عبد الرحمن بن درهم (1290 - 1362هـ = 1873 - 1943م) عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن درهم، أحد أعلام الحركة الفكرية القطرية، وُلد في مدينة الدوحة، وتلقى علومه الشرعية واللغوية والأدبية والتاريخية على والده الشيخ عبد الله، ورحل وهو في الـ23 في بعثة علمية إلى الرياض، على نفقة حاكم قطر آنذاك الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني، وأُتيح لهذا الشاب أن يختلف إلى حلقات كبار العلماء هناك، لا سيَّما حلقة الشيخ عبد الله بن عبداللطيف آل الشيخ. وأقام الشيخ عبد الرحمن في الرياض حولاً كاملاً، رجع بعدها إلى وطنه متعمقاً في الدراسة على والده الشيخ عبد الله الذي تبوأ آنذاك منزلة جليلة بين العلماء بوصفه قاضي قطر الشرعي، وهو منصب ديني رفيع شغله والده 24 سنة. انتقل الشيخ عبد الرحمن إلى الحياة العملية فاشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولكنه لم ينقطع عن العلم، وظل شغفه بالكتب متصلاً، وكان ينفق الساعات من يومه ونهاره سائحاً في بساتين الأدب والعلم، غير مخلٍ أوقاته من فائدة يلتقطها من هنا وهناك، وعزم على أن يقدم لأبناء وطنه وعصره وأُمته كتاباً حافلاً يترجم عن سعة معرفته وضربه في المصادر والمظان، فجمع كتابه «نُزهة الأبصار» ، ولعلّ ممّا مكنه من إنجاز مهمته على أحسن وجه موهبته الشعرية وكثرة اطلاعه وشغفه بالأدب. عُرف ابن درهم بشخصيته المتماسكة وخصاله الحميدة، وكان مثالاً طيباً للإيمان الصادق واستقامة السيرة وكرم الخُلق وحسن المعشر وطيب النفس، وكان يجمع إلى ذلك صفات علمية أهمها: الصدق والأمانة والدقة وسعة المعرفة مع تواضع جم وحب لأهل العلم والأدب وإكرام لهم. ترك ابن درهم تآليف عدة ما زال بعضها مخطوطاً، غير أنّ كتابه «نُزهة الأبصار» غطى بشهرته وقيمته على سائر جهوده العلمية، ولذا طُبع غير مرة. (المرجع : صحيفة العرب القطرية)