًا وَآخِرًا وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الظُّهْرِ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَدْخُلُ وَقْتُ الْعَصْرِ وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْعَصْرِ حِينَ يَدْخُلُ وَقْتُهَا وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ تَصْفَرُّ الشَّمْسُ وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْمَغْرِبِ حِينَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَغِيبُ الْأُفُقُ وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ حِينَ يَغِيبُ الْأُفُقُ وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَنْتَصِفُ اللَّيْلُ وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْفَجْرِ حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الترمذي رحمه الله يقول (ج1ص470) بعد أن ذكره من طريق محمد بن فضيل به. قال أبو عيسى: وسمعت محمدا يقول حديث الأعمش عن مجاهد في المواقيت أصح من حديث محمد بن فضيل عن الأعمش وحديث محمد بن فضيل خطأ أخطأ فيه محمد بن فضيل.

438

حدثنا هناد حدثنا أبو أسامة عن أبي إسحق الفزاري عن الأعمش عن مجاهد قال كان يقال إن للصلاة أولا وآخرا فذكر نحو حديث محمد بن فضيل عن الأعمش نحوه بمعناه. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص101) بعد أن ذكره من طريق محمد بن فضيل: قال أبي هذا خطأ وهم فيه بن فضيل يرويه أصحاب الأعمش عن الأعمش عن مجاهد قوله. اهـ وقال البيهقي رحمه الله (ج1ص376) : بعد أن ذكره من طريق محمد بن فضيل: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يضعف حديث محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أحسب يحيى يريد إن للصلاة أولاً وآخراً وقال إنما يروى عن الأعمش عن مجاهد وقال في موضع آخر من "التاريخ" حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إن للصلاة أولاً وآخراً رواه الناس كلهم عن الأعمش عن مجاهد مرسلاً قال الشيخ (البيهقي) وبمعناه ذكره البخاري رحمه الله تعالى. أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنا أحمد بن محمد بن النضر ثنا معاوية عن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن مجاهد قال: كان يقال أن للصلاة أولاً وآخراً فذكره وكذلك رواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري وأبو زبيد عبثر بن القاسم عن الأعمش عن مجاهد. اهـ هذا كلام أهل الفن رحمهم الله، وأما ما ذكره الشيخ أحمد شاكر رحمه الله عن ابن حزم وابن الجوزي أنهما ردَّا هذا التعليل فهما لم يرداه بحجة ولا يعارض ردهما قول البخاري وابن معين وأبي حاتم رحمهم الله. 438- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج7ص219) حدثنا مُوسَى بنُ

439

مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ أخبرنا مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ عن أبي حَيَّانَ (1) التِّيْمِيِّ أخبرنا أبُو زُرْعَةَ عن أبي هُرَيْرَةَ،: " أنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُسَمِّي الأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ فَرَساً". الحديث رجاله رجال الصحيح إلا موسى بن مروان، وقد روى عنه جماعة ولم يوثقه معتبر، ولكن الظاهر أنه متابع لما سيأتي في "العلل". وإليك ما قاله أبو حاتم قال ولده في كتاب "العلل" (ج1ص301) وسألت أبي عن حديث؛ رواه مروان الفزاري، عن أبي حيان التيمي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ سمى الأنثى من الخيل الفرس. فقال: هذا حديث مشهور، رواه جماعة، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، أنه ذكر الغلول، فقال: لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على عنقه فرس فاختصر مروان هذا الحديث لما قال: يحملها على رقبته أي: جعل الفرس أنثى حين قال: يحملها ولم يقل: (يحمله) . هـ 439- قال الإمام البخاري رحمه الله في "الأدب المفرد" ص (272) حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا بن أبي فديك عن عبد الله بن أبي يحيى عن سعيد بن أبي هند عن أبي هريرة قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتا يوشونها وشى المراحيل. قال إبراهيم يعني الثياب المخططة. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا عبد الله بن أبي يحيى وهو عبد الله بن محمد بن أبي يحيى، وقد وثقه أحمد وابن معين وأبو داود كما في "تهذيب التهذيب". ولكن في "جامع التحصيل" عن أبي حاتم رحمه الله أن سعيد بن أبي هند لم يلق أبا

440

ــــــــ (1) أبو حيان هو يحيى بن سعيد التيمي. موسى ولا أبا هريرة. 440- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص383) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ جَالِسًا فِي الشَّمْسِ فَقَلَصَتْ عَنْهُ فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْ مَجْلِسِهِ) . أنت إذا نظرت إلى سند الحديث وجدتهم رجال الصحيح حسن، ولكن يحيى بن معين وأبازرعة يقولان: لم يسمع محمد بن المنكدر من أبي هريرة كما في "جامع التحصيل". وقد رواه أبو داود (ج13ص171) فذكر شيخ محمد بن المنكدر رجلاً مبهماً عن أبي هريرة. والحديث صحيح من حديث قيس بن أبي حازم، عن أبيه وهو من الأحاديث التي ألزم الدارقطنيُّ البخاريَّ ومسلماً أن يخرجاها. 441- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1150) : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْحُمَّى كِيرٌ مِنْ كِيرِ جَهَنَّمَ فَنَحُّوهَا عَنْكُمْ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحسن لم يسمع من هريرة فهو منقطع. 442 - قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1149) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ عَادَ مَرِيضًا وَمَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ وَعْكٍ كَانَ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (أَبْشِرْ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ هِيَ نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا لِتَكُونَ حَظَّهُ

443

مِنْ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ) . هذا السند إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم صالحين للحجية فظاهره أنهم كلهم رجال الصحيح، إلا أبا صالح الأشعري وقد قال أبو حاتم: لا باس به، ولكن عبد الرحمن ابن يزيد هو ابن تميم المضعف وليس بابن جابر الثقة، قاله محمد بن عبد الله بن نمير وغيره. وقال أبو داود في عبد الرحمن بن يزيد بن تميم: متروك الحديث حدث عنه أبو أسامة وغلط في اسمه، وكل ما جاء عن أبي أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد فإنما هو ابن تميم. اهـ من"تهذيب التهذيب". ورجع ترجمة عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم من"تهذيب التهذيب" 443 - قال قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1211) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَا زَالَ جِبْرَائِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ) . ظاهر هذا السند أن الحديث صحيح، ولكن إليك ما قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص243) وسألت أبي، وأبا زرعة، عن حديث مجاهد: في قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: أوصاني جبريل عليه السلام بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. واختلف الرواة عن مجاهد: فقال بشير بن سلمان: عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. وقال يونس بن أبي إسحاق: عن مجاهد، عن أبي هريرة. وقال زبيد: مجاهد، عن عائشة. قال أبي: حديث زبيد أشبه، لأنه أحفظهم، ولا أبعد أن يكون روى مجاهد، عن كلهم. (¬1) قال أبي: وقد روي عن عبد الله بن عمرو من غير هذا الطريق. قال أبو زرعة: ¬

(¬1) في الأصل: عن كلاهم، والمناسب للسياق ما أثبتناه.

444

سمعت أبا حفص الصيرفي يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: الصحيح: حديث زبيد. وقال أبو زرعة: الصحيح: حديث زبيد. قلت له: فتعرف خلافاً سوى ما ذكرنا قال: لا. 444- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج13ص284) : حدثنا مُوسَى بنُ إسْمَاعِيلَ أخبرنا حَمَّادٌ عن مُحَمَّد بن عَمْرٍو عن أَبِي سَلَمَةَ عن أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلاً يَتْبَعُ حَمَامَةً فقَالَ: " شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانَةً". وأخرجه ابن ماجه (ج2ص1238) : فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا الأسود بن عامر، عن حماد بن سلمة به. هذا الحديث بهذا السند إذا نظرت إلى رجاله وجدته حسنا ولكن البوصيري رحمه الله يذكر في "مصباح الزجاجة" (ج4ص124) أن مسدداً رواه في"مسنده"مرسلاً فقال: حدثنا يحي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن النبيصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. ويحي هو ابن سعيد القطان، وهو أرجح من حماد بن سلمه، فيكون حماد بن سلمة شاذاً، والله اعلم. وفيه اختلاف آخر على محمد بن عمرو فقد رواه شريك عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة. ذكره الحافظ المزي في"تحفة الأشراف" (ج11ص4) فهذا يدل على أن محمد بن عمر وما ضبطه. والله اعلم. 445- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص387) : حَدَّثَنَا بَهْزٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ فَقَالَ امْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ وَأَطْعِمْ الْمِسْكِينَ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، لكن الحديث منقطع فقد رواه الإمام احمد (ج2ص263) فقال: ثنا أبو كامل، ثنا حماد، عن أبي عمران الجوني، عن رجال، عن أبي هريرة به.

446

446- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص297) : حَدَّثَنِي صَفْوَانُ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَجْلَانَ عَنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ الدِّينُ النَّصِيحَةُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حمت عليه بالحسن، ولكن الحافظ ابن حجر رحمه اللله في "تغليق التعليق" (ج2ص57) يقول بعد ذكره من "مسند أحمد" بهذا السند: ورواه محمد بن نصر (¬1) المروزي عن إسحاق بن راهويه عن صفوان مثله وقال هو غلط وإنما حدث أبو صالح عن أبي هريرة بحديث ((إن الله يرضى لكم ثلاثا الحديث وكان عطاء بن يزيد حاضرا فحدثهم عن تميم الداري بحديث ((إن الدين النصيحة)) فسمعها سهيل منهما ثم قال الحافظ رحمه الله قلت قد كشف محمد بن نصر عن علته وأن ابن عجلان دخل عليه إسناد في إسناد وقد أخطأ فيه ابن عجلان خطأ آخر رواه الليث بن سعد عنه عن زيد بن أسلم وعن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة أخرجه النسائي من طريقه وزيد بن أسلم إنما رواه عن ابن عمر كما سيأتي والقعقاع انما رواه عن أبي صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم كما مضى. إلى أن قال الحافظ (ص61) وَأَصَح طرقه حَدِيث تَمِيم بل قَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الأوسط لَا يَصح إِلَّا عَن تَمِيم (وَالله أعلم) . 447- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص371) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ النَّخَعِيِّ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ¬

(¬1) يراجع الكلام على الحديث في "تعظيم قدر الصلاة" لمحمد بن نصر المروزي (ج2ص685) .

448

عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَا جَفَا وَمَنْ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ وَمَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ افْتُتِنَ وَمَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنْ السُّلْطَانِ قُرْبًا إِلَّا ازْدَادَ مِنْ اللَّهِ بُعْدًا) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا الحسن بن الحكم وقد وثقه ابن معين وأحمد بن حنبل وحمل عليه ابن حبان، وابن حبان يتجاوز الحد في التجريح. لكن علة الحديث أن إسماعيل بن زكريا تفرد به، هكذا قال ابن عدي (ج1ص312) : وهذا الحديث لا أعلم يرويه هكذا غير إسماعيل بن زكريا. وقد خالف إسماعيلَ يعلى ومحمداً ابنا عبيد الطنافسيان فأبهما شيخ عدي بن ثابت. قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص440) : حدثنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا حدثنا الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن شيخ من الأنصار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكره. ولا يقال: إن الذي من الأنصار هو أبو حازم الأشجعي فإن أبا حازم الأشجعي هو مولى عزة الأشجعية نُسِبَ بأنه كوفي كما في "تهذيب الكمال" و"تهذيب التهذيب" و"الخلاصة" والله أعلم. ثم رأيت ابن أبي حاتم ذكره في "العلل" (ج2ص246) : فقال: وسألت أبي عن حديث؛ رواه إسماعيل بن زكريا - فذكر السند المتقدم - قال أبي: كذا رواه، ورواه غيره، عن الحسن بن الحكم، عن عدي بن ثابت، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، وهو أشبه. 448- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص360) : حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ حَدَّثَنَا

449

هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ إِسْحَاقَ (¬1) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كِنَانَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كُنَّا تَحْتَ ثَنِيَّةِ لِفْتٍ طَلَعَ عَلَيْنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ الثَّنِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ انْظُرْ مَنْ هَذَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا) . أنت إذا نظرت إلى رجال هذا السند وجدتهم رجال الصحيح، إلا أبا إسحاق بن عبد الله، وقد وثقه أبو زرعة كما في "تهذيب التهذيب". ولكن في "تهذيب الكمال" أن أبا حاتم قال: لم يسمع إسحاق بن عبد الله بن أبي هريرة، فالحديث منقطع. وللحديث طرق أخرى عند الترمذي (ج10ص344) قال حثنا قتيبة أخبرنا الليث عن هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة فذكر نحوه ثم قال: هذا حديث غريب ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعاً من أبي هريرة، وهذا حديث مرسل عندي. والمقصود هنا التنبيه على انقطاع الحديث من الطريقين، وأم الحديث فثابت في البخاري من حديث أنس كما في "تحفة الأحوذي". 449- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص385) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ يُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ) . ¬

(¬1) في الأصل: إسحاق بن الحارث بن عبد الله بن كنانة, والصواب ما أثبتناه كما في "تهذيب التهذيب".

450

أنت إذا نظرت في سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الحافظ العلائي يذكر جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة في ترجمة أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي ثم قال: والظاهر في ذلك كله الإرسال. اهـ ولحافظ في"تهذيب التهذيب"يذكر أبا هريرة في جماعة من الصحابة ثم قال: ويقال: لم يسمع منهم. وقال الحافظ المنذري في"الترغيب والترهيب" (ج2ص98) بعد الحديث: رواه النسائي (ج4ص129) : والبيهقي كلاهما عن أبي قلابة عن أبي هريرة ولم يسمع منه فيما اعلم. 450- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص452) : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ حَدَّثَنَا لَيْثٌ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ قَالَ لِصَبِيٍّ تَعَالَ هَاكَ ثُمَّ لَمْ يُعْطِهِ فَهِيَ كَذْبَةٌ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وحجاج هو ابن محمد المصيصي، ولكن ابن شهاب لم يسمع من أبي هريرة، فقد ذكر العلائي في "جامع التحصيل"في ترجمة الزهري انه روى عن أبي هريرة ثم قال: مرسل. 451- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص80) : حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ) . وأخرجه احمد (ج12ص178) . قال البوصيري رحمه الله (ج1ص30) من"مصباح الزجاجة": هذا إسناد ظاهره الصحة، ولكن اختلف فيه على الزهري فرواه النسائي من حديث شعيب عن الزهري عن أبي سلمة، وقال: الصواب رواية الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن معاوية كما في"الصحيحين". اهـ

452

452- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص388) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي الْبَوْلِ) . وقال أيضاً (ج2ص326) : ثنا يحي بن حماد ثنا أبو عوانة به. والحديث أخرجه ابن ماجه (348) فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عفان به والدارقطني (ج1ص128) فقال حدثنا أبو علي الصفار، نا محمد بن علي الوراق، نا عفان به. وقال عقبه: صحيح. وأخرجه الحاكم (ج1ص183) : من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم: عم محمد بن علي الوراق، عن عفان به. ورواه البيهقي (ج2ص412) بسنده إلى يحي بن حماد، عن أبي عوانة به. هذا حديث ظاهر سنده انه على شرط الشيخين، ولكن الحافظ في"التلخيص الحبير"يقول (ج1ص106) : وأعله أبو حاتم وقال: إن رفعه باطل. اهـ والحديث في"العلل" (ج1ص366) قال ابن أبي حاتم: سالت أبي عن حديث رواه عفان، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: ((أكثر عذاب القبر في البول)) . قال أبي: هذا حديث باطل يعني رفعه. اهـ وقال البوصيري في"مصباح الزجاجة": وحكى الترمذي في"العلل المفردة"عن البخاري أنه قال: إنه حديث صحيح. اهـ (ج1ص101) من"مصباح الزجاجة". 453- قال الإمام الحاكم رحمه الله في "المستدرك" (ج1ص348) : حدثني بكر بن محمد الصيرفي (¬1) بمكة ثنا أبو مسلم إبراهيم ¬

(¬1) صوابه بكير بن محمد الصيرفي كما في الأصل بتحقيقنا.

454

ابن عبد الله ثنا علي بن المديني ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عاصم بن محمد بن زيد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي المؤمن ولم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري ثم أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ثم يستأنف العمل هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه كذا قال الحاكم رحمه الله، ولكن الحافظ ابن رجب في "الملحق بشرح علل للترمذي" (ج2ص769) قال: قال الحافظ أبو الفضل بن عمار الهروي الشهيد رحمه الله: هذا حديث منكر، وإنما رواه عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه، وعبد الله بن سعيد شديد الضعف. قال يحيى القطان: ما رأيت أحداً أضعف منه. ورواه معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد بن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، وهو يشبه أحاديث عبد الله بن سعيد. انتهى. 454- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص528) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ (ح) وحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ قَالَا حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَلَا صَوْمَ حَتَّى يَجِيءَ رَمَضَانُ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بالحسن، ولكن في "فيض القدير" بعد عزوه لأحمد وأصحاب السنن بلفظ (إذا انتصف شعبان) أن الإمام أحمد قال: هو غير محفوظ. وفي "سنن البيهقي" عن أبي داود عن أحمد: منكر، وقال ابن حجر: وكان بن مهدي يتوقاه. اهـ

455

455- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص430) حدثنا مُحمَّدُ بنُ المُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلاَنِيُّ وَمَخْلَدُ بنُ خَالِدٍ الشَّعِيريُّ المَعْنى قالاَ أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنبأنا مَعْمَرٌ عن ابنِ أبي ذِئْبٍ عن سَعِيدِ بنِ أبي سَعِيدٍ عن أَبي هُرَيْرَةَ ، قال قال رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "مَا أدْرِي أتُبَّعٌ لَعِينٌ هُوَ أمْ لاَ، وَما أدْرِي أعُزَيرٌ نَبِيٌّ هُوَ أمْ لاَ". الحديث رواه البخاري في"التاريخ" (ج1ص153) وفيه (والحدود كفارة لأهلها، أم لا)) ، مرسلاً ومتصلاً، وقال: المرسل اصح، ولا يثبت هذا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: لان الحدود كفارة. اهـ وقال الحافظ ابن عبد البر في كتابه"جامع بيان العلم وفضله": بعد ذكره زعم الدارقطني أنه انفرد عبد الرزاق بهذا الإسناد. قال أبو عمر: حديث عبادة بن الصامت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فيه: "أن الحدود كفارة" وهو أثبت وأصح إسناداً من حديث أبي هريرة. وقد أخرجه الحاكم (ج2ص450) من طريق آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب، فآدم متابع لمعمر على رفعه، ولكن شيخ الحاكم فيه عبد الرحمن بن الحسن ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" (ج1ص292) وذكر الخطيب أنه قد كُذّب. راجع ترجمته من "تاريخ بغداد". 456- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1364) : حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُهُ غَدًا فَيُعِيدُهُ اللَّهُ أَشَدَّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ حَفَرُوا حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ

457

الَّذِي عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَاسْتَثْنَوْا فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ فَيُنْشِفُونَ الْمَاءَ وَيَتَحَصَّنُ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ عَلَيْهَا الدَّمُ الَّذِي اجْفَظَّ فَيَقُولُونَ قَهَرْنَا أَهْلَ الْأَرْضِ وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ فَيَبْعَثُ اللَّهُ نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ دَوَابَّ الْأَرْضِ لَتَسْمَنُ وَتَشْكَرُ شَكَرًا مِنْ لُحُومِهِمْ الحديث رواه الإمام أحمد فقال: حدثنا روح، حدثنا سعيد بن أبي عروبة به. الحديث بسند الإمام أحمد رجاله رجال الصحيح، ولكن إليك ما قاله الحافظ ابن كثير (ج3ص105) قال رحمه الله: وإسناده جيد قوي، ولكن متنه في رفعه نكارة، لان ظاهر الآية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه لإحكام بنائه وصلابته وشدته، ولكن هذا قد روي عن كعب الأحبار أنهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل فيقولون: غداً نفتحه، فيأتون من الغد وقد عاد كما كان، فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل، فيقولون كذلك، فيصبحون وهو كما كان، فيلحسونه ويقولون: غدا نفتحه ويلهمون أن يقولون: إن شاء الله) فيصبحون وهو كما فارقوه، فيفتحونه، وهذا متجه، ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب، فانه كان كثيراً ما كان يجالسه ويحدثه، فحدث به أبو هريرة فتوهم بعض الرواة عنه انه مرفوع فرفعه والله اعلم. ثم قال رحمه الله: ويؤيد ما قلناه من أنهم لم يتمكنوا من نقبه ولا نقب شيء منه، ومن نكارة هذا المرفوع، ثم ذكر الحديث المتفق عليه من حديث زينب: (لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب! فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وحَلَّق، قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث)) . 457- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج2ص476) : حدثنا بِشرُ بنُ معاذٍ العقَديّ حدثنا عبدُ الواحدِ بنُ زيادٍ حدثنا الأعمشُ عن أبي صالحٍ عن أبي

458

هريرةَ قال: قال رسولُ الله: "إذا صلّى أحدُكم ركعتيْ الفجرِ فليضطجِعْ على يمينِه". قال أبو عيسى: حديثُ أبي هريرةَ حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه. أذا نظرت إلى رجال هذا السند وجدتهم رجال الصحيح، إلا بشر بن معاذ وقد قال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق. ولكن رواية عبد الواحد بن زياد عن الأعمش ضعيفة، ففي"تهذيب التهذيب" في ترجمة عبد الواحد بن زياد: وقال صالح بن احمد عن علي بن المديني: سمعت يحي بن سعيد يقول: ما رأيت عبد الواحد بن زياد يطلب حديثاً قط بالبصرة ولا بالكوفة، وكنا نجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة أذاكره حديث الأعمش فلا نعرف منه حرفاً. وفيه أيضاً: وقال أبو داود: ثقة عمد إلى أحاديث كان يرسلها الأعمش فوصلها. اهـ وذكر الحافظ الذهبي رحمه الله في"الميزان"هذا الحديث مما أنكر على عبد الوحد. اهـ والحديث في"الصحيحين"عن عائشة من فعل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. 458- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2ص443) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَلِيحٍ الْمَدَنِيُّ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَمْ يَدْعُ اللَّهَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وذكره ص (477) بذلك السند، وأخرجه الترمذي (ج1ص313) وقال: قد روى وكيع عن غير واحد عن أبي المليح هذا الحديث ولا نعرفه إلا من هذا الوجه. وأخرجه ابن ماجه (ج2ص1258) كهم يروونه عن أبي المليح عن أبي صالح غير منسوب فيتوهم الباحث انه أبو صالح ذكوان لكثرة روايته عن أبي هريرة فيحكم على الحديث بالصحة. لان أبا المليح قد وثقه ابن معين، ولكن الذي في السند هو أبو صالح الفارسي الخوزي، ما ذكر الحافظ ابن حجر في"تهذيب التهذيب"راوياً عنه سوى أبي

459

المليح ضعفه ابن معين، وقال أبو زرعة: لا باس به. وقال الحافظ في"التقريب": لين. وذكر الحافظ الذهبي في"الميزان"هذا الحديث في ترجمة أبي صالح يعني انه تفرد به، فعلى هذا فالحديث ضعيف. والله اعلم. 459-قال الإمام أبو محمد بن حبان رحمه الله تعالى ص (592) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ فَيَّاضٍ بِدِمَشْقَ وَاللَّفْظُ لِلْحَسَنِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا، إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ... هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، الْمَلِكُ، الْقُدُّوسُ، السَّلاَمُ، الْمُؤْمِنُ، الْمُهَيْمِنُ، الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ، الْمُتَكَبِّرُ، الْخَالِقُ، الْبَارِئُ، الْمُصَوِّرُ، الْغَفَّارُ، الْقَهَّارُ، الْوَهَّابُ، الرَّزَّاقُ، الْفَتَّاحُ، الْعَلِيمُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الْخَافِضُ، الرَّافِعُ، الْمُعِزُّ، الْمُذِلُّ، السَّمِيعُ، الْبَصِيرُ، الْحَكَمُ، الْعَدْلُ، اللَّطِيفُ، الْخَبِيرُ، الْحَلِيمُ، الْعَظِيمُ، الْغَفُورُ، الشَّكُورُ، الْعَلِيُّ، الْكَبِيرُ، الْحَفِيظُ، الْمُقِيتُ، الْحَسِيبُ، الْجَلِيلُ، الْكَرِيمُ، الرَّقِيبُ، الْوَاسِعُ، الْحَكِيمُ، الْوَدُودُ، الْمَجِيدُ، الْمُجِيبُ، الْبَاعِثُ، الشَّهِيدُ، الْحَقُّ، الْوَكِيلُ، الْقَوِيُّ، الْمَتِينُ، الْوَلِيُّ، الْحَمِيدُ، الْمُحْصِي، الْمُبْدِئُ، الْمُعِيدُ، الْمُحْيِي، الْمُمِيتُ، الْحَيُّ، الْقَيُّومُ، الْوَاجِدُ، الْمَاجِدُ، الْوَاحِدُ، الأَحَدُ، الصَّمَدُ، الْقَادِرُ، الْمُقْتَدِرُ، الْمُقَدِّمُ، الْمُؤَخِّرُ، الأَوَّلُ، الآخِرُ، الظَّاهِرُ، الْبَاطِنُ، الْمُتَعَالِ، الْبَرُّ، التَّوَّابُ، الْمُنْتَقِمُ، الْعَفُوُّ، الرَّؤُوفُ، مَالِكُ الْمُلْكِ، ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، الْمُقْسِطُ، الْمَانِعُ، الْغَنِيُّ، الْمُغْنِي، الْجَامِعُ، الضَّارُّ، النَّافِعُ، النُّورُ، الْهَادِي، الْبَدِيعُ، الْبَاقِي، الْوَارِثُ، الرَّشِيدُ، الصَّبُورُ) الحديث ذكره ابن حبان في "صحيحه" كما ترى، والحاكم في "مستدركه" وقال:

460

صحيح على شرط الشيخين. ولكن الإمام الترمذي رحمه الله تعالى يقول بعد ذكره من طريق صفوان بن صالح: هذا حديث غريب حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح وهو ثقة عند أهل الحديث وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ولا نعلم في كثير شيء من الروايات له إسناد صحيح ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث وقد روى آدم بن أبي إياس هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وذكر فيه الأسماء وليس له إسناد صحيح. اهـ ونقل المباركافوري في "التحفة" عن الحافظ أنه قال: وليست العلة عند الشيخين تفرد الوليد فقط بل الاختلاف فيه والاضطراب وتدليسه واحتمال الإدراج. اهـ وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قول الله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) بعد ذكر الحديث: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني، عن زهير بن محمد: أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك، أي: أنهم جمعوها من القرآن كما رود عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبي زيد اللغوي، والله أعلم. 460- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج7ص30) : أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَقَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَدْ اسْتَثْنَى) . هذا الحديث إذا نظرت إليه بهذا السند وجدت وجدتهم رجال الصحيح، إلا نوح بن

461

حبيب، وهو ثقة وقد تُبع عند الترمذي، فتابعه يحيى بن موسى الملقب بخَتٍّ، وهو من مشايخ البخاري. وإليك ما قاله الإمام الترمذي (ج5ص131) قال رحمه الله: سألْتُ محمدَ بن إسماعيلَ عن هذا الحديثِ فقال: هذا حديثٌ خَطَأٌ أَخْطَأَ فيه عبدُ الرزَّاقِ اختَصَرَهُ مِن حديثِ مَعْمَرٍ عن ابن طاوسٍ عن أبيهِ عن أبي هريرةَ عن النبيِّ قال: "إنَّ سُلَيْمانَ بن داودَ عليه السلام قال لأطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ على سَبْعِينَ امرأَةً تَلِدُ كُلُّ امرأَةٍ غُلاَماً، فطافَ عليهنَّ فلَم تَلِد امرأةٌ مِنْهُنَّ، إلاَّ امرأةً نِصْفَ غُلاَمٍ، فقالَ رسولُ الله: لَوْ قالَ إن شاءَ الله لكَانَ كَمَا قالَ". هكذا رَوَى عبد الرزاقِ عن مَعْمَرٍ عن ابن طاوس عن أبِيهِ هذا الحديثَ بِطُولِهِ، وقال: (سَبْعِينَ امرأةً) . وقد رُوِيَ هذا الحديثُ مِن غيرِ وجهٍ عن أبي هريرةَ عن النبيِّ قال: (قالَ سُليمانُ بنُ داودَ لأطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ على مائةِ امرأةٍ) . اهـ 461- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج9ص392) : حدثنا أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ أَبي السَّفَرِ الكُوفِيُّ واسْمُهُ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الله الهَمْدَانيُّ حدثنا الحَجَّاجُ بنُ مُحمَّدٍ قَالَ قَالَ ابنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي مُوسَى بنُ عُقْبَةَ عَن سُهَيْلِ بنِ أبي صَالِحٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قالَ رَسُولُ الله "مَنْ جَلَس في مَجْلِسٍ فَكثُرَ فيهِ لَغَطُهُ؟ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أن لاَ إلَهَ إلاّ أنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ إِلاّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ" قال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ لاَ نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ سُهَيْلٍ إلاّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ. فأنت إذا نظرت في السند تقول هو حسن على شرط مسلم، ولكن الإمام البخاري يذكر هذا الحديث في ترجمة سهيل من "التاريخ الكبير" و"الصغير" ثم يعقبه

462

بقوله: وقال موسى عن وهيب نا سهل عن عون بن عبد الله بن عتبة ولم يذكر موسى بن عقبه. والكلام على بيان علة هذا الحديث بهذا السند مبسوط في آخر "فتح الباري" وفي آخر مقدمة "الفتح" ترجمة البخاري، وفي ترجمة البخاري من "تاريخ بغداد" وفي "معرفة علوم الحديث" للحاكم وفي "العلل" لابن أبي حاتم وفي "النكت" للحافظ على ابن الصلاح. والحديث صحيح من غير حديث أبي هريرة كما في آخر "فتح الباري". 462- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج10ص77) : حَدَّثَنَا أبُو هَمَّامٍ الوَلِيدُ بنُ شُجَاعِ بنِ الوَليدِ البَغْدَادِيُّ حدثنا الوَلِيدُ بنُ مُسْلِمٍ عَن الأَوْزَاعِيِّ عَن يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ عَن أَبِي سَلَمَةَ عَن أبِي هُرَيْرَةَ: قالَ: "قالُوا يا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟ قالَ وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ" هَذَا حَدِيثٌ حَسنٌ صحيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أبي هُريْرَةَ لا نَعْرِفُهُ إِلاّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ. هذا الحديث إذا نظرت إليه وجدت رجاله ثقات وإن كان الوليد بن مسلم مدلساً ولم يصرح بالتدليس فليس هو علته. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في "العلل" (ج2ص645) وتكلم الإمام أحمد في حديثه يعني الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير خاصة، وقال: لم يكن حفظه جيداً فيخطئ فيه، - إلى أن قال - إنه أنكر هذه الحديث، وقال: هذا من خطأ الأوزاعي. ثم قال الحافظ ابن رجب وقد ذكرنا ذلك في أول كتاب المناقب. اهـ والحديث صحيح بلفظ (كنت نبياً وأدم بين الروح والجسد) كما في "السنة" لابن أبي عاصم، وقد نقلته في "الجامع الصحيح في القدر" وذكرته في "الصحيح المسند" من حديث ميسرة الفجر.

463

463- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج1ص247) : حدثنَا قُتَيْبَة وهَنَّادٌ (قَالاَ) : حدَّثنا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُهَيْلِ بنِ أبي صالِحٍ عَنْ أبِيهِ عنْ أَبي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ الله قالَ: "لاَ وُضُوءَ إلاَّ مِنْ صَوْتٍ أوْ رِيحٍ" (قَالَ أبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ) . إذا نظرت في سند هذا الحديث حكمت عليه بالحسن، وانه على شرط مسلم، ولكن الحافظ ابن حجر رحمه الله ينقل في"التلخيص" (ج1ص117) عن ابن أبي حاتم عن أبيه (1) أن هذا وهم، اختصر شعبة متن الحديث فقال: ((لا وضوء إلا من صوت أو ريح)) . ورواه أصحاب سهيل بلفظ ((إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد ريحاً من نفسه فلا يخرج حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً) . اهـ وأما ما نقله الحافظ عن الحافظ البيهقي انه قال في حديث الباب: انه ثابت ... الخ فان أبا حاتم رحمه الله اعلم بعلم الحديث من البيهقي رحمه الله. 464- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج9ص332) : حدثنا أبُو بَكْرِ بنُ أبي شَيْبَةَ عن يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا عنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو عن أبِي سَلَمَةَ عن أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ بَاعَ بَيْعَتَيْنِ فِي بَيْعَةٍ فَلَهُ أوْكَسُهُمَا أوِ الرِّبَا". الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته حسناً، ولكنه شاذ بهذا اللفظ، فقد خالف يحي بن زكريا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وإسماعيل ابن جعفر، ومعاذ بن معاذ، وعبد الوهاب بن عطاء، وعبدة بن سليمان، ويحي بن سعيد، كلهم يروونه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ نهى عن

465

ــــــــ (1) "العلل" (ج1ص47) . بيعتين في بيعة. اهـ مختصراً من"عون المعبود". 465- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص254) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) . هذا لحديث ظاهره الحسن، وقد كنت كتبته في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" ولكن الإمام النسائي رحمه الله ذكره في "عمل اليوم والليلة" ص (178) فقال: أخبرنا محمد بن بشار قال حدثنا ابو بكر قال حدثنا الضحاك قال حدثني سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: (وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وليقل اللهم باعدني من الشيطان) خالفه محمد بن عجلان رواه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن كعب قوله. أخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن كعب الأحبار قال يا أبا هريرة احفظ مني اثنتين أوصيك بهما إذا دخلت المسجد فصل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وقل اللهم افتح لي أبواب (رحمتك) وإذا خرجت من المسجد فصل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وقل اللهم احفظني من الشيطان. خالفه ابن أبي ذئب رواه عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن كعب أخبرنا عيسى بن ابراهيم عن ابن وهب عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال: (ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم خير من يوم الجمعة) ثم قدم علينا كعب فقال أبو هريرة وذكر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ساعة في يوم الجمعة لا يوافقها مؤمن يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه

466

قال كعب صدق والذي أكرمه وإني قائل لك اثنتين فلا تنسهما إذا دخلت المسجد فسلم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (وقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك) وإذا خرجت فسلم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وقل اللهم احفظني من الشيطان. قال أبو عبد الرحمن (النسائي) ابن أبي ذئب أثبت عندنا من محمد بن عجلان (ومن الضحاك بن عثمان في سعيد المقبري وحديثه أولى عندنا بالصواب وبالله التوفيق وابن عجلان) آاختلطت عليه أحاديث سعيد المقبري ما رواه سعيد عن أبيه عن أبي هريرة وسعيد عن أخيه عن أبي هريرة وغيرهما من مشايخ سعيد فجعلها ابن عجلان كلها عن سعيد عن أبي هريرة وابن عجلان ثقة والله أعلم. اهـ 466- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج4ص71 بتحقيق الدعاس وعادل السيد) حدثنا أبُو بَكْرِ بنُ أبي شَيْبَةَ حدثنا سُرَيْجُ بنُ النُّعْمَانِ أخبرنا فُلَيْحٌ عن أبي طَوَالَةَ عَبْدِ الله بنِ عَبْدِ الرَّحْم?نِ بنِ مَعْمَرٍ الأنصاري عن سَعِيدِ بنِ يَسَارٍ عن أَبي هُرَيْرَةَ، قالَ قالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ الله لا يَتَعَلَّمُهُ إلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ـ يَعني رِيحَهَا". الحديث رجاله رجال الصحيح، وفليح بن سليمان حديثه في "الصحيحين" مقبول لتحري صاحبي الصحيح، أما خارج الصحيح فالذي يظهر أن حديثه لا يبلغ الحسن. وما قيل أنه قد توبع فليح عند ابن عبد البر فقد أجاب عنه المحقق (ج1ص659) فقال: وظن قوم أنه قد توبع عند ابن عبد البر. ثم قال: قلت: ومنشأ هذا الوهم أنه ذكر عند المصنف (1146) الراوي عن أبي طوالة هو أبو سليمان الخزاعي، والصواب أنه ابن سليمان، وهو فليح وكنيته أبو يحيى والله تعالى أعلم. اهـ قال أبو عبد الرحمن: والحديث ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص438) فقال: أن

467

أبازرعة ذكر الحديث من طريق فليح بن سليمان، ثم قال: هكذا رواه. ورواه زائدة أبي طوالة، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن رهط من أهل العراق عن أبي ذر موقوف (¬1) عليه ولم يرفعه. اهـ قلت: لا المرفوع صحيح، لضعف فليح، ولمخالفة زائدة بن قدامة وهو ثقة ثبت صاحب سنة كما في "التقريب". ولا الموقوف، لأن فيه مبهمين من أهل العراق، وأيضاً لا يدرى أسمعوا من أبي ذر أم لا؟. 467- قال الإمام الطحاوي رحمه الله في "شرح مشكل الآثار" (ج15ص347) : حدثنا عبيد بن رجال حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إذا حدثتم عني حديثا تعرفونه ولا تنكرونه فصدقوا به قلته أو لم أقله فإني أقول ما تعرفونه ولا تنكرونه وإذا حدثتم عني حديثا تنكرونه ولا تعرفونه فكذبوا به فإني لا أقول ما تنكرونه وأقول ما تعرفونه) . الحديث ظاهره الصحة، وعبيد بن رجال هو عبيد بن محمد بن موسى، ولم يذكر فيه جرح ولا تعديل، وليس مقصوداً لأن العلة في هذا الحديث من وقفه، فقد عدَّ البخاري رحمه الله ذكر أبي هريرة وَهَماً فقال في "التاريخ" (ج3ص474) سعيد بن أبى سعيد المقبرى رقم الترجمة (1585) ،، وقال ابن طهمان عن ابن أبى ذئب عن سعيد المقبرى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: ما سمعتم عنى من حديث تعرفونه فصدقوه، وقال يحيى: عن أبى هريرة، وهو وهم ليس فيه أبو هريرة. اهـ وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص310) بعد أن ذكر هذا الحديث: قال أبي: ¬

(¬1) والظاهر: (موقوفاً) على الحال.

468

هذا حديث منكر، الثقات لا يعرفونه. اهـ وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير" (ج1ص33) بعد أن ذكر هذا الحديث من غير الطريق المتقدمة عن الطحاوي: وليس لهذا اللفظ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إسناد يصح. 468- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج6ص457) : حدثنا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ أخبرنا حَمَّادٌ عن مُحمَّدِ بن عَمْرٍو عنْ أبي سَلَمَةَ عن أَبي هُرَيْرَةَ، قال قال رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "إذَا سَمِعَ أحَدُكُمْ النِّدَاءَ وَالإنَاءَ عَلَى يَدِهِ فَلاَ يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ". وقال الإمام أحمد (ج2ص510) حدثنا روح حدثنا حماد عن عن محمد بن عمرو فذكره. وقال أحمد أيضاً حدثنا روح حدثنا حماد عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مثله وزاد فيه وكان المؤذن يؤذن إذا بزغ الفجر. الحديث يدور على محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث. وإليك ما قاله ابن أبي حاتم في "العلل" (ج1ص123) قال رحمه الله: وسألت أبي عن حديث؛ رواه روح بن عبادة، عن حماد، عن محمد بن عمرو به. قلت لأبي: وروى روح أيضاً عن حماد، عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مثله، وذكر الزيادة المتقدمة فيه. قال أبي: هذان الحديثان ليسا بصحيحين، أما حديث عمار فعن أبي هريرة موقوف، وعمار ثقة، والحديث الآخر ليس بصحيح. وذكره أيضاً (ص256) 469- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص4393) : حدثنا أَحْمَدُ بنُ حَنبَلٍ أخبرنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ عن مُحمَّدِ بنِ عَمْرٍو عن أبي سَلَمَةَ عن أَبي هُرَيْرَةَ، قالَ قالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: "أكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إيْمَاناً أحْسَنُهُمْ خُلُقاً". ورواه الترمذي (1162) ثم قال: حديث أبي هريرة هذا حديث حسن صحيحٌ.

470

الحديث ظاهره الحسن، ولكن ابن أبي حاتم رحمه الله يقول في "العلل" (ج2ص266) : وسألت أبي عن حديث؛ رواه محمد بن إسحاق، عن الحارث بن عبد الرحيم بن أبي ذباب، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً) . ورواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. قال أبي: حديث الحارث أشبه، ومحمد بن عمرو لزم الطريق. اهـ 470- قال الإمام أحمد رحمه الله في "المسند" (ج4ص305) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحَزْوَرَةِ فَقَالَ عَلِمْتُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ الْأَرْضِ إِلَى اللَّهِ وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ) . قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَالْحَزْوَرَةُ عِنْدَ بَابِ الْحَنَّاطِينَ وقال رحمه الله: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا رَبَاحٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكره. قالت: هذا الحديث ظاهر إسناده في غاية من الصحة، ولكن معمراً قد خالف أوثق الناس في الزهري، وهم: شعيب عند أحمد-المصدر المذكور- والحاكم (ج3ص431) ، وعقيل ويونس الايليان، الأول عند الترمذي رقم (3925) والنسائي في"الكبرى"رقم (4252) وابن ماجه رقم (3108) والدارمي رقم (2510) والحاكم (ص7) من الجزء المذكور، والثاني في كلام الترمذي عقب الحديث المذكور رقمه وصالح بن كيسان عند احمد والنسائي رقم (4253) ، فرووه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي ابن حمراء به مرفوعا، وهو في مسند ابن حمراء هذا من"الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" فرواية معمر تعتبر شاذة. والله اعلم. فائدة: أشار الترمذي عقب الحديث بان محمد بن عمرو خالف الزهري فرواه عن

471

أبي سلمة، عن أبي هريرة ثم قال: وحديث الزهري عندي اصح. اهـ ملخصاً قلت: وحديث محمد بن عمرو-وهو ابن علقمة- أخرجه الطحاوي (ج3ص328) كما في "شرح المعاني"فالحكم على روايته كالحكم على رواية معمر. والله اعلم. اهـ أفادنا بهذا الأخ أحمد بن سعيد 471 - قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج6ص594) : حَدَّثنا محمودُ بنُ غَيْلاَنَ، حدثنا الفَضْلُ بنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، وعنْ أَبي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ،: قَالَ رَسُولُ الله: "أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ الَّلذَّاتِ" يَعْنِي المَوْت. أخرجه النسائي (ج1ص258) والترمذي (ج2ص50) وابن ماجه، والحاكم وغيرهم من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وسكت الذهبي. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. والحديث أعله الدارقطني بالإرسال فقال: يرويه محمد بن عمرو، واختلف عنه؛ فرواه الفضل بن موسى، وعبد العزيز بن مسلم، ومحمد بن إبراهيم بن عثمان، والد أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، والعلاء بن محمد بن سيار، وسليم بن أخضر، وحماد بن سلمة. من رواية محمد بن الحسن الكوفي الأسدي التل، ويعلى بن عباد عنه، وعبد الرحمن بن قيس الزعفراني، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ورواه أبو أسامة، وغيره، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة مرسلاً. والصحيح المرسل. اهـ "العلل" (ج8ص39) قال أبو داود رحمه الله في "مسائل الإمام أحمد بن حنبل " (ص303) سمعت أحمد ينكر حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ (أكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت) قال: هذا من قبل محمد بن عمرو يعني توصيله. اهـ

472

472-قال الإمام الدارقطني رحمه الله (ج3ص102) : نا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل نا يعقوب بن إبراهيم نا عبد العزيز بن محمد الدراوردي أخبرني يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أتى بسارق سرق شملة فقالوا يا رسول الله إن هذا قد سرق فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ اذهبوا به فاقطعوه ثم احسموه ثم أئتوني به فقطع فأتي به فقال تب إلى الله فقال قد تبت إلى الله قال تاب الله عليك) ورواه الطحاوي في"شرح المعاني" (ج3ص168) فقال: حدثنا احمد بن داود، قال: ثنا سعيد بن عون مولى بني هاشم، قال: ثنا الدراوردي به. ورواه الحاكم (ج4ص381) فقال: حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، ثنا الفضل بن محمد الشعراني، ثنا إبراهيم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن محمد به. ورواه البيهقي (ج8ص275-276) فقال: اخبر نا ابو بكر بن الحارث الفقيه الاصبهاني، أنبأ أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن العباس، ثنا يعقوب الدورقي، ثنا الدراوردي به. إذا نظرت إلى هذا الحديث وجدت أن ظاهره الحسن من أجل الدراوردي، وبقية رجاله ثقات أئمة، لكنه معل بالإرسال فقد رواه أبو داود في"المراسيل"ص (204) رقم (244) وعبد الرزاق في "المصنف" (ج10ص335) والدارقطني (ج3ص168) كلهم من طريق سفيان وهو الثوري. ورواه عبد الرزاق والطحاوي من طريق ابن جريج. ورواه ابن أبي شيبة في"المصنف"رقم (28568) من طريق ابن عيينة. ورواه ابوعبيدفي"غريب الحديث" (ج2ص95) من طريق إسماعيل بن جعفر. ورواه الطحاوي من طريق محمد بن إسحاق، وعبد العزيز بن أبي حازم- قاله

البيهقي في المعروفة كما سيأتي-ستتهم عن يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان به مرسلاً ليس فيه أبو هريرة. قال الحافظ في"التلخيص" (ج4ص66) ورجح ابن خزيمه وابن المديني وغير واحد إرساله. اهـ المراد وقال البيهقي في"المعروفة" (12ص420) وأرسله أيضاً سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد بن خصيفة وهو المحفوظ. اهـ أفادنا بهذا احمد بن سعيد

مسند أبي واقد الليثي رضي الله عنه

مسند أبي واقد الليثي رضي الله عنه 473- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص218) : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ (¬1) مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا بِأَرْضٍ تُصِيبُنَا بِهَا الْمَخْمَصَةُ فَمَتَى تَحِلُّ لَنَا الْمَيْتَةُ قَالَ إِذَا لَمْ تَصْطَبِحُوا وَلَمْ تَغْتَبِقُوا وَلَمْ تَحْتَفِئُوا فَشَأْنُكُمْ بِهَا هذا حديث رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع ففي"تهذيب التهذيب"في ترجمة حسان بن عطية: وأرسل عن أبي واقد الليثى. ¬

(¬1) في الأصل: ثنا الوليد ثنا مسلم , والصواب ما أثبتناه.

مسند عم جارية بن قدامة

مسند عم جارية بن قدامة 474- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4ص34) : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جَارِيَةَ بْنِ قُدَامَةَ قَالَ وَحَدَّثَنِي عَمٌّ لِي أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي وَأَقْلِلْ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ... أي: حديث: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لِي قَوْلًا يَنْفَعُنِي وَأَقْلِلْ عَلَيَّ لَعَلِّي أَعِيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لَا تَغْضَبْ فَأَعَادَ عَلَيْهِ مِرَارًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَا تَغْضَبْ) . هذا الحديث ظاهره الصحة، ولكن جعله من مسند عم جارية معل، والصواب أنه من مسند عم الأحنف بن قيس واسمه جارية بن قدامة، وقد رواه على الصواب الإمام احمد (ج5ص34) من طريق ابن نمير، ويحيى بن سعيد، كلاهما عن هشام به. قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة جارية: وفيه اختلاف على هشام رواه أكثر اصحابة عنه كما تقدم وصححه بن حبان من طريقه ورواه أبو معاوية ويحيى بن أبي زكريا الغساني وسعيد بن يحيى اللخمي عنم هشام فزاد فيه عن جارية عن عمه ورواه بن أبي شيبة عن عبدة بن سليمان عن هشام على عكس ذلك قال عن الأحنف عن عم له عن جارية. ووقع في رواية لأبي يعلى عن جارية بن قدامة عن عم أبيه فذكر الحديث والأول أولي فقد رواه الطبراني من طريق بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة ومن طريق محمد

بن كريب عن أبيه شهدت الأحنف يحدث عن عمه جارية وعمه جارية بن قدامة وهو عند بن عباس أنه قال يا رسول الله قل لي قولا ينفعني واقلل ... الحديث.

النساء

النساء مسند أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما 475- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص348) : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ مَنْ كَانَ مِنْكُنَّ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا تَرْفَعْ رَأْسَهَا حَتَّى يَرْفَعَ الْإِمَامُ رَأْسَهُ مِنْ ضِيقِ ثِيَابِ الرِّجَالِ) . هذا حديث رجاله رجال الصحيح، وظاهره الصحة واليك ما قاله الحافظ المزي في"تحفة الأشراف" في ترجمة مولى لأسماء بنت أبي بكر عن مولاته أسماء قال رحمه الله: وقد وهم سريج في موضعين منه احدهما قوله: عن عروة، فانه ليس من حديث الزهري ولا من حديث عروة، والمحفوظ حديث معمر (يعني عن عبد الله بن مسلم اخي الزهري، عن مولى لأسماء، عن أسماء) وقد عزاه الحافظ المزي في"التحفة" لابي داود وهو في "المسند" (ج6ص348) قبل هذا الحديث الذي نقلناه، ثم قال الحافظ المزي رحمه الله: وكان ابن عيينة يرويه عن أخي الزهري وربما شك ابن عيينة فيه، فقال: عن الزهري، أو عن أخيه، عن رجل لم يسمه، عن أسماء، حكاه عبد الغني بن سعيد عن الدارقطني، وقيل فيه عن مولاة لأسماء عن أسماء. اهـ

مسند أسماء بنت عميس رضي الله عنها

مسند أسماء بنت عميس رضي الله عنها 476- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص127) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ وَاللَّفْظُ لَهُ عَنْ ابْنِ الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَنَّهَا وَلَدَتْ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بِالْبَيْدَاءِ فَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مُرْهَا فَلْتَغْتَسِلْ ثُمَّ لِتُهِلَّ) . هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدتهم ثقات، ولكن في حاشية"جامع التحصيل"بعد إشارته إلى هذا الحديث أن صاحب"الإلمام"قال: وهذا منقطع عندهم. زاد: القاسم بن محمد لم يلق أسماء. اهـ المراد منه. وإما ما ذكر عن أبي محمد انه لا ينكر سماعه منها فهذا بالظن والتخمين، ولا يكفي في تصحيح الحديث، ومما يؤيد ما قاله صاحب"الإلمام"أن القاسم ليس له في الأمهات الست عن أسماء بنت عميس إلا هذا الحديث كما في "تحفة الأشراف".

مسند بريرة رضي الله عنها

مسند بريرة رضي الله عنها 477- قال الإمام أحمد بن عمرو بن أبي عاصم رحمه الله في "الآحاد والمثاني" (ج6ص205) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عروة، عَنْ بَرِيرَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ فِي ثَلاثٍ مِنَ السُّنَّةِ: تُصُدِّقَ عَلَيَّ بِلَحْمٍ، فَأَهْدَيْتُهُ لِعَائِشَةَ، فَأَبْقَتْهُ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا هَذَا اللَّحْمُ؟ فَقَالَتْ: لَحْمٌ تُصُدِّقَ عَلَى بَرِيرَةَ، فَأَهْدَتْهُ لَنَا، فَقَالَ: هُوَ عَلَى بَرِيرَةَ صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ قَالَتْ: وَكَاتَبْتُ عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنْ شَاءُوا أَهْلُكِ، عَدَدْتُ لَهُمْ ثَمَنَكِ عَدَّةً وَاحِدَةً؟ فَقَالَتْ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: لا إِلا أَنْ تَشْتَرِطِي لَهُمُ الْوَلاءَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اشْتَرِيهَا وَاشْتَرِطِي، فَإِنَّ الْوَلاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ قَالَتْ: وَأَعْتَقتْنِي وَكَانَ لِي الْخِيَارُ) . الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، وقد اخرجه النسائي في "الكبرى" (ج3ص195) ولكن في "تحفة الأشراف" أن النسائي قال: حديث يزيد بن رومان خطأ، قال الحافظ المزي: يعني الصواب حديث الزهري وغيره عن عروة عن عائشة. اهـ يعني فالحديث من مسند عائشة لا من مسند بريرة. وهذا الكلام الذي نقلة الحافظ المزي عن النسائي قد سقط من النسخة المطبوعة.

مسند أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها

مسند أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها 478- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص325) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه معل، قال الحافظ المزي في"تحفة الأشراف"بعد عزوه إلى النسائي في"الكبرى": وقال-أي النسائي-: هذا خطأ لا اعلم أحداً تابع شعبة على أم حبيبة، يعني أن الصواب حديث شتير بن شكل عن حفصة وقد مضى، ثم ذكر في ترجمة شتير بن شكل أبا معاوية عن الأعمش عن مسلم وجرير بن عبد الحميد عند مسلم والنسائي في"الكبرى"، وأبا عوانة عن منصور عند مسلم وسفيان الثوري عن الأعمش ومنصور عند النسائي في"الكبرى"كلا هم أي الأعمش ومنصور عن أبي الضحى مسلم بن صبيح عن شتير بن شكل عن حفصة رضي الله عنها فذكرته. اهـ 479-قال ابن ابي عاصم رحمه الله في "السنة" (2/170) بتحقيق باسم: ثنا دحيم، ثنا أبو اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن أم حبيبة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: " أريت ما تلقى أمتي من بعدي، وسفك بعضهم دماء بعض، فأحزنني وشق ذلك علي، وسبق كما سبق ذلك في الأمم قبلها، فسألت الله تعالى أن يوليني شفاعتهم فيهم يوم القيامة، ففعل "

هذا الحديث سنده ظاهره الصحة، ولكن الذهبي رحمه الله في"السير" (ج10ص322) في ترجمة أبي اليمان قال: قال أبو زرعة الدمشقي: سالت احمد بن حنبل عن حديث الزهري، عن انس، عن أم حبيبة فقال: ليس هذا من حديث الزهري، هذا من حديث أبي حسين. فسألت احمد بن صالح عنه فقال: ليس له أصل عن الزهري وأنكره. إلى أن قال رحمه الله: وقال مكحول البيروني عن جعفر بن محمد أبان الحراني: سالت يحي بن معين عن حديث أبي اليمان-يعني المذكور-فقال: لنا سالت أبا اليمان فقال: الحديث حديث الزهري فمن كتبه عني فقد أصاب، ومن كتبه عني من حديث ابن أبي حسين فهو خطأ، إنما كتب في آخر حديث ابن أبي حسين فغلطت فحدثت به من حديث ابن أبي حسين، وهو صحيح من حديث الزهري. وروى ابن صاعد عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري قال لنا أبو اليمان: الحديث الزهري والذي حدثتكم عن ابن أبي حسين غلطت فيه بورقة قالبتها. قال الذهبي رحمه الله قلت: تعين أن الحديث وهم فيه أبو اليمان وصمم على الوهم لان الكبار حكموا بان الحديث ليس عند الزهري، والله اعلم.

مسند زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها

مسند زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها 480- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج1ص458) : حدثنا عَبْدُ الله بنُ عَمْرٍو بنِ أبي الحَجَّاجِ أبُو مَعْمَرٍ أخبرنا عَبْدُ الوَارِثِ عن الْحُسَيْنِ عن يَحْيَى بنِ أبي كَثِيرٍ عن أبي سَلَمَةَ، قال "حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنتُ أبي سَلَمَةَ أنَّ امْرَأةً كَانتْ تُهْرَاقُ الدَّمَ وكَانتْ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ أنَّ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أمَرَهَا أنْ تَغْتَسِلَ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ وَتُصَلِّي". الحديث ظاهره الصحة. ولكن ابن أبي حاتم رحمه الله يقول في"العلل" (ج1ص50) أن أبا هـ يقول: انه مرسل. ويقول الحافظ في "النكت الظراف" (ج11ص325) ": قال ابن أبي حاتم في"العلل": سالت أبي عنه فلم يثبته. اهـ قال الحافظ: وقد خالفه هشام الدستوائي ومعمر وغيرهما، فقالوا: عن يحي بن ابي كثير، عن ابي ام حبيبة انها استحيضت. اهـ

مسند سهلة بنت سهيل زوج أبي حذيفة رضي الله عنهم

مسند سهلة بنت سهيل زوج أبي حذيفة رضي الله عنهم 481- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص356) : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلَةَ امْرَأَةِ أَبِي حُذَيْفَةَ أَنَّهَا قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَدْخُلُ عَلَيَّ وَهُوَ ذُو لِحْيَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَرْضِعِيهِ فَقَالَتْ كَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ ذُو لِحْيَةٍ فَأَرْضَعَتْهُ فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا) . هذا الحديث رجاله رجال الصحيح وهو معل، بأمرين: الأول: أن الهيثمي في "مجمع الزوائد" (ج4ص261) رواه أحمد والطبراني في الثلاثة ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن الجميع رووه عن القاسم بن محمد عن سهلة فلا أدري سمع منها أم لا؟. الثاني: أن سفيان بن عيينة رواه عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم عن عائشة عند أحمد (ج6ص39) ومسلم (ج2ص1096) ورواه ابن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة عند مسلم (ج2ص1096) فالظاهر أن حماد بن سلمة وهم فيه، والله أعلم. وقد رواه عن عائشة أيضاً عروة بن الزبير كما عند أحمد (ج6ص201و228) وزينب بنت أبي سلمة عند أحمد (ج6ص174) وعند مسلم (ج2ص1077) .

مسند عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها

مسند عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها 482- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص205) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ {الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا أَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أَهُوَ الرَّجُلُ يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ قَالَ لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّقُ وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُ) . هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع ففي"تهذيب التهذيب"في ترجمة عبد الرحمن بن سعيد: روى عن عائشة ولم يدركها. 483- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص136) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ جَاءَتْ فَتَاةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي زَوَّجَنِي ابْنَ أَخِيهِ يَرْفَعُ بِي خَسِيسَتَهُ فَجَعَلَ الْأَمْرَ إِلَيْهَا قَالَتْ فَإِنِّي قَدْ أَجَزْتُ مَا صَنَعَ أَبِي وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ تَعْلَمَ النِّسَاءُ أَنْ لَيْسَ لِلْآبَاءِ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ) .

484

الحديث رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع ففي"تهذيب التهذيب"في ترجمة عبد الله بن بريدة: وقال الدارقطني في كتاب النكاح من "السنن": لم يسمع من عائشة. 484- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص257) : حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَا يَضُرُّ امْرَأَةً نَزَلَتْ بَيْنَ بَيْتَيْنِ مِنْ الْأَنْصَارِ أَوْ نَزَلَتْ بَيْنَ أَبَوَيْهَا) . الحديث رجاله رجال الصحيح،، ولكنه معل قال ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص354) : سألت أبي فذكر الحديث. ثم قال أبوه ورواه يحيى بن معين عن السكن بن إسماعيل الأصم عن هشام بن حسان عن هشام بن عروة، عن يحيى بن سعيد عن عائشة قالت ما ضر امرأة كانت بين حيين من الأنصار أن لا تكون بين أبويها. قال أبي: هذا الحديث أفسد حديث روح بن عبادة وبين علته وهذا الصحيح ولا يحتمل أن يكون، عن أبيه عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فيروى عن يحيى بن سعيد عن عائشة أشبه ولو كان، عن أبيه كان أسهل عليه حفظاً. اهـ قلت: وفي الموقوف علة أيضاً وهي الإنقطاع ففي "تهذيب التهذيب" في ترجمة يحيى بن سعيد قال ابن المديني في "العلل": لا أعلمه سمع من صحابي غير أنس. اهـ 485-قال الإمام أبو يعلى (ج8ص245) : حدثنا محمد بن عبد حدثنا ابن أبي فديك ن عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة: عن عائشة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أمر بابن زرارة أن يكوى. الحديث رجاله رحال الصحيح، ولكن الحافظ في"الإصابة"بعد أن بين الاختلاف في على الزهري قال: إن هذه الرواية شاذة، وان المحفوظ ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل. اهـ وهو مرسل كما ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص261) .

486

486- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص217) : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ لِابْنِ أَبِي السَّائِبِ قَاصِّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ (¬1) ثَلَاثًا لَتُبَايِعَنِّي عَلَيْهِنَّ أَوْ لَأُنَاجِزَنَّكَ فَقَالَ مَا هُنَّ بَلْ أَنَا أُبَايِعُكِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ اجْتَنِبْ السَّجْعَ مِنْ الدُّعَاءِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ كَانُوا لَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ) . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً فَقَالَتْ إِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ وَهُمْ لَا يَفْعَلُونَ ذَاكَ وَقُصَّ عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً فَإِنْ أَبَيْتَ فَثِنْتَيْنِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَثَلَاثًا فَلَا تَمَلُّ النَّاسُ هَذَا الْكِتَابَ وَلَا أَلْقَيَنَّكَ تَأْتِي الْقَوْمَ وَهُمْ فِي حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِهِمْ فَتَقْطَعُ عَلَيْهِمْ حَدِيثَهُمْ وَلَكِنْ اتْرُكْهُمْ فَإِذَا جَرَّءُوكَ عَلَيْهِ وَأَمَرُوكَ بِهِ فَحَدِّثْهُمْ) . الحديث أخرج المرفوع منه ابن أبي شيبة (ج10ص199) فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَن دَاوُد، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قالَتْ عَائِشَةُ لابْنِ أَبِي السَّائِبِ قَاصِّ أَهْلِ مَكَّةَ اجْتَنِبَ السَّجْعَ فِي الدُّعَاءِ فَإِنِّي عَهِدْت رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ، وَهُمْ لاَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولمن في "جامع التحصيل" أن الشعبي أرسل عن عائشة، وقد عرفت الواسطة هنا بين الشعبي وعائشة وهو مسروق بن الأجدع الوادعي كما عند الطبراني في الدعاء (ج2ص809) ورجاله كلهم معروفون إلا شيخ الطبراني محمد بن إبراهيم بن بكير فلم أجد له ترجمة إلا في "الميزان" قال الذهبي: ما علمت به بأساً. اهـ وهذا لا يكفي في قبول حديثه سيما وبين الإمام الذهبي وبينه مفاوز تنقطع دونها أعناق المطي. ¬

(¬1) هكذا هنا وسيأتي عند ابن أبي شيبة: قاض أهل مكة

487

487- قال الإمام الحاكم رحمه الله في "المستدرك" (ج1ص184) : أخبرنا أبو بكر إسماعيل بن محمد الفقيه بالري ثنا محمد بن الفرج الأزرق ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: إذا أحدث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنفه ثم لينصرف تابعه عمر بن علي المقدمي ومحمد بن بشر العبدي وغيرهما عن هشام بن عروة, وهو صحيح على شرطهما ولم يخرجاه. وحدثناه إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثنا نعيم بن حماد ثنا الفضل بن موسى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: إذا أحدث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنفه ولينصرف وليتوضأ سمعت علي بن عمر الدرقطني الحافظ يقول: سمعت أبا بكر الشافعي الصيرفي يقول: كل من أفتى من أئمة المسلمين من الحيل إنما أخذه من هذا الحديث. هذا الحديث إذا نظرت إليه حكمت عليه بالصحة، ولكن الترمذي يقول في "العلل" (ج1ص306) : هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أصح من حديث الفضل بن موسى. اهـ وقال أبو داود (ج3ص463) قال أبو داود رواه حماد بن سلمة وأبو أسامة عن هشام عن أبيه عن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ " إذا دخل والإمام يخطب ". لم يذكرا عائشة رضى الله عنها. اهـ وقد ذكر البيهقي (ج2ص254) من وصله ومن أرسله والذي يظهر لي أن

488

الإرسال أصح لأن الذين أرسلوه وهم: الثوري وشعبة وزائدة وابن المبارك وشعيب بن إسحاق وعبدة (¬1) بن سليمان. اهـ من البيهثي. يضاف إلى هؤلاء حماد بن سلمة وحماد بن أسامة أبو أسامة كما تقدم. 488- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص199) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ فَعَلْتُهُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَاغْتَسَلْنَا) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا علي بن محمد الطنافسي وهو مقرون وهو ثقة أيضاً. ولكن قال الحافظ في "النكت الظراف" (ج12ص272) قلت: قال الترمذي في "العلل": سألت محمداً عنه؟ فقال هذا حديث خطأ إنما يرويه الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم مرسلاً. وقد قال أبو الزناد سألت القاسم بن محمد سمعت في هذا الباب شيئاً؟ فقال: لا. وقد تعقب ابن القطان هذا الكلام فقال: السند إلى الأوزاعي صحيح وقد صرح بسماعه في رواية الوليد بن مزيد عنه فيحمل قول أبي الزناد على معنى يليق به، ثم ذكر ابن القطان كلاماً متعسفاً لا يرتضيه محقق. اهـ وذكر الحافظ في "تخليص الحبير" (ج1ص112) نحوه. وذكره الدارقطني في "السنن" (ج1ص111و121) ثم قال: رفعه الوليد بن مسلم والوليد بن مزيد ورواه بشر بن بكر وأبو المغيرة وعمرو بن أبي سلمة ومحمد بن كثير ¬

(¬1) في البيهقي عبيدة, والصواب ما أثبتناه.

489

ومحمد بن مصعب وغيرهم موقوفاً. اهـ هذا والحديث صحيح عن عائشة من طريق أخرى رواه مسلم وغيره. 489- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص143) : حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ بُدَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ طَعَامًا فِي سِتَّةِ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ لَكَفَاكُمْ فَإِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلْيَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكنه منقطع في موضعين: الأول: هشام هو بن عبد الله الدستوائي يروي الحديث عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن عبيد الله بن عمير كما في "سنن أبي داود" (ج10ص240) وابن ماجه (ج2ص1086) . والثاني: عبد الله بن عبيد الله بن عمير يرويه عن أم كلثوم عن عائشة كما في "سنن أبي داود" (ج10ص240) . قال البوصيري في"مصباح الزجاجة" وكذا الحافظ في "تهذيب التهذيب": قال ابن حزم في "المحلى": لم يسمع عبد الله بن عبيد الله بن عمير من عائشة. اهـ وأم كلثوم التي يرويه عنها كما في "سنن أبي داود" ذكرها افمام الذهبي رحمه الله في "الميزان" في عداد النساء المجهولات وقال: تفرد عنها عبد الله بن عبيد الله بن عمير في التسمية على الأكل. 490- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1250) : حَدَّثَنَا

491

هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ أَبُو مَرْوَانَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا هشام بن خالد الأزرق، وقد قال أبو حاتم: إنه صدوق كما في "تهذيب التهذيب". وقال البوصيري في "الزوائد" هذا إسناد صحيح. اهـ ولكن الحديث من رواية الوليد بن مسلم وهو شامي ورواية الشاميين عن زهير بن محمد ضعيفة، فعلى فالحديث ضعيف بهذا السند. 491- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجة رحمه الله (ج2ص634) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَا حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ فَيَعْدِلُ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ هَذَا فِعْلِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ) . هذا الحديث بهذا السند إذا نظرت إلى سنده وجدته صحيحا على شرط مسلم ولكن الإمام النسائي رحمه الله يقول بعد إخراجه: أرسله حماد بن زيد. اهـ يقول الإمام الترمذي رحمه الله (ج4ص294) : ورواه حماد بن زيد وغير واحد من الحفاظ عن أيوب عن أبي قلابة مرسلاً أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كان يقسم، وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة. 492- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص43) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ,

493

قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يُجْنِبُ ثُمَّ يَنَامُ وَلَا يَمَسُّ مَاءً حَتَّى يَقُومَ بَعْدَ ذَلِكَ فَيَغْتَسِلَ) . هذا الحديث اذا نظرت اليه وجدت رجاله رجال الصحيح ولكن الإمام الترمذي رحمه الله بعد ان ذكره من طريق أبي بكر بن عياش ومن طريق سفيان الثوري عن أبي إسحاق يقول: وقد روي إسحاق هذا الحديث شعبة والثوري وغير واحد ويرون ان هذا غلط من أبي إسحاق. ويقول أبو داود: حدثنا الحسن بن علي الواسطي، قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: هذا الحديث وهم يعني حديث أبي إسحاق. ويقول ابن ماجه بعد ذكره هذا الحديث: قال سفيان: فذكرت الحديث يوما فقال لي إسماعيل: يا فتى يشد هذا الحديث بشيء. يقصد هؤلاء المحدثون رحمهم الله أن المعروف عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ من حديث عائشة وابن عمر أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ من قوله وفعله الوضوء لمن أراد أن ينام، وهذا على الاستحباب كما في "الفتح" والله اعلم. 493- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج9ص495) : حدثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ، حدثنا جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ عَن كَهْمَسِ بنِ الْحَسَنِ عَن عَبْدِ الله بنِ بُرَيْدَةَ عَن عَائِشَةَ، قالَتْ: "قُلْتُ يا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أيّ لَيْلَةٍ لَيْلَةٍ القَدْرِ مَا أقُولُ فِيهَا؟ قالَ: قُولِي اللهُمَّ إِنّكَ عَفُوٌّ تُحِبُ العَفْوَ فاعْفُ عَنِّي" قال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.

494

كذا قال الترمذي رحمه الله وظاهره أنه حسن بهذا الإسناد، ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة عبد الله بن بريدة وقال الدارقطني في كتاب النكاح من "السنن": لم يسمع من عائشة. وقد رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة" ص (500) من حديث سليمان بن بريدة عن عائشة وما أظن سليمان سمع من عائشة فإني لم أجد له في "تحفة الأشراف" إلا هذا ولم يصرح بالتحديث، ثم إنه قد اختلف فيه على سفيان كما في "عمل اليوم والليلة" للنسائي ويكفي للحديث أنه لا يعلم سماع سليمان من عائشة وقد جاء الحديث موقوفاً على عائشة وفيه عبد الله بن جبير وكان شريك مسروق على السلسلة مسروق والراوي لهذا الأثر لم أجد له ترجمة. 494- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص168) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ بَعْضَ نِسَائِهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ قُلْتُ مَا هِيَ إِلَّا أَنْتِ فَضَحِكَتْ هذا الحديث إذا نظرت إليه وجدت رجاله رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله تعالى يقول (ج1ص284) : وإنما ترك أصحابنا حديث عائشة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ في هذا لأنه لا يصح عند هم لحمال الإسناد. قال: سمعت أبا بكر العطار البصري يذكر عن علي بن المديني قال: ضعف يحي بن سعيد القطان هذا الحديث جدا. وقال: شبه لاشيء. قال: سمعت محمد بن إسماعيل يضعف هذا الحديث وقال: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة. وقد روى عن إبراهيم التيمي سماعاً من عائشة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قبلها ولم يتوضأ. ولا يصح أيضاً ولا نعرف لإبراهيم التيمي سماعا من عائشة. وليس يصح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ في هذا الباب شيء. اهـ

495

وذكره أبو داود (ج1ص304) وذكر نحو هذا، وذكر عن الأعمش قال: حدثنا أصحابنا عن عروة المزني عن عائشة بهذا الحديث فهذا يدل على انه غير عروة بن الزبير. قال الحافظ في"تهذيب التهذيب": وعروة المزني شيخ لا يدرى من هو؟ ولم أره في شيء من كتب الرجال إلا هكذا يعللون به هذه الأحاديث ولا يعرفون من حاله بشيء. اهـ 495- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص263) : حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ فَعُرِضَ لَنَا طَعَامٌ اشْتَهَيْنَاهُ فَأَكَلْنَا مِنْهُ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَبَدَرَتْنِي إِلَيْهِ حَفْصَةُ وَكَانَتْ بِنْتَ أَبِيهَا قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا صَائِمَتَيْنِ الْيَوْمَ فَعُرِضَ لَنَا طَعَامٌ اشْتَهَيْنَاهُ فَأَكَلْنَا مِنْهُ فَقَالَ اقْضِيَا يَوْمًا آخَرَ) . هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بأنه حسن، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله بعد ذكر الحديث يقول (ج3ص433) : وروى صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة هذا الحديث عن الزهري عن عروة عن عائشة مثل هذا ورواه مالك بن أنس ومعمر وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاط عن الزهري عن عائشة مرسلاً ولم يذكروا فيه عن عروة وهذا أصح لأنه روي عن ابن جريج قال سألت الزهري قلت له أحدثك عروة عن عائشة قال لم أسمع من عروة في هذا شيء ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث حدثنا بذلك علي بن عيسى بن يزيد البغدادي حدثنا روح بن عبادة عن ابن جريج فذكر الحديث. اهـ قال أبو عبد الرحمن: وقد نقل الحافظ ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (ج2

496

ص635) عن أئمة الحديث تضعيف جعفر بن برقان في الزهري نقل ذلك عن أحمد ويحيى وابن نمير ومسلم والعقيلي. قلت وكذا صالح بن أبي الأخضر مضعف في الزهري. 496-قال الإمام أبو حاتم بن حبان رحمه الله كما في "الموارد"ص (586) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ (¬1) ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَضَوَّرَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) . وأخرجه الحاكم (ج1ص165) ظاهر سند هذا الحديث انه صحيح، ولكن ابن أبي حاتم قال في"العلل" (ج1ص74) و (ج2ص165) سالت أبي وأبا زرعة وذكر الحديث فقالا: هذا خطأ إنما هو هشام بن عروة عن أبيه انه كان يقول نفسه هكذا رواه جرير. وقال أبو زرعة: حدثنا يوسف بن عدي بهذا الحديث وهو منكر. 497- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص31) : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ أَنْبَأَنَا مُغِيرَةُ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَرَاثَ الْخَبَرَ تَمَثَّلَ فِيهِ بِبَيْتِ طَرَفَةَ وَيَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ) . ثم أعاده الإمام أحمد رحمه الله ص (146) الحديث رجاله رجال الصحيح، ولكن في"جامع التحصيل"في ترجمة الشعبي: ¬

(¬1) في "الموارد": بشار, والصواب ما أثبتناه. وترجمة أحمد بن يسار في "تهذيب التهذيب" و "الجرح والتعديل"قال النسائي: ثقة. وقال في موضع آخر: لا بأس به.

498

وأرسل عن عمر وطلحة بن عبيد الله وابن مسعود وعائشة-وفيه-: قال ابن المديني: ما روى الشعبي عن عائشة مرسل. 498- قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج1ص358) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا عمرو بن يونس بن القاسم اليمامي ثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت عائشة أم المؤمنين كيف كانت صلاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ على الميت؟ قالت: كان يقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا وذكرنا وأنثانا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان) . ذكره الحاكم شاهدا لحديث قبله وقال: انه صحيح على شرط مسلم. كذا قال: وفيه محمد بن سنان القزاز، وقد كذبه أبو داود وليس من رجال مسلم بل ليس من رجال أصحاب الأمهات الست، لكنه متابع. قال الإمام النسائي رحمه الله في "عمل اليوم والليلة"ص (583) : اخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري، عن عمر بن يونس، قال: حدثنا عكرمة بن عمار به. ولكن أعله الترمذي رحمه الله (ج4ص106) بأنه قد رواه الأوزاعي عن يحي بن أبي كثير، قال: حدثني أبو إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، ثم رواه يحي بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ثم قال الترمذي رحمه الله: وروى عكرمة بن عمار عن يحي بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. وحديث عكرمة بن عمار غير محفوظ، وعكرمة ربما يهم في حديث يحيى. اهـ 499- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص686) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ أَبُو طَاهِرٍ, حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَنْبَأَنَا يُونُسُ,

500

عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله يقول (ج5ص121) بعد ذكره: هذا حديث لا يصح لأن الزهري لم يسمع هذا الحديث من أبي سلمة قال سمعت محمدا يقول روى غير واحد منهم موسى بن عتبة وابن أبي عتيق عن الزهري عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن ابي سلمة عن عائشة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال محمد والحديث هو هذاز حدثنا أبو إسماعيلَ واسمه محمدُ بن إسماعيلَ بن يوسفَ الترمذي حدثنا أيوبَ بن سليمانَ بن بلالٍ حدثنا أبو بكرِ بن أبي أُوَيْسٍ عن سُلَيْمَانَ بنِ بلالٍ عن موسى بن عُقْبَةَ وعبدِ الله بن أبي عَتيقٍ عن الزهريِّ عن سُليمانَ بن أرقمَ عن يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي سَلَمَةَ عن عائشةَ أن النبي قال: "لا نَذْرَ في مَعصيةِ الله، وكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ" قال هذا حديثٌ غريبٌ وهو أصَحُّ مِن حديثِ أبي صَفْوَانَ عن يونسَ. 500- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص38) : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ كَانَ أَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ الْحُلْوَ الْبَارِدَ. أنت إذا نظرت إلى سند الحديث وجدتهم رجال الصحيح، بل ثقات أثباتً، ولكن الإمام الترمذي يقول بعد أن ذكر الحديث (ج6ص19) من حديث ابن أبي عمر عن سفيان به: هكذا روَاهُ غَيرُ واحِدٍ عن ابنِ عُيَيْنَةَ مِثْلَ هذا عن مَعْمَرٍ عن الزُّهْرِيِّ عن عُرْوَةَ عن عائِشةَ. والصحيحُ ما رَوَى الزُهْرِيُّ عن النبيِّ مُرْسَلاً. حدَّثنا أحمدُ بن محمدٍ، حدثنا

501

عبدُ الله بنُ المُبَارَكِ، حدثنا مَعْمَرٌ ويُونُسُ عن الزّهْرِيِّ: "أنَّ النَّبِيَّ سُئِلَ: أَيُّ الشَّرَابِ أَطْيَبُ؟ قال: الحُلْوُ الْبَارِدُ" وهكذا رَوَى عبدُ الرَّزَّاقِ عن مَعْمَرٍ عن الزُّهريِّ عن النبيِّ مُرْسَلاً. وهذا أصَحُّ من حديثِ ابنِ عُيَيْنَةَ. اهـ وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (ج2ص36) عن أبي زرعة نحو ذلك. 501-قال حدثنا محمدُ بن بَشَّار حدثنا عبدُ الوهَّابِ الثقَفي حدثنا خالدٌ الحَذَّاء عن أبي العاليةِ عن عائشةَ قالت ، "كان رسولُ الله يقولُ في سجودِ القرآنِ بالليلِ: سجدَ وَجْهِي للذِي خَلَقَه وشَقَّ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ بحَوْلَهِ وقوتهِ" قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. أخرجه النسائي (ج2ص222) . الحديث إذا نظرت في رجاله قلت: على شرط الشيخين، ولكنه منقطع، خالد الحذاء لم يسمع من أبي العالية، أفادني بهذا الأخ /محمد بن عمرو المصري فرجعت إلى "تهذيب التهذيب" فوجدته كما يقول حفظه الله. 502- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12ص153) : حدثنا عُثْمانُ بنُ أبي شَيْبَةَ أخبرنا حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ عن الأَعْمَشِ عن حَبِيبِ بنِ أبي ثَابِتٍ عن عَطَاءٍ عن عَائِشَةَ، قالَتْ: "سُرِقَتْ مِلْحَفَةٌ لَها فَجَعَلَتْ تَدْعُو عَلَى مَنْ سَرَقَهَا، فَجَعَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا تُسَبِّخِي عَنْهُ". عطاء هو ابن رباح. هذا حديث إذا نظرت إليه قلت: صحيح على شرط الشيخين، لكن سفيان الثوري قد رواه عن حبيب عن عطاء مرسلاً كما في "تحفة الأشراف".

503

والإمام العقيلي رحمه الله قد ذكره في ترجمة حبيب بن أبي ثابت، وقال: وله عن عطاء غير حديث لا يتابع عليه، وقال: إن يحي بن سعيد يقول: حبيب بن أبي ثابت عن عطاء ليست بمحفوظة، وذكر هذا الحافظ في "تهذيب التهذيب"مقرا له. وكذا الحافظ بن رجب ذكر هذا في "شرح علل الحديث الترمذي". (ج2ص228) . 503- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج2ص228) : حدثنا إِبراهِيمُ بنُ مَهْدِيِّ حدثنا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ عن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عن أَبيهِ عن عَائشةَ ، "أَنَّ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَمِعَ المُؤَذِّنَ يَتَشَهَّدُ، قال: وَأَنَا وَأَنَا". إذا نظرت في هذا السند حكمت عليه بالصحة، وذلك لان رجاله ثقات، ولكن هذا الحديث مما أنكره الإمام أحمد وقال: إنما هو عن هشام عن أبيه مرسل. اهـ من "شرح علل الترمذي"للحافظ بن رجب (ج2ص583) . 504- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج10ص201) : حدثنا سَعِيدُ بنُ مَنْصُورٍ وَعَبْدُ الله بنُ مُحمَّدِ النُّفَيْلِيُّ وَقُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ قالُوا أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْني ابنَ مُحمَّدٍ عنْ هِشَامٍ عنْ أبِيهِ عن عَائِشَةَ،: "أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كانَ يُسْتَعْذَبُ لَهُ المَاءَ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا" قالَ قُتَيْبَةُ: هِيَ عَيْنٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ المَدِينَةِ يَوْمَانِ. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده حكمت عليه بالحسن، ولكن الحافظ ابن رجب يقول في"شرح علل الحديث الترمذي" (ج2ص586) : قال الأثرم: قال أبو عبد الله: الدراوردي-يعني عبد العزيز بن محمد-إذا حديث من حفظه فليس بشيء أو نحو هذا فقيل له في تصنيفه، قال: ليس الشأن في تصنيفه، إن كان في أصل كتابه وإلا فلا شيء، كان يحدث بأحاديث ليس لها أصل في كتابه. ثم ذكر أنهم يقولون: إن هذا الحديث ليس له أصل في كتابه. اهـ

505

505-قال محمد بن حبان البستي كما في "موارد الظمآن" ص (288) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ اللَّغْوِ فِي الْيَمِينِ، فَقَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هُوَ كَلاَمُ الرَّجُلِ: كَلاَّ وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ. هذا السند إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم ثقات، ولكن أبا داود رحمه الله (ج9ص159) يقول: روى هذا الحديث داود بن أبي الفرات عن إبراهيم الصائغ موقوفاً على عائشة وكذلك رواه الزهري وعبد الملك بن أبي سليمان ومالك بن مغول كلهم عن عطاء عن عائشة موقوفاً. ويقول الحافظ ابن القيم رحمه الله في كتابه"تهذيب السنن": الصواب في هذا انه قول عائشة، كذالك رواه الناس وهو في"صحيح البخاري"عن عائشة قولها. ورواه ابن حبان في"صحيحه"عن عائشة مرفوعاً. اهـ 506-قال الإمام أبوبكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني في "المصنف" (ج4ص427) : عن الثوري عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن علي عن عائشة قالت أهدي لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وشيقة ظبي وهو محرم فلم يأكله. -قال محمد بن حبان البستي كما في "موارد الظمآن" ص (288) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ اللَّغْوِ فِي الْيَمِينِ، فَقَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هُوَ كَلاَمُ الرَّجُلِ: كَلاَّ وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ. هذا السند إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم ثقات، ولكن أبا داود رحمه الله (ج9ص159) يقول: روى هذا الحديث داود بن أبي الفرات عن إبراهيم الصائغ موقوفاً على عائشة وكذلك رواه الزهري وعبد الملك بن أبي سليمان ومالك بن مغول كلهم عن عطاء عن عائشة موقوفاً. ويقول الحافظ ابن القيم رحمه الله في كتابه"تهذيب السنن": الصواب في هذا انه قول عائشة، كذالك رواه الناس وهو في"صحيح البخاري"عن عائشة قولها. ورواه ابن حبان في"صحيحه"عن عائشة مرفوعاً. اهـ 506-قال الإمام أبوبكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني في "المصنف" (ج4ص427) : عن الثوري عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن علي عن عائشة قالت أهدي لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وشيقة (¬1) ظبي وهو محرم فلم يأكله. إذا نظرت في هذا السند حكمت عليه بأنه صحيح على شرط الشيخين، لكن الإمام احمد يسال عنه فجعل ينكره إنكاراً شديداً وقال: هذا سماع مكة. كما في"شرح علل الحديث الترمذي" (ج2ص607) يريد الإمام احمد رحمه الله أن ما حديث به ¬

(¬1) في "النهاية": الوشيقة أن يؤخذ اللحم فيغلى قليلاً، ولا ينضج ويحمل في الأسفار، وقيل هي: القديد.

507

عبد الرزاق بمكة عن الثوري فانه يغلط فيه، وما حدث به باليمن يصيب فيه. 507-قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله (ج30ص50) : حدثنا سعيد بن يحيى الأموي، قال: ثنا أبي، عن هشام بن عروة مما عرضه عليه عروة، عن عائشة قالت: أنزلت (عَبَسَ وَتَوَلَّى) في ابن أمّ مكتوم قالت: أتى إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فجعل يقول: أرشدني، قالت: وعند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ من عظماء المشركين، قالت: فجعل النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يُعْرِض عنه، ويُقْبِل على الآخر ويقول: "أتَرَى بِما أقُولُهُ بأسًا؟ فيقول: لا ففي هذا أُنزلت: (عَبَسَ وَتَوَلَّى) . هذا الحديث رواه الترمذي (ج9ص250) وقال: حديث حسن غريب. وروى بعضهم هذا الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه قال: انزل (عَبَسَ وَتَوَلَّى) في ابن أم مكتوم. ولم يذكر فيه عن عائشة. اهـ رواه الحاكم (ج2ص415) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فقد أرسله جماعة عن هشام بن عروة. اهـ قال الحافظ الذهبي في "التلخيص": وهو الصواب. 508- قال الإمام أبو داود رحمه الله رقم (1942) : حدثنا هَارُونُ بنُ عَبْدِ الله أخبرنا ابنُ أبي فُدَيْكٍ عن الضَّحَّاكِ ـ يَعْني ابنَ عُثْمانَ ـ عن هِشَام بنِ عُرْوَةَ عن أبِيهِ عن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّها قالَتْ: "أَرْسَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بأُمِّ سَلَمَةَ لَيْلَةَ النَّحْرِ فَرَمَتِ الْجَمْرَةَ قَبْلَ الفَجْرِ ثُمَّ مَضَتْ فأَفَاضَتْ وكَانَ ذ?لِكَ الْيَومُ الْيَومَ الَّذِي يَكُونَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ـ تَعْنِي عِنْدَها". أخرجه الحاكم (ج1ص469) والبيهقي (ج5ص33) . أنت إذا نظرت إلى هذا الحديث وجدن رجاله رجال مسلم، على كلام الضحاك، ولكن قد خولف فيه الضحاك بن عثمان سنداً ومتناً حيث قال الحافظ في

"التلخيص" (ج2ص492) رواه الشافعي أنا داود بن عبد الرحمن والدراوردي عن هشام عن أبيه مرسلاً، قال وأخبرني من أثق به عن هشام عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة مثله، ورواه البيهقي من طريق أبي معاوية عن هشام عن أبيه عن زينب عن أم سلمة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أمرها أن توافيه صلاة الصبح بمكة يوم النحر. قال البيهقي هكذا رواه جماعة عن أبي معاوية وهو في آخر حديث الشافعي المرسل وقد أنكره أحمد بن حنبل لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ صلى الصبح يومئذ بالمزدلفة فكيف يأمرها أن توافي معه صلاة الصبح بمكة؟ اهـ وأيضاً قال ابن التركماني في"الجوهر النقي" (ج5ص132) : وحديث أم سلمة الذي في الباب المذكور مضطرب سنداً كما بينه البيهقي ومضطرب أيضاً متناً كما سنبينه إن شاء الله تعالى وقد ذكر الطحاوي وابن بطال في شرح البخاري أن أحمد بن حنبل ضعفه وقال لم يسنده غير أبى معاوية وهو خطأ وقال عروة مرسلاً انه عليه السلام أمرها أن توافيه صلاة الصبح يوم النحر بمكة. قال أحمد وهذا أيضاً عجب وما يصنع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يوم النحر بمكة ينكر ذلك قال فجئت إلى يحيى بن سعيد فسألته فقال عن هشام عن أبيه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أمرها أن (توافي) وليس توافيه وبين هذين فرق وقال لي يحيى سل عبد الرحمن بن مهدي فسألته فقال هكذا سفيان عن هشام عن أبيه توافي قال أحمد رحم الله يحيى ما كان اضبطه واشد بعقده وقال البيهقي في "الخلافيات" (توافي) هو الصحيح فانه عليه السلام لم يكن معها بمكة وقت صلاة الصبح يوم النحر. وقال الطحاوي هذا حديث دار على أبى معاوية وقد اضطرب فيه فرواه مرة هكذا يعنى كما ذكره البيهقي ورواه مرة انه عليه السلام أمرها يوم النحر أن توافي معه صلاة الصبح بمكة فهذا خلاف الأول لان فيه انه أمرها يوم النحر فذلك على صلاة الصبح في اليوم الذي بعد يوم النحر وهذا أشبه لأنه عليه السلام يكون في ذلك الوقت حلالاً. اهـ

509

509-قال ابن حبان رحمه الله تعالى كما في "الإحسان" (ج7ص437) : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا. أنت إذا نظرت إلى سند هذا الحديث حكمت عليه بالصحة. ولكن أبا أحمد الزبيري قد خالفه عبد الرزاق الصنعاني وعبيد الله بن موسى فروياه عن سفيان، عن حارثة بن محمد، عن عمرة عن عائشة به مرفوعا. ورواية عبيد الله عند الخطيب في"تاريخ بغداد" (ج13ص119-120) وعند الطحاوي في"مشكل الآثار" (ج3ص309) . قال الطحاوي رحمه الله: حدثنا أبو أمية، عبيد الله بن موسى العبسي. قال: اخبرنا سفيان، عن حارثة بن محمد، عن عائشة به مرفوعاً. وعبد الرزاق في"مصنفه" (ج2ص444) رواه عن الثوري عن حارثة بن أبي الرجال، عن عمرة، عن عائشة به مرفوعاً. وأنت إذا نظرت إلى هؤلاء الرواة عن سفيان وهم عبيد الله بن موسى، وعبد الرزاق وأبو أحمد الزبيري، وجدت رتبتهم تكاد أن تكون واحدة بالنسبة لروايتهم عن سفيان حيث قال أبو بكر بن أبي خيثمة: سمعت يحي بن معين وسئل عن أصحاب الثوري أيهم اثبت؟ فقال: هم خمسة يحي القطان، ووكيع، وابن المبارك، وابن مهدي، وأبو نعيم، وإما الفريابي وعبيد الله، وأبو أحمد الزبيري، وعبد الرزاق وطبقتهم فهم كلهم في سفيان بعضهم قريب من بعض، وهم ثقات كلهم دون أولئك في الضبط والمعرفة. اهـ ولكن كما ترى فمحمد بن عبد الله ابو أحمد الزبيري رواه عن سفيان عن يحي بن سعيد ولم يتابعه أحد فتكون روايته شاذة حيث انه تفرد بها.

510

والراجح رواية عبد الرزاق وعبيد الله بن موسى حيث روياه عن سفيان، عن حارثة ابن محمد، عن عمرة، عن عائشة به مرفوعاً. وحارثة بن محمد قال البخاري: منكر الحديث لم يعتد به احد. تنبيه: هناك طرق أخرى لهذا الحديث استوعبها احد طلابنا في جزء خاص بجمع طرق هذا الحديث والحمد الله. 510- قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج3ص190) : حدثنا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَمُسَدَّدٌ ـ وهذَا لَفْظُهُ ـ قال أخبرنا بِشْرٌ ـ يَعني ابنَ المُفَضَّلِ ـ حدثنا بُرْدٌ عن الزُّهْرِيِّ عن عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ عن عَائشةَ، قالت: " كَانَ رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ـ قال أَحْمَدُ ـ يُصَلِّي وَالْبَابُ عَلَيْهُ مُغْلَقٌ، فَجِئْتُ فَاسْتَفْتَحْتُ، قال أَحْمَدُ: فَمَشَى فَفَتَحَ لِي ثُمَّ رَجَعَ إلَى مُصَلاَّهُ، وَذَكَرَ أنَّ الْبَابَ كَانَ في الْقِبْلَةِ". وأخرجه الترمذي (ج3ص217) فقال: حدثنا أبو سلمة يحي بن خلف، اخبرنا بشر بن المفضل به وقال: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه النسائي (ج3ص11) . واحمد (6ص31) . الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا برد بن سنان، وقد وثقه ابن معين وغيره كما في"تهذيب التهذيب". ولكن ابن أبي حاتم رحمه الله (ج1ص164) سال أباه عنه: ما حال هذا الحديث؟ فقال: لم يرو هذا الحديث احد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ غير برد، وهو حديث منكر ليس يحتمل الزهري مثل هذا الحديث، وكان برد يرى القدر. 511- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج1ص235) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب العباس بن محمد الدوري ثنا طلق بن غنام ثنا عبد السلام بن حرب الملائي عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن عائشة قالت: كان

512

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه كذا قال الحاكم وفي "التلخيص الحبير" (ج1ص391) : وقال ابن عبد البر: وهو مرسل لم يسمع أبو الجوزاء من عائشة. اهـ وكذا قال البخاري كما في "تهذيب التهذيب" أن أبا الجوزاء أوس بن عبد الله لم يسمع من عائشة. اهـ قال أَبُو دَاوُدَ (ج1ص491) : وهذا الحديثُ لَيْسَ بالمَشْهُورِ عن عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ حَرْبٍ لَمْ يَرْوِهِ إِلاَّ طَلْقُ بنُ غَنَّامٍ، وقد رَوَى قِصَّةَ الصَّلاَةِ عن بُدَيْلٍ جَمَاعَةٌ لَمْ يَذْكُرُوا فيه شَيْئاً من هذا. 512- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج12ص214) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَأَبُو النُّعْمَانِ قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ حَائِضٍ إِلَّا بِخِمَارٍ) . هذا حديث ظاهره الصحة، ولكن الحافظ ابن رجب رحمه الله في "ملحق علل الترمذي" (ص508) أن مسلماً ذكر في كتاب "التمييز" أن حماد بن سلمة عندهم يخطئ في حديث قتادة كثيراً. اهـ وأبو داود رحمه الله بعد ذكر الحديث من طريق حماد عن قتادة (ج1ص421 بتحقيق الدعاس وصاحبه) قال رواه سعيد ابن أبى عروبة عن قتادة عن الحسن عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. اهـ ثم قال أبو داوود: حدثنا محمد بن عبيد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد أن عائشة نزلت على صفية أم طلحة الطلحات وذكرت الحديث. قال أبو داود وكذلك رواه هشام عن ابن سيرين. يعني أنه منقطع لأن محمد بن سيرين لم

يسمع من عائشة قاله أبو حاتم كما في "المراسيل" لولده عبد الرحمن. اهـ وأما الترمذي رحمه الله (ج1ص215 بتحقيق أحمد شاكر) فحسنه، وكذا الحاكم (ج1ص251) قال صحيح على شرط مسلم، ولكنه اتبعه بالحديث المتقدم الذي هو عن سعيد - يعني ابن أبي عروبة، كما قاله أبو داود عن قتادة، عن الحسن فذكر الحديث مرسلاً. اهـ وقد مر بك أن في رواية حماد بن سلمة عن قتادة خطاً كثيراً، وأم سعيد بن أبي عروبة فهو ثالثة ثلاثة الذين هم أثبت الناس في قتادة. ولانطيل عليك البحث فلكل فن اهله. وإليك ما قاله الدارقطني في "العلل" كما في "نصب الراية" (ج1ص296) قال رحمه الله بعد ذكره الحديث: يرويه قتادة عن محمد بن سيرين عن صفية بنت الحارث عن محمد عائشة، واختلف فيه على قتادة، فرواه حماد بن سلمة عن قتادة هكذا، مسنداً مرفوعاً عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. وخالفه شعبة، وسعيد بن بشير (¬1) ، فروياه عن قتادة موقوفاً، ورواه أيوب السخيتاني. وهشام بن حسان عن ابن سيرين مرسلاً عن عائشة، أنها نزلت على صفية بنت الحارث حدثتهما بذلك، ورفعا الحديث، وقول أيوب. وهشام أشبه بالصواب، انتهى كلام الدارقطني. وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" (ج1ص505) وأعله الدارقطني بالوقف وقال: إن وقفه أشبه وأعله الحاكم بالإرسال. اهـ هذا وأما ما جاء في "المحلى" (ج1ص103) من طريق عفان بن مسلم، ثنا حماد بن زيد، ثنا قتادة به، فلا أراه إلا غلطاً مطبعياً، أو وهماً من بعض الرواة، أكبر برهان على هذا أن ابن حزم رحمه الله رواه من طريق أبي سعيد بن الأعرابي, والشيخ الألباني حفظه الله قد رواه في "الإرواء" (ج1ص214) وذكر من الرواة ابن الأعرابي وفيه حماد بن ¬

(¬1) في الأصل بسر, بعد الباء سين مهملة. ثم بعدها راء مهملة أيضاً. ولعل الصواب ما أثبتناه.

513

سلمة. 513- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص150) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ اجْتَمَعْنَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فَأَرْسَلْنَ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَ لَهَا قُولِي لَهُ إِنَّ نِسَاءَكَ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ قَالَتْ فَدَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَهُوَ مَعَ عَائِشَةَ فِي مِرْطِهَا فَقَالَتْ لَهُ إِنَّ نِسَاءَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ وَهُنَّ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أَتُحِبِّينِي (¬1) قَالَتْ نَعَمْ قَالَ فَأَحِبِّيهَا فَرَجَعَتْ إِلَيْهِنَّ فَأَخْبَرَتْهُنَّ مَا قَالَ لَهَا فَقُلْنَ إِنَّكِ لَمْ تَصْنَعِي شَيْئًا فَارْجِعِي إِلَيْهِ فَقَالَتْ وَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبَدًا -قَالَ الزُّهْرِيُّ وَكَانَتْ ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ حَقًّا -. فَأَرْسَلْنَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ قَالَتْ عَائِشَةُ هِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ وَهُنَّ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ قَالَتْ ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ تَشْتُمُنِي فَجَعَلْتُ أُرَاقِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَأَنْظُرُ إِلَى طَرْفِهِ هَلْ يَأْذَنُ لِي فِي أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا فَلَمْ يَتَكَلَّمْ قَالَتْ فَشَتَمَتْنِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا فَاسْتَقْبَلْتُهَا فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ أَفْحَمْتُهَا قَالَتْ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إِنَّهَا ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ عَائِشَةُ وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً خَيْرًا مِنْهَا وَأَكْثَرَ صَدَقَةً وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ وَأَبْذَلَ لِنَفْسِهَا فِي كُلِّ شَيْءٍ يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ زَيْنَبَ مَا عَدَا سَوْرَةً مِنْ غَرْبٍ حَدٍّ كَانَ فِيهَا تُوشِكُ مِنْهَا الْفِيئَةَ) ¬

(¬1) في النسائي في رواية قبل هذه: (ألست تحبين ما أحب) .

514

الحديث ظاهره الصحة، ولكن النسائي رحمه الله يقول في "الكبرى" في عشرة النساء (ج3ص283) : هذا خطأ والصواب الذي قبله. يعني بالذي قبله ما ذكره (ص281) فقال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم قال نا عمي قال نا أبي عن صالح عن بن شهاب قال أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن عائشة قالت فذكرت الحديث نحوه. ثم قال النسائي رحمه الله: أخبرني عمران بن بكار الحمصي، قال: ثنا أبو اليمان، قال: أنا شعيب عن الزهري، قال: أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن الحارث، أن عائشة قالت: فذكر نحوه ثم قال: خالفهما معمر فرواه عن الزهري، عن عروة عن عائشة. اهـ المراد منه وهذه الطريق التي حكم لها النسائي رحمه الله بالصحة هي التي أخرجها مسلم (ج15ص205) 514- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج1ص53) : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا القعنبي (¬1) ثنا يزيد بن زريع وأنبأ محمد بن يعقوب الشيباني ثنا يحيى (¬2) بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا يزيد بن زريع عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ. ¬

(¬1) في السند سقط فابن بالويه لم يسمع من القعنبي عبد الله بن مسلمة. (¬2) في الأصل: يحيى بن يحيى, والصواب ما أثبتناه.

515

ولكن الإمام الترمذي رحمه الله يقول (ج5ص11) من كتاب الإيمان من" الجامع" هذا حديث صحيح -يعني بشواهده-ولا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة. وقد روى أبو قلابة عن عبد الله بن يزيد رضيع لعائشة عن عائشة غير هذا الحديث وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي. اهـ المراد منه والإمام الذهبي رحمه الله في "التلخيص" يتعقب الحاكم فقال: قلت: فيه انقطاع. 515-قال ابن خزيمة رحمه الله (ج2ص236) : حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ثنا أبو داود الحفري (ح) وثنا يوسف بن موسى ثنا أبو داود عمر بن سعد عن حفص بن غياث عن حميد عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يصلي متربعاً) . الحديث ظاهره الصحة، ولكن الإمام النسائي قال في "المجتبى" (ج3ص224) : لا أعلم أحداً روى هذا الحديث غير أبي داود وهو ثقة، ولا أحسب هذا الحديث إلا خطأ والله تعالى أعلم. اهـ وقال الإمام محمد بن نصر المروزي في "قيام الليل"ص (184) : باب ذكر كيفية جلوس المصلي قاعداً في حال قراءته قال أبو عبد الله لم يأت في شيء من الأخبار التي رويناها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أنه صلى جالساً صفة جلوسه كيف كانت إلا في حديث روي عن حفص بن غياث أخطأ فيه حفص رواه عنه أبو داود الحفري عن حميد، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة رضي الله عنها " رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يصلي متربعاً " قال: وحديث الصلاة جالساً رواه عن حميد، عن عبد الله بن شقيق غير واحد كما رواه الناس عن عبد الله بن شقيق رحمه الله ولا ذكر التربع فيه. حدثنا محمد بن المثنى، ثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن عبد الله بن شقيق، رحمه الله: سألت أم المؤمنين عن صلاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ من الليل؟ ، فقالت: " كان يصلي ليلاً طويلاً قائماً، وليلاً طويلاً قاعداً، فإذا قرأ قائماً ركع قائماً، وإذا قرأ قاعداً ركع قاعداً ".

ورواه حماد، عن بديل بن ميسرة، وحميد عن ابن شقيق فذكره سواء، قال: فيشبه أن يكون الحديث كان عند حفص، عن حميد على ما هو عند الناس، وكان عنده عن ليث، عن مجاهد، وعن حجاج، عن حماد، عن سعيد بن جبير في التربع في الصلاة، فذاكر أبا داود الحفري من حفظه فتوهم، أن ذكر التربع في حديث حميد فاختصر الحديث وألحق فيه التربع توهماً وغلطاً إن كان حفظ ذلك عنه أبو داود، وذلك أنه ليس بمعروف من حديث حفص لا نعلم أحدا رواه عنه غير أبي داود رحمه الله، ولو كان من صحيح حديث حفص لرواه الناس عنه وعرفوه إذ هو حديث لم يروه غيره. والذي يعرف من حديث حفص في التربع، عن حجاج، عن حماد، عن مجاهد قال: " علمنا سعيد بن جبير صلاة القاعد فقال: يجعل قيامه تربعاً " وحفص عن ليث، عن مجاهد رحمه الله قال: " صلاة القاعد غير المتربع على النصف من صلاة القائم " قال: وكان حفص رجلاً إذا حدث من حفظه ربما غلط، هو معروف بذلك عند أصحاب الحديث. قال: وحديث آخر أيضا رواه شريك عن ليث، عن مجاهد، عن عائشة رضي الله عنها رفعته، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: " صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم غير المتربع " غلط فيه شريك: وهذا الكلام رواه الناس عن ليث، عن مجاهد من قوله. قال محمد بن يحيي: الحمل فيه على شريك قال ففعل شريك في هذا الحديث كفعل حفص في حديث حميد، وشريك معروف عند أصحاب الحديث بسوء الحفظ وكثرة الغلط، قال: فلم يثبت في كيفية جلوس المصلي قاعداً عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ خبر، ولو كان في كيفية الجلوس سنة لا ينبغي أن تجاوز لبين ذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ولو بينه لرواه أصحابه عنه وبينوه، فإذا كان ذلك كذلك فللمصلي جالساً أن يجلس كيف خف عليه وتيسر إن شاء تربع وإن شاء احتبى، وإن شاء جلس في حال القراءة كما يجلس للتشهد وبين السجدتين وإن شاء اتكأ، كل ذلك قد فعله السلف من التابعين ومن بعدهم، غير أن

التربع خاصة، قد روي عن غير واحد أنه كرهه ورخصت فيه جماعة، واختارته أخرى فأما الاحتباء والجلوس كجلسة التشهد فلا نعلم عن أحد من السلف لذلك كراهة، وسنذكر الأخبار المروية في ذلك على وجهها إن شاء الله تعالى. اهـ

مسند أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها

مسند أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها 516- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج4ص313) : حدثنا قُتَيْبَةُ حدثنا أبُو عَوَانَةَ عنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عنْ أبيه عن فَاطِمَةَ بنْتِ الْمُنْذرِ عن أمِّ سَلَمَةَ، قالَتْ: قالَ رسولُ الله "لاَ يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعةِ إلاَّ مَا فَتَقَ الأمْعَاءَ في الثَّدْيِ، وكانَ قَبْلَ الفِطَامِ" هذَا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الحديث رواته رواة الصحيح، ولكن الإمام الشوكاني رحمه الله يقول في "نيل الأوطار" (ج6ص334) : حديث أم سلمة أخرجه أيضا الحاكم وصححه وأعل بالانقطاع لأنه من رواية فاطمة بنت المنذر بن الزبير الأسدية عن أم سلمة ولم تسمع منها شيء لصغر سنها إذ ذاك اهـ 517- قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج9ص385) : حدثنا مَحمُودُ بنُ غَيْلاَنَ، حدثنا وكِيعٌ، حدثنا سُفْيَانُ عَن مَنْصُورٍ عَن عامِرٍ الشّعْبِيِّ عَن أُمِّ سَلَمَةَ، "أَنَّ النبيَّ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قالَ: بِسمِ الله تَوَكّلْتُ عَلَى الله اللهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ نَزِلَّ أوْ نَضِلَّ أَوْ نَظْلِمَ أَوْ نُظْلَمَ أوْ نَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيْنَا" هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.

518

الحديث أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم وابن السني كما في "تحفة الأحوذي". وأنت إذا نظرت سنده وجدته مسلسلاً بالأثبات، ولكن الحديث منقطع ففي "تهذيب التهذيب" في ترجمة الشعبي عن علي بن المديني لم يسمع من زيد بن ثابت، ولم يلق أبا سعيد الخدري ولا أم سلمة. وللحديث علة أخرى, ففي"عمل اليوم والليلة"للنسائي ص (176) : ورواه زبيد عن الشعبي مرسلاً. اخبرنا محمد بن بشار، عن حديث عبد الرحمن، عن سفيان، عن زبيد، عن الشعبي، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مثله، ولم يذكر بسم الله. 518- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص880) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ سَفِينَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى مَا يَفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ) . قال البوصيري في"مصباح الزجاجة" (ج2ص51) : هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا بجميع رواته ثم ذكر مخرجيه. قال أبو عبد الرحمن: الحديث منقطع، ففي "تهذيب التهذيب" في ترجمة صالح بن أبي مريم أبي خليل انه أرسل عن سفينة. 519- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص519) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اطَّلَى بَدَأَ بِعَوْرَتِهِ فَطَلَاهَا بِالنُّورَةِ وَسَائِرَ جَسَدِهِ أَهْلُهُ

520

ظاهر السند الصحة، ولكن منقطع قال البوصيري: وحبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أم سلمة، قاله أبو زرعة. اهـ وهكذا قاله صاحب "جامع التحصيل". 520-قال الإمام أحمد (ج6ص294) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ) . هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، وهو منقطع ففي"المراسيل"لابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أبو جعفر بن علي لم يلق أم سلمة. وفي"العلل"للترمذي (ج1ص274) انه سأل البخاري عن هذا الحديث فقال: هو مرسل، لم يدرك محمد بن علي أم سلمة. 521- قال الحاكم رحمه الله (ج1ص232) : حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن الحسين الشيباني ثنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي بمصر ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حفص بن غياث عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة قالت: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم {الحمد لله رب العالمين} يقطعها حرفاً حرفاً.) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه الحديث ظاهره الصحة كما يقول الحاكم رحمه الله وان كان عليه مؤاخذة وهو أنهما لم يخرجا لابن أبي مليكة عن أم سلمة كما"تحفة الأشراف"، بل ليس له في "تحفة الأشراف"عن أم سلمة إلا حديث غريب وليس إسناده بمتصل، لان الليث روى شيئا منه عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك يعن عن أم سلمة. اهـ

وذكره العلائي في"جامع التحصيل"عن الترمذي مثله، وكذا المزي في"تحفة الأشراف". قال أبو عبد الرحمن: الحديث من طريقيه ضعيف: أما الأولى: فللانقطاع، وأما الثانية: فلان يعلى بن مملك قال الحافظ فيه في"التقريب": مقبول. يعني إذا توبع وإلا فلين.

مسند أم سليم رضي الله عنها

مسند أم سليم رضي الله عنها 522- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6ص376) : حَدَّثَنَا حَسَنٌ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وَهُنَّ يَسُوقُ بِهِنَّ سَوَّاقٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ أَيْ أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ) . هذا الحديث رجاله رجال الصحيح، وزهير هم ابن معاوية كما في ترجمة حسن بن موسى من "تهذيب التهذيب" والحديث من حديث أم سليم رضي الله عنها معل، والصحيح أنه من حديث أنس، قال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف": رواه ثابت وأبو قلابة وقتادة ولم يقولوا: عن أمه، وكذا رواه سفيان بن عيينة، ويزيد بن زريع، عن سليمان التيمي، وقد مضى. اهـ

مسند أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها

مسند أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها 523- قال الحاكم رحمه الله (ج1ص406) : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني ثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري. وحدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم بنت عقبة قال سفيان وكانت قد صلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أفضل الصدقة على ذي الرحمن الكاشح) . هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وأخرجه البيهقي (ج7ص27) من طريق الحاكم بالسندين. الحديث إذا نظرت إلى سنده ترى رجاله رجال صحيح، فتحكم عليه بالصحة، ولطن في"مسند الحميدي" (ج1ص157) أن سفيان قال: اخبروني عن الزهري. وعقبة الحديث قال سفيان: ولم اسمعه من الزهري. فعلم أن الحديث منقطع من طريق سفيان، وأما طريق معمر فظاهرها الصحية. الحمد الله.

مسند أم هانئ رضي الله عنها

مسند أم هانئ رضي الله عنها 524- قال الإمام النسائي رحمه الله (ج1ص131) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ اغْتَسَلَ هُوَ وَمَيْمُونَةُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ فِي قَصْعَةٍ فِيهَا أَثَرُ الْعَجِينِ) . هذا حديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله يقول (ج4ص246 بتحقيق إبراهيم عطوة) قال محمد: لا أعرف لمجاهد سماعاً من أم هانئ. 525- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص773) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا اتَّخِذِي غَنَمًا فَإِنَّ فِيهَا بَرَكَةً) . قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات وذكر أن الإمام أحمد وأبا بكر بن أبي شيبة روياه في "مسنديهما" قال: ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن ابن نمير عن أبي معاوية عن هشام فذكره. الحديث قد اختلف فيه على هشام، قال الحافظ في "النكت الظراف" تعليقاً على كلام المزي بعد ذكره في ترجمة أم هانئ: قلت: رواه حيوة بن شريح عن ابن الهاد أن هشاماً حدثه عن أبيه عن عائشة. أخرجه أبو جعفر الطبري في "تهذيب الآثار" عقب

رواية له عن أبي كريب، عن أبي معوية ووكيع (¬1) ، وأرسله يحيى بن سعيد القطان وعبدة عن هشام، عن أبيه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال لأم هانئ. أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" عنه. اهـ والحديث أخرجه الخطيب (ج7ص11) من حديث أبي معاوية قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أم هانئ به. وأخرجه (ج8ص202) من طريق حفص بن عمر ويعرف بالكفر قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. وذكر الخطيب عن ابن عدي أنه قال: في حفص بن عمر: حدث عن عمر بن قيس الملائي، عن عطاء، عن ابن عباس، أحاديث بواطيل. ورواه أحمد (ج6ص342) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنِي رَبَاحٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْجَحْشِيِّ عَنْ مُوسَى أَوْ فُلَانِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ اتَّخِذِي غَنَمًا يَا أُمَّ هَانِئٍ فَإِنَّهَا تَرُوحُ بِخَيْرٍ وَتَغْدُو بِخَيْرٍ) . الحديث في سنده موسى بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة ترجمته في "تعجيل المنفعة" ولم يروِ عنه إلا أبو عثمان الجحشي، وأبو عثمان الجحشي لم يور عنه إلا معمر كما في "تعجيل المنفعة" فهما مجهولا العين لا يصلحان في الشواهد والمتابعات. فحاصل الكلام على الحديث أن الحديث جاء من حديث عائشة، والظاهر أن من رواه عنها سلك به الجادة، وليس فيهم من يعتمد عليه إلا حيوة بن شريك، فالظاهر أنه سلك الطريق المألوفة. وجاء من حديث أم هانئ رواه أبو معاوية ووكيع، ولكن لم نجد لعروة رواية عن أم ¬

(¬1) الظاهر أنه بهذا السند ينتهي إلى أم هانئ.

526

هانئ إلا هذا الحديث وعروة قد أرسل عن جماعة من الصحابة، فهل سمع منها، لم نرَ سماعه، ورواه مرسلاً يحيى بن سعيد القطان، وعبدة بن سليمان، فالظاهر ترجيح المرسل، والله أعلم. 526- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص1199) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ تَعْنِي ضَفَائِرَ) . ورواه أبو داود (ج11ص244) حدثنا النفيلي أخبرنا سفيان به. هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله ذكر هذا الحديث (ج5ص477، 478) الأولى قال بعدها هذا حديث غريب. والثانية قال: هذا حديث حسن، وعبد الله بن أبي نجيح مكي، وأبو نجيح اسمه يسار، قال: محمد: لا أعرف لمجاهد سماعاً من أم هانئ. اهـ ونقل الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" قول البخاري وسكت عليه.

_ قال أبو عمر عبد الله بن سعيد (مرتب الكتاب للشاملة) : انتهى الكتاب بحمد الله وقد قمت بتصحيح الأخطاء الكثيرة جداً جداً التي وقعت من الكاتب للملف الوورد الذي نزل في موقع مكتبة الوادعي رحمه الله وأظن ما بقي أكثر وأكثر والله أسأل أن يجعلنا ممن قال فيهم: (أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

§1/1