الزيادات على الموضوعات
السيوطي
جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة للناشر، فَلَا يجوز نشر أَي جُزْء من هَذَا الْكتاب، أَو تخزينه أَو تسجيله بأيَّة وَسِيلَة، أَو تَصْوِيره أَو تَرْجَمته دون مُوَافقَة خطية مسبقة من الناشر. الطّبعَة الأولى 1431 هـ - 2010 م (ح) مكتبة المعارف للنشر والتوزيع 1431 هـ فهرسة مكتبة الْملك فَهد الوطنية أثْنَاء النشر السُّيُوطِيّ، جلال الدّين الزِّيَادَات على الموضوعات/ جلال الدّين السُّيُوطِيّ؛ رامز خَالِد حسن - الرياض 2 مج. ردمك: 7 - 24 - 8028 - 603 - 978 (مَجْمُوعَة) 4 - 25 - 8028 - 603 - 978 (ج 1) 1 - الْإِسْلَام - مجموعات حسن، رامز خَالِد (مُحَقّق) بالعنوان ديوي 210.8 ... 5541/ 1431 رقم الْإِيدَاع: 5541/ 1431 ردمك: 7 - 24 - 8028 - 603 - 978 (مَجْمُوعَة) 4 - 25 - 8028 - 603 - 978 (ج 1) مكتبة المعارف للنشر والتوزيع هَاتف: 4114535 - 4113350 فاكس: 4112932 - صَ. بَ: 3281 الريَاض، الرَّمْز البريدي: 11471
مقدمة التحقيق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - عبده ورسوله. أمّا بعد: فإنّ الله سبحانه وتعالى وكَّل بالسنّة المطهَّرة أئمة الحديث ونُقّاده، ووفّقهم لطلبها ودراستها، وأعانهم على حفظها والذود عنها، فقاموا ببيان حال الأحاديث صحة وضعفاً، وألّفوا كتباً خاصة في ذلك ككتب التخاريج وكتب الأحاديث المشتهرة وكتب الموضوعات وغيرها. وقد صنّف جمع من العلماء قديماً وحديثاً كتباً مفردة في الأحاديث الموضوعة، فبيّنوا عللها وكشفوا زيفها وعدم صحة نسبتها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ نصحاً للأمة وأداء للأمانة. ويُعَدُّ كتاب (الموضوعات) للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي رحمه الله مِن أجمع الكتب المؤلفة في الأحاديث الموضوعة، لذا فقد اعتنى به أهل العلم، فمنهم من اختصره، ومنهم من تعقّبه، ومنهم من ذيّل عليه. إلا أنّ ابن الجوزي أكثَرَ في كتابه مِن إخراج الضعيف الذي لم ينحطّ إلى رتبة الوضع، كما أنه لم يستوعب، فقد فاته جملة كبيرة من الأحاديث الموضوعة التي لم يذكرها في كتابه. قال الحافظ ابن حجر: (ولو انتدب شخصٌ لتهذيب الكتاب، ثم لإلحاق ما فاته لكان حسناً" (¬1). ¬
وقد انتدب لذلك الحافظ السيوطي رحمه الله، فألّف كتابه (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) اختصر فيه موضوعات ابن الجوزي وهذّبه وتعقّبه، ثمّ ذيّله بكتاب آخر هو (الزيادات على الموضوعات) استدرك فيه عدداً كبيراً من الأحاديث الموضوعة التي فاتت ابن الجوزي فلم يذكرها. وأبدع الحافظ السيوطي في هذين الكتابين وأفاد وأجاد، وكل من ألّف في الأحاديث الموضوعة بعده فهو عالة على كتابيه المذكورين. وقد وفقني اللهُ تعالى لكتابة بحثٍ في مرحلة الماجستير بعنوان (الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي يستدل بها على بدع في العبادات)، واستفدتُ فيه كثيراً من كتاب (الزيادات على الموضوعات). واستوقفني حين مراجعتي للكتاب رداءة طبعته الهندية وندرتها رغم أهمية الكتاب ومنزلته بين كتب الموضوعات، فوقع في نفسي العناية بهذا الكتاب، فاستخرتُ اللهَ تعالى، وقمتُ بتحقيق الكتاب ومقابلة نسخه الخطية وتخريج أحاديثه والتعليق عليه على قدر علمي واستطاعتي، وأسأل الله سبحانه أن أكون قد وُفِّقتُ في ذلك، وهو حسبي ونعم الوكيل. كتبه: أبو عمر رامز خالد حاج حسن الشركسي الدمشقي في مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم -
لمحة موجزة عن المؤلفات في الأحاديث الموضوعة
* لمحة موجزة عن المؤلفات في الأحاديث الموضوعة: جمَعَ كثيرٌ من العلماء ما تيسّر لهم من الأحاديث الموضوعة، وأفردوها بالتصنيف قديماً وحديثاً، ومن أشهر المؤلفات في ذلك: 1 - الموضوعات، لأبي سعيد محمد بن علي الأصبهاني النقاش (ت 414 هـ). وهو مِن أقدم ما أُفرد بالتصنيف في الأحاديث الموضوعة، وينقل منه الذهبي في (ميزان الاعتدال)، والحافظ ابن حجر في (لسان الميزان) (¬1). 2 - الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير، لأبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الجورقاني (ت 543 هـ) (¬2). 3 - الموضوعات من الأحاديث المرفوعات، لأيي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت 597 هـ) (¬3). وهو أشهر الكتب المصنّفة في الموضوعات على الإطلاق، وهو عمدة كلّ مَن ألّف بعده فيها. 4 - موضوعات الصاغاني، لأبي الفضائل الحسن بن محمد العدوي الصاغاني (ت 650 هـ). 5 - تلخيص الموضوعات، للحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ) (¬4). ¬
6 - اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، للحافظ جلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ) (¬1)، اختصر فيه موضوعات ابن الجوزي وتعقّبه. ثم لخّص كتابه اللآلئ في كتاب آخر هو (النكت البديعات على الموضوعات) (¬2). 7 - الزيادات على الموضوعات، للحافظ السيوطي أيضاً، وهو كتابنا هذا، وسيأتي الكلام عليه. 8 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، لأبي الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني (ت 963 هـ) (¬3)، لخّص فيه موضوعات ابن الجوزي وكتب السيوطي الثلاثة المتقدمة. 9 - تذكرة الموضوعات، لجمال الدين محمد بن طاهر الفتّني (ت 986 هـ) (¬4). 10 - الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، لأبي الحسن ملا علي القاري (ت 1014 هـ) (¬5). 11 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، لمحمد بن علي الشوكاني (ت 1250 هـ) (¬6). وغيرها كثير. ¬
ترجمة موجزة للحافظ السيوطي -رحمه الله-
* ترجمة موجزة للحافظ السيوطي -رحمه الله-: إنّ شهرة الحافظ السيوطي رحمه الله في الآفاق وكثرة تصانيفه النافعة في شتى العلوم تغني عن التوسّع في ترجمته في مثل هذا الموضع، وقد أُفردت مصنفات في الترجمة له وبيان مصنفاته (¬1). وسأكتفي بإيراد بعض ما أورده العلامة الشوكاني رحمه الله في كتابه (البدر الطالع) في ترجمة الحافظ السيوطي رحمه الله، حيث قال: عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن خليل بن نصر بن الخضر بن الهمام الجلال الأسيوطي الشافعي. الإمام الكبير صاحب التصانيف. ولد فى أول ليلة مستهل رجب سنة (849) تسعٍ وأربعين وثمانمائة. ونشأ يتيماً، فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وبعض الأصولي وألفية النحو. وأخذ عن الشمس محمد بن موسى الحنفي في النحو، وعلى العَلَم البلقيني والشرف المناوي والشمنّي والكافيجي في فنون عديدة، وجماعة كثيرة كالبقاعي. وسمع الحديث من جماعة، وأجاز له أكابر علماء عصره من سائر الأمصار، وبرز فى جميع الفنون وفاق الأقران، واشتهر ذِكره وبَعُد صيته. وصنَّف التصانيف المفيدة، كالجامعين فى الحديث، والدر المنثور فى التفسير، ¬
والإتقان في علوم القرآن، وتصانيفه فى كل فنٍّ من الفنون مقبولة قد سارت فى الأقطار مسير النهار. ولكنه لم يَسلم مِن حاسدٍ لفضله وجاحدٍ لمناقبه، وقد عرَّفناك فى ترجمة ابن تيمية أنها جرت عادة الله سبحانه -كما يدلُّ عليه الاستقراء- برفع شأن مَن عُودي لسبب علمه وتصريحه بالحق، وانتشار محاسنه بعد موته وارتفاع ذِكره، وانتفاع الناس بعلمه. وهكذا كان أمر صاحب الترجمة، فإن مؤلفاته انتشرت فى الأقطار وسارت بها الركبان إلى الأنجاد والأغوار، ورفع اللهُ له مِن الذِّكر الحسن والثناء الجميل ما لم يكن لأحدٍ مِن معاصريه، والعاقبة للمتقين. وكان موت صاحب الترجمة بعد أذان الفجر المسفِر صباحُه عن يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى سنة (911) إحدى عشرة وتسعمائة. انتهى ملخّصاً من كلام الشوكاني رحمه الله. رحم اللهُ الحافظَ السيوطي وأسكنه فسيح جنّاته.
دراسة كتاب (الزيادات على الموضوعات) للحافظ السيوطي -رحمه الله-
* دراسة كتاب (الزيادات على الموضوعات) للحافظ السيوطي -رحمه الله-: أ- اسم الكتاب: جاء اسم الكتاب كما في عنوان النسخة المقروءة على المؤلف بخط تلميذه جرامرد الحنفي: (الزيادات على الموضوعات). وكذا في نسخة تلميذه الداودي، وفي نسخة مكتبة محمد مظهر الفاروقي، وكذا سمّاه ابن عراق أيضاً (¬1). وقال المصنف رحمه الله في آخر كتابه (اللآلئ المصنوعة) الذي اختصر فيه كتاب (الموضوعات) لابن الجوزي وتعقَّبه فيه: (وإذ قد أتينا على جميع ما في كتابه فلنشرع الآن في الزيادات عليه ...). ثم افتتح المصنف كتابه هذا بقوله: (... لمّا فرغتُ مِن اختصار كتاب الموضوعات للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي وتحرير أحاديثه وما يُتعقَّب عليه على الوجه الأتمِّ؛ أردفتُه بهذا الذيل مورداً فيه جملةً من الموضوعات التي لم يُلِمَّ بِذكرها ...). فالكتاب إذاً ذيلٌ على موضوعات ابن الجوزي، وكذا وصفه ابن عراق (¬2) والشوكاني (¬3). إلا أنّه فُهم من كلام المصنف الأخير أن الكتاب ذيل على اللآلئ المصنوعة. قال الفتّني في مقدمة كتابه (قانون الموضوعات والضعفاء) (¬4) مبيّناً الرموز التي استخدمها في كتابه: (ل: رمزٌ لللآلئ، وذ: لذيله ...). ¬
ب- توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه
وجاء اسم الكتاب في نسخة مكتبة خدا بخش: (الذيل على كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة)، وطبع في الهند باسم: (ذيل اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة). وإن كان ظاهر عبارة المصنف يحتمل هذا، فإنّ معناها واضح، فبعد أن فرغ المصنف من اختصار كتاب الموضوعات والتعقّب عليه، شرع في التذييل عليه بِذكر أحاديث موضوعة زائدة عليه. فالاسم الصحيح للكتاب هو (الزيادات على الموضوعات). وبما أن الاسم الآخر: (ذيل اللآلئ المصنوعة) ورد في إحدى النسخ الخطية وفي الطبعة الهندية كما تقدم؛ أثبتُّ الاسمين على غلاف الكتاب، والله أعلم. ب- توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه: كما تقدم فإن الحافظ السيوطي رحمه الله أشار إلى كتابه هذا في آخر كتابه (اللآلئ المصنوعة). وكذا جاء اسمه في نسخ الكتاب الخطية، ومنها نسخة مقروءة عليه، وأخرى بخط تلميذه الداودي. وقد نسب هذا الكتابَ للسيوطي جماعةٌ من العلماء الذين نقلوا منه. قال ابن عراق: (وقد اعتنى شيخ شيوخنا الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر الأسيوطي بكتاب ابن الجوزي ... فاختصره وتعقّبه في كتابٍ سمّاه "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة"، ثم عمل ذيلاً ذَكر فيه أحاديث موضوعة فاتت ابن الجوزي ...) (¬1). ¬
ج- موضوع الكتاب
وذكر الفتّني مِن موارده في كتابه (تذكرة الموضوعات): (... كتاب "اللآلئ" للشيخ جلال الدين السيوطي، وكتاب "الذيل" له ...) (¬1). وذكر الشوكاني مِن المصنفات المختصة بالأحاديث الموضوعة: (الذيل على موضوعات ابن الجوزي للسيوط) (¬2). كلُّ ذلك يؤكد نسبة هذا الكتاب للحافظ السيوطي رحمه الله، والله أعلم. ج- موضوع الكتاب: كما تقدم وكما هو ظاهرٌ مِن عنوان هذا الكتاب، فهو ذيلٌ على كتاب (الموضوعات) لابن الجوزي، ذكر فيه الحافظ السيوطي رحمه الله جملةً كبيرة من الأحاديث الموضوعة التي لم يذكرها ابنُ الجوزي في كتابه. د- منهج المؤلف في الكتاب: يمكن إبراز المنهج الذي سار عليه الحافظ السيوطي رحمه الله في هذا الكتاب في النقاط التالية: أ- رتَّب المؤلف كتابَه على الأبواب على نمط ترتيبها في موضوعات ابن الجوزي كما نصّ على ذلك في المقدمة. لكنّه لم يُلزم نفسه بجميع أبواب ابن الجوزي، لا سيّما الأبواب التي ليس فيها أحاديث كثيرة، بل أفرد هذه الأحاديث ونحوها في آخر الكتاب في ترجمة مستقلة هي (كتاب الجامع). 2 - يبتدئ الإسنادَ بِذكر اسم المصنِّف الذي ينقل منه، ويُتبِعه بالإسناد والمتن. كأن يقول: (ابن عساكر: أخبرنا أبو محمد ابن الأكفاني ...). ¬
هـ - موارد المؤلف في الكتاب
وقد يذكر اسم الكتاب أيضاً، كأن يقول: (البيهقي في شعب الإيمان: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ...). وقد يبتدئ بِذكر طرفٍ من الإسناد، ثم يسمّي من أخرجه. 3 - يبين علة الإسناد غالباً، فيذكر حال راويه، وينقل بعض أقوال النقاد فيه، لا سيّما من أخرج الحديث، كابن حبان وابن عدي وابن الجوزي وغيرهم. ويتصرف فيما يذكره ابنُ الجوزي في العلل مِن أقوال النقاد فينقلها بالعنى مختصرة. كما أكثر الصنف من النقل عن الذهبي في (الميزان)، وعن الحافظ ابن حجر في (اللسان)، ومن عادته أن ينقل كلامهما بتصرّف فليلخِّص ما جاء في ترجمة الراوي. وينقل كثيراً عن الذهبي في (المغني)، ويريد به (ديوان الضعفاء والمتروكين) المطبوع بين أيدينا كما سيأتي كثيراً في هذا الكتاب (¬1). 4 - نقدُ المتن ظاهرٌ عند المصنّف رحمه الله، إذ بيَّض لكثيرٍ من الأحاديث فلم يبين علتها، لا سيّما أحاديث الديلمي، وإيرادُه لها إنما هو لنكارة متونها. هـ - موارد المؤلف في الكتاب: جرَد المؤلفُ رحمه الله مجموعة من الكتب التي هي مظنّة وجود كثير من الأحاديث الموضوعة، ومِن أهمها: 1 - (مسند الفردوس)، للديلمي: وقد أكثر المصنفُ جداً من النقل عنه، وبلغت عدد أحاديث الديلمي في هذا الكتاب نحو (500) حديث، وهي تمثِّل نصف الكتاب تقريباً. ¬
ويظهر مِن نقول المصنف منه أنه اعتمد غالباً على مختصره (زهر الفردوس) للحافظ ابن حجر، حيث اقتصر فيه الحافظ على ذِكر الأحاديث الغريبة والمنكرة (¬1). وما ينقله المصنف عن ابن السني وأبي الشيخ والحاكم وأبي نعيم وابن لال فهو بواسطة الديلمي غالباً، حيث يروي من طريق الأئمة المذكورين، والله أعلم. 2 - (العلل المتناهية)، لابن الجوزي: وما ينقله المصنف عن العقيلي وابن حبان -وابن عدي أحياناً- فهو بواسطة علل ابن الجوزي غالباً، حيث يروي من طريق الأئمة المذكورين، والله أعلم. 3 - (تاريخ بغداد)، للخطيب البغدادي. 4 - (ذيل تاريخ بغداد)، لابن النجار. 5 - (تاريخ دمشق)، لابن عساكر. 6 - (لسان الميزان)، للحافظ ابن حجر. وما ينقله المصنف عن الذهبي في (الميزان)، وكذا عامة أقوال أئمة الجرح والتعديل فمصدره فيه (لسان الميزان) غالباً، والله أعلم. كما نقل المصنف من مصادر أخرى كثيرة، منها: (تاريخ أصبهان) و (حلية الأولياء) و (فضائل الصحابة) وجميعها لأبي نعيم، و (شعب الإيمان) للبيهقي، و (المعجم الكبير) للطبراني، و (الترغيب) لابن شاهين، و (الغرائب) للدارقطني، و (المتفق والمفترق) للخطيب، و (رواة مالك) له أيضاً، و (الألقاب) للشيرازي، و (المسند) للحارث بن أبي أسامة، وكتاب (العظمة) لأبي الشيخ، و (الطيوريات) للسِّلفي، و (فضائل سورة الإخلاص) لأبي محمد الخلال، و (التدوين) للرافعي، و (المناهي) للحكيم الترمذي، و (أسباب النزول) للواحدي، وغيرها. ¬
و- مكانة الكتاب وعناية العلماء به
و- مكانة الكتاب وعناية العلماء به: يعتبر كتاب (الزيادات على الموضوعات) مكمِّلاً لكتاب (الموضوعات (لابن الجوزي، فأحاديث الكتابين هي عمدة جميع من ألّف في الأحاديث الموضوعة بعد السيوطي. وقد جمع ابن عراق الكناني بين أحاديث الكتابين المتقدمين في كتابه (تنزيه الشريعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة)، فجعل كل ترجمة في كتابه في ثلاثة فصول: (الأول: فيما حكم ابن الجوزي بوضعه ولم يخالَف فيه. والثاني: فيما حكم بوضعه وتُعقّب فيه. والثالث: فيما زاده الأسيوطي على ابن الجوزي) (¬1). وممَّن أكثر مِن النقل عن كتاب (الزيادات على الموضوعات) للسيوطي: الفتّني في (تذكرة الموضوعات)، والقاري في (الأسرار المرفوعة)، والشوكاني في (الفوائد المجموعة) وغيرهم. *ومِن أهمِّ مما يمتاز له كتاب (الزيادات على الموضوعات) أنّ مؤلفه رحمه الله أورد الأحاديث بأسانيدها، وهذه فائدة جليلة تمُكِّن الباحثين من النظر في الأسانيد ومعرفة عللها، لا سيما إذا لم يبيّن المصنف ذلك، أو اقتصر على علة دون أخرى. ¬
ز- الملحوظات على الكتاب
ز- الملحوظات على الكتاب: من خلال قراءتي للكتاب وتوثيق نقوله تبيّن لي فيه ملحوظات يسيرة ألخِّصها فيما يلي: 1 - بيّن المصنِّفُ رحمه الله في مقدمة الكتاب شرطه فيه، وهو إيراد أحاديث موضوعة لم يذكرها ابن الجوزي في (الموضوعات)، لكنه خالف شرطه في أحاديث قليلة ذَكَرها وهي مخرّجة في (الموضوعات) (¬1). 2 - وكذا ذكر بعض الأحاديث التي لا تبلغ درجة الوضع (¬2)، والله أعلم. 3 - تقدم أن المصنِّف ينقل كلام الذهبي في (الميزان) بواسطة السان الميزان) غالباً، وقد أدى ذلك إلى خلطه بين كلام الذهبي وابن حجر في عدة مواضع (¬3). 4 - ينقل المصنف كثيراً من الأحاديث بواسطة، كالأحاديث التي ينقلها من (لسان الميزان). وأحياناً يذكر الحافظ طرفاً من الإسناد، فينقل المصنفُ الحديثَ ويترك بياضاً ليكمل الإسناد، لكن البياض بقي على حاله في عدة أسانيد (¬4). 5 - وقع المصنف رحمه الله في بعض الأوهام في تعيين الرواة بسبب اتفاق الأسماء، أو وقوعها مصحَّفة في الإسناد الذي ساقه (¬5). ¬
ح- طبعات الكتاب
ح- طبعات الكتاب: طُبع الكتاب في المطبع العلوي بالهند سنة (1303) هـ. وكان اطّلاعي على هذه الطبعة دافعاً لي للعمل في هذا الكتاب، لأهمية الكتاب ومكانته بين كتب الأحاديث الموضوعة من جهة، ولكون هذه الطبعة نادرة لا تكاد توجد بين أيدي أكثر الباحثين من جهة أخرى. وقد تبين بمقابلة هذه الطبعة على النسخ الخطية أنّ فيها سقطاً وتصحيفاً وأخطاء كثيرة، نبَّهتُ على جملة منها في حواشي التحقيق. وعلى سبيل المثال فقد جاء في ص 24 من الطبعة الهندية: (... حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد: "من قرأ يس والصافات ليلة الجمعة ثم سأل الله أعطاه سؤله" ...). والإسناد المذكور هو طرف من إسناد الحديث الآتي برقم (120)، أما المتن فهو متن الحديث الآتي برقم (126)، وقد سقط بينهما نحو صفحة فيها خمسة أحاديث تقريباً.
النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق
* النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق: اعتمدت في تحقيق هذا الكتاب -بفضل الله تعالى- على خمس نسخ: الأولى: نسخة مكتبة سوهاج بمصر [رقم (83) حديث]: ورمزتُ لها بـ (الأصل). ومنها مصورة في مركز جمعة الماجد بدبي، وهي بخط جرامرد الناصري الحنفي تلميذ المؤلف؛ كتبها سنة (910) هـ (¬1)، وتقع في (90) لوحة. وهي نسخة نفيسة مقروءة على المؤلف رحمه الله، وجاء في مواضع عديدة من حواشي النسخة بخطّ المؤلف: (الحمد لله ثم بلغ قراءةً عليَّ؛ مؤلفُه لطف اللهُ به). وتشتمل النسخة على كتابَي (اللآلئ المصنوعة) و (الزيادات على الموضوعات). وقد حصلت على صورة منها من فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم نور سيف جزاه الله خيراً، وأجزل له المثوبة. الثانية: نسخة دار الكتب المصرية [رقم (60) حديث]: ورمزتُ لها بـ (د). وتشتمل على النصف الثاني من كتاب (اللآلئ المصنوعة)، وكتاب (الزيادات على الموضوعات)، وكتاب (النكت البديعات على الموضوعات) وكلها للحافظ السيوطي رحمه الله. والنسخة بخط العلامة محمد بن علي الداودي تلميذ المصنف، وخطّها واضح وعليها تعليقات كثيرة له، وتقع في (116) لوحة، ووقع في ترتيب لوحاتها اضطرابٌ يسير. وقد ساعدني في الحصول عليها فضيلة شيخنا الدكتور عبد الباري بن حماد الأنصاري، والأخ الشيخ عمار عيسى، فجزاهما الله خيراً وبارك فيهما. ¬
الثالثة: نسخة مكتبة خدا بخش بالهند أرقم (314)،: ورمزتُ لها بـ (خ). ومنها نسخة مصورة على الميكروفيلم في المكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية برقم [3638]، وتقع في (153) لوحة، وهي مكتوبة في القرن الحادي عشر الهجري، وهي منقولة عن النسخة (الأصل) أو عن أحد فروعها. وقد وقع في النسخة المصورة سقط وتكرار في اللوحات، وفيها طمسٌ في مواضع عديدة، وخطُّها غير واضح في الغالب، لكنها مع ذلك نسخة جيدة أفدتُ منها كثيراً في تقويم نص الكتاب. الرابعة: نسخة مكتبة محمد مظهر الفاروقي بالمدينة المنورة: ورمزتُ لها بـ (ف). ومنها نسخة مصورة على الميكروفيلم في المكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية برقم [6835/ 2]، وتقع في (146) لوحة، وهي مكتوبة سنة (1092) هـ بخط محمد سعيد بن حسين القرشي النقشبندي المدني، وهي منقولة عن نسخة الداودي أو عن أحد فروعها. وخطّها واضح، لكن فيها تصحيفات وأخطاء كثيرة. وقد دلّني عليها الأخ الشيخ محمد يوسف حافظ أبو طلحة جزاه الله خيراً. الخامسة: النسخة المطبوعة في المطبع العلوي بالهند سنة (1303) هـ: ورمزتُ لها بـ (م). وتقع في (204) صفحات، وفيها تصحيفات وأخطاء كثيرة تشارك في معظمها النسخة (ف). وقد حصلت على صورة منها من فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم نور سيف جزاه الله خيراً، ثم حصلت على صورة أخرى منها من المكتبة السليمانية بإستانبول [حسني باشا (259 - 4 م)] ظنًّا منّي أنها نسخة خطية جديدة! والحمد لله على كل حال.
نماذج من النسخ الخطية: صورة لوحة العنوان من النسخة الأصل
صورة الصفحة الأولى من النسخة الأصل
وقف لله تعالى كتاب الزيادات عَلى الموْضوعَات لسماحة الحَافِظ والمجتهد جلاَل الدِّين أبو الفضل عبد الرحمن بن الإمام العالم العلامة ماهر المسلمين كمال الدين السِّيوطي الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه صورة لوحة العنوان من نسخة الداودي
صورة الصفحة الأولى من نسخة الداودي
صورة لوحة العنون من نسخة خدا بخش
صورة لوحة من نسخة خدا بخش
كتاب الزيادات عَلى الموْضوعَات للإمام الحافظ كمال الدين السِّيوطي رحمه الله تعالى صورة لوحة العنوان من نسخة مكتبة محمد مظهر الفاروقي
صورة الصفحة الأولى من نسخة مكتبة محمد مظهر الفاروقي
صورة لوحة العنوان من نسخة الطبعة الهندية
صورة الصفحة الأولى من الطبعة الهندية
الزيادات على الموضوعات
مقدمة المؤلف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد: فإنّي لمّا فرغتُ مِن اختصار كتاب الموضوعات للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي، وتحريرِ أحاديثه وما يُتعقَّب عليه على الوجه الأتمِّ؛ أردفتُه بهذا الذيل مورِداً فيه جملةً من الموضوعات التي لم يُلِمَّ بِذكرها، ورتَّبتُه على الأبواب كترتيبه، والله الموفق.
1 - كتاب التوحيد
1 - كتاب التوحيد
1 - أبو علي الأهوازي: أخبرنا أبو حفص عمر بن داود بن سلمون حدثنا أبو أحمد عمرو بن عثمان بن جعفر السبيعي حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يوسف الأصبهاني حدثنا شعيب بن بيان الصفار حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أنس مرفوعاً: (إذا كان يوم الجمعة ينزل الله تعالى بين الأذان والإقامة عليه رداء مكتوب عليه: إني أنا الله لا إله إلا أنا، يقف في قِبلة كل مؤمن مقبلاً عليه إلى أن يفرغ من صلاته، لا يسأل اللهَ عبدٌ تلك الساعة شيئاً إلا أعطاه، فإذا سلّم الإمام مِن صلاته صعد إلى السماء) (¬1). أخرجه ابن عساكر في (تاريخه) (¬2) وقال: كتبَ الخطيبُ هذا عن الأهوازي متعجباً من نكارته، وهو باطل. ¬
2 - وقال الأهوازي: حدثنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي السنديان بأطرابُلُس حدثنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن غالب بن الهيثم القاضي بعرفة حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء (¬1) عن وكيع بن عُدُس عن أبي رزين لقيط بن عامر (¬2) مرفوعاً: (رأيتُ ربي بِمنى يوم النفر على جمل [أورق] (¬3) عليه جُبَّة صوف أمام الناس) (¬4). قال الذهبي في (الميزان) (¬5): روى الخطيب هذا بِقِلَّة ورعٍ عن الأهوازي. -[36]- وقال ابن عساكر بعد أن أخرجه في (تاريخه) (¬6): كتبه أبو بكر الخطيب الحافظ عن الأهوازي متعجباً من نكارته، وهو حديث موضوع لا أصل له. وقد وقعت لنا نسخة البغوي عن هدبة بعلوٍّ وليس هذا الحديث فيها. وأبو محمد هذا وابن أبي السنديان غير معروفي العدالة، والأهوازي متهم، انتهى (¬7). ¬
3 - أبو نعيم في (التاريخ) (¬1): حدثنا أبي حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد حدثنا أبو بكر محمد بن عيسى الطرسوسي حدثنا نعيم بن حماد حدثنا جرير عن ليث (¬2) عن بِشر (¬3) عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أراد الله أن ينزل إلى السماء الدنيا نزل عن عرشه بذاته) (¬4) (¬5). -[37]- أقول: أتعبَنا نعيمُ بن حماد مِن كثرة ما يأتي بهذه الطامّات، وكم ندرأ عنه (¬6). والطرسوسي الراوي عنه قال فيه ابن عدي: عامة ما يرويه لا يُتابع عليه وهو في عداد من يسرق الحديث (¬7). وقال غيره (¬8): هو محدِّثٌ رَحّال (¬9). فلا أدري البلاء في هذا الحديث منه أو مِن شيخه نُعيم. ¬
4 - الديلمي في (مسند الفردوس) (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد البنّاء حدثنا إبراهيم بن عمر بن أحمد حدثنا محمد بن إسماعيل بن العباس حدثنا علي بن محمد بن أحمد الفقيه حدثنا إسماعيل بن محمود النيسابوري حدثنا الحسين بن عبد الرحمن حدثنا يوسف بن خالد حدثنا هارون بن راشد عن فرقد السَّبَخي عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال الله عز وجل: لا إله إلا الله كلمتي وأنا هو، من قالها أدخلتُه حصني، ومن أدخلتُه حصني فقد أمِن، والقرآن كلامي ومنّي خرج) (¬2). يوسف بن خالد كذاب (¬3). وهارون بن راشد قال الذهبي: مجهول (¬4). وفرقد ضعّفه الدارقطني (¬5). ¬
5 - ابن عساكر (¬1): قرأتُ على أبي المكارم عبد الواحد بن محمد بن المُسَلَّم الأزدي عن نصر بن إبراهيم المقدسي أخبرنا علي بن موسى بن الحسين إجازة حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطرسوسي حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمر بن علي بن إسحاق الصيدلاني البغدادي حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي المعروف بالدولابي حدثنا أبي أحمدُ بن عامر حدثني أبو الحسن علي بن موسى حدثني أبي حدثني أبي جعفر حدثني أبي محمدُ بن علي حدثني أبي عليُّ بن الحسين حدثني أبي الحسينُ بن علي حدثني أبي عليُّ بن أبي طالب حدثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (حدثني جبريل قال: يقول الله عز وجل: لا إله إلا الله حصني، فمن دخله أمِن عذابي) (¬2). قال في (المغني) (¬3): عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن أهل البيت، له نسخة باطلة. ¬
6 - الخطيب (¬1): حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي حدثنا أحمد بن عبد العزيز الصريفيني حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى السَّذابي (¬2) حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل عن الله تعالى؛ قال: (يقول: أنا الله (¬3)، لا إله إلا أنا كلمتي، من قالها أدخلته جنتي، ومن أدخلته جنتي فقد أمِن، والقرآن كلامي ومني خرج) (¬4). قال الخطيب: عمر في بعض حديثه نكرة (¬5). وقال في (الميزان) (¬6): هذا موضوع. ¬
7 - الديلمي في (مسند الفردوس) (¬1): أخبرنا أبي ويده على كتفي أخبرنا المطهّر بن محمد ويده على كتفي أخبرنا أبو سعد السمان ويده على كتفي حدثني أبو حاتم محمد بن عبد الواحد الخزاعي ويده على كتفي حدثني أحمد بن موسى ويده على -[40]- كتفي حدثنا أحمد بن الحسن بن محمد مِن ولد جرير ويده على كتفي حدثنا هلال بن العلاء ويده على كتفي حدثني أبي ويده على كتفي حدثنا [عبيد الله] (¬2) بن عمرو ويده على كتفي حدثنا زيد بن أبي أنيسة ويده على كتفي حدثنا أبو إسحاق السبيعي ويده على كتفي حدثنا عبد الله بن الحارث ويده على كتفي حدثني الحارث الأعور ويده على كتفي حدثني عليٌّ ويده على كتفي حدثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويده على كتفي: (حدثني الصادق الناطق بالحق رسول رب العالمين وأمينه على وحيه جبريلُ ويده على كتفي: سمعتُ إسرافيل: سمعتُ القلم: سمعتُ اللوح: سمعتُ اللهَ مِن فوق العرش يقول للشيء: كن، فلا تبلغ الكافُ النونَ إلا يكون ذلك الذي يكون) (¬3). موضوع بلا شك، وأحمد بن موسى لعله الجرجاني (¬4)؛ قال في (المغني) (¬5): أحد الوضاعين. ¬
8 - أبو الشيخ: حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر حدثنا أبي (حدثنا أبي) (¬1) سمعتُ نهشلاً عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (التفكّر في عظمة الله وجنته وناره ساعةً خيرٌ مِن قيام ليلة، وخيرُ الناس المتفكّرون في ذات الله، وشرُّهم مَن لا يتفكّر في ذات الله) (¬2). نهشل كذاب (¬3). ¬
9 - أبو نعيم: حدثنا محمد بن الفتح الحنبلي حدثنا عبد الله بن أبي داود حدثنا عبّاد بن يعقوب حدثنا أبو يزيد العكلي (¬1) عن هشام بن سعد (¬2) عن عبد الله (¬3) المكي عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه فليس مِنّي ولا أنا منه: بُغضُ عليٍّ، ونَصبُ أهل بيتي، ومَن قال الإيمان كلام) (¬4). عبّاد بن يعقوب قال ابن حبان: رافضي داعية (¬5). ¬
2 - كتاب المبتدأ
2 - كتاب المبتدأ
10 - قال ابن النجار في (تاريخ بغداد): سألْنَا صديقَنا أبا العلاء علي بن الحسن بن محمد بن فتح بأصبهان عن عرش ربِّ العزة فقال: سألتُ والدي أبا علي الحسن عن عرش رب العزة فقال: سألتُ والدي أبا عبد الله محمد بن فتح بمدينة السلام عن عرش رب العزة فقال: سألتُ أبا علي الحسن بن أحمد بن محمد المُوسِياباذي عن عرش رب العزة فقال: سألتُ والدي أبا العباس أحمد بن محمد عن عرش رب العزة فقال: سألتُ أبا منصور عبد الله بن عيسى المالكي وأبا علي الحسن بن أحمد بن مَمُّوس الوراق عن عرش رب العزة فقال كلُّ واحد منهما: سألتُ أبا الحسن علي بن الحسن الصيقلي القزويني بهمَذان عن عرش رب العزة فقال: سألتُ أبا الحسين محمد بن النضر الموصلي بها عن عرش رب العزة فقال: سألتُ عبد الله بن أبي سفيان الموصلي عن عرش رب العزة فقال: سألتُ يحيى بن أبي طالب عن عرش رب العزة فقال: سألتُ عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن عرش رب العزة فقال: سألتُ سعيد بن أبي عروبة عن عرش رب العزة فقال: سألتُ قتادة عن عرش رب العزة فقال: سألتُ أنس بن مالك عن عرش رب العزة فقال: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عرش رب العزة فقال: (سألتُ جبريل عن عرش ربِّ العزة فقال: سألتُ ميكائيل عن عرش ربِّ العزة فقال: سألتُ إسرافيل عن عرش ربِّ العزة فقال: سألتُ الرفيع عن عرش ربِّ العزة فقال: سألتُ اللوح عن عرش ربِّ العزة فقال: سألتُ القلم عن عرش ربّ العزة فقال: إنَّ للعرش ثلاثمائة ألف وستين ألف قائمة، كل قائمة مِن قوائمه كأطباق الدنيا ستّون (¬1) ألف مرّة، تحت كل قائمة ستّون ألف مدينة، في كل مدينة ستّون ألف -[46]- صحراء، في كل صحراء ستّون ألف عالَم، في كل عالم مثل الثقلين الجن والإنس ستّون ألف مرة لا يعلمون أنّ الله عز وجل خَلَق آدمَ ولا إبليس، ألهمهم اللهُ عز وجل أن يستغفروا لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم) (¬2). قال في (الميزان) (¬3): محمد بن النضر الموصلي قال البرقاني (¬4): لم يكن ثقة (¬5). وقال في (اللسان) (¬6): قال الخطيب (¬7): قال لي البرقاني (¬8): كان واهياً. ¬
11 - أبو الشيخ في (العظمة) (¬1): حدثنا عبد الله بن عبد الملك الطويل ومحمد بن أحمد بن عمرو قالا: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخراساني حدثنا عبد الله بن مصعب عن حبيب بن أبي حبيب عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم عن مقاتل بن حيان عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لمّا أراد الله عز وجل أن يخلق الماء -[47]- خلق من النور ياقوتة خضراء غلظها كغلظ سبع سموات وسبع أرضين (وما فيهنّ) (¬2) وما بينهنّ ثم دعاها (¬3)، فلمّا أن سمعت كلام الله تعالى ذابت الياقوتة فرَقاً حتى صارت ماءً، فهو مرتعدٌ (¬4) مِن مخافة الله إلى يوم القيامة، وكذلك إذا نظرتَ إليه راكداً أو جارياً يرتعد، وكذلك يرتعد في الآبار مِن مخافة الله إلى يوم القيامة. ثم خلق الريحَ فوضع الماء على متن الريح. ثم خلق العرشَ فوضع العرش على الماء، فذلك قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (¬5). فلا ندري كم لبث عرش الربّ على الماء. ثم كان خلق العرش قبل الكرسي بألفي عام، فخلَقه وله ألف لسان يسبِّح اللهَ تعالى بكل لسان ألفَ لون من التسبيح والتحميد، فكتب في قبالة عرشه: إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، ومحمد عبدي ورسولي، فمن آمن برسلي وصدّق بوعدي أدخلته الجنة. ثم خلق الكرسي، فالكرسي أعظم مِن سبع سموات وسبع أرضين، وإنّ العرش أعظم من الكرسي كالكرسي مِن كل شيء، وإنّ الكرسي مِن تحت العرش كمربض عنز في جميع سبع سموات وسبع أرضين مِن تحت العرش كحلقة صغيرة مِن حِلَق الدرع في أرض فيحاء) (¬6). أبو عصمة نوح بن أبي مريم أحد المشهورين بالوضع (¬7)، وحبيب بن أبي حبيب كذاب يضع الحديث (¬8). ¬
12 - الديلمي (¬1): أخبرنا والدي أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمود بن الفضل الغزنوي حدثنا علي بن يوسف بن أحمد حدثنا إبراهيم بن محمد بن خلف ببخارى أخبرنا أبو محمد الحارثي حدثنا إسماعيل بن بشر حدثنا حماد بن قريش حدثنا سليمان بن عمرو عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أول شيء كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إنه مَن استسلم لقضائي ورضي بحكمي وصبر على بلائي بعثتُه يوم القيامة مع الصدِّيقين) (¬2). هذا الإسناد ظلمات؛ سليمان بن عمرو هو أبو داود النخعي يضع الحديث (¬3)، وجويبر متروك (¬4)، والضحاك لم يسمع من ابن عباس (¬5)، وإسماعيل بن بشر قال الدارقطني: مجهول (¬6). ¬
13 - أبو الشيخ في (العظمة) (¬1): ذكر جدي عن عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا عقبة بن مُكْرَم حدثنا نصر بن باب عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن العلاء القرشي عن عبد الملك بن عبد الله الفهري عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم قال: -[49]- كان العباس بن أنس بن عامر السلمي شريكاً لعبد الله بن عبد المطلب أبي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فخرج حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (يا عباس إن الذي أنزل عليَّ الوحي أرسلني إلى الناس كافة بلسان عربي مبين مِن فوق سبعٍ شداد إلى سبعٍ غلاظ يتنزّل الأمر بينهنّ إلى كل مخلوق بما قضى عليهم مِن زيادة أو نقصان). فقال العباس: وكيف خلق الله سبعاً شداداً وسبعاً غلاظاً ولمَ خلقهنّ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (خلق اللهُ السماء الدنيا فجعلها سقفاً محفوظاً وجعل فيها حرساً شديداً وشهباً، ساكنها من الملائكة أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع في صورة البقر مثل عدد النجوم، شرابهم النور والتسبيح لا يفترون من التهليل والتكبير، وأما السماء الثانية فساكنها عدد القطْر في صورة العقبان لا يسأمون ولا يفترون ولا ينامون، منها ينشقّ السحاب حتى يخرج مِن تحت الخافقين فينتشر في جوِّ السماء، معه ملائكة يصرفونه حيث أُمروا به، أصواتهم التسبيح وتسبيحهم تخويف. وأما السماء الثالثة فساكنها عدد الرمل في صور الناس، ملائكة ينفخون في البروج كنفخ الريح يجأرون إلى الله تعالى الليل والنهار كأنما يرون ما يوعدون. وأما السماء الرابعة فإنه يدخلها كل ليلة حتى يخرج إلى عدْن ساكنها عدد ألوان الشجر صافّون مناكبهم معاً في صورة الحور العين مِن بين راكع وساجد تبرق وجوههم بسبحات ما بين السموات السبع والأرض السابعة. وأما السماء الخامسة فإن عددها يضعف على سائر الخلق في صورة النسور، منهم الكرام البررة والعلماء السفرة، إذا كبّروا اهتزّ العرش من مخافتهم وصعق الملائكة، يملأ جناحُ أحدهم ما بين السماء والأرض. وأما السماء السادسة فحزبُ الله الغالب وجنده الأعظم، لو أَمَر أحدَهم (¬2) أن يقلع السموات والأرض بأحد جناحيه اقتلعهنّ، في صورة الخيل المسومة. وأما السماء السابعة ففيها الملائكة المقربون الذين يرفعون -[50]- الأعمال في بطون الصحف ويخفضون (¬3) الميزان، فوقها حملة العرش الكروبيون، كلُّ مفصل من أحدهم أربعون سنة، فتبارك الله رب العالمين) (¬4). نصر بن باب قال البخاري: يرمونه بالكذب (¬5)، وقال محمود بن غيلان: ضرب أحمدُ وابنُ معين وأبو خيثمة على حديثه وأسقطوه (¬6). ¬
14 - الحارث بن أبي أسامة في (مسنده) (¬1): حدثنا داودُ بن المحبَّر حدثنا سلام أبو (¬2) المنذر عن موسى بن جابان عن أنس بن مالك قال: أثنى قوم على رجل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أبلغوا الثناء في خلال الخير. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كيف عقلُ الرجل؟). قالوا: يا رسول الله نخبرك عن اجتهاده في العبادة وأصناف الخير وتسألنا عن عقله؟ قال: (إنّ الأحمقَ يصيب بحمقه أعظمَ من فجور الفاجر، وإنما يرتفع العباد غداً في الدرجات وينالون الزُّلفى من ربهم على قدر عقولهم) (¬3). ¬
15 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا عباد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر مرفوعًا: (ما اكتسب رجلٌ ما اكتسب مثلَ فضلِ عقل يهدي صاحبه إلى هدىً ويردُّه عن ردىً، وما تمَّ إيمانُ عبدٍ ولا استقام دينُه حتَّى يكمل عقله) (¬2). ¬
16 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا: (يا أيها الناس اعقلوا عن ربكم وتواصوا بالعقل تعرفوا به ما أُمرتم به وما نُهيتم عنه، واعلموا أنَّه مجدكم (¬2) عند ربِّكم، واعلموا أن العاقل من أطاع اللهَ وإن كان دميم (¬3) المنظر حقير الخطر دنيء المنزلة رثَّ الهيئة، وأنّ الجاهل من عصى الله وإن كان جميل المنظر عظيم الخطر شريف المنزلة حسن الهيئة فصيحًا نطوقًا، ولَلقردة والخنازير أعقل عند الله ممن عصاه. ولا تغتروا بتعظيم أهل الدنيا إياهم (¬4) فإنهم غدًا من الخاسرين) (¬5). ¬
17 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا جسر [عن أبي] صالح (¬2) عن أبي الدرداء أن رجلًا قال: يا رسول الله أرأيتَ الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويحجُّ ويعتمر ويتصدق ويغزو في سبيل الله ويعود المريض ويصِل الرحم ويتبع الجنائز ويقري الضيف - حتَّى عدّ هذه العشرة خصال (¬3) - فما منزلته عند الله يوم القيامة؟ قال: (إنما ثوابه يوم القيامة في كل ما كان منه في ذلك على قدر عقله) (¬4). ¬
18 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا إسماعيل بن عياش عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء مرفوعًا: (إنّ مِن عقل الرجل استصلاح معيشته) (¬2). قال أبو الدرداء: رأيتُ المعيشة صلاحَ الدين، ومن صلاح الدين حسن العقل. ¬
19 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا مقاتل بن سليمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا: (إن الرجل يدرك بحسن خُلُقه درجة الصائم القائم (¬2)، ولا يتمُّ لرجلٍ حسنُ خُلُقه حتَّى يتمّ عقلُه، فعند ذلك يتمُّ إيمانُه بالله، أطاع ربَّه وعصى عدوه) يعني إبليس (¬3). ¬
20 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن ابن جريج عن عطاء وأبي الزبير عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} (¬2) قال: (العالم الَّذي عقل عن الله عز وجل، فعمل بطاعته واجتنب سخطه (¬3). ¬
21 - قال عطاء: وقال ابن عباس رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: (أفضل الناس أعقل الناس). قال ابن عباس: وذلك نبيكم - صلى الله عليه وسلم -.
22 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري مرفوعًا: (يا ابن آدم اتق ربك وبرَّ والديك وصِل رحمك أمدّ لك عمرك وأيسِّر لك (¬2) يُسرَك وتُجنَّب عُسرَك ويُبسط لك في رزقك. يا ابن آدم أطِع ربّك تسمى عاقلًا، ولا تعصِ ربّك فتسمى جاهلًا) (¬3). ¬
23 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن سهيل عن أبيه عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا: (لكل شيء دعامة ودعامة المؤمن عقله، فبقدر عقله تكون عبادة ربه. أما سمعتم قول الفاجر عند ندامته: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}) (¬2) (¬3). ¬
24 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا عباد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: (استرشدوا (¬2) العاقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا) (¬3). ¬
25 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال لتميم الداري: ما السؤدد فيكم؟ قال: العقل. قال: صدقتَ، سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما سألتُك فقال كما قلتَ ثم قال: (سألتُ جبريل: ما السؤدد في الناس؟ قال: العقل) (¬2). ¬
26 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا غياث بن إبراهيم (¬2) عن الربيع بن لوط الأنصاري عن أبيه عن جده عن البراء بن عازب قال: كثرت المسائل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فقال: (يا أيها الناس إن لكلِّ سبيل مطيّة وتَبِعة (¬3) ومحجّة واضحة، وأوثق الناس مطيّة وأحسنهم دلالة ومعرفة بالمحجّة أفضلُهم عقلًا) (¬4). ¬
27 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعًا: (كم مِن عاقلٍ عقل عن الله أمرَه وهو حقير عند الناس دميم (¬2) المنظر ينجو غدًا، وكم من ظريف اللسان جميل المنظر عند الناس يهلك غدًا في القيامة) (¬3). أخرجه البيهقي في (شعب الإيمان) (¬4) من طريق نهشل بن سعيد عن عبّاد بن كثير به وقال: تفرّد به نهشل عن عبّاد (¬5). ¬
28 - وقال الحارث (¬1): حدثنا داود حدثنا نصر بن طريف عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر مرفوعًا: (قوام امرئٍ عقلُه، ولا دين لمن لا عقل له) (¬2). أخرجه البيهقي (¬3) من طريق حامد بن آدم عن أبي غانم عن أبي الزبير به وقال: تفرد به حامد وكان متهمًا بالكذب (¬4). ¬
29 - وقال الحارث (¬1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال: لمّا رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة أحد سمع الناس يقولون: كان فلان أشجع من فلان، وكان فلان أجرأ من فلان، وفلان أبلى ما لم يُبلِ غيره ونحو هذا يُطرونهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أمّا هذا فلا علم لكم به). قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: (إنهم قاتَلوا على قدر ما قسم الله لهم من العقل، -[57]- فكان بصيرتهم (¬2) ونيّتهم على قدر عقولهم، فأُصيب منهم من أُصيب على منازل شتى، فإذا كان يوم القيامة اقتسموا المنازل على قدر حسن نياتهم وقدر عقولهم) (¬3). ¬
30 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عمر قال: كان رجل نصراني (¬2) مِن أهل جُرَش (¬3) تاجرًا فكان له بيان ووقار، فقيل: يا رسول الله ما أعقل هذا النصراني. فزجر القائلَ فقال: (مَهْ! إن العاقل مَن عمل بطاعة الله) (¬4). ¬
31 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا سلام عن هشام عن حميد بن هلال قال: قال عمر بن الخطاب: لمَوتُ ألف عابد قائم الليل صائم النهار أهون مِن موت رجل عاقل عقل عن الله أمره فعلم ما أحلّ الله له وما حرّم عليه، فانتفع بعلمه وانتفع الناس به وإن كان لا يزيد على الفرائض التي فرض الله عز وجل كبيرَ زيادة، وكذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2). ¬
32 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا عدي عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد ابن المسيب قال: أشرف النبي - صلى الله عليه وسلم - على خيبر فقال: (خربت خيبرُ وربِّ الكعبة، -[58]- إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذَرين). فجاء رجل من عظماء أحبارهم له فصاحة وبلاغة وجمال وهيئة، فقال سعد: يا رسول الله ما أخلَقَ هذا أن يكون عاقلًا فإني أرى له هيئة ونُبْلًا (¬2)، فقال: (إنما العاقل من آمن بالله وصدّق رسلَه وعمل بطاعة ربه) (¬3). ¬
33 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن حنظلة بن وداعة عن أبيه عن البراء بن عازب مرفوعًا: (إن لله عز وجل خواصَّ يُسكنهم الرفيعَ مِن الجنان، كانوا أعقل الناس). قلنا: يا رسول الله وكيف كانوا أعقل الناس؟ قال: (كان نهمتهم المسابقة إلى ربهم والمسارعة إلى ما يرضيه، وزهدوا في الدنيا وفي فضولها ورياشها (¬2) ونعيمها وهانت عليهم، فصبروا قليلًا واستراحوا طويلًا) (¬3). ¬
34 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن غالب الجزري عن ابن جبير عن ابن عباس يرفعه: (صفة العاقل أن يحلم عمّن جهل عليه ويتجاوز عمّن ظلمه ويتواضع لمن هو دونه ويسابق مَن هو فوقه في طلب البِرّ، وإذا أراد أن يتكلم فكَّرَ فإذا كان خيرًا تكلم فغنم، وإن كان شرًّا سكت فسلِم، وإذا عرضت له فتنةٌ -[59]- استعصم بالله تبارك وتعالى وأمسك يده ولسانه، وإذا رأى فضيلة انتهزها، لا يفارقه الحياء ولا يبدو منه الحرص، فتلك عشرة (¬2) خصال يُعرف بها العاقل. وصفة الجاهل أن يظلم من يخالطه ويعتدي على من هو دونه ويتطاول على من فوقه، وكلامه (¬3) بغير تدبير (¬4)، فإن تكلم أثم، وإن سكت سها، وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأَرْدَتهُ، وإن رأى فضيلة أعرض وأبطأ عنها، لا يخاف ذنوبه القديمة ولا يرتاع فيما بقي من عمره عن الذنوب، يتوانى عن البِرّ ويبطئ عنه غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيّعه، فتلك عشرة (¬5) خصال من صفة الجاهل الَّذي حُرم العقل) (¬6). (¬7) ¬
35 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن ابن جابان عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: (يا عويمر ازدد عقلًا تزدد مِن ربك قُربًا). قلتُ: بأبي أنت وأمي وكيف لي بذلك؟ قال: (اجتنب محارم الله وأدِّ فرائض الله تكن عاقلًا، وتنفّل بالصالحات مِن الأعمال تزدد بها في عاجل الدنيا رفعة وكرامة، وتنال (¬2) بها مِن ربك القربَ والعزّة) (¬3). ¬
36 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن المغيرة بن قيس عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قلتُ يا رسول الله إلامَ ينتهي الناس يوم القيامة؟ قال: (إلى أعمالهم، مَن عمِل (¬2) مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًّا يره). قلتُ: فأيهم أفضل عملًا؟ قال: (أحسنهم عقلًا). قلتُ: هذا في الدنيا فأيُّهم أفضل في الآخرة؟ قال: (أحسنهم عقلًا، إن العقل سيّد الأعمال في الدارين جميعًا) (¬3). ¬
37 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا عبّاد عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه قال: قلتُ لابن عمر: أيُّ حاجِّ بيت الله أفضل وأعظم أجرًا؟ قال: من جمع ثلاث خصال: نيةً صادقة وعقلًا وافرًا ونفقة مِن حلال. فذكرتُ ذلك لابن عباس فقال: صدق. فقلتُ: إذا صدقَت نيّتُه وكانت نفقته مِن حلال فما يضرُّه قلة عقله؟ قال: يا أبا الحجاج سألتَني كما سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (والذي نفسي بيده ما أطاع العبدُ ربَّه تبارك وتعالى بشيء [أفضل من حسن العقل، ولا يتقبل الله تعالى صوم عبدٍ ولا صلاته ولا حجته ولا عمرته ولا صدقته] (¬2) ولا جهاده ولا شيئًا مما يكون منه من أنواع أعمال البِرّ إذا لم يعمل بعقل (¬3)، ولو أن جاهلًا فاق المجتهدين في العبادة كان ما يفسد أكثرَ مما يُصلِح) (¬4). ¬
38 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا عبد الواحد بن زياد العبدي عن كليب بن وائل عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه تلا {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} حتَّى بلغ {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (¬2) ثم قال: (أيكم أحسن عملًا: أحسن عقلًا وأورع عن محارم الله وأسرعهم في طاعة الله) (¬3). ¬
39 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا نصر بن طريف عن منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن سويد بن غفلة أن أبا بكر الصديق خرج ذات يوم فاستقبله النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: بِمَ بُعثتَ يا رسول الله؟ قال: (بالعقل). قال: فبِمَ أمرت؟ قال: (بالعقل). قال: فبِمَ يُجازى الناسُ يوم القيامة؟ قال: (بالعقل). قال: فكيف لنا بالعقل؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن العقل لا غاية له ولكن من أحلّ حلال الله وحرّم حرامه سُمّي عاقلًا، فإن اجتهد [بعد ذلك سُمّي عابدًا، فإن اجتهد بعد ذلك سُمّي جوادًا، فمن اجتهد] (¬2) في العبادة وسَبَح في مراتب المعروف بلا حظٍّ من عقل يدُلُّه على اتباع أمر الله واجتناب ما نهى الله عنه فأولئك هم الأخسرون أعمالًا الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا) (¬3). ¬
40 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن محمد بن زيد عن سعيد بن المسيب أنّ عمَر وأبيّ بن كعب وأبا هريرة دخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله من أعلم الناس؟ قال: (العاقل). قالوا: فمن أفضل الناس؟ قال: (العاقل). قالوا: يا رسول الله أليس العاقل مَن تمّت مروءته وظهرت فصاحته وجادت كفُّه وعظمت منزلته؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} إلى آخر الآية (¬2)، وإن العاقل المتقي، وإن كان في الدنيا خسيسًا قصيًّا دنيًّا) (¬3). ¬
41 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن حنظلة بن وداعة الدؤلي عن أبيه عن البراء بن عازب مرفوعًا: (جدَّ الملائكةُ واجتهدوا في طاعة الله بالعقل، وجدّ المؤمنون مِن بني آدم واجتهدوا في طاعة الله عز وجل على قدر عقولهم، فأعمَلُهُم (¬2) بطاعة الله أوفرهم عقلًا) (¬3). ¬
42 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن محمد بن زيد عن أبي سلمة عن أبي قتادة قال: قلتُ يا رسول الله أرأيتَ قول الله {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (¬2) ما عنى به؟ قال: (أيّكم أحسن عقلًا). ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أتمُّكم (¬3) أحسن عقلًا أشدكم لله خوفًا، وأحسنكم فيما أُمر به ونُهي عنه نظرًا، وإن كانوا (¬4) أقلكم تطوعًا) (¬5). ¬
43 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن موسى بن عبيدة عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعًا: (إنّ الرجلين ليتوجهان إلى المسجد فيصلّيان، فينصرف أحدهما وصلاتُه أوزن مِن أُحد، وينصرف الآخر وما تعدل صلاتُه مثقال ذرة). قال أبو حميد الساعدي: وكيف يكون ذلك؟ قال: (إذا كان أحسنَهما عقلًا). قال: وكيف يكون ذلك؟ قال: (إذا كان أورعَهما عن محارم الله، وأحرصَهما على المسارعة إلى الخير وإن كان دونه في التطوّع) (¬2). ¬
44 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا عدي بن الفضل عن أيوب عن أبي قلابة مرفوعًا: (يحاسَب الناسُ يوم القيامة على قدر عقولهم) (¬2). ¬
45 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن محمد بن زيد عن عمرة عن عائشة قالت: قلتُ يا رسول الله بأيّ شيءٍ يتفاضل الناس في الدنيا؟ قال: (بالعقل). قلتُ: ففي الآخرة؟ قال: (بالعقل). قلتُ: إنّما يُجزون بأعمالهم. [قال: (يا عائشة] (¬2) وهل عملوا إلا بقدر ما أعطاهم الله من العقل، فبقدر ما أُعطوا من العقل كانت أعمالهم؛ بقدر ما عملوا يُجزون) (¬3). ¬
46 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن غالب عن ابن جبير (¬2) عن ابن عباس مرفوعًا: (لكلِّ شيءٍ آلةٌ وعدّة، وإنّ آلة المؤمن وعدّته العقل. [ولكلِّ سببٍ مطيّة، ومطيّة البِرّ العقل، ولكلِّ شيءٍ دعامة] (¬3)، ودعامة الدِّين العقل. ولكلِّ قومٍ غاية، وغاية العباد العقل. ولكلِّ قومٍ راعٍ، وراعي العابدين العقل. ولكلِّ تاجر بضاعة، وبضاعة المجتهدين العقل. ولكلِّ أهل بيتٍ قيِّم، وقيِّم بيوت الصدِّيقين العقل. ولكلِّ خرابٍ عمارة، وعمارة الآخرة العقل. ولكلِّ أمرٍ عقب يُنسب إليه ويُذكر به، وعقب الصدِّيقين الَّذي يُنسب إليهم ويُذكرون به العقل. ولكلِّ سَفْرٍ فسطاط يلجؤون إليه، وفسطاط المؤمنين العقل) (¬4). ¬
47 - وقال (¬1): حدثنا داود حدثنا ميسرة عن موسى بن جابان عن أنس قال: جاء ابنُ سلام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إنّي سائلك عن خصالٍ لم يُطلِع اللهُ عليها أحدًا غير موسى بن عمران، فإن كنتَ تعلمُها فهو ذاك، وإلا فهو شيءٌ خصَّ اللهُ به موسى بن عمران. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا ابن سلام إنْ شئتَ فاسألني (¬2) وإن شئتَ أخبرتُك). فقال: أخبِرني. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ الملائكة المقرّبين لم يحيطوا بخلق العرش ولا علم لهم به، ولا حَمَلتُهُ الذين يحملونه، وإنّ الله عز وجل لمّا خلق السموات والأرض قالت الملائكة: ربّنا هل خلقتَ خلقًا هو أعظم من السموات -[65]- والأرض؟ قال: نعم؛ البحار. فقالوا: هل خلقتَ خلقًا هو أعظم من البحار؟ قال: نعم؛ العرش. قالوا: وهل خلقتَ خلقًا هو أعظم من العرش؟ قال: نعم؛ العقل. قالوا: ربّنا وما بلغ مِن قدر العقل وعِظم خَلقه؟ قال: هيهات لا يُحاط بعلمه، هل لكم علم بعدد الرمل؟ قالوا: لا. قال: فإنّي خَلقتُ العقلَ أصنافًا شتى كعدد الرمل، فمِن الناس من أعطي مِن ذلك حبّة واحدة، وبعضهم الحبَّتين والثلاث والأربع، وبعضهم أُعطي [فَرْقًا] (¬3)، وبعضهم أُعطي وسقًا، وبعضهم وسقين، وبعضهم أكثر، ثم كذلك (¬4) إلى ما شاء الله من التضعيف). قال ابن سلام: فمَن أولئك يا رسول الله؟ قال: (العمّال بطاعة الله على قدر أعمالهم وجدِّهم [ويقينِهم] (¬5) والنّورِ الَّذي جعله اللهُ في قلوبهم، وقيِّمُهم في ذلك كلِّه العقلُ الَّذي آتاهم الله، فبقدر ذلك يعمل العامل منهم ويرتفع في الدرجات). فقال ابن سلام: والذي بعثك بالهدى ودين الحق ما خرمتَ واحدًا (¬6) مِمّا وجدتُ في التوراة، وإنّ موسى لَأوّلُ مَن وصف هذه الصفة وأنت الثاني. فقال: (صدقتَ يا ابن سلام) (¬7). * قال الحافظ ابن حجر في (المطالب العالية) (¬8): هذه الأحاديث مِن كتاب العقل لداود بن المحبَّر كلها موضوعة (¬9)؛ ذكرها الحارث في (مسنده) عنه. ¬
48 - ابن عساكر: أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أخبرنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد أخبرنا جعفر بن عبد الله حدثنا محمد بن هارون الروياني حدثنا عيسى بن عبد الله حدثنا أيوب بن سليمان الكوفي القرشي حدثنا أبو حذيفة موسى النهدي عن أبي خالد الدمشقي عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما خَلق اللهُ في الأرض شيئًا أقلَّ من العقل، وإن العقل في الأرض أقل من الكبريت الأحمر) (¬1). قال ابن عساكر: رَوى عن خالد بن معدان ممن يكنى أبا خالد: عامرُ بن جَشيب وثور بن يزيد وبَحِير بن سعد، كلٌّ منهم يكنى أبا خالد إلا أنهم حمصيون بأجمعهم، وأبو حذيفة لم يدرك واحدًا منهم. وللدمشقيين شيخٌ يكنى أبا خالد واسمه يزيد بن عبد الله السراج، يروي عن مكحول الدمشقي، ويروي عنه هشام بن عمار، فالله أعلم أهو هذا أو غيره. وقد روى أبو حذيفة البخاري هذا الحديث عن أبي خالد الدمشقي إلا أنَّه وقفه على معاذ. ¬
49 - النسائي في (الكنى): حدثنا لوين حدثنا حسين بن بسطام حدثني أبو مالك بشر بن غالب بن بشر عن الزهري عن مجُمِّع بن جارية عن عمِّه رفعه: (لا دين لمن لا عقل له) (¬1). قال النسائي: هذا حديث باطل منكر. وقال الأزدي: بشر مجهول (¬2). ¬
50 - ابن عساكر: أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر قالا: حدثنا نصر بن إبراهيم الزاهد أخبرنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمد الواسطي الخطيب أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمد السوسي حدثنا المضاء بن راشد حدثنا عثمان بن سعيد الدمشقي حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي عن يزيد بن سنان الأشعري عن أبي دَوْس (¬1) الأشعري قال: كنا عند معاوية جلوسًا إذ أقبل رجلٌ طويل اللحية، فقال معاوية: أيكم يحفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طول اللحية؟ فسكت القوم. فقال معاوية: لكنّي أحفظه. فلما جلس الرجل قال له معاوية: أمّا اللحية فلسنا نسأل عنها، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (اعتبروا عقل الرجل في طول لحيته ونقش خاتمه وكُنْوَته)، فما كنوتك؟ قال: أبو كوكب الدري. قال: فما نقش خاتمك؟ قال: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} (¬2). فقال: وجدنا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حقًّا (¬3). يزيد ضعيف (¬4)، والطرائفي كذبه ابن نمير (¬5). ¬
51 - ابن لال (¬1): حدثنا عبد الرحمن بن حمدان وأبو جعفر بن برزة قالا: حدثنا الحارث حدثنا داود بن المحبر حدثنا عباد بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر- إن شاء الله- رفعه. ح وقال سليمان بن عيسى السجزي (¬2) في كتابه الَّذي وضعه في العقل: حدثنا موسى بن عبيدة الربذي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر مرفوعًا: (من صدق لسانُه وطال صمتُه وسلم الناسُ مِن شرِّه فذلكم العاقل وإن كان لا يقرأ من كتاب الله كثيرًا. أَلَا إنّ الله تعالى يعاقب العاقلَ يوم القيامة ما لا يعاقب الأبكم (¬3)، ويثيب العاقل ما لا يثيب (¬4) الأبكم). قيل: يا رسول الله وما الأبكم؟ قال: (الجاهل الخائض فيما لا يعنيه وإن كان قارئًا كاتبًا، وما تزيّن العباد بزينة هي أجمل من العقل، ولا تزيّن الناس بزينة هي أقبح من الجهل) (¬5). ¬
52 - وقال سليمان: حدثنا عباد بن كثير عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه: (من سرَّه أن يلحق بذوي الألباب والعقول فليصبر على الأذى والمكاره فذلك آية العقل وكمال التقوى. وآية الجهل الجزع، ومن جزع صيّره جزعُه إلى النار، وما نال الفوزَ في القيامة (¬1) إلا الصابرون) (¬2). ¬
53 - وقال سليمان: حدثنا عباد بن كثير عن محمد بن زيد عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هل العاقل إلا من يطيع اللهَ ويتقيه؟ وهل ورد النار إلا من عاند العقل وجانبه؟ ومن يرد اللهُ به خيرًا يقيِّض له عاقلًا يرشده إذا جهل ويعينه إذا غفل) (¬1). ¬
54 - وقال: حدثنا سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري رفعه: (تقسم الجنّة يوم القيامة على عشرة آلاف جزء، فتسعة آلاف وتسعمائة وتسعون جزءًا لأهل العقل، ويقتسمون المنازل كذلك، وجزء واحد لسائر المؤمنين ولصعاليك المهاجرين) (¬1). ¬
55 - وقال: حدثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال: دخل أهلُ الجنّةِ الجنّةَ بفضل رحمة الله إياهم، ويقتسمون الدرجات على قدر عقولهم، وأحسنهم عقلًا أعمَلُهم بطاعة الله (¬1). ¬
56 - وقال: حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا علي إذا اكتسب الناس أنواع البرِّ ليتقرَّبوا بها إلى ربهم فاكتسِب أنتَ أنواع العقل تسبقهم بالزُّلَف (¬1) والقربة والدرجات في الدنيا والآخرة) (¬2). ¬
57 - وبه عن علي قال: والله لقد سبق إلى جنّات عدن أقوام ما كانوا أكثر الناس صلاة ولا صيامًا ولا حجًّا ولا اعتمارًا، ولكن عَقَلوا عن الله فَحَسُنت طاعتهم وصحَّ ورعهم وكمل يقينهم، فعَانَوا (¬1) غيرهم بالحظوة ورفع المنزلة عند الناس في الدنيا، وعند الله يوم يقوم الأشهاد (¬2). ¬
58 - وقال: حدثنا سفيان الثوري عن صالح مولى التوأمة عن أبي سعيد الخدري قال: العمل بطاعة الله ألف جزء، ولا قوام لشيء منها إلا بالعقل، كما أن ألف لون من اللحمان لو عمِلتَه ثم لم تستعن بالملح فأيّما لون من اللحمان أخطأه الملح صار منتنًا مكروهًا، وكذلك كل عمل من أعمال البر إذا أخطأه العقل كان مردودًا على صاحبه (¬1). ¬
59 - وقال: حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: أحسن الناس مرورًا على الصراط أحسنهم عقلًا، وأرجح الناس موازين يوم القيامة أحسنهم عقلًا. فقيل: يا أبا هريرة ما أحسنُ العقل؟ قال: السَّكْتُ عن مساخط الله، واتباع مرضاة الله (¬1). ¬
60 - وقال: حدثنا سفيان عن عبيد المكتب عن إبراهيم قال: قلتُ لعلقمة: ما أعقلَ النصارى في دنياهم. فقال: مَهْ فإن ابن مسعود كان ينهانا أن نسمي الكافر عاقلًا (¬1). ¬
61 - وقال: عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا: (ما مِن شيء اكتسب العبادُ أزين من العقل، ولكل شيء من أبواب البرِّ ثواب، وأفضلُ الثوابِ العقل) (¬1). ¬
62 - وقال: عن سفيان عن عبيد الله بن هشام عن ابن عمر قال: سادات المؤمنين يوم القيامة أعقلهم عن الله، وأعقلهم أحسنهم عملًا بطاعة الله وأكفُّهم عن معاصي الله (¬1). ¬
63 - وقال: عن عباد بن كثير عن المغيرة بن قيس عن يحيى بن أبي كثير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية فأمّر عليهم رجلًا من هذيل، فقالوا: يا رسول الله إن فيهم من هو أشرف وأنكى في الحروب وأعلم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (تفرّستُ فوجدتُه عاقلًا، وإنّ أعلمَ الناس وأفضلَهم أعقلُهم) (¬1) (¬2). ¬
64 - وقال: عن عباد بن كثير عن عمرو بن شقيق عن مكحول عن معاذ بن جبل قال: شهدتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءه رجل فقال: يا رسول الله؛ بُعثتَ؟ قال: (بالعقل). قال: وبم أمرت؟ قال: (بالعقل). قال: فعمَّ نُسأل؟ قال: (عن العقل). قال: فبمَ نُثاب؟ قال: (بالعقل) (¬1). ¬
65 - وقال: عن عباد عن المغيرة بن قيس عن الحسن وأنس قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (توشك الدنيا أن تنصرم وينقلب أهلها إلى الله تعالى ليُجزَى كل قوم بما كانوا يعملون. وأحسن الناس غبطة يومئذٍ أهل المعرفة الذين عقَلوا عن ربهم) (¬1). ¬
66 - وقال: حدثنا عباد وميسرة عن أبي حاجب عن زيد بن وهب قال: شهدتُ عمرَ وأتاه ابنُ مسعود يومًا وعنده الأشعري، فقال: يا ابن أم عبدٍ هل سمعتَ ما حدثنا به عبدُ الله بن قيس؟ زعم أنَّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونظر ذات يوم إلى أُحد - فقال: (هذا جبل يحبُّنا ونحبُّه، وما أحد مِن خلق الله يعلم ما وزنه، ولَرُبَّ رجل مِن أمتي الحرفُ الواحد مِن تسبيحه أو تحميده وزنُه أثقل مِن أُحد، ثم على قدر ذلك يتفاضل عمله). فقال ابن مسعود: وما أنكرتَ مِن ذلك يا أمير المؤمنين؟ إنّ من المؤمنين من يكون عمله يومًا واحدًا أثقل من السموات والأرض. قال: وكيف ذلك؟ قال: إنّ الله قسم الأشياء لعباده على قدر ما أحبَّ، وإنه لمّا خلق العقل أقسم بعزته أنَّه أحبُّ خلقه إليه وأعزُّهم عليه وأفضلهم عنده، فأرجح عباده عملًا أحسنهم عقلًا، وأحسنهم عقلًا مَن كانت فيه ثلاث خصال: صدق الورع، وصدق اليقين، وصدق الحرص على البِرّ والتقوى. فبكى عمرُ عند ذلك (¬1). ¬
67 - وقال: عن عباد وميسرة عن موسى بن جابان عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء مرفوعًا: (من أحبَّ أن يلقى غاية المنازل التي يعجز عنها الصُوّام القُوّام فليثبت على المكاره، وهل يعمل (¬1) ذلك إلا من عقل) (¬2). ¬
68 - وقال: عن عباد عن محمد بن زيد عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعًا: (أحبُّ المؤمنين إلى الله من نصب في طاعة الله ونصح لعباد الله وكمل يقينُه فأبصر وعقل وعمل) (¬1). ¬
69 - وقال: عن عباد عن محمد بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال: ركعتان من العاقل أفضل من سبعين ركعة من الجاهل، ولو قلت سبعمائة ركعة لكان كذلك (¬1). ¬
70 - وقال: عن عباد عن حنظلة بن وداعة عن أبيه عن البراء بن عازب مرفوعًا: (المؤمن يسلمه عَمَلُه إلى عقله، فإن كان عاقلًا حُمد بحلمه (¬1)، وإن كان جاهلًا فهو مذموم) (¬2). ¬
71 - وقال: عن عباد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر مرفوعًا: (استوجب رضوانَ الله أهلُ العقل والنصيحة، واستوجب سخطَ الله أهلُ الجهل والتفريط) (¬1). ¬
72 - وبه: عن عمر قال: قلتُ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله بأبي أنت وأمي إنّي قد علمتُ أن أهل الجنّة يتفاضلون في الدرجات والمنازل والقُرْب مِن ربهم، فبمَ فضل بعضُهم على بعض؟ قال: (بحسن العقل يا عمر). قلتُ: يا رسول الله وهل العاقل إلا العامل بطاعة الله؟ قال: (حسبك يا أبا حفص) (¬1). ¬
73 - وقال: عن عباد عن حنظلة بن أبي سفيان عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعًا: (إن دعامةَ البيت أساسُه، ودعامةُ الدين وأساسُه المعرفةُ بالله واليقينُ والعقلُ النافع). قلتُ: بأبي وأمي ما العقل النافع؟ قال: (الكفُّ عن معاصي الله والحرص على طاعة الله) (¬1). ¬
74 - وقال: عن عباد عن محمد بن زيد عن عروة عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله ما أفضل ما أُعطي العباد في الدنيا؟ قال: (العقل). قالت: وفي الآخرة؟ قال: (رضوان الله). قالت: فقلتُ: يا رسول الله العاقل أفضل أم القائم ليله الصائم نهاره الغازي في سبيل الله؟ قال: (يا عائشة وهل يفعل ذلك إلا العاقلون؟) (¬1). ¬
75 - وقال: عن ميسرة بن عبد ربه حدثنا عمرو بن سليمان الدمشقي عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة مرفوعًا: (إن الله تعالى لما خلق السموات والأرض والجبال والرمال والبحار وزَنها جميعًا بالعقل فكان العقلُ أرجح منهن (¬1) وأفضل. ثم لما خلق الجن والإنس والطير والوحوش والسباع والهوام والسَّوَام وسكان الأرض وسكان البحار وجميع ما خلق الله في دار الدنيا قاس ذلك بالعقل فكان العقلُ أرجح منهم وأفضل. ثم قاس ذلك أجمع وجميع الملائكة الذين في السموات وما لله في (¬2) مشارق الأرض ومغاربها من الخلق والبِرّية فكان العقل أرجح من جميع ذلك وأفضل، فقال الرب للعقل: وعزتي ما خلقتُ خلقًا هو أكرم عليَّ منك، [ولا أفضل عندي منك] (¬3). ثم قال: أكرم خلقي عليَّ وأفضلهم عندي أحسنهم عقلًا، وأحسنهم عقلًا أحسنهم عملًا) (¬4). ¬
76 - وقال: حدثنا غالب بن عبد الله عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم عن معاذ بن جبل وأبي الدرداء قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما قسم اللهُ للعباد شيئًا أفضل من العقل، ونوم العاقل أفضل مِن سهر الجاهل قائمًا وراكعًا وساجدًا، -[75]- وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل طول الليل والدهر (¬1) سرمدًا، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل حاجًّا ومعتمرًا، وتخلُّف العاقل أفضل من سفر الجاهل في سبيل الله غازيًا، وضحكُ العاقل أفضل من بكاء الجاهل، ورقاد العاقل أفضل من اجتهاد الجاهل، ولم يبعث الله نبيًّا ولا رسولًا حتَّى يستكمل العقل وكان عقله أفضل من جميع عقل أمته، يكون في أمته من هو أشد منه اجتهادًا ببدنه وجوارحه، وما يضمر في عقله ونيته وفكره أفضل من عبادة المجتهدين، فما أدى العبد فرائض الله حتَّى عقل عنه، ولا انتهى عن محارمه حتَّى عقل عنه، ولا بلغ جميعُ العابدين من الفضائل في عبادتهم ما بلغ العاقل عن ربه، وهم أولوا الألباب الذين قال الله: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}) (¬2) (¬3). ¬
77 - وقال: عن موسى بن عبيدة الربذي عن محمد بن كعب عن عدي بن حاتم أنَّه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأطرى أباه وذكر مِن سؤدده وعقله وشرفه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الشرف والسؤدد والعقل في الدنيا والآخرة لِلعامل بطاعة الله). فقال عدي: يا رسول الله إنه كان يقري الضيف ويطعم الطعام ويصل الأرحام ويعين في النوائب ويفعل ويفعل، فهل بلغ ذلك شيئًا؟ قال: (لا، إنّ أباكَ لم يقل قطّ ربِّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين) (¬1). ¬
78 - وقال: عن موسى بن عبيدة الرَّبَذي عن القرظي عن أبي هريرة مرفوعًا: (لا إيمان لمن لا عقل له، ولا دين لمن لا عقل له) (¬1). ¬
79 - وقال: أخبرنا عباد عن حنظلة بن وداعة عن أبيه عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ في الجنّة مدينة مِن نور لم ينظر إليها ملَكٌ مقرَّب ولا نبيٌّ مرسَل، جميع ما فيها من القصور والغرف والأزواج والخدم من النور، أعدّها اللهُ تعالى للعاقلين، وإذا ميّز اللهُ أهل الجنّة مِن أهل النار ميّز أهلَ العقل فجعلهم في تلك المدينة، فيَجزي كل قوم على قدر عقولهم فيتفاوتون في الدرجات كما بين مشارق الأرض ومغاربها بألف ضِعف) (¬1). * هذه الأحاديث كلُّها مِن وضع سليمان بن عيسى. ¬
80 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي وحمد بن نصر قالا: أخبرنا محمد بن الحسين البروجِرْدي حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الصرام حدثنا موسى بن جعفر بن محمد البزاز (¬2) حدثنا أبو علي الحسن بن أبي علي الحسّاب (¬3) حدثنا سويد بن سعيد حدثنا محمد بن [زياد] (¬4) حدثنا ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تعلموا أبجد وتفسيرَها، ويل لعالمٍ جهل تفسيرها). قيل: يا رسول الله وما تفسيرها؟ قال: (فيها الأعاجيب: أما الألف فإنه آلاء الله وحرف من أسماء الله، والباء بهاء الله، والجيم جنة الله، والدال دين الله) وذكر لكل حرف شيئًا (¬5). ¬
81 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا هبة الله بن أحمد النيسابوري أخبرنا المحاملي أخبرنا أبو بكر بن شاذان حدثنا عبد الله بن سليمان حدثنا محمد بن عامر بن إبراهيم الأصبهاني حدثنا أبي سمعتُ نهشلًا يحدِّث عن الضحاك عن ابن عباس رفعه: (النطفة التي يُخلق منها الولد ترعد لها الأعضاء والعروق كلها إذا خرجت ووقعت في الرحم) (¬2). نهشل كذاب (¬3). ¬
82 - ابن عساكر في (أماليه): أخبرنا .............. (¬1) أخبرنا أبو حامد بن بلال البزاز أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم أبو الأحوص حدثنا حماد بن سفيان حدثنا إسماعيل بن أبان الغنوي عن عمران بن يزيد عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن أنس مرفوعًا: (من أتى عليه ستون سنة في الإسلام حرَّمه اللهُ على النار، وكان مِن أهل الرجاء في الله عز وجل) (¬2). قال في (اللسان) (¬3): هذا حديث باطل. وقال الذهبي في (المغني) (¬4): أبو الأحوص كذبه ابن طاهر. -[78]- وقال الحاكم (¬5): حدثني محمد بن علي الإسفراييني سمعتُ أحمد بن بشر بن محمود الإسفراييني يقول: سألتُ أبا بكر محمد بن محمد بن رجاء: هل رأيتَ من مشايخنا أحدًا يكذب في الحديث؟ قال: نعم. قلتُ: من (هو) (¬6)؟ فسكتَ حتَّى أعدتُ عليه مرة بعد أخرى فقلتُ: أسألك بالله إلا ما أخبرتني به. قال: أبو الأحوص. انتهى. ¬
83 - الديلمي (¬1): أخبرنا والدي أخبرنا أبو الفرج البجلي أخبرنا ابن لال حدثنا ابن كامل حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا عيسى بن عبد الله بن عمر بن أبي طالب (¬2) حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (جاءتهم طير أبابيل أمثال الحِداء في صورة السباع، وإنها أحياء إلى اليوم تعشِّش في الهواء) (¬3). عيسى متروك (¬4)، وعبّاد بن يعقوب قال ابن حبان: رافضي داعية (¬5). ¬
3 - كتاب الأنبياء والقدماء
3 - كتاب الأنبياء والقدماء
84 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد أخبرنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد الباطرقاني حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الخطيب حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن البزاز بباب الطاق حدثنا محمد بن المعافى الصيداوي بصور حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الوقار قال: قرئ على عبد الله بن وهب وأنا أسمع: قال الثوري: قال مجالد: قال أبو الوَدَّاك: قال أبو سعيد الخدري: قال عمر بن الخطاب: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال أخي موسى: يا ربِّ أرني الَّذي كنتَ أريتني في السفينة. فأتاه الخضر وهو فتى طيب الريح حسن بياض الثياب مشمرها، فقال: السلام عليك ورحمة الله يا موسى بن عمران، إن ربك يقرأ عليك السلام. قال موسى: هو السلام وإليه السلام والحمد لله رب العالمين الَّذي لا أحصي نعمه ولا أقدر على أداء شكره إلا بمعونته. ثم قال موسى: أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعدك. قال الخضر: يا طالب العلم إنّ القائل أقل ملالة من المستمع فلا تُمِلّ جلساءك إذا حادثتهم، واعلم أن قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو به وعاءك، واعزف عن الدنيا وانبذها وراءك فإنها ليست لك بدار ولا لك فيها محل قرار، وإنما جُعلت بلغةً للعباد والتزود منها (¬2) للمعاد، ورض نفسك على الصبر تخلص من الإثم. يا موسى تفرغ للعلم إن كنتَ تريده فإنما العلم لمن تفرغ له، ولا تكن مكثارًا بالمنطق [مهذارًا] (¬3) فإن كثرة المنطق تشين العلماء وتبدي مساوئ السخفاء، ولكن عليك بالاقتصاد فإن ذاك من التوفيق والسداد، وأعرض عن الجهّال وباطلهم، واحلم عن السفهاء فإن ذلك فِعلُ الحكماء وزين العلماء. -[82]- إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه حلمًا وجانبه حزمًا، فإنّ ما بقي مِن جهله عليك وسبِّه إياك أكثر وأعظم. يا ابن عمران ولا ترى أنك أوتيت من العلم إلا قليلًا فإن الاندلاث (¬4) والتعسّف من الاقتحام والتكلف. يا ابن عمران لا تفتحنّ بابًا لا تدري ما غلقه، ولا تغلقنّ بابًا لا تدري ما فتحه، يا ابن عمران من لا تنتهي من الدنيا نهمته ولا تنقضي منها رغبته كيف يكون عابدًا؛ ومن يحقر حاله ويتهم اللهَ فيما قضى له كيف يكون زاهدًا؟ (هل يكفُّ) (¬5) عن الشهوات من غلب عليه هواه؟ أو ينفعه طلب العلم والجهلُ قد حواه؟ لأنّ سعيه إلى آخرته وهو مقبل على دنياه. يا موسى تعلَّم ما تعلمتَ لتعمل به ولا تعلَّمهُ لتحدِّث به فيكون عليك بواره ولِغيرك نوره. يا موسى بن عمران اجعل الزهدَ والتقوى لباسَك، والعلمَ والذكر كلامَك، واستكثر من الحسنات فإنك مصيب السيئات، وزعزع بالخوف (قلبك) (¬6) فإن ذلك يرضي ربك، واعمل خيرًا فإنك لا بدَّ عامل سوءًا. قد وُعظت إن حَفظت). قال: (فتولى الخضر وبقي موسى حزينًا مكروبًا يبكي) (¬7). -[83]- قلتُ: زكريا الوقار قال ابن عدي: يضع الحديث (¬8)، وقال صالح جزرة: كان من الكذّابين الكبار (¬9)، وقال ابن حبان: أخطأ في هذا الحديث (¬10)، وقال العقيلي: حدّث عن ابن وهب حديثًا باطلًا (¬11). ¬
85 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بركات بن محمد المقدسي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن عمر بن رواد التنيسي المقرئ - قدم القدس - أخبرنا أبوو عبد بن أحمد بن محمد الحافظ بقراءته علينا بمكة أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي ببلخ حدثنا عبد الله بن محمد بن دينار الساوي بساوة حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن الحارث الساوي حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد حدثنا أبي عن نوفل بن سليمان الهنائي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (حقًّا لم يكن لقمان نبيًّا ولكن كان عبدًا صمصامة (¬2) كثير التفكُّر حَسَن الظن، أحبَّ اللهَ فأحبَّه وضمن (¬3) عليه بالحكمة. كان نائمًا نصف النهار إذ جاءه نداء: يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحق؛ فانتبه فأجاب الصوت فقال: إنْ يخترني (¬4) ربي قبلتُ فإني أعلم إن فعل ذلك بي أعانني وعلّمني وعصمني، وإنْ خيّرني ربي قبلتُ العافية ولم أقبل البلاء. فقالت الملائكة بصوتٍ لا يراهم: لمَ يا لقمان؟ -[84]- قال: لأن الحاكم بأشدِّ المنازل وأكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان؛ ينجو أو يعان، وبالحريِّ (¬5) أن ينجو، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنّة، ومن يكون في الدنيا ذليلًا خير من أن يكون شريفًا، ومن يختر الدنيا على الآخرة تفتنه الدنيا ولا يصيب ملك الآخرة). قال: (فعجبَت الملائكةُ مِن حسن منطقه، فنام نومة فغُطّ بالحكمة غطًا، فانتبه فتكلم بها. ثم نودي داود بعده فقبلها ولم يشترط شرط لقمان فهوى في الخطيئة غير مرة، وكل ذلك يصفح اللهُ ويتجاوز ويغفر له، وكان لقمان يؤازره بالحكمة وعِلمِه، فقال له داود: طوبى لك يا لقمان أوتيتَ الحكمة وصُرفت عنك البلية، وأوتي داود الخلافة وابتُلي بالرزية أو الفتنة) (¬6). نوفل بن سليمان الهنائي يروي الموضوعات (¬7). ¬
86 - ابن أبي عاصم في (السنة) (¬1): حدثنا أبو أيوب البَهْراني حدثنا سعيد بن موسى حدثنا رباح بن زيد عن معمر عن الزهري عن أنس مرفوعًا: (إن موسى كان يمشي فناداه الجبار: يا موسى. فالتفتَ يمينًا وشمالًا فلم يرَ أحدًا. ثم ناداه الثانية، فالتفتَ فلم يرَ أحدًا وارتعد. ثم نودي: إني أنا الله. فقال: لبيك، وخرَّ ساجدًا. فقال: ارفع رأسك، إن أحببتَ أن تسكن في ظل عرشي فكن لليتيم كالأب الرحيم، وكن للأرملة كالزوج العطوف. يا موسى كما تدين تدان. يا موسى مَن لقيني وهو جاحد بمحمد أدخلتُه النار وإن كان إبراهيم خليلي وموسى (¬2) كليمي. -[85]- قال: إلهي ومَن محمد؟ قال: ما خلقتُ خلقًا أكرم عليَّ منه، كتبتُ اسمه في العرش قبل أن أخلق السموات بألفي ألف سنة) (¬3). قال في (الميزان) (¬4): هذا حديث موضوع، وسعيد بن موسى متهم بالوضع. قال في (اللسان) (¬5): وكذا الراوي عنه أبو أيوب، وهو سليمان بن سلمة الخبائري. (¬6) ¬
87 - الديلمي (¬1): أخبرنا حمد بن نصر أخبرنا عبد الرحمن بن غَزْوٍ (¬2) أخبرنا الحسن بن حامد حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن يونس عن حفص بن عمر عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رفعه: (لمّا وعد اللهُ عزّ وجل موسى الطور ضرب بين يديه سُرادق رعدٍ وبرق أريعة فراسخ في مثلها، فأقبل موسى في زُرمانقة صوف، موثق وسطه بحبل وهو ينادي: لبيك لبيك وسعديك أنا عبدك أنا لديك، حتَّى انتهى إلى الطور وهو يميد يمينًا وشمالًا ينادي: ما لي ولك يا ابن عمران، يا ليتني لم أُخلَق) [في حديث طويل] (¬3). (¬4) -[86]- محمد بن يونس الكديمي متهم (¬5)، وأبو معشر ضعيف (¬6). ¬
88 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا يوسف الخطيب حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مهدي حدثنا محمد بن مخلد العطار حدثنا عَنْبس (¬2) بن إسماعيل حدثنا مجاشع بن عمرو حدثنا ميسرة بن عبد ربه عن موسى بن جابان عن لقمان بن عامر عن معاذ بن جبل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قال عيسى ابن مريم ليحيى بن زكريا: لا تقيمنَّ في دارٍ تخاف على نفسك فيها الفتنة، ولا تدنُ من الشر) (¬3). مجاشع وميسرة وضّاعان (¬4). ¬
89 - الديلمي (¬1): أخبرنا حمد بن نصر حدثنا محمد بن الحسين السعيدي حدثنا أبو العباس ابن [جانجان] (¬2) حدثنا موسى بن جعفر البزاز (¬3) حدثنا محمد بن يحيى المروزي حدثنا محمد بن أحمد بن صالح حدثنا أبي حدثنا أحمد (¬4) بن ناصح حدثنا دُرُست بن أبي الوزير المجاشعي عن الرقاشي عن أنس عن عائشة قالت: -[87]- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال موسى بن عمران ليلة النار: أي ربِّ ماذا تعطي عبدًا صدع ليلة فصبر؟ قال: يا ابنَ عمران أيما عبدٍ صدع ليلة فصبر ورضي بقضائي لم أعرف له جزاء إلا مرافقتك في الفردوس) (¬5). أحمد بن صالح الشمومي قال ابن حبان: كان يضع الحديث (¬6). ¬
90 - الديلمي (¬1): أخبرنا فاهُودار بن أبي الفوارس الديلمي أخبرنا خالي أبو حاتم أحمد بن الحسين (¬2) خاموش حدثنا عبيد الله بن محمد بن نصر حدثنا جعفر بن محمد بن نصر (¬3) حدثنا محمد بن الحسن النقاش حدثنا أبو غالب ابن بنت معاوية بن عمرو حدثنا جدي معاوية بن عمرو عن زائدة عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال يعقوب: إنما أشكو مِن وجدي إلى الله تعالى. فأوحى الله إليه: يا يعقوب أتشكو إلى خلقي؟ فجعل يعقوب على نفسه أن لا يذكر يوسف، فبينما هو ساجد في صلاته سمع صائحًا يصيح: يا يوسف. فأنَّ في سجوده، فأوحى الله تعالى إليه: يا يعقوب قد علمتُ ما تحت أنينك، فوعزتي وجلالي لأجمعنّ بينك وبين حبيبك، ولأجمعنّ بين كل حبيبٍ وحبيبه إما في الدنيا وإما في الآخرة) (¬4). -[88]- أورد (¬5) ابنُ الجوزي في (الموضوعات) (¬6) من طريق النقاش عن أبي غالب بهذا السند بعينه حديث: (سألتُ الله أن لا يستجيب دعاء حبيب على حبيبه) وحكم بوضعه (¬7) واتهم به أبا غالب (¬8). والنقاش أيضًا متهم (¬9)، وقد تقدم في كتاب الذكر والدعاء قريبًا (¬10). ¬
91 - ابن النجار: كتب إليَّ أبو عبد الله محمد بن معمر الأصبهاني أن أبا نصر الحسن بن محمد اليونارتي أخبره في معجمه أخبرنا صالح بن علي بن الحسن الدسكري أخبرنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي حدثنا أبو الفتح عبد الملك بن عيسى العكبري حدثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن إسحاق العكبري حدثنا إسحاق بن يحيى الخراساني حدثنا أبو جعفر محمد بن جعفر القطبي (¬1) حدثنا أحمد بن محمد أبو عبد الله الطالقاني حدثنا أحمد بن زياد القطان حدثنا حرب الصفار سمعت كثيرًا النواء يقول: سمعت زياد بن المنذر يقول: سمعت زيد بن علي سمعت أبي علي بن الحسين سمعت أبي الحسين بن علي سمعت أبي علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن نبيًّا من أنبياء الله عز وجل بُعث إلى قومٍ (¬2) فلم يؤمنوا به، وكان لهم عيد يجتمعون إليه في كل سنة، فاتّبعهم ذلك النبي في ذلك -[89]- العيد فعرض عليهم الإسلام، فقالوا له: إن كنتَ نبيًّا فادعُ اللهَ أن يرزقنا طعامًا على لون ثيابنا. وكانت ثيابهم صفرًا وأعلامهم صفر (¬3)، فدعا النبيُّ بقضيب يابس ودعا اللهَ عز وجل فاخضرَّ العودُ وأورقَ وجاء بالمشمش مِن ساعته، فمن أكله منهم ونوى أن يسلم خرج نوى المشمش مِن فيه حلوًا، ومن نوى أن لا يسلم خرج نوى المشمش مِن فيه مُرًّا) (¬4). هناد النسفي مشهور بوضع الحديث (¬5)، وكثير النواء ضعيف (¬6)، وزياد بن النذر قال ابن حبان: رافضي يضع المثالب والفضائل (¬7). ¬
92 - الشيرازي في (الألقاب): أخبرنا أبو الحسين علي بن الحسن حدثنا أبو عمران موسى بن محمد بن عبد الرحمن النحوي المؤدب حدثنا مخلد بن عمرو أبو موسى السوري حدثنا العباس بن الحجاج أبو الفضل البخاري حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ولقبه قيصر عن إبراهيم بن عكاشة عن سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حِراش عن حذيفة بن اليمان مرفوعًا: (لمّا أهبط اللهُ آدمَ من الجنّة بأرض الهند وعليه ذلك الورَق الَّذي كان لباسه من الجنّة، يبس فتطاير بأرض الهند فعبق منه شجر الهند فلقح، فهذا العود والصندل والمسك والعنبر والكافور مِن ذلك الورَق). قالوا: يا رسول الله إنما المسك هو من الدواب. -[90]- فقال: (أجل، إنما هي دابة تشبه الغزال رعت مِن ذلك الشجر فصيّر اللهُ عز وجل المسكَ في سررها، فإذا رعت الربيع جعله اللهُ مسكًا فتساقط فينتفع به الآدميون). قيل: يا رسول الله فأين يقع؛ فقال: (قال لي جبريل: في ثلاث كُوَو لا يكون في شيء من الأرض إلا فيها: أرض الهند، وأرض الصُّغْد (¬1)، وأرض تُبّت) (¬2). قالوا: يا رسول الله فالعنبر إنما هي دابة من البحر؟ قال: (أجل، كانت هذه الدابة بأرض الهند ترعى في البَرّ) (¬3). قال: وحدثنا عباس أيضًا حدثنا سيف ابن أخت سفيان الثوري عن سفيان بمثله سواء. قال في (الميزان) (¬4): إبراهيم بن عكاشة عن الثوري لا يُعرف والخبر منكر. وسيف كذاب (¬5). ¬
93 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا الميداني أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الواحد البيّع أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم الفامي حدثنا أبو هاشم عبد الله بن إسماعيل بن حماد بالموصل إملاء حدثنا بشران بن عبد الملك حدثنا موسى بن الحجاج حدثنا مالك بن دينار عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (عبَدَ اللهَ موسى بنُ عمران ليلةً حتَّى أصبح، لم يَقَرَّ (¬2) فيها ولم يسترح، فلما أصبح داخَلَه مِن ذلك عُجْبٌ، -[91]- فأحبَّ اللهُ أن يريه ذلك، فمرَّ موسى على شاطئ البحر فإذا بضفدع يكلِّمه من البحر: يا موسى بن عمران أعجبتْكَ عبادةُ ليلة وأنا على شاطئ البحر منذ أربعمائة عام أسبِّح اللهَ وأقدِّسه وأمجِّده، لم آمَن أن تهبَّ ريحٌ أو تضرب موج فأقع من هذا البَرْدِيّ (¬3) على منخري في جهنم. فحقر موسى نفسه وعمله فقال له: بالذي أنطقكَ ما تسبيحك؟ قال: يا موسى تسبيحي: سبحان من يُسبَّح له في لُجج البحار، سبحان من يُسبَّح له في الأرض القفار، سبحان من يُسبَّح له في رؤوس الجبال، سبحان من يُسبَّح له بكل شفة ولسان). ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من سبَّح به في كل يوم مرة أو في كل شهر مرة أو في كل سنة مرة؛ كتب الله له كمن أعتق ألف نسمة مِن ولد إسماعيل أو حج ألف حجة مبرورة) (¬4). ¬
94 - الحاكم في (تاريخه): حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد حدثنا زكريا بن دلويه عن عبد الله بن الرمّاح (¬1) عن أبي حفص العمدي عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (جاء عُزير إلى باب موسى بعدما مُحي اسمه مِن ديوان النبوة فُحجب، فرجع وهو يقول: مائة موتة أهون مِن ذُلِّ ساعة) (¬2). قال في (الميزان) (¬3): هذا مِن بلايا أبي حفص العبدي. (¬4) ¬
95 - ابن النجار: أنبأنا أبو البركات المبارك بن أبي القاسم أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ أخبرنا أبو المعالي بن خيرون أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب الفارسي أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي حدثنا أبو العباس محمد بن يونس الكديمي حدثنا يحيى بن كثير الناجي حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال الله عز وجل لأيوب: تدري ما كان جُرمك إليَّ حتَّى ابتليتُك؟ قال: لا يا ربِّ. قال: لأنك دخلتَ على فرعون فأدهنتَ بكلمتين) (¬1). الكديمي متهم (¬2). ¬
96 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا الحسن بن أحمد أخبرنا عبد الله بن [علي] (¬2) بن حمويه أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن القرشي حدثنا علي بن إبراهيم بن إسماعيل المكي الدينوري حدثنا هلال بن العلاء حدثنا الحجاج بن محمد المصيصي عن السَّريّ بن عبد الله السلمي عن عبد الحميد بن كنانة عن أبي أمامة عن علي بن أبي طالب رفعه: (مؤذِّن أهل السموات جبريل، وإمامامهم ميكائيل يؤم بهم عند البيت المعمور، فتجتمع (¬3) ملائكة السموات فيطوفون بالبيت المعمور وتصلي وتستغفر، فيجعل الله ثوابهم واستغفارهم وتسبيحهم لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -) (¬4). -[93]- قال في (الميزان) (¬5): السريُّ بن عبد الله السلمي لا يُعرف وأخباره منكرة. ¬
97 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو الحسن علي بن المُسَلّم الفقيه حدثنا عبد العزيز بن أحمد أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي أخبرنا أبو العباس جعفر بن محمد النخشبي أخبرنا القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل حدثنا أبو عبد الله محمد بن معاذ بن فهد النُّهاوندي - وسمعته يقول: لي مائة وعشرون سنة وقد كتبتُ الحديث ولحقتُ أبا الوليد الطيالسي والقعنبي وجماعة من نظرائهم، ثم ذكر أنَّه تصوف ودفن الحديث الَّذي كتبه أول مرة ثم كتب الحديث بعد ذلك، وذكر أنَّه حفظ من الحديث الأول حديثًا واحدًا وهو ما حدثنا به - (حدثنا) (¬2) محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: إن يمين ملائكة السماء: والذي زيَّن الرجال باللحى والنساء بالذوائب (¬3). قال ابن عساكر: هذا حديث منكر جدًا وإن كان موقوفًا، وليت النهاوندي نسيه فيما نسي فإنه لا أصل له من حديث محمد بن المنهال. ¬
98 - الحاكم في (تاريخه): أخبرنا إبراهيم بن عصمة حدثنا الحسين بن داود بن معاذ حدثنا النضر بن شميل حدثنا [عوف] (¬1) عن الحسن عن عائشة مرفوعًا: (ملائكة السماء يستغفرون لذوائب النساء ولحى الرجال، يقولون: سبحان الَّذي زيّن الرجال باللحى والنساء بالذوائب) (¬2). الحسين بن داود ليس بثقة (¬3). ¬
99 - ابن عدي (¬1): حدثنا أحمد بن محمد [الجواربي] (¬2) الواسطي حدثنا محمد بن [عبيد الوراق] (¬3) حدثنا الحسين بن الحسن الأشقر حدثنا هشيم عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسم غنائم حنين (¬4) وجبريل عليه السلام إلى جنبه، فجاء ملَك فقال: إن ربك عز وجل أمرك (¬5) بكذا وكذا. -[95]- فخشي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكون شيطانًا فقال لجبريل: (تعرِفُه؟) فقال: (هذا (¬6) ملَك، وما كلُّ ملائكة ربك أعرف) (¬7). قال ابن عدي: هذا حديث منكر، وما أعلم رواه غير حسين، والبلاء عندي منه. وأورده ابن الجوزي في (الواهيات) (¬8) وقال: حسين كذاب (¬9). ¬
100 - الديلمي (¬1): أخبرنا عبدوس حدثنا محمد بن الحسين حدثنا محمد بن بشر حدثنا أبو محمد عدي بن عمير بن عبد الباقي حدثنا أبو الحسان بن البراء حدثنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن لله ملَكًا نصف جسده الأعلى ثلج ونصفه الأسفل نار، ينادي بصوت رفيع: اللهم يا مؤلف (¬2) بين الثلج والنار ألِّف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك، سبحان الَّذي كفَّ حرَّ هذه النار فلا تذيب هذا الثلج، وكفَّ برد هذا الثلج فلا يطفئ حرَّ هذه النار) (¬3). عبد المنعم كذاب (¬4). ¬
101 - أبو نعيم: حدثنا ابن خلّاد حدثنا الكديمي حدثنا محمد بن الصلت حدثنا محمد بن عون أبو عبد الله الخراساني عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} (¬1) قال: (بالقلم مسيرة خمسمائة عام، شق كما تُشَقَّ (¬2) الأقلام فخرجت الأسماء من ذلك الشقّ بِيَد ملَكٍ يقال له قرموطر، حتَّى وصل إليه فحفظ الأسماء كلها) (¬3). الكديمي متهم (¬4). ¬
102 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أخبرنا جدي مقاتل حدثنا الحسن بن علي المقرئ حدثنا عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المُرّي حدثنا محمد بن عبد الله بن زَبْر الرَّبعي حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب الشيباني حدثنا محمد بن مطر (¬2) حدثنا أبو علي [حسين] (¬3) بن خشيش العَرجَموشي حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا سُمَيّ مولى أبي بكر بن عبد الرحمن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن عمر بن الخطاب قال: أتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يَلعن، فقلتُ: فداك أبي وأمي يا رسول الله مَن هذا الَّذي حللت له اللعنة؟ قال: (ذاك اللعين إبليس). قلتُ: فداك أبي وأمي، أهلُ ذاك هو فَزِدهُ. قال: (وهل تدري ما صنع الساعة يا عمر؟). قلتُ: الله ورسوله أعلم. قال: (فإنه أدخل ذنبَه في دبره فأخرج سبع بيضات فأولدها سبعة أولاد، فأولهم وأكبرهم: المُذهب وهو الموكل بفقهاء الناس وعلمائهم، فينسيهم الذِّكر ويُعبثهم (¬4) بالحصا ويولعهم بكثرة الوضوء. -[97]- والثاني هو الموكل بالنعاس في المساجد، يأتي الرجلَ فيلقي عليه النعاس فينيمه، فيقال (¬5): يا فلان قد نمتَ، فيقول: لا، فيُعاد عليه فيحلف يمينًا كاذبة إنه لم ينم. والثالث اسمه ثوبان وهو الموكل بالأسواق، وينصب فيها راية ينقص (¬6) الكيل والميزان حتَّى لا يؤتون ما يوفون فيها حتَّى يعلو (¬7) فيها. والرابع: لغو وهو الموكل بالويل والعويل وشقِّ الجيوب ونتف الشعور ولطم الخدود ونعيق الران وسائر ذلك من الصياح على الميت. والخامس: مَشوان (¬8) وهو الموكل بأعجاز النساء وأحللة الرجال حتَّى يجمع بين الفاجرين على فجورهما. والسادس: مِشْوَط وهو الموكل بالهمز واللمز والنميمة والكذب والغش. والسابع: غرور وهو الموكل بقتل النفوس وسفك الدماء وانتهاك المحارم، يأتي الرجلَ فيقول: أنت أحوج أم فلان كان أحوج منك؟ ارتكَب كذا وكذا من المحارم، صَنَع (¬9) كذا وكذا فَحُسن حاله، فدلّاه بغرور. فتلك ذرّيته التي ذكر الله في كتابه: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي} (¬10)، فتلك ذرّيته الباقية معه إلى اليوم الَّذي وُقِّت لهم، لا يموتون ولا ينتهن عن جديد الأرض، لعنة الله عليه وعلى ذريته) (¬11). قال ابن عساكر: حديث منكر. وقال الحافظ ابن حجر في (اللسان) (¬12): إنه ظاهر الوضع. ¬
103 - الديلمي (¬1): أخبرنا محمد بن طاهر بن [مِمّان] (¬2) أخبرنا بندار بن الحسن الزاهد أخبرنا أبو بكر طاهر بن عبد الله بن ماهله أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن حدثنا سعيد بن محمد بن أبي السريّ حدثنا عبد الله بن محمد الخزاعي حدثنا عمر بن الخطاب الحنفي حدثنا الهيثم بن جميل حدثنا محمد بن شاكر عن أنس بن مالك أن رجلًا سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: هل أشرك إبليسُ طرفة عين؟ قال: (لا، ولقد عَبَد اللهَ في الأرض قبل أن يخلق اللهُ آدمَ بثمانينَ (¬3) ألف سنة، وكان في علم الله أنَّه غير رضى) (¬4). قال في (المغني) (¬5): عبد الله بن محمد الخزاعي كذاب. وقال في (الميزان) (¬6): متروك متهم بالوضع، وقال الدارقطني: متروك يضع هو وأبوه (¬7). والهيثم بن جميل له مناكير (¬8). ¬
104 - الديلمي (¬1): أخبرنا إسماعيل بن محمد بن مَلّة حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد حدثنا أبو الشيخ (¬2) حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا إسحاق بن زُريق حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني (¬3) حدثني يزيد بن عمرو عن منصور عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (غزا طاهر (¬4) بن إسمانوس (¬5) بني إسرائيل فسباهم وأحرق بيت المقدس، وحمل في البحر ألفًا وتسعمائة سفينة ملأى (¬6) حتَّى أوردها الرومية) (¬7). ¬
105 - الديلمي: أخبرنا والدي أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الميداني الحافظ (أخبرنا) (¬1) أبو سعيد محمد بن علي مموس أخبرنا القاضي سعد بن عبد الله بن عَلّويه البغدادي حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان حدثنا علي بن يحيى حدثنا أبو عامر حدثنا شعبة عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود -[100]- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ نملة تجرُّ نصف شقها أهدت إلى سليمان بن داود نَبِقَةً (¬2) حَلَوْقِيَّة (¬3)، فوُضعت بين يديه فلم يلتفت إليها، فرفعت رأسها فقالت: ألا كلنا يهدي إلى الله مَالَه ... وإن كان عنه ذا غنى فهو قابِلُهْ ولو كان يُهدَى للجليل بقدره ... لَقصر أعلى البحر منه مناهِلُهْ ولكننا نُهدِي إلى من نحبُّه ... وإن لم يكن في وُسعنا ما يُشاكِلُهْ) (¬4). قال الديلمي: هذا حديث غريب منكر. ¬
106 - الديلمي (¬1): أخبرنا والدي أخبرنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر البقال ببغداد حدثنا أبو أحمد (¬2) عبيد الله بن محمد الفرضي حدثنا سهل بن إسماعيل الطرسوسي حدثنا زكريا الساجي حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا الشافعي قال: قيل لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: حدثك أبوك عن جدك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: (إنّ سفينة نوح طافت بالبيت سبعًا وصلّت خلف المقام ركعتين)؟ قال: نعم (¬3). ¬
4 - كتاب فضائل القرآن
4 - كتاب فضائل القرآن
107 - ابن عساكر (¬1): أنبأنا أبو محمد ابن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد السلمي صاحب تفسير سنيد (¬2) بن داود حدثنا داود بن محمد الحَجُوري حدثنا أبو عمرو المخزومي أخبرنا علي بن الحسن السَّامي (¬3) حدثنا حفص بن ميسرة عن عروة عن أنس مرفوعًا: (القرآن أفضل من كل شيء دون الله عز وجل، ومن قرأ القرآن فقد وقّر اللهَ، ومن استخفّ بحقِّ القرآن استخفّ بحقِّ الله، وحرمة القرآن في التوراة وقار الله، وحمَلة القرآن المخصوصون برحمة الله، ومَن والاهم فقد والى الله، يُدفع عن مستمِع القرآن بلاءُ الدنيا، ويُدفع عن قارئ القرآن بلاءُ الآخرة. يا حمَلة القرآن إنّ أهل السماء يدعونكم) قال: وذكر الحديث (¬4). قال ابن عساكر: كذا كان في الأصل. قال في (الميزان) (¬5): علي بن الحسن السَّامي قال ابن حبان (¬6): لا يحلّ كَتْبُ حديثه إلا على جهة التعجب. وهو في عداد المتروكين، وله أحاديث باطلة. -[104]- زاد في (اللسان) (¬7): قال ابن عدي (¬8): أحاديثه كلها بواطيل. وقال الدارقطني (¬9): يكذب، يروي عن الثقات بواطيل. وقال الحاكم (¬10) وأبو سعيد النقاش: روى أحاديث موضوعة. وقال أبو نعيم (¬11): روى أحاديث منكرة لا شيء. ¬
108 - الخطيب (¬1): أخبرنا إبراهيم بن محمد بن كُرْزاد (¬2) أخبرنا محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا محمد بن كثير بن مروان الفهري حدثنا عبد الله بن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: (من قرأ آية الكرسي لم يتولَّ قبض نفسه إلا اللهُ تعالى) (¬3). قال الشيخ تقي الدين السبكي: هذا الحديث منكر ويشبه أن يكون موضوعًا، والحملُ فيه على محمد بن كثير (¬4). ¬
109 - الخطيب في (رواة ممالك): أخبرني علي بن أحمد بن محمد الرزاز أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن حماد القاضي حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا الهيثم بن خالد الخشّاب حدثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي الدرداء قال: -[105]- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لو يعلم الناس ما في {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} (¬1) لعطّلوا الأهل والمال وتعلّموها). فقال رجل من خزاعة: ما فيها من الأجر يا رسول الله؟ قال: (لا يقرؤها منافق أبدًا ولا عبدٌ في قلبه شكٌّ في الله. واللهِ إن الملائكة المقرّبين ليقرؤونها منذ خلق اللهُ السموات والأرض، ما يفتُرون مِن قراءتها. وما مِن عبدٍ يقرؤها إلا بعث اللهُ إليه ملائكة يحفظونه في دينه ودنياه ويَدعون اللهَ له بالمغفرة والرحمة) (¬2). قال الحضرمي: كان [أبو عبد الرحمن بن نمير] (¬3) قال لي: اذهب فاكتب عن هيثم الخشّاب. فذهبتُ إليه، ثم جئتُ فألقيتُ عليه هذا فقال: هذا قد كفانا مؤنته. قال الخطيب: يعني أنّ رواية مثل هذا الحديث تبيِّن حال راويه لأنه حديث باطل لا أصل له، انتهى (¬4). قلتُ: وقد أخرجه أبو الشيخ: حدثنا علي بن الحسن بن جعفر حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي حدثنا مالك به (¬5). وإسحاق أيضًا كذاب (¬6). ¬
110 - الحاكم في (معجم شيوخه): حدثني أبو طاهر عبد الواحد بن علي بن محمد بن ثابت النجار ببغداد وأنا سألته فقلتُ له: قد اشتكى ضرسي وأنا أريد الحج فقال لي: إني أتيتُ عبدَ الله بن إسحاق المدائني وقد اشتكى ضرسي فشكوت إليه فقال لي: اقرأ عليه القرآن وكُل عليه التمر، فإنّي اشتكى ضرسي فأتيتُ أبا هشام الرفاعي فشكوت إليه فقال لي: اقرأ عليه القرآن وكُل عليه التمر فإني اشتكى ضرسي فأتيتُ أبا بكر بن عياش فشكوتُ إليه فقال لي: اقرأ عليه القرآن وكُل عليه التمر. ففعلتُه فبرأ، فجئتُ إليه فقلتُ له: عمّن أخذتَ (¬1) هذا؟ فقال لي: اشتكى ضرسي فأتيتُ (عاصم بن أبي النجود فشكوتُ إليه فقال لي: اقرأ عليه القرآن وكل عليه التمر. ففعلتُه فبرأ، فأتيتُ عاصمًا فقلتُ له: عمّن أخذت هذا؟ فقال: اشتكى ضرسي فأتيتُ) (¬2) زِرَّ بن حبيش فشكوتُ إليه فقال لي: اقرأ عليه القرآن وكل عليه التمر. ففعلتُه فبرأ، فأتيتُ زِرَّ بن حبيش فقلتُ: عمّن أخذت هذا؟ فقال: اشتكى ضرسي فأتيتُ عبدَ الله بن مسعود فشكوتُ إليه فقال لي: اقرأ عليه القرآن وكُل عليه التمر. ففعلتُه فبرأ، فأتيتُ ابنَ مسعود فقلتُ له: عمّن أخذت هذا؟ فقال: اشتكى ضرسي فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فشكوتُ إليه فقال لي: (اقرأ عليه القرآن وكُل عليه التمر) ففعلتُه فبرأ (¬3). أخرجه ابن النجار في (تاريخه) (¬4) من طريق الحاكم. قال الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان) (¬5): هذا خبر موضوع ورجاله كلهم ثقات غير عبد الواحد شيخ الحاكم. -[107]- قلتُ: أخرجه السِّلفي في (الطيوريات) (¬6): حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن سليمان الفامي إملاء حدثنا أبو الحسن علي بن عتيق بن يوسف العطار حدثنا أبو عبد الله المدائني حدثنا أبو هشام الرفاعي به. ¬
111 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبب أخبرنا أبو سعد (¬2) الأذيوجاني أخبرنا الحسن بن محمد الخلال حدثنا محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين الرقي حدثنا القاسم بن علي بن أبان العلاف حدثنا إسحاق بن إسماعيل النيسابوري حدثنا سهل بن صغير حدثنا الحسين بن علوان حدثنا عمر بن صبح عن مقاتل بن حيان عن يحيى بن وثاب عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِرجل اشتكى ضرسَه: (ضَعْ إصبعك السبابة على ضِرسك ثم اقرأ {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ} (¬3) الآية) (¬4). الحسين بن علوان وعمر بن صبح مشهوران بالوضع (¬5). ¬
112 - قال أبو نعيم (¬1): قرأتُ القرآن على أبي الطيب (¬2) محمد بن أحمد بن يوسف قال: قرأتُ على (إدريس بن عبد الكريم الحداد قال: قرأتُ على خلف قال: [قرأتُ على سُليم قال] (¬3): قرأتُ على حمزة بن حبيب قال: قرأتُ على) (¬4) الأعمش قال: قرأتُ على يحيي بن وثاب قال: قرأتُ على علقمة والأسود قالا: قرأنا على عبد الله بن مسعود قال: قرأتُ القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما بلغتُ هذه الآية {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} (¬5) قال: (ضَعْ يدك على رأسك فإنّ جبريل لمّا نزل بها إليَّ قال: ضَعْ يدك على رأسك فإنّها شفاء مِن كل داء إلا السّام) والسّام الموت (¬6). تسلسل لجميع رواته بقوله: ضع يدك على رأسك فإني قرأتُ القرآن على فلان فلما بلغتُ هذه الآية. -[109]- قال الذهبي: هذا حديث باطل، وما في الإسناد متهم إلا شيخ أبي نعيم أبو الطيب غلام بن شنبوذ فالآفة هو (¬7). 112/ 1 - وقال الديلمي (¬8): أخبرنا أبي أخبرنا الحسن بن محمد بن شاذي الأسداباذي حدثنا أبي أبو الفضل حدثنا أبي أبو عيسى شاذي بن محمد حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد الخطيب حدثنا محمد بن جعفر الصائغ ببغداد حدثنا الحسن بن جعفر القطان حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن يحيى بن مهران المقرئ حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسين حدثنا محمد بن يحيى المقرئ قال: قرأت على سليمان بن عيسى قال: قرأتُ على حمزة بن حبيب، فلما بلغتُ إلى قوله {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ} (¬9) قال لي: ضَعْ يدك على رأسك فإني قرأت على الأعمش فلما بلغتُ إلى هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على يحيى بن وثاب فلما بلغتُ إلى هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على علقمة فلما بلغتُ إلى هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على ابن مسعود فلما بلغتُ إلى هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما بلغتُ إلى هذه الآية قال لي: (ضَعْ يدك على رأسك فإني قرأت على جبريل فلما بلغتُ هذه الآية قال لي: ضَعْ يدك على رأسك) (¬10). ¬
113 - وقال الديلمي (¬1): قرأتُ القرآن أجمع على والدي فلما بلغتُ إلى قوله: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} (¬2) قال لي: ضع يدك على رأسك فإنها دواء الصداع، فإني قرأت على المطهر بن محمد بن جعفر فلما بلغتُ إلى هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإنها دواء الصداع، فإني قرأت على عليّ بن شجاع الصقلي فلما بلغتُ إلى هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإنها دواء الصداع، فإني قرأت على عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب فلما بلغتُ إلى هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإنها دواء الصداع، فإني قرأت على أبي يَشجب يَعرُب بن خيران فلما بلغتُ إلى هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإنها دواء الصداع، فإني قرأت على عبد الله بن يزيد الدقيقي فلما بلغتُ إلى هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإنها دواء الصداع، فإني قرأت على عبد الله بن سليمان الرقي فلما بلغتُ إلى هذه الآية قال لي (¬3): ضع يدك على رأسك فإنها دواء الصداع، فإني قرأت على عليّ بن الفضل فلما بلغتُ إلى هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإنها دواء الصداع، فإني قرأت على حمزة بن حبيب فلما بلغتُ إلى هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإنها دواء الصداع، فإني قرأت على الأعمش فلما بلغتُ إلى هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإنها دواء الصداع فإني قرأت على .................... (¬4) فإني قرأت على علي بن أبي طالب فلما بلغتُ إلى هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك -[111]- فإنها دواء الصداع، فإني قرأت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا علي إذا صدع رأسُك فضَعْ يدك عليه واقرأ عليه آخر سورة الحشر) (¬5). (¬6) ¬
114 - ابن النجار: قرأتُ على أبي عبد الله محمد بن أبي سعيد الأديب عن محمود بن عبد الكريم بن علي التاجر أخبرنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ حدثنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن أحمد النيسابوري الصوفي الزاهد حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم البلدي الوراق حدثنا يوسف بن يعقوب المطوعي حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن عمران حدثنا القاسم بن الحكم (¬1) حدثنا مجاشع بن عمرو عن يزيد الرقاشي عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (جاءني جبريل في أحسن صورة ضاحكًا مستبشرًا فقال: يا محمد، العليُّ الأعلى يقرئك السلام ويقول: إن لكل شيء نسبًا، ونسبتي (¬2) {قل هو الله أحد}، فمن أتاني من أمتك قارئًا لـ {قل هو الله أحد} ألف مرة مِن دهره أُلزمه (¬3) لوائي وإقامة عرشي، وشفّعتُه في سبعين ممن وجبت عقوبته، ولولا أني آليتُ على نفسي: كل نفس ذائقة الموت لمَا قبضتُ روحه) (¬4). مجاشع يضع الحديث (¬5)، وأبو الحسن البلدي قال في (الميزان) (¬6): اتهمه الخطيب (¬7). ¬
115 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو منصور العكبري حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق (¬2) حدثنا عثمان بن أحمد السمّاك حدثنا أبو نصر محمد بن إبراهيم السمرقندي حدثنا سعيد بن هاشم بن مرثد (¬3) حدثنا أبو أحمد أيوب بن نصر بن موسى حدثنا حماد بن عمرو عن السريّ بن خالد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قراءة القرآن مقطعة للبلغم) (¬4). حماد بن عمرو النصيبي كذاب وضّاع مشهور بالوضع (¬5)، والسريّ بن خالد قال في (الميزان) (¬6): مدني لا يُعرف؛ قال الأزدي: لا يُحتج به. (¬7) ¬
116 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا الحسن بن أحمد المرجاني حدثنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه حدثنا الحسن بن علي بن الربيع (¬2) حدثنا محمد بن منصور بن حاتم حدثنا محمد بن يونس الكديمي حدثنا عبد الله بن داود حدثنا أبو بكر بن عياش عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة الباهلي قال: -[113]- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (حامل القرآن حامل راية الإسلام، من أكرمه فقد أكرم الله، ومن أهانه فعليه لعنة الله) (¬3). الكديمي متهم (¬4). ¬
117 - الديلمي في (مسند الفردوس) (¬1): أخبرنا أبي عن محمد بن الحسين السعيدي عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغفار عن أبي بكر محمد بن إسحاق بن يعقوب الطبري عن محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي عن سعيد بن عنبسة عن مسعدة بن اليسع عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: (اقرؤوا يس فإن فيها عشر بركات: ما قرأها جائع إلا شبع، وما قرأها عارٍ إلا اكتسى، وما قرأها أعزب إلا تزوج، وما قرأها خائف إلا أمن، وما قرأها مسجون إلا فُرج (¬2)، وما قرأها مسافر إلا أُعين على سفره، وما قرأها رجل ضلّت له (¬3) ضالّة إلا وجدها، وما قُرئت عند ميّت إلا خُفِّف عنه، وما قرأها عطشان إلا روي، وما قرأها مريض إلا برَأ) (¬4). -[114]- قال في (الميزان) (¬5): مسعدة بن اليسع هالك كذبه أبو داود، وقال أحمد بن حنبل: خرقنا (¬6) حديثه منذ دهر. ¬
118 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا الميداني حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا أبي حدثنا محمد بن أحمد بن علي حدثنا الحسين بن عبد الله القارئ حدثنا أبو محمد الهروي حدثنا علي بن محمد البصري (¬2) عن سليمان عن (¬3) أبي إسحاق عن أبي جَمْرَة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله عز وجل خلق دُرّة بيضاء، وخلق من الدُرّة العنبر الأشهب، وكتب بذلك العنبر آية الكرسي، وحلف بعزته وقدرته أنّ من تعلّم آية الكرسي وعرف حقَّها فتح اللهُ له ثمانية أبواب الجنة يدخل مِن أيّها شاء) (¬4). ¬
119 - أبو الشيخ في (الثواب): حدثنا ابن أبي عاصم حدثنا عمر بن حفص الوصابي (¬1) حدثنا سعيد بن موسى حدثنا رباح بن زيد عن معمر عن الزهري عن أنس قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: (إني فرضتُ على أمتي قراءة يس كل ليلة، فمن داوم على قراءتها كل ليلة ثم مات مات شهيدًا) (¬2). -[115]- سعيد متهم بالوضع (¬3). ¬
120 - وقال: حدثنا علي بن الحسن حدثنا جعفر بن كران حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد (¬1) بن المسيب عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله على وسلم: (تعلّموا {عمّ يتساءلون عن النبأ العظيم}، تعلّموا {ق والقرآن المجيد}، تعلّموا {والنّجم إذا هوى}، تعلّموا {والسماء ذات البروج}، {والسماء والطارق} (¬2)، فإنّكم لو علمتُم ما فيهنّ لعطَّلتُم ما أنتم فيه. تعلّموهنّ وتقرّبوا إلى الله بهنّ فإنّ الله يغفر بهنّ كل ذنب إلا الشرك بالله) (¬3). قال الحافظ ابن حجر في (زهر الفردوس) (¬4): الكاهلي متروك (¬5). ¬
121 - أبو الشيخ: حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا آدم حدثنا محمد بن بشر حدثنا محمد بن عامر حدثنا أبو قرصافة قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: (عجَّت {إنّا أعطيناك الكوثر} إلى الله عز وجل فقالت: إنّ أمّة محمد يقلّون قراءتي ولا يقرؤوني (¬1) إلا في الفرط. فقال الله: وعزّتي وجلالي وارتفاعي في مكاني لا يقرؤكِ أحدٌ إيمانًا واحتسابًا إلا غفرتُ له على ما فيه وأسكنتُه حظيرة قدسي) (¬2). ¬
122 - الديلمي (¬1): أخبرنا محمد بن الحسين إذنًا أخبرنا أبي حدثنا الحسين بن علي الخانِقِيني حدثنا محمد بن جعفر النسوي حدثنا عمار بن الحسن السوسي حدثنا أبو هدبة عن أنس رفعه: (لكل شيء قائمة، وقائمة القرآن سورة الأحزاب) (¬2). أبو هدبة كذاب (¬3). ¬
123 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو الفضل القُومَسَاني أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن [جانجان] (¬2) حدثنا عبد السلام بن محمد بن عبدِيل حدثنا الحارث بن محمد (¬3) حدثنا داود بن المحبر حدثنا ميسرة بن عبد ربه عن أبي عائشة السعدي عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة عن أبي هريرة وابن عباس قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قرأ القرآن رياءً وسمعةً أو يريد به الدنيا لقي اللهَ ووجهُهُ عظمٌ ليس فيه لحم، وزخَّ القرآنُ في قفاه (¬4) حتى يقذفه في النار فيهوي فيها مع من يهوي) (¬5). داود وميسرة كذابان (¬6). ¬
124 - الديلمي (¬1): أخبرنا حمد بن نصر حدثنا محمد بن ينال حدثنا الحسين بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا محمد بن سليمان الباغندي حدثنا مقاتل حدثنا فضيل بن عبيد عن سفيان الثوري عن عبيد الله العمَري عن نافع عن ابن عمر رفعه: (من قرأ آية الكرسي على أثر وضوئه أعطاه الله ثواب أربعين عالمًا، ورفع له أربعين درجة، وزوّجه أربعين حوراء) (¬2). مقاتل بن سليمان كذاب (¬3)، والباغندي فيه كلام (¬4). ¬
125 - أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا مسلم بن سعيد حدثنا مجاشع بن عمرو حدثنا خالد بن يزيد عن يزيد الرقاشي عن أنس رفعه: (من قرأ {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة} إلى {عند الله الإسلام} (¬1) عند منامه؛ خلق اللهُ منه سبعين ألف ملَك يستغفرون له إلى يوم القيامة) (¬2). مجاشع بن عمرو كذاب يضع الحديث (¬3). ¬
126 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو الحسن الحافظ أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن محمد حدثنا عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي حدثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني حدثنا محمد بن عامر بن إبراهيم عن أبيه عن نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس رفعه (¬2): (من قرأ يس والصافات ليلة الجمعة ثم سأل اللهَ أعطاه سؤله) (¬3). نهشل كذاب (¬4). ¬
127 - الخطيب (¬1): أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه أخبرنا عيسى بن حامد بن بشر القاضي حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين السقطي حدثنا يحيى بن معين حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعًا: (مَن تعلَّم القرآنَ وحفظه أدخله اللهُ الجنةَ وشفّعه في عشرة من أهل بيته كلٌّ قد أوجب النار) (¬2). قال الخطيب: رجال إسناده كلهم ثقات إلا السقطي، والحديث ليس بثابت. -[119]- وأخرجه ابن الجوزي في (العلل) (¬3) وقال: السقطي اتهمه الخطيب بوضع هذا وقال: الحمل فيه عليه. (¬4) ¬
128 - العقيلي (¬1): حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى المقرئ حدثنا حجاج بن يوسف بن قتيبة حدثنا بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليس أحدٌ أحقّ بالحِدّة (¬2) مِن حامل القرآن لِعزّة القرآن في جوفه) (¬3). قال أبو حاتم: بشر بن الحسين يكذب على الزبير (¬4). وقال ابن حبان: هوي بشر بن الحسين عن الزبير نسخة موضوعة شبيهًا بمائة وخمسين حديثًا (¬5). وقال أيضًا: بشر بن الحسين كأنّ الأرض أخرجت له أفلاذ كبدها في حديث الزبير، لا يُنظَر في شيء رواه عن الزبير إلا على جهة التعجب (¬6). -[120]- وقال أبو نعيم: جاء إلى أبي داود الطيالسي فقال: حدَّثني الزبير بن عدي، فكذبه أبو داود وقال: ما نعرف للزبير بن عدي عن أنس إلا حديثًا واحدًا (¬7). وقال أبو حاتم -لمّا قيل له إن ببغداد قومًا يحدِّثون عن محمد بن زياد عن بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس نحو عشرين حديثًا- فقال: هي أحاديث موضوعة، ليس للزبير عن أنس إلا أربعة أحاديث أو خمسة (¬8). وقال الدارقطني: بشر يروي عن الزبير بواطيل، والزبير ثقة، والنسخة موضوعة (¬9). ¬
129 - أبو الشيخ: حدثنا أحمد بن محمود حدثنا الحجاج بن يوسف عن بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس مرفوعًا: (الحِدّة لا تكون إلا في صالحي أمتي وأبرارها وأتقيائها ثم تفيء) (¬1). ¬
130 - الديلمي (¬1): أخبرنا والدي أخبرنا الميداني حدثنا حمدان بن عمران بن حمدان الخطيب حدثنا علي بن الحسن (¬2) الصقلّي (¬3) حدثنا عبد العزيز بن ينال حدثنا -[121]- إبراهيم بن محمد بن عبيد الشهرزوري حدثنا محمد بن عبد الحكم حدثنا نوح بن الهيثم حدثنا وهب بن وهب عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: (الحِدّة تعتري جُمّاع القرآن). قيل: لِمَ يا رسول الله؟ قال: العزة القرآن في أجوافهم) (¬4). قال في (الميزان) (¬5): هذا كذب، آفته وهب بن وهب. ¬
131 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو الحسن الميداني أخبرنا أحمد بن علي بن أحمد الصيدلاني حدثنا محمد بن إسماعيل بن العباس أبو بكر الوراق إملاء حدثنا الفضل بن الهذيل بن خالد التميمي حدثنا عبد الله بن محمد العسكري حدثنا محمد بن تميم الفريابي حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يأتي زمان يكون خيار أمتي المعلمين (¬2) لأنهم يحيون الإسلام والقرآن بعدما درس). محمد بن تميم الفريابي أحد المشهورين بوضع الحديث (¬3). ¬
132 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا الميداني أخبرنا عبيد الله بن أحمد الصير في حدثنا عمر بن إبراهيم بن كثير المقرئ حدثنا عبد الصمد بن علي الطستي حدثنا -[122]- السري بن سهل حدثنا عبد الله بن رُشَيد حدثنا مجّاعة بن الزبير عن أبان عن سعيد بن أبي الحسن عن سمرة بن جندب رفعه: (نزلت الحواميم (¬2) جميعًا) (¬3). قال الذهبي في (المغني) (¬4): السريّ بن سهل هو السريّ بن عاصم متهم. وقال في (اللسان) (¬5): السري بن سهل عن عبد الله بن رُشَيد، وعنه عبد الصمد بن علي بن مكرم؛ لا يُحتجّ به ولا شيخُه (¬6)، قاله (¬7) البيهقي (¬8). ولعله السري بن عاصم (¬9)، انتهى. وفي (الميزان) (¬10): السريّ بن عاصم كذاب يضع الحديث، له مصائب. ¬
133 - الديلمي (¬1): أخبرنا إسماعيل بن ملَّة أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم أخبرنا أبو حصين ضياء بن محمد بن الحسين بن علي بن بشر المقرئ بالكوفة حدثنا محمد بن أحمد بن موسى بن سلمة الرازي حدثنا أحمد بن إسحاق الخشاب حدثنا -[123]- زُريق أبو القاسم (¬2) حدثنا الحكم بن عبد الله بن خُطّاف الأزدي عن الزهري عن ابن المسيب عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أكرموا القرآن ولا تكتبوه على حجر ولا مَدَر (¬3)، ولكن اكتبوه في ما يُمحى (¬4)، ولا تمحوه بالبزاق، وامحوه بالماء) (¬5). الحكم كذاب يضع الحديث (¬6). ¬
134 - أبو نعيم (¬1): حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الوهاب حدثنا عامر بن إبراهيم بن عامر وجدتُ في كتاب جدي بخطه: سمعتُ نهشل بن سعيد عن سفيان عن باذام عن قنبر عن علي رفعه: (لا يحفظ منافقٌ سورة هود وبراءة ويس والدخان (¬2) وعمّ يتساءلون) (¬3). نهشل كذاب (¬4). ¬
135 - وقال (¬1): أخبرنا لاحق بن الحسين حدثنا خيثمة بن سليمان (¬2) حدثنا عبيد بن محمد حدثنا محمد بن يحيى بن جميل حدثنا بكر بن الشرود حدثنا يحيى بن مالك بن أنس عن أبيه عن الزهري عن أنس رفعه: (لا يَخْرَف (¬3) قارئ القرآن) (¬4). قال في (الميزان) (¬5): لاحق كذاب أفّاك (¬6) روى عنه أبو نعيم في (الحلية) وغيرها مصائب (¬7). وقال في (اللسان) (¬8): قال الإدريسي: يضع الحديث على الثقات ولعله لم يُخلق من الكذابين مثله. وقال ابن السمعاني: كان أحدَ الكذابين، وضع نُسخًا لا يُعرف أسماء رواتها. وقال ابن النجار: مجُمَع على كذبه. ¬
136 - الحاكم (¬1) في (تاريخه): أخبرنا يحيى العنبري أخبرنا أحمد بن الخليل البستي حدثنا الليث بن محمد حدثنا أحمد بن عبد الله بن خالد حدثنا الوليد بن مسلم عن سالم الخياط عن الحسن عن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا ختم أحدكم فليقل: اللهم آنس وحشتي في قبري) (¬2). -[125]- أحمد بن عبد الله بن خالد هو الجويباري أحد المشهورين بوضع الحديث (¬3). ¬
137 - الديلمي (¬1): أخبرنا والدي أخبرنا عبد الملك بن عبد الغفار أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن الحسن بن سليمان حدثنا الحسن بن علي بن زكريا (¬2) حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا يزيد بن زياد حدثنا عبد الله بن سمعان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا ختم العبدُ القرآن صلى عليه عند ختمه ستون ألف ملَك) (¬3). ابن سمعان كذاب (¬4)، والحسن بن علي بن زكريا هو أبو سعيد العدوي أحد المشهورين بوضع الحديث (¬5). ¬
138 - الديلمي (¬1): أخبرنا حمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن معروف أخبرنا أبو طالب علي بن إبراهيم بن جعفر بن أحمد بن الصباح أخبرنا أبو بكر بن خزر (¬2) أخبرنا أبو إسحاق الطيّان حدثنا الحسين بن القاسم الزاهد حدثنا إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رفعه: (يا ابن عباس إذا قرأتَ القرآن -[126]- فرتِّله ترتيلًا وبيِّنه تبيينًا، لا تنثره نثر الدَّقَل (¬3)، ولا تهذَّه هذَّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحرِّكوا به القلوب، ولا يكونن همّ أحدكم آخر السورة) (¬4). ¬
139 - وبه (¬1): (يا ابن عباس مثَلُ الهاذِّ بالقرآن كمثل رجلٍ جاء مسرعًا فقيل له: مِن أين جئتَ؟ قال: لا أدري) (¬2). فيه أربعةٌ كذابون: الطيّان والثلاثة فوقه (¬3). ¬
140 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو طاهر الرُّوْذْبَاري أخبرنا أبو غانم المظفر بن الحسين السمسار حدثنا علي بن محمد بن عامر حدثنا بكر بن سهل الدمياطي حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا يحيى بن حمزة حدثني الحكم بن عبد الله أنه سمع القاسم بن محمد عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا عائشة من قرأ في ليلة بـ {ألم تنزيل الكتاب} و [يس} و {اقتربت الساعة} و {تبارك الذي بيده الملك} كُنَّ له نورًا وحِرزًا من الشيطان والشرك، ورفع له في الدرجات يوم القيامة) (¬2). -[127]- الحكم كذاب (¬3). ¬
141 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا الميداني أخبرنا محمد بن علي بن زِيرَك حدثنا أبو بكر بن لال حدثنا أبو علي حامد بن محمد حدثنا النضر بن عبد الله بن مسعود الهروي حدثنا أبو سعيد يحيى بن محمد حدثنا محمد بن الفضل عن أبان عن أنس رفعه: (ينادي منادٍ: يا قارئ سورة الأنعام هلمَّ إلى الجنة بِحُبّك إياها وتلاوتها) (¬2). قال (¬3): وأخبرنا أبو طاهر الحَسْناباذي أخبرنا أبو بكر الباطِرقاني حدثنا ابن منده حدثنا أحمد بن محمد بن شعيب حدثنا سهل بن محمد حدثنا حفص بن عبد الله السلمي حدثنا عبد القدوس عن حماد بن أبي سليمان عن زياد بن ميمون عن أنس به. ¬
142 - وبهذا الإسناد (¬1): عن زياد عن أنس رفعه: (ينادي منادٍ كل يوم: ألا إن كل دَينٍ لله تعالى فإن الله له ضامن) (¬2). زياد بن ميمون كذاب (¬3)، وعبد القدوس متروك (¬4). ¬
143 - ابن حبان (¬1): أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد [ابن] (¬2) الأعرابي (¬3) حدثنا أحمد بن مِيْثَم حدثنا علي بن قادم عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه مرفوعًا: (من قرأ القرآن يتأكّل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم. قرّاء القرآن ثلاثة: رجل قرأه فاتخذه بضاعة فاستجرَّ به الملوك واستمال به الناس، ورجل قرأ القرآن فأقام حروفه وضيّع حدوده -كثُر هؤلاء مِن قرّاء القرآن لا كثّرهم اللهُ تعالى-، ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على [داء] (¬4) قلبه، فأسهر به ليله وأظمأ به نهاره فأقاموه في مساجدهم، فبهؤلاء يدفع اللهُ البلاءَ ويزيل الأعداء وينزل غيث السماء، فوالله لهَؤلاء مِن [قُرّاء] (¬5) القرآن أعزّ من الكبريت الأحمر) (¬6). قال ابن حبان: لا أصل لهذا من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأحمد بن مِيْثَم يروي الأشياء المقلوبة والمناكير. (¬7) وأورده ابن الجوزي في (العلل) (¬8) وقال: علي بن قادم ضعفه يحيى (¬9)، -[129]- وإنما يُروى نحوه عن الحسن البصري (¬10). ¬
144 - الخطيب (¬1): أخبرنا عبيد الله بن لؤلؤ أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد الصيدلاني حدثنا بَزِيع بن عبيد المقرئ قال: قرأتُ على سليمان بن موسى [الحَمْزي] (¬2) فأخذ عليَّ خمسًا فعقدها بيده ثم قال لي: حسبك. فقلتُ: زدني. فقال: قرأتُ على سليم فأخذ عليَّ خمسًا ثم قال لي: حسبك. فقلتُ: زدني. فقال: قرأتُ على حمزة فأخذ عليَّ خمسًا وقال: حسبك. فقلتُ: زدني. فقال: قرأتُ على الأعمش فأخذ عليَّ خمسًا ثم قال: حسبك. قلتُ: زدني. فقال: قرأتُ على يحيى بن وثاب فأخذ عليَّ خمسًا وقال: قرأت على أبي عبد الرحمن السلمي فأخذ عليَّ خمسًا وقال: قرأت على عليٍّ فأخذ عليَّ خمسًا وقال: حسبك، هكذا أُنزل القرآن خمسًا خمسًا، ومَن حَفظه هكذا لم ينسَه، إلا سورة الأنعام فإنها نزلت جملةً في ألفٍ، يشيعها (¬3) مِن كل سماء سبعون ملكًا حتى أدّوها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ما قُرئت على عليل قطُّ إلا شفاه الله عز وجل (¬4). قال في (الميزان) (¬5): هذا موضوع على سليم بن عيسى، وبَزِيع لا يُعرف. -[130]- وأخرجه البيهقي في (شعب الإيمان) (¬6) وقال: في إسناده من لا نعرفه. ¬
145 - الديلمي (¬1): أخبرنا عبدوس عن ابن لال حدثنا عبد الله بن محمد بن سعدويه حدثنا محمد بن عبد الغفار الزَّرْقاني حدثنا أحمد بن عمر اليمامي حدثنا محمد بن الحسن الصنعاني عن منذر بن عبد الرحمن الأفطس (¬2) عن وهب بن منبه عن ابن عباس رفعه: (من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه (¬3) فاقة أبدًا، ومن قرأ في كل ليلة {لا أقسم بيوم القيامة} لقي اللهَ يوم القيامة ووجهُه في صورة القمر ليلة البدر) (¬4). أحمد اليمامي كذاب (¬5). ¬
146 - أبو الشيخ: حدثنا محمد بن أحمد بن عصام حدثنا إبراهيم بن سليمان الخزاز حدثنا عثمان بن سعيد المُرِّي حدثنا عبد القدوس بن حبيب عن الحسن عن أنس رفعه: (من قرأ سورة الواقعة وتعلَّمها لم يُكتب من الغافلين، ولم يفتقر هو وأهل بيته) (¬1). ¬
147 - وبه: (من قرأ {والفجر وليالٍ عشر} في ليالي العشر غُفر له) (¬1). عبد القدوس بن حبيب متروك (¬2). ¬
148 - أبو الشيخ: حدثنا سلمة بن عصام حدثنا عبد القدوس بن محمد حدثنا عمّي صالح بن [عبد الكبير] (¬1) بن شعيب عن عبد الله بن زياد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قرأ سورة البقرة وسورة آل عمران إيمانًا واحتسابًا جعل الله له يوم القيامة جناحين منظومين بالدر والياقوت، يطير بهما على الصراط أسرع من البرق) (¬2). أورد الذهبي في (الميزان) (¬3) هذا الحديث مِن مناكير أبي العلاء عبد الله بن زياد. قال البخاري: هو منكر الحديث (¬4). ¬
149 - الديلمي: أخبرنا حمد بن نصر أخبرنا أبو طالب بن الصباح أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا إبراهيم بن محمد حدثنا الحسين بن القاسم حدثنا إسماعيل بن أبي زياد عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة وعن ابن عباس مرفوعًا: (من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أُعطي نورًا من حيث قرأها إلى مكة، وغُفر له إلى الجمعة الأخرى وفضل -[132]- ثلاثة أيام، وصلى عليه سبعون ألف ملَك حتى يصبح، وعوفي من الداء والدُّبَيلة (¬1) وذات الجنب (¬2) والبرص والجذام والجنون وفتنة الدجال) (¬3). إسماعيل كذاب، والحسين وإبراهيم مجروحان (¬4). ¬
150 - الديلمي (¬1): أخبرنا عبد الرحيم الرازي كتابة أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الفُوراني (¬2) حدثنا عمّي عبد الله بن أحمد أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد الشَّرَابي أخبرنا إبراهيم بن محمد بن جبريل حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن معاوية السلمي حدثنا محمد بن رِزام (¬3) عن أحمد بن عبد الله عن علي بن غراب عن محمد بن القاسم عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن عائشة مرفوعًا: (من قرأ في جمعة في شهر رمضان مائة مرة {قل هو الله أحد} كان له نورًا يوم القيامة يسعى به إلى الجنة) (¬4). -[133]- علي بن غراب قال ابن الجوزي: ساقطٌ يحدِّث بالموضوعات (¬5). ¬
151 - أبو محمد السمرقندي (¬1) في كتاب (فضائل قل هو الله أحد) (¬2): حدثنا علي بن عمر التمار حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت الصيرفي حدثنا الحسن بن علي الكرابيسي (¬3) حدثنا خلف بن [عبد الحميد] (¬4) حدثنا أبو الصباح عن أبي هاشم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قرأ {قل هو الله أحد} ثلاث مرات ثم قال: لا إله إلا الله واحدًا لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ثلاث مرات؛ بنى الله له مائة ألف ألف غرفة مِن دُرٍّ وياقوت في الجنة) (¬5). ¬
152 - وقال (¬1): حدثنا عمر بن محمد بن علي الناقد حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن موسى [الخُيوطي] (¬2) حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي حدثنا عبد المنعم بن بشير حدثنا أبو مودود عن [ابن] (¬3) كعب عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قرأ {قل هو الله أحد} في ركعتين ثنتي عشرة مرة، في كل ركعة ست مرات بعد أمِّ القرآن يحسن ركوعهما وسجودهما بنى الله له قصرًا من لؤلؤة بيضاء على عمود من ياقوت أحمر، فيه سبعون ألف غرفة). قال: (ومن قرأها عشر مرار وهو في سوقه أو في حاجته بنى الله له قصرًا من لؤلؤة بيضاء على عمود مِن ياقوت أصفر، فيه أربعة عشر ألف غرفة. ومن قرأها مرة واحدة بنى الله له بيتًا في الجنة). فقال عمر: يا رسول الله إذن نستكثر من القصور. فأقبل عليه بوجهه وهو يقول: (الله أكثر وأطيب يا عمر) يقول ذلك ثلاث مرات. فقال عمر: والله يا رسول الله ما أردتُ بذلك إلا أن لا يتّكل الناس. قال: (صدقتَ يا عمر) (¬4). قال في (الميزان) (¬5): عبد المنعم بن بشير جَرحه ابن معين واتهمه. وقال ابن حبان (¬6): منكر الحديث جدًا لا يجوز الاحتجاج به. وشيخه أبو مودود القاص مِن المعمّرين (¬7) النسّاك. -[135]- قال الختلي (¬8): سمعت ابن معين يقول: أتيت عبد المنعم فأخرج إليَّ أحاديث أبي مودود نحوًا مِن مائتي حديث كذب، فقلتُ له: يا شيخ أنت سمعتَ هذه مِن أبي مودود؟ قال: نعم. قلتُ: اتَّق الله فإنّ هذه كذب. وقمتُ ولم أكتب عنه شيئًا. زاد في (اللسان) (¬9): وقال ابن عدي (¬10): له مناكير ويروي عن أبي مودود أحاديث، وأبو مودود عزيز الحديث، وعامة ما يرويه عبد المنعم لا يُتابع عليه. وقال الدارقطني: غير ثقة. (¬11) وقال الحاكم (¬12): يروي عن مالك وعبيد الله (¬13) بن عمر الموضوعات. وقال الخليلي في (الإرشاد) (¬14): هو وضّاع على الأئمة. وقال عبد الله بن أحمد في (العلل): ذكرتُه لأبي فقال: ذاك الكذاب، انتهى. ¬
153 - وقال (¬1): حدثنا أحمد بن محمد بن عمران الجندي حدثنا علي بن محمد بن يزيد العَمّاني [بشاطئ] (¬2) عثمان بن أبي العاصي حدثنا العباس بن الوليد بن مَزْيد حدثنا محمد بن شعيب حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون عن مقاتل بن سليمان عن عبد الله بن دينار وأبي عبيدة عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قرأ {قل هو الله أحد} مائة مرة في خلاء لا يخبر بها أحدًا غُفر له ذنوب خمسين سنة إلا الدماء والأموال، وبُني له بكل مرة قصرٌ في الجنة طوله فرسخ -[136]- وعرضه فرسخ، ارتفاعه في السماء مائة -سقط كلمة بعده- أربعة آلاف مصراع من ذهب، في كل مصراع سرير من ياقوت أحمر، على كل سرير حجلة من حرير أخضر، في كل حجلة زوجة من الحور العين، بين يدي كل زوجة منهن سبعون غلامًا وسبعون خادمًا (¬3)، يضيء وجه أحدهم كضوء الشمس والقمر). قال أبو بكر: إذن نستكثر من البيوت والأزواج والخدم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الله أكثر وأطيب، الله أكثر وأطيب) (¬4). أخرجه ابن عساكر (¬5): قرأتُ على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل عن أبي القاسم بن أبي العلاء عن أبي القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران به. وقال مثل ما هنا: سقط كلمة بعده. قال في (المغني) (¬6): عبد الله بن دينار ليس بالقوي. ومقاتل بن سليمان قال وكيع وغيره: كذاب (¬7). وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون قال أبو حاتم: لا يُحتج به (¬8). ¬
154 - قال أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز بن يزيد بن الصباح (¬1) في (جزئه): حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم المخرّمي أبو الطيب حدثنا أبو بكر محمد بن حميد [الخزاز] (¬2) الكوفي حدثنا الحسن بن علي بن زكريا البصري حدثني محمد بن صدقة -[137]- العنبري حدثني علي بن موسى الرضا حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب قال: من قرأ {إنا أنزلناه في ليلة القدر} (¬3) سبع مرات بعد عشاء الآخرة عافاه الله عز وجل مِن كل بلاء ينزل به حتى يصبح، وصلى عليه سبعون ألف ملك ودعوا له بالجنة، وشيّعه مِن قبره سبعون ألف ملَك إلى الموقف يزفّونه زفًّا، ويبشِّرونه بأنّ الرب تعالى عنه راضٍ غير غضبان. ومن قرأها بعد صلاة الفجر [إحدى عشرة] (¬4) مرة نظر الله إليه سبعين نظرة، ورحمه سبعين رحمة، وقضى له سبعين حاجة أولها المغفرة له ولأبيه ولأمّه ولأهله وجيرانه. ومن قرأها عند الزوال إحدى وعشرين مرة نَهتْهُ مِن جميع العصيان حتى يكون مِن أعبد الناس. ومن قرأها ألف مرة نودي في السماء: المؤمنَ الغلّاب. ومن كتبها وشربها لم يَرَ في جسده شيئًا يكرهه أبدًا. ولكل شيء ثمرة، وثمرة القرآن {إنا أنزلناه}. ولكل شيء عصمة، وعصمة القرآن {إنا أنزلناه}. ولكل شيء بشرى، وبشرى المتقين {إنا أنزلناه}. ومن حافظ على قراءة {إنا أنزلناه} لم يمت حتى ينزل إليه رضوان فيسقيه شربة من الجنة فيموت وهو ريان ويُبعث وهو ريان ويُحاسب وهو ريان. فإذا كان يوم القيامة بَعَث (¬5) اللهُ تعالى ألف ملك [يزفّونه] (¬6) إلى قصور اللؤلؤ والمرجان. ومن حافظ على قراءة {إنا أنزلناه} عُصم لسانُه من الكذب، وبطنُه وفرجُه من الحرام، وأعطاه الله تعالى أجر الصائمين القانتين الصابرين، وجعله ينطق بالحكمة، ويُحفظ في أهله وفي ماله وفي ولده وجيرانه، وصافحَته الملائكة -[138]- حين يخرج من قبره فتبشِّره (¬7) بأن الرب تعالى عنه راضٍ غير غضبان، ويُفرَّج عنه ويمُحى الفقر من بين عينيه، وكُتب من الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون. وما كان رجل يجيء إلى أبي بكر وعمر وعثمان وعلي يشكو إليهم غمًا أو همًا أو ضيق صدر أو كثرة دَين إلا قالوا له: عليك بقراءة {إنا أنزلناه في ليلة القدر} فإنها المنجية في القيامة. ومن قرأها في دبر كل صلاة مكتوبة مرة واحدة وهو على طهارة كان له نور في قبره ونور على الصراط ونور عند الميزان ونور في الموقف إلى الجنة. ومن قرأها ومضي في حاجة رجع مسرورًا بقضاء حاجته. ومن قرأها ليلًا استغفرت له الملائكة إلى طلوع الفجر، وخرج من قبره وكتابُه بيمينه وهو يقول: لا إله إلا الله، حتى يدخل الجنة وهو ريان، ولا يُرى يوم القيامة عبدٌ أكثر حسنات منه. ومن قرأها بعد صلاة العصر في كل يوم عشرين مرة كأنما حج البيت ألف ألف حجة وغزا ألف ألف غزوة وكسا ألف ألف عريان، ويخرج من قبره وهو يقرؤها حتى يدخل الجنة آمنًا مطمئنًا، فعليكم بها يا أهل الذنوب. ومن قرأها في كل ليلة قبل الوتر ثلاث مرات وبعد الوتر ثلاث مرات كُتب له قيام تلك الليلة وكَتبت (له) (¬8) الحفظةُ حسناتٍ بعدد نجوم السماء. ومن قرأها في يوم الجمعة ثلاث مرات وبعد الصلاة ثلاث مرات كُتب له حسنات بعدد من صلى صلاة الجمعة في ذلك اليوم من المشرق إلى المغرب. ومن قرأها في دبر كل صلاة فريضة عشر مرات رُفعت صلاته تامة غير ناقصة، ولا يكون للدُّود إلى قبره سبيل، وهي نور على الصراط يوم القيامة. ومن قرأها يوم الجمعة بين الأذان والإقامة عشر مرات يُعطَى من الثواب ما يُعطي اللهُ تعالى المؤذنَ، ولا ينقص من أجره شيء. وما من رجل ولا امرأة ضلَّت له ضالّةٌ فقرأها إلا ردَّها الله. ومن قرأها -[139]- عند طلوع الفجر عشرين مرة بُعث مائةُ (¬9) ألف ملك يكتبون له الحسنات ويمحون عنه السيئات مِن يوم قرأها إلى يوم يُنفخ في الصور. وقال: ولا تجدوا طعم الإيمان حتى تقرؤوا {إنا أنزلناه}. ومن قرأها وبه حاجة استغنى، ومن قرأها وهو مريض شفاه الله تعالى. فعليكم بها يا أهل الأوجاع فإن فيها الرغائب. ومن كان به علة شفاه الله، ومن قرأها وهو محبوس يخلى سبيله، ومن كان له غائب فليقرأها فإنه يُكلأ ويُحفظ ويرجع سالمًا. ومن أدمن على قراءتها أمِن (¬10) عقوبات الدنيا والآخرة. وما قرأها عبدٌ في بقعة إلا أسكن اللهُ تلك البقعة ملَكًا يستغفر له إلى يوم القيامة. وإنّ قارئ {إنا أنزلناه} يسمى في السماء المؤمنَ العابد، وإنّ قراءتها نور على الصراط يوم القيامة. وقال: لا تنسوا قراءة {إنا أنزلناه} في ليلكم ونهاركم. يا معشر الكهول عليكم بقراءة {إنا أنزلناه في ليلة القدر} تقوون بها على ضعفكم. ومن قرأها مرةً واحدة لم يرتدَّ إليه طرفُه إلا مغفورًا له؛ تبدَّل سيئاته حسنات. ومن قرأها عند منامه مرة واحدة بُدِّلت سيئاته كلها حسنات وخرج من قبره وهو يضحك حتى يدخل الجنة مع الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. قال علي: وما ذلك على الله بعزيز، وكنّا أهل البيت نواظب على قراءتها. قال: وإنّ قارئ {إنا أنزلناه} لا يفرغ من قراءتها حتى يُكتب له براءة من النار ولأبيه براءة من النار ولأمّه براءة من النار. وقال: أتعِبوا الحفظة بقراءة {إنا أنزلناه} فإنّ من قرأها إذا توضأ للصلاة كُتب له عبادة ألف ألف سنة؛ صيام نهارها وقيام ليلها، فعليكم بها ففيها الرغائب. ومن قرأها في دبر كل صلاة فريضة مرة واحدة بُني له قصر في الجنة طوله من المشرق إلى المغرب، فإنّ الملائكة لَأَعرَف بقرّاء {إنا أنزلناه} مِن أحدكم إذا مضى إلى منزله. ومن قرأها وهو عليل عدلت قراءة القرآن. عليكم يا أهل -[140]- الأوجاع والذنوب بها. وإن نزل بكم قحط أو غلاء فعليكم بقراءتها فإنها تصرف الهموم والأحزان، وما شكا رجل قط همًا أو حزنًا أو غمًا إلى أبي بكر أو عمر أو عثمان (¬11) أو علي إلا قالوا له: يا هذا عليك بقراءة {إنا أنزلناه} فإنها تورث البركة في البيت وتصرف الهموم والأحزان وتأتي بالفرج من عند الله تعالى. ومن قرأها يوم الجمعة قبل الزوال عشرين مرة رأى محمدًا (¬12) - صلى الله عليه وسلم - في منامه. ومن قرأها ومضى في حاجة رجع مسرورًا بقضاء حاجته مفرَّجٌ (¬13) عنه، تُقضى له كل حاجة. ومن قرأها يوم الجمعة قبل أن تغرب الشمس خمسين مرة أُلهم الخير والطاعة والعبادة، ورُفع الفقر عن أهل بيت ذلك المنزل، ووهب الله تعالى له قلوب الشاكرين، ويُعطى ما يُعطى أيوب على بلائه. ولو علم الناس ما في قراءة {إنا أنزلناه في ليلة القدر} عشر مرات [ما تركوها. ومن قرأها] (¬14) عُصم من الدجال إذا خرج ويوقى ميتة السوء ما دام في الدنيا، ولا سلطان يخافه ولا لص يهابه. وإن قراءتها لَتطرد الشيطان مِن دوركم، فعليكم بها، فيُكتب لقارئها إذا قرأها بكل حرف عشرة آلاف حسنة، ويُمحى (¬15) عنه عشرة آلاف سيئة. ومن قرأها قبل المغرب وبعد المغرب ثلاث مرات قبل أن يحول ركبته فُتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء. ومن خاف جبارًا أو سلطانًا أو ظالمًا إذا استقبله يكون طوع يديه ورجليه. ومن قرأها إذا دخل منزله عشر مرات كان له أمان من الفقر واستجلب به الغنى، ولم يَر مِن منكر ونكير إلا خيرًا. ومن صام وقرأها قبل إفطاره مرةً واحدة قَبِل اللهُ صومَه وصلاته ومقامه (¬16)، وبشَّرته الملائكة حين يخرج مِن قبره -[141]- بالعتق من النار. ومن قرأها عند ميت هوّن الله عليه نزع روحه، ويُغسل وهو ريان، ويُحمل على النعش وهو ريان، ويدخل القبر وهو ريان، ويحاسَب وهو ريان، ويدخل الجنة وهو ريان ضاحكٌ فاهُ (¬17). ¬
155 - وقال أبو منصور: أخبرنا محمد بن أحمد المخرمي حدثنا محمد بن حميد الخزاز حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني (¬1) حدثنا حاتم بن ميمون عن ثابت البناني عن أنس بن مالك سمعتُ عمر بن الخطاب يقول: من قرأ سورة الزخرف في ليلة (¬2) كُتب له براءةٌ ولأبيه براءة ولأمِّه براءة من النار. ومن قرأ سورة الحجرات خرج من قبره وهو يقرؤها حتى يدخل الجنةَ والناسُ في الحساب (¬3). ¬
156 - ابن النجار (¬1): أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر عن أبي العلاء صاعد بن سيار الإسحاقي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي العميري أخبرنا أبو منصور طاهر بن العباس بن منصور بن عمار المروزي حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن علي المروَالرّوذي الشيخ الفاضل حدثنا عبد الله بن موسى السلامي -وكان من الحفّاظ- حدثني أحمد بن علي النديم ببغداد حدثنا علي بن محمد بن علي البرمكي: سمعتُ جدي علي بن يحيى بن خالد البرمكي: سمعتُ يحيى بن خالد البرمكي يقول لكاتبه -وقد رآه يدرج كتابَهُ في "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"-: جوِّد جوِّد اسم الله تعالى، فإنّ أبا عبد الله مالك بن أنس الفقيه كتب إليَّ كتابًا قال فيه وردَ عليَّ كتابُك فرأيتُك قد استخففتَ باسم ربك وكتبتَه غير مبين مِن غيره، وقد سمعتُ نافعًا مولى ابن عمر يقول: سمعت ابن عمر يقول: كان عثمان بن عفان يكتب بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرآه يخفِّف خطَّه ولا يبين حروفه فقال له: (يا عثمان أيما عمّيتَ أو خفّفت (¬2) من الحروف فلا تُعمِ ولا تخفِّف اسم ربك، فإني ضامن لِمن بيّنه وجوّده وعظّمه قصرًا في الجنة) (¬3). قال السلامي: هذا حديث منكر. (¬4) ¬
157 - الديلمي (¬1): أخبرنا محمد بن الحسن الصوفي حدثنا أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد المقرئ حدثنا أبو الحسن علويه بن محمد بن علي البغوي حدثنا علي بن عبد القادر الطرسوسي حدثنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن -[143]- إدريس الإستراباذي بسمرقند حدثني أسامة بن محمد البخاري بها حدثنا صالح بن حمدان البخاري حدثنا المسيب عن نهشل عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قرأ سجدة نافلة فقال في سجوده: اللهم أنا عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، أنقلبُ (¬2) في قبضتك، ماضٍ فيَّ حكمك، نافذٌ فيَّ قضاؤك، وأصدِّق بلقائك وأومن بوعدك. أمرتني فعصيتُ ونهيتني فأتيتُ. هذا مكان العائذ بك من النار. لا إله إلا أنت سبحانك، ظلمتُ نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت؛ إلا غفر اللهُ (¬3) ذنوبه كلها) (¬4). نهشل كذاب (¬5). ¬
158 - أبو الشيخ (¬1): حدثنا حاجب بن أبي بكر حدثنا عيسى بن السُّكَين البلدي حدثنا هارون بن موسى حدثنا ابن وهب عن الليث عن نافع عن ابن عمر رفعه: (من قرأ يوم الجمعة مائتي مرة (¬2) {قل هو الله أحد} فقد أدّى مِن حق الجمعة ما أدّت حملةُ العرش مِن حقِّ العرش. ومن قرأ {قل هو الله أحد} عشية عرفة ألف مرة أعطاه اللهُ عز وجل ما سأل) (¬3). ¬
159 - الحاكم في (تاريخه): حدثنا محمد بن أحمد بن سعيد حدثنا العباس بن حمزة حدثنا أحمد بن خالد الشيباني عن التيمي عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من كتب آية الكرسي بزعفران على راحته اليسرى بيده اليمنى سبع مرات ويلحسها بلسانه لم ينس شيئًا أبدًا) (¬1). أحمد بن خالد هو الجويباري الوضاع المشهور (¬2). ¬
160 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو طالب الحسيني أخبرنا ابن المحتسب حدثنا الفضل بن الفضل حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا شاوَر (¬2) بن محمد الفريابي حدثنا محمد بن صالح البلخي حدثنا محمد بن حفص عن سَلْم بن سالم عن المهاجر عن عكرمة عن ابن عباس رفعه: (من دعا صاحبَ القرآن إلى طعامه وسقاه من شرابه لفضل القرآن؛ أعطاه الله بكل حرف في جوفه عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات، فإذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل: إياي أكرمتَ وكفى بي مثيبًا) (¬3). سلم بن سالم كذاب (¬4). ¬
161 - البيهقي في (شعب الإيمان) (¬1): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو الطيب محمد بن عبد الله الشعيري حدثنا عبد الله بن محمد القاضي حدثنا محمد بن -[145]- حميد قال: رمدتُ فشكوتُ ذلك إلى جرير فقال: أدمِ النظر في المصحف فإني رمدتُ فشكوتُ ذلك إلى المغيرة فقال لي (¬2): أدمِ النظر في المصحف فإني رمدت فشكوت ذلك إلى إبراهيم فقال لي: أدمِ النظر في الصحف، فإني رمدتُ فشكوتُ ذلك إلى علقمة فقال لي: أدمِ النظر في المصحف، فإني رمدتُ فشكوت ذلك إلى عبد الله بن مسعود فقال لي: أدمِ النظر في المصحف، فإني رمدتُ فشكوت ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: (أدمِ النظر في المصحف، فإني رمدت فشكوتُ ذلك إلى جبريل فقال لي: أدمِ النظر في المصحف) (¬3). قال البيهقي: ورواه أيضًا أبو عمرو محمد (¬4) بن أحمد بن حمدان عن محمد بن داود [المخضوب] (¬5) أبي بكر عن محمد بن حميد الرازي هكذا كما أخبرَناه شيخُنا في (التاريخ). ورواه أبو بشر المصعبي عن محمد بن حَمّك أبي الحسن القصير عن محمد بن حميد مسلسلًا وزاد فيه شكاية جبريل إلى ربه، وقال في إسناده: عن جرير عن منصور بدل مغيرة. وأبو بشر المصعبي متروك (¬6)، وهذا حديث منكر، ولعل البلاء فيه من محمد بن حميد الرازي (¬7)، انتهى. (¬8) ¬
162 - الديلمي (¬1): أخبرنا عبدوس إجازة حدثنا ابن لال حدثنا موسى بن سعيد حدثنا محمد بن القاسم بن إسحاق البلخي حدثنا محمد بن تميم الفريابي حدثنا حفص بن عمر حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس رفعه: (فضل حمَلة القرآن على الذي لم يحمله كفضل الخالق على المخلوق) (¬2). قال الحافظ ابن حجر في (زهر الفردوس) (¬3): هذا كذب. قلتُ: آفته محمد بن تميم (¬4). ¬
163 - أبو نعيم في (تاريخ أصبهان) (¬1): حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا الحسن بن إدريس العسكري حدثنا إبراهيم بن سهل حدثنا داود بن المحبر عن صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (حمَلة القرآن أولياء الله، فمن عاداهم فقد عادى الله، ومن والاهم فقد والى الله) (¬2). قال الحافظ ابن حجر في (اللسان) (¬3): هذا خبر منكر، ساقه أبو نعيم في ترجمة الحسن بن إدريس، لكن الآفة مِن داود بن المحبر (¬4). ¬
164 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا يوسف الخطيب أخبرنا أبو الفرج محمود بن فارس بن محمد بن محمود حدثنا علي بن محمد الواعظ حدثنا جبرون (¬2) بن عيسى حدثنا يحيى بن سليم حدثنا عبّاد بن عبد الصمد حدثنا أنس رفعه: (يُدفَع عن مستمع القرآن بلوى الدنيا، ويُدفَع عن قارئ القرآن شرُّ الآخرة. واستماع آية مِن كتاب الله عز وجل خير من كنز الذهب. ولَقراءة آية مِن كتاب الله تعالى أفضل مما تحت العرش، لأنه كلام الله تكلم به قبل أن يخلق الخلق، فمن ألحد فيه أو قال فيه برأيه فقد كفر. ولولا أن الله عز وجل يسّره على ألسن البشر لمَا قدر أحدٌ أن يتكلم بكلام الرحمن، وهو قوله تعالى {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32)}) (¬3) (¬4). عبّاد واهٍ (¬5)، وقال البخاري (¬6): منكر الحديث، وقال ابن حبان (¬7): روى عن أنس نسخة أكثرها موضوع (¬8). وروى العقيلي (¬9) عن جبرون بهذا الإسناد حديثًا وحكَم بوضعه (¬10) وقال: عبّاد روى عن أنس نسخة عامتها مناكير. ¬
165 - ابن النجار: قرأتُ على عمر بن محمد بن معمر المؤدب: أعوذ بالله السميع العليم، فقال: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأتُ على محمد بن عبد الباقي الأنصاري: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأتُ على هناد بن إبراهيم النسفي: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأتُ على محمود بن المثنى بن المغيرة: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأتُ على أبي عصمة محمد بن أحمد السجزي: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأتُ على عبد الله بن عجلان المقرئ: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأتُ على [أبي] عثمان (¬1) الأهوازي المقرئ: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي (¬2): قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأتُ على محمد بن عبد الله بن بسطام: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأتُ على روح بن عبد المؤمن: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأتُ على [يعقوب بن إسحاق الحضرمي: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأتُ على] (¬3) سلام أبي المنذر: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله -[149]- من الشيطان الرجيم، فإني قرأتُ على عاصم بن أبي النجود: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأتُ على زِرّ بن حبيش: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأتُ على عبد الله بن مسعود: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: (قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأتُ على جبريل: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قال جبريل: هكذا أخذتُ عن ميكائيل) (¬4). هناد معروف بالوضع (¬5). ¬
5 - كتاب العلم
5 - كتاب العلم
166 - الخطيب (¬1): أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن محمد البسطامي حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد المعدّل حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن جبلة الهروي حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المدني حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: (حمَلة العلم في الدنيا خلفاء الأنبياء، وفي الآخرة من الشهداء) (¬2). قال الخطيب: هذا منكر جداً لم نكتبه (¬3) إلا عن البسطامي بهذا الإسناد وليس بثابت. وأورده ابن الجوزي في (العلل) (¬4). وقال في (الميزان) (¬5): هذا خبر باطل. ¬
167 - الحاكم في (تاريخه): حدثني أبو محمد عبد الله (¬1) بن أحمد العَمّاري حدثنا محمد بن محمد بن عَزيز التاجر حدثنا محمد بن أحمد الشُّعَيثي حدثني إسماعيل بن محمد الضرير حدثنا أحمد بن الصلت الحماني حدثنا محمد بن سماعة عن أبي يوسف عن أبي حنيفة قال: حججتُ مع أبي ولي ستَّ عشرة سنة، فمررنا بحلقة فإذا رجل فقلتُ: من هذا؟ قالوا: عبد الله بن الحارث بن جَزء الزبيدي. فتقدمتُ إليه فسمعتُه يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من تفقه في دين الله كفاه الله تعالى همَّه ورَزَقه من حيث لا يحتسب) (¬2). -[154]- قال في (الميزان) (¬3): هذا كذب فابنُ جَزء مات بمصر ولأبي حنيفة ست سنين. والآفة من أحمد بن الصلت (¬4)؛ كذاب. قال ابن عدي (¬5): ما رأيتُ في الكذابين أقلّ حياء منه. وقال الدارقطني (¬6): كان يضع الحديث. (¬7) قال الحافظ ابن حجر في (اللسان) (¬8): وقد وقع لنا هذا الحديث مِن وجه آخر وهو باطل أيضاً؛ قرأته على إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد عن القاسم بن مظفر أن عبد الله بن الحسين كتب إليهم أخبرنا أبو الفتح محمود بن أحمد بن الصابوني عن الشريف أبي السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أبي الحسين الأعين السِّمناني (¬9) حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عيسى البنفشي حدثنا أبو علي الحسن بن علي الدمشقي حدثنا أبو زفر عبد العزيز بن الحسن الطبري بآمِد (¬10) حدثنا أبو بكر مكرم بن أحمد البغدادي -[155]- حدثنا محمد بن أحمد بن سماعة حدثنا بشر بن الوليد القاضي حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو حنيفة به (¬11). أخرجه ابن النجار (¬12) قال: أنبأنا القاضي أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد العُمَري أنَّ أبا عبد الله الحسين (¬13) بن محمد البلخي أخبره: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال قرأتُ على القاضي أبي سعد عبد الملك بن عبد الرحمن السرخسي أخبرنا أبي القاضي أبو بكر عبد الرحمن بن محمد قراءة عليه حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن محمد ربيب الوزير أبي العباس الإسفراييني حدثنا أبو علي الحسن بن علي الدمشقي به (¬14). وأخرجه ابن الجوزي في (الواهيات) (¬15). وقال: الحماني كان يضع الحديث. قال الدارقطني: لم يلقَ أبو حنيفة أحداً من الصحابة، إنما رأى أنساً بعينه ولم يسمع منه. (¬16) ¬
168 - ابن النجار: أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري أن القاضي أبا المظفر هناد بن إبراهيم النسفي أخبره: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن موسى القاضي بعكبرا حدثنا الحسين بن أحمد بن عبد الله الحافظ حدثنا عبد الرحمن بن الحسن النيسابوري حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل حدثنا الحسن بن إبراهيم دحيم (¬1) حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة البَتَلْهي (¬2) حدثنا بكر بن محمد حدثنا ابن عيينة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما استَرذل اللهُ عبداً إلا حظر عليه العلم والأدب) (¬3). قال في (الميزان) (¬4): هذا باطل، آفته أحمد بن محمد بن يحيى. ¬
169 - قال ابن النجار: قرأتُ على أبي عبد الله محمد بن محمد بن صالح النحوي بأصبهان عن أبي مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد الحافظ أخبرنا الفقيه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد التوربشتي بها حدثنا الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد السرخسي بباب الطاق بمشهد الإمام أبي حنيفة أخبرنا أبو نصر طاهر بن محمد السرخسي أخبرني جدي أبو العباس محمد بن محمد السرخسي حدثنا الحسن بن محمد بن حامد المعلم البخاري حدثنا أبو أحمد حامد بن بلال حدثنا محمد بن شيرويه حدثنا أبو الحسن علي بن شعيب بن سهل حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبيد الجويباري حدثنا محمد بن شيرويه حدثنا أحمد بن حرب عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن محمد بن كعب القرظي عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من تعلّم مسألة واحدة (¬1) قلَّده اللهُ يوم القيامة قلادة من نور، وغفر له ألف ذنب، وبنى له مدينة من ذهب، وكتب له بكل شعرة على جسده ثواب حجة وعمرة) (¬2). قال ابن النجار: الجويباري كان يضع الحديث، ولعل هذا الحديث مِن عمل يديه، والله أعلم (¬3). ¬
170 - ابن النجار: قرأتُ في كتاب أبي العزّ ثابت بن منصور العجلي بخطِّه -وأنبأنيه عنه أبو القاسم الأزجي- حدثنا القاضي الإمام عين القضاة أبو القاسم علي بن محمد بن أحمد السِّمناني لفظاً حدثنا القاضي أبو محمد عبيد الله (¬1) بن محمد بن -[158]- بَرهُون الثقفي قاضي سنجار بسنجار لفظاً في سنة تسع وأربعين وأربعمائة حدثنا أبو محمد حسان بن محمد بن حسان الأزرق التنوخي بالأنبار فيما بين العشرين والثلاثين والثلاثمائة: حدثنا أبي محمدٌ فيما بين عشرين وثلاثين ومائتين حدثنا جدي حسان قال: دخلنا في بضعة عشر رجلاً إلى واسط العراق على الحجاج بن يوسف في ظلامةٍ لنا، وإذا بشيخ معصوب الحاجبين وراء الباب، فقلتُ للبوّاب: مَن هذا الشيخ؟ قال: هذا أنس بن مالك خادم النبي - صلى الله عليه وسلم -. فتقدمتُ إليه وقبّلتُ ما بين عينيه وقلتُ له: ناشدتك الله أيها الشيخ لَما حدثتني بحديث سمعتَه مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من زار عالماً فكمن زارني، ومن صافح عالماً فكمن صافحني، ومن جالس عالماً فكمن جالسني، ومن جالسني في دار الدنيا أجلسه الله تعالى معي غداً في الجنة) (¬2). ولم أسمع منه غير هذا الحديث فكتبتُه في أسفل نعلي، واستعجلوني أصحابي للظلامة فخرجتُ مسرعاً. قال القاضي أبو محمد: عاش حسان مائة وعشرين سنة، وعاش والده مائة وعشرين سنة، وعاش حسان مائة وعشرين سنة، وعاش أنس بن مالك مائة وعشرين سنة، وها أنا قد عشتُ مائة وإحدى وعشرين سنة. قال: وكان قد انقطع عني هذا الشأن فوق الثلاثين سنة، وإنني (¬3) عاد إليَّ وتزوجتُ. وأشار إلى صبي عنده فقال: هذا ابني وله ابنٌ؛ بينهما في المولد تسعة وثمانون سنة. وأراني حاجبيه وقد اسودّت وشعر رأسه وصدره قد اسودَّ بعد البياض، وثناياه قد نبتت كأسنان الأطفال. ¬
171 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا محمد بن الحسين السعيدي أخبرنا أبو منصور القومساني أخبرنا أبو أحمد القاسم بن محمد السراج حدثنا الحسن بن أحمد المروزي حدثنا عبد الرحمن بن سعيد أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الكوفي حدثنا عمران بن سهل حدثنا إبراهيم بن سليمان حدثنا أيوب بن موسى عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن لله عز وجل مدينة تحت العرش من مسك أذفر، على بابها ملَك ينادي كل يوم: ألا من زار العلماء فقد زار الأنبياء، ومن زار الأنبياء فقد زار الرب عز وجل، ومن زار الرب فله الجنة) (¬2). إبراهيم بن سليمان البلخي يسرق الحديث (¬3). ¬
172 - أبو نعيم (¬1): حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جعفر حدثنا يَعرُب بن خَيْران بن داهر أبو يشجب حدثنا محمد بن الفضل بن العباس البلخي بسمرقند حدثنا [حم] (¬2) بن نوح حدثنا حفص بن عمر العدني عن الحكم عن عكرمة عن ابن عباس رفعه: (من زار العلماء فكأنما زارني، ومن صافح العلماء فكأنما صافحني، ومن جالس العلماء فكأنما جالسني، ومن جالسني في الدنيا أُجلس إليَّ يوم القيامة). وفي لفظ: (أجلسه ربي معي في الجنة يوم القيامة) (¬3). -[160]- حفص كذّبه يحيى بن يحيى النيسابوري، وقال البخاري: منكر الحديث. (¬4) ¬
173 - الحاكم: حدثنا محمد بن أحمد بن سعيد الرازي حدثنا الحسن بن أبي زيد حدثنا إبراهيم بن أحمد عن (¬1) هدبة حدثني سعيد بن جبير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ارحموا طالب العلم فإنه متعوب البدن، لولا أنه يأخذ بالتجبر لصافحَته الملائكة معاينة، ولكن يأخذ بالعجب ويريد أن يقهر من هو أعلم منه) (¬2). قال في (الميزان) (¬3): محمد بن أحمد بن سعيد الرازي لا أعرفه لكن أتى بخبر باطل هو آفته. وقال في (اللسان) (¬4): ذكره الحاكم في (تاريخه). (¬5) ¬
174 - الديلمي (¬1): أخبرنا عبدوس حدثنا علي بن إبراهيم البزاز حدثنا محمد بن يحيى (حدثنا محمد) (¬2) بن إشكاب بن عبد الجبار النحوي حدثنا نوح بن حبيب حدثنا شداد بن حكيم حدثنا نوح بن أبي مريم عن إبراهيم الصائغ عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (سيكون في آخر الزمان علماء يرغِّبون الناس في الآخرة ولا يَرغبون، ويُزَهِّدون الناس في الدنيا ولا يَزهدون، وينبسطون عند الكبراء وينقبضون عند الفقراء، وينهون عن غشيان الأمراء ولا ينتهون، أولئك الجبارون أعداء الرحمن) (¬3). نوح بن أبي مريم أحد المشاهير بالكذب والوضع (¬4). ¬
175 - الديلمي (¬1): أخبرنا حمد بن نصر أخبرنا أبو طالب علي بن إبراهيم المزكي حدثنا أبو بكر محمد (¬2) بن عمر بن خزر حدثنا أبو إسحاق الطيان حدثنا الحسين بن القاسم حدثنا إسماعيل بن أبي زياد حدثنا يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (طوبى لمن يُبعث يوم القيامة وجوفه محشوّ بالقرآن والفرائض والعلم) (¬3). إسماعيل كذاب، والحسين والطيان مجروحان (¬4). ¬
176 - الحاكم في (تاريخه): حدثنا محمد بن سليمان بن منصور حدثنا الحسين بن داود بن معاذ حدثنا النضر بن شميل عن هشام عن الحسن عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يحلُّ لمسلم جَهْلُ الفرض (¬1) والسنن، ويحلُّ له جهل ما سوى ذلك) (¬2). الحسين بن داود البلخي (¬3) قال الخطيب: ليس بثقة، حديثه موضوع، روى نسخة عن يزيد عن حميد عن أنس أكثرها موضوع (¬4). وقال الحاكم (¬5): له عندنا عجائب يُستَدل بها على حاله. ¬
177 - أبو نعيم (¬1): حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا إسحاق بن إبراهيم المؤدب حدثنا أحمد بن يونس الضبي حدثنا عيسى بن إبراهيم حدثنا الثمالي سمعت الحكم بن عمير صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يستحيي الشيخ أن يتعلم العلم (¬2) كما لا يستحي أن يأكل الخبز) (¬3). -[163]- عيسى بن إبراهيم القرشي قال يحيى (¬4): ليس بشيء، وقال أبو حاتم (¬5) وغيره: متروك الحديث، وقال البخاري (¬6): منكر الحديث. (¬7) ¬
178 - الشيرازي في (الألقاب): أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد المؤذن الرازي حدثنا علي بن الحسن المذكر الرازي علان حدثنا أبو عبد الله محمد بن مقاتل حدثنا عيسى بن إبراهيم عن أبي عبد الله الدمشقي عن مكحول عن علي مرفوعاً: (لا يستحيي الشيخ أن يجلس إلى جانب الغلام فيتعلم منه) (¬1). ¬
179 - الخطيب في (رواة مالك): أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن اليسع القارئ حدثنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البالسي حدثنا أبو أمية المبارك بن عبد الله المُختَطّ بطرسوس -وهو أول من اختطّها- حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من خرج في طلب بابٍ من العلم حفّته الملاتكة بأجنحتها، وصلّت عليه الطير في السماء والحيتان في البحار، ونُزِّل من السماء منازل سبعين من الشهداء) (¬1). -[164]- قال أبو العلاء: لمّا حدثنا (¬2) بهذا الحديث رجع عنه وقال: وهمتُ، وإنما حدثني به القاسم بن إبراهيم الملطي عن المبارك بن عبد الله. قال الخطيب: والقاسم الملطي كان كذّاباً يضع الحديث. (¬3) ¬
180 - أبو نعيم: حدثنا أحمد بن سهل العسكري حدثنا إبراهيم بن حرب حدثنا سهل بن عثمان حدثنا المعلى بن هلال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا جلستم إلى المعلِّم أو في مجالس العلم فادنوا، وليجلس بعضُكم خلف بعض، ولا تجلسوا متفرقين كما يجلس أهل الجاهلية) (¬1). المعلى بن هلال (¬2) رماه السفيانان بالكذب. وقال ابن المبارك وابن المديني: كان يضع الحديث. وقال ابن معين: هو من المعروفين بالكذب والوضع (¬3). وقال أحمد: كل أحاديثه موضوعة (¬4). وقال ابن المبارك لوكيع: عندنا شيخ يقال له أبو عصمة يضع كما يضع المعلى (¬5). ¬
181 - الديلمي (¬1): أخبرنا والدي أخبرنا إسماعيل بن عبد الجبار بن [ماك] (¬2) بقزوين أخبرنا إبراهيم بن محمد المعبِّر حدثنا علي بن القاسم الخطابي المروزي حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الهروي المعروف بأبي بكر السقاء (¬3) حدثنا أبو رجاء محمد بن حمدويه المروزي حدثنا [رُقاد] (¬4) بن إبراهيم عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم عن زيد العمي عن سعيد بن جبير عن ابن عمر رفعه: (من فسّر القرآن برأيه فأصاب كُتبت عليه خطيئة لو قُسمت بين العباد لوسعتهم، وإن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار) (¬5). أبو عصمة أحد المشهورين بوضع الحديث (¬6). ¬
182 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا الميداني أخبرنا أبو بكر محمد بن مكي بن علي الكسائي أخبرنا ابن تركان حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن غالب -[166]- حدثنا [سعد] (¬2) بن عبد الحميد بن جعفر حدثنا عثمان بن مطر عن أبي عبيدة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رفعه: (من فسّر القرآن برأيه وهو على وضوء فليعد وضوءه) (¬3). قال ابن حبان: كان عثمان بن مطر ممن يروي الموضوعات عن الأثبات (¬4). ¬
183 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن إسماعيل بن نغارة حدثنا أبو بكر ابن مروديه حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الفرج الأنباري الرقي حدثنا [أحمد بن إسحاق] الخشاب (¬2) الرقي حدثنا أبو القاسم عبد الله بن عبد الجبار الخبائري الحمصي حدثنا الحكم بن عبد الله بن خُطّاف حدثني الزهري عن سعيد عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من وقّر عالماً فقد وقّر ربَّه عز وجل، ومن فعل ذلك استوجب الثواب على ربِّه عز وجل) (¬3). الحكم كذاب يضع الحديث (¬4)، والخبائري متروك (¬5). ¬
184 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا الميداني أخبرنا الحسن بن محمد الخلال أخبرنا الدارقطني حدثنا أحمد بن عبد الله بن ربيعة القاضي حدثنا أحمد بن ناصح حدثنا الحسين بن علوان حدثنا ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة رفعه: (من باهى بعلمه فاخصموه، ومن سبّ والديه فاضربوه، ومن ضربهما فاقتلوه) (¬2). الحسين بن علوان يضع الحديث (¬3). ¬
185 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا محمد بن الحسين الثقفي أخبرنا أبي أخبرنا عمر بن أحمد بن عمر بن الحارث القَصَباني القاضي حدثنا علي بن العباس المَقَانعي حدثنا يعقوب بن إبراهيم المؤدب أبو الأسباط حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد الأسدي عن نافع عن عكرمة عن ابن عباس رفعه: (من تعلَّم آية من كتاب الله وعلّمها وأحلّ حلالها وحرّم حرامها كان كمن جهّز ناقة عَفْراء (¬2) في سبيل الله) (¬3). ¬
186 - الحاكم في (تاريخه): حدثنا أبو [الحسين] (¬1) محمد بن أحمد بن الحسن (¬2) حدثنا جعفر بن سهل المذكر حدثنا محمد بن مروان الأسدي حدثنا الجارود بن يزيد حدثنا محمد بن عُلاثة القاضي حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن الأسود -[168]- عن ابن مسعود رفعه: (من تعلَّم باباً من العلم ليعلِّمه الناس ابتغاء وجه الله أعطاه الله أجر سبعين نبياً) (¬3). الجارود بن يزيد (¬4) قال أبو أسامة وأبو حاتم (¬5): كذاب، وقال أبو داود (¬6): غير ثقة، وقال يحيى (¬7): ليس بشيء، وقال النسائي (¬8) والدارقطني (¬9): متروك. ¬
187 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا يوسف بن محمد أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن بهلول حدثنا الحسين بن داود البلخي حدثنا إبراهيم بن سليمان الزيات عن عبد الحكم عن أنس رفعه: (من تعلّم باباً من العلم وعمل به حشره الله تعالى يوم القيامة مع المتقدمين (¬2) الأخيار الأبرياء الأتقياء، وله في الجنة سبعون قهرماناً، بيد كل واحد مثل الدنيا مسيرة ألف عام؛ خمسمائة عام عرضاً وطولاً (¬3). الحسين بن داود البلخي قال الخطيب: ليس بثقة حديثه موضوع، وقال الحاكم: له عندنا عجائب تدل على حاله. (¬4) ¬
188 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبو المكارم عبد الوارث المطوعي الأبهري عن محمد بن الحسين بن الترجمان عن محمد بن أحمد عن عبد الله بن أبان عن هاشم الأنصاري عن عمرو بن بكر عن محمد بن زيد عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (شِرار الناس فاسقٌ قرأ كتاب الله وتفقَّه في دين الله ثم بذل نفسه لفاجر، إذا بسط تفكّه بقراءته ومحادثته، فيطبع الله على قلب القائل والمستمع) (¬2). محمد بن زيد العبدي ضعيف (¬3). وعمرو بن بكر السكسكي قال في (المغني) (¬4): اتهمه ابن حبان. وقال في (الميزان) (¬5): واهٍ أحاديثه شبه موضوعة، قال ابن حبان (¬6): يروي عن الثقات الطامات، يروي عنه أبو الدرداء هاشم بن محمد بن يعلى وغيره. ¬
189 - الحاكم في (تاريخه): حدثنا بكر بن محمد بن حمدان حدثنا محمد بن خشنام ببلخ حدثنا أحمد بن نصر حدثنا زهير بن عباد حدثنا حفص بن غياث عن أبيه عن جده عن علي رفعه: (ما مِن كتابٍ يُلقى بمضيعة من الأرض فيه اسم من -[170]- أسماء الله عز وجل إلا بعث اللهُ إليه سبعين ألف ملك يحفّونه بأجنحتهم ويقدّسونه حتى يبعث اللهُ إليه ولياً من أوليائه فيرفعه) (¬1). أحمد بن نصر الذارع دجال (¬2). ¬
190 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا محمد بن الحسين السعيدي حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن علي النيسابوري قدم همَذان حدثنا إبراهيم بن أحمد الحُلواني حدثنا علي بن يونس بن بَهْمَر بن أسد حدثنا علي بن عثمان بن الخطاب المغربي حدثنا علي بن أبي طالب رفعه: (هدية المعلمين وكرامة العلماء وحبُّ أصحابي مِن أفعال الأنبياء) (¬2). ¬
191 - الديلمي (¬1): أخبرنا أحمد بن سعد أخبرنا أحمد بن علي (¬2) أخبرنا أبو العلاء الواسطي أخبرنا أحمد بن محمد بن حامد البلخي حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الله البغدادي حدثنا يعقوب بن إسحاق البصري العطار حدثنا الضحاك بن حَجْوَة حدثنا الفريابي عن الثوري عن ابن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أكرموا العلماء فإنهم ورثة الأنبياء، مَن أكرمهم فقد أكرم اللهَ ورسولَه) (¬3). الضحاك بن حجوة يضع الحديث؛ قال في (الميزان) (¬4): وهذا الحديث من مصائبه. ¬
192 - الديلمي (¬1): أخبرنا والدي أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن فائدة حدثنا الحسين بن محمد بن الحسين الحلاوي حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد المقرئ حدثنا محمد بن أحمد بن النعمان حدثنا السريّ بن عاصم حدثنا إسحاق بن نافع السلمي حدثنا إسماعيل بن عبيد الله الكندي عن طاوس عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أكرموا العلماء ووقِّروهم، وأحبّوا المساكين وجالسوهم، وارحموا الأغنياء وعفّوا عن أموالهم) (¬2). السريّ بن عاصم كذّاب يضع الحديث، له مصائب (¬3). ¬
193 - الديلمي (¬1): أخبرنا والدي أخبرنا أبو طالب الحسيني أخبرنا محمد بن عيسى الصوفي أخبرنا الدارقطني حدثني الحسن بن أحمد بن صالح الكوفي حدثنا عبد الله بن ثابت بن يعقوب المقرئ حدثنا محمد بن عمار الواسطي حدثنا خلف الضرير حدثنا وكيع عن الأعمش عن زائدة عن عاصم عن زِرّ عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أكرموا حملة القرآن فمن أكرمهم فقد أكرم الله، ألا فلا تنقصوا حملة القرآن حقوقهم فإنهم مِن الله بمكان. كاد حمَلة القرآن أن يكونوا أنبياء إلا أنه لا يوحى إليهم) (¬2). -[173]- قال في (الميزان) (¬3): خلف بن عامر البغدادي الضرير فيه جهالة. قال ابن الجوزي: روى حديثاً منكراً، انتهى. ولعله هذا الحديث. ¬
194 - الديلمي (¬1): أخبرنا والدي أخبرنا محمد بن الحسين السعيدي حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أحمد (بن محمد) (¬2) المهدي البلخي حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن يزيد الحلبي بمصر حدثنا القاسم بن إبراهيم الملطي حدثنا لوين المصيصي حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اتّبعوا العلماء فإنهم سُرُج الدنيا ومصابيح الآخرة) (¬3). القاسم بن إبراهيم الملطي (¬4) قال الدارقطني: كذّاب (¬5). وقال الخطيب: روى عن لوين عن مالك عجائب من الأباطيل (¬6). وقال في (الميزان) (¬7): أتى بطامّة لا تُطاق فقال: حدثنا لوين حدثنا سويد بن (¬8) عبد العزيز عن حميد عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لمّا أُسري بي رأيتُ بيني وبينه حجاباً من نار، فرأيتُ كل شيء منه حتى رأيتُ تاجاً) الحديث (¬9). وهذا باطلٌ وضلال. ¬
195 - أبو نعيم (¬1): حدثنا الحسن بن علان حدثنا محمد بن القاسم (¬2) المؤدب حدثنا محمد بن الحسن (¬3) بن يحيى البلخي حدثنا محمد بن هاشم (¬4) حدثنا أبو مقاتل عن أبي حنيفة عن إسماعيل بن [عبد الملك] (¬5) عن أبي صالح عن أم هانئ قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (العلم ميراثي وميراث الأنبياء قبلي، فمن كان يرثني فهو معي في الجنة) (¬6). أبو مقاتل السمرقندي كذّبه ابن مهدي (¬7)، وقال السليماني: هو في عداد من يضع الحديث (¬8). ¬
196 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا الميداني أخبرنا أبو طالب محمد بن علي الحربي أخبرنا أبو طالب مكي بن عبد الرزاق حدثنا أبو شاكر عثمان بن محمد البزاز المعروف بالشافعي حدثنا محمد بن يوسف الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: -[175]- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (العلمُ شجرةٌ أصلها بمكة، وفرعها بالمدينة، وأغصانها بالعراق، وثمرها بخراسان، وورقها بالشام) (¬2). ¬
197 - الديلمي (¬1): أخبرنا والدي أخبرنا أبو الحسن الميداني أخبرنا أبو بدر عبد الله بن أحمد بن علي المقرئ بنهاوند حدثنا أبو القاسم نصر بن الحسين بن محمد الصفار حدثنا محمد بن أبي زكريا حدثنا الحسن بن [حُباب] (¬2) بن مخلد حدثنا محمد بن إسماعيل المباركي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا عبد الملك بن الحسين النخعي عن يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رفعه: (لو أعلم أني أسيرُ شهراً في آية مِن كتاب الله أعرفها لَسِرتُ فيها) (¬3). عبد الملك بن حسين النخعي قال ابن معين: ليس بشيء (¬4). والظاهر أنه وهِم في رفعه، فإنّ مثل هذا منقول عن بعض الصحابة. ¬
198 - الديلمي (¬1): أخبرنا عبدوس عن أبي منصور محمد بن عيسى عن صالح بن أحمد عن ابن زيدان عن أبي بكر أحمد بن سليمان بن عمرو بن سابق عن مخلد بن مالك عن مخلد بن يزيد عن مجاشع بن عمرو عن محمد بن الزبرقان عن مقاتل بن حيان عن أبي الزبير (¬2) عن -[176]- جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ أهل الجنة لَيحتاجون إلى العلماء في الجنة، وذلك أنهم يزورون اللهَ تعالى في كل جمعة فيقول: تمنّوا عليَّ ما شئتم. فيلتفتون إلى العلماء فيقولون: ماذا نتمنى على ربنا؟ فيقولون: تمنّوا كذا وكذا. فهم يحتاجون إليهم في الجنة كما يحتاجون إليهم في الدنيا) (¬3). قال في (الميزان) (¬4): هذا موضوع. ومجاشع قال فيه ابن معين: أحد الكذابين (¬5). ¬
199 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو الفضل القومساني وجماعة قالوا: أخبرنا أبو محمد الأبهري حدثنا عبيد الله بن محمد حدثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي حدثنا محمد بن أحمد بن وردان البصري حدثنا هارون بن مَلُّول (¬2) حدثنا بكّار بن محمد بن شعبة حدثني أبي حدثني بكر الأعنق عن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر فضل العلماء فقال: (قلوبهم ملأى من الداء (¬3)، ولا داء أشد مِن حبّ الدنيا، ولا دواء أكبر من تركها، فاتركوا الدنيا تصلوا إلى رَوح الآخرة) (¬4). بكر لا يصحّ حديثه (¬5)، وبكّار قال ابن القطان: لا يُعرف (¬6). ¬
200 - الخطيب في (رواة مالك): أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه الزهري وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قالا: حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد المقرئ حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن عمران القواس حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن فضالة الإسكاف المروزي حدثنا محمد بن الشاه المروزي حدثنا محمد بن النضر البكري حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: (سيكون في أمتي قوم يطلبون الحديث فينقلونه مِن بلد إلى بلد ليستطعموا (¬1) به الناس، أولئك هم اللصوص فاحذروهم) (¬2). قال الخطيب: باطل بهذا الإسناد، ومحمد بن النضر ومحمد بن الشاه مجهولان. وقال في (الميزان) (¬3): باطل بهذا الإسناد وبغيره. ¬
201 - الخطيب في (المدرج): أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التَوّزي حدثنا أبو الحسين بن المظفر الحافظ حدثنا أبو الحسن (¬1) محمد بن أحمد بن صالح حدثنا عبيد الله (¬2) بن محمد بن سليمان الأزدي حدثنا حبيب بن إبراهيم حدثنا شبل بن [عبّاد] (¬3) المكي عن عبد الله بن ذكوان عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما عزّت النية في الحديث إلا لشرفه) (¬4). -[178]- قال الخطيب: هذا الكلام لا يُحفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بوجه من الوجوه، وإنما هو قول يزيد بن هارون (¬5)، وقد وهم شيخنا ابن التَّوّزي فيه، وذلك أنه دخل عليه حديث في حديث. وقال في (الميزان) (¬6): أحمد بن علي التَّوّزي شيخ الخطيب محدِّث مشهور ليس بقوي (¬7)؛ رفع حديثاً مِن قول يزيد بن هارون فوهم (¬8). ¬
202 - أبو نعيم في (الحلية) (¬1): حدثنا عبد الرحمن بن العباس حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير بن معاوية حدثنا خالد بن أبي كريمة عن عبد الله بن المسور أن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله علِّمني مِن غرائب العلم. قال: (ما فعلتَ في رأس العلم فتطلب الغرائب؟). قال: وما رأس العلم؟ قال: (هل عرفتَ الربَّ؟). قال: نعم. قال: (فما صنعتَ في حقه؟). قال: ما شاء الله. قال: (عرفتَ الموت؟). قال: نعم. قال: (ما أعددتَ له؟). قال: ما شاء الله. قال: (انطلق فأحكِم ما هاهنا ثم تعال أعلِّمك مِن غرائب العلم) (¬2). -[179]- عبد الله بن المسور قال أحمد (¬3) وغيره: أحاديثه موضوعة. وقال ابن المديني: كان يضع الحديث، ولا يضع إلا ما فيه أدب أو زهد فيقال له في ذلك فيقول: إن فيه أجراً (¬4). وقال البخاري: يضع الحديث (¬5). وقال النسائي: كذاب (¬6). ¬
203 - أبو الشيخ: حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر حدثنا أبي حدثنا جدي سمعتُ نهشل بن سعيد يحدِّث عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (طلبُ العلم ساعةً خيرٌ مِن قيام ليلة، وطلبُ العلم يوماً خيرٌ مِن صيام ثلاثة أشهر) (¬1). نهشل كذاب (¬2). ¬
204 - ابن النجار: أخبرنا عبد الواحد بن عبد السلام أخبرنا أبو علي أحمد بن أحمد بن علي الخراز أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن النحاس أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أخبرنا عثمان بن أحمد بن يزيد الدقاق حدثنا إبراهيم بن جعفر حدثنا محمد بن مهدي بن هلال الأسدي حدثني أبي عن محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس -[180]- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من تعلّم باباً من العلم عَمل به أو لم يعمل كان أفضل من صلاة ألف ركعة، فإنْ هو عَمل به أو علّمه كان له ثوابه وثواب من يعمل به إلى يوم القيامة) (¬1). محمد بن زياد اليشكري كذّاب يضع الحديث (¬2). ¬
205 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو القاسم بن البُسري أخبرنا إسماعيل (¬2) بن الحسن الصرصري حدثنا محمد بن أحمد العتكي حدثنا الحسين بن حمدون بن موسى حدثنا محمد بن روح حدثنا مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي عن عباد بن عبد الصمد عن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أيُّ العمل أفضل؟ قال: (العلم بالله) قاله ثلاثاً. قال: يا رسول الله أسألك عن العمل وتخبرني عن العلم؟ فقال: (قليلُ العمل ينفع مع العلم، وكثيرُ العمل لا ينفع مع الجهل) (¬3). قال ابن حبان: حدثنا ابن قتيبة حدثنا غالب بن وزير [الغزي] (¬4) حدثنا مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي حدثنا عباد بن عبد الصمد عن أنس بنسخة أكثرها موضوع (¬5). -[181]- وقال خ (¬6): عباد بن عبد الصمد منكر الحديث. وقال في (المغني) (¬7): مؤمل بن عبد الرحمن ضعّفه أبو حاتم (¬8). ¬
206 - ابن النجار: قرأتُ على أبي البركات عبد الرحيم بن عمر بن علي القرشي عن القاضي أبي عبد الله محمد بن الحسن بن الحسين الخطيب السمرقندي أخبرنا القاضي أبو الفتح محمود بن عبد العزيز الأُوْزْجندي السمرقندي أخبرنا الخطيب أبو الفضل عطاء بن علي الأديب المرغيناني حدثنا أبو العباس عبد الله بن عصام عن سمعان بن المهدي عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من أذلّ عالماً بغير حقّ أذلّه اللهُ يوم القيامة على رؤوس الخلائق) (¬1). قال في (الميزان) (¬2): سمعان بن المهدي عن أنس لا يكاد يُعرف، أُلصقت به نسخة مكذوبة رأيتُها، قبّح الله مَن وضعها. قال في (اللسان) (¬3): وهي من رواية محمد بن مقاتل الرازي عن جعفر بن هارون الواسطي عن سمعان فذكر النسخة، وهي أكثر من ثلاثمائة حديث، أكثر متونها موضوعة، مِن أقبحها: ¬
207 - حديث (الخادم في أمان الله ما دام الخادم في خدمة المؤمن، وللخادم في الخدمة أجر الصائم القائم، وكأجر المجاهد في سبيل الله الذي لا تسكن روعته (¬1)، -[182]- وكأجر الحاج والمعتمر، وكأجر المرابط، وكأجر كل مصلٍّ. طوبى للخادم يوم القيامة، ليس على الخادم حساب ولا عذاب، وللخادم شفاعة في مثل ربيعة ومضر. وخادم السوء (¬2) أفضل من العابد المجتهد). • ومِن هذه النسخة: ¬
208 - قال ابن شاهين (¬1): حدثنا عبد الله بن عمر بن سعيد (¬2) الطالقاني حدثنا عمار بن [عبد المجيد] (¬3) حدثنا محمد بن مقاتل الرازي عن جعفر بن هارون الواسطي عن سمعان بن مهدي عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا لعق الرجلُ القصعةَ استغفرَت له القصعة فتقول: اللهم أعتقه من النار كما أعتقني من الشيطان) (¬4) (¬5). ¬
209 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبو نصر ظَفَر بن هبة الله بن القاسم الكسائي أخبرنا أبو منصور عبد الله بن عيسى أخبرنا الحسين بن أحمد الصفار أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي أخبرنا إبراهيم بن هانئ حدثنا عمرو بن حكام عن -[183]- بكر بن خنيس عن زياد بن أبي حسان عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (احبسوا على المؤمنين ضالّتهم: العلم) (¬2). زياد بن أبي حسان كذّاب (¬3)، وبكر بن خنيس قال الدارقطني: متروك، وعمرو بن حكام تركه أحمد (¬4) والنسائي (¬5). ¬
210 - ابن النجار: قرأتُ على أبي عبد الله الحنبلي عن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن سمكويه في كتابه أخبرنا أبو علي الحسن بن يعقوب بن السكن الكلاباذي حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد البوسنجي سمعتُ أبا علي الحسن بن موسى الدسكري سمعتُ أبا الحسن علي بن جمهور خبراً يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (قِوام الدنيا بأربعة: بعالم لا يبخل بعلمه، وبجاهل لا يستنكف أن يتعلّم، وبجواد لا يمنُّ بعطائه، وبفقير لا يشكو فقره) (¬1). ¬
211 - الخطيب في (المتفق والمفترق) (¬1): أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي حدثنا محمد بن موسى بن سهل حدثنا إبراهيم بن سويد الجُذوعي بالبصرة سنة (253) حدثنا عبد الله بن أُذينة حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: -[184]- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا خير في قراءةٍ إلا بتدبُّر ولا عبادةٍ إلا بفقه، ومجلسُ فقهٍ خير مِن عبادة ستين سنة) (¬2). عبد الله بن أذينة قال في (المغني) (¬3): جرحه (¬4) ابن حبان. وقال في (الميزان): قال الحاكم والنقاش: روى أحاديث موضوعة، وقال الدارقطني: متروك (¬5). وعبد الوهاب بن مجاهد قال النسائي (¬6) وغيره: متروك. ¬
212 - الديلمي (¬1): أخبرنا عبد الوارث بن محمد الأبهري عن محمد بن الحسين عن محمد بن أحمد عن عبد الله بن أبان بن شداد عن هاشم بن محمد الأنصاري عن عمرو بن بكر السكسكي عن محمد بن زيد عن سعيد بن جبير عن ابن [عمر] (¬2) رفعه: (لا خير في قراءة إلا بتدبُّر، ولا في عبادة إلا بفقه. ومجلس فقه خير من عبادة سنة) (¬3). عمرو السكسكي متهم (¬4). ¬
213 - ابن السني: حدثنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا عامر بن سيّار حدثنا عبد الغفور الواسطي حدثنا عبد العزيز بن سعيد الشامي عن أبيه رفعه: (لا خير في الملق (¬1) والتواضع إلا ما كان في الله تعالى أو في طلب العلم) (¬2). قال ابن حبان: عبد الغفور الواسطي أبو الصباح كان ممن يضع الحديث (¬3). ¬
214 - ابن عدي (¬1): حدثنا الحسين بن عبد الله القطان بهذا الإسناد مرفوعاً: (لا يجتمع الإيمان والبخل في قلب رجل (¬2)، ومن أوتي السماحة والإيمان (¬3) فقد أوتي أخلاق الأنبياء) (¬4). قال ابن عدي: وبهذا الإسناد اثنان وعشرون حديثاً حدّثنا بها ابن القطان. ¬
215 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا يوسف الخطيب أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد الفقيه حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي حدثنا أحمد بن محمد بن -[186]- غالب غلام خليل حدثنا دينار بن عبد الله عن أنس رفعه: (يا حبذا كلُّ ناطقٍ عالم ومستمعٍ واعٍ) (¬2). غلام خليل أحد المشهورين بالوضع (¬3)، ودينار قال ابن حبان: روى عن أنس موضوعات (¬4). ¬
216 - الديلمي (¬1): أخبرنا والدي أخبرنا أبو الفرج حمد بن محمد بن دلف الوراق أخبرنا حميد بن المأمون أخبرنا أبو بكر الشيرازي حدثنا سعيد بن أحمد البردعي حدثني أبو مقاتل محمد بن يوسف الترمذي حدثنا أبو علي الحسن بن سهل البصري بِتِرمذ حدثنا يوسف بن عطية عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إياكم والقُصّاص الذين يقدِّمون ويؤخِّرون، ويخلطون ويغلطون) (¬2). -[187]- يوسف متهم بالوضع (¬3)، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة (¬4). ¬
217 - الديلمي (¬1): أخبرنا طاهر القومساني أخبرتنا ميمونة أخبرنا إبراهيم بن جَهِير أخبرنا أبو بكر المهرجاني أخبرنا الحسن بن إسماعيل الرَّبَعي حدثنا محمد بن تميم السعدي حدثنا حفص بن عمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (طلب العلم أفضل عند الله مِن الصلاة والصيام والحج والجهاد في سبيل الله) (¬2). محمد بن تميم وضاع (¬3). ¬
218 - العقيلي (¬1): حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثنا إسماعيل بن إسحاق الأنصاري الكوفي الأحول حدثنا مسعر بن كدام عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من غدا يطلب العلم صلّت عليه الملائكة، وبورك له في معيشته، ولم ينتقص (¬2) مِن رزقه وكان مباركاً عليه) (¬3). -[188]- قال العقيلي: هذا حديث باطل ليس له أصل من حديث مسعر ولا غيره، وإسماعيل منكر الحديث وليس ممن يُقيمه. وأورده ابن الجوزي في (العلل) (¬4). ¬
219 - ابن النجار: كتب إليّ أبو الفتوح العجلي عن أبي الوفاء محمد بن محمد بن محمد المديني أخبرنا أبو منصور حمد بن محمد بن أحمد البزاز أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الجُوْزْداني أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عثمان بن يوسف بن عبد الله بن صَبيح النيسابوري أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن بانيك حدثنا محمد بن علي بن عبد الله (¬1) السلمي ببغداد حدثنا العباس بن هذيل قدم حاجاً حدثنا محمد بن عتاب (¬2) حدثنا محمد بن هانئ حدثنا أبو القاسم الوضاح بن عاصم حدثنا أبي عن محمد بن قيس عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما تقول في حرفتي؟ قال: (وما حرفتك؟). قال: أعلِّم الصبيان. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن لله تعالى في السماء الرابعة ملاتكة لا يعلم عددهم إلا الله يستغفرون للمعلمين والصبيان). وقال عليه السلام: (نفقة الضيف (¬3) ونفقة المتعلم ونفقة [المعلِّم] (¬4) ونفقة الحج ونفقة شهر رمضان لا يحاسِب اللهُ العبدَ عليها يوم القيامة). وقال: (خدمة العلماء زين، ومجالستهم كرم، والنظر إليهم عبادة، والمشي معهم فخر، ومخالطتهم دواء. تنزل عليهم ثلاثون رحمة، وعلى غيرهم رحمة واحدة. هم أولياء الله عز وجل، طوبى لمن خالطهم. خلقهم اللهُ تعالى شفاء للناس، -[189]- فمن حفظهم لم يندم، ومن خذلهم ندم) (¬5) (¬6). قال ابن النجار: هذا حديث منكر. وقال الحافظ ابن حجر في (اللسان) (¬7): هذا ظاهر البطلان، يدرِك ذلك من له أدنى فهم في هذا الشأن. وفي السند غير واحد من المجهولين، وجويبر وإن كان متروك الحديث عندهم ما أظنّه يحتمل مثل هذا، والضحاك في نفسه صدوق، ولكن (¬8) روايته عن ابن عباس منقطعة (¬9)، انتهى. ¬
220 - ابن الجوزي في (العلل) (¬1): أخبرنا ابن ناصر أخبرنا نصر بن أحمد أخبرنا ابن رزقويه حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حامد البلخي حدثنا أحمد بن محمد بن يغنم (¬2) الباهلي حدثنا بشر (¬3) بن الأصبغ حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً: (من أكرم عالماً فقد كرم سبعين نبياً، ومن أكرم متعلماً فقد أكرم سبعين شهيداً، ومن أحبَّ العلم والعلماء لم تُكتب (¬4) عليه خطيئة أيام حياته) (¬5). -[190]- قال ابن الجوزي: لا يصحّ، وفيه محمد بن عمرو؛ قال يحيى بن معين: ما زال الناس يتّقون حديثه (¬6). قلتُ: ما أظن محمد بن عمرو يحتمل مثل هذا الحديث، والظاهر أن البلاء ممن دون يزيد بن هارون. (¬7) ¬
221 - ابن عساكر (¬1): قرأتُ فيما سمعه جماعة من الدمشقيين بخط أبي الحسن ابن صَصْرَى مِن (¬2) أبي سعيد بن ملة قال: حدثنا الشيخ السيد المستجاب الدعاء أبو علي الحسين بن علي بن يعقوب الخطابي أخبرنا أبو بكر أحمد بن العباس بن محمد بن المرزبان حدثني عبيد الله بن لؤلؤ بن جعفر بن حمويه الساجي ببغداد أخبرني محمد بن واصل الصخري (¬3) أنه سمع سهل بن عبد الله بنهر الدير سنة ثمانين ومائتين يقول: أخبرني محمد بن سوار بن الفضل عن سليمان بن عمر الكوفي عن عبد الرحمن بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً: (أشدُّ الناس حسرة يوم القيامة رجلٌ أمكنه طلب العلم في الدنيا فلم يطلبه، ورجل علّم علماً فانتفع به مَن سمعه منه دونه) (¬4). -[191]- قال ابن عساكر: روى هذا الشيخ (¬5) أربعين حديثاً بهذا الإسناد عن سهل عن خاله محمد بن سوار بأسانيده عن شيوخه كلها منكرة، ولا أدري على من الحمل فيها، انتهى. ¬
222 - ابن عدي (¬1): [حدثنا جعفر بن علي بن بيان حدثنا سعيد بن عفير] (¬2) حدثنا عبد الله بن سعيد عن أبين بن سفيان عن ضرار بن عمرو عن الحسن عن عمران بن حصين مرفوعاً: (من خرج يطلب باباً من العلم لينتفع به ويعلِّمه غيره كتب الله له بكل خطوة عبادة ألف سنة) (¬3) (¬4). قال الذهبي: موضوع، مِن بلايا أبين بن سفيان (¬5). ¬
223 - ابن الجوزي في (العلل) (¬1): أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري أخبرنا أبو حفص بن شاهين حدثنا علي بن محمد بن جعفر (¬2) العسكري حدثني دارم بن قبيصة بن نهشل الصنعاني قال: سمعتُ يحيى بن الحسن (¬3) بن زيد بن علي سمعتُ محمد بن عبد الله بن حسن (¬4) عن يحيى بن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن الحسين (¬5) بن علي عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (علم الباطن سِرٌّ مِن سِرِّ الله عز وجل وحكمٌ مِن حكم الله، يقذفه الله في قلب من يشاء مِن عباده) (¬6). أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي (¬7) عن ابن شاهين به. قال ابن الجوزي: لا يصحّ، وعامّة رواته لا يُعرفون. ¬
224 - قال الديلمي (¬1): أخبرنا فيد أخبرنا أبو مسعود البجلي أخبرنا السلمي أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الزراد النُّهاوندي حدثنا أحمد بن الحسين بن عمران الأنصاري حدثنا أحمد بن يعقوب بن نصر قال: سألتُ أحمد بن غسان عن علم الباطن؟ قال: سألتُ عبد الواحد بن زيد عن علم الباطن؟ قال: سألتُ الحسن عن علم الباطن؟ قال: سألتُ حذيفة عن علم الباطن ما هو؟ فقال: سألتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن -[193]- علم الباطن ما هو؟ فقال: (سألتُ جبريل عن علم الباطن ما هو؟ فقال: سألتُ اللهَ عن علم الباطن ما هو؟ فقال: يا جبريل هو سرّ بيني وبين أحبّائي وأوليائي وأصفيائي، أودِعه في قلوبهم، لا يطّلع عليه ملَكٌ مقرّب ولا نبيٌّ مرسَل) (¬2). قال الحافظ ابن حجر في (زهر الفردوس) (¬3): هذا موضوع، والحسن ما لقي حذيفة أصلاً. • وقال الديلمي (¬4): أخبرنا أبي أخبرنا أبو الغنائم النرسي حدثنا محمد بن علي بن الحسين حدثنا محمد بن جعفر الخزاعي حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين أخبرنا علي بن سعيد ببغداد حدثنا علي بن إبراهيم الفسطاطي سمعتُ محمد بن جعفر سألتُ أحمد بن يسار عن الإخلاص ما هو؟ فقال: سألتُ أبا يعقوب الشروطي فقال: سألتُ أحمد بن غسان فقال (¬5): سألتُ عبد الواحد بن زيد فقال: سألتُ الحسن فقال: سألتُ حذيفة فذكر مثله. أحمد بن غسان وعبد الواحد بن زيد كلاهما متروكان، وفي (اللسان) ما معناه أنهما متهمان بالكذب في الحديث (¬6). -[194]- قال الأزدي (¬7): قال ابن المديني: أتيتُ أحمد بن غسان (¬8) يوماً فرأيتُ معه دَرْجاً (¬9) يحدِّث به، فقلتُ: هذا سمعتَه؟ قال: لا ولكن اشتريتُه، وفيه أحاديث حِسان أحدِّثُ بها هؤلاء أُرغِّبهم وأُقرِّبهم إلى الله، ليس فيه حكمٌ ولا تبديل سنة. قلتُ له: أما تخاف مِن الله؟ تقرِّب العبادَ إلى الله بالكذب على رسول الله؟!. ¬
225 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو طالب الحسيني أخبرنا محمد بن الفضل بن محمد بن الحسن الهروي بنيسابور يُعرف بِجهان دار حدثنا أبو عمر أحمد بن محمد بن صالح المفيد حدثنا محمد بن حمدان بن صغير حدثنا محمود بن غيلان حدثنا النضر بن شميل عن عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه: (ما مِن رجل يموت ويترك ورقة مِن العلم إلا تقوم تلك الورقة ستراً بينه وبين النار، وإلا بنى الله له بكل حرف في تلك الورقة مكتوبٍ مدينةً في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات) (¬2). ¬
226 - أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الموصلي الفراء في (فوائده) تخريج السِّلفي قال: أجاز لي أبو الحسين محمد بن حَمُّود بن الدليل أن أبا العباس أحمد بن عيسى المشرف النصيبي أخبرهم حدثنا علي بن سلامة بن الحسن بن رجاء الغزي حدثني أبي حدثنا محمد بن أيوب حدثنا موسى بن عيسى حدثنا حماد بن ثابت عن شهر بن حوشب عن أنس مرفوعاً: (ما مِن مؤمن يموت ويترك ورقةً مِن علم إلا كانت -[195]- تلك الورقة ستراً له من النار، ويبني اللهُ له بكل حرف مكتوبٍ في تلك الورقة مدينةً في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات) (¬1). ¬
227 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي حدثنا أبو القاسم علي بن الحسن حدثنا أبو نصر قيس بن [بُسْر] (¬2) بن السندي (¬3) النصري حدثنا أبو علي العجمي الأحول حدثنا الدَّبَري حدثنا عبد الرزاق بن همام حدثنا مغمر بن راشد عن سعيد الجُرَيري عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً: (مَن نظر إلى وجه عالمٍ نظرةً ففرح به؛ خَلق اللهُ تعالى مِن تلك النظرةِ والفرحِ ملَكاً يستغفر اللهَ لصاحبه إلى يوم القيامة) (¬4). ¬
228 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المزِّي (¬2) أخبرنا محمد بن سليمان الربعي البندار حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن عمرو (¬3) الحنظلي السجستاني أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله النيسابوري حدثنا محمد بن بشار بندار حدثنا -[196]- عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: (إنّ لله قبةً يقال لها الفردوس، في وسطها دار يقال لها دار الكرامة، وفيها جبل يقال له جبل النعيم، وعليه قصر يقال له قصر الفرح، وفي القصر اثنا عشر ألف باب، مِن باب إلى باب خمسمائة عام، لا يُفتح منها باب إلا لصرير قلمِ عالمٍ أو لصوتِ طبلِ غازٍ، وإن صرير القلم أفضل عند الله بسبعين ضعفاً مِن طبلِ غازٍ) (¬4). قال ابن عساكر: هذا حديث منكر والحمل فيه على السجستاني أو النيسابوري، وكلاهما مجهول (¬5). ¬
229 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا قتيبة بن أحمد القاضي أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن محمد المحمودي حدثنا أبي حدثنا محمد بن مضر بن معن الأنماطي حدثنا أبو الفضل بوري بن الفضل الهرمزي حدثنا ابن المبارك عن إسماعيل بن رافع عن إسماعيل بن عبد الله (¬2) عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: (صرير الأقلام عند الأحاديث يعدل عند الله التكبيرَ الذي يُكبَّر في رباط عسقلان وعبادان. ومن كتب أربعين حديثاً أُعطي ثواب الشهداء الذين قُتلوا بعبادان وعسقلان) (¬3). قال في (الميزان) (¬4): هذا خبر باطل، وبوري لا يُدرى من ذا، وقد تفرد به عنه محمد بن مضر، فأحدهما وَضَعه. -[197]- وأورد ابنُ الجوزي في (الواهيات) (¬5) نصف الثاني وقال: محمد بن مضر وبوري بن الفضل لا يُعرفان. ¬
230 - المرهبي (¬1) في (العلم): حدثنا الحسن بن مهران بن الوليد الأصبهاني حدثني يعقوب بن عمير اليماني حدثني أحمد بن سعيد عن محمد بن تميم السعدي الفريابي عن موسى بن عبيدة الربذي عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعاً: (تعلَّموا العلم فإنّ في [تعلُّمِه] (¬2) لله حسنة (¬3)، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه من لا يعلَمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار سبل الجنة، والأنس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والقرب عند الغرباء، والزين عند الأخلّاء. يرفع اللهُ به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة يُقتدى بهم، وأئمة في الخير تُقتَصُّ (¬4) آثارُهم وتُرمَق أعمالهم ويُنتهى إلى رأيهم، ترغب الملائكة في خلّتهم وبأجنحتها تمسحهم وفي صلاتها تستغفر لهم، حتى كل رطب ويابس يستغفر لهم، حتى الحيتان في البحر وهوامّه، وسباع البَرِّ وأنعامه، والسماء ونجومها. إن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصابيح الأبصار في الظُّلَم، وقوة الأبدان من الضعف. يبلغ به العبدُ منازلَ الأحرار (¬5) ومجالس الملوك والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، والفِكرُ فيه يعدل بالصيام ومدارستُه بالقيام. به يُطاع وبه يُعبد (¬6)، وبه يُعمل الخير، -[198]- وبه توصل الأرحام، وبه يُعرف الحلال والحرام. يُلهَمه السعداء ويُحرَمه الأشقياء) (¬7). محمد بن تميم أحد المشهورين بوضع الحديث (¬8). ¬
231 - الديلمي (¬1): أخبرنا عبدوس عن أبي القاسم (¬2) عن محمد بن يحيى عن محمد بن علي الرقي عن الفضل بن إبراهيم بن ماهان عن عبد الوهاب عن زكريا بن أبي كريمة عن مسلم بن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن عباس رفعه: (من بثَّ باب فقهٍ في سبيل الله أُعطي بكل حرف مثل رمل عالج حسنات، وكان له كأجر من عمل به إلى يوم القيامة. ومن أنشأ باباً مِن الخير في سبيل الله فكذلك) (¬3). ¬
232 - الديلمي في (مسند الفردوس) (¬1): أخبرنا حمد بن نصر الحافظ أخبرنا علي بن محمد الميداني حدثنا محمد بن يحيى العاصمي أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد حدثنا محمد بن محمد بن الأشعث حدثنا [سريج] (¬2) بن عبد الكريم التميمي حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين حدثنا موسى بن -[199]- إسماعيل أبو سلمة عن عثمان بن موسى عن العلاء بن خالد عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اكتبوا هذا العلم من الفقير كما تكتبون من الغني، فإنّ مثَل العلماء كمثل القرآن؛ فيه سُوَر طوال وقصار، فكذلك العلماء، ولا تسمعوا قول بعضهم في بعض) (¬3). قال الحافظ ابن حجر في (زهر الفردوس) (¬4) عقب هذا الحديث: ابن الأشعث كذّبوه (¬5). ¬
233 - وقال (¬1): أخبرنا الحداد أخبرنا أبو نعيم حدثنا محمد بن الحسن بن كوثر حدثنا أحمد بن علي (¬2) عن أبي القاسم الحمصي زُرَيق عن الحكم بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت: -[200]- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اغتنموا العمل (¬3) وبادروا الأجل، واغتنموا العلم فإنه يُدفع به عن الرجل وأهله وقومه ومِصره ومعارفه، فكأنه قد رحل وجهد حتى يُعيَّر به كما يُعيَّر بالزنا والسرقة) (¬4). الحكم كذاب أحاديثه موضوعة (¬5). ¬
234 - وقال (¬1): حدثنا أبو العلاء حمد بن نصر حدثنا محمد بن الفضل الأمين حدثنا إسماعيل بن الحسين الفقيه حدثنا أبو بكر بن حبيب حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا ابن أبي ليلى عن جابر بن عبد الله مرفوعاً: (إذا جلس المتعلم بين يدي العالم فتح اللهُ تعالى عليه سبعين باباً من الرحمة، ولا يقوم مِن عنده إلا كيوم ولدته أمه، وأعطاه اللهُ بكل حرفٍ ثوابَ ستين شهيداً، وكتب اللهُ (¬2) بكل حديثٍ عبادةَ سنة، وبنى له بكل ورقة مدينة، كل مدينة مثل الدنيا عشر مرات) (¬3). موضوعٌ بلا ريب، والحمل فيه على أبي بكر محمد بن سليمان الباغندي (¬4) أو الراوي عنه (¬5). ¬
235 - وقال (¬1): أخبرنا أبو بكر محمَّد بن الحسين بن فنجويه إذنًا أخبرنا أبي أخبرنا أبو الحسن محمَّد بن علي بن أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن أحمد بن الخصم الهاشمي حدثنا ابن أبي [حاتم] (¬2) حدثنا الأشج حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: إذا رأيتم النساء يجلسن على الكراسي ويقلن: حدثنا وأخبرنا؛ فأحرقوهن بالنار، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إذا كان آخر الزمان يجلس العلماء والفقهاء في البيوت، وتظهر النساء ويقلن: حدثنا وأخبرنا، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فأحرقوهنّ بالنار) (¬3). (¬4) ¬
6 - كتاب السنة
6 - كتاب السنة
236 - قال أبو نصر السجزي في (الإبانة): أخبرنا والله أبو القاسم صلة بن المؤمل بن خلف البغدادي: حدثنا والله أبو الفرج أحمد بن علي: حدثنا والله أبو بكر أحمد بن محمَّد بن أحمد القُرقوبي بقُرقوبا: حدثنا والله أبو الحسن علي بن الحسين بن علي الصقلي: حدثنا والله أحمدُ بن محمَّد بن يعقوب: حدثنا والله محمدُ بن الحسن الحارثي: حدثنا والله سعدُ بن عثمان بن بكر الأهوازي: حدثنا والله محمدُ بن عكاشة الكرماني: حدثنا والله عبد الرزاق: حدثنا والله معمر: حدثنا والله الزهريُّ: حدثنا والله عبدُ الله بن كعب: حدثنا والله ابنُ عباس: حدثنا والله عليُّ بن أبي طالب: حدثنا والله أبو بكر الصديق: سمعتُ والله النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: (سمعتُ والله جبريلَ يقول: سمعتُ والله ميكائيلَ يقول: سمعتُ والله إسرافيلَ يقول: سمعتُ والله الرفيعَ يقول: سمعتُ والله اللوحَ يقول: سمعتُ والله القلمَ يقول: سمعتُ والله الربَّ جلّ جلاله يقول: إني أنا الله لا إله إلا أنا خالق الخير والشر، فمن آمن بي ولم يؤمن بالقدر خيره وشره فليلتمس ربًّا غيري، فلستُ له برب) (¬1). قال أبو نصر: وهذا حديث عجيب بهذا الإسناد لم أكتبه إلا من شيخنا أبي القاسم صلة، وكان صدوقاً. قلتُ: محمَّد بن عكاشة الكرماني قال في (الميزان) (¬2): كذّاب. وقال الدارقطني: يضع الحديث. (¬3) ¬
237 - ابن عساكر (¬1): قرأتُ بخطِّ أبي الحسن علي بن محمَّد الحنائي أخبرنا أبو الحسن علي بن محمَّد الرملي حدثنا محمَّد بن حميد بن يعقوب حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمَّد الهمداني ببيت المقدس حدثنا محمَّد بن جعفر النسائي حدثنا عمار بن الحسين الدمشقي عن إبراهيم بن هدبة عن أنس مرفوعًا: (إذا رأيتم صاحبَ بدعة فاكفَهِرّوا في وجهه، فإنّ الله تعالى يُبغِض كلَّ مبتدع، ولا يجوز أحد منهم الصراط، ولكن يتهافتون في النار مثل الجراد والذبّان) (¬2) (¬3). إبراهيم بن هدبة كذاب (¬4). ¬
238 - الدارقطني في (الغرائب): حدثني أبو الحسن محمَّد بن عبد الله الهروي حدثنا أبو [النصر] (¬1) أحمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا الفضل بن عبد الله بن مسعود اليشكري حدثنا مالك بن سليمان الهروي حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه: (في قوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} (¬2): فأمّا الذين ابيضّت وجوههم: أهل السنة والجماعة، وأمّا الذين اسودَّت وجوههم: أهل الأهواء والبدع) (¬3). قال الدارقطني: هذا موضوع، والحمل فيه على أبي نصر الأنصاري، والفضل ضعيف (¬4). -[207]- وأخرجه الخطيب في (رواة مالك) من طريق أبي زرعة أحمد بن الحسين الحافظ حدثنا أبو نصر أحمد بن محمَّد بن عبد الله القيسي بهراة حدثنا الفضل به، وقال: منكرٌ مِن حديث مالك، ولا أعلمه يُروى إلا مِن هذا الوجه. قال في (اللسان) (¬5): ولعل أبا نصر (هو) (¬6) الأول نُسب أولًا إلى جده، ويحتمل أن يكون آخَر، انتهى. ¬
239 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو نصر بن سُمَير حدثنا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن عبد الرحمن المزكّي إملاء حدثنا الطبراني حدثنا علي بن بيان الطرز (¬2) حدثنا أبو معمر صالح بن حرب (¬3) حدثنا عيسى بن شعيب (¬4) عن داود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه: (من زعم أنّ الله تعالى لا يعلم العبادَ إلى ما هم صائرون فقد أخرج الله مِن ملكه) (¬5). ¬
240 - الخطيب (¬1): أخبرنا محمَّد (¬2) بن الحسين القطان أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي حدثنا أحمد بن روح أبو يزيد حدثنا عمرو بن مرزوق الباهلي حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا مات مبتدع فإنه قد فُتح على الإِسلام فتحٌ) (¬3). قال الخطيب: الإسناد صحيح (¬4) والمتن منكر. قال: وكنتُ أظنُّ أحمد بن روح هذا تفرد بروايته حتى أخبرني محمَّد بن علي بن أحمد بن الحارث أخبرنا أبو بكر محمَّد بن عمر بن خلف الوراق حدثنا محمَّد بن السري بن عثمان التمار حدثنا أبو إسماعيل الترمذي حدثنا عمرو بن مرزوق عن عمران القطان عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا مات صاحبُ بدعة فقد فُتح في الإِسلام فتحٌ) (¬5). قال في (اللسان) (¬6): محمَّد بن السري كان مختلطاً (¬7). وأخرجه ابن الجوزي في (الواهيات) (¬8) وقال: مدار الطريقين على عمران القطان؛ قال يحيى (¬9): ليس بشيء، وقال النسائي (¬10): ضعيف الحديث. -[209]- وأما عمرو بن مرزوق فكان يحيى بن سعيد لا يرضاه (¬11). ¬
241 - ابن الجوزي في (العلل) (¬1): أخبرنا محمَّد بن ناصر أنبأنا أبو طاهر محمَّد بن أحمد بن أبي الصقر أخبرنا أبو محمَّد الحسن بن محمَّد بن أحمد أخبرنا أبو يعلى عبد الله بن محمَّد بن حمزة حدثنا محمَّد بن الحسن بن قتيبة حدثنا الخليل بن عبد القهار حدثنا يحيى بن المبارك الصنعاني مِن صنعاء دمشق حدثنا كثير بن سليم حدثنا أنس بن مالك مرفوعًا: (لو أنّ صاحب بدعة ومكذِّباً بقدر قُتل مظلوماً صابراً محتسبًا بين الركن والمقام؛ لم ينظر اللهُ في شيء مِن أمره حتى يدخله جهنم) (¬2). قال ابن الجوزي: كثير بن سليم ضعفه يحيى (¬3) والدارقطني (¬4)، وقال النسائي (¬5): متروك الحديث، وقال ابن حبان (¬6): يروي عن أنس ما ليس من حديثه ويضع عليه. وقال الخطيب: يحيى بن المبارك مجهول (¬7). وقال في (الميزان) (¬8): تالف. (¬9) ¬
242 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا يوسف الخطيب أخبرنا أبو الحسن بن رزق (¬2) حدثنا محمَّد بن الحسن بن زياد النقاش حدثنا أحمد بن الحارث بن محمَّد بن عبد الكريم (حدثني جدي محمَّد بن عبد الكريم) (¬3) حدثنا الهيثم بن عدي حدثنا أبو شيبة الأزدي (¬4) عن أنس رفعه: (كل بدعة ضلالة إلا بدعةً في عبادة) (¬5). الهيثم كذاب (¬6)، والنقاش متهم (¬7). ¬
243 - العقيلي (¬1): حدثنا محمَّد بن زكريا البلخي حدثنا عبد المؤمن بن عثمان العنبري (¬2) حدثنا [عبيد الله] (¬3) بن عبد الرحمن بن الأصم عن أبيه عن محمَّد بن المنكدر عن جابر مرفوعًا: (أشدُّ الناس عذاباً يوم القيامة: نسطور صاحب النصارى، ونواس (¬4) صاحب اليهود، وفرعون موسى (¬5) الذي قال: أنا ربكم الأعلى، ومكذِّبٌ بالقدر) (¬6). قال العقيلي: لا يُتابع عبيد الله (¬7) عليه. (¬8) ¬
244 - الخطيب (¬1): أخبرنا عمر بن محمَّد بن علي الحارثي حدثنا يوسف بن عمر القواس قال: قرئ على محمَّد بن مخلد -وأنا أسمع- قيل له: حدثكم الحسن بن ناصح السراج حدثنا الحسن بن قتيبة حدثنا عبد الله بن زياد عن عمرو بن دينار عن عبد الرحمن بن [سابط] (¬2) عن ابن عباس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ([لا تموت حتى] (¬3) تسمع بفرقةٍ (¬4) يكذِّبون بالقدر، يحملون الذنوب على العباد، اشتقّوا (¬5) قولهم مِن قول النصارى، فابرؤوا (¬6) إلى الله منهم) (¬7). وكان ابن عباس إذا حدّث بهذا الحديث رفع يديه وقال: اللهم إني أبرأ إليك منهم كما برئ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن الجوزي في (الواهيات) (¬8) وقال: عبد الله بن زياد كذاب، والحسن بن قتيبة متروك. (¬9) ¬
7 - كتاب المناقب
7 - كتاب المناقب
245 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن جعفر الكردي وأبو الحسن علي بن أحمد بن مقاتل قالا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء (¬2) أخبرنا أبو محمَّد بن أبي نصر أخبرنا أبو علي بن شعيب حدثني محمَّد بن عثمان بن حملة الأنصاري وأحمد بن محمَّد التميمي قالا: حدثنا عبد الوارث بن الحسن (¬3) بن عمرو القرشي البيساني حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر قال: أقبل قومٌ من اليهود إلى أبي بكر الصديق فقالوا له: يا أبا بكر صِف لنا صاحبكم. فقال: معاشر يهود لقد كنتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغار كإصبعيَّ هاتين، ولقد صعدتُ معه جبل حراء وإنّ خنصري لفي خنصر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكن الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شديد، وهذا علي بن أبي طالب. فأتوا علياً فقالوا: يا أبا الحسن صِفْ لنا ابن عمك. فقال علي: لم يكن حبيبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالطويل المذاهب طولا ولا بالقصير المتردد، كان فوق الربعة، أبيض اللون مشرب الحمرة، جعدًا ليس بالقطط، يفرق شعرته إلى أذنه. وكان حبيبي محمَّد - صلى الله عليه وسلم - (صلت الجبين) (¬4) واضح الخدّين أدعج العين دقيق المسربة براق الثنايا أقنى الأنف، عنقه إبريق فضة، كأنّ الذهب يجري في تراقيه. وكان لحبيبي - صلى الله عليه وسلم - شعرات من (¬5) لبَّته إلى سرَّته كأنهنّ قضيب مسك أسود، لم يكن في جسده ولا صدره شعرات غيرهنّ. بين كتفيه كدارة القمر ليلة البدر، مكتوب بالنور سطران؛ السطر الأعلى: لا إله إلا الله، وفي السطر الأسفل: محمَّد رسول الله. -[216]- وكان حبيبي محمَّد - صلى الله عليه وسلم - شَثْن الكف والقدم، إذا مشى كأنما يتقلّع من صخر، وإذا انحدر كأنما ينحدر مِن صَبَب، وإذا التفت التفت بمجامع بدنه، وإذا قام غمر الناس، وإذا قعد علا على الناس، وإذا تكلّم أنصت له الناس، وإذا خطب بكى الناس. وكان حبيبي محمَّد - صلى الله عليه وسلم - أرحم الناس (¬6)، كان لليتيم كالأب الرحيم، وللأرملة كالزوج الكريم. وكان محمَّد - صلى الله عليه وسلم - أشجع الناس قلباً، وأبذله كفاً، وأصبحه وجهًا، وأطيبه ريحاً، وأكرمه حسباً (¬7). لم يكن مثله ولا مثل أهل بيته في الأولين والآخرين. كان لباسه العباء، وطعامه خبز الشعير، ووسادته (¬8) الأدم محشوة بليف النخل، سريره أم غيلان (¬9) مُرْمَل (¬10) بشريط. كان لمحمد - صلى الله عليه وسلم - عمامتان، إحداهما تدعى السحاب، والأخرى العقاب، وكان سيفه ذا الفقار، ورايته الغبراء، وناقته العضباء، وبغلته دلدل، حماره يعفور، فرسه مرتجز، شاته بركة، قضيبه الممشوق، لواؤه الحمد، إدامه اللبن، قِدره الدبّاء، تحيته الشكر. يا أهل الكتاب كان حبيبي محمَّد - صلى الله عليه وسلم - يعقل البعير، ويعلف الناضح، ويحلب الشاة، ويرقع الثوب، ويخصف النعل (¬11). قال الذهبي: هذا خبر موضوع، والمتهم به عبد الوارث (¬12). ¬
246 - الطبراني (¬1): حدثنا محمَّد بن يحيى بن منده الأصبهاني حدثنا أبو بكر بن أبي النضر حدثنا أبو النضر حدثنا أبو عقيل الثقفي عن مجالد (¬2) حدثني عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال: ما مات النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى قرأ وكتب (¬3). قال الطبراني: هذا حديث منكر، وأبو عقيل ضعيف الحديث (¬4)، وهذا معارِض لكتاب الله عَزَّ وَجَلَّ، انتهى. (¬5) ¬
247 - أبو نعيم في (أماليه): حدثنا محمَّد بن محمَّد بن عمرو بن زيد إملاء حدثنا [أحمد بن يوسف المنبجي (¬1) حدثنا أبو شعيب صالح بن زياد السوسي] (¬2) -[218]- عن الهيثم بن جميل عن أبي معشر عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعًا: (خلقني اللهُ مِن نوره، وخَلق أبا بكر مِن نوري، وخَلق عمر مِن نور أبي بكر، وخَلق أمّتي (¬3) مِن نور عمر، وعمر سراج أهل الجنة) (¬4). قال أبو نعيم: هذا باطل، أبو معشر وأبو شعيب والهيثم متروكون (¬5). وقال في (الميزان) (¬6): هذا خبر كذبٌ ما حدّث به واحدٌ من الثلاثة، وإنما الآفة عندي فيه (¬7) المنبجي؛ لا يُعرف. ¬
248 - الشيرازي في (الألقاب): أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن داود حدثنا محمَّد بن عبد بن ثور حدثنا أبي حدثنا إبراهيم بن نافع مولى عمر بن عبد العزيز حدثنا عمر بن موسى بن وجيه عن زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي مرفوعًا: (نوديتُ ليلة أُسري بي: يا محمَّد سل تُعطه. فرجف واضطرب كلُّ عضو مني، فوضع الملكان أيديهما على صدري وبين كتفي، فقلتُ: اللهم إني أسألك أن تثبت شفاعتي وأن ألقاك ولا ذنب لي. فأنزل الله {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} (¬1) (¬2). -[219]- عمر بن موسى وضّاع (¬3)، وعبدُ بن ثور كذاب (¬4). ¬
249 - ابن عدي (¬1): حدثنا الخضر بن أحمد الحراني حدثنا محمَّد بن الفرج بن السكن حدثنا إسحاق بن بشر حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعًا: (اسمي في القرآن محمَّد، وفي الإنجيل أحمد، وفي التوراة أحيد لأني أحيد أمتي عن النار، فأحبّوا العرب بكل قلوبكم) (¬2). إسحاق كذاب يضع (¬3). ¬
250 - الخطيب في (رواة مالك): أنبأنا القاضي أبو العلاء محمَّد بن علي الواسطي حدثنا أبو زرعة محمَّد بن يوسف بن محمَّد بن الجنيد بن عبد العزيز الجرجاني حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمَّد بن عدي الجرجاني حدثنا عبد الله بن الليث الإستراباذي حدثنا إسحاق بن الصلت حدثنا مالك بن أنس حدثنا أبو الزبير المكي حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال: رأيتُ مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أشياء لو لم يأتِ بالقرآن لآمنتُ به: تَصَحَّرنا في جبّانة (¬1) تنقطع الطرق دونها، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - الوضوء، ورأى نخلتين متفرقتين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يا جابر اذهب إليهما فقل لهما: اجتمِعا) -[220]- فاجتمعتا حتى كأنهما أصل واحد، فتوضأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فبادرتُه بالماء وقلتُ: لعل الله أن يطلعني على ما خرج مِن جوفه فآكله، فرأيتُ الأرض بيضاء، فقلتُ: يا رسول الله أما كنتَ توضأتَ؟ قال: (بلى ولكنا معشر النبيين أُمرَت الأرضُ أن تواري ما يخرج منّا من الغائط والبول). ثم افترقت النخلتان. فبينا نسير (¬2) إذ أقبلت حيّةٌ سوداءُ ثعبان ذَكَر، فوضعت رأسها في أذن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ووضع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمه على (¬3) أذنها فناجاها، ثم لكأنما الأرض قد ابتلعتها. فقلنا: يا رسول الله لقد أشفقنا عليك. قال: (هذا وافد الجن، نسوا سورة فأرسلوه إليّ ففتحت عليهم القرآن). ثم انتهينا إلى قرية فخرج إلينا فِئامٌ من الناس مع جارية كأنها فلقة القمر حين تنحّى (¬4) عنه السحاب حسناء مجنونة، فقال أهلها: احتسِب فيها يا رسول الله. فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وقال لجنِّيها: (ويحك أنا محمَّد رسول الله، خلِّ عنها). فتنقّبَتْ واستحيَتْ ورجعَتْ صحيحة (¬5). قال الخطيب: لم أكتبه عن مالك إلا مِن هذا الوجه. وقال في (الميزان) (¬6): هذا خبر منكر جداً آفته إسحاق بن الصلت، والإسناد إليه مظلم (¬7). ¬
251 - الدارقطني في (الغرائب): حدثنا أبو طالب أحمد بن نصر حدثنا موسى بن عيسى بن يزيد حدثنا أيوب بن زهير حدثنا عبد الله بن عبد الملك حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - جالس ذات يوم إذ هبط عليه جبريلُ -[221]- الروح الأمين فقال: (يا محمَّد إن ربَّ العزة يقرئك السلام ويقول: إنه لمّا أخذ ميثاق النبيين أخذ ميثاقك وأنت في صلب آدم فجعلك سيد الأنبياء، وجعل وصيَّك سيد الأوصياء عليَّ بن أبي طالب) (¬1). قال الدارقطني: هذا حديث موضوع، ومَن بين مالك وأبي طالب ضعفاء. قال في (اللسان) (¬2): كأنّ الواضع له أيوب. ¬
252 - الدارقطني: حدثنا أبو جعفر محمَّد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب حدثني عمي أحمد بن محمَّد بن العلاء حدثنا عمر بن إبراهيم يُعرف بالكردي حدثنا محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعًا: (حبُّ أبي بكر وشكره وحفظه واجبٌ على أمتي) (¬1). قال الدارقطني: غريب من حديث أبي حازم ومن حديث ابن أبي ذئب، تفرد به عمر الكردي. وقال الخطيب في (التاريخ) (¬2): تفرد به عمر الكردي، وغيرُه أوثق منه (¬3). -[222]- وقال الذهبي في (الميزان) (¬4): هذا منكر جداً؛ قال الدارقطني: عمر الكردي كذاب خبيث، وقال الخطيب: غير ثقة، انتهى. وله حديث آخر في مناقب أبي بكر ذكره ابن الجوزي (¬5) وأعلّه به، وقد تقدم (¬6). وقد أورد هذا الحديث في (الواهيات) (¬7) وقال: عمر يضع الحديث (¬8). ¬
253 - ابن عدي (¬1): حدثنا الحسين بن عبد الغفار الأزدي حدثنا سعيد بن كثير بن عفير حدثنا الفضل بن المختار عن أبان عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: (يا أبا بكر ما أطيب مالك! منه بلالٌ مؤذِّني، وناقتي التي هاجرتُ عليها، وزوَّجتَني (¬2) ابنتَك وواسيتَني بنفسك ومالِك، كأني انظر إليك على باب الجنة تشفع لأمتي) (¬3). أورده ابن الجوزي في (الواهيات) (¬4) وقال: أبان متروك (¬5)، والفضل بن المختار قال أبو حاتم الرازي: يحدِّث بالأباطيل (¬6). وأورده صاحب (الميزان) (¬7) في ترجمة الفضل وقال: هذا باطل. ¬
254 - ابن النجار: أنبأنا عبد القادر بن خلف المؤدب أخبرنا أبو الفضل محمَّد بن ناصر أخبرنا أبو محمَّد سعيد بن أحمد بن محمَّد الشيرازي أخبرنا أبو محمَّد الحسين بن علي الجوهري حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين حدثنا الحسين بن محمَّد بن محمَّد بن عفير الأنصاري حدثنا [مُوَرِّق بن السُّخَيت] (¬1) حدثنا [بشير] (¬2) بن زاذان عن عمر بن صبح عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن أعظم الناس عليَّ مِنّةً أبو بكر الصديق (¬3)؛ زوّجني ابنته وواساني بماله، وصاحبي بالغار. وإن أفضل أموال المسلمين مال أبي بكر؛ منه ناقتي التي هاجرتُ عليها، ومنه مؤذِّني بلال) (¬4). عمر بن صبح يضع (¬5). ¬
255 - الخطيب (¬1): أنبأنا ابن رزق حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي حدثنا محمَّد بن جعفر أبو جعفر البغدادي حدثنا داود بن صَغِير حدثني كثير النواء عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قلتُ لجبريل حين أُسري بي إلى السماء: يا جبريل على أمتي حساب؟ قال: كلُّ أمِّتك عليها -[224]- حساب ما خلا أبا بكر الصديق، فإذا كان يوم القيامة قيل له: يا أبا بكر ادخل الجنة. قال: ما أدخل حتى أُدخِل معي مَن كان يُحبني في الدنيا) (¬2). أورده ابن الجوزي في (الواهيات) (¬3) وقال: كثير ضعيف (¬4)، ولا أحسب النبلاء إلا مِن داود (¬5). ¬
256 - في تاريخ ابن النجار: قال أبو سعد ابن السمعاني: قرأتُ بخطِّ والدي قال: سمعتُ أبا سعد محمَّد بن عبد الحميد بن عبد الرحيم العبدي المروزي يقول: كان الحسين بن علي الكاشغري يضع الأحاديث ويركِّب المتون، وروى بإسنادٍ له عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ويلٌ لأمتي مِن أولاد يوسف بن هارون) (¬1). وكان ابنه أبو الفتوح عبد الغافر ينكر ذلك على أبيه، انتهى. (¬2) ¬
257 - قال ابن النجار: قرأتُ على أبي العباس أحمد بن محمود الصالحاني عن أم البهاء فاطمة بنت محمَّد بن أحمد أخبرنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطِرقاني إذنًا أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمَّد بن زكريا النسوي أخبرنا أبو الفرج عبيد الله بن أحمد -[225]- الرقي حدثنا أبو الحسن علي بن محمَّد بن إبراهيم بن الجلاء البغدادي حدثنا أبو محمَّد جعفر مؤذِّن المقتدر حدثنا أبو الحسن علي بن جعفر بن الحسن العلوي حدثنا أبي حدثنا مكرم بن محرز حدثنا حزام بن هشام عن جده حُبيش بن خالد -وكانت له صحبة (¬1) -: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة آلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وعلي وفاطمة والحسن والحسين آلي، وسيجمع الله بين آله وآلي في روضة مِن رياض الجنة) (¬2). ¬
258 - قال ابن النجار: خلف بن عمر بن خلف بن محمَّد بن إبراهيم أبو بكر الخياط المدائني (¬1) حدّث عن عبد الله بن هلال المغازي الزنجاني بحديث منكر مركَّب على إسناد صحيح، ولا أدري الآفة منه أو مِن شيخه فإنه مجهول. ثم قال: أنبأني أبو القاسم الأزجي عن أبي نصر المعمَّر بن محمَّد الأنماطي قال: كتب إليّ شيرويه بن شهردار الهمذاني أنبأنا أبو علي أحمد بن طاهر بن محمَّد القومساني حدثنا أبو منصور عبد الله بن عيسى المحتسب حدثنا أبو بكر خلف بن عمر المدائني حدثنا أبو محمَّد عبد الله بن هلال المغازي الزنجاني حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكَشّي (¬2) حدثنا أبو عاصم النبيل حدثنا سفيان الثوري عن -[226]- الأعمش عن زِرّ بن حبيش عن ابن مسعود مرفوعًا: (أبو بكر الصديق تاج الإِسلام، وعمر بن الخطاب حلّة الإِسلام، وعثمان بن عفان إكليل الإِسلام، وعلي بن أبي طالب طِيب الإِسلام، فمن أحبَّ أن يتتوَّج ويتحلّل (¬3) ويتكلَّل ويتطيّب (¬4) فليحبّ أئمة الهدى ومصابيح الدجى، فإن مثَل حُبِّهم كمثل الغيث حيثما وقع نفع) (¬5). أخرجه الديلمي (¬6): أخبرنا أبي أخبرنا أبو علي أحمد بن طاهر بن محمَّد القومساني به. قال في (الميزان) (¬7): هذا كذب. ¬
259 - الديلمي (¬1): أخبرنا عبدوس أخبرنا أبو طاهر بن سلمة أخبرنا منصور بن عبد الله الهروي حدثنا زكريا بن يحيى الدمشقي حدثنا الحسن بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (مثَل أبي بكر الصدِّيق مثَل اللبن في الصفاء، ومثَل عمر كالماء الزُّلال نزل من السماء، ومثَل عثمان كمثل العسل، ومثَل عليّ كمثل الخمر لذة للشاربين، وهذه أربعة أنهارٍ لأهل الجنة) (¬2). ¬
260 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو طالب الحسيني حدثنا محمَّد بن الحسن بن علي المقرئ حدثنا عبد الوحمن بن إبراهيم بن يحيى العدل حدثنا أبي حدثنا محمَّد بن المسيب حدثنا [عبيد الله] (¬2) بن موسى الطبري حدثنا إبراهيم بن الحكم بن ظُهير عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس رفعه: (لكلِّ شيء أُسٌّ، وأسُّ الإيمان الورع. ولكل شيء فرع، وفرع الإيمان الصبر. ولكل شيء سنام، وسنام هذه الأمة العباس. ولكل شيء سبط، وسبط هذه الأمة الحسن والحسين. ولكل شيء جناح، وجناح هذه الأمة أبو بكر وعمر. ولكل شيء مجِنّ وحِصن، ومجِنُّ هذه الأمة وحصنُها علي بن أبي طالب) (¬3). إبراهيم بن الحكم بن ظهير قال أبو حاتم: كذاب (¬4). ¬
261 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا [الزينبي] (¬2) أخبرنا محمَّد بن عمر بن زنبور حدثنا محمَّد بن علي التمار حدثنا نصر بن [شعيب] (¬3) حدثنا أبي حدثنا عبّاد بن صهيب عن سليمان التيمي عن أنس رفعه: الما أُدخلتُ الجنّةَ ليلة أُسري بي نظرتُ -[228]- إلى برجٍ أعلاه نور وأوسطه نور وأسفله نور، فقلتُ لحبيبي جبريل: لمن هذا البرج؟ قال: هذا لأبي بكر الصديق) (¬4). عبّاد بن صهيب قال في (المغني) (¬5): كذّاب هالك. ¬
262 - ابن النجار: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفر بن السبط أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري أخبرنا أبو الحسين محمَّد بن أحمد بن حسنون النرسي أخبرنا جدّي علي بن أحمد بن محمَّد الرفاء السامري حدثنا أبو الحسن محمَّد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى بن المنصور حدثنا أبو علي بن سعيد الحراني بالرقة حدثنا هلال بن العلاء حدثنا حجاج بن محمَّد حدثنا ابن جريج عن عطاء عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ليلة أُسري بي إلى سماء الدنيا نادى منادٍ: يا محمَّد حبَّ من أُحبّ. فقلتُ: ومن تُحب؟ قال: حب (¬1) (أبا بكر الصدّيق). فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بخٍ بخٍ اللهُ يُحبّك وأنا أُحبِّك، ولو أحبكَ أهل الأرض جميعًا ما عذَّبهم الله بالنار) (¬2). ¬
263 - وقال: كتب إليَّ أبو عبد الله محمَّد بن معمر الأصبهاني أنّ الحسين بن عبد الملك الخلال أخبره عن أبي عبد الله محمَّد بن محمَّد بن أحمد بن الحسن السِّمناني حدثنا والدي حدثنا أبو سعد الإدريسي حدثني عبدوس بن علي الجرجاني حدثنا أبو الطيب يوسف بن أحمد بن شاكر البغدادي حدثنا عمر بن سنان حدثنا حاجب بن سليمان حدثنا وكيع عن الأعمش عن ليث عن مجاهد -[229]- عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ليلة عُرج بي إلى السماء كنتُ مِن ربّي كقاب قوسين أو أدنى، فقال لي: يا أحمد (¬1) مَن تُحبّ؟ فقلتُ: أحبّ من أحببتَ يا ربّ. قال: حبَّ أبا بكر الصديق فإني أُحبُّه). ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَن مثلك يا أبا بكر؛ الله يحبُّكَ والملائكة يحبّونك، ولو أحبَّكَ أهل الثقلين من الجنِّ والإنس لمَا عذَّبهم اللهُ بالنار) (¬2). عمر بن سنان مجروح (¬3). ¬
264 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن إسماعيل بن [نغارة] (¬2) حدثنا أبو بكر ابن مردويه حدثنا محمَّد بن الحسن بن الفرج حدثنا مسلم بن عيسى بن مسلم حدثنا أبي حدثنا إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة رفعه: (يا أبا أمامة إنّ الله شرّف أبا بكر فجعله في السماء صادقًا وفي الأرض صديقاً، فهو لهذه (¬3) الأمة مِن بعدي) (¬4). عيسى بن مسلم منكر الحديث؛ روى عن مالك بن أنس ما ليس من حديثه (¬5). ¬
265 - الدقّاق في جزء (مَن اسمه محمَّد بن عبد الواحد): أخبرني سليمان بن أبي القاسم حدثنا أبو بكر محمَّد بن سِياشِي بن عبد الله -قدم علينا- حدثنا محمَّد بن عبد الواحد بن محمَّد الحافظ حدثني محمَّد بن يعقوب الطبري حدثنا علي بن شيبان حدثنا المزني عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: (من شَتم الصدِّيق فإنه زنديق، ومن شَتم عمر فمأواه سقر، ومن شَتم عثمان خصمه الرحمن، ومن شتم علي (¬1) فخصمُه النبيّ) (¬2). ¬
266 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو محمَّد [ابن] (¬2) الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد القِرمِيسيني حدثنا عمر بن علي بن سعيد حدثنا يوسف بن الحسن البغدادي حدثنا محمَّد بن القاسم حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمَّد بن بكار حدثنا أبي عن ثابت عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من أحبَّ أن ينظر إلى إبراهيم عليه السلام في خلّته فلينظر إلى أبي بكر في سماحته، ومن أحبَّ أن ينظر إلى نوح في شدَّته فلينظر إلى عمر بن الخطاب في شجاعته، ومن أحبَّ أن ينظر إلى إدريس في رِفعته فلينظر إلى عثمان في رحمته، ومن أحبَّ أن ينظر إلى يحيى بن زكريا في جَهادته (¬3) فلينظر إلى علي بن أبي طالب في طهارته) (¬4). قال ابن عساكر: هذا حديث شاذٌّ بمرّة، وفي إسناده غير واحدٍ مجهول. (¬5) ¬
267 - الديلمي (¬1): أخبرنا عبدوس عن أبي القاسم عن محمَّد بن يحيى عن أبيه عن إبراهيم بن النعمان عن منصور بن الحارث عن عمرو بن خارجة عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال إبليس: سوَّلتُ لبني آدم الخطايا فحطموها بالاستغفار، فسوَّلتُ لهم ذنباً لا يستغفرون منه: شتم أبي بكر وعمر) (¬2) (¬3). أبان كذاب (¬4). ¬
268 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبو العلاء حمد بن نصر حدثنا مكي بن عبد الرحمن أخبرنا أحمد بن إبراهيم الخفاف حدثنا عمر بن محمَّد بن إبراهيم الحُلواني حدثنا محمَّد بن عبد بن عامر حدثنا إبراهيم بن يوسف بن ميمون بن قدامة البلخي أخو عصام حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة رفعه: (مَن فضّل عليًّا على أبي بكر وعمر وعثمان فقد رَدَّ ما قُلتُه) (¬2). محمَّد بن عبد بن عامر كذاب (¬3). ¬
269 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أخبرنا جدّي أبو محمَّد أخبرنا أبو الحسن علي بن محمَّد بن شجاع الربعي إجازة أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني حدثنا أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن ياسر حدثنا محمَّد بن بكّار حدثنا محمَّد بن الوليد حدثنا داود بن سليمان الشيباني حدثنا [خازم] (¬2) بن جبلة بن أبي نضرة عن أبيه عن جده عن أبي سعيد الخدرى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر وعمر: (والله إنّي لأحبُّكما لِحُبِّ الله إياكما، إنّ الملائكة لتحبكّما لحُبِّ الله لكما، أحبَّ اللهُ مَن أحبكّما، وصَلَ اللهُ مَن وصلكما، قطع اللهُ مَن قطعكما، أبغض اللهُ مَن أبغضكما في دنياكما وآخرتكما) (¬3). قال في (الميزان) (¬4): هذا الحديث منكر بمرّة، ومحمد بن عبد الله بن ياسر نكرة. وداود بن سليمان قال الأزدي: ضعيف جداً، وأورد له هذا الحديث (¬5). ¬
270 - العقيلي (¬1): حدثنا محمَّد بن العباس الأخرم حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن أبي عباد حدثنا أصبغ أبو بكر الشيباني عن السدي عن عبدِ خير -[233]- عن علي قال: أوّل مَن يدخل الجنّة مِن هذه الأمة أبو بكر وعمر، وإنّي لموقوفٌ مع معاوية للحساب (¬2). قال العقيلي: أصبغ مجهول وحديثه غير محفوظ. وأخرجه ابن الجوزي في (الواهيات) (¬3)، قال في (اللسان) (¬4): وهذا أولى بكتاب الموضوعات. (¬5) ¬
271 - ابن الجوزي في (الواهيات) (¬1): أخبرنا علي بن عبيد (¬2) أخبرنا علي بن أحمد البندار أنبأنا عبيد الله بن محمَّد العكبري حدثنا أبو [بكر] أحمد (¬3) بن هشام الأنماطي- -[234]- ح وقال الديلمي: أخبرنا عبدوس بن عبد الله كتابة أخبرنا أبو طاهر بن سلمة أخبرنا القطيعي (¬4) قالا: حدثنا محمَّد بن يونس الكديمي حدثنا محمَّد بن إسماعيل الأنصاري حدثنا شعيب بن إسحاق عن خليد بن دعلج (¬5) عن أبي عمران الألهاني عن أبي عنبة (¬6) الخولاني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ أول مَن يثاب على الإِسلام بعدي أبو بكر وعمر، ولو حدَّثتكم ثوابَ ما أعطى اللهُ تعالى أبا بكر وعمر ما بلغتُ) (¬7). قال ابن الجوزي: خليد ضعيف (¬8)، والكديمي كان يضع الحديث (¬9). ¬
272 - ابن حبان (¬1): حدثنا محمَّد بن إسحاق الثقفي حدثنا العباس بن أبي طالب وعبيد الله بن جرير بن جبلة وإبراهيم بن راشد الأدمي قالوا: حدثنا إبراهيم بن سليمان الزيات حدثنا بكر بن المختار بن فلفل عن أبيه عن أنس قال: كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء جاءٍ فاستفتح الباب، فقال: (يا أنس اخرج فانظر مَن هذا). فخرجتُ فإذا أبو بكر، فرجعتُ فقلتُ: هذا أبو بكر يا رسول الله. قال: (ارجع فافتح له وبشِّره بالجنة، وأخبِره بأنه الخليفة مِن بعدي). ثم جاء جاءٍ فاستفتح، فقال: (يا أنس اخرج فانظر مَن هذا). فخرجتُ فإذا عمر، [فرجعتُ فقلتُ: هذا عمر يا رسول الله] (¬2). قال: (ارجع فائذن له وبشِّره بالجنة، وأخبِره أنه الخليفة مِن بعد أبي بكر). ثم جاء جاءٍ فاستفتح، فقال: (يا أنس اخرج فانظر مَن هذا). فخرجتُ فإذا عثمان، فرجعتُ -[235]- فقلتُ: عثمانُ (¬3) يا رسول الله. قال: (ارجع فبشِّره بالجنة، وأخبِره بأنَّه الخليفة مِن بعد عمر، وأخبِره بأنه سيبلغ منه دمًا يُهراق (¬4)، ومُرْه عند ذاك بالصبر) (¬5). أخرجه ابن الجوزي في (الواهيات) (¬6) وقال: قال ابن حبان (¬7): بكر بن المختار منكر الحديث جداً، يروي عن أبيه ما لا يَشكُّ مَن الحديث صناعتُه أنه معمول، لا تحل الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار. قال: وقد روى هذا الحديث أبو بهز الصقر بن عبد الرحمن عن عبد الله بن إدريس عن المختار بن فلفل، والصقر كذاب (¬8). انتهى. ورواية الصقر في مسند أبي يعلى (¬9). قال في (الميزان) (¬10): الصقر قال أبو بكر بن أبي شيبة: كان يضع الحديث، وقال جزرة (¬11): كذاب. -[236]- وقال في (اللسان) (¬12): قال عبد الله بن علي بن المديني: سألتُ أبي عن هذا الحديث فقال: كذبٌ موضوع (¬13). قال (¬14): وقد رواه ابن أبي خيثمة في (تاريخه) عن سعيد بن سليمان عن عبد الأعلي بن أبي المساور عن المختار بن فلفل مثله (¬15)، لكن ابن أبي المساور واهٍ. فالظاهر أن الصقر سمعه مِن عبد الأعلى أو بكر، فجعله عن عبد الله بن إدريس ليروج له أو سها (¬16)، وإلا لو صحَّ هذا لمَا جعل عمرُ الخلافةَ في أهل الشورى، وكان يعهد إلى عثمان بلا نزاع، انتهى. (¬17) ¬
273 - أبو نعيم في (فضائل الصحابة) (¬1): حدثنا الحسين بن محمَّد بن علي فيما أرى حدثنا أبو ذر أحمد بن محمَّد بن سليمان حدثنا علي بن حرب حدثنا محمَّد بن يعلى الثقفي عن عمر بن صبح عن خالد بن ميمون عن عبد الكريم أبي أمية عن طاوس عن عائشة قالت: مكث آلُ محمَّد - صلى الله عليه وسلم - أربعة أيام ما طعموا شيئًا حتى تَضاغَوا صبيانُهم، فدخل عليَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا عائشة هل أصبتم بعدي شيئاً؟) -[237]- فقلتُ: مِن أين إنْ لم يأتنا اللهُ به على يديك. فتوضأ وخرج مستحيياً يصلي (¬2) ها هنا مرة وها هنا مرة يدعو. قالت: فأتى عثمانُ بن عفان مِن آخر النهار فاستأذن، فهممتُ أن أحجبه، فقلتُ: هو رجل مِن مكاثير المسلمين، لعل الله إنما ساقه إلينا ليجري لنا على يديه خيراً، فأذنتُ له. فقال: يا أمّتاه أين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقلتُ: يا بني ما طعم آلُ محمَّد مِن أربعة أيام شيئًا، ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متغيِّراً ضامر البطن -فأخبرَتْهُ بما قال لها وما ردّت عليه -فبكى عثمان وقال: مقتاً للدنيا. ثم قال: يا أمّ المؤمنين ما كنتِ بحقيقةٍ أن ينزل بكِ مثلُ هذا ثمّ لا تذكريه لي ولعبد الرحمن بن عوف ولثابت بن قيس ولنظرائنا (¬3) مِن مكاثير المسلمين. ثم خرج فبعث إلينا بأحمالٍ (¬4) مِن الدقيق وأحمال مِن الحطب وأحمال مِن التمر وبمسلوخ وثلاثمائة درهم في صرّة، ثم قال: هذا يبطئ عليكم. فأتانا بخبز وشواء فقال: كلوا أنتم هذا، واصنعوا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم - حتى يجيء. ثم أقسم عليَّ أن لا يكون مثل هذا إلا أعلمتُه إياه. ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا عائشة هل أصبتم بعدي شيئًا؟) قلتُ: نعم يا رسول الله، قد علمتُ أنك خرجتَ تدعو الله، وقد علمتُ أنّ الله لن يردَّك عن سؤالك. قال: (فما أصبتُم؟) قلتُ: كذا وكذا حمل بعير دقيق، وكذا وكذا حمل بعير حطب، وكذا وكذا حمل بعير تمر، وثلاثمائة درهم في صرّة ومسلوخة وخبز وشواء. فقال: (مِمّن؟) قلتُ: مِن عثمان بن عفان؛ فأخبرتُه (¬5) فبكى وذكر الدنيا بمقتٍ وأقسم أن لا يكون فينا مثل هذا إلا أعلمتُه. قالت: فما -[238]- جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى خرج إلى المسجد، ورفع يديه [و] (¬6) قال: (اللهم إنّي قد رضيتُ عن عثمان فارض عنه) قالها ثلاثًا (¬7). قال أبو نعيم: هذا حديث غريب مِن حديث محمَّد بن يعلى عن عمر بن صبح، لا أعلم رواه غيره (¬8)، انتهى. وعبد الكريم أبو أمية قال في (المغني) (¬9): كذّبه (أيوب) (¬10) السختياني (¬11)، وضرب أحمد على حديثه، وقال ابن معين (¬12): ليس بشيء. ¬
274 - الخطيب (¬1): أخبرنا عثمان بن محمَّد بن يوسف العلاف أخبرنا محمَّد بن عبد الله الشافعي حدثنا عبد الله بن الحسن بن أحمد حدثنا يزيد بن مروان حدثنا إسحاق بن نجيح عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ لكل نبي خليلاً مِن أمّته، وإن خليلي عثمان بن عفان) (¬2). -[239]- أورده ابن الجوزي في (الواهيات) (¬3) وقال: إسحاق قال يحيى (¬4): معروف بالكذب ووضعِ الحديث، وقال ابن حبان (¬5): كان يضع الحديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صراحاً (¬6). ويزيد بن مروان قال يحيى (¬7): كذّاب، وقال ابن حبان (¬8): يروي الموضوعات عن الإثبات، لا يجوز الاحتجاج به. وقال في (الميزان) (¬9): هذا مِن أباطيل إسحاق. ¬
275 - الخطيب (¬1): أخبرنا أبو العلاء محمَّد بن علي أخبرنا أبو العباس الحسين بن علي بن محمَّد الحلبي حدثنا قاسم بن إبراهيم حدثنا أبو أمية المختطّ حدثني مالك بن أنس عن الزهريّ عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب قال: حدثني أبو بكر الصديق قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: جئتُ إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وبين يديه تمر، فسلَّمتُ عليه فردَّ عليَّ السلام وناولني من التمر ملء كله، فعددتُه ثلاثًا وسبعين تمرة، ثم مضيتُ مِن عنده إلى علي بن أبي طالب وبين يديه تمر، فسلَّمتُ عليه فردَّ عليَّ وضحك إليَّ وناولني من التمر ملء كله، فعددتُه فإذا هو ثلاث وسبعون تمرة، فأكثر تعجُّبي مِن ذلك، فرجعتُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: يا رسول الله جئتُك وبين يديك تمر فناولتَني ملء كفك، فعددتُه ثلاثًا وسبعين تمرة، ثم مضيتُ إلى علي بن أبي طالب -[240]- وبين يديه تمر، فناولني ملء كله فعددتُه ثلاثًا وسبعين تمرة، فتعجبتُ مِن ذلك، فتبسم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وقال: (يا أبا هريرة أما علمتَ أن يدي ويد علي في العدل سواء) (¬2). قال الخطيب: هذا حديث باطل بهذا الإسناد، تفرد به قاسم الملطي وكان يضع الحديث (¬3). ¬
276 - أبو القاسم المناديلي (¬1) في (جزئه): حدثنا القاضي أبو الحسين علي بن أحمد بن غسان إملاء حدثنا أبو بكر النُّوشْجاني حدثنا محمَّد بن إبراهيم عن أحمد -[241]- بن زفر حدثنا موسى بن عبد الرحمن بن مهدي حدثثا عبيد الله بن موسى العبسي حدثنا إسرائيل عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى ذات يوم بأصحابه الفجر، ثم أقبل جالساً في محرابه لا يكلِّمه أحدٌ حتى بدت حواجب الشمس، ثم رفع رأسه وأقبل بوجهه على أصحابه فقال: (يا أيها الناس أخبَرني جبريل أنّ في أمتي أقواماً ينتقصون صاحبيَّ ويَذكرونهما بالقبيح، ما لهم في الإِسلام نصيب، ولا عند الله (¬2) عَزَّ وَجَلَّ مِن خلاق). فقيل: يا رسول الله يصومون كما نصوم ويصلون؟ قال: (نعم، والذي بعثني بالحق إنهم ليصلّون ويصومون ويزكّون ويحجّون، وذلك وبالٌ عليهم، فإن أدركتموهم فلا تشاهدوهم ولا تجالسوهم ولا تبايعوهم ولا تصلوا معهم ولا تصلّوا عليهم، فإن العذاب ينزل في مجالسهم والسخط ينزل في مجالسهم (¬3)، لا يؤمنون أبدًا سَبَق فيهم علمُ ربي عز وجل). قلنا: يا رسول الله ما أسماؤهم؟ قال: (هم الرافضة الذين رفضوا ديني ولم يرضوا بخيرة ربي في أصحابي). ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (قم يا أبا بكر) فقام، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أيها الناس هذا أبو بكر الصديق، والذي بعثني بالحق نبيًا ما أنا الذي سمّيتُه حتى سمّاه اللهُ صدِّيقاً مِن فوق سبع سماوات، وأنزل في ذلك قرآناً فقال: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} (¬4) جئتُ أنا بالصدق مِن عند الله، وكلُّكم قال: كذبتَ، وقال لي صاحبي أبو بكر: صدقتَ). ثم قال: (اجلس يا أبا بكر) فجلس. ثم قال: (والذي بعثني بالحق نبيًا ما سمّيتُه حتى سمّاه الله). -[242]- ثم قال: (قم يا عمر) فقام، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (هذا عمر بن الخطاب الفاروق، وأنتم تزعمون أنّي أنا سمّيته الفاروق، لا والذي بعثني بالحق نبيًا ما سمَّيتُه حتى سمّاه اللهُ تعالى فاروقاً مِن فوق سبع سموات فقال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}) (¬5). ثم قال: (قم يا عثمان) فلما قام وثب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثم جلس. فقيل: يا رسول الله ما بالك قام أبو بكر وعمر فلم تقم، ثم قام عثمان فقمتَ؟ فقال: (مالي لا أستحيي مِن رجل استحيَت منه الملائكةُ، شبيه (¬6) أبي إبراهيم الخليل). ثم قال: (ادنُ مني يا أبا عمرو). فلم يزل يدنيه مرة ويكنيه مرة ويسمِّيه مرة حتى مسَّت ركبتاه ركبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانت إزاره محلولة فشدّها (¬7) النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم نظر إلى الناس، ثم نظر إلى وجه عثمان فبكى، فقال له عثمان: ما يبكيك؟ فقال: (يا سبحان الله أنتَ أول مَن يرِد عليَّ يوم القيامة وأوداجه تشخب دمًا، فأقول لك: من فعل بك هذا؟ فتقول: فلان وفلان، فتسمّي (¬8) عشرة، وإن (¬9) شئت فسمَّيتُهم (¬10) لك ولكن أَستُرُ. إذا كان يوم القيامة يُلقي لك ربّي كرسياً مِن ياقوتة خضراء بين الجنة والنار، فتقعد عليه فتحكم فيمن قتلك). ثم قال: (يا أيها الناس هذا عثمان بن عفان، وأنتم تزعمون أنّي أنا سمَّيته ذا النورين، والذي بعثني بالحقّ نبيًا ما سمَّيتُه حتى سمّاه الله مِن فوق سبع سموات، وما زوَّجتُه ابنتيَّ إلا بوحيٍ من السماء). -[243]- ثم قال: (قم يا علي) فقام، فقال: (ادنُ منّي يا أبا الحسن) فدنا منه، فأجلسه بين يديه، فجلس يتفرّس في وجهه وينظر إلى رأسه ولحيته فبكى، وأشار إلى رأسه ولحيته يعني مِن دم رأسه، ثم قال له وأسَرّ إليه حتى إنه قال: (ابن ملجم المرادي قاتِلُك، وهو عبد الرحمن بن ملجم). ثم قال: (يا أيها الناس هذا علي بن أبي طالب، وأنتم تزعمون أنّي أنا الذي زوّجتُه ابنتي، لا والذي بعثني بالحقّ نبيًّا ما أنا زوّجتُه حتى أتاني جبريل فأخبرني أنّ الله تعالى يأمرك أن تُزوِّج علياً فاطمة، ولقد كان الولي في ذلك ربّ العالمين، وكان الخاطب جبريل، وحضر ملاك ابنتي فاطمةَ سبعون ألف ملَك من الملائكة، وأَمرَ اللهُ تعالى شجرة طوبى أن انثري ما عليك مِن الدرِّ والمرجان والياقوت والحلي والحلل، والتقطَهُ الحور العين وهنّ يتهادين (¬11) فيما بينهم إلى يوم القيامة فيقولون: هذا نثار فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). ثم قال: (والذي بعثني بالحقّ نبيًا ما خلق اللهُ نبيًا أكرم عليه مني -ولا فخر على إخواني-، ولا وزير أكرم على الله مِن أبي بكر وعمر، ولا أصحابَ خيراً (¬12) مِن أصحابي). ثم قال: (أبشروا فأنتم في الناس كالشعرة البيضاء في جلد ثور أسود). ثم نظر إلى السماء ثم قال: (والذي بعثني بالحقّ نبيًا لا يبغضهما أحد فيدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط). ثم قال: (اللهم إني أبرأ إليك ممن يبغض أصحابي) قالها ثلاثًا، فأغمي عليه ثم أفاق فقال: (والذي بعثني بالحقّ نبيًا لقد هبط علي جبريل الساعة فقال: إنّ لأصحابك درجة في الجنة لن ينالوها إلا بذلك). فقال أبو بكر: يا رسول الله أمّا أنا فإني أجعلهم في حِلّ. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يا أبا بكر لا تَدخلك فيهم رأفة، والذي بعثني بالحقّ إنهم أبغض إلى الله تعالى مِن -[244]- نمرود بن كنعان، وإنّ مالكاً أشدُّ عليهم عذاباً غدًا ممن يزعم أن لله ولدًا). فعند ذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كَبُرَت كلمة تخرج مِن أفواههم إن يقولون إلا كذباً) (¬13). قال الحافظ ابن حجر في (اللسان) (¬14): محمَّد بن إبراهيم عن أحمد بن زفر لا يُعرفان؛ في حديث الخلفاء الراشدين في آخر جزء المناديلي، وهو موضوع، انتهى. ¬
277 - أبو نعيم في (فضائل الصحابة) (¬1): أخبرنا عمر حدثنا ابن أبي داود حدثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان حدثنا سعد بن الصلت حدثنا أبو الجارود حدثنا أبو إسحاق عن الحارث عن علي قال: لمّا كان ليلة بدر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَن يستقي لنا من الماء؟) فقام علي فاعتصم القربة ثم أتى بئراً بعيد (¬2) القعر مظلمة فانحدر فيها، فأوحى الله عَزَّ وَجَلَّ إلى جبريل وميكائيل وإسرافيل: تأهّبوا لنصر محمَّد وحزبه، ففصلوا (¬3) من السماء لهم لَغَطٌ يذعر مَن سمعه، فلمّا مرّوا بالبئر سلّموا عليه مِن آخرهم إكرامًا وتبجيلاً (¬4). -[245]- أبو الجارود قال ابن حبان: رافضي يضع الفضائل والمثالب (¬5). ¬
278 - ابن النجار: أخبرنا السيد أبو حامد محمَّد بن عبد الله بن علي بن زهرة العلوي الحسيني أخبرنا خال والدي النقيب أبو طالب أحمد بن محمَّد بن جعفر الحسيني حدثني الشريف أبو محمَّد عبد الله بن عبد المطلب بن الفضل الحسيني حدثنا أبو عبد الله محمَّد بن أبي أحمد البيهقي حدثنا المرتضى بن الداعي العلوي حدثني عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري حدثني أبو سعيد محمَّد بن أحمد بن الحسين الخزاعي النيسابوري أخبرنا أبو القاسم مسعود بن الحسن بن علي بن عبدوس البغدادي بقراءتي عليه حدثنا أبو علي الحسن بن خلف الكرخى إملاء حدثنا القاضي أبو علي الحسن بن علي الخزاعي حدثنا أبو ذر أحمد بن محمَّد بن أبي بكر العطار (¬1) حدثنا محمَّد بن علي بن خلف حدثنا الحسين بن الحسن الأشقر (¬2) حدثنا عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربه فتاب عليه، قال: (سأل بحقِّ محمَّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تُبتَ عليَّ، فتاب عليه) (¬3). -[246]- حسين بن حسن الأشقر اتهمه ابن عدي (¬4). ¬
279 - الطبراني (¬1): حدثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي حدثنا محمَّد بن مرزوق حدثنا حسين الأشقر حدثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لفاطمة: (أما علمتِ أنّ الله اطّلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيًا، ثم اطّلع الثانية فاختار بعلَكِ، فأوحى إليَّ فأنكحتُه واتَّخذتُه وصيًّا) (¬2). حسين الأشقر متهم (¬3)، وقيس بن الربيع لا يحتج به (¬4)، -[247]- وعباية بن ربعي قال العقيلي: شيعي غالٍ ملحد (¬5). (¬6) ¬
280 - العقيلي (¬1): حدثنا أحمد بن القاسم وأحمد بن داود قالا: حدثنا عبد السلام بن صالح حدثنا علي بن هاشم حدثني أبي عن موسى بن القاسم التغلبي قال: حدثتني ليلى الغفارية قالت: كنتُ أخرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مغازيه، فأداوي الجرحى وأقوم على المرضى، فلما خرج عليٌّ بالبصرة خرجتُ معه، فلما رأيتُ عائشة واقفةً دخلني شيء من الشكّ، فأتيتها فقلتُ: هل سمعتِ مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضيلةً في علي؟ قالت: نعم، دخل عليّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مع عائشة وعليه جرد قطيفة فجلس بينهما، فقالت له عائشة: أما وجدتَ مكاناً هو أوسع لك مِن هذا؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يا عائشة دعي لي أخي، فإنه أول الناس بي إسلامًا، وآخر الناس بي عهداً عند الموت، وأول الناس لي لُقِيًّا يوم القيامة) (¬2). قال العقيلي: لا يُعرف هذا الحديث إلا بموسى بن القاسم؛ قال البخاري: ولا يتابع عليه. قال ابن الجوزي في (الواهيات) (¬3): ولو لم يكن في الإسناد غير أبي الصلت عبد السلام بن صالح وهو كذاب (¬4)، وقال العقيلي (¬5): رافضي خبيث. -[248]- وقال في (االميزان) (¬6): إسنادٌ مظلم، وعبد السلام أبو الصلت متهم. (¬7) ¬
281 - ابن حبان (¬1): حدثنا إسحاق بن أحمد القطان حدثنا يوسف بن موسى القطان حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمَّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه (عن أبيه) (¬2) عن جده عن علي قال: جئتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا في ملأ مِن قريش فنظر إليَّ وقال: (يا علي إنما مثَلك في هذه الأمة كمثل عيسى ابن مريم، أحبَّه قومٌ فأفرطوا فيه وأبغضه قومٌ فأفرطوا فيه). فضحك الملأ الذين عنده وقالوا: يُطرِقُ (¬3) يشبِّه ابنَ عمّه بعيسى، فأُنزل القرآن (¬4): {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} (¬5). (¬6) -[249]- قال ابن حبان: عيسى يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة، لا يحلّ الاحتجاج به. (¬7) ¬
282 - الخطيب (¬1): أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو بكر بن أبي الأزهر حدثنا أبو غريب محمَّد بن العلاء الهَمْداني حدثثا إسماعيل بن صبيح حدثنا أبو أويس عبد الله بن أويس حدثنا محمَّد بن المنكدر حدثنا جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -حوّ لعلي بن أبي طالب: (أمَا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، ولو كان لكنتَه) (¬2). -[250]- قال الخطيب: هذه الزيادة "ولو كان لكنتَه" لا نعلم رواها إلا ابن أبي الأزهر، وكان غير ثقة يضع الأحاديث على الثقات (¬3). وأخرجه ابن النجار في (تاريخه) مِن وجه آخر عن محمَّد بن مَزْيد بن أبي الأزهر وقال: المتن صحيح (¬4)، وقوله: "ولو كان لكنتَه" زيادة غير محفوظة، والله أعلم بواضعها. (¬5) ¬
283 - ابن عدي (¬1): حدثنا جعفر بن أحمد بن علي بن بيان حدثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إسحاق الكوفي حدثنا عمرو بن خالد عن أبي هاشم عن زاذان عن سلمان قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب فخذ عليِّ بن أبي طالب وصدرَه، وسمعتُه يقول: (مُحِبُّك مُحِبّي، ومُحِبّي مُحِبُّ الله. ومبغضك مبغضي، ومبغضي مبغض الله) (¬2). -[251]- قال ابن عدي: هذا باطل (¬3)، وكنّا نتّهم به جعفراً، وكان رافضياً يضع الحديث (¬4). ¬
284 - الديلمي (¬1): أخبرنا الشَّيخ عبد الرحيم الرازي واستحلفني أن لا أبدِّله أخبرنا أبو الفتح عبد الرَّزاق بن مَرْدك واستحلفني أن لا أبدِّله حدثني يوسف بن عبد الله بأردبيل واستحلفني أن لا أبدِّله حدثني الحسن بن صدقة الشيباني واستحلفني أن لا أبدِّله أخبرنا سليمان بن نصر واستحلفني أن لا أبدِّله حدثني إسحاق بن سيّار واستحلفني أن لا أبدِّله حدّثنا عبيد الله (¬2) بن موسى واستحلفني -[252]- أن لا أبدِّله حدثني الأعمش واستحلفني أن لا أبدِّله حدثني مجاهد عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنا ميزان العلم، وعليٌّ كفّتاه، والحسن والحسين خيوطه، وفاطمة علاقته، والأئمة مِن أمتي عموده، يوزن فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا) (¬3). ¬
285 - الديلمي (¬1): أخبرنا والدي أخبرنا أبو الحسن الميداني أخبرنا أبو محمد الخلال حدّثنا محمد بن عبد الله بن المطّلب حدثني أبو محمد الحسن بن علي بن نعيم بالطائف حدّثنا عقبة بن المنهال بن بحر أبو زياد حدّثنا عبد الله بن حميد حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى عن أبيه عن جده عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جاءني جبريل مِن عند الله بورقةِ آسٍ خضراء مكتوب فيها ببياض: إنِّي افترضتُ محبة علي بن أبي طالب على خلقي فبلِّغهم ذلك عنّي) (¬2). ¬
286 - الحاكم (¬1): حدّثنا محمد بن المظفر حدّثنا عبد الله بن محمد بن غزوان حدّثنا علي بن جابر حدّثنا محمد بن خالد حدّثنا محمد بن فضيل حدّثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله رفعه: (يا عبد الله أتاني ملَكٌ فقال: -[253]- يا محمد سَلْ مَن أرسلنا قبلك مِن رسلنا على ما بُعثوا؟ قلتُ: على ما بعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب) (¬2). ¬
287 - الخطيب في (المؤتلف): أخبرنا [علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي حدّثنا محمد بن سهل العطار حدثني أبو ذكوان حدّثنا حرب بن بيان الضَّرير من أهل قيسارية حدثني أحمد بن عمرو حدّثنا أحمد بن عبد الله عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة] (¬1) عن ابن عباس مرفوعًا: (خلق اللهُ قضيباً مِن نور قبل أن يخلق الدُّنيا بأربعين ألف عام، فجعله أمام العرش، حتَّى كان أول مبعثي فشقَّ منه نصفاً فخلق منه نبيكم، والنصف الآخر خلق منه عليّ بن أبي طالب) (¬2). -[254]- قال الحافظ ابن حجر في (تلخيص مسند الفردوس): لوائح الوضع واضحة فيه. (¬3) ¬
288 - الديلمي (¬1): حدّثنا أبو بكر ابن مردويه حدّثنا جدِّي حدّثنا محمد بن الحسين حدّثنا محمد بن جرير بن يزيد حدّثنا سليمان بن الرَّبيع حدّثنا كادح بن رحمة عن زياد بن المنذر (¬2) عن أبي الزُّبير عن جابر قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: (حقُّ علي بن أبي طالب على هذه الأمة كحقِّ الوالد على ولده) (¬3). كادح كذاب (¬4)، وزياد بن المنذر (¬5) قال ابن حبان: رافضي يضع المثالب والفضائل (¬6). ¬
289 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو الفتح بن نغارة البروجردي حدّثنا الحسن بن إبراهيم السَّقطي حدّثنا علي بن عبد الله بن إبراهيم (¬2) التستري حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان حدّثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم حدّثنا عتيق بن يعقوب بن صديق بن موسى بن عبد الله بن الزُّبير حدّثنا زكريا بن يَحْيَى بن منظور حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: (قلتُ لجبريل: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله عز وجل؟ قال: الصَّلاة عليك يا محمد، وحبُّ علي بن أبي طالب) (¬3). أبو سعيد الحسن بن عثمان التستري كذاب، وله موضوعات وأباطيل (¬4). ¬
290 - الصابوني في (المائتين): أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين بن داود العلوي الهمَذاني أخبرنا أحمد بن علي بن صدقة الرقي حدّثنا أبي حدّثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: (إذا كان يوم القيامة نوديتُ مِن بطنان العرش: يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي) (¬1). -[257]- قال في (الميزان) (¬2): أحمد بن علي بن صدقة روى عن أبيه عن علي بن موسى الرضا نسخة مكذوبة، اتّهمه الدارقطني بوضع الحديث. قال في (اللسان) (¬3): وهذا الحديث من النسخة المذكورة، وهو منكر جداً (¬4). ¬
291 - الخطيب (¬1): أخبرنا محمد بن عمر بن بكر المقرئ حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدّثنا أبو الأزهر أحمد بن أزهر بن منيع بن سليط العبدي النيسابوري حدّثنا عبد الرَّزاق أخبرنا معمر عن الزُّهريّ عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: نظر النَّبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - إلى عليّ فقال: (أنت سيِّدٌ في الدُّنيا سيِّدٌ في الآخرة، ومن أحبَّك فقد أحبَّني، وحبيبي حبيب الله، وعدوّك عدوّي، وعدوّي عدوّ الله، والويل لمن أبغضك مِن بعدي) (¬2). قال الخطيب: أخبرني عبد العزيز بن علي الورَّاق قال: قال أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني: سمعتُ أبا حاتم مكي بن عبدان النيسابوري يقول: سمعتُ أبا الأزهر يقول: خرجتُ مع عبد الرَّزاق إلى قريته، فكنتُ معه في الطَّريق، فقال لي: يا أبا الأزهر أفيدكَ حديثاً ما حدَّثتُ به أحداً غَيرك؟ قال: فحدَّثَني بهذا الحديث. -[258]- وقال الخطيب: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبّي (¬3) سمعتُ أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سمعتُ أحمد بن يَحْيَى بن زهير التستري يقول: لمّا حَدّث أبو الأزهر النيسابوري بحديثه عن عبد الرَّزاق في الفضائل أُخبِرَ يَحْيَى بن معين بذلك، فبينا هو عنده في جماعة أهل الحديث إذ قال يَحْيَى بن معين: مَن هذا الكذاب النيسابوري الذي حدّث عن عبد الرَّزاق بهذا الحديث؟ فقام أبو الأزهر فقال: هو ذا أنا. فتبسّم يَحْيَى بن معين وقال: أمَا إنك لستَ بكذاب. وتعجّبَ مِن سلامته وقال: الذنبُ لغيرك في هذا الحديث. قال ابن نعيم (¬4): وسمعتُ أبا أحمد الحافظ يقول: سمعتُ أبا حامد (ابن) (¬5) الشرقي وسئل عن حديث أبي الأزهر عن عبد الرَّزاق عن معمر في فضائل علي فقال أبو حامد: هذا حديث باطل، والسبب فيه أن معمراً كان له ابن أخٍ رافضي، وكان معمر يمكِّنه مِن كتبه، فأدخَل عليه هذا الحديث. وكان معمر رجلًا مهيباً لا يقدر عليه أحدٌ في السؤال والمراجعة، فسمعه عبد الرَّزاق في كتاب ابن أخي معمر (¬6). قال ابن نعيم: فسمعتُ محمد بن حامد البزاز (¬7) يقول: سمعتُ مكي بن عبدان يقول: سمعتُ أبا الأزهر يقول: خرج عبد الرَّزاق إلى قريته، فبكّرتُ إليه يومًا حتَّى خشيتُ على نفسي مِن البكور، فوصلتُ إليه قبل أن يخرج لصلاة الصبح، فلمَّا خرج رآني وقال (¬8): كنتَ البارحة ها هنا؟ قلتُ: لا، ولكنّي خرجتُ في (¬9) الليل. فأعجبه ذلك، فلمَّا فرغ مِن صلاة الصبح دعاني وقرأ عليَّ هذا الحديث، وخصَّني به دون أصحابي. -[259]- قال الخطيب: وقد رواه محمد بن حمدون النيسابوري عن محمد بن علي بن سفيان النجار عن عبد الرَّزاق، فبرئ أبو الأزهر مِن عهدته إذ قد توبع على روايته، انتهى. وهذا الحديث أخرجه الحاكم في (المستدرك) (¬10) وصحّحه، وتعقّبه الذهبي (¬11) فقال: هذا وإن كان رواته ثقات فهو منكر ليس ببعيد مِن الوضع، وإلا لأيِّ شيءٍ حدّثَ به عبد الرَّزاق سرًّا ولم يجسر أن يتفوّه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه، وابن الأزهر ثقة، انتهى. (¬12) وقد أورده ابن الجوزي في (الواهيات) (¬13) وقال: إنه موضوع ومعناه صحيح. قال: فالويل لمن تكلَّف وضعَه، إذ لا فائدة في ذلك. ¬
292 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو طالب الحسيني حدّثنا عبد الله بن عيسى بن إبراهيم حدّثنا الفضل بن الفضل الكندي حدّثنا محمد بن سهل العطار حدّثنا عبد الله بن محمد البلوي حدّثنا إبراهيم بن (¬2) عبيد الله عن أبيه عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: (لو أن [عبداً] (¬3) عبَدَ اللهَ مثل ما أقام نوحٌ في قومه، وكان له مثل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله، ومُدَّ في عمره حتَّى يحجّ ألف عام على قدميه، ثم قُتل بين الصفا والمروة مظلوماً، ثم لم يوالِك يا علي؛ لم يشمَّ رائحة الجنة ولم يدخلها) (¬4). ¬
293 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو طالب الحسيني حدّثنا أحمد بن محمد بن عمر الفقيه الطبري حدّثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني حدّثنا ناصر بن الحسن بن علي حدّثنا محمد بن منصور عن عيسى (¬2) بن طاهر اليربوعي حدّثنا أبو معاوية عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: (لو اجتمع النَّاس على حبِّ علي بن أبي طالب لمَا خلق اللهُ النَّارَ) (¬3). ¬
294 - ابن النجار: أخبرنا أبو عبد الله بن بكري أخبرنا أبو الحسن علي بن المبارك بن أحمد بن بكري أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي بالله أخبرنا أبو علي ابن المذهب أخبرنا القطيعي حدّثنا محمد بن يونس أبو العباس الكديمي حدثني أبي حدثني [محمد بن سليمان بن مسمول] (¬1) المخزومي عن عبد العزيز بن أبي رواد عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك قال: خطبَنا رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - يوم الجمعة فقال: (يا أيها النَّاس -[261]- قدِّموا قريشًا ولا تَقَدَّموها، وتعلَّموا منها ولا تُعلِّموها (¬2). قوة رجل مِن قريش تعدل قوة رجلين مِن غيرهم، وأمانة رجل مِن قريش تعدل أمانة رجلين مِن غيرهم. يا أيها النَّاس أوصيكم بحُبِّ ذي أقربيها (¬3) أخي وابن عمي علي بن أبي طالب، فإنَّه لا يحبّه إلَّا مؤمن ولا يبغضه إلَّا منافق. من أحبَّه فقد أحبَّني، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني عذَّبه الله عز وجل) (¬4). الكديمي متَّهم (¬5). ¬
295 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا الميداني أخبرنا [العشاري] (¬2) أخبرنا الدارقطني حدّثنا عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم حدّثنا محمد بن زكريا الغلابي حدّثنا بشر بن ميمون (¬3) حدّثنا شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي -[262]- عن علي رفعه: (يا علي أنت بمنزلة الكعبة؛ تؤتى ولا تأتي، فإن أتاك هؤلاء القوم [فمكّنوا] (¬4) لك هذا الأمر فاقبله منهم، وإن لم يأتوك فلا تأتهم) (¬5). الغلابي يضع الحديث (¬6). ¬
296 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو الحسن البَرْزِي حدّثنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الحُرْضي (¬2) أخبرنا إبراهيم (بن) (¬3) الشهرزوري حدّثنا محمد بن شعيب حدّثنا عمر بن أبي عمران حدّثنا جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: جاءت امرأة إلى علي بن أبي طالب فقالت: إنِّي أُبغضك. فقال علي: فأنتِ إذن سلقلق. قالت: وما السلقلق؟ قال: سمعتُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: (يا علي لا يبغضك من النساء إلا السلقلق). فقلتُ: يا رسول الله ما السلقلق؟ قال: (التي تحيض مِن دبرها). قالت: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنا -واللهِ- أحيضُ مِن دبري، وما علم أبَواي (¬4). ¬
297 - أبو نعيم في (فضائل الصّحابة) (¬1): أخبرنا عمر بن أحمد (¬2) حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن دينار وكتبه عنّي عثمان بن أبي شيبة حدّثنا منبه بن عثمان حدّثنا إسماعيل بن عياش سمعتُ يَحْيَى بن عبيد الله يحدِّث عن أبيه سمعت أبا هريرة قال: لمّا أُسري بالنبي - صَلَّى الله عليه وسلم - ثم هبط إلى الأرض مضى لذلك زمان، ثم إن فاطمة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله ما الذي رأيتَ لي؟ فقال: (يا فاطمُ أنتِ خير نساء البرية وسيِّدة نساء أهل الجنة). قالت: يا أبتِ فما لعليّ؟ قال: (رجل مِن أهل الجنة). قالت: يا أبتِ فما للحسن والحسين؟ فقال: (سيِّدا شباب أهل الجنة). ثم إن عليًّا أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما الذي رأيتَ لي؟ فقال: (أنا وأنتَ وحسن وحسين (¬3) في قبة مِن درٍّ، أساسها مِن رحمة الله وأطرافها مِن نور الله، وهي تحت عرش الله يا ابن أبي طالب، وبينك وبين كرامة الله تسمع صوتًا وهينمة وقد ألجم النَّاسَ العرقُ، وعلى رأسك تاج من نور قد أضاء منه المحشر ترفل في حلتين: حلة خضراء وحلة وردية. خُلقتُ وخلقتم مِن طينة واحدة) (¬4). ¬
298 - ابن عدي (¬1): أخبرنا يَحْيَى بن البختري أخبرنا عثمان بن عبد الله القرشي حدّثنا ابن لهيعة عن أبي الزُّبير عن جابر مرفوعًا: (يا علي لو أنّ أمتي أبغضوك لكَبَّهم اللهُ على مناخرهم في النَّار) (¬2). ¬
299 - وبه (¬1): (يا علي ادنُ مني، ضَعْ خمسك في خمسي، يا علي خُلقتُ أنا وأنتَ مِن شجرةٍ أنا أصلها وأنتَ فرعها والحسن والحسين أغصانها، مَن تعلَّق بغصن منها أدخله الله الجنة) (¬2). عثمان قال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات (¬3). وقال ابن عدي: يروي الموضوعات عن الثقات منها هذان الحديثان (¬4). -[265]- وقال الحاكم في (تاريخه): كان يضع الحديث على مالك والليث، لا يحل كَتْبُ حديثه إلَّا على سبيل الاعتبار (¬5). وقال الدارقطني: يضع الأباطيل على الشيوخ الثقات (¬6). وقال الحاكم في (المدخل) (¬7): حَدَّث عن مالك والليث وابن لهيعة وغيرهم بأحاديث موضوعة، والحملُ فيها عليه. (¬8) ¬
300 - الخطيب (¬1): أخبرنا علي بن المحسن أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب حدثني أحمد بن محمد بن جوري (¬2) حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن حدّثنا هارون بن خالد بن أبان الكاتب حدّثنا عارم بن الفضل حدّثنا قدامة بن النُّعمان عن الزُّهريّ قال: سمعتُ أنس بن مالك -[266]- يقول: والله الذي لا إله إلَّا هو لَسمعتُ رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - يقول: (عنوان صحيفة المؤمن حبُّ علي بن أبي طالب) (¬3). قال ابن الجوزي في (الواهيات) (¬4): هذا حديث لا أصل له، وابن جوري يحدِّث عن مجاهيل (¬5). ¬
301 - العقيلي (¬1): حدّثنا إبراهيم بن عبد الله الفارسي حدّثنا محمد بن يَحْيَى بن الضريس حدّثنا خلف بن المبارك حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أُعطيتُ في عليٍّ خمس خصال لم يعطَها نبيٌّ في أحد قبلي: أما خصلة (¬2) فإنَّه يقضي دَيني ويواري عورتي، وأمَّا الثَّانية فإنَّه الذائد عن حوضي، وأمَّا الثالثة فإنَّه متكأة لي في طريق المحشر يوم القيامة، وأمَّا الرابعة [فإنّ] (¬3) لوائي معه يوم القيامة وتحته آدم وما ولد، وأمَّا الخامسة فإني لا أخشى أن يكون زانياً بعد إحصان ولا كافراً بعد إيمان) (¬4). -[267]- قال العقيلي: ليس له مِن حديث أبي إسحاق أصل ولا مِن حديث شريك، وخلف لا يُتابَع على حديثه مِن وجه يثبت، وهو مجهول في النقل (¬5). قال ابن الجوزي في (الواهيات) (¬6): وفيه الحارث الأعور كذاب (¬7). ¬
302 - أبو نعيم (¬1): حدّثنا محمد بن المظفر إملاء حدّثنا أبو علي محمد بن الضَّحَّاك بن عمرو حدّثنا سهل بن عبد الله الزَّاهد حدّثنا سليمان بن عبد الرحمن حدّثنا محمد بن عبد الرحمن القشيري حدّثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: (أُعطيتُ في عليٍّ خمسًا: أما إحداها فيواري عورتي، والثانية (¬2) يقضي ديني، والثالثة فإنَّه متكئي في طول الموقف، والرابعة فإنَّه عوني على حوضي، والخامسة فإني لا أخاف عليه أن يرجع كافراً بعد إيمان ولا زانياً بعد إحصان). محمد بن عبد الرحمن القشيري قال فيه أبو الفتح الأزدي: كذاب متروك الحديث (¬3). وقال ابن عدي (¬4) والعقيلي (¬5): مجهول (¬6). وقال الخليلي: شامي يأتي بالمناكير (¬7). -[268]- وقال الذهبي: فيه جهالة وهو متهم وليس (¬8) بثقة، أدركه سليمان ابن بنت شرحبيل (¬9). ¬
303 - ابن عدي: حدّثنا عيسى بن محمد بن عبد الله أبو موسى البغدادي بدمشق حدّثنا الحسين بن إبراهيم البابي حدّثنا حميد الطَّويل عن أنس بن مالك قال: قال النَّبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم -: (لمّا عُرج بسبب رأيتُ على ساق العرش مكتوباً: لا إله إلَّا الله محمد رسول الله، أيَّدتُه بعَليّ، نصرتُه بعَليّ) (¬1). قال ابن عدي: هذا باطل، والحسين مجهول. وقال في (الميزان) (¬2): هذا اختلاقٌ بيِّن. وقال الحافظ ابن حجر في (اللسان) (¬3): رواه ابن عساكر (¬4) في ترجمة الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام السلمي بسنده إليه عن أبي جعفر محمد بن عبد الله البغدادي حدثني محمد بن الحسن بالباب والأبواب حدّثنا حميد الطَّويل، فذكر مثله (¬5). قال: وهو موضوع بلا ريب، لكنّي لا أدري مَن وضعه. قال: وقد ذكره عياض مِن وجه آخر واهٍ عن أبي الحمراء، انتهى. -[269]- 303/ 1 - وهذا أخرجه ابن عساكر (¬6) من طريق عمار بن مطر عن [عمرو] (¬7) بن ثابت عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن أبي الحمراء مرفوعًا: (رأيتُ ليلة أُسري بي مثبَت على ساق العرش: إنِّي أنا الله لا إله غيري، خلقتُ جنة عدن بيدي، محمد صفوتي مِن خلقي، أيَّدتهُ بعَليّ، نصرتُه بعَليّ) (¬8). وعمّار بن مطر كذّبه أبو حاتم (¬9)، وقال ابن عدي: أحاديثه بواطيل (¬10). وأبو حمزة الثمالي رافضي ليس بثقة (¬11). ¬
304 - محمد بن أبي الزُعيزِعة عن أبي المليح الرقي عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: جاع النَّبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - جوعاً شديدًا، فنزل عليه جبريل وفي يده لوزة فناوله إياها، ففكّها فإذا فيها فريدة (¬1) خضراء عليها مكتوب (¬2): لا إله إلَّا الله محمد رسول الله، أيَّدتُه بعَليّ ونصرته به. ما آمن بي مَن اتّهمني في قضائي واستبطأني في رزقي. -[270]- أورده ابن الجوزي في (الواهيات) (¬3) وقال: قال ابن حبان: ابن أبي الزعيزعة دجال مِن الدجالين يروي الموضوعات (¬4). ¬
305 - الخطيب (¬1): أخبرنا أبو الحسين زيد بن جعفر بن الحسين العلوي المحمدي حدّثنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهُنَائي البصري حدّثنا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي بواسط حدّثنا أبي حدّثنا أخي دِعْبِل حدثني موسى بن سهل الراسبي في دهليز محمد بن زبيدة حدّثنا أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: (من أحبَّني فليحبَّ علياً، ومن أبغض عليًّا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، ومن أبغض الله أدخله النَّار) (¬2). قال الخطيب: هذا الحديث موضوع الإسناد، والحملُ فيه عندي على إسماعيل بن علي (¬3)، وموسى الراسبي أحد المجهولين (¬4). ¬
306 - الخطيب (¬1): أخبرني أبو الفرج الطناجيري أخبرني عبد الله بن عثمان الصفار حدّثنا أبو الحسن أحمد بن الحسين البِرتي (¬2) حدّثنا أبو ذر الباعلبكي بِباعلبك (¬3) حدّثنا أحمد بن محمد الهاشمي حدّثنا مروان بن محمد أخبرنا خلف الأشجعي عن سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن أمّه عن جدَّته عن عائشة قالت: سمعتُ النَّبي - صَلَّى الله عليه وسلم - يقول لعليّ: (حسبُك؛ ما لمحبِّك حسرةٌ عند موته ولا وحشةٌ في قبره ولا فزعٌ يوم القيامة) (¬4). قال الخطيب: هذا حديث منكر، وأبو ذر شيخ مجهول. وقال في (الميزان) (¬5): هذا خبر باطل. قال في (اللسان) (¬6): والإسناد مختَلَقٌ أيضاً، ما فيهم مَن يُعرف سوى عائشة ومنصور والثوري. ¬
307 - الطّبرانيّ (¬1): حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدّثنا أبو كريب حدّثنا عمرو بن جميع الطَّيالسيُّ عن علي بن الحَزَوَّر عن الأصبغ بن نباتة وأبي مريم قالا: سمِعنا عمارَ بن ياسر بصِفّين يقول: سمعتُ رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - يقول لعليّ: (إنّ الله تعالى زَّينك بزينة لم يزيّن العبادَ بزينة أحبَّ إليه منها، وهي زينة الأبرار عند الله: -[272]- الزهد في الدُّنيا؛ جعلك لا تنال مِن الدُّنيا شيئًا، وجعلها لا تنال منك شيئًا، ووهب لك حبَّ المساكين) (¬2). ¬
308 - ابن عساكر (¬1): أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن الزاغوني أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أيوب أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة حدّثنا القاسم بن العباس [المَعْشَري] (¬2) حدّثنا زكريا بن يَحْيَى الخزاز المقرئ حدّثنا إسماعيل بن عباد حدّثنا شريك عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِن بيت زينب بنت جحش وأتى بيت أم سلمة، فكان يومها مِن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -، فلم يلبث أن جاء عليّ فدقَّ الباب دقًّا خفيًّا (¬3)، فانتبه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - للدقِّ وأنكرته أم سلمة، فقال النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: (قومي فافتحي له). قالت: يا رسول الله مَن هذا الذي بلغ مِن خطره ما يُفتح له الباب أتلقّاه بمعاصمي، وقد نزلَت فيَّ آية مِن كتاب الله بالأمس؟ فقال لها كهيئة المُغضَب: (إن طاعة الرسول -[273]- طاعة الله، ومن عصى رسول الله فقد عصى الله. إنّ بالباب رجلًا ليس بفَرِق (¬4) ولا علق (¬5)، يحبُّ اللهَ ورسولَه ويحبُّه اللهُ ورسولُه، لم يكن ليدخل حتَّى ينقطع الوطء). قالت: فقمتُ وأنا أختال في مشيتي وأنا أقول: بخٍ بخٍ، مَن ذا الذي يحبُّ اللهَ ورسولَه ويحبُّه اللهُ ورسولُه؟ ففتحتُ الباب، فأخذ بعضادتي الباب حتَّى إذا لم يسمع حِسًّا ولا حركة، وصِرتُ في خِدري؛ استأذن فدخل، فقال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: (يا أمّ سلمة أتعرفينه؟) قالت: نعم يا رسول الله، هذا علي بن أبي طالب. قال: (صدقتِ، سيِّدٌ أحبُّه، لحمه مِن لحمي، ودمه مِن دمي، وهو عيبة بيتي، اسمعي واشهدي. وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين مِن بعدي، فاسمعي واشهدي. وهو قاضي عِداتي، فاسمعي واشهدي. وهو والله يحيي سنتي، فاسمعي واشهدي. لو أنَّ عبداً عَبَد اللهَ ألف عام بعد ألف عام، وألفَ عام بين الركن والمقام ثم لقي اللهَ مبغضاً لعلي بن أبي طالب وعترتي؛ كبَّه اللهُ على منخريه يوم القيامة في نار جهنم) (¬6). إسماعيل بن عبّاد قال ابن حبان: روى موضوعات، لا يجوز الاحتجاج به بحال (¬7). وقد أعلَّ به ابن الجوزي عدة أحاديث (¬8) تقدَّمت (¬9). ¬
309 - الطّبرانيّ (¬1): حدّثنا محمد بن رُزَيق (¬2) بن جامع المصري حدّثنا الهيثم بن حبيب حدّثنا سفيان بن عيينة عن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال: دخلتُ على رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - في شكاته التي قُبض فيها، فإذا فاطمة عند رأسه، فبكت حتى ارتفع صوتها، فرفع رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - طَرْفه إليها فقال: (حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟) قالت: أخشى الضيعة مِن بعدك. فقال: (يا حبيبتي أمَا علمتِ أنّ الله تبارك وتعالى اطّلع إلى أهل الأرض اطّلاعة فاختار مِنها أباك، فبعثَه برسالته، ثم اطّلع إلى أهل الأرض اطّلاعة فاختار منها بعلَك، فأوحى إليَّ أن أُنكحكِ إياه. يا فاطمة ونحن أهل بيتٍ قد أعطانا الله سبع خصال لم يعطِها أحدًا قبلنا ولا يعطي (¬3) أحدًا بعدنا: أنا خاتم النبيين، وأكرم النبيين على الله، وأَحَبُّ المخلوقين إلى الله، وأنا أبوكِ. ووصيِّي خير الأوصياء وأَحَبُّهم إلى الله، وهو بعلك. وشهيدنا خير الشهداء وأَحَبُّهم إلى الله، وهو حمزة بن عبد المطّلب، وهو عمُّ أبيكِ وعمُّ بعلكِ. ومنّا مَن له جناحان أخضران، يطير في الجنة مع الملائكة حيث يشاء، وهو ابن عمِّ أبيكِ وأخو بعلك. ومنّا سبطا هذه الأمة، وهما ابناكِ الحسن والحسين، وهما سيِّدا شباب أهل الجنة، وأبوهما والذي بعثني بالحقِّ خيرٌ منهما. يا فاطمة والذي بعثني بالحقّ إنّ منهما مهديّ هذه الأمة؛ إذا صارت الدُّنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطَّعت السُّبُل وأغار بعضهم على بعض، فلا كبير يَرحم صغيراً ولا صغير يوقِّر كبيرًا، فيبعث اللهُ عند ذلك (¬4) مَن يفتتح حصون الضلالة وقلوباً غُلفاً يهدمها هدماً، يقوم بالدِّين في آخر الزمان كما قمتُ به في أول الزمان، يملأ الدُّنيا عدلاً كما مُلئت -[275]- جوراً. يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي، فإنّ الله تعالى أرحمُ بك وأرأف عليكِ مِنّي، وذلك لمكانكِ منّي وموقعكِ مِن قلبي، وزوّجكِ اللهُ زوجَكِ وهو أشرفُ أهل بيتكِ حسباً وأكرمُهم منصباً وأرحمُهم بالرعيّة وأعدلهُم بالسويّة وأبصرُهم بالقضية. وقد سألتُ ربي (¬5) أن تكوني أول مَن يلحقني مِن أهل بيتي) (¬6). قال علي: فلمَّا قُبض النَّبي - صلى الله عليه وسلم - لم تبقَ فاطمةُ ابنته بعده إلَّا خمسة وسبعين يومًا حتَّى ألحقها اللهُ به - صلى الله عليه وسلم -. قال الذهبي: هذا موضوع، والهيثم بن حبيب هو المتّهم بهذا الحديث (¬7). ¬
310 - الطّبرانيّ (¬1): حدّثنا محمد بن العباس المؤدّب حدّثنا سُرَيج بن النُّعمان حدّثنا حَشْرَج بن نُباتة عن إسحاق بن إبراهيم أنَّه سمع أبا قلابة يقول: حدثني أبو عبد الله الصنابحي أنّ عبادة بن الصَّامت حدَّثه قال: خلوتُ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: أيُّ أصحابك أحبُّ إليك حتَّى أُحبَّ من تحبُّ كما تحبّ؟ قال: (اكتم عليَّ يا عبادة حياتي). قلتُ: نعم. قال: (أبو بكر ثم عمر ثم علي) ثم سكتَ. فقلتُ: ثم مَن؟ قال: (مَن عسى أن يكون بعد هؤلاء [إلَّا] الزُّبير (¬2) وطلحة وسعد وأبو عبيدة ومعاذ بن جبل وأبو طلحة وأبو أيوب وأنتَ يا عبادة وأبيُّ بن كعب وأبو الدرداء وابن مسعود وابن عوف وابن عفَّان، ثم هؤلاء الرهط مِن الموالي: سلمان -[276]- وصهيب وبلال وسالم مولى أبي حذيفة؛ هؤلاء خاصّتي، وكلُّ أصحابي عليَّ كريمٌ إليَّ حبيبٌ وإن كان عبداً حبشيًّا). قلتُ: لم تذكّر حمزة ولا جعفراً (¬3)؟ فقال عبادة: إنهما كانا أُصيبا يوم سألتُ عن هذا، إنَّما كان هذا بأَخَرة أو كما قال (¬4). أخرجه أبو نعيم في (فضائل الصّحابة) (¬5) وابن عساكر (¬6). قال الذهبي في ترجمة إسحاق بن إبراهيم: هذا حديث باطل (¬7). ¬
311 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أخبرنا أبو الفتح منصور بن الحسين أخبرنا أبو بكر بن المقرئ (¬2) حدّثنا أبو الحسين علي بن إسحاق بن رداء القاضي -وكان أحد الثقات- حدّثنا علي بن نصر البصري حدّثنا عبد الرَّزاق أخبرنا معمر عن الزُّهريّ عن علي بن الحسين عن أبيه رفعه: (إن الله عز وجل خلق علِّيين وخلق طينتنا منها، وخلق طينةَ مُحبِّينا منها، وخلق سِجّين وخلق طينةَ مبغضينا منها، فأرواح مُحبِّينا تتوق إلى ما خُلقت منه، وأرواح مبغضينا تتوق إلى ما خُلقت منه) (¬3). -[277]- قال في (الميزان) (¬4): هذا خبر باطل، وآفته علي بن نصر لا يُدرى من هو. ¬
312 - الخطيب (¬1): أخبرنا هلال بن محمد الحفّار حدثني أبو الحسن علي بن أحمد بن حمويه المؤدّب حدثني محمد بن إسحاق المقرئ المعروف بشاموخ حدّثنا علي بن حمّاد الخشّاب حدّثنا علي بن المديني حدّثنا وكيع بن الجراح حدّثنا سليمان بن مهران حدّثنا جابر عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعًا: (ليلة عُرج بي إلى السماء رأيتُ على باب الجنة مكتوباً: لا إله إلَّا الله محمد رسول الله، عليٌّ حِبُّ الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمَة الله، على باغضهم لعنةُ الله) (¬2). قال الخطيب: هذا حديث منكر، وعلي بن حمّاد مستقيم الروايات لا يحتمل مثل هذا، وشاموخ كثير المناكير. ¬
313 - وقال الديلمي (¬1): كتب إلينا أبو بكر ابن مردويه أخبرنا جدِّي حدّثنا محمد بن علي حدّثنا علي بن شهمرد التستري حدّثنا أبو الأشعث جعفر بن أحمد [حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده جعفر بن محمد] (¬2) عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب رفعه: (لمّا أُسري بي رأيتُ على باب الجنة مكتوبًا بالذهب: لا إله إلَّا الله، محمد حبيب الله، عليٌّ وليُّ الله، فاطمة أمَة الله، الحسن والحسين صفوة الله، على باغضهم لعنةُ الله). ¬
314 - الخطيب (¬1): أخبرني محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عثمان المقرئ المعروف بـ[ابن بويان] (¬2) حدّثنا محمد بن علي الورَّاق ويُعرف بـ[حمدان] (¬3) حدّثنا محمد بن حسَّان السمتي حدّثنا سيف بن محمد عن خاله سفيان عن سلمة بن كهيل عن حَبَّة بن جُوَين عن علي بن أبي طالب قال: بينا أنا مع النَّبي - صَلَّى الله عليه وسلم - في خباء (¬4) لأبي طالب أشرف علينا أبو طالب، فبصر به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا عمّ ألا تنزل فتصلي معنا؟). قال: ابنَ أخي إنّي لأعلم أنك على حق، ولكنّي (¬5) أكره أن أسجد فتعلوني استي (¬6)، ولكن انزل يا جعفر فصِل جناحَ ابن عمك. فنزل جعفر فصلَّى عن يسار النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا قضى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - صلاته التفت إلى جعفر فقال: (أَمَا إنَّ الله تعالى قد وصلك بجناحين تطير بهما في الجنة كما وصلتَ جناح ابن عمك) (¬7). قال الخطيب: تفرد برواية هذا الحديث عن سفيان الثوري ابنُ أخته سيفُ بن محمد، ولا نعلم رواه عنه إلَّا السمتي. -[279]- وقال ابن عدي: هذا باطل عن الثوري، وسيف كذاب (¬8). وقال ابن الجوزي في (الواهيات) (¬9): سيف يضع الحديث (¬10)، والسمتي ضعيف (¬11). ¬
315 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن صَصْرَى إجازة حدّثنا أبو منصور طاهر بن العباس بن منصور المروزي حدّثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر السقطي حدّثنا إسحاق بن محمد بن إسحاق السوسي حدّثنا أبو عمر الزَّاهد حدّثنا علي بن محمد الصَّائغ حدثني أبي قال: رأيتُ الحسين بن علي وفَد على معاوية فقال: حدثني أبي عن جدِّي: عن جبريل عن ربّه عز وجل أنّ تحت قائمة كرسي العرش في ورقة آسٍ خضراء مكتوب علها: لا إله إلَّا الله محمد رسول الله، يا شيعة آل محمد لا يأتي أحد منكم يوم القيامة يقول: لا إله إلَّا الله؛ إلَّا أدخله اللهُ تعالى الجنة. فقال معاوية: سألتُك بالله يا أبا عبد الله مَن شيعة آل محمد؟ فقال: الذين لا يشتمون أبا بكر وعمر، ولا يشتمون عثمان، ولا يشتمون أبي، ولا يشتمونك يا معاوية (¬2). قال ابن عساكر: هذا حديث منكر، ولا أرى إسناده متصلًا إلى الحسين. (¬3) ¬
316 - ابن عدي (¬1): حدّثنا أحمد بن حفص حدّثنا أحمد بن أبي روح البغدادي حدّثنا يزيد بن هارون حدّثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: قيل يا رسول الله عمّن نكتب العلم بعدك؟ قال: (عن علي وسلمان) (¬2). قال في (الميزان) (¬3): هذا موضوع على هذا الإسناد، والآفة من أحمد بن أبي روح. ¬
317 - العقيلي (¬1): حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزي حدّثنا الفضل بن سهل حدّثنا عبد العزيز بن أبان حدّثنا شعبة عن أبي جمرة قال: سمعتُ بُرَيد بن أصرم قال: سمعتُ عليًّا يقول في قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ} (¬2) قال عليٌّ: فيَّ أُنزلت (¬3). قال العقيلي: لا أصل له، وبُرَيد مجهول. ¬
318 - قال ابن النجار (¬1): عبد الملك بن جعفر بن الحسين أبو العباس مِن أهل سامراء، حدَّث عن الحسن بن عرفة بحديث منكر. ثم قال: أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن محمد بن عبد الباقي أخبرنا الحسن بن علي الجوهري إذنًا عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان حدثني أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري حدثني أبو العباس عبد الملك بن جعفر بن الحسين -[281]- -لقيتُه بتكريت وسألتُه عن مولده فقال: لثلاثٍ خلون مِن شهر ربيع الآخر سنة (221) بِسرّ من رأى- حدّثنا أبو علي الحسن العبدي بِسرّ من رأى حدّثنا يزيد بن هارون الواسطيِّ عن حميد الطَّويل عن أنس قال: أُهدي إلى النَّبي - صلى الله عليه وسلم - زُبدٌ وعسل، فجاء عليٌّ فجلس، فقدّمه النبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - إليه فقال: (كل يا سيدي) وذكر الحديث (¬2). ¬
319 - ابن النجار (¬1): كتب إليَّ أبو جعفر محمد بن أحمد الصَّيدلانيُّ أنّ يَحْيَى بن عبد الوهاب بن منده أخبره عن أبي بكر محمد بن علي الجُوْزْداني حدّثنا أبو عمرو عثمان (¬2) بن أحمد بن عثمان بن الحسين بن الحسن البغدادي حدّثنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقرئ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن خالد الذهلي حدّثنا سَرْهَب بن داهر الراسبي حدّثنا سعيد بن هبيرة العامري حدّثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السَّائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: كنّا مع رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - في سفر فسمع غراباً يقول: قاق قاق. فقال: (تدرون ما يقول؟). قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: (فإنَّه يقول: في الكتاب الأول مكتوبٌ: صدق أبو بكر الصدّيق. وفي الكتاب الثَّاني: صدق عمر. وفي الكتاب الثالث: صدق عثمان ذو النورين. وفي الكتاب الرابع: صدق عليٌّ الهاشمي). قلنا: يا رسول الله غرابٌ يتكلم؟ قال: (خلّوا عنه فإنَّه يحكي عن ربّه عز وجل) (¬3). قال ابن النجار: هذا حديث منكر، في إسناده غير واحد من المجهولين، والنقاش مشهور برواية الغرائب والمنكرات (¬4). ¬
320 - ابن النجار: أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطيِّ عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن محمد الهمداني أخبرنا السيد أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن زيد الحسيني القصبي حدّثنا الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد العلوي المحمدي حدّثنا القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد وبكر بن أحمد بن مخلد وأبو عبد الله الغالبي قالوا: حدّثنا محمد بن هارون المنصوري العباسي حدّثنا أحمد بن شاكر حدّثنا يَحْيَى بن [أكثم] (¬1) القاضي حدّثنا المأمون عن عطية العوفي عن ثابت السيناني عن أنس بن مالك عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لمّا أراد اللهُ أن يهلك قوم نوح أوحى إليه أن شقَّ ألواح الساج، فلمَّا شقّها لم يدرِ ما يصنع بها، فهبط جبريل فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت فيه مائة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار، فسر بالمسامير كلها السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير، فضرب بيده إلى مسمار منها فأشرق في يده وأضاء كما يضيء الكوكب الدرِّي في أفق السماء، فتحيّر مِن ذلك نوح، فأنطق اللهُ ذلك المسمار بلسان طلق ذلق فقال: على اسم خير الأنبياء محمد بن عبد الله. فهبط عليه جبريل، فقال له: يا جبريل ما هذا المسمار الذي ما رأيتُ مثله؟ قال: هذا باسم خير الأولين والآخرين محمد بن عبد الله، أسمِره في أولها على جانب السفينة اليمنى. وضرب بيده على مسمار ثانٍ فأشرق وأنار، فقال نوح: ما هذا المسمار؟ قال: مسمار أخيه وابن عمه علي بن أبي طالب، فأسمِره على جانب السفينة اليسار في أولها. ثم ضرب بيده إلى مسمار ثالث فزهر وأشرق وأنار، فقال: هذا مسمار فاطمة، فأسمره إلى جانب مسمار أبيها. ثم ضرب بيده إلى مسمار رابع فزهر وأنار، فقال: هذا مسمار الحسن، فأسمره إلى جانب مسمار أبيه. ثم -[283]- ضرب بيده إلى مسمار خامس فأشرق وأنار وبكى (¬2)، فقال: يا جبريل ما هذه النداوة؟ قال: هذا مسمار الحسين بن علي سيد الشهداء، فأسمره إلى جانب مسمار أخيه). ثم قال النَّبي - صَلَّى الله عليه وسلم -: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} (¬3). قال النَّبي - صَلَّى الله عليه وسلم -: (الألواح خشب السفينة، ونحن الدسر، لولانا ما سارت السفينة بأهلها) (¬4). ¬
321 - ابن النجار (¬1): كتب إليَّ أبو جعفر المبارك بن المبارك المقرئ الواسطيِّ أن أبا الكرم خميس بن علي الحَوْزي (¬2) أخبره: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الطَّيِّب (¬3) حدّثنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار حدّثنا أبو الحسن أحمد بن سهلان بن جابر حدّثنا أبو عمرو عثمان بن عيسى بن الحسن البرداني المعروف بالكيِّس حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد الله الشيباني حدّثنا محمد بن الصباح عن إسماعيل بن زكريا عن محمد بن عون الخراساني عن ابن عباس مرفوعًا: (إنّ لحوضي أربعة أركان: الأول في يد أبي بكر، والثاني في يد عمر، والثالث في يد عثمان، والرابع في يد عليّ، فمن أحبَّ أبا بكر وأبغض عمر لم يسقِه أبو بكر، ومن أحبَّ عمر وأبغض أبا بكر لم يسقِه عمر، ومن أحبَّ عثمان وأبغض عليًّا لم يسقِه عثمان). -[284]- قال: وذكر باقي الحديث (¬4). ¬
322 - أبو بكر الشَّافعي في (الغيلانيات) (¬1): حدّثنا أبو حمزة أحمد بن عبد الله بن مروان المروزي حدّثنا داود بن الحسين العسكري حدّثنا بشر بن داود عن شابور عن علي بن عاصم عن حميد عن أنس مرفوعًا: (إنّ على حوضي أربعة أركان: فأول ركن منها في يد أبي بكر، والركن الثَّاني في يد عمر، والركن الثالث في يد عثمان، والركن الرابع في يد علي. فمن أحبَّ أبا بكر وأبغض عمر لم يسقه أبو بكر، ومن أحبَّ عمر وأبغض أبا بكر لم يسقه عمر، ومن أحبَّ عثمان وأبغض عليًّا لم يسقه عثمان، ومن أحبَّ عليًّا وأبغض عثمان لم يسقه علي. ومَن أحسن القول في أبي بكر فقد أقام الدين، ومَن أحسن القول في عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحسن القول في عثمان فقد استنار بنور الله، ومَن أحسن القول في عليّ فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ومَن أحسن القول في أصحابي فهو مؤمن) (¬2). -[285]- أخرجه ابن الجوزي في (العلل) (¬3) وقال: هذا حديث لا يصحّ وفيه مجاهيل (¬4)، وعلي بن عاصم قال فيه يزيد بن هارون: ما زلنا نعرفه بالكذب (¬5). ¬
323 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أخبرنا أبي أبو القاسم إملاء أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أخبرنا أحمد بن نصر بن عبد الله الذارع (¬2) بنهروان حدّثنا جدِّي لأمي صدقة بن موسى بن تميم حدّثنا أحمد بن حنبل (¬3) حدّثنا عبد الرَّزاق عن معمر عن الزُّهريّ عن نافعٌ عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ الله فرض عليكم حبَّ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي كما فرض عليكم الصَّلاة والصيام والحج والزكاة، فمن أبغض واحدًا منهم فلا صلاة له ولا صيام له ولا حجَّ له ولا زكاة له، ويُحشر يوم القيامة مِن قبره إلى النَّار) (¬4). أحمد بن نصر الذارع قال الدارقطني: دجال (¬5)، وقال في (الميزان) (¬6): له أباطيل. ¬
324 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو الفضل محمد بن حمزة بن إبراهيم الزنجاني بزنجان حدّثنا القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني الطبري بهمذان أخبرنا الشَّيخ الصالح أبو الفضل العباس بن موسى بن العباس -[286]- الوبري الساوي الحاجي ببخارى أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله حفدةُ العباس بن حمزة حدّثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا الغلابي بالبصرة حدّثنا محمد بن المثني حدّثنا يَحْيَى بن سعيد عن ابن أبي ذئب عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: (إنّ لحوضي أربعة أركان: ركن عليه أبو بكر، وركن عليه عمر، وركن عليه عثمان، وركن عليه عليّ، فمن جاء محبًّا لهم سقوه، ومن جاء مبغضاً لهم لا يسقونه) (¬2). محمد بن زكريا الغلابي قال الدارقطني: يضع الحديث (¬3). ¬
325 - إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي عن وكيع عن سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعًا: (إذا كان يوم القيامة يكون أبو بكر على أحد أركان الحوض، وعمر على الركن الثَّاني، وعثمان على الثالث، وعليّ على الرابع، فمن أبغض واحدًا منهم لم يسقِه الآخرون). أخرجه ابن حبان في (الضعفاء) (¬1) وقال: إبراهيم يسرق الحديث ويروي عن الثقات ما ليس مِن حديثهم. وقال في (الميزان) (¬2): هو رجل كذّاب. قال الحاكم (¬3): أحاديثه موضوعة. وأورده ابن الجوزي في (العلل) (¬4) وقال: هذا حديث موضوع، والمتّهم به إبراهيم. (¬5) ¬
326 - ابن عساكر (¬1): قرأتُ على أبي محمد السلمي عن عبد الدائم بن حسن أخبرنا عبد الوهاب الكلابي (¬2) إجازة حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان حدّثنا زياد بن معاوية بن يزيد (¬3) بن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان حدثني عبد الرحمن بن الحسام عن رجل مِن أهل حوران يروي (¬4) عن رجل آخر قال: اجتمع عشرة مِن بني هاشم فغدوا على النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، (فصلَّى النَّبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬5)، فلمَّا انقضت الصَّلاة التفَتَ إليهم فسلّم عليهم وسلَّموا عليه، ثم قال بعضهم: غدونا يا رسول الله إليك لنذاكرك بعض أمورنا. إنّ الله تبارك وتعالى قد خصّك بهذه الرسالة وهذه النبوة فشرّفك بها وشرّفنا بشرفك، فكلُّ شيء مِن أمرك حسنٌ جميلٌ واللهِ محمودٌ، وهذا معاوية بن أبي سفيان قد نخا (¬6) علينا بكتابة الوحي، فرأينا أنّ غيره مِن أهل بيتك أولى. فقال: (نعم، انظروا إلى رجل) (¬7). فكان الوحي ينزل في كل أربعة أيَّام مِن عند الله تعالى إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - فأقام الوحي أربعين ليلة لا ينزل شيء، فلمَّا كان يوم أربعين هبط جبريل بصحيفة بيضاء فيها مكتوب: يا محمد ليس لك أن تغيِّر مَن اختاره الله لكتابة وحيه، فأقِرَّه فإنَّه أمين. فقال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: (أين معاوية؟). فجاء معاوية فأجلسه وأثبَته على ما كان عليه مِن كتابة الوحي (¬8). قال ابن عساكر: هذا حديث منكر، وفيه غير واحد مجهول. -[288]- وقال في (الميزان) (¬9): بل هو ممَّا يُقطع ببطلانه، فوالله إنّي لأخشى أن يكون الذي افتراه مدخول الإيمان. ¬
327 - ابن النجار: أخبرنا محمود بن أحمد بن محمد القطان وعبد الأعلى بن محمد بن محمد الأديب بأصبهان قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد السكري أنّ أبا مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ أخبره حدّثنا الشريف أبو طاهر إسماعيل بن غانم بن سليمان بن عبد القادر بن علي بن إبراهيم العثماني المكيِّ- قدم علينا- حدّثنا أبو حفص عمر بن محمد بن مهدي قراءة عليه مِن أصل كتابه حدّثنا الشريف أبو الحسن محمد بن الحسين البصري العثماني حدّثنا أبو القاسم يوسف بن عبد الله بن يوسف حدّثنا أبو الحسن القزويني حدّثنا أبو بكر محمد بن علي الصَّائغ بالأنبار حدّثنا نصر بن علي بن نصر الحربي حدّثنا مسرّة بن عبد الله مولى المتوكل حدّثنا كردوس بن محمد القافلاني حدّثنا يزيد بن محمد المروزي عن أبيه عن جده قال: سمعتُ علي بن أبي طالب يقول: لأُخرِجنَّ ما لمِعاوية مِن رقبتي؛ بينا أنا جالس بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكتبُ إذ جاء معاوية بن أبي سفيان، فأخذ رسولُ الله - صَلَّى الله عليه وسلم - القلمَ مِن يدي فدفعه إلى معاوية، فما وجدتُ في نفسي مِن ذلك، إذ علمتُ أنّ الله تعالى أمره بذلك (¬1). -[289]- قال ابن النجار: هذا حديث منكر وأكثر رواته مجاهيل لا يُعرفون، ومسرّة مولى المتوكل ذاهب الحديث (¬2)، فلا يُقبل منه مثل هذا، انتهى. (¬3) ¬
328 - قال الحافظ أبو نعيم في (معجمه): حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أحمد الجرجرائي حدّثنا أبو الطَّيِّب طاهر بن علي البكري حدّثنا محمد بن أحمد الضبّي المروزي حدّثنا عبد الله بن مسلم الدّمشقيُّ عن إبراهيم بن هدبة عن أنس مرفوعًا: (طلبُ الجنة بلا عملٍ ذنبٌ مِن الذنوب، وانتظار شفاعتي مِن بعدي بلا شيء (¬1) نوعٌ مِن الغرور، وارتجاء الرحمة مِمَّن لا يطيع اللهَ حمقٌ وجهالة) (¬2). قال أبو نعيم: أنا أبرأ مِن عهدة هذا الحديث عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم -. (¬3) ¬
329 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي حدّثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني لفظاً أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد العزيز اللهبي حدّثنا أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن الحسين بن أحمد اللهبي حدّثنا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن ملاس [النميري] (¬2) حدّثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن أبان بن الوليد بن شداد الفارسي حدّثنا محمد بن عبد العزيز البغدادي المعروف بالجزري حدّثنا سيف بن محمد عن يَحْيَى بن سليم الطائفيُّ عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم -[290]- عن ابن عباس قال: قال النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ أَحبَّ أصهاري إليَّ وأعظمهم عليَّ (¬3) منزلة وأقربهم مِن الله وسيلةً وأنجح أهل الجنة ظنًّا: أبو بكر. والثاني عمر؛ يعطيه الله قصراً مِن لؤلؤةٍ ألفَ فرسخ في ألف فرسخ، قصورها ودورها ونجائبها وحجابها وسررها وأكوابها وطيرها مِن هذه اللؤلؤة الواحدة، وله الرضا بعد الرضا. والثالث عثمان بن عفَّان، وله في الجنة مالا أقدر على وصفه، يعطيه اللهُ ثواب عبادة الملائكة أوِّلهم وآخرهم. والرابع علي بن أبي طالب؛ بخٍ بخٍ مَن مثل عَليٍّ! وزيري عند الميزان، وأنيسي عند كربتي في أمّتي، ومؤمِّن (¬4) على دعائي. ومَن مثل أبي سفيان، لم يزل الدِّين به مؤيَّداً قبل أن يسلم وبعدما أسلم. ومَن مثل أبي سفيان، إذا أقبلتُ مِن عند ذي العرش أريد الحساب، فأقوم فإذا أنا بأبي سفيان ومعه (¬5) كأس مِن ياقوتة حمراء، يقول: اشرب يا خليلي. [أعار] (¬6) بأبي سفيان؟ وله الرضا بعد الرضا) (¬7). قال ابن عساكر: هذا حديث منكر (وفيه انقطاع) (¬8). قلتُ: سيف بن محمد كذاب (¬9). ¬
330 - ابن الجوزي في (الواهيات) (¬1): أنبأنا علي بن عبيد الله أخبرنا ابن البُسْري أنبأنا ابن بطة حدّثنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار حدّثنا العباس بن محمد الدُّوريُّ حدّثنا عبد العزيز بن بحر (¬2) المروزي حدّثنا إسماعيل بن عياش الحمصي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: (يدخل عليكم مِن هذا الباب رجل مِن أهل الجنة). فدخل معاوية. ثم قال مِن الغد [مثل ذلك] (¬3) فدخل معاوية، ثم قال مِن الغد مثل ذلك فدخل معاوية. فقال رجل: يا رسول الله هذا هو؟ قال: (هذا هو). ثم قال: (أنتَ مِنّي يا معاوية وأنا منك، ولَتزاحمنَّي على باب الجنة كهاتين السبّاحة (¬4) والوسطى) (¬5). أخرجه الديلمي (¬6) مِن وجه آخر عن عبد العزيز به. -[292]- قال ابن الجوزي: عبد الرحمن لا يحتجّ به (¬7)، وإسماعيل بن عياش قال ابن حبان: كثُر الخطأ في حديثه وهو لا يعلم فخرج عن حدِّ الاحتجاج به (¬8). وقال في (الميزان) (¬9): الراوي عن إسماعيل مجهول فكأنه سرقه، فإنَّه ليس بصحيح. (¬10) قال ابن الجوزي (¬11): وقد روى عبد المجيد بن أبي رواد عن عبيد الله بن عمر عن نافعٌ عن ابن عمر مرفوعًا: (لكل أمّة فرعون، وفرعون هذه الأمة معاوية بن أبي سفيان). سئل أحمد ويحيى عن هذا (¬12) فقالا: ليس بصحيح، وعبد المجيد لم يسمع مَن عبيد الله شيئًا، فكأنه أخذه عن إنسان فدلَّسه فحدَّث به (¬13). ¬
331 - أبو علي الحدّاد في (معجمه): أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أَصْبَهْبَد حدّثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الدامغاني إملاء حدّثنا أبو علي الحسين بن علي التَّيميُّ الطالقاني حدّثنا أبو ياسر عمار بن عبد المجيد الهروي -[293]- حدثنا داود بن عفَّان حدّثنا أنس بن مالك مرفوعًا: (الأمناء سبعة: اللوح والقلم وإسرافيل وميكائيل وجبريل ومحمد ومعاوية بن أبي سفيان) (¬1). قال في (الميزان) (¬2): هذا الحديث موضوع (¬3)؛ داود بن عفَّان عن أنس بنسخة موضوعة. قال ابن حبان (¬4): كان يدور بخراسان ويضع على أنس، كتبنا النسخة عن عمار بن عبد المجيد عنه، لا يحلُّ ذكره في الكتب إلَّا على سبيل القدح. وقال في (اللسان) (¬5): قال أبو نعيم في مقدمة (المستخرج) (¬6): داود بن عفَّان بن حبيب حدّث عن أنس بنسخةٍ موضوعة في فضائل الأعمال لا شيء. وبنحوه قال الحاكم (¬7) وأبو سعيد النقاش، انتهى. ¬
332 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل الإسفراييني أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن صَصْرَى التغلبي إجازة أخبرنا أبو منصور طاهر بن العباس المروزي حدّثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد السقطي حدّثنا إسحاق بن محمد بن إسحاق السوسي حدّثنا أبو بكر محمد بن علي السقطي رواه عن مجاهد عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: (الأمناء عند الله سبعة: القلم واللوح وإسرافيل وميكائيل وجبريل وأنا ومعاوية. فإذا كان يوم القيامة يقول الله للقلم: إلى مَن أدَّيتَ الوحي؟ فيقول: إلى اللوح. فيقول لِلَّوح: إلى مَن أدَّيتَ الوحي؟ -[294]- فيقول: إلى إسرافيل. فيقول لإسرافيل: إلى مَن أدَّيتَ الوحي؟ فيقول: إلى ميكائيل. فيقول لميكائيل: إلى مَن أدَّيتَ الوحي؟ فيقول: إلى جبريل. فيقول لجبريل: إلى مَن أدَّيتَ الوحي؟ فيقول: إلى محمد. فيقول لمحمد (¬2): مَن ائتمنتَ على الوحي؟ فأقول: معاوية، كذا أخبرني جبريل عنك يا ربِّ أنك قلتَ: إنّه أمين في الدُّنيا والآخرة. فيقول الله: صدق القلم وصدق اللوح وصدق إسرافيل وصدق ميكائيل وصدق جبريل وصدق محمد وصدقتُ أنا؛ إنّ معاوية أمين في الدُّنيا والآخرة) (¬3). قال ابن عساكر: هذا على إنكاره غير متصل الإسناد. وقال الذهبي في (الميزان) (¬4): إسحاق بن محمد بن إسحاق السوسي ذاك الجاهل الذي أتى بالموضوعات السَّمجة في فضائل معاوية، رواها عبيد الله السقطي عنه، فهو المتهم بها أو شيوخه المجهولون. ¬
333 - وبه (¬1) إلى إسحاق بن محمد حدّثنا محمد بن الحسن حدّثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي حدّثنا عفَّان حدّثنا همام (¬2) عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص أنَّه قال لحذيفة: ألستَ شاهدَ (¬3) يوم قال النَّبي - صلى الله عليه وسلم - لمعاوية: (يُحشر يومَ القيامة معاويةُ بن أبي سفيان وعليه حُلّة مِن نور، ظاهرها مِن الرحمة وباطنها مِن الرضا، يفتخر بها في الجَمع لكتابة الوحي بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)؟ قال: نعم (¬4). ¬
334 - وبه (¬1) إلى إسحاق حدّثنا محمد بن علي السقطي حدّثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن سليمان المؤدب حدّثنا محمد بن أحمد بن الضَّحَّاك حدّثنا أحمد بن الهيثم حدّثنا قتيبة بن سعيد حدّثنا ابن لهيعة عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعًا: (يَخرج معاويةُ مِن قبره وعليه رداء مِن السّندس والإستبرق مرصَّع بالدرّ والياقوت عليه مكتوب: لا إله إلَّا الله محمد رسول الله. أبو بكر الصِّديق. عمر بن الخطاب. عثمان بن عفَّان. علي بن أبي طالب) (¬2). ¬
335 - وبه (¬1) إلى إسحاق حدّثنا ابن صديق حدّثنا أبو القاسم المعروف بابن الباقلاتي حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر الناشي (¬2) حدّثنا محمد بن موسى الحذاء حدّثنا عمر بن سعد الطَّائي حدّثنا عمر بن سنان الرهاوي حدّثنا أبي عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس قال: جاء جبريل إلى النَّبي - صَلَّى الله عليه وسلم - بورقة آسٍ أخضر مكتوب عليها: لا إله إلَّا الله، حبُّ معاوية بن أبي سفيان فرضٌ مِنّي على عبادي (¬3). ¬
336 - وبه (¬1) إلى إسحاق حدّثنا أبو عبد الله فرج بن أحمد السامري الورَّاق حدّثنا عيسى بن نصر حدّثنا عبد الله بن أحمد بن عبيد الله بن مسمار الدير عاقولي حدّثنا أبو الرَّبيع الزهراني عن حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا: (الشاكُّ في فضلك يا معاوية تنشقّ الأرض عنه يوم القيامة وفي عنقه طوقٌ مِن نار له ثلاثمائة شعبة، على كلِّ شعبة شيطان يكلح في وجهه مقدار عمر الدُّنيا) (¬2). ¬
337 - ابن عساكر (¬1): أنبأنا أبو الحسن الفرضي أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء أخبرنا أبو بكر عبد الله بن أحمد بن [عثمان] (¬2) بن خلف بن سلمان العكبري حدّثنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب العطار حدّثنا محمد بن الحسن بن عبد الله الحارثي حدّثنا عبد الرحمن الأموي حدّثنا عمر بن يونس اليمامي عن إسماعيل بن حمّاد عن مقاتل بن حيان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا: (الشاكُّ في فضلك يا معاوية يُبعث يوم القيامة وفي عنقه طوقٌ مِن نار، وفيه ثلاثمائة شعبة [من نار، على كل شعبة] (¬3) منها شيطان يكلح في وجهه مقدار عمر الدُّنيا) (¬4). ¬
338 - وبه (¬1) إلى إسحاق حدّثنا ابن صديق حدّثنا الحسن بن شادما (¬2) العسكري حدّثنا أبو زرعة حدّثنا سليمان بن حرب حدّثنا حمّاد بن زيد حدّثنا عبد العزيز بن صهيب حدّثنا أنس بن مالك قال: دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن صَلَّى العصر إلى بيت أم حبيبة فقال: (يا أنس صِر إلى منزل فاطمة) وأعطاني أربع موزات، فقال لي: (يا أنس: واحدة للحسن وواحدة للحسين واثنتين لفاطمة، وصِر إليّ). ففعلتُ وصرتُ إلى رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -، فقالت أم حبيبة: يا رسول الله تفاضَل أصحابُك مِن قريش ويفتخرون على أخي بما بايعوك تحت الشجرة. فقال: (لا يفتخرنّ أحدٌ علي أحد، فلقد بايع كما بايعوا). -[297]- وخرج مع رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - (¬3) وخرجتُ معه، فقعد على باب المسجد، فطلع أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ وسائر النَّاس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: (يا أبا بكر) قال: لبيك يا رسول الله. قال: (تحفظُ مَن أوّل مَن بايعني ونحن تحت الشجرة؟) قال أبو بكر: أنا يا رسول الله وعمر وعلي بن أبي طالب. فرفع عثمان رأسه، فقال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: (يا أبا بكر إذا غبتُ أنا فعثمان، وإذا غاب عثمان فأنا). فضحك أبو بكر وقال: عثمان يا رسول الله وعليّ وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح. قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: (ثمّ مَن؟). قال: هؤلاء الذين كانوا وكنّا. قال: (وأين معاوية؟) قال: لم يكن معنا بالحضرة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (والذي بعثني بالحق نبيًا لقد بايع معاوية بن أبي سفيان كما بايعتم). قال أبو بكر: ما علمنا يا رسول الله. قال: (إنه في وقت ما قبض الله قبضة مِن الذرّ قال (¬4): في الجنة ولا أبالي؛ كنتَ أنت يا أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح ومعاوية بن أبي سفيان تلك (¬5) القبضة (¬6)، ولقد بايع كما بايعتم، ونصح كما نصحتم، وغفر اللهُ له كما غفر لكم، وأباحه الجنة كما أباحكم) (¬7). ¬
339 - ابن عدي (¬1): حدّثنا عبد الله بن محمد بن ياسين حدّثنا الحسن بن شبيب حدّثنا مروان بن معاوية حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن ابن عمر قال: كنّا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (لَيَلِينَّ بعضَ مدائن الشام رجلٌ عزيز منيع، هو مِنّي وأنا منه). -[298]- فقال رجل: مَن هو يا رسول الله؟ فقال بقضيب كان في يده في قفا معاوية: (هو هذا) (¬2). قال ابن عدي: الحسن بن شبيب حدّث عن الثقات بالبواطيل. (¬3) قال أبو حاتم: ولا يُحتجُّ بعبد الرحمن بن عبد الله (¬4). ¬
340 - قال ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدّثنا أبو بكر الخطيب حدثني أبو طالب يَحْيَى بن علي بن الطَّيِّب الدسكري أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن موسى الإستراباذي حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن حاتم القومسي حدّثنا أبو أحمد زكريا بن دويد الكندي أنَّه أتى عليه مائة وست وثلاثون سنة، وسمعتُ أنا منه بعسقلان في سنة نيِّف وستين ومائتين: حدّثنا سفيان الثوري حدّثنا حميد الطَّويل حدّثنا شقيق عن ابن عباس قال: دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا معاوية بن أبي سفيان قاعد عن يمينه، فالتفتَ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا معاوية اكتب لي آية الكرسي في ورقة بيضاء). فكتبها له، ثم وضعها بين يدي النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، فتناولها النَّبي - صلى الله عليه وسلم - ثم نظر فيها فقال: (غفر الله لك يا معاوية بعدد [من قرأ] (¬2) آية الكرسي). قال في (الميزان) (¬3): زكريا بن دويد بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي كذّاب ادّعى السماع مِن مالك والثوري والكبار، زعم أنّه ابن مائة وثلاثين سنة، وذلك بعد الستين ومائتين. قال ابن حبان (¬4): كان يضع الحديث على حميد الطَّويل، وله نسخة كلُّها موضوعة لا يحلُّ ذكرها. ¬
341 - وقال ابن عساكر (¬1) بالسند الماضي إلى إسحاق حدّثنا ابن صديق حدّثنا أحمد بن محمد بن المغيرة العباداني بعبادان حدّثنا قيس بن إبراهيم بن قيس الطوابيقي حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب الضَّرير حدّثنا أبو عامر العقدي وسعيد بن عامر حدّثنا الفضيل بن [مرزوق] (¬2) عن عطية العوفي عن أبي موسى الأشعري قال: لمّا نزلت آية الكرسي استشرف لها أصحاب النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال كل رجل منهم: أنا أكتبها دون فلان. فبلغ ذلك النبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم - فقال: (أمّا أنا لا (¬3) أستكتب أحدًا إلَّا بوحيٍ من السماء). قال أبو موسى: فإنّا مع رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - جلوس إذ نزل الوحي، فغشي بعباءته القطوانية، فلمَّا سُرّي عنه الوحي طفق يقول: (ما فعل معاوية الغلام؟). فأتى معاوية فذُكر ذلك له، فأتى النبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم - وعلى أذنه قلم، ومعه كتف بعير، فقال النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: (ادنُ يا غلام). [فدنا، ثم قال: (ادنُ يا غلام). فدنا، ثم قال: (ادنُ يا غلام)] (¬4) فدنا حتَّى صيّر ركبته ركبة النَّبي (¬5) - صلى الله عليه وسلم -، قال: (اكتب يا غلام). قال: وما أكتب فداك أبي وأمي يا رسول الله؟ قال: (اكتب {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}) حتَّى انتهى إلى قوله {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (¬6). فكتبها. فقال النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: (أَكَتبتَها يا غلام؟). قال: نعم يا رسول الله. قال: (غفر الله لك ما قُرئت (¬7) إلى يوم القيامة) (¬8). ¬
342 - الديلمي (¬1): أخبرنا يَحْيَى بن منده أخبرنا علي بن محمد بن طلحة المذكر حدّثنا عبد الله بن إبراهيم بن عبد الملك حدّثنا عبد العزيز بن محمد حدّثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدّثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدّثنا هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: لمّا نزلت آية الكرسي دعا رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - معاوية فكتبها وقال: (غفر اللهُ لك يا معاوية ما قُرئت) (¬2). ¬
343 - وبه (¬1) إلى إسحاق حدّثنا ابن صديق حدّثنا علي بن جعفر الفرغاني حدّثنا علي بن جعفر الميداني حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله حدّثنا أبو الرَّبيع الزهراني عن حمّاد بن زيد عن أيوب عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: إذا كان يوم القيامة دُعي بالنبي - صَلَّى الله عليه وسلم - ومعاوية، فيوقفان بين يدي الله، فيُطوَّق النَّبي - صَلَّى الله عليه وسلم - بطوق ياقوتٍ أحمر، ويُسوَّر بثلاثة أسورة مِن لؤلؤ، فيأخذ النبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - الطوقَ فيطوِّقه معاوية، ثم يسوِّره بثلاثة (¬2) أسورة، فيقول الله: (يا محمد تتسخّى عليَّ وأنا السَّخيُّ وأنا الذي لا أبخل؟). فيقول النَّبي - صَلَّى الله عليه وسلم -: (إلهي وسيِّدي كنتُ ضمنتُ لمعاوية في دار الدُّنيا ضماناً فأوفيتُه ما ضمنتُ له بين يديك يا ربّ). فيبتسم (¬3) الربُّ إليهما ثم يقول: (خذ بيد صاحبك، انطلقا إلى الجنة جميعاً) (¬4). ¬
344 - وبه (¬1) إلى إسحاق حدثنا عبيد الله بن الحسن بن خزيمة حدثنا إبراهيم بن محمد بن الشافعي عن عمرو بن يحيى السعدي عن جده أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ذات يوم جالسًا بين أصحابه إذ قال: (يدخل عليكم مِن باب المسجد في هذا اليوم رجلٌ مِن أهل الجنة يفرحني اللهُ به). فقال أبو هريرة: فتطاولتُ لها فإذا نحن بمعاوية بن أبي سفيان قد دخل. فقلتُ: يا رسول الله هو هذا؟ قال: (نعم يا أبا هريرة هو هو) يقولها ثلاثًا. ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يا أبا هريرة إنّ في جهنّم كلابًا زرق الأعين على أعرافها شعرٌ كأمثال أذناب الخيل، لو أذن اللهُ تبارك وتعالى لكل منها أن يبلع (¬2) السموات السبع في لقمة واحدة لهان ذلك عليه، يُسلَّط (¬3) يوم القيامة على مَن لعن معاوية بن أبي سفيان) (¬4). قال ابن عساكر: هذا منقطع. (¬5) * قال ابن عساكر (¬6): كتب إليَّ أبو نصر القشيري أخبرنا أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعتُ أبا العباس الأصمّ يقول: سمعتُ أبي يقول: سمعتُ (إسحاق بن) (¬7) إبراهيم الحنظلي (¬8) يقول: لا يصحُّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في فضل معاوية بن أبي سفيان شيء (¬9). -[302]- وأصحُّ ما روي في فضل معاوية حديث ابن عباس (¬10): أنه كان كاتب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد أخرجه مسلم في صحيحه (¬11). وبعده حديث العرباض: (اللهمّ علِّمه الكتاب) (¬12). وبعده حديث ابن أبي [عميرة] (¬13): (اللهم اجعله هاديًا مهديًا) (¬14). ¬
345 - الديلمي (¬1): أخبرنا يحيى بن عبد الوهاب بن منده حدثنا عمّي أبو القاسم أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسحاق المؤدب حدثني أبي حدثنا عمر بن عيسى الصوفي حدثنا الحسن بن سفيان وأبو يعلى قالا: حدثنا علي بن [الجعد] (¬2) حدثنا شعبة عن علي بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم صلاة الفجر فقرأ فاتحة الكتاب، فلمّا بلغ إلى قوله {وَلَا الضَّالِّينَ} قال معاوية بن أبي سفيان: آمين، ورفع بها صوته. فلمّا انفتل مِن صلاته أقبل إلينا فقال: (مَن المتكلِّم؟). فقال معاوية: أنا. فقال: (يا معاوية غفر اللهُ لك بعدد مَن قرأ فاتحة الكتاب، وبعدد مَن قال آمين إلى يوم القيامة) (¬3). ¬
346 - الديلمي (¬1): أخبرنا يحيى أخبرنا عمّي (¬2) أخبرنا عبد العزيز بن أحمد التاجر أخبرنا عبد الله بن محمد بن مندويه الشّروطي حدثنا أحمد بن الحسين حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حاتم بن بكر حدثنا عبد الله بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر رفعه: (يا معاوية كساك اللهُ مِن حُلل الجنة، وزيَّنك بزينة الإيمان) (¬3). عبد الله بن إبراهيم يضع الحديث (¬4). ¬
347 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل أخبرنا علي بن الحسين بن أحمد إجازة حدثنا طاهر بن العباس حدثنا عبيد الله بن محمد حدثنا إسحاق السوسي حدثنا محمد بن الحسن حدثنا أحمد بن عيسى المصري حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن غالب بن عبيد الله عن عطاء عن أبي هريرة قال: قدم جعفر بن أبي طالب مِن بعض أسفاره ومعه شيء من السفرجل فأهداه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2)، إذ دخل معاوية، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لجعفر: (أنى لك هذا؟) قال: أهداه إليَّ رجلٌ شاب حسن الهيئة في بعض أسفاري، فأحببتُ أن أهديه إليك. فأكل منه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأخذ منه واحدة وأعطاها معاوية وقال: (هاك، ترافقني في الجنة) (¬3). قال (¬4): (يا معاوية مَن مثلك؟ أخذتَ اليوم مِن هدايا ثلاثة كلّهم في الجنة وأنت رابعهم. يا جعفر هل تدري مَن المُهدي إليك السفرجل؟) قال: لا. قال: (ذاك جبريل وهو سيِّد الملائكة، وأنا سيِّد الأنبياء، وجعفر سيِّد الشهداء، وأنت يا معاوية سيِّد الأمناء). قال أبو هريرة: فَوَاللهِ لا زلتُ أحبُّه بعد ذلك مما سمعتُ مِن فضله مِن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (¬5). ¬
348 - ابن عساكر (¬1): أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز الكتاني أخبرنا أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري حدثنا أبو القاسم عمر بن يحيى بن داود الفحام السَّامَرِّي حدثنا أحمد بن محمد الضرير حدثنا سويد بن سعيد حدثنا شريك النخعي عن أبي اليقظان عن زاذان عن عُلَيم الكندي عن سلمان قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: (يا سلمان امضِ فاطمة فإنّ لها إليك حاجة). فجئتُ فاستأذنتُ عليها، فلمّا نظرَت إليَّ تبسَّمَت فقالت: أبشِّركَ يا سلمان. فقلتُ: بشَّركِ اللهُ بخير يا مولاتي. قالت: صلَّيتُ البارحة وِردي فأخذتُ مضجعي، فبينا أنا بين النائمة واليقظانة إذ بصرتُ بأبواب السماء قد فُتحت، وإذا ثلاثة (¬2) جَوارٍ قد هبطنَ مِن السماء لم أرَ أجمل مِنهنّ جمالًا، فقلتُ لإحداهنَّ: مَن أنتِ؟ فقالت: أنا المقدودة، خُلقتُ للمقداد بن الأسود الكندي. فقلتُ للثانية: مَن أنتِ؟ قالت: أنا ذرّة، خُلقتُ لأبي ذر الغفاري. قلتُ للثالثة: مَن أنتِ؟ قالت: أنا سلمى، خُلقتُ لسلمان الفارسي. فأعجبني جمالهُنَّ. قلتُ: فما لعليِّ بن أبي طالب فيكنَّ زوجة؟ فقلنَ: مهلًا، إن الله يستحيي منكِ أن يغيرك في علي بن أبي طالب، أنتِ زوجته في الدنيا وزوجته في الآخرة (¬3). ¬
349 - قال ابن النجار: القاسم بن إبراهيم بن عيسى الصفار أبو بكر القنطري الحافظ، مِن أهل سامرّاء، الغالب على رواياته الغرائب والمناكير والموضوعات. ثم قال: أنبأنا أبو شجاع محمد بن أبي محمد المقرئ أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري حدثنا أبو بكر القاسم بن إبراهيم بن عيسى الصفّار الحافظ القنطري حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا سعيد بن خالد بن عمرو عن هشام الدستوائي عن بشر بن عبد الله عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ الله اختارني واختار لي أصحابًا فجعل لي منهم وزراء وأنصارًا، وإنه سيخرج في آخر الزمان قوم ينتقصونهم، فلا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تجالسوهم ولا تصلّوا عليهم ولا تصلّوا معهم) (¬1). قال ابن النجار: هذه الزيادات في آخر الحديث غريبة غير محفوظة. وقال ابن حبان: هذا خبر باطل لا أصل له، وبشر بن عبد الله القصير (¬2) منكر الحديث جدًا (¬3). ¬
350 - أبو نعيم في (تاريخ أصبهان) (¬1): حدثنا أبي حدثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى حدثنا الحسين بن عبد الله بن [حُمران] (¬2) حدثنا القاسم بن بهرام بن عطاء أبو همدان الأموي قاضي هيت حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعًا: (أوّلُ مَن يختصم مِن هذه الأمة بين يدي الربِّ عز وجل: عليٌّ ومعاوية. وأوّلُ مَن يدخل الجنة: أبو بكر وعمر) (¬3). أخرجه ابن النجار وقال: قال ابن معين: أبو همدان كذاب (¬4). وقال في (الميزان) (¬5): له عجائب. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال (¬6). قال في (اللسان): والحسين ضعيف أيضًا (¬7). ¬
351 - أبو نصر (¬1) منصور بن عبد الله حدثنا تُريك بن عياش بن يعقوب بن السند بن جَبَلة أبو زرعة الذهلي بالبصرة حدثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون عن -[308]- سعد بن عمرو الحضرمي عن حريز بن عثمان عن شرحبيل بن شُفْعة (¬2) عن طلحة سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنّ موسى بن عمران سأل ربَّه قال: يا ربِّ إنّ أخي هارون مات فاغفر له. فأوحى اللهُ إليه: يا موسى لو سألتني في الأوّلين والآخرين لأجبتُك فيهم ما خلا قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب، فإنّي أنتقم له منه). أخرجه ابن النجار (¬3). ¬
352 - وقال أبو نعيم: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق العدل حدثنا أبو علي أحمد بن محمد الأنصاري حدثنا أبو الصلت حدثنا علي بن موسى الرضا عن آبائه مرفوعًا بمثله. أخرجه الديلمي (¬1): أنبأنا الحداد أنبأنا أبو نعيم به (¬2). ¬
353 - الطبراني (¬1): حدثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي حدثنا إسماعيل بن موسى السدي (¬2) حدثنا جعفر بن علي عن علي بن عابس عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت عن سويد بن غفلة قال: سمعتُ أبا موسى الأشعري يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يكون في هذه الأمّة حكمان ضالّان ضالٌّ مَن تبِعهما) (¬3). فقلتُ: يا أبا موسى انظر لا تكون أحدهما. قال: فواللهِ ما مات حتى رأيتُه أحدَهما (¬4). -[309]- قال الطبراني: هذا حديث عندي باطل لأن جعفر بن علي شيخ مجهول لا يُعرف (¬5). قال في (الميزان) (¬6): وشيخه قال فيه القطّان وابن معين (¬7): ليس بشيء، فالظاهر أنه الآفة، انتهى. ¬
354 - الخطيب (¬1): حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ومحمد بن علي بن سهل الزعفراني ومحمد بن الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز قالوا: حدثنا أحمد بن راشد (¬2) الهلالي حدثنا سعيد بن خُثيم عن حنظلة عن طاوس عن ابن عباس قال: حدَّثَتني أم الفضل بنت الحارث الهلالية قالت: مررتُ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الحِجر فقال لي: (يا أمّ الفضل إنّك حامل بغلام). قالت (¬3): يا رسول الله وكيف وقد تحالف الفريقان أن لا يأتوا النساء؟ قال: (هو ما أقول لكِ، فإذا وضعتيه فائتيني به). قالت: فلمّا وضعتُهُ أتيتُ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذّن في أذنك اليمنى وأقام في أذنك اليسرى وقال: (اذهبي بأبي الخلفاء). قالت: فأتيتُ العباس فأعلمتُه وكان رجلًا جميلًا لبّاسًا، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فلمّا رآه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قام إليه فقبَّل بين عينيه ثم أقعده عن يمينه ثم قال: (هذا عمّي فمن شاء فليباهِ بعمّه). -[310]- قال: يا رسول الله بعض هذا القول. فقال: (يا عباس لم لا أقول هذا القول؟ أنتَ عمّي وصنو أبي وخيرُ مَن أخلف بعدي مِن أهلي). فقال: يا رسول الله ما شيءٌ أخبَرَتني به أمُّ الفضل عن مولودنا هذا؟ قال: (نعم يا عباس، إذا كانت (¬4) سنة خمسٍ وثلاثين ومائة فهي لك ولولدك، منهم السفاح ومنهم المنصور ومنهم المهدي) (¬5). أخرجه ابن عساكر (¬6). قال في (الميزان) (¬7): هذا خبر باطل اختلقه أحمد بن راشد بجهلٍ. وقال ابن الجوزي في (الواهيات) (¬8): حنظلة قال يحيى بن سعيد: كان قد اختلط، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: منكر الحديث يحدِّث بأعاجيب (¬9). ¬
355 - ابن عساكر (¬1): أنبأنا أبو الحسين يحيى بن تّمّام بن علي المقدسي أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل المقدسي إجازة أخبرنا أبو مسلم محمد بن عمر بن عبد الله الأصبهاني حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان -[311]- حدثنا أبو جعفر محمد بن العباس بن أيوب حدثنا علي بن أحمد الرقي حدثنا عمر بن راشد حدثنا عبد الله بن محمد عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال: بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عمّه العباس بن عبد المطلب وإلى علي بن أبي طالب فأَتياه في منزل أم سلمة، فنهاهما عن بعض الأمر وأمَرَهما ببعض الأمر، فاختلفا وامتريا حتى ارتفعت أصواتُهما واشتدّ اختلافهما بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا علي مَهْ) وأقبل عليه وقال: (هل تدري لمِن أغلظتَ؟ أبي وعمّي وبقيَّتي وأصلي وعنصري وبقية نسل آبائي، خير أهل الجاهلية محتِدًا وأفضل أهل الإسلام نفسًا ودينًا بعدي، مَن جهل حقَّه فقد ضيَّع حقّي. أمَا علمتَ أنَّ الله جلَّ ذِكره يُخرِج مِن صلب عمي العباس أولادًا يجعلهم الله ولاة أمر أمّتي، يجعلهم خلفاء ملوكًا ناعمين، ومنهم مهدي أمَّتي. يا عليّ لستُ أنا ذكرتُهم ولكن الله هو الذي ذكرهم ورفع أصواتهم، فيخذل مَن ناوأهم. يجعل الله عز وجل فيهم نورًا ساطعًا عبدًا صالحًا مهديًّا سيِّدًا، يبعثه اللهُ حين فرقةٍ مِن الأمر واختلافٍ شديد، فيحيي اللهُ به كتابَه وسنّتي، ويعزُّ به الدين وأولياءَه في الأرض، يحبُّه اللهُ في سمائه وملائكتُه وعبادُه الصالحون في شرق الأرض وغربها. وذلك يا علي بعد اختلاف الأخوين مِن ولد العباس، فيَقتل أحدُهما صاحبه، ثم تقع الفتنة ويخرج قومٌ مِن ولدك يا علي فيفسدون عليهم البلدان ويعادونهم ويفترون (¬2) عليهم في قطر الأرض ويفسد (¬3) عليهم، فيكون ذلك أشهرًا أو تمام السنة، ثم يردُّ الله عز وجل النعمة على ولد العباس، فلا تزال (¬4) فيهم حتى يخرج مهديُّ أمّتي منهم شابٌّ حدث السنّ، فيجمع اللهُ به الكلمة ويحيي به الكتاب والسنة، ويعيش في زمانه كل مؤمن مستمسك بكتاب الله وسنّته، ينزل الله به رحمته ويفرج به -[312]- كل كربة كانت (¬5) في أمّتي، يرضى عنه (¬6) ساكن السماء وساكن الأرض، فلا يزال ذلك فيه وفي نسله حتى ينزل عيسى ابن مريم روح الله وكلمته فيقبض ذلك منهم، يا علي أمَا علمتَ أنّ للعبّاس ولآل العباس مِن الله حافظًا، أعطاني الله ذلك فيهم. أما علمتَ أنّ عدوّهم مخذول ووليّهم منصور). قال: وغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - غضبًا شديدًا حتى درّ عرقٌ بين عينيه واحمرّ وجهُه ودرّت عروقُه، فما كاد يقلع في المقالة في العباس وولده عامّة نهاره. فلمّا رأى ذلك عليٌّ وثب إلى العباس فعانقه وقبّل رأسه وقال: أعوذ بالله مِن سخط الله وسخط رسوله وسخط عمّي. فما زال كذلك حتى سكن غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم قال: (يا عليّ إنّه مَن لم يعرف حقَّ أبي وعمّي وبقيّتي وبقيَّتك العباس بن عبد المطلب ومكانه مِن الله ورسوله فقد جهل حقّي. يا علي احفظ عترته وولده فإنّ لهم مِن الله حافظًا، يَلُون (¬7) أمر أمّتي، يَشدُّ اللهُ بهم الدين ويعزُّ بهم الإسلام بعدما أُكفئ الإسلام وغُيَّرت سنّتي، يَخرج ناصرُهم مِن أرضٍ يقال لها خراسان براياتٍ سود، ولا يلقاهم أحدٌ إلا هزموه وغلبوا على ما في أيديهم حتى تضرب راياتهم ببيت المقدس). ثم أمرهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فانصرفا، فلمّا أدبرا دعا لهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - دعاءً كثيرًا وخرجا راضيين غير مختلفين (¬8). -[313]- عمر بن راشد الكوفي (¬9) قال أبو حاتم (¬10): وجدتُ حديثه كذبًا وزورًا. (¬11) ¬
356 - قال ابن النجار: أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنّ القاضي أبا المظفر هنّاد بن إبراهيم النسفي أخبره: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن مهدي الخطيب الأبلّي بالأبلّة حدثنا أبو علي أحمد بن الحسين بن أحمد بن إسحاق شعبةُ الحافظ حدثنا محمد بن موسى بن حماد البربري ببغداد حدثنا هشام بن يزيد أبو محمد العسكري ببغداد حدثنا عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن وائل بن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: دخلتُ أنا وأبي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلمّا خرجنا مِن عنده قلتُ لأبي: ما رأيتَ الرجلَ الذي كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ ما رأيتُ رجلًا أحسن وجهًا منه. قال لي: هو كان أحسن وجهًا أم النبيّ؟ قلتُ: هو. قال: فارجع بنا. فرجعنا حتى دخلنا عليه، فقال له أبي: يا رسول الله أين الرجل الذي كان معك؟ زعم عبدُ الله أنه كان أحسن وجهًا منك. فقال: (يا عبد الله رأيتَه؟). قلتُ: نعم. قال: (أمَا إنّ ذاك جبريل. أمَا إنّه حين دخلتما قال لي: يا محمد مَن هذا الغلام؟ قلتُ: ابنُ عمّي عبد الله بن العبّاس. قال: أمّا إنّه لمُخِيلٌ للخير (¬1). قلتُ: يا روح الله ادعُ الله له. فقال: اللهم بارك عليه، اللهم اجعل منه كثيرًا طيبًا) (¬2). -[314]- عبد الرحمن بن مالك بن مغول قال أبو داود (¬3): كذاب يضع الحديث، وقال أحمد (¬4): حرقتُ (¬5) حديثه منذ دهر. وقال الذهبي في (المغني) (¬6): يأتي بالطامّات. وهنّاد النسفي قال في (الميزان) (¬7): راوية للموضوعات والبلايا. وقال في (المغني) (¬8): صاحب عجائب ضعّفوه. ¬
357 - ابن عساكر (¬1): أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن عبد القادر بن محمد بن يوسف أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف الوراق حدثنا أبو بكر محمد بن السريّ بن عثمان التمّار حدثنا أبو عبد الله غلام خليل حدثنا محمد بن إبراهيم بن العلاء الدمشقي حدثنا إسماعيل بن عياش عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (شرط مِن شروط ربي أن لا أصاهر إلى أحد ولا يصاهر إليَّ أحدٌ إلّا كانوا رفقائي في الجنة، فاحفظوني في أصهاري وأصحابي، فمن حفظني فيهم كان عليه مِن الله حافظ، ومن لم يحفظني فيهم تخلّى الله منه، ومن تخلّى الله منه هلك) (¬2). غلام خليل مِن كبار الواضعين (¬3). -[315]- وشيخه قال الدارقطني: كذّاب (¬4). والراوي عنه محمد بن السري التمّار قال في (المغني) (¬5): ليس بشيء. ¬
358 - الديلمي (¬1): أخبرنا عبد الرحيم الرازي في كتابه (¬2) أخبرنا أبو سعد السمّان أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين الصباغ القرشي حدثنا الحسن بن محمد السكوني حدثني عبيد الله بن رويدان حدثنا الحسن بن صابر الهاشمي حدثنا عثمان بن سعيد عن عنبسة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن الحسن عن فاطمة بنت الحسين وهي أمُّه عن أبيها عن جدها علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (خيرُ الناس العرب، وخير العرب قريش، وخير قريش بنو هاشم، وخير العجم فارس، وخير السودان النوبة، وخير الصبغ العصفر، وخير المال [العُقْر] (¬3)، وخير الخضاب الحنّاء والكتم) (¬4). عنبسة متهم متروك (¬5). ¬
359 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو علي بن البناء أخبرنا هلال بن محمد حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي حدثني جدي حدثنا علي بن أحمد العقيلي حدثني أبي أحمد بن علي حدثني داود بن القاسم الجعفري حدثني الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليّ رفعه: (لكلِّ نبيٍّ كسبٌ قد كثّره لولده وذرِّيته، وإنّي قد أكثرتُ لولدي وذرِّيتي الديلم) (¬2). ¬
360 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبى أخبرنا عبد الواحد بن علي العلاف أخبرنا أبو الفتح بن أبي الفوارس حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى حدثنا محمد بن إسحاق حدثني أحمد بن الوليد حدثنا خالد بن يزيد الحذّاء المكي حدثنا إبراهيم بن عبد الله العمري عن عاصم عن ابن عمر رفعه: (مَن أدخل بيتَه حبشيًا أو حبشية أدخل اللهُ تعالى بيتَه بركة) (¬2). قال في (لسان الميزان) (¬3): هذا مِن وضع خالد؛ كذّبه أبو حاتم ويحيى (¬4)، وقال ابن حبان (¬5): يروي الموضوعات عن الأثبات. ¬
361 - أبو موسى المديني (¬1) في (الذيل) (¬2): حدثنا. . . . . . (¬3) حدثنا بشر بن أحمد الإسفراييني صاحب يحيى بن يحيى النيسابوري حدثنا مكي بن أحمد البردعي سمعتُ إسحاق بن إبراهيم الطوسي يقول -وهو ابن سبعٍ وتسعين سنة-: رأيتُ سَرْباتك ملك الهند في بلدة تسمى قنّوج، فقلتُ له: كم أتى عليك من السنين؟ فقال: سبعمائة (¬4) وخمس وعشرون سنة. وزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنفذ إليه حذيفة وأسامة وصهيبًا وغيرهم يدعونه إلى الإسلام، فأجاب وأسلم وقبّل كتابَ النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬5). قال الذهبي في (التجريد) (¬6): هذا كذبٌ واضح. وقد عذر ابنُ الأثير ابنَ منده في تركه إخراجه (¬7). وقال في (الميزان) (¬8): هذا الخبر باطل، وإسحاق بن إبراهيم الطوسي لا يُعرف. ¬
362 - وفي (الإصابة) (¬1): قال أبو حامد أحمد بن محمد بن الخليل البغوي (¬2): أخبرنا عمر بن أحمد بن محمد بن عمر بن حفص النيسابوري أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن بالويه بن بكر بن إبراهيم بن محمد بن فَرّخان الصوفي -[318]- الحافظ سمعتُ أبا سعيد مظفر بن أسد الحنفي المتطبِّب يقول: سمعت سَرْباتك الهندي يقول: رأيتُ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - مرتين؛ بمكة مرة وبالمدينة مرة، وكان أحسن (¬3) الناس وجهًا ربعة من الرجال. قال عمر: مات سرباتك سنة ثلاث (¬4) وثلاثين وثلاثمائة وهو ابن ثمانمائة سنة وأربع وتسعين، قاله مظفر بن أسد، انتهى. ¬
363 - قال في (الميزان) (¬1): جابر بن عبد الله اليمامى كذاب حدّث ببخاري بعد المائتين عن الحسن البصري قال: وُلدتُ فحملوني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا لي وقال: (اللهم نزِّهه (¬2) في العلم) (¬3). ¬
364 - وقال أيضًا (¬1): جابر بن عبد الله العقيلي عن بشر بن معاذ الأسدي أنه صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم-. وهذا كذبٌ حدّث به بعد الخمسين ومائتين فافتضح، وبشر لا وجود له فيما أحسب. وقال في (اللسان) (¬2): العقيلي واليمامي واحد (¬3)؛ ذكره الخطيب في (المتفق والمفترق) (¬4) وقال: كان كذّابًا جاهلًا بعيد الفطنة. ¬
365 - قال الحافظ ابن حجر في (اللسان) (¬1): قرأتُ في رحلة أمين الدين محمد بن أحمد الآقشهري نزيل المدينة الشريفة -وقد أجاز لبعض مشايخي- قال: أخبرني الأديب الفاضل محمد بن علي بن عبد الرزاق بن حماد الجزولي أنّ أباه أخبره وصافحه قال: أخبرنا المحدِّث أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن حمزة المقرئ وصافحني: أخبرنا الشيخ أبو علي منصور بن بشار (¬2) بن عيسى الأنصاري قراءةً عليه في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وستمائة وصافحنا بعد القراءة قال: قرأتُ على أبي علي منصور بن عبد المجيد بن طاهر الأنصاري وصافحنا (¬3) بعد القراءة قال: أخبرنا أبو الثناء (¬4) صالح بن أبي الحسين قراءةً عليه بمكة في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وخمسمائة قال: أخبرنا الأمير أبو المكارم عبد الكريم بن الأمير نصر الديلمي قال: كنتُ في خدمة الإمام الناصر لدين الله، فخرج إلى بعض متنزّهاته (¬5) بآلة الصيد، فركض فرسه في إثر صيد وتبعه خواصُّه، فانتهينا إلى أرضٍ قفر فإذا هناك بعض عرب، فاستقبلَنا مشايخُهم وعرفوا الخليفة فقبّلوا له الأرض ثم أسرعوا بما أمكنهم من الطعام والماء، ثم قالوا: يا أمير المؤمنين عندنا تحفة نتحفك بها. قال: وما هي؟ قالوا (¬6): إنّا كلّنا أبناءُ رجل واحد وهو حيٌّ يُرزق، وقد أدرك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وحضر معه الخندق. قال: ما اسمه؟ قالوا: جبير بن الحارث. -[320]- فقال: أروني إياه. فمشوا أمامه حتى جاء (¬7) إلى خيمة مِن أدم، وإذا في عمود الخيمة شيءٌ معلّق فأنزلوه، فإذا هو مثل (¬8) هيئة طفل، فتقدّم شيخ العرب وكشف عن وجهه وتقرب مِن أذنه فقال: أبتاه. ففتح عينيه فقال: من هذا؟ فقال: هذا الخليفة جاء يزورك. فقال: عليه السلام. فقال: حدِّثهم بما سمعتَ مِن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقال: حضرتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق فقال لي: (احفر يا جبير جبرك الله ومتعّ بك). فقلتُ: أوصني يا رسول الله. قال: (عليك بالقواقل: قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد والمعوذتين). قال: فصافحه الخليفة وصافحناه وذلك في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة) (¬9). ¬
366 - وقال ابن النجار: علي بن محمد بن أحمد بن نجا أبو الحسن الهاشمي مِن أهل بعقوبا، سمع القاضي أبا المظفر هنّاد بن إبراهيم النسفي وحدّث عنه باليسير، روى عنه أبو بكر بن كامل في معجم شيوخه. قرأتُ على إسماعيل بن سعد الله الأمين عن أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي طالب (¬1) الخفّاف أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نجا الهاشمي لفظًا ببغداد حدثنا هنّاد بن إبراهيم النسفي- ح وقرأتُ على عبد الوهاب بن علي بن علي (¬2) عن محمد بن عبد الباقي الشاهد أنّ هنّاد بن إبراهيم أخبره قال: كنتُ حاجًّا إلى بيت الله الحرام، فبينا أنا في الطواف إذا أنا بشيخٍ كبير ينادي: يا مسلمين أعطوني شيئًا فإنّ لي والدًا أحبُّ أن أرجع إليه. -[321]- فقلتُ له: أريد أن أنظر إلى والدك. فمضيت معه فدخلنا إلى دارٍ بابها مِن جرائد النخل، فكشف عن سرير شبيه بالمهد وإذا بشخصٍ كهيئة لحم مَرْمي، فلما رآنا فتح فاه، فقلتُ له: قل له يكلِّمني. فقال: إنّ له أربعين سنة ما تكلّم. فقلتُ له: أريد أن تخبرني إيش آخر ما كلّمك. قال: قال لي: يا ولدي احفظني ولا تضيِّعني فقد كنتُ ممّن حفر الخندق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال في (الميزان) (¬3): هنّاد بن إبراهيم أبو المظفر النسفي راوية للموضوعات والبلايا، وقد تُكلِّم فيه. وقال في (المغني) (¬4): صاحب عجائب. ¬
367 - قال الذهبي في (الميزان) (¬1): رتن الهندي وما أدراك ما رتن! شيخٌ دجّال بلا ريب، ظهر بعد الستمائة فادّعى الصحبة، والصحابةُ لا يكذبون، وهذا جريء على الله ورسوله، وقد ألّفتُ في أمره جزءًا. وقد قيل إنه مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، ومع كونه كذّابًا فقد كذبوا عليه جملة كثيرة (¬2) مِن أسمج الكذب والمحال. قال الحافظ ابن حجر في (اللسان) (¬3): وقد وقفتُ على الجزء الذي ألّفه الذهبيُّ بخطِّه (وأوَّلُه) (¬4) بعد البسملة: سبحانك هذا بهتان عظيم. ذكر شيخ الشيوخ أبو القاسم محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله (¬5) بن عبد الكريم الحسيني الكاشغري -ومِن خطِّه نقلت-: حدثني الشيخ -[322]- القدوة مهبط الأسرار ومنبع الأنوار همام الدين السهركندي (¬6) حدثني الشيخ المعمّر بقية أصحاب سيِّد البشر خواجا رطن بن ماهوك (¬7) بن خليدة (¬8) الهندي البِتْرَنْدي (¬9) قال: كنّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرةٍ أيام الخريف، فهبّت الريح فتناثر الورق حتى لم يبقَ عليها ورقة، قال: (إنّ المؤمن إذا صلى الفريضة في الجماعة تناثرت عنه الذنوب كما تناثر (¬10) هذا الورق). ¬
368 - وقال عليه السلام: (من أكرم غنيًّا لِغناه أو أهان فقيرًا لفقره لم يزل في لعنة الله أبدَ الآبدين إلا أن يتوب، ومن مات على بغض آل محمد مات كافرًا).
369 - وقال: (من مشط حاجبيه كل ليلة وصلّى عليَّ لم ترمد عيناه أبدًا). وذكر عدة أحاديث مِن هذا النمط.
370 - ثم قال الكاشغري: وحدثنا القدوة تاج الدين محمد بن أحمد الخراساني بطيبة سنة سبع وسبعمائة قال: أمّا بعد فهذه أربعون حديثًا [ثنائيات] (¬1) رَتَنيّات انتخبتُها ممّا سمعتُه مِن الشيخ جلال الدين أبي الفتح موسى بن مجلى سنة ثلاث وسبعين وستمائة بالخانقاه السابقية بسُمْنان من الهند عن أبي الرضا رتن بن نصر صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ذرّة مِن أعمال الباطن خيرٌ مِن الجبال الرواسي مِن أعمال الظاهر). ¬
371 - وقال: (الفقير على فقره أغيرُ مِن أحدكم على أهل بيته). ثم سرد الأربعين وختم [بأن] (¬1) قال: ¬
372 - قال رتن: كنتُ في زفاف فاطمة على عليٍّ في جماعة مِن الصحابة، وكان ثَمَّ مَن يغنِّي فطابت قلوبُنا ورَقَصنا، فلمّا كان الغد سألَنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن ليلتنا فأخبرناه فلم ينكر علينا ودعا لنا وقال: (اخشوشنوا وامشوا حفاة تروا الله جهرة).
373 - قال الذهبي: وقفتُ على نسخة يرويها عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السمرقندي: حدّثني صفوة الأولياء جلال الدين موسى بن مجلى بن بندار الدُّنَيسِري أخبرنا رتن بن نصر بن كِربال الهندي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إياكم وأخذ الرِّفق من السوقة والنسوان فإنّه يُبعد عن (¬1) الله). ¬
374 - وقال: (لو أنّ ليهودي حاجة إلى أبي جهل وطلب منّي قضاءها لَتردَّدتُ إلى باب أبي جهل مائة مرة في قضائها).
375 - وقال: (شَقُّ المتعلم (¬1) جوف العالم أحبُّ إلى الله مِن شَقِّ جوف المجاهد في سبيل الله). ¬
376 - وقال: (نقطة مِن دواة عالم أو متعلِّم على ثوبه أحبُّ إلى الله مِن عَرَق مائة ثوب شهيد).
377 - وقال: (مَن ردَّ جائعًا وهو قادرٌ على أن يشبعه عذّبه الله ولو كان نبيًّا مرسَلًا).
378 - وقال: (ما مِن عبدٍ يبكي يوم قتل الحسين إلا كان يوم القيامة مع أولي العزم مِن الرسل).
379 - وقال: (البكاء في يوم عاشوراء نورٌ تام يوم القيامة).
380 - وقال: (من أعان تارك الصلاة بكلمةٍ (¬1) فكأنّما أعان على قتل الأنبياء كلِّهم). فذكر نحو ثلاثمائة حديث. وذكر أنّ في الجزء طبقة سماع الكاشغري على أبي عبد الله أحمد بن أبي المحاسن يعقوب بن إبراهيم الطيبي الأسدي بسماعه لها على موسى بن مجلى بخوارزم سنة خمس وستين. قال الذهبي: فأظنُّ أنّ هذه الخرافات مِن وضعِ موسى هذا (الجاهل، أو وَضَعها له مَن اختلق ذِكر رتن، وهو شيء لم يُخلق. ولئن صحّحنا وجودَه وظهورَه بعد سنة ستمائة فهو إذا شيطانٌ تبدّى في صورة بشر فادّعى الصحبة وطول العمر المفرط وافترى هذه الطامّات، وإمّا شيخ ضالٌّ أسّس لنفسه بيتًا في جهنم بكذبه على النبي - صلى الله عليه وسلم -). (¬2) قال: وإسنادٌ فيه هذا الكاشغري والطيبي وابن مجلى ورتن سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب. ولو نُسبت هذه الأخبار لبعض السلف لكان ينبغي أن يُنزَّه عنها فضلًا عن سيِّد البشر. ثم قال: واعلموا أنّ همم الناس ودواعيهم متوفرة على (نقل) (¬3) نوادر الأخبار، فأين كان [هذا] (¬4) الهندي في هذه الستمائة سنة؟ أمَّا كان مَن قرُب مِن بلده يَتسامع -[325]- به وَيرحل إليه؟ أين كان لمّا فتح محمود بن سبكتكين الهند في المائة الرابعة وقد صنّفوا سيرته وفتوحه ولم يتعرض أحدٌ مِن أهل ذلك العصر لِذكر هذا الهندي، ثم اتّسعت الفتوح [في] الهند (¬5) ولم يُسمَع له بذِكر (¬6) في الرابعة ولا فيما بعدها، بل تطاولت الأعمار وكرور الليل والنهار إلى عام ستمائة ولم تنطق (¬7) بذِكره رسالةٌ ولا عرَّجَ على أحواله تاريخٌ ولا نقل وجودَه جوّالٌ ولا رحّال ولا تاجر سفّار، (فمِثلُ هذا لا يكفي في قبول دعواه خبرُ واحد، إذ لو كان لَتَسامع بشأنه كل تاجر. ولو كان الذي زعم أنه رآه لم ينقل عنه شيئًا مِن هذه الأحاديث لكان الأمر أخفّ. ولعمري ما يصدِّق بصحبة رتن إلا مَن يؤمن برجعة عليّ أو بوجود محمد بن الحسن في السرداب، وهؤلاء لا يؤثر فيهم علاج. وقد اتّفق أهل الحديث على أنّ آخر مَن رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - موتًا أبو الطفيل عامر بن واثلة، وثبت في الصحيح أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال قبل موته بشهر أو نحوه: "أرأيتكم ليلتكم هذه فإنّ على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممّن هو اليوم عليها أحد" (¬8). فانقطع المقال، وماذا بعد الحقّ إلا الضلال) (¬9). قال في (اللسان) (¬10): انتهى ما أردتُ ذِكره مِن جزء "كسر وثن رتن". ¬
381 - قال (¬1): وقد وجدتُ قصّته في (تذكرة) الصلاح الصفدي (¬2) نقلًا مِن تذكرة علاء الدين الوَدَاعي. قال الوداعي: حدثنا جلال الدين محمد بن سليمان الكاتب بدمشق أخبرنا نور الدين علي بن محمد [الحسيني] (¬3) الخراساني -قدم علينا سنة إحدى وسبعمائة- أخبرنا جدي [الحسين] (¬4) بن محمد قال: كنتُ في زمن الصبا سافرتُ مع أبي وعمّي وأنا ابن [سبع] (¬5) عشرة سنة مِن خراسان إلى الهند في تجارة، فوصلنا إلى ضيعة مِن أوائل الهند فعرج القفل نحوها فنزلوا، فضجّ أهل القافلة، فسألنا عن ذلك فقالوا: هذه ضيعة المعمّر الشيخ رتن. فرأينا بفناء القرية شجرة عظيمة وتحت ظلِّها جمعٌ عظيم، فتبادر أهل القافلة نحو الشجرة فتلقّانا مَن تحتها، فرأينا زنبيلًا كبيرًا معلَّقًا في غصن مِن الشجرة فسألناهم عنها فقالوا: في هذا الزنبيل الشيخ رتن الذي رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ودعا له بطول العمر ست مرات. فسألناهم أن يُنزلوه لنسمع منه، فتقدّم شيخ منهم إلى الزنبيل فأنزله مِن بَكَرة، فرأينا الشيخ في وسط القطن فإذا هو كالفرخ، فحسر عن وجهه ووضع فمه على أذنه فقال: يا جدّاه هؤلاء قوم قدموا (¬6) فيهم شرفاء مِن أولاد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد سألوا أن تحدِّثهم. فتنفّس الشيخ وتكلّم بصوتٍ كصوت النحل بالفارسية فقال: سافرتُ مع أبي وأنا -[327]- شاب في تجارة إلى الحجاز، فلمّا (¬7) بلغنا بعض أودية مكة وكان المطر قد ملأ الأودية فرأيتُ غلامًا أسمر اللون مليح الكون حسن الشمائل وهو يرعى إبلًا في تلك الأودية، وقد حال السيل بينه وبين إبله وهو يخشى مِن خوض الماء لقوة السيل، فعلمتُ حاله فأتيت إليه وحملتُه وخضتُ السيل إلى عند إبله مِن غير معرفة سابقة، فلمّا وضعتُه عند إبله نظر إليَّ وقال لي بالعربية: (بارك الله في عمرك، بارك الله في عمرك، بارك الله في عمرك). فتركتُه ومضيتُ إلى حال سبيلي إلى أن دخلنا مكة وقضينا ما أتينا له مِن أمر التجارة وعُدنا إلى الوطن. فلمّا تطاولت المدة على ذلك كنّا جلوسًا في فناء ضيعتنا هذه في ليلة مقمرة ليلة البدر، والبدر في كبد السماء إذ نظرنا إليه وقد انشقّ نصفين فغرب نصف بالمشرق ونصف بالمغرب فأظلم الليل، ثم طلع النصف مِن المشرق والثاني مِن المغرب إلى أن التقيا في وسط السماء كما كانا أول مرة، فتعجّبنا مِن ذلك غاية التعجب ولم نعرف لذلك سبباً، فسألنا الرُّكبانَ عن خبر ذلك وسببه فأخبرونا أنّ رجلًا هاشميًا ظهر بمكة وادّعى أنه رسول الله إلى كافة العالم، وأنّ أهل مكة سألوه معجزة كمعجزات سائر الأنبياء، وأنهم اقترحوا عليه أن يأمر القمر فينشق في السماء ويغرب نصفه في المشرق ونصفه في المغرب ثم يعود إلى ما كان عليه، ففعل لهم ذلك بقدرة الله تعالى. فلمّا سمعنا ذلك من السفار اشتقتُ إلى أن أرى المذكور، فتجهّزتُ في تجارة وسافرتُ إلى أن دخلتُ مكة وسألتُ عن الرجل الموصوف فدلّوني على موضعه، فأتيتُ إلى منزله فاستأذنتُ عليه فأذن لي فدخلتُ عليه فوجدتُه جالسًا في وسط المنزل والأنوار تتلألأ في وجهه وقد -[328]- استنارت محاسنه وتغيَّرت صفاته التي كنتُ أعهدها في السفرة الأولى فلم أعرفه، فلمّا سلّمتُ عليه نظر إليّ وتبسّم وعرفني وقال: (وعليك السلام، ادنُ منّي). وكان بين يديه طبقٌ فيه رُطب وحوله جماعة مِن أصحابه يعظِّمونه ويبجِّلونه، فتوقَّفتُ لهيبته فقال: (يا بابا ادنُ منّي وكل، الموافقة مِن المروءة، والمفارقة مِن الزندقة). فتقدَّمتُ وجلستُ وأكلتُ معهم مِن الرُّطب وصار يناولني الرُّطب بيده المباركة إلى أن ناولني ستَّ رطبات مِن سوى ما أكلتُ بيدي، ثم نظر إليَّ وتبسَّم وقال لي: (ألم تعرفني؟) قلتُ: كأنّي بك، غير أنَي ما أتحقق. فقال: (ألم تحملني في عام كذا وجاوزتَ بي السيل حين حال السيلُ بيني وبين إبلي؟) فعرفتُه بالعلامة وقلتُ له: بلى يا صبيح الوجه. فقال لي: (امدد يدك). فمددتُ يدي اليمنى إليه فصافحني بيده اليمنى وقال لي: (قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمدًا رسول الله). فقلتُ ذلك كما علّمني فسُرَّ بذلك وقال لي عند خروجي مِن عنده: (بارك الله في عمرك، بارك الله في عمرك، بارك الله في عمرك). فودَّعتُه وأنا مستبشرٌ بلقائه وبالإسلام، فاستجاب الله دعاء نبيِّه وبارك في عمري بكل دعوةٍ مائة سنة، وعمري اليوم ستمائة سنة وزيادة، وجميعُ مَن في هذه الضيعة العظيمة أولادي وأولاد أولادي، وفتح اللهُ عليَّ وعليهم بكلِّ خير وكلِّ (¬8) نعمة ببركة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، انتهى (¬9). ثم ذكر الصفدي فصلًا في تقوية قصة رتن والإنكار على مَن ينكرها، ومعوّله في ذلك الإمكان العقلي. وردَّ عليه القاضي برهان الدين ابن جماعة فيما كتب بخطِّه في حاشية التذكرة بأن المعوَّل في ذلك إنما هو النقل، وليس كلُّ ما يجوِّزه العقل يستلزم الوقوع. -[329]- * قال الحافظ ابن حجر (¬10): وممّن رَوى عنه ولم يذكره الذهبي زيد بن ميكائيل بن إسرافيل الخُوزَفُوفلي، حدَّث عنه في سنة (682) قال: سمعتُ رتن بن مهادنو (¬11) بن باسدنو (¬12)، فذكر أحاديث موضوعة منها: ¬
382 - (من صلى الفجر في جماعة فكأنما حجّ خمسين حجة مع آدم) فذكر خبرًا ظاهر البطلان.
383 - ومنها: (من ترك العِشاء قال له ربُّه: لستُ ربّك فاطلب ربًّا سواي). * وذكر (¬1) عبد الغفار القوصي في كتاب (التوحيد) قال: حدثني الشيخ محمد العجمي قال: صحبتُ كمال الدين الشيرازي وكان قد أسنّ وبلغ مائة وستين سنة قال: صحبتُ رتن الهندي وقال لي إنه حضر حَفْرَ الخندق، انتهى. * وقال في (الإصابة) (¬2): قال المؤرخ شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزري في (تاريخه): سمعتُ النجيب عبد الوهاب بن إسماعيل الفارسي الصوفي بمصر سنة اثنتي عشرة وسبعمائة يقول: قدم علينا شيرازَ (¬3) سنة خمسٍ وسبعين وستمائة الشيخُ المعمّر محمود ولد بابا رتن فأخبرَنا أنّ أباه أدرك ليلة شقِّ القمر وكان ذلك سبب هجرته، وأنه حضر حفر الخندق، وكان استصحب معه سلةً فيها تمر هندي أهداها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأكل منها ووضع يده على ظهر رتن ودعا له بطول العمر وله يومئذٍ ستَّ عشرة سنة، فرجع إلى بلده وعاش ستمائة سنة واثنتين وثلاثين سنة، وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين وستمائة. ثم أورد عنه أحاديث ذكر أنّه سمعها مِن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. -[330]- ثم قال النجيب: ذكر محمود أنّ عمره مائة سنة وسبعون سنة. قال النجيب: ثم قدم علينا أناسٌ مِن شيراز إلى القاهرة وأخبروني أنه حيّ وأنّه قد رُزق أولادًا. ¬
384 - وقال الجندي في (تاريخ اليمن) (¬1): وجدتُ بخطِّ الشيخ حسن بن عمر بن محمد بن علي بن أبي القاسم الحميري أخبرني الشيخ العالم المحدِّث أبو الحسن علي بن شبيب بن إسماعيل بن الحسن الواسطي حدثنا الشيخ الصالح الفقيه داود بن أسعد بن حامد القفّال سمعتُ المعمّر رتن بن ميدن (¬2) بن تندي (¬3) الصراف السندي قال: كنتُ في بدء أمري أعبدُ صنمًا، فرأيتُ في منامي قائلًا يقول لي: اطلب لك دِينًا غير هذا. فقلتُ: أين أطلبه؟ قال: بالشام. فأتيتُ الشام فوجدتُ دين أهلها النصرانية فتنصَّرتُ. ثم سمعتُ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة فأتيتُه فأسلمتُ على يده، ودعا لي بطول العمر ومسح على رأسي بيده الكريمة. ثم خرجتُ معه غزاة (¬4) اليهود، ولمّا عدتُ استأذنته في العَود إلى بلدي لأجل والدتي فأذن لي. قال: وتواتر عند أهل بلده أنه بلغ من العمر سبعمائة سنة ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬
385 - وقال المحدِّث جمال الدين الآقشهري في (فوائد رحلته) (¬1): أخبرنا أبو الفضل بن علي بن إبراهيم بن عتيق المعروف بابن الجبّان (¬2) المهدوي في شوال سنة عشرٍ وسبعمائة قال: سمعتُ أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن يعلى التلمساني بثغر الإسكندرية في شهر رمضان سنة ست وثمانين وستمائة يقول: سمعتُ المعمّر -[331]- أبا بكر المقدسي وكان عمره ثلاثمائة سنة مِن لفظه بمسجد السلطان محمود بن سبكتكين بالهند في رجب سنة اثنتين وخمسين وستمائة يقول: حدثنا الشيخ المعمّر خواجا رتن بن عبد الله ببلده مِن لفظه قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (في آخر الزمان لله تبارك وتعالى جندٌ مِن قِبل عسقلان وهم تركٌ، ما قصَدَهم أحدٌ إلا قهروه، [ولا قصدوا أحدًا إلا قهروه]) (¬3). قال: وذكر خواجا رتن أنه شهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخندق وسمع منه هذا الحديث ورجع إلى بلاد الهند وعاش سبعمائة سنة. قال الآقشهري: وهذا السند يُتبرَّك به وإن لم يوثَق بصحَّته (¬4). ¬
386 - قال (¬1): وأخبرنا الفقيه أبو القاسم بن عمر بن عبد العال الكناني ثم التونسي قال: سمعتُ الشيخ نجم الدين عبد الله بن محمد الأصبهاني يقول: سمعتُ عبد الله بن بابا رتن يقول: سمعتُ والدي بابا رتن يقول: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة). قال الحافظ ابن حجر (¬2): لمّا اجتمعتُ بشيخنا مجد الدين الشيرازي صاحب القاموس ببلاد اليمن رأيتُه ينكر على الذهبي إنكاره وجود رتن، وذكر لي أنّه دخل ضيعته لمّا دخل بلاد الهند ووجد فيها مَن لا يُحصى كثرة ينقلون عن آبائهم وأسلافهم قصة رتن ويثبتون وجوده، فقلتُ: هو لم يجزم بعدم وجوده بل تردّد، وهو معذور. -[332]- قال (¬3): والذي يظهر أنه كان طال عمره فادّعى ما ادّعى وتمادى (¬4) على ذلك حتى اشتهر، ولو كان صادقًا لاشتهر في المائة الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامسة، ولكنّه لم يُنقل عنه شيء إلا في أواخر المائة السادسة ثم في أوائل المائة السابعة قبيل وفاته، انتهى. ¬
387 - قال الذهبي في (الميزان) (¬1): مَعمَر أو مُعَمّر بن بريك؛ رأيتُ ورقة فيها أحاديث سُئلتُ عن صحتها فأجبتُ ببطلانها فإنّها (¬2) كذبٌ واضح. وفيها: أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشيباني أخبرنا عبد الله بن إسحاق السنجاري أخبرنا عبد الله بن موسى السنجاري سمعتُ علي بن إسماعيل السنجاري يقول بسنجار في سنة تسع وعشرين وستمائة قال: سمعتُ معمر بن بريك سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يشيب المؤمن وتشبُّ معه خصلتان: الحرص وطول الأمل) (¬3). ¬
388 - وبه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أربعةٌ يُصلبون على شفير جهنم: الجائر في حكمه، والمتعدِّي على رعيَّته، والمكذِّب بالقدر، وباغض آل محمد). (¬1) ¬
389 - قال الشيباني المذكور: وأخبرنا عبد المحمود المؤذِّن بسنجار أخبرنا صدر الدين عبد الوهاب سمعتُ علي بن إسماعيل السنجاري سمعتُ معمر بن بريك يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن شمَّ الورد ولم يصلِّ عليَّ فقد جفاني). فهذا مِن نمط رتن الهندي، فقبّح اللهُ مَن يكذب، انتهى.
390 - قال الحافظ ابن حجر في (اللسان) (¬1): وقد وقع نحو هذا في المغرب فحدّث شيخ يقال له أبو عبد الله محمد الصقلي قال: صافحني شيخي أبو عبد الله مُعمّر وذكر أنه صافح النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأنَّه دعا له فقال له: (عمّرك الله يا مُعمّر) فعاش أربعمائة سنة. وأجاز لي محمد بن عبد الرحمن المكناسي من الثغر سنة بضع عشرة وثمانمائة أنه صافح أباه، وأنّ أباه صافح شيخًا يقال له الشيخ علي الحطاب بتونس، وذكر له أنه عاش مائة وثلاثة وثلاثين عامًا، وأنّ الحطاب صافح الصقلي، وذكر أنه عاش مائة وستين سنة. فهذا كلُّه لا يَفرح به مَن له عقل، انتهى. وقال في (الإصابة) (¬2): المُعمّر -بضمّ أوله والتشديد- شخص اختلق اسمُه بعض الكذابين من المغاربة. أخبرنا الكمال أبو البركات بن أبي زيد المكناسي إجازة مكاتبة قال: صافحني والدي وقد عاش مائة قال: صافحني الشيخ أبو الحسن علي الحطاب -بالحاء المهملة- بمدينة تونس وعاش مائة وثلاثين سنة قال: صافحني الشيخ أبو عبد الله محمد الصقلي وعاش مائة وستين سنة قال: صافحني أبو عبد الله مُعمّر وكان عمره أربعمائة سنة قال: صافحني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعا لي فقال: (عمّرك الله يا معمّر) ثلاث مرات. قال الحافظ ابن حجر: وهذا مِن جنس رتن وقيس بن تميم وأبي الخطاب ومكلبة ونسطور، وقد استوعبتُ تراجم هؤلاء في جزء، انتهى (¬3). -[334]- قال (¬4): وقد وجدتُ للمُعمّر خبرًا آخر؛ قال الآقشهري: أنبأنا أبو زيد عبد الرحمن بن علي الجزائري أخبرني علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن حديدي (قال: سافرتُ مِن مالقة إلى غرناطة فلقيتُ أحمد بن محمد بن حسن (¬5) الجذامي) (¬6) قال لي: لقيتُ محمد بن بكرون بن أبي مروان عبد الملك بن بشر قال: قال لي محمد بن زكريا بن بواطن (¬7) التجيبي: لمّا تكاثرت الأخبار بقصة المُعمّر ولُقِيّ أبي مروان له اجتزتُ على وادي آش في شهر رجب سنة إحدى وستين وستمائة فألفيتُ بها أبا مروان فسألتُه عن خبر المُعمّر فقال لي: خرجتُ مِن الأندلس سنة سبع عشرة وستمائة إلى أن وصلتُ إلى مكة فأقمتُ بها سبع سنين، ثم تجوّلتُ (¬8) في البلاد فوصلتُ إلى البصرة، فوجدتُ خبر المُعمّر بها مشهورًا (¬9)، ثم قيل لي هو في إقليم كذا، فانحدرتُ إلى [كَشّ] (¬10) فقوي الخبر، فانحدرتُ أيضًا إلى بلد (¬11) أخرى فقيل لي إن الطريق ممتنع لأنه صحراء مسيرتها خمسةٌ وأربعون يومًا، وكنتُ أقيم أيامًا لا آكل ولا أشرب، فعزمتُ على المسير منها (¬12). ثم قيل لي إنّ هناك (¬13) طريقًا أقرب (لكنها) (¬14) لا تُسلك مِن أجل [التتر] (¬15). فهان ذلك -[335]- عليَّ، فسِرتُ ولا أكلِّم من يكلِّمني بل أُظهر الصمم ولا آكل ولا أشرب. قال: فمشيتُ في عسكر [التتر] (¬16) ستة أيام على ذلك، ثم خرجتُ منهم فسِرتُ يومين حتى دخلت (¬17) إلى الموضع الذي قصدتُه، فتعجّب أهله منّي وأضافني شيخٌ منهم فأدخلَني بيتًا فإذا فيه الشيخ المعمّر ملفوفًا في القطن، فدعاه فقال: يا سيّدي هذا رجلٌ مِن بلادٍ بعيدة مِن المغرب الأقصى، جاء إلينا ليس له حاجة غير رؤيتك، ويريد أن يسمع منك. فكلَّمني بكلامٍ ترجمه لي ذلك الشيخ فقال: كنتُ يوم الخندق أحمل مع المسلمين وأنا ابن أربع عشرة سنة، فلمّا رأيته (¬18) وجدتُ في نفسي خِفّة في العمل، فلمّا رأى ذلك منّي قال: (عمّرك الله، عمّرك الله، عمّرك الله). ثم سكت، فقال لي الذي أدخلني عليه: يكفيك. ¬
391 - قال الحافظ ابن حجر في (الإصابة) (¬1) وفي (اللسان) (¬2): قيس بن تميم الطائي الكيلاني الأشجّ مِن نمط أشجّ العرب ومِن نمط رتن الهندي. قرأتُ في (تاريخ اليمن) للجنَدي أنه حدّث في سنة سبع عشرة وخمسمائة بمدينة كيلان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن علي بن أبي طالب، فسمع منه أبو الخير أحمد بن يوسف الطالقاني ومحمود بن علي (¬3) الطرازي ومحمود بن عبيد الله بن صاعد المروزي كلّهم عنه قال: خرجتُ مِن بلدي هضيمية وكنّا أربعمائة وخمسين رجلًا للتجارة، فلمّا بلغنا قريبًا مِن مكة فقدنا الطريق، فلقيَنا رجلٌ فصال علينا ثلاث صولات يقتل (¬4) منّا في كلِّ مرة أزيد مِن مائة رجل، فبقي منّا ثلاثة وثمانون رجلًا فاستأمنوه فآمنهم فإذا هو -[336]- علي بن أبي طالب، فأتى بنا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقسم غنائم بدر. قال: فأجلسني بين يديه وكنتُ ابن ستٍّ وعشرين سنة، وكان الفصلُ فصلَ الربيع وأوان الورد، فجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بوردٍ فأخذه بيده اليمنى وشمّه ثم قال: (من شمّ الورد الأحمر ولم يصلِّ عليَّ فقد جفاني) (¬5). فسأله عليٌّ أن يهبني له فوهبني له، فذهب بي إلى مكة ثم استأذنته في الذهاب إلى أهلي فأذن لي، فتوجّهتُ ثم رجعتُ إليه بعد قتل عثمان فلزمتُ خدمتَه فكنتُ صاحب ركابه، فرَمَحَتْني بغلتُه فسأل الدم على رأسي فمسح على رأسي وهو يقول: مدَّ اللهُ يا أشجُّ في عمرك مدًّا. فرجعتُ بعده إلى بلدي هضيمية فوجدتُها قد خربت، فاشتغلتُ بالعبادة إلى أن ملك أَلْب رسلان (¬6) فسمع بي فأرسل إليَّ، فرأيتُ عليًّا في النوم وهو ينهاني، فهربتُ إلى المدينة ثم رجعتُ إلى طبرستان فأقمتُ بها خمسًا وخمسين سنة، ثم ارتحلتُ إلى كيلان فمكثتُ هناك تسعًا وتسعين سنة. ثم ساق أكثر مِن أربعين حديثًا زعم أنه سمعها مِن النبي -صلى الله عليه وسلم-، انتهى. * قال الذهبي في (الميزان) (¬7): عثمان بن الخطاب أبو عمرو البلوي المعروف بأبي الدنيا الأشجّ. طير طرأ على أهل بغداد وحدّث بقلّة حياء بعد الثلاثمائة عن علي بن أبي طالب فافتضح بذلك وكذّبه النقاد، روى عنه المفيد وغيره. قال الخطيب (¬8): علماء النقل لا يثبتون قوله، ومات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. قال المفيد (¬9): سمعته يقول: وُلدت في خلافة الصدّيق وأخذتُ لعليّ بركاب بغلته أيام صفّين، وذكر قصة طويلة، انتهى. ¬
392 - وقال الحافظ ابن حجر في (اللسان) (¬1): قال أبو عمرو الداني: حدثني أبو القاسم خلف بن يحيى حدثنا أبو جعفر تميم بن محمد بن تميم التميمي المعروف بابن أبي العرب قال: حدثنا المعمّر علي بن عثمان بن خطاب سنة إحدى عشرة وثلاثمائة بالقيروان قال: رأيتُ أبا بكر وعمر وعثمان وعليًا، وسمعتُ عليًا يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (النفخ في الطعام والشراب حرام، والنبيذ حرام، والديباج حرام، والخصيان حرام). قال: وكان عليٌّ يسلِّم تسليمة واحدة، وكان يرفع يديه رفعًا واحدًا في أول صلاته، وكان يقلع نعليه ويغسل رجليه ولا يمسح. قال: ورأيتُ عائشة طويلة بيضاء، بوجهها أثر مِن جدري، وسمعتها تقول لأخيها محمد يوم الجمل: أحرقك الله بالنار في الدنيا والآخرة. وأطال في (اللسان) في ترجمته. ¬
393 - قال الرافعي في (تاريخ قزوين) (¬1): محمد بن عثمان بن يوسف السمرقندي حدّث بقزوين سنة خمس وثمانين وخمسمائة عن محمد بن أبي سعيد الكشاني ومحمد بن محمد المعروف بالحجاج البخاري قالا: سمعنا الأشج عن علي بن أبي طالب مرفوعًا: (سنجر آخر ملوك العجم، يعيش ثمانين عامًا ثم يموت جوعًا). * قال ابن النجار: ضرار بن مسعود المارسي حدّث ببغداد بحديث منكر في فضل خوارزم (¬2) عن أبي عمر المُحَلِّمي، رواه عنه أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البلخي وذكر أنه سمعه منه ببغداد، وهما مجهولان. ¬
394 - أبو نعيم (¬1): أنبأنا اللُّكّي أنبأنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نُبيط بن شريط عن أبيه عن جده عن نُبيط بن شريط مرفوعًا: (مصر خزائن الله في أرضه، والجيزة روضة مِن رياض الجنة) (¬2). قال في (الميزان) (¬3): أحمد هذا حدّث عن أبيه عن جده بنسخة فيها بلايا، منها هذا الحديث. لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب. ¬
395 - الدارقطني (¬1): حدثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم [المُلْحَمي] (¬2) حدثنا الوليد بن العباس بن مسافر الخولاني بمصر حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح حدثني خالد بن حميد عن سعيد بن أبي عروبة عن [جابر] (¬3) عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة أنه سأله فقال: مِن أين جئت؟ -وقد كان لقيه بالشام- فقال: مِن الإسكندرية. فقال: إنّي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إنّ للمقيم بها ثلاثة أيام مِن غير رياء كمن عَبَد الله عز وجل سبعين ألف سنة ما بين الروم والعرب) (¬4). -[339]- قال الدارقطني: هذا حديث غريب مِن حديث سعيد بن جبير عن أبي هريرة، وهو منكر الإسناد، ولم نكتبه إلا عن هذا الشيخ. وأورده ابن الجوزي في (العلل) (¬5) وقال: الوليد ضعّفه الدارقطني (¬6)، وأبو صالح ليس بشيء (¬7). ¬
396 - ابن عساكر (¬1): أنبأنا أبو الحسن علي بن المُسَلَّم الفرضي وأبو يعلى بن أبي خَيْش قالا: أخبرنا سهل بن بشر الإسفراييني أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عمر بن سعيد بن ميمون الجهاري بمصر أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري بقراءتي عليه سنة خمس وستين وثلاثمائة حدثنا أبو الحسين محمد بن معمر البحراني المدائني حدثنا محمد بن عبد الرحيم البغدادي حدثنا هشام بن عمار عن صدقة بن خالد القرشي عن زيد بن واقد عن مغيث بن سُمي الأوزاعي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ذُكرت مصرُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (السوداء تربتها، المنتنة أرضها، الحَلْفاء (¬2) نباتها، القبط أهلها. من دخل فيها وسكن فيها -[340]- وأكل في آنيتها وغسل رأسه بطينها ألبسه اللهُ الذلَّ والهوان وأذهب عنه الغيرة. وإن كان ولا بد مِن السكنى فيها فعليكم بجبل يقال له المقطّم فإنه مقدَّس، أو بقرية يقال لها الإسكندرية، فإنها أحد العروسين يوم القيامة) (¬3). قال ابن عساكر: هذا حديث منكر، والحمل فيه على البحراني أو على محمد بن عبد الرحيم. ¬
397 - ابن عدي (¬1): حدثنا طاهر بن علي بن ناصح حدثنا إبراهيم بن الوليد بن سلمة (حدثنا أبي) (¬2) حدثنا أحمد بن كنانة عن مقسم عن ابن عمر مرفوعًا: (إذا ذهب الإيمان مِن الأرض وُجد ببطن الأردن) (¬3). قال ابن عدي: هذا حديث منكر، وأحمد بن كنانة منكر الحديث. وقال في (الميزان) (¬4): هذا حديث مكذوب. (¬5) ¬
398 - ابن عدي (¬1): حدثنا عبد الرحمن بن أبي قرصافة حدثنا عبيد الله بن سعيد بن عفير حدثني أبي حدثنا الفضل بن المختار عن أبان عن أنس مرفوعًا: (الجفاء والبغي بالشام) (¬2). أورده ابن الجوزي في (العلل) (¬3) وقال: لا يصحّ، أبان متروك الحديث (¬4)، والفضل بن المختار قال أبو حاتم (¬5): يحدِّث بالأباطيل. (¬6) ¬
399 - العباس بن الوليد بن صبح (¬1) حدثنا جرير بن عتبة الحرستاني سمعتُ أبي يحدِّث الأوزاعي (¬2) أنه سمع القاسم عن أبي أمامة مرفوعًا: (ستفتحون حصنًا بالشام يقال له أَنَفَة (¬3)، يُبعث منه اثنا عشر ألف شهيد) (¬4). قال في (الميزان) (¬5): هذا كذب، وقال أبو حاتم (¬6): جرير بن عتبة مجهول، وأبوه كذلك. ¬
400 - العقيلي (¬1): حدثنا محمد بن زكريا البلخي حدثنا محمد بن أبان البلخي حدثنا خطاب بن عمر الهمداني (¬2) حدثني محمد بن يحيى المازني (¬3) عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: (أربعٌ محفوظات وستٌّ ملعونات: فأمّا المحفوظات فمكة والمدينة وبيت المقدس ونجران. وأمّا الملعونات فبردعة (¬4) وصعدة (¬5) وأَثافِت (¬6) وصَهْر (¬7) و [يكلا] (¬8) ودلان) (¬9) (¬10). قال ابن عدي (¬11): حديث منكر. -[343]- وقال ابن الجوزي في (الواهيات) (¬12): فيه مجاهيل وضعاف. قال ابن حبان (¬13): محمد بن يحيى المازني يروي المقلوبات والملزقات، لا يجوز الاحتجاج به (¬14). ومحمد بن أبان كذاب (¬15). 400/ 1 - وقال الديلمي (¬16): أخبرنا أبي أخبرنا أحمد بن عمر البزاز (¬17) أخبرنا عبد الله بن أحمد البزاز المعروف بالسبط حدثنا موسى بن جعفر بن محمد حدثنا علي بن محمد بن مهرويه حدثنا عبيد بن إبراهيم الكسوري (¬18) حدثنا يحيى بن أيوب (حدثنا محمد بن يحيى) (¬19) المازني حدثني محمد بن تميم حدثني ابن البيلماني عن أبيه عن عبد الله بن [عمر] (¬20) مرفوعًا: (سبع قرى معلونات: صعدة وأثافت وبردعة وعدن وطهر (¬21) وبطلان (¬22) ودلان. وأربع محفوظات: مكة والمدينة وإيلياء ونجران). -[344]- 400/ 2 - وقال أبو الشيخ في كتاب (الأمصار): حدثنا أبو عبد الرحمن بالبصرة حدثنا سليمان بن إسحاق وبندار بن بشار قالا: حدثنا محمد بن الحارث عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني (¬23) عن أبيه عن ابن عمر رفعه: (القرى المحفوظة: مكة والمدينة وإيلياء ونجران. وما مِن ليلة إلا وينزل بنجران سبعون ملكًا (¬24) يصلّون على أهل الحَدور (¬25) ثم لا يعودون إليها أبدًا) (¬26). ¬
401 - أبو نعيم (¬1): حدثنا أبو بكر بن خلاد حدثنا محمد بن يونس حدثنا محمد بن عباد المهلبي حدثنا صالح المرّي عن المغيرة بن حبيب صهر مالك بن دينار قال: قلتُ لمالك: يا أبا يحيى لو ذهبتَ بنا إلى بعض جزائر البحر فكنّا فيها حتى يسكن [أمر] (¬2) الناس. فقال: ما كنتُ بالذي أفعل، حدثني الأحنف بن قيس عن أبي ذر سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إنّي لأعرف أرضًا يقال لها البصرة أقومها قِبلة وأكثرها مساجد ومؤذنين، يُدفع عنها من البلاء ما لم يُدفع (¬3) عن سائر البلاد) (¬4). -[345]- قال ابن الجوزي في (الواهيات) (¬5): فيه محمد بن يونس الكديمي قال ابن حبان (¬6): كان يضع الحديث على الثقات، لعله وضع أكثر مِن ألف حديث. (¬7) ¬
402 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا الميداني أخبرنا إبراهيم بن جهير بقزوين حدثنا أبو طالب بن أبي رجاء بقزوين حدثنا علي بن محمد بن مهرويه حدثنا أحمد بن علكويه حدثنا قتيبة عن ميسرة عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قسم الله الأعمال كلها على ثلاثة أثلاث: فثلثٌ بمكة، وثلثٌ بقزوين، وثلثٌ في سائر البلاد) (¬2). ¬
403 - أبو الشيخ في كتاب (البلدان): أخبرنا إبراهيم بن محمد بن الحسن حدثنا إسحاق بن [زريق] (¬1) برأس العين حدثنا [عثمان] (¬2) بن عبد الرحمن الحراني حدثنا مجاشع بن عمرو عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنّي لأعرف أقوامًا يكونون في آخر الزمان قد اختلط الإيمان بلحومهم ودمائهم، يقاتلون في بلدة يقال لها قزوين، تشتاق إليهم الجنة وتحِنُّ إليهم كما تحِنُّ الناقة إلى ولدها) (¬3). -[346]- مجاشع كذاب (¬4). ¬
404 - أبو الشيخ في كتاب (البلدان): حدثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى حدثنا خالد بن يزداد العباداني حدثنا [عبدة] (¬1) بن محمد بن عاصم عن عنبسة عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بابان مفتوحان في الجنة للدنيا: عبادان وقزوين، وأوّل بقعة آمنت بعيسى ابن مريم قزوين (¬2)، وأوّل بقعة (¬3) آمنت بمحمد عبادان) (¬4). عنبسة متهم (¬5). ¬
405 - أبو الشيخ: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن حدثنا إسحاق بن زريق (¬1) حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني حدثنا جميل مولى المنصور عن ابن عطاء عن أبيه عن ابن عباس رفعه: (ينظر الله إلى أهل قزوين في كل يوم مرتين، فيتجاوز عن مسيئهم ويقبل مِن محسنهم) (¬2). ¬
406 - وبه إلى جميل مولى المنصور عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَن سرَّه أن يُحرِّم اللهُ وجهَه وبدنَه على النار فليَمُت بقزوين) (¬1). ¬
407 - إسحاق بن محمد بن يزيد بن كيسان في (فضائل قزوين): حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن زكريا الكوفي ببغداد عن ميسرة بن عبد ربه عن سفيان -يعني الثوري- عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن أبيّ بن كعب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يكون في آخر الزمان قومٌ بقزوين يضيء نورُهم للشهداء كما تضيء الشمس لأهل الدنيا) (¬1). ميسرة كذاب (¬2). ¬
408 - الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار في (فضائل قزوين): أخبرنا هبة الله بن الفرج أخبرنا محمد بن الحسين الصوفي أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن الفراء أخبرنا إبراهيم بن علي بن بالويه أخبرنا جحدر بن إبراهيم القارئ (¬1) بالشاش أخبرنا محمد بن لقمان أخبرنا شداد بن سعيد أخبرنا خالد بن يزيد أخبرنا إبراهيم بن طهمان عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنّ جبلًا مِن جبال فارس بأرض الديلم يقال له قزوين؛ نبّأني خليلي جبريل قال: -[348]- يُحشرون يوم القيامة فيقومون على أبواب الجنة صفوفًا والخلائق في الحساب وهم يجدون رائحة الجنة) (¬2). أبان متهم (¬3)، وخالد بن يزيد هو أبو الهيثم العمري المكي الحذاء (¬4) كذّبه أبو حاتم ويحيى (¬5)، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات (¬6). ¬
409 - وبه: عن خالد بن يزيد حدثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من سّرَه أن يُختم له بالشهادة والسعادة فليشهد باب قزوين) (¬1). ¬
410 - الخليلي في (فضائل قزوين): حدثنا أبو بكر الشافعي بن محمد بن إدريس وجماعة قالوا: أخبرنا الزبير حدثنا سليمان بن يزيد حدثنا محمد بن يونس حدثنا العباس بن عبد الله التَّرْقُفي حدثنا القاسم بن الحكم العرني عن محمد بن بشير عن إسحاق بن مالك عن القاسم بن بهرام (¬1) عن أبان عن أنس قال: -[349]- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لولا أنّ الله تعالى أقسم بيمينه وعهد (¬2) أن لا يبعث بعدي نبيًّا لَبعث مِن قزوين ألف نبي) (¬3). أبان متهم (¬4). والقاسم بن بهرام (¬5) قال الذهبي (¬6): يأتي بعجائب، وهّاه ابن حبان (¬7) وغيره. وقال ابن عدي (¬8): كذاب. وقال في (اللسان) (¬9): هو صاحب الحديث الطويل في قوله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} (¬10)؛ أورده الحكيم الترمذي في (أصوله) (¬11) وقال: إنه مفتعل، وهو في (تفسير الثعلبي) (¬12). ¬
411 - الخليلي: حدثنا محمد بن سليمان حدثنا أبي حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله المقرئ حدثنا أسامة بن بشير البجلي عن بقية بن الوليد عن عبد الله بن عون عن جابر بن يزيد عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن قوم أحبّ إلى الله تعالى مِن قوم حملوا القرآن وركبوا (¬1) إلى التجارة التي ذكر الله تعالى: {تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (¬2). قرؤوا القرآن وشهروا السيوف، يسكنون بلدة يقال لها قزوين، يأتون يوم القيامة وأوداجهم تقطر دمًا، يحبُّهم الله ويحبُّونه، تُفتح لهم ثمانية أبواب الجنة فيقال لهم: ادخلوا مِن أيّها شئتم) (¬3). قال الرافعي (¬4): رواه يحيى بن عبد الوهاب بن مسنده الحافظ في (تاريخه) عن الواقد بن الخليل عن أبيه (¬5) حدثنا محمد بن سليمان حدثني أبي حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا أبو بهز حدثنا سلمة بن بشير عن بقية. فزاد أبا بهز، وقال: سلمة بن بشير بدل أسامة. (¬6) ¬
412 - الخليلي: حدثنا الحسين بن علي بن محمد بن زنجويه حدثنا علي بن محمد بن مهرويه حدثنا عبد الله بن أحمد الدشتكي حدثنا إبراهيم بن أحمد بن مسعود ابن أخي سندول (¬1) حدثنا القاسم بن الحكم حدثنا إسماعيل بن سلمان حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: -[351]- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من بات ليلة بقزوين على قدر فواق ناقة بعث اللهُ تعالى مِن كلّ سماء سبعين ألفاً مِن الملائكة، مع كلّ ملك دفتر مِن نور وأقلامٌ مِن نور يستمدّون مِن نهر من نور، يكتبون ثوابه إلى أن يُنفخ في الصور) (¬2). قال الرافعي: رواه أبو الحسن الصقلي (¬3) عن العباس بن الحسين بن العباس الصفّار الرازي عن الدشتكي، وسمّاه عبد الرحمن. ¬
413 - قال الرافعي (¬1): أملى الحافظ أبو بكر الجعابي بقزوين حدثني محمد بن سهل أبو عبد الله العطار حدثنا عبد الله بن محمد البلوي حدثنا عمارة بن زيد حدثني أبو نعيم عمر بن صبح عن مقاتل بن حيان عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم ارحم إخواني بقزوين). قلنا: ومَن إخوانك هؤلاء؟ قال: (قزوين بابٌ مِن أبواب الجنة يقاتلون الديلم، الشهداء فيهم كشهداء بدر) (¬2). ¬
414 - وبه (¬1) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يكون لأمتي مدينة يقال لها قزوين؛ الساكن بها أفضل مِن ساكن الحرمين) (¬2). عمر بن صبح (¬3) قال الذهبي في (المغني) (¬4): كذاب اعترف بالوضع. وقال في (الميزان) (¬5): ليس بثقة ولا مأمون، قال ابن حبان (¬6): كان ممّن يضع الحديث، وقال الأزدي (¬7): كذابٌ دامِر (¬8)، وقال أحمد بن علي السليماني: عمر بن صبح الذي وضع آخر خطبة للنبي - صلى الله عليه وسلم -. وعمارة بن زيد قال الأزدي: كان يضع الحديث (¬9). ¬
415 - الخطيب في (فضل قزوين): أخبرنا سليمان بن يزيد حدثنا أحمد بن عبد الله بن عاصم القزويني حدثنا محمد بن إسحاق البجلي -وكان ثقة- حدثنا الحسن بن زياد عن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن عثمان عن عمران بن سليم عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنه سيكون في آخر الزمان قوم ينزلون مكاناً يقال له قزوين، يُكتب لهم فيه قتالٌ في سبيل الله) (¬1). -[353]- الحسن بن زياد اللؤلؤي قال يحيى بن معين (¬2): كذاب، وقال أبو داود (¬3): كذاب غير ثقة ولا مأمون، وقال أبو ثور (¬4): ما رأيتُ أكذب منه، وقال محمد بن عبد الله بن نمير (¬5): يكذب على ابن جريج، وقال ابن المديني (¬6): لا يُكتب حديثه، وقال أبو حاتم (¬7): ليس بثقة ولا مأمون، وقال جزرة (¬8): ليس بشيء، لا هو محمود عند أصحابنا ولا عند أصحابه، وقال ابن أبي شيبة (¬9): كان أبو أسامة يسمّيه الخبيث، وقال يعقوب بن سفيان (¬10) والعقيلي والساجي (¬11): كذاب، وقال النسائي (¬12): ليس بثقة ولا مأمون، وقال الشافعي (¬13): ليس هناك، وقال الدارقطني (¬14): متروك. (¬15) ¬
416 - الخطيب فيه: أخبرنا سليمان بن يزيد أخبرنا أحمد بن عبد الله بن عاصم حدثنا محمد بن إسحاق البجلي حدثنا الحسن بن زياد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يخرج الدجال مِن يهودية أصبهان حتى يأتي الكوفة (¬1)، -[354]- فيلحقه قومٌ مِن المدينة وقوم من الطور وقوم مِن ذي يمن وقوم مِن قزوين). قيل: يا رسول الله وما قزوين؟ قال: (قوم يكونون بأخرة، يخرجون من الدنيا زهداً فيها، يردُّ اللهُ بهم قوماً مِن الكفر إلى الإيمان) (¬2). ¬
417 - وقال: أنبأنا أحمد بن إبراهيم الفقيه حدثنا القاسم بن زكريا حدثني الحسن بن السكن حدثنا أبو شيخ (¬1) الحراني حدثنا مخلد عن مجاشع [عن] (¬2) ميسرة عن سفيان عن أبيه عن ميمون بن مهران عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (سيكون جهاد ورباط بقزوين، يشفع أحدهم في مثل ربيعة ومضر) (¬3). ¬
418 - وقال: أخبرنا سليمان حدثنا علي بن سعيد [العسكري] (¬1) حدثنا عمرو بن سلمة الجعفي حدثنا أحمد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا أبو هشام الحوشبي (¬2) عن أيوب بن مقدم عن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه عن أبي الدرداء -[355]- أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (المرابطون بقزوين والروم وسائر المرابطين في البلاد يُختم لكلّ مَن رابط منهم في كل يوم وليلة أجر قتيلٍ في سبيل الله متشحِّطٍ في دمه) (¬3). ¬
419 - وبه: عن أيوب بن مقدم عن أبي هاشم (¬1) عن زاذان عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنّ الله وملائكته يصلّون في كل يوم وليلة على موتى قزوين والبحار وشهدائهم مائة صلاة) (¬2). ¬
420 - الخليل بن عبد الجبار في (فضائل قزوين): حدثنا أبو إبراهيم حاجي بن علي الصوفي أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن وكيع الإسكندراني حدثنا أبو محمد إسحاق بن محمد حدثنا يعقوب بن إسحاق حدثنا زكريا عن ميسرة بن عبد ربه عن ثور عن مكحول عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (مَن سرَّه أن يفتح الله له باباً مِن أبواب الجنة فليَشهد باباً مِن أبواب العجم؛ سكّانُه رهبانٌ بالليل لُيوثٌ بالنهار) (¬1). ¬
421 - وبه عن ميسرة بن عبد ربه عن عروة عن عائشة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (تركُ قزوين حسرة، وإتيانها بركة، والجنة إلى أهلها مسرعة) (¬1). ¬
422 - الخليلي: حدثنا محمد بن إسحاق الكيساني حدثنا أبي إسحاقُ بنُ محمد حدثنا يعقوب بن إسحاق حدثنا زكريا حدثنا ميسرة عن ثور بن يزيد عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (صلوات الله على أهل قزوين، فإنّ الله ينظر إليهم في الدنيا فيرحم بهم أهل الأرض) (¬1). ¬
423 - وقال: أخبرنا محمد بن علي بن عمر حدثنا سليمان (¬1) بن يزيد حدثنا خازم بن يحيى الحلواني حدثنا هانئ بن المتوكل الإسكندراني عن خالد بن حميد عن سليمان الأعمش عن أبي صالح [عن علي] (¬2) أنه قال للربيع بن خُثيم: ما يمنعك أن تدخل معنا؟ قال: ما كنتُ لِأُقاتلك ولا أقاتل معك، فدُلَّني على جهاد أو رباط. قال: عليك بالإسكندرية أو بقزوين فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ستُفتحان على أمَّتي وإنّهما بابان مِن أبواب الجنة، مَن رابط فيهما أو في أحدهما ليلة واحدة خرج مِن ذنوبه كيوم ولدته أمُّه) (¬3). قال الرافعي (¬4): رواه عن هانئ بن المتوكل محمدُ بن سنان القزاز وأبو منصور محمد بن سليمان البجلي أيضاً. -[357]- ورواه أبو حفص عمر بن عبد الله بن زاذان عن علي بن إبراهيم عن خازم، وقال: هو غريب مِن حديث الأعمش لا أعلم رواه عنه غير خالد بن حميد المهري. ورواه أبو الحسن [الصيقلي] (¬5) عن أبي بكر بن أبي روضة عن خازم. وخازم -بالخاء والزاي المعجمتين (¬6) - وهو أخو أحمد بن يحيى الحلواني، انتهى. وهانئ بن المتوكل قال ابن حبان: كان يُدخَل عليه المناكير وكثرت فلا يجوز الاحتجاج به بحال (¬7). ¬
424 - الحافظ أبو العلاء العطار: أخبرنا الهيثم بن محمد أخبرنا أبو عثمان العيّار (¬1) الصوفي حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين (¬2) بن بندار العنبري أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن مهرويه حدثنا أبو أحمد داود بن سليمان بن يوسف الغازي أخبرنا علي بن موسى الرضا أخبرنا أبي عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قزوين باب مِن أبواب الجنة، هي اليوم في أيدي المشركين، وستُفتح على أيدي أمّتي مِن بعدي، المفطر فيها كالصائم في غيرها، والقاعد فيها كالمصلي في غيرها، وإنّ الشهيد فيها يركب يوم القيامة على براذين مِن نور فيُساق إلى الجنة، ثم لا يُحاسَب على ذنب أذنبه ولا شيء عمله، وهو في الجعة خالداً ويُزوَّج مِن الحور العين، ويُسقى مِن الألبان والعسل والسلسبيل، وطوبى للشهيد فيها مع ما له عند الله مِن المزيد) (¬3). ¬
425 - وبه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رحم الله إخواني بقزوين). قالوا: يا رسول الله وما قزوين وما إخوانك؟ قال: (بلدة في آخر الزمان يقال لها قزوين؛ إنّ الشهيد فيها يعدل عند الله شهداء بدر) (¬1). قال في (الميزان) (¬2): داود بن سليمان الغازي شيخ كذاب له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضا، رواها عنه علي بن محمد بن مهرويه. ¬
426 - وقال أبو العلاء: أخبرنا هبة الله الكاتب أخبرنا عبدوس بن عبد الله حدثنا أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة (¬1) العدل حدثنا الفضل (¬2) بن الفضل الكندي حدثنا عيسى بن هارون حدثنا هارون بن هزاري حدثنا أبو سالم حدثنا أبو سعيد النجراني عن محارب بن دثار عن علي بن أبي طالب سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (صلّى اللهُ على أخي يحيى بن زكريا، قال: يكون في آخر الزمان ترعة مِن ترع الجنة -يعني باباً مِن أبواب الجنة- يقال لها قزوين، فمن أدركها فليرابطها (¬3) وليشركني في رباطها أُشرِكه في فضل نبوّتي) (¬4). -[359]- قال الرافعي: أورده أبو حفص عمر بن عبد الله بن زاذان في (فوائده) عن علي بن محمد بن أبي سهل عن هارون بن هزاري حدثنا الحسن بن عبد الله أبو سالم حدثنا يحيى بن سعيد عن محارب بن دثار عن علي. ¬
427 - الخليلي: حدثنا محمد بن سليمان بن يزيد حدثنا أبي حدثني محمد بن أحمد بن محمد النخعي حدثنا عبدان الجواليقي حدثنا محمد بن عبد الأعلى عن معتمر بن سليمان التيمي عن عبد الملك بن أبي جميلة عن أبي بكر بن بشير قال: لقيتُ كعب بن عجرة خارجاً مِن مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - في أول يوم من شعبان، فقلتُ له: أين تريد يا كعب؟ قال: إلى الجبل. قلتُ: وأيُّ شيء تصنع بالجبل وتترك جوار النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أمضي إلى مدينة سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إنّها تجيء يوم القيامة ولها جناحان تطير بهما بين السماء والأرض مِن درّة بيضاء مجوَّفة بأهلها، تنادي: أنا قزوين قطعة من الفردوس، مَن دخلني حتى أشفع له إلى ربي) (¬1). ورواه الخطيب في (فضل قزوين) أيضاً (¬2). قال في (الميزان) (¬3): عبد الملك بن أبي جميلة عن أبي بكر بن بشير (مجهول) (¬4) تفرد عنه معتمر بن سليمان. ¬
428 - الخليل بن عبد الجبار: أخبرنا أميركا بن [زيتارة] (¬1) (حدثنا الزبير) (¬2) حدثنا سليمان بن يزيد حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد حدثنا محمد بن هبيرة -[360]- الغاضري حدثنا سلم بن قادم حدثنا سليمان بن عوف النخعي حدثنا عثمان بن الأسود عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أفضل الثغور أرضٌ ستُفتح يقال لها قزوين، مَن بات بها ليلة احتساباً مات شهيداً وبُعث مع الصدِّيقين في زمرة النبيين حتى يدخل الجنة) (¬3). ¬
429 - وقال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد زَرْدَة حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ بأصبهان حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني (¬1) حدثنا الحسن بن علي بن الحجاج حدثنا إبراهيم بن محمد الترجماني حدثنا شريح بن زيد عن أبي نعيم الخراساني عن مقاتل بن سليمان عن مكحول عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم قاعدٌ معنا إذ رفع بصره إلى السماء كأنه يتوقّع أمراً، فقال: (رحم الله إخواني بقزوين) يقولها ثلاثاً. فقال أصحابه: يا رسول الله بآبائنا وأمّهاتنا ما قزوين هذه وما إخوانك الذين هم بها؟ قال: (قزوين باب مِن أبواب الجنة، وهي (¬2) اليوم في يد المشركين، ستفتح في آخر الزمان على أمّتي، فمن أدرك ذلك الزمان فليأخذ نصيبه مِن فضل الرباط بقزوين) (¬3). -[361]- مقاتل بن سليمان كذاب (¬4)، والراوي عنه أبو نعيم الخراساني عمر بن صبح كذاب أيضاً وضاع (¬5). ¬
430 - قال الرافعي (¬1): وقريبٌ مِن هذا الحديث ما روي عن عبد الرحمن بن أبي حاتم أنه أورد (¬2) بإسناده عن هشام بن عبيد الله عن زافر يعني ابن سليمان عن عبد الحميد بن جعفر يرفعه إلى أبي هريرة وابن عباس قالا: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرفع بصره إلى السماء كأنه يتوقع شيئاً فقالْ (يرحم الله إخواني بقزوين) ثلاث مرات، فسألت دموعه فجعلت تقطر مِن أطراف لحيته. فقالوا: يا رسول الله ما قزوين ومن إخوانك الذين ذكرتهم [فرققتَ] (¬3) لهم؟ قال: (قزوين أرضٌ مِن أرض الديلم وهي اليوم في يد الديلم، وستُفتح على أمّتي وتكون رباطاً لطوائف مِن أمّتي، فمن أدرك ذلك فليأخذ بنصيبه مِن فضل رباط قزوين فإنه سيستشهد بها قومٌ يعدلون شهداء بدر). هذا الإسناد منقطع بين عبد الحميد بن جعفر وبين أبي هريرة وابن عباس (¬4). وزافر بن سليمان قال ابن عدي (¬5): (لا يُتابع على حديثه) (¬6)، عامة ما يرويه لا يُتابع عليه، وقال ابن حبان (¬7): كثير الغلط واسع الوهم. ¬
431 - الخطيب في (فضل قزوين): ذكر أبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني نزيل قزوين حدثنا الحسين بن مأمون البردعي حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا عبد الغفار بن عبيد الله الكُرَيزي حدثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قزوين باب مِن أبواب الجنة، يُحشر مِن مقبرتها كذا وكذا ألف شهيد) (¬1). صالح بن أبي الأخضر ضعفه البخاري (¬2) والنسائي (¬3)، وقال ابن معين (¬4): ليس بشيء، وقال ابن حبان (¬5): لا يُحتجّ به، وقال الجوزجاني (¬6): اتُّهم في أحاديثه. ¬
432 - الخليل بن عبد الجبار: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن مخلد الوكيل حدثنا [عمي] (¬1) إبراهيم بن علي بن مخلد حدثنا أبو داود سليمان بن يزيد حدثنا أبو حاتم الرازي حدثنا نعيم بن حماد حدثنا رشدين (¬2) بن سعد عن جرير بن حازم عن الأعمش عن مولى لعمر بن عبد العزيز قال: رأيتُ رجلاً يحدِّث عمرَ بن عبد العزيز يقول: حدثني أبي عن جدي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (ستُفتح على أمّتي مدينتان: إحداهما مِن أرض الديلم يقال لها قزوين، والأخرى مِن أرض الروم يقال لها الإسكندرية؛ مَن رابط في إحداهما يوماً -أو قال يوماً وليلة- وجبت له الجنة) (¬3). -[363]- قال: فجعل عمر بن عبد العزيز يقول للرجل: حدّثك أبوك عن جدك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟. قال عمر بن عبد العزيز: اللهم لا تمتني حتى تجعل لي في إحداهما داراً ومنزلاً. ثم دعا بدواة وقرطاس فكتب الحديث. قال الرافعي: أخرجه محمد بن داود بن ناجية المهري في (فضائل الإسكندرية) عن داود بن حماد ابن أخي رشدين حدثنا رشدين عن أبي عبد الله الخراساني عن سفيان الثوري عن الأعمش. ورواه أبو الحسن الصَّيْقَلي عن علي بن إسحاق بن خشنام بن زنجلة الرازي عن العباس بن أحمد البغدادي عن محمد بن إسحاق الصاغاني عن نعيم بن حماد. ورواه ميسرة بن علي عن العباس بن أحمد البغدادي، انتهى. وفي الإسناد ثلاثة لا يُعرفون: مولى عمر، والرجل الذي حدّث عمر، وأبوه، ورشدين ضعيف (¬4). ¬
433 - وقال أبو الشيخ في كتاب (الأمصار): حدثنا محمد بن جعفر حدثنا الجراح بن مخلد حدثنا محمد بن بكير حدثنا عبد الله بن هشيم (¬1) الزهري عن جده أبي عقيل عن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن جده عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (تُفتح مدينتان في آخر الزمان: مدينة الروم ومدينة الديلم، أمّا مدينة الروم فالإسكندرية، ومدينة الديلم قزوين، مَن رابط في شيء منهما (¬2) خرج مِن ذنوبه كيوم ولدته أمُّه) (¬3). ¬
434 - قال الرافعي (¬1): رأيتُ بخطِّ الفقيه الحجازي [بن شعبويه] (¬2) أخبرنا الشيخ أبو إبراهيم الخليل بن عبد الجبار سنة تسعين وأربعمائة أخبرني أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن (¬3) البناء -وكان رجلاً صالحاً- قال: سمعتُ [أستاذي] (¬4) حسان بن حمزة (البناء يحكي عن أبيه حمزة) (¬5) بن أبي يعلى البناء -وكان مقدَّماً في صناعته- أنّه أقبل في آخر عمره على عمارة سور قزوين واشتغل بِمَرَمَّتِه (¬6) صيفاً وشتاء وترك سائر الأعمال (¬7)، فسُئل عن ذلك فقال: كنتُ أعمل على السور يوماً فإذا أنا برجل قد أقبل من الطريق وبيده كوز وعصا، فدخل البلدة وصعد السور وصلى عليه ركعتين، ثم نزل وأخذ قدراً يسيراً من الطين وبلّه بالماء الذي كان معه في الكوز وجعله في بعض الشقوق، وأخذ يرجع في (¬8) الطريق الذي جاء منه، فتعجّبتُ منه فلحقتُه وسألتُه فقال: أنا رجل مِن ناحية كذا مِن نواحي ما وراء النهر، قرأتُ في خبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه (يكون في آخر الزمان بلدة بقرب الديلم يقال لها قزوين، هي باب مِن أبواب الجنة، مَن عمل في عمارة سورها ولو بقدر كفٍّ مِن طين غفر الله له ذنوبه صغيرها وكبيرها) (¬9). قال حمزة (¬10): فذلك الذي دعاني إلى أن أصرف بقية عمري في عمارته. ¬
435 - قال الرافعي (¬1): ووجدتُ في بعض الأجزاء العتيقة أحاديث غير مسندة في فضل الطالقان التي بين الري وقزوين، ومنها: (إن تربة قزوين وتربة الطالقان مِن تربة الجنة، مَن كبّر [بها] (¬2) تكبيرة فله عند الله أن يعتقه من النار) (¬3). ¬
436 - وقال الرافعي (¬1): قرأتُ على علي بن عبد الله بن بابويه أخبركم عبد الرحيم بن المظفر الحمدوني إجازة حدثنا عبد الواحد بن الحسن الصفار حدثنا محمد بن أحمد بن موسى الشروطي حدثنا محمد بن الحسين بن الخليل حدثنا أبو سعيد مسعدة بن [بكر] (¬2) الفرغاني حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى النيسابوري حدثنا أحمد بن حرب عن محمد بن الفضل عن عبد الملك بن جريج عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من بات بالري ليلة واحدة صلى فيها وصام فكأنما بات في غيره ألف ليلة صامها وقامها، وخير خراسان نيسابور و [هراة] (¬3) ثم بلخ، ثم أخاف على الري وقزوين أن يغلب عليهما عدو) (¬4). ¬
437 - قال ابن النجار (¬1): عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن [شاذه] (¬2) الفارسي حدّث عن أبي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد بحديث منكر مركَّب (¬3) على إسناد صحيح. ثم قال: حدّث أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن محمد الكازروني سمعتُ أبا سعد سعيد بن محمد بن جعفر العدل بنيسابور قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن جعفر النسوي حدثنا خالي عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن شاذه الفارسي ببغداد قال: قرئ على أحمد بن سلمان النجاد وأنا أسمع حدّثكم عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا روح بن عبادة حدثنا عوف (¬4) حدثنا حيّان بن العلاء عن قطن بن قبيصة (عن قبيصة) (¬5) بن المخارق عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أَجْودُ خراسان نيسابور) (¬6). أورده في (اللسان) (¬7) وقال: هذا موضوع. ¬
438 - ابن عساكر (¬1): قرأتُ بخطِّ شيخنا أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب: ذكر القاضي أبو القاسم الحسن بن محمد الأنباري فيما قرئ -[367]- عليه بصور في ذي القعدة سنة (417) أن أبا محمد الحسن بن رشيق أخبرهم: حدثنا أبو الفضل العباس بن أسجور (¬2) مولى أمير المؤمنين حدثنا أبو محمد المراغي حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله اختار مِن الملائكة أربعة: جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، واختار من النبيين أربعة: إبراهيم وموسى وعيسى ومحمداً صلوات الله عليهم، واختار من المهاجرين أربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، واختار من الموالي أربعة: سلمان الفارسي وبلال الأسود وصهيب الرومي وزيد بن حارثة، واختار من النساء أربعة (¬3): خديجة ابنة خويلد ومريم ابنة عمران وفاطمة بنت محمد وآسية ابنة مزاحم، واختار من الأهلّة أربعة: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، واختار مِن الأيام أربعة: يوم الجمعة ويوم الفطر ويوم النحر ويوم عاشوراء، واختار من الليالي أربعة (¬4): ليلة القدر وليلة النحر وليلة الجمعة وليلة نصف شعبان، واختار من الشجر أربعة (¬5): السِّدرة والنخلة والتينة والزيتونة، واختار من المدائن أربعة (¬6): مكة وهي البلدة (¬7)، والمدينة (وهي) (¬8) النخلة، -[368]- وبيت المقدس وهي الزيتونة، ودمشق وهي التينة، واختار من الثغور أربعة: إسكندرية مصر وقزوين خراسان وعبادان العراق وعسقلان الشام، واختار من العيون أربعة (¬9)؛ يقول في كتابه: {فيهما عينان تجريان} (¬10) وقال: {فيهما عينان نضّاختان} (¬11). فأمّا التي (¬12) تجريان فعين بيسان وعين سلوان، وأمّا النضّاختان فعين زمزم وعين عكا، واختار من الأنهار أربعة: سيحان وجيحان والنيل والفرات، واختار من الكلام أربعة (¬13): سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) (¬14). قال ابن عساكر: هذا حديث منكر بمرة، وأبو الفضل والمراغي مجهولان (¬15). ¬
8 - كتاب الطهارة
8 - كتاب الطهارة
439 - الشيرازي في (الألقاب): أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن محمد بن زكريا الشاشي أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين الجرجاني الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن الشاه حدثنا أبو جعفر محمد بن نصر (¬1) المديني حدثنا جعفر بن محمد بن موسى حدثنا الحسين بن علوان حدثنا سفيان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: (من سمّى في وضوئه لم يزل ملَكاه يكتبان له الحسنات حتى يُحدِث مِن ذلك الوضوء) (¬2). قال الشيرازي: قال أبو الحسن: هذا حديث غريب مِن حديث سفيان لا أعلم أحداً رواه غير ابن علوان، انتهى. وابن علوان من المشهورين بوضع الحديث (¬3)؛ قال ابن حبان كان يضع الحديث على هشام وغيره وضعاً، لا يحلُّ كتب حديثه إلا على جهة التعجب (¬4). ¬
440 - الطبراني في (الصغير) (¬1): حدثنا أحمد بن مسعود الزَّنْبَري حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي حدثنا عمرو بن أبي سلمة حدثنا إبراهيم بن محمد البصري عن علي بن ثابت عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً: (يا أبا هريرة إذا توضأتَ فقل: بسم الله والحمد لله، فإنّ حفَظَتَك لا تستريح تكتب لك الحسنات حتى تُحدِث مِن ذلك الوضوء) (¬2). -[372]- قال الطبراني: لم يروه عن علي أخي عزرة بن ثابت إلا إبراهيم. وقال في (الميزان) (¬3): هذا الحديث منكر، وآفته إبراهيم (¬4). ¬
441 - ابن حبان (¬1): حدثنا يعقوب بن إسحاق القاضي (¬2) حدثنا أحمد بن هاشم الخوارزمي حدثنا عباد بن صهيب عن حميد الطويل عن أنس قال: دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين يديه إناء مِن ماء فقال لي: (يا أنس ادنُ مِنّي أُعلِّمك مقادير الوضوء). فدنوتُ مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمّا غسل يديه قال: (بسم الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله). فلمّا استنجى قال: (اللهمّ حصِّن فرجي ويسِّر لي أمري). فلمّا أن تمضمض واستنشق قال: (اللهم لقِّني حجتك (¬3) ولا تحرمني رائحة الجنة). فلمّا أن غسل وجهه قال: (اللهم بيِّض وجهي يوم تبيض الوجوه). فلمّا أن غسل ذراعيه قال: (اللهمّ أعطني كتابي بيميني). فلمّا أن مسح يده على رأسه قال: (اللهمّ تغَشَّ (¬4) برحمتك وجنِّبنا عذابك). فلمّا أن غسل قدميه قال: (اللهمّ ثبِّت قدمي يوم تزل فيه الأقدام). -[373]- ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (والذي بعثني بالحق يا أنس ما مِن عبدٍ قالها عند وضوئه لم (¬5) تقطر مِن خلل أصابعه قطرة إلا خلق اللهُ تعالى منها ملكاً يسبِّح اللهَ بسبعين لساناً يكون ثواب ذلك التسبيح له إلى يوم القيامة (¬6). أخرجه ابن الجوزي في (العلل) (¬7) وقال: قد اتَّهم ابنُ حبان به عبّادَ بن صهيب، واتَّهم به الدارقطنيُّ أحمدَ بن هاشم. فأمّا عبّاد فقال ابن المديني (¬8): ذهب حديثه، وقال البخاري (¬9) والنسائي (¬10): متروك، وقال ابن حبان (¬11): يروي المناكير التي يُشهد لها بالوضع. وأمّا أحمد بن هاشم فيكفيه اتّهام الدارقطني (¬12)، انتهى. وقد نصَّ الشيخ محيي الدين النووي في كتبه على بطلان هذا الحديث (¬13)، وقال في (المنهاج) (¬14): وحذفتُ دعاء الأعضاء إذ لا أصل له. وتعقَّب عليه الأسنوي فقال في (شرح المنهاج) و (المهمات) (¬15): ليس كذلك بل روي مِن طرقٍ منها عن أنس؛ رواه ابن حبان في (تاريخه) في ترجمة -[374]- عبّاد بن صهيب، وقد قال أبو داود: إنه صدوق قدَرِيّ (¬16)، وقال أحمد: ما كان بصاحب كذب (¬17). قال الحافظ ابن حجر في أماليه على الأذكار (¬18): لو لم يُقَل (¬19) فيه إلا هذا لمشى الحال ولكن بقية ترجمته عند ابن حبان: كان يروي المناكير عن المشاهير حتى يشهد المبتدئ في هذه الصناعة أنها موضوعة. وساق (¬20) هذا الحديث، ولا تنافي بين قوله وقول أحمد وأبي داود لأنه يُجمع بأنه (¬21) كان لا يتعمّد الكذب بل يقع ذلك في روايته مِن غلطه وغفلته، ولذلك تركه البخاري والنسائي وأبو حاتم الرازي (¬22) وغيرهم، وأطلق عليه ابن معين الكذب (¬23)، وقال زكريا الساجي (¬24): كانت كتبه ملأى من الكذب. (والراوي له عن عبّاد ضعيف أيضاً) (¬25)، فهذا شأن هذا الحديث من هذه الطريق، انتهى. ¬
442 - أبو القاسم (¬1) عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده في كتاب (الوضوء): أخبرنا علي بن مقرن بن عبد العزيز أخبرنا الحسين بن علي بن محمد أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الطبري أخبرنا أحمد بن هاشم أخبرنا عبد الأعلى بن واصل حدثنا محمود بن العباس حدثنا المغيث بن بديل عن خارجة بن مصعب عن يونس بن عبيد عن الحسن -هو البصري- عن علي بن أبي طالب قال: علَّمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثواب الوضوء فقال: (يا علي إذا قدَّمتَ وضوءك فقل: بسم الله (¬2) الحمد لله الذي هدانا للإسلام، اللهمّ اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. فإذا غسلتَ فرجك فقل: اللهم حصِّن فرجي واجعلني من الذين إذا أعطيتهم شكروا وإذا ابتليتَهم صبروا. فإذا تمضمضتَ فقل: اللهمّ أعنِّي على تلاوة ذِكرك. فإذا استنشقتَ فقل: اللهمّ ريِّحني رائحة الجنة. فإذا غسلتَ وجهك فقل: اللهمّ بيِّض وجهي يوم تبيض وجوه وتسودُّ وجوه. فإذا غسلتَ ذراعك اليمنى فقل: اللهمّ أعطني كتابي بيميني يوم القيامة وحاسبني حساباً يسيراً. فإذا غسلتَ ذراعك اليسرى فقل: اللهم لا تعطني كتابي بشمالي ولا مِن وراء ظهري. فإذا مسحتَ برأسك فقل: اللهمّ تغشَّني برحمتك. فإذا مسحتَ بأذنيك فقل: اللهمّ اجعلني من الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه. فإذا غسلتَ رجليك فقل: اللهمّ اجعله سعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً وعملاً مقبولاً، سبحانك اللهمّ وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، اللهمّ اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهّرين. والملَك قائم على رأسك يكتب ما تقول ثم يختمه بخاتم ثم يعرج به إلى السماء فيضعه تحت عرش الرحمن، فلا يُفَكُّ ذلك الخاتم إلى يوم القيامة) (¬3). -[376]- قال الحافظ ابن حجر في أمالي الأذكار (¬4): هذا حديث غريب أخرجه أبو القاسم ابن منده في كتاب (الوضوء)، وأخرجه المستغفري في (الدعوات) من وجه آخر عن محمود بن العباس بهذا الإسناد، ومن طريق الحسين بن الحسن المروزي عن مغيث بن بديل به. وأخرجه الديلمي في (مسند الفردوس) (¬5) من طريق أحمد بن عبد الله عن مغيث (¬6)، ورواته معروفون لكن خارجة بن مصعب تركه الجمهور (¬7) وكذّبه ابن معين (¬8)، وقال ابن حبان (¬9): كان يدلِّس عن الكذابين أحاديث رووها عن الثقات على الثقات الذين لقيهم فوقعت الموضوعات في روايته. ¬
443 - قال ابن الجوزي في (الواهيات) (¬1): روى محمد بن مهاجر البغدادي [حدثنا إسماعيل ابن أخت مالك] (¬2) حدثنا إبراهيم (¬3) بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: لَأَن أقطع رجلي بالموسى أحبّ إليّ مِن أن أمسح على الخفين (¬4). -[377]- قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على عائشة، وضعه محمد بن مهاجر. (¬5) ¬
444 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبو العلاء بن نصر أخبرنا عبد الملك بن عبد الغفار حدثنا عمر بن أحمد الحفار حدثنا يوسف بن عمر القواس إملاء حدثنا عبد الرحمن بن أبي شيخ حدثنا أبو بكر أحمد بن ماهان حدثنا علي بن مهران حدثنا أيوب بن سليمان حدثنا شعبة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا استنجيتُم فتنحّوا عن موضع الاستنجاء، فإنّ مَن تنحّى عن موضع الاستنجاء كتب اللهُ له بكل قطرة مِن وضوئه عبادة سنة، ويعطيه بكل شعرة على جسده مدينة من الجنة، ويكتب له مكان كل ركعة ألف ركعة، ويستغفر له ملَك يومه وليلته، وأمِن مِن كلّ البلاء إلى تلك الساعة) (¬2). ¬
445 - الديلمي (¬1): أنبأنا أبي أنبأنا أبو طالب العَمّي أنبأنا محمد بن طاهر الجعفري حدثنا محمد بن علي الغزالي حدثنا علي بن مهرويه القزويني حدثنا داود بن سليمان الغازي سمعتُ علي بن موسى الرضا يحدِّث (عن أبيه) (¬2) عن أبيه محمد (¬3) عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن أبيه علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ الأرض لتنجس مِن بول الأقلف أربعين يوماً) (¬4). تقدّم (¬5) أن لداود نسخة موضوعة عن علي الرضا، رواها عنه علي بن مهرويه الصدوق. ¬
446 - وبهذا الإسناد (¬1) مرفوعاً: (إنّ موسى بن عمران سأل ربَّه ورفع يديه فقال: يا ربّ أين (¬2) أذهب أوذَى. فأوحى اللهُ إليه: يا موسى إنّ في عسكرك غمّازاً. -[379]- فقال: يا ربّ دلَّني عليه. فأوحى اللهُ إليه: يا موسى إنّي أبغض الغمّاز فكيف أغمز؟) (¬3). ¬
447 - وبه (¬1): (يا علي إنّ الله قد غفر لك ولذريَّتك ولولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبِّي شيعتك، فأبشر فإنّك الأنزع (¬2) الطلق) (¬3) (¬4). ¬
448 - وبه (¬1): ({يوم ندعو كلَّ أناس بإمامهم} (¬2): بإمام زمانهم وكتاب ربِّهم وسنة نبيِّهم) (¬3). ¬
449 - وبه (¬1): (عليكم بحسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم وسوء الخلق في النار لا محالة) (¬2) (¬3). ¬
450 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا الميداني أخبرنا علي بن عمر بن أحمد بن محمد حدثنا أبي [أبو حفص] عمرُ (¬2) بنُ أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي حدثنا محمد بن حمدان بن مهران النيسابوري حدثنا محمد بن القاسم الطايكاني حدثنا علي بن محمد المنجوراني حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (القلفة قلفتان: قلفة في الفم وقلفة في الفرج، فقلفة الفم أشد من قلفة الفرج. والذي نفس محمد بيده إنّ الحجَر ليَنجُس مِن بول الأقلف أربعين صباحاً) (¬3). الطايكاني وضاع (¬4). ¬
451 - أبو نعيم في (تاريخه) (¬1): حدثنا أحمد بن عبد الله (¬2) بن محمود حدثنا محمد بن سليمان بن إسماعيل الكوفي حدثنا أبو بكر الأصبهاني حدثنا محمد بن يعقوب الفلاس (¬3) حدثنا محمد بن عقيل النيسابوري حدثنا أيوب بن العلاء البصري حدثنا عمرو بن فائد عن مطر الوراق عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رفعه: (الوضوء من البول مرة مرة، ومن الغائط مرتين مرتين، ومن الجنابة ثلاثاً ثلاثاً) (¬4). -[381]- قال ابن عدي: لا أعلم رواه غير ابن فائد، وهو منكر (¬5). وقال الذهبي: بل باطل، وعمرو بن فائد منكر الحديث (¬6). ¬
452 - ابن حبان (¬1): حدثنا محمد بن الليث حدثنا حمزة بن سعدان حدثنا حبيب بن أبي حبيب حدثنا أبو حمزة حدثني ميمون بن مهران عن ابن عباس مرفوعاً: (إنّ شيطاناً بين السماء والأرض يقال له الولهان معه ثمانية أمثال ولد آدم من الجنود، وله خليفة يقال له خِنْزَب، فإذا لم يستقبل العبد (¬2) شيئاً أخذه بالوضوء حتى يهلكه، فمن أصابه شيء مِن ذلك فإذا قدّم الوضوء فليقل: بسم الله أعوذ بالله مِن خنزب وأشباهه من أهل الأرض سبع مرات، فإنه ينقطع عنه من الماء للوضوء ما يكفي مِن الدهن) (¬3). أخرجه ابن الجوزي في (العلل) (¬4) وقال: هذا الحديث على هذا الوصف موضوع، والمتَّهم بوضعه حبيب بن أبي حبيب؛ قال ابن حبان (¬5): كان يضع الحديث على الثقات، لا يحلُّ كتب حديثه إلا على سبيل القدح. ¬
453 - محمد بن إسحاق الجَبَلي (¬1) وإبراهيم بن مخلد حدثنا أحمد بن سليمان الحراني حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: (النوم خدر والغشَيان حدث) (¬2). قال في (الميزان) (¬3): هذا موضوع، والآفة أحمد بن سليمان. ¬
454 - أبو يعلى في (مسنده) (¬1): حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا ثابت بن حماد أبو زيد حدثنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن عمّار قال: مرَّ بي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أسقي ناقة لي، فتنخَّمتُ فأصابت نخامتي ثوبي، فأقبلتُ أغسل ثوبي مِن الركوة التي بين يدي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يا عمّار ما نخامتك ولا دموع عينيك إلا بمنزلة الماء الذي في ركوتك، إنّما تغسل ثوبك من البول والغائط والمني من الماء الأعظم والدم والقيء) (¬2). قال البيهقي (¬3): هذا الحديث باطل لا أصل له، وثابت بن حمّاد متَّهم بالوضع. وقال العقيلي (¬4): هذا الحديث غير محفوظ، وثابت مجهول. -[383]- وفي (اللسان) (¬5): نقل أبو الخطاب الحنبلي (¬6) عن اللالكائي أن أهل النقل اتّفقوا على ترك ثابت بن حمّاد. وقال ابن تيمية -فيما نقله عنه ابن عبد الهادي في (التنقيح) (¬7) -: هذا الحديث كذب عند أهل المعرفة (¬8). ¬
455 - العقيلي (¬1): حدثنا الحسين بن إسحاق التستري حدثنا نصر بن علي حدثنا بشر بن إبراهيم حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعاً (¬2): (ثنتان لا تموتان (¬3): الإنفحة (¬4) والبيض) (¬5). قال العقيلي: هذا حديث موضوع آفته بشر. ¬
456 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا هبة الله بن أحمد النيسابوري أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي حدثنا أبو بكر بن شاذان حدثنا أبو بكر بن سليمان عن محمد بن عامر الأصبهاني حدثنا أبي سمعتُ نهشلاً يحدِّث عن الضحاك عن ابن عباس رفعه: (ما مات أحدٌ إلا يجنب، فلذلك يُغسل لأنه لا تُنزَع روحُ أحدٍ إلا خرج ماؤها؛ الشهيد وغيره في هذا سواء) (¬2). نهشل كذاب (¬3). ¬
457 - الديلمي (¬1): أنا عبدوس عن ابن لال عن عبد الرحمن بن حمدان عن إبراهيم بن نصر عن محمد بن عبد الله الخزاعي عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن محمد بن زاذان عن أم سعد بنت عمرو الجمحيَّة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الوضوء مُدٌّ والغسل صاع (¬2)، وسيأتي أقوامٌ مِن بعدي يستقلّون ذلك؛ أولئك خلاف أهل سنَّتي، والآخذُ بسنَّتي معي في حظيرة القدس مُتنَزَّه (¬3) أهل الجنة) (¬4). عنبسة مجروح (¬5). ¬
458 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو بكر المعبِّر (¬2) أخبرنا علي بن إبراهيم بن عبد الله البلدي حدثنا حسين بن إسحاق العجلي حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم حدثنا يحيى بن عنبسة حدثنا حميد الطويل عن أنس رفعه: (لا تتوضؤوا في الكنيف الذي تبولون فيه فإنّ وضوء المؤمن يوزن مع الحسنات) (¬3) (¬4). قال في (الميزان) (¬5): هذا مِن وضع يحيى بن عنبسة. أخرجه ابن النجار (¬6) من وجه آخر عن يوسف بن سعيد به. ¬
459 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبو بكر عبد الله بن الحسين بن أحمد بن جعفر المزكي المقرئ أخبرنا أبي حدثنا أبو عمرو أحمد بن أُبَيّ الفراتي حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري حدثنا الحسن بن سهل البصري ببلخ حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استاك قال: (اللهمّ اجعل سواكي رضاك عنّي واجعله طهوراً وتمحيصاً وبيِّض به وجهي ما (¬2) تبيض به أسناني) (¬3). -[386]- عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري (¬4) قال في (الميزان) (¬5): متّهم بوضع الحديث (¬6). وقال في (المغني) (¬7): يأتي بعجائب واهية. وقال الخليلي: حدّثونا عنه بعجائب (¬8). ¬
460 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي أخبرنا أبو علي البناء أخبرنا علي بن أحمد الرزاز حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا الحسن بن سعيد الموصلي حدثنا إبراهيم بن حيّان حدثنا حمّاد بن زيد عن أيوب عن الحسن عن أبي هريرة رفعه: (يا أبا هريرة اغتسل في كلِّ جمعة ولو أن تشتري الماء بقوت يومك) (¬2). إبراهيم بن حيّان قال ابن عدي: أحاديثه موضوعة (¬3). ¬
461 - ابن عساكر (¬1): قرأتُ بخطِّ أبي الحسين الميداني عن عبد العزيز بن أحمد أخبرنا عبد الوهاب الميداني حدّثني أبو الحسن علي بن محمد بن بلاع إمام الجامع بدمشق حدثنا أبو بكر محمد بن علي المراغي حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت -[387]- عن أنس قال: دخل عليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم الجمعة وأنا أفيض عليَّ شيئاً من الماء فقال لي: (يا أنس غُسلُك للجمعة أم للجنابة؟) فقلتُ: يا رسول الله بل للجنابة. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (عليك بالحنيك (¬2) والفنيك والضاغطين والمسين (¬3) والمنسبين (¬4) وأصول البراجم وأصول الشعر واثني عشر نقباً؛ منها سبعة في وجهك ورأسك، واثنان في سفلتك، وثلاث في صدرك وسرَّتك، فوالذي بعثني بالحق نبياً لو اغتسلتَ بأربعة (¬5) أنهار الدنيا سيحان وجيحان والنيل والفرات ثم لم تنقهم لَلَقيتَ اللهَ يوم القيامة وأنت جنب). قال أنس: فقلتُ يا رسول الله وما الحنيك وما الفنيك وما الضاغطين وما المسين (¬6) وما المنسبين وما أصول البراجم؟ قال: (أمّا الحنيك فلحيك الفوقاني، وأمّا الفنيك ففكُّكَ السفلاني، وأمّا الضاغطين وهما المسين فهما أصول أفخاذك، وأمّا المنسبين فتفريش آذانك، وأمّا أصول البراجم فأصول أظافيرك (¬7). فوالذي بعثني بالحق نبياً لتأتي الشعرة كالبعير [المربوق] (¬8) حتى تقف بين يدي الله تعالى فتقول: إلهي وسيدي خُذْ لي بحقّي مِن هذا). فعندها نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحلق الرجل رأسه وهو جنب، أو يقلِّم ظفراً أو ينتف جناحاً (¬9) وهو جنب (¬10). -[388]- قال ابن عساكر: هذا حديث منكر بمرّة لم أكتبه مِن وجه من الوجوه، وقد سمعتُ مسند أبي يعلى من طريق ابن حمدان وطريق ابن المقرئ (¬11) ولم أجد هذا الحديث فيه، ورجاله مِن أبي يعلى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - معروفون ثقات، ولا أدري على من الحمل فيه: أَعَلى المراغي أم على ابن بلاغ، وغالب الظنِّ أنّ الآفة من المراغي، انتهى. (¬12) ¬
9 - كتاب الصلاة
9 - كتاب الصلاة
462 - قال ابن النجار في (تاريخ بغداد): محمد بن علي بن العباس بن أحمد أبو بكو العطار حدَّث بحديث غريب المتن والإسناد عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري الفقيه. أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي (¬1) حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله (¬2) الموازيني حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن العباس بن أحمد العطار البغدادي حدثنا أبو بكر النيسابوري أخبرنا الربيع بن سليمان حدثنا محمد بن إدريس الشافعي عن مالك عن سُميّ مولى أبي بكر بن عمرو بن حزم عن سهيل بن أبي صالح عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَن تهاون بصلاته عاقبه اللهُ بخمس عشرة خصلة: ستة منها في دار الدنيا، وثلاثة منها عند الموت، وثلاثة منها في قبره، وثلاثة منها تصيبه يوم القيامة إذا خرج مِن قبره. فأمّا التي تصيبه في دار الدنيا فأوّلها: يرفع اللهُ البركة مِن رزقه، والثانية: ينزع اللهُ البركة مِن عمره، والثالثة: يرفع اللهُ سيما الصالحين مِن وجهه، والرابعة: لا حظَّ له في دعاء الصالحين، والخامسة: كلُّ عملٍ يعمله مِن أعمال البِرّ لا يُؤجَر عليه، والسادسة: لا يرفع اللهُ دعاءه إلى السماء. وأمّا التي تصيبه منها عند الموت فأوّلها: يموت ذليلاً، والثانية: يموت جائعاً، والثالثة: يموت عطشاناً، فلو سُقي كلَّ ما في دار الدنيا لم يروِ عطشه. وأمّا التي تصيبه منها في قبره فأوّلها: يوكّل اللهُ به ملَكاً يزعجه في قبره إلى يوم القيامة، والثانية: يكون (¬3) ظلمة في قبره فلا يضيء له أبداً، والثالثة: يضيّق اللهُ عليه قبره إلى يوم القيامة. -[392]- وأمّا التي تصيبه منها إذا خرج مِن قبره فأوّلها: يوكِّل اللهُ ملَكاً (¬4) يسحبه على حرّ وجهه في عرصات القيامة، والثانية: يحاسَب حساباً طويلاً، والثالثة: لا ينظر اللهُ إليه ولا يزكّيه وله عذاب أليم). ثم تلا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الآية: {فخلف مِن بعدهم خَلْفٌ أضاعوا الصلاة واتّبعوا الشهوات فسوف يلقون غيًّا. إلا من تاب} (¬5). (¬6) قال في (الميزان) (¬7): هذا حديث باطل ركّبه محمد بن علي بن العباس على أبي بكر بن زياد النيسابوري. وقال في (اللسان) (¬8): هو ظاهر البطلان مِن أحاديث الطُّرُقية. ¬
463 - الديلمي (¬1): أخبرنا أبي عن أبي سعيد الأَذربِجاني (¬2) عن عبيد الله بن عمر بن شاهين حدثنا أبو بحر بن جرير (¬3) عن أحمد بن الحسن (¬4) الخشاب عن أبي القاسم زُريق (¬5) الحمصي عن الحكم بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب -[393]- عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنّ الله عز وجل لم يحبَّ أن يشقَّ عليكم طرفة عين، فمن لم يقدر على عملٍ إلا بمشقة فلا يأتينَّه فإنّ الله وضع المشقة عنه، ومن صدع [له رأس] (¬6) فأحبَّ أن يصلي قاعداً فله أجرُ قائم) (¬7). الحكم بن عبد الله الأيلي متروك متهم (¬8). ¬
464 - الدارقطني في (الغرائب): حدثنا أبو الطيب أحمد بن عبيد الله الدارمي حدثنا إسحاق بن عبد الصمد بن خالد بن يزيد الفارسي حدثنا مروان بن محمد السنجاري عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: (داوموا (¬1) على (¬2) الصلوات الخمس فإنّ الله [افترضهنَّ] (¬3) عليكم، فلا تتركلوا الصلاة استخفافاً بها ولا جحوداً) وذكر الحديث بطوله (¬4). -[394]- قال الدارقطني: هذا موضوع وضعه إسحاق بن عبد الصمد في نسخة بهذا الإسناد نحو عشرين حديثاً. وأورده صاحب (الميزان) (¬5) في ترجمة مروان السنجاري واتَّهمه به. (¬6) ¬
465 - الحاكم في (تاريخه): حدثنا محمد بن عبد الله الشعيري حدثنا محمد بن أشرس السلمي حدثنا إبراهيم بن رستم وعلي بن الجارود بن يزيد قالا: حدثنا مالك عن أبي نعيم وهب بن كيسان عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تجزئ صلاة لا يُقرأ فيها بفاتحة الكتاب إلا أن يكون وراء الإمام) (¬1). قال في (الميزان) (¬2): محمد بن أشرس متَّهم في الحديث، وتركه ابن الأخرم وغيره. ¬
466 - أبو حفص الميانشي في (المجالس المكية): حدثنا القاضي الإمام أبو المظفر محمد بن علي بن الحسين الشيباني الطبري وقال: بالله العظيم لقد أخبرنا الشيخ الجليل الفقيه أبو علي الحسين بن محمد الطوسي المعروف بالصاهلي وقال: بالله العظيم لقد حدثنا الشيخ (الجليل أبو العباس أحمد بن علي بن الحسين بن زكرَيا الطريثيثي المقرئ وقال: باللهِ العظيم لقد حدثنا الرئيس) (¬1) الجليل أبو بكر الفضل بن محمد الكاتب الهروي في جامع المنصور في جمادى الآخرة من سنة أربع وستين وأربعمائة قدم علينا حاجاً وقال: بالله العظيم لقد حدثنا الشيخ الإمام أبو بكر محمد بن علي الشاشي الشافعي مِن لفظه بل هو (¬2) مِن بلاد الهند وقال: بالله العظيم لقد حدثنا عبد الله المعروف بأبي نصر السرخسي وقال: بالله العظيم لقد حدثنا الشيخ الإمام أبو بكر محمد بن الفضل وقال: بالله العظيم لقد حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى الوراق الفقيه وقال: بالله العظيم لقد حدثني محمد بن يونس الطويل الفقيه وقال: بالله العظيم لقد حدثني محمد بن الحسين (¬3) العلوي الزاهد وقال: بالله العظيم لقد حدثني موسى بن عيسى وقال: بالله العظيم لقد حدثني أبو بكر الراجفي بالبصرة وقال: بالله العظيم لقد حدثني عمار بن موسى البرمكي وقال: بالله العظيم لقد حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه وقال: بالله العظيم لقد حدثني علي بن أبي طالب وقال: بالله العظيم لقد حدثني أبو بكر الصديق وقال: بالله العظيم لقد حدثني محمد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وقال: (بالله العظيم لقد حدثني جبريل عليه السلام وقال: بالله العظيم لقد حدثني ميكائيل عليه السلام وقال: بالله العظيم لقد حدثني إسرافيل عليه السلام وقال: قال الله تعالى: يا إسرافيل -[396]- وعزتي وجلالي وجودي وكرمي مَن قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ متصلة بفاتحة الكتاب مرة واحدة؛ اشهدوا عليَّ أني قد غفرتُ له وقبلتُ منه الحسنات وتجاوزتُ عنه السيئات، ولا أحرق لسانه في النار، وأجيره مِن عذاب القبر وعذاب النار وعذاب القيامة والفزع الأكبر، ويلقاني قبل الأنبياء والأولياء أجمعين) (¬4). ¬
467 - الديلمي (¬1): أخبرنا فاهُودار بن أبي الفوارس الديلمي إجازة أخبرنا خالي أبو حاتم أحمد بن الحسين (¬2) ابن خاموش (¬3) حدثنا علي بن محمد بن عمر الإمام حدثنا أبو موسى هارون بن خالد (¬4) حدثنا الحسن بن علي بن زياد (حدثنا عمار بن يزيد البصري) (¬5) حدثنا موسى بن هلال عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (صلاة بسواك تعدل أربعمائة صلاة بغير سواك، وكأنما أعتق رقبة مِن ولد إسماعيل، ويَخرج مِن ذنويه كما تخرج الشعرة من العجين، وإنْ خرج