منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ومعه المقصد لتلخيص ما في المرشد

الأُشْمُوني، المقرئ

مقدمة التحقيق

مقدمة التحقيق بسم الله الرّحمن الرّحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، وبعد، فهذا كتاب قيم في علم من علوم القراءات وهو علم الوقف والابتداء، أحببت أن أعلق عليه بما يفيد وأن أقوم نصه واعتمدت في ذلك على الطبعة الوحيدة للكتاب والتي طبعت بمطبعة الحلبي واجتهدت في إصلاح نصها وتحقيقه والتعليق عليها بما يفيد إن شاء الله قدر الإمكان والطاقة، والله خير مسئول أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. وكتب: شريف أبو العلا العدوي

ترجمة المؤلف

ترجمة المؤلف (¬1) (القرن الحادي عشر الهجري- القرن السابع عشر الميلادي) هو أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عبد الكريم الأشموني الشافعي. فقيه، مقرئ. من تصانيفه: منار الهدى في بيان الوقف والابتداء، والقول المتين في بيان أمور الدين. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ (¬1) انظر معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة (1/ 275).

مقدمة المؤلف

[مقدمة المؤلف] [خطبة الكتاب] بسم الله الرّحمن الرّحيم (¬1) الحمد لله (¬2) الذي نوّر قلوب أهل القرآن بنور معرفته تنويرا، وكسا (¬3) وجوههم من إشراق ضياء بهجته نورا، وجعلهم من خاصة أحبابه إكراما لهم وتوقيرا، فجعل صدورهم أوعية كتابه ووفقهم لتلاوته آناء الليل وأطراف النهار ليعظم لهم بذلك أجورا، فترى وجوههم كالأقمار تتلألأ من الإشراق ـــــــــــــــــــــــــ بسم الله الرّحمن الرّحيم قال سيدنا ومولانا قاضي القضاة، شيخ المشايخ الإسلام، ملك العلماء الأعلام، عمدة المحققين، زين الملة والدين، أبو يحيى زكريا الأنصاري الشافعيّ، متع الله ¬

_ (¬1) الباء فيها قيل: إنها زائدة فلا تحتاج إلى ما تتعلق به، أو للاستعانة، أو للمصاحبة، متعلقة بمحذوف، إما أن يكون فعل والتقدير أبدأ أو أفعل، أو متعلقة باسم، أو متعلقة بحال، أي ابتدئ متبركا ومستعينا بالله، أو مصدر مبتدأ خبره محذوف، أي ابتدائي باسم الله ثابت أو دائم، والله أعلم على الذات العلية الواجبة للوجود المستحقة لجميع المحامد، والرحمن الرحيم: اسما مبالغة مشتقان من الرحمة، على وزن فعلان وفعيل، وقيل: إن الرحمن: يعم جميع الخلق، والرحيم مختص بالمؤمنين، وانظر: «نهاية المحتاج» للشمس الرملي (1/ 16 - 20) «القاموس المحيط» (4/ 344)، «شرح جوهرة التوحيد» (3). (¬2) افتتح المصنف- رحمه الله- بعد التيمن بالبسملة بحمد الله، أداء لحق شيء مما يجب عليه نظير إنعام الله عليه بإنجاز هذا الكتاب، واقتداء بالقرآن الكريم، وبالسنة النبوية المطهرة، حيث كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفتتح خطبه دائما بالحمد، ولم ينقل عنه غير ذلك، وأما حديث كل أمر ذي بال فقد اختلفت فيه أنظار النقاد والراجح: ضعفه وانظر «فتح الباري» شرح حديث «إنما الأعمال» رقم (1). (¬3) كسا: ألبس: أي جعل على وجوههم لباس النور دليلا على التقوى والطاعة.

وتبتهج سرورا، وقد أخبر عنهم الصادق المصدوق ممثلا بأنهم جراب مملوء مسكا وأعظم بذلك فخرا وتبشيرا، فيا لها من نعمة طهروا بها تطهيرا، وجاوزوا بها عزّا ومهابة وتحبيرا، فهم أعلى الناس درجات في الجنان تخدمهم فيها الملائكة الكرام عشيّا وبكورا، ويقال لهم في الجنة تهنئة لهم وتبشيرا، إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً فسبحانه من إله عظيم تعالى في ملكه عَمَّا يقول الظالمون عُلُوًّا كَبِيراً، تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً أحمده سبحانه وتعالى حمد من قام بواجب تجويد (¬1) كلامه ومعرفة وقوفه (¬2) ونسأله من فيض فضله وإحسانه لطفا وعناية وتيسيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يغدو قلب قائلها مطمئنا مستنيرا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا صلّى الله عليه وسلّم عبده ورسوله الذي اختاره الله من القدم حبيبا ونبيّا ورسولا، وأرسله إلى الثقلين بشيرا ونذيرا، وقد أخذ له العهد والميثاق على سائر المخلوقات وكتب له بذلك منشورا: أما بعد (¬3): فيقول العبد الفقير القائم على قدمي العجز والتقصير، ـــــــــــــــــــــــــ بوجوده الأنام، وحرسه بعينه التي لا تنام، بجاه سيدنا محمد أشرف الأنام، وآله وصحبه البررة الكرام. ¬

_ (¬1) التجويد: لغة هو التحسين، واصطلاحا: قراءة القرآن الكريم على نحو مخصوص بصفة مخصوصة كما نقل إلينا وتواتر. (¬2) الوقف: هو القطع لغة، واصطلاحا: هو قطع القراءة مع أخذ نفس، مع نية الاستئناف. السكت: هو قطع القراءة بدون تنفس مع نية الاستئناف. وسوف يأتي تفريق المصنف بين هذه الأشياء. (¬3) أما بعد: لفظة تسمى: فصل الخطاب، وهي لقطع الكلام الذي قبلها عما بعدها انظر: السبع كتب المفيدة لعلوي السقاف (ص 63).

الراجي عفو ربه القدير، أحمد بن الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ محمد بن الشيخ عبد الكريم، عامل الله الجميع بفضله العميم، وأسكنهم من إحسانه جنات النعيم: هذا تأليف لم يسألني فيه أحد لعلمهم أني قليل البضاعة، غير دريّ بهذه الصناعة، فإني والله لست أهلا لقول ولا عمل، وإني والله من ذلك على وجل، لكن الكريم يقبل من تطفل، ولا يخيب من عليه عوّل، فإني بالعجز معلوم، ومثلي عن الخطأ غير معصوم، وبضاعتي مزجاة (¬1)، وتسمع بالمعيديّ خير من أن تراه (¬2)، فشرعت فيما قصدت، وما لغيري وجدت، وذلك بعد لبثي حينا من الدهر أتروّى وأتأمل، وأنا إلى جمع ما تشتت من ذلك أميل، قادني إلى ذلك أمل ثواب الآخرة، سائلا من المولى الكريم الصواب والإعانة، متبرئا من حولي وقوّتي إلى من لا حول ولا قوّة إلا به، والمأمول من ذي العزة والجلال، أن ينفع به في الحال والمآل، وأن يكون تذكرة لنفسي في حياتي. وأثرا لي بعد وفاتي، فلا تكن ممن إذا رأى صوابا غطاه، وإذا وجد سهوا نادى عليه وأبداه، فمن رأى خطأ منصوصا عليه فليضفه بطرّته إليه والنصّ عليه. [البسيط]: يا من غدا ناظرا فيما كتبت ومن ... أضحى يردّد فيما قلته النّظرا سألتك الله إن عاينت لي خطأ ... فاستر عليّ فخير الناس من سترا ـــــــــــــــــــــــــ بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله على آلائه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصفيائه. وبعد: فهذا مختصر المرشد في الوقف والابتداء الذي ألفه العلامة أبو محمد الحسن بن عليّ بن سعيد العماني- رحمه الله تعالى- وقد التزم أن يورد فيه جميع ما أورده أهل هذا ¬

_ (¬1) مزجاة: قليلة. (¬2) مثل مشهور عند العرب يقال عند ما يكون شخص ما له سيط وسمعة، ثم إذا رآه الإنسان اكتشف أنه غير ذلك تماما، وانظر: «مجمع الأمثال» للميداني (1/ 157).

فالموافق تكفيه الإشارة، ولا ينفع الحسود تطويل العبارة، وعلى الله اعتمادي في بلوغ التكميل، وهو حسبي ونعم الوكيل، وسميته: منار الهدى، في بيان الوقف والابتداء (¬1) مقدما أمام المقصود فوائد وتنبيهات تنفع القارئ وتعينه على معرفة الوقف والابتداء ليكون على بصيرة إذا خاض في هذا البحر الزخار، الذي لا يدرك له قرار، ولا يسلك إلى قنته ولا يصار، من أراد السبيل إلى استقصائه لم يبلغ إلى ذلك وصولا، ومن رام الوصول إلى إحصائه لم يجد إلى ذلك سبيلا قد أودع الله فيه علم كل شيء، وأبان فيه كل هدى وغيّ، فترى كل ذي فنّ منه يستمد، وعليه يعتمد، جعله للحكم مستودعا ولكل علم منبعا، وإلى يوم القيامة نجما طالعا، ومنارا لامعا، وعلما ظاهرا، ولا يقوم بهذا الفن (¬2) إلا من له باع في العربية، عالم بالقراءات، عالم بالتفسير، عالم باللغة التي نزل القرآن بها على خير خلقه، مزيل الغمة بعثه به بشيرا ونذيرا إلى خير أمة، ـــــــــــــــــــــــــ الفنّ، وأنا أذكر مقصود ما فيه مع زيادة بيان محل النزول وزيادة أخرى غالبها عن أبي عمرو عثمان بن سعيد المقري، وسميته: المقصد لتلخيص ما في المرشد فأقول: الوقف يطلق على معنيين: أحدهما القطع الذي يسكت القارئ عنده. ¬

_ (¬1) حذف همزة كلمة «الابتداء» وهذا جائز على بعض لغات العرب، وقد ورد ذلك أيضا في كتاب الله الكريم في قراءة «حمزة» عند الوقف حيث إنه يحذف الهمزة عند الوقف، ووافقه في ذلك هشام. (¬2) شرع الشيخ يبين شروط من يتكلم في هذا العلم الشريف وبين أنه لا يتكلم فيه إلا متمكن من آلة هذه العلوم التي ذكر، وإن علمنا ذلك فينبغي علينا أن نتوقف عند علامات الوقف والابتداء المختلفة التي وضعها علماء القراءات وأن لا نتجاوزها، ولا نقيس ذلك بمجرد العقول والاستحسان، فالأمر أصعب مما قد يتخيل، فمن قال في القرآن برأيه وهو غير عالم فهو مخطئ وإن كان ما قاله صوابا.

شهد به كتابه المبين، عن لسان رسوله الصادق الأمين، جعله كتابا فارقا بين الشك واليقين، أعجز الفصحاء معارضته، وأعيا الألباء مناقضته، وأخرس البلغاء مشاكلته، جعل أمثاله عبرا للمتدبرين، وأوامره هدى المستبصرين، ضرب فيه الأمثال، وفرّق فيه بين الحرام والحلال، وكرّر القصص والمواعظ بألفاظ لا تمل، وهي مما سواها أعظم وأجلّ، ولا تخلق على كثرة الترديد، بل بكثرة تلاوتها حسنا وحلاوة ولا تزيد، قد حثنا على فهم معانيه، وبيان أغراضه ومبانيه، فليس المراد حفظ مبناه، بل فهم قارئه معناه، قال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها فقد ذمّ الله اليهود حيث يقرءون التوراة من غير فهم فقال: وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ (¬1) فعلى العاقل الأديب، والفطن اللبيب، أن يربأ بنفسه عن هذه المنزلة الدنية، ويأخذ بالرتبة السنية، فيقف على أهم العلوم وآكدها المتوقف عليها فهم الكتاب والسنة، وهي بعد تجويد ألفاظه خمسة: علم العربية، والصرف، واللغة، والمعاني، والبيان. ـــــــــــــــــــــــــ وثانيهما: المواضع التي نصّ عليها القراء، فكل موضع منها يسمى وقفا وإن لم يقف القارئ عنده، ومعنى قولنا هذا وقف: أي موضع يوقف عنده، وليس المراد أن كل موضع من ذلك يجب الوقف عنده، بل المراد أنه يصلح عنده ذلك وإن كان في نفس القارئ طول، ولو كان في وسع أحدنا أن يقرأ القرآن كله في نفس واحد ساغ له ذلك، والقارئ كالمسافر، والمقاطع التي ينتهي إليها القارئ كالمنازل التي ينزلها المسافر، وهي مختلفة بالتامّ والحسن وغيرهما مما يأتي كاختلاف المنازل في الخصب ووجود الماء والكلأ وما يتظلل به من شجر ونحوه، والناس مختلفون في الوقف فمنهم من جعله على مقاطع الأنفاس، ومنهم من جعله على رءوس الآي، والأعدل أنه قد يكون في ¬

_ (¬1) في هذه الآية إشارة إلى أن المرء يجب أن يعقل ما يقرأ ويتدبره ولا يكتف بترديده فحسب بل يجب أن يعمل به أيضا، وإلا أصبح كاليهود عياذا بالله تعالى، كما قال عز وجل في آية أخرى فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا.

فوائد مهمة تحتاج إلى صرف الهمة

فوائد مهمة تحتاج إلى صرف الهمة الفائدة الأولى: في ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفنّ وهو فنّ جليل: قال عبد الله بن عمر- رضي الله تعالى عنهما-: لقد عشنا برهة من دهرنا، وأن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلّى الله عليه وسلّم فنتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم اليوم القرآن، ولقد رأينا اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده وكل حرف منه ينادي: أنا رسول الله إليك لتعمل بي وتتعظ بمواعظي. قال النحاس: فهذا يدل على أنهم كانوا يتعلمون الوقوف كما يتعلمون القرآن حتى قال بعضهم: إن معرفته تظهر مذهب أهل السنة من مذهب المعتزلة (¬1) ـــــــــــــــــــــــــ أوساط الآي. وإن كان الاغلب في أواخرها، وليس آخر كل آية وقفا، بل المعاني معتبرة والأنفاس تابعة لها، والقارئ إذا بلغ الوقف وفي نفسه طول يبلغ الوقف يليه فله مجاوزته إلى ما يليه فما بعده، فإن علم أن نفسه لا يبلغ ذلك فالأحسن أن لا يجاوزه كالمسافر إذا لقي منزلا خصبا ظليلا كثير الماء والكلأ وعلم أنه إن جاوزه لا يبلغ المنزل الثاني واحتاج إلى النزول في مفازة لا شيء فيها من ذلك فالأوفق له أن لا يجاوزه، فإن ¬

_ (¬1) المقصود من ذلك أن كل واحد قد يوظف الوقف في القرآن العظيم على هواه إذا لم يكن عالما من أهل السنة، فإنه حتما سيقف على الجزء الذي يبرر مذهبه الفاسد، أما المثل الذي ضربه الشيخ، فهو يقصد به المعتزلة، لأنهم ينفون المشيئة لله في خلق أفعال العباد على مذهبهم الفاسد في نفى صفة خلق الله لأفعال العباد، وهم يرون كما هو معلوم أن العباد هم الذين يختارون ويخلقون أفعالهم بأنفسهم، وهذا كلام باطل، لأنه ليس معنى أن يختار العباد أفعالهم أنهم يخلقونها أو يفعلونها بمشيئتهم دون مشيئة الله فالله تعالى يقول: وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ، وليس هذا موضع بسط الكلام في هذه المسألة، ففيما قلنا كفاية والله أعلم، وللتفصيل عليك بالعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية فقد

كما لو وقف على قوله وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ، فالوقف على يختار هو مذهب أهل السنة لنفي اختيار الخلق لاختيار الحق فليس لأحد أن يختار، بل الخيرة لله تعالى، أخرج هذا الأثر البيهقي في سننه. وقال عليّ كرّم الله وجهه في قوله تعالى وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف. وقال ابن الأنباري: من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء، إذ لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن إلا بمعرفة الفواصل، فهذا أدل دليل على وجوب تعلمه وتعليمه. وحكى أن عبد الله بن عمر قد قام على حفظ سورة البقرة ثمان سنين، وعند تمامها نحر بدنة. أخرجه مالك في الموطأ، وقول الصحابي (¬1) كذا له حكم المرفوع إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم: أي ولم يخالفه غيره ولم يكن للرأي فيه مجال. وهذا لا دخل للرأي فيه، فلو خالفه غيره أو كان للرأي فيه مجال لا يكون قوله حجة. واشتهر هذا الفنّ عن جماعة من الخلف، وهم: نافع ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني القارئ (¬2) وعن صاحبه يعقوب بن ـــــــــــــــــــــــــ عرض له أي للقارئ عجز بعطاس أو قطع نفس أو نحوه عند ما يكره الوقف عليه عاد من أوّل الكلام ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض. ولئلا يكون الابتداء بما بعده موهما للوقوع في محذور كقوله تعالى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا فإن ابتدأ بما يوهم ذلك كان مسيئا إن عرف معناه. وقال ابن الأنباري: لا إثم عليه، لأن نيته الحكاية عمن قاله وهو غير معتقد له، ولا خلاف أنه لا يحكم بكفره من غير تعمد واعتقاد لظاهره. ¬

_ أجاد وأفاد في هذا المبحث كعادته. (¬1) قول الصحابي له حكم المرفوع بثلاثة شروط: 1 - أن لا يعلم له مخالف. 2 - ليس للرأي فيه مجال. 3 - ليس معروفا بالأخذ عن أهل الكتاب. (¬2) هو إمام حرم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، مولى جعونة بن شعوب الليثي، حليف حمزة بن عبد المطلب- رضي الله عنه-، وكنيته أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو رويم، وأصله من أصفهان، ونشأ بالمدينة، وأقام بها، وكان من الطبقة الثالثة، وانظر ترجمته في: «معرفة القراء الكبار» (1/ 107 - 111)، «غاية النهاية» (2/ 330 - 334)، «السبعة» (53 - 64)، «التاريخ الكبير» (8/ 87)، «الكامل» (7/ 2515)، «مشاهير علماء الأمصار» (141)، «وفيات الأعيان»

إسحاق الحضرمي البصري (¬1)، وعن أبي حاتم السجستاني (¬2)، وعن محمد ابن عيسى (¬3)، وعن أحمد بن موسى (¬4)، وعن عليّ بن حمزة الكسائي (¬5)، ـــــــــــــــــــــــــ ويسن للقارئ أن يتعلم الوقوف، وأن يقف على أواخر الآي إلا ما كان منها شديد التعلق بما بعده كقوله تعالى وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ وقوله: ¬

_ (5/ 368، 369)، «سير أعلام النبلاء» (7/ 336 - 338)، «ميزان الاعتدال» (4/ 242)، «تقريب التهذيب» (2/ 295)، «شذرات الذهب» (1/ 270). (¬1) هو أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وكان حسن القراءة كثير الرواية، مشتهرا بجودة التلاوة عالما بالنحو واللغة، وانظر ترجمته في «معرفة القراء الكبار» (1/ 157، 158)، «غاية النهاية» (2/ 386 - 389)، «طبقات ابن سعد» (7/ 304)، «تاريخ خليفة» (472)، «طبقات النحويين» (54)، «وإنباه الرواة» (4/ 45)، و «وفيات الأعيان» (6/ 390 - 392)، «الكاشف» (3/ 290)، «بغية الوعاة» (2/ 328)، «تهذيب الكمال» (3/ 1549). (¬2) هو الإمام سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد، أبو حاتم السجستاني، إمام البصرة في النحو والقراءات واللغة والعروض، عرض على يعقوب الحضرمي، وغيره، روى عنه القراءة: الزردقي، وغيره، توفي سنة 255 هـ، وقيل سنة 250 هـ وانظر: «غاية النهاية» (1/ 320)، «معرفة القراء» (1/ 219). (¬3) هو محمد بن عيسى بن إبراهيم بن رزين، أبو عبد الله التيمي الأصبهاني، إمام في القراءات، كبير مشهور، أخذ القراءة عن خلاد بن خالد، ونمير، وغيرهما روى القراءة عنه الفضل بن شاذان، وعبد الله بن أحمد البلخي، وغيرهما، صنف كتاب الجامع في القراءات، وكتاب في العدد، وغيرهما مات سنة 253، وقيل سنة 242 هـ. «غاية النهاية» (2/ 223)، «معرفة القراء» (1/ 223). (¬4) هو أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي، الحافظ الأستاذ، أبو بكر بن مجاهد البغدادي، شيخ الصنعة، وأول من سبع السبعة، ولد سنة 245 هـ ببغداد وتوفي سنة 324 هـ، وانظر: «غاية النهاية» (1/ 139)، «معرفة القراء» (1/ 269). (¬5) هو أبو الحسن على بن حمزة الكسائي، أعلم أهل الكوفة في زمانه بعلم العربية، ومنه نشأ علم الكوفيين، وكان علما مشهورا في زمانه، وكان يؤدب الأمين والمأمون ابني الرشيد، ومات في الري في قرية من أعمالها تعرف بأرنبوية في سنة 289 هـ وانظر: «معرفة القراء الكبار»

وعن القراء الكوفيين (¬1)، وعن الأخفش سعيد (¬2)، وعن أبي عبيدة معمر بن المثنى (¬3)، ـــــــــــــــــــــــــ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* لأن اللام في الأول واللام في الثاني متعلقان بالآية قبلهما. ثم الوقف على مراتب: أعلاها التامّ، ثم الحسن، ثم الكافي، ثم الصالح ثم المفهوم، ثم ¬

_ (1/ 120 - 128)، «غاية النهاية» (1/ 535 - 540)، «السبعة» (78، 79)، «التاريخ الكبير» (6/ 268)، «الجرح والتعديل» (6/ 182)، «مراتب النحويين» (120، 121)، «طبقات النحويين» (127 - 130)، «الفهرست» لابن النديم (4544)، «تاريخ بغداد» (11/ 403 - 415)، «الأنساب» (482)، «وفيات الأعيان» (3/ 295 - 297)، «السير» (9/ 131 - 134)، «البداية والنهاية» (10/ 201 - 202)، «بغية الوعاة» (2/ 162 - 164)، «طبقات المفسرين» للدوري (1/ 399 - 403)، «شذرات الذهب» (1/ 321). (¬1) القراء الكوفيون جماعة وأشهرهم وأهمهم معرفة هم: 1 - الإمام: أبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي، وانظر ترجمته في معرفة القراء الكبار (1/ 88 - 94)، «غاية النهاية» (1/ 346 - 349)، «طبقات خليفة» (159)، «وفيات الأعيان» (3/ 9)، «السير» (5/ 256). 2 - الإمام: أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات الفرضى وانظر ترجمته في «معرفة القراء» (1/ 111 - 118)، «غاية النهاية» (1/ 261)، «السير» (7/ 90)، «ميزان الاعتدال» (1/ 605)، «شذرات الذهب» (1/ 240). 3 - الإمام أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب، أبو محمد البزار البغدادي، أحد القراء العشرة وأحد الرواة عن حمزة في نفس الوقت، وانظر «غاية النهاية» (1/ 272)، «معرفة القراء» (1/ 208)، وقد مر ذكر الإمام الكسائي وترجمته في الترجمة السابقة. (¬2) هو أبو الحسن، سعيد بن مسعد المجاشعي بالولاء، النحوي البلخي، المعروف بالأخفش الأوسط، أحد نحاة البصرة، أخذ النحو عن سيبويه، وزاد في العروض بحر الخبب توفي سنة 215 هـ، انظر «وفيات الأعيان» (2/ 380)، «بغية الوعاة» (1/ 590). (¬3) هو أبو عبيدة معمر بن المثنى، أبو عبيدة التيمي البصري النحوي، العلامة مولى بني تميم بن مرة انظر ترجمته في «تاريخ خليفة» (19)، «المعارف» (543)، «سؤالات الآجري» لأبي داود (3/ 302)، «المعرفة» ليعقوب الفسوي (3/ 315)، «تاريخ أبي زرعة الدمشقي» (489)، «الجرح والتعديل» (8/ ت 1175)، «الثقات» (9/ 196)، «أخبار النحويين البصريين» (52 - 55)، «تاريخ الخطيب» (13/ 252 - 258)، «وفيات الأعيان»

وعن محمد بن يزيد (¬1) والقتبي والدينوري (¬2)، وعن أبي محمد الحسن بن علي العماني (¬3) وعن أبي عمرو عثمان الداني (¬4)، وعن أبي جعفر محمد بن ـــــــــــــــــــــــــ الجائز، ثم البيان، ثم القبيح، فأقسامه ثمانية، ومنهم من جعلها أربعة: تام مختار، ¬

_ (5/ 235)، «السير» (9/ 445)، «تذكرة الحفاظ» (1/ 371)، «الكاشف» (3/ 5665)، «العبر» (1/ 359)، «الميزان» (4/ ت 869)، «شذرات الذهب» (2/ 24)، «تهذيب الكمال» (28/ ت 6107)، «تهذيب التهذيب» (10/ 246 - 248). (¬1) هو إمام النحو: أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي، البصري النحوي، الأخباري (صاحب الكامل) انظر ترجمته في «طبقات النحويين واللغويين» (1 - 101)، «تاريخ بغداد» (3/ 380)، «المنتظم» (6/ 9)، «معجم الأدباء» (19/ 110 - 122)، «إنباه الرواة» (3/ 241 - 253)، «وفيات الأعيان» (4/ 313)، «العبر» (2/ 74)، «الوافي بالوفيات» (5/ 216)، «البداية والنهاية» (11/ 79)، «طبقات القراء» (2/ 280)، «لسان الميزان» (5/ 430)، «النجوم الزاهرة» (3/ 117)، «الشذرات» (2/ 190)، «طبقات المفسرين» (2/ 267)، «بغية الوعاة» (1/ 269). (¬2) هو عبد الله بن مسلم بن عتيبة، أبو محمد الدينوري وقيل المروزي، نزل بغداد وصنف وجمع وزاع صيته وانظر ترجمته مفصلة في: «طبقات النحويين واللغويين» للزبيدي (116)، «تاريخ بغداد» (10/ 170)، «المنتظم» (5/ 102)، «إنباه الرواة» (2/ 143)، «وفيات الأعيان» (3/ 42)، «تذكرة الحفاظ» (2/ 133)، «الميزان» (2/ 503)، «العبر» (2/ 65)، «البداية» (11/ 48)، «اللسان» (3/ 357 - 359)، «الشذرات» (2/ 169 - 170)، «بغية الوعاة» (2/ 63 - 64)، «السير» (13/ 269). (¬3) هو الحسن بن علي بن عبيدة، أبو محمد الكوفي، المقرئ النحوي قرأ بالروايات على سبط الخياط، وأبي منصور بن خيرون وغيرهم، كان رأسا في القراءات وتصدى للإقراء مدة وتوفي في شوال سنة 582 هـ وانظر «معرفة القراء الكبار» (2/ 504)، «إرشاد الأريب» (3/ 155)، «إنباه الرواة» (1/ 316)، «مرآة الزمان» (8/ 249)، ««المختصر المحتاج» (1/ 285)، «المشتبه» (343)، «غاية النهاية» (1/ 224)، «النجوم الزاهرة» (6/ 104)، «بغية الوعاة» (1/ 511). (¬4) هو الإمام عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي مولاهم، الإمام العلم المعروف في زمانه بابن الصيرفي وفي زماننا بأبي عمرو الداني، لنزوله بدانية ولد سنة 371 هـ، وتوفي

طيفور السجاوندي (¬1)، وعن أبي جعفر يزيد بن القعقاع (¬2) أحد أعيان التابعين وغيرهم من الأئمة الأعلام، والجهابذة العظام، بأن أحدهم آخذا بزمام التحقيق والتدقيق، وتضرب إليه أكباد الإبل من كل مكان سحيق. [الطويل]: أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع وما حكاه ابن برهان عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة من أن تسمية الوقوف بالتام والحسن والقبيح بدعة ومعتمد الوقف على ذلك مبتدع. قال لأن القرآن معجز وهو كالقطعة الواحدة فكله قرآن وبعضه قرآن، فليس على ما ـــــــــــــــــــــــــ وكاف جائز، وصالح مفهوم، وقبيح متروك، وهذا اختاره أبو عمرو. ومنهم من جعلها ثلاثة: مختار وهو التامّ. وجائز وهو الكافي الذي ليس بتامّ، وقبيح وهو ما ليس بتامّ ولا كاف، ومنهم من جعلها قسمين: تام، وقبيح، فالتامّ هو الموضع الذي يستغني عما بعده كقوله في البقرة وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وقوله في الفاتحة: وَإِيَّاكَ ¬

_ بدانية يوم الاثنين منتصف شوال سنة 444، ودفن بعد العصر وشيعه خلق عظيم، وانظر ترجمته في «جذوة المقتبس» (305)، «بغية الملتمس» (399)، «إرشاد الأريب» (12/ 121)، «إنباه الرواة» (2/ 341)، «تذكرة الحفاظ» (3/ 1120)، «العبر» (3/ 207)، «مرآة الجنان» (3/ 62)، «الديباج المذهب» (2/ 84)، «غاية النهاية» (1/ 503)، «معرفة القراء الكبار» (1/ 345)، «طبقات المفسرين» (159)، وللداودي (1/ 373)، «الشذرات» (3/ 272). (¬1) هو الإمام العلامة أبو جعفر محمد بن طيفور السجاوندي، للكتاب في الوقف والابتداء وقد طبع مؤخرا. (¬2) هو يزيد بن القعقاع، الإمام أبو جعفر المخزومي المدني القارئ، أحد القراء العشرة، تابعي مشهور ثقة صالح كبير القدر، وهو شيخ الإمام نافع، عرض القراءة على مولاه عبد الله بن عياش وعبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وروى عنهم، توفي سنة 103، وانظر تاريخ ابن معين (3/ 192)، «معرفة القراء» (1/ 72 - 76)، «غاية النهاية» (2/ 382).

ينبغي (¬1)، وضعف قوله غنيّ عن البيان بما تقدم عن العلماء الأعلام، ويبعده قول أهل هذا الفنّ: الوقف على رءوس الآي سنة متبعة، والخير كله في الاتباع، والشر كله في الابتداع، ومما يبين ضعفه ما صح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه نهى الخطيب لما قال: «من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما» ووقف. فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: «بئس خطيب القوم أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى» ففي الخبر دليل واضح على كراهة القطع، فلا يجمع بين من أطاع ومن عصى، فكان ينبغي للخطيب أن يقف على قوله: فقد رشد. ثم يستأنف: ومن يعصهما فقد غوى. وإذا كان مثل هذا مكروها مستقبحا في الكلام الجاري بين الناس فهو في كلام الله أشدّ كراهة وقبحا وتجنبه أولى وأحق، وفي الحديث «أن جبريل أتى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال اقرإ القرآن على حرف. فقال ميكائيل: استزده حتى بلغ سبعة أحرف» (¬2) كل شاف ما لم تختم آية ـــــــــــــــــــــــــ نَسْتَعِينُ لكن الأول أتمّ لكونه آخر صفة المتقين، وما بعده صفة الكافرين. والثاني وإن استغنى عما بعده، لكن له به تعلق ما، لأن قوله اهْدِنَا سؤال من المخاطب، وقوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ موجه للمخاطب، فمن حيث أن الكلام كله صادر من المتكلم إلى المخاطب كان في أوّله تعلق بما في آخره، ومن حيث أن قوله وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ آخر الثناء على الله تعالى كان مستغنيا عما بعده، فالتام يتفاوت، فالأعلى تامّ، وما دونه تامّ لكنه يسمى حسنا أيضا، ومنه الوقف على قوله تعالى في الصافات: مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ هو وقف تام، لكن على أَفَلا تَعْقِلُونَ أتمّ، لأنه آخر القصة، ولذلك ¬

_ (¬1) هذا القول غير سليم تماما، لأن تقسيمات الوقوف لا تنافي إعجاز القرآن بل إن الوقوف السليمة تزيد المعنى وضوحا وبهاء وجلاء، وليس المقصود بالوقف القبيح- مثلا- أن القرآن العظيم به قبيح، بل إن المقصود أن ذلك المعنى الذي ينشأ عن وقف ما سوف يحيل المعنى وهذا هو وجه قباحته، والله أعلم. (¬2) أخرج البخاري في صحيحه (6/ 222) من رواية ابن عباس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال أقرأني جبريل عليه السلام على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف. وهو

عذاب بآية رحمة، أو آية رحمة بآية عذاب، فالمراد بالحروف لغات العرب: أي أنها مفرقة في القرآن، فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة اليمن، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه (¬1)، على أنه قد جاء في القرآن ما قد قرئ بسبعة أوجه وعشرة أوجه ـــــــــــــــــــــــــ يسمى الأول حسنا أيضا، ولا يشترط في التام أن يكون آخر القصة بل أن يستغنى عما ¬

_ عند البخاري أيضا من حديث عمر (9/ 21 - 23)، وهو عند أحمد في «المسند» (1/ 263 - 264). (¬1) هذا وجه مستبعد جدّا، وترده دلائل كثيرة، ولا يحتمله معنى الحديث وليس هذا مجال الرد عليها، ولكن الراجح الذي استقر عليه المحققون من علماء القراءات واختاره ابن الجزري وانتصر له، أن القراءات كلها صحيحها وشاذها، وضعيفها ومنكرها، اختلافها كلها إلى سبعة أوجه لا يخرج عنها وهي: الأول: أن يكون الاختلاف في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة نحو «يحسب» بفتح السين وكسرها». الثاني: أن يكون بتغير في المعنى فقط دون تغير في الصورة نحو: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فقرئت آدم مرة بالرفع على أنها فاعل ومرة بالنصب على أنها مفعول مقدم. الثالث: أن يكون في الحروف مع التغير في المعنى لا السورة نحو: «يتلوا تتلوا». الرابع: أن يكون في الحروف مع التغيير في الصورة لا المعنى نحو: «الصراط، السراط». الخامس: أن يكون في الحروف والصورة نحو: يأتل، يتأل. السادس: أن يكون في التقديم والتأخير نحو: «فيقتلون، ويقتلون» على بناء الأول للمعلوم والثاني للمجهول والعكس. السابع: أن يكون في الزيادة والنقصان نحو: «وأوحى، ووحى». فهذه الأوجه السبعة لا يخرج الاختلاف عنها. إذا فجميع القراءات سبعية، أو عشرية، صحيحة، أو شاذة، نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما قال «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه»، وعلى هذا فليس المقصود بهذه الأحرف هي القراءات السبع التي بين أيدينا فهناك ثلاثة زائدة عليهم، وهي متواترة أيضا، وإنما المقصود ما بيناه، واعلم أن القراءة لكي تكون مقبولة يجب أن تتوفر فيها ثلاثة شروط وهي:

كمالك يوم الدين، وفي البحر أن في قوله وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ اثنتين وعشرين قراءة، وفي أُفٍّ* لغات أوصلها الرماني إلى سبعة وثلاثين لغة. قال في فتح الباري: قال أبو شامة: ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وقال مكي ابن أبي طالب، وأما من ظن أن قراءة هؤلاء القراء السبعة، وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي هي الأحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطا عظيما. قال: ويلزم من هذا أن ما خرج عن قراءة هؤلاء السبعة مما ثبت عن الأئمة ووافق خط المصحف العثماني لا يكون قرآنا وهذا غلط عظيم (¬1)، إذ لا شك أن هذه القراءات السبع مقطوع بها من عند ـــــــــــــــــــــــــ بعده كما تقرر كقوله تعالى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فإنه مبتدأ وخبر، فهو مستغن عن غيره وإن كانت الآيات إلى آخر السورة قصة واحدة. وبذلك علم أن الوقف الحسن هو التام، لكن له تعلق ما بما بعده، وقيل الحسن ما يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده كما تقرر لتعلقه به لفظا ومعنى كقوله تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ والرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ومالِكِ يَوْمِ الدِّينِ لأن المراد مفهوم، والابتداء برب العالمين وبالرحمن الرحيم وبملك يوم الدين قبيح، لأنها مجرورة تابعة لما قبلها. والكافي ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده إلا أن له به تعلقا معنويّا كالوقف على حُرِّمَتْ ¬

_ 1 - موافقتها لرسم المصحف ولو احتمالا. 2 - موافقتها لوجه من وجوه اللغة. 3 - صحة إسنادها إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم. وقد جمع الإمام ابن الجزري هذه الشروط الثلاثة فقال في طيبته: فكل ما وافق وجه نحو ... وكان للرسم احتمالا يحوي وصح إسنادا هو القرآن ... فهذه الثلاثة الأركان وللاستزادة راجع «الإرشادات الجلية» (16، 17). (¬1) هذا كلام صحيح، لأن قراءات الأئمة الثلاثة المتممة للعشرة هي قراءات متواترة أيضا عن النبي

الله تعالى، وهي التي اقتصر عليها الشاطبي وبالغ النووي في أسئلته حيث قال: لو حلف الإنسان بالطلاق الثلاث أن الله قرأ القراءات السبع لا حنث عليه، ومثلها الثلاث التي هي قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف، وكلها متواتر تجوز القراءة به في الصلاة وغيرها، واختلف فيما وراء العشرة، وخالف خط المصحف الإمام، فهذا لا شك فيه أنه لا تجوز قراءته في الصلاة ولا في غيرها، وما لا يخالف تجوز القراءة به خارج الصلاة (¬1). وقال ابن عبد البر: لا تجوز القراءة بها ولا يصلى خلف من قرأ بها. وقال ابن الجزري: تجوز مطلقا إلا في الفاتحة للمصلي، انظر شرح العباب للرملي. والشاذ ما لم يصح سنده نحو لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ بفتح الفاء وإِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ برفع الله ونصب العلماء، وكذا كل ما في إسناده ضعف لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم سواء وافق الرسم أم لا. قال مكي: ما روى في القرآن ثلاثة أقسام: قسم يقرأ به ويكفر جاحده، وهو ما نقله الثقات ووافق العربية وخط المصحف. وقسم صح نقله عن الأجلاء وصح في العربية، ـــــــــــــــــــــــــ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وعلى الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ والصالح والمفهوم دونهما كالوقف على قوله تعالى وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ فهو صالح، فإن قال وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ كان كافيا، فإن بلغ يَعْتَدُونَ كان تاما، فإن بلغ عِنْدَ رَبِّهِمْ كان مفهوما، والجائز ما خرج عن ذلك ولم يقبح. والبيان سيأتي بيانه. والقبيح ¬

_ صلّى الله عليه وسلّم، وهي داخلة بلا شك في معنى الأحرف السبعة، وهذا مما يقطع باستحالة أن يكون معنى الأحرف السبعة هي القراءات السبع، وقد ألف الإمام ابن الجزري خصيصا لهذا الغرض كتاب منجد المقرئين، ليبين أن القراءات الثلاثة متواترة داخلة في الأحرف السبعة، ليرد على بعض المتوهمين نفي ذلك، وأثبت تواترها، فراجع ذلك فإنه مفيد. (¬1) يجب الانتباه إلى أن ما خالف خط المصحف الإمام وضعف إسناده، أو لم يوافق وجها من وجوه النحو، فليس قرآنا فلا يجوز قراءته داخل الصلاة ولا خارجها على أنه قرآن، وإنما قد يستأنس به فقط، وأما كونه يفيد في الأحكام أم لا فهذا خلاف في الأصول شهير.

وخالف لفظه الخط فيقبل ولا يقرأ به. وقسم نقله ثقة ولا وجه له في العربية أو نقله غير ثقة فلا يقبل وإن وافق خط المصحف. فالأول كملك ومالك (¬1) والثاني كقراءة ابن عباس «وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة» (¬2) واختلف في القراءة بذلك، فالأكثر على المنع لأنها لم تتواتر، وإن ثبتت بالنقل فهي منسوخة بالعرضة الأخيرة. ومثال الثالث وهو ما نقله غير ثقة كثير، وأما ما نقله ثقة ولا وجه له في العربية فلا يكاد يوجد. وقد وضع السلف علم القراءات دفعا للاختلاف في القرآن، كما وقع لعمر بن الخطاب مع أبيّ بن كعب حين سمعه يقرأ سورة الفرقان على غير ما سمعها هو من النبي صلّى الله عليه وسلّم، فأخذه ومضى به إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم كل واحد أن يقرأ، فقرأ كل واحد ما سمعه، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم هكذا أنزل (¬3)، ولا شك أن القبائل كانت ترد على النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكان يترجم لكل أحد بحسب لغته، فكان يمدّ قدر الألف والألفين والثلاثة لمن لغته كذلك، وكان يفخم لمن لغته كذلك، ويرقق لمن لغته كذلك، ويميل لمن لغته كذلك. وأما ما يفعله قراء زماننا من أن القارئ كل آية يجمع ما فيها من اللغات (¬4)، فلم يبلغنا وقوعه عن رسول الله ـــــــــــــــــــــــــ ما لا يعرف المراد منه أو يوهم الوقوع في محذور كالوقف على بسم ورب وملك، وعلى قوله لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا وقوله: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا* ويسنّ للقادر ¬

_ (¬1) قرأ: عاصم والكسائي ويعقوب وخلف مالِكِ بإثبات الألف بعد الميم، على اسم الفاعل، وقرأ باقي العشرة ملك على الصفة المشبهة بحذف الألف وراجع «البهجة المرضية» (8)، «إرشاد المريد» (29). (¬2) الذي يبدو أن هذا تفسير منه لا قراءة، وقد يكون سبب الخلط من الرواة الذين سمعوا منه ذلك التفسير فظنوه قراءة، والله أعلم. (¬3) أخرجه أحمد في «المسند» بإسناد صحيح من حديث عمرو بن العاص. (¬4) جمع القراءات التي في الآية الواحدة حال القراءة أو الصلاة من البدع، وإنما ينبغي لمن جمع القراءات أن ينتهي بكل قراءة إلى تمام المعنى ثم يبدأ من جديد بالقراءة الأخرى، وذلك حتى لا تختلط المعاني ببعضها، وتختلط الوجوه.

صلّى الله عليه وسلّم ولا عن أحد من أصحابه. قاله الشعراوي في [الدرر المنثورة في بيان زبدة العلوم المشهورة] وينبغي للقارئ أن يقطع الآية التي فيها ذكر النار أو العقاب عما بعدها إذا كان بعدها ذكر الجنة، ويقطعها أيضا عما بعدها إن كان بعدها ذكر النار: نحو قوله وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ (¬1) هنا الوقف، ولا يوصل ذلك بقوله: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ (¬2) ونحو يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ (¬3) هنا الوقف، ولا يوصله بما بعده ونحو وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (¬4) هنا الوقف، فلا يوصله بما بعده من قوله لِلْفُقَراءِ ونحو قوله في التوبة: وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (¬5) هنا الوقف، فلا يوصله بما بعده من قوله: الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا (¬6) وكذا كل ما هو خارج عن حكم الأول، فإنه يقطع. قال السخاوي: ينبغي للقارئ أن يتعلم وقف جبريل، فإنه كان يقف في سورة آل عمران عند قوله صَدَقَ اللَّهُ (¬7) ثم يبتدئ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً (¬8) والنبي صلّى الله عليه وسلّم يتبعه، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم يقف في سورة البقرة والمائدة عند قوله تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ (¬9) وكان يقف على قوله: سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ (¬10) وكان يقف قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ (¬11) ثم يبتدئ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ ـــــــــــــــــــــــــ على شيء من الوقوف أن يقدّم منها الأعلى مرتبة. ولا بدّ للقارئ من معرفة أمور تتعلق بالوقف والابتداء وقد أوردتها في أبواب. ¬

_ (¬1) غافر: 6. (¬2) غافر: 7. (¬3) الإنسان: 31. (¬4) الحشر: 7. (¬5) التوبة: 19. (¬6) التوبة: 20. (¬7) آل عمران: 95. (¬8) آل عمران: 95. (¬9) المائدة: 48. (¬10) المائدة: 116. (¬11) يوسف: 108.

الفائدة الثانية: في الوقف والابتداء

اتَّبَعَنِي (¬1) وكان يقف كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ (¬2) ثم يبتدئ لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى (¬3) وكان يقف وَالْأَنْعامَ خَلَقَها (¬4) ثم يبتدئ لَكُمْ فِيها دِفْءٌ (¬5) وكان يقف أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً (¬6) ثم يبتدئ لا يَسْتَوُونَ (¬7) وكان يقف ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى فَحَشَرَ (¬8) ثم يبتدئ فَنادى فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى (¬9) وكان يقف لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (¬10) ثم يبتدئ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ (¬11) فكان صلّى الله عليه وسلّم يتعمد الوقف على تلك الوقوف، وغالبها ليس رأس آية، وما ذلك إلا لعلم لدنيّ علمه من علمه وجهله من جهله، فاتباعه سنة في جميع أقواله وأفعاله. الفائدة الثانية: في الوقف والابتداء وهو لغة الكف عن الفعل والقول، واصطلاحا قطع الصوت آخر الكلمة زمنا ما، أو هو قطع الكلمة عما بعدها، والوقف والقطع والسكت بمعنى، وقيل القطع عبارة عن قطع القراءة رأسا، والسكت عبارة عن قطع الصوت زمنا ـــــــــــــــــــــــــ الباب الأول: في ألف الوصل وهي تدخل على فعل الأمر المجرّد دون ماضيه ومضارعه ومصدره، وعلى الجميع غير المضارع إذا كان فعلها مزيدا فيه، وعلى الاسم للتعريف أو لغيره، وزيدت في ذلك للحاجة إليها، لأن فعل الأمر المجرّد مثلا ساكن ولا يمكن الابتداء به فاجتلبت الألف ليتوصل بها إلى النطق بالساكن وكان حقها ¬

_ (¬1) يوسف: 108. (¬2) الرعد: 17. (¬3) الرعد: 18. (¬4) النحل: 5. (¬5) النحل: 5. (¬6) السجدة: 18. (¬7) السجدة: 18. (¬8) النازعات: 22، 23. (¬9) النازعات: 23، 24. (¬10) القدر: 3. (¬11) القدر: 4.

ما دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، والناس في اصطلاح مراتبه مختلفون كل واحد له اصطلاح، وذلك شائع لما اشتهر أنه لا مشاحة في الاصطلاح، بل يسوغ لكل أحد أن يصطلح على ما شاء كما صرّح بذلك صدر الشريعة وناهيك به: قال ابن الأنباري والسخاوي (¬1): مراتبه ثلاثة: تام، وحسن، وقبيح. وقال غيرهما أربعة: تام مختار، وكاف جائز، وحسن مفهوم، وقبيح متروك. وقال السجاوندي خمسة: لازم، ومطلق، وجائز، ومجوّز لوجه، ـــــــــــــــــــــــــ السكون، لأن الحروف حقها البناء عليه إلا أنهم اضطروا إلى حركتها بالابتداء بها فكسرت إن انفتح، أو انكسر عين الفعل كاعلموا واهدنا، وتضم إن انضمّ كاذكروا، ¬

_ (¬1) اعلم أن الوقف على أربعة أقسام: اختياري: وهو أن يقصد لذاته من غير عروض سبب من الأسباب، وهذا هو الذي نتكلم عنه. اضطراري: وهو ما يعرض بسبب ضيق النفس ونحوه، كبخر ونسيان فحينئذ يجوز الوقف على أي كلمة كانت وإن لم يتم المعنى لكن يجب الابتداء من الكلمة التي وقف عليها إن صلح الابتداء بها، وإلا أتى بالمعنى من أوله. انتظاري: وهو أن يقف على كلمة ليعطف عليها غيرها حين جمعه لاختلاف الروايات. اختياري: لبيان المقطوع والموصول والثابت من المحذوف وهو متعلق بالرسم، ولا يوقف عليه إلا لعذر كانقطاع نفس أو سؤال ممتحن أو تعليم قارئ كيف يقف، أما ما يفعله البعض من الوقف دون أدنى داع وإنما لحاجة في نفوسهم فلا ينبغي. وأما الوقف الاختياري الذي نتكلم عنه أرجحها ما ذكره الداني وابن الجزري أنه أربعة أقسام: تام وكاف وحسن وقبيح. فالتام: هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ولا بما قبلها لفظا ولا معنى. والكافي: هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ولا بما قبلها لفظا بل معنى فقط. والحسن: هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها لفظا، بشرط تمام الكلام عند تلك الكلمة. والقبيح: هو الوقف على لفظ غير مفيد لعدم تمام الكلام. وانظر «نهاية القول المفيد» (153).

ومرخص ضرورة. وقال غيره ثمانية: تامّ، وشبيه، وناقص، وشبيه، وحسن، وشبيه، وقبيح، وشبيه، وجميع ما ذكروه من مراتبه غير منضبط ولا منحصر، لاختلاف المفسرين والمعربين، لأنه سيأتي أن الوقف يكون تاما على تفسير وإعراب وقراءة، غير تام على آخر إذ الوقف تابع للمعنى. واختلفوا فيه أيضا؛ فمنهم من يطلق الوقف على مقاطع الأنفاس على القول بجواز إطلاق السجع في القرآن، ونفيه منه أجدر، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «أسجع كسجع الكهان؟» فجعله مذموما، ولو كان فيه تحسين الكلام دون تصحيح المعنى. وفرق بين أن يكون الكلام منتظما في نفسه بألفاظه التي تؤدي المعنى المقصود منه، وبين أن يكون منتظما دون اللفظ، لأن في القرآن اللفظ تابع للمعنى: وفي السجع المعنى تابع للفظ، ومنهم من يطلقه على رءوس الآي، وأن كل موضع منها يسمى وقفا، وإن لم يقف القارئ عليه، لأنه ينفصل عنده الكلامان، والأعدل أن يكون في أواسط الآي، وإن كان الأغلب في أواخرها كما في آيتي المواريث، ففيهما ثلاثة عشر وقفا ف يُوصِيكُمُ اللَّهُ وما عطف عليه فيه تعلق معنوي لأن عطف الجمل، وإن كان في اللفظ منفصلا، فهو في المعنى متصل فآخر الآية الأولى عَلِيماً حَكِيماً وآخر الثانية تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ كما سيأتي مفصلا في محله إن شاء الله تعالى، وليس آخر كل آية وقفا، بل المعتبر المعاني، والوقف تابع لها فكثيرا ما تكون آية تامة، وهي متعلقة بآية ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ واعتبرت حركة عينه لأنها لا تتغير، بخلاف فائه ولامه، وإنما كسرت في نحو: امشوا واقضوا مع أن عينه مضمومة نظرا لأصله، لأن أصله امشيوا واقضيوا بكسر عينه استصقلت الضمة على الياء فنقلت إلى العين فسكنت الياء والواو ساكنة فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فإن دخلت عليها همزة الاستفهام وهي لا تدخل على فعل الأمر سقطت لعدم الحاجة إليها حينئذ وتبقى همزة الاستفهام مفتوحة كقوله تعالى: أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً أَطَّلَعَ الْغَيْبَ وإن

مطلب تنوع الوقف

أخرى ككونها استثناء، والأخرى مستثنى منها، أو حالا مما قبلها أو صفة أو بدلا، كما يأتي التنبيه عليه في محله. وإذا تقاربت الوقوف بعضها من بعض لا يوقف عند كل واحد إن ساعده النفس. وإن لم يساعده وقف عند أحسنها، لأن ضيق النفس عن بلوغ التمام يسوّغ الوقف، ولا يلزم الوقف على رءوس الآي، كذا جعل شيخ الإسلام طول الكلام مسوّغا للوقف. قال الكواشي: وليس هذا العذر بشيء، بل يقف عند ضيق النفس، ثم يبتدئ من أوّل الكلام حتى ينتهي للوقف المنصوص عليه، كما يأتي في سورة الرعد، ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض، وهذا هو الأحسن ولو كان في وسع القارئ أن يقرأ القرآن كله في نفس واحد ساغ له ذلك. مطلب تنوع الوقف (¬1): ويتنوع الوقف نظرا للتعلق خمسة أقسام، لأنه لا يخلو إما أن لا يتصل ما بعد الوقف بما قبله لا لفظا، ولا معنى، فهو التام، أو يتصل ما بعده بما قبله لفظا ومعنى، وهو القبيح، أو يتصل ما بعده بما قبله معنى لا لفظا، وهو ـــــــــــــــــــــــــ بني الفعل للمفعول ضمت الألف نحو: ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ اضْطُرَّ* اؤْتُمِنَ انطلق به. وأما الداخلة على الاسم فهي مفتوحة في الابتداء إن صحبتها لام التعريف نحو: الْمُفْلِحُونَ*، الدَّارُ*، الْآخِرَةِ* فإن دخلت عليها همزة الاستفهام أبدلت ¬

_ (¬1) وهناك أيضا نوع من أنواع الوقوف وهو وقف التعسف وهو من الوقوف القبيحة، وقد ظهر هذا النوع بين بعض أهل زماننا وهو أن يقف مثلا على قوله تعالى: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ثم يبدأ العقبة فك رقبة، أو ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ ثم الابتداء بالله إن أردنا، ومنه سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي ثم الابتداء بِحَقٍّ فهذه الوقوف وأشباهها ينبغي علينا تجنبها والسير وراء خطى العلماء في الوقوف وقد أشار إلى ذلك الشمس ابن الجزري في النشر وقوله عنه صاحب الثغر الباسم وراجع: «نهاية القول المفيد» (171).

مطلب مراتب الوقف:

الكافي، أو لا يتصل ما بعده بما قبله معنى ويتصل لفظا، وهو الحسن، والخامس متردّد بين هذه الأقسام، فتارة يتصل بالأول، وتارة بالثاني على حسب اختلافهما قراءة وإعرابا وتفسيرا، لأنه قد يكون الوقف تاما على تفسير وإعراب وقراءة، غير تام على غير ذلك وأمثلة ذلك تأتي مفصلة في محلها. مطلب مراتب الوقف: وأشرت إلى مراتبه بتامّ أو أتمّ، وكاف وأكفى، وحسن، وأحسن، وصالح وأصلح، وقبيح، وأقبح، فالكافي والحسن يتقاربان، والتام فوقهما، والصالح دونهما في الرتبة فأعلاها الأتمّ ثم الأكفى، ثم الأحسن، ثم الأصلح، ويعبر عنه بالجائز. وأما وقف البيان، وهو أن يبين معنى لا يفهم بدونه كالوقف على قوله تعالى: وَتُوَقِّرُوهُ (¬1) فرق بين الضميرين، فالضمير في وتوقروه للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفي تسبحوه لله تعالى، والوقف أظهر هذا المعنى المراد، والتام على قوله: وَأَصِيلًا* وكالوقف على قوله: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ (¬2) ثم يبتدئ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ (¬3) بين الوقف على عليكم أن الظرف بعده متعلق ـــــــــــــــــــــــــ مدّة ولم تسقط لئلا يلتبس الخبر بالاستفهام لانفتاح كل منهما، وإن لم تصحبها لام التعريف كسرت على الأصل في التقاء الساكنين، وذلك في تسعة أسماء: اسم وامرؤ وامرأة، واثنان واثنتان، وابن وابنم، وابنة واست. الباب الثاني: في الياءات وهي ضربان: ياءات تثبت خطّا، وياءات تحذف استغناء بالكسرة قبلها، فالثابتة لا تحذف لفظا ولا وصلا ولا وقفا وهي تقع حشو الآية لا آخرها نحو: ¬

_ (¬1) الفتح: 9. (¬2) يوسف: 92. (¬3) يوسف: 92.

بمحذوف، وليس متعلقا باسم لا، لأن اسمها حينئذ شبيه بالمضاف، فيجب نصبه وتنوينه. قاله في الإتقان. فالتامّ سمى تامّا، لتمام لفظه بعد تعلقه وهو ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يتعلق ما بعده بشيء مما قبله لا لفظا ولا معنى. وأكثر ما يوجد عند رءوس الآي غالبا، وقد يوجد قرب آخرها كقوله: وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً (¬1) هنا التمام، لأنه آخر كلام بلقيس، ثم قال تعالى: وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ (¬2) وهو أتمّ، ورأس آية أيضا، ولا يشترط في التام أن يكون آخر قصة كقوله: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ (¬3) فهو تام، لأنه مبتدأ وخبر، وإن كانت الآيات إلى آخر السورة قصة واحدة ونحوه: لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي (¬4) هنا التام، لأنه آخر كلام الظالم أبي بن خلف، ثم قال تعالى: وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا (¬5) وهو أتمّ، ورأس آية أيضا، وقد يوجد بعد رأس الآية كقوله: مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ (¬6) هنا التامّ، لأنه معطوف على المعنى: أي تمرون عليهم بالصبح وبالليل، فالوقف عليه تامّ، ـــــــــــــــــــــــــ إني أعلم، وأنصارى إلى الله، وطهر بيتي للطائفين، وهي كثيرة إلا أن فيها ما له نظائر محذوفة خطّا. فلا بد من معرفتها لئلا تلتبس الثابتة بالمحذوفة فيذهب القارئ إلى جواز حذف الثابت منها وحاذفه لاحن، فالثابتة في البقرة: وَاخْشَوْنِي، وفي آل عمران: فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ، وفي ¬

_ (¬1) النمل: 34. (¬2) النمل: 34. (¬3) الفتح: 29. (¬4) الفرقان: 29. (¬5) الفرقان: 29. (¬6) الصافات: 137: 138.

وليس رأس آية، وإنما رأسها مصبحين، وأَ فَلا تَعْقِلُونَ (¬1) أتمّ، لأنه آخر القصة، ومثله يَتَّكِؤُنَ وَزُخْرُفاً (¬2) رأس الآية يتكئون، وزخرفا هو التمام، لأنه معطوف على سقفا، ومن مقتضيات الوقف التام الابتداء بالاستفهام ملفوظا به أو مقدّرا، ومنها أن يكون آخر قصة وابتداء أخرى وآخر كل سورة، والابتداء بياء النداء غالبا، أو الابتداء بفعل الأمر، أو الابتداء بلام القسم، أو الابتداء بالشرط، لأن الابتداء به ابتداء كلام مؤتنف أو الفصل بين آية عذاب بآية رحمة أو العدول عن الإخبار إلى الحكاية أو الفصل بين الصفتين المتضادتين، أو تناهي الاستثناء أو تناهي القوم أو الابتداء بالنفي أو النهي، وقد يكون الوقف تامّا على تفسير وإعراب وقراءة، غير تامّ على آخر نحو وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ (¬3) تامّ إن كان والراسخون مبتدأ خبره يقولون على أن الراسخين لم يعلموا تأويل المتشابه، غير تام إن كان معطوفا على ـــــــــــــــــــــــــ الأنعام: قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي، وفي الأعراف: الْمُهْتَدِي، وفي هود: فَكِيدُونِي، وفي يوسف: وَمَنِ اتَّبَعَنِي، وما نَبْغِي، وفي الحجر: أَبَشَّرْتُمُونِي وفي الكهف: فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي، وفي مريم: فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ، وفي طه: فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي، وفي القصص: أَنْ يَهْدِيَنِي وفي يس: وَأَنِ اعْبُدُونِي. وفي المنافقين: لَوْلا أَخَّرْتَنِي، ومن ذلك: فَلا تَسْئَلْنِي في الكهف عند الجمهور. وروى عن ابن عامر حذف الياء فيه. وأما قوله: بِهادِي الْعُمْيِ، وهما موضعان في النمل والروم. قال ابن الأنباري: فالياء محذوفة منه في الروم دون النمل، ¬

_ (¬1) الصافات: 138. (¬2) الزخرف: 34، 35. (¬3) آل عمران: 7.

الجلالة، وأن الراسخين يعلمون تأويل المتشابه: كما سيأتي بأبسط من هذا في محله. والكافي ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده واستغناء ما بعده عنه بأن لا يكون مقيدا له، وعود الضمير إلى ما قبل الوقف لا يمنع من الوقف، لأن جنس التام، والكافي جميعه كذلك، والدليل عليه ما صح عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال لي رسول الله «اقرأ عليّ» فقلت يا رسول الله أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ فقال: «إني أحب أن أسمعه من غيري»، قال: فافتتحت سورة النساء فلما بلغت شهيدا، قال لي: «حسبك» (¬1) ألا ترى أن الوقف على شهيدا كاف وليس بتام، والتامّ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً (¬2) لأنه آخر القصة وهو في الآية الثانية، وقد أمره النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يقف دون التامّ مع قربه، فدل هذا دلالة واضحة على جواز الوقف على الكاف، لأن قوله يومئذ إلخ ليس قيدا لما قبله، وفي الحديث نوع إشارة إلى أن ابن مسعود كان صيتا. قال عثمان النهدي: صلى بنا ابن مسعود المغرب بقل هو الله أحد فوددنا أنه لو قرأ سورة البقرة من حسن صوته وترتيله، وكان أبو موسى الأشعري كذلك، ـــــــــــــــــــــــــ فمن وقف على التي في النمل أثبت، ومن وقف على التي في الروم جوّز الحذف كما في الخط والجمهور يحذفون كل الياءات المحذوفة عند الوقف عليها اتباعا للمصحف، وكان يعقوب يثبت الياءات كلها في الوقف وإن كانت محذوفة في الخط إلا المنوّن والمنادي كهاد ووال ويا قوم ويا عباد وسيأتي بيانه. وأما نظائر هذه الياءات وهي محذوفة خطا، ففي آل عمران: وَمَنِ اتَّبَعَنِ، وفي المائدة: وَاخْشَوْنِ، وفي الأنعام: وَقَدْ هَدانِ، وفي الأعراف: ثُمَّ كِيدُونِ، وفي الإسراء: أَخَّرْتَنِ، وفيها وفي الكهف: ¬

_ (¬1) صحيح: أخرجه البخاري (9/ 81)، وأحمد في المسند (1/ 374) من حديث ابن مسعود. (¬2) النساء: 42.

ورد أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سمع صوته وهو يقرأ القرآن. فقال «لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود» كان داود عليه السلام إذا قرأ الزبور تدنو إليه الوحوش حتى تؤخذ بأعناقها، والمراد بقوله: وآتاه الله الملك هو الصوت الحسن. قاله السمين: وعلامته أن يكون ما بعده مبتدأ أو فعلا مستأنفا أو مفعولا لفعل محذوف، نحو وعد الله، وسنة الله أو كان ما بعده نفيا أو إن المكسورة أو استفهاما أو بل أو ألا المخففة أو السين أو سوف، لأنها للوعيد، ويتفاضل في الكفاية، نحو فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ (¬1) صالح فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً (¬2) أصلح منه، بما كانوا يكذبون أصلح منهما، وقد يكون كافيا على تفسير وإعراب وقراءة، غير كاف على آخر، نحو يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ (¬3) كاف إن جعلت ما نافية، حسن إن جعلتها موصولة، وتأتي أمثلة ذلك مفصلة في محالها، والحسن ما يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده إذ كثيرا ما تكون آية تامة وهي متعلقة بما بعدها ككونها استثناء، والأخرى مستثنى منها، إذ ما بعده مع ما قبله كلام واحد من جهة المعنى كما تقدم، أو من حيث كونه نعتا لما قبله أو بدلا أو حالا أو توكيدا نحو: الحمد لله حسن، لأنه ـــــــــــــــــــــــــ الْمُهْتَدِ، وفي الكهف: إِنْ تَرَنِ، أَنْ يُؤْتِيَنِ، ما كُنَّا نَبْغِ، أَنْ يَهْدِيَنِ. وفي المؤمن والزخرف: اتَّبِعُونِ، فالجمهور على حذفها لفظا كما حذفت خطّا ويعقوب يثبتها وصلا ووقفا والياءات الواقعة آخر الآيات كقوله: فَارْهَبُونِ*، فَاتَّقُونِ*، وَلا تَكْفُرُونِ، وَأَطِيعُونِ*، والقراء على حذف الياء منها وصلا ووقفا إلا يعقوب فأثبتها في الحالين. ¬

_ (¬1) البقرة: 10. (¬2) البقرة: 10. (¬3) البقرة: 102.

في نفسه مفيد يحسن الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، وإن رفع ربّ على إضمار مبتدأ أو نصب على المدح وبه قرئ، وحكى سيبويه الحمد لله أهل الحمد برفع اللام ونصبها، فلا يقبح الابتداء به كأن يكون رأس آية نحو رَبِّ الْعالَمِينَ* يجوز الوقف عليه، لأنه رأس آية، وهو سنة، وإن تعلق ما بعده بما قبله لما ثبت متصل الإسناد إلى أمّ سلمة رضي الله عنها «أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان إذا قرأ قطع قراءته يقول: بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم ثم يقف، ثم يقول الحمد لله ربّ العالمين ثم يقف، ثم يقول الرحمن الرحيم ثم يقف» (¬1) وهذا أصل معتمد في الوقف على رءوس الآي، وإن كان ما بعد كلّ مرتبطا بما قبله ارتباطا معنويّا، ويجوز الابتداء بما بعده لمجيئه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد يكون الوقف حسنا على قراءة، غير حسن على أخرى، نحو الوقف على مُتْرَفِيها (¬2) فمن قرأ أمرنا بالقصر والتخفيف وهي قراءة العامة من الأمر: أي أمرناهم بالطاعة فخالفوا فلا يقف على مترفيها، ومن قرأ آمرنا (¬3) بالمد والتخفيف بمعنى كثرنا، أو قرأ أمّرنا بالقصر والتشديد من الإمارة بمعنى ـــــــــــــــــــــــــ ذكر ياءات حذفت خطأ لسقوطها درجا والعربية توجب إثباتها وهي الياءات التي هي لامات الفعل، وكلها في محل الرفع نحو: وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما، ويقص الحق، حقّا علينا ننج المؤمنين، لهاد الذين آمنوا، فيوقف عليها بالحذف تبعا للخط ويعقوب يثبتها وقفا، وحذفت من: إن يردن الرحمن في يس، وليست من الياءات، لأنها ليست من نفس الكلمة، وحذفت من الواد، ووقف عليها الكسائي بالياء حيث جاء وخالف أصله في اتباع الكتابة. ¬

_ (¬1) صحيح: رواه أبو داود (1466)، والترمذي (2924)، والنسائي (3/ 214)، وأحمد في المسند (6/ 294). (¬2) الإسراء: 16. (¬3) قراءة المد والتخفيف قراءة يعقوب، وأما قراءة أمّرنا بالقصر والتشديد فشاذة.

سلطنا حسن الوقف على مترفيها، وهما شاذان لا تجوز القراءة بهما، وقد يكون الوقف حسنا والابتداء قبيحا نحو يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ (¬1) الوقف حسن، والابتداء بإياكم قبيح لفساد المعنى، إذ يصير تحذيرا عن الإيمان بالله تعالى. ولا يكون الابتداء إلا بكلام موفّ للمقصود. والجائز هو ما يجوز الوقف عليه وتركه، نحو وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ (¬2) فإن واو العطف تقتضي عدم الوقف، وتقديم المفعول على الفعل يقتضي الوقف، فإن التقدير ويوقنون بالآخرة، لأن الوقف عليه يفيد معنى وعلامته أن يكون فاصلا بين كلامين من متكلمين، وقد يكون الفصل من متكلم واحد كقوله لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ (¬3) الوقف جائز فلما لم يجبه أحد أجاب نفسه بقوله: لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (¬4) وكقوله: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ (¬5) هنا الوقف. ثم يبتدئ رسول الله على أنه منصوب بفعل مقدّر، لأن اليهود لم يقرّوا بأن عيسى رسول الله، فلو وصلنا عيسى ابن مريم برسول الله لذهب فهم من ـــــــــــــــــــــــــ ذكر ياءات مقرونة بنون الجمع حال النصب والجرّ، والنون محذوفة للإضافة، والياء ثابتة خطّا فتثبت لفظا في الوقف نحو: حاضري المسجد الحرام، ومحلى الصيد، والمقيمي الصلاة، ولا ترد وقفا إذ لم تثبت خطّا، ولأن حكم الإضافة لم يزل بالوقف، وإلا لوجب أن لا يجرّ ما بعد الياء، لأن الجرّ إنما كان بالإضافة وقد زالت، فمن زعم ردّ النون فقد أخطأ وخرق الإجماع وزاد في القرآن ما ليس منه. ¬

_ (¬1) الممتحنة: 1. (¬2) البقرة: 4. (¬3) غافر: 16. (¬4) غافر: 16. (¬5) النساء: 157.

لا مساس له بالعلم أنه من تتمة كلام اليهود فيفهم من ذلك أنهم مقرّون أنه رسول الله وليس الأمر كذلك، وهذا التعليل يرقيه ويقتضي وجوب الوقف على ابن مريم وبرفعه إلى التامّ. والقبيح وهو ما اشتدّ تعلقه بما قبله لفظا ومعنى ويكون بعضه أقبح من بعض نحو إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي (¬1)، فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (¬2) فإنه يوهم غير ما أراده الله تعالى، فإنه يوهم وصفا لا يليق بالباري سبحانه وتعالى، ويوهم أن الوعيد بالويل للفريقين، وهو لطائفة مذكورين بعده، ونحو لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ (¬3) يوهم إباحة ترك الصلاة بالكلية، فإن رجع ووصل الكلام بعضه ببعض غير معتقد لمعناه فلا إثم عليه، وإلا أثم مطلقا وقف أم لا، ومما يوهم الوقف على الكلام المنفصل الخارج عن حكم ما وصل به، نحو إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى (¬4) لأن ـــــــــــــــــــــــــ ذكر ياءات تثبت خطا وتحذف لفظا في الوصل للساكن بعدها وتثبت في الوقف وهي كثيرة نحو: الْقَتْلى الْحُرُّ، مُوسَى الْكِتابَ*، وَيَأْبَى اللَّهُ، يُوَفَّى الصَّابِرُونَ. ذكر المنادى المضاف إلى ياء المتكلم ياؤه محذوفة خطّا فكذا لفظا نحو: يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ*، يا قَوْمِ اذْكُرُوا، يا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا، رَبِّ ارْجِعُونِ، رَبِّ اغْفِرْ لِي*، ويا عِبادِ فَاتَّقُونِ، ويا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا وهما في الزمر، لكنهم أثبتوها خطّا في يا عِبادِيَ الَّذِينَ ¬

_ (¬1) البقرة: 26. (¬2) الماعون: 4. (¬3) النساء: 43. (¬4) الأنعام: 36.

الموتى لا يسمعون ولا يستجيبون، إنما أخبر الله عنهم أنهم يبعثون ومنه وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ* وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا (¬1) ونحو: لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ (¬2) ونحو: مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ (¬3) ونحو: فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا (¬4) ونحو: فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي (¬5) وشبه ذلك من كل ما هو خارج عن حكم الأول من جهة المعنى، لأنه سوّى بالوقف بين حال من آمن ومن كفر، وبين من ضلّ ومن اهتدى فهذا جليّ الفساد، ويقع هذا كثيرا ممن يقرأ تلاوة لحرصه على النفس فيقف على بعض الكلمة دون بعض، ثم يبني على صوت غيره ويترك ما فاته، ومثل ذلك ما لو بني كل واحد على قراءة نفسه، إذ لا بدّ أن يفوته ما قرأه بعضهم، والسنة المدارسة، وهو أن يقرأ شخص حزبا ويقرأ الآخر عين ما قرأه الأول وهكذا، فهذه هي السنة التي كان يدارس جبريل النبي صلّى الله عليه وسلّم بها في رمضان، فكان جبريل يقرأ أولا ثم يقرأ النبي صلّى الله عليه وسلّم عين ما قرأه جبريل. قال تعالى: فَإِذا قَرَأْناهُ (¬6) أي على لسان جبريل فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (¬7) وأما الأقبح فلا يخلو: إما أن يكون الوقف والابتداء قبيحين، أو يكون الوقف ـــــــــــــــــــــــــ آمَنُوا في العنكبوت، ويا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا في الزمر فتثبت في الوقف، واختلفوا في: يا عبادي لا خوف عليكم في الزخرف فعن أبي عمرو أنه وجدها ¬

_ (¬1) المائدة: 9 - 10. (¬2) الرعد: 18. (¬3) الأعراف: 178. (¬4) آل عمران: 20. (¬5) إبراهيم: 36. (¬6) القيامة: 18. (¬7) القيامة: 18.

حسنا والابتداء قبيحا، فالأول كأن يقف بين القول والمقول نحو وَقالَتِ الْيَهُودُ (¬1) ثم يبتدئ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ (¬2) أو وَقالَتِ النَّصارى (¬3)، ثم يبتدئ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ (¬4) أو قالَتِ الْيَهُودُ (¬5) ثم يبتدئ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ (¬6) أو لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا ثم يبتدئ إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ (¬7) وشبه ذلك من كل ما يوهم خلاف ما يعتقده المسلم. قال أبو العلاء الهمداني: لا يخلو الواقف على تلك الوقوف: إما أن يكون مضطرّا أو متعمدا، فإن وقف مضطرّا وابتدأ ما بعده غير متجانف لإثم ولا معتقد معناه لم يكن عليه وزر، وقال شيخ الإسلام: عليه وزر إن عرف المعنى، لأن الابتداء ـــــــــــــــــــــــــ ثابتة في مصاحف أهل المدينة فكان يثبتها وصلا ووقفا، وأهل الكوفة يحذفونها فيهما. وعن أبي بكر عن عاصم فتحها والوقف عليها بالياء، وكل ما ذكر من العباد مضافا غير منادى فياؤه ثابتة كقوله: يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ، قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا، وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ، ويوقف عليها بالياء إلا قوله: فَبَشِّرْ عِبادِ. فأكثر القراء على أنها محذوفة خطّا فكذا تحذف لفظا في الوقف، وقيل بتحريكها وصلا فيجب إثباتها وقفا، ومثلها في ذلك الياء في يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا في الزمر، وفي فَما آتانِيَ اللَّهُ في النمل. ذكر المنوّن يوقف عليه بغير ياء عند الأكثر تبعا للخط نحو: باق وهاد ومهتد ومفتر، وابن ¬

_ (¬1) التوبة: 30. (¬2) التوبة: 30. (¬3) التوبة: 30. (¬4) التوبة: 30. (¬5) المائدة: 64. (¬6) المائدة: 64. (¬7) المائدة: 73.

لا يكون إلا اختياريّا. وقال أبو بكر بن الأنباري: لا إثم عليه وإن عرف المعنى، لأن نيته الحكاية عمن قاله وهو غير معتقد لمعناه، وكذا لو جهل معناه، ولا خلاف بين العلماء أن لا يحكم بكفره من غير تعمد واعتقاد لمعناه، وأما لو اعتقد معناه فإنه يكفر مطلقا وقف أم لا، والوصل والوقف في المعتقد سواء. إذا علمت هذا عرفت بطلان قول من قال: لا يحلّ لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف على سبعة عشر موضعا، فإن وقف عليها وابتدأ ما بعدها فإنّه يكفر ولم يفصل، والمعتمد ما قاله العلامة النكزاوي أنه لا كراهة إن جمع بين القول والمقول، لأنه تمام قول اليهود والنصارى، والواقف على ذلك كله غير معتقد لمعناه، وإنما هو حكاية قول قائلها حكاها الله عنهم، ووعيد ألحقه الله بالكفار، والمدار في ذلك على القصد وعدمه، وما نسب لابن الجزري من تكفير من وقف على تلك الوقوف ولم يفصل فنفي ذلك نظر نعم إن صحّ عنه ذلك حمل على ما إذا وقف عليها معتقدا معناها فإنه يكفر سواء وقف أم لا، والقارئ والمستمع المعتقدان ذلك سواء، ولا يكفر المسلم إلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كثير يثبت بعضها كما هو مبين في محله لزوال التنوين المانع من ثبوت الياء وصلا، فإن عرّف الاسم بأل كالداعي والمهتدي جاز إثبات الياء وحذفها وصلا ووقفا في الرفع والجر. أما في النصب فلا تحذف الياء بحال سواء كان الاسم معرّفا أو منوّنا نحو: يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ، وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ، لخفة الفتحة وأما لام الأفعال المضارعة من ذوات الواو فثابتة خطّا كقوله تعالى: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ، وإن حذفت لفظا، وقد حذفت خطا ولفظا في أربعة مواضع استغناء عنها بالضمة وللاتقاء الساكنين وهي: وَيَدْعُ الْإِنْسانُ، وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ، ويَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ، وسَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ، وعلى حذفها في الجميع الجمهور، وأثبتها فيه يعقوب، وما ثبت خطّا لم يحذف وقفا، وواو الجمع تثبت خطّا ووقفا نحو: صالوا الْجَحِيمِ، وَامْتازُوا الْيَوْمَ، وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ، وما حذف من الكلمة من واو وياء للجازم غير ما مرّ.

إذا جحد ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وما نسب لابن الجزري من قوله: [الرجز] مغلولة فلا تكن بواقف ... فإنه حرام عند الواقف ما لم يكن قد ضاق منك النفس ... فإن تكن تصغى فأنت القبس ولا على إنّا نصارى قالوا ... أيضا حرام فاعرفن ما قالوا ولا على المسيح ابن الله ... فلا تقف واستعذن بالله فإنه كفر لمن قد علما ... قد قاله الجزري نصّا حسبما وقس على الأحكام فيما قد بقي ... فإنه الحقّ فعي وحقق ولا تقل يجز على الحكاية ... فإنه قول بلا دراية مخالف للأئمة الأعلام، وما جزاء من خالفهم إلا أن يمحى اسمه من ديوان العقلاء فضلا عن الفضلاء، وما علمت وجه تكفيره الواقف على قوله (¬1): فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ (¬2) وهو وقف جائز على أن جواب لما محذوف، وعليه فلا كراهة في الابتداء بقوله: ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ (¬3) قال السمين: قال ابن عصفور: يجوز أن يكون الله قد أسند إلى نفسه ذهابا يليق ـــــــــــــــــــــــــ فهو محذوف خطّا ولفظا ووصلا ووقفا نحو: وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ*، وَاتْلُ عَلَيْهِمْ*، ونحو: اتَّقِ اللَّهَ*، وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ منهم، وَصَلِّ عَلَيْهِمْ. ¬

_ (¬1) لم يفهم الشيخ مراد كلام الشيخ ابن الجزري، إنما مراده من تعمد ذلك الوقف دون عذر واعتقده فإنه بلا شك يكفر، بالإضافة إلى أن ابن الجزري لم يعمم إطلاق حكم الكفر وإنما أطلقه على من وقف على مواضع نسبة الولد والعجز- لله سبحانه وتعالى- والعياذ بالله تعالى وتعمد ذلك واعتقده كما أسلفنا، ولم يعمم الحكم على بقية الوقوف القبيحة. (¬2) البقرة: 17. (¬3) البقرة: 17.

تنبيهات

بجلاله، كما أسند المجيء والإتيان على معنى يليق به تعالى: فلعل تكفيره الواقف لاحظ أن الله لا يوصف بالذهاب ولا بالمجيء، وكذلك لا وجه لتكفيره الواقف على قوله: لَفِي خُسْرٍ (¬1) مع أن الهمداني والعبادي قالا: إنه جائز، والكتابة على بقية ما نسب لابن الجزري تطول أضربنا عنها تخفيفا، ويدخل الواقف على الوقوف المنهي عنها في عموم قوله صلّى الله عليه وسلّم في حق من لم يعمل بالقرآن: «رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه» كأن يقرأه بالتطريب والتصنع، فهذه تخلّ بالمروءة وتسقط العدالة. قال التتائي: ومما يردّ الشهادة التغني بالقرآن: أي بالألحان التي تفسد نص القرآن ومخارج حروفه بالتطريب وترجيع الصوت من لحن بالتشديد طرب. وأما الترنم بحسن الصوت، فهو حسن، فقد ورد «أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سمع صوت عبد الله بن قيس المكنى بأبي موسى الأشعري، وهو يقرأ القرآن، فقال لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود» (¬2). تنبيهات : [التنبيه] الأول: يجب (¬3) اتباع ما رسم في المصحف العثماني من ـــــــــــــــــــــــــ الباب الثالث: في هاء التأنيث كطلحة وحمزة ونعمة وشجرة أكثرها مكتوب بالهاء، وبعضها بالتاء كما سيأتي ¬

_ (¬1) العصر: 2. (¬2) رواه البخاري (9/ 81)، ومسلم (793)، والترمذي (3854). (¬3) اعلم أنه يجب على كل مسلم أن يتلقى ما كتبته الصحابة بالقبول والتسليم فقد اجتمع على كتابة المصحف الشريف اثنا عشر ألفا من الصحابة رضي الله عنهم وناهيك بهذا إجماع، فكيف المخالفة وقد قال الله تعالى: وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً، وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: تحرم مخالفة خط المصحف العثماني في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك، ونقل الجعبري وغيره إجماع الأئمة الأربعة على وجوب اتباع مرسوم المصحف العثماني، وقال الخراز في عمدة البيان في الزجر

المقطوع والموصول، وما كتب بالتاء المجرورة، وما كتب بالهاء، وتأتي مفصلة في محالها. كل ما في القرآن من ذكر إنما من كل حرفين ضم أحدهما إلى الآخر، فهو في المصحف الإمام حرف واحد، فلا تفصل أن عن ما إن كان لا يحسن موضع ما الذي نحو إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ فلا يقال إن الذي نحن مصلحون، وإن كان يحسن موضع ما الذي نحو إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ فهما حرفان، ولم يقطع في القرآن غيره، وكل ما في القرآن من ذكر عما، فهو حرف واحد إلا قوله تعالى: فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ فهما حرفان، لأن المعنى الذي نهوا عنه، ولم يقطع في القرآن غيره، وكل ما في القرآن من ذكر ماذا فلك فيه وجهان. أحدهما: أن تجعل ما مع ذا كلمة واحدة، وذا ملغاة. ـــــــــــــــــــــــــ بيانهما في الباب الآتي ويجوز كتابة الجميع بالهاء وبالتاء، ولم يختلفوا في الوصل أنها تاء وإنما اختلفوا في الوقف عليها والاختيار عند أكثرهم اتباع الخط. وقيل: إن شئت وقفت بالهاء وإن شئت وقفت بالتاء، فعليه الهاء والتاء أصلان. وقيل التاء أصل، لأنها حرف إعراب ولأنك تقول قامت وقعدت، ويوقف عليها في لغة طيئ في امرأة وجارية. وقيل الهاء أصل في الأسماء للفرق بينها وبين الأفعال لكثرة ما كتب بالهاء في الأسماء ¬

_ عن مخالفة رسم المصاحف: فواجب على ذوي الأذهان ... أن يتبعوا المرسوم في القرآن ويعتدوا بما رآه نظرا ... إذ جعلوه للأنام وزرا وكيف لا يحب الاقتداء ... لما أتى نصابه الشفاء إلى عياض أنه من غيرا ... حرفا من القرآن عمدا كفرا زيادة أو نقصا أو أن يبدلا ... شيئا من الرسم الذي تأصلا واعلم أن كل ما كتب في المصحف على غير أصل لا يقاس عليه غيره من الكلام لأن القرآن يلزمه لكثرة الاستعمال ما لا يلزم غيره، واتباع المصحف في هجائه واجب والطاعن في هجائه كالطاعن في تلاوته، وقد تواطأ إجماع الأمة حتى قالوا في جميع هجائه أنه كتب بحضرة جبريل عليه السلام وأقره جبريل فدل ذلك على أنه توقيفي من عند الله عز وجل وانظر نهاية القول المفيد (184)، تحبير التيسير (77).

والثاني: أن تجعل ما وحدها استفهاما محلها رفع على الابتداء وذا اسما موصولا بمعنى الذي محله رفع خبر ما، لأنها لم تلغ، فهما كلمتان، واشترطوا في استعمال ذا موصولة أن تكون مسبوقة بما، أو من الاستفهاميتين نحو قوله: [الكامل] وقصيدة تأتي الملوك غريبة ... قد قلتها ليقال من ذا قالها أي من الذي قالها، وإن لم يتقدّم على ذا ما ولا من الاستفهاميتان لم يجز أن تكون موصولة، وأجازه الكوفيون تمسكا بقول الشاعر: [الطويل] عدس ما لعباد عليك إمارة ... نجوت وهذا تحملين طليق فزعموا أن التقدير والذي تحملينه طليق، فذا موصول مبتدأ وتحملين صلة والعائد محذوف وطليق خبر وعدس اسم صوت تزجر به البغلة، وفيه الشاهد على مذهب الكوفيين أن هذا بمعنى الذي، ولم يتقدم على ذا ما، ولا من الاستفهاميتان، ومن ذلك وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ (¬1) فمن نصب العفو له وجهان. أحدهما: جعل ماذا كلمة واحدة ونصبه بينفقون ونصب العفو بإضمار ينفقون: أي ينفقون العفو. الثاني: جعل ماذا حرفين ما وحدها استفهاما محلها رفع على الابتداء، وذا اسما موصولا بمعنى الذي محله رفع خبر ما لأنها لم تلغ ونصب العفو بإضمار ينفقون. وكل ما فيه من ـــــــــــــــــــــــــ وقلة ما كتب بالتاء فيها، ووقف الجمهور بالتاء على: وَلاتَ حِينَ، وأَ فَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ، وذات من ذاتَ بَهْجَةٍ بالتاء إن وقف لضرورة، وإلا فليس ذلك وقفا، ووقف أبو جعفر وابن كثير وابن عامر ورويس عن يعقوب على يا أبت بالهاء والباقون بالتاء والوقف على ملكوت والطاغوت والتابوت بالتاء، وعلى هَيْهاتَ هَيْهاتَ بالتاء عند من كسرها تشبيها لها بتاء الجمع في نحو عرفات، وبالهاء عند من فتحها، وعلى ¬

_ (¬1) البقرة: 219.

ذكر أينما فهو في الإمام كلمة واحدة في قوله فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (¬1) في البقرة، وأَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ (¬2) في النحل، وأَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (¬3) في الشعراء. وكل ما فيه من ذكر كل ما، فكل مقطوعة عن ما. قال الزجاجي: إن كانت كلما ظرفا فهي موصولة وإن كانت شرطا فهي مقطوعة كقوله: وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ (¬4) فكل مقطوعة من غير خلاف، وما عدا ذلك فيه خلاف وكل ما فيه من ذكر أمّن فهو بميم واحدة إلا أربعة مواضع فبميمين، وهي: أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (¬5) في النساء، وأَمْ مَنْ أَسَّسَ (¬6) في التوبة، وأَمْ مَنْ خَلَقْنا (¬7) في الصافات، وأَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً (¬8) في فصلت. وكل ما فيه من ذكر: فإن لم فهو بنون إلا قوله: فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ (¬9) في هود: وكل ما فيه من ذكر إما فهو بغير نون إلا قوله: وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ (¬10) في الرعد فبنون. وكل ما فيه من ذكر ألا فبغير نون كلمة واحدة إلا عشر مواضع فبنون اثنان في الأعراف حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ (¬11)، وأَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ (¬12)، وأَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ (¬13) في التوبة، واثنان في هود: وَأَنْ ـــــــــــــــــــــــــ التوراة بالهاء عند الجمهور، وبها عند حمزة، وعلى مرضات بالهاء عند الكسائي، وبالتاء عند حمزة. ¬

_ (¬1) البقرة: 115. (¬2) النحل: 76. (¬3) الشعراء: 92. (¬4) إبراهيم: 34. (¬5) النساء: 109. (¬6) التوبة: 109. (¬7) الصافات: 11. (¬8) فصلت: 40. (¬9) هود: 14. (¬10) الرعد: 40. (¬11) الأعراف: 105. (¬12) الأعراف: 169. (¬13) التوبة: 118.

لا إِلهَ إِلَّا هُوَ (¬1) وأَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ (¬2). الثاني: أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً (¬3) في الحج، وأَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ (¬4) في يس، وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ (¬5) في الدخان، وأَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً (¬6) في الممتحنة، وأَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ (¬7) في ن. وكل ما فيه من ذكر كيلا ولكيلا فموصول كلمة واحدة في آل عمران لِكَيْلا تَحْزَنُوا (¬8) وفي الحج لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً (¬9)، وثانية الأحزاب: لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ (¬10). وفي الحديد لِكَيْلا تَأْسَوْا (¬11)، وأما كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً (¬12) في الحشر، ولِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ (¬13) في الأحزاب فهما كلمتان. وكل ما فيه من ذكر نعمة فبالهاء إلا في أحد عشر موضعا، فهي بالتاء المجرورة اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ* (¬14) في البقرة وآل عمران، واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ (¬15) في المائدة، وبَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ (¬16) في إبراهيم، وفيها وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها (¬17)، وثلاثة في النحل وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (¬18)، ـــــــــــــــــــــــــ الباب الرابع: فيما جاء من هاء التأنيث مكتوبا بالتاء ومكتوبا بالهاء فالنعمة كتبت بالهاء إلا في أحد عشر موضعا فبالتاء، وهي: واذكروا نعمت الله ¬

_ (¬1) هود: 14. (¬2) هود: 26. (¬3) الحج: 26. (¬4) يس: 60. (¬5) الدخان: 19. (¬6) الممتحنة: 12. (¬7) القلم: 24. (¬8) آل عمران: 153. (¬9) الحج: 5. (¬10) الأحزاب: 50. (¬11) الحديد: 23. (¬12) الحشر: 7. (¬13) الأحزاب: 37. (¬14) البقرة: 231، آل عمران: 103. (¬15) المائدة: 117. (¬16) إبراهيم: 28. (¬17) إبراهيم: 34. (¬18) النحل: 72.

التنبيه الثاني: يكره اتخاذ القرآن معيشة وكسبا،

ويَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ (¬1)، واشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ (¬2)، وبِنِعْمَتِ اللَّهِ (¬3) في لقمان، واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ (¬4) في فاطر، فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون (¬5) في الطور. وكل امرأة ذكرت فيه مع زوجها فهي بالتاء المجرورة كامرأت عمران، وامرأت العزيز معا بيوسف، وامرأت فرعون، وامرأت نوح، وامرأت لوط، ولم تذكر امرأة باسمها في القرآن إلا مريم في أربعة وثلاثين موضعا. التنبيه الثاني: (¬6) يكره اتخاذ القرآن معيشة وكسبا، والأصل في ذلك ما رواه عمران بن حصين مرفوعا: «من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيأتي قوم يقرءون القرآن يسألون الناس به» وفي تاريخ البخاري بسند صالح: «من قرأ القرآن عند ظالم ليرفع منه لعن بكل حرف عشر لعنات». قاله السيوطي في الإتقان: أي لأن في قراءته عنده نوع إهانة ينزه القرآن عنها، ونصب عشر على أنه مفعول لعن ونائب الفاعل مستتر يعود إلى من. وللسيوطي في الجامع «من أخذ على القرآن أجرا فذاك حظه من القرآن» حل عن أبي هريرة، وفيه ـــــــــــــــــــــــــ عليكم واحدة في البقرة وواحدة في آل عمران: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ في المائدة، وبَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ، وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ في إبراهيم، وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ، ويَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ، وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ في النحل، وبِنِعْمَتِ اللَّهِ في لقمان، واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ في فاطر، وبنعمت بك في الطور، والرحمة كتبت بالهاء إلا في سبعة مواضع فبالتاء، وهي: ويَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ في ¬

_ (¬1) النحل: 83. (¬2) النحل: 114. (¬3) لقمان: 31. (¬4) فاطر: 3. (¬5) الطور: 29. (¬6) اختلف العلماء في أخذ الأجرة على تعليم القرآن فمنعه: الزهري وأبو حنيفة، وقال جماعة: يجوز ما لم يشترط، وهو قول الحسن والشعبي وابن سيرين، وذهب مالك والشافعي وأحمد إلى الجواز وانظر المغنى (13/ 276)، والتبيان (47).

التنبيه الثالث: اعلم أن كل كلمة تعلقت بما بعدها وما بعدها من تمامها لا يوقف عليها كالمضاف دون المضاف إليه

«من قرأ القرآن يتأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم» هب عن بريدة ويدخل في الوعيد كل من ركن إلى ظالم، وإن لم يرفع منه شيئا لعموم قوله وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ (¬1) وقراءة القرآن أو غيره عنده تعدّ ميلا وركونا، قال السمين: ولما كان الركون إلى الظالم دون مشاركته في الظلم واستحق العقاب على الركون دون العقاب على الظلم أتى بلفظ المسّ دون الإحراق. وهذا يسمى في علم البديع الاقتدار وهو أن يبرز المتكلم المعنى الواحد في عدة صور اقتدارا على نظم الكلام، وركن من بابي علم وقتل، قرأ العامة: ولا تركنوا بفتح التاء والكاف ماضيه ركن بكسر الكاف من باب علم، وقرأ قتادة بضم الكاف مضارع ركن بفتح الكاف من باب قتل، والمراد بالظالم من يوجد منه الظلم، سواء كان كافرا أو مسلما. التنبيه الثالث (¬2): اعلم أن كل كلمة تعلقت بما بعدها وما بعدها من تمامها لا يوقف عليها كالمضاف دون المضاف إليه ، ولا على المنعوت دون نعته ما لم يكن رأس آية، ولا على الشرط دون جوابه، ولا على الموصوف دون صفته، ولا على الرافع دون مرفوعه، ولا على الناصب دون منصوبه، ولا على المؤكد دون توكيده، ولا على المعطوف دون المعطوف عليه ولا على البدل دون ـــــــــــــــــــــــــ البقرة، وإِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ في الأعراف، ورَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ في هود، وذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ في مريم، وفَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ في الروم، وأَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ، ورَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ في الزخرف. والسنة كتبت بالهاء إلا في خمسة مواضع فبالتاء، وهي سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ في الأنفال، وإِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ، وفَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا، ولَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا في فاطر، وسُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ في المؤمن. والمرأة كتبت بالهاء إلا في سبعة مواضع، فبالتاء ¬

_ (¬1) هود: 113. (¬2) انظر نهاية القول المفيد (166)، (171).

المبدل منه، ولا على أن أو كان أو ظن وأخواتهنّ، دون اسمهن، ولا اسمهنّ دون خبرهنّ ولا على المستثنى منه دون المستثنى، لكن إن كان الاستثناء منقطعا فيه خلاف: المنع مطلقا لاحتياجه إلى ما قبله لفظا، والجواز مطلقا لأنه في معنى مبتدأ حذف خبره للدلالة عليه. الثالث التفصيل، فإن صرح بالخبر جاز وإن لم يصرح به فلا، قاله ابن الحاجب في أماليه. ولا يوقف على الموصول دون صلته. ولا على الفعل دون مصدره، ولا على حرف دون متعلقه. ولا على شرط دون جوابه، سواء كان الجواب مقدّما أو مؤخرا، فالمقدّم كقوله: قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللَّهِ كَذِباً (¬1) لأن قوله إن عدنا متعلق بسياق الكلام والافتراء مقيد بشرط العود، والمؤخر كقوله: غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ (¬2) فإن قوله فإن الله جزاء من في: فَمَنِ اضْطُرَّ، ولا على الحال دون ذيها، ولا على المبتدإ دون خبره، ولا على المميز دون مميزه. ولا على القسم دون جوابه، ـــــــــــــــــــــــــ وهي امْرَأَتُ عِمْرانَ في آل عمران، وامْرَأَتُ الْعَزِيزِ ثنتان في يوسف، وامْرَأَتُ فِرْعَوْنَ في القصص، وامْرَأَتَ نُوحٍ، وامْرَأَتَ لُوطٍ، وامْرَأَتَ فِرْعَوْنَ في التحريم. والكلمة تكتب بالهاء إلا في ثلاثة مواضع فبالتاء، وهي: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ في الأعراف، وحقت كلمت ربك في يونس، وحقت كلمت ربك في المؤمن. والمعصية تكتب بالهاء إلا في موضعين فبالتاء وهما: معصيت الرسول ثنتان في المجادلة. واللعنة تكتب بالهاء إلا في موضعين فبالتاء، وهما: لَعْنَتَ اللَّهِ في آل عمران، ولَعْنَتَ اللَّهِ في النور، والشجرة تكتب بالهاء إلا في موضع واحد فبالتاء، وهو: إن شجرت الزقوم في الدخان، والثمرة تكتب بالهاء إلا في موضع واحد فبالتاء وهو: وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ في فصلت، وتكتب لومة لائم في المائدة بالهاء، وبَقِيَّتُ اللَّهِ في هود بالتاء، قُرَّتُ عَيْنٍ لِي في القصص بالتاء، ويجوز في جميع المستثنيات أن يوقف عليه بالهاء. ¬

_ (¬1) الأعراف: 89. (¬2) المائدة: 3.

التنبيه الرابع: إذا اضطر القارئ ووقف على ما لا ينبغي الوقف عليه حال الاختيار

ولا على القول دون مقوله لأنهما متلازمان كل واحد يطلب الآخر، ولا على المفسر دون مفسره لأن تفسير الشيء لا حق به ومتمم له، وجار مجرى بعض أجزائه، ويأتي التنبيه على ذلك في محله. التنبيه الرابع (¬1): إذا اضطر القارئ ووقف على ما لا ينبغي الوقف عليه حال الاختيار فليبتدئ بالكلمة الموقوف عليها إن كان ذلك لا يغير المعنى، فإن غير فليبتدئ بما قبلها ليصح المعنى المراد، فإن كان وقف على مضاف فليأت بالمضاف إليه أو وقف على المفسر فليأت بالمفسر، أو على الأمر فليأت بجوابه، أو على المترجم فليأت بالمترجم نحو: أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (¬2) فلا يوقف عليه حتى يأتي بالمترجم. التنبيه الخامس (¬3): قال ابن الجزري: ليس كل ما يتعسفه بعض القراء مما يقتضي وقفا يوقف عليه كان يقف على قوله: أَمْ لَمْ* تنذر، ويبتدئ هم لا يُؤْمِنُونَ* على أنها جملة من مبتدإ وخبر، وهذا ينبغي أن يردّ ولا يلتفت إليه وإن كان قد نقله الهذلي في الوقف والابتداء وكأن يقف على ـــــــــــــــــــــــــ الباب الخامس في الهاءات التي تزاد في آخر الكلمة للوقف عليها تزاد الهاء وقفا للعوض عن حرف حذف. ولبيان حركة الساكن، فالتي للعوض لازمة وجائزة، فاللازمة تكون في فعل الأمر المعتلّ الفاء واللام نحو شه من وشى يشي، وعه من وعى يعي، وله من ولى يلي، وليس في القرآن منه شيء فلا يجوز حذفها منه وقفا لئلا تصير الكلمة على حرف واحد، وهو ممتنع إذ أقلّ حروف الكلمة حرفان: حرف يبتدأ به وحرف يوقف عليه، ويستغنى عنها وصلا تقول: ش ثوبك، وع كلاما، ¬

_ (¬1) انظر: نهاية القول المفيد (155). (¬2) الصافات: 125. (¬3) انظر: نهاية القول المفيد (171).

قوله: ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ ثم يبتدئ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنا، ونحو: وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ. ثم يبتدئ: اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ، ونحو: فَلا جُناحَ ثم يبتدئ: عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما، ونحو: سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي ثم يبتدئ: بِحَقٍّ، وهو خطأ من وجهين. أحدهما: أن حرف الجرّ لا يعمل فيما قبله. قال بعضهم: إن صح ذلك عن أحد كان معناه إن كنت قلته فقد علمته بحق. الثاني: أنه ليس موضع قسم. وجواب آخر أنه إن كانت الباء غير متعلقة بشيء فذلك غير جائز، وإن كانت للقسم لم يجز. لأنه لا جواب هاهنا، وإن كان ينوي بها التأخير كان خطأ، لأن التقديم والتأخير مجاز ولا يستعمل المجاز إلا بتوقيف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أو حجة قاطعة، ونحو: ادْعُ لَنا رَبَّكَ* ثم يبتدئ: بِما عَهِدَ عِنْدَكَ* وجعل الباء حرف قسم، ونحو: يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ ثم يبتدئ: بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ، وذلك خطأ، لأن باء القسم لا يحذف معها الفعل، بل متى ما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ول أمرا، ويجوز حذفها من المضارع وقفا لانتفاء المحذور، ويستغنى عنها وصلا والاختيار إلحاقها به في غير القرآن، تقول لم يشه ولم يعه ولم يله. أما في القرآن نحو: وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ، فلا يجوز إلحاقها به تبعا للمصحف، ولئلا يزاد فيه ما ليس منه، ويجوز حذفها عند الأكثر في الأمر من معتلّ اللام وفي مضارعه المجزوم نحو: اغزه واخشه وارمه ولم يغزه ولم يخشه ولم يرمه، بل واجب القرّاء حذفها في ذلك من القرآن اتباعا للخط، ولئلا يلتبس بضمير المفعول كقوله تعالى: وَيَخْشَ اللَّهَ، ثُمَّ يَرْمِ بِهِ، يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وأما قوله تعالى: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ، فالهاء فيه ثابتة خطّا، واختلف فيها فقيل إنها ضمير المصدر: أي اقتد الاقتداء، وقيل هاء السكت وعليه الأكثر. وقال الزجاج: إنها لبيان الحركة. ثم قال: فإن وصلت حذفت الهاء، والوجهان جيدان، لكن أكثر القرّاء على إثباتها وصلا كما أثبتوها وقفا تبعا للخط، ومثل اقتده، لم يتسنه إن جعلت الهاء للسكت بناء على أنه من سانيت، ومن قال إنه من سانهت كانت الهاء عنده أصلية، والوجهان جاريان فيه وفي اقتده وصلا. أما الوقف عليهما فبالهاء إجماعا.

التنبيه السادس: ينبغي للقارئ أن يراعي في الوقف الازدواج والمعادل والقرائن والنظائر.

ذكرت الباء تعين الإتيان بالفعل كقوله: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ*، يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ*، ولا تجد الباء مع حذف الفعل، ونحو: وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ ثم يبتدئ: رَأَيْتَ نَعِيماً وليس بشيء لأن الجواب بعده، وثم ظرف لا ينصرف فلا يقع فاعلا ولا مفعولا، وغلط من أعربه مفعولا لرأيت، أو جعل الجواب محذوفا والتقدير إذا رأيت الجنة رأيت فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ونحو: كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ، ثم يبتدئ عِلْمَ الْيَقِينِ بنصب علم على إسقاط حرف القسم وبقاء عمله وهو ضعيف، وذلك من خصائص الجلالة فلا يشركها فيه غيرها عند البصريين، وجواب القسم لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ أي والله لترونّ الجحيم كقول امرئ القيس: [الطويل] فقالت يمين الله مالك حيلة ... وما إن أرى عنك الغواية تنجلي فهذا كله تعنت وتعسف لا فائدة فيه فينبغي تجنبه وتحرّيه لأنه محض تقليد، وعلم العقل لا يعمل به إلا إذا وافقه نقل وسقت هذا هنا ليجتنب فإني رأيت من يدعي هذا الفنّ يقف على تلك الوقوف فيلقى في أسماع الناس شيئا لا أصل له وأنا محذر من تقليده واتباعه، وكذا مثله ممن يتشبه بأهل العلم وهم عنهم بمعزل، اللهم أرنا الحق حقا فنتبعه، والباطل باطلا فنجتنبه. التنبيه السادس (¬1): ينبغي للقارئ أن يراعي في الوقف الازدواج والمعادل والقرائن والنظائر. قال ابن نصير النحوي: فلا يوقف على الأول حتى ـــــــــــــــــــــــــ والتي لبيان حركة الساكن تلحق أنواعا: منها نون التثنية وجمع المذكر السالم نحو رجلين ورجلان ومسلمين ومسلمون فيقال: رأيت رجلينه ومسلمينه وجاءني رجلانه ومسلمونه لتسلم كسرة النون في التثنية وفتحتها في الجمع عند الوقف. ولا يجوز إلحاقها بنون مساكين، لأنها ليست نون جمع. وقد تلحق بالنون الداخلة على الأفعال ¬

_ (¬1) انظر نهاية القول المفيد (155).

التنبيه السابع: كل ما في القرآن من ذكر الذين والذي يجوز فيه الوصل بما قبله نعتا،

يأتي بالمعادل الثاني، لأنه به يوجد التمام وينقطع تعلقه بما بعده لفظا نحو: لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ، يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ*، مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها* والأولى الفصل والقطع بين الفريقين، ولا يخلط أحدهما مع الآخر بل يقف على الأول. ثم يبتدئ بالثاني. التنبيه السابع (¬1): كل ما في القرآن من ذكر الذين والذي يجوز فيه الوصل بما قبله نعتا، والقطع على أنه خبر مبتدإ محذوف أو مبتدإ حذف خبره إلا في سبعة مواضع فإنه يتعين الابتداء بها: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ (¬2) في البقرة، وفيها أيضا: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ (¬3)، وفيها. أيضا: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا (¬4)، وفي التوبة: الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا (¬5)، وفي الفرقان: الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ (¬6)، وفي غافر: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ (¬7) لا يجوز وصلها بما قبلها لأنه يوقع في ـــــــــــــــــــــــــ نحو يضربان ويضربون تشبيها لها بنون التثنية والجمع فيقال يضربانه ويضربونه، وإنما فعلوا ذلك لأن النون فيما ذكر خفية وقعت بعد ساكن فكرهوا إسكانها وقفا لخفائها، ¬

_ (¬1) انظر نهاية القول المفيد (155). (¬2) البقرة: 121. (¬3) البقرة: 146. (¬4) البقرة: 275. (¬5) التوبة: 20. (¬6) الفرقان: 34. (¬7) غافر: 7.

التنبيه الثامن: أصل بلى عند الكوفيين بل التي للإضراب

محظور كما بين فيما تقدم، وفي سورة الناس: الَّذِي يُوَسْوِسُ (¬1) على أنه مقطوع عما قبله، وفصل الرماني إن كانت الصفة للاختصاص امتنع الوقف على موصوفها لأنها لتعريفه فيلزم أن تتبعه في إعرابه ولا تقطع وإن كانت للمدح لا لتعريفه جاز القطع والإتباع والقطع أبلغ من إجرائها لأن عاملها في المدح غير عامل الموصوف. التنبيه الثامن (¬2): أصل بلى عند الكوفيين بل التي للإضراب زيد الياء ـــــــــــــــــــــــــ إسكانها وقفا لخفائها، هذا كله فيما وقع في غير القرآن، أما ما وقع فيه فلا يجوز عند ¬

_ (¬1) الناس: 5. (¬2) بلى وقعت في القرآن في اثنتين وعشرين موضعا، وهي على ثلاثة أقسام: أ- قسم يختار الوقف عليه: وهو عشرة مواضع: 1 - قوله تعالى: أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ بَلى البقرة. 2 - إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ بَلى البقرة. 3 - أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى البقرة. 4 - وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ بَلى آل عمران. 5 - أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى الأعراف. 6 - ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى النحل. 7 - بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى يس. 8 - أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى غافر 9 - بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى الأحقاف. 10 - إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ الانشقاق. ب- قسم يمتنع الوقف عليه: 1 - قوله تعالى: أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا الأنعام. 2 - مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا النحل. 3 - قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ سبأ. 4 - بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي الزمر.

في آخرها علامة لتأنيث الأداة ليحسن الوقف عليها يعنون بالياء الألف، وإنما سموها ياء لأنها تمال وتكتب بالياء، لأنها للتأنيث كألف حبلى. وقال البصريون: بلى حرف بسيط، وتحقيق المذهبين في غير هذا، وهي للنفي المتقدم في اثنتين وعشرين موضعا في ست عشرة سورة يمتنع الوقف على سبعة، وخمسة فيها خلاف، وعشرة يوقف عليها أشار إلى ذلك العلامة السيوطي نظما فقال: [الكامل] حكم بلى في سائر القرآن ... ثلاثة عن عابد الرحمن أعني السيوطي جامع الإتقان ... عن عصبة التفسير والبرهان فالوقف في سبع عليها قد منع ... لما لها تعلق بما جمع قالوا بلى في سورة الأنعام ... والنحل وعدا عن ذوي الأفهام ـــــــــــــــــــــــــ ما روى عن يعقوب، وتفصيله يعرف من محله، ومنها النون التي هي ضمير جمع ¬

_ 5 - قالُوا بَلى وَرَبِّنا الأحقاف. 6 - قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ التغابن. 7 - بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ القيامة. ج- قسم مختلف فيه: 1 - قوله تعالى: بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلى آل عمران. 2 - قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ الزمر. 3 - أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا الزخرف. 4 - قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ الحديد. 5 - أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ، قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا الملك. وأما لفظ نعم فالواقع منه في القرآن أربعة مواضع يوقف منها على واحد والثلاثة الباقية لا يوقف عليها ولا يبدأ إلا بما قبلها، والذي يوقف عليه: قوله تعالى: فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ الأعراف. وانظر نهاية القول المفيد (174)، التمهيد (ق 15).

التنبيه التاسع: اعلم أن كلا حرف لا حظ له في الإعراب،

وقل بلى في سبأ قد استقرّ ... كذا بلى قد فاتلونها في الزمر قالوا بلى في آخر الأحقاف ... وفي التغابن للذكي الوافي وقل بلى في سورة القيامة ... فاحذر من التفريط والملامة وخمسة فيها خلاف زبرا ... بالمنع والجواز حيث حرّرا بلى ولكن قد أتى في البقرة ... وفي الزمر بلى ولكن حرّره بلى ورسلنا أتى في الزخرف ... وفي الحديد مثلها عنهم قفي قالوا بلى في الملك ثم جوّزوا ... في ثالث الأقسام وقفا أبرزوا وعدّها عشر سوى ما قد ذكر ... لم تخف عن فهم الذكيّ المستقرّ قوله وعدها أي ما الاختيار جواز الوقف عليه وهو العشرة الباقية. التنبيه التاسع (¬1): اعلم أن كلا حرف لا حظ له في الإعراب، وكذا ـــــــــــــــــــــــــ المؤنث مشدّدة أو مخففة نحو: فأتمهن، يأكلهنّ، منهنّ، أرضعن لكم، يتربصن، فالنحويون يجيزون إلحاق الهاء بها وقفا كما في الوقف على إنّ وأنّ المشدّدتين، لكن إلحاقها بالمشدّدة أحسن منه بالمخففة، ومنع ذلك القرّاء إلا يعقوب فيجيزه في المشدّدة، ومنها ما الاستفهامية المجرورة، وهي عمّ وفيم وبم ولم وممّ فيلحق بها الهاء يعقوب والبزيّ ¬

_ (¬1) ولفظ كل الواقع منه في القرآن ثلاثة وثلاثون موضعا في خمس عشرة سورة وهي كلها مكية وفي القسم الأخير منه، قال السيوطي في الإتقان قال مكي هي أربعة أقسام: القسم الأول: ما يحسن الوقف عليها على معنى الردع وهو الاختيار ويجوز الابتداء بها على معنى حقّا وذلك أحد عشر موضعا: الأول والثاني بمريم: عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً كَلَّا ولَهُمْ عِزًّا كَلَّا. والثالث بالمؤمنين: فِيما تَرَكْتُ كَلَّا. والرابع في سبأ: شُرَكاءَ كَلَّا. والخامس والسادس بالمعارج: ثُمَّ يُنْجِيهِ كَلَّا، جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا. والسابع والثامن بالمدثر: أَنْ أَزِيدَ كَلَّا، مُنَشَّرَةً كَلَّا.

جميع الحروف لا يوقف عليها إلا بلى ونعم، وكلا. وحاصل الكلام عليها أن ـــــــــــــــــــــــــ بخلاف عنهما، ومنها هو وهي فيلحق بهما الهاء يعقوب، واتفقوا على إلحاقها بكتابيه ¬

_ والتاسع بالمطففين: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ كَلَّا. والعاشر بالفجر: أَهانَنِ كَلَّا. والحادي عشر بالهمزة: أَخْلَدَهُ كَلَّا. القسم الثاني: ما لا يحسن الوقف عليها ولا الابتداء بها بل توصل بما قبلها وبما بعدها وهو موضعان: الأول من سورة النبأ: ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ. الثاني من ألهاكم التكاثر: ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ. القسم الثالث: ما يحسن الوقف عليها ولا يجوز الابتداء بها، بل توصل بما قبلها وهو موضعان في الشعراء: أَنْ يَقْتُلُونِ قالَ كَلَّا، إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قالَ كَلَّا. القسم الرابع: ما لا يحسن الوقف عليها ولكن يبتدأ بها وهو الثماني عشرة الباقية: بسورة المدثر موضعان: كَلَّا وَالْقَمَرِ، كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ. وبسورة القيامة ثلاثة مواضع: كَلَّا لا وَزَرَ، كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ، كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ. وبسورة النبأ موضع: كَلَّا سَيَعْلَمُونَ*. وبسورة عبس موضعان: عَنْهُ تَلَهَّى كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ، ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ كَلَّا لَمَّا. وبسورة الانفطار موضع: رَكَّبَكَ كَلَّا بَلْ. وبسورة التطفيف ثلاثة مواضع: لِرَبِّ الْعالَمِينَ كَلَّا، إن ما كانُوا يَكْسِبُونَ كَلَّا، تُكَذِّبُونَ كَلَّا إِنَّ. وبسورة الفجر موضع: حُبًّا جَمًّا كَلَّا إِذا. وبسورة العلق ثلاثة مواضع: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ، كَلَّا لَئِنْ لَمْ، كَلَّا لا تُطِعْهُ. وبسورة التكاثر موضعان: كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ*، كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ. وقد جمع هذه المواضع بعضهم فقال: بكاف كلا معا والمؤمنين سبأ ... وسال حقا بها حرفان قد وقعا أزيد كلا وما يتلو منشرة ... والثاني في سورة التطفيف فاستمعا وقبل بل لا الذي في الفجر قد ذكروا ... وبعد أخلده حرف أتى اتبعا

فيها أربعة أقوال: يوقف عليها في جميع القرآن، لا يوقف عليها في جميعه، لا يوقف عليها إذا كان قبلها رأس آية، الرابع التفصيل، إن كانت للردع والزجر وقف عليها وإلا فلا. قاله الخليل وسيبويه، وهي في ثلاثة وثلاثين موضعا في خمس عشرة سورة في النصف الثاني، وسئل جعفر بن محمد عن كلا لم لم تقع ـــــــــــــــــــــــــ وماليه وحسابيه وسلطانيه وماهيه وقفا تبعا للخط. واختلفوا فيه وصلا كما هو مبين في محله. الباب السادس: في الوقف على هاء الكناية ويقال لها هاء الضمير، فإن كانت لمؤنث لحقتها ألف وقفا ووصلا، لأنها من مخرجها، ولأنها كهي في الخفاء فضمت الألف إليها لبيانها فيقال ضربها وضربتها وبها، وإن كانت لمذكر لحقتها وصلا وواو إن انفتح ما قبلها أو انضم وياء إن انكسر ما قبلها فيقال ضربهو وضربتهو ونهي، ويحذفان وقفا، لأنهم يحذفونهما، وهما من نفس الكلمة ففيما إذا زيدتا أولى، وإنما لم تحذف الألف في المؤنث، لأنهم جعلوها فاصلة بين المذكر والمؤنث. وقال بعض النحاة: والياء بعد الكسرة بدل من الواو وهو الأصل إلا أنهم كرهوا الخروج من كسرة إلى ضمة فكسرت الهاء وانقلبت الواو ياء كما في ميراث، والحجازيون يضمون الهاء بكل حال فيقولون مررت بهو وبدار هو الأرض، وهذا يدل على أن الأصل هو الواو، وما ذكر في المذكر أوّلا هو إجماع القرّاء. ومن العرب من يختلس الضمة والكسرة وصلا، وهذه اللغة لا تجري في القرآن. نعم تجري فيه عند ابن كيسان إن حذفت الياء للجازم كقوله تعالى: نؤته، ومن يأته، وف (أ) لقه فإن سكن ما ¬

_ وكلها جوزوا وقفا بها وكذا ... وقفا بما قبلها يا من لذاك وعا وثان ألهاكم والثان في نبأ ... فالوقف فيها وفيما قبلها منعا وموضعا الشعراء جاز الوقوف بها ... لا وقف ما قبلها في الموضعين معا وفي البواقي اعكسا أقسام أربعة ... تمت مهذبة قد عز من قنعا هذا وعن بعضهم جاز الوقوف على ... جميعها ثم بعض مطلقا منعا وانظر نهاية القول المفيد (174 - 176)، التمهيد لابن الجزري (ق 15 - أ- ب).

التنبيه العاشر: اعلم أن ترتيب السور وتسميتها وترتيب آيها وعدد السور مسموع

في النصف الأول منه؟ فقال لأن معناها الوعيد فلم تنزل إلا بمكة إيعادا للكافر. التنبيه العاشر (¬1): اعلم أن ترتيب السور وتسميتها وترتيب آيها وعدد السور مسموع من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومأخوذ عنه، وهو عن جبريل، فكان جبريل يعلمه عند نزول كل آية أن هذه تكتب عقب آية كذا في سورة كذا، وجمعته الصحابة من غير زيادة ولا نقصان، وترتيب نزوله غير ترتيبه في التلاوة والمصحف، وترتيبه في اللوح المحفوظ كما هو في مصاحفنا كل حرف كجبل قاف، ولم يزل يتلقى القرآن العدول عن مثلهم إلى أن وصل إلينا وأدّوه أداء شافيا، ونقله عنهم أهل الأمصار وأدّوه إلى الأئمة الأخيار وسلكوا في نقله وأدائه الطريق التي سلكوها في نقل الحروف وأدائها من التمسك بالتعليم والسماع دون الاستنباط والاختراع، ولذلك صار مضافا إليهم وموقوفا عليهم إضافة تمسك ولزوم واتبع لا إضافة استنباط، ورأي واختراع بل كان بإعلام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه فعنه أخذوا رءوس الآي آية آية. وقد أفصح الصحابة بالتوقيف بقوله: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعلمنا العشر فلا نتجاوزها إلى عشر أخر حتى نتعلم ما فيها من العلم والعمل» وتقدّم أن عبد الله بن عمر قام على حفظ ـــــــــــــــــــــــــ قبل الهاء فإن كان ياء كسرت الهاء، وإلا ضمت، واختلف القرّاء في إثبات الياء بعد الهاء المكسورة والواو بعد المضمومة وصلا، فمن أثبتهما فعلى الأصل، ومن حذفهما كره أن يجمع بين ساكنين في نحو: اضربهي، واضربيهو، لأن الهاء ليست بحاجز حصين، والوقف عليها بالسكون أو بالروم أو بالإشمام بشرطهما المعروف في محله. الباب السابع في الوقف على آخر الكلمة المتحركة منوّنة وغير منوّنة الوقف عليها يكون بالسكون وهو الأصل سواء تحركت بضمة أم بكسرة أم بفتحة، وبالإشمام إن تحركت بضمة وهو ضمّ الشفتين بعد السكون، وبالروم إن تحركت بضمة أو ¬

_ (¬1) انظر نهاية القول المفيد (184).

التنبيه الحادي عشر: أول من اقتصر على جمع قراءة السبعة المشهورين أثناء المائة الرابعة: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد.

سورة البقرة ثمان سنين، أخرجه مالك في موطئه، وما نقل عن الصحابة فالنفس إليه أميل مما نقل عن التابعين، لأن قول الصحابي كذا له حكم المرفوع إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم خصوصا من دعا له النبي صلّى الله عليه وسلّم كابن عباس حيث قال له: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل». قال ابن عباس: «قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لما رأيت جبريل لم يره خلق إلا عمى إلا أن يكون نبيا ولكن يكون ذلك في آخر عمرك». التنبيه الحادي عشر (¬1): أوّل من اقتصر على جمع قراءة السبعة المشهورين أثناء المائة الرابعة: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد. واختلاف القرّاء اختلاف تنوّع وتغاير لا اختلاف تضادّ وتناقض، ـــــــــــــــــــــــــ كسرة، وهو اختلاس الضمة أو الكسرة وانتزاعها إلى محل الواو أو الياء، ويفارق الإشمام بأنه يدركه البصير والأعمى، والإشمام لا يدركه إلا البصير، واختص به الضمّ لإمكان الإشارة إلى محله بخلافها إلى محل الكسر والفتح، والروم في المفتوح ليس بحسن لأنه غير مضبوط لخفاء الألف، والمنصوب المنون يبدل تنوينه ألفا في الوقف إيذانا بوجوده في الوصل، واختاروا الألف لشبهها بالتنوين، لأنها تهوى في خرق الفم وهو يهوى في الخياشيم وكان القياس أن يقفوا على المرفوع والمجرور المنونين بالواو والياء إلا أن الوقف عليه بالواو يخرج عن الأصل، إذ ليس في كلامهم اسم آخره واو مضموم ما قبلها، ولو وقف على المجرور بالياء لالتبس بالمضاف إلى ياء المتكلم وقد حققت ذلك كله في شرح الشافية. واعلم أن القرّاء اختلفوا في الظنونا، والرسولا، والسبيلا، فمنهم من يثبت الألف فيها وقفا ويحذفها وصلا، ومنهم من يثبتها فيهما، ومنهم من يحذفها فيهما. وذلك مذكور في محله، ومن نوّن: قواريرا وسلاسلا، في هل أتى وثمودا في هود ¬

_ (¬1) ثم توارد العلماء بعد ذلك حتى جاء الإمام أبو عمرو الداني وألف التيسير في القراءات السبع ثم جاء الإمام ابن الجزري وألف تحبير التيسير ليجمع فيه القراءات العشرة المتواترة، ليدفع توهم من ظن أن القراءات المتواترة سبعة فقط، ثم ألف النشر و «طيبة النشر» التي هي نظم للنشر ليجمع فيه كل القراءات المتواترة فجمع فيها زهاء ألف طريق للقراءات فحفظ الله عز وجل ذلك العلم المبارك بهذا الرجل وجعله سببا في خدمة كتابه، اللهم اجعلنا كذلك آمين.

التنبيه الثاني عشر: قد عد أربعة من الصحابة الآي: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك وعائشة

فإن هذا محال أن يكون في كلام الله تعالى. وهو إما في اللفظ فقط والمعنى واحد. وإما فيهما مع جواز اجتماعهما في شيء واحد أو اختلافهما معا مع امتناع جواز اجتماعهما في شيء واحد، بل يتفقان من وجه آخر لا يقتضي التضاد. فالأول كالاختلاف في الصراط، والثاني نحو مالك بالألف وملك بغيرها، والثالث نحو وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا مشدّدا ومخففا، فمعنى المشدّد أن الرسل تيقنوا أن قومهم قد كذبوهم، ومعنى المخفف أن الرسل توهموا أن قومهم قد كذبوهم فيما أخبروهم به، فالظنّ في الأولى يقين، وفي الثانية شك، والضمائر الثلاثة للرسل، فكل قراءة حق وصدق نزلت من عند الله نقطع بذلك ونؤمن به. التنبيه الثاني عشر: قد عدّ أربعة من الصحابة الآي: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك وعائشة ، ونقله عنهم التابعون. فمن أهل المدينة عروة بن الزبير، وعمر بن عبد العزيز، ومن أهل مكة عطاء بن أبي رباح وطاوس. ومن أهل الكوفة أبو عبد الرحمن السلمى وزر بن حبيش وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب. ومن أهل البصرة الحسن البصري وابن سيرين ومالك بن دينار وثابت البناني وأبو مجلز. ومن أهل الشام ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ والفرقان والعنكبوت والنجم وصلا أثبت ألفها وقفا، ومن لم ينوّن حذفها: ومنهم من يثبت الألف وقفا وإن لم ينوّن وصلا، واتفقوا على تنوين مصرا في: اهبطوا مصرا، ويوقف عليها بالألف: ومنع الحسن صرفها فتحذف الألف، ومن نوّن تترى في سورة المؤمنين وقف عليها بالألف ولا تمال، ومن منع صرفها جعلها بوزن فعلى وقرأها وصلا ووقفا بالألف وجاز إمالتها، وأجمعوا على الوقف بالألف في: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي واختلفوا في الوصل فمنهم من أثبتها ومنهم من حذفها. وكل ما في القرآن من أيها يوقف عليه بالألف إلا في ثلاثة مواضع وهي: أيه المؤمنون في النور، وأيه الساحر في الزخرف. وأَيُّهَ الثَّقَلانِ في الرحمن فيجوز الوقف عليها بالهاء تبعا للخط.

كعب الأحبار فكان هؤلاء لا يرون بأسا بعدّ الآي، وروى أن عليّا عدّ الم آية، وكهيعص آية، وحم آية، وكذا بقية الحروف أوائل السور فهي عنده كلمات لا حروف لأن الحرف لا يسكت عليه ولا ينفرد وحده في السورة وقد يطلق الحرف على الكلمة والكلمة على الحرف مجازا، فما عدّه أهل الكوفة عن أهل المدينة ستة آلاف آية ومائتا آية وسبع عشرة آية. ثم عدّ ثانيا ستة آلاف آية ومائتي آية وأربع عشرة آية، وعدّه المكيون ستة آلاف آية ومائتي آية وتسع عشرة آية، وعدّه الكوفيون ستة آلاف آية ومائتي آية وثلاثين وست آيات، وعدّه البصريون ستة آلاف ومائتين وأربع آيات. وأما عدد كلمه وحروفه على قول عطاء بن يسار فسبعة وسبعون ألفا وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة. وحروفه ثلاثة مائة ألف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا. وقال ابن عباس حروف القرآن ثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وأحد وسبعون حرفا. فحروف القرآن متناهية ومعانيها غير متناهية، وفي الجامع الصغير «القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف، فمن قرأه صابرا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الباب الثامن: في كلا وهي حرف على الأصح والوقوف عليها مختلفة الأحوال، فمنها ما يصلح للوقف عليه والابتداء به، ومنها ما لا يصلح لهما، ومنها ما يصلح لأحدهما دون الآخر، وسنذكر كلا منها في السورة التي هي فيها. والوارد منها في القرآن ثلاثة وثلاثون موضعا كلها في النصف الأخير وتكون لمعان، لأنها قد تكون حرف ردع وزجر نحو: رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ، كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها. ونحو: أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ، وقد تكون حرف جواب بمعنى إي ونعم نحو: وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ كَلَّا وَالْقَمَرِ، معناه إي والقمر، وقد تكون بمعنى ألا الاستفتاحية نحو: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ، كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ، وقد تكون بمعنى حقا. ونقله ابن الأنباري عن المفسرين نحو: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى، وكَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ، وردّ الأول بأن إن لا

محتسبا كان له بكل حرف زوجان من الحور العين» طس عن عمر. قال أبو نصر: غريب الإسناد والمتن. أوّل من جمع الناس في القرآن على حرف واحد، ورتب سوره عثمان بن عفان، وأوّل من نقطه أبو الأسود الدؤلي بأمر عبد الملك بن مروان، وعدد نقطه مائة ألف وخمسون ألفا وإحدى وخمسون نقطة، وعدد جلالاته ألفان وستمائة وأربعة وتسعون. وليس الاختلاف في عدد الحروف اضطرابا في عدّها بل هو إما باعتبار اللفظ أو الخط. لأن الكلمة تزيد حروفها في اللفظ، والشارع إنما اعتبر رسمها دون لفظها، لقوله في الحديث: «اقرءوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه، أما إني لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» وروى عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «تعلموا القرآن واتلوه فإنكم تؤجرون فيه بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول الم حرف ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة» أما ترى أن الم في الكتابة ثلاثة أحرف، وفي اللفظ تسعة أحرف، فلو كانت الكلمة تعدّ حروفها لفظا على سبيل البسط دون رسمها لوجب أن يكون لقارئ الم تسعون حسنة، إذ هي في اللفظ تسعة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تكسر بعد حقا ولا بعد ما هو بمعناها، وإذا كانت للردع والزجر جاز الوقف عليها والابتداء بما بعدها. وإذا صلحت لذلك ولغيره جاز الوقف عليها والابتداء بها على اختلاف التقديرين. الباب التاسع في الكلمتين اللتين ضمت إحداهما إلى الأخرى فصارتا كلمة واحدة لفظا وهي ضربان: أحدهما أن يضمّ المعنى أيضا فلا يفصل بينهما بحال، لأنهما كلمة واحدة. وثانيهما أن لا يضمّ المعنى فيجوز الفصل بينهما لضرورة، وكذا هما في الخط ضربان: أحدهما أن تكتبا منفصلتين. والثاني أن تكتبا متصلتين، والوقف عليهما مبنيّ

التنبيه الثالث عشر: اختلف في الحروف التي في أوائل السور.

أحرف، فلما قال الصحابي وبعضهم يرفعه أنها ثلاثة أحرف وأن لقارئها ثلاثين حسنة لكل حرف عشر حسنات ثبت أن حروف الكلمة إنما تعدّ خطّا لا لفظا، وأن الثواب جار على ذلك، والمضاعفة مختلفة فنوع إلى عشرة ونوع إلى خمسين، كما هو في لفظ: «من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف خمسون حسنة» والمعتبر ما رسم في المصحف الإمام. التنبيه الثالث عشر (¬1): اختلف في الحروف التي في أوائل السور. قال الصدّيق والشعبي والثوري وغيرهم: هي سرّ الله تعالى في القرآن، وهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه. قال الأخفش: كل حرف من هذه الأحرف قائم بنفسه يحسن الوقف عليه، والأولى الوقف على آخرها اتباعا للرسم العثماني، وبعضهم جعلها أسماء للسور. وحاصل الكلام فيها أن فيها أقوالا ـــــــــــــــــــــــــ على الخط، فمن ذلك قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ، فماذا على وجهين: أحدهما أن تكون ما مع ذا كلمة واحدة، والآخر أن تكون ذا بمعنى الذي فيكونان كلمتين، فالعفو على الأول منصوب بفعل مقدّر: أي قل ينفقون العفو، وعلى الثاني مرفوع خبر مبتدإ محذوف: أي قل الذي ينفقونه هو العفو، ومن الأول قوله تعالى في النحل: وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً. ومن الثاني قوله فيها: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ، ومن ذلك قوله تعالى: أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى، وقوله: أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ*، قرئ بإسكان الواو وفتحها، فمن فتحها بجعلها واو عطف والهمزة للاستفهام كانت مع ما بعدها كلمة واحدة، لأنها وحدها لا ¬

_ (¬1) المختار في هذه الحروف أحد أمرين: الأول: إما أن الله تعالى استأثر بعلمها. الثاني: أن الله تعالى أنزلها على جهة الإعجاز وكأنه يقول للكفار هذه الحروف التي تؤلفون منها كلامكم هي الحروف التي ألف منها القرآن العظيم ومع تشابه أجناس الحروف، فلن تستطيعوا أن تأتوا بمثله، وللتفصيل انظر التفسير الكبير للرازي (1/ 356)، روح المعاني للآلوسي (1/ 98).

مطلب علوم القرآن ثلاثة:

توجب الوقف عليها وأقوالا توجب عدمه، وهي مأخوذة من أسماء الله تعالى، ف الر وحم ون هي حروف الرحمن مفرّقة، وكل حرف مأخوذ من أسمائه تعالى، زاد الشعبي: لله تعالى في كل كتاب سرّ، وسرّه في القرآن فواتح السور، في ثمانية وعشرين حرفا في فواتح تسع وعشرين سورة عدد حروف المعجم، وهي مع التكرير خمسة وسبعون حرفا، وبغير تكرير أربعة عشر حرفا وهي نصف جميع الحروف، وتسمى الحروف النورانية، جمعها بعضهم في قوله:* من قطعك صله سحيرا* فبعضها أتى على حرف ك ص وق ون، وبعضها على حرفين ك طه وطس ويس وحم، وبعضها على ثلاثة أحرف ك الم وطسم. وبعضها على أربعة أحرف ك المص والمر، وبعضها على خمسة نحو كهيعص حمعسق ولم تزد على الخمسة شيئا، ما كتبت على شيء أو ذكرت عليه إلا حفظ من كل شيء. مطلب علوم القرآن ثلاثة (¬1): وفيها أسرار وحكم أودعها الله فيها معلومة عند أهلها، لأن علوم القرآن ـــــــــــــــــــــــــ تستقلّ بنفسها ومن أسكنها كانت أو التي للعطف وهي مستقلة فتكون كلمة وما بعدها كلمة، فعلى الأول لا يجوز الوقف على الواو، وعلى الثاني يجوز. وأما الواوات في قوله: أَوَعَجِبْتُمْ*، أَوَلَيْسَ اللَّهُ، أَوَكُلَّما عاهَدُوا، أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ، أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ فواوات عطف لا يجوز الوقف عليها، ومن ذلك: كالوهم أو وزنوهم، فكل منهما كلمة واحدة لأن الضمير المنصوب مع ناصبه كلمة واحدة هنا وإن كان المعنى كالوا لهم أو وزنوا لهم، ولو كانا كلمتين لكتب بينهما ألف كما كتبوها في جاءوا وذهبوا، فلا يجوز الوقف على كالوا ووزنوا. وعن عيسى بن عمر وحمزة أنهما كانا يقرءان كالوا لهم أو وزنوا لهم فيجوز على مذهبهما الوقف على الواو ¬

_ (¬1) الشيخ- رحمه الله تعالى- لا يقصد تقسيم علوم القرآن من الناحية التقعيدية النظرية، وإنما يقصد تقسيمه من ناحية العموم، وهو تقسيم جيد.

مطلب استخراج عمر النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن:

ثلاثة: علم لم يطلع الله عليه أحدا من خلقه، وهو ما استأثر الله به، كمعرفة ذاته وأسمائه وصفاته، والثاني ما أطلع الله عليه نبيه. والثالث علوم علمها نبيه وأمره بتعليمها. قال بعض العلماء: لكل آية ستون ألف فهم، لأن معاني القرآن لا تتناهى والتعرض لحصر جزئياتها غير مقدور للبشر ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ قال الشافعي: جميع ما حكم به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فهو ما فهمه من القرآن، وما من شيء إلا ويمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله، وقال بعضهم ما من شيء في العالم إلا وهو في كتاب الله تعالى، وقال ابن برهان: ما قال النبي صلّى الله عليه وسلّم من شيء فهو في القرآن أو فيه أصله قرب أو بعد فهمه من فهمه وعمه عنه من عمه. مطلب استخراج عمر النبي صلّى الله عليه وسلّم من القرآن (¬1): وقد استخرج بعضهم عمر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثلاثا وستين سنة من قوله تعالى في سورة المنافقين وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها فإنها رأس ثلاث وستين سورة، وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده، ومن أراد البحر العذب فعليه بالإتقان ففيه العجب العجاب. ـــــــــــــــــــــــــ عند الضرورة والابتداء بقوله هم إجراء مجرى قولهم قاموا هم وقعدوا هم. ومن ذلك قوله: وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ، فغضبوا كلمة وهم كلمة، وموضع هم رفع، لأنه مؤكد للضمير المرفوع، وقوله: لَا انْفِصامَ كلمتان، وقوله: لَانْفَضُّوا كلمة واحدة واللام للتأكيد، وكذا قوله: ولأاوضعوا وقوله: ولأاذبحنه، وكتب هذان في المصحف بزيادة ألف بعد لا كما ترى ومن ذلك قوله تعالى: وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي، فما كلمة، وهي حرف نفي، ولي كلمة أخرى: أي لا مانع لي من عبادته، بخلافهما في قوله: ما لِيَ لا أَرَى الكهف. ومال هذا الرسول في الفرقان، ¬

_ (¬1) لا دليل على هذا الكلام، وينبغي أن لا يحمل على محمل الاحتجاج، والتسليم.

التنبيه الرابع عشر: في بيان ثواب القارئ.

مطلب ثواب القارئ: التنبيه الرابع عشر: في بيان ثواب القارئ. أخرج البيهقي من حديث أبي هريرة مرفوعا: «أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه» وأخرج أيضا من حديث ابن عمر مرفوعا: «من قرأ القرآن فأعربه كان له بكل حرف عشرون حسنة، ومن قرأه بغير إعراب كان له بكل حرف عشر حسنات» والمراد بإعرابه معرفة معاني ألفاظه، وليس المراد الإعراب المصطلح عليه، وهو ما يقابل اللحن إذ القراءة به ليست قراءة ولا ثواب فيها، وإطلاق الإعراب على النحو اصطلاح حادث، لأنه كان لهم سجية لا يحتاجون إلى تعلمه، وتفسير القرآن لا يعلم إلا بأن يسمع من النبي صلّى الله عليه وسلّم، لأنه كلام متكلم لم تصل الناس إلى مراده بالسماع منه، بخلاف كلام غيره، ولهذا كان كلام الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل له حكم المرفوع، فلا يفسر بمجرّد الرأي والاجتهاد لخبر «من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ» (¬1) أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي، وثبت متصل الإسناد إلى شداد بن أوس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما من مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكا يحفظه فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهبّ متى هب» وفيه: «ما من رجل يعلم ولده القرآن إلا توّج يوم القيامة بتاج في الجنة» وفيه: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل القرآن كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند الله آخر آية تقرؤها» (¬2). ـــــــــــــــــــــــــ وفمال الذين كفروا في المعارج فكلمتان، واختار الأصل أنهما كلمة واحدة، ووقف على ما في ذلك أبو عمرو والكسائي بخلاف عنه، والباقون على اللام، واختار ابن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند بنحوه (1/ 269). (¬2) أخرجه الترمذي (2914)، وأحمد في المسند (1/ 223)، وفي سنده قابوس بن أبي ظبيان وفيه لين، ورواه الحاكم (1/ 554) وصححه كعادته، وتعقبه الذهبي بأن قابوسا فيه لين، ورواه أبو داود (1464) بإسناد فيه كلام، وأخرجه الدارمي (3310) عن ابن مسعود موقوفا.

مطالب

[مطالب] مطلب أهل الجنة يقرءون فيها: وفيه دليل على أن أهل الجنة يقرءون فيها، وفيه: «من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية أو مائتي آية كتب من القانتين. ومن قرأ خمسمائة آية إلى ألفي آية أصبح وله قنطار من الأجر» (¬1). مطلب كيفية قراءة النبي صلّى الله عليه وسلّم: وصحّ عن عائشة كيفية قراءة النبي صلّى الله عليه وسلّم: كان يصلي النافلة جالسا حين أسنّ قبل موته بسنة فكان يقرأ قاعدا حتى إذا أراد أن يركع قام وقرأ نحوا من ثلاثين أو أربعين آية ثم يركع، وفيه: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين» (¬2) قوله أقواما: أي درجة أقوام، وهم من آمن به، وعمل بمقتضاه ويضع به آخرين، وهم من أعرض عنه ولم يحفظ وصاياه، وفيه: «أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل السبع المثاني، وفضلت بالمفصل» وفيه دلالة على أن القرآن كان مؤلفا من ذلك الوقت، وإنما جمع في المصحف على شيء واحد، وفيه دلالة على أن سورة الأنفال سورة مستقلة وليست من براءة، والسبع الطوال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس، والمئون ما كان فيه مائة آية أو قريب منها بزيادة يسيرة أو نقصان يسير. مطلب ما لقارئ القرآن في بيت المال (¬3): وعن عليّ وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: «ليس من مسلم قرأ ـــــــــــــــــــــــــ الجزري الوقف على ما لكل القراء. فمن وقف على «ما» ابتدأ بما بعدها، ومن وقف على ¬

_ (¬1) رواه أبو داود (1398) وإسناده لا يخلو من ضعف. (¬2) رواه مسلم (817). (¬3) ناقشنا هذه المسألة عما قريب وراجع المغني مع الشرح الكبير (14/ 379).

مطلب الاستعاذة:

القرآن إلا وله في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار، فإن أخذها في الدنيا، وإلا أخذها غدا بين يدي الله عزّ وجل» وكان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لا يفرض من بيت المال إلا لمن قرأ القرآن. مطلب الاستعاذة (¬1): اعلم أن الاستعاذة يجب قطعها من التسمية ومن أوّل السورة، لأنها ليست من القرآن، وكذا آمين يستحب قطعه من: وَلَا الضَّالِّينَ، لئلا يصل القرآن لما ليس منه. قال تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ أي إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ، لأن الاستعاذة إنما تكون قبل القراءة، دلت الآية أن الله أمرنا بالاستعاذة عند قراءة القرآن، وليس المعنى إذا استعذت فاقرأ، ولو كان المعنى كذلك لم تكن الآية تدل على أنا أمرنا بالاستعاذة قبل القراءة، بل كانت تدل على أنا أمرنا بالقراءة بعد الاستعاذة، وجائز أن نستعيذ من الشيطان الرجيم ثم لا نقرأ شيئا. قال أبو بكر بن الأنباري، فلو كان كما قال السجستاني: إن الآية من المقدّم والمؤخر: أي إذا ـــــــــــــــــــــــــ اللام ابتدأ بما بعدها. واتفقوا على كتابة اللام منفصلة، ومن ذلك قوله: أحد عشر كوكبا، فأحد وعشر كلمتان فيجوز الوقف على أوّلهما للضرورة، ومن ذلك يومئذ وحينئذ، فمجموع كل منهما كلمة واحدة فلا يوقف على أوّلها بحال، لاتصاله مع إذ خطا سواء أعرب يوم أم بني خلافا لبعضهم فيما إذا أعرب، ومن ذلك قوله: أَيَأْمُرُكُمْ ¬

_ (¬1) الاستعاذة ليست قرآنا بالإجماع، والمرضى فيها المتلقى عن السلف، الموافق للتنزيل هو: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وإلى هذا ذهب أبو عمرو وعاصم، وروى عن أكثر العلماء، ويجهر في غير الصلاة، ورواية عن الشافعي في الصلاة أيضا، ومحلها قبل القراءة إجماعا، ولا يصح قول بخلافه عن أحد ممن يعتبر قوله والله أعلم. وانظر: النشر (1/ 243 - 257)، الإقناع (1/ 149 - 154)، الإتحاف (19، 20)، هداية القاري (561 - 566).

مطلب البسملة:

استعذت بالله من الشيطان الرجيم فاقرأ القرآن لوجب على كل مستعيذ بالله من الشيطان أن يقرأ القرآن، وليس الأمر كذلك. وأما أوّل التوبة، فمن كان مذهبه التسمية وصل آخر الأنفال بأوّل التوبة معربا، ومنهم من وصل غير معرب كأنه واقف واصل كراهة أن يأتي بالتسمية في أوّل التوبة، والوقف على آخر التعوّذ تامّ لأن الاستعاذة لا تعلق لها بما بعدها لا لفظا ولا معنى، لأنا مأمورون به عند التلاوة، وإن لم يكن من القرآن. مطلب البسملة (¬1): واختلف في البسملة فقيل إنها ليست من القرآن؛ وإنما كتبت للفصل ـــــــــــــــــــــــــ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، فبعد وإذ كلمتان، لأن إذ هنا عاملة للجرّ في الجملة بعدها، فلا تكون مبنية مع غيرها، وجميع ما ذكر يعرف اتصاله وانفصاله من جهة المعنى، لا من جهة صورة الخط، وكل ما في كتاب الله تعالى من قوله: أمّن، فهو بميم واحدة إلا في أربعة مواضع فبميمين، وهي: أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا في النساء، وأَمْ مَنْ أَسَّسَ في التوبة، وأَمْ مَنْ خَلَقْنا في الصافات، وأَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً في فصلت، وكل ما فيه من قوله: فَإِنْ لَمْ*، فهو بنون إلا قوله: فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ في هود، وكل ما فيه من قوله عما فهو بغير نون إلا قوله تعالى: عَنْ ما نُهُوا ¬

_ (¬1) اختلف القراء في كون البسملة آية من القرآن في أوائل الفاتحة وباقي السور أم لا فذهب نافع وابن كثير وعاصم والكسائي ويعقوب إلى الجهر بالاستعاذة والبسملة في الفاتحة وفي جميع القرآن، إلا بين الأنفال والتوبة، وتابعهم أبو عمرو في الجهر بالاستعاذة وبالبسملة إلا في الفصل بين كل سورتين، فكان يتركها ويصل أواخر السور بأوائل ما يليها ولا يعربها، كقوله: «ولا الضالين الم» لا يحرك النون إذا وصلها بالم، بل يسكت عليها سكتة خفيفة ثم يصلها، وكذلك يفعله بأواخر السور كلها، وعنه وجه آخر وهو القطع بالبسملة مثلهم، ووجه ثالث وهو إخفاؤها في القرآن كله ووصله ببعضه كحمزة كما سيأتي وشاركه في هذا الوجه أيضا ابن عامر وورش أحد رواة نافع، وذهب حمزة إلى الجهر بالاستعاذة والبسملة في فاتحة الكتاب فقط ويخفيها في سائر القرآن. انظر النشر (1/ 270، 271)، إرشاد المبتدع (200)، الإقناع (1/ 155 - 163)، الاستذكار (2/ 172 - 182)، تفسير ابن كثير (1/ 16).

مطلب وصل أوائل السورة بأواخرها:

بين السور، وهو قول ابن مسعود ومذهب مالك، والمشهور من مذهب قدماء الحنفية، وعليه قراء المدينة والبصرة والشام وفقهاؤها، وقيل آية من القرآن نزلت للفصل والتبرّك بها، وهو الصحيح، وقيل آية تامّة من كل سورة، وهو قول ابن عباس وابن عمر وسعيد بن جبير والزهري وعطاء وعبد الله بن المبارك وعليه قراء مكة والكوفة وفقهاؤهما، وهو القول الجديد للشافعي. وقيل آية تامّة في الفاتحة، وبعض آية في البواقي، وقيل بعض آية في الكل، قاله المفتي أبو السعود في تفسيره، والوقف على آخر البسملة تامّ، لأن الحمد مبتدأ لانقطاعه عما قبله لفظا ومعنى. مطلب وصل أوائل السورة بأواخرها (¬1): واعلم أن لك في وصل أوائل السور بأواخرها ووصل الآيات بعضها ببعض أربعة أوجه: وهي أن تقول الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ فتسكن الميم وتقطع الهمزة من الحمد، وهذه قراءة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، لأنه كان يقف على آخر كل آية ـــــــــــــــــــــــــ عَنْهُ في الأعراف فبنون، وكل ما فيه من قوله وأما فهو بغير نون إلا قوله تعالى: وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ في الرعد فبنون، وكل ما فيه من قوله ألا فبغير نون إلا في عشرة مواضع فبنون: اثنان في الأعراف: حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ، وأَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ، وواحد في التوبة: أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ، واثنان في هود: وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ، وأَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ، وواحد في الحج: أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً، وواحد في يس: أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ، وواحد في الدخان: أَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ، وواحد في الممتحنة: أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً، وواحد في: ن ¬

_ (¬1) وصل أواخر السور بالتي بعدها فيها ثلاثة أوجه جائزة وهي: 1 - قطع الجميع. 2 - وصل الجميع. 3 - قطع آخر السورة عن أول السورة والبسملة. وأما الوجه الرابع وهو وصل آخر السورة بالبسملة فممتنع لئلا يظن أن البسملة من السورة الفائتة، وأما عند حمزة ومن وافقه في وجه له فوصل الجميع كما أسلفنا لأنه يسقط البسملة وانظر النشر (1/ 271)، روح المعاني (1/ 37).

سورة الفاتحة

ويبتدئ بالذي بعدها. الثاني أن تقول الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ فتكسر الميم وتحذف الألف من الحمد، لأنها ألف وصل. الثالث الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ بفتح الميم من الرحيم، لأنك تقدر الوقف على الميم لأنها رأس آية. ثم تلقى حركة همزة الوصل عليها وتحذفها. وهذا الوجه ردئ لم يقرأ به أحد، وإنما سمعه الكسائي من العرب، ولا يجوز لأحد أن يقرأ به لأنه لا إمام له. الرابع أن تقول الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ فتكسر الميم وتقطع الهمزة. كقول الشاعر: [الطويل] أرى كلّ ذي مال يعظّم أمره ... وإن كان نذلا خامل الذّكر والاسم سورة الفاتحة (¬1) مكية مدنية، لأنها نزلت مرتين، مرة بمكة حين فرضت الصلاة، ومرة بالمدينة حين حوّلت القبلة، وهي سبع آيات إجماعا، لكن عدّ بعضهم البسملة ـــــــــــــــــــــــــ والقلم: أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ واختلفوا في أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ في الأنبياء، وما كان فيه من ذلك نون فللقارئ أن يقف عليها عند الضرورة، وكتب كي لا في النحل والحشر كلمتين، ولكيلا في آل عمران والحج وثاني الأحزاب وفي الحديد كلمة واحدة، وكتب: يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ في المؤمن، ويَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ في الذاريات كلمتين، ويَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ في المعارج، ويَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ في الطور كلمة واحدة كما ترى. سورة الفاتحة، مكية مدنية لأنها نزلت مرّتين: مرّة بمكة، ومرّة بالمدينة، والوقف على آخر التعوّذ تام وإن لم ¬

_ (¬1) سورة الفاتحة مكية على الراجح وأما القول بأنها مدنية فهو قول مجاهد وهو مروي عنه بسند صحيح كما في الإتقان (1/ 30)، ونقل السيوطي أن الحسين بن فضل قال: «هذه هفوة من مجاهد لأن العلماء على خلاف قوله: «وقد قال السيوطي: الأكثرون على أنها مكية ودلّل على مكيتها» وانظر الإتقان (1/ 30)، وقد حاول المصنف هاهنا أن يجمع بين القولين، ولكن الصحيح ما قدمنا، لأن أكثر المفسرين على ذلك.

منها. والسابعة صِراطَ الَّذِينَ إلى آخرها وإن لم تكن منها. فالسابعة غَيْرِ الْمَغْضُوبِ إلى آخرها، وكلمها مع البسملة تسع وعشرون كلمة، وبغيرها خمس وعشرون كلمة، وحروفها بالبسملة وبقراءة (ملك) بغير ألف مائة وأحد وأربعون حرفا. قاله الإسنوي. على أن ما حذف رسم لا يحسب، لأن الكلمة تزيد حروفها في اللفظ دون الخط. وبيان ذلك أن الحروف الملفوظ بها ولو في حالة كألفات الوصل، وهي بها مائة وسبعة وأربعون حرفا، وقد اتفق علماء الرسم على حذف ست ألفات: ألف اسم من بسم، وألف بعد لام الجلالة مرتين، وبعد ميم الرحمن مرتين، وبعد عين العالمين. والحق الذي لا محيص عنه اعتبار اللفظ عليه، فهل تعتبر ألفات الوصل نظرا إلى أنها قد يتلفظ بها في حالة الابتداء أولا لأنها محذوفة من اللفظ غالبا؟ كل محتمل. والأوّل أوجه، فتحسب مائة وسبعة وأربعين حرفا غير شدّاتها الأربعة عشر، وفيها أربعة وقوف تامّة على أن البسملة آية تامّة منها لا تعلق لها بما بعدها، لأنها جملة من مبتدإ وخبر: أي ابتدائي بسم الله أو في محل نصب، وعلى كل تقدير هو تامّ. قال المازري في شرح التلقين: وإذا كانت قرآنا فهلا كفر الشافعي مالكا وأبا حنيفة في مخالفتهما له في ذلك، كما يكفر هو وغيره من خالف في كون الحمد لله ربّ العالمين قرآنا. قيل لم يثبتها الشافعي قرآنا مثل ما أثبت غيرها، بل أثبتها حكما وعملا لأدلة اقتضت ذلك عنده، ومعنى حكما: أن الصلاة لا تصح إلا بها فهي آية حكما لا قطعا. واختلف هل ثبوت البسملة قرآنا بالقطع، أو بالظن؟ الأصح أن ثبوتها بالظن حتى يكفي فيها أخبار الآحاد، وتعلق الأحكام مظنون، ولا يحكم بكونها قرآنا إلا بالنقل المتواتر قطعا ويقينا، بل ولا نكفر بيقينيّ لم يصحبه تواتر، ولما لم ينقلوا إلينا كون البسملة قرآنا، كما نقلوا غيرها، ولا ظهر ذلك منهم، كما ظهر في غيرها من الآي وجب القطع بأنها ليست من الفاتحة ولم يقل أحد من السلف إن البسملة آية

من كل سورة إلا الشافعي، وقد أثبتها نصف القراء السبعة ونصفهم لم يثبتها، والمصحح للقسمة أن لنافع راويين أثبتها أحدهما والآخر لم يثبتها، وقوّة الشبهة بين الفريقين منعت التكفير من الجانبين اه، وفيها ثلاثة وعشرون وقفا، أربعة تامة وستة جائزة يحسن الوقف عليها ولا يحسن الابتداء بما بعدها، لأن التعلق فيها من جهة اللفظ والوقف حسن، إذ الابتداء لا يكون إلا مستقلا بالمعنى المقصود، وثلاثة عشر يقبح الوقف عليها والابتداء بما بعدها، فالتامّة أربعة: البسملة، والدين، ونستعين. والضالين على عدّ أهل الكوفة، وثلاثة على عدّ أهل المدينة والبصرة، وهو الدين، ونستعين والضالين، ومن قوله اهدنا إلى آخرها سؤال من العبد لمولاه متصل بعضه ببعض فلا يقطع لشدّة تعلق بعضه ببعض. والجائزة الحمد لله، والعالمين، والرحيم، وإياك نعبد، والمستقيم، وأنعمت عليهم، لكونه رأس آية، وإنما جاز الوقف عليها على وجه التسامح، ولا ينبغي الوقف على الأخير سواء نصب غير بدلا أو نعتا أو حالا، أو على الاستثناء. قال أبو العلاء الهمداني: ومن قرأ غير بالرفع خبر مبتدإ محذوف حسن الابتداء به، وهي قراءة شاذة (¬1). والثلاثة عشر التي يقبح الوقف عليها والابتداء بما بعدها: الحمد، ومالك، ورب، ويوم، وإياك فيهما، واهدنا، ـــــــــــــــــــــــــ يكن من القرآن، لأنا مأمورون به عند القراءة، وعلى البسملة تامّ بل أتم، وتقديره ابتدائي بسم الله. أو أبتدئ بسم الله، وعلى (الحمد) غير جائز، لأنه لا يفيد، وقس به ما يشبهه، وعلى (لله) قبيح للفصل بين النعت والمنعوت، وعلى (ربّ) غير جائز لما مرّ، وللفصل بين المتضايفين اللذين هم كشيء واحد (العالمين) صالح، لأنه رأس آية، وليس تاما للزوم الابتداء بعده بالمجرور بغير جارّ (الرحيم) كاف وليس تاما، كذلك (الدين) تام و (نعبد) جائز وليس حسنا للفصل بين المتعاطفين (نستعين) تامّ ¬

_ (¬1) قراءة شاذة لا تصح الصلاة بها ولا تعتبر قرآنا لأن ما يعتبر قرآنا هو ما اجتمعت فيه ثلاثة شروط كما أسلفنا وهي موافقة وجه من وجوه النحو ولو احتمالا، 2 - أن يحتملها، الرسم، 3 - أن يصح إسنادها.

سورة البقرة

والصراط، وصراط، والذين، وغير. والمغضوب، وعليهم الثاني، ولا شك أن الواقف على تلك الوقوف أحق أن يوسم بالجهل كما لا يخفى، وبيان قبحها يطول. سورة البقرة (¬1) مدنية، مائتا آية وثمانون وخمس آيات في المدني والشامي والمكي، ـــــــــــــــــــــــــ (المستقيم) جائز وليس حسنا وإن كان آخر آية، لأن ما بعده بدل منه وهو متعلق به (أنعمت عليهم) جائز وليس حسنا، لأن ما بعده مجرور نعتا أو بدلا أو منصوب حالا أو استثناء وكل منهما متعلق به وقال أبو عمرو: حسن وليس بتام ولا كاف سواء جرّ ما بعده أم نصب (ولا الضالين) تامّ (آمين) ليست من القرآن، والمختار فصلها عما قبلها. وجوّز وصلها به. ومعناها استجب، وحركت النون وإن كان حقها السكون الذي هو الأصل في المبنيّ لالتقاء الساكنين، ولم تكسر لكسرة الميم ومجيء الياء الساكنة قبلها. واختير الفتح لأنه أخفّ الحركات وتشبيها له بليس وكيف. سورة البقرة مدنية والوقف على الم ونحوه مما يأتي في أوائل السور تام إن جعل خبر مبتدإ ¬

_ (¬1) ذكر المصنف- رحمه الله تعالى- أنها مائتان وست في الكوفي وسبع في البصري وخمس في المدني والشامي والمكي وهاكم بيان هذا الاختلاف: الم (1) آية في الكوفي. مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (10) آية في الشامي. مُصْلِحُونَ (11) آية في غير الشامي. خائِفِينَ (114) وقَوْلًا مَعْرُوفاً (235) آية في البصري. مِنْ خَلاقٍ (200) في المدني الأخير. لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) سماوي ومدني أخير. الْحَيُّ الْقَيُّومُ (255) مكي، بصري ومدني أخير. ماذا يُنْفِقُونَ (219) مدني، مكي. يا أُولِي الْأَلْبابِ (197) غير مدني، مكي.

وست في الكوفي، وسبع في البصري، وكلمها ستة آلاف كلمة ومائة وإحدى وعشرون كلمة، وحروفها خمسة وعشرون ألف وخمسمائة حرف، وفيها مما يشبه رءوس الآي، وليس معدودا منها بإجماع اثنا عشر موضعا ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ، فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ، وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ طَعامُ مِسْكِينٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ الأول، ولا شهيد. والمكي يعدّها. يبني الوقف على الم، والوصل على اختلاف المعربين في أوائل السور، هل هي مبنية أو معربة؟ وعلى أنها معربة عدّها الكوفيون آية. لأن هذه الحروف إذا وقف عليها كان لها محل من الإعراب، وتصير جملة مستقلة بنفسها، ففيها ونظائرها ستة أوجه، وهي لا محل لها أو لها المحل، وهو الرفع بالابتداء أو الخبر، والنصب بإضمار فعل أو النصب على إسقاط حرف القسم كقوله: [الوافر] إذا ما الخبز تأدمه بلحم ... فذاك أمانة الله الثريد وكقوله: [الطويل] فقالت يمين الله ما لك حيلة ... وما إن أرى عنك الغواية تنجلي ـــــــــــــــــــــــــ محذوف: أي هذه أو هذا الم، أو منصوبا بمحذوف: أي اقرأ أو خذ الم أو جعل كل حرف منه مأخوذ من كلمة. ومعناه أنا الله أعلم. وقال أبو حاتم هو حسن. وقال أبو عمرو قال أبو حاتم هو كاف. وقال غيره ليس بتام ولا كاف لأن معناه يا محمد. وقيل هو قسم. وقيل تنبيه انتهى. وقيل مبتدأ خبره ذلِكَ الْكِتابُ وقيل عكسه، وعلى كل من هذه الأوجه لا يوقف عليه، بل على الكتاب إن جعل لا ريب لا شك، وإن جعل بمعنى حقا فالوقف على لا ريب. والوقف على الوجهين تامّ. وللثاني شرط يأتي، ¬

_ النُّورِ (257) مدني. وانظر التلخيص (206)، الإتحاف (125)، الفرائد الحسان (31).

وكقوله: [الوافر] تمرون الديار فلم تعوجوا ... كلامكمو عليّ إذا حرام أو الجر بإضمار حرف القسم: أي إنها مقسم بها حذف حرف القسم وبقي عمله، ونحو الله لأفعلنّ، وذلك من خصائص الجلالة فقط لا يشركها فيه غيرها الم تام. إن رفع ذلك بهدى، أو هدى به، أو رفع بما عاد من الهاء المتصلة بفي، أو رفع بموضع لا ريب فيه كأنك قلت ذلك الكتاب حق بهدى، أو رفع ذلك بالكتاب، أو الكتاب به، أو رفع ذلك بالابتداء والكتاب نعت أو بدل، ولا ريب فيه خبر المبتدإ، وكاف: إن جعلت خبر مبتدإ محذوف أي هذه أو هذا الم، وحسن: إن نصبت بمحذوف: أي اقرأ الم وليست بوقف إن جعلت على إضمار حرف القسم. وأن ذلك الكتاب قد قام مقام جوابها، وكأنه قال وحق هذه الحروف أن هذا الكتاب يا محمد هو الكتاب الذي وعدت به على لسان النبيين من قبلك فهي متعلقة بما بعدها لحصول الفائدة فيه فلا تفصل منه لأن القسم لا بدّ له من جواب وجوابه بعده، والقسم يفتقر إلى أداة، وهنا الكلام عار من أداة القسم، وليست الم وقفا أيضا إن جعلت مبتدأ وذلك خبره، وكذا لا يكون الم وقفا إن جعل ذلك مبتدأ ثانيا، والكتاب خبره، والجملة خبر الم وأغنى الربط باسم الإشارة، وفيه نظر من حيث تعدّد الخبر، وأحدهما جملة، لكن الظاهر جوازه كقوله: فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى إن جعل تسعى خبرا، وأما إن جعل صفة فلا وإن جعل الم مبتدأ وذلك مبتدأ ثانيا، والكتاب بدل أو عطف بيان حسن الوقف على الكتاب، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ خبره لا ريب، أو جعل ذلك مبتدأ والكتاب، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ والوقف على ذلك غير جائز، لأن الكتاب إما بيان له وهو الأصح أو خبر له، وعلى الكتاب مفهوم إن جعل خبرا لذلك لا صفة له لا رَيْبَ تام إن رفع هدى بفيه، أو بالابتداء وفيه خبره.

ولا ريب فيه خبران له، أو جعل لا ريب فيه خبرا عن المبتدإ الثاني، وهو وخبره خبر عن الأول، وهكذا يقال في جميع الحروف التي في أوائل السور على القول بأنها معربة، وأن لها محلا من الإعراب، ولا يجوز الوقف على ذلك، لأن الكتاب إما بيان لذلك وهو الأصح، أو خبر له أو بدل منه فلا يفصل مما قبله، والوقف على لا قبيح لأن لا صلة لما بعدها مفتقرة إليه، والوقف على رَيْبَ تامّ: إن رفع هدى بفيه أو بالابتداء وفيه خبره، وكاف إن جعل خبر لا محذوفا لأن العرب يحذفون خبر لا كثيرا، فيقولون لا مثل زيد أي في البلد، وقد يحذفون اسمها ويبقون خبرها يقولون لا عليك أي لا بأس عليك، ومذهب سيبويه أنها واسمها في محل رفع بالابتداء، ولا عمل لها في الخبر إن كان اسمها مفردا، فإن كان مضافا أو شبيها به فتعمل في الخبر عنده كغيره. ومذهب الأخفش أن اسمها في محل رفع وهي عاملة في الخبر، والتقدير هنا لا ريب فيه، فيه هدى، ففيه الأول هو الخبر وبإضمار العائد على الكتاب يتضح المعنى، وردّ هذا أحمد بن جعفر، وقال لا بدّ من عائد، ويدل على خلاف ذلك قوله تعالى في سورة السجدة: تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ لأنه لا يوقف على ريب اتفاقا لأنهم يشترطون لصحة الوقف صحة الوقف على نظير ذلك الموضع. وهذا تعسف من جماعة من النحاة أضمروا محلا متصلا به خبر لا، واكتفى بالمحل لأن خبر لا التبرئة لا يستنكر إضماره في حال نصب الاسم ولا رفعه، نقول إن زرتنا فلا براح بالرفع، وإن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فِيهِ تام إن جعل هُدىً خبر مبتدإ، محذوف أو مبتدأ خبره فيه محذوفا أو مرفوعا بفيه محذوفا. وقيل تامّ. وقيل كاف، وإن جعل خبرا لذلك الكتاب أو حالا منه: أي هاديا لم يجز الوقف على فيه لِلْمُتَّقِينَ تامّ: إن جعل الذين خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ خبره: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ، أو منصوبا بأعنى، وإن جرّ صفة للمتقين جاز الوقف على ذلك وليس حسنا وإن كان رأس آية. وقال أبو عمرو

زرتنا فلا براح بنصبه وهم يضمرون في كلا الوجهين. وهذا غير بعيد في القياس عندهم ولو ظهر المضمر لقيل لا ريب فيه هدى. وهذا صحيح في العربية. والوقف على فِيهِ تام: إن رفع هدى بالابتداء خبره محذوف أو رفع بظرف محذوف غير المذكور تقديره فيه فيه هدى، وكاف: إن جعل خبر مبتدإ محذوف أي هو، وحسن: إن انتصب مصدرا بفعل محذوف، وليس بوقف إن جعل هدى خبرا لذلك الكتاب، أو حالا منه أو من الضمير في فيه أي هاديا، أو من ذلك، ففي هدى ثمانية أوجه: الرفع من أربعة والنصب من أربعة لِلْمُتَّقِينَ تام: إن رفعت الذين بالابتداء، وفي خبره قولان: أحدهما أولئك الأولى والثاني أولئك الثانية والواو زائدة وهذان القولان منكران لأن والذين يؤمنون يمنع كون أولئك الأولى خبرا، ووجود الواو يمنع كون أولئك الثانية خبرا أيضا والأولى تقديره محذوفا أي هم المذكورون، وحسن: إن نصب الذين بأعنى أو أمدح أو أذكر، لأن النصب إنما يكون بإضمار فعل فنصبه بالفعل المضمر، وهو في النية عند ابتدائك بالمنصوب، فلا يكون فاصلا بين العامل والمعمول، لأنك إذا ابتدأت بالمعمول فكأنك مبتدئ بالعامل معه وتضمره حال ابتدائك بالمعمول وليس المتقين بوقف إن جرّ الذين صفة لهم أو بدلا من هم أو عطف بيان لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت، ولا بين البدل والمبدل منه لأنهما كالشيء الواحد، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، ففي ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الوقف عليه حسن وهو نظير ما قدمت عنه في أنعمت عليهم. قال ومثل ذلك يأتي في نظائره، نحو: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً، ونحو: بصير بالعباد الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ جائز، وكذا: ويقيمون الصلاة يُنْفِقُونَ تامّ: إن جعلت الواو بعدها للاستئناف، وإلا فجائز وليس بحسن، وإن كان رأس آية. وقال ابن الأنباري إنه حسن. وقال أبو عمرو إنه كاف. وقيل تامّ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ كاف إن جرّ الذين الأول أو نصب بما مرّ أو رفع بجعله خبر مبتدإ محذوف وعطف الذين الثاني

محل الذين ثلاثة أوجه: الجرّ من ثلاثة وهو كونه صفة للمتقين أو بدلا من هم أو عطف بيان والنصب من وجه واحد وهو كونه مفعولا لفعل محذوف، والرفع من وجهين كونه خبرا لمبتدإ محذوف، أو مبتدأ والخبر ما ذكرناه فيما تقدم بِالْغَيْبِ، والصَّلاةَ جائزان: والأولى وصلهما لعطف يقيمون الصلاة على يؤمنون يُنْفِقُونَ تامّ: على استئناف ما بعده، وكاف إن جعل الذين الأوّل منصوبا على المدح أو مجرورا على الصفة أو مرفوعا خبر مبتدإ محذوف أي هم المذكورون، فعلى هذه التقديرات الثلاث يكون، والذين يؤمنون مستأنفا جملة مستقلة من مبتدإ وخبر، ولا وقف من قوله وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ إلى يُوقِنُونَ فلا يوقف على أولئك لأن ما الثانية عطف على ما الأولى، ولا على من قبلك لأنها عطف على ما قبلها، ولا على الآخرة، لأن الباء من صلة يوقنون، وموضع بالآخرة نصب بالفعل بعدها وقدّم المجرور اعتناء به أو للفاصلة، وتقديم المفعول على الفعل يقطع النظم، وتقدير الكلام وهم يوقنون بالآخرة، وإن جعل الذين يؤمنون بالغيب مبتدأ، والخبر محذوفا تقديره هم المذكورون، والذين الثاني عطفا على الذين الأوّل جاز الوقف على من قبلك يُوقِنُونَ تامّ إن جعل أولئك مبتدأ خبره على هدى من ربهم، وليس بوقف إن جعل الذين يؤمنون بالغيب مبتدأ خبره أولئك على هدى للفصل بين المبتدإ والخبر، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنْ رَبِّهِمْ ليس بوقف منصوص عليه فلا يحسن تعمده، فإن وقف عليه واقف جاز. قاله العماني. الْمُفْلِحُونَ تام: وجه تمامه أنه انقضاء صفة المتقين وانقطاعه عما بعده لفظا ومعنى، وذلك أعلى درجات التمام، وأولئك مبتدأ أوّل، وهم مبتدأ ثان، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عليه، فإن استؤنف الأول أو الثاني لم يجز الوقف على ذلك لما يلزم من الوقف على ما بين المبتدإ والخبر وهو: أولئك على هدى يُوقِنُونَ تامّ: وقال أبو عمرو كاف. هذا إن جعل أولئك مبتدأ، فإن جعل خبرا لم يحسن الوقف على ذلك إلا مع تجوّز مِنْ رَبِّهِمْ جائز الْمُفْلِحُونَ تامّ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ تامّ: إن جعلت التسوية خبر إنّ، وإن

والمفلحون خبر الثاني والجملة خبر الأول، ويجوز أن يكون هم فصلا، والخبر المفلحون فيكون من قبيل الإخبار بالمفرد وهو أولى، إذ الأصل في الخبر الإفراد، ويجوز أن يكون بدلا من أولئك الثانية أو مبتدأ كما تقدم. هذا ما يتعلق بالوقوف، وأما ما يتعلق بالرسم العثماني، فقد اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد الذال التي للإشارة في نحو ذلك، وذلكم حيث وقع، ومن لكنه، ولكن حيث وقع من أولئك وأولئك حيث وقع، ورسموا أولئك بزيادة واو قبل اللام قيل للفرق بينها وبين إليك جارا ومجرورا. قال أبو عمرو في المقنع: كمل ما في القرآن من ذكر الكتاب، وكتاب معرّفا ومنكرا فهو بغير ألف إلا أربعة مواضع فإنها كتبت بالألف أوّلها في الرعد لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ وفي الحجر: إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ، وهو الثاني فيها، وفي الكهف: مِنْ كِتابِ رَبِّكَ، وهو الثاني منها، وفي النمل: تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ، ورسموا الألف واوا في الصلاة والزكاة والحياة ومناة حيث وقعت لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به لحكم ذكروها علمها من علمها وجهلها من جهلها فلا يسأل عنها، ولذا قالوا: خطان لا يقاس عليهما خط المصحف الإمام وخط العروض، كما يأتي التنبيه على ذلك في محله. قال مجاهد: أربع آيات من أوّل البقرة في صفة المؤمنين، والمفلحون آخرها، وآيتان في نعت الكفار، وعظيم آخرهما، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية كلها متصل بعضها ببعض، وقدير آخرها إِنَّ حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، الذين: اسمها، وكفروا صلة وعائد، ولا يؤمنون خبر إنّ وما بينهما جملة معترضة بين اسم إن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جعلتها جملة معترضة بين اسم إنّ وخبرها بجعل خبرها لا يؤمنون، فالوقف على لا يؤمنون تامّ وعلى أم لم تنذرهم ليس بحسن وبتقدير جعل جملة التسوية خبر إنّ يحتمل أن تكون جملة لا يؤمنون خبرا ثانيا وأن يتعلق به ختم يجعل ختم حالا: أي لا يؤمنون خاتما الله على قلوبهم، وأطلق أبو عمرو أن الوقف على لا يؤمنون كاف.

وخبرها، فعلى هذا الوقف على لا يُؤْمِنُونَ تام، وإن جعلت سواء خبر إن كان الوقف على أم لم تنذرهم تامّا أيضا، لأنك أتيت بإن واسمها وخبرها كأنه قال لا يؤمنون أأنذرتهم أم لم تنذرهم. فإن قلت: إذا جعلت لا يؤمنون خبر إنّ، فقد عم جميع الكفار، وأخبر عنهم على وجه العموم أنهم لا يؤمنون. قيل الآية نزلت في قوم بأعيانهم، وقيل عامّة نزلت في جميع الكفار كأنه سلى النبي صلّى الله عليه وسلّم بأن أخبر عنهم أن جميعهم لا يؤمنون وإن بذل لهم نصحه، ولم يسلم من المنافقين أحد إلا رجلان، وكان مغموصا عليهما في دينهما. أحدهما أبو سفيان، والثاني الحكم بن العاصي. وإن جعلت سواء مبتدأ وأ أنذرتهم وما بعده في قوّة التأويل بمفرد خبرا، والتقدير سواء عليهم الإنذار وعدمه كان كافيا أَأَنْذَرْتَهُمْ ليس بوقف لأن أم لم تنذرهم عطف عليه، لأن ما قبل أم المتصلة وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر وهما بمنزلة حرف واحد، وقيل الوقف على تنذر. ثم يبتدئ هم لا يؤمنون على أنها جملة من مبتدإ وخبر. وهذا ينبغي أن يردّ ولا يلتفت إليه، وإن كان قد نقله الهذلي في الوقف والابتداء، ومفعول أأنذرتهم الثاني محذوف تقديره العذاب على كفرهم. وإن لم تجعل لا يؤمنون خبر إنّ كان الوقف على أم لم تنذرهم ويكون ختم حالا متعلقا بلا يؤمنون: أي لا يؤمنون خاتما الله على قلوبهم. قاله العماني: أي لأن ختم متعلق بالأول من جهة المعنى، وإن جعلته استئنافا دعاء عليهم ولم تنو الحال كان الوقف على لا يؤمنون تامّا عَلى قُلُوبِهِمْ صالح: إن قدّرت الختم على القلوب خاصة، وإن قدّرته بمعنى وختم على سمعهم أيضا لم يكن على قلوبهم وقفا لأن الثاني معطوف على الأول. فإن قيل: إذا كان الثاني معطوفا على الأول فلم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عَلى قُلُوبِهِمْ جائز وَعَلى سَمْعِهِمْ تامّ: وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ.

أعيد حرف الجر؟ فالجواب: أن إعادة الحرف لمعنى المبالغة في الوعيد أو أن المعنى وختم على سمعهم فحذف الفعل وقام الحرف مقامه وَعَلى سَمْعِهِمْ تامّ: إن رفعت غشاوة بالابتداء أو بالظرف: أي ترفع غشاوة بالفعل المضمر قبل الظرف، لأن الظرف لا بدّ له أن يتعلق بفعل إما ظاهر أو مضمر. فإذا قلت في الدار زيد كأنك قلت استقرّ في الدار زيد. وقال الأخفش والفراء: إن معنى الختم قد انقطع. ثم استأنف، فقال وعلى أبصارهم غشاوة، وكرّر لفظ على ليشعر بتغاير الختمين، وهو أن ختم القلوب غير ختم الأسماع، وقد فرّق النحويون بين مررت بزيد وعمرو، وبين مررت بزيد وبعمرو، فقالوا في الأوّل هو مرور واحد، وفي الثاني هما مروران، وقرأ عاصم وأبو رجاء العطاردي غشاوة بالنصب بفعل مضمر: أي وجعل على أبصارهم غشاوة، فلا يرون الحق فحذف الفعل، لأن ما قبله يدل عليه كقوله: [الكامل] يا ليت زوجك قد غدا ... متقلدا سيفا ورمحا أي وحاملا رمحا لأن التقليد لا يقع على الرمح كما أن الختم لا يقع على العين، وعلى هذا يسوغ الوقف على سمعهم أو على إسقاط حرف الجرّ ويكون: وعلى أبصارهم معطوفا على ما قبله: أي ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم بغشاوة، فلما حذف حرف الجرّ وصل الفعل إليه فانتصب كقوله: [الوافر] تمرّون الديار فلم تعوجوا ... كلامكمو عليّ إذا حرام أي تمرون بالديار. وقال الفراء: أنشدني بعض بني أسد يصف فرسه: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ هذا إن رفعت غشاوة بالابتداء أو بالظرف: أي استقرّ، أو حصل على أبصارهم غشاوة، وإن نصبتها كما روي عن عاصم إما بختم أو بفعل دل عليه ختم: أي وجعل على أبصارهم غشاوة، أو بنزع الخافض، وأصله بغشاوة، فالوقف على سمعهم على الثاني من الأوجه

علفتها تبنا وماء باردا ... حتى غدت همّالة عيناها فعلى هذا لا يوقف على سمعهم لتعلق آخر الكلام بأوّله، وقال آخر: إذا ما الغانيات برزن يوما ... وزجّجن الحواجب والعيونا والعيون لا تزجج وإنما تكحل، أراد وكحلن العيون، فجواز إضمار الفعل الثاني وإعماله مع الإضمار في الأبيات المذكورة لدلالة الفعل الأوّل عليه غِشاوَةٌ حسن: سواء قرأ غشاوة بالرفع أو بالنصب (¬1) عَظِيمٌ تام: لأنه آخر قصة الكفار، ورسموا أنذرتهم بألف واحدة كما ترى، وكذا جميع ما وقع من كل استفهام فيه ألفان أو ثلاثة اكتفاء بألف واحدة كراهة اجتماع صورتين متفقتين نحو أأمنتم، أأنت قلت للناس، وقالوا أآلهتنا خير، ورسموا وعلى أبصارهم بحذف الألف التي بعد الصاد، وحذفوا الألف التي بعد الشين في غشاوة، ولا وقف من قوله: ومن الناس إلى قوله بمؤمنين، فلا يوقف على آمنا بالله، ولا على وباليوم الآخر، لأن الله أراد أن يعلمنا أحوال المنافقين أنهم يظهرون خلاف ما يبطنون، والآية دلت على نفي الإيمان عنهم، فلو وقفنا على: وباليوم الآخر، لكنا مخبرين عنهم بالإيمان، وهو خلاف ما تقتضيه الآية، وإنما أراد تعالى أن يعلمنا نفاقهم، وأن إظهارهم للإيمان لا حقيقة له بِمُؤْمِنِينَ تام: إن جعل ما بعده استئنافا بيانيا كأن قائلا يقول: ما بالهم قالوا آمنا ويظهرون الإيمان وما هم بمؤمنين، فقيل يُخادِعُونَ اللَّهَ وليس بوقف إن ـــــــــــــــــــــــــ الثلاثة كاف، وقال أبو عمرو: لا يوقف عليه انتهى. وعلى الآخرين جائز غِشاوَةٌ صالح. وقال أبو عمرو كاف، فإن أراد أنه صالح فلا خلاف، وقس عليه نظائره مما يأتي عَظِيمٌ تام وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ صالح. وقال أبو عمرو كاف. هذا إن جعل يخادعون حالا: أي ومن الناس من يقول آمنا بالله مخادعين، فإن كان مستأنفا فالوقف تامّ وَالَّذِينَ ¬

_ (¬1) قراءة النصب شاذة.

جعلت الجملة بدلا من الجملة الواقعة صلة لمن، وهي يقول وتكون من بدل الاشتمال، لأن قولهم مشتمل على الخداع أو حال من ضمير يقول، ولا يجوز أن يكون يخادعون في محل جرّ صفة لمؤمنين، لأن ذلك يوجب نفي خداعهم، والمعنى على إثبات الخداع لهم، ونفي الإيمان عنهم: أي وما هم بمؤمنين مخادعين وكل من الحال والصفة قيد يتسلط النفي عليه وعليهما، فليس بوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز وَالَّذِينَ آمَنُوا حسن: لعطف الجملتين المتفقتين مع ابتداء النفي، ومن قرأ وما يخدعون بغير ألف بعد الخاء كان أحسن، وقرأ أبو طالوت (¬1) عبد السلام بن شداد وما يخدعون إلا أنفسهم بضم الياء وسكون الخاء ورفع أنفسهم بدلا من الضمير في يخدعون كأنه قال: «وما يخدع إلا أنفسهم» أو بفعل مضمر كأنه قال وما يخدعون إلا نخدعهم أنفسهم، ولا يجوز الوقف على أنفسهم، لأن ما بعدهم جملة حالية من فاعل واما يخادعون أي وما يخادعون إلا أنفسهم غير شاعرين بذلك، إذ لو شعروا بذلك ما خادعوا الله ورسوله والمؤمنين، وحذف مفعول يشعرون للعلم به: أي وما يشعرون وبال خداعهم وَما يَشْعُرُونَ كاف: رسموا يخدعون في الموضعين بغير ألف بعد الخاء كما ترى فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ صالح: وقال ابن الأنباري حسن ليس بحسن لتعلق ما بعده به، لأن الفاء للجزاء فهو توكيد مَرَضاً كاف: لعطف الجملتين المختلفتين أَلِيمٌ ليس بوقف لأن قوله بما ـــــــــــــــــــــــــ آمَنُوا تامّ وإِلَّا أَنْفُسَهُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده حال من فاعل يخادعون. وقال أبو عمرو: الوقف على: والذين آمنوا، وعلى: إلا أنفسهم كاف وَما يَشْعُرُونَ كاف فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ صالح. وقال أبو عمرو كاف. وقول ابن الأنباري: إنه حسن ليس بحسن لتعلق ما بعده به مَرَضاً صالح يَكْذِبُونَ تام: وقال أبو عمرو كاف. وقيل تام: مُصْلِحُونَ كاف الْمُفْسِدُونَ ليس بوقف لتعلق ما بعده به لا يَشْعُرُونَ تامّ. ¬

_ (¬1) قراءة شاذة، والمتواتر قراءتان هما: يخادعون بضم الياء وألف بعد الخاء وكسر الدال وقراءة نافع وابن كثير وأبو عمرو، والباقون يَخْدَعُونَ كحفص، وانظر البدور الزاهرة (21).

متعلقة بالموصوف يَكْذِبُونَ كاف: ولا وقف إلى مصلحون، فلا يوقف على تفسدوا لأن في الأرض ظرف للفساد، ولا على في الأرض، لأن قالوا جواب إذا، ولا على قالوا لأن إنما نحن حكاية مُصْلِحُونَ كاف: لفصله بين كلام المنافقين، وكلام الله عز وجل في الردّ عليهم الْمُفْسِدُونَ ليس بوقف لشدّة تعلقه بما بعده عطفا واستدراكا لا يَشْعُرُونَ كاف: الناس ليس بوقف، لأن قالوا جواب إذا السُّفَهاءُ الأول كاف: لحرف التنبيه بعده السُّفَهاءُ الثاني ليس بوقف للاستدراك بعده لا يَعْلَمُونَ أكفى. قال أبو جعفر: وهذا قريب من الذي قبله من جهة الفصل بين الحكاية عن كلام المنافقين وكلام الله في الردّ عليهم قالُوا آمَنَّا ليس بوقف، لأن الوقف عليه يوهم غير المعنى المراد، ويثبت لهم الإيمان، وإنما سموا النطق باللسان إيمانا وقلوبهم معرضة تورية منهم وإبهاما، والله سبحانه وتعالى أطلع نبيه على حقيقة ضمائرهم، وأعلمه أن إظهارهم للإيمان لا حقيقة له وأنه كان استهزاء منهم إِنَّا مَعَكُمْ ليس بوقف: إن جعل ما بعده من بقية القول، وجائز: إن جعل في جواب سؤال مقدّر تقديره كيف تكونون معنا وأنتم مسالمون أولئك بإظهار تصديقكم، فأجابوا إنما نحن مستهزءون مُسْتَهْزِؤُنَ كاف: وقال أبو حاتم السجستاني: لا أحب الابتداء بقوله: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ولا وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ* حتى أصله بما قبله. قال أبو بكر بن الأنباري: ولا معنى لهذا الذي ذكره لأنه يحسن الابتداء بقوله: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ على معنى الله يجهلهم ويخطئ فعلهم، وإنما فصل: الله يستهزئ بهم ولم يعطفه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقال أبو عمرو كاف وقيل تامّ السُّفَهاءُ كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ. وقال أبو عمرو أكفى مما قبله قالُوا آمَنَّا ليس بوقف، لأن الله تعالى لم يرد أن يعلمنا أنهم إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، بل أراد أن يعلمنا نفاقهم، وأن إظهارهم للإيمان لا حقيقة له، وذلك لا يحصل إلا به مع ما بعده مُسْتَهْزِؤُنَ كاف، وإن كره أبو حاتم الابتداء بقوله: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ، وبقوله: وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ*، إذ لا وجه لكراهته، إذ المعنى أنه تعالى

على قالوا لئلا يشاركه في الاختصاص بالظرف، فيلزم أن يكون استهزاء الله بهم مختصا بحال خلوّهم إلى شياطينهم، وليس الأمر كذلك يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ صالح: ووصله أبين لمعنى المجازاة، إذ لا يجوز على الله الاستهزاء، وظهور المعنى في قول الله: الله يستهزئ بهم مع اتصاله بما قبله يظهر في حال الابتداء بضرب من الاستنباط، وفي حال الاتصال يظهر المعنى من فحوى الكلام كذا وجه أبو حاتم، وأما وجه الوقف على مستهزءون أنه معلوم أن الله لا يجوز عليه معنى الاستهزاء، فإذا كان ذلك معلوما عرف منه معنى المجازاة: أي يجازيهم جزاء الاستهزاء بهم، وقيل معنى الله يستهزئ بهم بجهلهم، وبهذا المعنى يكون الوقف على يعمهون كافيا، وعلى الأوّل يكون تاما، انظر النكزاوي يَعْمَهُونَ كاف: لأن أولئك الذين اشتروا الضلالة منفصل لفظا لأنه مبتدأ وما بعده الخبر، ومتصل معنى لأنه إشارة لمن تقدّم ذكرهم بِالْهُدى صالح: لأن ما بعده بدون ما قبله مفهوم تِجارَتُهُمْ أصلح: مُهْتَدِينَ كاف: اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد اللام من أولئك، وأولئك حيث وقع، والألف التي بعد اللام من الضللة، والألف التي بعد الجيم من تجرتهم كما ترى ناراً وكذا ما حوله ليسا بوقف، لأنهما من جملة ما ضربه الله مثلا للمنافقين بالمستوقد نارا، وبأصحاب الصيب، والفائدة لا تحصل إلا بجملة المثل ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ كاف: على استئناف ما بعده، وأن جواب لما محذوف تقديره خمدت، وليس بوقف إن جعل هو وما قبله من جملة المثل لا يُبْصِرُونَ كاف: إن رفع ما بعده خبر مبتدإ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يجازيهم على استهزائهم ومكرهم يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ جائز يَعْمَهُونَ تامّ بِالْهُدى صالح تِجارَتُهُمْ جائز مُهْتَدِينَ تام. وقال أبو عمرو كاف ناراً ليس بوقف، وكذا ما حَوْلَهُ لأنهما من جملة ما ضرب الله مثلا للمنافقين في تعلقهم بظاهر الإسلام لحقن دمائهم، والمثل يؤتى به على وجهه، لأن الفائدة إنما تحصل بجملته ذَهَبَ اللَّهُ

محذوف أي هم وليس بوقف إن نصب على أنه مفعول ثان لترك وإن نصب على الذم جاز ذلك كقوله: [الوافر] سقوني الخمر ثم تكنّفوني ... عداة الله من كذب وزور فنصب عداة على الدم، فمنهم من شبه المنافقين بحال المستوقد، ومنهم من شبههم بحال ذوي صيب: أي مطر على أن أو للتفصيل لا يَرْجِعُونَ صالح: وقيل لا يوقف عليه لأنه لا يتم الكلام إلا بما بعده، لأن قوله أو كصيب معطوف على كمثل الذي استوقد نارا أو كمثل أصحاب صيب، فأو للتخيير أي أبحناكم أن تشبهوا هؤلاء المنافقين بأحد هذين الشيئين أو بهما معا، وليست للشك، لأنه لا يجوز على الله تعالى مِنَ السَّماءِ ليس بوقف لأن قوله: فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ من صفة الصيب، وكذا من الصواعق لأن حذر مفعول لأجله أو منصوب بيجعلون، وإن جعل يجعلون خبر مبتدأ محذوف أي هم يجعلون حسن الوقف على برق حَذَرَ الْمَوْتِ حسن: وقيل كاف بِالْكافِرِينَ أكفى: اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد الميم من ظلمت، وما شاكله من جمع المؤنث السالم، وحذفوا الألف التي بعد الصاد من أصبعهم والتي بعد الكاف من الكفرين، وما كان مثله من الجمع المذكر السالم كالصالحين والقنتين ما لم يجيء بعد الألف همزة أو حرف مشدد، نحو السائلين والضالين، فنثبت الألف في ذلك اتفاقا أَبْصارَهُمْ، حسن: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِنُورِهِمْ جائز لا يُبْصِرُونَ تام. وقال أبو عمرو كاف، هذا على رفع ما بعده فمن نصبه كابن مسعود فليس ذلك وقفا إن نصب على أنه مفعول ثان لترك، فإن نصب على الذمّ جاز ذلك لا يَرْجِعُونَ صالح. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ وَبَرْقٌ ليس بوقف لتعلق ما بعده به حَذَرَ الْمَوْتِ حسن وقال أبو عمرو تامّ بِالْكافِرِينَ تامّ قامُوا تامّ. وقال أبو عمرو كاف يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ جائز مَشَوْا فِيهِ ليس بوقف لمقابلة ما بعده به قامُوا تامّ. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ وَأَبْصارِهِمْ كاف

كُلَّما وردت في القرآن على ثلاثة أقسام، قسم مقطوع اتفاقا من غير خلاف، وهو قوله تعالى: مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ. وقسم مختلف فيه، وهو كلما ردوا إلى الفتنة، وكلما دخلت أمة، وكلما جاء أمة رسولها، وكلما ألقى فيها فوج. وما هو موصول من غير خلاف، وهو كلما أضاء لهم مشوا فيه مَشَوْا فِيهِ ليس بوقف لمقابلة ما بعده له فلا يفصل بينهما قامُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف وأَبْصارَهُمْ كاف: للابتداء بإن قَدِيرٌ تام: باتفاق، لأنه آخر قصة المنافقين اعْبُدُوا رَبَّكُمُ كاف: إن جعل الذي مبتدأ وخبره الذي جعل لكم الأرض، أو خبر مبتدأ محذوف: أي هو الذي، وحسن إن نصب بمقدّر، وليس بوقف إن جعل نعتا لربكم، أو بدلا منه، أو عطف بيان خَلَقَكُمْ ليس بوقف، لأن والذين من قبلكم معطوف على الكاف، وإن جعل الذي جعل لكم الثاني منصوبا بتتقون كان الوقف على والذين من قبلكم حسنا وكان قوله: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ليس بوقف لفصله بين البدل والمبدل منه، وهما كالشيء الواحد ومن حيث كونه رأس آية يجوز الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ يحتمل الذي النصب والرفع، فالنصب من خمسة أوجه نصبه على القطع، أو نعت لربكم، أو بدل منه، أو مفعول تتقون، أو نعت النعت: أي الموصول الأول، والرفع من وجهين: أحدهما: أنه خبر مبتدأ محذوف: أي هو الذي، أو مبتدأ خبره فلا تجعلوا، فإن جعل الذي جعل لكم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قَدِيرٌ تامّ. قال مجاهد: أربع آيات أوّل البقرة في نعت المؤمنين: يعني إلى المفلحون، وآيتان في نعت الكافرين: يعني إلى عذاب عظيم، وثلاث عشرة آية في نعت المنافقين: يعني إلى قدير، فهذه الوقوف الثلاثة هي أعلى درجات التامّ، لأنها آخر الآيات والقصص تَتَّقُونَ صالح، لأنه آخر آية، وليس بحسن، لأن ما بعده بدل من الذي خلقكم. وقال أبو عمرو حسن وَالسَّماءَ بِناءً صالح عند بعضهم، وأباه آخرون، وهو الأجود، لأن ما بعده إلى قوله: رزقا لكم: من تمام صلة الذي من قوله: الذي جعل لكم ولا يفصل بين الصلة والموصول. وقال أبو عمرو: الوقف عليه كاف رِزْقاً لَكُمْ صالح، وليس بحسن

خبرا عن الذي الأول، أو نعتا لربكم، أو بدلا من الأول، أو نعتا لم يوقف على تتقون، وإن جعل الثاني خبر مبتدأ محذوف، أو في موضع نصب بفعل محذوف كان الوقف كافيا وَالسَّماءَ بِناءً حسن: إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، وداخلا في صلة الذي جعل لكم، فلا يفصل بين الصلة والموصول رِزْقاً لَكُمْ صالح: وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق بما قبله أَنْداداً ليس بوقف، لأن جملة وأنتم تعلمون حال، وحذف مفعول تعلمون: أي وأنتم تعلمون أنه إله واحد في التوراة والإنجيل وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كاف: مِنْ مِثْلِهِ جائز: وليس بوقف إن عطف: وادعوا على: فأتوا بسورة صادِقِينَ كاف وَلَنْ تَفْعَلُوا ليس بوقف، لأن فاتقوا جواب الشرط، وقوله: وَلَنْ تَفْعَلُوا معترضة بين الشرط وجزائه وحذف مفعول لم تفعلوا ولن تفعلوا اختصارا، والتقدير فإن لم تفعلوا الإتيان بسورة من مثله، ولن تفعلوا الإتيان بسورة من مثله، والوقف على النَّارَ لا يجوز، لأن التي صفة لها النَّاسُ صالح: لما ورد «أن أهل النار إذا اشتدّ أمرهم يبكون ويشكون فتنشأ لهم سحابة سوداء مظلمة فيرجون الفرج، ويرفعون الرءوس إليها، فتمطرهم حجارة كحجارة الزجاج وتزداد النار إيقادا والتهابا» وقيل الوقف على الحجارة حسن: إن جعل أعدّت مستأنفا: أي هي أعدّت. قال ابن عباس: هي حجارة الكبريت، لأنها تزيد على سائر الأحجار بخمس خصال: سرعة وقودها، وبطء طفئها، ونتن ريحها، وزرقة لونها، وحرارة جمرها لِلْكافِرِينَ تامّ الْأَنْهارُ حسن: إن جعلت الجملة بعدها مستأنفة: كأنه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لأن ما بعده متعلق به مع ما قبله. وقال أبو عمرو تامّ أَنْداداً ليس بوقف وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ تامّ مِنْ مِثْلِهِ جائز صادِقِينَ تامّ وَالْحِجارَةُ صالح: إن جعل أعدّت مستأنفا لِلْكافِرِينَ تامّ مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ مفهوم مُتَشابِهاً مفهوم وقال أبو عمرو كاف مُطَهَّرَةٌ جائز وليس بحسن. وقال أبو عمرو كاف خالِدُونَ تامّ مَثَلًا

قيل لما وصفت الجنات ما حالهما؟ فقيل كلما رزقوا. قالوا: فليس لها محل من الإعراب، وقيل محلها رفع: أي هي كلما. وقيل محلها نصب على الحال وصاحبها إما الذين آمنوا، وإما جنات، وجاز ذلك، وإن كانت نكرة، لأنها تخصصت بالصفة، وعلى هذين تكون حالا مقدّرة، لأن وقت البشارة بالجنات لم يكونوا مرزوقين ذلك، وقيل صفة لجنات أيضا، وعلى كون الجملة حالا أو صفة لا يكون حسنا رِزْقاً ليس بوقف، لأن قالوا جواب كلما مِنْ قَبْلُ جائز مُتَشابِهاً قال أبو عمرو: كاف، ومثله مطهرة إن جعل ما بعده مستأنفا خالِدُونَ تامّ. وكتبوا كلما هنا، وكلما أضاء لهم متصلة، وحذفوا الألف التي بعد النون من جنت، والألف التي بعد الهاء من الأنهر، والألف التي بعد الشين من متشبها، والألف التي بعد الخاء من خلدون كما ترى مَثَلًا ما يبني الوقف على ما، وعدمه على اختلاف القراء والمعربين لما، وبعوضة قرئ بعوضة بالرفع والنصب والجرّ فنصبها من سبعة أوجه: كونها منصوبة بفعل محذوف تقديره أعني بعوضة، أو صفة لما، أو عطف بيان لمثلا، أو بدلا منه أو مفعولا بيضرب، ومثلا حال تقدمت عليها أو مفعولا ثانيا ليضرب، أو منصوبة على إسقاط بين، والتقدير ما بين بعوضة، فلما حذفت بين أعربت بعوضة كإعرابها، أنشد الفراء: [البسيط] يا أحسن الناس ما قرنا إلى قدم ... ولا حبال محبّ واصل يصل أراد ما بين قرن إلى قدم وعليه لا يصلح الوقف على ما لأنه جعل إعراب بين فيما بعدها ليعلم أن معناها مراد فبعوضة في صلة ما ورفعها أي بعوضة من ثلاثة أوجه كونها خبرا لمبتدإ محذوف: أي ما هي بعوضة أو أن ما استفهامية وبعوضة خبرها: أي أيّ شيء بعوضة أو المبتدأ محذوف أي هو بعوضة، وجرها ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ما جائز وليس بحسن، فمثلا مفعول يضرب وما صفة لمثلا زادت النكرة شياعا، وبعوضة بدل من ما فَما فَوْقَها تامّ. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ مِنْ رَبِّهِمْ صالح

من وجه واحد، وهي كونها أي بعوضة بدلا من مثلا على توهم زيادة الباء، والأصل أن الله لا يستحي بضرب مثل بعوضة، وهو تعسف ينبو عنه بلاغة القرآن العظيم والوقف يبين المعنى المراد، فمن رفع بعوضة على أنها مبتدأ محذوف الخبر أو خبر مبتدأ محذوف كان الوقف على ما تاما، ومن نصبها أي بعوضة بفعل محذوف كان كافيا لعدم تعلق ما بعدها بما قبلها لفظا لا معنى، وكذلك يكون الوقف على ما كافيا إذا جعلت ما توكيدا لأنها إذا جعلت تأكيدا لم يوقف على ما قبلها، وأما لو نصبت بعوضة على الاتباع لما ونصبت ما على الاتباع لمثلا، فلا يحسن الوقف على ما، لأن بعوضة متممة لما كما لو كانت بعوضة صفة لما، أو نصبت بدلا من مثلا أو كونها على إسقاط الجار أو على أن ما موصولة، لأن الجملة بعدها صلتها، ولا يوقف على الموصول دون صلته أو أن ما استفهامية وبعوضة خبرها، أو جرت بعوضة بدلا من مثلا، ففي هذه الأوجه السبعة لا يوقف على ما لشدّة تعلق ما بعدها بما قبلها، وإنما ذكرت هذه الأوجه هنا لنفاستها لأنها مما ينبغي تحصيله وحفظه. هذا ما أردناه أثابنا الله على ما قصدناه، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف فَما فَوْقَها كاف: مِنْ رَبِّهِمْ جائز: لأن. أما الثانية معطوفة على الأولى، لأن الجملتين وإن اتفقتا فكلمة أما للتفصيل بين الجمل بِهذا مَثَلًا كاف: على استئناف ما بعده جوابا من الله للكفار، وإن جعل من تتمة الحكاية عنهم كان جائزا كَثِيراً الثاني حسن: وكذا الفاسقين على وجه، وذلك أن في الذين الحركات الثلاث الجر من ثلاثة أوجه: كونه صفة ذم للفاسقين أو بدلا منهم أو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِهذا مَثَلًا كاف إن جعل ما بعده مستأنفا جوابا من الله لكلام الكافرين، وإن جعل من تمام الحكاية عن الكفار لم يحسن الوقف على ذلك ولا يبعد أن يكون جائزا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً كاف إِلَّا الْفاسِقِينَ تامّ: إن جعل ما بعده مستأنفا، وجاز إن جعل صفة له مِيثاقِهِ صالح، وكذا في الأرض الْخاسِرُونَ تامّ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ كاف، وأنكره

عطف بيان، والنصب من وجه واحد، وهو كونه مفعولا لفعل محذوف، والرفع من وجهين كونه خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ، والخبر جملة أولئك هم الخاسرون، فإن رفع بالابتداء كان الوقف على الفاسقين تامّا لعدم تعلق ما بعده بما قبله لا لفظا ولا معنى، وإن رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين كان كافيا، وإن نصب بتقدير أعني كان حسنا، وليس بوقف إن نصب صفة للفاسقين أو بدلا منهم أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِيثاقِهِ جائز: لعطف الجملتين المتفقتين فِي الْأَرْضِ صالح: إن لم يجعل أولئك خبر الذين، وإن جعل خبرا عن الذين لم يوقف عليه لأنه لا يفصل بين المبتدإ وخبره الْخاسِرُونَ تام كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ ليس بوقف لأن بعده واو الحال، فكأنه قال كيف تكفرون بالله والحال أنكم تقرون أن الله خالقكم ورازقكم فَأَحْياكُمْ كاف: عند أبي حاتم على أن ما بعده مستأنف وبخهم بما يعرفونه ويقرون به، وذلك أنهم كانوا يقرون بأنهم كانوا أمواتا إذا كانوا نطفا في أصلاب آبائهم ثم أحيوا من النطف ولم يكونوا يعترفون بالحياة بعد الموت. فقال تعالى موبخا لهم: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثم ابتدأ فقال: ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وقيل ثم يميتكم ليس مستأنفا، وقال أبو حاتم: مستأنف وإن ثم لترتيب الأخبار: أي ثم هو يميتكم وإذا كان كذلك كان ما بعدها مستأنفا. قال الحلبي على الأزهرية: إذا دخلت ثم على الجمل لا تفيد الترتيب، وقد خطأ ابن الأنباري أبا حاتم، واعترض عليه اعتراضا لا يلزمه، ونقل عنه أن الوقف على قوله فأحياكم فأخطأ في الحكاية عنه ولم يفهم عن الرجل ما قاله، وقوله إن القوم لم يكونوا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بعضهم ثُمَّ يُحْيِيكُمْ كاف تُرْجَعُونَ تامّ جَمِيعاً مفهوم، وقيل حسن. وقال أبو عمرو: كاف سَبْعَ سَماواتٍ تامّ، وكذا عليم خَلِيفَةً قيل تامّ وردّ بأن ما بعده

يعترفون بأنهم كفار ليس بصحيح، بل كانوا مقرّين بالكفر مع ظهور البراهين والحجج ومعاينتهم إحياء الله البشر من النطف. ثم إماتته إياهم ثُمَّ يُحْيِيكُمْ حسن تُرْجَعُونَ تام جَمِيعاً حسن: لأن ثم هنا وردت على جهة الإخبار لتعداد النعم، لا على جهة ترتيب الفعل كقوله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ فتجاوز هذا ووصله أحسن سَبْعَ سَماواتٍ كاف عَلِيمٌ تام: ورسموا فأحييكم بالياء. قال أبو عمرو في باب ما رسم بالألف من ذوات الياء من الأسماء والأفعال. فقال يكتب بالياء على مراد الإمالة سواء اتصل بضمير أم لا، نحو المرضى والموتى واحديها ومجريها وآتيكم وآتيه وآتيها ولا يصليها، واتفقوا على حذف الألفين من لفظ السموات وسموت حيث وقع، وسواء كان معرّفا أو منكرا إلا في سورة فصلت، فإنهم اتفقوا على إثبات الألف التي بين الواو والتاء في قوله: سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ خَلِيفَةً قيل تام: ورد بأن ما بعده جواب له ووصله أولى الدِّماءَ حسن: لأنه آخر الاستفهام وَنُقَدِّسُ لَكَ أحسن: ما لا تَعْلَمُونَ تام: قيل علم الله من إبليس المعصية قبل أن يعصيه وخلقه لها، ولا وقف من قوله: وَعَلَّمَ إلى ما عَلَّمْتَنا فلا يوقف على الملائكة لأن، فقال متعلق بما قبله، ولا على صادقين، لأن قالوا سبحانك جواب الملائكة، ومن حيث كونه رأس آية يجوز إِلَّا ما عَلَّمْتَنا حسن: الْحَكِيمُ كاف بِأَسْمائِهِمْ الأول حسن: والثاني ليس بوقف، لأن قوله: قال ألم أقل لكم جواب لما وَالْأَرْضِ جائز تَكْتُمُونَ تام اسْجُدُوا لِآدَمَ صالح: وقيل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جواب له فهو كاف وَنُقَدِّسُ لَكَ كاف ما لا تَعْلَمُونَ تامّ صادِقِينَ حسن. وقال أبو عمرو كاف الْحَكِيمُ أحسن أو أكفى مما قبله، والوقف على ما قبله من قوله: إلا ما علمتنا: جائز بِأَسْمائِهِمْ كاف تَكْتُمُونَ تامّ اسْجُدُوا لِآدَمَ جائز مِنَ الْكافِرِينَ كاف حَيْثُ شِئْتُما جائز مِنَ الظَّالِمِينَ حسن. وقال أبو عمرو كاف

لا يوقف عليه للفاء إِلَّا إِبْلِيسَ أصلح لأن أبى واستكبر جملتان مستأنفتان جوابا لمن قال: فما فعل؟ وهذا التقدير يرقيه إلى التامّ، وقال أبو البقاء: في موضع نصب على الحال من إبليس: أي ترك السجود كارها ومستكبرا، فالوقف عنده على واستكبر الْكافِرِينَ كاف: على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل معطوفا على ما قبله. فائدة: أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ضمرة. قال بلغني أن أوّل من سجد لآدم إسرافيل فأثابه الله أن كتب القرآن في جبهته اه. من الحبائك الْجَنَّةَ جائز: ومثله حيث شئتما على استئناف النهي، للظالمين، كاف: وقيل حسن لأن الجملة بعده مفسرة لما أجمل قبلها فِيهِ حسن: لعطف الجملتين المتفقتين اهْبِطُوا حسن: إن رفع بعضكم بالابتداء وخبره لبعض عدوّ وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من الضمير، في اهبطوا أي اهبطوا متباغضين بعضكم لبعض عدوّ والوقف على عدو أحسن إِلى حِينٍ كاف كَلِماتٍ ليس بوقف لأن الكلمات كانت سببا لتوبته فَتابَ عَلَيْهِ كاف الرَّحِيمُ تام مِنْها جَمِيعاً حسن. ولا وقف من قوله، فإما إلى عليهم فلا يوقف على هدى ولا على هداى، لأن فَمَنْ تَبِعَ جواب إما فلا يفصل بين الشرطين وهما إن ومن وجوابهما، وقال السجاوندى: جواب الأول وهو إن محذوف تقديره فاتبعوه وجواب من فلا خوف عليهم والوقف على عليهم حينئذ جائز يَحْزَنُونَ تامّ: أَصْحابُ النَّارِ صالح: بأن يكون هم فيها مبتدأ وخبرا بعد خبر لأولئك نحو الرمان حلو حامض خالِدُونَ تام اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد الياء من آيتنا وآيت ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِمَّا كانا فِيهِ كاف، وكذا: اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ، إلى حين، وفتاب عليه التَّوَّابُ الرَّحِيمُ تامّ مِنْها جَمِيعاً كاف فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ جائز يَحْزَنُونَ تامّ أَصْحابُ النَّارِ جائز بقبح خالِدُونَ تامّ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ جائز بقبح، وكذا

ربك وآيت الله وآيتي والآيات حيث وقع، وسواء كان معرفا بالألف واللام أو منكرا، واستثنوا من ذلك موضعين في سورة يونس وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ* وإذا لهم مكر في آياتنا فاتفقوا على إثبات الألف فيهما وحذفوا الألف التي بعد الخاء في خلدون حيث وقع كما ترى يا بَنِي إِسْرائِيلَ ليس بوقف لأن قوله اذكروا أمر لهم وما قبله تنبيه عليهم أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ جائز: ومثله أوف بعهدكم، وقيل لا يوقف عليه لإيهام الابتداء بإياى أنه أضاف الرهبة إلى نفسه في ظاهر اللفظ وإن كان معلوما أن الحكاية من الله، والمراد بالعهد الذي أمرهم بالوفاء به هو ما أخذ عليهم في التوراة من الإيمان بمحمد صلّى الله عليه وسلّم وما أمرهم به على ألسنة الرسل، إذ كان اسمه صلّى الله عليه وسلّم وصفاته موجودة عندهم في التوراة والإنجيل فَارْهَبُونِ كاف لِما مَعَكُمْ جائز كافِرٍ بِهِ حسن: والضمير في به للقرآن أو للتوراة، لأن صفة محمد صلّى الله عليه وسلّم فيها فبكتمانهم لها صاروا كفارا بالتوراة فنهوا عن ذلك الكفر ثَمَناً قَلِيلًا جائز: وفيه ما تقدم من الإيهام بالابتداء بإياي فَاتَّقُونِ كاف: بالباطل ليس بوقف لأنه نهى عن اللبس والكتمان معا: أي لا يكن منكم لبس ولا كتمان، فلا يفصل بينهما بالوقف وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ تام الزَّكاةَ جائز الرَّاكِعِينَ تام: اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد ياء النداء من قوله: يبني إسرائيل أو يبني آدم حيث وقع، وكذا حذفوا الألف التي بعد الباء من البطل كما ترى ورسموا الألف واوا في الصلاة والزكوة والنجوة ومنوة والحيوة كما تقدم، وحذفوا الألف بعد الراء من الركعين كما ترى الْكِتابَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ لقبح الابتداء بقوله: وإياي فارهبون، لأن الرهبة لا تكون إلا من الله تعالى فَارْهَبُونِ كاف لِما مَعَكُمْ جائز أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ صالح فَاتَّقُونِ تامّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ جائز مَعَ الرَّاكِعِينَ تامّ تَتْلُونَ الْكِتابَ كاف أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ. وقال أبو عمرو: فيه وفي فاتقون وأنتم تعلمون ومع الراكعين

حسن: والكتاب التوراة أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ: ومفعول تعقلون محذوف: أي قبح ما ارتكبتم من ذلك وَالصَّلاةِ حسن: الْخاشِعِينَ الَّذِينَ يحتمل الحركات الثلاث، فتامّ إن رفع موضعه أو نصب، وليس بوقف إن جرّ نعتا لما قبله مُلاقُوا رَبِّهِمْ ليس بوقف، لأن وأنهم معطوف على أن الأولى، فلا يفصل بينهما بالوقف راجِعُونَ تام: للابتداء بعد بالنداء أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ليس بوقف، لأن وأنى، وما في حيزها في محل نصب لعطفها على المفعول وهو نعمتي كأنه قال: اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وتفضيلي إياكم على العالمين، والوقف عَلَى الْعالَمِينَ حسن غير تامّ لأن قوله: واتقوا يوما عطف على اذكروا نعمتي لا استئناف العالمين، والوقف عَلَى الْعالَمِينَ حسن غير تامّ لأن قوله: واتقوا يوما عطف على اذكروا نعمتي لا استئناف والوقف على شَيْئاً، وعلى عَدْلٌ جائز يُنْصَرُونَ كاف إن علق إذ باذكروا مقدرا مفعولا به فيكون من عطف الجمل، وتقديره واذكروا إذ أنجيناكم مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ليس بوقف، يسومونكم حال من آل فرعون ولا يفصل بين الحال وذيها بالوقف، وإن جعل مستأنفا جاز سُوءَ الْعَذابِ ليس بوقف، لأن يذبحون تفسير ليسومونكم، ولا يوقف على المفسر دون المفسر، وكذا لو جعل جملة يذبحون بدلا من يسومونكم لا يوقف على ما قبله، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه نِساءَكُمْ حسن عَظِيمٌ كاف، ومثله تنظرون. قال جبريل: يا محمد ما أبغضت أحدا كفرعون، لو رأيتني وأنا أدسّ الطين في فيّ فرعون مخافة أن يقول كلمة يرحمه الله بها ظالِمُونَ كاف، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف وَالصَّلاةِ كاف الْخاشِعِينَ جائز إِلَيْهِ راجِعُونَ تامّ الْعالَمِينَ حسن لا تام، لاحتمال أن الواو بعده للعطف على اذكروا، لا للاستئناف، والوقف على شيئا، وعلى شفاعة، وعلى عدل جائز وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ كاف مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ قبيح إن جعل يسومونكم حالا، وإن جعل استئنافا فجائز بلا قبح نِساءَكُمْ صالح عَظِيمٌ كاف

ومثله تَشْكُرُونَ إن علق إذ باذكر مقدّرا وليس بوقف إن عطف على ما قبله ومن حيث كونه رأس آية يجوز تَهْتَدُونَ كاف فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ حسن إن كانت التوبة في القتل فيكون فاقتلوا بدلا من فتوبوا عِنْدَ بارِئِكُمْ كاف إن كانت الفاء في قوله فتاب متعلقة بمحذوف: أي فامتثلتم وفعلتم فتاب عليكم، أو قتلتم فتاب عليكم فَتابَ عَلَيْكُمْ كاف الرَّحِيمُ أكفى منه، وقال أبو عمرو تامّ. فائدة: ذكر موسى في القرآن في مائة وعشرين موضعا نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً جائز، وجهرة مصدر نوعي في موضع الحال من الضمير في نرى: أي ذوي جهرة، أو جاهرين بالرؤية وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وتشكرون، والسلوى ورَزَقْناكُمْ كلها حسان يَظْلِمُونَ كاف خَطاياكُمْ حسن الْمُحْسِنِينَ كاف قِيلَ لَهُمْ جائز على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن علق بما قبله مِنَ السَّماءِ ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق بما قبله يَفْسُقُونَ تامّ: ورسموا خطاياكم بوزن قضاياكم، وبها قرأ أبو عمرو هنا وفي نوح مما خطاياهم بألف قبل الياء وألف بعدها في اللفظ محذوفة في الخط جمع تكسير مجرورا بالكسرة المقدّرة على الألف وهو بدل من ما، وقرأ الباقون خطيئاتكم ومما خطيائاتهم بالياء والهمز والتاء جمع تصحيح مجرورا بالكسرة الظاهرة، ورسموا يا قوم اذكروا. يا قوم استغفروا، يا عباد فاتقون من كل اسم منادى إضافة المتكلم إلى نفسه بلا ياء فالياء منه ساقطة وصلا ووقفا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَنْظُرُونَ كاف وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ صالح تَشْكُرُونَ كاف تَهْتَدُونَ كاف فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ مفهوم عِنْدَ بارِئِكُمْ كاف، وكذا: فتاب عليكم التَّوَّابُ الرَّحِيمُ حسن. وقال أبو عمرو تامّ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ كاف وكذا تشكرون

اتباعا للمصحف الإمام الْحَجَرَ جائز وإنما انحطت مرتبته لأن الفاء داخلة على الجزاء المحذوف، والتقدير فضرب فانفجرت، وكانت العصا من آس الجنة طولها عشرة أذرع على طول موسى لها شعبتان يتقدان في الظلمة نورا عَيْناً حسن مَشْرَبَهُمْ أحسن منه مِنْ رِزْقِ اللَّهِ صالح مُفْسِدِينَ كاف وَبَصَلِها حسن غير تامّ، لأن أتستبدلون الآية فيها جملتان: الأولى من كلام الله لبني إسرائيل على جهة التوبيخ فيما سألوه، وقيل من كلام موسى، وذلك أنه غصب لما سألوه هذا فقال أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ والثانية وهي اهبطوا مصرا من كلام الله، وهذا هو المشهور، وعليه فيكون الوقف على خير تاما، لأنهما كلامان، ومن جعلهما كلاما واحدا كان الوصل أولى ما سَأَلْتُمْ حسن، ويقارب التامّ، لأن الواو بعده للاستئناف وليست عاطفة وَالْمَسْكَنَةُ حسن مِنَ اللَّهِ أحسن منه بِغَيْرِ الْحَقِّ كاف يَعْتَدُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: إن الذين آمنوا، إلى قوله: عند ربهم فلا يوقف على هادوا، ولا على الصابئين ولا على صالحا، لأن فلهم خبر إنّ فلا يفصل بين اسمها وخبرها عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف على أن الواوين بعده للاستئناف وليس بوقف إن جعلتا للعطف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَالسَّلْوى حسن، وكذا رزقناكم يَظْلِمُونَ كاف خَطاياكُمْ كاف الْمُحْسِنِينَ حسن يَفْسُقُونَ كاف. وقال أبو عمرو تام: الْحَجَرَ صالح اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً حسن، وكذا مشربهم مِنْ رِزْقِ اللَّهِ جائز مُفْسِدِينَ كاف وَبَصَلِها حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وقوله: أتستبدلون إلى: اهبطوا مصرا. قيل الجملتان حكاية عن موسى عليه السلام حين غضب على قومه. وقيل من قول الله تعالى. وقيل الأولى حكاية عن موسى عليه السلام، والثانية من قوله تعالى، وهذا هو المشهور، فعليه الوقف على خير تامّ، وعلى الأولين كاف. وقيل تامّ ما سَأَلْتُمْ حسن وَالْمَسْكَنَةُ صالح. وقال أبو عمرو تامّ مِنَ اللَّهِ أحسن منه بِغَيْرِ الْحَقِّ كاف يَعْتَدُونَ تامّ عِنْدَ رَبِّهِمْ جائز، وكذا عليهم يَحْزَنُونَ حسن. وقال أبو عمرو

يَحْزَنُونَ تام إن علق إذ باذكر مقدّرا، وجائز إن عطف ما بعده على ما قبله فَوْقَكُمُ الطُّورَ حسن على مذهب البصريين، لأنهم يضمرون القول: أي قلنا خذوا ما آتيناكم بقوّة فهو منقطع مما قبله، والكوفيون يضمرون أن المفتوحة المخففة تقديره أن خذوا، فعلى قولهم لا يحسن الوقف على الطور بِقُوَّةٍ جائز تَتَّقُونَ تامّ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ جائز، قوله: مِنْ بَعْدِ ذلِكَ أي من بعد قيام التوراة، أو من بعد الميثاق، أو من بعد الأخذ الْخاسِرِينَ تامّ، ومثله خاسئين لِلْمُتَّقِينَ كاف إن تعلق إذ باذكر مقدّرا فيكون محل إذ نصبا بالفعل المقدّر، وصالح إن عطف على قوله: اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ لتعلق المعطوف بالمعطوف عليه أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً حسن، ومثله هُزُواً بإبدال الهمزة واوا اتباعا لخط المصحف الإمام مِنَ الْجاهِلِينَ كاف ما هِيَ حسن وَلا بِكْرٌ كاف إن رفع عوان خبر مبتدإ محذوف: أي هي عوان فيكون منقطعا من قوله: لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ وليس بوقف إن رفع على أنه صفة لبقرة، لأن الصفة والموصوف كالشيء الواحد، فكأنه قال إنها بقرة عوان، قاله الأخفش. قال أبو بكر بن الأنباري: وهذا غلط، لأنها إذا كانت نعتا لها لوجب تقديمها عليهما فلما لم يحسن أن تقول، إنها بقرة عوان بين ذلك لا فارض ولا بكر لم يجز، لأن ذلك كناية عن الفارض البكر فلا يتقدم المكنى على الظاهر، فلما بطل في المتقدم بطل في المتأخر، انظر السخاوي، وكررت لا لأنها متى وقعت قبل خبر أو نعت ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ فَوْقَكُمُ الطُّورَ صالح. تَتَّقُونَ كاف. وقال أبو عمرو تامّ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ حسن مِنَ الْخاسِرِينَ كاف، وكذا خاسئين لِلْمُتَّقِينَ حسن أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً صالح وكذا- هزؤا- مِنَ الْجاهِلِينَ كاف ما هِيَ كاف وَلا بِكْرٌ كاف إن جعل عوان خبر المبتدإ محذوف: أي هي عوان بين ذلك أي بين الكبيرة والصغيرة بَيْنَ ذلِكَ كاف، وكذا تؤمرون، وما لونها، وفاقع لونها، وتسرّ الناظرين ما هِيَ جائز، وكذا تشابه علينا

أو حال وجب تكريرها تقول زيد لا قائم ولا قاعد، ومررت به لا ضاحكا ولا باكيا، ولا يجوز عدم التكرار إلا في الضرورة خلافا للمبرّد وابن كيسان بَيْنَ ذلِكَ كاف، وكذا ما تؤمرون، ومثله ما لونها، والوقف على صَفْراءُ حسن غير تامّ، لأن فاقع لونها من نعت البقرة، وكذا فاقع لونها، لأنه نعت البقرة ومن وقف على فاقع وقرأ يسرّ بالتحتية صفة للون لا للبقرة لم يقف على لونها لأن الفاقع من صفة الأصفر، لا من صفة الأسود. واختلف الأئمة في صفراء قيل من الصفرة المعروفة ليس فيها سواد ولا بياض حتى قرنها وظلفها أصفران، وقيل صفراء بمعنى سوداء لَوْنُها جائز النَّاظِرِينَ كاف ما هِيَ جائز، ومثله: تشابه علينا لَمُهْتَدُونَ كاف، ومثله لا ذَلُولٌ إن جعل تُثِيرُ خبر مبتدإ محذوف. وقال الفراء: لا يوقف على ذلول، لأن المعنى ليست بذلول فلا تثير الأرض، وقال هذه البقرة وصفها الله بأنها تثير الأرض ولا تسقي الحرث. قال أبو بكر: وهذا القول عندي غير صحيح، لأن التي تثير الأرض لا يعدم منها سقي الحرث، وما روى عن أحد من الأئمة أنهم وصفوها بهذا الوصف ولا ادّعوا لها ما ذكره هذا الرجل، بل المأثور في تفسيرها ليست بذلول فتثير الأرض وتسقي الحرث، وقوله أيضا يفسد بظاهر الآية، لأنها إذا أثارت الأرض كانت ذلولا، وقد نفى الله هذا الوصف عنها، فقول السجستاني لا يؤخذ به ولا يعرّج عليه، والوقف على تثير الأرض كاف، ومثله الحرث إن جعل ما بعدها خبر مبتدإ محذوف لا شِيَةَ فِيها أكفى منهما بِالْحَقِّ جائز، لأن فذبحوها عطف على ما قبله ولا يوقف على كادُوا، لأن خبرها لم يأت يَفْعَلُونَ كاف فَادَّارَأْتُمْ فِيها حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لَمُهْتَدُونَ كاف لا ذَلُولٌ كاف إن جعل تثير الأرض خبر مبتدإ محذوف، وكذا تثير الأرض ولا تسقي الحرث إن جعل ما بعد كل منهما خبر مبتدإ محذوف لا شِيَةَ فِيها أكفى من ذلك جِئْتَ بِالْحَقِّ حسن يَفْعَلُونَ كاف، وكذا: فَادَّارَأْتُمْ

تَكْتُمُونَ كاف بِبَعْضِها جائز، والأولى وصله، لأن في الكلام حذفا: أي اضربوه يحيا، أو فضرب فحيي، ثم وقع التشبيه في الإحياء المقدّر: أي مثل هذا الإحياء للقتيل يحيي الله الموتى، وإن جعل ما بعده مستأنفا، وأن الآيات غير إحياء الموتى وأن المعجزة في الإحياء لا في قول الميت قتلني فلان، فموضع الحجة غير موضع المعجزة، وقول الميت حق لا يحتاج إلى يمين، وعلى هذا يكون كافيا الْمَوْتى حسن على استئناف ما بعده، وتكون الآيات غير إحياء الموتى، وليس بوقف إن جعل ويريكم آياته بإحيائه الموتى فلا يفصل بينهما تَعْقِلُونَ تامّ، وثم لترتيب الأخبار وقَسْوَةً، والْأَنْهارُ، ومِنْهُ الْماءُ، ومِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ كلها حسان. وقال أبو عمرو في الأخير كاف للابتداء بالنفي تَعْمَلُونَ كاف لمن قرأ بالفوقية وتامّ لمن قرأ يعملون بالتحتية، لأنه يصير مستأنفا أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ ليس بوقف، لأن قوله: وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ في موضع الحال: أي أفتطمعون في إيمانهم والحال أنهم كاذبون محرّفون لكلام الله، وعلامة واو الحال أن يصلح موضعها إذ وَهُمْ يَعْلَمُونَ كاف قالُوا آمَنَّا حسن بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ليس بوقف، لأن بعده لام العلة والصيرورة عِنْدَ رَبِّكُمْ كاف تَعْقِلُونَ تام وَما يُعْلِنُونَ كاف أَمانِيَّ حسن: على استئناف ما بعده يَظُنُّونَ أحسن ثَمَناً قَلِيلًا حسن: ومثله أيديهم على استئناف ما بعده يَكْسِبُونَ كاف مَعْدُودَةً حسن عَهْداً وكذا لن يُخْلِفَ اللَّهُ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فِيها، وما كنتم تكتمون، وببعضها، وتعقلون أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً تامّ. وقال أبو عمرو كاف الْأَنْهارُ كاف، وكذا منه الماء مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو كاف وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ تامّ. قال أبو عمرو: إن قرئ يعملون بالياء التحتية، لأنه حينئذ استئناف، ومن قرأه بالفوقية فالوقف على ذلك كاف لاتصال ذلك بالخطاب المتقدّم في قوله: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ حسن قالُوا آمَنَّا مفهوم عِنْدَ رَبِّكُمْ صالح أَفَلا تَعْقِلُونَ تام وَما يُعْلِنُونَ كاف إِلَّا يَظُنُّونَ صالح وكذا

عَهْدَهُ ليس بوقف لأن ما قبل أم المتصلة وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر، وهما بمنزلة حرف واحد ما لا تَعْلَمُونَ كاف: ثم تبتدئ بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً قال شيخ الإسلام: بلى هنا، وفي: بلى من أسلم الوقف على بلى خطأ، لأن بلى وما بعدها جواب للنفي السابق قبلهما، وهو لن في قوله؛ لن تمسنا، وفي الثاني لن يدخل الجنة، وقال أبو عمرو: بوقف على بلى في جميع القرآن ما لم يتصل بها شرط أو قسم، والتحقيق التفصيل والرجوع إلى معناها، وهي حرف يصير الكلام المنفي مثبتا بعد أن كان منفيا عكس نعم، فإنها تقرّر الكلام الذي قبلها مطلقا سواء كان نفيا أو إثباتا على مقتضى اللغة فبلى هنا ردّ لكلام الكفار لن تمسنا النار إلا أياما معدودة، فردّ عليهم بلى تمسكم النار، بدليل قوله: هم فيها خالدون، لأن النفي إذا قصد إثباته أجيب ببلى، وإذا قصد نفيه أجيب بنعم، تقول ما قام زيد فتقول بلى أي قد قام، فلو قلت نعم فقد نفيت عنه القيام، وبذلك فرّق النووي بينهما بقوله ما استفهم عنه بالإثبات كان جوابه نعم، وما استفهم عنه بالنفي كان جوابه بلى، ونقل عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى لو قالوا نعم لكفروا يريد أن النفي إذا أجيب بنعم كان تصديقا فكأنهم أقرّوا بأنه ليس ربهم كذا نقل عنه، وفيه نظر إن صح عنه، وذلك أن النفي صار إثباتا، فكيف يكفرون بتصديق التقرير وهو حمل المخاطب على الإقرار وصارت نعم واقعة بعد الإثبات فتفيد الإثبات بحسب اللغة، وهذا إذا كان النفي إنكاريا. أما لو كان تقريريا فلا يكون في معنى النفي إجماعا، ولا يجوز مراعاة المعنى إلا في الشعر كقوله: [الوافر] ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ثمنا قليلا. وقال أبو عمرو كاف فيهما مِمَّا يَكْسِبُونَ تامّ. قال أبو عمرو كاف مَعْدُودَةً صالح ما لا تَعْلَمُونَ حسن بَلى ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق به، لأنه من تتمة الجواب، ومنه قوله تعالى فيما يأتي بلى من أسلم وجهه فالوقف على

أليس الليل يجمع أمّ عمرو ... وإيّانا فذاك بنا تداني نعم وترى الهلال كما أراه ... ويعلوها المشيب كما علاني فأجاب النفي المقرون بالاستفهام بنعم وهو قليل جدا مراعاة للمعنى لأنه إيجاب كأنه قال الليل يجمعنا. قيل هو ضرورة، وقيل نظر إلى المعنى. وقيل نعم ليست جوابا لأ ليس بل جوابا لقوله: فذاك بنا تداني، والفقهاء سوّوا بينهما فيما لو قال شخص لآخر أليس لي عندك عشرة. فقال الآخر نعم أو بلى لزمه الإقرار بذلك على قول عند النحاة أن نعم كبلى، لكن اللزوم في بلى ظاهر، وأما نعم فإنما لزم بها الإقرار على عرف الناس لا على مقتضى اللغة، لأنها تقرّر الكلام الذي قبلها مطلقا نفيا أو إثباتا، وعليه قول ابن عباس فالوقف تابع لمعناها والتفصيل أبين، فلا يفصل بين بلى وما بعدها من الشرط كما هنا أو اتصل بها قسم نحو قالُوا بَلى وَرَبِّنا* فلا يفصل بينها وبين الشيء الذي توجبه، لأن الفصل ينقض معنى الإيجاب كما جزم بذلك العلامة السخاوي وأبو العلاء الهمداني وأبو محمد الحسن بن عليّ العماني: بفتح العين المهملة وتشديد الميم نسبة إلى عمان مدينة البلقاء بالشأم دون دمشق، لا العماني بالضم والتخفيف نسبة إلى عمان قرية تحت البصرة وبها جبل جمع الله الذوات عليه، وخاطبهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أنك ربنا لا ربّ لنا غيرك، ولا إله لنا سواك، كذا يستفاد من السمين وغيره ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بلى في الآيتين خطأ، ففيه ردّ على أبي عمرو حيث قال: الوقف على بلى كاف في جميع القرآن، لأنه ردّ للنفي المتقدّم. نعم إن اتصل به قسم كقوله تعالى: قالُوا بَلى وَرَبِّنا*، وقُلْ بَلى وَرَبِّي* لم يوقف عليه دونه، وما قاله أبو عمرو أوجه أَصْحابُ النَّارِ مفهوم، وكذا أصحاب الجنة، وهو ظاهر إن جعلت الجملة بعد كل منهما مستأنفة، لا إن أعربت حالا كما حكى عن ابن كيسان، أو خبرا ثانيا خالِدُونَ* في الموضعين تامّ إِلَّا اللَّهَ تامّ. وقال أبو عمرو كاف وَالْمَساكِينِ مفهوم حُسْناً صالح وَأَقِيمُوا

أَصْحابُ النَّارِ جائز خالِدُونَ تامّ أَصْحابُ الْجَنَّةِ جائز هُمْ فِيها فيه وجهان، وذلك أن أولئك في الموضعين مبتدأ وأصحاب بعدهما خبر، وهم فيها خبر ثان فهما خبران. وهذا يتوجه عليه سؤال. وذلك أنهم قالوا الجملة إذا اتصلت بجملة أخرى فلا بدّ من واو العطف لتعلق إحداهما بالأخرى، فالجواب أن قوله أصحاب النار خبر وهم فيها خبر فهما خبران عن شيء واحد، فاستغنى عن إدخال حرف العطف بينهما نحو الرمان حلو حامض، ففي قوله هم فيها وجهان الوقف على أنها جملة مستأنفة من مبتدإ وخبر بعد كل منهما، وليس وقفا إن أعربت حالا خالِدُونَ تامّ إِلَّا اللَّهَ حسن وإِحْساناً مصدر في معنى الأمر، أي وأحسنوا أو استوصوا بالوالدين إحسانا، وكذا يقال في وقولوا للناس حسنا وَالْمَساكِينِ جائز، ووصله أولى لأن ما بعده معطوف على ما قبله حُسْناً صالح، ومثله الصلاة، وكذا الزكاة مُعْرِضُونَ كاف: ومثله تَشْهَدُونَ على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال بمعنى متظاهرين وَالْعُدْوانِ حسن. ومثله إخراجهم، وكذا ببعض، وكذا الحياة الدنيا، وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف الْعَذابِ كاف تَعْمَلُونَ تام سواء قرئ بالفوقية أو بالتحتية وتمامه على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل ما بعده صفة لما قبله بِالْآخِرَةِ جائز على أن الفعل بعده مستأنف، وعلى أن الفاء للسبب والجزاء يجب الوصل يُنْصَرُونَ أتمّ مما قبله بِالرُّسُلِ حسن الْبَيِّناتِ صالح الْقُدُسِ كاف اسْتَكْبَرْتُمْ صالح، وقوله ففريقا منصوب بالفعل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الصَّلاةَ جائز، وكذا وآتوا الزكاة مُعْرِضُونَ كاف، وكذا تشهدون وَالْعُدْوانِ صالح إِخْراجُهُمْ حسن، وكذا ببعض، والحياة الدنيا، وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف أَشَدِّ الْعَذابِ كاف تَعْمَلُونَ تامّ سواء قرئ بالتاء الفوقية أو بالتحتية. وقال أبو عمرو كاف. ثم قال وقال أبو حاتم: تامّ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ أتمّ منه بِالرُّسُلِ كاف

بعده: أي كذبتم وقتلتم فريقا تَقْتُلُونَ كاف غُلْفٌ صالح، لأن بل إعراض عن الأول وتحقيق للثاني بِكُفْرِهِمْ ليس بوقف إن نصب قليلا حالا من فاعل يؤمنون: أي فجمعا قليلا يؤمنون: أي المؤمن منهم قليل، وجائز إن نصب بمصدر محذوف: أي فإيمانا قليلا، أو نصب صفة لزمان محذوف: أي فزمانا قليلا يؤمنون ما يُؤْمِنُونَ كاف مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ ليس بوقف لأن الواو بعده للحال، ومثله في عدم الوقف كفروا، لأن جواب لما الأولى دلّ عليه جواب الثانية كَفَرُوا بِهِ حسن. وقيل كاف على استئناف ما بعده الْكافِرِينَ تام بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ تام: إن جعل محل أن رفعا خبر مبتدإ محذوف: أي هو أن يكفروا، أو جعل مبتدأ محذوف الخبر، وليس بوقف إن جعلت أن مبتدأ وما قبلها خبرا، أو جعلت بدلا من الضمير في به إن جعلت ما تامّة مِنْ عِبادِهِ حسن عَلى غَضَبٍ أحسن مُهِينٌ تام عَلَيْنا جائز: لأن ما بعده جملة مستأنفة الأخبار، وكذا بما وراءه لفصله بين الحكاية وبين كلام الله. قال السدي: بما وراءه أي القرآن لِما مَعَهُمْ حسن مِنْ قَبْلُ ليس بوقف لأن ما بعده شرط جوابه محذوف: أي إن كنتم آمنتم بما أنزل عليكم فلم قتلتم أنبياء الله، فهي جملة سيقت توكيدا لما قبلها، وقيل إن نافية بمعنى ما: أي ما كنتم مؤمنين لمنافاة ما صدر منكم الإيمان مُؤْمِنِينَ تام. اتفق علماء الرسم على وصل بئسما، والقاعدة في ذلك أن كل ما في أوّله اللام فهو مقطوع كما يأتي التنبيه عليه في محله ظالِمُونَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْبَيِّناتِ مفهوم الْقُدُسِ حسن. وقال أبو عمرو كاف اسْتَكْبَرْتُمْ صالح تَقْتُلُونَ كاف قُلُوبُنا غُلْفٌ صالح ما يُؤْمِنُونَ تام مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ ليس بوقف كَفَرُوا بِهِ حسن عَلَى الْكافِرِينَ تامّ. وقال أبو عمرو كاف مِنْ عِبادِهِ صالح عَلى غَضَبٍ كاف مُهِينٌ تام لِما مَعَهُمْ كاف مُؤْمِنِينَ تامّ ظالِمُونَ كاف فَوْقَكُمُ الطُّورَ حسن وَاسْمَعُوا حسن وَعَصَيْنا صالح بِكُفْرِهِمْ حسن مُؤْمِنِينَ تام صادِقِينَ تام أَيْدِيهِمْ كاف بِالظَّالِمِينَ

كاف: وثم لترتيب الأخبار الطُّورَ جائز، لأن ما بعده على إضمار القول: أي قلنا خذوا وَاسْمَعُوا حسن وَعَصَيْنا صالح بِكُفْرِهِمْ حسن مُؤْمِنِينَ تامّ: ومثله صادِقِينَ أيديهم كاف بِالظَّالِمِينَ تام. وقال أبو عمرو كاف عَلى حَياةٍ تام عند نافع لأن قوله: يودّ أحدهم عنده جملة في موضع الحال من قوله: ومن الذين أشركوا، ويجوز أن يكون ومن الذين أشركوا في موضع رفع خبرا مقدّما تقديره ومن الذين أشركوا قوم يودّ أحدهم لو يعمر ألف سنة، فعلى هذا يكون الوقف على حياة تاما، والأكثر على أن الوقف على أشركوا وهم المجوس، كان الرجل منهم إذا عطس قيل له زي هز رسال: أي عش ألف سنة، فاليهود أحرص على الحياة من المجوس الذين يقولون ذلك، وذلك أن المجوس كانت تحية ملوكهم هذا عند عطاسهم ومصافحتهم أَلْفَ سَنَةٍ حسن: وقيل كاف، لأن ما بعده يصلح أن يكون مستأنفا وحالا أَنْ يُعَمَّرَ أحسن: منه يَعْمَلُونَ تامّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ حسن: إن رفعت هدى لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ وَمِيكالَ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت لِلْكافِرِينَ تامّ بَيِّناتٍ كاف الْفاسِقُونَ تامّ، للاستفهام بعده عَهْداً ليس بوقف، لأن نبذه جواب لما قبله فَرِيقٌ مِنْهُمْ جائز لا يُؤْمِنُونَ تام: وقال أبو عمرو: كاف مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ ليس بوقف لأن جواب لما منتظر أُوتُوا الْكِتابَ جائز: إن جعل مفعول أوتوا الواو، والثاني الكتاب، وليس بوقف إن جعل الكتاب مفعولا أوّل، وكتاب الله مفعول نبذ كما أعربه السهيلي ووراء منصوب على الظرفية كذا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تام. وقال أبو عمرو كاف، وقيل تام: وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا تام. وقال أبو عمرو: كاف، كلاهما بناء على جعله معطوفا على ما قبله: أي وأحرص من الذين أشركوا وإن جعل متعلقا بما بعده فالوقف على حياة، وهو تامّ أَلْفَ سَنَةٍ كاف: وكذا أن يعمر بِما يَعْمَلُونَ تامّ: وكذا للمؤمنين، وعدوّ للكافرين، وقال أبو عمرو في الأخيرين: كاف

في السمين وَراءَ ظُهُورِهِمْ ليس بوقف، لأن كأنهم لا يعلمون جملة حالية وصاحبها فريق، والعامل فيها نبذ والتقدير مشبهين للجهال لا يَعْلَمُونَ كاف: ومثله عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ والوقف على وما كفر سليمان. قال نافع وجماعة، تامّ: وقال أبو عمرو: ليس بتامّ ولا كاف بل حسن، وعلى كل قول فيه البداءة بلكن، وهي كلمة استدراك يستدرك بها الإثبات بعد النفي، أو النفي بعد الإثبات وواقعة بين كلامين متغايرين، فما بعدها متعلق بما قبلها استدراكا وعطفا وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع نصب على الحال أو خبر لكن السِّحْرَ كاف إن جعلت ما نافية، ثم يبتدئ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ أي لم ينزل عليهما سحر ولا باطل، وإنما أنزل عليهما الأحكام وأمرا بنصرة الحق وإبطال الباطل، وليس بوقف إن جعلت ما بمعنى الذي: أي ولكنّ الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر، والذي أنزل على الملكين بفتح اللام ومن قرأ بفتحها وقف على الملكين ويبتدئ ببابل هاروت وماروت، والذي قرأ بكسر اللام أراد بهما داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام، قوله: هاروت وماروت هما في موضع خفض عطف بيان في الأول والثاني عطف عليه، أو بدلان من الملكين، وبابل قال ابن مسعود: هي في سواد الكوفة، وهما لا ينصرفان للعلمية والعجمة أو العلمية والتأنيث. والوقف على هاروت وماروت تام سواء جعلت ما نافية أو بمعنى الذي، وبابل لا ينصرف أيضا وهو في موضع خفض للعلمية والتأنيث لأنه اسم بقعة، وقرأ الزهري والضحاك هاروت وماروت برفعهما خبر مبتدإ محذوف، فعلى هذه القراءة يوقف على بابل، أو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بَيِّناتٍ كاف الْفاسِقُونَ تامّ، وقال أبو عمرو: كاف نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ جائز لا يُؤْمِنُونَ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف لا يَعْلَمُونَ كاف، وكذا ملك سليمان وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ تامّ. قاله نافع وجماعة. وقال أبو عمرو: ليس بتامّ ولا كاف، بل

مرفوعان بالابتداء وببابل الخبر: أي هاروت وماروت ببابل، فعلى هذه القراءة بهذا التقدير يكون الوقف على الملكين، وهذا الوقف أبعد من الأول لبعد وجهه عند أهل التفسير ونصبهما بإضمار أعني فيكون الوقف على بابل كافيا ونصبهما بدلا من الشياطين على قراءة نصب النون، وعلى هذه القراءة لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف. قوله وما كفر سليمان- ردّ على الشياطين، لأنهم زعموا أن سليمان استولى على الملك بالسحر الذي ادّعوه عليه فعلى هذا يكون قوله: وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ ردّا على اليهود، والسبب الذي من أجله أضافت اليهود السحر إلى سليمان بزعمهم فأنزل الله براءته، وما ذاك إلا أن سليمان كان جمع كتب السحر تحت كرسيه لئلا يعمل به، فلما مات ووجدت الكتب قالت الشياطين بهذا كان ملكه، وشاع في اليهود أن سليمان كان ساحرا، فلما بعث الله محمدا صلّى الله عليه وسلّم بالرسالة خاصموه بتلك الكتب وادّعوا أنه كان ساحرا، فأنزل الله وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ الآية، فأنزل الله براءته حَتَّى يَقُولا ليس بوقف لفصله بين القول والمقول، وحتى هنا حرف جرّ، وتكون حرف عطف، وتكون حرف ابتداء تقع بعدها الجمل كقوله: [الطويل] فما زالت القتلى تمجّ دماءها ... بدجلة حتّى ماء دجلة أشكل والغاية معنى لا يفارقها في هذه الأحوال الثلاثة: إما في القوّة أو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ هو حسن وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا صالح يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ كاف إن جعلت ما جحدا، وإن جعلت بمعنى الذي لم يوقف على ذلك هارُوتَ وَمارُوتَ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف فَلا تَكْفُرْ كاف إن جعل ما بعده معطوفا على ما تقدّم، وحسن إن جعل ما بعده مستأنفا: أي فهم يتعلمون بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ حسن إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كاف وَلا يَنْفَعُهُمْ حسن مِنْ خَلاقٍ صالح. وقال أبو عمرو فيهما: كاف لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ اثنان أوّلهما صالح وثانيهما تامّ. وقال أبو عمرو في الأول كاف، وفي

الضعف أو غيرها فَلا تَكْفُرْ كاف إن جعل ما بعده معطوفا على يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وعلى المعنى: أي فلا تكفر فيأتون فيتعلمون، وقيل عطف على محل وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا لأن موضعه رفع، أو على خبر مبتدإ محذوف: أي فهم يتعلمون وَزَوْجِهِ، وبِإِذْنِ اللَّهِ، وَلا يَنْفَعُهُمْ كلها حسان لَمَنِ اشْتَراهُ ليس بوقف، لأن قوله: ما لَهُ جواب القسم، فإن اللام في لَمَنِ اشْتَراهُ موطئة للقسم، ومن شرطية في محل رفع بالابتداء وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ جواب القسم مِنْ خَلاقٍ حسن، وكذا يُعَلِّمُونَ الأول وَاتَّقَوْا ليس بوقف، لأن جواب لو بعد ويَعْلَمُونَ الثاني تامّ، لأنه آخر القصة راعِنا ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله، وجائز لمن قرأ راعِنا بالتنوين، وتفسيرها لا تقولوا حقّا مأخوذ من الرعونة، والوقف عليها في هذه القراءة سائغ وَاسْمَعُوا حسن أَلِيمٌ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ كاف مَنْ يَشاءُ أكفى الْعَظِيمِ تامّ أَوْ نُنْسِها ليس بوقف لأن قوله: نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها جواب الشرط كأنه قال: أيّ آية ننسخها أو ننسأها نأت بخير منها أَوْ مِثْلِها حسن. وقال أبو حاتم السجستاني تامّ، وغلطه ابن الأنباري وقال لأن قوله: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تثبيت وتسديد لقدرة الله تعالى على المجيء بما هو خير من الآية المنسوخة وبما هو أسهل فرائض منها قَدِيرٌ تامّ للاستفهام بعده وَالْأَرْضِ كاف للابتداء بعده بالنفي وَلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الثاني تامّ، لأنه آخر القصة وَاسْمَعُوا كاف عَذابٌ أَلِيمٌ تام، وأبو عمرو عكس ذلك مِنْ رَبِّكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مَنْ يَشاءُ كاف الْعَظِيمِ تامّ أَوْ مِثْلِها حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وقيل تامّ قَدِيرٌ تامّ وَالْأَرْضِ مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف وَلا نَصِيرٍ صالح مِنْ قَبْلُ تامّ سَواءَ السَّبِيلِ تامّ. وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف كُفَّاراً كاف، وقيل تام، نقل الأصل الأول عن أبي حاتم. ثم قال: وليس عندي بكاف ولا جيد إن نصب حسدا بالعامل قبله، وإنما يكون

نَصِيرٍ تامّ للابتداء بالاستفهام بعده مِنْ قَبْلُ تامّ للابتداء بالشرط السَّبِيلِ تامّ كُفَّاراً كاف إن نصب حسدا بمضمر غير الظاهر، لأن حسدا مصدر فعل محذوف: أي يحسدونكم حسدا، وهو مفعول له: أي يردّونكم من بعد إيمانكم كفارا لأجل الحسد، وليس بوقف إن نصب حسدا بالعامل قبله سواء نصب حسدا على أنه مصدر أو أنه مفعول له، إذ لا يفصل بين العامل والمعمول بالوقف الْحَقُّ حسن بِأَمْرِهِ أحسن منه قَدِيرٌ تامّ الزَّكاةَ حسن عِنْدَ اللَّهِ أحسن منه بَصِيرٌ تامّ أَوْ نَصارى حسن أَمانِيُّهُمْ أحسن منه صادِقِينَ تامّ بَلى ليس بوقف، لأن بلى وما بعدها جواب للنفي السابق. والمعنى أن اليهود قالوا: لن يدخل الجنة أحد إلا من كان يهوديا، والنصارى قالوا: لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا، فقيل لهم بلى يدخلها من أسلم وجهه، فقوله بلى ردّ للنفي في قولهم لن يدخل الجنة أحد، وتقدم ما يغني عن إعادته عِنْدَ رَبِّهِ جائز، وقرئ شاذا وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ بحذف المضاف إليه وإبقاء المضاف على حاله بلا تنوين: أي ولا خوف شيء عليهم يَحْزَنُونَ تامّ عَلى شَيْءٍ في الموضعين جائز، والأول أجود لأن الواو في قوله: وهم يتلون الكتاب للحال يَتْلُونَ الْكِتابَ حسن على أن الكاف في كذلك متعلقة بقول أهل الكتاب: أي قال الذين لا يعلمون، وهم مشركو العرب مثل قول اليهود والنصارى، فهم في الجهل سواء، ومن وقف على كذلك ذهب إلى أن الكاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كافيا إن نصب بمضمر سواء فيهما نصب بأنه مصدر أو مفعول له وتقدير المضمر يحسدونكم أو يردّونكم ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ كاف وكذا بأمره قَدِيرٌ تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف عِنْدَ اللَّهِ كاف بَصِيرٌ تامّ أَوْ نَصارى كاف تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ حسن. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ صادِقِينَ كاف وقيل حسن بَلى تقدّم عِنْدَ رَبِّهِ جائز، وكذا لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ تامّ عَلى شَيْءٍ في الموضعين مفهوم يَتْلُونَ الْكِتابَ كاف كَذلِكَ ليس بوقف

راجعة إلى تلاوة اليهود وجعل وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ راجعا إلى النصارى: أي والنصارى يتلون الكتاب كتلاوة اليهود، وأن أحد الفريقين يتلو الكتاب كما يتلو الفريق الآخر، فكلا الفريقين أهل كتاب، وكل فريق أنكر ما عليه الآخر، وهما أنكرا دين الإسلام كإنكار اليهود النصرانية وإنكار النصارى اليهودية من غير برهان ولا حجة، وسبيلهم سبيل من لا يعرف الكتاب من مشركي العرب، فكما لا حجة لأهل الكتاب لإنكارهم دين الإسلام لا حجة لمن ليس له كتاب وهم مشركو العرب فاستووا في الجهل مِثْلَ قَوْلِهِمْ حسن، لأن فالله مبتدأ مع فاء التعقيب، قاله السجاوندي يَخْتَلِفُونَ تامّ فِي خَرابِها حسن خائِفِينَ كاف، لأن ما بعده مبتدأ وخبر، ولو وصل لصارت الجملة صلة لهم لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ جائز عَظِيمٌ تامّ وَالْمَغْرِبُ حسن تُوَلُّوا ليس بوقف، لأن ما بعده جواب الشرط، لأن أين اسم شرط جازم وما زائدة وتولوا مجزوم بها، وزيادة ما ليست لازمة لها بدليل قوله: أين تصرف بنا العداة تجدنا ... وهي ظرف مكان والناصب لها ما بعدها وَجْهُ اللَّهِ كاف عَلِيمٌ تامّ على قراءة ابن عامر قالوا: بلا واو أو بها وجعلت استئنافا، وإلا فالوقف على ذلك حسن، لأنه من عطف الجمل سُبْحانَهُ صالح: أي تنزيها له عما نسبه إليه المشركون فلذلك صلح الوقف على سبحانه وَالْأَرْضِ كاف لأن ما بعده مبتدأ وخبر قانِتُونَ تام وَالْأَرْضِ جائز لأن إذا، إذا أجيب بالفاء كانت شرطية كُنْ جائز إن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ومن وقف عليه جعله راجعا إلى تلاوة اليهود وجعل وهم يتلون الكتاب راجعا إلى النصارى أي والنصارى يتلون الكتاب كتلاوة اليهود مِثْلَ قَوْلِهِمْ صالح يَخْتَلِفُونَ تامّ فِي خَرابِها صالح. وقال أبو عمرو كاف خائِفِينَ كاف عَذابٌ عَظِيمٌ تامّ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ كاف واسِعٌ عَلِيمٌ تامّ إن قرئ قالوا بلا واو أو بالواو وجعلت استئنافا وإلا فالوقف على ذلك كاف، وأطلق أبو عمرو أن الوقف عليه كاف سُبْحانَهُ مفهوم وَالْأَرْضِ كاف قانِتُونَ تام السَّماواتِ وَالْأَرْضِ

رفع فيكون خبر مبتدإ محذوف تقديره، فهو وليس بوقف لمن نصب يكون على جواب الأمر أو عطفا على يقول فعلى هذين الوجهين لا يوقف على كُنْ لتعلق ما بعده به من حيث كونه جوابا له فَيَكُونُ تامّ على القراءتين أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ حسن، ومثله: مثل قولهم تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ كاف يُوقِنُونَ تامّ وَنَذِيراً حسن على قراءة ولا تسأل بفتح التاء والجزم، وهي قراءة نافع، وهي تحتمل وجهين. أحدهما: أن يكون أمره الله بترك السؤال، والثاني أن يكون المعنى على تفخيم ما أعدّ لهم من العقاب. أو هو من باب تأكيد النهى نحو لا تأكل السمك ولا تشرب اللبن، ومن قرأ بضم التاء والرفع استئنافا له وجهان أيضا: أحدهما أن يكون حالا من قوله إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ فيكون منصوب المحل معطوفا على بشيرا ونذيرا: أي إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا: وغير مسئول عن أصحاب الجحيم، فعلى هذه القراءة لا يوقف على ونذيرا إلا على تسامح. الثاني أن تكون الواو للاستئناف، ويكون منقطعا عن الأول على معنى ولن تسأل أو ولست تسأل أو ولست تؤاخذ فهو على هذا منقطع عما قبله فيكون الوقف على ونذيرا كافيا الْجَحِيمِ تامّ مِلَّتَهُمْ حسن: ومثله الهدى مِنَ الْعِلْمِ ليس بوقف، لأن نفى الولاية والنصرة متعلق بشرط اتباع أهوائهم فكان في الإطلاق خطر، فلذلك جاء الجواب ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ لأن اللام في وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ مؤذنة بقسم مقدّر قبلها، فلا يفصل بين الشرط وجوابه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح كُنْ جائز، وقال أبو عمرو كاف، هذا إن رفع فيكون خبر مبتدإ محذوف وإلا لم يوقف عليه فَيَكُونُ تامّ على القراءتين، ومثل ذلك يأتي في أمثاله الواقعة في القرآن أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كاف: وكذا مثل قولهم، وتشابهت قلوبهم يُوقِنُونَ تامّ وَنَذِيراً حسن: إن قرئ وَلا تُسْئَلُ بفتح التاء، والجزم أو بضمها والرفع استئنافا، فإن رفع حالا فالوقف على ذلك جائز أَصْحابِ الْجَحِيمِ كاف مِلَّتَهُمْ حسن هُوَ الْهُدى صالح وَلا نَصِيرٍ تامّ يُؤْمِنُونَ بِهِ حسن. وقال أبو عمرو كاف،

بالوقف وكذا يقال فيما يأتي وَلا نَصِيرٍ تامّ يُؤْمِنُونَ بِهِ حسن: وقيل تامّ، الذين مبتدأ، وفي خبره قولان: أحدهما أنه يتلونه وتكون جملة أولئك مستأنفة، والثاني أن الخبر هو أولئك يؤمنون به ويكون يتلونه في محل نصب حالا من المفعول في آتيناهم، وعلى كلا القولين هي حال مقدرة، لأن وقت الإيتاء لم يكونوا تالين، ولا كان الكتاب متلوا. وقال أبو البقاء: ولا يجوز أن يكون يتلونه خبرا لئلا يلزم أن كل مؤمن يتلو الكتاب حق تلاوته بأيّ تفسير فسرت التلاوة، وكذا جعله حالا، لأنه ليس كل مؤمن على حالة التلاوة بأي تفسير فسرت التلاوة وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ ليس بوقف لأن جواب الشرط لم يأت فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف الْخاسِرُونَ تام الْعالَمِينَ كاف عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً جائز يُنْصَرُونَ تامّ، قرأ ابن عامر إبراهام بألف بعد الهاء في جميع ما في هذه السورة ومواضع أخر، وجملة ذلك ثلاثة وثلاثون موضعا، وما بقي بالياء فَأَتَمَّهُنَّ وإِماماً، وذُرِّيَّتِي كلها حسان الظَّالِمِينَ كاف وَأَمْناً حسن: على قراءة واتخذوا بكسر الخاء أمرا لأنه يصير مستأنفا، ومن قرأ بفتح الخاء ونسق التلاوة على جعلنا فلا يوقف على وأمنا لأن واتخذوا عطف على وَإِذْ جَعَلْنَا كأنه قال: واذكروا إذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا، وإذ اتخذوا مُصَلًّى حسن: على القراءتين السُّجُودِ تامّ مِنَ الثَّمَراتِ ليس وقفا، لأن من آمن بدل بعض من كل من أهله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ حسن. وقيل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وذلك يجعل أولئك يؤمنون به خبر الذين آتيناهم الكتاب ومن أجاز الوقف على حق تلاوته جعل يتلونه حق تلاوته خبر الذين آتيناهم الكتاب الْخاسِرُونَ تامّ عَلَى الْعالَمِينَ كاف عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً حسن وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ كاف: وقال أبو عمرو تامّ فَأَتَمَّهُنَّ صالح وكذا إماما، ومن ذرّيتي الظَّالِمِينَ كاف: وقال أبو عمرو تامّ وَأَمْناً حسن على قراءة واتخذوا بكسر الخاء على الأمر، وجائز على قراءته بفتحها على الخبر مُصَلًّى حسن على القراءتين، وقال أبو عمرو كاف وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ

تامّ لأن ما بعده من قول الله لما روى عن مجاهد في هذه الآية. قال استرزق إبراهيم لمن آمن بالله واليوم الآخر قال تعالى ومن كفر فأرزقه عَذابِ النَّارِ جائز الْمَصِيرُ تامّ وَإِسْماعِيلُ كاف، إن جعل ربنا مقولا له ولإبراهيم: أي يقولان ربنا، ومن قال إنه مقول إسماعيل وحده وقف على البيت ويكون قوله وإسماعيل مبتدأ وما بعده الخبر، وقد أنكر أهل التأويل هذا الوجه ولم يذكر أحد منهم فساده. والذي يظهر والله أعلم أنه من جهة أن جمهور أهل العلم أجمعوا على أن إبراهيم وإسماعيل كلاهما رفعا القواعد من البيت، فمن قال إنه من مقول إسماعيل وحده، وإن إسماعيل كان هو الداعي وإبراهيم هو الباني وجعل الواو للاستئناف قد أخرجه من مشاركته في رفع القواعد، والصحيح أن الضمير لإبراهيم وإسماعيل تَقَبَّلْ مِنَّا حسن الْعَلِيمُ تامّ مُسْلِمَةً لَكَ حسن مَناسِكَنا صالح: ومثله علينا الرَّحِيمُ تامّ مِنْهُمْ ليس بوقف لأن يتلو صفة للرسول كأنه قال رسولا منهم تاليا وَيُزَكِّيهِمْ حسن الْحَكِيمُ تامّ نَفْسَهُ كاف لفصله بين الاستفهام والإخبار فِي الدُّنْيا حسن: وليس منصوصا عليه الصَّالِحِينَ أحسن منه. وقيل كاف على أن العامل في إذ قال أسلمت: أي حين أمره بالإسلام. قال أسلمت أو يجعل ما بعده بمعنى اذكر إذ قال له ربه أسلم. وليس بوقف إن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف: وقال أبو عمرو تامّ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تام إِلى عَذابِ النَّارِ جائز وَبِئْسَ الْمَصِيرُ كاف وَإِسْماعِيلُ كاف، إن جعل ربنا مقولا له ولإبراهيم: أي يقولان ربنا، ومن قال إنه مقول له وحده وقف على البيت تَقَبَّلْ مِنَّا مفهوم: وقال أبو عمرو كاف السَّمِيعُ الْعَلِيمُ تامّ، وقال أبو عمرو أكفى مما قبله، وقال ابن الأنباري مُسْلِمَيْنِ لَكَ حسن أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ كاف مَناسِكَنا صالح وَتُبْ عَلَيْنا مفهوم، وقال أبو عمرو كاف الرَّحِيمُ تامّ وَيُزَكِّيهِمْ صالح، وقال أبو عمرو كاف الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ تامّ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ كاف: وكذا في الدنيا لَمِنَ الصَّالِحِينَ مفهوم أَسْلِمْ كاف الْعالَمِينَ تامّ بَنِيهِ جائز وَيَعْقُوبُ

جعل منصوب المحل من قوله قبله: ولقد اصطفيناه في الدنيا كأنه قال ولقد اصطفيناه حين قال له ربه أسلم، فإذ منصوب المحل لأنه ظرف زمان، واختلفوا في قوله: إذ قال له ربه أسلم متى قيل له ذلك أبعد النبوّة أم قبلها؟ والصحيح أنه كان قبلها حين أفلت الشمس. فقال إني بريء مما تشركون وكان القول له إلهاما من الله تعالى فأسلم لما وضحت له الآيات وأتته النبوة وهو مسلم. وقال قوم معنى قوله: إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ أي استقم على الإسلام وثبت نفسك عليه وكان القول له بوحي وكان ذلك بعد النبوّة والله أعلم بالصواب. قاله النكزاوي أَسْلِمْ كاف الْعالَمِينَ تامّ بَنِيهِ حسن: إن رفع ويعقوب على الابتداء: أي ويعقوب وصى بنيه فالقول والوصية منه وليس بوقف إن عطف على إبراهيم: أي ووصى يعقوب بنيه، لأن فيه فصلا بين المعطوف والمعطوف عليه، وكذا لا يوقف على بنيه على قراءة يعقوب بالنصب عطفا على بنيه: أي ووصى إبراهيم يعقوب ابن ابنه إسحاق بجعل الوصية من إبراهيم والقول من يعقوب وَيَعْقُوبُ أحسن منه للابتداء بعده بياء النداء يا بَنِيَّ ليس بوقف لآن في الكلام إضمار القول عند البصريين وعند الكوفيين لإجراء الوصية مجرى القول وأن الله هو القول المحكى، فلذا لم يجز الوقف على ما قبله لفصله بين القول والمقول مُسْلِمُونَ تامّ، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام الإنكاري: أي لم تشهدوا وقت حضور أجل يعقوب فكيف تنسبون إليه ما لا يليق به. وقيل لا تموتن إلا وأنتم مسلمون: أي محسنون الظن بالله تعالى الْمَوْتُ ليس بوقف لأنّ إذ بدل من إذ الأولى ومن قطعها ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أجوز منه وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ كاف، وكذا مِنْ بَعْدِي وإله آبائك: صالح، إن نصب ما بعده بفعل أي يعنون إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وليس بوقف إن جر ذلك بالبدلية من آبائك، وهو ما عليه الأكثر إِلهاً واحِداً كاف: إن جعلت الجملة بعده مستأنفة وليس بوقف إن جعلت حالا مُسْلِمُونَ حسن: على الوجهين قَدْ

عنها وقف على الموت إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ليس بوقف أيضا لفصله بين القول والمقول مِنْ بَعْدِي حسن، ومثله آبائِكَ إن نصب ما بعده بفعل مقدّر وليس بوقف إن جرّت الثلاثة بدل تفصيل من آبائك وَإِسْحاقَ ليس بوقف، لأن إلها منصوب على الحال ومعناه نعبد إلها في حال وحدانيته فلا يفصل بين المنصوب وناصبه، وكذا لا يوقف على إسحاق إن نصب إلها على أنه بدل من إلهك بدل نكرة موصوفة من معرفة كقوله: بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ، والبصريون لا يشترطون الوصف مستدلين بقوله: [الوافر] فلا وأبيك خير منك إنّي ... ليؤذيني التّحمحم والصّهيل فخير بدل من أبيك وهو نكرة غير موصوفة واحِداً حسن: وقيل كاف إن جعلت الجملة بعده مستأنفة وليس بوقف إن جعلت حالا أي نعبده في حال الإسلام مُسْلِمُونَ تامّ قَدْ خَلَتْ حسن هنا وفيما يأتي لاستئناف ما بعده، ومثله كَسَبَتْ هنا وفيما يأتي. وكذا كَسَبْتُمْ هنا وفيما يأتي على استئناف ما بعده، وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف يَعْمَلُونَ تامّ أَوْ نَصارى ليس بوقف لأن تهتدوا مجزوم على جواب الأمر، والأصل فيه تهتدون، فحذفت النون للجازم عطفا على جواب الأمر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خَلَتْ هنا وفيما يأتي صالح لَها ما كَسَبَتْ هنا وفيما يأتي: مفهوم وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ هنا وفيما يأتي صالح. وقال أبو عمرو في الثلاثة كاف يَعْمَلُونَ تامّ تَهْتَدُوا حسن. وقال أبو عمرو تامّ حَنِيفاً صالح إن جعل ما بعده من مقول القول: أي قل بل ملة إبراهيم، وقل ما كان إبراهيم من المشركين، وكاف إن جعل ذلك استئنافا، وأطلق أبو عمرو أنه كاف مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ، وكذا: ونحن له مسلمون فَقَدِ اهْتَدَوْا حسن. وقال أبو عمرو كاف فِي شِقاقٍ صالح، وكذا قوله: فسيكفيكهم الله الْعَلِيمُ تامّ صِبْغَةَ اللَّهِ صالح وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً صالح. وقال أبو عمرو كاف لَهُ عابِدُونَ تامّ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ صالح وَلَكُمْ

تَهْتَدُوا حسن: وقال أبو عمرو تامّ حَنِيفاً صالح: إن جعل ما بعده من مقول القول: أي قل بل ملة إبراهيم، وقل ما كان إبراهيم، وعلى هذا التقدير لا ينبغي الوقف على حنيفا إلا على تجوّز لأن ما بعده من تمام الكلام الذي أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يقوله، وكاف: إن جعل ذلك استئنافا وانتصب ملة على أنه خبر كان أي بل تكون ملة إبراهيم أي أهل ملة: أو نصب على الإغراء أي الزموا ملة، أو نصب بإسقاط حرف الجر، والأصل نقتدي بملة إبراهيم، فلما حذف حرف الجرّ انتصب مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ مِنْ رَبِّهِمْ جائز: ومثله منهم مُسْلِمُونَ تامّ فَقَدِ اهْتَدَوْا حسن: ومثله فِي شِقاقٍ للابتداء بالوعد مع الفاء فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ صالح: لاحتمال الواو بعده للابتداء والحال الْعَلِيمُ تامّ: إن نصب ما بعده على الإغراء أي الزموا، والصبغة دين الله، وليس بوقف إن نصب بدلا من ملة صِبْغَةَ اللَّهِ حسن صِبْغَةَ أحسن منه: لاستئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال عابِدُونَ تامّ وَرَبُّكُمْ حسن: ومثله أعمالكم مُخْلِصُونَ كاف: إن قرئ أم يقولون بالغيبة. وجائز على قراءته بالخطاب، ولا وقف من قوله: أم يقولون إلى قوله: أو نصارى، فلا يوقف على أم يقولون، ولا على الأسباط لأن كانوا خبر إن، فلا يوقف على اسمها دون خبرها أَوْ نَصارى كاف: على القراءتين. وقال الأخفش تامّ: على قراءة من قرأ أم تقولون بالخطاب لأن من قرأ به جعله استفهاما متصلا بما قبله، ومن قرأ بالغيبة جعله استفهاما منقطعا عن الأول فساغ أن يكون جوابه ما بعده أَمِ اللَّهُ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَعْمالُكُمْ صالح مُخْلِصُونَ كاف: على قراءة أم يقولون بالغيبة، وصالح على قراءته بالخطاب لأن المعنى حينئذ: اتحاجوننا في الله، أم تقولون إن الأنبياء كانوا على دينكم أَوْ نَصارى كاف أَمِ اللَّهُ تامّ مِنَ اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو كاف عَمَّا تَعْمَلُونَ تامّ، وكذا كانُوا يَعْمَلُونَ كانُوا عَلَيْها كاف وَالْمَغْرِبُ

تامّ مِنَ اللَّهِ حسن تَعْمَلُونَ تامّ عَلَيْها كاف: للابتداء بالأمر وَالْمَغْرِبُ جائز: وليس منصوصا عليه مُسْتَقِيمٍ تامّ شَهِيداً، وعَقِبَيْهِ، وهَدَى اللَّهُ كلها حسان إِيمانَكُمْ كاف: للابتداء بإن رَحِيمٌ تام فِي السَّماءِ صالح: لأن الجملتين وإن اتفقا فقد دخل الثانية حرفا توكيد يختصان بالقسم والقسم مصدر. قاله السجاوندي تَرْضاها جائز: لأن الفاء لتعجيل الموعد الْحَرامِ حسن شَطْرَهُ أحسن منه مِنْ رَبِّهِمْ كاف يَعْمَلُونَ تامّ بِكُلِّ آيَةٍ ليس بوقف لأن قوله: ما تبعوا قبلتك جواب الشرط قِبْلَتَكَ جائز قِبْلَتَهُمْ حسن بَعْضٍ أحسن منه مِنَ الْعِلْمِ ليس بوقف لأن إنك جواب القسم، لا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف الظَّالِمِينَ تامّ أَبْناءَهُمْ حسن وَهُمْ يَعْلَمُونَ تامّ: على أن الحق مبتدأ وخبره من ربك أو مبتدأ والخبر محذوف أي الحق من ربك يعرفونه أو الحق خبر مبتدإ محذوف أي هو الحق من ربك، أو مرفوع بفعل مقدّر أي جاءك الحق من ربك، فعلى هذه الوجوه يكون تامّا وليس بوقف إن نصب الحق بدلا من الحق أي ليكتمون الحق من ربك، وعلى هذا لا يوقف على يعلمون لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ جائز الْمُمْتَرِينَ تامّ الْخَيْراتِ حسن، ومثله جميعا قَدِيرٌ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح مُسْتَقِيمٍ تامّ، وكذا: عليكم شهيدا عَلى عَقِبَيْهِ كاف هَدَى اللَّهُ حسن. وقال أبو عمرو تامّ إِيمانَكُمْ كاف رَحِيمٌ تامّ فِي السَّماءِ حسن قِبْلَةً تَرْضاها مفهوم، وكذا الْمَسْجِدِ الْحَرامِ، وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ حسن وقال أبو عمرو كاف مِنْ رَبِّهِمْ كاف، وكذا عَمَّا يَعْمَلُونَ، ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ مفهوم بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ حسن بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ حسن. وقال أبو عمرو كاف لَمِنَ الظَّالِمِينَ تامّ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ كاف وَهُمْ يَعْلَمُونَ تامّ، وكذا: الحق من ربك، والممترين الْخَيْراتِ حسن، وكذا جميعا. وقال أبو عمرو فيهما كاف قَدِيرٌ تامّ وقال أبو عمرو: كاف الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كاف، وكذا: للحق من ربك

تامّ الْحَرامِ كاف: ومثله من ربك عَمَّا يَعْمَلُونَ تامّ: سواء قرئ بتاء الخطاب أو بياء الغيبة الْحَرامِ الأخير حسن شَطْرَهُ ليس بوقف للام العلة بعده ولا يوقف على حجة إن كان الاستثناء متصلا، وعند بعضهم يوقف عليه إن كان منقطعا لأنه في قوة لكن فيكون ما بعده ليس من جنس ما قبله. واخشوني بإثبات الياء وقفا ووصلا، ومثله في إثبات الياء: فاتبعوني يحببكم الله، في آل عمران وفي الأنعام: قُلْ إِنَّنِي هَدانِي، وفي الأعراف: فَهُوَ الْمُهْتَدِي، وفي هود: فَكِيدُونِي، وفي يوسف: أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي، وفيها: ما نَبْغِي، وفي الحجر: أَبَشَّرْتُمُونِي، وفي الكهف: فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي، وفي مريم: فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ، وفي طه: فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي، وفي القصص: أَنْ يَهْدِيَنِي، وفي يس: وَأَنِ اعْبُدُونِي، وفي المنافقين: لَوْلا أَخَّرْتَنِي هذه كلها بالياء الثابتة كما هي في مصحف عثمان بن عفان، وما ثبت فيه لم يجز حذفه في التلاوة بحال، لا في الوصل ولا في الوقف، وقطعوا حيث عن ما في وحيث ما كنتم في الموضعين وَاخْشَوْنِي جائز، وتبتدئ: ولأتمّ نعمتي، وكذا كل لام قبلها واو ولم يكن معطوفا على لام كي قبلها، فإن عطف على لام قبلها كقوله تعالى: وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ فإنه معطوف على لتبتغوا فضلا، لأن لام العلة في التعلق كلام كي، فلا يوقف على فضلا من ربكم، ولا على مبصرة لشدة التعلق كما سيأتي تَهْتَدُونَ تام إن علق كما بقوله: فَاذْكُرُونِي، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عَمَّا يَعْمَلُونَ تامّ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ صالح وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ تامّ: إن علق ما بعده بقوله بعد فاذكروني، وليس بوقف إن علق ذلك بقوله قبل ولأتمّ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ كاف وَلا تَكْفُرُونِ تامّ وَالصَّلاةِ كاف: وكذا مَعَ الصَّابِرِينَ، وأَمْواتٌ، ولا تَشْعُرُونَ وَالثَّمَراتِ حسن، وقال أبو عمرو: كاف وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ تامّ. وقال أبو عمرو كاف: هذا إن جعل الذين مبتدأ خبره أولئك إلخ، وليس

وليس بوقف إن علق بقوله قبل: ولأتمّ: أي فاذكروني كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ فإن جزاء هذه النعمة هو ذكرى والشكر لي، وعلى هذا لا يوقف على تعلمون لتعلق الكاف بما بعدها من قوله فاذكروني، ولا يوقف على تهتدون إن علقت الكاف بما قبلها من ولأتمّ، والمعنى على هذا أن الله أمرهم بالخشية ليتمّ نعمته عليهم في أمر القبلة كما أنعم عليهم بإرسال الرسول، وعلى هذا التأويل يوقف على تعلمون أَذْكُرْكُمْ كاف على أن الكاف من قوله كما متعلقة بما قبلها وَلا تَكْفُرُونِ تام للابتداء بالنداء وَالصَّلاةِ جائز عند بعضهم، وبعضهم لم يقف عليه، وجعل قوله: إِنَّ اللَّهَ جواب الأمر، ومثله يقال في وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وفي النهي ولا تعتدوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ كاف، ومثله: أموات، وكذا: لا تشعرون، والثمرات الصَّابِرِينَ تامّ: إن رفع الذين مبتدأ، وخبره أولئك، أو رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وكاف إن نصب بأعني مقدرا، وليس بوقف إن جعل نعتا للصابرين أو بدلا منهم، لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت، ولا بين البدل والمبدل منه بالوقف مُصِيبَةٌ ليس بوقف، لأن قالوا جواب إذا راجِعُونَ تام: ما لم يجعل أولئك خبرا لقوله: الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ فلا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف وَرَحْمَةٌ جائز الْمُهْتَدُونَ تامّ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ كاف، ومن وقف على جُناحَ وابتدأ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما ليدلّ على أن السعي بين الصفا والمروة واجب فعليه إغراء: أي عليه الطواف، وإغراء الغائب ضعيف، والفصيح إغراء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بوقف إن جعل ذلك نعتا للصابرين. وأولئك مبتدأ خبره ما بعده بل الوقف على راجعون وهو وقف تامّ وَرَحْمَةٌ صالح الْمُهْتَدُونَ تامّ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ كاف أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما حسن وقال أبو عمرو كاف شاكِرٌ عَلِيمٌ تامّ وكذا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ولا بأس بالوقف على: أجمعين خالِدِينَ فِيها كاف. وقال أبو عمرو صالح وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ تامّ إِلهٌ واحِدٌ جائز الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ تام: وكذا:

المخاطب. يروى أن المسلمين امتنعوا من الطواف بالبيت لأجل الأصنام التي كانت حوله للمشركين، فأنزل الله هذه الآية: أي فلا إثم عليه في الطواف في هذه الحالة. وقيل إن الصفا والمروة كانا آدميين فزنيا في جوف الكعبة فمسخا فكره المسلمون الطواف بهما، فأنزل الله الرخصة في ذلك أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما حسن. وقيل كاف شاكِرٌ عَلِيمٌ تام فِي الْكِتابِ ليس بوقف، لأن أولئك خبر إن فلا يفصل بين اسمها وخبرها بالوقف، ومثله اللاعنون للاستثناء بعده أَتُوبُ عَلَيْهِمْ جائز الرَّحِيمُ تامّ وَهُمْ كُفَّارٌ ليس بوقف، لأن خبر إن لم يأت بعد أَجْمَعِينَ ليس بوقف ولم ينص أحد عليه، ولعل وجه عدم حسنه أن خالدين منصوب على الحال من ضمير عليهم ومن حيث كونه رأس آية يجوز خالِدِينَ فِيها حسن. وقال أبو عمرو صالح، لأن ما بعده يصلح أن يكون مستأنفا وحالا يُنْظَرُونَ تامّ إِلهٌ واحِدٌ جائز، لأن ما بعده يصلح أن يكون صفة أو استئناف إخبار الرَّحِيمُ تامّ: ولا وقف من قوله: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ إلى يَعْقِلُونَ فلا يوقف على الأرض، ولا على النهار، ولا على الناس ولا بعد موتها، ولا بين السماء والأرض لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد يَعْقِلُونَ تام. فإن قيل: لم ذكر في هذه الآية أدلة ثمانية وختمها بيعقلون، وفي آخر آل عمران ذكر ثلاثة وختمها بأولي الألباب فلم لا عكس؟ لأن ذا اللب أحضّ وأقوى على إتقان الأدلة الكثيرة والنظر فيها من ذي العقل، كذا أفاده بعض مشايخنا كَحُبِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لقوم يعقلون كَحُبِّ اللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو كاف أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ حسن: وقال أبو عمرو تامّ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ مفهوم لمن قرأ ولو ترى بالتاء الفوقية وكسر الهمزة من: أن القوّة لله وإنّ الله شديد العذاب، وإلا فليس بوقف، بل الوقف على شديد العذاب، وهو وقف صالح بِهِمُ الْأَسْبابُ صالح. وقال أبو عمرو: كاف مِنَّا صالح حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ كاف مِنَ النَّارِ تامّ طَيِّباً صالح، وكذا:

اللَّهِ حسن، ومثله حُبًّا لِلَّهِ وقال أبو عمرو فيهما تام الْعَذابَ حسن لمن قرأ: ولو ترى بالتاء الفوقية وكسر الهمزة من أن القوّة لله وأن الله شديد العذاب، وهو نافع ومن وافقه من أهل المدينة، وحذف جواب لو تقديره لرأيت كذا وكذا والفاعل السامع مضمرا كقول الشاعر: [الطويل] فلو أنّها نفس تموت سوية ... ولكنّها نفس تساقط أنفسا أراد لو ماتت في مرة واحدة لاستراحت، ومن فتح أن فالوصل أولى لأن التقدير ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب لعلموا أن القوّة لله فأن من صلة الجواب إلا أنه حذف الجواب لأن في الكلام ما يدل عليه أو هي منصوبة بيرى: أي ولو يرى الذين ظلموا وقت رؤيتهم العذاب أن القوّة لله جميعا لرأيتهم يقولون إن القوّة لله جميعا، فعلى هذين لا يوقف على العذاب شَدِيدُ الْعَذابِ حسن من حيث كونه رأس آية وليس وقفا، لأن إذ بدل من إذ قبله الْأَسْبابُ كاف مِنَّا حسن، قاله الكلبي، لأن العامل في كَذلِكَ يُرِيهِمُ فكأنه قال: يريهم الله أعمالهم السيئة كتبري بعضهم من بعض، والمعنى تمني الاتباع لو رجعوا إلى الدنيا حتى يطيعوا ويتبرءوا من المتبوعين مثل ما تبرأ المتبوعون منهم أولا حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل حالا مِنَ النَّارِ تامّ للابتداء بالنداء طَيِّباً حسن الشَّيْطانِ أحسن منه مُبِينٌ تامّ وَالْفَحْشاءِ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله تَعْلَمُونَ كاف آباءَنا كذلك للابتداء بالاستفهام يَهْتَدُونَ تام وَنِداءً كاف لا يَعْقِلُونَ تام للابتداء بالنداء ما رَزَقْناكُمْ جائز وليس منصوبا عليه تَعْبُدُونَ تامّ لِغَيْرِ اللَّهِ جائز ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خطوات الشيطان عَدُوٌّ مُبِينٌ تامّ ما لا تَعْلَمُونَ كاف، وكذا: آباءنا وَلا يَهْتَدُونَ تامّ وَنِداءً كاف لا يَعْقِلُونَ تام ما رَزَقْناكُمْ جائز تَعْبُدُونَ

فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ كاف رَحِيمٌ تامّ ثَمَناً قَلِيلًا ليس بوقف لأن خبر إن لم يأت بعد النَّارَ جائز وَلا يُزَكِّيهِمْ كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل في موضع الحال لا يوقف عليه ولا على النار قبله أَلِيمٌ تامّ، ومثله: بالمغفرة، وكذا: عَلَى النَّارِ بِالْحَقِّ كاف بَعِيدٍ تامّ، ولا وقف من قوله: لَيْسَ الْبِرَّ إلى وَآتَى الزَّكاةَ لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على وَالْمَغْرِبِ لاستدراك ما بعده، ولا يوقف على مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ، لأن الإيمان بالله منفردا من غير تصديق بالرسل وبالكتب وبالملائكة لا ينفع، ولا على وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ولا على وَالنَّبِيِّينَ لأن ما بعده معطوف على ما قبله. وأجاز بعضهم الوقف عليه لطول الكلام، ولا يوقف على وَابْنَ السَّبِيلِ لأن ما بعده معطوف على ما قبله وَآتَى الزَّكاةَ تامّ وَالْمُوفُونَ مرفوع خبر مبتدإ محذوف: أي وهم الموفون، والعامل في إذا الموفون: أي لا يتأخر إيفاؤهم بالعهد عن وقت إيقاعه، فإنّه أبو حيان، وليس بوقف إن عطف على الضمير المستتر في من آمن كأنه قال: ولكن ذوي البرّ من آمن ومن أقام الصلاة، ومن آتى الزكاة، ومن أوفى إِذا عاهَدُوا حسن وَالصَّابِرِينَ منصوب على المدح كقول الشاعر: [مخلع البسيط] لا يبعدنّ قومي الذين هم ... سمّ العداة وآفة الجزر النازلين بكلّ معترك ... والطيبون معاقد الأزر وقد ينصبون ويرفعون على المدح وَحِينَ الْبَأْسِ كاف غير تامّ. وقال أبو حاتم السجستاني تام. قال السخاوي: وما قاله خطأ، لأن قوله: أُولئِكَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ مفهوم فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ كاف غَفُورٌ رَحِيمٌ تام إِلَّا النَّارَ صالح عَذابٌ أَلِيمٌ تامّ عَلَى النَّارِ تامّ الْكِتابَ بِالْحَقِّ كاف بَعِيدٍ تامّ وَحِينَ الْبَأْسِ كاف. وقيل تامّ صَدَقُوا مفهوم الْمُتَّقُونَ تامّ فِي الْقَتْلى

الَّذِينَ صَدَقُوا خبر وحديث عنهم، فلا يتم الوقف قبله الْمُتَّقُونَ تامّ فِي الْقَتْلى حسن إن رفع ما بعده بالابتداء، وليس بوقف إن رفع بالفعل المقدّر، والتقدير أن يقاص الحرّ بالحرّ، ومثله الأنثى بالأنثى بِإِحْسانٍ جائز وَرَحْمَةٌ كاف عَذابٌ أَلِيمٌ تامّ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ كاف، كذا قيل، وليس بشيء، لأن الابتداء بالنداء المجرّد لا يفيد إلا أن يقترن بالسبب الذي من أجله نودي فتقول يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ*، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ* ومن قال يضمر قبل النداء فعل تقديره: اعلموا يا أولي الألباب قوله فاسد، لأن الأوامر والنواهي التي تقترن بالنداء لا نهاية لها، فإذا أضمر أحدها لم يتميز عن أخواته. رسموا أولى بواو بعد الهمزة في حالتي النصب والجرّ فرقا بينهما وبين إلى التي هي حرف جرّ: كما فرّق بين أولئك التي هي اسم إشارة وبين إليك جارا ومجرورا، أولي منادى مضاف وعلامة نصبه الياء تَتَّقُونَ تامّ، حذف مفعوله تقديره القتل بالخوف من القصاص إِنْ تَرَكَ خَيْراً حسن، كذا قيل، وليس بشيء، لأن قوله الوصية مرفوعة بكتب الذي هو فعل ما لم يسم فاعله، وأقيمت الوصية مقام الفاعل فارتفعت به، والمعنى فرض عليكم الوصية: أي فرض عليكم أن توصوا وأنتم قادرون على الوصية، أو مرفوعة باللام في لِلْوالِدَيْنِ بمعنى فقيل لكم الوصية للوالدين بإضمار القول، ولا يجوز الفصل بين الفعل وفاعله، ولا بين القول ومقوله، لكن بقي احتمال ثالث، وهو أنها مرفوعة بالابتداء، وما بعدها، وهو قوله: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن بِالْأُنْثى كاف بِإِحْسانٍ صالح وَرَحْمَةٌ كاف عَذابٌ أَلِيمٌ حسن تَتَّقُونَ تامّ إِنْ تَرَكَ خَيْراً قيل حسن، وردّ بأن قوله الوصية مرفوع إما بكتب أو باللام في للوالدين بمعنى فقيل لكم الوصية للوالدين بإضمار القول، ولا يجوز الفصل بين الفعل وفاعله ولا بين القول ومقوله، لكن بقي احتمال ثالث، وهو أنه مرفوع بالابتداء، وما بعده خبره، أو خبره محذوف أي الإيصاء كتب عليكم، فعليه يحسن

لِلْوالِدَيْنِ خبرها، ومفعول كتب محذوف: أي كتب عليكم أن توصوا، ثم بين لمن الوصية، أو خبره محذوف: أي الإيصاء كتب: أي فرض عليكم الوصية للوالدين والأقربين، فعلى هذا يحسن الوقف على خيرا بِالْمَعْرُوفِ كاف إن نصب حقا على المصدر كأنه قال: أحقّ ذلك اليوم عليكم حقا، أو وجب وجوبا، أو كتب عليكم الوصية حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ كاف ويُبَدِّلُونَهُ وسَمِيعٌ عَلِيمٌ، وفَلا إِثْمَ عَلَيْهِ كلها حسان رَحِيمٌ تامّ للابتداء بالنداء تَتَّقُونَ جائز، لأنه رأس آية، وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق بكتب، لأن أياما منصوب على الظرف أي كتب عليكم الصيام في أيام معدودات، فلا يفصل بين الظرف وبين ما عمل فيه من الفعل. وقيل منصوب على أنه مفعول ثان لكتب: أي كتب عليكم أن تصوموا أياما معدودات، والوقف على مَعْدُوداتٍ ومِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وطَعامُ مِسْكِينٍ كلها حسان فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ أحسن مما قبله تَعْلَمُونَ تامّ إن رفع شهر بالابتداء وخبره الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ وكاف إن رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف: أي المفترض عليكم، أو هي أو الأيام شهر رمضان، ومثل ذلك من نصبه على الإغراء، أو حسن إن نصب بفعل مقدر: أي صوموا شهر رمضان وليس بوقف إن جعل بدلا من أياما معدودات كأنه قال أياما معدودات شهر رمضان، والبدل والمبدل منه كالشيء الواحد أو بدلا من الصيام على أن تجعله اسم ما لم يسم فاعله أي كتب عليكم شهر رمضان وَالْفُرْقانِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الوقف على خَيْراً بِالْمَعْرُوفِ كاف إن نصب حقا على المصدر، وليسب بوقف إن نصب ذلك بكتب عَلَى الْمُتَّقِينَ حسن يُبَدِّلُونَهُ كاف، وكذا: سميع عليم، وفلا إثم عليه رَحِيمٌ تامّ تَتَّقُونَ جائز. لأنه رأس آية، وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق بكتب عليكم الصيام مَعْدُوداتٍ حسن مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ هنا وفيما يأتي حسن وقال أبو عمرو كاف طَعامُ مِسْكِينٍ كاف فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ كاف تَعْلَمُونَ تامّ إن رفع شهر رمضان بالابتداء، وجعل ما بعده خبرا، وكاف إن رفع

كاف: وقيل تامّ للابتداء بالشرط فَلْيَصُمْهُ، ومِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، والْعُسْرَ كلها حسان. وقال أحمد بن موسى وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ كاف على أن اللام في قوله: ولتكملوا العدة متعلقة بمحذوف تقديره وفعل هذا لتكملوا العدة وهو مذهب الفراء. وقال غيره اللام متعلقة بيريد مضمرة والتقدير ويريد لتكملوا العدة قاله النكزاوي تَشْكُرُونَ تامّ فَإِنِّي قَرِيبٌ حسن: ومثله إِذا دَعانِ والياءان من الداع ودعان من الزوائد لأن الصحابة لم تثبت لها صورة في المصحف العثماني، فمن القرّاء من أسقطها تبعا للرسم وقفا ووصلا، ومنهم من يثبتها في الحالين، ومنهم من يثبتها وصلا ويحذفها وقفا: مطلب: عدد ياءات الزوائد وجملة هذه الزوائد اثنان وستون ياء فأثبت أبو عمرو وقالون هاتين الياءين وصلا وحذفاها وقفا كما سيأتي مبينا في محله يَرْشُدُونَ تامّ إِلى نِسائِكُمْ حسن: وقيل كاف. لأن هن مبتدأ، والوقف على لَهُنَّ، وعَنْكُمْ، ولَكُمْ كلها حسان، وقيل الأخير أحسن منهما لعطف الجملتين المتفقتين مع اتفاق المعنى مِنَ الْفَجْرِ جائز إِلَى اللَّيْلِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ذلك بأنه خبر مبتدإ محذوف، وصالح إن رفع ذلك بأنه بدل من الصيام وَالْفُرْقانِ كاف. وقيل تامّ فَلْيَصُمْهُ كاف تَشْكُرُونَ تامّ فَإِنِّي قَرِيبٌ صالح، وكذا إِذا دَعانِ يَرْشُدُونَ تامّ إِلى نِسائِكُمْ كاف، وكذا: لباس لكم لِباسٌ لَهُنَّ تامّ وَعَفا عَنْكُمْ صالح، وكذا: ما كتب الله لكم إِلَى اللَّيْلِ كاف، وكذا في المساجد فَلا تَقْرَبُوها حسن. وقال أبو عمرو كاف يَتَّقُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تام تَعْلَمُونَ تامّ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ صالح، أو مفهوم، وكذا نظائره: ك يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ، ويَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وأبى الوقف عليه جماعة لأن ما بعده جوابه فلا يفصل بينهما وَالْحَجِّ كاف، وكذا.

حسن: وكذا المساجد فَلا تَقْرَبُوها حسن: وقال أبو عمرو: كاف يَتَّقُونَ تامّ إِلَى الْحُكَّامِ وبالإثم، ليسا بوقف للام العلة في الأول ولواو الحال في الثاني تَعْلَمُونَ تامّ عَنِ الْأَهِلَّةِ جائز: وأبى الوقف عليه جماعة لأن ما بعده جوابه فلا يفصل بينهما وَالْحَجِّ كاف مِنْ ظُهُورِها ليس بوقف لتعلق ما بعده به عطفا واستدراكا مَنِ اتَّقى كاف: ومثله من أبوابها تُفْلِحُونَ تامّ وَلا تَعْتَدُوا صالح: لأن قوله: إن الله جواب للنهي قبله، فله به بعض تعلق الْمُعْتَدِينَ تامّ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ حسن: ومثله من القتل حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ كاف: للابتداء بالشرط مع الفاء فَاقْتُلُوهُمْ جائز لأن قوله: كذلك جزاء الكافرين منقطع في اللفظ متصل المعنى الْكافِرِينَ كاف رَحِيمٌ اكفى منه فِتْنَةٌ ليس بوقف لأن ما بعده معطوف على ما قبله الدِّينُ لِلَّهِ حسن الظَّالِمِينَ تامّ قِصاصٌ كاف عَلَيْكُمْ حسن وَاتَّقُوا اللَّهَ أحسن الْمُتَّقِينَ تامّ إِلَى التَّهْلُكَةِ حسن وَأَحْسِنُوا جائز: لأن إن جواب الأمر، فهو منقطع لفظا متصل معنى الْمُحْسِنِينَ كاف وَأَتِمُّوا الْحَجَّ حسن: لمن رفع والعمرة على الاستئناف، فلا تكون العمرة واجبة، وبها قرأ الشعبي وعامر وتأولها أهل العلم بأن الله أمر بإتمام الحج إلى انتهاء مناسكه. ثم استأنف الإخبار بأن العمرة لله ليدل على كثرة ثوابها، وللترغيب ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ من اتقى، ومن أبوابها تُفْلِحُونَ تامّ وَلا تَعْتَدُوا صالح الْمُعْتَدِينَ تامّ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ كاف مِنَ الْقَتْلِ حسن حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ كاف فَاقْتُلُوهُمْ صالح الْكافِرِينَ كاف رَحِيمٌ حسن الدِّينُ لِلَّهِ صالح الظَّالِمِينَ تامّ قِصاصٌ كاف، وكذا: بمثل ما اعتدى عليكم الْمُتَّقِينَ تامّ وَأَحْسِنُوا صالح الْمُحْسِنِينَ حسن وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ كاف، ومن قرأ العمرة بالرفع فله الوقف على: وأتموا الحج مِنَ الْهَدْيِ حسن الْهَدْيُ مَحِلَّهُ كاف أَوْ

في فعلها، وليس بوقف لمن نصبها عطفا على الحج فتكون داخلة في الوجوب، وبهذه القراءة قرأ العامة لِلَّهِ كاف ومثله مِنَ الْهَدْيِ، ومَحِلَّهُ، وأَوْ نُسُكٍ، ومِنَ الْهَدْيِ وإذا للشرط مع الفاء، وجوابها محذوف: أي فإذا أمنتم من خوف العدوّ أو المرض فامضوا إِلَى الْحَجِّ ليس بوقف لأن قوله: فما استيسر جواب الشرط، وموضع ما رفع، فكأنه قال فعليه ما استيسر من الهدى فحذف الخبر لأن الكلام يدل عليه، وقيل موضعها نصب بفعل مضمر كأنه قال فيذبح ما استيسر من الهدى إِذا رَجَعْتُمْ حسن كامِلَةٌ أحسن منه. فائدة: من الإجمال بعد التفصيل قوله: فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ، أعيد ذكر العشرة لدفع توهم أن الواو في وسبعة بمعنى أو فتكون الثلاثة داخلة فيها وأتى بكاملة لنفي احتمال نقص في صفاتها وهي أحسن من تامة، فإن التمام من العدد قد علم. قاله الكرماني الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حسن. مطلب ما ينفع القارئ: فائدة تنفع القارئ: حذفت النون في حاضري في حالتي النصب والجرّ للإضافة مع إثبات الياء خطا ساقطة في اللفظ وصلا، ومثله غير محلي الصيد في المائدة، والمقيمي الصلاة في الحج، وفي التوبة غير معجزي الله في الموضعين، وفي مريم إلا آتي الرحمن عبدا، وفي القصص: وما كنا مهلكي القرى، فالياء في هذه المواضع كلها ثابتة خطا ولفظا في الوقف. وساقطة وصلا لالتقاء الساكنين، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ نُسُكٍ صالح مِنَ الْهَدْيِ كاف كامِلَةٌ حسن، وكذا: المسجد الحرام الْعِقابِ تامّ مَعْلُوماتٌ كاف فِي الْحَجِّ تام. وقال أبو عمرو كاف، ولا وقف على شيء مما قبله في الآية، سواء رفع أم نصب، فإن رفع الرفث والفسوق ونصب

وأجمعوا على أن ما بعد الياء مجرور مضاف إليه، لأن الوصف المقرون بأل لا يضاف إلا لما فيه أل أو لما أضيف لما فيه أل، نحو المقيمي الصلاة، ونحو الضارب رأس الجاني، ومن لا مساس له بهذا الفنّ يعتقد أو يقلد من لا خبرة له أن النون تزاد حالة الوقف، ويظنّ أن الوقف على الكلمة يزيل حكم الإضافة، ولو زال حكمها لوجب أن لا يجرّ ما بعد الياء، لأن الجرّ إنما أوجدته الإضافة، فإذا زالت وجب أن يزول حكمها وأن يكون ما بعدها مرفوعا، فمن زعم ردّ النون فقد أخطأ، وزاد في القرآن ما ليس منه الْعِقابِ تامّ مَعْلُوماتٌ كاف، يبني الوقف على فُسُوقَ ووصله على اختلاف القراء والمعربين في رفع رفث وما بعده، فمن قرأ برفعهما والتنوين وفتح جدال، وبها قرأ أبو عمرو وابن كثير فوقفه على فسوق تامّ، ولا يوقف على شيء قبله. ثم يبتدئ، ولا جدال في الحج، وليس فسوق بوقف لمن نصب الثلاثة وهي قراءة الباقين، واختلف في رفع رفث وفسوق، فقيل بالابتداء والخبر محذوف تقديره كائن أو مستقرّ في الحج، أو رفعهما على أن لا بمعنى ليس والخبر محذوف أيضا، ففي الحج عن الأوّل خبر ليس، وعلى الثاني خبر المبتدأ وعليهما الوقف على فسوق كاف، ومن نصب الثلاثة لم يفصل بوقف بينهما وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ كاف: وقيل تامّ على جميع القراءات أي لا شك في الحج أنه ثبت في ذي الحجة مِنْ خَيْرٍ ليس بوقف لأن يعلمه الله جواب الشرط يَعْلَمْهُ اللَّهُ تام: ووقف بعضهم على وتزودوا فارقا بين الزادين، لأن أحدهما زاد الدنيا، والآخر زاد الآخرة التَّقْوى كاف، وعند قوم وَاتَّقُونِ ثم يبتدئ يا أولي الألباب وليس بشيء لأن الابتداء بالنداء المجرد لا يفيد إلا أن يقرن بالسبب الذي من أجله نودي والْأَلْبابِ تام لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ ليس بوقف مِنْ رَبِّكُمْ حسن: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الجدال وقف على الفسوق، وهو وقف كاف يَعْلَمْهُ اللَّهُ تام التَّقْوى كاف يا أُولِي الْأَلْبابِ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ كاف، وكذا الْمَشْعَرِ الْحَرامِ كَما هَداكُمْ

ومثله الحرام كَما هَداكُمْ ليس بوقف، لأن الواو بعده للحال. وقال الفرّاء: إن بمعنى ما، واللام بمعنى إلا: أي وما كنتم من قبله إلا من الضالين، والهاء في قبله راجعة إلى الهدى أو إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وعند قوم كما هداكم لأن الواو تصلح حالا واستئنافا، وأن بمعنى قد، قاله السجاوندي وعلى هذا يجوز الوقف عليه، والصحيح أنها مخففة من الثقيلة الضَّالِّينَ كاف، وثم للترتيب الأخبار أَفاضَ النَّاسُ جائز وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ كاف رَحِيمٌ تامّ، ومثله ذكرا مِنْ خَلاقٍ كاف، وكذا: عذاب النار، ومثله كسبوا الْحِسابِ تامّ باتفاق مَعْدُوداتٍ كاف، لأن الشرط في بيان حكم آخر، والمعدودات هي ثلاثة أيام بعد يوم النحر والأيام المعلومات هي يوم النحر ويومان بعده، فيوم النحر معلوم للنحر غير معدود للرمي إلا للعقبة، واليومان بعده معدودان معلومان، والرابع معدود غير معلوم فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ الأول جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني، وهذا جار في كل معادل كما تقدم وعَلَيْهِ الثاني ليس بوقف لتعلق ما بعده: أي لمن اتقى الله في حجه وغيره لِمَنِ اتَّقى حسن. وقال أبو عمرو كاف تُحْشَرُونَ تامّ عَلى ما فِي قَلْبِهِ قيل ليس بوقف، لأن الواو بعده للحال الْخِصامِ كاف، ومثله لِيُفْسِدَ فِيها لمن رفع وَيُهْلِكَ بضم الياء والكاف من أهلك على الاستئناف. أو خبر مبتدإ محذوف: أي وهو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن والضَّالِّينَ، مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ جائز وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ كاف، وكذا: رَحِيمٌ وأَوْ أَشَدَّ ذِكْراً، ومِنْ خَلاقٍ، وعَذابَ النَّارِ، ومِمَّا كَسَبُوا الْحِسابِ حسن. وقال أبو عمرو تامّ مَعْدُوداتٍ كاف، وكذا: فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ الأوّل لِمَنِ اتَّقى حسن. وقال أبو عمرو كاف. وقيل تامّ تُحْشَرُونَ تامّ عَلى ما فِي قَلْبِهِ ليس بوقف أَلَدُّ الْخِصامِ كاف، وكذا: والنسل، ومن قرأ وَيُهْلِكَ بالرفع على الاستئناف فله الوقف على لِيُفْسِدَ فِيها لا يُحِبُّ الْفَسادَ حسن أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ جائز فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ كاف وَلَبِئْسَ الْمِهادُ تامّ مَرْضاتِ اللَّهِ كاف. وقال أبو عمرو تامّ بِالْعِبادِ تامّ كَافَّةً صالح،

يهلك والْحَرْثَ وَالنَّسْلَ مفعولان بهما: أي ليفسد فيها ويهلك، وليس بوقف لمن رفعه عطفا على يشهد، أو نصبه نسقا على ليفسد. وحكى ابن مقسم عن أبي حيوة الشامي أنه قرأ ويهلك بفتح الياء والكاف معا، والحرث والنسل برفعهما كأنه قال: ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل على يده، والوقف إذا على والنسل كقراءة الجماعة، ويهلك بضم الياء وفتح الكاف، ونصب الحرث والنسل عطفا على ليفسد، والرابعة ويهلك بضم الكاف مضارع هلك ورفع ما بعده، وكذا مع فتح اللام، وهي لغة شاذة لفتح عين ماضيه، وليست عينه، ولا لامه حرف حلق وَالنَّسْلَ كاف، ومثله الفساد بِالْإِثْمِ جائز جَهَنَّمُ كاف الْمِهادُ تامّ مَرْضاتِ اللَّهِ كاف بِالْعِبادِ تام كَافَّةً جائز: وكافة حال من الضمير في ادخلوا: أي ادخلوا في الإسلام في هذه الحالة الشَّيْطانِ كاف: للابتداء بأنه، ومثله مبين حَكِيمٌ تام: للابتداء بالاستفهام مِنَ الْغَمامِ كاف: لمن رفع الملائكة على إضمار الفعل أي وتأتيهم الْمَلائِكَةُ والوقف على والملائكة حسن: سواء كانت الملائكة مرفوعة أو مجرورة لعطفها على فاعل يأتيهم أي وأتتهم الملائكة، وليس بوقف لمن قرأ بالجر وهو أبو جعفر يزيد بن القعقاع عطفا على الغمام كأنه قال في ظلل من الغمام وفي الملائكة، وعليه فلا يوقف على الغمام ولا على الملائكة بل على: وقضي الأمر، وهو حسن الْأُمُورُ تام بَيِّنَةٍ حسن: لانتهاء الاستفهام الْعِقابِ تامّ آمَنُوا حسن، ومثله يوم القيامة بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ واحِدَةً ليس بوقف لفاء العطف بعده مُنْذِرِينَ جائز، لأن مبشرين حالان من النبيين ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: خطوات الشيطان عَدُوٌّ مُبِينٌ كاف عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ جائز، وإن قال ابن كثير إنه كاف، لأن قوله: والملائكة معطوف على فاعل يأتيهم قبله، ومن قرأ والملائكة بالجر عطفا على الغمام لم يقف على الغمام وَالْمَلائِكَةُ صالح على القراءتين وَقُضِيَ الْأَمْرُ حسن تُرْجَعُ الْأُمُورُ تامّ بَيِّنَةٍ حسن شَدِيدُ الْعِقابِ تامّ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا حسن. وقال أبو عمرو

حال مقارنة لأن بعثهم كان وقت البشارة والنذارة، وقيل حال مقدرة فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ حسن، ومثله بغيا بينهم بِإِذْنِهِ كاف. فإن قلت ما معنى الهداية إلى الاختلاف والهداية إلى الاختلاف ضلال؟ فالجواب أن أهل الكتاب اختلفوا وكفر بعضهم بكتاب بعض فهدى الله المؤمنين فآمنوا بالكتب كلها فقد هداهم الله لما اختلفوا فيه من الحق، لأن الكتب التي أنزلها الله تعالى حق وصدق، واختلفوا في القبلة، فمنهم من يصلي إلى المشرق، ومنهم من يصلي إلى المغرب، ومنهم من يصلي إلى بيت المقدس، فهدانا الله إلى الكعبة، واختلفوا في عيسى فجعلته اليهود ولد زنا، وجعلته النصارى إلها، فهدانا الله للحق فيه. مطلب: عدد الأنبياء الذين في القرآن: فائدة: الذي في القرآن من الأنبياء ثمانية وعشرون نبيّا، وجملتهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، والمرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيّا، وكانت العرب على دين إبراهيم إلى أن غيره عمرو بن لحيّ مُسْتَقِيمٍ تام مِنْ قَبْلِكُمْ حسن للفصل بين الاستفهام والإخبار، لأن ولما يأتكم عطف على أم حسبتم: أي أحسبتم وأ لم يأتكم. قاله السجاوندي، ولما أبلغ في النفي من لم، والفرق بين لما ولم أن لما قد يحذف الفعل بعدها بخلاف لم، فلا يجوز حذفه فيها إلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف يَوْمَ الْقِيامَةِ كاف بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ وَمُنْذِرِينَ حسن فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ حسن وقال أبو عمرو كاف، والوقف على كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ليس بجيد، وإن قيل إنه حسن، لأن ما بعده متعلق به بَغْياً بَيْنَهُمْ مفهوم، وقال أبو عمرو كاف وقيل تامّ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ كاف، وكذا: مستقيم خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ صالح، وإن قيل إنه حسن مَتى نَصْرُ اللَّهِ حسن، وقال أبو عمرو كاف قَرِيبٌ تامّ ماذا

لضرورة مَتى نَصْرُ اللَّهِ حسن، وقال أبو عمرو كاف للابتداء بأداة التنبيه قَرِيبٌ تامّ يُنْفِقُونَ حسن وَابْنِ السَّبِيلِ أحسن منه للابتداء بالشرط، وما مفعول: أي أيّ شيء تفعلوا عَلِيمٌ تامّ كُرْهٌ لَكُمْ حسن خَيْرٌ لَكُمْ كاف، ومثله شرّ لكم لا تَعْلَمُونَ تامّ قِتالٍ فِيهِ حسن كَبِيرٌ تامّ: لأن وصدّ مرفوع بالابتداء وما بعده معطوف عليه، وخبر هذه الأشياء كلها أكبر عند الله، فلا يوقف على الْمَسْجِدِ الْحَرامِ لأن خبر المبتدإ لم يأت فلا يفصل بينهما بالوقف أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ حسن، وقال الفراء: وصدّ معطوف على كبير، وردّ لفساد المعنى لأن التقدير عليه قل قتال فيه كبير وقتال فيه كفر. قال أبو جعفر: وهذا القول غلط من وجهين. أحدهما أنه ليس أحد من أهل العلم يقول القتال في الشهر الحرام كفر، وأيضا فإن بعده وإخراج أهله منه أكبر عند الله، ولا يكون إخراج أهل المسجد منه عند الله أكبر من القتل، والآخر أن يكون وصدّ عن سبيل الله نسقا على قوله: قُلْ قِتالٌ فيكون المعنى قل قتال فيه وصدّ عن سبيل الله وكفر به كبير. وهذا فاسد لأن بعده وإخراج أهله منه أكبر عند الله إشارة، قاله النكزاوي مِنَ الْقَتْلِ أحسن منه إِنِ اسْتَطاعُوا كاف وَهُوَ كافِرٌ ليس بوقف لأن ما بعده إلى من اتصف بالأوصاف السابقة وَالْآخِرَةِ صالح لأن ما بعده يجوز أن يكون عطفا على الجزاء، ويجوز أن يكون ابتداء إخبار عطفا على جملة الشرط. قاله أبو حيان. أَصْحابُ النَّارِ جائز: ويجوز في هم أن يكون خبرا ثانيا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يُنْفِقُونَ هنا وفيما يأتي مفهوم على ما من وَابْنِ السَّبِيلِ كاف بِهِ عَلِيمٌ تامّ كُرْهٌ لَكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف خَيْرٌ لَكُمْ كاف: وكذا شرّ لكم لا تَعْلَمُونَ تامّ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ حسن، وهو خبر قوله: وصد عن سبيل الله مع ما عطف عليه أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ حسن أيضا. وقال أبو عمرو فيهما: كاف إِنِ اسْتَطاعُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف

لأولئك، وأن يكون هم فيها خالدون جملة مستقلة من مبتدإ وخبر، أو تقول أصحاب خبر وهم فيها خبر آخر، فهما خبران عن شيء واحد وتقدم ما يغني عن إعادته خالِدُونَ تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن ما بعده خبر إن رَحْمَتَ اللَّهِ بالتاء المجرورة: كاف رَحِيمٌ تامّ وَالْمَيْسِرِ جائز لِلنَّاسِ حسن مِنْ نَفْعِهِما كاف ماذا يُنْفِقُونَ حسن لمن قرأ العفو بالرفع والْعَفْوَ كاف تَتَفَكَّرُونَ ليس بوقف لأن ما بعده متعلق به لأنه في موضع نصب بما قبله وهو تتفكرون أو متعلق بقوله يبين الله فعلى هذين الوجهين لا يوقف على تتفكرون، لأن في الوقف عليه فصلا بين العامل والمعمول وَالْآخِرَةِ تامّ عَنِ الْيَتامى حسن: عند بعضهم خَيْرٌ أحسن منه فَإِخْوانُكُمْ كاف مِنَ الْمُصْلِحِ حسن. ومثله: لأعنتكم حَكِيمٌ تامّ حَتَّى يُؤْمِنَّ حسن: لأن بعده لام الابتداء وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ كاف: ولو هنا بمعنى إن: أي وإن أعجبتكم حَتَّى يُؤْمِنُوا حسن: لأن بعده لام الابتداء وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ كاف إِلَى النَّارِ حسن: للفصل بين ذكر الحق والباطل، والوصل أولى، لأن المراد بيان تفاوت الدعوتين مع اتفاق الجملتين بِإِذْنِهِ كاف يَتَذَكَّرُونَ تامّ الْمَحِيضِ جائز: وكذا: فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ، حَتَّى يَطْهُرْنَ بالتخفيف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَالْآخِرَةِ مفهوم أَصْحابُ النَّارِ جائز فِيها خالِدُونَ تامّ رَحْمَةِ اللَّهِ كاف رَحِيمٌ تامّ وَالْمَيْسِرِ مفهوم. وتقدّم بما فيه وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ صالح مِنْ نَفْعِهِما كاف ماذا يُنْفِقُونَ مفهوم، وتقدّم بما فيه قُلِ الْعَفْوَ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، وقيل تامّ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق به أو يبين الله لكم وَالْآخِرَةِ تامّ عَنِ الْيَتامى مفهوم وتقدّم إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ صالح فَإِخْوانُكُمْ كاف: وكذا من المصلح لَأَعْنَتَكُمْ صالح. وقال أبو عمرو: كاف حَكِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ حَتَّى يُؤْمِنَّ صالح وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ كاف حَتَّى يُؤْمِنُوا صالح وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ كاف إِلَى النَّارِ حسن بِإِذْنِهِ

والتشديد، فمن قرأ بالتخفيف فإن الطهر يكون عنده بانقطاع الدم فيجوز له الوقف عليه لأنه وما بعده كلامان، ومن قرأ بالتشديد فإن الطهر يكون عنده بالغسل، فلا يجوز له الوقف عليه لأنه وما بعده كلام واحد أَمَرَكُمُ اللَّهُ حسن يُحِبُّ التَّوَّابِينَ جائز الْمُتَطَهِّرِينَ تامّ حَرْثٌ لَكُمْ ليس بوقف، لأن قوله نساؤكم متصل بقوله: فأتوا لأنه بيان له، لأن الفاء كالجزاء: أي إذا كنّ حرثا فأتوا أَنَّى شِئْتُمْ حسن، ومثله لأنفسكم مُلاقُوهُ كاف الْمُؤْمِنِينَ تامّ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ حسن، إن جعل موضع أن تبرّوا رفعا بالابتداء والخبر محذوف: أي أن تبرّوا وتتقوا وتصلحوا بين الناس أفضل من اعتراضكم باليمين، وليس بوقف إن جعل موضع أن نصبا بمعنى العرضة كأنه قال ولا تعترضوا بأيمانكم لأن تبروا فلما حذف اللام وصل الفعل فنصب، فلا يوقف على لأيمانكم للفصل بين العامل والمعمول، ولو جعل كما قال أبو حيان أن تبرّوا وما بعده بدلا من أيمانكم لكان أولى في عدم الوقف، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف بَيْنَ النَّاسِ كاف عَلِيمٌ تامّ قُلُوبُكُمْ كاف حَلِيمٌ تامّ أَشْهُرٍ حسن رَحِيمٌ كاف عَلِيمٌ تامّ قُرُوءٍ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وإِصْلاحاً، وبِالْمَعْرُوفِ، ودَرَجَةٌ كلها حسان، والأخير أحسن مما قبله حَكِيمٌ تامّ مَرَّتانِ حسن بِإِحْسانٍ أحسن منه حُدُودَ اللَّهِ الأول كاف دون الثاني، لأن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف يَتَذَكَّرُونَ تامّ عَنِ الْمَحِيضِ تقدم ذكره قُلْ هُوَ أَذىً مفهوم حَتَّى يَطْهُرْنَ صالح أَمَرَكُمُ اللَّهُ كاف التَّوَّابِينَ جائز الْمُتَطَهِّرِينَ تام أَنَّى شِئْتُمْ كاف: وكذا لأنفسكم، وملاقوه. وقال أبو عمرو مُلاقُوهُ تامّ، ولو وقف على: وَاتَّقُوا اللَّهَ جاز وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ تامّ بَيْنَ النَّاسِ كاف عَلِيمٌ تامّ كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ كاف غَفُورٌ حَلِيمٌ تامّ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ مفهوم رَحِيمٌ كاف سَمِيعٌ عَلِيمٌ تامّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ كاف وَالْيَوْمِ الْآخِرِ حسن: وكذا إصلاحا بِالْمَعْرُوفِ كاف: وكذا عليهنّ درجة عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ الطَّلاقُ

الفاء فيه للجزاء فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ أكفى: مما قبله فَلا تَعْتَدُوها تامّ الظَّالِمُونَ كاف: ومثله غيره وحدود الله يَعْلَمُونَ تامّ بِمَعْرُوفٍ حسن لِتَعْتَدُوا تام نَفْسَهُ كاف: ومثله هزوا، ويَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ صالح عَلِيمٌ تام بِالْمَعْرُوفِ حسن، ومثله: واليوم الآخر وَأَطْهَرُ كاف لا تَعْلَمُونَ تامّ الرَّضاعَةَ حسن: وكذا وكسوتهنّ بالمعروف، ووسعها على القراءتين، لكن من قرأ لا تضارّ بالفتح أحسن لأنهما كلامان، ومن قرأ بالرفع فالوصل أولى لأنه كلام واحد مِثْلُ ذلِكَ أحسن عَلَيْهِما كاف بِالْمَعْرُوفِ حسن وَاتَّقُوا اللَّهَ جائز بَصِيرٌ تامّ وَعَشْراً حسن: ومثله بالمعروف خَبِيرٌ* تامّ فِي أَنْفُسِكُمْ حسن عَلِمَ اللَّهُ ليس بوقف، لأن ما بعده مفعول علم قَوْلًا مَعْرُوفاً كاف أَجَلَهُ حسن فَاحْذَرُوهُ كاف حَلِيمٌ تامّ فَرِيضَةً كاف: على القراءتين في تماسوهنّ، قرأ حمزة والكسائي بالألف، والباقون تمسوهنّ من غير ألف وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ حسن: عند أبي حاتم إن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَرَّتانِ صالح، وقيل: حسن بِإِحْسانٍ كاف: وكذا أن لا يقيما حدود الله، وفيما افتدت به فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ ليس بوقف فَلا تَعْتَدُوها تامّ. وقال أبو عمرو كاف الظَّالِمُونَ حسن زَوْجاً غَيْرَهُ كاف: وكذا أن يقيما حدود الله يَعْلَمُونَ تام، وقيل كاف أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ حسن: وقال أبو عمرو كاف ضِراراً لِتَعْتَدُوا تام نَفْسَهُ كاف وكذا هزوا، ويعظكم به وَاتَّقُوا اللَّهَ صالح عَلِيمٌ تام بِالْمَعْرُوفِ كاف وَالْيَوْمِ الْآخِرِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف وَأَطْهَرُ كاف لا تَعْلَمُونَ تام الرَّضاعَةَ حسن، وكذا كِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وإلا وسعها. وقال أبو عمرو: في إِلَّا وُسْعَها كاف بِوَلَدِهِ صالح مِثْلُ ذلِكَ أصلح منه وقال أبو عمرو إنه: كاف فَلا جُناحَ عَلَيْهِما كاف: وكذا ما آتيتم بالمعروف وَاتَّقُوا اللَّهَ جائز بَصِيرٌ تام وَعَشْراً صالح بِالْمَعْرُوفِ كاف خَبِيرٌ تام فِي أَنْفُسِكُمْ حسن قَوْلًا مَعْرُوفاً تام أَجَلَهُ حسن. وقال أبو عمرو: فَاحْذَرُوهُ كاف غَفُورٌ حَلِيمٌ تامّ فَرِيضَةً كاف وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ

نصب متاعا على المصدر بفعل مقدّر، وأنه غير متصل بما يليه من الجملتين، وليس بوقف إن نصب على الحال من الواو في: وَمَتِّعُوهُنَّ وقرأ أبو جعفر وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص قدره بفتح الدال الْمُحْسِنِينَ كاف. ومثله: عقدة النكاح، وأقرب للتقوى وبينكم بَصِيرٌ تامّ الْوُسْطى حسن: وإن كان ما بعده معطوفا على ما قبله، لأنه عطف جملة على جملة، فهو كالمنفصل عنه. الوسطى عند الإمام مالك هي الصبح، وعند أبي حنيفة وأحمد، وفي رواية عند مالك أنها العصر، لقوله صلّى الله عليه وسلّم يوم الأحزاب: «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا» قاله النكزاوي قانِتِينَ كاف أَوْ رُكْباناً حسن. لأن إذا وفي معنى الشرط تَعْلَمُونَ تام أَزْواجاً حسن، إن رفع ما بعده بالابتداء: أي فعليهم وصية لأزواجهم، أو رفعت وصية بكتب: أي كتب عليهم وصية ولأزواجهم صفة والجملة خبر الأول، وليس بوقف لمن نصب وصية على المصدر: أي يوصون وصية. وقال العماني: والذين مبتدأ وما بعده صلة إلى قوله: أَزْواجاً، وما بعده أزواجا خبر المبتدأ سواء نصبت أو رفعت، فلا يوقف على أزواجا لأن هذه الجملة في موضع خبر المبتدأ، فلا يفصل بين المبتدأ وخبره ولِأَزْواجِهِمْ حسن إن نصب ما بعده بفعل مقدّر من لفظه: أي متعوهن متاعا أو من غير لفظه ويكون مفعولا: أي جعل الله لهنّ متاعا إلى الحول، وليس بوقف إن نصب حالا مما قبله غَيْرَ إِخْراجٍ كاف: ومثله من معروف حَكِيمٌ تامّ. مطلب فيما اتفق عليه من قطع في عن ما: اتفق علماء الرسم على قطع في عن ما الموصولة في قوله هنا: فِي ما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لا يوقف عليه اختيارا لاتصال ما بعده به عَلَى الْمُحْسِنِينَ كاف: وكذا: عقدة النكاح أَقْرَبُ إلى التقوى حسن وقال أبو عمرو: كاف بَيْنَكُمْ كاف بَصِيرٌ تامّ الْوُسْطى صالح، وإن كان ما بعده معطوفا على ما قبله، لأنه عطف جملة على

فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ. الثاني في البقرة دون الأول، وفي قوله: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ بالأنعام، وفي قوله: لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ بالنور، وفي قوله: فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ بالأنبياء، وفي قوله: لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ* في الموضعين بالمائدة والأنعام، وفي قوله: وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ بالواقعة، وفِي ما رَزَقْناكُمْ في الروم، وفِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ كلاهما بالزمر. وأما قوله: فِي ما هاهُنا آمِنِينَ في الشعراء فهو من المختلف فيه، وغير ما ذكر موصول بلا خلاف، فمن ذلك أول موضع في البقرة: فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وفِيمَ كُنْتُمْ في النساء، وفِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها في النازعات، فموصول باتفاق بِالْمَعْرُوفِ جائز إن نصب حقا بفعل مقدر: أي أحقّ ذلك حقا وليس بمنصوص عليه الْمُتَّقِينَ كاف تَعْقِلُونَ تامّ حَذَرَ الْمَوْتِ ليس بوقف لوجود الفاء، وفي الحديث: «إذا سمعتم أن الوباء بأرض فلا تقدموا عليها، وإن وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه»، وفهم من قوله: «فرارا منه» أنه لو كان الخروج لا على وجه الفرار بل لحاجة فإنه لا يكره، وهذه الآية نزلت في قوم فرّوا من الطاعون وقالوا نأتي أرضا لا نموت فيها، فأماتهم الله، فمرّ بهم نبيّ فدعا الله فأحياهم بعد ثمانية أيام حتى نتنوا وكانوا أربعين ألفا، وبعض تلك الرائحة موجودة في أجساد نسلهم من اليهود إلى اليوم، وهذه الموتة كانت قبل انقضاء آجالهم، ثم بعثهم ليعلمهم أن الفرار من الموت لا يمنعه إذا حضر الأجل ثُمَّ أَحْياهُمْ حسن عَلَى النَّاسِ ليس بوقف للاستدراك بعده ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جملة، فهو كالمنفصل عنه قانِتِينَ كاف أَوْ رُكْباناً صالح تَعْلَمُونَ تامّ غَيْرَ إِخْراجٍ كاف، وكذا: من معروف عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ جائز الْمُتَّقِينَ حسن تَعْقِلُونَ تامّ أَحْياهُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لا يَشْكُرُونَ تامّ وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز سَمِيعٌ عَلِيمٌ

لا يَشْكُرُونَ تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز، وليس بمنصوص عليه عَلِيمٌ تام حَسَناً حسن لمن رفع ما بعده على الاستئناف، وليس بوقف لمن نصبه جوابا للاستفهام كَثِيرَةً حسن، ومثله: ويبسط. وقال أبو عمرو: فيهما كاف تُرْجَعُونَ تامّ مِنْ بَعْدِ مُوسى جائز، لأنه لو وصله لصار إذ ظرفا لقوله: أَلَمْ تَرَ، وهو محال، إذ يصير العامل في إذ تر، بل العامل فيها محذوف: أي إلى قصة الملأ، ويصير المعنى ألم تر إلى ما جرى للملإ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حسن أَلَّا تُقاتِلُوا كاف أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن الجملة المنفية بعده في محل نصب حال مما قبله كأنه قيل ما لنا غير مقاتلين وَأَبْنائِنا حسن، ومثله قَلِيلًا منهم بِالظَّالِمِينَ تامّ مَلِكاً حسن، ومثله: من المال وَالْجِسْمِ كاف، ومثله: من يشاء عَلِيمٌ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ جائز، وليس بمنصوص عليه والْمَلائِكَةُ كاف، ومثله مُؤْمِنِينَ. وقال أبو عمرو تامّ بِالْجُنُودِ ليس بوقف لأن قال جواب لما بِنَهَرٍ حسن للابتداء بالشرط مع الفاء فَلَيْسَ مِنِّي جائز للابتداء بشرط آخر مع الواو فَإِنَّهُ مِنِّي حسن، لأن ما بعده من الاستثناء في قوّة لكن، فيكون ما بعده ليس من جنس ما قبله بِيَدِهِ كاف، ومثله قليلا منهم، آمَنُوا مَعَهُ ليس بوقف، لأن قالوا جواب لما فلا يفصل بينهما وَجُنُودِهِ كاف مُلاقُوا اللَّهِ ليس بوقف للفصل بين القول ومقوله بِإِذْنِ اللَّهِ كاف، ومثله: الصَّابِرِينَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ أَضْعافاً كَثِيرَةً حسن وَيَبْصُطُ جائز. وقال أبو عمرو: كاف وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ تامّ نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صالح، وكذا أَلَّا تُقاتِلُوا وقال أبو عمرو فيه: كاف وَأَبْنائِنا كاف، وكذا: إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ بِالظَّالِمِينَ تام طالُوتَ مَلِكاً كاف، وكذا من المال، والجسم، ومن يشاء واسِعٌ عَلِيمٌ تامّ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ جائز تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ كاف وكذا: مُؤْمِنِينَ بِالْجُنُودِ ليس بوقف.

وَجُنُودِهِ الثاني ليس بوقف لأن قالوا جواب لما صَبْراً جائز، ومثله: وثبت أقدامنا الْكافِرِينَ كاف لفصله بين الإنشاء والخبر، لأن ما قبله دعاء وما بعده خبر بِإِذْنِ اللَّهِ حسن وإن كانت الواو في وقتل للعطف، لأنه عطف جملة على جملة، فهو كالمنفصل عنه، وبعضهم وقف على فهزموهم بإذن الله دون ما قبله لمكان الفاء، لأن الهزيمة كانت قتل داود وجالوت، وفي الآية حذف استغنى عنه بدلالة المذكور عليه. ومعناه فاستجاب لهم ربهم ونصرهم فهزموهم بنصره لأن ذكر الهزيمة بعد سؤال النصر دليل على أنه كان على معنى الإجابة فيتعلق قوله فَهَزَمُوهُمْ بالمحذوف، وتعلق المحذوف الذي هو الإجابة بالسؤال المتقدم، وعلى هذا لم يكن الوقف على الْكافِرِينَ تاما قاله النكزاوي، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِمَّا يَشاءُ تام لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ليس بوقف للاستدراك بعده الْعالَمِينَ تامّ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ جائز الْمُرْسَلِينَ تامّ، ومثله عَلى بَعْضٍ وجه تمامه أنه لما قال فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ أي بالطاعات انقطع الكلام واستأنف كلاما في صفة منازل الأنبياء مفصلا فضيلة كل واحد بخصيصية ليست لغيره كتسمية إبراهيم خليلا، وموسى كليما وإرسال محمد إلى كافة الخلق، أو المراد فضلهم بأعمالهم، فالفضيلة في الأول شيء من الله تعالى لأنبيائه، والثانية فضلهم بأعمالهم التي استحقوا بها الفضيلة، فقال في صفة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقال أبو عمرو فيه: تامّ بِنَهَرٍ صالح فَلَيْسَ مِنِّي مفهوم بِيَدِهِ كاف وكذا: إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، وَجُنُودِهِ وبِإِذْنِ اللَّهِ قال أبو عمرو في الأخير: كاف مَعَ الصَّابِرِينَ حسن أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً جائز، وكذا: وَثَبِّتْ أَقْدامَنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ صالح فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ كاف مِمَّا يَشاءُ تامّ، وكذا عَلَى الْعالَمِينَ، وكذا نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ، والْمُرْسَلِينَ، وفَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ، ومن وقف على قوله: كَلَّمَ اللَّهُ ونوى بما بعده استئنافا فوقفه كاف، أو نوى به عطفا فوقفه صالح دَرَجاتٍ حسن بِرُوحِ الْقُدُسِ كاف وَلكِنِ

منازلهم في النبوّة غير الذي يستحقونه بالطاعة مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ يعني موسى عليه السلام وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ يعني محمدا صلّى الله عليه وسلّم، ولو وصل لصار الجارّ وما عطف عليه صفة لبعض فينصرف الضمير في بيان المفضل بالتكليم إلى بعض فيكون موسى من هذا البعض المفضل عليه غيره، لا من البعض المفضل على غيره بالتكليم. وقيل الوقف على بعض حسن، ومثله مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ومن وقف عليه ونوى بما بعده استئنافا كان كافيا، وإن نوى به عطفا كان صالحا دَرَجاتٍ حسن، ومثله الْبَيِّناتِ، وبِرُوحِ الْقُدُسِ، واخْتَلَفُوا، ومَنْ كَفَرَ أحسن مَا اقْتَتَلُوا الأولى وصله، لأن لكن حرف استدراك يقع بين ضدين. والمعنى ولو شاء الله الاتفاق لاتفقوا ولكن شاء الاختلاف فاختلفوا ما يُرِيدُ تامّ للابتداء بعده بالنداء وَلا شَفاعَةٌ كاف الظَّالِمُونَ تامّ لأن ما بعده مبتدأ، ولا إِلهَ إِلَّا هُوَ خبر إِلَّا هُوَ كاف إن رفع ما بعده مبتدأ وخبرا، أو خبر مبتدإ محذوف: أي هو الحيّ، أو جعل الحيّ مبتدأ وخبره لا تَأْخُذُهُ وليس بوقف إن جعل بدلا من لا إِلهَ إِلَّا هُوَ أو بدلا من هو وحده، وإذا جعل بدلا حلّ محل الأوّل فيصير التقدير: الله لا إله إلا الله، وكذا لو جعل بدلا من الله، أو جعل خبرا ثانيا للجلالة. السابع جعل الحيّ صفة لله، وهو أجودها لأنه قرئ الْحَيُّ الْقَيُّومُ بنصبهما على القطع، والقطع إنما هو في باب النعت، تقول جاءني عبد الله العاقل بالنصب وأنت تمدحه، وكلمني زيد الفاسق بالنصب تذمّه. ولا يقال في هذا الوجه الفصل بين الصفة والموصوف بالخبر. لأنا نقول إن ذلك ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ اخْتَلَفُوا صالح. وقال أبو عمرو: كاف مَنْ كَفَرَ كاف ما يُرِيدُ تامّ وَلا شَفاعَةٌ كاف الظَّالِمُونَ تامّ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ صالح الْحَيُّ الْقَيُّومُ كاف وَلا نَوْمٌ حسن وَما فِي الْأَرْضِ تامّ إِلَّا بِإِذْنِهِ حسن وَما خَلْفَهُمْ كاف، وكذا: بِما شاءَ، والْأَرْضِ حِفْظُهُما صالح الْعَظِيمُ تامّ لا إِكْراهَ فِي

جائز، تقول زيد قائم العاقل، ويجوز الفصل بينهما بالجملة المفسرة في باب الاشتغال نحو زيدا ضربته العاقل، على أن العاقل صفة لزيد، أجريت الجملة المفسرة مجرى الجملة الخبرية في قولك زيد ضربته العاقل، فلما جاز الفصل بالخبر جاز بالمفسرة الْحَيُّ الْقَيُّومُ كاف وَلا نَوْمٌ حسن: السنة ثقل في الرأس، والنعاس في العينين، والنوم في القلب وكررت لا في قوله وَلا نَوْمٌ تأكيدا وفائدتها انتفاء كل منهما. قال زهير بن أبي سلمى: [البسيط] لا سنة في طوال الدّهر تأخذه ... ولا ينام ولا في أمره فند وَما فِي الْأَرْضِ كاف للاستفهام بعده بِإِذْنِهِ حسن، لانتهاء الاستفهام وَما خَلْفَهُمْ كاف، كذا: بِما شاءَ، والْأَرْضِ، وحِفْظُهُما وقيل كلها حسان الْعَظِيمُ تامّ فِي الدِّينِ حسن، ومثله: مِنَ الْغَيِّ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد الْوُثْقى وصله أولى، لأن الجملة بعده حال للعروة: أي استمسك بها غير منفصمة لَا انْفِصامَ لَها كاف، ورسموا لَا انْفِصامَ كلمتين، لا كلمة، وانفصام كلمة عَلِيمٌ تامّ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ليس بوقف، لأن يخرجهم ويخرجونهم حال أو تفسير للولاية، والعامل معنى الفعل في ولي: أي الله يليهم مخرجا لهم، أو مخرجين إلى النور، قاله السجاوندي إِلَى النُّورِ حسن الطَّاغُوتُ حسن عند نافع إِلَى الظُّلُماتِ كاف أَصْحابُ النَّارِ جائز خالِدُونَ تام فِي رَبِّهِ ليس بوقف لأن أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ مفعول من أجله الْمُلْكَ جائز إن علق إذ باذكر مقدّرا، وليس بوقف إن علق بقوله: أَلَمْ تَرَ كأنه قال ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الدِّينِ صالح مِنَ الْغَيِّ كاف وكذا: لَا انْفِصامَ لَها سَمِيعٌ عَلِيمٌ تامّ إِلَى النُّورِ كاف أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ مفهوم إِلَى الظُّلُماتِ كاف خالِدُونَ تامّ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ جائز وليس بحسن، وإن قيل به. وقال أبو عمرو:

في الوقت الذي قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت، فإذ في موضع نصب على الظرف، والعامل فيه ألم تر، وليس ظرفا لإيتاء الملك، إذ المحاجة لم تقع وقت أن آتاه الله الملك، بل إيتاء الله الملك إياه سابق على المحاجة وَيُمِيتُ حسن وَأُمِيتُ أحسن مما قبله. وقيل ليس بوقف، لأن قال عامله في إذ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ كاف الظَّالِمِينَ جائز ووصله أحسن، لأن التقدير أرأيت كالذي حاجّ إبراهيم، أو كالذي مرّ على قرية، فلما كان محمولا عليه في المعنى اتصل به، أو لأن قوله: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ جملة حالية مقرونة بالواو، وقد سوّغت مجيء الحال، لأن من المسوّغات كون الحال جملة مقرونة بواو الحال أو كالذي معطوف على معنى الكلام، فموضع الكاف نصب بتر أو زائدة للتأكيد أو أن أو بمعنى الواو كأنه قال: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه والذي مرّ على قرية، فهو عطف قصة على قصة عَلى عُرُوشِها جائز، لأن ما بعده من تتمة ما قبله، قاله السجاوندي بَعْدَ مَوْتِها حسن، لأنه آخر المقول ثُمَّ بَعَثَهُ صالح كَمْ لَبِثْتَ كاف، ومثله: أو بعض يوم مِائَةَ عامٍ جائز، ومثله: لم يتسنه آيَةً لِلنَّاسِ حسن، وكذا: نَكْسُوها لَحْماً، لأنه آخر البيان: وقيل: من طَعامِكَ إلى لَحْماً كلام معطوف بعضه على بعض، ومن وصل يتسنه بما بعده حسن له الوقف على: حمارك، ومن جعل الواو في: وَلِنَجْعَلَكَ مقحمة لم يقف على: حمارك فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ ليس بوقف، لأن قال جواب لما قَدِيرٌ تامّ الْمَوْتى جائز أَوَلَمْ تُؤْمِنْ كاف قالَ بَلى لا يجوز الوقف على بلى، ولا الابتداء بها. أما الوقف عليها فإنك إذا وقفت عليها كنت مبتدئا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ صالح قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ كاف فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الظَّالِمِينَ صالح، وكذا: ثم بعثه قالَ كَمْ لَبِثْتَ كاف، وكذا: أو بعض يوم لَمْ يَتَسَنَّهْ صالح آيَةً لِلنَّاسِ صالح

بلكن وهي كلمة استدراك يستدرك بها الإثبات بعد النفي أو النفي بعد الإثبات. وأما الابتداء بها، فإنك لو ابتدأت بها كنت واقفا على قال الذي قبلها وهي كلمة لا يوقف عليها بوجه، لأن القول يقتضي الحكاية بعده، ولا ينبغي أن يوقف على بعض الكلام المحكي دون بعض، هذا كله مع الاختيار، قاله النكزاوي، ولو وقع الجواب بنعم بدل بلى كان كفرا، لأن الاستفهام قد أكد معنى النفي، وبلى إيجاب النفي، سواء كان مع النفي استفهام أم لا كما تقدم الفرق بينهما بذلك وإبراهيم لم يحصل له شك في إحياء الموتى، وإنما شكّ في إجابة سؤاله قَلْبِي كاف: أي ليصير له علم اليقين وعين اليقين. ومن غرائب التفسير ما ذكره ابن فورك في تفسيره في قوله: وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي أن السيد إبراهيم عليه السلام كان له صديق وصفه بأنه قلبه: أي ليسكن هذا الصديق إلى هذه المشاهدة إذا رآه عيانا، قاله السيوطي في الاتقان سَعْياً حسن. وقيل كاف حَكِيمٌ تامّ سَبْعَ سَنابِلَ كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متعلقا بما قبله مِائَةُ حَبَّةٍ كاف، ومثله: لمن يشاء عَلِيمٌ تامّ إن جعل الذين بعده مبتدأ وخبره لَهُمْ أَجْرُهُمْ وجائز إن جعل بدلا مما قبله وَلا أَذىً حسن ثم تبتدئ لهم أجرهم، وليس بوقف إن جعل: لهم خبر الذين لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف يَحْزَنُونَ تامّ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ كاف: على أن قول خبر مبتدأ محذوف: أي المأمور به قول معروف، أو جعل مبتدأ خبره محذوف تقديره قول معروف أمثل بكم، وليس وقفا إن رفعت قول بالابتداء، ومعروف صفة وعطفت ومغفرة عليه، وخير خبر عن قول، وكذا ليس وقفا إن جعل خير خبرا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لَحْماً كاف قَدِيرٌ تامّ نُحْيِ الْمَوْتى صالح أَوَلَمْ تُؤْمِنْ كاف قالَ بَلى تقدّم الكلام على الوقف على بلى. لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي حسن. وقال أبو عمرو: كاف يَأْتِينَكَ سَعْياً كاف عَزِيزٌ حَكِيمٌ تامّ مِائَةُ حَبَّةٍ كاف، وكذا: لمن يشاء واسِعٌ عَلِيمٌ تامّ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف، وكذا: يحزنون، ويتبعها

عن قول، وقوله: يتبعها أذى في محل جرّ صفة لصدقة، كذا يستفاد من السمين أَذىً حسن. وقيل: كاف حَلِيمٌ تامّ للابتداء بالنداء، والأذى ليس بوقف لفصله بين المشبه والمشبه به: أي لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى كإبطال الذي ينفق ماله رئاء الناس، وإن جعلت الكاف نعتا لمصدر: أي إبطالا كإبطال الذي ينفق ماله رئاء الناس كان حسنا وَالْيَوْمِ الْآخِرِ كاف صَلْداً صالح. وقال نافع: تامّ، وخولف لاتصال الكلام بعضه ببعض مِمَّا كَسَبُوا كاف الْكافِرِينَ تامّ. ولما ضرب المثل لمبطل صدقته وشبهه بالمنافق ذكر من يقصد بنفقته وجه الله تعالى فقال: ومثل الذين الآية بِرَبْوَةٍ ليس بوقف، لأن أصابها صفة ثانية لجنة أو لربوة ضِعْفَيْنِ جائز للابتداء بالشرط مع الفاء فَطَلٌّ كاف بَصِيرٌ تامّ، ولا وقف من قوله: أيودّ إلى فاحترقت، لأنه كلام واحد صفة لجنة الثَّمَراتِ ليس بوقف، لأن هذا مثل من أمثال القرآن والمثل يؤتى به على وجهه إلخ ليفهم الكلام، إذا وقف على بعضه لم يفد المعنى المعنى المقصود بالمثل، لأن الواو للحال فَاحْتَرَقَتْ كاف، لأنه آخر قصة نفقة المرائي والمانّ في ذهابها وعدم النفع بها تَتَفَكَّرُونَ تامّ الْأَرْضِ حسن، ووقف بعضهم على الْخَبِيثَ وليس بشيء لإيهام المراد بالقصد، لأنه يحتمل أن يكون المعنى لا تقصدوا أكله، أو لا تقصدوا كسبه، وإذا احتمل واحتمل وقع اللبس، فإذا قلت منه علم أن المراد به لا تقصدوا إنفاق الخبيث الذي هو الرديء من أموالكم، فإذا كان كذلك علم أن الوقف على الخبيث ليس جيدا، ووقف نافع على تنفقون، وخولف لاتصال ما بعده به. قال أبو عبيدة: سألت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن قوله تعالى: وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ الآية؟ فقال: كانوا يصرمون ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أذى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ تام وَالْيَوْمِ الْآخِرِ كاف مِمَّا كَسَبُوا تامّ، وكذا: للكافرين، وفَطَلٌّ. وبصير فَاحْتَرَقَتْ كاف تَتَفَكَّرُونَ تامّ مِنَ الْأَرْضِ حسن، وكذا: إلا أن تغمضوا فيه غَنِيٌّ حَمِيدٌ تام بِالْفَحْشاءِ كاف

الثمرة فيعزلون الخبيث، فإذا جاءت المساكين أعطوهم من الرديء فأنزل الله هذه الآية. وقيل: منه تنفقون مستأنف ابتداء إخبار وأن الكلام تمّ عند قوله الخبيث، ثم ابتدأ خبرا آخر فقال: منه تنفقون وهذه يردّه المعنى تُنْفِقُونَ حسن، وكذا: فيه حَمِيدٌ تامّ بِالْفَحْشاءِ كاف، ومثله: فضلا عَلِيمٌ تامّ، ومثله: من يشاء، للابتداء بالشرط على قراءة، ومن يؤت بفتح الفوقية، وكاف على قراءة يعقوب يؤت بكسر الفوقية. قالوا وعلى قراءته للعطف أشبه إلا أنه من عطف الجمل، وعلى قراءة من فتح الفوقية يحتمل الاستئناف والعطف، وقراءة من فتح الفوقية معتبرة بما بعد الكلام وهو قوله: فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً، فكان ما بعده على لفظ ما لم يسم فاعله بالإجماع، وقراءة من كسر الفوقية معتبرة بما قبلها وهو قوله: يؤتي الحكمة من يشاء: أي يؤتي الله الحكمة من يشاء، ومن يؤته الله الحكمة فحذف الهاء كما حذف في قوله تعالى: أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا، أراد بعثه الله رسولا، والهاء مرادة في الآيتين، ... والحذف عندهم كثير منجلي أي حذف العائد المنصوب المتصل جائز. قال عبد الله بن وهب: سألت الإمام مالكا عن الحكمة في قوله تعالى: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً فقال: هي المعرفة بدين الله تعالى والتفقه فيه والاتباع له، والياء من يؤت الثانية محذوفة على القراءتين خَيْراً كَثِيراً كاف الْأَلْبابِ تامّ يَعْلَمُهُ كاف مِنْ أَنْصارٍ تامّ فَنِعِمَّا هِيَ كاف خَيْرٌ لَكُمْ تامّ على قراءة من قرأ ونكفر بالنون والرفع: أي ونحن نكفر، وكاف لمن قرأه بالتحتية والرفع: أي والله يكفر وليس بوقف لمن قرأ نكفر بالجزم وعطفه على محل الفاء من قوله فهو: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: فضلا، وواسع عليم مَنْ يَشاءُ تامّ خَيْراً كَثِيراً كاف أُولُوا الْأَلْبابِ تامّ يَعْلَمُهُ كاف مِنْ أَنْصارٍ تامّ فَنِعِمَّا هِيَ كاف فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، لكن من قرأ ونكفر بالجزم لم يقف على خَيْرٌ لَكُمْ لأن نكفر معطوف على

وكذا من قرأه بالياء والرفع أو النون والرفع وجعله معطوفا على ما بعد الفاء إلا أن يجعله من عطف الجمل فيكون كافيا وفيها إحدى عشرة قراءة انظرها وما يتعلق بها في المطولات، وإظهار الفريضة خير من إخفائها بخمس وعشرين ضعفا، ولا خلاف أن إخفاء النافلة خير من إظهارها مِنْ سَيِّئاتِكُمْ كاف خَبِيرٌ تامّ هُداهُمْ ليس بوقف للاستدراك بعده مَنْ يَشاءُ حسن. وعند أبي حاتم تامّ للابتداء بالشرط فَلِأَنْفُسِكُمْ حسن: ومثله وجه الله لا تُظْلَمُونَ تامّ: إن علق ما بعده بمحذوف متأخر عنه: أي للفقراء حق واجب في أموالكم، وكاف إن علق ذلك بمحذوف متقدّم: أي والإنفاق للفقراء فِي الْأَرْضِ حسن: ومثله من التعفف، وكذا بسيماهم إِلْحافاً كاف: للابتداء بالشرط عَلِيمٌ تامّ: والفقراء هم أهل الصفة أحصرهم الفقر والضعف في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم تكن لهم عشائر ولا منازل يأوون إليها كانوا قريبا من أربعمائة رجل كانوا يتعلمون القرآن بالليل ويتفهمون بالنهار ويجاهدون في سبيل الله سِرًّا وَعَلانِيَةً ليس بوقف، لأن ما بعد الفاء خبر لما قبلها، وكل ما كان من القرآن يستقبله فاء فالوقف عليه أضعف منه إذا استقبله واو عِنْدَ رَبِّهِمْ جائز: وكذا فلا خوف عليهم يَحْزَنُونَ تامّ مِنَ الْمَسِّ حسن: ومثله الربوا، وكذا: وَحَرَّمَ الرِّبا، وقيل كاف للابتداء بالشرط، كان الرجل يداين الرجل إلى أجل. فإذا جاء الأجل قال المداين أخرني إلى أجل كذا وأزيدك في مالك كذا. فإذا قيل له هذا الربا. قالوا إن زدناهم وقت البيع أو وقت الأجل فكله سواء. فهذا قولهم: إنما البيع مثل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جواب الشرط، فلا يفصل بينهما مِنْ سَيِّئاتِكُمْ كاف خَبِيرٌ تامّ مَنْ يَشاءُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف فَلِأَنْفُسِكُمْ كاف، وكذا: ابتغاء وجه الله لا تُظْلَمُونَ تامّ: إن علق ما بعده بمحذوف متأخر عنه: أي للفقراء المذكورين حقّ واجب في أموالكم، وكاف إن علق ذلك بمحذوف متقدّم: أي والإنفاق للفقراء المذكورين يوفّ إليكم فِي

الربوا، فأكذبهم الله عزّ وجلّ. فقال: وأحل الله البيع وحرّم الربوا. ورسموا الربوا بواو وألف في المواضع الأربعة كما ترى فَلَهُ ما سَلَفَ حسن وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ كاف: للابتداء بالشرط أَصْحابُ النَّارِ جائز خالِدُونَ تامّ الصَّدَقاتِ كاف أَثِيمٍ تامّ عِنْدَ رَبِّهِمْ جائز ولا خوف عليهم كذلك يَحْزَنُونَ تام: للابتداء بيا النداء، ومثله مؤمنين وَرَسُولِهِ جائز على القراءتين فآذنوا بالمدّ وكسر الذال من آذن: أي أعلموا غيركم بحرب من الله ورسوله، وبها قرأ حمزة، فأذنوا بإسكان الهمزة وفتح الذال والقصر من أذن بكسر الذال وهي قراءة الباقين رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ حسن: لاستئناف ما بعده وَلا تُظْلَمُونَ تامّ إِلى مَيْسَرَةٍ حسن. وقال الأخفش تام: لأن ما بعده في موضع رفع بالابتداء تقديره وتصدّقكم على المعسر بما عليه من الدين خير لكم. قاله الزجاج، وقال غيره: وتصدّقكم على الغريم بالإمهال عليه خير لكم: أي أن الثواب الذي يناله في الآخرة بالإمهال وترك التقضي خير مما يناله في الدنيا تَعْلَمُونَ تامّ إِلَى اللَّهِ حسن: على قراءة أبي عمرو تُرْجَعُونَ ببناء الفعل للفاعل بفتح التاء وكسر الجيم، وتوفي مبني للمفعول بلا خلاف فحسن الفصل بالوقف، لاختلاف لفظ الفعلين في البناء. وأما على قراءة الباقين ترجعون ببناء الفعل للمفعول موافقة لتوفي، فالأحسن الجمع بينهما بالوصل، لأن الفعلين على بناء واحد لا يُظْلَمُونَ تامّ فَاكْتُبُوهُ حسن، ومثله: بالعدل، وعلمه الله، وفليكتب إذا علقنا الكاف في كما بقوله فليكتب، ومن وقف على وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ، ثم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْأَرْضِ صالح، وكذا مِنَ التَّعَفُّفِ وقال أبو عمرو فيه: كاف إِلْحافاً كاف بِهِ عَلِيمٌ تامّ عِنْدَ رَبِّهِمْ جائز، وكذا: ولا خوف عليهم وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ تامّ مِنَ الْمَسِّ حسن، وكذا: مثل الربا. وقال أبو عمرو: فيهما كاف وَحَرَّمَ الرِّبا كاف وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ حسن: وقال أبو عمرو: كاف أَصْحابُ النَّارِ صالح خالِدُونَ تامّ وَيُرْبِي

يبتدئ كما علمه الله فليكتب فقد تعسف وعَلَيْهِ الْحَقُّ، وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ومِنْهُ شَيْئاً، ووَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ كلها حسان، ووقف بعضهم أن يملّ هو، ووصله أولى لأن الفاء في قوله: فليملل جواب الشرط، وأول الكلام فإن كان الذي عليه الحق مِنْ رِجالِكُمْ حسن: للابتداء بالشرط مع الفاء مِنَ الشُّهَداءِ كاف: إن قرئ أن تضل بكسر الهمزة على أنها شرطية وجوابها فتذكر بشدّ الكاف ورفع الراء استئنافا، وبها قرأ حمزة ورفع الفعل لأنه على إضمار مبتدإ: أي فهي تذكر، وليس بوقف إن قرئ بفتح الهمزة على أنها أن المصدرية، وبها قرأ الباقون لتعلقها بما قبلها. واختلفوا بماذا تتعلق؟ فقيل بفعل مقدر: أي فإن يكونا رجلين فاستشهدوا رجلا وامرأتين، لأن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، وقيل تتعلق بفعل مضمر على غير هذا التقدير، وهو أن تجعل المضمر قولا مضارعا تقديره، فإن لم يكونا رجلين فليشهد رجل وامرأتان، لأن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، وقيل تتعلق بخبر المبتدإ الذي في قوله: فرجل وامرأتان وخبره فعل مضمر تقديره فرجل وامرأتان يشهدون لأن تضل إحداهما، فلا يحسن الوقف على الشهداء لتعلق أن بما قبلها فالفتحة قراءة حمزة فتحة التقاء الساكنين، لأن اللام الأولى ساكنة للإدغام في الثانية، والثانية مسكنة للجزم، ولا يمكن إدغام في ساكن، فحركت الثانية بالفتحة هروبا من التقائهما وكانت الحركة فتحة لأنها أخف الحركات، والقراءة الثانية أن فيها مصدرية ناصبة للفعل بعدها والفتحة فيها حركة إعراب بخلافها فإنها فتحة التقاء ساكنين، وأن وما في حيزها في محل نصب أو جرّ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الصَّدَقاتِ كاف كَفَّارٍ أَثِيمٍ تام، وكذا: يحزنون مُؤْمِنِينَ حسن وَرَسُولِهِ صالح، وكذا: رءوس أموالكم وَلا تُظْلَمُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِلى مَيْسَرَةٍ كاف تَعْلَمُونَ تامّ تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ حسن وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ تامّ فَاكْتُبُوهُ كاف، وكذا: بالعدل، وكما علمه الله، وفليكتب عَلَيْهِ الْحَقُّ جائز، وكذا

بعد حذف حرف الجرّ والتقدير لأن تضل، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بتخفيف الكاف ونصب الراء من أذكرنه. أي جعلته ذاكرا للشيء بعد نسيانه، انظر السمين الْأُخْرى كاف، ومثله إذا ما دعوا، لإثبات الشهادة وبذل خطوطهم إذا دعاهم صاحب الدين إلى ذلك، وهذا قول قتادة، وقيل إذا ما دعوا لإقامة الشهادة عند الحاكم فليس لهم أن يكتموا شهادة تحملوها. وهو قول مجاهد والشعبي وعطاء لأن الشخص إذا تحملها تعين عليه أداؤها إذا دعي لذلك ويأثم بامتناعه ولا يتعين عليه تحملها ابتداء بل هو مخير إِلى أَجَلِهِ حسن: ومثله تديرونها بينكم، وكذا: لا تكتبوها، وقيل كاف للابتداء بالأمر تَبايَعْتُمْ كاف: للابتداء بالنهي بعده، ومثله ولا شهيد، وكذا: فسوق بكم وَاتَّقُوا اللَّهَ جائز: وليس بمنصوص عليه وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ كاف عَلِيمٌ تام مَقْبُوضَةٌ كاف: للابتداء بالشرط واستئناف معنى آخر. ورسموا اؤتمن بواو لأنه فعل مبني لما لم يسم فاعله فيبتدأ به بضم الهمزة لأنها ألف افتعل وكان أصله اأتمن جعلت الهمزة الساكنة واوا لانضمام ما قبلها. فإن قيل: لما صارت ألف ما لم يسم فاعله مضمومة، فقل لأن فعل ما لم يسم فاعله يقتضي اثنين فاعلا ومفعولا وذلك أنك إذا قلت ضرب دل الفعل على ضارب ومضروب فضموا أوّله لتكون الضمة دالة على اثنين أو يقال إذا ابتدئ بالهمز الساكن فإنه يكتب بحسب حركة ما قبله أوّلا أو وسطا أو آخرا نحو ائذن لي واؤتمن والبأساء ومثله واضطر وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ، وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ، وقَلْبُهُ كلها حسان عَلِيمٌ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف: ومثله ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وليتق الله ربه مِنْهُ شَيْئاً كاف، وكذا: وليه بالعدل، ومن رجالكم مِنَ الشُّهَداءِ كاف: إن قرئ إن تضلّ بكسر الهمزة، وليس بوقف إن قرئ بفتحها إِحْداهُمَا الْأُخْرى كاف، وكذا: إذا ما دعوا إِلى أَجَلِهِ صالح أَلَّا تَكْتُبُوها كاف، وكذا: إذا تبايعتم، ولا شهيد، وفسوق بكم وَاتَّقُوا اللَّهَ جائز وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ كاف بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ تام

يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ إن رفع ما بعده على الاستئناف: أي فهو يغفر، وليس بوقف إن جزم عطفا على يحاسبكم، فلا يفصل بينهما بالوقف لِمَنْ يَشاءُ جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المتقابلين حتى يؤتى بالثاني مَنْ يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ تامّ إن رفع والمؤمنون بالفاعلية عطفا على الرسول، ويدل لصحة هذا قراءة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وآمن المؤمنون فأظهر الفعل ويكون قوله: كل آمن مبتدأ وخبرا يدل على أن جميع من ذكر آمن بمن ذكر، أو المؤمنون مبتدأ أول، وكل مبتدأ ثان، وآمن خبر عن كل، وهذا المبتدأ وخبره خبر الأول، والرابط محذوف تقديره منهم، وكان الوقف على: من ربه حسنا لاستئناف ما بعده، والوجه كونها للعطف ليدخل المؤمنون فيما دخل فيه الرسول من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله بخلاف ما لو جعلت للاستئناف، فيكون الوصف للمؤمنين خاصة بأنهم آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله دون الرسول، والأولى أن تصف الرسول والمؤمنين بأنهم آمنوا بسائر هذه المذكورات وَرُسُلِهِ حسن لمن قرأ نفرّق بالنون، وليس بوقف لمن قرأ لا يفرّق بالياء بالبناء للفاعل: أي لا يفرّق الرسول كأنه قال: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلهم آمن، فحذف الضمير الذي أضاف كل إليه، ومن أرجع الضمير في يفرّق بالياء لله تعالى كان متصلا بما بعده، فلا يوقف على رسله لتقدم ذكره تعالى، فلا يقطع عنه وَأَطَعْنا كاف، لأن ما بعده منصوب على المصدر بفعل مضمر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَقْبُوضَةٌ كاف وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ كاف، وكذا وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وكذا آثم قلبه بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ صالح: إن رفع ما بعده، وليس بوقف إن جزم ذلك لأنه معطوف على يحاسبكم فلا يفصل بينهما فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ صالح وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ وَالْمُؤْمِنُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وذلك على قراءة لا نفرّق بالنون لأنه منقطع عما قبله، ومن قرأه بالياء فلا يقف على ذلك لأن: لا يفرّق راجع إلى قوله: كل آمن

سورة آل عمران

كأنهم قالوا اغفر لنا غفرانا: أي مغفرة، أو نسألك غفرانك، أو أوجب لنا غفرانك: أي مغفرتك فيكون منصوبا على المفعول به، فلا يكون له تعلق بما قبله على كل تقدير الْمَصِيرُ تامّ إِلَّا وُسْعَها صالح، ومثله: ما كسبت، وكذا: وعليها ما اكتسبت. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني، وهو أحسن للابتداء بالنداء أَوْ أَخْطَأْنا، ومِنْ قَبْلِنا، وما لا طاقَةَ لَنا بِهِ كلها حسان. وقال أبو عمرو: كافية للابتداء فيها بالنداء ولكن الواو لعطف السؤال على السؤال، وتؤذن بأن كل كلمة ربنا تكرار وَاعْفُ عَنَّا، وَاغْفِرْ لَنا، وَارْحَمْنا كلها حسان، واستحسن الوقف على كل جملة منها، لأنه طلب بعد طلب ودعاء بعد دعاء أَنْتَ مَوْلانا ليس بوقف لمكان الفاء بعده واتصال ما بعدها بما قبلها على جهة الجزاء، ولو كان بدل الفاء واو لحسن الوقف والابتداء بما بعدها الْكافِرِينَ تامّ، وفي الحديث: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا يقرءان في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان». سورة آل عمران (¬1) مائتا آية اتفاقا، وكلمها ثلاثة آلاف وأربعمائة وثمانون كلمة، وحروفها أربعة عشر ألفا وخمسمائة وعشرون حرفا، وفيها ما يشبه الفواصل، وليس ـــــــــــــــــــــــــ بالله فلا يقطع عنه مِنْ رُسُلِهِ كاف على القراءتين، وكذا: سمعنا وأطعنا الْمَصِيرُ تامّ إِلَّا وُسْعَها صالح لَها ما كَسَبَتْ جائز وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ حسن، وكذا: أو أخطأنا، ومن قبلنا. وقال أبو عمرو: فيهما كاف ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ كاف وَاعْفُ عَنَّا صالح وَاغْفِرْ لَنا مفهوم وَارْحَمْنا صالح. وقال أبو عمرو: كاف لا يحسن الوقف على أَنْتَ مَوْلانا لمكان الفاء بعده، آخر السورة تامّ. سورة آل عمران مدنية ¬

_ (¬1) ذكر الشيخ أنها مائتا آية اتفاقا وهذا أمر مختلف فيه لأنها مائتا آية إلا آية في الشامي ومائتا آية

معدودا باتفاق تسعة مواضع: لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ مَتاعٌ قَلِيلٌ. الم تقدّم ما يغني عن إعادته، ونظائرها مثلها في فواتح السور، واختلف هل هي مبنية أو معربة وسكونها للوقف؟ أقول إِلَّا هُوَ تامّ إن رفع ما بعده على الابتداء: ونزل عليك الخبر، أو رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعلت الله مبتدأ وما بعده جملة في موضع رفع صفة الله، لأن المعنى يكون: الله الحيّ القيوم لا إله إلا هو، والحيّ القيوم الخبر، فلا يفصل بين المبتدإ وخبره بالوقف، وكذا لو أعربت الحيّ بدلا من الضمير لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف الْحَيُّ الْقَيُّومُ تامّ: إن جعلته خبرا ولم تقف على ما قبله، وليس بوقف إن جعلته مبتدأ، وخبره نزل عليك الكتاب، والوقف على بالحق لا يجوز لأن مصدّقا حال مما قبله: أي حال مؤكدة لازمة: أي نزل عليك الكتاب في حال التصديق للكتب التي قبله لِما بَيْنَ يَدَيْهِ كاف على استئناف ما بعده، وإن كان ما ـــــــــــــــــــــــــ والم تقدم الكلام عليه في سورة البقرة اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ حسن: إن رفعت ما ¬

_ في الباقي عند أبي معشر، ولكن الباقي لم يعتبر هذا الخلاف فقال السخاوي في جمال القراء (1/ 200): هي مائتا آية في جميع العدد، وقال ابن الجوزي: سورة آل عمران مائتا آية بلا خلاف في جملتها إلا ما حكى عن بعض الرواة أنها تنقص آية على أهل الشام قال: لأنه لم يعدوا حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ آية. انظر: «فنون الأفنان» (281) والخلاف في ست آيات هي الم (1)، وَالْإِنْجِيلَ الثاني (48): كوفي وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ (4): غير كوفي. مِمَّا تُحِبُّونَ (92): علوي. وَرَسُولًا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ (49): بصري. الإنجيل الأول (3): غير شامي وانظر «التلخيص» (230)، جمال القراء (1/ 200) فنون الأفنان (281)، الإتحاف (169).

بعده معطوفا على ما قبله، إلا أنه من عطف الجمل فيوقف على ما قبله على قول وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ ليس بوقف. قال أبو حاتم السجستاني: ولا ينظر إلى ما قاله بعضهم إن من قبل تامّ، ويبتدئ هدى للناس: أي وأنزل الفرقان هدى للناس، وضعف هذا التقدير لأنه يؤدّى إلى تقديم المعمول على حرف النسق وهو ممتنع لو قلت: قام زيد مكتوفا، وضربت هندا: يعني مكتوفة لم يصح فكذلك هذا، والمراد بالمعمول الذي قدّم على النسق هو قوله: هُدىً لِلنَّاسِ، والمراد بالنسق هو واو قوله: وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ الذي هو صاحب الحال. فتقدير الكلام وأنزل الفرقان هدى: أي هاديا، وإن جعل محل هدى رفعا جاز: أي هما هدى للناس قبل نزول القرآن أو هما هدى للناس إلى الإيمان بمحمد صلّى الله عليه وسلّم هُدىً لِلنَّاسِ تامّ عند أبي حاتم وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ أتمّ لانتهاء القصة عَذابٌ شَدِيدٌ تامّ عند نافع، ومثله: ذو انتقام فِي الْأَرْضِ ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف عليه، أو أن السامع ربما يتوهم أنه لا يخفى عليه شيء في الأرض فقط، فينفي هذا التوهم بقوله: وَلا فِي السَّماءِ»، والوقف على في السماء تامّ فِي الْأَرْحامِ ليس بوقف لأن قوله: كيف يشاء متعلق بالتصوير كَيْفَ يَشاءُ تامّ، ومثله: الحكيم الْكِتابَ ليس بوقف، لأن قوله منه آيات متعلق به كتعلق الصفة بالموصوف، وآيات محكمات متعلق بمنه على معنى من الكتاب آيات محكمات ومنه أخر متشابهات، ولو جاز هذا الوقف لجاز أن يقف على قوله: ومن قوم موسى. ثم يبتدئ أمّة يهدون بالحق، ولا يقول هذا أحد لأنهم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بعده بأنه خبر لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفعت ذلك بأنه صفة الله الْحَيُّ الْقَيُّومُ تامّ: إن جعلته خبرا ولم تقف على ما قبله، وكاف إن جعلته خبرا ووقفت على ما قبله، وليس بوقف إن جعلته مبتدأ، لأن خبره: نزل عليك الكتاب مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ كاف، وكذا: هدى للناس وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ تامّ: لتمام القصة عَذابٌ شَدِيدٌ كاف ذُو انْتِقامٍ تامّ،

يشترطون لصحة الوقف صحة الوقف على نظير ذلك الموضع، ونقل بعضهم أن الوقف عند نافع على منه ولم يذكر له وجها، ووجهه والله أعلم أنه جعل الضمير في منه كناية عن الله: أي هو الذي أنزل عليك الكتاب من عنده فيكون منه بمعنى من عنده، ثم يبتدئ آيات محكمات: أي هو آيات محكمات، والوقف على مُحْكَماتٌ جائز: أُمُّ الْكِتابِ حسن مُتَشابِهاتٌ كاف، لاستئناف التفصيل معللا اتباع أهل الزيغ المتشابه بعلتين: ابتغاء فتنة الإسلام، وابتغاء التأويل، وكلاهما مذموم. فقال: ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، والوقف على تَأْوِيلِهِ حسن، وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا اللَّهُ وقف السلف وهو أسلم لأنه لا يصرف اللفظ عن ظاهره إلا بدليل منفصل، ووقف الخلف على العلم ومذهبهم أعلم: أي أحوج إلى مزيد علم لأنهم أيدوا بنور من الله تعالى لتأويل المتشابه بما يليق بجلاله والتأويل المعين لا يتعين لأن من المتشابه ما يمكن الوقوف عليه، ومنه ما لا يمكن، وبين الوقفين تضادّ ومراقبة. فإن وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر، وقد قال بكل منهما طائفة من المفسرين، واختاره العز بن عبد السلام، وقد روى ابن عباس أن النبي صلّى الله عليه وسلّم وقف على إلا الله، وعليه جمع من السادة النجباء كابن مسعود وغيره: أي إن الله استأثر بعلم المتشابه كنزول عيسى ابن مريم وقيام الساعة، والمدة التي بيننا وبين قيامها، وليس بوقف لمن عطف الراسخون على لفظ الجلالة: أي ويعلم الراسخون تأويل المتشابه أيضا، ويكون قوله يقولون جملة في موضع الحال من الراسخون: أي قائلين آمنا به. وقيل لا يعلم جميع المتشابه إلا الله تعالى وإن كان الله قد أطلع نبيه صلّى الله عليه وسلّم على بعضه، وأهل قوما من أمته لتأويل بعضه، وفي المتشابه ما يزيد على ثلاثين قولا، وهذا تقريب للكلام ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: في السماء، وكيف يشاء، والعزيز الحكيم، وقال أبو عمرو: في السماء، ويشاء كاف

على هذا المبحث البعيد المرام الذي تزاحمت عليه أفهام الأعلام. وقال السجستاني: الراسخون غير عالمين بتأويله، واحتجّ بأن وَالرَّاسِخُونَ في موضع وأما. وهي لا تكاد تجيء في القرآن حتى تثني أو تثلث كقوله: أما السفينة، وأما الغلام، وأما الجدار، فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر. وهنا قال: فأما الذين في قلوبهم زيغ، ولم يقل بعده وأما، ففيه دليل على أن قوله: وَالرَّاسِخُونَ مستأنف منقطع عن الكلام قبله. وقال أبو بكر: وهذا غلط، لأنه لو كان المعنى وأما الراسخون في العلم فيقولون لم يجز أن تحذف أما والفاء، لأنهما ليستا مما يضمر وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ صالح على المذهب الثاني على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع نصب على الحال، وإن جعل آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا كلاما محكيّا عنهم فلا يوقف على آمنا به، بل على قوله: كلّ من عند ربنا، وهو أحسن، لأن ما بعده من كلام الله: أي كل من المحكم والمتشابه، فهو انتقال من الكلام المحكي عن الراسخين إلى شيء أخبر الله به ليس بحكاية عنهم آمَنَّا بِهِ حسن على المذهبين مِنْ عِنْدِ رَبِّنا كاف. وقوله: وما يذكر إلا أولوا الألباب معترض ليس بمحكيّ عنهم، لأنه من كلام الله الْأَلْبابِ تامّ، وقيل كاف، لأن ما بعده من الحكاية آخر كلام الراسخين بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا حسن، ومثله: رحمة، للابتداء بأن الْوَهَّابُ تامّ: وإن كان ما بعده من الحكاية داخلا في جملة الكلام المحكي لأنه رأس آية وطال الكلام لا رَيْبَ فِيهِ كاف، لأن ما بعده من كلام الله، لا من كلام الراسخين، وحسن إن جعل التفاتا من الخطاب ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْكِتابَ صالح مُحْكَماتٌ جائز أُمُّ الْكِتابِ حسن وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ كاف تَأْوِيلِهِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ تام، على قول الأكثر، أن الراسخين لم يعلموا تأويل المتشابه، وليس بوقف على قول غيرهم أن الراسخين يعلمون تأويله آمَنَّا بِهِ صالح على المذهبين، ويجوز أن يوقف على: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ على

إلى الغيبة: أي حيث لم يقل إنك، بل قال إن الله، والاسم الظاهر من قبيل الغيبة الْمِيعادَ تامّ شَيْئاً جائز، ومثله: وقود النار، يبني الوقف والوصل على اختلاف مذاهب المعربين في الكاف من كَدَأْبِ بماذا تتعلق؟ فقيل في محل رفع خبر مبتدإ محذوف: أي دأبهم في ذلك كدأب آل فرعون، أو في محل نصب. وفي الناصب لها تسعة أقوال. أحدها: أنها نعت لمصدر محذوف والعامل فيه كفروا: أي إن الذين كفروا به كفرا كدأب آل فرعون: أي كعادتهم في الكفر، أو منصوبة بكفروا مقدّرا، أو النصاب مصدر مدلول عليه بلن تغني: أي توقد النار بهم كما توقد بآل فرعون، أو منصوبة بلن تغني: أي بطل انتفاعهم بالأموال والأولاد كعادة آل فرعون، أو منصوبة بوقود: أي توقد النار بهم كما توقد بآل فرعون، أو منصوبة بلن تغني: أي لن تغني عنهم مثل ما لم تغن عن أولئك، أو منصوبة بفعل مقدّر مدلول عليه بلفظ الوقود: أي توقد بهم كعادة آل فرعون ويكون التشبيه في نفس الإحراق، أو منصوبة بكذبوا، والضمير في كذبوا لكفار قريش وغيرهم من معاصري الرسول عليه الصلاة والسلام: أي كذبوا تكذيبا كعادة آل فرعون في ذلك التكذيب. التاسع أن العامل فيها فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ أي فأخذهم الله كأخذه آل فرعون، وهذا مردود، فإن ما بعد فاء العطف لا يعمل فيما قبلها كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ منقطعا عما قبله، وخبره كذبوا، أو خبر مبتدإ، وليس بوقف إن عطف على ما قبله بِذُنُوبِهِمْ كاف الْعِقابِ تامّ إِلى جَهَنَّمَ جائز الْمِهادُ تامّ الْتَقَتا كاف: لمن رفع فئة بالابتداء، وسوّغ الابتداء بها التفصيل، وثم صفة محذوفة تقديرها فئة مؤمنة تقاتل في سبيل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ المذهب الثاني، ويبتدأ بيقولون على معنى ويقولون آمنا به، لكن الأجود خلافه، إذ المشهور أن هذه الجملة على هذا المذهب حال رَبِّنا حسن وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ كاف: لأن ما بعده من الحكاية وإن كان هو ليس منها. وقال أبو عمرو: في ربنا، وأُولُوا الْأَلْبابِ تامّ

الله، وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت، فحذف من الجملة الأولى ما أثبت مقابله في الجملة الثانية، ومن الثانية ما أثبت مقابله في الأولى، وهو من النوع المسمى بالاحتباك من أنواع البديع، وهي قراءة العامة. وليس بوقف لمن قرأ فئة بالجرّ تقاتل في سبيل الله، وأخرى كافرة صفة، أو بدل من فئتين بدل تفصيل نحو: [البسيط] حتّى إذا ما استقلّ النجم في غلس ... وغودر البقل ملويّ ومحصود أي بعضه ملوي وبعضه محصود، ويجوز عربية نصب فئة، وكافرة على الحال من الضمير: أي التقتا مختلفتين، وقرئ فئة بالنصب على المدح: أي أمدح فئة وأخرى كافرة بالنصب على الذمّ: أي وأذم أخرى، وعلى هاتين القراءتين ليس بوقف، والوصل أولى، رَأْيَ الْعَيْنِ حسن. وقيل كاف مَنْ يَشاءُ تام لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ أتمّ منه ولا وقف من قوله: زين للناس إلى والحرث، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد وَالْحَرْثِ حسن، ومثله: الدنيا الْمَآبِ تامّ. قال السدّي: حسن المنقلب هو الجنة، أصل المآب المأوب نقلت حركة الواو إلى الهمزة الساكنة قبلها فقلبت الواو ألفا، وهو هنا اسم مصدر: أي حسن الرجوع مِنْ ذلِكُمْ كاف: لتناهي الاستفهام إلى الإخبار ثم يبتدئ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ برفع جنات على الابتداء، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ إِذْ هَدَيْتَنا صالح. وقال أبو عمرو: كاف مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً صالح الْوَهَّابُ تامّ: وإن كان ما بعده من الحكاية، لأنه رأس آية وطال الكلام لا رَيْبَ فِيهِ كاف الْمِيعادَ تامّ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً جائز وَقُودُ النَّارِ جائز إن علق به وبكفروا كدأب، وكاف إن علق بكذبوا بعدها، أو جعل كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ خبرا لمبتدإ محذوف: أي عادتهم في كفرهم وتظاهرهم على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كعادة آل فرعون في تظاهرهم على موسى عليه السلام كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ تام: إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن عطف ذلك عليه بِذُنُوبِهِمْ كاف الْعِقابِ تامّ إِلى جَهَنَّمَ مفهوم الْمِهادُ تامّ الْتَقَتا حسن. وقال أبو عمرو:

وللذين خبره، والكلام مستأنف في جواب سؤاله مقدر كأنه قيل: ما الخير؟ فقيل: الذين اتقوا عند ربهم جنات، مثل قوله: قل أفأنبئكم بشرّ من ذلكم. ثم قال: النار وعدها الله الذين كفروا، ويضعف هذا الوقف من جعل قوله: عِنْدَ رَبِّهِمْ متعلقا بخير، وإن رفع جنات خبر مبتدإ محذوف تقديره ذلك جنات كاف الوقف على عِنْدَ رَبِّهِمْ حسنا، وليس بوقف لمن خفض جنات بدلا من خير، ولا يوقف على ما قبل جنات، ولا عند ربهم، وأزواج مطهرة، ورضوان بالجرّ في الجميع لعطفه على ما قبله جَنَّاتٌ جائز، لأن تجري في محل رفع، أو نصب، أو جرّ على حسب القراءتين وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ كاف بِالْعِبادِ تامّ. قال أصحاب الدرّ النظيم: أؤنبئكم رسموها بواو بعد ألف الاستفهام صورة للهمزة المضمومة كما ترى، وحذفوا الألف بعد النون في جنات في جميع القرآن اتفاقا، وفي محل الذين يقولون الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجرّ، فمن رفعه خبر مبتدإ محذوف أو نصبه بمقدّر كان الوقف على بِالْعِبادِ تاما، أو كافيا، وليس بوقف لمن جرّه بدلا من قوله لِلَّذِينَ اتَّقَوْا، أو نعتا للعباد، ومن حيث كونه رأس آية يجوز ذُنُوبَنا جائز وَقِنا عَذابَ النَّارِ كاف: إن نصب ما بعده على المدح بإضمار أعني، أو أمدح، وليس بوقف إن جعل بدلا من الذين يقولون، أو مخفوضا نعتا، ومن حيث كونه رأس آية يجوز بِالْأَسْحارِ تامّ: إن قرئ شَهِدَ اللَّهُ فعلا ماضيا بمعنى أعلم بانفراده بالوحدانية، أو قضى الله: أو قرئ شهداء الله بالرفع ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف رَأْيَ الْعَيْنِ كاف مَنْ يَشاءُ تامّ لِأُولِي الْأَبْصارِ أتمّ منه وَالْحَرْثِ كاف الْحَياةِ الدُّنْيا حسن. وقال أبو عمرو: كاف حُسْنُ الْمَآبِ تامّ مِنْ ذلِكُمْ كاف جَنَّاتٌ جائز وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ كاف بَصِيرٌ بِالْعِبادِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، هذا إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أو منصوبا بأعني، وإن جعل مجرورا بدلا من قوله: للذين اتقوا، أو نعتا للعباد لا يحسن الوقف على بِالْعِبادِ إلا بتجوّز، لأنه رأس آية ذُنُوبَنا كاف، وكذا: وَقِنا عَذابَ النَّارِ، إن جعل ما بعده منصوبا على المدح، وإن

على إضمار مبتدإ محذوف والإضافة: أي هم شهداء الله وليس بوقف إن قرئ شهد مبنيا للمفعول: أي شهد انفراده بالألوهية أو قرئ شهداء الله جمعا منصوبا مضافا إلى الله حالا، أو على المدح جمع شهيد أو شاهد، أو قرئ شهدا الله بضم الشين والهاء وفتح الدال منوّنا ونصب الجلالة أو قرئ شهد الله بضم الشين والهاء وفتح الدال وضمها مضافا لاسم الله، فالرفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم شهد الله والنصب على الحال، وهو جمع شهيد كنذير ونذر، أو قرئ شهد الله بضم الدال ونصبها وبلام الجرّ ونسبت هذه القراءة للإمام عليّ كرّم الله وجهه بِالْقِسْطِ حسن الْحَكِيمُ تامّ لمن قرأ إِنَّ الدِّينَ بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن فتحها، وهو الكسائي، لأن محلها نصب، لأنها مع مدخولها معمول لشهد، وإن المعمولة لعامل يجب فتح همزتها ما لم تكن لقول، أو بإضمار حرف الجرّ كأنه قال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ، ل «إ» ن الدين عند الله الإسلام، أو بأن الدين عند الله الإسلام وعلى هذا فلا يوقف على: بالقسط، ولا على: الحكيم، لئلا يفصل بين العامل ومعموله بالوقف الْإِسْلامُ كاف، ومثله: بغيا بينهم الْحِسابِ تامّ للابتداء بالشرط وَمَنِ اتَّبَعَنِ حسن للابتداء بأمر يشمل أهل الكتاب والعرب، والأول مختص بأهل الكتاب فلم يكن الثاني من جملة الشرط. قاله السجاوندي أَأَسْلَمْتُمْ حسن لتناهي الاستفهام إلى الشرط فَقَدِ اهْتَدَوْا حسن للابتداء بشرط آخر. وقال أبو عمرو فيهما: كاف الْبَلاغُ كاف بِالْعِبادِ تامّ للابتداء بإن بِغَيْرِ حَقٍّ جائز لمن قرأ ويقاتلون بألف بعد القاف لعدول المعنى عن قوله: ويقتلون بغير ألف، وليس بوقف لمن قرأ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جعل بدلا من الذين يقولون لم يحسن الوقف على النار إلا بتجوّز، لأنها رأس آية بِالْأَسْحارِ تامّ بِالْقِسْطِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف الْحَكِيمُ تامّ: على قراءة من كسر همزة إن، وليس بوقف على قراءة من فتحها، لأنها مع مدخولها معمولة لشهد بمعنى أخبر، ولا يوقف حينئذ على: بالقسط، ولا على: الحكيم، لئلا يفصل بين العامل ومعموله

ويقتلون بغير ألف لفصله بين اسم إن وخبرها، وقوله: فَبَشِّرْهُمْ في موضع خبر إن، وإن جعل خبر إن أولئك الذين حبطت أعمالهم، فلا يوقف على أليم، ولا على الناس للعلة المذكورة أَلِيمٍ كاف وَالْآخِرَةِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف للابتداء بالنفي مع اتحاد المقصود مِنْ ناصِرِينَ تامّ، ومثله: معرضون مَعْدُوداتٍ صالح، لأن الواو بعده تصلح للعطف وللحال: أي وقد غرّهم أو قالوا مغرورين يَفْتَرُونَ كاف لا رَيْبَ فِيهِ جائز. وقال نافع: تامّ وخولف في هذا، لأن ما بعده معطوف على الجملة قبله، فهو من عطف الجمل لا يُظْلَمُونَ تامّ مَنْ تَشاءُ جائز في المواضع الأربعة، وقد نصّ بعضهم على الأوّل منها والأخير، والوجه أنها شيء واحد بِيَدِكَ الْخَيْرُ كاف قَدِيرٌ تامّ فِي النَّهارِ جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المتقابلين حتى يؤتى بالثاني، ومثله: من الميت، ومن الحيّ بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ تامّ للابتداء بالشرط فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ. قال أبو حاتم السجستاني: كاف، ووافقه أبو بكر بن الأنباري ولم يمعن النظر، وأظنه قلده، وكان يتحامل على أبي حاتم ويسلك معه ميدان التعصب، تغمدنا الله وإياهم برحمته، ولعل وجه هذا الوقف أنه رأى الجملة مركبة من الشرط والجزاء، وهو قوله: ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء، استأنف بعده إلا على معنى إلا أن يكون الخوف يحمله عليه، فعلى هذا التأويل يسوغ الوقف على شيء، وأجاز الابتداء بإلا هنا، وفيه ضعف، لأن إلا حرف استدراك يستدرك بها الإثبات ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْإِسْلامُ كاف، وكذا: بغيا بينهم، وسريع الحساب، ومن اتبعن أَأَسْلَمْتُمْ صالح، وكذا: فقد اهتدوا. وقال أبو عمرو فيهما: كاف الْبَلاغُ كاف بِالْعِبادِ تام. وكذا، بعذاب أليم وَالْآخِرَةِ صالح: وقال أبو عمرو: كاف مِنْ ناصِرِينَ تامّ مُعْرِضُونَ كاف، وكذا: يفترون لا رَيْبَ فِيهِ مفهوم لا يُظْلَمُونَ تامّ مَنْ تَشاءُ مفهوم في المواضع المذكورة بِيَدِكَ الْخَيْرُ كاف قَدِيرٌ تامّ فِي النَّهارِ جائز وكذا في الليل، ومن الميت، ومن الحيّ بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ: وكذا، من دون المؤمنين فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ

بعد النفي، أو النفي بعد الإثبات، فهي متعلقة بما قبلها في جميع الأحوال، مع أن أبا حاتم في باب الوقف والابتداء هو الإمام المقتدى به في هذا الفنّ، ووافقه الكواشي وقال: إلا أن يجعل حرف الاستثناء بمعنى اللهمّ والله أعلم بكتابه. وفصل أبو العلاء الهمداني حيث قال: من العلماء من قال: إذا كان بعد الاستثناء كلام تامّ جاز الابتداء بإلا إذا لم يتغير معنى ما قبلها نحو: أَسْفَلَ سافِلِينَ، وقوله: بشرهم بِعَذابٍ أَلِيمٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا، وكقوله: وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وأما لو تغير بالوقف معنى ما قبله نحو: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً، وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ، ونحو: فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ*، فلا يبتدأ بإلا. وأما إذا لم يكن بعد إلا كلام تامّ، بل كان متعلقا بما قبله فلا يوقف دونه. وقال ابن مقسم: إذا كان الاستثناء متصلا فالوقف على ما بعدها أحسن نحو: تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً، إلا أن يكون الاستثناء بعد الآية فيوقف على ما قبل إلا لتمام الآية، وعلى ما بعدها لتمام الكلام نحو: لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ*، إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوزاً. وإن كان منقطعا عما قبله فالوقف على ما قبل إلا أجود، وعلى ما بعدها حسن، ثم ما كان منه رأس آية ازداد حسنا في الوقف، فمن المنقطع قبل تمام الآية قوله: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ هنا الوقف، ثم يبتدأ: إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا، وكذلك: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ، لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً، لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى، والتامّ في ذلك كله آخر الآية. وأما المنقطع بعد تمام الآية، فقوله: إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وهو بعيد مِنْهُمْ تُقاةً حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ

لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا، عَذابٌ واصِبٌ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ، بَرْداً وَلا شَراباً إِلَّا حَمِيماً، أَسْفَلَ سافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا، فإن اللفظ لفظ الاستثناء والتقدير الرجوع من إخبار إلى إخبار، ومن معنى إلى معنى، وللعلماء في ذلك اختلاف كبير يطول شرحه. وحاصله أن الاستثناء إن كان يتعلق بالمستثنى منه لم يوقف قبل إلا، وإن كان بمعنى لكن، وأن ما بعده ليس من جنس ما قبله نحو: لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ، إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى، إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ، إذ لم يستثن الظنّ من العلم، لأن اتباع الظنّ ليس بعلم، المعنى لكنهم يتبعون الظنّ، والنحويون يجعلون هذا الاستثناء منقطعا، إذ لم يصح دخول ما بعد إلا فيما قبلها، ألا ترى أن الأمانيّ ليست من الكتاب، وتكون إلا بمعنى الواو عند قوم نحو قوله: إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ، وكقوله: إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً، ونحو قوله: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً. قال أبو عبيدة بن المثنى: إلا بمعنى الواو، لأنه لا يجوز للمؤمن قتل المؤمن عمدا ولا خطأ. ومن الاستثناء ما يشبه المنقطع كقوله: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ، فقوله: إِلَّا فِي كِتابٍ منقطع عما قبله، إذ لو كان متصلا لكان بعد النفي تحقيقا، وإذا كان كذلك وجب أن يعزب عن الله تعالى مثقال ذرّة وأصغر وأكبر منها إلا في الحال التي استثناها، وهو قوله: إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ وهذا لا يجوز أصلا، بل الصحيح الابتداء بإلا على تقدير الواو: أي وهو أيضا في كتاب مبين، ونحو ذلك قوله: وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها إلى قوله: فِي كِتابٍ مُبِينٍ، ومعنى: فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ أي: ليس من توفيق الله وكرامته في شيء، أو ليس فيه لله حاجة، أي: لا يصلح لطاعته ولا لنصرة دينه. وقال الزجاج: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ نَفْسَهُ كاف. وقيل تامّ الْمَصِيرُ تامّ، وكذا: يعلمه الله وَما فِي الْأَرْضِ

معناه من يتول غير المؤمنين فالله بريء منه تُقاةً حسن. وقال أبو عمرو: كاف نَفْسَهُ كاف الْمَصِيرُ تامّ يَعْلَمْهُ اللَّهُ كاف لاستثناء ما بعده، وليس معطوفا على جواب الشرط، لأن علمه تعالى بما في السموات وما في الأرض غير متوقف على شرط، ومثله: وما في الأرض قَدِيرٌ كاف، إن نصب يوم باذكر مقدّرا مفعولا به، وليس بوقف إن نصب بيحذّركم الأولى، وكذا إن نصب بالمصير للفصل بين المصدر ومعموله كأنه قال: تصيرون إليه يوم تجد كل، ومن حيث كونه رأس آية يجوز ويضعف نصبه بقدير، لأن قدرته تعالى على كل شيء لا تختص بيوم دون يوم، بل هو متصف بالقدرة دائما ويضعف نصبه بتودّ: أي تودّ يوم القيامة حين تجد كل نفس خيرها وشرّها تتمنى بعد ما بينها وبين ذلك اليوم وهوله مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً تامّ، إن جعلت ما مبتدأ، وخبرها تودّ، ومن جعلها شرطية، وجوابها تودّ لم يصب، ولم يقرأ أحد إلا بالرفع ولو كانت شرطية لجزم تودّ، ولو قيل يمكن أن يقدّر محذوف: أي فهي تودّ أو نوى بالمرفوع التقديم ويكون دليلا للجواب لا نفس الجواب لكان في ذلك تقديم المضمر على ظاهره في غير الأبواب المستثناة، وذلك لا يجوز، وقراءة عبد الله من سوء ودّت تؤيد كون ما شرطية مفعولة بعملت، وفي الكلام حذف تقديره تسرّ به، ومن سوء محضرا حذف تسرّ من الأول ومحضرا من الثاني، والمعنى وتجد ما عملت من سوء محضرا تكرهه، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف قَدِيرٌ تامّ: إن نصب يوم تجد باذكر مقدّرا، وكاف إن نصب ذلك بالمصير، أو يحذركم الله نفسه مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل ذلك معطوفا على: ما عملت من خير، بل الوقف على: وما عملت من سوء أَمَداً بَعِيداً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ نَفْسَهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف بِالْعِبادِ تامّ ذُنُوبَكُمْ كاف رَحِيمٌ تامّ وَالرَّسُولَ مفهوم الْكافِرِينَ تامّ عَلَى الْعالَمِينَ جائز مِنْ بَعْضٍ كاف، وقيل تامّ سَمِيعٌ

وليس بوقف إن عطف وما عملت من سوء على ما عملت من خير أَمَداً بَعِيداً حسن: وكرّر التحذير تفخيما وتوكيدا كما في قوله: [المديد] لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغص الموت ذا الغنى والفقيرا نَفْسَهُ كاف بِالْعِبادِ تامّ يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله ذُنُوبَكُمْ كاف رَحِيمٌ تامّ وَالرَّسُولَ حسن: للابتداء بالشرط مع الفاء فَإِنْ تَوَلَّوْا ليس بوقف لأن جواب الشرط لم يأت بعد الْكافِرِينَ تام: العالمين جائز: من حيث كونه رأس آية، وليس بمنصوص عليه، لأن ذرية حال من اصطفى: أي اصطفاهم حال كونهم ذرية بعضها من بعض، أو بدل من آدم وما عطف عليه على قول من يطلق الذرية على الآباء والأبناء فلا يفصل بين الحال وذيها، ولا بين البدل والمبدل منه، فإن نصبت ذرية على المدح كان الوقف على العالمين كافيا مِنْ بَعْضٍ كاف عَلِيمٌ تامّ: على قول أبي عبيدة معمر بن المثنى أن إذ زائدة لا موضع لها من الإعراب والتقدير عنده قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ على أنه مستأنف. وهذا وهم من أبي عبيدة، وذلك أن إذ اسم من أسماء الزمان فلا يجوز أن يلغى لأن اللغو إنما يكون في الحروف، وموضع إذ نصب بإضمار فعل: أي اذكر لهم وقت إذ قالت قاله المبرد والأخفش فهي مفعول به لا ظرف، وقال الزجاج الناصب له اصطفى مقدرا مدلولا عليه باصطفى الأوّل: أي اصطفى آل عمران إذ قالت، فعلى هذين الوجهين لا يوقف على عليم لتعلق ما بعده بما قبله: أي سمع دعاءها ورجاءها، فإذ متعلقة بالوصفين معا مُحَرَّراً ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عَلِيمٌ كاف، وكذا: فتقبل مني، و: السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَضَعْتُها أُنْثى تامّ، وقال أبو عمرو: كاف، هذا على قراءة من سكن التاء من قوله: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ لأنه إخبار من الله تعالى فهو مستأنف، ومن قرأ بضم التاء لم يقف على أنثى بِما وَضَعَتْ صالح على قراءة من سكن التاء، وليس بوقف على قراءة ضمها

جائز: وهو حال من الموصول، وهو ما في بطني، والعامل فيها نذرت، ولا يستحسن لتعلق الفاء بما قبلها فَتَقَبَّلْ مِنِّي تامّ: عند نافع للابتداء بإن الْعَلِيمُ كاف: ومثله: أنثى لمن قرأ وضعت بسكون التاء لأنه يكون إخبارا من الله عن أمّ مريم، وما بعده من كلام الله فهو منفصل من كلام مريم ومستأنف، وبها قرأ أبو جعفر ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي، وليس بوقف لمن قرأ بضم التاء وهو ابن عامر وأبو بكر عن عاصم، وعليه فلا يوقف على أنثى الأول والثاني لأنهما من كلامها فلا يفصل بينهما، فكأنها قالت اعتذارا إني وضعتها وأنت يا رب أعلم بما وضعت بِما وَضَعَتْ جائز: على قراءة سكون التاء، وليس بوقف لمن ضمها كَالْأُنْثى جائز: إن جعل من كلام الله، وليس بوقف إن جعل ما قبله من كلام أمّ مريم، ولا وقف من وإني سميتها مريم إلى الرجيم، فلا يوقف على مريم، سواء قرئ وضعت بسكون التاء أو بكسرها على خطاب الله لها لأنه معطوف على إني وضعتها. وما بينهما معترض بين المعطوف والمعطوف عليه مثل وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ اعترض بجملة لو تعلمون بين المنعوت الذي هو القسم وبين نعته الذي هو عظيم، وهنا بجملتين، الأولى والله أعلم بما وضعت، والثانية وليس الذكر كالأنثى، قرأ نافع وإني بفتح ياء المتكلم التي قبل الهمزة المضمومة، وكذلك كل ياء وقع بعدها همزة مضمومة إلا في موضعين، فإن الياء تسكن فيهما بعهدي أوف آتوني أفرغ الرَّجِيمِ كاف: وقيل تامّ: نَباتاً حَسَناً حسن: عند من خفف وكفلها، لأن الكلام منقطع عن الأول ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كَالْأُنْثى جائز: على القراءة الأولى، حسن على الثانية وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ جائز الرَّجِيمِ تامّ، وكذا نَباتاً حَسَناً إن قرئ وكفلها بالتخفيف، فإن شدّد لم يوقف على حسنا لأن كفلها حينئذ معطوف على أنبتها: أي وكفلها الله زكريا وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا صالح: على القراءتين عِنْدَها رِزْقاً صالح، وكذا: أنى لك هذا

بتبدّل فاعله. فإن فاعل المخفف زكريا، وفاعل المشدّد ضمير اسم الرب عز وجلّ: أي وكفلها الله زكريا، وليس بوقف لمن شدّد، لأن الفعلين معا لله تعالى: أي أنبتها الله نباتا حسنا وكفلها الله زكريا، وبها قرأ حمزة والكسائي وعاصم، وقصر زكريا غير عاصم، فإنه قرأ بالمدّ، فمن مدّ أظهر النصب، ومن قصر كان في محل النصب وخفف الباقون ومدّوا زكريا مرفوعا: أي ضمها زكريا إلى نفسه، ومن حيث إنه عطف جملة على جملة يجوز عند بعضهم وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا جائز: على القراءتين، ومثله رزقا، وكذا: هذا منصوص عليهما مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف: إن جعل ما بعده من كلام الله، وجائز إن جعل من الحكاية عن مريم أنها قالت: إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، والأولى وصله بما بعده بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ: وقيل كاف لأن ما بعده متعلق به من جهة المعنى، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لما رأى زكريا عليه السلام فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، قال إن الذي يفعل هذا قادر على أن يرزقني ولدا، فعند ذلك دعا زكريا ربه طَيِّبَةً حسن: للابتداء بأن الدُّعاءِ تامّ الْمِحْرابِ حسن: على قراءة من كسر همزة إن على إضمار القول: أي قالت إن الله وقد جاء إضمار القول كثيرا، من ذلك قوله: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ أي: يقولون سلام عليكم. فإن تعلقت إن المكسورة بفعل مضمر ولم تتعلق بما قبلها من الكلام حسن الابتداء بها والوقف على ما قبلها، وليس بوقف لمن فتحها لأن التقدير بأن الله فحذف الجار ووصل الفعل إلى ما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف: إن جعل ما بعده من قوله الله تعالى، وصالح إن جعل ذلك من الحكاية عن أمّ مريم بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ رَبَّهُ حسن ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً صالح سَمِيعُ الدُّعاءِ تامّ فِي الْمِحْرابِ حسن على قراءة من كسر همزة إن الله، وليس بوقف على قراءة من فتحها مِنَ الصَّالِحِينَ حسن ما يَشاءُ تامّ آيَةً كاف،

بعده فهو منصوب المحل بقوله: فَنادَتْهُ لأنه فعل يتعدى إلى مفعولين. أحدهما الهاء، والثاني أن الله. وأما من أقام النداء مقام القول فلا يقف على المحراب، وكذا: على قراءة من قرأ: أن الله بفتح الهمزة على تقدير بأن الله: أي بهذا اللفظ لتعلق ما بعد المحراب بما قبله انظر النكزاوي الصَّالِحِينَ كاف: وقيل تامّ عاقِرٌ حسن: ووقف بعضهم على كذلك على أن الإشارة بكذلك إلى حال زكريا وحال امرأته كأنه قال ربّ على أيّ وجه يكون لنا غلام ونحن بحال كذا؟ فقال له كما أنتما يكون لكما الغلام والكلام تمّ في قوله: كذلك، وقوله: الله يفعل ما يشاء جملة مبينة مقرّرة في النفس وقوع هذا الأمر المستغرب، وعلى هذا يكون كذلك متعلقا بمحذوف، والله يفعل ما يشاء جملة منعقدة من مبتدإ وخبر، وليس بوقف إن جعلت الكاف في محل نصب حال من ضمير ذلك: أي يفعله حال كونه مثل ذلك أو جعلت في محل رفع خبر مقدّم، والجلالة مبتدأ مؤخر اه. سمين ما يَشاءُ تامّ: وهو رأس آية اجْعَلْ لِي آيَةً حسن: ومثله رمزا، وقيل تام للابتداء بالأمر وَالْإِبْكارِ تام: على أن إذ منصوبة المحل بمضمر تقديره واذكر، وحسن إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله من عطف الجمل الْعالَمِينَ تامّ: للابتداء بالنداء الرَّاكِعِينَ حسن نُوحِيهِ إِلَيْكَ كاف: عند أبي حاتم، ومثله: يكفل مريم ويختصمون بِكَلِمَةٍ مِنْهُ جائز: ويبتدئ اسمه المسيح بكسر الهمزة، ومثله عيسى ابن مريم إن جعل عيسى خبر مبتدإ محذوف: أي هو عيسى، وليس بوقف إن جعل اسمه المجموع من قوله: الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ كما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: إِلَّا رَمْزاً، والْإِبْكارِ. وقال أبو عمرو في الأبكار تامّ الْعالَمِينَ تامّ مَعَ الرَّاكِعِينَ حسن نُوحِيهِ إِلَيْكَ كاف، وكذا: يَكْفُلُ مَرْيَمَ، ويَخْتَصِمُونَ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ صالح، وقيل تامّ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف، وقيل تامّ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ جائز وَكَهْلًا جائز وَمِنَ

في الكشاف، أو جعل عيسى بدلا من المسيح أو عطف بيان، وابن مريم صفة لعيسى وَالْآخِرَةِ جائز: ومثله المقرّبين عند من جعل ويكلم مستأنفا على الخبر. والأوجه أن وجيها، ومن المقرّبين ويكلم، ومن الصالحين. هذه الأربعة أحوال انتصبت عن قوله بكلمة، والمعنى أن الله يبشرك بهذه الكلمة موصوفة بهذه الصفات الجميلة، ولا يجوز أن تكون من المسيح ولا من عيسى ولا من ابن مريم ولا من الهاء في اسمه، انظر تعليل ذلك في المطوّلات، فلا يوقف على كهلا، لأن ومن الصالحين معطوف على وجيها: أي وجيها ومقرّبا وصالحا، أو يبشرك بعيسى في حال وجاهته وكهولته وتقريبه وصلاحه الصَّالِحِينَ تامّ بَشَرٌ كاف: ومثله ما يشاء كُنْ جائز فَيَكُونُ تامّ: لمن قرأ: ونعلمه بالنون على الاستئناف، وكاف لمن قرأ بالياء التحتية عطفا على يبشرك من عطف الجمل وَالْإِنْجِيلَ حسن، إن نصب ورسولا بمقدر: أي ونجعله رسولا، وليس بوقف لمن عطفه على وجيها فيكون حالا: أي ومعلما الكتاب، وهو ضعيف لطول الفصل بين المتعاطفين، وكذا على قراءة البزي، ورسول بالجرّ عطفا على بكلمة منه: أي يبشرك بكلمة منه ورسول لبعد المعطوف عليه والمعطوف مِنْ رَبِّكُمْ كاف، لمن قرأ إني أخلق بكسر الهمزة وهو نافع على الاستئناف أو على التفسير، فسّر بهذه الجملة قوله: بآية كأن قائلا قال وما الآية. فقال إني أخلق، ونظيرها يأتي في قوله: إِنَّ مَثَلَ عِيسى ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الصَّالِحِينَ تامّ بَشَرٌ كاف، وكذا: يخلق ما يشاء كُنْ فَيَكُونُ تقدم في البقرة، وقال الأصل هنا: فيكون تام لمن قرأ ونعلمه بالنون، وكاف لمن قرأه بالياء لأنه معطوف على يبشرك وَالْإِنْجِيلَ جائز بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ صالح، إن قرئ: إني أخلق بكسر الهمزة، وليس بوقف إن قرئ بفتحها بِإِذْنِ اللَّهِ صالح في الموضعين. وقال أبو عمرو: كاف فِي بُيُوتِكُمْ كاف، وكذا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ومصدّقا منصوب بجئت مقدّرا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ كاف: وَأَطِيعُونِ تامّ: فَاعْبُدُوهُ حسن

عِنْدَ اللَّهِ، فجملة خلقه مفسرة للمثل، وكما في قوله: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ، ثم فسر الوعد بقوله لَهُمْ مَغْفِرَةٌ، فالاستئناف يؤتى به تفسيرا لما قبله، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها بدلا من أنى قد جئتكم أو جعله في موضع خفض بدلا من آية بدل كل من كل إن أريد بالآية الجنس أو جعلت خبر مبتدإ محذوف: أي هي أنى، فقوله أنى يجوز أن يكون في موضع رفع أو نصب أو جرّ على اختلاف المعاني وفتحها على إسقاط الخافض فموضعها جرّ: أي بأنى، ويجري الخلاف المشهور بين سيبويه والخليل في محل أنى نصب عند سيبويه وجرّ عند الخليل بِإِذْنِ اللَّهِ جائز: في الموضعين فِي بُيُوتِكُمْ كاف، ومثله: مؤمنين إن نصب ومصدقا بفعل مقدّر: أي وجئتكم مصدّقا لما بين يديّ، وليس بوقف إن نصب عطفا على رسولا أو على الحال مما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، وجواب إن كنتم محذوف: أي انتفعتم بهذه الآية وتدبرتموها حُرِّمَ عَلَيْكُمْ كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله مِنْ رَبِّكُمْ حسن وَأَطِيعُونِ كاف فَاعْبُدُوهُ حسن. وقيل كاف مُسْتَقِيمٌ تامّ إِلَى اللَّهِ الأول حسن، والثاني ليس بوقف، لأن آمنا في نظم الاستئناف مع إمكان الحال: أي قد آمنا كذلك مُسْلِمُونَ كاف: ومثله الشاهدين وَمَكَرَ اللَّهُ حسن الْماكِرِينَ كاف مُتَوَفِّيكَ جائز، ومثله: ورافعك إليّ، وليس منصوصا عليهما، والأولى وصلهما. وقيل هو من المقدّم والمؤخر: أي رافعك إليّ حيا ومتوفيك وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا حسن، إن جعل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مُسْتَقِيمٌ تامّ: إلى الله حسن، وكذا: نحن أنصار الله وآمَنَّا بِاللَّهِ وكذا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ومع الشاهدين وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ كاف، وكذا خير الماكرين مُتَوَفِّيكَ جائز، وكذا: رافعك إليّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا حسن. وقال أبو

الخطاب في اتبعوك للنبي صلّى الله عليه وسلّم والذين اتبعوه هم المسلمون: أي وجاعل الذين اتبعوك يا محمد فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة، فهو منقطع عما قبله في اللفظ وفي المعنى، لأنه استئناف خبر له، ومعنى قوله فوق الذين كفروا: أي في الحجة وإقامة البرهان، وقيل في اليد والسلطنة والغلبة، ويؤيد هذا ما في الصحيح عن ثوبان. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تزال طائفة من أمّتي على الحق ظاهرين لا يضرّهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله» وقيل يراد بالخطاب عيسى، وليس بوقف إن جعل الخطاب لعيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، ولا يخفى أن المذكور في الآية الشريفة إنما هو عيسى لكون الكلام مع اليهود الذين كفروا به وراموا قتله، وما في خط شيخ الإسلام وفي النسخ القديمة: موسى لعله سبق قلم أو تصحيف من الناسخ، وفي ترتيب هذه الأخبار الأربعة: أعني متوفيك ورافعك ومطهرك وجاعل ترتيب حسن، وذلك أن الله تعالى بشره أولا بأنه متوفيه ومتولّي أمره فليس للكفار المتوعدين له بالقتل سلطان ولا سبيل ثم بشره ثانيا بأنه رافعه إليه: أي إلى سمائه محل أنبيائه وملائكته ومحل عبادته ليسكن فيها ويعبد ربه مع عابديه. ثم ثلاثا بتطهيره من أوصاف الكفرة وأذاهم وما قذفوه به. ثم رابعا برقعة تابعيه على من خالفه ليتم بذلك سروره، وقدّم البشارة بنفسه لأن الإنسان بنفسه أهم قال تعالى: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وفي الحديث: «ابدأ بنفسك، ثم بمن تعول» إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ جائز: تختلفون كاف: للتفصيل بعده وَالْآخِرَةِ كاف أيضا للابتداء بالنفي مِنْ ناصِرِينَ تامّ أُجُورَهُمْ حسن الظَّالِمِينَ كاف، لأن ذلك مبتدأ، ومن الآيات في محل رفع خبر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عمرو: تامّ، ومحلهما إذا جعل الخطاب فيما بعده للنبي صلّى الله عليه وسلّم. فإن جعل الخطاب كله لعيسى عليه السلام فليس ذلك بوقف إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مفهوم تَخْتَلِفُونَ حسن فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ كاف مِنْ ناصِرِينَ حسن: أجورهم كاف، وكذا:

الْحَكِيمِ تام كَمَثَلِ آدَمَ حسن: وليس بتام ولا كاف لأن خلقه من تراب تفسير للمثل وهو متعلق به فلا يقطع منه. وقال يعقوب: تامّ، وخلقه من تراب مستأنف، وإنما لم يكن خلقه متصلا به لأن الأعلام لا يتصل بها الماضي، فلا تقول مررت بزيد قام، لأن قام لا يكون صفة لزيد ولا حالا لأنه قد وقع وانقطع. فإن أضمرت في الكلام قد جاز أن يتصل الماضي بالأعلام لأن الجمل بعد المعارف أحوال، وفي جملة خلقه من تراب وجهان: أظهرهما أنها مفسرة لوجه التشبيه فلا محل لها من الإعراب. والثاني أنها في محل نصب على الحال من آدم، وقد معه مقدّرة لتقرّبه من الحال والعامل فيها معنى التشبيه، والضمير في خلقه عائد على آدم لا على عيسى لفساد المعنى كُنْ جائز: لاستئناف ما بعده، وما بعد الأمر ليس جوابا له وإنما أراد تعالى فهو يكون على الاستئناف، فلذلك انقطع عما قبله، وليس بوقف على قراءة الكسائي من نصب ما بعد الفاء، وذلك أن ما بعدها معطوف على ما عملت فيه كن، واختلف في المقول له كن، فالأكثر على أنه آدم وعليه يسأل، ويقال إنما يقال له كن قبل أن يخلقه لا بعده وهنا خلقه ثم قال له كن ولا تكوين بعد الخلق، فالجواب أنه تعالى أخبرنا أوّلا بأنه خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى. ثم ابتدأ خبرا آخر فقال: إني مخبركم بعد خبري الأول أني قلت له كن فكان مثل قوله: [الخفيف] إنّ من ساد ثم ساد أبوه ... ثمّ قد ساد قبل ذلك جدّه ومعلوم أن الأب متقدّم عليه والجدّ متقدّم على الأب، فالترتيب يعود إلى الخبر لا إلى الوجود فَيَكُونُ تام الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ جائز: أي الذي أنبأك به في قصة عيسى الحق من ربك أو هو الحق من ربك أو أمر عيسى، فهو خبر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الظالمين الْحَكِيمِ تامّ كَمَثَلِ آدَمَ حسن كُنْ فَيَكُونُ تقدّم الْمُمْتَرِينَ تامّ: وكذا الكاذبين الْقَصَصُ الْحَقُّ كاف وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ حسن، وكذا

مبتدإ محذوف الْمُمْتَرِينَ تامّ، ولا وقف من قوله: فمن حاجك إلى الكاذبين فلا يوقف على من العلم لأن جواب الشرط لم يأت بعد الْكاذِبِينَ تامّ الْحَقُّ كاف إِلَّا اللَّهُ حسن، لأن من إله مبتدأ ومن زائدة وإلا الله خبر، أي ما إله إلا الله الْحَكِيمُ تامّ، ومثله: بالمفسدين: وكذا بيننا وبينكم عند نافع إن رفع ما بعده على أنه خبر مبتدأ محذوف. فإن العادة أنه لا يبتدأ بإلا لأن الغالب أنها تكون في محل نصب أو جرّ فهي مفتقرة إلى عاملها، وهنا كأن قائلا قال ما الكلمة؟ فقيل هي ألا نعبد إلا الله. وهذا وإن كان جائزا عربية رفعه، فالأحسن وصله، وليس بوقف إن جعلت أن وما في حيزها في محل رفع بالابتداء والظرف قبلها خبر، وكذا لا يوقف على بينكم إن جعلت أن فاعلا بالظرف قبلها، وحينئذ يكون الوقف على سواء. ثم يبتدئ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله. وهذا فيه بعد من حيث المعنى، وكذا لا يوقف عليه إن جرّ على أنه بدل من كلمة بتقدير تعالوا إلى كلمة وإلى ألا نعبد إلا الله، لأن ما بعده معطوف على ما قبله ورسموا ألا نعبد بغير نون بعد الألف مِنْ دُونِ اللَّهِ تامّ: للابتداء بعده بالشرط. ومثله مسلمون إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ كاف: للابتداء بالاستفهام تَعْقِلُونَ تامّ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ جائز: للاستفهام بعده لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ كاف: لاستئناف ما بعده وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ تامّ: للابتداء بالنفي بعده وَلا نَصْرانِيًّا ليس بوقف، لأن لكن حرف يقع بين نقيضتين، وهما هنا اعتقاد الباطل والحق مُسْلِماً جائز مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ الذين اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وقال أبو عمرو: فيهما كاف بِالْمُفْسِدِينَ تامّ، وكذا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إن رفع ما بعده على أنه خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جرّ على أنه بدل من كلمة أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ جائز مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف بِأَنَّا مُسْلِمُونَ تامّ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ صالح أَفَلا تَعْقِلُونَ تامّ لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ كاف وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ تامّ وَلا نَصْرانِيًّا جائز حَنِيفاً مُسْلِماً صالح مِنَ الْمُشْرِكِينَ

آمَنُوا كاف: فأولى الناس في محل نصب اسم إن، والذين في محل رفع خبرها، واللام في للذين لام التوكيد، وهذا النبيّ عطف على للذين، والذين آمنوا في محل رفع بالعطف على النبيّ والوقف على آمنوا. وقال النكزاوي: اختلف في ضمير اتبعوه، فقيل هو ضمير جماعة المسلمين راجع إلى الذين. وقيل راجع إلى القوم الذين كانوا في زمن إبراهيم فآمنوا به واتبعوه كقس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل. وقال يعقوب: الوقف على اتبعوه كاف، ويبتدأ وهذا النبيّ على الاستئناف، والأجود العطف، ويدل على صحته الحديث المسند: «إن لكل بيت وليّا، وإن وليي إبراهيم عليه الصلاة والسلام» ثم قرأ هذه الآية اه. مع حذف، وقرأ أبو السمال العدوي: وهذا النبيّ بالنصب عطفا على الهاء في اتبعوه كأنه قال اتبعوه واتبعوا هذا النبيّ، ذكره ابن مقسم، والوقف على هذا الوجه على آمنوا، ومن نصب النبي على الإغراء وقف على اتبعوه، ثم يبتدئ وهذا النبيّ بالنصب كأنه قال: واتبعوا هذا النبيّ على لفظ الأمر، وهذا أضعف الأوجه. وقرئ بالجرّ عطفا على بإبراهيم: أي أن أولى الناس بإبراهيم وبهذا النبيّ، وعلى هذا كان ينبغي أن يثني الضمير في اتبعوه فيقول اتبعوهما، اللهم إلا أن يقال هو من باب وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا حسن وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ تامّ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ حسن وَما يَشْعُرُونَ تامّ، ومثله: تشهدون، وكذا: وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ، آخره ليس بوقف لحرف الترجي بعده، لأن الإنسان يترجى بها شيئا يصل إليه بسبب من الأسباب يَرْجِعُونَ صالح، لأن ما بعده من جملة الحكاية عن اليهود، وأن الواو بعده للعطف، فإن جعلت للاستئناف كان الوقف على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ، وكذا: والذين آمنوا، و: وليّ المؤمنين لَوْ يُضِلُّونَكُمْ كاف وَما يَشْعُرُونَ تام، وكذا: وأنتم تشهدون، وأنتم تعلمون لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ صالح: وإن كان رأس آية، لأن ما بعده من جملة الحكاية عن اليهود، فإن جعلت الواو في وَلا تُؤْمِنُوا

يَرْجِعُونَ كافيا دِينَكُمْ تامّ: يبني الوقف على هُدَى اللَّهِ ووصله بما بعده على اختلاف القراء والمعربين فللقرّاء في محل أن يؤتى خمسة أوجه، وللمعربين فيه تسعة أوجه، والوقف تابع لها في تلك الأوجه ولهذا قال الواحدي: وهذه الآية من مشكلات القرآن. وقال غيره هي أشكل ما في السورة، قرأ العامة أن يؤتى بفتح الهمزة والقصر. ومعناها قالت اليهود بعضهم لبعض لا تصدّقوا ولا تقرّوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من العلم والحكمة إلا لمن تبع اليهودية، وقرأ ابن محيصن وحميد فوق العشرة بمدّ الهمزة على الاستئناف التوبيخي الإنكاري، وقرأ ابن كثير في السبع على قاعدته بتسهيل الثانية بين بين من غير مدّ بينهما على الاستفهام ولام العلة والعلل محذوفان: أي إلا أن يؤتى أحد دبرتم ذلك وقلتموه فحذفت اللام، ونصبت أن ومدخولها: أي محلهما كأنه قال: لا تؤمنوا إلا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، وقرأ الأعمش وشعيب بن أبي حمزة وسعيد بن جبير إن يؤتى بكسر الهمزة على أنها نافية: أي ما يؤتى أحد مثل ما أوتيتم خطاب من النبي صلّى الله عليه وسلّم لأمته، والوقف على دينكم، لأن ما بعده يكون منقطعا عن الأوّل، وقرأ الحسن أن يؤتى بفتح الهمزة وكسر الفوقية وفتح التحتية مبنيا للفاعل وأحد فاعل والمفعول الأول محذوف: أي أحدا وأبقى الثاني وهو مثل، والتقدير أن يؤتى أحد أحدا مثل ما أوتيتم، هذا توجيه القراءات. وأما توجيه الإعراب ففي محل أن يؤتى تسعة أوجه: ثلاثة من جهة الرفع. وأربعة من جهة النصب. وواحد من جهة الجرّ. وواحد محتمل للنصب والجرّ. ويوقف على: هدى الله في أربعة منها، وهي إن قرئ أن يؤتى بالاستفهام، لأن الاستفهام له صدر الكلام، سواء قرئ بهمزة محققة أو مسهلة، أو نصب أن على الاشتغال أو علق ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ للاستئناف فالوقف على يَرْجِعُونَ كاف لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ تامّ، وكذا: قل إن الهدى هدى الله، هذا إن قرئ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ بالاستفهام، أو علق بالهدى، فإن

بالهدى، أو أنّ إن بمعنى ما وليس بوقف إن أعرب أن بدلا من: هدى الله، أو خبرا، لأن أو معمولا لما قبله، أو متعلقا بما قبله، أو متعلقا بلا تؤمنوا، أو قرئ أن يؤتى بالفتح والقصر، لأنه يصير علة لما قبله كما ستراه. فالأول من أوجه الرفع أن يؤتى يصح أن يكون محله رفعا على أنه مبتدأ على قول من يرفع في نحو: أزيد ضربته والخبر محذوف: أي إيتاء أحد مثل ما أوتيتم تصدّقونه أو تقرّون به: أي لا تصدقوا بذلك فهو إنكار أن يؤتي أحد مثل الذي أوتوه من التوراة وغيرها فهو حينئذ من كلام اليهود بعضهم لبعض، والوقف على هُدَى اللَّهِ تامّ، لأنه من كلام الله. والثاني من أوجه الرفع أنّ أن يؤتي بدل من هدى الله الذي هو خبر إن: أي إن الهدى هدى الله هو أن أن يؤتي أحد كالذي جاءنا نحن فيكون من كلام اليهود، والثالث من أوجه الرفع أن يؤتى خبر إن. وأما أوجه النصب: فأحدها أن بفتح الهمزة بمعنى لا، نقل ذلك بعضهم عن الفراء، فأقام أن مقام ما، وأو بمعنى إلا، فأن ومدخولها في محل نصب بالقول المحذوف: أي وقولوا لهم لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا أن يحاجوكم، وردّ بأن جعل أن المفتوحة للنفي غير محفوظ، بل هو قول مرغوب عنه. والثاني من أوجه النصب أن يكون مفعولا بمحذوف: أي إذا كان الهدى هدى الله فلا تنكروا أن يؤتى أحد، واستبعده أبو حيان بأن فيه حذف حرف النهي وحذف معموله وهو غير محفوظ، وردّ عليه تلميذه السمين بأنه متى دلّ دليل على حذف العامل جاز على أيّ وجه كان. والثالث من أوجه النصب هو أنّ أن يؤتى مفعول لأجله: أي ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد، أو مخافة أن يحاجوكم، أو أنّ آن يؤتى بالمدّ على الاستفهام مفعول لأجله أيضا، فليس هو من قول اليهود: أي الخوف أن يؤتى أحد قلتم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ علق بقوله ولا تؤمنوا، وجعل قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ اعتراضا فليس شيء من ذلك بوقف، والتقدير على الاستفهام أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم تصدّقونه على وجه

ذلك، ونقل ابن عطية الإجماع على أن ولا تؤمنوا من مقول اليهود غير سديد. والرابع من أوجه النصب أن يؤتى منصوب على الاشتغال: أي تذكرون أن يؤتى أحد تذكرونه، فتذكرونه مفسر بكسر السين، ولكونه في قوّة المنطوق صحّ أن يفسر. وأما وجه الجرّ فأن أصلها لأن، فأبدلت لام الجرّ مدّة كقراءة ابن عامر آن كان ذا مال بهمزة محققة ومسهلة أو محققتين، وبها قرأ حمزة وعاصم: أي لأن كان ذا مال. والوجه المحتمل هو أن أن يؤتى متعلق بلا تؤمنوا على حذف حرف الجرّ: أي ولا تؤمنوا بأن يؤتى أحد ولا يؤمنوا بأن يحاجوكم فيكون أن يؤتى وما عطف عليه مفعولا لقوله ولا تؤمنوا، وعلى هذا لا يوقف على: من تَبِعَ دِينَكُمْ، لأن أن متصلة بما قبلها فلا يفصل بين الفعل والمفعول. ويجوز أن لا تقدّر الباء فتقول ولا تؤمنوا إن يؤتى أحد النبوّة والكتاب إلا لمن تبع دينكم، فأن يؤتى من تمام الحكاية عن اليهود، وقوله: قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ اعتراض بين الفعل والمفعول، وإن جعل أن يؤتى متصلا بالهدى بتقدير قل إن الهدى هدى الله أن لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أيها المسلمون، وأن لا يحاجوكم كان الوقف على لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ اه. من أبي حيان وتلميذه السمين ملخصا، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، ولكن ما ذكر فيه كفاية، غفر الله لمن نظر بعين الإنصاف، وستر ما يرى من الخلاف عِنْدَ رَبِّكُمْ حسن بِيَدِ اللَّهِ كاف: لأن يؤتيه لا يتعلق بما قبله مع أن ضميري فاعله ومفعوله عائدان إلى الله وإلى الفضل، قاله السجاوندي مَنْ يَشاءُ كاف، ومثله: واسع عليم، وكذا: من يشاء الْعَظِيمِ تامّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ حسن قائِماً كاف: لأن ذلك مبتدأ سَبِيلٌ حسن يَعْلَمُونَ كاف. وقيل تامّ بَلى ليس بوقف. وقيل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ التوبيخ لهم بذلك ليتمسكوا بما هم عليه عِنْدَ رَبِّكُمْ كاف، وكذا: يؤتيه من يشاء وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ حسن مَنْ يَشاءُ كاف الْعَظِيمِ تامّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ صالح قائِماً كاف فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ صالح وَهُمْ يَعْلَمُونَ

وقف، لأن بلى جواب للنفي السابق: أي بلى عليهم سبيل العذاب بكذبهم، وتقدّم في البقرة ما يغني عن إعادته الْمُتَّقِينَ تامّ فِي الْآخِرَةِ جائز وَلا يُزَكِّيهِمْ كاف أَلِيمٌ تامّ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ كاف على استئناف ما بعده، ومثله: ويقولون هو من عند الله. وقوله وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أكفى منهما يَعْلَمُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: وما كانَ لِبَشَرٍ إلى تَدْرُسُونَ فلا يوقف على النبوّة لا تساق ما بعده على ما قبله، لأن ما بعده جملة سيقت توكيدا للنفي السابق: أي ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوّة، ولا له أن يقول كما تقول: ما كان لزيد قيام ولا قعود على انتفاء كل منهما، فهي مؤكدة للجملة الأولى، والجملة وإن كانت في اللفظ منفصلة فهي في المعنى متصلة، إذ شرط عطف الجملة على الجملة أن يكون بينهما مناسبة بجهة جامعة نحو زيد يكتب ويشعر. وسبب نزولها: أن أبا رافع القرظي اليهودي والرئيس من نصارى نجران قالا: يا محمد تريد أن نعبدك ونتخذك ربّا؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم معاذ الله، ما بذلك أمرت، ولا إليه دعوت، فانتفاء القول معطوف على أن يؤتيه فلا يفصل بينهما بالوقف، ولا يوقف على مِنْ دُونِ اللَّهِ لتعلق ما بعده بما قبله استدراكا وعطفا، وما رأيت أحدا دعم هذين الوقفين بنقل تستريح النفس به تَدْرُسُونَ كاف على قراءة ولا يأمركم بالرفع، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على أن يؤتيه الله: أي ولا أن يأمركم: ففاعل يأمركم في الرفع الله تعالى: أي ولا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ بَلى تقدّم الْمُتَّقِينَ تامّ فِي الْآخِرَةِ مفهوم وَلا يُزَكِّيهِمْ صالح عَذابٌ أَلِيمٌ حسن وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ كاف، وكذا: هو من عند الله وما هو من عند الله وَهُمْ يَعْلَمُونَ تامّ مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف: واستبعده الأصل لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا تَدْرُسُونَ كاف إن قرئ وَلا يَأْمُرَكُمْ بالرفع، وليس بوقف إن قرئ ذلك بالنصب، لأنه معطوف على: أن يؤتيه الله، وفاعل يأمركم في الرفع

يأمركم الله وفي النصب لبشر: أي ما كان لبشر أن يأمركم أَرْباباً كاف مُسْلِمُونَ تامّ النَّبِيِّينَ صالح، فرقا بين النبيين وضمير الأمم على قول من يقول إن الكاف والميم في آتيتكم ضمير الأمم، وتقدير ذلك: واذكر يا محمد حين أخذ الله العهد على النبيين والميثاق فأمرهم أن يخبروا الأمم عن الله تعالى فقال لهم: قولوا للأمم عني مهما أوتيتم من كتاب وحكمة ثم يجيئكم رسول مصدّق لما معكم من ذلك الكتاب والحكمة لتؤمننّ به ولتنصرنه. وقال بعضهم: إن قوله ثُمَّ جاءَكُمْ بمعنى إن جاءكم رسول، يعني إن أتاكم ذكر محمد لتؤمننّ به، أو ليكوننّ إيمانكم به كالذي عندكم في التوراة. وقيل الكاف والميم ضمير الأنبياء كأنه أوجب على كل نبيّ إن جاءه رسول بعده أن يؤمن به ويصدّقه وينصره، وعلى هذا لا يوقف على النبيين، لأن الخطاب للأنبياء لا للأمم ولا يوقف على قوله: وحكمة، ولا على قوله: لما معكم، لأن جواب القسم لم يأت، وهو قوله: لتؤمننّ به ولتنصرنه، وهذا أوفى بتأدية المراد، إذ ليس فيه الفصل بين المتلازمين، وهما القسم وجوابه وأحدهما يطلب الآخر وَلَتَنْصُرُنَّهُ كاف إِصْرِي صالح. وقيل: كاف قالُوا أَقْرَرْنا كاف مِنَ الشَّاهِدِينَ تامّ الْفاسِقُونَ كاف يَبْغُونَ حسن: لمن قرأ بالياء التحتية، وقرأ ترجعون بالتاء الفوقية لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، وليس بوقف لمن قرأهما بالتحتية أو بالفوقية، والأولى الوصل، لأن التقدير: أتبغون غير دين الله هذه صفته وهو الله تعالى؟ فلا يفصل بينهما كذلك: من في السموات والأرض طَوْعاً وَكَرْهاً جائز لمن قرأ يُرْجَعُونَ بالتحتية، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الله، وفي النصب بشر أَرْباباً كاف، وكذا: مسلمون وَلَتَنْصُرُنَّهُ كاف إِصْرِي صالح قالُوا أَقْرَرْنا كاف، وكذا: مِنَ الشَّاهِدِينَ الْفاسِقُونَ حسن يَبْغُونَ كاف، واستبعده الأصل، لأن ما بعده متعلق به كَرْهاً صالح على

وكاف لمن قرأه بالفوقية ترجعون تامّ: ولا وقف من قُلْ آمَنَّا إلى مِنْ رَبِّهِمْ فلا يوقف على الْأَسْباطِ لعطف ما بعده على ما قبله مِنْ رَبِّهِمْ جائز، لأن ما بعده حال: أي آمنا غير مفرّقين مِنْهُمْ صالح، لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا مُسْلِمُونَ تامّ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ جائز مِنَ الْخاسِرِينَ تامّ حَقٌّ تامّ عند نافع وخولف في هذا، لأن قوله وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ معطوف على ما قبله، ولكن هو من عطف الجمل فيجوز الْبَيِّناتُ كاف، وكذا: الظالمين أَجْمَعِينَ جائز، لأنه رأس آية، وليس بمنصوص عليه، غير أن خالِدِينَ حال من الضمير في عليهم، والعامل الاستقرار أو الجارّ لقيامه مقام الفعل خالِدِينَ فِيها أحسن. ومعنى خلودهم في اللعنة استحقاقهم لها دائما وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ جائز عند بعضهم. وقيل لا يجوز للاستثناء، وتقدّم ما فيه غَفُورٌ رَحِيمٌ تامّ، ومثله الضالون وَلَوِ افْتَدى بِهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وقرأ عكرمة لن نقبل بنون العظمة، وتوبتهم بالنصب أيضا مفعول به، ورسموا ملء بلام واحدة، ومثلها الخبء، ودفء من كل ساكن قبل الهمز أَلِيمٌ كاف مِنْ ناصِرِينَ تامّ ومثله: تحبون للابتداء بالنفي، وهو رأس آية عند أهل الحجاز بِهِ عَلِيمٌ تامّ عَلى نَفْسِهِ ليس بوقف لتعلق حرف الجرّ بما قبله التَّوْراةُ كاف عند أبي حاتم. وقال نافع: تامّ صادِقِينَ كاف. وقيل تام للابتداء بالشرط بعده الظَّالِمُونَ تامّ صَدَقَ اللَّهُ حسن عند بعضهم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قراءة وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ بالياء التحتية، وكاف على قراءته بالياء الفوقية وإليه ترجعون تامّ مِنْ رَبِّهِمْ صالح وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مِنَ الْخاسِرِينَ تامّ الْبَيِّناتُ كاف الظَّالِمِينَ حسن أَجْمَعِينَ جائز، لأنه رأس آية، وليس بحسن، لأن ما بعده متعلق باللعنة قبله خالِدِينَ فِيها حسن وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ جائز عند بعضهم غَفُورٌ رَحِيمٌ تامّ وَلَوِ افْتَدى بِهِ حسن. وقال

حَنِيفاً أحسن منه مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ للابتداء بأن مُبارَكاً كاف، إن جعل ما بعده في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره، وهو هدى مستأنفا، وليس بوقف إن جعل في موضع نصب معطوفا على مباركا لِلْعالَمِينَ كاف ومثله: بينات، على أن ما بعده خبر مبتدإ: أي منها مقام إبراهيم، أو أحدها مقام إبراهيم ارتفع آيات بالفاعلية بالجار والمجرور، لأن الجار متى اعتمد رفع الفاعل، وهذا أولى من جعلها جملة من مبتدإ وخبر، لأن الحال والنعت والخبر الأصل فيها أن تكون مفردة، فما قرب منها كان أولى، والجار قريب من المفرد، ولذلك يقدّم المفرد ثم الظرف ثم الجملة. قال تعالى: وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ فقدّم الوصف بالمفرد وهو مؤمن، وثنى بما قرب منه، وهو من آل فرعون، وثلث بالجملة وهو يكتم إيمانه، وليس بينات بوقف إن جعل مقام بدلا من آيات، أو عطف بيان مَقامُ إِبْراهِيمَ كاف، للابتداء بالشرط مع الواو، لأن الأمن من الآيات، وهذا إن جعل مستأنفا، وليس بوقف إن عطف عليه وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً لمن قرأ آيات بالجمع، ومن أفرده كان وقفه مقام إبراهيم كأنه قال: فيه آية بينة هي مقام إبراهيم الذي هو الحجر، أو المقام الحرم كله كما فسر ذلك مجاهد، لأن الآية مفردة فوجب أن يكون تفسيرها كذلك. وبالوقف على آمِناً تامّ حِجُّ الْبَيْتِ كاف: إن جعل من خبر مبتدإ محذوف كأنه قيل: من المفروض عليه؟ قيل هو من استطاع، وليست من فاعلا بالمصدر لما يلزم عليه أنه إذا لم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أبو عمرو: كاف عَذابٌ أَلِيمٌ كاف مِنْ ناصِرِينَ تامّ، وكذا: مما تحبون، و: بِهِ عَلِيمٌ. وقال أبو عمرو في مما تحبون: كاف التَّوْراةُ كاف، وكذا: صادقين الظَّالِمُونَ تامّ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ كاف حَنِيفاً صالح. وقال أبو عمرو: كاف مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ لِلْعالَمِينَ كاف: وكذا: فيه آيات بينات مَقامُ إِبْراهِيمَ كاف: إن جعل ما بعده استئنافا، وليس بوقف إن جعل ذلك عطفا عليه وَمَنْ دَخَلَهُ

يحج المستطيع تأثم الناس كلهم، وذلك باطل باتفاق، على أن حجّ مصدر مضاف لمفعوله: أي ولله على الناس أن يحج من استطاع منهم البيت، والأفصح أن يضاف المصدر لفاعله كقوله: [البسيط]. أفنى تلادي وما جمعت من نشب ... قرع القواقيز أفواه الأباريق يروى بنصب أفواه على إضافة المصدر، وهو قرع إلى فاعله، وبالرفع على إضافته إلى مفعوله، وإذا اجتمع فاعل ومفعول مع المصدر العامل فيهما، فالأولى إضافته لمرفوعه فيقال: يعجبني ضرب زيد عمرا، ولا يقال ضرب عمرو زيد وليس البيت بوقف إن جعل من بدلا من الناس بدل بعض من كل، والتقدير: ولله حجّ البيت على من استطاع إليه سبيلا من الناس سَبِيلًا كاف الْعالَمِينَ تامّ، لأنه آخر القصة بِآياتِ اللَّهِ كاف تَعْمَلُونَ تامّ مَنْ آمَنَ ليس بوقف، لأن ما بعده جملة حالية: أي باغين لها عوجا، ومثله: عوجا وَأَنْتُمْ شُهَداءُ كاف للابتداء بعده بالنفي تَعْمَلُونَ تام كافِرِينَ كاف وَفِيكُمْ رَسُولُهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لتناهي الاستفهام، وللابتداء بالشرط مُسْتَقِيمٍ تامّ حَقَّ تُقاتِهِ جائز مُسْلِمُونَ كاف للابتداء بالأمر بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً كاف على استئناف ما بعده. وقيل صالح، وهو الأظهر، لأن ما بعده معطوف على ما قبله وَلا تَفَرَّقُوا أكفى مما قبله، ولا يوقف على عَلَيْكُمْ لأن ما بعده تفسير، ولا يفصل بين المفسر والمفسر بالوقف، فالناصب لإذ الفعل الذي ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كانَ آمِناً تامّ حِجُّ الْبَيْتِ كاف: إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف: وليس بوقف إن جعل ذلك بدلا من النَّاسِ سَبِيلًا كاف. وقيل: تامّ عَنِ الْعالَمِينَ تامّ بِآياتِ اللَّهِ كاف عَلى ما تَعْمَلُونَ تامّ وَأَنْتُمْ شُهَداءُ كاف عَمَّا تَعْمَلُونَ تامّ كافِرِينَ كاف وَفِيكُمْ رَسُولُهُ حسن، وقال أبو عمرو: كاف مُسْتَقِيمٍ تامّ حَقَّ تُقاتِهِ صالح وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ كاف بِحَبْلِ اللَّهِ

بعده وهو قوله: فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ كأنه لما قال واذكروا نعمة الله عليكم قيل ما هذه النعمة؟ قال: هي تأليفه بين قلوبكم في الوقت الذي كنتم فيه أعداء فيكون الكلام خرج على وجه التفسير للنعمة، ويجوز أن تكون إذ منصوبة باذكروا يعني مفعولا به، ولا يجوز أن تكون ظرفا لفساد المعنى لأن اذكروا مستقبل، وإذ ظرف لما مضى من الزمان، وعلى كل حال لا يوقف على عليكم، انظر العماني والسمين فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً صالح: على أن الواو في وكنتم عاطفة فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها حسن تَهْتَدُونَ كاف، ومثله: المنكر على استئناف ما بعده، وجائز إن جعلت الواو بعده للعطف لأنه من عطف الجمل الْمُفْلِحُونَ تامّ الْبَيِّناتُ كاف على استئناف ما بعده، وجائز إن عطف ما بعده على ما قبله عَظِيمٌ جائز، وليس بحسن لأن ما بعده عام فيه ما قبله، وإنما جاز لكونه رأس آية: أي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ يوم كذا، ولا يجوز نصبه بعذاب لأنه مصدر، وقد وصف قبل أخذ متعلقاته، وشرطه أن لا يتبع قبل العمل ومعمولاته من تمامه، فلا يجوز إعماله، فلو أعمل وصفه وهو عظيم جاز، ولا يجوز الوقف على عذاب لفصله بين الصفة والموصوف وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ كاف: إن لم يوقف على عظيم، وجائز إن وقف عليه بَعْدَ إِيمانِكُمْ جائز: تكفرون، كاف فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جَمِيعاً صالح: إن جعل الواو بعده للاستئناف، لا للعطف وَلا تَفَرَّقُوا كاف فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً صالح فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كاف تَهْتَدُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ عَنِ الْمُنْكَرِ كاف: إن جعلت الواو بعده للاستئناف، وصالح إن جعلت للعطف الْمُفْلِحُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ الْبَيِّناتُ صالح عَظِيمٌ كاف: لأنه رأس آية، وليس بحسن لأن ما بعده متعلق به وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ كاف: إن لم يقف على عَظِيمٌ، وصالح إن وقف عليه بَعْدَ إِيمانِكُمْ صالح

كأنه قال في حال الخلود يتنعمون خالِدُونَ تامّ: وقيل كاف بِالْحَقِّ كاف لِلْعالَمِينَ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف الْأُمُورُ تامّ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ حسن خَيْراً لَهُمْ أحسن منه الْفاسِقُونَ كاف إِلَّا أَذىً أكفى منه: وأذى منصوب بالاستثناء المتصل، وهو مفرغ من المصدر المحذوف: أي لن يضروكم ضررا إلا ضررا يسيرا لا نكاية فيه ولا غلبة الْأَدْبارَ حسن: قوله: وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ إن حرف شرط جازم وعلامة الجزم فيهما حذف النون. وقوله: ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ كاف لأنه مستأنف لرفع الفعل بالنون التي هي علامة رفعه فهو منقطع عما قبله لأن ما قبله مجزوم لأنه ليس مترتبا على الشرط بل التولية مترتبة على المقاتلة. فإذا وجد القتال وجدت التولية، والنصر منفيّ عنهم أبدا، سواء قاتلوا أو لم يقاتلوا لأن مانع النصر هو الكفر. فإذا وجد الكفر منع صاحبه النصر فهي جملة معطوفة على جملة الشرط والجزاء ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ كاف مِنَ النَّاسِ حسن. فسر حبل الله: بالإسلام، وحبل الناس: بالعهد والذمة بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ أحسن منه الْمَسْكَنَةُ أحسن منهما بِغَيْرِ حَقٍّ كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده سببا لما قبله يَعْتَدُونَ كاف لَيْسُوا سَواءً تامّ: على أن الضمير في ليسوا لأحد الفريقين، وهو من تقدم ذكره في قوله: منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون: أي ليس الجميع سواء: أي ليس من آمن كمن لم يؤمن وترتفع أمّة بالابتداء والجار والمجرور قبله الخبر. وهذا قول ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَكْفُرُونَ كاف فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ صالح خالِدُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف بِالْحَقِّ كاف لِلْعالَمِينَ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف الْأُمُورُ تامّ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف خَيْراً لَهُمْ كاف الْفاسِقُونَ حسن إِلَّا أَذىً كاف، وكذا الأدبار ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ حسن وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ صالح، وكذا: بغضب من الله الْمَسْكَنَةُ كاف، وكذا بغير حق ويعتدون لَيْسُوا

نافع ويعقوب والأخفش وأبي حاتم وهو الأصح. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى لا يجوز الوقف عليه لأن أمّة مرفوعة بليسوا، وجمع الفعل على اللغة المرجوحة، نحو: وأسرّوا النجوى. فالواو في ليسوا للفريقين اللذين اقتضاهما، سواء، لأنه يقتضي شيئين، والصحيح أن الواو ضمير من تقدّم ذكرهم وليست علامة الجمع، فعلى قول أبي عبيدة الوقف على يعتدون تام: ولا يوقف على سواء، والضمير في ليسوا عائد على أهل الكتاب، وسواء خبر ليس يخبر به عن الاثنين وعن الجمع. وسبب نزولها إسلام عبد الله بن سلام وغيره، وقول الكفار ما آمن بمحمد إلا شرارنا ولو كانوا أخيارا ما تركوا دين آبائهم. قاله ابن عباس وَهُمْ يَسْجُدُونَ تامّ: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده وهو يؤمنون بدلا من يسجدون أو جعل يؤمنون في موضع الحال من الضمير في يسجدون ويكون الفعل المتصل بالضمير العامل في الحال فلا يوقف على يسجدون لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه ولا بين الحال وصاحبها ولا العامل فيها، ولا يصح لأن الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أوصاف لهم مطلقة غير مختصة بحال السجود فِي الْخَيْراتِ كاف مِنَ الصَّالِحِينَ تام: إن قرئ ما بعده بالفوقية فيهما لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب، فكأنه رجع من قصة إلى قصة أخرى، وكاف إن قرئ بالتحتية فيهما جريا على نسق الغيبة ردّا على قوله: مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ فلن تكفروه كاف بِالْمُتَّقِينَ تامّ شَيْئاً جائز: وضعف هذا الوقف، لأن الواو في وأولئك للعطف أَصْحابُ النَّارِ جائز خالِدُونَ تام ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ سَواءً تامّ وَهُمْ يَسْجُدُونَ تام فِي الْخَيْراتِ صالح مِنَ الصَّالِحِينَ تامّ: إن قرئ: وما تفعلوا بالتاء الفوقية، لأنه انتقل من الغيبة إلى الخطاب فإنه انتقل من قصة إلى أخرى وكاف إن قرئ ذلك بالياء التحتية فلن تكفروه! حسن بِالْمُتَّقِينَ تامّ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً صالح، وكذا: أصحاب النار هُمْ فِيها خالِدُونَ تام فَأَهْلَكَتْهُ

فَأَهْلَكَتْهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ ليس بوقف للاستدراك والعطف يَظْلِمُونَ تامّ: للابتداء بعده بالنداء مِنْ دُونِكُمْ ليس بوقف، لأن جملة لا يألونكم خبالا مفسرة لحال البطانة الكافرة، والتقييد بالوصف يؤذن بجواز الاتخاذ عند انتفائهما، وقد عتب عمر أبا موسى الأشعري على استكتابه ذمّيّا وتلا هذه الآية عليه، وقد قيل لعمر في كاتب يجيد من نصارى الحيرة ألا يكتب عنك؟ فقال: إذا أتخذ بطانة سوء لأنه ينبغي استحضار ما جبلوا عليه من بغضنا وتكذيب نبينا، وإنهم لو قدروا علينا لاستولوا على دمائنا. ومر أحسن قول الطرطوشي لما دخل على الخليفة بمصر وكان من الفاطميين، ورآه سلّم قياده لوزيره الراهب ونفذ كلمته المشئومة حتى في الطرطوشي ورآه مغضبا عليه فأنشده: [الرجز] يا أيّها الملك الذي جوده ... يطلبه القاصد والراغب إن الذي شرّفت من أجله ... يزعم هذا أنّه كاذب فغضب الخليفة عند سماع ذلك، فأمر بالراهب فسحب وضرب وقتل، وأقبل على الطرطوشي وأكرمه بعد عزمه على أذيته، وإذا كانوا هم الظلمة كما هم بمصر، فهم كما قيل فيهم: [الكامل] لعن النصارى واليهود لأنّهم ... بلغوا بمكرهم بنا الآمالا جعلوا أطباء وحسّابا لكي ... يتقاسموا الأرواح والأموالا وجاءت لهذا الملك امرأة، وكان وزيره يهوديّا وكاتبه نصرانيّا، وقالت له فبالذي أعزّ اليهود بموسى والنصارى بعيسى، وأذلّ المسلمين بك إلا نظرت في ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن. وقال أبو عمرو؛ كاف يَظْلِمُونَ تامّ خَبالًا كاف وَدُّوا ما عَنِتُّمْ كاف مِنْ أَفْواهِهِمْ صالح صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ حسن، وكذا: تعقلون. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ بِالْكِتابِ كُلِّهِ صالح مِنَ الْغَيْظِ كاف. وكذا: بغيظكم بِذاتِ

ظلامتي ما عَنِتُّمْ حسن: فما مصدرية: أي ودّوا عنتكم: أي هم لا يكتفون ببغضكم حتى يصرّحوا بذلك بأفواههم أَكْبَرُ أحسن مما قبله للابتداء بقد تَعْقِلُونَ كاف بِالْكِتابِ كُلِّهِ صالح آمَنَّا الأولى وصله، لأن المقصود بيان تناقض أحوالهم في النفاق مِنَ الْغَيْظِ كاف، ومثله: بغيظكم للابتداء بإن الصُّدُورِ تامّ تَسُؤْهُمْ حسن: للابتداء بالشرط يَفْرَحُوا بِها أحسن منه: لتناهي وصف الذم لهم وللابتداء بالشرط كَيْدُهُمْ شَيْئاً كاف: للابتداء بإن مُحِيطٌ تامّ لِلْقِتالِ كاف عَلِيمٌ تامّ: إن نصبت إذ باذكر مقدّرا وليس بوقف إن جعل العامل في إذ ما قبلها، والتقدير والله سميع عليم إذ همت طائفتان: أي سمع ما أظهروه وعلم ما أضمروه حين هموا تَفْشَلا حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الواو بعده للحال وَاللَّهُ وَلِيُّهُما أحسن مما قبله الْمُؤْمِنُونَ كاف أَذِلَّةٌ حسن عند نافع تَشْكُرُونَ كاف: إن نصبت إذ باذكر مقدرا، وليس بوقف إن جعلت إذ متعلقة بما قبلها، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مُنْزَلِينَ كاف: وبلى وما بعدها جواب للنفي السابق الذي دخلت عليه ألف الاستفهام وما بعد بلى في صلته فلا يفصل بينهما، ولا وقف من قوله: بلى إلى مسوّمين فلا يوقف على فورهم ولا على هذا، لأن جواب الشرط لم يأت بعد وهو يمددكم فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف مُسَوِّمِينَ كاف، ومثله قلوبكم به الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ جائز: لأنه رأس آية، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الصُّدُورِ تامّ تَسُؤْهُمْ مفهوم يَفْرَحُوا بِها صالح كَيْدُهُمْ شَيْئاً كاف، وكذا: محيط، وللقتال، وعليم وَلِيُّهُما حسن، وكذا: المؤمنون وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ صالح تَشْكُرُونَ كاف مُنْزَلِينَ حسن بَلى تقدّم الكلام عليها مُسَوِّمِينَ حسن قُلُوبُكُمْ بِهِ كاف الْحَكِيمِ مفهوم خائِبِينَ تامّ: إن جعل أو يتوب عليهم عطفا على شيء: أي ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب

والأولى وصله لأن لام كي في قوله، ليقطع متعلقة بما قبلها بقوله: ولقد نصركم: أي ولقد نصركم الله ببدر ليقطع طرفا من الذين كفروا. وقيل معناه إنما وقع التأييد من الله تعالى في إمدادكم بالملائكة ليقطع طرفا من الذين كفروا، فعلى كل حال اللام متعلقة بما قبلها فلا يفصل بينها وبين ما قبلها بالوقف خائِبِينَ تامّ: إن جعل أو يتوب عليهم عطفا على شيء: أي ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب عليهم فليس منصوبا بما قبله، أو إنما كان تامّا لاختلاف نزول الآيتين في غزوتين، لأن من أوّل القصة إلى خائبين نزل في غزوة بدر، ومن قوله: ليس لك من الأمر شيء إلى ظالمون نزل في غزوة أحد وبينهما مدّة، روي عن أنس بن مالك أنه قال: «لما كان يوم أحد كسرت رباعية النبي صلّى الله عليه وسلّم وشجّ وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح الدم عن وجهه وهو يقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدّم وهو يدعوهم إلى الله، فأنزل الله: ليس لك من الأمر شيء» وكاف: إن جعلت أو بمعنى إلا أو حتى كأنه قال ليس يؤمنون إلا أن يتوب عليهم، فجعلوا أو بمعنى إلا، وقد أجازه الزجاج وأجاز أيضا أن تكون أو بمعنى حتى كأنه قال ليس يؤمنون حتى يتوب عليهم كما قال الشاعر: [الكامل] فقلت له لا تبك عينك إنّما ... تحاول ملكا أو نموت فنعذرا بتقدير حتى، فعلى هذين الوجهين يكون الوقف على خائبين كافيا، وليس بوقف إن عطف ذلك على ليقطع. وهذا قول أبي حاتم والأخفش، لأنهما جعلا أو يتوب منصوبا عطفا على ليقطع، وجعلا ليس لك من الأمر شيء اعتراضا بين المتعاطفين ظالِمُونَ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف: على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عليهم، وكاف: إن جعل أو بمعنى إلا أو حتى وليس بوقف إن عطف ذلك على ليقطع، وجعل ليس لك من الأمر شيء اعتراضا بين المتعاطفين، فعلى هذا لا يوقف إلا على ظالمون ظالِمُونَ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ صالح وَيُعَذِّبُ

استئناف ما بعده لِمَنْ يَشاءُ جائز: وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على الأول حتى يؤتى بالثاني وهو: ويعذب من يشاء وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ كاف رَحِيمٌ تامّ مُضاعَفَةً كاف تُفْلِحُونَ تامّ لِلْكافِرِينَ كاف تُرْحَمُونَ تامّ: على قراءة سارعوا بلا واو لأنه يصير منقطعا عما قبله فهو كلام مستأنف. وبها قرأ نافع وابن عامر، وكاف: على قراءته بواو، وإنما نقصت درجته عن التمام مع زيادة الواو، لأنه يكون معطوفا على ما قبله إلا أنه من عطف الجمل عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ليس بوقف لأن ما بعده صفة جنة أي جنة واسعة معدّة للمتقين لِلْمُتَّقِينَ تامّ: إن جعل الذين ينفقون مبتدأ خبره أولئك جزاؤهم مغفرة، وجائز: إن جعل الذين في محل جرّ نعتا أو بدلا من المتقين، ففي محل الذين الرفع والجرّ، وإن نصب بتقدير أعني أو أمدح كان كافيا وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ كاف الْمُحْسِنِينَ تام: إن جعل الذين ينفقون نعتا أو بدلا للمتقين وجعل وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً مبتدأ وإن جعل معطوفا لم يحسن الوقف على المحسنين، سواء جعل الذين ينفقون نعتا أو مبتدأ للفصل بين المتعاطفين أو بين المبتدإ والخبر، ومع ذلك هو جائز ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَنْ يَشاءُ كاف رَحِيمٌ تامّ مُضاعَفَةً كاف تُفْلِحُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لِلْكافِرِينَ كاف تُرْحَمُونَ تام: على قراءة سارعوا بلا واو، وكاف على قراءته بواو لِلْمُتَّقِينَ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ وصالح إن جعل ذلك نعتا له، ولولا أنه رأس آية لم يكن وقفا وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ حسن: إن جعل الذين نعتا للمتقين، وليس بحسن إن جعل ذلك مبتدأ للفصل بين المبتدإ والخبر، لكنه مفهوم لحسن الابتداء بقوله تعالى: وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ولأن الكلام الذي بين المبتدإ والخبر طال فجاز الوقف في أثنائه إذا حسن الابتداء بما بعده وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ تامّ، إن جعل الَّذِينَ يُنْفِقُونَ نعتا لِلْمُتَّقِينَ وجعل والذين إذا فعلوا فاحشة مبتدأ. فإن جعل معطوفا لم يحسن الوقف على المحسنين، سواء جعل الذين ينفقون نعتا أم مبتدأ للفصل بين المتعاطفين أو المبتدإ والخبر، ومع ذلك هو صالح

لأنه رأس آية لِذُنُوبِهِمْ حسن: وقيل كاف للابتداء بالاستفهام، ومثله: إلا الله، والجمع بين فاستغفروا ومن يغفر أولى لشدة اتصالهما وَهُمْ يَعْلَمُونَ تامّ: إن جعل الذين ينفقون الأول نعتا أو بدلا، والثاني عطفا عليه، وليس بوقف إن جعل أولئك خبر الذين الأول للفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف خالِدِينَ فِيها حسن الْعامِلِينَ تامّ: لانقضاء القصة سُنَنٌ جائز: وليس بمنصوص عليه لمكان الفاء الْمُكَذِّبِينَ تامّ: ومعنى الآية، قد مضى من قبلكم قوم كانوا أهل سنن فأهلكوا بمعاصيهم وافتياتهم على أنبيائهم لِلْمُتَّقِينَ تامّ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ليس بوقف، لأن إن كنتم شرط فيما قبله قَرْحٌ مِثْلُهُ حسن، ومثله: بين الناس على أن اللام في وليعلم متعلقة بتداولها المحذوف بتقدير وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ نداولها بينكم، وليس بوقف إن جعلت اللام متعلقة بتداولها الظاهر. قاله أبو جعفر: ونقله عنه النكزاوي شُهَداءَ كاف الظَّالِمِينَ تام، ومثله: الكافرين أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ تامّ: عند نافع وخولف لأن ما بعده متعلق به، لأن الله أراد أن يعلمنا أن الطمع في دخول الجنة مع تضييع الجهاد وغيره هو الطمع الكاذب والظنّ الفاسد فقال أم حسبتم الآية: أي لا تدخلون الجنة إلا بوجود الجهاد منكم والمصابرة عليه وبفعل الطاعات، فعلى هذا لا معنى للوقف، لأن فائدة الكلام فيما بعده جاهَدُوا مِنْكُمْ حسن: لمن قرأ ويعلم بالرفع وهو أبو حيوة على الاستئناف: أي وهو يعلم، والوقف على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لأنه رأس آية لِذُنُوبِهِمْ صالح وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ أصلح منه. وقال أبو عمرو فيهما: كاف، وإنما يصلح الوقف عليهما إن جعل الذين الأوّل نعتا، والثاني عطفا عليه، وإلا فلا يصلح إلا بتجوّز للفصل بين المبتدإ والخبر، ووجه الجواز طول الكلام بينهما وقصر النفس عن بلوغ التمام وَهُمْ يَعْلَمُونَ تامّ: إن جعل للذين الأوّل نعتا، والثاني عطفا عليه خالِدِينَ فِيها حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْعامِلِينَ تامّ سُنَنٌ

منكم، وليس بوقف لمن نصبه على جواب النفي، وكذا على قراءة من قرأ ويعلم بالجرّ عطفا على: ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم الصَّابِرِينَ كاف أَنْ تَلْقَوْهُ ليس بوقف لمكان الفاء تَنْظُرُونَ تامّ إِلَّا رَسُولٌ جائز: لأن الجملة بعده تصلح أن تكون صفة أو مستأنفة الرُّسُلُ حسن أَعْقابِكُمْ كاف: لتناهي الاستفهام والابتداء بالشرط. وهذا يقرّ بأنه إلى التمام شَيْئاً حسن الشَّاكِرِينَ تامّ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ حسن: عند نافع والأخفش، على أن كتابا منصوب بمقدّر تقديره كتب الله كتابا، ومؤجلا نعته مُؤَجَّلًا كاف وقيل تامّ نُؤْتِهِ مِنْها الأوّل حسن، والثاني أحسن منه الشَّاكِرِينَ تامّ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ كاف: قرئ قتل بغير ألف وقاتل بألف، فمن قرأ قتل بغير ألف مبنيّا للمفعول بإسناد القتل للنبيّ فقط عملا بما شاع يوم أحد، ألا إن محمدا قد قتل فالقتل واقع على النبيّ فقط كأنه قال: كم من نبي قتل ومعه ربيون كثير فحذف الواو كما تقول جئت مع زيد بمعنى، ومعي زيد: أي قتل ومعه جموع كثيرة، فما وهنوا بعد قتله. هذا بيان هذا الوقف. ثم يبتدئ: معه ربيون كثير، فربيون مبتدأ ومعه الخبر، فما وهنوا لقتل نبيهم، ولو وصله لكان ربيون مقتولين أيضا، فقتل خبر لكأينّ التي بمعنى كم، ومن نبيّ تمييزها، وبها قرأ ابن عباس وابن كثير ونافع وأبو عمرو، وليس ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح الْمُكَذِّبِينَ تامّ لِلْمُتَّقِينَ حسن، وكذا: إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ قَرْحٌ مِثْلُهُ كاف بَيْنَ النَّاسِ كاف (عند بعضهم) وهو غلط، لأن ما بعده متعلق بما قبله شُهَداءَ كاف، وكذا: الظالمين والكافرين، وقال أبو عمرو: في الكافرين تامّ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ حسن تَلْقَوْهُ صالح وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ تامّ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ مفهوم عَلى أَعْقابِكُمْ صالح، وكذا: فلن يضرّ الله شيئا الشَّاكِرِينَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ مفهوم كِتاباً مُؤَجَّلًا حسن نُؤْتِهِ مِنْها الأول صالح، والثاني كاف الشَّاكِرِينَ تامّ وَكَأَيِّنْ

بوقف لمن قرأ قاتل بألف مبنيّا للفاعل بإسناد القتل للربيين، لأن رفعهم بقاتل، فكأنه قال: كم من نبيّ قاتل معه ربيون وقتل بعضهم فما وهن الباقون لقتل من قتل منهم وما ضعفوا وما استكانوا وما جبنوا عن قتال عدوّهم فلا يفصل بين الفعل وفاعله بالوقف، وعليها يكون الوقف على استكانوا، وعلى الأولى على قتل الصَّابِرِينَ تام على القراءتين فِي أَمْرِنا جائز، ومثله: أقدامنا، وليس منصوصا عليهما الْكافِرِينَ كاف: لفصله بين الإنشاء والخبر، لأن ما قبله دعاء وهو إنشاء، وما بعده خبر، وذلك من مقتضيات الوقف كما تقدم نظيره في البقرة، ومثله: الآخرة الْمُحْسِنِينَ تامّ خاسِرِينَ كاف مَوْلاكُمْ صالح، لأن الواو تصلح أن تكون للاستئناف وللحال خَيْرُ النَّاصِرِينَ تامّ سُلْطاناً جائز وَمَأْواهُمُ النَّارُ كاف الظَّالِمِينَ تامّ بِإِذْنِهِ حسن للابتداء بحتى، لأنها حرف يبتدأ بما بعده على وجه الاستئناف، وجواب إذا محذوف تقديره انهزمتم أو انقسمتم، وقدّره الزمخشري منعكم نصره. وقيل امتحنتم ما تُحِبُّونَ حسن، ومثله: الآخرة لفصله بين من عصى ومن ثبت. وقيل: كاف، لأن الذي بعده مخاطبة للذين تقدّموا، لأن الذين عصوا ليس هم الذين صرفوا، والذين صرفوا هم الذين ثبتوا، فأمرهم النبي صلّى الله عليه وسلّم أن ينحازوا لينضم بعضهم إلى بعض. قاله النكزاوي، لأن الرسول أجلس الرماة بسفح الجبل وقال لهم الزموا هذا المكان غلبنا أو نصرنا. فقال بعضهم نذهب فقد نصر أصحابنا، فتركوا المركز لطلب ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ قرئ قتل بالبناء للمفعول، وقاتل بالبناء للفاعل وعليهما الوقف على وَمَا اسْتَكانُوا وهو كاف: وقيل على الأول الوقف على قتل الصَّابِرِينَ كاف إِسْرافَنا فِي أَمْرِنا جائز: وكذا: أقدامنا الْكافِرِينَ كاف، وكذا: الآخرة الْمُحْسِنِينَ تامّ خاسِرِينَ كاف بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ صالح خَيْرُ النَّاصِرِينَ تامّ وَمَأْواهُمُ النَّارُ كاف الظَّالِمِينَ تامّ بِإِذْنِهِ صالح ما تُحِبُّونَ حسن يُرِيدُ

الغنيمة، وبعضهم ثبت به حتى قتل ثم صرفكم معشر المسلمين عنهم: يعني عن المشركين: أي ردّكم بالهزيمة عن الكفار ليظهر المخلص من غيره وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ كاف: راجع إلى الذي عصوا الْمُؤْمِنِينَ تامّ: على استئناف ما بعده. وقيل لا يوقف عليه، لأن قوله: إذ تصعدون العامل في إذ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ أي: الوقت الذي انهزمتم وخالفتم أمر نبيكم، فعلى هذا التأويل لا يوقف على عنكم، لأن فيه فصلا بين العامل والمعمول وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ كاف: على استئناف ما بعده ما أَصابَكُمْ كاف تَعْمَلُونَ تام طائِفَةً مِنْكُمْ كاف، لأن وطائفة مبتدأ والخبر قد أهمتهم وسوّغ الابتداء بالنكرة التفصيل أَنْفُسُهُمْ جائز، إن جعل خبر وطائفة، وليس بوقف إن جعل الخبر يظنون بالله والوقف على الجاهلية الْجاهِلِيَّةِ جائز. وقال أحمد بن جعفر: تامّ إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن جعل يقولون في موضع الحال من الضمير في يظنون، أو خبرا بعد خبر مِنْ شَيْءٍ كاف كُلَّهُ لِلَّهِ حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من يظنون أيضا، ويكون حالا بعد حال، وكذا لو جعل يخفون نعتا لطائفة ما لا يُبْدُونَ لَكَ حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل نعتا بعد نعت، أو خبرا بعد خبر هاهُنا كاف للابتداء بالأمر بعد إِلى مَضاجِعِهِمْ حسن إن علقت اللام في وَلِيَبْتَلِيَ بمحذوف: أي فعل ذلك لينفذ الحكم فيكم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْآخِرَةَ صالح عَفا عَنْكُمْ كاف، وكذا: على المؤمنين. وقال أبو عمرو: على المؤمنين تامّ: والوقف اختيارا على: وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ، وعلى: فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ غلط، لتعلق ما بعدهما بهما ولا: ما أَصابَكُمْ كاف، وكذا: بما تعملون طائِفَةً مِنْكُمْ حسن قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ صالح إن جعل خبرا لقوله: وطائفة، وليس بوقف إن جعل الخبر ما بعده ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ صالح على القولين مِنْ شَيْءٍ

وليبتلي إلخ وليس بوقف إن علقت لام كي بما قبلها ما فِي قُلُوبِكُمْ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ الْجَمْعانِ ليس بوقف، لأن إنما خبر إن ما كَسَبُوا حسن عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ كاف للابتداء بعد بإن حَلِيمٌ تامّ للابتداء بياء النداء وَما قُتِلُوا تامّ عند الأخفش، لأنه آخر كلام المنافقين، واللام في ليجعل متعلقة بمحذوف: أي لا تكونوا كهؤلاء ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم دونكم، وقدّره الزمخشري: لا تكونوا مثلهم في النطق بذلك القول واعتقاده ليجعل وليس بوقف إن علقت بقالوا: أي أنهم لم يقولوا لجعل الحسرة، إنما قالوا ذلك لعلة فصار مآل ذلك إلى الحسرة والندامة فِي قُلُوبِهِمْ كاف، ومثله: وبميت، وبصير، وتجمعون، وتحشرون. ورسموا لَانْفَضُّوا كلمة واحدة، وهي لام التوكيد دخلت على انفضوا. ورسموا لا إلى الله بعد لام ألف، لأنهم يرسمون ما لا يتلفظ به، وذلك لا يخفى على العظماء الذين كتبوا مصحف عثمان بن عفان أشار الشاطبي إليه في الرائية في قوله: وكلّ ما فيه مشهور بسنته ... ولم يصب من أضاف الوهم والغيرا ردّ بذلك على الملحدة الذين يقولون: إن القرآن غيره الذين كتبوه وحرّفوه، فأضافوا الوهم والتغيير لكتاب المصحف فكيف وهم السادة الأبرار؟ وهم زيد بن ثابت. وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبان بن سعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف كُلَّهُ لِلَّهِ صالح، وكذا: ما لا يبدون لك هاهُنا كاف، وكذا: إلى مضاجعهم، وما في قلوبكم، وردّ الأصل الثاني لتعلق ما بعده بما قبله بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ ما كَسَبُوا كاف، وكذا: عفا الله عنهم حَلِيمٌ تامّ فِي قُلُوبِهِمْ كاف. وكذا: يحيى ويميت، وبصير، ويجمعون تُحْشَرُونَ تامّ لِنْتَ

هشام، ومجمع بن حارثة، فكيف يصح تفريط هؤلاء النجباء لِنْتَ لَهُمْ حسن مِنْ حَوْلِكَ أحسن فِي الْأَمْرِ صالح عَلَى اللَّهِ كاف الْمُتَوَكِّلِينَ تامّ، ومثله: فلا غالب لكم، للابتداء بعده بالشرط مِنْ بَعْدِهِ كاف الْمُؤْمِنُونَ تامّ أَنْ يَغُلَّ كاف: للابتداء بالشرط، قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم أَنْ يَغُلَّ بفتح التحتية وضم الغين: أو يخون، والباقون بضم الياء وفتح الغين. قيل معناه أن يخوّن: أو ينسب إلى الخيانة. وقيل أن يخان: يعنى أن يؤخذ من غنيمته يَوْمَ الْقِيامَةِ جائز لا يُظْلَمُونَ تامّ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ حسن الْمَصِيرُ تامّ عِنْدَ اللَّهِ كاف بِما يَعْمَلُونَ تامّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ليس بوقف، لأن العامل في إذ من بتقدير لمن من الله على المؤمنين منه أو بعثه، فبعثه مبتدأ، ومحل الظرف خبر، وقرئ شاذا لمن منّ الله مُبِينٍ تامّ مِثْلَيْها ليس بوقف، لأن الاستفهام الإنكاري دخل على قلتم: أي أقلتم أنى هذا لما أصابتكم مصيبة، وهي ما نزل بالمؤمنين يوم أحد من قتل سبعين منهم، والمثلان هو قتلهم يوم بدر سبعين وأسرهم سبعين أَنَّى هذا حسن مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ كاف للابتداء بأن قَدِيرٌ تامّ ولا وقف من قوله، وما أصابكم إلى أو ادفعوا، فلا يوقف على الجمعان، ولا على فبإذن الله، لأن اللام في: وليعلم المؤمنين من تمام خبر المبتدإ الذي هو: وما أصابكم، لأن ما بمعنى الذي، وهي مبتدأ وخبرها فبإذن الله، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لَهُمْ صالح مِنْ حَوْلِكَ كاف فِي الْأَمْرِ صالح عَلَى اللَّهِ كاف الْمُتَوَكِّلِينَ حسن فَلا غالِبَ لَكُمْ صالح مِنْ بَعْدِهِ كاف الْمُؤْمِنُونَ تام أَنْ يَغُلَّ حسن يَوْمَ الْقِيامَةِ صالح لا يُظْلَمُونَ تامّ ومَأْواهُ جَهَنَّمُ كاف الْمَصِيرُ حسن عِنْدَ اللَّهِ كاف بِما يَعْمَلُونَ تامّ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ أَنَّى هذا صالح مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ كاف قَدِيرٌ

وقوله: وليعلم المؤمنين عطف على فبإذن الله من جهة المعنى، والتقدير وهو بإذن الله، وهو ليعلم المؤمنين، ودخلت الفاء في الخبر، لأن ما بمعنى الذي يشبه خبرها الجزاء، ومعنى فبإذن الله: أي ما أصابكم كان بعلم الله، وليعلم المؤمنين: أي ليظهر إيمان المؤمنين، ويظهر نفاق المنافقين، وإذا كان وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ من جملة الخبر لم يفصل بينه وبين المبتدإ: أي فلا يوقف على: فَبِإِذْنِ اللَّهِ، ولا على المؤمنين، ولا على نافقوا لما ذكر أَوِ ادْفَعُوا كاف، ومثله: لاتبعناكم لِلْإِيمانِ حسن فِي قُلُوبِهِمْ كاف، ومثله: يكتمون إن رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، أو جعل في موضع رفع بالابتداء، وما بعده الخبر، أو في موضع نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن نصب ذلك بدلا من الذين نافقوا، أو جعل في موضع رفع بدلا من الضمير في يكتمون، أو جعل نعتا لما قبله، ففي محل الذين الحركات الثلاث: الجرّ على أنه تابع لما قبله نعتا، والرفع والنصب على القطع وَقَعَدُوا ليس بوقف، لأن لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا معمول قالوا، والتقدير قالوا لإخوانهم لو أطاعونا ما قتلوا وقعدوا عن القتال على التقديم والتأخير ما قُتِلُوا كاف على القراءتين: تشديد التاء وتخفيفها صادِقِينَ تامّ أَمْواتاً كاف عند أبي حاتم وتامّ عند محمد ابن عيسى، لأن بل بعد أمواتا ليست عاطفة، ولو كانت عاطفة لاختلّ المعنى، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ: والوقف اختيارا على: فبإذن الله غلط لتعلق ما بعده بما قبله أَوِ ادْفَعُوا كاف، وكذا: لاتبعناكم لِلْإِيمانِ صالح فِي قُلُوبِهِمْ كاف يَكْتُمُونَ حسن: إن رفع ما بعده خبرا لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن نصب ذلك بدلا من الذين نافقوا، والوقف على وَقَعَدُوا خطأ ما قُتِلُوا كاف صادِقِينَ تامّ أَمْواتاً كاف بَلْ أَحْياءٌ صالح: إن جعل ما بعده ظرفا ليرزقون، وليس بوقف إن جعل ذلك ظرفا لأحياء.

وتقدير الكلام بل هم أحياء، وهو عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف بَلْ أَحْياءٌ جائز إن جعل عِنْدَ رَبِّهِمْ ظرفا ليرزقون كأنه قال: يرزقون عند ربهم، وليس بوقف إن جعل ذلك ظرفا لقوله أحياء كأنه قال: بل هم عند ربهم أحياء، لأن فيه الفصل بين الظرف وما عمل فيه، والوقف على بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ لأنك جعلت الظرف لأحياء ثم ابتدأت بيرزقون فرحين، وهذا الوقف ينبئ عن اجتماع الرزق والفرح في حالة واحدة فلا يفصل بينهما وكثير من القراء يتعمده، وليس بخطإ، وهو منصوص عليه، والله أعلم بكتابه. قاله الكواشي تبعا لغيره وفيه شيء إذ التعلق هنا من جهة اللفظ وإن كان الوقف في نفسه حسنا دون الابتداء بما بعده، إذ الابتداء لا يكون إلا اختياريّا مستقلا بالمعنى المقصود، وهنا ليس كذلك، وتعمد الوقف لا يكون إلا لمعنى مقصود كمن لم يقبل شهادة القاذف وإن تاب، فإنه يقف على أبدا، ومن ذلك تعمد الوقف على رءوس الآي للسنة، وهنا لا معنى للوقف لشدّة تعلق ما بعده بما قبله، والنص عليه من غير بيان كالعدم، والوقف على يُرْزَقُونَ جائز لكونه رأس آية، وليس بجيد، لأن فرحين حال من فاعل يرزقون مِنْ فَضْلِهِ جائز مِنْ خَلْفِهِمْ ليس بوقف، لأن أن وما بعدها في تأويل مصدر مجرور على أنه بدل اشتمال من الذين، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف يَحْزَنُونَ كاف وَفَضْلٍ تامّ على قراءة من كسر همزة إن على الاستئناف. وبها قرأ الكسائي، وليس بوقف على قراءة من فتحها ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ نعم يصلح الوقف حينئذ على الظرف ثم يبتدئ بيرزقون، فإن وقف على يُرْزَقُونَ جاز، لكنه ليس بجيد، لأن فرحين حال من فاعل يرزقون مِنْ فَضْلِهِ صالح وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ حسن وَفَضْلٍ تامّ على قراءة من كسر همزة وإن الله، ليس بوقف على قراءة من فتحها أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ إن رفع ما بعده بالابتداء، أو نصب على المدح بتقدير أعني، وليس بوقف إن جرّ ذلك بأنه نعت للمؤمنين مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ

عطفا على ما قبلها، والتقدير يستبشرون بنعمة من الله وفضل وبأن الله لا يضيع، وعلى هذا فلا يوقف على: وفضل، لعطفه على ما قبله أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ إن رفع الذين بالابتداء وما بعده الخبر أو رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين استجابوا، وكاف إن نصب على المدح بتقدير أعني، وليس بوقف إن جرّ نعت المؤمنين أو بدلا منهم أَصابَهُمُ الْقَرْحُ حسن: إن جعل الذين استجابوا نعت المؤمنين، أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ ولِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا خبرا، لأنه لا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف ويرتفع أجر عظيم بقوله: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا، والوقف على أَجْرٌ عَظِيمٌ تام: على أن ما بعده مبتدأ أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل ذلك بدلا من الذين استجابوا قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز فَاخْشَوْهُمْ جائز، ومثله: إيمانا، لأن هذا عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف الْوَكِيلُ كاف وَفَضْلٍ ليس بوقف لأن لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ في موضع الحال تقديره: فانقلبوا سالمين لم يمسهم سوء، والوقف على لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ تام: عند نافع على استئناف ما بعده، وعند أبي حاتم رِضْوانَ اللَّهِ أتم منه عَظِيمٍ تامّ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ كاف: وتامّ عند أبي حاتم قال: لأن المعنى يخوّف الناس أولياءه، أو يخوّفونكم أولياءه، أو بأوليائه. وقال غيره: بل الوقف على قوله: فلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْقَرْحُ حسن: إن جرّ الذين استجابوا نعتا للمؤمنين، أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ ولِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ خبره أَجْرٌ عَظِيمٌ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ، أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بتامّ إن جعل ذلك بدلا من الذين قبله، لكن الوقف عليه صالح لطول الكلام وَنِعْمَ الْوَكِيلُ صالح، لأنه رأس آية وَفَضْلٍ ليس بوقف، لأن ما بعده حال مما قبله رِضْوانَ اللَّهِ كاف عَظِيمٍ تامّ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ كاف، وكذا: فلا تخافوهم مُؤْمِنِينَ حسن. وقال أبو عمرو:

تخافوهم. وقال نافع: بل الوقف على: وخافون. قاله النكزاوي مُؤْمِنِينَ كاف ومثله: في الكفر للابتداء بإن شَيْئاً الأوّل جائز على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من اسم بالله، والعامل لَنْ يَضُرُّوا والتقدير مريدا لإحباط أعمالهم، وأعيد ذكر الله تفخيما وتوكيدا لإزالة الشك، إذ جائز أن يتوهم أن المراد غيره فلا يوقف على شيئا فِي الْآخِرَةِ حسن عَظِيمٌ تامّ شَيْئاً جائز أَلِيمٌ تامّ لِأَنْفُسِهِمْ كاف. وقال الأخفش: تامّ إِثْماً صالح مُهِينٌ كاف: للابتداء بالنفي مَنْ يَشاءُ كاف للابتداء بالأمر وَرُسُلِهِ كاف للابتداء بالشرط عَظِيمٌ تامّ خَيْراً لَهُمْ كاف بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ أكفى منه يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن وَالْأَرْضِ كاف خَبِيرٌ تامّ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا ليس بوقف لقبح الابتداء بما بعده. ويوهم الوقوع في محذور، وإن اعتقد المعنى كفر، سواء وقف أم لا، وإن اعتقد حكايته عن قائليه غير معتقد معناه فلا يكفر، لأن حاكي الكفر لا يكفر، ووصله بما بعده أسلم، وينبغي أن يخفض بها صوته حذرا من التشبيه بالكفر وَنَحْنُ أَغْنِياءُ تامّ، إذ لو وصله بما بعده لصار ما بعده من مقولهم، وهو إخبار من الله عن الكفار بِغَيْرِ حَقٍّ صالح: لمن قرأ سيكتب بالياء التحتية وبالبناء للمفعول، ورفع قتلهم وما عطف عليه، ويقول بالياء: أي ويقول الله أو الزبانية، وليس بوقف لمن قرأ سنكتب بالنون وبناء الفعل للفاعل ونصب ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ فِي الْكُفْرِ حسن شَيْئاً في الموضعين صالح، وكذا: في الآخرة عَظِيمٌ تامّ، وكذا: عذاب أليم لِأَنْفُسِهِمْ كاف لِيَزْدادُوا إِثْماً مفهوم مُهِينٌ تامّ مِنَ الطَّيِّبِ كاف مَنْ يَشاءُ صالح رُسُلِهِ كاف عَظِيمٌ تامّ هُوَ خَيْراً لَهُمْ كاف بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ أكفى منه يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن وَالْأَرْضِ صالح خَبِيرٌ تامّ فَقِيرٌ وقف كفر إن عرف المعنى واعتقده لا إن قصد حكاية عمن قاله

قتلهم، ونقول بالنون الْحَرِيقِ كاف لِلْعَبِيدِ تامّ: إن رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين، أو نصب بتقدير أعني وليس بوقف إن جعل بدلا من الذين الأول، أو جعل في محل جرّ نعتا للعبيد، ومن حيث كونه رأس آية يجوز تَأْكُلُهُ النَّارُ كاف: وتامّ عند نافع وَبِالَّذِي قُلْتُمْ كاف للابتداء بعده بالاستفهام صادِقِينَ تامّ للابتداء بالشرط ومثله، المنير، وذائِقَةُ الْمَوْتِ، ويَوْمَ الْقِيامَةِ وفازَ كلها حسان عند أبي حاتم الْغُرُورِ تامّ وَأَنْفُسِكُمْ جائز أَذىً كَثِيراً كاف الْأُمُورِ تامّ وَلا تَكْتُمُونَهُ جائز ثَمَناً قَلِيلًا حسن ما يَشْتَرُونَ تامّ بِما أَتَوْا ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله بِما لَمْ يَفْعَلُوا جائز، كذا نقل عن نافع، وهو غير جيد، والأولى وصله، لأن قوله: فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بدل مما قبله سواء قرئ بالتحتية أو بالفوقية، أو على قراءة من قرأ الأول بالتحتية والثاني بالفوقية على اختلاف المعاني والإعراب وجعل الثاني معطوفا على الأوّل، لأن المعطوف والمعطوف عليه كالشيء الواحد لأنه قد استغنى عن مفعولي بحسب الأولى بذكر مفعولي الثانية على قراءته بالتحتية، وعلى قراءته بالفوقية حذف الثاني فقط. وقال ابن عطية: لا يصح أن يكون بدلا لوجود الفاء فإنها تمنع من البدل بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ كاف عَذابٌ أَلِيمٌ تامّ وَالْأَرْضِ كاف قَدِيرٌ تامّ لِأُولِي الْأَلْبابِ تامّ: إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف تقديره لهم الجنة، أو الخبر رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ حسن عَذابَ الْحَرِيقِ كاف لِلْعَبِيدِ تامّ: إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وليس بحسن إن جعل ذلك بدلا من الذين الأول، لكنه جائز، لأنه رأس آية، ولأن الكلام قد طال تَأْكُلُهُ النَّارُ كاف، وكذا: وبالذي قلتم، وصادقين، والمنير، وذائقة الموت، ويوم القيامة. وقال أبو عمرو: في المنير: تامّ فَقَدْ فازَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْغُرُورِ تامّ وَأَنْفُسِكُمْ مفهوم أَذىً كَثِيراً كاف

بتقدير يقولون كما قدّره شيخ الإسلام وحسن إن جعل في موضع نصب بإضمار أعنى، وليس بوقف إن جعل نعتا له، أو بدلا منه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز جُنُوبِهِمْ جائز: إن جعل الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ نعتا أو بدلا، أو خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل مبتدأ، وكذا الكلام على الأرض باطِلًا ليس بوقف، لاتحاد الكلام في تنزيه الباري عن خلقه الباطل النَّارِ كاف، ومثله: فقد أخزيته، ومن أنصار، وفآمنا، والأبرار، كلها وقوف كافية عَلى رُسُلِكَ جائز، ومثله: يوم القيامة الْمِيعادَ كاف: لأنه آخر كلامهم فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ صالح على قراءة عيسى بن عمر أَنِّي لا أُضِيعُ بكسر الهمزة على الاستئناف، وليس بوقف على قراءة الجماعة بفتحها أَوْ أُنْثى كاف. وقال أبو حاتم تامّ. ثم يبتدئ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ أي في المجازاة بالأعمال: أي مجازاة النساء على الأعمال كالرجال، وأنه لا يضيع لكم عملا وأنه ليس لأحد على أحد فضل إلا بتقوى الله. قال تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم، فعلى هذا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ مبتدأ وخبر بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ تامّ: لأنه كلام مستقلّ بنفسه كقوله: إنما المؤمنون إخوة، وكقوله: «كلكم من آدم» فبعضكم مبتدأ وخبره من بعض، وقوله: فالذين هاجروا، مبتدأ وخبره: لأكفرنّ عنهم، وقوله: وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ عطف على الخبر الْأَنْهارُ ليس بوقف، لأن ثوابا منصوب على الحال والعامل فيه ولأدخلنهم أو مفعولا له أو مصدرا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْأُمُورِ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ وَلا تَكْتُمُونَهُ مفهوم ثَمَناً قَلِيلًا صالح يَشْتَرُونَ تامّ بِما لَمْ يَفْعَلُوا صالح بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ كاف عَذابٌ أَلِيمٌ تامّ وَالْأَرْضِ كاف قَدِيرٌ تامّ لِأُولِي الْأَلْبابِ تامّ إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ خبره ربنا: أي يقولون ربنا، وكاف إن جعل ذلك نعتا له أو بدلا منه جُنُوبِهِمْ صالح: إن جعل الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ نعتا أو بدلا، أو خبر مبتدإ

كاف الثَّوابِ تامّ فِي الْبِلادِ كاف: لأن ما بعده خبر مبتدإ محذوف: أي هو متاع أو مبتدأ محذوف الخبر: أي تقلبهم متاع قليل. وقال أبو حاتم: تامّ، وغلط لأن ما بعده متعلق بما قبله، لأن المعنى تقلبهم في البلاد وتصرّفهم فيها متاع قليل. وقال أبو العلاء الهمداني: الوقف على قليل، ثم يبتدئ: ثم مأواهم جهنم وضعف للعطف بثم إلا أنه عطف جملة على جملة، وهو في حكم الاستئناف عند بعضهم ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كاف الْمِهادُ جائز: لحرف الاستدراك بعده، ومن حيث كونه رأس آية خالِدِينَ فِيها ليس بوقف لأن نزلا حال من جنات قبله، وإن جعل مصدرا والعامل فيه ما دلّ عليه الكلام لأنه لما قال لهم ذلك دلّ على أنزلوا إنزالا كان الوقف على خالدين فيها كافيا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف: للابتداء بالنفي نص عليه أبو حاتم السجستاني لِلْأَبْرارِ تامّ خاشِعِينَ لِلَّهِ حسن عند الأكثر، وزعم بعضهم أن الوقف على خاشعين. ثم يبتدئ لله وهو خطأ، لأن اللام في لله لا تتصل بما بعدها، لأن لله من صلة خاشعين فلا يقطع عنه ثَمَناً قَلِيلًا حسن: وقيل كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده خبرا بعد خبر لأن ولمن اسمها دخلت عليها اللام، وحمل على لفظ من فأفرد الضمير في يؤمن ثم حمل على المعنى فجمع في وما أنزل إليهم وفي خاشعين، وعلى هذا فلا يوقف على قليلا ولا على الله لأن يشترون حال بعد حال: أي خاشعين غير ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ محذوف، وليس بوقف إن جعل ذلك مبتدأ وكذا الكلام في السموات والأرض وقنا عَذابَ النَّارِ كاف، وكذا: فقد أخزيته، ومن أنصار وفآمنا، ومع الأبرار يَوْمَ الْقِيامَةِ صالح الْمِيعادَ كاف، وكذا، من ذكر أو أنثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ تامّ لأنه كلام مستقل كقوله: إنما المؤمنون إخوة مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ جائز مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف حُسْنُ الثَّوابِ تامّ فِي الْبِلادِ كاف، وكذا: ومأواهم جهنم، وقوله: وَبِئْسَ الْمِهادُ، ونُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ تامّ خاشِعِينَ لِلَّهِ

سورة النساء

مشترين عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف الْحِسابِ تامّ وَرابِطُوا جائز وَاتَّقُوا اللَّهَ ليس بوقف لحرف الترجي. وهو في التعلق كلام كي، آخر السورة تام. سورة النساء مدنية (¬1) وهي مائة آية وخمس وسبعون آية في المدني والمكي والبصري، وست في الكوفي، وسبع في الشامي، وكلمها ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمس وأربعون كلمة، وحروفها ستة عشر ألف حرف وثلاثون حرفا وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا، منها إجماعا ستة مواضع فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا، إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ، وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا، وَاللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ، وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً، وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ولا وقف من أوّلها إلى ونساء، فلا يوقف على من نفس واحدة لا تساق ما بعده على ما قبله، ومثله كثيرا وَنِساءً تام وَالْأَرْحامَ كاف: على قراءتي نصبه وجرّه، فمن قرأ بالنصب عطف على لفظ الجلالة: أي واتقوا الأرحام: أي لا تقطعوها، أو على محل به نحو مررت بزيد وعمرا بالنصب لأنه في موضع نصب لأنه لما شاركه في الاتباع على اللفظ تبعه على الموضع، وانظر هذا مع ما قاله السمين في سورة الإنسان لا يعطف إلا على محل الحرف الزائد، وما هنا ليس كذلك، وقرأ بالجرّ عطفا على الضمير في به على مذهب الكوفيين وهي قراءة حمزة، وحمزة ـــــــــــــــــــــــــ صالح ثَمَناً قَلِيلًا حسن عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف سَرِيعُ الْحِسابِ تامّ وَرابِطُوا مفهوم، آخر السورة تام. سورة النساء مدنية وَنِساءً تامّ وَالْأَرْحامَ كاف: على قراءتي نصبه وجرّه، ووجه نصبه: واتقوا ¬

_ (¬1) سورة النساء مائة وسبعون وست في الكوفي، وسبع في الشامي، الخمس في الباقي والخلاف في آيتين: أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) سماوي، فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً (173) شامي. وانظر: «التلخيص» (242)، «جمال القراء» (1/ 202).

أخذها عن سليمان بن مهران الأعمش وحمران بن أعين ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وجعفر بن محمد الصادق، وعرض القرآن على جماعة، منهم سفيان الثوري والحسن بن صالح، ومنهم إمام الكوفة في القراءات والعربية أبو الحسن الكسائي، ولم يقرأ حرفا من كتاب الله إلا بأثر صحيح، وكان حمزة إماما ضابطا صالحا جليلا ورعا مثبتا ثقة في الحديث وغيره وهو من الطبقة الثالثة، ولد سنة ثمانين وأحكم القرآن، وله خمس عشرة سنة، وأمّ الناس سنة مائة، وعرض عليه القرآن من نظرائه جماعة، وما قرأ به حمزة مخالف لأهل البصرة، فإنهم لا يعطفون على الضمير المخفوض إلا بإعادة الخافض، وكم حكم ثبت بنقل الكوفيين من كلام العرب لم ينقله البصريون، ومن ذلك قول الشاعر: [الطويل] إذا أوقدوا نارا لحرب عدوهم ... فقد خاب من يصلى بها وحميمها بجر حميمها عطفا على الضمير المخفوض في بها، وكم حكم ثبت بنقل البصريين لم ينقله الكوفيون، ولا التفات لمن طعن في هذه القراءة كالزجاج وابن عطية، وما ذهب إليه البصريون، وتبعهم الزمخشري من امتناع العطف على الضمير المجرور إلا بإعادة الجار غير صحيح، بل الصحيح مذهب الكوفيين في ذلك، وعلى هاتين القراءتين، أعنى نصبه وجرّه كاف. وقرئ والأرحام بالرفع على أنه مبتدأ حذف خبره كأنه قيل والأرحام محترمة: أي واجب حرمتها فلا تقطعوها، حثهم الشارع على صلة الأرحام، ونبههم على أنه كان من حرمتها عندهم أنهم يتساءلون: أي يحلفون بها، فنهاهم عن ذلك، وحرمتها باقية وصلتها مطلوبة وقطعها محرّم إجماعا، وعلى هذا يكون الوقف حسنا وليس ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الأرحام، ووجه جرّه عطفه على الضمير على مذهب الكوفيين، وقيل الوقف على أمّا به على النصب فبالإغراء، وأمّا على الجرّ فبالقسم: أي وربّ الأرحام رَقِيباً حسن

بوقف لمن خفض الأرحام على القسم والتقدير بالله وبالأرحام كقولك أسألك بالله وبالرحم، وقيل الوقف على به، وإن نصب ما بعده على الإغراء بمعنى عليكم الأرحام فصلوها فالوقف على به كاف عند يعقوب، وتام عند الأخفش، وخالفهما أبو حاتم ووقف على تساءلون به والأرحام على قراءتي النصب والجرّ رَقِيباً كاف الْيَتامى أَمْوالَهُمْ جائز بِالطَّيِّبِ كاف: عند نافع إِلى أَمْوالِكُمْ حسن كَبِيراً كاف وَرُباعَ حسن أَيْمانُكُمْ حسن أَلَّا تَعُولُوا كاف: وقال نافع تامّ: وهو رأس آية نِحْلَةً كاف: للابتداء بالشرط مَرِيئاً حسن: ومن وقف على فكلوه وجعل هنيئا مريئا دعاء: أي هنأكم الله وأمرأكم كان جائزا، ويكون هنيئا مريئا من جملة أخرى غير قوله: فكلوه لا تعلق له به من حيث الإعراب بل من حيث المعنى، وانتصب مريئا على أنه صفة وليس وقفا إن نصب نعتا لمصدر محذوف: أي فكلوه أكلا هنيئا، وكذلك إن أعرب حالا من ضمير المفعول فهي حال مؤكدة لعاملها، وعند الأكثر معناه الحال، ولذلك كان وصله أولى قِياماً جائز: لاتفاق الجملتين مَعْرُوفاً كاف النِّكاحَ حسن: عند بعضهم، وبعضهم وقف على وابتلوا اليتامى، وجعل حتى لانتهاء الابتداء لا للابتداء: أي غيا الابتداء بوقت البلوغ، لأن الآية لم تتعرّض لسن البلوغ. ثم ابتدأ حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ والجواب مضمر: أي حتى إذا بلغوا النكاح زوّجوهم وسلموا إليهم أموالهم فحذف الجواب لأن في قوله: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً دلالة عليه رُشْداً ليس بوقف لشدة اتصاله بما بعده فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ حسن أَنْ يَكْبَرُوا أحسن منه: وقال أبو عمرو: كاف فَلْيَسْتَعْفِفْ حسن بِالْمَعْرُوفِ كاف، للابتداء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِالطَّيِّبِ كاف، وكذا: إلى أموالكم حُوباً كَبِيراً حسن وَرُباعَ صالح أَيْمانُكُمْ حسن أَلَّا تَعُولُوا كاف نِحْلَةً صالح هَنِيئاً مَرِيئاً كاف

بالشرط فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ حسن حَسِيباً تام وَالْأَقْرَبُونَ الأول حسن: وقيل كاف على استئناف ما بعده، ومثله: أو كثر إن نصب نصيبا بمقدر مَفْرُوضاً تامّ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ حسن: وقال أبو عمرو: كاف قَوْلًا مَعْرُوفاً تامّ: وقيل كاف عَلَيْهِمْ حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الفاء في قوله: فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ جواب قوله: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ سَدِيداً تامّ ناراً حسن وَسَيَصْلَوْنَ قرئ بفتح الياء وضمها، فمن قرأ وسيصلون بضم الياء مبنيا للمفعول كان أحسن مما قبله سَعِيراً تامّ: على القراءتين فِي أَوْلادِكُمْ حسن: على استئناف ما بعده الْأُنْثَيَيْنِ كاف، ومثله: ما ترك لمن قرأ واحدة بالرفع على أن كان تامّة، وحسن لمن قرأ بنصبها على أنها خبر كان فَلَهَا النِّصْفُ حسن: لانتهاء حكم الأول السُّدُسُ ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله لَهُ وَلَدٌ حسن: ومثله فلأمه الثلث، وكذا: فلأمه السدس، وعند أبي حاتم لا يحسن الوقف حتى يقول من بعد وصية يوصى بها أو دين، لأن هذا الفرض كله إنما يكون بعد الوصية والدين. قاله النكزاوي أَوْ دَيْنٍ تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره لا تدرون، وكاف إن رفع خبر مبتدإ محذوف: أي هم آباؤكم، وأيهم أقرب مبتدأ وخبر علق عنه تدرون. لأنه من أفعال القلوب، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قِياماً صالح قَوْلًا مَعْرُوفاً حسن فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ صالح أَنْ يَكْبَرُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف فَلْيَسْتَعْفِفْ جائز بِالْمَعْرُوفِ كاف فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ جائز حَسِيباً تامّ، وكذا: نصيبا مفروضا فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ صالح. وقال أبو عمرو: كاف قَوْلًا مَعْرُوفاً تامّ خافُوا عَلَيْهِمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف سَدِيداً تامّ ناراً كاف سَعِيراً تامّ فِي أَوْلادِكُمْ صالح مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ كاف، وكذا: ثلثا ما ترك فَلَهَا النِّصْفُ حسن إِنْ كانَ لَهُ وَلَدٌ كاف وكذا: فلأمّه الثلث، وفلأمّه السدس، وقوله: أو دين، وأيهم أقرب لكم

والجملة في محل نصب أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً حسن: عند من نصب فريضة على المصدر: أي فرض ذلك فريضة أو نصبها بفعل مقدر: أي أعني، وليس بوقف إن نصب على الحال مما قبلها فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ كاف: للابتداء بأنّ حَكِيماً أكفى: ولم يبلغ درجة التمام لاتصال ما بعده بما قبله معنى لَهُنَّ وَلَدٌ حسن، وكذا: أو دين، ومثله: إن لم يكن لكم ولد، وكذا: أو دين، وكذا، منهما السدس كلها حسان أَوْ دَيْنٍ الأخير ليس بوقف، لأن غير منصوب على الحال من الفاعل في يوصى غَيْرَ مُضَارٍّ حسن: إن نصب بعده بفعل مضمر: أي يوصيكم الله وصية، والوقف على وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ كاف حَلِيمٌ حسن: أي حيث لم يعجل بالعقوبة حين ورثتم الرجال دون النساء، وقلتم لا نورّث إلا من قاتل بالسيف أو طاعن بالرمح تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ تامّ: للابتداء بالشرط بعده خالِدِينَ فِيها حسن الْعَظِيمُ تامّ: للابتداء بعده بالشرط خالِداً فِيها جائز مُهِينٌ تامّ: لأنه آخر القصة أَرْبَعَةً مِنْكُمْ حسن: للابتداء بالشرط مع الفاء سَبِيلًا تامّ فَآذُوهُما حسن عَنْهُما أحسن مما قبله. وقيل كاف للابتداء بإن رَحِيماً تامّ بِجَهالَةٍ ليس بوقف، لأن ثم لترتيب الفعل، وكذا: من قريب لمكان الفاء يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ كاف حَكِيماً أكفى مما قبله ولا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ نفعا. وقال أبو عمرو: في أو دين في الموضعين تامّ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف عَلِيماً حَكِيماً تامّ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ صالح أَوْ دَيْنٍ حسن إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ صالح أَوْ دَيْنٍ كاف: وقياس نظيره السابق أن يقال حسن فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ صالح أَوْ دَيْنٍ وهو الأخير ليس بوقف، لأن ما بعده حال مما قبله غَيْرَ مُضَارٍّ صالح، وكذا: وصية من الله. وقال أبو عمرو: فيهما كاف وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ حسن وقال أبو عمرو: تامّ خالِدِينَ فِيها صالح الْعَظِيمُ حسن خالِداً فِيها جائز عَذابٌ مُهِينٌ تامّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ كاف سَبِيلًا تامّ فَآذُوهُما صالح

وقف من قوله: وليست التوبة إلى أليما، فلا يوقف على السيئات، ولا على الموت، ولا على إني تبت الآن، لأن قوله: ولا الذين يموتون عطف على وليست، والوقف على المعطوف عليه دون المعطوف قبيح، فكأنه قال: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ الذين هذه صفتهم وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ فالذين مجرور المحل عطفا على الذين يعملون: أي ليست التوبة لهؤلاء ولا لهؤلاء، فسوّى بين من مات كافرا وبين من لم يتب إلا عند معاينة الموت في عدم قبول توبتهما، وإن جعلت وللذين مستأنفا مبتدأ وخبره أولئك حسن الوقف على الآن، ويبتدئ وللذين يموتون، واللام في وللذين لام الابتداء وليست لا النافية وإن جعلت قوله أولئك مبتدأ، وأعتدنا خبره حسن الوقف على كفار، وقيل إن أولئك إشارة إلى المذكورين قبل أولئك أَلِيماً تامّ: للابتداء بالنداء كَرْهاً كاف: على استئناف ما بعده، وجعل قوله: ولا تعضلوهنّ مجزوما بلا الناهية، وليس بوقف إن جعل منصوبا عطفا على أن ترثوا فتكون الواو مشركة عاطفة فعلا على فعل: أي ولا أن تعضلوهنّ، وإن قدّرت أن بعد لا كان من باب عطف المصدر المقدر على المصدر المقدر لا من باب عطف الفعل على الفعل، انظر أبا حيان، ولا تعضلوهنّ ليس بوقف للام العلة مُبَيِّنَةٍ جائز بِالْمَعْرُوفِ تام للابتداء بالشرط والفاء خَيْراً كَثِيراً كاف: وقيل تام مَكانَ زَوْجٍ ليس بوقف، لأن الواو بعده للحال: أي وقد آتيتم مِنْهُ شَيْئاً حسن مُبِيناً كاف غَلِيظاً تام إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ كاف: للابتداء بعده بأن سَبِيلًا تام أُمَّهاتُكُمْ كاف، ومثله ما بعده لأن التعلق فيما بعده من جهة المعنى فقط. وقال أبو حاتم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فَأَعْرِضُوا عَنْهُما كاف رَحِيماً تامّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ كاف عَلِيماً حَكِيماً حسن، وقال أبو عمرو: كاف وَهُمْ كُفَّارٌ تامّ، وكذا: عذابا أليما كَرْهاً كاف: إن جعل ما بعده مجزوما بالنهي وليس بوقف إن جعل ذلك منصوبا

السجستاني: الوقف على كل واحدة من الكلمات إلى قوله في الآية الثانية إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كاف وَبَناتُ الْأُخْتِ جائز: للفرق بين التحريم النسبي والسببي، والوقف على مِنَ الرَّضاعَةِ، وفِي حُجُورِكُمْ، ودَخَلْتُمْ بِهِنَّ، وفَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ، ومِنْ أَصْلابِكُمْ، وإِلَّا ما قَدْ سَلَفَ، ورَحِيماً كلها وقوف جائزة، لأن التعلق فيها من جهة المعنى والنفس يقصر عن بلوغ التمام أَيْمانُكُمْ كاف: إن انتصب كتاب بإضمار فعل: أي الزموا كتاب الله، وعند الكوفيين أنه منصوب على الإغراء وهو بعيد، والصحيح أن الإغراء إذا تأخر لم يعمل فيما قبله، وتأول البصريون قول الشاعر: [الرجز] يا أيها المائح دلوي دونكا ... إنّي رأيت الناس يحمدونكا على أن دلوي منصوب بالمائح: أي الذي ماح دلوي، والمشهور أن ذلك من باب المبتدإ والخبر، وأن دلوي مبتدأ ودونك خبره، وما استدل به الكسائي على جواز تقديم معمول اسم الفعل عليه، وأن دونك اسم فعل ودلوي معموله لا يتعين، في الصحاح: الماتح بالمثناة الفوقية المستقي من أعلى البئر، والمائح بالتحتية الذي يملأ دلوه من أسفلها كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ كاف: إن قرئ وأحل ببنائه للفاعل، وليس بوقف إن قرئ بضم الهمزة مبنيا للمفعول عطف على حرّمت غَيْرَ مُسافِحِينَ جائز فَرِيضَةً كاف، ومثله: من بعد ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عطفا على: أن ترثوا: أي ولا أن تعضلوهنّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ صالح، وكذا: بالمعروف خَيْراً كَثِيراً كاف وكذا: منه شيئا، ومبنيا غَلِيظاً حسن إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ كاف وَساءَ سَبِيلًا تامّ وَبَناتُ الْأُخْتِ صالح، وكذا: وأخواتكم من الرضاعة فِي حُجُورِكُمْ مفهوم دَخَلْتُمْ بِهِنَّ صالح فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ مفهوم، وكذا: من أصلابكم إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ صالح رَحِيماً تامّ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كاف: إن قرئ: وأحل ببنائه للفاعل وإلا فصالح، ومثله فيهما كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ

الفريضة حَكِيماً تامّ: لأنه تمام القصة الْمُؤْمِناتِ كاف بِإِيمانِكُمْ جائز: وقيل كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال على المعنى: أي فانكحوا مما ملكت أيمانكم غير معايرين بالأنساب، لأن بعضكم من جنس بعض في النسب والدين، فلا يترفع الحرّ عن نكاح الأمة عند الحاجة إليه، وما أحسن قول أمير المؤمنين عليّ كرّم الله وجهه: [البسيط] الناس من جهة التمثيل أكفاء ... أبوهم آدم والأمّ حوّاء بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ جائز، ومثله: بإذن أهلهنّ بِالْمَعْرُوفِ ليس بوقف، لأن محصنات غير مسافحات حالان من مفعول وآتوهن أَخْدانٍ حسن: وقيل تام: سواء قرئ أحسن مبنيّا للفاعل أو للمفعول. قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم أحسن بضم الهمزة وكسر الصاد مبنيّا للمفعول والباقون بفتحهما بالبناء للفاعل. ومعنى الأولى: فإذا أحصن بالتزويج فالحصن لهنّ هو الزوج. ومعنى الثانية: فإذا أحصن فروجهنّ أو أزواجهنّ مِنَ الْعَذابِ جائز مِنْكُمْ حسن، ومثله: خير لكم: أي وصبركم عن نكاح الإماء خير لكم لئلا يرق ولدكم ويبتذل، وفي سنن أبي داود وابن ماجة من حديث أنس. قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من أراد أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوّج الحرائر» رَحِيمٌ تامّ عَلَيْكُمْ حسن حَكِيمٌ تامّ، ومثله: عظيما عَنْكُمْ كاف: على قراءة وخلق بضم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ غَيْرَ مُسافِحِينَ صالح فَرِيضَةً كاف وكذا: من بعد الفريضة عَلِيماً حَكِيماً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ كاف بِإِيمانِكُمْ جائز بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ صالح، وكذا: بإذن أهلهنّ أَخْدانٍ تامّ مِنَ الْعَذابِ جائز الْعَنَتَ مِنْكُمْ كاف، وكذا: خير لكم رَحِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ كاف عَلِيمٌ حَكِيمٌ حسن، وكذا: عظيما

الخاء، وعلى قراءته بفتحها الوصل أولى لأنهما كلام واحد ضَعِيفاً تامّ: للابتداء بيا النداء عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ حسن أَنْفُسَكُمْ كاف: للابتداء بإن رَحِيماً تامّ نُصْلِيهِ ناراً حسن يَسِيراً تام للابتداء بالشرط، ومثله: كريما عَلى بَعْضٍ حسن مِمَّا اكْتَسَبُوا ومثله: مما اكتسبن، وكذا، من فضله عَلِيماً تامّ: ووقف بعضهم على مِمَّا تَرَكَ إن رفع الوالدان بخبر مبتدإ محذوف جوابا لسؤال مقدّر، كأنه قيل ومن الوارث؟ فقيل هم الوالدان والأقربون: أي لكل إنسان موروث جعلنا موالي: أي ورّاثا مما ترك، ففي ترك ضمير يعود على كلّ، وهنا تمّ الكلام، ويتعلق مما ترك بموالي لما فيه من معنى الوراثة وموالي مفعول أوّل لجعل، ولكل جار ومجرور هو الثاني قدّم على عامله، ويرتفع الوالدان على أنه خبر مبتدإ محذوف إلى آخر ما تقدّم، وعلى هذا فكلام جملتان ولا ضمير محذوفا في جعلنا وإن قدّرنا: ولكل إنسان وارث مما تركه الوالدان والأقربون جعلنا موالي: أي موروثين، فيراد بالموالي الموروث ويرتفع الوالدان بترك، وتكون ما بمعنى من، والجار والمجرور صفة للمضاف إليه كل، والكلام على هذا جملة واحدة، وفي هذا بعد، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولو أراد الإنسان استقصاء الكلام لاستفرغ عمره ولم يحكم أمره وَالْأَقْرَبُونَ كاف: لأن والذين بعده مبتدأ، والفاء في خبره لاحتمال عمومه معنى الشرط نَصِيبَهُمْ كاف للابتداء بعده بإن شَهِيداً تامّ مِنْ أَمْوالِهِمْ حسن. وقيل تامّ: لأن فالصالحات ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ كاف: على قراءة خلق بضم الخاء، وصالح على قراءته بفتحها ضَعِيفاً تامّ عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ حسن أَنْفُسَكُمْ كاف رَحِيماً حسن نُصْلِيهِ ناراً صالح يَسِيراً تامّ، وكذا: كريما عَلى بَعْضٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مِمَّا اكْتَسَبُوا كاف، وكذا: مما اكتسبن: ومن فضله عَلِيماً حسن، وكذا والأقربون. وقال أبو عمرو: كاف نَصِيبَهُمْ كاف شَهِيداً تامّ مِنْ

مبتدأ وما بعده خبر إن، وللغيب متعلق بحافظات بِما حَفِظَ اللَّهُ كاف، ومثله: واضربوهنّ للابتداء بالشرط مع اتحاد الكلام، ومثله: سبيلا كَبِيراً تامّ بَيْنِهِما الأوّل ليس بوقف لمكان الفاء بَيْنَهُمَا الثاني كاف خَبِيراً تامّ بِهِ شَيْئاً كاف: على استئناف ما بعده على معنى: وأحسنوا بالوالدين إحسانا. وقال الأخفش: لا وقف من قوله: وَاعْبُدُوا اللَّهَ إلى أَيْمانُكُمْ لأن الله أمركم بهذه، فلا يوقف على شيئا، ولا على إحسانا ولا على وابن السبيل، لا تساق ما بعده على ما قبله وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كاف: للابتداء بإنّ فَخُوراً تامّ إن رفع الذين مبتدأ والخبر محذوف تقديره أولئك قرناء السوء، وكذا إن جعل مبتدأ خبره إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وكذا إن جعل في محل رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وإن جعل في موضع نصب بتقدير أعني كان الوقف على فَخُوراً كافيا، وليس بوقف إن جعل الذين منصوبا بدلا من الضمير المستكنّ في فخورا، أو من من، أو نعتا لمن، لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه، ولا بين النعت والمنعوت مِنْ فَضْلِهِ حسن مُهِيناً تامّ إن منه، ولا بين النعت والمنعوت مِنْ فَضْلِهِ حسن مُهِيناً تامّ إن جعل ما بعده مستأنفا مبتدأ، والكلام فيه كالذي قبله من الرفع والنصب والجرّ، فالرفع بالابتداء والنصب بتقدير أعني والجرّ عطفا على الكافرين وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ تامّ للابتداء بالشرط فَساءَ قَرِيناً كاف، ومثله: رزقهم الله ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَمْوالِهِمْ صالح. وقال أبو عمرو: كاف بِما حَفِظَ اللَّهُ كاف، وكذا: واضربوهنّ، وسبيلا كَبِيراً حسن يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُما كاف خَبِيراً تامّ بِهِ شَيْئاً كاف، وكذا: وما ملكت أيمانكم فَخُوراً ليس بوقف إن جعل الذين منصوبا بدلا من من، وإن جعل مرفوعا مبتدأ خبره إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ كان وقفا تاما ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ صالح، وكذا: مهينا. وقال أبو عمرو في الأوّل: كاف وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ تامّ، وكذا: فساء قرينا. وقال أبو عمرو في الأول: كاف رَزَقَهُمُ اللَّهُ كاف عَلِيماً تامّ. ومحل هذه الوقوفات الأربعة إذا جعل الذين يبخلون منصوبا، فإن

عَلِيماً تامّ: ومحل هذه الوقوف الأربعة ما لم يجعل الذين يبخلون مبتدأ وخبره إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ فإن كان كذلك لم يوقف عليها، لأنه لا يفصل بين المبتدإ وخبره بالوقف مِثْقالَ ذَرَّةٍ حسن، ومن قرأ حَسَنَةً بالرفع كان أحسن أَجْراً عَظِيماً حسن. وقال بعضهم: لا يوقف عليه لأن قوله فكيف توكيد لما قبله: معناه إن الله لا يظلم مثقال ذرّة في الدنيا فكيف في الآخرة إذا جئنا من كل أمة بشهيد عَظِيماً حسن، ومثله: بشهيد شَهِيداً كاف الْأَرْضُ جائز: إن كان ما بعده داخلا في التمني، وإلا فالوقف عليه حسن، قرأ نافع وابن عامر تسوى بتشديد السين، وقرأ أبو عمرو وابن كثير وعاصم بضم التاء وتخفيف السين مبنيّا للمفعول، وقرأ حمزة والكسائي بفتح التاء والتخفيف، وجواب لو محذوف تقديره لسروا بذلك حَدِيثاً تامّ تَغْتَسِلُوا كاف: أي لا تقربوا مواضع بالصلاة جنبا حتى تغتسلوا صَعِيداً طَيِّباً ليس بوقف لمكان الفاء، أو لما كانت الجمل معطوفة بأو صيرتها كالشيء الواحد وَأَيْدِيكُمْ كاف للابتداء بعده بإن غَفُوراً تامّ السَّبِيلَ كاف بِأَعْدائِكُمْ حسن وَلِيًّا جائز للفصل بين الجملتين المستقلتين نَصِيراً كاف: إن جعل من الذين خبرا مقدّما: ويحرفون جملة في محل رفع صفة لموصوف محذوف: أي من الذين هادوا ناس أو قوم أو نفر يحرّفون الكلم عن مواضعه، فحذف الموصوف واجتزئ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جعل مرفوعا بالابتداء وخبره إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ لم يكن في هذه الوقوفات كاف ولا تامّ للفصل بين المبتدإ والخبر، بل كلها صالحة لبعد ما بينهما مِثْقالَ ذَرَّةٍ كاف عَظِيماً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً كاف لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ صالح: إن جعل ما بعده داخلا في التمنى، وإلا فالوقف عليه حسن حَدِيثاً تامّ تَغْتَسِلُوا كاف، وكذا: أيديكم غَفُوراً تامّ السَّبِيلَ كاف، وكذا: بأعدائكم بِاللَّهِ وَلِيًّا جائز نَصِيراً حسن. وقال أبو عمرو: كاف.

بالصفة عنه، أو تقول حذف المبتدأ وأقيم النعت مقامه، وكذا إن جعل من الذين خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين هادوا، وليس بوقف إن جعل من الذين حالا من فاعل يريدون، أو جعل بيانا للموصول في قوله: ألم تر إلى الذين أوتوا، لأنهم يهود ونصارى، أو جعل بيانا لأعدائكم وما بينهما اعتراض أو علق بنصيرا، وهذه المادة تتعدّى بمن. قال تعالى: وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ، فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وأما على تضمين النصر معنى المنع: أي منعناه من القوم، وكذلك: وكفى بالله مانعا ينصره من الذين هادوا، فهي ستة أوجه: يجوز الوقف على نَصِيراً في وجهين: وفي هذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد وَراعِنا حسن: إن جعل ليّا مصدرا، أي: يلوون ليّا بألسنتهم ودلّ المصدر على فعله، وليس بوقف إن جعل مفعولا من أجله: أي يفعلون ذلك من أجل الليّ، وقرئ راعنا بالتنوين، وخرّج على أنه نعت لمصدر محذوف، أي قولا راعنا متصفا بالرعن فِي الدِّينِ حسن وَأَقْوَمَ ليس بوقف لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا إِلَّا قَلِيلًا تامّ: للابتداء بيا النداء مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله أَصْحابَ السَّبْتِ كاف مَفْعُولًا تامّ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ جائز لِمَنْ يَشاءُ كاف للابتداء بالشرط عَظِيماً تامّ أَنْفُسَهُمْ كاف. وقال الأخفش: تام. وقيل ليس بتامّ لأن ما بعده متصل به، والتفسير يدل على ذلك. قال مجاهد، كانوا يقدمون الصبيان يصلون بهم ويقولون هؤلاء أزكياء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ومحلهما إذا علق ما بعده بمبتدإ محذوف: أي من الذين هادوا أناس، فإن علق بما قبله كأن يقدر: وكفى بالله ناصرا لكم من الذين هادوا لم يحسن الوقف على نَصِيراً إلا بتجوّز، لأنه رأس آية فِي الدِّينِ صالح، وكذا: وأقوم. وقال أبو عمرو فيهما: كاف إِلَّا قَلِيلًا تامّ أَصْحابَ السَّبْتِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف مَفْعُولًا تامّ لِمَنْ يَشاءُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَظِيماً تامّ

لا ذنوب لهم بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ أي ليست التزكية إليكم لأنكم مفترون، والله يزكي من يشاء بالتطهير فبعض الكلام متصل ببعض، قاله النكزاوي مَنْ يَشاءُ جائز فَتِيلًا كاف نَصِيراً كاف عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ جائز مُبِيناً تامّ سَبِيلًا كاف، ومثله: لعنهم الله للابتداء بالشرط نَصِيراً كاف، لأن أم بمعنى ألف الاستفهام الإنكاري نَقِيراً كاف، النقير: النقرة التي في ظهر النواة والفتيل خيط رقيق في شقّ النواة، والقطمير القشرة الرقيقة فوق النواة، وهذه الثلاثة في القرآن ضرب بها المثل في القلة، والثفروق بالثاء المثلثة والفاء غلافة بين النواة والقمع الذي يكون في رأس التمرة كالغلافة، وهذا لم يذكر في القرآن مِنْ فَضْلِهِ حسن: لتناهي الاستفهام. وقيل ليس بوقف لمكان الفاء عَظِيماً كاف مَنْ صَدَّ عَنْهُ كاف سَعِيراً تامّ ناراً كاف: لاستئناف ما بعده لما فيه من معنى الشرط الْعَذابَ كاف للابتداء بإن حَكِيماً تامّ الْأَنْهارُ ليس بوقف، لأن خالدين حال مما قبله أَبَداً حسن. وقيل كاف على استئناف ما بعده مُطَهَّرَةٌ كاف ظَلِيلًا تامّ إِلى أَهْلِها حسن: إن كان الخطاب عامّا، لأن قوله: أَنْ تَحْكُمُوا معطوف على أن تؤدوا: أي أن تؤدّوا وأن تحكموا بالعدل إذا حكمتم، فأن تؤدّوا منصوب المحل، إما على إسقاط حرف الجرّ، لأن حذفه يطرد مع أن، وليس بوقف إن كان الخطاب ولاة المسلمين بِالْعَدْلِ كاف، ومثله: يعظكم به بَصِيراً تامّ مِنْكُمْ كاف: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَنْفُسَهُمْ كاف مَنْ يَشاءُ صالح. وقال أبو عمرو: كاف فَتِيلًا حسن عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ صالح مُبِيناً تامّ سَبِيلًا حسن، وكذا: لعنهم الله نَصِيراً صالح، وكذا: نقيرا مِنْ فَضْلِهِ مفهوم عَظِيماً كاف، وكذا: من صدّ عنه سَعِيراً تامّ. وقال أبو عمرو: كاف ناراً صالح لِيَذُوقُوا الْعَذابَ كاف حَكِيماً تامّ أَبَداً صالح مُطَهَّرَةٌ جائز ظَلِيلًا تامّ أَنْ تَحْكُمُوا

للابتداء بالشرط مع الفاء، واليوم الآخر كذلك تَأْوِيلًا تامّ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ جائز: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من الضمير في يزعمون، وهو العامل في الحال إِلَى الطَّاغُوتِ حسن أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ أحسن مما قبله بَعِيداً حسن: وَإِلَى الرَّسُولِ ليس بوقف، لأن جواب إذا لم يأت، وهو رأيت فلا يفصل بينهما بالوقف صُدُوداً تامّ: ولا وقف من قوله: فَكَيْفَ إلى وَتَوْفِيقاً فلا يوقف على: أيديهم، ولا على: يحلفون، وبعضهم تعسف ووقف على يحلفون وجعل بالله قسما، وإن أردنا جواب القسم وإن نافية بمعنى ما: أي ما أردنا في العدول عنك عند التحاكم إلا إحسانا وتوفيقا وليس بشيء لشدة تعلقه بما بعده، لأن الأقسام المحذوفة في القرآن لا تكون إلا بالواو، فإن ذكرت الباء أتى بالفعل كقوله: وأقسموا بالله: أي يحلفون بالله، ولا تجد الباء مع حذف الفعل أبدا، والمعتمد أن الباء متعلقة بيحلفون، وليست باء القسم كما تقدم، ويأتي إن شاء الله تعالى في سورة لقمان في قوله: يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ بأوضح من هذا وَتَوْفِيقاً كاف ما فِي قُلُوبِهِمْ جائز، ومثله: وعظهم بَلِيغاً تامّ بِإِذْنِ اللَّهِ كاف، ومثله: تَوَّاباً رَحِيماً، وبعضهم وقف على قوله: فلا، وابتدأ وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وجعل لا ردا لكلام تقدمها، تقديره فلا يفعلون، أو ليس الأمر كما زعموا من أنهم آمنوا بما أنزل إليك، ثم استأنف قسما بعد ذلك بقوله: وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ، وهو توجيه حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِالْعَدْلِ كاف، وكذا: يعظكم به بَصِيراً تامّ. وقال أبو عمرو: كاف وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ كاف، وكذا: واليوم الآخر تَأْوِيلًا تامّ. وقال أبو عمرو كاف إِلَى الطَّاغُوتِ صالح، وكذا: أن يكفروا به بَعِيداً حسن صُدُوداً كاف: وإن تعلق ما بعده بما قبله لطول الكلام وَتَوْفِيقاً حسن فِي قُلُوبِهِمْ صالح وَعِظْهُمْ جائز بَلِيغاً تامّ بِإِذْنِ اللَّهِ كاف رَحِيماً حسن فَلا

يرقيه إلى التمام، والأحسن الابتداء بها بناء على أنها توطئة للنفي بعدها فهو آكد تَسْلِيماً كاف: أكد الفعل بمصدره لرفع توهم المجاز فيه، ومثله: إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ على القراءتين رفعه بدل من الضمير في فعلوه ونصبه على الاستثناء تَثْبِيتاً حسن. قال الزمخشري: وإذا جواب سؤال مقدر كأنه قيل: وماذا يكون لهم بعد التثبيت؟ فقيل وإذا لو ثبتوا لآتيناهم، لأن إذا جواب وجزاء عليه، فلا يوقف على: تثبيتا، ولا على عظيما، لأن قوله: وإذا لآتيناهم ولهديناهم من جواب لو. قاله السجاوندي مع زيادة للإيضاح مُسْتَقِيماً تام وَالصَّالِحِينَ حسن رَفِيقاً كاف مِنَ اللَّهِ حسن عَلِيماً تامّ للابتداء بياء النداء جَمِيعاً كاف لَيُبَطِّئَنَّ تام للابتداء بالشرط مع الفاء شَهِيداً كاف مَوَدَّةٌ ليس بوقف، لأن قوله: كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ معترضة بين قوله: لَيَقُولَنَّ ومعمول القول، وهو يا لَيْتَنِي سواء جعلت للجملة- التشبيهية محلا من الإعراب نصبا على الحال من الضمير المستكن في ليقولنّ، أو نصبا على المفعول بيقولنّ، فيصير مجموع جملة التشبيه وجملة التمني من جملة المقول، أو لا محل لها لكونها معترضة بين الشرط وجملة القسم وأخرت والنية بها التوسط بين الجملتين، والتقدير ليقولنّ يا ليتني أنظر أبا حيان، وتوسمه شيخ الإسلام بجائز، لعله فرّق به بين الجملتين مَعَهُمْ كاف: لمن رفع ما بعد الفاء على الاستئناف: أو فأنا أفوز، وبها قرأ الحسن: وليس بوقف لمن رفعه عطفا على كنت وجعل كنت بمعنى أكون على معنى يا ليتني أكون فأفوز فيكون ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جائز: بناء على أنه ردّ لما قبله، والذي ابتدأ به، وهو الأحسن بني على أنه توطئة للنفي بعده، فهو آكد وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً حسن إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ كاف تَثْبِيتاً صالح مُسْتَقِيماً تامّ وَالصَّالِحِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف رَفِيقاً حسن مِنَ اللَّهِ كاف عَلِيماً تامّ جَمِيعاً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ

السكون معهم والفوز العظيم متمنين معا، لأن الماضي في التمني بمنزلة المستقبل، لأن الشخص لا يتمنى ما كان، إنما يتمنى ما لم يكن، فعلى هذا لا يوقف على معهم، لاتساق ما بعده على ما قبله ونصبه على جواب التمني، والمصيبة الهزيمة، والفضل الظفر والغنيمة، لأن المنافقين كانوا يوادّون المؤمنين في الظاهر تهكما وهم في الباطن أعدى عدوّ لهم، فكان أحدهم يقول وقت المصيبة: قد أنعم الله عليّ إذ لم أكن معهم شهيدا، ويقول وقت الغنيمة والظفر: يا ليتني كنت معهم، فهذا قول من لم تسبق منه مودّة للمؤمنين فَوْزاً عَظِيماً تام: للأمر بعده بِالْآخِرَةِ تامّ: للابتداء بالشرط ومثله: عظيما الظَّالِمِ أَهْلُها حسن وَلِيًّا جائز. وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المزدوجين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بين الدعوات نَصِيراً تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز، وكذا: الطاغوت أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ كاف: للابتداء بأن ضَعِيفاً تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ جائز، ومثله: أو أشدّ خشية، وكذا القتال، لأن لولا بمعنى هلا، وهلا بمعنى الاستفهام، وهو يوقف على ما قبله وقَرِيبٍ وقَلِيلٌ كلها وقوف جائزة. وقال نافع: تامّ، لأن الجملتين وإن اتفقتا فالفصل بين وصفي الدارين لتضادهما مستحسن لِمَنِ اتَّقى حسن على القراءتين في يظلمون، قرأ ابن كثير والأخوان ولا يظلمون بالغيبة جريا على الغائبين قبله. والباقون بالخطاب التفاتا فَتِيلًا كاف أَيْنَما تَكُونُوا جائز: يجوز أن يتصل بقوله ولا تظلمون ثم يبتدئ بيدرككم الموت، والأولى وصله، انظر ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لَيُبَطِّئَنَّ مفهوم شَهِيداً صالح. وقال أبو عمرو: كاف مَوَدَّةٌ جائز فَوْزاً عَظِيماً حسن، وكذا: بالآخرة، وأجرا عظيما الظَّالِمِ أَهْلُها مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف نَصِيراً تامّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مفهوم الطَّاغُوتِ صالح أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ كاف ضَعِيفاً تامّ وَآتُوا الزَّكاةَ جائز خَشْيَةً صالح، وكذا:

ضعفه في أبي حيان الْمَوْتُ ليس بوقف، لأن ما بعده مبالغة فيما قبله فلا يقطع عنه مُشَيَّدَةٍ حسن مِنْ عِنْدِ اللَّهِ حسن، ومثله: من عندك قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف: أي خلقا وتقديرا حَدِيثاً تام، اتفق علماء الرسم على قطع اللام هنا عن هؤلاء، وفي مالِ هذَا الْكِتابِ في الكهف ومالِ هذَا الرَّسُولِ في الفرقان وفَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا في المعارج. وقال أبو عمرو: في هذه الأربعة اللام منفصلة عما بعدها. وجه انفصال هذه الأربعة ما حكاه الكسائي من أن مال فيها جارية مجرى ما بال وما شأن، وأن قوله مال زيد وما بال زيد بمعنى واحد، وقد صحّ أن اللام في الأربعة لام جرّ اه. أبو بكر اللبيب على الرائية باختصار، وأبو عمرو يقف على ما وقف بيان، إذ لا يوقف على لام الجرّ دون مجرورها، والكسائي قال: عليها وعلى اللام منفصلة عما بعدها اتباعا للرسم العثماني، وليست اللام في هذه الأربعة متصلة بما كما قد يتوهم أنهما حرف واحد فَمِنَ اللَّهِ حسن: فصلا بين النقيضين فَمِنْ نَفْسِكَ كاف، أي: وأنا كتبتها عليك، قيل في قوله: فَمِنْ نَفْسِكَ أن همزة الاستفهام محذوفة والتقدير أفمن نفسك نحو قوله: وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ التقدير أو تلك نعمة، وقرأت عائشة رضي الله عنها فمن نفسك بفتح ميم من ورفع السين على الابتداء والخبر، أي: أيّ شيء نفسك حتى تنسب إليها فعلا رَسُولًا حسن شَهِيداً تامّ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ كاف: للابتداء بالشرط حَفِيظاً حسن وَيَقُولُونَ طاعَةٌ كاف: على استئناف ما بعده وارتفع طاعة على أنه خبر مبتدإ محذوف: أي أمرنا طاعة لك. وقيل ليس بوقف لأن الوقف عليه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قريب، وقليل لِمَنِ اتَّقى مفهوم فَتِيلًا حسن مُشَيَّدَةٍ كاف، وكذا: من عند الله مِنْ عِنْدِكَ صالح مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كاف حَدِيثاً تام فَمِنْ نَفْسِكَ كاف، وكذا: رسولا شَهِيداً تامّ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ صالح، وكذا:

يوهم أن المنافقين موحدون وليس كذلك، وسياق الكلام في بيان نفاقهم، وذلك لا يتم إلا بوصله إلى تقولوا غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ حسن، ومثله: ما يبيتون وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ كاف وَكِيلًا تامّ الْقُرْآنَ حسن: لانتهاء الاستفهام على قول من قال: المعنى ولو كان ما تخبرونه مما ترون من عند غير الله لاختلف فيه، ومن قال المعنى، ولو كان القرآن من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، فعلى هذا يكون كافيا لأن كلام الناس يختلف فيه ويتناقض. إما في اللفظ والوصف. وإما في المعنى بتناقض الأخبار أو الوقوع على خلاف المخبر به أو اشتماله على ما يلتئم وما لا يلتئم، أو كونه يمكن معارضته، والقرآن ليس فيه شيء من ذلك، كذا في أبي حيان اخْتِلافاً كَثِيراً كاف أَذاعُوا بِهِ يبنى الوقف على ذلك والوصل على اختلاف المفسرين في المستثنى منه، فقيل مستثنى من فاعل اتبعتم: أي لاتبعتم الشيطان إلا قليلا منكم. فإنه لم يتبعه قبل إرسال محمد صلّى الله عليه وسلّم، وذلك القليل كقس بن ساعدة وعمرو بن نفيل وورقة بن نوفل ممن كان على دين عيسى عليه السلام قبل البعثة، وعلى هذا فالاستثناء منقطع، لأن المستثنى لم يدخل تحت الخطاب، وقيل الخطاب في قوله: لاتبعتم لجميع الناس على العموم، والمراد بالقليل أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم خاصة: أي هم أمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا طائفة منهم، ويؤيد هذا القول حديث «ما أنتم فيمن سواكم من الأمم إلا كالرّقة البيضاء في الثور الأسود» وقيل مستثنى من قوله: لعلمه الذين يستنبطونه منهم. وقيل مستثنى من الضمير في أذاعوا به. وقيل مستثنى من الاتباع كأنه قال: لاتبعتم الشيطان اتباعا غير قليل وقيل مستثنى من قوله: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ أي: إلا قليلا منكم لم يدخله الله في فضله ورحمته، فيكون ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حفيظا وَيَقُولُونَ طاعَةٌ ليس بوقف، لأن الوقف عليه يوهم أن المنافقين موحدون وليس كذلك غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ صالح، وكذا: ما يبيتون وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ كاف

الممتنع من اتباع الشيطان ممتنعا بفضله ورحمته، فعلى الأول يتم الكلام على أذاعوا به. ولا يوقف على منهم حتى يبلغ قليلا، لأن الأمر إذا ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الجماعة ولم يكن للاستثناء من المستنبطين معنى وجعله مستثنى من قوله: ولولا فضل الله عليكم ورحمته بعيد لأنه يصير المعنى وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتبع الجماعة الشيطان، والكلام في كونه استثناء منقطعا أو متصلا، وعلى كل قول مما ذكر يطول شرحه، ومن أراد ذلك فعليه بالبحر المحيط، فيه العذب العذاب والعجب العجاب، وما ذكرناه هو ما يتعلق بما نحن فيه. وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ كاف إِلَّا قَلِيلًا تامّ: للابتداء بالأمر فِي سَبِيلِ اللَّهِ جائز: لأن ما بعده يصلح مستأنفا وحالا الْمُؤْمِنِينَ حسن كَفَرُوا كاف تَنْكِيلًا تامّ: للابتداء بالشرط نَصِيبٌ مِنْها جائز: للابتداء بالشرط، وعلى قاعدة يحيى بن نصير لا يوقف على أحد المزدوجين حتى يأتي بالثاني وهو كفل منها وكِفْلٌ مِنْها كاف مُقِيتاً تامّ أَوْ رُدُّوها كاف حَسِيباً تامّ إِلَّا هُوَ جائز لا رَيْبَ فِيهِ كاف حَدِيثاً تامّ فِئَتَيْنِ جائز: عند أبي حاتم. قاله الهمداني. وقال النكزاوي: ليس بوقف لأن قوله: والله أركسهم بما كسبوا من تمام المعنى، لأن هذه الآية نزلت في قوم هاجروا من مكة إلى المدينة سرّا فاستثقلوها فرجعوا إلى مكة سرّا. فقال بعض المسلمين إن لقيناهم قتلناهم وصلبناهم لأنهم قد ارتدوا. وقال قوم أتقتلون قوما على دينكم من أجل أنهم استثقلوا المدينة. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَكِيلًا تامّ الْقُرْآنَ صالح، وكذا: اختلافا كثيرا، وأذاعوا به يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ كاف، وكذا: إلا قليلا فِي سَبِيلِ اللَّهِ صالح، وكذا: وحرّض المؤمنين الَّذِينَ كَفَرُوا كاف تَنْكِيلًا تامّ نَصِيبٌ مِنْها مفهوم كِفْلٌ مِنْها كاف مُقِيتاً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ أَوْ رُدُّوها كاف حَسِيباً تامّ اللَّهُ لا إِلهَ

فخرجوا عنها فبين الله نفاقهم. فقال: فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ أي: مختلفين وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أي ردّهم إلى الكفر فعتب الله على كونهم انقسموا فيهم فرقتين، وفئتين حال من الضمير المتصل بحرف الجرّ مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ كاف؛ لانتهاء الاستفهام سَبِيلًا أكفى مما قبله سَواءً حسن فِي سَبِيلِ اللَّهِ أحسن مما قبله: للابتداء بالشرط وَجَدْتُمُوهُمْ كاف وَلِيًّا وَلا نَصِيراً تقدّم ما يغني عن إعادته فلا وقف من قوله: وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا إلى أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ، فلا يوقف على نصيرا ولا على ميثاق ولا على صدورهم لاتصال الكلام بعضه ببعض أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ كاف. ومثله: فَلَقاتَلُوكُمْ للابتداء بالشرط مع الفاء السَّلَمَ ليس بوقف لأن جواب فإن لم يأتي بعد سَبِيلًا كاف قَوْمَهُمْ جائز: أُرْكِسُوا فِيها حسن: تقدّم أن كلما أنواع ثلاثة: ما هو مقطوع اتفاقا وهو قوله: من كل ما سألتموه في إبراهيم. ونوع مختلف فيه، وهو كلما ردّوا إلى الفتنة، وكلما دخلت أمّة، وكلما جاء أمّة، وكلما ألقي فيها فوج، والباقي موصول اتفاقا حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ صالح مُبِيناً تامّ: إلا خطأ ليس بوقف. جعل أبو عبيدة والأخفش إلا في معنى ولا، والتقدير ولا خطأ والضراء جعل إلا في قوة لكن على معنى الانقطاع: أي لكن من قتله خطأ فعليه تحرير رقبة، فعلى قوله يحسن الابتداء بإلا، ولا يوقف على خطأ، إذ المعنى فيما بعده إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا كاف: للابتداء بحكم آخر، ومثله: مؤمنة في الموضعين مُتَتابِعَيْنِ جائز: إن نصب توبة بفعل مقدر. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ إِلَّا هُوَ جائز لا رَيْبَ فِيهِ كاف، وكذا حديثا. وقال أبو عمرو: فيه تامّ بِما كَسَبُوا كاف مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ حسن، وكذا: له سبيلا، وقال أبو عمرو: في الأول كاف فَتَكُونُونَ سَواءً صالح، وكذا: سبيل الله. وقال أبو عمرو في الأول: كاف حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ كاف، وكذا: يقاتلوا قومهم سَبِيلًا حسن قَوْمَهُمْ جائز، وكذا: أركسوا فيها حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ صالح مُبِيناً تام إِلَّا خَطَأً

أي: يتوب الله عليه توبة، وليس بوقف إن نصب بما قبله لأنه مصدر وضع موضع الحال تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ كاف حَكِيماً تام: للابتداء بالشرط، ومثله: عظيما للابتداء بيا النداء فَتَبَيَّنُوا حسن لَسْتَ مُؤْمِناً صالح: لأن ما بعده يصلح أن يكون حالا: أي لا تقولوا مبتغين أو استفهاما بإضمار همزة الاستفهام: أي أتبتغون. قاله السجاوندي الدُّنْيا حسن، ومثله: كثيرة فَتَبَيَّنُوا كاف: للابتداء بأن خَبِيراً تامّ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ليس بوقف، سواء قرئ بالرفع صفة لقوله: القاعدون، أو بالنصب حالا مما قبله أو بالجرّ صفة للمؤمنين وَأَنْفُسِهِمْ الأول حسن. وقال الأخفش تامّ: لأن المعنى لا يستوي القاعدون والمجاهدون، لأن الله قسم المؤمنين قسمين قاعد ومجاهد، وذكر عدم التساوي بينهما دَرَجَةً حسن ومثله: الحسنى أَجْراً عَظِيماً ليس بوقف لأن ما بعده بدل من أجرا، وإن نصب بإضمار فعل حسن الوقف على عظيما وَرَحْمَةً حسن رَحِيماً تامّ فِيمَ كُنْتُمْ جائز، ومثله: في الأرض فِيها كاف: لتناهي الاستفهام بجوابه جَهَنَّمُ حسن مَصِيراً تقدّم ما يغني عن إعادته، وهو رأس آية وما بعده متعلق بما قبله لأن قوله إلا المستضعفين منصوب على الاستثناء من الهاء والميم في مأواهم، وصلح ذلك لأن المعنى فأولئك في جهنم، فحمل الاستثناء على المعنى فهو متصل، وأيضا فإن قوله: لا يستطيعون حيلة جملة في موضع الحال من المستضعفين، والعامل في الحال هو العامل في المستثنى بتقدير إلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح. وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا كاف، وكذا رقبة مؤمنة، في الموضعين، ومن الله حَكِيماً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ عَظِيماً تامّ فَتَبَيَّنُوا صالح الْحَياةِ الدُّنْيا مفهوم، وكذا: كثيرة فَتَبَيَّنُوا كاف خَبِيراً تامّ وَأَنْفُسِهِمْ حسن عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً كاف الْحُسْنى صالح أَجْراً عَظِيماً ليس بوقف، وإن كان رأس آية، لأن ما بعده بدل منه أو تأكيد

المستضعفين غير مستطيعين حيلة، وإن جعل منقطعا، وأن هؤلاء المتوفين إما كفار أو عصاة بالتخلف فلم يندرج فيهم المستضعفون. وهذا أوجه، وحسن الوقف على مصيرا سَبِيلًا جائز عَنْهُمْ حسن. قال أبو عمرو في المقنع: اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد الواو الأصلية في موضع واحد، وهو هنا: عسى الله أن يعفو عنهم لا غير. وأما قوله تعالى: أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي، وقوله: وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ، ولَنْ نَدْعُوَا، فإنهن كتبن بالألف بعد الواو عَفُوًّا غَفُوراً تامّ: للابتداء بالشرط وَسَعَةً كاف، للابتداء بالشرط أيضا، ولا وقف من قوله: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ إلى فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ فلا يوقف على ورسوله ولا على الموت، لأن جواب الشرط لم يأت، وهو فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وهو كاف رَحِيماً تام أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ تامّ لتمام الكلام على قصر صلاة المسافر، وابتدئ إن خفتم على أنهما آيتان والشرط لا مفهوم له، إذ يقتضي أن القصر مشروط بالخوف، وأنها لا تقصر مع الأمن، بل الشرط فيما بعده وهو صلاة الخوف، وإن أمنوا في صلاة الخوف أتموها صلاة أمن: أي إن سفرية فسفرية وإن حضرية فحضرية، وليس الشرط في صلاة القصر. ثم افتتح تعالى صلاة الخوف فقال تعالى: إِنْ خِفْتُمْ على إضمار الواو، أي: وإن خفتم كما تقدّم في مَعَهُ رِبِّيُّونَ ولا ريب لأحد في تمام القصة وافتتاح قصة أخرى، ومن وقف على كفروا وجعلها آية مختصة بالسفر معناه خفتم أم لم تخافوا فلا جناح عليكم أن تقصروا الصلاة في السفر، فقوله: من الصلاة مجمل، إذ يحتمل القصر من عدد الركعات والقصر من هيئات الصلاة، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ له وَرَحْمَةً صالح رَحِيماً تامّ فِيمَ كُنْتُمْ صالح، وكذا: في الأرض ومَأْواهُمْ جَهَنَّمُ مَصِيراً ليس بوقف، وإن كان رأس آية لتعلق ما بعده به. وقال أبو عمرو: كاف سَبِيلًا صالح، وكذا: عنهم غَفُوراً حسن. وقال أبو عمرو:

ويرجع في ذلك إلى ما صح في الحديث، انظر أبا العلاء الهمداني مُبِيناً تامّ أَسْلِحَتَهُمْ حسن، ومثله: من ورائكم، وكذا: أسلحتهم، وهو أحسن لانقطاع النظم مع اتصال المعنى مَيْلَةً واحِدَةً حسن وَخُذُوا حِذْرَكُمْ كاف: للابتداء بإن مُهِيناً تامّ وَعَلى جُنُوبِكُمْ كاف: للابتداء بالشرط، ومثله: فأقيموا الصلاة مَوْقُوتاً تامّ فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ كاف كَما تَأْلَمُونَ حسن: لأن قوله: وترجعون مستأنف غير متعلق بقوله: إن تكونوا وليس بوقف إن جعلت الواو للحال. أي: والحال أنتم ترجون ما لا يَرْجُونَ كاف حَكِيماً تامّ بِما أَراكَ اللَّهُ حسن خَصِيماً كاف، ومثله واستغفر الله للابتداء بإن رَحِيماً تامّ أَنْفُسَهُمْ كاف، ومثله: أثيما، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل يستخفون نعتا لقوله: خوّانا، لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت بالوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنَ الْقَوْلِ حسن مُحِيطاً تامّ: إن جعل ها أنتم مبتدأ، وهؤلاء خبرا، أو أنتم خبرا مقدّما وهؤلاء مبتدأ مؤخرا، أو أنتم مبتدأ وهؤلاء منادى وجادلتم خبر فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف: للاستفهام بعده وَكِيلًا تامّ: قال علماء الرسم: كل ما في كتاب الله من ذكر أمن فهو بميم واحدة إلا في أربعة مواضع فبميمين، هنا: أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا، وفي التوبة: أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ، وفي الصافات: أَمْ مَنْ خَلَقْنا، وفي حم السجدة: أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً، وما سوى ذلك فبميم واحدة غَفُوراً رَحِيماً كاف، ومثله: على نفسه حَكِيماً تام بِهِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ وَسَعَةً صالح. وقال أبو عمرو: كاف عَلَى اللَّهِ كاف رَحِيماً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ الَّذِينَ كَفَرُوا كاف مُبِيناً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ أَسْلِحَتَهُمْ مفهوم، وكذا: من ورائكم حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ حسن، وكذا: ميلة واحدة. وقال أبو عمرو في الأوّل: كاف وَخُذُوا حِذْرَكُمْ كاف، وكذا: مهينا، وعلى جنوبكم، و: فأقيموا الصلاة مَوْقُوتاً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ كاف ما لا يَرْجُونَ صالح حَكِيماً تامّ بِما أَراكَ اللَّهُ حسن. وقال أبو عمرو:

بَرِيئاً ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد مُبِيناً تامّ أَنْ يُضِلُّوكَ حسن، ومثله: من شيء، وما لم تكن تعلم عَظِيماً تامّ بَيْنَ النَّاسِ حسن، عَظِيماً تام نُصْلِهِ جَهَنَّمَ حسن مَصِيراً تامّ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ جائز لِمَنْ يَشاءُ كاف: للابتداء بالشرط بَعِيداً كاف إِلَّا إِناثاً جائز: للابتداء بالنفي مَرِيداً ليس بوقف، لأن ما بعده نعت له لَعَنَهُ اللَّهُ حسن: لأن ما بعده غير معطوف على، لعنه الله نَصِيباً مَفْرُوضاً ليس بوقف لعطف الخمس التي أقسم إبليس عليها، وهي اتخاذ نصيب من عباد الله وإضلالهم وتمنيته لهم إلى قوله: خلق الله، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد، قوله فليغيرن خلق الله، أي دين الله، وقيل الخصاء. قالهما ابن عباس. وقال مجاهد: الفطرة يعني أنهم ولدوا على الإسلام فأمرهم الشيطان بتغييره. وعن الحسن: أنه الوشم. وهذه الأقوال ليست متناقضة لأنها ترجع إلى الأفعال. فأما قوله: لا تبديل لخلق الله. وقال هنا فليغيرنّ خلق الله. فإن التبديل هو بطلان عين الشيء فهو هنا مخالف للتغيير. قال محمد بن جرير: أولاها أنه دين الله، وإذا كان ذلك معناه فقد دخل فيه كل ما نهى الله عنه من خصاء ووشم وغير ذلك من المعاصي، لأن الشيطان يدعو إلى جميع المعاصي اه. نكزاوي خَلْقَ اللَّهِ حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف خَصِيماً كاف. وقال أبو عمرو: تام وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ صالح رَحِيماً حسن. وقال أبو عمرو: كاف أَنْفُسَهُمْ كاف أَثِيماً حسن مِنَ الْقَوْلِ صالح مُحِيطاً حسن فِي الْحَياةِ الدُّنْيا حسن، وكذا: وكيلا، و: رحيما. وقال أبو عمرو فيهما: كاف عَلى نَفْسِهِ صالح حَكِيماً تامّ مُبِيناً حسن، وقال أبو عمرو: فيهما كاف أَنْ يُضِلُّوكَ حسن مِنْ شَيْءٍ كاف ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ صالح عَظِيماً تامّ بَيْنَ النَّاسِ حسن. وكذا أجرا عظيما. وقال أبو عمرو: في الأول كاف وفي الثاني تامّ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ كاف مَصِيراً تامّ لِمَنْ يَشاءُ حسن، وكذا: بعيدا ولَعَنَهُ اللَّهُ و: خلق الله. وقال أبو عمرو في الثاني

مُبِيناً كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من الضمير المستتر في: خسر، والعامل في الحال خسر، لأنه لا يجوز الفصل بين الحال والعامل فيها والاستئناف في ذلك أظهر. قاله النكزاوي وَيُمَنِّيهِمْ حسن إِلَّا غُرُوراً كاف، ومثله: محيطا أَبَداً ليس بوقف، لأن وعد منصوب بما قبله فهو مصدر مؤكد لنفسه، وحقّا مصدر مؤكد لغيره فوعد مؤكد لقوله: سَنُدْخِلُهُمْ، وحقّا مؤكد لقوله: وعد الله، وقيل تمييز حَقًّا حسن قِيلًا تامّ: إن جعل ليس بأمانيكم مخاطبة للمسلمين مقطوعا عما قبله مستأنفا، وإن جعل مخاطبة للكفار الذين تقدّم ذكرهم كان الوقف حسنا، وبكلا القولين قال أهل التفسير، فمن قال إنه مخاطبة للمسلمين مسروق، قال احتج المسلمون وأهل الكتاب. فقال المسلمون نحن أهدى منكم. فقال تعالى: لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ومن قال إنه مخاطبة للكفار وأنه متصل بما قبله مجاهد. قال مشركو العرب لن نعذب ولن نبعث. وقال أهل الكتاب: نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، ولَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً وديننا قبل دينكم ونبينا قبل نبيكم، واختار هذا القول محمد بن جرير ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض، ولا يقطع ما بعده عما قبله إلا بحجة قاطعة. قاله النكزاوي أَهْلِ الْكِتابِ كاف. وقال ابن الأنباري تامّ: لأنه آخر القصة على قول من جعل قوله: من يعمل سوءا يجز به عاما للمسلمين وأهل الكتاب، ومن جعله خاصا للمشركين جعل الوقف على ما قبله كافيا، فمن قال إنه عام لجميع الناس، وإن كلّ من عمل سيئة جوزي بها أبيّ بن كعب وعائشة، فمجازاة الكافر النار، ومجازاة المؤمن نكبات الدنيا، ومن قاله إنه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ منهما: تامّ، وفي البقية كاف مُبِيناً كاف وَيُمَنِّيهِمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا غُرُوراً كاف مَحِيصاً تامّ حَقًّا حسن، وكذا: قبلا، وأهل

خاص بالكفار ابن عباس والحسن البصري، واختار الأول ابن جرير. وقال إن التخصيص لا يكون إلا بتوقيف وقد جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما يدل على أنه عام نَصِيراً تامّ للابتداء بالشرط وَهُوَ مُؤْمِنٌ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت بعد نَقِيراً تامّ وَهُوَ مُحْسِنٌ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله حَنِيفاً حسن: وقال أبو عمرو: تامّ خَلِيلًا تامّ وَما فِي الْأَرْضِ حسن مُحِيطاً تامّ فِي النِّساءِ جائز قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ جائز عند بعضهم، وقيل ليس بوقف لأن قوله: وما يتلى معطوف على اسم الله، ويبنى الوقف والوصل على إعراب «ما» من قوله: وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ، فمحلها يحتمل الرفع والنصب والجرّ، فالرفع عطف على لفظ الله، أو عطف على الضمير المستكنّ في يفتيكم، أو على الابتداء والخبر محذوف: أي ما يتلى عليكم في يتامى النساء يبين لكم أحكامهنّ، والنصب على تقدير ويبين الله لكم ما يتلى عليكم، والجرّ على أن الواو للقسم، أو عطف على الضمير المجرور في فيهنّ. قاله محمد بن أبي موسى. قال أفتاهم الله فيما سألوا عنه وفيما لم يسألوا عنه، إلا أن هذا ضعيف، لأنه عطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، وهو رأي الكوفيين، ولا يجيزه البصريون إلا في الشعر، فمن رفع «ما» على الابتداء كان الوقف على فيهنّ كافيا، وليس بوقف لمن نصبها أو جرّها، والوقف على: ما كتب لهنّ، وأن تنكحوهنّ، والولدان لا يسوغ، لأن العطف صيرهنّ كالشيء الواحد بِالْقِسْطِ حسن. وقال أحمد بن موسى: تام عَلِيماً تامّ صُلْحاً ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الكتاب. وقال أبو عمرو في الأخير: كاف عند ابن الأنباري، وهو عندي تامّ: لأنه تمام القصة نَصِيراً تامّ، وكذا: نقيرا حَنِيفاً حسن. وقال أبو عمرو: تامّ خَلِيلًا تامّ وَما فِي الْأَرْضِ صالح مُحِيطاً حسن، فِي النِّساءِ مفهوم قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ جائز: عند بعضهم بِالْقِسْطِ حسن بِهِ عَلِيماً تامّ صُلْحاً

حسن وَالصُّلْحُ خَيْرٌ أحسن منه الْأَنْفُسُ الشُّحَّ كاف: للابتداء بالشرط خَبِيراً تامّ وَلَوْ حَرَصْتُمْ كاف: عند أبي حاتم، وتامّ عند نافع كَالْمُعَلَّقَةِ كاف، ومثله: رحيما، للابتداء بالشرط كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ كاف حَكِيماً تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف: أي ولله ما حوته السموات والأرض فارغبوا إليه في التعويض ممن فارقتموه فإنه يسد الفاقة، ويلمّ الشعث، ويغني كلا من سعته، يغني الزوج بأن يتزوّج غير من طلق، أو برزق واسع، وكذا المرأة، فعلى هذا تمّ الكلام على قوله: من قبلكم وَإِيَّاكُمْ تامّ عند نافع، وخالفه أهل العربية في ذلك. قال الأخفش: لا يتم الكلام إلا بقوله: وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ للابتداء بالشرط، وليس ما بعده داخلا في معمول الوصية، فهي جملة مستأنفة. وقيل معطوفة على: اتَّقُوا اللَّهَ، وضعف لأن تقدير القول ينفي كون الجملة الشرطية مندرجة سواء جعلت أن مفسرة أو مصدرية وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أي: ليس به حاجة إلى أحد، ولا فاقة تضطره إليكم، وكفركم يرجع عليكم عقابه وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ كاف حَمِيداً تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف: إذا فهمت هذا علمت ما أسقطه شيخ الإسلام، وهو ثلاثة وقوف: وهو وما في الأرض مرّتين، وحميدا. والحكمة في تكرير وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أن ذلك لاختلاف معنى الخبرين عما في السموات والأرض، فإن لله تعالى ملائكة وهم أطوع له تعالى منكم، ففي ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مفهوم وَالصُّلْحُ خَيْرٌ حسن الشُّحَّ كاف خَبِيراً حسن وَلَوْ حَرَصْتُمْ كاف، وكذا: كالمعلقة رَحِيماً حسن مِنْ سَعَتِهِ كاف حَكِيماً تام وَما فِي الْأَرْضِ كاف وَكِيلًا حسن. وقال أبو عمرو: تامّ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ كاف قَدِيراً تامّ وَالْآخِرَةِ كاف بَصِيراً تامّ: وقال أبو عمرو: كاف وَالْأَقْرَبِينَ كاف أَوْلى بِهِما صالح أَنْ تَعْدِلُوا حسن. وقال أبو عمرو فيهما: كاف

كل واحدة فائدة. وقال ابن جرير: كررت تأكيدا وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا تامّ: للابتداء بالشرط وَيَأْتِ بِآخَرِينَ كاف: لانتهاء الشرط بجوابه، لكن أجمع العادّون على ترك عدّ هذا، ومثله: ولا الملائكة المقرّبون حيث لم يتشاكل طرفاهما قَدِيراً تامّ وَالْآخِرَةِ كاف بَصِيراً تامّ لِلَّهِ ليس بوقف، لأن وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مبالغة فيما قبله وَالْأَقْرَبِينَ كاف، للابتداء بالشرط أَوْلى بِهِما جائز أَنْ تَعْدِلُوا كاف خَبِيراً تامّ أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ كاف بَعِيداً تامّ: ولا وقف من قوله: إن الذين آمنوا إلى سبيلا، فلا يوقف على: ثم ازدادوا كفرا، لأن خبر إن لم يأت بعد سَبِيلًا تامّ: لانتهاء خبر إنّ أَلِيماً كاف: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ أو جعل خبر مبتدإ محذوف أو نصب على الذمّ، كأنه قال: أذمّ الذين، وليس بوقف إن جعل صفة للمنافقين، أو بدلا منهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ كاف: على القول الثاني: أعني إن الذين نعت أو بدل، وليس بوقف إن جعل الذين مبتدأ والخبر يبتغون للفصل بين المبتدإ والخبر عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ جائز عند نافع جَمِيعاً كاف فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ جائز مِثْلُهُمْ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ جَمِيعاً كاف: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ أو خبر مبتدإ محذوف، أو مبتدأ حذف خبره، أو نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا للمنافقين على اللفظ، أو تابع لهم على المحل، لأن اسم الفاعل إذا أضيف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خَبِيراً تامّ، وكذا: الذي أنزل من قبل، و: بعيدا سَبِيلًا كاف. وقال أبو عمرو: تام عَذاباً أَلِيماً حسن: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره: أيبتغون عندهم العزة، وجائز إن جعل ذلك نعتا للمنافقين. ووجه الجواز أنه رأس آية مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ كاف: على القول الثاني، وليس بوقف على القول الأوّل للفصل بين المبتدإ والخبر لِلَّهِ جَمِيعاً حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ حسن. وقال أبو عمرو:

إلى معموله جاز أن يتبع معموله لفظا وموضعا، تقول: هذا ضارب هند العاقلة بجرّ العاقلة ونصبها، لكن إن رفع الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ على الابتداء، و: فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ الخبر لا يوقف على بكم، ولا معكم، ولا على المؤمنين، لأنه لا يفصل بين المبتدإ والخبر بالوقف، وإن نصب أو جرّ ساغ الوقف على الثلاث. فيسوغ على بِكُمْ للابتداء بالشرط، وعلى أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ لانتهاء الشرط بجوابه، وللابتداء بشرط آخر وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت وهو قالوا وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حسن: إن جعل الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ نعتا أو بدلا يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن إن جعل ما بعده عاما للكافرين، أي: ليس لهم حجة في الدنيا ولا في الآخرة، وليس بوقف إن جعل ذلك لهم في الآخرة فقط سَبِيلًا تامّ وَهُوَ خادِعُهُمْ حسن كُسالى كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال، والعامل فيها قاموا إِلَّا قَلِيلًا كاف: إن نصب ما بعده بإضمار فعل على الذم، وليس بوقف إن نصب على الحال من فاعل يراءون، أو من فاعل ولا يذكرون. قال أبو زيد: مذبذبين بين الكفر والإسلام. روى في الحديث عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين غنمين» أي: المتردّدة إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع، «إذا جاءت إلى هذه نطحتها، وإذا جاءت إلى هذه نطحتها، فلا تتبع هذه ولا هذه» وَلا إِلى هؤُلاءِ الثانية: كاف سَبِيلًا تامّ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ حسن مُبِيناً تامّ مِنَ النَّارِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ جَمِيعاً كاف: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وليس بوقف إن جعل ذلك نعتا للمنافقين وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حسن، على القول الثاني يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن سَبِيلًا تامّ وَهُوَ خادِعُهُمْ صالح وَلا إِلى هؤُلاءِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا تامّ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ كاف مُبِيناً تامّ مِنَ النَّارِ

حسن: للابتداء بالنفي نَصِيراً ليس بوقف، إذ لا يبتدأ بحرف الاستثناء، وتقدّم التفصيل فيه في قوله: إلا أن تتقوا منهم تقاة مَعَ الْمُؤْمِنِينَ كاف: للابتداء بسوف، واتفق علماء الرسم على حذف الياء من يؤت اتباعا للمصحف العثماني وحذفت في اللفظ لالتقاء الساكنين، وبني الخط على ظاهر التلفظ به في الإدراج وسوّغ لهم ذلك استغناؤهم عنها، لانكسار ما قبلها، والعربية توجب إثباتها، إذ الفعل مرفوع وعلامة الرفع فيه مقدّرة لثقلها، فكان حقها أن تثبت لفظا وخطا، إلا أنها حذفت لسقوطها في الدرج، وكذا مثلها في يقض الحق في الأنعام ونُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ في يونس ولَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا في الحج وبِهادِ الْعُمْيِ في الروم، وفي الصافات إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ، وفي ق: يُنادِ الْمُنادِ، وفي القمر: فَما تُغْنِ النُّذُرُ. كل هذه كتبت بغير ياء والوقف عليها كما كتبت ويعقوب أثبتها حال الوقف، ولا يمكن إثباتها حال الوصل لمجيء الساكنين بعدها أَجْراً عَظِيماً تامّ وَآمَنْتُمْ حسن شاكِراً عَلِيماً تامّ: إن قرئ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ بالبناء للمفعول، وبها قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وحمزة وأبو عمرو والكسائي وابن كثير وابن عامر، لأن موضع من صب على الاستثناء، والاستثناء منقطع، فعلى قراءة هؤلاء يتم الوقف على: عليما ومِنَ الْقَوْلِ ليس بوقف إن جعلت من فاعلا بالجهر كأنه قال: لا يحب الله أن يجهر بالسوء من القول إلا المظلوم، فلا يكده جهده به. والمصدر إذا دخلت عليه أل، أو أضيف عمل عمل الفعل،، كذلك إذا نوّن نحو قوله: أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما، وقرأ الضحاك وزيد بن أسلم إِلَّا مَنْ ظُلِمَ بفتح الظاء واللام، فعلى هذه القراءة يصح في إلا الاتصال والانقطاع، ويكون من التقديم والتأخير وكأنه قال: ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم إلا من ظلم، فعلى ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جائز نَصِيراً ليس بوقف، إذ لا يبتدأ بحرف الاستثناء مَعَ الْمُؤْمِنِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَظِيماً تامّ وَآمَنْتُمْ صالح شاكِراً عَلِيماً تامّ: إن قرئ إِلَّا

هذا لا يوقف على عليما إِلَّا مَنْ ظُلِمَ كاف عَلِيماً حسن: لأن ما بعده متصل به من جهة المعنى قَدِيراً تامّ: ولا وقف من قوله: إن الذين يكفرون إلى حقا، فلا يوقف على: ورسله، ولا على: ببعض، ولا على: سبيلا، لأن خبر إن لم يأت وهو أولئك حَقًّا كاف مُهِيناً تامّ أُجُورَهُمْ كاف رَحِيماً تامّ مِنَ السَّماءِ حسن مِنْ ذلِكَ ليس بوقف لمكان الفاء أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً جائز، ومثله: بظلمهم وثم لترتيب الأخبار، لا لترتيب الفعل فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ حسن مُبِيناً كاف فِي السَّبْتِ جائز غَلِيظاً كاف. وقيل: تام: على أن الباء تتعلق بمحذوف تقديره: فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم. قاله الأخفش وقتادة. وقال الكسائي: هو متعلق بما قبله، وقول قتادة ومن تابعه أولاها بالصواب. قاله النكزاوي غُلْفٌ جائز قَلِيلًا كاف، ومثله: عظيما، والوقف على ابْنَ مَرْيَمَ وقف بيان، ويبتدئ رسول الله على أنه منصوب بإضمار أعني، لأنهم لم يقرّوا بأن عيسى ابن مريم رسول الله، فلو وصلنا عيسى ابن مريم بقوله: رسول الله لذهب فهم السامع إلى أنه من تتمة كلام اليهود الذين حكى الله عنهم، وليس الأمر كذلك، وهذا التعليل يرقيه إلى التمام، لأنه أدلّ على المراد، وهو من باب صرف الكلام لما يصلح له، ووصله بما بعده أولى، فإن رسول الله عطف بيان أو بدل أو صفة لعيسى كما أن عيسى بدل من المسيح. وأيضا فإن قولهم رسول الله هو على سبيل الاستهزاء منهم به كقول فرعون إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ وهذا غاية في بيان هذا الوقف لمن تدبر، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَنْ ظُلِمَ بالبناء للمفعول، وإلا فلا لتعلقه بقوله: ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ، إِلَّا مَنْ ظُلِمَ كاف سَمِيعاً عَلِيماً تامّ، وكذا: قديرا حَقًّا كاف مُهِيناً تامّ أُجُورَهُمْ كاف رَحِيماً تامّ مِنَ السَّماءِ صالح بِظُلْمِهِمْ جائز: عند بعضهم فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ جائز مُبِيناً صالح غَلِيظاً كاف غُلْفٌ جائز

ولله الحمد وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ حسن ووقف نافع على لَفِي شَكٍّ مِنْهُ أي: وما قتلوا الذي شبه لهم يقينا أنه عيسى، بل قتلوه على شك، ومنهم من وقف على ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وجعل الاستثناء منقطعا ووقف على قتلوه وجعل الضمير لعيسى وابتدأ يقينا وجعل يقينا متعلقا بما بعده: أي يقينا لم يقتلوه، فيقينا نعت لمصدر محذوف، وهو تقرير لنفي القتل، وليس قتلوه بوقف إن نصب يقينا برفعه لما فيه أن ما بعد بل يعمل فيما قبلها، وذلك ضعيف. وقيل الضمير في قتلوه يعود على العلم: أي ما قتلوا العلم يقينا على حدّ قولهم: قتلت العلم يقينا والرأي يقينا، بل كان قتلهم عن ظنّ وتخمين. وقيل يعود على الظنّ فكأنه قيل: وما صحّ ظنهم وما تحققوه يقينا فهو كالتهكم بهم، والذي نعتقده أن المشبه هو الملك الذي كان في زمان عيسى لما رفعه الله إليه وفقدوه أخرج لهم شخصا وقال لهم هذا عيسى فقتله وصلبه، ولا يجوز أن يعتقد أن الله ألقى شبه عيسى على واحد منهم كما قال وهب بن منبه لما هموا بقتل عيسى وكان معه في البيت عشرة قال أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل ويدخل الجنة. فكل واحد منهم بادر فألقى شبهه على العشرة ورفع عيسى، فلما جاء الذين قصدوا القتل وشبه عليهم فقالوا ليخرج عيسى وإلا قتلناكم كلكم، فخرج واحد منهم فقتل وصلب. وقيل إن اليهود لما هموا بقتله دخل عيسى بيتا، فأمر الله جبريل أن يرفعه من طاق فيه إلى السماء، فأمر ملك اليهود رجلا بإخراجه، فدخل عليه البيت فلم يجده، فألقى الله شبه عيسى على ذلك الرجل، فلما خرج ظنوا أنه عيسى فقتلوه وصلبوه ثم قالوا: إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا، وإن كان صاحبنا فأين عيسى؟ واختلفوا، فأنزل الله تعالى قوله: وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وهذا وأمثاله ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا صالح، وكذا: بُهْتاناً عَظِيماً، ورَسُولَ اللَّهِ، وشُبِّهَ لَهُمْ. وقال أبو عمرو في الأخيرين: كاف لَفِي شَكٍّ مِنْهُ جائز إِلَّا اتِّباعَ

من السفسطة وتناسخ الأرواح الذي لا تقول به أهل السنة وَما قَتَلُوهُ تامّ إن جعل يقينا متعلقا بما بعده كما تقدّم، أي: بل رفعه الله إليه يقينا، وإلا فليس بوقف بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ كاف، ومثله: حكيما قَبْلَ مَوْتِهِ جائز: لأن قوله: وَيَوْمَ الْقِيامَةِ ظرف كونه شهيدا، لا ظرف إيمانهم، فالواو للاستئناف، والضمير في به وفي موته لعيسى. وقيل إنه في به لعيسى، وفي موته للكتابي. قالوا: وليس بموت يهودي حتى يؤمن بعيسى ويعلم أنه نبيّ، ولكن ذلك عند المعاينة والغرغرة، فهو إيمان لا ينفعه شَهِيداً كاف: ولا وقف من قوله: فَبِظُلْمٍ إلى قوله بالباطل فلا يوقف على أُحِلَّتْ لَهُمْ لاتساق ما بعده على ما قبله، ولا على: كَثِيراً، ولا على: نهوا عنه بِالْباطِلِ حسن أَلِيماً تامّ. وقال بعضهم: ليس بعد قوله: فَبِما نَقْضِهِمْ وقف تام إلى أليما على تفصيل في لكن إذا كان بعدها جملة صلح الابتداء بها كما هنا، وإذا تلاها مفرد فلا يصلح الابتداء بها مِنْ قَبْلِكَ حسن إن نصب ما بعده على المدح أي أمدح المقيمين، وإنما قطعت هذه الصفة عن بقية الصفات لبيان فضل الصلاة على غيرها، وهو قول سيبويه والمحققين، وليس بوقف إن عطف على بما أنزل إليك، أي: يؤمنون بالكتاب وبالمقيمين، أو عطف على ما من قوله: وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ فإنها في موضع جرّ أو عطف على الضمير في منهم وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ حسن: على استئناف ما بعده بالابتداء والخبر فيما بعده، أو جعل خبر مبتدإ محذوف، أي: هم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الظَّنِّ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَما قَتَلُوهُ تامّ: إن جعل يقينا متعلقا بما بعده: أي يقينا لم يقتلوه، بل رفعه الله إليه، وإلا فليس بوقف يَقِيناً كاف، إن جعل متعلقا بما قبله، وإلا فليس بوقف بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ صالح حَكِيماً حسن شَهِيداً صالح. وقال أبو عمرو: في الثلاثة كاف بِالْباطِلِ كاف أَلِيماً تامّ. وقال أبو عمرو: كاف وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ حسن إن جعل ما بعده منصوبا على

المؤتمون، وليس بوقف إن عطف على الرَّاسِخُونَ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ كاف: إن جعل أولئك مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل خبر الراسخون أَجْراً عَظِيماً تامّ مِنْ بَعْدِهِ كاف: وتامّ عند نافع وَسُلَيْمانَ حسن، ومثله زَبُوراً إن نصب رسلا بإضمار فعل يفسره ما بعده: أي قد قصصنا رسلا عليك، أي: قصصنا أخبارهم، فهو على حذف مضاف، فهو من باب الاشتغال، وجملة قد قصصناهم مفسرة لذلك الفعل المحذوف، وليس بوقف إن عطف على معنى ما قبله، لأن معناه إنا أوحينا إليك وبعثنا رسلا، وقرأ الجمهور زبورا بفتح الزاي جمع جمع؛ لأنك تجمع زبورا زبرا، ثم تجمع زبرا زبورا وقرأ حمزة بضم الزاي جمع زبر، وهو الكتاب يعني أنه في الأصل مصدر على فعل جمع على فعول نحو فلس وفلوس فهو مصدر واقع موقع المفعول به. وقيل على قراءة العامة جمع زبور على حذف الزوائد: يعني حذفت الواو منه فصار زبرا كما قالوا: ضرب الأمير ونسج اليمن. قاله أبو علي الفارسي عَلَيْكَ حسن، ومثله، تكليما إن نصب رسلا على المدح، وليس بوقف إن نصب ذلك على الحال من مفعول أوحينا، أو بدلا من رسلا قبله، لأنه تابع لهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز بَعْدَ الرُّسُلِ كاف حَكِيماً تامّ: لأن لكن إذا كان بعدها ما يصلح جملة صلح الابتداء بما بعدها، كذا قيل بِعِلْمِهِ صالح، لأن ما بعده يصلح أن يكون مبتدأ وحالا مع اتحاد المقصود يَشْهَدُونَ حسن شَهِيداً تامّ بَعِيداً كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ المدح، وإن جعل معطوفا على ما أنزل، أو على الضمير في منهم. فلا يحسن الوقف عليه وَالْيَوْمِ الْآخِرِ حسن: إن جعل ما بعده مبتدأ وخبرا، وليس بوقف إن جعل ذلك خبرا لقوله الرَّاسِخُونَ، أَجْراً عَظِيماً تامّ مِنْ بَعْدِهِ كاف، وكذا: سليمان زَبُوراً صالح، وكذا: لم نقصصهم عليك تَكْلِيماً حسن: إن نصب رُسُلًا على المدح، وصالح إن نصب ذلك على الحال من مفعول أوحينا، لأنه رأس

طَرِيقاً ليس بوقف إن أريد بالطريق الأولى العموم وكان استثناء متصلا، وإن أريد بها شيئا خاصا، وهو العمل الصالح كان منقطعا أَبَداً كاف يَسِيراً تامّ: للابتداء بعد بالنداء خَيْراً لَكُمْ حسن وَالْأَرْضِ كاف حَكِيماً تامّ إِلَّا الْحَقَّ كاف رَسُولُ اللَّهِ حسن وَكَلِمَتُهُ أحسن مما قبله إن عطف وَرُوحٌ مِنْهُ على الضمير المرفوع في ألقاها، وليس بوقف إن جعل ألقاها نعتا لقوله: وكلمته، وهي معرفة، والجملة في تأويل النكرة، وفي موضع الحال من الهاء المجرورة، والعامل فيها معنى الإضافة: أي وكلمة الله ملقيا إياها. وقيل ألقاها لا يصلح نعتا لكلمة لما ذكر، ولا حالا لعدم العامل فكان استئنافا مع أن الكلام متحد. ومن غريب ما يحكى أن بعض النصارى ناظر عليّ بن الحسين بن واقد المروزي. وقال: في كتاب الله ما يشهد أن عيسى جزء من الله، وتلا وَرُوحٌ مِنْهُ فعارضه ابن واقد بقوله: وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ وقال: يلزم أن تكون تلك الأشياء جزءا من الله تعالى، وهو محال بالاتفاق، فانقطع النصراني وأسلم. وروي عن أبيّ بن كعب أنه قال: لما خلق الله أرواح بني آدم أخذ عليهم الميثاق، ثم ردّها إلى صلب آدم، وأمسك عنده روح عيسى، فلما أراد خلقه أرسل ذلك الروح إلى مريم، فكان منه عيسى، فلهذا قال وَرُوحٌ مِنْهُ ومعنى كون عيسى روح الله أن جبريل نفخ في درع مريم بأمر الله، وإنما سمى النفخ روحا لأنه ريح يخرج عن الروح. قاله بعض المفسرين، أو أنه ذو روح، وأضيف إلى الله تشريفا وَرُوحٌ مِنْهُ تام، لأنه آخر القصة فَآمِنُوا بِاللَّهِ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ آية بَعْدَ الرُّسُلِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف حَكِيماً صالح، وكذا: يشهدون. وقال أبو عمرو في حكيما: كاف شَهِيداً تامّ، وكذا: بعيدا، وكذا: أبدا يَسِيراً تامّ خَيْراً لَكُمْ حسن وَالْأَرْضِ كاف حَكِيماً تام إِلَّا الْحَقَّ كاف رَسُولُ اللَّهِ صالح وَرُوحٌ مِنْهُ كاف. وقال أبو عمرو: تام لأنه آخر القصة.

وَرُسُلِهِ جائز، ومثله: ثلاثة، أي: هم ثلاثة، فالنصارى زعموا أن الأب إله، والابن إله، والروح إله، والكل إله واحد، وهذا معلوم البطلان ببديهة العقل أن الثلاثة لا تكون واحدا، وأن الواحد لا يكون ثلاثة خَيْراً لَكُمْ حسن. وقيل: كاف. وقيل: تامّ إِلهٌ واحِدٌ حسن، ووقع نافع على سُبْحانَهُ وخولف في ذلك، لأن أن متعلقة بما قبلها وَلَدٌ تامّ، ولا يجوز وصله بما بعده لأنه لو وصله لصار صفة له، فكان المنفيّ ولدا موصوفا بأنه يملك السموات والأرض، والمراد نفي الولد مطلقا وَما فِي الْأَرْضِ كاف وَكِيلًا تامّ الْمُقَرَّبُونَ كاف للشرط بعده جَمِيعاً تامّ مِنْ فَضْلِهِ كاف عَذاباً أَلِيماً ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله وَلا نَصِيراً تامّ، وكذا: مبينا ولا وقف من قوله: فأما الذين إلى مستقيما فلا يوقف على وَاعْتَصَمُوا بِهِ ولا على وَفَضْلٍ لاتساق ما بعدهما على ما قبلهما مُسْتَقِيماً تام فِي الْكَلالَةِ كاف على استئناف ما بعده، لأن في الكلالة متعلق بيفتيكم وهو من إعمال الثاني، لأن في الكلالة يطلبها يستفتونك ويفتيكم فأعمل الثاني، ورسم الهمداني يستفتونك بالحسن تبعا لبعضهم تقليدا ولم يدعمه بنقل يبين حسنه، ومقتضى قواعد هذا الفنّ أنه لا يجوز، لأن جهتي الإعمال مثبتة إحداهما بالأخرى، فلو قلت ضربني زيد وسكتّ. ثم قلت: وضربت زيدا لم يجز، ونظيره في شدّة التعلق قوله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا*، آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً فقطرا منصوب بأفرغ على إعمال الثاني إذ تنازعه آتوني وأفرغ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقيل: كاف وَرُسُلِهِ جائز وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ مفهوم خَيْراً لَكُمْ صالح، وكذا: إله واحد أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ تامّ وَما فِي الْأَرْضِ كاف وَكِيلًا تامّ الْمُقَرَّبُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف جَمِيعاً كاف، وكذا: من فضله وَلا نَصِيراً تامّ مُبِيناً كاف مُسْتَقِيماً تامّ فِي الْكَلالَةِ كاف، وكذا: نصف

لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ فيستغفر مجزوم على جواب الأمر، ورسول الله يطلبه عاملان: أحدهما يستغفر، والآخر تعالوا فأعمل الثاني عند البصريين، ولذلك رفعه. ولو أعمل الأول لكان التركيب تعالوا يستغفر لكم إلى رسول الله اه. أبو حيان بزيادة للإيضاح. وهذا غاية في بيان ترك هذا الوقف ولله الحمد نِصْفُ ما تَرَكَ كاف: لأن ما بعده مبتدأ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ حسن مِمَّا تَرَكَ كاف، للابتداء بالشرط بحكم جامع للصنفين الْأُنْثَيَيْنِ حسن أَنْ تَضِلُّوا كاف، ووقف يعقوب على قوله: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ، وخولف في ذلك لأن أن متعلقة بما قبلها على قول الجماعة، وحمله البصريون على حذف مضاف، أي يبين الله لكم كراهة أن تضلوا، وحمله الكوفيون على حذف «لا» بعد أن، أي: لئلا تضلوا ونظيرها إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا أي: لئلا تزولا، فحذفوا لا بعد أن وحذفها شائع ذائع، قال الشاعر: [الوافر] رأينا ما رأى البصراء منها ... فآلينا عليها أن تباعا أي: أن لا تباعا، وقيل مفعول البيان محذوف، أي: يبين الله لكم الضلالة لتجتنبوها، لأنه إذا بين الشرّ اجتنب، وإذا بين الخير ارتكب، فالوقف على هذه الأقوال كلها على قوله: أَنْ تَضِلُّوا، وعلى آخر السورة تام، ورسموا: إن امرؤا بواو وألف، ومثله: الرِّبَوا* حيث وقع كما مرّ التنبيه عليه. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ما ترك إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف أَنْ تَضِلُّوا كاف، آخر السورة: تام.

سورة المائدة

سورة المائدة مدنية (¬1) إلا بعض آية منها، نزلت عشية عرفة يوم الجمعة، وهو قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ إلى دِيناً وهي مائة وعشرون آية في المكي، واثنتان وعشرون في المدني والشامي، وعشرون وثلاث آيات في البصري، وكلمها ألف وثمانمائة وأربع كلمات، وحروفها أحد عشر ألفا وسبعمائة وثلاثة وثلاثون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع خمسة مواضع: اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً جَبَّارِينَ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ من الذين استحق عليهم الأوّلين على قراءة من قرأ بالجمع بِالْعُقُودِ تام، للاستئناف بعده إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ ليس بوقف لأن غير منصوب على الحال من الواو في أوفوا أو من الكاف في أحلت لكم وَأَنْتُمْ حُرُمٌ كاف، وقال نافع تامّ ما يُرِيدُ تامّ وَرِضْواناً حسن، ومثله: فَاصْطادُوا ورسموا غير محلي الصيد، وغير معجزي الله في الموضعين، والمقيمي الصلاة بياء، وكان الأصل محلين الصيد وغير معجزين الله، والمقيمين الصلاة. فسقطت النون للإضافة، وسقطت الياء لسكونها وسكون اللام، ولا وقف من قوله: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ ـــــــــــــــــــــــــ سورة المائدة مدنية أَوْفُوا بِالْعُقُودِ تامّ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ كاف ما يُرِيدُ تامّ وَرِضْواناً مفهوم فَاصْطادُوا حسن، وكذا: أَنْ تَعْتَدُوا. وقال أبو عمرو في الأربعة: كاف ¬

_ (¬1) سورة المائدة مائة وعشرون وثلاث في البصري، واثنان في العلوي، وعشرون في الكوفي والخلاف في ثلاث آيات: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ (1)، ويَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ (15) غير كوفي، فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ (23): بصري. انظر: «التلخيص» (249).

إلى أَنْ تَعْتَدُوا فلا يوقف على المسجد الحرام، والوقف على تَعْتَدُوا والتَّقْوى والْعُدْوانِ واتَّقُوا اللَّهَ كلها حسان. وقال أبو عمرو في الأربعة: كاف الْعِقابِ تامّ: ولا وقف من قوله: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ إلى (الأزلام)، فلا يوقف على به، ولا على أكل السبع، ولا على ما ذكيتم، ولا على النصب لاتساق بعضها على بعض بِالْأَزْلامِ حسن فِسْقٌ أحسن منه. وقال أحمد بن موسى ومحمد بن عيسى تامّ. وقال الفراء: ذلكم فسق انقطع الكلام عنده، حكى أنه قيل للكندي: أيها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآن. فقال: نعم أعمل لكم مثل بعضه، فاحتجب أياما. ثم خرج فقال والله لا يقدر أحد على ذلك، إني افتتحت المصحف فخرجت سورة المائدة. فإذا هو نطق بالوفاء، ونهى عن النكث وحلل تحليلا عاما. ثم استثنى بعد استثناء. ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين مِنْ دِينِكُمْ جائز، وكذا: واخشون. وقال أبو عمرو: في الأول: تام، وفي الثاني كاف دِيناً حسن: لِإِثْمٍ ليس بوقف لاتصال الجزاء بالشرط رَحِيمٌ تامّ أُحِلَّ لَهُمْ حسن: فصلا بين السؤال والجواب، وقيل لا يوقف عليه حتى يؤتى بالجواب الطَّيِّباتُ ليس بوقف للعطف. فإن التقدير: وصيد ما علمتم بحذف المضاف. قاله السجاوندي مُكَلِّبِينَ كاف: على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل في موضع الحال من الضمير في مكلبين ومكلبين حال من الضمير في علمتم فلا يوقف على ذلك كله، وفي الحديث: «إذا أرسلت كلبك فأمسك فكل وإن أكل فلا تأكل. وإذا لم ترسله فأخذ وقتل فلا يكون حلالا إلا أن تدركه حيّا فتذبحه فحلال» مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَالْعُدْوانِ كاف. وكذا: واتقوا الله الْعِقابِ تام بِالْأَزْلامِ صالح ذلِكُمْ فِسْقٌ حسن، وكذا: واخشون. وقال أبو عمرو في الأوّل: تام، وفي الثاني كاف دِيناً كاف رَحِيمٌ تامّ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ صالح، وكذا: مكلبين ومِمَّا

اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ كاف وَاتَّقُوا اللَّهَ أكفى منه الْحِسابِ تامّ الطَّيِّباتُ كاف: لأن ما بعده مبتدأ خبره حلّ لكم، ومثله: وطعامكم حلّ لهم، إن جعل والمحصنات مستأنفا، وليس بوقف إن عطف على الطيبات ولا يوقف على شيء بعده إلى أخدان، والوقف على أخدان، تامّ: عند أحمد بن موسى للابتداء بعد بالشرط، وقيل المراد بالإيمان المؤمن به وهو الله تعالى وصفاته وما يجب الإيمان به فهو مصدر واقع موقع المفعول كضرب الأميد ونسج اليمن وقيل ثم محذوف: أي بموجب الإيمان وهو الله سبحانه وتعالى فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ جائز مِنَ الْخاسِرِينَ تامّ: للابتداء بيا النداء بِرُؤُسِكُمْ جائز: لمن قرأ وأرجلكم بالنصب عطفا على فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إيذانا بأن فرض الرجلين الغسل لا المسح، وهو الثابت عن رسول الله في الأحاديث المتواترة إِلَى الْكَعْبَيْنِ حسن: لابتداء شرط في ابتداء حكم فَاطَّهَّرُوا كاف، ولا وقف من قوله: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى إلى وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ، فلا يوقف على سفر، ولا على الغائط، ولا على طيبا لاتساق الكلام بعضه ببعض وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ تامّ: عند نافع والأخفش للابتداء بالنفي مِنْ حَرَجٍ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده تَشْكُرُونَ حسن: واثقكم به، ليس بوقف لأن إذ ظرف المواثقة وَأَطَعْنا حسن وَاتَّقُوا اللَّهَ أحسن منه الصُّدُورِ تامّ: للابتداء ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عَلَّمَكُمُ اللَّهُ وقال أبو عمرو فيهما: كاف اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ كاف، وكذا: واتقوا الله الْحِسابِ تامّ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ كاف، وكذا: وطعامكم حلّ لهم. هذا إن جعل قوله: والمحصنات مستأنفا. فإن جعل معطوفا على الطيبات لم يوقف عليهما إلا بتجوّز أَخْدانٍ كاف فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ جائز مِنَ الْخاسِرِينَ تام وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ صالح: لمن قرأ وأرجلكم بالنصب ليعلم أنه عطف على الوجوه والأيدي لا على الرءوس إِلَى الْكَعْبَيْنِ مفهوم فَاطَّهَّرُوا كاف وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ حسن، وكذا: تشكرون. وقال أبو عمرو: في الأول كاف وَأَطَعْنا كاف، وكذا: واتقوا الله

بياء النداء بِالْقِسْطِ صالح: وتامّ عند نافع أَلَّا تَعْدِلُوا كاف، ومثله: للتقوى وَاتَّقُوا اللَّهَ أكفى منهما، والوقوف إذا تقاربت يوقف على أحسنها ولا يجمع بينها بِما تَعْمَلُونَ تامّ، ومثله: الصالحات، وإنما كان تامّا لأن قوله: لهم مغفرة بيان وتفسير للوعد كأنه قدّم لهم وعدا، فقيل أيّ شيء وعده لهم؟ فقيل لهم مغفرة وأجر عظيم. قاله الزمخشري. وقال أبو حيان: الجملة مفسرة لا موضع لها من الإعراب ووعد يتعدّى لمفعولين. أو لهما الموصول. وثانيهما محذوف تقديره الجنة، والجملة مفسرة لذلك المحذوف تفسير السبب للمسبب لأن الجنة مترتبة على الغفران وحصول الأجر، وكونها بيانا أولى لأن تفسير الملفوظ به أولى من ادعاء تفسير شيء محذوف وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد، انظر أبا حيان عَظِيمٌ تامّ، ومثله: الجحيم عَنْكُمْ حسن وَاتَّقُوا اللَّهَ أحسن منه: كل ما في كتاب الله من ذكر نعمة فهو بالهاء إلا أحد عشر موضعا فهو بالتاء المجرورة وهي: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ في البقرة، وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ في آل عمران، واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هنا في هذه السورة، وبَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ في إبراهيم، وفيها: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها، وبِنِعْمَتِ اللَّهِ، ويَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ، واشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ في النحل، وبِنِعْمَتِ اللَّهِ في لقمان، واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ في فاطر، وبنعمت ربك في الطور الْمُؤْمِنُونَ تامّ بَنِي إِسْرائِيلَ جائز، للعدول عن الإخبار إلى الحكاية نَقِيباً جائز: لأن ما بعده معطوف على ما قبله لأنه عدول عن الحكاية إلى الإخبار عكس ما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الصُّدُورِ تامّ بِالْقِسْطِ صالح أَلَّا تَعْدِلُوا كاف، وكذا: للتقوى، واتقوا الله بِما تَعْمَلُونَ تامّ، وكذا: وعملوا الصالحات، وأجر عظيم، والجحيم فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ كاف، وكذا: واتقوا الله الْمُؤْمِنُونَ حسن نَقِيباً صالح. وقال أبو عمرو في الأول تامّ، وفي الثاني كاف إِنِّي مَعَكُمْ تامّ مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كاف، وكذا:

قبله إِنِّي مَعَكُمْ تامّ: للابتداء بلام القسم، وجوابه لأكفرن الْأَنْهارُ حسن، وقيل كاف السَّبِيلِ تامّ لَعَنَّاهُمْ جائز: لأن ما بعده معطوف على ما قبله قاسِيَةً جائز، وقيل على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع نصب على الحال من الهاء في لعناهم وهو العامل في الحال، أي: لعناهم محرّفين، وعليه فلا يوقف عليه ولا على ما قبله لأن العطف يصير الشيئين كالشيء الواحد عَنْ مَواضِعِهِ حسن، ومثله: ذكروا به. وقال نافع: تام إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ حسن. ومثله: واصفح الْمُحْسِنِينَ تامّ عند الأخفش على أن ما بعده منقطع عما قبله لأنه في ذكر أخذ الميثاق على النصارى، وهو الإيمان بالله وبمحمد صلّى الله عليه وسلّم، إذا كان ذكره موجودا في كتبهم كما قال تعالى: يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وإنما كان تاما لأن قوله: ومن الذين متعلق بمحذوف على أنه خبر مبتدإ محذوف قامت صفته مقامه والتقدير: ومن الذين قالوا إنا نصارى قوم أخذنا ميثاقهم، الضمير في ميثاقهم يعود على ذلك المحذوف. وهذا وجه من خمسة أوجه في إعرابها ذكرها السمين، فانظرها إن شئت مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ الثاني جائز يَوْمِ الْقِيامَةِ كاف يَصْنَعُونَ تامّ عَنْ كَثِيرٍ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ، وهو رأس آية عند البصريين مُبِينٌ كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع رفع نعتا لكتاب، ومن حيث كونه رأس آية يجوز سُبُلَ السَّلامِ حسن، وقيل تامّ بِإِذْنِهِ كاف على استئناف ما بعده مُسْتَقِيمٍ تامّ ابْنُ مَرْيَمَ الأول، كاف جَمِيعاً تامّ وَما بَيْنَهُما كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ سواء السبيل. وقال أبو عمرو: في الثاني تام قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً صالح، وكذا: عن مواضعه ذُكِّرُوا بِهِ كاف، وكذا: إلا قليلا منهم، وكذا: وَاصْفَحْ، ويُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وإِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، بِما كانُوا يَصْنَعُونَ تامّ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ صالح. وقال أبو عمرو: تام، وقيل كاف، وهو رأس آية عند البصريين وَكِتابٌ مُبِينٌ

إن جعل ما بعده خبرا بعد خبر على القول به بمعنى أنه مالك وخالق يَخْلُقُ ما يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ وَأَحِبَّاؤُهُ حسن بِذُنُوبِكُمْ كاف لتناهي الاستفهام مِمَّنْ خَلَقَ تامّ عند نافع على استئناف ما بعده وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ كاف، ومثله: وما بينهما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ تامّ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ليس بوقف لتعلق أن بما قبلها وَلا نَذِيرٍ حسن بجرّ نذير على لفظ بشير، ولو قرئ برفعه مراعاة لمحله لجاز لأن من في من بشير زائدة وهو فاعل بقوله: ما جاءنا ولكن القراءة سنة متبعة، وليس كل ما تجوزه العربية تجوز القراءة به فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ كاف قَدِيرٌ تامّ: إن علق إذ باذكر مقدّرا مفعول به عَلَيْكُمْ ليس بوقف لتعلق إذ بما قبلها مُلُوكاً حسن: إن جعل ما بعده لأمة محمد صلّى الله عليه وسلّم وهو قول سعيد بن جبير، وليس بوقف لمن قال إنه لقوم موسى، وهو قول مجاهد، يعني بذلك المنّ والسلوى وانفلاق البحر وانفجار الحجر والتظليل بالغمام، وعليه فلا يوقف على ملوكا لأن ما بعده معطوف على ما قبله مِنَ الْعالَمِينَ كاف كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ حسن، ومثله: خاسِرِينَ، وجَبَّارِينَ، وحَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها كلها حسان داخِلُونَ كاف أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ليس بوقف لأنه لا يوقف على القول دون المقول، وهو: ادخلوا عليهم الباب عَلَيْهِمُ الْبابَ كاف، وكذا: غالبون وهو رأس آية عند البصريين مُؤْمِنِينَ كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وكذا: سبل السلام وبِإِذْنِهِ مُسْتَقِيمٍ تامّ ابْنُ مَرْيَمَ كاف جَمِيعاً تام يَخْلُقُ ما يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ وَأَحِبَّاؤُهُ حسن بِذُنُوبِكُمْ كاف، وكذا: بشر ممن خلق وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ تامّ وَما بَيْنَهُما كاف وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ تامّ وَلا نَذِيرٍ صالح بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ كاف قَدِيرٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً صالح. وقال أبو عمرو: تامّ مِنَ الْعالَمِينَ حسن كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ كاف، وكذا: خاسرين جَبَّارِينَ صالح، وكذا: حتى يخرجوا منها داخِلُونَ حسن. وقال أبو عمرو: في هذين، كاف عَلَيْهِمُ الْبابَ كاف، وكذا:

ما دامُوا فِيها جائز قاعِدُونَ كاف. واعلم أن في: وأخي ستة أوجه، ثلاثة من جهة الرفع، واثنان من جهة النصب، وواحد من جهة الجرّ، فالأوّل من أوجه الرفع عطفه على الضمير في أملك، ذكره الزمخشري وجاز ذلك للفصل بينهما بالمفعول المحصور، ويلزم من ذلك أن موسى وهارون لا يملكان إلا نفس موسى فقط، وليس المعنى على ذلك بل الظاهر أن موسى يملك أمر نفسه وأمر أخيه، أو المعنى: وأخي لا يملك إلا نفسه لا يملك بني إسرائيل، وقيل لا يجوز لأن المضارع المبدوء بالهمز لا يرفع الاسم الظاهر، لا تقول أقوم زيد. الثاني عطفه على محل إن واسمها، أي: وأخي كذلك، أي: لا يملك إلا نفسه كما في قوله: أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ، وكما في قوله: أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بالرفع على قراءة الكسائي، فقوله: بالنفس متعلق بمحذوف خبر. الثالث أن وأخي مبتدأ حذف خبره. أي وأخي كذلك لا يملك إلا نفسه فقصته كقصتي، والجملة في محل رفع خبر. قاله محمد بن موسى اللؤلؤي، وخولف في ذلك لأن المعنى أن قوم موسى خالفوا عليه إلا هارون وحده. الوجه الأوّل: من وجهي النصب أنه عطف على اسم إن. والثاني: إنه عطف على نفسي الواقع مفعولا لأملك. السادس: أنه مجرور عطفا على الياء المخفوضة بإضافة النفس على القول بالعطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض. وهذا الوجه لا يجيزه البصريون، فمن وقف على نفسي وقدّر وأخي مبتدأ حذف خبره: أي وأخي كذلك لا يملك إلا نفسه فوقفه تامّ، ومن وقف على وأخي عطفا على نفسي أو عطفا على الضمير في أملك، أي: لا أملك أنا وأخي إلا أنفسنا، أو على اسم إن أي إني وأخي كان حسنا، وهذا غاية في بيان هذا الوقف، ولله الحمد الْفاسِقِينَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ غالبون، وهو رأس آية عند البصريين مُؤْمِنِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف ما دامُوا فِيها صالح قاعِدُونَ حسن لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي تامّ: عند بعضهم إن قدّر وأخي مبتدأ خبره محذوف: أي وأخي كذلك: أي لا يملك إلا نفسه، والأكثر للوقف على

كاف لأنه آخر كلام موسى عليه السلام يبني الوقف على قوله: عليهم أو على سنة، والوصل على اختلاف أهل التأويل في أربعين هل هي ظرف للتيه بعده أو للتحريم قبله، فمن قال إن التحريم مؤبد وزمن التيه أربعون سنة وقف على مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ويكون على هذا أربعين منصوبا على الظرف والعامل فيه يتيهون، ومن قال إن زمن التحريم والتيه أربعون سنة فأربعين منصوب بمحرمة وقف على يتيهون في الأرض على أن يتيهون في موضع الحال. فإن جعل مستأنفا جاز الوقف على أربعين سنة. وهذا قول ابن عباس وغيره. وقال يحيى ابن نصير النحوي: إن كانوا دخلوا الأرض المقدّسة بعد الأربعين فالوقف على سنة. ثم حللها لهم بعد الأربعين وإن لم يكونوا دخلوها بعد الأربعين فالوقف على محرّمة عليهم اه. وقيل إنهم أقاموا في التيه أربعين سنة. ثم سار موسى ببني إسرائيل وعلى مقدّمته يوشع بن نون وكالب حتى قتل من الجبارين عوج ابن عنق فقفز موسى في الهواء عشرة أذرع، وطول عصاه عشرة أذرع فبلغ كعبه فضربه فقتله. وقال محمد بن إسحاق: سار موسى ببني إسرائيل ومعه كالب زوج مريم أخت موسى، وتقدّم يوشع ففتح المدينة ودخل فقتل عوجا. وقال قوم إن موسى وهارون ما كانا مع بني إسرائيل في التيه لأن التيه كان عقوبة، وإنما اختصت العقوبة ببني إسرائيل لعتوّهم وتمرّدهم كما اختصت بهم سائر العقوبات التي عوقبوا بها على يد موسى، وكان موسى قال: فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ وكان قدر التيه ستة فراسخ. قال أبو العالية: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وأخي وهو كاف، وهو على هذا عطف على نفسي أو على الضمير في أملك: أي لا أملك أنا وأخي إلا أنفسنا أو على اسم إن أي إني وأخي الْفاسِقِينَ حسن، وفي قوله: فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وجهان: أحدهما أن أربعين منصوب بمحرّمة فالوقف على سنة، ويبتدأ بيتيهون: أي هم يتيهون في الأرض، والثاني أنه منصوب بيتيهون، فالوقف على محرّمة عليهم، ويبتدأ بأربعين سنة، والوقف على كل من القولين

وكانوا ستمائة ألف، سماهم الله فاسقين بهذه المعصية. قال النكزاوي: ولا عيب في ذكر هذا لأنه من متعلقات هذا الوقف. والحكمة في هذا العدد أنهم عبدوا العجل أربعين يوما، فجعل لكل يوم سنة، فكانوا يسيرون ليلهم أجمع حتى إذا أصبحوا إذ هم في الموضع الذي ابتدءوا منه، ويسيرون النهار جادّين حتى إذا أمسوا إذ هم بالموضع الذي ارتحلوا عنه يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ كاف الْفاسِقِينَ تامّ بِالْحَقِّ حسن: إن علق إذ باذكر مقدّرا، وليس بوقف إن جعل ظرفا لقوله: اتْلُ لأنه يصير الكلام محالا، لأن إذ ظرف لما مضى لا يعمل فيه اذكر، لأنه مستقبل، بل التقدير اذكر ما جرى لابني آدم وقت كذا مِنَ الْآخَرِ جائز لَأَقْتُلَنَّكَ حسن مِنَ الْمُتَّقِينَ كاف لَأَقْتُلَنَّكَ جائز رَبَّ الْعالَمِينَ كاف النَّارِ حسن الظَّالِمِينَ كاف، وكذا: من الخاسرين فِي الْأَرْضِ ليس بوقف للام العلة بعده سَوْأَةَ أَخِيهِ حسن سَوْأَةَ أَخِي صالح مِنَ النَّادِمِينَ ومن أجل ذلك: وقفان جائزان، والوقوف إذا تقاربت يوقف على أحسنها، ولا يجمع بينها، وتعلق من أجل ذلك يصلح بقوله فأصبح، ويصلح بقوله كتبنا، وأحسنها النادمين، وإن تعلق من أجل ذلك بكتبنا أي من أجل قتل قابيل أخاه كتبنا على بني إسرائيل، فلا يوقف على الصلة دون الموصول. قال أبو البقاء، لأنه لا يحسن الابتداء بكتبنا هنا، ويجوز تعلقه بما قبله، أي: فأصبح نادما بسبب قتله أخاه، وهو الأولى، أو بسبب حمله، لأنه لما قتله وضعه في جراب وحمله أربعين يوما حتى أروح، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ كاف الْفاسِقِينَ تامّ مِنَ الْآخَرِ صالح لَأَقْتُلَنَّكَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ مِنَ الْمُتَّقِينَ حسن رَبَّ الْعالَمِينَ كاف، وكذا: من أصحاب النار، والظالمين، ومن الخاسرين، وسوأة أخيه. وقال أبو عمرو: في الكل تامّ سَوْأَةَ أَخِي صالح مِنَ النَّادِمِينَ تامّ: بناء على المشهور من جعل مِنْ أَجْلِ ذلِكَ متعلقا بكتبنا، فإن علق بما قبله فالوقف عليه، أي: فأصبح نادما من أجل

فبعث الله غرابين، فاقتتلا فقتل أحدهما الآخر، ثم حفر بمنقاره ورجليه مكانا وألقاه فيه وقابيل ينظر، فندمه من أجل أنه لم يواره أظهر: لكن يعارضه خبر «الندم توبة» إذ لو ندم على قتله لكان توبة، و «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» فندمه إنما كان على حمله، لا على قتله، كذا أجاب الحسين بن الفضل لما سأله عبد الله بن طاهر والي خراسان وسأله عن أسئلة غير ذلك، انظر تفسير الثعالبي وحينئذ فالوقف على النادمين هو المختار، والوقف على النَّادِمِينَ تامّ قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً كاف، للابتداء بالشرط أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً حسن. وقال الهمداني: تامّ في الموضعين بِالْبَيِّناتِ جائز: لأن ثم لترتيب الأخبار لَمُسْرِفُونَ تامّ فَساداً ليس بوقف لفصله بين المبتدإ، وهو جزاء وخبره وهو أن يقتلوا مِنَ الْأَرْضِ كاف، ومثله: في الدنيا عَظِيمٌ فيه التفصيل السابق مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ جائز: لتناهي الاستثناء مع فاء الجواب رَحِيمٌ تامّ، للابتداء بعد بياء النداء الْوَسِيلَةَ جائز، ومثله: في سبيله قاله النكزاوي، والأولى وصله، لأنه لا يحسن الابتداء بحرف الترجي، لأن تعلقه كتعلق لام كي تُفْلِحُونَ تامّ يَوْمِ الْقِيامَةِ ليس بوقف ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ كاف: لتناهي خبر إن أَلِيمٌ تامّ: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من قوله: ليفتدوا وهو العامل في الحال مِنْها كاف مُقِيمٌ تامّ مِنَ اللَّهِ كاف، ومثله: حكيم، وكذا: يتوب عليه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قتله أخاه قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً كاف أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً حسن، وكذا: لمسرفون. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ مِنَ الْأَرْضِ كاف، وكذا: في الدنيا، وعذاب عظيم. وقيل لا يوقف على: عظيم، لأن الابتداء بحرف الاستثناء لا يحسن إلا عند الضرورة مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ جائز. وقال أبو عمرو: كاف رَحِيمٌ تامّ الْوَسِيلَةَ مفهوم تُفْلِحُونَ تامّ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ صالح. وقال أبو عمرو: كاف أَلِيمٌ حسن

رَحِيمٌ تامّ للاستفهام بعد وَالْأَرْضِ جائز لِمَنْ يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ فِي الْكُفْرِ ليس بوقف قُلُوبُهُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف على أن سماعون مبتدأ. وما قبله خبره، أي: ومن الذين هادوا قوم سماعون، فهو من حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامة، ونظيرها قول الشاعر: وما الدّهر إلا تارتان فمنهما ... أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح أي: تارة أموت فيها، وليس بوقف إن جعل خبر مبتدإ محذوف، أي: هم سماعون راجعا إلى الفئتين، وعليه فالوقف على هادوا، والأول أجود، لأن التحريف محكي عنهم، وهو مختص باليهود، ومن رفع سماعون على الذمّ وجعل وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا عطفا على مِنَ الَّذِينَ قالُوا كان الوقف على هادوا أيضا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ كاف، على استئناف ما بعده، أي: يسمعون ليكذبوا والمسموع حقّ، وإن جعل سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ تابعا للأول لم يوقف على ما قبله لِقَوْمٍ آخَرِينَ ليس بوقف، لأن الجملة بعده صفة لهم لَمْ يَأْتُوكَ تامّ، على استئناف ما بعده فإن جعل يُحَرِّفُونَ في محل رفع نعتا لِقَوْمٍ آخَرِينَ أي: لقوم آخرين محرفين لم يوقف على ما قبله، وكذا إن جعل في موضع نصب حالا من الذين هادوا لم يوقف على ما قبله مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ جائز فَاحْذَرُوا كاف: على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده في محل نصب حالا بعد حال، أو في ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِنْها كاف مُقِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ نَكالًا مِنَ اللَّهِ كاف، وكذا: حكيم. وينوب عليه رَحِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ لِمَنْ يَشاءُ كاف قَدِيرٌ تامّ قُلُوبُهُمْ حسن، وقال أبو عمرو: كاف هذا إن جعل سَمَّاعُونَ مبتدأ وما قبله خبره، أي: ومن الذين هادوا قوم سماعون، فإن جعل خبرا لمبتدإ محذوف

موضع رفع نعتا لقوله: سَمَّاعُونَ أو في موضع خفض نعتا لقوله: لقوم آخرين شَيْئاً كاف، على أن أولئك مستأنف مبتدأ خبره الموصول مع صلته وأن يطهر محله نصب مفعول يرد، وقلوبهم المفعول الثاني قُلُوبُهُمْ كاف، وليس بوقف إن جعل خبر أولئك لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ جائز عَظِيمٌ كاف سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أي: هم سماعون أكالون للسحت أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ حسن، ومثله: أو أعرض عنهم. وقيل: كاف، للابتداء بالشرط فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً حسن بِالْقِسْطِ كاف، ومثله: المقسطين، ومن بعد ذلك، لتناهي الاستفهام بِالْمُؤْمِنِينَ تامّ هُدىً وَنُورٌ جائز، ولا وقف من قوله: يَحْكُمُ بِهَا إلى شُهَداءَ وشُهَداءَ، واخْشَوْنِ، وثَمَناً قَلِيلًا كلها وقوف كافية الْكافِرُونَ تامّ بِالنَّفْسِ حسن: على قراءة من رفع ما بعده بالابتداء، وهو الكسائي، وجعله مستأنفا مقطوعا عما قبله ولم يجعله مما كتب عليهم في التوراة، وليس بوقف إن جعل والعين وما بعده معطوفا على محل النفس، لأن محلها رفع، أي: وكتبنا عليهم فيها النفس بالنفس، أي: قلنا لهم النفس بالنفس، أو جعل معطوفا على ضمير النفس، أي: إن النفس مأخوذة هي بالنفس والعين معطوفة على هي، فلا يوقف على قوله بالنفس، وليس وقفا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لم يوقف على قُلُوبُهُمْ بل على وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا عطفا على وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا والوقف عليه حينئذ تام سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ صالح. وقال أبو عمرو: كاف، ويبتدأ بما بعده: أي هم سماعون لقوم آخرين لَمْ يَأْتُوكَ تامّ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ مفهوم. وقال أبو عمرو فيهما: كاف فَاحْذَرُوا كاف، وكذا: من الله شيئا. وأن يطهر قلوبهم خِزْيٌ صالح عَظِيمٌ حسن، وقال أبو عمرو فيهما: كاف أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ كاف، وكذا: أو أعرض عنهم فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً صالح بِالْقِسْطِ كاف الْمُقْسِطِينَ حسن. قال أبو عمرو: كاف مِنْ بَعْدِ ذلِكَ كاف بِالْمُؤْمِنِينَ تامّ هُدىً وَنُورٌ مفهوم عَلَيْهِ شُهَداءَ كاف وَاخْشَوْنِ جائز. وقال أبو عمرو:

أيضا لمن نصب والْجُرُوحَ وما قبله، لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد بِالسِّنِّ حسن: على قراءة من رفع وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ ثم يبتدئ به، لأنه غير داخل في معنى ما عملت فيه أن معطوفة بعضها على بعض، وهي كلها مما كتب عليهم في التوراة وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ كاف: مطلقا، سواء نصب والجروح أو رفعها فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ كاف، ومثله: الظالمون مِنَ التَّوْراةِ الأول حسن، ولا وقف من قوله: وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ إلى لِلْمُتَّقِينَ فلا يوقف على: وَنُورٌ، لأنه في موضع الحال، ومصدقا عطف عليه، ولا يوقف على المعطوف عليه دون المعطوف، ولا على التوراة الثاني، لأن هُدىً بعده حال من الإنجيل أو من عيسى، أي: ذا هدى، أو جعل نفس الهدى مبالغة لِلْمُتَّقِينَ كاف، على قراءة الجماعة وَلْيَحْكُمْ بإسكان اللام، وجزم الفعل استئناف أمر من الله تعالى، وليس بوقف على قراءة حمزة فإنه يقرأ وَلْيَحْكُمْ بكسر اللام ونصب الميم على أنها لام كي، وإن جعلت اللام على هذه القراءة متعلقة بقوله: وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فلا يوقف على لِلْمُتَّقِينَ أيضا، وإن جعلت اللام متعلقة بمحذوف تقدير الكلام فيه: وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه أنزلناه عليهم جاز الوقف على لِلْمُتَّقِينَ والابتداء بما بعده لتعلق لام كي بفعل محذوف بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ كاف الْفاسِقُونَ تامّ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ جائز، ومثله: بما أنزل الله مِنَ الْحَقِّ كاف، ومثله: ومنهاجا أُمَّةً ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف ثَمَناً قَلِيلًا كاف الْكافِرُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف بِالنَّفْسِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وهذا على قراءة من رفع ما بعده بِالسِّنِّ حسن على قراءة من رفع وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ كاف مطلقا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ حسن، وكذا: الظالمون. وقال أبو عمرو فيه: تامّ مِنَ التَّوْراةِ كاف لِلْمُتَّقِينَ حسن بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ كاف الْفاسِقُونَ تامّ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ صالح مِنَ الْحَقِّ كاف، وكذا:

واحِدَةً ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده فِي ما آتاكُمْ حسن، ومثله: فاستبقوا الخيرات جَمِيعاً ليس بوقف لفاء العطف بعده تَخْتَلِفُونَ تام: على استئناف ما بعده وقطعه عما قبله، ويكون موضع وَأَنِ احْكُمْ رفعا بالابتداء والخبر محذوف تقديره: ومن الواجب أن احكم بينهم بما أنزل الله، وليس بوقف إن جعل وَأَنِ احْكُمْ في موضع نصب عطفا على الكتاب: أي وأنزلنا إليك الكتاب أن احكم بينهم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز. ورسموا في مقطوعة عن ما: في ليبلوكم في ما، باتفاق ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ تامّ عند نافع ذُنُوبِهِمْ حسن لَفاسِقُونَ كاف، على قراءة تبغون بالفوقية، لأنه خطاب بتقدير: قل لهم أفحكم الجاهلية تبغون؟ فهو منقطع عما قبله، وليس بوقف لمن قرأ يَبْغُونَ بالتحتية لأنه راجع إلى ما تقدّمه من قوله: وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ فهو متعلق به، فلا يقطع عنه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز يُوقِنُونَ تامّ، وكذا: أولياء ينبغي أن يوقف هنا، لأن لو وصل لصارت الجملة صفة لأولياء فيكون النهي عن اتخاذ أولياء صفتهم أن بعضهم أولياء بعض فإذا انتفى هذا الوصف جاز اتخاذهم أولياء، وهو محال، وإنما النهي عن اتخاذهم أولياء مطلقا، قاله السجاوندي، وهو حسن، ومثله: بعض فَإِنَّهُ مِنْهُمْ كاف، ومثله: الظالمين دائِرَةٌ حسن مِنْ عِنْدِهِ ليس بوقف لفاء العطف بعده نادِمِينَ قرئ يقول بغير واو، ورفع اللام: وقرئ بالواو ورفع اللام، وقرئ بالواو ونصب ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ومنهاجا، وفيما آتاكم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف فِيهِ تَخْتَلِفُونَ مفهوم ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ كاف، وكذا: ببعض ذنوبهم لَفاسِقُونَ حسن، وكذا: يبغون يُوقِنُونَ تامّ، وكذا: والنصارى أولياء، وبَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وقال أبو عمرو فيهما: كاف فَإِنَّهُ مِنْهُمْ كاف، وكذا: الظالمين، ودائرة نادِمِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف هذا إن قرئ ويقول بالرفع مع الواو وبدونها، فإن

اللام، فنادمين كاف لمن قرأ ويقول بالرفع مع الواو، وبها قرأ الكوفيون وبدونها، وبها قرأ الحرميون وابن عامر على الاستئناف، وليس بوقف لمن قرأ بالنصب عطفا على يأتي، وبها قرأ أبو عمرو، ومن حيث كونه رأس آية يجوز جَهْدَ أَيْمانِهِمْ ليس بوقف، لأن قوله: إِنَّهُمْ جواب القسم، فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حسن خاسِرِينَ تامّ، ولا يوقف على ويحبونه، لأن أَذِلَّةٍ نعت لقوله بِقَوْمٍ، واستدلّ بعضهم على جواز تقديم الصفة غير الصريحة على الصفة الصريحة بهذه الآية، فإن قوله: يُحِبُّهُمْ صفة، وهي غير صريحة، لأنها جملة مؤولة وقوله: أذلة أعزة صفتان صريحتان، لأنهما مفردتان، ويحبهم ويحبونه معترض بين الصفة وموصوفها عَلَى الْكافِرِينَ تامّ: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع النعت لقوله: بقوم، لأنه لا يفصل بين النعت والمنعوت بالوقف، ومن حيث كونه رأس آية يجوز لَوْمَةَ لائِمٍ كاف، ومثله: من يشاء عَلِيمٌ تامّ، ومثله: راكعون والغالبون، وأولياء، لأنه لو وصله لصارت الجملة صفة لأولياء كما تقدم مُؤْمِنِينَ كاف وَلَعِباً حسن لا يَعْقِلُونَ تامّ مِنْ قَبْلُ ليس بوقف لعطف: وإن أكثركم، على أن آمنا: أي لا يعيبون منا شيئا إلا الإيمان بالله، ومثل هذا لا يعدّ عيبا كقوله النابغة: [الطويل] ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قرئ بالنصب عطفا على يأتي لم يحسن الوقف على نادِمِينَ لكنه صالح، لأنه رأس آية، ولأن الكلام طال إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ صالح خاسِرِينَ تام الْكافِرِينَ حسن، وكذا: لَوْمَةَ لائِمٍ. وقال أبو عمرو فيهما: كاف مَنْ يَشاءُ كاف عَلِيمٌ تامّ راكِعُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ هُمُ الْغالِبُونَ تامّ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ كاف مُؤْمِنِينَ حسن وَلَعِباً صالح لا يَعْقِلُونَ تام، وكذا: فاسقون مَثُوبَةً عِنْدَ

يعني: إن وجد فيهم عيب فهو هذا، وهذا لا يعدّه أحد عيبا، فانتفى العيب عنهم بدليله فاسِقُونَ تامّ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ كاف، لتناهي الاستفهام، وعلى أن ما بعده مرفوع خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو من لعنه الله، وليس بوقف إن جعل من في موضع خفض بدلا من قوله: بشر، وفي موضع نصب بمعنى: قل هل أنبئكم من لعنه الله؟ أو في موضع نصب أيضا بدلا من قوله: بِشَرٍّ على الموضع وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ حسن لمن قرأ وعبد الطاغوت فعلا ماضيا السَّبِيلِ كاف، وكذا: خرجوا به، ومثله: يكتمون السُّحْتَ جائز يَعْمَلُونَ كاف السُّحْتَ جائز يَصْنَعُونَ تامّ. ورسموا لبئس وحدها وما وحدها كلمتين، وقالوا: كل ما في أوّله لام فهو مقطوع مَغْلُولَةٌ جائز عند بعضهم: أي ممنوعة من الإنفاق، وهذا سبّ لله تعالى بغير ما كفروا به، وتجاوزه أولى، ليتصل قوله: غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وهو جزاء قولهم: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ بِما قالُوا حسن، ولا يجوز وصله بما بعده، لأنه يصير قوله: بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ من قول اليهود ومفعول قالوا، وليس كذلك بل هو ردّ لقولهم يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ مَبْسُوطَتانِ ليس بوقف، لأن قوله ينفق من مقصود الكلام فلا يستأنف، وفي الإتقان قال النووي: ومن الآداب إذا قرأ نحو: وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ أو وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ من كل ما يوهم أن يخفض صوته بذلك اه. إذ كل ما خطر بالبال أو توهم بالخيال فالربّ جلّ جلاله على خلافه. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ اللَّهِ كاف: إن جعل ما بعده مرفوعا خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن جعل ذلك مجرورا تبعا بتقدير: بشرّ من ذلك من لعنه الله وَالْخَنازِيرَ كاف إن قرئ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ فعلا عطفا على لعنه الله، وليس بوقف إن قرئ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ بإضافة عبد إلى الطاغوت، لأنه معطوف على الخنازير، فلا يفصل بينهما وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ حسن سَواءِ السَّبِيلِ كاف وكذا: خرجوا به، ويكتمون وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ صالح

وقيل: ينفق كيف يشاء مستأنف، ومفعول يشاء محذوف، وجواب كيف محذوف أيضا، والتقدير ينفق كيف يشاء أن ينفق، ولا يجوز أن يعمل في كيف ينفق، لأن اسم الشرط لا يعمل فيه ما قبله، بل العامل فيه يشاء، لأن كيف لها صدر الكلام وما كان له صدر الكلام لا يعمل فيه إلا حرف الجرّ والمضاف كَيْفَ يَشاءُ كاف وَكُفْراً جائز يَوْمِ الْقِيامَةِ حسن. ومثله: أطفأها الله على استئناف ما بعده. وليس بوقف إن جعلت الواو للحال، أي: وهم يسعون فَساداً كاف الْمُفْسِدِينَ تامّ النَّعِيمِ كاف. ومثله: أرجلهم مُقْتَصِدَةٌ حسن يَعْمَلُونَ تامّ، للابتداء بعد بياء النداء مِنْ رَبِّكَ حسن، للابتداء بالشرط رِسالَتَهُ كاف، ومثله: من الناس الْكافِرِينَ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ كاف وَكُفْراً جائز الْكافِرِينَ تامّ وَالنَّصارى ليس بوقف لأن خبر إن لم يأت بعده يَحْزَنُونَ تامّ رُسُلًا كاف بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ ليس بوقف لأن ما بعده جواب كلما، أي: كلما جاءهم رسول كذبوه وقتلوه، أي: كذبوا فريقا وقتلوا فريقا يَقْتُلُونَ كاف، ومثله: وصموا إذا رفع كثير على الاستئناف خبر مبتدإ محذوف، أي: ذلك كثير منهم، وليس بوقف إن جعل بدلا من الواو في عموا وصموا لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه، فمن أضمر المبتدأ جعل قوله: كثير ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَعْمَلُونَ حسن السُّحْتَ صالح يَصْنَعُونَ تامّ مَغْلُولَةٌ مفهوم، وكذا: غلت أيديهم بِما قالُوا صالح كَيْفَ يَشاءُ كاف طُغْياناً وَكُفْراً صالح يَوْمِ الْقِيامَةِ كاف، وكذا: فسادا الْمُفْسِدِينَ حسن النَّعِيمِ كاف أَرْجُلِهِمْ حسن مُقْتَصِدَةٌ صالح يَعْمَلُونَ تامّ مِنْ رَبِّكَ صالح رِسالَتَهُ كاف، وكذا: من الناس الْكافِرِينَ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ كاف وَكُفْراً صالح الْكافِرِينَ تامّ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ حسن رُسُلًا كاف بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده جواب كلما، أي: كلما جاءهم رسول كذبوه أو قتلوه، أي: كذبوا فريقا

هو العمى والصمم، ومن جعله بدلا جعل قوله: كَثِيرٌ راجعا إليهم، أي: ذوو العمى والصمم ولا يحمل ذلك على لغة أكلوني البراغيث لقلة استعمالها وشذوذها مِنْهُمْ كاف بِما يَعْمَلُونَ تام ابْنُ مَرْيَمَ حسن وَرَبَّكُمْ كاف، ومثله: النار مِنْ أَنْصارٍ تامّ ثالِثُ ثَلاثَةٍ حسن، ولا يجوز وصله بما بعده لأنه يوهم السامع أن قوله: وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ من قول النصارى الذين يقولون بالتثليث وليس الأمر كذلك، بل معناه ثالث ثلاثة آلهة لأنهم يقولون الآلهة ثلاثة، الأب والابن وروح القدس. وهذه الثلاثة إله واحد، ومستحيل أن تكون الثلاثة واحدا والواحد ثلاثة، وتقدّم ما يغني عن إعادته، ومن لم يرد الآلهة لم يكفر، لقوله تعالى: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وفي الحديث «ما ظنك باثنين الله ثالثهما» وتجنب ما يوهم مطلوب إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ كاف، واللام في قوله: ليمسنّ جواب قسم محذوف تقديره والله أَلِيمٌ كاف، وكذا: يستغفرونه رَحِيمٌ تامّ الرُّسُلُ جائز: لأن الواو للاستئناف ولا محل للعطف وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ جائز: ولا يجوز وصله لأنه لو وصله لاقتضى أن تكون الجملة صفة لها، ولا يصح ذلك لتثنية ضمير كان الطَّعامَ حسن يُؤْفَكُونَ كاف، وكذا: ولا نفعا الْعَلِيمُ تامّ غَيْرَ الْحَقِّ كاف قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ تامّ، عند نافع، وقال غيره جائز لأن ما بعده معطوف عليه، والظاهر أنه جائز لاختلاف معنى الجملتين السَّبِيلِ تامّ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ حسن يَعْتَدُونَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وقتلوا فريقا يَقْتُلُونَ حسن كَثِيرٌ مِنْهُمْ كاف بِما يَعْمَلُونَ تامّ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ صالح وَرَبَّكُمْ كاف، وكذا: النار مِنْ أَنْصارٍ تامّ ثالِثُ ثَلاثَةٍ صالح إِلهٌ واحِدٌ كاف أَلِيمٌ حسن وَيَسْتَغْفِرُونَهُ كاف رَحِيمٌ تام الطَّعامَ حسن. وقال أبو عمرو كاف يُؤْفَكُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تام وَلا نَفْعاً كاف الْعَلِيمُ تامّ غَيْرَ الْحَقِّ كاف سَواءِ السَّبِيلِ تامّ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ

كاف فَعَلُوهُ كاف، ومثله يفعلون كَفَرُوا جائز خالِدُونَ كاف أَوْلِياءَ ليس بوقف لتعلق ما بعده به استدراكا وعطفا فاسِقُونَ تامّ أَشْرَكُوا حسن، ومثله: نصارى للابتداء بذلك بأن وَرُهْباناً ليس بوقف لأن ما بعده عطف على بأن منهم المجرورة بالباء لا يَسْتَكْبِرُونَ كاف الْحَقِّ الأول حسن: لأن يقولون يصلح حالا لقوله: عرفوا ويصلح مستأنفا، والحق الثاني ليس بوقف لأن الواو للحال، أي: ونحن نطمع وإن جعلت للاستئناف حسن الوقف على الثاني أيضا الشَّاهِدِينَ تامّ، لأن وما لنا ما استفهامية مبتدأ ولنا خبر، أي: أيّ شيء كائن لنا ولا نؤمن جملة حالية الصَّالِحِينَ كاف خالِدِينَ فِيها حسن الْمُحْسِنِينَ تامّ، ومثله: الجحيم وَلا تَعْتَدُوا كاف، ومثله: المعتدين، وقيل تامّ طَيِّباً كاف مُؤْمِنُونَ تامّ، في أيمانكم ليس بوقف للاستدراك بعده الْأَيْمانَ حسن، ومثله، رقبة، وكذا: أيام، وقيل كاف إِذا حَلَفْتُمْ حسن: أَيْمانِكُمْ أحسن منه: إن جعلت الكاف في كذلك نعتا لمصدر محذوف، أي: يبين الله لكم آياته تبيينا، مثل ذلك التبيين، وليس بوقف إن جعلت حالا من ضمير المصدر تَشْكُرُونَ تامّ الشَّيْطانِ حسن تُفْلِحُونَ أحسن وَعَنِ الصَّلاةِ حسن، للابتداء بالاستفهام مُنْتَهُونَ كاف، ومثله: واحذروا. وقال نافع تام، للابتداء بالشرط الْمُبِينُ تامّ وَأَحْسَنُوا كاف الْمُحْسِنِينَ تامّ، للابتداء بياء النداء بعده (الغيب) ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف يَعْتَدُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ فَعَلُوهُ كاف يَفْعَلُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ الَّذِينَ كَفَرُوا صالح خالِدُونَ كاف فاسِقُونَ تامّ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا صالح نَصارى كاف لا يَسْتَكْبِرُونَ حسن، وكذا: مع الشاهدين. وقال أبو عمرو: فيهما تامّ: فإن وقف على مِنَ الْحَقِّ فصالح الصَّالِحِينَ كاف خالِدِينَ فِيها صالح الْمُحْسِنِينَ حسن الْجَحِيمِ تامّ

كاف، للابتداء بالشرط أَلِيمٌ تام وَأَنْتُمْ حُرُمٌ كاف مِنَ النَّعَمِ جائز، قرأ أهل الكوفة، فجزاء مثل بتنوين جزاء ورفعه ورفع مثل، وباقي السبعة برفعه مضافا إلى مثل، وقرأ محمد بن مقاتل بتنوين جزاء ونصبه ونصب مثل ومن النعم صفة لجزاء، سواء رفع جزاء ومثل أو أضيف جزاء إلى مثل، أي: كائن من النعم وَبالَ أَمْرِهِ حسن، ومثله: عما سلف مِنْهُ كاف ذُو انْتِقامٍ تامّ وَطَعامُهُ حسن، إن نصب متاعا بفعل مقدّر، أي: متعكم به متاعا، وليس بوقف إن نصب متاعا مفعولا له، أي: أحل لكم تمتيعا لكم لأنه يصير كله كلاما واحدا فلا يقطع، لأن متاعا مفعول له مختص بالطعام كما أن نافلة في قوله: وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً مختصة بيعقوب لأنه ولد الولد بخلاف إسحاق فإنه ولده لصلبه، والنافلة إنما تطلق على ولد الولد دون الولد، فقد خصص الزمخشري كونه مفعولا له بكون أحلّ مسندا لطعامه، وليس علة لحلّ الصيد، وإنما هو علة لحلّ الطعام فقط لأن مذهبه أن صيد البحر منه ما يؤكل وما لا يؤكل وأن طعامه هو المأكول وأنه لا يقطع التمثيل إلا بالمأكول منه طريّا، وقديدا، ومذهب غيره أنه مفعول له باعتبار صيد البحر وطعامه وَلِلسَّيَّارَةِ حسن ومثله: حرما تُحْشَرُونَ تامّ وَالْقَلائِدَ حسن وَما فِي الْأَرْضِ ليس بوقف لعطف وإن الله على ما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَلا تَعْتَدُوا كاف الْمُعْتَدِينَ حسن طَيِّباً كاف مُؤْمِنُونَ تام الْأَيْمانَ صالح، وكذا: تحرير رقبة ثَلاثَةِ أَيَّامٍ كاف إِذا حَلَفْتُمْ صالح وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ كاف تَشْكُرُونَ تامّ الشَّيْطانِ مفهوم تُفْلِحُونَ حسن وَعَنِ الصَّلاةِ مفهوم مُنْتَهُونَ حسن وَاحْذَرُوا كاف الْمُبِينُ حسن. وقال أبو عمرو: تام وَأَحْسَنُوا كاف الْمُحْسِنِينَ تامّ بِالْغَيْبِ كاف أَلِيمٌ تامّ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ كاف وَبالَ أَمْرِهِ صالح عَمَّا سَلَفَ حسن فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ كاف ذُو انْتِقامٍ تامّ وَطَعامُهُ كاف وَلِلسَّيَّارَةِ حسن حُرُماً كاف

قبله، ومثله الوقف على العقاب لعطف ما بعده على ما قبله رَحِيمٌ تامّ إِلَّا الْبَلاغُ كاف تَكْتُمُونَ تامّ: والطيب ليس بوقف لأن ما بعده مبالغة فيما قبله فلا يقطع عنه الْخَبِيثُ كاف، وجواب لو محذوف، أي: ولو أعجبك كثرة الخبيث لما استوى مع الطيب أو لما أجدى تُفْلِحُونَ تامّ، للابتداء بعده بياء النداء تَسُؤْكُمْ تام، للابتداء بعده بالشرط تُبْدَ لَكُمْ حسن عَنْها كاف، وكذا: حليم كافِرِينَ تام، وقيل لا يوقف من قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إلى قوله: عَفَا اللَّهُ عَنْها لأن التقدير لا تسألوا عن أشياء عفا الله عنها لأن الجملة من قوله: إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ، وما عطف عليها من الشرط والجزاء في محل جرّ صفة لأشياء، والأشياء التي نهوا عن السؤال عنها ليست هي الأشياء التي سألها القوم فهو على حذف مضاف تقديره قد سأل مثلها قوم، وقيل الضمير في عنها للمسألة المدلول عليها بقوله: لا تَسْئَلُوا أي: قد سأل هذه المسألة قوم من الأولين، قيل الضمير في سألها لأشياء، ولا يتجه لأن المسئول عنه مختلف قطعا. فإن سؤالهم غير سؤال من قبلهم. فإن سؤالهم أين ناقتي وما في بطن ناقتي، وسؤال أولئك غير هذا، نحو: أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ، أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً، اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ، ولا يوقف من قوله: ما جعل الله من بحيرة، إلى قوله: لا يعقلون، والبحيرة هي الناقة إذا أنتجت خمسة أبطن في آخرها ذكر شقوا أذنها وخلوا سبيلها لا تركب ولا تحلب ولا تطرد عن ماء ولا مرعى، والسائبة هي التي تسيب للأصنام، أي: تعتق، والوصيلة هي الشاة التي تنتج سبعة أبطن. فإن كان السابع أنثى لم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تُحْشَرُونَ تام وَالْقَلائِدَ كاف بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ تامّ، وكذا: غفور رحيم الْبَلاغُ كاف تَكْتُمُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ كاف تُفْلِحُونَ تامّ تَسُؤْكُمْ مفهوم لا يَعْقِلُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ

تنتفع النساء منها بشيء إلا أن تموت فيأكلها الرجال والنساء، وإن كان ذكرا ذبحوه وأكلوه جميعا، وإن كان ذكرا وأنثى. قالوا: وصلت أخاها فتترك مع أخيها فلا تذبح. ومنافعها للرجال دون النساء. فإذا ماتت اشترك الرجال والنساء فيها. والحام الفحل من الإبل الذي تنتج من صلبه عشرة أبطن فيقولون قد حمى ظهره فيسيبونه لآلهتهم فلا يحمل عليه شيء. قاله أبو حيان وَلا حامٍ ليس بوقف لأن ما بعده استدراك بعد نفي، والمعنى ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب يجعلون البحيرة وما بعدها من جعل الله، نسبوا ذلك الجعل لله تعالى افتراء على الله ولا يَعْقِلُونَ كاف آباءَنا حسن وَلا يَهْتَدُونَ تامّ أَنْفُسَكُمْ صالح، أي: يصلح أن يكون ما بعده مستأنفا وحالا، أي: احفظوا أنفسكم غير مضرورين، قرأ الجمهور يضرّكم بضم الرّاء مشدّدة، وقرأ الحسن لا يضركم بضم الضاد وإسكان الراء، وقرأ إبراهيم النخعي لا يضركم بكسر الضاد، وسكون الراء، وقرأ أبو حيوة لا يضرركم بإسكان الضاد وضم الراء الأولى والثانية ومن فاعل، أي: لا يضركم الذي ضلّ وقت اهتدائكم إِذَا اهْتَدَيْتُمْ حسن تَعْمَلُونَ تام، ولا وقف من قول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ إلى مُصِيبَةُ الْمَوْتِ، فلا يوقف على حِينَ الْوَصِيَّةِ، ولا على مِنْكُمْ، ولا على مِنْ غَيْرِكُمْ، ولا على فِي الْأَرْضِ لأن خبر المبتدأ وهو شهادة لم يأت. وفي خبره خمسة أوجه. أحدها: أنه اثنان على حذف مضاف، إما من الأول أو من الثاني لأن شهادة معنى من المعاني، واثنان جثمان، أو الخبر محذوف، واثنان مرفوعان بالمصدر الذي هو شهادة والتقدير فيما فرض الله عليكم أن يشهد اثنان أو الخبر إذا حضر أو الخبر حين الوصية، أو اثنان فاعل سدّ مسدّ الخبر ورفع اثنان من خمسة أوجه أيضا كونه خبر الشهادة أو فاعلا بشهادة أو فاعلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ آباءَنا حسن وَلا يَهْتَدُونَ تامّ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ صالح إِذَا اهْتَدَيْتُمْ

بيشهد مقدّرا أو خبر مبتدأ، أي: الشاهدان اثنان، أو فاعل سدّ مسدّ الخبر مُصِيبَةُ الْمَوْتِ حسن مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ ولَوْ كانَ ذا قُرْبى ليسا بوقف للعطف في الأول وفي الثاني، لأن ولا نكتم شهادة الله عطف على قوله: لا نشتري فتكون من جملة المقسم عليه فلا يفصل بينهما بالوقف شَهادَةَ اللَّهِ جائز: وكاف عند يعقوب على قراءته بالإضافة. وقال يحيى بن نصير: ومثلها من قرأ شهادة منونة منصوبة، ثم يبتدئ آلله بالمد على القسم، أي: والله إنا إذا لمن الآثمين، وقرئ شهادة الله بالتنوين والضم ونصب الجلالة، وقرئ شهادة بالتنوين والنصب آلله بالمدّ والجرّ، وقرئ شهادة بإسكان الهاء والوقف، ويبتدئ آلله بالمد والجرّ، وقرئ شهادة بإسكان الهاء أيضا والوقف من غير مدّ والجرّ، فالأوّل قراءة الجمهور مفعول به، وأضيفت إلى الله لأنه هو الآمر بها وبحفظها ولا نكتم شهادة الله ولا نضيع وما سواها شاذ، وبيان هذه القراءات يطول أضربنا عنه تخفيفا لَمِنَ الْآثِمِينَ حسن الْأَوْلَيانِ كاف: وبعضهم وقف على فَيُقْسِمانِ بتقدير يقولان بالله لشهادتنا والأجود تعلق بالله بيقسمان الظَّالِمِينَ كاف بَعْدَ أَيْمانِهِمْ حسن وَاسْمَعُوا أحسن منه الْفاسِقِينَ تام: إن نصب يوم باذكر مقدّرا مفعولا به، وليس بوقف إن نصب باتقوا، أي: اتقوا الله يوم جمعه الرسل لأن أمرهم بالتقوى يوم القيامة لا يكون إذ لا تكليف فيه، وإن جعل بدلا من الجلالة كاف غير جيد، لأن الاشتمال لا يوصف به الباري ماذا أُجِبْتُمْ جائز لا عِلْمَ لَنا حسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن تَعْمَلُونَ تامّ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ صالح شَهادَةَ اللَّهِ زعموا أنه وقف ولا أحبه إذ لا يحسن الابتداء بما بعده الْآثِمِينَ صالح الْأَوْلَيانِ كاف، وكذا: فيقسمان، ويبتدأ بما بعده بتقدير يقولان بالله لشهادتنا، والأجود تعلق بالله بيقسمان الظَّالِمِينَ حسن بَعْدَ أَيْمانِهِمْ كاف، وكذا: واسمعوا، والفاسقين. وقال أبو عمرو: تام، يوم منصوب باتقوا لا عِلْمَ لَنا صالح. وقال أبو عمرو: كاف عَلَّامُ

الْغُيُوبِ تامّ، إن علق إذ باذكر مقدّرا وَعَلى والِدَتِكَ كاف إن علق إذ باذكر مقدّرة لا باذكر المذكورة قبل، أي: واذكر إذا أيدتك وَكَهْلًا حسن، ومثله: الإنجيل وبِإِذْنِي في المواضع الأربعة جائز، على أن إذ في كل من الأربعة منصوبة باذكر مقدّرة فيسوغ الوقف على الإنجيل، وعلى بإذني في المواضع الأربعة لتفصيل النعم، وإن لم تعلق إذ بمقدّر فلا يوقف على واحدة منها بِالْبَيِّناتِ جائز مُبِينٌ كاف، إن علق إذ باذكر مقدّرة، أي: اذكر إذا أوحيت وَبِرَسُولِي صالح، لاحتمال أن عامل إذ كلمة قالوا، ويحتمل أن كلمة قالوا مستأنفة مُسْلِمُونَ كاف مِنَ السَّماءِ الأولى كاف، ومثله: مؤمنين، ومن الشاهدين مِنَ السَّماءِ الثانية ليس بوقف لأن جملة: تكون لنا في محل نصب صفة لمائدة، والصفة والموصوف كالشيء الواحد، فلا يفصل بينهما بالوقف وَآيَةً مِنْكَ حسن، وعند بعضهم وارزقنا الرَّازِقِينَ كاف عَلَيْكُمْ حسن، للابتداء بالشرط مع الفاء الْعالَمِينَ تامّ إن علق إذ باذكر مقدّرا مفعولا به مِنْ دُونِ اللَّهِ حسن، ومثله: بحق. ووقف بعضهم على: ما ليس لي ثم يقول بحق. وهذا خطأ من وجهين. أحدهما: أن حرف الجرّ لا يعمل فيما قبله الثاني أنه ليس موضع قسم، وجواب آخر: أنه إن كانت الباء غير متعلقة بشيء فذلك غير جائز، وإن كانت للقسم لم يجز لأنه لا جواب هنا، وإن كان ينوي بها التأخير وأن الباء متعلقة بقلته، أي: إن كنت قلته فقد علمته بحق فليس خطأ على المجاز، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْغُيُوبِ تام وَكَهْلًا صالح، وكذا: والإنجيل بِإِذْنِي في المواضع الثلاثة مفهوم، وكذا: بالبينات مُبِينٌ صالح، وكذا: بأننا مسلمون وقال أبو عمرو فيهما: تامّ مِنَ السَّماءِ كاف، وكذا: مؤمنين مِنَ الشَّاهِدِينَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ وَآيَةً مِنْكَ صالح: وكلام أبي عمرو يقتضي أنه كاف الرَّازِقِينَ حسن، وكذا: من العالمين، وقال أبو عمرو فيهما: كاف مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف، وكذا: بحقّ فَقَدْ

سورة الأنعام

لكنه لا يستعمل كما صح سنده عن أبي هريرة. قال لقن عيسى عليه الصلاة والسلام حجته، ولقنه الله في قوله لما قال تعالى: يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ الآية. قال أبو هريرة: عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لقنه الله حجته» بقوله: سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ سبحانك، أي: تنزيها لك أن يقال هذا أو ينطق به فَقَدْ عَلِمْتَهُ حسن، ومثله: ما في نفسك الْغُيُوبِ تامّ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ جائز: بناء على أن قوله: ربي وربكم من كلام عيسى، على أعني، لا على أنه صفة رَبِّي وَرَبَّكُمْ حسن، على استئناف ما بعده فِيهِمْ حسن الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ أحسن مما قبله شَهِيدٌ تام، للابتداء بالشرط عِبادُكَ حسن الْحَكِيمُ تامّ صِدْقُهُمْ كاف. لاختلاف الجملتين من غير عطف أَبَداً حسن، وقيل كاف على استئناف ما بعده وَرَضُوا عَنْهُ كاف الْعَظِيمُ تامّ، وما فيهنّ، كاف: آخر السورة تام. سورة الأنعام مكية (¬1) روى سليمان بن مهران عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: ـــــــــــــــــــــــــ عَلِمْتَهُ حسن ما في نَفْسِكَ صالح الْغُيُوبِ تامّ وَرَبَّكُمْ صالح فِيهِمْ كاف، وكذا: عليهم شَهِيدٌ تامّ عِبادُكَ صالح الْحَكِيمُ تامّ صِدْقُهُمْ كاف أَبَداً صالح وَرَضُوا عَنْهُ مفهوم الْعَظِيمُ تامّ وَما فِيهِنَّ كاف: آخر السورة تامّ. سورة الأنعام مكية يَعْدِلُونَ تامّ قَضى أَجَلًا حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وهذا الأجل أجل ¬

_ (¬1) سورة الأنعام: مكية إلا ثلاث آيات وهن: قوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا (151 - 153)، وهي مائة وستون وخمس في الكوفي، وست في البصري والشامي، وسبع في الباقي، والخلاف في أربع: وَالنُّورَ (1) حجازي، بِوَكِيلٍ (66) كوفي، كُنْ فَيَكُونُ (73) غير كوفي. إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (161) غير كوفي. انظر التلخيص (254).

نزلت سورة الأنعام ليلا بمكة جملة واحدة يقودها أو معها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح من قرأها صلّى عليه أولئك ليله ونهاره. قال الصاغاني في العباب في حديث ابن مسعود: الأنعام من نواجب أو من نجائب القرآن. قال نجائبه أفضله ونواجبه لبابه الذي ليس عليه نجب، وهي مائة وخمس وستون آية في الكوفي، وست في البصري، وسبع في المدني والمكي، اختلافهم في أربع آيات، وجعل الظلمات والنور عدّها المدنيان والمكي، قل لست عليكم بوكيل، وكلهم عدّ إلى صراط مستقيم. الأول: وكلمها ثلاثة آلاف واثنان وخمسون كلمة، وحروفها اثنا عشر ألفا وأربعمائة واثنان وخمسون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع خمسة مواضع: مِنْ طِينٍ، إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ، إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ. وَالنُّورَ حسن: عدّها المدنيان والمكي آية، لأن الحمد لا يكون واقعا على: ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، فثم لترتيب الأخبار وليست عاطفة بل هي للتعجب والإنكار. قال الحلبي على الأزهرية عن بعضهم: إذا دخلت ثم على الجمل لم تفد الترتيب وليست لترتيب الفعل كقوله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ، فهذا وصله وتجاوزه أحسن، ويبتدأ بثم إذا كان أول قصة كقوله: ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ*، ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا فليست هنا عاطفة، بل هي تعجب وإنكار يَعْدِلُونَ تامّ مِنْ طِينٍ ليس منصوبا عليه أَجَلًا حسن. وقال مجاهد: هو أجل الدنيا وأجل مسمى أجل البعث، أي: ما بين الموت والبعث لا يعلمه غيره، أو أجل الماضين، والثاني أجل الباقين، أو الأوّل النوم، والثاني الموت. قاله الصفدي في تاريخه تَمْتَرُونَ كاف وَهُوَ اللَّهُ حسن، إن جعل هو ضمير عائدا على الله تعالى وما بعده خبره. وجعل قوله: في ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الحياة، والأجل في قوله: وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ أجل ما بين الموت والبعث تَمْتَرُونَ

السموات وفي الأرض متعلقا بيعلم، أي: يعلم سرّكم وجهركم في السموات وفي الأرض، فتكون الآية من المقدّم والمؤخر، نظيرها الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً أي: أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، وليس بوقف إن جعلت الجملة خبرا ثانيا، أو جعلت هي الخبر، والله بدل، أو جعل ضمير هو ضمير الشأن وما بعده مبتدأ وخبره يعلم. انظر أبا حيان وَفِي الْأَرْضِ حسن، أي: معبود فيهما وَجَهْرَكُمْ جائز تَكْسِبُونَ كاف، ومثله: معرضين لَمَّا جاءَهُمْ جائز، لأن سوف للتهديد، فيبتدأ بها لأنها لتأكيد الواقع يَسْتَهْزِؤُنَ تام، ولا وقف من قوله: أَلَمْ يَرَوْا، إلى بِذُنُوبِهِمْ فلا يوقف على: مِنْ قَرْنٍ، ولا على ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ، لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على مِدْراراً بِذُنُوبِهِمْ حسن آخَرِينَ أحسن مما قبله مُبِينٌ كاف عَلَيْهِ مَلَكٌ حسن لا يُنْظَرُونَ كاف، ومثله: ما يَلْبِسُونَ ماضية ليس مفتوح الموحدة ومضارعه بكسرها، مأخوذ من الإلباس، في الأمر، لا من اللبس الذي ماضيه مكسور الباء ومضارعه بفتحها مِنْ قَبْلِكَ حسن، عند بعضهم يَسْتَهْزِؤُنَ تامّ، ومثله: المكذبين قُلْ لِلَّهِ كاف الرَّحْمَةَ حسن، إن جعلت اللام في لَيَجْمَعَنَّكُمْ جواب قسم محذوف كأنه قال: والله ليجمعنكم، وليس بوقف إن جعلت اللام جوابا لكتب لأن كتب أجرى مجرى القسم فأجيب بجوابه، وهو ليجمعنكم، كما في قوله: لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي قال السجاوندي قال الحسن: أقسم وأحلف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ وفِي الْأَرْضِ حسن وَجَهْرَكُمْ جائز تَكْسِبُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تام مُعْرِضِينَ كاف يَسْتَهْزِؤُنَ تام بِذُنُوبِهِمْ صالح. وقال أبو عمرو: كاف آخَرِينَ حسن، وكذا: سحر مبين. وقال أبو عمرو فيهما: تام عَلَيْهِ مَلَكٌ صالح لا يُنْظَرُونَ تام، وكذا: يلبسون، ويستهزءون،

وأشهد ليس بيمين حتى يقول بالله، أو نواه. والأصح أنها في جواب قسم محذوف، لأن قوله كَتَبَ وعد ناجز، وليجمعنكم وعيد منظر لا رَيْبَ فِيهِ تام، إن رفع الذين على الابتداء والخبر فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ وليس بوقف إن جعل الذين في موضع خفض نعتا للمكذبين، أو بدلا منهم لا يُؤْمِنُونَ تامّ وَالنَّهارِ كاف الْعَلِيمُ تامّ وَالْأَرْضِ حسن وَلا يُطْعَمُ كاف مَنْ أَسْلَمَ حسن مِنَ الْمُشْرِكِينَ كاف، ومثله: عظيم فَقَدْ رَحِمَهُ كاف الْمُبِينُ تام، للابتداء بالشرط إِلَّا هُوَ حسن قَدِيرٌ تامّ فَوْقَ عِبادِهِ حسن الْخَبِيرُ تام أَكْبَرُ شَهادَةً حسن. وقال نافع: الوقف على قُلِ اللَّهُ ثم يبتدئ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ والوقف على وَبَيْنَكُمْ حسن وَمَنْ بَلَغَ أحسن، والتفسير يدلّ على ما قاله محمد ابن كعب القرظي: من بلغته آية من كتاب الله فكأنما رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم تلا: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ وقيل من بلغ، أي: احتلم لأن من لم يبلغ الحلم غير مخاطب. وقال نافع: الوقف على قُلِ اللَّهُ فيكون خبر مبتدإ محذوف تقديره قل هو الله، ويبتدئ شَهِيدٌ على أنه خبر مبتدإ محذوف تقديره هو شهيد بيني وبينكم قُلْ لا أَشْهَدُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف تُشْرِكُونَ تامّ أَبْناءَهُمُ كاف. وقيل: تام، إن جعل الذين في محل رفع على الابتداء والخبر فهم لا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ والمكذبين قُلْ لِلَّهِ كاف، وكذا: الرحمة لا رَيْبَ فِيهِ تامّ لا يُؤْمِنُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تام وَالنَّهارِ كاف الْعَلِيمُ تام وَلا يُطْعَمُ كاف مَنْ أَسْلَمَ صالح. وقال أبو عمرو: كاف مِنَ الْمُشْرِكِينَ حسن، وكذا: عظيم. وقال أبو عمرو: فيهما وفي بقية رءوس الآي الآتية تامّ فَقَدْ رَحِمَهُ كاف، وكذا: المبين إِلَّا هُوَ صالح قَدِيرٌ حسن فَوْقَ عِبادِهِ صالح الْخَبِيرُ حسن أَكْبَرُ شَهادَةً مفهوم. وقال أبو عمرو: كاف بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ كاف وَمَنْ بَلَغَ حسن. وكذا: قل لا أشهد. وقال أبو عمرو فيهما: كاف مِمَّا تُشْرِكُونَ تام

يؤمنون، ودخلت الفاء في الخبر لما في إبهام الذين من معنى الشرط، وليس بوقف إن جعل الذين نعتا لقوله: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ، أو بدلا منهم لا يُؤْمِنُونَ تامّ بِآياتِهِ كاف، ومثله: الظالمون. وقيل تام: إن علق يوم باذكر محذوفة مفعولا به، وليس بوقف إن علق بمحذوف متأخر تقديره: ويوم نحشرهم كان كيت وكيت فترك ليبقى على الإبهام الذى هو أدخل في التخويف تَزْعُمُونَ كاف، ومثله: مشركين، ويفترون إِلَيْكَ تامّ عند الأخفش، ومثله: وقرأ لا يُؤْمِنُوا بِها حسن أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ كاف، على استئناف ما بعده وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ حسن، للابتداء بالنفي مع واو العطف وَما يَشْعُرُونَ كاف وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ حسن، وجواب لو محذوف، أي: لرأيت أمرا فظيعا شنيعا وحذف ليذهب الوهم إلى كل شيء فيكون ذلك أبلغ في التخويف يا لَيْتَنا نُرَدُّ جائز: على قراءة رفع الفعلين بعده على الاستئناف، أي: ونحن لا نكذب ونحن من المؤمنين رددنا أم لا، وأيضا العامل قد أخذ معموليه، لأن نا اسم ليت، وجملة نردّ في محل الرفع خبر، وذلك من مقتضيات الوقف، وليس بوقف على قراءة نصبهما جوابا للتمني، ولا على قراءة رفعهما عطفا على نردّ، فيدخلان في التمني، ولا على قراءة رفع الأوّل ونصب الثاني، إذ لا يجوز الفصل بين التمني وجوابه مِنَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ أَبْناءَهُمُ حسن وقال أبو عمرو: كاف لا يُؤْمِنُونَ تامّ بِآياتِهِ كاف الظَّالِمُونَ حسن تَزْعُمُونَ كاف مُشْرِكِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف يَفْتَرُونَ تامّ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ صالح وَقْراً كاف، وكذا: لا يؤمنون بها، وأساطير الأولين وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ حسن، وكذا: يشعرون وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ هنا وعَلى رَبِّهِمْ فيما يأتي كاف، وجواب لو محذوف أي لرأيت أمرا فظيعا يا لَيْتَنا نُرَدُّ جائز: على قراءة رفع الفعلين بعده استئنافا، أي: ونحن لا نكذب ونحن من المؤمنين رددنا أم لا، وليس بوقف على قراءة نصبهما جوابا للتمنى، ولا على قراءة

الْمُؤْمِنِينَ كاف مِنْ قَبْلُ حسن لِما نُهُوا عَنْهُ جائز، على أن التكذيب إخبار من الله على عادتهم وما هم عليه من الكذب في مخاطبة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فيكون منقطعا عما قبله، وليس بوقف إن رجع إلى ما تضمنته جملة التمني بالوعد بالإيمان، إذ التقدير: يا ليتنا يكون لنا ردّ مع انتفاء التكذيب وكوننا من المؤمنين لَكاذِبُونَ كاف الدُّنْيا حسن، للابتداء بالنفي بِمَبْعُوثِينَ كاف، وقيل: تامّ. ونقل عن جماعة ممن يجهل اللغة أنهم يكرهون الوقف على هذا وأشباهه كقوله: إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ، وقوله: إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ، وقوله: فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ، وقوله: وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً، وقوله: وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً، وليس كما ظنوا، وذلك جهل منهم، لأن الوقف على ذلك كله وما أشبهه مما ظاهره كفر، تقدم أن الابتداء بما ظاهره ذلك غير معتقد لمعناه لا يكره ولا يحرم، لأن ذلك حكاية قول قائلها حكاها الله عنهم ووعيد ألحقه الله بالكفار والوقف والوصل في ذلك في المعتقد سواء بل ومثل ذلك المستمع أيضا، وتقدّم ما يغني عن إعادته عَلى رَبِّهِمْ حسن ومثله: بالحقّ، وكذا: وربنا تَكْفُرُونَ تام بِلِقاءِ اللَّهِ جائز، إن جعلت حتى ابتدائية، وليس بوقف إن جعلت غائية لتكذيبهم، لا لخسرانهم، لأنه لا يزال بهم التكذيب إلى قولهم يا حسرتنا وقت مجيء الساعة، فالساعة ظرف للحسرة، والعامل في إذا قوله: يا حسرتنا فَرَّطْنا فِيها تامّ: عند نافع على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة حالية وذو الحال الضمير في قالوا عَلى ظُهُورِهِمْ حسن ما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ رفعهما عطفا على نُرَدُّ فيدخلان في التمني، ولا على قراءة رفع الأوّل ونصب الثاني، إذ لا يجوز الفصل بين التمني وجوابه مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كاف، وكذا: من قبل لَكاذِبُونَ حسن، وكذا: بمبعوثين بِالْحَقِّ كاف، وكذا: بلى وربنا تَكْفُرُونَ تامّ بِلِقاءِ اللَّهِ مفهوم عند بعضهم، وكذا: فرّطنا فيها عَلى ظُهُورِهِمْ حسن،

يَزِرُونَ أحسن مما قبله وَلَهْوٌ، ويَتَّقُونَ كلها حسان يعقلون تامّ، وعند من قرأ تَعْقِلُونَ بالفوقية أتمّ الَّذِي يَقُولُونَ جائز، ومثله: فإنهم لا يكذبونك. قال بعضهم: لكن إذا كان بعدها جملة صلح الابتداء بها يَجْحَدُونَ تامّ نَصْرُنا حسن لِكَلِماتِ اللَّهِ أحسن مما قبله الْمُرْسَلِينَ كاف، اتفق علماء الرسم على زيادة الياء في تسعة مواضع: أفائن مات، ومن نبإى المرسلين، وتلقائ نفسي، وإيتائ ذي القربى، ومن آناء الليل، وأ فائن مت، و: أو من ورائ حجاب، وبأييد، وبأييكم المفتون، ورسموا هذه كلها بزيادة الياء، وترسم بالحمرة كما ترى لحكم علمها من علمها وجهلها من جهل سنة متبعة بِآيَةٍ حسن، لأن جواب الشرط محذوف تقديره: فافعل أحد الأمرين ابتغاء النفق وابتغاء السلم، ومثله: الهدى مِنَ الْجاهِلِينَ كاف يَسْمَعُونَ حسن يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جائز يُرْجَعُونَ تامّ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ حسن عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً ليس بوقف لحرف الاستدراك لا يَعْلَمُونَ تامّ أَمْثالُكُمْ حسن، ومثله: من شيء يُحْشَرُونَ تامّ الظُّلُماتِ كاف، للابتداء بالشرط يُضْلِلْهُ حسن مُسْتَقِيمٍ تامّ صادِقِينَ كاف إِيَّاهُ تَدْعُونَ جائز، لأن جواب إن الشرطية منتظر محذوف تقديره، إن كنتم صادقين فأجيبوا إِنْ شاءَ حسن ومفعول شاء محذوف تقديره إن شاء كشفه ما تُشْرِكُونَ تامّ يَتَضَرَّعُونَ كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: ما يزرون، ولهو لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ كاف افلا يعقلون تامّ الَّذِي يَقُولُونَ صالح يَجْحَدُونَ تامّ نَصْرُنا صالح، وكذا: لكلمات الله الْمُرْسَلِينَ كاف بِآيَةٍ حسن، وكذا: من الجاهلين. وقال أبو عمرو في الأول: كاف يَسْمَعُونَ تامّ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ صالح يُرْجَعُونَ تامّ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ أَمْثالُكُمْ حسن مِنْ شَيْءٍ مفهوم يُحْشَرُونَ تامّ فِي الظُّلُماتِ كاف يُضْلِلْهُ صالح مُسْتَقِيمٍ تامّ صادِقِينَ تامّ بَلْ إِيَّاهُ

تَضَرَّعُوا جائز، كذا قيل قُلُوبُهُمْ مثله على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت الجملة داخلة تحت الاستدراك، فيكون الحامل على ترك التضرّع قسوة قلوبهم وإعجابهم بأعمالهم التي كان الشيطان سببا في تحسينها لهم، وهذا أولى يَعْمَلُونَ كاف، وقيل: تامّ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حسن مُبْلِسُونَ كاف، على استئناف ما بعده الَّذِينَ ظَلَمُوا جائز رَبِّ الْعالَمِينَ تامّ يَأْتِيكُمْ بِهِ حسن، وقيل: كاف. وقيل: تام يَصْدِفُونَ تامّ أَوْ جَهْرَةً لم ينص أحد عليه لكن نصوا على نظيره ووسموه بالتمام في قوله: ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ للاستفهام بعده، وشرطوا في النظير أن يكون منصوصا عليه، فهذا مثله، لأن جملة هَلْ يُهْلَكُ معناها النفي، أي: ما يهلك إلا القوم الظالمون ولذلك دخلت إلا، فهو جائز الظَّالِمُونَ كاف وَمُنْذِرِينَ حسن عَلَيْهِمْ جائز يَحْزَنُونَ تامّ، ومثله: يفسقون خَزائِنُ اللَّهِ حسن الْغَيْبَ أحسن مما قبله إِنِّي مَلَكٌ جائز: وهذه الأجوبة الثلاثة لما سأله المشركون، فالأول جواب لقولهم: إن كنت رسولا فاسأل الله يوسع علينا خيرات الدنيا. والثاني: جواب إن كنت رسولا فأخبرنا بما يقع في المستقبل من المصالح والمضارّ، فنستعد لتحصيل تلك ودفع هذه. والثالث: جواب قولهم: مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ما يُوحى إِلَيَّ كاف، ومثله: البصير، للابتداء بالاستفهام تَتَفَكَّرُونَ تامّ إِلى رَبِّهِمْ، وَلا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَدْعُونَ جائز ما تُشْرِكُونَ تامّ يَتَضَرَّعُونَ كاف قُلُوبُهُمْ جائز يَعْمَلُونَ كاف أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ صالح مُبْلِسُونَ كاف رَبِّ الْعالَمِينَ تامّ يَأْتِيكُمْ بِهِ حسن يَصْدِفُونَ تامّ الظَّالِمُونَ تامّ وَمُنْذِرِينَ كاف عَلَيْهِمْ جائز يَحْزَنُونَ حسن يَفْسُقُونَ تامّ خَزائِنُ اللَّهِ جائز، وكذا: لا أعلم الغيب إِنِّي مَلَكٌ مفهوم ما يُوحى إِلَيَّ كاف، وكذا: البصير

شَفِيعٌ ليسا بوقف، لأن ليس لهم في موضع الحال وذو الحال الواو في: يحشرون، والعلة في الثاني الابتداء بحرف الترجي، وهو في التعلق كلام كي، أي: وأنذرهم رجاء أن تحصل لهم التقوى يَتَّقُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ إلى الظَّالِمِينَ فلا يوقف على من شيء فيهما، لأن فتطردهم جواب للنفي وفتكون جواب النهي لأن وَلا تَطْرُدِ نهي وجوابه فتكون وبعده في التقدير: ما عليك من حسابهم من شيء فهو نفي مقدّم من تأخير، لأنه لو تأخر لكان في موضع الصفة وعليك في موضع خبر المبتدإ كأنه قال: ما شيء من حسابهم عليك وجواب النفي فتطردهم على التقديم والتأخير، فينتفي الحساب والطرد، وصار جواب كل من النهي والنفي على ما يناسبه، فجملة النفي وجوابه معترضة بين النهي وجوابه الظَّالِمِينَ كاف مِنْ بَيْنِنا حسن للاستفهام بعده بِالشَّاكِرِينَ كاف سَلامٌ عَلَيْكُمْ حسن الرَّحْمَةَ كاف، على قراءة من قرأ أنه بكسر الهمزة استئنافا وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بكسر الهمزة فيهما، وعاصم وابن عامر يفتحان الأولى والثانية، وليس بوقف لمن فتحهما بجعله مع ما بعده بيانا للرحمة، فلا يوقف على ما قبل الأولى، ولا على ما قبل الثانية، لأن الثانية معطوفة على الأولى، فهي منصوبة من حيث انتصبت، فلو أضمر مبتدأ، أي فأمره أنه غفور رحيم، أو هو أنه غَفُورٌ رَحِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تام نُفَصِّلُ الْآياتِ ليس بوقف، لأن اللام في: ولتستبين متعلقة بما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَتَفَكَّرُونَ تامّ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ حسن يُرِيدُونَ وَجْهَهُ كاف، وكذا: مِنَ الظَّالِمِينَ مِنْ بَيْنِنا حسن، وكذا: بالشاكرين سَلامٌ عَلَيْكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الرَّحْمَةَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وهذا على قراءة إنه بكسر الهمزة استئنافا. وأما على قراءته بالفتح بجعله مع ما بعده بيانا للرحمة فليس بوقف، فإن جعل ذلك على هذه القراءة خبر مبتدإ محذوف كان الوقف على الرحمة كافيا

قبلها الْمُجْرِمِينَ تامّ مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف أَهْواءَكُمْ ليس بوقف. لأن إذا متعلقة بقوله: لا أتبع، وإذا منعناها الجزاء، أي: قد ضللت إن اتبعت أهواءكم مِنَ الْمُهْتَدِينَ كاف مِنْ رَبِّي جائز وَكَذَّبْتُمْ بِهِ حسن، ومثله: ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ. إِلَّا لِلَّهِ جائز، ومثله: يقض الحق، وعند من قرأ يَقُصُّ بالصاد أحسن، وتقدم أن رسم يقض بغير ياء بعد الضاد الْفاصِلِينَ كاف. وقيل: تامّ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ كاف بِالظَّالِمِينَ تامّ إِلَّا هُوَ حسن. وقال العباس بن الفضل: تامّ وَالْبَحْرِ حسن، ومثله: في ظلمات الأرض، لمن قرأ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ بالرفع على الابتداء، وبما قرأ الحسن وهي قراءة شاذة، وليس بوقف لمن رفع ذلك على أنه معطوف على المحل في قوله: من ورقة، لأن من زائدة وورقة فاعل تسقط، ويعلمها مطلقا قبل السقوط ومعه وبعده، ويعلمها في موضع الحال من ورقة وهي حال من النكرة كما تقول ما جاء أحد إلا راكبا، وبعضهم وقف على قوله: ولا يابس، ثم استأنف خبرا آخر بقوله: إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ بمعنى وهو في كتاب مبين أيضا. قال: لأنك لو جعلت قوله: إِلَّا فِي كِتابٍ متصلا بالكلام الأول لفسد المعنى إن اعتقد أنه استثناء آخر مستقل يعمل فيه يَعْلَمُها فينقلب معناه إلى الإثبات أي: لا يعلمها إلا في كتاب، وإذا لم يكن إلا في كتاب وجب أن يعلمها في كتاب، فإذا الاستثناء الثاني بدل من الأول أي: وما تسقط من ورقة إلا هي في كتاب ويعلمها اه. سمين. أما لو جعله استثناء مؤكدا للأوّل لم يفسد المعنى، وجعله أبو البقاء استثناء منقطعا تقديره: لكن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ غَفُورٌ رَحِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ نُفَصِّلُ الْآياتِ جائز سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ حسن مِنْ دُونِ اللَّهِ كاف مِنَ الْمُهْتَدِينَ تامّ وَكَذَّبْتُمْ بِهِ حسن، وكذا: ما تستعجلون به يَقُصُّ الْحَقَّ جائز الْفاصِلِينَ تامّ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ كاف بِالظَّالِمِينَ حسن، وكذا: إِلَّا هُوَ، و: ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، و: فِي كِتابٍ مُبِينٍ

هو في كتاب مبين، وبهذا التقرير يزول الفساد إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ تامّ أَجَلٌ مُسَمًّى جائز، لأن ثم لترتيب الأخبار مع اتحاد المقصود تَعْمَلُونَ تامّ فَوْقَ عِبادِهِ جائز، ومثله: حفظة لا يُفَرِّطُونَ حسن مَوْلاهُمُ الْحَقِّ كاف، للاستفهام بعده الْحاسِبِينَ تامّ وَخُفْيَةً جائز، لاحتمال الإضمار، أي: يقولون لئن أنجيتنا وتعلق لئن بمعنى القول في تدعونه أصح، وفي: لئن أنجيتنا اجتماع الشرط والقسم، وقرأ الكوفيون أنجانا، والباقون أنجيتنا بالخطاب، وقد قرأ كل بما رسم في مصحفه الشَّاكِرِينَ كاف، وكذا: تشركون، وبأس بعض، ويفقهون، وهو الحق، وبوكيل، ومستقرّ للابتداء بالتهديد مع شدّة اتصال المعنى، وتعلمون للابتداء بالشرط، وفي حَدِيثٍ غَيْرِهِ والظَّالِمِينَ كلها وقوف كافية، وقيل كلها حسان مِنْ شَيْءٍ جائز، ولكن إذا كان بعدها جملة صلح الابتداء بها، أي: ولكن هي ذكرى يَتَّقُونَ تامّ الْحَياةُ الدُّنْيا جائز بِما كَسَبَتْ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعلت صفة نفس وَلا شَفِيعٌ حسن، وقيل كاف، للابتداء بالشرط مع العطف لا يُؤْخَذْ مِنْها حسن بِما كَسَبُوا كاف، على استئناف ما بعده يَكْفُرُونَ تامّ، ولا وقف إلى حيران فلا يوقف على قوله: وَلا يَضُرُّنا، ولا على: بعد إذ هدانا الله حَيْرانَ تامّ، على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل صفة لحيران وهو أولى لأن تمام التمثيل ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عِبادِهِ مفهوم، وكذا: حفظة لا يُفَرِّطُونَ صالح مَوْلاهُمُ الْحَقِّ حسن الْحاسِبِينَ تامّ مِنَ الشَّاكِرِينَ حسن، وكذا: تشركون، وبأس بعض يَفْقَهُونَ كاف، وكذا: وهو الحق عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ حسن مُسْتَقَرٌّ كاف تَعْلَمُونَ حسن فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ كاف الظَّالِمِينَ حسن يَتَّقُونَ كاف الْحَياةُ الدُّنْيا صالح وَلا شَفِيعٌ كاف لا يُؤْخَذْ مِنْها حسن بِما كَسَبُوا كاف يَكْفُرُونَ تامّ حَيْرانَ حسن، وكذا ائتنا. وقال أبو عمرو في الأول: كاف هُوَ

حيران، والمعنى أن أبويه والمسلمين يقولون له تابعنا على الهدى ائْتِنا حسن. ومثله: الهدى الْعالَمِينَ جائز. قال شيخ الإسلام: وليس بحسن، وإن كان رأس آية لتعلق ما بعده بما قبله لأن التقدير، وأمرنا بأن نسلم، وأن أقيموا الصلاة وَاتَّقُوهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف تُحْشَرُونَ كاف، ومثله: بالحق إن نصب يوم باذكر مقدّرا مفعولا به، وليس بوقف إن عطف على هاء واتقوه، أو جعل يوم خبر. قوله: قوله الحق والحق صفة، والتقدير قوله الحق كائن يوم يقول كما تقول اليوم القتال أو الليلة الهلال أو عطف على السموات للفصل بين المتعاطفين كُنْ جائز، وكن معمول لقوله، يقول، وقوله: فيكون خبر مبتدإ محذوف تقديره فهو بكون. وهذا تمثيل لإخراج الشيء من العدم إلى الوجود بسرعة، لا أن ثم شيئا يؤمر أو يرجع إلى القيامة يقول للخلق موتوا فيموتون وقوموا فيقومون فَيَكُونُ حسن، ومثله: قوله الحق فِي الصُّورِ كاف، إن رفع ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفع ذلك نعتا للذي خلق أو قرئ بالخفض بدلا من الهاء في قوله، وله الملك، وهي قراءة الحسن والأعمش وعاصم وَالشَّهادَةِ كاف الْخَبِيرُ تامّ، إن علق إذ باذكر مقدّرا مفعولا به لِأَبِيهِ جائز، لمن رفع آزر على النداء. ثم يبتدئ آزر، وليس بوقف لمن خفضه بدلا من الهاء في أبيه أو عطف بيان، وبذلك قرأ السبعة وهو مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْهُدَى كاف لِرَبِّ الْعالَمِينَ جائز: وليس بحسن وإن كان رأس آية لتعلق ما بعده بما قبله وَاتَّقُوهُ صالح. وقال أبو عمرو: كاف تُحْشَرُونَ كاف بِالْحَقِّ كاف، إن نصب قوله: ويوم يقول باذكر مقدّرا، وليس بوقف إن عطف ذلك على هاء واتقوه أو على السموات للفصل بين المتعاطفين كُنْ صالح، وتقدم الكلام عليه في سورة البقرة فَيَكُونُ حسن. وقال أبو عمرو: تام قَوْلُهُ الْحَقُّ حسن يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ كاف: إن رفع ما بعده خبرا لمبتدإ محذوف، وليس بوقف إن رفع ذلك نعتا للذي خلق وَالشَّهادَةِ كاف، وكذا: الخبير. وقال أبو عمرو: تامّ لِأَبِيهِ آزَرَ

والمانع له من الصرف العلمية ووزن الفعل، وكذا: إن جعل آزر خبر مبتدإ محذوف، أي: هو آزر فيكون بيانا لأبيه، نحو قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ على المعنى هي النار أَصْناماً آلِهَةً حسن، للابتداء بأن مع اتحاد المقول مُبِينٍ حسن، ومثله: والأرض، وليكون من الموقنين، واللام متعلقة بمحذوف، أي: أريناه الملكوت وبعضهم جعل الواو في وليكون زائدة فلا يوقف على الأرض بل على الموقنين، واللام متعلقة بالفعل قبلها إلا أن زيادة الواو ضعيفة، ولم يقل بها إلا الأخفش، أو أنها عاطفة على علة محذوفة، أي: ليستدل وليكون أو ليقيم الحجة على قومه بإفراد الحق، وكونه لا يشبه المخلوقين الْمُوقِنِينَ كاف هذا رَبِّي حسن الْآفِلِينَ كاف هذا رَبِّي حسن، على حذف همزة الاستفهام، أي أهذا ربي كقوله: [الطويل] طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا منّي وذو الشيب يلعب وقوله: وتلك نعمة تمنها عليّ تقديره: وأذر الشيب وأ تلك الضَّالِّينَ كاف، هذا أكبر، حسن: تشركون، كاف، وكذا: حنيفا ومن المشركين وَحاجَّهُ قَوْمُهُ حسن وَقَدْ هَدانِ أحسن مما قبله لانتهاء الاستفهام لأن: وقد هدان جملة حالية وصاحبها الياء في أتحاجوني، أي: أتحاجوني فيه حال كوني مهديّا من عنده، ولا أخاف استئناف إخبار. وقوله: في الله، أي: في شأنه ووحدانيته. قاله نافع. قال المعرب والظاهر انقطاع الجملة القولية عما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ صالح، فإن قرئ آزر بالضم على النداء جاز الوقف على قوله: لأبيه للفرق بين القراءتين أَصْناماً آلِهَةً صالح مُبِينٍ حسن وَالْأَرْضِ كاف وكذا: وليكون من الموقنين، واللام متعلقة بمحذوف، أي: ونريه الملكوت، ومنهم من جعل الواو زائدة فلا يوقف على الأرض بل على الموقنين. هذا رَبِّي صالح الْآفِلِينَ كاف هذا رَبِّي صالح الضَّالِّينَ كاف هذا أَكْبَرُ صالح تُشْرِكُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف حَنِيفاً كاف مِنَ الْمُشْرِكِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَحاجَّهُ قَوْمُهُ صالح، وكذا: وقد

قبلها شَيْئاً حسن، ومثله: علما، وقيل كاف أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ كاف سُلْطاناً حسن تَعْلَمُونَ تام، لتناهي الاستفهام إلى ابتداء الأخبار، ولو وصله بما بعده لاشتبه بأن الذين آمنوا متصل بما قبله، بل هو مبتدأ خبره، أولئك لهم الأمن لأن جواب أن منتظر محذوف تقديره إن كنتم من أهل العلم فأخبروني، أي: الفريقين المشركين أم الموحدين أحق بالأمن. وأضاف أيا إلى الفريقين، ويعني فريق المشركين وفريق الموحدين، وعدل عن أينا أحق بالأمن أنا أم أنتم احترازا من تجريد نفسه فيكون ذلك تزكية لها بِظُلْمٍ ليس بوقف لأن خبر المبتدإ لم يأت وهو: أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ أو الذين مبتدأ وأولئك مبتدأ ثان ولهم الأمن خبر أولئك والجملة من أولئك وما بعده خبر عن الأول، لا إن جعل الذين خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين ووقف نافع على بظلم كان التقدير عنده، فأي الفريقين أحق بالأمن الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أم الذين لم يؤمنوا؟ فعلى هذا وصلت الذين بما قبله، وابتدأ بأولئك لَهُمُ الْأَمْنُ جائز وَهُمْ مُهْتَدُونَ تامّ عَلى قَوْمِهِ كاف، على استئناف ما بعده، من نشاء كذلك عَلِيمٌ تامّ وَيَعْقُوبَ حسن، ومثله: كلا هدينا لأن نوحا مفعول لما بعده، ولو وصل بما بعده لالتبس بأنه مفعول لما قبله وَنُوحاً هَدَيْنا حسن مِنْ قَبْلُ كاف، على أن الضمير في: ومن ذريته عائد على نوح لأنه أقرب مذكور لأنه ذكر لوطا، وليس هو من ذرية إبراهيم لأن لوطا ابن أخي إبراهيم فهو من ذرية نوح، والمعنى ونوحا هدينا من قبل إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وعدّ من جملة الذرية يونس، وليس هو أيضا من ذرية إبراهيم إلا أن يقال أراد وهدى يونس ولوطا، فعلى هذا التقدير ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ هذان رَبِّي شَيْئاً حسن. وقال أبو عمرو: كاف عِلْماً كاف أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف سُلْطاناً صالح تَعْلَمُونَ تام الْأَمْنُ جائز وَهُمْ مُهْتَدُونَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ مَنْ نَشاءُ كاف، وكذا: عليم. وقوله

يكون الوقف على واليسع كافيا. وقال ابن عباس: هؤلاء الأنبياء مضافون إلى ذرية إبراهيم وإن كان منهم من لم تلحقه ولادة من جهتين من قبل أبّ وأمّ لأن لوطا ابن أخي إبراهيم، والعرب تجعل العمّ أبا كما أخبر الله عن ولد يعقوب، قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ، فإسماعيل عمّ يعقوب، فعلى هذا لم يكن الوقف على كلا هدينا ولا على نوحا هدينا من قبل، والوقف على هذا التأويل على قوله: وإلياس. وإسماعيل منصوب بفعل مضمر وما بعده معطوف عليه بتقدير ووهبنا له اه. نكزاوي وَهارُونَ حسن الْمُحْسِنِينَ كاف وَإِلْياسَ حسن الصَّالِحِينَ كاف وَلُوطاً حسن الْعالَمِينَ كاف، على استئناف ما بعده ويكون التقدير ومن هو من آبائهم، وكذا: إن قدرته وهدينا بعض آبائهم، فمن على هذا التقدير للتبعيض لأن هذه الأسماء ترتب آخرها على أوّلها وَإِخْوانِهِمْ جائز، على إضمار الخبر، المعنى ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم من هو صالح. ثم قال: واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ومُسْتَقِيمٍ كاف مِنْ عِبادِهِ حسن يَعْمَلُونَ كاف وَالنُّبُوَّةَ كاف، للابتداء بالشرط مع الفاء بِكافِرِينَ تامّ اقْتَدِهْ حسن، وقيل تامّ، وأكثر القرّاء يستحسنون الوقف على كل هاء سكت لأن هاء السكت إنما اجتلبت للوقف خاصة أَجْراً حسن، للابتداء بالنفي لأن إن بمعنى ما لِلْعالَمِينَ تامّ مِنْ شَيْءٍ حسن، ومثله: للناس، سواء قرئ ما بعده بالغيبة أم بالخطاب، وقيل إن قرئت، أي: الأفعال الثلاثة وهي يجعلونه قراطيس ويبدونها ويخفون بالغيبة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ويعقوب ومن قبل كُلًّا هَدَيْنا جائز وَهارُونَ كاف، وكذا: الْمُحْسِنِينَ. وقوله: وَإِلْياسَ، و: مِنَ الصَّالِحِينَ. وقوله: وَلُوطاً، والْعالَمِينَ. وَإِخْوانِهِمْ صالح مُسْتَقِيمٍ كاف، وكذا: من عباده يَعْمَلُونَ حسن وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ كاف وكذا: بكافرين، و: فبهداهم اقتده ذِكْرى لِلْعالَمِينَ تامّ مِنْ شَيْءٍ حسن وَهُدىً

مخاطبة لليهود، وقوله: وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ مخاطبة للمسلمين كان كافيا لأن ما بعده استئناف، وهي قراءة مجاهد وابن كثير وأبي عمرو مخاطبة لمشركي العرب، وإن قرئت بالتاء الفوقية فليس بوقف لأن ما بعده خطاب متصل بالخطاب الذي تقدّم في قوله: قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ فلا يقطع بعضه من بعض قُلِ اللَّهُ حسن، الجلالة فاعل بفعل محذوف، أي: قل أنزله الله أو هو مبتدأ والخبر محذوف، أي: الله أنزله يَلْعَبُونَ تامّ وقال نافع: التام قل الله وَمَنْ حَوْلَها حسن وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ جائز، والذين مبتدأ خبره يؤمنون ولم يتحد المبتدأ والخبر لتغاير متعلقهما يُحافِظُونَ كاف، وقيل تامّ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ حسن، وقيل تامّ غَمَراتِ الْمَوْتِ كاف، وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما، والظالمون مبتدأ خبره في غمرات الموت باسِطُوا أَيْدِيهِمْ جائز. قال ابن عباس: باسطوا أيديهم بالعذاب أَنْفُسَكُمُ حسن: على تقدير محذوف، أي: يقولون أخرجوا أنفسكم، وهذا القول في الدنيا، وقيل في الآخرة، والمعنى خلصوا أنفسكم من العذاب، والوقف على قوله: اليوم، والابتداء بقوله: تجزون عذاب الهون، وقيل اليوم منصوب بتجزون، والوقف حينئذ على أنفسكم، والابتداء بقوله: اليوم، والمراد باليوم وقت الاحتضار أو يوم القيامة غَيْرَ الْحَقِّ كاف، إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن عطف على بما كنتم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لِلنَّاسِ كاف، سواء قرئ ما بعده بالغيبة أم بالحضور، وقيل إن قرئ ذلك بالغيبة فالوقف كاف لأن ما بعده استئناف، أو بالحضور فليس بوقف لأن ما بعده خطاب متصل بالخطاب الذي تقدّمه في قوله: قل من أنزل الكتاب قُلِ اللَّهُ حسن. فإن وقف على قوله: ولا آباؤكم لم يقف على قل الله، وأطلق أبو عمرو أن الوقف على قل الله كاف يَلْعَبُونَ تام، وقال في الأصل حسن وَمَنْ حَوْلَها حسن يُؤْمِنُونَ بِهِ صالح يُحافِظُونَ تامّ ما أَنْزَلَ اللَّهُ حسن وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ

معللا جزاء العذاب بكذبهم على الله وباستكبارهم عن آياته تَسْتَكْبِرُونَ كاف، وقيل تامّ، لأنه آخر كلام الملائكة وَراءَ ظُهُورِكُمْ حسن، للابتداء بالنفي شُرَكاءُ أحسن بَيْنَكُمْ كاف، تَزْعُمُونَ: تام وَالنَّوى حسن، وقيل كان استئناف ما بعده مِنَ الْحَيِّ كاف تُؤْفَكُونَ حسن، وقيل وصله أحسن لأن فالق الإصباح تابع لما قبله الْإِصْباحِ حسن، على قراءة وجعل فعلا ماضيا، أي: فلق وجعل ونصب الليل والشمس والقمر، وهي قراءة الكوفيين، وأما على قراءة الباقين وجاعل فالوقف على حسبانا، فعلى قراءة غير الكوفيين الناصب للشمس والقمر، فعل مقدّر تقول: هذا ضارب زيد الآن أو غدا وعمرا فنصب عمرا بفعل مقدّر لا على موضع المجرور باسم الفاعل، وعلى رأي الزمخشري النصب على محل الليل ومنه قوله: [البسيط] هل أنت باعث دينار لحاجتنا ... أو عبد ربّ أخي عون بن مخراق بنصب عبد حُسْباناً حسن، على القراءتين الْعَلِيمِ كاف وَالْبَحْرِ حسن يَعْلَمُونَ تامّ وَمُسْتَوْدَعٌ حسن يَفْقَهُونَ تامّ. قال ابن عباس: مستقرّ في الأرض ومستودع عند الله، وقال ابن مسعود: مستقرّ في الرحم ومستودع في القبر أو مستودع في الدنيا كُلِّ شَيْءٍ جائز، والوقف على خضرا، وعلى متراكبا حسن دانِيَةٌ كاف، لمن رفع جنات مبتدأ، والخبر محذوف تقديره لهم جنات أو مبتدأ، والخبر. محذوف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْمَوْتِ كاف، وجواب لو محذوف أَنْفُسَكُمُ حسن غَيْرَ الْحَقِّ كاف، إن جعل ما بعده استئنافا لا معطوفا على كنتم تَسْتَكْبِرُونَ حسن وَراءَ ظُهُورِكُمْ كاف شُرَكاءُ حسن بَيْنَكُمْ كاف تَزْعُمُونَ تامّ وَالنَّوى حسن مِنَ الْحَيِّ كاف تُؤْفَكُونَ حسن فالِقُ الْإِصْباحِ حسن، على قراءة و: جعل الليل، وأما على قراءة: وجاعل الليل، فالوقف على حسبانا، وهو على القراءتين كاف الْعَلِيمِ حسن. وقال أبو عمرو: تام وَالْبَحْرِ كاف يَعْلَمُونَ حسن. وقال

تقديره وجنات من أعناب أخرجناها وهي قراءة الأعمش، ولا يصح رفعه عطفا على قنوان لأن الجنة من الأعناب لا تكون من القنوان، ومعنى دانية، أي: قريبة تدنو بنفسها لمن يجنيها، وليس بوقف لمن نصب جنات عطفا على حبّا أو على نبات وإن نصبتها بفعل مقدر، أي: وأخرجنا به جنات كانت الوقوف على خضرا وعلى متراكبا وعلى دانية كافية مِنْ أَعْنابٍ جائز وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ حسن، وقيل كاف، وَيَنْعِهِ كاف، وينعه من باب ضرب. يقال ينع الثمر يينع ينعا وينوعا إذا نضج وأدرك وأينع مثله، أي: وانظروا إلى إدراكه واحمراره قرأ الأخوان إلى ثمره بضمتين، والباقون بفتحتين يُؤْمِنُونَ تامّ شُرَكاءَ الْجِنَّ كاف، ومثله: وخلقهم وهو أكفى لمن قرأ: وخلقهم بفتح اللام، وفي الجنّ الحركات الثلاث، فالرفع على تقديرهم الجنّ جوابا لمن قال من الذين جعلوا لله شركاء، فقيل هم الجنّ، وبها قرأ أبو حيوة والنصب على أنه مفعول ثان لجعل، وضعف قول من نصبه بدلا من شركاء لأنه لا يصح للبدل، أي: يحلّ محلّ المبدل منه. فلا يصح وجعلوا لله الجنّ وبالنصب قرأ العامة والجنّ بالجرّ والإضافة. وبها قرأ شعيب بن أبي حمزة ويزيد بن قطيب بِغَيْرِ عِلْمٍ كاف، وقيل تامّ للابتداء بالتنزيه يَصِفُونَ تامّ، على استئناف ما بعده خبر مبتدأ محذوف، أي: هو بديع أو مبتدأ وخبره ما بعده من قوله: أنى يكون له ولد، وعليه فلا يوقف على الأرض لئلا يفصل بين المبتدإ وخبره، وإن جعل بديع بدلا من قوله: لله أو من الهاء في سبحانه أو نصب على المدح جاز الوقف على الأرض وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ حسن، ومثله: كل شيء عَلِيمٌ أحسن منهما إِلَّا هُوَ وفَاعْبُدُوهُ ووَكِيلٌ كلها حسان، ومثلها ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: خضرا مُتَراكِباً حسن. وقال أبو عمرو كاف دانِيَةٌ كاف مِنْ أَعْنابٍ صالح وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ حسن، وكذا: وينعه، ولقوم يؤمنون شُرَكاءَ الْجِنَّ كاف، وكذا: وخلقهم بِغَيْرِ عِلْمٍ حسن يَصِفُونَ تامّ وَالْأَرْضِ صالح

الأبصار الثاني الْخَبِيرُ تامّ من ربكم، حسن: للابتداء بالشرط فَعَلَيْها كاف، للابتداء بالنفي، ومثله: بحفيظ يَعْلَمُونَ تامّ، للابتداء بالأمر مِنْ رَبِّكَ كاف إِلَّا هُوَ حسن الْمُشْرِكِينَ كاف ما أَشْرَكُوا حسن، ومثله: حفيظا بِوَكِيلٍ تامّ مِنْ دُونِ اللَّهِ ليس بوقف لمكان الفاء بِغَيْرِ عِلْمٍ كاف عَمَلَهُمْ حسن، وثم لترتيب الأخبار لا لترتيب الفعل يَعْمَلُونَ كاف، ومثله: لَيُؤْمِنُنَّ بِها عِنْدَ اللَّهِ تامّ وَما يُشْعِرُكُمْ أتمّ: على قراءة أنها بكسر الهمزة، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو استئناف أخبار عنهم أنهم لا يؤمنون إذا جاءت الآية وما يشعركم، أي: وما يدريكم إيمانهم إذا جاءت فأخبر الله عنهم بما علمه منهم فقال إنها إذا جاءت لا يؤمنون على الاستئناف، وليس بوقف على قراءتها بالفتح وما استفهامية مبتدأ، والجملة بعدها خبرها وهي تتعدى المفعولين. الأول ضمير الخطاب، والثاني محذوف، أي: وأيّ شيء يدريكم إذا جاءتهم الآيات التي يقترحونها لأن التقدير على فتحها لأنها إذا جاءت لا يؤمنون أو بأنها، وقد سأل سيبويه الخليل عنها. فقال هي بمنزلة قول العرب: أين السوق أنك تشتري لنا شيئا، أي: لعلك، فعلى قوله وقفت على يشعركم كما وقفت في المكسورة أيضا، فمن أوجه الفتح كونها بمعنى لعل أو كونها على تقدير العلة. قال الزمخشري: وما يشعركم وما يدريكم أن الآيات التي يقترحونها إذا جاءت لا يؤمنون، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ كاف، وكذا كل شيء عَلِيمٌ حسن، وكذا لا إله إلا هو فَاعْبُدُوهُ كاف وَكِيلٌ حسن الْخَبِيرُ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ صالح فَعَلَيْها كاف، وكذا بحفيظ يَعْلَمُونَ تامّ مِنْ رَبِّكَ كاف إِلَّا هُوَ صالح الْمُشْرِكِينَ حسن ما أَشْرَكُوا صالح، وكذا: حفيظا بِوَكِيلٍ حسن بِغَيْرِ عِلْمٍ كاف عَمَلَهُمْ صالح يَعْمَلُونَ حسن، وكذا: ليؤمننّ بها عِنْدَ اللَّهِ

يعني أنا أعلم أنها إذا جاءت لا يؤمنون بها وأنتم لا تدرون، وذلك أن المؤمنين كانوا طامعين إذا جاءت تلك الآيات ويتمنون مجيئها. فقال تعالى وما يدريكم أنهم لا يؤمنون لما سبق في علمي أنهم لا يؤمنون، فعلى هذا لا يوقف على يشعركم، وقد قرأ أبو عمرو بإسكان الراء، وقرأ الدوري رواية بالاختلاس مع كسر همزة أنها فيهما، وقرأ ابن كثير بصلة الميم بالضم مع كسر همزة إنها، وقرأ الباقون بضم الراء مع فتح همزة: أنها وأما بإسكان الراء وفتح الهمزة. فلا يقرؤها أحد لا من السبعة ولا من العشرة، والكلام على سؤال سيبويه لشيخه الخليل بن أحمد، وما يتعلق بذلك يطول أضربنا عنه تخفيفا، وفيما ذكرنا غاية، ولله الحمد. وروى عن قنبل أنه قال: سمعت أحمد بن محمد القوّاس يقول: نحن نقف حيث انقطع النفس إلا في ثلاثة مواضع نتعمد الوقف عليها في آل عمران وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ثم نبتدئ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ وفي الأنعام وَما يُشْعِرُكُمْ ثم نبتدئ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ بكسر الهمزة، وفي النحل إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ثم نبتدئ لِسانُ الَّذِي وزيد عنه موضع رابع في: يس مِنْ مَرْقَدِنا ثم نبتدئ هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ اه النكزاوي لا يُؤْمِنُونَ كاف أَوَّلَ مَرَّةٍ حسن يَعْمَهُونَ تامّ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده يَجْهَلُونَ كاف، ومثله: غرورا ما فَعَلُوهُ جائز وَما يَفْتَرُونَ كاف على أن قوله: ولتصغى متعلق بمحذوف تقديره: وفعلوا ذلك. وقيل لا يوقف على هذه المواضع الثلاثة، لأن قوله: ولتصغى معطوف على: زخرف القول، وهو من عطف المصدر المسبوك على المصدر المفكوك، فلا يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه، لأن ترتيب هذه المفاعيل في غاية الفصاحة، لأنه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تامّ وَما يُشْعِرُكُمْ تامّ: على قراءة إنها بكسر الهمزة استئنافا وليس بوقف على قراءتها بالفتح، والمعنى على الأولى وما يشعركم إيمانهم لا يُؤْمِنُونَ كاف أَوَّلَ

أوّلا يكون الخداع، فيكون الميل، فيكون الرّضا، فيكون فعل الاقتراف، فكأن كل واحد مسبب عما قبله، فلا يفصل بينها بالوقف مُقْتَرِفُونَ كاف حَكَماً حسن عند نافع على استئناف ما بعده، ومثله مفصلا مِنَ الْمُمْتَرِينَ تامّ وَعَدْلًا حسن لِكَلِماتِهِ كاف للابتداء بالضمير المنفصل الْعَلِيمُ تامّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ حسن يَخْرُصُونَ كاف، وكذا: عن سبيله للابتداء بالضمير المنفصل بِالْمُهْتَدِينَ تامّ مُؤْمِنِينَ كاف، ومثله: إليه، وبغير علم، وبالمعتدين، وباطنه، كلها وقوف كافية يَقْتَرِفُونَ تامّ لَفِسْقٌ حسن لِيُجادِلُوكُمْ حسن لَمُشْرِكُونَ تام بِخارِجٍ مِنْها حسن يَعْمَلُونَ كاف لِيَمْكُرُوا فِيها حسن وَما يَشْعُرُونَ كاف رُسُلُ اللَّهِ تامّ رسالاته كاف يَمْكُرُونَ كاف. وقيل تامّ للابتداء بالشرط لِلْإِسْلامِ كاف. ومثله: في السماء لا يُؤْمِنُونَ تامّ مُسْتَقِيماً كاف يَذَّكَّرُونَ تامّ عِنْدَ رَبِّهِمْ حسن يَعْمَلُونَ تام لمن قرأ: تحشرهم بالنون، لأنه استئناف وإخبار من الله تعالى بلفظ الجمع، فهو منقطع عما قبله، ومن قرأ بالتحتية يقف على: يعملون أيضا، لأنه إخبار عن الله في قوله: وَهُوَ وَلِيُّهُمْ فهو متعلق به من جهة ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَرَّةٍ صالح يَعْمَهُونَ تامّ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ مفهوم عند بعضهم يَجْهَلُونَ حسن، وكذا: غرورا يَفْتَرُونَ كاف مُقْتَرِفُونَ حسن مُفَصَّلًا صالح مِنَ الْمُمْتَرِينَ حسن وَعَدْلًا كاف لِكَلِماتِهِ صالح الْعَلِيمُ تامّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ حسن إِلَّا يَخْرُصُونَ تامّ عَنْ سَبِيلِهِ كاف، وكذا: بِالْمُهْتَدِينَ، ومُؤْمِنِينَ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ حسن، وكذا: بغير علم وبالمعتدين وَباطِنَهُ تام، وكذا: يقترفون، و: لفسق لِيُجادِلُوكُمْ كاف لَمُشْرِكُونَ تامّ بِخارِجٍ مِنْها كاف يَعْمَلُونَ حسن، وكذا: ليمكروا فيها وَما يَشْعُرُونَ كاف رُسُلُ اللَّهِ تام رسالاته حسن. وقال أبو عمرو: كاف يَمْكُرُونَ حسن لِلْإِسْلامِ كاف، وكذا: فِي السَّماءِ، ولا يُؤْمِنُونَ. مُسْتَقِيماً حسن يَذَّكَّرُونَ تامّ. وقال أبو عمرو:

المعنى، فهو أنزل من التام، فلا يقطع عنه مِنَ الْإِنْسِ الأول حسن، ومثله: أجلت لنا. وفي السجاوندي: يسكت على: قال، ثم يبتدئ: بقوّة الصوت: النار إشارة إلى أن النار مبتدأ بعد القول، وليست فاعلة بقال إيماء لأنه واقف واصل، وإن قال منفصل عما بعده لفظا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ كاف عَلِيمٌ تامّ، وكذا: يكسبون، ومعنى نُوَلِّي نسلط بعضهم على بعض حتى ننتقم من الجميع، وكذلك ظلمة الجنّ على ظلمة الإنس. وقيل نكل بعضهم إلى بعض فيما يختارونه من الكفر كما نكلهم غدا إلى رؤسائهم الذين لا يقدرون على تخليصهم من العذاب، أي: كما نفعل ذلك في الآخرة كذلك نفعل بهم في الدنيا، وهذا أولى، قاله النكزاوي هذا حسن، ومثله: على أنفسنا الْحَياةُ الدُّنْيا جائز كافِرِينَ تامّ، ومثله: غافلون، وكذا: درجات مما عملوا، على قراءة: تعملون بالفوقية، لأنه استئناف خطاب على معنى: قل لهم يا محمد، وليس بوقف على قراءته بالتحتية حملا على ما قبله من الغيبة لتعلقه بما قبله، وهو وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا فلا يفصل بعضه من بعض تعملون تامّ على القراءتين ذُو الرَّحْمَةِ حسن آخَرِينَ تامّ لَآتٍ حسن، وقيل كاف. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف عِنْدَ رَبِّهِمْ مفهوم يَعْمَلُونَ حسن. وقال أبو عمرو: إنما يوقف عليه إن قرئ ويوم نحشرهم بالنون لأنه استئناف وإخبار من الله تعالى بلفظ الجمع للتعظيم فهو منقطع عما قبله، وأما على قراءة من قرأه بالياء فلا يوقف عليه، لأن ذلك إخبار عن الله المتقدّم في قوله: وهو وليهم، فهو متعلق به فلا يقطع عنه مِنَ الْإِنْسِ كاف، وكذا: أجلت لنا، و: ما شاء الله حَكِيمٌ عَلِيمٌ حسن يَكْسِبُونَ تامّ يَوْمِكُمْ هذا كاف عَلى أَنْفُسِنا حسن كافِرِينَ تامّ، وكذا: غافلون مِمَّا عَمِلُوا كاف. وقال أبو عمرو: إنما يوقف عليه على قراءة عما تعملون بالتاء الفوقية لأنه استئناف، وأما على قراءته بالتحتية فلا يوقف عليه، لأن ما

اتفق علماء الرسم على أن «إنّ ما» كلمتان: إن كلمة، وما كلمة في هذا المحل، وليس في القرآن غيره بِمُعْجِزِينَ تامّ إِنِّي عامِلٌ حسن، لأن سوف للتهديد، فيبتدأ بها الكلام، لأنها لتأكيد الواقع فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ كاف إن جعلت من مبتدأ والخبر محذوف، تقديره: من له عاقبة الدار فله جزاء الحسنى، وليس بوقف إن جعلت من في موضع نصب، لأن من للاستفهام ووقوع تعلمون على الجملة الاستفهامية، أي: فسوف تعلمون أيكم تكون له عاقبة الدار، ومن حيث كونه رأس آية يجوز عاقِبَةُ الدَّارِ حسن الظَّالِمُونَ تامّ نَصِيباً حسن بِزَعْمِهِمْ جائز، ومثله: لِشُرَكائِنا، وكذا: فلا يصل إلى الله، للفصل بين الجملتين المتضادّتين إِلى شُرَكائِهِمْ حسن ما يَحْكُمُونَ كاف، ومثله: دينهم ما فَعَلُوهُ جائز يَفْتَرُونَ كاف، وكذا: حِجْرٌ، ومثله: افْتِراءً عَلَيْهِ يَفْتَرُونَ كاف عَلى أَزْواجِنا حسن للابتداء بالشرط شُرَكاءُ كاف، ومثله: وصفهم حَكِيمٌ عَلِيمٌ تامّ عَلَى اللَّهِ حسن أُكُلُهُ تامّ عند نافع وخولف، لأن ما بعده معطوف على ما قبله وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ كاف حَصادِهِ حسن وَلا تُسْرِفُوا أحسن الْمُسْرِفِينَ كاف، على استئناف ما بعده، وإن عطف على جنات، أي: وأنشأ من الأنعام حمولة وفرشا كان جائزا لكونه رأس آية، ومثل هذا يقال في مُبِينٌ لأن، ثَمانِيَةَ منصوب بإضمار أنشأ، كأنه قال: وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ ومِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بعده متعلق بما قبله وهو: وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا. عما تعملون تامّ، وكذا آخرين لَآتٍ صالح بِمُعْجِزِينَ تامّ إِنِّي عامِلٌ صالح عاقِبَةُ الدَّارِ جائز لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ حسن نَصِيباً جائز، وكذا: بزعمهم، ولشركائنا إِلى شُرَكائِهِمْ حسن، وكذا: ما يَحْكُمُونَ دِينَهُمْ كاف ما فَعَلُوهُ صالح وَما يَفْتَرُونَ حسن حِجْرٌ كاف، وكذا: افْتِراءً عَلَيْهِ يَفْتَرُونَ حسن شُرَكاءُ

أَزْواجٍ، حَمُولَةً وَفَرْشاً جائز عند نافع خُطُواتِ الشَّيْطانِ كاف مُبِينٌ حسن إن نصب، ثمانية بالعطف على معمول، أنشأ، أو نصب بفعل مقدّر، وليس بوقف إن نصب بدلا من، حمولة، أو مما رزقكم الله لتعلق ما بعده بما قبله وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ جائز، لأن ما بعده استئناف أمر من الله تعالى، ومثله: أم الأنثيين، إن كان حرّم الذكور، فكل ذكر حرام، وإن كان حرّم الإناث، فكل أنثى حرام، واحتج عليهم بهذا لأنهم أحلوا ما ولد حيّا ذكر للذكور وحرّموه على الإناث، وكذا إن قالوا: الأنثيان، وكانوا يحرّمون أيضا الوصيلة وأخاها على الرجال والنساء، وإن قالوا حرّم: ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين، فكل مولود منها حرام، وكلها مولود، فكلها إذن حرام، فتخصيص التحريم للبعض دون البعض تحكم، فمن أين جاء هذا التحريم أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ جائز، لأن: أم الأنثيين منصوب بأنشأ صادِقِينَ حسن، أي: إن الله حرّم ذلك وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ جائز أيضا، وكذا الأنثيين، ومثله: أرحام الأنثيين إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهذا كاف فإنه لم يأتكم بني به ولستم تؤمنون بكتاب، فهل شهدتم الله حرّم هذا. وقيل لا وقف من قوله: ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ إلى قوله: إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهذا، لأن ذلك كله داخل في قوله: أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ أي: على تحريم ذلك، لأنه لو جاء التحريم بسبب الذكور لحرّم جميع الذكور، ولو جاء التحريم بسبب الإناث لحرّم جميع الإناث، ولو جاء بسبب اشتمال الرّحم عليه لحرّم الكل. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وكذا: وصفهم حَكِيمٌ عَلِيمٌ تامّ عَلَى اللَّهِ حسن مُهْتَدِينَ تامّ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ مفهوم مُتَشابِهٍ كاف، وكذا: يوم حصاده، وكذا: ولا تسرفوا الْمُسْرِفِينَ حسن حَمُولَةً وَفَرْشاً صالح خُطُواتِ الشَّيْطانِ كاف مُبِينٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، وهذا إن نصب ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ بالعطف على معمول أنشأ أو بإضمار كلوا. فإن نصب بدلا من حمولة، أو: مما رزقكم الله فليس ذلك وقفا

اتفق علماء الرسم على أن ما كان من الاستفهام فيه ألفان أو ثلاثة، نحو آلذَّكَرَيْنِ وأَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ* فهو بألف واحدة اكتفاء بها كراهة اجتماع صورتين متفقتين بِغَيْرِ عِلْمٍ كاف الظَّالِمِينَ تامّ يَطْعَمُهُ جائز: إن جعل الاستئناف منقطعا، لأن المستثنى منه ذات، والمستثنى معنى، وذلك لا يجوز، وكذا لا يجوز إن جعل مفعولا من أجله، والعامل فيه أهلّ مقدّما عليه، نظيره في تقديم المفعول من أجله على عامله، قوله: [الطويل] طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا منّي وذو الشيب يلعب فاسم يكون ضمير مذكر يعود على: محرّما، أي: إلا أن يكون المحرّم ميتة وليس بوقف إن جعل الاستثناء متصلا: أو إلا أن يكون ميتة وإلا دما مسفوحا وإلا لحم خنزير رِجْسٌ ليس بوقف، لأن قوله: أو فسقا مقدّم في المعنى، كأنه قال: إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو فسقا، فهو منصوب عطفا على خبر يكون، أي: إلا أن يكون فسقا، أو نصب على محل المستثنى، وقيل وقف إن نصب فسقا بفعل مضمر تقديره، أو: يكون فسقا، وقرأ ابن عامر: إلا أن تكون ميتة بالتأنيث ورفع ميتة، فتكون تامّة، ويجوز أن تكون ناقصة والخبر محذوف، أي: إلا أن تكون تلك ميتة أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ حسن رَحِيمٌ كاف ظُفُرٍ حسن، وهو للإبل والنعام، وعند أهل اللغة: أن ذا الظفر من الطير: ما كان ذا مخلب، وقوله: شُحُومَهُما قال ابن جريج: هو كل شحم لم يكن مختلطا بعظم ولا على عظم، وهذا أولى لعموم الآية، وللحديث المسند عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لتعلق ما بعده بما قبله إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهذا حسن. وقال أبو عمرو: كاف بِغَيْرِ عِلْمٍ كاف الظَّالِمِينَ تامّ طاعِمٍ يَطْعَمُهُ جائز: عند بعضهم إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً حسن، عند بعضهم فَإِنَّهُ رِجْسٌ حسن، وكذا: لغير الله به، و: رحيم

«قاتل الله اليهود حرّمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها» إلا ما حملت ظهورهما، أي: إلا شحوم الجنب وما علق بالظهر فإنها لم تحرّم عليهم أَوِ الْحَوايا واحدتها حاوية بتخفيف الياء، وحوية بتشديد الياء: هي ما تحوّى من البطن، أي: ما استدار منها بِعَظْمٍ حسن، ومثله: ببغيهم لَصادِقُونَ تامّ، أي: حرّمنا عليهم هذه الأشياء لأنهم كذبوا، فقالوا: لم يحرّمها الله علينا، وإنما حرّمها إسرائيل على نفسه فاتبعناه واسِعَةٍ كاف الْمُجْرِمِينَ تامّ مِنْ شَيْءٍ حسن، ومثله: بأسنا، وكذا: فتخرجوه لنا تَخْرُصُونَ تامّ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ حسن للابتداء: بالمشيئة أَجْمَعِينَ كاف هذا حسن، ومثله: معهم، وكذا: بالآخرة على استئناف ما بعده وقطعه عما قبله، وليس بوقف إن عطف على ما قبله يَعْدِلُونَ تامّ، أي: يجعلون له عديلا وشريكا ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ حسن، ثم يبتدئ: عليكم أن لا تشركوا على سبيل الإغراء، أي: الزموا نفي الإشراك وإغراء المخاطب فصيح، نقله ابن الأنباري. وأما إغراء الغائب فضعيف، والوقف على: عليكم جائز إن جعل موضع أن رفعا مستأنفا تقديره. هو أن لا تشركوا، أو نصبا، أي: وحرّم عليكم أن لا تشركوا، ولا زائدة، ومعناه: حرم عليكم الإشراك، وليس بوقف إن علق عليكم بحرّم، وهو اختيار البصريين، أو علق: باتل، وهو اختيار الكوفيين، فهو من باب الإعمال، فالبصريون يعملون الثاني، والكوفيون يعملون الأول، وكذا إن جعلت أن بدلا من ما، أو جعلت أن بمعنى: لئلا تشركوا، أو بأن لا تشركوا لتعلق الثاني بالأول شَيْئاً حسن، ومثله: إحسانا على استئناف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْمُجْرِمِينَ تامّ مِنْ شَيْءٍ كاف، وكذا: بأسنا فَتُخْرِجُوهُ لَنا حسن إِلَّا تَخْرُصُونَ تامّ، وكذا: أجمعين هذا كاف فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ حسن بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ تامّ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً حسن مِنْ إِمْلاقٍ صالح وَإِيَّاهُمْ كاف،

النهي بعده، أي: وأحسنوا بالوالدين إحسانا، فإحسانا مصدر بمعنى الأمر مِنْ إِمْلاقٍ جائز وَإِيَّاهُمْ كاف، ومثله: وما بطن، للفصل بين الحكمين، وكذا: بالحق تَعْقِلُونَ كاف أَشُدَّهُ حسن، ومثله: بالقسط على استئناف ما بعده للفصل بين الحكمين وليس بوقف إن جعل ما بعده حالا، أي: أوفوا غير مكلفين إِلَّا وُسْعَها جائز، ولا يوقف على: فاعدلوا، لأن قوله: وَلَوْ كانَ مبالغة فيما قبله بالأمر بالعدل وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى جائز أَوْفُوا كاف، لأنه آخر جواب إذا تَذَكَّرُونَ تامّ: على قراءة حمزة والكسائي: وإن هذا بكسر همزة إن وتشديد النون، ويؤيدها قراءة الأعمش وهذا صِراطِي بدون إنّ، وجائز على قراءة من فتح الهمزة وشدّد أن، وبها قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وعاصم، وكذا على قراءة ابن عامر، ويعقوب وَأَنَّ هذا بفتح الهمزة وإسكان النون، وعلى قراءتهما تكون أن معطوفة على: أَلَّا تُشْرِكُوا، فلا يوقف على: تَعْقِلُونَ، وجائز أيضا على قراءة ابن عامر غير أنه يحرّك الياء من: صراطي، وإن عطفتها على: أتل ما حرم، أي: وأتل عليكم أن هذا، فلا يوقف على ما قبله إلى قوله: فَاتَّبِعُوهُ والوقف على فَاتَّبِعُوهُ حسن، ومثله: عن سبيله تَتَّقُونَ كاف وَرَحْمَةً ليس بوقف، لأنه لا يبدأ بحرف الترجي يُؤْمِنُونَ تامّ فَاتَّبِعُوهُ حسن تُرْحَمُونَ جائز، وما بعده متعلق بما قبله، أي: فاتبعوه لئلا تقولوا، لأن أن منصوبة بالإنزال، كأنه قال: وهذا كتاب أنزلناه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: ما بطن، وبالحق لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ حسن حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ صالح بِالْقِسْطِ كاف إِلَّا وُسْعَها صالح ذا قُرْبى مفهوم وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا كاف تَذَكَّرُونَ حسن، وقال أبو عمرو: تام، وهذا على قراءة وإن هذا بكسر الهمزة. أما على قراءة فتحها فليس ذلك وقفا فَاتَّبِعُوهُ حسن عَنْ سَبِيلِهِ كاف، وكذا: تَتَّقُونَ يُؤْمِنُونَ حسن فَاتَّبِعُوهُ كاف لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

لئلا تقولوا إنما أنزل مِنْ قَبْلِنا جائز لَغافِلِينَ ليس بوقف لعطف، أو تقولوا على: أن تقولوا، ومن حيث كونها رأس آية يجوز وَرَحْمَةٌ حسن. وقيل كاف للابتداء بالاستفهام وَصَدَفَ عَنْها كاف يَصْدِفُونَ تامّ للابتداء بالاستفهام آياتِ رَبِّكَ الأولى حسن، ويوم منصوب بلا ينفع، وإيمانها فاعل ينفع واجب تأخيره لعود الضمير على المفعول، نحو: ضرب زيد غلامه، ونحو: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ خَيْراً كاف مُنْتَظِرُونَ تامّ فِي شَيْءٍ كاف يَفْعَلُونَ تامّ للابتداء بالشرط أَمْثالِها كاف: على القراءتين، أعني تنوين عشر، ورفع: أمثالها، أو بالإضافة إِلَّا مِثْلَها حسن على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال من الفريقين، ولا يوقف: على أمثالها، لأن العطف يصير الشيئين كالشيء الواحد يُظْلَمُونَ تامّ مُسْتَقِيمٍ جائز إن نصب دينا بإضمار فعل تقديره: هداني دينا قيما، أو على أنه مصدر على المعنى، أي: هداني هداية دين قيم، أو نصب على الإغراء، أي: الزموا دينا، وليس بوقف إن جعل بدلا من محل إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ لأن: هدى تارة يتعدى بإلى، كقوله إِلى صِراطٍ وتارة بنفسه إلى مفعول ثان، كقوله: وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ حَنِيفاً كاف، للابتداء بالنفي الْمُشْرِكِينَ تامّ الْعالَمِينَ حسن لا شَرِيكَ لَهُ أحسن منه لانتهاء التنزيه وَبِذلِكَ أُمِرْتُ أحسن منهما أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ تامّ كُلِّ شَيْءٍ حسن إِلَّا عَلَيْها كاف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جائز: وليس بحسن وإن كان رأس آية لتعلق ما بعده بما قبله أَهْدى مِنْهُمْ صالح وَرَحْمَةٌ كاف وَصَدَفَ عَنْها حسن، وكذا: بما كانوا يصدفون. وقال أبو عمرو فيه: تامّ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ كاف فِي إِيمانِها خَيْراً حسن. وقال أبو عمرو: كاف مُنْتَظِرُونَ تامّ فِي شَيْءٍ كاف يَفْعَلُونَ تامّ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها كاف لا يُظْلَمُونَ تامّ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صالح حَنِيفاً كاف مِنَ الْمُشْرِكِينَ تامّ

وِزْرَ أُخْرى حسن، لأن ثم لترتيب الأخبار مع اتّحاد المقصود تَخْتَلِفُونَ تامّ: هو من الوقوف المنصوص عليها، ولعل إسقاط شيخ الإسلام له سبق قلم، أو أنه تبع فيه الأصل الذي اختصره فِي ما آتاكُمْ كاف سَرِيعُ الْعِقابِ جائز، فصلا بين التحذير والتبشير، وارتضاه بعضهم فرقا بين الفريقين المقابلين، ولا يخلط أحدهما بالآخر وقال أبو حاتم السجستاني: لا أقف على سريع العقاب حتى أقول: وإنه لغفور رحيم، ومثله: ما في سورة الأعراف، لأن الكلام مقرون بالأول، وهو بمنزلة قوله: نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ فإن الثاني مقرون بالأول ومحمول عليه فلا يوقف على أحدهما حتى يؤتى بالثاني، هذا ما ذهب إليه أبو حاتم السجستاني، ووافقه على ذلك يحيى بن نصير الشهير بالنحوي، رحم الله الجميع وجزاهما الله أحسن الجزاء، آخر السورة تام. اتفق علماء الرسم على قطع: في ما أوحي، في وحدها، وما وحدها، وفي ما آتاكم، في وحدها، وما وحدها كما مرّ التنبيه عليه. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ حسن لا شَرِيكَ لَهُ كاف، وكذا: وبذلك أمرت أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ تامّ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا عَلَيْها كاف وِزْرَ أُخْرى صالح. فِي ما آتاكُمْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف، ولا وقف على: سريع العقاب، بل على غفور رَحِيمٌ، آخر السورة للمقارنة بينهما، ومثله قوله في الأعراف: لسريع العقاب.

سورة الأعراف

سورة الأعراف مكية (¬1) إلا قوله: واسألهم عن القرية الثمان أو الخمس آيات، إلى قوله: وإذ نتقنا الجبل فمدني، وهي مائتان وخمس آيات في البصري والشامي، وست في المدني والمكي والكوفي، اختلافهم في خمس آيات المص عدّها الكوفي مخلصين له الدين، عدّها البصري والشامي كما بدأكم تعودون، عدّها الكوفي، ضعفا من النار عدّها المدنيان والمكي الحسنى على بني إسرائيل، الثالث عدّها المدنيان، وكلهم عدّ بني إسرائيل الأول والثاني ولم يعدّوا الرابع ولا قوله: من الجنّ والإنس. وفيها ما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع أربعة مواضع: فدلاهما بغرور، ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين، وخرّ موسى صعقا، عذابا شديدا، وكلمها ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمس وعشرون كلمة، وحروفها أربعة عشر ألفا وثلاثمائة وعشرة أحرف المص تقدّم أن في الحروف التي في فواتح السور الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فالرفع من وجهين والنصب من وجه والجرّ من وجه، فالرفع كونها مبتدأ والخبر فيم بعدها أو خبر مبتدإ محذوف، والنصب كونها مفعولا لفعل محذوف، والجرّ على إضمار حرف القسم أو هي قسم. فعلى أنها مبتدأ أو خبر مبتدأ أو مفعول فعل محذوف، فالوقف عليها كاف، وإن جعل كتاب خبر مبتدأ محذوف ـــــــــــــــــــــــــ سورة الأعراف مكية إلا قوله: واسألهم عن القرية الثمان، أو الخمس آيات فمدني المص تقدم ¬

_ (¬1) وهي مائتان وست في الكوفي والحجازي، وخمس في الباقي والخلاف في خمس آيات: المص (1) كوفي. تَعُودُونَ (29) كوفي. لَهُ الدِّينَ (29) بصري وشامي. ضِعْفاً مِنَ النَّارِ (38) حجازي. الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ حجازي. «التلخيص» (265)، «جمال القراء» (1/ 22).

تقديره هذا كتاب كان الوقف على: المص تاما، وإن جعل في موضع جرّ على القسم والجواب محذوف جاز الوقف عليها، وليس بوقف إن جعل قسما وما بعده جوابه، والتقدير وهذه الحروف إنّ هذا الكتاب يا محمد هو ما وعدت به، وحينئذ فلا يوقف على المص، وهكذا يقال في جميع الحروف التي في أوائل السور على القول بأنها معربة، وأن لها محلا من الإعراب كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ جائز، لأن كتاب خبر مبتدإ محذوف، وأنزل جملة في موضع رفع صفة لكتاب، أي: كتاب موصوف بالإنزال إليك حَرَجٌ مِنْهُ كاف، إن علقت لام كي بفعل مقدّر، أي: أنزلناه إليك لتنذر به وليس بوقف إن علقت بأنزل لِتُنْذِرَ بِهِ حسن، إن جعل ما بعده مستأنفا خبر مبتدإ محذوف، أي: وهو ذكرى للمؤمنين وحذف مفعول لتنذر، أي: لتنذر الكافرين، ليس بوقف إن عطفت، وذكرى على كتاب لتعلق اللام بأنزل أو عطفته على لتنذر، أي: وتذكرهم وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ إن جعل الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمراد أمّته، وليس بوقف إن جعل الخطاب للأمّة وحدها، لأنه يكون الإنذار بمعنى القول، أي لتقول يا محمد اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنْ رَبِّكُمْ جائز أَوْلِياءَ كاف. وقال أبو حاتم: تام تَذَكَّرُونَ تامّ قائِلُونَ كاف. وقيل: تام ظالِمِينَ كاف، ومثله: المرسلين. وقيل ليس بكاف لعطف فَلَنَقُصَّنَّ على فَلَنَسْئَلَنَّ بِعِلْمٍ أكفى منهما غائِبِينَ تامّ الْحَقُّ حسن. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الكلام عليه في سورة البقرة كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ صالح حَرَجٌ مِنْهُ كاف لِتُنْذِرَ بِهِ صالح إن جعل ما بعده خبر مبتدإ محذوف، وإن جعل معطوفا على قوله: لتنذر فليس بوقف لِلْمُؤْمِنِينَ تامّ مِنْ رَبِّكُمْ جائز أَوْلِياءَ كاف تَذَكَّرُونَ حسن. وقال أبو عمرو فيهما: تامّ قائِلُونَ كاف، وكذا: ظالمين، والمرسلين بِعِلْمٍ صالح غائِبِينَ حسن، وكذا: الحق الْمُفْلِحُونَ كاف يَظْلِمُونَ تامّ

وقيل: كاف، للابتداء بالشرط الْمُفْلِحُونَ كاف يَظْلِمُونَ تامّ مَعايِشَ كاف، وقيل: تامّ، ومعايش جمع معيشة فلا يهمز، لأن ياءه أصلية عين الكلمة غير زائدة ولا منقلبة. وأما الهمز في بضائع ورسائل فمنقلب عن ألف، وفي عجائز عن واو تَشْكُرُونَ تامّ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ جائز، ومثله: لآدم، والوصل أوضح لعطف الماضي على فعل الأمر بفاء التعقيب إِلَّا إِبْلِيسَ جائز مِنَ السَّاجِدِينَ كاف إِذْ أَمَرْتُكَ حسن: لما فيه من الفصل بين السؤال والجواب، وذلك أن الفعل الذي بعده جواب إلا أن الفاء حذفت منه وما استفهامية مبتدأ، والجملة بعدها خبر ما، أي: أيّ شيء منعك من السجود، أو أن لا تسجد، أو ما الذي دعاك أن لا تسجد أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ جائز مِنْ طِينٍ كاف، ومثله: من الصاغرين، ويبعثون، والمنظرين الْمُسْتَقِيمَ جائز وَعَنْ شَمائِلِهِمْ كاف، عند العباس بن الفضل، وقال غيره: ليس بكاف لاتصال ما بعده به. قاله النكزاوي شاكِرِينَ كاف مَدْحُوراً تامّ، عند نافع وأبي حاتم على أن اللام التي بعده لام الابتداء، ومن موصولة، ولأملأن جواب قسم محذوف بعد من تَبِعَكَ لسد جواب القسم مسدّه وذلك القسم المحذوف جوابه في موضع خبر من الموصولة أَجْمَعِينَ كاف مِنْ حَيْثُ شِئْتُما جائز الظَّالِمِينَ كاف مِنْ سَوْآتِهِما جائز. وقيل: كاف الْخالِدِينَ كاف النَّاصِحِينَ حسن. وقيل: ليس بوقف للعطف بِغُرُورٍ أحسن مما قبله ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مَعايِشَ كاف تَشْكُرُونَ تامّ لِآدَمَ كاف مِنَ السَّاجِدِينَ تامّ إِذْ أَمَرْتُكَ كاف مِنْ طِينٍ صالح مِنَ الصَّاغِرِينَ كاف، وكذا: يبعثون، ومن المنظرين الْمُسْتَقِيمَ صالح وَعَنْ شَمائِلِهِمْ كاف شاكِرِينَ حسن، وكذا: مدحورا أَجْمَعِينَ تامّ مِنْ حَيْثُ شِئْتُما مفهوم مِنَ الظَّالِمِينَ كاف مِنْ سَوْآتِهِما صالح مِنَ الْخالِدِينَ كاف لَمِنَ النَّاصِحِينَ صالح بِغُرُورٍ كاف،

مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ كاف، لأنه آخر جواب لما مُبِينٌ حسن أَنْفُسَنا صالح. وقيل: ليس بوقف لأن ما بعده متصل به مِنَ الْخاسِرِينَ كاف اهْبِطُوا حسن. وقال الأخفش تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من الضمير في اهبطوا، أي: اهبطوا متباغضين عَدُوٌّ كاف إِلى حِينٍ تامّ، ومثله: تخرجون وَرِيشاً كاف، على قراءة وَلِباسُ التَّقْوى بالرفع خبر مبتدإ محذوف، وبها قرأ حمزة وعاصم وابن كثير وأبو عمرو وليس بوقف على قراءته بالنصب عطفا على لباسا، أي: أنزلنا لباسا وأنزلنا لباس التقوى، وبها قرأ نافع وابن عامر والكسائي ذلِكَ خَيْرٌ كاف، على القراءتين، أي: لباس التقوى خير من الثياب، لأن الفاجر وإن ليس الثياب الفاخرة فهو دنس. وقيل: لباس التقوى الحياء مِنْ آياتِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن ما بعده حرف ترجّ، وهو لا يبدأ به يَذَّكَّرُونَ تامّ مِنَ الْجَنَّةِ ليس بوقف، لأن ينزع حال من الضمير في الشيطان لتسببه في ذلك سَوْآتِهِما كاف. وقال أبو حاتم: تامّ للابتداء بعده بأنه، وليس بوقف على قراءة عيسى بن عمر أنه بفتح الهمزة، والتقدير لأنه مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ تامّ لا يُؤْمِنُونَ كاف أَمَرَنا بِها حسن، وجه حسنه أنه فاصل بين الاعتقادين، إذ تقليد الكفار آباءهم ليس طريقا لحصول العلم، وقولهم والله أمرنا بها افتراء عليه تعالى، إذ كل كائن مراد لله تعالى وإن لم يكن مرضيّا له ولا آمرا به، وما ليس بكائن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: من ورق الجنة عَدُوٌّ مُبِينٌ حسن ظَلَمْنا أَنْفُسَنا صالح مِنَ الْخاسِرِينَ تامّ اهْبِطُوا حسن. وقال أبو عمرو: كاف عَدُوٌّ كاف إِلى حِينٍ حسن تُخْرَجُونَ تامّ وَرِيشاً حسن: على قراءة وَلِباسُ التَّقْوى بالرفع مبتدأ، وليس بوقف على قراءة ذلِكَ بالنصب عطفا على لباسا ذلِكَ خَيْرٌ حسن يَذَّكَّرُونَ تامّ سَوْآتِهِما كاف لا تَرَوْنَهُمْ تام لا يُؤْمِنُونَ كاف أَمَرَنا

ليس بمراد له تعالى. إذ قد أمر العباد بما لم يشأه منهم كأمره بالإيمان من علم موته على الكفر كإبليس ووزيريه أبوي جهل ولهب، إذ هم مكلفون بالإيمان نظرا للحالة الراهنة لقدرتهم ظاهرا وإن كانوا عاجزين عنه باطنا لعلم الله تعالى بأنهم لا يؤمنون، إذ قد علم تعالى ممن يموت على الكفر عدم إيمانه، فامتنع وجود الإيمان منه، وإذا كان وجود الإيمان ممتنعا فلا تتعلق الإرادة به لأنها تخصيص أحد الشيئين بالفعل أو الترك بالوقوع تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد بِالْفَحْشاءِ أحسن مما قبله. وقال نافع: تامّ ما لا تَعْلَمُونَ كاف، وكذا: بالقسط كُلِّ مَسْجِدٍ جائز، ومثله: له الدين على أن الكاف في محل نصب نعت المصدر محذوف تقديره تعودون عودا مثل ما بدأكم، وتامّ إن نصب فريقا بهدى أو جعلت الجملتان مستأنفتين، وليس بوقف إن نصبتا حالين من فاعل تعودون، أي: تعودون فريقا مهديا، وفريقا حاقا عليه الضلالة. والوقف حينئذ على الضلالة. ويدل لهذا ما في مصحف أبيّ بن كعب: كما بدأكم تعودون فريقين فريقا هدى. وفريق حق عليهم الضلالة، فنصب فريقا الثاني بإضمار فعل يفسره ما بعده، أي: وأضلّ فريقا، فهو من باب الاشتغال، وروى عن محمد بن كعب القرظي أنه قال في هذه الآية يختم للمرء بما بدئ به، ألا ترى أن السحرة كانوا كفارا. ثم ختم لهم بالسعادة، وأن إبليس كان مع الملائكة مؤمنا ثم عاد إلى ما بدئ به، فعلى هذه التأويلات لا يوقف على تعودون، قاله النكزاوي الضَّلالَةُ حسن مِنْ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ بِها حسن بِالْفَحْشاءِ كاف ما لا تَعْلَمُونَ تامّ بِالْقِسْطِ كاف كُلِّ مَسْجِدٍ صالح تَعُودُونَ حسن، وكذا: الضلالة مِنْ دُونِ اللَّهِ جائز مُهْتَدُونَ تامّ وَاشْرَبُوا كاف، وكذا: ولا تسرفوا الْمُسْرِفِينَ تامّ مِنَ الرِّزْقِ كاف فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف عند بعضهم على قراءة رفع: خالصة، وليس بوقف على قراءة نصبها يَوْمَ الْقِيامَةِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لِقَوْمٍ

دُونِ اللَّهِ جائز مُهْتَدُونَ تامّ مَسْجِدٍ جائز وَاشْرَبُوا حسن وَلا تُسْرِفُوا أحسن مما قبله الْمُسْرِفِينَ تامّ مِنَ الرِّزْقِ حسن، وكذا: في الحياة الدنيا على قراءة نافع خالصة بالرفع استئنافا خبر مبتدإ محذوف تقديره هي خالصة للمؤمنين يوم القيامة أو الرفع خبر بعد خبر، والخبر الأول هو للذين آمنوا والتقدير قل الطيبات مستقرّة للذين آمنوا في الحياة الدنيا وهي خالصة لهم يوم القيامة، وإن كانوا في الدنيا تشاركهم الكفار فيها، وليس بوقف على قراءة باقي السبعة بالنصب على المحل من الضمير المستكنّ في الجار والمجرور، الواقع خبرا لهي، والتقدير قل هي مستقرّة للذين آمنوا في حال خلوصها لهم يوم القيامة ويَوْمَ الْقِيامَةِ حسن يَعْلَمُونَ كاف، ولا وقف من قوله: قل إنما حرّم ربي إلى ما لا تعلمون، فلا يوقف على ولا على: بغير الحق، ولا على: سلطانا لا تساق الكلام بعضه ببعض لأن العطف يصير الأشياء كالشيء الواحد ما لا تَعْلَمُونَ تامّ أَجَلٌ جائز أَجَلُهُمْ ليس بوقف، لأن جواب إذا لم يأت وَلا يَسْتَقْدِمُونَ تامّ، لانتهاء الشرط بجوابه آياتِي ليس بوقف، لأن الفاء في جواب إن الشرطية في قوله: إمّا يأتينكم عَلَيْهِمْ جائز يَحْزَنُونَ تامّ أَصْحابُ النَّارِ جائز: خالِدُونَ، تامّ بِآياتِهِ حسن، وكاف عند أبي حاتم مِنَ الْكِتابِ حسن، وتامّ: عند نافع يَتَوَفَّوْنَهُمْ ليس بوقف، لأن قالوا جواب إذا مِنْ دُونِ اللَّهِ حسن عَنَّا جائز كافِرِينَ تامّ فِي النَّارِ كاف لَعَنَتْ أُخْتَها حسن جَمِيعاً ليس بوقف لأن قالت ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَعْلَمُونَ تامّ ما لا تَعْلَمُونَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ أَجَلٌ صالح وَلا يَسْتَقْدِمُونَ تامّ عَلَيْهِمْ جائز يَحْزَنُونَ تامّ أَصْحابُ النَّارِ مفهوم خالِدُونَ حسن بِآياتِهِ كاف، وكذا: من الكتاب مِنْ دُونِ اللَّهِ صالح كافِرِينَ تامّ فِي النَّارِ كاف لَعَنَتْ أُخْتَها صالح مِنَ النَّارِ كاف لا

جواب إذا فلا يفصل بينهما بالوقف ضِعْفاً مِنَ النَّارِ حسن لا تَعْلَمُونَ كاف مِنْ فَضْلٍ حسن تَكْسِبُونَ تامّ. ولا وقف إلى قوله: في سمّ الخياط، فلا يوقف على عنها، ولا على أبواب السماء فِي سَمِّ الْخِياطِ حسن، والكاف نعت لمصدر محذوف، أي: مثل ذلك الجزاء نجزي نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ كاف غَواشٍ حسن، الظَّالِمِينَ تامّ إِلَّا وُسْعَها جائز، إن جعلت جملة لا نُكَلِّفُ خبر والذين آمنوا، وليس بوقف إن جعلت جملة أولئك الخبر، وتكون جملة لا نكلف اعتراضا بين المبتدأ والخبر، وفائدة الاعتراض تنبيه الكفار على أن الجنة مع عظم محلها يوصل إليها بالعمل اليسير من غير مشقة أَصْحابُ الْجَنَّةِ جائز خالِدُونَ كاف مِنْ غِلٍّ جائز، على استئناف ما بعده، قيل إن أهل الجنة إذا سيقوا إليها وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان فيشربون من واحدة منهما فينزع ما في صدورهم من غلّ، فهو الشراب الطهور، ويشربون من الأخرى فتجري عليهم نضرة النعيم فلن يسغبوا ولن يشحنوا بعدها أبدا اه كواشي الْأَنْهارُ حسن، وقيل كاف لِهذا كاف على قراءة من قرأ ما بعده بالواو، حسن على قراءة من قرأه بلا واو، وجوابه لولا الجملة قبلها، وهو وما كنا لنهتدي، أي: من ذوات أنفسنا لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ فأن وما في حيزها في محل رفع بالابتداء والخبر محذوف، وجواب لولا مدلول عليه بقوله: وما كنا لنهتدي، وقرأ الجماعة «وما كنا» بواو وهو كذا في مصاحف الأمصار وفيها وجهان: أظهرهما أنها واو الاستئناف والجملة بعدها مستأنفة، والثاني ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَعْلَمُونَ حسن مِنْ فَضْلٍ كاف تَكْسِبُونَ تامّ سَمِّ الْخِياطِ كاف الْمُجْرِمِينَ حسن غَواشٍ صالح الظَّالِمِينَ تامّ، وكذا: خالدون، ويجوز الوقف على وسعها، إن جعل خبر المبتدأ، وإن وقف على أصحاب الجنة كان مفهوما مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ كاف هَدانا لِهذا كاف، على قراءة من قرأ ما بعده بالواو، وحسن على

أنها حالية، وقرأ ابن عامر ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ بدون واو، والجملة محتملة الاستئناف والحال وهي في مصحف الشاميين كذا، فقد قرأ كل بما في مصحفه اه. سمين لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ حسن، ومثل: بالحق تَعْمَلُونَ تامّ حَقًّا كاف، لأنه آخر الاستفهام قالُوا نَعَمْ أكفى منه الظَّالِمِينَ كاف، وفي محل الذين الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فكاف إن جعل الذين في محل رفع خبر مبتدإ محذوف تقديره هم الذين، وحسن إن جعل في موضع نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا لما قبله أو بدلا منه، ومن حيث كونه رأس آية يجوز عِوَجاً جائز، ومثله: كافِرُونَ من حيث كونه رأس آية يجوز حِجابٌ كاف بِسِيماهُمْ حسن، وقيل كاف أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ حسن، وقيل الوقف لم يدخلوها، ثم يبتدئ وهم يطمعون، أي: في دخولها، فقوله: وهم يطمعون مستأنف غير متصل بالنفي، لأن أصحاب الأعراف قالوا لأهل الجنة قبل أن يدخلوها سلام عليكم، أي: سلمتم من الآفات لأنهم قد عرفوهم بسيما أهل الجنة، فيكون المعنى على هذا لم يدخلوها وهم يطمعون في دخولها، فيكون النفي واقعا على الدخول لا على الطمع. وهذا أولى، وإن جعلت النفي واقعا على الطمع لم يجز الوقف على لم يدخلوها، وكذلك أنك تريد لم يدخلوها طامعين، وإنما دخلوها في غير طمع، فيكون النفي منقولا من الدخول إلى الطمع، أي: دخلوها وهم لا يطمعون كما تقول ما ضربت زيدا، وعنده أحد معناه ضربت ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ قراءة من قرأه بلا واو بِالْحَقِّ حسن تَعْمَلُونَ تامّ حَقًّا كاف قالُوا نَعَمْ أكفى منه عَلَى الظَّالِمِينَ جائز وقيل كاف وَبَيْنَهُما حِجابٌ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف بِسِيماهُمْ حسن، وكذا: أن سلام عليكم، ويطمعون. قال بعضهم، وكذا: لم يدخلوها مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ تامّ، وكذا: تستكبرون، وبرحمة تَحْزَنُونَ تامّ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ كاف عَلَى الْكافِرِينَ تامّ، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره

زيدا وليس عنده أحد، والأوّل أولى عند الأكثر يَطْمَعُونَ كاف الظَّالِمِينَ تامّ: بسيماهم ليس بوقف لأن ما بعده نعت رجالا تَسْتَكْبِرُونَ تامّ بِرَحْمَةٍ حسن، لتناهي الاستفهام والإقسام وكلام الملائكة قد انقطع. قال الله لهم ادخلوا الجنة فحسنه باعتبارين. فإن نظرت إلى الانقطاع من حيث الجملة كان تامّا، وإن نظرت إلى التعلق من حيث المعنى كان حسنا، وقيل ليس بوقف لأن أهل الأعراف قالوا لأهل النار ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فأقسم أهل النار أن أهل الأعراف لا يدخلون الجنة، فقال الله تعالى: أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ فعلى هذا لا يوقف على برحمة للفصل بين الحكاية والمحكي عنه عن كلام الملائكة وكلام أهل النار أو كلام الله تعالى، والحكاية والمحكي كالشيء الواحد اه نكزاوي مع زيادة للإيضاح يحزنون تامّ وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ ليس بوقف لأن قوله: أن أفيضوا منصوب بأن المصدرية أو المفسرة مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حسن، وفي محل الذين الحركات الثلاث الرفع والنصب والجرّ، فالرفع على أنه مبتدأ وخبره فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ والوقف عَلَى الْكافِرِينَ حينئذ تامّ، ومثله: إن رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره هم الذين، وكاف إن جعل في موضع نصب بإضمار أعني، وليس بوقف إن جرّ نعتا للكافرين أو بدلا منهم أو عطف بيان الْحَياةُ الدُّنْيا حسن هذا ليس بوقف لأن وما كانوا معطوف على ما في كَما نَسُوا وما فيهما مصدرية والتقدير كنسيانهم وكونهم جحده بآيات الله: أي فاليوم نتركهم في العذاب كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا كانوا بآياتنا يجحدون، أي: بجحدهم لآياتنا يَجْحَدُونَ تامّ يُؤْمِنُونَ كاف، ومثله: إلا تأويله، لأن يوم منصوب بما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ وليس بوقف إن جعل ذلك نعتا للكافرين بل الوقف على الحياة الدنيا، وهو كاف يَجْحَدُونَ تامّ يُؤْمِنُونَ حسن، وقال أبو عمرو: تامّ إِلَّا

بعده وهو يقول فلذلك انفصل مما قبله، والجملة بعد يوم في تقدير مصدر، أي: يوم إتيان تأويله بِالْحَقِّ حسن، ومثله: كنا نعمل أَنْفُسَهُمْ جائز يَفْتَرُونَ تامّ عَلَى الْعَرْشِ حسن حَثِيثاً أحسن مما قبله على قراءة ما بعده بالرفع مستأنفا منقطعا عما قبله على الابتداء والخبر، وبها قرأ ابن عامر هنا، وفي النحل برفع الشمس وما عطف عليهما ورفع مسخرات، ووافقه حفص عن عاصم في النحل خاصة على رفع وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ وليس بوقف على قراءة الباقين بالنصب في الموضعين عطفا على السموات، لأن ما بعدها معطوف على ما قبله، ومسخرات حال من هذه المفاعيل بِأَمْرِهِ حسن، وقيل كاف على القراءتين أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ كاف رَبُّ الْعالَمِينَ تامّ وَخُفْيَةً كاف الْمُعْتَدِينَ تامّ، أي: في الدعاء بأن يدعو الشخص وهو متلبس بالكبر أو بالجهر والصياح، وفي الحديث «لستم تدعون أصمّ ولا غائبا، إنما تدعون سميعا قريبا» وَطَمَعاً كاف الْمُحْسِنِينَ تامّ رَحْمَتِهِ جائز مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ حسن، والكاف في ذلك نعت لمصدر محذوف، أي: تخرج الموتى إخراجا كإخراجنا هذه الثمرات تَذَكَّرُونَ تامّ بِإِذْنِ رَبِّهِ كاف، على استئناف ما بعده إِلَّا نَكِداً حسن، والنكد في اللغة النزر القليل. قال مجاهد: يعني أن في بني آدم الطيب والخبيث يَشْكُرُونَ تامّ اعْبُدُوا اللَّهَ حسن غيره، أحسن منه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تَأْوِيلَهُ كاف كُنَّا نَعْمَلُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف أَنْفُسَهُمْ جائز يَفْتَرُونَ تامّ حَثِيثاً حسن: على قراءة ما بعده بالرفع على الابتداء والخبر، وليس بوقف على قراءته بالنصب عطفا على السموات بِأَمْرِهِ حسن. وكذا: ألا له الخلق والأمر الْعالَمِينَ تامّ وَخُفْيَةً كاف الْمُعْتَدِينَ تامّ وَطَمَعاً كاف مِنَ الْمُحْسِنِينَ تامّ رَحْمَتِهِ صالح مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ حسن تَذَكَّرُونَ تامّ بِإِذْنِ رَبِّهِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا نَكِداً كاف يَشْكُرُونَ تامّ غَيْرُهُ كاف، وكذا: عَظِيمٍ، ومُبِينٍ الْعالَمِينَ حسن، وكذا: ما لا تعلمون،

على القراءتين جرّه نعتا له على اللفظ ورفعه نعتا له على المحل عَظِيمٍ كاف، ومثله: مبين، وكذا العالمين على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع رفع نعت رسول للفصل بين النعت والمنعوت ما لا تَعْلَمُونَ كاف، ومثله: ترحمون فِي الْفُلْكِ جائز بِآياتِنا كاف عَمِينَ تامّ: لأنه آخر القصة هُوداً حسن، ومثله: اعبدوا الله غَيْرُهُ كاف، ومثله: تَتَّقُونَ، وكذا: الْكاذِبِينَ. الْعالَمِينَ أحسن، وقيل كاف: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في محل رفع نعت رسول رِسالاتِ رَبِّي جائز أَمِينٌ كاف للاستئناف الإنكاري التوبيخي لِيُنْذِرَكُمْ حسن، ومثله: بسطة تُفْلِحُونَ كاف آباؤُنا جائز مِنَ الصَّادِقِينَ كاف، ومثله: وغضب، وكذا: من سلطان، لأنه آخر الاستفهام فَانْتَظِرُوا حسن الْمُنْتَظِرِينَ كاف بِرَحْمَةٍ مِنَّا جائز، ومثله بِآياتِنا. مُؤْمِنِينَ تامّ، لأنه آخر القصة صالِحاً جائز، ومثله: اعبدوا الله غَيْرُهُ كاف، ومثله: من ربكم، وآية، وفي أرض الله بِسُوءٍ ليس بوقف لمكان الفاء أَلِيمٌ كاف، ولا وقف من قوله: واذكروا، إلى: بيوتا، لا تساق ما بعده بُيُوتاً كاف آلاءَ اللَّهِ جائز مُفْسِدِينَ كاف مِنْ رَبِّهِ جائز مُؤْمِنُونَ كاف ومثله: كافرون، ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وترحمون. وقال أبو عمرو في الثلاثة: كاف فِي الْفُلْكِ صالح بِآياتِنا كاف عَمِينَ تامّ هُوداً مفهوم غَيْرُهُ كاف تَتَّقُونَ تامّ مِنَ الْكاذِبِينَ كاف الْعالَمِينَ حسن، وكذا: ناصح أمين. وقال أبو عمرو فيهما: كاف لِيُنْذِرَكُمْ كاف. وكذا: بسطة تُفْلِحُونَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف آباؤُنا صالح مِنَ الصَّادِقِينَ حسن، وكذا: وغضب مِنْ سُلْطانٍ كاف الْمُنْتَظِرِينَ حسن بِرَحْمَةٍ مِنَّا صالح مُؤْمِنِينَ تامّ صالِحاً مفهوم غَيْرُهُ كاف، وكذا: من ربكم، ولكم آية، وفي أرض الله أَلِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف بُيُوتاً كاف آلاءَ اللَّهِ صالح مُفْسِدِينَ تامّ مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ كاف مُؤْمِنُونَ

ومثله: المرسلين جاثِمِينَ كاف وَنَصَحْتُ لَكُمْ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده النَّاصِحِينَ تامّ: لأنه آخر القصة، وانتصب لوطا بإضمار وأرسلنا الْفاحِشَةَ جائز الْعالَمِينَ حسن مِنْ دُونِ النِّساءِ جائز مُسْرِفُونَ كاف، ومثله: من قريتكم يَتَطَهَّرُونَ أكفى الْغابِرِينَ كاف مَطَراً جائز الْمُجْرِمِينَ تامّ شُعَيْباً جائز، ومثله: اعبدوا الله غَيْرُهُ كاف مِنْ رَبِّكُمْ جائز وَالْمِيزانَ كاف، ومثله: أشياءهم، وكذا: بعد إصلاحها، ومؤمنين، وعوجا، وفكثركم الْمُفْسِدِينَ تامّ للابتداء بالشرط لَمْ يُؤْمِنُوا ليس بوقف، لأن جواب الشرط لم يأت وهو: فاصبروا، فلا يفصل بين الشرط وجوابه بالوقف بَيْنَنا حسن الْحاكِمِينَ تامّ، وفي قوله أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا جواز إطلاق العود على من لم يتقدّم فعله، لأن الرسل لم تكن في ملتهم قبل، لأنهم لم يدخلوا في ملة أحد من الكفار، فالمراد بالعود الدخول، ومنه حديث «الجهنميين عادوا حمما» أي: صاروا، لأنهم كانوا حمما ثم عادوا حمما فِي مِلَّتِنا حسن، ومثله: كارهين. وقيل ليس بوقف لبشاعة الابتداء بما بعده، وإذا كان محكيا عن السيد شعيب كان أشنع، ولكن الكلام معلق بشرط هو بعقبه، والتعليق بالشرط إعدام ونَجَّانَا اللَّهُ مِنْها، وإِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّنا، وكُلَّ شَيْءٍ عِلْماً، وعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا، وبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ كلها وقوف حسان ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن. وقال أبو عمرو: كاف كافِرُونَ كاف، وكذا: من المرسلين جاثِمِينَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف النَّاصِحِينَ تامّ الْفاحِشَةَ صالح، وكذا: من العالمين، مُسْرِفُونَ تامّ مِنْ قَرْيَتِكُمْ جائز يَتَطَهَّرُونَ كاف، وكذا: من الغابرين مَطَراً جائز الْمُجْرِمِينَ تامّ شُعَيْباً مفهوم غَيْرُهُ كاف مِنْ رَبِّكُمْ مفهوم الْمِيزانَ صالح أَشْياءَهُمْ جائز بَعْدَ إِصْلاحِها كاف مُؤْمِنِينَ حسن، وكذا: عوجا فَكَثَّرَكُمْ كاف الْمُفْسِدِينَ حسن فَاصْبِرُوا جائز بَيْنَنا صالح الْحاكِمِينَ تامّ مِلَّتِنا كاف، وكذا: كارهين،

الْفاتِحِينَ تامّ لَخاسِرُونَ كاف، ومثله: جاثمين، على استئناف ما بعده مبتدأ خبره: كأن لم يغنوا فيها، وليس بوقف إن جعل ما بعده نعتا لما قبله، أو بدلا من الضمير في أصبحوا أو حالا من فاعل كذبوا، ومن حيث كونه رأس آية يجوز كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا حسن. وقيل تامّ: إن جعل ما بعده مبتدأ خبره كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ، وليس بوقف إن جعل ذلك بدلا من الذين قبله الْخاسِرِينَ كاف وَنَصَحْتُ لَكُمْ جائز، لأن كيف للتعجب فتصلح للابتداء، أي: فكيف أحزن على من لا يستحق أن يحزن عليه؟ كافِرِينَ تامّ يَضَّرَّعُونَ كاف حَتَّى عَفَوْا جائز. وقال الأخفش: تامّ. قال أبو جعفر: وذلك غلط، لأن وقالوا معطوف على عفوا، إلا أنه من عطف الجمل المتغايرة المعنى لا يَشْعُرُونَ كاف، ومثله: يكسبون، وكذا: نائمون لمن حرّك الواو، وليس بوقف على قراءة من سكنها، وهو نافع، وابن عامر، وابن كثير، وقرأ الباقون بفتحها. ففي قراءة من سكن الواو جعل أو بجملتها حرف عطف ومعناه التقسيم، ومن فتح الواو جعلها للعطف ودخلت عليها همزة الاستفهام مقدمة عليها، لأن الاستفهام له صدر الكلام وإن كانت بعدها تقديرا عند الجمهور وَهُمْ يَلْعَبُونَ كاف، ومثله: مكر الله الْخاسِرُونَ تامّ للاستفهام بعده بِذُنُوبِهِمْ جائز، للفصل بين الماضي والمستقبل، فإن نطبع: منقطع عما قبله، لأن أصبناهم ماض ونطبع مستقبل. وقال الفراء: تام، لأن نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ ليس داخلا في جواب لو، ويدل عليه ذلك قوله: فهم لا يسمعون. والوقف على لا يَسْمَعُونَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ونجانا الله منها رَبُّنا حسن، وكذا: كل شيء علما، وتوكلنا الْفاتِحِينَ تامّ لَخاسِرُونَ كاف جاثِمِينَ حسن كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا حسن، إن جعل ما بعده مبتدأ خبره كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ وصالح إن جعل ذلك بدلا من الذين كفروا الْخاسِرِينَ كاف قَوْمٍ كافِرِينَ تامّ يَضَّرَّعُونَ كاف حَتَّى عَفَوْا صالح لا يَشْعُرُونَ حسن، وكذا: يكسبون نائِمُونَ كاف وكذا: يلعبون، و: أفأمنوا

تامّ مِنْ أَنْبائِها حسن. ومثله: بالبينات لعطف الجملتين المختلفتين، لأن ضمير فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا لأهل مكة، وضمير جاءَتْهُمْ للأمم السابقة مع أن الفاء توجب الاتصال، وكذا: من قبل الْكافِرِينَ كاف للابتداء بالنفي، ومثله: من عهد لَفاسِقِينَ تامّ، وثم وردت لترتيب الأخبار، فيبتدأ بها لأنها جاءت أول قصة أخرى فَظَلَمُوا بِها حسن، للفصل بين الماضي والمستقبل مع العطف بالفاء الْمُفْسِدِينَ تامّ الْعالَمِينَ حسن، ورأس آية. كل ما في كتاب الله من ذكر أن لا، فهو بغير نون إلا في عشرة مواضع فهو بنون: منها: حقيق على أن لا أقول، والوقف على حَقِيقٌ أحسن على قراءة نافع علىّ بتشديد ياء المتكلم على أن الكلام تمّ عند قوله: حقيق، لأن حقيق نعت رسول، أي: رسول حقيق من ربّ العالمين أرسلت، وعلى هذا لا يوصف على العالمين، لأن حقيق صفة رسول، أو خبر بعد خبر، وليس حقيق وقفا إن جعلت: أن لا أقول أن وصلتها مبتدأ وحقيق خبرا، أو حقيق مبتدأ وأن لا أقول خبرا، أو أن لا أقول فاعل بحقيق، وهذا أعذب الوجوه لوضوحه لفظا ومعنى، وقرأ العامة على حرف جرّ مجردا من ياء المتكلم إِلَّا الْحَقَّ حسن مِنْ رَبِّكُمْ جائز بَنِي إِسْرائِيلَ كاف: ورأس آية الصَّادِقِينَ حسن مُبِينٌ جائز لِلنَّاظِرِينَ حسن، ومثله: لساحر عليم، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل في موضع الصفة لما قبله مِنْ أَرْضِكُمْ حسن: إن جعل فَماذا تَأْمُرُونَ من كلام فرعون. ويؤيد كونه ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مكر الله الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ تامّ بِذُنُوبِهِمْ صالح لا يَسْمَعُونَ تامّ مِنْ أَنْبائِها حسن مِنْ قَبْلُ كاف الْكافِرِينَ حسن مِنْ عَهْدٍ كاف، وكذا: لفاسقين فَظَلَمُوا بِها صالح الْمُفْسِدِينَ تامّ رَبِّ الْعالَمِينَ حسن، وكذا: إلا الحق بَنِي إِسْرائِيلَ كاف، وكذا: الصادقين مُبِينٌ صالح لِلنَّاظِرِينَ حسن مِنْ أَرْضِكُمْ كاف، إن جعل فَماذا تَأْمُرُونَ من كلام فرعون وما قبله حكاية

من كلامه قالُوا أَرْجِهْ ويُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فهو قول الملإ، وليس بوقف إن جعل من كلام الملإ وخاطبوا فرعون وحده بقولهم تأمرون تعظيما له كما تخاطب الملوك بصيغة الجمع، أو قالوا ذلك له ولأصحابه، ويجوز أن تكون ماذا كلها اسما واحدا مفعولا ثانيا لتأمرون والمفعول الأول محذوف وهو ياء المتكلم، والتقدير: بأيّ شيء تأمرونني. ويجوز أن تكون ما وحدها استفهاما مبتدأ، وذا اسم موصول بمعنى الذي خبر عنها، وتأمرون صلة ذا، ومفعول تأمرون محذوف، وهو ضمير المتكلم، والثاني الضمير العائد على الموصول، والتقدير: فأيّ شيء تأمروننيه، أي: تأمرونني به تَأْمُرُونَ كاف حاشِرِينَ رأس آية وليس بوقف، لأن ما بعده من تمام الحكاية عن الملأ، ولا يوقف على: حاشرين، لأن قوله: يأتوك جواب قوله: وأرسل، فلا يفصل بين الأمر وجوابه ساحِرٍ عَلِيمٍ كاف، ومثله: نحن الغالبين قالَ نَعَمْ جائز الْمُقَرَّبِينَ حسن الْمُلْقِينَ كاف قالَ أَلْقُوا حسن، ومثله: واسترهبوهم بِسِحْرٍ عَظِيمٍ تامّ عَصاكَ جائز عند بعضهم، وقيل: ليس بوقف، لأن ما بعده يفسر ما قبله ما يَأْفِكُونَ كاف، ومثله: يعملون، وصاغرين، وساجدين، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده حالا من فاعل انقلبوا الْعالَمِينَ ليس بوقف، لأن ما بعده بدل مما قبله رَبِّ مُوسى وَهارُونَ تامّ، وقدم موسى هنا على هارون وإن كان هارون أسنّ منه لكبره في الرتبة، أو لأنه هنا وقع فاصلة كما قدم هارون على موسى في طه لوقوعه فاصلة، ومات هارون قبل موسى بثلاث سنين قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عن الملأ، وليس بوقف إن جعل ذلك حكاية عن الملأ تَأْمُرُونَ كاف حاشِرِينَ رأس آية، وليس بوقف، لأن ما بعده من تمام الحكاية عن الملأ ساحِرٍ عَلِيمٍ حسن الْغالِبِينَ كاف من الْمُقَرَّبِينَ حسن الْمُلْقِينَ كاف بِسِحْرٍ عَظِيمٍ تامّ عَصاكَ صالح يَأْفِكُونَ كاف، وكذا: يعملون، وصاغرين ساجِدِينَ صالح

كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلا في القول أَهْلَها جائز، على أن اللام في قوله: لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها من صفة مكرتموه. ومن جعلها متعلقة بمحذوف تقديره، فعلتم ذلك لتخرجوا وقف على المدينة. وقال نافع: تامّ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ كاف، ومثله: أجمعين، وكذا: منقلبون لَمَّا جاءَتْنا حسن صَبْراً جائز مُسْلِمِينَ تام فِي الْأَرْضِ جائز، إن نصب وَيَذَرَكَ عطفا على جواب الاستفهام، وهو لِيُفْسِدُوا بإضمار أن والمعنى أنى يكون الجمع بين تركك موسى وقومه للإفساد وبين تركهم إياك وعبادة آلهتك، أي: إن هذا مما لا يمكن، وليس قصد الملأ بذلك زندقة فرعون على موسى وقومه، وليس بوقف إن قرئ بالرفع على أنذر، كما يروى عن الحسن أنه كان يقرأ وَيَذَرَكَ بالرفع، وكذا إن نصب عطفا على ما قبله، أو جعل جملة في موضع الحال، فلأهل العربية في إعراب ويذرك خمسة أوجه انظرها إن شئت وَآلِهَتَكَ حسن، ومثله: نساءهم قاهِرُونَ تامّ وَاصْبِرُوا كاف، للابتداء بإن مِنْ عِبادِهِ حسن لِلْمُتَّقِينَ كاف ما جِئْتَنا حسن فِي الْأَرْضِ ليس بوقف، لأن بعده فاء السببية تَعْمَلُونَ تامّ يَذَّكَّرُونَ كاف لَنا هذِهِ حسن، والمراد بالحسنة: العفاية والرفاء، والسيئة: البلاء والعقوبة وَمَنْ مَعَهُ كاف عِنْدَ اللَّهِ الأولى وصله لا يَعْلَمُونَ كاف، ومثله: بمؤمنين ومفصلات، وقوما مجرمين، ومن وقف على: ادع لنا ربك وابتدأ بما عهد عندك وجعل الباء حرف ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ رَبِّ مُوسى وَهارُونَ تامّ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ كاف أَهْلَها صالح فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ كاف، وكذا: أجمعين، ومنقلبون جاءَتْنا حسن صَبْراً كاف مُسْلِمِينَ تامّ وَآلِهَتَكَ حسن قاهِرُونَ تامّ وَاصْبِرُوا حسن مِنْ عِبادِهِ كاف لِلْمُتَّقِينَ حسن ما جِئْتَنا كاف كَيْفَ تَعْمَلُونَ تامّ يَذَّكَّرُونَ كاف لَنا هذِهِ صالح وَمَنْ مَعَهُ تامّ، كذا: لا يَعْلَمُونَ. بِمُؤْمِنِينَ

قسم، فقد تعسف وأخطأ، لأن باء القسم لا يحذف معها الفعل، بل متى ذكرت الباء لا بدّ من الإتيان بالفعل معها بخلاف الواو بِما عَهِدَ عِنْدَكَ جائز بَنِي إِسْرائِيلَ حسن، ورأس آية أيضا يَنْكُثُونَ كاف فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ جائز، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده نفس الانتقام غافِلِينَ كاف يُسْتَضْعَفُونَ ليس بوقف، لأن مشارق الأرض منصوب على أنه مفعول ثان لأورثنا. قال السجستاني: نصبوا مشارق بأورثنا، ولم ينصبوها بالظرف، ولم يريدوا في مشارق الأرض وفي مغاربها. قال أبو بكر بن الأنباري: فإنكاره النصب على الظرفية خطأ، لأن في مشارق ومغارب وجهين: أحدهما أنها منصوبة بأورثنا على غير معنى محل، وهو الذي يسميه الكسائي صفة، ويسميه الخليل ظرفا. والثاني أن تنصب التي بأورثنا وتنصب مشارق ومغارب على المحل، كأنك قلت: وأورثنا القوم الأرض التي باركنا فيها في مشارق الأرض ومغاربها، فلما حذف الجارّ نصبا، وإذا نصبت مشارق ومغارب بوقوع الفعل عليها على غير معنى المحل جعلت الَّتِي بارَكْنا فِيها نعت مشارق ومغارب وعليهما فلا يوقف على يُسْتَضْعَفُونَ والوقف على وَمَغارِبَهَا حسن، إن جعلت التي باركنا فيها منقطعا عما قبله. قال الأخفش، باركنا فيها هو تمام الكلام بِما صَبَرُوا كاف، ومثله: يعرشون وأَصْنامٍ لَهُمْ، وكَما لَهُمْ آلِهَةٌ كلها حسان تَجْهَلُونَ كاف ما هُمْ فِيهِ جائز يَعْمَلُونَ كاف، ومثله: العالمين على قراءة الجماعة غير ابن عامر في قوله: وإذ أنجيناكم بالنون على لفظ الجمع، لأن كلام موسى قد تم، وليس بوقف على قراءة ابن عامر: وإذ أنجاكم على لفظ الواحد ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كاف، وكذا مفصلات مُجْرِمِينَ حسن بَنِي إِسْرائِيلَ كاف، وكذا ينكثون غافِلِينَ حسن بارَكْنا فِيها كاف، وكذا بما صبروا، ويعرشون، وعلى أصنام لهم آلِهَةٌ صالح تَجْهَلُونَ تامّ ما هُمْ فِيهِ جائز، ما كانُوا يَعْمَلُونَ حسن،

الغائب لأن ما بعده متصل بكلام موسى وإخباره عن الله تعالى في قوله: أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً، فهو مردود عليه فلا يقطع منه اه. نكزاوي سُوءَ الْعَذابِ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل بدلا من: يسومونكم نِساءَكُمْ حسن عَظِيمٌ تامّ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً حسن وَأَصْلِحْ جائز على استئناف النهي، نهاه عن اتباع سبيلهم، وأمره إياه بالإصلاح على سبيل التأكيد لا لتوهم أنه يقع منه خلاف الإصلاح، لأن منصوب النبوّة منزه عن ذلك الْمُفْسِدِينَ تامّ، و: كلمه ربه: ليس بوقف، لأن قال جواب لما إِلَيْكَ حسن، ومثله: لن تراني. ومثله: إلى الجبل للابتداء بالشرط مع الفاء، ومثله: فسوف تراني، وصعقا، قرأ الأخوان: دكاء بالمدّ بوزن حمراء، والباقون دكا بالقصر والتنوين أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ تامّ وَبِكَلامِي جائز الشَّاكِرِينَ كاف مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حسن، إن نصب ما بعده بفعل مقدر، وليس بوقف إن نصب بما قبله أو أبدل منه أو نصب على المفعول من أجله، أي: كتبنا له تلك الأشياء للاتعاظ والتفصيل لِكُلِّ شَيْءٍ حسن، ومثله: بأحسنها الفاسقين تامّ بِغَيْرِ الْحَقِّ كاف، للابتداء بالشرط لا يُؤْمِنُوا بِها كاف، للابتداء بالشرط أيضا سَبِيلًا حسن يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا كاف غافِلِينَ تامّ أَعْمالُهُمْ حسن يَعْمَلُونَ تامّ لَهُ خُوارٌ حسن، ومثله: سبيلا لئلا تصير الجملة صفة سبيلا، فإن الهاء ضمير العجل، وكذا ظالمين. وقال أبو جعفر فيهما: تامّ قَدْ ضَلُّوا ليس ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا على العالمين سُوءَ الْعَذابِ كاف، وكذا: نساءكم عَظِيمٌ حسن أَرْبَعِينَ لَيْلَةً كاف الْمُفْسِدِينَ تامّ أَنْظُرْ إِلَيْكَ كاف، وكذا: فسوف تراني إِلَى الْجَبَلِ مفهوم صَعِقاً كاف أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ تامّ وَبِكَلامِي صالح مِنَ الشَّاكِرِينَ كاف لِكُلِّ شَيْءٍ صالح بِأَحْسَنِها كاف الْفاسِقِينَ حسن بِغَيْرِ الْحَقِّ كاف لا يُؤْمِنُوا بِها صالح، وكذا: لا يتخذوه سبيلا يَتَّخِذُوهُ

بوقف، لأن قالوا بعده جواب لما الْخاسِرِينَ كاف أَسِفاً ليس بوقف، لأن قال جواب لما، ورسموا بئسما موصولة كلمة واحدة باتفاق، وتقدم الكلام على ذلك مِنْ بَعْدِي كاف، للابتداء بالاستفهام، ومثله: أمر ربكم يَجُرُّهُ إِلَيْهِ حسن، اتفق علماء الرسم على رسم ابْنَ أُمَّ ابن كلمة وأمّ كلمة على إرادة الاتصال، ويأتي الكلام على التي في طه يَقْتُلُونَنِي جائز، ووصله أحسن، لأن الفاء في جواب شرط مقدّر، أي: إذا هموا بقتلي فلا تشمتهم بضربي الظَّالِمِينَ تامّ فِي رَحْمَتِكَ حسن الرَّاحِمِينَ تامّ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف. وقيل: تامّ إن جعل، إن الذين اتخذوا العجل وما بعده من كلام موسى، وهو أشبه بسياق الكلام. وقوله: في الحياة الدنيا آخر كلامه. ثم قال تعالى: وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ولا يبلغ درجة التمام إن جعل ذلك من كلام الله تعالى إخبارا عما ينال عباد العجل، ومخاطبة لموسى بما ينالهم. ويدلّ عليه قوله: وكذلك نجزي المفترين، وعلى هذا لم يتمّ الوقف علي قوله في الحياة الدنيا، ولكنه كاف الْمُفْتَرِينَ تامّ وَآمَنُوا كاف رَحِيمٌ تامّ الْغَضَبُ ليس بوقف، لأن جواب لما لم يأت، وهو قوله: أخذ الألواح فلا يفصل بينهما بالوقف الْأَلْواحَ حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل: وفي نسختها جملة في محل نصب حالا من الألواح أو من ضمير موسى يَرْهَبُونَ كاف، وقيل: تامّ لِمِيقاتِنا حسن وَإِيَّايَ كاف، ومثله السفهاء منا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ جائز، لأن الجملة لا توصف بها المعرفة: ولا عامل يجعلها حالا. قاله السجاوندي وَتَهْدِي مَنْ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ سَبِيلًا كاف غافِلِينَ تامّ أَعْمالُهُمْ حسن، وكذا: يعملون لَهُ خُوارٌ كاف سَبِيلًا حسن، وكذا: ظالمين، و: من الخاسرين مِنْ بَعْدِي كاف، وكذا: أمر ربكم، و: يجرّه إليه يَقْتُلُونَنِي صالح الظَّالِمِينَ تامّ فِي رَحْمَتِكَ صالح الرَّاحِمِينَ تامّ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا كاف الْمُفْتَرِينَ تامّ، وكذا: رحيم

تَشاءُ حسن، ومثله: وارحمنا الْغافِرِينَ كاف هُدْنا إِلَيْكَ حسن، ومثله: من أشاء للفصل بين الجملتين كُلَّ شَيْءٍ كاف في محل الذين بعد يؤمنون الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجرّ، فالرفع من وجهين والنصب من وجهين والجرّ من ثلاثة، فتامّ إن رفع على أنه خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ والخبر إما الجملة الفعلية من قوله: يأمرهم بالمعروف أو الجملة الاسمية، وكاف إن نصب الذين أو رفع على المدح وليس بوقف إن جرّ بدلا من الذين يتقون أو نعتا أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز وَالْإِنْجِيلِ كاف على استئناف ما بعده. وقيل: تامّ، لأن ما بعده يحتمل أن يكون خبر مبتدإ محذوف، أي: هو يأمرهم، وأن يكون نعتا لقوله: مكتوبا أو بدلا، أي: يجدونه آمرا أو صلة للذي قائما مقام يجدونه كالبدل من تلك الجملة، أي: الأمي الذي يأمرهم. قاله السجاوندي مع زيادة للإيضاح، والأمي بضم الهمزة، وهي قراءة العامة نسبة إلى الأمّة أو إلى الأمّ، فهو مصدر لأمّ يؤمّ، أي: قصد يقصد. والمعنى أن هذا النبي مقصود لكل أحد، وفيه نظر، لأنه لو كان كذلك لقيل الأمي بفتح الهمزة، وقد يقال إنه من تغيير النسبة أو نسبة لأمّ القرى، وهي مكة. أول من أظهر الكتابة أبو سفيان بن أمية عم أبي سفيان بن حرب كانَتْ عَلَيْهِمْ حسن أُنْزِلَ مَعَهُ ليس بوقف لأن أولئك خبر قوله: فالذين الْمُفْلِحُونَ تامّ جَمِيعاً حسن، إن رفع ما بعده أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جرّ نعتا للجلالة أو بدلا منها. لكن فيه الفصل بين الصفة والموصوف بقوله: إليكم جميعا، وأجاز ذلك الزمخشري واستبعده أبو ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ الْأَلْواحَ كاف يَرْهَبُونَ حسن لِمِيقاتِنا صالح وَإِيَّايَ حسن، وكذا السفهاء منا تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ صالح وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ حسن الْغافِرِينَ كاف إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ حسن، وكذا: من أشاء كُلَّ شَيْءٍ كاف يُؤْمِنُونَ حسن، إن نصب الذي بعده أو رفع على المدح، وصالح إن رفع بدلا من الذين قبله وإن

البقاء وَالْأَرْضِ حسن، لأن الجملة بعده تصلح أن تكون مبتدأ أو حالا يُحيِي وَيُمِيتُ حسن وَكَلِماتِهِ جائز، للأمر بعده تَهْتَدُونَ تامّ يَعْدِلُونَ كاف أُمَماً حسن، وإن اتفقت الجملتان، لكن أوحينا عامل إذ استسقاه فلم يكن معطوفا على قطعنا، فإن تفريق الأسباط لم يكن في زمن الاستسقاء والْحَجَرَ، وعَيْناً، ومَشْرَبَهُمْ، والسَّلْوى، ورَزَقْناكُمْ كلها حسان يَظْلِمُونَ كاف خَطِيئاتِكُمْ حسن الْمُحْسِنِينَ كاف غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لهم ليس بوقف لمكان الفاء يَظْلِمُونَ كاف شُرَّعاً جائز لا تَأْتِيهِمْ تامّ، على القول بعدم الإتيان بالكلية، فإنهم كانوا ينظرون إلى الحيتان في البحر يوم السبت، فلم يبق حوت إلا اجتمع فيه، فإذا انقضى السبت ذهبت فلم تظهر إلى السبت المقبل. فوسوس إليهم الشيطان وقال لهم: إن الله لم ينهكم عن الاصطياد وإنما نهاكم عن الأكل فاصطادوا. وقيل قال لهم: إنما نهيتم عن الأخذ، فاتخذوا حياضا على ساحل البحر فتأتي إليها الحيتان يوم السبت، فإذا كان يوم الأحد خذوها، ففعلوا ذلك ثم اعتدوا في السبت، فاصطادوا فيه وأكلوا وباعوا فمسخ الله شبانهم قردة ومشايخهم خنازير، فمكثوا ثلاثة أيام ثم هلكوا ولم يبق ممسوخ فوق ثلاثة أيام أبدا. وأما من قال إن الإتيان في غير يوم السبت كان أقل من يوم السبت، أو بطلب ونصب: لأن التشبيه من تمام الكلام، فالوقف على كذلك. قال مجاهد: حرمت عليهم الحيتان يوم السبت، فكانت تأتيهم فيه شرّعا لأمنها ولا تأتيهم في غيره إلا أن يطلبوها. فقوله: كذلك، أي: تأتيهم شرعا. وهنا تمّ الكلام، ونبلوهم: مستأنف. ومحل الكاف نصب بالإتيان على ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ كان فيه فصل بين البدل والمبدل منه لطول الكلام وَالْإِنْجِيلِ كاف كانَتْ عَلَيْهِمْ حسن، وقال أبو عمرو: كاف هُمُ الْمُفْلِحُونَ تامّ، وكذا: والأرض يُحيِي وَيُمِيتُ كاف لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ حسن يَعْدِلُونَ كاف. وقال أبو عمرو: تامّ أَسْباطاً أُمَماً حسن، وقال أبو عمرو: كاف الْحَجَرَ كاف، وكذا: عشرة عينا،

الحال، أي: لا تأتي مثل ذلك الإتيان أو الكاف صفة مصدر بعده محذوف، أي: نبلوهم بلاء كذلك، فالوقف على كذلك حسن فيهما أو تامّ يَفْسُقُونَ كاف، إن علق إذ باذكر مقدّرا مفعولا به قَوْماً ليس بوقف، لأن ما بعده صفة لقوله: قوما كأنه قال لم تعظون قوما مهلكين عَذاباً شَدِيداً حسن يَتَّقُونَ كاف، إن رفع معذرة على أنه مبتدأ محذوف، أي: قالوا موعظتنا معذرة، وقرأ حفص عن عاصم معذرة بالنصب بفعل مقدّر، أي: نعتذر معذرة، أو نصب بالقول، لأن المعذرة تتضمن كلاما، والمفرد المتضمن لكلام إذا وقع بدل القول نصب المفعول به: كقلت قصيدة وشعرا يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ جائز يَفْسُقُونَ كاف، كل ما في كتاب الله من ذكر عما، فهو بغير نون بعد العين إلا هنا في قوله: عن ما نهوا عنه، فهو ينون كما ترى خاسِئِينَ حسن وقيل: كاف سُوءَ الْعَذابِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لَسَرِيعُ الْعِقابِ جائز، ووصله أولى للجمع بين الصفتين ترغيبا وترهيبا كما تقدم رَحِيمٌ كاف، ومثله: أمما، ودون ذلك، ويرجعون سَيُغْفَرُ لَنا جائز، يأخذوه، حسن إِلَّا الْحَقَّ كاف، ومثله: ما فيه، وكذا: يتقون، تعقلون، تام وإن جعل والذين يمسكون مبتدأ وليس بوقف إن عطف على قوله: إن الذين يتقون، فلا يوقف على يتقون. ولا على تعقلون، وإن جعل والذين مبتدأ وخبره إِنَّا لا نُضِيعُ لم يوقف على قوله: وَأَقامُوا الصَّلاةَ لأنه لا يفصل بين المبتدأ والخبر بالوقف، لأن المصلحين هم الذين يمسكون بالكتاب، وفي قوله: وأقاموا الصلاة إعادة المبتدإ بمعناه، والرابط بينهما ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ ومَشْرَبَهُمْ، والسَّلْوى، وما رَزَقْناكُمْ، ويَظْلِمُونَ. خَطِيئاتِكُمْ صالح. وقال أبو عمرو: كاف الْمُحْسِنِينَ حسن يَظْلِمُونَ كاف لا تَأْتِيهِمْ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف وزعم بعضهم أن الوقف على كَذلِكَ تامّ يَفْسُقُونَ حسن عَذاباً شَدِيداً كاف يَتَّقُونَ حسن يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ صالح يَفْسُقُونَ كاف، وكذا:

العموم في المصلحين أو ضمير محذوف تقديره المصلحين منهم الْمُصْلِحِينَ تامّ واقِعٌ بِهِمْ حسن تَتَّقُونَ تامّ، إن علق إذ باذكر مقدرا مفعولا به، وإن عطف على ما أو على وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ لم يتم الكلام على ما قبله، واختلف في شهدنا هل هو من كلام الله أو من كلام الملائكة أو من كلام الذرية؟ فعلى أنه من كلام الملائكة وأن الذرية لما أجابوا ببلى قال الله للملائكة اشهدوا عليهم فقالت الملائكة شهدنا، فبلى آخر قصة الميثاق فاصلة بين السؤال والجواب، فالوقف على بلى تامّ لأنه لا تعلق له بما بعده، لا لفظا ولا معنى، وعلى أنه من كلام الذرية فالوقف على شهدنا، وأن متعلقة بمحذوف، أي: فعلنا ذلك أن تقولوا يوم القيامة، فإذا لا يوقف على بلى لتعلق ما بعدها بما قبلها لفظا ومعنى، وقال ابن الأنباري: لا يوقف على بلى، ولا على شهدنا لتعلق أن بقوله: وأشهدهم، فالكلام متصل بعضه ببعض غافِلِينَ ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف على ما قبله مِنْ بَعْدِهِمْ حسن، للابتداء بالاستفهام الْمُبْطِلُونَ كاف يَرْجِعُونَ تامّ الْغاوِينَ كاف وَاتَّبَعَ هَواهُ حسن، وقيل كاف لأن ما بعده مبتدأ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ حسن، فهو لا يملك ترك اللهث بِآياتِنا كاف يَتَفَكَّرُونَ تامّ مَثَلًا جائز، إن جعل الفاعل مضمرا ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خاسئين سُوءَ الْعَذابِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لَسَرِيعُ الْعِقابِ جائز رَحِيمٌ حسن. وقال أبو عمرو: كاف أُمَماً كاف، وكذا: دون ذلك، ويَرْجِعُونَ سَيُغْفَرُ لَنا صالح يَأْخُذُوهُ حسن إِلَّا الْحَقَّ كاف وَدَرَسُوا ما فِيهِ حسن يَتَّقُونَ كاف تَعْقِلُونَ تامّ. الْمُصْلِحِينَ كاف واقِعٌ بِهِمْ صالح تَتَّقُونَ تامّ قالُوا بَلى شَهِدْنا منهم من قال الوقف على بَلى فشهدنا من كلام الملائكة لما قال الله تعالى لذرّية آدم حين مسح ظهره وأخرجهم منه أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى فأقرّوا له بالعبودية، فقال الله تعالى للملائكة اشهدوا، فقالوا: شهدنا. وقيل: من كلام الله تعالى والملائكة. ومنهم من قال الوقف على شَهِدْنا

تقديره ساد مثلهم مثلا ويكون القوم خبر مبتدإ محذوف تقديره هم القوم، وليس بوقف إن جعل القوم فاعلا بساء لأنه لا يفصل بين الفعل والفاعل يَظْلِمُونَ تامّ فَهُوَ الْمُهْتَدِي حسن، بإثبات الياء وصلا ووقفا باتفاق القرّاء هنا خلافا لما في سورتي الكهف والإسراء. فإن أبا عمرو ونافعا يثبتانها وصلا والباقون يحذفونها فيهما وقفا ووصلا الْخاسِرُونَ تامّ وَالْإِنْسِ كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده موضع النعت لقوله: كثيرا لا يَسْمَعُونَ بِها حسن أَضَلُّ كاف (غافلون) تامّ فَادْعُوهُ بِها كاف، ومثله: في أسمائه يَعْمَلُونَ تام، ومثله: يعدلون لا يَعْلَمُونَ كاف، على استئناف ما بعده وَأُمْلِي لَهُمْ كاف، للابتداء بعده بأن مَتِينٌ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا أتمّ، للابتداء بعده بالنفي مِنْ جِنَّةٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف للابتداء بعد النفي، والمعنى أولم يتأملوا ويتدبروا في انتفاء هذا الوصف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإنه منتف عنه بلا محالة، ولا يمكن لمن أمعن الفكر أن ينسب ذلك إليه مُبِينٌ تامّ مِنْ شَيْءٍ ليس بوقف، لأن وَأَنْ عَسى متعلق بينظروا فهو في محل جرّ عطفا على ملكوت، أي: أو لم ينظروا في أن الأمر والشأن، عسى أن يكون، فإن يكون فاعل عسى، وهي حينئذ تامة لأنها متى رفعت إن وما في حيزها كانت تامة أَجَلُهُمْ كاف، للابتداء بالاستفهام، أي: إذا لم يؤمنوا بهذا الحديث فكيف يؤمنون بغيره يُؤْمِنُونَ تامّ، فلا هادي له، كاف، على قراءة ونذرهم ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ فشهدنا من كلام بني آدم، والوقف على التقديرين كاف. وقال ابن الأنباري: ليس شهدنا بوقف لتعلق أن بأشهدهم بتقدير كراهة أن تقولوا غافِلِينَ لا يوقف عليه، لأن ما بعده معطوف على ما قبله مِنْ بَعْدِهِمْ حسن وكذا: المبطلون يَرْجِعُونَ تامّ الْغاوِينَ كاف وَاتَّبَعَ هَواهُ صالح أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ كاف، وكذا: كذبوا بآياتنا يَتَفَكَّرُونَ تامّ، وكذا: يظلمون، والخاسرون، فإن وقف على المهتدين، فصالح

بالنون والرفع على الاستفهام، لأنه منقطع عنه، وبها قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع، وليس بوقف لمن قرأ ويذرهم بالياء والجزم لأنه معطوف على موضع الفاء، وذلك أن موضعها جزم لأنها جواب الشرط وجوابه مجزوم أنشد هشام: [الكامل] أيّا صدقت فإنّني لك كاشح ... وعلى انتقاصك في الجباية أزددي فجزم أزددي عطفا على محل الفاء، وأنشد الأخفش البصري: دعني وأذهب جانبا ... يوما وأكفك جانبا فجزم وأكفك عطفا على محل الفاء، وقرأ حمزة والكسائي وَيَذَرُهُمْ بالياء والجزم، وقرأ عاصم وأبو عمرو: ويذرهم بالياء والرفع. فإن جعلته معطوفا على ما بعد الفاء لم يجز الوقف على ما قبله، وإن جعلته مستأنفا وقفت على ما قبله يَعْمَهُونَ تامّ مُرْساها حسن عِنْدَ رَبِّي جائز: لاختلاف الجملتين إِلَّا هُوَ كاف: عند أبي عمرو، وعند نافع تامّ وَالْأَرْضِ حسن إِلَّا بَغْتَةً تامّ حَفِيٌّ عَنْها كاف، للأمر بعده، أي عالم ومعتن بها وبالسؤال عنها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ الأولى وصله للاستدراك بعده لا يَعْلَمُونَ تامّ ما شاءَ اللَّهُ حسن، وقيل كاف مِنَ الْخَيْرِ ليس بوقف لعطف وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ على جواب لو وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ تامّ، إن فسر السوء بالجنون الذي نسبوه إليه فكان ابتداء بنفي بعد وقف، أي: ما بي ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ كاف، وكذا: لا يسمعون بها، و: بل هم أضلّ هُمُ الْغافِلُونَ تامّ فَادْعُوهُ بِها حسن وكذا: في أسمائه، ويعملون وَبِهِ يَعْدِلُونَ تامّ لا يَعْلَمُونَ حسن، وكذا: وأملي لهم إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ تامّ، وكذا: أو لم يتفكروا مِنْ جِنَّةٍ حسن. وقال أبو عمرو: كاف مُبِينٌ تامّ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ كاف يُؤْمِنُونَ تامّ فَلا هادِيَ لَهُ حسن، على قراءة «ويذرهم» بالرفع، وليس بوقف على قراءة ذلك بالجزم عطفا على محله يَعْمَهُونَ تامّ مُرْساها صالح إِلَّا

جنون إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ أو المعنى لو علمت الغيب من أمر القحط لاستكثرت من الطعام وما مسني الجوع، والأولى أن يحمل السوء على الجنون الذي نسبوه إليه لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ تامّ لِيَسْكُنَ إِلَيْها حسن، ومثله: فمرّت به الشَّاكِرِينَ كاف فِيما آتاهُما كاف، أيضا لانقضاء قصة آدم وحوّاء عليهما السلام وما بعده تخلص إلى قصة العرب وإشراكهم، ولو كانت القصة واحدة لقال عما يشركان كقوله: دعوا الله ربهما، فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما يُشْرِكُونَ كاف، ومثله: يخلقون وينصرون ولا يَتَّبِعُوكُمْ قرأ نافع بتخفيف الفوقية، ومثله: يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ في الشعراء، والباقون بالتشديد فهما لغتان صامِتُونَ تامّ، ومثله: أمثالكم صادِقِينَ كاف، وكذا: بها الأخيرة، وفي المواضع الثلاثة لا يجوز الوقف لأن أم عاطفة، والمعنى يقتضي الوصل لأن الاستفهام قد يحمل على الابتداء به فَلا تُنْظِرُونِ تامّ الْكِتابَ كاف، على استئناف ما بعده الصَّالِحِينَ تامّ، على القراءتين، وقرأ العامّة والتي مضافا لياء المتكلم المفتوحة أضاف الولي إلى نفسه، وقرئ ولي الله بياء مشدّدة مفتوحة، وجرّ الجلالة بإضافة الولي إلى الجلالة يَنْصُرُونَ كاف لا يَسْمَعُوا جائز لا يُبْصِرُونَ تامّ الْجاهِلِينَ كاف، ومثله: بالله عَلِيمٌ تامّ مُبْصِرُونَ كاف لأن وَإِخْوانُهُمْ مبتدأ ويمدّونهم خبر لا يُقْصِرُونَ كاف، ومثله: ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ هُوَ حسن. وقال أبو عمرو: كاف وَالْأَرْضِ كاف إِلَّا بَغْتَةً تامّ حَفِيٌّ عَنْها صالح لا يَعْلَمُونَ تامّ ما شاءَ اللَّهُ حسن، وكذا: وما مسني السوء وقيل تامّ. وقال أبو عمرو فيهما: كاف يُؤْمِنُونَ تامّ لِيَسْكُنَ إِلَيْها كاف. وكذا: فمرّت به مِنَ الشَّاكِرِينَ حسن فِيما آتاهُما كاف يُشْرِكُونَ حسن. وقال أبو عمرو في الأول: تامّ، وفي الثاني كاف صامِتُونَ تامّ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ يَسْمَعُونَ بِها كاف فَلا تُنْظِرُونِ تامّ الْكِتابَ كاف الصَّالِحِينَ تامّ يَنْصُرُونَ حسن لا يَسْمَعُوا صالح. وقال

سورة الأنفال

اجتبيتها، وكذا: من ربي وَهُدىً وَرَحْمَةٌ ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله يُؤْمِنُونَ تامّ وَأَنْصِتُوا ليس بوقف لحرف الترجي بعده وتعلقه كتعلق لام كي تُرْحَمُونَ تامّ وَالْآصالِ جائز الْغافِلِينَ تامّ وَيُسَبِّحُونَهُ جائز، آخر السورة تامّ. سورة الأنفال مدنية (¬1) إلا سبع آيات أوّلها وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الآيات السبع فمكي، وهي سبعون وخمس آيات في الكوفي. وست في المدني والمكي والبصري، وسبع وسبعون في الشامي اختلافهم في ثلاث آيات ثُمَّ يُغْلَبُونَ عدّها البصري والشامي لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا الأول لم يعدّها الكوفي بنصره، وبالمؤمنين لم يعدّها البصري وكلمها ألف ومائتان وأحد وثلاثون كلمة، وحروفها خمسة آلاف ومائتان وأربعة وتسعون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع ثمانية مواضع: أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ، رِجْزَ الشَّيْطانِ، فَوْقَ الْأَعْناقِ، عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ، إِلَّا الْمُتَّقُونَ، يَوْمَ الْفُرْقانِ، يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ، أَمْراً كانَ مَفْعُولًا. الثاني بعده: وإلى الله ترجع الأمور ـــــــــــــــــــــــــ أبو عمرو في الأول: تامّ، وفي الثاني كاف لا يُبْصِرُونَ تامّ الْجاهِلِينَ حسن فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ كاف عَلِيمٌ تامّ مُبْصِرُونَ صالح. وقال أبو عمرو: تامّ لا يُقْصِرُونَ كاف، وكذا: لولا اجتبيتها مِنْ رَبِّي حسن. وقال أبو عمرو: كاف يُؤْمِنُونَ تامّ تُرْحَمُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ الْغافِلِينَ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، آخر السورة تام. سورة الأنفال مدنية وقيل: إلا قوله: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا الآيات السبع فمكيّ ¬

_ (¬1) سورة الأنفال سبعون وخمس في الكوفي، وسبع في الشامي، وست في الباقي والخلاف في ثلاثة مواضع: مَفْعُولًا (42): غير كوفي، وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62)، غير بصري، يُغْلَبُونَ (36) بصري وشامي، «التلخيص» (275)، «الإتحاف» (235).

عَنِ الْأَنْفالِ جائز. وقيل: ليس بوقف، لأن ما بعده جواب لما قبله وَالرَّسُولِ كاف، لأن عنده انقضى الجواب. وقيل حسن لعطف الجملتين المختلفتين بالفاء ذاتَ بَيْنِكُمْ كاف مُؤْمِنِينَ تام وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ حسن وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ تامّ، إن رفع الذين على الابتداء والخبر أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا أو رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين، وكاف إن نصب بتقدير أعني، وليس بوقف إن جعل بدلا مما قبله أو نعتا أو عطف بيان يُنْفِقُونَ حسن إن لم يجعل أولئك خبر للذين للفصل بين المبتدإ والخبر حَقًّا كاف. وقيل: تامّ كَرِيمٌ كاف، إن علقت الكاف في كما بفعل محذوف، وذكر أبو حيان في تأويل «كما» سبعة عشر قولا. حاصلها: أن الكاف نعت لمصدر محذوف أي: الأنفال ثابتة لله ثبوتا كما أخرجك ربك، أو أصلحوا ذات بينكم إصلاحا كما أخرجك ربك، أو وأطيعوا الله ورسوله طاعة محققة كما أخرجك ربك أو على ربهم يتوكلون توكلا حقيقيّا كما أخرجك ربك، أو هم المؤمنون حقّا كما أخرجك ربك، أو استقرّ لهم درجات استقرارا ثابتا كاستقرار إخراجك، فعلى هذه التقديرات الست لا يوقف على ما قبل الكاف لتعلقها بما قبلها، وإن علقت بما بعدها بتقدير يجادلونك مجادلة كما أخرجك ربك فهي متعلقة بما بعدها، أو لكارهون كراهية ثابتة كما أخرجك ربك، أو إن الكاف بمعنى إذ وما زائدة نحو وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ فمعناه وأحسن إذ أحسن الله إليك، لأن كما على هذا متعلقة بمضمر، فيسوغ الوقف على ما قبل كما، والتقدير: اذكر إذ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ صالح أو مفهوم وتقدم ذكره مع نظائره في سورة البقرة لِلَّهِ وَالرَّسُولِ كاف، وكذا: ذات بينكم إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ تامّ، وكذا: يتوكلون، إن جعل ما بعده مبتدأ، فإن جعل بدلا من الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ

أخرجك ربك، أو إن الكاف بمعنى على، والتقدير: امض على الذي أخرجك وإن كرهوا ذلك كما في كراهتهم له أخرجك ربك أو إن الكاف في محل رفع، والتقدير: كما أخرجك ربك فاتق الله، أو أنها في محل رفع أيضا، والتقدير: لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ. هذا وعد حق كما أخرجك، أو هي في محل رفع أيضا، والتقدير: أصلحوا ذات بينكم ذلكم خير لكم كما أخرجك ربك، أو هي في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف، أي: هذا الحال من تنفيلك الغزاة على ما رأيت في كراهتهم لها كحال إخراجك للحرب، أو هي صفة لخبر مبتدأ، وحذف هو وخبره، والتقدير: قسمتك الغنائم حق كما كان إخراجك حقا، أو أن التشبيه وقع بين إخراجين: إخراج ربك إياك من مكة وأنت كاره لخروجك وكان عاقبة ذلك الإخراج النصر والظفر كإخراجهم إياك من المدينة وبعض المؤمنين كاره يكون عقب ذلك الخروج النصر والظفر كما كان عاقبة ذلك الخروج الأول. السابع عشر: إنها قسم مثل وَالسَّماءِ وَما بَناها بجعل الكاف بمعنى الواو. قاله أبو عبيدة، ومعناه: والذي أخرجك كما قال: وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى أي: والذي خلق الذكر والأنثى، وبهذه التقارير يتضح المعنى ويكون الوقف لأن الوقف تابع للمعنى، فإن كانت الكاف متعلقة بفعل محذوف، أو متعلقة بيجادلونك بعدها، أو جعلت الكاف بمعنى إذ، أو بمعنى على، أو بمعنى القسم حسن الوقف على كريم، وجاز الابتداء بالكاف، وليس بوقف إن جعلتها متصلة بيسألونك أو بغير ما ذكر، واستيفاء الكلام على هذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، وفيما ذكر غاية في بيان ذلك ولله الحمد ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ اللَّهُ كان الوقف على ذلك جائزا ولا يضرّ الفصل بين البدل والمبدل منه، لأن ذلك آخر آية، وعلى الوجه الأول لا يوقف على يُنْفِقُونَ للفصل بين المبتدإ والخبر حَقًّا حسن. وقال أبو عمرو: كاف رِزْقٌ كَرِيمٌ كاف، إن علق كما بقوله: قل الأنفال لله، وإلا فتام، ولا نصرّ في الأول الفصل بين المتعلق والمتعلق به، لأن ذلك رأس آية، ولأن الكلام قد طال بِالْحَقِّ كاف، وكذا: لَكارِهُونَ وإنما يصلح الوقف عليهما إذا لم يتعلق كما بيجادلونك

لَكارِهُونَ كاف، على استئناف ما بعده بَعْدَ ما تَبَيَّنَ جائز يَنْظُرُونَ تامّ أَنَّها لَكُمْ صالح تَكُونُ لَكُمْ حسن الْكافِرِينَ ليس بوقف، لتعلق ما بعده بما قبله الْمُجْرِمُونَ كاف. وقيل تام إن علق إذ باذكر مقدرة، وكاف إن علق بقوله: ليحقّ الحقّ ويبطل الباطل، أي: يحقّ الحقّ وقت استغاثتكم. وهو قول ابن جرير، وهو غلط، لأن ليحقّ مستقبل، لأنه منصوب بإضمار أن، وإذ ظرف لما مضى، فكيف يعمل المستقبل في الماضي. قاله السمين رَبَّكُمْ حسن مُرْدِفِينَ كاف، ومثله: به قلوبكم، للابتداء بالنفي إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ حسن حَكِيمٌ تامّ: إن نصب إذ باذكر مقدرة، وليس بوقف إن جعل إذ بدلا ثانيا من إذ يعدكم، ومن حيث كونه رأس آية يجوز، قرأ نافع يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ بضم التحتية وسكون المعجمة ونصب النعاس، وقرأ أبو عمرو يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ برفع النعاس، وقرأ الباقون يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ بتشديد الشين المعجمة ونصب النعاس أَمَنَةً مِنْهُ جائز بِهِ الْأَقْدامَ كاف، إن علق إذ بمحذوف فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا تامّ الرُّعْبَ حسن فَوْقَ الْأَعْناقِ ليس بوقف للعطف كُلَّ بَنانٍ حسن ومثله: ورسوله الأول الْعِقابِ تامّ فَذُوقُوهُ جائز بتقدير: واعلموا أن للكافرين، أو بتقدير مبتدإ تكون أن خبره، أي: وختم أن، وليس بوقف إن جعلت وأن بمعنى مع أن، أو بمعنى وذلك أن عَذابَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ يَنْظُرُونَ كاف تَكُونُ لَكُمْ صالح دابِرَ الْكافِرِينَ ليس بوقف، لتعلق ما بعده به الْمُجْرِمُونَ تامّ، إن علق إذ باذكر مقدّرا، وكاف إن علق بقوله: ليحقّ الحقّ ويبطل الباطل رَبَّكُمْ حسن مُرْدِفِينَ كاف، وكذا: قلوبكم، ومن عند الله، وحكيم أَمَنَةً مِنْهُ جائز بِهِ الْأَقْدامَ صالح فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا كاف الرُّعْبَ صالح، وكذا: كل بنان وَرَسُولَهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف الْعِقابِ كاف، وكذا: فذوقوه. ثم يبتدأ: وأنّ للكافرين، بتقدير: واعلموا أن للكافرين عَذابَ النَّارِ تام الْأَدْبارَ حسن مِنَ اللَّهِ كاف، وكذا: ومأواه

النَّارِ تامّ الْأَدْبارَ كاف، للابتداء بالشرط مِنَ اللَّهِ حسن وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ أحسن منه الْمَصِيرُ تام قَتَلَهُمْ حسن وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله، إذ معناه ليبصرهم ويختبرهم وإن جعلت اللام في وَلِيُبْلِيَ متعلقة بمحذوف بعد الواو تقديره وفعلنا ذلك، أي: قتلهم ورميهم ليبلي المؤمنين كان وقفا حسنا بَلاءً حَسَناً كاف، ومثله: عليم الْكافِرِينَ تامّ الْفَتْحُ حسن، للفصل بين الجملتين المتضادتين مع العطف خَيْرٌ لَكُمْ كاف، على استئناف ما بعده نَعُدْ جائز وَلَوْ كَثُرَتْ كاف على قراءة وإن بكسر الهمزة، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم، وليس بوقف إذ قرئ بفتحها لتعلق ما بعدها بما قبلها «وإن» قد عمل فيها ما قبل الواو، وبفتحها قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وحفص عن عاصم وابن عامر، وذلك على تقدير مبتدإ تكون أن في موضع رفع، أي: ذلكم وأن، أو في موضع نصب، أي: واعلموا أن الله مع المؤمنين، والوقف على الْمُؤْمِنِينَ تامّ، للابتداء بياء النداء وَرَسُولَهُ تامّ تَسْمَعُونَ كاف. وقيل: جائز لعطف: ولا تكونوا على قوله: ولا تولوا لا يَسْمَعُونَ تامّ لا يَعْقِلُونَ كاف، ومثله: لأسمعهم مُعْرِضُونَ تام: للابتداء بياء النداء لِما يُحْيِيكُمْ كاف وقبله حسن، بتقدير: واعلموا أنه، وليس بوقف إن جعل وأنه معطوفا على ما قبله تُحْشَرُونَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ جهنم الْمَصِيرُ حسن قَتَلَهُمْ صالح رَمى ليس بوقف، لتعلق ما بعده به، إذ معناه ليبصرهم ويختبرهم بَلاءً حَسَناً كاف عَلِيمٌ حسن الْكافِرِينَ تامّ خَيْرٌ لَكُمْ كاف وَلَوْ كَثُرَتْ حسن. وقال أبو عمرو: كاف. هذا إن قرئ: وإن الله بكسر الهمزة، فإن قرئ بفتحها فليس الوقف على ذلك بحسن ولا كاف لتعلق ما بعده بما قبله، إذ التقدير: ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين، ذلكم وأن الله مع المؤمنين مَعَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ وَرَسُولَهُ مفهوم تَسْمَعُونَ كاف لا يَسْمَعُونَ تامّ لا يَعْقِلُونَ كاف، وكذا: لأسمعهم مُعْرِضُونَ تامّ لِما يُحْيِيكُمْ حسن، وكذا:

كاف خَاصَّةً حسن الْعِقابِ كاف تَشْكُرُونَ تامّ تَعْلَمُونَ كاف عَظِيمٌ تامّ وَيَغْفِرْ لَكُمْ كاف الْعَظِيمِ تامّ أَوْ يُخْرِجُوكَ حسن، ومثله: ويمكرون وَيَمْكُرُ اللَّهُ أحسن منه الْماكِرِينَ كاف. وقيل: تامّ مِثْلَ هذا حسن، ولا بشاعة في الابتداء بما بعده، لأنه حكاية عن قائلي ذلك الْأَوَّلِينَ كاف، ومثله: أليم وَأَنْتَ فِيهِمْ حسن، على أن الضمير في مُعَذِّبَهُمْ للمؤمنين والضمير في لِيُعَذِّبَهُمْ للكفار، ليفرق بينهما. وليس بوقف على قول من جعله فيهما للكفار وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ تامّ، لأن الله لا يهلك قرية وفيها نبيها، وما كان الله معذبهم لو استغفروه من شركهم وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم لا يستغفرون من كفرهم، بل هم مصرّون على الكفر والذنوب أَوْلِياءَهُ كاف إِلَّا الْمُتَّقُونَ ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده لا يَعْلَمُونَ تامّ وَتَصْدِيَةً حسن، قرأ العامة صلاتهم بالرفع مُكاءً بالنصب، وقرأ عاصم وَما كانَ صَلاتُهُمْ بالنصب ورفع: مكاء، وخطأ الفارسي هذه القراءة. وقال: لا يجوز أن يخبر عن النكرة بالمعرفة إلا في ضرورة كقول حسان: [الوافر] كأنّ سبيئة من بيت رأس ... يكون مزاجها عسل وماء وخرّجها أبو الفتح على أن المكاء والتصدية اسما جنس، واسم الجنس تعريفه وتنكيره متقاربان، وهذا يقرب من المعرّف بأل الجنسية حيث وصفه بالجملة كما توصف به النكرة كقوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ وقوله: [الكامل] ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ تحشرون خَاصَّةً كاف الْعِقابِ حسن تَشْكُرُونَ تامّ تَعْلَمُونَ حسن أَجْرٌ عَظِيمٌ تامّ وَيَغْفِرْ لَكُمْ كاف الْعَظِيمِ حسن أَوْ يُخْرِجُوكَ كاف، وكذا: ويمكرون، ولا يجمع بينهما وَيَمْكُرُ اللَّهُ حسن، وكذا: خير الماكرين، وأساطير الأوّلين، وبعذاب أليم، وقال أبو عمرو في الأخيرين: كاف، وفي خَيْرُ الْماكِرِينَ تامّ وَأَنْتَ فِيهِمْ كاف، على قول من جعل الضمير في مُعَذِّبَهُمْ

ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني ... فمضيت ثمّت قلت لا يعنيني وقرأ مكي بالقصر والتنوين، وجمع الشاعر بين القصر والمدّ في قوله: [الوافر] بكت عيني وحقّ لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل ونظير هذه القراءة ما قرئ به قوله أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ برفع الآية وهي ضعيفة وذلك أنه جعل اسم يكن نكرة، وخبرها معرفة، وهذا قلب ما عليه الباب ومن ذلك قول القطامي [الوافر]: قفي قبل التفرق يا ضباعا ... ولا يك موقف منك الوداعا وذلك أن قوله: أَنْ يَعْلَمَهُ في موضع نصب خبر يكن ونصب آية من وجهين: إما أن تكون خبرا ليكن وأن يعلمه اسمها، فكأنه قال: أو لم يكن علم علماء بني إسرائيل آية لهم تَكْفُرُونَ تامّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ حسن يُغْلَبُونَ كاف، ورأس آية في البصري والشامي، لأن: والذين مبتدأ يُحْشَرُونَ ليس بوقف لتعلق لام: ليميز بقوله: يُحْشَرُونَ ومن حيث كونه رأس آية يجوز مِنَ الطَّيِّبِ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله فِي جَهَنَّمَ كاف الْخاسِرُونَ تامّ ما قَدْ سَلَفَ حسن، للابتداء بالشرط الْأَوَّلِينَ كاف. كل ما في كتاب الله من ذكر سنة الله، فهو بالهاء: إلا في خمسة مواضع فهو بالتاء المجرورة هنا: سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ وإِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ للمؤمنين، والضمير في ليعذبهم للكافرين ليفرق بينهما، وليس بوقف على قول من جعله فيهما للكافرين وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ تامّ أَوْلِياءَهُ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ وَتَصْدِيَةً كاف تَكْفُرُونَ تامّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كاف، وكذا: يغلبون، وفي جهنم الْخاسِرُونَ تامّ ما قَدْ سَلَفَ صالح سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ كاف كُلُّهُ لِلَّهِ صالح بَصِيرٌ كاف مَوْلاكُمْ حسن، وقال أبو

فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا، وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ثلاثتهن في فاطر وسُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ في غافر كُلُّهُ لِلَّهِ كاف، للابتداء بعد بالشرط بَصِيرٌ كاف، ومثله: مولاكم النَّصِيرُ تامّ، ولا وقف من قوله: واعلموا إلى الجمعان، فلا يوقف على ابن السبيل لتعلق حرف الشرط بما قبله، أي: واعلموا هذه الأقسام إن كنتم مؤمنين، وإن جعل: إن كنتم شرطا جوابه مقدّر لا متقدّم، أي: إن كنتم آمنتم فاعلموا أن حكم الخمس ما تقدم أو فاقبلوا ما أمرتم به كان الوقف على: ابن السبيل كافيا الْجَمْعانِ كاف، وكذا: قدير، ومثله: أسفل منكم لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ وصله أحسن لحرف الاستدراك. وقيل يجوز بتقدير ولكن جمعكم هنا، والأوّل أولى كانَ مَفْعُولًا ليس بوقف لتعلق لام ليهلك بما قبلها عَنْ بَيِّنَةٍ الثاني أحسن عَلِيمٌ كاف على استئناف ما بعده، ولا يوقف عليه إن جعل ما بعده متعلقا بما قبله، أي: وإن الله لسميع عليم إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا وقَلِيلًا حسن فِي الْأَمْرِ لا يوقف عليه، لتعلق ما بعده بما قبله استدراكا وعطفا سَلَّمَ كاف، وكذا: الصدور وقَلِيلًا تامّ إن جعل المعنى: واذكروا إذ يريكموهم، وإن جعل معطوفا على ما قبله كان كافيا مَفْعُولًا حسن الْأُمُورُ تامّ: للابتداء بعد بياء النداء تُفْلِحُونَ كاف، ومثله: ورسوله رِيحُكُمْ حسن وَاصْبِرُوا! أحسن منه الصَّابِرِينَ كاف، ومثله: عن سبيل الله، وكذا: محيط جارٌ لَكُمْ حسن، ومثله: برئ منكم وما لا تَرَوْنَ وأَخافُ اللَّهَ كلها حسان ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ عمرو: كاف وَنِعْمَ النَّصِيرُ تامّ الْتَقَى الْجَمْعانِ كاف قَدِيرٌ صالح. وقال أبو عمرو: كاف وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ كاف، وكذا: من حيّ عن بينة، وعليم قَلِيلًا صالح سَلَّمَ كاف الصُّدُورِ صالح كانَ مَفْعُولًا كاف تُرْجَعُ الْأُمُورُ تامّ تُفْلِحُونَ حسن وَرَسُولَهُ كاف رِيحُكُمْ صالح، وكذا: واصبروا الصَّابِرِينَ حسن عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كاف، وكذا: محيط جارٌ لَكُمْ صالح، وكذا: ما لا ترون أَخافُ اللَّهَ كاف، وكذا: شديد العقاب دِينُهُمْ

الْعِقابِ كاف إن جعلت التقدير: اذكر إذ يقول دِينُهُمْ تامّ: لأنه آخر كلام المنافقين حَكِيمٌ تامّ كَفَرُوا بيان بين بهذا الوقف المعنى المراد على قراءة، يتوفى بالتحتية أن الفاعل هو ضمير يتوفى عائد على الله وأن الذين كفروا في محل نصب مفعول يتوفى، والملائكة مبتدأ، والخبر: يضربون، وأن الملائكة هي الضاربة لوجوه الكفار وأدبارهم، وكذا: إن جعل الذين كفروا فاعل، يتوفى بالتحتية، والمفعول محذوف. تقديره: يستوفون أعمالهم، والملائكة مبتدأ، وما بعده الخبر، فعلى هذين التقديرين الوقف على كفروا، وليس بوقف لمن قرأ: تتوفى بالفوقية أو التحتية، والملائكة فاعل، ويضربون في موضع نصب حال من الملائكة، وحينئذ الوقف على: الملائكة، ويبتدئ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ فبين به أن الملائكة هي التي تتوفاهم، ولم يصل الملائكة بما بعده لئلا يشكل بأن الملائكة ضاربة لا متوفاة، والأولى أن لا يوقف على: كفروا، ولا على الملائكة، بل على قوله: وأدبارهم، أي: حال الإدبار والإقبال، وجواب لو محذوف تقديره: لرأيت أمرا عجيبا وشيئا هائلا فظيعا الْحَرِيقِ كاف لِلْعَبِيدِ جائز، والأولى وصله بكدأب آل فرعون، وتقدّم ما يغني عن إعادته في آل عمران فعليك به إن شئت. والدأب: العادة، أي: كدأب الكفار في مآلهم إلى النار مثل مآل آل فرعون لما أيقنوا أن موسى ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ حسن. وقال أبو عمرو: تامّ حَكِيمٌ تامّ وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا زعم بعضهم أنه وقف، وبعضهم أن الوقف على: الملائكة، ويبتدأ بيضربون أي: هم يضربون، والوقف على الموضعين عند القائل به وقف بيان وأراد الأوّل أن يبين به أن الملائكة هي الضاربة لوجوه الكفار وأدبارهم، وأن الله هو الذي يتوفاهم، وأراد الثاني أن يبين به أن الملائكة هي التي تتوفاهم بقرينة تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا ولم يصل لئلا يشكل بأن الملائكة ضاربة لا متوفاة. والاختيار أن لا يوقف على الموضعين، بل على: وأدبارهم، وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرا فظيعا الْحَرِيقِ كاف لِلْعَبِيدِ صالح، والأحسن وصله بكدأب آل فرعون والذين من قبلهم، فيوقف عليه بِذُنُوبِهِمْ كاف، وكذا:

نبيّ فكذبوه، كذلك هؤلاء جاءهم محمد صلّى الله عليه وسلّم فكذبوه، فأنزل الله بهم عقوبة كما أنزل بآل فرعون وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جائز، ثم يبتدئ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ بِذُنُوبِهِمْ كاف، ومثله: العقاب عَلِيمٌ جائز، وفيه ما تقدم من أن الكاف في محل نصب أو في محل رفع وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كأمّة شعيب وصالح وهود ونوح آلِ فِرْعَوْنَ حسن، على استئناف ما بعده ظالِمِينَ تامّ لا يُؤْمِنُونَ تامّ، إن جعل الذين بعده مبتدأ والخبر فيما بعده، وكذا إن جعل خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم الذين، أو في موضع نصب بتقدير أعني الذين، وليس بوقف إن جعل بدلا من الذين قبله، وهو الأحسن، ومن حيث كونه رأس آية يجوز لا يَتَّقُونَ كاف، ومثله: يذكرون، وكذا: على سواء الْخائِنِينَ تامّ سَبَقُوا حسن لمن قرأ إِنَّهُمْ بكسر الهمزة مستأنفا، وهذا تمام الكلام، أي: لا تحسب من أفلت من الكفار يوم بدر فأتونا، بل لا بدّ من أخذهم في الدنيا، وليس بوقف لمن قرأ بفتحها بتقدير: لأنهم لا يعجزون فهي متعلقة بالجملة التي قبلها لا يُعْجِزُونَ كاف ومثله، ومن رباط الخيل وَعَدُوَّكُمْ حسن، وتام عند الأخفش، ويجعل قوله: وَآخَرِينَ منصوبا بإضمار فعل غير معطوف على ما قبله، لأن النصب بالفعل أولى، وليس بوقف إن جعل؛ وآخرين معطوفا على وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ أي: وتؤتوا آخرين، أو معطوفا على وَعَدُوَّكُمْ أي: وترهبون آخرين، والتفسير يدل على هذين التقديرين ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ العقاب ما بِأَنْفُسِهِمْ صالح، وكذا: عليم، وكذا: آل فرعون ظالِمِينَ تامّ، وكذا: لا يؤمنون، إن جعل الذين بعده مبتدأ، وإن جعل بدلا من الذين قبله، وهو الأحسن لم يكن الوقف تاما، بل كاف (لا يثبتون) كاف، وكذا: يذكرون، وعلى سواء الْخائِنِينَ تامّ سَبَقُوا حسن، لمن قرأ إنهم بكسر الهمزة، وليس بوقف لمن قرأه بفتحها لا يُعْجِزُونَ صالح وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ كاف لا تَعْلَمُونَهُمُ صالح

لا تَعْلَمُونَهُمُ حسن، لأنهم يقولون: لا إله إلا الله ويغزون معكم. وقيل وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ هم الجنّ تفر من صهيل الخيل، وأنهم لا يقربون دارا فيها فرس، والتقدير على هذا: وترهبون آخرين لا تعلمونهم وهم الجن، وكان محمد بن جرير يختار هذا القول لا بني قريظة وفارس هم يعلمونهم لأنهم كفار وهم حرب لهم، قاله النكزاوي اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ تامّ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ جائز لا تُظْلَمُونَ كاف، ومثله: على الله، وكذا: العليم، وحسبك الله بَيْنَ قُلُوبِهِمْ الأوّل كاف، ومثله: ألف بينهم حَكِيمٌ تامّ وحَسْبُكَ اللَّهُ كاف على استئناف ما بعده وَمَنِ اتَّبَعَكَ في محل رفع بالابتداء، أي: ومن اتبعك حسبهم الله، وليس بوقف إن جعل ذلك في محل رفع عطفا على اسم الله أو في محل جرّ عطفا على الكاف مِنَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ عَلَى الْقِتالِ حسن، ومثله: مائتين للابتداء بالشرط، ولا يفقهون كذلك ضَعْفاً كاف، وقيل تامّ مِائَتَيْنِ حسن للابتداء بالشرط، ومثله: بإذن الله مَعَ الصَّابِرِينَ تامّ فِي الْأَرْضِ كاف على استئناف ما بعده، لأن المعنى: حتى يقتل من بها من المشركين أو يغلب عليها، أو هو على تقدير أداة الاستفهام، أي: أتريدون عَرَضَ الدُّنْيا حسن، لأن ما بعده مستأنف مبتدأ وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ أحسن منه حَكِيمٌ كاف، ومثله: عظيم طَيِّباً حسن وَاتَّقُوا اللَّهَ أحسن ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ تامّ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ مفهوم لا تُظْلَمُونَ حسن عَلَى اللَّهِ كاف الْعَلِيمُ حسن، وكذا: حسبك الله وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ تامّ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ كاف حَكِيمٌ تامّ حَسْبُكَ اللَّهُ كاف، إن جعل: ومن اتبعك في محل رفع بالابتداء بتقدير: ومن اتبعك من المؤمنين كذلك، أو في محل نصب بتقدير، يكفيك الله ويكفي من اتبعك من المؤمنين، وليس بوقف إن جعل ذلك في محل رفع عطفا على اسم الله أو في محل جرّ عطفا على الكاف مِنَ الْمُؤْمِنِينَ تامّ عَلَى الْقِتالِ حسن،

رَحِيمٌ تامّ مِنَ الْأَسْرى ليس بوقف، لأن ما بعده مقول قل. قرأ أبو عمرو: من الأسارى بزنة فعالى بضم الفاء وكسر اللام، والباقون بزنة فعلى بفتح الفاء وإسكان العين وفتح اللام. وقرأ أبو جعفر من العشرة: أيديكمو من الأسارى بألف بعد السين بغير إمالة. وقرأ ابن عامر وعاصم بعدم الصلة وبالقصر من غير إمالة. وأما بغير الصلة وضم الهمزة وفتح السين، وبغير إمالة فلم يقرأ بها أحد لا من العشرة ولا من السبعة وَيَغْفِرْ لَكُمْ كاف، ومثله: رحيم. وقيل: تامّ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ كاف حَكِيمٌ تامّ، ولا وقف من قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا إلى أولياء بعض فلا يوقف على في سبيل الله أَوْلِياءُ بَعْضٍ حسن. وقيل كاف. وقيل تامّ حَتَّى يُهاجِرُوا حسن للابتداء بالشرط مِيثاقٌ كاف بَصِيرٌ تامّ أَوْلِياءُ بَعْضٍ حسن. وقيل كاف للابتداء بالشرط، أي: إن لم تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير وكَبِيرٌ كاف، ولا وقف من قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا إلى حَقًّا فلا يوقف على فِي سَبِيلِ اللَّهِ ولا على: ونصروا، لأن خبر: والذين أولئك، فلا يفصل بين المبتدأ وخبره بالوقف حَقًّا كاف كَرِيمٌ تامّ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ كاف، ومثله: في كتاب الله «آخر السورة» تام. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ وكذا: لا يفقهون ضَعْفاً كاف، وكذا: بإذن الله مَعَ الصَّابِرِينَ تامّ فِي الْأَرْضِ صالح عَرَضَ الدُّنْيا مفهوم الْآخِرَةَ صالح عَزِيزٌ حَكِيمٌ حسن، وكذا: عذاب عظيم طَيِّباً جائز وَاتَّقُوا اللَّهَ كاف رَحِيمٌ تامّ وَيَغْفِرْ لَكُمْ كاف رَحِيمٌ حسن فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ كاف حَكِيمٌ تامّ أَوْلِياءُ بَعْضٍ حسن حَتَّى يُهاجِرُوا صالح مِيثاقٌ كاف بَصِيرٌ تامّ أَوْلِياءُ بَعْضٍ صالح. وقال أبو عمرو فيه وفي الأوّل: كاف وَفَسادٌ كَبِيرٌ تامّ حَقًّا حسن. وقال أبو عمرو: كاف كَرِيمٌ تامّ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ حسن، وقال أبو عمرو: كاف فِي كِتابِ اللَّهِ كاف آخر السورة تام.

سورة التوبة

سورة التوبة مدنية (¬1) إلا آيتين من أخرها لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ إلى آخرها، فإنهما نزلتا بمكة، وإنما تركت البسملة في براءة لأنها نزلت لرفع الأمان. قال حذيفة بن اليمان: إنكم تسمونها التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحدا إلا نالت منه، أو لأنها تشبه الأنفال وتناسبها، لأن في الأنفال ذكر العهود، وفي براءة نبذها فضمت إليها، وقيل لما اختلفت الصحابة في أنهما سورة واحدة هي سابعة السبع الطوال، أو سورتان تركت بينهما فرجة ولم تكتب البسملة، وهي مائة وتسع وعشرون آية في الكوفي، وثلاثون في عد الباقي اختلافهم في ثلاث آيات أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عدّها البصري إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً عدّها الشامي وَعادٍ وَثَمُودَ عدّها المدنيان والمكي، وكلمها ألفان وأربعمائة وسبع وتسعون كلمة، وعلى قراءة ابن كثير ثمانية وتسعون كلمة، وحروفها عشرة آلاف وثمانمائة وسبعة وثلاثون حرفا، وفيها ما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع ستة عشر موضعا: عاهدتم من المشركين بعده، ثم لم ينقصوكم شيئا على أن أهل البصرة قد جاء عنهم خلاف فيه، وفي قوله: بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، والصحيح عنهم ما قدمناه، والذي في أوّل السورة مجمع على عدّه، وقاتلوا المشركين، برحمة منه ورضوان، وقلبوا لك الأمور، وفي الرقاب، ويؤمن للمؤمنين من يلمزك في الصدقات عذابا ـــــــــــــــــــــــــ سورة التوبة مدنية وقيل: إلا الآيتين آخرها فمكيتان عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كاف، وكذا: مخزي الكافرين، وكذا: ورسوله فَهُوَ ¬

_ (¬1) سورة التوبة مائة وعشرون وتسع في الكوفي، وثلاثون في الباقي، والخلاف في ثلاثة آيات: بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (3) بصري، وَعادٍ وَثَمُودَ (70) حجازي، يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (39) شامي، «التخليص» (278).

أليما، وهو الثاني، ما على المحسنين من سبيل، ألّا يجدوا ما ينفقون من المهاجرين والأنصار، وتفريقا بين المؤمنين فيقتلون ويقتلون، أن يستغفروا للمشركين ما يتقون، أنهم يفتنون عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كاف، ورأس آية غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ليس بوقف لعطف وأن الله على ما قبله الْكافِرِينَ كاف، إن لم يعطف وأذان على براءة يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ حسن، على قراءة الحسن البصري، إن الله بكسر الهمزة على إضمار القول وليس بوقف لمن فتحها على تقدير بأن، لأن أن متعلقة بما قبلها وموضعها إما نصب أو جر، وهي قراءة الجماعة ورسولُه كاف، إن رفع ورسوله عطفا على مدخول إن قبل دخلوها، إذ هو قبلها رفع على الابتداء أو رفع عطفا على الضمير المستكنّ في بريء، أي: بريء هو ورسوله، وإن رفع على الابتداء والخبر محذوف تقديره ورسوله بريء منهم، وحذف الخبر لدلالة ما قبله عليه فعليه يحسن الوقف على المشركين ولا يحسن على ورسوله، وقد اجتمعت القراء على رفع ورسوله إلا عيسى بن عمرو، ابن أبي إسحاق فإنهما كانا ينصبان، فعلى مذهبهما يحسن الوقف على ورسوله ولا يحسن على المشركين لأن ورسوله عطف على لفظ الجلالة، أو على أنه مفعول معه، وقرأ الحسن ورسوله بالجر على أنه مقسم به: أي ورسوله إن الأمر كذلك وحذف جوابه لفهم المعنى، وعليها يوقف على المشركين أيضا. وهذه القراءة يبعد صحتها عن الحسن للإيهام، حتى يحكى أن أعرابيا سمع رجلا يقرأ ورسوله بالجرّ. فقال الأعرابي: إن كان الله بريئا من رسوله فأنا بريء، فأنفذه القارئ إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فحكى الأعرابي الواقعة، فحينئذ أمر بتعليم العربية، ويحكى أيضا عن عليّ كرّم الله وجهه، وعن أبي الأسود الدؤلي. قال أبو البقاء: ولا يكون ورسوله عطفا على من المشركين لأنه يؤدي إلى الكفر. وهذا من الواضحات اه. ـــــــــــــــــــــــــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

__ خَيْرٌ لَكُمْ جائز وغَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ الثاني كاف بِعَذابٍ أَلِيمٍ