الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر
محمد سالم محيسن
"المقدمة"
[الجزء الاول] «المقدمة» بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين. عن «ابن عباس» رضي الله عنهما قال: حدّثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «أقرأني جبريل على حرف واحد فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف» اهـ. رواه الشيخان. والقرآن الكريم كتب بين يدي النبي صلّى الله عليه وسلّم مجرّدا من النقط، والشكل لحكم جليلة، في مقدمتها: أن يحتمل الخط القراءات التي نزلت على الهادي البشير صلّى الله عليه وسلّم، واستقرت في العرضة الأخيرة، وهي القراءات المتواترة الصحيحة. وكان في الصدر الأول الاعتماد الأساسي في قراءات القرآن الكريم على التلقي والمشافهة وفقا للكيفية التي نزل بها أمين الوحي «جبريل» عليه السلام من ربّ العالمين على نبينا «محمد» صلّى الله عليه وسلّم. وقد علّم الهادي البشير صلّى الله عليه وسلّم صحابته القرآن الكريم بجميع رواياته التي نزلت عليه، واستقرت في العرضة الأخيرة. والصحابة رضوان الله عليهم علموها من بعدهم، وهكذا حتى وصلت إلينا بطريق التواتر، والسند الصحيح حتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ومن نعم الله تعالى عليّ التي لا تحصى أنني تلقيت جميع القراءات المتواترة دراية ورواية، وذلك على أستاذي الشيخ «عامر السيد عثمان» ت 1408 هـ. رحمه الله تعالى رحمة واسعة إنه سميع مجيب فقد قرأت عليه جميع القراءات
الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر والكشف عن علل القراءات وتوجيهها
المتواترة مشافهة كلمة كلمة، وحرفا حرفا، من أول القرآن الكريم إلى آخره والحمد لله ربّ العالمين. والشيخ «عامر السيد عثمان» رحمه الله تعالى كان من أعلى قرّاء عصره إسنادا، كما كان حجّة عصره في القراءات بلا منازع، وكان أستاذا لتعليم القراءات بقسم تخصص القراءات بالأزهر، كما عيّن شيخا لعموم القراء والقراءات بمصر الحبيبة، كما تمّ اختياره ليكون مستشارا فنّيا بمجمّع خادم الحرمين الشريفين الملك «فهد بن عبد العزيز» - حفظه الله وأمدّ الله في عمره لطباعة المصحف. وكان الشيخ عامر يشرف على القراء الذين يسجلون مصاحف مرتّلة بالمجمع، وهو بالمدينة المنورة. ومن نعم الله عليّ وهي كثيرة جدّا ولا أستطيع حصرها أنني منذ أن حصلت على شهادة «التخصص في القراءات وعلوم القرآن» من الأزهر عام 1953 م. قمت- بتوفيق من الله تعالى- بوضع الكثير من المصنفات المتصلة بالقرآن الكريم مثل: تجويده، وضبطه، وقراءاته، وإعجازه وأحكامه وآدابه، ولهجاته الخ. وهذه المصنفات مفصلة تحت عنوان: «مصنفات المؤلف». ويسعدني اليوم أن أضيف إلى مكتبة «علوم القرآن الكريم» مصنّفي هذا الذي جعلته تحت عنوان: الهادي شرح طيّبة النشر في القراءات العشر والكشف عن علل القراءات وتوجيهها ومتن طيبة النشر أحفظه ولله الحمد عن ظهر قلب، وقد تلقّيت القراءات التي بمضمّنه: دراية، ورواية بقسم تخصص القراءات بالأزهر الشريف.
منهج الشرح
وقد قمت بشرحه، وتدريسه لطلّاب القراءات، والحمد لله ربّ العالمين. وهذا المتن يعتبر فريدا في بابه، ولم ينسج أحد قطّ على منواله. ولم يزل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وبخاصة المشتغلين بالقراءات يحفظونه، ويتلقّون القراءات التي بمضمّنه، لأن هذا المتن يعتبر الدّرّة الفريدة التي لا منافس لها. إلّا أن هذا المتن منذ تصنيفه لم يقيض الله تعالى له من يفكّ رموزه، ويوضح مقصوده سوى بضعة أشخاص قلائل. ومع ذلك فلم يطبع من تلك الشروح سوى شرح وجيز لنجل المؤلف رحمه الله تعالى، وهو شرح لا يفي بالمقصود. وكثيرا ما راودتني نفسي أن أقوم بشرح هذا المتن خدمة لقراءات القرآن الكريم. حتى شاء الله تعالى وشرح صدري، فاستعنت بالله تعالى وطلبت منه بقلب مخلص أن يوفقني لخوض هذا البحر، وسألته العون حتى ترسو السفينة على شاطئ الأمان. كما أسأله عزّ وجلّ أن يجعل لهذا الكتاب من اسمه نصيبا، وأن يكون هاديا إلى كل من يريد دراسة القراءات، والوقوف على أسرارها وتخريجاتها. وأرفع إليه تعالى أكفّ الضراعة أن يجعل عملي هذا في صحائف أعمالي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم. وصلّ اللهمّ على سيدنا «محمّد» وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. منهج الشرح لقد سلكت في هذا الشرح المنهج الآتي: أولا: أصدّر الشرح دائما بمتن «الطيبة» بعد قولي: قال «ابن الجزري». ثم بعد ذلك أشرح ألفاظ «المتن» شرحا علميّا، مبيّنا القراءة الواردة عن كل إمام من الأئمة العشرة، أو عن أحد رواة هؤلاء الأئمة بطريقة سهلة وميسرة. ثانيا: سألتزم بالوحدة الموضوعيّة حسب ورودها في «متن الطيّبة».
ثالثا: أكتب الكلمة القرآنية التي جاءت فيها قراءات مشيرا إلى سورتها، ورقم آيتها. رابعا: بعد الانتهاء من بيان كلّ قراءة سأقوم بتوجيهها توجيها علميّا متجنبا الإطناب الممل، أو الإيجاز المخلّ. خامسا: إذا اقتضى توجيه القراءة شرح مسألة نحوية، أو صرفية، أو إلقاء الضوء على المعنى الدلالي للآية القرآنية فسأقوم به بعون الله تعالى. سادسا: لن أتعرض لتحرير القراءات، أو ذكر طرق القرّاء، لأن ذلك يفوّت على دارس هذا الكتاب فهم المقصود من الشرح، علما بأن تحريرات القراءات، وطرق القرّاء، لها مصنفات خاصة فليرجع إليها من يريد. سابعا: نقلت شرح سورة الفاتحة من أصول القراءات، وجعلته في مقدمة سور القرآن، أثناء الكلام على «فرش الحروف» كي تتحد وحدة الموضوع. وقد سبقني إلى مثل ذلك القراء الذين لهم مصنفات، منهم: 1 - أبو علي الفارسيّ ت 377 هـ في كتابه «الحجة للقراء السبعة». 2 - أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران ت 381 هـ في كتابيه: «المبسوط في القراءات العشر» و «الغاية في القراءات العشر». 3 - أبو زرعة عبد الرحمن بن زنجلة، في كتابه: «حجّة القراءات». 4 - أبو طاهر اسماعيل بن خلف الأنصاري الأندلسي ت 455 هـ في كتابه: «العنوان في القراءات السبع». 5 - أبو جعفر أحمد بن علي بن الباذش ت 540 هـ في كتابه: «الإقناع في القراءات السبع». فهؤلاء جميعا جعلوا سورة الفاتحة في مقدمة سور القرآن أثناء حديثهم عن خلاف القراء في «فرش الحروف». والله الهادي إلى سواء السبيل
وبعد: فيقول خادم العلم والقرآن محمد بن محمد بن محمد بن سالم بن محيسن. من نعم الله تعالى التي لا تحصى أن جعلني من حملة كتابه ومن الذين تلقوا القرآن الكريم بجميع رواياته وقراءاته التي صحت عن نبينا «محمد» صلّى الله عليه وسلّم بواسطة أمين الوحي «جبريل» عليه السلام عن «الله» تعالى ربّ العالمين. وهذه القراءات القرآنية تلقاها الخلف عن السلف حتى وصلت إلينا بطريق التواتر، والسند الصحيح حتى نبينا «محمد» عليه الصلاة والسلام. وأقرر ولله الحمد والشكر والثناء الحسن الجميل: بأنني تلقيت «القراءات العشر» بمضمّن كل من: (1) «التيسير» في القراءات السبع «لأبي عمرو الداني» ت 444 هـ. (2) «الدرّة» في القراءات الثلاث للإمام «محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف المعروف بابن الجزري ت 833 هـ. كما تلقيت ولله الحمد والشكر «القراءات العشر الكبرى» بمضمن كتاب «النشر في القراءات العشر» للإمام ابن الجزري رحمه الله. تلقيت جميع هذه القراءات القرآنية مشافهة على أستاذي علّامة عصره، المشهور بالدقّة، والضبط، وصحة السند فضيلة الشيخ «عامر السيد عثمان» شيخ القراء، والقراءات، وجميع عموم المقارئ بمصر الحبيبة وذلك بمعهد «القراءات» بالأزهر الشريف بالقاهرة وذلك خلال سبع سنوات من عام 1946 م إلى عام 1953 م وكان أستاذي فضيلة الشيخ «عامر السيد عثمان» يقوم بتدريس «القراءات» بالمعهد المذكور. ومما أحمد الله تعالى عليه أنني قرأت على شيخي فضيلة الشيخ «عامر السيد عثمان» «القرآن الكريم» كله آية آية، وكلمة كلمة، من أوله إلى آخره، وقد قرأت على شيخي مشافهة ختمتين كاملتين طوال سبع سنوات: الختمة الأولى «بالقراءات العشر» بمضمّن الشاطبية والدّرّة. والختمة
وهذا نص إجازة شيخي فضيلة الشيخ"عامر السيد عثمان"
الثانية «بالقراءات العشر الكبرى» بمضمن طيبة النشر. وقد أجازني أستاذي فضيلة الشيخ «عامر السيد عثمان» بأن أقرأ، وأقرئ «القرآن الكريم» بجميع القراءات، والروايات التي تلقيتها على فضيلته إفرادا أو جمعا. فلله جزيل الحمد والمنّة، ثم لشيخي خالص الشكر الجزيل أسأل الله أن يجمعني معه في جنات النعيم يوم يقوم الناس لربّ العالمين. وصلّ اللهم على نبينا «محمد» وعلى آله وصحبه أجمعين. وهذا نصّ إجازة شيخي فضيلة الشيخ «عامر السيد عثمان»: بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف النبيين والمرسلين نبينا «محمد» وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: أقرر بأن ابني وتلميذي: محمد بن محمد بن محمد بن سالم بن محيسن تلقى عليّ القراءات القرآنية مشافهة بمضمن كل من: الشاطبية، والدرّة، والطيبة. وقد أجزته بالقراءة والإقراء بذلك إفرادا وجمعا. أسأل الله أن ينفع به المسلمين إنه سميع مجيب. عامر السيد عثمان 1953 م خادم العلم والقرآن د. محمد بن محمد بن محمد بن سالم بن محيسن المدينة المنورة الجمعة 11 رجب 1409 هـ. الموافق 17 فبراير 1989.
"مقدمة ابن الجزري"
بسم الله الرحمن الرحيم «مقدّمة ابن الجزري» قال محمد هو ابن الجزري ... يا ذا الجلال ارحمه واستر واغفر المعنى: بدأ المؤلف رحمه الله تعالى «محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف» المعروف بابن الجزري، المولود سنة 751 هـ والمتوفى سنة 833 هـ ألفيّته: «طيّبة النشر في القراءات العشر» وقد أطلقت على منظومته «الألفيّة» لقول المؤلف رحمه الله تعالى في نهاية منظومته: وهاهنا تمّ نظام الطّيّبه ... ألفيّة سعيدة مهذّبه بالرّوم من شعبان وسط سنة ... تسع وتسعين وسبعمائة بدأ بمناجاة الله تعالى، والتوجّه إليه قائلا: «يا ذا الجلال» فالله سبحانه وتعالى هو ذو الجلال والإكرام. وجلال الله تعالى: عظمته، وهو سبحانه وتعالى الجليل الموصوف بنعوت الجلال المطلقة، ولا يقال: «الجلال» إلّا لله تعالى. وبعد هذه المناجاة الدالّة على عمق ايمان المؤلف، طلب من الله تعالى أن يمنّ عليه بثلاثة أمور وهي: أولا: الرحمة، فالله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين، والرحمة: المغفرة، ورَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. (سورة الأعراف الآية 56). ثانيا: السّتر، وهنيئا لمن ستره الله تعالى، وفي الحديث: «إنّ الله حييّ ستّير يحبّ السّتر». والسّتر: بالفتح: مصدر سترت الشيء، أستره: إذا غطيته فاستتر.
ثالثا: طلب المغفرة من الله تعالى، فهو وحده غفّار الذنوب. وأصل «الغفر»: التغطية، والسّتر، والغفر: الغفران. قال ابن الجزري: الحمد لله على ما يسّره ... من نشر منقول حروف العشرة المعنى: يرفع المؤلّف أكفّ الضراعة إلى الله تعالى بالثناء عليه، والشكر له، حيث وفّقه، وأعانه على تصنيف كتابه: «النشر في القراءات العشر» وقد جمع «ابن الجزري» في كتابه «النشر» قراءات الأئمة العشرة، ثم نظم هذه القراءات في منظومته: «طيّبة النشر في القراءات العشر». قال ابن الجزري: ثمّ الصلاة والسلام السّرمدي ... على النبيّ المصطفى محمد وآله وصحبه ومن تلا ... كتاب ربّنا على ما أنزلا المعنى: بعد أن بدأ المؤلّف بالثناء على الله تعالى، ثنّى بالصّلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا «محمد» صلّى الله عليه وسلّم. والصلاة من الله تعالى: الرحمة، والسلام: التحيّة، والأمان. «وآل» النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: هم أقاربه المؤمنون بالله تعالى من «بني هاشم، وبني المطلب». و «صحبه» صلّى الله عليه وسلّم: اسم جمع لصاحب، والمراد به هنا الصحابيّ، وهو من اجتمع بالنبي عليه الصلاة والسلام في حياته، وآمن به، وبالرسالة التي جاء بها. وقوله: «ومن تلا» الخ أي قرأ كتاب الله تعالى قراءة صحيحة ووفقا للكيفية التي قرأ بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم علمها صحابته، والصحابة علموها من بعدهم، وهكذا حتى وصلت إلينا بطريق التواتر، والسند الصحيح، دون أيّ تحريف، أو تغيير، أو تبديل.
"فضل حملة القرآن"
«فضل حملة القرآن» قال ابن الجزري: وبعد فالإنسان ليس يشرف ... إلّا بما يحفظه ويعرف المعنى: بعد أن بدأ «ابن الجزري» رحمه الله تعالى ألفيته بالثناء على الله تعالى، ثم ثنى بالصلاة والسلام الدائمين على الهادي البشير صلّى الله عليه وسلّم. ثم ثلث بالصلاة والسلام على «آل الرسول» عليه الصلاة والسلام، وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين. ثم على كلّ من قرأ «القرآن الكريم» وعمل بما فيه من أحكام، وآداب. شرع في بيان الأمور التي بها يشرف الإنسان، وترتفع منزلته بين المسلمين، فبيّن أن الإنسان المسلم لا تسمو مكانته، ولا ترتفع منزلته إلّا بما يحفظه، ويعيه من الفنون، والعلوم. قال ابن الجزري: لذاك كان حاملو القرآن ... أشراف الامّة أولي الإحسان المعنى: هذا شروع من «ابن الجزري» رحمه الله تعالى، في بيان أهمّ أنواع المعرفة التي يسمون بها المؤمن وبخاصة عند الله تعالى، فبين أن حملة «القرآن الكريم» هم أشراف الأمّة الإسلامية، لأن القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى لنبينا «محمد» صلّى الله عليه وسلّم، وأنه المصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامي، ومما يدلّ على أن حفظة «القرآن الكريم» هم أشراف الأمّة الإسلامية، الكثير من أحاديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلّم، منها قوله صلّى الله عليه وسلّم: في الحديث الذي روي عن: «عثمان بن عفان» رضي الله عنه، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» اهـ. «1». قال ابن الجزري: وإنّهم في الناس أهل الله ... وإن ربّنا بهم يباهي
المعنى: لا زال الحديث عن بيان فضل أهل القرآن، فحفاظ القرآن هم أهل الله وخاصته، يؤيد ذلك الحديث التالي: فعن «أنس بن مالك» رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ لله أهلين من الناس، قالوا من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته» اهـ «1». ومن فضل أهل القرآن أن الله عزّ وجلّ يفاخر بأهل القرآن ملائكته، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على حبّ الله لهم، يوضح هذا المعنى الحديث التالي: فعن «أبي هريرة» رضي الله عنه، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له طريقا إلى الجنّة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلّا نزلت عليهم السّكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده» اهـ «2». قال ابن الجزري: وقال في القرآن عنهم وكفى ... بأنه أورثه من اصطفى المعنى: أشار «ابن الجزري» رحمه الله تعالى في هذا البيت، إلى قول الله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (سورة فاطر الآية 32). قال ابن الجزري: وهو في الأخرى شافع مشفّع ... فيه وقوله عليه يسمع يعطى به الملك مع الخلد إذا ... توّجه تاج الكرامة كذا يقرا ويرقى درج الجنان ... وأبواه منه يكسيان المعنى: أشار «ابن الجزري» رحمه الله تعالى بهذه الأبيات إلى بعض الأحاديث الواردة في فضل حفاظ القرآن:
1 - فعن «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من قرأ القرآن واستظهره، فأحلّ حلاله وحرّم حرامه، أدخله الله به الجنّة وشفّعه في عشرة من أهل بيته كلهم وجبت له النار» اهـ. «1». 2 - وعن «أبي أمامة الباهليّ» رضي الله عنه، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين: البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيابتان، أو كأنهما فرقان من طير صوافّ تحاجّان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة» اهـ «2». 3 - وعن «عبد الله بن عمرو بن العاص» رضي الله عنهما، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتق، ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها» اهـ «3». 4 - وعن «أبي هريرة» رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا ربّ حلّة، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده فيلبس حلّة الكرامة، ثم يقول: يا ربّ ارض عنه فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارق، وتزاد بكل آية حسنة» اهـ «4». 5 - وعن «أبي هريرة» رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والده تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم، فما ظنكم بالذي عمل بهذا» اهـ «5».
"فضل قراءة القرآن"
«فضل قراءة القرآن» قال ابن الجزري: فليحرص السّعيد في تحصيله ... ولا يملّ قطّ من ترتيله المعنى: هذه وصية من «ابن الجزري» رحمه الله تعالى لكل مسلم أن يحرص على حفظ القرآن، وليقرأه ليل نهار، ففي ذلك الأجر العظيم، والثواب الجزيل، يوضح ذلك الأحاديث الآتية: 1 - فعن «عائشة» أم المؤمنين، رضي الله عنها، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ وهو يشتدّ عليه له أجران» اهـ «1». 2 - وعن «عبد الله بن عمر» رضي الله عنهما، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» اهـ «2». 3 - وعن «أبي سعيد الخدريّ» رضي الله عنه، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «يقول الله تعالى: «من شغله القرآن وذكري عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله تعالى على سائر الكلام كفضل الله على خلقه» اهـ «3». 4 - وعن «ابن عباس» رضي الله عنهما، قال: قال رجل: يا رسول الله أيّ العمل أحبّ إلى الله تعالى؟ قال: «الحالّ المرتحل» قال: وما الحالّ المرتحل؟ قال: «الذي يضرب من أوّل القرآن إلى آخره كلّما حلّ ارتحل» اهـ «4».
"أركان القراءة الصحيحة"
«أركان القراءة الصحيحة» قال ابن الجزري: وليجتهد فيه وفي تصحيحه ... على الذي نقل من صحيحه فكلّ ما وافق وجه نحو ... وكان للرّسم احتمالا يحوي وصحّ إسنادا هو القرآن ... فهذه الثلاثة الأركان وحيثما يختلّ ركن أثبت ... شذوذه لو أنّه في السّبعة فكن على نهج سبيل السّلف ... في مجمع عليه أو مختلف المعنى: هذا شروع من المصنّف رحمه الله تعالى في بيان أركان القراءة الصحيحة، وقد تصدّى لبيان هذه الأركان في كتابه «النشر في القراءات العشر» فقال ما معناه: «ثم إن القراء كثروا، وتفرقوا في البلاد، وانتشروا، وخلفهم أمم بعد أمم، عرفت طبقاتهم واختلفت صفاتهم، فكان منهم المتقن للتلاوة، المشهور بالرواية، والدّراية. ومنهم من اقتصر على وصف من هذه الأوصاف، وكثر بينهم لذلك الاختلاف، وقلّ الضبط، واتّسع الخرق، وكاد الباطل يلتبس بالحق. فقام جهابذة علماء الأمّة، وصناديد الأمّة، فبالغوا في الاجتهاد، وبيّنوا الحقّ المراد، وجمعوا الحروف، والقراءات، وعزوا الوجوه، والروايات، وميزوا بين المشهور، والشاذ، والصحيح، والفاذ، بأصول أصّلوها، وأركان فصّلوها. وها نحن نشير إليها، ونعوّل كما عوّلوا عليها فنقول: 1 - كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه. 2 - ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا. 3 - وصح سندها. فهذه القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردّها، ولا يحلّ إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن. ووجب على الناس قبولها، سواء كانت عن الأئمة السبعة، أم عن العشرة، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين. ومتى
"الأدلة على نزول القراءات"
اختلّ ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها: ضعيفة أو شاذّة، أو باطلة. سواء كانت عن السبعة، أو عمّن هو أكبر منهم، هذا هو الصحيح عن أئمّة التحقيق من: السلف والخلف. صرح بذلك: 1 - الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ت 444 هـ. 2 - أبو محمد مكّي بن أبي طالب ت 437 هـ. 3 - الإمام أبو العباس أحمد بن عمّار المهدوي ت 430 هـ. 4 - أبو القاسم عبد الرحمن بن اسماعيل أبو شامة ت 665 هـ. فلا ينبغي أن يغترّ بكلّ قراءة تعزى إلى واحد من هؤلاء الأئمة السبعة، ويطلق عليها لفظ الصحة وإن هكذا أنزلت إلّا إذا دخلت في ذلك الضابط، وحينئذ لا ينفرد بنقلها مصنّف عن غيره، ولا يختصّ ذلك بنقلها عنهم، بل إن نقلت عن غيرهم من القراء فذلك لا يخرجها عن الصحة، فإن الاعتماد في استجماع تلك الأوصاف، لا عمّن تنسب إليه، فإن القراءات المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة، وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه، والشّاذ، غير أن هؤلاء السبعة لشهرتهم، وكثرة الصحيح المجتمع عليه في قراءتهم تركن النفس إلى ما نقل عنهم فوق ما ينقل عن غيرهم» «1». «الأدلة على نزول القراءات» قال ابن الجزري: وأصل الاختلاف أن ربّنا ... أنزله بسبعة مهوّنا وقيل في المراد منها أوجه ... وكونه اختلاف لفظ أوجه المعنى: يشير «ابن الجزري» رحمه الله تعالى بهذين البيتين إلى الأحاديث الواردة في نزول القراءات على الهادي البشير صلّى الله عليه وسلّم «2». وأقول: لقد تواتر الخبر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأنّ القرآن الكريم أنزل على سبعة أحرف.
روى ذلك من الصحابة رضوان الله عليهم ما يقرب من اثنين وعشرين صحابيّا «1» سواء كان ذلك مباشرة عنه صلّى الله عليه وسلّم، أو بواسطة. وإليك قبسا من هذه الأحاديث التي تعتبر من أقوى الأدلّة على أن القراءات القرآنية كلها كلام الله تعالى، لا مدخل للبشر فيها، وكلها منزلة من عند الله تعالى، على نبينا «محمد» صلّى الله عليه وسلّم، ونقلت عنه نقلا متواترا حتى وصلت إلينا دون تحريف، أو تغيير: الحديث الأول: عن «ابن شهاب محمد بن مسلم أبي بكر الزهري» ت 124 هـ قال: حدّثني «عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهلالي» ت 98 هـ أنّ «عبد الله بن عباس» ت 68 هـ رضي الله عنهما حدّثه: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف» اهـ «2». الحديث الثاني: عن «ابن شهاب» قال: «أخبرني عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي» ت 93 هـ أنّ «المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب القرشي» ت 64 هـ و «عبد الرحمن بن عبد القارّي» ت 80 هـ. حدّثاه أنهما سمعا «عمر بن الخطاب» ت 23 هـ رضي الله عنه يقول: «سمعت هشام بن حكيم» يقرأ سورة «الفرقان» في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبّرت حتّى سلم، فلبّبته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد
"بيان المراد من الأحرف السبعة"
أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت: إنّي سمعت هذا يقرأ «سورة الفرقان» على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «لعمر»: «أرسله». فأرسله «عمر» فقال: «لهشام»: اقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كذلك أنزلت». ثم قال: «اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كذلك أنزلت، إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسّر منه» اهـ واللفظ للبخاري «1». «بيان المراد من الأحرف السبعة» بعد ذلك انتقل إلى الحديث عن بيان المراد من الأحرف السبعة فأقول وبالله التوفيق: لقد اهتم العلماء قديما وحديثا ببيان المراد من الأحرف السبعة: ومن هؤلاء العلماء: 1 - أبو عبيد القاسم بن سلام ت 224 هـ في كتابه: غريب الحديث. 2 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ت 310 هـ في تفسيره المشهور. 3 - مكّي بن أبي طالب ت 437 هـ في كتابه: الإبانة عن معاني القراءات. 4 - شهاب الدين المعروف بأبي شامة ت 665 هـ في كتابه: المرشد الوجيز. 5 - بدر الدين الزركشي ت 794 هـ في كتابه: البرهان في علوم القرآن. 6 - جلال الدين السيوطي ت 911 هـ في كتابه: الإتقان في علوم القرآن إلى غير ذلك من المفسرين، والكتّاب عن «علوم القرآن» ومن يطالع مصنفات هؤلاء العلماء يجد العجب العجاب حيث إن الكثيرين من هؤلاء المصنفين يجعل كلّ همه نقل العديد من الآراء حتّى ولو كانت غير معزوّة إلى أحد من العلماء «2».
ومن يقف على الأحاديث الواردة في هذه القضيّة يجد هاتين الظاهرتين: الظاهرة الأولى: لم تتعرض تلك الأحاديث- على كثرتها- إلى بيان ماهيّة الاختلاف في القراءات القرآنية التي جعلت الصحابة رضوان الله عليهم يتخاصمون، ويتحاكمون إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم. الظاهرة الثانية: لم يثبت من قريب أو بعيد أن النبي عليه الصلاة والسلام بيّن المراد من الأحرف السبعة. ولعل ذلك يرجع إلى عدّة عوامل أهمها: أنّ ذلك كان معروفا لدى الصحابة رضوان الله عليهم، فلم يحتاجوا إلى بيانه، لأنهم لو كانوا في حاجة إلى معرفة ذلك لسألوا عنه الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فعدم سؤالهم دليل على عدم خفاء ذلك عليهم. ولقد اتفق العلماء قديما وحديثا على أنه لا يجوز أن يكون المراد بالأحرف السبعة: هؤلاء القراء السبعة المشهورين، كما يظنّه بعض العوامّ، والكثيرون من الذين لا صلة لهم بعلوم القرآن، لأن هؤلاء القراء السبعة لم يكونوا قد وجدوا أثناء نزول القرآن الكريم. «ولقد تتّبعت أقوال العلماء الواردة في هذه القضية الهامّة في كتابي: «في رحاب القرآن» ج 1/ 238 - 262. ورتّبت هذه الأقوال ترتيبا زمنيّا، وانتهيت إلى الرأي الآتي: فقلت: والذي أراه في هذه القضية الهامة، أن المراد من الأحرف السبعة هو: أن القرآن الكريم نزل بلغة كلّ حيّ من أحياء العرب، وهذا القول هو الذي قال به كلّ من: 1 - «الإمام علي بن أبي طالب» ت 40 هـ رضي الله عنه. 2 - عبد الله بن عباس ت 68 هـ رضي الله عنهما. ومن ينعم النظر في هذا القول يجد أنه يندرج تحته العديد من اللهجات العربيّة المشهورة.
"الأئمة العشرة، ورواتهم العشرون وسلسلة أسانيدهم حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم"
وهذه اللهجات كلها تندرج بالتالي تحت قولهما: «نزل بلغة كلّ حيّ من أحياء العرب «1». وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. «الأئمة العشرة، ورواتهم العشرون وسلسلة أسانيدهم حتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم» قال ابن الجزري: قام بها أئمة القرآن ... ومحرز التّحقيق والإتقان ومنهم عشر شموس ظهرا ... ضياؤهم وفي الأنام انتشرا حتى استمدّ نور كلّ بدر ... منهم وعنهم كلّ نجم درّي وها همو يذكرهمو بياني ... كلّ إمام عنه راويان فنافع بطيبة قد حظيا ... فعنه قالون وورش رويا المعنى: أخبر المؤلف رحمه الله تعالى بأن الأحرف السبعة التي نزلت على الهادي البشير صلّى الله عليه وسلّم بوساطة أمين الوحي «جبريل» عليه السلام، وقد علّمها الرسول صلّى الله عليه وسلّم صحابته رضوان الله عليهم، والصحابة علموها من بعدهم، وهكذا حتى وصلت هذه القراءات إلى الأئمة العشرة، ورواتهم، بطريق التواتر، والسند الصحيح. وهؤلاء الأئمة العشرة، ورواتهم انتشر ذكرهم في الآفاق، وذاع صيتهم، وثبتت عدالتهم، ووثق جميع المسلمين فيهم، حيث عرفوا بالصدق، والأمانة، وجودة القراءة والإتقان، فانتشرت قراءاتهم في جميع الأقطار، يتلقاها جيل بعد جيل، بالرضا، والقبول، وقد تلقيتها وقرأت بها وأقرأت بها. والحمد لله رب العالمين.
وهكذا فقد عمّ نور «القرآن الكريم» جميع أنحاء الدنيا، وصدق الله حيث قال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (سورة الحجر الآية 9). ثم بيّن المؤلف رحمه الله تعالى بأن كلّ إمام من الأئمة العشرة، وإن كان تتلمذ عليه الكثيرون، إلا أنه اشتهر بالأخذ عنه راويان. ثم أخذ المؤلف يذكر بالتفصيل هؤلاء الأئمة العشرة، ورواتهم. وأقول: بعون الله تعالى، وتوفيقه سأقوم بإلقاء الضوء على تاريخ الأئمة العشرة، ورواتهم، بعيدا عن الإطناب الممل، أو التقصير المخلّ، مع بيان سلسلة أسانيدهم في القراءة حتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الإمام الأول: نافع المدني. هو: أبو رويم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي، أصله من أصفهان، وهو من علماء الطبقة الرابعة «1»، وكان شديد سواد اللون، وهو مولى «جعونة بن شعوب الليثي». قال «الإمام مالك بن أنس» ت 179 هـ: «نافع إمام الناس في القراءة» اهـ. وقال «أحمد بن هلال المصري» قال لي الشيباني، قال لي رجل ممّن قرأ على «نافع»: إنّ «نافعا» كان إذا تكلّم يشمّ من فيه رائحة المسك، فقلت له: يا أبا عبد الله، أو يا أبا رويم أتتطيّب كلّما قعدت تقرئ؟ قال: ما أمسّ طيبا، ولكنّي رأيت النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو يقرأ في «فيّ» فمن ذلك أشمّ من «فيّ» «هذه الرائحة» اهـ «2». قال «ابن معين» يحيى بن معين بن عون بن زياد الغطفاني ت 233 هـ: «كان الإمام نافع ثقة». وقال «أبو حاتم محمد بن حبّان بن أحمد التميمي» ت 354 هـ: «كان «نافع» صدوقا».
شيوخ الإمام"نافع"
شيوخ الإمام «نافع»: اتفقت جميع المصادر على أن «الإمام نافعا» قرأ على سبعين من التابعين، أذكر منهم»: 1 - أبا جعفر يزيد بن القعقاع ت 128 هـ. 2 - عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ت 117 هـ. 3 - شيبة بن نصاح القاضي ت 130 هـ. 4 - يزيد بن رومان ت 120 هـ. 5 - مسلم بن جندب الهذلي ت 130 هـ. وقد تلقّى هؤلاء الخمسة القراءات عن ثلاثة من الصحابة وهم: 1 - أبو هريرة ت 59 هـ. 2 - عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ت 68 هـ. 3 - عبد الله بن عيّاش بن ربيعة المخزومي ت 78 هـ. وقرأ هؤلاء الثلاثة على: «أبي بن كعب» ت 20 هـ. وقرأ «أبي بن كعب» على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. من هذا يتبين أن قراءة «الإمام نافع» متواترة، ومتصلة السند بالرسول صلّى الله عليه وسلّم. تلاميذ «الإمام نافع»: لقد تتلمذ على «الإمام نافع» عدد كثير، من المدينة المنورة، ومصر، والشام، والبصرة، وغير ذلك من سائر بلاد المسلمين، ومن تلاميذ «الإمام نافع»: 1 - «قالون» وهو الراوي الأول عن «نافع». 2 - «ورش» وهو الراوي الثاني عن «نافع». وإليك إلقاء الضوء على تاريخ كل منهما:
تنبيه
تنبيه: سبق أن بينت سلسلة سند «الإمام نافع» في القراءة حتى رسول صلّى الله عليه وسلّم. وهكذا سأفعل مع كل إمام من الأئمة العشرة بإذن الله تعالى. وحينئذ أجد المقام لا يحتاج إلى سند كل راو من الرواة العشرين حتى رسول الله عليه الصلاة والسلام، اكتفاء بذكر أسانيد شيوخهم. الراوي الأول عن «الإمام نافع» «قالون» ت 220 هـ . هو: عيسى بن مينا، المدني معلّم العربية، ويكنى أبا موسى، و «قالون» لقب له. يروى أن «نافعا» لقّبه به لجودة قراءته، لأن «قالون» بلسان «الروم»: جيّد «1». ولد «قالون» سنة 120 هـ وتوفي بالمدينة المنورة سنة 220 هـ عشرين ومائتين «2». وكان «قالون» قارئ المدينة المنورة، ونحويّها، وكان أصمّ لا يسمع «البوق» فإذا قرئ عليه القرآن سمعه. قال «قالون»: قرأت على «نافع» قراءته غير مرّة، وكتبتها عنه. ذكره «الإمام الذهبي» ضمن علماء الطبقة الخامسة ضمن القراء الكبار «3». الراوي الثاني عن «الإمام نافع» «ورش» ت 197 هـ. هو: عثمان بن سعيد المصريّ، ويكنى أبا سعيد، و «ورش» لقب له، و «نافع» هو الذي لقّبه به لشدّة بياضه «4».
وقد ذكره «الذهبي» ضمن قراء الطبقة الخامسة، وقال: «كان «ورش» أشقر، سمينا، مربوعا، يلبس مع ذلك موقّرة، وإليه انتهت رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه» «1». وقال «يونس بن عبد الأعلى»: «كان «ورش» جيّد القراءة، حسن الصوت إذا يهمز، ويمدّ، ويشدّد، ويبيّن الإعراب، لا يملّه سامع» اهـ «2». وقال «الإمام ابن الجزري»: «رحل «ورش» من «مصر» إلى المدينة المنورة ليقرأ على «نافع» فقرأ عليه أربع ختمات في سنة 155 هـ خمس وخمسين ومائة، ورجع إلى مصر فانتهت إليه رئاسة الإقراء بها، فلم ينازعه فيها منازع، مع براعته في العربيّة، ومعرفته بالتجويد، وكان حسن الصّوت» اهـ. «3» قال ابن الجزري: وابن كثير مكّة له بلد ... بزّ وقنبل له على سند المعنى: تضمن هذا البيت الإشارة إلى الإمام الثاني وهو: «ابن كثير المكّيّ»، وراوييه: «البزّي، وقنبل»: فابن كثير ت 122 هـ «4»: هو: عبد الله بن كثير بن عمر بن عبد الله بن زاذان بن فيروز بن هرمز المكّيّ من علماء الثالثة من القراء الكبار. «5»
شيوخ"ابن كثير"
ولد «ابن كثير» سنة 45 هـ خمس وأربعين، وتوفي سنة 122 هـ اثنتين وعشرين ومائة. قال «الأصمعي عبد الملك بن قريب أبو سعيد البصري» ت 215 هـ: «قلت: لأبي عمرو بن العلاء البصريّ: قرأت على «ابن كثير»؟ قال: نعم ختمت على «ابن كثير» بعد ما ختمت على «مجاهد بن جبر» وكان أعلم بالعربية من «مجاهد» وكان فصيحا، بليغا، مفوّها، أبيض اللّحية طويلا، أسمر، جسيما، أشهل، يخضب بالحناء عليه السكينة، والوقار» اهـ. وقال «ابن مجاهد البغدادي» ت 324 هـ: «لم يزل وابن كثير» الإمام المجتمع عليه في القراءة بمكّة حتّى مات» اهـ. وقال «ابن الجزري» ت 833 هـ: «كان «ابن كثير» إمام الناس في القراءة بمكّة المكرمة لم ينازعه فيها منازع» «1». شيوخ «ابن كثير»: تلقى «ابن كثير» القراءة عن عدد كبير، وفي مقدّمتهم: 1 - أبو السائب عبد الله بن السائب المخزومي ت 68 هـ. 2 - أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي ت 104 هـ. 3 - درباس مولى ابن عباس، لم أقف على تاريخ وفاته. وقرأ «عبد الله بن السائب» شيخ «ابن كثير» على كلّ من: 1 - أبيّ بن كعب الأنصاري ت 30 هـ. 2 - عمر بن الخطاب ت 23 هـ. وقرأ «مجاهد بن جبر» شيخ «ابن كثير» على كلّ من:
الراوي الأول عن"ابن كثير""البزي" ت 250 هـ.
1 - عبد الله بن عباس ت 68 هـ. 2 - عبد الله بن السائب ت 68 هـ. وقرأ «درباس مولى ابن عباس» شيخ «ابن كثير» على: 1 - مولاه «عبد الله بن عباس». وقرأ «عبد الله بن عباس» على كلّ من: 1 - أبيّ بن كعب الأنصاري. 2 - زيد بن ثابت ت 45 هـ. وقرأ كل من «زيد بن ثابت، وأبيّ بن كعب» على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. من هذا يتبيّن أن قراءة «ابن كثير» متواترة، وصحيحة، ومتصلة السند بالنبي صلّى الله عليه وسلّم. الراوي الأول عن «ابن كثير» «البزّي» ت 250 هـ. هو: أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزّة، المؤذّن المكي، ويكنى أبا الحسن «1». ولد «البزّي» سنة 170 هـ سبعين ومائة، وتوفي سنة 250 هـ خمسين ومائتين «2» ذكره «الإمام الذهبي» ضمن علماء الطبقة السادسة «3». قال «أبو عمرو الدانيّ» ت 444 هـ: حدثنا «فارس بن أحمد» .... عن «أحمد بن محمد بن أبي بزّة» قال: قرأت على «عكرمة بن سليمان» ت 198 هـ فلما بلغت «والضحى» قال: «كبّر» قرأت على «شبل بن عبّاد المكي» ت حوالى 160 هـ. و «إسماعيل بن قسطنطين المكي القسط» ت 170 هـ.
الراوي الثاني عن"الإمام ابن كثير":"قنبل" ت 291 هـ.
فقالا: «كبّر» قرأنا على «عبد الله بن كثير» فقال لنا: «كبّر» فإني قرأت على «مجاهد» فقال لي: «كبّر» قرأت على «ابن عبّاس» فقال لي «كبّر» قرأت على «أبيّ ابن كعب» فقال لي: «كبّر» قرأت على النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال لي: «كبّر» اهـ «1». قال «ابن الجزري»: «كان «البزّي» إماما في القراءة، محقّقا، ضابطا، متقنا لها، ثقة فيها، انتهت إليه مشيخة الإقراء «بمكة» وكان مؤذّن المسجد الحرام» اهـ «2». الرّاوي الثاني عن «الإمام ابن كثير»: «قنبل» ت 291 هـ «3». هو: محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد المكي المخزومي بالولاء، ويكنى أبا عمرو، ويلقّب بقنبل، وذلك لأنه من قوم يقال لهم القنابلة «4». وقيل: إنه كان يستعمل دواء يسقى للبقر يسمى قنبل، فلما أكثر من استعماله عرف به «5». ولد «قنبل» سنة 195 هـ خمس وتسعين ومائة، وتوفي بمكة سنة 291 هـ إحدى وتسعين ومائتين. قال «الإمام الذهبي» ت 748 هـ: انتهت إلى «قنبل» رئاسة الإقراء بالحجاز. وقال «الإمام ابن الجزري»: «كان «قنبل» إماما في القراءة، متقنا، ضابطا، انتهت إليه مشيخة الإقراء
شيوخ"أبي عمرو بن العلاء البصري"
بالحجاز، ورحل إليه الناس من الأقطار «1». عدّة «الإمام الذهبي» ضمن علماء الطبقة السابعة «2». قال ابن الجزري: ثمّ أبو عمرو فيحيى عنه ... ونقل الدّوري وسوس منه المعنى: أشار «ابن الجزري» رحمه الله تعالى إلى الإمام الثالث وهو «أبو عمرو» ورواياه: الدّوري، والسّوسي»: فأبو عمرو ت 154 هـ «3». هو: زبّان بن العلاء بن عمّار بن العريان المازني، التميمي البصري، وقيل: اسمه «يحيى» وقيل: اسمه كنيته. ولد «أبو عمرو» بمكة سنة 68 هـ وقيل: سنة 65 هـ وتوفي بالكوفة سنة 154 هـ أربع وخمسين ومائة «4». كان «أبو عمرو» إمام البصرة في العربية، ومقرئها. قال «ابن الجزري»: «كان «أبو عمرو بن العلاء» أعلم الناس بالقرآن، والعربية، مع الصدق، والثقة، والأمانة، والدين» اهـ «5». شيوخ «أبي عمرو بن العلاء البصري»:
الراوي الأول عن"أبي عمرو بن العلاء""الدوري" ت 246 هـ.
قرأ «أبو عمرو» على خلق كثير: بمكة المكرمة، والمدينة المنورة، والكوفة، والبصرة، ويعتبر «أبو عمرو» أكثر القراء شيوخا، وفي مقدمتهم: 1 - مجاهد بن جبر ت 104 هـ، وتقدم سند «مجاهد» في قراءة «ابن كثير». 2 - أبو العالية: رفيع بن مهران الرياحي ت 93 هـ. وقرأ «أبو العالية» شيخ «أبي عمرو بن العلاء البصري» على كلّ من: 1 - عمر بن الخطاب ت 23 هـ. 2 - أبيّ بن كعب ت 30 هـ. 3 - زيد بن ثابت ت 45 هـ. 4 - عبد الله بن عباس ت 68 هـ. وقرأ كلّ من «زيد بن ثابت، وأبيّ بن كعب» على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «1» من هذا يتبيّن أن قراءة «أبي عمرو» متواترة، وصحيحة، ومتصلة السند بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم. الراوي الأول عن «أبي عمرو بن العلاء» «الدّوري» ت 246 هـ «2». هو: أبو عمرو حفص بن عمر بن عبد العزيز الدّوري، النحوي، البغدادي، الضّرير، والدّور: محلّة معروفة بالجانب الشرقيّ من بغداد «3». قال «أبو علي الأهوازيّ» ت 446 هـ: «رحل «الدّوريّ» في طلب القراءات، وقرأ بسائر الحروف السبعة، وجمع من ذلك شيئا كثيرا، وهو ثقة في جميع ما يرويه، وعاش دهرا، وذهب بصره في آخر عمره، وكان ذا دين وخير» «4».
الراوي الثاني عن"الإمام أبي عمرو بن العلاء""السوسي" ت 261 هـ.
وقال ابن الجزري: «كان «الدّوريّ» إمام القراءة في عصره، وشيخ الإقراء في وقته، ثقة، ثبتا، ضابطا، كبيرا، وهو أوّل من جمع القراءات، ولقد روينا القراءات العشر عن طريقه» اهـ «1». الرّاوي الثاني عن «الإمام أبي عمرو بن العلاء» «السّوسي» ت 261 هـ «2». هو: أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل. ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن، كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات. قال «الذهبي»: قرأ «السوسي» على «اليزيدي» وسمع بالكوفة من «عبد الله بن نمير، وأسباط بن محمد»، وبمكة من «سفيان بن عيينة» اهـ «3». وقال «ابن الجزري»: أخذ «أبو شعيب السوسي» القراءة عرضا وسماعا، عن: «أبي محمد اليزيدي» وهو من أجلّ أصحابه» «4». وقد اشتهرت قراءة «السوسي» وعمّت الآفاق، ولا زال المسلمون يتلقونها بالرضا، والقبول حتى الآن.
شيوخ"ابن عامر"
قال ابن الجزري: ثمّ ابن عامر الدّمشقي بسند ... عنه هشام وابن ذكوان ورد المعنى: أشار «ابن الجزري» رحمه الله تعالى إلى الإمام الرابع «ابن عامر الدمشقي» وراوييه: «هشام، وابن ذكوان»: فابن عامر ت 118 هـ «1». هو: «عبد الله بن عامر الشامي، اليحصبيّ، ويكنى أبا عمرو، وهو من التابعين، ومن علماء الطبقة الثالثة «2». قال «ابن عامر»: ولدت سنة ثمان من الهجرة، بضيعة يقال لها «رحاب» وقبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولي سنتان «3». ويعتبر «ابن عامر» إمام «أهل الشام» في القراءة. قال ابن الجزري: «كان «ابن عامر» إماما كبيرا، وتابعيّا جليلا، وعالما شهيرا، أمّ المسلمين بالجامع الأموي سنين كثيرة في أيام «عمر بن عبد العزيز» رضي الله عنه، فكان يأتمّ به وهو أمير المؤمنين، وجمع له بين الإمامة، والقضاء، ومشيخة الإقراء بدمشق، فأجمع الناس على قراءته، وعلى تلقيها بالقبول، وهم الصّدر الأوّل الذين هم أفاضل المسلمين» «4». شيوخ «ابن عامر»: قرأ «ابن عامر» على كلّ من: 1 - أبي هاشم بن أبي شهاب ت 91 هـ.
الراوي الأول عن"الإمام ابن عامر""هشام" ت 245 هـ.
2 - عبد الله بن عمرو بن المغيرة المخزومي. 3 - أبي الدرداء عويمر بن زيد بن قيس ت 32 هـ. وقرأ «عبد الله بن عمرو بن المغيرة المخزومي» شيخ «ابن عامر» على: عثمان بن عفان ت 35 هـ. وقرأ «أبو الدرداء» شيخ «ابن عامر» و «عثمان بن عفّان» على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «1». من هذا يتبين أن قراءة «ابن عامر» متواترة، وصحيحة، ومتصلة السند بالنبي صلّى الله عليه وسلّم. الرّاوي الأول عن «الإمام ابن عامر» «هشام» ت 245 هـ. هو: هشام بن عمّار بن نصير القاضي الدمشقي، ويكنى أبا عمرو «2» ذكره الذهبي «ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن» «3». قال «ابن الجزري»: «كان هشام عالم أهل دمشق، وخطيبهم، ومقرئهم، ومحدّثهم، ومفتيهم، مع الثقة والضبط، والعدالة» «4». الرّاوي الثاني عن «الإمام ابن عامر» «ابن ذكوان» ت 242 هـ «5». هو: عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان، القرشي الدمشقي، ويكنى أبا عمرو «6». ذكره «الذهبي» ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن «7» ولد
«ابن ذكوان» سنة 173 هـ ثلاث وسبعين ومائة، وتوفي بدمشق سنة 242 هـ اثنتين وأربعين ومائتين «1». قال «أبو زرعة الدمشقي» عبد الرحمن بن عمرو بن صفوان ت 280 هـ: «لم يكن بالعراق، ولا بالحجاز، ولا بالشام، ولا بمصر، ولا بخراسان، في زمان «ابن ذكوان» أقرأ عندي منه» اهـ «2». وقال «ابن الجزري»: «كان «ابن ذكوان» شيخ الإقراء بالشام، وإمام الجامع الأموي، إليه انتهت مشيخة الإقراء بعد «أيوب بن تميم» اهـ «3». قال ابن الجزري: ثلاثة من كوفة فعاصم ... فعنه شعبة وحفص قائم المعنى: أخبر «ابن الجزري» رحمه الله تعالى في هذا البيت، بأنّ هناك ثلاثة أئمة من القراء الكوفيّين، في مقدمتهم: «الإمام عاصم» وراوياه: «شعبة، وحفص»: فعاصم هو الإمام الخامس ت 127 هـ «4». هو: عاصم بن بهدلة أبي النّجود الأسدي، ويكنى أبا بكر، وهو من التابعين، ومن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن «5». قال «أبو بكر بن عيّاش» ت 193 هـ: «لا أحصي ما سمعت» «أبا إسحاق السبيعي» يقول:
شيوخ"الإمام عاصم"
ما رأيت أحدا أقرأ للقرآن من «عاصم». وقال «ابن عيّاش»: دخلت على «عاصم» وقد احتضر فجعل يردّد هذه الآية يحقّقها كأنه في الصلاة: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ (سورة الأنعام آية 62) «1» وقال «ابن الجزري»: كان «عاصم هو الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد «أبي عبد الرحمن السلمي» ت 73 هـ. ثم قال: وقد جلس في موضعه، ورحل الناس إليه للقراءة، وكان قد جمع بين الفصاحة، والإتقان، والتحرير، والتجويد، وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن» «2». شيوخ «الإمام عاصم»: قال «ابن الجزري» ت 833 هما معناه: «قرأ «عاصم» على كلّ من: 1 - أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب بن ربيعة السلمي ت 73 هـ. 2 - أبي مريم زرّ بن حبيش الأسدي ت 82 هـ. 3 - أبي عمرو سعد بن إلياس الشّيباني ت 96 هـ. وقرأ هؤلاء الثلاثة على: عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه ت 32 هـ. وقرأ كلّ من: أبي عبد الرحمن السلمي، وزرّ بن حبيش على: 1 - عثمان بن عفان رضي الله عنه. 2 - علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقرأ «أبو عبد الرحمن السلمي» أيضا على:
الراوي الأول عن"الإمام عاصم""شعبة" ت 193 هـ.
1 - أبيّ بن كعب رضي الله عنه. 2 - زيد بن ثابت رضي الله عنه. وقرأ كلّ من: 1 - عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. 2 - عثمان بن عفان رضي الله عنه. 3 - علي بن أبي طالب رضي الله عنه. 4 - أبي بن كعب رضي الله عنه. 5 - زيد بن ثابت رضي الله عنه على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «1». من هذا يتبين أن قراءة «عاصم» متواترة، وصحيحة، ومتصلة السند بالنبي عليه الصلاة والسلام. الرّاوي الأول عن «الإمام عاصم» «شعبة» ت 193 هـ «2». هو: أبو بكر شعبة بن عيّاش بن سالم الكوفي. قال «ابن الجزري»: كان «شعبة» إماما، علما كبيرا، عالما عاملا، حجّة من كبار أئمة السّنّة، ولما حضرته «الوفاة» بكت «أخته» فقال لها: ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها ثمان عشرة ألف ختمة» اهـ «3». الرّاوي الثاني عن «الإمام عاصم» «حفص» ت 180 هـ «4». هو: أبو عمر حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي. ولد «حفص» سنة 90 هـ تسعين، وتوفي سنة 180 هـ ثمانين ومائة. ذكره «الإمام الذهبي» ضمن علماء الطبقة الرابعة وقال: «كانت القراءة
التي أخذها عن «عاصم» ترتفع إلى «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه» «1». قال «ابن الجزري»: كان «حفص» أعلم أصحاب «عاصم» بقراءة «عاصم» وكان ربيب «عاصم» ابن زوجته» اهـ «2». وقال «ابن المنادي»: «كان الأوّلون يعدّونه في الحفظ فوق «ابن عيّاش» ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على «عاصم» وأقرأ الناس دهرا طويلا» «3». قال ابن الجزري: وحمزة عنه سليم وخلف ... منه وخلّاد كلاهما اغترف المعنى: أشار «ابن الجزري» رحمه الله تعالى إلى الإمام السادس: «حمزة» وراوييه: «خلف وخلّاد»: فحمزة ت 156 هـ «4». هو: حمزة بن حبيب بن عمارة، الزيّات، ويكنى أبا عمارة. ذكره «الإمام الذهبي» ضمن علماء الطبقة الرابعة من حفاظ القرآن «5». ولد «حمزة» سنة 80 هـ ثمانين، وتوفي في خلافة «أبي جعفر المنصور» سنة 156 هـ ستّ وخمسين ومائة. قال «ابن الجزري»: «كان «حمزة» إمام الناس في القراءة بالكوفة بعد «عاصم» و «الأعمش» وكان ثقة كبيرا حجّة، رضيّا، قيّما بكتاب الله، مجوّدا، عارفا بالفرائض، والعربيّة، حافظا للحديث، ورعا، عابدا، خاشعا، متنسكا، زاهدا، قانتا لله تعالى، لم يكن له نظير.
شيوخ"حمزة"
ثم يقول «ابن الجزري»: «وكان «حمزة» يجلب الزيت من «العراق» إلى «حلوان» ويجلب الجبن، والجوز منها إلى الكوفة» «1». قال «حمزة» عن نفسه: «ما قرأت حرفا من كتاب الله تعالى إلّا بأثر» اهـ «2». وكان «الأعمش» إذا رآه يقول: «هذا حبر القرآن» «3». شيوخ «حمزة»: قال «ابن الجزري»: قرأ «حمزة» على كلّ من: 1 - أبي حمزة حمران بن أعين ت 129 هـ. 2 - أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ت 132 هـ. 3 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ت 148 هـ. 4 - أبي محمد طلحة بن مصرّف بن عمرو بن كعب ت 112 هـ. 5 - أبي عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين. وقرأ «أبو محمد طلحة بن مصرّف» شيخ «حمزة» على: 1 - أبي محمد يحيى بن وثّاب ت 103 هـ. وقرأ «أبو محمد يحيى بن وثّاب» على كلّ من: 1 - أبي شبل علقمة بن قيس ت 62 هـ. 2 - الأسود بن يزيد بن قيس ت 62 هـ. 3 - زرّ بن حبيش ت 82 هـ. 4 - زيد بن وهب الكوفي ت 82 هـ.
5 - عبيدة بن عمرو السلماني. 6 - عبيد بن نضيلة ت 75 هـ. وقرأ «عبيد بن نضيلة» على: علقمة بن قيس بن مالك الصحابي ت 62 هـ. وقرأ «أبو حمزة حمران بن أعين» شيخ حمزة على: «محمد الباقر». وقرأ «أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي» شيخ «حمزة» على كلّ من: 1 - أبي عبد الرحمن السلمي ت 73 هـ. 2 - زرّ بن حبيش بن أبي مريم ت 82 هـ. 3 - عاصم بن ضمرة. 4 - الحارث بن عبد الله الهمذاني. وقرأ كلّ من: «عاصم بن ضمرة، والحارث بن عبد الله الهمذاني» على: 1 - علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقرأ كلّ من «علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد بن قيس، وعاصم بن ضمرة، والحارث بن عبد الله الهمذاني على: 1 - عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وقرأ كل من: «على بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود» على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «1». من هذا يتبيّن أن قراءة «حمزة» الكوفي، متواترة، وصحيحة، ومتصلة السند بالنبي صلّى الله عليه وسلّم.
الراوي الأول عن"الإمام حمزة""خلف" ت 229 هـ.
الرّاوي الأول عن «الإمام حمزة» «خلف» ت 229 هـ «1». هو: خلف بن هشام البزّار، ويكنى أبا محمد. كان «خلف البزّار» من المبكّرين في حفظ «القرآن» فقد حفظه وهو ابن عشر سنين، وانقطع لطلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة «2». قال «الحسين بن فهم»: «ما رأيت أنبل من «خلف بن هشام» كان يبدأ بأهل القرآن، ثم يأذن للمحدثين، وثقه «ابن معين، والنسائي». وقال «الدارقطني»: كان عابدا فاضلا. ولد «خلف» سنة 150 هـ خمسين ومائة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة 229 هـ تسع وعشرين ومائتين. الرّاوي الثاني عن «الإمام حمزة» «خلّاد» ت 220 هـ «3». هو: خلّاد بن خالد، ويقال: ابن خليد الصيرفي. ذكره الذهبي ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن «4». قال «ابن الجزري»: «كان «خالد» إماما في القراءة، ثقة، عارفا، محقّقا، مجوّدا، أستاذا، ضابطا، متقنا» اهـ «5». توفي بالكوفة سنة 220 هـ عشرين ومائتين «6». قال ابن الجزري: ثمّ الكسائيّ الفتى عليّ ... عنه أبو الحارث والدّوريّ
المعنى: أشار «ابن الجزري» رحمه الله تعالى في هذا البيت إلى «الإمام السابع» «الكسائي» وراوييه: «أبي الحارث، والدّوريّ»: فالكسائي ت 189 هـ. هو: علي بن حمزة النحوي، ويكنى أبا الحسن، وقيل له الكسائي «1» من أجل أنه أحرم في كساء. ذكره «الإمام الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة، وقال: «انتهت إلى «الكسائي» الإمامة في القراءة بعد وفاة شيخه «حمزة وكذا في العربية» اهـ «2». قال «ابن معين»: «ما رأيت بعيني هاتين أصدق لهجة من الكسائي» «3». وقال «الإمام ابن الجزري»: «كان الكسائي إمام الناس في القراءة في زمانه، وأعلمهم بالقراءة» «4». وقال «أبو بكر بن الأنباري» ت 328 هـ: «اجتمعت في الكسائي أمور: كان أعلم الناس بالنحو، وأوحدهم بالغريب، وكان أوحد الناس في القرآن، فكانوا يكثرون عليه، فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوّله إلى آخره، وهم يسمعون، ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ» اهـ «5». توفي «الكسائي» ببلدة يقال لها «رنبويه» بالريّ سنة 189 هـ تسع وثمانين ومائة. ولما توفي كلّ من: «الكسائي، ومحمد بن الحسن» صاحب «أبي حنيفة»
شيوخ الإمام الكسائي
قال «هارون الرشيد»: دفنا «النحو، والفقه» معا «بالريّ» «1». شيوخ الإمام الكسائي: «2» أخذ «الكسائي» القرآن وحروف القراءات على عدد كبير من مشاهير علماء عصره، وفي مقدمتهم: 1 - الإمام نافع المدني ت 169 هو هو الإمام الأول. 2 - الإمام حمزة بن حبيب الزيات، ت 156 هـ وهو الإمام السادس. وقد تقدّم سند كل من: «الإمام نافع، والإمام حمزة» حتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. من هذا يتبين أن قراءة «الإمام الكسائي» متواترة، وصحيحة، ومتصلة السند حتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. الرّاوي الأول عن «الإمام الكسائي» «أبو الحارث» ت 240 هـ «3». هو: اللّيث بن خالد، أبو الحارث البغدادي، ثقة، معروف، ضابط، حاذق. ذكره «الإمام الذهبي» ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن «4». قال «ابن الجزري»: كان «أبو الحارث ثقة، قيّما بالقراءة، ضابطا لها، توفي سنة 240 هـ أربعين ومائتين «5». الرّاوي الثاني عن «الإمام الكسائي» «حفص الدوريّ» ت 246 هـ.
شيوخ"الإمام أبي جعفر"
هو: أبو عمرو حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوريّ، وهو أحد رواة «الإمام الثالث أبي عمرو بن العلاء» وقد تقدمت ترجمته أثناء الحديث عن الرّاوي الأول عن «الإمام أبي عمرو ابن العلاء البصري» «1». قال ابن الجزري: ثم أبو جعفر الحبر الرّضى ... فعنه عيسى وابن جمّاز مضى المعنى: أشار «ابن الجزري» رحمه الله تعالى في هذا البيت إلى «الإمام الثامن» «أبي جعفر» وراوييه: «ابن وردان، وابن جماز»: فأبو جعفر ت 128 هـ «2». هو: يزيد بن القعقاع المخزومي، المدني، الإمام الثقة، الضابط. ذكره «الذهبي» ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن «3». قال «ابن الجزري»: «كان «أبو جعفر» تابعيّا كبير القدر، انتهت إليه رئاسة القراءة بالمدينة المنورة» «4». قال «الإمام مالك بن أنس» ت 179 هـ: «كان «أبو جعفر» رجلا صالحا». وقال «يحيى بن معين»: «كان «أبو جعفر» إمام أهل المدينة، وكان ثقة» «5» توفي «أبو جعفر» سنة 128 هـ ثمان وعشرين ومائة. شيوخ «الإمام أبي جعفر».
الراوي الأول عن"الإمام أبي جعفر""ابن وردان" ت 160 هـ.
أخذ «أبو جعفر» القراءة عن كلّ من: 1 - مولاه: «عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة ت 78 هـ. 2 - عبد الله بن عبّاس ت 68 هـ رضي الله عنه. 3 - أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي ت 57 هـ رضي الله عنه. وقرأ هؤلاء الثلاثة على: «أبيّ بن كعب الخزرجي» ت 20 هـ. وقرأ «أبي بن كعب» على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «1». من هذا يتبين أن قراءة «أبي جعفر» متواترة، ومتصلة السند بالنبي صلّى الله عليه وسلّم. الرّاوي الأول عن «الإمام أبي جعفر» «ابن وردان» ت 160 هـ. هو: أبو الحارث عيسى بن وردان المدني، من علماء الطبقة الرابعة «2». قال «ابن الجزري»: كان «ابن وردان مقرئا، رأسا في القرآن، ضابطا محققا، من قدماء أصحاب «نافع» ومن أصحابه في القراءة على «أبي جعفر» «3». توفي «ابن وردان سنة 160 هـ ستين ومائة. الرّاوي الثاني عن «الإمام أبي جعفر» «ابن جمّاز» ت 170 هـ. هو: أبو الربيع سليمان بن جماز المدني «4». قال «ابن الجزري»: كان «ابن جمّاز» مقرئا، جليلا، ضابطا، نبيلا، مقصودا في قراءة «أبي جعفر، ونافع» «5». توفي «ابن جمّاز» سنة 170 هـ سبعين ومائة.
قال ابن الجزري: تاسعهم يعقوب وهو الحضرمي ... له رويس ثمّ روح ينتمي المعنى: أشار «ابن الجزري» رحمه الله تعالى في هذا البيت إلى الإمام التاسع «يعقوب الحضرمي» وراوييه: «رويس، وروح»: فيعقوب ت 205 هـ «1». هو: أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي، البصري، من علماء الطبقة الخامسة «2». قال «ابن الجزري»: كان «يعقوب» إماما كبيرا، ثقة، عالما، صالحا، دينا، انتهت إليه رئاسة القراءة بعد «أبي عمرو بن العلاء» وكان إمام جامع البصرة سنين» «3». وقال «أبو حاتم السجستاني»: «سهل بن محمد بن عثمان» ت 255 هـ: كان «يعقوب» أعلم من رأيت بالحروف، والاختلاف في القراءات، وعلله ومذاهبه، ومذاهب النحو، وأروى الناس لحروف القرآن، وحديث الفقهاء» «4». وقال «علي بن جعفر السعدي»: «كان «يعقوب» أقرأ أهل زمانه، وكان لا يلحن في كلامه» «5». وقال «أبو القاسم الهذلي»: «لم ير في زمن يعقوب مثله» «6».
شيوخ"الإمام يعقوب"
توفي يعقوب في ذي الحجة سنة 205 هـ خمس ومائتين. شيوخ «الإمام يعقوب» أخذ «يعقوب» القراءة، وحروف القرآن على خيرة العلماء وفي مقدمتهم: 1 - أبو المنذر سلام بن سليمان المزني ت 171 هـ. 2 - شهاب بن شرنفة ت 162 هـ. 3 - أبو يحيى مهدي بن ميمون ت 171 هـ. 4 - أبو الأشهب جعفر بن حيّان العطاردي ت 165 هـ. وقرأ «أبو المنذر سلّام بن سليمان المزني» شيخ «يعقوب» على كل من: 1 - عاصم الكوفي، وهو الإمام الخامس. 2 - أبي عمرو بن العلاء، وهو الإمام الثالث. وقد تقدم سند كل من «الإمام عاصم، والإمام أبي عمرو بن العلاء» حتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. من هذا يتبين أن قراءة «يعقوب» متواترة، ومتصلة السند حتى رسول الله عليه الصلاة والسلام. الرّاوي الأوّل عن «الإمام يعقوب» «رويس» ت 238 هـ «1». هو: أبو عبد الله محمد بن المتوكّل اللؤلئي البصري، ورويس لقب له، ذكره «الذهبي» ضمن علماء الطبقة السادسة «2». قال «ابن الجزري»: كان «رويس إماما في القراءة، قيّما بها، ماهرا، ضابطا، مشهورا، حاذقا، وهو من أحذق أصحاب «يعقوب» اهـ» «3». توفي «رويس» بالبصرة سنة 238 هـ ثمان وثلاثين ومائتين.
الراوي الثاني عن"الإمام يعقوب""روح" ت 234 هـ.
الرّاوي الثاني عن «الإمام يعقوب» «روح» ت 234 هـ «1». هو: أبو الحسن بن عبد المؤمن البصري، النحوي، من علماء الطبقة السادسة «2». قال «ابن الجزري»: كان «روح» مقرئا، جليلا، ثقة، ضابطا، مشهورا، من أجلّ أصحاب «يعقوب» وأوثقهم» «3». توفي «روح» سنة 234 هـ أربع وثلاثين ومائتين. قال ابن الجزري: والعاشر البزّار وهو خلف ... إسحاق مع إدريس عنه يعرف المعنى: أشار «ابن الجزري»: رحمه الله تعالى في هذا البيت، إلى الإمام العاشر وهو «خلف البزّار» وراوييه: «إسحاق، وإدريس»: فخلف البزّار ت 229 هـ «4». هو: أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب البزار البغدادي «5». ولد «خلف» سنة 150 هـ خمسين ومائة، وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، وبدأ في طلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة. وكان «خلف» إماما كبيرا، عالما ثقة، زاهدا عابدا «6». توفي «خلف» في جمادى الآخرة سنة 229 هـ تسع وعشرين ومائتين. الرّاوي الأوّل عن «خلف البزّار» «إسحاق» ت 286 هـ «7».
هو: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عثمان الورّاق المروزي «1». قال «ابن الجزري»: «كان «إسحاق» ثقة، قيّما بالقراءة، ضابطا لها، منفردا برواية: اختيار «خلف» لا يعرف غيره» «2». توفي «إسحاق» سنة 286 هـ ستّ وثمانين ومائتين. الرّاوي الثاني عن «خلف البزّار» «إدريس» ت 292 هـ «3». هو: أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم البغدادي الحدّاد «4». قال «ابن الجزري»: كان «إدريس» إماما، ضابطا، متقنا، ثقة، وسئل عنه «الدّارقطنيّ» فقال: «ثقة، وفوق الثقة بدرجة» «5». توفي «إدريس» سنة 292 هـ اثنتين وتسعين ومائتين، عن ثلاث وتسعين سنة. وبهذا ينتهي- ولله الحمد- الكلام عن: الأئمة العشرة، ورواتهم العشرين، وسلسلة أسانيدهم حتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. (والله أعلم)
"الطرق الثمانون"
«الطّرق الثمانون» «1» قال ابن الجزري: وهذه الرّواة عنهم طرق ... أصحّها في نشرنا محقّق باثنين في اثنين وإلّا أربع ... فهي زها ألف طريق تجمع المعنى: مما سبق عرفنا أن «ابن الجزري» رحمه الله تعالى، ذكر عن كلّ إمام من الأئمة العشرة راويين، وبذلك أصبح العدد الإجمالي للرواة عشرين راويا، إلّا أن «الدّوريّ» روى عن كل من: 1 - «أبي عمرو بن العلاء البصري». 2 - «علي بن حمزة الكسائي الكوفي». من هذا يتبيّن أن العدد الإجماليّ للرواة من حيث «الذّات» تسعة عشر راويا. ومن حيث الرواية عشرون راويا. وقد أشار المؤلف رحمه الله تعالى بهذين البيتين إلى أن هؤلاء الرواة العشرين وردت عنهم طرق. وقد اختار المؤلف في كتابه: «النّشر في القراءات العشر» عن كلّ راو من هؤلاء الرواة العشرين «طريقين»، وعن كل طريق «طريقين» فيكون عن كل راو من العشرين أربع طرق.
وحيث لم يتأتّ له ذلك من راوية «خلف، وخلّاد» عن «حمزة» جعل عن «خلف» أربع طرق عن «إدريس» عنه. وعن «خلّاد» بنفسه أربع طرق. وفي رواية «رويس» عن «التّمّار» عنه أربع طرق. وفي رواية «إدريس» أربع طرق عن نفسه، ليتمّ عن كل راو أربع طرق. وحينئذ يكون عن الرواة العشرين ثمانون طريقا. والطريق لغة: السبيل، والمذهب. واصطلاحا هي الرواية عن الرواة عن أئمّة القرآن، وإن سفلوا. فتقول مثلا: هذه قراءة «نافع» من رواية «قالون» من طريق «أبي نشيط»، من طريق «ابن بويان» من طريق «الفرضي». ولا يقال: هذه رواية «نافع» كما لا يقال: قراءة «قالون» ولا طريق «قالون». كما لا يقال: رواة «أبي نشيط»: فما كان عن أحد الأئمة العشرة، أو من هو مثلهم، يقال: قراءة. وما كان عن أحد رواتهم، يقال: رواية. وما كان عمّن بعدهم وهلمّ جرّا يقال: طريق. وقول «ابن الجزري» رحمه الله تعالى: فهي زها ألف طريق تجمع. معنى ذلك أن هذه الطرق الثمانين تتشعب فيما بعد فتبلغ عدّة الطرق قريبا من ألف طريق، كلها مذكورة في كتاب «النشر في القراءات العشر». ومن أعظم فوائد معرفة الطرق، تحقيق الخلاف، وعدم التّخليط، والتركيب بما لم يقرأ به. وهذا بيان الطرق الثمانين بإيجاز:
فقالون الراوي الأوّل ت 220 هـ نقلت روايته عن «نافع» من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي نشيط» ت 258 هـ ثمان وخمسين ومائتين. 2 - طريق «الحلواني» ت 250 هـ خمسين ومائتين. وأبو نشيط من طريقين وهما: 1 - «ابن بويان» ت 344 هـ أربع وأربعين وثلاثمائة. 2 - «القزّاز» ت قبل الأربعين وثلاثمائة. والحلواني من طريقين وهما: 1 - «ابن مهران» ت 289 هـ تسع وثمانين ومائتين. 2 - «جعفر بن محمد» ت في حدود تسعين ومائتين. وورش الراوي الثاني ت 197 هـ نقلت روايته عن «نافع» من طريقين: 1 - «الأزرق» ت في حدود أربعين ومائتين. 2 - «الأصبهاني» ت 296 هـ ست وتسعين ومائتين. والأزرق من طريقين وهما: 1 - إسماعيل النحّاس ت سنة بضع وثمانين ومائتين. 2 - ابن سيف ت 307 هـ سبع وثلاثمائة. والأصبهاني من طريقين وهما: 1 - ابن جعفر هبة الله ت قبيل الخمسين وثلاثمائة. 2 - المطوّعي ت 371 هـ إحدى وسبعين وثلاثمائة. والبزّي الراوي الثالث ت 170 هـ نقلت روايته عن «ابن كثير» من طريقين: 1 - طريق أبي ربيعة ت 294 هـ أربع وتسعين ومائتين. 2 - طريق ابن الحباب ت 301 هـ إحدى وثلاثمائة.
وأبو ربيعة من طريقين وهما: 1 - طريق «ابن بنان» بضمّ الباء الموحدة ت 374 هـ أربع وسبعين وثلاثمائة. 2 - طريق «النقّاش» ت 351 هـ إحدى وخمسين وثلاثمائة. وابن الحباب من طريقين وهما: 1 - طريق «أحمد بن صالح» ت بعد الخمسين وثلاثمائة. 2 - طريق «عبد الواحد البغدادي» ت 349 هـ تسع وأربعين وثلاثمائة. وقنبل الراوي الرابع ت 291 هـ نقلت روايته عن «ابن كثير» من طريقين: 1 - طريق «ابن مجاهد» البغدادي ت 324 هـ أربع وعشرين وثلاثمائة. 2 - طريق «ابن شنبوذ» ت 328 هـ ثمان وعشرين وثلاثمائة. وابن مجاهد من طريقين وهما: 1 - طريق «صالح بن محمد بن المبارك» ت في حدود الثمانين وثلاثمائة. 2 - طريق «أبي أحمد عبد الله بن الحسين السامري» ت 386 هـ ستّ وثمانين وثلاثمائة. وابن شنبوذ من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي الفرج القاضي» ت 390 هـ تسعين وثلاثمائة. 2 - طريق «أبي الفرج محمد بن أحمد الشّطوي» ت 388 هـ ثمان وثمانين وثلاثمائة. والدّوري الراوي الخامس ت 246 هـ نقلت روايته عن «أبي عمرو» من طريقين: 1 - طريق «أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس الدقاق» ت سنة بضع وثمانين ومائتين. 2 - طريق «أحمد بن فرح» بالحاء المهملة ت 303 هـ ثلاث وثلاثمائة.
وأبو الزّعراء من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي العبّاس محمد بن يعقوب» المعروف بالمعدّل ت بعد العشرين وثلاثمائة. 2 - طريق «ابن مجاهد» البغدادي ت 324 هـ أربع وعشرين وثلاثمائة. وابن فرح من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي العباس الحسن بن سعيد المطّوّعي» ت 371 هـ إحدى وسبعين وثلاثمائة. 2 - طريق «أبي القاسم زيد بن علي بن أبي بلال» ت 358 هـ ثمان وخمسين وثلاثمائة. السوسيّ الراوي السادس ت 261 هـ نقلت روايته عن «أبي عمرو» من طريقين: 1 - طريق «أبي عمران موسى بن جرير» ت 316 هـ ست عشرة وثلاثمائة. 2 - طريق «أبي عيسى بن موسى بن جمهور» ت في حدود الثلاثمائة. وابن جرير من طريقين وهما: 1 - طريق «عبد الله بن الحسين السامريّ» ت 386 هـ ست وثمانين وثلاثمائة. 2 - طريق «أبي علي الحسين بن حبش» ت 373 هـ ثلاث وسبعين وثلاثمائة. وابن جمهور من طريقين وهما: 1 - طريق «أحمد بن نصر الشذائي» ت 370 هـ سبعين وثلاثمائة. 2 - طريق محمد بن أحمد بن إبراهيم الشنبوذيّ» ت 388 هـ ثمان وثمانين وثلاثمائة. هشام الراوي السابع ت 245 هـ نقلت روايته عن «ابن عامر» من طريقين: 1 - طريق «أحمد بن يزيد الحلواني» ت 250 هـ خمسين ومائتين.
2 - طريق «أبي بكر محمد الدّاجوني» ت 324 هـ أربع وعشرين وثلاثمائة. والحلواني من طريقين وهما: 1 - طريق «محمد بن أحمد الخزرجي» ت بعد الثلاثمائة. 2 - طريق «أبي عبد الله الحسين» المعروف بالجمّال ت في حدود الثلاثمائة. والدّاجوني من طريقين وهما: 1 - طريق «زيد بن علي بن أبي بلال» ت 358 هـ ثمان وخمسين وثلاثمائة. 2 - طريق «أحمد بن نصر الشّذائي» ت 370 هـ سبعين وثلاثمائة. ابن ذكوان الراوي الثامن ت 242 هـ نقلت روايته عن «ابن عامر» من طريقين: 1 - طريق «الأخفش» ت 292 هـ اثنتين وتسعين ومائتين. 2 - طريق «الصّوري» ت 307 هـ سبع وثلاثمائة. والأخفش من طريقين وهما: 1 - طريق «النقّاش» ت 351 هـ إحدى وخمسين وثلاثمائة. 2 - طريق «ابن الأخرم» ت 341 هـ إحدى وأربعين وثلاثمائة. والصّوري من طريقين وهما: 1 - طريق «الرّملي»، وهو: «أبو بكر الدّاجوني» ت 324 هـ أربع وعشرين وثلاثمائة. 2 - طريق «المطوّعي» ت 371 هـ إحدى وسبعين وثلاثمائة. شعبة الراوي التاسع ت 95 هـ نقلت روايته عن «عاصم» من طريقين: 1 - طريق «يحيى بن آدم» ت 203 هـ ثلاث ومائتين. 2 - طريق «يحيى العليمي» ت 243 هـ ثلاث وأربعين ومائتين. ويحيى بن آدم من طريقين وهما:
1 - طريق «أبي حمدون» ت في حدود أربعين ومائتين. 2 - طريق «شعيب بن أبي أيوب» ت 261 هـ إحدى وستين ومائتين. ويحيى العليمي من طريقين وهما: 1 - طريق «الرزّاز أبو عمرو عثمان بن أحمد» ت في حدود ستين وثلاثمائة. 2 - طريق «ابن خليع» وهو أبو الحسن علي بن محمد ت 356 هـ ست وخمسين وثلاثمائة. وذلك بوسطاة «أبي بكر الواسطي» ت 323 هـ ثلاث وعشرين وثلاثمائة. «حفض» الراوي العاشر ت 180 هـ نقلت روايته عن «عاصم» من طريقين: 1 - طريق «عبيد بن الصباح» ت 335 هـ خمس وثلاثين وثلاثمائة. 2 - طريق «عمرو بن الصباح» ت 221 هـ إحدى وعشرين ومائتين. وعبيد بن الصباح من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم» ت 349 هـ تسع وأربعين وثلاثمائة. 2 - طريق «أبي الحسن الهاشمي البصري» ت 368 هـ ثمان وستين وثلاثمائة. وعمرو بن الصباح من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي الحسن زرعان البغدادي» ت في حدود التسعين ومائتين. 2 - طريق «أبي جعفر أحمد بن حميد الفيل» ت 289 هـ تسع وثمانين ومائتين. «خلف» الراوي الحادي عشر ت 229 هـ نقلت روايته عن «حمزة» من أربع طرق: 1 - «ابن بويان» ت 344 هـ أربع وأربعين وثلاثمائة. 2 - «ابن صالح» أبو علي أحمد بن عبيد الله بن حمدان ت في حدود الأربعين وثلاثمائة.
3 - «المطوّعي» ت 371 هـ إحدى وسبعين وثلاثمائة. 4 - «ابن مقسم»، وهو: أبو بكر محمد بن الحسن ت 354 هـ أربع وخمسين وثلاثمائة. أربعتهم عن «إدريس» عن «خلف». «خلّاد» الراوي الثاني عشر ت 220 هـ نقلت روايته عن «حمزة» من أربع طرق: 1 - أبي محمد القاسم الوزّان الكوفي ت قريبا من خمسين ومائتين. 2 - أبي عبد الله محمد بن الهيثم ت 249 هـ تسع وأربعين ومائتين. 3 - أبي داود سليمان بن عبد الرحمن الطلحي ت 252 هـ اثنتين وخمسين ومائتين. 4 - أبي بكر بن شاذان البغدادي ت 186 هـ ست وثمانين ومائة. أربعتهم عن «خلّاد». أبو الحارث الراوي الثالث عشر ت 240 هـ نقلت روايته عن «الكسائي» من طريقين: 1 - طريق «محمد بن يحيى البغدادي» ت 288 هـ ثمان وثمانين ومائتين. 2 - طريق «سلمة بن عاصم البغدادي» ت 270 هـ سبعين ومائتين. وابن يحيى من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي إسحاق إبراهيم بن زياد القنطري» ت 310 هـ عشر وثلاثمائة. 2 - طريق «أبي الحسن أحمد بن الحسن البطّي» ت بعد الثلاثمائة. وسلمة بن عاصم من طريقين وهما: 1 - طريق «أحمد بن يحيى ثعلب» ت 291 هـ إحدى وتسعين ومائتين. 2 - طريق «أبي الفرج محمد بن الفرج الغساني» ت قبيل الثلاثمائة. «الدّوري» الراوي الرابع عشر ت 246 هـ نقلت روايته عن الكسائي من طريقين وهما:
1 - طريق «جعفر النصيبي» ت 307 هـ سبع وثلاثمائة. 2 - طريق «أبي عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير» ت 310 هـ عشر وثلاثمائة. وجعفر النصيبي من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي بكر محمد بن علي بن الحسن بن الجلندا»، المتوفى سنة بضع وأربعين وثلاثمائة. 2 - طريق «أبي عمر عبد الله بن أحمد بن ديزويه» المتوفى بعد الثلاثين وثلاثمائة. وأبو عثمان الضرير من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم» ت 349 هـ تسع وأربعين وثلاثمائة. 2 - طريق «أحمد بن نصر الشذائي» ت 370 هـ سبعين وثلاثمائة. «ابن وردان» الراوي الخامس عشر ت 160 هـ نقلت روايته عن «أبي جعفر» من طريقين وهما: 1 - طريق «الفضل بن شاذان» ت 290 هـ تسعين ومائتين. 2 - طريق «هبة الله بن جعفر البغدادي» ت في حدود خمسين وثلاثمائة. والفضل بن شاذان من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي بكر أحمد بن محمد بن شبيب» ت 312 هـ اثنتي عشرة وثلاثمائة. 2 - طريق «أبي بكر محمد بن أحمد بن هارون» المتوفى سنة بضع وثلاثين وثلاثمائة ببغداد. وهبة الله من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي الحسن علي بن أحمد الحمامي» ت 417 هـ سبع عشرة وأربعمائة. 2 - طريق «أبي عبد الله محمد بن أحمد الحنبلي» ت بعد التسعين وثلاثمائة.
«ابن جمّاز» الراوي السادس عشر ت 170 هـ نقلت روايته عن «أبي جعفر» من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي أيوب الهاشمي» ت 219 هـ تسع عشرة ومائتين. 2 - طريق «الحافظ الدّوري» ت 246 هـ ست وأربعين ومائتين. والهاشمي من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي عبد الله محمد بن رزين» ت 253 هـ ثلاث وخمسين ومائتين. 2 - طريق «أبي عبد الله الحسين بن علي الأزرق» ت 307 هـ سبع وثلاثمائة، المتقدم ضمن طرق «ورش». والحافظ الدّوري ت 246 هـ من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي عبد الله جعفر بن عبد الله بن نهشل» ت 314 هـ أربع عشرة وثلاثمائة. 2 - طريق «ابن النفّاح» بالحاء المهملة ت 314 هـ أربع عشرة وثلاثمائة. «رويس» الراوي السابع عشر ت 238 هـ نقلت روايته عن «يعقوب» من أربع طرق وهي: 1 - طريق «ابن مقسم» ت 380 هـ ثمانين وثلاثمائة، وقد تقدّم ضمن طرق «خلف» عن «حمزة». 2 - طريق «أبي الطيب محمد بن أحمد البغدادي» ت سنة بضع وخمسين وثلاثمائة. 3 - طريق «أبي القاسم عبد الله بن الحسن النّخاس» بالخاء المعجمة- المتوفى 368 هـ ثمان وستين وثلاثمائة. 4 - طريق «أبي الحسن علي بن عثمان الجوهري» المتوفى في حدود الأربعين وثلاثمائة. وأربعتهم عن «أبي بكر محمد بن هارون التمّار» المتوفى بعد عشرة، وثلاثمائة.
«روح» الراوي الثامن عشر ت 224 هـ نقلت روايته عن «يعقوب» من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي بكر محمد بن وهب» ت في حدود سبعين ومائتين. 2 - طريق «أبي عبد الله الزبيري» المتوفى سنة بضع وثلاثمائة. وابن وهب من طريقين وهما: 1 - طريق «حمزة بن علي البصري» المتوفى قبيل العشرين وثلاثمائة. 2 - طريق «المعدّل» وهو: «أبو العباس محمد بن يعقوب» المتوفى بعد العشرين وثلاثمائة. والزّبيري من طريقين وهما: 1 - طريق «أبي الحسن علي بن عثمان بن حبشان الجوهري» ت 340 هـ أربعين وثلاثمائة، وهو المتقدّم ضمن طرق «رويس». 2 - طريق «ابن شنبوذ» ت 328 هـ وقد تقدّم ضمن طرق «قنبل». «إسحاق» الراوي التاسع عشر ت 286 هـ نقلت روايته عن «خلف البزّار» من الطرق الآتية: 1 - طريق نجله «محمد بن إسحاق» المتوفى بعد التسعين ومائتين، وأبي الحسن ابن عثمان النجار المعروف بالبرصاطي، المتوفى في حدود الستين وثلاثمائة. 2 - والطريق الثاني عن «إسحاق» ت 286 هـ طريق «أبي الحسن محمد بن عبد الله» المعروف بابن أبي عمر، وقد أخذ عن «ابن أبي عمر» «أبو الحسن أحمد بن عبد الله السوسنجردي» المتوفى 402 هـ اثنتين وأربعمائة. و «بكر بن شاذان بن عبد الله البغدادي» ت 405 هـ خمس وأربعمائة. «إدريس» الراوي العشرون ت 292 هـ نقلت روايته عن «خلف البزّار» من أربع طرق وهي: 1 - طريق «أبي إسحاق إبراهيم بن الحسين المعروف بالشّطّي» المتوفى في حدود السبعين وثلاثمائة.
2 - طريق «المطوّعي» ت 371 هـ إحدى وسبعين وثلاثمائة، وقد تقدم ضمن طرق «الأصبهاني» عن «ورش». 3 - طريق «أبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي» ت 368 هـ ثمان وستين وثلاثمائة. 4 - طريق «أبي الحسن أحمد بن عثمان بن جعفر بن بويان» المتوفّى سنة 344 هـ أربع وأربعين وثلاثمائة، وقد تقدم ضمن طرق «قالون». هذه الطرق الثمانون، وقد تفرّع عنها عدّة طرق بلغت تسعمائة وثمانين طريقا، وفي هذا يقول «ابن الجزري»: «واستقرّت جملة الطرق عن الأئمّة العشرة، على تسعمائة طريق، وثمانين طريقا حسبما فصّل فيما تقدم عن كلّ راو، راو، من رواتهم، وذلك بحسب تشعّب الطرق من أصحاب الكتب .... ثم يقول: وفائدة ما عيّناه، وفصّلناه من الطرق، وذكرناه من الكتب هو عدم التركيب فإنها إذا ميّزت، وبينت ارتفع ذلك والله الموفق» اهـ «1».
"نظم الطرق الثمانين"
«نظم الطرق الثمانين» وقد نظم بعض العلماء هذه الطرق الثمانين فقال: حمدت إلهي مع صلاتي مسلّما ... على المصطفى والآل والصّحب والولا وبعد فخذ طرق الرّواة لعشرهم ... كما جاء في التقريب درّا مفصّلا فقالون جا عنه أب لنشيطهم ... فعنه ابن بويان وقزّازهم ولا وثانيهما الحلوان خذ عنه جعفرا ... ونجل أبي مهران وافهم لتفضلا والأزرق عن ورش فنحّاسهم له ... كذاك ابن سيف كان عدلا مبجّلا وعن الاصبهاني نجل جعفرهم أتى ... ومطوّعي فاحفظ وكن متأمّلا وعن أحمد البزّي أب لربيعة ... له ابن بنان ثمّ نقّاشهم تلا ونجل حباب عنه نجل لصالح ... كذلك عبد الواحد الحبر نقلا وعن قنبل فابن المجاهد قد روى ... وصالحهم والسّامري منه نوّلا وقل لابن شنبوذ أتى من طريقه ... أبو الفرج القاضي مع الشّطوي كلا لدور أبو الزّعرا فعنه المعدّل ... وثان له فابن المجاهد قد خلا وثان لدور فابن فرح وعنه خذ ... لمطوّعي مع زيد الحبر تكملا وسوسيهم قد جاءه ابن جريرهم ... له ابن حسين وابن حبش تسبّلا وقل لابن جمهور الشذائي أحمد ... مع الشّنبوذي المفضّل في العلا هشام له الحلوان قد جاء راويا ... وعنه ابن عبدان وجمّالهم تلا وثانيهما الدّاجون عنه وقد أتى ... طريقا لزيد والشّذائي على الولا والاخفش عن نجل لذكوان خصّه ... بنقّاشهم ثم ابن الاخرم يعتلا لصور أتى الرّملي ومطوعيهم ... وعن شعبة يحيى بن آدم يجتلا فعنه بن حمدون ثمّ شعيبهم ... ويحيى العليمي عنه رزاز نقّلا لعمرو روى زرعان والفيل يا فتى ... وعن خلف طرق لإدريس ذي العلا
فعنه ابن عثمان يليه ابن صالح ... فمطوّعي ثمّ ابن مقسمهم علا لخلّاد الوزّان ثمّ ابن هيثم ... فطلحيّهم ثم ابن شاذان كمّلا وعن ليثهم نجل ليحيى وعن قن ... طري وبطي أذاعا عن الملا وثان عن اللّيث ابن عاصم اعلمن ... له ثعلب وابن الفرح فتقبلا ودور روى عنه النّصيبيّ جعفر ... له ابن الجلندا وابن ديزونة كلا وثان عن الدّور الضرير وعنه قد ... روى ابن أبي هاشم وأحمد يا فلا وعيسى له الفضل بن شاذان ناقل ... له ابن شبيب وابن هارون نقلا كذا هبة الله ابن جعفر هم أتى ... له الفاضل الحمّام والحنبلي كلا سليمان عنه الهاشمي وقد روى ... له ابن رزين ثمّ الأزرق وصّلا عن الحافظ الدّوري يروي ابن نهشل ... كذا ولد النّفّاح كن عنه سائلا رويس له التّمّار عنه ابن مقسم ... أبو الطيّب النخّاس والجوهري كلا وروح روى عنه ابن وهب وعنه قد ... روى حمزة البصري معدّلهم ولا وقل للزّبيري نجل حبشان جاء مع ... غلام ابن شنبوذ بنقل تنقّلا لاسحاق يروي نجله وأبو الحسن ... ألا وهو البرصاط كن متأمّلا كذلك عن إسحاق نجل أبي عمر ... له السوسنجردي وبكر روى كلا لإدريس الشّطّي ومطّوعيّهم ... كذلك القطيعي وابن بويان كمّلا «1» (تمّ النظم ولله الحمد)
"الرموز الحرفية"
«الرموز الحرفيّة» قال ابن الجزري: جعلت رمزهم على التّرتيب ... من نافع كذا إلى يعقوب أبج دهز حطّي كلم نصع فضق ... رست ثخذ ظغش على هذا النّسق المعنى: هذا شروع من المؤلف في بيان الرموز التي اصطلح عليها ليرمز بها إلى القراء في قصيدته، واستعمال الرّمز يدلّ على براعة المؤلف، فضلا عن الإيجاز، والاختصار. ومن ينعم النظر في اصطلاحات «ابن الجزري» يجده وافق فيها «الإمام الشاطبي» في منهجه الذي اتبعه في قصيدته «الشاطبية» في القراءات السبع. وقد أشار «ابن الجزري» إلى الدوافع التي جعلته يصنع ذلك. فبعد أن أتمّ الكلام على مصطلحاته الخاصة بالرموز، والأضداد قال: وكلّ ذا تبعت فيه الشّاطبي ... ليسهل استحضار كلّ طالب أيّ إنّما سلك «ابن الجزري» مسلك «الشاطبي» في الرموز والأضداد ليسهل على المشتغلين بدراسة القراءات الرجوع إلى كلّ من: «الشاطبية، والطيبة» دون أن تكون هناك مشقة، أو عناء، نظرا لوحدة الاصطلاحات في النظمين. والرموز تنقسم قسمين: رموز حرفية، ورموز كلميّة. وقد بدأ «ابن الجزري» بالحديث عن «الرموز الحرفية» فجعل لتسعة من الأئمة العشر، ورواتهم، حروفا يرمز لكل واحد منهم بحرف معين.
وقد جعل هذه الحروف في تسع كلمات، كلّ كلمة مكونة من ثلاثة أحرف، يرمز بالحرف الأول من الكلمة إلى الإمام، وبالحرفين الأخيرين للرّاويين عن الإمام. وقد رتب هذه الكلمات التسع وفقا للترتيب الذي سلكه من قبل أثناء حديثه عن الأئمة، ورواتهم. والكلمات التسع هي: أبج- دهز- حطّي- كلم- نصع- فضق- رست- ثخذ- ظغش. فالألف «لنافع» والباء «لقالون» والجيم «لورش» والدال «لابن كثير» والهاء «للبزّي» والزاي «لقنبل» والحاء «لأبي عمرو» والطاء «للدّوري» والياء «للسوسي» والكاف «لابن عامر» واللام «لهشام» والميم «لابن ذكوان» والنون «لعاصم» والصاد «لشعبة» والعين «لحفص» والفاء «لحمزة» والضاد «لخلف» والقاف «لخلاد» والراء «للكسائي» والسين «لأبي الحارث» والتاء «للدّوري» والثاء «لأبي جعفر» والخاء «لابن وردان» والذال «لابن جمّاز» والظاء «ليعقوب» والغين «لرويس» والشين «لروح». قال ابن الجزري: والواو فاصل ولا رمز يرد ... عن خلف لأنّه لم ينفرد المعنى: بلغ العدد الإجمالي للأئمة التسعة، ورواتهم سبعة وعشرين. وبناء عليه فقد رمز لهم «ابن الجزري» بسبعة وعشرين حرفا من حروف الهجاء. وحينئذ لم يبق من حروف الهجاء سوى «الواو» فجعلها «ابن الجزري» للفصل بين أحرف الخلاف بين القراء، ولو لم يجعل المؤلف «الواو» للفصل لاختلطت المسائل، وعسر التمييز في أكثرها. أمّا عند أمن اللّبس فالمؤلف قد لا يحتاج إلى «الواو» الفاصلة، مثال ذلك قوله: مالك نل ظلّا روى السراط مع ... سراط زن خلفا غلا كيف وقع
فبعد أن تكلم المؤلف عن خلاف القراء في «مالك» شرع يتكلم عن خلافهم في لفظ «السراط» ولكنه لم يفصل بين المسألتين بالواو، لأمن اللبس. أمّا عند خوف اللبس فلا بدّ من الإتيان بالواو الفاصلة، مثال ذلك قول ابن الجزري: ................ ...... ... تطوّع التّا يا وشدّد مسكنا ظبّى شفا الثّاني شفا والريح هم ... كالكهف مع جاثية توحيدهم فبعد أن تكلم المؤلف عن خلاف القراء في «تطوّع» وشرع يتكلم عن خلافهم في لفظ «الريح» أتى بالواو الفاصلة بين المسألتين، وهكذا. ومعنى قول ابن الجزري: ... ولا رمز يرد ... عن خلف لأنه لم ينفرد أي أنّ «ابن الجزري» لم يجعل للإمام العاشر وهو: «خلف البزّار» وراوييه: «إسحاق، وإدريس» رموزا حرفيّة كما فعل مع جميع القراء، وعلّة ذلك أنه لم تكن «لخلف» أو أحد راوييه قراءة خاصّة انفرد بها عن قراءة واحد من الأئمة السابقين، أو رواتهم. قال ابن الجزري: وحيث جا رمز لورش فهو ... لأزرق لدى الأصول يروى والأصبهانيّ كقالون وإن ... سمّيت ورشا فالطّريقان إذن المعنى: عرفنا مما سبق أن قراءة «ورش» نقلت من طريقين: الأول: طريق «الأزرق» هو: «أبو يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار المدني عم المصري» المتوفّى في حدود أربعين ومائتين. الثاني: طريق «الأصبهاني» هو: «أبو بكر محمد بن عبد الرحيم بن سعيد ابن يزيد بن خالد الأسدي» ت 296 هـ. كما عرفنا أن المؤلف جعل «الجيم» رمزا حرفيّا للدلالة على «ورش».
ومما هو معلوم لدى علماء القراءات أن مصنفات القراءات تنقسم قسمين: الأول: ما يسمّى بالأصول. والثاني: ما يسمّى بالفرش. وقد أخبر «ابن الجزري» في هذين البيتين بأنه تارة يرمز لورش بالجيم، وأخرى يذكر اسمه صريحا: فإذا رمز له بالجيم وكان ذلك في «الأصول» فحينئذ يكون المقصود «ورش» من طريق «الأزرق». وتكون قراءة ورش من طريق «الأصبهاني» مثل قراءة «قالون». مثال ذلك قوله في «باب المد والقصر»: إن حرف مدّ قبل همز طوّلا ... جد فد فالجيم من «جد» لورش من طريق «الأزرق». وإذا رمز له بالجيم وكان ذلك في «الفرش» فحينئذ يكون المقصود «ورش» من الطريقين: مثال ذلك قوله في سورة الحج: ..... ... لام ليقطع حرّكت بالكسر جد حزكم غنا ... ..... فالجيم من «جد» رمز لورش من الطريقين. أمّا إذا سمّى «ورشا» باسمه صريحا فإن المقصود حينئذ «ورش» من الطريقين، سواء كان ذلك في الأصول، أو الفرش. مثال ذلك قوله في «باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها: وانقل إلى الآخر غير حرف مد ... لورش إلّا ها كتابيه أسد «وبهذا ينتهي كلام المؤلف عن الرموز الحرفية» (والله أعلم).
"جدول بالرموز الحرفية ومدلولاتها"
«جدول بالرموز الحرفيّة ومدلولاتها» الرمز الحرفيّ/ مدلوله ا/ نافع ب/ قالون ج/ ورش من طريق الأزرق إذا كان ذلك في الأصول وورش من الطريقين إذا كان ذلك في الفرش د/ ابن كثير هـ-/ البزّي ز/ قنبل ح/ أبو عمرو ط/ الدّوري ي/ السوسي ك/ ابن عامر ل/ هشام م/ ابن ذكوان الرمز الحرفيّ/ مدلوله ن/ عاصم ص/ شبعة ع/ حفص ف/ حمزة ض/ خلف ق/ خلّاد ر/ الكسائي س/ أبو الحارث ت/ الدوري عن الكسائي ث/ أبو جعفر خ/ ابن وردان ذ/ ابن جماز ظ/ يعقوب غ/ رويس ش/ روح
"الرموز الكلمية"
«الرموز الكلميّة» قال ابن الجزري: فمدنيّ ثامن ونافع ... بصريّهم ثالثهم والتّاسع المعنى: هذا شروع من «ابن الجزري» رحمه الله تعالى في ذكر الرّموز الكلميّة وبيان مدلولاتها: فإذا ما قال الناظم: «المدني» فالمراد به الإمام الثامن وهو «أبو جعفر»، ونافع» والمدني نسبة إلى المدينة المنورة وذلك لأنهما كانا بها. وإذا ما قال الناظم: «البصري» فالمراد به الإمام الثالث وهو: «أبو عمرو» والإمام التاسع وهو: «يعقوب الحضرمي». و «البصريّ» نسبة إلى مدينة «البصرة» التي مصّرت زمن الخليفة الثاني: «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه، ومعناها في الأصل: الحجارة البيض الرّخوة. والنسبة إليها بكسر الباء على الفصيح، وهو مما خرج عن القياس في باب النسب. قال ابن الجزري: وخلف في الكوف والرّمز كفى ... وهم بغير عاصم لهم شفا المعنى: أفاد هذا البيت أنّ «خلف البزار» وهو الإمام العاشر داخل ضمن علماء الكوفة وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي» وإنما أدخله المؤلف ضمن العلماء الكوفيين، لأن قراءته لا تختلف عن قراءتهم، أو عن قراءة أحدهم، لأنه تتلمذ على «الإمام حمزة» الإمام الكوفي. وقد رمز «ابن الجزري» إلى علماء الكوفة الأربعة بكلمة «كفى». ورمز إلى
كل من «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» بكلمة «شفا». إذا كلمة «شفا» رمز للكوفيين عدا «الإمام عاصم». قال ابن الجزري: وهم وحفص صحب ثمّ صحبه ... مع شعبة وخلف وشعبه صفا .... ... .... المعنى: رمز المؤلف بكلمة «صحب» إلى كلّ من: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وحفص». ورمز بكلمة «صحبة» إلى كلّ من: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وشعبة». ورمز بكلمة «صفا» إلى كلّ من: «خلف العاشر، وشعبة». قال ابن الجزري: ... وحمزة وبزّار فتا ... حمزة مع عليّهم رضى أتى المعنى: رمز المؤلف بكلمة «فتا» إلى كلّ من «حمزة، وخلف البزّار» أي خلف العاشر. ورمز بكلمة «رضى» إلى كلّ من: حمزة، والكسائي». قال ابن الجزري: وخلف مع الكسائيّ روى ... وثامن مع تاسع فقل ثوى المعنى: رمز المؤلف بكلمة «روى» إلى كلّ من: «خلف العاشر، والكسائي». ورمز بكلمة «ثوى» إلى كلّ من: «الإمام الثامن وهو: أبو جعفر، والإمام التاسع وهو: يعقوب الحضرمي».
قال ابن الجزري: ومدن مدا وبصريّ حما ... والمدني والمكّ والبصري سما المعنى: رمز المؤلف بكلمة «مدا» إلى المدنيّين وهما: «نافع، وأبو جعفر». ورمز بكلمة «حما» إلى «البصريّين» وهما: «أبو عمرو، ويعقوب». ورمز بكلمة «سما» إلى كلّ من: «المدني، والمكي، والبصري» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب». قال ابن الجزري: مكّ وبصر حقّ مكّ مدني ... حرّم وعمّ شامهم والمدني المعنى: رمز المؤلف بكلمة «حقّ» لكلّ من: «ابن كثير، وأبي عمرو، ويعقوب». وبكلمة «حرم» لكلّ من: «ابن كثير، ونافع، وأبي جعفر». وبكلمة «عمّ» لكلّ من: «ابن عامر، ونافع، وأبي جعفر». قال ابن الجزري: وحبر ثالث ومكّ كنز ... كوف وشام .... المعنى: رمز المؤلف بكلمة «حبر» لكلّ من: «أبي عمرو، وابن كثير». وبكلمة «كنز» لكلّ من: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وابن عامر». وبهذا ينتهي الكلام على الرموز الكلمية.
"جدول بالرموز الكلمية ومدلولاتها"
«جدول بالرموز الكلميّة ومدلولاتها» الرمز الكلمي/ مدلوله كفى/ عاصم، حمزة، الكسائي، خلف العاشر شفا/ حمزة، الكسائي، خلف العاشر صحب/ حفص، حمزة، الكسائي، خلف العاشر صحبة/ شعبة، حمزة، الكسائي، خلف العاشر صفا/ خلف العاشر، شعبة فتى/ حمزة، خلف العاشر رضى/ حمزة، الكسائي روى/ خلف العاشر، الكسائي ثوى/ أبو جعفر، يعقوب مدّا/ نافع، أبو جعفر حما/ أبو عمرو، يعقوب سما/ نافع، ابن كثير، أبو عمرو، أبو جعفر، يعقوب حقّ/ ابن كثير، أبو عمرو، يعقوب حرّم/ ابن كثير، نافع، أبو جعفر عمّ/ ابن عامر، نافع، أبو جعفر حبر/ أبو عمرو، ابن كثير كنز/ عاصم، حمزة، الكسائي، خلف العاشر، ابن عامر
"من مصطلحات ابن الجزري"
«من مصطلحات ابن الجزري» قال ابن الجزري: ................ ... ... ............ وتجيء الرّمز قبل وبعد ........... ... ................ ....... المعنى: لما فرغ «ابن الجزري» رحمه الله تعالى من ذكر الرموز الحرفية، والكلميّة، وبيان مدلولاتها. أخذ في بيان مصطلح من مصطلحاته التي سيسير عليها في كتابه، فبيّن أنّ كلّا من الرمز الحرفي، والكلميّ يجيء بعد الكلمة المختلف فيها بين القراء، ويجيء قبلها، وهذه أمثلة لذلك: 1 - فما جاء بعد الكلمة المختلف فيها والرمز حرفيّ قوله: ... وأزال في أزل .... ... فوز وآدم انتصاب الرفع دل 2 - ومما جاء بعد الكلمة المختلف فيها والرمز كلميّ قوله: ينزل كلّا خفّ حق. 3 - ومما جاء بعد الكلمة المختلف فيها والرمز حرفيّ وكلميّ قوله: مالك نل ظلّا روى 4 - ومما جاء قبل الكلمة المختلف فيها والرمز حرفيّ قوله: وصف يمسك خف 5 - ومما جاء قبل الكلمة المختلف فيها والرمز كلميّ قوله: وعمّ يرتدد
6 - ومما جاء قبل الكلمة المختلف فيها والرمز حرفيّ، وكلميّ قوله: ودم رضا حلا الّذي يبشّر قال ابن الجزري: .... وبلفظ أعنى ... عن قيده عند اتّضاح المعنى المعنى: أفاد «ابن الجزري» في هذا البيت أنه ربما يلفظ بالقراءة في بعض المواضع من غير تقييد. وذلك حيث اتضح المعنى، وأمن اللبس، وهذه أمثلة لذلك: 1 - تارة يلفظ بإحدى القراءتين، ولا يقيّد القراءة الأخرى لشهرتها، مثال ذلك قوله: مالك نل ظلّا روى السّراط مع ... سراط زن خلفا غلا كيف وقع 2 - وتارة يلفظ بإحدى القراءتين، ويقيّد القراءة الأخرى، مثال ذلك قوله: ................ ....... ... تفجر الأولى كتقتل ظبا 3 - وتارة يلفظ بالقراءتين معا من غير تقييد لواحدة منهما، مثال ذلك قوله: وما يخادعون يخدعونا ... كنز ثوى ................ 4 - وتارة يلفظ بالقراءتين، ويقيّد بعض الأخرى، مثال ذلك قوله: وفي وطأ وطاء واكسرا ... حزكم ................ .. (والله أعلم)
"استعمال الأضداد"
«استعمال الأضداد» قال ابن الجزري: وأكتفي بضدّها عن ضدّ ... كالحذف والجزم وهمز مدّ المعنى: هذا شروع من المؤلف رحمه الله تعالى في بيان مصطلحه الذي سيسير عليه في نظمه وهو: «استعمال الأضداد»: وذلك أنه سيقيّد إحدى القراءتين بقيد معيّن، وفقا لمصطلحه الآتي بعد. فإذا كان القيد الذي سيذكره ضدّا للقيد الآخر فإنه سيكتفي بذكر أحدهما عن الآخر طلبا للاختصار. والأضداد تنقسم قسمين: الأول: يطّرد، وينعكس: بمعنى أنّ أحد الضدين إذا ذكر دلّ على ضده الآخر وينعكس، مثال ذلك: 1 - الحذف، فإنّ ضدّه الإثبات، وبالعكس، أي الإثبات ضدّه الحذف. 2 - الهمز، فإن ضدّه عدم الهمز، وبالعكس، أي عدم الهمز ضدّه الهمز. 3 - المدّ، ضدّه القصر، وبالعكس، أي القصر ضدّه المدّ. 4 - النقل، ضدّه عدم النقل، وبالعكس، أي عدم النقل ضدّه النقل. 5 - الغيب، ضدّه الخطاب، وبالعكس، أي الخطاب ضدّه الغيب. وهكذا، وسيأتي بيان ذلك مفصّلا فيما بعد بإذن الله تعالى.
القسم الثاني: أضداد تطّرد، ولا تنعكس: بمعنى أنّ أحد الضدّين إذا ذكر دلّ على ضدّه الآخر، ولا عكس، مثال ذلك: 1 - الجزم، ضدّه الرفع، ولكنه لا ينعكس، لأن «الرفع» ضدّه «النصب». 2 - الضمّ، ضدّه الفتح، ولا عكس، لأن «الفتح» ضدّه «الكسر». أمّا إذا كان «القيد» الذي سيذكره المؤلف ليس ضدّا للآخر، فإن المؤلف سينصّ على الكيفية التي تقرأ بها القراءة الثانية، وهذا النوع قليل، مثال ذلك قوله: ..... ... وآدم انتصاب الرّفع دلّ وكلمات رفع كسر درهم ... .... المعنى: المرموز له بالدال من «دل» والدال من «درهم» وهو: «ابن كثير» يقرأ قوله تعالى: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ (سورة البقرة الآية 37) بنصب ميم آدم، ورفع تاء كلمات. ولما كانت قراءة الباقين لا تؤخذ من الضدّ نصّ عليها، فبيّن أنهم يقرءون برفع ميم «آدم» ونصب تاء «كلمات» بالكسر. قال ابن الجزري: ومطلق التحريك فهو فتح ... وهو للاسكان كذاك الفتح للكسر والنّصب لخفض إخوة ... .... المعنى: هذا شروع من الناظم رحمه الله تعالى في بيان الأضداد، فأفاد: أنه إذا أطلق التحريك كان المراد به «الفتح» فقط دون «الضمّ، أو الكسر» مثال ذلك قوله في سورة الإسراء: وكسفا حرّكن عمّ نفس ... ....
أي أن المرموز لهم ب «عمّ» والنون من «نفس» وهم: «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، وعاصم» يقرءون «كسفا» من قوله تعالى: أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً (سورة الإسراء الآية 92) بفتح السين، فتعين للباقين القراءة بإسكان السين، من ضدّ التحريك. أمّا إذا قيّد الناظم التحريك فإنه ينصرف إلى ما قيّد به، مثال ذلك قوله في سورة ص: وقبل ضمّا نصب ثب ضمّ اسكنا ... لا الحضرمي .... أن المرموز له بالثاء من «ثب» وهو: «أبو جعفر» قرأ «بنصب» من قوله تعالى: أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ (سورة ص الآية 41) بضمّ النون، والصاد. وأنّ المصرّح باسمه وهو: «يعقوب الحضرمي» «بنصب» بفتح النون، والصاد. فتعين للباقين القراءة «بنصب» أي بضم النون، وإسكان الصاد. ويكون ضدّ التحريك سواء كان مطلقا، أو مقيّدا «الإسكان»، والإسكان يكون ضدّه «التحريك المطلق» وهو: «الفتح». والفتح، ضدّه «الكسر» و «الكسر» ضده «الفتح». إذا فهما ضدّان مضطردان، ومنعكسان. والنّصب ضدّه «الخفض» و «الخفض» ضدّه «النصب» إذا فهما ضدّان مضطردان، ومنعكسان. قال ابن الجزري: ..... ... كالنّون لليا ولضمّ فتحة المعنى: النون، والياء، ضدّان، مضطردان، ومنعكسان، مثال ذلك قوله في سورة «التغابن»:
يجمعكم نون ظبّا ... ... .... أيّ أن المرموز له بالظاء من «ظبا» وهو: «يعقوب» يقرأ «يجمعكم» من قوله تعالى: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ. (سورة التغابن الآية 9) بالنون، فتعين للباقين القراءة بالياء. من ضدّ النون. وقوله في سورة «النساء»: ويا سيؤتيهم فتى .... ... .... أي أن مدلول «فتى» وهما: «حمزة، وخلف العاشر» قرآ «سنؤتيهم» من قوله تعالى: سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً (سورة النساء الآية 162) بالياء التحتية، فتعين للباقين القراءة بالنون، من ضدّ الياء. ثم بيّن الناظم رحمه الله تعالى أن «الضمّ» ضدّه «الفتح» مثال ذلك قوله في سورة البقرة: ضمّ يخافا فز ثوى ... .... أي أن المرموز له بالفاء من «فز» ومدلول «ثوى» وهم: «حمزة، وأبو جعفر، ويعقوب «يقرءون» «يخافا» من قوله تعالى: إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ (سورة البقرة الآية 229) بضم الياء، على البناء للمفعول. فتعين للباقين القراءة بفتح الياء، من ضدّ الضمّ. إلّا أن الفتح لا ينعكس مع الضمّ لأنّ ضدّ الفتح الكسر. إذا فالضم والفتح ضدّان مضطردان غير منعكسين. والفتح، والكسر ضدّان مضطردان منعكسان. قال ابن الجزري: كالرّفع للنّصب اطردن وأطلقا ... رفعا وتذكيرا وغيبا حقّقا المعنى: الرّفع ضدّه «النصب» مثال ذلك قوله في سورة البقرة: ................ ........ ... يقول ارفع ألا ................
أي أن المرموز له بالألف من «ألا» وهو: «نافع» «يقول» من قوله تعالى: وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ (سورة البقرة الآية 214) برفع اللام، فتعيّن للباقين القراءة بنصب العين، من ضدّ «الرفع» إلّا أن «النصب» لا ينعكس مع «الرفع»، لأن ضدّ «النصب» الخفض. إذا فالرفع، والنصب ضدّان مضطردان غير منعكسين. والتذكير ضدّه التأنيث، وبالعكس، أي التأنيث ضدّه التذكير. والغيبة ضدّها الخطاب، وبالعكس، أي الخطاب ضدّه الغيبة. ومعنى قوله: وأطلقا رفعا وتذكيرا وغيبا حقّقا: أي أنه ذكر هذه الأحوال الثلاثة وهي: الرفع، والتذكير، والغيبة، مطلقة، ويريد بها التقييد: أي يعلم من إطلاقه لها أنها المرادة لا أضدادها، وقد اجتمع الثلاثة في قوله في سورة الأعراف: خالصة إذ يعلموا الرابع صف ... يفتح في روى .... قال ابن الجزري: وكلّ ذا تبعت فيه الشّاطبي ... ليسهل استحضار كلّ طالب المعنى: بعد أنّ أتمّ «ابن الجزري» الحديث عن مصطلحاته: «الرموز الحرفيّة، والكلميّة، والأضداد» قرّر في هذا البيت حقيقة واقعة وهي: أنه تبع في هذه المصطلحات «الإمام الشاطبي» رحمه الله تعالى المتوفى بالقاهرة في ثامن عشر جمادى الآخرة سنة 590 هـ تسعين وخمسمائة من الهجرة وذلك في منظومته: «الشاطبية في القراءات السبع». وهذا عرفان من «ابن الجزري» بفضل السبق «للشاطبي» رحمهما الله تعالى. ثم ذكر السبب الذي جعله يقتفي أثر «الإمام الشاطبي» في هذه
المصطلحات، فقال: «ليسهل استحضار كلّ طالب» أي ليسهل على من درس «الشاطبية» دراسة «الطيبة» وبالعكس، وهذه غاية نبيلة، وهدف جليل. وبهذا ينتهي الكلام على الأضداد. (والله أعلم)
"ابن الجزري يشيد بمكانة"ألفيته":"الطيبة""
«ابن الجزريّ يشيد بمكانة «ألفيّته»: «الطّيّبة»» قال ابن الجزري: وهذه أرجوزة وجيزه ... جمعت فيها طرقا عزيزه المعنى: أشار المؤلف رحمه الله تعالى في هذا البيت إلى أنّ «ألفيّته» «الطيّبة» نظمها من بحر «الرّجز»، وسمّي بذلك لتقارب أجزائه، وقلّة حروفه. قال «ابن سيده أبو الحسن علي بن إسماعيل» ت 458 هـ: «الرجز: شعر ابتداء أجزائه: سببان، ثمّ «وتد» وهو وزن يسهل في السمع، ويقع في النّفس» اهـ «1» وأصل وزن بحر «الرّجز: مستفعل» ستّ مرات. ويأتي من «الرّجز»: المجزوء، والمشطور، والمنهوك. فالمجزوء: ما حذف منه ثلث البيت. والمشطور: ما حذف نصف بيته، وبقي شطر منه يقفّى ويوقف عليه. والمنهوك: ما حذف ثلثاه. ثم أشاد «ابن الجزري» بمكانة أرجوزته، حيث ضمنها طرقا، وروايات كثيرة، وهي مع قلّة أبياتها بالنسبة لغيرها كثيرة الدلالات، عظيمة القدر، وسيأتي لذلك المزيد. قال ابن الجزري: ولا أقول إنها قد فضلت ... حرز الأماني بل به قد كملت
المعنى: بعد أن أشاد «ابن الجزريّ» بمكانة «ألفيّته» «الطيّبة» قرّر بأن منظومته مع علوّ شأنها، إلّا أنها مع ذلك لم تفضل منظومة «الإمام الشاطبي»: «حرز الأماني ووجه التهاني» وذلك لأن «الشاطبي» له فضل السبق. وموقف «ابن الجزري» هذا النبيل يذكرني بموقف «ابن مالك» ت 672 هـ حيث قال في مقدمة «ألفيته»: وتقتضي رضا بغير سخط ... فائقة ألفيّة ابن معطي وهو بسبق حائز تفضيلا ... مستوجب ثنائي الجميلا والله يقضي بهبات وافره ... لي وله في درجات الآخرة هذا هو شأن العلماء الصالحين، أسأل الله أن يجعلني منهم إنه سميع مجيب. قال ابن الجزري: حوت لما فيه مع التّيسير ... وضعف ضعفه سوى التّحرير المعنى: من أسباب إشادة «ابن الجزري» بمكانة ألفيّته: «الطيبة» أنه ضمّنها القراءات، والطرق، التي جاءت في منظومة الشاطبي: «حرز الأماني ووجه التهاني». علما بأن العدد الإجمالي «للطيبة» ألف بيت، والعدد الإجمالي «لحرز الأماني» ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتا. وقد أشار «ابن الجزري» إلى ذلك بقوله في آخر منظومته: وهاهنا تمّ نظام الطيّبة ... ألفيّة سعيدة مهذّبه كما أشار «الشاطبي» في آخر منظومته بقوله: وأبياتها ألف تزيد ثلاثة ... ومع مائة سبعين زهرا وكمّلا كما اشتملت «الطيبة» على القراءات التي في كتاب: «التيسير في القراءات السبع» للإمام أبي عمرو الدانيّ ت 444 هـ بل إنّ ألفيّة «ابن الجزري» زادت على ما في هذين الكتابين. وقول «ابن الجزري»: سوى التحرير: أن الطيبة مع ما اشتملت عليه
من زيادة في أوجه القراءات، والطرق على «الشاطبية، والتيسير» هي مع ذلك مشتملة أيضا على الدقّة، والتحقيق، والتقويم. كل هذه الأمور رشّحت «طيّبة» ابن الجزري أن تتفوق على غيرها من مصنفات القراءات، سواء كانت منظومة، أو منثورة. قال ابن الجزري: ضمّنتها كتاب نشّر العشر ... فهي به طيّبة في النّشر المعنى: أفاد هذا البيت أن «ابن الجزري» ضمّن «الفيّته» «الطيّبة» جميع القراءات، والروايات الصحيحة التي ذكرها في كتابه المشهور: «النشر في القراءات العشر». فجاءت «الطيّبة» بذلك طيّبة الرائحة، يشمّ منها ما هو أطيب من رائحة «المسك» ألا وهو: رائحة العلم الذي لا يشبع منه العلماء، وبه تستنير القلوب، وبه تسمو مكانة الإنسان في الدنيا والآخرة، وخير عمل يبذله الإنسان ما كان في طلب العلم، أو نشر العلم، أو تصنيف العلم. جعلني الله تعالى من الذين يعملون على خدمة العلم ونشره. وبخاصة كلّ ما يتصل بالقرآن الكريم، إنه سميع مجيب. (والله أعلم).
"الحديث عن مخارج الحروف"
«الحديث عن مخارج الحروف» 1 - معرفة مخارج الحروف، وصفاتها. 2 - معرفة أنواع القراءة. 3 - معرفة أهميّة تجويد القرآن الكريم. 4 - معرفة أنواع الوقوف. وسيفصل الحديث عن هذه الأمور فيما يأتي بإذن الله تعالى: قال ابن الجزري: مخارج الحروف سبعة عشر ... على الذي يختاره من اختبر المعنى: المخارج جمع مخرج، والمخرج لغة محلّ الخروج. واصطلاحا محلّ خروج الحرف. وعدد مخارج الحروف سبعة عشر مخرجا على القول الراجح. وتنقسم إجمالا خمسة أقسام وهي: 1 - الجوف 2 - الحلق 3 - اللسان 4 - الشفتان 5 - الخيشوم قال ابن الجزري: وها أنا مقدّم عليها ... فوائدا مهمّة لديها كالقول في مخارج الحروف ... وكيف يتلى الذّكر والوقوف المعنى: أشار ابن الجزريّ بهذا البيت إلى أنه سيقدّم على أصول القراءات وفرشها فوائد لها أهميتها بالنسبة لمن يريد معرفة القراءات، ويدرسها دراسة علميّة، أو عمليّة، ويأخذها عن العلماء موصولي السند بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، من هذه الفوائد الأمور الآتية:
قال ابن الجزري: فالجوف للهاوي وأختيه وهي ... حروف مدّ للهواء تنتهي القسم الأول من أقسام مخارج الحروف «الجوف»: وهو لغة الخلاء، واصطلاحا: خلاء الفم والحلق. ويخرج منه حروف المدّ الثلاثة وهي: 1 - الألف، ولا تكون إلا ساكنة، ولا يكون ما قبلها إلّا مفتوحا. 2 - الواو الساكنة المضموم ما قبلها. 3 - الياء الساكنة المكسور ما قبلها. ولقبت هذه الحروف بالجوفيّة، والهوائيّة، لأنّ مبدأ أصواتها مبدأ الحلق. ثمّ تمتدّ الأصوات، وتمرّ في كل جوف الحلق والفم، وهو الخلاء الداخل فيه، فليس لهنّ حيّز محقّق ينتهين إليه كما هو لسائر الحروف، بل ينتهين بانتهاء الهواء، أعني هواء الفم وهو الصوت. قال ابن الجزري: وقل لأقصى الحلق همز هاء ... ثمّ لوسطه فعين حاء أدناه غين خاؤها ... ... .... المعنى: القسم الثاني من أقسام مخارج الحروف «الحلق»: وهو القصبة الممتدّة ممّا يلي الصدر حتّى «الفم» وفيه ثلاثة مخارج، ويخرج منه ستّة حروف، وتفصيلها كما يأتي: 1 - أقصى الحلق: أي أبعده مما يلي الصدر، ويخرج منه: الهمزة والهاء. 2 - وسط الحلق: ويخرج منه: العين والحاء المهملتان. 3 - أدنى الحلق: أي أقربه ممّا يلي «الفم» ويخرج منه: الغين والخاء المعجمتان. ولقّبت هذه الحروف بذلك، ونسبت إلى الحلق، لخروجها منه. قال ابن الجزري: ... والقاف ... أقصى اللّسان فوق ثمّ الكاف
أسفل والوسط فجيم الشّين يا ... والضّاد من حافته إذ وليا لاضراس من أيسر أو يمناها ... واللّام أدناها لمنتهاها والنّون من طرفه تحت اجعلوا ... والرا يدانيه لظهر أدخل والطاء والدّال وتا منه ومن ... عليا الثّنايا والصّفير مستكن منه ومن فوق الثّنايا السّفلى ... والظاء والذّال وثا للعليا من طرفيهما ... ... .... المعنى: القسم الثالث من أقسام مخارج الحروف «اللسان»: وفيه عشرة مخارج، ويخرج منه ثمانية عشر حرفا، وبيانها كما يأتي: 1 - أقصى اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى، ويخرج منه «القاف». 2 - أقصى اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى، أسفل مخرج «القاف» ويخرج منه «الكاف». وهذان الحرفان يلقّبان باللهويّة، لأنهما يخرجان من آخر اللسان، عند «اللهاة» فنسبا إليها. 3 - وسط اللسان مع ما يليه من الحنك الأعلى، ويخرج منه: «الجيم، والشين، والياء غير المدّية» أي المتحركة، أو الساكنة بعد فتح. ولقّبت هذه الحروف الثلاثة بالشّجريّة، لخروجها من «شجر الفم» وهو منفتح ما بين اللّحيين. 4 - أدنى حافّتي اللسان مع ما يليه من الأضراس العليا من الجهة اليسرى أيسر وأكثر استعمالا، ومن اليمنى أصعب وأقلّ استعمالا، ومنهما معا أعزّ، وأقلّ استعمالا، ويخرج منه «الضاد المعجمة». 5 - أدنى حافّتي اللسان بعد مخرج «الضاد» إلى منتهى طرفه، مع ما يليها من أصول الثنايا العليا، ويخرج منه «اللام». 6 - طرف اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى تحت مخرج «اللام» ويخرج منه «النون» المتحركة، والساكنة إذا كانت مظهرة.
7 - طرف اللسان مما يلي ظهره مع ما فوقه من الحنك الأعلى، ويخرج منه «الراء». والحروف الثلاثة: «اللام، والنون، والراء» تلقّب بالذّلقيّة، وذلك لخروجها من «ذلق اللسان» وهو طرفه. 8 - طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا ويخرج منه: «الطاء، والدال، والتاء». وهذه الحروف الثلاثة تلقّب بالنّطعيّة، لخروجها من «اللّثة» المجاورة لنطع الفم، أيّ جلد غار الحنك الأعلى وهو سعته. 9 - طرف اللسان مع أطراف الثنايا السّفلى، ويخرج منه: «الصاد، والزاي، والسين». وهذه الحروف الثلاثة تلقّب بالأسليّة، لخروجها من أسلة اللسان، وهي طرفه. 10 - طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا، ويخرج منه: «الظاء، والذال، والثاء». وهذه الحروف الثلاثة تلقّب باللّثويّة، لمجاورة مخرجها «اللثة» وهي: اللّحم المركب فيه الأسنان. قال ابن الجزري: ... ومن بطن الشّفه ... فالفا مع أطراف الثّنايا المشرفة للشّفتين الواو باء ميم ... .... المعنى: القسم الرابع من أقسام مخارج الحروف «الشّفتان»: وفيهما مخرجان، ويخرج منهما أربعة أحرف، وبيانها ما يأتي: 1 - بطن الشفة السّفلى مع أطراف الثنايا العليا، ويخرج منه «الفاء». 2 - الشّفتان معا ويخرج منهما: «الباء، والميم، والواو غير المدّيّة أي المتحركة، أو الساكنة بعد فتح، مع ملاحظة انطباق الشفتين أثناء خروج كل من: «الفاء، والباء، والميم». وانفتاحهما قليلا أثناء خروج «الواو».
"هذا جدول ببيان مخرج كل حرف حسب ترتيب حروف الهجاء"
ولقّبت هذه الحروف الأربعة بالشّفويّة لخروجها من الشفتين. قال ابن الجزري: ................ ..... ... وغنّة مخرجها الخيشوم المعنى: القسم الخامس من أقسام مخارج الحروف «الخيشوم»: وهو: خرق الأنف المنجذب إلى الدّاخل فوق سقف الفم، وليس بالمنخر، وتخرج منه «الغنّة». فائدة: إذا أردت معرفة مخرج أيّ حرف فشدّده، أو سكّنه، ثم أدخل عليه همزة الوصل وانطق به، واصغ إليه فحيث انقطع الصوت فهو مخرجه. وبهذا ينتهي الكلام على مخارج الحروف. (والله أعلم) «هذا جدول ببيان مخرج كل حرف حسب ترتيب حروف الهجاء» الحرف/ مخرجه 1/ الجوفء/ أقصى الحلق ب/ الشفتان ت/ طرف اللسان، وأصول الثنايا العليا ث/ طرف اللسان، وأطراف الثنايا العليا ج/ وسط اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى ح/ وسط الحلق الحرف/ مخرجه ص/ طرف اللسان، وأطراف الثنايا السّفلى ض/ أدنى حافّتي اللسان مع ما يليهما من الأضراس العليا ط/ طرف اللسان، وأصول الثنايا العليا ظ/ طرف اللسان، وأطراف الثنايا العليا ع/ وسط الحلق غ/ أدنى الحلق
الحرف/ مخرجه خ/ أدنى الحلق د/ طرف اللسان، وأصول الثنايا العليا ذ/ طرف اللسان، وأطراف الثنايا العليا ر/ طرف اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى ز/ طرف اللسان، وأطراف الثنايا السّفلى س/ طرف اللسان، وأطراف الثنايا السّفلى ش/ وسط اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى هـ/ أقصى الحلق و/ من الجوف إذا كانت مدّية ومن الشفتين إذا لم تكن مدّيّة الحرف/ مخرجه ف/ بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا ق/ أقصى اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى ك/ أقصى اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى مخرج القاف ل/ أدنى حافّتي اللسان إلى منتهى طرفه م/ الشفتان ن/ طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا تحت مخرج اللام ي/ من الجوف إذا كانت مدّية ومن وسط اللسان مع ما فوقه من الحنك الأعلى إذا كانت غير مدّيّة.
"الحديث عن صفات الحروف"
«الحديث عن صفات الحروف» قال ابن الجزري: صفاتها جهر ورخو مستفل ... منفتح مصمتة والضّدّ قل مهموسها فحثّه شخص سكت ... شديدها لفظ أجد قط بكت وبين رخو والشّديد لن عمر ... وسبع علو خصّ ضغط قظ حصر وصاد ضاد طاء ظاء مطبقة ... وفرّ من لبّ الحروف المذلقة المعنى: هذا شروع من «ابن الجزري» رحمه الله تعالى في بيان صفات الحروف: والصفات جمع صفة: والصفة لغة: ما قام بالشيء من المعاني: كالعلم، وما أشبه ذلك. واصطلاحا: كيفية عارضة للحرف عند حصوله في المخرج من: «جهر، وهمس» الخ. وصفات الحروف سبع عشرة صفة، على القول الراجح، وتنقسم إجمالا قسمين: القسم الأوّل: صفات لها ضدّ وهي خمسة، وضدّها خمسة. واعلم أنه لا بدّ أن يكون لكلّ حرف من الحروف خمس صفات من هذه الصفات التي لها ضدّ، وإليك بيان ذلك: 1 - الهمس، وضدّه الجهر: والهمس لغة: الخفاء، واصطلاحا: جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج.
وحروف الهمس «عشرة» مجموعة في قول الناظم: «فحثّه شخص سكت» وهي: الفاء، والحاء، والثاء، والهاء، والشين، والخاء، والصاد، والسين، والكاف، والتاء. والجهر لغة: الإعلان، واصطلاحا: انحباس جريان النفس عند النطق بالحرف لقوّة الاعتماد على المخرج. وحروف «الجهر» ثمانية عشر حرفا، وهي الحروف الباقية من حروف الهجاء بعد حروف «الهمس». 2 - الشدّة، والتّوسّط، وضدّهما الرّخاوة: والشدّة لغة: القوّة، واصطلاحا: انحباس جريان الصوت عند النطق بالحرف لكمال الاعتماد على المخرج. وحروف «الشدّة» ثمانية، مجموعة في قول المؤلف: «أجد قط بكت» وهي: الهمزة، والجيم، والدال، والقاف، والطاء، والباء، والكاف والتاء. والتوسّط لغة: الاعتدال، واصطلاحا: اعتدال الصوت عند النطق بالحرف لعدم كمال انحباسه، كما في حروف الشدّة، وعدم كمال جريانه، كما في حروف «الرخاوة». وحروف التوسّط خمسة مجموعة في قول المؤلف: «لن عمر» وهي: اللام، والنون، والعين، والميم، والراء. والرخاوة لغة: اللين، واصطلاحا: جريان الصوت مع الحرف لعدم الاعتماد على المخرج. وحروف «الرخاوة» خمسة عشر حرفا، وهي الحروف الباقية من حروف الهجاء بعد حروف: «الشدّة، والتوسط». 3 - الاستعلاء، وضدّه الاستفال: والاستعلاء لغة: الارتفاع، واصطلاحا: ارتفاع اللسان إلى الحنك الأعلى عند النطق بالحرف.
وحروف الاستعلاء سبعة مجموعة في قول المؤلف: «خصّ ضغط قظ» وهي: الخاء، والصاد، والضاد، والغين، والطاء، والقاف، والظاء. والاستفال لغة: الانخفاض، واصطلاحا: انخفاض اللسان إلى قاع الفم عند النطق بالحرف. وحروف الاستفال واحد وعشرون حرفا، وهي الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الاستعلاء. 4 - الإطباق، وضدّه الانفتاح: والإطباق لغة: الإلصاق، واصطلاحا: انطباق اللسان على سقف الحنك الأعلى عند النطق بالحرف. وحروف الإطباق أربعة وهي: الصاد، والضاد، والطاء، والظاء. والانفتاح لغة: الافتراق، واصطلاحا: انفتاح ما بين اللسان، والحنك الأعلى، عند النطق بالحرف. وحروف الانفتاح أربعة وعشرون حرفا، وهي الباقية من حروف الهجاء بعد حروف «الإطباق». 5 - الإذلاق، وضدّه الإصمات: والإذلاق لغة: حدّة اللسان، أي طلاقته، واصطلاحا: خفّة النطق بالحرف لخروجه من بطن اللسان، أو الشفتين. وحروف الإذلاق ستّة مجموعة في قول المؤلف: «فرّ من لبّ» وهي: «الفاء، والراء، والميم، والنون، واللام، والباء». والإصمات لغة: المنع، واصطلاحا: ثقل النطق بالحرف لخروجه من غير طرف اللسان، والشفتين. وحروف الإصمات اثنان وعشرون حرفا، وهي الباقية بعد حروف الإذلاق. وبهذا ينتهي الكلام على الصفات التي لها ضدّ. (والله اعلم).
"الحديث عن الصفات التي لا ضد لها"
«الحديث عن الصفات التي لا ضدّ لها» القسم الثاني: صفات لا ضدّ لها، وهي سبعة: واعلم أنه قد يكون للحرف صفة، أو صفتان من هذه الصفات السبع، علاوة على الصفات الخمس التي تكون له من الصفات التي لها ضدّ. وبناء عليه يكون الحدّ الأدنى لصفات كل حرف خمسة، والأعلى سبعة. وهذا بيان الصفات السبع التي لا ضدّ لها: 1 - الصفير: وهو لغة: صوت يشبه صوت الطائر. واصطلاحا: صوت يخرج مصاحبا لأحد حروف الصفير. وحروف الصفير ثلاثة: «الصاد، والزاي، والسين». 2 - القلقلة: وهي لغة: الاضطراب، والتحريك. واصطلاحا: اضطراب المخرج عند النطق بالحرف ساكنا حتّى تسمع له نبرة قويّة. وحروف القلقلة خمسة مجموعة في قول المؤلف: «قطب جد» وهي: القاف، والطاء، والباء، والجيم، والدال. 3 - اللّين: وهو لغة: ضدّ الخشونة. واصطلاحا: إخراج الحرف في لين وعدم كلفة. وحروف اللين اثنان، وهما: الواو، والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما. 4 - الانحراف: وهو لغة: الميل، والعدول. واصطلاحا: ميل الحرف عن مخرجه إلى طرف اللسان، وله حرفان، هما: اللام، والراء.
فائدة
5 - التكرير: وهو لغة: إعادة الشيء مرّة بعد أخرى. واصطلاحا: ارتعاد طرف اللسان عند النطق بالحرف. وللتكرير حرف واحد، وهو: الراء. 6 - التفشّي: وهو لغة: الانتشار، والاتساع. واصطلاحا: انتشار الريح في الفم عند النطق بالحرف. وللتفشي حرف واحد، وهو: الشين. 7 - الاستطالة: وهي لغة: الامتداد. واصطلاحا: امتداد الصوت من أوّل إحدى حافتي اللسان إلى آخرها، ولها حرف واحد وهو: الضاد. قال ابن الجزري مشيرا إلى هذه الصفات السبع: صفيرها صاد وزاي سين ... قلقلة قطب جد واللّين واو وياء سكنا وانفتحا ... قبلهما والانحراف صحّحا في اللام والرّا وبتكرير جعل ... وللتّفشّي الشين ضادا استطل فائدة: إذا أردت أن تعرف صفات أيّ حرف فانظر أوّلا في حروف الهمس، فإن وجدته ضمنها كان الهمس صفة لهذا الحرف، وإلّا فتكون صفته ضدّ الهمس وهو الجهر. ثمّ انتقل إلى حروف الشدّة، وهكذا حتى تنتهي من الصفات السبع التي لا ضدّ لها، فإذا وجدت الحرف ضمن حروف إحدى هذه الصفات كانت صفة له. واعلم أن كلّ حرف لا تقلّ صفاته عن خمس صفات، ولا تزيد عن سبع. ولا يوجد حرف له سبع صفات سوى «الراء» فقط. (والله أعلم).
"أقسام الصفات من حيث القوة والضعف"
«أقسام الصفات من حيث القوّة والضّعف» الصفات تنقسم قسمين: 1 - صفات قويّة. 2 - صفات ضعيفة. فالصفات القوية اثنتا عشرة صفة وهي: الجهر، والشدّة، والاستعلاء، والإطباق، والإصمات، والصفير، والقلقلة، والانحراف، والتكرير، والتفشي، والاستطالة، والغنة. وأقواها: القلقلة، فالشدّة، فالجهر، فالإطباق، فالاستفال، فالباقي. والصفات الضعيفة ست وهي: الهمس، والرخاوة، والاستفال، والانفتاح، والذلاقة، واللّين. أمّا صفات التوسط فلا توصف بقوة، ولا ضعف. (والله أعلم)
"هذا جدول ببيان صفات كل حرف من حروف الهجاء"
«هذا جدول ببيان صفات كل حرف من حروف الهجاء» الصفات الحرف 1/ 2/ 3/ 4/ 5/ 6/ 7/ مجموع الصفاتء/ الجهر/ الشّدة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإصمات/-/-/ 5 ب/ الجهر/ الشّدة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإذلاق/ القلقلة/-/ 6 ت/ الهمس/ الشّدة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإصمات/-/-/ 5 ث/ الهمس/ الشّدة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإصمات/-/-/ 5 ج/ الجهر/ الشّدة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإصمات/ القلقلة/-/ 6 ح/ الهمس/ الشّدة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإصمات/-/-/ 5 خ/ الهمس/ الشّدة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإصمات/-/-/ 5 د/ الجهر/ الشّدة/ الاستفال/ الانفتاح/ القلقلة/-/ 6 ذ/ الجهر/ الرخاوة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإصمات/-/-/ 5 ر/ الجهر/ التوسط/ الاستفال/ الانفتاح/ الإذلاق/ الانحراف/ التكرير/ 7 ز/ الجهر/ الرخاوة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإصمات/ الصفير/-/ 6 س/ الهمس/ الرخاوة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإصمات/ الصفير/-/ 6 ش/ الهمس/ الرخاوة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإصمات/ التفشي/-/ 6 ص/ الهمس/ الرخاوة/ الاستعلاء/ الإطباق/ الإصمات/ الصفير/ 6 ض/ الجهر/ الرخاوة/ الاستعلاء/ الإطباق/ الإصمات/ الاستطالة/-/ 6 ط/ الجهر/ الشدة/ الاستعلاء/ الإطباق/ الإصمات/ القلقلة/-/ 6 ظ/ الجهر/ الرخاوة/ الاستعلاء/ الإطباق/ الإصمات/-/-/ 5 ع/ الجهر/ التوسط/ الاستعلاء/ الانفتاح/ الإصمات/-/-/ 5 غ/ الجهر/ الرخاوة/ الاستعلاء/ الانفتاح/ الإصمات/-/-/ 5 ف/ الهمس/ الرخاوة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإذلاق/-/-/ 5 ق/ الجهر/ الشدة/ الاستعلاء/ الانفتاح/ الإصمات/ القلقلة/-/ 6 ك/ الهمس/ الشدة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإصمات/-/-/ 5
الحرف 1/ 2/ 3/ 4/ 5/ 6/ 7/ مجموع الصفات ل/ الجهر/ التوسط/ الاستفال/ الانفتاح/ الإذلاق/ الانحراف/-/ 6 م/ الجهر/ التوسط/ الاستفال/ الانفتاح/ الإذلاق/-/-/ 5 ن/ الجهر/ التوسط/ الاستفال/ الانفتاح/ الإذلاق/-/-/ 5 هـ-/ الهمس/ الرخاوة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإصمات/-/-/ 5 و/ الجهر/ الرخاوة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإصمات/ اللين/-/ 6 ي/ الجهر/ الرخاوة/ الاستفال/ الانفتاح/ الإصمات/ اللين/-/ 6
"الحديث عن كيفية قراءة القرآن"
«الحديث عن كيفيّة قراءة القرآن» قال ابن الجزري: ويقرأ القرآن بالتّحقيق مع ... حدر وتدوير وكلّ متّبع المعنى: هذا بيان من المؤلف رحمه الله تعالى للكيفيّة التي يقرأ بها القرآن الكريم، فبيّن أنه يقرأ بإحدى الحالات الثلاث وهي: التّحقيق: هو: المبالغة في الإتيان بالشيء على حقّه من غير زيادة فيه، ولا نقص منه. والتحقيق عند القراء: إعطاء كل حرف حقّه من إشباع المدّ، وتحقيق الهمز، وإتمام الحركات، وإظهار الحروف، وكمال التشديدات، وتوفية الصفات، وتفكيك الحروف: وهو بيانها، وإخراج بعضها عن بعض، والسكت، والترتيل، والتؤدة، وملاحظة الجائز من الوقوف، من غير أن يتجاوز فيه إلى حدّ الإفراط. والحدر: هو: الإسراع. وهو عند القراء: عبارة عن إدراج القراءة، وسرعتها، وتحقيقها بالقصر، والاختلاس، والإبدال، والإدغام، ونحو ذلك ممّا صحّت به الرواية مع إيثار الوصل، وإقامة الإعراب. والحدر ضدّ التحقيق، ولعلّ الهدف من القراءة بالحدر: تكثير الحسنات، وإحراز فضل كثرة التلاوة. ولكن يجب أن يحذر القارئ بتر الحروف المدّيّة، وإذهاب صوت الغنّة، وقصر المدّ المتصل، واللازم.
والتدوير
ويجب على القارئ أن يحذر التفريط إلى حالة لا تجوز القراءة بها. والتّدوير: هو: عبارة عن التوسط بين: «التحقيق، والحدر». قال ابن الجزري: مع حسن صوت بلحون العرب ... مرتّلا مجوّدا بالعربي المعنى: بعد أن بيّن المؤلف رحمه الله تعالى الحالات الثلاث التي يجوز أن يقرأ بها القرآن الكريم، أشار في هذا البيت إلى أنه يجب على القارئ أن يراعي في كلّ حالة من هذه الحالات أن تكون القراءة مشتملة على خمسة أمور وهي: الأمر الأول: أن تكون بصوت حسن، وهناك عدّة أحاديث كلها تفيد الحثّ على أن تكون القراءة بصوت حسن، لأن ذلك أدعى إلى الاستماع إلى كتاب الله تعالى، وتدبّر معانيه: فعن «البراء بن عازب» عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «زيّنوا القرآن بأصواتكم» اه «1». وفي رواية أخرى: «زيّنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا» اهـ «2». وعن «جابر بن عبد الله الأنصاري» رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «إنّ أحسن الناس صوتا الذي إذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله عزّ وجلّ» اهـ «3».
الأمر الثاني
الأمر الثاني: أن تكون القراءة بلحون العرب، وأصواتها، لأن «القرآن الكريم» نزل بلغة العرب، قال الله تعالى: قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ (سورة الزمر الآية 28). وقال تعالى: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا (سورة الشورى الآية 7). وقال تعالى: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (سورة الزخرف الآية 3). وعن «حذيفة بن اليمان» رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الكبائر، وأهل الفسق، فإنه سيجيء بعدي قوم يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء، والرهبانية، والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم، وقلوب من يعجبهم شأنهم» اه «1». الأمر الثالث: أن تكون القراءة مرتّلة لقوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (سورة المزمّل الآية 4). وعن «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه في معنى قوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (سورة المزمل الآية 4) قال: «الترتيل تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف» «2». الأمر الرابع: أن تكون القراءة مجوّدة: والتجويد لغة: التحسين، يقال: جوّد الشيء أي حسّنه. واصطلاحا: إخراج كل حرف من مخرجه مع إعطائه حقّه، ومستحقّه، والمراد قراءة القرآن الكريم وفقا للكيفية التي نزل بها «جبريل» عليه السلام،
الأمر الخامس
على نبينا «محمد» عليه الصلاة والسلام، والرسول صلّى الله عليه وسلّم علمها صحابته، والصحابة رضوان الله عليهم علموها من بعدهم، وهكذا حتى وصلت إلينا بطريق التواتر والسند الصحيح. الأمر الخامس: أن تكون القراءة باللغة العربية، لا بغيرها من سائر اللغات، ومعنى ذلك أنه لا تجوز ترجمة ألفاظ «القرآن الكريم» إلى غير العربية، ولا يجوز لغير العربي أن يقرأ القرآن بغير العربية، بل يجب على كل من يريد أن يقرأ شيئا من القرآن ولو يسيرا، أن يقرأه باللغة التي نزل بها وهي لغة العرب، وصدق الله حيث قال: قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (سورة الزمر الآية 28). (والله أعلم)
"حكم تعلم التجويد وبيان معناه"
«حكم تعلّم التجويد وبيان معناه» قال ابن الجزري: والأخذ بالتّجويد حتم لازم ... من لم يجوّد القرآن آثم لأنّه به الإله أنزلا ... وهكذا عنه إلينا وصلا وهو إعطاء الحروف حقّها ... من صفة لها ومستحقّها مكمّلا من غير ما تكلّف ... باللّطف في النّطق بلا تعسّف المعنى: بعد أن بيّن المؤلف رحمه الله تعالى في البيت السابق الأصول التي يقرأ بها «القرآن» شرع في بيان حكم تعلّم التجويد، وبيان معناه، فبيّن أنّ العمل بأحكام التجويد أمر واجب على كل من يريد أن يقرأ شيئا من القرآن، إذ بالتجويد يحفظ الإنسان لسانه عن الخطإ في «القرآن» ثمّ بيّن الدليل على وجوب تعلّم أحكام التجويد بقوله: لأنه به الإله أنزلا ... وهكذا عنه إلينا وصلا أي أنّ «القرآن» نزل من عند الله تعالى مجوّدا على الهادي البشير صلّى الله عليه وسلّم، والصحابة أخذوه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام مجوّدا، والتابعون نقلوه عن الصحابة مجوّدا، وهكذا تتابع حفّاظ القرآن يتلقّونه مجوّدا حتى وصل إلينا، ونحن ولله الحمد والشكر تلقيناه عن شيوخنا مجوّدا، وعلمناه أبناءنا مجوّدا، وهكذا سيظل القرآن يقرأ مجوّدا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ومما يثلج صدري وتطمئن إليه نفسي القراءة المجوّدة التي يقدمها الأطفال الصّغار في برنامج «في رياض القرآن» وغيره من البرامج التي على شاكلته، والتي تذاع في الصباح والمساء.
وممّا هو جدير بالذكر في هذا المقام أننا نسمع «القرآن» من جميع وسائل الإعلام: المسموعة، والمرئيّة، في سائر أنحاء العالم يقرأ مجوّدا، فالحمد لله رب العالمين. ثمّ بيّن المؤلف رحمه الله تعالى معنى التجويد فقال: وهو إعطاء الحروف حقّها ... من صفة لها ومستحقّها مكمّلا من غير ما تكلّف ... باللّطف في النّطق بلا تعسّف أي التجويد: إخراج كل حرف من مخرجه مع إعطائه حقّه ومستحقّه، وحقّ الحرف صفاته الذّاتيّة، ومستحقه: صفاته العرضيّة، ولا يعرف ذلك معرفة تامّة إلّا بدراسة أحكام التجويد دراسة علميّة، وعمليّة، على علماء القرآن والقراءات، وهي سهلة وميسّرة بإذن الله. قال ابن الجزري: فرقّقن مستفلا من أحرف ... وحاذرن تفخيم لفظ الألف كهمز الحمد أعوذ اهدنا ... الله ثمّ لام لله لنا وليتلطف وعلى الله ولا الض ... والميم من مخمصة ومن مرض وباء بسم باطل وبرق ... وحاء حصحص أحطت الحقّ وبيّن الإطباق من أحطت مع ... بسطت والخلف بنخلقكم وقع المعنى: بعد أن تحدث المؤلف رحمه الله تعالى عن حكم تعلّم التجويد، وبيّن معناه، شرع يرشد قارئ القرآن إلى بعض أحكام التجويد فبيّن أنّ الحروف المستفلة وهي التي كثرت صفاتها الضعيفة التي هي: الهمس، والرخاوة، والاستفال، والانفتاح، والذلاقة، واللين. هذه الحروف يجب على القارئ أن ينطق بها مرقّقة. والترقيق لغة: التّنحيف. واصطلاحا: عبارة عن نحول يدخل على الحرف عند النطق به، حتى يمتلئ الفم بصداه.
وضدّ الترقيق التفخيم، وهو لغة: التسمين. والتفخيم: عبارة عن سمين يدخل على صوت الحرف عند النطق به حتى يمتلئ الفم بصداه. والتفخيم، والتغليظ، لفظان مترادفان بمعنى واحد، إلّا أنه اشتهر استعمال عبارة «التغليظ» في باب «اللام» وعبارة «التفخيم» في باب «الراء». واعلم أن حروف الهجاء تنقسم ثلاثة أقسام: القسم الأول: حروف مفخمة، وهي سبعة مجموعة في كلمة: «خصّ ضغط قظ». والقسم الثاني: حروف مرققة وهي تسعة عشر حرفا وهي: ء- ب- ت- ث- ج- ح- د- ذ- ر- ز- س- ش- ع- ف- ك- م- ن- هـ- وي. والقسم الثالث: حروف لها حالتان وهي: الألف، واللام، والراء: فالألف: تفخم إذا كان الحرف الذي قبلها مفخما مثل: «قال» وترقق إذا كان الحرف الذي قبلها مرققا مثل: «باع». واللام: حكمها الترقيق إلّا إذا كانت في كلمة: «الله» وكان قبلها فتح مثل: «قال الله» أو ضم نحو: «أتى أمر الله» فإنها تفخم. أمّا «الراء» فتارة تكون متحركة، وأخرى ساكنة: فالمتحركة: إن كانت مكسورة نحو: «الغرمين» فلا خلاف في ترقيقها. وإن كانت مفتوحة نحو: «الرّحمن» أو مضمومة نحو: «الرّوح» فلا خلاف في تفخيمها. والساكنة: إمّا أن يكون سكونها ثابتا وصلا ووقفا، أو وقفا فقط: فإن كان سكونها ثابتا وصلا، ووقفا، وكانت بعد فتح نحو: «وارزقنا» أو ضمّ نحو: «اركض» فحكمها التفخيم. وإن كانت ساكنة بعد كسر أصليّ متصل بها، ولم يقع بعدها حرف
استعلاء في كلمتها مثل: «فرعون» فحكمها الترقيق. وإن كانت ساكنة ووقعت بعد كسر عارض نحو: «إن ارتبتم» فتفخّم. وإن كانت ساكنة بعد كسر ووقع بعدها حرف من حروف الاستعلاء، وكانا معا في كلمة واحدة نحو: «قرطاس» فحكمها التفخيم. إلّا إذا كان حرف الاستعلاء مكسورا نحو: «فرق» فإنها حينئذ يجوز تفخيمها، وترقيقها. أمّا إذا كان حرف الاستعلاء في كلمة أخرى نحو: «فاصبر صبرا جميلا»، فإنها حينئذ ترقق. وإن كان سكونها للوقف ووقعت بعد كسر متصل نحو: «واصبر» أو بعد ياء ساكنة نحو: «المصير» فحكمها حينئذ الترقيق. وإن وقعت بعد كسر، وفصل بينها وبين الكسر حرف ساكن من غير حروف الاستعلاء نحو: «الذّكر» فحكمها أيضا الترقيق. أمّا إذا كان الساكن الفاصل بينها وبين الكسر «صادا» نحو: «مصر» أو «طاء» نحو: «القطر» فإنه يجوز التفخيم، والترقيق. إلّا أنّ المختار في راء «مصر» التفخيم، وفي راء «القطر» الترقيق. ثم أخذ «ابن الجزري» رحمه الله تعالى يحذّر القارئ من تفخيم بعض الحروف المستفلة على سبيل المثال. وهذه الحروف هي: 1 - ألف الوصل في نحو قوله تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. (سورة الفاتحة الآية 2). 2 - الهمزة، في نحو: «أعوذ». 3 - اللام، في نحو: «لله»، لنا، وليتلطّف، ولا الضالّين. 4 - الميم، في نحو: مخمصة»، «مرض».
5 - الباء، في نحو: «بسم الله»، «باطل»، «وبرق». 6 - الحاء، في نحو: «حصحص»، «أحطت»، «الحق». 7 - الطاء، في نحو: «أحطت» «بسطت». أمّا كلمة «نخلقكم» من قوله تعالى: أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (سورة المرسلات الآية 20). فإن علماء القراءات اختلفوا في إدغام القاف في الكاف: فذهب «الإمام أبو عمرو الداني» ت 444 هـ وجماعة من القراء إلى إدغام القاف في الكاف إدغاما كاملا من غير إبقاء صفة الاستعلاء التي في القاف. وذهب «مكي بن أبي طالب» ت 437 هـ إلى إدغام القاف في الكاف إدغاما ناقصا تبقى معه صفة الاستعلاء التي في القاف. (والله أعلم)
"بعض احكام التجويد"
«بعض احكام التجويد» قال ابن الجزري: وأظهر الغنّة من نون ومن ... ميم إذا ما شدّدا وأخفين الميم إن تسكن بغنّة لدى ... باء على المختار من أهل الأدا وأظهرنها عند باقي الأحرف ... واحذر لدى واو وفا أن تختفي المعنى: لا زال «ابن الجزري» رحمه الله تعالى يتحدث عن بعض أحكام التجويد، وأشار في هذه الأبيات إلى حكم كلّ من النون، والميم المشدّدتين، وحكمين من أحكام الميم الساكنة: فبيّن أن للنون، والميم المشدّدتين حكما واحدا وهو «الغنة» والغنة لغة: الترنّم، واصطلاحا: صوت لذيذ مركب في جسم النون، والميم. والغنة صفة ملازمة لكل من النون، والميم المشدّدتين، ولذا سمّي كل منهما حرف غنة مشدّدا. ولذلك يجب على قارئ القرآن أن يظهر الغنة أثناء النطق بكل من النون، والميم المشدّدتين. ثم أخذ المؤلف يتحدث عن حكمين من أحكام الميم الساكنة، وهما: الإخفاء، والإظهار: فبيّن أن الميم الساكنة إذا وقع بعدها «الباء» كان حكمها الإخفاء مع الغنة، وهذا الإخفاء يسمّى إخفاء شفويّا، نحو قوله تعالى: وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (سورة آل عمران الآية 101).
وإذا وقع بعد الميم الساكنة حرف من حروف الهجاء عدا «الباء والميم» كان حكمها الإظهار، بمعنى أنه ينطق بها بدون إدغام، ولا إخفاء، ويسمى هذا الإظهار إظهارا شفويا، نحو قوله تعالى: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ (سورة التوبة الآية 128). ثم حذّر المؤلف قارئ القرآن من إخفاء الميم الساكنة إذا وقع بعدها: «الواو، أو الفاء» نحو قوله تعالى: أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (سورة البقرة الآية 82). وقوله تعالى: وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (سورة البقرة الآية 62). وذلك لأن «الميم، والواو» تخرج من الشفتين، «والفاء» تخرج من بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا. كما أن «الميم» تشترك مع «النون» في الصفات الآتية: الجهر- والتوسط- والاستفال- والانفتاح- والإذلاق. و «الميم» تشترك مع «الفاء» في الصفات الآتية: الاستفال- والانفتاح. وهذه كلها أمور مرشحة للإخفاء، لذلك نبّه المؤلف القارئ إلى عدم إخفاء الميم مع هذين الحرفين. قال ابن الجزري: وأوّلي مثل وجنس إن سكن ... أدغم كقل ربّ وبل لا وأبن سبّحه فاصفح عنهم قالوا وهم ... في يوم لا تزغ قلوب قل نعم والمتجانسان: هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجا، واختلفا صفة. فإذا كان الحرف الأوّل ساكنا، والثاني متحركا، سمّيا متجانسين صغير. وحكمه الإظهار نحو قوله تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ (سورة الطور الآية 49). وقوله تعالى: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (سورة الزخرف الآية 89). وقوله تعالى: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا (سورة آل عمران الآية 8).
المعنى: ذكر «ابن الجزري» رحمه الله تعالى في هذين البيتين قاعدة كليّة وهي: إذا التقى حرفان متماثلان، أو متجانسان، وكان الحرف الأول ساكنا، والحرف الثاني ساكنا، وجب على القارئ إدغام الحرف الأول في الثاني. ولكن هذه القاعدة ليست على إطلاقها، وتفصيلها فيما يأتي: فالمثلان: هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجا، وصفة، كالباءين، والهاءين، والميمين الخ. فإذا كان الحرف الأول ساكنا، والثاني متحركا سمّيا مثلين صغير، وحكم الحرف الأول وجوب الإدغام في الحرف الثاني لجميع القراء، بشرط ألّا يكون الحرف الأول حرف مدّ نحو قوله تعالى: فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (سورة المعارج الآية 4.) وقوله تعالى: قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ (سورة الشعراء الآية 96). أو هاء سكت نحو قوله تعالى: ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ* هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (سورة الحاقة الآيتان 28 - 29) فإن كان الأول هاء سكت جاز الإظهار، والإدغام. إلّا في خمسة أحوال فإنه يجب فيها الإدغام وهي: 1 - الدال مع التاء نحو قوله تعالى: قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ (سورة البقرة الآية 256). 2 - والتاء مع الدال نحو قوله تعالى: قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما (سورة يونس الآية 89). 3 - والتاء مع الطاء نحو قوله تعالى: إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ (سورة آل عمران الآية 122). 4 - والذال مع الظاء نحو قوله تعالى: وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ (سورة الزخرف الآية 39). 5 - والثاء مع الذال نحو قوله تعالى: أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ. (سورة الأعراف الآية 176).
وأمّا الباء مع الميم في قوله تعالى: ارْكَبْ مَعَنا (سورة هود الآية 42). فقد اختلف فيها القراء العشرة: فأدغمها قولا واحدا: «أبو عمرو، والكسائي، ويعقوب»، وأدغمها بالخلاف: «ابن كثير، وعاصم، وخلاد». وأظهرها الباقون قولا واحدا. (والله أعلم)
"أقسام الوقف"
«أقسام الوقف» قال ابن الجزري: وبعد ما تحسن أن تجوّدا ... لا بدّ أن تعرف وقفا وابتدأ فاللّفظ إن تمّ ولا تعلّقا ... تام وكاف إن بمعنى علّقا قف وابتدئ وإن بلفظ فحسن ... فقف ولا ابتدأ سوى الآي يسن وغير ما تمّ قبيح وله ... يوقف مضطرّا ويبدا قبله وليس في القرآن من وقف يجب ... ولا حرام غير ما له سبب وفيهما رعاية الرّسم اشترط ... ..... المعنى: بعد أن قدّم «ابن الجزري» رحمه الله تعالى بعض القضايا الهامة الخاصة بأحكام التجويد، شرع يتحدث في هذه الأبيات عن أقسام الوقف لما له من أهميّة خاصة بقراءة القرآن الكريم. إذ بالوقف تتبيّن معاني الآيات، ويؤمن الاحتراز عن الوقوع في المشكلات. والوقف والابتداء باب عظيم القدر اهتمّ به الصحابة والتابعون ومن بعدهم، فكانوا يتناقلون مسائله مشافهة، ويتعلمونه كما يتعلمون أحكام تجويد القرآن الكريم، لأنه لا يتأتى معرفة معاني القرآن معرفة تامّة وصحيحة إلا بمعرفة أنواع الوقوف: فالوقف حلية التلاوة، وتحلية الدّراية، وزينة القارئ، وبلاغة القارئ، وفهم المستمع، وفخر العالم. وممّا يدلّ على أهميّة الوقف والابتداء ما صحّ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه عند ما سمع رجلا يخطب ويقول: «من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما» ثم وقف. فقال له الهادي البشير صلّى الله عليه وسلّم معلّما ومرشدا: «بئس خطيب القوم أنت، قل:
1 - التام
«من يطع الله ورسوله فقد رشد، ثمّ قف ثمّ ابدأ وقل: ومن يعصهما فقد غوى». فهذا الخبر يدلّ دلالة واضحة على أهميّة الوقف والابتداء، لصحّة المعنى إذ لا يجمع بين من أطاع، ومن عصى في حكم واحد. وإذا كان عدم معرفة الوقف والابتداء مستقبحا في سائر الكلام فهو في كلام الله تعالى أشدّ قبحا، وتجنّبه أولى. والوقف ينقسم أربعة أقسام وهي: 1 - التامّ: هو ما تمّ معناه، ولم يتعلق بما بعده لا لفظا ولا معنى مثل قوله تعالى: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة البقرة الآية 5). وأكثر ما يكون الوقف التامّ في نهاية القصص، وخواتيم السور، وحكمه: حسن الوقف عليه، والابتداء بما بعده. 2 - الكافي: هو ما تمّ من جهة اللفظ وتعلّق بما بعده من جهة المعنى، مثل قوله تعالى: أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (سورة البقرة الآية 6) وحكمه حسن الوقف عليه، والابتداء، بما بعده. 3 - الحسن: هو ما تمّ في ذاته وتعلّق بما بعده لفظا ومعنى مثل: «الحمد لله» وحكمه: جواز الوقف عليه، ثم يحسن وصله بما بعده، إلّا إذا كان رأس آية، فإنه يسنّ الوقف على رءوس الآي. 4 - القبيح: هو ما لم يتم معناه لتعلقه بما بعده لفظا ومعنى. مثل الوقف على: «إله» من قوله تعالى: وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ (سورة آل عمران الآية 62). وحكمه: قبح الوقف عليه إلّا لضرورة، فإذا وقف عليه القارئ لضرورة كانقطاع نفس، أو عطاس، فإنه يجب وصله بما بعده. (والله أعلم)
"القطع، والوقف، والسكت"
«القطع، والوقف، والسكت» قال ابن الجزري: ................ ....... ... والقطع كالوقف وبالآي شرط والسّكت من دون تنفّس وخص ... بذي اتّصال وانفصال حيث نص المعنى: هذا شروع من المؤلف رحمه الله تعالى في بيان معنى كل من: 1 - القطع- 2 - الوقف- 3 - السكت. فالقطع: عبارة عن قطع القراءة رأسا. فهو انتهاء القراءة، كالمنتقل من حالة إلى أخرى. كالقطع على حزب، أو عشر، أو ربع، أو نحو ذلك. فهو كالوقف حيث لا يجوز إلا على تام، سواء أكان تامّا، أم كافيا، أم حسنا. ويجب في القطع، والوقف رعاية الرسم. ويشترط في «القطع» أن لا يكون إلّا على رأس آية. بخلاف «الوقف» فإنه يكون على رأس الآية، وعلى أبعاضها. والوقف: عبارة عن قطع الصوت عن الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة مع نيّة استئناف القراءة. والسكت: عبارة عن قطع الصوت زمنا دون زمن «الوقف» عادة من غير تنفس، والمشافهة تحكم زمن السكت. والسكت مخصوص بما اتصل رسما نحو: «الأرض، وشيء، وقرآن» وبما انفصل رسما نحو: «قد أفلح، وقل أوحى» و «من راق» وبين السورتين. (والله أعلم)
"مقدمة ابن الجزري"
«مقدمة ابن الجزري» قال ابن الجزري: والآن حين الأخذ في المراد ... والله حسبي وهو اعتمادي المعنى: بعد أن أتمّ «ابن الجزري» رحمه الله تعالى الحديث عن مقدمته التي اشتملت على الكثير من القضايا الهامة، قال مستعينا بالله تعالى: والآن أشرع في المقصود من ذكر اختلاف القراء العشرة، ورواتهم. ثم قال: والله حسبي في ذلك، وعليه اعتمادي، وعليه أتوكل فيما قصدته. وأنا العبد الفقير إلى الله تعالى أقول أيضا بقلب مخلص: أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينني، ويوفقني على إتمام هذا الشرح المبارك خدمة للقرآن الكريم إنه سميع مجيب، وأختم شرحي لهذه المقدمة بهذه الأبيات التي قالها: «عبد المنعم بن غلبون» ت 389 هـ: صنّفت ذا العلم أبغي الفوز مجتهدا ... لكي أكون مع الأبرار والسّعدا في جنّة في جوار الله خالقنا ... في ظلّ عيش مقيم دائم أبدا وصلّ اللهم على نبينا وحبيبنا «محمّد» صلّى الله عليه وسلّم وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين. تمّت مقدمة ابن الجزري ومصطلحاته ولله الحمد والشكر
أبواب
«باب الاستعاذة» قال ابن الجزري: وقل أعوذ إن أردت تقرا ... كالنّحل جهرا لجميع القرّا المعنى: أي هذا باب يذكر فيه المؤلف مذاهب القراء في الاستعاذة قبل الشروع في القراءة، إذا فهو خبر مبتدإ محذوف، وبدأ المؤلف رحمه الله تعالى بهذا الباب لأن الاستعاذة أول ما يبدأ بها القارئ عند الشروع في القراءة. والاستعاذة: طلب العوذ من الله تعالى، وهي عصمته. والعوذ: مصدر عاذ بكذا: أي استجار به وامتنع. وهذا البيت يتحدّث عن صيغة الاستعاذة: والمختار في صيغتها لجميع القراء عند إرادة القراءة: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» والمختار لهم أيضا الجهر بها. وهذه الصيغة هي الواردة في قوله تعالى في سورة النحل: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (سورة النحل الآية 98). قال ابن الجزري: وإن تغيّر أو تزد لفظا فلا ... تعد الّذي قد صحّ ممّا نقلا المعنى: يجوز لقارئ القرآن أن يغيّر صيغة الاستعاذة الواردة في سورة
«النحل» بقصد الزيادة في تنزيه الله تعالى. ولكن ذلك التغيير مشروط بأن لا يتجاوز ما ورد عن أئمة القراءة: فمن ذلك ما روي عن «الأعمش سليمان بن مهران» ت 148 هـ: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم» «1» وما روي عن «الحسن البصري» ت 110 هـ: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم» وإدغام الهاء في الهاء «2». قال ابن الجزري: وقيل يخفي حمزة حيث تلا ... وقيل لا فاتحة وعلّلا المعنى: هذا البيت يتحدث عن: إخفاء الاستعاذة. فهو كالاستدراك على قوله السابق: «جهرا لجميع القرّا» وقد ورد عن «حمزة» روايتان في إخفاء الاستعاذة سوى الجهر: الرواية الأولى: الإخفاء مطلقا: أي حيث قرأ سواء كان أوّل السورة، أو أثناءها، ووجه ذلك ليفرق «حمزة» بين القرآن وغيره. والرواية الثانية: الجهر بالاستعاذة أوّل سورة «الفاتحة» وإخفاؤها فيما عدا أوّل الفاتحة. ووجه تخصيص الفاتحة بالجهر: الفرق بين ابتداء القرآن وغيره، وذلك أن القرآن عنده كالسورة الواحدة. وهذان القولان ضعيفان، والأصح الجهر «لحمزة» كباقي القراء. والذي تلقيته، وقرأت به عن شيوخي رحمهم الله تعالى الجهر بالاستعاذة
لجميع القراء العشرة بما فيهم «حمزة». والمختار في ذلك لجميع القراء العشرة التفصيل: فيستحب إخفاء الاستعاذة في مواطن، والجهر بها في مواطن: فمواطن الإخفاء أربعة: الأول: إذا كان القارئ يقرأ سرّا، سواء كان يقرأ منفردا، أو في مجلس. الثاني: إذا كان خاليا وحده، سواء قرأ سرّا، أو جهرا. الثالث: إذا كان في الصلاة، سواء كانت الصلاة سرّية، أو جهريّة. الرابع: إذا كان يقرأ مع جماعة يتدارسون القرآن، ولم يكن هو المبتدئ بالقراءة. وما عدا ذلك يستحب فيه الجهر بالاستعاذة. فائدة: لو قطع القارئ قراءته لعذر طارئ، كالعطاس، أو التّنحنح، أو لكلام يتعلق بمصلحة القراءة لا يعيد الاستعاذة. أمّا لو قطعها إعراضا عن القراءة، أو لكلام لا تعلق له بالقراءة، ولو «ردّ السلام» فإنه يستأنف الاستعاذة. قال ابن الجزري: وقف لهم عليه أو صل واستحب ... تعوّذ وقال بعضهم يجب المعنى: تضمن هذا البيت الحديث عن قضيتين: الأولى: إذا كان القارئ مبتدئا بأوّل سورة سوى «براءة» تعيّن عليه الإتيان بالبسملة كما سيأتي أثناء الحديث عن «البسملة» وحينئذ يجوز له بالنسبة للوقف على الاستعاذة، أو وصلها بالبسملة أربعة أوجه: الأول: الوقف على كل من: الاستعاذة، والبسملة، ويسمّى قطع الجميع. الثاني: الوقف على الاستعاذة، ووصل البسملة بأوّل السورة، ويسمّى قطع
الأول، ووصل الثاني بالثالث. الثالث: وصل الاستعاذة بالبسملة والوقف على البسملة، ويسمّى وصل الأوّل بالثاني، وقطع الثالث. الرابع: وصل الاستعاذة بالبسملة مع وصل البسملة بأوّل السورة، ويسمى وصل الجميع. أمّا إذا كان القارئ مبتدئا بأول سورة «براءة» فإنه يجوز له وجهان: الأول: الوقف على الاستعاذة، والبدء بأوّل السورة بدون بسملة. الثاني: وصل الاستعاذة بأوّل السورة بدون بسملة أيضا. القضية الثانية: اختلف القراء في معنى قوله تعالى: فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ (سورة النحل الآية 98) هل الطلب للوجوب، أو النّدب: فذهب جمهور أهل الأداء إلى أنه على سبيل الندب ولو تركها القارئ لا يكون آثما. وذهب بعض العلماء إلى أنه على سبيل الوجوب، وقالوا: إن الاستعاذة واجبة عند إرادة القراءة. وبناء على هذا المذهب لو ترك القارئ الاستعاذة يكون آثما. تمّ باب الاستعاذة ولله الحمد والشكر
"باب البسملة"
«باب البسملة» قال ابن الجزري: بسمل بين السّورتين بي نصف ... دم ثق رجا وصل فشا وعن خلف فاسكت فصل والخلف كم حما جلا ... واختير للسّاكت في ويل ولا بسملة والسّكت عمّن وصلا ... ..... المعنى: أتبع المؤلف رحمه الله تعالى باب الاستعاذة بباب البسملة على حسب ترتيبهما في القراءة. والبسملة: مصدر «بسمل»: إذا قال: «بسم الله الرحمن الرحيم» كما يقال: «هلّل، وهيلل» إذا قال: «لا إله إلّا الله» و «حوقل، وحولق»: إذا قال: «لا حول ولا قوة إلّا بالله» ومثل ذلك: «حيعل، وحمدل، وحسبل» وهي لغة مولّدة أريد بها الاختصار. والبسملة مستحبّة عند ابتداء كل أمر مباح، أو مأمور به. وهي من «القرآن» بالإجماع في سورة النمل من قوله تعالى: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (سورة النمل الآية 50). وأمّا في أوائل السور فالخلاف فيها مشهور بين القراء، والفقهاء، والكلمة على البسملة يشمل ثلاثة أحوال: الأولى: بين السورتين. الثانية: في ابتداء كل سورة.
الثالثة: أثناء الابتداء بأواسط السور. وبدأ المؤلف بالحديث عن البسملة بين السورتين: فبيّن أن المرموز له بالباء من «بي» والنون من «نصف» والدّال من «دم» والثاء من «ثق» والراء من «رجا» وهم: «قالون، وعاصم، وابن كثير، وأبو جعفر، والكسائي» والأصبهاني، عن «ورش». يقرءون بالفصل بالبسملة بين كل سورتين، سوى سورة «براءة» لما روي عن «ابن عباس» رضي الله عنهما أنه قال: «كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يعرف خاتمة السورة حتى تنزل «بسم الله الرحمن الرحيم» فإذا نزلت: «بسم الله الرحمن الرحيم» عرف أن السورة قد ختمت، واستقبلت» اهـ «1» أي ابتدئت سورة أخرى. ثم أمر المؤلف بالقراءة المرموز له بالفاء من «فشا» وهو: «حمزة» بوصل آخر السورة بأوّل ما بعدها من غير بسملة، وذلك لبيان ما في آخر السورة من حركة الإعراب، أو البناء، وما في أوّل السورة التّالية من همزات قطع، أو وصل، أو إظهار، أو إدغام، أو إقلاب الخ. ثمّ أمر للمصرّح باسمه وهو: «خلف العاشر» بالقراءة له بوجهين هما: «الوصل، بدون بسملة والسّكت»: والمراد بالسكت: الوقف على آخر السورة السابقة وقفة لطيفة من غير تنفس، ومقداره حركتان: والحركة قدّرها علماء القراءة بمقدار قبض الإصبع، أو بسطه. ووجه السكت لبيان أنهما سورتان، وإشعار بالانفصال. ثمّ بين أن المرموز له بالكاف من «كم» ومدلول «حما» والمرموز له بالجيم
من «جلا» وهم: «ابن عامر، وأبو عمرو، ويعقوب، والأزرق عن ورش» يقرءون بثلاثة أوجه وهي: 1 - البسملة- 2 - السكت- 3 - الوصل. تنبيه: هذا الحكم الذي تقدم للقراء عام بين كل سورتين، سواء كانتا مرتبتين، كآخر «البقرة» وأوّل «آل عمران» أو غير مرتبتين، كآخر «الأعراف»، وأوّل «يوسف». لكن بشرط أن تكون السورة الثانية بعد الأولى حسب ترتيب «القرآن الكريم» كما مثلنا. أمّا إذا كانت السورة الثانية قبل الأولى في الترتيب كأن وصل آخر «الكهف» بأول «يونس» تعيّن الإتيان بالبسملة لجميع القراء، ولا يجوز حينئذ: «السكت، ولا الوصل» لأحد منهم. وإذا وصل آخر السورة بأولها كأن كرّر قراءة سورة «الإخلاص» مثلا، فإن البسملة تكون متعينة أيضا حينئذ للجميع. ثم بيّن المؤلف أن بعض أهل الأداء اختار الفصل بالبسملة بين: «المدثّر، والقيامة» و «الانفطار، والتطفيف» و «الفجر، والبلد» و «العصر، والهمزة» لمن روي عنه السكت في غيرها وهم: «الأزرق، وأبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب، وخلف العاشر» وذلك لأنهم استقبحوا القراءة بالوصل بدون بسملة. كما بين المؤلف أن بعض أهل الأداء اختار «السكت» بين هذه السور التي ذكرت قبل المسمّاة بالأربع الزّهر لمن روي عنه «الوصل» في غيرها، وهم: «الأزرق» ومن معه، و «حمزة» وذلك لأن الوصل فيه إيهام لمعنى غير المراد. قال ابن الجزري: ................ .... ... وفي ابتدأ السّورة كلّ بسملا سوى براءة فلا ولو وصل ... ................ ....... المعنى: هذه الحال الثانية من أحوال الكلام على البسملة وهي: الابتداء بأوائل السور: وقد أجمع القراء العشرة على الإتيان بالبسملة عند الابتداء بأوّل كل سورة
سوى سورة «براءة». وذلك لكتابتها في المصحف. قال ابن الجزري: ..... ... ووسطا خيّر وفيها يحتمل المعنى: هذه الحال الثالثة من أحوال الكلام على البسملة وهي: أثناء الابتداء بأواسط السور: يجوز لكل القراء الإتيان بالبسملة أثناء الابتداء بأواسط السور، لا فرق في ذلك بين سورة براءة، وغيرها. وذهب بعض العلماء إلى استثناء وسط «براءة» فألقحه بأوّلها في عدم جواز الإتيان بالبسملة لأحد من القراء. وهذا الذي تلقيته عن شيوخي، وعلمته أبنائي. قال ابن الجزري: وإن وصلتها بآخر السّور ... فلا تقف وغيره لا يحتجر المعنى: يجوز لكل من فصل بين السورتين بالبسملة ثلاثة أوجه: الأوّل: الوقف على آخر السورة ثم على البسملة، ويسمى قطع الجميع. الثاني: الوقف على آخر السورة، ووصل البسملة بأول السورة التالية، ويسمّى قطع الأوّل، ووصل الثاني بالثالث. الثالث: وصل آخر السورة بالبسملة مع وصل البسملة بأول السورة التالية، ويسمّى وصل الجميع. أمّا الوجه الرابع وهو: وصل البسملة بآخر السورة، والوقف على البسملة، فهذا الوجه ممتنع للجميع، وذلك لأنه في هذه الحالة يوهم أن البسملة لأواخر السور، لا لأوائلها. وعلى هذا يكون ل «قالون، والأصبهاني، وابن كثير، وعاصم، والكسائي، وأبي جعفر» هذه الأوجه الثلاثة بين كل سورتين، سوى الأنفال،
وبراءة، فإن حكم ذلك سيأتي قريبا بإذن الله تعالى. ويكون ل «الأزرق، وأبي عمرو، وابن عامر، ويعقوب» بين كلّ سورتين خمسة أوجه: ثلاثة البسملة، والسكت، والوصل. ويكون ل «حمزة» بين كل سورتين سوى الأربع الزهر «الوصل» فقط. ويكون ل «خلف العاشر» بين كل سورتين سوى الأربع الزهر «الوصل، والسكت». ويكون لكل واحد من القراء العشرة بين «الأنفال، وبراءة» ثلاثة أوجه: الأول: الوقف على آخر «الأنفال» وقفة يسيرة مع التنفس. الثاني: السكت على آخر «الأنفال» بدون تنفس. الثالث: وصل آخر الأنفال بأوّل «براءة». والأوجه الثلاثة من غير بسملة. وهذه الأوجه الثلاثة جائزة لكل القراء بين أوّل «براءة» وبين أيّ سورة، بشرط أن تكون هذه السورة قبل «التوبة» في الترتيب، كما لو وصل آخر «الأنعام» بأوّل «براءة». أمّا إذا كانت هذه السورة بعد «براءة» في الترتيب، كما لو وصل آخر سورة «الفرقان» بأوّل «براءة» فالذي يظهر لي والله أعلم أنه يتعين الوقف حينئذ، ويمتنع «السكت، والوصل». كذلك يتعين الوقف، ويمتنع «السكت، والوصل» إذا وصل آخر «براءة» بأوّلها. تمّ باب البسملة ولله الحمد والشكر
"باب الإدغام الكبير"
«باب الإدغام الكبير» قدّم المؤلف رحمه الله تعالى هذا الباب على غيره من سائر الأبواب من أجل تقديم «الرحيم ملك». وافتتح به أبواب الأصول، وسيتبعه بغيره بحسب الترتيب. والإدغام، والإظهار، إحدى الظواهر اللغوية التي اهتم بها العلماء قديما، وحديثا، ووضعوا لها الكثير من الضوابط، والقواعد. واختلف العلماء في تعليلها، وتفسيرها، وفي أيّ القبائل العربية التي كانت تميل إلى النطق بالإظهار، وأيّها كانت تميل إلى الإدغام الخ. وفي البداية نتعرف على حقيقة كل من الإظهار، والإدغام فنقول: الإظهار لغة: البيان، واصطلاحا إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر. والإدغام لغة: إدخال الشيء في الشيء، يقال: أدغمت اللجام في فم الدّابة أي أدخلته فيه. واصطلاحا النطق بالحرفين حرفا كالثاني مشدّدا. فإن قيل: هل الأصل الإظهار، أو الإدغام؟ أقول: لعلّ الإظهار هو الأصل، لأنه لا يحتاج إلى سبب في وجوده، بخلاف الإدغام فإنه يحتاج إلى سبب.
وينقسم الإدغام إلى كبير، وصغير: فالكبير: هو أن يتحرك الحرفان معا المدغم، والمدغم فيه نحو الراءين في قوله تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ (سورة البقرة الآية 185). وقد خصص المؤلف هذا الباب للحديث عن الإدغام الكبير. والصغير: هو أن يكون المدغم ساكنا، والمدغم فيه متحركا نحو التاءين في قوله تعالى: فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ (سورة البقرة الآية 16). وسمّي الأول كبيرا لكثرة العمل فيه، وهو تسكين الحرف أولا ثم إدغامه ثانيا. وسمّي الثاني صغيرا لقلّة العمل فيه، وهو الإدغام فقط. وقد عقد المؤلف للإدغام الصغير بابا خاصا به، سيأتي بإذن الله. واعلم أن الإدغام ينقسم قسمين: كامل، وناقص: فالكامل: هو أن يذهب الحرف، وصفته، مثل إدغام النون الساكنة في الراء نحو قوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ (سورة البقرة الآية 26). والناقص: هو أن يذهب الحرف، وتبقى صفته، مثل إدغام النون الساكنة في «الياء» نحو قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ (سورة البقرة الآية 8) على قراءة الجمهور. والإدغام ينقسم إلى: واجب، وجائز، وممتنع، وقد تقدم الحديث عن الإدغام الواجب أثناء قول ابن الجزري في مقدمته: وأوّلي مثل وجنس إن سكن ... أدغم كقل ربّ وبل لا كما تحدث ابن الجزري عن الإدغام الممتنع أثناء قوله في المقدمة: ................ ....... ... ................ ... وأبن سبّحه فاصفح عنهم قالوا وهم ... في يوم لا تزغ قلوب قل نعم
وسيتكلم المؤلف في هذا الباب، وباب الإدغام الصغير عن الإدغام الجائز، وسيذكر موانع الإدغام. واعلم أن الإدغام له شروط، وأسباب، وموانع، وسيتكلم المؤلف عن كل ذلك مفصّلا بإذن الله تعالى. قال ابن الجزري: إذا التقى خطّا محرّكان ... مثلان جنسان مقاربان أدغم بخلف الدّور السّوسي معا ... .... المعنى: هذا شروع من المؤلف رحمه الله تعالى في الحديث مفصّلا عن «الإدغام الكبير.» وبدأ بالحديث عن: شروط الإدغام، وأسبابه، ومن ورد عنه الإدغام الكبير من القراء. وسأتحدّث عن هذه الأمور الثلاثة بالتفصيل حسب ترتيبها بإذن الله تعالى فأقول وبالله التوفيق: شروط الإدغام: أن يلتقي الحرفان: المدغم، والمدغم فيه خطّا ولفظا، أو خطّأ لا لفظا، ليدخل نحو: «إنه هو» لأن الهاءين وإن لم يلتقيا لفظا لوجود الواو المدّيّة أثناء النطق، فإنهما التقيا خطّا، إذ الواو المدّيّة لا تكتب في رسم المصحف، وإنما يعوض عنها «واو» صغيرة، وهي من علامات «الضبط». إذا فالعبرة في الإدغام التقاء الحرفين خطّأ نحو: «إنه هو». وخرج نحو: «أنا نذير» لأن النونين وإن التقيتا لفظا إلّا أن «الألف» التي بعد «أنا» تعتبر فاصلة بينهما، ولذا فإنّ النونين في هذا المثال لا تدغمان، وكذا كل ما يماثلهما. وأسباب الإدغام ثلاثة: التماثل، أو التقارب، أو التجانس.
فالتماثل: أن يتفق الحرفان في المخرج والصفات معا، كالهاء في الهاء. والتقارب: أن يتقاربا مخرجا، أو صفة، أو مخرجا وصفة، كالتاء في الثاء، والجيم في الذال. والتجانس: أن يتفقا مخرجا، ويختلفا صفة، كالدال في التاء، والتاء في الطاء، والثاء في الذال. وقد أمر المؤلف رحمه الله تعالى بالإدغام الكبير لكل من: «الدّوري والسوسي» بخلف عنهما، إذا ما وجدت الشروط، والأسباب، وعدمت الموانع التي سيذكرها فيما يأتي. قال ابن الجزري: ................ ........ ... لكن بوجه الهمز والمدّ امنعا المعنى: أشار المؤلف رحمه الله تعالى في شطر هذا البيت إلى بعض موانع الإدغام: فبيّن أن «الإدغام الكبير» يمتنع «لأبي عمرو» في حالتين: الأولى: حالة تحقيق الهمز المفرد الساكن الذي له فيه الإبدال. والثانية: حالة مدّ «المدّ المنفصل». وسيأتي خلاف «أبي عمرو» في مدّ «المنفصل» وقصره. ويتفرّع على ذلك الأحوال الثلاثة الآتية: 1 - اجتماع الإدغام الكبير مع همز ساكن. 2 - اجتماع الإدغام الكبير مع «مدّ منفصل». 3 - اجتماع الإدغام الكبير مع همز ساكن، ومدّ منفصل. فإذا اجتمع الإدغام الكبير، والهمز الساكن نحو قوله تعالى: وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (سورة يونس الآية 39) كان لأبي عمرو ثلاثة أوجه وهي: 1 - تحقيق الهمزة والإظهار
2 - إبدال الهمزة والإظهار. 3 - إبدال الهمزة والإدغام. ويمتنع الإدغام على تحقيق الهمزة. وإذا اجتمع الإدغام الكبير مع «مدّ منفصل» نحو قوله تعالى: قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ (سورة الأنعام الآية 50) كان لأبي عمرو ثلاثة أوجه وهي: 1 - قصر المنفصل والإظهار. 2 - قصر المنفصل والإدغام. 3 - مدّ المنفصل والإظهار. ويمتنع الإدغام على مدّ المنفصل. وإذا اجتمع الإدغام الكبير مع «الهمز، ومدّ منفصل» نحو قوله تعالى: قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما (سورة يوسف الآية 37) كان لأبي عمرو ثلاثة أوجه وهي: 1 - الإظهار، وتحقيق الهمزة، وقصر المنفصل. 2 - الإظهار، وتحقيق الهمزة، ومدّ المنفصل. 3 - الإدغام، وإبدال الهمزة، وقصر المنفصل. ويمتنع ثلاثة أوجه وهي: 1 - الإدغام، وتحقيق الهمزة، وقصر المنفصل. 2 - الإدغام، وتحقيق الهمزة، ومدّ المنفصل. 3 - الإدغام، وإبدال الهمزة، ومدّ المنفصل. قال ابن الجزري: فكلمة مثلي مناسككّم وما ... سلككم وكلمتين عمّما المعنى: أخبر المؤلف رحمه الله تعالى بأن «أبا عمرو» أدغم من المثلين إذا كانا في كلمة واحدة موضعين فقط وهما:
1 - «مناسككم» من قوله تعالى: فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ (سورة البقرة الآية 200). 2 - «ما سلككم» من قوله تعالى: ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (سورة المدثر الآية 42). وأظهر ما عداهما، نحو قوله تعالى: وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ (سورة فاطر الآية 14). أمّا إذا كان المثلان في كلمتين فإن «أبا عمرو» يعمّم الإدغام فيهما ويدغمهما بالخلاف ما لم يمنع مانع مما سيذكره المؤلف في البيت الآتي. وقد وقع المثلان من كلمتين في سبعة عشر حرفا وهي: الباء، والتاء، والثاء، والحاء، والراء، والسين، والعين، والغين، والفاء، والقاف، والكاف، واللام، والميم، والنون، والهاء، والواو، والياء، وهذه أمثلة لهذه الحروف: 1 - فالباء، نحو قوله تعالى: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ (سورة البقرة الآية 176). 2 - والتاء، نحو قوله تعالى: فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ (سورة المائدة الآية 106). 3 - والثاء، نحو قوله تعالى: وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ (سورة البقرة الآية 191). 4 - والحاء، نحو قوله تعالى: وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ (سورة البقرة الآية 235). 5 - والراء، نحو قوله تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ (سورة البقرة الآية 185). 6 - والسين، نحو قوله تعالى: وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى (سورة الحج الآية 2). 7 - والعين، نحو قوله تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ (سورة البقرة الآية 255). 8 - والغين، نحو قوله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ (سورة آل عمران الآية 85).
9 - والفاء، نحو قوله تعالى: وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ (سورة البقرة الآية 213). 10 - والقاف، نحو قوله تعالى: فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ (سورة الأعراف الآية 143). 11 - والكاف، نحو قوله تعالى: إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً (سورة طه الآية 35). 12 - واللام، نحو قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ (سورة البقرة الآية 11). 13 - والميم، نحو قوله تعالى: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (سورة الفاتحة الآيتان 3 - 4). 14 - والنون، نحو قوله تعالى: وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ (سورة البقرة الآية 30). 15 - والهاء، نحو قوله تعالى: لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (سورة البقرة الآية 2). 16 - والواو، نحو قوله تعالى: وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (سورة الأنعام الآية 127). 17 - والياء، نحو قوله تعالى: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (سورة إبراهيم الآية 31). قال ابن الجزري: ما لم ينوّن أو يكن تا مضمر ... ولا مشدّدا وفي الجزم انظر فإن تماثلا ففيه خلف ... وإن تقاربا ففيه ضعف المعنى: هذا شروع في بيان موانع الإدغام الكبير. وهي قسمان: متفق عليها، ومختلف فيها: فالمتفق عليها ثلاثة: المانع الأول: أن يكون الأول منهما منونا، سواء كانا مثلين نحو قوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة البقرة الآية 173).
أو متجانسين، نحو قوله تعالى: بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى (سورة الحشر الآية 14). أو متقاربين، نحو قوله تعالى: يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ (سورة الزمر الآية 6). وإنما امتنع الإدغام في هذه الحالة لأن التنوين نون ساكنة فصلت بين الحرفين، فانتفى شرط التقاء الحرفين لفظا. المانع الثاني: أن يكون الأوّل منهما تاء ضمير لمتكلم، أو مخاطب: نحو قوله تعالى: وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (سورة النبأ الآية 40). ونحو قوله تعالى: أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (سورة يونس الآية 99). وإنما امتنع الإدغام في هذه الحالة، لأن تاء المتكلم مضمومة، وتاء المخاطب مفتوحة إذا كان المخاطب مذكّرا، ومكسورة إذا كانت المخاطبة مؤنثة، فامتنع الإدغام لشدة الحرص على عدم اللبس، لأن الإدغام يجعل النطق بتاء المتكلم، والمخاطب واحدا. المانع الثالث: أن يكون الأوّل منهما مشدّدا: نحو قوله تعالى: ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (سورة القمر الآية 48). ونحو قوله تعالى: أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى (سورة الرعد الآية 19). ونحو قوله تعالى: فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً (سورة البقرة الآية 200). وإنما امتنع الإدغام في هذه الحالة، لأن الحرف المشدد مركب من حرفين: الأول ساكن، والثاني متحرك، فحينئذ لا يحتمل الحرف الثاني أن يدغم فيه حرفان في وقت واحد.
ففي هذه الأحوال الثلاثة التي يكون الحرف المدغم منونا، أو تاء ضمير، أو مشدّدا، يتعين الإظهار، ويمتنع الإدغام قولا واحدا. والموانع المختلف فيها مثل: الجزم، وتوالي الإعلال، وقلة الحروف الخ كما سيأتي تفصيله إن شاء الله تعالى. فإذا كان المانع الجزم ففيه تفصيل: وذلك لأنه إما أن يكون في المثلين، أو المتجانسين، أو المتقاربين: فإن كان في المثلين نحو قوله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ (سورة آل عمران الآية 85) أو في المتجانسين نحو قوله تعالى: وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى (سورة النساء الآية 102). ففي هاتين الحالتين يكون في إدغامه خلاف لأصحاب الإدغام. وجه الإدغام: النظر إلى الحالة الموجودة وهي التقاء الحرفين لفظا وخطّا. ووجه الإظهار: النظر إلى الحالة الأصلية قبل دخول الجازم، حيث كان في آخر الكلمة الأولى حرف حذف للجازم. وإن كان في المتقاربين، وهو في قوله تعالى: وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ. (سورة البقرة الآية 247). ففي هذه الحالة يكون فيه وجهان أيضا، وهما: الإظهار، وهو الأرجح والأقوى، نظرا لكثرة طرقه التي جاء منها. والإدغام، وهو ضعيف نظرا لقلّة طرقه التي روته. قال ابن الجزري: والخلف في واو هو المضموم ها ... وآل لوط جئت شيئا كاف ها كاللّاء لا يحزنك فامنع ... ..... المعنى: اختلف أصحاب الإدغام الكبير في إدغام «الواو» من «هو»
المضموم هاؤه، وقد وقع في ثلاثة عشر موضعا، نحو قوله تعالى: فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ (سورة البقرة الآية 249). وعلة إظهاره مصيره إلى حرف مدّ، وذلك أنه إذا أدغم سكن، وإذا سكن صار حرف مدّ، وحرف المدّ لا يدغم. وعلّة إدغامه، وجود سبب الإدغام، وانتفاء المانع. واختلف عنهم أيضا في إدغام «اللام» من «ءال لوط» وهو في أربعة مواضع: اثنان في الحجر وهما في قوله تعالى: إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (سورة الحجر الآية 59). وقوله تعالى: فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (سورة الحجر الآية 61). وموضع في النمل وهو قوله تعالى: فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ (سورة النمل الآية 56). وموضع في القمر وهو قوله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (سورة القمر الآية 34). وجه الإظهار توالى الإعلال عليه، لأن أصله «أهل» فقلبت «الهاء، همزة» ثم أبدلت ألفا، ثم بعد ذلك تدغم فيكون في الكلمة ثلاث إعلالات، وذلك قليل في لغة العرب. ووجه الإدغام، وجود السبب، وانتفاء المانع. واختلف عنهم أيضا في إدغام «التاء» من قوله تعالى: قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا (سورة مريم الآية 27). وجه إظهاره كونه تاء مضمر. ووجه إدغامه دون إدغام لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً (سورة الكهف آية 71). أن موضع مريم مكسور التاء، وموضع الكهف مفتوح التاء، والكسر ثقيل فأدغم تخفيفا، يضاف إلى ذلك صحة الرواية.
فإن قيل: لم لم يدغم قوله تعالى: وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (سورة النبأ الآية 40) وهو مضموم، والضم أثقل من الكسر؟ أقول: الأصل في القراءة صحة النقل، يضاف إلى ذلك إخفاء النون التي قبل التاء، والإخفاء من موانع الإدغام. واختلف عنهم أيضا في إدغام وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ (سورة الطلاق الآية 4) على وجه إبدال الهمزة ياء ساكنة. وجه الإظهار: أن أصل هذه الكلمة: «اللائي» بهمزة مكسورة، بعدها ياء ساكنة، فحذفت الياء لتطرفها، وانكسار ما قبلها، ثم خففت الهمزة لثقلها فأبدلت ياء ساكنة على غير قياس، فحصل في هذه الكلمة إعلالان، فلم تكن لتعلّ ثالثا بالإدغام. وقيل: أظهرت لأن أصل الياء الهمزة، فإبدالها وتسكينها عارض، ولم يعتدّ بالعارض فيها، فلذلك لم تدغم. وإلى هذا أشار الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى بقوله: وقبل يئسن الياء في اللّاء عارض ... سكونا أو اصلا فهو يظهر مسهلا ووجه الإدغام: أن الياء مبدلة من الهمزة، فالتقى مثلان فأدغما. ومعنى قول الناظم: لا يحزنك فامنع: أي امنع الإدغام قولا واحدا في قوله تعالى: وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ (سورة لقمان الآية 23). من أجل إخفاء النون. تنبيه: لم يرد الإدغام في قوله تعالى: فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ (سورة يس الآية 76) لأن الكاف وقعت بعد سكون النون، وشرط إدغامها في القاف أن تقع بعد متحرك، وقد أشار إلى ذلك «ابن الجزري» بقوله: والكاف في القاف وهي فيها وان ... بكلمة فميم جمع واشرطن فيهنّ عن محرّك ............. ... ................ ......
قال ابن الجزري: ............... وكلم ... رض سنشدّ حجّتك بذل قثم تدغم في جنس وقرب فصّلا ... فالرّاء في اللام وهي في الراء لا إن فتحا عن ساكن لا قال ثم ... لا عن سكون فيهما النّون ادّغم ونحن أدغم ضاد بعض شأن نص ... سين النفوس الرأس بالخلف يخص مع شين عرش ..... ... ..... المعنى: هذا شرع في بيان ما يدغم من المتجانسين، والمتقاربين، وهو ستة عشر حرفا، أشار إليها الناظم في قوله: «رض سنشدّ حجّتك بذل قثم». وهي: الراء، والضاد، والسين، والنون، والشين، والدال، والحاء، والجيم، والتاء، والكاف، والباء، والذال، واللام، والقاف، والثاء، والميم. ثم شرع المؤلف في بيان الحروف التي يدغم فيها كل حرف من هذه الحروف الستة عشر، مع توضيح شروط ذلك الإدغام: فبين أن «الراء» تدغم في «اللام» نحو قوله تعالى: قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ (سورة هود الآية 78). وقوله تعالى: غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ* لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها (سورة البقرة الآيتان 285 - 286). وقوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (سورة آل عمران الآية 190). وشرط إدغام «الراء» في «اللام» ألّا تقع الراء مفتوحة بعد ساكن، فإن وقعت مفتوحة وسكن ما قبلها لم تدغم بل يتعين إظهارها، نحو قوله تعالى: وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً (سورة النحل الآية 8). و «اللام» تدغم في «الراء» إذا تحرك ما قبل اللام، نحو قوله تعالى: قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ (سورة هود الآية 81).
فإن سكن ما قبل اللام أدغمت مضمومة، ومكسورة، نحو قوله تعالى: فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا (سورة البقرة الآية 200). وقوله تعالى: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ (سورة النحل الآية 125). وأظهرت مفتوحة، نحو قوله تعالى: وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ (سورة المنافقون الآية 10) وذلك لخفة الفتحة. إلّا لام «قال» فإنها تدغم مع أنها مفتوحة بعد ساكن، وذلك لكثرة وقوعها في «القرآن الكريم» مثال ذلك قوله تعالى: قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا (سورة المائدة الآية 23). وقوله تعالى: قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ (سورة القصص الآية 17). «والنون» تدغم في كل من «الراء، واللام» بشرط أن يتحرك ما قبلها، نحو قوله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (سورة إبراهيم الآية 7). وقوله تعالى: وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً (سورة البقرة الآية 55). فإن سكن ما قبل النون أظهرت، نحو قوله تعالى: يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ (سورة النحل الآية 50). وقوله تعالى: أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ (سورة الأحزاب الآية 36). إلا «النون» من «نحن» فإنها تدغم في «اللام» بعدها مع أن قبلها ساكنا، وذلك لثقل حركتها وهي الضم، مع لزومها، ولكثرة تكرارها، وورودها في «القرآن الكريم» مثال ذلك قوله تعالى: وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (سورة البقرة الآية 133). وقوله تعالى: وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ (سورة البقرة الآية 138).
وقوله تعالى: وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ (سورة يونس الآية 78). وقوله تعالى: وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (سورة هود الآية 53). و «الضاد» تدغم في «الشين» من قوله تعالى: فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ (سورة النور الآية 62). وقوله: «نص» أي نصّ على إدغامه «الإمام أبو عمرو الداني». وقد قرأت على شيخي رحمه الله تعالى بالإظهار، والإدغام. و «السين» تدغم في «الزاي» في قوله تعالى: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (سورة التكوير الآية 7). وفي «الشين» في قوله تعالى: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً (سورة مريم الآية 4). وقوله: «بالخلف يخص» أي أن السين تدغم في هذين اللفظين بالخلاف، واختص الإدغام بهذين اللفظين فقط، فلا يشمل غيرهما نحو قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً (سورة يونس الآية 44). فحكمه الإظهار قولا واحدا، وقد قرأت بذلك والحمد لله رب العالمين. قال ابن الجزري: ... الدّال في عشر سنا ... ذا ضق ترى شد ثق ظبا زد صف جنا إلّا بفتح عن سكون غيرتا ... ..... المعنى: أشار الناظم رحمه الله تعالى بهذا إلى أن «الدال» المهملة تدغم في عشرة أحرف، وهي الأوائل من العشر كلمات التي ذكرها وهي: السين، والذال، والضاد، والتاء، والشين، والثاء، والظاء، والزاي، والصاد، والجيم، وهذه أمثلة لهذه الحروف العشرة: 1 - فمثال «الدال» في «السين» قوله تعالى: وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ* سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ (سورة إبراهيم الآيتان 49 - 50).
2 - ومثال «الدال» في «الذال» قوله تعالى: وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ (سورة المائدة الآية 97). 3 - ومثال «الدال» في «الضاد» قوله تعالى: وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا (سورة يونس الآية 21). 4 - ومثال «الدال» في «التاء» قوله تعالى: وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ (سورة البقرة الآية 187). 5 - ومثال «الدال» في «الشين» قوله تعالى: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها (سورة يوسف الآية 26). 6 - ومثال «الدال» في «الثاء» قوله تعالى: مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا (سورة النساء الآية 134). 7 - ومثال «الدال» في «الظاء» قوله تعالى: وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ (سورة آل عمران الآية 108). 8 - ومثال «الدال» في «الزاي» قوله تعالى: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ (سورة النور الآية 35). 9 - ومثال «الدال» في «الصاد» قوله تعالى: نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ (سورة يوسف الآية 72). 10 - ومثال «الدال» في «الجيم» قوله تعالى: وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ (سورة البقرة الآية 251). وقول الناظم: «إلّا بفتح عن سكون غيرتا» معناه أن الدال تدغم في هذه الحروف العشرة بشرط ألّا تقع «الدال» مفتوحة بعد ساكن، فإن فتحت بعد ساكن، فإنها لا تدغم إلّا في «التاء» فقط، وذلك لقوة المجانسة، إذ يخرجان معا من: طرف اللسان، وأصول الثنايا العليا، كما أنهما مشتركان في الصفات الآتية: «الشدة، والاستفال، والانفتاح، والإصمات».
مثال الدال المفتوحة بعد ساكن قوله تعالى: وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا (سورة النحل الآية 91). قال ابن الجزري: ..... ... والتّاء في العشر وفي الطّا ثبتا والخلف في الزّكاة والتّوراة حل ... ولتأت آت ... المعنى: هذا شروع في بيان الحروف التي تدغم فيها «التاء» فبيّن أنّ «التاء» تدغم في العشرة الأحرف التي تدغم فيها «الدال» وفي «الطاء» أيضا، فيصبح للتّاء أحد عشر حرفا، إلا أن إدغام «التاء» في «التاء» من باب المثلين، وليس من باب المتجانسين، أو المتقاربين، فإذا أسقطنا من جملة العدد «التاء» أصبحت الحروف التي تدغم «التاء» فيها عشرة أحرف، وهي: السين، والذال، والضاد، والشين، والثاء، والظاء، والزاي، والصاد، والجيم، والطاء. وهذه أمثلة لهذه الحروف العشرة: 1 - فمثال «التاء» في «السين» قوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ (سورة النساء الآية 57). وأمّا قوله تعالى: وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ (سورة البقرة الآية 247) فلم يرد فيه الإدغام لأجل الجزم، وقد قرأته بالإظهار وعدم الإدغام. 2 - ومثال «التاء» في «الذال» قوله تعالى: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ (سورة هود الآية 114). واختلف المدغمون في إدغام «التاء» في «الذال» من قوله تعالى: وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ (سورة الإسراء الآية 26). ومن قوله تعالى: فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ (سورة الروم الآية 38) وقد أشار الناظم إلى هذا الخلاف بقوله: والخلف في الزكاة والتوراة حل ... ولتأت آت ...........
فإن قيل: ما وجه الخلاف في هذين الموضعين بالذات؟ أقول: لعلّ وجه الإظهار أن هذين الموضعين من المجزوم. ووجه الإدغام من أجل التقارب الذي بين الحرفين وقوة الكسرة وقد أشار الناظم إلى هذا بقوله: ................ ... وفي الجزم انظر ....... فإن تماثلا ففيه خلف ... وإن تقاربا ففيه ضعف 3 - ومثال «التاء» في «الضاد» قوله تعالى: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (سورة العاديات الآية 1). 4 - ومثال «التاء» في «الشين» قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ (سورة النور الآية 4). وقد تقدم التنبيه على الخلاف الذي في قوله تعالى: قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا (سورة مريم الآية 27). 5 - ومثال «التاء» في «الثاء» قوله تعالى: وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها وَآمَنُوا (سورة الأعراف الآية 153). واختلف المدغمون في إدغام «التاء» في «الثاء» من قوله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ (سورة البقرة الآية 83). ومن قوله تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها (سورة الجمعة الآية 5). وقد أشار الناظم إلى هذا الخلاف بقوله: «والخلف في الزكاة والتوراة حل». 6 - ومثال «التاء» في «الظاء» قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ (سورة النساء الآية 97). 7 - ومثال «التاء» في «الزاي» قوله تعالى: وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً (سورة الزمر الآية 73).
8 - ومثال «التاء» في «الصاد» قوله تعالى: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ (سورة النبأ الآية 38). 9 - ومثال «التاء» في «الجيم» قوله تعالى: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا (سورة المائدة الآية 93). 10 - ومثال «التاء» في «الطاء» قوله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ (سورة هود الآية 114). واختلف المدغمون في إدغام «التاء» في «الطاء» من قوله تعالى: وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ (سورة النساء الآية 102). وقد أشار الناظم إلى هذا الخلاف بقوله: والخلف في الزكاة والتوراة حل ... ولتأت آت فإن قيل: ما وجه الخلاف في هذا الموضع بالذات؟ أقول: لعلّ وجه الإظهار في هذا الموضع أنه من المجزوم. ووجه الإدغام التجانس الذي بين الحرفين، وقوة الكسرة. قال ابن الجزري: ................ ... ... ........ ولثا الخمس الأول المعنى: هذا شروع في بيان الحروف التي تدغم «الثّاء» فيها، وهي الحروف الخمسة التي ذكرت أوّلا من الحروف التي تدغم «الدال» فيها، وهي: «السين، والذال، والضاد، والتاء، والشين» وهذه أمثلة لهذه الحروف الخمسة: 1 - فمثال «الثاء» في «السين» قوله تعالى: وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ (سورة النمل الآية 16). 2 - ومثال «الثاء» في «الذال» قوله تعالى: وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا (سورة آل عمران الآية 14). 3 - ومثال «الثاء» في «الضاد» قوله تعالى: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (سورة الذاريات الآية 24).
4 - ومثال «الثاء» في «التاء» قوله تعالى: وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (سورة الحجر الآية 65). 5 - ومثال «الثاء» في «الشين» قوله تعالى: وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ (سورة البقرة الآية 35). قال ابن الجزري: والكاف في القاف وهي فيها وإن ... بكلمة فميم جمع واشرطن فيهنّ عن محرّك والخلف في ... طلّقكنّ .... المعنى: يفهم من هذا أنّ «الكاف» تدغم في «القاف» إذا تحرك ما قبل «الكاف» نحو قوله تعالى: وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ (سورة البقرة الآية 30). فإن سكن ما قبل «الكاف» لم تدغم نحو قوله تعالى: وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً (سورة الجمعة الآية 11). ويفهم أيضا أنّ «القاف» تدغم في «الكاف» إذا تحرك ما قبل «القاف» نحو قوله تعالى: بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ (سورة المائدة الآية 64). وكذلك تدغم «القاف» في «الكاف» إذا كانت معها في كلمة واحدة، وكان بعد «الكاف» ميم جمع، نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (سورة البقرة الآية 21). واختلف المدغمون في إدغام «القاف» في «الكاف» من قوله تعالى: عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ (سورة التحريم الآية 5). فإن قيل: ما وجه الخلاف في هذا اللفظ؟ أقول: وجه الإظهار في هذا اللفظ فقد الشرط وهو: عدم وقوع «ميم جمع» بعد الكاف. ووجه الإدغام ثقل الكلمة بالتأنيث والجمع، وكأنّ نون النسوة الدالة على الجمع قامت مقام «واو الجمع» في الثقل فخفف اللفظ بالإدغام، والوجهان
صحيحان، وقرأت بهما والحمد لله ربّ العالمين. وقد أشار إلى هذا الخلاف «الإمام الشاطبي» بقوله: وإدغام ذي التحريم طلقكنّ قلّ ... أحقّ وبالتأنيث والجمع أثقلا فإن فقد شرط من الشرطين المتقدمين: بأن سكن ما قبل «القاف» أو لم يقع بعد «الكاف» «ميم جمع» وجب الإظهار، مثال ذلك قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ (سورة البقرة الآية 63). وقوله تعالى: نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى (سورة طه الآية 132). وقد أشار إلى ذلك «الإمام الشاطبي» بقوله: ................ ..... ... وميثاقكم أظهر ونرزقك انجلا قال ابن الجزري: ................ ..... ... ................ ولحا زحزح في والذّال في سين وصاد الجيم صح ... من ذي المعارج وشطأه رجح والباء في ميم يعذّب من فقط ... ................ ........ المعنى: يفهم من هذا أنّ «الحاء» تدغم في «العين» من قوله تعالى: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ (سورة آل عمران الآية 185). والإدغام خاص بهذا اللفظ فقط دون غيره على خلاف بين المدغمين، وقيّد الناظم الإدغام بهذا اللفظ ليخرج ما عداه فحكمه الإظهار قولا واحدا، مثال ذلك قوله تعالى: وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ (سورة النساء الآية 24). وقوله تعالى: وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ (سورة المائدة الآية 3). وقول الناظم «في» هو فعل أمر من: «وفي يفي» إذا تمّ وكثر. ويجوز أن يكون فعل أمر من «الوفاء» الذي هو ضدّ الغدر، وحينئذ يكون المعنى: أتمّ إدغامه، وأعطه حقه إذا لفظت به ولا تكن غادرا، ولا مخالفا، لما ورد عن علماء القراءات الثقات.
ويفهم أيضا من كلام الناظم أن «الذال» تدغم في حرفين هما: «السين، والصاد» وذلك في قوله تعالى: فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً (سورة الكهف الآية 61). وقوله تعالى: وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً (سورة الكهف الآية 63). وقوله تعالى: مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (6) (سورة الجنّ الآية 3). ويفهم من كلام الناظم أيضا أنّ «الجيم» تدغم في حرفين هما: 1 - «التاء» من قوله تعالى: مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ* تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ (سورة المعارج الآيتان 2 - 3). 2 - «الشين» من قوله تعالى: وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ (سورة الفتح الآية 29). على الراجح من الوجهين، والوجهان صحيحان، وبهما قرأت. ويفهم من كلام الناظم أيضا أنّ «الباء» تدغم في «ميم» «يعذب من يشاء» فقط، وذلك في خمسة مواضع وهي: 1 - قوله تعالى: يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة آل عمران الآية 129). 2 - قوله تعالى: يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ (سورة المائدة الآية 18). 3 - قوله تعالى: يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (سورة المائدة الآية 40). 4 - قوله تعالى: يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (سورة العنكبوت الآية 21). 5 - قوله تعالى: يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (سورة الفتح الآية 14). تنبيه: ليس من هذه المواضع قوله تعالى: فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ (سورة البقرة الآية 284) حيث إن «أبا عمرو» يقرأه بجزم الباء، وإدغامه
حينئذ يكون من باب الإدغام الصغير، وليس من الإدغام الكبير. ومعنى قول الناظم: «والباء في ميم يعذّب من فقط» أنّ ما عداه لا خلاف في إظهاره، نحو قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها (سورة البقرة الآية 26). وقوله تعالى: سَنَكْتُبُ ما قالُوا (سورة آل عمران الآية 181). قال ابن الجزري: ................ ..... ... والحرف بالصّفة إن يدغم سقط المعنى: يفهم من هذا أن الحرف إذا أدغم في هذا الباب فإنه يدغم إدغاما كاملا بحيث تذهب ذات الحرف وصفته، لأن الإدغام هو: النطق بالحرفين حرفا كالثاني مشدّدا. قال ابن الجزري: والميم عند الباء عن محرّك ... تخفى ............... المعنى: أنّ «الميم» المتحركة إذا وقعت بعد حرف متحرك، ووقع بعد «الميم» «الباء» فإن «الميم» في هذه الحالة تخفى، أي تستتر مع الغنة: فالإخفاء لغة: الستر، واصطلاحا: هو النطق بحرف بصفة بين الإظهار، والإدغام، عار عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف المخفي. فإن قيل: لماذا عدل عن إدغام «الميم في الباء» إلى «الإخفاء»؟ أقول: من أجل المحافظة على غنة «الميم» إذ الإدغام يذهب الغنة. فإن كان الحرف الذي قبل «الميم» ساكنا فإنه لا خلاف في إظهار «الميم» حينئذ، مثال ذلك قوله تعالى: وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ (سورة البقرة الآية 132). قال ابن الجزري: ................ .......... ... ....... وأشممن ورم أو اترك في غير با والميم معهما وعن ... بعض بغير الفا ........
المعنى: تجوز الإشارة بالروم، والإشمام إلى حركة الحرف المدغم. والمراد بالروم هنا: الإخفاء، والاختلاس، وهو: الإتيان بمعظم الحركة. والمراد بالإشمام هنا: ضمّ الشفتين مع مقارنة النطق بالإدغام. والروم خاص بالمضموم، والمرفوع والمجرور، والمكسور. والإشمام خاص بالمضموم، والمرفوع فقط. والآخذون بالروم، والإشمام في هذا الباب أجمعوا على منع الروم، والإشمام في الحرف المدغم إذا كان «باء» والمدغم فيه «باء أو ميما» نحو قوله تعالى: نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ (سورة يوسف الآية 56). وقوله تعالى: يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ (سورة آل عمران الآية 129). أو كان الحرف المدغم «ميما» والمدغم فيه «باء أو ميما» نحو قوله تعالى: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ (سورة يوسف الآية 77). وقوله تعالى: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ (سورة الحج الآية 70). واستثنى بعض الآخذين بالروم، والإشمام في هذا الباب، الروم، والإشمام في «الفاء» المدغمة في مثلها، نحو قوله تعالى: تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (سورة المطففين الآية 24). وجه منع الروم، والإشمام في: «الباء، والميم، والفاء» تعذّر الروم، والإشمام، لأن هذه الحروف تخرج من «الشفتين». قال ابن الجزري: ................ .. ... .......... ومعتلّ سكن قبل امددن واقصره ... ... ................ ... المعنى: إذا كان الحرف المدغم حرف علة، سواء كان حرف مدّ ولين، أو حرف لين فقط، يجوز فيه الأوجه التي تجوز في عارض السكون عند الوقف من
القصر، والتوسط، والمدّ، والسكون المحض، والروم، والإشمام، كما هو مبين في علم التجويد، مثال ذلك في حرف المدّ واللين، قوله تعالى: الرَّحِيمِ* مالِكِ (سورة الفاتحة الآيتان 3 - 4). وقوله تعالى: قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً (سورة طه الآية 61). وقوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً (سورة البقرة الآية 201). ومثال ذلك في حرف اللين قوله تعالى: وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ (سورة الأعراف الآية 148). وقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ (سورة الفجر الآية 6). قال ابن الجزري: ..... والصّحيح قل ... إدغامه للعسر والإخفا أجل المعنى: إذا وقع قبل الحرف المدغم حرف صحيح ساكن جاز فيه وجهان: الإدغام المحض، والإخفاء، وقد يعبر عنه بالاختلاس. مثال ذلك قوله تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ (سورة البقرة الآية 185). وقوله تعالى: قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (سورة مريم الآية 29). قال ابن الجزري: وافق في إدغام صفّا زجرا ... ذكرا وذروا فد وذكرا الاخرى صبحا قرا خلف ... ... ..... المعنى: أشار المؤلف رحمه الله تعالى في هذا البيت، والأبيات الآتية إلى من وافق «أبا عمرو» على إدغام بعض ما تقدم، ثم استطرد فيه أحرفا أخرى ملحقة بالإدغام الكبير: فوافق «حمزة» «أبا عمرو» على إدغام أربعة أحرف بلا خلاف عن حمزة، وهي: 1 - «التاء» في «الصاد» من قوله تعالى: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا. (سورة الصافات، الآية 1)
2 - «التاء» في «الزاي» من قوله تعالى: فَالزَّاجِراتِ زَجْراً. (سورة الصافات، الآية 2). 3 - «التاء» في «الذال» من قوله تعالى: فَالتَّالِياتِ ذِكْراً. (سورة الصافات، الآية 3). 4 - «التاء» في «الذال» من قوله تعالى: وَالذَّارِياتِ ذَرْواً. (سورة الذاريات، الآية 1). ووافق «خلاد» «أبا عمرو» على إدغام حرفين بخلاف عنه، وهما: 1 - «التاء» في «الذال» من قوله تعالى: فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً (سورة المرسلات الآية 5). 2 - «التاء» في «الصاد» من قوله تعالى: فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (سورة العاديات الآية 3). تنبيه: اعلم أن إدغام «حمزة» يكون مع المدّ المشبع، لأنه من باب المدّ اللازم، بخلاف إدغام «أبي عمرو» فهو من باب المد العارض. كما أن إدغام «حمزة» لا يكون معه «روم» بخلاف إدغام «أبي عمرو». ويفهم هذا من قول «ابن الجزري»: «وافق في إدغام صفا زجرا» الخ أي أن الموافقة في الإدغام فقط دون غيره. قال ابن الجزري: ... وبا والصّاحب ... بك تمارى ظنّ ... المعنى: وافق المرموز له بالظاء من «ظن» وهو «يعقوب» «أبا عمرو» على إدغام «الباء» في «الباء» من قوله تعالى: وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ (سورة النساء الآية 36). وانفرد «يعقوب» عن «أبي عمرو» بإدغام «التاء في التاء» من قوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى (سورة النجم الآية 55). وهي قراءة صحيحة ومتواترة. وذلك لأنّ «أبا عمرو» لا يدغم من المثلين في كلمة إلّا «مناسككم، وما سلككم». واعلم أن إدغام «يعقوب» لا يتأتى إلا في حالة وصل «تتمارى» بالكلمة التي قبلها. أمّا في حالة الابتداء ب «تتمارى» فإنه يظهر التاءين كباقي القراء.
قال ابن الجزري: ................ ... ........ أنساب غبي ثمّ تفكّروا نسبّحك كلا ... بعد ............ المعنى: وافق المرموز له بالغين من «غبي» وهو: «رويس» «أبا عمرو» على إدغام أربع كلمات وهي: قوله تعالى: فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ (سورة المؤمنون الآية 101). وقوله تعالى: كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً* وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً* إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً (سورة طه الآيات 33 - 35). وأدغم «رويس» وحده «التاء» في «التاء» من قوله تعالى: ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ (سورة سبأ الآية 46). واعلم أن «إدغام» «رويس» لا يتأتى إلا في حالة وصل «تتفكروا» بالكلمة التي قبلها. أما في حالة الابتداء ب «تتفكروا» فإنه يظهر التاءين كباقي القراء وأن «أبا عمرو» لا يدغمها، لأنه لا يدغم من المثلين في كلمة إلّا «مناسككم، وما سلككم». قال ابن الجزري: ..... ... ... ورجّح لذهب وقبلا جعل نحل أنّه النّجم معا ... ..... المعنى: أن المرموز له بالغين من «غبي» وهو: «رويس» وافق «أبا عمرو» في إدغام عدد من الكلمات سيأتي تفصيلها بإذن الله تعالى. وهذا الإدغام على ثلاثة أقسام: الأول: ما يترجح إدغامه على إظهاره. والثاني: ما ورد فيه الخلاف من غير ترجيح. والثالث: ما يترجح إظهاره على إدغامه. وبدأ الناظم رحمه الله تعالى بالحديث عن القسم الأول فأفاد أن «رويسا»
أدغم أربع كلمات في اثني عشر موضعا وهي: 1 - قوله تعالى: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ (سورة البقرة الآية 20). 2 - قوله تعالى: فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها (سورة النمل الآية 37). و «جعل لكم» جميع ما في النحل وهو ثمانية أحرف وهي: 1 - وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً (سورة النحل الآية 72). 2 - وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً (سورة النحل الآية 72). 3 - وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ (سورة النحل الآية 78). 4 - وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً (سورة النحل الآية 80). 5 - وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً (سورة النحل الآية 80). 6 - وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا (سورة النحل الآية 81). 7 - وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً (سورة النحل الآية 81). 8 - وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ (سورة النحل الآية 81). «وأنه هو» الموضعان الأخيران في النجم وهما: 1 - وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى (سورة النجم الآية 48). 2 - وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى (سورة النجم الآية 49). قال ابن الجزري: ..... ... وخلف الأوّلين مع لتصنعا مبدّل الكهف وبا الكتابا ... بأيد بالحقّ وإن عذابا والكاف في كانوا وكلّا أنزلا ... لكم تمثّل وجهنّم جعلا شورى .... ... ..... المعنى: هذا شروع في بيان القسم الثاني: وهو ما ورد فيه الإدغام عن «رويس» من غير ترجيح، وهو أربعة عشر حرفا وهي: 1 - وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (الأول من النجم الآية 43).
2 - وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (الثاني من النجم الآية 44). 3 - وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (سورة طه الآية 39). 4 - لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ (سورة الكهف الآية 27). 5 - فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ (سورة البقرة الآية 79). 6 - أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ (سورة البقرة الآية 175). 7 - ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ (سورة البقرة الآية 176). 8 - كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ (سورة الروم الآية 55). 9 - فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ* كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (سورة الانفطار الآيتان 8 - 9). 10 - وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ (سورة النمل الآية 60). 11 - وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ (سورة الزمر الآية 6). 12 - فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا (سورة مريم الآية 17). 13 - مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ (سورة الأعراف الآية 41). 14 - جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً (سورة الشورى الآية 11). قال ابن الجزري: ... وعنه البعض فيها أسجلا ... ..... المعنى: هذا شروع في بيان القسم الثالث: وهو ما ورد فيه الإدغام عن «رويس» مع ترجيح الإظهار. وهو: «جعل لكم» في غير «النحل، والشورى» وهو سبعة عشر موضعا وهي: 1 - الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً (سورة البقرة الآية 22). 2 - وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ (سورة الأنعام الآية 97). 3 - هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ (سورة يونس الآية 67).
4 - الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً (سورة طه الآية 53). 5 - وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً (سورة الفرقان الآية 47). 6 - وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ (سورة القصص الآية 73). 7 - وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ (سورة السجدة الآية 9). 8 - الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً (سورة يس الآية 80). 9 - اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ (سورة غافر الآية 61). 10 - اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً (سورة غافر الآية 64). 11 - اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ (سورة غافر الآية 79). 12 - 13 - الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا (سورة الزخرف الآية 10). 14 - وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ (سورة الزخرف الآية 12). 15 - هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا (سورة الملك الآية 15). 16 - وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ (سورة الملك الآية 23). 17 - وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً (سورة نوح الآية 19). قال ابن الجزري: ..... ... وقيل عن يعقوب ما لابن العلا المعنى: يشير المؤلف رحمه الله تعالى بهذا إلى ما ذكره: «المبارك بن الحسن ابن أحمد بن عليّ بن فتحان، أبو الكرم الشّهرزوري، البغدادي» المولود سنة 462 هـ والمتوفى سنة 550 هـ في كتابه: «المصباح الزاهر في العشرة البواهر» وغيره من علماء القراءات، من إدغام «يعقوب» كلّ ما أدغمه «أبو عمرو» من المثلين والمتجانسين والمتقاربين، وهو وجه صحيح وقد قرأت به والحمد لله. قال ابن الجزري: بيّت حزفز تعدانني لطف ... وفي تمدّونني فضله ظرف
المعنى: لما فرغ الناظم من مذهب «أبي عمرو، ورويس، ويعقوب» فيما أدغموه من الإدغام الكبير، شرع في ذكر أحرف بقيت من الإدغام الكبير. فأخبر أن المرموز له بالحاء من «حز» والفاء من «فز» وهما: «أبو عمرو، وحمزة» قرأ بإدغام «التاء» في «الطاء» قولا واحدا وذلك في قوله تعالى: بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ (سورة النساء الآية 81). وقرأ الباقون بالإظهار. تنبيه: اعلم أن إدغام «أبي عمرو» لهذا الحرف يختلف عن إدغامه لما تقدم أول الباب: فهو يدغم هذا الحرف بلا خلاف، سواء قصر المنفصل، أو مدّه، وسواء أبدل الهمز المفرد، أو حققه. ثم أخبر أن المرموز له باللام من «لطف» وهو: «هشام» أدغم «النون» في «النون» من قوله تعالى: أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ (سورة الأحقاف الآية 17). والباقون بالإظهار، وعلى الإدغام يتعين إشباع المدّ. والمرموز له بالفاء من «فضله» والظاء من «ظرف» وهما: «حمزة، ويعقوب» أدغما «النون» في «النون» من قوله تعالى: فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ (سورة النمل الآية 36). مع المدّ المشبع، ولهما إثبات الياء وصلا ووقفا. وقرأ الباقون بالإظهار. وقرأ «نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر» بإثبات الياء وصلا فقط. وقرأ «ابن كثير» بإثبات الياء في الحالين. وقرأ الباقون بحذف الياء في الحالين. قال ابن الجزري: تمدّونني في سما. قال ابن الجزري: مكّنّ غير المكّ تأمنّا أشم ... ورم لكلّهم وبالمحض ثرم المعنى: قرأ جميع القراء غير «ابن كثير المكي» «مكنّي» من قوله تعالى:
قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ (سورة الكهف الآية 95) بنون واحدة مشددة مكسورة، وذلك على إدغام «النون» التي هي لام الفعل في نون الوقاية. وقرأ «ابن كثير المكي» بنونين خفيفتين: الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة، بدون إدغام، على الأصل. وقوله تعالى: قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ (سورة يوسف الآية 11) أصله «تأمننا» بنونين مظهرتين، وقد أجمع القراء العشرة على عدم إظهار النون الأولى، واختلفوا بعد ذلك في كيفية القراءة: فقرأ جميع القراء عدا «أبا جعفر» بوجهين: الأول: الإدغام مع الإشمام، والثاني: اختلاس ضمة النون الأولى. وقرأ «أبو جعفر» بالإدغام المحض من غير روم ولا إشمام. تمّ باب الإدغام الكبير ولله الحمد والشكر
"باب هاء الكناية"
«باب هاء الكناية» هاء الكناية في عرف القراء هي هاء الضمير التي يكنّى بها عن الواحد المذكر الغائب. والأصل في هاء الكناية الضمّ نحو قوله تعالى: إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (سورة الإسراء الآية 1). وقوله تعالى: إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (سورة الملك الآية 13). إلّا إذا وقع قبلها كسرة، أو ياء ساكنة فإنها حينئذ تكسر للمناسبة، نحو قوله تعالى: وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (سورة الملك الآية 13). وقوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (سورة البقرة الآية 2). ويجوز ضم هاء الكناية إذا وقعت بعد كسرة، أو ياء ساكنة، مراعاة للأصل، ولذلك قرئ بالوجهين: الكسر، والضم، في قوله تعالى: إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً (سورة طه الآية 10). وقوله تعالى: وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (سورة الفتح الآية 10). وقدّم الناظم رحمه الله تعالى هذا الباب على غيره لتقدم قوله تعالى: لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً. والخلاف بين القراء في «هاء الكناية» دائر بين: ضمها، وكسرها، وإسكانها، وقصر حركتها، أي عدم مدّها بالكليّة، وإشباع حركتها وهو المعبّر عنه بالصلة. واعلم أنّ لهاء الكناية أربعة أحوال:
الأولى: أن تقع بين ساكنين نحو قوله تعالى: وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ (سورة المائدة الآية 46). الثانية: أن تقع قبل ساكن، وقبلها متحرك، نحو قوله تعالى: لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ (سورة القصص الآية 70). وحكمها في هاتين الحالتين عدم الصلة لجميع القراء، وذلك لأن الصلة تؤدي إلى الجمع بين الساكنين، بل تبقي «الهاء» على حركتها ضمة كانت، أو كسرة، وقد أشار إلى ذلك «الإمام الشاطبي» بقوله: ولم يصلوا ها مضمر قبل ساكن. الثالثة: أن تقع بين متحركين، نحو قوله تعالى: لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (سورة الإسراء الآية 1). وقوله تعالى: وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (سورة الملك الآية 13). وحكمها في هذه الحالة الصفة لجميع القراء، وذلك لأن «الهاء» حرف خفيّ فقوي بالصلة بحرف من جنس حركته، وإلى ذلك أشار «الإمام الشاطبي» بقوله: «وما قبله التحريك للكل وصلا». الرابعة: أن تقع قبل متحرك، وقبلها ساكن نحو قوله تعالى: مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (سورة البقرة الآية 75). وقوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (سورة البقرة الآية 2) وحكمها في هذه الحالة الصلة بواو إذا كانت مضمومة، وبياء إذا كانت مكسورة، لابن كثير، كما قال «الإمام ابن الجزري»: صل ها الضّمير عن سكون قبل ما ... حرّك دن .... وقرأ باقي القراء بالقصر: أي بكسر الهاء المكسورة، وضم الهاء المضمومة من غير إشباع. وهناك كلمات خرجت عن هذه القاعدة ذكرها الناظم رحمه الله تعالى وهذا ما سيتم شرحه وبيانه بإذن الله تعالى فيما سيأتي:
قال ابن الجزري: ..... ... .... فيه مهانا عن دما المعنى: قرأ المرموز له بالعين من «عن» والدال من «دما» وهما: «حفص، وابن كثير» بصلة هاء الكناية من قوله تعالى: وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (سورة الفرقان الآية 69). وقرأ الباقون بالكسر من غير صلة. قال ابن الجزري: سكّن يؤدّه نصله نؤته نول ... صف لي ثنا خلفهما فناه حل وهم وحفص ألقه اقصرهنّ كم ... خلف ظبى بن ثق .... المعنى: اختلف القراء في هاء الكناية الواقعة في الكلمات الآتية: 1 - «يؤده» معا من قوله تعالى: وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً (سورة آل عمران الآية 75). 2 - «نصله» من قوله تعالى: وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً (سورة النساء الآية 115). 3 - «نؤته» في ثلاثة مواضع، موضعان في آل عمران وهما في قوله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (سورة آل عمران الآية 145). وموضع في «الشورى» في قوله تعالى: وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (سورة الشورى الآية 20). 4 - «نولّه» من قوله تعالى: وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى (سورة النساء الآية 115). 5 - «فألقه» من قوله تعالى: فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ (سورة النمل الآية 28). وهذا بيان القراءات الواردة في الكلمات الخمس المتقدمة: أمّا «يؤدّه، نصله، نؤته، نولّه»:
فقد قرأهن «أبو عمرو، وشعبة، وحمزة» بإسكان الهاء وصلا ووقفا. وقرأهنّ «قالون، ويعقوب» بقصر الهاء، أي بكسرها من غير صلة. وقرأهنّ «ابن ذكوان» بالقصر، والإشباع. وقرأهنّ «أبو جعفر» بالإسكان، والقصر. وقرأهنّ «هشام» بالإسكان، والقصر، والإشباع. وقرأهنّ «الباقون» وهم: «ورش، وابن كثير، وحفص، والكسائي، وخلف العاشر» بالإشباع. وجه القراءة بالإشباع: أنه الأصل في هاء الضمير. ووجه الإسكان: التخفيف، وهو لهجة «أزد السراة». ووجه القصر، أو الاختلاس، أنه لهجة «عقيل، وكلاب». وهذا التوجيه عام في جميع «باب هاء الكناية» فلا حاجة إلى تكراره. وأمّا «فألقه»: فقد قرأها «أبو عمرو، وعاصم، وحمزة» بإسكان الهاء، وصلا ووقفا. وقرأها «قالون، ويعقوب» بقصر الهاء، أي بكسرها من غير صلة. وقرأها «ابن ذكوان» بالقصر، والإشباع. وقرأها «أبو جعفر» بالإسكان، والقصر. وقرأها «هشام» بالإسكان، والقصر، والإشباع. وقرأ «الباقون» وهم: «ورش، وابن كثير، والكسائي، وخلف العاشر» بالإشباع. قال ابن الجزري: ..... ... ...... ويتّقه ظلم بل عد وخلفا كم ذكا وسكّنا ... خف لوم قوم خلفهم صعب حنا والقاف عد ..... ... .....
المعنى: اختلف القراء في «ويتّقه» من قوله تعالى: وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (سورة النور الآية 52). والقراء فيها على سبع مراتب: الأولى: لقالون، ويعقوب «يتّقه» بكسر القاف، واختلاس كسرة الهاء. الثانية: لحفص «يتّقه» بإسكان القاف، واختلاس كسرة الهاء. الثالثة: لأبي عمرو، وشعبة «يتّقه» بكسر القاف، وإسكان الهاء. الرابعة: لابن ذكوان، وابن جماز «يتّقه، يتّقه»: بكسر القاف، ولهما في «الهاء» الاختلاس، والإشباع. الخامسة: لخلاد، وابن وردان «يتّقه، يتّقه» بكسر القاف، ولهما في «الهاء» الإسكان والإشباع. السادسة: لهشام «يتّقه، يتّقه، يتّقه» بكسر القاف، وله في «الهاء» الاختلاس، والإسكان، والإشباع. السابعة: للباقين وهم: ورش، وابن كثير، وخلف عن حمزة، والكسائي. وخلف العاشر «يتّقه» بكسر القاف، وإشباع كسرة الهاء. قال ابن الجزري: .... يرضه يفي والخلف لا ... صن ذا طوى اقصر في ظبى لذ نل ألا والخلف خل مز ..... ... ...... المعنى: اختلف القراء في «يرضه» من قوله تعالى: وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ (سورة الزمر الآية 7). والقراء فيها على ستّ مراتب: الأولى: لنافع، وحفص، وحمزة، ويعقوب «يرضه» باختلاس ضمة الهاء. الثانية: لابن كثير، والكسائي، وخلف العاشر «يرضه» بالإشباع. الثالثة: للسوسي «يرضه» بالاسكان.
الرابعة: لدوري أبي عمرو، وابن جماز «يرضه، يرضه» بالإسكان، والإشباع. الخامسة: لهشام، وشعبة «يرضه، يرضه» بالإسكان، والاختلاس. السادسة: لابن ذكوان، وابن وردان، بالاختلاس، والإشباع. قال ابن الجزري: .... يأته الخلف بره ... خذ غث سكون الخلف يا .. المعنى: اختلف القراء في «يأته» من قوله تعالى: وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ (سورة طه الآية 75). فقرأ «قالون، وابن وردان، ورويس» بوجهين: الأول: باختلاس كسرة «الها» والثاني: بإشباع كسرتها. وقرأ «السوسي» بوجهين: الأول: بإسكان «الهاء» والثاني: بإشباع الكسرة. وقرأ الباقون: بإشباع الكسرة. قال ابن الجزري: ..... ... ..... ولم يره لي الخلف زلزلت خلا الخلف لما ... واقصر بخلف السّورتين خف ظما المعنى: اختلف القراء في «لم يره» من قوله تعالى: أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (سورة البلد الآية 7). و «يره» من قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (سورة الزلزلة الآيتان 7 - 8). فقرأ «هشام» «لم يره» في سورة البلد بوجهين: الأول: بسكون الهاء، والثاني: بإشباع ضمة الهاء. وقرأه «ابن وردان، ويعقوب» بوجهين:
الأول: بقصر الهاء، والثاني: بإشباع الضمة. وقرأه «الباقون» بإشباع الضمة. أمّا «يره» في الزلزلة: فقرأهما «هشام» بإسكان الهاء. وقرأهما «ابن وردان» بوجهين: الأول: بإسكان الهاء، والثاني: بقصر الهاء. وقرأهما «يعقوب» بوجهين: الأول: بقصر الهاء، والثاني: بإشباع الضمة. وقرأهما «الباقون» بإشباع الضمة. قال ابن الجزري: بيده غث ..... ... ...... المعنى: اختلف القراء في «بيده» من قوله تعالى: أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ (سورة البقرة الآية 237). وقوله تعالى: إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ (سورة البقرة الآية 249). وقوله تعالى: قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ (سورة المؤمنون الآية 88). وقوله تعالى: فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ (سورة يس الآية 83). فقرأ «رويس» «بيده» في جميع المواضع باختلاس كسرة الهاء. وقرأ «الباقون» بإشباع الكسرة. قال ابن الجزري: ..... ترزقانه اختلف ... بن خذ ..... المعنى: قرأ المرموز له بالباء من «بن» والخاء من «خذ» وهما: «قالون،
وابن وردان» «ترزقانه» من قوله تعالى: قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما (سورة يوسف الآية 37). بوجهين: الأول: كسر الهاء من غير صلة، الثاني: الكسر مع الصلة أي المدّ. وقرأ «الباقون» بالكسر مع الصلة. قال ابن الجزري: ..... ... ... عليه الله أنسانيه عف بضمّ كسر ..... ... ..... المعنى: قرأ المرموز له بالعين من «عف» وهو «حفص» بضم الهاء من «عليه الله، أنسانيه» من قوله تعالى: وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (سورة الفتح الآية 10). وقوله تعالى: وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ (سورة الكهف الآية 63). وقرأ الباقون بكسر الهاء. وقيد الناظم «عليه» باسم الله تعالى، ليخرج ما عداه، نحو قوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ (سورة النحل الآية 36). فإنه يقرأ بكسر الهاء من غير صلة لجميع القراء. قال ابن الجزري: .... أهله امكثوا فدا ... ..... المعنى: قرأ المرموز له بالفاء من «فدا» وهو: «حمزة» بضم الهاء من لِأَهْلِهِ امْكُثُوا في (سورة طه الآية 10 - وسورة القصص الآية 29). وقرأ الباقون بكسر الهاء. قال ابن الجزري: ..... ... والأصبهانيّ به انظر جوّدا
المعنى: قرأ «الأصبهاني» عن «ورش» بضم الهاء من «به انظر» من قوله تعالى: مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (سورة الأنعام الآية 46). وقرأ الباقون بكسر الهاء. وقيّد الناظم «به» ب «انظر» ليخرج ما عداه، نحو قوله تعالى: لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ (سورة مريم الآية 97) فإنه يقرأ بكسر الهاء من غير صلة لجميع القراء. قال ابن الجزري: وهمز أرجئه كسا حقّا وها ... فاقصر حما بن مل وخلف خذ لها وأسكنن فزنل وضمّ الكسر لي ... حقّ وعن شعبة كالبصر انقل المعنى: اختلف القراء في أرجئه وأخاه في سورتي: «الأعراف، والشعراء» من قوله تعالى: 1 - قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (سورة الأعراف الآية 111). 2 - قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (سورة الشعراء الآية 36). وللقرّاء فيها ستّ قراءات: الأولى: «لقالون، وابن وردان» بخلف عنه «أرجه» بترك الهمزة، وكسر الهاء من غير صلة. الثانية: «لورش، والكسائي، وابن جماز، وخلف العاشر، وابن وردان» في وجهه الثاني «أرجه» بترك الهمزة، وكسر الهاء مع الصلة. الثالثة: «لحفص، وحمزة، وشعبة» بخلف عنه «أرجه» بترك الهمزة، وسكون الهاء. الرابعة: «لابن كثير، وهشام» بخلف عنه «أرجئه» بالهمز، وضمّ الهاء مع الصلة.
الخامسة: «لأبي عمرو، ويعقوب، وهشام، وشعبة» في وجههما الثاني «أرجئه» بالهمز، وضم الهاء من غير صلة. السادسة: «لابن ذكوان» «أرجئه» بالهمزة، وكسر الهاء من غير صلة. تمّ باب هاء الكناية ولله الحمد والشكر
"باب المد والقصر"
«باب المدّ والقصر» المدّ لغة: الزيادة، واصطلاحا: إطالة زمن الصوت بحرف المدّ عند ملاقاة همز، أو سكون. والقصر لغة: الحبس، واصطلاحا: إثبات حرف المدّ من غير زيادة عليه. وحروف المدّ ثلاثة وهي: 1 - الألف، ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا. 2 - الياء الساكنة المكسور ما قبلها. 3 - الواو الساكنة المضموم ما قبلها. وينقسم المدّ إلى قسمين: أصليّ، وفرعيّ: فالمدّ الأصليّ، ويسمّى أيضا بالمدّ الطبيعي: هو الذي لا يتوقف مدّه على سبب من سببي المدّ الفرعي، وهما: الهمز، أو السكون. والمدّ الفرعيّ: هو الذي يتوقّف مدّه على سبب من همز أو سكون. وينقسم ستّة أقسام وهي: 1 - المنفصل- 2 - المتصل- 3 - اللازم- 4 - البدل- 5 - اللين- 6 - العارض للسكون. فالمدّ المنفصل: هو أن يكون حرف المدّ في كلمة، والهمز بعده في الكلمة الأخرى.
والمدّ المتصل: هو أن يكون حرف المدّ والهمز بعده في كلمة واحدة. والمدّ اللازم: هو أن يقع بعد حرف المدّ سكون ثابت وصلا ووقفا. وينقسم المدّ اللازم أربعة أقسام: 1 - كلمي مثقّل- 2 - كلمي مخفّف- 3 - حرفي مثقّل- 4 - حرفي مخفّف. ومدّ البدل: هو ما تقدم فيه الهمز على حرف المدّ. ومدّ اللين: هو الواو، والياء الساكنتان، المفتوح ما قبلهما. والمدّ العارض للسكون: هو ما وقع بعد حرف المدّ واللين، أو حرف اللّين سكون عارض حالة الوقف. وسبب المدّ أي موجبه نوعان: 1 - لفظيّ- 2 - معنويّ. فالسبب اللفظيّ: همز، أو سكون، وهذا هو المدّ الفرعي، وسبق بيان أقسامه الستّة. والسبب المعنويّ: هو قصد المبالغة في النفي. ويكون في مدّ «لا» النافية للجنس، للمبالغة في النفي. ويكون أيضا في المدّ المنفصل الخاصّ بلفظ الجلالة نحو: «لا إله إلا الله» وذلك لقصد المبالغة في نفي الألوهيّة عمّا سوى الله تعالى. قال «الإمام ابن الجزري» رحمه الله تعالى: وبه قرأت، وهو حسن. وأنا أقول: وبه قرأت والحمد لله ربّ العالمين. وسيأتي بعون الله تعالى التفصيل عن جميع أقسام المدود التي سبق بيانها، وبيان اختلاف القراء فيها، مع بيان مراتبهم في مقدار مدّ كلّ نوع على حدة، والله حسبي ونعم الوكيل. قال ابن الجزري: إن حرف مدّ قبل همز طوّلا ... جد فد ومز خلفا وعن باقي الملا
وسّط وقيل دونهم نل ثمّ كل ... روى فباقيهم أو اشبع ما اتّصل للكلّ عن بعض وقصر المنفصل ... بن لي حما عن خلفهم داع ثمل المعنى: أخبر المؤلف رحمه الله تعالى بأن المرموز له بالجيم من «جد» والفاء من «فد» والميم من «مز» بخلف عنه وهم: «الأزرق» عن ورش، وحمزة، وابن ذكوان بخلف عنه، يقرءون بتطويل حرف «المدّ» أي بمدّه مدّا مشبعا وهو ستّ حركات، وقدّر علماء القراءات «الحركة» بزمن قبض «الإصبع» أو بسطه، والعبرة في ذلك على التّلقّي، وذلك إذا وقع حرف المدّ قبل الهمز: سواء كان منفصلا عنه، أو متصلا به: فالمنفصل نحو: «بما أنزل» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ (سورة البقرة الآية 4). والمتصل نحو: «أولئك» من قوله تعالى: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة البقرة الآية 5). ثمّ أمر الناظم رحمه الله تعالى بتوسيط المدّين: المغفل، والمتصل لباقي القراء العشرة، ويدخل معهم «ابن ذكوان» في وجهه الثاني. والتوسط مقداره: أربع حركات. ثمّ أخبر الناظم أن المرموز له بالنون من «نل» وهو: «عاصم» يقرأ المدّين بمرتبة دون مرتبة الطول، وهي خمس حركات، وهي فويق التوسط. ثمّ أخبر أن المرموز له بالكاف من «كلّ» ومدلول «روى» وهم: «ابن عامر، والكسائي، وخلف العاشر» يقرءون المدّين بمرتبة دون مرتبة «عاصم» وهي: أربع حركات. ثمّ أخبر أن باقي القراء وهم: «الأصبهاني عن «ورش» وقالون، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» يقرءون المدّين بمرتبة دون مرتبة التوسط، وهي: ثلاث حركات، وهي المسمّاة بفويق القصر. ثم أمر الناظم بإشباع «المدّ المتصل» فقط لجميع القراء العشرة.
ثمّ أخبر الناظم بأن المرموز له بالباء من «بن» واللام من «لي» ومدلول «حما» والعين من «عن» بخلف عنهم، والمرموز له بالدال من «داع» والثاء من «ثمل» بدون خلاف وهم: «قالون، وهشام، وأبو عمرو، ويعقوب، وحفص» بخلف عنهم، و «ابن كثير، وأبو جعفر» بدون خلاف كل هؤلاء يقرءون بقصر المنفصل، أي بمده حركتين. مما تقدم يتبيّن أن القراء في «المدّ المنفصل» على ثمان مراتب: الأولى: قالون، والأصبهاني، وأبو عمرو، ويعقوب بالقصر، وفويق القصر، والتوسط. الثانية: الأزرق، وحمزة، بالإشباع فقط. الثالثة: ابن كثير، وأبو جعفر، بالقصر فقط. الرابعة: هشام، بالقصر، والتوسط. الخامسة: ابن ذكوان، بالتوسط، والإشباع. السادسة: شعبة، بالتوسط، وفويق التوسط. السابعة: حفص، بالقصر، والتوسط، وفويق التوسط. الثامنة: الكسائي، وخلف العاشر، بالتوسط فقط. وجه القصر: أنه الأصل أي بقاء حرف المدّ من غير زيادة عليه، ووجه المدّ وإن تفاوتت مراتبه للتمكّن من النطق بالهمز لبعد مخرجه حيث يخرج من «أقصى الحلق». وأنّ القراء في المدّ المتصل على أربع مراتب: الأولى: قالون، والأصبهاني، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب، بفويق القصر، والتوسط، والإشباع. الثانية: الأزرق، وحمزة، بالإشباع فقط.
الثالثة: ابن عامر، والكسائي، وخلف العاشر، بالتوسط، والإشباع. الرابعة: عاصم، بالتوسط، وفويق التوسط، والإشباع. تنبيه: اتفق جميع القراء على عدم قصر المدّ المتصل، وفي هذا يقول «الإمام ابن الجزري»: تتبعت قصر المتصل فما وجدته في قراءة صحيحة، ولا شاذة» اهـ. قال ابن الجزري: والبعض للتّعظيم عن ذي القصر مد ... ..... المعنى: ورد عن بعض أئمة القراءة الأخذ بالمدّ للتعظيم عن أصحاب قصر المنفصل المتقدم ذكرهم، وهو سبب معنوي، والمدّ هنا مقداره أربع حركات، وهو التوسط. نحو «لا إله إلّا الله» من قوله تعالى: إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (سورة الصافات الآية 35). ونحو: «لا إله إلا هو» من قوله تعالى: وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ (سورة التوبة الآية 31). ومن العلماء الذين ورد عنهم المدّ للتعظيم: 1 - أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، الأصبهاني، ثم النيسابوري، وهو أستاذ محقق ومن الثقات، قرأ على «ابن الأخرم، وابن بويان». وغيرهما، وله عدّة مؤلفات منها: كتاب الشامل، والغاية، والمبسوط في القراءات، توفي سنة: إحدى وثمانين وثلاثمائة من الهجرة «1». 2 - أبو القاسم يوسف بن عليّ بن جبارة الهذلي، وهو: أستاذ كبير محقق، ومن الثقات، طاف البلاد من أجل القراءات، فكثر شيوخه، وقد بلغ عددهم
مائة واثنان وعشرون، وألّف «كتاب الكامل» في القراءات، جمع فيه طرقا كثيرة، وكان عالما بالنحو، والصرف، وعلل القراءات. توفي سنة خمس وستين وأربعمائة من الهجرة «1». 3 - عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الطبري القطان الشافعي، شيخ أهل مكة المكرمة، وهو أستاذ محقق ومن الثقات، له عدّة مصنفات منها: «التلخيص في القراءات الثمان، وسوق العروس» جمع فيه ألفا وخمسمائة رواية، وطريق». توفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة من الهجرة «2». وقد قرأت بالمدّ للتعظيم، والحمد لله رب العالمين. قال ابن الجزري: ..... ... وأزرق إن بعد همز حرف مد مدّ له واقصر ووسّط كنأى ... فالآن أوتوا إيء آمنتم رأى لا عن منوّن ولا السّاكن صحّ ... بكلمة أو همز وصل في الأصح وامنع يؤاخذ وبعادا الأولى ... خلف والآن وإسرائيلا المعنى: تحدث الناظم رحمه الله تعالى عن: «مدّ البدل» نحو: «ءادم» نحو قوله تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها (سورة البقرة الآية 31) و «أوتي» نحو قوله تعالى: قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ (سورة الأنعام الآية 124) و «إيمان» نحو قوله تعالى: وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ (سورة الطور الآية 21). فبين أن «الأزرق» عن «ورش» يقرأه بالقصر، والتوسط، والإشباع. وأن باقي القراء يقرءونه بالقصر فقط. وجه القصر، أن علّة «المدّ» في كل من المنفصل، والمتصل، للتمكن من النطق بالهمز.
والهمز في «البدل» متقدم على حرف المدّ فليس هناك ما يدعو إلى المدّ. ووجه من مدّه: نظر إلى وجود المدّ، والهمز في كلمة بصرف النظر عن تقدمه، أو تأخره. وقد استثنى علماء القراءات القائلون بالتوسط، والإشباع «للأزرق» في مدّ البدل أصلين مطردين، وكلمة اتفاقا، وأصلا مطردا، وثلاث كلمات اختلافا. أمّا الأصلان المطردان اتفاقا: فأحدهما: أن تكون الألف مبدلة من التنوين وقفا نحو: «دعاء» من قوله تعالى: كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً (سورة البقرة الآية 171) ونحو «هزؤا» من قوله تعالى: قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً (سورة البقرة الآية 67). ونحو «ملجأ» من قوله تعالى: لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ (سورة التوبة الآية 57). فحكمها القصر إجماعا، لأنها غير لازمة. والأصل الثاني المطرد اتفاقا: أن يكون قبل الهمزة ساكن صحيح متصل نحو: «القرآن» من قوله تعالى: الرَّحْمنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ (سورة الرحمن الآيتان 1 - 2) ونحو: «مسئولا» من قوله تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا (سورة الإسراء الآية 36) فحكمها القصر إجماعا، لحذف صورة الهمزة رسما. وأمّا الكلمة المستثناة باتفاق فهي: «يؤاخذ» كيف وقعت، نحو قوله تعالى: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ (سورة البقرة الآية 225). وقوله تعالى: وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ (سورة النحل الآية 61) فحكمها القصر إجماعا، وذلك لأنها من «واخذت» غير مهموز، وقد صرّح بذلك «الإمام أبو عمرو الداني» ت 444 هـ. والأصل المطرد المختلف فيه: حرف المدّ الواقع بعد همزة الوصل، في حالة الابتداء، نحو: «اؤتمن» من قوله تعالى: فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ (سورة البقرة الآية 283). ونحو: «ائتوني» من قوله تعالى: ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا (سورة الأحقاف الآية 4).
وجه المدّ في هذه الحالة وجود حرف مدّ بعد همزة محققة لفظا، وإن عرضت ابتداء. ووجه القصر كون همزة الوصل عارضة، والابتداء بها عارض، فلم يعتدّ بالعارض. والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما والحمد لله ربّ العالمين. والكلمات الثلاث المختلف فيها، هي: الأولى: «عادا الأولى» من قوله تعالى: وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (سورة النجم الآية 50) وهي من المغير بالنقل. والثانية: «آلآن» المستفهم بها في موضعي يونس، من قوله تعالى: آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (سورة يونس الآية 51). وقوله تعالى: آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (سورة يونس الآية 91) وهما من المغير بالنقل، والمراد الألف الأخيرة، لأن الأولى من باب اللازم. وأصل هذه الكلمة «ءان» بهمزة مفتوحة ممدودة، وبعدها نون مفتوحة، وهي اسم مبني علم على الزمان الحاضر، ثم دخلت عليها «أل» التي للتعريف، ثم دخلت عليها همزة الاستفهام فاجتمع فيها همزتان مفتوحتان متصلتان: الأولى: همزة الاستفهام، والثانية: همزة الوصل. ويأتي في «آلآن» في يونس بحسب الاعتداد بالعارض، وعدمه، على الاستثناء، وعدمه للأزرق ستة أوجه، نظمها «ابن الجزري» في بيتين من الطويل وهما: للأزرق في آلآن ستة أوجه ... على وجه إبدال لدى وصله تجري فمدّ وثلّث ثانيا ثمّ وسّطن ... به وبقصر ثم بالقصر مع قصري والكلمة الثالثة المختلف فيها: «إسرائيل» حيث وقعت في القرآن الكريم نحو قوله تعالى: يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (سورة البقرة الآية 47) وذلك لكثرة المدود لأنها دائما مركبة مع كلمة «يبني» والوجهان صحيحان في الكلمات الثلاث، وقد قرأت بهما.
قال ابن الجزري: وحرفي اللّين قبيل همزة ... عنه امددن ووسّطن بكلمة لا موئلا موءودة ومن يمد ... قصّر سوءات وبعض خصّ مد شيء له مع حمزة ..... ... ..... المعنى: تحدث الناظم رحمه الله تعالى عن اختلاف القراء في «حرفي اللين» إذا وقع بعدهما همز متصل نحو: «شيء» كيف وقع في القرآن الكريم: مرفوعا، أو منصوبا، أو مجرورا، ونحو: «كهيئة، سوأة» «1» مثل قوله تعالى: وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ (سورة الممتحنة الآية 11). وقوله تعالى: وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً (سورة البقرة الآية 48). وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (سورة البقرة الآية 20). فبيّن رحمه الله تعالى أن القراء في حرفي اللين على مذهبين: الأول: القصر لجميع القراء عدا «الأزرق» أي عدم المدّ بالكلية، وذلك لعدم إلحاقهما بحروف المدّ. وقد ورد عن بعض علماء القراءات أمثال: 1 - «أبي طاهر اسماعيل بن خلف الأنصاري» ت 455 هـ صاحب كتاب «العنوان» في القراءات السبع. 2 - و «أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون» ت 389 هـ. 3 - و «أبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون» ت 399 هـ. 4 - و «الحسن بن خلف بن عبد الله بن بليمة» ت 514 هـ. وغيرهم من: المصريين، والمغاربة. «التوسط» بالخلاف في لفظ «شيء» كيف أتى في القرآن عن: «حمزة».
والوجه الثاني له: «السكت» والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما. المذهب الثاني: التوسط، والإشباع «للأزرق» إلحاقا لهما بحروف المدّ لما فيهما من خفاء، سوى كلمتين وهما: 1 - «موئلا» من قوله تعالى: بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (سورة الكهف الآية 58). 2 - «الموءودة» من قوله تعالى: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (سورة التكوير الآية 8). فليس فيهما سوى القصر- أي عدم المدّ بالكلية- كباقي القراء. وذلك لعروض سكونهما لأنهما من: «وال، ووأد». واختلف أيضا عن «الأزرق» في «واو» سواتهما، سوءاتكم» من قوله تعالى: فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما (سورة الأعراف الآية 22). وقوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ (سورة الأعراف الآية 26). قال «ابن الجزري» في النشر: «فإني لا أعلم أحدا روى الإشباع في هذا الباب إلّا وهو يستثني «سوءات» اهـ «1». فعلى هذا يكون الخلاف دائرا بين التوسط والقصر أي عدم المد بالكلية، وهذا معنى قول ابن الجزري في الطيبة: ..... ومن يمد ... قصّر سوءات ..... قال «ابن الجزري» ما معناه: وعلى هذا لا يتأتى لورش من طريق «الأزرق» في «سوءات» سوى أربعة أوجه وهي: قصر الواو مع الثلاثة في البدل، والرابع التوسط فيهما طريق «الداني» وقد نظم رحمه الله تعالى ذلك في بيت هو:
وسوآت قصر الواو والهمز ثلّثا ... ووسّطهما فالكلّ أربعة فادر وذهب بعض علماء القراءات إلى قصر المدّ في حرفي اللين عن «الأزرق» على لفظ «شيء» فقط كيف أتى مرفوعا، أو منصوبا، أو مجرورا. والمراد بالمدّ: التوسط، والإشباع. أما غير «شيء» من حرفي اللين فأصحاب هذا المذهب يقرءونه بعدم المدّ بالكلية. وهذا معنى قول «ابن الجزري»: وبعض خصّ مد ... شيء له مع حمزة تنبيه: سبق أن قلت إن الخلاف في حرفي اللين مشروط بوقوع همز متصل بعدهما. أما إذا كان الهمز منفصلا عن حرفي اللين نحو: «خلوا إلى، ابني ءادم» من قوله تعالى: وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ (سورة البقرة الآية 14) وقوله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ (سورة المائدة الآية 27). فإنه لا خلاف فيه بين القراء، وحكمه عدم المدّ بالإجماع. قال ابن الجزري: ..... والبعض مد ... لحمزة في نفي لا كلا مرد المعنى: ورد عن بعض علماء القراءات مدّ المبالغة في النفي للتنزيه عن «حمزة» في «لا» النافية للجنس حيثما وقعت في القرآن الكريم، ومقدار المدّ أربع حركات، وذلك لضعف السبب لأنه سبب معنوي. وهو وجه صحيح وقد قرأت به. مثال ذلك قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ (سورة البقرة الآية 2). وقوله تعالى: لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (سورة هود الآية 22). وقوله تعالى: وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ (سورة الرعد الآية 11). وقوله تعالى: فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها (سورة النمل الآية 37). قال ابن الجزري: وأشبع المدّ لساكن لزم ... ونحو عين فالثّلاثة لهم كساكن الوقف وفي اللّين يقل ... طول .....
المعنى: هذا شروع من المؤلف رحمه الله تعالى عن الحديث عن السبب الثاني من أسباب المدّ الفرعيّ، وهو السكون: والسكون إمّا أن يكون لازما، أي لا يتغير وقفا، ولا وصلا. وإمّا أن يكون السكون عارضا حالة الوقف فقط. فإذا كان السكون لازما، فإما أن يكون قبله حرف مدّ ولين، أو حرف لين فقط: فإن كان قبله حرف مدّ ولين فقد يكون في كلمة نحو: «الحاقّة»، «ءالآن» أو في حرف نحو «الم»، «ق»، «ص»: وحكمه في هذه الحالة إشباع المدّ بمقدار ستّ حركات لجميع القراء. وإن كان السكون لازما وقبله حرف لين نحو: «عين» من قوله تعالى: كهيعص، عسق: فحكمه في هذه الحالة جواز قصره، وتوسطه، ومدّه، لكل القراء. وإن كان السكون عارضا حالة الوقف: فإمّا أن يكون قبله حرف مدّ ولين، نحو: «الرحيم» نستعين، «للمتقين». وحكمه في هذه الحالة جواز قصره، وتوسطه، ومدّه، لكل القراء. وإن كان قبل السكون العارض حرف لين نحو: «البيت، خوف» من قوله تعالى: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (سورة قريش الآية 3). وقوله تعالى: وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (سورة قريش الآية 4). فحكمه في هذه الحالة جواز قصره، وتوسطه، ومدّه، لكل القراء. إلّا أن علماء القراءات الذين ورد عنهم «الطول» في هذا النوع قليلون، والأكثرون ورد عنهم فيه القصر، والتوسط. والأوجه الثلاثة صحيحة، وقد قرأت بها. قال ابن الجزري: ..... ... ... وأقوى السّببين يستقل
المعنى: إذا اجتمع سببان: قويّ، وضعيف، عمل بالقويّ وألغي الضعيف إجماعا. وقد نظم بعض علماء القراءات مراتب المدود فقال: أقوى المدود لازم فما اتّصل ... فعارض فذو انفصال فبدل وهذه أمثلة لما اجتمع فيه سببان: أحدهما قويّ، والآخر ضعيف: 1 - قوله تعالى: وَجاؤُ أَباهُمْ من قوله تعالى: وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ (سورة يوسف الآية 16). فقد اجتمع مدّان: الأول: المدّ المنفصل، والثاني: مدّ البدل: والمدّ المنفصل أقوى من مدّ البدل، ولهذا يجب إلغاء مدّ البدل بالنسبة للأزرق، ويعمل له بالمدّ المنفصل. وبناء عليه فلا يجوز للأزرق القصر، أو التوسط في مدّ البدل بل يتعين إشباع المدّ عملا بأقوى السببين. 2 - «يشاء» حالة الوقف عليها من قوله تعالى: فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ (سورة البقرة الآية 284). فقد اجتمع في كلمة «يشاء» حالة الوقف عليها مدّان لمن يقرأ بتحقيق الهمز، وهما: المدّ المتصل، والمدّ العارض للسكون، والمدّ المتصل أقوى من المدّ العارض للسكون. وبناء عليه فلا يجوز فيه القصر وقفا عن أحد من القراء الذين يهمزون. 3 - «مستهزءون» حالة الوقف عليها، من قوله تعالى: وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (سورة البقرة الآية 14). فقد اجتمع في كلمة «مستهزءون» حالة الوقف عليها مدّان: المدّ العارض للسكون، ومدّ البدل، والمدّ العارض للسكون أقوى من مدّ البدل. وبناء عليه فلا يجوز التثليث للأزرق وقفا إلّا على مذهب من قصر مدّ البدل، عملا بأقوى السببين. وحينئذ تصبح الأوجه الجائزة للأزرق في نحو هذا ستّة أوجه وهي: من قرأ بقصر البدل وصلا، وقف كذلك إن لم يعتدّ بالعارض، ووقف بالتوسط، والإشباع إن اعتدّ به.
ومن قرأ بتوسط البدل وصلا، وقف به إن لم يعتدّ بالعارض، وبالإشباع إن اعتدّ به. ومن قرأ بإشباع البدل وصلا، وقف كذلك سواء اعتد بالعارض أو لم يعتدّ به. وعلى ما ذكرته يستعمل القارئ القياس. وقد قرأت بذلك وأقرأت به، والحمد لله ربّ العالمين. فإن قيل: نريد الكشف عن علّة ترتيب المدود من حيث القوّة والضعف. أقول: أقوى المدود «المدّ اللازم» لأن سبب مدّه السكون اللازم، ولا يتمكّن من النطق بالساكن بحقه إلّا بالمد، ولذلك اتفق القراء العشرة على مدّه مدّا مشبعا. يليه «المدّ المتصل» لأن سببه «الهمز المتصل» والهمز من أبعد الحروف مخرجا، إذ يخرج من «أقصى الحلق» ولذلك أجمع القراء على عدم قصره، ليتمكّن من النطق بالهمز. يليه «المدّ المنفصل» والدليل على أن «المنفصل» أضعف من «المتصل» صحة جواز قصر «المنفصل» دون «المتصل». يلي المدّ المنفصل «المدّ العارض للسكون» لأن الهمز وإن انفصل عن حرف المدّ إلّا أنه موجود في اللفظ وصلا ووقفا، أما السكون العارض فلا يوجد إلّا حالة الوقف. يلي «المدّ العارض» «مدّ البدل» وذلك لتقدم سببه وهو الهمز. يلي «مدّ البدل» «مدّ التعظيم، ومدّ التبرئة» وذلك لأن سببهما معنويّ، وهو أضعف من السبب اللفظيّ. قال ابن الجزري: والمدّ أولى إن تغيّر السّبب ... وبقي الأثر أو فاقصر أحب المعنى: إذا وقع حرف المدّ قبل همز مغيّر سواء غير بالتسهيل، أو بالإبدال أو بالحذف جاز فيه وجهان: أحدهما: القصر، والآخر المدّ، ولكن أيهما أولى؟ المدّ أولى فيما بقي لتغييره أثر.
والقصر أولى فيما لم يبق لتغييره أثر. وقد أشار إلى ذلك الشيخ «خلف الحسيني» رحمه الله تعالى بقوله: وإن حرف مدّ قبل همز مغيّر ... يجز قصره والمدّ ما زال أعدلا إذا أثر الهمز المغيّر قد بقي ... ومع حذفه فالقصر كان مفضّلا ومثال ما بقي لتغييره أثر: رواية كل من: «قالون، والبزّيّ» في نحو قوله تعالى: هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (سورة البقرة الآية 31). لأنهما يقرءان بتسهيل الهمزة الأولى بين بين. ومثال ما لم يبق لتغييره أثر: قراءة «أبي عمرو» ورواية كل من: «قنبل، ورويس» في أحد الوجهين عنهما في نحو قوله تعالى: «هؤلاء إن كنتم صدقين» بإسقاط الهمزة الأولى. تمّ باب المدّ والقصر ولله الحمد والشكر
"باب الهمزتين من كلمة"
«باب الهمزتين من كلمة» الهمزة من أصعب الحروف في النطق، وذلك لبعد مخرجها إذ تخرج من أقصى الحلق. كما اجتمع فيها صفتان من صفات القوّة وهما: الجهر، والشدّة. لذلك فقد عمدت بعض القبائل العربية إلى تخفيف النطق بالهمز. فمن الحقائق العامة أن الهمز كان خاصّة من الخصائص البدويّة التي اشتهرت بها قبائل وسط الجزيرة العربية، وشرقيّها: «تميم» وما جاورها. وإن تخفيف الهمز كان خاصة حضرية امتازت بها لهجة القبائل في شمال الجزيرة، وغربيها. وقد ورد النصّ في كلام «أبي زيد الأنصاري» ت 215 هـ أنّ «أهل الحجاز، وهذيل، وأهل مكة، والمدينة المنورة» لا ينبرون «1». وقد نسب عدد من العلماء الأوائل ظاهرة تخفيف الهمز إلى «الحجازيين». ولكن ينبغي أن لا نأخذ هذا الحكم مأخذ الصحة المطلقة لاعتبارين: الأول: أنّ الأخبار تدلّ على أنّ بعض «الحجازيين» كانوا يحققون الهمز.
الثاني: أنّ تخفيف الهمز لم يكن مقصورا على منطقة دون أخرى، وإنما كان فاشيا في كثير من المناطق العربية وإن تفاوتت صوره ودرجاته «1». وإذا كانت القبائل البدويّة التي تميل إلى السرعة في النطق، وتسلك أيسر السبل إلى هذه السرعة فإن تحقيق الهمز كان في لسان الخاصّة التي تخفّف من عيب هذه السرعة، أي أنّ الناطق البدويّ تعوّد «النبر» في موضوع الهمز، وهي عادة أملتها ضرورة انتظام الإيقاع النطقيّ، كما حكمتها ضرورة الإبانة عمّا يريده من نطقه لمجموعة من المقاطع المتتابعة السريعة الانطلاق على لسانه، فموقع النبر في نطقه كان دائما أبرز المقاطع وهو ما كان يمنحه كل اهتمامه وضغطه. أمّا القبائل الحضريّة فعلى العكس من ذلك: إذ كانت متأنّية في النطق، متّئدة في أدائها، ولذا لم تكن بها حاجة إلى التماس المزيد من مظاهر الأناة، فأهملت همز كلماتها، أعني المبالغة في النبر واستعاضت عن ذلك بوسيلة أخرى كالتسهيل، والإبدال، والإسقاط. وبالتتبع وجدت الوسائل التي سلكها العرب للتخفيف الهمز ما يأتي: التسهيل، والإبدال، والحذف، والنقل «2». وقد وردت القراءات القرآنية الصحيحة بكل ذلك، وهذا ما سيتجلّى في هذا الباب، والأبواب التالية له بإذن الله تعالى. قال ابن الجزري: ثانيهما سهّل غنى حرم حلا ... وخلف ذي الفتح لوى أبدل جلا خلفا ..... ... ..... المعنى: لما انقضى الكلام عن المدّ والقصر، أتبع ذلك بالكلام على
الهمزتين من كلمة، لأنهما وقعتا في «ء أنذرتهم» بعد المدّ والقصر في «بما أنزل، أولئك»، والهمزتان من كلمة تأتي الثانية منهما متحركة، وساكنة: فإن كانت متحركة فتكون مفتوحة، ومكسورة، ومضمومة، ولا تكون الأولى إلّا مفتوحة، وهي همزة زائدة تدخل على الكلمة للاستفهام، ولغيره، وتكون الثانية همزة قطع، وهمزة وصل: فمثال الثانية المفتوحة وهي همزة قطع: «ء أنذرتهم» من قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (سورة البقرة الآية 6). ومثال الثانية المكسورة وهي همزة قطع: «أئنكم» من قوله تعالى: أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ (سورة النمل الآية 55). ومثال الثانية المضمومة وهي همزة قطع: «أؤنبئكم» من قوله تعالى: قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ (سورة آل عمران الآية 15). وقد أمر الناظم بتسهيل الهمزة الثانية بين بين من همزتي القطع المتحركتين المتلاصقتين في كلمة واحدة، في الأحوال الثلاثة للمرموز له بالغين من «غنى» ومدلول «حرم» والحاء من «حلا» وهم: «رويس، ونافع بخلف عن الأزرق في المفتوحتين، وابن كثير، وأبو جعفر، وأبو عمرو»: وكيفيّة التسهيل إذا كانت الثانية مفتوحة تسهل بين الهمزة والألف. وإذا كانت الثانية مكسورة تسهل بين الهمزة والياء. وإذا كانت الثانية مضمومة تسهل بين الهمزة والواو. ولا تعرف حقيقة ذلك إلا بالتلقي والمشافهة. وقد روى بعض علماء القراءات عن «رويس» تحقيق الهمزة الثانية من: أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ (في سورة الأنعام خاصة الآية 19)، وحينئذ يكون ل «رويس» فيها وجهان: التحقيق، والتسهيل. وقد أشار إلى ذلك «الإمام الشاطبي» رحمه الله تعالى بقوله:
والإبدال محض والمسهّل بين ما ... هو الهمز والحرف الّذي منه أشكلا ثم بيّن الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له باللام من «لوى» وهو «هشام» يقرأ بتسهيل الهمزة الثانية من همزتي القطع إذا كانت مفتوحة بخلف عنه. ثم أمر الناظم بإبدال الهمزة الثانية ألفا من همزتي القطع إذا كانت مفتوحة للمرموز له بالجيم من «جلا» وهو: «الأزرق» عن «ورش» بخلف عنه. وحينئذ يصبح للأزرق في الهمزة الثانية المفتوحة وجهان: التسهيل بين بين، والإبدال ألفا. وعلى وجه الإبدال ألفا لا بدّ من المدّ المشبع في «ء أنذرتهم» ونحوه من كل ما بعده ساكن، للفصل بين الساكنين. ولكن لا يجوز الإبدال وقفا في «ء أنت» ونحوه «1» بل يوقف عليه بالتسهيل فقط، فرارا من اجتماع ثلاث سواكن متوالية ليس فيها مدغم مثل: صَوافَّ (سورة الحج الآية 36) وهو غير موجود في كلام العرب. قال صاحب إتحاف البريّة: ء أنت فسهّل مع أريت بوقفه ... ويمنع إبدالا سواكنه الولا قال ابن الجزري: ..... ... وغير المكّ أن يؤتى أحد يخبر ..... المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «أن يؤتى» من قوله تعالى: أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ (سورة آل عمران الآية 73). فقرأ جميع القراء عدا «ابن كثير» بهمزة واحدة على الخبر. وقرأ «ابن كثير» «ء أن يؤتى» بهمزتين على الاستفهام، وهو على أصله في تسهيل الهمزة الثانية بين بين.
قال ابن الجزري: ..... ... أن كان روى اعلم حبر عد وحقّقت شم في صبا ... ...... المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «أن كان» من قوله تعالى: أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (سورة ن الآية 14). فقرأ بهمزة واحدة على الخبر المفهوم من عطفه على ما تقدم مدلول «روى» والمرموز له بالألف من «اعلم» ومدلول «حبر» والمرموز له بالعين من «عد» وهم: «الكسائي، وخلف العاشر، ونافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وحفص». وقرأ الباقون «ء أن كان» بهمزتين على الاستفهام وهم: «ابن عامر، وشعبة، وحمزة، وأبو جعفر، ويعقوب». ثم بيّن الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالشين من شم، والفاء من في والصاد من صبا وهم: «روح، وحمزة وشعبة» يقرءون بتحقيق الهمزتين. فتعين للباقين من المستفهمين وهم: «ابن عامر، وأبو جعفر، ورويس» القراءة بتسهيل الهمزة الثانية بين بين. قال ابن الجزري: ..... وأعجمي ... حم شد صحبة أخبر زد لم غص خلفهم ..... ... ...... المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «أعجميّ» من قوله تعالى: وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ (سورة فصلت الآية 44). فقرأ بهمزة واحدة على الخبر بالخلاف المرموز له بالزاي من «زد» واللام من «لم» والغين من «غص» وهم: «قنبل، وهشام، ورويس». وقرأ الباقون من القراء «ء أعجميّ» بهمزتين على الاستفهام ومعهم «قنبل،
وهشام، ورويس» في وجههم الثاني. ثم الذين يقرءون بالاستفهام اختلفوا بين التحقيق والتسهيل: فقرأ بتحقيق الهمزتين المرموز لهم بالشين من «شدّ» ومدلول «صحبة» وهم: «روح، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر». وقرأ الباقون بتسهيل الهمزة الثانية بيّن بيّن وهم: «نافع، والبزّي، وأبو عمرو، وابن ذكوان، وحفص، وأبو جعفر» ومعهم: «قنبل، وهشام، ورويس» في الوجه الثاني على القراءة بالاستفهام. والأزرق على أصله في تسهيل الهمزة الثانية بين بين، وفي إبدالها ألفا مع المد المشبع من أجل الساكن اللازم. قال ابن الجزري: .... أذهبتم اتل حز كفا ... ..... المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «أذهبتم» من قوله تعالى: أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا (سورة الأحقاف الآية 20). فقرأ بهمزة واحدة على الخبر المرموز له بالألف من «اتل»، والحاء من «حز» ومدلول «كفا»، وهم: «نافع، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر». وقرأ الباقون «ء أذهبتم» بهمزتين على الاستفهام، وهم على أصولهم في التسهيل، والتحقيق: «فابن كثير، وأبو جعفر، ورويس، وهشام» بخلف عنه بالتسهيل بين بين. «وابن ذكوان، وروح، وهشام» في وجهه الثاني بالتحقيق. قال ابن الجزري: ..... ... ودن ثنا إنّك لأنت يوسفا
المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «إنك» من قوله تعالى: أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ (سورة يوسف الآية 90). فقرأ بهمزة واحدة على الخبر المرموز له بالدال من «دن» والثاء من «ثنا» وهما: «ابن كثير، وأبو جعفر». وقرأ الباقون «أءنك» بهمزتين على الاستفهام، وهم على أصولهم في التسهيل، والتحقيق: فسهل الثانية بين بين: «نافع، وأبو عمرو، ورويس». وحققها: «ابن عامر، وعاصم، وحمزة والكسائي، وروح، وخلف العاشر». قال ابن الجزري: وآئذا ما متّ بالخلف متى ... ..... المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «أءذا ما مت» من قوله تعالى: وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ (سورة مريم الآية 66). فقرأ بهمزة واحدة على الخبر بخلف عنه المرموز له بالميم من «متى» وهو: «ابن ذكوان». وقرأ الباقون «أءذا ما متّ» بهمزتين على الاستفهام ومعهم «ابن ذكوان» في وجهه الثاني. وكل على أصله في التسهيل، والتحقيق. قال ابن الجزري: ..... ... إنّا لمغرمون غير شعبتا المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (سورة الواقعة الآية 66).
فقرأ جميع القراء عدا «شعبة» بهمزة واحدة على الخبر. وقرأ «شعبة» «أءنّا لمغرمون» بهمزتين على الاستفهام، وهو على أصله في القراءة بالتحقيق. قال ابن الجزري: أئنكم الأعراف عن مدا .... ... ..... المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «إنكم لتأتون» من قوله تعالى: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ (سورة الأعراف الآية 81). فقرأ بهمزة واحدة على الخبر المرموز له بالعين من «عن» ومدلول «مدا» وهم: «حفص، ونافع، وأبو جعفر». وقرأ الباقون «أءنكم لتأتون الرجال» بهمزتين على الاستفهام، وهم على أصولهم في القراءة بالتسهيل، والتحقيق. قال ابن الجزري: ..... أئن ... لنا بها حرم علا ..... المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «إنّ لنا لأجرا» من قوله تعالى: قالُوا إِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (سورة الأعراف الآية 113). فقرأ بهمزة واحدة على الخبر مدلول «حرم» والمرموز له بالعين من «علا» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وحفص». وقرأ الباقون «أءنّ لنا لأجرا» بهمزتين على الاستفهام، وكل على أصله في التسهيل، والتحقيق. قال ابن الجزري: ..... ... ..... والخلف زن
آمنتموا طه وفي الثّلاث عن ... حفص رويس الأصبهاني أخبرن وحقّق الثّلاث لي الخلف شفا ... صف شمء آلهتنا شهد كفا والملك والأعراف الاولى أبدلا ... في الوصل واوا زر وثان سهّلا بخلفه ..... ... ..... المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «ء آمنتم» في «الأعراف، وطه، والشعراء» من قوله تعالى: 1 - قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ (سورة الأعراف الآية 123). 2 - قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ (سورة طه الآية 71). 3 - قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ (سورة الشعراء الآية 49). فقرأ المرموز له بالزاي من «زن» وهو «قنبل» موضع «طه» بوجهين: الأول: بالإخبار. والثاني: بالاستفهام، وهو على أصله في تسهيل الثانية بين بيّن. أمّا موضع «الأعراف» فقرأه بالاستفهام، وله حالة الوصل أي وصل «ء آمنتم» بما قبله إبدال الهمزة الأولى واوا من غير خلاف، وله في الهمزة الثانية: التحقيق، والتسهيل بين بين. أمّا حالة الابتداء ب «ء آمنتم» فإنه يقرأ بتحقيق الهمزة الأولى، وله في الثانية التسهيل بين بين فقط. وأمّا موضع «الشعراء» فقرأه بالاستفهام وتسهيل الثانية بين بين. وقرأ المواضع الثلاثة بالإخبار: «حفص، ورويس، والأصبهاني». وقرأ المرموز له باللام من «لي» بخلف عنه، ومدلول «شفا» والمرموز له بالصاد من «صف» والشين من «شم» وهم: «هشام بخلف عنه، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وشعبة، وروح» بتحقيق الهمزة الثانية في المواضع الثلاثة. وقرأ الباقون بالاستفهام في المواضع الثلاثة وهم: «الأزرق، وقالون،
والبزي، وأبو عمرو، وابن ذكوان» ولهم تسهيل الهمزة الثانية بين بين، ومعهم «هشام» في وجهه الثاني. تنبيه: اعلم أن «الأزرق» لا يبدل الهمزة الثانية ألفا، وذلك كي لا يلتبس الاستفهام بالخبر. أمّا القصر، والتوسط، والمدّ في «البدل» فهي جائزة «لورش» من طريق الأزرق حسب قاعدته. واتفق القراء الذين يقرءون بالاستفهام في المواضع الثلاثة على عدم إدخال ألف بين الهمزتين، لئلا يصير في اللفظ أربع ألفات. قال ابن الجزري: والبدل والفصل من نحوء آمنتم خطل وأخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالشين من «شهد» ومدلول «كفا» وهم: «روح، وعاصم، وحمزة، والكسائي وخلف العاشر» يقرءون «ء آلهتنا» من قوله تعالى: وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ (سورة الزخرف الآية 58) بالاستفهام وتحقيق الهمزة الثانية. والباقون وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، ورويس» يقرءون بالاستفهام وتسهيل الثانية بين بين. واعلم أن «الأزرق» لا يبدل الثانية ألفا، كي لا يلتبس الاستفهام بالخبر. وأخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالزاي من «زر» وهو: «قنبل» يقرأ حالة وصل «النشور» ب «ء أمنتم» من قوله تعالى: وَإِلَيْهِ النُّشُورُ* أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ (سورة الملك الآيتان 15 - 16). بإبدال الهمزة الأولى واوا، وله تحقيق الثانية، وتسهيلها بين بين قولا واحدا. أمّا إذا وقف على «النشور» وابتدأ ب «ء أمنتم» حقق الأولى وسهل الثانية. وقرأ الباقون «ء أمنتم» بهمزتين على الاستفهام، وكلّ على أصله في التسهيل، والتحقيق. كما أن «الأزرق» على أصله في تسهيل الثانية بين بين، وله أيضا إبدال الهمزة الثانية ألفا خالصة مع القصر فقط لعروض حرف المدّ بالإبدال، وضعف السبب بتقدمه على الشرط.
قال ابن الجزري: ..... أئنّ الأنعام اختلف ... غوث ..... المعنى: قرأ المرموز له بالغين من «غوث» وهو: «رويس» «أئنكم» من قوله تعالى: أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ (سورة الأنعام الآية 19) بتحقيق الهمزة الثانية، وبتسهيلها. وباقي القراء على أصولهم من التحقيق، والتسهيل. قال ابن الجزري: ..... ... ..... أئنّ فصّلت خلف لطف المعنى: قرأ المرموز له باللام من «لطف» وهو: «هشام» «أئنكم» من قوله تعالى: قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً (سورة فصلت الآية 9) بتحقيق الهمزة الثانية، وبتسهيلها. وباقي القراء على أصولهم من التحقيق، والتسهيل. قال ابن الجزري: ء أسجد الخلاف مز ..... ... ..... المعنى: قرأ المرموز له بالميم من «مز» وهو: «ابن ذكوان» «ء أسجد» من قوله تعالى: وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (سورة الإسراء الآية 61) بتحقيق الهمزة الثانية، وبتسهيلها. وباقي القراء على أصولهم من التحقيق، والتسهيل. قال ابن الجزري: ..... وأخبرا ... بنحو أئذا أئنّا كرّرا أوّله ثبت كما الثّاني رد ... إذ ظهروا والنّمل مع نون زد
رض كس وأولاها مدا والسّاهره ... ثنا وثانيها ظبّى إذ رم كره وأوّل الأوّل من ذبح كوى ... ثانيه مع وقعت رد إذ ثوى والكلّ أولاها وثاني العنكبا ... مستفهم الاوّل صحبة حبا المعنى: تحدث الناظم رحمه الله تعالى في هذه الأبيات عن اختلاف القراء في المكرر من الاستفهامين، وجملته أحد عشر موضعا، في تسع سور، وبيان ذلك فيما يأتي: 1 - في الرعد موضع وهو: إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (سورة الرعد الآية 5). 2 - وفي الإسراء موضعان: أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (سورة الإسراء الآيتان 49 - 98). 3 - وفي المؤمنون موضع: أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (سورة المؤمنون الآية 82). 4 - وفي النمل موضع: أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ (سورة النمل الآية 67). 5 - وفي العنكبوت موضع: وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ* أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ (سورة العنكبوت الآيتان 28 - 29). 6 - وفي السجدة موضع: وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (سورة السجدة الآية 10). 7 - وفي الصافات موضعان: الأول: أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (سورة الصافات الآية 16). والثاني: أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (سورة الصافات الآية 53). 8 - وفي الواقعة موضع: أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (سورة الواقعة الآية 47).
9 - وفي النازعات موضع: أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ* أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً (سورة النازعات الآيتان 10 - 11). ففي موضع «الرعد»: أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ قرأ «نافع، والكسائي، ويعقوب» بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، وكلّ على أصله في التحقيق، والتسهيل. وقرأ «ابن عامر، وأبو جعفر» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني. وكلّ على أصله كذلك. وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله. وفي موضعي «الإسراء» أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ قرأ «نافع، والكسائي، ويعقوب» بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، وكلّ على أصله في التحقيق، والتسهيل. وقرأ «ابن عامر، وأبو جعفر» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني. وكلّ على أصله كذلك. وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله. وفي موضع «المؤمنون»: قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ قرأ «نافع، والكسائي، ويعقوب» بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، وكلّ على أصله في التحقيق، والتسهيل. وقرأ «ابن عامر، وأبو جعفر» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، وكلّ على أصله كذلك. وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله. وفي موضع «النمل»: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا
لَمُخْرَجُونَ قرأ «نافع، وأبو جعفر» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، وكلّ على أصله في التحقيق، والتسهيل. وقرأ «ابن عامر، والكسائي» «أءذا» بالاستفهام «إنّنا» بالإخبار مع زيادة نون، وكلّ على أصله. وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب، وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله. وفي موضع «العنكبوت»: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ، إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ قرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، وكلّ على أصله. وقرأ الباقون وهم: «أبو عمرو، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله. وفي موضع «السجدة»: وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ قرأ «نافع، والكسائي، ويعقوب» بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، وكلّ على أصله. وقرأ «ابن عامر، وأبو جعفر» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، وكلّ على أصله. وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله. وفي الموضع الأول من «والصافات»: أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ قرأ «نافع، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب» بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، وكلّ على أصله. وقرأ «ابن عامر» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، وهو على أصله.
وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكل على أصله. وفي الموضع الثاني من «والصافات»: أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ القراء فيه مثل الموضع الأول، سوى أن «أبا جعفر» قرأ هذا الموضع بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني مثل «ابن عامر» وكلّ على أصله. وفي موضع «الواقعة»: وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ قرأ «نافع، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب» بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، وكلّ على أصله. وقرأ الباقون بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله. وفي موضع «والنازعات»: يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً قرأ «نافع، وابن عامر، والكسائي، ويعقوب» بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، وكلّ على أصله. وقرأ «أبو جعفر» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، وهو على أصله. وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله. قال ابن الجزري: والمدّ قبل الفتح والكسر حجر ... بن ثق له الخلف وقبل الضّمّ ثر والخلف حزبي لذو عنه أوّلا ... كشعبة وغيره امدد سهّلا المعنى: لما فرغ الناظم رحمه الله تعالى من الكلام على حكم الهمزتين من كلمة تسهيلا، وتحقيقا، وما اختلف فيه القراء إخبارا، واستفهاما، شرع في الكلام على الفصل بين الهمزتين بحرف المدّ وعدمه. والمراد بذلك: إدخال ألف بين الهمزتين تمدّ بمقدار حركتين، سواء كانت
الثانية مفتوحة نحو: «ء أنذرتهم» من نحو قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (سورة البقرة الآية 6). أو مكسورة نحو: «أئنكم» من قوله تعالى: أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ (سورة النمل الآية 55). أو مضمومة نحو: «أءنزل» من قوله تعالى: أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا (سورة ص الآية 8). فأخبر أن المرموز له بالحاء من «حجر» والباء من «بن» والثاء من «ثق» واللام من «له» بخلف عنه، وهم: «أبو عمرو، وقالون، وأبو جعفر، وهشام» بخلف عنه يقرءون بإدخال ألف بين الهمزتين إذا كانت الثانية مفتوحة، أو مكسورة. وقد استثنى بعض علماء القراءات أمثال: «أبي الحسن بن غلبون، وابن سفيان، وابن شريح، والمهدوي، ومكي بن أبي طالب، وابن بلّيمة، وغيرهم، سبعة أحرف إذا كانت الهمزة الثانية مكسورة، فقرءوها «لهشام» بالإدخال قولا واحدا. والأحرف السبعة هي: 1 - إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ (سورة الأعراف الآية 81). 2 - قالُوا إِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (سورة الأعراف الآية 113). 3 - أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (سورة مريم الآية 66). 4 - قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (سورة الشعراء الآية 41). 5 - يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (سورة الصافات الآية 52). 6 - أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (سورة الصافات الآية 86). 7 - قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ (سورة فصلت الآية 9). وقد أشار «الإمام الشاطبي» إلى ذلك بقوله: وفي سبعة لا خلف عنه بمريم ... وفي حرفي الأعراف والشّعرا العلا أئنّك أئفكا معا فوق صادها ... وفي فصّلت حرف وبالخلف سهّلا كذلك خصّ جمهور المغاربة، وبعض العراقيّين: كالدّاني، وابن شريح،
وابن سفيان، والمهدوي، وغيرهم تسهيل حرف «فصّلت»: قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ عن «هشام». وحينئذ يكون ل «هشام» في حرف «فصلت» ثلاث قراءات هي: تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال، وتحقيقها مع الإدخال وعدمه. ثم بيّن الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالثاء من «ثر» وهو: «أبو جعفر» يقرأ بإدخال ألف بين الهمزتين إذا كانت الثانية مضمومة قولا واحدا. وأن المرموز له بالحاء من «حز» والباء من «بي» واللام من «لذ» وهم: «أبو عمرو، وقالون، وهشام» يقرءون بإدخال ألف بين الهمزتين إذا كانت الثانية مضمومة بخلف عنهم. وقد وردت الهمزة المضمومة في ثلاثة مواضع متفق عليها، وموضع مختلف فيه. فالمواضع الثلاثة المتفق عليها هي: 1 - قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ (سورة آل عمران الآية 15). 2 - أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا (سورة ص الآية 8). 3 - أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا (سورة القمر الآية 25). وقد روى جماعة من علماء القراءات عن «هشام» في موضع «آل عمران» القراءة له بالتحقيق وعدم الإدخال مثل قراءة، «شعبة». وفي موضعي: «ص، والقمر» القراءة له بالتسهيل مع الإدخال، قولا واحدا، وهذا معنى قول الناظم: ..... وعنه أوّلا ... كشعبة وغيره امدد سهّلا أمّا الموضع المختلف فيه فهو: أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ (سورة الزخرف الآية 19). وسيأتي حكمه في سورته بإذن الله تعالى. قال ابن الجزري: وهمز وصل من كآلله أذن ... أبدل لكلّ أو فسهّل واقصرن كذا به السّحر ثنا حز ..... ... .....
المعنى: إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل المفتوحة، نحو «ءالله أذن لكم» وقد وقع ذلك في ثلاث كلم في ستة مواضع هنّ: 1 - «ءآلذكرين» من قوله تعالى: قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ الموضعان في (سورة الأنعام الآيتان 143 - 144). 2 - «ءآلئن» من قوله تعالى: آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (سورة يونس الآية 51). ومن قوله تعالى: آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ (سورة يونس الآية 91). 3 - «ءآلله» من قوله تعالى: قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (سورة يونس الآية 59). ومن قوله تعالى: آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (سورة النمل الآية 59). فقد اتفق القراء على تسهيل الهمزة الثانية أي همزة الوصل، إلّا أنهم اختلفوا في كيفية ذلك التسهيل: فأكثرهم على إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المدّ للساكنين. والآخرون على تسهيلها بين بين مع القصر. والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما. ثم بيّن الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالثاء من «ثنا» والحاء من «حز» وهما: «أبو جعفر، وأبو عمرو» يقرءان «به السحر» من قوله تعالى: قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ (سورة يونس الآية 81) بزيادة همزة استفهام قبل همزة الوصل. وحينئذ تكون مثل: «ءآلذكرين» فيكون لكل منهما وجهان: الأول: إبدال همزة الوصل ألفا مع المدّ المشبع للساكنين. الثاني: تسهيلها بين بين مع القصر. وعلى قراءتهما توصل هاء الضمير في «به» بياء ويكون المدّ حينئذ من قبيل المنفصل فكل يمد حسب مذهبه. قال ابن الجزري: ..... والبدل ... والفصل من نحوء آمنتم خطل المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أنه إذا اجتمع ثلاث همزات في كلمة واحدة نحو: «ء ءامنتم» من قوله تعالى:
1 - قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ (سورة الأعراف الآية 123). 2 - أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ (سورة يونس الآية 51). 3 - قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ (سورة طه الآية 71). 4 - قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ (سورة الشعراء الآية 49). و «ء ءالهتنا» من قوله تعالى: وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ (سورة الزخرف الآية 58) فإنه لا يجوز في ذلك إبدال الهمزة الثانية ألفا «للأزرق» كي لا يلتبس الاستفهام بالخبر. كما لا يجوز لأحد من القراء إدخال ألف بين الهمزتين، لئلا يصير في اللفظ تقدير أربع ألفات: همزة الاستفهام، وألف الوصل، وهمزة القطع، وهو إفراط. وهذا هو الصحيح، والمقروء به. قال ابن الجزري: أئمّة سهّل أو ابدل حط غنا ... حرم ومدّ لاح بالخلف ثنا مسهّلا والأصبهاني بالقصص ... في الثّان والسّجدة معه المدّ نص المعنى: اختلف القراء في تحقيق، وتسهيل «أئمّة» وهي في خمسة مواضع: 1 - فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ (سورة التوبة الآية 12). 2 - وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا (سورة الأنبياء الآية 73). 3 - وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (سورة القصص الآية 5). 4 - وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ (سورة القصص الآية 41). 5 - وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا (سورة السجدة الآية 24). و «أئمة» جمع «إمام» وأصلها: «أأممة» على وزن «أفعلة» التقى ميمان فأريد إدغامهما، فنقلت حركة الميم الأولى للساكن قبلها وهو الهمزة الثانية، فأدى ذلك إلى اجتماع همزتين ثانيتهما مكسورة. وقد أمر الناظم رحمه الله تعالى بتسهيل الهمزة الثانية بين بين، وبإبدالها ياء خالصة للمرموز له بالحاء من «حط» والغين من «غنا» ومدلول «حرم» وهم: «أبو عمرو، ورويس، ونافع، وابن كثير، وأبو جعفر». فتعين للباقين القراءة
بالتحقيق وهم: «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وروح، وخلف العاشر». ثم بيّن الناظم أن المرموز له باللام من «لاح» وهو: «هشام» يقرأ بإدخال ألف بين الهمزتين في المواضع الخمسة بالخلاف. وأن المرموز له بالثاء من «ثنا» وهو: «أبو جعفر» يقرأ بإدخال ألف بين الهمزتين على قراءة التسهيل فقط. وحينئذ يكون ل «أبي جعفر» في المواضع الخمسة وجهان: الأول: تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال. الثاني: إبدال الهمزة الثانية ياء خالصة مع عدم الإدخال. ثم بيّن الناظم أن «الأصبهاني» يقرأ بإدخال ألف بين الهمزتين على قراءة التسهيل، وذلك في موضعين فقط: الأول: الموضع الثاني بالقصص رقم/ 41. الثاني: موضع السجدة. تنبيه: اتفق القراء العشرة على عدم الإدخال حالة إبدال الهمزة الثانية ياء. قال ابن الجزري: أن كان أعجميّ خلف مليا ... ..... المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالميم من «مليا» وهو: «ابن ذكوان» يقرأ بإدخال ألف بين الهمزتين بالخلاف، وذلك في موضعين: الأول: أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (سورة ن الآية 14). الثاني: ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ (سورة فصلت الآية 44). وتتميما للفائدة سأذكر قراءة القراء في هاتين الكلمتين:
أمّا «ء أن كان» فقد قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وحفص، والكسائي، وخلف العاشر»: «أن كان» بهمزة واحدة على الخبر. وقرأ الباقون «ء أن كان» بهمزتين على الاستفهام وهم: «ابن عامر، وشعبة، وحمزة وأبو جعفر، ويعقوب». وقد حقّق الهمزتين من المستفهمين: «شعبة، وحمزة، وروح» وسهل الهمزة الثانية مع الإدخال «أبو جعفر وابن عامر» بخلف عنه. وسهلها بدون إدخال «رويس» وهو الوجه الثاني ل «ابن عامر». وأمّا «ء أعجمي» فقد قرأ «قالون، وأبو عمرو وأبو جعفر» بهمزتين على الاستفهام، مع تحقيق الأولى، وتسهيل الثانية، وإدخال ألف بينهما. وقرأ «الأصبهاني، والبزّي، وحفص» بهمزتين على الاستفهام وتسهيل الثانية مع عدم الإدخال. وللأزرق وجهان: القراءة بهمزتين على الاستفهام، مع تسهيل الثانية بدون إدخال، وإبدالها حرف مدّ محضا مع المدّ المشبع. «ولقنبل، ورويس» وجهان: تسهيل الثانية مع عدم الإدخال، والقراءة بهمزة واحدة على الخبر. ولابن ذكوان وجهان: تحقيق الهمزة الثانية مع الإدخال، وعدمه. ولهشام ثلاثة أوجه: تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال وعدمه، والقراءة بهمزة واحدة على الخبر. والباقون وهم: «شعبة، وحمزة، والكسائي، وروح، وخلف العاشر» بتحقيق الثانية مع عدم الإدخال.
قال ابن الجزري: ..... ... والكلّ مبدل كآسى أوتيا المعنى: اتفق القراء على إبدال الهمزة الثانية إذا كانت ساكنة حرف مدّ من جنس حركة ما قبلها: فتبدل في نحو: «ءادم» ألفا من نحو قوله تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها (سورة البقرة الآية 31). وفي نحو: «إيمان» ياء من نحو قوله تعالى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ (سورة المائدة الآية 5). وفي نحو: «اؤتمن» واوا من قوله تعالى: فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ (سورة البقرة الآية 283). تمّ باب الهمزتين من كلمة ولله الحمد والشكر
"باب الهمزتين من كلمتين"
«باب الهمزتين من كلمتين» المراد بهما همزتا القطع المتلاصقتان وصلا، فخرج نحو: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى (سورة الأنعام الآية 35) وتكون الهمزة الأولى آخر كلمة، والهمزة الثانية أول الكلمة الأخرى. وتقعان متفقتين، ومختلفتين: فالمتفقتان: تتفقان في الفتح نحو: إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ (سورة هود الآية 76) وتتفقان في الكسر نحو: هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (سورة البقرة الآية 31) وتتفقان في الضم وهو في قوله تعالى: وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (سورة الأحقاف الآية 32). والمختلفتان: على خمسة أقسام: 1 - تكون الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة نحو: أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ (سورة البقرة الآية 133). 2 - وتكون الأولى مفتوحة، والثانية مضمومة وهو في قوله تعالى: كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ (سورة المؤمنون الآية 44) ولا ثاني له. 3 - وتكون الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة نحو: قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ (سورة البقرة الآية 13). 4 - وتكون الأولى مضمومة، والثانية مكسورة نحو: وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (سورة البقرة الآية 213).
5 - وتكون الأولى مكسورة، والثانية مفتوحة نحو: وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ (سورة البقرة الآية 235). ولم يقع في القرآن الكريم عكس هذا، وهو أن تكون الأولى مكسورة، والثانية مضمومة. قال ابن الجزري: أسقط الأولى في اتّفاق زن غدا ... خلفهما حز وبفتح بن هدى وسهلا في الكسر والضّمّ وفي ... بالسّوء والنّبئ الادغام اصطفى وسهّل الأخرى رويس قنبل ... ورش وثامن وقيل تبدل مدّ زكا جودا وعنه هؤلا ... ءن والبغا إن كسر ياء أبد لا المعنى: هذا شروع من المؤلف رحمه الله تعالى في بيان اختلاف القراء في الهمزتين من كلمتين، وبدأ بالهمزتين المتفقتين، فبيّن أن المرموز له بالزاي من «زن» والغين من «غدا» والحاء من «حز» وهم: «قنبل، ورويس» بخلف عنهما، و «أبو عمرو» بدون خلاف يقرءون بإسقاط الهمزة الأولى في الأحوال الثلاثة: أي سواء كانتا مفتوحتين، أو مكسورتين، أو مضمومتين. وما ذكره الناظم من أن الساقطة هي الأولى هو ما عليه جمهور أهل الأداء. وذهب بعض علماء القراءات أمثال «أبي الطيب بن غلبون، وأبي الحسن الحمّاميّ» إلى أن الساقطة هي الثانية، وإلى ذلك أشار صاحب إتحاف البريّة بقوله: وأسقط الأولى في اتفاقهما معا ... وقيل بل الأخرى فخذ عن فتى العلا وتظهر فائدة هذا الخلاف في المدّ: فمن قال الساقطة الأولى كان المدّ عنده من قبيل المنفصل، ومن قال الساقطة الثانية كان المدّ عنده من قبيل المتصل «1». ثم بيّن الناظم رحمه الله تعالى بأن المرموز له بالباء من «بن» والهاء من
«هدى» وهما: «قالون، والبزّي» يقرءان بإسقاط الهمزة من المفتوحتين ويقرءان بتسهيل الهمزة الأولى من المكسورتين، والمضمومتين. إلّا أنه اختير «لقالون، والبزّي» في «بالسوء إلّا» من قوله تعالى: إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي (سورة يوسف الآية 53) فقرآه بإبدال الهمزة الأولى واوا، وإدغام الواو التي قبلها فيها: وحينئذ يجوز لهما في هذه الكلمة وجهان: الأول: التسهيل بين بين مع المدّ والقصر. الثاني: الإبدال مع الإدغام. كما أنه اختير «لقالون» موضعين فقرأهما بإبدال الهمزة الأولى «ياء» وإدغام الياء التي قبلها فيها. والموضعان هما: 1 - وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ (سورة الأحزاب الآية 50). 2 - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ (سورة الأحزاب الآية 53) لأن «قالون» يقرأ بهمزة «النبي» فلا تجتمع الهمزتان فيهما إلّا على قراءة «نافع». وحينئذ يجوز «لقالون» في هاتين الكلمتين وجهان: الأول: التسهيل بين بين مع المدّ والقصر. الثاني: الإبدال مع الإدغام. ثم بيّن الناظم رحمه الله تعالى أن «رويسا، وأبا جعفر، والأصبهانيّ» يقرءون بتسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين المتفقتين في الأحوال الثلاثة. وأن «قنبلا، والأزرق» يقرءان الهمزة الثانية في الأحوال الثلاثة بوجهين: الأول: تسهيلها بين بين. الثاني: إبدالها حرف مدّ محضا من جنس حركتها: فالمفتوحة تبدل ألفا، والمكسورة تبدل ياء، والمضمومة تبدل واوا.
تنبيه: إذا أبدلت الهمزة الثانية حرف مدّ محضا «للأزرق وقنبل» فإن وقع بعده ساكن صحيح نحو: هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (سورة البقرة الآية 31) زيد في حرف المدّ إلى ستّ حركات من أجل الساكن اللازم. وإن وقع بعد حرف المدّ متحرك نحو قوله تعالى: حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (سورة الأنعام الآية 61) لم يزد على مقدار حرف المدّ لعدم وجود السبب. وإن عرض التحريك نحو قوله تعالى: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ (سورة الأحزاب الآية 50) جاز المدّ والقصر. وإن وقع بعد الثانية من المفتوحتين ألف وذلك في قوله تعالى: فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (سورة الحجر الآية 61) جاز «للأزرق وقنبل» حالة الإبدال القصر، والمدّ، فالقصر على تقدير حذف الألف، والمدّ على تقدير عدم الحذف وزيادة ألف ثالثة للفصل بين الساكنين، ويمتنع التوسط على الإبدال. وقد أشار إلى ذلك صاحب إتحاف البريّة بقوله: والأخرى كمدّ عند ورش وقنبل ... وقد قيل محض المدّ عنها تبدّلا ومدّ إذا كان السكون بعيده ... وإن طرأ التحريك فاقصر وطوّلا وجا آل ابدلن عند ورشهم ... بقصر ومدّ فيه قل ولقنبلا ثمّ بيّن الناظم رحمه الله تعالى أن «الأزرق» يقرأ قوله تعالى: 1 - فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (سورة البقرة الآية 31). 2 - وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً (سورة النور الآية 33) بإبدال الهمزة الثانية ياء خفيفة مكسورة. وحينئذ يكون للأزرق في هاتين الكلمتين ثلاثة أوجه: الأول: تسهيل الهمزة الثانية بين بين. الثاني: إبدالها حرف مدّ محضا مع المد المشبع في «هؤلاء إن كنتم» ومع المدّ المشبع والقصر في «على البغاء إن أردن تحصنا».
الثالث: إبدال الهمزة الثانية ياء خالصة مكسورة. فائدة: يفهم مما تقدم أن اختلاف القراء العشرة في الهمزتين من كلمتين المتفقتين على النحو الآتي: أولا: «قالون، والبزّي» يسقطان في المفتوحتين، ويسهلان الأولى في المكسورتين، والمضمومتين، ولهما الإدغام في «بالسوء إلّا». وقالون له الإدغام في لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ (سورة الأحزاب الآية 50)، بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ (سورة الأحزاب الآية 53). ثانيا: «الأصبهاني، وأبو جعفر» يقرءان بتسهيل الهمزة الثانية قولا واحدا في الأحوال الثلاثة. ثالثا: «الأزرق» له وجهان: 1 - تسهيل الهمزة الثانية بين بين في الأحوال الثلاثة. 2 - إبدال الهمزة الثانية حرف مدّ محضا. وله في هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (سورة البقرة الآية 31) عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً (سورة النور الآية 33) إبدال الهمزة الثانية ياء خفيفة مكسورة. رابعا: «قنبل» له ثلاثة أوجه: 1 - الإسقاط في الأحوال الثلاثة. 2 - تسهيل الهمزة الثانية بين بين في الأحوال الثلاثة. 3 - إبدال الهمزة الثانية حرف مدّ محضا. خامسا: «أبو عمرو» له الإسقاط قولا واحدا في الأحوال الثلاثة. سادسا: «رويس» له وجهان: 1 - الإسقاط في الأحوال الثلاثة. 2 - تسهيل الهمزة الثانية بين بين في الأحوال الثلاثة. سابعا: الباقون وهم: «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وروح، وخلف العاشر» لهم التحقيق في الهمزتين في الأحوال الثلاثة.
قال ابن الجزري: وعند الاختلاف الاخرى سهّلن ... حرم حوى غنا ومثل السّوء إن فالواو أو كاليا وكالسّماء أو ... نشاء أنت فبالإبدال وعوا المعنى: هذا شروع في بيان اختلاف القراء في الهمزتين من كلمتين المختلفتين في الحركة. وقد أمر الناظم رحمه الله تعالى بتسهيل الهمزة الثانية في الأقسام الخمسة المتقدمة لمدلول «حرم» والمرموز له بالحاء من «حوى» والغين من «غنا» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وأبو عمر، ورويس» ثم بيّن الناظم كيفية التسهيل فأفاد: إذا كانت الأولى مضمومة، والثانية مكسورة مثل قوله تعالى: وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (سورة الأعراف الآية 188) فإن هؤلاء القراء المذكورين ورد عنهم في كيفية التسهيل روايتان: الأولى: إبدال الهمزة الثانية واوا مكسورة. الثانية: تسهيلها بين بين. وإذا كانت الأولى مكسورة، والثانية مفتوحة مثل قوله تعالى: وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (سورة الأنفال الآية 32) فإنهم يبدلون الثانية ياء خالصة قولا واحدا. وإذا كانت الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة مثل قوله تعالى: إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا (سورة الأعراف الآية 155) فإنهم يبدلون الثانية واوا خالصة قولا واحدا. وإذا كانت الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة مثل قوله تعالى: أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ (سورة البقرة الآية 133) أو الأولى مفتوحة، والثانية مضمومة وهو في قوله تعالى: كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ (سورة المؤمنون الآية 44). فإنهم في هاتين الحالتين يسهلون الهمزة الثانية بين بين قولا واحدا.
فتعيّن للباقين من القراء العشرة وهم: «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وروح، وخلف العاشر» القراءة بتحقيق الهمزتين في الأحوال الخمسة قولا واحدا. تمّ باب الهمزتين من كلمتين ولله الحمد والشكر
"باب الهمز المفرد"
«باب الهمز المفرد» وهو على ضربين: ساكن، ومتحرّك: فالساكن يكون فاء من الفعل، وعينا، ولا ما. ويكون ما قبله مفتوحا، ومكسورا، ومضموما، نحو: فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ (سورة البقرة الآية 222). وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها (سورة طه الآية 132). فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (سورة النازعات الآية 41). اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (سورة العلق الآية 1). رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ (سورة الاسراء الآية 54). بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (سورة الكهف الآية 50). قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا (سورة مريم الآية 27). نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (سورة الحجر الآية 49). فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ (سورة البقرة الآية 283). الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (سورة البقرة الآية 3). يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ (سورة البقرة الآية 269). لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (سورة المائدة الآية 101). وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي (سورة التوبة الآية 49). إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (سورة يوسف الآية 43).
قال ابن الجزري: وكلّ همز ساكن أبدل حذا ... خلف سوى ذي الجزم والأمر كذا مؤصدة رئيا وتؤوي ... ... ..... المعنى: بدأ الناظم رحمه الله تعالى بالحديث عن اختلاف القراء في الهمز الساكن لقلّة تنوعه. فأمر بإبدال كلّ همز ساكن حرف مدّ من جنس حركة ما قبله، سواء كان فاء للكلمة، أو عينا، أو لاما. وذلك للمرموز له بالحاء من «حذا» وهو: «أبو عمرو» من الروايتين بخلف عنه. ثم استثنى له من ذلك ما سيأتي فإنه يقرأه بالتحقيق قولا واحدا، والمستثنى يتمثل فيما يأتي: أولا: ما كان سكونه للجزم وهو فيما يأتي: 1 - «يشأ» في عشرة مواضع نحو قوله تعالى: إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ (سورة النساء الآية 133). 2 - «نشأ» في ثلاثة مواضع نحو قوله تعالى: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً (سورة الشعراء الآية 4). 3 - «تسؤ» في ثلاثة مواضع نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (سورة المائدة الآية 101). 4 - «ننسأها» من قوله تعالى: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها (سورة البقرة الآية 106). 5 - «ويهيئ» من قوله تعالى: وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً (سورة الكهف الآية 16). 6 - «ينبأ» من قوله تعالى: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى (سورة النجم الآية 36). ثانيا: ما كان سكونه للأمر وهو فيما يأتي: 1 - «أنبئهم» من قوله تعالى: قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ (سورة البقرة الآية 33).
2 - «أرجئه» موضعان وهما قوله تعالى: قالوا أرجئه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين (سورة الأعراف الآية 111). وقالوا أرجئه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين (سورة الشعراء الآية 36). 3 - «نبئنا» من قوله تعالى: نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ (سورة يوسف الآية 36). 4 - «نبئ» من قوله تعالى: نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (سورة الحجر الآية 49). 5 - «نبئهم» موضعان: من قوله تعالى: وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (سورة الحجر الآية 51). ومن قوله تعالى: وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ (سورة القمر الآية 28). 6 - «اقرأ» في ثلاثة مواضع من قوله تعالى: اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (سورة الإسراء الآية 14). وقوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (سورة العلق الآية 1). وقوله تعالى: اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (سورة العلق الآية 3). 7 - «هيئ» من قوله تعالى: وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً (سورة الكهف الآية 10). ثالثا: أربع كلمات وهي: 1 - «مؤصدة» في موضعين قوله تعالى: عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ (سورة البلد الآية 20). وقوله تعالى: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (سورة الهمزة الآية 8). 2 - «رءيا» من قوله تعالى: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً (سورة مريم الآية 74). 3 - «تئوي» من قوله تعالى: وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ (سورة الأحزاب الآية 51). 4 - «تئويه» من قوله تعالى: وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (سورة المعارج الآية 13). قال ابن الجزري: ..... ولفا ... فعل سوى الإيواء الأزرق اقتفى المعنى: أي أنّ «الأزرق» يبدل من الهمز الساكن ما كانت الهمزة فيه فاء الفعل نحو: «مؤمن» من قوله تعالى: وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ
أَعْجَبَكُمْ (سورة البقرة الآية 221). ونحو: «تألمون» من قوله تعالى: إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ (سورة النساء الآية 104). ونحو: «مأكول» من قوله تعالى: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (سورة الفيل الآية 5). واستثنى له من ذلك ما تصرف من لفظ «الإيواء» فإنه يقرأه بالتحقيق قولا واحدا، مثال ذلك: 1 - «المأوى» من قوله تعالى: فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى (سورة السجدة الآية 19). 2 - فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ (سورة الكهف الآية 16). 3 - «تئوي» من قوله تعالى: وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ (سورة الأحزاب الآية 51). قال ابن الجزري: والأصبهاني مطلقا لا كاس ... ولؤلؤا والرّأس رئيا باس تؤوي وما يجيء من نبأت ... هيّئ وجئت وكذا قرأت المعنى: أي أن «الأصبهاني» يقرأ بإبدال الهمز الساكن سواء كان فاء للكلمة، أو عينا، أو لاما. إلّا ما استثني فإنه يقرأه بالتحقيق، ويتمثل المستثنى فيما يأتي: 1 - «كأس» نحو قوله تعالى: يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (سورة الصافات الآية 45). وقوله تعالى: وَكَأْساً دِهاقاً (سورة النبأ الآية 34). 2 - «لؤلؤ، اللؤلؤ» كيف أتى في القرآن نحو قوله تعالى: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (سورة الطور الآية 24). وقوله تعالى: يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (سورة الرحمن الآية 22). وقوله تعالى: يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً (سورة الحج الآية 23). 3 - «الرأس» حيث وقع في القرآن نحو قوله تعالى: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً (سورة مريم الآية 4). 4 - «ورئيا» الذي في مريم من قوله تعالى: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً (سورة مريم الآية 74). 5 - «بأس، البأس، البأساء» كيف ورد في القرآن نحو قوله تعالى: وَاللَّهُ أَشَدُّ
بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (سورة النساء الآية 84). وقوله تعالى: وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ (سورة البقرة الآية 177). 6 - «تئوى، تئويه» هاتان الكلمتان فقط من قوله تعالى: تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ (سورة الأحزاب الآية 51). وقوله تعالى: وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (سورة المعارج الآية 13). أمّا غير هاتين الكلمتين المشتق من لفظ «الإيواء» فإن الأصبهاني يقرأه بالإبدال على قاعدته. 7 - كل ما جاء من لفظ «نبأ» نحو قوله تعالى: نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (سورة الحجر الآية 49). وقوله: وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (سورة الحجر الآية 51). وقوله: قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ (سورة يوسف الآية 37). 8 - كل ما جاء من لفظ «هيّئ» نحو قوله تعالى: وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً (سورة الكهف الآية 16). وقوله: وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً (سورة الكهف الآية 10). 9 - كل ما أتى من «جئت» نحو قوله تعالى: وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ (سورة الأنعام الآية 94). وقوله: وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ (سورة الأعراف الآية 52). 10 - كل ما أتى من لفظ «قرأت» نحو قوله تعالى: اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (سورة الإسراء الآية 14). وقوله: فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (سورة القيامة الآية 18). وقوله: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (سورة النحل الآية 98). قال ابن الجزري: والكلّ ثق مع خلف نبّئنا ولن ... يبدل أنبئهم ونبّئهم إذن المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالثاء من «ثق» وهو: «أبو جعفر» يقرأ بابدال كل همز ساكن سواء كان فاء للكلمة، أو عينا، أو لاما.
واختلف عنه في «نبئنا» من قوله تعالى: نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (سورة يوسف الآية 36). كما أنه لا يبدل كلمتين هما: 1 - «أنبئهم» من قوله تعالى: قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ (سورة البقرة الآية 33). 2 - «ونبئهم» من قوله تعالى: وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (سورة الحجر الآية 51). ومن قوله تعالى: وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ (سورة القمر الآية 28). قال ابن الجزري: وافق في مؤتفك بالخلف بر ... والذّئب جانيه روى اللّؤلؤ صر وبئس بئر جد ..... ... ..... المعنى: أي أنّ المرموز له بالباء من «بر» وهو: «قالون» وافق المبدلين في إبدال «المؤتفكة، المؤتفكات» بخلاف عنه، وذلك من قوله تعالى: وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (سورة النجم الآية 53) وليس في القرآن غير هذا الموضع. ومن قوله تعالى: وَأَصْحابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكاتِ (سورة التوبة الآية 70). وقوله تعالى: وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ (سورة الحاقة الآية 9) وليس في القرآن غيرهما. وأن المرموز له بالجيم من «جانيه» ومدلول «روى» وهم: «الأزرق، والكسائي، وخلف العاشر» وافقوا المبدلين في إبدال همز «الذئب» نحو قوله تعالى: وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (سورة يوسف الآية 13). وأن المرموز له بالصاد من «صر» وهو: «شعبة» وافق المبدلين في إبدال الهمزة الساكنة من «اللؤلؤ» حيثما وقع في القرآن سواء كان مرفوعا، أو منصوبا، أو مجرورا، نحو قوله تعالى: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (سورة الطور الآية 24). وأن المرموز له بالجيم من «جد» وهو: «الأزرق» وافق المبدلين في إبدال
كلمتين حيثما وقعتا في القرآن، والكلمتان هما: 1 - «بئس» من نحو قوله تعالى: وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ (سورة البقرة الآية 102). 2 - «بئر» من نحو قوله تعالى: وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (سورة الحج الآية 45). قال ابن الجزري: ..... ورؤيا فادّغم ... كلّا ثنا رئيا به ثاو ملم المعنى: أي أنّ المرموز له بالثاء من «ثنا» وهو: «أبو جعفر» قرأ بإبدال الهمزة الساكنة ياء، ثم إدغام الياء في الياء للتماثل، فيصير اللفظ بياء واحدة مشددة، وذلك من لفظ «رؤيا» معرفا ومنكرا حيثما وقع في القرآن نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (سورة يوسف الآية 24). وأنّ المرموز له بالباء من «به» والثاء من «ثاو» والميم من «ملم» وهم: «قالون، وأبو جعفر، وابن ذكوان» يقرءون بإبدال الهمزة الساكنة ياء، ثم إدغام الياء في الياء، فيصير اللفظ بياء واحدة مشددة، وذلك من لفظ «ورئيا» في مريم من قوله تعالى: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً (سورة مريم الآية 74). وليس في القرآن غير هذا الموضع. قال ابن الجزري: مؤصدة بالهمز عن فتى حما ... ضئزى درى يأجوج مأجوج نما المعنى: أي أنّ المرموز له بالعين من «عن» ومدلولا «فتى، حما» وهم: «حفص، وحمزة، وخلف العاشر، وأبو عمرو، ويعقوب» يقرءون «مؤصدة» بالهمزة الساكنة، وذلك في موضعين وليس هناك غيرهما: الأوّل: قوله تعالى: عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ (سورة البلد الآية 20). الثاني: قوله تعالى: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (سورة الهمزة الآية 8). وقرأ باقي القراء «موصدة» بغير همز.
وأنّ المرموز له بالدال من «درى» وهو: «ابن كثير» قرأ «ضيزى» من قوله تعالى: تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (سورة النجم الآية 22) بهمزة ساكنة. وقرأ الباقون بغير همز أي بالإبدال ياء. وأنّ المرموز له بالنون من «نما» وهو: «عاصم» قرأ بهمز «يأجوج ومأجوج» وذلك في موضعين: الأول: قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ (سورة الكهف الآية 94). الثاني: حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ (سورة الأنبياء الآية 96). وقرأ الباقون بغير همز أي بالإبدال ألفا. قال ابن الجزري: والفاء من نحو يؤدّه أبدلوا ... جد ثق يؤيّد خلف خذ ... المعنى: لمّا أتمّ الناظم رحمه الله تعالى الحديث عن اختلاف القراء في الهمز الساكن من حيث ابداله، وتحقيقه، شرع في الحديث عن اختلاف القراء في القسم الثاني من أقسام الهمز، وهو: الهمز المتحرك. فبيّن أن المرموز له بالجيم من «جد» والثاء من «ثق» وهما: «الأزرق، وأبو جعفر» يقرءان بإبدال الهمزة المفتوحة بعد ضمّ «واوا» بشرط أن تكون الهمزة فاء للكلمة، وذلك نحو قوله تعالى: وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا (سورة آل عمران الآية 145). واشترط في الهمزة أن تكون فاء للكلمة احترازا من عينها، ولامها، نحو «فؤاد» من قوله تعالى: وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً (سورة القصص الآية 10). ونحو: «كفؤا» من قوله تعالى: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (سورة الإخلاص الآية 4) فليس لهما في ذلك إبدال. وأنّ المرموز له بالخاء من «خذ» وهو: «ابن وردان» يقرأ كلمة «يؤيد» حيث وقعت في القرآن نحو قوله تعالى: وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ (سورة آل عمران الآية 13) بإبدال الهمزة واوا بخلف عنه.
أمّا «الأزرق، وابن جماز» فهما يقرءان بالإبدال قولا واحدا على قاعدتهما السابقة. قال ابن الجزري: ..... ... ..... ويبدل للأصبهاني مع فؤاد إلّا ... مؤذّن ..... المعنى: أيّ أنّ «الأصبهاني» يقرأ بإبدال الهمزة المفتوحة بعد ضم «واوا» بشرط أن تكون فاء للكلمة، إلّا كلمة «مؤذن» حيثما وقعت في القرآن فإنه يقرأها بالتحقيق، مثال ذلك قوله تعالى: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (سورة الأعراف الآية 44). وأن «الأصبهاني» يقرأ أيضا بإبدال همزة «فؤاد» «واوا» حيثما وقعت في القرآن، وهي عين للكلمة، مثال ذلك قوله تعالى: وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً (سورة القصص الآية 10). قال ابن الجزري: ..... ... ..... وأزرق ليلا المعنى: قرأ «الأزرق» بإبدال همزة «لئلا» «ياء» وهي في ثلاثة مواضع: 1 - قوله تعالى: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ (سورة البقرة الآية 150). 2 - قوله تعالى: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ (سورة النساء الآية 165). 3 - قوله تعالى: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ (سورة الحديد الآية 29). قال ابن الجزري: وشانئك قري نبوّي استهزيا ... باب مائه فئة وخاطئه ريا يبطّئن ثب وخلاف موطيا ... .....
المعنى: قرأ المرموز له بالثاء من «ثب» وهو: «أبو جعفر» بإبدال الهمزة ياء من جنس حركة ما قبلها فيما يأتي: 1 - «شانئك» من قوله تعالى: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (سورة الكوثر الآية 3). 2 - «قرئ» من قوله تعالى: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (سورة الأعراف الآية 204). وقوله تعالى: وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (سورة الانشقاق الآية 21). 3 - «لنبوّئنهم» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً (سورة النحل الآية 41). وقوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً (سورة العنكبوت الآية 58). 4 - «استهزئ» من قوله تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ (سورة الأنعام الآية 10). وقوله تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا (سورة الرعد الآية 32). وقوله تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (سورة الأنبياء الآية 41). 5 - باب «مائة» سواء كان مفردا أم مثنى نحو قوله تعالى: فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ (سورة البقرة الآية 259). وقوله تعالى: إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ (سورة الأنفال الآية 65). 6 - باب «فئة» سواء كان مفردا أم مثنى نحو قوله تعالى: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ (سورة البقرة الآية 249). وقوله تعالى: قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا (سورة آل عمران الآية 13). 7 - «خاطئة» سواء كان منكرا أم معرفا نحو قوله تعالى: ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (سورة العلق الآية 16). وقوله تعالى: وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ (سورة الحاقة الآية 9). 8 - «رئاء» حيثما وقع في القرآن مثل قوله تعالى: كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ (سورة البقرة الآية 264). وقوله تعالى: وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ (سورة النساء الآية 38). وقوله تعالى: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ (سورة الأنفال الآية 47).
9 - «ليبطئن» من قوله تعالى: وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ (سورة النساء الآية 72). وقوله: «وخلاف موطيا» أي أن «أبا جعفر» اختلف عنه في ابدال «موطئا» ياء فقرأه بالإبدال، والتحقيق، وهو في قوله تعالى: وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ (سورة التوبة الآية 120). قال ابن الجزري: ..... ... والأصبهاني وهو قالا خاسيا ملي وناشية ..... ... ..... المعنى: قرأ «أبو جعفر، والأصبهاني» بإبدال الهمزة ياء من جنس حركة ما قبلها في ثلاث كلمات وهي: 1 - «خاسئا» من قوله تعالى: يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (سورة الملك الآية 4). 2 - «ملئت» من قوله تعالى: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (سورة الجنّ الآية 8). 3 - «ناشئة» من قوله تعالى: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا (سورة المزمل الآية 6). قال ابن الجزري: ..... وزاد فبأي ... بالفا بلا خلف وخلفه بأي المعنى: أي وزاد «الأصبهاني» عمّا يبدله «أبو جعفر» فقرأ بإبدال الهمزة ياء من جنس حركة ما قبلها قولا واحدا من «فبأيّ» إذا كان مسبوقا بالفاء، نحو قوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى (سورة النجم الآية 55). أما إذا لم يسبق بالفاء نحو قوله تعالى: وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ (سورة لقمان الآية 34) فإن «الأصبهاني» يبدله ياء بالخلاف. قال ابن الجزري: وعنه سهّل اطمأنّ وكأن ... أخرى فأنت فأمن لاملأن أصفى رأيتهم رآها بالقصص ... لمّا رأته ورآه النّمل خص
رأيتهم تعجب رأيت يوسفا ... تأذّن الأعراف بعد اختلفا المعنى: قرأ الذي عاد عليه الضمير في «عنه» وهو: «الأصبهاني» بتسهيل الهمزة بين بين في الكلمات الآتية: 1 - «اطمأنّ» وهو في موضعين: الأول: «اطمأنوا» من قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها (سورة يونس الآية 7). والثاني: «اطمأنّ» من قوله تعالى: فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ (سورة الحج الآية 11). 2 - «كأن» كيف أتى مشددا، أو مخففا نحو قوله تعالى: كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً (سورة يونس الآية 27). وقوله تعالى: فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ (سورة النمل الآية 42). وقوله تعالى: وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ (سورة القصص الآية 82). وقوله تعالى: كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ (سورة النساء الآية 73). وقوله تعالى: فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ (سورة يونس الآية 24). 3 - الهمزة الأخرى من «أفأنت» من قوله تعالى: أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (سورة يونس الآية 99). 4 - الهمزة الأخرى من «أفأنتم» من قوله تعالى: وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (سورة الأنبياء الآية 50). 5 - الهمزة الأخرى من «أفأمن، أفأمنوا، أفأمنتم» نحو قوله تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ (سورة الأعراف الآية 97). ونحو قوله تعالى: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ (سورة الأعراف الآية 99). وقوله تعالى: أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ (سورة الإسراء الآية 68). 6 - الهمزة الأخرى من «لأملأن» نحو قوله تعالى: لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (سورة الأعراف الآية 18). وقوله تعالى:
وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (سورة هود الآية 119). وقوله تعالى: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (سورة السجدة الآية 13). وقوله تعالى: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (سورة ص الآية 85). 7 - الهمزة الأخرى من أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ (سورة الإسراء الآية 40) أمّا همزة «أصفكم» من قوله تعالى: أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ (سورة الزخرف الآية 16) فإن «الأصبهاني» يقرأها بالتحقيق. 8 - وكذلك يسهل «الأصبهاني» الهمزة من: «رأى» في ستة مواضع: الأول: رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ (سورة يوسف الآية 4). الثاني: فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ (سورة القصص الآية 31). الثالث: فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً (سورة النمل الآية 44). الرابع: فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ (سورة النمل الآية 40). الخامس: وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ (سورة المنافقون الآية 4). السادس: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً (سورة يوسف الآية 4). ومعنى قول الناظم: «خص» أي خصّ «الأصبهانيّ» تسهيل همزة «رأى» في هذه المواضع الستة فقط ليخرج ما عداها فإنه يقرأه بالتحقيق، مثال ذلك قوله تعالى: قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا* أَلَّا تَتَّبِعَنِ (سورة طه الآيتان 92 - 93). وقوله تعالى: فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ (سورة الأحزاب الآية 19). وقوله تعالى: وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (سورة المنافقون الآية 5). وقوله تعالى: إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (سورة الإنسان الآية 19). 9 - وكذلك يسهل «الأصبهاني» الهمزة من «تأذن» من قوله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ (سورة الأعراف الآية 167). وقيّد الناظم «تأذن» بالأعراف، ليخرج ما عداه وهو حرف واحد في «إبراهيم»: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (آية 7) فقد قرأه بالتحقيق، والتسهيل.
قال ابن الجزري: والبزّ بالخلف لأعنت ..... ... ..... المعنى: أي سهل «البزيّ» بخلاف عنه الهمزة من «لأعنتكم» وهو في موضع واحد فقط من قوله تعالى: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (سورة البقرة الآية 220). قال ابن الجزري: ..... وفي ... كائن وإسرائيل ثبت ..... المعنى: قرأ المرموز له بالثاء من «ثبت» وهو: «أبو جعفر» بتسهيل الهمزة بين بين من «كائن» حيث وقع في القرآن، وهو يقرأه بألف ممدودة بعدها همزة مكسورة كما سيأتي النصّ على ذلك في سورة آل عمران في قوله: «كائن في كأيّن ثلّ دم». مثال ذلك قوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ (سورة آل عمران الآية 146). وقوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ (سورة يوسف الآية 105). وكذلك قرأ «أبو جعفر» بتسهيل همزة «إسراءيل» حيث وقع في القرآن، نحو قوله تعالى: يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ (سورة البقرة الآية 40). قال ابن الجزري: ..... ... ..... واحذف كمتّكون استهزءوا يطفوا ثمد ... صابون صابين مدا منشون خد خلفا ..... ... ..... المعنى: قرأ المرموز له بالثاء من «ثمد» وهو: «أبو جعفر» بحذف الهمزة إذا وقعت مضمومة بعد كسرة وبعدها واو، مع ضم الحرف الذي قبلها لمناسبة «الواو» مثال ذلك «متكئون» من قوله تعالى: هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (سورة يس الآية 56). و «مستهزءون» من قوله تعالى: قالُوا إِنَّا
مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (سورة البقرة الآية 14). و «يطفئوا» من قوله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ (سورة التوبة الآية 32). ثم بيّن الناظم أن مدلول «مدا» وهما: «نافع، وأبو جعفر» يقرءان بحذف الهمزة من لفظي: 1 - «الصابئون» المرفوع وهو في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً (سورة المائدة الآية 69). 2 - «الصبئين» المنصوب، وهو في موضعين: قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (سورة البقرة الآية 62). وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا (سورة الحج الآية 17). ثم بيّن الناظم أن المرموز له بالخاء من «خد» وهو: «ابن وردان» اختلف عنه في حذف الهمزة من «منشئون» من قوله تعالى: أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (سورة الواقعة الآية 72). أمّا «ابن جمّاز» فهو على قاعدته بالحذف قولا واحدا. قال ابن الجزري: ..... ومتّكين مستهزين ثل ... ومتّكا تطو يطو خاطين ول المعنى: قرأ المرموز له بالثاء من «ثل» وهو «أبو جعفر» بحذف الهمزة في الكلمات الآتية: 1 - «متكئين» نحو قوله تعالى: مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ (سورة الكهف الآية 31). 2 - «المستهزئين» من قوله تعالى: إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (سورة الحجر الآية 95). 3 - «متكئا» من قوله تعالى: وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً (سورة يوسف الآية 31).
4 - «تطئوها» من قوله تعالى: وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها (سورة الأحزاب الآية 27). 5 - «تطئوهم» من قوله تعالى: وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ (سورة الفتح الآية 25). 6 - «يطئون» من قوله تعالى: وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ (سورة التوبة الآية 120). 7 - «خاطئين» حيث أتى وكيف وقع نحو قوله تعالى: قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ (سورة يوسف الآية 97). وقوله تعالى: وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ (سورة يوسف الآية 29). وقوله تعالى: قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ (سورة يوسف الآية 91). وقوله تعالى: إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (سورة القصص الآية 8). قال ابن الجزري: أريت كلّا رم وسهّلها مدا ... ..... المعنى: اختلف القراء في تسهيل الهمزة من «أرأيت» الواقعة بعد همزة الاستفهام حيثما وقعت في القرآن وكيف جاءت، نحو قوله تعالى: قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ (سورة الكهف الآية 93). وقوله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ (سورة الأنعام الآية 46). وقوله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ (سورة الأنعام الآية 40). فقرأ المرموز له بالراء من «رم» وهو: «الكسائي» بحذف الهمزة. وقرأ مدلول «مدا» وهما: «نافع، وأبو جعفر» بتسهيل الهمزة بين بين. وقرأ المرموز له بالجيم من «جدا» في قوله: «أبدل جدا بالخلف فيهما» وهو: «الأزرق» بإبدال الهمزة حرف مدّ وحينئذ يتعين له إشباع المدّ من أجل الساكن اللازم. وبناء عليه يصير للأزرق وجهان: التسهيل، والإبدال حرف مدّ. وقرأ الباقون بالتحقيق.
قال ابن الجزري: ..... ... ها أنتم حاز مدا أبدل جدا بالخلف فيهما ويحذف الألف ... ورش وقنبل وعنهما اختلف المعنى: اختلف القراء في تسهيل وتحقيق «هأنتم» في القرآن، وقد وقع في أربعة مواضع وهي: 1 - ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ (سورة آل عمران الآية 66). 2 - ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ (سورة آل عمران الآية 119). 3 - ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا (سورة النساء الآية 109). 4 - ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (سورة القتال الآية 38). فقرأ المرموز له بالحاء من «حاز» ومدلول «مدا» وهم: «أبو عمرو، ونافع، وأبو جعفر» بتسهيل الهمزة بين بين. وقرأ المرموز له بالجيم من «جدا» وهو: «الأزرق» بالإبدال حرف مدّ محضا بخلف عنه، وحينئذ يتعين إشباع المدّ من أجل الساكن اللازم. وقرأ المصرح باسمهما: «ورش من الطريقين، وقنبل» بخلف عنهما بحذف الألف التي بعد الهاء. وقرأ الباقون بإثبات الهمزة مع التحقيق. يفهم مما تقدم أن القراء في «هأنتم» على خمس مراتب: الأولى: «لقالون، وأبي عمرو، وأبي جعفر» بإثبات ألف بعد الهاء وهمزة مسهلة بين بين. الثانية: «للأصبهاني» بهمزة مسهلة مع إثبات الألف وحذفها. الثالثة: «للأزرق» بهمزة مسهلة مع إثبات الألف وحذفها، وله وجه ثالث وهو: إبدال الهمزة ألفا محضة مع المدّ المشبع للساكن اللازم. الرابعة: «لقنبل» بتحقيق الهمزة مع إثبات الألف، وحذفها.
الخامسة: للباقين بتحقيق الهمزة مع إثبات الألف. قال ابن الجزري: وحذف يا اللّائي سما وسهّلوا ... غير ظبى به زكا والبدل ساكنة اليا خلف هاديه حسب ... ..... المعنى: اختلف القراء في تسهيل وتحقيق «الّئي» وقد وقع في أربعة مواضع وهي: 1 - وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ (سورة الأحزاب الآية 4). 2 - إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ (سورة المجادلة الآية 2). 3 - 4 - وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ (سورة الطلاق الآية 4). فقرأ مدلول «سما» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» بحذف الياء. ثم بيّن الناظم أن مدلول «سما» غير المرموز لهم بالظاء من «ظبى» والباء من «به» والزاي من «زكا» وهم: «يعقوب، وقالون، وقنبل» يقرءون بتسهيل الهمزة بين بين، فتعين لكلّ من: «يعقوب، وقالون، وقنبل» القراءة بتحقيق الهمزة. ثم بيّن الناظم أن المرموز له بالهاء من «هاديه» والحاء من «حسب» وهما: «البزّي، وأبو عمرو» يقرءان بإبدال الهمزة ياء ساكنة بخلف عنهما، وحينئذ يتعين إشباع المدّ من أجل الساكن اللازم. فتعين للباقين من القراء القراءة بتحقيق الهمزة مع إثبات الياء. يفهم مما تقدم أن القراء في «الّئي» على أربع مراتب: الأولى: قرأ «قالون، ويعقوب» بهمزة مكسورة محققة من غير ياء بعدها وصلا ووقفا. الثانية: قرأ «ورش، وأبو جعفر» بهمزة مكسورة مسهلة مع المدّ والقصر
من غير ياء بعدها وصلا، أمّا وقفا فلهما تسهيل الهمزة بالروم مع المدّ والقصر، وإبدالها ياء ساكنة مع المدّ المشبع. الثالثة: قرأ «البزّي، وأبو عمرو» وصلا بهمزة مكسورة مسهلة مع المدّ والقصر من غير ياء بعدها، ولهما أيضا إبدال الهمزة ياء ساكنة مع المدّ المشبع، أمّا وقفا فلهما تسهيل الهمزة بالروم مع المدّ والقصر، وإبدالها ياء ساكنة مع المدّ المشبع. الرابعة: قرأ «ابن عامر، والكوفيون» بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة وصلا ووقفا، سوى أن «حمزة» له حالة الوقف: تسهيل الهمزة مع المدّ والقصر. قال ابن الجزري: ..... ... وباب ييأس اقلب ابدل خلف هب المعنى: اختلف القراء في تسهيل، وتحقيق الهمزة من: «ييئس» حيثما وقع، وكيف جاء في القرآن، نحو قوله تعالى: وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ (سورة يوسف الآية 87). وقوله تعالى: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ (سورة يوسف الآية 110). فقرأ المرموز له بالهاء من «هب» وهو: «البزّي» بخلف عنه بقلب الهمزة إلى موضع الياء، ويؤخر الياء إلى موضع الهمزة فتصير همزة ساكنة، فيبدلها ألفا، وذلك بخلاف عنه. وقرأ الباقون بتحقيق الهمزة، وهو الوجه الثاني للبزّي. قال ابن الجزري: هيئة أدغم مع بري ترى هني ... خلف ثنا النّسيّ ثمره جني جزّا ثنا ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالثاء من «ثنا» وهو:
«أبو جعفر» قرأ بإبدال الهمزة «ياء» مع إدغام الياء التي قبلها فيها بخلف عنه، وذلك في الكلمات الأربع الآتية: 1 - «هيئة» من قوله تعالى: أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ (سورة آل عمران الآية 49). ومن قوله تعالى: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ (سورة المائدة الآية 110). 2 - «بريء» حيثما وقع في القرآن، نحو قوله تعالى: قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (سورة الأنعام الآية 19). 3 - «مريئا» من قوله تعالى: فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً (سورة النساء الآية 4). 4 - «هنيئا» حيثما وقع نحو قوله تعالى: فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً. ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالثاء من «ثمره»، والجيم من «جني» وهما: «أبو جعفر، والأزرق» قرأ بإبدال الهمزة «ياء» مع إدغام الياء التي قبلها فيها، وذلك في «النسيء» وهو في قوله تعالى: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ (سورة التوبة الآية 37). ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالثاء من «ثنا» وهو: «أبو جعفر» قرأ بإبدال الهمزة «زاء» مع إدغام الزاي التي قبلها فيها، وذلك في لفظ «جزءا» حيثما وقع نحو قوله تعالى: ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً (سورة البقرة الآية 260). وقوله تعالى: لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (سورة الحجر الآية 44). وقوله تعالى: وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً (سورة الزخرف الآية 15). قال ابن الجزري: ... واهمز يضاهون ندى ... باب النّبيّ والنبوّة الهدى ضياء زن مرجون ترجي حقّ صم ... كسا البريّة اتل مز بادي حم المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالنون من «ندى» وهو: «عاصم» قرأ بهمز: «يضهئون» من قوله تعالى: يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ (سورة التوبة الآية 30).
فتعين للباقين من القراء القراءة بحذف الهمزة مع ضم الهاء. والهمز، وعدمه لهجتان فصيحتان بمعنى المشاكلة، والمشابهة. ثم بيّن الناظم أن المرموز له بالألف من «الهدى» وهو: «نافع» قرأ بهمز كل ما جاء من لفظ «النبيّ» سواء كان مفردا، أم مثنى، أم جمعا، علما، أو وصفا نحو: «النبيّ، والنبيين، والنبيون، والأنبياء، والنبوّة». فتعين للباقين القراءة بالإدغام مع عدم الهمز. و «النبيء» بالهمز من «أنبأ» أي أخبر عن الله عز وجل، وهو «فعيل» بمعنى «مفعل». و «النبيّ» بغير همز من «نبا ينبو» إذا ارتفع، وذلك لارتفاع منزلة النبي صلّى الله عليه وسلّم. أو هو من المهموز، وأبدلت الهمزة «ياء» وأدغمت في الياء التي قبلها للتخفيف. ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالزاي من «زن» وهو: «قنبل» قرأ بهمز «ضياء» حيث وقع وهو في ثلاثة مواضع وهي: 1 - هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً (سورة يونس الآية 5). 2 - وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ (سورة الأنبياء الآية 48). 3 - مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (سورة القصص الآية 71). فتعين للباقين من القراء القراءة بالياء. و «ضئاء» بالهمز أصلها: «ضياء»، فقدمت الهمزة على «الياء» فوقعت الياء طرفا بعد ألف زائدة، فقلبت همزة. «وضياء» بالياء جمع «ضوء» أو مصدر «ضاء يضوء، ضوءا، وضياء». ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حقّ» والصاد من «صم» والكاف من «كسا» وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وشعبة، وابن عامر» يقرءون بالهمز في «مرجئون» في «التوبة» و «ترجئ» في الأحزاب، من قوله تعالى:
1 - وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ (سورة التوبة الآية 106). 2 - تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ (سورة الأحزاب الآية 51). فتعين للباقين من القراء القراءة بالياء وعدم الهمز. وهما لهجتان فصيحتان، يقال: أرجأت الأمر، وأرجيته: إذا أخرته. ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالألف من «اتل» والميم من «مز» وهما: «نافع، وابن ذكوان» يقرءان بالهمز في «البريّة» في الحرفين في «لم يكن» من قوله تعالى: أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ وأُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (سورة البينة الآيتان 6 - 7). فتعين للباقين القراءة بياء مشددة من غير همز. و «البريئة» بالهمز، من أبرأ الله الخلق، وهي فعيلة بمعنى مفعولة. و «البريّة» بالياء من «برأ»، كذلك، إلا أنهم أبدلوا الهمزة «ياء» ثم أدغموا الياء في الياء للتخفيف. ثمّ أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حم» وهو: «أبو عمرو» قرأ بالهمز في «بادئ» وهو في قوله تعالى: وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ (سورة هود الآية 27). فتعين للباقين القراءة بالياء وعدم الهمز. و «بادئ الرأي» بالهمز، أي ابتداء الرأي، بمعنى أنهم اتبعوك ابتداء الرأي، ولم يتدبروا ما قلت، ولم يتفكروا فيه. أمّا «بادي الرأي» بالياء، فمن «بدا يبدو»: إذا ظهر، أي اتبعوك في الظاهر، وباطنهم على خلاف ذلك. تمّ باب الهمز المفرد ولله الحمد والشكر
"باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها"
«باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها» هذا نوع من تخفيف الهمز المفرد، والنقل لهجة عربية فصيحة، ووجهه التخفيف، لأن النقل أخفّ في النطق من بقاء الهمز على حاله. قال ابن الجزري: وانقل إلى الآخر غير حرف مد ... لورش إلّا ها كتابيه أسد المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ل «ورش» من طريقيه، فتسقط الهمزة، ويتحرك الساكن الذي قبلها بحركتها. وذلك بشرط أن يكون الساكن آخر كلمة، والهمزة أول الأخرى، وأن لا يكون ذلك الساكن حرف مدّ نحو قوله تعالى: 1 - وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ (سورة البقرة الآية 4). 2 - وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (سورة البقرة الآية 11). 3 - وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (سورة الذاريات الآية 21). سواء كان الساكن المنقول إليه منونا نحو قوله تعالى: 1 - أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ* إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ (سورة الفجر الآيتان 6 - 7). 2 - نارٌ حامِيَةٌ أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (سورة القارعة الآية 11 وسورة التكاثر الآية 1). أم لام تعريف نحو قوله تعالى:
1 - قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً (سورة البقرة الآية 94). 2 - فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها (سورة البقرة الآية 61). وذلك لأنّ لام التعريف في حكم المنفصل، وإن اشتدّ اتصالها بمدخولها حتى رسمت معه. وهي عند «سيبويه» حرف تعريف بنفسها، والهمزة قبلها للوصل تسقط في الدرج. وعند «الخليل بن أحمد الفراهيدي» ت 170 هـ الهمزة للقطع وحذفت حال الوصل تخفيفا لكثرة دورها، والتعريف حصل بهما، وفي هذا يقول «ابن مالك»: أل حرف تعريف أو اللام فقط ... فنمط عرّفت قل فيه النّمط أم كان الساكن غير ذلك نحو قوله تعالى: 1 - قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (سورة المؤمنون الآية 1). 2 - قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ (سورة الجنّ الآية 1). 3 - وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ (سورة البقرة الآية 14). 4 - وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ (سورة المائدة الآية 27). ثم أخبر الناظم أن جمهور من روى النقل عن «ورش» استثنى له كلمة واحدة وهي قوله تعالى: فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ* إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (سورة الحاقة الآيتان 19 - 20) فقرأها ذلك الجمهور بالإسكان وعدم النقل، لأنها هاء سكت. وروى البعض الآخر النقل طردا للباب. قال «ابن الجزري»: «وترك النقل فيه هو المختار عندنا، والأصح لدينا، والأقوى في العربية، وذلك أن هذه الهاء هاء سكت، وحكمها السكون، فلا تحرك إلّا في ضرورة الشعر على ما فيه من قبح، وأيضا فلا تثبت إلا في الوقف، فإذا خولف الأصل فأثبتت في الوصل إجراء له مجرى الوقف لأجل إثباتها في رسم المصحف فلا ينبغي أن يخالف الأصل من وجه آخر وهو تحريكها، فيجتمع في حرف واحد مخالفتان» اهـ «1».
تنبيه: اعلم أن ميم الجمع لا ينقل «ورش» إليها لأنّه يصلها بواو قبل همزة القطع، فلم تقع الهمزة إلا بعد حرف الصلة. كما أن «حمزة» لا ينقل إلى ميم الجمع على ما سيأتي. قال صاحب إتحاف البريّة: ولا نقل في ميم الجميع لحمزة ... بل الوقف حكم الوصل فيما تنقلا قال ابن الجزري: وافق من استبرق غر واختلف ... في الآن خذ ويونس به خطف المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالغين من «غر» وهو: «رويس» وافق «ورشا» في النقل في كلمة «من استبرق» خاصة من قوله تعالى: مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ (سورة الرحمن الآية 54). ثم بيّن الناظم أن المرموز له بالخاء من «خذ» وهو: «ابن وردان» وافق «ورشا» أيضا في النقل بالخلاف في كلمة «الئن» حيثما وقعت في القرآن غير موضعي «يونس» وذلك نحو قوله تعالى: قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ (سورة البقرة الآية 71). ثم بيّن الناظم أنّ المرموز له بالباء من «به» والخاء من «خطف» وهما: «قالون، وابن وردان» وافقا ورشا في كلمة «الئن» موضعا «يونس» بلا خلاف، وذلك قوله تعالى: آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (سورة يونس الآية 51) وقوله تعالى: آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (سورة يونس الآية 91). قال ابن الجزري: وعادا الأولى فعادا الولى ... مدا حماه مدغما منقولا وخلف همز الواو في النّقل بسم ... وابدا لغير ورش بالأصل أتم وابدأ بهمز الوصل في النّقل أجل ... ..... المعنى: اختلف القراء في «عادا الأولى» من قوله تعالى: وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (سورة النجم الآية 50).
فقرأ مدلول «مدا، وحماه» وهم: «ورش، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب، وقالون» بخلف عنه، بنقل حركة الهمزة «الأولى» إلى اللام قبلها، وحذف الهمزة مع إدغام تنوين «عادا» في «لام» «الأولى». والوجه الثاني ل «قالون» هو أن يقرأ بهمزة ساكنة بعد اللام المضمومة بدلا من «الواو» مع إدغام التنوين أيضا. أمّا إذا ابتدئ ب «لأولى» فلقالون خمسة أوجه: الأول: «الولى» بهمزة مفتوحة فلام مضمومة وبعدها «واو» ساكنة مدّيّة. الثاني: «لولى» بلام مضمومة، وبعدها «واو» ساكنة مدّيّة. الثالث: «الأولى» بهمزة مفتوحة فلام ساكنة، وبعدها همزة مضمومة، وبعدها «واو» ساكنة مدّيّة. الرابع: «الؤلى» بهمزة مفتوحة وبعدها لام مضمومة، وبعد اللام همزة ساكنة. الخامس: «لؤلى» بلام مضمومة وبعدها همزة ساكنة. ولورش: وجهان، وهما: الوجه الأول، والثاني من أوجه «قالون». وقرأ باقي القراء غير من ذكروا قبل بإظهار تنوين «عادا» وكسره، وإسكان لام «الأولى» وتحقيق الهمزة بعدها حالة كونها مضمومة مع إسكان «الواو» وهذا حال الوصل. أمّا حال الوقف على «عادا» فإنهم يبتدئون ب «الأولى» كالوجه الثالث ل «قالون». ثم أشار الناظم بقوله: «وابدأ بهمز الوصل في النّقل أجل» إلى قاعدة كلية وذلك أنّه إذا نقلت حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وكان قبل ذلك الساكن «همزة وصل» اجتلبت للابتداء بالساكن نحو: 1 - «الأولى» نحو قوله تعالى: وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (سورة النجم الآية 50). 2 - «الأخرى» نحو قوله تعالى: فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى (سورة البقرة الآية 282).
3 - «الآخرة» نحو قوله تعالى: قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ (سورة البقرة الآية 94). فإنه حينئذ يجوز أن تبدأ بهمزة الوصل وإن كان الساكن قد زال بحركة النقل. ويجوز أن تعتدّ بالعارض فتحذف همزة الوصل حالة الابتداء وتأتي بلام محركة بحركة الهمزة. هذا بالنسبة ل «ورش» وغيره ممن ورد عنه النقل. قال ابن الجزري: ..... ... وانقل مدا ردا وثبت البدل المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بالقراءة بالنقل في كلمة «ردءا» من قوله تعالى: فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي (سورة القصص الآية 34). وذلك لمدلول «مدا» وهما: «نافع، وأبو جعفر». ثم بيّن الناظم أن المرموز له بالثاء من «ثبت» وهو: «أبو جعفر» يقرأ بإبدال التنوين الذي في «ردا» ألفا وصلا. أمّا حالة الوقف فقد اتفق القراء العشرة على إبدال التنوين ألفا. قال ابن الجزري: وملء الأصبهاني مع عيسى اختلف ... وسل روى دم كيف جا القران دف المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن «الأصبهانيّ، وعيسى بن وردان» يقرءان بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها بخلف عنهما، وذلك في كلمة «ملء من قوله تعالى: فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً (سورة آل عمران الآية 91). ثم بيّن الناظم أن مدلول «روى» والمرموز له بالدال من «دم» وهم: «الكسائي، وخلف العاشر، وابن كثير» يقرءون بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها في كلمة: «واسأل» إذا كان أمرا كيف جاء بعد الواو، أو الفاء، بلفظ الإفراد، أو الجمع، نحو قوله تعالى:
1 - وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ (سورة الأعراف الآية 163). 2 - وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ (سورة النساء الآية 32). 3 - فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ (سورة الأنبياء الآية 63). ثم بيّن الناظم أن المرموز له بالدال من «دف» وهو: «ابن كثير» يقرأ بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها في كلمة «قرءان» كيف جاء معرفا، أو منكرا، نحو قوله تعالى: 1 - تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (سورة الحجر الآية 1). 2 - تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ (سورة النمل الآية 1). وكلمة «القرآن» بالهمز مصدر «قرأ يقرأ قرآنا» ثم أطلق على ما بين الدفّتين من كلام الله عزّ وجلّ، وصار علما على ذلك. ومعناه: الجمع، لأنه يجمع السور، والآيات، ووزنه «فعلان». ومن لم يهمز، فالأظهر أن يكون من باب النقل والحذف. أو تكون النون أصليّة من «قرنت الشيء إلى الشيء» بمعنى: ضممته، لأن ما فيه من السور والآيات، مقترن بعضها إلى بعض، وحينئذ يكون على وزن «فعال». تمّ باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ولله الحمد والشكر
"باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره"
«باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره» السكت: هو قطع الصوت عن القراءة زمنا يسيرا دون زمن الوقف عادة، من غير تنفس، مع نيّة استئناف القراءة في الحال، ومقداره حركتان. والسكت تحكمه المشافهة والتلقي عن القراء، وهو مقيّد بالسماع ولا يجوز السكت إلا على ساكن. الأشياء التي يجوز السكت عليها ثمانية: الأول: «أل» نحو قوله تعالى: وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (سورة الذاريات الآية 20). الثاني: «شيء» كيف جاء في القرآن: مرفوعا، أو منصوبا، أو مجرورا، نحو قوله تعالى: 1 - إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ (سورة ص الآية 5). 2 - إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً (سورة يونس الآية 44). 3 - وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ (سورة الرعد الآية 8). الثالث: الساكن الصحيح المنفصل غير «أل» وغير «شيء» نحو قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (سورة المؤمنون الآية 1). الرابع: الساكن الصحيح الموصول، نحو قوله تعالى: 1 - «إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (سورة الإسراء الآية 9).
2 - وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً (سورة النور الآية 39). 3 - وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا (سورة الإسراء الآية 34). 4 - وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ (سورة الأنفال الآية 24). 5 - أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ (سورة النمل الآية 25). الخامس: المدّ المنفصل، نحو قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ (سورة البقرة الآية 4). السادس: المدّ المتصل، نحو قوله تعالى: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (سورة التوبة الآية 10). السابع: فواتح السور المبتدأة بحروف هجائية، مثل: «الم، كهيعص، طه، ق». الثامن: أربع كلمات مخصوصة وهي: 1 - ألف «عوجا» من قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً* قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً (سورة الكهف الآيتان 1 - 2). 2 - ألف «مرقدنا» من قوله تعالى: قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (سورة يس الآية 52). 3 - نون «من راق» من قوله تعالى: وَقِيلَ مَنْ راقٍ (سورة القيامة الآية 27). 4 - لام «بل ران» من قوله تعالى: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ (سورة المطففين الآية 14). فأل، وشيء، والساكن الصحيح المفصول، والساكن الصحيح الموصول، يسكت عليها كل من: «حمزة، وابن ذكوان، وحفص، وإدريس» بخلف عن الجميع. والمدّ المنفصل، والمدّ المتصل، يسكت عليهما «حمزة» وحده بخلف عنه. وفواتح السور، يسكت عليها «أبو جعفر» وحده بلا خلاف.
والكلمات الأربع، يسكت عليها «حفص» وحده بخلف عنه. وجه السكت على الساكن قبل الهمز بجميع أحواله للتمكّن من النطق بالهمز، لصعوبة النطق به لبعد مخرجه حيث تخرج الهمزة من أقصى الحلق، وفيها صفتان من صفات القوّة، وهما: الجهر، والشدّة. ووجه السكت على حروف فواتح السور، لبيان أن هذه الحروف مفصولة وإن اتصلت رسما، وفي كل حرف منها سرّ من أسرار الله تعالى. ووجه السكت على الكلمات الأربع أن السكت يوضح معانيها أكثر من وصلها، لأن وصلها قد يوهم معنى غير المراد. ووجه عدم السكت على كل ذلك، لكونه الأصل. قال ابن الجزري: والسّكت عن حمزة في شيء وأل ... والبعض معهما له فيما انفصل والبعض مطلقا وقيل بعد مد ... أو ليس عن خلّاد السّكت اطّرد قيل ولا عن حمزة ..... ... ..... المعنى: هذا شروع من المؤلف رحمه الله تعالى في بيان الأشياء التي ورد السكت عليها، وبيان مذاهب القراء في ذلك. وبدأ بالحديث عن «حمزة»، ويفهم من هذه الأبيات أن «حمزة» وردت الروايات الصحيحة عنه بالسكت وعدمه، وفي ذلك سبع روايات: الأولى: السكت على «شيء، ولام التعريف» فقط. الثانية: السكت على «شيء، ولام التعريف، والساكن الصحيح المنفصل». الثالثة: السكت على «شيء، ولام التعريف، والساكن الصحيح المنفصل، والساكن الصحيح المتصل». الرابعة: السكت على «شيء، ولام التعريف، والساكن الصحيح المنفصل والساكن الصحيح المتصل، والمدّ المنفصل». الخامسة: السكت على «شيء، ولام التعريف، والساكن الصحيح المنفصل،
والساكن الصحيح المتصل، والمدّ المنفصل، والمدّ المتصل». السادسة: عدم السكت عن «خلاد» بالكليّة. السابعة: عدم السكت عن «حمزة» بالكليّة. قال ابن الجزري: ..... والخلف عن ... إدريس غير المدّ أطلق واخصصن وقيل حفص وابن ذكوان ... ..... المعنى: هذا شروع في بيان الأشياء التي ورد السكت عليها لكل من «إدريس، وحفص، وابن ذكوان» فبيّن أنه ورد عن هؤلاء الثلاثة الروايات الصحيحة بالسكت، وعدمه، وفي ذلك ثلاث روايات: الأولى: السكت على «شيء، ولام التعريف، والساكن الصحيح المنفصل». الثانية: السكت على «شيء، ولام التعريف، والساكن الصحيح المنفصل، والساكن الصحيح المتصل». الثالثة: عدم السكت بالكليّة. قال ابن الجزري: ..... وفي ... هجا الفواتح كطه ثقّف المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالثاء من «ثقّف» وهو: «أبو جعفر» ورد عنه السكت بدون خلاف على فواتح السور المبدوءة بحروف هجائية. قال ابن الجزري: وألفي مرقدنا وعوجا ... بل ران من راق لحفص الخلف جا المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى بأن «حفصا» وردت الروايات
الصحيحة عنه بالسكت وعدمه على أربع كلمات وهي: 1 - ألف «عوجا» حالة وصلها بما بعدها. 2 - ألف «مرقدنا» حالة وصلها بما بعدها. 3 - نون «من راق». 4 - لام «بل ران». تمّ باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره ولله الحمد والشكر
"باب وقف حمزة وهشام على الهمز"
«باب وقف حمزة وهشام على الهمز» هذا الباب من أدقّ الأبواب، لتفرعه، وكثرة أحكامه. ومن أراد معرفته فعليه بمعرفة حكم رسم الهمزة في الرسم العثماني. وخير مصدر في ذلك حفظ نظم صاحب «مورد الظمآن» في «حكم رسم الهمزة». ثم فهم هذا الباب فهما جيّدا. وقد وردت الروايات الصحيحة المتواترة بتحقيق وتسهيل الهمز حالة الوقف عن كل من: «حمزة، وهشام». وتسهيل الهمزة عن «حمزة» يشمل الأحوال الآتية: أولا: الهمزة المتوسطة بنفسها نحو: 1 - «بئر» نحو قوله تعالى: وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ (سورة الحج الآية 45). 2 - «يؤمن» نحو قوله تعالى: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ (سورة التغابن الآية 11). ثانيا: الهمزة المتوسطة بزائد متصل نحو: «فأووا» من قوله تعالى: فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ (سورة الكهف الآية 16). ثالثا: الهمزة المتوسطة بزائد منفصل نحو «قال ائتوني» من قوله تعالى: قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ (سورة يوسف الآية 59). رابعا: الهمزة المتطرفة، نحو: «جاء» من قوله تعالى: وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (سورة الفجر الآية 22). وتسهيل الهمزة عن «هشام» خاص بالهمزة المتطرفة فقط. واعلم أن تسهيل الهمزة عن كل من «حمزة، وهشام» مختصّ بحالة الوقف
على الكلمة التي فيها الهمز. وهو يشمل الأنواع الآتية: 1 - التسهيل بين بين، أي بين الهمزة وحركتها. 2 - نقل حركة الهمزة إلى الساكن الذي قبلها وحذف الهمزة. 3 - إبدال الهمزة حرفا محركا، وتارة يكون ياء، وأخرى يكون واوا. 4 - إبدال الهمزة حرف مدّ، وتارة يكون ألفا، أو ياء، أو واوا. 5 - إبدال الهمزة واوا، ثم إدغام الواو التي قبلها فيها. وأخرى إبدال الهمزة ياء، ثم إدغام الياء التي قبلها فيها. 6 - حذف الهمزة. 7 - التسهيل بالروم. قال ابن الجزري: إذا اعتمدت الوقف خفّف همزة ... توسّطا أو طرفا لحمزه المعنى: يقول الناظم رحمه الله تعالى إذا قصدت أيها القارئ الوقف على الكلمة التي فيها «همز» فعليك أن تقف بتخفيف الهمز ل «حمزة» سواء كانت الهمزة متوسطة، أو متطرفة. وتخفيف الهمز عام يشمل الأنواع السبعة التي ذكرتها. وتفصيل هذا التخفيف سيبينه الناظم فيما تأتي: قال ابن الجزري: فإن يسكّن بالّذي قبل ابدل ... ..... المعنى: هذا شروع من الناظم رحمه الله تعالى في تفصيل أنواع تخفيف الهمز، فأفاد أن الهمزة إذا كانت ساكنة، سواء كان سكونها أصليا، أم عارضا حالة الوقف، وكان الحرف الذي قبلها متحركا فإنها تبدل حرف مدّ من جنس حركة ما قبلها، فإن كان قبلها فتحة تبدل ألفا مثال ذلك: 1 - «تألمون» نحو قوله تعالى: إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ (سورة النساء الآية 104).
2 - «اقرأ» نحو قوله تعالى: اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (سورة الإسراء الآية 14). وإن كان قبلها كسرة تبدل «ياء» مثال ذلك: 1 - «وبئر» نحو قوله تعالى: وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (سورة الحج الآية 45). 2 - «نبئ» نحو قوله تعالى: نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (سورة الحجر الآية 49). وإن كان قبلها ضمة تبدل «واوا» مثال ذلك: 1 - «يؤمن» نحو قوله تعالى: ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (سورة البقرة الآية 232). ويخيّل إليّ أنه لم يقع في القرآن همزة متطرفة ساكنة وقبلها ضمة، فإن وجد فهو على القاعدة بإبدال الهمزة واوا حالة الوقف: قال ابن الجزري: ..... ... وإن يحرّك عن سكون فانقل المعنى: إذا وقعت الهمزة متحركة بأيّ حركة سواء كانت فتحة، أم كسرة، أم ضمة، وكان الحرف الذي قبلها ساكنا، سواء كان صحيحا، أم واوا أصليّة، أم ياء أصليّة «1»، فإن «حمزة» يخفف هذا النوع بنقل حركة الهمزة إلى الساكن الذي قبلها، ويحذف الهمزة. ويشمل هذا النوع الهمزة المتوسطة بأيّ نوع كان، والهمزة المتطرفة، مثال ذلك: 1 - «القرءان» نحو قوله تعالى: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (سورة الأعراف الآية 204). 2 - «اللؤلؤ» نحو قوله تعالى: يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (سورة الرحمن الآية 22).
3 - «مسئولا» نحو قوله تعالى: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا (سورة الإسراء الآية 34). 4 - «الخبء» من قوله تعالى: أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ (سورة النمل الآية 25). 5 - «شيء» نحو قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (سورة البقرة الآية 20). 6 - «السوء» نحو قوله تعالى: عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ (سورة التوبة الآية 98). 7 - «يضيء» من قوله تعالى: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ (سورة النور الآية 35). قال ابن الجزري: إلّا موسّطا أتى بعد ألف ... سهّل ومثله فأبدل في الطّرف المعنى: هذا شروع من الناظم رحمه الله تعالى في بيان نوع تخفيف الهمزة إذا وقعت بعد «ألف» سواء كانت متوسطة، أم متطرفة: فبيّن أن الهمزة إذا كانت متوسطة، وكان قبلها «ألف» فإن «حمزة» يسهلها بين بين. وحينئذ يجوز في حرف المدّ القصر، والمدّ، لأنه وقع قبل همز مغير بالتسهيل، مثال ذلك: 1 - «دعاءكم» نحو قوله تعالى: إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ (سورة فاطر الآية 14). 2 - «للملئكة» نحو قوله تعالى: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (سورة البقرة الآية 30). 3 - «أولياؤكم» نحو قوله تعالى: نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ (سورة فصلت الآية 31). ثم بيّن أن الهمزة إذا وقعت متطرفة، وكان قبلها «ألف» فإن «حمزة» يبدلها ألفا مثل الألف التي قبلها، وحينئذ يجوز له القصر، والتوسط، والمدّ: فالقصر على تقدير حذف إحدى الألفين. والتوسط على تقدير بقاء الألفين.
والمدّ على تقدير بقاء الألفين، وزيادة ألف ثالثة بينهما. كما يجوز لحمزة إذا كانت الهمزة المتطرفة مكسورة أو مضمومة التسهيل بالروم مع المدّ والقصر، وقد نبّه الناظم على ذلك بقوله فيما سيأتي: وآخرا بروم سهّل ... بعد محرّك كذا بعد ألف مثال ذلك: 1 - «السماء» نحو قوله تعالى: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ (سورة البقرة الآية 19). 2 - «نشاء» نحو قوله تعالى: نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ (سورة الأنعام الآية 83). قال ابن الجزري: والواو واليا إن يزادا أدغما ... والبعض في الأصليّ أيضا أدغما المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أنه إذا وقع قبل الهمزة «واو أو ياء» زائدتان- والحرف الزائد ما ليس من أصول الكلمة- فإن «حمزة» يقرأ حالة الوقف بالإدغام، بعد إبدال الهمزة حرفا من جنس ما قبله ثم إدغام الأول في الثاني، سواء كانت الهمزة متوسطة، أو متطرفة، مثال ذلك: 1 - «هنيئا مريئا» من قوله تعالى: فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً (سورة النساء الآية 4). 2 - «خطيئة» من قوله تعالى: وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً (سورة النساء الآية 112). 3 - «النسيء» من قوله تعالى: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ (سورة التوبة الآية 37). 4 - «قروء» من قوله تعالى: وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ (سورة البقرة الآية 228). 5 - «بريء» من قوله تعالى: أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (سورة التوبة الآية 3). ثم أخبر الناظم أنه إذا وقع قبل الهمزة «واو أو ياء» أصليتان، فإن بعض أئمة القراءة عن «حمزة» عامل «الواو، والياء» الأصليتين معاملة الزائدتين فأدغم
بعد إبدال الهمزة حرفا من جنس ما قبله، ثم أدغم الأول في الثاني، سواء كانت الهمزة متوسطة، أو متطرفة، مثال ذلك: 1 - «موئلا» من قوله تعالى: بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (سورة الكهف الآية 58). 2 - «استيئس» من قوله تعالى: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا (سورة يوسف الآية 110). 3 - «سوء» نحو قوله تعالى: إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ (سورة الأنبياء الآية 74). 4 - «شيء» نحو قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (سورة البقرة الآية 109). وحينئذ يصبح لحمزة في الواو، والياء الأصليتين وجهان هما: النقل، والإدغام. قال ابن الجزري: وبعد كسرة وضمّ أبدلا ... إن فتحت ياء وواوا مسجلا وغير هذا بين بين ونقل ... ياء كيطفئوا وواو كسئل المعنى: بعد أن أتمّ الناظم رحمه الله تعالى الكلام على حكم كلّ من الهمز الساكن بعد المتحرك، والهمز المتحرك بعد الساكن، شرع في بيان حكم الهمز المتحرك بعد المتحرك، وهو بحسب حركته وحركة ما قبله تسعة أنواع: وذلك أن الهمزة تكون مفتوحة، ومكسورة، ومضمومة، وتكون الحركة قبل كل منها مفتوحة، ومكسورة، ومضمومة، وهذه أمثلة لهذه الأنواع التسعة: 1 - «مائة» نحو قوله تعالى: فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ (سورة البقرة الآية 259). 2 - «مؤجلا» من قوله تعالى: وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا (سورة آل عمران الآية 145).
3 - «شنئان» نحو قوله تعالى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا (سورة المائدة الآية 2). 4 - «بارئكم» من قوله تعالى: فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ (سورة البقرة الآية 54). 5 - «سئل» نحو قوله تعالى: أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ (سورة البقرة الآية 108). 6 - «مطمئنين» من قوله تعالى: قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ (سورة الإسراء الآية 95). 7 - «يستهزءون» نحو قوله تعالى: فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (سورة الأنعام الآية 5). 8 - «برءوسكم» من قوله تعالى: وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ (سورة المائدة الآية 6). 9 - «رءوف» نحو قوله تعالى: وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (سورة البقرة الآية 207). فبيّن الناظم أنه إذا وقعت الهمزة مفتوحة بعد كسر نحو: «مائة» فإن «حمزة» يقرأ بإبدالها حالة الوقف «ياء». وإذا كانت مفتوحة بعد ضمّ نحو: «مؤجلا» فإن «حمزة» يبدلها حالة الوقف «واوا». وفي الصور السبع البواقي يقرأ حالة الوقف بالتسهيل بين بين: فتجعل المفتوحة بين الهمزة والألف، والمكسورة بين الهمزة والياء، والمضمومة بين الهمزة والواو. ونقل بعض القراء عن «حمزة» القراءة بإبدال الهمزة «ياء» إذا كانت مضمومة وقبلها كسرة مثل «يطفئوا» نحو قوله تعالى: يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ (سورة الصف الآية 8). وبإبدالها «واوا» إذا كانت مكسورة وقبلها ضمة نحو «سئل» نحو قوله تعالى: كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ (سورة البقرة الآية 108). قال ابن الجزري: والهمز الأوّل إذا ما اتّصلا ... رسما فعن جمهورهم قد سهّلا
أو ينفصل كاسعوا إلى قل إن رجح ... لا ميم جمع وبغير ذاك صح المعنى: هذا شروع في بيان حكم الهمز المتوسط بغيره: وهو ما كان الهمز أوّل كلمة، ودخل عليه ما صار به متوسطا، وهو على نوعين: الأول: ما اتصل في الرسم، ويكون بدخول حرف من حروف المعاني عليه، كحروف العطف، وحروف الجرّ، ولام الابتداء، وهمزة الاستفهام، وغير ذلك. وهو الذي يقال له المتوسط بزائد. وتأتي الهمزة فيه مكسورة، ومفتوحة، ومضمومة، ويأتي قبل كلّ من الثلاث: كسر، وفتح، فتصير ستّ صور، وهذه أمثلة لذلك: 1 - «لبإمام» من قوله تعالى: فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ (سورة الحجر الآية 79). 2 - «بأنّه» نحو قوله تعالى: ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ (سورة غافر الآية 12). 3 - «أفأمن» نحو قوله تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ (سورة الأعراف الآية 97). 4 - «فإنهم» نحو قوله تعالى: فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (سورة الصافات الآية 33). 5 - «لآخرهم» نحو قوله تعالى: وَقالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ (سورة الأعراف الآية 39). 6 - «فأواري» من قوله تعالى: فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي (سورة المائدة الآية 31). فجمهور القراء سهلوا هذا النوع أي خففوه على ما تقدم: فتبدل المفتوحة بعد كسر «ياء». وتسهل في الصور الخمس البواقي بين بين. ومن هذا النوع المتوسط بغيره المتصل في الرسم ما يكون الساكن متصلا به رسما. ويكون بحرف النداء مثل: «يئادم» نحو قوله تعالى: وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ (سورة البقرة الآية 35).
ويكون ب «ها» حرف التنبيه مثل: «هؤلاء» نحو قوله تعالى: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ (سورة آل عمران الآية 66). ويكون بلام التعريف، مثل «الأرض» نحو قوله تعالى: خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ (سورة العنكبوت الآية 44). فجمهور القراء سهلوا هذا النوع أي خففوه على ما تقدم. فإذا كان الهمز بعد ألف سهلوه بين بين. وإذا كان بعد «لام التعريف» سهلوه بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها. وذهب جماعة من علماء القراءات إلى الوقف على المتوسط بغيره المتصل في الرسم في جميع صوره وأحواله بالتحقيق، وأجراه مجرى الهمزة المبتدأة. والوجهان صحيحان وقد قرأت بهما ولله الحمد. النوع الثاني: المنفصل رسما ويكون الساكن قبله صحيحا، وحرف لين: فالساكن الصحيح مثل: «من ءامن» نحو قوله تعالى: فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ (سورة البقرة الآية 253). واللين مثل: «خلوا إلى شيطينهم» من قوله تعالى: وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ (سورة البقرة الآية 14). ومثل: «ابني ءادم» من قوله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ (سورة المائدة الآية 27). وقد اختلف علماء القراءات في تسهيله وتحقيقه: فذهب الكثيرون من أهل الأداء إلى تسهيل هذا النوع بالنقل. واستثنوا من ذلك «ميم الجمع» مثل: عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ (سورة المائدة الآية 105) فلم ينقلوا إليها، وهذا هو الصحيح الذي قرأت به. وقد أشار إلى ذلك صاحب إتحاف البرية بقوله: ولا نقل في ميم الجميع لحمزة ... بل الوقف حكم الوصل فيما تنقلا وذهب بعض علماء القراءات إلى تحقيق هذا النوع، ولم يفرقوا بين الوقف
والوصل. والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما والحمد لله ربّ العالمين. ومن هذا النوع المنفصل رسما من المتوسط بغيره ما يكون متحركا بالحركات الثلاث، وقبل كلّ منهن الحركات الثلاث، فيبلغ تسع صور، وهذه أمثلة لها: الأولى: مفتوحة بعد ضم، مثل «منه ءايت» نحو قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ (سورة آل عمران الآية 7). الثانية: مفتوحة بعد كسر مثل: «فيه ءايت» من قوله تعالى: فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ (سورة آل عمران الآية 97). الثالثة: مفتوحة بعد فتح مثل: «قال أبوهم» من قوله تعالى: وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ (سورة يوسف الآية 94). الرابعة: مكسورة بعد ضم مثل: «منه إلا» من قوله تعالى: فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ (سورة البقرة الآية 249). الخامسة: مكسورة بعد كسر مثل: «من بعد إكراههن» من قوله تعالى: وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة النور الآية 33). السادسة: مكسورة بعد فتح مثل: «غير إخراج» من قوله تعالى: مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ (سورة البقرة الآية 240). السابعة: مضمومة بعد ضم مثل: «كلّ أمّة» من قوله تعالى: كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا (سورة الجاثية الآية 28). الثامنة: مضمومة بعد كسر مثل: «من كلّ أمّة» من قوله تعالى: وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا (سورة النمل الآية 83). التاسعة: مضمومة بعد فتح مثل: «كان أمّة» من قوله تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً (سورة النحل الآية 120). فجمهور علماء القراءات خفف هذا النوع كتخفيف المتوسط بنفسه: المتحرك بعد متحرك: فأبدل المفتوحة بعد ضم «واوا» والمفتوحة بعد كسر «ياء».
وسهّل في الصور السبع الباقية بين بين. وأجرى فيه بعضهم إبدال المكسورة بعد ضمّ «واوا» والمضمومة بعد كسر «ياء» من جنس حركة ما قبلها. وذهب جماعة من علماء القراءات إلى الوقف على هذا النوع المنفصل رسما في جميع صوره وأحواله بالتحقيق، وأجراه مجرى الهمزة المبتدأة. والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما والحمد لله رب العالمين. قال ابن الجزري: وعنه تسهيل كخطّ المصحف ... فنحو منشون مع الضّمّ احذف وألف النّشأة مع واو كفا ... هزؤا ويعبؤا البلؤا الضّعفا وياء من آنانبا ال وريّا ... تدغم مع تؤوي وقيل رؤيا وبين بين إن يوافق واترك ... ما شذّ واكسرها كأنبئهم حكي المعنى: أشار الناظم رحمه الله تعالى بهذه الأبيات إلى أن «حمزة» روي عنه بالسند الصحيح أنه كان يقرأ باتباع الرسم العثماني في الوقف على الهمز إذا خفّفه، أيّ يراعي في ذلك خط المصحف العثماني. وقد أخذ بذلك الكثيرون من علماء القراءات، وهو المسمّى عندهم بالتخفيف الرّسمي. ولا تظهر فائدة هذا التخفيف إلا فيما خالف فيه الرسم العثمانيّ الرسم القياسيّ، وهو خاصّ بما يتعلق برسم الهمزة دون غيرها، فلا تحذف الألفات المحذوفة رسما، ولا تثبت الحروف الزائدة رسما لا لفظا، ونحو ذلك: فيجوز الوقف على مثل «مستهزءون» نحو قوله تعالى: قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (سورة البقرة الآية 14). ومثل: «منشئون» نحو قوله تعالى: أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (سورة الواقعة الآية 72). وغير ذلك مما وقعت فيه الهمزة مضمومة بعد كسر، يجوز الوقف عليه بحذف الهمزة بعد نقل حركتها إلى الحرف الذي قبلها ليناسب الواو. ويجوز الوقف على مثل «النّشأة» نحو قوله تعالى: ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ
الْآخِرَةَ (سورة العنكبوت الآية 20). وغير ذلك مما مائله في الرسم، يجوز الوقف عليه بالألف اتباعا للرسم العثماني. ويجوز الوقف على مثل: «كفؤا» من قوله تعالى: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (سورة الصمد الآية 4) وغير ذلك مما ماثله في الرسم مثل هُزُواً (سورة البقرة الآية 67) يجوز الوقف عليه بالواو، اتباعا للرسم. ويجوز الوقف على مثل «يعبؤا» من قوله تعالى: قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ (سورة الفرقان الآية 77) وغير ذلك من كل همزة متطرفة رسمت على واو وبعدها ألف، يوقف على كل هذا النوع بالواو، اتباعا للرسم. وقد ذكر صاحب «مورد الظمآن في رسم القرآن» الهمزة المتطرفة التي تصوّر على واو في قوله: فصل وفي بعض الذي تطرّفا ... في الرفع واو ثمّ زادوا ألفا فعلمؤا العلمؤا يبدأ ... والضّعفؤا الموضعان ينشؤا وشفعؤا يعبؤا البلؤا ... ثمّ بلا لام معا أنبؤا جزاؤا الأولان في العقود ... وسورة الشّورى من المعهود ومثلها لابن نجاح ذكر ... في الحشر والدّاني خلافا أثر وعنهما أيضا خلاف مشتهر ... في سورة الكهف وطه والزّمر ومع أولى المؤمنين الملأ ... في النّمل عن كلّ ولفظ تفتؤا وبرآؤا معه دعاؤا ... في الطّول والدّخان قل بلؤا ويتفيّؤا كذا ينبّئوا ... وفي سوى التّوبة جاء نبؤا ثمّت فيكم شركاؤا يدرؤا ... وشركاؤا شرعوا وتظمؤا وأتوكؤا وما نشؤا ... في هود والخلاف في أبنؤا وعن أبي داود أيضا ذكرا ... في لفظ أنبؤا الذي في الشعرا وفي ينبّئوا في العقيلة ألف ... وليس قبل الواو فيهنّ ألف ويجوز الوقف على مثل: «ءانائ» من قوله تعالى: وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ
فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى (سورة طه الآية 130) وغير ذلك من كل ما رسمت فيه الهمزة على «ياء» يجوز الوقف عليه بالياء، اتباعا للرسم. ويجوز الوقف على «رئيا» من قوله تعالى: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً (سورة مريم الآية 74) بإبدال الهمزة «ياء» وإدغام الياء في الياء. ويجوز الوقف على «تئوي» من قوله تعالى: تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ (سورة الأحزاب الآية 51) بإبدال الهمزة «واوا» وإدغام الواو في الواو. ومثل ما تقدم في الحكم، أي بالإدغام حالة الوقف: 1 - «تئويه» من قوله تعالى: وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (سورة المعارج الآية 13). 2 - «رءيا» المضموم حيث وقع نحو قوله تعالى: قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ (سورة يوسف الآية 5). ومعنى قول الناظم «وبين بين إن يوافق»: أي أنّ «حمزة» يقرأ بتسهيل الهمزة بينها وبين الحرف المجانس لحركتها إن يوافق اتباع الرسم العثماني: أي ما كتب منه بالألف سهله بين الهمزة والألف مثل: «وأرسل» نحو قوله تعالى: وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (سورة الأعراف الآية 111). وما كتب بالياء سهله بين الهمزة والياء مثل: «خائفين» نحو قوله تعالى: أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ (سورة البقرة الآية 114). وما كتب بالواو سهله بين الهمزة والواو مثل: «شركاؤكم» نحو قوله تعالى: ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ (سورة الأنعام الآية 22). ومعنى قول الناظم «واترك ما شذّ» أي لا تأخذ بما شذ ولا تقرأ به، أي لا يجوز أن تطلق التخفيف الرسميّ وتقرأ بما لم تثبت روايته: كأن تقف بالألف على كل ما كتب بالألف مثل: «سألتم» نحو قوله تعالى: فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ (سورة البقرة الآية 61). وتقف بالياء على كل ما كتب بالياء مثل: «أولئك، خائفين» نحو قوله تعالى: أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ (سورة البقرة الآية 114).
وتقف بالواو على كل ما كتب بالواو مثل: «شركاؤكم» نحو قوله تعالى: ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ (سورة الأنعام الآية 22). وتقف بالحذف على كل ما حذفت صورته مثل: «جاءو» نحو قوله تعالى: فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ (سورة آل عمران الآية 184). إذ كل ذلك ونحوه لا يجوز فيه سوى التخفيف القياسي، والمرجع في ذلك التلقي وصحة السند والتواتر. ومعنى قول الناظم «واكسرها كأنبئهم، حكي»: أي يجوز أن تقف لحمزة على مثل: «أنبئهم، ونبئهم» بكسر الهاء، وذلك أنه إذا أبدل الهمزة «ياء» على أصله في الوقف وقعت الهاء بعد «ياء» وقبلها كسرة فأشبهت «يوفيهم» ونحوه. وبناء عليه يصح الوقف على هذا وعلى كل ما ماثله بضم الهاء، وكسرها، والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما، والحمد لله رب العالمين. قال ابن الجزري: وأشممن ورم بغير المبدل ... مدّا ..... المعنى: يجوز حالة الوقف «لحمزة، وهشام» على المهموز «الرّوم، والإشمام» «1» فيما لم تبدل الهمزة المتطرفة فيه حرف مدّ. وذلك فيما نقل إليه حركة الهمز مثل: 1 - «المرء» نحو قوله تعالى: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ (سورة البقرة الآية 102). 2 - «دفء» من قوله تعالى: وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ (سورة النحل الآية 5).
وفيما أدغم مثل: 1 - «شيء» نحو قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (سورة البقرة الآية 20). 2 - «قروء» نحو قوله تعالى: وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ (سورة البقرة الآية 228). وفيما أبدل واوا، أو ياء، اتباعا للرسم العثماني مثل: 1 - «الضعفؤا» نحو قوله تعالى: «وبرزوا لله جميعا فقال الضعفؤا للذين استكبروا (سورة إبراهيم الآية 21). 2 - «إيتائ» من قوله تعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتائ ذي القربى (سورة النحل الآية 90). وفيما أبدل واوا، أو ياء، على مذهب الأخفش مثل: 1 - «لؤلؤ» من قوله تعالى: يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ (سورة الحج الآية 23، وسورة فاطر الآية 33). 2 - «يبدئ» نحو قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ (سورة العنكبوت الآية 19). أمّا المبدل حرف مدّ فإنه لا يدخله روم، ولا إشمام، مثل: 1 - «اقرأ» نحو قوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ (سورة العلق الآية 1). 2 - «نبئ» نحو قوله تعالى: نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (سورة الحجر الآية 49). 3 - «امرؤا» نحو قوله تعالى: إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ (سورة النساء الآية 176). قال ابن الجزري: ..... ... ..... وآخرا بروم سهّل بعد محرّك كذا بعد ألف ... .....
المعنى: يجوز حالة الوقف على الهمز المتطرف الواقع بعد متحرك، أو بعد ألف «الروم بالتسهيل» بين بين: وذلك إذا كانت الهمزة مكسورة، أو مضمومة، مثال ذلك: 1 - «من شاطئ» نحو قوله تعالى: فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ (سورة القصص الآية 30). 2 - «يبدئ» نحو قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ (سورة العنكبوت الآية 19). 3 - «من ماء» نحو قوله تعالى: وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ (سورة البقرة الآية 164). 4 - «نشاء» نحو قوله تعالى: نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ (سورة الأنعام الآية 83). قال ابن الجزري: ..... ... ومثله خلف هشام في الطّرف المعنى: أي وردت الروايات الصحيحة عن «هشام» أنه قرأ بتسهيل الهمز المتطرف كما يسهل «حمزة» سواء بسواء، ولكن هذا التسهيل الوارد عن «هشام» بالخلاف، والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما والحمد لله ربّ العالمين. تمّ باب وقف حمزة وهشام على الهمز ولله الحمد والشكر
"باب الإدغام الصغير"
«باب الإدغام الصغير» «فصل ذال إذ» الإدغام الصغير: هو ما كان الحرف الأول ساكنا، والثاني متحركا. وهو على نوعين: واجب، وجائز. وقد تقدم الكلام على الإدغام الواجب في «المقدمة» أثناء شرح قول «ابن الجزري»: وأولي مثل وجنس إن سكن ... أدغم كقل ربّ وبل لا والكلام هنا سينحصر بإذن الله تعالى على الإدغام الجائز. وهو في الفصول الستة الآتية: ذال إذ، ودال قد، وتاء التأنيث، ولام هل وبل، وحروف قربت مخارجها، والنون الساكنة والتنوين. قال ابن الجزري: إذ في الصّغير وتجد أدغم حلا ... لي وبغير الجيم قاض رتّلا والخلف في الدّال مصيب وفتى ... قد وصّل الإدغام في دال وتا المعنى: اختلف القراء في إظهار، والإدغام «ذال» «إذ» في ستة أحرف وهنّ حروف الصفير، وحروف «تجد» وهي: الصاد، والزاي، والسين، والتاء، والجيم، والدال. وهذه أمثلة لذلك: 1 - «إذ صرفنا» من قوله تعالى: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ (سورة الأحقاف الآية 29).
2 - «إذ زين» من قوله تعالى: وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ (سورة الأنفال الآية 48). 3 - «إذ سمعتموه» نحو قوله تعالى: لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً (سورة النور الآية 12). 4 - «إذ تبرأ» من قوله تعالى: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا (سورة البقرة الآية 166). 5 - «إذ جعل» نحو قوله تعالى: إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ (سورة الفتح الآية 26). 6 - «إذ دخلوا» نحو قوله تعالى: إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً (سورة الحجر الآية 52). فقرأ المرموز له بالحاء من «حلا» واللام من «لي» وهما: «أبو عمرو، وهشام» بإدغام «الذال» في الحروف الستة. وقرأ المرموز له بالقاف من «قاض» والراء من «رتّلا» وهما: «خلاد، والكسائي» بإدغام «الذال» في خمسة أحرف، وهي: ما تبقى من الحروف الستة بعد «الجيم». وقرأ المرموز له بالميم من «مصيب» وهو: «ابن ذكوان» بخلف عنه بادغام «الذال» في «الدال» فقط. وقرأ مدلول «فتى» وهما: «حمزة، وخلف العاشر» بإدغام «الذال» في حرفين هما: «الدال، والتاء». وقرأ الباقون بالإظهار عند الأحرف الستة، وهم: «نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب». تمّ فصل ذال إذ ولله الحمد والشكر
"فصل دال قد"
«فصل دال قد» قال ابن الجزري: بالجيم والصّفير والذّال ادّغم ... قد وبضاد الشين والظّا تنعجم حكم شفا لفظا وخلف ظلمك ... له وورش الظّاء والضّاد ملك والضّاد والظّا الذّال فيها وافقا ... ماض وخلفه بزاي وثقا المعنى: اختلف القراء في إظهار، وإدغام «دال قد» في ثمانية أحرف وهي: «الجيم، والصاد، والزاي، والسين، والذال، والضاد، والشين، والظاء» وهذه أمثلة لذلك: 1 - «ولقد جاءكم» نحو قوله تعالى: وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ (سورة البقرة الآية 92). 2 - «لقد صدق» نحو قوله تعالى: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ (سورة الفتح الآية 27). 3 - «ولقد زينا» من قوله تعالى: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ (سورة الملك الآية 5). 4 - «قد سمع» من قوله تعالى: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ (سورة الملك الآية 1). 5 - «ولقد ذرأنا» من قوله تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ (سورة الأعراف الآية 179).
6 - «قد ضلوا» نحو قوله تعالى: قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (سورة الأنعام الآية 140). 7 - «قد شغفها» من قوله تعالى: قَدْ شَغَفَها حُبًّا (سورة يوسف الآية 30). 8 - «لقد ظلمك» من قوله تعالى: قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ (سورة ص الآية 24). فقرأ المرموز له بالحاء من «حكم» ومدلول «شفا» والمرموز له باللام من «له» وهم: «أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وهشام» بإدغام «الدال» في الحروف الثمانية، سوى أنه اختلف عن «هشام» في «لقد ظلمك» من قوله تعالى: قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ (سورة ص الآية 24). والوجهان صحيحان مقروء بهما لهشام. وقرأ «ورش» من الطريقين بإدغام «الدال» في حرفين هما: «الظاء، والضاد». وقرأ المرموز له بالميم من «ماض» وهو «ابن ذكوان» بإدغام «الدال» في ثلاثة أحرف هي: «الضاد، والظاء، والذال» واختلف عنه في إدغام «الدال» في «الزاي». والوجهان صحيحان مقروء بهما لابن ذكوان. وقرأ الباقون بالإظهار عند الأحرف الثمانية وهم: «قالون، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب». تمّ فصل دال قد ولله الحمد والشكر
"فصل تاء التأنيث"
«فصل تاء التأنيث» قال ابن الجزري: وتاء تأنيث بجيم الظّا وثا ... مع الصّفير ادغم رضى حز وجثا بالظّا وبزّار بغير الثّاوكم ... بالصّاد والظّا وسجز خلف لزم كهدّمت والثّا لنا والخلف مل ... مع أنبتت لا وجبت وإن نقل المعنى: اختلف القراء في إظهار وإدغام «تاء التأنيث» في ستّة أحرف وهي: «الجيم، والظاء، والثاء، والصاد، والزاي، والسين» وهذه أمثلة لذلك: 1 - «نضجت جلودهم» من قوله تعالى: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ (سورة النساء الآية 56). 2 - «كانت ظالمة» من قوله تعالى: وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً (سورة الأنبياء الآية 11). 3 - «بعدت ثمود» من قوله تعالى: أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ (سورة هود الآية 95). 4 - «لهدمت صوامع» من قوله تعالى: وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ (سورة الحج الآية 40). 5 - «خبت زدنهم» من قوله تعالى: كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً (سورة الإسراء الآية 97). 6 - أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ (سورة البقرة الآية 261).
فقرأ مدلول «رضى» والمرموز له بالحاء من «حز» وهم: «حمزة، والكسائي، وأبو عمرو» بإدغام تاء التأنيث في الحروف الستّة. وقرأ المرموز له بالجيم من «جثا» وهو: «الأزرق» بالإدغام في «الظاء» فقط. وقرأ «خلف البزار» بالإدغام في خمسة أحرف، وهي الحروف الستّة ما عدا «الثاء». وقرأ المرموز له بالكاف من «كم» وهو: «ابن عامر» بالإدغام في حرفين هما: «الصاد، والظاء». وقرأ المرموز له باللام من «لزم» وهو: «هشام» بالإظهار، والإدغام في حروف «سجز» وهي: «السين، والجيم، والزاي» كما اختلف عن «هشام» أيضا في إدغام لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ (سورة الحج الآية 40) والوجهان صحيحان عن «هشام» في كل ذلك. وقرأ المرموز له باللام من «لنا» وهو: «هشام» بالإدغام قولا واحدا في «الثاء». وقرأ المرموز له بالميم من «مل» وهو: «ابن ذكوان» بالإظهار، والإدغام في «الثاء» وفي أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ (سورة البقرة الآية 261) والوجهان صحيحان. أمّا وَجَبَتْ جُنُوبُها (سورة الحج الآية 36) فقد نقل عن «ابن ذكوان» فيها الخلاف. ولكن المعمول به من طرق «النشر» الإظهار فقط. وقرأ الباقون بالإظهار عند الحروف الستة وهم: «الأصبهاني، وقالون، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب». تمّ فصل تاء التأنيث ولله الحمد والشكر
"فصل لام هل وبل"
«فصل لام هل وبل» قال ابن الجزري: وبل وهل في تا وثا السّين ادّغم ... وزاي طا ظا النّون والضّاد رسم والسّين مع تاء وثا فد واختلف ... بالطّاء عنه هل ترى الإدغام حف وعن هشام غير نضّ يدغم ... عن جلّهم لا حرف رعد في الأتم المعنى: اختلف القراء في إظهار، وإدغام «لام هل وبل» في ثمانية أحرف وهي: «التاء، والثاء، والسين، والزاي، والطاء، والظاء، والنون، والضاد» وهي معها على ثلاثة أقسام: الأول: ما يختص بلام «هل» وهو «الثاء» فقط. الثاني: ما يختص بلام «بل» وهو خمسة أحرف وهي: «السين، والزاي، والطاء، والظاء، والضاد». الثالث: ما يكون معهما وذلك في حرفين هما: «التاء، والنون». وهذه أمثلة لذلك: 1 - «هل ثوب» من قوله تعالى: هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (سورة المطففين الآية 36). 2 - «بل سوّلت» نحو قوله تعالى: قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً (سورة يوسف الآية 18).
3 - «بل زيّن» من قوله تعالى: بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ (سورة الرعد الآية 33). 4 - «بل طبع» من قوله تعالى: بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ (سورة النساء الآية 155). 5 - «بل ظننتم» من قوله تعالى: بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً (سورة الفتح الآية 12). 6 - «بل ضلّوا» من قوله تعالى: بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ (سورة الأحقاف الآية 28). 7 - «هل تنقمون» من قوله تعالى: قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ (سورة المائدة الآية 59). 8 - «بل تأتيهم» من قوله تعالى: بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ (سورة الأنبياء الآية 40). 9 - «هل نحن» من قوله تعالى: فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (سورة الشعراء الآية 203). 10 - «بل نتبع» نحو قوله تعالى: قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا (سورة البقرة الآية 170). فقرأ المرموز له بالراء من «رسم» وهو: «الكسائي» بإدغام «اللام» منهما في الحروف المذكورة. وقرأ المرموز له بالفاء من «فد» وهو: «حمزة» بإدغام «اللام» في ثلاثة أحرف بلا خلاف وهي: «السين، والتاء، والثاء». واختلف عنه في إدغام «اللام» في «الطاء» والوجهان صحيحان. وقرأ المرموز له بالحاء من «حف» وهو: «أبو عمرو» بإدغام «لام هل» في «تاء» «ترى» من قوله تعالى: 1 - فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (سورة الملك الآية 3). 2 - وقوله تعالى: فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (سورة الحاقة الآية 8).
وقرأ «هشام» بإظهار «اللام» عند حرفين هما «النون، والضاد» واختلف عنه في الإظهار، والإدغام عند الحروف الستة الباقية، والوجهان صحيحان. واستثنى أكثر المدغمين عن «هشام» حرف «الرعد» وهو قوله تعالى: أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ (الآية 16). قال ابن الجزري: واستثنى جمهور رواة الإدغام عن «هشام» اللام من «هل» في سورة الرعد قوله: هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ. هذا هو الذي في الشاطبية، والتيسير، والكافي، والتبصرة، والهادي، والهداية، والتذكرة، والتلخيص، والمستنير، وغاية «أبي العلاء». ولم يستثنها «أبو العزّ القلانسي» في كفايته، ولم يستثنها في الكامل للداجوني، واستثناها للحلواني. وروى صاحب التجريد إدغامها من قراءته على «الفارسي» وإظهارها من قراءته على «عبد الباقي». ونصّ على الوجهين جميعا عن «الحلواني» فقط صاحب «المبهج» فقال: واختلف عن الحلواني عن «هشام» فيها، فروى «الشذائي» إدغامها، وروى غيره الإظهار، قال: وبهما قرأت على شيخنا «الشريف» اهـ. ومقتضاه الإدغام للداجوني بلا خلاف والله أعلم «1» وقال «الحافظ» «أبو عمرو» في جامعه: وحكى لي «أبو الفتح» عن «عبد الله بن الحسين» عن أصحابه، عن «الحلواني» عن «هشام» «أم هل تستوي» بالإدغام كنظائره في سائر القرآن، قال: وكذلك نص عليه «الحلواني» في كتابه انتهى. وهو يقتضي صحة الوجهين والله أعلم «2». وقرأ باقي القراء بالإظهار عند الحروف الثمانية وهم: «نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب، وخلف العاشر». تم فصل لم هل وبل. ولله الحمد والشكر.
"باب حروف قربت مخارجها"
«باب حروف قربت مخارجها» وتنحصر في سبعة عشر حرفا، وسيذكرها، «ابن الجزري» مفصلة، وسيبين من يدغمها، ومن يظهرها: قال ابن الجزري: إدغام باء الجزم في الفا لي قلا ... خلفهما رم حز ..... المعنى: هذا هو الحرف الأول من الحروف السبعة عشر وهو: «الباء» المجزومة في «الفاء» وقد وقعت في خمسة مواضع وهي: 1 - «أو يغلب فسوف» من قوله تعالى: وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (سورة النساء الآية 74). 2 - «فاذهب فإنك» من قوله تعالى: قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ (سورة طه الآية 97). 3 - وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (سورة الرعد الآية 5). 4 - قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً (سورة الإسراء الآية 63). 5 - وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (سورة الحجرات الآية 11). وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له باللام من «لي» والقاف من «قلا» والراء من «رم» والحاء من «حز» وهم: «هشام، وخلاد» بخلاف عنهما،
و «الكسائي، وأبو عمرو» بدون خلاف يقرءون بإدغام «الباء» المجزومة في «الفاء» في هذه المواضع الخمسة. وقرأ الباقون بالإظهار، وهو الوجه الثاني لكل من: «هشام، وخلاد». قال ابن الجزري: ..... ... ..... يعذّب من حلا روى وخلف في دوا بن .... ... ..... المعنى: هذا هو الحرف الثاني من الحروف السبعة عشر، وهو قوله تعالى: وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ (سورة البقرة الآية 284). وهذا في قراءة من جزم وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر». وقرأ الباقون بالرفع وهم: «ابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب» وقد أشار إلى ذلك «ابن الجزري» بقوله: يغفر يعذّب رفع جزم كم ثوى ... نصّ ..... وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالحاء من «حلا» ومدلول «روى» والفاء من «في» والدال من «دوا» والباء من «بن» وهم: «أبو عمرو، والكسائي، وخلف العاشر» بدون خلاف، و «حمزة، وابن كثير، وقالون» بالخلاف، يقرءون بإدغام «باء» «يعذب» في ميم «من يشاء». فتعيّن للباقين الذين يقرءون بالجزم وهو: «ورش» فقط من الطريقين، القراءة بالإظهار، وهو الوجه الثاني لكل من: «حمزة، وابن كثير، وقالون». أمّا الذين يقرءون بالرفع فهو عندهم ليس من مواضع الخلاف. قال ابن الجزري: ..... ولرا ... في اللّام طب خلف يد ..... المعنى: هذا هو الحرف الثالث من الحروف المختلف فيها، وهو «الراء» الساكنة في «اللام» نحو قوله تعالى:
1 - «نغفر لكم» من قوله تعالى: وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ (سورة البقرة الآية 58). 2 - وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا (سورة الطور الآية 48). وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالطاء من «طب» والياء من يد» وهما: «الدوري» عن «أبي عمرو» بخلف عنه، و «السوسي» بدون خلاف يقرءان بإدغام «الراء» الساكنة في «اللام». فتعيّن للباقين من القراء القراءة بالإظهار، وهو الوجه الثاني ل «الدوري» عن «أبي عمرو». قال ابن الجزري: ..... ... ..... يفعل سرا المعنى: هذا هو الحرف الرابع من الحروف المختلف فيها، وهو: «لام» يفعل في «ذال» «ذلك» حيث وقع ساكن اللام، نحو قوله تعالى: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ (سورة البقرة الآية 231). وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالسين من «سرا» وهو: «أبو الحارث» عن «الكسائي» قرأه بالإدغام. فتعيّن للباقين القراءة بالإظهار. قال ابن الجزري: نخسف بهم ربا ..... ... ..... المعنى: هذا هو الحرف الخامس من الحروف المختلف فيها وهو: «فاء» «نخسف» في «باء» «بهم» وهو في قوله تعالى: إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ (سورة سبأ الآية 9). وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالراء من «ربا» وهو: «الكسائي» قرأه بالإدغام.
فتعين للباقين القراءة بالإظهار. قال ابن الجزري: ..... وفي اركب رض حما ... والخلف دن بي نل قوى ...... المعنى: هذا هو الحرف السادس من الحروف المختلف فيها، وهو: «باء» «اركب» في «ميم» «معنا» وهو في قوله تعالى: يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ (سورة هود الآية 42). وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالراء من «رض» ومدلول «حما» والمرموز له بالدال من «دن» والباء من «بي» والنون من «نل» والقاف من «قوّى» وهم: «الكسائي، وأبو عمرو، ويعقوب» بلا خلاف، و «ابن كثير، وقالون، وعاصم، وخلاد» بخلف عنهم، يقرءون بإدغام «الباء» في «الميم». فتعيّن للباقين القراءة بالإظهار، وهو الوجه الثاني لكل من: «ابن كثير، وقالون، وعاصم، وخلاد». قال ابن الجزري: ..... ... ..... عذت لما خلف شفا حزثق ..... ... ..... المعنى: هذا هو الحرف السابع من الحروف المختلف فيها وهو: «الذال» في «التاء» من عذت» وهو في قوله تعالى: 1 - وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ (سورة غافر الآية 27). 2 - وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (سورة الدخان الآية 20). وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له باللام من «لما» ومدلول «شفا» والمرموز له بالحاء من «حز» والثاء من «ثق» وهم: «هشام» بخلف عنه، و «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وأبو عمرو، وأبو جعفر» بدون خلاف، يقرءون بإدغام «الذال» من «عذت» في موضعيها.
فتعين للباقين القراءة بالإظهار، وهو الوجه الثاني ل «هشام». قال ابن الجزري: ..... وصاد ذكر مع ... يرد شفاكم حط ..... المعنى: هذان حرفان من الحروف المختلف فيها، وهما: الحرف الثامن وهو: «ص» مريم في «ذال» ذكر من قوله تعالى: كهيعص* ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (سورة مريم الآيتان 1 - 2). والحرف التاسع «دال» «يرد» في «ثاء» «ثواب» من قوله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (سورة آل عمران الآية 145). وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن مدلول «شفا» والمرموز له بالكاف من «كم» والحاء من «حط» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وابن عامر، وأبو عمرو» يقرءون بإدغام الحرفين. فتعين للباقين القراءة بالإظهار. قال ابن الجزري: ..... ... ..... نبذت حز لمع خلف شفا ..... ... ..... المعنى: هذا هو الحرف العاشر من الحروف المختلف فيها وهو: «نبذتها» من قوله تعالى: فَنَبَذْتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (سورة طه الآية 96). وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالحاء من «حز» واللام من «لمع» ومدلول «شفا» وهم: «أبو عمرو، وهشام بخلف عنه، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» يقرءون بالإدغام. فتعيّن للباقين القراءة بالإظهار، وهو الوجه الثاني ل «هشام».
قال ابن الجزري: ..... أورثتمو رضى لجا ... حز مثل خلف ..... المعنى: هذا هو الحرف الحادي عشر من الحروف المختلف فيها وهو: «أورثتموها» من قوله تعالى: وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (سورة الأعراف الآية 43). ومن قوله تعالى: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (سورة الزخرف الآية 72). وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن مدلول «رضى» والمرموز له باللام من «لجا» والحاء من «حز» والميم من «مثل» وهم: «حمزة، والكسائي، وهشام، وأبو عمرو، وابن ذكوان» بخلف عنه يقرءون بالإدغام. فتعيّن للباقين القراءة بالإظهار، وهو الوجه الثاني ل «ابن ذكوان». قال ابن الجزري: ..... ... ..... ولبثت كيف جا حط كم ثنا رضى ..... ... ..... المعنى: هذا هو الحرف الثاني عشر من الحروف المختلف فيها وهو: «لبثت، لبثتم» حيث وقعا، نحو قوله تعالى: 1 - قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ (سورة البقرة الآية 259). 2 - ونحو قوله تعالى: وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (سورة الإسراء الآية 52). وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالحاء من «حط» والكاف من «كم» والثاء من «ثنا» ومدلول «رضى» وهم: «أبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، وحمزة، والكسائي» يقرءون بالإدغام. فتعيّن للباقين القراءة بالإظهار.
قال ابن الجزري: ..... ويس روى ... ظعن لوى والخلف مز نل إذ هوى كنون لا قالون ..... ... ..... المعنى: هذان حرفان من الحروف المختلف فيها وهما: الحرف الثالث عشر وهو: «النون» في «الواو» من هجاء «يس والقرءان». والحرف الرابع عشر وهو: «النون» في «الواو» من هجاء «ن والقلم». وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن مدلول «روى» والمرموز له بالظاء من «ظعن» واللام من «لوى» والميم من «مز» والنون من «نل» والألف من «إذ» والهاء من «هوى» وهم: «الكسائي، وخلف العاشر، ويعقوب، وهشام» بدون خلاف، و «ابن ذكوان، وعاصم، ونافع، والبزي» بخلف عنهم يقرءون بإدغام «النون» في «الواو» في هذين الحرفين. سوى أن «قالون» ليس له في «ن والقلم» سوى الإظهار. وقرأ الباقون بالإظهار في الحرفين وهو الوجه الثاني لكل من «ابن ذكوان، وعاصم، ونافع، والبزي». قال ابن الجزري: ..... يلهث أظهر ... حرم لهم نال خلافهم وري المعنى: هذا هو الحرف الخامس عشر من الحروف المختلف فيها وهو: «يلهث ذلك» من قوله تعالى: أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا (سورة الأعراف الآية 176). وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن مدلول «حرم» والمرموز له باللام من «لهم» والنون من «نال» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وهشام، وعاصم» يقرءون هذا الحرف بالإظهار، والإدغام. فتعيّن للباقين القراءة بالإدغام قولا واحدا.
قال ابن الجزري: وفي أخذت واتّخذت عن درى ... والخلف غث ..... المعنى: هذا هو الحرف السادس عشر من الحروف المختلف فيها وهو: «الذال» في «التاء» من «أخذت، واتخذت، وأخذتم» وكل ما جاء من لفظ «الأخذ» نحو قوله تعالى: 1 - ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا (سورة فاطر الآية 26). 2 - ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (سورة البقرة الآية 51). 3 - قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي (سورة آل عمران الآية 81). 4 - قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً (سورة الكهف الآية 77). وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالعين من «عن» والدال من «درى» والغين من «غث» وهم: «حفص، وابن كثير، ورويس» بخلف عنه، يقرءون بالإظهار. فتعيّن للباقين القراءة بالإدغام، وهو الوجه الثاني ل «رويس». قال ابن الجزري: ..... ... ..... طس ميم فد ثرى المعنى: هذا هو الحرف السابع عشر من الحروف المختلف فيها وهو: «النون» من هجاء «طسم» أول الشعراء، والقصص. وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالفاء من «فد» والثاء من «ثرى» وهما: «حمزة، وأبو جعفر» يقرءان بالإظهار. فتعيّن للباقين القراءة بالإدغام. تمّ باب حروف قربت مخارجها ولله الحمد والشكر
"باب أحكام النون الساكنة والتنوين"
«باب أحكام النون الساكنة والتنوين» النون الساكنة تأتي في وسط الكلمة، وفي آخرها، وفي الاسم، والفعل، والحرف. والتنوين لا يكون إلّا في آخر الاسم المنصرف، المجرد عن الألف واللام، غير المضاف. وهو: نون ساكنة تلحق آخر الاسم لفظا، وتفارقه خطّا ووقفا. وهذا الباب من أحكام التجويد، وإنما ذكره الناظم هنا لوجود الخلاف في بعض أحكامه. والنون الساكنة، والتنوين لهما أربعة أحكام: الأول: الإظهار: وهو لغة: البيان، واصطلاحا: إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنّة في الحرف المظهر. والثاني: الإدغام: وهو لغة: إدخال الشيء في الشيء، واصطلاحا: النطق بالحرفين حرفا واحدا كالثاني مشددا. والثالث: الإقلاب: وهو لغة: تحويل الشيء عن وجهه، واصطلاحا: قلب النون الساكنة، أو التنوين ميما مخفاة في اللفظ لا في الخط مع بقاء الغنة. والرابع: الإخفاء: وهو لغة: الستر، واصطلاحا: النطق بالحرف بصفة بين الإظهار، والإدغام عار عن التشديد مع بقاء الغنّة في الحرف المخفي. قال ابن الجزري: أظهرهما عند حروف الحلق عن ... كلّ وفي غين وخا أخفى ثمن لا منخنق ينغض يكن بعض أبى ... .....
المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بإظهار النون الساكنة، والتنوين، لجميع القراء إذا وقع بعد أحدهما حرف من حروف الحلق الستّة وهي: 1 - الهمزة- 2 - الهاء- 3 - العين- 4 - الحاء- 5 - الغين- 6 - الخاء. واعلم أن النون الساكنة تكون مع حروف الإظهار في كلمة وفي كلمتين. أمّا التنوين فلا يكون إلّا من كلمتين. وهذا الإظهار يسمّى إظهارا حلقيا لخروج حروفه من الحلق. ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالثاء من «ثمن» وهو: «أبو جعفر» قرأ بإخفاء النون الساكنة، والتنوين، إذا وقع بعدهما «الغين، أو الخاء». واستثنى له بعض علماء القراءات من ذلك ثلاث كلمات فقرأها لأبي جعفر بالإظهار، والإخفاء، والوجهان صحيحان، والكلمات الثلاث هي: 1 - «والمنخنقة» من قوله تعالى: وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ (سورة المائدة الآية 3). 2 - فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ (سورة الإسراء الآية 51). 3 - إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما (سورة النساء الآية 135). وهذه أمثلة للنون الساكنة، والتنوين مع حروف الإظهار: 1 - «ينئون» من قوله تعالى: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ (سورة الأنعام الآية 26). 2 - «من ءامن» نحو قوله تعالى: فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ (سورة البقرة الآية 253). 3 - «عذاب أليم» نحو قوله تعالى: وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (سورة البقرة الآية 10). 4 - «أنهر» نحو قوله تعالى: فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ (سورة محمد صلّى الله عليه وسلّم الآية 15). 5 - «من هاد» نحو قوله تعالى: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (سورة الرعد الآية 33). 6 - «جرف هار» من قوله تعالى: أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ
فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ (سورة التوبة الآية 109). 7 - «أنعمت» نحو قوله تعالى: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (سورة الفاتحة الآية 7). 8 - «من عمل» نحو قوله تعالى: مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ (سورة النحل الآية 97). 9 - «عذاب عظيم» نحو قوله تعالى: وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (سورة البقرة الآية 7). 10 - «وانحر» من قوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (سورة الكوثر الآية 2). 11 - مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (سورة فصلت الآية 42). 12 - فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ (سورة الإسراء الآية 51). 13 - «من غلّ» نحو قوله تعالى: وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ (سورة الحجر الآية 47). 14 - ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (سورة الأعراف الآية 59). 15 - وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ (سورة المائدة الآية 3). 16 - «من خلق» من قوله تعالى: هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ (سورة فاطر الآية 3). 17 - «قوم خصمون» من قوله تعالى: بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (سورة الزخرف الآية 58). قال ابن الجزري: ..... ... واقلبهما مع غنّة ميما ببا المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بقلب النون الساكنة، والتنوين ميما مخفاة في النطق لجميع القراء، وذلك إذا وقع بعدهما «الباء». واعلم أن النون الساكنة تقع مع «الباء» في كلمة، وفي كلمتين، أمّا التنوين فلا يكون إلا من كلمتين، وهذه أمثلة لذلك: 1 - «أنبئهم» نحو قوله تعالى: قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ (سورة البقرة الآية 33).
2 - «من بعدهم» نحو قوله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ (سورة الأعراف الآية 169). 3 - «صمّ بكم» نحو قوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (سورة البقرة الآية 18). قال ابن الجزري: وادغم بلا غنّة في لام ورا ... وهي لغير صحبة أيضا ترى والكلّ في ينمو بها وضق حذف ... في الواو واليا وترى في اليا اختلف وأظهروا لديهما بكلمة ... ..... المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بإدغام النون الساكنة، والتنوين، بغير غنة لجميع القراء إذا وقع بعدهما «اللام، أو الراء». ثم بيّن الناظم أنه ورد عن علماء القراءات الإدغام بغنة في كل من النون الساكنة، والتنوين، إذا وقع بعدهما «اللام، أو الراء» لغير مدلول «صحبة، والأزرق» وهم: «الأصبهاني، وقالون، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب» والوجهان صحيحان. إلّا أن الإدغام بغنّة في «اللام» مقيّد بالمنفصل رسما نحو: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (سورة البقرة الآية 2). أمّا المتصل رسما نحو: أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً (سورة الكهف الآية 48). فلا غنة فيه لجميع القراء اتباعا للرسم. تنبيه: لم يذكر «ابن الجزري» «الأزرق» مع مدلول «صحبة» في نظمه «الطيبة» إلّا أنّه نبّه على ذلك في «النشر» «1». وهذا هو الذي تلقيته، وقرأت به. ثم بيّن الناظم أن جميع القراء قرءوا بالإدغام بغير غنّة في النون الساكنة، والتنوين، إذا وقع بعد أحدهما حرف من حروف «ينمو» وهي: «الياء، والنون، والميم، والواو».
ثم بيّن الناظم أن المرموز له بالضاد من «ضق» وهو: «خلف» عن «حمزة» قرأ بالإدغام بغير غنّة في «الواو، والياء». وأنّ المرموز له بالتاء من «ترى» وهو: «الدوري» عن «الكسائي» قرأ بالإدغام بغير غنة في «الياء» بالخلاف. والإدغام بغير غنة طريق «أبي عثمان الضرير» ت 310 هـ. والإدغام بغنة طريق «جعفر النصيبي» ت 307 هـ والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما. ويشترط في الإدغام أن يكون من كلمتين بحيث تكون النون الساكنة في كلمة، ويكون حرف الإدغام في أول الكلمة الثانية. فإذا كانت «النون الساكنة» وحرف الإدغام في كلمة واحدة كان حكم «النون» الإظهار لجميع القراء، ويسمى إظهارا مطلقا، مثل: 1 - «صنوان» من قوله تعالى: وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ (سورة الرعد الآية 4). 2 - «بنين» نحو قوله تعالى: كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (سورة الصف الآية 4). 3 - «الدنيا» نحو قوله تعالى: فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا (سورة البقرة الآية 85). 4 - «قنوان» من قوله تعالى: وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ (سورة الأنعام الآية 99). وهذه أمثلة للنون الساكنة، والتنوين، عند حروف الإدغام الستة: 1 - «فإن لم تفعلوا» من قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا (سورة البقرة الآية 24). 2 - «هدى للمتقين» نحو قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (سورة البقرة الآية 2). 3 - «من ربهم» نحو قوله تعالى: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ (سورة البقرة الآية 5). 4 - «من ثمرة رزقا» من قوله تعالى: كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً (سورة البقرة الآية 25).
5 - «من يقول» نحو قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ (سورة البقرة الآية 8). 6 - وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ (سورة البقرة الآية 19). 7 - «عن نفس» من قوله تعالى: وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً (سورة البقرة الآية 48). 8 - وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ (سورة البقرة الآية 58). 9 - «من مال» نحو قوله تعالى: أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ (سورة المؤمنون الآية 55). 10 - «مثلا ما» من قوله تعالى: مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها (سورة البقرة الآية 26). 11 - «من وال» من قوله تعالى: وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ (سورة الرعد الآية 11). 12 - «ورعد وبرق» من قوله تعالى: فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ (سورة البقرة الآية 19). قال ابن الجزري: ..... ... وفي البواقي أخفين بغنّة المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بإخفاء النون الساكنة، والتنوين، إذا وقع بعد أحدهما حرف من حروف الإخفاء وهي «خمسة عشر حرفا» المتبقية من حروف الهجاء بعد حروف الإظهار، وحرف الإقلاب، وحروف الإدغام. وهذا الإخفاء يسمى إخفاء حقيقيا. وقد أشار صاحب «متن تحفة التجويد» الشيخ «سليمان الجمزوري» رحمه الله تعالى إلى حروف الإخفاء بالحرف الأول من كلمات هذا البيت: صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما ... دم طيّبا زد في تقى ضع ظالما وهي: الصاد- الذال- الثاء- الكاف- الجيم- الشين- القاف- السين-
الدال- الطاء- الزاي- الفاء- التاء- الضاد- الظاء. والنون الساكنة تكون مع حروف الإخفاء من كلمة، ومن كلمتين، أمّا التنوين فلا يكون إلا من كلمتين. وهذه أمثلة لحروف الإخفاء: 1 - «الأنصار» نحو قوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ (سورة التوبة الآية 100). 2 - «أن صدوكم» من قوله تعالى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا (سورة المائدة الآية 2). 3 - كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (سورة المرسلات الآية 33). 4 - «ء أنذرتهم» نحو قوله تعالى: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ (سورة البقرة الآية 6). 5 - «من ذهب» نحو قوله تعالى: يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ (سورة فاطر الآية 33). 6 - «وكيلا ذرية» من قوله تعالى: وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا* ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ (سورة الإسراء الآيتان 2 - 3). 7 - «والأنثى» نحو قوله تعالى: وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (سورة الليل الآية 3). 8 - «من ثمرة رزقا» من قوله تعالى: كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ (سورة البقرة الآية 25). 9 - «قولا ثقيلا» من قوله تعالى: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (سورة المزمل الآية 5). 10 - «المنكر» نحو قوله تعالى: تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ (سورة آل عمران الآية 110). 11 - «من كتاب» نحو قوله تعالى: وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ (سورة الكهف الآية 27). 12 - «كتب كريم» من قوله تعالى: إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (سورة النمل الآية 29).
13 - «أنجينا» نحو قوله تعالى: وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (سورة النمل الآية 53). 14 - «إن جعل» نحو قوله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً (سورة القصص الآية 71). 15 - «من خلق جديد» نحو قوله تعالى: بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (سورة ق الآية 15). 16 - «أنشره» من قوله تعالى: ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (سورة عبس الآية 22). 17 - «إن شاء» نحو قوله تعالى: فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ (سورة الأنعام الآية 41). 18 - «غفور شكور» نحو قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (سورة الشورى الآية 23). 19 - «فانقلبوا» من قوله تعالى: فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ (سورة آل عمران الآية 174). 20 - «من قوارير» من قوله تعالى: قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ (سورة النمل الآية 44). 21 - «سميع قريب» من قوله تعالى: إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (سورة سبأ الآية 50). 22 - «الإنسان» نحو قوله تعالى: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (سورة العاديات الآية 6). 23 - «من سوء» نحو قوله تعالى: لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ (سورة الزمر الآية 47). 24 - وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ (سورة الزمر الآية 29). 25 - «أندادا» نحو قوله تعالى: فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (سورة البقرة الآية 22). 26 - أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (سورة مريم الآية 91). 27 - وَكَأْساً دِهاقاً (سورة النبأ الآية 34). 28 - «المقنطرة» من قوله تعالى: وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ (سورة آل عمران الآية 14). 29 - «من طين» نحو قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ (سورة الأنعام الآية 2).
30 - «صعيدا طيبا» نحو قوله تعالى: فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً (سورة النساء الآية 43). 31 - «تنزيل» نحو قوله تعالى: تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (سورة فصلت الآية 42). 32 - «من زوال» من قوله تعالى: ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ (سورة إبراهيم الآية 44). 33 - «صعيدا زلقا» من قوله تعالى: فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (سورة الكهف الآية 40). 34 - «فانفلق» من قوله تعالى: فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (سورة الشعراء الآية 63). 35 - «من فضل» نحو قوله تعالى: وَقالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ (سورة الأعراف الآية 39). 36 - «خلدا فيها» نحو قوله تعالى: يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها (سورة النساء الآية 14). 37 - «وكنتم» نحو قوله تعالى: وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ (سورة البقرة الآية 28). 38 - «من تاب» نحو قوله تعالى: إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً (سورة الفرقان الآية 70). 39 - «جنت تجري» نحو قوله تعالى: أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها (سورة التوبة الآية 89). 40 - «منضود» نحو قوله تعالى: وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (سورة هود الآية 82). 41 - «من ضلّ» نحو قوله تعالى: وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها (سورة الإسراء الآية 15). 42 - «وكلّا ضربنا» من قوله تعالى: وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ (سورة الفرقان الآية 39). 43 - «ينظرون» نحو قوله تعالى: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (سورة الذاريات الآية 44).
44 - «من ظهير» نحو قوله تعالى: وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (سورة سبأ الآية 22). 45 - «ظلّا ظليلا» من قوله تعالى: وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (سورة النساء الآية 57). تمّ باب أحكام النون الساكنة والتنوين ولله الحمد والشكر
"باب الفتح والإمالة وبين اللفظين"
«باب الفتح والإمالة وبين اللفظين» المراد بالفتح فتح الفم بالألف وما قبلها فتحا مستقيما لا فتح الحرف، والمراد به الفتح المتوسط، وهو ما بين الفتح الشديد، والإمالة المتوسطة، لا الفتح الشديد الذي هو التقحّم، كما يتلفظ به العجم، فإن ذلك لا تجوز القراءة به، ويقال له: التفخيم. والإمالة لغة: الانحراف، والعدول عن الشيء أو الإقبال عليه. واصطلاحا: تنقسم إلى قسمين: كبرى، وصغرى: فالكبرى: أن تقرب الفتحة من الكسرة، والألف من الياء، من غير قلب خالص، ولا إشباع مبالغ فيه، وهي الإمالة المحضة، ويقال لها: الإضجاع، والبطح، وهي المرادة عند الإطلاق. والصغرى: هي ما بين الفتح والإمالة الكبرى، ويقال لها: التوسط، والتقليل، وبين اللفظين، وبين بين: أي بين الفتح والإمالة الكبرى. واعلم أنه لا يمكن للإنسان أن يحسن النطق بالإمالة سواء كانت كبرى، أو صغرى، إلا بالتلقي والمشافهة. وبالتتبع يمكنني بصفة عامّة أن أنسب «الفتح» إلى القبائل العربية التي كانت مساكنها غربي الجزيرة العربية بما في ذلك قبائل الحجاز أمثال: «قريش، وثقيف، وهوازن، وكنانة». وأن ننسب «الامالة» إلى القبائل التي كانت تعيش
وسط الجزيرة العربية، وشرقيها، أمثال: «تميم، وأسد، وطي، وبكر بن وائل، وعبد القيس» «1». فإن قيل: أيهما الأصل الفتح أو الإمالة؟ أقول: هناك رأيان للعلماء: فبعضهم يرى أن كلّا منهما أصل قائم بذاته. والبعض الآخر يرى أن «الفتح» أصل و «الإمالة» فرع عنه. وإنني أرجح القول القائل بأن كلا منهما أصل قائم بذاته، إذ كلّ منهما كان ينطق به عدّة قبائل عربية بعضها في غربي الجزيرة العربية، والبعض الآخر في شرقيها. فإن قيل: ما أسباب الإمالة؟ أقول: بالاستقراء تبيّن لي أن أسباب الإمالة تتلخص فيما يأتي: 1 - كسرة موجودة في اللفظ قبلية، أو بعدية، نحو: «النّاس، النار، كلاهما». 2 - كسرة عارضة في بعض الأحوال نحو: «جاء، شاء»، لأن فاء الكلمة تكسر إذا اتصل بالفعل الضمير المرفوع فتقول: «جئت، شئت». 3 - أن تكون الألف منقلبة عن «ياء» نحو «رمى». 4 - أو تشبيه بالانقلاب عن الياء، مثل: ألف التأنيث نحو: «كسالى». 5 - أو تشبيه بما أشبه المنقلب عن «الياء» نحو: «موسى، عيسى». 6 - مجاورة «إمالة» وتسمّى إمالة لأجل إمالة نحو: إمالة نون «نأى». 7 - أن تكون الألف رسمت «ياء» وإن كان أصلها «الواو» نحو: «والضحى». فإن قيل: ما فائدة الإمالة؟ أقول: سهولة اللفظ، وذلك أن «اللسان» يرتفع بالفتح، وينحدر بالإمالة، والانحدار أخف على اللسان من الارتفاع. قال ابن الجزري: أمل ذوات الياء في الكلّ شفا ... وثنّ الاسماء إن ترد أن تعرفا
وردّ فعلها إليك كالفتى ... هدى الهوى اشترى مع استعلى أتى المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بإمالة كل ألف منقلبة عن «ياء» حيث وقعت في «اسم» أو «فعل» لمدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر». فالأسماء مثل: 1 - «الهدى» نحو قوله تعالى: قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى (سورة البقرة الآية 120). 2 - «العمى» من قوله تعالى: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى (سورة فصلت الآية 17). 3 - «أزكى» نحو قوله تعالى: وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ (سورة النور الآية 28). 4 - «مأوى» نحو قوله تعالى: عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (سورة النجم الآية 15). 5 - «يحيى» نحو قوله تعالى: يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى (سورة مريم الآية 7). والأفعال مثل: 1 - «أتى» نحو قوله تعالى: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (سورة الإنسان الآية 1). 2 - «أبى» نحو قوله تعالى: فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ (سورة البقرة الآية 34). 3 - «يخشى» نحو قوله تعالى: إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى (سورة طه الآية 3). وتعرف ذوات «الياء» في الأسماء بالتثنية، وفي الأفعال بردّ الفعل إليك، فإن ظهرت فيه «الياء» علم أنها أصل الألف التي في المفرد فتمال: فتقول في نحو: «هدى» «هديان» وفي نحو: «اشترى» «اشتريت». وإن ظهرت فيه «الواو» علم أنها أصل الألف التي في المفرد فلم تمل: فتقول في نحو «صفا» «صفوان» وفي نحو: «دعا» «دعوت».
قال ابن الجزري: وكيف فعلى وفعالى ضمّه ... وفتحه وما بياء رسمه كحسرتى أنّى ضحى متى بكى ... غير لدى زكى على حتّى إلى وميّلوا الرّبا القوى العلى كلا ... كذا مزيدا من ثلاثي كابتلى مع رءوس آي النّجم طه اقرأ مع ال ... قيامة الليل الضّحى الشّمس سأل عبس والنّزع سبّح ..... ... ..... المعنى: أي مما يميله «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» ما ذكره الناظم في هذه الأبيات، ويتمثل ذلك فيما يأتي: أولا: كل ألف جاءت على وزن «فعلى» بفتح الفاء، أو كسرها، أو ضمها، مثل: 1 - «موتى» نحو قوله تعالى: كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى (سورة البقرة الآية 73). 2 - «سيماهم» نحو قوله تعالى: سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ (سورة الفتح الآية 29). 3 - «بشرى» نحو قوله تعالى: وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (سورة البقرة الآية 97). ثانيا: ما كان على وزن «فعالى» بضم الفاء وفتحها، مثال ذلك: 1 - «كسالى» نحو قوله تعالى: وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى (سورة النساء الآية 142). 2 - «يتمى» نحو قوله تعالى: وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ (سورة النساء الآية 127). ثالثا: ما رسم في المصحف العثماني «ياء» «1» مثل:
1 - «حسرتى» نحو قوله تعالى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ (سورة الزمر الآية 56). 2 - «أنّى» التي للاستفهام نحو قوله تعالى: فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ (سورة البقرة الآية 223). 3 - «ضحها» من قوله تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحاها (سورة الشمس الآية 1). 4 - «متى» نحو قوله تعالى: وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ (سورة البقرة الآية 214). 5 - «بلى» نحو قوله تعالى: بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (سورة آل عمران الآية 76). واستثنى علماء القراءات مما رسم بالياء خمس كلمات فلم ترد إمالتها من طريق صحيح والكلمات الخمس هي: 1 - «لدى» في سورة «غافر» فقط من قوله تعالى: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ (سورة غافر الآية 18). أمّا «لدا» الذي في سورة يوسف عليه السلام فقد رسم بالألف بالإجماع ولذلك لم ترد فيه إمالة، وموضع يوسف هو قوله تعالى: وألفيا سيدها لدا الباب (الآية 25). 2 - «ما زكى» من قوله تعالى: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً (سورة النور الآية 21). 3 - «على» من قوله تعالى: وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ (سورة يوسف الآية 84). 4 - «حتى» نحو قوله تعالى: وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ (سورة البقرة الآية 214). 5 - «إلى» نحو قوله تعالى: وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (سورة البقرة الآية 36). رابعا: ما كان مكسور «الفاء» أو مضمومها، من الواويّ، ويتمثل ذلك في الكلمات الآتية:
1 - «الربوا» كيف وقع، نحو قوله تعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ (سورة البقرة الآية 276). 2 - «ضحى» كيف جاء، نحو قوله تعالى: قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (سورة طه الآية 59). 3 - «القوى» من قوله تعالى: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (سورة النجم الآية 5). 4 - «العلى» نحو قوله تعالى: تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (سورة طه الآية 4). 5 - «كلاهما» من قوله تعالى: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما (سورة الإسراء الآية 23). خامسا: وكذلك أمال «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» الألف إذا وقعت رباعية من كل فعل زاد على ثلاثة أحرف وإن كان أصله «الواو» لأنه يصير بتلك الزيادة «يائيا» وتكون الزيادة بحروف المضارعة، وأداة التعدية، وغير ذلك، وهذه أمثلة لذلك: 1 - «ابتلى» من قوله تعالى: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ (سورة البقرة الآية 124). 2 - «يتلى» نحو قوله تعالى: وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ (سورة النساء الآية 127). 3 - «يدعى» من قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ (سورة الصف الآية 7). 4 - «تزكى» نحو قوله تعالى: وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ (سورة فاطر الآية 18). 5 - «أنجنا» من قوله تعالى: لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (سورة الأنعام الآية 63). 6 - «تدعى» من قوله تعالى: كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا (سورة الجاثية الآية 28). 7 - «تبلى» من قوله تعالى: يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (سورة الطارق الآية 9). سادسا: ومما أماله «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» وفقا للأصول
المذكورة رءوس الآي من «إحدى عشرة سورة» وهن على هذا الترتيب: طه، والنجم، والمعارج، والقيامة، والنازعات، وعبس، والأعلى، والشمس، والليل، والضحى، والعلق. تنبيه: ليس المعنى أنهم أمالوا جميع رءوس أي السور المذكورة إذ فيها ما لا تجوز إمالته نحو: «أمري، خلق، علق، أخيه، تؤويه»، والألف المبدلة من التنوين نحو: «كبيرا، نصيرا»، إذ الإمالة لا مدخل لها في ذلك. وإنما المقصود ما وقع في أواخر آي السور المذكورة من ذوات «الياء» وما حمل عليه من ذوات «الواو» وفقا للأصول التي سبق أن بينتها. قال ابن الجزري: ..... وعلي ... أحيا بلا واو وعنه ميّل محياهم تلا خطايا ودحا ... تقاته مرضات كيف جا طحا سجى وانسانيه من عصاني ... أتان لا هود وقد هداني أو صان رؤياي له ..... ... ..... المعنى: ذكر الناظم رحمه الله تعالى في هذه الأبيات الكلمات التي اختصّ بإمالتها «الكسائي» وحده دون كلّ من «حمزة، وخلف العاشر» والكلمات هي: 1 - «أحيا» حيثما وقع في القرآن إذا لم يكن منسوقا، أو كان منسوقا بغير «الواو» مثال ذلك قوله تعالى: وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً (سورة المائدة الآية 32). وقوله تعالى: فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها (سورة البقرة الآية 164). أمّا إذا كان لفظ «أحيا» منسوقا بالواو، فإنه في هذه الحالة يميله «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» وفقا للقواعد المتقدمة، مثال ذلك قوله تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (سورة النجم الآية 44). 2 - «محياهم» من قوله تعالى: سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ (سورة الجاثية الآية 21). 3 - «تلها» من قوله تعالى: وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (سورة الشمس الآية 2). 4 - «خطايا» كيف وقع نحو قوله تعالى: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ (سورة البقرة
الآية 58). وقوله تعالى: إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا (سورة طه الآية 73). والمراد إمالة الألف الثانية، أمّا الألف الأولى فسيأتي الكلام على إمالتها بالخلاف ل «دوري الكسائي» من طريق «أبي عثمان الضرير». 5 - «دحها» من قوله تعالى: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (سورة النازعات الآية 30). 6 - «تقاته» من قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ (سورة آل عمران الآية 102). 7 - «مرضات» حيث وقع وكيف جاء نحو قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ (سورة البقرة الآية 207). 8 - «طحها» من قوله تعالى: وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (سورة الشمس الآية 6). 9 - «سجى» من قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (سورة الضحى الآية 2). 10 - «أنسنيه» من قوله تعالى: وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ (سورة الكهف الآية 63). 11 - «ومن عصاني» من قوله تعالى: وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة إبراهيم الآية 36). 12 - «ءاتان الله» من قوله تعالى: قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ (سورة النمل الآية 36). وقوله تعالى: قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ، آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (سورة مريم الآية 30). «أمّا ءاتاني» في سورة هود من قوله تعالى: وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ (الآية 28). وقوله تعالى: وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً (الآية 63). فإنه ممال ل «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر». 13 - «وقد هدن» من قوله تعالى: قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدانِ (سورة الأنعام الآية 80). 14 - «وأوصني» من قوله تعالى: وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (سورة مريم الآية 31). 15 - «رءيي» المضاف إلى ياء المتكلم وهو حرفان في سورة يوسف وهما: قوله
تعالى: يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ (الآية 43) وقوله تعالى: وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ رقم (الآية 100). وقد أمال «رءيي» في الموضعين «إدريس» بخلف عنه، وقد أشار إلى ذلك «ابن الجزري» بقوله: «وخلف إدريس برؤيا لا بأل». أمّا «رؤياك» من قوله تعالى: قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً (سورة يوسف الآية 5) فيميله «الدوري» عن «الكسائي» قولا واحدا و «إدريس» بخلف عنه، كما سيأتي قريبا بإذن الله تعالى. قال ابن الجزري: ..... الرّؤيا روى ... ..... المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن مدلول «روى» وهما: «الكسائي، وخلف العاشر» قرآ «الرءيا» المعرف بأل بالإمالة، وهو في أربعة مواضع وهي: 1 - قوله تعالى: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (سورة يوسف الآية 43). 2 - قوله تعالى: وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ (سورة الإسراء الآية 60). وهذا الموضع يمال حالة الوقف فقط من أجل الساكن في الوصل. 3 - قوله تعالى: قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (سورة الصافات الآية 105). 4 - قوله تعالى: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ (سورة الفتح الآية 27). قال ابن الجزري: ..... ... رؤياك مع هداي مثواي توى محياي مع آذاننا آذانهم ... جوار مع بارئكم طغيانهم مشكاة جبّارين مع أنصاري ... وباب سارعوا ..... المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالتاء من «توى» وهو: «الدوري» عن «الكسائي» قرأ بإمالة «رؤياك» في يوسف من قوله تعالى: قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ (الآية 5) وقد أمالها أيضا «إدريس» بخلف
عنه، وقد أشار إلى ذلك ابن الجزري بقوله: «وخلف إدريس برؤيا لا بأل». وقد اختصّ المرموز له بالتاء من «توى» وهو «الدوري» عن «الكسائي» بإمالة الكلمات الآتية: 1 - «هداي» من قوله تعالى: فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ (سورة البقرة الآية 38). ومن قوله تعالى: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى (سورة طه الآية 123). 2 - «مثواي» من قوله تعالى: إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ (سورة يوسف الآية 23). 3 - «ومحياي» من قوله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (سورة الأنعام الآية 162). 4 - «ءاذاننا» حيث وقع نحو قوله تعالى: وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ (سورة فصلت الآية 5). 5 - «ءاذانهم» حيث وقع نحو قوله تعالى: يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ (سورة البقرة الآية 19). 6 - «الجوار» وهو في ثلاثة مواضع وهي: قوله تعالى: وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (سورة الشورى الآية 32). وقوله تعالى: وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (سورة الرحمن الآية 24). وقوله تعالى: الْجَوارِ الْكُنَّسِ (سورة التكوير الآية 16). 7 - «بارئكم» من قوله تعالى: فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ (سورة البقرة الآية 54). 8 - «طغينهم» حيث وقع نحو قوله تعالى: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (سورة البقرة الآية 15). 9 - «كمشكوة» من قوله تعالى: مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (سورة النور الآية 35). 10 - «جبّارين» من قوله تعالى: قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ (سورة المائدة الآية 22). ومن قوله تعالى: وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (سورة الشعراء الآية 130).
11 - «أنصاري» من قوله تعالى: قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ (سورة آل عمران الآية 52). ومن قوله تعالى: قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ (سورة الصفّ الآية 14). 12 - «سارعوا» وبابه، أي كل ما جاء منه نحو قوله تعالى: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ (سورة آل عمران الآية 133). وقوله تعالى: وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (سورة آل عمران الآية 114). وقوله تعالى: نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ (سورة المؤمنون الآية 56). قال ابن الجزري: ..... ... ..... وخلف الباري تمار مع أوار مع يوار مع ... عين يتامى عنه الاتباع وقع ومن كسالى ومن النّصارى ... كذا أسارى وكذا سكارى المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن «الدوري» عن «الكسائي» الذي سبق الرمز له بالتاء من «توى» اختلف عنه في إمالة الكلمات الآتية: 1 - «البارئ» من قوله تعالى: هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ (سورة الحشر الآية 24). 2 - «لا تمار» من قوله تعالى: فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً (سورة الكهف الآية 22). 3 - «أواري» من قوله تعالى: قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي (سورة المائدة الآية 31). 4 - «يواري» من قوله تعالى: فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ (سورة المائدة الآية 31). كما أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن «الدوري» عن «الكسائي» من طريق «أبي عثمان الضرير سعيد بن عبد الرحيم» ت 310 هـ أمال عين «فعالى»
بفتح الفاء، وضمها، وذلك من أجل امالة الألف بعدها، فهي إمالة لإمالة، مثال ذلك: 1 - «اليتمى» نحو قوله تعالى: وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ (سورة البقرة الآية 83). 2 - «النصرى» معرفا ومنكرا، نحو قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ (سورة البقرة الآية 62). ونحو قوله تعالى: وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى (سورة المائدة الآية 14). 3 - «كسالى» نحو قوله تعالى: وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ (سورة النساء الآية 142). 4 - «أسرى» نحو قوله تعالى: وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ (سورة البقرة الآية 85). 5 - «سكرى» نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ (سورة النساء الآية 43). قال ابن الجزري: وافق في أعمى كلا الاسرا صدا ... وأوّلا حمّا ..... المعنى: هذا شروع من المؤلف رحمه الله تعالى في ذكر من وافق «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» فيما تقدم إمالته، فأخبر أن المرموز له بالصاد من «صدا» وهو: «شعبة» أمال كلمة «أعمى» موضعي «الإسراء» وهما في قوله تعالى: وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (سورة الإسراء الآية 72). ثم أخبر الناظم أن مدلول «حما» وهما: «أبو عمرو، ويعقوب» قرآ بإمالة: «أعمى» الأول فقط. قال ابن الجزري: ..... ... ..... وفي سوى سدى رمى بلى صف خلفه ..... ... .....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالصاد من «صف» وهو: «شعبة» وافق «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» في إمالة أربع كلمات بخلف عنه، والكلمات الأربع هي: 1 - «سوى» من قوله تعالى: فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (سورة طه الآية 58). والإمالة تكون حالة الوقف فقط، لأن الكلمة منونة فلا تمال وصلا. 2 - «سدى» من قوله تعالى: أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (سورة القيامة الآية 36). والإمالة تكون حالة الوقف فقط، لأن الكلمة منونة فلا تمال وصلا. 3 - «رمى» من قوله تعالى: وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى (سورة الأنفال الآية 17). 4 - «بلى» نحو قوله تعالى: بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً (سورة البقرة الآية 81). قال ابن الجزري: ..... ومتّصف ... مزجا يلقّه أتى أمر اختلف المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالميم من «متّصف» وهو: «ابن ذكوان» وافق «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» في إمالة الكلمات الثلاث الآتية بخلف عنه، والكلمات الثلاث هي: 1 - «مزجاة» من قوله تعالى: وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ (سورة يوسف الآية 88). 2 - «يلقّه» من قوله تعالى: وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً (سورة الإسراء الآية 13). وقد لفظ الناظم كلمة «يلقّه» بضم الياء، وتشديد القاف، لأن ابن ذكوان يقرأه كذلك، وسيأتي النص على ذلك في سورته. 3 - أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ فاتحة سورة النحل. قال ابن الجزري: إناه لي خلف ..... ... .....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له باللام من «لي» وهو: «هشام» وافق «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» في إمالة كلمة «إنه» بخلف عنه، وهو في قوله تعالى: إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ (سورة الأحزاب الآية 53). قال ابن الجزري: ..... نأى الإسرا صف ... مع خلف نونه وفيهما صف روى ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالصاد من «صف» وهو: «شعبة» قرأ بإمالة الهمزة من «نئا» في سورة «الإسراء» قولا واحدا، واختلف عنه في إمالة «النون، اتباعا للهمزة، وموضع الاسراء في قوله تعالى: وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ (سورة الإسراء الآية 83). ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالضاد من «ضف» وهو: «خلف» عن حمزة، ومدلول «روى» وهما: «الكسائي، وخلف العاشر» قرءوا بإمالة «النون» من «نئا» قولا واحدا في سورتي: «الإسراء، وفصلت». أما موضع الإسراء فقد تقدم ذكره، وأمّا موضع فصلت ففي قوله تعالى: وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ (الآية 51). أمّا إمالة الهمزة من «نئا» في السورتين فهي ثابتة لكل من «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» جريا على قاعدتهم الكلية المفهومة من قول الناظم: أمل ذوات الياء في الكلّ شفا ... ..... قال ابن الجزري: ..... وفيما بعد راء حط ملا ... خلف ومجرى عد ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حط» والميم من «ملا» وهما: «أبو عمرو، وابن ذكوان» بخلف عنه قد وافقا «حمزة، والكسائي، وخلف
العاشر» في إمالة جميع الألفات الواقعة بعد الراء، نحو قوله تعالى: 1 - إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ (سورة التوبة الآية 111). 2 - فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (سورة الأنعام الآية 68). 3 - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى (سورة البقرة الآية 62). 4 - وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (سورة الحاقة الآية 3). قال ابن الجزري: ..... ... ..... وأدرى أوّلا صل وسواها مع يا بشرى اختلف ... وافتح وقلّلها وأضجعها حتف المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالصاد من «صل» وهو: «شعبة» وافق جميع المميلين على امالة «ولا أدراكم به» الموضع الأول في القرآن الكريم وهو في سورة يونس (الآية 16) قولا واحدا. كما وافق «شعبة» جميع المميلين على إمالة «أدرى» في غير الموضع الأول بخلف عنه، مثال ذلك قوله تعالى: 1 - وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (سورة الحاقة الآية 3). 2 - وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ (سورة المدثر الآية 27). كما وافق «شعبة» أيضا جميع المميلين على إمالة «يبشرى» بخلف عنه أيضا، وذلك في قوله تعالى: قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ (سورة يوسف الآية 19). ثم أمر الناظم رحمه الله تعالى بقراءة «يبشرى» في يوسف بالفتح، والتقليل، والإمالة للمرموز له بالحاء من «حتف» وهو: «أبو عمرو». قال ابن الجزري: وقلّل الرّا ورءوس الآي جف ... وما به ها غير ذي الرّا يختلف مع ذات ياء مع أراكهم ورد ... .....
المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بتقليل الألف المتطرفة الواقعة بعد «راء» للمرموز له بالجيم من «جف» وهو: «الأزرق» عن «ورش». كما أمر الناظم بتقليل رءوس الآي من السور الإحدى عشرة المتقدمة، سواء كانت واويّة، أو يائية للأزرق أيضا من غير خلاف عنه في ذلك سوى ما سيستثنيه الناظم بقوله: وما به ها غير ذي الرّا يختلف. أي أن «الأزرق» اختلف عنه في تقليل رءوس الآي التي آخرها «هاء» نحو: 1 - «بنها» من قوله تعالى: أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (سورة النازعات الآية 27). 2 - «وضحها» من قوله تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحاها (سورة الشمس الآية 1). 3 - «تلها» من قوله تعالى: وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (سورة الشمس الآية 2). 4 - «أرسها» من قوله تعالى: وَالْجِبالَ أَرْساها (سورة النازعات الآية 32) سواء في ذلك «الواوي، واليائي» إلا أن يكون رائيا نحو: «ذكرها» من قوله تعالى: فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (سورة النازعات الآية 43) فإن «الأزرق» يقلله قولا واحدا. كما أن «الأزرق» قلل بالخلاف ذوات الياء التي يميلها «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر». وقد استثنى له من ذلك رءوس الآي من السور الإحدى عشرة المتقدمة، فقد سبق التنبيه على انه يقللها قولا واحدا سوى ما استثنى. كما أن «الأزرق» قلل بالخلاف كلمة «أراكهم» من قوله تعالى: وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ (سورة الأنفال الآية 43) مع كونه رائيا. قال ابن الجزري: ..... ... وكيف فعلى مع رءوس الآي حد خلف سوى ذي الرّا ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حد» وهو: «أبو عمرو» قرأ بتقليل ذات الياء التي على وزن «فعلى» كيف أتت بفتح الفاء، أو كسرها، أو ضمها، بخلف عنه.
كما قرأ «أبو عمرو» بالتقليل بالخلاف في رءوس آي السور الإحدى عشرة المتقدمة يائيّها، وواويّها. وقد استثنى له من رءوس الآي «الرائي» فإنه يميله إمالة كبرى بدون خلاف. وقد سبق بيان ذلك عند شرح قول الناظم: وفيما بعد راء حط ملا خلف ... ..... قال ابن الجزري: ..... وأنّى ويلتا ... يا حسرتي الخلف طوى قيل متى بل عسى وأسفى عنه نقل ... وعن جماعة له دنيا أمل المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالطاء من «طوى» وهو: «الدوري» عن «أبي عمرو» قرأ الكلمات الآتية بالتقليل بالخلاف، والكلمات هي: 1 - «أنّى» نحو قوله تعالى: فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ (سورة البقرة الآية 223). 2 - «يويلتى» من قوله تعالى: قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ (سورة المائدة الآية 31). 3 - «يحسرتى» من قوله تعالى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ (سورة الزمر الآية 56). 4 - «بلى» نحو قوله تعالى: بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً (سورة البقرة الآية 81). 5 - «عسى» نحو قوله تعالى: وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ (سورة البقرة الآية 216). 6 - «يأسفى» من قوله تعالى: وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ (سورة يوسف الآية 84). ومعنى قول الناظم: وعن جماعة له دنيا أمل. أي ورد عن «الدوري» عن «أبي عمرو» الإمالة الكبرى في لفظ «الدنيا» حيثما وقعت، وكيفما أتت، روى ذلك كلّ من: 1 - «بكر بن شاذان بن عبد الله أبي القاسم البغدادي الحربي»، المتوفى يوم
السبت التاسع من شوال سنة خمس وأربعمائة. 2 - «عبد الملك بن بكران بن عبد الله بن العلاء أبي الفرج النهرواني القطان»، المتوفى في رمضان سنة أربع وأربعمائة. عن «زيد» عن «أحمد بن فرح بن جبريل، أبي جعفر الضرير البغدادي»، المتوفى سنة ثلاث وثلاثمائة عن «الدوري». وقد نصّ على ذلك كلّ من: 1 - «أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن سوار» المتوفى سنة ستّ وتسعين وأربعمائة. 2 - «محمد بن الحسين بن بندار أبي العز الواسطي القلانسي». 3 - «محمد بن علي بن أحمد أبي العلاء الواسطي البغداديّ». وحينئذ يكون للدوري عن «أبي عمرو» في لفظ «الدنيا» ثلاثة أوجه: الفتح، والتقليل، والإمالة. ويكون «للسوسيّ» وجهان: الفتح والتقليل، كما تقدم أثناء شرح قول الناظم: وكيف فعلى مع رءوس الآي حد ... خلف سوى ذي الرّا قال ابن الجزري: حرفي رأى من صحبة لنا اختلف ... وغير الأولى الخلف صف والهمز حف وذو الضّمير فيه أو همز ورا ... خلف منى قلّلهما كلّا جرى وقبل ساكن أمل للرّا صفا في ... وجميعهم كالاولى وقفا المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالميم من «من» ومدلول «صحبة» والمرموز له باللام من «لنا» وهم: «ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وهشام» بخلف عنه، قرءوا بإمالة «الراء، والهمزة» إمالة محضة من كلمة «رءا» حيثما وقعت وكيف أتت، إذا لم يكن بعدها ساكن مثل: 1 - «رءا كوكبا» من قوله تعالى: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً (سورة الأنعام الآية 76).
2 - «رءا أيديهم» من قوله تعالى: فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ (سورة هود الآية 70). 3 - «رءاه» من قوله تعالى: فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ (سورة النمل الآية 40). 4 - «رءاها» من قوله تعالى: فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ (سورة النمل الآية 10). ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالصاد من «صف» وهو: «شعبة» اختلف عنه في إمالة حرفي: «رءا» في غير الأولى، وهي التي في سورة الأنعام: رَأى كَوْكَباً (الآية 76). أمّا «رءا» الأولى فإنه يميل الراء، والهمزة قولا واحدا. ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حف» وهو: «أبو عمرو» أمال الهمزة وحدها، وفتح «الراء» من كلمة «رءا» إذا لم يكن بعدها ساكن حيثما وقعت، وكيف أتت. ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالميم من «منى» وهو: «ابن ذكوان» اختلف عنه في إمالة الهمزة من «رءا» التي بعدها ضمير حيثما وقعت، وكيف أتت نحو قوله تعالى: 1 - فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي (سورة النمل الآية 40). 2 - فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ (سورة النمل الآية 10). كما اختلف عنه في إمالة «الراء، والهمزة» معا، وحينئذ يكون «لابن ذكوان» في «رءا» التي بعدها ضمير ثلاثة أوجه: الأول: إمالة الهمزة فقط. الثاني: إمالة الراء، والهمزة معا. الثالث: فتحهما معا. ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالجيم من «جرى» وهو: «الأزرق» قرأ بتقليل «الراء، والهمزة» معا قولا واحدا في كلمة «رءا» حيثما وقعت، وكيف أتت، إذا لم يكن بعدها ساكن.
ثم أخبر الناظم أن مدلول «صفا» والمرموز له بالفاء من «في» وهم: «شعبة، وخلف العاشر، وحمزة» قرءوا بإمالة «الراء» من كلمة «رءا» إذا وقع بعدها ساكن نحو قوله تعالى: 1 - فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي (سورة الأنعام الآية 77). 2 - وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها (سورة الكهف الآية 53). ثم بيّن الناظم أنه إذا وقف القارئ على كلمة «رءا» التي بعدها ساكن، فإنه يقرأ لجميع القراء مثل ما يقرأ لهم في كلمة «رءا كوكبا» إذ جميع القراء وردت عنهم القراءة بذلك. قال ابن الجزري: والألفات قبل كسر را طرف ... كالدّار نار حز تفز منه اختلف المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالحاء من «حز» والتاء من «تفز» والميم من «منه» وهم: «أبو عمرو، والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان» بخلف عنه، قرءوا بإمالة الألفات الواقعة قبل راء مكسورة طرفا، نحو: 1 - «الدار» من قوله تعالى: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (سورة الرعد الآية 24). 2 - «أبصارهم» نحو قوله تعالى: وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ (سورة البقرة الآية 7). 3 - «حمارك» من قوله تعالى: وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ (سورة البقرة الآية 259). قال ابن الجزري: وخلف غار تمّ والجار تلا ... طب خلف هار صف حلا رم بن ملا خلفهما ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالتاء من «تمّ» وهو: «الدوري» عن «الكسائي» قرأ بالفتح والإمالة في كلمة «الغار» من قوله تعالى: إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ (سورة التوبة الآية 40).
ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالتاء من «تلا» والطاء من «طب» وهما: «الدوري» عن الكسائي، وعن «أبي عمرو» بخلف عنه أي الدوري عن «أبي عمرو» فقط قرأ بإمالة «والجار» من قوله تعالى: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ (سورة النساء الآية 36). ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالصاد من «صف» والحاء من «حلا» والراء من «رم» والباء من «بن» والميم من «ملا» وهم: «شعبة، وأبو عمرو، والكسائي، وقالون، وابن ذكوان» بخلف عنهما، قرءوا بإمالة الألف الواقعة قبل الراء من «هار» من قوله تعالى: أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ (سورة التوبة الآية 109). قال ابن الجزري: ..... وإن تكرّر حط روى ... والخلف من فوز ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حط» ومدلول «روى» وهم: «أبو عمرو، والكسائي، وخلف العاشر، قرءوا بإمالة الألف الواقعة قبل راء مكسورة مكررة نحو: 1 - «القرار» من قوله تعالى: وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ (سورة غافر الآية 39). 2 - «الأبرار» نحو قوله تعالى: وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ (سورة آل عمران الآية 193). 3 - «الأشرار» من قوله تعالى: كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (سورة ص الآية 62). قال ابن الجزري: ..... ... ..... وتقليل جوى للباب جبّارين جار اختلفا ... وافق في التكرير قس خلف ضفا
المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالجيم من «جوى» وهو: «الأزرق» قرأ بتقليل الألفات الواقعة قبل الراء المكسورة، المتطرفة، سواء كانت مكررة أم غير مكررة، سوى أنه اختلف عنه- أي عن «الأزرق» - في تقليل كلمتين وهما: 1 - «جبّارين» من قوله تعالى: قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ (سورة المائدة الآية 22). وقوله تعالى: وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (سورة الشعراء الآية 130). 2 - «الجار» من قوله تعالى: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ (سورة النساء الآية 36). ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالقاف من «قس» وهو: «خلاد» قرأ بتقليل الألفات الواقعة قبل الراء المكسورة المتطرفة المكررة بخلف عنه. وأن المرموز له بالضاد من «ضفا» وهو: «خلف» عن «حمزة» قرأ بتقليل الألفات الواقعة قبل الراء المكسورة المتطرفة المكررة. تنبيه: يفهم من قول الناظم: «والخلف من فوز» وقوله: «وافق في التكرير قس خلف ضفا». أن «خلاد» له في الألفات الواقعة قبل الراء المكسورة المتطرفة المكررة ثلاثة أوجه: الإمالة المحضة، والتقليل بيّن بين، والفتح. وأن «خلفا» عن حمزة له في هذه الألفات وجهان: الإمالة والتقليل. قال ابن الجزري: وخلف قهّار البوار فضّلا ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالفاء من «فضّلا» وهو: «حمزة» اختلف عنه في تقليل الكلمتين الآتيتين: 1 - «القهّار» حيث وقع في القرآن نحو قوله تعالى: وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (سورة إبراهيم الآية 48).
2 - «البوار» من قوله تعالى: وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (سورة إبراهيم الآية 28). قال ابن الجزري: ..... ... توراة جد والخلف فضل بجّلا وقال: ..... ... توراة من شفا حكيما ميّلا وغيرها للأصبهاني لم يمل ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالجيم من «جد» والفاء من «فضل» والباء من «بجّلا» وهم: «الأزرق، وحمزة، وقالون» بخلف عنهما، يقرءون بتقليل كلمة «التوراة» حيث وقعت نحو قوله تعالى: وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (سورة آل عمران الآية 3) والوجه الثاني ل «حمزة» هو «الإمالة المحضة» المفهومة من قول الناظم: ..... ... توراة من شفا حكيما ميّلا والوجه الثاني ل «قالون» هو الفتح. ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالميم من «من» ومدلول «شفا» والمرموز له بالحاء من «حكيما» وهم: «ابن ذكوان، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وأبو عمرو» والمصرح باسمه وهو: «الأصبهاني» كل هؤلاء يقرءون بإمالة كلمة «التوراة» حيثما وقعت إمالة كبرى. من هذا يفهم أن القراء في كلمة «التوراة» على خمسة مذاهب: 1 - التقليل قولا واحدا للأزرق. 2 - الإمالة قولا واحدا لابن ذكوان، والكسائي، وخلف العاشر، وأبي عمرو، والأصبهاني. 3 - التقليل، والإمالة الكبرى، لحمزة. 4 - التقليل، والفتح، لقالون.
5 - الفتح لباقي القراء وهم: «ابن كثير، وهشام، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب». قال ابن الجزري: وكيف كافرين جاد وأمل ... تب حزمنا خلف غلا وروح قل معهم بنمل ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالجيم من «جاد» وهو: «الأزرق» قرأ بإمالة الألف التي بعد الكاف من كلمة «كافرين» كيف أتت بالياء، معرفة أو منكرة، مجرورة، أو منصوبة، نحو قوله تعالى: وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (سورة البقرة الآية 19). وقوله تعالى: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (سورة آل عمران الآية 32). وقوله تعالى: وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ (سورة الأنعام الآية 130). وقوله تعالى: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ (سورة المائدة الآية 54). وقوله تعالى: وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ (سورة الأعراف الآية 93). ثم أمر الناظم بإمالة كلمة «كافرين» كيف أتت إمالة كبرى للمرموز له بالتاء من «تب» والحاء من «حز» والميم من «منا» والغين من «غلا» وهم: «الدوري عن الكسائي، وأبو عمرو، ورويس، وابن ذكوان» بخلف عنه. ثم أخبر الناظم أن المصرح باسمه وهو: «روح» قرأ بإمالة كلمة «كافرين» التي في سورة النمل فقط، وهي في قوله تعالى: إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ (سورة النمل الآية 43). قال ابن الجزري: ..... والثّلاثي فضّلا ... في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا زاغت وزاد خاب كم خلف فنا ... وشاء جا لي خلفه فتى منا
المعنى: اختلف القراء في إمالة الألف الواقعة عينا من الفعل الماضي الثلاثي، وذلك في عشرة أفعال وهي: 1 - «خاف» نحو قوله تعالى: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً (سورة البقرة الآية 182). 2 - «طاب» من قوله تعالى: فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ (سورة النساء الآية 3). 3 - «ضاق» نحو قوله تعالى: وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً (سورة هود الآية 77). 4 - «حاق» نحو قوله تعالى: فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (سورة الأنعام الآية 10). 5 - «زاغ» من قوله تعالى: ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى (سورة النجم الآية 17). 6 - «زاد» نحو قوله تعالى: فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً (سورة التوبة الآية 124). 7 - «خاب» نحو قوله تعالى: وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (سورة إبراهيم الآية 15). 8 - «شاء» نحو قوله تعالى: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى (سورة الأنعام الآية 35). 9 - «جاء» نحو قوله تعالى: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها (سورة الأنعام الآية 109) 10 - «ران» من قوله تعالى: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (سورة المطففين الآية 14). وقد اشترط في الفعل أن يكون ماضيا ليخرج ما فيه حرف المضارعة نحو: «يشاء، وأشاء، ويخافا، ويحيق، ويزيغ» فقد اتفق القراء على قراءة هذا ونحو بالفتح. واشترط أيضا أن يكون الفعل ثلاثيا ليخرج الفعل الرباعي نحو:
«فأجاءها» من قوله تعالى: فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ (سورة مريم الآية 23). ونحو: «أزاغ» من قوله تعالى: أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ (سورة الصف الآية 5) فقد اتفق القراء على قراءة هذا ونحوه بالفتح. وقد أمال «حمزة» جميع هذه الأفعال العشرة بشروطها، ووافقه بعض القراء في إمالة بعض هذه الأفعال. وهذا تفصيل مذهب القراء في إمالة هذه الأفعال العشرة: فقد أخبر الناظم أن المرموز له بالفاء من «فضلا» وهو: «حمزة» اختصّ بإمالة خمسة أفعال وهي: «خاف، طاب، ضاق، حاق، زاغ». وقد استثنى له من ذلك، «زاغت» من قوله تعالى: إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ (سورة الأحزاب الآية 10) وقوله تعالى: أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (سورة ص الآية 63) فقد قرأ هذه الكلمة في موضعيها بالفتح كباقي القراء. ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالكاف من «كم» والفاء من «فنا» وهما: «حمزة، وابن عامر»، قرآ بإمالة فعلين بخلف عن «ابن عامر» والفعلان هما: «زاد، خاب». إلا أن الرواة عن «ابن ذكوان» اتفقوا على إمالة «فزادهم الله مرضا» أول البقرة (آية 10)، وقد أشار إلى ذلك الناظم بقوله: ..... ... .... وأولى زاد لا خلف استقر ثم أخبر الناظم أن المرموز له باللام من «لي» ومدلول «فتى»، والمرموز له بالميم من «منا» وهم: «هشام» بخلف عنه، و «حمزة، وخلف العاشر، وابن ذكوان» يقرءون بإمالة فعلين بخلف عن «هشام» والفعلان هما: «شاء، جاء». أمّا الكلمة العاشرة من الأفعال الممالة فهي «ران» من قوله تعالى: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (سورة المطففين الآية 14) وقد أشار الناظم إلى من يميلها بقوله فيما سيأتي:
. ... ..... ران رد صفا فخر أي أن المرموز له بالراء من «ردّ» والصاد من «صفا» والفاء من «فخر» وهم: «الكسائي، وشعبة، وحمزة» قرءوا بإمالة الألف التي بعد الراء من «ران». قال ابن الجزري: وخلفه الإكرام شاربينا ... إكراههنّ والحواريّينا عمران والمحراب غير ما يجر ... فهو وأولى زاد لا خلف استقر المعنى: أخبر الناظم أن الذي عاد عليه الضمير في قوله: «وخلفه» وهو «ابن ذكوان» اختلف عنه في إمالة ستّ كلمات وهي: 1 - «الإكرام» من قوله تعالى: وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (سورة الرحمن الآية 27). ومن قوله تعالى: تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (سورة الرحمن الآية 78). 2 - «للشاربين» من قوله تعالى: لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ (سورة النحل الآية 66). ومن قوله تعالى: بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (سورة الصافات الآية 46). ومن قوله تعالى: وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (سورة نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم الآية 15). 3 - «إكرههنّ» من قوله تعالى: فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة النور الآية 33). 4 - «الحواريّين» المجرور وهو في موضعين: الأول: في قوله تعالى: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ (سورة المائدة الآية 111). الثاني: من قوله تعالى: كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ (سورة الصف الآية 14). 5 - «عمران» حيث أتى في القرآن نحو قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (سورة آل عمران الآية 33). 6 - «المحراب» غير المجرور، كيف وقع، نحو قوله تعالى:
كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً (سورة آل عمران الآية 37). أمّا «المحراب» المجرور، فإن «ابن ذكوان» يميله قولا واحدا، نحو قوله تعالى: فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ (سورة آل عمران الآية 39). قال ابن الجزري: مشارب كم خلف ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالكاف من «كم» وهو: «ابن عامر» بخلف عنه قرأ «مشارب» من قوله تعالى: وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (سورة يس الآية 73) بالفتح والإمالة. قال ابن الجزري: ..... عين آنيه ... مع عابدون عابد الجحد ليه خلف ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له باللام من «ليه» وهو: «هشام» بخلف عنه، قرأ بالفتح والإمالة في الكلمات الثلاث الآتية: 1 - «ءانية» التي قبلها «عين» من قوله تعالى: تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (سورة الغاشية الآية 5). وقيد الناظم «ءانية» ب «عين» ليخرج ما عداها وهو قوله تعالى: وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ (سورة الإنسان الآية 15) فإن هشاما يقرأه بالفتح فقط. 2 - «عابدون» من قوله تعالى: وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (سورة الكافرون الآيتان 3 - و 5). 3 - «عابد» من قوله تعالى: وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (سورة الكافرون الآية 4). وقيّد الناظم «عابدون» بسورة الجحد أي الكافرون، لأنّ «الجحد» اسم من أسمائها لما اشتملت عليه من النفي، ليخرج «عابدون» في غير هذه السورة فإن «هشاما» يقرأه بالفتح قولا واحدا، نحو قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ (سورة البقرة الآية 138).
قال ابن الجزري: ..... تراءى الرّا فتى ... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن مدلول «فتى» وهما: «حمزة، وخلف العاشر» قرآ بإمالة الألف التي بعد «الراء» من «تراءا» من قوله تعالى: فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (سورة الشعراء الآية 61) وهذا الحكم حالة وصل «تراءا» بما بعدها. أمّا حالة الوقف على «تراءا» فإن «حمزة، وخلف العاشر» يميلان الألف التي بعد الراء، والتي بعد الهمزة. والكسائي يميل الألف التي بعد الهمزة، والأزرق له فيها الفتح والتقليل. عملا بقول الناظم: بل قبل ساكن بما أصّل قف ... ..... قال ابن الجزري: ..... النّاس بجر ... طيّب خلفا ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالطاء من «طيّب» وهو: «الدوري» عن «أبي عمرو» قرأ بإمالة «الناس» المجرور حيث وقع بخلف عنه، نحو قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (سورة البقرة الآية 8). قال ابن الجزري: ...... ... ... ران رد صفا فخر المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالراء من «رد» والصاد من «صفا» والفاء من «فخر» وهم: «الكسائي، وشعبة، وحمزة»، قرءوا بإمالة الألف التي بعد «الراء» من «ران» من قوله تعالى: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (سورة المطففين الآية 14). وهذا هو الفعل العاشر من الأفعال الثلاثية الممالة العين، وقد تقدم بيان ذلك.
قال ابن الجزري: وفي ضعافا قام بالخلف ضمر ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالقاف من «قام» والضاد من «ضمر» وهما: «خلاد» بخلف عنه، و «خلف» عن «حمزة» يقرءان بإمالة «ضعفا» من قوله تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً (سورة النساء الآية 9). قال ابن الجزري: ..... ... آتيك في النّمل فتى والخلف قر المعنى: أخبر الناظم أن مدلول «فتى» وهما: «حمزة، وخلف العاشر» قرآ بإمالة «ءاتيك» الذي في سورة «النمل» بخلف عن خلاد المفهوم من قوله: «والخلف قر» فالقاف لخلاد. وقد جاء «ءاتيك» في «النمل» في موضعين هما قوله تعالى: 1 - قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ (سورة النمل الآية 39). 2 - قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ (سورة النمل الآية 40). وقيد الناظم «ءاتيك» بالنمل ليخرج غيره نحو قوله تعالى: وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (سورة الدخان الآية 19) فإنه يقرأ بالفتح قولا واحدا. قال ابن الجزري: ورا الفواتح أمل صحبة كف ... حلا ..... المعنى: أمر الناظم بإمالة «الراء» في فواتح الست سور، يعني: «الر» و «المر» لمدلول: «صحبة» والمرموز له بالكاف من «كف» والحاء من «حلا» وهم: «شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وابن عامر، وأبو عمرو».
والستّ سور هي: يونس، هود، يوسف، الرعد، إبراهيم، الحجر. قال ابن الجزري: ..... ... وها كاف رعى حافظ صف وتحت صحبة جنا الخلف حصل ... ..... المعنى: أمر الناظم بإمالة «الهاء» من فاتحة «مريم» عليها السلام للمرموز له بالراء من «رعى» والحاء من «حافظ» والصاد من «صف» وهم: «الكسائي، وأبو عمرو، وشعبة». ثم أمر بإمالة «الهاء» من «طه» لمدلول «صحبة» والمرموز له بالجيم من «جنا» والحاء من «حصل» وهم: «شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وأبو عمرو، والأزرق» بخلف عنه. قال ابن الجزري: ..... ... يا عين صحبة كسا والخلف قل لثالث لا عن هشام ..... ... ..... المعنى: أمر الناظم بإمالة «الياء» في فاتحة «مريم» عليها السلام لمدلول «صحبة» والمرموز له بالكاف من «كسا» وهم: «شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وابن عامر» بخلف عن «هشام» وأبو عمرو بخلف عنه أيضا، إلّا أن الخلاف عن «أبي عمرو» قليل، وعن «هشام» كثير: أي أن رواة الإمالة عن «أبي عمرو» أقل من رواة الفتح. ورواة الإمالة عن «هشام» أكثر من رواة الفتح. قال ابن الجزري: ..... طا شفا ... صف ..... المعنى: أمر الناظم بإمالة «الطاء» من «طه، وطسم، وطس» لمدلول
«شفا» والمرموز له بالصاد من «صف» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وشعبة». قال ابن الجزري: ..... ... حا منى صحبة ..... المعنى: أمر الناظم بإمالة «الحاء» من فواتح «حم» السبعة للمرموز له بالميم من «منى» ومدلول «صحبة» وهم: «ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر». قال ابن الجزري: ..... ... ..... يس صفا رد شد فشا وبين بين في أسف ... خلفهما ..... المعنى: أمر الناظم بإمالة «الياء» من فاتحة «يس» للمرموز له بالصاد من «صفا» والراء من «رد» والشين من «شد» والفاء من «فشا» وهم: «شعبة، والكسائي، وروح، وحمزة» بخلف عنه. ثم أمر بتقليل «الياء» من فاتحة «يس» للمرموز له بالفاء من «في» والألف من «أسف» وهما: «حمزة، ونافع» بخلف عنهما. وحينئذ يكون ل «حمزة» الإمالة، والتقليل، ول «نافع» الفتح، والتقليل. قال ابن الجزري: ..... ... ..... را جد ..... المعنى: أمر الناظم بتقليل الراء بين بين من فاتحة «الر، المر» للمرموز له بالجيم من «جد» وهو: «الأزرق». قال ابن الجزري: ..... ... ..... وإذ ها يا اختلف
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالألف من «إذ» وهو: «نافع» ورد الخلاف عنه في تقليل كلّ من «الهاء، والياء» من فاتحة مريم عليها السلام، والفتح والتقليل صحيحان عن «نافع». قال ابن الجزري: وتحت ها جىء ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالجيم من «جىء» وهو: «الأزرق» اختلف عنه في تقليل «الهاء» من «طه» والوجه الثاني له الإمالة المحضة، كما تقدم أثناء شرح قول الناظم: وتحت صحبة جنا الخلف. قال ابن الجزري: ..... حا حلا خلف جلا ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حلا» والجيم من «جلا»، وهما: «الأزرق، وأبو عمرو» بخلف عنه قرا بتقليل «الحاء» من «حم» السبعة. قال ابن الجزري: ..... ... توراة من شفا حكيما ميّلا وغيرها للأصبهاني لم يمل ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالميم من «من» ومدلول «شفا» والحاء من «حكيما» وهم: «ابن ذكوان، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وأبو عمرو» يقرءون بإمالة «التوراة» حيثما وقعت وكيف أتت ومعهم «الأصبهاني» أي يميلها أيضا إمالة محضة. وقد تقدم أن «الأزرق» يقللها قولا واحدا، وأن «حمزة، وقالون» يقللانها بالخلاف، أثناء شرح قول الناظم: ..... ... توراة جد والخلف فضل بجّلا وحينئذ يكون لحمزة التقليل، والإمالة. ولقالون: الفتح، والتقليل.
وللأزرق: التقليل فقط. ولكل من «ابن ذكوان، والكسائي، وخلف العاشر، وأبي عمرو، والأصبهاني» الإمالة الكبرى. وللباقين الفتح فقط، وهم: «قالون، وابن كثير، وهشام، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب». قال ابن الجزري: ..... ... وخلف إدريس برؤيا لا بأل المعنى: أخبر الناظم أن المصرح باسمه وهو: «إدريس» اختلف عنه في إمالة «رؤيا» المجرد من الألف واللام كيف وقع وحيث أتى، نحو قوله تعالى: قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ (سورة يوسف الآية 5). أمّا إذا كان معرفا بالألف واللام فإن «إدريس» يقرأه بالفتح قولا واحدا نحو قوله تعالى: وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ (سورة الإسراء الآية 60). قال ابن الجزري: وليس إدغام ووقف إن سكن ... يمنع ما يمال للكسر وعن سوس خلاف ولبعض قلّلا ... ..... المعنى: أخبر الناظم أنه إذا وقف القارئ على ما أميل لأجل كسرة سواء كانت الإمالة كبرى، أو صغرى، مثل: «الدار، والحمار، والنار، والأبرار، والناس، والمحراب» فلا يمنع ما أدغم منه، أو وقف عليه بالسكون المحض «إمالته» محضة كانت أو بين بين، لعروض ذلك. مثال إدغام الراء في الراء نحو قوله تعالى: فَقِنا عَذابَ النَّارِ* رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ (سورة آل عمران الآيتان 191 - 192). ومثال إدغام الراء في اللام نحو قوله تعالى: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (سورة المطففين الآية 18). واشترط في الوقف أن يكون بالسكون المحض ليخرج الوقف بالروم فإنه لا كلام فيه، لأن الروم كالوصل. إلّا أنه اختلف عن «السوسي» حالة الإدغام، وحالة الوقف بالسكون
المحض، فورد عنه في ذلك ثلاثة أوجه وهي: 1 - الفتح- 2 - الإمالة- 3 - التقليل. قال ابن الجزري: ..... ... وما بذي التّنوين خلف يعتلا بل قبل ساكن بما أصّل قف ... وخلف كالقرى الّتي وصلا يصف المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بالوقف لجميع القراء على ما منع إمالته «تنوين، أو ساكن» بما أصّل لكل واحد منهم، وسبق بيانه، سواء كان فتحا، أو تقليلا، أو إمالة: فمن كان مذهبه الفتح وقف له بالفتح. ومن كان مذهبه التقليل وقف له بالتقليل. ومن كان مذهبه الإمالة وقف له بالإمالة. مثال ما منع إمالته التنوين، أو الساكن: 1 - «هدى» نحو قوله تعالى: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (سورة البقرة الآية 2). 2 - «قرى» نحو قوله تعالى: قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ (سورة سبأ الآية 18). 3 - «موسى الكتب» نحو قوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ (سورة البقرة الآية 87). 4 - «ذكرى الدار» من قوله تعالى: إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (سورة ص الآية 46). إلّا أنه اختلف عن «السوسي» وصلا فيما منع إمالته «السكون» وكان من ذوات «الراء» نحو: «القرى التي» من قوله تعالى: وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها (سورة سبأ الآية 18) فروي عنه في ذلك وجهان: الفتح، والإمالة. والوجهان صحيحان وقد قرأت بهما. قال ابن الجزري: وقيل قبل ساكن حرفي رأى ... عنه ورا سواه مع همز نأى
المعنى: أخبر الناظم أن بعض أهل الأداء نقل عن «السوسي» إمالة «الراء، والهمزة» معا، من «رءا» إذا كانت قبل ساكن. قال ابن الجزري: «وأمّا إمالة الراء والهمزة للسوسي فهو مما قرأ به «الداني» على شيخه «أبي الفتح» وقد تقدم آنفا أنه إنما قرأ عليه بذلك من غير طريق «أبي عمران موسى ابن جرير» وإذا كان الأمر كذلك فليس إلى الأخذ به من طريق الشاطبية، ولا من طريق التيسير، ولا من طريق كتابنا سبيل» اهـ «1». كما أخبر الناظم أن بعض أهل الأداء نقل عن «السوسي» إمالة «الراء» من «رءا» إذا لم تكن قبل ساكن. قال «ابن الجزري»: «وأمال «أبو عمرو» الهمزة فقط في المواضع السبعة وانفرد «أبو القاسم الشاطبي» بإمالة «الراء» أيضا عن «السوسي» بخلاف عنه، فخالف فيه سائر الناس من طرق كتابه، ولا أعلم هذا الوجه روي عن «السوسي» من طريق الشاطبية، والتيسير، بل ولا من طرق كتابنا أيضا» اهـ «2». كما أخبر الناظم أن بعض أهل الأداء نقل عن «السوسي» إمالة الهمزة من «نأى» وهو في «الإسراء، وفصلت». قال ابن الجزري: «وانفرد «فارس بن أحمد» في أحد وجهيه عن «السوسي» بالإمالة في الموضعين، وتبعه على ذلك الشاطبي، وأجمع الرواة عن «السوسي» من جميع الطرق على الفتح، لا نعلم بينهم في ذلك خلافا» اهـ «3». تمّ باب الفتح والإمالة وبين اللفظين ولله الحمد والشكر
"باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف"
«باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف» هاء التأنيث: هي التي تكون في الوصل تاء آخر الاسم نحو: «نعمة ورحمة» فتبدل في الوقف هاء، وقد أمالها بعض العرب كما أمالوا الألف. قيل للكسائي: إنك تميل ما قبل «هاء التأنيث» فقال: هذا طباع العربية. قال «الحافظ أبو عمرو الداني» ت 444 هـ: يعني بذلك أن الإمالة هنا لغة «أهل الكوفة» وهي باقية فيهم إلى الآن، وهم بقية أبناء العرب ... ثم قال:- أي أبو عمرو الداني-: وحكي نحو ذلك عن «الأخفش سعيد بن مسعدة» ت 215 هـ «1». قال ابن الجزري: اختلفوا في هاء التأنيث هل هي ممالة مع ما قبلها، أو أنّ الممال هو ما قبلها وأنها نفسها ليست ممالة. فذهب جماعة من المحققين إلى الأول، وهو مذهب «الحافظ أبي عمرو الداني، وأبي العباس المهدوي، وأبي عبد الله بن سفيان، وأبي عبد الله بن شريح، وأبي القاسم الشاطبي، وغيرهم. وذهب الجمهور إلى الثاني، وهو مذهب «مكي بن أبي طالب، والحافظ أبي العلاء، وأبي العزّ القلانسيّ، وابن الفحام، وأبي طاهر بن خلف، وأبي محمد سبط الخياط، وابن سوار» وغيرهم. ثم قال ابن الجزري: والأول أقرب
إلى القياس، وهو ظاهر كلام «سيبويه» حيث قال: «شبه الهاء بالألف يعني في الإمالة. والثاني أظهر في اللفظ وأبين في الصورة، ولا ينبغي أن يكون بين القولين خلاف: فباعتبار حدّ الإمالة وأنه تقريب الفتحة من الكسرة، والألف من الياء، فإن هذه الهاء لا يمكن أن يدعى تقريبها من الياء ولا فتحة فيها فتقرب من الكسرة، وهذا مما لا يخالف فيه «الدّاني» ومن قال بقوله. وباعتبار أن الهاء إذا أميلت فلا بدّ أن يصحبها في صوتها حال من الضعف خفي يخالف حالها إذا لم يكن قبلها ممال وإن لم يكن الحال من جنس التقريب إلى الياء فيسمى ذلك المقدار إمالة، وهذا مما لا يخالف فيه «مكّي» ومن قال بقوله فعاد النزاع في ذلك لفظيا إذ لم يمكن أن يفرق بين القولين بلفظ والله أعلم اهـ «1». قال ابن الجزري: «الهاء الأصليّة نحو: «ولما توجّه» لا يجوز إمالتها وإن كانت الإمالة تقع في الألف الأصلية، لأن الألف أميلت من حيث إن أصلها «الياء» والهاء لا أصل لها في ذلك، ولذلك لا تقع الإمالة في «هاء الضمير» نحو «أقبره، وأنشره» ليقع الفرق بين «هاء التأنيث» وغيرها. وأما الهاء من «هذه» فإنها لا تحتاج إلى إمالة، لأن ما قبلها مكسور» اهـ «2». قال ابن الجزري: وهاء تأنيث وقبل ميّل ... لا بعد الاستعلا وحاع لعلي المعنى: اختصّ «الكسائي» بإمالة «هاء التأنيث» في حروف مخصوصة، وبشروط معروفة، وسيأتي بإذن الله تعالى تفصيل ذلك. ووافق «حمزة» «الكسائي» في هذه الإمالة، وسيأتي بيانه.
وإمالة «هاء التأنيث» تأتي على ثلاثة أقسام: القسم الأول: المتفق على إمالته من غير تفصيل، وهو عند خمسة عشر حرفا، يجمعها قولهم: «فجثت زينب لذود شمس» وهي: 1 - «الفاء» نحو: «خليفة» نحو قوله تعالى: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (سورة البقرة الآية 30). 2 - «الجيم» نحو: «وليجة» من قوله تعالى: وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً (سورة التوبة الآية 16). 3 - «الثاء» نحو: «ثلاثة» نحو قوله تعالى: وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ (سورة البقرة الآية 228). 4 - «التاء» نحو: «الميتة» نحو قوله تعالى: إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ (سورة البقرة الآية 173). 5 - «الزاي» نحو: «أعزّة» نحو قوله تعالى: أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ (سورة المائدة الآية 54). 6 - «الياء» نحو: «لا شية» من قوله تعالى: مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها (سورة البقرة الآية 71). 7 - «النون» نحو: «سنّة» نحو قوله تعالى: سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا (سورة الإسراء الآية 77). 8 - «الباء» نحو: «حبّة» نحو قوله تعالى: كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ (سورة البقرة الآية 261). 9 - «اللام» نحو: «ليلة» نحو قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (سورة القدر الآية 1). 10 - «الذال» نحو: «لذّة» من قوله تعالى: بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (سورة الصافات الآية 46). 11 - «الواو» نحو: «قسوة» من قوله تعالى: فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً (سورة البقرة الآية 74). 12 - «الدال» نحو: «بلدة» نحو قوله تعالى: بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ (سورة سبأ الآية 15).
13 - «الشين» نحو: «الفاحشة» نحو قوله تعالى: وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (سورة النمل الآية 54). 14 - «الميم» نحو: «رحمة» نحو قوله تعالى: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ (سورة آل عمران الآية 159). 15 - «السين» نحو: «الخمسة» نحو قوله تعالى: وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (سورة النور الآية 7). القسم الثاني: ما يوقف عليه بالفتح، وذلك إن كان قبل «الهاء» حرف من عشرة أحرف: وهي: حروف الاستعلاء السبعة، وحروف «حاع». وقد جمعها «الإمام الشاطبي» رحمه الله تعالى في قوله: ويجمعها حقّ ضغاط عص خظا ... ..... وهي: 1 - «الحاء» نحو: «لواحة» من قوله تعالى: لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (سورة المدثر الآية 29). 2 - «القاف» نحو: «طاقة» نحو قوله تعالى: رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ (سورة البقرة الآية 286). 3 - «الضاد» نحو: «روضة» من قوله تعالى: فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (سورة الروم الآية 15). 4 - «الغين» نحو: «صبغة» من قوله تعالى: صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً (سورة البقرة الآية 138). 5 - «الألف» نحو: «الصلاة» نحو قوله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ (سورة البقرة الآية 43). 6 - «الطاء» نحو: «بسطة» نحو قوله تعالى: وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً (سورة الأعراف الآية 69). 7 - «العين» نحو: «سبعة» نحو قوله تعالى: وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ (سورة الكهف الآية 22). 8 - «الصاد» نحو: «خالصة» نحو قوله تعالى: قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ
الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ (سورة الأعراف الآية 32). 9 - «الخاء» نحو: «الصاخة» من قوله تعالى: فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (سورة عبس الآية 33). 10 - «الظاء» نحو: «غلظة» من قوله تعالى: وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً (سورة التوبة الآية 123). قال ابن الجزري: وأكهر لا عن سكون يا ولا ... عن كسرة وساكن إن فصلا ليس بحاجز وفطرت اختلف ... ..... المعنى: هذا هو القسم الثالث: وهو الذي فيه تفصيل فيمال في حال، ويفتح في حال أخرى، وذلك إذ كان قبل الهاء حرف من أربعة أحرف وهي حروف «أكهر»: فإن كان قبل كلّ منها ياء ساكنة، أو كسرة متصلة، أو منفصلة بساكن أميلت بغير خلاف، وإلّا فتحت. هذا مذهب الجمهور، وهو المختار، وهذه أمثلة لذلك: 1 - فالهمزة بعد الياء الساكنة نحو: «هيئة» نحو قوله تعالى: أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ (سورة آل عمران الآية 49). والهمزة بعد الكسرة نحو: «مائة» نحو قوله تعالى: فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ (سورة البقرة الآية 261). والهمزة بعد غير الياء الساكنة والكسرة نحو: «امرأت» لأن «الكسائي» يقف عليها بالهاء، نحو قوله تعالى: إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً (سورة آل عمران الآية 35). ونحو: «براءة» من قوله تعالى: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (سورة التوبة الآية 1). 2 - والكاف بعد الياء الساكنة نحو: «الأيكة» نحو قوله تعالى: وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ (سورة ق الآية 14). والكاف بعد الكسرة نحو: «المؤتفكة» من قوله تعالى: وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (سورة النجم الآية 53).
والكاف بعد غير الياء الساكنة، والكسرة نحو: «مكة» من قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ (سورة الفتح الآية 24). ونحو: «الشوكة» من قوله تعالى: وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ (سورة الأنفال الآية 7). 3 - والهاء بعد الكسرة المتصلة نحو: «فكهة» نحو قوله تعالى: وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (سورة الواقعة الآية 20). والهاء بعد الكسرة المنفصلة بساكن نحو: «وجهة» من قوله تعالى: وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ (سورة البقرة الآية 148). والهاء بعد غير ذلك نحو: «سفاهة» نحو قوله تعالى: إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ (سورة الأعراف الآية 66). ولم تقع الهاء بعد ياء ساكنة في القرآن الكريم. 4 - والراء بعد الياء الساكنة نحو: «صغيرة، كبيرة» نحو قوله تعالى: وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها (سورة الكهف الآية 49). والراء بعد الكسرة المتصلة نحو: «الآخرة» نحو قوله تعالى: وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (سورة الزخرف الآية 35). والراء بعد الكسرة المنفصلة بساكن نحو: «عبرة» نحو قوله تعالى: لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ (سورة يوسف الآية 111). والراء بعد غير ذلك نحو: «حسرة» نحو قوله تعالى: لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ (سورة آل عمران الآية 156). ونحو: «حجارة» نحو قوله تعالى: قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً (سورة الاسراء الآية 50). ومعنى قول «ابن الجزري»: «وفطرت اختلف» أن كلمة «فطرت» من قوله تعالى: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها (سورة الروم الآية 30) جاء فيها الخلاف عن علماء القراءات:
فذهب بعضهم إلى عدم إمالتها حالة الوقف عليها نظرا لأن «الكسائي» يقف عليها بالهاء، وذلك لأن الفاصل بين الكسر، والراء وهو «الطاء» من حروف الاستعلاء، كما أن فيه صفة الإطباق، والإطباق من الصفات القوية. وذهب جمهور القراء إلى إمالة «فطرت» طردا للباب على وتيرة واحدة، والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما. قال ابن الجزري: ..... ... والبعض أه كالعشر ..... المعنى: أخبر الناظم أن بعض علماء القراءات ذهب إلى إجراء «الهمزة، والهاء» مجرى الحروف العشرة المتقدمة فلم يميلوهما مطلقا، سواء كانتا بعد كسرة، أو لا، لكونهما من حروف الحلق. من هذا يتبين أن «الهمزة، والهاء» إذا استوفت فيهما الشروط تجوز إمالتهما، ويجوز فتحهما، والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما. قال ابن الجزري: ..... ... ..... أو غير الألف يمال والمختار ما تقدّما ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن بعض علماء القراءات ذهب إلى إطلاق الإمالة عند جميع حروف الهجاء بدون قيد أو شرط، كإمالتها في القسم الأول، سوى أن هذا البعض استثنى من حروف الهجاء «الألف» فلم يمل بعدها، وهو مذهب: «ابن الأنباري، وابن شنبوذ، وابن مقسم، وأبي مزاحم الخاقاني، وفارس بن احمد» وغيرهم. والمختار المذهب الأول الذي فيه تفصيل، والوجهان صحيحان وقد قرأت بهما. قال ابن الجزري: ..... ... والبعض عن حمزة مثله نما
المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن جماعة من أهل الأداء ذهبوا إلى الإمالة عن «حمزة» من روايتيه، ورووا ذلك عنه، كما رووه عن الكسائي، وقد قرأت بذلك والحمد لله رب العالمين. تمّ باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف ولله الحمد والشكر
"باب مذاهبهم في الراءات"
«باب مذاهبهم في الراءات» قال ابن الجزري: والرّاء عن سكون ياء رقّق ... أو كسرة من كلمة للأزرق ولم ير السّاكن فصلا غير طا ... والصّاد والقاف على ما اشترطا ورقّقن بشرر للأكثر ... والأعجمي فخّم مع المكرّر المعنى: الراء لا تخلو من أن تكون مفتوحة، أو مضمومة، أو مكسورة، أو ساكنة. وبدأ الناظم بالحديث عن أحكام «الراء» المفتوحة فأمر بترقيقها «1» ل «الأزرق» إذا كانت بعد ياء ساكنة، أو كسرة، وهي مع كلّ في كلمة واحدة، سواء كانت «الراء المكسورة» وسطا، أو طرفا، نحو: 1 - «خيرات» نحو قوله تعالى: فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ (سورة الرحمن الآية 70). 2 - «الخير» نحو قوله تعالى: وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة الحج الآية 77). 3 - «الآخرة» نحو قوله تعالى: وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (سورة البقرة الآية 4). 4 - «ليغفر» نحو قوله تعالى: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ (سورة الفتح الآية 2).
وذلك بشرطين: أحدهما أن لا يكون بعد الراء المتوسطة حرف استعلاء. والآخر: أن لا تكون الراء مكررة. فإن كان بعدها حرف استعلاء فلا خلاف في تفخيمها، وقد وقع في كلمتين وهما: 1 - «صراط» كيف جاء، نحو قوله تعالى: هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (سورة آل عمران الآية 51). 2 - «فراق» في سورتي «الكهف، والقيامة» من قوله تعالى: قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ (سورة الكهف الآية 78). وقوله تعالى: وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (سورة القيامة الآية 28). وإن تكررت الراء المفتوحة بعد كسر، فلا خلاف في تفخيمها أيضا نحو: 1 - «ضرارا» نحو قوله تعالى: وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا (سورة البقرة الآية 231). 2 - «فرارا» نحو قوله تعالى: لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً (سورة الكهف الآية 18). 3 - «الفرار» من قوله تعالى: قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ (سورة الأحزاب الآية 16). وكذلك يرقق «الأزرق» الراء المفتوحة التي قبلها كسرة متصلة بها ولو حال بين الكسرة، وبينها حائل ساكن نحو: 1 - «إكراه» من قوله تعالى: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ (سورة البقرة الآية 256). 2 - «إجرامي» من قوله تعالى: قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي (سورة هود الآية 35). 3 - «عبرة» نحو قوله تعالى: لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ (سورة يوسف الآية 111). إلّا أنه اشترط في الساكن الفاصل بين الكسر، والراء أن لا يكون حرفا
من هذه الحروف الثلاثة: «الطاء، والصاد، والقاف» فإن كان حرفا من الحروف الثلاثة، فإن الأزرق يفخم الراء حينئذ وهذه أمثلة لذلك: 1 - «قطرا» من قوله تعالى: قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (سورة الكهف الآية 96). 2 - «إصرا» من قوله تعالى: رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا (سورة البقرة الآية 286). 3 - «وقرا» نحو قوله تعالى: فَالْحامِلاتِ وِقْراً (سورة الذاريات الآية 2). كما أنه يشترط أن لا يكون بعد «الراء» حرف استعلاء، فإن وقع بعدها حرف استعلاء فخّمت الراء، نحو: 1 - «إعراضا» من قوله تعالى: وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً (سورة النساء الآية 128). 2 - «إعراضهم» من قوله تعالى: وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ (سورة الأنعام الآية 35). 3 - «الإشراق» من قوله تعالى: إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (سورة ص الآية 18). كما يشترط في ترقيق الراء أن لا يكون الاسم أعجميا، فإن كان أعجميا فخّمت الراء، نحو: 1 - «إبراهيم» نحو قوله تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً (سورة النحل الآية 120). 2 - «عمران» نحو قوله تعالى: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ (سورة التحريم الآية 12). 3 - «اسرائيل» نحو قوله تعالى: يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ (سورة البقرة الآية 40). ومعنى قول الناظم: ورقّقن بشرر للأكثر: أي ذهب الأكثرون من أهل الأداء إلى ترقيق الراء من «بشرر» في الوقف، والوصل، وذلك من قوله تعالى: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (سورة المرسلات الآية 32). وترقيقها لأجل الكسرة التي بعدها، وهو خارج عن الأصل المتقدم. والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما.
تنبيه: إذا كانت الراء المكسورة في كلمة، والياء الساكنة التي قبلها أو الكسرة المتصلة بها في كلمة أخرى، فلا خلاف في تفخيمها نحو: 1 - «في ريب» من قوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا (سورة البقرة الآية 23). 2 - «لحكم ربك» من قوله تعالى: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ (سورة الطور الآية 48). وحكم ما اتصل به حرف من حروف المعاني حكم كلمتين، فلا يجوز ترقيقه نحو: 1 - «برسول» من قوله تعالى: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ (سورة الصف الآية 6). 2 - «بربك» نحو قوله تعالى: أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (سورة فصلت الآية 53). قال ابن الجزري: ونحو سترا غير صهرا في الأتم ... ..... المعنى: أخبر الناظم أنه اختلف عن «الأزرق» في ترقيق «الراء» المنونة التي قبلها كسرة، وفصل بين الكسرة، والراء فاصل، وذلك في ستّة أحرف وهي: 1 - «سترا» من قوله تعالى: وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً (سورة الكهف الآية 90). 2 - «ذكرا» نحو قوله تعالى: فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ، آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً (سورة البقرة الآية 200). 3 - «وزرا» من قوله تعالى: مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً (سورة طه الآية 100). 4 - «إصرا» من قوله تعالى: رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً (سورة البقرة الآية 286). 5 - «حجرا» نحو قوله تعالى: وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً (سورة الفرقان الآية 22).
6 - «صهرا» من قوله تعالى: فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً (سورة الفرقان الآية 54). ولكن استثنى بعضهم من ذلك «صهرا» لضعف الهاء، وخفائها فرققها. فصار الأكثرون على تفخيم الكلمات الخمس الأول، وعلى ترقيق «صهرا» وهذا معنى قول الناظم: غير صهرا في الأتم. قال ابن الجزري: ..... ... وخلف حيران وذكرك إرم وزر وجذركم مراء وافترا ... تنتصران ساحران طهّرا عشيرة التّوبة مع سراعا ... ومع ذراعيه فقل ذراعا إجرام كبره لعبرة ... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أنه اختلف عن «الأزرق» في ترقيق الكلمات الآتية بعينها، فمنهم من رققها، ومنهم من فخمها والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما، والكلمات المختلف فيها هي: 1 - «حيران» من قوله تعالى: كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ (سورة الأنعام الآية 71). 2 - «ذكرك» من قوله تعالى: وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (سورة الشرح الآية 4). 3 - «إرم» من قوله تعالى: إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ (سورة الفجر الآية 7). 4 - «وزر» كيف أتى نحو قوله تعالى: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى (سورة الأنعام الآية 164). ونحو قوله تعالى: وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (سورة الشرح الآية 2). 5 - «حذركم» نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ (سورة النساء الآية 71). 6 - «مراء» من قوله تعالى: فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً (سورة الكهف الآية 22). 7 - «افتراء» نحو قوله تعالى: وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِراءً عَلَيْهِ (سورة الأنعام الآية 138).
8 - «تنتصران» من قوله تعالى: يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ (سورة الرحمن الآية 35). 9 - «ساحران» من قوله تعالى: قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ (سورة طه الآية 63). 10 - «طهرا» من قوله تعالى: وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ (سورة البقرة الآية 125). 11 - «عشيرتكم» بالتوبة، من قوله تعالى: قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ (سورة التوبة الآية 24). وقيّد الناظم «عشيرتكم» بالتوبة، ليخرج «عشيرتهم» بالمجادلة من قوله تعالى: وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ (سورة المجادلة الآية 22). فقد رققها «الأزرق» قولا واحدا على قاعدته. 12 - «سراعا» نحو قوله تعالى: يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً (سورة ق الآية 44). 13 - «ذراعيه» من قوله تعالى: وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ (سورة الكهف الآية 18). 14 - «ذراعا» من قوله تعالى: ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (سورة الحاقة الآية 32). 15 - «إجرامي» من قوله تعالى: قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي (سورة هود الآية 35). 16 - «كبره» من قوله تعالى: وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ (سورة النور الآية 11). 17 - «لعبرة» نحو قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (سورة آل عمران الآية 13). قال ابن الجزري: ..... وجل ... تفخيم ما نوّن عنه إن وصل كشاكرا خيرا خبيرا خضرا ... وحصرت كذاك بعض ذكرا
المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أنه ذهب الكثيرون من أهل الأداء إلى تفخيم الراء المنوّنة المنصوبة حالة الوصل عن «الأزرق» بشرط أن يقع قبل الراء المنونة المنصوبة كسرة متصلة، أو ياء ساكنة، وهذا مذهب صاحب الهداية، والهادي، وهو أحد الوجهين في «الكافي، والتجريد» وإذا وقفوا رققوا «الراء». وذهب بعضهم إلى الترقيق في الحالين، وهو مذهب «الدّاني، وشيخه فارس، وابن خاقان، وابن بليمة، والشاطبي». وذهب آخرون إلى التفخيم في الحالين، وهو مذهب «أبي الطيب بن غلبون، وابن أبي هاشم، والهذلي» وغيرهم. وهذه أمثلة لذلك: 1 - «شاكرا» نحو قوله تعالى: وَكانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِيماً (سورة النساء الآية 147). 2 - «صابرا» نحو قوله تعالى: قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً (سورة الكهف الآية 69). 3 - «مهاجرا» من قوله تعالى: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ (سورة النساء الآية 100). 4 - «طيرا» نحو قوله تعالى: فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ (سورة آل عمران الآية 49). 5 - «قديرا» نحو قوله تعالى: وَكانَ اللَّهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً (سورة النساء الآية 133). 6 - «سيرا» من قوله تعالى: وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (سورة الطور الآية 10). ثم أخبر الناظم أن بعض أهل الأداء نقل تفخيم كلمة «حصرت» من قوله تعالى: أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ (سورة النساء الآية 90) عن «الأزرق» حالة الوصل، ذكر ذلك صاحب الهداية، والهادي، والتجريد، وذلك من أجل حرف الاستعلاء بعده وهو «الصاد» في «صدورهم». وذهب الآخرون إلى ترقيق راء «حصرت» في الحالين، وهو الأصح، والأكثر، ولا عبرة بوجود حرف الاستعلاء لانفصاله، والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما.
قال ابن الجزري: كذاك ذات الضّمّ رقّق في الأصح ... والخلف في كبر وعشرون وصح المعنى: أخبر الناظم أن معظم أهل الأداء ذهب إلى ترقيق الراء المضمومة عن «الأزرق» في الحالين، بشرط أن يكون قبل «الراء» كسرة، أو «ياء ساكنة» ولا يغير ذلك الحكم إذا فصل بين الكسرة، والراء ساكن. وهذا مذهب أكثر الرواة عن «الأزرق» وهو الذي في التيسير، والشاطبية، والكافي، والهادي، والتلخيص، والتبصرة، والهداية، والتجريد، وهو الأصح عن «الأزرق». وذهب الآخرون إلى التفخيم من أجل الضمة نظرا إلى كونه ضمّا لازما، وهو مذهب «طاهر بن غلبون، وصاحب العنوان» وبه قرأ «الداني» على «أبي الحسين»، وهذه أمثلة لذلك: 1 - «يبصرون» نحو قوله تعالى: وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ (سورة البقرة الآية 17). 2 - «طائركم» نحو قوله تعالى: قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ (سورة النمل الآية 47). 3 - «ذكر» نحو قوله تعالى: أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ (سورة الأعراف الآية 63). 4 - «السحر» نحو قوله تعالى: قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ (سورة يونس الآية 81). 5 - «قدير» نحو قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (سورة البقرة الآية 20). 6 - «تحرير» نحو قوله تعالى: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ (سورة النساء الآية 92). ثم أخبر الناظم أن من أخذ بترقيق الراء المضمومة عن «الأزرق» ورد الخلاف عنه في كلمتين هما: 1 - «كبر» من قوله تعالى: إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ (سورة غافر الآية 56).
2 - «عشرون» من قوله تعالى: إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ (سورة الأنفال الآية 65). ففخمها منهم «مكي بن أبي طالب، والمهدوي، وابن سفيان، وابن الفحام» من أجل الفصل بالساكن. ورققها منهم «الدانيّ، وشيخاه: أبو الفتح، والخاقاني، والطبري، وابن بليمة»، وهو الذي في «التيسير، والشاطبية» والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما. قال ابن الجزري: وإن تكن ساكنة عن كسر ... رقّقها يا صاح كلّ مقري وحيث جاء بعد حرف استعلا ... فخّم وفي ذي الكسر خلف إلّا صراط والصّواب أن يفخّما ... عن كلّ المرء ونحو مريما المعنى: لما فرغ الناظم من الكلام عن «الراء» المضمومة، أخذ في الحديث عن حكم «الراء الساكنة»: فأخبر أنه إذا وقعت «الراء» ساكنة، وكان قبلها كسرة متصلة، وكانت الكسرة لازمة، ولم يقع بعد «الراء» حرف من حروف الاستعلاء، فإن «الراء» في هذه الحالة ترقق لجميع القراء، وهذه أمثلة لذلك: 1 - «فرعون» نحو قوله تعالى: وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ (سورة البقرة الآية 49). 2 - «شرعة» من قوله تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً (سورة المائدة الآية 48). 3 - «شرذمة» من قوله تعالى: إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (سورة الشعراء الآية 54). ثم أمر الناظم بتفخيم «الراء» إذا وقع بعدها حرف من حروف الاستعلاء السبعة المجموعة في قولهم: «خصّ ضغط قظ» سواء كانت «الراء» ساكنة بعد كسرة لازمة على مذهب جميع القراء نحو:
1 - «قرطاس» من قوله تعالى: وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ (سورة الأنعام الآية 7). 2 - «المرصاد» من قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (سورة الفجر الآية 14). 3 - «فرقة» من قوله تعالى: فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ (سورة التوبة الآية 122). أو كانت الراء محركة على مذهب «الأزرق» نحو: 1 - «الصراط» نحو قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (سورة الفاتحة الآية 6). 2 - «فراق» نحو قوله تعالى: قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ (سورة الكهف الآية 78). ثم أخبر الناظم أنه إذا وقع بعد «الراء» حرف استعلاء وكان مكسورا نحو: «فرق» من قوله تعالى: فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (سورة الشعراء الآية 63) بالنسبة لجميع القراء، ونحو: «الإشراق» من قوله تعالى: إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (سورة ص الآية 18) بالنسبة إلى «الأزرق». فمن القراء من رقق «الراء» في هذه الحالة نظرا لأن الكسر أضعف حرف الاستعلاء. ومنهم من فخّم «الراء» طردا للباب. والوجهان صحيحان وقد قرأت بهما. ومعنى قول الناظم: «إلّا صراط» أي أن كلمة «صراط» من قوله تعالى: صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ (سورة الشورى الآية 53). ومن قوله تعالى: وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (سورة الأنعام الآية 153). وقع بعد «الراء» «الطاء المكسورة» وهي من حروف الاستعلاء، إلا أن «القرّاء» أجمعوا على تفخيم الراء في ذلك، وذلك لقوة الطاء، وهذا هو الصحيح الذي قرأت به. ثم أخبر الناظم أن الصحيح تفخيم «الراء» لجميع القراء في نحو: «المرء»
الذي وقع فيه الكسر بعد الراء، نحو قوله تعالى: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ (سورة البقرة الآية 102). وفي نحو: «مريم» الذي وقعت فيه الياء الساكنة بعد «الراء» نحو قوله تعالى: وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ (سورة آل عمران الآية 36) وهذا هو الصواب الذي قرأت به. قال ابن الجزري: وبعد كسر عارض أو منفصل ... فخّم وإن ترم فمثل ما تصل المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بتفخيم «الراءات» الواقعة بعد كسر عارض: إمّا لالتقاء الساكنين نحو: «أم ارتابوا» من قوله تعالى: أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا (سورة النور الآية 50) أو لهمزة الوصل نحو: «ارجعوا» نحو قوله تعالى: ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ (سورة يوسف الآية 81). أو بعد كسر منفصل بأن تكون الكسرة في حرف منفصل من الكلمة التي فيها «الراء» نحو: «برسول» من قوله تعالى: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ (سورة الصف الآية 6). ونحو: «لرسول» من قوله تعالى: وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (سورة غافر الآية 78) لأن الجار مع مجروره كلمتان: حرف، واسم. ويدخل في حكم ذلك نحو: «لحكم ربك» من قوله تعالى: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ (سورة الطور الآية 48). ونحو: «بحمد ربك» من قوله تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ (سورة غافر الآية 55). وكل ذلك لا يرقق ل «الأزرق» وإن وقع بعد كسر، وذلك لانفصاله. ثم أخبر الناظم أنه إذا وقف القارئ بالرّوم، كان حكم الوقف مثل حكم الوصل، فترقق الراء المكسورة لجميع القراء نحو: «الكبر» نحو قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ (سورة إبراهيم الآية 39). ونحو: «والفجر» نحو قوله تعالى: إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً (سورة الإسراء الآية 78).
وترقق الراء المضمومة ل «الأزرق» نحو: «يقدر» نحو قوله تعالى: اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ (سورة الرعد الآية 26). ونحو: «كبير» نحو قوله تعالى: قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ (سورة البقرة الآية 217). قال ابن الجزري: ورقّق الرّا إن تمل أو تكسر ... ..... المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بترقيق الراء إذا أمليت، سواء كانت الإمالة كبرى، أو صغرى، نحو: 1 - «الأخرى» نحو قوله تعالى: أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى (سورة البقرة الآية 282). 2 - «نصرى» نحو قوله تعالى: وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى (سورة البقرة الآية 111). ثم أمر الناظم بترقيق «الراء» إذا كسرت لجميع القراء، سواء كانت «الراء أول الكلمة، أو وسطها، أو آخرها، وسواء كانت الكسرة لازمة، أو عارضة، وذلك نحو: 1 - «رضوان» نحو قوله تعالى: وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ (سورة آل عمران الآية 15). 2 - «فارض» من قوله تعالى: قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ (سورة البقرة الآية 68). 3 - «إلى النور» نحو قوله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ (سورة البقرة الآية 257). 4 - وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (سورة المزمل الآية 8). 5 - وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً (سورة الأنعام الآية 70). 6 - وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ (سورة البقرة الآية 259). عند من نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها.
قال ابن الجزري: ..... ... وفي سكون الوقف فخّم وانصر ما لم تكن من بعد يا ساكنة ... أو كسر أو ترقيق او إمالة المعنى: أي أن الراء المتطرفة إذا سكنت للوقف، ووقف القارئ عليها بالسكون المحض، أو الإشمام نظر إلى ما قبلها: فإن كانت بعد ياء ساكنة نحو: «خير» نحو قوله تعالى: ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ (سورة المجادلة الآية 12) ونحو: «خبير» نحو قوله تعالى: وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (سورة التغابن الآية 8). أو بعد كسرة متصلة نحو: «البرّ» نحو قوله تعالى: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى (سورة البقرة الآية 189) ونحو: «بعثر» من قوله تعالى: أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (سورة العاديات الآية 9). أو بعد كسرة مفصولة بساكن غير حروف الاستعلاء نحو: «الشعر» من قوله تعالى: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ (سورة يس الآية 69). أو بعد راء مرققة نحو: «بشرر» من قوله تعالى: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (سورة المرسلات الآية 32). عند من رقق الراء الأولى. أو بعد إمالة سواء كانت كبرى، أو صغرى، نحو: «الدّار» نحو قوله تعالى: فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (سورة الرعد الآية 24) ونحو: «الأبرار» من قوله تعالى: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (سورة المطففين الآية 18). فإن «الراء» ترقق في ذلك كله حالة الوقف. وإن كان قبلها غير ذلك فإنها تفخم حالة الوقف، سواء كانت مكسورة وصلا، أو لم تكن، نحو: «الفجر» نحو قوله تعالى: وَالْفَجْرِ* وَلَيالٍ عَشْرٍ (سورة الفجر الآيتان 1 - 2). ونحو: «القدر» نحو قوله تعالى: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ
أَلْفِ شَهْرٍ (سورة القدر الآية 3) ونحو: «وزر» من قوله تعالى: كَلَّا لا وَزَرَ (سورة القيامة الآية 11) ونحو: «النذر» نحو قوله تعالى: وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (سورة يونس الآية 101). تمّ باب مذاهبهم في الراءات ولله الحمد والشكر
"باب اللامات"
«باب اللامات» قال ابن الجزري: وأزرق لفتح لام غلّظا ... بعد سكون صاد او طاء وظا أو فتحها وإن يحل فيها ألف ... أو إن تمل مع ساكن الوقف اختلف وقيل عند الطّاء والظّا والأصح ... تفخيمها والعكس في الآي رجح كذاك صلصال وشذّ غير ما ... ذكرت ..... المعنى: تغليظ اللام: تسمينها لا تسمين حركتها، والتفخيم مرادف له، إلّا أن التغليظ في اللام، والتفخيم في الراء، والترقيق ضدهما. والأصل في اللام الترقيق، وذلك أن اللام لا تغلظ إلّا لسبب، وهو مجاورتها حرف الاستعلاء، وليس تغليظها إذ ذاك بلازم، بل ترقيقها إذا لم تجاور حرف الاستعلاء اللازم. وقد اختص «المصريون» بمذهب عن «ورش» بتغليظ اللام بشروط مخصوصة، لم يشاركهم في ذلك غيرهم. وقد أخبر الناظم رحمه الله تعالى بأن «الأزرق» غلظ «اللام» إذا كانت مفتوحة ووقعت بعد «الصاد، أو الطاء، أو الظاء» إذا كان ذلك الحرف ساكنا، أو مفتوحا، نحو: 1 - «أصلح» نحو قوله تعالى: فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ (سورة المائدة الآية 39). 2 - «مطلع» من قوله تعالى: سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (سورة القدر الآية 5).
3 - «أظلم» نحو قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ (سورة البقرة الآية 114). 4 - «الصلاة» نحو قوله تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ (سورة البقرة الآية 3). 5 - «الطلاق» نحو قوله تعالى: وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ (سورة البقرة الآية 227). 6 - «ظلم» نحو قوله تعالى: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ (سورة البقرة الآية 231). إلّا أنه اختلف عن «الأزرق» في تغليظ اللام في الأحوال الثلاثة الآتية: الأول: إذا حال بين أحد هذه الحروف الثلاثة وبين «اللام» «ألف» نحو: 1 - «فصالا» من قوله تعالى: فَإِنْ أَرادا فِصالًا عَنْ تَراضٍ مِنْهُما (سورة البقرة الآية 233). 2 - «طال» من قوله تعالى: بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ (سورة الأنبياء الآية 44) ولم يقع في القرآن الكريم مثال ل «الظاء». الثاني: إذا أميلت اللام ولم تكن رأس آية، ومعروف أن «الأزرق»، مذهبه الإمالة الصغرى أي التقليل بين بين، نحو: 1 - «يصلها» من قوله تعالى: ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها (سورة الإسراء الآية 18). 2 - «يصلى» نحو قوله تعالى: وَيَصْلى سَعِيراً (سورة الانشقاق الآية 12). الثالث: إذا كانت اللام طرفا وسكنت للوقف، نحو الوقف على «طال» نحو قوله تعالى: حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ (سورة الأنبياء الآية 44) ونحو قوله تعالى: أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ (سورة طه الآية 86). ونحو قوله تعالى: فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ (سورة الحديد الآية 16). والوجهان صحيحان في كل ذلك وقد قرأت بهما. ثم أخبر الناظم أنه ورد عن «الأزرق» الخلاف في تغليظ «اللام» المفتوحة
إذا وقعت بعد «الطاء، أو الظاء» بشرطيهما، وقد سبق التمثيل إلى ذلك، إلّا أن التغليظ أرجح من الترقيق. وقد قرأت بالوجهين والحمد لله رب العالمين. ثم أخبر الناظم أنه ورد الخلاف عن «الأزرق» في تغليظ «اللام» إذا أميلت وكانت رأس آية. ومما يجب معرفته أن التغليظ لا يكون إلّا على وجه «الفتح»، أي عدم التقليل، والأرجح في هذه الحالة الترقيق، والوجهان صحيحان وقد قرأت بهما، مثال ذلك: «صلى» من قوله تعالى: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (سورة القيامة الآية 31). ثم أخبر الناظم أنه اختلف عن «الأزرق» في تغليظ «لام» «صلصل» نحو قوله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (سورة الحجر الآية 26) إلّا أن الأرجح ترقيق اللام، والوجهان صحيحان وقد قرأت بهما. ومعنى قول الناظم: «وشذّ غير ما ذكر»: أي وشذّ تغليظ اللامات عن «الأزرق» في غير ما ذكره الناظم، كما ذكر صاحب «الكافي» تغليظ «اللام» المضمومة بعد «الضاد والظاء» الساكنين نحو: 1 - «فضل» من قوله تعالى: فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ (سورة البقرة الآية 64). 2 - «مظلوما» من قوله تعالى: وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً (سورة الإسراء الآية 33). وكما ذكره صاحب «الهداية، والتجريد، والكافي» فيما إذا وقعت «اللام» بين حرفي الاستعلاء، نحو: 1 - «خلطوا» من قوله تعالى: خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً (سورة التوبة الآية 102). 2 - «اغلظ» نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ (سورة التوبة الآية 73). وكما ذكره بعض علماء القراءات في تغليظ الكلمات الآتية: 1 - «اختلط» نحو قوله تعالى: أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ (سورة الأنعام الآية 146).
2 - «وليتلطف» من قوله تعالى: فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ (سورة الكهف الآية 19). 3 - «تلظى» من قوله تعالى: فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (سورة الليل الآية 14). وأقول: كل ذلك شاذّ لا تجوز القراءة به «1». قال ابن الجزري: ..... ... ..... واسم الله كلّ فخّما من بعد فتحة وضمّ واختلف ... بعد ممال لا مرقّق وصف المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن اسم الله تعالى: «الله» يفخّم إذا وقع بعد فتح، أو ضمّ، نحو: 1 - «قال الله» نحو قوله تعالى: إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ (سورة آل عمران الآية 55). 2 - «رسول الله» نحو قوله تعالى: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ (سورة النساء الآية 171). كما أن لفظ الجلالة: «الله» يفخم إذا جاء أول الكلام نحو قوله تعالى: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (سورة البقرة الآية 255). ويرقق لفظ الجلالة: «الله» إذا وقع بعد كسر نحو قوله تعالى: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (سورة النمل الآية 30). كما أخبر الناظم أن اسم الله تعالى: «الله» إذا وقع بعد حرف ممال فإنه يجوز فيه التفخيم، والترقيق نحو: 1 - «نرى الله» من قوله تعالى: وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً (سورة البقرة الآية 55).
2 - «وسيرى الله» من قوله تعالى: وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ (سورة التوبة الآية 94). على قراءة «السوسي» والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما. أمّا إذا وقع اسم الله تعالى: «الله» بعد حرف مرقق نحو: 1 - «أفغير الله» من قوله تعالى: أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً (سورة الأنعام الآية 114). 2 - «ولذكر الله» من قوله تعالى: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ (سورة العنكبوت الآية 45) على قراءة ترقيق الراء ل «الأزرق» فإنه لا يجوز فيه سوى التفخيم وهذا هو القول الصحيح، وقد قرأت به والحمد لله رب العالمين. تمّ باب اللامات ولله الحمد والشكر
"باب الوقف على أواخر الكلم"
«باب الوقف على أواخر الكلم» اعلم أن للوقف عند أئمة القراءة تسعة أوجه وهي: الإلحاق، والإثبات، والحذف، والإدغام، والنقل، والإبدال، والسكون، والروم، والإشمام: فالإلحاق: يكون فيما يلحق آخر الكلم من «هاءات السكت» وسيأتي بيان ذلك بإذن الله تعالى في باب: «الوقف على مرسوم الخط». والإثبات: يكون فيما يثبت من الياءات المحذوفة، وسيأتي الحديث عن ذلك بإذن الله تعالى في باب: «الوقف على مرسوم الخط، وباب مذاهبهم في ياءات الزوائد». والحذف: يكون فيما يحذف من الياءات، وسيأتي الحديث عن ذلك بإذن الله تعالى في باب: «الوقف على مرسوم الخط، وباب مذاهبهم في ياءات الزوائد». والإدغام: يكون فيما يدغم من الياءات، والواوات في «الهمز» بعد إبداله حرفا مماثلا لما قبله، وقد تقدم بيان ذلك في باب «وقف حمزة وهشام على الهمز». والنقل: يكون في نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وقفا كما تقدم في باب «وقف حمزة وهشام على الهمز». والإبدال: يكون في ثلاثة أنواع:
أحدها: يكون في الاسم المنون المنصوب، إذ يوقف عليه بإبدال التنوين ألفا. والثاني: يكون في الاسم المؤنث بالتاء في الوصل ويوقف عليه بالهاء بدلا من التاء إذا كان الاسم مفردا. والثالث: إبدال حرف المدّ من الهمزة المتطرفة إذا كانت بعد الألف كما تقدم في باب: «وقف حمزة، وهشام على الهمز». وهذا الباب لم يقصد فيه شيء من هذه الأوجه الستّة المتقدمة، وإنما قصد فيه بيان ما يجوز الوقف عليه بالسكون المحض، أو بالروم، أو بالإشمام وهذا ما سأجليه بإذن الله تعالى فيما يأتي: قال ابن الجزري: والأصل في الوقف السّكون ولهم ... في الرّفع والضّمّ اشممنّه ورم وامنعهما في النّصب والفتح بلى ... في الجرّ والكسر يرام مسجلا والرّوم الاتيان ببعض الحركة ... إشمامهم إشارة لا حركه وعن أبي عمرو وكوف وردا ... نصّا وللكلّ اختيارا أسندا وخلف ها الضّمير وامنع في الأتم ... من بعد يا أو واو وكسر وضم وهاء تأنيث وميم الجمع مع ... عارض تحريك كلاهما امتنع المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن الأصل في الوقف السكون. وإنما كان الأصل في الوقف على الكلم المتحرك وصلا السكون لأنّ معنى الوقف: الترك والقطع من قولهم: وقفت عن كلام فلان: أي تركته وقطعته، ولأن الوقف ضدّ الابتداء فلما اختصّ الابتداء بالحركة كذلك اختصّ الوقف بالسكون، فهو عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث، وذلك لغة أكثر العرب، وكثير من القراء. واعلم أن الوقف على أواخر الكلم انقسم ثلاثة أقسام: الأول: لا يوقف عليه إلا بالسكون المحض، أي المجرد من الروم، والإشمام، وهو خمسة أصناف:
أولها: ما كان ساكنا في الوصل نحو: «تقهر، وتنهر» من قوله تعالى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ* وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (سورة الضحى الآيتان 9 - 10). ثانيها: ما كان في الوصل متحركا بالفتح غير منون، ولم تكن حركته منقولة، نحو: «ريب» من قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ (سورة البقرة الآية 2). وذلك لخفة الفتحة ونحو: «يؤمنون» نحو قوله تعالى: أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (سورة البقرة الآية 6). ثالثها: الهاء التي تلحق الأسماء في الوقف بدلا من تاء التأنيث نحو: «الجنة» نحو قوله تعالى: وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ (سورة البقرة الآية 35). ونحو: «رحمة» نحو قوله تعالى: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ (سورة البقرة الآية 157). لأن الوقف حينئذ إنما هو على حرف ليس عليه إعراب بل هو بدل من الحرف الذي كان عليه الإعراب. أمّا إذا وقف عليه بالتاء اتباعا لخط المصحف فيما كتب من ذلك بالتاء كما سيأتي في باب «الوقف على مرسوم الخط» فإنه يجوز الوقف عليه بالروم، والإشمام، لأن الوقف إذ ذاك على الحرف الذي كانت الحركة لازمة له فيسوغ فيه «الروم، والإشمام». رابعها: ميم الجمع في قراءة من ضمها ووصلها بواو نحو: 1 - «لكم» نحو قوله تعالى: أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ (سورة البقرة الآية 75). 2 - ونحو: «بعضهم إلى بعض» من قوله تعالى: وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ (سورة البقرة الآية 76). وكذلك لا يجوز في ميم الجمع «الروم، والإشمام»، على قراءة من لم يصلها بواو لأنها حينئذ ساكنة، وفي حالة صلتها بواو عرملت كالذي تحرك لالتقاء الساكنين، إذا الحركة عارضة وليست أصلية. خامسها: المتحرك في الوصل بحركة عارضة: إمّا بالتقاء الساكنين نحو:
1 - «ولقد استهزئ» نحو قوله تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ (سورة الأنعام الآية 10). 2 - «قم الليل» من قوله تعالى: قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (سورة المزمل الآية 2). وإمّا بالنقل نحو: 1 - «من إستبرق» نحو قوله تعالى: مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ (سورة الرحمن الآية 54). 2 - قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ (سورة الجن الآية 1). ويلحق به: «يومئذ، وحينئذ» لأن كسرة الذال إنما عرضت عند لحاق التنوين، فإذا زال التنوين في الوقف رجعت «الذال» إلى أصلها من السكون. القسم الثاني: ما يجوز فيه الوقف بالسكون وبالروم، ولا يجوز الوقف بالإشمام، وهو ما كان في الوصل متحركا بالكسر سواء كانت الكسرة للإعراب، أو للبناء نحو: 1 - «من الناس» نحو قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (سورة البقرة الآية 8). 2 - «فارهبون» نحو قوله تعالى: وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (سورة البقرة الآية 40). وكذلك ما كانت الكسرة فيه منقولة من حرف حذف من نفس الكلمة كما في وقف حمزة وهشام على نحو: «بين المرء» من قوله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ (سورة الأنفال الآية 24). القسم الثالث: ما يجوز الوقف عليه بالسكون، وبالروم، وبالإشمام، وهو ما كان في الوصل متحركا بالضم، ما لم تكن الضمة منقولة من كلمة أخرى، أو لالتقاء الساكنين، وهذا يشمل حركة الإعراب، وحركة البناء، والحركة المنقولة من حرف حذف من نفس الكلمة: فمثال حركة الإعراب: «عذاب عظيم» نحو قوله تعالى: وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (سورة البقرة الآية 7).
ومثال حركة البناء: «قبل، وبعد» نحو قوله تعالى: لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ (سورة الروم الآية 4). ومثال الحركة المنقولة من حرف حذف من نفس الكلمة: «دفء» من قوله تعالى: وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ (سورة النحل الآية 5). حالة وقف حمزة وهشام. أمّا «هاء الضمير» فقد اختلف القراء في الوقف عليها بالروم والإشمام: فذهب كثير من أهل الأداء إلى الإشارة فيها مطلقا. وذهب آخرون إلى المنع مطلقا. وذهب كثير من المحققين إلى التفصيل فمنع الإشارة بالروم، والاشمام فيها إذا كان قبلها: «ياء أو واو، أو كسر أو ضمّ» نحو: 1 - «فيه» نحو قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ (سورة البقرة الآية 2). 2 - «خذوه» نحو قوله تعالى: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (سورة الحاقة الآية 30). 3 - «به» نحو قوله تعالى: يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً (سورة البقرة الآية 26). 4 - «أمره» نحو قوله تعالى: فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ (سورة البقرة الآية 275). والمذهب الأخير أعدل المذاهب وأتمها. ومعنى قول الناظم: وعن أبي عمرو وكوف وردا ... نصّا وللكلّ اختيارا أسندا أي أنه ورد النصّ بالوقف بالروم، والإشمام. «1»
عن «أبي عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» بإجماع علماء القراءات. أمّا «عاصم» فقد اختلف عنه في ذلك: فرواه عنه نصّا «الحافظ أبو عمرو الداني» وكذلك حكاه عنه «ابن شيطا» عن أئمة العراق، وكذلك رواه «الشطوى» نصّا عن أصحابه، وهو الصحيح عنه. وأمّا غير هؤلاء فلم يأت عنهم في ذلك نصّ، إلّا أن أئمة أهل الأداء، اختاروا الأخذ بالروم، والإشمام لجميع القراء. فصار الأخذ بالروم، والإشمام لجميع القراء جائزا بشروط مخصوصة، وفي مواضع معروفة، وقد تقدم بيان ذلك، والله أعلم «1». تمّ باب الوقف على أواخر الكلم ولله الحمد والشكر
"باب الوقف على مرسوم الخط"
«باب الوقف على مرسوم الخط» أصل الرسم الأثر، ومعنى مرسوم الخط: ما أثره الخط: أي خط المصاحف العثمانية التي كتبت زمن الخليفة الثالث: «عثمان بن عفان» ت 35 هـ رضي الله عنه. فقد انتدب «عثمان» رضي الله عنه للقيام بكتابة المصاحف أربعة من خيرة الصحابة، ومن حفاظ القرآن وهم: 1 - «زيد بن ثابت» ت 45 هـ رضي الله عنه، وهو من الأنصار، ومن كتاب الوحي للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وهو الذي قام بمهمة جمع القرآن لأوّل مرة زمن خلافة «أبي بكر الصديق» رضي الله عنه. 2 - «عبد الرحمن بن الحارث بن هشام» ت 43 هـ رضي الله عنه. 3 - «سعيد بن العاص» ت 58 هـ رضي الله عنه. 4 - «عبد الله بن الزبير» ت 73 هـ رضي الله عنه. وهؤلاء الثلاثة قرشيون. وقد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم على كتابة المصاحف وفقا للكيفية التي نفذها «زيد بن ثابت» ومن معه من الصحابة «1». والمراد بالخط: الكتابة، وهو على قسمين: قياسي، واصطلاحي: فالقياسي: ما طابق فيه الخط اللفظ. والاصطلاحي: ما خالفه بزيادة، أو
حذف، أو بدل، أو وصل، أو فصل، وله قوانين وأصول يحتاج إلى معرفتها، وبيان ذلك مستوفى في أبواب الهجاء من كتب العربية. وأكثر خط المصاحف موافق لتلك القوانين، إلا أنه جاءت أشياء خارجة عن ذلك يلزم اتباعها، ولا يتعدى إلى سواها، منها ما عرفت علته، ومنها ما خفيت، وقد صنّف العلماء في ذلك كتبا كثيرة مشهورة، وقد أجمع علماء القراءات على لزوم اتباع مرسوم المصاحف فيما تدعو الحاجة إليه، فيوقف على الكلمة كما رسمت خطا باعتبار الأواخر من الإبدال، والحذف، والإثبات، وغير ذلك من قطع، ووصل: فما كتب من كلمتين مفصولتين جاز الوقف على كل منهما، وما كتب من كلمتين موصولتين لم يوقف إلّا على الثانية منهما. هذا هو الذي عليه العمل عن أئمة الأمصار في كل الأعصار. وقد ورد ذلك نصّا وأداء عن «نافع، وأبي عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وأبي جعفر، وخلف البزار». ورواه كذلك نصّا «الأهوازي» وغيره عن «ابن عامر». ورواه كذلك أئمة العراقيين عن كل القراء بالنص والأداء. وهو المختار عند جميع علماء القراءات، ولا يوجد نصّ بخلافه «1». قال ابن الجزري: وقف لكلّ باتّباع ما رسم ... حذفا ثبوتا اتّصالا في الكلم المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بالوقف لجميع القراء على «وفق» ما رسم في المصاحف العثمانية من الحذف، والإثبات، والاتصال، والانفصال، فمثال ما حذف ألف «حاش» نحو قوله تعالى: قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ (سورة يوسف الآية 51) إذ حذفت الألف التي بعد الشين. ومن المحذوف أيضا: «ياء الصلة، وواو الصلة» نحو:
1 - «به» نحو قوله تعالى: فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ (سورة البقرة الآية 22). 2 - «إنه» نحو قوله تعالى: فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (سورة البقرة الآية 37). ومثال ما ثبت رسما الهاء من «كتبيه، حسابيه» من قوله تعالى: فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ* إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (سورة الحاقة الآيتان 19 - 20). ومثال ما اتصل رسما: «ألّا» من قوله تعالى: أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (سورة النمل الآية 31). ومثال ما انفصل رسما: «إنّ» عن «لم» نحو قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا (سورة البقرة الآية 24). قال ابن الجزري: لكن حروف عنهمو فيها اختلف ... كهاء أنثى كتبت تاء فقف بالها رجا حقّ ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن القراء اختلفوا في الوقف على حروف بأعيانها: فمنهم من وقف عليها تبعا لخط المصحف العثماني. ومنهم من وقف عليها تبعا للرواية التي قرأ بها، وتلقاها عن شيوخه مخالفا بذلك خط المصحف. مثال ذلك: اختلافهم في «هاء التأنيث» التي كتبت بالتاء: وذلك على قسمين: 1 - قسم اتفقوا على قراءته بالإفراد. 2 - وقسم اختلفوا في قراءته: فمنهم من قرأه بالإفراد، ومنهم من قرأه بالجمع: فالقسم الذي اتفقوا على قراءته بالإفراد ينحصر في أصل مطرد وكلمات مخصوصة:
فالأصل المطرد المتفق على قراءته بالإفراد جملته في القرآن أربع عشرة كلمة: تكرر منها ستّ كلمات وهي: الكلمة الأولى «رحمت» كتبت بالتاء في سبعة مواضع وهي: 1 - «رحمت الله» من قوله تعالى: أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ (سورة البقرة الآية 218). 2 - «إن رحمت الله» من قوله تعالى: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (سورة الأعراف الآية 56). 3 - «رحمت الله» من قوله تعالى: رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ (سورة هود الآية 73). 4 - «رحمت ربك» من قوله تعالى: ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (سورة مريم الآية 2). 5 - «رحمت الله» من قوله تعالى: فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ (سورة الروم الآية 50). 6 - «رحمت ربك» من قوله تعالى: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ (سورة الزخرف الآية 32). 7 - «ورحمت ربك» من قوله تعالى: وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (سورة الزخرف الآية 32). الكلمة الثانية «نعمت» كتبت بالتاء في أحد عشر موضعا وهي: 1 - «نعمت الله» من قوله تعالى: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ (سورة البقرة الآية 231). 2 - «نعمت الله» من قوله تعالى: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ (سورة آل عمران الآية 103). 3 - «نعمت الله» من قوله تعالى: اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ (سورة المائدة الآية 11). 4 - «نعمت الله» من قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً (سورة إبراهيم الآية 28).
5 - «نعمت الله» من قوله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها (سورة إبراهيم الآية 34). 6 - وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (سورة النحل الآية 72). 7 - «نعمت الله» من قوله تعالى: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها (سورة النحل الآية 83). 8 - «نعمت الله» من قوله تعالى: وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (سورة النحل الآية 114). 9 - «بنعمت الله» من قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ (سورة لقمان الآية 31). 10 - «نعمت الله» من قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ (سورة فاطر الآية 3). 11 - «بنعمت ربك» من قوله تعالى: فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (سورة الطور الآية 29). الكلمة الثالثة: «امرأت» كتبت بالتاء في سبعة مواضع وهي: 1 - إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً (سورة آل عمران الآية 35). 2 - «امرأت العزيز» من قوله تعالى: وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ (سورة يوسف الآية 30). 3 - «امرأت العزيز» من قوله تعالى: قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ (سورة يوسف الآية 51). 4 - «امرأت فرعون» من قوله تعالى: وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ (سورة القصص الآية 9). 5 - 6 - امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ من قوله تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ (سورة التحريم الآية 10). 7 - «امرأت فرعون» من قوله تعالى: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ (سورة التحريم الآية 11).
الكلمة الرابعة: «سنت» كتبت بالتاء في خمسة مواضع وهي: 1 - «سنت الأولى» من قوله تعالى: وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (سورة الأنفال الآية 38). 2 - 3 - 4 - فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (سورة فاطر الآية 43). 5 - «سنت الله» من قوله تعالى: سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ (سورة غافر الآية 85). الكلمة الخامسة «لعنت» كتبت بالتاء في موضعين وهما: 1 - «لعنت الله» من قوله تعالى: ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (سورة آل عمران الآية 61). 2 - «أن لعنت الله عليه» من قوله تعالى: وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (سورة النور الآية 7). الكلمة السادسة «معصيت» وقد كتبت بالتاء في موضعين وهما: 1 - «ومعصيت الرسول» من قوله تعالى: وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ (سورة المجادلة الآية 8). 2 - «ومعصيت الرسول» من قوله تعالى: فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ (سورة المجادلة الآية 9). وغير المكرر المتفق على قراءته بالإفراد سبع كلمات وهي: 1 - «كلمت» من قوله تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا (سورة الأعراف الآية 137). 2 - «بقيت» من قوله تعالى: بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (سورة هود الآية 86). 3 - «قرت» من قوله تعالى: وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ (سورة القصص الآية 9).
4 - «فطرت» من قوله تعالى: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها (سورة الروم الآية 30). 5 - «شجرت» من قوله تعالى: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (سورة الدخان الآية 43). 6 - «جنت» من قوله تعالى: فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (سورة الواقعة الآية 89). 7 - «ابنت» من قوله تعالى: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها (سورة التحريم الآية 12). وقد أمر الناظم بالوقف على هذا القسم المتفق على قراءته بالإفراد «بالهاء» للمرموز له بالراء من «رجا» ومدلول «حقّ» وهم: «الكسائي، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب». ووقف الباقون على هذا القسم «بالتاء» تبعا للرسم وهم: «نافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر، وخلف العاشر». والقسم الذي اختلف فيه القراء: فبعضهم قرأه بالإفراد، والبعض الآخر قرأه بالجمع ثمان كلمات وهي: الكلمة الأولى: «كلمت» وقد جاء الخلاف فيها بين الإفراد والجمع في أربعة مواضع وهي: 1 - وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلمته (سورة الأنعام الآية 115). 2 - كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (سورة يونس الآية 33). 3 - إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (سورة يونس الآية 96). 4 - وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ (سورة غافر الآية 6). الكلمة الثانية «ءايت» من قوله تعالى: لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ (سورة يوسف الآية 7). الكلمة الثالثة «غيبت» وقد جاءت في موضعين وهما قوله تعالى:
1 - وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ (سورة يوسف الآية 10). 2 - فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ (سورة يوسف الآية 15). الكلمة الرابعة: «ءايت» من قوله تعالى: وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ (سورة العنكبوت الآية 50). الكلمة الخامسة: «الغرفت» من قوله تعالى: وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ (سورة سبأ الآية 37). الكلمة السادسة: «بيّنت» من قوله تعالى: أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ (سورة فاطر الآية 40). الكلمة السابعة: «ثمرت» من قوله تعالى: وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها (سورة فصلت الآية 47). الكلمة الثامنة: «جملت» من قوله تعالى: كأنه جمالت صفر (سورة المرسلات الآية 33). فمن قرأ شيئا من ذلك بالإفراد وكان مذهبه الوقف «بالهاء» كما تقدم وقف «بالهاء» وإن كان مذهبه الوقف «بالتاء» وقف «بالتاء». ومن قرأه بالجمع وقف عليه بالتاء كسائر الجموع. وسيأتي الكلام على هذه الكلمات الثماني مفصلا في أماكنها وسورها بإذن الله تعالى. قال ابن الجزري: وقد أجمعت المصاحف على كتابة ذلك كله بالتاء، إلّا ما ذكره «الحافظ أبو عمرو الداني» في الحرف الثاني من «يونس» وهو: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ (الآية 96). قال: تأملته في مصاحف «أهل العراق» فرأيته مرسوما «بالهاء». وكذلك اختلف أيضا في قوله تعالى في «غافر» (الآية 6) وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ فكتابته بالهاء على قراءة الإفراد بلا نظر، وكتابته بالتاء على مراد الجمع، ويحتمل
أن يراد الإفراد ويكون كنظائره مما كتب بالتاء مفردا، ولكن الذي هو في مصاحفهم بالتاء قرءوه بالجمع. والله أعلم. ويلتحق بهذه الأحرف «حصرت صدورهم» في النساء رقم الآية 90 قرأ «يعقوب» بالتنوين والنصب على أنه اسم مؤنث. وقد نص عليه «أبو العز القلانسي، وأبو الحسن طاهر بن غلبون، والحافظ أبو عمرو الداني» وغيرهم أن الوقف عليه بالهاء، وذلك على أصله في الباب. ونصّ «أبو طاهر بن سوار» وغيره على أن الوقف بالتاء لكلهم. وذلك يقتضي التاء له. وسكت آخرون فلم ينصوا فيه كالحافظ أبي العلاء وغيره. وقال «سبط الخياط» في «المبهج»: والوقف بالتاء إجماع لأنه كذلك في المصحف، قال: ويجوز الوقف عليه بالهاء في قراءة «يعقوب» مثل «كلمة ووجلة» وهذا يقتضي الوقف عنده على ما كتب «تاء» بها كما قدمنا، والله أعلم اهـ «1». قال ابن الجزري: ..... وذات بهجه ... واللّات مرضات ولات رجّه هيهات هد زن خلف راض يا أبه ... دم كم ثوى ..... المعنى: هذا شروع من المؤلف في ذكر الكلمات المخصوصة المتفق على قراءتها بالإفراد وهي ستّ كلمات وهي: 1 - «ذات بهجة» من قوله تعالى: فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ (سورة النمل الآية 60). وقد أضاف الناظم «ذات» إلى «بهجة» احترازا من: «ذات بينكم» من قوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ (سورة الأنفال الآية 1) ونحوها، فإنه لا خلاف فيها. 2 - «اللات» من قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (سورة النجم الآية 19). 3 - «مرضات» نحو قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ (سورة البقرة الآية 207).
4 - «لات» من قوله تعالى: فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (سورة ص الآية 3). 5 - هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (سورة المؤمنون الآية 36). 6 - «أبت» نحو قوله تعالى: إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ (سورة يوسف الآية 4). وقد أخبر الناظم أن المرموز له بالراء من «رجّه» وهو: «الكسائي» وقف على الكلمات الأربع الأول بالهاء وهي: «ذات بهجة، اللات، مرضات، لات». ووقف الباقون عليها بالتاء تبعا للرسم. ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالهاء من «هد» والزاي من «زن» والراء من «راض» وهم: «البزي، والكسائي، وقنبل» بخلف عنه وقفوا على «هيهات» معا بالهاء. ووقف الباقون عليهما بالتاء، وهو الوجه الثاني ل «قنبل». ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالدال من «دم» والكاف من «كم» ومدلول «ثوى» وهم: «ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب» وقفوا على «أبت» حيثما وقعت بالهاء. ووقف الباقون عليها بالتاء تبعا للرسم. قال ابن الجزري: ..... ... ..... فيمه لمه عمّه بمه ممّه خلاف هب ظبّى وهي وهو ... ظلّ وفي مشدّد اسم خلفه نحو اليّ هنّ والبعض نقل ... بنحو عالمين موفون وقل المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالهاء من «هب» والظاء من «ظبى» وهما: «البزي، ويعقوب» وقفا على الكلمات الآتية بهاء السكت بخلف عنهما. ووقف الباقون بحذف الهاء، وهو الوجه الثاني لكل من: «البزي، ويعقوب» والكلمات هي:
1 - «فيم» نحو قوله تعالى: فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (سورة النازعات الآية 43). 2 - «لم» نحو قوله تعالى: عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ (سورة التوبة الآية 43). 3 - «عمّ» من قوله تعالى: عَمَّ يَتَساءَلُونَ (سورة النبأ الآية 1). 4 - «بم» نحو قوله تعالى: فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (سورة النمل الآية 35). 5 - «ممّ» من قوله تعالى: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (سورة الطارق الآية 5). ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالظاء من «ظلّ» وهو: «يعقوب» وقف بهاء السكت بخلف عنه على الأسماء المبنيّة المشدّدة نحو: 1 - «إليّ» نحو قوله تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (سورة لقمان الآية 14). 2 - «هنّ» نحو قوله تعالى: هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ (سورة البقرة الآية 187). 3 - «عليّ» من قوله تعالى: هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (سورة الحجر الآية 41). 4 - «لديّ» نحو قوله تعالى: إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (سورة النمل الآية 10). 5 - «بيديّ» من قوله تعالى: قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ (سورة ص الآية 75). 6 - «حملهنّ» نحو قوله تعالى: وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ (سورة الطلاق الآية 4). 7 - «مثلهنّ» من قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ (سورة الطلاق الآية 12). ووقف الباقون من القراء بعدم هاء السكت، وهو الوجه الثاني ليعقوب. ثم أخبر الناظم أن الذي عاد عليه الضمير في قوله: «خلفه» وهو: «يعقوب» وقف بهاء السكت بخلف عنه على «النون» من جمع المذكر السالم سواء كان مرفوعا أو منصوبا، أو مجرورا نحو: 1 - «المفلحون» نحو قوله تعالى: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة البقرة الآية 5).
2 - «صدقين» نحو قوله تعالى: وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (سورة البقرة الآية 23). 3 - «بمؤمنين» نحو قوله تعالى: وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (سورة البقرة الآية 8). ووقف الباقون بعدم هاء السكت، وهو الوجه الثاني ليعقوب، وهو الراجح عنه، والوجهان صحيحان وقد قرأت بهما. قال ابن الجزري: وويلتا وحسرتى وأسفى ... وثمّ غر خلفا ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالغين من «غر» وهو: «رويس» وقف بهاء السكت على الكلمات الآتية بخلف عنه وهي: 1 - «يويلتى» نحو قوله تعالى: قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ (سورة المائدة الآية 31). 2 - «يحسرتى» من قوله تعالى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ (سورة الزمر الآية 56). 3 - «يأسفى» من قوله تعالى: وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ (سورة يوسف الآية 84). 4 - «ثمّ» الظرفية نحو قوله تعالى: وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ (سورة الشعراء الآية 64). وقرأ الباقون بعدم هاء السكت، وهو الوجه الثاني ل «رويس». قال ابن الجزري: ..... ... ..... ووصلا حذفا سلطانية وماليه وماهيه ... في ظاهر كتابيه حسابيه ظنّ اقتده شفا ظبا ويتسن ... عنهم ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالفاء من «في» والظاء من «ظاهر»
وهما: «حمزة، ويعقوب» حذفا «الهاء» حالة الوصل من الكلمات الثلاث الآتية، وأثبتاها حالة الوقف: 1 - «سلطنيه» من قوله تعالى: هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (سورة الحاقة الآية 29). 2 - «ماليه» من قوله تعالى: ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (سورة الحاقة الآية 28). 3 - «ماهيه» من قوله تعالى: وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (سورة القارعة الآية 10). وقرأ الباقون بإثبات الهاء وصلا، ووقفا. ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالظاء من «ظنّ» وهو: «يعقوب» حذف الهاء حالة الوصل من الكلمتين الآتيتين، وأثبتها حالة الوقف والكلمتان هما: 1 - «كتبيه» نحو قوله تعالى: فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (سورة الحاقة الآية 19). 2 - «حسابيه» نحو قوله تعالى: إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (سورة الحاقة الآية 20). وقرأ الباقون باثبات الهاء فيهما وصلا ووقفا. ثم أخبر الناظم أن مدلول «شفا» والمرموز له بالظاء من «ظبا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، ويعقوب» حذفوا الهاء وصلا، وأثبتوها وقفا من «اقتده» من قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ (سورة الأنعام الآية 90) وأثبتها الباقون في الحالين. ثم أخبر الناظم أن من عاد عليهم الضمير في «عنهم» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، ويعقوب» حذفوا «الهاء» وصلا، وأثبتوها وقفا من «يتسنه» من قوله تعالى: فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ (سورة البقرة الآية 259). وأثبتها الباقون في الحالين. قال ابن الجزري: ..... ... ... وكسرها اقتده كس أشبعن من خلفه ..... ... .....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالكاف من «كس» وهو: «ابن عامر» قرأ بكسر الهاء من «اقتده». ثم أمر الناظم بإشباع كسرة «هاء» اقتده للمرموز له بالميم من «من» وهو «ابن ذكوان» بخلف عنه. وقرأ الباقون غير «ابن عامر» بسكون هاء «اقتده». قال ابن الجزري: ..... أيّا بأيّا ما غفل ... رضى وعن كلّ كما الرّسم أجل المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالغين من «غفل» ومدلول «رضىّ» وهم: «رويس، وحمزة، والكسائي» يقفون على «أيّا» مفصولا عن «ما» من قوله تعالى: أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى تبعا لرسم المصحف العثماني. (سورة الإسراء الآية 110). وأن الباقين يقفون على «أيّا ما» أي على «ما» موصولا ب «أيّا». ومعنى قول «ابن الجزري»: «وعن كلّ كما الرّسم أجل»: أي يجوز الوقف على كلّ من «أيّا» و «ما» لسائر القراء اتباعا للرسم، لأنهما كلمتان منفصلتان رسما. وقد قال «ابن الجزري» في «النشر» بعد كلام فيه إطناب: «فظهر أن الوقف جائز لجميعهم على كل من كلمتين «أيّا، ما» كسائر الكلمات المفصولات في الرسم، وهذا الذي نراه، ونختاره، ونأخذ به تبعا لسائر أئمة القراءة» اهـ «1». قال ابن الجزري: كذاك ويكأنّه وويكأن ... وقيل بالكاف حوى والياء رن المعنى: أي كذلك الأولى الوقف على كلّ من:
1 - «ويكأنه» من قوله تعالى: وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (سورة القصص الآية 82). 2 - «ويكأن» من قوله تعالى: يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ (سورة القصص الآية 82). وعلى وفق الرسم العثماني، فقد رسم كلّ منهما كلمة واحدة، وذلك لجميع القراء. ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حوى» وهو: «أبو عمرو» وقف على «الكاف» من الكلمتين. وأن المرموز له بالراء من «رن» وهو: «الكسائي» وقف على «الياء» من الكلمتين. قال «ابن الجزري» بعد كلام فيه إطناب: «فالوقف عندهم على الكلمة بأسرها، وهذا هو الأولى، والمختار في مذاهب الجميع اقتداء بالجمهور، وأخذا بالقياس الصحيح» اهـ «1». قال ابن الجزري: ومال سال الكهف فرقان النّسا ... قيل على ما حسب حفظه رسا المعنى: أخبر الناظم أن القراء اختلفوا في الوقف على «مال»: هل يقفون على «اللام» حيث كتبت مفصولة عما بعدها، أو يقفون على «ما»، وقد جاءت هذه الكلمة في أربعة مواضع وهي: 1 - فَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً (سورة النساء الآية 78). 2 - وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها (سورة الكهف الآية 49). 3 - وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ (سورة الفرقان الآية 7). 4 - فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (سورة المعارج الآية 36).
وقد أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حفظه» والراء من «رسا» وهما: «أبو عمرو، والكسائي» يقفان على «ما» بخلف عنهما. والباقون يقفون على «اللام» وهو الوجه الثاني لكلّ من «أبي عمرو والكسائي». قال «ابن الجزري»: وهذه الكلمات قد كتبت لام الجرّ فيها مفصولة ممّا بعدها فيحتمل عند هؤلاء الوقف عليها كما كتبت لجميع القراء اتباعا للرسم حيث لم يأت فيها نص وهو الأظهر قياسا، ويحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جرّ، ولام الجرّ لا تقطع ممّا بعدها. وأمّا الوقف على «ما» عند هؤلاء فيجوز بلا نظر عندهم على الجميع للانفصال لفظا وحكما ورسما، وهذا هو الأشبه عندي بمذاهبهم والأقيس على أصولهم، وهو الذي أختاره أيضا وآخذ به فإنه لم يأت عن أحد منهم في ذلك نصّ يخالف ما ذكرنا» اهـ «1». تنبيه: اعلم أنه لا يجوز الوقف على «ما» أو «اللام» إلّا اختبارا- بالباء الموحدة- أو اضطرارا فقط. فإذا وقف القارئ على «ما» أو «اللام» في حالة الاختبار، أو الاضطرار فلا يجوز الابتداء ب «اللام» أو ب «هؤلاء» لما في ذلك من فصل الخبر عن المبتدإ، أو المجرور عن الجار. قال ابن الجزري: ها أيّه الرّحمن نور الزّخرف ... كم ضمّ قف رجا حما بالألف المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بضم هاء «أيّه» من قوله تعالى: 1 - سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ (سورة الرحمن الآية 31). 2 - وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون (سورة النور الآية 31). 3 - وقالوا يأيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك (سورة الزخرف الآية 49). اتباعا لضم الياء، للمرموز له بالكاف من «كم» وهو: «ابن عامر» فتعين للباقين القراءة بفتح «الهاء».
ثم أمر الناظم بالوقف على هاء «أيه» في المواضع الثلاثة بالألف على الأصل للمرموز له بالراء من «رجا» ومدلول «حما» وهم: «الكسائي، وأبو عمرو، ويعقوب». ووقف الباقون على «الهاء» بدون ألف في المواضع الثلاثة تبعا لرسم المصحف العثماني. قال ابن الجزري: كأيّن النّون وبالياء حما ... ..... المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن جميع القراء ما عدا «أبا عمرو ويعقوب» وقفوا على «كأين» حيث وقع «بالنون» اتباعا للرسم العثماني. ووقف «أبو عمرو، ويعقوب» المرموز لهما ب «حما» على «الياء» نظرا إلى الأصل لأنه تنوين. و «كأين» وقعت في سبعة مواضع وهي: 1 - وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ (سورة آل عمران الآية 146). 2 - وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها (سورة يوسف الآية 105). 3 - فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ (سورة الحج الآية 45). 4 - وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ (سورة الحج الآية 48). 5 - وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ (سورة العنكبوت الآية 60). 6 - وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ (سورة محمد صلّى الله عليه وسلّم الآية 13). 7 - وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ (سورة الطلاق الآية 8). قال ابن الجزري: ..... ... والياء إن تحذف لساكن ظما يردن يؤت يقض تغن الواد ... صال الجوار اخشون ننج هاد
المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالظاء من «ظما» وهو: «يعقوب» وقف على الياء التي حذفت في الرسم من أجل الساكن بعدها، وذلك على الأصل، نحو: 1 - «يردن» نحو قوله تعالى: إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً (سورة يس الآية 23). 2 - «يؤت» من قوله تعالى: وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (سورة النساء الآية 146). وقوله تعالى: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ على قراءة يعقوب (سورة البقرة الآية 269). 3 - «يقض» من قوله تعالى: يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ (سورة الأنعام الآية 57) وذلك على قراءة: «أبي عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» حيث يقرءون بالضاد المعجمة. والباقون وهم: «نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر» يقرءون «يقص» بالصاد المهملة، من قصّ الحديث أو الأثر: تتبعه. 4 - «تغن» من قوله تعالى: حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (سورة القمر الآية 5). 5 - «الواد» من قوله تعالى: إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (سورة طه الآية 12). وقوله تعالى: إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (سورة النازعات الآية 16). وقوله تعالى: فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ (سورة القصص الآية 30). 6 - «واد» من قوله تعالى: حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ (سورة النمل الآية 18). 7 - «صال» من قوله تعالى: إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (سورة الصافات الآية 163). 8 - «الجوار» من قوله تعالى: وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (سورة الرحمن الآية 24). وقوله تعالى: الْجَوارِ الْكُنَّسِ (سورة التكوير الآية 16). 9 - «اخشون» من قوله تعالى: فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ (سورة المائدة الآية 3). 10 - «ننج» من قوله تعالى: كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (سورة يونس الآية 103). 11 - «هاد» من قوله تعالى: وَإِنَّ اللَّهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ
(سورة الحج الآية 54). وقوله تعالى: وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ (سورة الروم الآية 53). قال ابن الجزري: وافق واد النّمل هاد الرّوم رم ... تهد بها فوز يناد قاف دم بخلفهم ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالراء من «رم» وهو: «الكسائي» وافق «يعقوب» في «الوقف على «الياء» التي حذفت في الرسم من أجل الساكن في كلمتين بخلف عنه، والكلمتان هما: 1 - «واد» من قوله تعالى: حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ (سورة النمل الآية 18). 2 - «هاد» من قوله تعالى: وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ (سورة الروم الآية 53). ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالفاء من «فوز» وهو: «حمزة» وافق «يعقوب» في الوقف على الياء التي حذفت في الرسم من أجل الساكن بخلف عنه في كلمة واحدة، وهي: «تهد» من قوله تعالى: وما أنت تهد العمي عن ضلالتهم (سورة الروم الآية 53) وذلك لأن «حمزة» يقرأ «تهد» بفتح التاء الفوقية، وإسكان الهاء، وحذف الألف، «العمى» بالنصب، على ان «تهد» فعل مضارع مسند إلى ضمير المخاطب وهو نبينا «محمد» صلّى الله عليه وسلّم. وباقي القراء يقرءون «بهاد» بالباء الموحدة المكسورة، وفتح الهاء، وألف بعدها «العمي» بالخفض، على أن «هاد» اسم فاعل خبر «ما» و «العمي» بالجر مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله. ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالدال من «دم» وهو «ابن كثير» وافق «يعقوب» في الوقف على الياء التي حذفت في الرسم من أجل الساكن بخلف عنه في كلمة واحدة وهي: «يناد» من قوله تعالى: وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (سورة ق الآية 41).
قال ابن الجزري: ..... وقف بهاد باق ... باليا لمكّ مع وال واق المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بالوقف بالياء على الكلمات الأربع الآتية ل «ابن كثير» المصرح به. وهذا مما حذفت فيه الياء للتنوين، والكلمات الأربع هي: 1 - «هاد» في خمسة مواضع وهي قوله تعالى: وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (سورة الرعد الآية 7). وقوله تعالى: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (سورة الرعد الآية 33). وقوله تعالى: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (سورة الزمر الآية 23). وقوله تعالى: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (سورة الزمر الآية 36). وقوله تعالى: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (سورة غافر الآية 33). 2 - «باق» من قوله تعالى: ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ (سورة النحل الآية 96). 3 - «وال» من قوله تعالى: وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ (سورة الرعد الآية 11). 4 - «واق» في ثلاثة مواضع وهي قوله تعالى: وَما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ (سورة الرعد الآية 34). وقوله تعالى: وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ (سورة الرعد الآية 37). وقوله تعالى: فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ (سورة غافر الآية 21). تمّ باب الوقف على مرسوم الخط ولله الحمد والشكر
"باب مذاهبهم في ياءات الإضافة"
«باب مذاهبهم في ياءات الإضافة» قال ابن الجزري: ليست بلام الفعل يا المضاف ... بل هي في الوضع كها وكاف المعنى: ياء الإضافة في اصطلاح القراء هي: الياء الزائدة الدالة على المتكلم. فخرج بقولهم: «الزائدة» الياء الأصلية نحو: «وإن أدري» نحو قوله تعالى: وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ (سورة الأنبياء الآية 109) وخرج بقولهم: «الدالة على المتكلم» الياء في جمع المذكر السالم نحو ياء «حاضري المسجد الحرام» من قوله تعالى: ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ (سورة البقرة الآية 196). وخرج أيضا الياء في نحو: «فكلي واشربي» من قوله تعالى: فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً (سورة مريم الآية 26). وذلك لدلالتها على المؤنثة المخاطبة لا على المتكلم. وتتصل «ياء الإضافة» بكل من «الاسم، والفعل، والحرف»: فتكون مع الاسم مجرورة المحل نحو: «نفسي» نحو قوله تعالى: وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي (سورة يوسف الآية 53). وتكون مع الفعل منصوبة المحل نحو: «أوزعني» نحو قوله تعالى: فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ (سورة النمل الآية 19).
وتكون مع الحرف مجرورة المحلّ، ومنصوبته نحو: «لي، وإني»: نحو قوله تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (سورة لقمان الآية 14). ونحو قوله تعالى: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (سورة البقرة الآية 30). والخلاف في «ياءات الإضافة» عند القراء دائر بين «الفتح والإسكان» وهما لغتان فاشيتان عند العرب. والإسكان فيها هو الأصل، لأنها حرف مبني، والسكون هو الأصل في البناء. وإنما حرّكت بالفتح لأنها اسم على حرف واحد فتقوى بالحركة، وكانت فتحة لخفتها عن سائر الحركات. وعلامة «ياء الإضافة» صحة إحلال «الكاف، أو الهاء» محلها، فتقول في نحو: «فطرني»: «فطرك، أو فطره». وياءات الإضافة في «القرآن الكريم» على ثلاثة أقسام: القسم الأول: ما أجمع القراء على إسكانه وهو الأكثر لمجيئه على الأصل وجملته- 566 - خمسمائة وست وستون ياء، نحو قوله تعالى: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (سورة البقرة الآية 30). القسم الثاني: ما أجمع القراء على فتحه، وجملته- 21 - إحدى وعشرون ياء، نحو: وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (سورة البقرة الآية 40). القسم الثالث: ما اختلف القراء في إسكانه وفتحه، وجملته- 212 - مائتان واثنتا عشرة ياء. وينحصر الكلام على الياءات المختلف فيها في ستة فصول: الفصل الأول: الياءات التي بعدها همزة قطع مفتوحة، وجملتها- 99 - تسع وتسعون ياء نحو قوله تعالى: قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ (سورة البقرة الآية 30).
الفصل الثاني: الياءات التي بعدها همزة قطع مكسورة، وجملة المختلف فيه من ذلك- 52 - اثنتان وخمسون ياء، نحو قوله تعالى: قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ (سورة آل عمران الآية 52). الفصل الثالث: الياءات التي بعدها همزة قطع مضمومة، وجملة المختلف فيه من ذلك- 10 - عشر ياءات، نحو قوله تعالى: وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ (سورة آل عمران الآية 36). الفصل الرابع: الياءات التي بعدها همزة وصل مع لام التعريف، وجملة المختلف فيه من ذلك- 14 - أربع عشرة ياء، نحو قوله تعالى: قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (سورة البقرة الآية 124). الفصل الخامس: الياءات التي بعدها همزة وصل مجردة عن لام التعريف، وجملة المختلف فيه من ذلك- 7 - سبع ياءات، نحو قوله تعالى: قالَ يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي (سورة الأعراف الآية 141). الفصل السادس: الياءات التي لم يقع بعدها همزة قطع، ولا وصل، بل حرف آخر من حروف الهجاء، وجملة المختلف فيه من ذلك- 30 - ثلاثون ياء، نحو قوله تعالى: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (سورة الأنعام الآية 79). قال ابن الجزري: تسع وتسعون بهمز انفتح ... ذرون الاصبهاني مع مكّي فتح
المعنى: هذا شروع في تفصيل الكلام عن ياءات الإضافة المختلف في فتحها وإسكانها: فأفاد الناظم أن العدد الإجمالي لياءات الإضافة التي وقع بعدها همزة قطع مفتوحة، واختلف القراء في فتحها وإسكانها- 99 - تسع وتسعون ياء. ثم بيّن الناظم أن المصرح بهما وهما: «الأصبهاني، وابن كثير المكي» قرآ بفتح الياء في «ذروني» من قوله تعالى: وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ (سورة غافر الآية 26) فتعين لباقي القراء القراءة بإسكان الياء. قال ابن الجزري: واجعل لي ضيفي دوني يسّر لي ولي ... يوسف إنّي أوّلاها حلّل مدا ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حلّل»، ومدلول «مدا» وهم: «أبو عمرو، ونافع، وأبو جعفر» يقرءون بفتح ياء الإضافة في الكلمات الآتية: 1 - «اجعل لي ءاية» من قوله تعالى: قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً (سورة آل عمران الآية 41). ومن قوله تعالى: قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً (سورة مريم الآية 10). 2 - «ضيفي أليس» من قوله تعالى: وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (سورة هود الآية 78). 3 - «من دوني أولياء» من قوله تعالى: أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ (سورة الكهف الآية 102). 4 - وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (سورة طه الآية 26). 5 - «حتى يأذن لي أبي» من قوله تعالى: فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي (سورة يوسف الآية 80). 6 - «إني أراني» الموضعان الأولان من سورة «يوسف» عليه السلام وهما في قوله
تعالى: قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ (سورة يوسف الآية 36). واحترز الناظم بقوله: «يوسف إنّي أوّلاها» عن ثلاث ياءات أخرى في «يوسف» بلفظ «إني» وهي: 1 - وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ (سورة يوسف الآية 43). 2 - قالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (سورة يوسف الآية 69). 3 - قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (سورة يوسف الآية 96). فسيأتي الكلام على من يقرأ بفتح هذه الياءات الثلاث. قال ابن الجزري: ... وهم والبزّ لكنّي أرى ... تحتي مع إنّي أراكم ..... المعنى: أخبر الناظم أن من عاد عليهم الضمير في: «وهم» والبزّ: وهم: «أبو عمرو، ونافع، وأبو جعفر، والبزّي» يقرءون بفتح أربع ياءات وهي: 1 - «ولكني أركم» من قوله تعالى: وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (سورة هود الآية 29). 2 - «ولكني أركم» من قوله تعالى: وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (سورة الأحقاف الآية 23). 3 - «من تحتي أفلا» من قوله تعالى: وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (سورة الزخرف الآية 51). 4 - «إني أركم» من قوله تعالى: إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ (سورة هود الآية 84). قال ابن الجزري: ..... ... ..... ودرى ادعوني واذكروني ..... ... .....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالدال من «درى» وهو: «ابن كثير» قرأ بفتح ياء الإضافة في كلمتين وهما: 1 - «ادعوني أستجب» من قوله تعالى: وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (سورة غافر الآية 60). 2 - فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (سورة البقرة الآية 152). قال ابن الجزري: ..... ثمّ المدني ... والمكّ قل حشرتني يحزنني مع تأمروني تعدانن ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن «نافعا، وأبا جعفر، وابن كثير» قرءوا بفتح ياء الإضافة في أربع كلمات وهي: 1 - «حشرتني أعمى» من قوله تعالى: قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى (سورة طه الآية 125). 2 - «ليحزنني أن تذهبوا به» من قوله تعالى: قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ (سورة يوسف الآية 13). 3 - «تأمرونّي أعبد» من قوله تعالى: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (سورة الزمر الآية 64). 4 - «أتعدانني أن أخرج» من قوله تعالى: وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ (سورة الأحقاف الآية 17). قال ابن الجزري: ..... ومدا ... يبلوني سبيلي ..... المعنى: أخبر الناظم أن «نافعا، وأبا جعفر» قرآ بفتح ياء الإضافة في كلمتين وهما: 1 - «ليبلونيء أشكر» من قوله تعالى: قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ (سورة النمل الآية 40).
2 - «سبيلي أدعوا إلى الله» من قوله تعالى: قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ (سورة يوسف الآية 108). قال ابن الجزري: ..... ... ..... واتل ثق هدى فطرني ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالألف من «اتل» والثاء من «ثق» والهاء من «هدى» وهم: «نافع، وأبو جعفر، والبزي» قرءوا بفتح ياء واحدة وهي: 1 - «فطرني أفلا تعقلون» من قوله تعالى: إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ (سورة هود الآية 51). قال ابن الجزري: ..... وفتح أوزعني جلا ... هوى ..... المعنى: أخبر الناظم، أن المرموز له بالجيم من «جلا» والهاء من «هوى» وهما: «الأزرق، والبزّي» قرآ بفتح ياء واحدة وهي: 1 - «أوزعني أن» من قوله تعالى: وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ (سورة النمل الآية 19). ومن قوله تعالى: قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ (سورة الأحقاف الآية 15). قال ابن الجزري: ..... ... ..... وباقي الباب حرم حمّلا المعنى: أخبر الناظم أن مدلول «حرم» والمرموز له بالحاء من «حمّلا» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وأبو عمرو» قرءوا بفتح ما بقي من ياءات الإضافة التي بعدها همزة قطع مفتوحة سوى ما تقدم ذكر الخلاف فيه، وجملة ما بقي: خمس وسبعون ياء.
قال ابن الجزري: وافق في معي على كفؤ ..... ... ..... المعنى: لما كان هناك بعض القراء وافق «نافعا، وابن كثير، وأبا جعفر، وأبا عمرو» في فتح بعض ما بقي من الياءات وهي خمسة وسبعون ياء كما سبق بيانه، أخذ الناظم ينبه على ذلك: فأخبر أن المرموز له بالعين من «على» والكاف من «كفؤ» وهما: «حفص، وابن عامر» وافقا في فتح ياء واحدة وهي: 1 - «معي أبدا» من قوله تعالى: فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً (سورة التوبة الآية 83). قال ابن الجزري: ..... وما ... لي لذ من الخلف ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له باللام من «لي» والميم من «من» وهما: «هشام، وابن ذكوان» بخلف عنه، وافقا: «نافعا، وابن كثير، وأبا جعفر، وأبا عمرو» في فتح ياء واحدة وهي: 1 - «ما لي أدعوكم» من قوله تعالى: وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ (سورة غافر الآية 41). قال ابن الجزري: ..... ... ..... لعلّي كرّما المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالكاف من «كرّما» وهو: «ابن عامر» وافق «نافعا، وابن كثير، وأبا جعفر، وأبا عمرو» في فتح ياء واحدة وهي: «لعلي» وهي في ستة مواضع وهي: 1 - لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (سورة يوسف الآية 46). 2 - لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً (سورة طه الآية 10). 3 - لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ (سورة المؤمنون الآية 100).
4 - لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ (سورة القصص الآية 29). 5 - لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى (سورة القصص الآية 38). 6 - لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (سورة غافر الآية 36). قال ابن الجزري: رهطى من لي الخلف ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالميم من «من» واللام من «لي» وهما: «ابن ذكوان، وهشام» بخلف عنه، وافقا «نافعا، وابن كثير، وأبا جعفر، وأبا عمرو» في فتح ياء واحدة وهي: 1 - «أرهطي أعز عليكم» من قوله تعالى: قالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ (سورة هود الآية 92). قال ابن الجزري: ..... عندي دوّنا ... خلف ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالدال من «دوّنا» وهو: «ابن كثير» اختلف عنه في فتح ياء واحدة وهي: 1 - «عندي أولم» من قوله تعالى: قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ (سورة القصص الآية 78). وقد ذكره الناظم من أجل خلاف «ابن كثير» فيه، ولولا ذلك لكان داخلا ضمن قول الناظم: «وباقي الباب حرم حمّلا». قال ابن الجزري: ..... ... ..... وعن كلّهم تسكّنا ترحمني تفتني اتّبعني أرني ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن جميع القراء اتفقوا على إسكان أربع ياءات من
هذا الباب، أي من الياءات التي بعدها همزة قطع مفتوحة، والياءات الأربع هي: 1 - «ترحمني أكن» من قوله تعالى: وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ (سورة هود الآية 47). 2 - «ولا تفتني ألا» من قوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا (سورة التوبة الآية 49). 3 - «فاتبعني أهدك» من قوله تعالى: فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا (سورة مريم الآية 43). 4 - «أرني أنظر إليك» من قوله تعالى: قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ (سورة الأعراف الآية 143). قال ابن الجزري: ..... ... واثنان مع خمسين مع كسر عني وافتح عبادي لعنتي تجدني ... بنات أنصاري معا للمدني المعنى: هذا شروع من الناظم في ذكر خلاف القراء في فتح وإسكان ياءات الإضافة التي بعدها همزة قطع مكسورة، وجملتها- 52 - اثنتان وخمسون ياء. ثم بيّن أن «نافعا، وأبا جعفر» قرآ بفتح خمس ياءات وهي: 1 - «بعبادي إنكم» من قوله تعالى: وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (سورة الشعراء الآية 52). 2 - «لعنتي إلى يوم الدين» من قوله تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ (سورة ص الآية 78). 3 - «ستجدني إن شاء الله» من قوله تعالى: قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً (سورة الكهف الآية 69). وقوله تعالى: وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (سورة القصص الآية 27).
وقوله تعالى: يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (سورة الصافات الآية 102). 4 - «بناتي إن كنتم» من قوله تعالى: قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (سورة الحجر الآية 71). 5 - «أنصاري إلى الله» من قوله تعالى: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ (سورة آل عمران الآية 52). وقوله تعالى: كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ (سورة الصف الآية 14). قال ابن الجزري: وإخوتي ثق جد ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالثاء من «ثق» والجيم من «جد» وهما: «أبو جعفر، والأزرق» قرآ بفتح ياء واحدة من الياءات التي وقعت بعد همزة قطع مكسورة وهي: «وبين إخوتي إن ربي لطيف» من قوله تعالى: مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ (سورة يوسف الآية 100). قال ابن الجزري: ..... وعمّ رسلي ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن مدلول «عمّ» وهم: «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» قرءوا بفتح الياء من «ورسلي إن الله» من قوله تعالى: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (سورة المجادلة الآية 21). قال ابن الجزري: ..... ... وباقي الباب إلى ثنا حلي المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالألف من «إلى» والثاء من «ثنا»، والحاء من «حلي» وهم: «نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو» قرءوا بفتح ياءات الإضافة التي بعدها همزة قطع مكسورة الباقية من هذا الباب وجملتها- 42 - اثنتان وأربعون ياء.
قال ابن الجزري: وافق في حزني وتوفيقي كلا ... ..... المعنى: لما كان هناك بعض القراء وافق «نافعا، وأبا جعفر، وأبا عمرو» في فتح بعض ما بقي من الياءات وهي: اثنتان وأربعون ياء، كما سبق بيانه، أخذ الناظم ينبه على ذلك: فأخبر أن المرموز له بالكاف من «كلا» وهو «ابن عامر» وافق في فتح ياءين وهما: 1 - «حزني إلى الله» من قوله تعالى: قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ (سورة يوسف الآية 86). 2 - وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (سورة هود الآية 88). قال ابن الجزري: ..... ... يدي علا ..... المعنى: أن المرموز له بالعين من «علا» وهو: «حفص» وافق «نافعا، وأبا جعفر، وأبا عمرو» في فتح ياء واحدة وهي: «يدي إليك» من قوله تعالى: ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ (سورة المائدة الآية 28). قال ابن الجزري: ..... ... ..... أمّي وأجري كم علا المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالكاف من «كم» والعين من «علا» وهما: «ابن عامر، وحفص» وافقا «نافعا، وأبا جعفر، وأبا عمرو» في فتح ياءين وهما: 1 - «أمّي إلهين» من قوله تعالى: أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ (سورة المائدة الآية 116).
2 - «أجري إلّا» في تسعة مواضع وهي: في سورة يونس الآية 72 وهود الآيتان 29 و 51، والشعراء الآيات 109 - 127 - 145 - 164 - 180، وسبأ الآية 47. مثال ذلك قوله تعالى: إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (سورة يونس الآية 72). قال ابن الجزري: دعائي آبائي دما كس ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالدال من «دما» والكاف من «كس» وهما: «ابن كثير، وابن عامر» وافقا: «نافعا، وأبا جعفر، وأبا عمرو» في فتح ياءين وهما: 1 - «دعائي إلا فرارا» من قوله تعالى: فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً (سورة نوح الآية 6). 2 - «ءاباءي إبراهيم» من قوله تعالى: وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ (سورة يوسف الآية 38). قال ابن الجزري: ..... وبنا ... خلف إلى ربّي ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالباء من «بنا» وهو: «قالون» اختلف عنه في فتح ياء واحدة وهي: «ربي إنّ لي عنده» من قوله تعالى: وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى (سورة فصلت الآية 50) وقد ذكر الناظم هذا الموضع من أجل خلاف «قالون» فيه، ولولا ذلك لكان داخلا ضمن قول الناظم: ..... ... ..... وباقي الباب إلى ثنا حلي قال ابن الجزري: ..... ... ..... وكلّ أسكنا
ذرّيتي يدعونني تدعونني ... أنظرن مع بعد ردا أخّرتني المعنى: أخبر الناظم أن جميع القراء أسكن تسع ياءات من اللائي بعدهن همزة قطع مكسورة وهنّ: 1 - «ذريتي إني تبت إليك» من قوله تعالى: وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (سورة الأحقاف الآية 15). 2 - «مما يدعونني إليه» من قوله تعالى: قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ (سورة يوسف الآية 33). 3 - «وتدعونني إلى النار» من قوله تعالى: وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (سورة غافر الآية 41). 4 - «تدعونني إليه» من قوله تعالى: لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ (سورة غافر الآية 43). 5 - «أنظرني إلى» من قوله تعالى: قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (سورة الأعراف الآية 14). 6 - «فأنظرني إلى» من قوله تعالى: قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (سورة الحجر الآية 36). 7 - ومن قوله تعالى: قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (سورة ص الآية 79). 8 - «يصدّقني إني أخاف» من قوله تعالى: فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (سورة القصص الآية 34). 9 - «أخرتني إلى أجل» من قوله تعالى: فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ (سورة المنافقون الآية 10). قال ابن الجزري: وعند ضمّ الهمز عشر فافتحن ... مدا وأنّي أوف بالخلف ثمن المعنى: هذا شروع من الناظم في ذكر خلاف القراء في فتح وإسكان ياءات الإضافة التي بعدها همزة قطع مضمومة، وجملتها- 10 - عشر ياءات.
ثم بين أن «نافعا، وأبا جعفر» فتحا هذه الياءات العشر. إلّا أنه اختلف عن المرموز له بالثاء من «ثمن» وهو: «أبو جعفر» في فتح «أني أوف» في «يوسف» من قوله تعالى: ألا ترون أني أوف الكيل وأنا خير المنزلين (سورة يوسف الآية 59). قال ابن الجزري: للكلّ آتوني بعهدي سكنت ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن جميع القراء قرءوا بإسكان ياء الإضافة التي بعدها همزة قطع مضمومة في موضعين هما: 1 - «ءاتوني أفرغ» من قوله تعالى: قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (سورة الكهف الآية 96). 2 - «بعهدي أوف» من قوله تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (سورة البقرة الآية 40). قال ابن الجزري: ..... ... وعند لام العرف أربع عشرت ربّي الّذي حرّم ربّي مسّني ... الآخران آتاني مع أهلكني أرادني عبادي الأنبيا سبا ... فز ..... المعنى: هذا شروع من الناظم في ذكر خلاف القراء في فتح وإسكان ياءات الإضافة التي بعدها «لام العرف». وجملتها- 14 - أربع عشرة ياء. ثم بين الناظم أن المرموز له بالفاء من «فز» وهو: «حمزة» قرأ بإسكان الياء التي بعدها لام التعريف في ستّ كلمات في تسعة مواضع. وفهم الإسكان لحمزة في هذه الكلمات من عطف الناظم على الإسكان في قوله: «للكلّ آتوني بعهدي سكنت» والكلمات هي:
1 - «ربي الذي يحيي» من قوله تعالى: إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ (سورة البقرة الآية 258). 2 - قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ (سورة الأعراف الآية 33). 3 - «مسني الضر» من قوله تعالى: وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ (سورة الأنبياء الآية 83). 4 - «مسني الشيطن» من قوله تعالى: أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ (سورة ص الآية 41). وقيد الناظم الخلاف في «مسّني» الآخران، احترازا من الأوّلين فإنه لا خلاف بين القراء في فتحهما وهما: «وما مسني السوء» من قوله تعالى: وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ (سورة الأعراف الآية 188). «مسني الكبر» من قوله تعالى: قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ (سورة الحجر الآية 54). 5 - «ءاتاني الكتب» من قوله تعالى: قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (سورة مريم الآية 30). 6 - إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا (سورة الملك الآية 28). 7 - «إن أرادني الله» من قوله تعالى: قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ (سورة الزمر الآية 38). 8 - «عبادي الصلحون» من قوله تعالى: أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ (سورة الأنبياء الآية 105). 9 - «عبادي الشكور» من قوله تعالى: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ (سورة سبأ الآية 13). قال ابن الجزري: ..... ... ..... لعبادي شكره رضى كبا
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالشين من «شكره» ومدلول «رضى» والمرموز له بالكاف من «كبا» وهم: «روح، وحمزة، والكسائي، وابن عامر»، قرءوا بإسكان الياء التي بعدها لام تعريف من «لعبادي الذين ءامنوا» من قوله تعالى: قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ (سورة إبراهيم الآية 31). قال ابن الجزري: وفي النّدا حما شفا ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن مدلول «حما» ومدلول «شفا» وهم: «أبو عمرو، ويعقوب، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» قرءوا بإسكان الياء من «عبادي» المنادى، وهي في موضعين: 1 - قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ (سورة الزمر الآية 53). 2 - يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ (سورة العنكبوت الآية 56). قال ابن الجزري: ..... عهدي عسا ... فوز ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالعين من «عسا» والفاء من «فوز» وهما: «حفص، وحمزة» قرأ بإسكان الياء من «عهدي الظلمين» من قوله تعالى: قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (سورة البقرة الآية 124). قال ابن الجزري: ..... ... ..... وآياتي اسكننّ في كسا المعنى: أمر الناظم بإسكان الياء من «ءاياتي الذين» من قوله تعالى: سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ (سورة الأعراف الآية 146) للمرموز له بالفاء من «في» والكاف من «كسا» وهما: «حمزة، وابن عامر». وأعاد الناظم الأمر بالإسكان لطول الكلام، وزيادة البيان.
قال ابن الجزري: وعند همز الوصل سبع سبع ليتني ... فافتح حلا ..... المعنى: هذا شروع من الناظم في ذكر خلاف القراء في فتح وإسكان ياءات الإضافة التي بعدها همزة وصل وجملتها- 7 - سبع ياءات. ثم أمر الناظم بفتح الياء من «ليتني اتخذت» من قوله تعالى: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (سورة الفرقان الآية 27) للمرموز له بالحاء من «حلا» وهو: «أبو عمرو». قال ابن الجزري: ..... ... ..... قومي مدا حز شم هني المعنى: أمر الناظم بفتح الياء من «قومي اتخذوا» من قوله تعالى: وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (سورة الفرقان الآية 30). لمدلول «مدا» والمرموز له بالحاء من «حز» والشين من «شم» والهاء من «هني» وهم: «نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو، وروح، والبزّي». قال ابن الجزري: إنّي أخي حبر ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن مدلول «حبر» وهما: «ابن كثير، وأبو عمرو» قرآ بفتح ياء الإضافة التي بعدها همزة وصل في كلمتين هما: 1 - «إنّي اصطفيتك» من قوله تعالى: قالَ يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ (سورة الأعراف الآية 144). 2 - «أخي اشدد» من قوله تعالى: هارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (سورة طه الآيتان 30 - 31). قال ابن الجزري: ..... وبعدي صف سما ... .....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالصاد من «صف» ومدلول «سما» وهم: «شعبة، ونافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب، قرءوا بفتح ياء الإضافة التي بعدها همزة وصل في كلمة وهي: «من بعدي اسمه» من قوله تعالى: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ (سورة الصف الآية 6). قال ابن الجزري: ..... ... ذكري لنفسي حافظ مدا دما المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حافظ» ومدلول «مدا» والمرموز له بالدال من «دما» وهم: «أبو عمرو، ونافع، وأبو جعفر، وابن كثير» قرءوا بفتح ياء الإضافة التي بعدها همزة وصل في كلمتين هما: 1 - «ذكري اذهبا» من قوله تعالى: وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي* اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ (سورة طه الآيتان 42 - 43). 2 - «لنفسي اذهب» من قوله تعالى: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي* اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي (سورة طه الآيتان 41 - 42). قال ابن الجزري: وفي ثلاثين بلا همز فتح ... بيتي سوى نوح مدا لذ عد ... المعنى: هذا شروع من الناظم في ذكر خلاف القراء في فتح وإسكان ياءات الإضافة التي لم يقع بعدها همزة قطع، ولا همزة وصل، ولا لام تعريف، وجملتها- 30 - ثلاثون ياء. ثم أخبر الناظم أن مدلول «مدا» والمرموز له باللام من «لذ» والعين من «عد» وهم: «نافع، وأبو جعفر، وهشام، وحفص» قرءوا بفتح الياء من «بيتي» سوى موضع «نوح» عليه السلام، وقد جاء في سورتي «البقرة، والحج» وهما في قوله تعالى: 1 - وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ (سورة البقرة الآية 125).
2 - وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (سورة الحج الآية 26). قال ابن الجزري: ..... ... ..... ولح عون بها ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له باللام من «لح» والعين من «عون» وهما: «هشام، وحفص» قرآ بفتح ياء الإضافة من «بيتي» الذي في سورة «نوح» عليه السلام، وذلك في قوله تعالى: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً (سورة نوح الآية 28). قال ابن الجزري: ..... لي دين هب خلفا علا ... إذ لاذ ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالهاء من «هب» والعين من «علا» والألف من «إذ» واللام من «لاذ» وهم: «حفص، ونافع، وهشام، والبزّي» بخلف عنه، قرءوا بفتح الياء من «ولي دين» من قوله تعالى: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (سورة الكافرون الآية 6). قال ابن الجزري: ...... ... ..... لي في النّمل رد نوى دلا والخلف خذ لنا ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالراء من «رد» والنون من «نوى» والدال من «دلا» والخاء من «خذ» واللام من «لنا» وهم: «الكسائي، وعاصم، وابن كثير، وابن وردان، وهشام» بخلف عنهما، قرءوا بفتح الياء من «ما لي لا أرى الهدهد» من قوله تعالى: وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ (سورة النمل الآية 20).
قال ابن الجزري: ..... معي ما كان لي ... عد من معي له وورش فانقل المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالعين من «عد» وهو: «حفص» قرأ بفتح الياء في كلمتين هما: 1 - «معي» الذي ليس قبله «من» حيث جاء في القرآن وهو في السور الآتية: الأعراف رقم 105، التوبة موضعان رقم 83، والكهف ثلاثة مواضع رقم 67، 72، 75، والشعراء رقم 62، والقصص رقم 34. 2 - «وما كان لي» من قوله تعالى: وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ (سورة إبراهيم الآية 22) وقوله تعالى: ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى (سورة ص الآية 69). ثم أخبر الناظم أن من عاد عليه الضمير في «له» وهو «حفص، وورش» من الطريقين، قرآ بفتح ياء «من معي» أي الياء التي قبلها «من» وقد وقعت في ثلاث سور وهي: سورة الأنبياء رقم 24 - وسورة الشعراء رقم 118 - وسورة الملك رقم 28. قال ابن الجزري: وجهي علا عمّ ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالعين من «علا» ومدلول «عمّ» وهم: «حفص، ونافع، وابن عامر، وأبو جعفر» قرءوا بفتح ياء «وجهي» من قوله تعالى: فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ (سورة آل عمران الآية 20). وقوله تعالى: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً (سورة الأنعام الآية 79). قال ابن الجزري: ..... ولي فيها جنا ... عد .....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالجيم من «جنا» والعين من «عد» وهما: «الأزرق، وحفص» قرآ بفتح ياء «ولي فيها» من قوله تعالى: وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (سورة طه الآية 18). قال ابن الجزري: ..... ... ..... شركائي من ورائي دوّنا المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالدال من «دوّنا» وهو «ابن كثير» قرأ بفتح الياء من كلمتين هما: 1 - «شركائي» من قوله تعالى: وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي (سورة فصلت الآية 47). 2 - «من وراءي» من قوله تعالى: وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي (سورة مريم الآية 5). قال ابن الجزري: أرضي صراطي كم ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالكاف من «كم» وهو: «ابن عامر» قرأ بفتح الياء في موضعين هما: 1 - «إن أرضي» من قوله تعالى: يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ (سورة العنكبوت الآية 56). 2 - «صراطي» من قوله تعالى: وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (سورة الأنعام الآية 153). قال ابن الجزري: ..... مماتي إذ ثنا ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالألف من «إذ» والثاء من «ثنا» وهما:
«نافع، وأبو جعفر» قرآ بفتح ياء «ومماتي» من قوله تعالى: وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (سورة الأنعام الآية 162). قال ابن الجزري: ..... ... لي نعجة لاذ بخلف عيّنا المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له باللام من «لاذ» والعين من «عيّنا» وهما: «حفص، وهشام» بخلف عنه قرآ بفتح ياء وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ (سورة ص الآية 23). قال ابن الجزري: وليؤمنوا بي تؤمنوا لي ورش ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن «ورشا» من الطريقين قرأ بفتح الياء في كلمتين هما: 1 - «وليؤمنوا بي» من قوله تعالى: وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (سورة البقرة الآية 186). 2 - وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (سورة الدخان الآية 21). قال ابن الجزري: ..... يا ... عباد لا غوث بخلف صليا والحذف عن شكر دعا شفا ... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالغين من «غوث» والصاد من «صليا» وهما: «شعبة، ورويس» بخلف عنه قرآ بفتح ياء يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون (سورة الزخرف الآية 68). ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالعين من «عن» والشين من «شكر» والدال من «دعا» ومدلول «شفا» وهم: «حفص، وروح، وابن كثير، وحمزة،
والكسائي، وخلف العاشر» قرءوا بحذف «الياء» من «يا عباد» وصلا ووقفا، وذلك وفقا لرسم مصاحفهم. وقرأ باقي القراء وهم: «نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وشعبة، وأبو جعفر، ورويس» بإثبات الياء وصلا ووقفا، وذلك وفقا لرسم مصاحفهم. قال ابن الجزري: ..... ولي ... يس سكّن لاح خلف ظلل فتى ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له باللام من «لاح» والظاء من «ظلل» ومدلول «فتى» وهم: يعقوب، وحمزة، وخلف العاشر، وهشام» بخلف عنه، قرءوا بإسكان ياء «وما لي» من قوله تعالى: وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (سورة يس الآية 22). قال ابن الجزري: ..... ومحياي به ثبت جنح ... خلف ..... المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالباء من «به» والثاء من «ثبت» والجيم من «جنح» وهم: «قالون، وأبو جعفر، والأزرق» بخلف عنه، قرءوا بفتح ياء «ومحياي» من قوله تعالى: وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (سورة الأنعام الآية 162). قال ابن الجزري: ..... ... وبعد ساكن كلّ فتح المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن جميع القراء قرءوا بفتح ياء الإضافة إذا كان قبلها ساكن، سواء كان «ألفا» أو «ياء» نحو:
1 - «وإياي» نحو قوله تعالى: وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (سورة البقرة الآية 40). 2 - «إليّ» نحو قوله تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (سورة لقمان الآية 14). وسيأتي خلاف القراء في «بمصرخيّ» من قوله تعالى: ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ (سورة إبراهيم الآية 22). وكذا في «يا بنيّ» نحو قوله تعالى: يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ (سورة لقمان الآية 17). تمّ باب مذاهبهم في ياءات الإضافة ولله الحمد والشكر
"باب مذاهبهم في ياءات الزوائد"
«باب مذاهبهم في ياءات الزوائد» إنما جعل الناظم هذا الباب، والذي قبله أي «باب ياءات الإضافة» آخر أبواب الأصول، لأن الاختلاف فيهما في أواخر الكلمة، فناسب أن يكون ذكر هذين البابين بعد «بابي الوقف». قال ابن الجزري: وهي التي زادوا على ما رسما المعنى: أي ياءات الزوائد: هي التي زادها القرّاء بحسب الرواية الصحيحة على ما رسم في المصاحف العثمانية، فهي زائدة عند من أثبتها من القراء. وتكون ياءات الزوائد في أواخر الكلم من الأسماء، والأفعال نحو: 1 - «الداع، دعان» نحو قوله تعالى: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ (سورة البقرة الآية 186). وتكون في موضع «الجرّ، والنصب» نحو: 1 - «دعاء» نحو قوله تعالى: رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ (سورة إبراهيم الآية 40). 2 - «فاتقون» نحو قوله تعالى: وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (سورة البقرة الآية 41). كما تكون رأس آية، وغير رأس آية نحو: 1 - «المتعال» نحو قوله تعالى: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ (سورة الرعد الآية 9).
2 - «واخشون ولا» من قوله تعالى: فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا (سورة المائدة الآية 44). وضابط ذلك أن تكون الياء محذوفة رسما، مختلفا في إثباتها وحذفها، وصلا ووقفا، أو وصلا فقط. قال ابن الجزري: ..... ... تثبت في الحالين لي ظلّ دما وأوّل النّمل فدا وتثبت ... وصلا رضى حفظ مدا ومائة إحدى وعشرون أتت ..... ... ..... المعنى: أي أن القراء اختلفوا في إثبات «ياءات الزوائد»: فمنهم من أثبتها وصلا ووقفا وهم المرموز لهم ب اللام من «لي» والظاء من «ظلّ» والدال من «دما» وهم: «هشام، ويعقوب، وابن كثير». ومنهم من أثبتها وصلا فقط وهم المرموز لهم بمدلول «رضى» والحاء من «حفظ» ومدلول «مدا» وهم: «حمزة، والكسائي، وأبو عمرو، ونافع، وأبو جعفر» سوى أن «حمزة» قرأ بإثبات الياء في الحالين في موضع واحد فقط وهو الأول من سورة «النمل» وهو «أتمدونني» من قوله تعالى: قال أتمدوننى بمال فما آتانى الله خير مما آتاكم (سورة النمل الآية 36) وقيده الناظم بالأول من النمل ليخرج غيره. ومنهم من حذفها في الحالين وهم الباقون وهم: «ابن عامر، وعاصم، وخلف العاشر». وربما خرج بعض القراء عن هذه القواعد، وهذا ما سنجليه فيما يأتي بإذن الله تعالى. ثم بين الناظم أن العدد الإجمالي ل «ياءات الزوائد» المختلف فيها بين القراء- 121 - مائة وإحدى وعشرون ياء. وسيفصل الناظم خلاف القراء في هذه الياءات فيما سيأتي بعون الله تعالى.
قال ابن الجزري: ..... تعلّمن ... يسر إلى الدّاع الجوار يهدين كهف المناد يؤتين تتّبعن ... أخّرتن الإسر سما ..... المعنى: هذا شروع من الناظم في تفصيل وبيان خلاف القراء في «ياءات الزوائد» حسب قواعدهم المتقدمة: فأخبر أن مدلول «سما» وهم «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» قرءوا بإثبات «الياء» في الكلمات الآتية: 1 - «تعلمن» من قوله تعالى: قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (سورة الكهف الآية 66). 2 - «يسر» من قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (سورة الفجر الآية 4). 3 - «إلى الداع» من قوله تعالى: مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ (سورة القمر الآية 8). 4 - «الجوار» التي بعدها متحرك، من قوله تعالى: وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (سورة الشورى الآية 32). وقيّد موضع الخلاف في «الجوار» بالتي بعدها متحرك، ليخرج «الجوار» التي بعدها ساكن فإنه لا خلاف في حذف الياء في الحالين من أجل الساكن، وقد وقع في موضعين هما: - الْجَوارِ الْكُنَّسِ (سورة التكوير الآية 16). - وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (سورة الرحمن الآية 24). 5 - «يهدين» في الكهف من قوله تعالى: وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً (سورة الكهف الآية 24). وقيّد الناظم موضع الخلاف في «يهدين» بالكهف، احترازا من «يهديني» في القصص من قوله تعالى: قال عسى ربي أن يهدين سواء السبيل (سورة القصص الآية 22) فإنه لا خلاف بين القراء في إثبات الياء في الحالين. 6 - «المناد» من قوله تعالى: وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (سورة ق الآية 41).
7 - «يؤتين» من قوله تعالى: فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ (سورة الكهف الآية 40). 8 - «تتبعن» من قوله تعالى: أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (سورة طه الآية 93). 9 - «أخرتن» في الإسراء من قوله تعالى: لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ (سورة الإسراء الآية 62). وقيّد الناظم موضع الخلاف في «أخرتن» بالإسراء، احترازا من أخرتني» في المنافقون، من قوله تعالى: فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ (سورة المنافقون الآية 10) فإنه اتفق القراء على إثبات الياء في الحالين. قال ابن الجزري: ..... ... ..... وفي ترن واتّبعون أهد بي حقّ ثما ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالباء من «بي» ومدلول «حقّ» والمرموز له بالثاء من «ثما» وهم: «قالون، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وأبو جعفر» قرءوا بإثبات الياء في الكلمتين الآتيتين حسب قواعدهم المتقدمة: 1 - «ترن» من قوله تعالى: إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً (سورة الكهف الآية 39). 2 - «اتبعون أهدكم» من قوله تعالى: اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ (سورة غافر الآية 38). وقيد الناظم موضع الخلاف «في اتبعون» ب «أهد» ليخرج و «اتبعون» في الزخرف من قوله تعالى: وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (سورة الزخرف الآية 61) فإنه سيأتي حكمها في قول الناظم: «واتّبعون زخرف ثوى حلا». قال ابن الجزري: ..... ... ويأت هود نبغ كهف رم سما
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالراء من «رم» ومدلول «سما» وهم: «الكسائي، ونافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» قرءوا بإثبات الياء في الكلمتين الآتيتين حسب مذاهبهم المتقدمة: 1 - «يأت» في «هود» من قوله تعالى: يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ (سورة هود الآية 105). وقيّد الناظم موضع الخلاف في «يأت» بهود، ليخرج ما عداه نحو قوله تعالى: فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ (سورة البقرة الآية 258) فإنه لا خلاف في اثبات الياء في ذلك. 2 - «نبغ في الكهف» من قوله تعالى: قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ (سورة الكهف الآية 64). وقيّد الناظم موضع الخلاف في «نبغ» ب «الكهف» ليخرج التي في يوسف من قوله تعالى: قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي (سورة يوسف الآية 65) فإنه لا خلاف في إثبات الياء في ذلك. قال ابن الجزري: تؤتون ثب حقّا ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالثاء من «ثب» ومدلول «حقّا» وهم: «أبو جعفر، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» قرءوا بإثبات الياء في «تؤتون» من قوله تعالى: قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ (سورة يوسف الآية 66). قال ابن الجزري: ..... ... ويرتع يتّقي يوسف زن خلفا ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالزاي من «زن» وهو: «قنبل» بخلف عنه قرأ بإثبات الياء في الحالين في الكلمتين الآتيتين:
1 - «نرتع» من قوله تعالى: أرسله معنا غدا نرتع ونلعب (سورة يوسف الآية 12). 2 - «يتق» من قوله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (سورة يوسف الآية 90). قال ابن الجزري: ..... ... ..... وتسألن ثق حما جنى الدّاع إذا دعان هم ... مع خلف قالون ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالثاء من «ثق» ومدلول «حما» والمرموز له بالجيم من «جنى» وهم: «أبو جعفر، وأبو عمرو، ويعقوب، والأزرق» قرءوا بإثبات الياء حسب قواعدهم في «تسألن» في «هود» من قوله تعالى: فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ (سورة هود الآية 46). أما «تسألن» في «الكهف» من قوله تعالى: فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (سورة الكهف الآية 70) فسيأتي حكمه في قول الناظم: ..... وثبت ... تسألن في الكهف وخلف الحذف مت ثم أخبر الناظم أن من عاد عليه الضمير في قوله: «هم» وهم: «أبو جعفر، وأبو عمرو، ويعقوب، والأزرق، وقالون» بخلف عنه أثبتوا الياء في الكلمتين الآتيتين حسب قواعدهم المتقدمة: 1 - 2 - «الداع، دعان» من قوله تعالى: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ (سورة البقرة الآية 186). قال ابن الجزري: ..... ... ..... ويدع الدّاع حم هد جد ثوى ..... ... .....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حم» والهاء من «هد» والجيم من «جد» ومدلول «ثوى» وهم: «أبو عمرو، والبزّي، والأزرق، وأبو جعفر، ويعقوب» قرءوا بإثبات الياء حسب قواعدهم في كلمة واحدة وهي: 1 - «الداع» التي قبلها «يدع» من قوله تعالى: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (سورة القمر الآية 6). وقيّد الناظم موضع الخلاف في «الداع» بالتي قبلها «يدع» ليخرج ما عداه وهو في موضعين وهما في قوله تعالى: 1 - مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ (سورة القمر الآية 8). فقد تقدم حكمه أثناء قول الناظم: «يسر إلى الدّاع» الخ. 2 - فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ (سورة البقرة الآية 186). فقد تقدم حكمه أثناء قول الناظم: الداع إذا دعان هم مع خلف قالون. قال ابن الجزري: ..... والباد ثق حقّ جنن ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالثاء من «ثق» ومدلول «حقّ» والمرموز له بالجيم من «جن» وهم: «أبو جعفر، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، والأزرق» قرءوا بإثبات الياء حسب قواعدهم المتقدمة في كلمة واحدة هي: «والباد» من قوله تعالى: سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ (سورة الحج الآية 25). قال ابن الجزري: ..... ... والمهتدي لا أوّلا واتّبعن وقل حما مدا ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن مدلول «حما» ومدلول «مدا» وهم: «أبو عمرو، ويعقوب، ونافع، وأبو جعفر» قرءوا بإثبات الياء في كلمتين حسب قواعدهم المتقدمة، والكلمتان هما:
1 - «المهتد» غير الموضع الأول، وقد جاء في موضعين وهما في قوله تعالى: ومن يهد الله فهو المهتد (سورة الإسراء الآية 97). من يهد الله فهو المهتد (سورة الكهف الآية 17). أما الموضع الأول فهو في سورة «الأعراف» من قوله تعالى: من يهدى الله فهو المهتدي (سورة الأعراف الآية 178) فقد اتفق القراء على إثبات الياء وصلا ووقفا اتباعا للرسم. 2 - «اتّبعن» التي بعدها «وقل» من قوله تعالى: فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ (سورة آل عمران الآية 20). وقيّد الناظم «اتّبعن» ب «قل» احترازا من «اتبعني» التي ليس بعدها «وقل» من قوله تعالى: قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي (سورة يوسف الآية 108) فقد اتفق القراء على إثبات الياء في الحالين اتباعا للرسم. قال ابن الجزري: ..... وكالجواب جا ... حقّ ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالجيم من «جا» ومدلول «حقّ» وهم: «الأزرق، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» قرءوا بإثبات الياء حسب قواعدهم في كلمة واحدة وهي: «كالجواب» من قوله تعالى: وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ (سورة سبأ الآية 13). قال ابن الجزري: ..... ... ..... تمدّونن في سما وجا المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالفاء من «في» ومدلول «سما» وهم: «حمزة، ونافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» قرءوا بإثبات الياء حسب قواعدهم في كلمة واحدة وهي: «أتمدونن» من قوله تعالى: فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ (سورة النمل الآية 36).
تنبيه: «أتمدونن» هذا هو الذي تقدم أن «حمزة» أثبت ياءه في الحالين، أثناء شرح قول الناظم: «وأوّل النّمل فدا». وتقدم أيضا في «باب الإدغام الكبير» أن «حمزة، ويعقوب» يدغمان «النون» في «النون» والدليل على ذلك قول الناظم: ..... ... وفي تمدّونن فضله ظرف قال ابن الجزري: تخزون في اتّقون يا اخشون ولا ... واتّبعون زخرف ثوى حلا خافون إن أشركتمون قد هدا ... ن عنهم ..... المعنى: أخبر الناظم أن مدلول «ثوى» والمرموز له بالحاء من «حلا» وهم: «أبو جعفر، ويعقوب، وأبو عمرو» قرءوا بإثبات الياء في الكلمات الآتية حسب قواعدهم: 1 - «ولا تخزون» التي بعدها «في» من قوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي (سورة هود الآية 78). وقيّد الناظم «ولا تخزون» بالتي بعدها «في» ليخرج «ولا تخزون» التي في سورة الحجر في قوله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ (سورة الحجر الآية 69) فإنه ليس بعدها «في» ويثبتها «يعقوب» فقط، وسيأتي النصّ على ذلك أثناء قول الناظم: «وكلّ روس الآي ظل». 2 - «اتقون» التي بعدها «يا» من قوله تعالى: وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ (سورة البقرة الآية 197). وقيّد الناظم «اتقون» بالتي بعدها «يا» ليخرج غيرها نحو قوله تعالى: وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (سورة البقرة الآية 41). فإن ذلك يثبته «يعقوب» فقط، وسيأتي النصّ على ذلك أثناء قول الناظم: «وكلّ روس الآي ظل». 3 - «اخشون» التي بعدها «ولا» من قوله تعالى: فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا (سورة المائدة الآية 44).
وقيّد الناظم «اخشون» بالتي بعدها «ولا» ليخرج غيرها نحو قوله تعالى: فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ (سورة البقرة الآية 150). 4 - «واتبعون» التي في سورة «الزخرف» من قوله تعالى: وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (سورة الزخرف الآية 61). وقيّد الناظم «واتبعون» بسورة «الزخرف» ليخرج غيرها نحو قوله تعالى: فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ (سورة آل عمران الآية 31). وقوله تعالى: فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (سورة طه الآية 90) فإنه لا خلاف بين القراء في إثبات الياء فيهما اتباعا للرسم. وليخرج أيضا اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ (سورة غافر الآية 38) فإنه تقدم بيان الخلاف في هذا الموضوع أثناء شرح قول الناظم: واتّبعون أهد في حقّ ثما ... ... ..... 5 - «خافون» من قوله تعالى: فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (سورة آل عمران الآية 175). 6 - «أشركتمون» من قوله تعالى: إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ (سورة إبراهيم الآية 22). 7 - «هدان» التي قبلها «قد» من قوله تعالى: قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدانِ (سورة الأنعام الآية 80). وقيّد الناظم «هدان» بالتي قبلها «قد» احترازا من نحو قوله تعالى: أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (سورة الزمر الآية 57) فإن الياء ثابتة لجميع القراء اتباعا لرسم المصحف. قال ابن الجزري: ..... ... ..... كيدون الاعراف لدى خلف حما ثبت ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له باللام من «لدى» ومدلول «حما» والمرموز له بالثاء من «ثبت» وهم: «أبو عمرو، ويعقوب، وأبو جعفر، وهشام» بخلف عنه، أثبتوا الياء حسب قواعدهم في كلمة واحدة وهي: «كيدون» التي
في سورة «الأعراف» من قوله تعالى: قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ (سورة الأعراف الآية 195). وقيّد الناظم «كيدون» بسورة «الأعراف» احترازا من قوله تعالى: مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ (سورة هود الآية 55) فإن الياء ثابتة لجميع القراء اتباعا لرسم المصحف. واحترازا من قوله تعالى: فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (سورة المرسلات الآية 39). فإن الياء ثابتة ل «يعقوب» عملا بقول الناظم فيما سيأتي: ..... ... ..... وكلّ روس الآي ظل قال ابن الجزري: ..... فاتّقوا ... خلف غنى ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالغين من «غنى» وهو: «رويس» أثبت الياء في «فاتقون» بخلف عنه حسب مذهبه وذلك من قوله تعالى: ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (سورة الزمر الآية 16). قال ابن الجزري: ..... ... ..... بشّر عباد افتح يقوا بالخلف والوقف يلي خلف ظبى ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالياء من «يقوا» وهو: «السوسي» أثبت الياء مفتوحة وصلا بخلف عنه في «عباد» التي قبلها «بشر» من قوله تعالى: فَبَشِّرْ عِبادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ (سورة الزمر الآيتان 17 - 18). وله أيضا الإثبات والحذف حالة الوقف. كما أخبر الناظم أن المرموز له بالظاء من «ظبى» وهو: «يعقوب» أثبت الياء في الحالين من «عباد» من قوله تعالى: فَبَشِّرْ عِبادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ (سورة الزمر الآيتان 17 - 18) وقيّد الناظم «عباد» ب «بشّر» ليخرج غيرها.
قال ابن الجزري: ..... ... آتان نمل وافتحوا مدا غبى حز عد وقف ظعنا وخلف عن حسن ... بن زر ..... المعنى: أخبر الناظم أن القراء اختلفوا في «ءاتان» في «النمل» من قوله تعالى: فما آتان الله خير مما آتاكم (سورة النمل الآية 36) فأثبتها مفتوحة وصلا مدلول «مدا» والمرموز له بالغين من «غبى» والحاء من «حز» والعين من «عد» وهم: «نافع، وأبو جعفر، ورويس، وأبو عمرو، وحفص». ووقف عليها بالياء بلا خلاف المرموز له بالظاء من «ظعنا» وهو «يعقوب». ووقف عليها بالياء بالخلاف المرموز له بالعين من «عن» والحاء من «حسن» والباء من «بن» والزاي من «زر» وهم: «حفص، وأبو عمرو، وقالون، وقنبل». قال ابن الجزري: ..... ... ..... يردن افتح كذا تتّبعن وقف ثنا ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالثاء من «ثنا» وهو: «أبو جعفر» قرأ بفتح الياء وصلا، وأثبتها وقفا في كلمتين هما: 1 - «يردن» من قوله تعالى: إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً (سورة يس الآية 23). 2 - «تتبعن» من قوله تعالى: أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (سورة طه الآية 93). قال ابن الجزري: ..... وكلّ روس الآي ظل ... وافق بالواد دنا جد وزحل بخلف وقف ..... ... .....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالظاء من «ظل» وهو: «يعقوب» قرأ بإثبات الياء في الحالين من الياءات المحذوفة رسما في رءوس الآي في جميع القرآن نحو «دعاء» من قوله تعالى: رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ (سورة إبراهيم الآية 40). ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالدال من «دنا» والجيم من «جد» وهما: «ابن كثير، والأزرق» وافقا «يعقوب» في إثبات «الياء» من «بالواد» من قوله تعالى: وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ (سورة الفجر الآية 9) فابن كثير يثبت الياء في الحالين، والأزرق يثبتها وصلا فقط. ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالزاي من «زحل» وهو «قنبل» وافق «يعقوب» أيضا في إثبات الياء من «بالواد» حالة الوقف فقط بخلف عنه، والوجهان صحيحان. قال ابن الجزري: ..... ودعاء في جمع ... ثق حط زكا الخلف هدى ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالفاء من «في» والجيم من «جمع» والثاء من «ثق» والحاء من «حط» والزاي من «زكا» والهاء من «هدى» وهم: «حمزة، والأزرق، وأبو جعفر، وأبو عمرو، والبزّي، وقنبل» بخلف عنه، وافقوا «يعقوب» في إثبات «الياء» من «دعاء» من قوله تعالى: رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ (سورة إبراهيم الآية 40). فأثبتها وصلا فقط: أبو عمرو، وحمزة، وأبو جعفر، والأزرق». وأثبتها في الحالين «البزّي». واختلف عن «قنبل»: فروى بعضهم عنه حذفها في الحالين، والبعض الآخر إثباتها في الحالين، والبعض حذفها وصلا، وأثبتها وقفا، والكل صحيح عنه. قال ابن الجزري: ..... ... ..... التّلاق مع تناد خذ دم جل وقيل الخلف بر ... .....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالخاء من «خذ» والدال من «دم» والجيم من «جل» والباء من «بر» وهم: «ابن وردان، وابن كثير، والأزرق، وقالون» بخلف عنه وافقوا «يعقوب» في إثبات الياء في كلمتين وهما: 1 - «التلاق» من قوله تعالى: لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (سورة غافر الآية 15). 2 - «التناد» من قوله تعالى: وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ (سورة غافر الآية 32). فأثبت الياءين وصلا فقط «ابن وردان، والأزرق، وقالون» بخلف عنه. وأثبتهما في الحالين «ابن كثير». قال ابن الجزري: ..... ... والمتعال دن ..... أخبر الناظم أن المرموز له بالدال من «دن» وهو: «ابن كثير» وافق «يعقوب» في إثبات الياء في الحالين في كلمة واحدة هي: «المتعال» من قوله تعالى: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ (سورة الرعد الآية 9). قال ابن الجزري: ..... ... ..... وعيد ونذر يكذّبون قال مع نذيري ... فاعتزلون ترجمو نكيري تردين ينقذون جود ..... ... ..... المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالجيم من «جود» وهو: «الأزرق» وافق «يعقوب» في إثبات الياءات الآتية وصلا فقط: 1 - «وعيد» في ثلاثة مواضع وهي: ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ (سورة إبراهيم الآية 14). كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (سورة ق الآية 14). فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ (سورة ق الآية 45).
2 - «نذر» في المواضع الستة في سورة القمر رقم 16، 18، 21، 30، 37، 39. 3 - «يكذبون» التي بعدها «قال» من قوله تعالى: إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ* قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ (سورة القصص الآيتان 34 - 35). وقيّد الناظم «يكذبون» بالتي بعدها «قال» احترازا عن نحو قوله تعالى: قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ* وَيَضِيقُ صَدْرِي (سورة الشعراء الآيتان 12 - 13). 4 - «نذير» من قوله تعالى: فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (سورة الملك الآية 17). 5 - «فاعتزلون» من قوله تعالى: وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (سورة الدخان الآية 21). 6 - «ترجمون» من قوله تعالى: وإن عذت بربي وربكم أن ترجمون (سورة الدخان الآية 20). 7 - «نكير» في المواضع الأربعة من قوله تعالى: فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (سورة الحج الآية 44 وسبأ الآية 45 وفاطر الآية 26 والملك الآية 18). 8 - «تردين» من قوله تعالى: قالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (سورة الصافات الآية 56). 9 - «ينقذون» من قوله تعالى: لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (سورة يس الآية 23). قال ابن الجزري: ..... أكرمن ... أهانن هدا مدا والخلف حن المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالهاء من «هدا» ومدلول «مدا» والحاء من «حن» وهم: «البزّي، ونافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو» بخلف عنه، وافقوا «يعقوب» في إثبات الياء من كلمتين هما: 1 - «أكرمن» من قوله تعالى: فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (سورة الفجر الآية 15). 2 - «أهانن» من قوله تعالى: فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ (سورة الفجر الآية 16). فالبزّي
أثبت الياء فيهما في الحالين. و «نافع، وأبو جعفر» أثبتا الياء فيهما وصلا فقط. و «أبو عمرو» أثبتهما وصلا بالخلاف. قال ابن الجزري: وشذّ عن قنبل غير ما ذكر ... ..... المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن ما ذكره من إثبات الياءات الزائدة عن «قنبل» هو الصحيح الذي ثبتت روايته وتواترت. ومن ذكر عنه شيئا غير ذلك يعتبر شاذّا لا تجوز القراءة به. قال ابن الجزري: ..... ... والأصبهانيّ كالأزرق استقر مع ترن اتّبعون ..... ... ..... المعنى: من الاصطلاحات العامة التي اصطلح عليها الناظم ما جاء في قوله في المقدمة: وحيث جا رمز لورش فهوا ... لأزرق لدى الأصول يروى والأصبهانيّ كقالون وإن ... سمّيت ورشا فالطّريقان إذن ونظرا لأن «الأصبهاني» ورد عنه من الطرق الصحيحة إثبات جميع الياءات التي أثبتها «الأزرق». نبّه الناظم على ذلك بقوله هنا: والأصبهانيّ كالأزرق استقر أي أن الأصبهاني أثبت جميع الياءات التي أثبتها «الأزرق». ثم أخبر الناظم أن «الأصبهاني» زاد على ما أثبته «الأزرق» وأثبت الياء في كلمتين وصلا فقط، وهما: 1 - «ترن» من قوله تعالى: إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً (سورة الكهف الآية 39).
2 - «اتبعون» من قوله تعالى: يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ (سورة غافر الآية 38). قال ابن الجزري: ..... وثبت ... تسألن في الكهف وخلف الحذف مت المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن جميع القراء عدا «ابن ذكوان» اثبتوا الياء في «تسألني» من قوله تعالى: قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (سورة الكهف الآية 70) وذلك اتباعا لرسم المصحف. سوى أن المرموز له بالميم من «مت» وهو: «ابن ذكوان» ورد عنه في هذه الياء الخلاف في إثبات الياء وحذفها وصلا ووقفا. والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما. والحمد لله رب العالمين. تمّ باب مذاهبهم في ياءات الزوائد ولله الحمد والشكر
"باب إفراد القراءات وجمعها"
«باب إفراد القراءات وجمعها» قال ابن الجزري: وقد جرى من عادة الأئمّة ... إفراد كلّ قارئ بختمه حتّى يؤهّلوا لجمع الجمع ... بالعشر أو أكثر أو بالسّبع المعنى: قال ابن الجزري في النشر ما معناه: «لم يتعرض أحد من أئمة القراءة في تواليفهم لهذا الباب، وقد أشار إليه «أبو القاسم الصفراوي» ت 636 هـ في «إعلانه» ولم يأت بطائل. وهو باب عظيم الفوائد، كثير النفع، جليل الخطر، بل هو ثمرة ما تقدم في أبواب هذا الكتاب من الأصول، ونتيجة تلك المقدمات والفصول. والسبب الموجب لعدم تعرض المتقدمين إليه هو عظم هممهم، وكثرة حرصهم، ومبالغتهم في الإكثار من هذا العلم، واستيعاب رواياته. ولقد كانوا في الحرص والطلب بحيث إنهم يقرءون بالرواية الواحدة على الشيخ الواحد عدّة ختمات لا ينتقلون إلى غيرها. ولقد قرأ «الأستاذ أبو الحسن علي بن عبد الغني الحصري» القيرواني القراءات السبع على شيخه: «أبي بكر القصري» تسعين ختمة، كلما ختم ختمة قرأ غيرها حتى أكمل ذلك في مدّة عشر سنين. وكانوا يقرءون على الشيخ الواحد العدّة من الروايات، والكثير من القراءات كل ختمة برواية، لا يجمعون رواية إلى غيرها. وهذا الذي كان عليه الصدر الأول، ومن بعدهم إلى أثناء المائة الخامسة عصر «الداني، وابن شيطا،
والأهوازي، والهذلي» ومن بعدهم. فمن ذلك الوقت ظهر جمع القراءات في الختمة الواحدة، واستمر إلى زماننا. وكان بعض الأئمة يكره ذلك من حيث إنه لم تكن عادة السلف عليه. ولكن الذي استقرّ عليه العمل هو الأخذ به، والتقرير عليه، وتلقيه بالقبول. وإنما دعاهم إلى ذلك فتور الهمم، وقصد سرعة الترقي، والانفراد، ولم يكن أحد من الشيوخ يسمح به إلا لمن أفرد القراءات، وأتقن معرفة الطرق والروايات، وقرأ لكل قارئ ختمة على حدة. ولم يسمح أحد بقراءة قارئ من الأئمة السبعة، أو العشرة في ختمة واحدة فيما أحسب إلّا في هذه الأعصار المتأخرة «1». قال ابن الجزري: وجمعنا نختاره بالوقف ... وغيرنا يأخذه بالحرف بشرطه فليسرع وقفا وابتدأ ... ولا يركّب وليجد حسن الأدا فالماهر الّذي إذا ما وقفا ... يبدا بوجه من عليه وقفا يعطف أقربا به فأقربا ... مختصرا مستوعبا مرتّبا المعنى: قال ابن الجزري في النشر ما معناه: للشيوخ في كيفية الأخذ بالجمع مذهبان: أحدهما: الجمع بالحرف: وهو: أن يشرع القارئ في القراءة فإذا مرّ بكلمة فيها خلف أصوليّ، أو فرشيّ، أعاد تلك الكلمة بمفردها حتى يستوفي ما فيها من الخلاف، فإن كانت مما يسوغ الوقف عليه وقف، واستأنف ما بعدها على الحكم المذكور، وإلّا وصلها بآخر وجه انتهى عليه حتى ينتهي إلى وقف فيقف. وإن كان الخلف مما يتعلق بكلمتين كمدّ المنفصل، والسكت على ذي
كلمتين وقف على الكلمة الثانية واستوعب الخلاف، ثم انتقل إلى ما بعدها على ذلك الحكم. وهذا مذهب «المصريين» وهو أوثق في استيفاء أوجه الخلاف، وأسهل في الأخذ، وأخصر، ولكنه يخرج عن رونق القراءة، وحسن أداء التلاوة. المذهب الثاني: الجمع بالوقف: وهو إذا شرع القارئ بقراءة من قدّمه لا يزال بذلك الوجه حتى ينتهي إلى وقف يسوغ الابتداء بما بعده فيقف ثم يعود إلى القارئ الذي بعده إن لم يكن دخل خلفه فيما قبله، ولا يزال حتى يقف على الوقف الذي وقف عليه، ثم يفعل ذلك بقارئ قارئ حتى ينتهي الخلف، ويبتدئ بما بعد ذلك الوقف على هذا الحكم. وهذا مذهب الشاميين، وهو أشدّ في الاستحضار، وأسدّ في الاستظهار، وأطول زمانا، وأجود إمكانا. ثم يقول «ابن الجزري»: ولكني ركبت من المذهبين مذهبا، فجاء في محاسن الجمع طرازا مذهبا: فأبتدئ بالقارئ، وأنظر إلى من يكون من القرّاء أكثر موافقة له فإذا وصلت إلى كلمة بين القارئين فيها خلف وقفت وأخرجته معه ثم وصلت حتى أنتهي إلى الوقف السائغ جوازه وهكذا حتى ينتهي الخلاف. ثم يقول «ابن الجزري»: يشترط على جامعي القراءات أربعة شروط لا بدّ منها وهي: رعاية الوقف، والابتداء، وحسن الأداء، وعدم التركيب. أمّا رعاية الترتيب، والتزام تقديم شخص بعينه، أو نحو ذلك فلا يشترط. وكثير من الناس يرى تقديم «قالون» أوّلا كما هو مرتب في هذه الكتب المشهورة «1». وأقول: لقد قرأت ختمتين كاملتين على شيخي لمرحوم «الشيخ عامر السيد عثمان». الأولى: بالقراءات العشر بمضمّن الشاطبية، والدة. والأخرى: بمضمن الطيبة في القراءات العشر.
وكانت قراءتي بطريق الجمع بالوقف: وكنت افتتح القراءة ب «قالون» ثم أعطف عليه القارئ الذي قراءته أقرب إلى آخر الآية ما لم تكن قراءته قد اندرجت مع «قالون». وهكذا حتى أقرأ بجميع القراءات لجميع القراء أصولا وفرشا. قال ابن الجزري: وليلزم الوقار والتّأدّبا ... عند الشّيوخ إن يرد أن ينجبا المعنى: يقدّم «ابن الجزري» رحمه الله تعالى نصيحة جليلة لقراء القرآن، فيقول: على كل قارئ أن يلتزم بآداب الإسلام: فعليه أن يكون مؤدبا بآداب الإسلام، متخلقا بأخلاق تعاليم القرآن فيكون مؤدبا مع شيخه، موقّرا له، ناظرا له بعين الحبّ والحنان. وكان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه يقول: اللهمّ أخف عيب معلمي عنّي فلا تذهب بركة علمه منّي. قال ابن الجزري: وبعد إتمام الأصول نشرع ... في الفرش والله إليه نضرع المعنى: يقول «ابن الجزري» رحمه الله تعالى بعد أن وفقني الله تعالى وأتممت نظم أصول القراءات العشر في طريق «كتاب النشر» فإني سأشرع بعون الله تعالى وتوفيقه في نظم القراءات المعروفة في اصطلاح القرّاء ب «فرش الحروف» مبتدئا بسورة «البقرة» منتهيا «بباب التكبير» والله أعلم. تمّ باب مذاهبهم في إفراد القراءات وجمعها ولله الحمد والشكر وبهذا ينتهي الجزء الأول من كتاب الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر والكشف عن علل القراءات وتوجيهها ويليه الجزء الثاني وأوله «سورة الفاتحة».
[الجزء الثانى] بسم الله الرحمن الرحيم عن «ابن شهاب» رضي الله عنه قال: حدّثني «عبيد الله بن عبد الله أن «عبد الله بن عباس» رضي الله عنهما حدّثه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «أقرأني جبريل على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتّى انتهى إلى سبعة أحرف» اه. أخرجه البخاري ومسلم
سورة الفاتحة
سورة الفاتحة قال ابن الجزري: مالك نل ظلّا روى .......... ... .......... المعنى: قرأ «عاصم، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» «ملك» من قوله تعالى: ملك يوم الدين (سورة الفاتحة آية 3). بإثبات ألف بعد الميم، على أنه اسم فاعل من «ملك». والمالك بالألف هو المتصرف في الأعيان المملوكة كيف يشاء. وقرأ الباقون «ملك» بحذف الألف، وكسر اللام والكاف، على وزن «حذر» على أنه صيغة مبالغة. والملك بحذف الألف: هو التصرف بالأمر والنهي في المأمورين. وقد حذفت الألف في الرسم من ملك يوم الدين للإشارة إلى قراءة حذف الألف. تنبيه: «ملك» من قوله تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ (سورة آل عمران آية 26) لا خلاف بين القراء العشرة في قراءته «مالك» بإثبات ألف بعد الميم، وفتح الكاف. قال «الراغب الأصفهاني» في مادة «ملك»: «الملك» بفتح الميم وكسر اللام: هو المتصرف بالأمر والنهي في الجمهور، وذلك يختص بسياسة الناطقين، ولهذا يقال: «ملك الناس» ولا يقال: «ملك الأشياء». وقوله تعالى: ملك يوم الدين فتقديره: الملك في يوم الدين، وذلك لقوله تعالى: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ
الْواحِدِ الْقَهَّارِ (سورة غافر آية 16). «1» وقال «الزبيدي» ت 1205 هـ في مادة «ملك»: يقال: «ملكه يملكه ملكا مثلثة» «2». و «الملك» بفتح الميم واللام: واحد الملائكة اه «3». قال ابن الجزري: ........ الصراط مع ... صراط زن خلفا غلا كيف وقع والصاد كالزاي ضفا الأول قف ... وفيه والثاني وذي اللام اختلف وباب أصدق شفا والخلف غر ... يصدر غث شفا المصيطرون ضر ق الخلف مع مصيطر والسين لي ... وفيهما الخلف زكيّ عن ملي المعنى: اختلف القراء العشرة في لفظي: الصراط، وصراط، المعرف والمنكر، حيثما وقعا في القرآن الكريم: فقرأ «رويس، وقنبل» بخلف عنه بالسين حيثما وقعا، وذلك على الأصل، لأنه مشتق من السرط: وهو البلع، وهي لغة عامة العرب. ومما يدل على أن السين هي الأصل أنه لو كانت الصاد هي الأصل لم تردّ إلى السين، وذلك لضعف السين عن الصاد، وليس من أصول كلام العرب أن يردّوا القويّ إلى الضعيف، وإنما أصولهم في الحروف عند الإبدال أن يردّوا الأضعف إلى الأقوى. وقرأ «خلف» عن حمزة بالصاد المشمّة صوت الزاي حيثما وقعا في القرآن، وهي لغة «قيس». وحجة من قرأ بالإشمام أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في صفة «الجهر» أشمّ الصاد صوت الزاي، وذلك للجهر الذي فيها، فصار قبل الطاء حرف يشبهها في «الإطباق، والجهر» وحسن ذلك لأن الراء تخرج من مخرج
السين، والصاد مؤاخية لها في صفتي: «الصفير والرخاوة». واختلف عن «خلاد» على أربع طرق: الأولى: الإشمام في الأول من الفاتحة فقط. الثانية: الإشمام في حرفي الفاتحة فقط. الثالثة: الإشمام في المعرف باللام في الفاتحة وجميع القرآن. الرابعة: عدم الإشمام في الجميع. وقرأ الباقون من القراء العشرة بالصاد الخالصة في جميع القرآن، وهو الوجه الثاني عن «قنبل» وهو لغة «قريش». تنبيه: قال «ابن الجزري»: واختلف عن «قنبل» في «الصراط، وصراط» فرواه عنه بالسين «ابن مجاهد» وهي رواية «أحمد بن ثوبان» عن «قنبل» ورواية «الحلواني» عن «القوّاس». ورواه عنه «ابن شنبوذ» بالصاد، وكذلك سائر الرواة عن «قنبل» ثم قال: واختلف عن «خلاد» في إشمام الأول فقط، أو حرفي الفاتحة خاصة، أو المعرف باللام في جميع القرآن، أو لا إشمام في شيء: فقطع له بالإشمام في الحرف الأول حسب ما في التيسير والشاطبية. وبذلك قرأ «الداني» على «أبي الفتح فارس» وصاحب «التجريد» على «عبد الباقي» وهي رواية «محمد بن يحيى الخنيسي» عن خلاد. وقطع له بالإشمام في حرفي الفاتحة فقط صاحب «العنوان، والطرسوسي» من طريق «ابن البختري» عن «الوزان» عنه، وبه قطع «أبو العزّ، والأهوازي» عن «الوزّان» أيضا، وهي طريق «ابن حامد» عن «الصوّاف». وقطع له بالإشمام في المعرّف باللام خاصة هنا، وفي جميع القرآن، جمهور العراقيين، وهي طريق «بكّار» عن «الوزّان». وبه قرأ صاحب «التجريد» على الفارسي، والمالكي، وهو الذي في «روضة أبي علي البغدادي» وطريق «ابن مهران» عن «ابن أبي عمر» عن «الصواف» عن «الوزّان» وهي رواية «الدوري» عن «سليم» عن «حمزة». وقطع له بعدم الإشمام في الجميع صاحب «التبصرة» والكافي، والتلخيص، والهداية، والتذكرة، وجمهور المغاربة، وبه قرأ الداني على «أبي الحسن» وهي طريق «ابن الهيثم» والطلحي ورواية «الحلواني» عن «خلاد»
وانفرد «ابن عبيد» على «أبي علي الصواف» على «الوزّان» عنه، بالإشمام في المعرف، والمنكر، كرواية «خلف» عن «حمزة» في كل القرآن وهو ظاهر «المبهج» عن «ابن الهيثم» اه «1». ثم أخبر الناظم رحمه الله تعالى بأن القراء العشرة اختلفوا في القراءة بالإشمام وعدمه في الصاد الساكنة إذا وقع بعدها «الدال» وجملة ذلك في القرآن: اثنا عشر صادا وذلك من الألفاظ السبعة اللاتية: 1 - «أصدق» من قوله تعالى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً (سورة النساء آية 87). ومن قوله تعالى: وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (سورة النساء آية 122). 2 - «تصديق» من قوله تعالى: وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (سورة يونس آية 37). ومن قوله تعالى: ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (سورة يوسف آية 111). 3 - «يصدفون» من قوله تعالى: انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (سورة الأنعام آية 46). ومن قوله تعالى: سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ (سورة الانعام آية 157). 4 - «فاصدع» من قوله تعالى: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ (سورة الحجر آية 94). 5 - «تصدية» من قوله تعالى: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً (سورة الانفال آية 35). 6 - «يصدر» من قوله تعالى: حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ (سورة القصص آية 23). ومن قوله تعالى: يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً (سورة الزلزلة آية 6). 7 - «قصد» من قوله تعالى: وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ (سورة النحل آية 9). فقرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» جميع الألفاظ بإشمام الصاد صوت الزاي، وهو لغة «قيس». وقرأ «رويس» بالإشمام في لفظ «يصدر» في موضعيه قولا واحدا. واختلف
عنه في الألفاظ الستة الباقية فقرأها بالإشمام، وبالصاد الخالصة حيث روى عنه «النخاس، والجوهري» الإشمام في جميع ذلك، وبه قطع «ابن مهران». وروى عنه «أبو الطيب، وابن مقسم» الصاد الخالصة، وبه قطع الهذلي «1». وقرأ الباقون من القراء العشرة الألفاظ السبعة بالصاد الخالصة، وهي لغة «قريش». ثم أخبر الناظم رحمه الله تعالى بأن القراء العشرة اختلفوا في القراءة بالإشمام وعدمه في لفظي: 1 - «المصيطرون» من قوله تعالى: أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (سورة الطور آية 37). 2 - «بمصيطر» من قوله تعالى: لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (سورة الغاشية آية 22). فقرأ «هشام» اللفظين بالسين، على الأصل، وهي لغة عامة العرب. وقرأ «خلف» عن «حمزة» اللفظين بإشمام الصاد صوت الزاي، وهو لغة «قيس». وقرأ «قنبل، وابن ذكوان، وحفص» بالسين، والصاد. وقرأ «خلاد» اللفظين بوجهين: الأول بالإشمام، والثاني بالصاد الخالصة. قال ابن الجزري: واختلف عن «قنبل، وابن ذكوان، وحفص، وخلاد»: فأما «قنبل» فرواه عنه بالصاد فيهما «ابن شنبوذ» من المبهج، وكذا نص «الداني» في جامعه عنه. ورواه عنه بالسين فيهما «ابن مجاهد، وابن شنبوذ» من «المستنير» ونص على السين في «المسيطرون» والصاد في «بمصيطر» الجمهور من العراقيين، والمغاربة، وهو الذي في الشاطبية والتيسير. وأما «ابن ذكوان» فرواه عنه بالسين فيهما «ابن مهران، وابن الفحام» من طريق الفارسي عن «النقاش».
وهي رواية «ابن الأخرم» وغيره عن «الأخفش». ورواه «ابن سوار» بالصاد فيهما، وكذلك روى الجمهور عن النقاش، وهو الذي في الشاطبية، والتيسير. وأما «حفص» فنص على الصاد له فيهما «ابن مهران» في غايته، وابن غلبون في تذكرته، وصاحب العنوان، وهو الذي في «التبصرة، والكافي، والتلخيص، والهداية» وعند الجمهور، وذكره «الداني» في «جامعه» عن «الأشناني» عن «عبيد» وبه قرأ «الداني» على شيخه: «أبي الحسن». ورواه بالسين فيهما «زرعان» عن «عمرو» وهو نص «الهذلي» عن «الأشناني» عن «عبيد» وحكاه له «الداني» في جامعه، عن «أبي طاهر بن أبي هاشم» عن «الأشناني»، وكذا رواه «ابن شاهي» عن «عمرو». وروى آخرون عنه «المسيطرون» بالسين، و «بمصيطر» بالصاد، وكذا هو في «المبهج، والإرشادين» وغاية «أبي العلاء»، وبه قرأ «الداني» على «أبي الفتح». وقطع بالخلاف له في «المصيطرون» وبالصاد في «بمصيطر» في التيسير والشاطبية. وأما «خلاد» فالجمهور من المشارقة، والمغاربة على الإشمام فيهما له، وهو الذي لا يوجد نص عنه بخلافه. وأثبت له الخلاف فيهما صاحب «التيسير» من قراءته على «أبي الفتح» وتبعه على ذلك الشاطبي. والصاد هي رواية «الحلواني، ومحمد بن سعيد البزّاز» كلاهما عن «خلاد» ورواية «محمد بن لاحق عن سليم، وعبد الله بن صالح، عن «حمزة» اه. وقرأ الباقون من القراء العشرة اللفظين بالصاد الخالصة، وهي لغة «قريش».
قال ابن الجزري: عليهم إليهم لديهم ... بضم كسر الهاء ظبي فهم وبعد ياء سكنت لا مفردا ... ظاهر وإن تزل كنجزهم غدا وخلف يلههم قهم ويغنهم ... عنه ولا يضم من يولهم المعنى: قرأ «حمزة» الألفاظ الثلاثة الآتية بعد حيثما وقعت في «القرآن» بضم الهاء وصلا ووقفا. وذلك على الأصل لأن الهاء لما كانت ضعيفة لخفائها خصت بأقوى الحركات، ولذا تضم مبتدأة، وبعد الفتح والألف، والضمة والواو والسكون في غير الياء نحو: هو، لهو، دعاه، دعوه، دعه، والضم لغة «قريش» و «الحجازيين» والألفاظ الثلاثة هي: 1 - «عليهم» نحو قوله تعالى: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (سورة الفاتحة آية 7). 2 - «إليهم» نحو قوله تعالى: نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها (سورة هود آية 15). 3 - «لديهم» نحو قوله تعالى: وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ (سورة آل عمران آية 44). ثم أخبر الناظم رحمه الله تعالى بأن «يعقوب» قرأ الألفاظ الثلاثة، وزاد عليها كل ما شابهها مما قبل الهاء ياء ساكنة من ضمير التثنية، أو الجمع، مذكرا كان أو مؤنثا، قرأ كل ذلك بضم الهاء وصلا ووقفا بشرط أن تكون الياء في غير المفرد، وأن تكون موجودة في اللفظ نحو: 1 - «عليهما» نحو قوله تعالى: فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً (سورة النساء آية 128). 2 - «عليهنّ» نحو قوله تعالى: فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ (سورة النساء آية 15). 3 - «فيهن» نحو قوله تعالى: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ (سورة البقرة آية 197).
4 - «بجنتيهم» نحو قوله تعالى: وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ (سورة سبأ آية 16). 5 - «ترميهم» نحو قوله تعالى: تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (سورة الفيل آية 4). 6 - «صياصيهم» نحو قوله تعالى: مِنْ صَياصِيهِمْ (سورة الأحزاب آية 26). 7 - «أيديهم» نحو قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ (سورة البقرة آية 79). ثم أخبر الناظم رحمه الله تعالى بأن الياء إذا زالت لعلة جزم نحو: 1 - وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ (سورة الأعراف آية 169). 2 - أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ (سورة العنكبوت آية 51). أو زالت الياء لعلة بناء نحو قوله تعالى: فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (سورة الصافات آية 149). فإن «رويسا» وحده يضم الهاء في كل ذلك وصلا ووقفا. إلا قوله تعالى: وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ (سورة الأنفال آية 16). فإنه يكسر الهاء في هذا اللفظ قولا واحدا من غير خلاف. واختلف عنه في الألفاظ الثلاثة الآتية فإنه قرأها بالضم والكسر: 1 - «ويلههم» من قوله تعالى: وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (سورة الحجر آية 3). 2 - «يغنهم» من قوله تعالى: يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (سورة النور آية 32). 3 - «وقهم» من قوله تعالى: وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (سورة غافر آية 7). ومن قوله تعالى: وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ (سورة غافر آية 9). وقرأ باقي القراء العشرة الألفاظ المتقدمة بكسر الهاء وصلا ووقفا. وذلك لمجانسة الكسر الياء أو الكسر. وهو لغة: «قيس وتميم، وبني سعد». تنبيه: قال «ابن الجزري»: واختلف عن «رويس» في وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ» في الحجر، ويُغْنِهِمُ اللَّهُ في
النور، وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ كلاهما في غافر: فكسر الهاء في الأربعة «القاضي أبو العلاء» عن «النخّاس» وكذلك روى «الهذلي» عن «الحمامي» في الثلاثة الأول، وكذا نص «الأهوازي، وقال «الهذلي»: هكذا أخذ علينا في التلاوة، ولم نجده في الأصل مكتوبا. وزاد «ابن خيرون» عنه كسر الرابعة، وهي وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ وضم الهاء في الأربعة الجمهور عن «رويس» اه «1». قال ابن الجزري: وضم ميم الجمع صل ثبت درا ... قبل محرك وبالخلف برا وقبل همز القطع ورش .. ... .......... المعنى: اعلم أن ميم الجمع إما أن تقع قبل ساكن، أو قبل متحرك. فإذا وقعت قبل ساكن نحو: مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ (سورة آل عمران آية 110). كان حكمها الضم من غير صلة لجميع القراء، لأن الأصل في ميم الجمع الضم. قال الشاطبي ت 590 هـ ومن دون وصل ضمها قبل ساكن لكل .......... وإذا وقعت ميم الجمع قبل متحرك: فإما أن يكون المتحرك متصلا بها، أو منفصلا عنها. فإذا كان متصلا بها ولا يكون إلا ضميرا مثل: 1 - «دخلتموه» من قوله تعالى: فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ (سورة المائدة آية 23). 2 - «أنلزمكموها» من قوله تعالى: أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (سورة هود آية 28). كان حكمها الضم مع الصلة لجميع القرّاء.
وهى اللغة الفصيحة، وعليها جاء رسم المصحف العثماني. وإن كان المتحرك منفصلا عن ميم الجمع: فإمّا أن يكون همزة قطع، أولا: فإن كان همزة قطع مثل قوله تعالى: عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ (سورة البقرة آية 6) كان حكمها الضم مع الصلة وصلا «لورش، وابن كثير، وأبي جعفر، وقالون بخلف عنه». وذلك اتباعا للأصل، ويصبح المدّ عندهم من قبيل المنفصل، فكلّ يمدّ حسب مذهبه في المدّ المنفصل. وقرأ باقي القراء بإسكانها، وهما لغتان. وإذا لم يكن المتحرك همزة قطع نحو قوله تعالى: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ (سورة الفاتحة آية 7) كان حكمها الضم مع الصلة وصلا «لابن كثير، وأبي جعفر، وقالون» بخلف عنه، والباقون بإسكانها. تنبيه: قال صاحب النشر: «واختلف عن «قالون» فقطع له بالاسكان صاحب «الكافي» وهو الذي في «العنوان» وكذا قطع في «الهداية» من طريق «أبي نشيط» وهو الاختيار له في «التبصرة»، ولم يذكر في «الارشاد غيره، وبه قرأ الداني» على «أبي الحسن» من طريق «أبي نشيط» وعلى «أبي الفتح» عن قراءته على «عبد الله بن الحسين» من طريق «الحلواني» وصاحب «التجريد» عن «ابن نفيس» من طريق «أبي نشيط» وعليه، وعلى الفارسي، والمالكي، من طريق «الحلواني» وبه قرأ الهذلي» أيضا من طريق «أبي نشيط». وبالصلة قطع صاحب «الهداية» للحلواني، وبها قرأ «الداني» على «أبي الفتح» من الطريقين، عن قراءته على «عبد الباقي بن الحسن» وعن قراءته على «عبد الله بن الحسين» من طريق «الجمّال» عن «الحلواني» وبه قرأ «الهذلي» أيضا من طريق «الحلواني». وأطلق الوجهين عن «قالون» «ابن بليمة» صاحب «التلخيص» من الطريقين.
ونص على الخلاف صاحب التيسير، من طريق «أبي نشيط». وأطلق التخيير له في الشاطبية، وكذا جمهور العراقيين من الطريقين». «1» قال ابن الجزري: .......... واكسروا ... قبل السكون بعد كسر حرّروا وصلا وباقيهم بضم وشفا ... مع ميم الهاء وأتبع ظرفا المعنى: اختلف القراء العشرة في كسر ميم الجمع وضمها، وضم ما قبلها وكسره، إذا كان بعد ميم الجمع ساكن، وكان قبلها هاء، وقبل الهاء كسرة متصلة أو ياء ساكنة، وذلك نحو: 1 - فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ (سورة النساء آية 77). 2 - وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ (سورة البقرة آية 93). 3 - وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ (سورة البقرة آية 166). 4 - كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ (سورة البقرة آية 167). فقرأ «أبو عمرو» بكسر الهاء والميم وصلا. فكسر الهاء لمجاورة الكسرة، أو الياء الساكنة، وكسر الميم على أصل التخلص من التقاء الساكنين. وقرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» بضم الهاء والميم وصلا. فضمة الميم على الأصل، وضمة الهاء اتباع لها. وقرأ «يعقوب» باتباع الميم الهاء على أصله، فضمها حيث ضم الهاء في نحو: كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ. وكسرها حيث كسر الهاء في نحو: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ. وقرأ الباقون وهم «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر» بضم الميم وكسر الهاء.
هذا حكم الوصل، أما حالة الوقف فكل القراء على إسكان الميم، وهم في الهاء على أصولهم: «فحمزة» بضم الهاء من نحو: فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ. «ويعقوب» بضم الهاء من نحو: فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ. ومن نحو: كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ. «ورويس» على أصله بالوجهين في نحو: يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (سورة النور آية 32). «1» (والله أعلم) تمّت سورة الفاتحة ولله الحمد والشكر
سورة البقرة
سورة البقرة قال ابن الجزري: وما يخادعون يخدعونا ... كنز ثوى .......... المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى بأن المرموز لهم ب «كنز ثوى» وهم: «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب، وخلف البزار» يقرءون «وما يخدعون» من قول الله تعالى: وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ (سورة البقرة آية 9) بفتح الياء وإسكان الخاء، وحذف الألف، وفتح الدال، كما لفظ بها، وذلك على أنها مضارع «خدع» الثلاثي. يقال: «خدعه» كمنعه خدعا: بمعنى ختله وأراد به المكروه من حيث لا يعلم، كاختدعه، فانخدع. والاسم: الخديعة، والحرب خدعة، مثلثة: أي تنقضي بخدعة. والخدعة- بالضم- من يخدعه الناس كثيرا. «1» وقرأ باقي القراء العشرة وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو» «وما يخادعون» بضم الياء، وفتح الخاء، وإثبات ألف بعدها وكسر الدال. وذلك لمناسبة اللفظ الأول، وهو قول الله تعالى: يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا. (سورة البقرة آية 9) وعلى هذا يجوز أن تكون المفاعلة من الجانبين، إذ المنافقون يخادعون أنفسهم بما يمنونها من أباطيل، وهي تمنيهم كذلك. أو تكون المخادعة من جانب واحد، فتكون المفاعلة ليست على بابها، وحينئذ تتحد هذه القراءة مع القراءة السابقة. تنبيه: «يخدعون» من قوله تعالى: يُخادِعُونَ اللَّهَ (سورة البقرة آية 9).
ومن قوله تعالى: إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ (سورة النساء آية 142)، اتّفق القراء العشرة على قراءته «يخادعون» بضم الياء وفتح الخاء، وإثبات ألف بعدها، وكسر الدال. و «يخدعوك» من قوله تعالى: وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ (سورة الأنفال آية 62) اتفق القراء العشرة على قراءته «يخدعوك» بفتح الياء، وإسكان الخاء، وحذف الألف، وفتح الدال. ولم يجر في هذه الألفاظ الثلاثة الخلاف الذي في وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ لأن القراءة سنة متبعة، ومبنية على التوقيف. قال ابن الجزري: .......... ... اضمم شدّ يكذبونا كما سما .......... ... .......... المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى أن يقرأ للمرموز لهم بالكاف من «كما» ومدلول «سما» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب»، «يكذبون» من قوله تعالى: وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (سورة البقرة آية 10) بضم الياء، وفتح الكاف، وكسر الذال مشددة، على أنه مضارع «كذّب» مضعف العين، من التكذيب لله، ورسوله، وقد عدّي الفعل بالتضعيف، والمفعول محذوف تقديره: «يكذّبونه». وقرأ باقي القراء العشرة «يكذبون» بفتح الياء، وسكون الكاف، وكسر الذال مخففة، على أنه مضارع «كذب» اللازم، وهو من «الكذب» الذي اتصفوا به كما أخبر الله عنهم. يقال: «كذب» بفتح الذال، يكذب بكسرها، كذبا وكذبا وهو كاذب، وكذّاب. والصدق، والكذب، أصلهما في القول ماضيا كان أو مستقبلا، وعدا كان أو غيره.
وهما ضدّان: فالصدق هو الخبر المطابق للواقع، والكذب عكسه، أي الخبر غير المطابق للواقع. قال ابن الجزري: ... وقيل غيض جي أشم ... في كسرها الضمّ رجا غنى لزم وحيل سيق كم رسا غيث وسى ... سيئت مدا رحب غلالة كسى المعنى: اختلف القراء في إشمام الضم في أوائل ستة أفعال وهي: «قيل- غيض- جيء- حيل- سيق- سيئت». فقرأ «هشام، والكسائي، ورويس» بإشمام الأفعال الستة. وقرأ «ابن ذكوان» بالإشمام في ثلاثة أفعال وهي: «حيل- سيق- سيئت» وبعدم الإشمام في الأفعال الثلاثة الباقية. وقرأ «نافع، وأبو جعفر» بالإشمام في فعل واحد وهو: «سيئت» وبعدم الإشمام في الأفعال الخمسة الباقية. وقرأ الباقون بعدم الإشمام في الأفعال الستة، أي بكسرة خاصة في الحرف الأول. والإشمام لغة: «قيس، وعقيل» وعدم الإشمام لغة عامة العرب. وحجة من قرأ بالإشمام أن الأصل في أوائل هذه الأفعال أن تكون مضمومة، لأنها أفعال لم يسم فاعلها، منها أربعة أصل الحرف الثاني منها «واو» وهي: «سيء- سيق- حيل- قيل». ومنها فعلان أصل الثاني منها «ياء» وهما: «غيض- جيء». وأصلها «سوئ وقول، وحول، وسوق، وغيض، وجيء» ثم ألقيت حركة الحرف الثاني منها على الأول فانكسر، وحذفت ضمته، وسكن الثاني منها، ورجعت الواو إلى الياء لانكسار ما قبلها وسكونها. فمن أشمّ أوائلها الضم أراد أن يبين أن أصل أوائلها الضم، ومن شأن العرب في كثير من كلامها المحافظة على بقاء ما يدلّ على الأصول. وأيضا هي أفعال بنيت للمفعول، فمن أشمّ أراد أن يبقي في الفعل ما
يدلّ على أنه مبني للمفعول لا للفاعل. وعلة من كسر أوائلها أنه أتى بها على ما وجب لها من الاعتلال. قال ابن الجزري: وترجع الضم افتحا واكسر ظما ... إن كان للأخرى وذو يوما حما والقصص الأولى أتى ظلما شفا ... والمؤمنون ظلهم شفا وفا الأمور هم والشام واعكس إذ عفا ... الأمر ....... المعنى: اختلف القراء في لفظ «ترجعون» وما جاء منه إذا كان من رجوع الآخرة نحو: ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (سورة البقرة آية 28) سواء كان غيبا أو خطابا، وكذلك «ترجع الأمور»، «يرجع الأمر»: فقرأ: «يعقوب» بفتح حرف المضارعة، وكسر الجيم، في جميع القرآن، وذلك على البناء للفاعل، وهو فعل مضارع من «رجع» الثلاثي. ووافقه «أبو عمرو» في قوله تعالى: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ (سورة البقرة آية 281). ووافقه «نافع، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» في أول القصص وهو قوله تعالى: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ (سورة القصص آية 39). ووافقه: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» في موضع المؤمنون وهو قوله تعالى: وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (سورة المؤمنون آية 115). ووافقه في «ترجع الأمور» حيث وقع في القرآن: «ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر». ووافقه في قوله تعالى: وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ (سورة هود آية 123)، كلّ القراء إلا «نافعا، وحفصا» فإنهما قرآ بضم حرف المضارعة، وفتح الجيم، وذلك على البناء للمفعول، وهو مضارع «رجع» الثلاثي. وكذلك قرأ الباقون في غير آخر هود. قال ابن الجزري: .......... ... ... وسكن هاء هو هي بعد فا واو ولام رد ثنا بل حز ورم ... ثم هو والخلف يملّ هو وثم ثبت بدا .......... ... ..........
المعنى: اختلف القراء في ضم وإسكان الهاء من لفظي: «هو، وهي» إذا كان قبل الهاء «واو» نحو: «وهو، وهي» أو فاء نحو: «فهو، فهي» أو لام نحو: «لهي» أو ثمّ نحو: «ثم هو» أو لفظ «يملّ» نحو: أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ (سورة البقرة آية 282). فقرأ «قالون، وأبو عمرو، والكسائي، وأبو جعفر» بإسكان الهاء. إذا كان قبلها «واو» أو «فاء» أو «لام» نحو: 1 - وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (سورة البقرة آية 29). 2 - فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ (سورة البقرة آية 184). 3 - وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (سورة الحج آية 58). 4 - وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ (سورة هود آية 42). 5 - فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها (سورة الحج آية 45). 6 - وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ (سورة العنكبوت آية 64). وقرأ «الكسائي، وقالون، وأبو جعفر» بخلف عنهما، بإسكان الهاء إذا وقعت بعد «ثم» نحو قوله تعالى: ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (سورة القصص آية 61). وقرأ «قالون، وأبو جعفر» بخلف عنهما بإسكان الهاء إذا وقعت بعد لفظ «يملّ» وهو في قوله تعالى: أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ (سورة البقرة آية 282). وقرأ الباقون بضم الهاء في كل ذلك. وجه من أسكن الهاء أنها لما اتصلت بما قبلها من «واو- أو فاء- أو لام» وكانت لا تنفصل عنها، صارت كالكلمة الواحدة، فخفف الكلمة، وأسكن الوسط، وشبّهها بتخفيف العرب للفظ «عضد، وعجز» وهي لغة مشهورة مستعملة. وأيضا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين، ثقل ذلك، والعرب يكرهون توالي ثلاث حركات فيما هو كالكلمة الواحدة، فأسكن الهاء لذلك تخفيفا.
ووجه من حرّك الهاء أنه أبقاها على أصلها قبل دخول الحرف عليها، لأنه عارض، ولا يلزمها في كل موضع. وأيضا فإن الهاء في تقدير الابتداء بها، لأن الحرف الذي قبلها زائد، والابتداء بها لا يجوز إلا مع حركتها، فحملها على حكم الابتداء بها، وحكم لها مع هذه الحروف على أصلها عند عدمهنّ. وحجة من أسكن مع «ثمّ» أنه لما كانت كلها حروف عطف حملها كلها محملا واحدا. قال ابن الجزري: .......... وكسر تا الملائكة ... قبل اسجدوا اضمم ثق والاشمام خفت خلفا بكل .......... ... .......... المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى: للمرموز له بالثاء من «ثق» وهو «أبو جعفر» بخلف عن «ابن وردان» المرموز له بالخاء من «خفت» بضم التاء حالة وصل «للملائكة» «باسجدوا» حيث جاء في القرآن الكريم نحو قوله تعالى: وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ (سورة البقرة آية 34) وذلك اتباعا لضم الجيم، ولم يعتدّ بالساكن لأنه فاصل غير حصين. والوجه الثاني «لابن وردان» إشمام كسرة التاء الضم. والمراد بالإشمام هنا: مزج حركة بحركة، وهذا لا يدرك ولا يعرف إلا بالتلقي والمشافهة. وقرأ باقي القراء العشرة بكسر التاء كسرة خالصة على الأصل، وكلها لغات صحيحة. قال ابن الجزري: .......... وأزال في أزل ... فوز .......... المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى بأن المرموز له بالفاء من «فوز» وهو «حمزة» يقرأ «فأزالهما» من قوله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها (سورة البقرة
آية 36). بألف بعد الزاي، ولام مخففة. يقال: زاله عن مكانه، يزيله، زيلا، وأزاله إزالة. «1» والمعنى: أن الشيطان أبعد كلّا من «آدم، وحواء» عليهما السلام عن نعيم الجنة الذي كانا فيه، بسبب وسوسته لهما بالأكل من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها. وقرأ باقي القراء العشرة: «فأزلّهما» بحذف الألف، ولام مشدّدة. والزلّة في الأصل: استرسال الرّجل من غير قصد، يقال: زلّت رجل تزلّ، وقيل: للذنب من غير قصد زلة، تشبيها بزلّة الرّجل. «2» ونسب الفعل إلى الشيطان لأنهما زلّا بإغواء الشيطان، فصار كأنه أزلّهما. قال ابن الجزري: .......... ... ..... وآدم انتصاب الرفع دل وكلمات رفع كسر درهم ... .......... المعنى: أخبر الناظم بأن المرموز له بالدال من «دل» وهو «ابن كثير» قرأ قوله تعالى: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ (سورة البقرة آية 37) بنصب ميم «ءادم» ورفع تاء «كلمات». وذلك على إسناد الفعل إلى «كلمات» وإيقاعه على «آدم» عليه السلام فكأنه قيل: فجاءت آدم كلمات من ربه. ولم يؤنث الفعل لكون الفاعل مؤنثا غير حقيقي. وقرأ باقي القراء العشرة برفع ميم «آدم» ونصب تاء «كلمات» بالكسرة، وذلك على إسناد الفعل إلى «آدم» عليه السلام، وإيقاعه على «كلمات» أي أخذ آدم كلمات من ربه بالقبول ودعا بها، وهي قوله تعالى: قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (سورة الأعراف آية 23).
قال ابن الجزري: .......... ... لا خوف نوّن رافعا لا الحضرمي رفث لا فسوق ثق حقّ ولا ... جدال ثبت بيع خلّة ولا شفاعة لا بيع لا خلال لا ... تأثيم لا لغو مدا كنز .......... المعنى: أمر الناظم بقراءة قوله تعالى: فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ (سورة البقرة آية 38) وكذا كل ماثله وجاء منه في القرآن الكريم لجميع القراء غير «يعقوب الحضرمي» بالرفع مع التنوين، على أن «لا» ملغاة لا عمل لها، أو على أنها عاملة عمل «ليس» و «خوف» اسمها و «عليهم» في محل نصب خبرها. وقرأ «يعقوب الحضرمي» بفتح الفاء، وحذف التنوين، على أنّ «لا» نافية للجنس تعمل عمل «إنّ» و «خوف» اسمها و «عليهم» في محلّ رفع خبرها. ثم أخبر أن المرموز لهم بالثاء من ثق، ومدلول «حقّ» وهم: «أبو جعفر، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» يقرءون قوله تعالى: فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ (سورة البقرة آية 197) برفع الثاء، والقاف مع التنوين فيهما، على أنّ لا ملغاة لا عمل لها. وقرأ الباقون «بفتح الثاء، والقاف، وحذف التنوين فيهما» على أنّ «لا» لنفي الجنس تعمل عمل إنّ، و «رفث» و «فسوق» اسمها، و «في الحج» خبرها. ثم أخبر أن المرموز له بالثاء من «ثبت» وهو «أبو جعفر» قرأ قوله تعالى: وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ (سورة البقرة آية 197) برفع اللام مع التنوين، على أنّ «لا» لمجرد النفي ولا عمل لها. وقرأ الباقون بفتح اللام وحذف التنوين، على أنّ «لا» نافية للجنس، و «جدال» اسمها و «في الحج» خبرها. ثم أخبر أن المرموز لهم ب «مدا كنز» وهم: «نافع، وأبو جعفر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» يقرءون قوله تعالى: لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ (سورة البقرة آية 254).
وقوله تعالى: لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (سورة إبراهيم آية 31). وقوله تعالى: لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ (سورة الطور آية 23) يقرءون الأسماء الواقعة بعد «لا» في الأمثلة المتقدمة بالرفع مع التنوين، على أنّ «لا» لمجرد النفي ولا عمل لها. وقرأ باقي القراء بالفتح مع عدم التنوين، على أنّ «لا» نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». قال ابن الجزري: .......... ... .......... ولا يقبل أنّث حقّ .......... ... .......... المعنى: أمر الناظم للمرموز لهم ب «حقّ» وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» بقراءة قوله تعالى: وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ (سورة البقرة آية 48) بتاء التأنيث، وذلك لإسناده إلى «شفاعة» وهي مؤنثة لفظا. وقرأ الباقون «ولا يقبل» بالياء على التذكير، وذلك لأن تأنيث «شفاعة» غير حقيقي، وكذا للفصل بين الفعل ونائب الفاعل. قال ابن الجزري: .......... واعدنا اقصرا ... مع طه الاعراف حلا ظلم ثرا المعنى: أمر الناظم بقراءة قوله تعالى: وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً (سورة البقرة آية 51). وقوله تعالى: وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً (سورة الأعراف آية 142). وقوله تعالى: وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ (سورة طه آية 80). بحذف الألف التي بعد الواو، وذلك للمرموز لهم بالحاء من حلا والظاء من ظلم، والثاء من ثرا، وهم: «أبو عمرو، ويعقوب، وأبو جعفر». وجه هذه القراءة أنّ الوعد من الله تعالى، لأن الفعل مضاف إليه وحده، وأيضا فإن ظاهر اللفظ فيه وعد من الله تعالى لنبيه «موسى» عليه السلام، وليس فيه وعد من «موسى» فوجب حمله على الواحد بظاهر النصّ. وقرأ الباقون «واعدنا» بألف بعد الواو، من «المواعدة» فالله سبحانه وتعالى وعد نبيه «موسى» الوحي على جبل الطور، وموسى وعد الله المسير لما أمر به.
تنبيهان: الأول: اتفق علماء الرسم على حذف الألف التي بعد الواو من كلمة «واعدنا» في الألفاظ الثلاثة المتقدمة، وهذا النوع من الحذف يسمّى حذف إشارة، أي إشارة القراءة بحذف الألف، قال صاحب مورد الظمآن في رسم القرآن: واحذف بواعدنا مع المساجد ... .......... التنبيه الثاني: «وعدنه» من قوله تعالى: أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ (سورة القصص آية 61) «وعدنهم» من قوله تعالى: أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (سورة الزخرف آية 42). اتفق القراء العشرة على قراءتهما بغير ألف بعد الواو، ولم يجر فيهما الخلاف المتقدم، لأن القراءة مبنية على التوقيف. قال ابن الجزري: بارئكم يأمركم ينصركم ... يأمرهم تأمرهم يشعركم سكّن أو اختلس حلا والخلف طب ... .......... المعنى: قرأ «الدوري» عن «أبي عمرو» الألفاظ الآتية: 1 - «بارئكم» من قوله تعالى: فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ (سورة البقرة آية 54). 2 - «يأمركم» حيثما وقع نحو قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً (سورة البقرة آية 67). 3 - «يأمرهم» من قوله تعالى: يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ (سورة الأعراف آية 157). 4 - «تأمرهم» من قوله تعالى: أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا (سورة الطور آية 32) 5 - «ينصركم» حيثما وقع نحو قوله تعالى: أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ (سورة الملك آية 20). 6 - «يشعركم» من قوله تعالى: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (سورة الأنعام آية 109).
قرأ الدوري عن أبي عمرو هذه الألفاظ الستة بثلاثة أوجه: الأول: إسكان الهمزة من «بارئكم» والراء من «يأمركم، يأمرهم، تأمرهم، ينصركم، يشعركم». والثاني: اختلاس الحركة في جميع الألفاظ المتقدمة. والثالث: الحركة الخالصة في جميع الألفاظ أيضا. وقرأ «السوسيّ» بوجهين: بالإسكان، وبالاختلاس في جميع الألفاظ. وقرأ باقي القراء العشرة بالحركة الخالصة في جميع الألفاظ. وجه من قرأ بالإسكان التخفيف. وهو لغة «بني أسد، وتميم، وبعض نجد». ووجه الاختلاس التخفيف أيضا، وهو لغة لبعض العرب في الضمّات، والكسرات، وهو لا يغيّر الإعراب، ولا ميزان الكلمة. ووجه من قرأ بالحركة الخالصة، أنه أتى بالكلمة على أصلها، وأعطاها حقها من الحركات، كما يفعل بسائر الكلام، ولم يستثقل توالي الحركات، لأنها في تقدير كلمتين: الضمير كلمة، وما قبله كلمة. قال ابن الجزري: .......... ... يغفر مدا أنّث هنا كم وظرب عمّ بالأعراف ونون الغير لا ... تضمّ واكسر فاءهم .......... المعنى: قرأ: «نافع، وأبو جعفر» «نغفر» في (سورة البقرة آية 58) وهو قوله تعالى: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ بياء التذكير المضمومة، وفتح الفاء. وفي (سورة الأعراف آية 161) وهو قوله تعالى نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ «تغفر» بتاء التأنيث المضمومة، وفتح الفاء، على أن الفعل مبني للمجهول في الموضعين، و «خطيكم، و «خطيئتكم» نائب فاعل، وجاز تذكير الفعل وتأنيثه، لأن الفاعل مؤنث مجازي. وقرأ «ابن عامر» «تغفر» في الموضعين بتاء التأنيث المضمومة وفتح الفاء، على البناء للمجهول، و «خطيكم، و «خطيئتكم» نائب فاعل.
وقرأ «يعقوب» موضع البقرة «نغفر» بالنون المفتوحة، وكسر الفاء، على البناء للفاعل، وذلك لأن «نغفر» جاء بين خبرين من أخبار الله عن نفسه، وقد وردا بالنون: الأول: قوله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ (سورة البقرة آية 58). والثاني قوله تعالى: وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ. (سورة البقرة آية 58). فجاء «نغفر» بالنون ليناسب ما قبله وما بعده، و «خطيكم» مفعول به. وقرأ- أي «يعقوب» - موضع الأعراف «تغفر» بتاء التأنيث المضمومة، وفتح الفاء، على البناء للمجهول مثل قراءة «نافع، وأبي جعفر، وابن عامر». وقرأ باقي القراء العشرة «نغفر» في السورتين بالنون المفتوحة وكسر الفاء، على الإسناد للفاعل، و «خطيكم، و «خطيئتكم» مفعول به. قال ابن الجزري: .......... ... .......... وأبدلا عد هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن ... ضم فتى كفؤا فتى ظنّ المعنى: قرأ «حفص» «هزوا» حيثما وقع في القرآن الكريم نحو قوله تعالى: قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً (سورة البقرة آية 67). قرأ ذلك بإبدال الهمزة واوا، للتخفيف، مع ضم الزاي وصلا ووقفا. وقرأ «حمزة» «هزؤا» بالهمزة على الأصل، مع إسكان الزاي وصلا فقط، ويقف عليها بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، وبإبدال الهمزة واوا على الرسم. وقرأ «خلف العاشر» «هزؤا» بالهمزة مع إسكان الزاي وصلا ووقفا. وقرأ الباقون «هزؤا» بالهمز مع ضمّ الزاي وصلا ووقفا. وجه الضمّ في الزاي أنه جاء على الأصل، ووجه الإسكان التخفيف. حكى «الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة» ت 215 هـ- عن «عيسى بن عمر الثقفي» ت 156 هـ:
أنّ كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم نحو: «العسر، والهزؤ» فيه لغتان: الضم، والإسكان، ومثله من الجموع ما كان على وزن «فعل» بضم الفاء والعين. وقرأ «حفص» «كفوا» من قوله تعالى: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (سورة الإخلاص آية 4) قرأ ذلك بإبدال الهمزة واوا في الحالين مع ضم الفاء. وقرأ «حمزة» «كفؤا» بالهمزة وصلا مع إسكان الفاء، وله وقفا وجهان: الأول: نقل حركة الهمزة إلى الفاء، وحذف الهمزة. والثاني: إبدال الهمزة واوا على الرسم مع إسكان الفاء. وقرأ «يعقوب، وخلف العاشر» «كفؤا» بإسكان الفاء مع الهمز وصلا ووقفا. وقرأ الباقون «كفؤا» بضم الفاء مع الهمز وصلا ووقفا. قال ابن الجزري: .......... ... .......... الأذن أذن اتل .......... ... .......... المعنى: قرأ المرموز له بالألف من «اتل» وهو «نافع» «الأذن» المعرف وهو في قوله تعالى: وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ (سورة المائدة آية 45). و «أذن» المنكر حيث جاء نحو قوله تعالى: وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ (سورة التوبة آية 61). وقوله تعالى: كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً (سورة لقمان آية 7) قرأ ذلك بإسكان الذال للتخفيف. وقرأ الباقون بضم الذال، على الأصل. قال ابن الجزري: ... والسحت ابل نل فتى كسا ... .......... المعنى: قرأ المرموز له بالألف من «ابل» والنون من «نل» ومدلول «فتى»
والكاف من «كسى» وهم: «نافع، وعاصم، وحمزة، وخلف العاشر، وابن عامر». قرءوا باسكان الحاء من السحت من قوله تعالى: وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ (سورة المائدة آية 62). وللسحت من قوله تعالى: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ (سورة المائدة آية 42) وذلك للتخفيف. وقرأ الباقون بضم الحاء، على الأصل. قال ابن الجزري: .......... ... والقدس نكر دم .......... المعنى: قرأ المرموز له بالدال من «دم» وهو «ابن كثير» بإسكان الدال من لفظ «القدس» حيث وقع، نحو قوله تعالى: وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (سورة البقرة آية 87) وباسكان الكاف من «نكر» من قوله تعالى: إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (سورة القمر آية 6) وذلك للتخفيف. وقرأ الباقون بضم الدال من «القدس» والكاف من «نكر» وذلك على الأصل. قال ابن الجزري: .......... ... .......... وثلثي لبسا المعنى: قرأ المرموز له باللام من «لبسا» وهو «هشام» بإسكان الثاء من «ثلثي» من قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ (سورة المزمل آية 20) وذلك للتخفيف. وقرأ الباقون بضم الثاء، على الأصل. قال ابن الجزري: عقبى نهى فتى .......... ... ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالنون من «نهى» والفاء من «فتى» وهما: «عاصم، وحمزة» بإسكان القاف من «عقبا» من قوله تعالى: وَخَيْرٌ عُقْباً (سورة الكهف آية 44). والباقون بضم القاف على الأصل. قال ابن الجزري: .......... وعربا في صفا ... .......... المعنى: قرأ المرموز له بالفاء من «في» ومدلول «صفا» وهم: حمزة، وشعبة، وخلف العاشر». «عربا» من قوله تعالى: عُرُباً أَتْراباً (سورة الواقعة آية 37) بإسكان الراء للتخفيف. وقرأ الباقون بضم الراء، على الأصل. قال ابن الجزري: .......... ... خطوات إذ هد خلف صف فتى حفا المعنى: قرأ المرموز له بالألف من «إذ» والهاء من «هد» بخلف عنه، والصاد من «صف» ومدلول «فتى» والحاء من «حفا» وهم: «نافع، والبزي بخلف عنه وشعبة، وحمزة، وخلف العاشر، وأبو عمرو» «خطوت» حيث وقع في القرآن نحو قوله تعالى: وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ (سورة البقرة آية 168) بإسكان الطاء، للتخفيف. وقرأ الباقون بضم الطاء، وهو الوجه الثاني للبزّي، وذلك على الأصل. وقد روى الإسكان عن «البزّي» «أبو ربيعة» وروى عنه الضمّ «ابن الحباب». قال ابن الجزري: ورسلنا مع هم وكم وسبلنا ... حز ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالحاء من «حز» وهو «أبو عمرو» بإسكان السين من «رسلنا، ورسلهم، ورسلكم» حيث أتى نحو قوله تعالى: وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالْبَيِّناتِ (سورة المائدة آية 32). وقوله تعالى: وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ (سورة الأعراف آية 101). وقوله تعالى: قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ (سورة غافر آية 50). وبإسكان الباء من «سبلنا» من قوله تعالى: وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا (سورة إبراهيم آية 12). وقرأ الباقون بضم السين من «رسلنا، ورسلهم، ورسلكم» وبضم الباء من «سبلنا» وذلك على الأصل. قال ابن الجزري: .......... ... .......... جرف لي الخلف صف فتى منا المعنى: قرأ المرموز له باللام من «لي» بخلف عنه، والصاد من «صف» ومدلول «فتى» والميم من «منا» وهم: «هشام بخلف عنه، وشعبة، وحمزة، وخلف العاشر، وابن ذكوان» بإسكان الراء من «جرف» من قوله تعالى: أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ (سورة التوبة آية 109). وقرأ الباقون بضم الراء، وهو الوجه الثاني لهشام. قال ابن الجزري: والأكل أكل إذ دنا .... ... .......... المعنى: قرأ المرموز له بالألف من «إذ»، والدال من «دنا» وهما «نافع، وابن كثير» بإسكان الكاف من «الأكل، وأكل» حيث وقعا في القرآن الكريم، نحو قوله تعالى: وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ (سورة الرعد آية 4). وقوله: وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ (سورة سبأ آية 16). وقرأ الباقون بضم الكاف فيهما، على الأصل.
قال ابن الجزري: .......... وأكلها ... شغل أتى حبر .......... المعنى: قرأ المرموز له بالألف من «أتى» ومدلول «حبر» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو» بإسكان الكاف من «أكلها» حيث وقع نحو قوله تعالى: كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ (سورة البقرة آية 265) وبإسكان الغين من «شغل» من قوله تعالى: إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (سورة يس آية 55). وقرأ الباقون بضم الكاف من «أكلها» وبضم الغين من «شغل» على الأصل. قال ابن الجزري: .......... ... .......... وخشب حط رها زد خلف .......... ... .......... المعنى: قرأ المرموز له بالحاء من «حط» والراء من «رها» والزاي من «زد» بخلف عنه، وهم: «أبو عمرو، والكسائي، وقنبل بخلف عنه» بإسكان الشين من «خشب» من قوله تعالى: وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ (سورة المنافقون آية 4). وقرأ الباقون بضم الشين، وهو الوجه الثاني لقنبل. وقد روى الإسكان عن «قنبل» «ابن مجاهد» وروى عنه الضمّ «ابن شنبوذ». قال ابن الجزري: ... نذرا حفظ صحب ... ... .......... المعنى: قرأ المرموز له بالحاء من «حفظ» ومدلول «صحب» وهم: «أبو عمرو، وحفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» بإسكان الذال من «نذرا» من قوله تعالى: عُذْراً أَوْ نُذْراً (سورة المرسلات آية 6).
وقرأ الباقون بضم الذال، على الأصل. قال ابن الجزري: .......... واعكسا ... رعب الرعب رم كم ثوى .... المعنى: قرأ بعكس هذه الترجمة فضم الحرف الساكن من عين الفعل في المواضع الآتية: المرموز له بالراء من «رم» والكاف من «كم» ومدلول «ثوى» وهم: «الكسائي، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب» قرءوا بضم العين من «رعب» المنكر، و «الرعب» المعرف، نحو قوله تعالى: وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (سورة الكهف آية 18). وقوله تعالى: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ (سورة آل عمران آية 151). وقرأ الباقون بإسكان العين فيهما، للتخفيف. قال ابن الجزري: .......... ... .......... رحما كسا ثوى .......... ... .......... المعنى: قرأ المرموز له بالكاف من «كسا» ومدلول «ثوى» وهم: «ابن عامر وأبو جعفر، ويعقوب» بضم الحاء من «رحما» وهو في قوله تعالى: فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (سورة الكهف آية 81). وقرأ الباقون بإسكان الحاء، للتخفيف. قال ابن الجزري: ... وجزءا صف .......... ... .......... المعنى: قرأ المرموز له بالصاد من «صف» وهو «شعبة» بضم الزاي من «جزءا» المنون المنصوب، وهو في موضعين: في قوله تعالى: ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً (سورة البقرة آية 260). وفي قوله تعالى: وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ
جُزْءاً (سورة الزخرف آية 15) ومن «جزء» المنون المرفوع، وهو في قوله تعالى: لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (سورة الحجر آية 44). وقرأ باقي القراء بإسكان الزاي فيهما. قال ابن الجزري: .......... وعذرا أو شرط ... .......... المعنى: قرأ المرموز له بالشين من «شرط» وهو «روح» بضم الذال من «عذرا» التي بعدها «أو» وهو في قوله تعالى: عُذْراً أَوْ نُذْراً (سورة المرسلات آية 6). وقيّد الناظم موضع الخلاف «بأو» احترازا من قوله تعالى: قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً (سورة الكهف آية 76). فقد اتفق القراء على قراءته بإسكان الذال. وقرأ الباقون «عذرا أو» بإسكان الذال. قال ابن الجزري: .......... ... وكيف عسر اليسر ثق وخلف خط بالذرو .......... ... .......... المعنى: قرأ المرموز له بالثاء من «ثق» وهو «أبو جعفر» بضم السين من «العسر، واليسر» كيف جاء نحو قوله تعالى: وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ (سورة البقرة آية 280). وقوله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ (سورة البقرة آية 185) إلا أنه اختلف عن «ابن وردان» في موضع الذاريات (آية 3) وهو قوله تعالى: فَالْجارِياتِ يُسْراً فروي عنه الوجهان: الضم والإسكان. وقرأ الباقون بإسكان السين من لفظ «العسر واليسر» كيف جاء. قال ابن الجزري: ... سحقا ذق وخلفا رم خلا ... ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالذال من «ذق» والراء من «رم» والخاء من «خلا» بخلف عنهما، وهم: «ابن جماز، والكسائي، وابن وردان» بخلف عنهما، بضم الحاء من «سحقا» من قوله تعالى: فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (سورة الملك آية 11). وقرأ الباقون بإسكان الحاء، وهو الوجه الثاني لكل من: «الكسائي، وابن وردان». قال ابن الجزري: .......... ... قربة جد .......... المعنى: قرأ المرموز له بالجيم من «جد» وهو «ورش» من طريقيه معا بضم الراء من «قربة» من قوله تعالى: أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ (سورة التوبة آية 99). وقرأ الباقون بإسكان الراء. قال ابن الجزري: .......... ... ... نكرا ثوى صن إذ ملا المعنى: قرأ المرموز لهما ب «ثوى» وبالصاد من «صن» وبالألف من «إذ» وبالميم من «ملا» وهم: «أبو جعفر، ويعقوب، وشعبة، ونافع، وابن ذكوان» بضم الكاف من «نكرا» وهو في موضعين: الأول: قوله تعالى: لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً (سورة الكهف آية 74). والثاني: قوله تعالى: وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً (سورة الطلاق آية 8). وقرأ الباقون بإسكان الكاف. والتثقيل في كل ما تقدم لغة أهل الحجاز، والتخفيف لغة أهل نجد. قال ابن الجزري: ما يعملون دم .... ... ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالدال من «دم» وهو «ابن كثير» «تعملون» من قوله تعالى: وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (سورة البقرة آية 74) بياء الغيبة، على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة، أي وما الله بغافل عما يعمل هؤلاء الذين قصصنا عليكم قصصهم أيها المسلمون. وقرأ الباقون «تعملون» بتاء الخطاب، جريا على نسق ما قبله من قوله تعالى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ. (سورة البقرة آية 74). قال ابن الجزري: .......... وثان إذ صفا ... ظلّ دنا .......... المعنى: قرأ المرموز له بالألف من «إذ» ومدلول «صفا» وبالظاء من «ظل» والدال من «دنا» وهم: «نافع، وشعبة، وخلف العاشر، ويعقوب، وابن كثير» بياء الغيبة في تعملون الثاني وهو في قوله تعالى: وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ* أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ (سورة البقرة الآيتان 85 - 86) وذلك لمناسبة قوله تعالى: وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ (سورة البقرة آية 85). وقرأ الباقون «تعملون» بتاء الخطاب، لمناسبة قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ. (سورة البقرة آية 84). قال ابن الجزري: .......... ... ... باب الأماني خفّفا أمنيّته والرفع والجرّ اسكنا ... ثبت .......... المعنى: قرأ المرموز له بالثاء من «ثبت» وهو «أبو جعفر» بتخفيف الياء المفتوحة من كل ما جاء من «الأماني» نحو قوله تعالى: إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (سورة البقرة آية 78). وقوله تعالى: تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ (سورة البقرة آية 111) وقوله تعالى: لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ (سورة النساء آية 123). وقوله تعالى: أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ (سورة الحج آية 52). وقرأ الباقون بتشديد الياء.
وتوجيه القراءتين: أن «أماني» جمع «أمنية» وأصلها «أمنوية» على وزن «أفعولة» اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، و «أفعولة» تجمع على «أفاعيل» مثل «أنشودة» تجمع على «أناشيد» وعلى ذلك جاءت قراءة جمهور القراء. ووجه قراءة «أبي جعفر» أنّ «أفعولة» جمعت على «أفاعل» تخفيفا مع عدم الاعتداد بالواو التي كانت في المفرد، كما جمع «مفتاح» على «مفاتح». قال ابن الجزري: .......... ... .......... خطيئاته جمع إذ ثنا المعنى: قرأ المرموز له بالألف من «إذ» والثاء من «ثنا» وهما: «نافع، وأبو جعفر» «خطيئته» من قوله تعالى: وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ (سورة البقرة آية 81). «وخطيئاته» بالجمع، وتوجيه ذلك لما كانت الذنوب كثيرة جاء اللفظ مطابقا للمعنى. وقرأ الباقون «خطيئته» بالإفراد، والمراد اسم الجنس، واسم الجنس يشمل القليل والكثير. قال ابن الجزري: لا يعبدون دم رضى .......... ... .......... المعنى: قرأ المرموز له بالدال من «دم» ومدلول «رضى» وهم: «ابن كثير، وحمزة، والكسائي» «لا تعبدون» من قوله تعالى: لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ (سورة البقرة آية 83) بياء الغيب، جريا على السياق الذي قبله في قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ (سورة البقرة آية 83). وبنو إسرائيل غيّب عن الحضور. وقرأ الباقون «لا تعبدون» بتاء الخطاب، مناسبة للخطاب الذي بعده في قوله تعالى: ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ. (سورة البقرة آية 83).
قال ابن الجزري: .......... وخفّفا ... تظاهرون مع تحريم كفا المعنى: قرأ المرموز لهم ب «كفا» وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «تظهرون، تظهرا» من قوله تعالى: تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ (سورة البقرة آية 85). وقوله تعالى: وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ (سورة التحريم آية 4) بتخفيف الظاء، على أن الأصل «تتظاهرون، تتظاهرا» فحذف إحدى التاءين تخفيفا. وقرأ الباقون بتشديد الظاء فيهما، وذلك على إدغام التاء في الظاء. قال ابن الجزري: حسنا فضمّ اسكن نهى حز عمّ دل ... .......... المعنى: قرأ المرموز له بالنون من «نهى» وبالحاء من «حز» ومدلول «عمّ» وبالدال من «دل» وهم: «عاصم، وأبو عمرو، ونافع، وابن عامر، وأبو جعفر، وابن كثير» «حسنا» من قوله تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً (سورة البقرة آية 83) بضم الحاء، وإسكان السين، على أنها لغة في «الحسن» مثل: «البخل والبخل» و «الرّشد والرّشد»، فهو كالقراءة الآتية، وتقديره: وقولوا للناس قولا حسنا، ويجوز أن يكون «حسنا» مصدرا مثل: «الشكر والكفر» فيلزم تقدير حذف مضاف تقديره: «وقولوا للناس قولا ذا حسن». وقرأ الباقون وهم: «حمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» «حسنا» بفتح الحاء، والسين، على أنه صفة لمصدر محذوف، تقدير: وقولوا للناس قولا حسنا. قال ابن الجزري: .......... ... أسرى فشا .......... المعنى: قرأ المرموز له بالفاء من «فشا» وهو «حمزة» «أسرى» من قوله
تعالى: وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى (سورة البقرة آية 85) قرأها «أسرى» بفتح الهمزة، وإسكان السين، وحذف الألف بعدها، على وزن «فعلى» جمع «أسير» مثل: «جريح وقتيل» بمعنى: مأسور، ومجروح، ومقتول، فلما كان «جريح وقتيل» يجمعان على «فعلى» ولا يجمعان على «فعالى» فعل بأسرى ذلك فهو أصله. وقرأ الباقون «أسارى» بضم الهمزة، وفتح السين، وإثبات ألف بعدها، جمع «أسرى» مثل «سكر وسكارى» فيكون «أسارى» جمع الجمع، وقيل: «أسارى» جمع «أسير» مثل: «كسالى جمع كسيل». قال ابن الجزري: .......... ... ... تفدوا تفادوا رد ظل نال مدا .......... ... .......... المعنى: قرأ المرموز له بالراء من «رد» والظاء من «ظلل» والنون من «نال» ومدلول «مدا» وهم: «الكسائي، ويعقوب، وعاصم، ونافع، وأبو جعفر» «تفادوهم» من قوله تعالى: وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ (سورة البقرة آية 85) بضم التاء، وفتح الفاء، وألف بعدها من «فادى». وهذه القراءة تحتمل أحد معنيين: الأول: أن تكون المفاعلة على بابها، إذ الأصل فيها أن تكون بين فريقين يدفع كل فريق من عنده من الأسرى للفريق الآخر، سواء كان العدد مماثلا، أو غير مماثل حسب الاتفاق الذي يتمّ بين الفريقين. والثاني: أن تكون المفاعلة ليست على بابها، مثل قول «ابن عباس» رضي الله عنهما: «فاديت نفسي» وحينئذ تتحد هذه القراءة في المعنى مع القراءة الآتية. وقرأ الباقون «تفدوهم» بفتح التاء، وإسكان الفاء وحذف الألف بعدها، من «فدى» الثلاثي، فالفعل من جانب واحد، إذ لا يكون كل واحد من الفريقين غالبا، وحينئذ فأحد الفريقين يفدي أصحابه من الفريق الآخر بمال أو غيره.
قال ابن الجزري: ... ينزل كلّا خفّ حق ... لا الحجر والأنعام أن ينزل دق الاسرى حما والنحل الأخرى حز دفا ... والغيث مع منزلها حقّ شفا المعنى: اختلف القراء في «ينزل» وبابه، إذا كان فعلا مضارعا بغير همزة، مضموم الأول، مبنيا للفاعل، أو المفعول، أو له تاء، أو ياء، أو نون، حيث أتى في القرآن الكريم نحو قوله تعالى: أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ (سورة البقرة آية 90). «فابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» يسكنون النون، ويخففون الزاي، على أنه مضارع «أنزل» المعدّى بالهمزة إلّا قوله تعالى: وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (سورة الحجر آية 21) فإنه لا خلاف بين القراء في تشديده، لأنه أريد به المرّة بعد المرّة. وافقهم «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» على قوله تعالى: وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ (سورة لقمان آية 34). وعلى قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ (سورة الشورى آية 28). وخالف «أبو عمرو، ويعقوب» أصلهما في قوله تعالى: قُلْ إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً (سورة الأنعام آية 37) فشدّداه، ولم يخففه سوى «ابن كثير». وخالف «ابن كثير» أصله في موضعي الإسراء وهما: 1 - وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ (آية 82). 2 - حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ (آية 93). فشدّدهما، ولم يخفف الزاي فيهما سوى «أبي عمرو، ويعقوب». وخالف «يعقوب» أصله في الموضع الأخير من «النحل» وهو قوله تعالى: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ (آية/ 101) فشدّده، ولم يخففه سوى «ابن كثير، وأبي عمرو». وأمّا الموضع الأول من سورة «النحل» وهو قوله تعالى: يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ
تنبيه
بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ (آية 2) فقد قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ورويس» بتخفيف الزاي المكسورة، وإسكان النون، على أنه مضارع «أنزل» و «الملائكة» بالنصب مفعول به. وقرأ «روح»: «تنزل» بتاء مثناة من فوق مفتوحة، ونون مفتوحة، وزاي مفتوحة مشدّدة، مضارع «تنزل» حذفت منه التاء، و «الملائكة» بالرّفع فاعل. وقرأ الباقون موضع النحل «ينزّل» بتشديد الزاي المكسورة، وفتح النون، مضارع «نزّل» و «الملائكة» بالنصب مفعول به وسيأتي التنبيه على ذلك في سورة النحل حيث يقول ابن الجزري: ينزل مع ما بعد مثل القدر عن ... روح .......... وقرأ باقي القراء العشرة غير من ذكر «ينزل» وبابه بفتح النون، وتشديد الزاي، على أنه مضارع «نزّل» المعدّى بالتضعيف. وخرج بقيد المضارع، الماضي، نحو قوله تعالى: وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً (سورة البقرة آية 22) وبالمضموم الأول، مفتوح الأول نحو قوله تعالى: وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ (سورة سبأ آية 2) وبغير همزة، ما إذا كان مهموزا، نحو قوله تعالى: وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ (سورة الأنعام آية 93). تنبيه: قوله تعالى: وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (سورة الحجر آية 21) اتفق القراء العشرة على ضم النون الأولى، وفتح الثانية، وتشديد الزاي، ولم يجر فيه الخلاف الذي في نظائره، لأنه أريد به الإنزال المرّة بعد المرّة، ولأن القراءة سنة متبعة. والنزول في الأصل: هو انحطاط من «علوّ». و «نزل» بتخفيف الزاي تتعدى بحرف الجرّ، يقال: «نزل عليهم، ونزل بهم، ونزل عن دابته، ونزل في مكان كذا. ومصدر «نزل» مخفّف الزاي «نزولا».
ومصدر «نزّل» مضعّف العين «التنزيل». ومصدر «أنزل» الرباعي «الإنزال». قال ابن الجزري: ويعملون قل خطاب ظهرا ... .......... المعنى: قرأ المرموز له بالظاء من «ظهرا» وهو «يعقوب» «يعملون» التي بعدها «قل» وهو قوله تعالى: وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ* قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ (سورة البقرة الآيتان 96 - 97) بتاء الخطاب، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب. وقرأ الباقون «يعملون» بياء الغيب، جريا على نسق ما قبله، من قوله تعالى: وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ* وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (سورة البقرة الآيتان 95 - 96). قال ابن الجزري: .......... ... جبريل فتح الجيم دم وهي ورا فافتح وزد همزا بكسر صحبه ... كلّا وحذف الياء خلف شعبه المعنى: اختلف القراء في لفظ «جبريل» حيثما وقع، وهو في قوله تعالى: قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ (سورة البقرة آية 97) وقوله تعالى: مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ (سورة البقرة آية 98). وقوله تعالى: فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ (سورة التحريم آية 4). فقرأ «ابن كثير» «جبريل» بفتح الجيم، وكسر الراء، وحذف الهمزة، وإثبات الياء. وقرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وشعبة بخلف عنه» «جبرئيل» بفتح الجيم، والراء، وهمزة مكسورة، وياء ساكنة مدّيّة. والوجه الثاني لشعبة مثل وجهه الأول إلا أنه يحذف الياء. وقرأ الباقون وهم: «نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص، وأبو
جعفر، ويعقوب» «جبريل» بكسر الجيم والراء، وحذف الهمزة، وإثبات الياء. وجبريل اسم أعجميّ، وكلها لغات، غير أن من قرأه «جبريل» بكسر الجيم والراء، وحذف الهمزة، وإثبات الياء، على وزن «فعليل» فقد جاء على وزن أبنية العرب، فهو مثل «قنديل، ومنديل». ومن قرأه بغير ذلك فقد جاء على غير أبنية العرب، ليعلم أنه أعجمي خارج عن أبنية العرب، إلّا أن العرب نطقت به. قال ابن الجزري: ميكال عن حما وميكائيل لا ... يا بعد همز زن بخلف ثق ألا المعنى: قرأ المرموز له بالعين من «عن» ومدلول «حما» وهم: «حفص، وأبو عمرو، ويعقوب» «وميكال» من قوله تعالى: مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ (سورة البقرة آية 98). قرءوه «وميكال» على وزن «مثقال» بحذف الهمزة من غير ياء بعدها، وهي لغة «الحجازيين». وقرأ المرموز له بالزاي من «زن» بخلف عنه، وبالثاء من «ثق» بالألف من «ألا» وهم: «قنبل بخلف عنه، وأبو جعفر، ونافع» قرءوا «ميكائل» بهمزة بعد الألف من غير ياء، وهي لغة لبعض العرب. وقرأ الباقون «ميكائيل» بالهمزة، وإثبات ياء بعدها، وهو الوجه الثاني «لقنبل» وهي لغة أيضا. وميكال: اسم أعجميّ، فمن قرأه «ميكال» على وزن «مفعال» فقد جاء على وزن أبنية العرب. ومن قرأه بغير ذلك فليعلم أنه خارج عن أبنية العرب. قال ابن الجزري: ولكن الخفّ وبعد ارفعه مع ... أوّلي الأنفال كم فتى رتع. المعنى: قرأ المرموز له بالكاف من «كم» ومدلول «فتى» والراء من «رتع»
تنبيه
وهم: «ابن عامر، وحمزة، وخلف العاشر، والكسائي» قرءوا قوله تعالى: وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا (سورة البقرة آية 102). وقوله تعالى: وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى (سورة الأنفال آية 17) «ولكن» بتخفيف النون، وإسكانها، ثم كسرها تخلصا من التقاء الساكنين، ورفع الاسم الذي بعدها، وذلك على أنّ «لكن» مخففة من الثقيلة لا عمل لها، وهي حرف ابتداء. وقرأ الباقون «ولكنّ» بتشديد النون وفتحها، ونصب الاسم الذي بعدها، وذلك على إعمالها عمل «إنّ» فتنصب الاسم وترفع الخبر. تنبيه: قيّد الناظم خلاف القراء بالموضعين الأولين في الانفال ليخرج الثالث، والرابع وهما قوله تعالى: وَلكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ (آية 43) وقوله: وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ (رقم 63) فإنه لا خلاف في تشديدهما، ونصب الاسم الذي بعدهما. قال ابن الجزري: ولكن الناس شفا .......... ... .......... المعنى: قرأ المرموز لهم ب «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ولكن الناس» من قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (سورة يونس آية 44). قرءوا «ولكن» بتخفيف النون وإسكانها، ثم كسرها تخلصا من التقاء الساكنين، وذلك على أنّ «ولكن» مهملة لا عمل لها، و «الناس» بالرفع مبتدأ، و «أنفسهم» مفعول «يظلمون» مقدم، و «يظلمون» الجملة خبر المبتدأ. وقرأ الباقون «ولكنّ» بتشديد النون، و «الناس» بالنصب اسم «ولكنّ» و «يظلمون» خبرها. قال ابن الجزري: .......... والبرّ من ... كم أمّ ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالكاف من «كم» والألف من «أمّ» وهما: «ابن عامر، ونافع» قوله تعالى: 1 - وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (سورة البقرة آية 177). 2 - وقوله تعالى: وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى (سورة البقرة آية 189) بتخفيف النون واسكانها، ثم كسرها تخلصا من التقاء الساكنين، ورفع الراء من «البرّ». وذلك على أن «ولكن» مخففة لا عمل لها. وقرأ الباقون «ولكنّ» بتشديد النون وفتحها، ونصب الراء من «البرّ» وذلك على إعمال «ولكن» عمل «إنّ» فتنصب الاسم، وترفع الخبر. قال ابن الجزري: .......... ... ...... ننسخ ضمّ واكسر من لسن خلف كننسها بلا همز كفى ... عمّ ظبى .......... المعنى: قرأ المرموز له بالميم من «من» واللام من «لسن» بخلف عنه وهما: «ابن ذكوان، وهشام» بخلف عنه «ما ننسخ» من قوله تعالى: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها (سورة البقرة آية 106). بضم النون الأولى، وكسر السين، مضارع «أنسخ» الرباعي، قال «مكي بن أبي طالب» ت 437 هـ: «على جعله رباعيا من «أنسخت الكتاب» على معنى: وجدته منسوخا، مثل: أحمدت الرجل، وجدته محمودا، وأبخلت الرجل، وجدته بخيلا، ولا يجوز أن يكون «أنسخت» بمعنى «نسخت» إذ لم يسمع ذلك، ولا يحسن أن تكون الهمزة للتعدّي، لأن المعنى يتغير ويصير المعنى: ما نسختك يا محمد من آية، وإنساخه إياها إنزالها عليه، فيصير المعنى: ما ننزل عليك من آية أو ننسخها نأت بخير منها، ويؤول المعنى إلى أن كل آية أنزلت أتي بخير منها، فيصير القرآن كله منسوخا، وهذا لا يمكن، لأنه لم ينسخ إلّا اليسير من القرآن، وامتنع أن تكون الهمزة للتعدّي، لفساد المعنى، لم يبق إلّا أن يكون من باب «أحمدته وأبخلته» وجدته محمودا وبخيلا» اهـ «1».
وقرأ الباقون «ما ننسخ» بفتح النون، والسين، وهو الوجه الثاني «لهشام» على أنه مضارع «نسخ» الثلاثي، على معنى: ما نرفع من حكم آية ونبقي تلاوتها نأت بخير منها لكم أو مثلها. ويحتمل أن يكون المعنى: ما نرفع من حكم آية وتلاوتها، أو ننسكها يا «محمد» فلا تحفظ تلاوتها نأت بخير منها أو مثلها. وقرأ مدلول «كفى» ومدلول «عمّ» والظاء من «ظبى» وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، ونافع، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب» «أو ننسها» من قوله تعالى: أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها (سورة البقرة آية 106) بضم النون، وكسر السين من غير همز، من النسيان الذي بمعنى الترك، أي نتركها فلا نبدّلها، ولا ننسخها، قال هذا المعنى كل من: «عبد الله بن عباس ت 68 هـ رضي الله عنهما والسّدّي- اسماعيل بن عبد الرحمن» ت 127 هـ. وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو» «ننسأها» بفتح النون الأولى، والسين، وهمزة ساكنة بين السين والهمزة، من «النسأ» وهو التأخير. قال ابن الجزري: .......... ... .......... بعد عليم احذفا واوا كسا .......... ... .......... المعنى: قرأ المرموز له بالكاف من «كسا» وهو «ابن عامر» «وقالوا» الواقعة بعد «عليم» بحذف الواو، وذلك من قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ* وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ (سورة البقرة الآيتان 115 - 116) وذلك على الاستئناف، وهي مرسومة في مصحف «أهل الشام» «قالوا» بدون واو، ليتفق رسم المصحف مع القراءة «1». وقرأ الباقون «وقالوا» بالواو، على أنها لعطف جملة على مثلها، وهي مرسومة في بقية المصاحف «وقالوا» بالواو، ليتفق مع القراءة.
تنبيه
تنبيه: قوله تعالى: قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ (سورة يونس آية 68) اتفق القراء العشرة على قراءته «قالوا» بدون واو قبل القاف، وقد اتفقت جميع المصاحف على كتابته بدون واو. وهو كلام مستأنف ليس قبله ما يعطف عليه، خرّج مخرج التعجّب من عظم جراءتهم، وقبيح افترائهم. يضاف إلى ذلك أن القراءة سنة متبعة ومبنية على التوقيف. قال ابن الجزري: .......... كن فيكون فانصبا ... رفعا سوى الحق وقوله كبا والنحل مع يس رد كم ... ... .......... المعنى: اختلف القراء في لفظ «فيكون» الذي قبله «كن» المسبوقة «بإنما» حيث وقع في القرآن الكريم، وهو في ستة مواضع: الأول: وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (سورة البقرة آية 117). والثاني: وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (سورة آل عمران آية 47). والثالث: إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (سورة النحل آية 40). والرابع: فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ* وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ (سورة مريم الآيتان 35 - 36). والخامس: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (سورة يس آية 82). والسادس: فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (سورة غافر آية 68). فقرأ «ابن عامر» بنصب نون «فيكون» في المواضع الستة. ووافقه «الكسائي» على نصب النون في موضعي: النحل، ويس. ووجه النصب أنه على تقدير إضمار «أن» بعد الفاء الواقعة بعد حصر «بإنما». قال «الأشموني»: «قد تضمر «أن» بعد الفاء الواقعة بعد حصر «بإنما»
اختيارا نحو: إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (سورة آل عمران آية 47) في قراءة من نصب» اهـ «1». فإن قيل: لماذا لا يكون وجه النصب على تقدير إضمار «أن» بعد الفاء المسبوقة بلفظ الأمر وهو «كن»؟ أقول: لأن «كن» ليس بأمر، لأن معناه الخبر، إذ ليس ثمّ مأمور يكون «كن» أمرا له. والمعنى: فإنما يقول له كن فيكون فهو يكون، ويدلّ على أنّ «فيكون» ليس بجواب «كن» أنّ الجواب بالفاء مضارع به الشرط، وإلى معناه يؤول في التقدير، فإذا قلت: اذهب فأكرمك، فمعناه: إن تذهب فأكرمك. ولا يجوز أن تقول: «اذهب فتذهب» لأن المعنى يصير: «إن تذهب تذهب» وهذا لا معنى له. وكذلك «كن فيكون» يؤول معناه إذا جعلت «فيكون» جوابا، أن تقول له: «أن يكون فيكون» ولا معنى لهذا، لأنه قد اتفق فيه الفاعلان، لأن الضمير الذي في «كن» وفي «يكون» «الشيء» ولو اختلفا لجاز، كقولك: «اخرج فأحسن إليك» أي إن تخرج أحسنت إليك، ولو قلت: «قم فتقوم» لم يحسن، إذ لا فائدة فيه، لأن الفاعلين واحد، ويصير التقدير: «إن تقم تقم» فالنصب في هذا على الجواب بعيد في المعنى. وقال «الصبّان»: «7 نما لم يجعل منصوبا في جواب «كن» لأنه ليس هناك قول «كن» حقيقة، بل هي كناية عن تعلق القدرة تنجيزا بوجود الشيء، ولما سيأتي عن «ابن هشام» من أنه لا يجوز توافق الجواب والمجاب في الفعل والفاعل، بل لا بدّ من اختلافهما فيهما، أو في أحدهما، فلا يقال: «قم تقم». وبعضهم جعله منصوبا في جوابه نظرا إلى وجود الصيغة في هذه الصورة، ويردّه ما ذكرناه عن «ابن هشام» اهـ» «2».
وقرأ الباقون بالرفع في «فيكون» في المواضع الستة، وذلك على الاستئناف، والتقدير: «فهو يكون». قال ابن الجزري: .......... تسئل ... للضّمّ فافتح واجز من إذ ظلّلوا المعنى: قرأ المرموز له بالألف من «إذ» والظاء من «ظلّلوا» وهما: «نافع، ويعقوب» «ولا تسأل» من قوله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (سورة البقرة آية 119). بفتح التاء، وجزم اللام، وذلك على النهي، وظاهره أنه نهي حقيقة، نهي صلّى الله عليه وسلّم أن يسأل عن أحوال الكفار، لأن سياق الكلام يدلّ على أن ذلك عائد على اليهود، والنصارى، ومشركي العرب، الذين جحدوا نبوته صلّى الله عليه وسلّم، وكفروا عنادا، وأصرّوا على كفرهم، وكذلك جاء بعده قوله تعالى: وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (سورة البقرة آية 120). وقرأ الباقون «ولا تسأل» بضم التاء، ورفع اللام، وذلك على الاستئناف. والمعنى على ذلك: أنك لا تسأل عن الكفار ما لهم لم يؤمنوا، لأن ذلك ليس إليك، إن عليك إلّا البلاغ، إنك لا تهدي من أحببت، إنما أنت منذر، وفي ذلك تسلية له صلّى الله عليه وسلّم وتخفيف ما كان يجده من عنادهم، فكأنه قيل له: لست مسئولا عنهم فلا يحزنك كفرهم، وفي ذلك دليل على أنّ أحدا لا يسأل عن ذنب غيره، ولا تزر وازرة وزر أخرى. قال ابن الجزري: ويقرا إبراهيم ذي مع سورته ... مع مريم النحل أخيرا توبته آخر الانعام وعنكبوت مع ... أواخر النسا ثلاثة تبع والذرو والشورى امتحان أوّلا ... والنجم والحديد ماز الخلف لا المعنى: اختلف القراء في كلمة «إبراهيم» في ثلاثة وثلاثين موضعا: من
ذلك خمسة عشر موضعا في سورة البقرة نحو قوله تعالى: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ (سورة البقرة آية 124). والثلاثة الأخيرة من سورة النساء وهنّ: 1 - قوله تعالى: وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً (سورة النساء آية 125). 2 - قوله تعالى: وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا (سورة النساء آية 125). 3 - قوله تعالى: وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ (سورة النساء آية 163). والموضع الأخير من سورة الأنعام، وهو قوله تعالى: دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً (سورة الأنعام آية 161). والموضعان الأخيران من سورة التوبة وهما: 1 - قوله تعالى: وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ (سورة التوبة آية 114). 2 - قوله تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (سورة التوبة آية 114). وموضع في سورة إبراهيم، وهو قوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً (سورة إبراهيم آية 35). وموضعان في سورة النحل وهما: 1 - قوله تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً (سورة النحل آية 120). 2 - قوله تعالى: ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً (سورة النحل آية 123). وثلاثة مواضع في سورة مريم وهن: 1 - قوله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ (سورة مريم آية 41). 2 - قوله تعالى: قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ (سورة مريم آية 46). 3 - قوله تعالى: وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ (سورة مريم آية 58). والموضع الأخير من سورة العنكبوت وهو قوله تعالى: وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى (سورة العنكبوت آية 31).
وموضع في الشورى وهو قوله تعالى: وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى (سورة الشورى آية 13). وموضع في الذاريات وهو قوله تعالى: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (سورة الذاريات آية 24). وموضع في النجم وهو قوله تعالى: وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى (سورة النجم آية 37). وموضع في الحديد وهو قوله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ (سورة الحديد آية 26). والموضع الأول من سورة الممتحنة وهو قوله تعالى: قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ (سورة الممتحنة آية 4). فقرأ المرموز له بالميم من «ماز» بخلف عنه، واللام من «لا» وهو «ابن عامر» بخلف عن «ابن ذكوان» جميع هذه الألفاظ المتقدمة في الثلاثة والثلاثين موضعا «إبراهام» بفتح الهاء، وألف بعدها. وقرأ الباقون «إبراهيم» بكسر الهاء، وياء بعدها، وهو الوجه الثاني «لابن ذكوان» وهما لغتان بمعنى واحد. وقد كتبت هذه المواضع الثلاثة والثلاثون في المصحف الشامي بحذف الياء ليوافق خط المصحف قراءة «ابن عامر». وكتبت في بقية المصاحف بإثبات الياء، موافقة لقراءة باقي القراء بعد «ابن عامر». أمّا ما عدا هذه المواضع التي فيها الخلاف فقد اتفق القراء العشرة على قراءة لفظ «إبراهيم» بالياء، وقد اتفقت جميع المصاحف على رسمها بالياء، ليوافق خط المصحف القراءة. قال ابن الجزري: واتخذوا بالفتح كم أصل ..... ... ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالكاف من «كم» والألف من «أصل» وهما: «ابن عامر، ونافع» «واتخذوا» من قوله تعالى: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى (سورة البقرة آية 125) بفتح الخاء، على أنه فعل ماض أريد به الإخبار، وهو معطوف على قوله تعالى: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً مع إضمار «إذ». والمعنى: واتخذ الناس من المكان الذي وقف عليه نبي الله إبراهيم عليه السلام عند بناء الكعبة «مصلى» أي يصلون عنده بعد الطواف بالبيت الحرام. وقرأ الباقون «واتخذوا» بكسر الخاء، على أنه فعل أمر، والمأمور بذلك قيل: سيدنا «إبراهيم» وذريته، وقيل: نبينا «محمد» صلّى الله عليه وسلّم، وأمته، والأمر بالصلاة عند مقام سيدنا «إبراهيم» للندب، وليس للوجوب، بحيث من ترك الصلاة عند المقام لا يفسد حجه. قال ابن الجزري: .......... وخف ... أمتعه كم .......... المعنى: قرأ المرموز له بالكاف من «كم» وهو «ابن عامر» «فأمتعه» من قوله تعالى: قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا (سورة البقرة آية 126) بإسكان الميم، وتخفيف التاء، على أنه مضارع «أمتع» المعدّى بالهمزة. والمعنى: يخبر الله تعالى بأنه سيمتّع الكفّار بالرزق في الدنيا، وهذا النعيم الذي يجدونه إذا قيس بنعيم الدار الآخرة الذي لا ينقطع أبدا يعتبر نعيما ومتاعا قليلا، ثم بعد ذلك يكون مأواهم النار وبئس المصير. وقرأ الباقون «فأمتّعه» بفتح الميم، وتشديد التاء، على أنه مضارع «متّع» المعدّى بالتضعيف. قال ابن الجزري: .......... ... ...... أرنا أرني اختلف مختلسا حز وسكون الكسر حق ... وفصّلت لي الخلف من حقّ صدق
المعنى: «أرنا، وأرني» حيثما وقعا في القرآن الكريم: نحو قوله تعالى: وَأَرِنا مَناسِكَنا (سورة البقرة آية 128). وقوله تعالى: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى (سورة البقرة آية 260). فقرأ «ابن كثير، ويعقوب، وأبو عمرو» بخلف عنه بإسكان الراء في «أرنا» وأرني» حيثما وقعا في القرآن الكريم، والوجه الثاني لأبي عمرو الاختلاس. وقرأ «ابن ذكوان، وشعبة، وهشام» بكسر الراء في جميع المواضع ما عدا موضع فصلت (آية 29) وهو قوله تعالى: رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ. فقد قرءوه بإسكان الراء سوى «هشام» فقد ورد عنه وجهان: الكسر، والإسكان. وقرأ باقي القراء «أرنا وأرني» بكسر الراء فيهما، على الأصل، والكسر، والإسكان، والاختلاس، كلها لغات. قال ابن الجزري: أوصى يوصّى عمّ .......... ... .......... المعنى: قرأ المرموز لهم ب «عمّ» وهم: «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «ووصّى» من قوله تعالى: وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ (سورة البقرة آية 132). «وأوصى» بهمزة مفتوحة بين الواوين مع تخفيف الصاد، معدّى بالهمزة، وقد رسم المصحف المدني، والشامي طبقا لهذه القراءة «1». المعنى: أوصى نبيّ الله «إبراهيم» عليه السلام بنيه باتباع الملّة الحنيفية وهي الإخلاص لله تعالى في العبودية. وإنما خصّ البنين بالذكر لأن إشفاق
الأب عليهم أكثر، وهم بقبول الوصية أجدر، وإلّا فمن المعلوم أن سيدنا «إبراهيم» كان يدعو الجميع إلى عبادة الله وحده. وقرأ الباقون «ووصّى» بحذف الهمزة مع تشديد الصاد معدّى بالتضعيف، وقد رسمت المصاحف غير المدني والشامي، «ووصّى» طبقا لهذه القراءة، ليوافق الرسم القراءة. قال ابن الجزري: .......... أم يقول حف ... صف حرم شم .......... المعنى: قرأ المرموز له بالحاء من «حف» والصاد من «صف» ومدلول «حرم» والشين من «شم» وهم: «أبو عمرو، وشعبة، ونافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وروح» «تقولون» من قوله تعالى: أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى (سورة البقرة آية 140). «يقولون» بياء الغيب، على أنه إخبار عن اليهود، والنصارى، وهم غيّب، فجرى الكلام على لفظ الغيبة. أو على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة. المعنى: يستنكر الله تعالى على اليهود، والنصارى، ا