أحاديث في الفتن والحوادث ط القاسم
محمد بن عبد الوهاب
باب الفتن
باب الفتن ... باب في الفتن قال - رحمه الله-: [1] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم, يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا, ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا, يبيع دينه بعرض من الدنيا" 1 رواه مسلم. [2] وللبخاري: عن زينب بنت جحش: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يومًا فزعًا, محمرا وجهه, يقول: "لا إله إلا الله, ويل للعرب من شر قد اقترب. فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه". وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها. قالت: فقلت: يا رسول الله: أنهلك وفينا الصالحون قال: "نعم, إذا كثر الخبث" 2. [3] وله عن أسامة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف على أطم 3 من آطام المدينة ثم قال: "هل ترون ما أرى إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر" 4. [4] ولمسلم: عن سالم بن عبد الله قال: يا أهل العراق! ما أسألكم
الصغيرة, وما أركبكم الكبيرة. قال سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الفتنة تجيء من ههنا -وأومأ بيده نحو المشرق- من حيث يطلع قرن الشيطان, وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض, وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأً فقال الله له: {وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً} 1" 2. [5] وله عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العبادة في الهرج3 كهجرة إلي".4 [6] ولمسلم عن ابن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم" قال عبد الرحمن بن عوف: نكون كما أمر الله 5, قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أو غير ذلك, تتنافسون ثم تتحاسدون, ثم تتدابرون, ثم تتباغضون, أو نحو ذلك, ثم تنطلقون في مساكن المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض" 6. [7] وله عن عمرو بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة إلى
البحرين, فأتى بجزيتها, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح أهل البحرين, وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم -فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم- انصرف فتعرضوا له, فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم, ثم قال: "أظنكم سمعتم أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين" قالوا: أجل يا رسول الله قال: "فأبشروا, وأملوا ما يسركم, فوالله ما الفقر أخشى عليكم, ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا, كما بسطت على من كان قبلكم, فتنافسوا فيها, كما تنافسوها, فتهلككم كما أهلكتهم" 1. وفي رواية: "فتلهيكم كما ألهتهم". [8] ولهما عن أسامة بن زيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء" 2. [9] ولمسلم من حديث أبي سعيد: "إن الدنيا خضرة حلوة, وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون, ألا فاتقوا الله, واتقوا النساء" 3. [10] وله عن حذيفة قال: والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما بي ألا يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي في ذلك شيئًا لم يحدثه غيري ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسًا "أنا فيه عن الفتن" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعد الفتن: "منهن ثلاث، لا يكدن
يذرن شيئًا، ومنهن فتن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار" قال حذيفة: فذهب أولئك الرهط1 كلهم غيري 2. [11] وله: عنه قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، فما منه شيء إلا وقد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة؟ "3. [12] وله: عن أبي زيد قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى بنا، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان وما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا4. [13] وله: عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لم يكن نبي قبلي إلا كان عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم وإن أمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تنكر، فتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضًا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت الناس الذي يحب أن يؤتي إليه، ومن بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر
ينازعه، فاضربوا عنق الآخر" 1. [14] ولهما عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كره من أميره شيئًا فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرًا، فمات فميتته جاهلية" 2. [15] ولأبي داود عن ابن مسعود: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم، يقم سبعين عامًا قال: قلت: أمما بقي؟ قال: مما مضى" 3. [16] وللترمذي عن ابن أخي عبد الله بن سلام قال: لما أريد عثمان4 جاءه عبد الله بن سلام فقال له عثمان رضي الله عنه ما جاء بك؟ قال: جئت في نصرتك قال: اخرج إلى الناس فاطردهم عني فإنك خارج خير لي من داخل قال: قال: فخرج عبد الله بن سلام إلى الناس فقال: أيها الناس إنه كان اسمي في الجاهلية فلان فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله ونزلت في آيات من كتاب الله، نزل في: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي
إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} 1الآية، ونزل في: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} 2. إن لله سيفًا مغمودًا3 عنكم، وإن الملائكة قد جاورتكم في بلدكم هذا، الذي نزل فيه نبيكم فالله الله في هذا الرجل أن تقتلوه، فوالله إن قتلتموه لتطردن جيرانكم الملائكة ولتسلن سيف الله المغمود عنكم، فلا يغمد إلى يوم القيامة فقالوا: اقتلوا اليهودي، واقتلوا عثمان.4 قال الترمذي: حسن غريب. [17] ولهما إن عمر قال: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قال حذيفة: فقلت: أنا، فقال: إنك لجريء. قال: كيف؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "فتنة الرجل في أهله وولده وجاره تكفرها الصلاة، والصيام، والصدقة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر" فقال عمر: ليس هذا أريد، إنما أريد التي تموج كموج البحر قال: مالك ولها يا أمير المؤمنين؟ إن بينك وبينها بابًا مغلقًا قال: أيفتح الباب أم يكسر؟ قال: بل يكسر، قال: ذاك أجدر ألا يغلق فقلت لحذيفة: أكان عمر يعلم من الباب؟ قال: كما يعلم أن دون غد الليلة، إني حدثته حديثًا ليس بالأغاليط قال: فهبنا أن نسأله من الباب؟ فقلنا لمسروق: سله فسأله فقال: عمر 5.
[18] ولأبي داود عن نصر بن عاصم الليثي: قال: أتينا اليشكري في رهط من بني ليث فقال: من القوم؟ فقلنا: بنو ليث، أتيناك نسألك عن حديث حذيفة فقال: أقبلنا مع أبي موسى قافلين، وغلت الدواب بالكوفة قال: فسألت أبا موسى أنا وصاحب لي، فأذن لنا، فقدمنا الكوفة فقلت لصاحبي: إني داخل المسجد إذا قامت السوق فخرجت إليك، فدخلت المسجد فإذا فيه حلقة، كأنما قطعت رءوسهم يستمعون لحديث رجل قال: فقمت عليهم، فجاء رجل، فقام إلى جنبي قال: فقلت ما هذا؟ قال: أبصري أنت؟ قلت: نعم، قال: قد عرفت ولو كنت كوفيا لم يسأل عن هذا فدنوت منه، فسمعت حذيفة يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، وعرفت أن الخير يسبقني قال: قلت: يا رسول الله أبعد هذا الخير شر؟ فقال: "يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه" قلت: يا رسول الله أبعد هذا الخير شر؟ قال: "فتنة وشر" قلت: يا رسول الله أبعد هذا الشر خير؟ قال: "يا حذيفة تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه ثلاث مرات" قلت: يا رسول الله أبعد هذا الشر خير قال: "هدنة على دخن1 وجماعة على أقذاء2 فيها أو فيهم" قلت: يا رسول الله أبعد هذا الخير شر؟، قال: "يا حذيفة تعلم كتاب الله عز وجل واتبع ما فيه ثلاث مرات" قال: قلت يا رسول الله هل أبعد الخير شر؟ قال: "فتنة عمياء صماء 3
عليها دعاة1 على أبواب النار2 فإن مت يا حذيفة، وأنت عاض على جذل 3 خير لك من أن تتبع أحدًا منهم" 4. [19] ولهما: عن أبي إدريس الخولاني: أنه سمع حذيفة يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد الخير شر؟ قال: "نعم"، فقلت: هل بعد هذا الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دخن" 5، قال: قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي 6، تعرف منهم وتنكر" فقلت: هل بعد ذاك الخير من شر؟ قال: "نعم، فتنة عمياء، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها" فقلت يا رسول الله: صفهم لنا قال: "نعم قوم من جلدتنا 7، ويتكلمون بألسنتنا" فقلت: يا رسول الله: وما تأمرني إن أدركت ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض 8 على أصل
الشجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" 1. [20] وفي رواية: "يكون بعدي أئمة، لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس" قال: قلت: كيف أصنع يا رسول إن أدركت ذلك؟ قال: "تسمع وتطيع، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع" 2. [21] ولمسلم: "إن كان لله خليفة في الأرض، فضرب على ظهرك، وأخذ مالك، فأطعه، وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة" قلت: ماذا؟ قال: "ثم يخرج الدجال معه نهر ونار3، فمن وقع في ناره، وجب أجره4، وحط وزره، ومن وقع في نهره، وجب وزره وحط أجره"5 قلت: ثم ماذا؟ قال: "هي قيام الساعة" 6.
من أمارات الساعة
من أمارات الساعة [22] ولمسلم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين وضم السبابة والوسطى" 1. [23] وللبخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة, وحتى يبعث2 دجالون كذابون, قريب من ثلاثين, كلهم يزعم أنه رسول الله وحتى يقبض العلم, وتكثر الزلازل3, ويتقارب الزمان, وتظهر الفتن, ويكثر الهرج -وهو القتل- وحتى يكثر فيكم المال فيفيض, وحتى يهم رب المال من يقبل صدقته, وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي فيه, وحتى يتطاول الناس في البنيان, وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه, وحتى تطلع الشمس من مغربها, فإذا طلعت ورآها الناس, آمن الناس أجمعون فذلك حين: {لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} 4ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما, فلا يبيعانه ولا يطويانه, ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته5, فلا يطعمه, ولتقومن الساعة وهو يليط6
حوضه فلا يسقي منه, ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه, فلا يطعمها" 1. [24] ولمسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات 2 نساء دوس حول ذي الخلصة" وكانت صنمًا تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة3. [25] وله عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يذهب الليل والنهار 4حتى تعبد اللات والعزى" فقلت يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} 5، أن ذلك تاما قال: "إنه سيكون من ذلك ما شاء الله, ثم يبعث الله ريحًا طيبةً, فتوفى6 كل من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه, فيرجعون إلى دين آبائهم" 7. [26] ولهما عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز, تضيء أعناق الإبل ببصرى" 8.9
[27] وللترمذي عن ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستخرج نار من حضرموت قبل القيامة" قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا قال: "عليكم بالشام" 1 وقال: حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر. [28] وللترمذي وحسنه عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم, وتجتلدوا2 بأسيافكم ويرث دنياكم شراركم" 3. [29] وله عن أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس, وحتى يكلم الرجل عذبة سوطه, وشراك نعله4, ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده" 5 وقال: صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن فضل, وهو ثقة مأمون. [30] ولمسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض, وحتى يخرج الرجل زكاة ماله, فلا يجد أحدًا يقبلها منه, وحتى تعود أرض العرب مروجًا6
وأنهارًا" 1. [31] وذكر ابن عبد البر من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن بين يدي الساعة التسليم على الخاصة, فشو التجارة, وحتى تعين المرأة زوجها على التجارة, وقطع الأرحام, وفشو 2 القلم, وظهور شهادة الزور وكتمان شهادة الحق" 3. [32] ولابن المبارك عن ابن فضالة عن الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يرفع العلم, ويقبض المال, ويظهر القلم, وتكثر التجارة" 4 قال الحسن: لقد أتى علينا زمان, إنما يقال تاجر بني فلان, وكاتب بني فلان, ما يكون في الحي إلا التاجر الواحد, أو الكاتب الواحد. [33] وللبخاري عن معاوية 5 سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من أشراط الساعة أن يقل العلم, ويظهر الجهل, ويظهر الزنا, ويكثر النساء, ويقل الرجال, حتى تكون لخمسين امرأةً القيم الواحد" 6. [34] ولمسلم: عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ليأتين على الناس زمان, يطوف الرجل بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدًا يأخذها منه,
ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأةً, من قلة الرجال, وكثرة النساء" 1. [35] وللبخاري عن ابن عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا ينزع العلم, أن أعطاكموه انتزاعًا, ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم, ويبقى ناس جهال, يستفتون فيفتون برأيهم, فيضلون ويضلون" 2. [36] ولأبي داود عن سلامة بنت الحر أخت خرشة بن الحر الفزاري مرفوعًا قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد الإمامة فلا يجدون إمامًا يصلي بهم" 3. [37] وروى يزيد بن هارون أن عبد الملك بن قدامة عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيأتي على الناس زمان سنوات خداعات4 يصدق فيها الكاذب, ويكذب فيها الصادق, ويؤتمن فيها الخائن, ويخون فيها الأمين, وينطق فيها الرويبضة" قيل: يا رسول الله وما الرويبضة قال: "الرجل التافه ينطق في أمر العامة" 5.
[38] وفي حديث جبريل: "أن تلد الأمة ربتها1, وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان" 2 [رواه مسلم] . [39] وللترمذي عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلةً حل بها البلاء" قيل: وما هي يا رسول الله قال: "إذا كان المغنم دولاً3, والأمانة مغنمًا4, والزكاة مغرمًا5, وأطاع الرجل زوجته6 وعق أمه7, وبر صديقه8, وجفا أباه9, وارتفعت الأصوات في المساجد 10, وكان زعيم القوم أرذلهم11, وأكرم الرجل مخافة شره12 ,
وشربت الخمور1, ولبس الحرير2, واتخذت القينات والمعازف, ولعن آخر هذه الأمة أولها3; فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء, وخسفًا ومسخًا" 4 وقال: غريب وفي إسناده فرج بن فضالة ضعف من قبل حفظه, وأخرجه من حديث أبي هريرة أيضًا, وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. [40] ولابن ماجه عن أبي مالك الأشعري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليشربن ناس من أمتي الخمر, يسمونها بغير اسمها, يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات, يخسف الله بهم الأرض, ويجعل منهم القردة والخنازير" 5. [41] وللبخاري عن أبي عامر بن أبي مالك الأشعري سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليكونن ناس من أمتي يستحلون الخمر والحرير والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم6, يروح عليهم بسارحة لهم 7, تأتيهم الحاجة فيقولون: ارجع إلينا غدًا, فيبيتهم الله 8, ويضع
العلم1, ويمسخ آخرين قردةً وخنازير إلى يوم القيامة" 2. [42] وروي عن أبي أمامة مرفوعًا: "يكون في أمتي فزعة, فيصير الناس إلى علمائهم, فإذا هم قردة وخنازير" 3. [43] وعن حذيفة قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا: "أن الأمانة4 نزلت في جذر قلوب الرجال, ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن, وعلموا من السنة" , ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال: "ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه, فيظل أثرها مثل الوكت5, ثم ينام النومة فيظل أثرها مثل المجل6, كجمر دحرجته على رجلك, فنفط فتراه منتبرًا, وليس فيه شيء ثم أخذ حصاةً فدحرجها على رجله فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة, حتى يقال إن في بني فلان رجلاً أمينًا, حتى يقال للرجل ما أجلده! ما أظرفه! ما أعقله! وما في قلبه حبة من خردل من إيمان". ولقد أتى علي زمان ما أبالي أيكم بايعت7 لئن كان مسلمًا ليردنه علي
دينه, ولئن كان يهوديا أو نصرانيا ليردنه علي ساعيه, وأما اليوم فما كنت أبايع منكم إلا فلانًا وفلانًا1 [أخرجاه] . [44] وقال ابن ماجه: أنا أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا وكيع: ثنا الأعمش: عن سالم بن أبي الجعد: عن زياد بن لبيد قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا فقال: "ذلك عند أوان ذهاب العلم" قلت: يا رسول الله وكيف يذهب العلم, ونحن نقرأ القرآن, ونقرئه أبناءنا, ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة فقال: "ثكلتك أمك يا زياد, إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة, أوليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل, لا يعملون بشيء منها" 2. [45] وخرجه الترمذي: عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء, ثم قال: "هذا أوان يختلس العلم من الناس, حتى لا يقدرون على شيء منه" فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا, وقد قرأنا القرآن, فوالله لنقرأنه, ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال: "ثكلتك أمك يا زياد! إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة, هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى, فماذا تغني عنهم" قال جبير: فلقيت عبادة بن الصامت قلت: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء فأخبرته: قال: صدق أبو الدرداء, إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع: يوشك أن تدخل مسجد جماعة فلا ترى فيه رجلاً خاشعًا3 وقال: حسن غريب.
[46] وذكر ابن ماجه من مسند زياد بإسناد صحيح كما تقدم, وقال: حدثنا علي بن محمد: ثنا معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب, حتى لا يدرى ما صيام, ولا صلاة, ولا نسك, ولا صدقة, ويسرى على كتاب الله تعالى في ليلة, فلا تبقى منه في الأرض آية, وتبقى طوائف من الناس: الشيخ الكبير والعجوز يقولان: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله فنحن نقولها" فقال له صلة: ما يغني عنهم لا إله إلا الله, وهم لا يدرون ما صلاة, ولا صيام ولا نسك ولا صدقة فأعرض عنه حذيفة, ثم ردها عليه ثلاثًا كل ذلك يعرض عنه حذيفة, ثم أقبل عليه حذيفة فقال: يا صلة! تنجيهم من النار ثلاثًا1.
من أحاديث الفتن
من أحاديث الفتن [47] ولمسلم عن حذيفة قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامًا ما ترك فيه شيئًا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة, إلا حدث به حفظه من حفظه, ونسيه من نسيه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه, ثم إذا رآه عرفه1. [48] قال: والله ما أدري أنسي أصحابي, أم تناسوه والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة2 إلى أن تنقضي الدنيا, يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعدًا, إلا قد سماه لنا: باسمه واسم أبيه واسم قبيلته 3. [49] وله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسًا أنبأ فيه عن الفتن فقال: وهو يعد الفتن: "منها ثلاث لا يكدن يذرن شيئًا, ومنها فتن كرياح الصيف منها صغار, ومنها كبار" 4. [50] ولأبي داود عن ابن عمر قال: كنا قعودًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكر "الفتن فأكثر فيها, حتى ذكر فتنة الأحلاس" 1. فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس فقال: "هي هي هرب وحرب2, ثم فتنة السراء3 دخنها4 من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني, وليس مني, إنما أوليائي المتقون, ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع5, ثم فتنة الدهيماء6, لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلا لطمته لطمةً7, فإذا قيل انقضت تمادت, يصبح الرجل فيها مؤمنًا, ويمسي كافرًا, حتى يصير الناس إلى فسطاطين8, فسطاط إيمان, لا نفاق فيه, وفسطاط نفاق لا إيمان فيه, فإذا كان ذلكم فانتظروا الدجال من يومه, أو من غد" 9.
[51] وعن أبي هريرة: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين1, فأما أحدهما فبثثته2, وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم. رواه البخاري3. [52] وله عنه: سمعت الصادق المصدوق يقول: "هلكة أمتي على يدي أغيلمة من قريش" قال مروان4 لعنة الله عليهم غلمةً. قال أبو هريرة: لو شئت أن أقول بني فلان, وبني فلان لفعلت, فكنت5 أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشام, فإذا رآهم أحداثًا غلمانًا قال لنا: عسى هؤلاء أن يكونوا منهم, قلنا: أنت أعلم6 وجده الراوي عن أبي هريرة.
باب النهي عن السعي في الفتنة
باب النهي عن السعي في الفتنة [53] ولأبي داود عن أبي موسى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بين أيديكم فتنًا كقطع الليل المظلم, يصبح الرجل فيها مؤمنًا, ويمسي كافرًا, ويمسي مؤمنًا, ويصبح كافرًا, القاعد فيها خير من القائم, والقائم فيها خير من الساعي" قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله قال: "كونوا أحلاس بيوتكم" 1. [54] ولابن ماجه: عن أبي بردة قال: دخلت على محمد بن مسلمة فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنها ستكون فتنة وفرقة واختلاف, فإذا كان ذلك فأت بسيفك أحدًا, فاضربه به حتى ينقطع, ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة2, أو ميتة قاضية" فقد وقعت, وفعلت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم3. [55] وله: عن عائشة بنت أهبان: قالت: لما جاء علي بن أبي طالب ههنا البصرة دخل على أبي فقال: يا أبا مسلم! هل تعينني على هؤلاء القوم قال: بلى: قالت: فدعا بجارية له فقال: يا جارية! أخرجي سيفي, قال: فأخرجته فسل منه قدر شبر, فإذا هو خشب فقال: إن خليلي وابن
عمك صلى الله عليه وسلم عهد إلي إذا كانت فتنة بين المسلمين, فأتخذ سيفًا من خشب, فإن شئت خرجت معك. قال: لا حاجة لي فيك, ولا في سيفك1. [56] ولأبي داود عن أبي موسى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم, يصبح الرجل فيها مؤمنًا, ويمسي كافرًا, ويمسي مؤمنًا, ويصبح كافرًا, القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي, والماشي فيها خير من الساعي, فكسروا قسيكم, وقطعوا أوتاركم, واضربوا بسيوفكم الحجارة, فإن دخل على أحد منكم, فليكن كخير ابني2 آدم " 3. [57] وله عن سعد قلت: يا رسول الله إن دخل علي بيتي, وبسط يده إلي ليقتلني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كن كخير ابني آدم, وتلا هذه الآية: {لَئِنْ بَسَطْتَ} 4 الآية". [58] وله عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي, يغربل الناس5 فيه غربلةً, تبقى حثالة من الناس, قد مرجت6 عهودهم وأماناتهم, واختلفوا, فكانوا هكذا وهكذا وشبك بين أصابعه" 7.
قالوا كيف بنا يا رسول الله! إذا كان ذلك الزمان, قال: "تأخذون بما تعرفون, وتدعون ما تنكرون, وتقبلون على خاصتكم, وتدعون أمر عامتكم" 1. [59] وله: من حديث ابن عمرو نحوه وقال: فقلت كيف أصنع قال: "الزم بيتك, وأملك عليك لسانك2, وخذ ما تعرف, ودع ما تنكر, وعليك بأمر خاصة نفسك, ودع عنك أمر العامة3" وأوله: "إذا رأيت الناس مرجت عهودهم, وخفت أماناتهم, وكانوا هكذا وهكذا" وشبك بين أصابعه فقمت إليه فقلت إلخ4. [60] وللترمذي: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم في زمان, من ترك منكم فيه عشر ما أمر به هلك, ويأتي على الناس زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا" 5. وقال: حسن غريب. [61] ولابن ماجه: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتنتقون كما
ينتقى التمر من أغفاله1, فليذهبن خياركم, وليبقين شراركم, فموتوا إن استطعتم" 2. [62] وللبخاري: عن مرداس الأسلمي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يذهب الصالحون الأول فالأول, وتبقى حفالة3, كحفالة الشعير والتمر, لا يباليهم الله باله" 4 وفي رواية: "لا يعبأ الله بهم".
باب التعرب في الفتنة
باب التعرب في الفتنة [63] وله: عن أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنمًا يتبع به شعف الجبال1, ومواقع القطر, يفر بدينه من الفتن" 2. [64] ولمسلم: عن أبي بكرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها ستكون فتن القاعد فيها خير من الماشي, والماشي فيها خير من الساعي إليها3, ألا إذا نزلت, أو وقعت, فمن كان له إبل, فليلحق بإبله, ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه, ومن كانت له أرض, فليلحق بأرضه" فقال رجل يا رسول الله: أرأيت من لم يكن له إبل, ولا غنم, ولا أرض قال: "يعمد إلى سيفه فيدق عليه بحجر, ثم لينج, إن استطاع النجاة, اللهم بلغت, اللهم هل بلغت, اللهم هل بلغت". فقال رجل: يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين, أو إحدى الفئتين, فيضربني رجل بسيفه, أو يجيء سهم فيقتلني قال: "يبوء بإثمه وإثمك, فيكون من أصحاب النار" 4.
باب النهي عن تعاطي السيف مسلولا
باب النهي عن تعاطي السيف مسلولاً [65] وفي المسند عنه: قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يتعاطون سيفًا مسلولاً فقال: "لعن الله من فعل هذا أوليس قد نهيت عن هذا " ثم قال: "إذا سل أحدكم سيفه فنظر إليه, فأراد أن يناوله أخاه, فليغمده, ثم يناوله إياه" 1.
باب بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا
باب بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا [66] ولمسلم: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ" 1. [67] ورواه أحمد عن ابن مسعود وفي آخره: "فطوبى للغرباء" آخره: قيل يا رسول الله! ومن الغرباء قال: "النزاع من القبائل" 2.
[68] ورواه الآجري: وعنده قيل: من هم يا رسول الله قال: "الذين يصلحون إذا فسد الناس" 1. [69] ولأحمد: في حديث سعد بن مالك: "فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد الناس" 2. [70] وله عن ابن عمرو: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "طوبى للغرباء" قلنا ومن الغرباء قال: "قوم صالحون قليل, في ناس سوء كثير, من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم" 3. [71] وفي الزهد عنه: "إن أحب شيء إلى الله الغرباء" قال: "الفرارون بدينهم, يبعثهم الله مع عيسى ابن مريم عليه السلام" 4 رواه أحمد عن الهيثم بن جميل: ثنا محمد بن مسلم: ثنا عثمان بن عبد الله: عن سليمان بن هرمز: عنه. [72] ولأحمد: عن المطلب بن حنطب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "طوبى للغرباء" قيل: يا رسول الله! من الغرباء قال: "الذين يزيدون إذا نقص الناس" 5. [73] وللترمذي من حديث كثير بن عبد الله المزني: عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم: "طوبى للغرباء, الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي" 6 قال الأوزاعي في معنى الحديث: أما إنه ما يذهب الإسلام,
ولكن يذهب أهل السنة, حتى ما يبقى في البلد منهم إلا رجل واحد. [74] وفي المسند: عن عبادة أنه قال لرجل من أصحابه: يوشك أن ترى الرجل قد قرأ القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فأعاده, وأبداه, فأحل حلاله, وحرم حرامه, ونزل عند منازله, لا يحور فيكم, إلا كما يحور رأس الحمار الميت1.
باب لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه
باب لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه [75] وللبخاري عن الزبير بن عدي قال: أتينا أنسًا فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال: "اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه" سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم1. [76] ولمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح2 وتظهر الفتن, ويكثر الهرج" قالوا يا رسول الله: ما هو قال: "القتل القتل" 3.
باب تحريم رجوع المهاجر غلى استيطان وطنه
باب تحريم رجوع المهاجر غلى استيطان وطنه ... باب تحريم رجوع المهاجر إلى استيطان وطنه [77] وله عن سلمة وقد قال له الحجاج: أرددت على عقبيك قال: لا, ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لنا في البدو1.
باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما
باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما [78] وللبخاري عن الأحنف قال: خرجت وأنا أريد هذا الرجل فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريد يا أحنف فقلت: أريد نصرة ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم -يعني عليا رضي الله عنه- فقال لي: يا أحنف ارجع, فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" فقلت, أو قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال: "إنه أراد قتل صاحبه" 1. [79] ولمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم, لا يدري القاتل فيم قتل, ولا المقتول فيم قتل" فقيل: كيف يكون ذلك قال: "الهرج القاتل والمقتول في النار" 2.
باب هلاك الأمة بعضهم ببعض
باب هلاك الأمة بعضهم ببعض [80] ولمسلم: عن ثوبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله زوى1 لي الأرض, فرأيت مشارقها ومغاربها, وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها, وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض" 2. قال ابن ماجه: يعني الذهب والفضة "وإني سألت ربي لأمتي ألا يهلكها بسنة بعامة, وألا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم, فيستبيح بيضتهم3, وإن ربي قال: يا محمد قضيت قضاءً فإنه لا يرد, وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة بعامة4, وألا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم, فيستبيح بيضتهم, ولو اجتمع عليهم من بأقطارها" , أو قال: "من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا, ويسبي بعضهم بعضًا" 5. [81] زاد أبو داود: "وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين6، وإذا وضع السيف في أمتي, لم يرفع عنها إلى يوم القيامة7, ولا تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين, وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان,
وأنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون, كلهم يزعم أنه نبي, وأنا خاتم النبيين, لا نبي بعدي, ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله" 1. [82] ولمسلم عن سعد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية2 حتى إذا مر بمسجد بني معاوية, دخل فركع فيه ركعتين, وصلينا معه, ودعا ربه طويلاً, ثم انصرف إلينا فقال: "سألت ربي ثلاثًا فأعطاني ثنتين, ومنعني واحدةً, سألت ربي ألا يهلك أمتي بالسنة3 فأعطانيها, وسألته ألا يهلك أمتي بالغرق, فأعطانيها, وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم, فمنعنيها" 4.
باب كف اللسان في الفتنة
باب كف اللسان في الفتنة [83] ولأبي داود: عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستكون فتنة تستنظف العرب1, قتلاها في النار2, اللسان فيها3 أشد من وقع السيف" 4 قال الترمذي: غريب5, سمعت محمدًا يقول: لا يعرف لزياد بن سيمين عن ابن عمر غير هذا. [84] ولأبي داود: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستكون فتنة صماء بكماء عمياء, اللسان فيها كوقع السيف" 6. [85] ولابن ماجه: عن ابن عمر مرفوعًا: "إياكم والفتن, فإن اللسان فيها مثل وقع السيف" 7. [86] ولهما: عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن
الرجل ليتكلم بالكلمة, لا يلقي لها بالاً1, يهوي بها في النار, أبعد ما بين المشرق والمغرب" 2.
من أحاديث النهي عن السعي في الفتنة
من أحاديث النهي عن السعي في الفتنة [87] ولأبي داود: عن أبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر" قلت لبيك يا رسول الله وسعديك! وذكر الحديث قال فيه: "كيف أنت إذا أخذت الناس موت, تكون البيت فيه بالوصيف" 3, يعني: القبر: قلت: الله ورسوله أعلم, أو قال: ما يختار الله لي ورسوله قال: "عليك بالصبر" أو قال: "تصبر" ثم قال لي: "يا أبا ذر" قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: "كيف أنت! إذا رأيت أحجار الزيت4 قد غرقت بالدم" قلت: ما يختار الله لي ورسوله. قال: "عليك بمن أنت منه" 5 قلت: يا رسول الله أفلا آخذ سيفي فأضعه على عاتقي قال: "شاركت القوم إذًا" قال: قلت:
فماذا تأمرني قال: "تلزم بيتك" قلت: فإن دخل علي بيتي قل: "فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف1, فألق ثوبك على وجهك, يبوء بإثمك وإثمه" 2. [88] زاد ابن ماجه: "كيف أنت وجوائح تصيب الناس, حتى تأتي مسجدك, فلا تستطيع أن ترجع إلى فراشك, ولا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك قلت: الله ورسوله أعلم, أو يختار الله لي ورسوله. قال: عليك بالعفة" 3. [89] وفي حديث عن ابن مسعود: وذكر الفتنة قال: "الزم بيتك" قيل: فإن دخل علي بيتي قال: "فكن مثل الجمل الأورق4 التفال5, الذي لا ينبعث إلا كرهًا, ولا يمشي إلا كرهًا" رواه أبو عبيد6. [90] ولأبي داود عن المقداد مرفوعًا: "إن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن, ولمن ابتلي فصبر فواهًا" 7.
باب أمارات الساعة
باب أمارات الساعة [91] وللبخاري: عن عوف بن مالك أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال: "اعدد ستا بين يدي الساعة, موتي ثم فتح بيت المقدس, ثم موتان1 يأخذ فيكم كقعاص2 الغنم, ثم استفاضة المال, حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا, ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته, ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر3, فيغدرون, فيأتونكم تحت ثمانين غايةً4 تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا" 5.
باب ملاحم الروم
باب ملاحم الروم [92] ولمسلم عن يسير بن جابر قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة
فجاء رجل ليس له هجيرى1 إلا يا عبد الله بن مسعود! جاءت الساعة قال: فقعد وكان متكئًا فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ثم قال بيده هكذا: ونحاها نحو الشام فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام أو يجمع لهم أهل الإسلام2 قلت: الروم تعني قال: نعم, قال: ويكون عند ذلكم القتال ردة شديدة3, فيشترط المسلمون شرطةً للموت4, لا ترجع إلا غالبةً, فيقتتلون حتى يمسوا فيبقى5 هؤلاء وهؤلاء, كل غير غالب وتفنى الشرطة, فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم6 بقية أهل الإسلام, فيجعل الله الدائرة عليهم7 فيقتتلون مقتلةً, إما قال: لم ير مثلها وإما قال: لا يرى مثلها, حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم8, فما يخلفهم9 حتى يخر ميتًا, فيتعاد10 بنو الأب كانوا مائةً فلا يجدون بقي منهم إلا الرجل الواحد, فبأي غنيمة يفرح, أو أي ميراث يقاسم فبينما هم كذلك إذ سمعوا بناس هم أكثر من ذلك فجاءهم الصريخ, إن الدجال قد خالفهم في ذراريهم فيرفضون11 ما بأيديهم
ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعةً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم, وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ" 1. [93] وله: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق, أو بدابق2, فيخرج إليهم جيش من المدينة, من خيار أهل الأرض يومئذ, فإذا تصافوا قالت: الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا, نقاتلهم فيقول المسلمون: لا, والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا3, ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتح الثلث لا يفتنون أبدًا, فيفتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم, قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خالفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل". فإذا جاءوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف, إذ أقيمت الصلاة, فنزل عيسى ابن مريم فأمهم, فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء, فلو تركه لانذاب حتى يهلك, ولكن يقتله بيده, فيريهم دمه في حربته 4. [94] وله: عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سمعتم بمدينة جانب فيها في
البر, وجانب في البحر" قالوا: نعم, يا رسول الله قال: "لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحاق فإذا نزلوها لم يقاتلوا بسلاح, ولم يرموا بسهم قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها". قال ثور: لا أعلمه قال: إلا الذي في البحر "ثم يقولوا لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقولوا الثالثة لا إله إلا الله, والله أكبر فيفرج لهم فيدخلونها فيغنموها فبينما هم يقسمون الغنائم, إذ جاءهم الصريخ, فقال إن الدجال قد خرج, فيتركون كل شيء ويرجعون" 1. [95] ولابن ماجه: من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف, عن أبيه عن جده مرفوعًا: "إنكم ستقاتلون بني الأصفر2 ويقاتلهم الذين من بعدكم حتى يخرج إليهم وفد الإسلام أهل الحجاز الذين لا يخافون في الله لومة لائم فيفتحون القسطنطينية بالتسبيح والتكبير, فيصيبوا غنائم لم يصيبوا مثلها, حتى يقتسموا بالأترسة فيأتي آت فيقول: إن المسيح قد خرج في بلادكم ألا وهي كذبة فالآخذ نادم والتارك نادم" 3. [96] ولأبي داود وغيره: عن ذي مخمر -وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "سيصالحكم الروم صلحًا آمنًا, ثم تغزون أنتم وهم عدوا, فتنصرون وتسلمون, ثم ينصرفون حتى ينزلون بمرج ذي تلول فرفع رجل من أهل الصليب الصليب فيقول غلب
الصليب1, فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدفعه فعند ذلك تغدر الروم, فيجمعون للملحمة فيأتون تحت ثمانين غايةً تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا" 2. [97] وله وغيره: عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الملحمة الكبرى, وفتح قسطنطينية, وخروج الدجال في سبعة أشهر" 3 حسنه الترمذي4. [98] ولأبي داود عن عبد الله بن بشر مرفوعًا: "بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين, ويخرج الدجال في السابعة" 5. قال: هذا أصح من حديث عيسى, يعني حديث معاذ. [99] وله: عن ثوبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم, كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل: من قلة نحن يومئذ قال: "بل, أنتم كثير, ولكنكم غثاء6 كغثاء السيل, ولينزعن الله من صدور
عدوكم المهابة منكم, وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يا رسول الله! وما الوهن قال: "حب الدنيا وكراهية الموت" 1. [100] ولمسلم: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة, حتى يحسر2 الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه, فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون, ويقول كل رجل منهم: لعلي أنا الذي أكون أنجو" 3. وفي رواية: "فمن حضره فلا يأخذ منه شيئًا" 4. [101] وله: عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا منعت العراق درهمها وقفيزها5، ومنعت الشام مديها6, ودينارها ومنعت مصر إردبهًا7 ودينارها, وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم, وعدتم من حيث بدأتم" شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه 8. [102] وله: عن المستورد القرشي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"تقوم الساعة والروم أكثر الناس". فقال له عمرو بن العاص: لئن قلت ذلك, إن فيهم لخصالاً أربعًا إنهم لأحلم الناس عند فتنة, وأسرعهم إفاقةً بعد مصيبة, وأوشكهم كرةً بعد فرة, وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف, وخامسة حسنة جميلة, وأمنعهم من ظلم الملوك1. [103] وله: عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف فوافقوه على أكمة2, فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد فقالت لي نفسي: ائتهم فاقعد بينهم وبينه لا يغتالونه3, ثم قلت: لعله نجي4 معهم, فأتيتهم فقمت بينهم وبينه, فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي قال: "تغزون جزيرة العرب, فيفتحها الله ثم فارس, فيفتحها الله, وتغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال, فيفتحها الله" قال فقال نافع: يا جابر! لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم. [104] وله: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه" 5. [105] وله: عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تذهب الأيام والليالي, حتى
يملك رجل يقال له الجهجاه" 1. [106] وله: عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا, كأن وجوههم المجان المطرقة, ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر" 2. وفي لفظ: "تقاتلكم أمة ينتعلون الشعر, وجوههم مثل المجان المطرقة" 3. [107] وفي رواية: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر, ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا صغار الأعين, ذلف الأنوف" 4. [108] وفي لفظ: "يقاتل المسلمون الترك قومًا وجوههم كالمجان المطرقة يلبسون الشعر, ويمشون في الشعر" 5 وفي لفظ: "حمر الوجوه, صغار الأعين". [109] ولأبي داود: عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يقاتلكم قوم صغار الأعين" - يعني الترك - قال: "تسوقونهم ثلاث مرار, حتى تلحقونهم بجزيرة العرب, فأما في السياقة الأولى فينجو من هرب منهم, وأما الثانية, فينجو بعض, ويهلك بعض, وأما الثالثة فيصطلمون" 6, أو
كما قال1. [110] وله: عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة عند نهر يقال له دجلة عليه جسر يكثر أهلها وتكون من أمصار المهاجرين" 2. [111] وفي لفظ: "من أمصار المسلمين فإذا كان في آخر الزمان, جاء بنو قنطوراء3 عراض الوجوه, صغار الأعين, حتى ينزلوا على شط النهر, فيتفرق أهلها ثلاث فرق: فرقة يأخذون أذناب البقر والبرية4 وهلكوا, وفرقة يأخذون لأنفسهم5, وكفروا, وفرقة يجعلون ذراريهم6 خلف ظهورهم, يقاتلونهم وهم الشهداء" 7. [112] وفي لفظ أحمد بعد الفرقة الأولى: "وأما فرقة فتأخذ على نفسها
وكفرت فهذه وتلك سواء" وقال في الثالثة: "ويفتح الله على بقيتها" 1. [113] وللبزار: عن أبي الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب رفع من تحت رأسي, فظننت أنه مذهوب به, فأتبعته بصري, فذهب به إلى الشام ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام" صححه عبد الحق 2. [114] ولأبي داود: عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فسطاط3 المسلمين يوم الملحمة4 بالغوطة5 إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام" 6. [115] ولابن أبي شيبة: عن أبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "معقل المسلمين في الملاحم دمشق, ومعقلهم من الدجال بيت المقدس ومعقلهم من يأجوج ومأجوج الطور" 7.
[116] ولابن ماجه: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وقعت الملاحم بعث الله جيشًا من الموالي هم أكرم العرب فرسًا, وأجوده سلاحًا, يؤيد الله به الدين" 1. [117] ولمسلم: عن حذيفة بن أسيد قال: اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرفة ونحن نتذاكر الساعة فقال: "لا تقوم الساعة حتى يكون عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها, والدخان, والدجال, ويأجوج ومأجوج, ونزول عيسى ابن مريم, وثلاث خسوف; خسف بالمشرق, وخسف بالمغرب, وخسف بجزيرة العرب, ونار2 تخرج من قعر عدن, تسوق الناس إلى المحشر, تبيت معهم إذا باتوا, وتقيل معهم إذا قالوا" 3. وفي رواية: "وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس" 4. وفي رواية له: "وريح تلقي الناس في البحر" بدل نزول عيسى5.
[118] وله: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا1 بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها, أو الدخان, أو الدجال, أو الدابة, أو خاصة أحدكم, أو أمر العامة" 2. [119] وله: عن معقل بن يسار مرفوعًا: "العبادة في الهرج كهجرة إلي" 3. [120] وله: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث آيات إذا خرجن {لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} 4 طلوع الشمس من مغربها, والدجال, ودابة الأرض" 5. [121] وله: عن أبي زرعة وذكر قول مروان عن الآيات أولها خروجًا الدجال فقال عبد الله بن عمرو لم يقل مروان شيئًا حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا لم أنسه بعد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحًى, وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبًا" 6. [122] وللترمذي: عن صفوان بن عسال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: "إن بالمغرب بابًا مفتوحًا للتوبة, مسيرة سبعين سنةً, لا يغلق حتى تطلع الشمس من قبله" وقال: حسن صحيح1. [123] ولمسلم: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه" 2.
باب من أشراط الساعة الدخان
باب من أشراط الساعة الدخان [124] وروي من حديث حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن من أشراط الساعة دخانًا ملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث في الأرض أربعين يومًا, أما المؤمن فيصيبه منه شبه الزكام, وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران, يخرج الدخان من أنفه ومنخره وعينيه وأذنيه ودبره" 1. [125] ولأبي داود: عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "يا أنس إن الناس يمصرون أمصارًا2, وإن مصرًا منها يقال له: البصرة, أو البصيرة, فإن أنت مررت بها, أو دخلتها, فإياك وسباخها3 وكلأها4, وسوقها5, وباب أمرائها6, وعليك بضواحيها7, فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف 8, وقوم يبيتون يصبحون قردةً وخنازير" 9
باب الدجال وصفته وما معه
باب الدجال وصفته وما معه [126] ولمسلم: عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع1, حتى ظنناه في طائفة النخل, فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا, فقال: "ما شأنكم" قلنا يا رسول الله! ذكرت الدجال غداةً فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال: "غير الدجال أخوفني عليكم, إن يخرج وأنا فيكم, فأنا حجيجه دونكم.. وإن يخرج ولست فيكم, فامرؤ حجيج نفسه, والله خليفتي على كل مسلم, إنه شاب قطط2, عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف, إنه خارج خلةً3 بين الشام والعراق فعاث يمينًا وعاث شمالاً, يا عباد الله! فاثبتوا" قلنا: يا رسول الله! وما لبثه في الأرض قال: "أربعون يومًا, يوم كسنة, ويوم كشهر, ويوم كجمعة, وسائر أيامه كأيامكم" قلنا: يا رسول الله! فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم قال: "لا, اقدروا له قدره" قلنا: يا رسول الله! وما إسراعه في الأرض قال: "كالغيث استدبرته الريح, فيأتي على القوم فيدعوهم, فيؤمنون به, ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر, والأرض
فتنبت فتروح عليهم سارحتهم1, أطول ما كانت ذرًا, وأسبغه ضروعًا وأمده خواصر2, ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين3, ليس بأيديهم شيء, من أموالهم ويمر بالخربة, فيقول لها: أخرجي كنوزك, فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل4, ثم يدعو رجلًا ممتلئًا شبابًا فيضربه بالسيف, فيقطعه جزلتين, رميةً الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم صلى الله عليه وسلم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين5. واضعًا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر, وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ6, فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات, ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد7, فيقتله ثم يأتي عيسى صلى الله عليه وسلم قومًا قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم8 ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو ذلك إذ أوحى الله عز وجل إلى عيسى عليه السلام إني قد أخرجت عبادًا لي, لا يدان لأحد بقتالهم9, فحرز عبادي إلى الطور10،
ويبعث الله يأجوج ومأجوج {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} 1 فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها, ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرةً ماء, ويحصر نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرًا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه -يعني إلى الله- فيرسل الله عليهم النغف2 في رقابهم فيصبحون فرسى3 كموت نفس واحدة, ثم يهبط نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم4, فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله فيرسل عليهم طيرًا كأعناق البخت5 فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله, ثم يرسل الله مطرًا لا يكن6 منه بيت مدر7 ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة8, ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك, وردي بركتك. فيومئذ تأكل العصابة9 من الرمانة ويستظلون بقحفها10 ويبارك في
الرسل1, حتى أن اللقحة2 من الإبل لتكفي الفئام3 من الناس, واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس, واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس4 بينما هم كذلك بعث الله ريحًا طيبةً فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مسلم ويبقى شرار الناس, يتهارجون فيها تهارج الحمر5, فعليهم تقوم الساعة" 6. [127] وفي رواية بعد قوله: "لقد كان بهذا مرةً ماء ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر7 وهو جبل بيت المقدس, فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض, هلم فلنقتل من في السماء, فيرمون بنشابهم8 إلى السماء, فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبةً دمًا" 9. [128] وله: عن أبي سعيد حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا حديثًا طويلاً عن الدجال فكان فيما حدثنا قال: "يأتي وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة10, فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة, فيخرج إليه يومئذ
رجل وهو خير الناس أو من خير الناس, فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته, أتشكون في الأمر فيقولون: لا, فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه والله ما كنت فيك, قط أشد بصيرةً مني الآن قال: فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه" 1. [129] وله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح2 مسالح الدجال فيقولون له: أين تعمد فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج قال: فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا فيقول: ما بربنا خفاء فيقولون: اقتلوه فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدًا دونه قال: فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس! هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فيأمر الدجال به فيشبح3, فيقول: خذوه وشجوه4 فيوسع ظهره وبطنه ضربًا قال: فيقول: أوما تؤمن بي قال: فيقول: أنت المسيح الكذاب, قال: فيؤمر به فيؤشر بالمئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه ثم قال: يمشي بين القطعتين, ثم يقول له: قم فيستوي قائمًا قال: ثم يقول له: أتؤمن بي فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرةً, قال: ثم يقول: يا أيها الناس! إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس قال: فيأخذه الدجال ليذبحه.
فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته1 نحاسًا, فلا يستطيع إليه سبيلاً, قال: فيأخذ بيده ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار, وإنما ألقي في الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا أعظم الناس شهادةً عند رب العالمين" 2. [130] وله: عن المغيرة قال: ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر مما سألته فقال: "وما ينصبك منه3 إنه لا يضرك" قلت: يا رسول الله إنهم يقولون: إن معه الطعام والأنهار فقال: "هو أهون على الله من ذلك" 4 وفي رواية: "أي بني" 5. [131] وله: عن ابن عمرو وجاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الذي تحدث به تقول: إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا فقال: سبحان الله! أو لا إله إلا الله أو كلمةً نحوهما, لقد هممت ألا أحدث أحدًا شيئًا أبدًا, إنما قلت: إنكم سترون بعد قليل أمرًا عظيمًا, يحرق البيت, ويكون, ويكون, ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين لا أدري أربعين يومًا, أو أربعين شهرًا, أو أربعين عامًا فيبعث الله عيسى ابن
مريم عليه السلام كأنه عروة بن مسعود, فيطلبه فيهلكه, ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة, ثم يرسل الله ريحًا باردةً من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته" حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل1 لدخلته عليه, حتى تقبضه قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع2 لا يعرفون معروفًا, ولا ينكرون منكرًا, فيتمثل لهم الشيطان, فيقول: ألا تستجيبون فيقولون: فما تأمرنا فيأمرهم بعبادة الأوثان, وهم في ذلك دار رزقهم, حسن عيشهم, ثم ينفخ في الصور, فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتًا ورفع ليتًا3, وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله4, قال فيصعق ويصعق الناس, ثم يرسل الله-أو قال: ينزل الله- مطرًا, كأنه الطل, أو الظل نعمان الشاك5 فتنبت منه أجساد الناس, ثم ينفخ فيه أخرى {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} 6 ثم يقال: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ} 7 ثم يقال: أخرجوا بعث النار, فيقال: من كم فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعةً وتسعين.
قال: فذاك يوم {يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً} 1وذاك {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} " 2 3.
قصة الجساسة
قصة الجساسة [132] وله: في حديث فاطمة بنت قيس فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال: "ليلزم كل إنسان مصلاه" ثم قال: "أتدرون لم جمعتكم" قالوا: الله ورسوله أعلم قال: "إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة, ولكن جمعتكم لأن تميمًا الداري, كان رجلاً نصرانيا, فجاء فبايع وأسلم, وحدثني حديثًا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام, فلعب بهم الموج شهرًا في البحر, ثم أرفئوا إلى جزيرة1 في البحر حين مغرب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة, فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر, فقالوا: ويلك ما أنت قالت: أنا الجساسة, قالوا: وما الجساسة قالت: أيها القوم! انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير, فإنه إلى خبركم بالأشواق2. قال: لما سمت لنا رجلاً فرقنا منها3 أن تكون شيطانةً قال: فانطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان4 رأيناه قط خلقًا وأشده وثاقًا, مجموعة يداه إلى عنقه, ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا: ويلك! ما أنت فقال: قد قدرتم على خبري, فأخبروني ما أنتم قالوا: نحن من العرب, ركبنا في سفينة بحرية, فصادفنا البحر حين اغتلم5.
فلعب بنا الموج شهرًا, ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة, فلقينا دابةً أهلب كثير الشعر لا ندري ما قبله من دبره من كثرة الشعر قلنا: ويلك! ما أنت فقالت: أنا الجساسة, قلنا: وما الجساسة قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعًا, وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانًا قال: أخبروني عن نخل بيسان1, قلنا: عن أي شأنها تستخبر قال: هل فيها ماء قالوا: هي كثير الماء, قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر قلنا له: نعم, قال: أما إنه يوشك ألا يثمر, قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية2 قلنا: عن أي شأنها تستخبر قال: فيها ماء قالوا: هي كثيرة الماء, قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب, قال: أخبروني عن عين زغر3. قالوا: عن أي شأنها تستخبر قال: هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء ذلك العين قلنا له: نعم, هي كثيرة الماء, وأهلها يزرعون من مائها, قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل قالوا: قد خرج من مكة ونزل بيثرب, قال: قاتله العرب قلنا: نعم, قال: كيف صنع بهم فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه, قال: قال لهم: قد كان ذلك قلنا: نعم, قال: أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه, وإني مخبركم عني إني أنا المسيح الدجال, وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج, فأخرج فأسير في الأرض, فلا أدع قريةً إلا هبطتها في أربعين ليلةً, غير مكة وطيبة, فهما محرمتان علي كلتاهما, كلما أردت أن أدخل واحدةً منهما, استقبلني ملك
بيده السيف صلتًا1 يصدني عنها, وإن على كل نقب منها ملائكةً يحرسونها" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر: "هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة" يعني المدينة "ألا هل كنت حدثتكم ذلك" فقال الناس: نعم, "فإنه أعجبني حديث تميم; لأنه وافق الذي كنت حدثتكم عنه, وعن المدينة ومكة, ألا إنه في بحر الشام, أو بحر اليمن, لا بل من قبل المشرق, ما هو من قبل المشرق, ما هو من قبل المشرق" ما هو وأومأ بيده إلى المشرق" قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم2. [133] وله: عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من بلد إلا سيطؤه الدجال, إلا مكة والمدينة وليس نقب من نقابها, إلا عليه الملائكة صافين تحرسها فينزل بالسبخة3 فترجف المدينة ثلاث رجفات يخرج إليه منها كل كافر ومنافق" 4. وفي لفظ: "فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه" 5. [134] وله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يتبع الدجال من يهود أصبهان, سبعون ألفًا عليهم الطيالسة" 6. [135] وله: عن أم شريك أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: "ليفرن الناس من الدجال في الجبال" قالت: يا رسول الله! فأين العرب يومئذ قال:
"هم قليل" 1. [136] وله: عن عمران سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة, خلق أكبر من الدجال" 2. [137] وله: عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور -وإن ربكم- عز وجل ليس بأعور, ومكتوب بين عينيه ك. ف. ر" 3. وفي رواية: "بعد الحروف: أي كافر"4. وفي رواية: "ثم تهجاها: ك. ف. ر ويقرؤه كل مسلم" 5. [138] وله: عن حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر6 معه جنة ونار" 7. [139] وله: عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأنا أعلم بما مع الدجال; معه نهران يجريان, أحدهما رأي العين, ماء أبيض, والآخر رأي العين, نار تأجج, فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارًا, وليفحصن ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه, فإنه ماء بارد, وإن الدجال
ممسوح العين, عليها ظفرة غليظة1 مكتوب بين عينيه كافر, يقرؤه كل مؤمن, كاتب وغير كاتب" 2. [140] وله: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم عن الدجال حديثًا ما حدثه نبي قومه إنه أعور وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار فالتي أقول إنها الجنة, هي النار, وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه" 3. [141] وله: عن نافع: "ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى, كأن عينه عنبة طافئة" 4. [142] وله: عن أبي سعيد قول ابن صياد له: ألست سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه لا يولد له" قلت: بلى قال: فقد ولد لي أوليس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل المدينة ولا مكة" قلت: بلى قال: فقد ولدت بالمدينة, وها أنا أريد مكة, ألم يقل نبي الله صلى الله عليه وسلم إنه يهودي وقد أسلمت ... إلخ5. [143] وله: قول حفصة لابن عمر: ما تريد إليه ألم تعلم أنه قد قال: "إن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه" 6. [144] وله: عن أبي الدرداء أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من الدجال7" وفي رواية: "من آخر
الكهف"1. [145] وله: عن عمرو بن ثابت عن الصحابة مرفوعًا: "تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت" 2. [146] وله: عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لتقاتلن اليهود, فلتقتلنهم حتى يقول الحجر: يا مسلم هذا يهودي فتعال فاقتله" 3. وفي رواية: "إلا الغرقد4، فإنه من شجر اليهود" رواه من حديث أبي هريرة. [147] وقال ابن ماجه: حدثنا علي بن محمد, حدثنا عبد الرحمن المحاربي, عن إسماعيل بن رافع أبي رافع عن أبي عمرو الشيباني زرعة, عن أبي أمامة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر خطبته حديثًا حدثناه, وحذرناه, وكان من قوله أنه قال: "إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله آدم صلى الله عليه وسلم أعظم من فتنة الدجال, وإن الله عز وجل لم يبعث نبيًا إلا حذر أمته الدجال, وأنا آخر الأنبياء, وأنتم آخر الأمم وهو خارج عليكم لا محالة, فإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج كل مسلم, وإن يخرج من بعدي فكل حجيج بنفسه, والله خليفتي على كل مسلم وأنه يخرج من خلة بين الشام والعراق, فيعيث يمينًا ويعيث شمالاً يا عباد الله! أيها الناس! فاثبتوا فإني سأصفه لكم صفةً لم يصفها إياه نبي قبلي إنه يبدأ فيقول:
أنا نبي وإنه لا نبي بعدي, ثم ينثني فيقول: أنا ربكم, ولا ترون ربكم حتى تموتوا وأنه أعور وإن ربكم عز وجل ليس بأعور, وإنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب, وإن من فتنته أن معه جنةً ونارًا فمن ابتلي بناره فليستعذ بالله وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه بردًا وسلامًا كما كانت على إبراهيم عليه السلام وإن من فتنته أن يقول لأعرابي أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك, أتشهد أني ربك فيقول: نعم, فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه, فيقولان: يا بني! اتبعه فإنه ربك, وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة يقتلها, ينشرها بالمنشار, حتى يلقى شقين, ثم يقول: انظروا إلى عبدي فإني أبعثه الآن ثم يزعم أن له ربا غيري, فبعثه الله تعالى فيقول له الخبيث: من ربك فيقول: ربي الله, وأنت عدو الله, أنت الدجال والله ما كنت بعد أشد بصيرةً بك مني اليوم". قال أبو الحسن الطنافسي: فحدثنا المحاربي, ثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي, عن عطية, عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلك الرجل أرفع أمتي درجةً في الجنة" قال أبو سعيد: ما كنا نرى ذلك الرجل إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى مضى لسبيله. قال المحاربي: ثم رجعنا إلى حديث أبي رافع قال: "وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر, ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت, وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبوه فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقوه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر والأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه, وأمده خواصر, وأدره ضروعًا, وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر
عليه, إلا مكة والمدينة فإنه لا يأتيهما من نقب1 من نقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتةً2, حتى ينزل عند الظريب3 الأحمر عند منقطع السبخة4 فترجف5 المدينة بأهلها ثلاث رجفات, فلا يبقى منافق, ولا منافقة إلا خرج إليه فتنفي الخبث6 منها كما ينفي الكير خبث الحديد, ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص". فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله! فأين العرب يومئذ قال: "هم قليل: وجلهم ببيت المقدس, وإمامهم رجل صالح قد تقدم يصلي بهم الصبح, إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص7 يمشي القهقرى ليتقدم عيسى عليه السلام يصلي بالناس, فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل, فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب فيفتح ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج8 فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء, وانطلق هاربًا ويقول عيسى إلي فيك ضربةً لن تسبقني بها9 فيدركه عند باب لد10 الشرقي فيقتله ويهزم الله
اليهود, ولا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقد فإنه من شجرهم لا ينطق إلا قال: يا عبد الله المسلم! هذا يهودي فتعال فاقتله". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وإن أيامه أربعون سنةً, والسنة كنصف السنة, والسنة كالشهر, والسنة كالجمعة, وآخر أيامه كالشررة1, يصبح أحدكم على باب المدينة, فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي" فقيل له: يا رسول الله! كيف نصلي في تلك الأيام القصار قال: "تقدرون الصلاة, كما تقدرونها في هذه الأيام الطوال, ثم صلوا". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فيكون عيسى في أمتي حكمًا2 عدلاً, وإمامًا مقسطًا يدق3 الصليب, ويذبح الخنزير4, ويضع الجزية5 ويترك الصدقة6, فلا يسعى على شاة ولا بعير وترفع الشحناء والتباغض, وتنزع حمة7 كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده إلى الحية, فلا تضره وتفر8 الوليدة الأسد, فلا يضرها, ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها, وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء, وتكون الكلمة واحدةً فلا يعبد إلا الله, وتضع الحرب أوزارها, وتسلب قريش ملكها, وتكون الأرض
كفاثور1 الفضة, تنبت نباتها بعهد آدم عليه السلام حتى يجتمع النفر على القطف2 من العنب فيشبعهم ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم, ويكون الثور بكذا, وكذا من المال, وتكون الفرس بالدريهمات". قيل: يا رسول الله! وما يرخص الفرس قال: "لا تركب لحرب أبدًا" فقيل له: وما يغلي الثور قال: "تحرث الأرض كلها وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد, يصيب الناس فيها جوع شديد, فيأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها, ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها, ثم يأمر الله السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها, ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها, ثم يأمر الله السماء الثالثة في السنة فتحبس مطرها كله, فلا تقطر قطرةً, ويأمر الأرض فتحبس نباتها, فلا تنبت خضراء, ولا يبقى ذات ظلف3 إلا هلك, إلا ما شاء الله" فقيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان قال: "التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد, ويجرى ذلك عليهم مجرى الطعام" 4. قال ابن ماجه: سمعت أبا الحسن الطنافسي يقول: سمعت عبد الرحمن المحاربي يقول: ينبغي أن يدفع هذا الحديث إلى المؤدب, حتى يعلمه الصبيان في الكتاب.
باب نزول عيسى عليه الصلاة والسلام
باب نزول عيسى عليه الصلاة والسلام [148] ولمسلم: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لينزلن ابن مريم حكمًا عادلاً فليكسرن الصليب, وليقتلن الخنزير, وليضعن الجزية, ولتتركن القلائص1 فلا يسعى عليها, ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد, وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد" 2. [149] وعنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم, وإمامكم منكم" 3. [150] وفي رواية: "فأمكم منكم" 4. قال ابن أبي ذئب: تدري ما: فأمكم منكم قلت: تخبرني قال: فأمكم بكتاب ربكم وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم. [151] ولأحمد في المسند: عن عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج
الدجال, فينزل عيسى ابن مريم فيقتله, ثم يمكث في الأرض أربعين سنةً إمامًا عادلاً, حكمًا مقسطًا" 1. [152] وله في الزهد: عن أبي هريرة قال: "يلبث عيسى في الأرض أربعين لو يقول للبطحاء سيلي عسلاً لكانت" 2. [153] وللحاكم في المستدرك: عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بين أذني الدجال أربعون ذراعًا" وذكر الحديث إلى أن قال: "وينزل عيسى ابن مريم فيقتله فيمتعوا أربعين سنةً, لا يموت أحد منهم, ولا يمرض ويقول الرجل لغنمه ولدوابه اذهبوا فارعوا وتمر الماشية بين الزرعين, ولا تأكل منه سنبلةً واحدةً, والحيات والعقارب لا تؤذي أحدًا, والسباع على أبواب الدور لا يؤذون أحدًا, ويأخذ الرجل المد القمح فيبذره بلا حرث, فيجيء منه سبعمائة مد, فيمكثون في ذلك حتى يكسر سد يأجوج ومأجوج, فيمرحون ويفسدون فيبعث الله دابةً من الأرض, فتدخل في آذانهم, فيصبحون موتى أجمعين, وتنتن الأرض منهم, فيؤذون الناس بنتنهم, فيستغيثون بالله, فيبعث الله ريحًا يمانيةً غبراء, وتكشف ما بهم بعد ثلاثة وقد قذفت جيفهم في البحر ولا يلبثون إلا قليلاً حتى تطلع الشمس من مغربها" 3. [154] وله فيه وأيضًا في المختارة: عن بريدة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تعالى ريحًا يبعثها على رأس مائة سنة تقبض روح كل مؤمن" 4.
[155] ولابن أبي شيبة: عن ابن عمرو أنه قال لرجل من أهل العراق هل تعرف أرضًا فيكم كثيرة السباخ, يقال لها: كوثى, قلت: نعم, قال: منها يخرج الدجال. ثم قال: إن الأشرار بعد الأخيار عشرين ومائة سنة لا يدري أحد من الناس متى يدخل أولها. وقال ثنا وكيع, عن إسماعيل, عن خيثمة قال: يبقى الناس بعد الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة1. [156] وقال عبد بن حميد نا يزيد بن هارون, نا إسماعيل بن أبي خالد, سمعت أبا خيثمة يحدث عن عبد الله بن عمرو قال: يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة2. [157] ولأبي نعيم عن عبسة بن عمرو قال: لا تقوم الساعة حتى تعبد العرب ما كانت تعبد آباؤها عشرين ومائة سنة بعد نزول عيسى ابن مريم3, والحاكم عن بريدة مرفوعًا: معناه.
باب في سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة
باب في سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة [158] ولمسلم: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبلغ المساكن إهاب, أو يهاب" 4 قال زهير: قلت لسهيل: وكم ذاك من المدينة قال:
كذا وكذا ميلاً 1. [159] ولأبي داود: عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح" 2 قال الزهري: وسلاح قريب من خيبر. [160] ولمسلم: عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي3 -يريد عوافي السباع والطير- يخرج راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان ب غنمها فيجدانها وحشًا, حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما" 4. [161] وروى عمر بن منبه عن سليمان بن الوليد بن مسلم, عن ابن لهيعة, عن أبي الزبير, عن جابر, عن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرج أهل المدينة منها, ثم يعودون إليها فيعمرونها حتى تمتلئ ثم يخرجون
منها, فلا يعودون إليها أبدًا" 1 وله من حديث أبي سعيد نحوه. [162] وله: عن أبي هريرة قال: والذي نفسي بيده ليكونن بالمدينة ملحمة يقال لها: الحالقة, لا أقول: حالقة الشعر, ولكن حالقة الدين, فاخرجوا من المدينة ولو على قدر بريد2. [163] ولمسلم: عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه, ويقول: يا ليتني كنت مكان هذا القبر, وليس به الدين إلا البلاء" 3. [164] وله: عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرب الكعبة ذو السويقتين4 من الحبشة" 5. [165] وللبخاري عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كأني به أسود أفحج6 يقلعها حجرًا حجرًا" 7. [166] وقال أبو عبيد: ثنا يزيد بن هارون, عن هشام بن حسان, عن حفصة, عن أبي العالية, عن علي في حديث: "استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يحال بينكم وبينه, وكأني برجل من الحبشة أصعل8,
أصحم, حمش الساقين1, قاعد عليها, وهي تهدم2" قال الأصمعي: أصعل كذا يروى, فأما كلام العرب فهو: صعل, بغير ألف وهو صغير الرأس. [167] ولأبي داود الطيالسي: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كأني يبايع لرجل بين الركن والمقام, وأول من يستحل هذا البيت أهله, فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب, ثم تجيء الحبشة فيخربونه خرابًا, لا يعمر بعده, وهم الذين يستخرجون كنزه" 3. [168] ولمسلم: عن جابر بن عبد الله قال: يوشك4 أهل العراق ألا يجبى إليهم قفيز, ولا درهم, قلنا: من أين قال: من قبل العجم يمنعون ذلك, ثم قال: يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار لا مدي, قلنا: من أين ذلك قال من قبل الروم, ثم سكت هنيةً, ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر أمتي خليفة يحثو5 المال حثيًا, ولا يعده عدا6" قيل لأبي نضرة وأبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ قالا: لا.
[169] وله عن أبي سعيد وجابر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر الزمان خليفة, يقسم المال, ولا يعده" 1.
باب ما جاء في المهدي
باب ما جاء في المهدي [170] ولأبي داود: عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يكون اختلاف عند موت خليفة, فيخرج رجل من أهل المدينة2 هاربًا إلى مكة3, فيأتيه ناس من أهل مكة, فيخرجونه وهو كاره, فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث جيش من الشام, يخسف بهم بالبيداء4, بين مكة والمدينة, فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام5, وعصائب6 العراق, فيبايعونه, ثم ينشأ رجل من قريش, أخواله كلب, فيبعث إليهم بعثًا فيظهرون عليهم, وذلك بعث كلب, والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب, فيقسم المال, ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويلقي الإسلام بجرانه7 إلى الأرض, فيلبث سبع سنين, ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون" 8. [171] وذكر ابن أبي شيبة: عن موسى بن إسماعيل, ثنا حماد بن سلمة, ثنا أبو المهدم, عن أبي هريرة, قال: يجيء جيش من قبل الشام, حتى يدخل
المدينة, فيقاتل المقاتلة, ويبقر بطون النساء, ويقولون للحبلى في البطن اقتلوا صافة السوء, فإذا حلوا بالبيداء من ذي الحليفة خسف بهم, فلا يدرك أسفلهم أعلاهم, ولا أعلاهم أسفلهم. قال أبو المهدم: فلما جاء جيش ابن دلجة قلنا هم فلم يكونوا هم1. [172] ولمسلم: عن أم سلمة وسئلت عن الجيش الذي يخسف به, وكان ذلك في أيام ابن الزبير فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يعوذ بالبيت عائذ, فيبعث إليه بعث, فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم" فقلت: يا رسول الله! وكيف بمن كان كارهًا قال: "يخسف بهم معهم, ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته" 2. قال أبو جعفر: هي بيداء المدينة فقال له عبد العزيز بن رفيع: إنما قالت: ببيداء من الأرض, فقال: كلا, والله إنها لبيداء المدينة. [173] ولأبي داود: عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يكون في أمتي المهدي, إن قصر3 فسبع وإلا فتسع, تنعم فيه أمتي نعمةً لم يسمعوا بمثلها قط, تؤتي أكلها, ولا تترك منه شيئًا, والمال يؤمئذ كدوس4, يقوم الرجل فيقول يا مهدي! أعطني فيقول: خذ" 5.
[174] وله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي مني1, أجلى الجبهة2, أقنى الأنف3, يملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا, يملك سبع سنين" 4. [175] وعن عبد الله, عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم" , قال زائدة في حديثه – "لطول ذلك اليوم, حتى يبعث الله رجلاً من أمتي أو من أهل بيتي, يواطئ5 اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبي6" صححه الترمذي7. [176] وله وحسنه: عن أبي سعيد قال: خشينا أن يكون بعد نبينا حدث8, فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إن في أمتي المهدي يعيش خمسًا أو سبعًا, أو تسعًا" -زيد هو الشاك- قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: "سنين, فيجيء إليه الرجل, فيقول: يا مهدي! أعطني, فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله" 9. [177] وروى الشافعي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزداد
الأمر إلا شدةً1, ولا الدنيا إلا إدبارًا, ولا الناس إلا شحا, ولا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق, ولا المهدي إلا عيسى ابن مريم" 2 رواه الشافعي عن الجندي قال الحاكم: مجهول واختلف عليه في إسناده فتارةً يرويه عن أبان, عن ابن عياش, عن الحسن, عن النبي صلى الله عليه وسلم مع ضعف أبان, وتارةً عن الحسن عن أنس فهو منفرد به, مجهول عن أبان, متروك عن الحسن, منقطع.
باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال
باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال [178] وعن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أراني الليلة في المنام عند الكعبة فإذا رجل آدم, كأحسن ما يرى من أدم الرجال1, تضرب لمته بين كتفيه2, رجل الشعر3, يقطر رأسه ماءً4, واضعًا يديه على منكبي رجلين, وهو يطوف بالبيت فقلت: من هذا قالوا: المسيح ابن مريم, ورأيت رجلاً جعدًا قططًا5, أعور العين اليمنى, كأشبه من رأيت من الناس بابن قطن, واضعًا يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت فقلت: من هذا قالوا: هذا المسيح الدجال" 6.
من أحاديث الدجال
من أحاديث الدجال [179] ولابن أبي شيبة: عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الدجال أعور أجعد1, هجان أحمر, كأن رأسه غصنة شجرة, أشبه الناس بعبد العزى بن قطن" 2. [180] ولأبي داود الطيالسي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أما مسيح الضلالة, فإنه أعور العين, أجلى الجبهة3, عريض النحر, فيه اندفاء4, مثل قطن بن عبد العزى" فقال الرجل: يضرني يا رسول الله شبهه؟ قال: "لا أنت مسلم وهو كافر" 5. [181] ولابن ماجه بسند صحيح: عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان يتبعه أفواج, كأن وجوههم المجان المطرقة" 6.
[182] ولأبي داود الطيالسي في مسنده: عن سفينة مرفوعًا: "إنه لم يكن نبي إلا وقد أنذر أمته الدجال, ألا وإنه أعور العين الشمال, وباليمنى ظفرة غليظة1, بين عينيه كافر2" الحديث. [183] ولأبي داود في سننه: عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني كنت حدثتكم عن المسيح الدجال حتى خشيت ألا تعقلوا3, إن المسيح الدجال4 قصير أفحج5, جعد أعور, مطموس العين, ليس بناتئة6, ولا جحراء7, فإن التبس عليكم فاعلموا أن ربكم - عز وجل -ليس بأعور" 8. [184] ولابن أبي شيبة: عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الدجال قال: "وإنه متى يخرج فإنه يزعم أنه الله, فمن آمن به واتبعه وصدقه, فليس ينفعه صالح من عمل سلف, ومن كفر به وكذبه, فليس يعاقب بشيء من عمل سلف, وإنه سيظهر على الأرض كلها, إلا الحرم
وبيت المقدس, وإنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس" 1 الحديث. [185] وزاد الترمذي في حديث النواس: عند ذكر يأجوج ومأجوج: "ويستوقد الناس من قسيهم2, ونشابهم3, وجعابهم4 سبع سنين5". [186] وللبزار: عن حذيفة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الدجال فقال: "لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال, ليس من فتنة صغيرة ولا كبيرة إلا تتضع لفتنة الدجال, فمن نجا من فتنة ما قبلها, فقد نجا منها, والله لا يضر مسلمًا, مكتوب بين عينيه كافر" 6. [187] ولابن ماجه عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن يأجوج ومأجوج يحفران كل يوم, حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس, قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدًا, فيعيده الله تعالى أشد ما كان, حتى إذا بلغت مدتهم, وأراد الله تعالى أن يبعثهم على الناس, حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس, قال: ارجعوا فستحفرونه إن شاء الله تعالى فاستثنوا فيعودون إليه: وهو كهيئته حين تركوه, فيحفرونه ويخرجون على الناس فيستقون الماء, ويتحصن الناس منهم في حصونهم, فيرمون سهامهم إلى
السماء, فيرجع عليها الدم الذي اجفظ1, فيقولون: قهرنا أهل الأرض, وعلونا أهل السماء, فيبعث الله نغفًا في أعناقهم2, فتقتلهم" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده! إن دواب الأرض لتسمن وتشكر3 شكرًا من لحومهم" 4.
باب خروج الدابة
باب خروج الدابة [188] ولابن ماجه: عن بريدة قال: ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضع بالبادية قريب من مكة فإذا أرض يابسة حولها رمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تخرج الدابة من هذا الموضع فإذا فتر في شبر". قال ابن بريدة: فحججت بعد ذلك سنين فأرانا عصًى له, فإذا هو بعصاي هذه هكذا وهكذا1. [189] وله: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تخرج الدابة ومعها خاتم سليمان بن داود, وعصى موسى بن عمران, فتجلو وجه المؤمن2 بالعصا, وتخطم3 أنف الكافر بالخاتم, حتى أن أهل الحواء ليجتمعوا4, فيقول هذا: يا مؤمن! ويقول هذا: يا كافر" 5. وحسنه الترمذي6. [190] وروى ابن جريج عن ابن الزبير أنه وصف الدابة فقال: "رأسها رأس الثور, وعينها عين الخنزير, وأذنها أذن فيل, وقرنها قرن أيل7, وصدرها صدر أسد, ولونها لون نمر, وخاصرتها خاصرة هرة,
وذنبها ذنب كبش, وقوائمها قوائم بعير, بين كل مفصلين1 اثنا عشر ذراعًا, معها عصى موسى, وخاتم سليمان, ولا يبقى مؤمن إلا نكتته بعصا موسى نكتةً بيضاء, يضيء لها وجهه, ولا يبقى كافر إلا نكت وجهه بخاتم سليمان, فيسود لها وجهه, حتى أن الناس يتبايعون في الأسواق بكم يا مؤمن! وبكم يا كافر ثم تقول لهم الدابة: يا فلان أنت من أهل الجنة, وأنت من أهل النار, وذلك قوله عز وجل {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ} " 2 الآية. [191] ولأبي داود الطيالسي في مسنده: عن حذيفة قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال: "لها ثلاث خرجات من الدهر, فتخرج في أقصى البادية, ولا يدخل ذكرها في القرية -يعني مكة- ثم يكمن زمانًا طويلاً, ثم تخرج خرجةً أخرى دون ذلك, فيفشو ذكرها في أهل البادية, ويدخل ذكرها في القرية: مكة". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمةً, خيرها وأكرمها على الله تعالى: المسجد الحرام, لم يرعهم إلا وهي ترغوا بين الركن والمقام, تنفض عن رأسها التراب, فأرفض الناس منها شتى, ويثبت عصابة من المؤمنين, وعرفوا أنهم لم يعجزوا الله تعالى فبدأت بهم, فجلت وجوههم حتى جعلتها كالكوكب الدري وولت في الأرض, لا يدركها طالب, ولا ينجو منها هارب, حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة, فتأتيه من خلفه فتقول: يا فلان! الآن تصلي فتقبل عليه فتسمه في وجهه, ثم تنطلق, وتشترك الناس في الأموال, ويصطلحون في الأمصار, يعرف المؤمن
من الكافر, حتى إن المؤمن يقول: يا كافر! اقض حقي, وحتى إن الكافر يقول: يا مؤمن! اقض حقي" 1. [192] وقال أبو القاسم البغوي: أنا علي بن الجعد, عن فضل بن مرزق الرقاشي, وسئل ابن معين, فقال: ثقة, عن عطية العوفي, عن ابن عمر قال: تخرج الدابة من صدع2 في الكعبة كجري الفرس ثلاثة أيام لا يخرج ثلثها3. [193] ولمسلم: عن عبد الرحمن بن شماسة قال: كنت عند مسلم بن مجلز, وعنده عبد الله بن عمرو فقال عبد الله: لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق, وهم شر من أهل الجاهلية لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم, فبينما هم كذلك, أقبل عقبة بن عامر فقال له ابن شماسة: اسمع ما يقول عبد الله, فقال عقبة: هو أعلم وأما أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله, قاهرين لعدوهم, لا يضرهم من خالفهم, حتى تأتيهم الساعة, وهم على ذلك فقال عبد الله: أجل, ثم يبعث الله ريحًا كريح المسك, مسها كمس4 الحرير, لا تترك نفسًا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته, ثم يبقى شرار الناس, عليهم تقوم الساعة" 5.
[194] وروى حماد بن سلمة عن قتادة, عن مطرف, عن عمران بن حصين قال النبي صلى الله عليه وسل: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق, حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال" وكان مطرف يقول: هم أهل الشام1. [195] قال البيهقي: وروي عن ابن عباس من طرق صحاح أنه قال: الدنيا سبعة أيام, كل يوم ألف سنة, وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخرها2. وصحح أبو جعفر الطبري هذا الأصل, وعضده بآثار. [196] وروى ابن أبي الدنيا عن سعيد بن جبير قال: الدنيا جمعة من جمع الآخرة3. [197] وقال ابن إسحاق: ثنا محمد بن أبي محمد, عن عكرمة أو سعيد بن جبير, عن ابن عباس, أن اليهود كانوا يقولون: مدة الدنيا سبعة آلاف سنة, الدنيا يوم واحد في النار, وإنما هي سبعة أيام معدودة, ثم ينقطع العذاب, فأنزل الله في ذلك: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً} إلى قوله: {خَالِدُونَ} 4 أخرجه ابن جرير, وابن أبي حاتم5.
وقال عبد بن حميد: أنا شبابة, عن ورقاء, عن أبي نجيح, عن مجاهد مثله. [198] ولابن أبي حاتم: عن عبد الله بن عمر قال: ما كان منذ كان الدنيا رأس مائة سنة, إلا كان عند رأس المائة أمر, فإذا كان رأس مائة, خرج الدجال, ونزل عيسى ابن مريم فيقتله1. [199] ولمسلم: عن جابر بن سمرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لن يبرح هذا الدين قائمًا يقاتل عليه عصابة من المسلمين, حتى تقوم الساعة" 2. [200] وله: من حديث جابر بن عبد الله: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق" 3. وله من حديث معاوية: "يقاتلون على الحق" 4. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم