أحاديث شهر رمضان لأبي اليمن بن عساكر

أبو اليمن بن عساكر

جزء فيه أحاديث شهر رمضان

جزء فيه أحاديث شهر رمضان في فضل صيامه وقيامه من حديث الإمام العالم العابد -نزيل حرم الله الشريف- أمين الدين أبي اليمن عبد الصمد بن الإمام أبي الحسن بن الحسن بن عساكر رضي الله عنه. رواية الشيخ عبيد الله محمد بن غالب بن يونس بن شعبة الحياني -سماعاً-. ورواية الشيخ رضي الدين أبي أحمد إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري -إمام المقام الشريف- عن مؤلفه -إجازةً-. رواية الشيخ عفيف الدين عبد الله بن الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن سليمان النيسابوري المعروف بالنشاوري -إجازة-. رواية صاحب "الجزء" محمد بن محمد بن محمد بن أسعد بن عبد الكريم القاياتي سماعاً عليه، وحضوراً لولده عبد الله، في الثالثة من عمره. رواية الشيخ عفيف الدين عبد الله بن الشيخ شمس الدين محمد ابن محمد بن سليمان.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله. قرأت على الشيخ العالم العامل، أبي اليمن أمين الدين عبد الصمد رضي الله عنه، قال: 1 - قرأت على الشيخ أبي محمد المكي بن المسلم بن خلف القيسي -رحمه الله-: أخبرك الحافظ أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله رحمه الله تعالى؛ فأقر به: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا أبو زكريا العابد يحيى بن أيوب، وسريج بن يونس، قالا: حدثنا إسماعيل بن جعفر: أخبرني أبو سهيل -وقال سريجٌ في حديثه: أخبرنا أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامرٍ-، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: -[30]- ((إذا جاء رمضان؛ فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين)).

2 - قال: أخبرناه أتم من هذا الشيخ جدي رحمه الله تعالى قراءةً: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم رحمه الله: أخبرنا أبو محمدٍ إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ بنيسابور: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرورٍ: أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي: أخبرنا أبو محمدٍ عبد الله بن زيدان البجلي بالكوفة: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، -[31]- عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إذا كان أول ليلةٍ من شهر رمضان، صفدت الشياطين، ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها بابٌ، وفتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها بابٌ، ونادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار؛ وذلك في كل ليلةٍ)). أخرجه أبو عيسى الترمذي في "جامعه"، وأبو عبد الله بن ماجه في "سننه"، عن أبي كريب. وأخرج الأول مسلمٌ في "صحيحه"، عن علي بن حجرٍ، عن إسماعيل بن جعفر. -[32]- وكذلك أخرجه النسائي في "سننه". اسم أبي سهيل: نافع بن مالك بن أبي عامرٍ؛ وهو عم مالك بن أنس الفقيه. والله سبحانه أعلم.

قال رضي الله عنه: 3 - قرأت على الشيخ والدي رحمه الله: أخبرك أبو سعيدٍ عبد الرحمن بن عبد الله قراءةً؛ فأقر به: أخبرنا أبو بكرٍ أحمد بن الحسين بن الحسن بن المقرب: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه: أخبرنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب: حدثنا علي بن حربٍ: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من -[33]- ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه)). متفق على صحته

4 - أخبرنا الحسن: أخبرنا علي بن الحسن: أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الرحمن المستملي: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الأديب: أخبرنا أبو محمد الحسين بن أحمد بن علي بن خزيمة الكرابيسي: حدثنا الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: حدثنا أحمد بن عبدة: حدثنا حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه: ((قد جاءكم شهر رمضان، شهرٌ مباركٌ، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، من حرم خيرها؛ فقد حرم)). -[34]- أخرجه النسائي في "سننه"، عن بشر بن هلالٍ، عن عبد الوارث بن سعيدٍ، عن أيوب.

5 - أخبرنا الشيخ أبو القاسم محاسن بن أبي القاسم محمد الجوبري رحمه الله قراءة عليه بجوبر: أخبرنا الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين: أخبرنا أبو طالب بن غيلان: حدثنا أبو بكر الشافعي: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا محمد بن عبادٍ المكي: حدثنا حاتمٌ -[35]- - يعني: ابن إسماعيل التبان -، عن كثير بن زيد، عن عمرو بن تميم، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قد أضلكم شهركم هذا، بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما دخل على المؤمنين شهرٌ خيرٌ لهم منه، وما دخل على المنافقين شهرٌ شرٌ لهم منهُ.

6 - أخبرنا محمد بن إبراهيم: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد: أخبرنا أحمد بن المظفر: أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا أبو عمرو الأنصاري نصر بن علي: حدثنا أبي، عن أبيه، عن النضر بن شيبان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: أخبرنا عبد الرحمن بن عوف، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر شهر رمضان، فقال: -[36]- ((إن رمضان افترض الله عز وجل صيامه، وإني سننت للمسلمين قيامه؛ فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً، خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه، ومن أدى فريضةً فيه كان كمن أدى سبعين فريضةً فيما سواه)).

7 - قرأت على الشيخ أبي محمد عبد العزيز بن أبي محمد بن علي الصالحي رحمه الله: أخبرك أبو القاسم بن أبي محمدٍ قراءةً، قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمدٍ الشحامي: أخبرنا أبو بكر -وهو أحمد بن الحسين البيهقي-: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزني: حدثنا والدي، قال: قرئ على محمد بن إسحاق بن خزيمة، أن -[37]- علي بن حجرٍ حدثهم: حدثنا يوسف بن زيادٍ، عن همام بن يحيى، عن علي بن زيدٍ بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يومٍ من شعبان، فقال: ((أيها الناس! قد أظلكم شهرٌ عظيمٌ؛ شهرٌ مباركٌ، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، جعل الله صيامه فريضةً، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخير؛ كان كمن أدى فريضةً فيما سواه، ومن أدى فريضةً فيه؛ كان كمن أدى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهر الصبر؛ والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهرٌ يزاد في رزق المؤمن، من فطر فيه صائماً كان له مغفرةً من ذنوبه، وعتق رقبةٍ من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيءٌ)). قلنا: يا رسول الله! ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على مذقة لبنٍ، أو تمرةٍ، أو شربةٍ من ماءٍ، ومن أشبع صائماً؛ سقاه الله من حوضي شربةً لا يظمأ حتى يدخل الجنة. -[38]- وهو شهرٌ أوله رحمةٌ، وأوسطه مغفرةٌ، وآخره عتقٌ من النار، من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار، فاستكثروا فيه من أربع خصالٍ: خصلتان ترضون بهما ربكم عز وجل، وخصلتان لا غنى بكم عنهما؛ أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه؛ وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار)).

8 - قرأت على الشيخ أبي البقاء يعيش بن علي بن يعيش ابن أبي السرايا الموصلي شيخ النحاة بحلب بها رحمه الله: أخبرك الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد قراءةً عليه بالموصل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان: أخبرنا أبو جعفرٍ محمد بن محمدٍ الواسطي: -[39]- حدثنا محمد بن يونس: حدثنا أبو عاصم، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن المنكدر، قال: اجتمع كعبٌ وأبو هريرة، فقال أبو هريرة لكعبٍ: أتجدون هذا الشهر في كتاب الله عز وجل؟ فقال كعبٌ: بل أنت؛ فأخبرنا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه، فقال أبو هريرة: صدقت؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صام رمضان وقامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).

9 - أخبرنا أبو القاسم: أخبرنا أبو القاسم: أخبرنا أبو القاسم: أخبرنا المطهر بن محمد البيع: حدثنا أبو سعيدٍ محمد بن علي بن عمرو: حدثنا عبد الله بن جعفر: حدثنا أسيد بن عاصمٍ: حدثنا عثمان بن الهيثم: حدثنا هشام بن زياد أبو المقدام، عن محمد بن محمد بن الأسود، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت أمتي في رمضان خمس خصالٍ لم تعطهن أمةٌ كانت قبلهم: خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك، ويستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، وتصفد مردة الشياطين؛ فلا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه، ويزين الله جنته في كل يومٍ؛ فيقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى، ويصيروا إليك، ويغفر لهم في آخر ليلةٍ من رمضان)). -[41]- فقالوا: يا رسول الله! هي ليلة القدر؟ قال: ((لا؛ ولكن العامل إنما يوفى أجره عند انقضاء عمله)). قوله: ((خلوف فم الصائم)) -يعني: تغير رائحة فمه- يقال: خلف فوه -إذا تغير-! يخلف خلوفاً. ومنه: ((نومة الضحى مخلفةٌ للفم))؛ أي: مغيرةٌ له. ومنه حديث عليٍّ رضي الله عنه وسئل عن قبلة -[42]- الصائم-، فقال: ما أربك إلى خلوف فيها؟! يعني: وما حاجتك إلى تقبيل فيها، ورائحته قد تغيرت بالصوم؟! والله أعلم.

10 - أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي الجعد بن فتيان النهرواني الفقيه المعدل قراءةً عليه ببغداد رحمه لله: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أبي نصر أحمد بن الفرج بن عمر الدينوري الإبري قراءةً: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أيوب البزاز: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران: أخبرنا أبو حفصٍ عمر بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الجمحي بمكة: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بمكة: حدثنا أبو نعيم: حدثنا الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله عز وجل: الصوم لي وأنا أجزي به؛ يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي. والصوم جنةٌ. وللصائم فرحتان: فرحةٌ عند إفطاره، وفرحةٌ عند لقاء ربه عز وجل. ولخلوف فيه؛ أطيب عند الله من رائحة المسك)). حديثٌ صحيحٌ؛ أخرجه البخاري ومسلمٌ من حديث -[44]- الأعمش في "الصحيح". 11 - أخبرنا الشيخ أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله -فقيه أهل الشام- قراءةً رحمه الله: أخبرنا أبي الشيخ أبو محمد هبة الله بن محمدٍ قراءةً: أخبرنا الرئيس أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان: أخبرنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الكاتب: أخبرنا أبو عبيدٍ القاسم بن سلام: حدثنا ابن أبي عدي، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته؛ فإن حال بينه وبينكم غيمٌ، أو سحابٌ، أو ظلمةٌ، أو هبوةٌ؛ فأكملوا العدة. لا تستقبلوا الشهر استقبالاً، ولا تصلوا رمضان بيومٍ من شعبان)).

12 - أخبرنا الشيخ أبو الغنائم المسلم بن أحمد بن علي المازني النصيبي قراءةً: أخبرنا الحافظ أبو القاسم رحمه الله: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي: حدثنا سليمان بن إبراهيم: حدثنا عبد الله بن محمد بن حمدويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام: حدثنا أبي: حدثنا خلف بن خليفة، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[46]- ((إن أمتي لن يخزوا أبداً، ما أقاموا شهر رمضان)). وقال رجلٌ من الأنصار: وما خزيهم في إضاعتهم شهر رمضان؟! فقال: ((انتهاك المحارم؛ من عمل سوءً أو زنى، أو سرق؛ فلن يقبل منه شهر رمضان، ولعنه الرب عز وجل والملائكة إلى مثلها من الحول؛ فإن مات قبل شهر رمضان فليبشر بالنار، فاتقوا شهر رمضان؛ فإن الحسنات تضاعف فيه، وكذلك السيئات)). -[47]- رواه غير المليكي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أم هانئ بنت أبي طالب بدلاً من أبي هريرة.

13 - أخبرنا الشيخ أبو محمدٍ عبد الرحمن بن عبد الله بن بختيار بن علي الهيامي العبد الصالح -قراءةً عليه- ببغداد رحمه الله: أخبرنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف: أخبرنا عبد الملك بن -[48]- محمد بن الحسين بن البزوغاني: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر القزويني: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرورٍ القواس: أخبرنا أحمد بن إسحاق بن البهلول -إملاءً-: حدثنا عبد الله ابن الهيثم العبدي: حدثنا وهب بن جرير: حدثنا أبي، قال: سمعت النعمان يحدث، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفاه الله عز وجل. وكان أزواجه يعتكفن بعده.

14 - قرأت على الصاحب أبي المعالي هبة الله بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن الدوامي بمنزله من بغداد رحمه الله تعالى: أخبرتك تجني بنت عبد الله الوهبانية قراءةً -[49]- قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمدٍ الفارسي: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي. (ح) وأخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن مقبل بن فتيان ابن مطرٍ قراءةً عليه بالمأمونية من بغداد: أخبرتنا شهدة بنت أحمد: أخبرنا الحسين بن أحمد: أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي: أخبرنا القاضي أبو عبد الله المحاملي -إملاءً-: حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني: حدثنا مالك بن أنس، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن [إبراهيم بن] الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عاماً، حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين -وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه-، فقال: ((من كان اعتكف معي؛ فليعتكف في العشر الأواخر، وقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها، وقد رأيتني أسجد من -[50]- صبيحتها في ماءٍ وطينٍ فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وترٍ)). قال أبو سعيد: وأمطرت السماء من تلك الليلة، وكان المسجد على عريشٍ، فوكف، فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف، وعلى جبهته أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين. صحيحٌ متفقُ على صحته، أخرجاه من طرقٍ من حديث أبي سلمة.

15 - أخبرنا المشايخ قاضي القضاة أبو البركات يحيى بن هبة الله بن الحسن، ونقيب الطالبيين الشريف أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الحسيني، وأبو السر مكتوم بن -[51]- أحمد بن سليم القيسي، وأبو طالب عقيل بن نصر الله بن عقيلٍ وغيرهم -رحمة الله عليهم-، قالوا: أخبرنا محمد بن علي بن محمد: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد: أخبرنا الشيخ أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري: أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابتٍ، عن أنس رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان، فجئت، فقمت خلفه، فجاء رجلٌ آخر فقام إلى جنبي، حتى كنا رهطً، فلما أحس رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا خلفه تجوز في صلاته، ثم أتى منزله، فصلى صلاة لا يصليها معنا، فلما أصبحنا قلنا: يا رسول الله! فطنت لنا؟! قال: ((نعم؛ هو -والله- الذي حملني على ما فعلت))، وذلك في آخر الشهر. ثم أخذ رجالٌ من أصحابه يواصلون، فقال صلى الله عليه وسلم: ((ما بال رجالٍ يواصلون؟! إنكم لستم مثلي، أما والله لو تمادى بي الشهر لواصلت وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم)). -[52]- حديثٌ صحيحٌ؛ أخرجه مسلمٌ في "الصحيح"، عن زهير بن حربٍ، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن سليمان.

16 - أخبرنا الشيخ أبو الفضل مكرم بن محمد بن حمزة، والشيخة أم الفضل كريمة بنت عبد الوهاب بن علي بن الخضر القرشيان قراءةً عليهما، قالا: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن الحسن بن هبة الله: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن أحمد بن أبي العلاء المصيصي: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابتٍ: حدثنا أحمد بن بكرٍ: حدثنا محمد بن مصعب: حدثنا أبو شيبة، عن الحكم، عن مقسمٍ، عن ابن عباسٍ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في شهر رمضان بعشرين -[53]- ركعةً، ويوتر بثلاث.

17 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي قراءةً رحمه الله: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمدٍ بن النقور: أخبرنا أبو بكر أحمد بن -[54]- المظفر بن الحسن: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله السمسار: حدثنا أبو بكرٍ محمد بن الحسن المقرئ النقاش: حدثنا الحسن بن سفيان: حدثنا شيبان: حدثنا القاسم بن الفضل: حدثنا النضر بن شيبان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوفٍ، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)).

18 - أخبرنا الشيخان أبو عبد الله الحسين بن أبي بكر، وأبو المنجا عبد الله بن أبي حفصٍ -قراءةً عليهما-: أخبرنا أبو الفتوح محمد بن محمد بن علي: أخبرنا أبو الفرج المطهر بن أحمد القومساني، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي الفقيه: أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن محمد الكرجي بالري قال: قرئ على أبي بكرٍ محمد بن عبد الله الشافعي -وأنا أسمع-: أخبركم محمد بن الجهم السمري، قال: حدثنا يعلى بن عبيد الطنافسي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل -عليه السلام-، وكان يلقاه في كل ليلةٍ من رمضان؛ فيدارسه القرآن، وكان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] إذا لقيه جبريل؛ أجود بالخير من الريح المرسلة. حديثٌ صحيحٌ، متفقٌ على صته. وفي هذا الإسناد محمد بن إسحاق. -[56]- والحديث مخرجٌ في "الصحاح" من غير وجهٍ.

19 - أخبرنا أبو عبد الله: أخبرنا أبو بكر: أخبرنا أبو بكر: أخبرنا أبو القاسم: حدثنا محمد بن الحسن النقاش: حدثنا عبد الله بن محمد المروزي: حدثنا محمد بن الحسن النقاش: حدثنا ابن قهزاذ: حدثنا سفيان بن هشام: حدثنا عيسى بن إبراهيم، عن سعيد بن عبيد، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي رضي الله عنه، قال: أنا أول من نشط عمر لقيام شهر رمضان؛ لحديث حدثني به، فقيل: ما هو يا أبا الحسن؟ فقال: ((إن لله حظيرةً فوق السموات السبع، يقال لها: القدس، فيها خلقٌ كخلق الآدميين روحانيون، أعطوا من حسن الأصوات ما لم يعط أحدٌ، فإذا كان ليلة القدر أذن لهم في النزول، فنزلوا في طرق المسلمين، فصلوا في مساجد جماعتهم؛ من مسوه أو مسهم سعد)). -[57]- قال: أفلا نقيم لمن لا يقرأ ولا يقرئ إماماً؟ قال: بلى ففعل.

20 - أخبرنا أبو البقاء النحوي: أخبرنا أبو الفضل الخطيب: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد: أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم: أخبرنا جعفر بن محمد بن الحكم: حدثنا محمد بن يونس: حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني، قال: حدثنا جرير بن أيوب البجلي، عن نافع بن بردة، عن أبي مسعودٍ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا هل رمضان هبت ريحٌ من تحت العرش، فصفقت ورق الجنة، فينظر الحور العين إلى ذلك، فيقلن: أي رب! اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقر أعينهم بنا، وتقر -[58]- أعيننا بهم، قال: فما من عبد صام رمضان، إلا زوجه الله من الحور العين، مما نعت الله {حورٌ مقصوراتٌ في الخيام}، لكل امرأةٍ منهن سبعون ألف وصيفٍ، وسبعون ألف وصيفةٍ لحاجتها، ولكل امرأةٍ منهن لونٌ من الطيب، ولكل امرأةٍ منهن ألف وصيفٍ، في يد كل وصيفٍ صحفةٌ من ذهب فيها لونٌ من الطعام، يجد لآخر لقمةٍ منها ما يجد لأولها، ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوتٍ، عليه إكليلٌ من ياقوتٍ، في يده سواران من ذهبٍ، هذا لكل يومٍ صامه من رمضان سوى ما عمله من الحسنات)).

21 - أخبرنا أبي بقراءتي عليه رحمه الله: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله: أخبرنا أحمد بن الحسين: أخبرنا طراد بن محمدٍ: أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله، أن إسماعيل بن محمدٍ أخبرهم: حدثنا أحمد بن منصور: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] كان يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمةٍ، ويقول: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غفر له ما تقدم من ذنبه)). -[60]- فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك من خلافة أبي بكر، وصدراً من خلافة عمر. صحيحٌ؛ أخرجه مسلمٌ في "الصحيح".

22 - أخبرنا إبراهيم بن أبي طاهرٍ: أخبرنا علي بن الحسن: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي الخسروجردي: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن علي: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني: حدثنا الخضر بن أبان الهاشمي: حدثنا أبو هدبة إبراهيم بن هدبة: حدثنا أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن الله أذن للسموات والأرض أن تتكلما لبشرتا من صام رمضان بالجنة)).

23 - أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري رحمه الله المعروف بابن الأثير -قدم علينا-: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الفارسي: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد النحوي: أخبرنا يوسف القاضي: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: حدثنا شعبة، عن عبد العزيز بن صهيبٍ، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تسحروا؛ فإن في السحور بركةً)). انفرد البخاري بإخراجه في "الصحيح"، عن آدم، عن شعبة.

24 - أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أبي محمد بقراءتي عليه: أخبرنا أبو القاسم الحافظ: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهرٍ: أخبرنا أبو بكرٍ أحمد بن الحسين: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ: أخبرنا أبو محمد الحسن بن حكيم بن محمد الدهقان بمرو: حدثنا أبو الموجه: أخبرنا عبدان: أخبرنا عبد الله بن المبارك: أخبرنا يحيى بن أيوب: حدثني عبد الله بن قرط، أن عطاء بن يسارٍ حدثه، أنه سمع أبا سعيدٍ الخدري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صام رمضان، فعرف حدوده، وحفظ له ما ينبغي له أن يتحفظ فيه؛ كفر ما قبله)). -[63]- قال الحافظ: كذا رواه ابن المبارك؛ فقال: ابن قريطٍ.

25 - أخبرنا محمد بن إبراهيم أبو عبد الله رحمه الله: أخبرنا عبد الله بن محمدٍ: أخبرنا أحمد بن المظفر: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن: حدثنا حبيب بن الحسن القزاز: حدثنا أبو بكر عمر بن حفص السدوسي: حدثنا أبو بلالٍ الأشعري: حدثنا قيس بن الربيع، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي المطوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[64]- ((من أفطر يوماً من رمضان، لم يقض عنه صيام الدهر، وإن صامه)). كذا ورد في هذه الرواية -ذكر الفطر في رمضان مطلقاً، من غير ذكر العذر أو الرخصة-، وقد رويناه من وجوه أخر مقيداً، من حديث سفيان، عن حبيب، عن أبي المطوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أفطر يوماً من رمضان، من غير مرضٍ ولا رخصةٍ، لم يقضه صوم الدهر كله، وإن صامه)). -[65]- وهو محمولٌ عند العلماء على تعظيم إثم من أفطر متعمداً لانتهاكه حرمة الشهر. والله سبحانه أعلم. وقد روي: ((من أفطر يوماً من شهر رمضان من غير عذرٍ ولا رخصةٍ؛ كان عليه أن يصوم ثلاثين يوماً، ومن أفطر يومين؛ كان عليه ستين يوماً، ومن أفطر ثلاثة أيام؛ كان عليه تسعين يوماً)). وهو غريب. -[66]- والمحفوظ في هذا الباب ما قدمنا ذكره. والله سبحانه أعلم.

26 - أخبرنا الشيخ أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين بن الحسن الساوي، ثم قرأت على أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي الحرم مكي بن عبد الرحمن بثغر الإسكندرية، قالا: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي: أخبرنا أبو غالبٍ محمد بن الحسن بن أحمد: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري المزكي. (ح) وأخبرنا أبو أحمد مشهور بن منصور بن محمد القيسي: أخبرنا أبو روحٍ عبد المعز بن محمد بن أحمد بهراة، وكتب بذلك إلي أبو روحٍ منها: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد الشحامي: أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري: أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي، قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وكيع بن دواس ابن الشرقي: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أسلم الطوسي: حدثنا حجاجٌ: حدثنا حماد بن زيدٍ: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي -[67]- هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه: ((قد جاءكم شهر رمضان؛ شهرٌ مباركٌ، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، من حرم خيرها فقد حرم)).

27 - أخبرنا محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي قدم علينا قراءةً رحمه الله تعالى: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن النقور: أخبرنا أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسن التمار: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك: حدثنا محمد بن يونس: حدثنا أبو بكر الحنفي: حدثنا عبيد الله بن موهب المدني، عن محمد بن كعب، عن ابن عباسٍ رضي الله عنه: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جلس في رهطٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين؛ فذكروا ليلة -[68]- القدر، فتكلم منهم من سمع فيها شيئاً مما سمع به، وتراجع القوم فيها الكلام، فقال عمر رضي الله عنه: يا ابن عباس! ما لك صامتٌ لا تتكلم؟! فلا تمنعك الحداثة!. قال ابن عباس: فقلت: يا أمير المؤمنين! إن الله عز وجل وترٌ يحب الوتر، فجعل أيام الدنيا تدور على سبعٍ، وخلق الإنسان من سبعٍ، وجعل أرزاقنا من سبعٍ، وخلق فوقنا سماواتٍ سبعاً، وخلق تحتنا أرضين سبعاً، وأعطى من المثاني سبعاً، ونهى في كتابه عن نكاح الأقربين عن سبعٍ، وقسم الميراث في كتابه على سبعٍ، ويقع السجود من أجسادنا على سبعٍ، وطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً، وبين الصفا والمروة سبعاً، ورمي الجمار سبعٌ؛ لإقامة دين الله عز وجل مما ذكر الله عز وجل في كتابه، فأراها في السبع الأواخر من شهر رمضان، والله أعلم. قال: فعجب عمر رضي الله عنه، وقال: ما وافقني فيها أحدٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الغلام، الذي لم تستو شؤون رأسه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[69]- ((التمسوا لها في العشر الأواخر)). ثم قال: يا هؤلاء! من يؤدي في هذا كأداء ابن عباسٍ؟!

28 - أخبرنا المشايخ أبو الحسن محمد بن الحسن بن محمد بن علي الكاتب قراءةً علينا من لفظه غير مرةٍ رحمه الله تعالى، وأبو بكر أحمد بن محمد بن طلحة البغداديان، وأبو العباس أحمد بن سلامة بن أحمد بن سلمان النجار العبد الصالح قراءةً عليهما، قالوا: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن كليب: أخبرنا أبو القاسم علي بن -[70]- أحمد بن محمد بن بيان الرزاز: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزاز: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح الصفار: أخبرنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي: حدثنا عمار بن محمدٍ، عن ليث بن أبي سليم، عن مغيرة بن حكيمٍ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((التمسوا ليلة القدر في العشر الباقيات من رمضان؛ في التاسعة، والسابعة، والخامسة)).

29 - أخبرنا جدي رحمه الله: أخبرنا عمي الحافظ رحمه الله: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد الشيباني: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني سريج بن يونس: حدثنا ابن علية، عن -[71]- شعبة، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، قال: قال ابن مسعودٍ رضي الله عنه: سيد الشهور رمضان، وسيد الأيام يوم الجمعة.

30 - أنشدنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي أحمد يوسف بن موسى الحافظ رحمه الله تعالى من لفظه قال: أنشدنا -[72]- أبو عبد الله محمد بن أيوب بن بالغ خطيب بسطة بها سنة ثلاثٍ وستمائة قراءةً عليه: أنشدني الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم، قال: أنشدني الفقيه الزاهد الأديب أبو بكرٍ غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي لنفسه: إذا لم يكن في السمع مني تصاممٌ ... وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صمت فحظي إذاً من صومي الجوع والظما ... وإن قلت إني صمت يوماً فما صمت آخر الجزء والحمد لله على كل حال.

§1/1