المطر والرعد والبرق لابن أبي الدنيا
ابن أبي الدنيا
باب المطر
§بَابُ الْمَطَرِ
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ثَانِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحُسَيْنِ عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَاصِمٍ الْعَاصِمِيُّ إِجَازَةً قَالَ: أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَرْذَعِيُّ قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، 1 - نا أَبُو حَفْصٍ الصَّفَّارُ أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ، نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ، فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَوْبِهِ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَا صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: «§إِنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: كُنْتُ بِالْبَطْحَاءِ فِي عِصَابَةٍ وَمَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّتْ بِهِ سَحَابَةٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ: «§مَا تُسَمُّونَ هَذِهِ؟» قَالُوا: السَّحَابُ، قَالَ: «وَالْمُزْنُ» قَالُوا: وَالْمُزْنُ، قَالَ: «وَالْعَنَانُ» قَالَ: «فَهَلْ تَدْرُونَ بُعْدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟» قَالُوا: لَا نَدْرِي، قَالَ: «فَإِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدٌ، أَوِ اثْنَانِ، أَوْ ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ عَامًا، ثُمَّ السَّمَاءُ فَوْقَهَا كَذَلِكَ» ، حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ، «ثُمَّ فَوْقَ السَّابِعِ بَحْرُ مَاءٍ، بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ، بَيْنَ أَظْلَافِهِنَّ وَرُكَبِهِنَّ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ عَلَى ظُهُورِهِنَّ الْعَرْشُ، بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ»
3 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ الْعَجْلَانَ، نا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ عَبْدَةَ ابْنَةِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ: " §الْمَطَرُ يَنْزِلُ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ إِلَى سَمَاءٍ سَمَاءٍ، حَتَّى يَأْتِيَ سَمَاءَ الدُّنْيَا، فَيُجْمَعُ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ: الْإِبْرَمُ، ثُمَّ تَجِيءُ السَّحَابَةُ السَّوْدَاءُ فَيَدْخُلُ فِيهَا فَتُنَشِّفُهُ، ثُمَّ يُصَرِّفُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ يَشَاءُ "
4 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ الْمَرْوَزِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، نا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «§يُنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَاءَ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَتَقَعُ الْقَطْرَةُ مِنْهُ عَلَى السَّحَابَةِ مِثْلَ الْبَعِيرِ»
5 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُعَاذٍ - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ لِتَبِيعٍ: سَمِعْتَ كعبًا يَقُولُ فِي السَّحَابِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§السَّحَابُ غِرْبَالُ الْمَطَرِ، وَلَوْلَا السُّحُبُ لَأُفْسِدَ مَا يَقَعُ عَلَى الْأَرْضِ»
6 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَبْدَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ: «إِنَّ §فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً تُثِيرُ السَّحَابَ، فَمَا كَانَ مِنْهُ أَسْوَدَ فَهِيَ الثَّمَرَةُ الَّتِي قَدْ نَضِجَتْ، وَهِيَ الَّتِي تُمْطِرُ، وَمَا كَانَ مِنْهُ أَبْيَضَ، فَهِيَ الثَّمَرَةُ الَّتِي لَا تَنْضُجُ، وَهِيَ الَّتِي لَا تُمْطِرُ»
7 - حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ وَغَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§إِذَا جَاءَ الْقَطْرُ مِنَ السَّمَاءِ تَفَتَّحَتْ لَهُ الْأَصْدَافُ فَكَانَ لُؤْلُؤًا»
8 - حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، نا أَبِي، حَدَّثَنِي الْجُمَحِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: «§الْمَطَرُ -[55]- مِزَاجُهُ مِنَ الْجَنَّةِ، فَإِذَا كَثُرَ الْمِزَاجُ عَظُمَتِ الْبَرَكَةُ، وَإِنْ قَلَّ الْمَطَرُ، وَإِذَا قَلَّ الْمِزَاجُ قَلَّتِ الْبَرَكَةُ وَإِنْ كَثُرَ الْمَطَرُ»
9 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَضَّاحِ الْأَزْدِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، عَنْ تَبِيعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «§الْمَطَرُ زَوْجُ الْأَرْضِ، أَلَا تَرَى الْمَرْأَةَ تَكُونُ قَشِفَةً فَإِذَا جَاءَ زَوْجُهَا تَخَضَّبَتْ وَاكْتَحَلَتْ، كَذَلِكَ الْأَرْضُ تَكُونُ مُغْبَرَّةً فَإِذَا جَاءَ الْمَطَرُ اهْتَزَّتْ، وَرَبَتْ، وَأَنْبَتَتْ»
10 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ الْأَسَدِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ: {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر: 21] قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ §يَنْزِلُ مَعَ الْمَطَرِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَكْثَرُ مِنْ وَلَدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَوَلَدِ إِبْلِيسَ، يُحْصُونَ كُلَّ قَطْرَةٍ، وَأَيْنَ تَقَعُ، وَمَنْ يَرْزُقُ ذَلِكَ النَّبَاتَ "
11 - حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَلِيلِ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «§مَا نَزَلَتْ قَطْرَةٌ إِلَّا بِمِيزَانٍ إِلَّا زَمَانَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ»
12 - حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ دَجْنٍ، فَقَالَ: «§كَيْفَ تَرَوْنَ بَوَاسِقَهَا؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَحْسَنَهَا وَأَشَدَّ تَرَاكُمَهَا، قَالَ: «كَيْفَ تَرَوْنَ قَوَاعِدَهَا؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَحْسَنَهَا -[57]- وَأَشَدَّ تَمَكُنَّهَا، قَالَ: «كَيْفَ تَرَوْنَ رَحَاهَا اسْتَدَارَتْ؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَحْسَنَهَا وَأَشَدَّ اسْتِدَارَتَهَا، قَالَ: «كَيْفَ تَرَوْنَ جَوْنَهَا؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَحْسَنَهُ وَأَشَدَّ سَوَادَهُ، قَالَ: «كَيْفَ تَرَوْنَ بَرْقَهَا، أَخَفْوًا، أَمْ وَمِيضًا، أَمْ يَشُقُّ شَقًّا؟» قَالُوا: بَلْ يَشُقُّ شَقًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَيَا» ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَفْصَحَكَ، مَا رَأَيْتُ الَّذِيَ هُوَ أَعْرَبَ مِنْكَ فَقَالَ: «حُقَّ لِي، وَإِنَّمَا أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِي بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ»
13 - حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ الرَّقِّيُّ، نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، نا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " أَتَى بِيَ الْحَجَّاجُ مُوثَقًا، فَإِنِّي لَعِنْدَهُ إِذَ جَاءَ الْحَاجِبُ فَقَالَ: إِنَّ بِالْبَابِ رُسُلًا، فَقَالَ: ائْذَنْ، فَدَخَلُوا، وَعَمَائِمُهُمْ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ، وَسُيُوفُهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، وَكُتُبُهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ سِيَابَةُ بْنُ عَاصِمٍ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: مِنَ الشَّامِ. قَالَ: كَيْفَ تَرَكْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ كَيْفَ حَشَمُهُ؟ فَأَخْبَرَهُ، قَالَ: هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ مِنْ غَيْثٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، §أَصَابَتْنِي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، ثَلَاثُ سَحَائِبَ، قَالَ: فَانْعَتْ لِي كَيْفَ كَانَ وَقْعُ الْمَطَرُ؟ وَكَيْفَ كَانَ أَثَرُهُ -[59]- وَتَبَاشِيرُهُ؟ قَالَ: أَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِحُورَانَ، فَوَقَعَ قَطْرٌ صِغَارٌ وَقَطْرٌ كِبَارٌ، فَكَانَ الصِّغَرُ لُحْمَةً لِلْكِبَارِ، وَوَقْعٌ بَسِيطٌ مُتَدَارَكٌ وَهُوَ السَّحُّ الَّذِي سَمِعْتَ بِهَ، فَوَادٍ سَائِلٌ، وَوَادٍ نَازِحٌ، وَأَرْضٌ مُقْبِلَةٌ، وَأَرْضٌ مُدْبِرَةٌ، وَأَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِسَوَاءَ، فَلَبَّدَتِ الدِّمَاثَ، وَأَسَالَتِ الْعِزَازَ، وَادْحَضَتِ التِّلَاعَ، وَصَدَعَتْ عَنِ الْكَمْأَةِ أَمَاكِنَهَا، وَأَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِالْقَرْيَتَيْنِ فَقَاءَتِ الْأَرْضُ بَعْدَ الرِّيِّ، وَامْتَلَأَتِ الْأَخْادُ، وَأُفْعِمَتِ الْأَوْدِيَةُ، وَجِئْتُكَ فِي مِثْلِ وَجَارِ الضَّبُعِ، أَوْ قَالَ: مَجَرِّ، قَالَ: ائْذَنْ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، فَقَالَ: هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ مِنْ غَيْثٍ؟ قَالَ: لَا، كَثُرَ الْإِعْصَارُ، وَاغْبَرَّ الْجِلَادُ، وَأَكَلَ مَا أَشْرَفَ مِنَ الْجَعْبَةِ - يَعْنِي النَّبْتَ - وَاسْتَيْقَنَّا أَنَّهُ عَامَ سَنَةٍ، قَالَ: -[60]- بِئْسَ الْمُخْبِرُ أَنْتَ. قَالَ: أَخْبَرْتُكَ بِالَّذِي كَانَ، قَالَ: ائْذَنْ "، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَقَالَ: هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ مِنْ غَيْثٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ الرُّوَّادَ تَدْعُوا إِلَى رِيَادَتِهَا، وَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: هَلُمَّ أُظْعِنُكُمْ إِلَى مَحِلَّةٍ تُطْفَأُ فِيهَا النِّيرَانُ، وَتَشْتَكِي فِيهَا النِّسَاءُ، وَتَنَافَسُ فِيهَا الْمَعِزَى، قَالَ: فَلَمْ يَفْهَمِ الْحَجَّاجُ مَا قَالَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنَّمَا تُحَدِّثُ أَهْلَ الشَّامِ فَأَفْهِمْهُمْ، قَالَ: نَعَمْ، أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، أَخْصَبَ النَّاسَ فَكَانَ التَّمْرُ، وَالسَّمْنُ، وَالزُّبْدُ، وَاللَّبَنُ، فَلَا تُوقَدُ نَارٌ يُخْتَبَزُ بِهَا، وَأَمَّا تَشَكِّي النِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ تَظَلُّ تَرْبُقُ بُهُمَهَا، وَتَمْخُضُ لَبَنَهَا، فَتَبِيتُ وَلَهَا أَنِينٌ مِنْ عَضُدَيْهَا كَأَنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْهَا، وَأَمَّا تَنَافُسُ الْمَعِزَى، فَإِنَّهَا تَرَى مِنْ أَنْوَاعِ الشَّجَرِ، وَأَلْوَانِ الثَّمَرِ مَا تُشْبِعُ بُطُونَهَا، وَلَا تُشْبِعُ عُيُونَهَا، فَتَبِيتُ وَقَدِ امْتَلَأَتْ أَكْرَاشُهَا، لَهَا مِنَ الْكَظَّةِ جِرَّةٌ حَتَّى تَسْتَنْزِلَ الدِّرَّةَ، قَالَ: ائْذَنْ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي كَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ قال هل كان وراءك من غيث؟ قَالَ: نَعَمْ , وَلَكِنْ لَا أُحْسِنُ أَقُولُ كَمَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ: قَالَ: فَمَا تُحْسِنُ؟ قَالَ: أَصَابَتْنِي -[61]- سَحَابَةٌ بِحُلْوَانَ فَلَمْ أَزَلْ أَطَأُ فِي أَثَرِهَا حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى الْأَمِيرِ، قَالَ: لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرَهُمْ فِي الْمَنْطِقِ خِطْبَةً، إِنَّكَ لَأَطْوَلَهُمْ بِالسَّيْفِ خُطْوَةً "
14 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ، نا أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سَرِيعٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: بَعَثَنِي الْجَرَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ خَلِيفَةَ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ عَلَى الْعِرَاقِ، -[62]- فَبَعَثَنِي إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ §يَسْأَلُ عَنِ الْأَخْبَارِ، وَالْأَمْطَارِ، وَكُنْتُ لَا أَرْتِقُ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ، وَكَانَتِ الرُّسُلُ إِذْ ذَاكَ إِنَّمَا بَرِيدُهَا الْإِبِلُ، وَكَانَ الطَّرِيقُ عَلَى السَّمَاوَةِ سَمَاوَةِ كَلْبٍ، فَمَرَرْتُ بِأَعْرَابِيٍّ مُشْتَمِلٍ بِكِسَائِهِ، فَقُلْتُ: يَا هَذَا، هَلْ لَكَ فِي دِرْهَمَيْنِ؟ . قَالَ: وَكَيْفَ لِي بِهِمَا؟، قَالَ: فَنَاوَلْتُهُ إِيَّاهُمَا، فَقَالَ: أَعَنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ، جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا؟، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَقُولُ إِذَا سُئِلْتُ عَنِ الْمَطَرِ؟ . قَالَ: أَيُّ مَطَرٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَطَرُنَا هَذَا، قَالَ: تَقُولُ: أَصَابَنَا أَحْسَنُ مَطَرٍ، عَقَدَ مِنْهُ الثَّرَى، وَاسْتَأْصَلَ الْعُودَ، وَقَامَتْ مِنْهُ الْغُدُرُ، عَلَى أَنِّي لَمْ أَرْ فِي ذَلِكَ وَادِيًا دَارِيًا، قَالَ: قُلْتُ: أَمْلِهَا عَلَيَّ، فَكَتَبْتُهَا، فَجَعَلْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ، فَكُنْتُ إِذَا نَزَلَتْ قُمْتُ فَقُلْتُ: كَيْفَ أَمْرُكِ؟ وَكَيْفَ الْأَسْعَارُ؟ وَكَيْفَ النَّاسُ؟ وَكَيْفَ الْمَطَرُ؟ ثُمَّ أُجِيبُ نَفْسِي، فَلَمَّا أَتَيْتُ بَابَ سُلَيْمَانَ أُذِنَ لِي، وَكَانَ يُؤْذَنُ لِرَسُولِ صَاحِبِ الْعِرَاقِ قَبْلَ النَّاسِ، فَلَمَّا دَخَلْتُ سَأَلَنِي فَاسْتَبْطَأْتُ أَنْ يَسْأَلُنِي عَنِ الْمَطَرِ، حَتَّى سَأَلَنِي، فَقُلْتُ الْكَلَامَ، فَقَالَ: أَعِدْهُ، فَأَعَدْتُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّكَ لَسْتَ بِأَيِّ عُذْرِهِنَّ الْكَلَامِ، قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَنَا بِأَبِي عُذْرِهِ، وَلَكِنِّي كُنْتُ لَا أَرْتِقُ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ، وَبَلَغَنِي أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَسْأَلُ عَنِ الْأَخْبَارِ وَالْأَمْطَارِ، وَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَ الْكَلْبِيِّ، فَقَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ، لَقَدْ وَقَعْتَ عَلَى ابْنِ بَجْدَتِهَا، وَفَضَّلَنِي فِي -[63]- الْجَائِزَةِ وَالْكِسْوَةِ عَلَى الرُّسُلِ "
15 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: " خَرَجَ رَجُلٌ مِنَّا مِنْ هُذَيْلٍ يَرْعَى غُنَيْمَةً لَهُ، وَقَدْ ضَعُفَ بَصَرُهُ، وَمَعَهُ ابْنَةٌ لَهُ، فَقَالَ لَهَا: إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ الْمَطَرِ، فَانْظُرِي إِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ تَرَيْنَهَا؟، فَقَالَتْ: أَرَاهَا كَأَنَّهَا تُرْبَانِ مَعِزَى هَزْلَى، قَالَ: ارْعَيْ وَاحْذَرِي، فَمَكَثَتْ هَنُيْهَةً ثُمَّ قَالَ لَهَا: انْظُرِي كَيْفَ تَرَيْنَ السَّمَاءَ؟ قَالَتْ: أَرَاهَا كَأَنَّهَا §بِغَالٌ سُودٌ تَجُرُّ جِلَالَهَا. قَالَ: ارْعَيْ وَاحْذَرِي، ثُمَّ قَالَ لَهَا: انْظُرِي كَيْفَ تَرَيْنَهَا: قَالَتْ: أَرَاهَا قَدِ ابْيَضَّتْ، وَقَرُبَتْ وَسَطُحَتْ، فَكَأَنَّهَا بَطْنُ حِمَارٍ أَصْحَرَ، قَالَ: انْجِي وَلَا مَنْجَى لَكِ، قَالَ: فَأَخَذَتْهُمُ السَّمَاءُ بِشَيْءٍ قَالَهُ عَبِيدُ بْنُ الْأَبْرَصِ: [البحر البسيط] دَانٍ مُسِفٍّ فُوَيْقَ الْأَرْضِ هِيدَ بِهِ ... يَكَادُ يَدْفَعُهُ مَنْ قَامَ بِالرَّاحِ فَمَنْ بِعِقَوْتَهِ كَمَنْ بِنَجْوَتِهِ ... وَالْمُسِتَكِنُّ كَمَنْ يَمْشِي بِقِرْوَاحِ قَالَ: فَلَجَأَ إِلَى كَهْفِ جَبَلٍ فَدَخَلَ هُوَ وَابْنَتُهُ "
16 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ، -[64]- قَالَ: " كَانَ الشَّمَّاخُ بْنُ ضِرَارٍ، وَمُزَرَّدٌ أَخُوهُ، وَالْعَصْمَاءُ عِنْدَ أَبِيهِمْ، فَقَالَ: يَا شَمَّاخُ، §اخْرُجْ فَانْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ وَأْتِنِي بِخَبَرِهَا، قَالَ: فَجَاءَ فَقَالَ: [البحر السريع] كَأَنَّ بِأَرْجَائِهَا سَلَّةً ... طَعَنَهَا الْكَمْأَةُ وَضَرْبًا دَيَافَا قَالَ: فَمَكَثَ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: يَا مُزَرِّدُ، اخْرُجْ فَانْظُرْ، فَخَرَجَ فَنَظَرَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: أَنَاخَ عَلَى بَقَرٍ بَرْكُهُ كَأَنَّ عَلَى عَضُدَيْهِ كِتَافَا قَالَ: فَمَكَثَ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: يَا عَصْمَاءُ اخْرُجِي فَانْظُرِي، قَالَ: فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: [البحر السريع] حَدَتْهُ الصَّبَا وَمَرَتْهُ الْجَنُوبُ ... وَالْتَحَفَتْهُ الشَّمَالُ الْتِحَافَا فَقَالَ ضِرَارٌ: [البحر السريع] أَيَا فَرْحَةً أَعْقَبَتْ تَرْحَهْ ... تُشِفُّ الْفُؤَادَ وَتُجْفِي اللِّحَافَا
17 - حَدَّثَنِي فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، §فِي قَوْلِهِ: {الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} قَالَ: الْمَطَرُ "
18 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ -[65]- الْحَمِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بنِ الْمُسَيَّبِ: " {§الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} مَا الْخَبْءُ؟ قَالَ: الْمَاءُ "
19 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §الصَّيِّبُ: الْمَطَرُ
20 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: §الْمُزْنُ: السَّحَابُ
21 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا وَكِيعٌ، نا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَنَسٍ فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّهَا لَمَخِيلَةُ الْمَطَرِ، فَقَالَ أَنَسٌ: «§إِنَّهَا لِرَبِّهَا لَمُطِيعَةٌ»
22 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، نا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّمَا مَثَلُ أُمَّتِي كَمَثَلِ الْمَطَرِ، لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ» -[67]- 23 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ
24 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: -[68]- «§مَا مِنْ عَامٍ بِأَكْثَرَ مَطَرًا مِنْ عَامٍ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ»
25 - حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ أَبِي الْغَرِيفِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " {§فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} [الذاريات: 2] السَّحَابُ، {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} [الذاريات: 4] الْمَلَائِكَةُ "
26 - حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، أنا هُشَيْمُ، أنا حُصَيْنٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا اسْتَسْقَى قَالَ: «§اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ، وَبِلَادَكَ، وَبَهَائِمَكَ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيئًا، مُرِيعًا، غَدَقًا، طَبَقًا، عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ»
27 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، نا أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَعَا فِي الِاسْتِسْقَاءِ فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ، وَبِلَادَكَ، وَبَهَائِمَكَ، وَأَنْعَامَكَ، وَأَحْيِ أَرْضَكَ الْمَيْتَةَ»
28 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِلْعَبَّاسِ: قُمْ فَاسْتَسْقِ وَادْعُ رَبَّكَ، فَقَامَ الْعَبَّاسُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ §عِنْدَكَ سَحَابًا، وَإِنَّ عِنْدَكَ مَاءً، فَانْشُرِ السَّحَابَ، ثُمَّ أَنْزِلْ فِيهِ الْمَاءَ، ثُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا فِيهِ الْمَاءَ، ثُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا فَاشْدُدْ بِهِ الْأَصْلَ، وَأَطِلْ بِهِ الْفَرْعَ، وَأَدِرَّ بِهِ الضَّرْعَ، اللَّهُمَّ إِنَّا شُفَعَاءُ إِلَيْكَ عَمَّنْ لَا مَنْطِقَ لَهُ مِنْ بَهَائِمِنَا وَأَنْعَامِنَا، اللَّهُمَّ شَفِّعْنَا فِي أَنْفُسِنَا وَأَهْلِينَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا سُقْيَا وَادِعَةً بَالِغَةً، طَبَقًا، عَامًّا، مُحْيِيًا، اللَّهُمَّ لَا نَرْغَبُ إِلَّا إِلَيْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ سَغَبَ كُلِّ سَاغِبٍ، وَغُرْمَ كُلِّ غَارِمٍ، وَجُوعَ كُلِّ جَائِعٍ، وَعُرْيَ كُلِّ عَارٍ، وَخَوْفَ كُلِّ خَائِفٍ، فِي دُعَاءٍ لَهُ "
. . . . . . . 29 -[72]- عَنْ رُقَيْقَةَ بِنْتِ أَبِي صُفِيِّ بْنِ هِشَامٍ، قَالَتْ: §تَتَابَعَتْ عَلَى قُرَيْشٍ سِنُونَ أَقْلَحَتِ الضَّرْعَ، وَأَدَقَّتِ الْعَظْمَ، فَبَيْنَا أَنَا رَاقِدَةُ الْهَمِّ، أَوْ مَهْمُومَةٌ، إِذَا هَاتِفٌ يَصْرُخُ بِصَوْتٍ صَحِلٍ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّ هَذَا النَّبِيَّ الْمَبْعُوثَ قَدْ أَظَلَّتْكُمْ أَيَّامُهُ، وَهَذَا إِبَانُ نُجُومِهِ، فَحَيَّهَلَا بِالْحَيَاءِ وَالْخِصْبِ، أَلَا فَانْفِرُوا رَجُلًا مِنْكُمْ وَسِيطًا، عِظَامًا، جِسَامًا، أَبْيَضَ بِضِيَاءٍ، أَوْطَفَ الْأَهْدَابِ، سَهْلَ الْخَدَّيْنِ، أَشَمَّ الْعِرْنِينِ، لَهُ فَخْرٌ يَكْظُمُ عَلَيْهِ، وَسُنَّةٌ يَهْدِي إِلَيْهَا، فَلْيَخْلُصْ هُوَ وَوَلَدُهُ، وَلْيَهْبِطْ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ رَجُلٌ، فَلْيُشِنُّوا مِنَ الْمَاءِ، وَلْيَمَسُّوا مِنَ الطِّيبِ، وَلْيَسْتَلِمُوا الرُّكْنَ، ثُمَّ لَيَرْقَوْا أَبَا قُبَيْسٍ، ثُمَّ لَيَدْعُ الرَّجُلُ وَلْيُؤَمِّنِ الْقَوْمُ، فَغِثْتُمْ مَا شِئْتُمْ، فَأَصْبَحْتُ، عَلِمَ اللَّهُ، مَذْعُورَةً، وَاقْشَعَرَّ جِلْدِي، وَوَلِهَ عَقْلِي، وَاقْتَصَصْتُ رُؤْيَايَ، وَنِمْتُ فِي شِعَابِ مَكَّةَ، فَوَالْحُرْمَةِ وَالرَّحِمِ، مَا بَقِيَ بِهَا أَبْطَحِيُّ إِلَّا قَالَ: هَذَا شَيْبَةُ الْحَمْدِ، وَتَنَاهَتْ إِلَيْهِ رِجَالَاتُ قُرَيْشٍ، وَهَبَطَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ، فَشَنُّوا، وَمَسُّوا، وَاسْتَلَمُوا الرُّكْنَ، ثُمَّ ارْتَقَوْا أَبَا قُبَيْسٍ وَاصْطَفُّوا حَوْلَهُ، مَا يَبْلُغُ سَعْيُهُمْ مَهْلَهُ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَوْا بِذِرْوَةِ الْجَبَلِ قَامَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَمَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامٌ قَدْ أَيْفَعَ أَوْ كَرُبَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ سَادَّ الْخَلَّةِ، وَكَاشِفَ الْكُرْبَةِ، أَنْتَ مُعَلِّمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ، وَمَسْئُولٌ غَيْرُ مُبْخِلٍ، وَهَذِهِ عَبْدَاؤُكَ وَإِمَاؤُكَ بِعَذَرَاتِ حَرَمِكَ، يَشْكُونَ إِلَيْكَ سَنَتَهُمْ، أَذْهَبَتِ الْخُفَّ وَالظِّلْفَ، اللَّهُمَّ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا غَيْثًا مُغْدِقًا مُرِيعًا، فَوَرَبِّ الْكَعْبَةِ مَا رَامُوا حَتَّى تَفَجَّرَتِ السَّمَاءُ بِمَا فِيهَا، وَاكْتَظَّ الْوَادِي بِثَجِيجِهِ، فَسَمِعْتُ شِيخَانَ قُرَيْشٍ وَجِلَّتَهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعَانَ، وَحَرْبَ بْنَ أُمَيَّةَ، وَهِشَامَ بْنَ الْمُغِيرَةِ يَقُولُونَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ: -[73]- هَنِيئًا لَكَ يَا أَبَا الْبَطْحَاءِ - أَيْ عَاشَ بِكَ أَهْلُ الْبَطْحَاءِ فَفِي ذَلِكَ تَقُولُ رُقَيْقَةُ: [البحر البسيط] بِشَيْبَةِ الْحَمْدِ أَسْقَى اللَّهُ بَلْدَتَنَا ... وَقَدْ فَقَدْنَا الْحَيَاةَ وَاجْلَوَّذَ الْمَطَرُ فَجَادَ بِالْمَاءِ جُوِنِيُّ لَهُ سُبُلٌ ... سَحًّا فَعَاشَتْ بِهِ الْأَنْعَامُ وَالشَّجَرُ مَنًّا مِنَ اللَّهِ بِالْمَيْمُونٍ طَائِرُهُ ... وَخَيْرِ مَنْ بُشِّرَتْ يَوْمًا بِهِ مُضَرُ مُبَارَكُ الْأَمْرِ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِهِ ... مَا فِي الْأَنَامِ لَهُ عِدْلٌ وَلَا خَطَرُ
30 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، -[74]- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «§أَذْكُرُ سَيْلًا جَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ سَدَّ مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ»
31 - حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «مَا كَانَ بَابٌ مِنَ الْعِبَادَةِ يَعْجَزُ عَنْهُ النَّاسُ إِلَّا تَكَلَّفَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَلَقَدْ §جَاءَتْ سَيْلٌ طَبَّقَ الْبَيْتَ، فَجَعَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَطُوفُ سِبَاحَةً»
32 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ، أَنَّهُ أَنْشَدَهُمْ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ: [البحر المتقارب] §أَلَمْ تَرَنَا غَبَّنَا مَاؤُنَا ... زَمَانًا فَظَلْنَا نَكُدَّ الْبِئَارَا -[75]- فَلَمَّا غَزَى الْمَاءُ أَوْطَانَهُ ... وَجَفَّ الثِّمَارُ فَصَارَتْ حِرَارَا وَعَجَّتْ إِلَى رَبِّهَا فِي السَّمَاءِ ... رُءُوسُ الْعِضَاةِ تُنَاجِي السِّرَارَا وَفَتَّحَتِ الْأَرْضُ أَبْوَابَهَا ... عَجِيجَ الْعِشَارِ وَرَدْنَ الْجِفَارَا بُسْنَ عَلَى عَطَنِ لَيْلَةٍ ... مَعَ الْيَأْسِ أَبْيَاتَنَا وَالْحِفَارَا وَقُلْنَ احْفِرُوا لِلنَّدَى مَهْدَةً ... صَبْرَ النُّفُوسِ وَمُوتُوا حِرَارَا فَإِنَّ النَّدَى لَعَسَى مَرَّةً ... يَرُدُّ إِلَى أَهْلِهِ مَا اسْتَعَارَا فَبَيْنَا يُرَمِّقُ أَحْشَاؤُهُ ... أَضَاءَ بِهِ مُزْنُهُ فَاسْتَطَارَا وَأَقْبَلَ يَزْحَفُ زَحْفَ الْكَسِيرِ ... سِيَاقَ الرِّعَاءِ الْبِطَاءِ الَعِشَارَا تُغَنِّي وُتَضْحَكُ حَافَاتُهُ ... قِيَانُ الْغَمَامِ وَتَبْكِي مِرَارَا أَشَارَ لَهُ آمِرٌ فَوْقَهُ ... هَلُمَّ فَأَمَّ إِلَى مَا أَشَارَا وَشَيَّعَ وَنَزَعَ أَسْدَادَهُ ... كَنَزْعِ الطَّبِيبِ الرَّفِيقِ السِّبَارَا فَإِنْ تَكُ ... دُودَانُ أَحْيَتْ بِهِ ... زَمَانًا فَكَانَ لَهَا اللَّهُ جَارَا
33 - وَحَدَّثَنِي أَبُو عَدْنَانَ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنِي الصَّامِتُ بْنُ الْمُخَيَّلِ الْيَشْكُرِيُّ، سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، أَخْبَرَنِيهِ أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: أَقْبَلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ حَتَّى لَقِيَ الْحَارِثَ التُّؤْمَ الْيَشْكُرِيَّ، وَكَانَ -[76]- الْحَارِثُ يُكْنَى أَبَا شُرَيْحٍ، فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: [البحر الوافر] أَجَارُ تَرَى بَرِيقًا لَمْ يُغَمَّضِ فَقَالَ الْحَارِثُ: [البحر الوافر] كَنَارِ مَجُوسٍ تَسْتَعِرُ اسْتِعَارَا فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَرِقْتُ لَهُ وَنَامَ أَبُو شُرَيْحٍ فَقَالَ الْحَارِثُ: إِذَا مَا قُلْتُ قَدْ هَدَأَ اسْتَطَارَا فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كَأَنَّ حَنِينَهُ وَالرَّعْدُ فِيهِ فَقَالَ الْحَارِثُ: عِشَارٌ وُلَّهٌ لَاقَتْ عِشَارَا فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَلَمْ يَتْرُكْ بِبَطْنِ الْجَوِّ ظَبْيًا فَقَالَ الْحَارِثُ: وَلَمْ يَتْرُكْ بِعَرْصَتِهَا حِمَارَا فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَلَمَّا أَنْ عَلَا بَقَفَى وَضَاحٍ فَقَالَ الْحَارِثُ: وَعَتْ أَعْجَازُ رَيِّقِهِ فَحَارَا فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: «§لَا أَتَعَنَّتُ أَحَدًا بَعْدَكَ بِالشِّعْرِ»
34 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا»
35 - حَدَّثَنَا سَعْدَوَيْهِ، وَيَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ الْيَرْبُوعِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §إِذَا رَأَى فِي السَّمَاءِ غُبَارًا أَوْ رِيحًا اسْتَقْبَلَهُ حَيْثُ كَانَ وَإِنْ كَانَ فِي الصَّلَاةِ، وَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِذَا جَاءَ مَطَرٌ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» ، وَقَالَ سَعْدَوَيْهِ: «اللَّهُمَّ سُقْيًا نَافِعًا»
36 - حَدَّثَنِي قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، نا جُمَيْعُ بْنُ ثَوْبٍ الرَّحَبِيُّ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ التَّنُوخِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مُطِرَ قَوْمٌ قَطُّ إِلَّا بِرَحْمَةٍ، وَلَا قُحِطُوا إِلَّا بَسَخْطَةٍ»
37 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، نا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرِ، نا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ، نا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا -[79]- اسْتَسْقَى قَالَ: «§اللَّهُمَّ اسْقِنَا سَقْيًا وَادِعَةً نَافِعَةً، تَسَعُ الْأَمْوَالَ وَالْأَنْفُسَ، غَيْثًا هَيِّنًا، مَرِيًّا مَرِيعًا، طَبَقًا، مُجَلَّلًا، تَسَعُ بِهِ عَلَى بَادِيَتِنَا، وَعَلَى حَاضِرَتِنَا، تُنْزِلُ لَنَا بِهِ مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَوَاتِ، وَتُخْرِجُ لَنَا بِهِ مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ، وَتَجْعَلُنَا عِنْدَهُ مِنَ الشَّاكِرِينَ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ»
38 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، نا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ، نا قَطْوَانُ التَّمَّارُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا حَكِيمٍ إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ مَطَرٍ تَجَرَّدَ وَيَقُولُ: إِنَّ عِلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَفْعَلُهُ، وَيَقُولُ: «§إِنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِالْعَرْشِ»
39 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، أنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، نا عِيسَى بْنُ -[80]- إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " §السَّحَابُ الْأَسْوَدُ: الْقَطْرُ، وَالْأَبْيَضُ: فِيهِ النَّدَى، وَهُوَ الَّذِي يُنْضِجُ الثِّمَارَ "
40 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ شَيْخٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: قَالَ مُوسَى: " يَا رَبِّ، §هَذَا الْغَيْثُ لَا يَنْزِلُ، وَيَنْزِلُ فَلَا يَنْفَعُ، قَالَ: كَثْرَةُ الزِّنَا، وَظُهُورُ الرِّبَا "
41 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: " كَانُوا يَقُولُونَ - يَعْنِي أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: §الْحَمْدُ لِلَّهِ الرَّفِيقِ، الَّذِي لَوْ جَعَلَ هَذَا الْخَلْقَ خَلْقًا دَائِمًا لَا يَتَصَرَّفُ لَقَالَ الشَّاكُّ فِي اللَّهِ: لَوْ كَانَ لِهَذَا الْخَلْقِ رَبٌّ يُحَادِثُهُ. وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَادَثَ بِمَا تَرَوْنَ مِنَ الْآيَاتِ: إِنَّهُ جَاءَ بِضَوْءٍ طَبَّقَ مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ، وَجَعَلَ فِيهَا مَعَاشًا، وَسِرَاجًا وَهَّاجًا، ثُمَّ إِذَا شَاءَ ذَهَبَ بِذَلِكَ الْخَلْقِ وَجَاءَ بِظُلْمَةٍ طَبَّقَتْ مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ، وَجَعَلَ فِيهَا سَكَنًا، وَنُجُومًا، وَقَمَرًا مُنِيرًا، وَإِذَا شَاءَ نَبَاتًا جَعَلَ مِنْهُ الْمَطَرَ، وَالْبَرْقَ، وَالرَّعْدَ، وَالصَّوَاعِقَ مَا شَاءَ، وَإِذَا شَاءَ صَرَفَ ذَلِكَ الْخَلْقَ وَإِذَا شَاءَ جَاءَ بِبَرْدٍ يُقَرْقِفُ النَّاسَ وَإِذَا شَاءَ -[81]- ذَهَبَ بِذَلِكَ وَجَاءَ بِحَرٍّ يَأْخُذُ بِأَنْفَاسِ النَّاسِ لِيَعْلَمَ النَّاسُ أَنَّ لِهَذَا الْخَلْقِ رَبًّا هُوَ يُحَادِثُهُ بِمَا تَرَوْنَ مِنَ الْآيَاتِ، كَذَلِكَ إِذَا شَاءَ ذَهَبَ بِالدُّنْيَا وَجَاءَ بِالْآخِرَةِ "
42 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الْأَزْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، نا عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §إِذَا أَنْشَأَتِ السَّمَاءُ بَحْرِيَّةً ثُمَّ تَشَاءَمَتْ فَتِلْكَ عَيْنٌ، أَوْ قَالَ: عَامٌ غَدِيقَةٌ "، يَعْنِي: مَطَرًا كَثِيرًا "
43 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ سُمَيْرِ بْنِ نَهَارٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: §لَوْ أَنَّ عِبَادِي أَطَاعُونِي أَسْقَيْتُهُمُ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ، وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ، وَلَمْ أُسْمِعْهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ "
44 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِشْكَابَ الْعَامِرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثنا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَوَاكِي فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيًّا مَرِيعًا، عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ» ، قَالَ: فَأَطْبَقَتْ "
45 - حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ، ثنا التَّبُوذَكِيُّ - فِيمَا أَعْلَمُ - عَنْ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرَةَ: «§إِذَا مُطِرَتِ الْبَصْرَةُ مُطِرَتِ الدُّنْيَا»
46 - حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَهْدِيٍّ الْقُرَشِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ، نا عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ جَدِّهِ سَعْدٍ: " أَنَّ قَوْمًا شَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَحْطَ الْمَطَرِ، فَقَالَ: " §اجْثُوا عَلَى الرُّكَبِ وَقُولُوا: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ "، وَأَوْمَأَ بِالسَّبَّابَةِ، قَالَ: فَسُقُوا حَتَّى أَحَبُّوا أَنْ يُكْشَفَ عَنْهُمْ "
47 - حَدَّثَنِي أَبُو الْأَشْعَثِ الْعِجْلِيُّ، نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَذَكَرُوا الْمَاءَ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ فِيهِ: " §مِنْهُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْهُ مَا يَسْتَقِيهِ الْغَيْمُ مِنَ الْبَحْرِ، فَيُعْذِبُهُ الرَّعْدُ وَالْبَرْقُ، فَأَمَّا مَا كَانَ مِنَ الْبَحْرِ فَلَا يَكُونُ لَهُ نَبَاتٌ، وَأَمَّا النَّبَاتُ فَمَا كَانَ مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ، وَقَالَ: إِنْ شِئْتُ أَعْذَبْتُ مَاءَ الْبَحْرِ، قَالَ: فَأَمَرَ بِقِلَالٍ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ وَصَفَ كَيْفَ يُصْنَعُ بِهِ حَتَّى يُعْذَبَ "
48 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، نا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: السَّحَابُ. قَالَ: «§هَذَا الْعَنَانُ»
49 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، نا أَبِي، نا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، -[86]- فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مَرِيعًا، طَبَقًا، عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ» ، فَمَا بَرِحْنَا حَتَّى أَطْبَقَتْ عَلَيْنَا سَبْعًا، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ حَبَسَ - يَعْنِي الرُّكْبَانَ - فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا» ، فَتَفَرَّجَتْ "
50 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي لَقَدِ انْتَهَيْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ §نَظَرْتُ فَوْقِي فَإِذَا رَعْدٌ وَبَرْقٌ وَصَوَاعِقُ، وَأَتَيْتُ عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ مِثْلُ الْبُيُوتِ فِيهَا، يُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا "
51 - حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، نا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنٍ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى سَحَابًا فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا السَّحَابُ، فَقَالَ: «الْعَنَانُ» ، فَسَكَتُوا، قَالَ: «§رَوَايَا الْأَرْضِ، يَسُوقُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْكُرُونَهُ وَلَا يَذْكُرُونَهُ»
52 - حَدَّثَنِي قَاسِمٌ، نا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَ: " مُطِرْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَأَصْبَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَجُلٌ يَقُولُ: مُطِرْنَا اللَّيْلَةَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§قَلَّ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى قَوْمٍ نِعْمَةً إِلَّا أَصْبَحَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ»
53 - حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، نا أَبُو الْيَمَانِ نا صَفْوَانُ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، يَرُدُّهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ الرَّعْدَ جَلْجَلَ طَوِيلًا بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §تَدْرِي مَا يَقُولُ؟ قَالَ: «لَا» فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي سَأَلْتُ السَّحَابَ أَيْنَ أُمِرْتَ؟ فَقَالَتْ: أُمِرْتُ أَنْ أَسْقِيَ أَرْضًا بَحَضْرَمَوْتَ يُقَالُ لَهَا: بِيمِيمُ "
54 - حَدَّثَنِي قَاسِمٌ، نا أَبُو عُتْبَةَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ السَّكُونِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ سِنَانٍ أَبَا مَهْدِيٍّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا جَارَتِ الْأَئِمَّةُ قَحَطَتِ السَّمَاءُ»
55 - حَدَّثَنِي قَاسِمٌ، نا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا رَأَى الْمَطَرَ يَقُولُ: «رَحْمَةٌ»
56 - حَدَّثَنِي قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، نا سَعِيدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «إِنَّ §الرَّجْفَ مِنْ كَثْرَةِ الزِّنَا، وَإِنَّ قُحُوطَ الْمَطَرِ مِنْ قُضَاةِ السُّوءِ وَأَئِمَّةِ الْجَوْرِ»
57 - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، نا ابْنُ يَمَانٍ، نا أَشْعَثُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ: " {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22] قَالَ: الثَّلْجُ، §وَكُلُّ عَيْنٍ -[91]- ذَائِبَةٍ مِنَ الثَّلْجِ "
58 - وَحَدَّثَنِي بَعْضُ، أَصْحَابِنَا عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا رَأَى السَّحَابَ قَالَ: «§فِي هَذَا وَاللَّهِ رِزْقُكُمْ، وَلَكِنَّكُمْ تُحْرَمُونَهُ بِخَطَايَاكُمْ وَذُنُوبِكُمْ»
59 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ هَاشِمٍ، نا أَبُو النَّضْرِ، نا أَبُو عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ، نا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، نا سَالِمٌ، عَنْ -[92]- أَبِيهِ، قَالَ: " §رُبَّمَا ذَكَرْتُ قَوْلَ الشَّاعِرِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي فَمَا يَنْزِلُ حَتَّى يَجِيشَ كُلُّ مِيزَابٍ، فَأَذْكُرُ قَوْلَ الشَّاعِرِ: [البحر الطويل] وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي طَالِبٍ
60 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، نا سَابِقٌ قَاضِي أَهْلِ الرِّقَةِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَا أَتَى عَلَى النَّاسِ سَاعَةٌ قَطُّ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا وَالسَّمَاءُ تُمْطِرُ، فَيُجْعَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ حَيْثُ يَشَاءُ»
61 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ، نا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَوْذَةَ الْقُرَيْعِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الضَّبِّيُّ، عَنْ عَمَّتِهِ لَيْلَى بِنْتِ عَفْرَاءَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§مَا رَأَيْتُ فِي وَجْهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَيْجًا قَطُّ حَتَّى يَرَى غَيْمًا، فَإِذَا مَطَرَتْ ذَهَبَ عَنْهُ الْهَيْجُ»
62 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ أَبُو زَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ §فِي السَّمَاءِ بُحْيَرَاتٍ مِنْ مَاءٍ، لَا يُصِيبَكُمْ مِنْهَا إِلَّا كَمَا يَخْرُجُ مِنَ الْوِكَاءِ حِينَ يُوكِيهِ الْمُوكِي بِيَمِينِهِ»
63 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ مُبَشِّرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْمَدَنِيُّ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عُمَرَ، اسْتَسْقَى بِالنَّاسِ بِالْمُصَلَّى فَقَالَ عُمَرُ لِلْعَبَّاسِ: قُمْ فَاسْتَسْقِ، فَقَامَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ §عِنْدَكَ سَحَابًا، وَعِنْدَكَ مَاءً، فَانْشُرِ السَّحَابَ، ثُمَّ أَنْزِلْ فِيهِ الْمَاءَ، ثُمَّ أَنْزِلْهِ عَلَيْنَا، فَاشْدُدْ بِهِ الْأَصْلَ، وَأَطِلْ بِهِ الْفَرْعَ، وَأَدْرِرْ بِهِ الضَّرْعَ، اللَّهُمَّ شَفِّعْنَا إِلَيْكَ عَنْ مَنْ لَا يَنْطِقُ مِنْ بَهَائِمِنَا وَأَنْعَامِنَا، اللَّهُمَّ شَفِّعْنَا فِي أَنْفُسِنَا وَأَهَالِينَا، اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ جُوعَ كُلِّ جَائِعٍ، وَعُرْيَ كُلِّ عَارٍ، وَخَوْفَ كُلِّ خَائِفٍ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا سَقْيًا وَادِعَةً، نَافِعَةً طَبَقًا، مُجَلَّلًا عَامًّا "
64 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، نا مُعْتَمِرٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا اشْتَدَّ الْمَطَرُ قَالَ: «اللَّهُمَّ §جَنِّبْهَا بُيُوتَ الْمَدَرِ، اللَّهُمَّ عَلَى ظُهُورِ الْآكَامِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ»
65 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ تَعَالَى يُغِيثُنَا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا» ، قَالَ أَنَسٌ: وَلَا وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، وَلَا قَزَعَةٍ، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلَا -[96]- دَارٍ، قَالَ: فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ، قَالَ أَنَسٌ: لَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سَبْتًا، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكُهَا عَنَّا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ، وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» ، فَأَقْلَعَتْ وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ ". قَالَ شَرِيكٌ: فَسَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَهُوَ الرَّجُلُ الْأَوَّلُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي
66 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ الْغَسِيلِ، نا عُمَارَةُ بْنُ يَزِيدَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، أَنَّ عَائِشَةَ بِنْتَ سَعْدٍ حَدَّثَتْ، أَنَّ أَبَاهَا حَدَّثَهَا: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا شَكَى النَّاسُ إِلَيْهِ الْعَطَشَ حَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ، وَرَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ -[97]- جَلِّلْنَا سَحَابًا كَثِيفًا، قَصِيفًا، دَلُوقًا، مُتَلَاحِقًا، مُتَلَاصِقًا، نُشَاصًا، حَصَاصًا، خَصَاصًا، تُمْطِرُنَا مِنْهُ رَذَاذًا، طَشًّا، بُغَاشًا، قَطْقَطًا، سَجْلًا، وَابِلًا، غَدَقًا، بِعَاقًا» ، فَمَا رَدَّ يَدَيْهِ حَتَّى أَظَلَّتْهُ السَّحَابَةُ الَّتِي ذَكَرَ، تَتَلَوَّنُ فِي كُلِّ صِفَةٍ وَصَفَ مِنْ صِفَاتِ السَّحَابِ، وَأُمْطِرْنَا مِنَ الْمَطَرِ حَتَّى بَلَّ الرِّجَالَ "
67 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَتَّابِ بْنِ حُنَيْنٍ، سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَوْ أَمْسَكَ اللَّهُ تَعَالَى الْقَطْرَ عَنِ النَّاسِ سَبْعَ سِنِينَ ثُمَّ أَرْسَلَهُ كَفَرَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ قَالُوا: هَذَا مِنْ نَوْءِ الْمِجْدَحِ "
68 - حَدَّثَنَا خَالِدَ بْنَ خِدَاشٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: مُطِرْنَا يَوْمًا فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَصْبَحَ النَّاسُ مُؤْمِنًا وَكَافِرًا، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: مُطِرْنَا بِقَدَرِ اللَّهِ وَمَشِيئَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالنُّجُومِ، وَمَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالنُّجُومِ "
69 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ: " أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ قَاعِدًا عِنْدَ عُمَرَ فِي يَوْمِ مَطَرٍ، فَأَكْثَرَ الْأَنْصَارِيُّ -[99]- الدُّعَاءَ بِالِاسْتِسْقَاءِ، فَضَرَبَهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ، وَقَالَ: §وَمَا يُدْرِيكَ مَا يَكُونُ فِي السُّقْيَا؟، أَلَا تَقُولُ: سَقْيًا وَادِعَةً نَافِعَةً، تَسَعُ الْأَمْوَالَ وَالْأَنْفُسَ؟ "
70 - حَدَّثَنَا مَثْنَى بْنُ مُعَاذٍ، نا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: " {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} [الطارق: 11] : §تَرْجِعُ بِالْمَطَرِ، {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} [الطارق: 12] قَالَ: تَصْدَعُ بِالنَّبَاتِ "
71 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - عَنِ ابْنُ سَابِطٍ، قَالَ: «§مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى -[100]- الْقَطْرِ وَالنَّبَاتِ»
72 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، نا أَبُو عَدِيٍّ الْيَمَانُ بْنُ عَدِيٍّ، نا نَافِعُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «§لَوْ أَنَّ الْجَلِيدَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ مَا مَرَّ بِشَيْءٍ إِلَّا أَهْلَكَهُ»
73 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيِّ، نا أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ، عَنِ الْحَسَنِ: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} [النبأ: 14] قَالَ: " §الْمُعْصِرَاتُ: السَّحَابُ، الثَّجَّاجُ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ، يُنْبِتُ اللَّهُ بِهِ الْحَبَّ "
74 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ: " {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ} [الفرقان: 50] قَالَ: §الْغَيْثُ، يَسْقِي هَذِهِ، وَتُمْنَعُ -[101]- هَذِهِ، {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} [الإسراء: 89] يَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِالْأَنْوَاءِ "
75 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ، نا جَرِيرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا} [الفرقان: 50] قَالَ: §مَا مِنْ عَامٍ بِأَكْثَرَ مِنْ عَامٍ مَطَرًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُصَرِّفُهُ فِي الْأَرَضِينَ "
76 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ، نا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " §مَا مِنْ عَامٍ بِأَمْطَرَ مِنْ عَامٍ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ، ثُمَّ قَرَأَ {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} [الحجر: 21] " الْآيَةَ
77 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ، نا وَكِيعٌ، نا سُفْيَانُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {§شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} [النحل: 10] قَالَ: تَرْعَوْنَ "
78 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ، نا وَكِيعٌ، نا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} [الذاريات: 22] ، قَالَ: الْمَطَرُ "
79 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ، نا جَرِيرٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {§وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ -[103]- وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22] ، قَالَ: الثَّلْجُ مِنْهُ "
80 - حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ مَوْلَى أَسْلَمَ، نا حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " قَدِمَ أَصِيلٌ الْغِفَارِيُّ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ الْحِجَابُ، فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَاسْتَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ مَكَّةَ كَيْفَ تَرَكْتَهَا؟ فَذَكَرَ مَطَرًا أَصَابَهَا، وَقَالَ: وَتَرَكْتُ بَطْحَاءَهَا قَدِ ابْيَضَّتْ، وَأَمْشَرَ عِضَاهُهَا وَأَعْذَقَ إِذْخِرُهَا، وَأَسْلَبَ ثُمَامُهَا، وَأَبْقَلَ حِمْضُهَا، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى -[104]- ذَلِكَ، فَقَالَ: «§إِيهًا يَا أَصِيلُ، لَا تُحْزِنَّا»
81 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ: {§ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الروم: 41] قَالَ: قُحُوطُ الْمَطَرِ "
82 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ سَمُرَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ إِذَا اسْتَسْقَى الْمَطَرَ: «§اللَّهُمَّ أَنْزِلْ فِي أَرْضِنَا زِينَتَهَا، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ فِي أَرْضِنَا سَكَنَهَا»
83 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْجَمَاهِرِ الدِّمَشْقِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§اللَّهُمَّ أَنْزِلْ فِي أَرْضِنَا زِينَتَهَا وَسَكَنَهَا»
84 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " خَرَجَ عُمَرُ §يَسْتَسْقِي بِالنَّاسِ، فَمَا زَادَ عَلَى الِاسْتِغْفَارِ حَتَّى رَجَعَ، قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا نَرَاكَ اسْتَسْقَيْتَ؟ قَالَ: لَقَدْ طَلَبْتُ الْمَطَرَ بِمُجَادِيحِ السَّمَاءِ الَّتِي يُسْتَنْزَلُ بِهَا الْمَطَرُ، -[107]- ثُمَّ قَالَ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح: 11] ثُمَّ قَرَأَ: {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [هود: 90] "
85 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْإِفْرِيقِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ حُدَيْرِ بْنِ كُرَيْبٍ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ أَرْسَلَ إِلَى رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ: " §كَيْفَ تَقُولُ إِذَا قَحَطَتِ السَّمَاءُ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ، الذَّنْبُ الَّذِي حَبَسْتَ عَنَّا بِهِ الْقَطْرَ، فَإِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ مِنْهُ، فَاغْفِرْ لَنَا، وَاسْقِنَا الْغَيْثَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "
86 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْبَصْرِيُّ، نا أَبُو رَبِيعَةَ، نا وَهَيْبٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ -[108]- عَبَّاسٍ، قَالَ: «§مَا نَزَلَ مَطَرٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَّا مَعَهُ الْبَذْرُ، أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ بَسَتْطُمْ نَطْعًا لَرَأَيْتُمُوهُ»
87 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: " §كُنْتُ فِي الصَّيْدِ، فَأَصَابَنَا مَطَرٌ، فَمِلْتُ إِلَى أَخْبِيَةِ أَعْرَابٍ فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ مِظَلٍّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَأَنْزَلُوهُ مِظَلَّةً لَهُمْ، فَمَكَثْتُ يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ، وَلَمْ يَسْكُنِ الْمَطَرُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ، قُلْتُ: لَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ السَّمَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا، فَقَامَ أَبُو الْمَنْزِلِ إِلَى كِسَائَيْنِ بَيْنَ أَرْبَعِ خَشَبَاتٍ، فَلَمَسُهُ بِيَدِهِ فَقَالَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ خَيْرًا، ثُمَّ مَكَثْتُ يَوْمِي وَلَيْلَتِي، وَالْمَطَرَ لَا يَنْقَطِعُ فَأَصْبَحْتُ، فَقُلْتُ مِثْلَ مَا قُلْتُ، وَقَامَ إِلَى الْكِسَاءِ، فَصَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ، وَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ، ثُمَّ قُلْتُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَامَ فَمَسَّ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ، قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اللَّيْلَةَ خَيْرًا، فَقُلْتَ: قَدْ سَمِعْتُ مَقَالَتَكَ أَوَّلَ مِنْ أَمْسٍ وَأَمْسِ وَالْيَوْمَ، فَمَا سَبَبُ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَأَتَى بِكَفٍّ مِنَ الْبُذُورِ أَخَذَهَا مِنْ فَوْقِ الْكِسَاءِ وَقَالَ: إِنَّ حَبَّ الْبَقْلِ وَالْعُشْبِ وَالْكَلَأِ إِنَّمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فَيُنْبِتُهُ اللَّهُ الْقَدِيرُ كَيْفَ شَاءَ "
88 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الْحَسَّانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنَ يَذْكُرُ، عَنْ مُسْتَلِمِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: «كُنَّا بِطَرِيقِ مَكَّةَ فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ، §فَرَأَيْتُ بُذُورًا عَلَى خَيْمَةٍ»
89 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو طُفَيْلَةَ الْحِرْمَازِيُّ، قَالَ: " §كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا مِنْ أَوْلَادِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَرَأَيْتُ بَقْلَةً فَحَفَرْتُ عَنْ أَصْلِهَا، فَإِذَا فِي الْوِعَاءِ الَّذِي تَنْبُتُ فِيهِ ثَلَاثُ حَبَّاتٍ، نَبَتَتْ وَاحِدَةٌ، وَثِنْتَانِ صُلْبَتَانِ جُدًّا، فَجَلَسْتُ أَتَعَجَّبُ مِنْهُ، فَقَالَ أَبِي: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَعْجَبُ؟ قُلْتُ: مِنْ ثَلَاثِ حَبَّاتٍ تَنْبُتُ حَبَّةٌ، وَثِنْتَانِ صُلْبَتَانِ مَعَهَا فِي وِعَاءٍ، قَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ هَذِهِ الثَّلَاثَ حَبَّاتٍ لِثَلَاثِ سِنِينَ، تَنْبُتُ كُلَّ سَنَةٍ حَبَّةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَوْ نَبَتْنَ جَمِيعًا ثُمَّ أَجْدَبَتِ الْأَرْضُ، ذَهَبَ حَبُّ النَّبَاتِ كُلُّهُ "
90 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، حَدَّثَنِي الثِّقَةُ، عَنْ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ، أَنَّهُ قَالَ: «§شَهْرً ثَرًى، وَشَهْرً قِرًى، وَشَهْرً مَرْعًى، وَشَهْرً اسْتَوَى» ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَطَرَ إِذَا وَقَعَ تَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ تُرَابًا رَطْبًا فَهُوَ الثَّرَى، ثُمَّ يُنْبِتُ فَتَرَى النَّبَاتَ، فَهُوَ قَوْلُهُ: شَهْرٌ قِرًى، ثُمَّ يَصِيرُ فِي الشَّهْرِ الثَّالِثِ مَرْعًى، ثُمَّ يَسْتَوِي النَّبَاتُ فِي الشَّهْرِ الرَّابِعِ وَيَكْتَهِلُ "
باب الرعد
§بَابُ الرَّعْدِ
91 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " إِنِّي لَجَالِسٌ مَعَ عَمِّي حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ عَرَضَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ شَيْخٌ فِي بَصَرِهِ بَعْضُ الضَّعْفِ مِنْ بَنِي عِقَالٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ حُمَيْدٌ، فَدَعَاهُ، فَلَمَّا أَقْبَلَ إِلَيْهِ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنْ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَافْسَحْ لَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَفَسَحْتُ لَهُ، فَقَالَ حُمَيْدٌ: الْحَدِيثُ الَّذِي سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَكَرَهُ فِي السَّحَابُ، قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى §يُنْشِئُ السَّحَابَ، فَيَنْطِقُ أَحْسَنَ الْمَنْطِقِ، وَيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ» . قَالَ سُلَيْمَانُ: فَسَأَلْنَا إِبْرَاهِيمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: الْمَنْطِقُ: الرَّعْدُ، وَالضَّحِكُ: الْبَرْقُ
92 - وَأَنْشَدَنِي 14709 الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. . . -[113]- لِعَبِيدِ بْنِ الْأَبْرَصِ: [البحر المنسرح] §شَاقَكَ بَرْقٌ فَبِتَّ تَرْقُبُهُ ... مَا بَيْنَ فَتْقِ الْهَوَى إِلَى رِجْلِهْ يَضْحَكُ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ... مِثْلَ الْحِصَانِ الْجَوَادِ فِي رِعْلِهْ
93 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ: " أَنَّ الْيَهُودَ §سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّعْدِ، فَقَالَ: «صَوْتُ مَلَكٍ»
94 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَدَنِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§الرَّعْدُ مَلَكٌ يَزْجُرُ السَّحَابَ كَمَا يَنْعِقُ الرَّاعِي بِالْغَنَمِ»
95 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: " أَرْسَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى أَبِي الْجِلْدِ، وَكَانَ يَقْرَأُ -[115]- الْكُتُبَ §يَسْأَلُهُ عَنِ الرَّعْدِ، قَالَ: مَلَكٌ، وَهُوَ الَّذِي تَسْمَعُونَ تَسْبِيحَهُ "
96 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَلِيلِ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «§الرَّعْدُ مَلَكٌ يَزْجُرُ السَّحَابَ»
97 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ تَرَكَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: سُبْحَانَ مَنْ يُسَبَّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ، وقال إِنَّ §هَذَا وَعِيدٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ شَدِيدٌ "
98 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنِي عَفَّانُ بْنُ رَاشِدٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: بَيْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَاقِفًا بِعَرَفَةَ، وَمَعَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذْ رَعَدَتْ رَعْدَةٌ، فَجَزِعَ مِنْهَا سُلَيْمَانُ حَتَّى وَضَعَ خَدَّهُ عَلَى مُقَدَّمِ -[117]- الرَّحْلِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «§هَذِهِ جَاءَتْ بِرَحْمَةٍ، فَكَيْفَ لَوْ جَاءَتْ بَسَخْطَةٍ؟»
99 - حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ هَيْصَمٍ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَطَرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ وَالصَّوَاعِقَ قَالَ: «اللَّهُمَّ §لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ»
100 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: " كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ قَالَ: «§سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحَ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ»
101 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ قَالَ: «§سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحَتْ لَهُ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ»
102 - حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ -[120]- زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ قَالَ: «§سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحَتْ لَهُ»
103 - حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: «§الرَّعْدُ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ، يَسُوقُهُ كَمَا يَسُوقُ الْحَادِي الْإِبِلَ، يُسَبِّحُ كُلَّمَا خَالَفَتْ سَحَابَةٌ صَاحَ بِهَا، فَإِذَا اشْتَدَّ غَضَبُهُ طَارَ النَّارُ مِنْ فِيهِ، فَهِيَ الصَّوَاعِقُ الَّتِي رَأَيْتُمْ»
104 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى الْأَهْوَازِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي سَفَرٍ وَمَعَنَا كَعْبُ الْأَحْبَارِ، فَأَصَابَنَا رَعْدٌ وَبَرْقٌ وَبَرْدٌ، فَقَالَ كَعْبٌ: " مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الرَّعْدَ: §سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحَ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ثَلَاثًا، عُوفِيَ مِمَّا يَكُونُ فِي ذَلِكَ الرَّعْدِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُلْنَا فَعُوفِينَا، ثُمَّ لَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَإِذَا بَرْدَةٌ قَدْ أَصَابَتْ أَنْفَهُ فَأَثَرْتُ بِهِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ كَعْبٌ، فَقَالَ: أَوَلَا أَعْلَمْتُمُونَا حَتَّى نَقُولَهُ "
105 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَسَدِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْعُذْرِيِّ، قَالَ: " بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِعَرَفَةَ إِذْ رَعَدَتْ، ثُمَّ صَعِقَتْ، ثُمَّ بَرِقَتْ، ثُمَّ أَرْخَتْ أَمْثَالَ الْعَزَالِي، قَالَ: فَرَفَعَ سُلَيْمَانُ رَأْسَهُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: هَذَا وَاللَّهِ هُوَ السُّلْطَانُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا §سَمِعْتَ حِسَّ الرَّحْمَةِ، فَكَيْفَ لَوْ سَمِعْتَ حِسَّ الْعَذَابِ؟ قَالَ: فَأَبْلَغَ وَاللَّهِ فِي الْمَوْعِظَةِ "
106 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§الرَّعْدُ مَلَكٌ يَزْجُرُ السَّحَابَ بِصَوْتِهِ»
107 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْأَسْوَدِ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§الرَّعْدُ مَلَكٌ يَحْدُو، يَزْجُرُ السَّحَابَ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ»
108 - حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْوَلِيدِ الْعِجْلِيَّ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ يَهُودًا أَقْبَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، -[124]- فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، §أَخْبِرْنَا عَنِ الرَّعْدِ مَا هُوَ؟ قَالَ: «هُوَ مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ، مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا حَيْثُ مَا شَاءَ اللَّهُ» ، قَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ: «زَجْرُهُ إِذَا زَجَرَهُ يَنْتَهِي إِلَى حَيْثُ أُمِرَ» ، قَالُوا: صَدَقْتَ "
109 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نا مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «§الرَّعْدُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ اسْمُهُ الرَّعْدُ، -[125]- يَسُوقُهَا بِالتَّسْبِيحِ»
110 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§الرَّعْدُ مَلَكٌ يُنْشِئُ السَّحَابَ»
111 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ، نا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: " كَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ قَالَ: §سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحَتْ لَهُ، سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ "
112 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْبَاهِلِيُّ، نا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ -[126]- الْجَوْنِيِّ، قَالَ: «إِنَّ §دُونَ الْعَرْشِ بُحُورًا مِنْ نَارٍ تَقَعُ فِيهَا الصَّوَاعِقُ»
113 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ، قَالَ: «إِنَّ §دُونَ الْعَرْشِ بُحُورًا مِنْ نَارٍ تَقَعُ فِيهَا الصَّوَاعِقُ»
114 - أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ، يَقُولُ: بَلَغَنَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ §دُونَ الْعَرْشِ بِحَارًا مِنْ نَارٍ "
115 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، نا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " §لَيْسَ -[127]- شَيْءٌ أَحْسَنَ مَنْطِقًا، وَلَا أَحْسَنَ ضَحِكًا مِنَ السَّحَابِ، قَالَ: مَا مَنْطِقُهُ؟ قَالَ: مَنْطِقُهُ الرَّعْدُ، وَضَحِكُهُ الْبَرْقُ "
116 - حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ زِيَادٍ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: «§الصَّوَاعِقُ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ وَغَيْرَ الْمُسْلِمِ، وَلَا تُصِيبُ لِلَّهِ ذَاكِرًا»
117 - حَدَّثَنَا أَبِي، أنا عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْ سَمِعَ عَطَاءً، يَقُولُ: «§الصَّاعِقَةُ لَا تُصِيبُ لِلَّهِ ذَاكِرًا»
118 - حَدَّثَنِي أَبِي، أنا عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا، قَالَ: " §مَنْ سَمِعَ -[128]- الرَّعْدَ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، لَمْ تُصِبْهُ صَاعِقَةٌ "
119 - وَحَدَّثَنِي أَبِي، نا عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: §إِذَا خِفْتَ الصَّاعِقَةَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ "
باب في البرق
§بَابٌ فِي الْبَرْقِ
120 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: أَرْسَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى أَبِي الْجِلْدِ، يَسْأَلُهُ عَنِ السَّمَاءِ، مِنْ أَيِّ شَيْءٍ هِيَ؟ وَعَنِ الْبَرْقِ، وَالصَّوَاعِقِ، فَقَالَ: «§أَمَّا السَّمَاءُ فَإِنَّهَا مِنْ مَاءٍ مَكْفُوفٍ، وَأَمَّا الْبَرْقُ فَهُوَ تَلَأْلُؤُ الْمَاءِ، وَأَمَّا الصَّوَاعِقُ فَمَخَارِيقُ يُزْجَرُ بِهَا السَّحَابُ»
121 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يُرِيَكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} [الرعد: 12] . قَالَ: " §الْخَوْفُ: مَا تَخَافُ مِنَ الصَّوَاعِقِ، وَطَمَعًا: قَالَ: مَا يُرْجَى مِنَ الْغَيْثِ "
122 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ -[130]- بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: " §الْبَرْقُ: مَخَارِيقُ الْمَلَائِكَةِ "
123 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ -[131]- الْأَسْوَدَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§مَصْعُ مَلَكٍ»
124 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§الْبَرْقُ مَلَكٌ يَتَرَاءَى»
125 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نا أَبُو نُعَيْمٍ، وَقَبِيصَةُ، قَالَا: نا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْأَبْيَضِ، قَالَ: «§الْبَرْقُ مَخَارِيقُ بِيَدِ الْمَلَائِكَةِ يَسُوقُونَ بِهَا السَّحَابَ»
126 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو رَبِيعَةَ زَيْدُ بْنُ عَوْفٍ، نا -[132]- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «§الرَّعْدُ مَلَكٌ، وَالْبَرْقُ ضَرْبُ الْمَلِكِ السَّحَابَ بِمِخْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ»
127 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنِي أَبُو رَبِيعَةَ، نا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَلِيلِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: «§الرَّعْدُ مَلَكٌ يَزْجُرُ السَّحَابَ زَجْرَ الرَّاعِي الْحَثِيثِ الْإِبِلَ، فَيَضُمَّ مَا شَذَّ مِنْهُ، وَالْبَرْقُ تَصْفِيقُ الْمَلِكِ لِلْبَرَدِ» . وَأَشَارَ حَمَّادٌ بِيَدِهِ: لَوْ ظَهَرَ لِأَهْلِ الْأَرْضِ لَصُعِقُوا "
باب في الريح
§بَابٌ فِي الرِّيحِ
128 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ذَرِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِنَّهَا مِنْ رُوحِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»
129 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا ابْنُ فُضَيْلٍ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الرِّيحَ فَزِعَ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي §أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكِ مِنْ شَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»
130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ نا ابْنُ فُضَيْلٍ، نا رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي §أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَجِيءُ بِهِ الرُّسُلُ، وَمِنْ شَرِّ مَا تَجِيءُ بِهِ الرِّيحُ»
131 - حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ هَيْصَمٍ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§كَانَتِ الرِّيحُ إِذَا اشْتَدَّتْ تَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
132 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ زِيَادِ بْنِ صَخْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ رِيحٍ كَانَ مَفْزَعُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ حَتَّى تَسْكُنَ الرِّيحُ، وَإِذَا -[137]- حَدَثَ فِي السَّمَاءِ حَدَثٌ مِنْ كُسُوفِ شَمْسٍ، أَوْ قَمَرٍ، كَانَ مَفْزَعُهُ إِلَى الصَّلَاةِ حَتَّى تَنْجَلِيَ "
133 - حَدَّثَنِي أَبُو هِشَامٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الرِّيحَ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي §أَسْأَلُكُ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ» ، وَإِذَا رَأَى مَخِيلَةً قَامَ وَقَعَدَ، وَجَاءَ وَذَهَبَ، وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، فَنَقُولُ لَهُ، فَيَقُولُ: " أَخَافُ أَنْ -[138]- أَكُونَ مِثْلَ قَوْمِ عَادٍ حِينَ قَالُوا: {هَذَا عَارِضٌ} [الأحقاف: 24] مُمْطِرُنَا "
134 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} [الأحقاف: 24] ، " قَالُوا: §غَيْمٌ فِيهِ مَطَرٌ، قَالَ: {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الأحقاف: 24] ، وَأَوَّلُ مَا عَرَفُوا أَنَّهُ عَذَابٌ رَأَوْا مَا كَانَ خَارِجًا مِنْ رِجَالِهِمْ وَمَواشِيهِمْ يَطِيرُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ مِثْلَ الرِّيشِ، دَخَلُوا بُيُوتَهُمْ، وَأَغْلَقُوا أَبْوَابَهُمْ، فَجَاءَتِ الرِّيحُ فَفَتَحْتُ أَبْوَابَهُمْ، وَمَالَتْ عَلَيْهِمْ بِالرَّمْلِ، فَكَانُوا تَحْتَ الرَّمَلِ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا، لَهُمْ أَنِينٌ، ثُمَّ أَمَرَ الرِّيحَ فَكَشَفَتْ عَنْهُمُ الرَّمَلَ، وَأَمَرَ بِهَا فَطَرَحَتْهُمْ فِي الْبَحْرِ، فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} [الأحقاف: 25] "
135 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " §أَتَتِ الصَّبَا الشَّمَالَ، فَقَالَتْ: مُرِّي حَتَّى نَنْصُرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الشَّمَالُ: إِنَّ الْحُرَّةَ لَا تَسْرِي بِاللَّيْلِ، قَالَ: وَكَانَتِ الرِّيحُ الَّتِي نُصِرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّبَا "
136 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ -[140]- رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ، وَالْجَنُوبُ مِنْ رِيحِ الْجَنَّةِ»
137 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، نا عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§رِيحُ الْجَنُوبِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ الرِّيحُ اللَّوَاقِحُ، وَهِيَ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فِيهَا مَنَافِعُ لِلنَّاسِ، وَالشَّمَالُ مِنْ نَارٍ تَخْرُجُ فَتَمُرُّ بِالْجَنَّةِ فَتُصِيبُهَا نَفْحَةٌ مِنْهَا، فَبَرْدُهَا هَذَا مِنْ ذَاكَ»
138 - حَدَّثَنِي فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: 22] قَالَ: «§تُلْقِحُ السَّحَابَ»
139 - حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «§تُلْقِحُ الشَّجَرَ وَالسَّحَابَ»
140 - حَدَّثَنَا بَسَّامُ بْنُ يَزِيدَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «§لَوْ حَبَسَ اللَّهُ تَعَالَى الرِّيحَ ثَلَاثًا لَأَنْتَنَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ»
141 - حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ أَبِي الْغَرِيفِ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: " §الذَّارِيَاتُ: الرِّيَاحُ "
142 - حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ أَبِي سَاسَانَ، قَالَ: " §سَأَلْتُ الضَّحَّاكَ عَنِ الرِّيحِ الْعَقِيمِ، قَالَ: هِيَ الَّتِي لَا تُلْقِحُ "
143 - حَدَّثَنَا ابْنُ خِدَاشٍ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ أَوْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، -[145]- قَالَ: " قَالَتِ الْجَنُوبُ لِلشَّمَالِ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ: انْطَلِقِي نَنْصُرْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتِ الشَّمَالُ: إِنَّ §الْحَرَّةَ لَا تَسْرِي بِاللَّيْلِ، قَالَ قَتَادَةُ: لَا تَجِدُهَا بِاللَّيْلِ إِلَّا لَيَّنَةً "
144 - حَدَّثَنَا جَدِّي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: " سَأَلْتُ أَبَا مُوسَى عَنِ الرِّيحِ، §عَلَى أَيِّ شَيْءٍ سُمِّيَتِ الشِّمَالَ؟ قَالَ: الْكَعْبَةُ الشَّمَالُ عَلَى شِمَالِهَا، وَالْجَنُوبُ عَلَى يَمِينِهَا، وَالصَّبَا مِنْ وَجْهِهَا، وَالدَّبُورُ مِنْ خَلْفِهَا "
145 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا فَتَحَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى عَادٍ مِنَ الرِّيحِ الَّتِي أُهْلِكُوا فِيهَا إِلَّا مِثْلَ الْخَاتَمِ، فَمَرَّتْ بِأَهْلِ الْبَادِيَةِ فَحَمَلَتْهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، فَجَعَلَتْهُمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَهْلُ الْحَاضِرَةِ مِنْ عَادٍ الرِّيحَ وَمَا فِيهَا قَالُوا: {هَذَا عَارِضٌ} [الأحقاف: 24] مُمْطِرُنَا، قَالَ: فَأَلْقَتْ أَهْلَ الْبَادِيَةِ وَمَوَاشِيَهُمْ عَلَى أَهْلِ الْحَاضِرَةِ "
146 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيُّ، عَنْ أَسْبَاطِ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§الشَّمَالُ مَا بَيْنَ الْجَدْيِ وَمَغْرِبِ الشَّمْسِ، وَالْجَنُوبُ مَا بَيْنَ مَطْلِعِ الشَّمْسِ وَسُهَيْلٍ، وَالصَّبَا مَا بَيْنَ مَطْلِعِ الشَّمْسِ إِلَى الْجَدْيِ، وَالدَّبُورُ مَا بَيْنَ مَغْرِبِ الشَّمْسِ إِلَى سُهَيْلٍ»
147 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " §لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِنَّهَا تَجِيءُ بِالرَّحْمَةِ، وَتَجِيءُ بِالْعَذَابِ، قُولُوا: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً، وَلَا تَجْعَلْهَا عَذَابًا "
148 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْأَشْرَسِ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§الْمَاءَ وَالرِّيحُ جُنْدَانِ مِنْ جُنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالرِّيحُ جُنْدُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ»
149 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، -[149]- سَمِعَ يَزِيدُ بْنُ جُعْدُبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ فِي الْجَنَّةِ رِيحًا بَعْدَ الرِّيحِ بِسَبْعِ سِنِينَ مِنْ دُونِهَا بَابٌ مُغْلَقٌ، وَإِنَّمَا §يَأْتِيَكُمُ الرَّوْحُ مِنْ خَلَلِ ذَلِكَ الْبَابِ، وَلَوْ فُتِحَ ذَلِكَ الْبَابُ لَأَذْرَتْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، وَهِيَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْأَزِيبُ، وَهِيَ فِيكُمُ الْجَنُوبُ»
150 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَجَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: " {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: 22] قَالَ: يَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الرِّيحَ §فَتُلْقِحُ السَّحَابَ ثُمَّ تَمُرُّ بِهِ، فَتُدِرُّ كَمَا تُدِرُّ اللُّقْحَةُ، ثُمَّ تُمْطِرُ "
151 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ، نا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سَيَّارٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: «§يَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحًا فَتَعُمُّ الْأَرْضَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُثِيرَةَ فَتُثِيرُ السَّحَابَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُؤَلِّفَةَ فَتُؤَلِّفُهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اللَّوَاقِحَ فَتُلْقِحُ الشَّجَرَ» ، ثُمَّ قَرَأَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: 22] أَوِ الرِّيحَ "
152 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ، نا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: " {§وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} [الذاريات: 1] قَالَ: الرِّيحُ {فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} [الذاريات: 2] قَالَ: السَّحَابُ {فَالمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} [الذاريات: 4] قَالَ: الْمَلَائِكَةُ
153 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ، نا رُفَيْعٌ، نا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ أَبِي الْعَبِيدَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: {§وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات: 1] قَالَ: الرِّيَاحُ، {فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} [المرسلات: 2] قَالَ: الرِّيحُ، {وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا} [المرسلات: 3] قَالَ: الرِّيحُ "
154 - حَدَّثَنِي قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نا آدَمُ الْعَسْقَلَانِيُّ، نا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ، قَالَ: " خَرَجَ ابْنُ مَسْعُودٍ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَاسْتَقْبَلَتْهُ رِيحٌ شَدِيدَةً، فَسَبَّهَا رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: §لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِنَّهَا بِشْرٌ، وَنُذْرٌ، وَلَوَاقِحُ، وَلَكِنِ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا أُرْسِلُتْ بِهِ "
155 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دِينَارٍ الْقُرَشِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§مَا هَاجَتْ جَنُوبٌ إِلَّا أَسَالَتْ وَادِيًا»
156 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ، نا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ إِيَاسَ بْنِ دَغْفَلٍ الْقَيْسِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ صَاحِبِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «§الشَّمَالُ مِلْحُ الْأَرْضِ، وَلَوْلَا الشَّمَالُ لَمْ تَنْبُتِ الْأَرْضُ»
157 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: " §الدَّبُورُ: الرِّيحُ الْغَرْبِيَّةُ، وَالْقَبُولُ: الرِّيحُ الشَّرْقِيَّةُ، وَالشَّمَالُ: الرِّيحُ الْجَوْفِيَّةُ، وَالْيَمَانِيُّ: الرِّيحُ الْقَبَلِيَّةُ، وَالنَّكْبَا الَّتِي تَجِيءُ مِنَ الْجَوَانِبِ الْأَرْبَعِ "
158 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، أنا إِسْرَائِيلُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «§جُعِلَتِ الرِّيَاحُ عَلَى الْكَعْبَةِ، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ ذَلِكَ فَأَسْنِدْ ظَهْرَكَ إِلَى بَابِ الْكَعْبَةِ، فَإِنَّ الشَّمَالَ عَنْ شِمَالِكَ، وَهِيَ مِمَّا يَلِي الْحِجْرَ، وَالْجَنُوبَ عَنْ يَمِينِكِ وَهِيَ مِمَّا يَلِي الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ، وَالصَّبَا مُقَابِلُكَ وَهِيَ تَسْتَقْبِلُ بَابَ الْكَعْبَةِ، وَالدَّبُورَ مِنْ دُبُرِ الْكَعْبَةِ»
159 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، نا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ: " {§فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا} [الأحزاب: 9] قَالَ: هِيَ الصَّبَا "
160 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْأَشْرَسِ بْنِ مَيْمُونٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: -[157]- قُلْتُ لِكَعْبٍ: §مَنْ سَاكِنُ الْأَرْضِ الثَّانِيَةِ؟ قَالَ: الرِّيحُ الْعَقِيمُ، لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَهْلِكَ قَوْمَ عَادٍ أَوْحَى إِلَى خَزَنَتِهَا أَنِ افْتَحُوا مِنْهَا بَابًا، قَالُوا: يَا رَبَّنَا مِثْلَ مِنْخَرِ الثَّوْرِ؟ قَالَ: إِذَنْ تُكْفَأُ الْأَرْضُ بِمَنْ عَلَيْهَا، قَالَ: فَفَتَحُوا مِثْلَ حَلْقَةِ الْخَاتَمِ "
161 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ، نا مُصْعَبُ بْنُ الْخَثْعَمِيِّ، نا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَعَطَاءٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَقَتَادَةَ، قَالُوا: " §الرِّيحُ الْعَقِيمُ: الَّتِي لَا تُلْقِحُ الشَّجَرَ، وَلَا تُخْرِجُ الثَّمَرَ، مِثْلَ الرَّجُلِ الْعَقِيمِ الَّذِي لَا يُولَدُ لَهُ "
162 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الْفِرْيَابِيُّ، نا سُفْيَانُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ -[158]- عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} [البقرة: 266] قَالَ: «§رِيحٌ فِيهَا سَمُومٌ شَدِيدٌ»
163 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، نا الْفِرْيَابِيُّ، نا جَعْفَرٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {رِيحٌ فِيهَا صِرٌّ} [آل عمران: 117] قَالَ: «§رِيحٌ فِيهَا زَمْهَرِيرٌ بَارِدٌ»
164 - حَدَّثَنِي قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، -[159]- تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا كَانَ الْيَوْمُ ذُو الرِّيحِ وَالْغَيْمِ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مُطِرَ سُرَّ بِهِ وَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ، قَالَتْ: سَأَلْتُهُ، فَقَالَ: «إِنِّي §خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي» ، وَيَقُولُ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ: «رَحْمَةٌ»
165 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ، نا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «§كَانَتِ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
166 - حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ، نا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا -[160]- اشْتَدَّتِ الرِّيحُ الشَّمَالُ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي §أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»
167 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ، نا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ»
168 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، -[161]- عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَذَكَرُوا الرِّيحَ الْعَقِيمَ، فَقَالُوا: هِيَ الدَّبُورُ، وَقَالَ سَعِيدٌ: هِيَ الْجَنُوبُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّهُمْ §يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ رِيحٍ أَلْيَنَ مِنْهَا، قَالَ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَجْعَلُ فِيهَا مَا شَاءَ إِذَا شَاءَ "
169 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ} [الأنبياء: 81] قَالَ: الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ، {إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} [الأنبياء: 81] قَالَ: أَرْضُ الشَّامِ "
170 - حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نا سَلَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الثَّقَفِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ -[162]- إِذَا هَبَّتِ الرِّيحُ قَالَ: «اللَّهُمَّ §إِنْ كُنْتَ أَرْسَلْتَهَا رَحْمَةً فَارْحَمْنِي فِيمَنْ تَرْحَمُ، وَإِنْ كُنْتَ أَرْسَلْتَهَا عَذَابًا فَعَافِنِي فِيمَنْ تُعَافِي»
171 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ قَالَ: «§شُدُّوا التَّكْبِيرَ، فَإِنَّهَا تَذْهَبُ»
172 - أَخْبَرَنَا ابْنَ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " §الرِّيَاحُ ثَمَانٍ: أَرْبَعٌ رَحْمَةٌ، وَأَرْبَعٌ عَذَابٌ، الرَّحْمَةُ: الْمُنْشِرَاتُ، وَالْمُبَشِّرَاتُ، وَالْمُرْسَلَاتُ، وَالرُّخَاءُ. وَالْعَذَابُ: الْعَاصِفُ وَالْقَاصِفُ، وَهُمَا فِي الْبَحْرِ، وَالْعَقِيمُ وَالصَّرْصَرُ، وَهُمَا فِي الْبَرِّ "
173 - حَدَّثَنَا خُشْنَامُ بْنُ حَمُّويَهِ الْبَلْخِيُّ الْأَزْدِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى الْحَنَّاطِ، قَالَ: " بَلَغَنَا أَنَّ §الرِّيَاحَ سَبْعٌ: الصَّبَا، وَالدَّبُورُ، وَالْجَنُوبُ، وَالشَّمَالُ، وَالنَّكْبَاءُ، وَالْخَرَوُقُ، وَرِيحُ الْقَائِمِ، فَأَمَّا الصَّبَا فَتَجِيءُ مِنَ الْمَشْرِقِ، وَأَمَّا الدَّبُورُ فَتَجِيءُ مِنَ الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا الْجَنُوبُ فَتَجِيءُ عَنْ يَسَارِ الْقِبْلَةِ، وَأَمَّا الشَّمَالُ فَتَجِيءُ عَنْ يَمِينِ الْقِبْلَةِ، وَأَمَّا النَّكْبَاءُ فَبَيْنَ الصَّبَا وَالْجَنُوبِ، وَأَمَّا الْخَرُوقُ فَبَيْنَ الشَّمَالِ وَالدَّبُورِ، وَأَمَّا رِيحُ الْقَائِمِ فَأَنْفَاسُ الْخَلْقِ "
174 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَّهُ حُدِّثَ عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " §الرِّيَاحُ ثَمَانٍ: أَرْبَعٌ مِنْهَا عَذَابٌ، وَأَرْبَعٌ مِنْهَا رَحْمَةٌ، فَأَمَّا الْعَذَابُ مِنْهَا: فَالْقَاصِفُ، وَالْعَاصِفُ، وَالْعَقِيمُ، وَالصَّرْصَرُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} [فصلت: 16] قَالَ: مَشْؤُمَاتٌ، وَأَمَا رِيَاحُ الرَّحْمَةِ: فَالنَّاشِرَاتُ، وَالْمُبَشِّرَاتُ، وَالْمُرْسَلَاتُ، وَالذَّارِيَاتُ "
175 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، نا إِسْرَائِيلُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " §الرِّيحُ الْعَقِيمُ: الَّتِي لَا مَنْفَعَةَ فِيهَا "
176 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ سَلَامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، لَمَّا نَامَ هَبَّتْ رِيحٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَإِذَا هُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، فَقَالَ مَا لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: وَيْحَكَ، §وَهَلْ هَلَكَتْ أُمَّةٌ قَطُّ إِلَّا بِالرِّيحِ "
177 - قَالَ: وَأُخْبِرْتُ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: " سُئِلَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَقِيَّةِ قَوْمِ عَادٍ: §أَيُّ عَذَابِ اللَّهِ رَأَيْتِ أَشَدُّ؟ قَالَتْ: عَذَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَدِيدٌ، -[165]- وَسَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى وَرَحْمَتُهُ عَلَى لَيْلَةٍ لَا رِيحَ فِيهَا، قَالَتْ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ الْعِيرَ تَحْمِلُهَا الرِّيحُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ "
178 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، قَالَ: " §قَالَ: جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى الرِّيحِ وَالْجُنُودِ "
179 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو بَحْرٍ، نا سَلْمُ بْنُ زُرَيْرٍ، نا أَبُو رَجَاءٍ الْعَطَّارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§الْمِجَرَّةُ بَابُ السَّمَاءِ، وَطَرَفُهَا مِنْ هَاهُنَا تُهِبُّ الصَّبَا، وَطَرَفُهَا مِنْ هَاهُنَا تُهِبُّ الدَّبُورُ، يَتَيَامَنُ وَيَتَيَاسَرُ»
180 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْأَفْرِيقِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، نا مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ حُدَيْرِ بْنِ كُرَيْبٍ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَى رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ: " §كَيْفَ نَقُولُ إِذَا تَخَوَّفْنَا الصَّوَاعِقَ؟ قَالَ: تَقُولُونَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ، وَنَسْتَغْفِرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ، وَنَتُوبُ إِلَيْكَ «ثَلَاثًا»
181 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، -[167]- عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ مَرْوَانَ بْنِ رُؤْبَةَ التَّغْلِبِيِّ، عَنْ أَبِي فَالِجٍ الْأَنْمَارِيِّ، قَالَ: «قَدِمْتُ حِمْصَ أَوَّلَ مَا فُتِحَتْ فَعَرَفْتُ أَرْوَاحَهَا وَغُيَومَهَا، فَإِذَا رَأَيْتَ هَذِهِ §الرِّيحَ الشَّرْقِيَّةَ قَدْ دَامَتْ، وَالسَّحَابَ شَامِيًّا فَهَيْهَاتَ، فَهَيْهَاتَ، مَا أَبْعَدَ غَيْثَهُمَا، وَإِذَا رَأَيْتَ الرِّيحَ الْغَرْبِيَّةَ قَدْ تَحَرَّكَتْ، وَرَأَيْتُ السَّحَابَ رَابِيًا مُتَّسِقًا، فَأَبْشِرْ بِالْغَيْثِ»
182 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْبَصْرِيُّ الْقَلُوسِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمٍ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَشَّتِ السَّمَاءُ أَوْ طَشَّتْ شَدَّ إِزَارَهُ عَلَى حِقْوَيْهِ وَأَلْقَاهُ، وَاسْتَقْبَلَهَا بِجَسَدِهِ، وَقَالَ: «§إِنَّهَا قُرَيْبَةُ عَهْدٍ بِرَبِّهَا»