أبو تراب اللغوي وكتابه الاعتقاب

عبد الرزاق بن فراج الصاعدي

مقدمة

أبو تُراب اللّغويّ وكتابه "الاعتقاب" الدكتور عبد الرّزّاق بن فرّاج الصّاعديّ المقدّمة الحمد لله حقَّ حمده، والصّلاة والسّلام على خير خلقه، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإنّ كثيراً من المتخصّصين في علوم العربية لا يعرفون عن أبي تراب اللّغويّ أو عن كتابه "الاعتقاب" إلا الشيء اليسير، وقد لا يعرفون عنه شيئاً؛ فهو من علماء اللّغة المغمورين على الرّغم من تقدّمه وعنايته الفائقة باللّغة، وإعجاب معاصريه به، وتوثيقهم إيّاه، وتلقّيهم كتابه الاعتقاب بالقبول والرّضا، وهو ككثير من علماء اللغة المغمورين الذين لم يواتهم الحظ، فقصّر في ترجمته المترجمون، وأهمله أكثرهم، ولم يكن كتابه أوفر حظاً منه فقد أتت عليه عوادي الزمان، فضاع فيما ضاع من تراث العربيّة. ولقد قيض الله لأبي تراب من أبقى ذكره؛ بترجمة مختصرة نافعة، وحَفِظَ جلّ كتابه "الاعتقاب" بنقله نصوصاً كثيرة منه تُربي 1 على ثلثمائة نص، وهو الأزهريّ (370هـ) القائل في مقدمة معجمه الكبير "تهذيب اللغة" بعد أن ذكر أبا تراب وكتابه "الاعتقاب": "وقد قرأت كتابه فاستحسنته، ولم أره مجازفاً فيما أودعه، ولا مصحّفاً في الذي ألّفه، وما وقع في كتابي لأبي تراب فهو من هذا الكتاب" 2. وقد عَرَضَتْ لي فكرة هذا البحث منذ سنوات مضت وهي جمع نصوص كتاب "الاعتقاب" من كتاب التّهذيب وغيره، ودراسته من خلالها، والترجمة لمؤلّفه أبي تراب ترجمة ضافية، فعرضت الفكرة على أستاذي الدّكتور محمّد يعقوب تركستاني فاستحسنها، وحثّني على المضيّ في إتمامها، ثمّ حالت

_ 1 من الفعل أَرْبَى. 2 التّهذيب 1/26.

دون البدء فيه حوائل؛ منها ما وجدته في ترجمة أبي تراب من اضطراب في اسمه وغموض في حياته العلميّة؛ فأرجأت الشروع في الكتابة إلى حين التّمكّن من جلاء ذلك الغموض، فبقيت فكرة البحث كامنة في نفسي، تبرز كلّما قرأت كتاباً في التّراجم أو التّاريخ أو التّراث اللّغويّ القديم، حتّى تمكّنت بحول الله وقوته في هذا العام 1421هـ من كشف ذلك الغموض، وتصحيح الاضطراب، وجمع مادة الاعتقاب من مظانها الأصلية كـ "التهذيب" للأزهريّ وباقي معاجم اللّغة كـ "الصحاح" للجوهريّ، و "التكملة" و "العباب" للصّغاني "اللّسان" لابن منظور، فبلغت النّصوص الّتي جمعتها خمسة وسبعين وثلثمائة نصّ لغويّ من نصوص كتاب الاعتقاب، بعد أن قرأت التّهذيب مرّتين، وهي – في الحقِّ – أضعاف ما كنت أطمح إليه، وأكثر النصوص هي من الاعتقاب بمعناه الاصطلاحي؛ أي: الإبدال، وبعضها ليس من الإبدال، ولكنها من كتاب الاعتقاب لأبي تراب، فليس بالإمكان حذفها أو تجاهلها، ولا يضير ذلك أبا تراب، ولا يعيب كتابه، فهو كغيره من علمائنا القدامى ـ رضي الله عنهم ـ الذين يحرصون على الأشباه والنظائر، وقد يخلطون شيئاً بشيء؛ لغزارة حفظهم، ونزوعهم إلى الاستفاضة في جمع المادة، واتساعهم في مفهوم التأليف، فإن لم يكن ذلك من الإبدال فهو من اللغات، والحَدُّ بين الإبدال واللغات دقيق، وبعضهم يتسع في هذا الأمر فيجعل كل كلمتين متفقتين في الحروف إلا حرفاً واحداً ـ من الإبدال، مثل نَبَأَ ونَتَأَ، ولابِثٍ ولابَنٍ وثاقِبٍ وناقَبٍ.1 وقد جعلت البحث في قسمين رئيسين:

_ 1 ينظر: وفاق المفهوم 49،68.

القسم الأول: أبو تراب وكتاب الاعتقاب وفيه بابان وفصول؛ وهما كما يلي: الباب الأول: أبو تراب اللّغويّ الفصل الأول: سيرته الشخصية الفصل الثاني: حياته العلمية الباب الثاني: كتاب الاعتقاب الفصل الأول: مادّة الكتاب ومنهجه الفصل الثاني: مصادره الفصل الثالث: شواهده الفصل الرابع: قيمته العلميّة وأثره القسم الثاني: نصوص من كتاب الاعتقاب (جمع وترتيب) وفيه أبواب كثيرة بحسب مواد الاعتقاب، وهي. أبواب اعتقاب الهمزة أبواب اعتقاب الباء أبواب اعتقاب التّاء أبواب اعتقاب الثّاء أبواب اعتقاب الجيم أبواب اعتقاب الحاء أبواب اعتقاب الخاء أبواب اعتقاب الدّال أبواب اعتقاب الذّال أبواب اعتقاب الرّاء أبواب اعتقاب الزّاي أبواب اعتقاب السّين

أبواب اعتقاب الشّين أبواب اعتقاب الصّاد أبواب اعتقاب الضّاد أبواب اعتقاب الطّاء أبواب اعتقاب الظّاء أبواب اعتقاب العين أبواب اعتقاب الغين أبواب اعتقاب الفاء أبواب اعتقاب القاف أبواب اعتقاب الكاف أبواب اعتقاب اللام أبواب اعتقاب الميم أبواب اعتقاب النّون أبواب اعتقاب الواو أبواب اعتقاب الياء باب الاعتقاب في حروف مختلفة باب الفوائد والنّوادر وقد التزمت - في هذا القسم المهمّ من البحث - نقل النّصوص اللّغويّة كما هي في مظانّها الأصليّة، ووضع كلّ نصّ بين علامتي تنصيص، لتسهل مراجعته، وأضفت إلى ذلك ترتيب أبواب الاعتقاب على حروف المعجم، وتركت تخريج الشّواهد الشّعريّة؛ اكتفاء بورودها في مظانّها اللّغويّة القديمة، وعلى رأسها "التّهذيب" ولأنّ ذلك ليس من هدفي في هذا البحث القائم على الجمع والتّرتيب والدّراسة. ولأني لا أحقق كتاباً مخطوطاً، فنصوص الاعتقاب متداولة في كتب مطبوعة.

فأرجو أن يكون التّوفيق حليفي في هذا الجهد المتواضع؛ لإخراج شيء من كتاب لغويّ مفقود، يعدّ من مصادر اللّغة، الّتي استقت منها معاجم العربية مادتها اللّغويّة، وبخاصّة فيما يتّصل بالإبدال اللّغويّ، وأرجو - أيضاً - أن أقدّم ترجمة علميّة مفيدة لأبي تراب مؤلّف هذا الكتاب النّفيس. والله حسبي وهو نعم الوكيل.

القسم الأول: أبو تراب وكتاب الإعتقاب

القسم الأول: أبو تراب وكتاب الإعتقاب الباب الأول: أبو تراب اللغوي سيرته الشخصية ... القسم الأوّل أبو تُراب وكتابه الباب الأوّل أبو تراب اللّغويّ الفصل الأوّل: سيرته الشّخصيّة اسمه: ثمّة غموض واضطراب في اسم أبي تراب اللّغويّ 1، فهو: إسحاق بن الفرج أو محمد بن الفرج بن الوليد الشّعرانيّ أمّا كنيته فـ: "أبو تراب" ولا خلاف في هذا. ويعدّ الأزهريّ (ت 370هـ) من أقدم المصادر التي ترجمت لأبي تراب في مقدّمة كتابة "تهذيب اللّغة" الّتي ترجم فيها لبعض العلماء، وقد أسهمت نسخ هذا الكتاب المتناثرة في العراق وخراسان في ذلك الغموض والاضطراب، فهو "محمّد بن الفرج" في المقدّمة في بعض النّسخ القديمة الّتي اطّلع عليها ياقوت الحمويّ فيما نقل عنه الصّفديّ 2. وهو في بعضها: "أبو تراب الّذي ألّف كتاب الاعتقاب" وهذا هو الّذي في الكتاب المطبوع المتداول3. ويشير إليه الأزهريّ فيما ينقله عنه من نصوص بثلاثة طرق:

_ 1 من مصادر ترجمته: تهذيب اللغة 1/26، والفهرست 92، ومعجم الأدباء 1/462، وإنباه الرواة 4/102، 103، والوافي بالوفيات 4/319، 320، وبغية الوعاة 1/209. 2 ينظر: الوافي 4/319. 3 التّهذيب 1/26.

بكنيته، فيقول: "أبو تراب" 1

_ 1 ينظر: التّهذيب 1/128، 129، 133، 141، 170، 183، 196، 213، 215، 294، 315، 317، 320، 326، 375، 382، 388، 434، 450، 492، 505، 2/37، 101، 115، 122، 131،150، 184، 193، 217، 256، 262، 287، 323، 331، 356، 388، 426، 3/20، 262، 263،326، 372، 439، 4/27، 65، 93، 311، 394، 444، 452، 461، 5/77، 205، 257، 294، 295، 296، 386، 6/6، 98، 104،115، 122، 159، 164، 181، 188، 224، 237، 410، 535، 537، 7/43، 69، 74، 80، 84، 86، 96، 105، 119، 203، 245، 383، 393، 460، 487، 506، = = 515، 538، 649، 676، 8/27، 44، 88، 217، 233، 679، 9/32، 59، 102، 207، 215، 241، 259، 311، 317، 354، 378، 392، 407، 408، 411، 413، 419، 422، 423، 425، 467، 10/8، 45، 62، 105، 108، 122، 137، 138، 178، 207، 210، 279، 280، 301، 307، 323، 332، 354، 505، 552، 548، 590، 624، 628، 673، 11/8، 29، 42، 54، 82، 98، 138، 170، 248، 249، 271، 297، 300، 316، 318، 319، 322، 331، 362، 369، 373، 377، 383، 391، 392، 403، 456، 483، 12/70، 82، 83، 96، 117، 144، 166، 194، 200، 201، 227، 240، 306، 308، 355، 379، 384، 422، 13/25، 26، 113، 144، 148، 169، 213، 221، 227، 271، 345، 346، 350، 14/54، 59، 64، 70، 82، 119، 141، 252، 254، 322، 355، 15/72، 91، 218، 343، 353، 355، 373، 382، 380، 571، 16/52، 59، 162، 210.

أو يقول: "ابن الفرج" 1 أو باسمه، فيقول: "إسحاق بن الفرج" 2. ويلاحظ أنّ نسخ التّهذيب لا تتفق في اسمه دائماً، فقد يكون في نصّ في بعض النّسخ: "أبو تراب" 3، فيكون في النّصّ نفسه في نسخة أخرى: "ابن الفرج" أو "إسحاق بن الفرج" وقد يكون عكس ذلك، أي: إذا قالت نسخة: "ابن الفرج" قالت نسخة أخرى: "أبو تراب".4 وسرى ذلك الاضطراب إلى "لسان العرب" لابن منظور، فقد يكون النّصّ في "التّهذيب" منقولاً عن "أبي تراب"، فنجده بنصّه في "اللّسان"

_ 1 ينظر: التّهذيب 1/71، 116، 129، 215، 168، 305، 334، 368، 395، 2/59، 179، 264، 336، 3/242، 300، 310، 395، 398، 402، 4/23، 30، 36، 94، 118، 126، 171، 212، 214، 222، 240، 285، 337، 346، 441، 5/69، 127، 306، 329، 346، 6/99، 102، 164، 369، 397، 496، 513، 537، 7/182، 429، 661، 8/38، 138، 186، 229، 243، 307، 311، 325، 337، 376، 383، 393، 425، 9/30، 241، 10/112، 470، 537، 11/126، 244، 12/30، 34، 43، 14/57، 133، 15/509، 573، 16/38، 61، 99، 171، 238. 2 ينظر: التّهذيب 1/69، 78، 156، 186، 303، 319، 330، 387، 2/320، 366، 4/337، 5/294، 337، 6/214، 8/206، 10/85، 13/360، 16/205. 3 خبر كان، ورفع على الحكاية. 4 وهذا ما تثبته فروق النسخ الخطية المثبتة في الهوامش. ينظر على سبيل المثال من التّهذيب: 4/444، 6/214، 224، 7/162، 383، 393، 460، 487، 515، 8/311، 10/85، 323، 11/138، 12/83، 16/59، 171، 188، 205، 210، 238.

ولكن عن "ابن الفرج" ونجد العكس - أيضاً- أي أن ابن منظور قد يقول: "أبو تراب" في الموضع الّذي يقول فيه الأزهريّ: "ابن الفرج" أو "إسحاق بن الفرج". ويمكن بيان ذلك من خلال المقابلة بين بعض النّصوص في "التّهذيب" و "اللّسان" النّصّ في التّهذيب ... النّصّ نفسه في اللّسان 1/186 "إسحاق بن الفرج" ... 8/271 "أبو تراب" 5/205 "أبو تراب" ... 14/172 "ابن الفرج" 6/397 "ابن الفرج" ... 9/19 "أبو تراب" 8/243 "ابن الفرج" ... 15/140 "أبو تراب" 8/325 "ابن الفرج" ... 6/358 "أبو تراب" 8/337 "ابن الفرج" ... 1/484 "أبو تراب" 8/373 "ابن الفرج" ... 11/381 "أبو تراب" 8/376 "ابن الفرج" ... 10/204 "أبو تراب" 8/393 "ابن الفرج" ... 7/320 "أبو تراب" 9/30 "ابن الفرج" ... 9/96 "أبو تراب" 10/552 "أبو تراب" ... 3/266 "ابن الفرج" 13/25 "أبو تراب" ... 1/95 "ابن الفرج" 14/70 "أبو تراب" ... 13/160 "ابن الفرج" 16/188 "ابن الفرج" ... 8/450 "أبو تراب"

وجاء اسمه في "الوافي" للصّفديّ على النّحو التّالي: محمّد بن الفرج بن الوليد الشّعرانيّ أبو تراب اللّغويّ. وذكر الصّفديّ أنّ ياقوتاً نقل هذا الاسم من نسخة من كتاب الاعتقاب، بعد أن تنبّه لهذا الاضطراب؛ قال الصّفديّ في التّرجمة: "محمّد بن الفرج بن الوليد الشّعرانيّ أبو تراب اللّغويّ. ذكره أبو منصور الأزهريّ في مقدّمة كتابه، فقال: أبو تراب محمّد بن الفرج صاحب كتاب الاعتقاب ... قال ياقوت في "معجم الأدباء" كنت رأيت نسخة بكتاب1 الأزهريّ ببغداد، وقد ذكر الأزهريّ أبا تراب فيها، وسمّاه محمّد بن الفرج، فلمّا وردت إلى مرو وقفت على النّسخة التي بخطّ الأزهريّ، ولم أجد ذكر اسم أبي تراب في المقدّمة، إنمّا ذكر كنيته فقال: أبو تراب صاحب كتاب الاعتقاب، ورأيته يقول في ضمن كتابه: قال إسحاق بن الفرج، وكان هناك نسخة أخرى بكتاب 2 الأزهريّ لا توافق التي بخطّه، وفيها زيادات ونقصان، وكنت أتأمّل ذلك القول الّذي عزاه في كتابه الّذي بخطّه إلى إسحاق بن الفرج، وهو مذكور في النّسخة الأخرى لأبي تراب، وكذا إذا وجدت في خطّه شيئاً قد عزاه إلى أبي تراب أراه في تلك النّسخة قد عزاه إلى إسحاق بن الفرج، وطلبت نسخة بكتاب الاعتقاب لأصحّح اسمه منها فوجدتها مترجمة لمحمّد بن الفرج بن الوليد الشّعرانيّ، وأنّا في حيرة من هذا إلى أن يصحّ إن شاء الله تعالى، انتهى كلام ياقوت" 3.

_ 1 هكذا، ولعلّ الصّواب: ((من كتاب ... )) أو ((لكتاب ... )) 2 هكذا، ولعلّ الصّواب: ((من كتاب ... )) أو ((لكتاب ... )) 3 الوافي 4/319، 320.

ونخرج من هذا النصّ النّفيس الذي أورده الصّفديّ بجملة من الملحوظات، منها: أ- قِدَم الغموض والاضطراب في اسم أبي تراب، ووقوع ذلك في نسخ التّهذيب القديمة. ب- أنّ اسمه في المقدّمة من نسخة التّهذيب الّتي بخطّ الأزهريّ: إسحاق بن الفرج، وفي نسخة بغداد: محمّد بن الفرج، وفي الكتاب المطبوع الّذي بأيدينا: أبو تراب، فحسب. جـ- أنّ اسمه في كتاب "الاعتقاب": محمّد بن الفرج بن الوليد الشّعرانيّ، وهذه أهمّ الملحوظات. د- حيرة ياقوت في ذلك الاضطراب، وهو من علماء التّراجم المُدقّقين. هـ- أنّ هذا النصّ النّفيس ليس في "معجم الأدباء" في طبعتيه؛ القديمة بعناية مرجليوث، والحديثة بتحقيق الدّكتور إحسان عبّاس. ولهذا تعيّن أن أُحَرِّرَ هذا الاضطراب قدر الاستطاعة باستقراء كامل النّصوص المعزوة لأبي تراب،أو ابن الفرج، أو إسحاق بن الفرج في "تهذيب اللّغة" ودراسة محتواها ومقابلة بعضها بما في "اللّسان" لابن منظور، أو "التّكملة" للصّغانيّ؛ لأتبيّنَ في النّهاية حقيقة هذه الأسماء؛ هل هي لرجل واحد، أو لرجال مختلفين؟ وقد فعلت ذلك؛ فثبت عندي أنّ من يسميه الأزهريّ ابن الفرج هو من يسميه إسحاقَ بن الفرج؛ وهو من يسميه أبا تراب صاحب كتاب الاعتقاب، فهو شخص واحد، وأوجز خلاصة ذلك فيما يلي:

1- نقل الأزهريّ عن "أبي تراب" في نحو أربعين ومائتي نصّ1 ونقل عن "ابن الفرج" في نحو خمسة وثمانين نصاً 2، ونقل عن إسحاق بن الفرج في نحو عشرين نصاً 3. وهذه النّصوص تتطابق في محتواها، فهي من نصوص التّعاقب (الإبدال) وهي توافق عنوان الكتاب: "الاعتقاب" 4. 2- قد يقرن الأزهريّ بين اسمين من هذه الأسماء الثّلاثة بما يدلّ على أنّهما لشخصٍ واحد، كقوله: "روى ابن الفرج أبو تراب عن خليفة الحصينيّ ... " 5. وقوله في أوّل أحد النّصوص: "قال ابن الفرج...." وقوله في آخره: "جاء به أبو تراب في باب الشّين والسّين وتعاقبهما" 6. أو يقرن بين أحد هذه الأسماء واسم الكتاب، كقوله: "رواه أبو تراب له في كتاب الاعتقاب" 7 وفي نسخة أخرى - كما في الهامش: "حكاه ابن الفرج له في كتاب الاعتقاب" 8 3- الإشارة إلى عناوين بعض الأبواب في كتاب "الاعتقاب" وورود ذلك مع الأسماء الثّلاثة، كقول الأزهريّ فيما يلي:

_ 1 ينظر ما تقدم في ص (6) في الهامش رقم (4) . 2 ينظر ما تقدم - أيضاً. 3 ينظر ما تقدم - أيضاً. 4 ينظر النصوص في القسم الثاني من هذا البحث، ويستثنى ما جاء في الباب الأخير. 5 التّهذيب 1/375. 6 المصدر السابق 3/395. 7 التهذيب 7/538. 8 المصدر السابق 7/538 هامش (10) .

"روى أبو تراب في باب الكاف والفاء" 1 "قال ابن الفرج في باب الميم والباء" 2 "قال إسحاق بن الفرج ... جاء بهما في باب الكاف والجيم"3 "وقد طلبته في باب العين والحاء لأبي تراب فلم أجده" 4 "ونظرت في باب ما يعاقب من حرفي الصاد والطاء لابن الفرج، فلم أجده" 5 "روى ابن الفرج لابن الأعرابي في باب الصّاد والفاء" 6 4- اتفاق الرّواة الوارد ذكرهم مع الأسماء الثّلاثة، وهو ما يظهر جلياً في النّصوص المثبتة في القسم الثّاني من هذا البحث، وأمثلة ذلك ممّا نقله الأزهريّ: أ- "قال أبو تراب: سمعت شُجاعاً السّلميّ يقول....." 7 "قال ابن الفرج: سمعت شُجاعاً السّلميّ يقول...." 8

_ 1 المصدر السابق 9/425. 2 المصدر السابق 11/244. 3 المصدر السابق 1/387. 4 المصدر السابق 4/110. 5 المصدر السابق 11/295 الحاشية رقم (3) وفيها: ((لأبي الفرج)) وهو سهو، والنص في اللسان - أيضاً - 4/406 (شعر) 6 التهذيب 15/573. 7 المصدر السابق 1/315. 8 المصدر السابق 4/214.

"قال إسحاق بن الفرج: سمعت شُجاعاً السّلميّ يقول...."1 ب- "قال أبو تراب: سمعت أبا السَّمَيدع يقول ... " 2 "روى ابن الفرج عن أبي السَّمَيدع ... " 3. "قال إسحاق بن الفرج: سمعت أبا السَّمَيدع يقول ... " 4 جـ- "روى أبو تراب عن مُدْرِك الجعفريّ ... " 5 "قال ابن الفرج: سمعت مُدْرِكاً الجعفريّ يقول ... " 6 "قال إسحاق بن الفرج ... وقال مُدْرِك الجعفريّ ... " 7 5- يمكن أن يستدلّ - أيضاً - بتعاقب الأسماء الثّلاثة في نسخ التّهذيب الّذي أشرت إليه فيما تقدّم، فقد يكون دليلاً على وحدة المسمّى، أي أنّها لشخص واحد، هو أبو تراب. 6- اجتماع هذا الاسم في نصّ فريد في "معجم البلدان" لياقوت الحموي؛ منقول ـ فيما يظهر لي ـ عن الأزهري في التهذيب؛ قال ياقوت في رسم (عربة) : "قال أبو تراب إسحاق بن الفرج: عَرَبة: باحة العرب، وباحة دار أبي الفصاحة إسماعيل بن إبراهيم ... "8 وهذا يوافق ما في التهذيب،

_ 1 المصدر السابق 1/387. 2 المصدر السابق 13/144. 3 المصدر السابق 1/330. 4 المصدر السابق 1/330. 5 التهذيب 13/345. 6 المصدر السابق 4/428. 7 المصدر السابق 1/387. 8 معجم البلدان 4/97.

ولكن الأزهري اختصر الاسم فقال: "قال إسحاق بن الفرج ... "1 وقد يكون هذا الاختصار امتداد للاضطراب في اسم أبي تراب في التهذيب. ويبقى تعليل ذلك التّعاقب أو الاضطراب، وهو عندي من اجتهاد النّسّاخ، لاختلاف شهرة أبي تراب من بلد إلى بلد، فبعضهم يعرفه بأبي تراب، ويعرفه بعضهم بإسحاق بن الفرج أو ابن الفرج، فأباح بعض النّسّاخ لنفسه التّغيير وفق ما يراه هو، فاختلفت نسخ "التّهذيب"، وسرى الاختلاف من خلال هذه النّسخ المتباينة إلى معاجم أخرى كـ "التّكملة" و "العباب" للصّغانيّ و "لسان العرب" لابن منظور. ويدلّ على هذا التّفسير ما وقع في "التّهذيب" من تغيير في أسماء بعض العلماء غير أبي تراب، فقد يذكره الأزهريّ باسم فيغيره النّاسخ باسم آخر من أسمائه، ومن ذلك ما وقع في اسم "ثعلب" فهو يذكر تارة باسم "أحمد بن يحيى" فيُغيّر في نسخة أخرى في النّصّ نفسه ويجعل: "أبو العبّاس" 2 ويذكر تارة بقوله "روى ثعلب" فيغير ويقال: "روى أبو العبّاس" 3. ووقع التّغيير في اسم "الزّجّاج" فهو يرد في بعض النسخ بقوله: "قال الزّجّاج" ويَرِدُ في بعضها في الموضع نفسه بقوله: "قال أبو إسحاق" وهو واحد، وقد وقع مثل هذا كثيراً في الجزءين السّابع والعاشر من "التّهذيب" تثبته فروقات النّسخ المثبتة في الهوامش 4.

_ 1 التهذيب 2/366. 2 الكلمة بالرفع على الحكاية وهي في محل نصب، وينظر: التّهذيب 10/66. 3 المصدر السابق 10/189. 4 ينظر: المصدر السابق 7/499، 502، 246، 10/47، 53، 117، 202.

ووقع التغيير في اسم الأزهري نفسه، فإذا قال في بعض النسخ: "قلت" غَيَّرَهُ نَاسِخٌ في أخرى بقوله: "قال الأزهريّ" 1 أو "قال أبو منصور" 2وقد نجد العكس - أيضاً 3. وبهذا يتبيّن أنّ تلك الأسماء الثّلاثة "أبا تراب" و "ابن الفرج" و "إسحاق بن الفرج" التي نقل عنها الأزهريّ في "التّهذيب" هي لشخص واحد، هو مؤلّف كتاب "الاعتقاب": أبو تراب إسحاق بن الفرج. وثمّة اسم آخر لهذا الرّجل غير هذه الثّلاثة، وهو "محمّد بن الفرج بن الوليد الشّعرانيّ" وهذا ما انفرد به ياقوت ونقله عنه الصّفديّ في "الوافي" 4ونقله عن أحدهما أو عن غيرهما السّيوطيُّ في "بغية الوعاة"5. قال ياقوت فيما يرويه عنه الصّفديّ: "وطلبت نسخة بكتاب الاعتقاب لأصحّح اسمه منها فوجدتها مترجمة لمحمّد بن الفرج بن الوليد الشّعرانيّ، وأنا في حيرة من هذا" 6. وإن صحّ ما نقله الصّفديّ فهو حجّة قويّة لأنّ الاسم مأخوذ من كتاب مؤلّفه، وهو "الاعتقاب" ولكن يصعب الجزم بشيء؛ لأنّ هذا النّصّ ليس في "معجم الأدباء" لياقوت في طبعتيه، وفيهما عناية فائقة بإخراج النّصّ

_ 1 ينظر: التهذيب 10/54، 55، 64، 68، 72، 79، 89، 92، 96، 114، 115، 117، 122، 127، 147، 198، 200. 2 ينظر: المصدر السابق 10/191، 209، 211، 217، 222، 235، 242، 277. 3 ينظر: المصدر السابق 10/215. 4 4/319، 320. 5 1/209. 6 الوافي 4/320.

وتصحيحه ومقابلته على أصوله، وقد ورد اسمه فيهما بما يوافق ما في طبعة التّهذيب؛ أي بقوله: "أبو تراب صاحب كتاب الاعتقاب" 1. ولعلّ ذلك النّصّ ممّا ضاع من كتاب "معجم الأدباء" وهو غير قليل. ومهما يكن من أمر فلا تنافيَ بين الاسمين إلا في الأوّل منهما؛ أي "محمّد" و "إسحاق" وقد يكون ذلك من تحريف النّسّاخ أو من تغييراتهم الّتي أشرتُ إلى بعضها، وقد يكون لهذا الرّجل اسمان: محمّد وإسحاق، وليس لدينا ما يُقْطَعُ به، وإنمّا هي احتمالات. أما اسم جَدِّة وهو "الوليد" فتركُ ذكرِهِ في الاسم الأوّل لا ينفيه في الاسم الثّاني لاقتصار الأوّل على الأب. أمّا اللّقب وهو "الشّعرانيّ" فهو نسبة إلى "الشَّعْر" المرسل على الرّأس، وقد اشتهر به جماعة من العلماء ذكر السّمعانيّ 2 بعضهم، ولا يمتنع أن يكون أبو تراب منهم. ويبدو أنّ أبا تراب لم يكن مشهوراً في العراق، وربّما في خراسان - أيضاً - فلم يعرفه كثير من معاصريه في القرن الثّالث ومن جاء بعدهم في القرن الرّابع. ويدلّ على هذا قول ابن فارس (395هـ) وهو ينقل عنه في نصّ لغويّ من نصوص التّعاقب: "وذُكِرَ عن رجل يُقال له أبو تراب، ولا نعرفه نحن: بَجَسْتُ الجرح مثل بططته" 3.

_ 1 التّهذيب 1/462. 2 ينظر: الأنساب 7/343. 3 المقاييس 1/199.

ولهذا - أيضاً - ذكره صاحب "الفهرست" 1فيمن لا تُعرف أسماؤهم وأخبارهم ولعلّ خمول ذكره ممّا يفسّر الغموض والاضطراب الّذي تقدّم في اسمه. وفي الختام يمكن أن نقول: إن اسمه يحتمل الوجهين معاً، أو أحدهما، وهما: أبو تراب محمّد بن الفرج بن الوليد الشّعرانيّ، كما في "الوافي". أو أبو تراب إسحاق بن الفرج، كما يفهم ممّا جاء في "التّهذيب". وبهذا الأخير جزم محقّق المستدرك على التّهذيب، وهو الدّكتور رشيد العبيديّ، وقال: "ابن الفرج هو إسحاق بن الفرج، وهو أبو تراب نفسه صاحب الاعتقاب في اللّغة، ولم يتنبّه محقّقو التّهذيب إلى هذا" 2. ورجّحه الدّكتور فؤاد سزكين في "تاريخ الترّاث العربيّ" 3. مولده ووفاته: سكتت المصادر القليلة الّتي ترجمت لأبي تراب اللّغويّ عن ذكر تاريخ مولده أو وفاته. والحقّ أنّنا لا نطمع في معرفة ذلك مع هذا الغموض الّذي يلفّ اسمه وتاريخ حياته بعامّة، فليس لنا إلا التّقدير بالاستعانة ببعض القرائن، كتاريخ وفيات بعض شيوخه وتلامذته، فقد روى أبو تراب عن جماعة من العلماء وسمع منهم، وكلّهم من علماء القرن الثّالث، أو ممّن أدرك القرن الثّالث. ومن آخر من روى عنهم أبو تراب وفاة: محمّد بن زياد المعروف بابن الأعرابيّ (ت 231هـ)

_ 1 ص 92. 2 التّهذيب 16/59 (الحاشية رقم: 4) . 3 المجلد الثامن 1/342.

وأبو العميثل الأعرابيّ (ت 240هـ) وأبو محلّم محمّد بن سعيد البغداديّ (ت 248هـ) . وشمر بن حمدويه (ت 255) بالإضافة إلى روايته عن بعض الأعراب الّذين استقدمهم ابن طاهر في الثّلث الأوّل من القرن الثّالث. وبهذا يمكن أن نستنتج أنّ النّشاط اللّغويّ لأبي تراب تركّز في النّصف الأوّل من القرن الثّالث، ويمكن القول: إنَّه عاش بين سنتي 200هـ و 280 تقريباً، أو نقدّر أنّ مولده كان بين سنتي 190 و 200 هـ وأنّ وفاته كانت بين سنتي 270 و 280هـ. وقد قدّر الدّكتور فؤاد سزكين وفاة أبي تراب بسنة 275هـ1. وذكر محقق المستدرك على التهذيب (الجزء السّادس عشر) أنّ أبا تراب توفيّ مطلع القرن الرّابع 2، وليس لهذا الذي ذكره ما يؤيّده لمّا تقدّم ذكره، ولقول الأزهريّ بعد أن ذكر طبقة العلماء الّذين فيهم أبو تراب: "ويتلو هذه الطبقة طبقة أخرى أدركناهم في عصرنا" 3. وهذا يعني أنّه لم يدرك طبقة أبي تراب، ومولد الأزهريّ كان في سنة (282هـ) . موطنه ورحلاته: يعدّ أبو تراب من أهل خراسان، ولكن لا يُعرف على وجه الدّقّة مكان مولده، فقد يكون في إحدى تلك البلاد، وقد يكون في غيرها، وإن كنت أرى

_ 1 ينظر: تاريخ التراث العربي: المجلد الثامن 1/341. 2 ينظر: التّهذيب 16/5. 3 المصدر السابق 1/27.

أنّ مولده كان في نيسابور وهي المدينة الّتي نشأ بها وأخذ عن علمائها كأبي سعيد الضّرير الّذي استقدمه إليها ابن طاهر 1، وأخذ فيها عن الأعراب الرّواة الّذين استقدمهم ابن طاهر - أيضاً. ثمّ توجّه أبو تراب إلى هراة وهي من المدن الكبيرة الزّاخرة بالعلماء 2 في خراسان قال الأزهريّ: "ثم رحل إلى هراة فسمع من شمر بعض كتبه". وقال في موضع آخر: إنّه "كتب عنه شيئاً كثيراً" 3. وقد كانت هذه الرّحلة قبل منتصف القرن الثّالث، إذ توفيّ شمر سنة (255) وقد لازمه أبو تراب سنين قبل وفاته وكتب عنه شيئاً كثيراً - كما قال الأزهريّ. ويبدو أن أبا تراب استطاب المقام في هراة فبقي فيها زمناً أملى فيه أجزاء من كتابه "الاعتقاب" قبل أن يعود إلى نيسابور، فيكمل إملاء الكتاب هناك. وفي هذا يقول الأزهريّ: "وأملى بهراة من كتاب الاعتقاب أجزاء، ثم عاد إلى نيسابور، وأملى باقي الكتاب" 4. وتفيد عبارة: "ثمّ عاد إلى نيسابور" أنّ أبا تراب كان فيها قبل قدومه إلى هراة. ولعله أمضى ما تبقى من حياته هناك في تلك المدينة العامرة.

_ 1 التهذيب1/24، وإنباه الرواة 1/76. 2 ينظر: معجم الأدباء 5/396. 3 التّهذيب 1/26. 4 التهذيب 1/26.

حياته العلمية

الفصل الثاني حياته العلميّة يعنينا في حياة أبي تراب العلمية ثلاثة عناصر: شيوخه، وتلامذته، مؤلفاته، فيما يلي تفصيل الحديث عن كل منها: أوّلاً: شيوخه: شحّت المصادر الّتي ترجمت لأبي تراب فلم تزوّدنا بكثير من التّفاصيل المهمّة في حياته العامّة كما تقدّم، ولم تزوّدنا - أيضاً - بمعلومات تساعد على التّعرف على أكثر شيوخه الّذين أخذ عنهم علومه، ولا سيّما في اللّغة، ومع ذلك أمكن التّعرف على ثلاثة منهم، وهم: 1- أبو سعيد الضّرير اللّغويّ: وهو أحمد بن خالد المعروف بأبي سعيد الضّرير البغداديّ اللّغويّ 1، من علماء اللّغة المعروفين في القرن الثّالث، وكان من أهل بغداد، وأخذ فيها عن محمّد بن زياد الأعرابيّ وأبي عمرو الشّيبانيّ، ثم استقدمه ابن طاهر إلى نيسابور 2 ليستفاد من علمه هناك، فلقي الأعراب الفصحاء الذين استوردهم ابن طاهر نيسابورَ 3، فشافههم وحفظ عنهم فوائد كثيرة أودعها كتبه. قال ياقوت: "لمّا قدم عبد الله بن طاهر نيسابورَ وأقدم معه جماعة من فُرسان طَرَسوس ومَلَطْيَة، وجماعة من أدباء الأعراب منهم: عرّام وأبو العميثل

_ 1 ينظر ترجمته في: التّهذيب 1/24، ومعجم الأدباء 1/253، وإنباه الرواة 1/76، وتلخيص ابن مكتوم 11، ونكت الهميان 96. 2 ينظر: التّهذيب 1/24، وإنباه الرواة 1/76. 3 ينظر: معجم الأدباء 1/253.

وأبو العيسجور وأبو العجنّس وعوسجة وأبو العُذافر، وغيرهم فتفرّس أولادُ قواده وغيرهم بأولئك الفرسان، وتأدّبوا بأولئك الأعراب، وبهم تخرّج أبو سعيد الضّرير ... فصار إماماً" 1. وكان شَمِر بن حَمْدَوَيه وأبو الهيثم الرازيّ يوثّقان أبا سعيد الضّرير ويثنيان عليه. وله من التّصانيف في اللّغة والأدب: 1- كتاب النّوادر. 2- كتاب معاني الشّعر. 3- كتاب الرّدّ على أبي عبيد في غريب الحديث. وقد لازم أبو تراب أبا سعيد سنين طويلة في نيسابور وأخذ عنه كتباً جمة، وفي ذلك يقول الأزهريّ: "فأمّا أبو تراب فإنه شاهد أبا سعيد الضّرير سنين كثيرة، وسمع منه كتباً جمة" 2 وكان ينقل عنه، ويقول: "سمعت أبا سعيد ... " 3 ويبدو أنّ أبا تراب تأثّر بشيخه أبي سعيد في ملازمته الأعراب، فأكثر في كتابه "الاعتقاب" من الرواية عنهم، كما سيأتي في الحديث عن مصادره. وتوفّي أبو سعيد الضّرير بعد منتصف القرن الثّالث تقريباً، وليس في المصادر التي بين أيدينا ما يُعيّن تاريخ وفاته. 2- شَمِر بن حَمْدَوَيه الهرويّ:

_ 1 معجم الأدباء 1/254. 2 ينظر: التّهذيب 1/34، وإنباه الرواة 1/145. 3 المصدر السابق 4/27.

وهو أبو عمرو شَمر بن حَمْدَوَيه الهرويّ 1، كانت له عناية صادقة باللّغة في هراة؛ فاشتهر فيها بعد رحلته إلى العراق في شبابه ولقائه ابن الأعرابيّ وغيره من اللّغويّين من أصحاب أبي عمرو الشّيبانيّ وأبي زيد الأنصاريّ، وأبي عبيدة والفرّاء وغيرهم، ثمّ عودته إلى نيسابور، ولقائه أصحاب النَّضِر بن شميل واللّيث بن المظفّر 2. ولمّا ألقى شمر عصاه بهراة ألّف كتاباً كبيراً في اللّغة جعله على حروف المعجم، وابتدأ بحرف الجيم، فجوّده وأشبعه بالشّواهد والرّوايات الجمّة عن أئمّة اللّغة والأعراب، فكتمه ضناً به في حياته، ولم ينسخه طُلابه، فلم يبارك له فيما فعله - كما يقول أصحاب التّراجم 3 - حتى مضى لسبيله وضاع، ولم يصل منه إلا تفاريقُ في كتب اللّغة نقلها عنه تلامذته. وكان من هؤلاء التّلامذة أبو تراب اللّغويّ أخذ عنه عند قدومه هراة. قال الأزهريّ: "وكان أبو تراب الّذي ألّف كتاب الاعتقاب قدم هراة مستفيداً من شمر، وكتب عنه شيئاً كثيراً" 4. وقد ذكر أبو تراب سماعه عن شمر 5، وكان يذاكره ويراجعه ويأنس برأيه كقوله مثلاً: "فذكرته لشمر بن حمدويه، وتبّرأت إليه من معرفته ... " 6

_ 1 من مصادر ترجمته: التّهذيب 1/25، ونزهة الألباء 151، ومعجم الأدباء 3/1420، وإنباه الرواة 2/77، وإشارة التعيين 141، وبغية الوعاة 2/4. 2 ينظر: التّهذيب 1/25، وإنباه الرواة 2/77. 3 ينظر: المصدر السابق 1/25، ونزهة الألبا 151، ومعجم الأدباء 3/1421. 4 التّهذيب 1/26، وإنباه الرواة 4/103. 5 ينظر: التّهذيب 4/27. 6 ينظر: المصدر السابق 3/262، 263.

وكانت وفاة شمر بن حمدويه في سنة 255هـ. 3- أبو الوَازع الخراساني: وهو محمّد بن عبد الخالق أبو الوازع الخراسانيّ اللّغويّ النّحويّ1، من علماء القرن الثالث. قال القفطيّ: "كان عالماً بالنّحو والغريب، صادقاً فيما يروي، روى عنه أبو تراب وغيره، وروى أبو2 الوازع نوادر الأعراب الذين كانوا مع ابن طاهر بنيسابور، وجمعها ورويت عنه" 3 وروى عنه أبو تراب في كتابه "الاعتقاب" فيما نقله الأزهريّ 4، وابن منظور 5 ولأبي الوازع كتاب "نوادر الأعراب" ولعلّ أبا تراب اطّلع عليه، وأفاد منه، وقد نقل الأزهريّ عن هذا الكتاب نقولاً كثيرة 6. ثانياً: تلامذته: لم أعرف من تلامذة أبي تراب سوى اثنين، وهما: 1- الخارْزَنجي البُشْتيّ:

_ 1 من مصادر ترجمته: إنباه الرواة 3/168، وتلخيص ابن مكتوم 219. 2 في إنباه الرواة 3/168: ابن، ولعله سهو أو تحريف. 3 إنباه الرواة 3/168. 4 ينظر: التّهذيب 5 ينظر: اللسان (ندش) 6/352. 6 ينظر: التّهذيب 1/26، 98، 207، 213، 287، 359، 2/2/11، 63، 175، 3/154.

وهو أبو حامد أحمد بن محمّد الخارْزَنجي البُشتّي 1، من علماء اللّغة والأدب المشهورين في أواخر القرن الثّالث ومطلع القرن الرّابع في مدينة نيسابور موطن أبي تراب، وله من المصنّفات: "تكملة كتاب العين" وهو أشهر كتبه و "كتاب التّفصلة" وكتاب "تفسير أبيات أدب الكاتب" أخذ الخارْزَنجيّ العربيّة عن جماعة من علماء زمانه في نيسابور، ومنهم أبو تراب اللغوي، وعنه نقل الخارزنجي في كتابه "التكملة" وذكره في مقدّمته الّتي اقتبس منها الأزهريّ 2. وأشار إلى ذلك الصّاحب بن عبّاد في "المحيط في اللّغة" 3. وتوفيّ أبو حامد الخارْزَنجيّ في رجب سنة 348هـ. 2- ابن حَمَّوَيه: وهو أحمد بن علىّ بن حَمَّوَيه النيسابوريّ النحويّ، ذكره الحافظ ابن البيِّع في تاريخه، وسمّاه النّحويّ، وأوجز القول في ترجمته 4، ولم أعرف تاريخ وفاته. سمع من أبي تراب ألفاظاً في غريب اللغة، وأخذ عنه. قال الأزهري: "أخبرني المنذري عن ابن حمَّوَيه قال: سمعت أبا تراب يقول: كتب أبو محلّم إلى رجل:

_ 1 من مصادر ترجمته: التّهذيب 1/32، والأنساب 5/12، ومعجم الأدباء 1/461، وطبقات ابن قاضي شهبة 1/247، وبغية الوعاة 1/388. 2 ينظر: التّهذيب 1/33، 34، 35، وإنباه الرواة 1/142 - 145، واللسان (ثعثع) 12/40. 3 3/64. 4 ينظر: إنباه الرواة 1/125، وتلخيص ابن مكتوم 15، وبغية الوعاة 1/340.

اشتر لنا جَرَّة ولتكن غير قَعْراء ولا دَنّاء ولا مُطربلة ... "1. ثالثاً: مؤلّفاته: تفيد المصادر بأنّ لأبي تراب كتابين في اللّغة، وهما: 1- الاعتقاب: وهو هذا الكتاب الّذي نعنى به في هذه الدّراسة، وسيأتي الحديث عنه مفصّلاً في الباب الثّاني من هذا القسم من الدّراسة. 2- الاستدراك على الخليل في المهمل والمستعمل: استدرك فيه أبو تراب على الخليل بن أحمد في معجم العين، وخطّأه في أماكن، وزاد ما رأى أنّ الخليل نقصه من اللّغة في أبوابه، ونقص ما رأى أنّ الخليل زاده في غير بابه، وهذّب ذلك تهذيباً "زعم أنّه الصّواب"2. والكتاب مفقود، فلا يمكن الحكم عليه، ولكن يبدو أنّ أبا تراب ألّفه في شبابه، فاندفع في الاستدراك والتّخطئة، فأثار معاصريه من اللّغويّن ومن جاء بعدهم، فردّ عليه جماعة منهم 3، ونقضوا عليه ما استدركه 4، وانتصروا للخليل.

_ 1 ينظر: التّهذيب 14/57. 2 إنباه الرواة 4/102، 103، وينظر: المعجم العربي 298. 3 ينظر: إنباه الرواة 4/102. 4 ينظر: الفهرست 124.

الباب الثاني: كتاب الإعتقاب

الباب الثّاني كتاب الاعتقاب تمهيد: التّعاقب وما ألّف فيه التّعاقب في اللّغة بمعنى التّتابع، وهو مصدر قولك تعاقب اللّيل والنّهار؛ أي: أتى أحدهما عقب الآخر1. ويراد به في الاصطلاح: اللّفظان المتّفقان في المعنى المرويّان بوجهين بينهما اختلاف في حرف واحد، كقضم وخضم، وجاسَ وحاسَ، ونَبَأَ ونَتَأَ، ويُسمّى أيضاً "الاعتقاب" 2. وهو الّذي اشتهر عند علماء اللّغة بمصطلح "الإبدال اللّغويّ" وهو يختلف عن "الإبدال الصّرفيّ" فهو - أي: الإبدال اللغويّ – شائع وغير لازم ويقع في أكثر الحروف، وجمعها بعضهم في قوله: لِجَدٍّ صَرْفُ شَكِس آمنٍ طيَّ ثوب عزتِه3. وقيل إنه يقع في حروف الهجاء جميعاً 4، بخلاف الإبدال الصّرفيّ، فهو شائع لازم، ويقع فيه التّبادل بين حروف مخصوصة لعلّة تصريفيّة، وحروفه مجموعة في قولك: طويت دائماً5، ويزيدها بعضهم ويجمعها في قوله: أُجُدٌ طُوِيَتْ منهلا6، أو أنجدته يوم طال7.

_ 1 ينظر: شرح الشافية للرضى 3/199. 2 ينظر: المفصل 360، وشرح المفصل 10/7. 3 ينظر: التسهيل 300. 4 ينظر: الأمالي للقالي 2/186، والمزهر 1/474، وظاهرة الإبدال اللغوي 60. 5 ينظر: التسهيل 300. 6 ينظر: الممتع 1/319. 7 ينظر: التتمة في التصريف 99.

وهذا - أي الإبدال الصّرفيّ - نوعان أحدهما إبدال من أجل الإدغام، كإبدال لام التّعريف وإدغامها في بعض الحروف كالنّون والرّاء والدّال والتّاء مثلاً، وكالإدغام في اسَّمَعَ، وأصلها: استمع. والآخر: الإبدال لغيرالإدغام، وهو المراد عند إطلاق المصطلح عند الصّرفيّين، كإبدال تاء الافتعال طاء إذا وقعت بعد الصّاد في قولك اصطفى واصطبر واصطحب. أما الإبدال اللّغويّ فهو أعم، إذ يشمل الإبدال الصرفي وغيره من اللغات، مما لا يلزم فيه الإبدال كما تقدم، وقد ألّفَ فيه جماعة من علماء العربيّة محاولين حصر ألفاظه على الطّريقة المعجميّة الّتي تقوم أساساً على جمع الألفاظ وتبويبها وشرحها، وأكثرهم لا يشترط في الإبدال أو التعاقب تقارب المخارج بين الحروف المبدلة، كما يفهم من صنيع ابن مالك في كتابه "وفاق المفهوم" وأبي تراب في "الاعتقاب". ومؤلّفاتهم الّتي وصلت إلينا أو بلغنا ذكرها في هذا الفنّ هي على النّحو التّالي: 1- الإبدال: لأبي عبيدة معمر بن المثنّى 1 (209هـ) وهو مفقود. 2- القلب والإبدال: للأصمعيّ 2 (214هـ) وهو مفقود، نقل عنه القالي كثيراً 3. 3- القلب والإبدال:

_ 1 ينظر: معجم الأدباء 6/2708. 2 ينظر: الفهرست 61، وبغية الوعاة 2/113. 3 ينظر: الأمالي 2/23، 34، 41، 78، 97.

لابن السّكّيت (244هـ) وقد طبع مرتين إحداهما سنة (1903م) بعناية أوغست هفنر والأخرى سنة (1398هـ) بتحقيق الدّكتور حسين محمّد شرف، وسمّاه "الإبدال". 4- الاعتقاب: لأبي تراب (ت 270 - 280هـ تقريباً) وسيأتي الحديث عنه. 5- الإبدال والمعاقبة والنّظائر: للزّجّاجيّ (340هـ) نشر سنة (1381هـ) بتحقيق الأستاذ عزّ الدّين التّنوخيّ. 6- الإبدال: لأبي الطّيّب اللّغويّ (351هـ) نشر سنة (1379هـ) بتحقيق عزّ الدّين التّنوخيّ. 7- وفاق المفهوم في اختلاف المقول والمرسوم: لابن مالك (672هـ) وموضوعه الاعتقاب أو الإبدال اللّغويّ، وحقّق الكتاب في الجامعة الإسلاميّة سنة 1405هـ ونشر في المدينة سنة 1409هـ بتحقيق بدر الزّمان محمّد شفيع النّيباليّ. 8- وفاق الاستعمال في الإعجام والإهمال: لابن مالك (672هـ) وهو رسالة صغيرة في الاعتقاب، ولعلّه مختصر من كتاب "وفاق المفهوم" المتقدّم ذكره، وله نسخة خطّيّة في مكتبة شهيد علي باشا 2677/2.

ويلحق بهذه المؤلفات ما كتب من أبواب الإبدال في بعض المصنّفات اللّغويّة أو الأدبيّة مثل أمالي القالي والمخصّص لابن سيده والمزهر للسّيوطيّ. أما كتاب ابن جنّي "التّعاقب" الّذي أشار إليه في بعض كتبه 1 فليس من هذا الباب الّذي نحن فيه، بل هو في البدل والعوض. قال السّيوطيّ: "وقد ألّف ابن جنّي كتاب التّعاقب في أقسام البدل والمبدل منه، والعِوَض والمعوّض منه وقال في أوّله: اعلم أنّ كلّ واحد من ضَرْبَيِ التّعاقب - وهما البدل والعِوَض - قد يقع في الاستعمال موضع صاحبه، وربّما امتاز أحدهما بالموضع دون رَسِيلِهِ، إلا أنّ البدل أعمّ استعمالاً من العِوَض" 2.

_ 1 ينظر: الخصائص 1/264، والخاطريات 64. 2 الأشباه والنظائر 1/268.

مادة الكتاب ومنهجه

الفصل الأوّل مادّة الكتاب ومنهجه جمعت في هذه الدّراسة مادّة وافرة من نصوص كتاب "الاعتقاب" لأبي تراب تمثّل جزءاً كبيراً من الكتاب، وقد بلغت خمسة وسبعين وثلاثمائة نصّ، هي في الجملة من نصوص الإبدال اللّغويّ بمفهومه العامّ، وقليل منها من النّصوص اللّغويّة كالنّوادر والفوائد واللّغات، وذلك على الوجه التّالي: أ- خمسة وأربعون وثلاثمائة نص من نصوص الاعتقاب (الإبدال) ب- ثلاثون نصاً من النصّوص اللّغويّة الأخرى. وهذه النّصوص جميعها مفرّقة بين أكثر حروف الهجاء، ولا ندري كيف رتبها أبو تراب، لأنّ النّصوص المجموعة من التّهذيب وغيره لا تعطي صورة كاملة ودقيقة لمنهج الكتاب إلا أنّ المؤكّد أنّه رتّبه على أبواب الاعتقاب في الحروف، وقد عرفنا من هذه الأبواب ممّا أشار إليه الأزهريّ الأبواب التّالية: 1- باب اعتقاب الباء والذّال 1. 2- باب ما تعاقب من حرفي الصّاد والطّاء 2. 3- باب ما تعاقب فيه الدال والباء 3. 4- باب التّاء والميم 4.

_ 1 التّهذيب 16/210. 2 التهذيب 11/295. 3 المصدر السابق 14/70. 4 المصدر السابق 9/259.

5- باب الحاء والكاف 1. 6- باب الميم والباء 2. 7- باب الكاف والجيم 3. 8- باب الجيم والحاء 4. 9- باب الجيم والخاء 5. 10- باب الشّين والسّين 6. 11- باب الظّاء والزّاي 7. 12- باب الكاف والتّاء 8. 13- باب الصّاد والفاء 9. 14- باب العين والحاء 10.

_ 1 المصدر السابق 4/311. 2 المصدر السابق 11/244. 3 المصدر السابق 1/387. 4 المصدر السايق 11/8. 5 المصدر السابق 11/8. 6 المصدر السابق 3/395. 7 التهذيب12/140. 8 المصدر السابق 9/425. 9 المصدر السابق 15/573. 10 المصدر السابق 4/110.

وهذه الأبواب لا تدلّ على طريقة ثابتة له في التّرتيب، فهو قد يقدّم الحرف السّابق في الهجاء من الحرفين في تسمية بعض الأبواب نحو: باب الباء والذّال مثلاً، وقد يقدّم المتأخّر نحو: باب الميم والباء. ولمّا خفي ذلك رأيت أن ألتزم طريقة واحدة فيما جمعته من نصوص الكتاب لأسباب ذكرتها بين يدي القسم الثاني، ولأنّها توافق طريقة أبي الطيّب اللّغويّ في كتاب " الإبدال " ولا يستبعد أن يكون أبو الطّيّب متأثّراً في كتابه بطريقة أبي تراب في كتاب " الاعتقاب ". وفيما يلي أبواب الاعتقاب بحسب التّرتيب، الّذي آمل أن يوافق ترتيب أبي تراب، أو أن يكون قريباً منه، وما في هذه الأبواب من نصوص لغويّة مجموعة. 1- أبواب اعتقاب الهمزة اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الهمزة والتّاء ... 1 الهمزة والعين ... 3 الهمزة والغين ... 1 الهمزة والميم ... 1 الهمزة والواو ... 1 الهمزة والألف ... 1 الهمزة والياء ... 1 2- أبواب اعتقاب الباء: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الباء والتّاء ... 2 الباء والثّاء ... 1 الباء والحاء ... 2

الباء والحاء والنّون ... 1 الباء والدّال ... 3 الباء والذّال ... 1 الباء والسّين ... 1 الباء والسّين واللام ... 1 الباء والشّين ... 1 الباء والصّاد ... 1 الباء والطّاء ... 2 الباء والعين ... 1 الباء والفاء ... 4 الباء والقاف ... 1 الباء واللام ... 4 الباء والميم ... 5 الباء والنّون ... 1 الباء والياء ... 1 3- أبواب اعتقاب التّاء: اسم الباب ... عدد النّصوص الوادرة فيه التّاء والطّاء ... 1 التّاء والفاء ... 1 التّاء والكاف ... 2

التّاء والميم ... 1 4- أبواب اعتقاب الثّاء: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الثّاء والذّال ... 3 الثّاء والسيّن ... 1 الثّاء والشيّن ... 1 الثّاء والفاء ... 6 الثّاء والهاء ... 1 5- أبواب اعتقاب الجيم: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الجيم والحاء ... 2 الجيم والخاء ... 4 الجيم والدّال والشّين ... 1 الجيم والزّاي ... 1 الجيم والعين واللام ... 1 الجيم والكاف ... 2 6- أبواب اعتقاب الحاء: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه

الحاء والخاء ... 5 الحاء والرّاء ... 1 الحاء والسّين ... 1 الحاء والسّين واللام ... 2 الحاء والعين ... 3 الحاء والكاف ... 1 7- أبواب اعتقاب الخاء: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الخاء والهاء ... 2 8- أبواب اعتقاب الدّال: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الدّال والذّال ... 2 9-أبواب اعتقاب الذّال: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الذّال والزّاي ... 1 الذّال والضّاد ... 1 10- أبواب اعتقاب الرّاء: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الرّاء واللام ... 11

الرّاء والميم ... 5 الرّاء والنّون ... 7 الرّاء والهاء ... 3 الرّاء والواو ... 1 الرّاء والألف اللّيّنة ... 1 11- أبواب اعتقاب الزاي: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الزّاي والسَين ... 2 الزّاي والسّين والصّاد ... 1 الزّاي والشّين ... 1 الزّاي والضّاد ... 4 الزّاي والظّاء ... 1 الزّاي والفّاء ... 1 الزّاي والقاف ... 1 الزّاي واللام ... 2 12- أبواب اعتقاب السّين: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه السّين والشّين ... 15

السّين والشّين والباء ... 1 السّين والصّاد ... 6 السّين والطّاء ... 1 السّين والعين ... 2 السّين والفاء ... 1 السّين والقاف ... 6 السّين واللام ... 3 السّين والميم ... 2 السّين والهاء ... 1 13- أبواب اعتقاب الشّين: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الشّين والصّاد ... 1 الشّين والغين ... 5 الشّين والفاء ... 3 الشّين واللام ... 1 الشّين والنّون ... 1 14- أبواب اعتقاب الصّاد: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه

الصّاد والضّاد ... 3 الصّاد والطّاء ... 4 الصّاد والفاء ... 2 الصّاد والقاف ... 1 الصّاد والكاف ... 1 الصّاد واللام ... 1 الصّاد والهاء ... 1 15- أبواب اعتقاب الضّاد: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الضّاد والطّاء ... 3 الضّاد والظّاء ... 2 الضّاد والعين ... 2 الضّاد والغين ... 1 الضّاد والفاء ... 1 الضّاد والكاف ... 1 الضّاد واللام ... 3 16- أبواب اعتقاب الطّاء: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الطّاء والظّاء ... 3

الطّاء والعين ... 1 الطّاء والغين ... 1 الطّاء والقاف ... 5 الطّاء واللام ... 3 الطّاء والنّون ... 1 17- أبواب اعتقاب الظاء: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الظّاء والعين ... 1 الظّاء واللام ... 1 18- أبواب اعتقاب العين: اسم الباب ... عدد النصوص الواردة فيه العين والغين ... 14 العين والفاء ... 4 العين والقاف ... 6 العين والكاف ... 1 العين واللام ... 5 العين والنّون ... 2

العين والهاء ... 4

19- أبواب اعتقاب الغين: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الغين والقاف ... 2 الغين والكاف ... 3 الغين والهاء ... 2 20- أبواب اعتقاب الفاء: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الفاء والقاف ... 1 الفاء والكاف ... 5 الفاء واللام ... 2 الفاء والميم ... 4 الفاء والهاء ... 2

21- أبواب اعتقاب القاف: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه القاف والكاف ... 11 القاف واللام ... 2 القاف والميم ... 2 القاف والنّون ... 1 القاف والهاء ... 2 22- أبواب اعتقاب الكاف: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الكاف واللام ... 1 الكاف والميم ... 1 الكاف والنّون ... 1 الكاف والهاء ... 1

23- أبواب اعتقاب اللام: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه اللام والميم ... 2 اللام والنّون ... 10 اللام والواو ... 2 اللام والياء ... 2 24- أبواب اعتقاب الميم: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الميم والنّون ... 11 الميم والهاء ... 3 الميم والواو ... 2 25- أبواب اعتقاب النّون: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه النّون والهاء ... 1 النّون والواو ... 2 النّون والياء ... 2

26- أبواب اعتقاب الواو: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الواو والياء ... 4 27- أبواب اعتقاب الياء: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الياء والألف اللّيّنة ... 1 28- أبواب أخرى: اسم الباب ... عدد النّصوص الواردة فيه الاعتقاب في حروف مختلفة ... 6 الفوائد والنّوادر ... 30

تحليل النصوص: نستنتج من هذه الأبواب ما يلي أ- أن الاعتقاب (الإبدال) في كتاب أبي تراب يقع بين الحروف متقاربة المخارج كالباء والفاء مثلاً، ويقع بين الحروف متباعدة المخارج كالباء والقاف مثلاً، وهذا يوافق ما جاء في كتاب "الإبدال" لأبي الطّيّب ويوافق مذهب من لا يشترط تقارب الحرفين في الإبدال. ب- أكثر أبواب الاعتقاب نصوصاً هي: باب السّين والشّين ويليه باب العين والغين ثم باب الرّاء واللام وباب القاف والكاف وباب الميم والنّون، وهذه الثّلاثة الأخيرة متساوية النّصوص. أما باب "الفوائد والنّوادر" وهو الباب الأخير في القسم الثّاني فليس من أبواب الاعتقاب وفيه ثلاثون نصاً. جـ- كثير من الأبواب ليس فيه سوى نصّ واحد. د- أكثر الأبواب ثنائيةُ التعاقب؛ أي أنّ التّعاقب فيها بين حرفين في كلمتين، وقليل منها ثلاثيّ، أي أنّ التّعاقب بين ثلاثة أحرف في ثلاث كلمات، نحو "باب اعتقاب الحاء والجيم والدّال" مثلاً. ويتبيّن من دراسة النصوص أنّ التّعاقب (الإبدال) يقع بكثرة بين حرفين أصليّين في الكلمتين المتعاقبتين، ويقع نادراً في الحروف الزّائدة في الكلمتين. ويكثر التّعاقب في الأصول الثُّلاثيّة ويقلّ في الأصول الرّباعيّة. ويتبيّن أيضاً أنّ وقوع التّعاقب يكثر في الثّلاثيّ بين اللام واللام في جذر الكلمة، ويليه الفاء والفاء ثمّ العين والعين، ويتّضح ذلك بالأرقام على النحو التّالي: أ- بلغت نصوص التّعاقب بين الحروف الأصول أحد وأربعين وثلاثمائة نصّ. أمّا التّعاقب في الزّوائد فجاء في أربعة نصوص فحسب. أمّا باقي النصّوص - وهي ثلاثون نصاً جاءت في باب الفوائد والنّوادر - فليست من أبواب الاعتقاب.

ب- بلغت نصوص التّعاقب في الأصول الثّلاثيّة أربعة وثلاثمائة نصّ وأمّا الأصول الرّباعيّة فهي سبعة وثلاثون نصاً. جـ- جاء التّعاقب في جذور الكلمات الثّلاثيّة على النّحو التّالي: تعاقب الفاء والفاء: عشرة ومائة نص (110) تعاقب العين والعين: أربعة وسبعون نصاً (74) تعاقب اللام واللام: عشرون ومائة نص (120) د- جاء التعاقب في جذور الكلمات الرّباعيّة على النّحو التالي: تعاقب الفاء والفاء: تسعة نصوص (9) تعاقب العين والعين: عشرة نصوص (10) تعاقب اللام الأولى واللام الأولى: ثمانية نصوص (8) تعاقب اللام الثّانية واللام الثّانية: تسعة نصوص (9)

نقد النصوص: وبالتدقيق في هذه النصوص التي بين أيدينا من "كتاب الاعتقاب" نخرج بالملحوظات الآتية: أولاً: إنّ عدداً من هذه النصوص ليس من "الاعتقاب" بمفهومه الاصطلاحي؛ كالفوائد، والنوادر، واللغات، وأقوال العلماء والرواة، وأشعار العرب، ولهذا وضعتها في باب مستقل في ذيل القسم الثاني، من هذا البحث، ولا سبيل إلى حذف هذه النصوص؛ لأنها من كتاب "الاعتقاب". ثانياً: إذا كان التعاقب هو ورود لفظين مُتفقين في المعنى، مرويين بوجهين بينهما اختلاف في حرف واحد، كما تقدم 1؛ فإن ثمة نصوصاً أدرجها أبو تراب في كتابه "الاعتقاب" روي فيها اللفظان بوجهين بينهما اختلاف في أكثر من حرفين في الكلمتين، ومن ذلك: أ- قال في اعتقاب الدال والذال: "جَدَفَتِ السماءُ بالثلج، وخَذَفَتْ تَجْدِفُ وتَخْذِفُ، إذا رَمَتْ به" 2. والاختلاف بين اللفظين في أكثر من حرف ولعل فيه تصحيفاً لم أتبينه. ب- قال في باب الاعتقاب في حروف مختلفة: "مَرَطَ فلان فلاناً، وهرده، إذا آذاه"3. ج- وقال:"بَجَستُ الجرح مثل بَطَطْتُهُ" 4.

_ 1 ينظر ص 21 من هذا البحث. 2 ينظر الفقرة (62) من هذا البحث. 3 ينظر الفقرة (344) . 4 ينظر الفقرة (345) .

ثالثاً: قد يذكر أبو تراب نصوصاً في الاعتقاب لا يتفق المعنى فيها بين اللفظين، ومن ذلك: أ- قال في اعتقاب الفاء والميم: "غلام أُملودٌ وأُفلوذٌ، إذا كان تامّاً محتلماً شَطْباً" 1. والاختلاف بين اللفظين -هنا- في أكثر من حرف، وقد يكون فيهما تصحيف. ب- ذكر أبو تراب أنّ اللِّبأ: جلود صغار المعزى، وأنّ اللِّيأ: نبات من اليمن2، وواضح أنه لاتعاقب بين اللفظين، فلكلّ منهما معنى ليس في الآخر. ج- ذكر أن القندأو: القصير من الرجال، والسِّندأو: الفسيح من الإبل3، والمعنيان مختلفان. د- ذكر وصفاً للجُعَل في أبيات، جمع فيها صاحبها بين الراء واللام في القافية، كالطير والليل4؛ وليس فيهما تعاقب، إلا إذا تُوُسِّع في مفهوم الاعتقاب. رابعاً: ثَمَّةَ نصوص أدرجها أبو تراب في كتابه "الاعتقاب" دون أن يتضح فيها اتحاد الدلالة بين الصيغتين، وقد يكون ما قدّر أنه من التعاقب هو من الإتباع، ومن ذلك:

_ 1 ينظر الفقرة (272) . 2 ينظر الفقرة (42) . 3 ينظر الفقرة (159) . 4 ينظر الفقرة (100)

أ- ذكر في باب الجيم والخاء: المَرِيخ والمَرِيج1، ولم يَتَّضِح اتحاد الدلالة بينهما، وقد يكون من قبيل الإتباع. ب- ذكر في باب الجيم واللام ثلاث صيغ، وهي: جِبْس وعِبْس ولِبْس2، وهذا من باب الإتباع، كما نصّ على ذلك أبو تراب نفسه بلفظ صريح، والإتباع غير الاعتقاب، إلا أنه من نظائر الاعتقاب أو الإبدال، ولذا ذكره أبو تراب في كتابه. ج- ذكر في باب الراء واللام عُلْجُوماً وعُرجُوماً3، ولم يَتَّضح اتّحاد الدلالة فيهما، وقد يكون ذلك إتباعاً. خامساً: هناك نصوص لا يتقارب فيها مخرجا الحرفين المتعاقبين، وتقارب المخرجين شرط في التعاقب أو الإبدال عند بعض العلماء، وليس شرطاً عند بعضهم، كما تقدم، ولعلّ منهم أبا تراب، ومن ذلك: أ- زَمَجَ بَيْنَ القوم، وزَأَج؛ إذا حَرّش بينهم4. ومخرجا الميم والهمزة متباعدان، فأحدهما شفوي والآخر حلقي. ب- كان حَصِيص القوم وبصيصهم كذا، أي: عددهم5. والتباعد بين مخرجي الحاء والباء واضح.

_ 1 ينظر الفقرة (65) . 2 ينظر الفقرة (68) . 3 ينظر الفقرة (95) . 4 ينظر الفقرة (6) . 5 ينظر الفقرة (13) .

ج- تَسَقَّطْتُ الخبرَ وتَبَقَّطتُه؛ إذا أخذته شيئاً بعد شيء قليلاً قليلاً1. د- يقال: الغَطَشُ والغَبَشُ واحد2. هـ – يقال: كَمَعَ الفرسُ والرَّجُلُ والبعيرُ في الماء، وكَرَعَ، ومعناهما شرع3. و المِهْزامُ عصا قصيرة، وهي المِرْزام4. ز- زَأَبْتُ وقَأَبْتُ؛ أي: شَرِبتُ5. ح- تَنَطَّعَ في الكلام وتَنَطَّسَ؛ إذا تأنَّق فيه6. سادساً: قد يذكر أبو تراب مادّة الاعتقاب، ثُمّ يستطرد مورداً ما ليس من الاعتقاب، ومن ذلك: أ- قال بعد أن ذكر الاعتقاب بين مادّتي رَجَعَ ونَجَعَ: "والتّرجيع في الأذان أن يكرّر قوله: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله. ورَجْع الوَشْم والنُّقوش وترجيعه: أن يُعاد عليه السّواد مرة بعد أخرى7". ب- ذكر الاعتقاب بين صيغتي لَفَأَهُ ولَكَأَهُ، ثم استطرد مورداً شيئاً من الأضداد.

_ 1 ينظر الفقرة (20) . 2 ينظر الفقرة (25) . 3 ينظر الفقرة (104) . 4 ينظر الفقرة (114) . 5 ينظر الفقرة (128) . 6 ينظر الفقرة (155) . 7 ينظر الفقرة (106) .

ج- ذكر التعاقب بين قولهم:سبحتُ في الأرض، وسبختُ فيها، إذا تباعدت فيها.1 ثم استطرد مورداً بعضاً من معاني سَبَحَ. ولو أردنا أن نتتبع أمثال هذه الهنات لوجدنا الكثير، وحسبنا ما أشرنا إليه، وللناظر في هذه النصوص أن يحسن الظّنّ بأبي تراب، فلا يتّهمه بأنّ مفهوم الاعتقاب (الإبدال) لم يكن ناضجاً عنده، وله أن يقول: إن أبا تراب توسّع فيه، شأنه في ذلك شأن كثير من العلماء في تلك المرحلة المُبَكِّرة من تاريخ العربية، الذين لم يلتزموا بعناوين مصنفاتهم التزاماً دقيقاً، بل توسعوا في المضامين؛ لنزوعهم إلى الاستفاضة في جمع المادة اللغوية. ومرحلة جمع اللغة من أفواه الرواة، وتدوينها في المصادر قد تغفر لهم كثيراً مما قد يُعَدُّ خللا علمياً أو منهجياً بمفهومنا اليوم. ولنا في كثير من المصنفات اللغوية شواهد على هذا التَّوجيه، وحسبنا أن نطالع كتاب "الإبدال" 2 لابن السِّكِّيت، ففيه مواد ليست من الإبدال؛ ومن أبرزها ما جاء في بابَيْ: "ماتزاد فيه الميم" 3 و "ما تزاد فيه النون" 4 وليس فيهما شيء من الإبدال.

_ 1 ينظر الفقرة (62) . 2 طبع هذا الكتاب مرتين، أولاهما تحت عنوان ((القلب والإبدال)) بعناية أوقست هفنر، والثانية تحت عنوان ((الإبدال)) بتحقيق الدكتور حسين محمد محمد شرف. 3 ينظر الإبدال 147. 4 ينظر المصدر السابق 149

ودَعْكُمْ ممّا في كتب الأصمعي وأبي عُبيدة مَعْمَر بن المثنّى وأبي زيد الأنصاري، وأمّا ما في كتاب "الجمهرة" لابن دريد مما لا سبيل إليه في معجم من معاجم الألفاظ فشيء كثير1. وقد جاؤونا ـ من حيث نحسب أنهم أساؤوا ـ بفوائد وطرائف ولطائف نفيسة كانت عرضة للضياع؛ فرحمهم الله جميعاً، ورضي عنهم، وغفر لهم زلاتهم.

_ 1 ينظر ما جاء في أبواب النوادر في كتاب الجمهرة 3/1274-1339.

مصادره

الفصل الثّاني: مصادره تنوّعت مصادر أبي تراب في كتابه "الاعتقاب" وفق النّصوص المتاحة لنا من هذا الكتاب، وقد تردّد في النّصوص الّتي جمعتها من هذا الكتاب عدد وافر من أسماء العلماء والرّواة من الأعراب الفصحاء. ويمكن تصنيف مصادر أبي تراب في النّصوص المتاحة لنا من كتاب الاعتقاب على صنفين رئيسين: أ- علماء اللّغة. ب- الأعراب الرّواة. أولاً: علماء اللّغة: وهم من الّذين عاشوا في القرنين الثّاني والثّالث، وهم فريقان: أ- فريق لم يدركهم أبو تراب، أو أدركهم ولم يلتقِ منهم أحداً، وهؤلاء روى عنهم أبوتراب بالواسطة أو بالنّقل من كتبهم. ب- فريق أدركهم أبو تراب، والتقاهم 1 وسمع منهم. وفيما يلي تفصيل ذلك. أولاً: من روى عنهم أبو تراب بالواسطة، أو بالنّقل من كتبهم: 1- أبو عمرو بن العلاء (154هـ) روى عنه أبو تراب في ثمانية عشر موضعاً 2.

_ 1 الفعل ((التقى)) يتعدى بنفسه، وشاع عند بعض المتأخرين تعديته بحرف الجر، فيقولون: التقى به. 2 ينظر: التّهذيب 1/141، 317، 382، 3/310، 4/240، 222، 311، 5/337، 8/307،311،425، 10، 10، 122، 331، 12/422، 14/82، 16/59، 171، 205.

2- الخليل بن أحمد الفراهيديّ (175هـ) نقل عنه في سبعة مواضع 1، ولا أدري هل أخذ أبو تراب من كتاب العين مباشرة، أو أنّه نقل عنه بالواسطة. 3- المُفَضَّل بن محمّد الضّبّي الكوفيّ (178هـ) نقل عنه في موضع واحد 2. 4- أبو الحسن عليّ بن حمزة الكسائيّ (189هـ) نقل عنه أبو تراب في خمسة مواضع 3. 5- أبو فيد مؤرّج بن عمرو السّدوسيّ (195هـ) نقل عنه في ثلاثة مواضع 4. 6- أبو محمّد يحيى بن المبارك اليزيديّ (202هـ) نقل عنه في موضع واحد 5. 7- النّضر بن شميل المازنيّ (204هـ) نقل عنه أبو تراب في أربعة مواضع 6.

_ 1 ينظر: المصدر السابق 1/71، 2/131، 333، 5/294، 11/319، 12/166، والصحاح (كمل) 5/1813. 2 ينظر: المصدر السابق 4/93. 3 ينظر: المصدر السابق 1/141، 4/441، 7/515، 12/194، 16/205. 4 ينظر: التّهذيب 2/37، 10/624، 11/244. 5 ينظر: المصدر السابق 5/294. 6 ينظر: المصدر السابق 1/129، 5/386، 6/496، 14/296.

8- أبو عمرو إسحاق بن مرار الشّيبانيّ (206هـ) نقل عنه في موضع واحد 1. 9- أبو زكريا يحيى بن زياد الفرّاء (207هـ) نقل عنه في عشرة مواضع 2. 10- أبو عبيدة معمر بن المثنّى (209هـ) نقل عنه في موضعين 3. 11- أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعيّ (214هـ) نقل عنه أبو تراب في واحد وخمسين موضعاً 4. 12- أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاريّ (215هـ) نقل عنه في سبعة مواضع5.

_ 1 ينظر: المصدر السابق 13/227. 2ينظر: المصدر السابق 1/334، 3/395، 6/237، 7/43، 182، 8/373، 9/392، 10/552، 11/248، 249. 3 ينظر: المصدر السابق 9/311، 12/355. 4 ينظر: التهذيب 1/128، 133، 207، 215، 305، 317، 319، 388، 434، 2/37، 302، 323، 3/372، 4/212، 5/337، 6/188، 214، 369، 7/74، 84، 105، 213، 679، 8/44، 88، 186، 9/210، 259، 423، 10/62، 85، 279، 301، 354، 470، 11/98، 271، 300، 316، 483، 12/96، 13/148، 271، 350، 360، 14/322، 355، 15/355، 16/52، 171، وينظر: المحيط في اللّغة 3/31. 5 ينظر: التهذيب2/262، 4/212، 6/98، 7/43، 9/413، 12/96، 379.

13- أبو عبد الله محمّد زياد المعروف بابن الأعرابيّ (231هـ) نقل عنه في تسعة مواضع 1. 14- أبو العميثل عبد الله بن خالد الأعرابيّ (240هـ) نقل عنه في موضعين 2. 15- أبو مُحَلَّم محمّد بن سعيد البغداديّ (248هـ) روى عنه أبو تراب في موضع واحد 3. 16- أبو مالك عمرو بن كركرة الأعرابيّ صاحب كتاب "خلق الإنسان" (من علماء القرنين الثّاني والثّالث) نقل عنه أبو تراب في موضع واحد 4. 17- أبو الحسن عليّ بن حازم الِّلحيانيّ (من علماء القرن الثّالث) نقل عنه في أربعة مواضع 5. 18- نصير بن أبي نصير الرازي النحوي (من علماء القرن الثّالث) أدرك الأصمعي وأبا زيد وسمع منهما، ونقل عنه أبو تراب في موضع واحد 6. هؤلاء هم مصادر أبي تراب الّذين نقل من كتبهم أو نقل عنهم بواسطة كتابٍ أو راوٍ، ويمكن أن نخرج في النهاية بالملحوظات التالية:

_ 1 ينظر: المصدر السابق 1/129، 4/65، 118، 6/6، 122، 10/279، 12/227، 306، 15/573. 2 ينظر: المصدر السابق 9/59، 11/54. 3 ينظر: التهذيب 14/57. 4 ينظر: المصدر السابق 12/379. 5 ينظر: المصدر السابق 1/78، 492، 2/388، 11/318. 6 ينظر: المصدر السابق 2/217.

1- ينقل أبو تراب عن مصادره دون أن تسميه كتبهم. 2- يروى أبو تراب عن مصادره الّتي لم يدركها من غير السند، أي من غير سماع مُتَّصِل. وكان كثير من العلماء في القرنين الثّاني والثّالث يتحرجون من ذلك، ويعدونه منقصة فيمن يصنعه، ثم بدأ بعضهم ينقل من كتب المتقدمين وصحفهم فيسقط السند. وفي ذلك يقول أحمد بن محمّد البشتي في مقدمة كتابه "التّكملة" بعد أن ذكر المصادر الّتي نقل عنها: "استخرجت ما وضعته في كتابي من هذه الكتب ... ولعل بعض الناس يبتغي العنت بتهجينه والقدح فيه؛ لأني أسندت ما فيه إلى هؤلاء العلماء من غير سماع ... وإنما إخباري عنهم إخبار من صحفهم، ولا يزري ذلك على من عرف الغثَّ من السمين، ميّز بين الصحيح والسقيم. وقد فعل مثل ذلك أبو تراب صاحب كتاب الاعتقاب، فأنّه روى عن الخليل بن أحمد وأبي عمرو بن العلاء والكسائي، وبينه وبين هؤلاء فترة.. وكذلك فعل القُتيبيّ" 1. وقال الأزهريّ رداً على البشتي ودفاعاً عن أبي تراب: "وأما قوله: إن غيره من المصنّفين رووا في كتبهم عَمَّن لم يسمعوا منه مثل أبي تراب والقتيبيّ، فليس رواية هذين الرجلين عمّن لم يرياه حُجَّة له، لأنّهما وإن كانا لم يسمعا من كل من رويا عنه فقد سمعا من جماعة الثّقات المأمونين" 2.

_ 1 التهذيب 1/33، وينظر: معجم الأدباء 1/461، 462. 2 التهذيب 1/34.

3- يكثر أبو تراب من النقل عن الأصمعي وعلّة ذلك أن للأصمعي كتاباً في الإبدال والاعتقاب، واسمه "القلب والإبدال" 1 وهو يناسب موضوع كتاب "الاعتقاب" لأبي تراب. ثانياً: من أدركهم أبو تراب، والتقاهم وسمع منهم: 1- شَمِر بن حَمْدَوَيه الهَرَويّ (255هـ) روى عنه أبو تراب سماعاً في خمسة مواضع 2. 2- أبو سعيد الضرير أحمد بن خالد البغداديّ ثمّ النّيسابوريّ اللّغويّ (من علماء القرن الثّالث) وهو من شيوخ أبي تراب، نقل عنه أبو تراب في ثلاثة وعشرين موضعاً 3 بعبارة "قال" أو "سمعت" أو "سألت". 3- عرام بن الإصبغ السّلميّ (من علماء القرن الثّالث) نقل عنه أبو تراب في خمسة عشر موضعاً4. 4- أبو الوازع محمّد بن عبد الخالق الخراسانيّ اللّغويّ (من علماء القرن الثّالث) نقل عنه أبو تراب في موضعين 5. ثانياً: الأعراب الرّواة:

_ 1 ينظر: الفهرست 88، ووفيات الأعيان 2/349، وبغية الوعاة 2/113. 2 ينظر: التّهذيب 3/262، 263، 4/27، 10/628، 14/322. 3 ينظر: المصدر السابق 1/78، 294، 364، 2/59، 264، 4/27، 240، 452، 6/6، 224، 7/69، 182، 383، 538، 9/207، 259، 10/45، 112، 11/297 (في موضعين) 12/70، 240، 13/25، 128. 4 ينظر: التهذيب1/213، 215، 2/184، 320، 3/439، 4/94، 6/115، 397، 7/96، 119، 10/105، 307، 11/363، 12/422، 15/72. 5 ينظر: المصدر السابق 1/78، 11/322.

استورد ابن طاهر جماعة من الأعراب 1 نيسابورَ 2، وكانوا من قبائل مختلفة من تميم وبكر وسليم وقيس وغيرهم، فيهم الفصحاء والشعراء والرّواة، فالتقاهم علماء اللّغة في نيسابور، وأخذوا عنهم فوائد جمة، وكان من هؤلاء أبو تراب اللّغويّ فأنس بهؤلاء الأعراب، وصحبهم زمنا والتقط من أفواههم، من اللّغة، ونوادرها، وطرائفها، الشيء الكثير 3. وكان أبو تراب وفيّا معهم فحفظ أسماءهم في كثير من نقوله عنهم في كتابه الاعتقاب، فيما تفرق في كتاب "تهذيب اللّغة" للأزهري، إلا أنّه -أي الأزهريّ - قد يُجمل ذكرهم ويشير إليهم بقوله مثلاً: "قال أبو تراب عن أصحابه" 4 أو: "روى أبو تراب لبعضهم" 5 أو نحو ذلك، وهذا يحملنا على افتراض أنّه قد يُهمل ذكرهم اختصاراً ومن هؤلاء: 1- خَليفة الحُصينيّ: وهو من أبرز رواة أبي تراب، وقد روى عنه في عشرين موضعاً 6، يدلّ أكثرها على أنّه سمع منه مباشرة، فهو يقول: سمعت، أو سألت، أو أخبرني أو أنشدني.

_ 1 ينظر: المصدر السابق 1/26، ومعجم الأدباء 1/253، ونكت الهميان 97. 2 نيسابور مفعول ثان لاستورد. 3 ينظر: إنباه الرّواة 4/103. 4 التّهذيب 7/676. 5 المصدر السابق 13/169. 6 ينظر: المصدر السابق 1/156، 375، 450، 2/122، 4/36، 222، 5/69، 6/496، 6/241، 317، 320، 12/43، 82، 227، 384، 14/54، 119، 141، وينظر: اللسان (نشل) 11/662، والفائق 2/46.

2- شُجَاع السُّلميّ: روى عنه أبو تراب في سبعة عشر موضعاً 1. 3- أبو السَّمَيْدَع الجَعْفَريّ: روى عنه أبو تراب في أحد عشر موضعاً 2، يقول في أكثرها:"سمعت أبا السميدع يقول" 4- مُدْرِك بن غَزْوان الجَعْفَري: روى عنه أبو تراب في ثمانية مواضع 3 5- الغَنَوِيّ: أعرابيّ من قبيلة غَنيّ، روى عنه أبو تراب في سبعة مواضع 4. 6- مُبْتَكِر الجَعْفَريّ: روى عنه أبو تراب في سبعة مواضع 5. 7- أبو مِحْجَن الضِّبابيّ:

_ 1 ينظر: التّهذيب 1/315، 387، 4/214، 285، 441، 7/393، 8/206، 373، 9/378، 10/108، 537، 11/369، 403، 12/200، 13/113، 16/99، واللسان (بنش) 6/350. 2 ينظر: التّهذيب 2/179، 5/294، 573، 6/188، 8/138، 11/8 في موضعين، 82، 13/144، 15/480، وينظر: الفائق 2/46. 3 ينظر: التّهذيب 1/387، 2/331، 3/242، 4/428، 7/460، 8/337، 11/8، 13/345. 4 ينظر: المصدر السابق 2/256، 4/212، 7/487، 8/325، 9/411، 12/308، وينظر: الصحاح (رغم) 5/1938، واللسان (رنم) 12/257. 5 ينظر: التّهذيب 2/302، 331، 7/203، 9/208، 354، 11/8، 126.

روى عنه في سبعة مواضع 1، يقول في أكثرها "سمعت أبا محجن يقول". 8- واقع السُّلميّ: روى عنه في خمسة مواضع 2. 9- زائدة البَكْريّ: روى عنه في أربعة مواضع 3. 10- مُدْرِك الكِلابيّ: روى عنه في أربعة مواضع 4. 11- حَتْرَش الأعرابيّ: روى عنه في أربعة مواضع 5. 12- أبو الجَهْم الجَعْفَريّ: روى عنه أبو تراب في ثلاثة مواضع 6. 13- أبو مِقْدَام السُّلميّ: روى عنه في ثلاثة مواضع 7.

_ 1 ينظر: المصدر السابق 2/287، 8/243، 10/138، 159، 548، 15/72، 373. 2 ينظر: المصدر السابق 1/320، 3/20، 6/237، 11/383، 15/82. 3 ينظر: المصدر السابق 2/331، 7/119، 8/229، 9/201، 14/64، 15/343. 4 ينظر: التهذيب 11/391، 12/34، والعباب (حرف الفاء 482) ، واللسان (مشن) 13/408. 5 ينظر: التّهذيب 8/206، 9/201، 11/29، 12/121. 6 ينظر: المصدر السابق 4/337، 6/102، 8/217. 7 ينظر: المصدر السابق 5/127، 8/393، 10/673.

14- مُصْعَب الضّبانيّ: روى عنه في ثلاثة مواضع 1. 15- شَبَانة الأعرابيّ: روى عنه في ثلاثة مواضع 2. 16- أبو الهَمَيْسَع الأعرابيّ: وهو من أعراب مَدْيَنَ، روى عنه أبو تراب في موضعين 3. وقال: "وكان أبو الهَمَيْسَع ذكر أنّه من أعراب مَدْيَنَ، وكنّا لانكاد نفهم كلامه" 4. 17- أبو الرَّبيع البَكْريّ أو البَكْرَاويّ: روى عنه في موضعين 5. 18- مُزَاحِم الأعرابيّ: روى عنه في موضعين 6. 19- عُقْبَةُ السّلميّ: روى عنه في موضعين 7. 20- الباهِلِيّ:

_ 1 ينظر: المصدر السابق 9/215، 10/590، 11/331. 2 ينظر: التهذيب 8/233، 12/194، 14/133. 3 ينظر: المصدر السابق 3/262، 12/83. 4 المصدر السابق 3/262. 5 ينظر: المصدر السابق 1/69، 10/332. 6 ينظر: المصدر السابق 10/280، 11/248. 7 ينظر: التهذيب 6/214، 10/8.

روى عنه في موضعين 1. 21- الجَعْفَرِيّ: روى عنه في موضعين 2، ولا أدري هل هو أبو الجَهْمِ أو مُدْرِكٌ أو أبو السَّمَيْدَع أو مُبْتَكِرٌ أو غيرهم؟ 22- مُدِرك السّلميّ: روى عنه في موضع واحد 3. 23- مُبْتَكِر السّلميّ: روى عنه في موضع واحد 4. 24- رافع الأعرابيّ: روى عنه في موضع واحد 5. 25- حُصَين السُّلميّ: روى عنه أبو تراب في موضع واحد 6. 26- عُتَيِّر بن غَرْزَة الأَسَديّ: روى عنه في موضع واحد 7. 27- عُثمان الجَعْفَريّ:

_ 1 ينظر: المصدر السابق 7/506، 8/27. 2 ينظر: المصدر السابق 6/159، 7/86. 3 ينظر: المصدر السابق 9/30. 4 ينظر: المصدر السابق 9/32. 5 ينظر: التهذيب 7/80. 6 ينظر: المصدر السابق 8/38. 7 ينظر: المصدر السابق 3/263.

روى عنه في موضع واحد 1. 28- أبو الخَيْهَفْعَى التّميميّ: روى عنه في موضع واحد 2. 29- سُلَيمان الكلابيّ: روى عنه في موضع واحد 3. 30- زائِدة القيسيّ: روى عنه في موضع واحد 4. 31- فُلان بن عبدِ الله التّميميّ: روى عنه في موضع واحد 5. (32) سَلْمَان بن المُغِيرة: في موضع واحد 6. ويلحق بهؤلاء جملة من الأعراب الرّواة، ممّا أجمله أبو تراب، أو أجملته المصادر الّتي نقلت عن كتابه "الاعتقاب" ولا نكاد نعرف عن هؤلاء شيئاً سوى أنّهم من الأعراب، أو من بعض القبائل، يشير إليهم بإشارات مجملة، كقوله: سمعت أعرابياً من بني سليم

_ 1 ينظر: المصدر السابق 2/302. 2 ينظر: المصدر السابق 3/263. 3 ينظر: التّهذيب 8/169. 4 ينظر: المصدر السابق 7/119. 5 ينظر: المصدر السابق 3/193. 6 ينظر: المصدر السابق 12/201.

أو سمعت أعرابياً من أشجع أو سمعت أعرابياً من بني تميم أو سمعت بعض بني سليم أو سمعت العَبْسيّين أو سمعت الجعفريين أو سمعت جماعة من أعراب قَيْس أو قال أعرابيّ من بني عامر أو قال رجل من بلحارث بن كعب أو قال بعض بني أسد أو قال بعض الكِلابيّين أو أنشدني جماعة من فصحاء قيس وأهل الصّدق منهم.

شواهده

الفصل الثالث: شواهده تقدم أنّ أبا تراب التقى جماعةً من الأعراب من رواة اللّغة والشّعر من الّذين اسْتُقْدِمُوا إلى نيسابورَ في خراسان مطلع القرن الثّالث إبّان ظهور الطّاهريّين، وأنّه لازمهم زمناً طويلاً، وسمع منهم فوائد جمّة أودعها كتابه "الاعتقاب" ويبدو أنّ ذلك انعكس على شواهده؛ فطغى استشهاده بالشّعر على غيره من الشّواهد كالقرآن، والحديث النّبويّ، فلا نكاد نجد له من شواهد القرآن إلا الشّاهد أو الشّاهدين؛ في كلّ النّصوص الّتي جمعت 1. وليس الحديث بأوفر من ذلك فهو نادر -أيضاً- في نصوص كتاب "الاعتقاب" الّتي جمعتها، وقد وجدته يستشهد به على اعتقاب بعض الحروف في ثلاثة مواضع فحسب، أحدها أنّه روى عن رسول الله - صلّى الله عليّه وسلّم - أنّه قال لعمّار: "ويحك يا ابن سُميّة بؤساً لك، تقتلك الفئة الباغية" 2 والثّاني روايته لحديث النّبي -صلّى الله عليّه وسلّم - وهو قوله لعائشة -رضي الله عنها - ليلة تبعته وقد خرج من حجرتها، فنظر إلى سوادها فلحقها، وهي في جوف حجرتها فوجد لها نفساً عالياً، فقال: ويسها، ماذا لقيت اللّيلة 3؟

_ 1 ينظر: الفقرة رقم (364) . 2 ينظر الفقرة رقم (76) من القسم الثّاني. 3 ينظر الفقرة رقم (76) من القسم الثّاني.

والثّالث روايته لحديث النّبيّ - صلّى الله عليّه وسلّم - أنّه أَبَدَّ يده على الأرض عند انكشاف المسلمين يوم حنين فأخذ منها قبضة من تراب فحذا بها في وجوههم 1. وروى أثراً واحداً عن ابن عباس -رضي الله عنه- استشهد به على معنى الفعل "فرّع" 2 أمّا الشّعر فكان هو الغالب في شواهد أبي تراب للسّبب الّذي ذكرته آنفاً، فعلى الرّغم من أن الكتاب لا يزال مفقوداً، وأنّ النّصوص الّتي وردت في بعض المعاجم كالتّهذيب ركّز أصحابها -في الغالب- على نصّ التّعاقب (الإبدال) اختصاراً للشّواهد أو اكتفاء بورودها في مواضع أخرى. وعلى الرّغم من ذلك فإنّ في النّصوص المجموعة قدراً طيباً من الشّواهد الشّعرية، وهذا كلّه يسمح لنا بالقول: إنّ "الاعتقاب" لأبي تراب كان من المصادر اللّغوية الغزيرة بالشّعر؛ الّتي أفادت منها المصنّفات اللّغويّة، وعلى رأسها المعاجم. وممّن استشهد أبو تراب بشعرهم: لَبيد، وجِران العَوْد، وسَعْد بن المُنتحر البارقيّ، ورؤبة، وعَدِيّ بن عليّ الغاضِرِيّ، وعَليّ بن شَيبة الغَطَفَانيّ، وعَدِيّ بن زيد، والمُخْرُوع السَّعْدِيّ، وذو الرُّمَّة، وأبو مَحْضَة، والأَخْطَل، وحاجِز بن الجعيد الأزديّ، ورويشد الطّائيّ، والأغلب العجليّ، وجَزْء بن الحارث، وأوس بن حجر، والأَفْوَه الأوديّ، وأبو الصَّامت الجشميّ، والكُميت بن زيد، والجَهْم الجَعْديّ، وأمّ البُهْلُول.

_ 1 ينظر الفقرة رقم (49) . 2 ينظر الفقرة رقم (238) من القسم الثّاني.

وبعض هؤلاء الشّعراء هم من غير المشهورين، وهم من شعراء الأعراب الّذين التقاهم أبو تراب في خراسان، أو من رواة الشّعر منهم. وقد يروي عنهم أبو تراب ولا يذكر اسم الشّاعر أو الرّاوي، كقوله: "أنشدني جماعة من فصحاء قيس وأهل الصّدق منهم" 1.

_ 1 ينظر: التّهذيب 15/571، واللسان (نون) 13/429. .

قيمته العلمية وأثره

قيمته العلمية وأثره ... الفصل الرّابع قيمة الكتاب العلمية وأثره يُعَدُّ كتاب "الاعتقاب" من المصادر اللّغويّة القديمة المتخصّصة في التّعاقب (الإبدال اللّغويّ) الّتي وجدت مادّتها طريقها إلى بعض المعاجم الكبيرة، وقد أفاد منه من اطّلع عليه، وأثنى عليه من خبره وعرف قيمته، كالأزهريّ الّذي رفع من قدره، وعدّه في المصنّفات اللّغويّة المعتمدة الموثّقة، ومدحه بخُلَّتين: إحداهما: خُلوّه من التّصحيف والتّحريف. والأخرى: بُعْدُ مؤلّفه عن المجازفة فيما أودعه في نصوصه. وفي ذلك يقول حين ذكر مؤلّفه أبا تراب: "وقد قرأت كتابه، فاستحسنته، ولم أره مُجازفاً فيما أودعه، ولا مُصحّفاً في الّذي ألّفه" 1. ومما يرفع من قيمة الكتاب أنّه كبير 2، غزير المادّة الّتي أخذها عن علماء عصره، كشمر، وأبي سعيد الضّرير، وملازمته إيّاهما سنين عدّة، وسماعه منهما كتباً جمّة، سوى ما سمع من الأعراب الفصحاء لفظاً، وحفظه عن أفواههم خطاباً 3. ولكتاب "الاعتقاب" نصيب من الأثر في مصنفات اللّغويّين الّذين جاءوا بعده، الّتي نقل أصحابها عنه منذ أواخر القرن الثّالث، فقد وَجَدَتْ نصوصُهُ اللّغويّة طريقها إلى مصنّفات كثير من اللّغويّين، وبخاصّة الأزهريّ في التّهذيب، كما سيأتي، ومن هؤلاء من صرّح باسم أبي تراب أو كتابه، ومنهم

_ 1 التّهذيب 1/26. 2 ينظر: إنباه الرّواة 4/102. 3 التهذيب 2/145.

من لم يصرّح بشيء من ذلك إلا في النّادر، تمشّياً مع منهجه في الاختصار، كما فعل الصّاحب بن عبّاد في "المحيط في اللّغة". ولما تعذّر القطع بأثر "الاعتقاب" في نصوص لم يصرّح أصحابها بالنّقل عنه أو عن مؤلّفه فقد اكتفيت بتتبّع أثره في مصنّفات وجدت فيها تصريحاً بذلك، ورتّبتها زمنياً، وهي: 1- "التّكملة" لأبي حامد الخارْزَنجي البُشتيّ (348هـ) وهو تكملة لكتاب العين للخليل، ويتعذّر أن نعرف – على وجه الدّقّة – مقدار الأثر الذي كان لأبي تراب في هذا الكتاب، لأنّه مفقود، فيبقى لنا تلمس ذلك من خلال ما نقل عن "التّكملة" من نصوص، وهي قليلة، ومن ذلك ما أورده الأزهريّ 1 من مقدّمة كتاب "التّكملة" هذا، وفيها ذكر لأبي تراب، وإشارة إلى اعتماده مصدراً من مصادره، وروى الصّاحب بن عبّاد نصاً عنه عن أبي تراب، وهو في الإبدال والتّعاقب، قال الصّاحب: "الخارْزَنجي عن أبي تراب: حَمَظَهُ وحَمَزَهُ: بمعنى واحد، أي: عصره" 2. ونقل عنه شاهداً من الشّعر، أورده الأزهريّ 3، والقفطيّ 4. 2- "الإبدال" لأبي الطّيّب اللّغويّ (351هـ) نقل عن أبي تراب في موضعين 5، هما في كتاب الاعتقاب، كما يأتي في القسم الثّاني.

_ 1 ينظر: التّهذيب 1/32 -34. . 2 المحيط في اللّغة 3/64. 3 ينظر: التّهذيب 1/34. 4 ينظر: إنباه الرّواة 1/146. 5 ينظر: الإبدال 2/275، 278.

ولعله نقل عنه في غير هذين الموضعين دون أن يشير إليه. 3- "تهذيب اللّغة" للأزهري (370هـ) اطّلع الأزهريّ على كتاب "الاعتقاب" فأعجب بمادّته، ودقة مؤلفه، وبعده عن التصحيف فأفرغ أكثر الكتاب في معجمه، وفَرَّقَه على موادّه، وقال في مُقدِّمته: "وما وقع في كتابي لأبي تراب، فهو من هذا الكتاب" 1. وبهذا العمل حفظ لنا الأزهريّ جلّ الكتاب، وعن طريقه وصلت مواد "الاعتقاب" إلى كثير من معاجم اللّغة، كـ "التّكملة" و "العباب" للصّغانيّ، و "اللّسان" لابن منظور، و"القاموس" للفيروزاباديّ، و "التّاج" للزّبيديّ، كما يتّضح من الرّسم البيانيّ التّالي:

_ 1 التّهذيب 1/26.

التهذيب ... التّكملة والذيل والصلة ... العباب ... اللسان القاموس ... التاج ... ... ... ... وقد بلغت النّصوص الّتي نقلها الأزهريّ عن "الاعتقاب" ونصّ عليّها أكثر من ستين وثلاثمائة نصّ، كما يظهر من القسم الثّاني من هذه الدراسة، ويظهر - من الإحالات الّتي أوردتها عند الحديث عن اسمه والاضطراب فيه.

4- "المحيط في اللّغة" للصاحب بن عباد (385هـ) . فيه نصّان لأبي تراب أحدهما من نصوص التّعاقب وهو الذي رواه الصاحب عن شيخه البشتي الخارزنجي 1، وأشرت إليه فيما سبق، والآخر رواه الصاحب - فيما يظهر - عن أبي تراب 2، ولا أدري هل اطّلع على كتاب أبي تراب أو لا، ولا أدري هل هذا النّصّ من كتاب "الاعتقاب" أو من "الاستدراك" لأنّ المادة ليست من مواد التّعاقب (الإبدال) ولعلّ الصاحب أفاد من كتاب الاعتقاب في مواضع أخرى ولكننا لم نتبيّنها بسبب منهجه القائم على الاختصار الذي قاده إلى حذف مصادره. 5- "الصحاح" للجوهريّ (392هـ) . نقل عن كتاب "الاعتقاب" في ثلاثة مواضع 3، وذكر اسم الكتاب نصاً 4 في أحدها. 6- "فقه اللّغة وسِرّ العربيّة" للثّعالبيّ (429هـ) فيه ثلاثة نصوص منقولة عن أبي تراب 5. 7- "الفائق في غريب الحديث" للزّمخشريّ (583هـ) . نقل عن أبي تراب في سبعة مواضع 6، كلّها من الاعتقاب، ويبدو أنّه

_ 1 ينظر: المحيط 3/64. 2 ينظر: المحيط 3/31. 3 ينظر: الصحاح (هرر) 2/854، (حرشف) 4/1343، (كمل) 5/1813. 4 ينظر: الصحاح (حرشف) 4/1343. 5 ينظر: فقه اللّغة وسر العربية 48، 52، 316. 6 ينظر: الفائق 1/27، 2/7، 46، 154، 416، 3/347، 4/13.

أخذها من كتاب "الاعتقاب" بغير واسطة، أو نقلها عن غير التّهذيب 1، فبعض النّصوص الّتي أوردها ليست في التّهذيب، أو هي فيه لكنّها ليست منقولة عن أبي تراب 2. 8- "العباب" للصّغانيّ (650هـ) فيه نصوص كثيرة 3 عن أبي تراب من كتاب "الاعتقاب" ولعلّها مأخوذه من التّهذيب للأزهريّ، لأنّه يسمّيه أبا تراب تارة، وابن الفرج تارة أخرى. 9- "التّكملة والذّيل والصّلة" للصّغانيّ (650هـ) نقل فيه الصّغانيّ عن أبي تراب في مواضع متعدّدة 4، ولعلّه -أيضاً - ينقل عن الأزهريّ؛ لأنّه يسمّي صاحب الاعتقاب بالأسماء الثّلاثة الّتي وردت في التّهذيب.

_ 1 ينظر: المصدر السابق 2/7. 2 ينظر: المصدر السابق 2/416، والذي في التّهذيب 3/318 عن أبي حاتم عن أبي عمرو. 3 ينظر: العباب (حرف الهمزة) 110 (لفأ) ، وحرف الغين 34 (دوغ) ، 76 (مشغ) ، 82، (نشغ) وحرف الفاء 37 (أنف) ، 287 (سلخف) ، 287 (سلغف) ، 293 (شنغف) ، 319 (شرهف) ، 330 (شلخف) 330 (سلعف) ، 331 (شلغف) ، 447 (عفف) 482 (غلف) ، 610 (يغف) ، 632 (وضف) ، 659 (هلغف) . 4 ينظر: التّكملة 1/48 (لفأ) ، 50 (مطأ) ، 214 (عظب) ، 342 (نثت) ، 2/13 (ثعجج) ، 146 (ريخ) ، 3/127 (عمر) ، 219 (نمر) ، 227 (وهر) ، 381 (طهس) ، 382 (عبس) ، 456 (نبش) ، 500 (فنش) ، 517 (ندش) 4/43 (معض) ، 99 (نوض) ، 192 (بنط) 198 (شظظ) ، 227 (حجلجع) ، 244 (خهفع) ، 328 (قزع) ، 330 (قطع) ، 342 (كبع) ، 348 (كمع) ، 367 (نصع) ، 425 (مشغ) 438 (أنف) ، 5/415 (صمل) ، 503 (كعظل) ، 6/140 (كمم) ، 275 (غسن) .

10- "لسان العرب" لابن منظور (711هـ) . وصلت إليه نصوص "الاعتقاب" عن طريق التّهذيب، وفيه منها الكثير 1، وفي "اللّسان" أيضاً اضطراب في اسم أبي تراب، على النّحو الّذي تقدّم ذكره،

_ 1 ينظر: اللسان 1/95 (سطأ) ، 153 (لكأ) ، 157 (مطأ) ، 450 (زعب) ، 525 (صغب) ، 587 (عرب) ، 670 (قرطب) ، 2/25 (حلت) ، 42 (سحت) ، 83 (لحت) ، 105 (هلت) 189 (مثث) ، 232 (حدج) ، 299 (سلج) ، 371 (نبج) ، 393 (هملج) ، 450 (رضح) ، 390 (سمح) ، 549 (فلطح) ، 557 (قذح) ، 568 (قيح) ، 618 (نضح) ، 639 (ويح) ، 3/54 (مرخ) ، 264 (سمح) ، 549 (فلطح) ، 557 (قذح) ، 568 (قيح) ، 618 (نضح) ، 639 (ويح) ، 3/54 (مرخ) ، 264 (صدد) ، 266 (ضهد) ، 298 (عقد) ، 402 (مرد) ،410 (ملد) ، 501 (غذذ) ، 4/480 (صبر) ، 611 (عنقر) ، 5/133 (كثر) ، 135 (كدر) ، 236 (نمر) ، 6/ 85 (دغس) ، 127 (طهس) ، 127 (طوس) ، 129 (عبس) ، 217 (مرجس) ، 231 (نشش) ، 271 (جحش) ، 276 (جنش) ، 285 (حشش) ، 306 (رمش) ، 324 (غطش) ، 341 (كشش) ، 285 (حشش) ، 306 (رمش) ، 324 (غطش) ، 341 (كشش) ، 350 (نبش) ، 352 (نخش) ، و352 (ندش) ، 358 (نقش) 373، (وقش) 7/17 (حقص) ، 037 (دلص) ، 67 (فصّ) ، 122 (بهض) ، 136 (حضض) ، 162 (رمض) ن 199 (غضض) ، 248 (هضض) ، 266 (بهط) ،320 (سقط) ، 337 (شمعط) ، 446 (شنط) ، 8/40 (حجلجع) ، 50 (جعع) ، 52 (جلع) ، 81 (خهفع) ، 118 (رجع) ، 271 (قزع) ، 364 (نكع) ، 450 (مشغ) ، 9/19 (توف) ، 96 (درق) ، 183 (شلخف) ، 183 (شلغف) ، 184 (شنغف) ، 315 (لحف) ، 10/96 (درنق) ، 144 (زلق) ، 173 (شذق) ، 204 (صفق) ، 207 (صمق) ، 239 (عذق) ، 295 (غهق) ، 463 (ضزك) ، 11/79 (تلل) ، 80 (تنبل) ، 153 (حسكل) 160 (حقل) ، 312 (زيجل) ، 370 (شمل) ، 381 (صقل) ، 385 (عثم) ، 400 (طربل) ، 555 (قرقل) ، 588 (كعظل) ، 624 (مصل) ، 662 (نشل) ، 688 (هبركل) ، 694 (هرجل) ، 698 (هضل) ، 12/140 (حظم) ، 209 (دمم) ، 241 (رسم) ، 257 (رنم) ، 325 (شلم) ، 371 (طمم) ، 447 (فأم) ، 484 (قشم) ، 605 (هدم) ، 611 (هزم) ، 13/8 (أحن) ، 88 (جزن) ، 160 (دفن) ، 277 (عثن) ، 281 (عذن) ، 285 (عسن) ، 313 (غسن) ، 321 (فدن) ، 376 (فلن) 324، (لبن) ، 408 (مشن) ، 429 (نون) ، 14/172 (حذذ) ، 429 (شرى) ، 15/ 104 (عنا) ، 140 (غنذى) ، 371 (هوا) .

وقد لاحظت عند مقابلة نصوص التّهذيب باللّسان أنّ ابن منظور قد يسقط اسم أبي تراب، ويكتفي بذكر من روى عنه أبو تراب، أو يكتفي بذكر المادّة اللّغويّة الّتي فيها التّعاقب، وهو نوع من الاختصار. 11- "وفاق المفهوم في اختلاف المقول والمرسوم" لابن مالك (672هـ) وهو كتاب في التّعاقب (الإبدال) وفيه نقل عن أبي تراب في موضعين 1 أحدهما عن طريق الأزهريّ، ويبدو أنّ ابن مالك لم يطلّع على كتاب "الاعتقاب" ولو اطّلع عليّه لأكثر من النّقل عنه؛ لأنّ موضوع كتابيهما واحد، وهو التّعاقب. 12- "تاج العروس" للزّبيديّ (1205هـ)

_ 1 ينظر: وفاق المفهوم 146، 210.

وصلت إليه نصوص "الاعتقاب" عن طريق "القاموس المحيط" و "اللّسان" وأكثرها كان عن طريق هذا الأخير؛ ولهذا يمكن القول: إنّ أكثر ما في "اللّسان" من نصوص "الاعتقاب" هو في "التّاج" أيضاً 1. هذا أثر "الاعتقاب" لأبي تراب في المادّة اللّغويّة، أي من خلال النّصوص اللّغويّة المنقولة عنه. وثمّة أثر له في المنهج، فقد كان أبو تراب يروي أحياناً عن علماء لم يدركهم كالخليل وأبي عمرو بن العلاء، فتابعه على ذلك الخارزنجيّ البشتيّ واحتجّ بصنيعه، وفي ذلك يقول الخارزنجي في مقدّمة كتابه "التّكملة": "ولعلّ بعض النّاس يبتغي العنت بتهجينه والقدح فيه، لأنّي أسندت ما فيه إلى هؤلاء العلماء من غير سماع ... وإنّما إخباري عنهم إخبار عن صحفهم، وقد فعل مثل ذلك أبو تراب صاحب كتاب الاعتقاب، فأنّه روى عن الخليل بن أحمد، وأبي عمرو بن العلاء والكسائيّ، وبينه وبين هؤلاء فترة" 2. أمّا المنهج في التّرتيب فإنّني لا أستبعد أن يكون أبو الطيب اللغوي قد تأثّر بمنهج أبي تراب في ترتيب الأبواب، وقد أشرت إلى هذا فيما تقدّم.

_ 1 ينظر على سبيل المثال وليس الحصر: التاج 1/80 (شقأ) ، 118 (مطأ) ، 592 (نقت) ، 2/103 (نبج) ، 3/499 (مرد) ، 516 (كثر) ، 4/395 (دلص) ، 416 (فصص) 5/325 (خثفع) ، 7/40 (غهق) ، 323 (دقل) ، 8/389 (عثم) ، 9/276 (عذن) . 2 ينظر: إنباه الرّواة 1/144.

القسم الثاني: نصوص من كتاب الإعتقاب

القسم الثاني: نصوص من كتاب الإعتقاب توطئة في ترتيب النصوص المجموعه ... القسم الثّاني نصوص من كتاب "الاعتقاب" "جمع وترتيب" توطئة: في ترتيب النّصوص المجموعة تقدّم في دراسة الكتاب أنّ أبا تراب جعل كتابه مبوّباً على الحروف، لكل حرفين متعاقبين بابٌ، غير أنّ النّصوص المتفرّقة في المعاجم، وعلى رأسها "تهذيب اللّغة" للأزهريّ لا تسعف في التّعرف على نظام الكتاب في ترتيب الأبواب، والرّاجح أنّها لم تكن مرتّبة، كما تقدّم ذكره في الدراسة. وقد رأيت أن أرتّب ما جمعته من مادّة الكتاب على حروف الهجاء، بحسب أبوابها مقدّماً أسبق الحرفين في الهجاء ثم أجعل التّرتيب له، فمثلاً: مدهمس ومدغمس، التّبادل فيهما بين الهاء والغين، والغين أسبق من الهاء في الهجاء، فيكونان في باب الغين والهاء، ويكون "اختزع واختزل" في باب العين واللام، و "حلتُّه وحلأته" في باب الهمزة والتّاء، و "الجرماق والجلماق" في باب الرّاء واللام، و "هرهرت الشّيء وفرفرته" في باب الفاء والهاء، وهكذا. وإذا تساوى بابان أو أكثر في الحرف الأوّل قدّمت الأسبق من الحرفين الثّانيين، نحو أبواب: (البّاء والتّاء) و (البّاء والثّاء) و (البّاء والحاء) و (البّاء والدّال) وهكذا في جميع الأبواب 1، وهي الطّريقة الّتي سار عليها أبو الطّيّب

_ 1 قد يشكل على القارئ أن صاحب الكتاب - فيما ورد فيه ذكر لأسماء الأبواب وهو قليل جداً - قد يقدم في التسمية الحرفَ المتأخّر على الحرف المتقدّم، كما جاء في قول الأزهري فيما نقله عن أبي تراب: ((جاء به في باب الظّاء والزّاي)) (التّهذيب 4/461) لم يقل: الزّاي والظّاء و ((قال ابن الفرج في باب الميم والباء)) (التّهذيب 11/244) ولم يقل: الباء والميم. و ((قد طلبته في باب العين والحاء لأبي تراب ... )) (التّهذيب 4/110) لم يقل: الحاء والعين. ونحو ذلك، فهل عليّ أن التزمَ في هذه الأبواب خاصة بهذا الترتيب بين الحرفين وهذه التسمية، أو لا ألتزم بذلك؟ ولقد رأيت ألا ألتزم بذلك للأسباب التالية: أولاً: أن الالتزام به يؤدّي إلى خلل كبير في الترتيب الذي وضعته للأبواب. ثانياً: أن أبا تراب نفسه - فيما نقل عنه - لم يلتزم به في المواد القليلة التي ورد فيها إشارة إلى تسمية الباب، فهو قد يقدم الحرف الأسبق من الحرفين، كما جاء في قول الأزهري مثلاً: ((ذكره في باب اعتقاب الباء والذّال)) (التّهذيب (16/210) و ((قال أبو تراب في باب التّاء والميم)) (التّهذيب /259) . و ((ذكره في باب الجيم والحاء)) (التّهذيب 11/8) . و ((رواه ابن الفرج..... في باب الصّاد والفاء)) (التّهذيب 15/573) . و ((نظرت في باب ما تعاقب من حرفي الصاد والطاء)) (التّهذيب 11/295) . وهكذا، وهو يوافق المنهج الذي وضعته للأبواب في مادة الكتاب المجموعة. ثالثاً: أنني وجدت الأزهريّ يقول: ((أبو تراب ... ومثله مما تعاقب فيه الدّال والباء)) (التهذب 14/70) في حين يقول ابن منظور: ((ومثله مما تعاقب فيه الباء والدال)) فقدم الباء. رابعاً: أنني تأملت المادة المجموعة كاملة مما نص فيها على الأبواب وهو قليل، ومما لم ينص عليه وهو الكثير، وتأملت الكلمات المتعاقبة وكيفية ترتيبها، فتبين لي أنه ليس ثمة طريقة ثابتة لترتيب الأبواب والمواد ولعلَّ جهد المؤلف - رحمه الله - كان منصباً على تعاقب الحرفين في الباب فحسب.

اللّغويّ في كتابه "الإبدال" وليس بعيداً أن يكون قد اطّلع على ترتيب أبي تراب وتأثّر به، وقد وجدته ينقل عنه بعض النّصوص، كما تقدّم في الحديث عن أثر أبي تراب في غيره. ثمّ رتّبتُ المادّة في كلّ باب بحسب أسبق الكلمتين المتعاقبتين في التّرتيب الهجائيّ الأبجديّ سواء كانت الكلمة الأولى أو الثّانية، فمثلاً "داك الرجل المرأة

وباكها" أسبق في الترتيب من "حدجه بالعصا حدجاً، وحبجه بها حبجاً" لأنّ "باكها" هي الأسبق، فقدّم النصّ الأوّل بها. وبمثل هذا أرجو أن يكون التّرتيب محكماً في الأبواب، وفي الموادّ داخل كل باب، وما من بأس إن كان ثمّة ألفاظ من المادة المجموعة من كتاب الاعتقاب لا يتضح فيها الإبدال أو الاعتقاب بمعناه النّاضج الذي تبلور عند بعض علماء العربية الذين يشترطون فيه حروفاً محددة يسمونها حروف الإبدال، ويشترطون فيه اتحاد الدلالة بين الكلمتين، وهذا أمر مهم نبّهت عليه في الدراسة، وذكرت أن أبا تراب يتّسع في جمع المادة وينزع إلى الاستفاضة في جمع الأشباه والنّظائر، ويستطرد أحياناً. وثمة مواد قليلة جاء الاعتقاب فيها في ثلاثة أحرف من ثلاث كلمات نحو "جبس وعبس ولبس" و "احتفد واحتمد واحتفل" ولمثل هذا باب خاص، يشار فيه إلى الأحرف الثلاثة المتعاقبة، فيكون النّصّ الأوّل المشار إليه في باب "الجيم والعين واللام" ويكون الثّاني في باب: "الدّال واللام والميم". وربّما جاء الاعتقاب في حروف مختلفة في كلمتين أو ثلاثة، مثل "مرط فلان فلاناً وهرده" فالاعتقاب بين أربعة أحرف في كلمتين الميم والهاء من ناحية والطّاء والدّال من ناحية أخرى. ونحو "بَضَّعَهُ وكَنَّعَهُ وكَوَّعَهُ" وهذا تعاقب بين حروف مختلفة في ثلاث كلمات، وهو ضرب من الاتّساع في مفهوم الإبدال أو الاعتقاب عند أبي تراب. وجعلت لهذا النّوع باباً يلمّ شتاته سمّيته "باب الاعتقاب في حروف مختلفة" جاء في نهاية الأبواب الهجائيّة قبل الباب الأخير الّذي جعلته لما روى عن أبي تراب، ممّا لا يدخل في شيء من الأبواب السّابقة؛ لأنّ ما فيه ليس من الاعتقاب إنّما هو من الفوائد اللّغوية المتفرّقة، واللّغات، وأقوال العلماء أو

الرواة، وأشعار الشعراء، ونحو ذلك، وسمّيته: "باب الفوائد والنّوادر" ولم أحذفه؛ لأنه جزء من كتاب "الاعتقاب". وفيما يلي ما توفّرت عليه من نصوص كتاب الاعتقاب لأبي تراب مجموعاً، ومصنّفاً في أبواب، ومرتّباً على الحروف:

أبواب اعتقاب الهمزة

أبواب اعتقاب الهمزة ... (باب اعتقاب الهمزة والتّاء) 1- "قَالَ ابنُ الفَرَجِ: قَالَ الكِسَائِيُّ: حَلَتُّه؛ أَيْ: ضَرَبْتُهُ. قَالَ: وَغَيْرُهُ يَقُولُ: حَلأْتُهُ" 1. (باب اعتقاب الهمزة والعين) 2- "قَالَ أَبُو تُرَاب: قَالَ أَبُو زَيد: ذَأَتَه ذَأْتاً، وذَعَتَه ذَعْتاً، وهو أَشَدُّ الخَنقِ" 2. 3- "قَالَ ابنُ الفَرَجِ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ لِلْقَومِ: ذَرُونِي أُكَثِّعُ سِقَاءَكُمْ، وأُكَثّئُهُ؛ أَيْ: آَكُلُ مَا عَلاه مِنَ الدَّسْمِ" 3. 4- "قَالَ أَبُو تُراب: مَضَى هَجِيعٌ مِنَ اللَّيلِ وهَزيعٌ، بمَعْنىً وَاحِد 4. قَالَ: وقَالَ ابنُ الأعرابيّ: هَجَع غَرَثُه وهَجَأَ: إِذَا سَكَنَ. قَالَ: وقَالَ ابْنُ شُمِيلٍ: هَجَعَ جُوعُ الرَّجُلِ يَهْجُعُ هَجعاً، أَيْ: انكَسَرَ جُوْعُهُ، ولم يَشْبَعْ بَعْد. قَالَ: وهَجَأ فلان غَرَثُه وهَجَعَ غَرَثَه، وهَجَأ غَرَثُه - أيضاً. قال: وأَهْجَعَ غَرَثَه وأَهْجَأَه، إذا سَكَّنَ ضَرَمَهُ.

_ 1 التّهذيب 4/441،وينظر: اللسان (حلت) 2/25. 2 المصدر السابق 2/262. 3 المصدر السابق 1/305، وينظر التاج (كثع) 5/491. 4 ليس المراد في اعتقاب هذا الباب: هجيع وهزيع، وإنما هو في: هجع وهجأ.

قال: وهَجَّعَ القَوْمُ تَهْجِيْعاً، إذا نوَّمُوا" 1. (باب اعتقاب الهمزة والغين) 5- "قال أبو تُراب: سَمِعْتُ الباهِليَّ يَقُولُ: يُقَالُ لبَيْضَةِ القَمْلَةِ: صُغَابٌ وصُؤابٌ" 2. (باب اعتقاب الهمزة والميم) 6- "رَوَى أبو تُرابٍ عَن شَمِر: زَمَجَ بَيْنَ القَوم، وَزأَجَ؛ إذا حَرَّشَ" 3. (باب اعتقاب الهمزة والواو) 7- "قَالَ أبو تُراب 4 أَحِنَ عليه وَوَحِنَ مِنَ الإِحْنَةِ" 5 (باب اعتقاب الهمزة والألف اللّينة) 8- قَالَ "ابنُ الفَرَج: سَمِعْتُ البَاهِليّينَ يَقُولون6: وَطَا الرّجلُ المرأْةَ ووَطَأَهَا، بالهَمْزِ؛ أَيْ: وَطِئَها" 7.

_ 1 المصدر السابق 1/129. 2 المصدر السابق 8/27، وينظر: اللّسان (صغب) 1/525، ووفاق المفهوم 201. 3 التهذيب 10/628، ويلاحظ تباعد مخرجي الميم والهمزة، وقد أشرت إلى ذلك في نقد النصوص من الدّراسة. 4 في اللسان (أحن) 13/8: ((ابن الفرج ... )) . 5 التّهذيب 5/257، وينظر: الفائق 1/27. 6 في اللسان (مطأ) 1/157: ((تقول)) ولعله تحريف. 7 المصدر السابق (مطأ) 1/157، وهذه المادة في التّهذيب (14/44) منقولة بنصها عن ابن بزرج، وهي في التكملة (مطأ) 1/50 عن ابن الفرج، وكذا في التاج (مطأ) 1/118 مع اختلاف يسير في المادة، فلعل ما في التّهذيب سهو من بعض النساخ.

(باب اعتقاب الهمزة والياء) 9- "قَالَ إِسْحَاقُ بن الفَرَج1: قَالَ الأَصْمَعِيّ: الأَكَاسِمُ: اللُمَعُ من النَّبْتِ المُتَرَاكِبَةِ. يُقال: لُمْعَة أُكْسُومٌ؛ أي: مُتَراكمة، وأنشد: أَكَاسِماً للطَّرْفِ فِيهَا مُتَّسَعْ ... وللأيُولِ الآيِلِ الطَّبِّ فَنَعْ وقال غيره: روْضَةٌ أُكْسُومٌ ويَكسومٌ؛ أي نَدِيةٌ كثيرة، وأبو يَكْسُوم من ذَلِكَ" 2.

_ 1 في بعض نسخ التّهذيب (10/85) : ((أبو تراب)) بدل: وقال إسحاق بن الفرج. 2 التّهذيب 10/85.

أبواب اعتقاب الباء

أبواب اعتقاب الباء ... (باب اعتقاب الباء والتاء) 10- "أبو تُراب: البَلابل والتَّلاتل: الشَّدَائِدِ" 1. 11- "قَالَ أَبُو تُراب: قَالَ الأَصْمَعِيّ: رَجُل تِنبَلٌ وتِنتَلٌ، إذا كان قَصِيراً"2. قَالَ ابنُ مَنظُور: "ورَوَاه أبو تُراب في باب الباءِ والتَّاءِ من الاعتقَابِ" 3.

_ 1 المصدر السابق 14/252، وينظر: الإبدال لأبي الطيب 2/575، واللسان (تلل) 11/79. 2 المصدر السابق 14/355. 3 ينظر: اللسان (تنبل) 11/80.

(باب اعتقاب الباء والثّاء) 12- "روى أبو تراب للأصمعيّ: بَلِجَ بالشَيء، وثَلِجَ به، بالباء والثّاء، إذا فرح به، يبلَجُ بَلَجاً، وقد أبلجني وأثلجني؛ أي: سَرَّني" 1. (باب اعتقاب الباء والحاء) 13- "قال ابن الفرج: كان حَصِيص القوم وبَصِيصهم كذا؛ أي: عددهم" 2. 14- "قال ابن الفرج: يقال احتضضت نفسي لفلان وابتضَضْتُها؛ إذا استزدتها" 3. (باب اعتقاب الباء والحاء والنون) 15- "قال أبو تراب: كان حَصِيص القوم وبَصِيصهم ونَصِيصهم كذا وكذا؛ أي: عددهم، بالحاء والنّون والباء" 4.

_ 1 التّهذيب 11/98، ويلاحظ تباعد مخرجي الحاء والباء في الكلمتين، وقد أشرت إلى ذلك في نقد النصوص من الدّراسة. 2 المصدر السابق3/402، وينظر (باب اعتقاب الباء والحاء والنون) 3 المصدر السابق 3/398، وينظر: اللسان (حضض) 7/136. 4 التّهذيب 12/117.

(باب اعتقاب الباء والدال) 16- "أبو تراب 1: أَدَنَّ الرّجل بالمكان إدناناً، وأَبّنّ إِبناناً، إذا أقام، ومثله ممّا يعاقب فيه الدّال والباء: انبَرَى واندَرَى، بمعنى واحد" 2. 17- قال أبو عمرو: "داك الرّجل المرأة يدوكها دَوْكاً، وباكها بَوْكاً، إذا جامعها. وأنشد: فَ دَاكَها دَوْكاً عَلَى الصِّراطِ ... لَيْسَ كَدَوْكِ زَوْجِهَا الوَطْوَاطِ وقال أبو تراب: قال أبو الرّبيع البكراويّ: دَاكَ القومُ إذا مَرِضوا، وهم في دَوْكَةٍ؛ أي: مَرَضٍ" 3. 18- "قال ابن الفرج: حَدَجَه بالعَصا حَدْجاً وحَبَجَه بها حَبْحاً؛ إذا ضَرَبَهُ بِها" 4.

_ 1 في اللسان (دنن) 13/160: ابن الفرج. 2 التّهذيب 14/70. 3 المصدر السابق 10/331، 332. 4 المصدر السابق 4/126، وينظر: اللسان (حدج) 2/232.

(باب اعتقاب الباء والذّال) 19- "حكى أبو تراب 1 عن بعض بني سليم، يقال: تَذَقَّطْتُ الشيءَ تَذَقُّطاً، وتَبَقَّطته تَبَقُّطاً، إذا أخذتَهُ قليلاً قليلاً، ذكره في باب: اعتقاب الباء والذال" 2. (باب اعتقاب الباء والسين) 20- "قال ابن الفرج 3: سمعت أبا المِقدام السّلميّ يقول: تسقّطت الخبرَ وتبقّطته؛ إذا أخذته شيئاً بعد شيء قليلاً قليلاً" 4. (باب اعتقاب الباء والسّين واللام) 21- "قال ابن الفرج: سمعتُ شُجَاعاً السّلميّ يقول: بَرْدٌ بَحْتٌ وسَحْتٌ ولَحْتٌ؛ أي: صادق، مثل ساحة الدّار وباحتها" 5. (باب اعتقاب الباء والشّين) 22- "روى أبو تراب، عن مُصعب الضِّبَابيّ: امرأة شِنظيانٌ بِنظيانٌ، إذا كانت سَيّئة الخلق صَخَّابَة" 6.

_ 1 في بعض نسخ التّهذيب 16/210: ((قال ابن الفرج)) . 2 التّهذيب 16/210. 3 وفي اللسان (سقط) 7/320: ((عن أبي تراب)) . 4 التّهذيب 8/393، ويلاحظ تباعد مخرجي السين والباء في الكلمتين، وقد أشرت إلى ذلك في نقد النصوص من الدّراسة. 5 المصدر السابق 4/285، وينظر: اللسان (سحت) 2/42. 6 المصدر السابق 11/331، وينظر: اللسان (شنظ) 7/446، والمادة في هذا النّص أقرب إلى الإتباع، ولكن أبا تراب يتوسع في مفهوم الاعتقاب.

(باب اعتقاب الباء والصّاد) 23- "أبو سعيد: هي الشَّصَائِبُ والشَّصَائِصُ للشَّدائد. قال أبو تراب: وقال غيره: هي الشَّصَائب والشَّطائب، للشّدائد" 1. (باب اعتقاب الباء والطّاء) 24- "أبو تراب عن الحُصَين 2 يُقال: الْحَقْ بِطَيَّتِكَ وَبيَّتِكَ؛ أي: بحاجتك" 3. 25- "قال أبو تراب: الغَطَشُ والغَبَشُ واحد" 4. (باب اعتقاب الباء والعين) 26- "أبو تراب عن زائدة: ما فيه بُلالة ولا عُلالة؛ أي: ما فيه بقيّة" 5. (باب اعتقاب الباء والفاء) 27- "قال أبو تراب: سمعت السّلميّ يقول بَنَّشَ الرَّجُلُ في الأمر وفَنَّشَ، إذا استرخى فيه، وأنشد أبو الحسن: إِن كُنتَ غَيْر صَائِدِي فَنَبِّشِ6

_ 1 التّهذيب 11/297،والاعتقاب في هذا الباب في كلمتي: الشّصائب والشطائب، وأما الاعتقاب في ((الشصائب)) و ((الشصائص)) فسيأتي في فقرة رقم (179) . 2 لعله: الحصيني. 3 التّهذيب 14/54. 4 المصدر السابق 16/162، وينظر: اللسان (غطش) 6/324، والإبدال في هاتين الكلمتين بين حرفين متباعدين، وقد أشرت إلى ذلك في نقد النصوص من الدّراسة. 5 المصدر السابق 15/343. 6 ينظر اللسان (نبش) 6/350.

قال: ويروى: فَبَنِّشِ، أي اقعُدْ" 1. 28- "قال الأصمعي فيما يروي عنه أبو تراب: ضربه فجَعَبَهُ وجَعَفَهُ، إذا ضرب به الأرض. ويثقّلُ فيقال جَعَّبَهُ تَجْعِيْباً، أي صَرَعَهُ. قال: والْمُتَجَعِّبُ المَيِّتُ - أيضاً" 2. 29- "قال أبو تراب: قال الأصمعيّ: الشَّاسِب والشَّاسِف: الّذي يَبِسَ عليه جِلْدُهُ. وقال لبيد: أَتِيكَ أَمْ سَمْحَجٌ تَخَيَّرَها ... عِلْجٌ تَسَرَّى نَحائِصا شُسُبا وله: تَتَّقِي الأَرْضَ بِدَفٍّ شاسِبٍ ... وضُلُوعٍ تَحْتَ زَورٍ قد نَحَلْ"3 30- "الأصمعيّ فيما روى له أبو تراب: شَطَفَ وشَطَبَ، إذا ذهب وتباعد، وأنشد: أحان مِن جِيرَتِنا خُفُوفُ وأقْلقتْهُمْ نِيَّةٌ شَطُوفُ"4 (باب اعتقاب الباء والقاف) 31- "قال ابن الفرج: سمعت أبا المقدام السّلميّ يقول: هذه بَاحَةُ الدار وقاحتُها، ومثله طين لازِبٌ ولازقٌ، ونَبِيْثَةُ البئر ونقيثَتُهَا، وقد نَبَّث عن الأمر ونَقَّثَ" 5.

_ 1 التّهذيب 11/377. 2 المصدر السابق 1/388. 3 المصدر السابق 11/300. 4 التهذيب11/316. 5 المصدر السابق 5/127، وزاد ابن منظور في اللسان (قيح) 2/568: ((عاقبت القاف الباء))

(باب اعتقاب الباء واللام) 32- "قال ابن الفَرَج: قال السّلميّ: بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتٌ؛ أي: برد صادق" 1. 33- "أبو تراب: قال الأصمعيّ: شَخَل فلانٌ ناقته وشَخَبَها؛ إذا حلبها" 2. 34- "قال ابن الفرج: الهَرَاجِيبُ والهَرَاجِيْلُ: الضِّخام من الإبل. وقال جِران العَوْد: حتى إذا مَتعت والشمسُ حاميةٌ ... مَدَّت سَوالِفَهَا الضُّهبُ الهَراجِيلُ وقال رؤبة: مِن كُلِّ قَرْوَاءَ وهِرْجابٍ فُنُقْ وهو الضخم من كل شيء" 3 35- "قال ابن الفرج: هو يَهْضِل بالكلام وبالشِّعْرِ ويَهْضِبُ به: إذا كان يَسُحّ سَحّاً، وأنشد: كأَنّهُنَّ بِجِمَادِ الأَجْبَالْ ... وقد سَمِعْنَ صَوْتَ حَادٍ جَلْجَالْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ عَلَيْهَا هَضَّالْ ... عِقْبانُ دَجْنٍ ومَرازيحُ الغَالْ

_ 1 التّهذيب 4/441، وينظر: اللسان (سحت) 2/42، و (لحث) 2/83. 2 التّهذيب 7/84. 3 التّهذيب 6/513، وينظر: اللسان (هرجل) 11/694.

قال: قيل له: هَضَّال؛ لأنَّه يَهْضِلُ عليها بالشِّعر إذا حَدَا" 1. (باب اعتقاب الباء والميم) 36- "قال ابن الفرج في باب الميم والباء: المرجاس: حَجَرٌ يُرْمَى به في البِئِر ليُطَيِّب ماءَها، ويَفْتَحَ عُيُونَها، وأنشد: إذا رأوا كريهةً يَرْمُونَ بي ... رَمْيَكَ بالمِرجَاس في قَعْرِ الطَّوِي قال: ووجدت هذا الشعر في أشعار الأزد "بالبرجاس في قَعْرِ الطَّوِي" بالباء. والشعر لسعد ابن المنتحِر البارقي، وهو جاهلي، رواه المؤرِّج له، وهو حَجَرٌ يُرْمَى به في البئر" 2. 37- قال الأزهري: "أبو عبيد عن الفراء: جَرْدَبتُ الطَّعام، وهو أن يضع يده على الشيء يكون بين يديه [على] الخِوان كي لا يتناوله غيره ... وروى أبو تراب عن الفراء: جَرْدَبَ وجردَمَ بالمعنى الذي رواه أبو عبيد عنه. وأنشده الغنوي: فلا تجعَلْ شِمالَكَ جردَبيلا وزَعَمَ أنّ معناه أن يأخذَ الكِسْرَة بيده اليُسرى، ويأكلَ باليُمْنَى فإذا فَنِيَ ما بين يدى القوم أكل ما في يده اليُسْرى" 3. 38- "أبو عبيدة: رجَبتُ فلاناً بقَولٍ سَيِّئٍ، ورَجَمْتُهُ، بمعنى صككته. قال أبو تراب: وقال أبو العميثل مِثلَه" 4.

_ 1 التّهذيب 6/99، وينظر: اللسان (هضل) 11/698. 2 التّهذيب 11/244، وينظر:اللسان (مرجس) 6/217. 3 التّهذيب 11/249. 4 التهذيب11/54.

39- "قال ابن الفرج حكاية عن بعض الأعراب، قال: السِّبَاح والسِّماح: بُيُوتٌ من أَدَم، وأنشد: إذا كان المسَارِحُ كالسِّماح" 1 40- قال أبو تراب: قال ابن شميل: خُذِ الشَّفْرَة فالتُبْ بها في لَبَّة الجزور، والتُمْ بها بمعنى واحد، وقد لَتَمَ في لَبَّتِها ولَتَبَ بالشَّفْرة؛ إذا طَعَن فيها بها انتهى والله أعلم" 2. (باب اعتقاب الباء والنون) 41- "قال أبو تراب: الكُبُوع والكُنُوع: الذّلّ والخضوع" 3. (باب اعتقاب الباء والياء) 42- روى أبو تراب عن أبي سعيد الضّرير أنّه قال: إنمّا هو اللِّباء الّذي يجعل في قِداد الجَدْي، وجعله تَصحيفاً من المُحَدِّث. وقال أبو سعيد: اللبأ يُحْلَبُ في قِدَادٍ، وهي جُلُودُ صِغار المِعْزَى، ثُمَّ يُمَلّ في الملّة حتّى يَيْبَس ويجمد، ثمّ يخرج ويباع كأنّه الجُبْن، فإذا أراد الآكل أكله قشا عنه الإهاب الّذي طُبِخَ فيه، وهو جِلْدُ السَّخْلَةِ الّذي جُعِلَ فيه. قال أبو تراب: وقَالَ غَيْرُه: هو اللِّياءُ - بالياء - وهو من نَبَاتِ اليَمَنِ، ورُبّما نَبَتَ بالحِجاز في الخِصْبِ، وهو في خِلْقَةِ البَصَلَةِ، وقَدْرِ الحِمَّصةِ، وعليه قُشُور رقاق، إلى السَّواد ما هو، يُقلَى ثمّ يُدلك بشيء خشن، كالمِسْح ونحوه؛

_ 1 المصدر السابق 4/346، وينظر: اللسان (سمح) 2/490. 2 التّهذيب 14/296. 3 المصدر السابق 1/326.

فيخرج من قشرة؛ فيؤكل بحتاً، ورُبَّمَا أُكِلَ بالعسل، وهو أبيض، ومنهم من لا يقبله" 1.

_ 1 التّهذيب 9/207، وواضح أنه لا تعاقب بين اللفظين، فلكل منهما معنى ليس في الآخر، وقد أشرت إلى ذلك في نقد النصوص من الدراسة.

أبواب اعتقاب التاء

أبواب اعتقاب التّاء ... (باب اعتقاب التاء والطاء) 43- "قال أبو تراب: سمعت عراماً يقول ... وكذلك امرأة سَلَطَانة وسَلَتَانة1" (باب اعتقاب التاء والفاء) 44- "أبو تراب عن عرّام: ظلّ لبطنه نَتِيتٌ ونَفِيتٌ؛ بمعنى واحد" 2 (باب اعتقاب التاء والكاف) 45- "روى ابن الفرج عن أبي سعيد قال: العِتْرة: ساق الشجرة. قال: وعترة النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد المطلب وولده. قال: ومن أمثالهم: عادت لعِتْرها لميس ولِعِكْرِها؛ أي: أصلها" 3. 46- "أبو تراب: قال الأصمعيّ: لعن الله أمّا لتأت به، ولَكَأت به، أي: رمت به، قال: وقال شمر: لتأتُ الرجلَ بالحجر إذا رميته به، ولَتَأْتُه بعَيْنِي لَتْأً إذا أَحْدَدْتَ إليه النّظر" 4. (باب اعتقاب التّاء والميم)

_ 1 المصدر السابق 1/213، وسيرد هذا النص في باب اعتقاب القاف والنون. 2 التهذيب 14/254، وينظر: التكملة (نتت) 1/342. 3 التّهذيب 2/264. 4 المصدر السابق 14/322، وينظر: اللسان (لكأ) 1/153.

47- "قال أبو تراب في باب التاء والميم: قال الأصمعيّ: تئق الرُّجلُ، إذا امتلأ غضباً، ومَئِق، إذا أخذه شبه الفُواق عند البكاء قبل أن يبكي. وقال: وكان أبو سعيد يقول في قولهم: أنا تَئِقٌ وأنت مَئِقٌ، أنت غضبان وأنا غضبان. قال: وحكاه أبو الحسن عن أعرابي من بني عامر" 1.

_ 1 التّهذيب 9/259.

أبواب اعتقاب الثاء

أبواب اعتقاب الثّاء ... (باب اعتقاب الثاء والذال) 48- "قال أبو تراب: يقال: هو ذو ذَرْوَة من المال؛ أي ذو ثَرْوَةٍ" 1. 49- "قال أبو تراب 2: حَذَوْتُ التُّرَابَ في وجوههم، وحَثَوْتُهُ بمعنى واحد. قال: وفي حديث النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه أَبَدَّ يده على الأرض عند انكشاف المسلمين يوم حنين فأخَذّ منها قبضة من تراب فحذا بها في وجوههم فما زال حَدُّهم كليلاً، أي: حثا"3. 50- قال الأزهريّ: "روى أبو تراب للأصمعيّ أنه قال: رأيتُ القومَ مُذْعَابِّين كَأَنَّهُم عُرْفُ ضِبعان، ومُثْعَابِّين بمعناه، وهو أن يَتْلُوَ بعضُهُم بعضاً. قلت 4: وهذا عندي مأخوذ من انثعب الماء وانذعب إذا سَالَ واتَّصَلَ جَرَيَانُهُ في النَّهْر" 5.

_ 1 الفائق 2/7. 2 في اللسان (حذا) 14/172: ((عن ابن الفرج)) . 3 التّهذيب 5/205، 206. 4 القائل: الأزهري. 5 المصدر السابق 2/323.

(باب اعتقاب الثّاء والسّين) 51- "قال المُفَضَّلُ: كَسَحَ وكَثَحَ بمعنى واحد. حكاه أبو تراب" 1. (باب اعتقاب الثّاء والشّين) 52- "قال أبو تراب: سَمِعْتُ أبا مِحْجَن الضّبابيّ يقول: مُثَّ الجُرْحَ ومُشَّه؛ أي: انفِ عنه غَثِيثَتَهُ" 2. (باب اعتقاب الثّاء والفاء) 53- قال ابن منظور: "ويقال للحديد اللّيّن: أَنِيفٌ وأنيثٌ، بالفاء والثّاء، قال الأزهري 3: حكاه أبو تراب" 4. 54- "قال أبو تراب: الثَّوج: لغة في الفوج. وأنشد لجندل: مِنّ الدَّبَا ذَا طَبَقٍ أَثَايِجِ ويروى: أفاوِج؛ أي: فَوْجاً فَوْجاً" 5. 55- "قال ابن الفرج: يقال للعجوز عُفّة وعُثّة. قال: والعُفّة: سَمَكَة جَرداء بيضاء صغيرة إذا طبخت فهي كالأرز في طعمها" 6. 56- "روى ابن الفرج للأصمعيّ أنه قال: انقعث الجدار وانقعف، إذا سقط من أصله. وروى عنه - أيضاً - أنّه قال: اقتعث الحافر اقتعاثاً، إذا

_ 1 التهذيب 4/93. 2 االمصدر السابق 15/72ن وينظر: اللسان (مثث) 2/189. 3 ذكره الأزهري في التّهذيب 15/483 ولم يعزه لأحد. ولعلّه ممّا غيره النُّسّاخ. 4 اللسان (أنف) 9/15، وهو في العباب (أنف) 37 عن أبي تراب أيضاً. 5 التّهذيب 11/170. 6 التهذيب 1/116،وينظر: العباب (حرف الفاء) 447.

استخرج تراباً كثيراً من البئر" 1. 57- "قال أبو تراب: وقال عرّام: القُعاث: داءٌ يأخذ الغنم في أنوفها قال: وانقعث الشّيء وانقعف، إذا انقلع" 2. 58- "قال أبو تراب: هي النَّفِّيَّة والنَّثِّيَّة" 3. (باب اعتقاب الثّاء والهاء) 59- "قال أبو تراب: سمعت زائدة البكريّ يقول: العرب تدعو ألوان الصوف: العِهْن، غير بني جعفر فإنّهم يدعونه العِثْن، بالثاء. قال: وسمعت مُدْرِك بن غَزْوان الجعفريّ وأخاه يقولان: العِثْن: ضرب من الخُوصةِ يرعاه المال إذا كان رَطْباً، فإذا يبس لم ينفع. وقال مُبتكر: هي العِهْنة، وهي شجرة غبراء ذات زهر أحمر" 4.

_ 1 التّهذيب 1/215. 2 التّهذيب 1/215، والقُعاثُ ليس فيه اعتقاب، ولكنه في قوله: وانُقَعَثَ الشيءُ وانْقَعَفَ. 3 العباب (حرف الفاء) 610، والنّفِّيّة: سُفْرَة تتخذ من خُوْصٍ مُدَوَّرة، وينظر: الفائق 4/13. 4 التهذيب 2/331، وينظر: اللسان (عتن) 13/277.

أبواب اعتقاب الجيم

أبواب اعتقاب الجيم ... (باب اعتقاب الجيم والحاء) 60- "أبو تراب عن اللّحيانيّ: رجل مُجَارَف ومحارف، وهو الّذي لا يكسِبُ خيراً"1. 61- قال الأزهريّ: "قال أبو تراب: سمعت أبا السّميدع يقول: سِرنا عُقْبَةً2 مَتُوجاً، ومَتُوحاً؛ أي: بعيدة، وذكره في باب الجيم والحاء. ويقال - أيضاً - في باب الجيم والخاء ... " 3.

_ 1 التّهذيب 11/42. 2 قال محقق التّهذيب 11/8: ((كذا ضبطت في الأصول بضم العين وسكون القاف، وهو يوافق ما في التاج (متج) قال: وفي بعضها محركة وهو الأكثر)) . 3 التّهذيب 11/8.

(اعتقاب الجيم والخاء) 62- "أبو تراب عن أبي المقدام السّلميّ: جَدَفَتِ السّماء بالثّلج، وخَذَفَتْ، تَجْدِف وتَخْذِف، إذا رَمَت به" 1 63- قال أبو تراب: بعد أن ذكر مَتُوجاً ومَتُوحاً 2 في باب الجيم والحاء: "ويقال - أيضاً - في باب الجيم والخاء، [و] سمعت أبا السّميدع ومُدركاً ومُبتكراً الجعفريِّين، يقولون: سِرنا عُقْبَةً مَتُوجاً ومتوخاً، أي بعيدة، فإذا هي ثلاث لغات: مَتُوح ومتوخ ومتوج" 3. 64- قال الأزهريّ: "أمّا العظيم الهشّ الوالج في جوف القَرْن فإنّ أبا خيرة قال: هو المَرِيخ والمَرِيج. ويجمعان: أَمْرِخَة وأَمْرِجَة. رواه أبو تراب له في كتاب الاعتقاب 4. قال: وسألت عنهما أبا سعيد، فلم يعرفهما. قال: وعَرَف غيرُه: المَرِيخ: القَرْن الأبيض، الذي يكون في جوف القَرْنِ" 5.

_ 1 تّهذيب 10/673 وفي الهامش: ((في ل حذفت بالجيم والذال المعجمتين، وفي الأصل بالخاء بدل الجيم والذال المعجمتين، وكلاهما صحيح)) وفي هذه المادة اعتقاب آخر بين الدال والذال، سيرد في مكانه، وبهذا يكون الاختلاف في هاتين الكلمتين بين أكثر نم حرفين، وقد أشرت إليه في نقد النصوص من الدراسة. 2 ينظر الفقرة رقم (61) . 3 المصدر السابق 11/8. 4في بعض نسخ التّهذيب 7/538: ((حكاه ابن الفرج في كتاب الاعتقاب)) . 5 التهذيب 7/538،539.

65- وقال الأزهريّ في موضع آخر: "أبو تراب 1 - عن بعض العرب - قال: المِرِّيخ: الرّجل الأحمق. والمِرِّيخ: السَّهم الذي يُغالى به. والمِرِّيخ: القَرْن الذي في جوف القَرْن. ويقال له: المَرِيخ. وقال أبو خيرة: المِرِّيخ والمِرِّيج - بالخاء والجيم جميعاً - القَرْن الداخل ويُجمعان: أَمْرِخةٌ وأَمْرِجة. وقال أبو تراب: سألت أبا سعيد عن المِرِّيخ والمِرِّيج فلم يعرفهما. قال: وعرف غيره: المِرِّيخ" 2. (باب اعتقاب الجيم والدّال والشّين) 66- "روى ابن الفرج عن أبي سعيد أنه قال: الارتعاج والارتعاش والارتعاد واحد" 3. (باب اعتقاب الجيم والزاي) 67- "قال أبو تراب: مضى هجيعٌ من اللّيل، وهزيعٌ، بمعنى واحد" 4.

_ 1 في بعض نسخ التّهذيب 7/383 ((ابن الفرج)) . 2 المصدر السابق 7/383، 384، وينظر: اللسان (مرخ) 3/54 ويلاحظ أن اتحاد الدلالة بين الكلمتين ليس واضحاً، وقد أشرت إلى هذا في نقد النصوص من الدراسة. 3 التّهذيب 1/364. 4 المصدر السابق 1/129.

(باب اعتقاب الجيم والعين واللام) 68- "قال أبو تراب: يقال: هو جِبس عِبْس لِبس: إتباع، ويوم عبوس: شديد" 1. (باب اعتقاب الجيم والكاف) 69- "قال الأصمعيّ - فيما روى ابن الفرج - الجذّان والكَذّان: حجارة رِخْوة، الواحدة: جَذّانه وكذّانة، ومن أمثالهم السّائرة في الّذي يقدم على اليمين الكاذبة: جَذَّهَا جذّ البعير الصِّلِّيانة، أرادوا أنّه أسرع إليها" 2. 70- "قال إسحاق بن الفرج: سمعت شجاعاً السّلميّ يقول: العبكة: الرجل البغيض الطَّغَامة، الذي لا يَعِى ما يقول، ولا خير فيه. قال: وقال مُدرك الجعفريّ: هو العَبَجة، جاء بهما في باب الكاف والجيم" 3.

_ 1 المصدر السابق 2/115، ينظر: اللسان (عبس) 6/129. 2 التّهذيب 10/470. 3 التهذيب 1/387، وينظر: اللسان (عبج) 2/317.

أبواب اعتقاب الحاء

أبواب اعتقاب الحاء ... (باب اعتقاب الحاء والخاء) 71- "أبو سعيد - فيما روى عنه أبو تراب: حَبَجَهُ بالعصا، وخَبَجَه بها، إذا ضربه بها" 1. 72- "قال ابن الفرج: سمعت أبا الجهم الجعفريّ يقول: سَبَحْتُ في الأرض، وسبختُ فيها؛ إذا تباعدت فيها. قال: وسَبَحَ اليربوع في الأرض إذا حَفَرَ فيها، وسَبَحَ في الكلام إذا أكثر فيه"2.

_ 1 التّهذيب 7/69. 2 المصدر السابق 4/337.

73- "قال أبو سعيد المتْح: القَطْع. يقال: مَتَحَ الشيء ومَتَخَه إذا قطعه من أصله، وقال: مَتَحَ بسَلْحه ومَتَخَ به؛ إذا رَمَى به. رواه أبو تراب عنه" 1. 74- "قال ابن الفَرَجَ: مَحَجَ المرأة ومَخَجَها إذا نَكَحَهَا، ومَحَجَ اللبن ومَخَجَه إذا مَخَضَه" 2. 75- "قال ابن الفرج: سمعت جماعة من قيس يقولون: النَّضْحُ والنَّضْخُ واحد، قال: وقال أبو زيد: نضحته ونضخته بمعنى واحد، قال: وسمعت الغنوي يقول: النَّضْح والنَّضْخ، وهو فيما بان أَثَرُهُ وما رَقَّ بمعنى واحد. قال: وقال الأصمعي: النَّضْخ: الذي ليس بينه فُرَج، والنَّضْحُ أَرَقّ منه" 3. (باب اعتقاب الحاء والراء) 76- "قال أبو تراب: وسمعت عُتَيّر بن غَرْزَة الأسديّ يقول: اثْعَنجَحَ المَطَرُ بمعنى اثْعَنجَرَ 4 إذا مال وكثر وركب بعضه بعضاً، فذكرته لشمر فاستغربه حين سمعه، وكتبه، وأنشدته فيه ما أنشدني عُتَيِّر لعَدِيّ بن عليّ الغاضريّ في الغيث: جَوْنٌ تَرَى فيه الرَّوَايَا دُلَّحا ... كَأَنّ جِنّانا وبَلْقا ضُرَّحَا فيه إذا ما جُلْبُهُ تَكَلَّحا

_ 1 المصدر السابق 4/452. 2 التهذيب 4/171. 3 المصدر السابق 4/212، وينظر: اللسان (نضح) 2/618. 4 في التّهذيب 3/263: ((اثعحنجر)) وهو تحريف أو سهو.

وسحَّ سحّاً مَاؤُهُ فاثْعَنجَحَا1 (باب اعتقاب الحاء والسين) 77- "قال أبو تراب: جاء عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم - أنه قال لعمّار: ويحك يا ابن سُمَيَّة بُؤساً لك، تَقْتُلك الفئة الباغية. [و] قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعائشة ليلة تبعته 2 وقد خرج من حُجْرَتِها، فنظر إلى سوادها فلحقها، وهي في جوف حُجرتها، فوجد لها نَفَساً عالياً، فقال: وَيْسَها، ماذا لَقِيت اللّيلة؟ " 3 (باب اعتقاب الحاء والسّين واللام) 78- "قال اليزيديّ: الوَيحُ والوَيْسُ بمنزلة الوَيْل في المعنى. وقال أبو تراب: سمعت أبا السّميدع يقول في هذه الثّلاثة: إنّ معناها واحد"4. 79- "قال إسحاق [بن] الفرج: الوَيْحُ والوَيْلُ والوَيْسُ بمعنى واحد. قال: وقال الخليل: ويس 5 كلمة في موضع رأفة واستملاح، كقولك للصّبيّ: ويحه ما أملحه، ووَيْسَه ما أملحه. قال: وسمعت أبا السميدع يقول: ويحك وويسك ووَيْلك بمعنى واحد. قال: وقال اليزيدي: الوَيْح والويل بمعنى واحد" 6. (باب اعتقاب الحاء والعين)

_ 1 المصدر السابق 3/263. 2 في التهذيب 5/295: ((تبعت النبي)) . 3 المصدر السابق 5/295، وينظر: اللسان (ويح) 2/639. 4 التّهذيب 13/144. 5 في التّهذيب 5/294 ((وليس)) والتصويب من العين 7/332. 6 التّهذيب 5/294، ينظر: اللسان (ويح) 2/639.

80- "روى 1 أبو تراب للأصمعي: حَظَبَ على العمل وعَظَب إذا مَرَنَ عليه. وقال: وقال أبو نصر: عَظَبَتْ يده إذا غلظت على العمل. قال: وعَظَب جِلْدُه: إذا يبس. وقال عثمان الجعفريّ: إنّ فلانا لحسن العُظُوب على المصيبة، إذا نزلت به، يعني أنّه حسن التَّصَبُّر جميل العزاء. وقال مبتكر الأعرابيّ: عَظَب فلان على مالِه، وهو عاظب؛ إذا كان قائماً عليه؛ وقد حَسُنَ عُظُوبُهُ عليه" 2. 81- "روى ابن الفرج عن أبي سعيد الضّرير أنه قال: الأَرْصَحُ والأَرْصَعُ والأَزَلُّ: واحد. قال: وقال ذلك أبو عمرو. ويقال: الرَّصَعُ: قرب ما بين الوَرِكين، وكذلك الرَّصَحُ والرَّسَحُ والزَّلَل" 3. 82- "قال ابن الفَرَج: سمعت خليفة الحصينيّ يقول: المُقاذحة والمقاذعة: المشاتمة، وقاذحني فلان وقابحني: شاتمني" 4. (باب اعتقاب الحاء والكاف) 83- "قال أبو تراب: قال أبو عمرو وابو سعيد في باب الحاء والكاف: السُّلَحَة والسُّلَكَة: فَرْخ الحَجَل، وجمعه سِلْحانٌ وسِلكانٌ" 5.

_ 1 في التّهذيب 2/302 ((رواه)) والتصويب من الهامش. 2 المصدر السابق 2/302 3 التهذيب 4/240، 241، وينظر: اللسان (رصح) 2/450. 4 التّهذيب 4/36، وينظر: اللسان (قذح) 2/557. 5 التّهذيب 4/311.

أبواب اعتقاب الخاء

أبواب اعتقاب الخاء ... (باب اعتقاب الخاء والهاء) 84- قال ابن الفرج: أمر مُدَخْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ: إذا كان مستوراً"1. 85- "قال أبوتراب - عن أصحابه: شباب مُطْرَهِمٌّ ومُطْرَخِمٌّ: بمعنى واحد" 2.

_ 1 المصدر السابق 7/661. 2 المصدر السابق 7/676.

أبواب اعتقاب الدال

أبواب اعتقاب الدّال ... (باب اعتقاب الدّال والذّال) 86- "أبو تراب عن أبي المقدام السّلميّ: جَدَفَتِ السَّماءُ بالثلج، وخَذَفَتْ، تَجْدِفُ وتَخْذِفُ، إذا رَمَتْ به" 1. 87 - "روى إسحاق بن الفرج عن شبانة الأعرابيّ أنه قال: غُلامٌ أُملودٌ وأفلودٌ إذا كان تاماً محتلماً شَطْباً" 2.

_ 1 التهذيب 10/673، وفي هذا النصّ اعتقاب آخر بين الجيم والخاء، وقد أوردته هناك في المادة ذات الرقم (62) . 2 المصدر السابق 14/133، وسيأتي أيضاً في اعتقاب الفاء والميم في المادة ذات الرقم (272) .

أبواب اعتقاب الذال

أبواب اعتقاب الذّال ... (باب اعتقاب الذّال والزّاي) 88- "قال إسحاق بن الفرج: تقول العرب: أَقْزَعَ له في المنطق، وأَقْذَعَ، وأَزْهَفَ؛ إذا تعدَّى في القول" 1.

_ 1 التّهذيب 1/186، وينظر: اللسان (قزع) 8/271، وفيه ((قال أبو تراب ... ))

أبواب اعتقاب الراء

أبواب اعتقاب الرّاء ... (باب اعتقاب الرّاء واللام) 90- "قال أبو تراب: قال شجاع: الجِرْمَاق والجِلْماق: ما عُصِبَ به القوس من العَقَب. والجرامقة: جيل من النّاس"1 91- "أبو تراب: مَرَّ مَرّاً دَرَنفَقَا ودَلَنفَقَا، وهو مَرٌّ سريع شبيه بالهَمْلَجَة 2. وأنشد قول عليّ بن شيبة الغَطَفَانيّ: فَراحَ يُعَاطِيهُنَّ مَشْياً لَنفَقَا ... وهُنَّ بِعِطْفَيهِ لَهُنَّ خَبِيبُ" 3 92- "أبو تراب عن زائدة: يقال: رَدَّه عن الأمْر ولَدَّه، أي: صَرَفَهُ عنه برفق، قال: والرِّدُّ: الظّهْر والحَمُولَةُ من الإِبِل"4 93- "يقال: انشمل الرّجل في حاجته، وانشمر فيها، وأنشد أبو تراب: وَجْنَاءُ مُقْوَرَّةُ الألياطِ يَحْسَبُها ... من لم يكُن قبلُ رَاها رَأْبَةً جَمَلاً حَتَّى يَدُلُّ عليها خَلْقُ أَرْبَعَةٍ ... في لازقٍ لَحِقَ الأقْرَابَ فانشَمَلا

_ 1التّهذيب 9/378. 2 الهَمْلَجَةُ: حُسْنُ سير الدّابّة في سرعة وبخترة. ينظر: اللسان (هملج) 2/393/ 394. 3 التّهذيب 9/422، وفيه: فراح يعاطين. وهو تحريف، وينظر: اللسان (درفق) 10/96. 4 التّهذيب 14/64، 65.

أراد أربعة أخلاف في ضرعٍ لازقٍ لَحِقَ أقرابها فانشمَرَ وانضمّ. وقال لآخر: رَأَيْتُ بَنِي العَلاَّتِ لما تَضَافَرُوا ... يَحُوزون سَهْمِي دُونَهُم في الشَّمائِلِ أي: يُنزلونني بالمنزلة الخسيسة، والعرب تقول: فلان عندي باليمين، أي بمنزلة حسنة، وإذا خَسَّتْ منزلته قال: أنت عندي بالشِّمال. وقال عديّ بن زيد يخاطب النّعمان بن المنذر، ويفضّله على أخيه: كَيْفَ تَرْجُو رَدَّ المُفِيضِ وقَدْ أخَّـ ... رَ قِدْحَيْكَ في بَيَاضِ الشِّمالِ يقول: كنت أنا المُفيضَ بقدح أخيك وقِدْحِك ففَوّزْتُك عليه، وقد كان أخوك قد أَخَّرَك، وجعل قِدْحَك بالشِّمَال لئلا يَفوزَ. قال: ويقال: فلان مشمول الخلائق، أي كريم الأخلاق، أُخِذَ من الماء الّذي هَبّتْ به الشَّمَال فَبَرَّدَتْه" 1. 94- "أبو تراب: قال الأصمعيّ: إنّه لمُطْرَخِمُّ ومُطْلَخِمُّ، أي: متكبِّرٌ ومتعظِّمٌ وكذلك: مُسْلَخِمٌ" 2. 95- "عُلْجُوم وعُرْجُوم؛ عن أبي عمرو وأبي تراب" 3. 96- "قال ابن الفرج: يقال: فَرْطَح القُرْصَ وفَلْطَحَه، إذا بسطه، وأنشد لرجل من بلحارث بن كعب يصف حيَّة: جُعِلَتْ لَهَازِمُهُ عِزِينَ ورأسُه

_ 1 التّهذيب 11/373، 374، وينظر: اللسان (شمل) 11/365. 2 التّهذيب 7/679. 3 الفائق 2/416، والعُرْجوم والعُلْجوم: الناقة الشديدة الغليظة.

كالقُرص فُرْطِحَ من طَحِين شعير 97- قال الأزهريّ: "قال الأصمعيّ فيما روى عنه أبو تراب - أيضاً: القَندَفِيلُ: الضَّخم: وقال المخروع السَّعديّ: مَائِرة الضَّبْعَينِ قَنْدَفِيلُ وقال ابن دريد: القَنْدَفِيرُ: العَجُوز" 1 98- "أبو تراب: نَمَر في الجَبَلِ والشَّجَر ونَمَل، إذا عَلا فيها" 2. 99- "روى أبو تراب للأصْمَعِيِّ: هَدَر الغُلامُ وهَدَلَ: إذا صَوَّت، قال: وقال أبو السَّمَيْدَع: ذاك؛ 3 إذا أراغ الكلام وهو صغير، وأنشد قول ذي الرُّمَّة: طَوَى البَطْنَ زَيّامٌ كَأنَّ سَحِيلَه ... عَلَيهُنَّ إذ وَلَّى هَدِيلُ غُلام أي: غِناء غلام" 4. 100-"قال أبو تراب أنشدني أبو خليفة الحُصينيّ لرجل يصف الجُعَلَ: أَسْوَدُ كاللّيلِ وَلَيْسَ باللَّيْلْ ... لَه جَناحان وليس بالطَّيْرْ

_ 1 التّهذيب 9/423. 2 المصدر السابق 15/218، وينظر: اللسان (نمر) 5/236. 3 أي هذا القول الّذي تقدّم وهو ((هَدَرَ الغلام وهَدَل)) . 4 التهذيب 6/188.

يَجُرُّ فَدَّانا وليس بالثَّوْر فجمع بين الرّاء واللام في القافية، وشَدَّد الفدّان" 1. (باب اعتقاب الراء والميم) 101- "قال أبو تراب: سَمْعتُ رافعاً يقول: لي عنده خُرَاشةٌ وخُمَاشَةٌ؛ أي: حَقٌّ صغير" 2. 102- "قال أبو تراب: قال شُجَاع: سار القومُ وساموا، بمعنى واحد" 3. 103- "قال ابن الفرج: قال الأصمعي: تركت القوم في غَيثرة وغَيثمة؛ أي: في قتال واضطراب" 4. 104- "قال إسحاق بن الفرج: سمعت أبا السَّمَيدع يقول: كَمَعَ الفَرَسُ والرَّجُلُ والبعير في الماء وكرع، ومعناهما شرع" 5. 105- "وقال ابن الفرج: قال الأصمعيّ: الوغرُ والوغم الذَّحْلُ. قال: وقال بعضهم: ذهب وَغَرُ صدره ووَغَمُ صدره؛ أي: ذهب ما فيه من الغِلِّ والعَداوة" 6.

_ 1 التّهذيب 14/141، وينظر: اللسان (فدن) 13/321 وبهذا يرى أبو تراب أن الجمع بين الراء واللام في القافية ضرب من الاعتقاب، وقد أشرت إلى توسّعه في مفهوم الاعتقاب في الحديث في نقد النصوص، من الدراسة. 2 التّهذيب 7/80. 3 المصدر السابق 13/113. 4 التهذيب 8/88. 5 المصدر السابق 1/330، وينظر: التكملة (كمع) 4/348. 6 التّهذيب 8/186.

(باب اعتقاب الرّاء والنّون) 106- "قال إسحاق بن الفرج: قال الأصمعيّ: يقال: ما أصبت منه حَبَرْبراً ولا حَبَنبَراً؛ أي: ما أصبت منه شيئاً. قال: وقال أبو عمرو: يقال: ما فيه حَبَرْبَرٌ ولا حَبَنبَرٌ، وهو أن يخبرك بالشيء فتقول ما فيه حَبَنْبَرٌ" 1. 107- "قال ابن الفرج: سمعت بعض بني سليم يقول: قد رَجَعَ كلامي في الرّجل ونجَعَ فيه، بمعنى واحد. قال: ورجع في الدّابّةِ العَلَفُ ونَجَعَ؛ إذا تَبَيَّنَ أثره. قال: والتّرجيع في الأذان: أن يكرّر قوله: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمّداً رسول الله. ورَجْع الوَشْم والنُّقوش وترجيعه: أن يعاد عليه السَّواد مَرَّةً بعد أُخرى" 2. 108- "قال أبو تراب: سَمِعت أبا السَّمَيْدَع يقول: المَنجُولُ الّذي يُشَقّ من رجليه إلى مَذْبَحِهِ، والمَرْجُول: الّذي يُشَقُّ من رجليه ثم يُقْلَبُ إهابه" 3. 109- "قال ابن الفرج: الضِّبْن والضِّبر: الإبط، وأنشد: ولا يَئُوبُ مُضْمَراً في ضَبْرِي ... زَادي وقَدْ شَوَّلَ زادُ السَّفْرِ

_ 1 المصدر السابق 5/337. 2 التّهذيب 1/368، وينظر: اللسان (رجع) 8/118. 3 التّهذيب 11/82.

أي: لا أخبأُ طعامي في السَّفَرِ فأؤوب به إلى بيتي، وقد نَفِدَ زادُ أصحابي، ولكن أطعِمُهم إياه. ومعنى: شَوَّلَ: خَفَّ وقَلَّ، كما تُشَوِّل المَزَادةُ، إذا بقي فيها جُزَيعةٌ من ماء" 1. 110- "رَوى أبو تراب للأصمعي: إنه لمنيع الفِنطِيسة والفِرْطيسة، وهي الأرنبة؛ أي: هو منيع الحوزة حَمِيُّ الأنف. وقال أبو سعيد: فِنطيسة الذِّئب وفِرْطِيسته: أَنْفُه" 2. 111- "قال أبو تراب: سمعت مُزَاحماً يقول: تفكّن وتفكّر: واحد"3. 112:- "قال أبو تراب: قال أبو عمرو: الكَدَنُ أن تُنزحَ البئر فيبقى الكَدَرُ، فذلك الكَدَن. يقال: أدرِكوا كَدَن مائكم؛ أي: كَدَرَه. ويقال: كَدِن الصِّلِّيان إذا رُعِيَ فُرُوعُهُ وبقيت أُصُولُه" 4. (باب اعتقاب الرّاء والهاء) 113- "قال أبو سعيد: هَدَّمَ 5 فلان ثوبه ورَدَّمَه: إذا رَقَّعَهُ. رواه أبو تراب 6 عنه" 7. 114- "قال ابن الفرج: المِهزام: عصا قصيرة، وهي المرزام، وأنشد: فَشَامَ فيها مِثْلَ مِهزامِ العَصَا

_ 1 المصدر السابق 12/30، وينظر: اللسان (ضبر) 4/480. 2 التّهذيب 13/148. 3 المصدر السابق 10/280. 4 المصدر السابق 10/122. 5 في التّهذيب 6/224: ((هَدَمَ)) وفي اللسان (هدم) 12/605: ((هَدَّم)) . 6 في بعض نسخ التّهذيب 6/224: ((ابن الفرج)) وكذا في اللسان (هدم) 12/605. 7 التّهذيب 6/224.

ويُرْوَى: مثل مِرْزام" 1. 115- "روى أبو تراب لبعضهم: نَزَّرَه عن كذا؛ أي: نَزَّهَهُ" 2. (باب اعتقاب الراء والواو) 116- "روى أبو تراب 3 لبعض العرب: رُمْحٌ مَرْكوزٌ، وموكوزٌ بمعنى واحد، وأنشد: والشَّوْكُ في أَخْمصِ الرّجلين مَوكُوزُ" 4. (باب اعتقاب الرّاء والألف اللّينة) 117- "قال أبو تراب 5: سمعت مدركاً يقول: رجل أجْخَى وأجخرُ إذاكان قليل لحم الفَخِذَين، وفيهما تخاذل من العظام، وتَفَاحُج" 6.

_ 1 التهذيب 6/164،وينظر: اللسان (هزم) 12/611. 2 التّهذيب 13/169. 3 في بعض نسخ التّهذيب 10/323: ((روى ابن الفرج)) 4 المصدر السابق 10/323. 5في بعض نسخ التّهذيب 7/460: ((قال ابن الفرج ... )) 6 المصدر السابق 7/460.

أبواب اعتقاب الزاي

أبواب اعتقاب الزّاي ... (باب اعتقاب الزّاي والسّين) 118- "قال أبو تراب: سمعت أبا السميدع الحصيني يقول: الرِّجز والرِّجس: الأمر الشّديد ينزل بالنّاس" 1. 119- "قال أبو تراب: امّلَزَ من الأَمْر، وامَّلَسَ: إذا انفلت، وقد مَلَّزتُه ومَلَّستُهُ: إذا فعلت به ذلك" 2.

_ 1 الفائق 2/46. 2 التّهذيب 13/221.

(باب اعتقاب الزّاي والسّين والصّاد) 120- "أبو تراب - عن الأصمعي: يقال: بَخَزَ عَيْنَه وبَخَسَها: إذا فقأها، وبخصها كذلك" 1. (باب اعتقاب الزّاي والشّين) 121- "قال أبو تراب: قال عَرَّامٌ: نِيَّةٌ زَمَخٌ وشَمَخٌ، وزَمُوخٌ وشموخٌ. وقد زمخ بأنفه وشمخ" 2. (باب اعتقاب الزّاي والضّاد) 122- "قال مُدْرِك الكلابيّ فيما روى ابن الفرج 3 ارتمزت الفرس بالرّجل، وارتمضت به؛ أي: وثبت به" 4. 123- "روى أبو تراب للخليل: قال: التّعريز كالتّعريض في الخُصُومة" 5. 124- "أبو تراب عن مصعب الضِّبابيّ: تقوَّزَ البيت وتَقَوَّضَ، إذا انهدم، سواءٌ كان بيتَ مَدَرٍ أو شَعَرٍ" 6.

_ 1 المصدر السابق 7/213، وينظر 7/153. 2 التّهذيب 7/96. 3 في بعض نسخ التّهذيب 12/34: ((أبو تراب)) وكذا في اللسان (رمض) 7/162. 4 التهذيب 12/34. 5 المصدر السابق 2/131. 6 التهذيب 9/215.

125- "قال ابن الفرج: جاء يَهِزُّ المشي ويَهُضُّه؛ إذا مشى مشياً حسناً في تدافع" 1. (باب اعتقاب الزّاي والظّاء) 126- قال الأزهريّ: "قال أبو تراب: سمعت بعض بني سُلَيم يقول: حَمَزَه وحَمَظَه؛ أي: عَصَرَه. جاء به في باب الظّاء والزّاء" 2. باب اعتقاب الزّاي والفاء 127- "قال أبو تراب: سمعت مبتكراً يقول: زاخرته فزخرته، وفاخرته ففخرته" 3

_ 1 المصدر السابق 5/346، وينظر: اللسان (هضض) 7/248. 2 التّهذيب 4/461، وينظر: المحيط في اللغة 3/64، وينظر: اللسان (حظم) 12/140. 3 التّهذيب 7/203.

(باب اعتقاب الزّاي والقاف) 128- "أبو تراب: قال الأصمعي: زَأَبْتُ وقَأَبْتُ؛ أي: شَرِبت"1. (باب اعتقاب الزّاي واللام) 129- "روى ابن الفرج عن أبي السّميدع، أخذت بِزَغَبِ رقبته، ولَغَبِ رقبته، قال: وهي باللام في تميم، قال: وذلك إذا تبعه وقد ظنّ أنّه لم يدركه، فلحقه، أخذ برقبته أولم يأخذ" 2. 130- "قال الكسائيّ وأبو عمرو: "الزّقْمُ واللَّقْمُ: واحد، والفعل: زَقَمَ يَزْقُمُ ولَقِمَ يَلْقَم. حكى ذلك عنهما إسحاق بن الفرج" 3.

_ 1 التّهذيب 13/271. 2 المصدر السابق 8/138، 139. 3 المصدر السابق 16/205، وفي بعض النسخ من التّهذيب: ((أبو تراب عن الكسائيّ وأبي عمرو ... ))

أبواب اعتقاب السين

أبواب اعتقاب السّين ... (باب اعتقاب السّين والشّين) 131- قال الأزهريّ: "قال ابن الفرج: قال الفراء: يقال: أَلْحَقَ الحِسَّ بِالإسّ. قال: وسمعت بعض بني أسد يقول: أَلْحَقَ الحِشَّ بِالإِشِّ. قال: كأنّه يقول: ألحق الشَّيء بالشّيء؛ إذا جاءك شيء من ناحية فافعل مثله. جاء به أبو تراب في باب الشَّين والسّين وتعاقبهما" 4. 132- "قال ابن الفَرَج: قال ابن الأعرابيّ: الجَحْشُ: الجِهَادُ. قال: وتُحَوَّل الشّين سينا، وأنشد:

_ 1التّهذيب 3/395، وينظر: اللسان (حشش) 6/285، وتحبير الموشين في التعبير بالسين والشين 4أ.

يَوْماً تَرَانَا في عِرَاكِ الجَحْشِ ... نَنْبُو بأَجْلال الأُمُورِ الرُّبْشِ أي: الدّواهي العِظام" 1. 133- "قال أبو تراب: سمعت أبا مِحجَنٍ وباهلياً يقولان: تَجَشَّمْتُ الأمر وتَجَسّمْتُه؛ إذا حملتَ نفسك عليه" 2. 134- "قال أبو تراب: سَمِعْتُ عَرَّاما يقول: هو الرَّسْمُ والرَّشْمُ للأثر، ورسم3 على كذا ورشم؛ أي: كتب. وقال أبو عمرو: يقال للذي يطبع به: رَوْسَم ورَوْشَم، وراسُوم وراشُوم، مثل رَوْسَم الأكداس ورَوْشَم الأمير" 4. 135- "قال أبو تراب: سَمِعْتُ عَرَّاما يقول: الرَّسْمُ والرشمُ: الأثر، ورَسَم على كذا، ورَشَمَ؛ أي كتب. ويقال للخاتم الّذي يُخْتَم به البُرّ: الرَّوْسَم، والرَّوْشَم" 5. 136- "رَوَى أبو تراب: قال 6 ابن الأعرابيّ: تركت القوم قد ارتهسوا، وارتهشوا، وارتهست رِجْلا الدّابّة، وارتهشتا؛ إذا اصطَكَّتا، وضرب بعضها بعضاً" 7.

_ 1 التّهذيب 4/118، وينظر: اللسان (جحش) 6/271. 2 التّهذيب 10/547، 548. 3 في التّهذيب 12/422: ((ووشم)) وهو تحريف، والتصويب من اللسان (رسم) 12/241. 4 التّهذيب 12/422. 5 المصدر السابق 11/363. 6 كذا في التّهذيب 6/122 والسياق يقتضى أن يقول: قال: قال ... 7 المصدر السابق 6/122.

137- "روى ابن الفرج 1 لأبي عمرو: السَّوْذق والشّوذق: السِّوَار. قال أبو إسحاق 2: السّوذانق والشّوذانق: الصّقر" 3. 138- "أبو تراب: سَرْهَفَ غذاءه، وشرهفه، إذا أحسن غِذاءه" 4. 139- "قال أبو سعيد: سَطَأَ الرّجلُ المرأة وشَطَأَها: إذا وَطِئَها، رواه أبو تراب عنه" 5. 140- "أبو تراب - جماعة من أعراب قيس-: الشِّلَّخْفُ والسِّلّخْفُ: المضطرب الخلق" 6. 141- "ابن الفرج: الشِّلّعْقُ والسِّلّعْفُ: المضطرب الخلق" 7. 142- "أبو تراب: قال ابن الأعرابيّ: السَّناسِن والشَّناشِن: العِظامُ، وقال الجَرَنفَشُ: كَيْفَ تَرَى الغَزْوَةَ أَبْقَتْ مِنّي ... شَنَاشِنا كَخَلَقِ المِجَنِّ" 8 143- "قال أبو تراب: العَشَقُ والعَسَقُ، بالشّين والسّين: اللّزوم للشّيء لا يفارقه، ولذلك قيل للكَلِيف عَاشِقٌ، للزومه هَوَاه" 9.

_ 1 في بعض نسخ التّهذيب 8/311: ((روى أبو تراب ... )) وكذا في اللسان (شذق) 10/173. 2 في بعض نسخ التّهذيب 8/311: ((أبو تراب)) . 3 المصدر السابق 8/311. 4 المصدر السابق 6/535، وينظر: العباب (حرف الفاء) 319. 5 التّهذيب 13/25، وينظر: اللسان (سطأ) 1/95 والمادة فيه مروية عن ابن الفرج. 6 التّهذيب 7/649، وينظر: اللسان (شلخف) 9/183. 7 العباب (حرف الفاء) 330. 8 التّهذيب 12/306. 9 التهذيب 1/170.

144- "قال ابن الفرج: قال الخليل: المعَشُّ: المطلب. قال: وقال غيره: المعَسُّ: المطلب" 1. 145- "قال أبو تراب: سمعت الجعفريَّ يقول: نُخِشَ لحم الرجل، ونُخِسَ؛ أي: قَلَّ. قال: وقال غيره: نَخَشَ - بفتح النّون" 2. (باب اعتقاب السّين والشّين والياء) 146- "قال أبو تراب: قال خليفة الحصينيّ: يقال: تَعَامَسْتُ عن الأمر وتَعَامَشْتُ وتعاميت بمعنى واحد" 3. (باب اعتقاب السّين والصّاد) 147- "قال أبو تراب 4: قال الغنويّ: سخا النّار وصخاها؛ إذا فتح عينها" 5. 148- "قال أبو تراب: قال أبو عبيدة: جاء فلان يضرب أَسْدَرَيه وأَصْدَرَيه؛ أي: عِطْفَيْهِ، وذلك إذا جاء فارغاً" 6. 149- "قال أبو تراب: قال النضر: هو صُقْع الرّكيّة وأصقاعها، لنواحيها. قال: ويقال سُقْعٌ، والدِّيكُ يَسْقَعُ ويَصْقَعُ" 7

_ 1 المصدر السابق 1/71. 2 المصدر السابق 7/86، وينظر اللسان (نخش) 6/352. 3 التّهذيب 2/122. 4 في بعض نسخ التّهذيب 7/487: ((ابن الفرج)) 5 المصدر السابق 7/487. 6 التهذيب 12/355. 7 المصدر السابق 1/183.

150- "قال أبو تراب: قال الفَرَّاء: سُندوق وصُندوق، ويجمع صناديق وسناديق" 1. 151- "روى أبو تراب للخليل أنّه قال: فريصة الرّجل: الرّقبة. وفريسُها: عروقها. وفي حديث قيلة: أن جُوَيرِيَةً لها كانت قد أخذتها الفَرْصَةُ. قال أبو عبيد: العامَة تقول لها: الفَرْسه - بالسَين - المسموع من العرب بالصّاد، وهي ريح الحَدَبَةِ. قال: والفَرْس - بالسين - الكَسْر، والفَرْص: الشَّقّ" 2. 152- "قال أبو تراب: قال شَبانة 3: فَصَلَتِ المرأةُ وَلَدَهَا وفسلته؛ أي: فطمته" 4. (باب اعتقاب السّين والطّاء) 153- "روى إسحاق بن الفرج عن الأصمعيّ: بعته المَلَسَى والمَلَطَى، وهو البيع بلا عُهدة" 5.

_ 1 المصدر السابق 9/392. 2 المصدر السابق 12/166. 3 في التّهذيب 12/94 ((شَبَّاية)) بالياء، وهو تصحيف. ينظر: اللسان (ملد) 3/410، و (دغس) 6/85، و (دغس) 6/ 90، (دهمس) 6/ 103. 4 التّهذيب 12/194. 5 المصدر السابق 13/360.

(باب اعتقاب السين والعين) 154- "قال أبو الحسن اللّحيانيّ: سمعت العامريّة تقول في كلامها: تركتهم 1 سامراً بمكان كذا وعامراً. قال أبو تراب: فسألت مُصْعباً عن ذلك فقال: مقيمين مجتمعين" 2. 155- "قال ابن الفرج: سمعت أبا السَمَيدع يقول: تنطّع في الكلام وتنطّس؛ إذا تأنق فيه" 3. (باب اعتقاب السّين والفاء) 156- "أبو تراب عن الحصينيّ: ذهب منّي الأمرُ فلْتَةً وسَلْتةً؛ أي: سبقني وفاتني" 4. (باب اعتقاب السين والقاف) 157- "قال أبو تراب: قال أبو عبيدة: به أُلاقٌ وأُلاسٌ، من الأَوْلَق والألْس، وهو الجنون" 5. 158- "قال إسحاق بن الفرج: قال أبو عمرو: طَريقٌ مدعوس ومدعوق، وهو الّذي دعقه النّاس. وقال الأصمعيّ: طريق دَعْسٌ ودَعْقٌ؛ أي: مَوْطُوء كثير الآثار" 6.

_ 1 في التّهذيب 2/388: ((تركتم)) والتصويب من اللسان (سمر) 4/377. 2 التّهذيب 2/388. 3 التهذيب2/179، ويلاحظ تباعد مخرجي السين والعين في الكلمتين، وقد أشرت إلى ذلك في نقد النصوص من الدراسة. 4 التّهذيب 12/384. 5 المصدر السابق 9/311. 6 المصدر السابق 1/207.

159- "قال أبو تراب: قال أبو زيد: القِندَأْو: القصير من الرجال، وهم قِندَأْون. والسِّنْدَأْو: الفسيح من الإبل في مشيه، والجمع السِّنْدَأوون" 1. 160- "قال مُدْرِك السّلميّ فيما روى ابن الفَرَج 2 عنه: مَلَسني الرّجل بلسانه وملقني ودَرَقَني؛ أي: ليّنني وأصلح منّي، يَدْرُقُني ويملُسُني ويملُقُني" 3. (باب اعتقاب السين والكاف) 161- "روى أبو تراب عن الأصمعي: يقال: اختصر فلان الجارية، وابتسرها وابتكرها 4؛ إذا اقتَرَعَها 5 قبل بلوغها" 6. 162- "قال أبو تراب: سمعت الغنويّ يقول: ناقة ذات نسناس؛ أي: ذات سير باقٍ. قال: ويقال: بلغ من الرَّجُل نَسِيسُهُ؛ إذا كان يموت وقد أشرف على ذهاب نكيسته 7 وقد طُعِنَ في حَوْصِهِ مثلُه" 8.

_ 1 التهذيب 9/413 والدلالة مختلفة في الكلمتين، وقد نبهت على ذلك في نقد النصوص، في الدراسة. 2 في بعض نسخ التّهذيب 9/30: ((أبو تراب عن مدرك السّلميّ)) وكذا في اللسان (درق) 9/69. 3 التّهذيب 9/30. 4 قوله: ابتسرها وابتكرها هما كلمتا الاعتقاب. 5 بالقاف - كافترعها بالفاء. 6 المصدر السابق 7/105. 7 في اللسان (نسس) 6/231، ((نكيثته)) . 8 التّهذيب 12/308، وينظر اللسان (نسس) 6/231.

(باب اعتقاب السّين واللام) 163- "قال ابن الفرج: قال السّلميّ: غُسّ له الخِنجَرَ والسِّنانَ، وغُلَّهُ له؛ أي: دُسَّهُ له، وهو لا يَشْعُر به" 1. 164- قال الأزهريّ: "قال أبو تراب: قال الأصمعيّ: كَلَّسَ على القوم، وكَلَّلَ وصَمَّمَ؛ إذا حمل. وقال أبو الهيثم: كَلَّسَ فلان عن قِرْنِهِ وهَلَّلَ؛ إذا جَبُنَ وفرَّ عنه. قلت 2:وهذا أصح مِمّا روى أبو تراب" 3. (باب اعتقاب السّين والميم) 165- "قال أبو تراب: قال بعض أعراب قيسٍ: سَلَجَ الفَصِيلُ النّاقةَ ومَلَجَها؛ إذا رَضَعَها" 4. 166- "أبو تراب؛ عن مصعب: امْتَلَّ واسْتَلَّ، وانمَلَّ وانسَلَّ، بمعنى واحد" 5. (باب اعتقاب السّين والهاء) 167- "قال ابن الفرج: سمعت واقعا السّلميّ يقول: انهلَتَ يعدو، وانْسَلَتَ يعدو.

_ 1 التّهذيب 16/99. 2 القائل: الأزهريّ. 3 التّهذيب 10/61،62. 4 المصدر السابق 15/353،وينظر: اللسان (سلج) 2/299.. 5 التّهذيب 15/353، وينظر: اللسان (سلج) 2/299.

قال: وقال الفرّاء: سَلَتَهَ وهَلَتَهُ. وقال اللّحيانيّ: سَلَتَ الدَّمَ وهَلَتَه: قَشَرَه بالسّكّين" 1.

_ 1 التّهذيب 6/237، وينظر: اللسان (هلت) 2/105.

أبواب اعتقاب الشين

أبواب اعتقاب الشّين ... (باب اعتقاب الشّين والصّاد) 168- "أبو تراب: سمعت مبتكراً يقول: الوَقَشُ والوَقَصُ؛ صِغَارُ الحَطَبِ الّذي يُشَيَّعُ به النّار" 1 (باب اعتقاب الشّين والغين) 169- "أبو تراب: سمعت السّلميّ يقول: أَشْرَيتُ بين القَوم وأغريت، وأشريته به فَشَرِيَ، مثل أَغْريْتُه به فَغَرِيَ" 2. 170- "قال إسحاق بن الفرج: سمعت شُجَاعاً وحَتْرَشاً يقولان: هذه كلمة فاغية فينا؛ أي: فاشية" 3. (باب اعتقاب الشّين والفاء) 171- "روى ابو تراب عن الضّبابيّ: لَعَنَ الله أُمَّا شَطَأَت به، وفَطَأَتْ به، أي: طَرَحَتْهُ" 5. 172- "روى أبو تراب، عن أبي الوازع: نَدَفَ القطن ونَدَشَه، بمعنى واحد، قال رؤبة: في هِبْرِياتِ الكُرْسُفِ المَندُوشِ" 5

_ 1 التّهذيب 9/208، وينظر: اللسان: (وقش) 6/373، وفقه اللّغة للثّعالبيّ 48. 2 التّهذيب 11/403، وينظر: اللسان (شرى) 14/429. 3 التّهذيب 8/206. 4 التهذيب11/392. 5 المصدر السابق 11/322، وينظر: اللسان (ندش) 6/352.

173- "قال أبو تراب قال الأصمعيّ: ماءٌ لا يُنكَفُ ولا يُنزَح. قال: وقال ابن الأعرابيّ: نَكَفَ البِئرَ ونكَشَها؛ أي: نزحها" 1. (باب اعتقاب الشّين واللام) 174- "قال ابن الفرج 2: سمعت الغَنَوِيّ يقول: المُنَقِّشَةُ والمُنَقِّلَةُ من الشِّجَاجِ الّتي تَنَقَّلُ منها العظام" 3. (باب اعتقاب الشّين والنّون) 175- "أبو تراب: إنّ فلاناً لَيَمْتَشُّ من فلان، ويَمْتَشِنُ من فلان؛ أي: يُصِيبُ منه" 4

_ 1 التّهذيب 10/279. 2 في اللسان (نقش) 6/358: ((قال أبوتراب)) 3 التّهذيب 8/325. 4 التهذيب11/383، وينظر: اللسان (مشن) 13/408.

أبواب اعتقاب الصاد

أبواب اعتقاب الصّاد ... (باب اعتقاب الصّاد والضّاد) 176- قال الأزهريّ: "رَوَى أبو تراب: الكسائيّ: يقال: هذه الصِّئْبِلُ، للدّاهية. قال: وهي لغة لبني ضَبَّةَ: قال: وهي بالضّاد أعرف. قلت: وأبو عبيد رواه الضِّئبِل - بالضّاد - ولم أسمعه بالصّاد إلاما جاء به أبو تراب" 1. 177- "قال أبو تراب: سمعت زائدة يقول: صَدَّه عن الأمر وضَدَّه، أي: صرفه عنه بِرِفْق" 2.

_ 1 التّهذيب 12/194. 2 المصدر السابق 11/456، وينظر: وفاق المفهوم 146، واللسان (صدد) 3/264.

178- "أبو تراب: قال الأصمعيّ: مضمض إناءه ومصمصه، إذا حَرَّكَهُ. وقال اللّحيانيّ: إذا غسله" 1. (باب اعتقاب الصّاد والطّاء) 179- "قال أبو تراب: الشَّطائب والشَّصَائب: الشّدائد" 2. 180- "أبو سعيد: هي الشَّصَائب والشَّصائصُ 3، للشّدائد. قال أبو تراب: وقال غيره: هي الشّصائب والشّطائب، للشّدائد" 4. 181- "قال ابن الأعرابيّ: أنشد أبو محضة أبياتاً ثمّ قال: هذه بِصَراهُنَّ وبِطَرَاهنَّ. قال أبو تراب: وسألت الحُصِينيّ عن ذلك فقال: هذه الأبيات بِطَرَاوَتِهِنَّ وصَرَاوَتِهِنَّ؛ أي: بجِدَّتِهِنَّ وغَضَاضَتِهنّ" 5. 182- "قال المؤرّج - فيما روى له أبو تراب: النِّصَع والنِّطَع لواحد الأنطاع 6 وهو ما يُتخذ من الأَدَم. وأنشد لحاجز بن الجعيد الأزديّ: فَنَنحَرُهَا ونَخْلِطُهَا أُخْرَى ... كَأَنَّ سَرَاتَها نِصَعٌ دَهِين قال: ويقال: نِصْع بسكون الصّاد" 7.

_ 1 التّهذيب 11/483. 2 المصدر السابق 11/317. 3 هاتان ليستا كلمتي الباب، والمراد ما بعدهما. 4 التّهذيب 11/297. 5 المصدر السابق 12/227. 6 أصاب هذه الكلمة والتي قبلها بعض التحريف في مطبوعة التّهذيب 2/37. 7 التّهذيب 2/37.

(باب اعتقاب الصّاد والفاء) 183- "روى ابن الفرج لابن الأعرابيّ في باب الصّاد والفاء: فَئِبْتُ وصَئِبْتُ، إذا رَدِيتَ من الماء" 1. 184- "قال أبو تراب: سمعت أبا السَّمَيدع يقول: فَئِمْتُ في الشَّرَابِ وصَئِمْتُ، إذا كَرَعْتُ فيه نفساً" 2. (باب اعتقاب الصّاد والقاف) 185- "قال أبو تراب: قال الأصمعيّ: يقال: شَرِب حتّى نَصَعَ وحتّى نَقَع، وذلك إذا شَفَى غليله" 3. (باب اعتقاب الصّاد والكاف) 186- "قال أبو تراب: قال أبو محجن وغيره من الأعراب: صَلَتُّ الفَرَسَ وكلَتُّهُ؛ إذا ركضته. قال: وصببته: مِثله، ورجل مِصْلتٌ مِكَلَتٌ إذا كان ماضياً في الأمور" 4. (باب اعتقاب الصّاد واللام) 187- "قال أبو تراب: قال حترش: فصَصْتُ 5 كذا من كذا؛ أي: فصلته: وانفَصَّ منه؛ أي: انفَصَلَ، وافْتَصَصْتُهُ: افْتَرَزْتُه" 6.

_ 1 المصدر السابق 15/573. 2 التهذيب 15/573، وينظر: اللسان (فأم) 12/447. 3 التّهذيب 2/37. 4 المصدر السابق 10/138. 5 في التّهذيب 12/121 ((قصصت)) (بالقاف) وهو تصحيف، يدلّ عليه السّياق وما في اللسان (فصص) 7/67، والتاج (فصص) 4/416. 6 التّهذيب 12/121.

(باب اعتقاب الصّاد والهاء) 188- "روى أبو تراب لأبي عمرو قال: المهروع: المصروع من الجهد وقاله الكسائي" 1.

_ 1 التهذيب 1/141.

أبواب اعتقاب الضاد

أبواب اعتقاب الضّاد ... (باب اعتقاب الضّاد والطّاء) 189- "قال ابن الفرج: قال أبو عمرو: الإحباض: أن يَكُدَّ الرّجل رَكِيَّته فلا يَدَعُ فيها ماء، قال: والإِحباط: أن يذهب ماؤها فلا يعود كما كان، قال: وسألتُ الحصينيّ عنه، فقال: هما بمعنى واحد" 1. 190- أبو تراب عن أبي سعيد البغداديّ، قال: الأنواضُ والأنواطُ واحد، وهي ما نُوِّط على الإبل إذا أُوقِرَتْ، وقال رُؤبة: جاذَبْنَ بالأصْلابِ والأَنْوَاضِ" 2 191- "قال أبو تراب: سَمِعتُ الباهليّ يقول: وَخَطَهُ الشَّيْبُ، ووَخَضَهُ، بمعنى واحد" 3.

_ 1 المصدر السابق 4/222. 2 المصدر السابق 12/70. 3 المصدر السابق 7/507.

(باب اعتقاب الضّاد والظّاء) 192- "قال أبو تراب: سمعت أعرابياً من أشجَعَ يقول: بهضني هذا الأمر وبَهَظَنِي؛ أي: فدَحَني. قال: ولم يتابعه على ذلك أحد، والله أعلم" 1. 193- "قال بعض الكلابيّين - فيما روى أبو تراب: تماضَّ القوم وتماظُّوا، إذا تلاحَوا وعَضَّ بعضهم بعضاً بألسنتهم" 2. (باب اعتقاب الضّاد والعين) 194- "قال أبو تراب: سمعت الغَنَويّ يقول: العَمَدُ والضَّمَدُ: الغضب" 3. 195- "قال أبو تراب: قال أبو زيد والأصمعيّ معاً: سمعت ضَوَّةَ القَوْمِ وعَوّتَهُم؛ أي: أصواتَهم" 4. (باب اعتقاب الضّاد والغين) 196- "أبو تراب: قال الأصمعيّ: أَغَدَّ الرجُلُ فهو مُغِدٌّ، وأضَدَّ فهو مُضِدٌّ؛ أي: غضبان" 5.

_ 1 التهذيب 6/104، وينظر: اللسان (بهض) 7/122. 2 التّهذيب 11/483. 3 المصدر السابق 2/256. 4 المصدر السابق 12/96. 5 التهذيب 16/52، وفيه غضان، وهو تحريف، وينظر: الإبل للأصمعيّ 117.

(باب اعتقاب الضّاد والفاء) 197- "روى ابن الفرج عن بعضهم: غَضَضْتُ الغُصْنَ، وغضفته، إذا كسرته، فلم تُنعِم كسرَهُ" 1. (باب اعتقاب الضّاد والكاف) 198- "روى أبو تراب للأصمعيّ: هو آرَضُهُم أن يفعلَ ذاك، وآركُهُم أن يفعَلَهُ؛ أي: أخلَقُهُم. قال: ولم يبلغني ذلك عن غيره" 2. (باب اعتقاب الضّاد واللام) 199- "روى أبو تراب للفراء: رَجُل جَلْدٌ، ويبدلون اللام ضاداً: رَجُل جَضْدٌ" 3. 200- "قال ابن الفرج: قال الفراء: يقال: اضجعتُه فاضطجع. قال: "وبعضهم يقول: فالطجع 4 بإظهار اللام، وهو نادر. قال: وربّما أبدلوا اللام ضاداً كما أبدلوا الضّاد لاماً، قال بعضهم: الطِراد واضطِرادُ، لطراد الخيل. قال: "وروى إسحاق عن المعتمر بن سليمان عن ليثٍ عن مجاهدٍ والحكم قالاً: إذا كان عند اضطرادِ، وعند ظلّ السّيوف أجزَى الرّجل أن تكونَ صَلاته

_ 1 التّهذيب 16/38، وينظر: الإبدال لأبي الطَيّب 2/275، واللّسان (غضض) 7/199. 2 التّهذيب 10/354. 3 التهذيب 10/552، وينظر: الإبدال لأبي الطّيّب 2/278. 4 في التّهذيب 1/334: ((فالضجع)) بالضّاد، وهو تحريف، والتّصحيح من اللّسان (ضجع) 8/219، وهو ما يقتضيه السياق.

تكبيراً. قال: وفَسَّرَهُ ابن إسحاق: الطّراد" 1. 201- "قال أبو تراب 2:قال أبو زيد: أضهدت بالرّجل إضهاداً، وألهدت به إلهاداً، وهو أن تجور عليه وتستأثر" 3.

_ 1 التّهذيب 1/344، 335. 2 في اللسان (ضهد) 3/266: ((روى ابن الفرج لأبي زيد....)) 3 التّهذيب 6/98، وينظر: اللسان (ضهد) 3/266.

أبواب اعتقاب الطاء

أبواب اعتقاب الطّاء ... (باب اعتقاب الطّاء والظّاء) 202- قال الأزهريّ: "قال أبو تراب: سمعت الأَشْجَعِيَّ يقول: بَهَظَنِي الأمْرُ وبَهَطَنِي1 بمعنى واحد. قلت: ولم أسمعها بالطّاء لغيره" 2. 203- "روى أبو تراب عن الأصمعيّ أنّه قال: لا تذهب بما صنعت طَلَفاً ولا ظَلَفاً؛ أي: باطلاً"3. 204- "قال أبو تراب 4: قال أبو عمرو: المُغَطْغَطَةُ والمُغَظْغَظَةُ – بالطّاء والظّاء -: القِدْرُ الشّديدة الغليان" 5.

_ 1 في التّهذيب 6/181: ((بهظني)) بالظّاء المعجمة، وهو تصحيف طباعي، والتصويب من هامشه، وقد تقدمت هذه المادة في باب الضاء والظّاء، وهي هنا برواية أخرى مختلفة. 2 التّهذيب 6/181، ينظر: اللسان (بهط) 7/266. 3 التّهذيب 13/350. 4 في بعض نسخ التّهذيب 16/59: ((روى ابن الفرج لأبي عمرو ... )) . 5 المصدر السابق 16/59.

(باب اعتقاب الطّاء والعين) 205- "روى ابن الفرج 1 لبعض بني كلاب: أنّه قال: مررت على عَرَقَة الإبل وطرقتها؛ أي: على أثرها" 2. (باب اعتقاب الطّاء والغين) 206- "أبو تراب عن الأصمعيّ: غَسَمَ الليلُ وأَغْسَمَ إذا أَظْلَمَ. قال: والغَسَم والطَّسَم عند الإمساء، وفي السّماء غُسَمٌ من سحاب وأَغْسَامٌ، ومثله أَطْسَامٌ من سَحاب ودُسَمٌ وأدسامٌ، وطُلَسٌ من سحاب، وقد أغسمنا في آخر العَشِيِّ" 3. (باب اعتقاب الطّاء والقاف) 207- "قال أبو تراب: سمعتُ بعضَهم يقول: احتَطَبَ عليه في الأمر واحتَقَبَ بمعنى واحد" 4. 208- قال الأزهريّ: "قال اللحياني: الصَّعوط والسّعوط 5 بمعنى واحد. وروى أبو تراب له في كتابه: خطيب مِصْطَعٌ ومِصْقَعٌ، بمعنى واحد" 6.

_ 1 في بعض نسخ التّهذيب 16/238: ((روى أبو تراب)) . 2 المصدر السابق 16/238. 3 المصدر السابق 8/44. 4 المصدر السابق 4/394. 5 التعاقب ليس في هاتين الكلمتين، وإنما هو فيما يأتي من كلام أبي تراب في قوله: مِصْطَع ومِصْقَع. 6 التّهذيب 1/492.

209- "قال أبو تراب: سمعت عَرّاما يقول: عَفَقَ بها وعَفَطَ بها إذا ضَرَطَ" 1. 210- "قال أبو تراب: قال الخليل 2: الممشوط الطّويل الدَّقيق. قال: وغيره يقول: هو الممشوق" 3. 211- "قال زائدة البكريّ وحَتْرَشٌ فيما روى أبو تراب عنهما: هو يَنتَبِقُ الكلامَ انتباقاً، ويَنتَبِطُهُ؛ أي: يستخرجه" 4. (باب اعتقاب الطاء واللام) 212- "قال أبو تراب: سمعت بعض قيس يقول: اشمعطَّ القوم في الطلب، واشمعلّوا، إذا بادروا فيه، وتفرّقوا. واشمعلّت الإبل واشمعطّت إذا انتشرت" 5. 213- "قال بعض الأعراب: الطَّخِيفة واللَّخِيفة: الخَزِيرة - رواه أبو تراب" 6. 214- "أبو تراب عن خليفة: نَشَلَتْهُ الحيّةُ ونَشَطَتْهُ بمعنى واحد" 7.

_ 1 المصدر السابق 2/184. 2 في التّهذيب 11/319: ((قال الخيل)) وهو تحريف، والتصويب من اللسان (مشط) 7/403. 3 التّهذيب 11/319. 4 المصدر السابق 9/201. 5 التهذيب 3/326، وينظر: اللسان (شمعط) 7/337. 6 التّهذيب 7/245. 7 اللسان (نشل) 11/662 ولم أجده في التّهذيب.

(باب اعتقاب الطّاء والنّون) 215- "أبو تراب عن أبي محجن: التَّنَوُّل لا يكون إلا في الخير؛ والتَّطَوُّل، قد يكون في الخير والشّرّ" 1.

_ 1 التّهذيب 15/373.

أبواب اعتقاب الظاء

أبواب اعتقاب الظّاء ... (باب اعتقاب الظّاء والعين) 216- "روى أبو تراب للأصمعيّ: طار القوم شَظاظاً وشَعاعاً. وأنشد لرويشد الطّائيّ يصف الضَّأن: طِرْنَ شَظَاظاً بين أَطْرافِ السَّنَدْ لا تَرْعَوِي أمٌّ بها عَلَى وَلَدْ كأَنَّمَا هَايَجَهُنَّ ذُو لِبَدْ" 1 (باب اعتقاب الظّاء واللام) 217- "قال أبو تراب: قال بعض بني سُلَيم: فلان مُحَافِظ على حَسَبِهِ ومُحَافِلٌ عليه؛ إذا صانه" 2.

_ 1 التّهذيب 11/271، وينظر: التكملة (شظظ) 4/198. 2 التّهذيب 5/77.

أبواب اعتقاب العين

أبواب اعتقاب العين ... (باب اعتقاب العين والغين) 218- "قال أبو تراب: قال الخليل: الثُعْبان: ماء، الواحد ثَعْبٌ. قال: وقال غيره: هو الثّغب بالغين" 4. 219- "ابن الفرج: سمعت جماعة من أعراب قيس يقولون: الشِّلَّغْفُ والشِّلّعفُ المضطرب، بالعين والغين" 5.

_ 4 المصدر السابق 2/333. 5 اللسان (شلغف) 9/183، وينظر: التّهذيب 8/229.

أبواب اعتقاب الغين

أبواب اعتقاب الغين ... (باب اعتقاب الغين والقاف) 254- "روى ابن الفرج 4 لبعض العرب: مشغه مائة سَوْط ومشقة مائة سَوْط؛ إذا ضربه" 5. 255- "قال أبو تراب: سمعت الحُصَيني يقول: سمعت نَغْيَةَ حَقٍّ ونَقْيَةَ حَقٍّ، أي: كلمة حقٍّ" 6. (باب اعتقاب الغين والكاف) 256- "قال ابن الفرج: سمعت سُليمان الكلابيّ يقول: داغ القومُ وداكوا: إذا عَمَّهُم المرض، والقوم في دوغة من المرض وفي دوكة، إذا عمّهم وآذاهم وقال غيره: أصابتنا دوغة؛ أي: بردٌ.

_ 4 في بعض نسخ التّهذيب 16/188: ((أبو تراب ... )) وكذا في اللسان (مشغ) 8/450. 5 التّهذيب 16/188، وينظر: العباب (حرف الغين) 76. 6 التّهذيب 9/320.

وقال أبو سعيد: في فلان دوغة ودوكة؛ أي: حمقٌ" 1. 257- "قال أبو تراب: سمعت أبا مِحْجَن يقول: غَنَظَه وكَنَظَه؛ إذا ملأه وغمَّه" 2. 258- "قال أبو تراب: المِغَمّة والمكمَّة: شيء يوضع على أنف الحِمار كالكيس؛ وكذا الغِمامة والكمَامة" 3. (باب اعتقاب الغين والهاء) 259- "قال أبو تراب: سمعت شَبانَةَ يقول: هذا أمرٌ مُدَغْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ إذا كان مستوراً" 4. 260- "قال ابن الفرج: سمعت أبا الجَهْم الجعفريّ يقول: نَهْضَنا إلى القَوْمِ ونَغَضْنَا إِلَيْهِم بمعنى واحد" 5.

_ 1 التهذيب 8/169، وينظر: اللسان (دوغ) 8/425، والعباب (حرف الغين) 76. 2 التّهذيب 10/159. 3 المصدر السابق 9/467، وينظر: التكملة (كمم) 6/140. 4 التّهذيب 8/233، وينظر: اللسان (دغس) 6/85،وقد تقدم مثل هذا النص في باب الخاء والهاء. 5 التّهذيب 6/102.

أبواب اعتقاب الفاء

أبواب اعتقاب الفاء ... (باب اعتقاب الفاء والقاف) 261- "قال أبو تراب: سمعت الحصينيّ يقول: هم لا يقانون ما لهم ولا يُفَانُونَه بَالقَافِ والفاء؛ أي: ما يقومون عليه" 1. (باب اعتقاب الفاء والكاف) 262- "ثعلب عن ابن الأعرابيّ: إذا جاء الرّجل ومعه صبيانه قلنا: جاء بحِسْكِلِه وبحِسْفِلِه وحَمَكِهِ ودَهْدائه.

_ 1 المصدر السابق 9/317.

وقال ابن الفرج: الحساكِل والحسافِل 1: صغار الصّبيان، يقال: مات فلان وخلّف يتامى حَساكِل، واحدها حِسْكِل، وكذلك صغار كلّ شيء حَسَاكِل" 2. 263- "ابن الفرج عن عُرَّام: أزحَفَ الرّجل وأزحك إذا أعيت به دابّته" 3. 264- "قال أبو تراب: سمعت الثّعلبيّ يقول: فَرَسٌ فُلَّتٌ كُلَّتٌ، وفُلَتٌ كُلَتٌ؛ إذا كان سريعاً" 4. 265- "روى أبو تراب في باب الكاف والفاء: الأفعى تَكِشُّ وتَفِشُّ 5، وهو صوتها من جلدها، وهو الكشيش والقشيش. قال: والفحيح: صوتها من فيها. قال: وقال بعض قيس: البكر يَكِشُّ ويَفِشّ، وهو صوته قبل أن يهدر" 6. 266- "أبو عمرو: لَفَأه بالعصا ولكَأه، إذا ضربه بها. ولفأه حَقَّه، إذا أعطاه كلّه. قال: ولفَأه حقه؛ إذا أعطاه أقلّ من حقّه. قال أبو سعيد: قال أبو تراب: أحسب هذا الحرف من الأضداد" 7. (للبحث بقية في العدد القادم – إن شاء الله -)

_ 1 ويروى أيضاً ((الحساقل)) بالقاف، وقد ذكره ابن منظور في اللسان في ثلاثة مواضع (حسفل) وحسقل) و (حسكل) 11/153، وكذلك في القاموس (حسفل) و (حسقل) و (حسكل) 1272. 2 التّهذيب 5/306. 3 المصدر السابق 4/94. 4 التهذيب 10/137. 5 في المصدر السابق 9/425: ((تقش)) بالقاف، وهو تصحيف يدلّ عليه قوله: باب الكاف والفاء، وما في اللسان (كشش) 6/341. 6 التّهذيب 9/425. 7 المصدر السابق 15/382، وينظر: العباب (حرف الهمزة) 110.

بقية أبواب اعتقاب الفاء

بقية أبواب اعتقاب الفاء ... أبو تراب الغوي وكتابه الإعتقاب (القسم الثاني) إعداد: د. عبد الرزاق بن فراج الصاعدي الأستاذ المشارك في كلية الغة العربية في الجامعة (باب اعتقاب الفاء واللام) 267- أبو تراب عن الكلابيّ: "وادٍ جَرِل، إذا كان كثيرَ الجِرَفَةِ، والعَتَبُ والشَّجَر". قال: وقال حَتْرش: "مكان جَرِل، فيه تَعَادٍ واختلاف". قال: وقال غيره من أعراب قيس: "أرض جَرِفة مختلفة، وقِدْحٌ جَرِفٌ ورجل جَرِفٌ كذلك"1. 268- قال ابن الفرج: "تغلّف بالغالية إذا كان ظاهراً، وتغلّل بها إذا كان داخلاً في أصول الشَّعَر"2. (باب اعتقاب الفاء والميم) 269- أبو تراب عن بعض بني سُليم: "في الغِرارة ثُفْلة من تمر، وثُمْلة من تمر؛ أي: بقيّة منه"3. 270- قال أبو تراب: قال زائدة القَيسِيّ: "خَضَفَ بها وخَضَمَ بها؛ إذا ضَرَطَ". قال: وقاله عرّام، وأنشد للأغلب: إن قَابَلَ العِرسَ تَشَكَّى وخَضَمْ"4 271- روى ابن الفرج5 عن أعرابيّ أنه قال: "أصفقت الباب وأصمقتُه بمعنى أغلقته.

_ 1 التّهذيب 11/29. 2 العباب (حرف الفاء) 482. 3 التّهذيب 15/91. 4 التّهذيب 7/119. 5 في اللسان (صفق) 10/204: "روى أبو تراب ... "

وقال غيره: هي الإجافةُ دون الإغلاق"1. 272- روى إسحاق بن الفرج عن شبانة2 الأعرابيّ أنه قال: "غُلامٌ أُملودٌ وأُفلوذٌ إذا كان تاماً مُحْتَلماً شَطْباً"3. (باب اعتقاب الفاء والهاء) 273- قال ابن الفَرَج4: "سمعت عَرَّاماً يقول: تاه بَصَرُ الرجل وتاف؛ إذا نظر إلى الشيء في دوام، وأنشد: فَمَا أَنسَ مِن أشياءَ لا أَنسَ نَظْرتي ... بِمَكَّةَ إِنِّي تَائِفُ النَّظَرَاتِ وتَافَ عَنِّي بَصَرُك وتاه؛ إذا تَخَطَّى"5. 274- قال الجوهري: "وهَرْهَرْتُ الشيء: لغة في فَرْفَرْتُهُ، إذا حَرّكتَه. وهذا الحرف نقلته من كتاب الاعتقاب لأبي تراب من غير سماع"6.

_ 1 التّهذيب 8/376. 2 في الأصل: شبابة، وهو تصحيف، والتصويب من اللسان (ملد) 3/410، والتاج (ملد) 2/505. 3 التّهذيب 14/133، وفيه اعتقاب آخر بين الدال والذال، وقد تقدم في بابه، وقد أشرت إليه في الدّراسة في نقد النصوص، وقد يكون ثمّة تصحيف. 4 في اللسان (توف) 9/19: "أبو تراب". 5 التّهذيب 6/397. 6 الصحاح (هرر) 2/854، ولم أجده في التّهذيب.

أبواب اعتقاب القاف

أبواب اعتقاب القاف ... (باب اعتقاب القاف والكاف) 275- ابن الفرج: "الحَسَاكل والحَسَاقل1 صغار الصّبيان؛ يقال: مات فلان وخَلَّفَ يَتَامَى حَسَاكل، واحدهم حِسْكِل، وكذلك صغار كلّ شيء حَسَاكل"2. 276- قال ابن الفرج: " ... قال: والزّحاليك والزّحاليق واحد. ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: "والتَّزَحْلُكُ: التزحلق، وهي الزّحاليك والزّحاليق"3. 277- قال أبو تراب: قال الأصمعيّ: "شقأ نابُ البعير وشَكَأَ، إذا طلع فشَقَّ اللَّحْم"4. 278- أبو تراب عن الأصمعيّ: "إبل شُوَيقِئة وشويكئة حين يطلع نابها، من شقأ نابه وشكأ وشاك - أيضاً، وأنشد: شُويقيّة النَّابَينِ تَعْدِلُ دَفَّها ... بأَفْتَلَ من سَعَدانه الزَّورِ بائنِ وقال آخر: عَلَى مُسْتَظِلاتِ العُيُونِ سَوَاهِم ... شُوَيكئةٍ يَكْسُو بُرَاهَا لُغامُهَا"5 279- قال إسحاق بن فرج6: "سمعت أعرابياً يقول: عَقَدَ فلانُ بن

_ 1ينظر: التعليق على هذه الكلمة في المادة رقم (262) من هذا البحث. 2 اللسان (حسكل) 11/153، وقد تقدم هذا النص في باب الفاء والكاف برقم (262) . 3 التّهذيب 5/306. 4 التّهذيب 10/301. 5 التّهذيب 9/210، وينظر: التاج (شقأ) 1/80. 6 هكذا بدون (أل) التعريف، ولعله سهو.

فلان عُنقه إلى فلان؛ إذا لجأ إليه، وعكدها"1. 280- قال ابن الفرج: "كان ذلك في إقحاط الزَّمَان وإكحاط الزَّمَان، أي في شِدَّته"2. 281- قال الأزهريّ: "قال ابن الأعرابيّ: خرج فلان يَتَقَّمَّهُ في الأرض: لا يدري أين يذهب. وقال أبو سعيد: ويَتَكَمَّهُ مثله، رواه أبو تراب في كتابه"3. 282- قال أبو تراب: قال شُجَاع: غُلامٌ قُدُرٌّ وكُدُرٌّ، وهو التَّامّ دون المُحْتَلِم"4. 283- قال أبو سعيد فيما روى عنه أبو تراب: قَصَمَ راجعاً، وكَصَمَ راجعاً إذا رجع من حيث جاء ولم يتمّ إلى حيث قَصَدَ، وأنشد بيت عَدِيّ بن زيد: وأَمَرْنَاهُ بِهِ مِن بَيْنِهَا ... بَعْدَ ما انْصَاعَ مُصِرّاً وكَصَمْ"5 284- قال أبو تراب: "قال عرام: هذه قُمْزَةٌ من تَمْرٍ وكُمْزَةٌ، وهي الفِدْرَةُ كجثمان القطا أو أكثر قليلاً، والجَمِيعُ: كُمَزٌ وقُمَزٌ"6. 285- روى أبو تراب عن أبي العَمَيثل، يُقَالُ: نُقِتَ العَظْمُ ونُكِتَ، إذا أُخْرِجَ مُخُّهُ، وأنشد:

_ 1 اللسان (عقد) 3/298، ولم أجده في التّهذيب. 2 التّهذيب 4/30. 3 التهذيب6/6. 4 التّهذيب 10/108، وينظر: اللسان (كدر) 5/135. 5 التّهذيب 10/45، وينظر: اللسان (كصم) 12/519. 6 التّهذيب 10/105، وينظر: اللسان (نقت) 2/100.

وَكَأَنَّهَا في السِّبِّ مُخَّةُ آدبٍ ... بَيْضَاءُ أُدّبَ بدؤُها المَنقُوتُ"1 (باب اعتقاب القاف واللام) 286- قال ابن الفرج: سمعت الحُصينيّ يقول: "هو أَفْلَسُ من ضَارِبِ قِحْفِ اسْتِهِ، ومن ضارب لِحْفِ اسْتِهِ. قال: وهو شقّ الاست، وإنما قيل ذلك؛ لأنه لا يجد شيئاً يلبسه؛ فتقع يدُه على شُعب أسته"2. 287- قال أبو تراب: سمعت الحصينيّ يقول: "قطّيتُ على القَومِ وتَلَطَّيْتُ عليهم، إذا كانت لي عندهم طَلِبَةٌ فأخذتُ من مالهم شيئاً فسبقت به"3. (باب اعتقاب القاف والميم) 288- قال أبو تراب: "سمعتُ شمراً وأبا سعيد يقولان: رجل حُزُقَّةٌ وحُزُمَّةٌ إذا كان قصيراً"4. 289- أبو تراب عن السّلميّ: "صَقَلَه5 بالعصا وصَمَلَه: إذا ضربه بها"6.

_ 1 التّهذيب 9/59، وينظر: التاج (نقت) 1/592. 2 التّهذيب 5/69، وينظر: اللسان (لحف) 9/315. 3 التّهذيب 9/241. 4 التّهذيب 4/27. 5 في التّهذيب 12/200 "صنقله" ولعله تحريف، والتصويب من التكملة (صمل) 5/415. 6 التّهذيب 12/200.

(باب اعتقاب القاف والنّون) 290- قال أبو تراب1: "سمعت عرّاماً يقول: كذبت عَذَّاقته وعَذَّانته2، وهي استه. وامرأة عَذَقَانةٌ وشَقَذَانةٌ، وغَذَوَانةٌ، أي: بَذيّةٌ سَلِيطة. وكذلك امرأة سَلَطانةٌ وسَلَتانةٌ"3. (باب اعتقاب القاف والهاء) 291- أبو تراب: قال الأصمعيّ: "مَرَّ فُلان يَهْزَعُ ويَقْزَعُ، أي: يَعْرُجُ، وهو أن يعدوَ عدواً شديداً - ايضاً"4. 292- روى ابن الفرج5 عن مُدْرِك، يقال: "للرّجل قَوْمٌ يقمِشونَ له، ويهمشون له، بمعنى واحد"6.

_ 1 في اللسان (عذق) 10/239: " قال ابن الفرج". 2 كذا في التّهذيب 1/213 "عذّانته" بالنون، ومثله في اللسان (عذن) 13/281، والتاج (عذن) 9/286، وجاء في اللسان (عذق) : "عذّابته" بالباء. 3 التّهذيب 1/213، وقوله "سَلَطانة وسَلَتانة" ورد في باب اعتقاب التاء والطاء. 4 التّهذيب 1/133. 5 في اللسان (قشم) 12/484: "أبو تراب عن مُدْرِك ... " 6 التّهذيب 8/337، وينظر: اللسان (قشم) 12/484.

أبواب اعتقاب الكاف

أبواب اعتقاب الكاف ... (باب اعتقاب الكاف واللام) 293- قال أبو تراب: قال الفراء: "كَفَخَه كَفْخاً؛ إذا ضَرَبَه. وقال أبو زيد: لَفَخَهُ لَفْخاً على رأسه، إذا ضَرَبَه"7.

_ 7 التّهذيب 7/43.

(باب اعتقاب الكاف والميم) 294- روى أبو تراب عن عقبة السّلميّ أنه قال: "كَدَشْتُ من فلان شيئاً، واكتَدَشْتُ، وامْتَدَشْتُ؛ إذا أصبت منه شيئاً"1. (باب اعتقاب الكاف والنّون) 295- قال ابن الفرج: قال أبو عمرو: الكَعْظَلَةُ والنَّعْظَلَةُ2: العَدْوُ البَطِئ. وأنشد: لا يُدْرَكُ الفَوْتُ بِشَدٍّ كَعْظَلِ ... إلا بإجْذَامِ النَّجَاءِ المُعْجَلِ"3 (باب اعتقاب الكاف والهاء) 296- قال ابن الفرج: "سمعت خليفة يقول: للبيت كِواءٌ كَثِيرةٌ وهِواءٌ كثيرة، والواحدة كَوّة وهَوّة، وأمّا النّضر فإنه زعم أنّ الهَوَّةَ بمعنى الكوّة تجمع هُوىً، مثل قرية وقُرىً"4.

_ 1 التّهذيب 10/8،9، وينظر: التاج (كدش) 4/343. 2 في التّهذيب 3/310: "النغظلة" بالغين، ولعلّه تصحيف، يدل عليه ما في اللسان (كعظل) 11/588، والتكملة (كعظل) 5/503. 3 التّهذيب 3/310، وينظر: التكملة 5/503، واللسان (كعظل) 11/588. 4 التّهذيب 6/496، وينظر: اللسان (هوا) 15/374.

أبواب اعتقاب اللام

أبواب اعتقاب اللام ... (باب اعتقاب اللام والميم) 297- قال أبو تراب: "سمعت مبتكراً السّلميّ يقول: دَقَل فلانٌ لَحْيَ الرّجل ودَقَمَه، إذا ضرب فمه وأنفه. والدّقل لا يكون إلا في اللَّحْي والقَفَا، والدَّقْمُ في الأنْفِ والفَمِ"5.

_ 5 التّهذيب 9/32، وينظر: التاج (دقل) 7/323.

298- روى ابن الفرج لأبي عمرو: يقال: مَقِسَتْ نَفْسُهُ تَمْقَسُ فَهِيَ مَاقِسةٌ إذا أَنِفَتْ، وقال مرةً خَبُثَتْ، وهي بمعنى لَقِسَتْ"1. (باب اعتقاب اللام والنّون) 299- قال أبو تراب: قال المُؤَرِّجُ: "حَطَبٌ جَزْنٌ وجزلٌ، وجَمْعُهُ: أجزُنٌ وأَجْزُلٌ، وهي الخشب الغلاظ. قال جَزْء بن الحارث: حَمَى دُونَه بالشَّوك والتّفَّ دُونَهُ ... من السِّدْر سُوقٌ ذاتُ هَوْلٍ وأجْزُنِ"2 300- قال ابن الأعرابيّ: "الحَقْلَةُ3 والحَقْنَةُ وَجَعٌ يكون في البطنِ، والجميع أَحْقَالٌ وأَحْقَانٌ، رواه أبو تراب"4. 301- روى ابن الفرج - عن بَعضِهم - أنه قال: "هو خَامِلُ الذِّكر، وخَامِنُ الذِّكْر، بمعنى واحد"5. 302- قال أبو تراب: سَمِعتُ السُّلَمِيّ يقول: رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَطَايَرُ شِلَّمُهُ وشِنَّمُهُ؛ أي شراره من الغضب، وأنشد: إن تحمليه ساعةً فَرُبَّما ... أطار في حُبِّ رِضاكِ الشِّلَّمَا6 -303قال أبو تراب: سمعت غير واحد من الأعراب يقول: فلانٌ

_ 1 التّهذيب 8/425. 2 التّهذيب 10/623، 624. 3 في التّهذيب 4/65: "الحَلْقَة" وهو تحريف يدلّ عليه الجمع في آخر النصّ، وما في اللسان (حقل) 11/160. 4 التّهذيب 4/65، وينظر: اللسان (جزن) 13/88. 5 التّهذيب 7/429. 6 اللسان (شلم) 12/325، وينظر: التّهذيب 11/369.

عِسْلُ مَالٍ وعِسْنُ مال؛ إذا حسن القيام عليه"1. 304- أبو تراب: قال بعض قبائل غَنِيّ: "يقال لَجْلَجْتُ المُضْغَةَ ونَجْنجَتْهَا؛ إذا حَرَّكتَها في فِيكَ ورَدَّدْتَهَا، فلم تبتلعها"2. 305- قال أبو تراب: "سمعت شُجاعاً السُّلَمِيّ يقول: لكع الرَّجُلُ الشَّاة؛ إذا نهزها، ونكعها؛ إذا فعل بها ذلك عند حلبها، وهو أن يضرب ضرعها لِتَدرَّ"3. 306- قال أبو تراب: "يقال: لاصَ عن الأمر وناص: بمعنى حادَ. وقال أبو سعيد اللحياني: أَلَصْتُ أن آخُذَ منه شَيئاً أُلِيصُ إلاصَةً، وأنَصْتُ أُنِيصُ إِنَاصَةً؛ أي: أَرَدْتُ"4. 307- أبو تراب عن الكِلابيّ: "امْتَشَلْتُ النَّاقَةَ وامتَشَنتها؛ إذا حَلَبْتَهَا"5. 308- أبو تراب: "يقال للمَنجَنِيقِ: المِنجَلِيقُ"6. (باب اعتقاب اللام والواو) 30- قال أبو تراب7: "قال السّلميّ: الوَخِيفَةُ واللَّخِيفة والحَزِيرة:

_ 1 التّهذيب 2/101- 102،وينظر: التكملة (عسن) 6/275، واللسان (عسن) 13/285. 2 التّهذيب 10/505. 3 التّهذيب 1/315، وينظر: اللسان (نكع) 8/364. 4 التّهذيب 12/240. 5 اللسان (مشن) 13/408. 6 التّهذيب 9/378. 7 في بعض نسخ التّهذيب 7/393: "قال ابن الفرج...."

واحد. وهي من أطعمة الأعراب، وقريب منها: السَّخِينة"1. 310 – قال أبو تراب: قال: "وعبد أَلْكَعُ أَوْكَعُ، وامْرَأَةٌ لَكْعَاءُ ووَكْعَاءُ، وهي الحَمْقَاءُ"2. (باب اعتقاب اللام والياء) 311- روى أبو تراب3 للكسائيّ: "هو خَاتِلٌ له وخاتٍ له؛ بمعنى واحد، وقال أوس بن حجر: يَدِبُّ إليه خَاتِياً يَدَّرِِي لَهُ ... لِيَعْقِرَهُ في رَمْيهِ حِينَ يُرْسِلُ"4 312- أبو تراب: "تَزَلَّقَ فُلانٌ وتَزَيَّقَ؛ إذا تَزَيَّنَ"5.

_ 1 التّهذيب 7/393. 2 التهذيب1/315. 3 في بعض نسخ التّهذيب 7/515: "أبو الفرج عن الكسائي ... " 4 التّهذيب 7/515. 5 اللسان (زلق) 10/144، ولم أجده في التّهذيب

أبواب اعتقاب الميم

أبواب اعتقاب الميم ... (باب اعتقاب الميم والنون) 313- روى أبو تراب لأبي عمرو الشّيبانيّ: يقال: "إبْزِيمٌ وإبْزِين، ويُجْمَعُ أبازين، وقال أبو دُواد أيضاً في صِفَةِ الخَيل: مِنْ كُلّ جَردَاءَ قَدْ طَارَتْ عَقِيْقَتُهَا ... وكلِّ أَجْرَدَ مُسْتَرخِي الأبَازِينِ"6 314- قال ابن الفرج: "سمعت السّلميّ يقول: جَنَشَ القومُ للقوم وجمشوا لهم؛ أي: أقبلوا إليهم. وأنشد: أَقُولُ لعَبَّاسٍ وقَدْ جَنَشَتْ لَنَا ... حُيَيٌّ وأَفْلَتْنَا فُوَيْتَ الأظافِرِ"7

_ 6 التّهذيب 13/227. 7 التّهذيب 10/537، 538، وينظر: اللسان (جنش) 6/276

315- روى أبو تراب لأبي مالك: "المُدَمَّسُ والمُدَنَّس بمعنى واحد، وقد دَنِسَ ودَمِسَ". وقال أبو زيد: "المُدَمَّس: المخبوء". وقال أبو تراب: المدمَّس: الذي عليه وَضَر العَسَل، وأَنكَرَ قول أبي زيد"1. 316 - قال أبو تراب: قال أبو عمرو: "الدِّمْدِم: أُصُول الصِّلِّيان2 المحيل، في لُغَةِ بَني أَسَد، وهو في لغة بني تميم: الدِّندِن"3. 317- قال ابن الفرج: "سمعتُ جماعةً من قيسٍ يقولون: فلان يَعْثِمُ ويَعْثِنُ؛ أي: يجتهد في الأمر ويُعْمِلُ نَفْسَهُ فيه"4. 318- قال أبو تراب: "سمعت أبا سعيد وغيره من أهل العلم يقولون: إِدَاوَةٌ مقموعة ومقنوعة، بالميم والنّون: خُنِثَ رَأسُهَا"5. 319- روى أبو تراب6 عن بعض العرب: "امتَتَحْتُ الشَّيءَ وانتَتَحْتُه وانتزعته بمعنى واحد"7.

_ 1 التّهذيب 12/379. 2 في التّهذيب 14/82:"الصِّلِّبان" بالباء الموحّدة، وهو تصحيف، والتصويب من اللسان (دمم) 12/209، والقاموس (دمم) 1432. 3 التّهذيب 14/82. 4 التّهذيب 2/336، وينظر: اللسان (عثم) 11/385، والتاج (عثم) 8/389. 5 التّهذيب 1/294. 6 في بعض نسخ التّهذيب 4/444: "روى ابن الفرج" 7 التهذيب 4/444.

320- قال أبو تراب: "وسمعت واقعاً يقول: مَثَّ الجُرْحَ ونَثَّهُ؛ إذا دَهَنَهُ. وقال ذلك عرّامٌ"1. 321 - قال أبو تراب: قال الفراء وأبو سعيد: "مَسَخَه الله قِرْداً، ونَسَخَه قِرْداً: بمعنى واحد"2. 322 - قال ابن الفرج: "سمعت شُجَاعاً السُّلَمِيّ يقول: أَمْضَحْتُ عِرْضي وأَنضَحْتُهُ؛ إذا أَفْسَدْتُهُ، وقال خَلِيفة: أَمْضَحْتُهُ إذا أنهبتَهُ النَّاس"3. 323- قال أبو تراب: "يقال انتَطَلَ فلانٌ من الزِّقِّ نَطْلَةً، وامتَطَلَ مَطْلَة؛ إذا اصْطَبَّ منه شيئاً يسيراً. ويقال: "نَطَلَ فُلانٌ نفسَهُ بالماء نَطْلاً؛ إذا صَبَّ عليه منه شيئاً بعد شيءٍ يَتَعَالَجُ به"4. (باب اعتقاب الميم والهاء) 324- قال أبو تراب: "سمعتُ عَرَّاما يقول: طَمَّسَ في الأرض، وطَهَّسَ، إذا دَخَلَ فيها: إمّا راسخاً، وإمّا واغِلاً، وقاله شُجَاعٌ - أيضاً – بالهاء"5.

_ 1 التّهذيب 15/72، وينظر: اللسان (مث) 2/189. 2 التّهذيب 7/182. 3 التّهذيب 4/214، وينظر: اللسان (نضح) 2/618. 4 التّهذيب 13/346. 5 التّهذيب 6/115، وينظر: اللسان (طهس) 6/127، وفيه: طَمَسَ وطَهَسَ من غير تضعيف العين.

325- قال أبو تراب سمعت الخُصيبيّ1 يقول: "مَرَدَهُ وهَرَدَهُ؛ إذا قَطَعَه وهَرَطَ عِرْضَهُ وهَرَدَهُ2، ومن أمثالهم: تَمَرَّدَ مَارِدٌ وعَزَّ الأبلَقُ، وهما حِصنان في بلاد العرب غَزَتْهُمَا الزَّبَّاء، فامتنعا عليها، فقالت هذه المقالة، وصارت مثلاً لكُلّ عَزِيز ممتنع، والمرِّيدُ الخَبِيثُ"3. 326- أبو تراب عن واقع: "بعير نَمِشٌ ونَهِشٌ؛ إذا كان في خُفِّه أثرٌ يَتَبَيَّن في الأرض من غير أثره"4. (باب اعتقاب الميم والواو) 327- أبو تراب عن الأشجعيّ: يقال: "ما أدري أين طَمَسَ وأين طَوَّسَ؛ أي: أين ذَهَبَ"5. 328- أبو تراب الطَّوَاطِمُ والطَمَاطِمُ العُجْمُ، وأنشد للأفوه الأوديّ: كالأسود الحَبَشِيّ الحَمْشِ يَتْبَعُهُ سُودٌ طماطمُ في آذانها النُّطَفُ"6

_ 1 كذا في التّهذيب 14/119، واللسان (مرد) 3/402، والتاج (مرد) 3/499، ولعلّ الصواب: الحُصينيّ، وهو ينقل عنه بكثرة. 2 في التّهذيب 14/119 " هدده" وهو تحريف، والتصويب من اللسان (مرد) 3/402. 3 التّهذيب 14/119، وينظر: اللسان (مرد) 3/402. 4 التّهذيب 11/383. 5 التّهذيب 13/26، وينظر: اللسان (طوس) 6/127. 6 التّهذيب 14/59، وينظر: اللسان (طمم) 12/371.

أبواب اعتقاب النون

أبواب اعتقاب النون ... (باب اعتقاب النّون والهاء) 329 - قال الأصمعيّ فيما روى له ابن الفَرَج: "نَزَأْتُ الرّاحلَةَ

وهَزَأتُهَا؛ إذا حَرَّكْتَهَا"1. (باب اعتقاب النّون والواو) 330 - أبو تراب عن الحُصَيِنِي قال: "أَنضَفَتِ النَّاقَةُ وأوْضَفَتْ؛ إذا خَبَّتْ. وأَوْضَفْتُهَا فَوَضَفَتْ؛ إذا فَعَلَتْ"2. 331- قال أبو تراب: "سمعت أبا الجهم الجعفريّ يقول: سمعت منه نَغْمَةً ووَغْمَةً عرفتها، قال: والوغم: النغمة وأنشد: سَمِعْتُ وَغْماًمِنك يا بَلْهَيْثَمِ ... فَقُلتُ لَبَّيهِ ولم أُهَتِّمِ"3 (باب اعتقاب النّون والياء) 332- أبو عبيد: الأمويّ، قال: "الزِّنجيل الضّعيف من الرّجال". قال: وقال الفَرَّاء: "الزيجيل بالياء". وقال أبو تراب، قال مزاحم: "الزِّنجيل القَوِيُّ الضَّخم"4. 333- قال أبو تراب: "سَمِعْتُ العَبْسِيِّين يقولون: فَنَّش الرجل عن الأمر، وفَيَّش؛ إذا خام عنه"5.

_ 1 التّهذيب 6/369. 2 التهذيب 12/43، وينظر: 12/82. 3 التّهذيب 8/217، 218. 4 التّهذيب 11/248، وينظر: اللسان (زنجل) 11/312. 5 التّهذيب 11/377.

أبواب اعتقاب الواو

أبواب اعتقاب الواو ... (باب اعتقاب الواو والياء) 334- الدَّليص: البريق، وأنشد أبو تراب: بات يضُوزُ الصِّلِّيانَ ضَوزا ... ضَوْزَ العجوزِ العَصَبَ الدَّلَّوْصَا

قال: "والدَّلَّوص: الّذي يَدِيصُ"1. 335 - أبو تراب عن الكلابي: "شَوَّط القِدْر وشَيَّطَها؛ إذا أغلاها"2. 336- قال أبو تراب: "يقال للكثير: كَيْثَرٌ، وكَوْثَرٌ، وأنشد: هل العِزُّ إلا اللُّهَى والثَّرا ... ءُ والعَدَدُ الكَيْثَرُ الأعظم"3 337- قال أبو تراب: "سمعت الجعفريين: أنا مُسْتَوْهِر بالأمر، أي: مستيقن. وقال السّلميّ: "مستَيهر"4.

_ 1 التّهذيب 12/144143،، وينظر: اللسان (دلص) 7/37، والتاج (دلص) 4/395. 2 التّهذيب 11/391. 3 التّهذيب 10/178، وينظر: اللسان (كثر) 5/133، والتاج (كثر) 3/516. 4 التّهذيب 6/410.

أبواب اعتقاب الياء

أبواب اعتقاب الياء ... (باب اعتقاب الياء والألف اللّيّنة) 338 - روى أبو تراب عن عرّام: "يقال: رأيت ضُوَاكةً من الناس، وضَوِيكةً؛ أي: جماعة من سائر الحيوان. ويقال: "اضطَوَكُوا على الشيء واعْتَلَجُوا وادَّوَّسُوا؛ إذا تنازعوا بشدة"1.

_ 1 التهذيب 10/307، وينظر: اللسان (ضوك) 10/463.

باب اعتقاب في حروف مختلفة

باب اعتقاب في حروف مختلفة ... (باب الاعتقاب في حروف مختلفة) 339- روى إسحاق بن الفرج للأصمعي: "يقال: بضّعه، وكنّعه، وكوَّعه، بمعنى واحد"6.

_ 6 التّهذيب 1/ 319

باب الفوائد والنوادر

(باب الفوائد والنوادر) 346- قال أبو تراب: "كنت سمعتُ من أبي الهَمَيسَع حرفاً، وهو جَحْلَنجع، فذكرتُهُ لشَمِر بن حَمْدَوَيه، وتبرّأت إليه من معرفته، وأنشدته فيه ما كان أنشدني، قال: وكان أبو الهَمَيْسَع ذكر أنُه من أعراب مَدْين، وكنا لا نكاد نفهم كلامه، فكتبه شَمِر، والأبيات الّتي أنشدني: إن تَمْنَعِي صَوْبَكِ صَوْبَ المَدْمَعِ ... يَجْرِي عَلَى الخَدِّ كضِئْبِ الثَّعْثَعِ من طَمْحَةٍ صَبيرُهَا جَحْلنْجَع ... لم يَحْضُهَا الجَدْوَلُ بالتَّنَوَّع قال: وكان يُسمِّي الكور المِحْضى"1. 347- قال أبو تراب - أيضاً -: "سمعت أعرابياً من بني تميم يكنّى أبا الخَيْهَفْعَى، وسألته عن تفسير كنيته، فقال: إذا وقع الذئب على الكلبة جاءت بالسِّمع، وإذا وقع الكلبُ على الذّئبة جاءت بالخَيْهَفْعَي. وليس هذا على أبنية أسمائهم مع اجتماع ثلاثة أحرف من حروف الحلق"2.

_ 1 التّهذيب 3/262، وينظر: اللسان (جحلنجع) 8/40،41. 2 التّهذيب 3/263، وينظر: اللسان (خهفع) 8/81، والتاج (خهفع) 5/325.

قال الأزهريّ: "قلت: وهذه حروف لا أعرفها، ولم أجد لها أصلاً في كتب الثّقات الّذين أخذوا عن العرب العاربة ما أودعوا كتبهم، ولم أذكرها وأنا أحُقُّها، ولكني ذكرتها استنداراً لها، وتعجّباً منها، ولا أدري ما صحّتها"1. 348- قال أبو تراب2: "سمعت أبا الهَمَيسَع الأعرابيّ يُنشد: إن تمنعي صَوْبَكِ صَوْبَ المَدْمَعِ ... يَجْرِي على الخدّ كَصَيبِ الثَّعْثَع"3 349- قال ابن الفرج: "سألت عامرياً عن أصل عشبة رأيتها معه. فقلت: ما هذا؟ فقال: عُنقُر. وسمعت غيره يقول: عُنْقَر بفتح القاف. وأنشد: يُنجِدُ بَينَ الإِسْكَتَينِ عُنقَرَهْ ... وبَيْنَ أَصْلِ الدَّرَكَين قَنفَرَهْ"4 350- قال النّضر - فيما حكى عنه أبو تراب: "الغَوهَقُ: الغراب، وأنشد: 351 - قال أبو تراب: "القُطْعة في طَيِّئ كالعنعنة في تميم، وهو أن

_ 1 التّهذيب 3/263. 2 في بعض نسخ التّهذيب 12/83: " ابن الفرج" 3 التّهذيب 12/83. 4 المصدر السابق 3/300، وينظر: اللسان (عنقر) 4/611. 5 التّهذيب 5/386، 387، وينظر: اللسان (غهق) 10/295، والتاج (غهق) 7/40.

يقول: يا أبا الحكا، يريد يا أبا الحكم، فيقطع كلامَه"1. 352- قال أبو تراب: "وأنشدني جماعة من فصحاء قيس وأهل الصّدق منهم: حاملةٌ دَلْوُكَ لا مَحْمُولَه ... مَلأَي مِنَ الماءِ كعين النُّوْنَهْ فقلت لهم: "رواها الأصمعي: كعين المُوْلَه، فلم يَعْرفوها، وقالوا: النونة: السمكة"2. 353- قال ابن الفرج: وسألت مُبتكراً عن النُّباج فقال: لا أعرف النُّباج إلا الضُّراط"3. 354- قال أبو تراب: "سمعت أعرابياً من بني سُليم يقول: ما مأنت مَأنه، أي ما عَلِمتُ عِلمه. وهو بِمَأنه؛ أي: بعلمه"4. 355- قال الأزهريّ: "أخبرني المنذريُّ عن ابن حَمُّوَيْه، قال سمعت أبا تراب يقول: كتب أبو محلّم5 إلى رجل: اشتر لنا جَرَّة، ولتكن غير قَعْراء ولا دَنَّاء ولا مُطَرْبَلة الجوانب.

_ 1 التّهذيب 1/196. 2 التّهذيب 15/571، وينظر: اللسان (نون) 13/429. 3 التّهذيب 11/126، وينظر: اللسان (نبج) 2/371، والتاج (نبج) 2/103. 4 التّهذيب 15/509. 5 في التّهذيب 14/57 "أبو محكّم" وهو تحريف، والتصويب من اللسان (طربل) 11/400 وإنباه الرواة 4/173.

قال ابن حَمُّوَيْة: "فسألت شَمِرا عن الدَّنّاء فقال: القصيرة، قال: والمطربلة: الطّويلة"1. 356- أبو تراب عن الأصمعيّ: "العنك: الثلث الباقي من الليل. وقال أبو عمرو: العِنك ثلثه الثّاني"2. 357- قال إسحاق بن الفرج: "عَرَبه: باحة العرب، وباحة دار أبي الفصاحة إسماعيل بن إبراهيم عليهما السّلام. قال: وفيهما يقول قائلهم: وعَرْبَةُ أَرْضٌ ما يُحِلُّ حَرَامَها ... مِنَ النَّاسِ إلا اللَّوْذَعِيُّ الحُلاحِلُ يعني النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم: أُحِلَّتْ له مكّة ساعة من نهار، ثمّ هي حرام إلى يوم القيامة. قال: واضطُرّ الشّاعر إلى تسكين الرّاء من عَرَبة فسكَّنها. وأنشد قول الآخر: ورُجَّتْ بَاحَةُ العَرَباتِ رَجّاً ... تَرَقْرَقُ في مَنَاكِبِهَا الدَّمَاءُ كما قال: "وأقامت قريش بعربة، فَتَنَّخَتْ بها، وانتشر سائر العرب في جزيرتها، فنُسبوا كلّهم إلىعَرَبة؛ لأنّ أباهم إسماعيل - صلّى الله عليه وسلّم - بها نشأ، ورَبَلَ (أي كثر أولاده) فيها فكثروا، فلمّا لم تحتملهم البلاد انتشروا، وأقامت قريش بها"3.

_ 1 التّهذيب 14/57، وينظر: اللسان (طربل) 11/400. 2 التّهذيب 1/317. 3 التّهذيب 2/366، 367، وينظر: اللسان (عرب) 1/587، 588.

358- قال أبو تراب قال عرّام: "الحُلاّمُ: ما بَقَرْتُ عنه بطن أَمّه، فوجدتُهُ قد حَمَّم وشَعَّر فإن لم يكن كذلك فهو غَضِين. وقد أغضنت النّاقة إذا فعلت ذلك"1. 359- روى أبو تراب للأصمعي أنه قال: "العَهْجُ والعَوْهجُ: الطّويلة"2. 360- قال أبو تراب: "قال سلمان بن المغيرة: مَصَلَ فلان لفلان من حَقّه: إذا خرج له منه. وقال غيره: ما زِلت أطالبه بحقِّي حتى مصل به صاغراً"3. 361- "قال ابن الفرج4: "غلام هَبَرْكل: قوي. قال: وأنشدتنا أمّ البُهْلُول: يا رُبّ بيضاءَ بِوَعْثِ الأَرْمُلِ ... قَدْ شُغِفَتْ بِنَا شِيءٍ هَبَرْكلِ"5 362- قال مبتكر الأعرابيّ فيما روى أبو تراب عنه: "إنّهم يسيرون سَيرَ الميقابِ، وهو أن يواصلوا بين يوم وليلة" 6.

_ 1 التّهذيب 3/439، 440، وينظر: اللسان (حلم) 12/148. 2 التّهذيب 1/128. 3 المصدر السابق 12/201، وينظر: اللسان (مصل) 11/624. 4 في اللسان (هبركل) 11/688: "أبوتراب ... " 5 التّهذيب 6/537. 6 التهذيب 9/354.

363- قال أبو تراب: "القَرْقَل: قميص من قُمُصِ النساء، بلا لَبِنَةٍ1، وجمعُه قَراقل"2. 364- روى ابن الفرج عن أبي سعيد الضّرير أنّه قال: أما أنا فأقرأ: {بَلْ أدْرَكَ عِلْمُهُم في الآخِرَة} 3 ومعناه عنده أنهم علموا في الآخرة أنّ الذي كانوا يوعدون حقٌ. وأنشد الأخطل: وأَدْرَكَ عِلمي في سُوَاءَةَ أَنَّهَا تُقِيمُ عَلَى الأَوْتَارِ والمَشْرَبِ الكَدْرِ ... أي: أحاطَ عِلْمِي أنَّها كذلك. قال: والقَول في تفسير أَدْرَكَ وادَّراك، ومعنى الآية ما قاله السُّدِّيّ، وذهب إليه أبو معاذ النّحويّ وأبو سعيد الضّرير، والّذي ذهب الفّرّاء في معنى تدارك؛ أي: تتابع علمهم بالحَدْسِ والظَّنِّ في الآخرة أنّها تكون أو لا تكون ليس بالبَيِّن، إنما معناه أنّ عِلمهم في الآخرة تواطأ وحقَّ حين حَقّتِ القيامة وحُشِرُوا وبان لهم صدق ما وُعِدُوا به حين لا ينفعهم ذلك العلم ثمّ قال جلّ وعزّ {بَلْ هُمْ في شَكٍّ مِنها بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُون} 4 أي: جاهلون. والشَّكُّ في أمر الآخرة: كُفْرٌ"5. 365- قال أبو تراب: "القَهْبَلِسُ: الأبيض الّذي تعلوه كُدْرَة"6.

_ 1 لَبِنَةُ القميص: جِرِبّانُه، رقعة توضع موضع جيب القميص، ينظر: اللسان (لبن) 13/376. 2 التّهذيب 9/419، وينظر: اللسان (قرقل) 11/555. 3 سورة النمل: الآية: 66. 4 سورة النمل: الآية 66، والآية في التّهذيب 10/112 محرفة. 5 التّهذيب 10/112، 113. 6 التّهذيب 6/537،

- قال أبو عبيد عن الفرّاء: "قَرْطَبْتُهُ؛ إذا صرعتَه، والقُرطبَى: السّيف. وأنشد أبو تراب في كتاب الاعتقاب بيتاً لابن الصَّامت الجُشَمِيّ: رَفَوْني وقالوا لا تُرَعْ يا ابنَ صامِتٍ صَامِتٍ فَظَلْتُ أُنَادِيهم بثَدْيٍ مُجَدَّدِ وَمَا كُنْتُ مُغْترَّاً بأَصْحَابِ عَامِرٍ ... مع القُرطُبَى تبّتْ بقائمة يَدِي قال: "القُرْطُبَى: السَّيْفُ"1. 367- "قال أبو تراب: "أنشدني الغَنَويّ في القوس: تُجَاوِبُ الصَّوْتَ بتَرْنَمُوتِهَا ... تَسْتَخْرِجُ الحَبَّةَ مِن تَابُوتِهَا يعني: حبَّةَ القلب من الجوف"2. 368- الرَّمَشُ تَفَتُّلٌ في الشُّفْر وحُمْرَةٌ في الجَفْنِ مع ماءٍ يسيل. رَجُل أَرْمَشُ وامْرَأَةٌ رَمْشَاءُ وعَيْنٌ رَمْشَاءُ، وقد أَرْمَشَ، وأنشد ابن الفَرَج: لَهُم نَظَرٌ نَحْوي يَكَادُ يُزِيلُنِي ... وَأَبْصَارُهُم نَحْوَ العَدُوِّ مرامِشُ قال: "مَرامِشُ غَضِيضَةٌ من العَدَاوَةِ"3. 369- روى أبو تراب4: لبعض الأعراب: "ضاج السَّهم عن الهدف إذا مال عنه.

_ 1 التّهذيب 9/407، وينظر: اللسان (قرطب) 1/670، 2 الصحاح (رنم) 5/1938، وينظر: اللسان (رنم) 12/257. 3 اللسان (رمش) 6/306. 4 في بعض نسخ التّهذيب 11/138: " ابن الفرج ... "

قال: وقال غيره: "ضَاجَ الرَّجُلُ عَنِ الحَقِّ: مَالَ عنه"1. 370- "أبو تراب، عن الأَصْمَعِيّ، يُقَالُ: "قُمْ يَافُلُ، ويَافُلاه، فمن قَالَ: يافُلُ، فَمَضَى فَرَفَعَ بِغَير تَنْوِينٍ، فَقَال: قُمْ يَافُلُ؛ وقَالَ الكُمِيتُ: يُقال لمثلي: وَيْهاً فُلُ ومَن قَالَ: يَافُلاه، فَسَكَتَ أَثْبَتَ الهَاءَ، فَقَالَ: قُلْ ذَلِكَ يا فُلاه، وإذا مَضَى قَالَ: يَا فُلا قُلْ ذلك، فَطَرَحَ ونَصَبَ"2. 371- قال الجوهريُّ: "قال الخَليل: الكُمْلُولُ: نَبْتٌ، وهو بالفَارِسِيَّةِ: بَرْغَسْتْ، حَكَاه أبو تراب في كِتابِ الاعْتِقَابِ"3. 372- وعن أبي تراب؛ أَنْشَدَنِي الجَهْمُ الجَعْديّ: قَالَتْ لَهُ واقتَبَصَتْ مِنْ أَثَرِه ... يا رَبِّ صاحِبْ شيخنا في سَفَرِه فَقُلْتُ لَه: كَيْفَ اقْتَبَصَتْ من أَثَرِهِ؟ فَقَال: أَخَذَتْ قُبْصَةً مِنْ أَثِرِهِ في الأَرْضِ فَقَبَّلَتْهُ"4. 373- قَالَ أبو تُرابٍ عَنِ الأَصْمَعِيِّ: "الطُّحُومُ: الدَّفْعُ، والطَّحْمُ: الدَّفْعُ، وكَذّلِكَ طَحْمَةُ السَّيْلِ"5.

_ 1 التّهذيب 11/138. 2 التّهذيب 15/355. 3 الصحاح (كمل) 5/1813. 4 الفائق 3/154. 5 المحيط في اللغة 3/31.

374- قال الأزهريّ: "ابن السِّكِّيت: القَرْفُ: شيءٌ من جُلُودٍ يَعمَلُ فِيْه الخَلْعُ. والخَلْعُ: أَنْ يُؤْخَذَ لَحْمُ جَزُورٍ ويُطْبَخَ بِشَحْمِهِ ويُجْعَلَ فيه تَوَابِل، ثُمَّ يُفَرَّغَ في هَذَا الجِلْدِ. قَالَ مُعَقِّر البارقيّ: وذُبْيانِيَّةٍ وَصَّتْ بَنِيهَا ... بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُ قال وقِرْفُ كُلِّ شَجَرَةٍ: قِشْرُهَا. وقال أبو سَعِيدٍ في قَولِهِ: بِأَنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوفُ قال: "القَرْفُ: الأَدِيمُ الأَحْمَرُ". ورَوَى أبو تُرابٍ عَن أَبِي عَمْروٍ: "القُرُوفُ: الأُدْمُ الحُمْرُ. الوَاحِدُ قَرْفٌ. قَالَ: والقُرُوفُ والظُّرُوفُ بِمَعْنىً وَاحِدٍ "1. 375- قَالَ الجَوْهَرِيُّ: "حَكَى أَبُو عَمْرٍو: الحَرْشَفَةُ: الأَرْضُ الغَلِيظَةُ. نَقَلْتُهُ مِن كِتَابِ "الاعْتِقَابِ" من غَيْرِ سَمَاعٍ"2. (انتهت المادّة المجموعة بعون الله وفضله، وتَمّتْ مراجعتها الأخيرة في يوم الاثنين الموافق للسابع والعشرين من شهر جُمادى الآخرة من سنة 1421هـ وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين)

_ 1 التّهذيب 9/102. 2 الصحاح (حرشف) 4/1343.

§1/1