icon ONLINE ARABIC KEYBOARD ™
Advertisement

محمود بن عبد الرازق بن عبد الرازق بن علي الرضواني

الترجمة كما وردت في موقع الشيخ - حفظه الله - مرحلة النشأة ولد الشيخ الدكتور محمود بن عبد الرازق بن عبد الرازق بن علي الرضواني مطلع عام 1384من الهجرة ، في قرية الكفر الجديد التابعة وقتها لمركز المنزلة والتابعة حاليا لمركز ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، وقد نشأ الشيخ في أسرة متوسطة الحال بين أخوين هما أبوزيد وعلى، وكذلك أربع أخوات، وكان الشيخ أصغرهم جميعا، كان والده رحمه الله يعمل مزارعا بسيطا، والشيخ هو الوحيد بين إخوته الذي تعلم واستمر في رحلته العلمية . حفظ القرآن في الصغر على يد شيخه أحمد محمد البيومي شيخ الجامع الكبير في البلدة آنذاك، وتأثر بأساتذته الذين ساعدوه على الالتزام والتفوق، منهم كما ذكر الشيخ حفظه الله الأستاذ محمد البرماوي الحلوجي أستاذ اللغة العربية رحمه الله، والأستاذ همام محمد محمود الذي كان مثالا للحزم والجد، وكذلك الأستاذ محمود أحمد عبده، والأستاذ عبد الرحيم العدوي، والأستاذ محمد عثمان، والأستاذ محمد متولي رحمه الله. المرحلة المتوسطة وممن أثروا في الشيخ وفي تفوقه على أقرانه وهو في مرحلة تعليمه المتوسط، الأستاذ عبد الفتاح بدوي الطنطاوي رحمه الله، والأستاذ عبد المولى الصعيدي، والأستاذ كمال المدني، والأستاذ على بن على بن عوف، والأستاذ عبد الجواد حجازي، والأستاذ إبراهيم شلبي، والأستاذ إبراهيم بدوي، والأستاذ راضي حبيب . وكان شيخه الشيخ محمد الغريب الباز الساعاتي رحمه الله له أكبر الأثر في حياته، فقد كان من مؤسسي جماعة أنصار السنة المحمدية في جمهورية مصر العربية بالقاهرة وهو داعي التوحيد في بلده وقت انتشار البدعة وغلبة الجهل، حيث تعلم منه التوحيد والعقيدة والحديث والتزام بالسنة ونبذ البدعة، وتعلم منه أيضا الكثير من دروس الفقه والتفسير . ويعد الشيخ محمد الغريب الباز السبب الأساسي المحفز لسفر الشيخ في طلب العلم والانتقال للدراسة في الجامعة الإسلامية بمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث قال له : ( يا بني إني أرى فيك طاقة كبيرة لطلب العلم وتحصيلة ولو بذلت تلك الطاقة في خدمة دينك سيكون لك شأن عظيم، فأنصحك بعد نجاحك في المرحلة الثانوية أن تتقدم بأوراقك للدراسة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة)، فرحمه الله رحمة واسعة، ولا زال الشيخ يزور قبره ويدعو له، ويصل أولاده ويزورهم حتى الآن . المرحلة الجامعية والسفر لطلب العلم في المدينة المنورة عمل الدكتور الرضواني بنصيحة شيخه محمد الغريب الباز رحمه الله وبعد تفوقه في المرحلة الثانوية قدم أوراقه طالبا الالتحاق بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بعد أن زكاه شيخه رحمه الله، وأرسله إلى صديقه في مدينة شربين فضيلة الشيخ عبد الباقي الحسيني للتصديق على التزكية من فرع أنصار السنة هناك. وحرصا من الدكتور الرضواني على وصول أوراقه إلى الجامعة بالمدينة المنورة أرسلها مع أحد جيرانه المسافرين إلى السعودية ليسلم الأوراق لهم بيده، لكن الرجل لم يفعل ومكث في مدينة جدة فترة طويلة ثم أرسل الأوراق بالبريد، وكان قد كتب العنوان بطريقة خطأ فبدلا من أن يرسله إلى المدينة المنورة أرسله بطريق الخطأ إلى الشيخ في مصر . ظن الشيخ لأول وهلة أنه لم يقبل في الجامعة الإسلامية، ثم فطن الشيخ بفضل الله إلى ذلك الخطأ وعلم أن الأوراق لم تصل إلى الجامعة أصلا وأن الرجل قصر في حمل الرسالة كما وعد، فأعاد إرسالها مرة أخرى بالبريد العادي، وكان ذلك سببا في تأخره عاما كاملا عن الالتحاق بالجامعة . لكن الشيخ وقتها اضطر إلى الالتحاق بكلية الهندسة جامعة المنصورة ودرس فيها السنة الإعدادية وقد نجح فيها عن جدارة، واستفاد منها كثيرا في توسيع مداركه وفهمه ، لاسيما في علوم الهندسة والرياضيات ، وكان ذلك سببا في تعلقه بالكمبيوتر لاحقا، وانتقل الشيخ إلى السنة الأولى في تخصص الهندسة المدنية، وقبل بداية الدراسة بعدة أسابيع كان الشيخ في الكلية في بعض التدريبات الهندسية العملية، فبلغه خبر من أهله بأن الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وافقت على قبوله للدراسة في المدينة المنورة، وأنه يتوجب عليه التوجه لمقابلة مندوبها في القاهرة . وقد تمت المقابلة واجتازها الشيخ بنجاح، غير أنه تأخر في إعداد أوراقه اللازمة لسفره حيث كانت الدراسة قد بدأت في الجامعة الإسلامية ذلك العام، ولم يتبق منها يوم سفره إلى المدينة المنورة سوى ثلاثة أسابيع من الفصل الدراسي الأول . ولما وصل الشيخ إلى المدينة المنورة وكان ذلك ليلة جمعة أحس بمشاعر إيمانية غامرة عندما وطأت قدمه أرض مطار المدينة المنورة، وهو يتساءل في نفسه : أهذه هي الأرض التي وطأتها قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ؟ وقد صلى الشيخ صلاة الجمعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزار قبره وسلم عليه وكان ذلك دافعا في بلوغ همته لطلب العلم أقصاها . والتحق الشيخ بعد محاولات عديدة بكلية الدعوة وأصول الدين حيث كانت الكلية قد استوفت العدد المطلوب ولم يتوفر له مكان فيها ؛ فقدر الله أن يحول أحد الطلاب وقتها وينتقل من كلية الدعوة إلى كلية القرآن الكريم، فحل الشيخ محله بتوفيق الله واستقر مع زملائه في الأيام المتبقية في هذا الفصل الدراسي . وقد نصحه مشايخه أن يرجئ اختبار الفصل الأول إلى الفصل الدراسي الثاني فيختبرهما معا وهذا معمول به في نظام الكلية، لكن الشيخ وقتها أبى وأصر أن يكون مع أقرانه من طلاب العلم ؛ فجمع ما استطاع من مذكرات وتمكن في أقل من أسبوعين أن يدرس جميع ما قرر من المناهج . وكان سكن الشيخ بجوار جبل سلع بشارع أبي بكر الصديق، أو شارع سلطانة حاليا فكان يصعد الجبل في هدوء الليل يذاكر ويحفظ ويصلي ويجلس مع نفسه يتذكر قصة كعب بن مالك رضي الله عنه في محنته وهو في خيمته بظهر هذا الجبل عندما ضَاقَتْ عَليه نَفْسِه وَضَاقَتْ عَلَيه الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ فأنزل الله توبته، وسَمِعُْ صَوْتَ صَارِخٍ أَوْفَى عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَناديه : يا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ بالتوبة .. وبارك الله في تلك الأيام حيث استوعب فيها الكثير، وأصبح مهيأً لدخول الاختبارات، وكان الشيخ يمكث ساعات طويلة كل ليلة حتى يذهب لصلاة الفجر في المسجد النبوي، ثم يذهب بعدها إلى الدراسة في الجامعة . وقد اجتاز الشيخ الاختبار بنجاح وتفوق وامتياز، فعلم أقرانه منزلته وما حباه الله من قدرات على الفهم والاستيعاب، وصارت بينه وبين الكثير منهم من مختلف الجنسيات والدول صحبة وصداقة حميمة، وكان منهم فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجربوع الذي كان صديقا محبا ومنافسا قويا للشيخ في تفوقه ورحلته في طلب العلم . وكان الشيخ عبد الله الجربوع قد نصحه وقتها بأن يتزوج وألح عليه ووقف بجواره في ذلك، وقد كان أغلب طلاب العلم وقتها يأتون للدراسة في الجامعة مع زوجاتهم أولادهم، ولا يرغبون في العزوبية، فسافر الشيخ إلى مكة لأداء نسك العمرة ودعا ربه في طوافه بالبيت الحرام أن يرزقه بامرأة صالحة تعينه على طاعة ربه . ولما عاد الشيخ إلى مصر خطب امرأة من بعض قرابته البعيدة ساقها الله إليه، ولم تكن في حسبانه، بل لم يأت ذكرها على باله ؛ إذ أن أمه رحمها الله كانت وهو في المدينة المنورة قد ذكرت له امرأة من قرابته وهى كريمة الحاج علي بن عبد الغفار بن أحمد المجاهدية فوافق عليها، ثم لما رآها أخبر والدته أنها تختلف عن التي يعرفها عند صغره، فأكدت له أخته أنها هي، لكن الملامح قد تتغير بعد البلوغ، فرضي الشيخ بها وخطبها . وبعد إتمام العقد وإعلان النكاح في المسجد، وجد أن التي أرادها والتي يعرفها هي ابنة عمها، وأنها كانت جالسة بجوارها، فوقف مندهشا لا يدري ما يصنع أيقول للناس لم أكن أرغب في هذه بعد العقد وإعلان النكاح، فكتم الأمر وتحمله حتى لا يجرح مشاعر عروسه أو يصيبها بصدمة يوم عرسها، ورضي باختيار الله له، وأمضى الزواج دون أن يشعر أحد بما في نفسه، ولم تعرف زوجته بالأمر إلا بعد أن مضى على زواجه منها ثماني سنوات فأخبرها الخبر . لكنها كما ذكر الشيخ كانت امرأة صالحة شاركته في طلب العلم ورحلة كفاحه . حيث سافرت معه، واستقرت في المدينة المنورة فترة الدراسة . وبقي الشيخ سنوات الدراسة متفوقا ينافس أقرانه على المركز الأول، فتفوق عليه الشيخ عبد الله الجربوع في السنة الأولى والثالثة، وتفوق الشيخ عليه في السنة الثانية والرابعة، وكذلك فاقه في المجموع الكلي لدرجات لسنوات الأربع . وكان الشيخ وقتها يحفظ ويتعلم من مشايخه، ويدون كل ما استطاع من محاضرات، ويتوسع في بحثها، ولا يكتفي بما يطرح في فصول الدراسة، بل يسأل ويدقق ويجمع المسائل العلمية عن كل موضوع من المراجع، ويحوله إلى مدونات يكتبها في أوراق خاصة ويحتفظ بها ؛ حتى امتلأت عنده حقيبة كبيرة ثقيلة الوزن حملها معه عند عودته إلى مصر، وكان بعض أهله يظن أن الحقيبة محملة بمختلف أنواع الخيرات فلما وجدوها محملة بالأوراق تعجبوا ؛ فقال لهم الشيخ : هذه الحقيبة هي أثمن ما عدت به إلى بلدي . وقد أثرت تلك المدونات بشكل فعال في دعوته وحضوره العلمي وما زال الشيخ يحتفظ بكثير منها حتى الآن . شيوخه في المدينة المنورة ممن تأثر الشيخ بهم في محبة التوحيد وتخصص العقيدة فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله العبود، فقد كان شيخه الذي استقى منه فهم حقيقة التوحيد ومسائل الإيمان، وتأثر الشيخ بمنطقيته في الفهم والإقناع في أدق المسائل التي كانت تخفى على كثير من الطلاب . وقد كان كتاب شرح العقيدة الطحاوية هو المقرر عليهم، فعكف الشيخ عليه بجهده الخاص وقام بتلخيصه عدة مرات، وجمع ما يتعلق بكثير من مسائله من كتب التراث، وخصوصا كتب ابن تيمية وابن القيم، وكان يسأل ويعرض ما عنَّ له من المسائل على شيخه، وما استطاع من شيوخ الحرم النبوي، مما كان له أكبر الأثر في محبة الشيخ للتوحيد والعقيدة . ومن شيوخه الذين أثروا فيه فضيلة الشيخ الدكتور عبد الفتاح بن إبراهيم سلامة رحمه الله وهو من دعاة التوحيد بمدينة طنطا، فقد درس له في المدينة المنورة تفسير القرآن الكريم، وكان شيخا حاد الطبع شديد الهيبة واسع العلم دقيق الكلمة يخافه سائر الطلاب، ويتوعدهم أنه من الصعب عنده أن يحصِّل طالب درجة نهائية في تفسير القرآن الكريم، وكان يخبرهم أن كل من منحهم الدرجة النهائية في تفسير القرآن أصبح دكتورا في الجامعة، فوفق الله الشيخ الرضواني وأصر على أن يحصل على الدرجة النهائية في تفسير القرآن، وقد كان ذلك بفضل الله . يقول الشيخ الرضواني : إن كلمة شيخي الدكتور عبد الفتاح سلامة رحمه الله كانت دافعا يراودني وأملا يدفعني إلى مواصلة دراستي في مرحلة التخصص ودرجة العالمية الدكتوراه . ومن شيوخه الذين تأثر بهم كثيرا فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور جميل بن عبد الله بن محمد المصري رحمه الله الذي درس له حاضر العالم الإسلامي، ويذكر الشيخ الرضواني أن الدكتور جميل كان أستاذا خبيرا بواقع الأمة الإسلامية وما حل بها من نكبات ومؤامرات حتى قسمت دويلات وأجزاء، وقد بلغ من حرص الشيخ الرضواني على محاضرات شيخه أن قام بعد استئذ

مؤلفات محمود عبد الرازق رضواني

  • مختصر القواعد السلفية في الصفات الربانية