آداب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير رضي الله عنه
عدنان الجابري
آداب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير - رضي الله عنه - إعداد عدنان بن سليمان بن مسعد الجابري راجعه ودققه فضيلة الدكتور/ عبدالحق بن حمادي الهواس أستاذ اللغة العربية المشارك بالمعهد العالي للأئمة والخطباء بجامعة طيبة
تمهيد
تمهيد: إن حياة الصحابي الجليل مصعب بن عمير - رضي الله عنه - مليئةً بالفوائد والدرر , إلا أن هناك أسلوباً تربوياً قد يكون بارزاً في حياته - رضي الله عنه - , ألا وهو: أسلوب الحوار , ولعل القارئ لسيرته - رضي الله عنه - يلحظ ذلك؛ لذا رأى المؤلف إيراد آداب الحوار المتمثلة في مصعب بن عمير - رضي الله عنه - مختصرةً من البحث الذي أشرت إليه في مقدمة كتاب سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير - رضي الله عنه -. فالحوار من أهم أساليب التربية الإسلامية وأفضلها؛ ذلك لأنه يترك المجال للأطراف المتحاورة لإبداء وجهات النظر وتبادل الآراء وتلاقح الأفكار , مما ينتج عنه تصحيح المفاهيم وحل المشكلات وتجاوز العقبات , ومن ثم تسود المحبة والألفة بين أفراد المجتمع , ومما يدل على أهميته كثرة استعماله في القرآن الكريم والسنة النبوية , فهو فرصة كبيرة لدعوة الناس إلى الإسلام , بل ويقضي على المشاكل والخلافات العالمية والأسرية , أو يخفف منها. وقبل الشروع في آداب الحوار عند مصعب بن عمير - رضي الله عنه - نتطرق إلى مفهوم الآداب والحوار في اللغة والاصطلاح. فأما الآداب لغةً: " الأَدَبُ: مَلَكَةٌ تَعْصِمُ مَنْ قَامَت بِهِ عمَّا يَشِينُه , وهُوَ: استعمالُ مَا يُحْمَدُ قَوْلاً وفِعْلا" (¬1). وقيل " الأدب: عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ " (¬2). ¬
والحوار في اللغة
والمقصود بالآداب: هي السمات التي يلتزم بها المحاور الناجح في أثناء عملية الحوار بأنواعها الثلاثة (العلمية , النفسية , اللفظية) قولاً وعملاً. والحوار في اللغة: "الحَوْرُ: الرُّجُوعُ عَنِ الشَّيْءِ وإِلى الشَّيْءِ " (¬1) ,وحاورت فلانا محاورة إِذا كلمك فأجبته (¬2). "وتَحاوَرُوا: تَراجَعُوا الكلامَ بينهمْ" (¬3). وفي الاصطلاح: هو: الطريقة التي يستعملها المحاور مع الطرف الآخر في موضوع محدد بهدف الوصول إلى الحق من خلال إقناعه وتصحيح خطئه ما أمكن. ¬
الفصل الأول: آداب الحوار النفسية عند مصعب بن عمير - رضي الله عنه -
الفصل الأول: آداب الحوار النفسية عند مصعب بن عمير - رضي الله عنه -: تعتني الآداب النفسية للحوار بكل ما يعطي النفس ارتياحاً وهدوءاً, كتهيئة المكان , واختيار الزمان المناسب , وترفض كل ما يزعج النفس ويؤذيها , كالغضب والتوتر والقلق. ومن أهم تلك الآداب النفسية في الحوار والتي تمثلت في مصعب بن عمير - رضي الله عنه - ما يأتي (¬1): أولاً: الإخلاص وصدق النيّة. ثانياً: تهيئة الجو المناسب. ثالثاً: الإنصاف والعدل. رابعاً: الحلم والصبر. خامساً: العزة والثبات على الحق. سادساً: حسن الاستماع. سابعاً: الجرأة والغضب لنصرة الحق. فهذه الآداب جعلت من مصعب بن عمير - رضي الله عنه - محاوراً ناجحاً , استطاع من خلالها ضبط مسيرة الحوار وتحقيق الهدف منه , وهذا بيان لها كما يأتي: ¬
أولا: الإخلاص وصدق النية
أولاً: الإخلاص وصدق النيّة: ترك مصعب بن عمير - رضي الله عنه - دين آبائه , وما كان فيه من نعمة ودلال , وتحمّل الأذى والتعذيب؛ كل ذلك من أجل دين الله - عز وجل -. وقد رأى فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - حبه الصادق لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - , لذا قال عنه - صلى الله عليه وسلم -: «لقد رأيت هذا عند أبويه بمكة يكرمانه وينعمانه، وما فتى من فتيان قريش مثله , ثم خرج من ذلك ابتغاءَ مرضاة الله ونصرة رسوله ...» (¬1). وكذلك لم يشغل بال مصعب بن عمير - رضي الله عنه - عندما أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل المدينة إلا نشر الإسلام بينهم وتعليمهم , فلم ينظر إلى شيء من زينة الدنيا , ولم يطلب من أحد شيئا , رغم ما كان فيه من فقر وضعف, وهذا كله يدل على إخلاصه وصدق نيته ونزاهة نفسه. ثانياً: تهيئة الجو المناسب: إن الحوار الناجح يتطلب تهيئته قبل البدء فيه بعدة أمور , تجعل منه حواراً هادفاً بنّاءً , يؤتي ثماره المرجوة منه , كاختيار المكان والزمان المناسبين , والتعارف بين المتحاورين , والجلوس للحوار. لذا دخل مصعب بن عمير وأسعد بن زرارة رضي الله عنهما حائطاً من حوائط بني ظفر (¬2) , عند بئر مرق (¬3) , ومن هنا سيكون الحوار مهيئاً , لما يحويه ¬
ثالثا: الإنصاف والعدل
المكان من خضرة جميلة , ومياه وفيرة , تجلب الهدوء والروائح الزكية. وعندما أخبر أسعد بن زرارة مصعب بن عمير رضي الله عنهما بقدوم أسيد بن الحضير - رضي الله عنه - قال له مصعب - رضي الله عنه -: "إن يجلس أكلمه " (¬1) , فحرص مصعب بن عمير - رضي الله عنه - على هذا الأدب النفسي؛ لذلك كرره مرةً ثانية عندما وصل أسيد بن الحضير - رضي الله عنه - وقد كان في حالة غضب ومتشتّما, فقال له: أو تجلس فتسمع (¬2) , فأراد من ذلك - رضي الله عنه - التغيير من حال الغضبان من الوقوف إلى الجلوس , كما أن الوقوف يوحي إلى عدم الرضا بالحوار , ويعطي صاحبه شيئاً من الأنفة والتعالي , فيقوده ذلك إلى رفع الصوت واستعمال بعض الأقوال والأفعال التي تخل بالحوار وتعطل سيره , وأما الجلوس فيعطي النفس شيئاً من الارتياح والاستقرار النفسي. ثالثاً: الإنصاف والعدل: إن العدل والإنصاف يعطيان الحوار ثقة ومتانة بين المتحاورين , فمصعب بن عمير - رضي الله عنه - ضمّن ذلك في حواره مع سعد بن معاذ - رضي الله عنه - عندما أقبل عليه , حيث قال له: " أوَ تقعد فتسمع؟ فإن رضيت أمراً ورغبت فيه قبلته , وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره , قال سعد: أنصفت " (¬3) , رغم أن مصعباً - رضي الله عنه - كان على الحق بمجيئه بالدين الإسلامي , ولكن أراد أن يبين مدى تمسكه بالعدل ليرضى سعد بن معاذ - رضي الله عنه - , مع حرصه الشديد على إقناعه بما جاء به. ¬
رابعا: الحلم والصبر
رابعاً: الحلم والصبر: كان مصعب بن عمير - رضي الله عنه - حليماً صبوراً , فعندما أقبل عليه أسيد بن حضير - رضي الله عنه - وقف عليه متشتماً وزاجراً له , وهدده وأمره باعتزال المكان , وما كان من مصعب - رضي الله عنه - إلا أن تلطف معه وأشار إليه بالجلوس ليسمع منه (¬1) , فما زجره وما انتقم لنفسه ولم يقابله بالمثل , بل أحسن إليه بالكلام الليّن , والمعاملة الحسنة؛ لأنه يعرف أن المقابلة بالمثل سيكون معولاً هداماً لسير عملية الحوار , فيتوقف بذلك الحوار , ويعجز عن تحقيق الهدف المنشود. خامساً: العزة والثبات على الحق: لا بد للمؤمن أن يعتز بدين الله ويثبت على الحق في جميع المواطن, ولا يرخص نفسه ولا يذلها , يقول تعالى: {... وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (¬2). فمصعب بن عمير - رضي الله عنه - أعز نفسه بهذا الدين , وثبت على الحق , فعندما علمت أمه بمقدمه أرسلت إليه وقالت: " يا عاق , أتقدم بلدا أنا فيه لا تبدأ بي؟ فقال: ما كنت لأبدأَ بأحدٍ قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم ذهب إلى أمه , فقالت: إنك لعلى ما أنت عليه من الصَّبْأَةِ بعدُ! قال: أنا على دين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الإسلام الذي رضي الله لنفسه ولرسوله ... وجعلت تبكي , فقال مصعب - رضي الله عنه -: يا أماه إني لكِ ناصحٌ عليك شفيقٌ , فاشهدي أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله " (¬3). فلم يتوانَ مصعب بن عمير - رضي الله عنه - ولم يتردد بالبدء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - , لأنه يعلم ¬
سادسا: حسن الاستماع
أن حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظم من حق أمه فثبت على ذلك , ثم اعتز وافتخر بانتسابه إلى هذا الدين , وأخيراً لم تؤثر فيه عاطفته تجاه أمه عندما بكت , ولم يفكر في التراجع , بل ازداد إصرارا على الثبات والعزة , وأراد من أمه أن تُعِز نفسها وتعلو بذاتها بدخولها الإسلام ولكنها أبت , ولله الأمر من قبل ومن بعد. سادساً: حسن الاستماع: إن الفن الحقيقي في الحديث يكمن في حسن الاستماع , فسيجد المحاور قبولاً واحتراماً , وإنصاتاً من مُحاوره إن أوجد ذلك من قبل. ولقد كان مصعب بن عمير - رضي الله عنه - بارعاً في حسن الاستماع فقد أنصت لكلام أسيد بن حضير - رضي الله عنه - وهو واقفٌ عليه ومتشتماً , بل ويبدو أنه رافعٌ لصوته , فما قابل ذلك مصعبٌ - رضي الله عنه - إلا بحسن استماع وإنصات , وعندما انتهى أسيدٌ - رضي الله عنه - من كلامه , قال له مصعب - رضي الله عنه -: "أو تجلس فتسمع " (¬1) , فكأن لسان حاله يقول: فكما أني سمعت كلامك بإنصات فاسمع مني بإنصات كذلك. ومن خبر أمه - رضي الله عنه - كان في حسن استماع لها , مع أنها كانت تظهر له الكيد والعداوة , بل وأرادت التحريض عليه من قبل قومها لتعذيبه (¬2) , ومع هذا ما زال في حواره معها بحسن إنصات واستماع؛ لعلها تقتنع بكلامه فتدخل الإسلام. سابعاً: الجرأة والغضب لنصرة الحق: كما أن المحاور لا بد له من الحلم والصبر وعدم الغضب لنفسه , فهو كذلك ¬
لا بد أن تكون عنده جرأة في الحق والغضب له؛ لذا لم يكن من حال مصعب بن عمير - رضي الله عنه - إلا أن يتجرأ ويغضب لدين الله , فعندما جاء إلى مكة قالت له أمه: " ما شكَرْتَ ما رَثَيْتُكَ (¬1) , مرة بأرض الحبشة ومرة بيثرب , فقال: أفرُّ بديني إن تفتنوني. فأرادت حبسه, فقال: لئن أنتِ حبستَنِي لأحرصن على قتل من يتعرض لي " (¬2) , فقد غضب - رضي الله عنه - لدين الله حين أرادت أمه حبسه بتحريض قومها عليه , وتجرأ إلى حد القتل لمن أراد أن يتعرض له ويريد صده عن دين الله. ¬
الفصل الثاني: آداب الحوار العلمية عند مصعب بن عمير - رضي الله عنه -
الفصل الثاني: آداب الحوار العلمية عند مصعب بن عمير - رضي الله عنه -: إن الآداب العلمية ينبغي أن يتأدب بها كل مسلم في جميع جوانب الحياة , فهي مهمة للعالِم وطالب العلم وللمفكر والكاتب وكذلك المحاور, ومن تلك الآداب العلمية التي اتسمت في كيان مصعب بن عمير - رضي الله عنه - في حواراته ما يأتي (¬1): أولاً: العلم. ثانياً: التدرج والبدء بالأهم. ثالثاً: الاستناد إلى الدليل. رابعاً: الوضوح والبيان. خامساً: الرد على الشبه بما يناسبها. وإليك بياناً لهذه الآداب العلمية كما يأتي: أولاً: العلم: يشتمل العلم على ثلاثة ركائز مهمة , وهي: العلم الشرعي , والعلم بقضية الحوار , والعلم بالشخص المقابل ومكانته العلمية. لذا يجد القارئ أن مصعب بن عمير - رضي الله عنه - كان يحمل معه علماً شرعياً قد نهله من النبي - صلى الله عليه وسلم - , عندما كان يتردد عليه سراً في دار الأرقم بن ¬
ثانيا: التدرج والبدء بالأهم
أبي الأرقم - رضي الله عنه - (¬1) , فعندما أقبل أسيد بن حضير على مصعب بن عمير رضي الله عنهما , أخذ مصعب - رضي الله عنه - يعلمه الإسلام , ويقرأ عليه القرآن , وكان من نتائج ذلك أن أسلم كل من أسيد بن حضير , وسعد بن معاذ رضي الله عنهما , وبإسلامهما أسلم خلقٌ كثير (¬2). وكذلك عَلِم مصعب بن عمير - رضي الله عنه - بظروف الطرف الآخر وأحواله , وذلك عندما قال له أسعد بن زرارة - رضي الله عنه -: " جاءك والله سيّد مَن وراءه مِن قومه إن يتبعك لا يتخلّف عنك منهم اثنان " (¬3). ثانياً: التدرج والبدء بالأهم: حرص مصعب بن عمير - رضي الله عنه - في حواره مع الانصار - رضي الله عنهم - على أن يبدأ بالأهم , ويتدرج معهم في الدعوة إلى الله , فعندما كان مصعب بن عمير , وأسعد بن زرارة رضي الله عنهما جالسين جاءهما سعد بن معاذ - رضي الله عنه - فاستقبله مصعب بن عمير - رضي الله عنه - ثم "عرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن , قالا: فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم لإشراقه وتسهّله، ثم قال لهما: كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين؟ قالا: تغتسل فتطّهّر وتطهّر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلّي ركعتين " (¬4) , ولعل مصعب بن عمير - رضي الله عنه - حين عرْضِه للإسلام بيّن محاسنه ورحمته وعدله , وكذلك حرص على قراءة القرآن فهو أهم ما يُبدأُ به عند الدعوة إلى الله عز وجل , ثم عندما أراد سعد بن معاذ - رضي الله عنه - الدخول ¬
ثالثا: الاستناد إلى الدليل
في الإسلام لم يأمره بالصيام أو الزكاة , بل بدأ بما هو أهم , من خلال التدرج بالاغتسال , فالتطهر , فالشهادة , ثم الصلاة. وأيضاً في حواره مع أمه , حينما دعاها إلى الإسلام بدأ بدعوتها إلى النطق بالشهادتين فقال لها:"اشهدي أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله " (¬1) , فلم يبدأ بفروع الدين , بل حرص على الأصل والأهم. ثالثاً: الاستناد إلى الدليل: إن المحاور الناجح مَن ثَبَّتَ كلامه وعلمه وآراءه بالدليل والبرهان, فقد ساق مصعب بن عمير - رضي الله عنه - في حواره حين عرض الإسلام ودعا إليه دليلاً يدعم العلم والدين الذي أُرسل من أجله , ومن العجيب أنه - رضي الله عنه - لم يقرأ أي آية , بل اختار ما يناسب الحال , وهذا من ذكائه - رضي الله عنه - , فعندما جاءه سعد بن معاذ - رضي الله عنه - قرأ عليه قول الله تعالى: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)} (¬2) , يقول السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآيات: " هذا قسم بالقرآن على القرآن، فأقسم بالكتاب المبين وأطلق، ولم يذكر المتعلق، ليدل على أنه مبين لكل ما يحتاج إليه العباد من أمور الدنيا والدين والآخرة. {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} هذا المقسم عليه، أنه جعل بأفصح اللغات وأوضحها وأبينها، وهذا من بيانه. وذكر الحكمة في ذلك , فقال: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ألفاظه ومعانيه لتيسرها وقربها من الأذهان " (¬3). ¬
رابعا: الوضوح والبيان
رابعاً: الوضوح والبيان: لا شك أن مصعب بن عمير - رضي الله عنه - كان فصيح اللسان , وهذا من طبيعة العرب في ذلك الزمان , وفي بيانه - رضي الله عنه - كان دقيقاً في اختيار الدليل , فيتضح لنا من خلال الآية السابقة أن مصعب بن عمير - رضي الله عنه - قد اختار ذلك الدليل؛ لأنه يعرف مدى فصاحة العرب وبلاغتهم, ومدى اهتمامهم باللغة العربية من خلال الرجز والشعر والنثر , فتفتخر به القبائل وتتباهى به؛ لذلك أتى بهذا الدليل بما يناسب أحوالهم؛ وليعطي ما جاء به قوةً ومتانةً. وقد كان - رضي الله عنه - يقتصد في كلامه , ولا يطيل إلا للبيان والتوضيح كما فعل مع سعد بن معاذ - رضي الله عنه - عندما عرض عليه الإسلام (¬1) , كما أنه لا يجادل ولا يكثر من الحشو في الكلام , فقد قال لسعد - رضي الله عنه -: " أو تقعد فتسمع؟ فإن رضيت أمرا ورغبت فيه قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره " (¬2). خامساً: الرد على الشبه بما يناسبها: لقد كان مصعب بن عمير - رضي الله عنه - يواجه الشبه بكل قوة , ولم يتوانَ ولم يتردد في الرد عليها , ففي ذلك اليوم الذي رجع فيه إلى مكة ذهب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - , ثم جاء إلى أمه فقالت له: " إنك لعلى ما أنت عليه من الصَّبْأَةِ بعدُ! قال: أنا على دين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الإسلام الذي رضي الله لنفسه ولرسوله " (¬3) , فأرادت أمه من هذه الشبهة أن تُلبِّس على ابنها وتصده عن الدين الإسلامي , فرد مصعبٌ - رضي الله عنه - ¬
مباشرةً وبكل قوة وثبات, فلم يكتفِ ويقول: أنا على دين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحسب , بل قال: الإسلام , ثم زاد وقال: الذي رضي الله لنفسه ولرسوله , وهذا من أعظم ما يدل على قوته وجرأته في الرد على الشبه وتفنيدها.
الفصل الثالث: آداب الحوار اللفظية عند مصعب بن عمير - رضي الله عنه -
الفصل الثالث: آداب الحوار اللفظية عند مصعب بن عمير - رضي الله عنه -: إن الآداب اللفظية ينبغي أن تتوافر في المحاور؛ ليضمن سلامة الحوار وسيره باتزان , ويضفي عليه الهدوء والاطمئنان , فيقوده ذلك إلى تحقيق الأهداف بكل يسر وسهولة. وقد توافرت آداب لفظية في حوارات مصعب بن عمير - رضي الله عنه - , استطاع من خلالها أن يحقق ما يصبو إليه , وهي كما يأتي (¬1): أولاً: الكلمة الطيبة والعبارة المناسبة. ثانياً: حسن العتاب. ثالثاً: التذكير والوعظ. رابعاً: أدب السؤال. خامساً: الإعراض اللفظي. سادساً: البعد عن التعميم (¬2). فهذه الآداب اللفظية لها شأنها ومكانتها في الحوار , فنبيّن كل واحدة منها على حدة , ونشاهد مصعب بن عمير - رضي الله عنه - أنموذجاً تطبيقياً لها من خلال ما يأتي: ¬
أولا: الكلمة الطيبة والعبارة المناسبة
أولاً: الكلمة الطيبة والعبارة المناسبة: إذا تتبع القارئ حوارات مصعب بن عمير - رضي الله عنه - , يجد حرصه على الكلمة الطيبة , وانتقاء العبارات المناسبة , رغم الذي يلاقيه من فحش القول. فعندما كان في المدينة ومعه أسعد بن زرارة - رضي الله عنه - , جاءهما أسيد بن حضير - رضي الله عنه - " فوقف عليهما متشتّما، قال: ما جاء بكما إلينا تسفّهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة, فقال له مصعب: أو تجلس فتسمع " (¬1) , فهذا أسيد بن حضير - رضي الله عنه - , وقف على مصعب بن عمير - رضي الله عنه - يشتمه ويهدده , فما قابل ذلك مصعبٌ - رضي الله عنه - إلا بكلمةٍ طيبةٍ وبأسلوبٍ حسنٍ , فطلب منه الجلوس ليسمع منه , وترفع عن الكلام الفاحش؛ لأنه يعلم أنه طريق لقطع الحوار. ومع أمه لم يسمع منها إلا ألفاظاً سيئةً وأفعالاً مشينة , ولكنه استمر على خلقه الراقي , وطيبة نفسه , فلاطف أمه واختار أفضل العبارات وأحسنها , فكان مما دار بينهما " إنك لعلى ما أنت عليه من الصَّبْأَةِ بعدُ! ... فأرادت حبسه, ... فقال مصعب - رضي الله عنه -: يا أماه إني لكِ ناصحٌ عليك شفيقٌ " (¬2) , فهذه الكلمة الطيبة والعبارات الرنانة لها وزنها ووقعها في القلب , ولا بد أن يجني مصعبٌ - رضي الله عنه - من ورائها ثمرة. ثانياً: حسن العتاب: فكما يحرص المحاور على الكلمة الطيبة فهو كذلك يستعمل العتاب أحياناً ولا يكثر منه , ويفضل استعمال العتاب في الحوارات الفردية , كأن يكون بين الزوجين أو بين صديقين أو نحوهما , وإلا تحول العتاب إلى توبيخ. ¬
ثالثا: التذكير والوعظ
فقد استعمل مصعب بن عمير - رضي الله عنه - العتاب في حواره مع أمه , وإنما كان ذلك بأسلوبٍ لطيف , بعد تهديد أمه له بالسجن والتعذيب , ثم كان ذلك في حوارٍ فردي , إذ قال لها: "لئن أنتِ حبستَنِي لأحرصن على قتل من يتعرض لي , قالت: فاذهب لشأنك" (¬1) , فهي أرادت حبسه كخطأ تكرر منها سابقاً , ثم عاتبها بتلك الألفاظ , فاستطاع - رضي الله عنه - تعديل ذلك الخطأ , فقد تركته أمه ولم تتعرض له. ثالثاً: التذكير والوعظ: كان مصعبٌ - رضي الله عنه - يهتم بالوعظ والتذكير , ويغتنم الفرص السانحة, والتي يتوقع فيها أن للوعظ أو التذكير أثراً في محاوره , فعندما أرادت أمه صده عن الدين , استعملت معه شتى الوسائل , ولم تستطع إلى ذلك سبيلا , " فجعلت تبكي , فقال مصعب - رضي الله عنه -: يا أماه إني لكِ ناصحٌ عليك شفيقٌ , فاشهدي أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله , قالت: والثوَاقِبِ (¬2) لا أدخل في دينك فيُزرى برأيي , ويضعَّفَ عقلي " (¬3) , فبكاء أمه كان مسلكاً للوعظ والتذكير , فاغتنم ذلك مصعبٌ - رضي الله عنه - وذَكَّرها بالحق ووعظها بالدخول في الإسلام , وإن لم يصل إلى ما يريد , ولكنه أقام عليها الحجة , وسَلِم مما كانت تريده من سجنٍ وتعذيب. رابعاً: أدب السؤال: يلزم المحاور الناجح التأدب في طرح السؤال , وذلك في اختيار السؤال المناسب في الوقت المناسب , مع مراعاة اختيار الألفاظ الحسنة , ونبرة الصوت ¬
خامسا: الإعراض اللفظي
الهادئة , وتعبيرات الوجه الطلقة , فالتزم مصعب بن عمير - رضي الله عنه - الأدب في السؤال مع أسيد بن حضير - رضي الله عنه - , رغم الذي لاقاه من شتم وتهديد , فاختار له من ألطف الأسئلة إذ قال له: " أوَ تجلسُ فتسمعُ؟ " (¬1) , فكان أدباً لطيفاً يطلب منه الجلوس ليسمعه ما يريد , فلم يتمالك أسيد - رضي الله عنه - أمام هذا الأدب الجم إلا أن استجاب له وجلس ليستمع لما يقوله , مما يبين أهمية هذا الأدب وضرورة الالتزام به في أثناء الحوار. خامساً: الإعراض اللفظي: إن الإعراض قد يكون بالجسد أو بالعين أو بالوجه أو باللفظ , ويستعمل المحاور هذا الأدب , حين لا يُجدي الحوار , ولا يُغني العتاب , ويكون ذلك عند كثرة أخطاء الخصم وإصراره , أو ارتكابه خطأً فادحاً قد يتضرر به المحاور. ومصعب بن عمير - رضي الله عنه - أعرض عن أخيه أبي عزيز , وذلك مقابل تأييده ووقوفه مع أمه عليه , فعندما وقعت غزوة بدر وانتصر المسلمون , وكان من بين الأسرى " أبو عزيز بن عمير، أسره أبو اليسر , ثم اُقْتُرِعَ عليه فصار لمُحرِزِ بن نضلة، وأبو عزيز أخو مصعب بن عمير لأمه وأبيه. فقال مصعب لمُحْرِزٍ: اُشدُدْ يديك به، فإن له أُمّا بمكة كثيرة المال. فقال له أبو عزيز: هذه وصاتُك بي يا أخي؟ فقال مصعب: إنه أخي دونك! فبَعَثَتْ أُمّهُ فيه بأربعةِ آلافٍ، وذلك بعد أن سألت أغلى ما تُفَادِي به قريش، فقيل لها أربعةُ آلافٍ" (¬2) , فكان أبو عزيز يكلم أخاه مصعباً - رضي الله عنه - فلا يجيبه , فيعرض عنه مصعب بن عمير - رضي الله عنه - لفظاً ويجعل كلامه إلى محرزٍ - رضي الله عنه - , وما ذاك إلا من شنيع ما لاقاه مصعبٌ - رضي الله عنه - منه , ولما يعرف من عداوة أخيه له. ¬
سادسا: البعد عن التعميم
سادساً: البعد عن التعميم: لقد كان مصعب بن عمير - رضي الله عنه - في حواره مع أمه , ورغم محاولاته الجادة في إسلامها , إلا أنها أبت , بل أرادت حبسه والتضييق عليه , فقال - رضي الله عنه -: " لئن أنتِ حبستِنِي لأحرصن على قتل من يتعرض لي " (¬1) , فلم يعمم - رضي الله عنه - على قومه كلهم , بل حدد في ذلك من يتعرض له , إذ إن من الإنصاف أن تكون العقوبة والجزاء على المخطئ , كما أن للمحسن الإحسان , ومن التعدي والظلم تعميم الخطأ, وإنزاله على أناس لم يكن لهم في ذلك مشاركة ولا تأييد , فلعل أمه اقتنعت بحسن أدب ابنها وإنصافه في حواره؛ لذلك قالت له: " فاذهب لشأنك " (¬2) , وفي ذلك يقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - «إن أعظم الناس فرية لرجل هاجى رجلاً فهجا القبيلة بأسرها» (¬3) , فهذا من تمام العدل الذي أمر الله به وحث عليه , إذ كيف يخطئ فرد من الأفراد فيؤاخذ بخطئه مجتمع كامل. ¬
الفصل الرابع: الآثار التربوية للحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير - رضي الله عنه -
الفصل الرابع: الآثار التربوية للحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير - رضي الله عنه -: في حياة مصعب بن عمير - رضي الله عنه - , ظهرت آثار تربويةٌ كانت نتيجةً لتلك الجهود التي قام بها , وذلك من خلال حواراته المختلفة والتي كانت ناجحة ومثمرة , وما ذاك إلا لالتزامه وإتقانه لآداب الحوار المختلفة , فهي كما يأتي (¬1): أولاً: ظهور العلم. ثانياً: تمييز الحق من الباطل. ثالثاً: كف عدوان المبطلين والمعاندين. رابعاً: توحيد الصفوف وجمع الكلمة. خامساً: الثواب والأجر من الله سبحانه. فهذه من الآثار التي يجنيها المحاور الناجح , وقد ظفر بها مصعب بن عمير - رضي الله عنه - في حياته , وهي كما يأتي: أولاً: ظهور العلم: في حوارات مصعب بن عمير - رضي الله عنه - ظهر العلم في المدينة حتى دخل أكثر دُورها , فعندما نجح في حواره مع أسيد بن حضير , وسعد بن معاذ - رضي الله عنهم - وأسلما , ¬
ثانيا: تمييز الحق من الباطل
بدأوا في إظهار هذا الدين ونشره في المدينة وتعليم الناس أمور دينهم ," قال ابن إسحاق: ورجع سعد ومصعب إلى منزل أسعد بن زرارة، فأقاما عنده يدعوان الناس إلى الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون ومسلمات ... " (¬1) , فهذا أثرٌ عظيم في ظهور العلم , بل وتجد في ذلك سرعةً وإقبالاً من الناس في حين ظهور الحق , فعندما رجع مصعب بن عمير - رضي الله عنه - إلى مكة ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبره بأمر الأنصار وسرعتهم في دخول الإسلام فسُرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكل ما أخبره (¬2). ثانياً: تمييز الحق من الباطل: استطاع مصعب بن عمير - رضي الله عنه - أن يميّز بنفسه الحق من الباطل , فترك دين آبائه ودخل الدين الإسلامي معلناً إسلامه , ثم في حواراته المنهجية استطاع أن يبيِّن للطرف الآخر الحق , وأن يجعله يميز الحق من الباطل الذي كان عليه , فعندما جاءه أسيد بن حضير - رضي الله عنه - أخذ يكلمه عن الإسلام , ويعلمه شيئاً من تعاليمه السمحة , وقرأ عليه من القرآن , فعرف بذلك أسيد بن حضير - رضي الله عنه - الحق , فأشرق وجهه وتهلل ودخل الإسلام , وكذا فعل مصعب بن عمير - رضي الله عنه - مع سعد بن معاذ - رضي الله عنه - فأسلم (¬3) , فكان لمعرفتهم الحق أثرٌ كبيرٌ في دحض الباطل وأهله. ثالثاً: كف عدوان المبطلين والمعاندين: في حياة مصعب بن عمير - رضي الله عنه - وعندما أسلم لاقى ألواناً من التعذيب من ¬
رابعا: توحيد الصفوف وجمع الكلمة
أمه وقومه (¬1) , حتى هاجر إلى الحبشة (¬2). فعندما جاء من المدينة إلى مكة أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما جرى مع الأنصار (¬3) , ثم ذهب إلى أمه فدار بينهما حوارٌ استطاع فيه - رضي الله عنه - أن يكف عدوان أمه وقومه , فكان مما دار بينهما أن قالت له أمه: " إنك لعلى ما أنت عليه من الصَّبْأَةِ بعدُ! قال: أنا على دين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الإسلام الذي رضي الله لنفسه ولرسوله. قالت: ما شكَرْتَ ما رَثَيْتُكَ (¬4) , مرة بأرض الحبشة ومرة بيثرب , فقال: أفرُّ بديني إن تفتنوني. فأرادت حبسه, فقال: لئن أنتِ حبستَنِي لأحرصن على قتل من يتعرض لي , قالت: فاذهب لشأنك , وجعلت تبكي " (¬5) , فكانت الثقة والجرأة والأسلوب الحكيم سلاحاً استعمله مصعب بن عمير - رضي الله عنه - لكف الشر الذي كاد أن ينزل به. رابعاً: توحيد الصفوف وجمع الكلمة: ومما يعين على ذلك , الحوار المنهجي الذي يجعل من المبادئ الإسلامية منهجيته , وآدابه مسلكاً له إلى تحقيق الهدف؛ لذلك أثمرت حوارات مصعب بن عمير - رضي الله عنه - مع الأنصار , فقد توحدت صفوفهم واجتمعت كلمتهم , بعد أن كانت الحروب والصراعات قائمة بين الأوس والخزرج , فقد دخلوا الإسلام وأصبحوا إخوةً مجتمعين (¬6) , وكان مصعب بن عمير - رضي الله عنه - يصلي بهم , وكان يسمى المقرئ ¬
خامسا: الثواب والأجر من الله سبحانه
بالمدينة (¬1) , وبذلك أصبح الأنصار من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وكانوا منطلقاً لغزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم - , فشع نور الإسلام من المدينة حتى بلغ أقاصي الأرض , كل ذلك كان توفيقاً من الله وحده , ثم جهود مصعب بن عمير - رضي الله عنه - في توحيد صفوفهم واجتماع كلمتهم من خلال حواراته البناءة والهادفة. خامساً: الثواب والأجر من الله سبحانه: من أعظم الأعمال التي ينال بها المسلم الثواب , الدعوة إلى الله؛ لأن من دل على خير كان له أجر من عمل به , قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الدال على الخير كفاعله» (¬2) , ومن الدعوة إلى الله أن يستعمل الداعية أسلوب الحوار؛ لأنه من أقوى الأساليب في استمرار الناس على الخير , فإذا اقتنع الطرف الآخر بما تدعو إليه , كان تمسكه به متين , بل سيدعو إلى الحق الذي أتيت به , وهذا ما حصل مع مصعب بن عمير - رضي الله عنه - , فقد أسلم على يده خلق كثير من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ففي حواره مع الأنصار أسلم أسيد بن حضير , وسعد بن معاذ - رضي الله عنهم - , وبإسلامهما أخذوا جميعاً يدعون إلى الله وينشرون الإسلام في المدينة حتى لا يكاد يخلو دار من مسلم (¬3). هذا ما يسر الله عليه وأعان , فما كان فيه من نقص وخطأ فمن نفسي , وما كان فيه من صواب فمن الله وحده. وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ¬
قائمة المصادر والمراجع
قائمة المصادر والمراجع 1) الأزدي , محمد بن الحسن: جمهرة اللغة ,المحقق/رمزي منير بعلبكي , دار العلم للملايين , بيروت , ط1 , 1987م. 2) الألباني , محمد ناصر الدين: سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها , مكتبة المعارف , الرياض , ط1 , 1415هـ. 3) الترمذي , محمد بن عيسى: سنن الترمذي , تحقيق وتعليق / أحمد محمد شاكر , محمد فؤاد عبدالباقي , إبراهيم عطوة , شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي , مصر , ط2 , 1395هـ. 4) الجرجاني , علي بن محمد: كتاب التعريفات , المحقق/ضبطه وصححه جماعة من العلماء بإشراف الناشر , دار الكتب العلمية , بيروت , ط1 , 1403هـ. 5) الحسيني , محمد بن محمد: تاج العروس من جواهر القاموس, المحقق/مجموعة من المحققين , دار الكتب العلمية , بيروت , ط1 , 1428هـ. 6) الرازي , زين الدين محمد بن أبي بكر: مختار الصحاح ,المحقق/يوسف الشيخ محمد , المكتبة العصرية , بيروت , ط5 , 1420هـ. 7) زمزمي , يحيى بن محمد: الحوار آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة , دار التربية والتراث , مكة المكرمة , ط1 ,1414هـ. 8) السعدي , عبدالرحمن بن ناصر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان , المحقق/عبدالرحمن بن معلا اللويحق , مؤسسة الرسالة , بيروت , ط1 , 1420هـ.
9) السمهودي , علي بن عبدالله: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى , دار الكتب العلمية , بيروت , ط1 , 1419هـ. 10) السهيلي , عبدالرحمن بن عبدالله: الروض الأنف في شرح السيرة النبوية , تحقيق / عمر عبدالسلام السلامي , دار إحياء التراث العربي , بيروت , ط1 , 1421هـ. 11) عاشور , سعد عبدالله: ضوابط الحوار مع الآخر , مجلة الجامعة الإسلامية - غزة - فلسطين , سلسلة الدراسات الإسلامية , المجلد السادس عشر , العدد الأول , يناير 2008 , ص 96. 12) الفيروز آبادي , محمد بن يعقوب: القاموس المحيط , تحقيق/مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة , مؤسسة الرسالة , بيروت ,ط8 , 1426هـ. 13) ابن ماجه, محمد بن يزيد: سنن ابن ماجه , دار الكتب العلمية , بيروت , ط1 , 1419هـ. 14) المطلبي , محمد بن اسحاق بن يسار: سيرة ابن اسحاق , تحقيق / سهيل زكار , دار الفكر , بيروت , ط1 , 1398هـ. 15) المعافري , عبدالملك بن هشام: السيرة النبوية لابن هشام , تحقيق/ مصطفى السقا وآخران , شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده , مصر , ط2 , 1375هـ. 16) ابن منظور , محمد بن مكرم: لسان العرب , دار صادر , بيروت , ط3 , 1414هـ.
17) الموصلي , فتحي بن عبدالله: فقه الحوار مع المخالف في السنة النبوية , الدار الأثرية , عمّان , ط1 , 1428 هـ. 18) النيسابوري , الحاكم محمد بن عبدالله: المستدرك على الصحيحين , تحقيق / مصطفى عبدالقادر عطا , دار الكتب العلمية , بيروت , ط1 , 1411هـ. 19) الهاشمي , محمد بن سعد بن منيع: الطبقات الكبرى , تحقيق / محمد عبدالقادر عطا , دار الكتب العلمية , بيروت , ط1 , 1410هـ. 20) الهيثمي , أبو الحسن نور الدين: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد , المحقق/حسام الدين القدسي , مكتبة القدسي , القاهرة , د. ط , 1414هـ. 21) الواقدي , محمد بن عمر: المغازي , تحقيق/مارسدن جونس , دار الأعلمي , بيروت , ط3 , 1409هـ.